سورة المطففين
873 - (ت) أبو هريرة -رضي الله عنه -: أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذا أخْطَأَ خطيئَة، نُكِتَتْ في قلبه نُكْتَةٌ، فإِذا هو نَزَعَ واسْتَغْفَرَ وتابَ، صُقِلَ قلبُه، وإنْ عادَ، زِيدَ فيها، حتى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، وهو الرَّانُ الذي ذكره الله {كلا بل رانَ على قُلُوبِهمْ ما كانوا يكْسِبُونَ} [المطففين: 14] » . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نكت) النكت: الأثر في الشيء.
(الران) ران على قلبه، أي: غطى، وقيل غلب.
__________
(1) رقم (3331) في التفسير، باب ومن سورة ويل للمطففين، وأخرجه ابن ماجة رقم (4244) في الزهد، باب ذكر الذنوب، وأحمد في مسنده 2 / 297، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وصححه ابن حبان رقم (1771) ، وأخرجه الحاكم في مستدركه 2 / 517 وقال: حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 6 / 325 وزاد نسبته لابن جرير وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في " شعب الإيمان ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (2/297) قال:حدثنا صفوان بن عيسى. و «ابن ماجة» (4244) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، والوليد بن مسلم، و «الترمذي» (3334) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. و «النسائى» في عمل اليوم والليلة (418) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث أربعتهم-صفوان بن عيسى، وحاتم بن إسماعيل، والوليد بن مسلم، والليث - عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح فذكره. وقال الترمذي:هذا حديث حسن صحيح.(2/425)
سورة إذا السماء انشقت
874 - (خ) - ابن عباس - رضي الله عنه - في قوله تعالى: {لتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عن طَبَقٍ (1) } [الانشقاق: 19] قال: حالاً بعد حَالٍ، قال هذا نبيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم. أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) هذا التفسير من ابن عباس على قراءة فتح الباء من قوله {لتركبن} وبها قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي.
وقد أخرج الطبري 30 / 78 الحديث المذكور عن يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم بلفظ: " أن ابن عباس كان يقرأ: {لتركبن طبقاً عن طبق} يعني نبيكم حالاً بعد حال " قال الحافظ: وأخرجه أبو عبيد في كتاب " القراءات " عن هشيم وزاد: - يعني بفتح الباء -.
قال الطبري: قرأها ابن مسعود وابن عباس وعامة قراء مكة والكوفة بالفتح، والباقون بالضم، على أنه خطاب للأمة، ورجحها أبو عبيد لسياق ما قبلها وما بعدها، ثم أخرج عن الحسن وعكرمة وسعيد بن جبير وغيرهم قالوا: {طبقاً عن طبق} يعني: حالاً بعد حال.
ومن طريق الحسن أيضاً وأبي العالية ومسروق قالوا: السموات.
وأخرج الطبري أيضاً، والحاكم من حديث ابن مسعود إلى قوله: {لتركبن طبقاً عن طبق} قال: السماء.
وفي لفظ الطبري عن ابن مسعود قال: " السماء تصير مرة كالدهان، ومرة تنشق ". وفي لفظ: " تنشق ثم تحمر ثم تنفطر " ورجح الطبري الأول.
وأصل الطبق: الشدة، والمراد بها هاهنا: ما يقع من الشدائد يوم القيامة. والطبق: ما طابق غيره، يقال: ما هذا بطبق كذا. أي: لا يطابقه، ومعنى قوله: " حالاً بعد حال " أي: حال مطابقة للتي قبلها في الشدة، وهو جمع طبقة، وهي المرتبة، أي: هي طبقات بعضها أشد من بعض.
(2) 8 / 536 في تفسير سورة إذا السماء انشقت، باب {لتركبن طبقاً عن طبق} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4940) حدثنا سعيد بن عبد النضر أخبرنا هشيم أخبرنا أبو بشر جعفر بن إياس عن مجاهد فذكره.(2/426)
سورة البروج
875 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: [ص:427] «اليومُ الموعودُ: يومُ القيامة، واليومُ المشهودُ، يومُ عرفة، والشاهدُ: يومُ الجمعة» قال: «وما طلعتِ الشمسُ ولا غَرَبت على يومٍ أفْضَلَ منه، فيه ساعةٌ لا يُوافقُها عبْدٌ مؤمِنٌ يدعو الله بخير إلا استجابَ الله له، ولا يستعيذُ من شَرّ إلا أَعاذَه الله منه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) في التفسير، باب ومن سورة البروج، وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة، وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد وغيره من قبل حفظه، وقد روى شعبة وسفيان الثوري وغير واحد من الأئمة عن موسى بن عبيدة. نقول: لكن ثبت في " صحيح مسلم " رقم (854) في الجمعة، باب فضل يوم الجمعة من حديث أبي هريرة مرفوعاً " خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة "، وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة: " إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه " فيتقوى بهما بعض حديث الباب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف مرفوعا: أخرجه الترمذي (3339) قال: ثنا عبد بن حميد، ثماروح بن عبادة وعبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، فذكره. وقال: ثنا علي بن حجر. ثنا قران بن تمام الأسدي، عن موسى بن عبيدة بهذا الإسناد نحوه. وموسى بن عبيدة الربذي يكني أبا عبد العزيز، وقد تكلم فيه يحيى وغيره من قبل حفظه.
وقد روى شعبة والثوري وغير واحد من الأئمة عنه وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، إلا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة، وموسى بن عبيدة، يضعف في الحديث ضعفه يحيى بن سعيد، وغيره ولكن تابعه عمار مولى بني هاشم، عن أبي هريرة:
أخرجه أحمد 2/298 قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. قال: سمعت علي بن زيد ويونس بن عبيد يحدثان، عن عمار مولى بني هاشم، عن أبي هريرة. أما علي فرفعه. أن النبي صلى الله عليه وسلم وأما يونس فلم يعد أبا هريرة، أنه قال في هذه الآية، فذكره.
وأخرجه أحمد 2/298 قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن يونس. قال: سمعت عمارا مولى بني هاشم يحدث، أنه قال قي هذه الآية: {وشاهد ومشهود} . قال: الشاهد يوم الجمعة. والمشهود يوم عرفة، والموعود يوم القيامة.(2/426)
سورة سبح اسم ربك الأعلى
876 - () (أبو ذَرّ الغفاري - رضي الله عنه -) : قال: دخلتُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ للمسجد تحية» قلتُ: وما تَحِيَّتُه، يا رسول الله؟ قال: «ركْعَتانِ تَرْكَعُهُما» قلتُ: يا رسولَ الله، هل أنْزَلَ الله عَليْكَ شَيئاً مِمَّا كان في صُحفِ إبراهيم وموسى؟ قال: يا أبا ذَرّ، اقرأ {قَدْ أَفلح من تَزَكَّى. وذَكرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلى. بَلْ تُؤثِرونَ الحياة الدنيا. والآخرةُ خيرٌ وأبْقى. إنَّ هذا لفي الصُّحفِ الأولى. صُحُفِ إبراهيم وموسى} [سبح اسم ربك الأعلى: 14 - 19] قلتُ: يا رسول الله، فما كانَتْ صحفُ [ص:428] مُوسى؟ قال: «كانت عِبراً كلُّهَا: عَجِبْتُ لمن أَيْقَنَ بالموتِ، ثم يفرحُ، عجبتُ لمن أيقن بالنَّارِ ثم يضحك، عجبتُ لمن رأَى الدنيا وتَقَلُّبَها بأهلها ثم يطمئن، عجبت لِمَنْ أيْقَنَ بالقَدَرِ ثم يَنصبُ، عجبتُ لمن أيْقَنَ بالحساب، ثم لا يعمل» . أخرجه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عِبراً) العبر: جمع عبرة، وهي الموعظة ونحوها.
(ينصب) النصب: التعب.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد ذكره السيوطي في " الدر " 6 / 341 بأطول من هذا، ونسبه إلى عبد بن حميد وابن مردويه وابن عساكر.(2/427)
سورة الفجر
877 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئلَ عن الشَّفْعِ والوَتْرِ؟ قال: هي الصلاة، بعضُها شفع، وبعضها وَتْرٌ. أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شفع) الشفع: الزوج. [ص:429]
(وتر) الوتر: الفرد، تكسر واوه وتفتح.
__________
(1) رقم (3339) في التفسير، باب ومن سورة الفجر، وأخرجه أحمد في مسنده 4 / 437 و 438 و 442، والحاكم في مستدركه 2 / 522 وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 6 / 346 وزاد نسبته لعبد بن حميد وعبد الرزاق وابن مردويه وابن جرير وابن أبي حاتم، نقول: في سنده عمران بن عصام، لم يوثقه غير ابن حبان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد 4/437 قال: حدثنا أبو داود. وفي 4/438 قال: حدثنا بهز. وفي 2/442 قال: حدثنا يزيد وعفان وعبد الصمد. و «الترمذي» 3342 قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود.
ستتهم- أبو داود، وبهز، ويزيد بن هارون، وعفان، وعبد الصمد، وابن مهدي - عن همام، عن قتادة، عن عمران بن عصام، عن رجل من أهل البصرة، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث قتادة. وقد رواه خالد بن قيس الحراني، عن قتادة أيضا.(2/428)
سورة الشمس
878 - (خ م ت) عبد الله بن زمعة (1) - رضي الله عنه -: أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يخطُب - وذكَرَ النَّاقَةَ والذي عَقَرَهَا - فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم {إِذِ انْبعثَ أشقاها} [الشمس: 12] انبعثَ لها رجلٌ عزيزٌ عَارِمٌ مَنيعٌ في رهطهِ، مثل أبي زَمعة، وذكر النِّساء - وفي رواية: ثم ذكر النساءَ - فوعظ فيهن. فقال: يَعْمِدُ أحدُكم فَيَجْلِدُ امرأتَهُ جَلدَ العبدِ، فلعلَّهُ يُضَاجِعُها من آخر يومه، ثم وعظهم في ضحِكِهم من الضَّرْطةِ، قال: لِمَ يضحكْ أَحدكم مما يفعل؟. أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، هكذا. وفرقه البخاري أيضاً في مواضع من كتابه (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عقرها) العقر: الجرح، وعقر ناقته: ضرب قوائمها بالسيف فقطعها. [ص:430]
(انبعث) مضى لشأنه، وثار ذاهباً لقضاء حاجته وأربه.
عارم: العارم: الشديد الممتنع.
__________
(1) هو عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى، صحابي مشهور، وأمه قريبة: أخت أم سلمة أم المؤمنين.
(2) البخاري 8 / 542 في تفسير سورة الشمس، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى {وإلى ثمود أخاهم صالحاً} ، وفي النكاح، باب ما يكره من ضرب النساء، وفي الأدب، باب قول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم} ، ومسلم رقم (2855) في الجنة وصفة نعيمها، والترمذي رقم (3340) في التفسير، باب ومن سورة الشمس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (569) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (4/17) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/17) قال: حدثنا أبو معاوية. وفيه (4/17) قال: حدثنا ابن نمير. وفيه (4/17) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. و «الدارمي» (2226) قال: أخبرنا جعفر بن عون. و «البخارى (4/180) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا سفيان. وفي (6/210) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا وهيب. وفي (7/42) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. وفي (8/18) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. و «مسلم» (8/154) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حدثنا ابن نمير. و «ابن ماجة» (1983) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. و «الترمذي» 3343 قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا عبدة. و «النسائى» في الكبرى (تحفة الأشراف) 5294 عن محمد بن رافع، وهارون بن إسحاق عن عبدة بن سليمان (ح) وعن محمد بن منصور، عن سفيان بن عيينة.
ثمانيتهم - سفيان بن عيينة، ووكيع، وأبو معاوية، وابن نمير، وجعفر، ووهيب، وسفيان الثوري، وعبدة- عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.(2/429)
سورة والضحى
879 - (خ م ت) جُندُب بن سفيان البجلي - رضي الله عنه - قال: اشْتكى (1) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فلم يَقُمْ لَيْلَة أَو ليْلَتِيْن، وفي رواية: ليلتين أو ثلاثاً - فجاءتهُ امرأَةٌ، فقالت: يا محمد، إِني لأرجو أنْ يكونَ شَيْطانُكَ قد تركَكَ، لم أرَهُ قَرَبَكَ مُنْذُ ليْلَتَيْنِ، أَو ثلاثٍ قال: فأنزل الله عز وجل {والضُّحَى. واللَّيْلِ إذا سَجَى. ما وَدَّعَكَ ربُّكَ ومَا قَلَى} [الضُّحى: 1- 3] .
وفي رواية قال: أبطأ جبريل على رسولٍِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال المشركونَ: قد وُدِّعَ مُحَمَّدٌ، فأنزل اللهُ عز وجل: {والضُّحَى. واللَّيْلِ إذا سَجَى. ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ ومَا قَلَى} . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرجه الترمذي قال: كُنتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في غارٍ، فَدَمِيَتْ إِصْبَعُهُ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
هَلْ أَنتِ إلا إصْبَعٌ دَميتِ ... وفي سبيل الله ما لقيتِ؟
قال: فأبطأَ عليه جبريل عليه السلام، فقال المشركون: قد وُدِّعَ [ص:431] محمدٌ، فأنزل الله تبارك وتعالى: {ما وَدَّعَكَ ربُّكَ ومَا قَلَى (2) } .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قلا) قلاه: إذا هجره، والاسم: القِلى.
__________
(1) أي: مرض، والمرأة: هي أم جميل – بفتح الجيم – امرأة أبي لهب وأخت أبي سفيان، و " قرب " بالضم لازم، يقال: قرب الشيء، أي دنا، وبالكسر: متعد، يقال: قربته، أي: دنوت منه.
(2) البخاري 8 / 545 في تفسير سورة الضحى، باب قوله تعالى: {ما ودعك ربك وما قلى} ، وفي التهجد، باب ترك القيام للمريض، وفي فضائل القرآن، باب كيف نزول الوحي، ومسلم رقم (1797) في الجهاد، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المنافقين، والترمذي رقم (3342) في التفسير، باب ومن سورة الضحى، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (777) . ومسلم (5/182) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. و «الترمذي» (3345) قال: حدثنا ابن أبي عمر. ثلاثتهم - الحميدي وإسحاق، وابن أبي عمر- قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا سفيان بن عيينة.
2-وأخرجه أحمد (4/312) قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «البخاري» (6/213) قال: حدثنا محمد ابن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر- غندر - و «مسلم» (5/182) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى وابن بشار، قالوا: حدثنا محمد بن جعفر. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف -3249) عن إسماعيل بن مسعود، عن بشر بن المفضل. كلاها - ابن جعفر، وبشر - عن شعبة.
3- وأخرجه أحمد (4/312) قال: حدثنا بحيى بن آدم. و «البخارى» (6/213) قال: حدثنا أحمد بن يونس. و «مسلم» (5/182) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، قال: إسحاق: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا يحيى بن آدم. كلاهما - يحيى، وأحمد بن يونس - قالا: حدثنا زهير.
4- وأخرجه أحمد (4/12) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (4/313) قال: حدثنا وكيع. و «البخاري» (2/62، 6/224) قال: حدثنا أبونعيم. وفي (2/62) قال: حدثنا محمد بن كثير. و «مسلم» (5/182) قال: حدثا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا الملائي. ثلاثتهم - أبو نعيم الملائي، ووكيع، ومحمد - قال: محمد أخبرنا. وقال الأخران: حدثنا سفيان (هو الثوري) .
أربعتهم - سفيان بن عيينة، وشعبة، وزهير، والثوري - عن الأسود بن قيس، فذكره.(2/430)
سورة أقرأ
880 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، فجاءَ أبو جهلٍ، فقال: ألم أنهك عن هذا؟ أَلم أنْهَكَ عن هذا؟ فانصرف النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فَزَبَرَهُ، فقال أبو جهلٍ: إنك لتَعْلَمُ ما بِها نَاد أَكْثَرَ منِّي، فأنزل الله تبارك وتعالى: {فلْيَدْعُ نادِيَهْ. سَنَدْعُ الزَّبَانيةَ} [اقرأ: 17، 18] قال ابن عباس: والله لو دعَا نَادِيَه لأَخَذَتهُ زَبانِيَةُ اللهِ. أخرجه الترمذي (1) . [ص:432]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ناد) النادي: مجتمع القوم.
__________
(1) رقم (3346) في التفسير، باب ومن سورة اقرأ باسم ربك، وإسناده حسن. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح، وأخرجه أحمد في " المسند " رقم (2321) و (3045) ، وأخرج مسلم في صحيحه رقم (2797) في صفات المنافقين، باب قوله تعالى: {إن الإنسان ليطغى} من حديث أبي هريرة قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قال: فقيل: نعم، فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، أو لأعفرن وجهه في التراب، قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى زعم ليطأ على رقبته، قال: فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقي بيديه، قال: فقيل له: ما لك؟ فقال إن بيني وبينه لخندقاً من نار وهولاً وأجنحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً [ص:432] عضواً» قال: فأنزل الله عز وجل - لا ندري في حديث أبي هريرة أو شيء بلغه - {كلا إن الإنسان ليطغى} إلى آخر السورة، وأخرجه أحمد والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3349) حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو خالد عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس فذكره.
وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح، وفيه - أي الباب - عن أبي هريرة رضي الله عنه.(2/431)
سورة القدر
881 - (ت) يوسف بن سعد -رحمه الله-: قال: قام رجلٌ إلى الحسن بن علي، بعد ما بَايَعَ مُعاوِيَةَ، فقال: سَوَّدْتَ وُجُوهَ المؤمنين، أَو يا مُسَوِّد وجوهِ المؤمنين، فقال: لا تُؤنِّبْني - رحمك الله - فإِنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أُرِي بني أُمَيَّةَ على مِنْبَرِهِ، فساءهُ ذلك، فنزلت: {إنا أعطيناك الكوثر} [الكوثر: 1] يا محمدُ، يعني نهراً في الجنة، ونزلت: {إنا أَنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر} [القدر: 1 - 3] يملكها بعدك بَنُو أُمَيَّة يا مُحمدُ، قال القاسم بنُ الْفَضْلِ: فعدَدْنا، فإِذا هي ألفُ شهرٍ، لا تزيدُ يوماً ولا تنقُص. أخرجه الترمذي (1) . [ص:433]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تؤنبني) التأنيب: اللوم والتعنيف.
(خير من ألف شهر) قد جاء في متن الحديث «أن مدة ولاية بني أمية كانت ألف شهر» ، وألف شهر هي: ثلاث وثمانون سنة، وأربعة أشهر، وكان أول ولاية بني أمية منذ بيعة الحسن بن علي-رضي الله عنهما - لمعاوية بن أبي سفيان، وذلك على رأس ثلاثين سنة من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في آخر سنة أربعين من الهجرة وكان انقضاء دولتهم على يد أبي مسلم الخراساني في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، فيكون ذلك اثنتين وتسعين سنة، يسقط منها مدة خلافة عبد الله بن الزبير، وهي ثماني سنين وثمانية أشهر، يبقى ثلاث وثمانون سنة، وأربعة أشهر، وهي ألف شهر (2) .
__________
(1) رقم (3347) في التفسير، باب ومن سورة القدر، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث القاسم بن الفضل. وقد قيل: من حديث أبي داود الطيالسي عن القاسم بن الفضل الحداني عن يوسف عن سعيد عن القاسم بن الفضل عن يوسف بن مازن، وأخرجه الحاكم في مستدركه 3 / 170 و 171، وإسناده صحيح، ووافقه الذهبي، وقد رد الحافظ ابن كثير هذا الحديث في تفسيره 9 / 251 من جهة متنه، وقال: إنه منكر، ونقل تضعيفه عن شيخه الحافظ أبي الحجاج المزي، فراجعه إن شئت.
(2) من العجيب أن يسوق المصنف هذا مساق الدليل القاطع، مع أن الحديث قد تقدم القول: أنه منكر، ومع أن السورة لا تمت إلى هذا الذي قاله بأي سبب من الأسباب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه الترمذي (3350) قال: ثنا محمود بن غيلان، قال: ثنا أبو داود الطيالسي، قال: ثنا القسام بن الفضل الحداني، عن يونس بن سعد، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لانعرفه إلا من هذه الوجه من حديث القاسم بن الفضل. وقد قيل عن القاسم بن الفضل عن يوسف بن مازن. والقاسم بن الفضل الحراني هو ثقة، وثقه يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ويوسف بن سعد رجل مجهول، ولانعرف هذا الحديث على هذا اللفظ إلا من هذا الوجه.(2/432)
سورة إذا زلزلت
882 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية» {يومئذ تُحَدِّثُ أخبارها} [إذا زلزلت: 4] قال: «أتَدرون ما أخبارُها؟» قالوا الله ورسولُهُ أعلم. قال: «فإنَّ أخبارها: أنْ تَشْهَدَ على كُلِّ عَبْدٍ أو أمَةٍ بما عَمِلَ على ظَهرها، تقول: عَمِلَ يومَ كذا، كذا وكذا، فهذا أخْبارُها» . [ص:434] أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3350) في التفسير، باب ومن سورة إذا زلزلت، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب، وأخرجه أحمد في مسنده 2 / 374، والحاكم في مستدركه 2 / 532 وقال: حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، نقول: وفي سنده يحيى بن أبي سليمان المدني، لينه الحافظ في " التقريب " وباقي رجاله ثقات، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 6 / 380 وزاد نسبته لعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3353) حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا سعيد بن أبي أيوب عن يحيى بن أبي سليمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة فذكره. قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.(2/433)
سورة التكاثر
883 - (ت) الزبير بن العوام - رضي الله عنه - قال: لما نزلت {ثم لَتُسْألُنَّ يومَئذٍ عن النَّعيم} [التكاثر: 8] قال الزبير: يا رسولَ الله، وأيُّ نَعيم نُسْأَلُ عنه، وإنما هما الأسودان: التمرُ والماء؟ قال: أمَا إنهُ سيكونُ. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3354) في التفسير، باب ومن سورة ألهاكم التكاثر، وأخرجه ابن ماجة رقم (4158) في الزهد، باب معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأحمد في مسنده 1 / 164 وهو حديث صحيح، وقد حسنه الترمذي، ويشهد له حديث أبي هريرة الآتي، وحديث محمود بن لبيد عند احمد 5 / 429.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه الحميدي (61) وأحمد (1/164) (1405) . وابن ماجة (4158) والترمذي (3356) قال: (ابن ماجة، والترمذي) حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني. ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد، ومحمد- قالوا: حدثنا سفيان، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد الله بن الزبير، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.(2/434)
884 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: لما نزلت هذه الآية {ثم لَتُسْألُنَّ يومَئذٍ عن النَّعيم} قال الناس: يا رسول الله، عن أيِّ النَّعِيم نُسْألُ، وإنما هما الأسودان، والعدوُّ حاضرٌ، وسيُوفُنا على عواِتقِنا؟ قال: إنَّ ذلك سيكون. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3354) في التفسير، باب ومن سورة التكاثر، وهو بمعنى الحديث السابق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3357) حدثنا عبد بن حميد حدثنا أحمد بن يونس عن أبي بكر بن عياش عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن فذكره.(2/434)
885 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أولُ ما يسأَلُ عنه العبد يوم القيامةِ من النعيم، أنْ يُقَالَ له: ألمْ نُصِحَّ لك جِسْمَكَ؟ ونُرْوِكَ من الماء البارِدِ؟. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3355) في التفسير، باب ومن سورة ألهاكم التكاثر، وإسناده قوي، وصححه ابن حبان رقم (2585) ، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 6 / 388 وزاد نسبته لأحمد في " زوائد الزهد " وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه والبيهقي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3358) قال: ثنا عبد بن حميد، ثنا شبابة عن عبد الله بن العلاء عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزم الأشعري، فذكره. وقال الترمذي: هذا: حديث غريب، والضحاك: هو ابن عبد الرحمن بن عرزب، ويقال ابن عرزم. وابن عرزم أصح.(2/435)
سورة أرأيت
886 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: كُنَّا نَعُدُّ الماعون على عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم عاريَةَ الدَّلْوِ والْقِدْرِ. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1657) في الزكاة، باب حقوق المال، وإسناده حسن، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 6 / 400 وزاد نسبته لسعيد بن منصور وابن أبي شيبة والنسائي والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في " الأوسط " وابن مردويه والبيهقي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1657) حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا أبو عوانة عن عاصم بن أبي النجود، عن شقيق عن عبد الله فذكره.(2/435)
سورة الكوثر
887 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: بينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ بيْنَ أَظْهُرِنا في المسجدِ، إِذْ أَغْفَى إِغفاءة، ثم رفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّماً، فقلنا: ما أضْحَكَكَ يا رسولَ الله؟ قال: «نزلت عليَّ آنفاً سورةٌ، فقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم. إِنا أعطيناك الكَوْثَرَ. فصَلِّ لربِّك وانْحَرْ. إن شانِئَك هو الأبْتَرُ} [الكوثر: 1- 3] ثم قال: أتَدْرُون ما الكوثر؟ فقلنا: [ص:436] الله ورسوله أعلم، قال: فإِنه نَهْرٌ وَعدَنيهِ ربِّي عزَّ وجلَّ، عليه خيْرٌ كثيرٌ، هو حَوْضٌ تَرِدُ عليه أُمَّتي يومَ القيامة، آنيتُه عَدَدَ نُجُومِ السماءِ (1) فيُخْتَلِجُ العبدُ منهم، فأقولُ: ربِّ، إِنهُ من أُمَّتي، فيقول: ما تَدْرِي ما أحْدَثَ بعدَك؟» .
وفي رواية نحوه، وفيه إنه نَهرٌ وعَدنيه رَبِّي في الجنَّةِ، عليه حَوْضي ولم يذْكُرْ: «آنيتُه عَدَدُ النُّجُوم» . هذه رواية مسلم.
وقد أخرجه هو أيضاً، والبخاري مختصراً، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليَرِدَنَّ عليَّ الحوض رَجالٌ مِمَّنْ صاحَبَني، حتى إذَا رأَيتُهم ورُفِعُوا إليَّ: اخْتُلجُوا دُونِي، فَلأَقُوَلنَّ، أيْ ربِّ، أُصَيْحابي، أُصَيْحابي، فَلَيُقَالنَّ لي، إنَّكَ لا تدْري ما أحْدَثُوا بعْدَكَ» .
وفي رواية للبخاري: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لمَّا عرجُ بِي إلى السَّماءِ، أَتيْتُ على نَهْرٍ حافَتاهُ قِبابُ اللُّؤلُؤِ الْمُجَوَّفِ، فَقُلْتُ: ما هذا يا جبريل؟ قال: الكوثرُ.
وفي أخرى له، قال: «بينا أنا أسِيرُ في الجنَّةِ، إذا أنا بِنَهْرٍ حافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤلُؤِ الْمُجَوَّفِ، قلت: ما هذا يا جبريل؟» قال: الكوثرُ الذي أعطاك ربُّكَ، فإذا طِيبُهُ - أو طِينُهُ - مِسْكٌ أَذْفَرُ، شَكَّ الراوي.
وأخرجه الترمذي قال: بينا أنا أَسيرُ في الْجَنَّةِ إذ عَرَضَ لي نَهرٌ حافَتاهُ قِبابُ اللؤْلُؤِ، قلتُ لِلْمَلكِ: مَا هذا؟ قال: هذا الكوثَرُ الذي أَعطاكَهُ اللهُ، قال: ثم ضَرَبَ بيده إلى طينه، فاسْتَخْرَجَ لي مِسكاً، ثم رُفِعَتْ لي سِدْرةُ [ص:437] المنْتَهى، فرأيتُ عندها نوراً عظيماً.
[وله في أخرى: [في قوله] : {إِنا أعطيناك الكَوْثَرَ} أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: هو نهرٌ في الجنة، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «رأيتُ نَهْراً في الجنة، حافتاهُ قِبابُ اللُّؤلؤِ، قلتُ: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثَرُ الذي أعطاكَهُ اللهُ» ] .
وأخرجه أبو داود مثل رواية مسلم الأولى إلى قوله: عليه خيرٌ كثير.
وفي أخرى له: «أَنَّهُ نَهرٌ وعَدَنيهِ رَبِّي في الجنةِ» . ولم يذكر الإغْفاء، ولا أنه «كان بين أظْهُرِنا في المسجد» .
وفي أخرى له: لما عَرَجَ بنبيِّ اللهِ في الجنَّةِ - أو كما قال: - عَرَض له نَهرٌ في الجنَّةِ، حَافَتاهُ الياقُوتُ المُجَيَّبُ - أو قال: المُجَوَّف - فَضَرَبَ المَلك الذي مَعَهُ يَدَهُ، فَاسْتَخْرَجَ مِسكاً، فقال محمد صلى الله عليه وسلم لِلمَلكَ الذي مَعَهُ: ما هذا: قال: الكوثر الذي أعطاكَهُ اللهُ» .
وأخرجه النسائي بنحوٍ من هذه الروايات المذكورة (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آنفاً) يعني الآن والساعة. [ص:438]
(الأبتر) المقطوع النسل الذي لا ولد له، وقيل: المنقطع من كل خير.
والشانئ: المبغض والعدو.
(فيختلج) الاختلاج: الاستلاب والاجتذاب.
(المجيَّب) الذي جاء في كتاب البخاري «المجوف» ومعناه ظاهر، يعني أنها قباب مجوفة من لؤلؤ، والذي جاء في كتاب أبي داود «المجيب» أو «المجوف» كذا جاء بالشك فإن كان بالفاء: فهو كما سبق.
والذي رأيته في كتاب الخطابي «المجيَّب» - أو «المجوف» - بالباء، وقال معناه، الأجوف، وأصله من جُبتُ الشيء: إذا قطعته، والشيء، مجيَّب ومجوَّب، كما قالوا: مشوَّب ومشيَّب، وانقلاب الياء عن الواو كثير في كلامهم. كذا فسره الخطابي رحمه الله تعالى.
__________
(1) ولفظ مسلم: آنيته عدد النجوم.
(2) البخاري 8 / 562 و 563 في تفسير سورة {إنا أعطيناك الكوثر} ، وفي الرقاق، باب الحوض، ومسلم رقم (400) في الصلاة، باب حجة من قال: البسملة آية من أول كل سورة، والترمذي رقم (3357) في التفسير، باب ومن سورة {إنا أعطيناك الكوثر} ، وأبو داود رقم (4747) و (4748) في السنة، باب في الحوض، والنسائي 3 / 133 و 134 في الصلاة، باب قراءة (بسم الله الرحمن الرحيم) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه أحمد (3/102) (مرتين) ومسلم (2/، 13 7/71) قال: ثنا أبو كريب، محمد بن العلاء، و «أبو داود» (، 784 4747) قال: ثنا هناد بن السري: ثلاتهم - أحمد، وأبوكريب، وهناد - عن محمد بن فضيل.
2- وأخرجه مسلم (2/12، 7/71) قال: ثنا علي بن حجر، وأبو بكر بن أبي شيبة، و «النسائي» 2/133 وفي الكبرى (887) قال: ثنا علي بن حجر. كلاهما - علي، وأبو بكر - قالا: ثنا علي بن مسهر. كلاهما - ابن الفضيل، وعلي بن مسهر - عن المختار بن فلفل، فذكره.
والرواية الثانية:
1-أخرجها أحمد (3/207) قال: ثنا يونس. و «البخارى 6/219 قال: ثنا آدم كلاهما (يونس، وآدم قالا: ثنا شيبان.
2- وأخرجه أحمد (3/191) قال: ثنا بهز، وعفان. وفي 3/289 قال: ثنا بهز. و «البخاري» (8/149) قال: ثنا أبو الوليد. وفي 8/149 قال: ثنا هدبة بن خالد.
أربعتهم قالوا: ثنا همام بن يحيى.
3- وأخرجه أحمد (3/164) وعبد بن حميد (1190) ، والترمذي (3359) قال: ثنا عبد بن حميد. و «النسائى» في الكبرى (تحفة الأشراف 1338) عن إسحاق بن إبراهيم. ثلاثتهم عن عبد الرزاق - عن معمر.
4- وأخرجه أحمد (3/231، 232) قال: ثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: ثنا سعيد بن أبي عروبة.
5- وأخرجه أبو داود (4748) قال: ثنا عاصم بن النضر، ثنا المعتمر، قال: سمعت أببي.
6- وأخرجه الترمذي (3360) قال: ثنا أحمد بن منيع، قال: ثنا سريج بن النعمان، قال: ثنا الحكم ابن عبد الملك.
ستتهم -شيبان، وهمام، ومعمر، وسعيد، وسليمان التميي، والحكم - عن قتادة، فذكره.
والرواية الثالثة: أخرجها أحمد (3/152) قال: ثنا عبد الصمد. وفي 3/247 قال: ثنا عفان. كلاهما قالا: ثنا حماد، عن ثابت فذكره.
والرواية الرابعة: أخرجها أحمد (3/103) قال: ثنا ابن أبي عدي. وفي (3/115) قال: ثنا يحيى. وفي (3/263) قال: ثنا عبد الله بن بكر. ثلاثتهم عن حميد، فذكره.(2/435)
888 - (خ) أبو بشر جعفر بن إِياس اليشكري -رحمه الله-: عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباسٍ، قال في الكوثر: هو الخير الذي أعطاه الله إِيَّاهُ، قُلْتُ لسعيدٍ: فإِنَّ ناساً يزعُمُون أنَّهُ نَهْرٌ في الجنة؟ فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاهُ اللهُ إياه. أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 8 / 563 في تفسير سورة {إنا أعطيناك الكوثر} ، وفي الرقاق، باب الحوض.
قال الحافظ في " الفتح ": هذا تأويل من سعيد بن جبير، جمع به بين حديثي عائشة وابن عباس رضي الله عنهما، وكأن الناس الذين عناهم أبو بشر: أبو إسحاق وقتادة، ونحوهما ممن روى ذلك صريحاً: أن الكوثر، هو النهر. ثم قال: وحاصل ما قاله سعيد بن جبير: أن قول ابن عباس: إنه الخير الكثير، لا يخالف قول غيره: إن المراد به نهر في الجنة، لأن النهر فرد من أفراد الخير الكثير، ولعل سعيداً أومأ إلى أن تأويل ابن عباس أولى لعمومه، لكن ثبت تخصيصه بالنهر، من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم، فلا معدل عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4966) حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم حدثنا أبو بشر عن سعيد ابن جبير فذكره.(2/438)
889 - (ت) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «الكوثرُ: نهرٌ في الجنَّةِ حافتاهُ من ذهَبٍ، ومَجْراهُ على الدُّرِّ والْيَاقُوتِ، تُرْبَتُهُ أطْيَبُ من الْمِسْكِ، ومَاؤُهُ أَحْلى من الْعَسَلِ، وأَبَيضُ من الثَّلْجِ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3358) في التفسير، باب ومن سورة الكوثر، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه ابن ماجة رقم (4334) في الزهد، باب صفة الجنة، وأحمد في مسنده 2 / 112، وإسناده صحيح، فإن الراوي عن عطاء عنده هو حماد بن زيد، وقد سمع منه قديماً، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 6 /403 وزاد نسبته لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه وابن أبي حاتم وابن جرير.(2/439)
890 - (خ) عائشة - رضي الله عنها -: قال عامرُ بنُ عبدِ الله بنِ مسعودٍ (1) سألتُ عائِشَةَ عن قوله تعالى {إِنا أعطيناك الكَوْثَرَ} فقالت: الكَوْثَرُ نهر أُعْطِيهُ نَبِيُّكُم، شَاطِئَاهُ (2) عليه دُرٌّ مُجَوَّفٌ، آنيتُه كعَددِ النجوم. أخرجه البخاري (3) .
__________
(1) هو أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود الهذلي، روى عنه إبراهيم النخعي، ومجاهد ونافع بن جبير وأبو إسحاق السبيعي، وعمرو بن مرة، وروى هو عن أبي موسى الأشعري وعائشة وكعب بن عجرة، قال عمرو بن مرة: سألت عامراً: هل تذكر عن أبيك عبد الله شيئاً؟ قال: لا.
(2) قال العيني: " عليه " يرجع إلى جنس الشاطئ، ولهذا لم يقل: عليهما، و " در " مرفوع على أنه مبتدأ، و " مجوف " صفته، وخبره " عليه " والجملة خبر المبتدأ الأول، أعني: " شاطئاه ".
(3) 8 / 563 في تفسير سورة {إنا أعطيناك الكوثر} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه البخاري (4965) حدثنا خالد بن يزيد الكاهلي حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة،فذكره.(2/439)
891 - (عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -) قال: قالت قُرَيشٌ: ليس له ولَدٌ، وسيموتُ وينْقَطِع أَثَرُهُ، فأنزل اللهُ تعالى سورة الكوثَر، إلى [ص:440] قوله {إِنَّ شَانِئَكَ هُو الأبْتَرُ} - يعني: شَانىء محمد صلى الله عليه وسلم: هو الأبتَرُ. أخرجه رزين.(2/439)
سورة النصر
892 - (خ ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان عمر يُدخِلُني مَعَ أَشْياخِ بدْرٍ، فكأنَّ بعضَهُمْ وجَدَ في نفسه، فقال: لِمَ تُدْخِل هذا مَعنا، ولنا أبناءٌ مثْلُه؟ فقال عُمرُ إنَّهُ مَنْ علمتُم، فدعاه ذَاتَ يومٍ، فأدَخَله معُهم، قال: فما رُئِيتُ (1) أنه دعاني يوماً، إلاَّ لِيُريَهُمْ، قال: ما تقولون في قول الله عز وجل {إذا جاء نَصْرُ اللَّه والفتح} [النصر: 1] فقال بعضُهم: أُمِرْنا بأنْ نَحْمَدَ الله ونَسْتَغْفِرَهُ، إذا نُصِرْنا وفُتِحَ عَلَيْنا، وسكتَ بعضُهم، فلم يقل شيئاً، فقال لي: أكذَاك تقولُ يا ابن عباسٍ؟ قلتُ: لا، قال: فما تقول؟ قلتُ: هو أَجلُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أَعْلمهُ [له] ، فقال: {إذا جاء نَصْرُ اللَّهِ والفتحُ} فذلك علامةُ أجَلِكَ {فَسبحْ بحمدِ رَبِّكَ واستغفره إِنه كان توّاباً} فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول.
وفي رواية: أنَّ عُمرَ كان يُدني ابنَ عباس، فقال له عبد الرحمن بن [ص:441] عَوفٍ، إِنَّ لَنا أبناء مثلَه، فقال: عمر: إِنَّهُ من حيثُ تَعلمُ، فسألَ عمرُ ابنَ عباسٍ عن هذه الآية؟ قال: أَجلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أَعْلَمَهُ إِيَّاه، قال: ما أَعْلمُ منها إِلا ما تَعْلَمُ.
وفي أخرى: أنَّ عمر سألهم عن قوله: {إذا جاء نَصْرُ اللَّه والفتحُ} قالُوا: فتح المدائن والقُصُورِ، قال: يا ابنَ عباسٍ، ما تقول، قال: أَجَلٌ أو مثَلٌ ضُرِبَ لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، نُعيِتْ إليه نَفْسُهُ. أخرجه البخاري، وأخرج الترمذي الرواية الوُسْطَى (2) .
__________
(1) قوله " فما رئيت " على صيغة المجهول، بضم الراء وكسر الهمزة. وفي غزوة الفتح في رواية المستملى " أُريته " بتقديم الهمزة والمعنى واحد. وقوله " إلا ليريهم " بضم الياء من الإراءة.
(2) البخاري 8 / 565 و 566 في تفسير سورة {إذا جاء نصر الله} ، باب قوله {فسبح بحمد ربك واستغفره} ، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي المغازي، باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، وباب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، والترمذي رقم (3359) في التفسير، باب ومن سورة الفتح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد 1/337 (3127) قال: حدثنا هشيم. و «البخارى» (4/248) وفي (6/11) . قال: حدثنا محمد بن عرعرة، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/198) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (6/220) قال حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة. «الترمذي» 3362 قال: حدثنا عبد بن حميد، قال حدثنا سليمان بن داود، عن شعبة (ح) حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة.
ثلاثتهم - هشيم، وشعبة، وأبو عوانة- عن أبي بشر جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير فذكره.
* أخرجه البخاري 6/22 قال: حدثنا عبد الله بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن عمر -رضي الله عنه - سألهم عن قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح} قالوا:: فتح المدائن والقصور. قال: ماتقول يا ابن عباس؟ قال أجل: أو مثل ضرب لمحمد صلى الله عليه وسلم نعيت له نفسه.(2/440)
سورة الإخلاص
893 - (ت) أبي بن كعب - رضي الله عنه -: أنَّ المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: انْسُبْ لَنا ربكَ، فأنزل الله تباركَ وتعالى: {قُلْ هو اللَّه أَحدٌ. اللَّه الصَّمَدُ. لم يَلدْ ولم يُولَدْ} [الإخلاص: 1] لأنه ليس شيءٌ يولد إلا سَيمُوتُ، وليس شيءٌ يموتُ إلا سيُورَثُ، وإنَّ الله لا يموتُ ولا يورَثُ {ولم يكن له كُفُواً أَحدٌ} قال: لم يكُنْ له شَبِيهٌ ولا عِدْل، وليس كمثله شيءٌ. [ص:442] أخرجه الترمذي (1) .
وأخرجه أيضاً، عن أبي العالية عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر عن أُبيّ، قال: وهذا أصحُّ (2) .
__________
(1) رقم (3361) و (3362) في التفسير، باب ومن سورة الإخلاص، وهو في " المسند " 5 / 134 وفي سند الروايتين أبو جعفر الرازي، وهو صدوق سيء الحفظ.
(2) يعني الترمذي: أن حديث عبيد الله بن موسى مرسلاً أصح من حديث أبي سعد متصلاً، لأن عبيد الله بن موسى ثقة، وأبا سعد وهو محمد بن ميسر الصاغاني ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (5/133) والترمذي (3364) قال: ثنا أحمد بن منيع.
كلاهما - ابن حنبل، وابن منيع - قالا: ثنا محمد بن ميسرة الصاغاني، قال: ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس. عن أبي العالية فذكره.(2/441)
894 - (خ) أبو وَائل -رحمه الله -: قال: الصَّمَدُ: السَّيِّدُ الذي انتهى سُؤْدُدُهُ. أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 8 / 568 في تفسير سورة {قل هو الله أحد} ، باب قول الله (الصمد) تعليقاً، قال الحافظ: وقد وصله الفريابي من طريق الأعمش عنه، وجاء أيضاً من طريق عاصم عن أبي وائل فوصله بذكر ابن مسعود فيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا (8/612) باب قوله: الله الصمد. قال الحافظ وقد وصله الفريابي من طريق الأعمش عنه، وجاء أيضا من طريق عاصم عن أبي وائل فوصله يذكر ابن مسعود فيه.(2/442)
895 - (خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله عز وجل: يَشْتُمُني ابنُ آدمَ، وما ينبغي له أَنْ يَشْتُمَني، ويُكذِّبُني وما ينبغي له، أمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ، فَقَوْلُهُ: إنَّ لي ولَداً، وأمَّا تَكْذِيِبُهُ، فَقَولَه: ليس يُعيدُني كما بَدَأني» .
وفي رواية قال: قال الله عز وجل: كَذَّبَني ابن آدمَ، ولم يكُنْ له ذلك، وشَتَمَني، ولم يكنْ له ذلك، فأَمَّا تكذِيبه إياي، فقوله: لن يُعيدني كما بَدَأني. وليس أوَّل الخلقِ بأهوَنَ عَلَيَّ من إعَادتَهِ، وأمَّا شَتْمُهُ إيايَ، فقوله: اتَّخذَ اللهُ وَلَداً، وأنا الأحَدُ الصَّمَدُ الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ، ولم يكن له كُفُواً [ص:443] أَحَدٌ. أخرجه البخاري، والنسائي (1) .
__________
(1) البخاري 8 / 568 في تفسير سورة {قل هو الله أحد} ، وفي بدء الخلق، باب ما جاء في قول الله تعالى {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده} ، والنسائي 4 / 112 في الجنائز، باب أرواح المؤمنين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/339) قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان و «البخارى» 4/129 قال: حدثني عبد الله بن أبي شيبة، عن أبي أحمد، عن سفيان. وفي (6/222) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب. و «النسائي» (4/112) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا شعيب ابن الليث، قال: حدثا الليث، عن ابن عجلان. وفي الكبرى (الورقة 101 -أ) قال: أخبرنا عمران ابن بكار، قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا شعيب.
ثلاثتهم - سفيان الثوري. وشعيب بن أبي حمزة، ومحمد بن عجلان -عن عبد الله بن ذكوان بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره.
والرواية الثانية أخرجها أحمد (2/317) . و «البخارى» (6/222) قال: حدثنا إسحاق بن منصور.
كلاهما - أحمد بن حنبل، إسحاق - عن عبد الرزاق بن همام قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.(2/442)
896 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالى كَذَّبَني ابن آدمَ، ولم يكُنْ له ذلك (1) ، وشَتَمَني، ولم يكنْ له ذلك، فأَمَّا تكذِيبه إياي، فَزَعَمَ أنِّي لا أقدِرُ أن أُعِيدَهُ كما كان، وأمَّا شَتْمُهُ إيَّايَ، فقوله: لِيَ ولَدٌ، فَسُبْحاني أنْ أَتَّخذَ صاحِبَة أو وَلَداً» .أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) قال الكرماني: التكذيب نسبة المتكلم إلى أن خبره خلاف الواقع، والشتم: توصيف الشخص بما هو إزراء ونقص فيه، وإثبات الولد له كذلك، لأنه قول بما يستلزم الإمكان والحدوث، فسبحانه ما أحلمه وما أرحمه {وربك الغفور ذو الرحمة} وهذا من الأحاديث القدسية.
(2) 9 / 234 في تفسير سورة البقرة، باب {وقالوا اتخذ الله ولداً} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4482) حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس فذكره.(2/443)
سورة المعوذتين
897 - (خ) زِرُّ بن حبيش - رحمه الله: قال: سألتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ عن الْمُعَوِّذَتَيْنِ، قُلْتُ: يا أبا الْمُنْذِر، إنَّ أخَاكَ ابنَ مسْعُودٍ يقول: كذا وكذا (1) ؟ [ص:444] فقال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: قيل لي: فقلت: فنحن نقول كما قال: [ص:445] رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
وفي أخرى: مِثْلُها، ولم يذكُرْ فيه ابنَ مَسْعُودٍ. أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " 8 / 570: هكذا وقع اللفظ مبهماً، وكأن بعض الرواة أبهمه استعظاماً له. وأظن ذلك من سفيان، فإن الإسماعيلي أخرجه من طريق عبد الجبار بن العلاء عن سفيان كذلك على الإبهام، كنت أظن أولاً أن الذي أبهمه البخاري، لأنني رأيت التصريح به في رواية أحمد عن سفيان، ولفظه: " قلت لأبي بن كعب: إن أخاك يحكمها من المصحف "، وكذا أخرجه الحميدي عن سفيان، ومن طريقه أبو نعيم في " المستخرج " وكأن سفيان كان تارة يصرح بذلك وتارة يبهمه، وقد أخرجه أحمد أيضاً وابن حبان من رواية حماد بن سلمة عن عاصم بلفظ: [ص:443] " إن عبد الله بن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه " وأخرج أحمد عن أبي بكر بن عياش عن عاصم بلفظ: " إن عبد الله يقول في المعوذتين " وهذا أيضاً فيه إبهام، وقد أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات " المسند "، والطبراني، وابن مردويه من طريق الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي قال: " كان عبد الله بن مسعود يحك المعوذتين من مصاحفه، ويقول: إنهما ليستا من كتاب الله " قال الأعمش: وقد حدثنا عاصم عن زر عن أبي بن كعب، فذكر نحو حديث قتيبة الذي في الباب الماضي، وقد أخرجه البزار، وفي آخره يقول: " إنما أُمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما " قال البزار: ولم يتابع ابن مسعود على ذلك أحد من الصحابة، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه قرأهما في الصلاة ".
قلت: - القائل ابن حجر - هو في صحيح مسلم عن عقبة بن عامر، وزاد فيه ابن حبان من وجه آخر عن عقبة " فإن استطعت أن لا تفوتك قراءتهما في صلاة فافعل "، وأخرج أحمد من طريق أبي العلاء بن الشخير عن رجل من الصحابة " أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه المعوذتين، وقال له: إذا أنت صليت فاقرأ بهما "، وإسناده صحيح، ولسعيد بن منصور من حديث معاذ بن جبل " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح فقرأ فيهما بالمعوذتين ".
وقد تأول القاضي أبو بكر الباقلاني في كتاب " الانتصار " وتبعه عياض وغيره ما حكي عن ابن مسعود فقال: لم ينكر ابن مسعود كونهما من القرآن، وإنما أنكر إثباتهما في المصحف، فإنه كان يرى أن لا يكتب في المصحف شيئاً إلا إن كان النبي صلى الله عليه وسلم أذن في كتابته فيه، وكأنه لم يبلغه الإذن في ذلك، قال: فهذا تأويل منه وليس جحداً لكونهما قرآناً. وهو تأويل حسن، إلا أن الرواية الصحيحة الصريحة التي ذكرتها تدفع ذلك، حيث جاء فيها: " ويقول إنهما ليستا من كتاب الله " نعم يمكن حمل لفظ: " كتاب الله " على المصحف، فيتمشى التأويل المذكور ...
وأما قول النووي في شرح " المهذب ": أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة من القرآن، وأن من جحد منهما شيئاً كفر، وما نقل عن ابن مسعود باطل ليس بصحيح، ففيه نظر، وقد سبقه لنحو ذلك أبو محمد بن حزم، فقال في أوائل " المحلى ": ما نقل عن ابن مسعود من إنكار قرآنية المعوذتين فهو كذب باطل. وكذا قال الفخر الرازي في أوائل تفسيره: الأغلب على الظن أن هذا النقل عن ابن مسعود كذب باطل. والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل، بل الرواية صحيحة والتأويل محتمل، والإجماع الذي نقله إن أراد شموله لكل عصر فهو مخدوش، وإن أراد استقراره فهو مقبول.
(2) 8 / 570 - 572 وفي تفسير {قل أعوذ برب الفلق} ، وفي تفسير {قل أعوذ برب الناس} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4977) قال: ثنا علي بن عبد الله، قال: ثنا سفيان، ثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش ح. وثنا عاصم عن زر، فذكره.(2/443)
898 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ إلى القَمَرِ فقال: «يا عائشةُ، استعيذي بالله من شَرِّ هذا، فإنَّ هذا هو الغَاسِقُ إذا وقَبَ» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغاسق) الليل: ووقب: إذا طلع، وإنما سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم القمر غاسقاً، لأنه إذا أخذ في الطلوع والمغيب يُظلم لونه، لما يعرض دونه من الأبخرة المتصاعدة من الأرض عند الأفق، والغسوق: الظلام.
__________
(1) رقم (3363) في التفسير، باب ومن سورة المعوذتين، وأخرجه أحمد في " المسند " 6 / 61 و 206 و 215 و 237 و 252، وإسناده قوي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم 2 / 541 ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3366) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الملك بن عمرو العقدي، عن ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن عائشة فذكره، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.(2/445)
899 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال (1) : الْوَسْوَاسُ: إِذا [ص:446] وُلِدَ خَنَسهُ الشَّيطانُ، فإذا ذُكِرَ اللهُ ذَهَبَ، وإذا لم يُذْكَرِ اللهُ ثبت على قَلْبهِ، ذكره البخاري بغير إسناد (2) . وفي رواية قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «الشَّيطانُ جَاثِمٌ على قَلْبِ ابنِ آدَمَ، فإذا ذكرَ الله خَنَسَ وإذا غَفَلَ وَسْوَسَ» (3) .
والله أعلم
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خنسه) الخنوس: التأخر، والانقباض.
__________
(1) قال الحافظ: كذا لأبي ذر ولغيره: ويذكر عن ابن عباس وكأنه أولى، لأن إسناده إلى ابن عباس ضعيف، أخرجه الطبري والحاكم، وفي إسناده حكيم بن جبر، وهو ضعيف ولفظه: ما من مولود إلا على قلبه الوسواس، فإذا عمل فذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس ورويناه في الذكر لجعفر بن أحمد بن فارس من وجه آخر عن ابن عباس، وفي إسناده محمد بن حميد الرازي، وفيه مقال، ولفظه: يحط الشيطان فاه على قلب بن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس.
(2) 8 / 570 في تفسير {قل أعوذ برب الناس} .
(3) أخرجه الطبري 30 / 228 من حديث جرير عن منصور عن سفيان عن ابن عباس، وهو منقطع، وذكره الحافظ بنحوه ونسبه لسعيد بن منصور.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في التفسير - باب سورة {قل أعوذ برب الناس} . وقال الحافظ. أخرجه الطبري والحاكم وفي إسناده حكيم بن جبير، وهو ضعيف، ولفظه «من مولود إلا على قلبه الوسواس، فإذا عمل فذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس» ورويناه في الذكر لجعفر بن أحمد بن فارس من وجه آخر عن ابن عباس، وفي إسناده محمد بن حميد الرازي، وفيه مقال، ولفظه: «يحط الشيطان فاه على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس» وأخرجه سعيد بن منصور من وجه أخر عن ابن عباس ولفظه: «يولد الإنسان والشيطان جاثم علي قلبه، فإذا عقل ذكر اسم الله خنس، إذا غفل وسوس» .(2/445)
الكتاب الثاني: في تلاوة القرآن وقراءته، وفيه بابان
الباب الأول: في التلاوة، وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول: في الحث عليها
900 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَعاهَدُوا هذا القرآن، فَوَ الَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بيدِهِ، لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتاً (1) من الإبل في عُقُلِها (2) » . أخرجه البخاري، ومسلم (3) .
__________
(1) رواية البخاري " تفصياً " بفتح الفاء وكسر الصاد المشددة، وهو بمعنى التفلت.
(2) بضمتين، ويجوز سكون القاف جمع عقال بكسر أوله وهو الحبل، ووقع في رواية الكشميهني " من عقلها " ووقع في رواية الإسماعيلي " بعقلها "، قال القرطبي: من رواه " من عقلها " فهو على الأصل الذي يقتضيه التعدي من لفظ التفلت، وأما من رواه بالباء أو بالفاء فيحتمل أن يكون بمعنى: من، أو للمصاحبة أو الظرفية.
(3) البخاري 9 / 739 في فضائل القرآن، باب استذكار القرآن وتعاهده، ومسلم رقم (791) في صلاة المسافرين، باب الأمر بتعهد القرآن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد 4/497 قال:حدثنا أبو أحمد. وفي 4/411 قال: حدثنا محمد بن الصباح (قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: وسمعته أنا من محمد بن الصباح) قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا. و «البخارى» 6/238 قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. و «مسلم» 2/192 قال: حدثنا عبد الله بن براد الأشعري.، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو أسامة..
ثلاثتهم - أبو أحمد، وإسماعيل، وأبو أسامة -عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، فذكره.(2/447)
901 - (خ م ط س) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إنما مَثَلُ صاحِبِ القُرآنِ كمَثَلِ صاحِبِ الإبلِِ المُعَقَّلَةِ (1) ، إنْ عاهَدَ عليها أمْسَكَها، وإن أطْلَقَها ذَهَبَتْ» . أخرجه الجماعة إلا الترمذي، وأبا داود.
وزادَ مسلم في رواية أخرى: وإذا قام صاحبُ القرآن فقرأه بالليل والنهار ذَكَرَهُ، وإنْ لم يقُمْ بهِ نَسِيَه (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المعقلة) هي: الإبل التي شدت بالعقال لئلا تهرب، والعقال حبيل صغير يشد به ساعد البعير إلى فخذه ملويّاً.
(تعاهدوا) التعاهد والتعهد: المراجعة والمعاودة، قاله الهروي.
__________
(1) أي: مع الإبل المعقلة، شبه درس القرآن، واستمرار تلاوته بربط البعير الذي يخشى منه الشرود، فما دام التعهد موجوداً فالحفظ موجود، كما أن البعير ما دام مشدوداً بالعقال، فهو محفوظ. وقال العلماء: خص الإبل بالذكر، لأنها أشد الحيوان الانسي نفوراً، وفي تحصيلها بعد استمكان نفورها صعوبة.
(2) البخاري 9 / 70 في فضائل القرآن، باب استذكار القرآن وتعاهده، ومسلم رقم (789) في صلاة المسافرين، باب الأمر بتعهد القرآن، والموطأ 1 / 202 في القرآن، والنسائي 2 / 154 في الصلاة، باب جامع ما جاء في القرآن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) 143. و «أحمد» 2/17 (4665) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/23) (4759) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا العمري. حدثنا إسحاق قال: وفي 2/30 (4845) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله. وفي 2/35 (4923) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. وفي 2/64 قال (5315) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك وفي 2/112 (5923) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرنا مالك. و «البخاري» 6/237 قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. و «مسلم» (2/190) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك.
وفي 2/191 قال: حدثنا زهير بن حرب.، ومحمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، قالوا: حدثنا يحيى، وهو القطان. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. كلهم عن عبيد الله. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن عبد الرحمن. (ح) وحدثنا محمد بن إسحاق المسيبي، قال: حدثنا أنس، يعني ابن عياض، جميعا عن موسى بن عقبة. و «ابن ماجةة» 3783 قال: حدثنا أحمد ابن الأزهر،قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أبنأنا معمر، عن أيوب. و «النسائى» 2/154، وفي الكبرى (924) ،وفي فضائل القرآن (66) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وفي (فضائل القرأن) 68 قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا يعقوب، عن موسى بن عقبة.
خمستهم -مالك، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر العمري، وأيوب السختياني،وموسى بن عقبة- عن نافع، فذكره.(2/448)
902 - (خ م ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بِئْسما (1) لأحَدِهِمْ أن يقول: نَسيتُ آيةَ كَيْتَ [ص:449] وكَيْتَ (2) ، بل هو نُسِّيَ (3) ، واسْتَذْكِرُوا القرآن؛ فإنه أشَدُّ تَفَصِّياً من صُدُورِ الرجال من النَّعم من عُقُلِها» .
وفي رواية قال: لا يَقُلْ أحدُكُم: نَسِيتُ آية كذا وكذا، بَلْ هو نُسِّي. أخرجه الجماعة إلا الموطأ وأبا داود (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تفصيًّا) كل شيء كان لازماً لشيء ففُصِل عنه، قيل: تفصَّى منه، [ص:450] كما يتفصى الإنسان من البلية أي: يتخلص منها.
__________
(1) اختلف العلماء في متعلق الذم من قوله صلى الله عليه وسلم " بئسما " قيل: هو على نسبة الإنسان إلى نفسه، وهو لا صنع له فيه، فإذا نسبه إلى نفسه أوهم أنه انفرد بفعله، فكان ينبغي أن يقول [ص:449] أنسيت، أو نسيت بالتثقيل، على البناء للمجهول فيهما، أي: أن الله هو الذي أنساني، كما قال: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} لكن الذي يظهر أن ذلك ليس متعلق بالذم، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم نسب النسيان إلى نفسه، وكذا نسبه يوشع إلى نفسه، حيث قال: {إني نسيت الحوت} ، ونسبه موسى إلى نفسه حيث قال: {لا تؤاخذني بما نسيت} ، وقد سبق قول الصحابة {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} مساق المدح، وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله} ، وقال بعضهم: سبب الذم ما فيه من الإشعار بعدم الاعتناء بالقرآن، إذ لا يقع النسيان إلا بترك التعاهد وكثرة الغفلة، فلو تعاهده بتلاوته والقيام به في الصلاة لدام حفظه وتذكره، فإذا قال الإنسان: نسيت الآية الفلانية، فكأنه شهد على نفسه بالتفريط، فيكون متعلق الذم ترك الاستذكار والتعاهد، لأنه الذي يورث النسيان، وقال النووي: الكراهة فيه للتنزيه.
(2) قال القرطبي: " كيت وكيت " يعبر بهما عن الجمل الكثيرة، والحديث الطويل، ومثلها " ذيت وذيت " وقال ثعلب: " كيت " للأفعال، و " ذيت " للأسماء.
وفي " الصحاح " قال أبو عبيدة: يقال " كان من الأمر كيت وكيت - بالفتح - وكيت وكيت - بالكسر - أي: كذا وكذا، والتاء فيهما هاء في الأصل، فصارت تاء في الوصل.
(3) ضبطوه بالتشديد والتخفيف، قال القرطبي: معنى التثقيل أنه عوقب بوقوع النسيان عليه لتفريطه في معاهدته واستذكاره، ومعنى التخفيف: أن الرجل ترك غير ملتفت إليه، وهو كقوله تعالى {نسوا الله فنسيهم} أي: تركهم في العذاب أو تركهم من الرحمة.
(4) البخاري 9 / 70، 72 في فضائل القرآن، باب استذكار القرآن وتعاهده، ومسلم رقم (790) في صلاة المسافرين، باب الأمر بتعهد القرآن، والترمذي رقم (2943) في القراءات، باب ومن سورة الحج، والنسائي 2 / 154 في الصلاة، باب جامع ما جاء في القرآن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه الحميدي (91) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» 1/417 (3960) قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا شعبة. وفي 1/423 (4020) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي 1/429 (4085) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، وشعبة. وفي 1/438 (4176) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج قالا: حدثنا شعبة، و «الدرمي» 3350 قال: حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد، عن شعبة.
و «البخارى» 6/238 قال: حدثنا محمد بن عرعرة، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا عثمان، قال: حدثنا جرير وفي 6/239 قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. و «مسلم» (2/191) قال: حدثنا زهير بن حرب.، وعثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال: إسحاق: أخبرنا، وقال الآخرن: حدثنا جرير. و «الترمذي» 2942 قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. و «النسائى» 2/154 وفي الكبرى (925) . وفي عمل اليوم والليلة (726) وفي فضائل القرآن (64) قال: أخبرنا عمران بن موسى.، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا شعبة.. وفي عمل اليوم والليلة (727) .
وفي فضائل القرآن (67) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: أخبرنا أبو نعيم، ومعاوية، قالا: حدثنا سفيان. وفي فضائل القرآن (65) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير. وفي (67) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. أربعتهم - سفيان بن عيينة، وشعبة، وسفيان الثوري، وجرير - عن منصور.
2-وأخرجه أحمد (1/381) (362) قال: حدثنا أبو معاوية. و «مسلم» 2/191 قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، وأبو معاوية ح وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا أبو معاوية. و «النسائي» في عمل اليوم واليلة (725) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية.
كلاهما -أبو معاوية وعبد الله بن نمير - عن الأعمش.
3- وأخرجه أحمد 1/449 (4288) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. و «مسلم» (2/191) قال: حدثني محمد بن حاتم.، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (724) قال: أخبرنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثني عبد الوراث، قال: حدثني محمد بن جحادة. كلاها - ابن جريج، ومحمد بن جحادة - عن عبدة بن أبي لبابة.
4- وأخرجه أحمد 1/463 (4416) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا عاصم ابن بهدلة، وحدثنا منصور بن المعتمر..
أربعتهم -منصور، والأعمش، وعبدة بن أبي لبابة، وعاصم بن بهدلة) عن شقيق أبي وائل، فذكره.
* أخرجه النسائى في عمل اليوم والليلة (728) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثناحماد، عن منصور، وعاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، فذكره موقوفا.
الروايات مطولة ومختصرة.(2/448)
903 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: خرجَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقْرَأُ القُرآنَ، وفينا الأعرَابيُّ والعجمِيُّ، فقال: اقرؤوا، فكلٌّ حَسَنٌ (1) ، وَسيجيءُ أقوامٌ يُقيمونهُ كما يُقامُ القِدْحُ، يَتَعجَّلونهُ ولا يتأجَّلُونَهُ. أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأعرابي) : ساكن البادية من العرب. و «العجمي» : المنسوب إلى العجم، وهم الفرس.
(القدح) السهم قبل أن يعمل له ريش ولا نصل.
(يتأجلونه) التأجل: تَفَعُّل من الأجل، أي: يؤخرونه إلى أجل، والأجل: مدة معينة.
__________
(1) أي: فكل قراءة من قراءتكم حسنة مرجوة للثواب، إذا آثرتم الآجلة على العاجلة، ولا عليكم ألا تقيموا ألسنتكم إقامة القدح، وهو السهم قبل أن يراش،
فإنه سيجيء أقوام يقيمون حروفه وألفاظه، ويجودونها بتفخيم المخارج وتمطيط الأصوات، يطلبون بقراءته العاجلة من عرض الدنيا والرفعة فيها، ولا يريدون به الآجلة وهو جزاء الآخرة.
قال الطيبي: وفي الحديث رفع الحرج وبناء الأمر على المساهلة في الظاهر، وتحري الحسبة والإخلاص في العمل، والتفكر في معاني القرآن، والغوص في عجائب أمره.
(2) رقم (830) في الصلاة، باب ما يجزئ الأمي والأعجمي من القراءة، وإسناده قوي، وأخرجه أحمد في " المسند " 3 / 397.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1-أخرجه أحمد
3/357 قال: حدثنا عبد الوهاب.-يعني ابن عطاء - قال: أنبانا أسامة بن زيد الليثي.
2-وأخرجه أحمد 3/397 قال: حدثنا خلف بن الوليد. و «أبو داود» 830 قال: حدثنا وهب بن بقية. كلاهما - خلف، ووهب- عن خالد، عن حميد الأعرج.
كملاهما - أسامة الليثي، وحمد الأعرج - عن محمد بن المكندر فذكره.(2/450)
904 - (د) سهل بن سعد - رضي الله عنه -: قال: خرج علينا رسولُ الله [ص:451] صلى الله عليه وسلم ونحن نَقْتَرِئُ، فقال: «الحمدُ لله، كتابُ الله واحدٌ، وفيكم الأحمر، وفيكم الأبيض، وفيكم الأسود، اقْرَأوهُ قبل أن يَقْرأَهُ أقْوامٌ يُقيمونه كما يُقَامُ السَّهمُ، يتعجَّلُ أجرهُ، ولا يتأجَّله» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يقترئ) الاقتراء: افتعال من القراءة. [ص:452]
(الأحمر) : كناية عن الأبيض، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «بُعثت إلى الأحمر والأسود»
(والأسود) : العرب لأن الغالب على ألوانهم الأدمة، والأدمة قريبة من السواد. والأحمر: العجم، لأن الغالب على ألوانهم البياض والحمرة.
__________
(1) رقم (831) في الصلاة، باب ما يجزئ الأمي والأعجمي من القراءة، وفي سنده وفاء بن شريح الحضرمي الصدفي الراوي عن سهل بن سعد، لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات، لكن يتقوى بحديث جابر المتقدم، وفي الباب عن عمران بن حصين مرفوعاً " من قرأ القرآن فليسأل الله به، فإنه سيجيء أقوام يقرؤون القرآن يسألون الناس به " أخرجه الترمذي رقم (2918) وعن عبد الرحمن بن شبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به " أخرجه أحمد 3 / 428 و 444، قال الهيثمي في " المجمع ": رجاله ثقات، وقواه الحافظ في " الفتح " وعن أبي بن كعب قال: علمت رجلاً القرآن فأهدى لي قوساً، فقيل ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إن أخذتها أخذت قوساً من نار " فرددتها، أخرجه ابن ماجة رقم (2158) وعن معاذ عند الحاكم والبزار بنحو حديث أبي، وعن أبي الدرداء عند الدارمي بإسناد على شرط مسلم بنحوه أيضاً، وعن عبادة بن الصامت قال: علمت ناساً من أهل الصفة الكتاب والقرآن فأهدى إلي رجل منهم قوساً، فقلت: ليست بمال وأرمي عليها في سبيل الله عز وجل، لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأسألنه، فأتيته فقلت: يا رسول الله، إنه رجل أهدى إلي قوساً ممن كنت أعلمه الكتاب والقرآن، وليست بمال وأرمي عليها في سبيل الله، فقال: " إن كنت تحب أن تطوق طوقاً من نار فأقبلها " أخرجه أبو داود وابن ماجة، وذكر الحافظ في " الفتح " 9 / 86 حديث أبي سعيد عن أبي عبيد في " فضائل القرآن " قال: وصححه الحاكم ورفعه " تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله "، وقد استدل بهذه الأحاديث من قال: إنها لا تحل الأجرة على تعليم القرآن، وهو أحمد بن حنبل وأصحابه، وأبو حنيفة، وبه قال الضحاك بن قيس والزهري، وإسحاق وعبد الله بن شقيق، وأجابوا عن حديث " إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله " بأنه خاص بأخذ الأجرة على الرقية فقط، كما يشعر به السياق جمعاً بينه وبين الأحاديث المتقدمة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (831) حدثنا أحمد بن صالح ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو وبن لهيعة عن بكر ابن سوادة عن وفاء بن شريح الصدفي عن سهل بن سعد الساعدي فذكره.(2/450)
905 - (خ ت د) عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «خيرُكمْ من تعلّمَ القُرآنَ وعَلَّمَهُ» . أخرجه البخاريُّ والترمذي، وأبو داود (1) .
__________
(1) البخاري 9 / 66، 67 في فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه، والترمذي رقم (2909) في أبواب ثواب القرآن، باب ما جاء في تعليم القرآن، وأبو داود رقم (1452) في الصلاة، باب ثواب قراءة القرآن، وأخرجه البخاري أيضاً بلفظ: " إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه "، وللترمذي " خيركم وأفضلكم من تعلم القرآن وعلمه ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد 1/58 (412) قال: حدثنا محمد بن جعفر وبهز وحجاج، قالوا: حدثنا شعبة. وفي 1/58 (413) قال:حدثنا عفان، قال:حدثنا شعبة. وفي 1/69 (500) قال:حدثنا يحيى ابن سعيد، عن سفيان وشعبة. و «الدارمي» 41 33 قال: حدثنا الحجاج بن منهال، قال: حدثنا شعبة. و «البخاري» 6/236 قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا شعبة. و «أبو داود «» 1452 قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. و «ابن ماجة» 211 قال:حدثنا محمد بن بشار،قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا شعبة وسفيان. و «الترمذي» 2907 قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. وفي (2908) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان وشعبة و «النسائي» في (فضائل اقرآن) 61 قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، عن شعبة. وفي (62) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن شعبة وسفيان.
كلاهما - شعبة وسفيان - قالا: حدثنا علقمة بن مرثد، قال: سمعت سعد بن عبيدة، وعن أبي عبد الرحمن السلمي، فذكره.
* أخرجه أحمد (571) (405) قال: حددثنا وكيع. (ح) وحدثنا عبد الرحمن. و «البخاري» (6/236) قال: حدثنا أبو نعيم. و «ابن ماجة» (212) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. «الترمذي» (2908) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا بشر بن السري. و «النسائي» في (فضائل القرآن) 63 قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك.
خمستهم - وكيع، وعبد الرحمن، وأبو نعيم، وبشر، وعبد الله - عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن االسلمي، فذكره ليس فيه (سعد بن عبيدة) .(2/452)
906 - (م) أبو الأسود الدؤلي -رحمه الله -: قال: بُعِث أبو مُوسى إلى قُرَّاءِ أهلِ البصرَةِ، فدخل عليه ثلاثُمائة رجل قد قَرَؤوا القرآن، فقال: أَنتم خِيارُ أهلِ البصْرَةِ، وقُرَّاؤهُمْ، فَاتلوهُ، ولا يَطُولَنَّ عليكم الأمَدُ، فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ، كما قَستْ قُلُوبُ مَنْ كانَ قَبْلَكُم، وإنا كُنَّا نَقْرأُ سورة نشبِّهُها في الطُّولِ والشِّدَّةِ ببراءة، فَأُنْسِيتُهَا، غيرَ أني قد حَفِظْتُ منها: «لو كان لابنِ آدمَ واديانِ من مالٍ لابْتَغَى وادياً ثالثاً، ولا يَمْلأُ جَوْفَ ابن آدمَ إلا الترابُ» ، وكُنَّا نقرأ سورة كُنَّا نُشَبِّهُها بإحدَى المُسبِّحاتِ فأُنْسِيتُها، غير أني حَفِظتُ منها: «يا أيُّها الذين آمنوا، لم تقولونَ ما لا تفعلون فَتُكْتبُ [ص:453] شَهادَة في أعناقكم فتُسَأَلُونَ عَنْهَا يَوْمَ القيامة» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1051) في الزكاة، باب لو أن لابن آدم واديان لابتغى ثالثاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (1050) حدثني سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن داود عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه قال: فذكره.(2/452)
907 - (خ م ت د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَثل المُؤمِنِ الَّذي يقرأُ القُرآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ، ريحُها طَيِّبٌ، وطَعْمُها طيِّبٌ، ومثلُ المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مَثَلُ التمرة، لا ريحَ لها وطعمها حلوٌ، ومَثَلُ الْمنافِقِ الَّذِي يقرأُ القرآنَ مَثلُ الرَّيْحانَةِ، ريحها طيب، وطعمها مُرٌّ، ومَثَلُ المنافِقِ الذي لا يقرأُ القرآن كمثَل الْحَنْظَلةِ، لا ريحَ لها، وطعمها مُرٌّ» .
وفي رواية: «ومَثَلُ الْفَاجِرِ» في الموضعين. أخرجه الجماعة إلا الموطأ، إلا أنَّ الترمذيَّ قال في الحنظلة: «وَرِيحُها مُرٌّ (1) » .
__________
(1) البخاري 9 / 58، 59 في فضائل القرآن، باب فضل القرآن على سائر الكلام، وباب من راءا بالقرآن أو تأكل به أو فخر به، وفي الأطعمة، باب ذكر الطعام، وفي التوحيد، باب قراءة الفاجر والمنافق، ومسلم رقم (797) في صلاة المسافرين، باب فضيلة حافظ القرآن، والترمذي رقم (2869) في الأمثال، باب ما جاء في مثل المؤمن القارئ للقرآن وغير القارئ، وأبو داود رقم (4820) في الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، والنسائي 8 / 124 و 125 في الإيمان، باب مثل الذي يقرأ القرآن من مؤمن ومنافق، وأخرجه ابن ماجة رقم (214) في المقدمة، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد 4/397 قال: حدثنا روح، «النسائى» (8/124) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد بن زريع. كلاهما -روح ويزيد - قالا: ثنا سعيد
2- وأخرجه أحمد 4/403 قال:حدثنا عفان،وبهز. و «عبد بن حميد» (565) قال حدثنى أبو الوليد. و «البخارى» (6/234، 9/198) قال: حدثنا هدبة بن خالد و «مسلم» (2/194) قال: حدثنا هداب بن خالد.
أربعتهم - عفان،وبهز، وأبو الوليد وهدبة (هداب) - عن همام بن يحيى.
3- وأخرجه أحمد 4/404 قال: ثنا عفان،قال:حدثنا أبان.
4-وأخرجه أحمد 4/408 قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «البخاري» 6/244 قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. و «مسلم» 2/194 قال وحدثنا محمد بن المثنى،قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «أبو داود» 483 قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى ح وحدثنا ابن معاذ،قال: حدثنا أبي. و «ابن ماجة» 214 قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن المثني، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. و «النسائي» في فضائل القرآن (106) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى. كلاهما -يحيى، ومعاذ - عن شعبة.
5- وأخرجه الدارمي (3366) قال: حدثنا أبو النعمان. و «البخاري» (7/99) قال: حدثنا قتيبة. و «مسلم» (2/194) قال: حدثنا قتبية بن سعيد، وأبو كامل الجحدري. والترمذي (2865) قال: حدثنا وقيتبة. و «النسائي» في فضائل القرآن (107) قال:أخبرنا قتيبة بن سعيد. ثلاثتهم - أبو النعمان، وقتيبة، وأبو كامل - عن أبي عوانة.
خمستهم - سعيد، وهمام، وأبان، وشعبة، وأبو عوانة - عن قتادة، قال حدثنا أنس بن مالك، فذكره.
* صرح قتادة بالسماع في رواية ورح بن عبادة عند أحمد (4/397) ورواية هدبة بن خالد عند البخاري (6/324،9/198) .(2/453)
908 - (س) السائب بن يزيد -رحمه الله -: أنَّ شُرَيْحاً الْحَضْرَمِيّ ذُكِرَ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَتَوَسّدُ القرآن» . أخرجه النسائي (1) . [ص:454]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
قال الهروي: قال ابن الأعرابي: قوله: «لا يتوسد القرآن» يجوز أن يكون مدحاً وأن يكون ذماً.
فالمدح: أنه لا ينام الليل عن القرآن، فيكون القرآن متوسداً معه، لم يتهجد به.
والذم: أنه لا يحفظ من القرآن شيئاً، فإذا نام لم يتوسد معه القرآن يقال: توسد فلان ذراعه: إذا نام عليها، وجعلها كالوسادة له.
__________
(1) 3 / 257 في الصلاة، باب وقت ركعتي الفجر، وذكر الاختلاف على نافع، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائى (3/257) أخبرنا سويد بن نصر قال: حدثنا عبد الله قال أنبأنا يونس عن الزهري قال: أخبرني السائب بن يزيد، فذكره.(2/453)
الفصل الثاني: في آداب التلاوة، وفيه خمسة فروع
الفرع الأول: في تحسين القراءة والتغني بها
909 - (د س) البراء بن عازب - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «زَيِّنُوا الْقُرآنَ بأصواتكم (1) » . [ص:455] أخرجه أبو داود، والنسائي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زينوا القرآن بأصواتكم) قال الخطابي في قوله: «زينوا القرآن بأصواتكم» قد فسره غير واحد من أئمة الحديث: زينوا أصواتكم بالقرآن، وقالوا: هذا من باب المقلوب، كما قالوا: عرضت الناقة على الحوض، وإنما هو: عرضت الحوض على الناقة.
قال: ورواه معمر عن منصور عن طلحة، فقدم الأصوات على القرآن، وهو الصحيح.
قال: ورواه طلحة عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «زينوا أصواتكم بالقرآن» أي: الهجوا بقراءته، واشغلوا أصواتكم به، واتخذوه شعاراً وزينة.
__________
(1) ويكون ذلك بتحسين الصوت عند القراءة، فإن الكلام الحسن يزيد حسناً وزينة بالصوت الحسن، وفي أدائه بحسن الصوت وجودة الأداء بعث للقلوب على استماعه والإصغاء إليه، قال التوربشتي: هذا إذا لم يخرجه التغني عن التجويد، ولم يصرفه عن مراعاة النظم في الكلمات والحروف، فإن انتهى إلى ذلك، عاد الاستحباب كراهة، وأما ما أحدثه المتكلفون بمعرفة الأوزان والموسيقى فيأخذون في [ص:455] كلام الله مأخذهم في التشبيب والغزل، فإنه من أسوأ البدع، فيجب على السامع النكير، وعلى التالي التعزير.
(2) أبو داود رقم (1468) في الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة، والنسائي 2 / 179 و 180 في الصلاة، باب تزيين القرآن بالصوت، وإسناده صحيح، وأخرجه الدارمي 2 / 474، وأحمد 4 / 283، 285، 296، 304، وابن ماجة رقم (1342) وصححه ابن حبان والحاكم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/283) قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الأعمش وفي (4/285) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا محمد بن طلحة. وفي 4/296 قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، والأعمش. وفي (4/304) قال: حدثنا يحيى، ومحمد بن جعفر، قالا: حدثنا شعبة.
وفي (4/304) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: أخبرنا الأعمش. و «الدارمي» 3503 قال: حدثنا عبيد الله، عن سفيان، عن منصور، والبخارى في خلق العباد (صفحة33) قال: حدثان عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي، عن الأعمش، (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش.
(ح) وحدثنا عثمان، قال: حدثنا جرير، عن منصور. (ح) وحدثنا محمد، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة وفي (34) قال: حدثنا محمود قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا قرة بن حبيب، قال: حدثنا شعبة، ومحمد بن طلحة. و «أبوداود» 1468 قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير، عن الأعمش. و «ابن ماجة» 1342 قال: حدثنا محمد بن بشار.، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، قالا: حدثنا شعبة، و «النسائى» 2 /179 قال: أخبرنا علي بن حجر، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش. وفيه 2/179 قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة.
أربعتهم - الأعمش، ومحمد بن طلحة، ومنصور، وشعبة- عن طلحة بن مصرف، قال: سمعت عبد الرحمن بن، عوسجة، فذكره(2/454)
910 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أذِنَ اللهُ لشيءٍ ما أَذِنَ لِنَبيٍّ أنْ يتَغنَّى (1) بالقُرآن» . [ص:457]
وفي رواية: لنَبيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بالقرآن يجْهرُ به.
هذه رواية البخاري ومسلم، وأبي داود، والنسائي.
ولمسلم أيضاً: لنَبيٍّ يتَغَنَّى بالقُرآنِ يَجْهَر به.
وللبخاري أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا مَنْ لم يتَغَنَّ بالقُرآنِ» زاد غيره (2) «يَجْهَرُ به» . كذا في كتاب البخاري (3) . [ص:458]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ما أذن لنبي يتغني بالقرآن) وقوله: «ما أذن الله لنبي، ما أذن لنبي يتغني بالقرآن» يعني: ما استمع، يقال: أذن إلى الشيء وللشيء، يأذن أذناً، أي استمع له، والتغني: تحزين القراءة، وترقيقها، ومنه قوله: «زينوا القرآن بأصواتكم»
وقيل: المراد به: رفع الصوت بها، وقد جاء في بعض الروايات كذلك، أي يجهر بها.
وجاء في بعضها عن سفيان «يتغنى» أي: يستغني.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": كذا لهم، وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن يحيى بن بكير شيخ البخاري فيه بدون " أن "، وزعم بن الجوزي أن الصواب حذف " أن " وأن إثباتها وهم من [ص:456] بعض الرواة، لأنهم كانوا يروون بالمعنى، فربما ظن بعضهم المساواة، فوقع في الخطأ، لأن الحديث لو كان بلفظ " أن " لكان من الإذن - بكسر الهمزة وسكون الذال - بمعنى الإباحة والإطلاق، وليس ذلك مراداً هنا، وإنما هو من الأذن - بفتحتين - وهو الاستماع. وقوله " أذن " أي: استمع والحاصل: أن لفظ " أذن " بفتحة ثم كسرة في الماضي، وكذا في المضارع مشترك بين الإطلاق والاستماع. تقول: أذنت آذن – بالمد - فإن أردت الإطلاق فالمصدر بكسرة ثم سكون، وإن أردت الاستماع فالمصدر بفتحتين.
وقال القرطبي: أصل الأذن – بفتحتين - أن المستمع يميل بإذنه إلى جهة من يسمعه، وهذا المعنى في حق الله لا يراد به ظاهره، وإنما هو على سبيل التوسع على ما جرى به عرف المخاطب، والمراجعة في حق الله تعالى إكرام القارئ وإجزال ثوابه، لأن ذلك ثمرة الإصغاء. ووقع عند مسلم من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة في هذا الحديث " أذن لشيء كأذنه " بفتحتين، ومثله عند أبي داود من طريق محمد بن أبي حفصة عن عمرو بن دينار عن أبي سلمة، وعند أحمد وابن ماجة والحاكم - وصححه - من حديث فضالة بن عبيد " أشد أذناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته " وما أنكره ابن الجوزي ليس بمنكر، بل هو موجه، وقد وقع عند مسلم في رواية أخرى كذلك، ووجهها عياض بأن المراد: الحث على ذلك والأمر به.
وقد ذكر البخاري عقيب حديث أبي هريرة " قال سفيان: تفسيره: يستغني به ".
قال الحافظ: كذا فسره سفيان، ويمكن أن يستأنس له بما أخرجه أبو داود وابن الضريس وصححه أبو عوانة، عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك " لقيني سعد بن أبي وقاص وأنا في السوق فقال: تجار كسبة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ليس منا من لم يتغن بالقرآن "، وقد ارتضى أبو عبيد تفسير " يتغن " بـ " يستغني " وقال: إنه جائز في كلام العرب، وأنشد للأعشى:
وكنتُ أمرءاً زمناً بالعِرَاقِ ... خَفِيفَ المُنَاخِ طَويلَ التغنّي
أي: كثير الاستغناء، وقال المغيرة بن حبناء:
كِلانا غَنيٌّ عن أخيه حَياتَه ... ونحْنُ إذا مِتْنا أشَدُّ تَغَانِيا
قال: فعلى هذا يكون المعنى: من لم يستغن بالقرآن عن الإكثار من الدنيا فليس منا، أي على طريقتنا، واحتج أبو عبيد أيضاً بقول ابن مسعود " من قرأ سورة آل عمران فهو غني " ونحو ذلك. [ص:457] وقال ابن الجوزي: اختلفوا في معنى قوله " يتغنى " على أربعة أقوال أحدها: تحسين الصوت. والثاني: الاستغناء. والثالث: التحزن، قاله الشافعي. والرابع: التشاغل به. تقول العرب: تغنى بالمكان: أقام به.
قال ابن الأعرابي: كانت العرب إذا ركبت الإبل تتغنى، وإذا جلست في أفنيتها وفي أكثر أحوالها، فلما نزل القرآن أحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون هجيراهم القرآن مكان التغني. وفيه قول آخر حكاه ابن الأنباري في " الزاهر " قال: المراد به: التلذذ والاستحلاء له، كما يستلذ أهل الطرب بالغناء، فأطلق عليه " تغنياً " من حيث أنه يفعل عنده ما يفعل عند الغناء، وهو كقول النابغة:
بكاءَ حمَامَةٍ تَدْعُو هَديلا ... مفَجَّعةٍ على فَنَنٍ تُغَنِّي
أطلق على صوتها غناء، لأنه يطرب كما يطرب الغناء، وإن لم يكن غناء حقيقة.
(2) أي: غير الزهري الراوي عن أبي سلمة، وهذا الغير المبهم، هو محمد بن إبراهيم التيمي، كما جاء مصرحاً به في رواية البخاري في التوحيد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الماهر بالقرآن مع الكرام البررة ".
(3) البخاري 9 / 60، 61 في فضائل القرآن، باب من لم يتغن بالقرآن، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} ، وباب قول الله تعالى {وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور} ، وقد أبعد الألباني النجعة في كتابه صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ص 106 فعزاه إلى أبي داود، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم " الماهر بالقرآن مع الكرام البررة "، ومسلم رقم (792) في صلاة المسافرين، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن، وأبو داود رقم (1473) في الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة، والنسائي 2 / 180 في الصلاة، باب تزيين القرآن بالصوت.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (949) قال حدثنا سفيان قال سمعت الزهري. و «أحمد» (2/271) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حد ثنا معمر، عن الزهري وفي (2/285) قال: حدثنا محمد بن بكر وعبد الرزاق. قالا: أخبرنا ابن جريج. قال عبد الرزاق في حديثه: أخبرني ابن شهاب. وفي 2/450 قال: حدثنا يزيد. وقال: أخبرنا محمد بن عمرو. و «الدارمي» 1496 3500، قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا محمد بن عمرو. وفي (1499) قال: أخبرنا محمد بن أحمد. قال: حدثنا سفيان، عن الزهري. وفي (3493) قال: حدثنا عبد الله بن صالح. قال: حدثني الليث. قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب.
و «البخارى» (6/235، 9/173) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثني الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. وفي (6/236) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان، عن الزهري. وفي (9/193) ، في (خلق أفعال العباد) صفحة 32 قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة، قال: حدثني ابن أبي حازم عن يزيد، عن محمد بن إبراهيم. وفي (خلق أفعال العباد) صفحة 32 قال: حدثني يحيى بن يوسف. قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري. و «مسلم» (2/2192) قال: حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس.
(ح) وحدثني يونس بن عبد الأعلى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني عمرو كلاهما عن ابن شهاب. (ح) وحدثني بشر بن الحكم. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. قال حدثنا يزيد، وهو بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم. (ح) وحدثني ابن أخي ابن وهب. قال حدثنا عمي عبد الله بن وهب. قال: أخبرني عمر بن مالك وحيوة بن شريح، عن ابن الهاد بهذا الإسناد مثله سواء. (ح) وحدثنا الحكم بن موسى. قال: حدثنا هقل، عن الأوزاعي، عن يحى بن أبي كثير. (ح) وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل، وهو بن جعفر، عن محمد بن عمرو. و «أبو داود» (1473) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: حدثني عمر بن مالك وحيوة، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث.
و «النسائي» (2/180) ، في الكبرى (999) ، وفي فضائل القرآن (77) قال: أخبرنا محمد المكي. قال: حدثنا ابن أبي حازم، عن يزيد بن عبد الله، عن محمد بن إبراهيم. وفي (2/180) وفي الكبرى (1000) ، وفي فضائل القرآن (73) قال: أخبرنا قتيبة قال: حدثنا سفيان، عن الزهري. وفي (فضائل القرآن) 78 قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري.
أربعتهم - ابن شهاب الزهري، وأ حمد بن عمرو، ومحمد بن إبراهيم التيمي، ويحيي بن أبي كثير - عن أبي سملة بن عبد الرحمن، فذكره.
* أخرجه الدارمي (3494) قال: حدثنا عبد الله بن صالح. قال: حدثنا الليث. قال: حدثني يونس. عن ابن شهاب. قال: أخبرني أبو سلمة، أن أبا هريرة قال: «ماأذن الله لشيء كما أذن لنبي يتغنى بالقرآن» . موقوف.(2/455)
911 - (د) عبد الله بن أبي يزيد - رحمه الله -: قال: مَرَّ بنا أبُو لُبَابَةَ فاتَّبعْنَاهُ، حتى دَخلَ بيتَهُ، فدَخلْنا عليه، فإذا رَجُلٌ رَثُّ الهيئَةِ، فسمعتُه يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس منَّا من لم يتَغَنَّ بالقُرآن» ، قال: فقُلتُ لابن أبي مُلَيْكَةَ: يا أبا محمد، أرأيتَ إذا لم يكُنْ حَسَنَ الصَّوْتِ؟ قال: يُحَسِّنُهُ ما استطاع. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1471) في الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة، وإسناده قوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أبو داود (1471) قال: ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا عبد الجبار بن الورد قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: قال: عبيد الله بن أبي يزيد، فذكره.(2/458)
912 - (د) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليْس مِنَّا من لم يَتَغَنَّ بالقُرآن» . أخرجه أبو داود (1) . [ص:459]
وقال: قال لي قُتَيْبَةُ: هو في كتابي عن سعيد بن أبي سعيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - وذكر الحديث.
__________
(1) رقم (1469) و (1470) و (1471) في الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة، وإسناده صحيح، وأخرجه أحمد رقم (1476) وابن ماجة رقم (1337) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (76) قال حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو بن دينار وفي (77) قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا ابن جريج. و «أحمد» (1/172) (1476) قال: حدثنا وكيع قال حدثنا سعيد بن حسان المخزومي. وفي (1/175) (1512) قال: حدثنا حجاج قال: أنبأنا ليث (ح) وأبو النضر قال: حدثنا الليث. وفي (1/179) (1549) قال: حدثنا سفيان، عن عمرو، و «عيد بن حميد» (151) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا ليث بن سعد. و «الدارمي» 1498 قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو -يعني ابن دينار - وفي (3491) قال الدارمي: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا ليث بن سعد. و «أبو داود» 1469 قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، عن الليث. وفي (1470) قال أبو داود: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو.
أربعتهم -عمرو، وا بن جريج، وسعيد بن حسان، والليث - عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله بن أبي نهيك، فذكره.
* في رواية عمرو بن دينار، وسعيد بن حسان، والليث عند أبي داود: (عبيد الله بن أبي نهيك) . وفي رواية الليث عند أحمد، وعبد بن حميد (عبد الله بن أبي نهيك) . وفي رواية الليث عند الدارمي: (ابن أبي نهيك) وفي رواية ابن جريج في المطبوع من مسند الحميدي: (عبد الله بن أبي نهيك) . بينما قال المزي: رواه الحميدي عن سفيان عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله، عن سعد «تحفة الأشراف» 3905.
* في رواية أبي داود (1469) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، وقتيبة بن سعيد، ويزيد بن خالد بن موهب الرملي. أن الليث حدثهم عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبيد الله بن أبي نهيك، عن سعد بن أبي وقاص.
وقال يزيد -ابن خالد الرملي -: عن ابن أبي مليكة، عن سعيد بن أبي سعيد. وقال قتيبة: هو في كتابي عن سعيد بن أبي سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن» .(2/458)
913 - () (حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما -) : أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «اقرؤوا القُرآنَ بِلُحُونِ العَرَبِ وأصواتِها، وإيَّاكم ولُحون أَهْلِ العِشْق، ولُحُون أهْلِ الكتابيْنِ، وسيجيءُ بعدي أقْوَامٌ يُرَجِّعُونَ بالقرآن تَرْجِيعَ الغِناءِ والنَّوْح، لا يُجَاوِزُ حَناجِرَهم، مَفْتُوَنةٌ قُلُوبُ الذين يُعْجِبُهُمْ شَأْْنُهُمْ» . أخرجه رزين (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بلحون العرب) اللحون والألحان: جمع لحن: وهو التطريب وترجيع الصوت، وتحسين قراءة القرآن، أو الشعر، أو الغناء، ويشبه أن يكون هذا الذي يفعله قراء زماننا بين يدي الوعاظ في المجالس من اللحون الأعجمية، التي يقرؤون بها، مما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(يرجعون) الترجيع في القراءة: ترديد الحروف، كقراءة النصارى.
__________
(1) ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " وعزاه للطبراني في " الأوسط "، والبيهقي في " الشعب " من حديث بقية عن الحصين الفزاري عن أبي محمد عن حذيفة. قال ابن الجوزي في " العلل: حديث لا يصح " وأبو محمد مجهول، وبقية يروي عن الضعفاء ويدلسهم، وقال الهيثمي في " المجمع ": فيه راو لم يسم. وفي " الميزان " للذهبي في ترجمة حصين بن مالك الفزاري: تفرد عنه بقية، وليس بمعتمد. والخبر منكر، ومثله في " لسان الميزان " للحافظ ابن حجر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: ذكره الهيثمي في «المجمع» البحرين قال: ثنا محمد بن جابان، ثنا محمد بن مهران الجمال، ثنا بقبية بن الوليد، عن حصين بن مالك الفزراري، قال: سمعت شيخان -؟ قديما يكني بأبي محمد يحدث عن حذيفة بن اليمان، فذكره.
وقال أي الطبراني: لا يروي عن حذيفة إلا بهذا الإسناد، تفرد به بقية قلت: وبقية مدلس، وقد عنعنه.(2/459)
الفرع الثاني: في الجهر بالقراءة
914 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: اعْتَكَفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فَسَمِعَهُمْ يَجْهَرون بالقراءةِ، فكشَفَ السِّتْرَ، وقال: «ألا إنَّ كُلَّكُمْ يُناجِي رَبَّهُ، فلا يُؤذِيَنَّ بعضُكم بعضاً، ولا يَرفَعْ بعضُكم على بعض في القراءةِ» أو قال: «في الصلاة» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1332) في الصلاة، باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3 /94) . و «عبد بن حميد» 883.و «أبو داود» 1332 قال حدثنا الحسن بن علي و «النسائى» في (فضائل القرآن) 117 قال: أخبرنا محمد بن رافع. و «ابن خزيمة» 1162 قال: حدثنا محمد بن يحيى وعبد الرحمن بن بشر.
ستتهم- أحمد، وعبد بن حميد، والحسن، وابن رافع،وابن يحيى، وابن بشر - عن عبد الرزاق قال حدثنا معمر، عن إسماعيل بن أمية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.(2/460)
915 - (خ م د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: سَمِعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يقرأُ في سُورةٍ بالليل، فقال: «يرحمُهُُ الله، لقَدْ أذْكَرَني كذا وكذا آية كنتُ أُنسيِتُها (1) من سورة كذا وكذا» . [ص:461]
وفي رواية: «أسْقَطْتُهُنَّ من سورَةِ كذا» .
وفي أخرى قالت: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَسمَعُ قراءةَ رُجلٍ في المسجد، فقال: «رحمه الله، لقد أذْكرني آية كُنتُ أُنسِيتُها» . هذه رواية البخاري ومسلم.
وأخرجه أبو داود، قالت: إنَّ رُجلاً قَامَ من اللَّيْلِ، فقَرأَ، فرفَعَ صوتَهُ بالقُرآنِ، فلمَّا أصْبَح، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يرحمُ الله فلاناً، كَأيِّنْ من آيةٍ أَذْكَرَنِيهَا اللَّيْلَةَ، كُنْتُ قد أسقطتها (2) » .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كأيِّن) كأين وكائن بمعنى كم، وهي كاف التشبيه، دخلت علي «أي» التي للاستفهام، ولم يظهر للتنوين صورة في الخط إلا في هذه الكلمة.
__________
(1) نقل الحافظ عن الإسماعيلي، أن النسيان من النبي صلى الله عليه وسلم لشيء من القرآن يكون على قسمين: أحدهما: نسيانه الذي يتذكره عن قرب، وذلك قائم بالطباع البشرية، وعليه يدل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود في السهو " إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون "، والثاني: أن يرفعه الله عن قلبه على إرادة نسخ تلاوته، وهو المشار إليه بالاستثناء في قوله تعالى {سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله} .
فأما القسم الأول، فعارض سريع الزوال لظاهر قوله تعالى {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} .
وأما الثاني، فداخل في قوله تعالى {ما ننسخ من آية أو ننسها} على قراءة من قرأ بضم أوله من غير همز.
قال الحافظ: وفي الحديث: دليل لمن أجاز النسيان على النبي صلى الله عليه وسلم فيما ليس طريقه البلاغ مطلقاً، وكذا فيما طريقه البلاغ، بشرط أنه لا يقع إلا بعد ما يقع التبليغ، وبشرط أنه لا يستمر على نسيانه، بل يحصل له تذكره، إما بنفسه وإما بغيره. فأما قبل تبليغه فلا يجوز عليه فيه النسيان أصلاً.
(2) البخاري 9 / 75، 76 في فضائل القرآن، باب نسيان القرآن، وباب من لم ير بأساً أن يقول: سورة البقرة وسورة كذا وكذا، وفي الشهادات، باب شهادة الأعمى وأمره ونكاحه، وفي الدعوات، قول الله تعالى {وصل عليهم} ، ومسلم رقم (788) في صلاة المسافرين، باب الأمر بتعهد القرآن، وأبو داود رقم (1331) في الصلاة، باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد 6/62و138 قال: حدثنا وكيع. و «البخاري» (2253 و6/239) قال: حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون. قال: أخبرنا عيسى بن يونس. وفي 6/238 قال: حدثا ربيع بن يحيى قال: حدثنا زائدة. وفي 6/239 قال: حدثنا أحمد بن أبي رجاء. قال: حدثنا أبو أسامة. وفي 6/240 قال: حدثنا بشر بن آدم. قال: أخبرنا علي بن مسهر. وفي 8/91 قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا عبدة.
و «مسلم» (2/190) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة. وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا عبدة وأبو معاوية. و «أبو داود» (1331، 3970) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. و «النسائي» في فضائل القرآن (31) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا عبدة بن سليمان.
ثمانيتهم - وكيع، وعيسى بن يونس، وزائدة بن قدامة، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعلي بن مسهر، وعبدة بن سليمان، وأبو معاوية الضرير، وحماد بن سلمة - عن هشام بن عروة عن أبيه، فذكره.(2/460)
916 - (س) أم هانىءٍ - رضي الله عنها -: قالت: كنتُ أسمع قراءةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأنا على عريشي. أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 178 - 179 في الصلاة، باب رفع الصوت بالقرآن، وفي سنده أبو العلاء، واسمه هلال بن خباب العبدي، وهو وإن كان صدوقاً فإنه تغير بأخره، وبقية رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (2/179،178) أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن وكيع قال:حدثنا مسعر عن أبي العلاء عن يحيى بن جعدة عن أم هانئ فذكره.(2/461)
917 - (ت د س) عبد الله بن أبي قيس -رحمه الله - قال: سألتُ [ص:462] عائشة -رضي الله عنها- كيف كانت قراءةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، أكان يُسِرُّ بالقراءةِ، أم يَجْهر؟ فقالت: كُلُّ ذلك قد كان يفعَلُ، رُبَّما أسَرَّ بالقرِاءةِ، ورُبَّما جَهَرَ، فقلتُ: الحمد لله الذي جَعَلَ في الأمرِ سَعَة. أخرجه الترمذي.
وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه هو وأبو داود، وهو مذكور في موضعه.
وأخرجه النسائي إلى قوله «وَرُبمَّا جهر (1) » .
__________
(1) الترمذي رقم (449) في الصلاة، باب ما جاء في قراءة الليل، ورقم (2925) في أبواب ثواب القرآن، باب كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (1437) في الصلاة، باب وقت الوتر، والنسائي 3 / 224 في صلاة الليل، باب كيف القراءة بالليل، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2294، 449) ، و «أبو داود» 1437 قالا: ثنا قتيبة، قال: ثنا الليث بن سعد، و «النسائي» 3/224 قال: نا شعيب بن يوسف، قال: ثنا عبد الرحمن كلاهما الليث بن سعد، وعبد الرحمن - عن معاوية بن صالح، عن عبد الله بن أبي قيس - فذكره. وأخرجه أحمد (6/153) قال: ثنا يحيى بن آدم. قال: ثنا ابن المبارك، وفي (6/167) قال: ثنا عبد الرزاق. كلاهما - ابن المبارك، وعبد الرزاق - عن معمر، عن عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر، فذكره.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب، وفي الأخري: حسن غريب من هذا الوجه.(2/461)
الفرع الثالث: في كيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم
918 - (خ د س) قتادة -رحمه الله -: قال: سأَلتُ أَنَساً عن قراءةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كان يمَدُّ مَدّاً، ثم قرأَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم: يَمُدُّ ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم. هذه رواية البخاري.
وأخرجه أبو داود، والنسائي، وانتهت روايتهما عند قوله: «يَمُدُّ مَدّاً» (1) .
__________
(1) البخاري 9 / 79 في فضائل القرآن، باب مد القراءة، وأبو داود رقم (1456) في الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة، والنسائي 2 / 179 في الصلاة، باب مد الصوت بالقراءة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه أحمد (3/119) قال: حدثنا وكيع. وفي 3/127 قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، وفي 3/131 قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي 3/192، 289 قال: حدثنا بهز وفي 3/198 قال: حدثنا زيد بن حباب. و «االبخاري» 6/241، وفي خلق أفعال العباد (37) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وفي (38) قال: حدثنا سليمان بن حرب، وأبو النعمان. و «أبوداود» 1465 قال:حدثا مسلم بن إبراهيم. و «ابن ماجة» (1353) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال:حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. «الترمذي» في الشمائل (315) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا وهب بن جرير و «النسائي» 2/179، وفي الكبرى 996 قال: أخبرنا عمرو بن علي،قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. تسعتهم - وكيع، والمقرئ، وابن مهدي،وبهز، وزيد، ومسلم،وسليمان، وأبو النعمان، ووهب - عن جرير بن حازم..
2-وأخرجه البخاري 6/،241وفي خلق أفعال العباد (38) قال: حدثنا عمرو بن عاصم، قال: حدثنا همام بن يحيى.
كلاهما - جرير، وهمام - عن قتادة، فذكره.(2/462)
919 - (ت د س) أم سلمة - رضي الله عنها -: سألها يَعْلى بنُ مَمْلك عن قراءةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وصلاتِهِ؟ قالت: ما لَكُمْ وصلاته؟ ثم نَعَتَتْ [ص:463] قراءتهُ، فإذا هي تَنْعَتُ قرَاءة مُفسَّرَة حَرْفاً حرفاً. هذه رواية النسائي.
وفي رواية الترمذي، قالت: ما لَكُمْ وصلاته؟ كان يصلِّي، ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى، حتى يُصبحَ، ثُمَّ نَعَتَتْ قراءتهُ، فإذا هي تَنعَتُ قراءة مُفَسَّرَة حرفاً حرفاً.
وللترمذي من رواية ابن أبي مُليكة عنها قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُقَطِّعُ قراءتهُ: يقول: الحمد لله رب العالمين، ثم يقف، الرحمن الرحيم، ثم يقف، وكان يقرأُ: مَلكِ يوم الدين.
وأخرجه أبو داود قال: قالت: قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم: بِسْم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مَلكِ يوم الدين، يُقَطِّعُ قراءتهُ آية آية (1) .
__________
(1) الترمذي رقم (2924) في أبواب ثواب القرآن، باب ما جاء كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (1466) في الصلاة، باب استحباب ترتيل القراءة، والنسائي 2 / 181 في الصلاة، باب تزيين القرآن بالصوت، من حديث الليث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك، ويعلى بن مملك لم يوثقه غير ابن حبان، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حسن صحيح، وأخرجه أحمد في " المسند " 6 / 302، وأبو داود رقم (4001) من حديث ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة، أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان يقطع قراءته آية آية: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأخرجه حمزة بن يوسف في " تاريخ جرجان " ص 64 وصححه ابن خزيمة والدارقطني ص 181 والحاكم 2 / 231 وأقره الذهبي، وأخرجه أبو عمرو الداني في " المكتفى في الوقف والابتداء " الورقة 5 وجه ثاني، وقال: ولهذا الحديث طرق كثيرة، وقال الجزري في " النشر " 1 / 226: وهو حديث حسن، وسنده صحيح.
وقد عد بعضهم الوقف على رؤوس الآي في ذلك سنة، وقال أبو عمرو: وهو أحب إلي، واختاره أيضاً البيهقي في " شعب الإيمان " وغيره من العلماء، وقالوا: الأفضل الوقوف على رؤوس الآيات، وإن تعلقت بما بعدها، قالوا: واتباع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته أولى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/294 300،) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق قال: أخبرني ليث بن سعد. وفي (6/297) قال: حدثنا محمد بن بكر وعبد الرزاق قالا: حدثنا ابن جريج. وفي (6/308) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا ابن جريج. «البخارى» في خلق أفعال العباد (23) قال: حدثنا عبد الله بن صالح. ويحيى بن بكير قال: حدثنا الليث..وفي (23) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثني الليث. و «أبوداود» (1466) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي. قال: حدثنا الليث. و «الترمذي» (2923) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائي (2/181) (3/214) ، وفي الكبرى (، 1004 1284) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث بن سعد. وابن خزيمة (1158) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: حدثنا شعيب، قال: حدثنا الليث.
كلاهما - ليث، وابن جريج - عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، فذكره.
وأخرجه النسائي (3/214) ، وفي الكبرى (1233) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حجاج، قال: قال ابن جريج، عن أبيه، قال: أخبرني ابن أبي مليكة، أن يعلى بن مملك أخبره، فذكر نحوه. زاد فيه: «والد ابن جريج» .
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك عن أم سلمة.
وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقطع قراءته، وحديث الليث أصح.
قلت: فيه يعلى بن مملك، لم يوثقه غير ابن حبان.(2/462)
920 - (خ م د) عبد الله بن مُغَفُلٍ - رضي الله عنه -: قال: رََأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يومَ فتح مكة على ناقته يَقْرَأُ سورةَ الفَتْح، فَرَجَّعَ في قراءتهِ (1) ، قال: فقرأَ ابنُ مُغَفَّلٍِ ورَجَّعَ، وقال معاويَةُ بنُ قُرَّةَ: لَوْلاَ النَّاسُ لأَخَذْتُ لَكُمْ بذلك الذي ذكرهُ ابن مُغَفَّلٍِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. هذه رواية البخاري ومسلم.
وفي رواية أبي داود قال: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته يقْرَأُ سورة الفتح، وهو يُرَجِّعُ (2) .
__________
(1) الترجيع: هو تقارب ضروب الحركات في القراءة، وأصله: الترديد، وترجيع الصوت: ترديده في الحلق، وقد جاء تفسيره في حديث عبد الله بن مغفل في كتاب التوحيد من صحيح البخاري " أاأ " بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثم همزة أخرى، كذا ضبطه الحافظ وغيره، وقال العلامة علي القاري: الأظهر أنها ثلاث ألفات ممدودات. ثم قالوا: يحتمل أمرين: أحدهما: أن ذلك حدث من هز الناقة.
والآخر: أنه أشبع المد في موضعه فحدث ذلك، قال الحافظ: وهذا الثاني أشبه بالسياق، فإن في بعض طرقه " لولا أن يجتمع الناس، لقرأت لكم بذلك اللحن " أي: النغم. وقد ثبت الترجيع في غير هذا الموضع، فأخرج الترمذي في " الشمائل " والنسائي وابن ماجه وابن أبي داود، واللفظ له من حديث أم هانئ " كنت أسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ وأنا نائمة على فراشي يرجع القرآن "، وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: معنى الترجيع: تحسين التلاوة، لا ترجيع الغناء، لأن القراءة بترجيع الغناء تنافي الخشوع الذي هو مقصود التلاوة.
(2) البخاري 9 / 73 في فضائل القرآن، باب القراءة على الدابة، وباب الترجيع، وفي المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح، وفي تفسير سورة الفتح، باب {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} ، وفي التوحيد، باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وروايته عن ربه، ومسلم رقم (497) في صلاة المسافرين، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن، وأبو داود رقم (1467) في الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/85) قال: حدثنا ابن إدريس. وفي (5/54) قال: حدثنا وكيع، (ح) وحدثنا شبابة، وأبو طالب بن جابان القارئ، وفي (5/55) قال: حدثنا عفان. وفي (5/56) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وبهز. والبخاري (5/187) ، وفي خلق أفعال العباد (37) قال: حدثنا أبو الوليد. وفي (6/169) ، وفي خلق أفعال العباد (36) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وفي (6/238) قال: حدثنا حجاج بن منهال. وفي (6/2421) وفي خلق أفعال العباد (36) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، وفي (9/192) قال: حدثنا أحمد بن أبي سريج، قال: أخبرنا شبابة. ومسلم (2/193) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، ووكيع (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثناه يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد بن الحارث (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، وأبو داود (1467) قال: حدثنا حفص بن عمر. والترمذي في الشمائل (319) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9666) عن أبي قدامة، عن ابن إدريس (ح) وعن بُندار (ح) وعمرو بن علي، كلاهما عن يحيى بن سعيد.
جميعهم - عبد الله بن إدريس، ووكيع، وشبابة، وأبو طالب، وعفان، ومحمد بن جعفر، وبهز، وأبو الوليد، ومسلم بن إبراهيم، وحجاج، وآدم، وخالد بن الحارث، ومعاذ، وحفص، وأبو داود، ويحيى - عن شعبة، عن أبي إياس معاوية بن قرة، فذكره.(2/464)
921 - () (عائشة - رضي الله عنها -) : سُئلتْ عن قراءةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقالت: أوَ تَقْدِرُون على ذلك؟ كان يقرأُ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، يُرَتِّلُ آية آية. أخرجه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُرتلُ) ترتيل القراءة: التأني والتمهل، وتبيين الحروف والحركات تشبيهاً بالثغر المرتل، وهو المُشَبَّهُ بنور الأقحوان.
__________
(1) لم يذكر مخرجه، ولم نقف عليه.(2/465)
الفرع الرابع: في الخشوع والبكاء عند القراءة (1)
922 - (خ م ت د) ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اقْرأْ عَليَّ القرآنَ» ، فقلتُ: يا رسولَ الله، أقرَأُ عَليْكَ وعَليْكَ أُنزِلَ؟ قال: «إني أُحِبُّ أن أسمَعَهُ من غيري» ، قال: فقرأتُ عليه سورةَ النساءِ، حتى جئتُ إلى هذه الآية {فَكيفَ إذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشهِيدٍ وجِئنا بكَ على هؤلاءِ شهيداً} [النساء: 41] قال: «حسبُك الآن» ، [ص:466] فالتَفَتُّ إليه، فإذا عيناهُ تذرِفانِ (2) . هذه رواية البخاري ومسلم.
وزاد مسلم في أُخرى قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «شهيداً [عليهم] ما دمتُ فيهم» أو «ما كنتُ فيهم» . شكَّ أحد رواته.
وأخرجه الترمذي وأبو داود، وقال الترمذي: «تَهْمِلان» بدل «تذرِفان» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَسْبك) بمعنى: اسكت، وحقيقته: كافيك.
(تَذْرِفَان) ذرَفَ الدَّمعُ: إذا جرى.
__________
(1) قال النووي رحمه الله: البكاء عند قراءة القرآن، صفة العارفين وشعار الصالحين، قال الله تعالى {ويخرون للأذقان يبكون} {خروا سجدا وبكياً} والأحاديث فيه كثيرة، قال الغزالي رحمه الله: يستحب البكاء مع القراءة وعندها، وطريق تحصيله: أن يحضر قلبه الحزن والخوف بتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديد والوثائق والعهود، ثم ينظر تقصيره في ذلك، فإن لم يحضره حزن فليبك على فقد ذلك، فإنه من أعظم المصائب.
(2) قال ابن بطال: إنما بكى صلى الله عليه وسلم عند تلاوته هذه الآية، لأنه مثل لنفسه أهوال يوم القيامة وشدة الحال الداعية إلى شهادته لأمته بالتصديق، وسؤاله الشفاعة لأهل الموقف، وهو أمر يحق له طول البكاء. وقال الحافظ: والذي يظهر أنه بكى رحمة لأمته، لأنه علم أنه لا بد أن يشهد عليهم بعملهم، وعملهم قد لا يكون مستقيماً، فقد يفضي إلى تعذيبهم.
(3) البخاري 9 / 85 في فضائل القرآن، باب البكاء عند قراءة القرآن، وباب من أحب أن يسمع القرآن من غيره، وباب قول المقرئ للقارئ: حسبك، ومسلم رقم (800) في صلاة المسافرين، باب فضل استماع القرآن، والترمذي رقم (3027) و (3028) في تفسير القرآن، باب ومن سورة النساء، وأبو داود رقم (3668) في العلم، باب في القصص.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
أخرجه الحميدي (101) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا المسعودي، عن القاسم فذكره.
- ورواه أيضا عن عبد الله بن مسعود، علقمة:
أخرجه ابن ماجة (4194) ، والترمذي (3024) ، والنسائي في فضائل القرآن (101) ثلاثتهم عن هناد بن السري. وابن خزيمة (1454) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا الحسن بن الربيع.
كلاهما - هناد، والحسن - قالا: حدثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره.
* قال الترمذي: هكذا روى أبو الأحوص، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، وإنما هو إبراهيم، عن عَبيدة، عن عبد الله.
- ورواه أيضا عن عبد الله، زر:
أخرجه النسائي في فضائل القرآن (102) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الله قال: أنبأنا حسين عن زائدة، عن عاصم عن زر فذكره.
- ورواه أيضا عن ابن مسعود، أبو حيان الأشجعي:
أخرجه أحمد (1/374) (3550) قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا حصين، عن هلال بن يساف عن أبي حيان فذكره.
- ورواه أيضا عن ابن مسعود، أبو رزين:
أخرجه أحمد (1/374) (3551) قال: حدثنا هشيم، قالك أنبأنا مغيرةج، عن أبي رزين فذكره.
- ورواه أيضا عن عبد الله بن مسعود عبيدة:
1 - أخرجه أحمد (1/380) (3606) قال: حدثنا يحيى. وفي (1/432) (4118) قثال: حدثنا وكيع. والبخاري (6/57) (243) قال: حدثنا صدقة، قال: أخبرنا يحيى، وفي (6/241) قال: حدثنا محمد ابن يوسف وفي (6/243) قال: حدثنا مُسَدَّد، عن يحيى، والترمذي (3025) ، وفي الشمائل (323) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا معاوية بن هشام، وفي (3026) قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا ابن المبارك، والنسائي في فضائل (103) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، وفي (104) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى، خمستهم - يحيى بن سعيد، ووكيع، ومحمد بن يوسف، ومعاوية بن هشام، وعبد الله بن المبارك - عن سفيان الثوري.
2 - وأخرجه البخاري (6/241) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، ومسلم (2/195) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وأبو داود (3668) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، والنسائي في فضائل القرآن (100) قال: أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن غزوان.
خمستهم - عمر بن حفص، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد العزيز- عن حفص بن غياث.
3 - وأخرجه البخاري (6/243) قال: حدثنا قيس بن حفص، قال: حدثنا عبد الواحد.
4 - وأخرجه مسلم (2/196) قال: حدثنا هناد بن السري، ومِنجاب بن الحارث التميمي. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9402) عن هناد بن السري، كلاهما - هناد، ومنجاب - عن علي بن مسهر.
أربعتهم - سفيان الثوري، وحفص بن غياث، وعبد الو احد بن زياد، وعلي بن مسهر - عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم، عن عَبيدة السلماني، فذكره.
* في رواية أحمد (1/380) (3606) ، ومسدد، عن يحيى، عن سفيان، قال الأعمش: وبعض الحديث عن عمرو بن مرة. قال سفيان: وحدثني أبي، عن أبي الضحى، عن عبد الله.. الحديث.
* وفي رواية صدقة، ويعقوب بن إبراهيم، قال يحيى: وبعض الحديث عن عمرو بن مرة.
* أخرجه مسلم (2/196) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني مسعر، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود: اقرأ علي ... فذكره مرسلا.(2/465)
923 - () (عائشة - رضي الله عنها -) قالت: كان أبو بكر إذا قرأ القرآن كثيرَ البكاءِ. زاد بعضهم: في صلاة وغيرها. أخرجه.
__________
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين.(2/466)
924 - () (عائشة - رضي الله عنها -) قالت: القرآن أكرَمُ من أن يُزيلَ [ص:467] عُقُولَ الرجالِ. أخرجه.
__________
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين.(2/466)
925 - () (أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها -) قالت: ما كان أحَدٌ من السَّلَفِ يُغْشَى عليه، ولا يُصْعَقُ عندَ قراءةِ القرآنِ، وإنما يَبكْونَ ويَقْشَعِرُّونَ، ثم تلينُ جُلودُهم وقُلوبُهُم لذكْرِ الله. أخرجه (1) .
__________
(1) أخرجه البغوي 7 / 238 في تفسير الآية عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: " قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلون إذا قرئ عليهم القرآن؟ قالت: كانوا كما نعتهم الله عز وجل: تدمع عيونهم، وتقشعر جلودهم، قال: فقلت لها: إن ناساً اليوم إذا قرئ عليهم القرآن خر أحدهم مغشياً عليه، فقالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ".
وروي عن ابن عمر أنه مر برجل من أهل العراق ساقط، فقال: ما بال هذا؟ قالوا: إنه إذا قرئ عليه القرآن أو سمع ذكر الله سقط، قال ابن عمر: " إنا لنخشى الله، وما نسقط "، وقال ابن عمر: " إن الشيطان يدخل في جوف أحدهم، ما كان هذا صنيع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثرمن زيادات رزين العبدري،على الأصول.(2/467)
الفرع الخامس: في آداب متفرقة
926 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قَرَأ منكم {والتِّين والزَّيْتُون} فانتهى إلى قوله: {أَلَيسَ اللهُ بأحْكَمِ الحاكمين} فلْيقُلْ: وأنا على ذلك من الشاهدين، ومَنْ قَرأَ {لا أُقسِمُ بيوم القيامة} [القيامة: 1 - 40] فانتهى إلى قوله: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يُحْيِيَ الموتَى} فليَقُلْ: بَلى، وعِزَّةِ رَبِّنا، ومن قرأ {والمرسلات} فبلغ {فبأَيِّ حديثٍ بعدَهُ يُؤمِنُونَ} [المرسلات: 1 - 50] فليقل: آمنا بالله» ، قال [ص:468] إسماعيل (1) : ذهبتُ أعيدُ على الرَّجُلِِ الأعْرابيِّ الذي رواه عن أبي هريرة، وأنْظُرُ لَعَّلُه (2) قال: يا ابن أخي، أتَظُنُّ أنِّي لم أحفَظْهُ، لقد حَجَجْتُ سِتِّينَ حَجَّة، ما فيها حجةٌ إلا وأنا أعرِفُ البعيرَ الذي حَجَجْتُ عليه. هذه رواية أبي داود.
وأخرجه الترمذي إلى قوله: «وأنا على ذلك من الشاهدين» (3) .
__________
(1) هو إسماعيل بن أمية بن عمرو بن العاص الراوي عن الأعرابي لهذا الحديث.
(2) أي: لعله نسي أو أوهم في شيء، فأعاد عليه يمتحن ذاكرته.
(3) الترمذي رقم (3344) في التفسير، باب ومن سورة التين، وأبو داود رقم (887) في الصلاة، باب مقدار الركوع والسجود، والأعرابي الذي رواه عن أبي هريرة لا يعرف، وقد قال ابن كثير: وقد رواه شعبة عن إسماعيل بن أمية قال: قلت: من حدثك؟ قال: رجل صدق عن أبي هريرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف لايثبت: أخرجه الترمذي (3347) حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية، قال سمعت رجلا بدويا أعرابيا يقول: سمعت أبا هريرة يرويه يقول: فذكره.
وأخرجه أبو داود (887) حدثنا عبد الله بن محمد الزهري، ثنا سفيان، حدثني إسماعيل بن أمية، سمعت أعرابيا يقول: سمعت أبا هريرة يقول: فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث إنما يروى بهذا الإسناد عن هذا الأعرابي عن أبي هريرة، ولا يسمى.(2/467)
927 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قَرأ: {سَبِّح اسمَ ربك الأعلى} قال: «سبحان رَبِّي الأَعْلَى» . أخرجه أبو داود. وقال: وروي موقوفاً على ابن عباس -رضي الله عنهما - (1) .
__________
(1) رقم (883) في الصلاة، باب الدعاء في الصلاة، من حديث وكيع عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وأخرجه أحمد رقم (2066) ، وهذا سند حسن، وقد قال أبو داود: خولف وكيع في هذا الحديث، رواه أبو وكيع وشعبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفاً، كأنه يريد تعليل المرفوع بذلك، قال أحمد شاكر: وما هذه بعلة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
الموقوف أرجح: أخرجه أحمد (1/232) (2066) ،وأبو داود (883) قال: حدثنا زهير بن حرب.
كلاهما - أحمد، وزهير - قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مُسلم البَطِين، عن سعيد بن جُبير، فذكره.
* قال أبو داود: خولف وكيع في هذا الحديث، رواه أبو وكيع، وشُعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، مو قوفا. قلت: إسحاق يدلس وقد عنعن..(2/468)
928 - (د) موسى بن أبي عائشة -رحمه الله -: قال: كان رجلٌ يُصلي فوقَ بيته، وكان إذا قرأ {أليس ذلك بقادرٍ على أنْ يحيي الموْتَى} [ص:469][القيامة: 40] قال: سبحانك. فَبَلى، فسألوهُ عن ذلك؟ فقال: سمعتُه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (884) في الصلاة، باب الدعاء في الصلاة، ورجاله ثقات، لكن موسى بن أبي عائشة لم يرو عن أحد من الصحابة، فهو منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (884) حدثنا محمد بن المثنى، حدثني محمد بن جعفر، ثنا شعبة عن موسى بن أبي عائشة، قال: فذكره.(2/468)
929 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قام أحدكم من الليلِ فاسْتَعْجَمَ القرآنُ على لسانِه، فلم يدْرِ ما يقول، فَلْيَضْطَجِعْ» . أخرجه مسلم، وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَاسْتَعْجْمَ) استعجم القرآن على القارئ: إذا أُرْتِجَ عليه، فلم يقدر أن يقرأه.
__________
(1) مسلم رقم (787) في صلاة المسافرين، باب أمر من نعس في صلاته، وأبو داود رقم (1311) في الصلاة، باب النعاس في الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/318) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام، ومسلم (2/190) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، وأبو داود (1311) قال: حدثنا أحمد بن حَنبل. قال: حدثنا عبد الرزاق، والنسائي في فضائل القرآن (69) قال: أخبرنا محمد بن حاتم بن نُعيم، قال: أخبرنا حِبان، قال: أخبرنا عبد الله.
كلاهما - عبد الرزاق، وعبد الله بن المبارك - عن معمر، عن همام بن مُنبه، فذكره.
وعن يحيى بن النضر:
أخرجه ابن ماجة (1372) قال: حدثنا يعقوب بن حُميد بن كاسب، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن أبي بكر بن يحيى بن النضر، عن أبيه، فذكره.(2/469)
930 - (ط) محمد بن سيرين -رحمه الله -: أن عمرَ بنَ الخطاب كان في قومٍ يقْرؤونَ القُرآنَ، فذهبَ لحاجته، ثم رجع وهو يقرأ القرآن، فقال رجلٌ (1) : يا أمير المؤمنين، أتقْرَأُ القْرآن، ولَسْتَ على وُضُوءٍ؟ فقال له عمر: مَنْ أفتاك بهذا؟ أَمُسَيْلمَةُ؟. أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) قالوا: إن اسم هذا الرجل: إياس بن صبيح، وهو من بني حنيفة أصحاب مسيلمة الكذاب، ولذلك عرض به عمر رضي الله عنه.
(2) 1 / 200 في القرآن، باب الرخصة في قراءة القرآن على غير وضوء، ورجاله ثقات، لكن ابن سيرين لم يسمع من عمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/12) عن أيوب بن أبي تميمة السختياني عن محمد بن سيرين، أن عمر بن الخطاب فذكره.(2/469)
931 - (د) عروةُ بن الزبير بن العوام - رضي الله عنهما -: عن عائشة -رضي الله عنها - وذُكِرَ الإفْكُ قالت: جلس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وكَشَفَ عنِ وجهِهِ، وقال: أعُوذُ بالله السميع العليم، من الشَّيطانِ الرجيم، {إنَّ الذينَ جاؤُوا بالإفكِ عُصبةٌ منكم ... } [النور: 11] (1) .
قال أبو داود: هذا حديث منكر، وقد روى هذا الحديثَ جماعٌة، عن الزهري، لم يذكروا هذا الكلام على الشرح، وأخاف أن يكونَ أمْرُ الاستعاذة من كلام حُمَيْدٍ (2) .
__________
(1) رقم (785) في الصلاة، باب من لم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.
(2) قال ابن القيم في " تهذيب السنن " 1 / 379: قال ابن القطان: حميد بن قيس أحد الثقات , وإنما علته أنه من رواية قطن بن نسير عن جعفر بن سليمان، عن حميد , وقطن - وإن كان روى عنه مسلم - فكان أبو زرعة يحمل عليه ويقول: روى عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس أحاديث مما أنكر عليه , وجعفر أيضاً مختلف فيه , فليس ينبغي أن يحمل على حميد وهو ثقة بلا خلاف في شيء جاء به عنه من يختلف فيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (785) قال: ثنا قطن بن نسير، ثنا جعفر، ثنا حميد الأعرج المكي، عن ابن شهاب، عن عروة، فذكره.(2/470)
932 - (خ م) جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اقْرَؤوا القرآن مَا ائْتَلَفتْ عليه قُلُوبُكُم، فإذَا اخْتلَفْتُمْ (1) فَقُومُوا عنه» . [ص:471] أخرجه البخاري، ومسلم (2) .
__________
(1) أي: في فهم معانيه " فقوموا عنه " أي: تفرقوا، لئلا يتمادى بكم الاختلاف إلى الشر، قال عياض: يحتمل أن يكون النهي خاصاً بزمنه صلى الله عليه وسلم، لئلا يكون ذلك سبباً لنزول ما يسوؤهم، كما في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} ، ويحتمل أن يكون المعنى: اقرؤوا القرآن والزموا الائتلاف على ما دل عليه، وقاد إليه، فإذا وقع الاختلاف، أو عرض عارض شبهة يقتضي المنازعة الداعية إلى الافتراق، فاتركوا القراءة وتمسكوا بالمحكم الموجب للألفة، وأعرضوا عن المتشابه المؤدي إلى الفرقة، وهو كقوله صلى الله عليه وسلم: " فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاحذروهم ".
ويحتمل أنه ينهى عن القراءة إذا وقع الاختلاف في كيفية الأداء بأن يتفرقوا عند الاختلاف، [ص:471] ويستمر كل منهم على قراءته، ومثله ما تقدم عن ابن مسعود لما وقع بينه وبين الصحابيين الآخرين الاختلاف في الأداء، فترافعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " كلكم محسن ". قاله الحافظ في " الفتح " 9 / 87.
(2) البخاري 9 / 87 في فضائل القرآن، باب اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، وفي الاعتصام، باب كراهية الاختلاف، ومسلم رقم (2667) في العلم، باب النهي عن اتباع متشابه القرآن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (4/313) ، والبخاري (6/244) قال: حدثنا عمرو بن علي. وفي (9/136) قال: حدثنا إسحاق، والنسائي في فضائل القرآن (122) قال: أخبرنا عمرو بن علي. ثلاثتهم - أحمد، وعمرو، وإسحاق- قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سلام بن أبي مطيع.
2 - وأخرجه الدارمي (3362) قال: حدثنا أبو النعمان، والنسائي في فضائل القرآن (123) قال: أخبرني عبد الله بن الهيثم، قال: حدثنا مسلم، كلاهما - أبو النعمان، ومسلم - قالا: حدثنا هارون بن موسى الأعور.
3 - وأخرجه الدارمي (3364) قال: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، ومسلم (8/57) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. كلاهما - أبو غسان، ويحيى - قال أبو غسان: حدثنا. وقال يحيى: أخبرنا أبو قدامة الحارث بن عبيد.
4 - وأخرجه البخاري (6/244) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد.
5 - وأخرجه البخاري (9/136) ومسلم (8/57) قالا: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا عبد الصمد، قال: حدثنا همام.
6 - وأخرجه مسلم (8/57) قال: حدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا أبان.
7 - وأخرجه النسائي في فضائل القرآن (121) قال: أخبرنا هارون بن زيد، قال: حدثنا أبي. وفي الكبرى تحفة الأشراف (3261) عن محمد بن عبد الله بن عمار، عن المعافى. كلاهما - زيد، والمعافى - عن سفيان، عن حجاج بن فُرافِصة.
سبعتهم - سلام، وهارون، وأبو قدامة، وحماد، وهمام، وأبان، وحجاج - عن أبي عمران الجوني فذكره.(2/470)
933 - (خ) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما -: قال: يا مَعْشَرَ الْقُراء، استَقيِموا (1) فَقَدْ سُبِقْتُمْ (2) سَبقاً بَعيداً، وإن أخذُتم يميناً وشمالاً، لقد ضَلَلْتُمْ ضلالاً بَعيداً. أخرجه البخاري (3) .
__________
(1) أي: اسلكوا طريق الاستقامة، وهي كناية عن التمسك بأمر الله تعالى فعلاً وتركاً.
(2) المخاطب بهذا من أدرك أوائل الإسلام، فإذا تمسك بالكتاب والسنة، سبق إلى كل خير، لأن من جاء بعده إن عمل بعمله لم يصل إلى ما وصل إليه من سبقه إلى الإسلام، وإلا فهو أبعد منه حساً وحكماً.
(3) 13 / 217 في الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (7282) قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا سفيان عن الأعمش، عن إبراهيم ابن همام، فذكره.(2/471)
الفصل الثالث: في تحزيب القرآن وأوراده
934 - (خ م ت د) عبد الله بن عمر بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَلَمْ أُخْبَرْ أنَّك تصومُ الدَّهرَ، وتقرأُ القرآنَ كُلَّ لَيلَة؟» قلتُ: بلَى يا نبيَّ الله، ولَم أُرِدْ بذلك إلا الخيرَ، قال: «فصُمْ صَوْمَ [ص:472] داود وكان أعْبَدَ النَّاسِ واقرأ القرآن في كل شَهْرٍ» ، قال: قلت: يا نبيَّ الله، إني أُطيقُ أَفْضَلَ من ذلك، قال: «فاقْرَأْهُ في كلِّ عشرين» ، قال: قلت: يا نبيَّ الله، إني أُطيقُ أَفْضَلَ من ذلك، قال: «فاقْرَأْهُ في كلِّ عشر» ، قال: قلت: يا نبيَّ الله، إني أطيق أفضل من ذلك، قال: «فاقرأْهُ في كل سَبْعٍ، لا تَزِدْ على ذلك» . قال: فشدَّدْتُ؛ فشُدِّدَ عَلَيَّ، وقال لي: «إنك لا تدري، لعلك يَطُولُ بك عُمرٌ» ، قال: فَصِرْتُ إلى الذي قال [لي] النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كَبِرْتُ وَدِدْتُ أَنِّي كُنتُ قَبِلْتُ رُخْصَة نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم. هذه رواية البخاري، ومسلم.
وفي رواية الترمذي قال: قلتُ: يا رسولَ الله، في كَمْ أقْرَأ القرآنَ؟ قال: اخْتِمْهُ في شهرٍ، قلتُ: إني أُطيقُ أفضلَ من ذلك، قال: اخْتِمْهُ في عشرين، قلتُ: إني أُطيقُ أَفْضَلَ من ذلك، قال: اختمهُ في خَمْسَةَ عَشرَ، قلت: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: اختمه في عشرٍ، قلت: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: اختمه في خمسٍ، قلتُ: أنِّي أُطيق أفضل من ذلك، قال: «فما رَخَّصَ لي» .
وفي أخرى له قال: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أمره أن يقرأ القرآن في أربعين.
وفي أخرى له ولأبي داود: «أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: لم يَفْقَهْ مَنْ قَرَأ القُرآنَ في أقَلَّ من ثَلاثٍِ» .
وفي أخرى لأبي داود: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «اقرأ القرآن في شهرٍ» . [ص:473]
قال: إني أَجِدُ قُوَّة، قال: «اقرأه في عشرين» وذكر الحديث نحو الترمذي وقال: «اقرأ في سبعٍ، ولا تزيدنَّ على ذلك» .
وفي أخرى له قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرأ القرآن في شهرٍ» قلت: أجِدُ قُوَّة، فَنَاقَصَني وناقَصْتُهُ، إلى أن قال: «اقرأهُ في سَبْعٍ، ولا تَزِد على ذلك» ، قلتُ: إني أجدُ قُوَّة، قال: «اقرأ في ثلاثٍ، فإنه لا يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَه في أَقَلَّ من ثلاثٍ» .
وفي أخرى له قال: «اقرأ القرآن في شهرٍ» قلتُ: إني أَجِدُ قُوَّةً، قال: «اقْرَأْ في ثلاثٍ» .
وفي أخرى له: أنه سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، في كمْ يُقرَأُ القرآنُ؟ قال: «في أربعين» ، ثم قال: «في شهرٍ» ، ثم قال: «في عشرين» ، ثم قال: «في خمسة عشر» ، ثم قال: «في عشرة» ، ثم قال: «في سَبعَةٍ» ، ولم ينزل عن سبعةٍ.
وقد أخرج البخاري، ومسلم وأبو داود والنسائي طُرُقاً أُخرى لهذا الحديث، مع زيادة ذكرِ الصَّوْمِ، وهي مذكورة في «كتاب الاعتصام» من حرف الهمزة، وبعضها يُذكر في «كتاب الصوم» من حرف الصاد، ولم يُفْرِد النسائي ذكْرَ القراءةِ في حديثٍ، حتى كُنَّا نذكُرُه هاهنا، وإن كان قد وافقهم على هذا المعنى، بما أخرجه في تلك الروايات؛ ولذلك لم نُثبت علامته على هذا [ص:474] الحديث (1) .
__________
(1) البخاري 9 / 472 - 474 في فضائل القرآن، باب كم يقرأ من القرآن، وفي التهجد، باب من نام عند السحر، وباب ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه، وفي الصوم، باب حق الضيف في الصوم، وباب صوم الدهر، وباب حق الأهل في الصوم، وباب صوم يوم وإفطار يوم، وباب صوم داود، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وآتينا داود زبوراً} ، وفي النكاح، باب لزوجك عليك حق، وفي الأدب، باب حق الضيف، وفي الاستئذان، باب من ألقي له وسادة، ومسلم رقم (1159) في الصيام، باب النهي عن صوم الدهر، والترمذي رقم (2947) في القراءات، باب في كم يختم القرآن، وأبو داود رقم (1388) و (1389) و (1390) و (1391) و (1395) في الصلاة، باب في كم يقرأ القرآن، وأخرجه النسائي 4 / 209 - 210 في الصوم، باب صوم يوم وإفطار يوم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (2/188) (6762) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا هشام، وفي (2/198) (6867) قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا الأوزاعي، والبخاري (3/51) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا هارون بن إسماعيل، قال: حدثنا علي، وفيه (3/51) ، (7/40) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا الأوزاعي، وفي (8/38) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا رَوح بن عُبادة، قال: حدثنا حسين، ومسلم (3/، 162 163) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن الرومي، قال: حدثنا النضر بن محمد قال: حدثنا عكرمة، وهو ابن عمار.
(ح) وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا روح بن عُبادة، قال: حدثنا حسين المعلم. والنسائي (4/210) قال: أخبرنا يحيى بن دُرُسْت، قال: حدثنا أبو إسماعيل، وفي الكبرى -تحفة الأشراف - (8960) عن إسحاق بن منصور، عن محمد بن يوسف الفريابي، عن الأوزاعي (ح) وعن حُميد بن مَسْعَدة، عن يزيد ابن زُريع، عن حسين المعلم، وابن خزيمة (2110) قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، ستتهم - هشام، وعلي بن المبارك، والأوزاعي، وحسين المعلم، وعكرمة بن عمار، وأبو إسماعيل القناد - عن يحيى بن أبي كثير.
2 - وأخرجه أحمد (2/200) (6876) قال: حدثنا محمد بن عُبيد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، وفي (2/200) (6880) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي. والبخاري في خلق أفعال العباد (46) قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة، قال: حدثنا ابن أبي حازم، عن يزيد، وأبو داود (1388) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، وموسى بن إسماعيل، قالا: أخبرنا أبان، عن يحيى. والنسائي (4/211) قال: أخبرني أحمد ابن بكار، قال: حدثنا محمد، وهو ابن سلمة، عن ابن إسحاق، أربعتهم - محمد بن إسحاق، وإبراهيم ابن سعد والد يعقوب، ويزيد بن الهاد، ويحيى بن أبي كثير- عن محمد بن إبراهيم بن الحارث.
3 - وأخرجه أحمد (2/200) (6878) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: أخبرني محمد بن عمرو.
ثلاثتهم - يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن إبراهيم، ومحمد بن عمرو- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
* أخرجه البخاري (6/243) قال: حدثنا سعد بن حفص، (ح) وحدثني إسحاق، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. ومسلم (3/163) قال: حدثني القاسم بن زكريا، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. كلاهما -سعد، وعبيد الله- عن شيبان، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن مولى بني زُهرة، عن أبي سلمة، قال يحيى: وأحسبني سمعت أنا من أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ القرآن في شهر. قلت: إني أجد قوة حتى قال: فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك» .
وقال سعد بن حفص في روايته: حدنثا شيبان، عن يحيي، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو، قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «في كم تقرأ القرآن» .
* ورواية محمد بن إبراهيم بن الحارث: «ألم يبلغني يا عبد الله، أنك تقولُ: لأصومن الدهر، ولأقرأن القرآن في كل يو م وليلة؟ قلت: بلى قلت ذاك يا نبي الله، قال: فلا تفعل، صم من كل شهر ثلاثة أيام، قال: فقلت: إني أقوى على أكثر من ذلك. قال: فصم الاثنين والخميس، قال: فقلت: إني أقوى على أكثر من ذلك، يا نبي الله، قال:....» .
* رواية يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم مختصرة على قصة قراءة القرآن.
* في رواية النضر بن محمد، عن عكرمة بن عمار، زاد قصة قراءة القرآن. وقال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لا تدري لعلك يطول بك عمر. قال: فصرت إلى الذي قال لي النبي صلى الله عليه وسلم فلما كبرت، وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله صلى الله عليه وسلم.
* في رواية محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، ورواية محمد بن عمرو، فصم من كل جمعة ثلاثة أيام.
- وفي رواية حسين المعلم. وإن لولدك عليك حقا، في رواية أبي إسماعيل القناد: وإن لضيفك عليك حقا، وإن لصديقك عليك حقا.
- ورواه مجاهد بن جبر عن عبد الله بن عمرو:
1 - أخرجه أحمد (2/158) (6477) ، والنسائي (4/209) قال: وفيما قرأ علينا أحمد بن منيع. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع - قالا: حدثنا هشيم، عن حصين بن عبد الرحمن، ومغيرة الضبي.
2 - وأخرجه أحمد (2/188) (6764) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، وفي (2/210) (6958) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة، والنسائي (4/210) قال: أخبرنا أبو حصين عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا عَبْثَر. وابن خزيمة (197) قال: حدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد، يعني ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2105) قال: حدثنا محمد بن أبان، قال: حدثنا ابن فُضيل. ثلاثتهم - شعبة، وعَبثَر بن القاسم، ومحمد بن فضيل - عن حصين.
3 - وأخرجه أحمد (2/198) (6863) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، والبخاري (3/52) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غُنْدَر، قال: حدثنا شعبة. وفي (6/242) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبو عَوَانَة، والنسائي (4/209) قال: أخبرنا محمد بن مَعْمَر، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عَوَانَة. وفي فضائل القرآن (91) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - شعبة، وأبو عوانة - عن مغيرة.
كلاهما - حصين بن عبد الرحمن، ومغيرة بن مِقسم الضبي - عن مجاهد، فذكره.
* ورواية هشيم عند أحمد: «زوجني أبي امرأة من قريش، فلما دخلت عليَّ، جعلتُ لا أنْحَاشُ لها، مما بي من القوة على العبادة، من الصوم والصلاة، فجاء عمرو بن العاص إلى كَنَّتِهِ، حتى دخل عليها، فقال لها: كيف وجَدْتِ بَعْلَكِ؟ قالت: خيرُ الرجال، أو كخير البُعولة، من رجل لم يفتش لنا كنفا، ولم يعرف لنا فراشا، فأقبل علي، فعذَمني، وعضني بلسانه. فقال: أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب، فعضلتها، وفعلت وفعلت، ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني، فأرسل إليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتيته......
قال مجاهد: فكان عبد الله بن عمرو حيث ضعف وكبر يصوم الأيام كذلك، يصل بعضها إلى بعض، ليتقوى بذلك، ثم يفطر بعد تلك الأيام، قال: وكان يقرأ في كل حزبه كذلك، يزيد أحيانا وينقص أحيانا
عذم: قَرَّعَ، ولامَ.
* في رواية أبي عوانة عن مغيرة: ... قال: صُم ثلاثة أيام في الجمعة. قلت: أطيق أكثر من ذلك. قال: أفطر يومين وصم يوما. قال: قُلتُ: أطيق أكثر من ذلك. قال: صم أفضل الصوم صومَ داودَ صيام يو م وإفطار يوم.
* في رواية عبثر، عن حصين: « ... صُمْ صوم داود، عليه السلام، صوم يوما، وأفطر يوما. قلتُ: أنا أقوى من ذلك. قال: اقرأ القرآن في كل شهر ثم انتهي إلى خمس عشرة، وأنا أقول أنا أقوى من ذلك» .
* رواية ابن خزيمة (197) مختصرة على: «من رغب عن سنتي فليس مني» .
* في رواية ابن فضيل عن حصين: « ... فصم صم داود، صم يوما، وأفطر يوما. واقرإِ القرآن في كل شهر. قلت: يا رسول الله، أنا أقوى من ذلك. قال: اقرأه في خمس عشرة. قلت: يا رسول الله، أنا أقوى من ذلك. قال حصين: فذكر لي منصور، عن مجاهد، أنه بلغ سبعا....» .
- ورواه سعيد بن ميناء قال: قال عبد الله بن عمرو:
أخرجه أحمد (2/194) (6832) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، (ح) وحدثناه عفان، وفي (2/197) (6862) قال: حدثنا عفان، ومسلم (3/166) قال: حدثني زهير بن حرب، ومحمد بن حاتم، جميعا عن ابن مهدي، قال زهير: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
كلاهما - عبد الرحمن، وعفان - قالا: حدثنا سليم بن حيان، قال: حدثنا سعيد بن ميناء، فذكره.
- ورواه ابن أبي ربيعة عن عبد الله بن عمرو:
أخرجه أحمد (2/224) (7087) قال: حدثنا عارم، والنسائي (4/212 قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى.
كلاهما - عارم محمد بن الفضل، ومحمد بن عبد الأعلى - قالا: حدثنا المعتمر، عن أبيه، قال: حدثنا أبو العلاء، عن مُطرف، عن ابن أبي ربيعة، فذكره.
* وأخرجه أحمد (2/200) (6877) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: أخبرني الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو فذكره. ليس فيه (ابن أبي ربيعة) ، وفيه (فما زال يَحُطُّ لي، حتى قال: إن أفضل الصومِ صوم أخي داود، أو نبي الله داود - شك الجريري -: صم يوما، وأفطر يوما. فقال عبد الله لما ضعف: ليتني كنت قنعت بما أمرني به النبي،» .
- ورواه أبو عياض عن عبد الله بن عمرو:
أخرجه أحمد (2/205) (6915) قال: حدثنا روح. وفي (2/225) (7098) قال: حدثنا محمد بن جعفر، ومسلم (3/166) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غُنْدَر (ح) وحدثنا محمد بن المُثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، والنسائي (4/212) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد. وفي (4/217) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج بن محمد. وفي الكبرى - تحفة الأشراف- (8896) عن عمرو بن علي، عن أبي داود، وابن خزيمة (، 2106 2121) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد العنبري، قال: حدثني أبي.
خمستهم - روح بن عُبداة، ومحمد بن جعفر غُندر، وحجاج، وأبو داود الطيالسي، وعبد الصمد - عن شعبة، عن زياد بن فياض، قال: سمعت أبا عياض، فذكره.
- ورواه أبو قلابة عن أبي المليح قال: دخلت مع أبيك زيد على عبد الله بن عمرو فحدث:
أخرجه البخاري (3/63) قال: حدثنا إسحاق بن شاهين الواسطي. وفي (8/76) قال: حدثنا إسحاق. (ح) وحدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عمرو بن عو ن. وفي الأدب المفرد (1176) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي المسندي، قال: حدثنا عمرو بن عون. ومسلم (3/165) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي (4/215) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا وهب بن بقية.
أربعتهم - إسحاق بن شاهين، وعمرو، ويحيى، ووهب- عن خالد بن عبد الله، عن خالد بن مهران الحذاء، عن أبي قلابة فذكره.
- ورواه هلال بن طلحة أو طلحة بن هلال قال: سمعت عبد الله بن عمرو:
أخرجه أحمد (2/205) (6914) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم، عن هلال بن طلحة أو طلحة بن هلال فذكره.
- ورواه يزيد بن عبد الله بن الشخير عن عبد الله بن عمرو:
1 - أخرجه أحمد (2/164) (6535) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/165) (6546) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/189) (6775) قال: حدثنا بَهز. وأبو داود (1390) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الصمد، أربعتهم - وكيع، ويزيد، وبهز، وعبد الصمد - عن همام.
2 - وأخرجه أحمد (2/1495) (6841) قال: حدثنا محمد بن جعفر، والدارمي (1501) قال: أخبرنا محمد بن المنهال، قال: حدثنا يزيد بن زريع، وابن ماجة (1347) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا خالد بن الحارث، والترمذي (2949) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا النضر بن شُميل. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، والنسائي في فضائل القرآن (92) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، أربعتهم - محمد بن جعفر، ويزيد، وخالد بن الحارث، والنضر - قالوا: حدثنا شعبة.
3 - وأخرجه أبو داود (1394) قال: حدثنا محمد بن المنهال، قال: أخبرنا يزيد بن زريع، قال: أخبرنا سعيد.
ثلاثتهم - همام، وشعبة، وسعيد بن أبي عروبة - عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/193) (681120) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا همام، عن قتادة، عن رجل: يزيد، أو أبي أيوب، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ القرآن في أقل من ثلاث، لم يفقهه» .
* ورواية وكيع عن همام، ورواية شعبة، وسعيد مختصرة على: «لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث» .
* في رواية أحمد (6775) زاد: قال يحيى قال: في سبع، لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث، وقال: كيف أصومُ؟ قال: صم من كل عشر ثلاثة أيام، من كل عشرة أيام يوما، ويكتب لك أجر تسعة أيام.
- ورواه السائب عن عبد الله بن عمرو:
أخرجه أحمد (2/162) (6506) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/216) (7023) قال: حدثنا عبيدة بن حُميد أبو عبد الرحمن، وأبو داود (1389) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: أخبرنا حماد.
ثلاثتهم - إسماعيل بن عُلية، وعبيدة، وحماد بن زيد - عن عطاء بن السائب، عن أبيه، فذكره.
* رواية إسماعيل: «اقرأ القرآن في شهر، ثم ناقصني، ونَاقَصْتُهُ، حتى صار إلى سبع» .
* رواية حماد: «صم من كل شهر ثلاثة أيام، واقرأ القرآن في شهر، فناقصني، وناقصته، فقال: صم يوما، وأفطر يوما» قال عطاء: واختلفنا عن أبي، فقال بعضنا: سبعة أيام. وقال بعضنا: خمسا.(2/471)
935 - (د) أوسِ بن حُذَيفةَ - رضي الله عنه -: قال: قَدِمْنا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في وَفْدِ ثقيف، فنزلتِ الأحْلافُ على المغيرةِ بن شُعْبةَ، وأنزلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بَني مالكٍ في قُبَّةٍ له - قال مُسَدَّدٌ: وكان في الوفدِ الذين قَدِموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثقيف- فكان يأتينا بعد العشاء، فيحدَّثنا قائماً، حتى لَيُرَاوِحُ بين رِجْلَيْهِ من طول القيام، وكان أكثرُ ما يُحَدِّثُنا: ما لَقِيَ من قومْه قُرِيْشٍ، ثم يقول: «لا سواء (1) ، كُنَّا مُستْضعفين مُسْتذَلِّينَ» -قال مُسَدَّدٌ: بمكةَ - فلما خرجنا إلى المدينة: كانت سِجالُ الحربِ بيننا وبينهم، نُدَالُ عليهم، ويُدَالونَ علينا، فلما كانت ليلةٌ أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه، فقُلْنا: لقد أبطأتَ عليْنا الليلةَ، فقال: إنه طرَأ عَليَّ جُزْئي (2) [ص:475] مِن القُرآن، فكَرِهتُ أنْ أجِيءَ حتى أُتِمَّهُ، قال أوسٌ: وسأْلتُ أصحابَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ تُحَزِّبُونَ الْقُرْآن؟ قالوا: ثَلاَثٌ، وخَمْسٌ، وسَبْعٌ، وتِسْعٌ، وإحْدَى عَشْرَة، وثَلاَثَ عَشْرَةَ، وحزب الْمُفَصَّلِ وَحْدَهُ. أخرجه أبو داود (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأحْلاف) : القوم يتحالفون على النُّصرة، وهم في هذا الحديث: قوم من ثقيف؛ لأن ثقيفاً فرقتان: بنو مالك، والأحلاف.
(لَيُراوح) رَاوح بين رجليه: إذا خالف بينهما، يرفع رجلاً، ويقف على الأخرى يُريحها.
(سِجال) يقال: الحرب سجال: أي لنا مرة، ولهم مرة.
(تُدَال) الإدالة: الغلبة، يقال: أديل لنا على أعدائنا: أي نصرنا عليهم، وكانت الدولة لنا. [ص:476]
(يُحَزِّبُونَ) الحزب: ما يجعله الإنسان على نفسه من قراءة أو صلاة، والحزب: الطائفة.
__________
(1) كذا في أكثر النسخ، وفي المسند وابن ماجة، أي: نحن لا سواء، والمعنى: حالنا الآن غير ما كانت عليه قبل الهجرة، وفي بعض النسخ: " لا أنسى " والمعنى: لا أنسى أذيتهم وعداوتهم.
(2) في المطبوع: حزبي. قال الزمخشري: أي بدأت في حزبي، وهو الورد الذي فرض على نفسه أن [ص:475] يقرأ كل يوم، فجعل بداءته فيه طروءاً منه عليه، والحزب في الأصل: الطائفة من الناس، تسمى الورد به، لأنه طائفة من القرآن.
(3) رقم (1393) في الصلاة، باب تحزيب القرآن، وأخرجه أحمد 4 / 9 و 343، وابن ماجة رقم (1345) في إقامة الصلاة، باب كم يستحب أن يختم القرآن، كلهم من حديث عبد الرحمن بن يعلى الطائفي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس عن جده أوس بن حذيفة. وعبد الله بن عبد الرحمن صدوق يخطئ ويهم، وعثمان بن عبد الله لم يوثقه غير ابن حبان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/، 9 343) قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود (1393) قال: ثنا مسدد، قال: أنبأنا قرّان بن تمام. وفي (1393) قال: ثنا عبد الله بن سعيد، قال: نا أبو خالد، وابن ماجة (1345) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا أبو خالد الأحمر، ثلاثتهم - ابن مهدي، وقُرَّان، وأبو خالد عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس - فذكره.
قلت: فيه عثمان بن عبد الله بن أوس لم يوثقه غير ابن حبان، وعبد الله بن عبد الرحمن الطائفي: صدوق، يخطيء ويهم.(2/474)
936 - (د) شداد بن الهاد -رحمه الله - قال: سألني نافع بن جبير بن مطعم، فقال لي: في كم تقرأُ القرآن؟ فقلت: ما أٌُحَزِِّبُه، فقال لي نافع: لا تقلْ: ما أحزِّبُهُ- وفي نسخةٍ: ما أجزِّئهُ- فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قرأْت جزءاً من القُرآن» قَال: حسبت أنَّهُ ذكره عن المغيرة بن شعبة. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1392) في الصلاة، باب تحزيب القرآن، ورجاله ثقات، وإسناده قوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (13492) حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، أخبرنا ابن أبي مريم، أخبرنا يحيى ابن أيوب، عن ابن الهاد، قال: سألني نافع بن جبير بن مطعم، فقال: فذكره.(2/476)
937 - (ط) يحيى بن سعيد -رحمه الله - (1) قال: كُنْتُ أنَا ومحمدُ بنُ يَحْيَى ابن حَبَّان (2) جالسَيْنِ، فدَعا محمَّدٌ رَجُلاً، فقال: أَخْبِرْني بالَّذي سَمِعتَ من أبيك، فقال الرَّجُلُ: أَخْبَرَني أبِي: أنَّهُ أتَى زَيدَ بن ثابتٍ، فقال له: كَيْفَ تَرى في قراءة القرآن في سَبْعٍ؟ قال زيدٌ: حَسَنٌ، ولأنْ أَقْرَأَه في نِصْفِ شَهرٍ أو عَشْرٍ أحَبُّ إليَّ، وسَلْني: لِمَ ذاك؟ قال: فإني أسأَلُكَ؟ قال زْيدٌ: لكَيْ أتَدَبَّرَهُ وأقِفَ عليه. أخرجه الموطأ (3) .
__________
(1) هو يحيى بن سعيد بن فروخ التميمي، أبو سعيد الأحول القطان البصري الحافظ الحجة، أحد أئمة الجرح والتعديل. أخرج له الجماعة، مات سنة 298 هـ.
(2) محمد بن يحيى بن حبان - بفتح الحاء المهملة والباء - بن منقذ بن عمرو الأنصاري المازني، أبو عبد الله المدني الثقة الفقيه، كانت له حلقة بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم، توفي سنة 121 هـ.
(3) 1 / 200 و 201 في القرآن، باب ما جاء في تحزيب القرآن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (الموطأ) (473) قال: عن يحيى بن سعيد فذكره.
وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» : قال ابن عبد البر: كذ ارواه يحيى، وأظنه وهما، ورواه ابن وهب، وابن بكير، وابن القاسم: «لأن أقرأه في عشرين أو نصف شهر أحب إليّ» ، وكذا رواه شعبة.(2/476)
938 - (م ط ت د س) عبد الرحمن بن عبد القارئ -رحمه الله -: قال: سمعتُ عمر بنَ الخطاب -رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نامَ عَنْ حِزْبِهِ من الليل، أو عن شيءٍ منه، فقرأَه ما بيْنَ صَلاةِ الفجرِ وصَلاة الظُّهرِ، كُتِبَ له كأنما قَرأَهُ من الليْلِ» . أخرجه الجماعة إلا البخاري.
إلا أنَّ في رواية الموطأ، «فقرأَهُ حين تَزُولُ الشَّمْسُ إلى صَلاةِ الظُّهرِ، فإنه لم يَفُتْهُ [أو] كَأنَّهُ أدْرَكَهُ» (1) .
__________
(1) مسلم رقم (747) في صلاة المسافرين، باب جامع صلاة الليل، والموطأ 1 / 200 في القرآن، باب ما جاء في تحزيب القرآن، والترمذي رقم (581) في الصلاة، باب ما ذكر فيمن فاته حزبه من الليل، وأبو داود رقم (1313) في الصلاة، باب من نام عن حزبه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (1/32) (2200) ، و (1/53) (377) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن المبارك، والدارمي (1485) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، ومسلم (2/171) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، (ح) وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا: أخبرنا ابن وهب. وأبو داود (1313) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان. (ح) وحدثنا سليمان بن داود ومحمد بن سلمة المرادي، قالا: حدثنا ابن وهب.
وابن ماجة (1343) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، والترمذي (581 قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو صفوان، والنسائي (3/259) ، وفي الكبرى (1371) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان. أربعتهم - ابن المبارك، والليث، وعبد الله بن وهب، وأبو صفوان - عن يونس، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة.
2 - وأخرجه النسائي (3/259) ، وفي الكبرى (1373) قال: أخبرنا محمد بن رافع النيسابوري، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة.
ثلاثتهم - السائب، وعبيد الله، وعروة بن الزبير - عن عبد الرحمن بن عبد القاري، فذكره.
* أخرجه النسائي (3/260) ، وفي الكبرى (1374) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن داود بن الحصين، عن الأعرج، وفي (1372) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن ابن شهاب، أن السائب بن يزيد،وعبيد الله أخبراه.
ثلاثتهم - الأعرج، والسائب، وعبيد الله - عن عبد الرحمن بن عبد القاري، أن عمر بن الخطاب قال: «من فاته حزبه ... » فذكره، موقوفا.(2/477)
الباب الثاني: في القراءات، وفيه فصلان
الفصل الأول: في جواز اختلاف القراءة
939 - (خ م ط ت د س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ هِشامَ بنَ حكيم بنِ حِزامٍ يقرأُ سورة الفرقانِ، في حَياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاسْتمَعْتُ لقراءته، فإذا هو يقرأُ على حروفٍ كثيرة، لم يُقْرئْنيها [ص:478] رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فكِدْتُ أُسَاوِرُهُ في الصلاة، فَتَربصْتُ حتى سلَّم، فَلَبَّبْتُهُ بِرِدائِهِ (1) ، فَقُلْتُ: مَنْ أقْرأَكَ هذه السورة التي سَمِعْتُكَ تَقٍرَؤهَا؟ قال: أقْرَأنِيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَقُلتُ: كذْبتَ، فإنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قد أقْرَأنيها على غَيْرِ ما قَرأْتَ، فانطلقْتُ به أقودُهُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسولَ الله، إنِّي سَمِعتُ هذا يقْرَأُ سُورة الفرقان على حُرُوفٍ لم تُقْرِئْنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَرْسِلْهُ، اقْرأْ يا هِشامُ» فقرأَ عليه القراءة التي كنْتُ سمعتُه يقرأُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «هَكَذا أُنْزِلتْ» ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرأْ يا عمرُ» فقرأْتُ القراءةَ التي أقْرأَنِي، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «هكذا أُنْزِلتْ، إنَّ هذا القرآنَ أُنزِلَ على سَبْعَةِ أحرُفٍ (2) ، فَاقرَؤوا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ» . أخرجه الجماعة (3) . [ص:479]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أُسَاورُهُ) أي: أُواثِبُهُ وأغالبه، ويقال للمعربد: سَوَّار.
(فتربصت) تربص فلان بفلان: أي: انتظره، وأخره إلى وقت ما.
(فَلَبَّبْتُه) يقال: أخذت بتلبيبه: إذا جمعت عليه ثوبه الذي هو لابسه، وقبضت عليه تَجرُّه.
(سبعة أحرف) أراد بالحرف: اللغة، يعني: على سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه: أن يكون في الحرف [الواحد] سبعة أوجه، ولكن نقول: هذه اللغات السبع مُفَرَّقة في القرآن، فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة اليمن.
قال الخطابي: على أنَّ في القرآن ما قد قُرئَ بسبعة أوجه، وهو قوله: {وَعَبَدَ الطَّاغُوت} [المائدة: 60] وقوله: {أرسِلْهُ مَعَنا غداً يَرتَعْ ويَلْعَبْ} [يوسف: 12] وذكر وجوهاً، كأنه يذهب: إلى أن بعضه أنزل على سبعة أحرف، لا كله.
__________
(1) قال الزركشي: أي: جررته، بتشديد الباء الأولى، وعليه اقتصر النووي، وحكى المنذري التخفيف، وقال: إنه أعرف، مأخوذ من اللبة بفتح اللام، ومعناه: جمعت الرداء في موضع لبته، أي: في عنقه، وأمسكته وجذبته به.
ووقع عند أبي داود " فلببته بردائي " فيمكن الجمع بأن التلبيب بالردائين جميعاً. وقال الحافظ: وكان عمر شديداً في الأمر بالمعروف، وفعل ذلك عن اجتهاد منه، لظنه أن هشاماً خالف الصواب، ولهذا لم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
(2) يراجع في بيان المراد من الأحرف السبعة بتفصيل " جامع البيان " 1 / 21، 67 و " النشر في القراءات العشر " 1 / 19 - 33 و " فتح الباري " 9 / 23 - 36.
(3) البخاري 9 / 20، 21 في فضائل القرآن، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، وباب من لم ير بأساً أن يقول: سورة البقرة وسورة كذا، وفي الخصومات، باب كلام الخصوم بعضهم في بعض، [ص:479] وفي التوحيد، باب قول الله تعالى {فاقرؤوا ما تيسر منه} ، وأخرجه مسلم رقم (818) في الصلاة، باب بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وأبو داود رقم (1475) في الصلاة، باب أُنزل القرآن على سبعة أحرف، والترمذي رقم (2944) في القراءات، باب ما جاء أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، والنسائي 2 / 150 - 152 في الصلاة، باب جامع القرآن، والموطأ 1 / 201 في القرآن، باب ما جاء في القرآن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (142) . وأحمد (1/40) (277) قال: حدثنا عبد الرحمن، والبخاري (3/160) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، ومسلم (2/202) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو داود (1475) قال: حدثنا القعنبي، والنسائي (2/150) ، وفي الكبرى (919) وفي فضائل القرآن (10) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين قراءة عليه، وأنا أسمع عن ابن القاسم.
خمستهم - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن يوسف، ويحيى، والقعنبي عبد الله بن مسلمة، وابن القاسم - عن مالك، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، فذكره.
* وأخرجه أحمد (1/40) (278) ، (1/42) (296) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر. وفي (1/43) (297) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: أنبأنا شعيب، وفي (1/263) (2375) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، والبخاري (276) قال: قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل، وفي (6/239) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، وفي (9/194) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل، ومسلم (2/202) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد. قالا: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، والترمذي (2943) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، وغير واحد، قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، والنسائي (2/151) . وفي الكبرى (920) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس.
خمستهم -معمر، وشعيب، وابن أخي ابن شهاب، وعقيل، ويونس - عن الزهري، قال: أخبرني عروة ابن الزبير، أن المِسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن عبد القاري أخبراه، أنهما سمعا عمر بن الخطاب، فذكره. * وأخرجه أحمد (1/24) (158) . والنسائي (2/150) ، وفي الكبرى (918) فقال: أخبرنا نصر ابن علي.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ونصر - عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، فذكره. ليس فيه (عبد الرحمن بن عبد القاري) .(2/477)
940 - (م ت د س) أبي بن كعب - رضي الله عنه -: قال: كنتُ في [ص:480] المسجد، فدخل رجلٌ يُصَلِّي، فقرأ قِراءة أنْكَرْتُها، ثم دخل آخرُ، فقرأ قراءة سوىِ قراءةِ صَاحبه، فلمَّا قَضَيْنا الصلاةَ، دَخَلْنا جميعاً على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: إنَّ هذا قرأ قراءة أنكرتُها عليه، فدخل آخرُ فقرأ سِوى قراءةِ صَاحبهِ، فأمَرَهُما رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَرَآ، فَحَسَّنَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم شأْنَهُما، فَسُقِطَ في نَفسيِ منَ التَّكْذيِبِ، ولا إذْ كُنْتُ في الجاهلية (1) ، فلما رأَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما قد غَشِيَني، ضَرَبَ في صَدْرِي، فَفِضْتُ عَرَقاً، وكأنما أنظرُ إلى الله -عز وجل- فَرَقاً، فقال لي: يا أُبيُّ، أُرْسِلَ إليَّ: أنْ اقرأ القُرْآن على حَرْفٍ، فَرَدَدْتُ إليه: أنْ هَوِّنْ علي أُمَّتي، فردَّ إلي الثانية: أن اقْرأْهُ على حرفين، فردَدْتُ إليه: أنْ هَوِّنْ على أمتي، فردَّ إليَّ الثالثة: أنِ اقْرَأْهُ على سَبْعَةِ أحرفٍ، وَلَكَ بكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُكَها (2) مَسْأَلَةٌ تسْألُنيِها، فقلتُ: اللهم اغْفِرْ لأُمَّتي، وأخَّرْتُ الثالثةَ ليومٍ يَرْغَبُ إليَّ الْخَلقُ كلُّهُمْ حتى إبراهيمُ.
وفي رواية أخرى قال: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان عندَ أَضاةِ بَنيِ غِفارٍ (3) ، [ص:481] فأتاه جبريلُ -عليه السلام -، فقال: إنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أنْ تَقَرَأَ أُمَّتُكَ القرآن على حرفٍ، فقال: أَسألُ اللهَ مُعَافاتَهُ ومَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتي لا تُطيقُ ذلك، ثم أتاه الثانية، فقال: إنَّ اللهَ يأْمُرَكَ أنْ تقرأ أمَّتُكَ القرآنَ على حرفين، فقال: أَسألُ اللهَ مُعَافاتَهُ ومَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتي لا تُطيقُ ذلك، ثم جاء الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمَّتُكَ القرآن على ثلاثِة أَحرفٍ، فقال: أَسألُ اللهَ مُعَافاتَهُ ومَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتي لا تُطيقُ ذلك، ثم جاءه الرابعة، فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتُك القرآن على سبعة أحرفٍ، فَأَيُّما حَرْفٍ قرَؤوا عليه فقد أصابُوا. هذه رواية مسلم.
وفي رواية أَبي داود مثل الرواية الثانية، إلى قوله في أول مرة: «لا تُطيقُ ذلك» ، وقال: ثم أتاه ثانية فذكر نحو هذا حتى بَلَغَ سبعةَ أحرفٍ، فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أُمتك على سبعة أحرفٍ، فَأيُّمَا حرفٍ قرؤوا عليه فقد أصابُوا.
وفي أُخرى له قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أُبيُّ، إني أُقْرِئتُ القرآن» ، فقيل لي: على حرفٍ أو حرفين؟ فقال المَلكُ الذي معي: قل: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أو ثلاثٍ؟ فقال المَلكُ الذي معي: قل: على ثلاثة، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة، ثم قال: ليس منها إلا شَاف كافٍ، إنْ قلتَ: سَمِيعاً عَليماً، عزيزاً حكيماً، ما لم تَخْتِمْ آيَةَ عذابٍ برَحْمَةٍ أو آيةَ رَحْمَةٍ بِعَذابٍ.
وأخرج النسائي في الرواية الثانية من [ص:482] روايتي مسلم.
وله في أخرى قال: أقْرأَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سُورة، فَبَيْنا أنا في المسجد جالسٌ، إذْ سمعتُ رُجلاً يَقْرَؤها بخلاف قِراءتي، فقلتُ له من علَّمكَ هذه السورة؟ فقال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: لا تُفارِقُني حتى نَأْتَيَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتُ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا خالفَ قراءتي في السورةِ التي علَّمْتني، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اقْرأْها أُبيُّ، فقرأَتُها، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أحْسَنتَ، ثم قال للرَّجُلِ: اقْرَأْ، فَخالفَ قِراءتي، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أحْسَنتَ، ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا أُبيُّ، أُنزلَ على سبعةِ أحرفٍ كُلُّها شافٍ كافٍ.
وفي أخرى له قال: مَا حاكَ في صدري مُنذُ أَسلمتُ، إلا أنِّي قرأْتُ آية، وقرأها آخرُ غيرَ قراءتي، فقلت، أقرَأَنِيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: أقرَأَنِيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتُ النبيَّ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أقرأْتَني آيةَ كذا، وكذا؟ قال: نعم، وقال الآخر: ألمْ تُقْرئِْني آية كذا وكذا؟ قال: نعم، إنَّ جبريل وميكائيل، أتياني، فقعد جبريل عن يميني، وميكائيل عن يَساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرفٍ، وقال ميكائيل: اسْتَزِدْهُ، حتى بلغَ سبعة أحرفٍ، وكلُّ حرفٍ شافٍ كافٍ.
وأخرج الترمذي عن أبيِّ بن كعبٍ هذا المعنى بغير هذا اللفظِ مخْتَصراً قال: لَقيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جبريلَ، فقال: يا جبريلُ، بُعِثتُ إلى أمَّة أمِّيِّينَ، فيهم العجوزُ والشيخُ الكبيرُ، والغلامُ والجاريةُ، والرجلُ الذي لم يقرأ [ص:483] كتاباً قَطُّ، فقال: يا مُحَمَّدُ، إنَّ القرآن أُنزلَ على سبعةِ أَحرفٍ (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شاف كاف) شاف: من الشفاء، وكاف: من الكفاية.
(فرقاً) الفرق: الفزغ.
(الأضاة) الغدير: وجمعها أَضَىً، مثل حَصَاة وحصى.
(أُمِّيِّينَ) الأُمِّيُّونَ: جمع أمي، وهو الذي لا يكتب، منسوب إلى ما عليه أمة العرب، وكانوا لا يكتبون. وقيل: الأمي: الذي على أصل ولادة أمه لم يتعلم الكتابة، فهو على جبلته التي ولد عليها.
__________
(1) معناه: ووسوس لي الشيطان تكذيباً للنبوة، أشد مما كنت عليه في الجاهلية، لأنه في الجاهلية كان غافلاً أو متشككاً، فوسوس له الشيطان الجزم بالتكذيب.
(2) قوله: " ولك بكل ردة رددتكها " هذا يدل على أنه سقط في الرواية الأولى ذكر بعض الروايات الثلاث. وقد جاءت مبينة في الرواية الثانية. وقوله: " ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها " معناه: مسألة مجابة قطعاً.
(3) قال النووي: هي بفتح الهمزة، وبضاد معجمة مقصوراً، وهي الماء المستنقع كالغدير، وجمعها أضاً، كحصاة وحصى، وإضاء - بكسر الهمز والمد - كأكمة وإكام.
(4) أخرجه مسلم رقم (820) في الصلاة، باب بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وأبو داود رقم (1477) و (1478) في الصلاة، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، والترمذي رقم (2945) في القراءات، باب ما جاء أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وإسناده حسن. وأخرجه النسائي 2 / 152 و 154 في الصلاة، باب جامع ما جاء في القرآن، والرواية الثانية: سندها حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/127) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومسلم (2/202) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. وفي (2/203) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد ابن بشر، وعبد الله بن أحمد (5/128) قال: حدثني وهب بن بقية، قال: حدثنا خالد بن عبد الله.
أربعتهم - يحيى، وابن نُمير، وابن بشر، وخالد - عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: حدثني عبد الله بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.
- ورواه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب:
1 - أخرجه أحمد (5/127) قال: حدثنا محمد بن جعفر، ومسلم (2/203) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غُندر (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار، كلاهما عن محمد بن جعفر، وفي (2/204) قال: وحدثناه عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، وأبو داود (1478) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الله بن أحمد (5/128) قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غندر، والنسائي (2/152) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، كلاهما - محمد بن جعفر، ومعاذ العنبري- عن شعبة.
وأخرجه أحمد (5/128) قال: حدثنا جعفر بن مهران السباك، قال: حدثنا عبد الوارث، عن محمد بن جحادة. كلاهما - شعبة، وابن جِحادة - عن الحكم، عن مجاهد.
2 - وأخرجه أحمد (5/128) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأسدي «لو ين» ، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن أعين، قال: حدثنا عمر بن سالم الأفطس، عن أبيه، عن زبيد.
كلاهما - مجاهد، وزبيد - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.
- ورواه أيضا سليمان بن صرد عن أبي بن كعب:
أخرجه أحمد (5/124) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وفي (5/124) قال: حدثنا بهز، وأبو داود (1477) قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، وعبد الله بن أحمد (5/124) قال: حدثنا هدبة بن خالد.
أربعتهم - عبد الرحمن، وبهز، وأبو الوليد، وهدبة - عن همام، قال: حدثنا قتادة عن يحيى بن يعمر، عن سليمان بن صرد، فذكره.
- ورواه سليمان بن صرد أيضا عن أبي بن كعب:
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (670) ، قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا العوام. وعبد الله بن أحمد (5/125) قال: حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، قال: أخبرنا شريك.
كلاهما - العوام، وشريك - عن أبي إسحاق، عن سليمان بن صُرَد، فذكره.
- ورواه زر بن حبيش أيضا عن أبي بن كعب:
أخرجه أحمد (5/132) قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، وفي (5/132) قال: حدثنا أبو سعيد موسى بن هاشم، قال: حدثنا زائدة، والترمذي (2944) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا شيبان.
كلاهما - زائدة، وشيبان - عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش فذكره.
- ورواه ابن عباس أيضا عن أبي بن كعب:
أخرجه النسائي (2/153) قال: أخبرني عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو جعفر بن نفيل، قال: قرأت على معقل بن عبيد الله عن عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، فذكره.
- ورواه أنس أيضا عن أبي بن كعب:
أخرجه أحمد (5/1114، 122) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبد بن حميد (164) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، وعبد الله بن أحمد (5/122) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا بشر بن المفضل، وفي (5/122) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا المعتمر، والنسائي (2/154) قال: أخبرني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى، وفي فضائل القرآن (11) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا يزيد بن هارون.
أربعتهم - يحيى، ويزيد، وبشر، ومعتمر - عن حميد الطويل عن أنس فذكره.(2/479)
941 - (خ م) ابن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «أقرأَني جبريلُ على حرفٍ، فراجَعْتُهُ فَزادني، فلم أزلْ أسْتَزِيدُه وَيَزيِدُني، حتى انتَهى إلى سبعه أحرفٍ» ، قال ابنُ شهابٍ: بلغني أنَّ تلكَ السبعةَ الأحرف: إنما هي في الأمْرِ الذي يكون واحداً، لا يختِلفُ في حلالٍ ولا حرام. أخرجه البخاري، ومسلم (1) .
__________
(1) أخرجه البخاري 9 / 20، 21 في فضائل القرآن، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ومسلم رقم (819) في الصلاة، باب بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وقوله في الحديث: قال ابن شهاب: هو من رواية مسلم فقط.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/263) (2375) ، (1/299) (2717) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، وفي (1/313) (2860) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، والبخاري (4/137) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني سليمان، عن يونس، وفي (6/227) قال: حدثنا سعيد ابن عُفير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل، ومسلم (2/202) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، (ح) وحدثناه عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.
أربعتهم - ابن أخي ابن شهاب، ومعمر، ويونس، وعقيل - عن ابن شهاب، قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.(2/483)
942 - (خ) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أنهُ سَمِعَ رجلاً يقرأُ آية، سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقْرؤهَا على خِلافِ ذلك، قال: فأخذتُ بيَدِهِ، فاْنطَلَقْتُ بهِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكَرتُ ذلك له، فَعَرَفْتُ في وجْهِهِ الكراهِيَةَ وقال: «اقْرَآ، فَكِلاكُما مُحْسِنٌ، ولا تَخْتَلِفُوا، فإنَّ مَنْ كان قبلكم اختلفوا فَهَلَكُوا» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) البخاري 9 / 88 في فضائل القرآن، باب اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، وفي الخصومات، باب ما يذكر في الأشخاص والخصومة بين المسلم واليهودي، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، وفي الحديث الحض على الجماعة والألفة، والتحذير من الفرقة والاختلاف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/393) (3724) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وفي (1/411) (3907) قال: حدثنا عفان، وفي (1/412) (3908) قال: حدثنا بهز. وفي (1/456) (4361) قال: حدثنا هاشم، والبخاري (3/158) قال: حدثنا أبو الوليد، وفي (4/213) قال: حدثنا آدم. وفي (6/245) قال: حدثنا سليمان بن حرب، والنسائي في فضائل القرآن (119) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد.
ستتهم - محمد بن جعفر، وعفان، وبهز، وهاشم، وأبو الوليد، وخالد بن الحارث - عن شعبة، قال: حدثنا عبد الملك بن ميسرة، قال: سمعت النزال بن سبرة، فذكره.
* في رواية محمد بن جعفر، وعفان وهاشم، قال: شعبة، وحدثني مسعر عنه، ورفعه إلى عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «فلا تختلفوا» .
- ورواه أبو وائل أيضا عن عبد الله:
أخرجه أحمد (1/401) (3803) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن همام، عن عاصم، عن أبي وائل فذكره.
- ورواه زر أيضا عن ابن مسعود:
أخرجه أحمد (21/419) (3981) ، (1/421) (3993) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا أبو بكر. وفي (1/421) (23992) قال: حدثنا عبد الصمد، وعفان، قالا: حدثنا حماد، وفي (1/452) (4322) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حماد بن سلمة.
كلاهما - أبو بكر بن عياش، وحماد - عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش فذكره.(2/484)
943 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال عمر: أُبَىٌّ أقرأُنا وإنَّا لنَدَعُ مِنْ لَحْنِ أُبَي (1) ، وأُبيٌّ يقول: أخَذْتُ مِنْ في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أتركُه لشيءٍ، وقال الله: {ما نَنْسخْ من آيةٍ أَو نُنْسِها} [البقرة: 106] . أخرجه البخاري (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لَحْن أُبَيّ) : هو أبي بن كعب الأنصاري، ولَحْنهُ: لغته وقراءته [ص:485] وطريقته التي يقرأ بها القرآن.
__________
(1) أي: من قراءته، ولحن القول: فحواه ومعناه، والمراد به هنا: القول. قال الحافظ: وكان أبي بن كعب لا يرجع عما حفظه من القرآن الذي تلقاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أخبره غيره أن تلاوته نسخت، لأنه إذا سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم حصل عنده القطع به، فلا يزول عنه بإخبار غيره أن تلاوته نسخت، وقد استدل عليه عمر بالآية الدالة على النسخ وهو من أوضح الاستدلال في ذلك.
(2) البخاري 9 / 49 في فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي تفسير سورة البقرة، باب قول الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري [4481] قال: ثنا عمرو بن علي، وفي (5005) قال: ثنا صدقة بن الفضل. قالا: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيان، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.(2/484)
944 - (خ م) علقمة - رضي الله عنه - قال: كُنَّا بِحِمْصَ، فقرَأَ ابنُ مسعودٍ سورة يوسفَ، فقال رجلٌ: ما هكذا أُنزِلتْ، فقال عبدُ الله: والله لقدَ قرَأْتُها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أحْسَنْتَ» فبَيْنا هو يُكلِّمُهُ، إذْ وجَدَ مِنْه ريحَ الْخَمْرِ، فقال: أتَشْرَبُ الْخَمْرَ، وتُكَذِّبُ بالكتاب؟ فَضَرَبهَ الحَدَّ. أخرجه البخاري، ومسلم (1) .
__________
(1) البخاري 9 / 44 و 45 في فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (801) في الصلاة، باب فضل استماع القرآن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (112) قال: حدثنا سفيان، وأحمد (1/378) (3591) قال: حدثنا أبو معاوية، وفي (1/424) (4033) قال: حدثنا ابن نمير، ويعلى. والبخاري (6/230) قال: حدثني محمد ابن كثير، قال: أخبرنا سفيان الثوري، ومسلم (2/196) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن خَشرم، قالا: أخبرنا عيسى بن يونس، (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كُريب، قالا: حدثنا أبو معاوية.
والنسائي في فضائل القرآن (105) قال: أخبرنا علي بن خشرم قال: أنبأنا عيسى.
سبعتهم - سفيان بن عيينة، وأبو معاوية، وابن نمير، ويعلى، وسفيان الثوري، وجرير، وعيسى بن يونس- عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة فذكره.(2/485)
الفصل الثاني: فيما جاء من القراءات مفصلاً
945 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأبا بكْرٍ وعُمَرَ وأُرَاهُ قال: وعثمان- كانوا يَقْرَءون {مَالِكِ يوم الدين} [الفاتحة: 3] بالألفِ. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2929) في القراءات، باب فاتحة الكتاب، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه الترمذي (2928) قال: ثنا أبو بكر محمد بن أبان، قال: ثنا أيوب بن سويد الرملي، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث الزهري عن أنس بن مالك،إلا من حديث هذا الشيخ أيوب بن سويد الرملي.
قلت: سويد قال عنه الحافظ ابن حجر: صدوق يخطيء.(2/485)
946 - (د) ابن شهاب الزُّهريّ -رحمه الله - قال: مَعْمَرٌ: وربمَّا ذَكَرَ ابنَ المسيِّبِ، قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكرٍ وعُمَرُ وعُثْمان يقْرؤون [ص:486] {مَالِكِ يوم الدين} وأوَّل مَنْ قَرأ {مَلِكِ} مروانُ (1) .
قال أبو داود: هذا أصح من حديث الزهري عن أنسٍ، والزهريّ عن سالم عن أبيه (2) .
__________
(1) بل أول من قرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أخرجه ابن أبي داود في " المصاحف " 7 / 2، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " 1 / 104، وصححه الحاكم 2 / 232، ووافقه الذهبي. وهي قراءة متواترة ثابتة كالأولى، قرأ بها جمهور القراء، سوى عاصم والكسائي وخلف ويعقوب.
(2) رقم (4000) في الحروف والقراءات، ورجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4000) حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، قال معمر: وربما ذكر ابن المسيب قال: فذكره.
قال أبو داود: هذا أصح من حديث الزهري، عن أنس، والزهري، عن سالم عن أبيه.(2/485)
947 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله لبَني إسرائيلَ» : {ادْخُلُوا البابَ سُجَّداً وقُولوا حِطَّةٌ تُغْفَرْ (1) لكم خَطاياكُم} [البقرة: 58] . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) هي قراءة ابن عامر، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي " نغفر " بالنون مع كسر الفاء، وقرأ نافع وأبان عن عاصم " يغفر " بياء مضمومة وفتح الفاء.
(2) رقم (4006) في الحروف والقراءات، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أبو داود (4006) قال: ثنا أحمد بن صالح، قال: ثنا ابن وهب (ح) وثنا سليمان ابن داو د المهري، قال: نا ابن وهب، وفي (4007) قال: ثنا جعفر بن مسافر، قال: ثنا ابن أبي فديك، كلاهما - ابن وهب، وابن أبي فديك - عن هاشم بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.(2/486)
948 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأ {واتَّخِذوا (1) من مقام إبراهيم مُصَلَّى} [البقرة: 125] زاد في نسخة، بكسر الخاء. أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) هي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم وحمزة والكسائي، وقرأ نافع وابن عامر بفتح الخاء على الخبر.
(2) رقم (3969) في الحروف والقراءات، وإسناده صحيح، وفي حديث جابر الطويل في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم عند مسلم رقم (1218) ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3969) حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا حاتم بن إسماعيل (ح) وثنا نصر بن عاصم، ثنا يحيى بن سعيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر أن النبي، فذكره.(2/486)
949 - (د) زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يقرأُ {غَيْرَ (1) أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95] زاد في نسخة، بنصب الراء. أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) بنصب الراء، وهي قراءة نافع، وابن عامر، والكسائي، وخلف، والمفضل، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة (غير) برفع الراء. قال أبو علي: من رفع الراء جعل " غير " صفة للقاعدين، ومن نصبها جعلها استثناء من القاعدين.
(2) رقم (3975) وفي آخره: ولم يقل سعيد - يعني سعيد بن منصور -: كان يقرأ، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أبو داود (3975) قال: ثنا سعيد بن منصور، ثنا ابن أبي الزناد (ح) وثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا حجاج بن محمد، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت، فذكره.(2/487)
950 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأَ: {هَلْ تَسْتَطِيعُ (1) ربَّكَ} [المائدة: 112] . أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَستطيعُ ربك) بالياء وضم باء «ربك» فأما بالتاء ونصب الباء، فمعناه: هل تستطيع أن تسأل ربك؟.
__________
(1) هذه قراءة الكسائي " تستطيع " بالتاء ونصب " الرب " قال الفراء: معناه: هل تقدر أن تسأل ربك، وقرأ الباقون: {هل يستطيع ربك} بالياء ورفع " الرب ".
(2) رقم (2931) في القراءات، باب فاتحة الكتاب، وقال: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد، وليس إسناده بالقوي. ورشدين بن سعد، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي يضعفان في الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2930) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا رشدين بن سعد، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عتبة بن حميد، عن عبادة بن نُسيّ، عن عبد الرحمن بن غنم، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث رشدين، وليس إسناده بالقوي، رشدين بن سعد والإفريقي، يُضَعَّفَان في الحديث.(2/487)
951 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ {والْعَيْنُ بالَعينِ (1) } [المائدة: 45] [بالرفع في الأولى] . أخرجه الترمذي، [ص:488] وأبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العين بالعين) الرفع في العين، معطوف على محل {أن النفس بالنفس} لأن المعنى: وكتبنا عليهم أن النفس بالنفس لإعطاء «كتبنا» معنى «قلنا» .
__________
(1) قال ابن الجوزي في " زاد المسير " 2 / 367 قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر {النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن} ينصبون ذلك كله ويرفعون {والجروح} [ص:488] وكان نافع وعاصم وحمزة ينصبون ذلك كله، وكان الكسائي يقرأ {أن النفس بالنفس} نصباً ويرفع ما بعد ذلك، قال أبو علي: وحجته أن الواو لعطف الجمل، لا للاشتراك في العامل، ويجوز أن يكون حمل الكلام على المعنى، لأن معنى {وكتبنا عليهم} قلنا لهم: النفس بالنفس، فحمل العين على هذا، وهذه حجة من رفع " الجروح ".
(2) الترمذي رقم (2930) في القراءات، وأبو داود رقم (3976) و (3977) في الحروف والقراءات، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (3/215) قال: ثنا يحيى بن آدم، وأبو داود (3976) قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء. وفي (3977) قال: ثنا نصر بن علي، قال: ثنا أبي. و «الترمذي» 2929 قال: ثنا أبو كريب (ح) وثنا سويد بن نصر.
خمستهم - يحيى وعثمان وأبو كريب محمد بن العلاء، وعلى بن نصر، وسويد- قالوا: ثنا عبد الله ابن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن أبي على بن يزيد أخي يونس بن يزيد، عن [ ... ] ، فذكره.
قال محمد: تفرد ابن المبارك بهذا الحديث عن يونس بن يزيد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب قلت: فيه أبو على بن يزيد أخو يونس بن يزيد، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال عنه أبو حاتم: مجهول.(2/487)
952 - (د) أبيُّ بن كعبٍ - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قرأ: {قُلْ بفضْلِ الله وبرحمته فبذلك فَلْتَفْرحُوا (1) } [يُونس: 58] بالتاء.
وفي رواية: موقوفاً عليه. أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) وهي قراءة أبي مجلز وقتادة وأبي العالية ورويس عن يعقوب.
(2) رقم (3981) ، وفي سنده الأجلح الكندي، واسمه يحيى بن عبد الله ولا يحتج بحديثه، و (3980) ، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3981) حدثنا محمد عبد الله ثنا المغيرة بن سلمة ثنا بن المبارك عن الأجلح حدثناعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه عن أبي أن النبي فذكره.(2/488)
953 - (ت د) أسماء بنت يزيد وأم سلمة - رضي الله عنهما -: قال الترمذي: عن أُمِّ سلمة: أنَّ النبَّي صلى الله عليه وسلم كان يُقْرِئُها {إنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صالِحٍ (1) } [هُود: 46] ، وقال الترمذي: قد رُوي هذا الحديث عن أسماء بنت يزيد [ص:489] قال: وسمعت عبْدَ بْنَ حُمَيْدٍ يقولُ: أسماء بنت يزيد: هي أُمُّ سَلَمَة الأنْصَارِيَّة، وِكَلاَ الحديثين عندي واحدٌ. قال: وقد رُوِىَ عن عائشة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوُ هذا.
وأخرجه أبو داود عن أسماء وحدها، ولم يذكر أم سلمة (2) .
__________
(1) هي قراءة الكسائي، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر {إنه عمل} رفع منون {غير صالح} برفع الراء.
(2) أخرجه الترمذي رقم (2932) في القراءات، باب ومن سورة هود، وأبو داود رقم (3982) و (3983) في الحروف والقراءات، وفي سنده شهر بن حوشب، وهو مختلف فيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (6/454) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (6/459) قال: حدثنا حجاج وفي (6/450) قال: حدثنا عفان. و «أبو داود» (3982) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل.
أربعتهم-يزيد، وحجاج بن محمد، وعفان، وموسى - عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن شهر ابن حوشب، فذكره.
* أخرجه أبو داود (3983) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن المختار. و «الترمذي» (2931) قال: حدثنا الحسين بن محمد البصري. قال: حدثنا عبد الله بن حفص. وفي (2932) قال: حدثنا يحيى بن موسى. قال: حدثنا وكيع وحبان بن هلال. قالا: حدثنا هارون النحوي.
ثلاثتهم- عبد العزيز، وعبد الله بن حفص، وهارون - عن ثابت البناني، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة؛ فذكرته.
(*) قال الترمذي: هذا حديث قد رواه غير واحد عن ثابت البناني نحو هذا. وأخرجه أحمد 6/294، 322 قال: ثنا وكيع. قال: ثنا هارون النحوي، عن ثابت البناني، عن شهر بن حوشب، فذكره قال: أبو عيسى: كلا الحديثين عندي واحد، وقد روى شهر بن حوشب غير حديث عن أم سلمة الأنصارية، وهي أسماء بنت يزيد، وقد روى عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه هذا. قلت: فيه شهر بن حوشب.(2/488)
954 - (خ د) ابن مسعود - رضي الله عنهما -: قرأَ {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23] وقال: إنما نَقْرأُُ كما عُلِّمْنا. وعنه: {بَلْ عَجِبْتُ ويَسْخَرُونَ} [الصافات: 12] يعني بالرفع (1) . هذه رواية البخاري.
وفي رواية أبي داود، أنهُ قرأََ {هَيْتَ لَكَ (2) } [فقال شَقيق: إنَّا نَقْرَؤُهَا {هئتُ} فقال: ابن مسعودٍ: أقْرَؤُهَا كما عُلِّمْتُ أحَبُّ إليَّ.
وفي روايةٍ له قال: قِيلَ لعَبْدِ اللهِ: إنَّ أُنَاساً يقرَؤُونَ هذه الآية {وقالت هِئْتُ لَكَ} ؟ فَقَال: إني أقرأُ كما عُلِّمْتُ أَحَبُّ إلَيَّ، {وقالت هَيْتَ لَكَ} (3) . [ص:490]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هيت لك) هيت: فيها لغات، ومعناها جميعها هلم، وادن.
(عجبت) من ضم تاء «عجبت» ردها إلى الله تعالى: أي عجبت من أن ينكروا البعث ممن هذه أفعاله وهم يسخرون بمن يصف الله بالقدرة عليه. والتعجب من الله: أن يجري لمعنى الاستعظام، أو على تقدير الفرض.
__________
(1) في الأصل والمطبوع " بالنصب " وهو خطأ، قال ابن الجوزي في " زاد المسير ": وفي " عجبت " قراءتان، قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر " بل عجبت " بفتح التاء، وقرأ علي بن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس وأبو عبد الرحمن السلمي وعكرمة وقتادة وأبو مجلز والنخعي وطلحة بن مصرف والأعمش وابن أبي ليلى وحمزة والكسائي في آخرين " بل عجبت " بضم التاء، فمن فتح أراد: بل عجبت يا محمد ويسخرون هم. قال ابن السائب: أنت تعجب منهم وهم يسخرون منك. ومن ضم أراد الإخبار عن الله أنه عجب.
(2) في هذه اللفظة خمس قراءات، فنافع وابن ذكوان وأبو جعفر بكسر الهاء وياء ساكنة وتاء مفتوحة، وابن كثير بفتح الهاء وياء ساكنة وتاء مضمومة. وهشام بهاء مكسورة وهمزة ساكنة وتاء مفتوحة، أو مضمومة، والباقون بفتح الهاء وياء ساكنة وتاء مفتوحة.
(3) البخاري 8 / 274 و 275 في تفسير سورة يوسف، باب {وراودته التي هو في بيتها عن نفسه} ، وأبو داود رقم (4004) و (4005) في الحروف والقراءات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (6/96) قال: حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمر، قال: حدثنا شعبة. و «أبو داود» (4004) قال: حدثنا أبومعمر عبد الله بن عمر بن أبي الحجاج، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا شيبان. وفي (4005) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية.
ثلاثتهم -شعبة، وشيبان، وأبو معاوية محمد بن خازم- عن سليمان الأعمش، عن شقيق أبي وائل، فذكره.(2/489)
955 - (ت د) أبيُّ بن كعب - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قرأ: « {بلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً} [الكهف: 76] مُثَقَّلة» . هذه رواية الترمذي. وفي رواية أبي داود مثلُها.
وفي أخرى له قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دَعا بدأَ بِنَفْسِهِ، وقال: «رحمةُ الله علينا وعَلى مُوسَى، لو صَبَرَ لرَأى مِنْ صاحِبِهِ الْعَجَبَ» ، ولكنه قال: {إن سألتُكَ عن شيءٍ بعدها فلا تُصاحِبني قد بلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي (1) عُذْراً} . طَوَّلَها حَمْزَة الزَّيَّات (2) .
__________
(1) قال ابن الجوزي في " زاد المسير " 5 / 174: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي {من لدني} مثقل، وقرأ نافع {من لدني} بضم الدال مع تخفيف النون. وروى أبو بكر عن عاصم {من لدني} بفتح اللام مع تسكين الدال. وفي رواية أخرى عن عاصم {لدني} بضم اللام وتسكين الدال. قال الزجاج: وأجودها تشديد النون، لأن أصل (لدن) الإسكان، فإذا أضفتها إلى نفسك زدت نوناً، ليسلم سكون النون الأولى. تقول: من لدن زيد، فتسكن النون، ثم تضيف إلى نفسك، فتقول: من لدني، كما تقول: عن زيد وعني، فأما إسكان دال (لدني) فإنهم أسكنوها، كما تقول في عضد: عضد، فيحذفون الضم.
(2) أخرجه الترمذي رقم (2934) في القراءات، باب ومن سورة الكهف، وأبو داود رقم (3985) [ص:491] و (3986) في الحروف والقراءات. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وأمية بن خالد ثقة. وأبو الجارية العبدي شيخ مجهول ولا نعرف اسمه. ورواية أبي داود الثانية رقم (3984) المطولة رواها مسلم في صحيحه رقم (2380) في الفضائل، باب من فضائل الخضر عليه السلام في حديث طويل. وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة (حياء وإشفاق من الذم واللوم) قال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذراً " ولو صبر لرأى العجب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3985) وعبد الله بن أحمد (5/121) قالا: ثنا أبو عبد الله العنبري محمد بن عبد الرحمن. و «الترمذي» 2933 قال: ثنا أبو بكر بن نافع.
كلاهما -العنبري، وأبو بكر - عن محمد بن خالد، قال: ثنا أبو الجارية العبدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، وعن سعيد بن جبير عن أبي عباس، فذكره.
الرواية الثانية: أخرجها أحمد (5/121) قال: ثني يحيى بن آدم. وفي (5/122) قال: ثنا حجاج، وأبو قطن عمرو بن الهيثم. و «أبو داود» (3984) قال: ثنا إبراهيم بن موسى، قال: ثنا عيسى. و «الترمذي» (3385) قال: ثنا ابن عبد الرحمن الكوفي، قال: ثنا أبو قطن. و «عبد الله بن أحمد» (5/121) قال: ثنا محمد بن عبد الله بن نمير.، قال: ثنا أبو داود عمر بن سعد، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. و «النسائى» في الكبرى «تحفة الأشراف41» عن أحمد بن حنبل، عن حجاج بن محمد.
خمستهم - يحيى بن آدم، وحجاج، وأبو قطن، وعيسى، ويحيى بن زكريا - عن حمزة بن حبيب الزيات، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وأبو قطن اسمه عمرو بن الهيثم.(2/490)
956 - (ت د) أُبيُّ بن كعب - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قرأ {في عَيْنٍ حَمِئَةٍ (1) } مخَفَّفَة [الكهف: 86] . هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود: أنَّ ابنَ عباسٍ قال: أقْرَأَني أُبيٌّ كما أَقْرأهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم {في عَيْنٍ حَمِئَةٍ (2) } .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حمئة) ذات حمأة: وهي الطين الأسود.
__________
(1) قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو، وحفص عن عاصم (حمئة) ، وهي قراءة ابن عباس، وقرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم (حامية) ، وهي قراءة عمرو، وعلي وابن مسعود، والزبير، ومعاوية، وأبي عبد الرحمن، والحسن، وعكرمة، والنخعي، وقتادة، وأبي جعفر، وشيبة، وابن محيصن، والأعمش كلهم لم يهمز. قال الزجاج: فمن قرأ (حمئة) أراد في عين ذات حمأة، ومن قرأ (حامية) بغير همز أراد: حارة، وقد تكون حارة ذات حمأة.
(2) أخرجه الترمذي رقم (2935) في القراءات، باب ومن سورة الكهف، وأبو داود رقم (3976) في الحروف والقراءات. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والصحيح ما روي عن ابن عباس قراءته لا النبي صلى الله عليه وسلم. ويروى أن ابن عباس وعمرو بن العاص اختلفا في قراءة هذه الآية وارتفعا إلى كعب الأحبار في ذلك، فلو كانت عنده رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم لاستغنى بروايته، ولم يحتج إلى كعب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3934) حدثنا يحيى بن موسى حدثنا معلى بن منصورحدثنا محمد بن دينار عن سعد بن أوس عن مصدع أبي يحيى عن ابن عباس عن أبي بن كعب أن النبي فذكره. قال: أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والصحيح ما روى عن ابن عباس قراءته ويروى أن ابن عباس وعمر بن العاصي، اختلفا في قراءة هذه الآية وارتفعا إلى كعب الأحبار في ذلك فلو كانت عنده رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم لاستغني بروايته ولم يحتج إلى كعب. أخرجه أبو داود (3986) حدثنا محمد بن مسعود «المصييصية» ثنا عبد الصمد عبد الورث ثنا محمد دينار ثنا سعد بن أوس عن مصدع أبي يحيى قال: سمعت ابن عباس يقول أقرأني أبي بن كعب فذكره.(2/491)
957 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأَ: [ص:492] {وتَرَى النَّاسَ سُكارى (1) وما هُمْ بِسُكارى} (2) [الحج: 2] .
قال الترمذي: وهذا عندي مُخْتَصرٌ من حديثٍ قال: كُنَّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فقرأ: {يا أَيُّها النَّاسُ اتقوا ربَّكم} [الحج: 1] . الحديث بطوله.
كذا قال الترمذي، ولم يذكر الحديث (3) .
__________
(1) هذه قراءة الجمهور. وقرأ حمزة والكسائي وخلف {سكرى وما هم بسكرى} ، وهي قراءة ابن مسعود. قال الفراء: وهو وجه جيد، لأنه بمنزلة الهلكى والجرحى.
(2) الترمذي رقم (2942) في القراءات، باب ومن سورة الليل. وحسنه مع أن في سنده الحكم بن عبد الملك القرشي، وهو ضعيف، وفيه أيضاً عنعنة الحسن.
(3) لكنه ذكره في سننه رقم (3168) في التفسير، باب ومن سورة الحج. وقال: حديث حسن صحيح. وفيه أيضاً عنعنة الحسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه الترمذي (2941) قال: حدثنا أبو زرعة والفضل بن أبي طالب، وغير واحد قالوا: حدثنا الحسن بن بشر، عن الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث حسن، لانعرف لقتادة سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من حديث أنس وأبي الطفيل، وهو عندي حديث مختصر إنما يروى عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين، (يعني الحديث السابق) .(2/491)
958 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: نَزَلَ الوَحْيُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ علينا: {سُورَةٌ أَنزْلناها وفَرَضْنَاهَا} (1) .
قال أبو داود: يعني مخففة الراء، حتى أتى على هذه الآيات (2) .
__________
(1) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو (فرضناها) بالتشديد. وقرأ ابن مسعود، وأبو عبد الرحمن السلمي، والحسن، وعكرمة، والضحاك، والزهري، ونافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وابن يعمر، والأعمش، وابن أبي عبلة (فرضناها) بالتخفيف. قال الزجاج: من قرأ بالتشديد فعلى وجهين أحدهما: على معنى التكثير، أي: إننا فرضنا فيها فروضاً. والثاني: على معنى بينا وفصلنا ما فيها من الحلال والحرام. ومن قرأ بالتخفيف فمعناه: ألزمناكم العمل بما فرض فيها، وقال غيره: من شدد أراد: فصلنا فرائضها، ومن خفف فمعناه: فرضنا ما فيها.
(2) رقم (4008) في الحروف والقراءات؛ من حديث حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة، وهذا سند حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو دا ود (4008) حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، هشام بن عروة عن عروة أن عائشة قالت: فذكرته. قال أبو داود: يعني مخففة الراء حتى أتى على هذه الآيات.(2/492)
959 - (خ) عائشة - رضي الله عنها -: أنها كانت تَقرأُ {إذْ تَلِقُونَهُ (1) بألسنتكم} [النور: 15] وتقول: الْوَلَقُ: الكذبُ.
قال ابن أَبي مُلَيْكَةَ: وكانت أعلمَ بذلك من غيرها؛ لأنه نَزَلَ فيها. أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) بتاء واحدة خفيفة مفتوحة وكسر اللام ورفع القاف. قال ابن الجوزي: وهي قراءة أبي بن كعب، وعائشة، ومجاهد، وأبو حيوة.
(2) 8 / 371 في تفسير سورة النور، باب {إذ تلقونه بألسنتكم} ، وفي المغازي، باب غزوة أنمار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري 4752 قال: ثنا إبراهيم بن موسى، قال: ثنا هشام أن ابن جريج أخبرهم قال ابن أبي مليكة، فذكره دون الجزء الأخير.(2/493)
960 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: وذكرَ حديثَ الوحي قال: [فذلك] قوله جل ثناؤه {حتى إذا فُزِّعَ عن قُلُوبهمْ} (1) [سبأ: 23] . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) كذا بالأصل " فزع " بالزاي والعين على القراءة المشهورة. وهو في نسخة " مختصر سنن أبي داود " للمنذري " فرغ " وفي هامشها: قرأ الحسن " فرغ " من الفراغ. وفي " عون المعبود " فزع " بتشديد الزاي - بصيغة المبني للمجهول - من التفزيع: هكذا هو في جميع النسخ. وقال السيوطي: هو في نسختي - بالزاي والعين المفتوحة - ويحتمل أنه - بالراء والغين المعجمة - فإن أبا هريرة كان يقرؤها كذلك " فرغ " وقال ابن الجوزي: قرأ الأكثرون (فزع) بضم الفاء وكسر الزاي. وقرأ ابن عامر ويعقوب وأبان (فزع) بفتح الفاء والزاي. وقرأ الحسن وقتادة وابن يعمر (فرغ) بالراء غير معجمة وبالغين معجمة.
(2) رقم (3979) في الحروف والقراءات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبوداود (3989) حدثنا أحمد بن عبدة وإسماعيل بن أبراهيم أبو معمر «الهذلي» عن سفيان عن عمرو عن عكرمة قال: حدثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.(2/493)
961 - (ت د) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أنهُ قرأَ [ص:494] على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم {مِنْ ضَعْفٍ} فقال: {من ضُعْفٍ} . هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود، قال عَطِيَّةُ بنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ: قرأَتُ على عبد الله بن عُمر {اللَّه الذي خَلَقكم مِنْ ضَعْفٍ} فقال: {مِنْ ضُعْفٍ (1) } قرأتُها على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كما قرأتَها عَلَيَّ، فأخَذَ عليَّ كما أخذتُها عليك (2) .
__________
(1) قال ابن الجزري في " النشر " 2 / 230، 231: واختلفوا في " ضعف " و " من ضعف " و " ضعفاً " وقرأ عاصم، وحمزة - بفتح الضاد في الثلاثة - واختلف عن حفص، فروى عنه عبيد وعمرو أنه اختار فيها الضم خلافاً لعاصم للحديث ... وروينا عنه من طريق أنه قال: ما خالفت عاصماً في شيء من القرآن إلا في هذا الحرف، وقد صح عنه الفتح والضم جميعاً ... وقرأ الباقون بضم الضاد فيها.
(2) أخرجه الترمذي رقم (2937) في القراءات، باب ومن سورة الروم، وأبو داود رقم (3978) في الحروف والقراءات. وفي سنده عطية بن سعد العوفي، وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
من ضعف: أخرجه أحمد (2/58) (5227) قال: ثنا وكيع ويزيد وأبو داود (3978) قال: ثنا النفيلي قال: ثنا زهير. والترمذي (2936) قال ثنا محمد بن حميد الرازي: قال: حدثنا نعيم بن ميسرة النحوى (ح) حدثنا عبد بن حميد قال: ثنا يزيد بن هارون أربعتهم - وكيع، ويزيد بن هارون، وزهير بن معاوية، ونعيم بن ميسرة - عن فضيل بن مرزوق، عن عطية بن سعد العوفي، فذكره.
* رواية نعيم بن ميسرة مختصرة على: «عن ابن عمر، أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم: {خلقكم من ضعف} فقال: «من ضعف» .
* قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. لا نعرفه إلا من حديث فضيل بن مرزوق.(2/493)
962 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: عن النبي صلى الله عليه وسلم {مِنْ ضَعْفٍ} . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3979) في الحروف والقراءات. وفي سنده عطية بن سعد العوفي أيضاً، وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو دود (3979) حدثنا محمد بن يحيى القطعي، ثنا عبيد عن هاون عن عبد الله بن جابر عن عطية عن أبي سعيد فذكره. وفي سنده عطية العوفي قال الحافظ في التقريب (2/24) صدوق يخطيءكثيرا كان شيعيا مدلسا.(2/494)
963 - (د) أم سلمة - رضي الله عنها -: قالت: قِراءةُ النبي صلى الله عليه وسلم {بَلَى قد جاءتْكِ آياتي فكذَّبتِ بها واسْتَكْبَرْتِ وكُنْتِ من الكافرين} [الزمر: 59] . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3990) في الحروف والقراءات. وقال: هذا مرسل. الربيع - وهو الراوي عن أم [ص:495] سلمة - لم يدرك أم سلمة. وقراءة الجمهور - بفتح التاء – (جاءتَك) (فكذبتَ) (واستكبرتَ) (وكنتَ) وذكر ابن سريج عن الكسائي بكسر التاء فيهن، مخاطبة للنفس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه داود (3990) قال: ثنا محمد بن رافع النيسابوري. قال: ثنا إسحاق بن سليمان الرازي. قال: سمعت أبا جعفر يذكرعن الربيع بن أنس فذكره. قال أبو داود: هذا مرسل، الربيع لم يدرك أم سلمة.(2/494)
964 - (خ م د ت) يعلى بن أمية - رضي الله عنه - قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ {ونَادَوْا يا مَالِكُ لِيَقضِ علينا رَبُّكَ} [الزخرف: 77] ، قال سفيان: في قراءة عبد الله {ونَادَوْا يَامَالِ (1) } . أخرجه البخاري، ومسلم.
وفي رواية أبي داود، والترمذي: {يا مَالِكُ} . قال أبو داود: يعني: بِلا تَرْخِيمٍ (2) .
__________
(1) قال ابن الجوزي: وهي قراءة علي بن أبي طالب وابن يعمر. قال الزجاج: وهذا يسميه النحويون الترخيم، ولكني أكرهها لمخالفة المصحف.
(2) البخاري 8 / 437 في تفسير سورة الزخرف، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وباب صفة النار، ومسلم رقم (871) في الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، وأبو داود رقم (3992) في الحروف والقراءات، والترمذي رقم (508) في الصلاة، باب ما جاء في القراءة على المنبر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (787) . و «أحمد» (4./223) و «البخارى» (4/139) قال: حدثنا على ابن عبد الله. وفي (4./147) .وفي خلق أفعال العباد (76) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. وفي (6/163) .وفي خلق أفعال العباد (76) قال: حدثنا حجاج بن منهال. و «مسلم» 3/13 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق الحنظلي. و «أبو داود» 3992 قال: حدثنا أحمد بن حنبل وأحمد ابن عبدة. و «الترمذي» 508 قال: حدثنا قتيبة. و «النسائى» في الكبرى (تحفة الأشراف) 9/11838 عن قتيبة (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم.
ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعلي، وقتيبة، وحجاج، وأبو بكر، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وأحمد بن عبدة - عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن ردينار، عن عطاء بن أبي رباح، عن صفوان ابن يعلي، فذكره.(2/495)
965 - (ت د) ابن مسعود - رضي الله عنه -: أقْرَأَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم {إِنِّي أنَا الرزَّاق ذُو القوة المتين} [الذاريات: 58] ، أخرجه الترمذي، وأبو داود (1) .
__________
(1) الترمذي رقم (2941) في القراءات، باب ومن سورة الذاريات، وأبو داود رقم (3993) في القراءات، وسنده حسن. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/394) (3741) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي (1/397) (3771) قال: حدثنا أبو سعيد. وفي 1/418 (3970) قال: حدثنا يحيى بن آدم، ويحيى بن أبي بكير. و «أبو داود» 3993 قال: حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا أبو أحمد. و «الترمذي» 2940 قال: حدثنا عبد ابن حميد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 9389 عن نصر بن علي، عن أبي أحمد. (ح) وعن أحمد بن سليمان، عن عبيد الله.
خمستهم - يحيى بن آدم، وأبو سعيد، ويحيى بن أبي بكير، وأبو أحمد، وعبيد الله بن موسى- عن إسرائيل،عن أبي إسحاق،عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(2/495)
966 - (ت د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرَأُ: {فَرُوحٌ (1) ورَيحان وجنةُ نَعِيمٍ} [الواقعة: 89] . أخرجه الترمذي، [ص:496] وأبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فروح) روح بضم الراء، بمعنى: الرحمة.
__________
(1) قراءة الجمهور بفتح الراء، وقرأ أبو بكر، وأبو رزين، والحسن، وعكرمة، وابن يعمر، وقتادة، ورويس عن يعقوب، وابن أبي سريج عن الكسائي برفع الراء.
(2) الترمذي رقم (2939) في القراءات، باب ومن سورة الواقعة، وأبو داود رقم (3991) في القراءات، وإسناده صحيح، وحسنه الترمذي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد 6/64 قال: حدثنا يونس بن محمد. وفي (6/213) قال: حدثنا وكيع و «أبو داود» (3991) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. و «الترمذي» 2938 قال: حدثنا بشر بن هلال الصواف. قال: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 11/16204 عن بشر ابن هلال عن جعفر بن سليمان أربعتهم - يونس، ووكيع، ومسلم، وجعفر - عن هارون بن موسى النحوي الأعور عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق فذكره.(2/495)
967 - (خ م ت) علقمة -رحمه الله - قال: قَدِمَ أصحابُ عبد الله بن مسعود على أبي الدَّرْداءِ -رضي الله عنهما-، فطلبهم فوجدَهُمْ، فقال: أيُّكم يقرأُ قراءة عبد الله؟ قالوا: كُلُّنا، قال: فأيُّكم أحفظ؟ فأشاروا إلى علقمة، فقال: كيف سمعته يقرأُ {واللَّيْلِ إذا يَغْشَى. والنهار إذا تَجَلى} [الليل: آية 1-2] قال: {والذَّكَر والأنثى} (1) قال أبو الدرداء: والله لا أُتابعُهم، ثم قال أبو الدرداء: أنت سمعتَه مِنْ في صاحبك؟ قال: نعم، قال: وأنا سمعتُ من في رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء يأبَونَ علينا.
وفي رواية: أشهدُ أني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هكذا، وهؤلاء [ص:497] يريدونَنِي أنْ أقرأ {وما خَلَقَ الذَّكَر والأنثى} والله، لا أُتابِعُهُمْ عليه. أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
ولمسلم قال: أتَى عَلْقَمَةُ الشَّامَ، فدخل مسجداً، فصلى فيه، ثم قام إلى حَلْقةٍ، فَجَلَسَ فيها، قال: فجاء رجلٌ فَعَرَفْتُ فيه تَحَوُّشَ (2) القومِ وَهَيْئَتَهُمْ، قال: فجلس إلى جَنْبي، ثم قال: أتحفظُ كما كان عبد الله يقرأُ؟ - فذكر بمثله - هكذا قال مسلم (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تحوش) احتوش القوم على فلان: إذا جعلوه وسطهم. وتحوش القوم عني: تنحوا.
__________
(1) قال الحافظ: وهذه القراءة لم تنقل إلا عمن ذكر في هذا الحديث. ومن عداهم قرؤوا {وما خلق الذكر والأنثى} ، وعليها استقر الأمر مع قوة إسناد ذلك إلى أبي الدرداء ومن ذكر معه. ولعل هذا مما نسخت تلاوته، ولم يبلغ النسخ أبا الدرداء ومن ذكر معه والعجب من نقل الحفاظ الكوفيين هذه القراءة عن علقمة وعن ابن مسعود وإليهما تنتهي القراءة بالكوفة، ثم لم يقرأ بها أحد منهم، وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبي الدرداء، ولم يقرأ أحد منهم بهذا. فهذا مما يقوي أن التلاوة بها نسخت.
(2) هو بمثناة في أوله مفتوحة، وحاء مهملة وواو مشددة وشين معجمة. أي: انقباضهم. قال القاضي: ويحتمل أن يريد: الفطنة والذكاء ... يقال: رجل حوشي الفؤاد. أي: حديده. قاله النووي.
(3) البخاري 8 / 543 في تفسير سورة {والليل إذا يغشى} ، وباب {والنهار إذا تجلى} ، وباب {وما خلق الذكر والأنثى} ، ومسلم رقم (824) في صلاة المسافرين، باب ما يتعلق بالقراءات، والترمذي رقم (2940) في القراءات، باب ومن سورة الليل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (396) قال: حدثنال سفيان عن الأعمش، عن إبرهيم. و «أحمد» 6/448 قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا داود بن أبي هند. عن الشعبي. وفي 6/449 قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم. (ح) وحدثنا عفان، قال حدثنا شعبة قال: أخبرني مغيرة، قال: سمعت إبرهيم. وفي 6/450 قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل، عن المغيرة، عن إبراهيم. وفي (6/451) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن مغيرة، أنه سمع إبراهيم. وفي (6/451) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم. والبخاري 4/151، (، 1525 5/31) قال حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا إسرائيل، عن المغيرة، عن إبراهيم. وفي (4/، 151 152 5، /31) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم، وفي (5/35) قال: حدثنا موسى، عن أبي عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم.
وفي (6/120) قال: حدثنا قبيصة بن عقبة، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم. وفي (8/77) قال: حدثنا يحيى بن جعفر، قال: حدثنا يزيد، عن شعبة، عن مغير ة، عن إبراهيم (ح) وحدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، عن مغيرة عن إبراهيم. و «مسلم» 2. /206 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، وعن مغيرة عن إبراهيم. (ح) حدثنا على بن حجر السعدي قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني عبد الأعلى، قال: حدثنا داود، عن عامر.
و «الترمذي» 2939 قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبومعاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم. و «النسائي» في الكبرى (فضائل الصحابة - 194) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: أخبرنا مسكين بن بكير، عن شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم. وفي الكبرى أيضا (تحفة الأشراف) 8/10955 عن علي بن حجر (نحو روايته عند مسلم) . وعن الحسن بن قزعة، عن مسلمة بن علقمة، عن داود (نحو روايته عند أحمد ومسلم) .
كلاهما -إبراهيم بن يزيد النخعي، وعامر الشعبي - عن علقمة، فذكره.
(*) في رواية عفان - مسند أحمد 6/9449 وأبي الوليد (صحيح البخاري 8/77) عن شعبة. ليس فيهما ما يدل على سماع أو رواية إبراهيم عن علقمة.
* وأخرجه البخاري 6/120 قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. عن إبراهيم. قال: قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء. فطلبهم فوجدهم، ففال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ قال: كلنا قال: فأيكم أحفظ: فأشاروا إلى علقمة ... الحديث.(2/496)
968 - (خ م ت د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قَرَأْتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم {مُذَّكِر} [القمر: 15] فَرَدَّهَا عليَّ {مُدَّكِر} .
وفي أخرى: سمعتُه يقول: {مدَّكِر} دَالاً.
أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي. [ص:498]
وفي رواية أبي داود: [أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان قرأَ: {فهل من مدَّكِر} قال أبو داود] : مضمومة الميم، مفتوحة الدال، مكسورة الكاف (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُدَّكر) أصل هذه الكلمة: مفتعل من ذكر، تقول: ذكر، يذكر ذكراً، فهو ذاكر، واذتكر فهو مذتكر، فلما أرادوا أن يدغموها ليخف النطق بها، قلبوا التاء إلِى ما يقاربها من الحروف، وهو الدال غير المعجمة، لأن التاء والدال من مخرج واحد، فصارت اللفظة، مذدكر، بذال معجمة أولى، ودال غير معجمة، وهي الثانية، وإنما قلبوها دالاً ليجانسوا بين الدال والذال، ولهم حينئذ مذهبان.
أحدهما: تقلب الذال المعجمة دالاً غير معجمة وتدغم، فيصير الحرفان في النطق والخط دالاً واحدة مشددة غير معجمة.
والثاني: تقلب الدال غير المعجمة ذالاً معجمة، وتدغم، فينطق بها ذالاً معجمة مشددة، فتقول في الأولى: مُدَّكر، وفي الثاني: مُذَّكر، وهذا. [ص:499] الفعل مطرد في العربية.
__________
(1) البخاري 8 / 475 في تفسير سورة {اقتربت الساعة} ، وفي الأنبياء، باب قول الله عز وجل {ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه} ، وباب قول الله عز وجل {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية} ، وباب {فلما جاء آل لوط المرسلون} ، ومسلم رقم (823) في صلاة المسافرين، باب ما يتعلق بالقراءات، والترمذي رقم (2938) في القراءات، باب ومن سورة الواقعة، وأبو داود رقم (3994) في القراءات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/395) (3755) قال: حدثناحجاج. وفي (1/831) (4105) قال: حدثنا وكيع. و «البخاري» (4/167) ، وفي (خلق أفعال العباد) (75) قال: حدثنا خالد بن يزيد، وفي (6/179) قال: حدثنا يحيى، وقال: حدثنا وكيع. ثلاثتهم - حجاج، ووكيع، وخالد بن يزيد - عن إسرائيل.
2-وأخرجه أحمد (1/406) (3853) . و «البخاري» 4/164، وفي (خلق أفعال العباد) 75 قال: حدثنا نصر بن علي بن نصر. وفي (4/180) قال: حدثنا محمود. و «الترمذي» 2937 قال: حدثنا محمود بن غيلان. ثلاثتهم - أحمد، ونصر، ومحمود - عن أبي أحمد، قال: حدثنا سفيان.
3- وأخرجه أحمد (1/413 (3918) قال: حدثنا عفان. وفي 1/437 (4163) قال: حدثنا محمدبن جعفر. و «البخاري» 6. /، 178وفي (خلق أفعال العباد) 75 قال: حدثنا حفص بن عمر وفي 6/178 قال: حدثنا مسدد عن يحيى. وفي 6/179 وفي (خلق أفعال العباد) (759) قال حدثنا عبدان قال أخبرناأبي وفي (6/179) قال: حدثنا محمد قال حدثنا غندر. و «مسلم» 2/206 قال: حدثنامحمد بن المثنى: وابن بشار قال ابن المثني حدثنا محمد بن جعفر.
و «أبوداود» 3994 قال: حدثنا حفص بن عمر. و «النسائى» في الكبري (تحفة الأشراف) (9179) عن عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد خمستهم - عفان، ومحمد بن جعفر غندر، وحفص بن عمر، ويحيى بن سعيد، وعثمان بن جبلة والدعبدان عن شعبة.
4- وأخرجه أحمد 1. /461 (4401) قال: حدثنا أبو كامل -و «البخارى» 6. /178، وفي (خلق أفعال العباد) 74 قال: حدثنا أبو نعيم و «مسلم» 2. /205 قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. ثلاثتهم -أبو كامل أبو نعيم، وأحمد بن عبد الله - قالوا: حدثنا زهير.
أربعتهم - إسرائىل، وسفيان، وشعبة، وزهير- عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد - فذكره.
(*) صرح أبو إسحاق في رواية عفان عن شعبةت عند أحمد 1/413 (3918) .(2/497)
969 - (ط) مالك بن أنس -رحمه الله -: أنه سألَ ابنَ شِهاب عن قولِ الله تعالى: {يا أيُّها الذين آمنوا إذا نُودي للصلاة من يوم الجُمُعةِ فَاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: 9] فقال ابنُ شهابٍ: كان عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه - يقرؤها: {إذا نوديَ للصلاة من يوم الجمعة فامْضُوا إلى ذِكْرِ الله} . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 106 في الجمعة، باب ما جاء في السعي يوم الجمعة. وسنده إلى ابن شهاب صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح إلى الزهري: أخرجه مالك (الموطأ) 36 في الصلاة - باب ماجاء في السعي يوم الجمعة فذكره.
وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» والزهري لم يدرك عمر، وقد وصله عبد بن حميد في تفسيره أخبرنا عبد الرزاق،عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: لقد توفى عمر وما يقرأ هذه الآية التي في سوة الجمة إلا: فامضوا إلى ذكر الله، وأخرج مثله عن أبي وابن مسعود.(2/499)
970 - (د) أبو قلابة -رحمه الله -: عَمَّنْ أَقْرَأَهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم {فيومئذٍ لا يُعَذَّبُ عذابه أحدٌ. ولا يوثَق وَثاقَهُ أَحدٌ (1) } [الفجر: 25، 26] .
وفي رواية [أو مَن] أقْرَأهُ مَنْ أقْرَأهُ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) اختلفوا في (لا يعذب) (ولا يوثق) فقرأ يعقوب والكسائي والمفضل بفتح الذال والثاء، وقرأ الباقون بكسرهما.
(2) رقم (3996) و (3997) في القراءات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3996) حدثنا حفص بن عمر ثنا شعبة عن خالد عن أبي قلابة عمن قرأة فذكره..(2/499)
971 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ {يَحسِبُ أنَّ مَالَهُ أَخْلدَه} [الهمزة: 3] أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3995) في القراءات. قال المنذري في " مختصر السنن " 6 / 10 في إسناده عبد الملك ابن -[500] – عبد الرحمن، أبو هشام الذماري الأنباري، وثقه عمرو بن علي الفلاس. وقال أبو زرعة الرازي: منكر الحديث، وقال أحمد بن حنبل: كان يصحف، ولا يحسن يقرأ كتابه، وقال أبو حاتم الرازي وأبو الحسن الدارقطني: ليس بقوي. وقال الموصلي: أحاديثه عن سفيان مناكير. نقول: وهذا منها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود 3995 قال: ثنا أحمد بن صالح. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» 3026 عن نوح بن حبيب كلاهما - أحمد، ونوح - عن عبد الملك بن عبد الرحمن الزمادي - قال: ثنا سفيان، قال: ثنى محمد بن المنكدر، فذكره.
في رواية نوح بن حبيب، عن عبد الملك عن هشام، والزماري. قال المزي: كذا قال قلت: عينه عبد الملك بن عبد الرحمن الزماري، صدوق، يصحف.(2/499)
972 - (ت) أبي بن كعب - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الله أمَرَني أن أقرأ عليك [القرآن] فقرأ عليه {لم يكن الذين كفروا} [البينة: آية 1-8] » وقرأ فيها: إنَّ الدِّينَ عند اللهِ الْحَنِيِفيَّةُ المسْلمة، لا اليهودية، ولا النصرانيةُ، ولا المجوسِيَّةُ، ومَنْ يَعْمَلْ خيرا فَلنْ يُكْفَرهُ، وقرأ عليه: لو أنَّ لابنِ آدمَ وادياً منْ مالٍ، لابْتَغى إليه ثانياً، ولو أنَّ له ثانياً، لابتغى إليه ثالثاً، ولا يَمْلأُ جوفَ اَبْنِ آدمَ إلا التُّرَابُ، ويتوبُ اللهُ على من تابَ. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3894) في المناقب، باب فضل أبي بن كعب، وإسناده حسن. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3898) حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة عن عاصم قال: سمعت زرين حبيش يحدث عن أبي بن كعب أن رسول الله قال فذكره. قال: أبو عيسى: هذا حديث حسن: وقد روى من غير هذا الوجه، رواه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه عن أبي بن كعب أن النبي قال له:إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن. وقد رواه قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأبي بن كعب إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن.(2/500)
973 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: حَدَّثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حديثاً ذكر فيه [جبريل وميكال، فقال:] جبرائل ومكائل.
وفي روايةٍ قال: ذكر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صَاحِبَ الصُّورِ، فقال: عن يمينه جبرائل، وعن يساره ميكائل. [ص:501]
أخرجه أبو داود في كتاب الحروف (1) ولذلك أوردناه ها هنا، وكأنه طَرفٌ من حديثٍ.
__________
(1) رقم (3998) و (3999) في القراءات، وفي السندين عطية العوفي، وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد 3/9 قال: ثنا أبو معاوية. وأبو داود 3998 قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة، محمد بن العلاء وأن محمد بن أبي عبيدة حدثهم، قال: ثنا أبي. وفي 3999 قال: ثنا يزيد بن أخزم، قال: ثنا بشر (يعني ابن عمر) قال: ثنا محمد بن خازم.
كلاهما - أبو معاوية محمد بن خازم، وأبو عبيدة - عن الأعمش، عن سعد الطائر، عن عطية العوفي، فذكره في رواية أبي عبيدة لم يذكر (صاحب الصور) وفي إسناده عطية العوفي ضعفوه.(2/500)
الكتاب الثالث: في ترتيب القرآن وتأليفه وجمعه
974 - (خ ت) زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: قال: أرسلَ إليَّ أبو بكْرٍ، مَقْتَلَ أهْلِ الْيَمامَةِ، فإذا عُمَرُ جالسٌ عنده، فقال أبو بكر: إنَّ عمرَ جاءني، فقال: إنَّ القَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يومَ اليمامَةِ (1) بِقُرَّاءِ الْقُرآنِ، وأنّي أَخْشَى أنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بالقُرَّاءِ في كُلِّ الْمواطِنِ، فيذهَبَ من القرآن كثيرٌ، وإني أرَى أنْ تأمُرَ بِجَمْعِ القرآنِ، قال: قلتُ لعُمَر: كيف أفْعلُ شَيْئاً لم يفعلْه رسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هو واللهِ خَيْرٌ، فلم يَزَلْ يُرَاجِعُني في ذلك، حتى شَرَحَ الله صَدْرِي للَّذي شرح له صَدْرَ عمر، ورأيتُ في ذلك الذي رأى عمر، قال زيد: فقال لي أبو بكر (2) : إنَّكَ رُجلٌ شَابٌّ عاقلٌ، لا نَتَّهِمُك، قد كُنْتَ تكْتُبُ [ص:502] الْوَحْي لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَتَتَبَّعِ القُرآنَ فَاْجَمعْهُ، قال زيدٌ: فَواللهِ لو كلَّفَني نَقلَ جَبَلٍ من الجبالِ ما كان أثقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أمَرَني به مِنْ جَمْعِ القُرآنِ، قال: قلتُ: كيف تَفْعَلانِ شَيئاً لم يفعلْهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: هو والله خيْرٌ، قال: فلم يزل [أبو بكرٍ] يُرَاجعني وفي أُخرى: فلم يزل عُمَرُ يراجِعُني حتَّى شرحَ اللهُ صَدْرِي للذي شرحَ له صَدْرَ أبي بَكرْ وعُمَرَ، قال: فتتبَّعت الْقُرآنَ أجْمَعُهُ من الرِّقاعِ والْعُسُبِ، واللّخافِ، وصُدُور الرِّجالِ، حتى وجدتُ آخرَ سورة التوبة مع خُزَيْمةَ - أو أبي خُزيْمَة الأنصاري - لَمْ أجِدْهَا مع أحدٍ غيرِه (3) {لَقدْ جَاءَكُم رسولٌ من أنفُسِكم} [التوبة: 128] خاتمَة بَراءة، قال: فكانت الصُّحُفُ عند أبي بكْرٍ، حتى تَوَفَّاهُ الله، ثم عند عمر، حتى تَوَفَّاهُ الله، ثم عند حَفْصَةَ بنت عمر. [ص:503]
قال بعضُ الرواة فيه: اللخافُ: يعني: الْخَزَف (4) . أخرجه البخاري، والترمذي (5) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مقتل أهل اليمامة) هو مفعل من القتل، وهو ظرف زمان هاهنا، يعني: أوان قتلهم، واليمامة: أراد الوقعة التي كانت باليمامة، في زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهم أهل الردة.
(استحر القتل) كثر واشتد.
(العسب) جمع عسيب، وهو سعف النخل.
(اللخاف) جمع لخفة، وهي حجارة بيض رقاق.
__________
(1) وكان في سنة اثنتي عشرة للهجرة، وفيه دارت رحى الحرب بين المسلمين وأهل الردة من أتباع مسيلمة الكذاب، وكانت معركة حامية الوطيس، استشهد فيها كثير من قراء الصحابة وحفظتهم للقرآن، ينتهي عددهم إلى السبعين، من أجلهم سالم مولى أبي حذيفة ... .
(2) ذكر له أربع صفات مقتضية لخصوصيته بذلك: كونه شاباً، فيكون أنشط لما يطلب منه، وكونه [ص:502] عاقلاً، فيكون أوعى له، وكونه لا يتهم، فتركن النفس إليه، وكونه كان يكتب الوحي، فيكون أكثر ممارسة له. وهذه الصفات التي اجتمعت له قد توجد في غيره، لكن متفرقة.
(3) لقد ثبت كونها قرآناً بأخبار كثيرة، غامرة من الصحابة عن حفظهم في صدورهم، وإن لم يكونوا كتبوه في أوراقهم. ومعنى قول زيد " لم أجدها مع أحد غيره " أنه لم يجدها مكتوبة عند أحد إلا عند خزيمة. فالذي انفرد به خزيمة هو كتابتها لا حفظها، وليست الكتابة شرطاً في المتواتر، بل المشروط فيه أن يرويه جمع يؤمن تواطؤهم على الكذب، ولو لم يكتبه واحد منهم.
وقال الحافظ في " الفتح " 9 / 12 تعليقاً على قوله " لم أجدها مع أحد غيره " أي: مكتوبة لما تقدم من أنه كان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة، ولا يلزم من عدم وجدانه إياها حينئذ أن لا تكون تواترت عند من لم يتلقها من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كان زيد يطلب التثبت عمن تلقاها بغير واسطة.
(4) وفي الترمذي " يعني: الحجارة ".
(5) البخاري 9 / 9 و 10 و 11 و 12 و 13 في فضائل القرآن، باب جمع القرآن، وباب كاتب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي تفسير سورة براءة، باب {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} ، وفي الأحكام، باب ما يستحب للكاتب أن يكون أميناً، والترمذي رقم (3102) في التفسير، باب ومن سورة التوبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد 1/101 (57) ، 5/188 قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي 1/13 (76) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس. و «البخارى» (6/89) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي 6/225، 9/153 قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، عن إبراهيم بن سعد. وفي 6/277 قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن يونس..وفي (9/92) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله أبو ثابت.، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. و «الترمذي (3/130) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. و «النسائي» في فضائل القرآن (20) قال: أخبرنا الهيثم بن أيوب. قال: حدثني إبراهيم، يعني ابن سعد.
ثلاثتهم - إبراهيم، ويونس، وشعيب - عن الزهري، عن عبيد بن السياق، فذكره.(2/501)
975 - (خ ت) محمد بن شهاب الزُّهريُّ - رحمه الله -: عن أنسٍ، أَنَّ حُذَيفَة بن اليمان قَدِمَ على عثمان وكان يُغازِي أهْل الشَّامِ في فَتْحِ إِرْمِينِيَّةَ، وأذْربِيجان مع أهل العراقِِ، فَأفْزَعَ حُذَيفَةَ اخْتِلافُهُمْ في القراءةِ، فقال حذيفةُ لعثمان: يا أميرَ المؤمنين، أدْرِكْ هذه الأمَّة قبل أن يخَتلفُوا في الكتاب اختلافَ اليهودِ والنَّصارَى، فأرسَل عثمانُ إلى حفصةَ: أنْ أرْسِلي إلينا بالصُّحُفِ [ص:504] نَنْسَخُها في المصاحفِ، ثُمَّ نَرُدُّها إليْكِ، فأرسلت بها إليه، فأمَرَ زَيَد بن ثابتٍ وعبدَ الله بنَ الزبير، وسعيد بن العاص، وعبدَ الرحمن بنَ الحارثِ بن هشامٍ، فَنسَخُوها في المصاحفِ، وقال عثمان للرَّهْطِ القُرَشِيِّينَ: إذا اخْتَلَفْتُم أنُتم وزَيدُ بنُ ثابتٍ في شيءٍ من القرآن (1) ، فاكْتُبُوهُ بلِسانِ قُريشٍ، فإنما نزل بلسانهمِ، فَفَعَلُوا، حتى إذَا نَسَخُوا الصحفَ في المصاحف، رَدَّ عثمانُ الصحفَ إلى حفصَةَ، وأَرْسَل إلى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مما نَسَخُوا (2) ، وأمَرَ بما سِوَى ذلك من القرآن، في كل صحيفةٍ أو مُصْحفٍ أن يُحرقَ.
قال ابن شهاب: وأخبَرَني خارِجة بنُ زيدٍ بن ثابت: أنه سمع زيدَ بنَ ثابت يقول: فَقَدْتُ آية من سورة الأحزاب حين نَسَخْتُ الصحفَ قد كنتُ أسمعُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقرأُ بها، فالتَمَسْناها، فَوَجَدنَاها مع خزْيمةَ بن ثابتٍ [ص:505] الأنصاري (3) {من المؤمنين رجالٌ صدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عليه} [الأحزاب: 23] ، فألَحقْناها في سورتها من المصحف.
قال في رواية أبي اليمان: خُزيمةُ بنُ ثابتٍ الذي جعل رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شهادَتهُ شهادة رجلْين (4) . [ص:506]
زاد في رواية أخرى: قال ابن شهابٍ: اختلفوا يومئذ في (التابوت) فقال زيدٌ: (التَّابُوهُ) وقال ابن الزُّبير وسعيدُ بنُ العاص (التابوت) فَرُفِعَ اختلافُهم إلى عثمانَ، فقال: اكْتُبُوه (التابوت) فإنَّهُ بِلِسان قُريشٍ. أخرجه البخاري، والترمذي.
وزاد الترمذي (5) : قال الزهري. فأخبرني عبيدُ اللهِ بنُ عبدِ الله، أنَّ عَبدَ الله بن مسعودٍ - رضي الله عنه- كرهَ لزيدِ بن ثابت نسخَ المصاحفِ، وقال: يا مَعْشَرَ المسلمين، أُعْزَلُ عن نسْخِ الْمصاحِفِ، ويَتَولاها رُجلٌ، واللهِ لقد أَسْلَمْتُ وإنه لفي صُلْبِ رُجلٍ كافر يريد: زيد بن ثابتَ ولذلك قال عبد الله بنُ مسعودٍ: يا أهْلَ العراقِ، اكْتُمُوا المصاحِفَ التي عندكم وغُلُّوها، فإنَّ الله يقولُ: {ومَنْ يغْلُلْ يأْتِ بما غَلَّ يومَ القيامةِ} [آل عمران: 161] ، فاتَّقُوا الله بالْمَصَاحِفِ.
قال الزهري: فَبَلَغَنِي أَنَّ ذَلِكَ كَرِهَهُ مِنْ مَقَالَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ رِجَالٌ من [ص:507] أفَاضِلِ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (6) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غلوها) أي: اكتموها واخفوها، وأصله من الغل بمعنى: الخيانة.
__________
(1) وللبخاري من رواية شعيب بن أبي حمزة: " في عربية من عربية القرآن ".
(2) واختلف في عدد المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى الآفاق. فالمشهور: أنها خمسة.
وقد أخرج ابن أبي داود في كتاب " المصاحف " ص 34 من طريق حمزة الزيات قال: " أرسل عثمان أربعة مصاحف " وبعث منها إلى الكوفة بمصحف، فوقع عند رجل من مراد، فبقي حتى كتبت مصحفي منه.
وقال ابن أبي داود " وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول: «كتب سبعة مصاحف، فبعث واحداً إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحداً» ، وأخرج ص 35، بإسناد صحيح إلى إبراهيم النخعي قال: قال رجل من أهل الشام: مصحفنا ومصحف أهل البصرة أحفظ من مصحف أهل الكوفة، قال: قلت: لم؟ قال: إن عثمان رضي الله عنه لما كتب المصاحف بلغه قراءة أهل الكوفة على حرف عبد الله، فبعث به إليهم قبل أن يعرض، وعرض مصحفنا ومصحف أهل البصرة قبل أن يبعث به ... .
(3) قال الحافظ في " الفتح " 9 / 17: وظاهر حديث زيد بن ثابت هذا، أنه فقد آية الأحزاب من الصحف التي كان نسخها في خلافة أبي بكر، حتى وجدها مع خزيمة بن ثابت. ووقع في رواية إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن ابن شهاب، أن فقده إياها إنما كان في خلافة أبي بكر، وهو وهم منه، والصحيح ما في الصحيح، وأن الذي فقده في خلافة أبي بكر الآيتان من آخر براءة، وأما التي في الأحزاب ففقدها لما كتب المصحف في خلافة عثمان.
قال العلماء: الفرق بين جمع أبي بكر وبين جمع عثمان: أن جمع القرآن في عهد أبي بكر كان عبارة عن نقل القرآن وكتابته في صحف مرتب الآيات، مقتصراً فيه على ما لم تنسخ تلاوته، مستوثقاً له بالتواتر والإجماع. وكان الغرض منه تسجيل القرآن وتقييده بالكتابة، مجموعاً مرتباً خشية ذهاب شيء منه بموت حملته وحفاظه. وأما الجمع في عهد عثمان فقد كان عبارة عن نقل ما في تلك الصحف في مصحف واحد إمام، واستنسخ مصاحف منه ترسل إلى الآفاق الإسلامية، ملاحظاً فيها ترتيب سوره وآياته جميعاً، وكتابته بطريقة تجمع وجوه القراءات المختلفة، وتجريده من كل ما ليس قرآناً، والغرض منه إطفاء الفتنة التي اشتعلت بين المسلمين حين اختلفوا في قراءة القرآن وجمع شملهم وتوحيد كلمتهم والمحافظة على كتاب الله من التغيير والتبديل.
(4) قصته في الشهادة أخرجها أبو داود رقم (3607) والنسائي 7 / 301 و 302 من طريق الزهري عن عمارة بن خزيمة عن عمه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع من أعرابي فرساً، فاستتبعه النبي صلى الله عليه وسلم ليقضيه ثمن فرسه، فأسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشي وأبطأ الأعرابي، فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس ولا يشعرون أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاعه، فنادى الأعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن كنت مبتاعاً هذا الفرس وإلا بعته، فقام النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع نداء الأعرابي، فقال: " أوليس قد ابتعته منك؟ " فقال الأعرابي: لا والله ما بعتكه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " بلى قد ابتعته منك " فطفق [ص:506] الأعرابي يقول: هلم شهيداً. فقال خزيمة بن ثابت: أنا أشهد أنك قد بايعته، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على خزيمة فقال: " بم تشهد؟ " فقال: بتصديقك يا رسول الله، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين، وإسناده صحيح.
(5) هذه الزيادة مرسلة، لأن عبيد الله بن عتبة بن مسعود لم يسمع من عم أبيه عبد الله بن مسعود، لكن أخرجه ابن أبي داود في " المصاحف " ص 14 و 16 من طريق خمير - ووقع في المصاحف حميد وهو تصحيف - بن مالك، سمعت ابن مسعود يقول: فذكره بنحوه. ومن طريق أبي وائل عن ابن مسعود ومن طريق زر بن حبيش عنه مثله. قال الحافظ: والعذر لعثمان في ذلك أنه فعله بالمدينة، وعبد الله بالكوفة، ولم يؤخر ما عزم عليه من ذلك إلى أن يرسل إليه ويحضر، وأيضاً فإن عثمان إنما أراد نسخ الصحف التي كانت جمعت في عهد أبي بكر، وأن يجعلها مصحفاً واحداً، وكان الذي نسخ ذلك هو زيد بن ثابت، وكان كاتب الوحي، فكانت له في ذلك أولية ليست لغيره.
(6) أخرجه البخاري 9 / 14 و 15 و 16 و 17 و 18 و 19 في فضائل القرآن، باب جمع القرآن، وباب نزل القرآن بلسان قريش، وفي الأنبياء، باب نزل القرآن بلسان قريش، وأخرجه الترمذي رقم (3103) في التفسير، باب ومن سورة التوبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4987) قال: حدثنا موسى. و «الترمذي» (3104) قال: ثنا محمد ابن بشار، قال: ثنتا عبد الرحمن ابن مهدي كلاهما - موسى، وعبد الرحمن بن مهدي- قالا: ثنا إبراهيم، قال: ثنا ابن شهاب، فذكره.
ومن رواية زيد بن ثابت قال: نسخت الصحف في المصاحف ففقعدت آية من سورة الأحزاب: أخرجه أحمد (5/188) (قال: عبد الله وجدت هذه الحديث في كتاب أبي بخط يده) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب: وفيه 5/188 قال: ثنا أبو كامل، قال: ثنا إبراهيم. وفي (5/198) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وعبد بن حميد (246) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر والبخاري (4/، 23 6. /146) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: ثنا شعيب. وفي (4/24) قال: ثني إسماعيل: قال ثنى أخي عن سليمان أراه عن محمد بن أبي عتيق. وفي (5/122 / 2266) قال: ثنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا إبراهيم ابن سعد. و «الترمذي» 3104 قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثناعبد الرحمن بن مهدي، قال ثنا إبراهيم بن سعد، و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» 3703 عن الهيثم بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد.
أربعتهم- شعيب، إبراهيم بن سعد، ومعمر، ومحمد بن أبي عتيق -عن الزهري، عن خارجة بن زيد، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وهو حديث الزهري لا نعرفه إلا من حديثه.(2/503)
976 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: جَمَعَ القرآن على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أربعَةٌ كُلُّهم من الأنصار أُبيُّ بن كَعْبٍ، ومعاذُ بن جَبَلٍ، وأبو زيد، وزيدٌ يعني: ابن ثَابتٍ، قلتُ لأنسٍ: مَنْ أبو زْيدٍ؟ قال: أحَدُ عُمُومَتي. أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
وفي أخرى للبخاري قال: ماتَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ولمْ يَجْمَعِ القُرآنَ غيْرُ أربعَةٍ (1) : أبو الدرداء، ومعاذُ بن جَبَلٍ، وزيدُ بن ثابتٍ، وأبو زيدٍ، ونَحنُ وَرِثْناهُ.
وفي أخرى له: ماتَ أبو زيدٍ، ولم يتْرُك عَقِباً، وكانَ بدْرِيّاً [ص:508] واسمُ أبِي زيدٍ: سَعْدُ بنُ عُبَيْد (2) .
__________
(1) هذا الحصر إضافي، وليس بحقيقي، فإن في الرواية الأولى أبي بن كعب، بدلاً من أبي الدرداء في هذه الرواية، وأخرج النسائي بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو قال: جمعت القرآن، وقرأت به كل ليلة، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " اقرأه في كل شهر ... " وقد ذكر أبو عبيد القاسم بن سلام القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة وطلحة وسعداً وابن مسعود وحذيفة وسالماً، وأبا هريرة وعبد الله بن السائب والعبادلة، ومن النساء عائشة وحفصة وأم سلمة ... ، قال الحافظ: ولكن بعض هؤلاء أكمله بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
(2) أخرجه البخاري 8 / 46 في فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب زيد بن ثابت، ومسلم رقم (2465) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بن كعب، والترمذي رقم (3796) في المناقب، باب مناقب معاذ وزيد وأُبي وأبي عبيدة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد 3/277 قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وحجاج. و «البخاى 5/45، و «الترمذي» 3794، و «النسائى ش في فضائل القرآن (25) ثلاثتهم - عن محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «مسلم» 7/149 قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود. و «النسائي» في فضائل القرآن (25) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي فضائل الصحابة (181) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن إدريس. أربعتهم - يحيى، وحجاج، وأبو داود، وابن إدريس- عن شعبة.
2- وأخرجه أحمد 3/233 قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد بن أبي عروبة.
3- وأخرجه البخاري 6/230 قال: حدثنا حفص بن عمر. و «مسلم» 7/149 قال: حدثنا أبو داود سليمان بن معبد، قال: حدثنا عمرو بن عاصم كلاهما عن همام بن يحيى.
ثلاثتهم - شعبة، وسعيد، وهمام - عن قتادة، فذكره.(2/507)
977 - (خ) سعيد بن جبير - رحمه الله -: قال: إنَّ الذي تدْعُونَهُ المُفَصَّلَ هُوَ الْمُحكَمُ، قال: وقال ابنُ عباسٍ: تُوُفِّيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقد قَرَأتُ المُفَصَّل الْمُحْكَمَ.
وفي روايةٍ، أنه قال: جمعتُ المحكَم في عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقلتُ له: وما المحكم؟ قال: الْمُفَصَّلُ. أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 9 / 74 في فضائل القرآن، باب تعليم الصبيان القرآن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5035) قال: ثنى موسى بن إسماعيل، ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير،فذكره. والرواية الثانية:هي عند البخاري (5036) قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم قال: ثنا هشيم، قال: أبو بشر،عن سعد بن جبير، فذكره.(2/508)
الكتاب الرابع: في التوبة
978 - (خ م ت) الحارث بن سويد - رحمه الله -: قال: حدَّثَنا عبدُ الله بْنُ مسعود حَديثين: أحدهما: عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، والآخر: عن نفسه. قال: إنَّ المؤمِنَ يَرى ذُنُوبَهُ كأنه قاعدٌ تَحتَ جَبلٍ يَخافُ أنْ يَقَعَ عليه (1) [ص:509] وإنُّ الفاجرَ يَرى ذنُوبَهُ كَذُبابٍ مَرَّ على أنفهِ (2) ، فقال به هكذا (3) - أي بيده- فَذبّه عنه، ثم قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: لَلّهُ أَفْرَحُ بِتوبةِ عَبدهِ المؤمن مَنْ رجلٍ نزلَ في أرض دَوِّيَّةٍ مُهلِكَةٍ، معه راحلتُهُ عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، فَطلبها، حتى إذا اشتدَّ عليه الحرُّ والعطشُ أو - ما شاءَ الله - قال: أرْجِعُ إلى مكاني الذي كُنْتُ فيهِ فأنامُ حتى أموتَ، فوضعَ رأسهُ على ساعدِهِ ليمُوتَ فاستيقظَ، فإذا راحلتُهُ عندهُ، عليها زادُهُ وشَرابُهُ، فاللهُ أَشدُّ فَرحاً بتوبةِ العبد المؤمنِ من هذا بِراحلتهِ وزادِهِ. أخرجه البخاري، وأخرج مسلم المسند منه فقط.
وحديث الترمذي نحو حديث البخاري، إلا أن لفظ البخاري أتم (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دَوِّيَّة) الدوية: الفلاة والمفازة.
(راحلته) الراحلة: البعير الذي يركبه الإنسان ويحمل عليه متاعه.
__________
(1) قال العيني: السبب فيه أن قلب المؤمن منور، فإذا رأى من نفسه ما يخالف ذلك عظم الأمر عليه. والحكمة في التمثيل بالجبل: أن غيره من المهلكات قد يحصل منه النجاة، بخلاف الجبل إذا سقط عليه، فإنه لا ينجو عادة.
(2) قال النووي: وفي رواية الإسماعيلي " يرى ذنوبه كأنها ذباب مر على أنفه " أراد: أن ذنبه سهل عليه، لأن قلبه مظلم، فالذنب عنده حقير.
(3) أي: نحاه بيده، وهو من إطلاق الإشارة على الفعل.
(4) البخاري 11 / 88 و 89 و 90 في الدعوات، باب التوبة، ومسلم رقم (2744) في التوبة، باب في الحض على التوبة، والترمذي رقم (2499) و (2500) في صفة القيامة، باب المؤمن يرى ذنبه كالجبل فوقه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد 1/383 (3629، 3627) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم التيمي. و «البخارى 8/83 قال: حدثنا أحمد بن يونس.، قال: حدثنا أبو شهاب، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير.
و «مسلم» 8/92 قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال: إسحاق: أخبرنا، وقال عثمان: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن قطبة بن عبد العزيز، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا الأعمش، قال: حدثنا عمارة بن منصور، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا الأعمش، قال: حدثنا عمار بن عمير. و «الترمذي» 2497، 2498 قال: حدثنا هناد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير. و «النسائي» في الكبرى (الورقة102-أ) قال: أخبرنا محمد بن عبيد بن محمد، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي. (ح) وأخبرنا محمد بن عبيد بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير.
كلاهما (إبراهيم التيمي، وعمارة) عن الحارث بن سويد، فذكره.
(*) أخرجه أحمد1/383 (3639، 3628) قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، عن عمارة، عن الأسود، عن عبد الله فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى (الورقة 102-ز أ) قال: أخبرنا أحمد ابن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة، عن الحارث بن سويد، والأسود، قالا: حدثنا عبد الله، فذكره.
(*) رواية النسائي مختصرة على قصة التوبة. واللفظ الذي أثبتناه من «مسند أحمد» (1/383) (3627) .(2/508)
979 - (م) البراء بن عازبٍ - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كَيفَ تقولون بِفَرحِ رَجُلٍ انْفَلتَتْ منه راحلتُه، تَجُرُّ زِمَامَها بأرضٍ قَفْرٍ، ليس بها طعامٌ ولا شرابٌ، وعليها طعامٌ وشرابٌ فطلبَهَا حتى شَقَّ عليه، ثُمَّ مَرَّتْ بِجَذْلِ شَجَرةٍ فتعلقَ زِمَامُها، فوجدَها مُعَلَّقَة بِهِ؟» قُلْنا: شَدِيداً يا رسولَ اللهِ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما وَاللهِ، لَلّهُ أَشَدُّ فَرَحاً بتوبةِ عبدهِ من الرجل براحلته» . أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بجذل شجرة) جذل الشجرة: أصلها، وجذل كل شي: أصله.
__________
(1) رقم (2746) في التوبة، باب في الحض على التوبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد 4/283 قال: ثنا أبو الوليد، وعفان. (وقال عبد الله بن أحمد: وثناه جعفر بن حميد) . «مسلم» 8/93 قال: ثنا يحيى بن يحيى، وجعفر بن حميد.
أربعتهم (أبو الوليد، وعفان، ويحيى، وجعفر) عن عبيد الله بن إياد بن لقيط، عن أبيه، فذكره.(2/510)
980 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَلّهُ أَفْرَحُ بتوبة عبده، مِنْ أحدِكم سَقَطَ على بعيرهِ، وقد أَضلَّهُ في أرضٍ فلاةٍ» . أخرجه البخاري، ومسلم.
ولمسلم أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَلّهُ أشدُّ فْرَحاً بتوبةِ عبده - حين يَتُوبُ إليه- من أحدِكم كان على راحلته بأرضٍ فلاةٍ فَانْفَلَتتْ منه، وعليها طعامُه وشرابهُ فَأَيسَ منها، فأتَى شَجرة فاضطَجَع في ظِلِّها قد أيسَ من راحلته فبينا هو كذلك، إذا هو بها قائمةٌ عنده، فأخذ بخِطامِها، ثم قال من شِدَّة الفرح: اللهم أنت عَبْدي وأنا ربكَ، أخطأ من شدة الفرح» (1) . [ص:511]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فلاة) الفلاة: المفازة والأرض القفر.
__________
(1) البخاري 11 / 91 و 92 في الدعوات، باب التوبة، ومسلم رقم (2747) في التوبة، باب في الحض على التوبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه أحمد 3/213 قال: حدثا عبد الصمد، قال: حدثنا عمر بن إبراهيم.
2-وأخرجه البخاري 8/48 قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا حبان وفي 8/48 قال: ومسلم، 8/93 قالا (البخاري ومسلم) : حدثنا هدبة. و «مسلم» 8/93 قال: حدثنيه أحمد بن سعيد الدارمي. قال: حدثنا حبان. كلاهما - حبان وهدبة - قال: حدثنا همام بن يحيى.
كلاهما - عمر، وهمام - قالا: حدثنا قتادة، فذكره.
ورواه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أيضا عن أنس. أخرجه مسلم 8/93 قال: حدثنا محمد بن الصباح وزهير بن حر ب قالا: حدثنا عمر بن يونس قال: حدثنا عكرمة بن عمار قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله، فذكره.(2/510)
981 - (م) النعمان بن بشير - رضي الله عنه - خَطَبَ فقال: لَلّهُ أشدُّ فرَحاً بتوبة عبده، من رُجلٍ حَمَلَ زَادَهُ ومَزَادَهُ على بعيرٍ، ثم سَارَ حَتّى كان بَفَلاةٍ من الأرض، فأدركته الْقَائلَةُ فَنَزَل، فقال تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَغلَبََتْهُ عَيْنُهُ وانسَلَّ بعيرُهُ، فاستيقظ فسعى شَرَفاً، فلم يَرَ شيئاً، ثم سعى شرفاً ثانياً، فلم يَرَ شيئاً، ثم سعى شرفاً ثالثاً، فلم يَر شيئاً، فأقبل، حتى أتى مكانه الذي قَال فيه، فبينا هو قاعِدٌ، إذْ جاءهُ بعيرُه يمشي، حتى وضعَ خطامهُ في يَده، فلَلَّهُ أشَدُّ فرحاً بتوبةِ العبد من هذا، حين وجَدَ بعيرهُ على حاله.
قال سِمَاك: فزعم الشَّعْبيُّ أَن النعمان رَفَعَ الحديثَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأمَّا أنا فلم أَسْمَعْهُ. أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مزادة) المزادة: ظرف الماء من الجلود.
(فقال) قال من القيلولة: وهو نزول وسط النهار، لتذهب شدة الحر. ويكون للمسافر والمقيم.
(شرفاً) الشرف: الموضع العالي المرتفع.
__________
(1) رقم (2745) في التوبة، باب في الحض على التوبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح موقوفا: أخرجه أحمد 4./273 قال: حدثنا حسن، وبهز، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، في 4/275 قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك،يعني الحراني، قال: حدثنا شريك. «الدارمي» 2731 قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: حدثنا حماد بن سلمة.
كلاهما - حماد، وشريك - عن سماك بن حرب. فذكره.
*) في رواية أحمد قال بهز: قال حماد: أظنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
* أخرجه مسلم 8/29 قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري.، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو يونس، عن سماك،قال: خطب النعمان بن بشير، فقال:لله أشد فرحا بتوبة عبده، فذكره موقوفا.
قال سماك: فزعم الشعبي أن النعمان رفع هذا الرحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أوأما أنا فلم أسمعه.(2/511)
982 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَلّهُ أشَدُّ فْرَحاً بِتَوْبَةِ أحَدِكم [مِنْ أحَدِكم] بِضَالَّتِهِ إذا وجَدَها» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ضالته) الضالة: البهيمة أو غيرها، يعدمها صاحبها ويفقدها، وهي فاعلة من ضل يضل: إذا ضاع، والمؤنث والمذكر فيها سواء.
__________
(1) رقم (3532) في الدعوات، باب فرح الله تعالى بتوبة العبد، وقال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وقال: وفي الباب عن ابن مسعود، والنعمان بن بشير، وأنس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (8/91) قال:حدثني عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي. قال: حدثنا المغيرة، يعني ابن عبد الرحمن الحزامي، «ابن ماجة» (4247) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا شبابة. قال: ورقاء. و «الترمذي» 3538 قال:حدثنا قتيبة. قال: حدثنا المغيرة عبد الرحمن كلاهما (المغيرة بن عبد الرحمن، وورقاءبن عمر) عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
ورواه أيضا عن أبي هريرة همام بن منبه:أخرجه أحمد (2/316) .و «مسلم» (8/91) قال حدثنا محمد بن رافع كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع- عن عبد الرزاق بن همام قال حدثنا معمر عن همام بن منبه فذكره.
ورواه أيضا موسى بن يسار عن أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/500) قال حدثنا يزيد قال: أخبرنا محمد عن موسى بن يسار فذكره.(2/512)
983 - (ت) زِرُّ بن حُبيشٍ - رحمه الله -: قال: حَدَّثنا صَفْوانُ بن عَسَّالٍ المُرادِيُّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بَابٌ من قِبَلِِ الْمغْرِبِ، مَسيرَةُ عَرْضِهِ - أو قال-: يسيرُ الراكبُ في عَرِضهِ أرْبعينَ أو سَبْعينَ سنَة، خَلَقَهُ الله يومَ خَلَقَ السَّمواتِ والأرضَ، مَفْتوحاً لِلتَّوْبةِ، لا يُغْلَقُ، حتى تطلُعَ الشَّمْسُ منه» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3529) في الدعوات، باب ما جاء في فضل التوبة والاستغفار، وإسناده حسن. وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه أيضاً المنذري.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (881) ، وأحمد (4/240) . و «ابن ماجة» (478) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. و «الترمذي» (3535) قال: حدثنا ابن أبي عمر. و «النسائي» (1/83) . وفي الكبرى (143) قال: أخبرنا قتيبة. و «ابن خزيمة» (17) قال: حدثنا علي بن خشرم (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، سبعتهم - الحميدي، وأحمد، وأبو بكر، وابن أبي عمر، وقتيبة، وابن خشرم، والمخزومي- قال ابن خشرم: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا سفيان بن عيينة.
* وأخرجه أحمد (4/239) قال: حدثنا عفان. وفي (4/240) قال: حدثنا يونس. و «الدارمي» (363) قال: أخبرنا عمرو بن عاصم.» ثلاثتهم - عفان، ويونس، وعمرو- قالوا: حدثنا حماد بن سلمة.
* وأخرجه أحمد (4/239) . و «الترمذي» (2387) قال: حدثنا محمود بن غيلان. و «ابن خزيمة» (196) قال: حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي، ومحمد بن رافع. أربعتهم - أحمد، ومحمود، والمخرمي، وابن رافع - قالوا: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان (الثوري) .
* وأخرجه أحمد (4/239) . و «ابن ماجة» (226) قال: حدثنا محمد بن يحيى. و «ابن خزيمة» (193) قال: حدثنا محمد بن يحيى، ومحمد بن رافع» ثلاثتهم - أحمد، ومحمد بن يحيى، وابن رافع - قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر.
* وأخرجه أحمد (4/241) قال: حدثنا حسن بن موسى. و «الترمذي» (2387 3536،) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (4952) عن محمد بن النضر بن مساور.
و «ابن خزيمة» (17) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. ثلاثتهم -حسن، وابن عبدة، وابن النضر - عن حماد بن زيد.
* وأخرجه ابن ماجة (4070) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل.
* وأخرجه الترمذي (96) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو الأحوص.
* وأخرجه النسائي (1/83) ، وفي الكبرى (143) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان الثوري، ومالك ابن مغول، وزهير، وأبو بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة.
* وأخرجه النسائي (1/98) ، وفي الكبرى (131، 144) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد. وفي (1/98) قال: أخبرنا عمرو بن علي، وإسماعيل بن مسعود، قالا: حدثنا يزيد بن زريع. كلاهما -خالد، ويزيد - قالا: حدثنا شعبة.
جميعهم - ابن عيينة، وحماد بن سلمة، والثوري، ومعمر، وحماد بن زيد، وإسرائيل، وأبو الأحوص، وابن مغول، وزهير، وأبو بكر بن عياش، وشعبة - عن عاصم بن أبي النجود، قال: أخبرنا زر بن حبيش، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(2/512)
984 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تابَ قبلَ طُلوعِ الشَّمسِ مِن مَغْربها، تابَ الله عَليهِ» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2703) في الذكر والدعاء، باب استحباب الاستغفار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/275) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن أبي عروة معمر، عن أيوب. وفي (2/395) قال: حدثنا هوذة. قال:حدثنا عوف. وفي (2/427) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا هشام بن حسان. وفي (2/495) قال: حدثنا أبو معاوية، عن هشام بن حسان. و «مسلم» (8/73) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو خالد، يعني سليمان بن حيان. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا حفص، يعني ابن غياث. كلهم عن هشام. (ح) وحدثني أبو خيثمة زهير بن حرب. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام بن حسان. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14491) عن علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس، عن عوف الأعرابي.
ثلاثتهم- أيوب، وعوف الأعرابي، وهشام بن حسان-عن محمد بن سيرين، فذكره.(2/512)
985 - (ت) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم [ص:513] قال: «إنَّ اللهَ يقبلُ توبة العبدِ ما لم يُغَرغِرْ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3531) في الدعوات، باب: باب التوبة مفتوح قبل الغرغرة، وأخرجه أحمد في " المسند " رقم (6160) و (6408) ، والحاكم في " المستدرك " 4 / 257، وأبو نعيم في " الحلية " 5 / 19، وابن ماجة رقم (4253) كلهم من حديث عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير عن ابن عمر، وإسناده حسن، وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم، وابن حبان رقم (2449) ، وله شاهد بمعناه عند أحمد 5 / 174، وصححه ابن حبان رقم (2450) ، والحاكم 4 / 257 ووافقه الذهبي من حديث ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن عمر بن نعيم عن أسامة بن سلمان عن أبي ذر، والطبري رقم (8857) من حديث بشير بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر "، و (8858) من حديث قتادة عن عبادة بن الصامت وهو منقطع، لأن عبادة مات سنة 24 هـ وقتادة ولد سنة 61 هـ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (2/132) (6160) قال: حدثنا علي بن عياش، وعصام بن خالد. وفي (2/153) (6408) قال: حدثنا سليمان بن داود. و «عبد بن حميد» (847) قال: حدثنا سليمان بن داود، وموسى بن داود. و «ابن ماجة» (4253) قال: حدثنا راشد بن سعيد الرملي، قال: أنبأنا الوليد بن مسلم. و «الترمذي» (3537) قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن عياش. (ح) وحدثنا محمد ابن بشار، قال: حدثنا أبو عامر العقدي.
ستتهم - علي بن عياش، وعصام، وسليمان بن داود، وموسى بن داود، والوليد بن مسلم، وأبو عامر العقدي - عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، فذكره.
* قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
* قلت: فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، قال عنه الحافظ: صدوق، يخطىء، وقال صالح بن محمد. شامي صدوق، وأنكروا عليه أحاديث يرويها عن أبيه، عن مكحول.(2/512)
986 - (م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- يبْسُطُ يدَهُ باللَّيْلٍ ليَتوبَ مُسيءُ النهار، ويبسُطُ يدَه بالنَّهار ليتُوبَ مُسيء الليلِ، حتى تطْلُعَ الشمسُ من مغرِبِها» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2760) في التوبة، باب غيرة الله تعالى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/395) قال:حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا شعبة (ح) وابن جعفر، قال: أخبرنا شعبة. وفي (4/404) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. و «عبد بن حميد» (562) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة. و «مسلم» (8/99) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (8/100) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال:حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (9145) عن محمد بن زنبور، عن فضيل بن عياض، عن الأعمش.
كلاهما -شعبة، والأعمش - عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، فذكره.(2/513)
987 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أَنَّ نبَيّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «كانَ فيمنْ كان قبلكم رجلٌ قَتَلَ تِسْعة وتسعين نفْساً، فسألَ عن أعْلمِ أهلِ الأرضِ؟ فَدُلَّ على راهبٍ، فأتاهُ، فقال: إنَّهُ قتل تِسْعة وتسعين نفْساً، فهل له من تَوْبَةٍ؟ فقال: لا، فَقَتله، فَكَمَّلَ به مائة، ثم سألَ عن أعْلمِ أهلِ الأرضِ؟ فَدُلَّ على رجُلٍ عالِمٍ، فقال: إنه قَتَلَ مائَةَ نفسٍ، فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومَن يحُولُ بينَهُ وبيْن التوبةِ؟ انْطلِقْ إلى أرضِ [ص:514] كذا وكذا، فإنَّ بها ناساً يعْبُدُونَ الله، فاعبُدِ اللهَ مَعهُمْ، ولا ترجع إلى أرضِكَ، فإنها أرض سُوءٍ، فانطلقَ حتى إذا نصَفَ الطريق، أتاه الموتُ، فَاخْتصمتْ فيه ملائكَةُ الرَّحمة، وملائكةُ العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائباً، مُقْبِلاً بقَلبِهِ إلى اللهِ، وقالت ملائكةُ العذابِ: إنه لم يعْمَلْ خيراً قَطُّ، فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ في صورةِ آدَمِيٍّ فَجَعلوهُ بينهم، فقال: قِيسوا ما بَيْنَ الأرضَينِ، فإلى أَيِّتهِمَا كان أدنى فهو له، فقاسوا فَوجدُوهُ أدْنى إلى الأرض التي أرادَ، فَقَبضَتْهُ مَلائكةُ الرَّحمةِ» .
وفي رواية نَحْوه، وفيه: «فلما كان في بعْضِ الطريقِ أدركه الموتُ فَنَاءَ بِصَدْرِه نحوها. وفيه: فكان إلى القرية الصالحة أقربَ منها بِشِبْرٍ، فجُعِل من أهلِها» .
وفي أخرى نحوه، وزاد: «فأوحى الله إلى هَذه: أنْ تَبَاعدي، وإلى هذه: أنْ تَقَرَّبي، وقال: قيسُوا ما بينهما، فَوُجدَ إلى هذه أَقْربَ بشبرٍ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ناء بصدره) ناء بالشيء: إذا نهض به، والمراد: أنه مال بصدره [ص:515] وأنهض نفسه، حتى قرب من الأرض الأخرى.
__________
(1) البخاري 6 / 373 و 374 في الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم رقم (2766) في التوبة، باب قبول توبة القاتل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/20) قال: ثنا يزيد. وفي (3/72) قال: ثنا عفان. وابن ماجة (2622) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا يزيد بن هارون. كلاهما - يزيد، وعفان - عن همام ابن يحيى.
* وأخرجه البخاري (4/211) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد ابن أبي عدي. و «مسلم» (8/104) قال: ثنى عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: ثنا أبي. (ح) وثنا محمد بن بشار، قال ثنا ابن أبي عدي. كلاهما - ابن أبي عدي، ومعاذ العنبري -قالا: ثنا شعبة.
* وأخرجه مسلم (8/103) قال: ثنا محمد بن المثنى. ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا معاذ بن هشام، قال: ثنى ابي. ثلاثتهم - همام، وشعبة، وهشام - عن قتادة، عن أبي الصديق الناجي، فذكره.(2/513)
988 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -:أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ بَني آدمَ خطَّاءٌ وخيرُ الخَطَّائينَ التَّوابونَ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2501) في صفة القيامة، باب المؤمن يرى ذنبه كالجبل فوقه، وأخرجه ابن ماجة رقم (4251) في الزهد، باب ذكر التوبة، والدارمي 2 / 303 في الرقاق، باب في التوبة، وأحمد 3 / 198، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/198) ، عبد بن حميد (1197) قال: حدثني ابن أبي شيبة. و «ابن ماجة» (4251) ، و «الترمذي» (2499) قالا: حدثنا أحمد بن منيع، ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة، وابن منيع - قالوا: حدثنا زيد بن الحباب.
* وأخرجه الدارمي (2730) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم.
كلاهما - زيد، ومسلم - قالا:حدثنا علي بن مسعدة قال حدثنا قتادة،فذكره.(2/515)
الكتاب الخامس: في تعبير الرؤيا، وفيه فصلان
الفصل الأول: في ذكر الرؤيا وآدابها
989 - (خ م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذا اقْتَربَ الزَّمانُ، لم تَكَدْ رُؤْيَا المُؤمن تكذب (1) - ومنهم من قال: لَمْ تَكذبْ رُؤْيَا المؤمن - ورُؤيا المؤمِنِ جُزءٌ من سِتَّةٍ وأَرْبَعينَ جُزْءاً مِنَ النُّبوّةِ» . [ص:516]
وزادَ بعضُهُم: [وما كان من النُّبُوَّةِ] فإِنَّهُ لا يَكْذِبُ.
قال محمد بن سيرين: وأنا أَقُول هذه، قال (2) : وكان يُقَالُ: الرؤيا ثَلاثَةٌ: حديث النفس، وتخويفُ الشَّيطانِ، وبُشْرَى من الله، فمن رأَى منكم شيئاً يكرهه، فلا يَقُصَّهُ على أَحَدٍ، ولْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، قال: وكان يكره الغُلَّ في النوم، وكان يعجبهم القَيدُ، ويُقالُ: القيدُ ثباتٌ في الدِّين.
قال البخاري: رواه قتادة ويونس، وهُشيم، وأبو هلال، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة.
وقال يونس: لا أَحْسِبُهُ إِلا عن النبي صلى الله عليه وسلم في القَيْد.
وفي رواية لمسلم قال: إذا اقتربَ الزمانُ لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدَقُكم رؤيَا: أَصدقُكم حديثاً (3) ، ورُؤْيَا المسلم جزء من خمسٍ [ص:517] وأربعينَ جُزْءاً من النُّبوَّةِ، والرؤيا ثلاثٌ فالرؤيَا الصالحةُ: بُشْرى من الله، ورؤيا: تَحْزينٌ من الشيطان، ورؤيا: مما يُحدِّثُ المرءُ نَفْسَهُ، فإن رأى أحدُكم ما يكره، فليقم فليصلِّ، ولا يُحدِّثْ بها الناسَ، قال: «وأُحِبُّ القَيْد، وأكره الغُلَّ، والقيد ثبات في الدين» فلا أَدْرِي: هُوَ في الحديث، أو قاله ابن سيرين؟
وفي رواية نحوه، وفيه قال أبو هريرة، فَيُعْجِبُني القَيدُ، وأكرهُ الغُلَّ، والقيدُ: ثباتٌ في الدِّين.
وفي أخرى: إذا اقتربَ الزمانُ - وساق الحديث - ولم يذكر فيه النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
وفي أخرى نحوه: وأدرج في الحديث قوله: «وأكرهُ الغُلَّ» إلى تمام الكلام، ولم يذكر: «رؤيا المؤمن جُزْءٌ من ستةٍ وأَربعين جزْءاً من النُّبوة» .
وفي أخرى مختَصَراً، قال: «رؤيا المؤمِنِ جزْءٌ مِن ستَّةٍ وأربعين جزءاً من النُّبوَّة» . وفي أخرى «رؤيا الرجل الصالح» .
وفي رواية الترمذي مثلَ رواية مسلم المفردة بطولها، إلى قوله: «ثباتٌ في الدِّين» وقال بَدَلَ «فَلْيُصَلِّ» : «فَلْيَتْفُلْ» ولم يذكر قوله: «فلا أدري أَهو في الحديث، أو قاله ابن سيرين؟» . [ص:518]
وفي أخرى له، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم «الرؤيا ثلاثٌ: فرؤيا حق، ورؤيا يُحدِّثُ بها الرَّجُل نَفْسَهُ، ورؤيا تَحْزينٌ من الشَّيْطانِ، فَمنْ رأَى ما يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ، فَلْيصَلِّ» ، وكان يقُولُ: «يُعْجبْني القَيْدُ، وأَكرهُ الغُلَّ، القَيْدُ: ثباتٌ في الدين» ، وكان يقول: «من رآني فإنِّي أَنَا هو، فإنَّهُ لَيْسَ للشيطانِ أنْ يَتَمَثَّلَ بِي» ، وكان يقُول: «لا تُقَصُّ الرُّؤيا إلا على عالمٍ أو ناصح» .
وفي رواية أبي داود مثل رواية مسلم أيضاً، إلا أَنَّه أَسقط منها قوله: «جزءاً من سِتَّةٍ وأَربعين جزءاً من النبوة» ، وقال فيها «وأُحِبُّ القَيْدَ وأَكرهُ الغُلَّ، القيدُ: ثباتٌ في الدِّين» (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اقتراب الزمان) : هو عند اعتدال الليل والنهار في فصلي الربيع والخريف، وقيل: أراد باقتراب الزمان: قرب الساعة، ودنو القيامة في آخر الزمان.
(جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة) : كان عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر الروايات الصحيحة ثلاثاً وستين سنة، وكانت مدة نبوته منها ثلاثاً وعشرين سنة، لأنه بعث عند استيفائه أربعين سنة، وكان صلى الله عليه وسلم في أول أمره [ص:519] يرى الوحي في المنام، ودام كذلك نصف سنة، ثم رأى الملك في اليقظة، فإذا نسبت المدة التي أوحي إليه فيها في النوم - وهي نصف سنة - إلى مدة نبوته، وهي ثلاث وعشرون سنة - كانت نصف جزء من ثلاثة وعشرين جزءاً، وذلك جزء من ستة وأربعين جزءاً، وقد تعاضدت الروايات في أحاديث الرؤيا أنها جزء من ستة وأربعين جزءاً.
فأما من رواه: «خمسة وأربعين جزءاً» فهو قليل، على أن للخمسة والأربعين وجه مناسبة، من أن يكون عمره لم يكمل ثلاثاً وستين سنة، ومات صلى الله عليه وسلم في أثناء السنة الثالثة والستين، ونسبة نصف السنة إلى اثنتين وعشرين سنة وبعض الأخرى: نسبة جزء من خمسة وأربعين جزءاً.
فأما من رواه: «من أربعين جزءاً» فيكون محمولاً على من روى: أن عمر النبي صلى الله عليه وسلم كان ستين سنة، فيكون نسبة نصف سنة إلى عشرين سنة نسبة جزء إلى أربعين جزءاً.
وأما من روى: «من سبعين جزءاً» فما أعلم له وجهاً، ولا يحضرني الآن له وجه. والله أعلم.
__________
(1) فيه إشارة إلى غلبة الصدق على الرؤيا، وإن أمكن أن شيئاً منها لا يصدق، والراجح أن المراد نفي الكذب عنها أصلاً، لأن صرف النفي الداخل على " كاد " ينفي قرب حصوله، والنافي لقرب حصول الشيء أدل على نفيه. ذكره الطيبي.
(2) القائل هو محمد بن سيرين، وقد أبهم القائل في هذه الرواية وهو أبو هريرة وقد رفعه بعض الرواة، ووقفه بعضهم، وقد أخرجه أحمد عن هوذة بن خليفة عن عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً " الرؤيا ثلاث ... " مثله، وأخرجه الترمذي والنسائي من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الرؤيا ثلاث: فرؤيا حق، ورؤيا يحدث الرجل بها نفسه، ورؤيا تحزين من الشيطان "، وأخرجه مسلم رقم (2263) ، وأبو داود رقم (5019) ، والترمذي رقم (2271) من طريق عبد الوهاب الثقفي عن أيوب، عن محمد بن سيرين مرفوعاً أيضاً بلفظ: " الرؤيا ثلاث، فالرؤيا الصالحة بشرى من الله ... " والباقي نحوه.
(3) إنما كان كذلك، لأن من كثر صدقه تنور قلبه وقوي إدراكه، فانتقشت فيه المعاني على وجه الصحة، وكذلك من كان غالب حاله الصدق في يقظته استصحب ذلك في نومه فلا يرى إلا صدقاً، وهذا بخلاف الكاذب والمخلط، فإنه يفسد قلبه ويظلم، فلا يرى إلا تخليطاً وأضغاثاً، وقد يرى الصادق ما لا يصح، ويرى الكاذب ما يصح، ولكن الأغلب الأكثر هو ما تقدم.
(4) البخاري 12 / 356 و 357 و 358 و 359 في التعبير، باب القيد في المنام، ومسلم رقم (2263) في الرؤيا، والترمذي رقم (2271) في الرؤيا، باب أن الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، وأبو داود رقم (5019) في الأدب، باب ما جاء في الرؤيا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1145) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب. و «أحمد» (2/269) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. وفي (2/395) قال: حدثنا هوذة ابن خليفة. قال: حدثنا عوف. وفي (2/507) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا هشام. و «الدارمي» (1249، 2150) قال: أخبرنا محمد بن كثير، عن مخلد بن حسين، عن هشام، وفي (2153، 2166) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الرقاشي. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا سعيد. عن قتادة. و «البخاري» (9/47) قال: حدثنا عبد الله بن صباح. قال: حدثنا معتمر. قال: سمعت عوفا. و «مسلم» (7/52) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر المكي. قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب السختياني. (ح) وحدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا معاذ بن هشام. قال: حدثنا أبي، عن قتادة. و «أبو داود» (5019) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد الوهاب، عن أيوب. و «ابن ماجة» (3906) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا هوذة بن خليفة. قال: حدثنا عوف. وفي (3917) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري. قال: حدثنا بشر بن بكر. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (3926) قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا أبو بكر الهذلي و «الترمذي» (2270) قال: حدثنا نص ربن علي. قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. قال: حدثنا أيوب وفي (2280) قال: حدثنا أحمد بن أبي عبيد الله السليمي البصري. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. وفي (2291) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن أيوب. و «النسائي» في (الكبرى / الورقة 100-ب) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي، عن قتادة. وفي (عمل اليوم والليلة) (910) قال: أخبرنا أحمد بن أبي عبيد الله. قال: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع. قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ستتهم -أيوب السختياني، وعوفبن أبي جميلة، وهشام بن حسان، وقتادة، والأوزاعي، وأبو بكر الهذلي- عن محمد بن سيرين، فذكره.
* أخرجه مسلم (7/52) قال: حدثني أبو الربيع. قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، قال: حدثنا أيوب وهشام، عن محمد، عن أبي هريرة. قال: إذا اقترب الزمان ... وساق الحديث، ولم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم.
* في رواية معمر، عن أيوب: «قال أبو هريرة: يعجبني القيد، وأكره الغل. القيد. ثبات في الدين» جعله من قول أبي هريرة.
* في رواية هشام، عن قتادة عند مسلم، أدرج في الحديث قوله: «وأكره الغل» إلى تمام الكلام.
* قال البخاري عقب حديث عوف: وروى قتادة ويونس وهشام وأبو هلال، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: وأدرجه بعضهم كله في الحديث وحديث عوف أبين. وقال يونس: لا أحسبه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم، في القيد.
* الروايات مطوله ومختصرة. وعن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رؤيا الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة» .
أخرجه أحمد (2/369) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثني أبي. قال: حدثنا حسين، عن يحيى، وفي (2/438) قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد، عن محمد بن عمرو. و «مسلم» (7/53) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير. قال: سمعت أبي. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا علي يعني ابن المبارك. (ح) وحدثنا أحمد ابن المنذر. قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حرب، يعني ابن شداد. كلاهما عن يحيى بن أبي كثير. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (904) قال: أخبرنا علي بن حجر. قال: حدثنا إسماعيل، عن محمد.
كلاهما - يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة، فذكره.
* صرح يحيى بن أبي كثير بالسماع في رواية حسين المعلم، ورواية ابنه عبد الله بن يحيى بن أبي كثير.
* في رواية يحيى بن سعيد، عن محمد بن عمرو: «الرؤيا الصالحة يراها المسلم، أو ترى له ... » الحديث.
* أثبتنا لفظ عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه عند مسلم وعن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة» .
* أخرجه أحمد (2/223) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. وفي (2/269) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، و «البخاري» (9/39) قال: حدثنا يحيى بن قزعة. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. و «مسلم» (7/53) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر و «ابن ماجة» (3894) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر.
كلاهما (معمر، وإبراهيم) عن الزهري، عن سعيدبن المسيب، فذكره.
وعن همام بن منبه. قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رؤيا الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة» .
* أخرجه أحمد (2/314) . و «مسلم» (7/53) قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما (أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع) عن عبد الرزاق بن همام. قال: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
* وهذا لفظ أحمد بن حنبل.
-وعن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رؤيا المسلم، أو ترى له، جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة» .
* وفي رواية ابن مسهر: «الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة» .
* أخرجه أحمد (2/495) قال: حدثنا ابن نمير. و «مسلم» (7/53) قال: حدثنا إسماعيل بن الخليل. قال: أخبرنا علي بن مسهر. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي.
كلاهما- عبد الله بن نمير، علي بن مسهر - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
-وعن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ذالك.
يعني بمثل حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح، جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة» .
* أخرجه مالك (الموطأ) (593) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمثل ذالك. ولم يسق متنه.(2/515)
990 - (خ م ط ت د) أبو قتادة الحارث بن رِبْعي الأنصاري - رضي الله عنه-: وكان من أصحاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وفُرْسانِه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الرؤيا من الله، والْحُلْمُ من الشيطان، فإذا حلَمَ [ص:520] أحدُكُم، الْحُلْمَ يَكْرَهُهُ: فَلْيَبْصُقْ عن يسارِهِ، وليَسْتَعِذْ بالله منه، فلَنْ يَضُرَّه» .
وفي رواية: قال أبو سَلمة: إنْ كنتُ لأرَى الرؤيا تُمْرِضُني، حتى سمعتُ أبا قتادة يقول: وأنا كنتُ أرَى الرؤيا تُمْرِضُني، حتى سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الرؤيا الصّالحَةُ من الله، والرؤيا السوءُ من الشَّيطَان، فَإذَا رأَى أحَدُكُم ما يُحبُّ، فلا يحدِّثْ بها إلا مَنْ يُحب، وإذا رأى ما يكرهُ، فَلْيَتْفُلْ عن يَسارِهِ ثلاثاً، وليتعوَّذ بالله من شَرِّ الشَّيطَانِ وشَرِّها، ولا يُحَدِّثُ بها أحداً فإنها لن تَضُرَّه» .
هذه رواية البخاري ومسلم، وأخرجه الموطأ، وزاد بعد قوله: لن تضرّه: إن شاء الله.
قال أبو سلمة: إن كنتُ لأرَى الرُّؤيَا، هِيَ أثقلُ عليَّ من الجبلِ، فلما سمعتُ هذا الحديث، فما كنتُ أُبالِيها.
وأخرجه الترمذي مثل الرواية الأولى.
وأخرجه أبو داود من الرواية الثانية: المسندَ مِنها فقط، ولم يذكر: إن شاء الله.
وفي أخرى لمسلم عن أبي سلمة، قال: كنتُ أَرىَ الرؤيا أُعْرى منها، غير أني لا أُزَمَّلُ، حتى لقيتُ أبا قتادة، فذكرتُ ذلك له ... الحديث (1) . [ص:521]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أعرى) العرواء: مثال الغلواء، قرة الحمى ومسها في أول ما تأخذه الرعدة، وقد عُرِي الرجل، على ما لم يسم فاعله، والعَراة أيضاً: شدة البرد.
(لا أزمل) التزميل: التدثير والتغطية من البرد، قال: «كان يعرض لي من رؤيتها البرد والرعدة، إلا أني ما كنت أتدثر وأتغطى» .
__________
(1) أخرجه البخاري 10 / 177 و 178 في الطب، باب النفث في الرقية، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وفي التعبير، باب الرؤيا من الله، وباب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين [ص:521] جزءاً من النبوة، وباب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وباب الحلم من الشيطان فإذا حلم فليبصق عن يساره، وباب إذا رأى ما يكره فلا يخبر بها ولا يذكرها، ومسلم رقم (2262) في الرؤيا، والموطأ 2 / 957 في الرؤيا، باب ما جاء في الرؤيا، والترمذي رقم (2288) في الرؤيا، باب ما جاء إذا رأى في المنام ما يكره، وأبو داود رقم (5021) في الأدب، باب ما جاء في الرؤيا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (593) عن يحيى بن سعيد. و «الحميدي» (418) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا الزهري. وفي (419) قال: حدثنا سفيان، قال: وحدثناه أربعة محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وعبد ربه ويحيى ابنا سعيد ومحمد بن عمرو بن علقمة. و «أحمد» (5/296) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري. وفي (5/303) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. قالا: حدثنا شعبة، عن عبد رب. (وقال حجاج: عن عبد ربه) . وفي (5/304) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري. وفي (5/305) قال: حدثنا بشر بن شعيب. قال: حدثني أبي، عن الزهري. وفي (5/309) قال: حدثنا أبو سعيد. قال: حدثنا حرب. قال: حدثنا يحيى وفي (5/310) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. عن يحيى بن سعيد. و «الدارمي» (2148) قال: أخبرنا أبو الوليد. قال: حدثنا شعبة، عن عبد ربه بن سعيد. و «البخاري» (7/172) قال: حدثنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا سليمان، عن يحيى بن سعيد. وفي (9/39) قال: حدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا زهير قال: حدثنا يحيى، هو ابن سعيد. وفي (9/39) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، وأثنى عليه خيرا، لقيته باليمامة، عن أبيه. وفي (9/42) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر. وفي (9/45) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. وفي (9/54) قال: حدثنا سعيد بن الربيع. قال: حدثنا شعبة، عن عبد ربه بن سعيد. و «مسلم» (7/50، 51) قال: حدثنا عمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر، جميعا عن ابن عيينة، عن الزهري. (ح) وحدثناه ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وعبد ربه ويحيى ابني سعيد ومحمد بن عمرو بن علقمة (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس، عن الزهري (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد. قالا: أخبرنا عبد الرزاق. قال أخبرنا معمر، عن الزهري (ح) وحدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. قال حدثنا سليمان، يعني ابن بلال، عن يحيى بن سعيد. (ح) وحدثناه قتيبة ومحمد بن رمح، عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا محمد ابن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي، عن يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا بأبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن يحيى بن سعيد. (ح) وحدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد (ح) وحدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي وأحمد بن عبد الله ابن الحكم. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن عبد ربه بن سعيد. و «أبو داود» (5021) قال: حدثنا النفيلي. قال: سمعت زهيرا. يقول: سمعت يحيى بن سعيد. و «ابن ماجة» (3909) قال: حدثنا محمد بن رمح. قال: حدثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد. و «الترمذي» (2277) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث، عن يحيى بن سعيد. و «النسائي» في عمل اليوم الليلة (894) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. قال: سمعت عبد رب بن سعيد.
وفي (897) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى.
وفي (899) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: حدثنا بشر بن شعيب. قال: حدثني أبي، عن الزهري. وفي (900) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث، عن يحيى بن سعيد. وفي (901) قال: أخبرنا علي بن حرب. قال: حدثنا ابن فضيل، عن يحيى بن سعيد. وفي (898) قال: أخبرنا محمود بن خالد، قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا أبو عمرو. قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12135) عن علي بن شعيب، عن معن، عن مالك، عن يحيى بن سعيد. (ح) وعن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك، عن يحيى بن سعيد.
سبعتهم - يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن شهاب الزهري، ومحمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، وعبد ربه بن سعيد، ومحمد بن عمرو بن علقمة، ويحيى بن أبي كثير، وعبيد الله بن أبي جعفر - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
* قال الحميدي عقب حديث محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وعبد ربه ويحيى ابني سعيد ومحمد ابن عمرو بن علقمة: حدثنا سفيان ولم يذكر أول الحديث كما ذكره الزهري. والزهري أحفظ منهم كلهم.
* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (895) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى رؤيا تعجبه، مرسل.(2/519)
991 - (خ ت) أبو سعيد الخُدْرِيّ - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأى أحدُكم الرؤيا يُحِبُّها، فإنها من الله، فلْيحْمَد الله عليها، وليُحدِّثْ بها، وإذا رأَى غير ذلك مما يكره، فإنمّا هي من الشيطان، فليستعذ بالله من شرِّها، ولا يذكُرْها لأحَدٍ، فإنَّها لنْ تَضُرَّهُ» . أخرجه البخاري، والترمذي (1) .
__________
(1) البخاري 12 / 327 في التعبير، باب الرؤيا من الله، وباب إذا رأى ما يكره فلا يخبر بها ولا يذكرها، والترمذي رقم (3449) في الدعوات، باب ما يقول إذا رأى رؤيا يكرهها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/8) قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا بكر بن نضر. و «البخاري» (9/39) قال: ثنا عبد الله بن يوسف، قال: ثنا الليث، وفي (9/55) قال: ثنا إبراهيم بن حمزة، قال: ثنى ابن أبي حازم، والدرواوردي.
و «الترمذي» (3453) قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا بكر بن مضر. و «النسائي» في (عمل اليوم والليلة) (893) قال: نا قتيبة بن سعيد، قال: نا بكر (يعني ابن مضر) .
أربعتهم (بكر، والليث، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدراوردي) عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن العماد الليثي، عن عبد الله بن خباب، فذكره.
قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وابن العماد اسمه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن العماد المدني، وهو ثقة روى عنه مالك والناس.(2/521)
992 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأى أحدُكم الرؤيا يكرهُها فَلْيبصُقْ عن يسَارِهِ ثلاثاً، وليستَعِذْ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثاً، ولْيتحوَّلْ عن جَنْبِهِ الذي كان عليه» . [ص:522] أخرجه مسلم، وأبو داود (1) .
__________
(1) مسلم رقم (2262) في الرؤيا في فاتحته، وأبو داود رقم (5022) في الأدب، باب ما جاء في الرؤيا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/350) قال: حدثنا حجين، ويونس. و «عبد بن حميد» (1047) قال: حدثني أحمد بن يونس. و «مسلم» (7/52) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا ابن رمح. و «أبو داود» (5022) قال: حدثنا يزيد بن خالد الهمداني، وقتيبة بن سعيد، و «ابن ماجة» (3908) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري. و «النسائي» في «عمل اليوم والليلة» (911) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد.
ستتهم - حجين، ويونس، وأحمد بن يونس، وقتيبة، وابن رمح، ويزيد بن خالد - عن الليث بن سعد، عن أبي الزبير، فذكره.(2/521)
993 - (ت د) أبو رزين العُقَيْليّ لقيط بن عامر بن صَبِرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رؤيا المؤمن جزءٌ من أربعين جزءاً من النبوة، وهي على رِجْلِ طائر، ما لم يتَحَدَّثْ بها، فإذا تحدَّثَ بها سَقَطتْ قال: وأَحْسِبُهُ قال: ولا يحدِّثْ بها إلا لبيباً أو حبيباً (1) » .
وفي رواية قال: «رؤيا المؤمن جزءٌ من سِتَّةٍ وأربعين جزءاً من النبوة، وهي على رِجلِ طائرٍ ما لم يُحَدِّثْ بها، فإذا حدَّثَ بها وقعت» ، لم يزد. هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود: مثلُها، إلا أنه أسقَط قوله: «جُزْءٌ من أربعين [ص:523] جزءاً من النبوة (2) » .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رجل طائر) كل حركة من كلمة أو شيء يجري لك. فهو طائر، يقال: اقتسموا داراً، فطار سهم فلان في ناحيتها، أي: خرج وجرى، والمراد في الرؤيا: أنها على قدر جار، وقضاء ماض من خير أو شر، وهي لأول عابر يحسن عبارتها (3) .
__________
(1) لأبي داود " ولا تقصها إلا على واد أو ذي رأي "، قال الطيبي: يشبه أن يراد به: أنه إذا أخبر بها من لا يحبه، ربما حمله البغض والحسد على تفسيرها بمكروه، فيقع على تلك الصفة، فإن الرؤيا على رجل طائر. ومعناه: أنها إذا كانت محتملة وجهين، ففسرت بأحدهما، وقعت على وفق تلك الصفة، وقد يكون ظاهر الرؤيا مكروهاً وتفسر بمحبوب وعكسه، وهذا أمر معروف لأهله.
وقوله: " أو ذي رأي " قال الزجاج: معناه: ذو العلم بعبارة الرؤيا، فإنه يخبرك بحقيقة تفسيرها، أو بأقرب ما يعلم منه.
قال التوربشتي: فإن قيل: كيف يتأتى له التخير فيمن يعبر على ما ورد به الحديث ولا يقصها إلا على واد أو ذي رأي، والأقضية لا ترد بالتوقي عن الأسباب، ولا تختلف أحكامها باختلاف الدواعي؟ قلنا: هو مثل السعادة والشقاء، والسلامة والآفة، المقضي بكل واحدة منها لصاحبها، ومع ذلك فقد أمر العبد بالتعرض للمحمود منها، والحذر عن المكروه منها.
(2) حديث حسن، وهو في الترمذي رقم (2279) و (2280) في الرؤيا، باب ما جاء إذا رأى في المنام ما يكره، وأبو داود رقم (5020) في الأدب، باب ما جاء في الرؤيا، وفي سنده وكيع بن عدس لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات. وقد حسنه الحافظ في " الفتح " 1 / 377، وصححه الحاكم 4 / 390 ووافقه الذهبي. وفي الباب عن أنس عند الحاكم، وصححه ووافقه الذهبي 4 / 391 بلفظ " إن الرؤيا تقع على ما تعبر، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا، فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً "، وأخرج الدارمي 2 / 130، 131 بسند حسنه الحافظ عن سليمان بن يسار عن عائشة قالت: كانت امرأة من أهل المدينة، لها زوج تاجر يختلف - يعني في التجارة - فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن زوجي غائب، وتركني حاملاً فرأيت في المنام أن سارية بيتي انكسرت وأني ولدت غلاماً أعور. فقال: خير، يرجع زوجك إن شاء الله صالحاً، وتلدين غلاماً براً، فذكرت ذلك ثلاثاً، فجاءت ورسول الله صلى الله عليه وسلم غائب، فسألتها فأخبرتني بالمنام، فقلت: لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك وتلدين غلاماً فاجراً، فقعدت تبكي، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مه يا عائشة إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير، فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها.
(3) قال الطيبي: أقول: التركيب من باب التشبيه التمثيلي، شبه الرؤيا بالطائر السريع طيرانه، وقد علق على رجله شيء يسقط بأدنى حركة، فينبغي أن يتوهم للمشبه حالات متعددة مناسبة لهذه الحالات، وهي أن الرؤيا مستقرة على ما يسوقه التقدير إليه من التعبير، فإذا كانت في حكم الواقع قيض وألهم من يتكلم بتأويلها على ما قدر فيقع سريعاً، وإن لم يكن في حكمه، لم يقدر لها من يعبرها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/10) قال: حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (4/12) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وبهز. قالا: حدثنا شعبة. وفي (4/13) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «الدارمي» (2154) قال: أخبرنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا شعبة. و «أبو داود» (5020) قال: حدثنا أحمد ابن حنبل، قال: حدثنا هشيم. و «ابن ماجة» (3914) قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا هشيم. و «الترمذي» (2278) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة. وفي (2279) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة.
ثلاثتهم - هشيم، وحماد، وشعبة - عن يعلى بن عطاء، قال: سمعت وكيع بن عدس، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/11) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن يعلى بن عطاء، عن أبي رزين بن لقيط، عن عمه رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث.
* وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(2/522)
994 - (خ م ط) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «الرؤيا الحسنة من الرجلِ الصالح، جزءٌ من ستة وأربعين جزءاً من النبوة (1) » . أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ.
وللبخاري أيْضاً: زيادةٌ في روايةٍ قال: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ رَآني في المنام فقد رآني، فإنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي (2) ، ورُؤيَا الْمُؤمنِ جُزْءٌ من سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ جزءاً من النُّبُوَّةِ» (3) .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": وقد استشكل كون الرؤيا جزءاً من النبوة، مع أن النبوة انقطعت بموت النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل في الجواب: إن وقعت الرؤيا من النبي صلى الله عليه وسلم، فهي جزء من أجزاء النبوة حقيقة، وإن وقعت من غير النبي، فهي جزء من أجزاء النبوة على سبيل المجاز، وقال الخطابي: قيل: معناه: أن الرؤيا تجيء على موافقة النبوة، لا أنها جزء من النبوة، وقال المازري: يحتمل أن يراد بالنبوة في هذا الحديث الخبر بالغيب لا غير، وإن كان يتبع ذاك إنذار أو تبشير، فالخبر بالغيب أحد ثمرات النبوة، وهو غير مقصود لذاته، لأنه يصح أن يبعث نبي يقرر الشرع ويبين الأحكام، وإن لم يخبر في طول عمره بغيب، ولا يكون ذلك قادحاً في نبوته ولا مبطلاً للمقصود منها، والخبر بالغيب من النبي لا يكون إلا صدقاً، ولا يقع إلا حقاً، وأما خصوص العدد فهو مما أطلع الله عليه نبيه، لأنه يعلم من حقائق النبوة ما لا يعلمه غيره.
(2) في الأصل والمطبوع: لا يتخيل بي، وهو خطأ، والتصحيح من " الصحيحين " وفي مسند أحمد 1 / 279، 450 و 2 / 232 لا يتخيل بي.
(3) البخاري 12 / 318 في التعبير، باب رؤيا الصالحين، وباب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، ومسلم رقم (2264) في الرؤيا، والموطأ 2 / 956 في الرؤيا، باب ما جاء في الرؤيا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ /593) وأخرجه أحمد (3/126) قال حدثنا روح وفي (3/149) قال حدثنا إسحاق بن عيسى و «البخاري» (9/38) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة و «ابن ماجة» (3/389) قال حدثنا هشام بن عمار. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف -206» عن قتيبة وعن الحارث ابن مسكين عن ابن القاسم.
خمستهم -روح، وإسحاق، وابن مسلمة، وهشام، وابن القاسم - عن مالك عن إسحاق بن عبد الله فذكره. ورواه عن أنس أيضا حميد: أخرجه أحمد (3/106) قال: حدثنا بن أبي عدي عن حميد فذكره.
* ورواه ثابت عن أنس أخرجه أحمد (3/185، 5/319) قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي و «مسلم» (7/53) قال حدثنا عبيد الله بن معاذ قال حدثني أبي.
كلاهما (عبد الرحمن، ومعاذ) قالا حدثنا شعبة عن ثابت فذكره.(2/524)
995 - (خ م ت د) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رؤيا المؤمن جزءٌ من سِتَّةٍ وأربعين جزءاً من النبوة» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، وأبو داود (1) .
__________
(1) البخاري 12 / 330 في التعبير، باب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، ومسلم رقم (2264) في الرؤيا، في فاتحته، والترمذي رقم (2272) في الرؤيا، باب أن رؤيا [ص:525] المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، وأبو داود رقم (5068) في الأدب، باب ما جاء في الرؤيا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/185) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (5/316) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. وفي (5/319) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي (ح) وحجاج. و «الدارمي» (2143) قال: أخبرنا الأسود بن عامر. و «البخاري» (9/39) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر. و «مسلم» (7/52، 53) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، وأبو داود. (ح) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. و «أبو داود» (5018) قال: حدثنا محمد بن كثير. و «الترمذي» (2271) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (5069) عن إسماعيل بن مسعود، عن بشر بن المفضل، ثمانيتهم (عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن جعفر غندر) ، وحجاج، والأسود، وأبو داود، ومعاذ، ومحمد بن كثير، وبشر بن المفضل) عن شعبة.
* وأخرجه أحمد (5/316) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا سعيد. كلاهما (شعبة، وسعيد) عن قتادة، قال: سمعت أنس بن مالك، فذكره.(2/524)
996 - (خ ط) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «رؤيا المؤمن جزءٌ من سِتَّةٍ وأربعين جزءاً من النبوة» .أخرجه البخاري، والموطأ (1) .
__________
(1) البخاري 12 / 331 في التعبير، باب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، بلفظ " الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة "، واللفظ الذي ساقه المصنف أخرجه البخاري 1 / 331 من حديث أبي هريرة وعبادة بن الصامت، ثم إن الحديث لم نقف عليه في الموطأ برواية يحيى الليثي، من حديث أبي سعيد كما ذكر المصنف، وإنما هو عنده 2 / 956 من حديث أنس وأبي هريرة بلفظ " الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة "، والله أعلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (3895) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا:حدثنا عبيد الله بن موسى قال أنبأنا شيبان عن ضراس عن عطية،فذكره.
* ورواه عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري: أخرجه البخاري (9/39) قال حدثني إبراهيم بن حمزة قال حدثني ابن أبي حازم. والدراوردي عن يزيد عن عبد الله بن خباب، فذكره.(2/525)
997 - (م) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «الرؤيا الصالحةُ جزءٌ من سبعين جزءاً من النبوة» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) مسلم رقم (2265) في الرؤيا في فاتحته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح * زاد في رواية سعيد بن عبد الرحمن، عن عبيد الله: «فمن رأى خيرا فليحمد الله عليه وليذكره، ومن رأى غير ذلك فليستعذ بالله من شر رؤياه، ولا يذكرها فإنها لا تضره» .
* أخرجه أحمد (2/18) (4678) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/49) (5104) قال: حدثنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا عبد العزيز. وفي (2/119) (6009) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا الليث. وفي (2/122) (6035) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرني شعيب. وفي (2/137) (6215) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن، عن عبيد الله. و «مسلم» (7/53) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. قالا جميعا: حدثنا عبيد الله. وفي (7/54) قال: حدثناه ابن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، قالا: حدثنا يحيى، عن عبيد الله (ح) وحدثناه قتيبة، وابن رمح، عن الليث بن سعد (ح) وحدثنا ابن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك، يعني ابن عثمان. و «ابن ماجة» (3897) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو أسامة، وعبد الله بن نمير، عن عبيد الله بن عمر. و «النسائي» في الكبرى (الورقة 100-أ) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا عبيد الله.
خمستهم -عبيد الله بن عمر، وعبد العزيز بن أبي رواد، وليث بن سعد، وشعيب بن أبي حمزة، والضحاك بن عثمان- عن نافع، فذكره.(2/525)
998 - (ط) عطاء بن يسار - رحمه الله -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لم يَبْقَ بعدي من النبوة إلا الْمُبَشِّرَاتُ، قالوا: وما الْمُبَشِّرَاتُ؟ قال: الرؤيا الصالحة، يراها الرجل المسلم، أو تُرى له: جزءٌ من سِتَّةٍ وأربعين جزءاً من النبوة» .أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 957 في الرؤيا، باب ما جاء في الرؤيا، وهو مرسل، وقد وصله البخاري من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة وهو الحديث الآتي بعد هذا، وقد أخرج مسلم في صحيحه رقم (479) في الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود من طريق إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كشف الستارة ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه والناس صفوف خلف أبي بكر فقال: " يا أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ... " الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/451) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار. فذكره،قال الزرقاني مرسل وصله البخاري من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة.(2/525)
999 - (خ ط د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لم يَبْق بعدي إلا المبشِّراتُ، قالوا: وما المبشِّراتُ؟ قَالَ: الرَّؤْيَا الصالحة» .هذه رواية البخاري.
وفي رواية الموطأ، وأبي داود قال: كان النَّبي صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاةِ الغداة يقول: «هلْ رأَى أحدٌ منكم الليلة رُؤْيَا؟» ويقول: «ليس يَبْقى بَعْدِي من النبُوَّةِ إلا الرؤيا الصالحة (1) » .
__________
(1) البخاري 12 / 331 في التعبير، باب المبشرات، والموطأ 2 / 957 في الرؤيا، باب ما جاء في الرؤيا، وأبو داود رقم (5017) في الأدب، ما جاء في الرؤيا، وإسناد الموطأ وأبي داود صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (9/40) قال: ثنا أبو اليمان. قال: نا شعيب، عن الزهري. قال ثنى سعيد بن المسيب، فذكره. والرواية الثانية أخرجها مالك (الموطأ) (593) وأحمد (2/325) قال: حدثنا روح وأبو المنذر. و «أبو داود» (5017) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة.
أربعتهم - مالك، وروح بن عبادة، وأبو المنذر إسماعيل بن عمر، وعبد الله بن مسلمة - عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن زفر بن صعصعة بن مالك، عن أبيه، فذكره.
* أخرجه النسائي في (الكبرى / الورقة 100-أ) قال: أخبرنا علي بن شعيب. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك. (ح) والحارث بن مسكين - قراءة عليه - عن ابن القاسم. قال: أخبرنا مالك، عن إسحاق ابن عبد الله بن أبي طلحة، عن زفر بن صعصعة بن مالك، عن أبي هريرة، فذكره، ليس فيه (عن أبيه) .(2/526)
1000 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرسالة والنبوةُ قد انقطعت، فلا رسولَ بعدي ولا نبيَّ» ، قال: فَشَقَّ ذلك على الناسِِ، فقال: «لكن المبشِّرات» ، فقالوا: يا رسولَ الله، وما المبشِّراتُ؟ قَالَ: «رؤيا المسلم، وهي جزءٌ من أجزاء النبوة» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2273) في الرؤيا، باب ذهبت النبوة وبقيت المبشرات، وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه من حديث المختار بن فلفل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2272) حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عفان بن مسلم حدثنا عبد الواحد يعني ابن زياد حدثنا المختار بن فلفل حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره.
* قال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث المختار بن فلفل.(2/526)
1001 - (ط) عروة بن الزبير بن العوام - رضي الله عنه -: في قوله تعالى: {لهُمُ البُشْرى في الحَيَاةِ الدنيا} [يونس: 64] قال: هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل المسلم أو تُرَى له. أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 958 في الرؤيا، باب ما جاء في الرؤيا، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (1850) قال: عن هشام بن عروة، فذكره.
* وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» وهذا قد جاء مرفوعا عند أحمد عن أبي الدرداء، فذكره، وعنده أيضا عن عبادة بن الصامت.(2/526)
1002 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «أصدقُ الرؤيا بالأسحارِ» ،أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2275) في الرؤيا، باب قوله: {لهم البشرى في الحياة الدنيا} ، وأحمد في " المسند " 3 / 68، والدارمي 2 / 125، وابن حبان رقم (1799) كلهم من حديث دراج عن أبي الهيثم، وهذا إسناد ضعيف، فقد قال الآجري عن أبي داود: أحاديث دراج أبي السمح مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/29) قال: حدثنا حسن. و «عبد بن حميد» (927) قال: حدثني الحسن ابن موسى. و «الترمذي» (2274) قال: حدثنا قتيبة. كلاهما (حسن وقتيبة) قالا: حدثنا ابن لهيعة.
* وأخرجه أحمد (3./68) قال: حدثنا سريج. و «الدارمي» (2152) قال أخبرنا مروان بن محمد كلاهما (سريج، ومروان) قالا: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث.
كلاهما (ابن لهيعة، وعمرو) عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، فذكره.(2/527)
1003 - (خ ت د) ابن عباس وأبو هريرة - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَحَلَّمَ بحُلْم لم يره، كُلِّفَ أنْ يعقد بين شعيرتين، ولَنْ يَفْعَل ... » الحديث.
ويأتي ذِكرُه في لواحِقِ آفاتِ النفس في آخر الكتاب، إن شاء الله.
أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود، عن ابن عباس، والبخاري وحده، عن أبي هريرة (1) .
__________
(1) البخاري 12 / 374 و 375 في التعبير، باب من كذب في حلمه، والترمذي رقم (2284) في الرؤيا، باب في الذي يكذب في حلمه، وأبو داود رقم (5024) في الأدب، باب ما جاء في الرؤيا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (531) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (1/216) (1866) قال: حدثنا عباد بن عباد. وفي (1/359) (3383) قال: حدثنا إسماعيل. و «عبد بن حميد» (601) قال: حدثنا محمد بن الفضل، قال: حدثنا حماد ابن زيد. و «البخاري» (9/54) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان وفي الأدب المفرد (1159) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا إسماعيل، و «أبو داود» (5024) قال: حدثنا مسدد، وسليمان بن داود، قالا: حدثنا حماد و «ابن ماجه» (3916) قال: حدثنا بشر بن هلال الصواف، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد. و «الترمذي» (1751) ، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (2283) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الوهاب. و «النسائي» (8/215) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حماد ستتهم (سفيان، وعباد، وإسماعيل، وحماد بن زيد، وعبد الوارث، وعبد الوهاب) عن أيوب.
* وأخرجه أحمد (1/246) (2213) قال: حدثنا علي بن عاصم. و «الدارمي» (2711) قال: أخبرنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا خالد يعني ابن عبد الله. و «البخاري» (9/54) ، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا خالد. كلاهما (علي بن عاصم، وخالد بن عبد الله) عن خالد الحذاء.
كلاها -أيوب، وخالد- عن عكرمة، فذكره
* الروايات مطولة ومختصرة.(2/527)
1004 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ كَذَبَ في حُلمه، كُلِّفَ يومَ القيامَةِ عقدَ شعيرةٍ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2282) في الرؤيا، باب في الذي يكذب في حلمه، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/76) (568) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا إسرائيل. وفي (1/90) (694) قال: حدثنا حجين، قال: حدثنا إسرئيل، وفي (1/91) (699) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد وأبو أحمد الزبيري، قالا: حدثنا سفيان. وفي (1/101) (789) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة. و «عبد ابن حميد» (86) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا إسرائيل. و «الترمذي» (2281) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال:حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان. وفي (2282) قال: حدثنا قتية، قال:حدثنا أبو عوانة. و «عبد الله بن أحمد» (1/129) (1070) قال: حدثنا خلف بن هشام البزار، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (1/131) (1088) قال: حدثني إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا قبيصة، قال: حدثنا سفيان، وفي (1089) قال: حدثني إبراهيم بن الحسن المقري الباهلي، قال: حدثنا أبو عوانة.
ثالثتهم -إسرائيل، وسفيان، وأبو عوانة -عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، عن أبي عبد الرحمن السلمي، فذكره.
* في رواية سفيان. قال: لا أعلمه إلا قد رفعه.(2/527)
1005 - (خ) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ [ص:528] اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مِنْ أفْرَى الْفِرَى: أنْ يُرِيَ الرَّجُلُ عَيْنَيْهِ ما لم تَرَيَا» . أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أفرى الفرى) أكذب الكذبات، والفرية: الكذب، والجمع: الفرى.
__________
(1) 12 / 376 و 377 في التعبير، باب من كذب في حلمه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/96) (5711) قال: ثنا عبد الصمد، قال: ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار مولى ابن عمر. وفي (2/118) (5998) قال: ثنا هارون بن معروف، قال: ثنا عبد الله بن وهب، قال: قال حيوة: أخبرني أبو عثمان.
و «البخاري» (9/55) قال: ثنا علي بن مسلم، قال: ثنا عبد الصمد، قال: ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار مولى ابن عمر كلاهما (عبد الرحمن، وأبو عثمان) عن عبد الله بن دينار. فذكره.
* رواية عبد الرحمن مختصرة على: «إن من أفرى الفرى أن يرى عينيه في المنام ما لم ترى» .(2/527)
1006 - (خ م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَن رَآني في المنام فَسَيرَانِي في الَيقَظَة (1) ، أوْ لَكأَنَّما رآني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي (2) » . [ص:529]
زاد في رواية قال: وقال أبو سلمةَ: قال أبو قتادة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رآني، فقد رأى الحقَّ» .
هذه رواية البخاري، وأبي داود، ومسلم.
ولمسلم أيضاً: «من رآني في المنام فقد رآني، فإنَّ الشيطان لا يتمثَّل بي» .
وأخرج الترمذي هذا المعنى في جملة حديث طويل، قد ذُكِر في أَول هذا الفصل (3) .
__________
(1) قال النووي: فيه أقوال: أحدها: أن يراد به أهل عصره، ومعناه: أن من رآه في النوم، ولم يكن هاجر، يوفقه الله تعالى للهجرة ورؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة عياناً، وثانيها: أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة، لأنه يراه في الآخرة جميع أمته، وثالثها: أنه يراه في الآخرة رؤية خاصة في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك.
(2) جاء في هامش " مختصر المنذري " 6 / 301 تعليقاً على قوله: " فسيراني في اليقظة " يحتمل أهل عصره ممن لم يهاجر إليه صلى الله عليه وسلم، أو يراه في الآخرة، إذ يراه في الآخرة جميع المهتدين بهدي سنته من أمته، من رآه ومن لم يره.
وقد روى البخاري بعد رواية حديث أبي هريرة: قال ابن سيرين " إذا رآه في صورته "، وقال الحافظ في " الفتح " 12 / 310: رويناه موصولاً من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي عن سليمان بن حرب - وهو من شيوخ البخاري - عن حماد بن زيد عن أيوب قال: " كان محمد بن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال له: صف لي الذي رأيته، فإن وصفه له صفة لا يعرفها، قال: لم تره "، وسنده صحيح، ووجدت له ما يؤيده: فأخرج الحاكم من طريق عاصم بن كليب: حدثني أبي قال: قلت لابن عباس " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قال: صفه لي، قال: ذكرت الحسن بن علي، فشبهته به، قال: قد رأيته "، وسنده جيد.
(3) مسلم رقم (2266) في الرؤيا، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من رأني في المنام فقد رآني "، والترمذي رقم (2281) في الرؤيا، باب في تأويل الرؤيا ما يستحب منها وما يكره، وأبو داود رقم (5023) في الأدب، باب ما جاء في الرؤيا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/261) قال: حدثنا يعلى ويزيد. قالا: أخبرنا محمد بن عمرو. وفي (2/425) قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا محمد بن عمرو. وفي (5/306) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثني ابن أخي ابن شهاب، عن محمد بن شهاب. و «البخاري» (9/42) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن الزهري. و «مسلم» (7/54) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن أخي الزهري. قال: عبد الله بن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب.
كلاهما - محمد بن عمرو، ومحمد بن شهاب الزهري - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
* رواية محمد بن عمرو: «من رآني في المنام فقد رأى الحق، إن الشيطان لا يتشبه بي» .
ورواه عن أبي هريرة أيضا محمد بن سيرين:
أخرجه أحمد (2/411) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا هشام وفي (2/472) قال: حدثنا يحيى وابن جعفر. قالا: حدثنا هشام. و «مسلم» (7/54) قال: حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود العتكي. قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد. قال: حدثنا أيوب وهشام.
كلاهما (هشام، وأيوب) عن محمد بن سيرين. فذكره.
-ورواه عن أبي هريرة أيضا عبد الرحمن بن يعقوب: أخرجه ابن ماجة (3901) قال حدثنا أبو مروان العثماني قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء بن عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه فذكره.
-ورواه عن أبي هريرة أيضا كليب:
أخرجه أحمد (2/232) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (2/342) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا عبد الواحد، يعني ابن زياد. و «الترمذي» في الشمائل (409) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد.
كلاهما (ابن فضيل، وعبد الواحد) قالا: حدثنا عاصم بن كليب، عن أبيه، فذكره.
* رواية عبد الواحد بن زياد زاد في آخره: قال عاصم: قال أبي: فحدثنيه ابن عباس. فأخبرته أني قد رأيته. قال: رأيته؟ قلت: إي والله، لقد رأيته. قال: فذكرت الحسن بن علي. قال: إني والله قد ذكرته ونعته في مشيته. قال: فقال ابن عباس: إنه كان يشبهه.(2/528)
1007 - (ت) ابن مسعود - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «من رآني في المنام فقد رآني، فإنَّ الشيطان لا يتمثَّل بي» .أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2277) في الرؤيا، باب ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من رأني في المنام فقد رآني "، وإسناده قوي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/375) (3559) قال: ثنا إسحاق، هو الأزرق، قال: ثنا سفيان. وفي (40011) (3799) قال: ثنا وكيع، عن سفيان وفي (1/440) (4193) قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان. وفي (1/450) (4304) قال: ثنا يحيى بن زكريا، عن أبيه، و «الدارمي» (2145) قال: نا أبو نعيم، قال: ثنا سفيان. و «ابن ماجة» (3900) قال: ثنا علي بن محمد، قال: ثنا وكيع، عن سفيان. و «الترمذي» (2276) وفي الشمائل (406) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: ثنا سفيان.
كلاهما-سفيان، وزكريا بن أبي زائدة - عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، فذكره.
* وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(2/529)
1008 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ رآني في النوم فقد رآني، فإنَّهُ لا ينبغي للشيطان أن يتمثَّل في صُورتي» ، وقال: «إذا حَلَمَ أحدُكم فلا يُخْبِرْ أحداً بِتَلعُّبِ الشيطان به في المنام» .
وفي رواية: «أنْ يَتَشَبَّهَ بي» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2268) في الرؤيا، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من رأني في المنام فقد رآني ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/350) قال: حدثنا حجين، ويونس. و «عبد بن حميد» (1046) قال:حدثني أحمد بن يونس. و «مسلم» (7/54) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا بن رمح و «ابن ماجه» (3902) قال حدثنا محمد بن رمح و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (2914) عن قتيبة خمستهم -حجين، ويونس، وأحمد بن يونس، وقتيبة، وابن رمح) -عن الليث بن سعد.
* وأخرجه مسلم (7/54) قال حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا روح قال حدثنا زكريا بن إسحاق.
كلاهما (الليث، وزكريا) عن أبي الزبير فذكره.(2/529)
1009 - (خ) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - سَمِعَ رسولَ الله [ص:530] صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ رآني، فقد رأى الحقَّ، فإنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَكَوَّنُني» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 12 / 344 في التعبير، باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/55) قال: ثنا هارون بن معروف، قال: ثنا ابن وهب، قال: قال حيوة. و «البخاري» (9/42) قال: ثنا عبد الله بن يوسف، قال: ثنا الليث كلاهما (حيوة، والليث) عن ابن العماد، عن عبد الله بن خباب، فذكره.(2/529)
1010 - (خ م) أبو قتادة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رآني، فقد رأى الحقَّ» .
وفي رواية: «فإنَّ الشيطانَ لا يَتَرَاءى بي» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .
__________
(1) البخاري 12 / 344 في التعبير، باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وباب الرؤيا من الله، وباب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، وباب الحلم من الشيطان وإذا حلم فليبصق عن يساره وليستعذ بالله، وباب إذا رأى ما يكره فلا يخبر بها ولا يذكرها، وفي بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، وفي الطب، باب النفث والرقية، ومسلم رقم (2267) في الرؤيا، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من رأني في المنام فقد رآني ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/306) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثني ابن أخي ابن شهاب. و «الدارمي» (2146) قال: أخبرنا محمد بن المصفى قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. و «مسلم» (7/54) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن أخي بن شهاب. و «الترمذي» في الشمائل (412) قال: حدثنا عبد الله ابن أبي زياد. قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب.
ثلاثتهم - ابن أخي ابن شهاب، والزبيدي، ويونس - عن محمد بن شهاب الزهري. قال: قال أبوسلمة، فذكره.(2/530)
الفصل الثاني: فيما جاء من الرؤيا المفسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم
1011 - (خ م ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِمَّا يُكْثِرُ أنْ يَقُولَ لأصحابه: هل رأَى أحدٌ منكم من رؤيا؟ فَيَقُصُّ عليه ما شاء الله أن يقصَّ، وإنه قال لنا ذَاتَ غَدَاةٍ: إنه أتاني اللَّيْلَةَ آتيان، وإنَّهُما ابْتَعَثَانِي، وإنَّهُمَا قالا لي: انطَلِقْ، وإنَّي انطلقتُ [ص:531] معهما، وإنَّا أتَيْنا على رَجُلٍ مُضْطَّجِعٍ، وإذا آخرُ قائمٌ عليه بصَخْرةٍ، وإذا هو يَهْوِي بالصخرةِ لرأْسِهِ، فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ فَيَتَدَهْدَهُ الحَجرُ ها هنا، فَيَتْبَعُ الحجرَ فيأخُذُهُ، فلا يرجِعُ إليه حتَّى يصِحَّ رأْسُهُ كما كان، ثم يعود عليه، فيفعلُ به مثلَ ما فعلَ المرةَ الأولى، قال: قلتُ لهما: سبحانَ الله! ما هذا؟ قال: قالا لي: انْطَلِقْ، انْطَلِقْ، فأتينا على رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لقفاهُ، وإذا آخرُ قائمٌ عليه بِكَلُّوبٍ من حديد، وإذا هو يأتي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ، فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إلى قَفاهُ، ومِنْخَرَهُ إلى قفاهُ، وَعَينَهُ إلى قفاهُ - قال: ورُبَّما قال أبُو رجاءٍ: فَيَشُقُّ - قال: ثم يتحَوَّلُ إلى الجانب الآخر، فَيَفْعَلُ به مثل ما فَعَل بالجانب الأول، قال: فما يفْرَغُ من ذلك الجانب حتى يصِحَّ ذلك الجانبُ كما كان، ثم يعود عليه، فيفعَلُ مثلَ ما فَعَلَ المرّةَ الأولى، «قال: قلتُ: سبحان الله!! ما هذا؟» قال: قالا لي: انْطَلِقْ، انْطَلِقْ، فانطَلَقنا، فَأَتيْنا على مثل التَّنُّورِ، قال: فَأحْسِبُ أنه كان يقول: فإذا فيه لَغَطٌ وأصواتٌ، قال: فاطَّلَعْنا فيه، فإذا فيه رجالٌ ونساءٌ عُراةٌ، وإذا هُمْ يأتيهم لَهبٌ من أسفلَ منهم، فإذا أَتاهم ذلك اللَّهبُ ضَوْضَوْا، قال: قلتُ [لهما] : ما هؤلاء؟ قال: قالا لي انْطَلِقْ، انْطَلِقْ، قال: فانطَلَقنا، فَأتينَا على نَهْرٍ حَسِبْتُ أنَّهُ كان يقول: أحْمَرَ مِثْل الدَّم وإذَا في النَّهْرِ رجُلٌ سابِحٌ يسْبَحُ، وإذا على شط النهر رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عنْدهُ حِجَارَة كَثيرة، وإذا ذلك السابح يسْبَحُ ما سَبَحَ، ثم يأتي ذلك الذي قَد جَمَعَ عنْده الحجارة، فَيَفْغَرُ فَاهُ، فَيُلْقِمُهُ حَجَراً، فيَنْطَلِقُ فيَسْبَحُ، ثم يرجعُ إليه، كُلَّما رَجع إليه فَغَر فَاهُ، فأَلْقَمَهُ [ص:532] حجراً، قال: قلتُ لهما: ما هذان؟ قال: قالا لي: انْطَلِقْ، انْطَلِقْ، فانطَلَقْناَ، فَأَتيْنا على رَجُل كَرِيه المَرْآة، - أَو كَأكْرَهِ مَا أنت رَاءٍ رجُلاً مَرْأى - وإذا عندَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا ويَسْعَى حَوْلَهَا، قال: قلتُ لهما: ما هذا؟ قال: قالا لي: انْطَلِقْ، انْطَلِقْ، فانطَلقنا، فَأَتيْنا على رَوْضَةٍ مُعَتَّمَةٍ مُعْشِبَةٍ، فيها من كل نَوْر الرَّبيع، وإذَا بيْنَ ظَهْرَيْ الرَّوَضةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ، لا أكادُ أرى رَأْسَهُ طُولاً في السَّمَاءِ، وإذا حَوْلَ الرَّجُلِ من أكثر ولْدَانٍ رأيتُهم قَطُّ (1) قال: قلتُ [لهما] : ما هذا؟ ما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انْطَلِقْ، انْطَلِقْ، فانطَلقنا، فَأَتيْنا على دوْحةٍ عَظيَمة، لم أرَ دَوْحَة قطُّ أعظَم منها ولا أحْسَن، قال: قالا لي: ارْق فيها، قال: فَارتَقَيْنَا فيها إلى مَدينةٍ مبنيَّة بلبِنٍ ذَهَبٍ ولَبِنٍ فِضَّةٍ، قال: فَأتينا بابَ المدينةِ، فَاْستفتحنا، ففُتِحَ لنا، فدخلناهَا، فَتَلَقَّانَا رِجالٌ شَطْرٌ من خَلقِهم كأحْسَنِ ما أنتَ رَاءٍ، وشَطْر منهم كأقْبَح ما أنتَ رَاءٍ، قال: قالا لهم: اذْهَبُوا فَقَعُوا في ذلك النهر، قال: وإذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ يجري كأنَّ مَاءهُ الْمحض في البياض، فَذَهَبَوا، فَوَقَعُوا فيه، ثم رَجعوا إلينا قد ذَهب ذلك السوءُ عنهم، فصارُوا في أحْسَنِ صُورَةٍ، قال: قالا لي: هذه جَنَّةُ عَدْنٍ، [ص:533] وهَذَاك منزلكَ، قال: فَسَما بَصري صُعُداً، فإذا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابةِ البيضاء، قال: قالا لي: هَذاك منزلُك، قال: قلتُ لهما: بارك اللهُ فيكما، فَذَرَانِي فأدْخُلَهُ، قالا: أما الآنَ فلا، وأنت دَاخِلُهُ، قال: قلت لهما: فإني رأَيتُ منذُ الليلة عجباً، فما هذا الذي رأيتُ؟ قال: قالا لي: أمَا إنَّا سَنُخْبِرُك، أمَّا الرجل الأول الذي أتيتَ عليه يُثْلَغُ رأْسُه بالحجَرِ، فإنَّهُ الرجلُ يأخذ القرآن، فيرفُضُه، وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الرجل الذي أتيتَ عليه يُشَرْشَرُ شِدْقُه إلى قفاه، ومِنْخَرُه إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يَغْدُو من بيته، فيكذِبُ الكَذْبة تبلغُ الآفاق، وأما الرِّجال والنساءُ العراةُ الذين هم في مثل بناء التَّنُّور، فإنهم الزُّنَاةُ والزَّواني، وأما الرَّجُلُ الذي أتيتَ عليه يَسبْحُ في النهر، ويُلْقَمُ الحجارةَ، فإنه آكلُ الرِّبا، وأما الرجلُ الكريه المرْآة الذي عند النار يَحُشُّها ويسعى حولها، فإنه مالِكٌ خازنُ جهنم، وأَما الرجل الطويل الذي في الروضة، فإنه إبراهيم، وأما الْوِلْدَانُ الذين حَوْلَه، فكل مولود مات على الفِطْرة، قال: فقال بعضُ المسلمين: يا رسول الله: وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأولادُ المشركين، وأَما القوم الذين كانوا شَطْرٌ منهم حَسَنٌ، وشطر منهم قبيحٌ، فإنهم قومٌ خَلَطُوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً، تجاوَزَ اللهُ عنهم» .
وفي رواية نحو منه، وفيه «رأيتُ اللَّيلْةَ رجلين أتياني، فأخرجاني إلى أرضٍ مُقَدَّسَةٍ» . [ص:534]
وفيه: «فانطلقنا إلى ثَقْبٍ مثلِ التَّنُّور، أعلاهُ ضَيِّق، وأسفله واسعٌ تَتَوقَّدُ تحته نارٌ، فإذا ارتقت (2) ارتفعوا، حتى كادوا أن يخرُجوا، وإذا خَمَدَتْ رَجَعُوا فيها، وفيها رجالٌ ونساءٌ عُرَاةٌ» .
وفيه: «حتى أتينا عَلَى نَهَرٍ من دَمٍ - ولم يَشُكَّ -فيه رجلٌ قائم على وَسَطِ النهر، وعلى شاطئ النهر رجلٌ، وبين يديه حِجارةٌ، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أرادَ أنْ يخرج رمى الرجلُ بحجرٍ في فيه، فردَّهُ حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج رَمَى في فيه بحجر، فيرجع كما كان» .
وفيه: «فصعِدَا بِيَ الشَّجَرَةَ، فأدْخَلاني داراً، لم أرَ قطُّ أَحسن منها، فيها رِجالٌ شُيُوخٌ وشبابٌ» .
وفيه: «الذي رأيتَه يُشَقُّ شِدْقُه، فكذَّابٌ يُحَدِّثُ بالكَذبة، فتُحْمَل عنه، حتى تَبْلُغَ الآفاق، فيُصْنَعُ به ما رأَيت إلى يوم القيامة (3) ، والذي رَأيْتَه يُشْدَخُ رأسُه، فرجلٌ علَّمه اللهُ القرآن، فنام عنه بالليل، ولم يعمل فيه بالنهار، يُفْعَلُ به إلى يوم القيامة، والدَّارُ الأولى التي دخلتَ، دارُ عامةِ المؤمنين، وأمَّا هذه الدَّارُ، فدار الشهداء، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل، فارفع رأسَك، فرفعتُ رأسي، فإذا فَوقي مثلُ السحاب، قالا: ذاك منزِلك، قلت: دعاني أدخلُ، قالا: إنَّهُ بَقيَ لك عُمرٌ لم تستكمله، فلو استكملته أتَيْتَ منزِلك» . هذه رواية البخاري.
وأخرج مسلم من أوله طرفاً يسيراً، قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا صلى [ص:535] الصبحَ أقبَلَ عليهم بوجهه، فقال: «هل رأى أحدٌ منكم البارحة رؤيا؟» . هذا القدر أخرجه منه، ولذلك لم نثبت عليه علامته.
وأخرج الترمذي هذا الفصل أَيضاً مثل مسلم.
وأخرجه أيضاً من رواية أُخرى عن سَمُرَة، وقال: وفيه قصة طويلة، ولم يذكرها يعني بها هذا الحديث بطوله (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ابتعثاني) الابتعاث: افتعال من البعث، وهو الإنباه والإثارة من النوم.
(يهوي) الهوي: الوقوع من العلو إلى السفل.
(فيثلغ) الثلغ: الشدخ، وقيل: هو أن يضرب الشيء اللين بالشيء الصلب حتى ينشدخ.
(فيتدهده) التدهده: التدحرج، ويروى: «يتدهدى» بياء، [ص:536] وهو مثله.
(بكلوب) الكلوب: حديدة معوجة الرأس.
(فيشرشر) يشرشر: يقطع ويشق.
(لغط) اللغط: الضجة والجلبة.
(ضوضوا) الضوضاة [والضوضاء] : أصوات الناس وغلبتهم، يقال منه: ضوضوا بلا همز.
(فغر فاه) إذا فتحه.
(كريه المرآة) فلان كريه المرآة، أي: قبيح المنظر، يقال: امرأة حسنة المرآة والمرأى، أي: حسنة المنظر، وفلان حسن في مرآة العين، أي: في المنظر، ووزنها في الأصل: مَفْعَلَة.
(يحشُّها) حش النار يحشها: إذا أوقدها.
(معتمَّة) أي: طويلة النبات، يقال: اعتم النبت: إذا طال.
(نور) النور بفتح النون: الزهر.
(ظهري) يقال: قعدت بين ظهري القوم وظهرانيهم، أي: بينهم، وقد تقدم شرح ذلك مستقصى في حرف الهمزة.
(دوحة) الدوح: الشجر العظام.
(المحض) من كل شيء: الخالص منه، وهو اللبن الخالص، كأنه سمي بالصفة، ثم استعمل في الصفاء، فقيل: عربي محض، أي: خالص، ونحو ذلك. [ص:537]
(جنة عدن) عدن بالمكان: إذا أقام به وثبت، يعني: جنة إقامة.
(صُعُداً) يقال: نما النبت صعداً: أي: ازداد طولاً، يريد: ارتفع بصره إلى فوق.
(الربابة) السحابة، وجمعها: رباب، وتكون بيضاء وسوداء، والمراد بها في الحديث: البيضاء.
__________
(1) قال ابن مالك: جاز استعمال قط في المثبت في هذه الرواية وهو جائز، وغفل عن ذلك أكثرهم، فخصوه بالماضي المنفي، وقال الطيبي: أصل التركيب: وإذا حول الرجل ولدان ما رأيت ولداناً قط أكثر منهم، يشهد له قوله: لم أر روضة قط أعظم منها، ولما كان هذا التركيب يتضمن معنى النفي جازت زيادة " من " و " قط " التي تختص بالماضي المنفي، وقال الكرماني: يجوز أن يكون اكتفى بالنفي الذي يلزم التركيب، إذ المعنى: ما رأيتهم أكثر من ذلك، أو يقال: إن النفي مقدر، وسبق نظيره في قوله في صلاة الصبح: فصلى بأطول قيام رأيته قط.
(2) في البخاري: فإذا اقترب.
(3) في الأصل: فيصنع بها إلى يوم القيامة.
(4) البخاري 12 / 385 و 386 و 387 و 388 في التعبير، باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح، وفي صفة الصلاة، باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم، وفي التهجد، باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل من الليل، وفي الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، وفي البيوع، باب آكل الربا وشاهده وكاتبه، وفي الجهاد، باب درجات المجاهدين في سبيل الله، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} ، وفي تفسير سورة براءة، باب {وآخرون اعترفوا بذنوبهم} ، وفي الأدب، باب قول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} ، ومسلم رقم (2275) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (2295) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في الميزان والدلو.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/8) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/9) قال: سمعت من عباد بن عباد. وفي (5/10) قال: حدثنا عبد الوهاب. و «البخاري» (2/65، 4/170، 6/86، 9/55) قال: حدثنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (4630) عن محمد بن عبد الأعلى، عن معتمر. (ح) وعن بندار، عن يحيى بن سعيد، وابن أبي عدي، وغندر، وعبد الوهاب الثقفي. و «ابن خزيمة» (942) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن أبي عدي، وعبد الوهاب (يعني ابن عبد المجيد) ، ومحمد (يعني ابن جعفر) (ح) وحدثناه بندار نحوه من كتاب يحيى بن سعيد، قال: حدثنا يحيى (وقرأه علينا من كتابنا) . سبعتهم - محمد بن جعفر غندر، وعباد بن عباد، وعبد الوهاب، وإسماعيل، ومعتمر، ويحيى، وابن أبي عدي -عن عوف بن أبي جميلة.
* وأخرجه أحمد (5/14) قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «البخاري» (1/214، 2/125، 3/77، 4/20، 140، 8/30) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و «مسلم» (7/58) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا وهب بن جرير. و «الترمذي» (2294) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا وهب بن جرير بن حازم. ثلاثتهم (يزيد، وموسى، ووهب) عن جرير بن حازم.
كلاهما (عوف، وجرير) قالا: حدثنا أبو رجاء، فذكره.(2/530)
1012 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «نحن الآخِرون السابقون، وبيْنا أنا نائم، إذ أُوتيتُ خزائنَ الأرض فوُضِعَ في يَدَيَّ سِوَارانِ من ذَهَبٍ، فَكَبُرَا عَلَيَّ، وأهَمَّاني، فأُوحِيَ إلَيَّ: أنِ انْفُخْهُما، فَنَفَخْتُهُما فَطَارَا، فأوَّلْتُهُما: الكَذَّابَيْن اللَّذَيْنِ أنَا بينهما: صَاحبَ صَنْعَاءَ، وصاحبَ اليمامةِ» . هذه رواية البخاري.
ولمسلم مثله، بإسقاط قوله، «نحن الآخِرون السابقون» .
وللترمذي قال: «رأيتُ في المَنَامِ كأنَّ في يَدَيَّ سِوارين، فأوَّلْتُهُما: كَذَّابَين يخرجان من بَعدي، يقال لأحدهما: مُسَيْلِمةُ صاحبُ اليمامة، والْعَنْسِيُّ: صاحب صنعاء (1) » . [ص:538]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أن انفخهما) [يقال] : نفحت الشيء: إذا رميته، وهو من نفحت الدابة برجلها: أي رمحت ورفست، وإن كانت بالخاء المعجمة. فيريد: أنه رماهما، وهو قريب من الأول.
__________
(1) البخاري 12 / 371 و 372 في التعبير، باب النفخ في المنام، وفي المغازي، باب وفد بني حنيفة، ومسلم رقم (2274) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، والترمذي رقم (2293) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/319) ، و «البخاري» (5/216) قال: حدثنا إسحاق بن نصر. وفي (9/53) قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. و «مسلم» (7/58) قال: حدثنا محمد بن رافع.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق بن نصر، وإسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق ابن همام. قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.(2/537)
1013 - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «رأيتُ في المنام أنِّي أُهَاجِرُ من مكة إلى أرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وهَلِي إلى أنها الْيَمَامَةُ، أو هَجَرُ، فإذا هي المدينةُ يَثْرِبُ، ورأيتُ في رُؤْيايَ هذه: أنِّي هَزَزْتُ سَيْفاً، فانقطع صدرهُ، فإذا هو ما أُصيب به المؤمنونَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى، فَعادَ أحْسَنَ ما كانَ، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح، واجتماع المؤمنين، ورأيتُ فيها أيضاً بَقَراً (1) ، واللهُ خَيْرٌ (2) ، فإذا هم النَّفرُ من [ص:539] المؤمنينَ يوم أُحُدٍ، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعدُ، وثوابُ الصِّدْقِ الذي آتَانَا اللهُ بعدُ يومَ بدْرٍ» أخرجه البخاري، ومسلم.
إلا أَنَّ عند البخاري عن أبي موسى: أُرى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم - بالشك.
وعند مسلم: عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «بغير شك (3) » .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أهاجر) الهجرة عند العرب: خروج البدوي من البادية إلى المدن، ليقيم بها. يقال: هاجرت إلى مدينة كذا: أي قصدتها للإقامة فيها.
(وهلي) يقال: وهل إلى الشيء بالفتح، يهل [ويوهل] : بالكسر، وهلاً بالسكون: إذا ذهب وهمه إليه (4) .
__________
(1) جاء في رواية لأحمد والنسائي والدارمي من حديث حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر، وفي رواية لأحمد: حدثنا جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت كأني في درع حصينة ورأيت بقراً تنحر ".
(2) قال القاضي عياض: ضبطنا هذا الحرف عن جميع الرواة " والله خير " برفع الهاء من " الله " والراء من " خير " على المبتدأ والخبر و " بعد يوم بدر " بضم دال " بعد " ونصب " يوم " قال: وروي بنصب الدال.
قالوا: ومعناه: ما جاءنا الله به بعد بدر الثانية من تثبيت قلوب المؤمنين، لأن الناس جمعوا لهم وخوفوهم، فزادهم ذلك إيماناً {وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء} وتفرق العدو عنهم هيبة لهم. قال القاضي: قال أكثر شراح الحديث: معناه: ثواب الله خير. أي: صنع الله بالمقتولين خير لهم من بقائهم في الدنيا. قال القاضي: والأولى قول من قال: " والله خير " من جملة الرؤيا وكلمة ألقيت إليه وسمعها في الرؤيا عند رؤيا البقر، بدليل تأويله لها بقوله صلى الله عليه وسلم: " وإذا الخير ما جاء الله به " نقله عنه النووي في " شرح مسلم " [ص:539] ووقع في رواية ابن إسحاق: وإني رأيت والله خيراً، رأيت بقراً. قال الحافظ: وهي أوضح.
(3) البخاري 12 / 369 و 370 في التعبير، باب إذا رأى بقراً تنحر، وباب إذا هز سيفاً في المنام، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي المغازي، باب فضل من شهد بدراً، وباب من قتل من المسلمين يوم أحد، ومسلم رقم (2272) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم.
(4) هذا التفسير على أن " وهلي " بسكون الهاء، وقد نقل ابن حجر في " الفتح " عن ابن التين أنه رواه " وهلي " بفتح الهاء، ومعناه: الفزع، قال: ولعله وقع في الرواية على مثل ما قالوه في البحر بحر بالتحريك، وكذا النهر والنهر والشعر والشعر، قال الحافظ: وبهذا جزم أهل اللغة: ابن فارس والفارابي والجوهري والقالي وابن القطاع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الدارمي (2164) قال: نا عبد الله بن سعيد. و «البخاري» (24714، 5/100،، 131 5219) قال: ثنا محمد بن العلاء. و «مسلم» (7/57) قال: ثنا أبو عامر عبد الله بن براد الأشعري، وأبو كريب محمد بن العلاء. و «ابن ماجة» (3921) قال: ثنا محمود بن غيلان. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (9043) عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي خمستهم - عبد الله ابن سعيد - وأبو كريب، وأبو عامر، ومحمود، وموسى) عن أبي أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة فذكره.
* رواية عبد الله بن سعيد، والبخاري (5/131) لم يذكر قصة الهجرة.
* رواية البخاري (5/100) مختصرة على آخره. وفي روايات البخاري: (عن أبي بردة، عن أبي موسى- أراه عن النبي صلى الله عليه وسلم) .
* وهذا لفظ صحيح مسلم.(2/538)
1014 - (م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رأيتُ اللَّيْلَةَ - وفي رواية: رأيتُ ذَات ليْلَةٍ- فيما يَرَى النَّاِئمُ، كأنَّا في دَارِ عُقْبَةَ بن رافعٍ، وأُتينا بِرُطَبٍ من رُطَبِ ابنِ طَابٍ، [ص:540] فأوَّلْتُ: أنَّ الرِّفْعَةَ لنَا في الدُّنيا، والعاقبة في الآخرةِ، وأنَّ ديننا قد طَابَ» . أخرجه مسلم، وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رطب ابن طاب) تمر معروف بالمدينة، ويقال لها أيضاً: عذق ابن طاب.
__________
(1) مسلم رقم (2270) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (5026) في الرؤيا، باب ما جاء في الرؤيا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/213) قال: حدثنا عبد الصمد وحسن. وفي (3/286) قال: حدثنا عفان. و «عبد بن حميد» (1314) قال: حدثنا محمد بن الفضل. و «مسلم» (7/56) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. و «أبو داود» (5025) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف -316» عن عمرو بن منصور، عن القعنبي.
ستتهم (عبد الصمد، وحسن، وعفان، وابن الفضل، والقعنبي، وموسى) قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره.(2/539)
1015 - (خ ت) ابن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «رأيتُ امْرأة سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأْسِ، خرَجتْ من المدينَةِ، حتَّى نَزَلَتْ بِمَهْيَعَةٍ (1) ، وهي الْجُحْفَةُ (2) ، فَأَوَّلْتُ: أنَّ وبَاءَ المديِنَةِ نُقِلَ إلَيْها» . أخرجه البخاري، والترمذي (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ثائرة الرأس) أي: شعثة الشعر، بعيدة العهد بالتسريح والغسل.
__________
(1) بفتح الميم وسكون الهاء بعدها ياء مفتوحة ثم عين مهملة: هو موضع بالحجاز على ثلاث مراحل من مكة على طريق المدينة: وهي ميقات أهل الشام.
(2) قال الحافظ: أظن قوله " وهي الجحفة " مدرجاً من قول موسى بن عقبة - وهو أحد الرواة في هذا الحديث - فإن أكثر الروايات خلا عن هذه الزيادة، وثبت في رواية سليمان وابن جريج.
(3) البخاري 12 / 372 في التعبير، باب إذا رأى أنه خرج الشيء من كورة فأسكنه موضعاً آخر، وباب المرأة السوداء، وباب المرأة الثائرة الرأس، والترمذي رقم (2291) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/107) (5849) قال: ثنا عفان، قال: ثنا وهيب. وفي (2/ 117) (5976) قال: ثنا روح، قال: ثنا ابن جريج.
وفي (2/137) (6216) قال: ثنا سليمان بن داود، قال: ثنا عبد الرحمن ابن أبي الزناد. و «الدارمي» (2167) قال: نا سليمان بن داود الهاشمي، قال: ثنا ابن أبي الزناد.
و «البخاري» (9/53) قال: ثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: ثنى أخي عبد الحميد، عن سليمان بن بلال.
وفي (9/53) قال: ثنا أبو بكر المقدمي، قال: ثنا فضيل بن سليمان. وفي (9/53) قال: ثنى إبراهيم ابن المنذر، قال: ثنى أبو بكر بن أبي أوس، قال: ثنى سليمان. و «ابن ماجة» (3924) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا ابن جريج. و «الترمذي» (2290) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا ابن جريج.
و «النسائي» في الكبرى (الورقة /100-ب) قال: نا يوسف بن سعيد، قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج.
خمستهم - وهيب، وابن جريج، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وسليمان بن بلال، وفضيل بن سليمان- عن موسى بن عقبة، قال: أخبرني سلام بن عبد الله فذكره.
كذا في «سنن ابن ماجة» «أبو عامر» قال المزي: وهو وهم، إنما الصواب: «أبو عاصم» كما قال الترمذي. «تحفة الأشراف» (5/7023) قال الترمذي: هذا حيث حسن صحيح غريب.(2/540)
1016 - (خ م) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: كان الرَّجُلُ في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذَا رَأى رُؤْيا قَصَّها على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَتَمَنَّيْتُ أنْ أرَى رُؤْيا أقُصُّها على النبي صلى الله عليه وسلم، وكُنتُ غُلاماً شَاباً عَزَباً أنام في المسجد على عهد رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فرأيتُ في المنام كأنَّ مَلَكَيْنِ أخَذَاني فَذَهَبا بِي إلى النَّارِ، فإذا هي مَطْوَّيةٌ كطيِّ البئرِ، وإذا لها قَرْنانِ كَقَرْنَيِ البئرِ، وإذا فيها أُناسٌ قد عَرَفْتُهُمْ، فجعلتُ أَقولُ: أعوذُ بالله من النار.
ولمسلم في أخرى: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، ثَلاث مَرَّاتٍ، فَلَقِيهُما مَلَكٌ آخرُ، فقال لي: لمْ تُرَعْ، فَقَصَصْتُها على حَفصة، فقصَّتْها حفصةُ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نِعمَ الرجلُ عبدُ الله (1) ، لو كانَ يُصلِّي من اللَّيل» قال سالم: فكان عبد الله لا ينامُ من اللَّيْل إلا قليلاً. هذه رواية البخاري، ومسلم.
وللبخاري أيضاً: أنَّ ابنَ عُمَرَ قال: رَأَيتُ في النَّومِ: كأنَّ في كَفِّي سَرَقَة مِنْ حريرٍ، لا أهْوي بها إلى مكانٍ في الجنةِ إلا طَارتْ بي إليه، فَقَصَصْتُها على حَفصة، فقصَّتْها حفصةُ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنَّ أَخاكِ رجلٌ صالحٌ» ، أو قَالَ: «إنَّ عبدَ الله رجلٌ صالحٌ. [ص:542]
وفي أخرى له قال: إِنَّ رِجَالاً من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كانُوا يَرْونَ الرؤيا على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَيقُصُّونَها على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيقُولُ [فيها] رسولُ الله صلى الله عليه وسلم [ما شاء الله] وأنا غلامٌ حديثُ السنِّ، بيتي المسجدُ قبلَ أنْ أَنْكِحَ، فقلتُ في نفسي: لو كان فيكَ خيرٌ، لَرَأيْتَ ما يَرَى هؤلاء، فلمَّا اضْطَجعتُ ليلة قلتُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنتَ تَعلمُ فيَّ خَيراً، فَأرِني رؤْيا، فَبينا أنا كذلك إذْ جاءني مَلَكانِ، في يدِ كل واحدٍ منهما مِقْمَعَةُ حَدِيدٍ، فحملاني إلى جَهَنمَ، وأنا بينهما أدُعو الله: اللهم إنِّي أعُوذُ بِكَ من جَهَنَّم، ثم أُرَاني لَقِيني مَلَكٌ في يدِه مِقْمعةٌ من حديدٍ، فقال: لمْ تُرَعْ، نِعْمَ الرجلُ أنتَ، لَوْ تُكْثِرُ الصَّلاة، فَانْطلقُوا بِي، حتى وقَفُوا بي على شَفِير جَهنمَ، فإذا هي مَطْوِيّةٌ كطيِّ البئرِ، لها قُرُونٌ كقُرُونِ البئرِ (2) ، بينَ كلِّ قَرْنَينِ مَلَكٌ بيدِهِ مقمعةٌ من حديدٍ، وأرى فيها رجالاً مُعلَّقِينَ بالسَّلاسِلِ، رُؤُوُسُهمْ أسْفَلُهُم، عَرَفْتُ فيها رجالاً من قُريْشٍ، فَانصَرفُوا بي [عن] ذات اليمين، فَقَصَصْتُها على حَفصة، فقصَّتْها حفصةُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ عَبْدَ اللهِ رَجُلٌ صالِحٌ» ، قال نافِعٌ: فلم يَزلْ بعدَ ذَلِكَ يُكْثِرُ الصَّلاةَ.
وفي رواية لمسلم: رأيتُ في المنامِ كأنَّ في يَدِي قِطْعَةَ إسْتَبْرَقٍ، وليس [ص:543] مَكانٌ من الجنَّةِ أُريدُ إلا طَارَتْ بي إليه، فَقَصَصْتُهُ على حَفصة، فقصَّتْهُ حفصةُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أرَى عبدَ اللهِ رجُلاً صالِحاً» .
وفي أخرى قال: رأيتُ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كأنَّ بِيَدي قِطعَةَ إسْتبْرَقٍ، فكأنِّي لا أُريِدُ مكاناً من الجنَّةِ إلا طَارتْ بي إليه، ورأيتُ كأنَّ اثْنَيْنِ أتياني أرَادَا أنْ يَذْهَبَا بي إلى النَّارِ، فَتَلَقَّاهُمَا مَلَكٌ فَقَالَ: لم تُرَعْ، خَلِّيا عنه، فََقصّتْ حَفْصَةُ إحْدَى رْؤيَتَيَّ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «نِعْمَ الرَّجُلُ عبدُ اللهِ، لو كان يُصَلِّي باللَّيْلِ» ، فكان عبدُ اللهِ يُصَلِّي من الليل، وكانوا لا يَزَالونَ يَقُصُّوَن على النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا: أنها في الليلة السابعة من الْعَشْرِ الأَواخِرِ - يعني ليلةَ القَدْرِ - فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَرَى رؤْياكُمْ قَدْ تَواطَأتْ في العشر الأواخر، فمن كان مُتَحَرِّياً، فَلْيَتَحَرَّها في العشْر الأواخِرِ» .
هكذا أخرج الحميدي هذا الحديث في مسند حَفْصَةَ، وجعله حديثاً واحداً كما سَرَدْناهُ، وكأنَّهُ حديثان؛ لأن المنامَيْن في مَعنيَين.
أحدهما: ذِكرُ المْلَكَينِ، والنار، والآخر: ذكر السَّرَقةِ الحرير والجنة. إلا أن يكون حيث اشتملت هذه الرواية الأخيرة على المعنيين جَعَلهُ حديثاً واحداً، فَنَعَمْ، ولذلك اقْتَدَيْنا به، فذكرناه حديثاً واحداً كما ذكر (3) . [ص:544]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سرقة) السرقة [بفتحتين] : الحرير، وجمعها: سرق.
(لم ترع) : أي لم تفزع.
(أهوى) بيده إلى الشيء: مدها إليه ليأخذه.
(مقمعة) المقمعة: واحدة المقامع، وهي سياط تعمل من حديد رؤوسها معوجة.
(شفير جهنم) شفير الوادي: جانبه وحرفه.
(إستبرق) الإستبرق: ما غلظ من الديباج.
(تواطأت) المواطأة: الموافقة، كأن كلاً منهما وطىء ما وطئه الآخر.
(متحرياً) التحري: القصد وطلب الشيء بجد واجتهاد.
__________
(1) هي هنا للتمني، لا للشرط، ولذلك لم يذكر الجواب. قال المهلب: إنما فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الرؤيا في قيام الليل من أجل قول الملك " لم ترع " أي لم تعرض عليك النار، لأنك مستحقها، وإنما ذكرت بها، ثم نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحواله، فلم ير شيئاً يغفل عنه من الفرائض فيدني من النار، وعلم مبيته في المسجد، فعبر ذلك بأنه تنبيه له على قيام الليل فيه.
(2) القرون: جمع قرن، وهو ما يقام على فم البئر من حجارة توضع عليها خشبة معترضة لتعلق بها بكرة الدلو.
(3) البخاري 12 / 355 في التعبير، باب الاستبرق ودخول الجنة في المنام، وباب الأمن وذهاب الروع في المنام، وباب الأخذ على اليمين في النوم، وفي المساجد، باب نوم الرجال في المسجد، وفي التهجد، باب فضل قيام الليل، وباب من تعار من الليل فصلى، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب عبد الله بن عمر، ومسلم رقم (2478) و (2479) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن عمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/146) (6330) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال ك أخبرنا معمر. و «البخاري» (2/61، 9/51) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام بن يوسف، قال: أخبرنا معمر، وفي (2/61) قال: حدثني محمود، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (5/30) قال: حدثنا إسحاق بن نصر، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي (5/31) . وفي (رفع اليدين) (41) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثنا ابن وهب، عن يونس. و «مسلم» (7/158) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. و «ابن ماجة» (3919) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: حدثنا عبد الله بن معاذ الصنعاني، عن معمر و «الترمذي» (321) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.
كلاهما - معمر، ويونس -عن الزهري، عن سالم، فذكره.
* رواية يونس مختصرة على: «عن ابن عمر، عن أخته حفصة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: إن عبد الله رجل صالح.» .
* ورواية الترمذي مختصرة على: «عن ابن عمر قال: كنا ننام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ونحن شباب» .
* أخرجه أحمد (2/5) (4494) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب. وفي (2/12) (4607) قال: حدثنا ابن إدريس، قال: أخبرنا عبيد الله، وفي (2/106) (5839) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا العمري، و «الدارمي» (1407) قال: حدثنا موسى بن خالد، عن أبي إسحاق الفزاري، عن عبيد الله بن عمر. وفي (2158) قال: أخبرنا أبو علي الحنفي، قال: حدثنا عبد الله هو ابن عمر. وفي (2159) قال: حدثنا موسى بن خالد، عن إبراهيم بن محمد الفزاري، عن عبيد الله. و «البخاري» (1/120) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/69) قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (9/47) قال: حدثنا معلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب، عن أيوب وفي (9/51) قال: حدثني عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا صخر بن جويرة.
و «مسلم» (7/158) قال: حدثنا أبو الربيع العتكي، وخلف بن هشام، وأبو كامل الحجدري، كلهم عن حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب. وفي (7/159) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا موسى بن خالد ختن الفريابي، عن أبي إسحاق الفزاري، عن عبيد الله بن عمر. و «ابن ماجة» (751) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: أنبأنا عبيد الله بن عمر، و «الترمذي» (3825) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب. و «النسائي» (2/50) .
وفي الكبرى (712) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي فضائل الصحابة (184) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب، قال: حدثني الحارث بن عمير، قال: حدثنا أيوب. و «ابن خزيمة» (1330) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا عبيد الله.
أربعتهم - أيوب، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر العمري، وصخر ابن جويرية - عن نافع، فذكره* الروايات مطولة ومختصرة.(2/541)
1017 - (خ م ت د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: إنَّ رجُلاً أَتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني رأيتُ الليلةَ في المنام: كأنَّ ظُلَّة تَنْطِفُ السَّمْنَ والعَسَلَ، وأرى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ منها بأيديهم، فالمُسْتكْثِرُ (1) والمُسْتَقِلُّ، وَإِذَا بِسَبَبٍ واصِلٍ من الأرضِ إلى السماءِ، فأراكَ أخَذْتَ به فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أَخَذَ به رجُلٌ آخر فعلا بِهِ، ثُمَّ أخذَ به رجل آخرُ، [ص:545] فانْقَطَع به، ثُمَّ وُصِِلَ له فَعَلا، فقال أبو بكر: يا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بِأبي أنتَ، واللهِ لَتَدَعَنِّي فَأعْبُرَها، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «اعْبُرْها» ، قال أبو بكرٍ: أمَّا الظُّلَّةُ، فَظُلَّةُ الإسلام، وأمَّا الذي يَنْطِفُ من العسلِ والسَّمْنِ، فالقرآنُ: حَلاوَتُهُ وَليِنُهُ. وأمَّا ما يَتَكَفَّفُ النَّاسُ من ذلك، فالمستكثِر من القرآن والمستقِل، وأما السَّبَبُ الواصل من السماء إلى الأرض، فالحقُّ الذي أنتَ عليه، تأخُذُ به فَيعليِكَ اللهُ [به] ، ثُمَّ يأخُذُ به رجلٌ من بعدِكَ فَيَعْلُو به، ثم يأخذ به رجلٌ آخر فيعلو به، ثم يأخذ به رجلٌ آخر فينقطع به، ثم يوصل له فيعلو به، فأخْبِرْني يا رسولَ الله، بأبِي أَنتَ، أصَبْتُ، أمْ أَخْطَأْتُ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أصَبْتَ بعضاً، وأَخطَأْتَ بعْضاً» ، قال: فواللهِ لتُحَدِّثَنِّي بالذي أَخْطَأْتُ، قال: «لا تُقسِمْ» .
وفي رواية قال: جاء رَجُلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم مُنْصَرَفَهُ من أُحُدٍ، فقال: يا رسول الله، إنِّي رأَيتُ اللَّيْلَةَ ... وذكر الحديث بمعناه.
وفي رواية عن ابن عباس أو أبي هريرة وكان مَعْمَرٌ يقولُ أحْياناً: عن ابن عباسٍ، وأحياناً: عن أبي هريرة.
وفي رواية: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ مِمَّا يقولُ لأصحابِهِ: مَنْ رأى منكم رؤيا فَلْيَقُصَّها أَعْبُرُها، قال: فجاء رجلٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، رأيتُ ظُلَّة - وذكر نحوه. أخرجه البخاري، ومسلم.
وأخرج الترمذي، وأبو داود الرواية الأولى، وجَعَلاهُ عن ابنِ عباسٍ، عن أبي هريرة. [ص:546]
وأخرجه أبو داود أيضاً في رواية أخرى عن ابن عباسٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم وزاد في آخره: فأَبَى أن يُخْبِرَهُ (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ظلة) الظلة: كالسحابة، تظل من تحتها.
(تنطف) أي: تقطر.
(يتكففون) التكفف: مد الأيدي للأخذ، أي: يأخذون بأكفهم.
(السبب) : الحبل، وكل ما يتوصل به إلى ما يتعذر الوصول إليه، فهو سبب.
(فاعبرها) عَبَرت الرؤيا وعَبَّرْتها - مخففاً ومثقلاً - أَعْبُرها [وأُعَبِّرُها] عَبْراً وتعبيراً: إذا أخبرت بما يؤول إليه أمرها.
__________
(1) قال العيني: هو مرفوع على الابتداء وخبره محذوف. أي: فمنهم المستكثر في الأخذ، أي: يأخذ كثيراً، و " المستقل " أي: ومنهم المستقل في الأخذ، أي: يأخذ قليلاً.
(2) البخاري 12 / 379 و 380 و 381 في التعبير، باب من لم ير الرؤيا لأول عابر، وباب رؤيا الليل، ومسلم رقم (2269) في الرؤيا، باب تأويل الرؤيا، والترمذي رقم (2294) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (4632) في السنة، باب في الخلفاء، وابن ماجة رقم (3918) في الرؤيا، باب تعبير الرؤيا، والدارمي في سننه 2 / 128 و 129 في الرؤيا، باب في القمص.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (536) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (1/219) (1894) قال: حدثنا سفيان. وفي (1/236) (2113) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا سفيان بن حسين. وفي (1/236) (2114) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. و «الدارمي» (2162) قال: أخبرنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سليمان - هو ابن كثير. و «الدارمي» (2162) قال: أخبرنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سليمان - هو ابن كثير - وفي (2349) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني يونس. و «البخاري» (9/43، 55) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن يونس. و «مسلم» (7/55) قال: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي، قال أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وفي (7/56) قال: حدثناه ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا عبد الله ابن عبد الرحمن الدارمي، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا سليمان وهو ابن كثير.
و «أبو داود» (3267) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا سفيان. وفي (3269، 4633) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: أخبرنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سليمان بن كثير. و «ابن ماجة» (3918) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب المدني، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (5838) عن محمد بن منصور، عن سفيان بن عيينة.
خمستهم (سفيان بن عيينة، وسفيان بن حسين، ومعمر، وسليمان بن كثير، ويونس) عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.
* أخرجه مسلم (7/55) قال: حدثنا حاجب بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي. وفي (7/56) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. كلاهما -الزبيدي، ومعمر - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، أن ابن عباس، أو أبا هريرة، كان يحدث، فذكره.
قال عبد الرزاق: كان معمر أحيانا يقول: (عن ابن عباس) . وأحيانا يقول: (عن أبي هريرة) .(2/544)
1018 - (ط) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: رأيتُ ثلاثةَ أَقْمَارٍٍ سَقَطْن في حُجْرَتي، فقَصَصْتُ رُْؤيايَ على أبي بكرٍ فسكتَ، فَلَّما تُوُفِّيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ودُفِنَ في بيتي، قال أبو بكرٍ: هذا أحدُ أقمارِكِ، وهو خَيرُها. أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 232 في الجنائز، باب ما جاء في دفن الميت عن يحيى بن سعيد، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره، ورجاله ثقات، إلا أن يحيى بن سعيد لم يدرك عائشة، فهو منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (2/93) عن يحيى بن سعيد أن عائشة فذكره.
* قال الزرقاني -كذا الأكثر رواة الموطأ مرسلا ووصله قتيبة بن سعيد عن مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد ابن المسيب عن عائشة وكذا أخرجه ابن سعد من طريق يزيد بن هارون والبيهقي من طريق ابن عيينة كلاهما عن يحيى عن ابن المسيب عن عائشة.(2/546)
1019 - (ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنْ وَرَقَةَ؟ فقالت له خديجةُ: إنه كانَ قد صَدَّقَكَ وإنه مات قبل أن تظهر، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أُريِتُهُ في المنام وعليه ثيابُ بَياضٍ، ولو كان من أَهل النَّارِ لَكانَ عليه لِباسٌ غَيْرُ ذلك» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2289) في الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عثمان بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن عروة عن عائشة، وقال: هذا حديث غريب، وعثمان بن عبد الرحمن ليس عند أهل الحديث بالقوي. نقول: وقد قال الحافظ في " التقريب ": متروك، وكذبه ابن معين. وأخرجه أيضاً أحمد من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة أن خديجة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ورقة بن نوفل، فقال: قد رأيته، فرأيت عليه ثياباً بيضاً، فأحسبه لو كان من أهل النار لم يكن عليه ثياب بيض " وابن لهيعة سيء الحفظ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (6/65) قال: حدثنا حسن بن موسى. قال: حدثنا ابن لهيعة. قال: حدثنا أبو الأسود. و «الترمذي» (2288) قال: حدثنا أبو موسى الأنصاري. قال: حدثنا يونس بن بكير. قال: حدثني عثمان بن عبد الرحمن. عن الزهري.
كلاهما (أبو الأسود يتيم عروة، والزهري) عن عروة، فذكره.
* وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وعثمان بن عبد الرحمن ليس عند أهل الحديث بالقوي.(2/547)
1020 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال لأعْرَابيٍّ جَاءهُ فقال: إنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رأْسِي قُطِعَ، فأنا أتْبعهُ، فَزَجَرهُ النبيُّ، وقال: «لا تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطان بِكَ في المنام» .
وفي رواية: أنَّ أعْرابيًّا قال: يا رسولَ الله، رأيتُ في المنام كأَنَّ رأْسِي ضُرِبَ فتَدحرَجَ، فاشَتَدَدْتُ في أثرِهِ، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تُحَدِّثِ الناسَ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطان بِكَ في مَنامِكَ» ، وقال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بَعدُ يَخطُبُ، فقال: «لا يُحَدِّثَنَّ أحَدُكُمْ بِتَلعُّبِ الشيطانِ بهِ في منَامه» .
زاد في رواية: فَضحِكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم. أخرجه مسلم (1) . [ص:548]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فاشتددت) عدوت من الشد: وهو العدو.
__________
(1) رقم (2268) في الرؤيا، باب لا يخبر بتلعب الشيطان في المنام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1286) ، وأحمد (3/307) كلاهما (الحميدي، وأحمد) قالا: حدثنا سفيان بن عيينة.
* وأخرجه أحمد (3/350) قال: حدثنا حجين، ويونس. و «عبد بن حميد» (1046) قال: حدثنا أحمد بن يونس. و «مسلم» (7/54) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا ابن رمح. و «ابن ماجة» (3913) قال: حدثنا محمد بن رمح. و «النسائي» في «عمل اليوم والليلة» (912) قال: أخبرنا قتيبة ابن سعيد. خمستهم (حجين، وأحمد بن يونس، وقتيبة، وابن رمح) عن الليث بن سعد.
* وأخرجه أحمد (3/383) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا زكريا بن إسحاق.
ثلاثتهم (ابن عيينة، والليث، وزكريا) عن أبي الزبير، فذكره.
* رواية أحمد (3/350) ، وعبد بن حميد (1046) ومسلم (7/54) ، وابن ماجه (3913) مختصرة على: «إذا حلم أحدكم، فلا يخبر الناس بتلعب الشيطان به في المنام» .
رواية زكريا بن إسحاق، فيها زيادة: «فإذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها، فلا يقصها على أحد، وليستعذ بالله من الشيطان» .
رواه أبو سفيان أيضا عن جابر: أخرجه أحمد (3/315) قال: حدثنا أبو معاوية. و «عبد بن حميد» 1031- قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. و «مسلم» (7/55) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا وكيع. و «ابن ماجة» (3912) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية.
ثلاثتهم (أبو معاوية، ووكيع، وجرير) عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره.(2/547)
1021 - (خ) أم العلاء الأنصارية - رضي الله عنها -: قالت: لمَّا قَدِمَ المُهاجِرُونَ، طَارَ لَنا عُثمانُ بنُ مَظْعْون في السُّكْنى، فاشْتكى، فَمَرَّضناهُ حتِى تُوُفِّيَ، ثم جَعلناهُ في أَثوابهِ- وذَكَرَتِ الحديثَ- قالت: فَنِمْت فرأيتُ لعثمانَ عَيْنَاً تَجْري، فأخبرتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «ذَلِكَ عَمَلُهُ يَجْرِي لَهُ» . أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طار لنا) كذا: أي حصل لنا، وجرى سهمنا، وقد تقدم ذكرها آنفاً.
(فمرضناه) تمريض العليل: معالجته وتدبيره في مرضه.
__________
(1) 12 / 346 في التعبير، باب رؤيا النساء، وباب العين الجارية في المنام، وفي الجنائز، باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أُدرج في كفنه، وفي الشهادات، باب القرعة في المشكلات، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/436) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد (ح) ويعقوب. قال: حدثنا أبي. وفي (6/436) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. و «عبد بن حميد» (1593) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. و «البخاري» (2/91) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (2/91، 9/44) قال: حدثنا سعيد بن عفير. قال: حدثني الليث. قال: حدثني عقيل. وفي (3/238، 9/44) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (5/85) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (9/48) قال: حدثنا عبدان. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا معمر. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (13/18338) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن معمر.
أربعتهم (إبراهيم بن سعد والد يعقوب، ومعمر، وعقيل، وشعيب) عن ابن شهاب الزهري، عن خارجة ابن زيد بن ثابت، فذكره.(2/548)
الكتاب السادس: في التفليس
1022 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «منْ أدْرَكَ مَالَهُ (1) بِعَيْنِهِ (2) عندَ رجلٍ أَفْلسَ أو عندَ إنسانٍ قد أَفْلسَ- فهو أحقُّ به من غيره» .
وفي رواية: قال في الرَّجُلِ الذي يَعْدَمُ إذَا وُجِدَ عنْدَهُ المتاعُ ولم يُفَرِّقْهُ: إنَّهُ لصاحبهِ الذي باعهُ» .
وفي أخرى قال: «إذا أفلسَ الرجلُ، فوجدَ الرجلُ متاعهُ بِعينِهِ، فهو أحقُّ به من الغُرَماءِ.
وفي أخرى: «فوجد عنده سِلْعتَه بعَينها» .
هذه رواية البخاري، ومسلم.
وفي رواية الموطأ، والترمذي، وأبي داود: «أيُّما رجلٍ أفلس، فأدرك الرجلُ مالهُ بعينه، فهو أحقُّ به من غيره» .
قال الموطأ: مَالهُ، وقال أبو داود: متاعَهُ، وقال الترمذي: سِلعتَهُ.
وأخرجه الموطأ، وأبو داود أيضاً، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث [ص:550] ابن هشام عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر أبا هريرة (3) .
وهذا لفظ الموطأ: قال أبو بكرٍ: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَيُّما رجلٍ باع متاعاً، فأفلس الذي ابتاعَهُ منه، ولم يقْضِ الذي باعه من ثمنِه شيئاً، فوجده بعينهِ، فهو أحقُّ به، وإن ماتَ الذي ابتاعهُ، فصاحبُ المتاعِ فيه أُسوةُ الغُرماءِ (4) » .
ولفظُ أبي داود مثله، وله في أخرى عن أبي بكر أيضاً نحوه، وزاد: «وإن كان قضى من ثمنها شيئاً، فما بقي فهو أُسوةُ الغُرماءِ» .
وله في أُخرى عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي هريرة نحوه، وقال: «فإنْ كان قضاهُ من ثمنِها شيئاً، فما بَقِيَ فهو أُسوةُ الغرماء، وَأَيُّما امرئٍ هَلَكَ، وعندهُ متاعُ امرئ بعينه، اقْتَضى منه شيئاً أو لم يقْتَضِ، فهو أُسوة الغرماءِ» .
وأخرج النسائي نَحْواً من هذه الروايات (5) . [ص:551]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أفلس) الرجل: إذا لم يبق له مال، ومعناه: صارت دراهمه فلوساً وزيوفاً، ويجوز أن يراد: صار إلى حال يقال: ليس معه فلس.
__________
(1) يعم من كان له مال عند الآخر بقرض أو بيع، وإن كانت قد وردت أحاديث مصرحة بلفظ البيع، لأن الخاص الموافق للعام لا يخصص العام عند جماهير العلماء.
(2) أما إذا وجده وقد تغير بصفة من الصفات أو بزيادة أو نقصان، فإنه ليس صاحبه أولى به، بل يكون أسوة الغرماء.
(3) وقد وصله أبو داود رقم (3522) ، وسنده صحيح.
(4) قال اللكنوي في " التعليق الممجد " ص 34: ومذهب الحنفية في ذلك أن صاحب المتاع ليس بأحق لا في الموت ولا في الحياة، لان المتاع بعد ما قبضه المشتري صار ملكاً خاصاً له، والبائع صار أجنبياً منه كسائر أمواله، فالغرماء شركاء للبائع فيه في كلتا الصورتين، وإن لم يقبض، فالبائع أحق لاختصاصه به، وهذا معنى واضح لولا ورود النص بالفرق، وسلفهم في ذلك علي، فإن قتادة روى عن خلاس بن عمرو عن علي أنه قال: هو أسوة الغرماء إذا وجدها بعينها، وأحاديث خلاس عن علي ضعيفة، وروي مثله عن إبراهيم النخعي.
(5) البخاري 5 / 47 في الاستقراض، باب إذا وجد ماله عند مفلس في البيع والقرض، ومسلم رقم (1559) في المساقاة، باب من أدرك ما باعه عند المشتري وقد أفلس، والموطأ 2 / 678 في البيوع، باب ما جاء في إفلاس الغريم، والترمذي رقم (1262) في البيوع، باب ما جاء إذا [ص:551] أفلس للرجل غريم، وأبو داود رقم (3519) و (3520) و (3522) في البيوع، باب في الرجل يفلس فيجد الرجل متاعه بعينه، والنسائي 7 / 311 في البيوع، باب الرجل يبتاع فيفلس، وابن ماجة رقم (2358) و (2359) في الأحكام، باب من وجد متاعه بعينه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعض أهل العلم: هو أسوة الغرماء، وهو قول أهل الكوفة. وراجع شرح هذا الحديث في " عمدة القاري " 6 / 53، 59 و " فتح الباري " 5 / 47، 49.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (421) عن يحيى بن سعيد. و «الحميدي» (1036) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «أحمد» (2/228) قال: حدثنا هشيم. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/247، 249) قال: حدثنا سفيان، عن يحيى. وفي (2/258) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا يحيى، يعني ابن سعيد. وفي (2/474) قال حدثنا يحيى، عن يحيى. و «الدارمي» (2593) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا يحيى. و «البخاري» (3/155) قال: حدثنا أحمد ابن يونس. قال: حدثنا زهير. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «مسلم» (5/31) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. قال: حدثنا زهير بن حرب. قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا هشيم (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن رمح، جميعا عن الليث بن سعد (ح) وحدثنا أبو الربيع ويحيى بن حبيب الحارثي. قالا: حدثنا حماد، يعني ابن زيد (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب ويحيى بن سعيد وحفص بن غياث، كلا هؤلاء عن يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا هشام ابن سليمان، وهو ابن عكرمة بن خالد المخزومي، عن ابن جريج. قال: حدثني ابن أبي حسين. و «أبو داود» (3519) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك (ح) وحدثنا النفيلي. قال: حدثنا زهير. كلاهما عن يحيى بن سعيد. و «ابن ماجة» (2358) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا محمد بن رمح. قال: أنبأنا الليث بن سعد، جميعا عن يحيى بن سعيد. و «الترمذي» (1262) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث، عن يحيى بن سعيد. و «النسائي» (7/311) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا الليث، عن يحيى. (ح) وأخبرني عبد الرحمن بن خالد وإبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج. أخبرني ابن أبي حسين. كلاهما -يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن أبي حسين وهو عبد الله بن عبد الرحمن - عن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم، عن عمر بن عبد العزيز.
* وأخرجه أبو داود (3522) قال: حدثنا محمد بن عوف. قال: حدثنا عبد الله بن عبد الجبار، يعني الخبائري. قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن عياش، عن الزبيدي. و «ابن ماجة» (2359) قال: حدثنا هشام بن عمار. قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة. كلاهما (الزبيدي، وموسى بن عقبة) عن الزهري.
كلاهما - عمر بن عبد العزيز، والزهري - عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (3520) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (3521) قال: حدثنا سليمان بن داود. قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن وهب. قال: أخبرني يونس.
كلاهما -مالك، ويونس -عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره مرسلا.
* قال أبو داود: حديث مالك أصح، يعني حديث مالك عن الزهري أصح من حديث الزبيدي، عن الزهري.
-ورواه هشام بن يحيى المخزومي أيضا عن أبي هريرة: أخرجه الحميدي (1035) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (2/249) قال: حدثنا سفيان. و «عبد بن حميد» (1441) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن أيوب.
كلاهما -سفيان، وأيوب- عن عمرو بن دينار. قال: أخبرني هشام بن يحيى المخزومي، فذكره.
ورواه بشير بن نهيك عن أبي هريرة..
* أخرجه أحمد (2/347) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. وفي (2/385) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/410) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/413) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا أبان بن يزيد. وفي (2/468) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة (ح) وحجاج. قال: حدثني شعبة. وفي (2/487) : قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. وفي (2/508) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا سعيد. و «مسلم» (5/، 31 32) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد بن جعفر وعبد الرحمن بن مهدي. قالا: حدثنا شعبة (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا سعيد (ح) وحدثني زهير بن حرب. أيضا. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي.
ستتهم - همام، وحماد بن سلمة، وشعبة، وأبان، وسعيد، وهشام الدستوائي - عن قتادة، عن النضر ابن أنس، عن بشير بن نهيك، فذكره.
-ورواه الحسن أيضا عن أبي هريرة.
* أخرجه أحمد (2/525) قال حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا ابن إدريس عن هشام عن الحسن، فذكره.
ورواه عن أبي هريرة عرك بن مالك.
* أخرجه مسلم (5/32) قال: حدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف وحجاج بن الشاعر. قالا: حدثنا أبو سلمة الخزاعي، قال حجاج: منصور بن سلمة. قال: أخبرنا سليمان بن بلال، عن خثيم بن عراك، عن أبيه، فذكره.
ورواه عن أبي هريرة أيضا عمر بن خلدة:.
أخرجه أبو داود (3523) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو داود. و «ابن ماجة» (2360) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي وعبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. قالا: حدثنا ابن أبي فديك. كلاهما - أبو داود الطيالسي، وابن أبي فديك - عن ابن أبي ذئب، عن أبي المعتمر بن عمرو بن رافع، عن عمر بن خلدة، فذكره.(2/549)
1023 - (د س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «منْ وجد عَيْنَ مالِهِ عِندَ رجلٍ، فهو أحقُّ، ويَتْبَعُ المتاع مَنْ باعهُ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عين ماله) عين المال: نفسه وذاته.
(أسوة) الأسوة: القدوة، يعني: أنهم في المال الموجود للمفلس سواء، لا ينفرد به أحدهم دون الآخر.
__________
(1) أبو داود رقم (3531) في البيوع، باب الرجل يأخذ حقه من تحت يده، والنسائي 7 / 313 و 314 في البيوع، باب الرجل يبيع السلعة فيستحقها مستحق، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (5/13) قال: ثنا زكريا بن أبي زكريا. و «أبو داود» (3531) قال: ثنا عمرو بن عون. و «النسائي» (7/313) قال: ثنا محمد بن داود قال: ثنا عمرو بن عون.
كلاهما (زكريا، وعمرو) قالا: ثنا هشيم، عن موسى بن السائب، عن قتادة، عن الحسن، فذكره. وبنحوه:.
* أخرجه أحمد (5/10) قال: ثنا عبد الصمد، قال: ثنا عمر بن إبراهيم، قال: ثنا قتادة، عن الحسن، فذكره.
قلت: فيه موسى بن السائب، قال عنه الحافظ صدوق، ومتابعة عمر بن إبراهيم له، ضعيفة لأن في روايته عن قتادة ضعف.(2/551)
1024 - (م ت د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: أصيب رجلٌ في عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمارٍ ابتاعها، فكَثُرَ دَيْنُهُ فأفلس، [ص:552] فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «تصَدَّقوا عليه، فتصدَّق الناسُ عليه، فلم يبْلُغْ ذلك وفاءَ دَيْنِهِ، فقال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لغُرمائِه: خُذوا ما وجدتُمْ، وليس لكم إلا ذلك» أخرجه الجماعة إلا البخاري، والموطأ (1) .
__________
(1) مسلم رقم (1556) في المساقاة، باب استحباب الوضع من الدين، والترمذي رقم (655) في الزكاة، باب ما جاء فيمن تحل له الصدقة، وأبو داود رقم (3469) في البيوع، باب وضع الجائحة، والنسائي 7 / 265 في البيوع، باب وضع الجوائح، و 312، باب الرجل يبتاع فيفلس، وأخرجه ابن ماجة رقم (2356) في الأحكام، باب تفليس المعدم والبيع عليه لغرمائه، وأحمد في مسنده 3 / 36.
قال النووي: وفي الحديث التعاون على البر والتقوى، ومواساة المحتاج ومن عليه دين، والحث على الصدقة عليه، وأن المعسر لا تحل مطالبته ولا ملازمته ولا سجنه، وبه قال الشافعي ومالك وجمهورهم. وحكي عن ابن شريح حبسه حتى يقضى الدين، وإن كان قد ثبت إعساره، وعن أبى حنيفة ملازمته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مسلم في البيوع (، 25 1) عن قتيبة عن الليث و (، 25 3) عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث كلاهما عن بكير بن الأشج؟ أبو داود فيه (البيوع 60، 1) عن قتيبة به الترمذي في الزكاة (24) عن قتيبة به وقال حسن صحيح النسائي في البيوع (28، 4) عن قتيبة به و (، 93 3) عن أبي الطاهر بن السرح عن ابن وهب عن الليث وعمرو بن الحارث به وابن ماجة في الأحكام (، 25 1) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن شبابة عن ليث به الأشراف (3/438) .(2/551)
1025 - (ط) عمر بن عبد الرحمن بن دلاف المزني - رحمه الله -: عن أبيه، أنَّ رَجُلاً مِنْ جُهَيْنَةَ كان [يسبق الحاجَّ فـ] يشْتري الرَّواَحل فَيُغالي بها ثُمَّ يُسْرِعُ في السَّيْر فَيَسْبِقُ الحاجَّ فَأَفْلَسَ، فَرُفِعَ أمْرُهُ إلى عمر [بن الخطاب] فقال: أمَّا بعدُ، أيها الناسُ، فَإِنَّ الأُسَيْفِعَ - أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ- رَضِيَ من دِينِهِ وأَمانَتِهِ أَنْ يُقَالَ: سَبَقَ الحاجَّ، ألا وإنَّهُ قد ادَّانَ مُعْرِضاً، فأصْبَحَ قَدْ رِينَ بهِ، فَمنْ كان له عليه دَيْنٌ، فَلْيَأْتِنا بالغَداةِ، نَقْسِمُ مَالَهُ بين غُرَمائِهِ، وإيَّاكُمْ والدَّيْنَ، فإنَّ أوَّلَهُ هَمٌّ، وآخِرَهُ حَرْبٌ. أخرجه الموطأ (1) . [ص:553]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرواحل) جمع راحلة، يعني الإبل.
(أسيفع) تصغير أسفع، والسفعة في اللون: السواد.
(قد ادَّان) أدنت الرجل، وداينته: إذا بعت منه بأجل، وادنت منه: إذا اشتريت منه إلى أجل.
(مُعْرِضاً) المعرض هاهنا بمعنى: المعترض، أي: اعترض لكل من يقرضه. يقال: عرض لي الشيء وأعرض وتعرض واعترض بمعنى واحد. وقيل: معناه: ادَّان معرضاً عمن يقول له: لا تستدن، فلا يقبل. [ص:554]
وقيل: معناه: أخذ الدين معرضاً عن الأداء.
(قدْ رِيْن به) رين به: أي: أحاط به الرين، كأن الدين قد علاه وغطاه. يقال: رين بالرجل ريناً: إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه.
(حرب) الحرب بسكون الراء: معروف، يعني: أنه يعقب الخصومة والنزاع. وبفتح الراء: السلب والنهب. والله أعلم.
__________
(1) 2 / 770 في الوصية، باب جامع القضاء وكراهيته، وسنده منقطع، وقال الحافظ في " التلخيص " 3 / 40: وصله الدارقطني في " العلل " من طريق زهير بن معاوية، عن عبيد الله بن عمر، عن عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف، عن أبيه، عن بلال بن الحارث، عن عمر، وهو عند مالك، عن ابن دلاف، عن أبيه، أن رجلاً، ولم يذكر بلالاً. قال الدارقطني: والقول قول زهير [ص:553] ومن تابعه. وقال ابن أبي شيبة عن عبد الله بن إدريس عن العمري عن عمر بن عبد الرحمن بن دلاف عن أبيه، عن عمه بلال بن الحارث المزني - فذكر نحوه -. وقال البخاري في " تاريخه ": عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف المزني المدني: روى عن أبي أمامة، وسمع أباه.
وأخرج البيهقي القصة من طريق مالك، وقال: رواه ابن علية، عن أيوب قال: " نبئت عن عمر " فذكر نحو حديث مالك، وقال فيه: " فقسم ماله بينهم بالحصص ".
قال الحافظ: وقد رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب قال: " ذكر بعضهم: كان رجل من جهينة ... " فذكره بطوله، ولفظه: " كان رجل من جهينة يبتاع الرواحل فيغلي بها، فدار عليه دين حتى أفلس، فقام عمر على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ألا لا يغرنكم صيام رجل ولا صلاته، ولكن انظروا إلى صدقه إذا حدث، وإلى أمانته إذا اؤتمن، وإلى ورعه إذا استغنى - ثم قال -: ألا إن الأسيفع أسيفع جهينة، فذكر نحو سياق مالك ". قال عبد الرزاق: وأخبرنا ابن عيينة، أخبرني زياد، عن ابن دلاف، عن أبيه مثله. وروى الدارقطني في " غرائب مالك " من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، عن عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف، عن أبيه، عن جده، قال: قال عمر، فذكره نحو سياق أيوب إلى قوله: " استغنى " ولم يذكر بعده من قصة الأسيفع وقال: رواه ابن وهب، عن مالك، ولم يقل في الإسناد: عن جده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (الموطأ) (1540) فذكره.
* وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» وصله الدارقطني وابن أبي شيبة من طريق عبيد الله بن عمر عن ابن بلال، عن أبيه عن بلال بن الحارث عن عمر.(2/552)
1026 - () (سعيد بن المسيب) : قال: قَضَى عُثْمانُ - رضي الله عنه-: أنَّ مَنِ اقْتَضى حَقَّهُ قَبْلَ أنْ يُفْلِسَ غَرِيُمهُ شَيئاً، فهو له. أخرجه (1) .
__________
(1) لم يذكر من أخرجه وهو في " سنن البيهقي " 6 / 46 ورجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه البيهقي (6/46) أخبرنا محمد بن أحمد بن زكريا أنبأنا أبو طاهر محمد بن الفضل ثنا جدي محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا علي بن حجر ثنا إسماعيل بن جعفر ثنا محمد بن أبي حرملة أنه سمع سعيد ابن المسيب.(2/554)
الكتاب السابع: في تمني الموت
1027 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَتمَنَّينَّ أَحَدُكُمُ الموتَ مِنْ ضُرٍّ أَصابَهُ، فَإنْ كانَ لا بُدَّ فَاعِلاً، فَلْيَقُلْ: اللَّهمَّ أحْيِني ما كانَتِ الحْياةُ خَيْراً لي، وتَوَفَّني إذَا كانتِ الْوَفَاةُ خَيْراً لي» .
وفي رواية قال أنسٌ: لَوْلا أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَتمَّنَينَّ أحدُكُم [ص:555] الموتَ، لتَمَنَّيْتُهُ» . أخرجه الجماعة إلا الموطأ (1) .
__________
(1) البخاري 10 / 107 و 108 في المرضى، باب تمني المريض الموت، وفي الدعوات، باب الدعاء بالموت والحياة، ومسلم رقم (2680) في الذكر والدعاء، باب كراهة تمني الموت، والترمذي رقم (971) في الجنائز، باب في النهي عن تمني الموت، وأبو داود رقم (3108) و (3109) في الجنائز، باب كراهية تمني الموت، والنسائي 4 / 3 في الجنائز، باب تمني الموت.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/163) ، و «عبد بن حميد» (1246) كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر. مختصر على أوله (لا يتمنى أحدكم الموت) .
* وأخرجه أحمد (3/195) ، قال: ثنا حجاج. وفي (3/208) قال: ثنا روح. و «عبد بن حميد» (1372) قال: ثنا هاشم بن القاسم. و «البخاري» (7/156) قال: ثنا آدم. و «مسلم» (8/64) قال: ثنا ابن أبي خلف، قال: ثنا روح. أربعتهم - حجاج، وروح هاشم، وآدم - عن شعبة.
* وأخرجه أحمد (3/247) ، ومسلم (8/64) قال: ثنى زهير بن حرب كلاهما - أحمد، وزهير- قالا: ثنا عفان، قال: ثنا حماد بن سلمة.
* وأخرجه النسائي (4/3) قال: نا أحمد بن حفص بن عبد الله، قال: ثنى أبي، قال: ثنى إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج، وهو البصري، عن يونس.
أربعتهم - معمر، وشعبة، وحماد، ويونس بن عبيد- عن ثابت، فذكره.
وعن عبد العزيز بن صهيب عنه:
* أخرجه أحمد (3/101) ، والبخاري (8/94) قال: ثنا ابن سلام. و «مسلم» (8/64) قال: ثنا زهير بن حرب. و «الترمذي» (971) ، و «النسائي» (4/3) ، وفي عمل اليوم والليلة (1057) كلاهما - الترمذي والنسائي - عن علي بن حجر.
أربعتهم - أحمد، وابن سلام، وزهير، وعلي - عن إسماعيل بن علية.
* وأخرجه أحمد (3/208) قال: ثنا روح. وفي (3/281) قال: ثنا محمد بن جعفر. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (1059) قال: نا محمد ابن بشار، قال: ثنا محمد. كلاهما -روح، وابن جعفر- قالا: ثنا شعبة.
* وأخرجه أبو داود (3108) قال: ثنا بشر بن هلال، و «ابن ماجة» (4265) قال: ثنا عمران بن موسى. و «النسائي» (4/3) قال: أنبأنا عمران بن موسى. كلاهما -بشر، وعمران - عن عبد الوارث ابن سعيد.
ثلاثتهم -إسماعيل، وشعبة، وعبد الوارث - عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره.
-وعن حميد، عنه:
أخرجه أحمد (3/104) قال: ثنا ابن أبي عدي. و «عبد بن حميد» (1398) قال: نا يزيد بن هارون. و «النسائي» (4/3) قال: نا قتيبة، قال: ثنا يزيد بن زريع.
ثلاثتهم - ابن أبي عدي، وابن هارون، وابن زريع - عن حميد، فذكره. وعن علي بن زيد، عنه:
* أخرجه أحمد (3/171) قال: ثنا محمد بن جعفر. وفي (3/208) قال: ثنا روح. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (1061) قال: نا إسحاق بن إبراهيم، قال: نا أبو النضر.
ثلاثتهم - ابن جعفر، وروح، وأبو النضر - قالوا: ثنا شعبة، قال: سمعت علي بن زيد، فذكره.
وعن قتادة، عنه:
* أخرجه أبو داود (3109) قال: ثنا محمد بن بشار. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (1060) قال: نا عبد الله بن الهيثم بن عثمان.
كلاهما -ابن بشار، وعبد الله - قالا: ثنا أبو داود، قال: ثنا شعبة، عن قتادة، فذكره.
-وعن النضر بن أنس، عنه:
* أخرجه أحمد (3/258) قال: ثنا عفان، قال: ثنا عبد الواحد. و «البخاري» (9/104) قال: ثنا حسن بن الربيع، قال: ثنا أبو الأحوص. و «مسلم» (8/64) قال: ثنى حامد بن عمر، قال: ثنا عبد الواحد بن زياد.
كلاهما - عبد الواحد، وأبو الأحوص - عن عاصم الأحول، قال: ثنى النضر بن أنس، فذكره.(2/554)
1028 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَتَمَنَّينَّ أحدُكُم الموتَ إِمَّا مُحسِناً، فَلَعلَّهُ يَزْدادُ، وإما مسيئاً، فلعله يستَعْتِبُ» .
هذا رواية البخاري والنسائي.
وأخرجه مسلم قال: «لاَ يَتَمنَّيَنَّ أحدُكُمُ الموتَ، ولا يدْعُ بهِ من قَبْلِ أنْ يَأْتِيَهُ، إنَّهُ إذا ماتَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ (1) ، وإنه لا يزيدُ الْمؤمِنَ عُمُرُهُ إلا خَيْراً (2) » .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يستعتب) استعب الرجل: إذا استقال من شيء فعله، أو قاله، يقال: عتب عليه يعتب: إذا وجد عليه، فإذا فاوضه فيما عتب عليه فيه، قيل: عاتبه، فإذا رجع إلى مسرته: فقد أعتب، والاسم العتبى، وهو رجوع المعتوب عليه إلى ما يرضى العاتب. والله أعلم
__________
(1) قال النووي: هكذا هو في بعض النسخ " عمله "، وفي كثير منها " أمله "، وكلاهما صحيح، لكن الأول أجود، وهو المكرر في الأحاديث والله أعلم.
(2) البخاري 10 / 109 و 110 في المرضى، باب تمني المريض الموت، وفي الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل، ومسلم رقم (2682) في الذكر والدعاء، باب كراهة تمني الموت، والنسائي 4 / 2 و 3 في الجنائز، باب تمني الموت.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: البخاري في الطب (بل في المرض 19، 3) عن أبي اليمان عن شعيب وفي التمني (6:3) عن عبد الله بن محمد عن هشام بن يوسف عن معمر (س) في الجنائز (1:2) عن عمرو بن عثمان عن بقية عن الزبيدي ثلاثتهم عن الزهري عن أبي عبيد به قال (س) هذا عندي أولى بالصواب يعني من حديث إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة. قال:والزبيدي أثبت في الزهرى وأعلم به من إبراهيم،وإبراهيم ثقة. الأشراف (9/464) .(2/555)
1029 - (ت) عمر بن أبي سلمة - رضي الله عنه -: عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لِيَنْظُرَنَّ أحَدُكُم الذي يتمَنَّى، فإنَّهُ لا يدْرِي ما يُكْتَبُ له مِنْ أُمْنِيَّتِهُ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3605) في الدعوات، باب تحسين الأمنية، وإسناده حسن، وحسنه الترمذي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3605) قال: ثنا يحيى بن موسى، قال: نا عمرو بن عون، قال: نا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة، فذكره وقال الترمذي: هذا حديث حسن.(2/556)
1030 - (ت س) حارثة بن مُضرِّب - رضي الله عنه -: قال: دخَلْتُ عَلى خَبَّابٍ - وقد اكْتَوَى في بطنِه- فقال: ما أعلمُ أحداً من أصْحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم لَقِيَ من الْبلاءِ ما لقيتُ، لقد كنتُ ومَا أجِدُ دِرْهماً على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وفي ناحِيَةِ بَيْتي أرْبعونَ أَلفاً، ولولا أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نهانا - أو نهى - أنْ نتَمَنَّى الموت لتَمَنَّيْتُ.
وفي رواية: أتيْنا خَبَّاباً نعودُهُ وقد اكتوَى سَبْع كيَّاتٍ فقال: لقد تطَاوَلَ مَرَضِي، ولوْلا أنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تَمنَّوْا الموتَ لتمَنَّيْتُهُ» ، وقال: «يُؤْجَرُ الرَّجلُ في نَفَقَتِهِ كُلِّها إلا التُّرابَ» أو قال: «في البناءِ» . أخرجه الترمذي (1) .
وفي رواية النسائي (2) : قال قيْسٌ: دَخلتُ على خَبَّابٍ وَقدِ اكتوَىَ في بَطْنِهِ سَبْعاً، وقال: لَوْلا أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نهانا أنْ ندْعُوَ بالموت لدعوتُ به.
__________
(1) رقم (970) في الجنائز، باب النهي عن تمني الموت، و (2485) في صفة القيامة، باب النهي عن تمني الموت، وإسناده حسن، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(2) 4 / 4 في الجنائز، باب الدعاء بالموت، وإسناده صحيح، وقد أخرج هذه الرواية أيضاً البخاري في صحيحه 10 / 108 في المرضى، باب تمني المرضى الموت، وفي الدعوات، باب الدعاء بالموت والحياة، وفي الرقاق، باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها، وفي التمني، باب ما يكره من التمني، ومسلم رقم (2681) في الذكر، باب كراهة تمني الموت لضر نزل به.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (0/109) قال: حدثنا أسود بن عامر. و «ابن ماجة» (4163) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى. و «الترمذي» (2483) قال: حدثنا علي بن حجر، ثلاثتهم -أسود،وإسماعيل، وابن حجر - عن شريك.
* وأخرجه أحمد (5/110) و «الترمذي» (970) قال: حدثنا محمد بن بشار. كلاهما -أحمد، وابن بشار - قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.
* وأخرجه أحمد (5/،111 6/395) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل.
ثلاثتهم (شريك، وشعبة، وإسرائيل) عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، فذكره.
* في رواية أحمد (5/111، 6/395) زيادة: «ثم أتى بكفنه، فلما رآه بكى وقال: لكن حمزة لم يوجد له كفن، إلا بردة ملحا، إذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه، وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه، حتى مدت على رأسه، وجعل على قدميه الإذخر» .(2/556)
ترجمة الأبواب التي أولها تاءٌ، ولم ترد في حرف التاء
(التسعير) في كتاب البيع، من حرف الباء.
(التَّلْبِيةُ (1) في كتاب الحج، من حرف الحاء.
(التمتع) في كتاب الحج، من حرف الحاء.
(التَّحَلُّل) في كتاب الحج، من حرف الحاء.
(التقصير) في كتاب الحج، من حرف الحاء.
(التعزير) في كتاب الحدود، من حرف الحاء.
(التسبيح والتهليل) في الدعاء، من حرف الدال.
(الترجيل) في الزينة، من حرف الزاي.
(تقليم الأظافر) في الزينة، من حرف الزاي.
(التعاضُد والتساعد) في كتاب الصحبة، من حرف الصاد.
(التوقير) في كتاب الصحبة، من حرف الصاد.
(التَّثَاؤب) في كتاب الصحبة، من حرف الصاد.
(التيمم) في كتاب الطهارة، من حرف الطاء.
(التمائم) في كتاب الطب، من حرف الطاء.
(توبةُ كَعْبٍ بنِ مالكٍ) في سورة التوبة، من حرف التاء.
__________
(1) في نسخة أخرى (التطيب والتلبية(2/557)
حرف الثاء، وفيه
كتاب الثناء والشكر
1031 - (ت) أسامة بن زيد - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صُنِعَ إليه مَعْرُوفٌ، فقال لفَاعِلهِ: جَزاكَ الله خَيْراً، فقد أبلغ في الثَّناء» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2036) في البر والصلة، باب ما جاء في المتشبع بما لم يعطه، وإسناده قوي، وقد حسنه الترمذي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2035) قال: ثنا الحسين بن الحسن المروزي بمكة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري قالا: ثنا الأحوص بن جواب عن سعيد بن الخمس عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن جيد غريب،لا نعرفه إلا من حديث أسامة بن زيد إلا من هذا الوجه، وقد روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، وسألت محمد فلم يعرفه.(2/558)
1032 - (د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أُعْطِي عَطاء فَلْيَجْزِ به إنْ وجَدَ، وإنْ لم يجد فَلْيُثْنِ به، فإنَّ منْ أَثْنَى به فَقَدْ شَكَرَهُ، ومن كَتَمَهُ فقد كفَرَهُ، ومن تَحَلَّى بما لم يُعطَ، كان كلابِس ثَوْبَيْ زُورٍ» . هذه رواية الترمذي.
وأخرجه أبو داود إلى قوله: «فقد كَفرهُ» .
ولأبي داود أيضاً قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أُبْلِيَ فذكرَهُ فقد شَكَره، وإنْ كَتمَهُ فقد كَفَره» (1) . [ص:559]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فليجز به) أي: فليكافئه بمثله.
(كفره) كفران النعمة: جحدها.
(كلابس ثوبي زور) إنما شبه المتحلي بما ليس عنده، بلابس ثوبي الزور، أي: بثوب ذي زور، وهو الذي يزور على الناس. بأن يتزيا بزي أهل الزهد، ويلبس ثياب أهل التقشف رياء، أو أنه يظهر أن عليه ثوبين، وليس عليه إلا ثوب واحد.
وقال الأزهري: لابس ثوبي الزور: هو أن يخيط كمًّا على كم، فيظهر لمن رآه: أن عليه قميصين، وليس عليه إلا قميص واحد له كمَّان من كل جانب.
(من أبلي) الإبلاء: الإنعام، يقال، أبليت الرجل، وأبليت عنده بلاء حسناً.
__________
(1) حديث حسن وهو عند الترمذي رقم (2035) في البر والصلة، باب ما جاء في المتشبع بما لم يعطه [ص:559] وحسنه، وأبي داود رقم (4813) و (4814) في الأدب، باب شكر المعروف، وصححه ابن حبان رقم (2073) ، وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد " رقم (215) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (2034) قال حدثنا علي بن حجر قال أخبرنا إسماعيل بن عياش عن عمارة بن غزية عن أبي الزبير فذكره.
قال الترمذي هذا حديث غريب.(2/558)
1033 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا يشْكُرُ الله منْ لا يشْكُرُ النَّاسَ (1) » . [ص:560]
وفي رواية عنه قال: «مَنْ لمْ يشْكُر النَّاسَ لَمْ يشْكُر الله» .
أخرج الأولى أبو داود، والثانية الترمذي (2) .
وقوله: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس» معناه: أن كل من كان من طبعه وعادته كفران نعمة الناس، وترك الشكر لهم، كان من عادته كفر نعمة الله، وترك الشكر له.
وقيل: معناه: أن الله لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه، إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس، ويكفر معروفهم، لاتصال [أحد] الأمرين بالآخر.
__________
(1) قال ابن العربي: روي برفع الجلالة و " الناس " ومعناه: من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وبنصبهما أي: من لا يشكر الناس بالثناء بما أولوه، لا يشكر الله، فإنه أمر بذلك عبيده، أو من لا يشكر الناس كمن لا يشكر الله، ومن شكرهم كمن شكره، وبرفع " الناس " ونصب لفظ الجلالة وبرفع لفظ الجلالة ونصب " الناس " ومعناه: لا يكون من الله شكر إلا لمن كان شاكراً للناس، وشكر الله: زيادة النعم وإدامة الخير والنفع منها لدينه ودنياه.
(2) أبو داود رقم (4811) في الأدب، باب شكر المعروف، والترمذي رقم (1955) في البر والصلة، باب ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وأخرجه أحمد 2 / 258، 259، 303، 388، 461، 492.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/258) قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (2/295) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/302، 461) قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/388) قال: حدثنا عفان. وفي (2/492) قال: حدثنا بهز. و «البخاري» في الأدب المفرد (318) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و «أبو داود» (4811) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. و «الترمذي» (1954) قال: حدثنا أحمد بن محمد. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك.
ثمانيتهم عبد الواحد، ويزيد، وعبد الرحمن، وعفان، وبهز، وموسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم، وابن المبارك عن الربيع بن مسلم. قال: حدثنا محمد بن زياد، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حيث حسن صحيح.(2/559)
1034 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ لا يشْكُر النَّاسَ لَمْ يشْكُر الله» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1956) وحسنه، وفي سنده عطية وهو ضعيف، لكنه بمعنى الذي قبله، وأخرجه أحمد 3 / 32 و 74، وفي الباب عن النعمان بن بشير عند أحمد في " المسند " 4 / 278 و 375 والأشعث بن قيس عند أحمد أيضاً 5 / 211، 212.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن صحيح: أخرجه الترمذي (1954) حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله بن المبارك حدثنا الربيع بن مسلم حدثنا محمد بن زياد عن أبي هريرة فذكره. قال هذا حديث حسن صحيح.
* وأخرجه الترمذي (1955) حدثنا أبو معاوية عن ابن أبي ليلى وحدثنا سفيان بن وكيع حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرواس عن ابن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.
وفي الباب عن أبي هريرة والأشعث بن قيس والنعمان بن بشير.
قال أبو عيسى: هذا:حديث حسن صحيح.(2/560)
1035 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: لما قَدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ، أَتاهُ المهاجرونَ، فقالوا: يا رسولَ الله، ما رأينا قوماً أَبْدَلَ من كثير، ولا أَحسنَ مواساة من قليل، من قومٍ نَزَلنا بين أظهُرِهم، لقَد كَفَوْنا المُؤنَةَ، وأشركونا في الْمَهْنإ، حتى لقد خِفْنا أَن يذَهبُوا بالأجرِ كُلِّهِ، قال: [ص:561] «لا ما دَعوْتُمُ الله لهم، وأثْنَيْتُم عليه» . هذه رواية الترمذي.
واختصره أبو داود، وقال: إنَّ المهاجرين قالوا: يا رسولَ الله، ذهب الأنصار بالأجْرِ كلِّهِ، قال: «لا، ما دَعَوْتُم الله لهم وأَثنيتم عليهم» (1) .
__________
(1) الترمذي رقم (2489) في صفة القيامة، باب مواساة الأنصار والمهاجرين، وأبو داود رقم (4812) في الأدب، باب شكر المعروف، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/200) قال: ثنا يزيد. وفي (3/204) قال: ثنا معاذ. و «الترمذي» (2487) قال: ثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال ثنا ابن أبي عدي. ثلاثتهم - يزيد، ومعاذ، وابن أبي عدي - عن حميد فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث صحيح حسن غريب من هذا الوجه.(2/560)
1036 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ، بمنزلَةِ الصَّائِم الصَّابِرِ» .أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الطاعم) الآكل، يقال: طعم يطعم طعماً، فهو طاعم: إذا أكل، أو ذاق.
__________
(1) رقم (2488) في صفة القيامة، باب الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر وحسنه، وأخرجه ابن ماجة رقم (1769) في الصيام، باب فيمن قال: الطاعم الشاكر كالصائم الصابر، وأحمد 2 / 283 و 289، وصححه الحاكم وأقره الذهبي، وعلقه البخاري، وله شاهد من حديث سنان بن سنة عند أحمد 4 / 343، والدارمي 2 / 95، وابن ماجة رقم (1765) ، ورجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2486) حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا محمد بن معن المدني الغفاري حدثني أبي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة،فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.(2/561)
1037 - () (أبو هريرة - رضي الله عنه -) : أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أسْدى إليه أخوه معروفاً، فقال له: جزاك الله خَيراً، فقد أبلغ في الثناء» .
وفي رواية قال: «مَنْ أُوليَ مَعْرُوفاً - أو قال: أُسديَ إليه معروف [ص:562] فقال لِلّذي أسداهُ إليه: جزاك الله خيراً، فقد أبلغ في الثناء» . أخرجه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أسدى معروفاً) أسدى وأولى بمعنى: أعطى، والمعروف: صفة لمحذوف: أي شيئاً معروفاً، والمراد به: الجميل والبر، والإحسان في القول والعمل.
__________
(1) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وهو بمعنى حديث زيد بن ثابت المتقدم.(2/561)
حرف الجيم
ويشتمل على كتابين: كتاب الجهاد، وكتاب الجدال والمِرَاء
الكتاب الأول: في الجهاد وما يتعلق به من الأحكام واللوازم، وفيه بابان
الباب الأول: في الجهاد وما يختص به، وفيه خمسة فصول
الفصل الأول: في وجوبه، والحث عليه
1038 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجهادُ واِجبٌٌ عليكم مع كلِّ أمير: بَراً كانَ أو فاَجِراً، والصلاةُ واجبة عليكم خلفَ كل مسلم: براً كان أَو فاجراً، وإن عَمِلَ الكبائر، والصلاة واجبة على كل مسلم: براً كان أو فاجراً، وإن عمل الكبائرَ» [ص:564] أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(براً) البر: اسم جامع للخير كله، ومنه: رجل بار وبر، فجمع بار: بررة وجمع بر: أبرار.
(فاجراً) الفجور: الفسق والكذب، وبالجملة: فكل ما في البر من الخير. ففي الفجور من الشر.
(الكبائر) جمع كبيرة، وهي ما كبر من المعاصي، وعظم من الذنوب.
__________
(1) رقم (2533) في الجهاد، باب الغزو مع أئمة الجور، من حديث ابن وهب عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث، عن مكحول عن أبي هريرة، ورجاله ثقات، إلا أن العلاء بن الحارث كان قد اختلط، ومكحول لم يسمع من أبي هريرة، لكن للجملة الأولى، وهي " الجهاد واجب عليكم مع كل أمير براً كان أو فاجراً " شاهد عند أبي داود رقم (2533) من حديث أنس تتقوى به بلفظ: " ثلاث من أصل الإيمان: الكف عمن قال: لا إله إلا الله، ولا تكفره بذنب، ولا تخرجه عن الإسلام بعمل، والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال، لا يبطله جور جائر، ولا عدل عادل، والإيمان بالأقدار "، وفي سنده يزيد بن أبي نشبة الراوي عن أنس، وهو مجهول، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2533) حدثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح عن العلاء ابن الحارث عن مكحول عن أبي هريرة، فذكره.(2/563)
1039 - (د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «جَاِهدُوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم» (1) . أخرجه أبو داود والنسائي. [ص:565]
وفي أخرى للنسائي: «جاهدوا بأَيديكم وألسنتكم وأموالكم» (2) .
__________
(1) قال المنذري: يحتمل أن يريد بقوله: " وألسنتكم " الهجاء، ويؤيده قوله " فلهو أسرع فيهم من نضح النبل "، ويحتمل أن يريد به حض الناس على الجهاد وترغيبهم فيه وبيان فضائله لهم.
(2) أبو داود رقم (2504) في الجهاد، باب كراهية ترك الغزو، والنسائي 6 / 7 في الجهاد، باب وجوب الجهاد، وأخرجه الدارمي في سننه 2 / 213 في الجهاد، باب جهاد المشركين باللسان واليد، وأحمد في مسنده 3 / 124 و 153 و 251، وإسناده قوي، وصححه ابن حبان رقم (1618) موارد، والحاكم في " المستدرك " 2 / 81 وصححه ووافقه الذهبي، وصححه أيضاً النووي في " رياض الصالحين " في آخر باب الجهاد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (3/124) قال: ثنا يزيد. وفي (3/153) قال: ثنا حسن. وفي (3/251) قال: ثنا عفان. و «الدارمي» (2436) قال: نا عمرو بن العاصم. و «أبو داود» (2504) قال: ثنا موسى ابن إسماعيل. و «النسائي» (6/7) قال: نا هارون بن عبد الله، ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، قالا: ثنا يزيد.
وفي (6/51) قال النسائي: نا عمرو بن علي، قال: ثنا عبد الرحمن.
ستتهم - يزيد بن هارون، وحسن بن موسى، وعفان، وعمرو، وموسى، وعبد الرحمن بن مهدي- عن حماد بن سلمة، عن حميد، فذكره.(2/564)
1040 - (خ م ت د س) ابن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جِهادٌ ونيّةٌ، وإذا اْستُنْفِرْتُم فاْنِفِرُوا» أخرجه الجماعة إلا الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الهجرة) : مفارقة الوطن إلى جهة أخرى بنية المقام فيها، وكان المهاجر في الشريعة: من فارق أهله ووطنه متوجهاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم رغبة في الإسلام.
(جهاد) الجهاد: محاربة الكفار.
(نية) النية: إخلاص الجهاد لله تعالى، يعني أنه لم يبق بعد الفتح هجرة، إنما هو الإخلاص في الجهاد وقتال الكفار.
(استنفرتم فانفروا) الاستنفار: الاستنجاد والاستنصار، أي: إذا طُلِب منكم النصرة فأجيبوه، أو انفروا خارجين إلى نصرته.
__________
(1) البخاري 6 / 28، 29 في الجهاد، باب وجوب التنفير، وباب فضل الجهاد، وباب لا هجرة بعد الفتح، وباب إثم الغادر للبر والفاجر، وفي الحج، باب فضل الحرم، وباب لا يحل القتال بمكة، ومسلم رقم (1353) في الإمارة، باب المبايعة بعد فتح مكة، ورقم (1353) في الحج، باب تحريم مكة وصيدها وخلاها، وهو في جملة حديث طويل، والترمذي رقم (1590) في السير، [ص:566] باب ما جاء في الهجرة، والنسائي 8 / 146 في الجهاد، باب الاختلاف في انقطاع الهجرة، وأبو داود رقم (2480) في الجهاد، باب في الهجرة هل انقطعت، وأخرجه الدارمي في سننه 2 / 239 في الجهاد، باب لا هجرة بعد الفتح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/226) (1991) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي (1/ 259) (2353) قال: حدثنا عبيدة. وفي (1/315) (2898) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل. وفي (1/355) (3335) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. (ح) وعبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. و «الدارمي» (2515) قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، و «البخاري» (2/، 180 4/127) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حثنا جرير بن الحميد. وفي (3/18) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير. وفي (4/17) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/28) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/92) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا شيبان. و «مسلم» (4/109) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا جرير (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل. وفي (6/28) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وإسحاق بن إبراهيم، قالا: أخبرنا جرير (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان (ح) وحدثنا إسحاق بن منصور، وابن رافع، عن يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل (يعني ابن مهلهل) (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. و «أبو داود» (2018، 2480) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير و «الترمذي» (1590) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا زياد بن عبد الله. و «النسائي» (5/203) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، عن جرير وفي (5/204) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل. وفي (7/146) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان.
سبعتهم - سفيان، وعبيدة، ومفضل، وإسرائيل، وجرير، وشيبان، وزياد بن عبد الله - عن منصور ابن المعتمر، عن مجاهد، عن طاووس، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/266) (2396) قال: حدثنا زياد بن عبد الله، قال: حدثنا منصور عن مجاهد عن ابن عباس فذكره. (ليس فيه طاووس) .(2/565)
1041 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - مثله - ولم تذكر: يوم الفتح. أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) البخاري 6 / 132 في الجهاد، باب لا هجرة بعد الفتح، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، وفي المغازي، باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة زمن الفتح، ومسلم رقم (1864) في الإمارة، باب المبايعة بعد فتح مكة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/92) قال: ثنا علي بن عبد الله. قال: ثنا سفيان قال: قال عمرو وابن جريج. وفي (5/72، 193) قال: ثنا إسحاق بن يزيد. قال: ثنا يحيى بن حمزة. قال: ثني الأوزاعي.
ثلاثتهم - عمرو بن دينار، وابن جريج، والأوزاعي - عن عطاء بن أبي رباح، فذكره. وبنحوه:.
* أخرجه مسلم (6/28) قال: ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: ثنا أبي. قال: ثنا عبد الله بن حبيب ابن أبي ثابت، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن عطاء، فذكره.(2/566)
1042 - (س) صفوان بن أمية - رضي الله عنه -: قال: «قلت: يا رسولَ الله، يقولون: الجنَّةُ لا يدخلها إلا مَنْ هاجر؟ قال: لا هجرة بعد فتح مكة، ولكن جهادٌ ونيةٌ، وإذا اسْتُنُفِرتُمْ فانفِرُوا» .أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 145 و 146 في البيعة، باب ذكر الاختلاف، في انقطاع الهجرة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/401، 6/465) قال: حدثنا عفان. و «النسائي» (7/145) قال: أخبرني محمد بن داود، قال: حدثنا معلى بن أسد. كلاهما (عفان، ومعلى) قالا: حدثنا وهيب، قال: حدثنا عبد الله بن طاووس.
* وأخرجه النسائي (8/70) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا، وذكر حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار.
كلاهما - ابن طاووس، وعمرو - عن طاووس، فذكره.
* رواية معلى بن أسد، عن وهيب بن خالد، مختصرة على آخر الحديث.(2/566)
1043 - (م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «من مات ولم يغزُ، ولم يُحدِّثْ به نَفْسَهُ، مات على شُعْبَة من النفاق» .
قال ابن المبارك (1) فنرَى أنَّ ذلك كان على عهدِ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم. أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي. إلا أنَّ أبا داود قال: «شُعْبَةُ نِفاقٍ» (2) . [ص:567]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشعبة) : الطائفة من كل شيء، والقطعة منه.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": هذا الذي قاله ابن المبارك محتمل، وقد قال غيره: إنه عام، والمراد أن من فعل هذا فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد في هذا الوصف، فإن ترك الجهاد أحد شعب النفاق. وفي هذا الحديث: أن من نوى فعل عبادة فمات قبل فعلها، لا يتوجه عليه من الذم ما يتوجه على من مات ولم ينوها.
(2) مسلم رقم (1910) في الإمارة، باب ذم من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو، وأبو داود [ص:567] رقم (2502) في الجهاد، باب كراهية ترك الغزو، والنسائي 6 / 8 في الجهاد، باب التشديد في ترك الجهاد، وأخرجه أحمد في مسنده 3 / 374.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/374) قال: حدثنا إبراهيم. و «مسلم» (6/49) قال: حدثنا محمد ابن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي. و «أبو داود» (2502) قال: حدثنا عبدة بن سليمان المروزي. و «النسائي» (6/8) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الرحيم. قال: حدثنا سلمة بن سليمان.
أربعتهم -إبراهيم بن إسحاق، ومحمد بن عبد الرحمن، وعبدة بن سليمان، وسلمة بن سليمان - عن عبد الله بن المبارك، عن وهيب بن الورد المكي. قال: أخبرني عمر بن محمد بن المنكدر، عن سمي، عن أبي صالح، فذكره.(2/566)
1044 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «من لَقيَ الله تعالى بغير أَثرٍ من جهاد، لَقِيَ الله وفي إيمانهِ ثُلْمَةٌ» . أَخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1666) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل المرابط، وأخرجه ابن ماجة والحاكم، وفي سنده إسماعيل بن رافع ضعيف الحفظ، وفيه تدليس الوليد بن مسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1666) حدثنا علي بن حجر،حدثنا الوليد بن مسلم عن إسماعيل بن رافع عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة فذكره.
قال أبو عيسى:هذا حديث غريب من حديث الوليد بن مسلم عن إسماعيل بن رافع، وإسماعيل بن رافع قد ضعفه بعض أصحاب الحديث قال وسمعت محمد يقول هو ثقة مقارب الحديث وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديث سلمان إسناده ليس بمتصل، محمد بن المنكدر لم يدرك سلمان الفارسي وقد روى هذا الحديث عن أيوب بن موسى عن مكحول عن شرحبيل بن السمط عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم.(2/567)
1045 - (د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يَغْزُ، ولم يُجَهِّزْ غَازِياً، أَو يُخَلِّفْ غَازياً في أهله بِخَيْرٍ، أَصابه اللهُ بِقَارِعَةٍ» .
زاد في رواية: «قبل يوم القيامة» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يجهز) التجهيز: التحميل وإعداد ما يحتاج الغازي إليه، وكذلك تجهيز الميت، وتجهيز العروس ونحو ذلك.
(يخلف) خلفت الرجل في أهله: إذا صرت له خليفة تقوم في شأنهم مقامه. [ص:568]
(بقارعة) القارعة العذاب والبلاء ينزل بالإنسان من الله تعالى.
__________
(1) رقم (2503) في الجهاد، باب كراهية ترك الغزو، وفيه تدليس الوليد بن مسلم، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه الدارمي (2423) قال: نا محمد بن المبارك، و «أبو داود» (2503) قال: ثنا عمرو بن عثمان، وقرأته على يزيد بن عبد ربه الجرجي. و «ابن ماجة» (2762) قال: ثنا هشام بن عمار.
أربعتهم - ابن المبارك، وعمرو، ويزيد، وهشام - قالوا: ثنا الوليد بن مسلم، قال: ثنا يحيى بن الحارث الذماري، عن القاسم، فذكره.
قلت: فيه القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، صدوق يرسل كثيرا.(2/567)
1046 - (خ م د) أبو النصر سَالِمٌ (1) مَوْلَى عمر بن عبيد الله، وكان كاتباً لَه - رضي الله عنه- قال: كَتَبَ إليه عَبْدُ اللهِ بنُ أبي أوْفَى، فقرأتُه حين سَارَ إلى الحَرُوريَّةِ، يخبره: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في بعض أيَّامِهِ التي لَقيَ فيها الْعَدُوَّ انْتَظَرَ حتَّى إذا مالت الشَّمْسُ، قام فيهم فقال: «يا أيها الناس، لا تتمنَّوْا لقاءَ العدوِّ، واسألُوا اللهَ العافِية، فإذا لَقِيتُمُوُهمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أن الجنَّة تحتَ ظِلالِ السُّيُوفِ، ثم قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: اللَّهمَّ مُنْزِلَ الكتاب، ومُجْريَ السحاب، وهازمَ الأحزاب، اهْزِمهُمْ وانْصُرْنا عليهم» ، أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود. ولم يذكر أبو داود «انتِظارَهُ حتى مَالَتِ الشَّمْسُ» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ظلال السيوف) الظلال: جمع ظل، وهذا من باب الكناية والاستعارة، وهو حث على الجهاد، لأن الإنسان يميل إلى الظل طلباً للراحة، [ص:569] فقيل له: إن الجنة تحت ظلال السيوف، فمن أرادها فليدخل تحت السيف، بأن يحمله ويقاتل به، ويصبر على ألم وقعه.
(الأحزاب) جمع حزب، وهم الذين يجتمعون من طوائف متفرقة، يتعاضدون على شيء.
__________
(1) هو سالم بن أبي أمية التيمي أبو النضر المدني: مولى عمر بن عبيد الله التيمي، والد: بردان. قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ثقة ثبت، مات في خلافة مروان بن محمد سنة تسع وعشرين ومائة. " تهذيب ".
(2) البخاري 6 / 109 و 110 في الجهاد، باب لا تتمنوا لقاء العدو، وباب الجنة تحت ظلال السيوف، وباب الصبر عند القتال، وباب كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس، وفي التمني، باب كراهية تمني لقاء العدو، ومسلم رقم (1742) في الجهاد، باب كراهية تمني لقاء العدو، وأبو داود رقم (2631) في الجهاد، باب كراهية تمني لقاء العدو.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/26، 30، 62) وفي (9/105) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا معاوية بن عمرو. وفي (4/77) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي. و «أبو داود» (2631) قال: حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى. ثلاثتهم - معاوية، وعاصم، ومحبوب - عن أبي إسحاق الفزاري.
* وأخرجه مسلم (5/143) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج.
كلاهما - أبو إسحاق، وابن جريج - عن موسى بن عقبة، عن سالم أبي النضر، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/356) قال: حدثنا الحكم بن موسى (قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من الحكم) قال: حدثنا ابن عياش، عن موسى بن عقبة، عن أبي النضر، عن عبيد الله بن معمر، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم، يحب أن ينهض إلى عدوه عند زوال الشمس» .
* ورواه أيضا عن عبد الله بن أبي أوفى شيخ بالمدينة: أخرجه أحمد (4/353) قال: حدثنا إسماعيل وهو ابن إبراهيم قال: حدثنا أبو حيان عن شيخ، فذكره.
ورواه أيضا عن عبد الله بن أبي أوفى إسماعيل بن أبي خالد:.
أخرجه الحميدي (719) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (4/353) قال: حدثنا وكيع، ويعلى - وهو ابن عبيد - وفي (4/355) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/381) قال: حدثنا يحيى. و «عبد بن حميد» (523) قال: حدثنا جعفر بن عون. و «البخاري» (4/53) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله. وفي (5/142) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا الفزاري، وعبدة. وفي (8/104) قال: حدثنا ابن سلام قال: أخبرنا وكيع. وفي (9/174) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان، وفي (9/174) قال البخاري: زاد الحميدي: حدثنا سفيان و «مسلم» (5/143) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا خالد بن عبد الله (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع بن الجراح. وفي (5/144) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر، جميعا عن ابن عيينة. و «ابن ماجة» (2796) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا يعلى بن عبيد. و «الترمذي» (1678) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (602) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. و «ابن خزيمة» (2775) قال: حدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا يحيى - يعني ابن سعيد -.
عشرتهم - سفيان، ووكيع، ويعلى، ويزيد، ويحيى، وجعفر، وعبد الله بن المبارك، ومروان بن معاوية الفزاري، وعبدة بن سليمان، وخالد - عن إسماعيل بن أبي خالد، فذكره.(2/568)
1047 - (خ م) أبو هريرة - رضي اللهُ عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَتمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وإذا لَقِيتُمُوهم فاصبروا» . أخرجه البخاري، ومسلم (1) .
__________
(1) البخاري 6 / 110 في الجهاد، باب لا تتمنوا لقاء العدو، وفي التمني، باب كراهية تمني لقاء العدو، ومسلم رقم (1741) في الجهاد، باب كراهية تمني لقاء العدو.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/523) . و «مسلم» (5/143) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13874) عن أبي الجوزاء أحمد بن عثمان البصري.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، والحسن بن علي، وعبد بن حميد، وأحمد بن عثمان - عن أبي عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، عن المغيرة، وهو ابن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
وعن موسى بن يسار، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تمنوا لقاء العدو. فإنكم لا تدرون ما يكون في ذالك» .
* أخرجه أحمد (2/400) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي، ختن سلمة الأبرش. قال: حثنا سلمة ابن الفضل. قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن عمه موسى بن يسار، فذكره.(2/569)
1048 - (س) سلمة بن نفيل الكندي - رضي الله عنه - (1) : قال: كنتُ جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رَجُلٌ: يا رسولَ الله، أَذال الناسُ الخْيلَ، ووضَعوا السلاح، قالوا: لا جهادَ، قد وضَعَتِ الحربُ أوْزارَها، فأَقْبلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بوجهه، وقال: «كذَبوا، الآنَ جاءَ القتالُ، ولا تزالُ من أُمَّتي أُمَّةٌ يقاتلون على الحق، ويُزيغُ الله لهم قلوب أقوام [ص:570] ويرزُقُهم منهم، حتى تقوم الساَّعةُ، وحتى يأْتِي وعدُ اللهِ، الخْيلُ معقودٌ في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة، وهو يُوحى إليَّ: إني مقبوضٌ غيرُ مُلَبَّث، وأَنتم تتَّبِعوني، أَلاَ، فلا يضربْ بعضُكم رِقَابَ بعضٍ (2) ، وعُقْرُ دارِ المؤمنين الشامُ» . أخرجه النسائي (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أذال) الإذالة: الإهانة والابتذال.
(أوزراها) الأوزار: الأثقال، ومعنى «حتى تضع الحرب أوزارها» أي: ينقضي أمرها، وتخف أثقالها، ولا يبقى قتال.
(يزيغ) زاغ الشيء يزيغ: إذا مال.
(نواصي) جمع ناصية، وهو شعر مقدم الرأس.
(عقر الدار) أصلها بالفتح، وهو محلة القوم، وأهل المدينة يقولون: عقر الدار، بالضم.
__________
(1) هو سلمة بن نفيل السكوني، ويقال: التراغمي من أهل حمص له صحبة. روى عنه جبير بن نفير وضمرة بن حبيب ويحيى بن جابر. والتراغمي: منسوب إلى التراغم، واسمه مالك بن معاوية بن ثعلبة بن عقبة بن السكون، بطن من السكون. والسكون من كندة. " أسد الغابة ".
(2) في النسائي: وأنتم تتبعوني أفناداً يضرب بعضكم رقاب بعض.
(3) 6 / 214 و 215 في الخيل، وإسناده صحيح، وأخرجه أحمد في " المسند " 4 / 214 و 215.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/104) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن إبراهيم بن سليمان، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي. و «النسائي» (6/214) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا مروان (وهو ابن محمد) قال: حدثنا خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (4563) عن هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن أبي علقمة نصر بن علقمة.
كلاهما -الوليد، وأبو علقمة - عن جبير بن نفير، فذكره.(2/569)
الفصل الثاني: في آدابه
1049 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: كان رسول الله [ص:571] صلى الله عليه وسلم إذا غَزَا قالَ: «اللَّهُمَّ أنت عَضُدي ونصيري، بِكَ أَحُول، وبِكَ أَصُولُ، وبك أقُاتلُ» . هذه رواية أبي داود.
وفي رواية الترمذي: «أَنت عَضُدي، وأنت نصيري، وبك أقاتلُ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أحول) قال الخطابي معنى قوله: «بك أحول» : أحتال: قال: وقال ابن الانباري: الحول في كلام العرب: معناه: الحيلة، قال: ومنه قولك: «لا حول ولا قوة إلا بالله» أي: لا حيلة لي في رفع سوء ولا درك قوه إلا بالله.
وقيل: معناه: الدفع والمنع، من قولك: حال بين الشيئين: إذا منع أحدهما عن الآخر،
(أصول) أي: أسطو.
__________
(1) الترمذي رقم (3578) في الدعوات، باب في الدعاء إذا غزا، وأبو داود رقم (2632) في الجهاد، باب ما يدعى عند اللقاء، وأخرجه أحمد في مسنده 3 / 184، وإسناده صحيح، وحسنه الترمذي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/184) قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي. و «أبو داود» (2632) ، و «الترمذي» (3584) قالا: ثنا نصر بن علي، قال: نا أبي. و «النسائي» في عمل اليوم والليلة (604) قال: نا إسحاق بن إبراهيم، قال: نا أزهر بن القاسم.
ثلاثتهم -عبد الرحمن، وعلي بن نصر، وأزهر -قالوا: ثنا المثنى بن سعيد، قتادة، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ومعنى قوله عضدي يعني عوني.(2/570)
1050 - (د) ابن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان هو وجُيوشُهُ إذا عَلَوُا الثَّنايا كبَّرُوا، وإذا هبطوا سَبّحُوا، فوُضِعَتِ الصلاة على ذلك» ، أخرجه أبو داود (1) . [ص:572]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الثنايا) جمع ثنية، وهي ما ارتفع من الأرض كالنشز.
__________
(1) رقم (2595) في الجهاد، باب ما يقول الرجل إذا سافر، وهو معضل كما حققه الحافظ في " أمالي الأذكار " فقد جاء في " شرح الأذكار " 5 / 140 لابن علان ما نصه: قال الحافظ: وقع في هذا [ص:572] الحديث خلل من بعض رواته، وبيان ذلك أن مسلماً وأبا داود وغيرهما أخرجوا هذا الحديث من رواية ابن جريج عن أبي الزبير عن علي الأزدي عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبر ثلاثاً ... الحديث، إلى قوله: " لربنا حامدون "، فاتفق من أخرجه على سياقه إلى هنا. ووقع عند أبي داود بعد " حامدون ": وكان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه ... إلى آخره. وظاهره أن هذه الزيادة بسند التي قبلها، فاعتمد الشيخ - أي النووي - على ذلك وصرح بأنها عن ابن عمر، وفيه نظر، فإن أبا داود أخرج الحديث عن الحسن بن علي عن عبد الرزاق عن ابن جريج بالسند المذكور إلى ابن عمر، فوجدنا الحديث في " مصنف عبد الرزاق " قال فيه: باب القول في السفر: أخبرنا ابن جريج فذكر الحديث إلى قوله: " لربنا حامدون "، ثم أورد ثلاثة عشر حديثاً بين مرفوع وموقوف، ثم قال بعدها: أخبرنا ابن جريج قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا صعدوا الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا، فوضعت الصلاة على ذلك، هكذا أخرجه معضلاً، ولم يذكر فيه لابن جريج سنداً، فظهر أن من عطفه على الأول أو مزجه أدرجه، وهذا أدق ما وجد في المدرج.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبوداود (9951) حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أن عليا الأزدي أخبره أن ابن عمر علمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.(2/571)
1051 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: كان شِعَارُ المهاجِرين: عَبْدَ اللهِ، وشِعَارُ الأنصارِ: عبدَ الرحمن. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شعار) الشعار: العلامة.
__________
(1) رقم (2595) في الجهاد، باب الرجل ينادي بالشعار، وفي سنده الحجاج بن أرطأة، وهو كثير الخطأ والتدليس وقد عنعن، وفيه أيضاً عنعنة الحسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (2595) قال: ثنا سعيد بن منصور، قال: ثنا يزيد بن هارون، عن الحجاج، عن قتادة، عن الحسن، فذكره.
قلت: فيه الحجاج بن أبي زينب. قال عنه الحافظ: صدوق يخطئ.(2/572)
1052 - (د) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -: قال: أمَّرَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مرة أَبا بكرٍ في غَزَاةٍ، فَبَيَّتْنا ناساً، من المشركين نقْتُلُهم، [ص:573] وقتلتُ بيدي تلك الليلة سبْعة أهْلِ أبياتٍ من المشركين، وكان شعارنا: أَمِتْ.
وفي رواية أُخرى: يا منصُورُ أَمِتْ، يا منصُ أَمِتْ. أخرجه أبو داود، وانتهت روايته عند «أَمِت» الأولى.
وفي أخرى لأبي داود أيضاً قال: غزوْنا مع أبي بكرٍ زمَنَ النبي صلى الله عليه وسلم فكان شِعارنُا: أمِتْ، أمِتْ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فبيَّتْنا) التبييت الطروق ليلاً على غفلة، للغارة والنهب.
(أمِت، أمِت) أمر بالموت، وقوله: يا منص، ترخيم منصور، بحذف الراء والواو، والمراد التفاؤل بالنصر، مع حصول الغرض بالشعار، لأنهم جعلوا هذا اللفظ بينهم علامة يعرف بعضهم بعضاً بها، لأجل ظلمة الليل.
__________
(1) أبو داود رقم (2596) في الجهاد، باب ما جاء في الرجل ينادي بالشعار، ورقم (2638) في الجهاد، باب في البيات من حديث عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة، عن أبيه، وسنده حسن، وأخرجه أحمد في مسنده 4 / 46، والدارمي في سننه 2 / 219 من حديث أبي عميس عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: بارزت رجلاً فقتلته، فنفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه، فكان شعارنا مع خالد بن الوليد: أمت، يعني اقتل، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/46) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وأبو داود (2596) قال: حدثنا هناد، عن ابن المبارك. وفي (2638) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الصمد، وأبو عامر. وابن ماجة (2840) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: أنبأنا وكيع. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4516) عن أحمد بن سليمان، عن زيد بن الحباب. (ح) وعن يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب، عن عبد الرحمن بن مهدي.
ستتهم - ابن مهدي، وابن المبارك، وعبد الصمد، وأبو عامر، ووكيع، وزيد بن الحباب - عن عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، فذكره.(2/572)
1053 - (ت د) المهلب [بن أبي ُصفْرة]- رحمه الله- عَمَّنْ سَمِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ بَيَّتَكُمْ العدوُّ فقولُوا: حم، لاَ ينْصَرونَ» . [ص:574]
ورُوِي عن المُهَلبِ مُرْسَلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
وفي رواية ذكرها رزين، ولم أجدها في الأصول، قال: سمعتُ المهلَّبَ -وهو يخافُ أن يُبَيِّتَهُ الخوارجُ - يقول: سمعتُ عَلِيَّ بنَ أَبى طالبٍ يقول: - وهو يخاف أن يُبَيِّتَهُ الحَرُوريَّةُ - سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو يخاف أن يُبَيِّتَهُ أبو سفيان - «إنْ بُيِّتُمْ، فَإنَّ شِعارَكُم: حَم لا يُنْصرُون (2) » .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحرورية) طائفة من الخوارج نُسبوا إلى حروراء: اسم قرية [ص:575] يُمَد ويقصر، كان أول مجتمعهم بها، وتحكيمهم فيها.
(حم لا يُنصَرون) هذه أيضاً علامة لهم في الحرب كالأول، وقال أبو عبيدة: معناه: اللهم لا ينصرون، وقال ثعلب: هو إخبار، معناه: والله لا ينصرون، قال: ولو كان دعاء لكان مجزوماً، وإنما جعله قسماً بالله، لأن «حم» فيما يقال: اسم من أسماء الله، فكأنه قال: والله لا ينصرون.
__________
(1) الترمذي رقم (1682) في الجهاد، باب ما جاء في الشعار، وأبو داود رقم (2597) في الجهاد، باب في الرجل ينادي بالشعار، وأخرجه أحمد في مسنده 4 /65 و 5 / 377، وذكره ابن كثير في تفسيره 7 / 276 عن أبي داود والترمذي وقال: وهذا إسناد صحيح.
(2) قال القاري في " شرح المشكاة " 7 / 234 قال القاضي: أي علامتكم التي تعرفون بها أصحابكم هذا الكلام، والشعار في الأصل: العلامة التي تنصب ليعرف بها الرجل رفقته و " حم لا ينصرون " معناه: بإيماننا بما في هذه السور وما أفادنا من الثقة بربنا، لا ينصرون.
والحواميم السبع لها شأن، قال حميد بن زنجويه: حدثنا عبد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " إن مثل القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلاً، فمر بأثر غيث، فبينما هو يسير فيه ويتعجب منه، إذ هبط على روضات دمثات، فقال: عجبت من الغيث الأول، فهذا أعجب وأعجب. فقيل له: إن مثل الغيث الأول مثل عظم القرآن، وإن مثل هؤلاء الروضات الدمثات، مثل آل حم في القرآن " ذكره ابن كثير 7 / 275.
قال القاري: فنبه صلى الله عليه وسلم على أن ذكرها لعظم شأنها وشرف منزلتها عند الله تعالى، مما يستظهر به المسلمون على استنزال النصر عليهم، والخذلان على عدوهم، وأمرهم أن يقولوا: " حم " ثم استأنف وقال " لا ينصرون " جواباً لسائل عسى أن يقول: ماذا يكون إذا قلت هذه الكلمة؟ فقال: لا ينصرون.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/65) و (5/377) قال: حدثنا أسود بن عامر. قال: حدثنا شريك. وأبو داود (2597) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا سفيان. والترمذي (1682) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان. والنسائي في عمل اليوم والليلة (617) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثناأبو نعيم. قال: حدثنا شريك.
كلاهما (شريك، وسفيان) عن أبي إسحاق، عن المهلب بن أي صفرة، فذكره.
* في رواية شريك: «عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم» .
* وأخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (618) قال: أخبرني هلال بن العلاء. قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا زهير. قال: حدثنا أبو إسحاق، عن المهلب بن أبي صفرة. قال: وهو يخاف أن تبيته الحرورية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حفر الخندق، وهو يخاف أن يبيته أبو سفيان، إن بيتم فإن دعواكم حم لا ينصرون. مرسل.(2/573)
1054 - (خ م ت د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحَرْبُ خَدْعَةٌ» . أخرجه الجماعة، إلا الموطأ والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحرب خدعة) يعني: أن أمرها ينقضي بمرة واحدة من الخداع، قال الخطابي: هذا الحرف يُرْوى بفتح الخاء وسكون الدال، وهو أفصحها وأصوبها، [وبضم الخاء وسكون الدال] ، وبضم الخاء وفتح الدال، فمعنى الأولى: المرة الواحدة من الخداع: أي أن المقاتل إذا خُدع مرة واحدة، لم يكن لها إقالة، ومعنى الثانية: الاسم من الخداع، ومعنى الثالثة: أراد أن [ص:576] الحرب تخدع الرجال، وتُمَنِّيهم، ولا تفي لهم، كما يقال: فلان رجل لُعَبَة: إذا كان يكثر اللعب، وضُحكة: للذي يكثر الضحك.
__________
(1) البخاري 6 / 110 في الجهاد، باب الحرب خدعة، ومسلم رقم (1739) في الجهاد، باب جواز الخداع في الحرب، والترمذي رقم (1675) في الجهاد، باب في الرخصة في الكذب والخديعة في الحرب، وأبو داود رقم (2636) في الجهاد، باب المكر في الحرب. قال الحافظ: وفي الحديث التحريض على أخذ الحذر في الحرب، والندب إلى خداع الكفار، وأن من لم يتيقظ لذلك لم يأمن أن ينعكس الأمر عليه، وفيه الإشارة إلى استعمال الرأي في الحرب، بل الاحتياج إليه آكد من الشجاعة. كما قال المتنبي:
الرأي قبل شجاعة الشجعان ... هو أول وهي المحل الثاني
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1237) . وأحمد (3/308) والبخاري (4/77) قال: حدثنا صدقة بن الفضل. ومسلم (5/143) قال: حدثنا علي بن حجر السعدي. وعمرو الناقد، وزهير بن حرب. وأبو داود (2636) قال: حدثنا سعيد بن منصور. والترمذي (1675) قال: حدثنا أحمد بن منيع، ونصر بن علي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2523) عن محمد بن منصور المكي، والحارث بن مسكين.
جميعهم (الحميدي، وأحمد، وصدقة، وابن حجر، والناقد، وزهير، وسعيد بن منصور، وأحمد بن منيع، ونصر، ومحمد بن منصور، والحارث) عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عمرو بن دينار، فذكره.
- ورواه عن جابر أيضا أبو الزبير:
أخرجه أحمد (3/297) قال: حدثنا حجاج عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، فذكره.(2/575)
1055 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سَمَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الحرْب خُدَعة.
وفي رواية أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «الحرْبُ خَدْعَةٌ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) البخاري 6 / 110 في الجهاد، باب الحرب خدعة، ومسلم رقم (1740) في الجهاد، باب جواز الخداع في الحرب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه أحمد (2/312) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن مبارك. وفي (2/314) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. والبخاري (4/77) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عبد الرزاق. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أصرم. قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (5/143) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك.
كلاهما (ابن المبارك، وعبد الرزاق) قالا: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.(2/576)
1056 - (د) كعب بن مالك - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذَا غَزا نَاحِيَة وَرَّى بغيرها، وكان يقول: «الحربُ خَدْعَةٌ» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ورّى بغيرها) ستر وأخفى، يعني: أنه كان إذا أراد أن يقصد جهة أظهر أنه يريد غيرها، لئلا ينتهي خبره إلى مقصده، فيستعدوا للقائه.
__________
(1) رقم (2637) في الجهاد، باب المكر في الحرب، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2637) قال: حدثنا محمد بن عبيد. قال: حدثنا ابن ثور عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، فذكره.
متن هذا الحديث في «تحفة الأشراف» (8/2637) «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد سفرا ورى بغيره وكان يقول: الحرب خدعة» .(2/576)
1057 - (ط د س) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْغَزْوُ غزْوانِ، فأمَّا من اْبَتغَى وجْهَ اللهِ، وأَطاعَ الإمامَ، وأنْفَقَ الكَريمة، وياسَرَ الشَّريكَ، واْجتنَبَ الفَسادَ، فإنَّ نَوْمَهُ ونُبْهَهُ أْجرٌ [ص:577] كُلُّهُ، وأَّما من غَزَا فَخْراً، ورَيِاءً، وسُمْعَة، وعَصَى الإمام، وأفسد في الأرضِ، فإنَّهُ لم يرَجِعْ بالكَفافِ» . هذه رواية أبي داود، والنسائي (1) .
وفي رواية الموطأ قال: «الغَزْوُ غَزْوانِ، فَغَزْوٌ: تُنفَقُ فيه الكريمةُ، ويُيَاسَرُ فيه الشريك، ويُطَاعُ فيه ذو الأمْرِ، ويُجتْنَبُ فيه الفساد، فذلك الغزوُ خيرٌ كُلُّهُ، وغَزّوٌ: لا تُنفَقُ فيه الكريمةُ، ولا ييَاسرُ فيه الشريك، ولا يُطَاعُ فيه ذُو الأَمرِ، ولا يُجتْنَبُ فيه الفسادُ، فذلك الغَزْو لا يَرْجِعُ صاحِبُهُ كَفافاً» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكريمة) : النفيسة الجيدة من كل شيء.
(وياسر الشريك) مياسرة الشريك: هي التساهل معه، واستعمال اليُسر معه، وترك العسر، وهي مفاعلة من اليسر.
(سمعة ورياء) يقال: فلان فعل الشيء رياء وسمعة، أي فعله ليراه الناس ويسمعوه.
(كفافاً) الكفاف: السواء والقدر، وهو الذي لا يفضل عنه ولا يعوزه.
__________
(1) أبو داود رقم (2515) في الجهاد، باب من يغزو ويلتمس الدنيا، والنسائي 6 / 49 في الجهاد، باب فضل الصدقة في سبيل الله عز وجل، و 7 / 155 في البيعة، باب التشديد في عصيان الإمام، والدارمي 2 / 208، وأحمد 5 / 234، وإسناده صحيح، فقد صرح بقية بالتحديث عند أبي داود وأحمد وفي الرواية الثانية للنسائي.
(2) الموطأ 2 / 466 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد موقوفاً على معاذ، وهو في معنى رواية أبي داود والنسائي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (5/243) قال: حدثنا حيوة بن شريح، ويزيد بن عبد ربه. والدارمي (2422) قال: أخبرنا نعيم بن حماد. وأبو داود (2515) قال: حدثنا حيوة بن شريح الحضرمي. والنسائي (6/49) و (7/155) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد.
أربعتهم - حيوة، ويزيد بن عبد ربه، ونعيم، وعمرو بن عثمان - عن بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي بحرية، فذكره.(2/576)
1058 - (خ) موسى بن أنس - رضي الله عنهما -: قال: وذَكرَ يومَ اليمامة. قال: أَتَى أنسٌ ثَابتَ بن قيسٍ وقد حَسَرَ عن فَخِذَيْه، وهو يَتَحَنَّطُ فقال: يا عَمِّ، ما يَحْبِسُك؟ ألا تَجِيءَ؟ (1) قال: الآن يا ابن أخي، وجعل يتَحَنَّطُ من الحَنُوطِ، ثم جاءَ فجلَسَ - يعني: في الصف - فذكر في الحديث انكشافاً من الناس، فقال: هكذا عن وُجُوهِنَا حتى نُضَاربَ الْقَوْم، ما هكذا كُنَّا نَفْعَلُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بِئْسَ ما عَوَّدْتُمْ أقْرَانَكم.
قال الحميدي: هكذا فيما عندنا من كتاب البخاري، أنَّ موسى بن أنس قال: أتى أنسٌ ثابتَ بن قيس، ولم يقل: عن أنس.
قال: وأخرجه البخاري أَيضاً تعْليقاً عن ثابت عن أنس (2) ، ولم يذكُرْ لفظ الحديث (3) . [ص:579]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حسر) عن رأسه ويده: أي كشفهما.
(يتحنط) يستعمل الحنوط: وهو ما يطيب به كفن الميت خاصة، فكأنه أراد بذلك: الاستعداد للموت، وتوطين النفس على ذلك، والصبر على القتال.
(أقرانكم) جمع قرن بكسر القاف، وهو نظيرك في الحرب، وكفؤك في القتال.
__________
(1) قوله " ألا تجيء " بالنصب، و " لا " زائدة، وبالرفع وتخفيف اللام.
(2) قال الحافظ: كذا قال، وكأنه أشار إلى أصل الحديث، وإلا فرواية حماد أتم من رواية موسى بن أنس، وقد أخرجه ابن سعد والطبراني والحاكم من طرق عنه، ولفظه أن ثابت بن قيس بن شماس جاء يوم اليمامة وقد تحنط ولبس ثوبين أبيضين يكفن فيهما، وقد انهزم القوم، فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء المشركون، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء، ثم قال: بئس ما عودتم أقرانكم، منذ اليوم خلوا بيننا وبينهم ساعة، فحمل فقاتل حتى قتل، وكانت درعه قد سرقت، فرآه رجل فيما يرى النائم، فقال: إنها في قدر تحت إكاف بمكان كذا، فأوصاه بوصايا، فوجدوا الدرع كما قال، وأنفذوا وصاياه.
(3) البخاري 6 / 38 في الجهاد، باب التحنط عند القتال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/33) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. قال: حدثنا خالد بن الحارث. قال: حدثنا ابن عون عن موسى بن أنس، فذكره.(2/578)
1059 - (د) قيس بن عُباد - رحمه الله- (1) : قال: كان أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَكرهُونَ الصوت عندَ القِتالِ. أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يكرهون الصوت) كراهية الصوت في القتال: مثل أن يُناديَ بعضهم بعضاً. أو يفعل أحدهم فعلاً له أثر، فيصيح ويعرف نفسه على جهة الفخر والعجب، ونحو ذلك.
__________
(1) قيس بن عباد - بضم العين وفتح الباء مخففة - القيسي الضبعي - بضم الضاد المعجمة - أبو عبد الله البصري مخضرم ثقة، روى عن عمر وعلي وعمار، وعنه ابنه عبد الله والحسن البصري وابن سيرين، مات بعد الثمانين.
(2) رقم (2656) في الجهاد، باب فيما يؤمر به من الصمت عند اللقاء، إسناده حسن ورجاله ثقات، ويشهد له الحديث الآتي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2656) قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا هشام، (ح) وثنا عبيد الله بن عمر،ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا هشام، قال: ثنا قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عباد، فذكره.(2/579)
1060 - (د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه-: عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذلك. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2657) في الجهاد، باب فيما يؤمر به من الصمت عند اللقاء، ولا بأس بإسناده، رجاله كلهم ثقات، خلا مطر بن طهمان الوراق فإنه وإن كان صدوقاً فإنه كثير الخطأ، وأخرج له مسلم في صحيحه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2657) حدثنا عبيد الله بن عمر، ثنا عبد الرحمن، عن همام حدثني مطر عن قتادة عن أبي بردة عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك.(2/580)
1061 - () (أبو الدرداء - رضي الله عنه-) : كان يَقِف حين يَنْتَهي إلى الدَّرْبِ في مَمرِّ النَّاسِ إلى الجهادِ، فَينادي نِداء، يُسْمِعُ النَّاسَ: أَيهُّا الناسُ مَنْ كان عليه دَيْنٌ ويَظُنُّ أنهُ إنْ أُصيبَ في وجههِ هذا لم يَدَعْ له قَضاء فَلْيَرْجِعْ ولا يَتَعَنّى، فَإَّنهُ لا يعُودُ كفافاً. أخرجه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(في وجهه هذا) : مُنْصَرَفُه والجهة التي يريد أن يتوجه إليها.
__________
(1) في الأصل: بياض.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر والذي يليه من زيادات رزين.(2/580)
1062 - () (عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -) : قَالَ له رجلٌ: أُريدُ أن أبيعَ نفْسي مِنَ اللهِ، فَأُجَاهِدَ حتى أُقْتَلَ، فقال: ويْحَكَ، وأَينَ الشُّرُوط؟ أيَن قوله تعالى {التَّائِبُونَ العَابِدُونَ الحامدُونَ السَّائِحُون الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُون الآمِرُونَ بالمعروفِ والنَّاهُونَ عن المنكر والحَافِظُون لِحُدودِ الله وبَشِّرِ المؤمنين} [التوبة: 112] . أخرجه (1) . [ص:581]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وأين الشروط؟) أراد بالشروط: ما ذكره من التوبة والعبادة والحمد، وباقي الأشياء التي عدها في الآية جميعها.
__________
(1) في الأصل بياض.(2/580)
الفصل الثالث: في صدق النية والإخلاص
1063 - (خ م ت د س) أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-: قال: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الرَّجُلِ: يُقاتِلُ شَجاعَة، ويُقاتِلُ حَمِيَّة، ويقاتِلُ رياء: أيُّ ذلك في سَبيلِ الله؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «من قَاتلَ لتكونَ كلمةُ الله هي العُلْيا» .
زَاد في رواية «فهو في سبيل الله» .
هذه رواية البخاري، ومسلم، والترمذي.
وفي رواية أبي داود، والنسائي قال: إنَّ أعْرابيًّا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الرجلُ يُقاتِلُ للذِّكْرِ، ويقاتل ليُحْمَد، ويقاتِل لِيَغْنَمَ، ويقاتل لِيُرَى مَكانُهُ، فَمنْ في سبيل الله؟ قال: «من قاتلَ لتكونَ كلمةُ الله هي العُليا فهو في سبيل الله» . [ص:582]
ولم يذكر النسائي: «ويُقاتِلُ لِيُحْمَدَ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَمية) الحمية الأنفة، والاحتماء لمن يلزمك أمره.
(للذكر) : أي ليُذكر بين الناس، ويوصف بالشجاعة.
__________
(1) البخاري 6 / 21 و 22 في الجهاد، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وباب من قاتل للمغنم هل ينقص من أجره، وفي العلم، باب من سأل الله وهو قائم عالماً جالساً، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} ، ومسلم رقم (1904) في الإمارة، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، والترمذي رقم (1646) في فضائل الجهاد، باب فيمن يقاتل رياء وللدنيا، وأبو داود رقم (2517) في الجهاد، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، والنسائي 6 / 23 في الجهاد، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وابن ماجة رقم (2783) في الجهاد، باب النية في القتال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (4/392) قال: ثنا يحيى بن آدم، قال: ثنا زهير. وفي (4/417) قال: ثنا زياد بن عبد الله، يعني البكائي. وفي (4/417) قال: ثنا حسن بن موسى، قال: ثنا زهير. والبخاري (1/42) قال: ثنا عثمان، قال: نا جرير. ومسلم (6/46) قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: نا جرير.
ثلاثتهم زهير، وزياد بن عبد الله، وجرير عن منصور بن المعتمر.
2 - وأخرجه أحمد (4/397) و (405) قال: ثنا أبو معاوية. وعبد بن حميد (553) قال: نا عبد الرزاق، قال: نا الثوري. والبخاري (9/166) قال: ثنا محمد بن كثير، قال: ثنا سفيان. ومسلم (6/46) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وإسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن العلاء، قال إسحاق: نا، وقال الآخرون: ثنا أبو معاوية. (ح) وثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: عيسى بن يونس. وابن ماجة (2783) قا: ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: ثنا أبو معاوية. والترمذي (1646) قال: ثنا هناد، قال: ثنا أبو معاوية.
ثلاثتهم - أبو معاوية، وسفيان الثوري، وعيسى بن يونس - عن الأعمش.
3 - وأخرجه أحمد (4/401) قا: ثنا محمد بن جعفر، وعفان. والبخاري (4/24) قال: ثنا سليمان بن حرب. وفي (4/105) قال: ثني محمد بن بشار، قال: ثنا غندر. ومسلم (6/46) قال: ثنا محمد ابن المثنى، وابن بشار، قالا: ثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (2517) قال: ثنا حفص بن عمر. وفي (2518) قال: ثنا علي بن مسلم، قال: ثنا أبو داود. والنسائي (6/23) قال: نا إسماعيل بن مسعود، قال: ثنا خالد.
ستتهم - محمد بن جعفر غندر، وعفان، وسليمان بن حرب، وحفص بن عمر، وأبوداود، وخالد بن الحارث - عن شعبة، عن عمرو بن مرة.
ثلاثتهم - منصور، والأعمش، وعمرو بن مرة - عن شقيق بن سلمة أبي وائل، فذكره.
قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح.(2/581)
1064 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رَجُلاً قال: يا رسولَ الله رجلٌ يريدُ الجهاد في سبيل الله، وهو يَبْتَغِي عَرضاً من عَرضِ الدُّنيا؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا أجْرَ لَهُ» ، فأعْظَمَ ذلك الناسُ، وقالوا للرَّجُلِ: عُدْ لِرَسولِ الله، لَعَلَّك لم تُفْهِمهُ، فقال: يا رسول الله، رجلٌُ يرُيد الجهادَ في سبيل الله، وهو يبتغي عرضاً من عَرضِ الدنيا؟ قال: «لا أَجرَ له» ، فقالوا للرَّجل: عُدْ لرسول الله، فقال له الثالثةَ، فقال: لا أجرَ لهُ. أخرجه أبو داود (1) . [ص:583]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَرَض) عرض الدنيا: متاعها. وقيل: هو ما عدا الدينار والدرهم.
__________
(1) رقم (2516) في الجهاد، باب فيمن يغزو ويلتمس الدنيا، وفي سنده ابن مكرز الراوي عن أبي هريرة، وهو مجهول، وباقي رجاله ثقات، وفي الباب ما يشهد له، وسيذكر بعضه المصنف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/290) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/366) قال: حدثنا حسين بن محمد. وأبو داود (2516) قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، عن ابن المبارك.
ثلاثتهم (يزيد بن هارون، وحسين بن محمد، وابن المبارك) عن ابن أي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن ابن مكرز، فذكره.
* في رواية حسين بن محمد: «عن يزيد بن مكرز» وفي رواية ابن المبارك: «عن ابن مكرز رجل من أهل الشام» .(2/582)
1065 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قُلْتُ: يا رسول الله، أَخْبِرني عن الجِهادِ والغَزْوِ، فقال: «يا عَبدَ الله بْنَ عَمرو إنْ قاتلتَ صابراً مُحتْسِباً بعَثكَ الله صابراً محتسباً، وإن قَاتلتَ مرائياً مُكاثِراً، بَعَثَكَ الله مرائياً مكاثِراً، يا عبدَ اللهِ بنَ عمرو، عَلى أي حالٍ قاتلتَ أو قُتِلت، بعَثَك الله على تلك الحالِ» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(محتسباً) الاحتساب في الأعمال الصالحات، وعند المكروهات: هو البدار إلى طلب الأجر، وتحصيله بالصبر والتسليم، أو باستعمال أنواع البر ومراعاتها، والقيام بها على الوجه المرسوم فيها، طلباً للثواب المرجو منها. ومنه يقال: احتسب فلان ابناً له: إذا مات كبيراً: أي جعل أجره له عند الله ذخيرة، والحسبة: الاسم، وهي الأجر.
__________
(1) رقم (2519) في الجهاد، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وفي سنده العلاء بن عبد الله بن رافع وحنان بن خارجة لم يوثقهما غير ابن حبان، لكن يشهد له حديث أبي موسى المتقدم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2519) قال: ثنا مسلم بن حاتم الأنصاري، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: ثنا محمد بن أبي الوضاح، عن العلاء بن عبد الله بن رافع، عن بن خارجة، فذكره.(2/583)
1066 - (س) أبو أمامة الباهلي- رضي الله عنه-: قال: جاء رَجُلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أَرَأَيتَ رجلاً غَزَا يلْتَمِسُ الأَجْرَ والذِّكْرَ، مَالَهُ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا شْيء له» فأعَادها ثلاث مرارٍ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «لاشيء له» ثم قال: «إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لا يقْبَلُ منَ العْمَلِ إلا ما كان له خالصاً، وَابتُغِيَ به وجْهُهُ» .أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 25 في الجهاد، باب من غزا يلتمس الأجر والذكر، وسنده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (6/25) قال: أخبرنا عيسى بن هلال الحمصي. قال: حدثنا محمد بن حميد قال: حدثنا معاوية بن سلام عن عكرمة بن عمار عن شداد أبي عمار، فذكره.(2/584)
1067 - (س) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ غَزَا في سَبيل الله، وَلم ينْوِ إلا عِقَالاً، فَله ما نَوى» .
وفي أخرى: «وهو لا يُريِدُ إلا عِقالاً فله ما نوى» . أخرجه النسائيُّ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عقالاً) العقال: حُبَيل صغير تشد به ركبة البعير لئلا يفر، يقول: من جاهد وكان نيته أن يغنم ولو عقالاً، فإن ذلك أجره.
__________
(1) 6 / 24 و 25 في الجهاد، باب من غزا في سبيل الله ولم ينو من غزاته إلا عقالاً، وهو حديث حسن في الشواهد، في سنده يحيى بن الوليد حفيد عبادة بن الصامت، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/315) قال: ثنا يزيد بن هارون. وفي (5/320) قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، وبهز.
والدارمي (2421) قال: نا الحجاج بن منهال. وعبد الله بن أحمد (5/329) قال: ثنا عبد الواحد بن غياث، وإبراهيم بن الحجاج الناجي. والنسائي (6/24) قال: نا عمرو بن علي، قال: ثنا عبد الرحمن. وفي (6/254) قال: ني هارون بن عبد الله، قال: ثنا يزيد بن هارون.
ستتهم (يزيد، وعبد الرحمن، وبهز، والحجاج، وعبد الواحد، وإبراهيم بن الحجاج) عن حماد بن سلمة، قال: ثنا جبلة بن عطية، عن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت، فذكره.(2/584)
1068 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ طَلَبَ الشَّهادة صادقاً أُُعطِيها، وإنْ لمْ تُصِبْهُ (1) » . [ص:585] أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشهادة) القتل في سبيل الله تعالى، وإنما سمي القتيل فيه شهيداً، لأن الله وملائكته شهود له بالجنة، وقيل: لأنه ممن يستشهد به يوم القيامة مع النبي صلى الله عليه وسلم على الأمم.
__________
(1) وفي الرواية الأخرى: " من سأل الله الشهادة بصدق، بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه "، قال النووي: معنى الرواية الأولى مفسر من الثانية. ومعناهما جميعاً: أنه إذا سأل الشهادة بصدق، أعطي من ثواب الشهداء، وإن مات على فراشه. وفيه استحباب سؤال الشهادة، واستحباب نية الخير.
(2) رقم (1908) في الإمارة، باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (6/48) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا ثابت، فذكره.(2/584)
1069 - (د) يعلى بن مُنيةَ - رضي الله عنه -: قال: آذَنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالغَزْوِ، وأَنا شيخٌ كبير، ليسَ لي خَادِمٌ، فالتَمَسْتُ أَجيراً يَكْفيني، وَأُجْري له سَهْمَهُ، فوجدتُ رجلاً، فَلمَّا دنا الرحيلُ أتاني، فقال: ما أدْرِي ما السُّهْمانُ؟ وما يبْلغُ سَهْمِي؟ فَسَمِّ ليَ شيئاً، كان السهمُ أَوْ لم يكُن، فسمَّيْتُ له ثلاثَةَ دنانيرَ، فلما حَضَرَتْ غَنِيمَةٌ أَردْتُ أن أجري له سَهْمَهُ، فذكرتُ الدنانيرَ، فجئْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكرتُ له أمْرَهُ، فقال: «ما أجِدُ له في غَزْوَتِهِ هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيرَهُ التي سَمَّى» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سُهمان) جمع سهم: وهو النصيب.
__________
(1) رقم (2527) في الجهاد، باب الرجل يغزو بأجر الخدمة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2527) قال: ثنا أحمد بن صالح. قال: ثنا عبد الله بن وهب. قال: ني عاصم بن حكيم، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن عبد الله بن الديلمي، فذكره.(2/585)
1070 - (س) شداد بن الهاد - رضي الله عنه -: أن رجلاً من الأْعرابِ جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فآمن به وَاتَّبَعَهُ، ثم قال: أُهاجِرُ معك، فأوْصى به النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعضَ أَصْحابِه، فلما كانت غَزاة، غَنِم النبيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئا، [ص:586] فَقَسَمَ وقَسَمَ له، فأعْطَى أصحابَهُ ما قَسَمَ له، وكان يَرْعى ظَهْرَهم، فلمَّا جاء دَفَعُوهُ إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قِسْمٌ قَسَمَ لَكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فأخَذَهُ، فجاء به إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا؟ قال: «قَسمْتُهُ لَكَ» ، قال: ما على هذا اتَّبَعْتُكَ، ولكن اتَّبَعْتُكَ على أنْ أُرْمى إلى هَا هُنا - وأشارَ إلى حَلْقِهِ - بِسَهْمٍ فأموتَ، فأَدْخلَ الْجنَّةَ، فقال: «إنْ تَصْدُقِ اللهَ يَصْدُقْكَ» ، فلَبِثُوا قليلاً، ثم نهَضُوا في قتال العَدُوِّ، فأُتِيَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُحْمَلُ قد أصَابهُ سَهْمٌ حيثُ أشار، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَهُوَ هُوَ؟» قالوا: نعم، قال: «صَدَقَ الله فَصَدقَهُ» ، ثم كفَّنَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في جُبَّتِهِ، ثم قدَّمهُ فَصَلَّى عليْه، فكانَ ممَّا ظَهَرَ مِنْ صلاتِهِ: «اللَّهُمَّ هذا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهاجِراً في سبيلك، فَقُتِل شَهيداً، أنا شهيدٌ على ذَلك» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 60 و 61 في الجنائز، باب الصلاة على الشهداء، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/60) قال: أخبرنا سويد بن نصر. قال: أنبأنا عبد الله، عن ابن جريج، قال: أخبرني عكرمة بن خالد أن ابن أبي عمار أخبره، فذكره.(2/585)
1071 - (د) عبد الرحمن بن أبي عقبة -رحمه الله- عن أبيه: وكان مَوْلى من أهْلِ فارِس - قال: شهدتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم أُُحُداً، فَضَرْبتُ رجلاً من المشركين، فقلتُ: خُذْها، وأنا الغُلامُ الفَارِسيُّ، فالتَفَتَ إليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: «هَلاّ قُلْتَ: وأنا الغلامُ الأنصاريُّ، ابنُ أُختِ القوم منهم» .
أخرجه أبو داود وانتهت روايته عند قوله «الأنصاري» (1) .
__________
(1) رقم (5123) في الأدب، باب في العصبية، وأخرجه ابن ماجة رقم (2784) في الجهاد، باب النية في القتال، وفي سنده ابن إسحاق وقد عنعن، وعبد الرحمن بن أبي عقبة لم يوثقه غير ابن حبان، وقوله " ابن أخت القوم منهم " أخرجه أبو داود رقم (5122) من حديث أبي موسى الأشعري، وهو في " الصحيحين " مختصراً ومطولاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (5/295) . وأبو داود (5123) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحميم. وابن ماجة (2784) . قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الرحيم، وأبو بكر بن أبي شيبة -. قالوا: حدثنا حسين بن محمد. قال: حدثنا جرير، يعني ابن حازم، عن محمد بن إسحاق، عن داود بن حصين، عن عبد الرحمن بن أبي عقبة. فذكره.
قلت: فيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس، وقد عنعنه، وعبد الرحمن بن أبي عقبة، لم يوثقه غير ابن حبان.
أما الزيادة، فهي عند أبي داود (5122) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا أبو أسامة، عن عوف، عن زياد بن نمراق،عن أبي كنانة، عن أبي موسى،فذكره.
(*) تحرف في المطبوع من سنن ابن ماجة إلى جرير بن حازم بن إسحاق. انظر «تحفة الأشراف» (9/12070) .(2/586)
1072 - (د) قيس بن بشر التغلبي - رحمه الله- قال: أخبرني أبي - وكان جليساً لأبي الدَّرْداءِ - قال: كان بدمشق رَجُلٌ من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، يقالُ لهُ: ابنُ الحَنْظَلِيَّةِ (1) ، وكان رجلاً مُتَوحِّداً، قَلمَّا يُجالسُ الناسَ، إنمَّا هو صلاةٌ، فإذا فرغَ فإنما هو تَسبيحٌ وتكبيرٌ، حتى يَأْتَي أهلَهُ قال: فَمرَّ بنا ونحنُ عندَ أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تَنْفَعُنا ولا تَضُرُّكَ، قال: بَعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّة فَقَدِمَتْ، فجاء رجلٌ منهم فجلسَ في المجلسِ الذي يَجلِسُ فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قال لرجلٍ إلى جَنبِهِ: لو رأيْتَنا حين الْتَقَيْنا مع العدوِّ، فحملَ فُلانٌ فَطعنَ رجلاً منهم، فقال: خُذها مِني وأنا الغلامُ الغِفارِيُّ، كيف ترى في قوله؟ فقال: مَا أُراهُ إلا قَدْ بَطَلَ أَجْرُهُ، فَسمِعَ بذلك آخرُ، فقال: ما أرى بما قال بَأْساً، فَتنَازعَا حتى سمعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: سُبحانَ الله؟ لا بأْسَ أنْ يُؤْجَرَ ويُحْمدَ، قال أبي: فرأيتُ أبا الدرْداءِ سُرَّ بذلك، وجعلَ يَرْفعُ رأسه إليه ويقولُ: أَأَنْتَ سمعتَ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: نعم فما زالَ يُعيِدُ ذلك عليه، حتى إنِّي لأقول: لَيَبْرُكَنَّ على رُكبتيه، قال: ثم مَرَّ بنا يوماً آخرَ، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تَنْفَعُنا ولا تَضُرُّك، [ص:588] قال: نَعم، قال لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: المُنفِقُ على الخيْلِ، كالبَاسِط يَدَهُ بالصَّدَقَةِ لا يَقْبِضُها، ثُمَّ مَرَّ بنا يوماً آخرَ، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تَنفعُنا ولا تضرُّكَ، قال: نعم، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نِعمَ الرجلُ خُرَيمٌ الأسدي (2) ، لَوْلا طولُ جُمَّتهِ، وإسْبالُ إزارِهِ، فَبَلَغَ ذلك خُريْماً فَعَجلَ وأخذ شفْرةً، فقطع بها جُمَّتهُ إلى أُذُنَيْه، ورفع إزارهُ إلى أنْصَافِ سَاقَيْهِ، ثم مرّ بنا يوماً آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تنفعُنا ولا تضرّك، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنكُم قادِمُونَ على إخوانكم، فَأصْلحُوا رِحَالَكُم، وأصلحوا لِبَاسَكُم، حتى تكونوا كأنَّكم شَامَةٌ في النَّاسِ، فَإنَّ الله لا يُحبُّ الفُحشَ ولا التَّفَحُّشَ» . أخرجه أبو داود (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(متوحداً) المتوحد متفعل من الوحدة، وهو المنفرد وحده، لا يخالط الناس ولا يجالسهم.
(كلمةً تنفعنا) نصب «كلمة» بإضمار فعل تقديره: حدِّثنا، أو أسمعنا كلمة تنفعنا. [ص:589]
(سرية) السرية طائفة من الجيش، يبلغ أقصاها أربعمائة رجل.
(جُمَّتَهُ) الجمة مجتمع شعر الرأس.
(إسبال إزاره) إسبال الإزار: إرخاؤه على القدم لينال الأرض، وهو من زي المتكبرين.
(شامة) الشامة في الجسد: معروفة، أراد: كونوا بين الناس أحسنهم زيّاً وهيئة. حتى ينظروا إليكم فتظهروا لهم، كما يُنظر إلى الشامة وتظهر للرائين، دون باقي الجسد من الإنسان.
(الفحش) : الرديء من القول القبيح.
(والتفحش) : التفعل منه.
__________
(1) قال المنذري في " مختصر السنن " 6 / 53: ابن الحنظلية: هو سهل بن الربيع بن عمرو، ويقال: سهل بن عمرو، أنصاري حارثي، سكن الشام، والحنظلية أمه. وقيل: هي أم جده، وهو من بني حنظلة بن تميم.
(2) " خريم " - بضم الخاء المعجمة وفتح الراء المهملة وسكون الياء آخر الحروف، وبعدها ميم - هو ابن فاتك - بالفاء، وبعد الألف تاء ثالث الحروف مكسورة وكاف - ولخريم ولأبيه فاتك صحبة. وكنيته: أبو يحيى، ويقال: أبو أيمن.
(3) رقم (4089) في اللباس، باب ما جاء في إسبال الإزار، وإسناده حسن، وحسنه النووي في " الرياض "، وأخرجه أحمد 4 / 179، 180.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4089) حدثنا هارون بن عبد الله. ثنا أبو عامر - يعني عبد الملك بن عمرو -ثنا هشام بن سعد، عن قيس بن بشر التغلبي. قال: أخبرني أبي وكان جليسا لأبي الدرداء، فذكره.(2/587)
الفصل الرابع: في أحكام القتال والغزو
1073 - (م د ت) بُرَيْدةُ - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أمَّرَ أميراً على جيشٍِ، أو سريَّةٍ، أوْصَاهُ في خاصَّته بتقْوى الله، ومَنْ معهُ من المسلمين خيراً، ثم قال: اغْزُوا باسْمِ الله في سبيل الله، قاتِلوا مَنْ كفر بالله، اغزوا ولا تغُلُّوا، ولا تغْدِروا، ولا تُمثِّلوا، ولا تقْتُلوا وَليداً، وإذا لَقِيتَ عدوَّك من المُشْركين، فادْعُهُمْ إلى ثلاثِ خصالٍ - أو خلالٍ - فَأيَّتُهُنَّ [ص:590] ما أجابوك فاقْبَلْ منهم، وكُفَّ عنهم، ثُمَّ ادعهم (1) إلى الإسلام، فإنْ أجابوك فاقبل منهم وكُفَّ عنهم، ثم ادْعهم إلى التَّحَوُّلِ مِنْ دارِهم إلى دار المهاجرين، وأَخبِرْهُمْ، أَنَّهَمْ إنْ هم فعلوا ذلك، فلهم ما لَلمُهاجرينَ، وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحوَّلوُا منها، فأخبِرْهِمْ: أنَّهُمْ يكونُون كأعرابِ المسلمين يَجْرى عليهم حُكْم اللهِ الذي يجرى على المؤمنين، ولا يكونُ لهم في الغنيمة والفيء شيء، إلا أَنْ يجاهدُوا مع المسلمين، فإنْ هُمْ أبوْا فَسَلْهُمُ الجِزْيةَ، فَإنْ هُمْ أجابُوكَ فاقْبَلْ منهم، وكُفَّ عنهم (2) ، فإنْ [هم] أبَوْا فَاْستَعِنْ بالله عليهم [ص:591] وقاتلهم، وإذا حَاصَرْت أهل حصْنٍ، فأرادُوكَ أنْ تجعلَ لهم ذِمَّةَ اللهِ وذِمَّة نبيِّه، فلا تجعلْ لهم ذِمَّة اللهِ ولا ذمّة نبيِّهِ، ولكن اجعل لهم ذِمَّتَكَ وذِمَّةَ أصحابِكَ، فإنَّكمْ أنْ تُخْفِرُوا ذِمَمكم وذِمَّةَ أصحَابِكمْ أهْوَنُ مِنْ أنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وذِمَّةَ رسولِه، وإذا حاَصرْتَ أَهلَ حِصْنٍ، وأرادُوكَ أن تُنْزِلهم على حُكْمِ اللهِ، فلا تُنْزِلهمْ على حُكمِ الله، ولكن أَنْزِلْهم على حكمك، فإنك لا تدري: أتُصيبُ فيهم حُكمَ اللهِ، أم لا؟ هذه رواية مسلم.
وأخرجه الترمذي مختصراً، وهذا لفظه:
قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا بعثَ أميراً على جَيشٍ أوصاه في خاصَّةِ نفسِهِ بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيراً، فقال: «اغْزُوا باسمِ الله، وفي سبيل الله، قاتِلوا مَنْ كَفَرَ بالله، اغزُوا ولا تغُلُّوا، ولا تغدِرُوا، ولا تُمثِّلوا، ولا تقتُلوا وَليداً» ، قال: وفي الحديث قِصَةٌ.
وأخرجه أيضاً في موضع آخر من كتابه مثل مسلم بطوله، وأسقط منه: ذِكْرَ الجزية وطلبَها مِنْهُمْ، والباقي مثلهُ.
وقال بعده: من رواية أُخرى نحوه بمعناه، ولم يذكر لفظه، إلا أنه قال: وزاد ... وذكر حديث الجزية.
وأخرجه أبو داود، نحو رواية مسلمٍ بتغيير بعض ألفاظهِ وأسقط منه [ص:592] حديث: «ذمَّةَ الله ورسوله» وزاد في آخره: «ثم اقضوا فيهم بعدُ ما شئتُم» وأسقط من أوله من قوله: «اغْزُوا باسم الله» إلى قوله: «وليداً» ، ثم عاد وأخرجه عقيبَ هذا الحديث مُفرداً، فصار الجميع مُتَّفَقاً عليه (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خاصته) خاصة الإنسان: نفسه ومن يلزمه أمره من أهله وأقاربه وأصحابه.
(لا تغلوا) الغل الخيانة، والغُلول: ما يخفيه أحد الغزاة من الغنيمة، ولم يُحضره إلى أمير الجيش ليدخله في القسمة.
(لا تمثِّلوا) المثلة: تشويه خلقة القتيل، والتنكيل به.
(وليداً) الوليد الصبي الصغير، والجمع ولدان.
(خِلال) جمع خَلَّة، وهي الخصلة.
(أعراب) الأعراب ساكنو البادية من العرب.
(الغنيمة) ما حصله الغزاة بسيوفهم عن قتال.
(الفيء) ما حصل لهم من أموال العدو عن غير قتال. [ص:593]
(الجزية) البراءة، وهي فعلة، من جزيت.
(يُخفروا الذمة) الذمة، الأمانة، وإخفارها: نقضها وترك العمل والوفاء بها.
(تنزلهم) أي: تلجئهم، وأصله كأنه يضطره إلى أن ينزل من العلو إلى السفل.
__________
(1) قال النووي: هو في جميع نسخ مسلم " ثم ادعهم " قال القاضي عياض: صواب الرواية " ادعهم " بإسقاط " ثم " وقد جاء بإسقاطها على الصواب في كتاب أبي عبيد، وفي سنن أبي داود وغيرهما؛ لأنه تفسير للخصال الثلاث، وليست غيرها.
وقال المازري: ليست " ثم " هنا زائدة، بل دخلت لاستفتاح الكلام.
ومعنى الحديث: أنهم إذا أسلموا يستحب لهم أن يهاجروا إلى المدينة، فإن فعلوا كانوا كالمهاجرين قبلهم في استحقاق الفيء والغنيمة، وإلا فهم كسائر أعراب المسلمين الساكنين في البادية من غير هجرة ولا غزو، فيجري عليهم أحكام الإسلام، ولا حق لهم في الغنيمة والفيء، وإنما يكون لهم نصيب من الزكاة إن كانوا بصفة استحقاقها.
قال الشافعي: الصدقات للمساكين ونحوهم ممن لا حق لهم في الفيء، والفيء للأجناد، ولا يعطى أهل الفيء من الصدقات، ولا أهل الصدقة من الفيء، واحتج بهذا الحديث، وقال مالك وأبو حنيفة: المالان سواء ويجوز صرف كل واحد منهما إلى النوعين.
وقال أبو عبيد: هذا الحديث منسوخ، وإنما كان هذا الحكم أول الإسلام لمن لم يهاجر، ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض} ، وهذا الذي ادعاه أبو عبيد لا يسلم له.
(2) قال النووي: هذا مما يستدل به مالك والأوزاعي وموافقوهما في جواز أخذ الجزية من كل كافر، عربياً كان أو عجمياً، كتابياً أو مجوسياً أو غيرهما.
وقال أبو حنيفة: تؤخذ الجزية من جميع الكفار، إلا مشركي العرب ومجوسهم، وقال الشافعي: لا تقبل إلا من أهل الكتاب والمجوس، عرباً كانوا أو عجماً، ويحتج بمفهوم آية الجزية، [ص:591] وبحديث " سنوا بهم سنة أهل الكتاب "، ويتأول هذا الحديث على أن المراد بأخذ الجزية أهل الكتاب؛ لأن اسم المشرك يطلق على أهل الكتاب وغيرهم، وكان تخصيصهم معلوماً عند الصحابة.
(3) مسلم رقم (1731) في الجهاد، باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث، والترمذي رقم (1617) في السير، باب ما جاء في وصيته صلى الله عليه وسلم في القتال، ورقم (1408) في الديات، باب ما جاء في النهي عن المثلة، وأبو داود رقم (2612) في الجهاد، باب دعاء المشركين، ومختصراً رقم (2613) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (5/352) قال: ثنا وكيع. وفي (5/358) قال: ثنا عبد الرحمن. والدارمي (2444) و (2447) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. ومسلم (5/139) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع بن الجراح. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا يحيى بن آدم. (ح) وحدثني عبد الله بن هاشم، قال: حدثني عبد الرحمن - يعني ابن مهدي -. وأبو داود (2612) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: حدثنا وكيع. وفي (2613) قال: حدثنا أبو صالح الأنطاكي محبوب ابن موسى، قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري. وابن ماجة (2858) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، والترمذي (1408 و 1617) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (1617) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1929) عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام، عن إسحاق الأزرق.
سبعتهم - وكيع، وعبد الرحمن، ومحمد بن يوسف، ويحيى بن آدم، وأبو إسحاق، وأبو أحمد، وإسحاق الأزرق - عن سفيان.
2 - وأخرجه مسلم (5/140) قال: حدثني حجاج بن الشاعر، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث. وفي (5/140) قال: حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء، عن الحسن بن الوليد. والنسائى في الكبرى «تحفة الأشراف» (1929) عن أحمد بن حفص، عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان. (ح) وعن محمود بن غيلان، عن عبد الصمد بن عبد الوارث.
ثلاثتهم (عبد الصمد، والحسين، وإبراهيم) عن شعبة.
3 - وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1929) عن أحمد بن سليمان، عن يعلى بن عبيد، عن إدريس الأودي.
ثلاثتهم - سفيان، وشعبة، وإدريس - عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، فذكره.
في رواية سفيان. قال: قال علقمة: فذكرت هذا الحديث لمقاتل بن حيان، فقال: حدثني مسلم، هو ابن هيصم، عن النعمان بن مقرن، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث سليمان بن بريدة.
قال الترمذي: وحديث بريدة حديث حسن صحيح.(2/589)
1074 - (خ م د) عبد الله (1) بن عونٍ - رحمه الله- قال: كَتَبْتُ إلى نَافِعٍ أسأله عن الدُّعاءِ قبلَ القتالِ؟ فكَتَبَ إَليَّ: إنما كان ذلك في أول الإسلام، وقد أغارَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على بني المصْطَلِقِ وهُمْ غَارُّونَ، وأنعامُهُم تُسْقَى على الماء، فَقَتلَ مُقَاتِلَتَهمْ، وسَبَى ذَرَاريَّهُمْ، وأصاب يومَئِذٍ جُوَيْرِية. حدَّثني به عبدُ اللهِ بن عمر، وكان في ذلك الجيش. أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود (2) .
إلا أنَّ في كتاب مسلم: قال يحيى: أحسِبُه قال: - جُوَيْرِيَة - أو: البتّةَ ابنة الحارث (3) . [ص:594]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الدعاء قبل القتال) أراد بالدعاء: الإنذار، وأن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم.
(غارُّون) الغِرَّة الغفلة، ورجل غار، وقوم غارون.
(سبيهم) سبيت العدو سبياً، إذا أسرته، واستوليت عليه.
(جويرية) تصغير جارية، هي زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي جويرية بنت الحارث.
__________
(1) هو عبد الله بن عون بن أرطبان المزني مولاهم البصري أبو عون الخراز أحد الأعلام، روى عن عطاء ومجاهد وسالم والحسن والشعبي وخلق، وعنه شعبة والثوري وابن علية ويحيى القطان. قال ابن مهدي: ما أحد أعلم بالسنة بالعراق من ابن عون مات سنة 151 هـ.
(2) البخاري 5 / 122 و 123 في العتق، باب من ملك من العرب رقيقاً فوهب، ومسلم رقم (1730) في الجهاد، باب جواز الإغارة على الكفار، وأبو داود رقم (2633) في الجهاد، باب في دعاء المشركين، وأخرجه أحمد في " المسند " رقم (4857) و (4875) و (5124) .
(3) قال النووي في " شرح مسلم " 12 / 36: أما قوله: " أو البتة " فمعناه: أن يحيى بن يحيى أحد [ص:594] رواة الحديث قال: أصاب يومئذ بنت الحارث، وأظن شيخي سليم بن أخضر سماها في روايته: جويرية، أو أعلم ذلك وأجزم به وأقوله: البتة، وحاصله: أنها جويرية فيما أحفظه إما ظناً وإما علماً، ثم قال:
وفي هذا الحديث: جواز الإغارة على الكفار الذين بلغتهم الدعوة من غير إنذار بالإغارة، وفي هذه المسألة ثلاثة مذاهب حكاها المازري والقاضي، أحدها: يجب الإنذار مطلقاً، قاله مالك وغيره، وهذا ضعيف. والثاني: لا يجب مطلقاً، وهذا أضعف منه أو باطل. والثالث: يجب إن لم تبلغهم الدعوة، ولا يجب إن بلغتهم، لكن يستحب، وهذا هو الصحيح، وبه قال نافع مولى ابن عمر، والحسن البصري والثوري والليث والشافعي وأبو ثور وابن المنذر والجمهور، قال ابن المنذر: وهو قول أكثر أهل العلم، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة على معناه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/31) (4857) قال: حدثنا معاذ. وفي (2/32) (4873) قال: حدثنا يزيد. وفي (2/51) (5124) قال: حدثنا إسماعيل. والبخاري (3/194) قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (5/139) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: حدثنا سليم بن أخضر. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. وأبو داود (2633) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والنسائي في الكبرى «الورقة / 114 - ب» قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع.
سبعتهم - معاذ بن معاذ، ويزيد بن هارون، وإسماعيل بن إبراهيم، وعبد الله بن المبارك، وسليم بن أخضر، وابن أبي عدي، ويزيد بن زريع - عن ابن عون، فذكره.(2/593)
1075 - (ت) أبو البختري [سعيد بن فيروز]- رحمه الله-: أنَّ جيْشاً مِنْ جُيُوش المسلمين كان أَميرهم سَلْمَانُ الفارِسِيُّ - حَاصَرُوا قَصْراً مِنْ قُصُورِ فَارِسَ، فقال المسلمُون: ألاَ ننْهَدُ إليهم؟ قال: دَعوني أدعوهم، كما سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَدْعُو، فأتاهم فقال: «إنَّما أَنا رجلٌ منكم فارسِيٌّ، وتَرُون أن [ص:595] العربَ يُطيعوننِي، فَإنْ أسْلَمْتُم فَلكم مِثْلُ الذي لنا، وعليكم مِثلُ الذي عَليْنَا، وإنْ أبيْتُمْ إلا دِينَكم تَرَكْناكم عليه، وأعطُونا الجزيةَ عن يدٍ وأنتم صاغِرون وَرَطَنَ [إليهم] بِالفارِسِيَّةِ: وأَنتم غَيْرُ مَحُمودِينَ - وإنْ أبيْتُمْ نَابذْناكم على سَوَاءٍ» ، قالوا: ما نحن بالذي نُعطِي الجزْيةَ، ولكنَّا نقاتِلُكُم، قالوا: يا أَبا عبدَ الله، ألا نَنْهَدُ إليهم؟ قال: لا فَدَعاهُمْ ثلاثةَ أَيام إلى مِثْلِ هذا، ثم قال: انْهَدُوا إليهم، فَنَهَدُوا إليهم، فَفَتَحُوا ذلك الْقَصْرَ. أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ننهد) نهد إلى العدو: إذا زحف إليه ليقاتله.
(عن يد) إن أُريد باليد: يد المُعطي. فالمعنى: عن يد مواتية غير ممتنعة، لأن من أبى وامتنع لم يُعْط يده، وإن أُريد بها يد الآخذ، فالمعنى: عن يد قاهرة مستولية، أو عن إنعام عليها، لأن قبول الجزية منهم، وترك أرواحهم لهم نعمة عليهم.
(صاغرون) الصغار، الذل، والصاغر: اسم فاعل منه.
(رطن) الرطانة، الكلام بالأعجمية، والأعجمية: كل لغة خالفت العربية. [ص:596]
(نابذناكم على سواء) نابذناكم الحرب: كاشفناكم وقابلناكم. والسواء: المستوي، أي على طريق مستقيم، وهو أن يُظهر لهم العزم على القتال، ويخبرهم به إخباراً مكشوفاً. وقيل: على استواء في العلم بالمنابذة منا ومنكم.
__________
(1) رقم (1548) في السير، باب ما جاء في الدعوة قبل القتال، وقال: وفي الباب عن بريدة والنعمان بن مقرن، وابن عمر وابن عباس، وحديث سلمان حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث عطاء بن السائب: سمعت محمداً - يعني البخاري - يقول: أبو البختري لم يدرك سلمان، لأنه لم يدرك علياً، وسلمان مات قبل علي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه الترمذي (1548) قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا أبو عوانة، عن عطاء بن السائب عن أبي البختري، فذكره.
وقال الترمذي: وحديث سلمان حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث عطاء بن السائب، وسمعت محمدا يقول: أبو البختري لم يدرك سلمان، لأنه لم يدرك عليا، وسلمان مات قبل عليّ.(2/594)
1076 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا بعثَ جيشاً قال: «انطلقوا باسمِ اللهِ، لا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طِفلاً صغيراً، ولا امْرأة، ولا تَغُلُّوا، وضمُّوا غَنائمَكم، وأَصلِحُوا وأحْسِنُوا، إن اللهَ يُحِبُّ المحْسِنينَ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2614) في الجهاد، باب دعاء المشركين، وفي سنده خالد بن الفزر الراوي عن أنس لم يوثقه غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات، وله شواهد يتقوى بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2614) حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن آدم، وعبيد الله بن موسى عن حسن بن صالح عن خالد بن الفزر حدثني أنس بن مالك، فذكره.(2/596)
1077 - (م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعثَ أحداً من أَصحابهِ في بعض أمرِهِ، قَالَ: «بشِّروا، ولا تُنَفِّرُوا، ويسِّروا ولا تُعَسِّروا» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1732) في الجهاد، باب في الأمر بالتيسير وترك التنفير.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (1732) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب «واللفظ لأبي كريب» . قالا: ثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، فذكره.(2/596)
1078 - (ط) مالك بن أنس - رضي الله عنه -: بَلَغَهُ: أنَّ عمر بن عبد العزيز كتبَ إلى عامِلٍ من عُمَّالِهِ: إنَّهُ بلَغَنَا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعثَ سَرِيَّة يقولُ لهم: «اغزوا باسم الله، في سبيل الله، تُقَاتلُونَ من كَفَرَ بالله، لا تغُلُّوا ولا تَغْدِرُوا، ولا تُمثِّلوا، ولا تَقْتُلُوا وليداً، فَقُلْ ذلك لجيُوشِكَ وسَراياكَ، [ص:597] إنْ شاءَ الله، والسلامُ عليْكَ» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 448 في الجهاد، باب النهي عن قتل النساء والولدان في الغزو.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (17/3) بلغه أن عمر بن عبد العزيز، فذكره.
قال الزرقاني (3/17) : وصله أحمد ومسلم وأصحاب السنن من طريق سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة، عن أبيه.(2/596)
1079 - (ت د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «اقتُلوا شُيوخَ المشركين، واستَبْقُوا شَرخَهُمْ» .
يعني: مَنْ لم يُنْبِتْ منهم. أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شرخهم) الشرخ جمع شارخ، وهو الشاب، كصاحب وصحب، أراد بهم الصغار الذين لم يبلغوا الحلم.
وقيل: أراد بالشرخ: أهل الجلَد الذين يصلحون للملك والخدمة. وقيل: الشرخ أول الشباب، فهو واحد يكفي من التثنية والجمع، كصوم وعدل.
__________
(1) أبو داود رقم (2670) في الجهاد، باب قتل النساء، والترمذي رقم (1583) في السير، باب ما جاء في النزول على الحكم، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وصححه ابن حبان مع أن فيه عنعنة الحسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف:
1 - أخرجه أحمد (5/12) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (5/20) قال: حدثنا هشيم. وأبو داود (2670) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا هشيم.
كلاهما - أبو معاوية، وهشيم -عن الحجاج بن أرطأة.
2 - وأخرجه الترمذي (1583) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، أبو الوليد الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير.
كلاهما - الحجاج، وسعيد - عن قتادة، عن الحسن، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، ورواه الحجاج بن أرطأة، عن قتادة نحوه.
قلت: فيه الوليد بن مسلم، والحجاج بن أرطأة وهما مدلسان، وقد عنعنا، وكذلك الحسن البصري.(2/597)
1080 - (خ م ط ت د) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: وُجِدَتِ امرأَةٌ مَقْتُولُة في بعض مَغازي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَنَهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قَتْلِ النِّساءِ والصِّبْيانِ. وفي رواية: فَأنْكَرَ.
أخرجه الجماعة إلا النسائي غيرَ أَنَّ الموطأَ أَرسله عن نافع عن [ص:598] النبي صلى الله عليه وسلم (1) .
__________
(1) البخاري 6 / 104 في الجهاد، باب قتل الصبيان في الحرب، وباب قتل النساء في الحرب، ومسلم رقم (1744) في الجهاد، باب تحريم قتل النساء والصبيان، والموطأ 2 / 447 في الجهاد، باب ما جاء في النهي عن قتل النساء والصبيان والولدان، والترمذي رقم (1569) في الجهاد، باب ما جاء في النهي عن قتل النساء والصبيان، وأبو داود رقم (1668) في الجهاد، باب في قتل النساء، والدارمي في سننه 2 / 223 في السير، باب النهي عن قتل النساء والصبيان، وابن ماجة رقم (2841) في الجهاد، باب الغارة والبيات وقتل النساء، وأحمد 2 / 122 و 123.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (277) . وأحمد (2/22) (4739) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2/23) (4746) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: أخبرنا عبد الله، يعني ابن مبارك، قال: أنبأنا مالك بن أنس. وفي (2/75) (5458) قال: حدثنا إؤسحاق بن سليمان، قال: حدثنا مالك. وفي (2/91) (5658) قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا ليث. وفي (2/100) (5753) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن قرم، عن زيد، يعني ابن جبير. وفي (2/115) (5959) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا شريك، عن محمد بن زيد. وفي (2/122) (6037) قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا الليث بن سعد. وفي (2/123) (6055) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث. والدارمي (2465) قال: أخبرنا محمد بن عيينة، عن علي بن مسهر، عن عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم. والبخاري (4/74) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: قلت لأبي أسامة: حدثكم عبيد الله. ومسلم (5/144) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح، قالا: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن بشر، وأبو أسامة، قالا: حدثنا عبيد الله بن عمر. وأبو داود (2668) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن موهب وقتيبة - يعني ابن سعيد - قالا: حدثنا الليث. وابن ماجة (2841) قال: حدثنا يحيى بن حكيم. قال: حدثنا عثمان ابن عمر. قال: أخبرنا مالك بن أنس. والترمذي (1569) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث. والنسائى في الكبرى «الورقة / 115 - ب» قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث.
خمستهم - مالك، وعبيد الله بن عمر، والليث بن سعد، وزيد بن جبير، ومحمد بن زيد - عن نافع، فذكره.(2/597)
1081 - (د) رباحُ بن الربيع - رضي الله عنه -: قال: كُنَّا مع رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم في غَزْوةٍ، فرأى النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ على شيءٍ، فبعثَ رجُلاً فقال: انظُرْ عَلامَ اجتَمَعَ هؤلاء؟ فجاء، فقال: على امرأةٍ قتيلٍ، فقال: ما كانت هذه لتقُاتِلَ، قال: وعلى المقدِّمَة خالدُ بنُ الوليد، قال: فَبَعَثَ رجلاً، فقال: قُل لخالد: لا تَقْتُلُنَّ امرأَة ولا عَسِيفاً. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عسيفاً) العسيف: الأجير.
__________
(1) رقم (2669) في الجهاد، باب في قتل النساء، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن:
1- أخرجه أحمد (3/488 و 4/346) قال: حدثنا أبو عامر، عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا المغيرة ابن عبد الرحمن. وفي (3/488 و 4/178) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثنا عبد الرحمن ابن أبي الزناد. وفي (3/488) و (4/178) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا ابن جريج. وفي (4/346) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن. وابن ماجة (2842) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3600) عن قتيبة، عن المغيرة بن عبد الرحمن.
ثلاثتهم - المغيرة، وابن أبي الزناد، وابن جريج - عن أبي الزناد.
2 - وأخرجه أبو داود (2669) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3600) عن عمرو بن منصور. كلاهما - أبو داود، وعمرو - عن أبي الوليد الطيالسي، قال: حدثنا عمر بن المرقع بن صيفي.
كلاهما - أبو الزناد، وعمر بن المرقع - قالا: حدثني المرقع بن صيفي، فذكره.(2/598)
1082 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله-: أنَّ أبا بَكْرٍ - رضي الله عنه - بَعَثَ جُيوشاً إلى الشامِ، فَخرجَ يُشَيِّعُهم: فمشى مع يَزيد بنِ أبي سُفيان، وكان أميرَ رُبْعٍ من تلكَ الأرْباعِ، فَقال يزيدُ لأبي بكر: إمَّا أنْ تركبَ وإِمَّا أن أَنزِلَ، فقال له: ما أنتَ بِنازِلٍ، ولا أنا براكبٍ، إنِّي أحْتَسِبُ خُطايَ [ص:599] في سبيل اللهِ، ثم قال: إنك سَتجدُ قوماً زَعَموا أَنَّهُمْ حَبَسُوا أنفُسَهمْ لله، فَدَعْهُمْ وما زَعمُوا أَنهم حَبَسُوا أنفُسَهم له، وستجدُ قوماً فَحصُوا عن أوساط رؤوسِهمْ الشَّعر، فاضربْ ما فَحَصوا عنه بالسيف، وإنِّي مُوصِيكَ بعَشْرٍ: لا تَقْتُلَنَّ امرأةً، ولا صبِياً، ولا كبيراً هَرماً، ولا تَقْطَعْ شَجَراً مُثْمِراً، ولا تُخَرِّبَنَّ عامِراً، ولا تَعْقِرَنَّ شاة ولا بعيراً إلا لِمَأْكَلَةٍ، ولا تُغرِّقنَّ نَخْلاً ولا تُحَرِقَنَّه، ولا تَغُلُّوا، ولا تَجْبُنُوا. أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأرباع) جمع رُبع، يعني ربع الجيش، كأنه قسم الجيش أربعة أقسام، وكان هذا أمير قسم واحد منها.
(احتسب) الاحتساب قد تقدم شرحه آنفاً [صفحة: 583] .
(حبسوا أنفسهم) أراد بالذين حبسوا أنفسهم: الرهبان الذين تديَّروا الصوامع، وأقاموا بها، ولم يخرجوا منها، وتُسَمِّيه النصارى: الحبيس.
(فحصوا) كشفوا: أراد الذين يحلقون وسط رؤوسهم فيتركونها مثل أفحوص القطا، وهو مجثمها، وهم الشمامسة.
(لا تعقرن) العقر ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف، وهو قائم، والمراد النهي عن قتل الحيوان لغير حاجة إليه.
__________
(1) 2 / 447 و 448 في الجهاد، باب النهي عن قتل النساء والصبيان في الغزو، وفيه انقطاع، لأن يحيى بن سعيد لم يدرك أبا بكر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (3/16) عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر، فذكره.(2/598)
1083 - (ت د) النعمان بن مقرن - رضي الله عنه -: قال: غَزوْتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم غَزواتٍ، فكان إذا طَلَعَ الفجرُ أَمْسَكَ عن القتالِ، حتى تطلعَ الشمسُ، فإذا طَلَعَتْ قَاتَلَ، حتى إذا انْتَصَفَ النَّهارُ أمسك حتى تَزُولَ الشَّمْسُ، فإذا زالَتْ قاتلَ حتى اْلعَصْر، ثم أَمسك حتى يُصَلِّيَ العصرَ، ثم قاتل [قال (1) ] : وكان يقول: عند هذه الأوقاتِ تَهيجُ رياحُ النَّصرِ، ويدعُو المؤمنون لجيوشِهم في صلواتهم. هذه رواية الترمذي.
واختصره أبو داود، وقال: شَهِدْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يُقاتِلْ في أوَّل النَّهارِ، أَخَّرَ القتالَ حتَّى تَزُولَ الشَّمسُ، وتَهُبَّ الرِّياحُ، وينْزِلَ النَّصر (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ريح النصر) العرب تسَمِّي الريح: النصر. يقولون: كانت الريح لفلان، أي النصرة، ومنه قوله تعالى: {وتَذْهَبَ رِيحُكُم} .
__________
(1) أي: قتادة، وهو الراوي عن النعمان بن مقرن.
(2) الترمذي رقم (1612) في السير، باب ما جاء في الساعة التي يستحب فيها القتال، من حديث معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن النعمان بن مقرن، ورجاله ثقات، إلا أن قتادة لم يسمع من النعمان بن مقرن، وأخرج الرواية المختصرة هو (1613) ، وأبو داود رقم (2655) في الجهاد، باب في أي وقت يستحب اللقاء، من حديث أبي عمران الجوني عن علقمة بن عبد الله المزني، عن معقل بن يسار عن النعمان بن مقرن، وإسناده صحيح، وقد وقع في كلام الضحاك في آخر حديث أخرجه البخاري في صحيحه 6 / 201 في الجزية باب الجزية والموادعة: " ولكني شهدت القتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يقتل في أول النهار انتظر حتى تهب الأرواح وتحضر الصلوات " وسيورده المصنف قريباً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
الرواية الثانية صحيحة: أخرجه الترمذي (1612) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، فذكره.
* قال الترمذي: وقد روي هذا الحديث عن النعمان بن مُقرن بإسناد أوصل من هذا، وقتادة لم يدرك النعمان بن مقرن، ومات النعمان بن مقرن في خلافة عمر.
والرواية الثانية أخرجها أحمد (5/444) قال: حدثنا عبد الرحمن، وبهز. وأبو داود (2655) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. والترمذي (1613) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا عفان بن مسلم، والحجاج بن منهال. والنسائي في الكبرى «الورقة 115 - ب» قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
خمستهم - عبد الرحمن، وبهز، وموسى، وعفان، والحجاج - عن حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن علقمة بن عبد الله المزني، عن معقل بن يسار، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وعلقمة بن عبد الله هو أخو بكر بن عبد الله المزني.(2/600)
1084 - (م ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يُغيرُ عِنْدَ صَلاةِ الصُّبحِ، وكان يَستْمِعُ، فإذا سَمِع أَذَاناً أمْسَكَ، وَإلاَّ أَغارَ. هذه رواية أبي داود.
وفي رواية مسلم، قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إنما يُغِيرُ إذا طَلَعَ الفَجْرُ، وكان يستمِعُ الأذان، فإنْ سمع أذاناً أَمْسكَ، وإلا أغارَ، فسمع رجلاً يقولُ: الله أكبر، الله أكبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «على الفِطْرَةِ» ، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خَرَجْتَ من النار» ، فَنَظَرُوا فإذا هو رَاعي مِعْزى.
وأخرجه الترمذي مثل مسلم إلى قوله: «من النار» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يغير) الإغارة: معروفة، تقول منه: أغار يغير إغارة، والغارة: الاسم.
(الفطرة) الخلقة يعني ما خلقه الله تعالى عليه من الإيمان.
__________
(1) مسلم رقم (382) في الصلاة، باب الإمساك عن الإغارة إذا سمع فيهم الآذان، والترمذي رقم (1618) في السير، باب ما جاء في وصيته صلى الله عليه وسلم في القتال، وأبو داود رقم (2634) في الجهاد، باب في دعاء المشركين، وأخرجه الدارمي في سننه 2 / 217 في السير، باب الإغارة على العدو.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:مسلم في الصلاة عن زهير بن حرب عن يحيى القطان أبو داود في الجهاد (100:2) عن موسى بن إسماعيل. الترمذي في السير (48: 3) عن الحسن بن علي بن الخلال عن عفان. و (48: 3) أبو الوليد فرقهما. أربعتهم وقال الترمذي: حسن صحيح. الأشراف (1/117) .(2/601)
1085 - (خ م ط ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين خرجَ إلى خَيْبَرَ، أَتاها ليْلاً، وكان إذا أتَى قوماً بليلٍ لم يغِرْ حتى يُصْبِحَ، فخرجتْ يَهودُ بِمسَاحِيهِمْ ومَكاتِلِهِمْ، فلما رأوه قالوا: مُحمَّدٌ واللهِ، محمدٌ والخميسُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اللهُ أكبر، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إذا نَزَلنَا بِساحَةِ قومٍ فساءَ صَباحُ المُنذرِينَ» . أخرجه الموطأ والترمذي هكذا.
وهُوَ طرف من حديث طويل، قد أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وهو مذكور في كتاب الغَزَواتِ، في غزوة خيبر، من حرف الغين (1) . [ص:603]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بمساحيهم) المساحي جمع مسحاة، وهي المِجرفة من الحديد.
(ومكاتلهم) المكاتل: جمع مكتل، وهو كالزِّنبيل يسع خمسة عشر صاعاً، والصاع: خمسة أرطال وثلث عند أهل الحجاز، وثمانية أرطال عند أهل العراق، على اختلاف المذهبين.
(والخميس) : الجيش.
__________
(1) البخاري 1 / 404 و 405 و 406 في الصلاة، باب ما يذكر في الفخذ، وفي الأذان، باب ما يحقن بالأذان من الدماء، وفي صلاة الخوف، باب التكبير والغلس بالصبح، وفي الجهاد، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والنبوة، وباب التكبير عند الحرب، وفي الأنبياء، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر، ومسلم رقم (1365) في الجهاد، باب غزوة خيبر، والموطأ 2 / 468 و 469 في الجهاد، باب ما جاء في الخيل والمسابقة بينها، والترمذي رقم (1550) في السير، باب في البيات والغارات، وأبو داود رقم (2995) و (2996) و (2997) و (2998) في الخراج، باب ما جاء في سهم الصفي، وفي النكاح رقم (2054) ، باب الرجل يعتق أمته فيتزوجها، ورقم (2123) في النكاح، باب في المقام عند البكر، والنسائي 1 / 271 و 272 في الصلاة، باب التغليس في السفر، و 6 / 131 و 132 و 133 و 134 في النكاح، باب البناء في السفر، الحديث بطوله، وأخرجه أحمد في مسنده 3 / 102 و 110 و 164 و 186 و 206 و 246 و 263.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (3/101 و 186) . والبخاري (1/103) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. ومسلم (4/145 و5/185) قال: حدثنا زهير بن حرب. وأبو داود (2998) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. وفي (3009) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم وزياد بن أيوب. والنسائي (6/131) قال: أخبرنا زياد بن أيوب. وفي الكبرى «تحفة الأشراف - 990» عن إسحاق بن إبراهيم. وابن خزيمة (351) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم.
أربعتهم - أحمد، ويعقوب، وزهير، وزياد - عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية.
2 - وأخرجه أبو داود (2998 و 3009) قال: حدثنا داود بن معاذ، قال: حدثنا عبد الوارث.
كلاهما - إسماعيل، وعبد الوارث -عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره.
-ورواه أيضا ثابت البناني عنه:
1 - أخرجه أحمد (3/186) قال: حدثنا يونس. في (3/242) قال: حدثنا سُريج بن النعمان. والبخاري (2/19) قال: حدثنا مسدد. ومسلم (4/146) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني. وابن ماجة (1957) قال: حدثنا أحمد بن عبدة. والنسائي في الكبرى «تحفة - 1-3» عن مخلد بن خداش.
ستتهم- يونس، وسريج، ومسدد، وأبو الربيع، وأحمد بن عبدة، ومخلد- قالوا: حدثنا حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب، وثابت، فذكراه.
2 - وأخرجه البخاري (3/109) . والنسائي (1/271) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.
كلاهما - البخاري، وإسحاق - عن سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، فذكره «ولم يذكر عبد العزيز بن صهيب» .
3 - وأخرجه أبو داود (2996) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب، فذكره. و «ولم يذكر ثابتا البناني» .
ورواه أيضا حميد الطويل عنه:
1 - أخرجه مالك «الموطأ» (290) . والبخاري (4/58) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (5/167) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. والترمذي (1550) قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا معن. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف - 734» عن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين. كلاهما عن عبد الرحمن بن القاسم.
أربعتهم - ابن مسلمة، وابن يوسف، ومعن، وعبد الرحمن - عن مالك بن أنس.
2 - وأخرجه أحمد (3/159) قال: حدثنا سليمان. والبخاري (1/158 و 4/58) قال: حدثنا قتيبة. كلاهما (سليمان وقتيبة) قالا: حدثنا إسماعيل بن جعفر.
3 - وأخرجه أحمد (3/206) قال: حدثنا ابن أبي عدي.
4- وأخرجه أحمد (3/236 و 237) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق.
5 - وأخرجه أحمد (3/263) قال: حدثنا عبد الله بن بكر.
6 - وأخرجه البخاري (4/58) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا أبو إسحاق.
ستتهم - مالك، وإسماعيل، وابن أبي عدي، وابن إسحاق، وابن بكر، وأبو إسحاق الفزاري - عن حميد الطويل، فذكره.
-ورواه أيضا محمد بن سيرين عنه:
1- أخرجه الحميدي (1198) ، وأحمد (3/111) . والبخاري (4/68) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (4/253) قال: حدثنا علي بن عبد الله.
وفي (5/167) قال: أخبرنا صدقة بن الفضل. والنسائي (7/203) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد.
ستتهم - الحميدي، وأحمد، وعبد الله بن محمد، وعلي، وصدقة، ومحمد بن عبد الله - عن سفيان ابن عيينة.
2 - وأخرجه أحمد (3/163) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر.
كلاهما - سفيان، ومعمر - عن أيوب، عن محمد بن سيرين، فذكره.(2/602)
1086 - (ت د) عِصامُ المُزَنِيُّ - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا بعثَ جيْشاً أو سَريَّة، يقولُ لهم: «إذا رأَيتُم مَسْجِداً، أو سمعتُم مُؤذِّناً، فلا تقتلوا أحداً» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) الترمذي رقم (1549) في السير، باب رقم 2، وأبو داود رقم (2635) في الجهاد، باب في دعاء المشركين، وفي سنده من لا يعرف، ومع ذلك حسنه الترمذي ولعل ذلك لشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (820) . وأحمد (3/448) . وأبو داود (2635) قال: حدثنا سعيد بن منصور. والترمذي (1549) . قال: حدثنا محمد بن يحيى العدني المكي. ويكنى بأبي عبد الله الرجل الصالح، هو ابن أبي عمر. والنسائي في الكبرى «الورقة / 119 - أ» قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ. (ح) وأخبرنا سعيد بن عبد الرحمن.
ستتهم - الحميدي، وأحمد، وسعيد بن منصور، ومحمدبن يحيى بن أبي عمر، ومحمد بن عبد الله بن يزيد، وسعيد بن عبد الرحمن- عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عبد الملك بن نوفل بن مساحق، أنه سمع رجلا من مزينة يقال له: ابن عصام، فذكره.
* رواية أحمد بن حنبل، وسعيد بن منصور، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر، ومحمد بن عبد الله بن يزيد، مختصرة على: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيشا، أو سرية، يقول لهم: «إذا رأيتم مسجدا، أو سمعتم مؤذنا، فلا تقتلوا أحدا» .(2/603)
1087 - (د) مسلم بن الحارث بن مسلم [التميمي] قال: إنَّ أبَاهُ قال: بعَثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في سَرِيَّةٍ، فلما بلغنا المُغَارَ، اسْتَحثَثْتُ فَرَسِي، فسَبقْتُ أصحابي، فَتَلَقَّاني أَهلُ الْحيِّ بالرَّنينِ، فقلتُ لهمْ: قُولوا، لا إلهَ إلا اللهُ، تُحرَزُوا، فقالُوها، فلامني أصحابي، وقالوا: حَرَمْتَنَا الْغَنيِمَة، فَلَمَّا قَدِمْنا على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أخْبَرُوهُ بالذَِّي صَنعْتُ، فدَعاني، فَحسَّنَ لي ما صنعْتُ، وقال: «أمَا إنَّ اللهَ قد كَتَبَ لك من كُلِّ إنسان منهم كذا وكذا» ، قال عبد الرحمن: أنا نَسِيتُ الثَّوابَ، ثم قال لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: [ص:604] «أَما إنِّي سَأكتُبُ لك بالوصَاةِ بعْدِي» ، فَفَعَلَ وَخَتَم عليه، ودفَعَهُ إليَّ. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(استحثثت) استفعلت من الحث، وهو الاستعجال في الشيء.
(الرنين) الصوت والاستغاثة.
__________
(1) رقم (5080) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، ومسلم بن الحارث لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الدارقطني: مجهول، وبقية رجاله ثقات، وقد اختلف في اسمه، قيل فيه: مسلم بن الحارث، وقيل الحارث بن مسلم، كما ذكره أبو داود عن محمد بن المصفى أحد رواته، وصحح غير واحد: أنه مسلم بن الحارث، وسئل أبو زرعة الرازي عن مسلم بن الحارث، أو الحارث بن مسلم؟ فقال: الصحيح: مسلم بن الحارث عن أبيه، وقال أبو حاتم الرازي: الحارث بن مسلم تابعي. وقيل للدارقطني: مسلم بن الحارث التميمي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: مسلم مجهول، لا يحدث عن أبيه إلا هو.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف:
1- أخرجه أحمد (4/234) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه. وفيه (4/234) قال: حدثنا علي بن بحر. وأبو داود (5080) قال: حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي ومؤمل بن الفضل الحراني وعلي بن سهل الرملي ومحمد بن المصفى الحمصي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (111) قال: أخبرني عمرو بن عثمان.
ستتهم - يزيد، وعلي بن بحر، وعمرو، ومؤمل، وعلي بن سهل، ومحمد بن المصفى- قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم.
2 - وأخرجه أبو داود (5079) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أبو النضر الدمشقي، قال: حدثنا محمد بن شعيب.
كلاهما - الوليد، ومحمد - عن عبد الرحمن بن حسان الكناني، عن مسلم بن الحارث، فذكره.
* رواية علي بن بحر عند أحمد مختصرة على الوصية.
* زاد محمد بن شعيب في روايته قال: أخبرنا أبو سعيد، عن الحارث أنه قال: أسرَّها إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن نخص بها إخواننا.
قلت: فيه عبد الرحمن بن حسان الكناني، قال عنه الحافظ: لا بأس به، ومسلم بن الحارث، لم يوثقه غير ابن حبان.(2/603)
1088 - (خ ت) جبير بن حية - رحمه الله- (1) : قال بعثَ عمرُ النَّاسَ في أَفناءِ الأمصار، يُقاتِلُونَ المشركين، فأسلم الهُرْمُزانُ (2) ، قال: إني مستشيركَ [ص:605] في مغازيَّ هذه (3) ، قال: نعم، مَثَلُها ومَثلُ مَنْ فيها [منَ الناس، من عدُوِّ] المسلمين: مَثلُ طائرٍ له رأسٌ، ولهُ جَناحَانِ، ولَهُ رجلانِ، فإنْ كُسِرَ أَحدُ الَجْناحَينِ، نهضَتِ الرِّجلانِ بِجناحٍ والرأسُ، فإنْ كُسِرَ الَجْناحُ الآخرُ، نهضت الرجلان والرأسُ، وإن شُدِخَ الرأسُ، ذهبت الرجلانِ والجناحانِ والرأسُ، فالرأسُ: كِسرَى، والجناح: قَيْصرُ، والجناح الآخر: فاَرسُ، فَمُرِ المسلمينَ أنْ يَنْفِرُوا إلى كسرى، قال جُبَيْرُ بن حَيَّةَ: فَنَدبنا عُمَرُ، واسْتَعْملَ علينا النُّعْمانَ بنَ مُقرِّنِ (4) ، حتى إذا كُنَّا بأَرْضِ العدوِّ، خَرجَ علينا [ص:606] عاملُ كِسرى في أَربعين ألفاً، فقام تَرْجُمان (5) ، فقال: لِيُكَلِّمْني رَجلٌ مِنكم، فقال المغيرةُ: سَلْ عَمَّا شِئْتَ، فقال: ما أنتم؟ قال: نحن ناسٌ من العربِ، كُنَّا في شَقاءٍ شديدٍ وبلاءٍ شديدٍ: نَمُصُّ الجِلدَ والنَّوى من الجوعِ، ونَلْبَسُ الوبَرَ والشَّعَرَ، ونعبدُ الشَّجرَ والحجرَ، فَبيْنا نحنُ كذلك، إذَ بعثَ ربُّ السمواتِ وربُّ الأرضين - تَعَالَى ذكْرُهُ وجَلَّت عظمته - إلينا نَبِيّاً من أَنْفُسِنا، نَعرفُ أَباَهُ وأُمَّهُ، فأمَرنا نبيُّنا، رَسُولُ رَبِّنا صلى الله عليه وسلم: أن نقاتِلكمْ حتى تعبدُوا الله وحده، أو تُؤدُّوا الجزيةَ، وأخبرنا نَبِيُّنا صلى الله عليه وسلم عن رسالةِ رَبِّنا: أنهُ من قُتل مِنَّا صارَ إلى الجنة، في نعيمٍ لم يُرَ مِثلُه، ومَنْ بَقي منا مَلَكَ رِقابَكُمْ، فقال النُّعمانُ: ربما أَشهدكَ الله مِثْلَها (6) مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلم يُنْدِمْكَ، ولم يُخْزِكَ ولكني شهدت القتال [ص:607] مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا لم يُقاتِل في أوَّلِ النَّهار، انْتَظَرَ حتى تَهُبَّ الأرواحُ، وتَحْضُرَ الصلاةُ (7) هذه رواية البخاري.
وأخرج الترمذي طرفاً من هذا الحديث عن معقل بن يسار، وهذا لفظه:
قال معقل بن يسار: إنَّ عمرَ بنَ الخطابِ بَعَثَ النُّعْمانَ بن مقرن إلى الهُرمزان - فذكر الحديث بطوله - فقال النعمان بن مقرن: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا لم يُقَاتِلْ أوَّلَ النهار، انتظر حتى تَزُولَ الشَّمسُ، وتَهُبَّ الرياحُ، ويَنزلَ النَّصْرُ. هذا لفظ الترمذي.
وقد قال فيه: فذكر الحديث بطوله، ولم يذكره (8) . [ص:608]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أفناء) الأفناء جمع فناء، وهو ما امتد من نواحي الأرض.
(فندبنا) أي بعثنا إلى الغزاة والجهاد.
(ولم يخزك) من الخزاية الاستحياء، أو هو من الخزي: الهوان.
(الأرواح) جمع ريح، لأن ياءها منقلبة عن واو، فعادت في الجمع إلى الأصل.
__________
(1) قال الحافظ: " جبير بن حية " بفتح الحاء المهملة ثم ياء مثناة من تحت مفتوحة مشددة، وهو من كبار التابعين، واسم جده مسعود بن معتب بمهملة ومثناة ثم باء موحدة، ومنهم من عده في الصحابة وليس ذلك عندي ببعيد، لأن من شهد الفتوح في وسط خلافة عمر يكون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مميزاً، وقد نقل ابن عبد البر أنه لم يبق في سنة حجة الوداع من قريش وثقيف أحد إلا أسلم وشهدها وهذا منهم، وهو من بيت كبير فإن عمه عروة بن مسعود كان رئيس ثقيف في زمانه، والمغيرة بن شعبة ابن عمه.
(2) في السياق اختصار كثير، لأن إسلام الهرمزان كان بعد قتال كثير بينه وبين المسلمين بمدينة تستر، ثم نزل على حكم عمر فأسره أبو موسى الأشعري، وأرسل به إلى عمر مع أنس، فأسلم فصار عمر يقربه ويستشيره، ثم اتفق أن عبيد الله بن عمر بن الخطاب اتهمه بأنه واطأ أبا لؤلؤة على قتل عمر، فعدا على الهرمزان فقتله بعد قتل عمر.
(3) قال الحافظ: ووقع في رواية ابن أبي شيبة من طريق معقل بن يسار " أن عمر شاور الهرمزان في فارس وأصبهان وأذربيجان " أي: بأيها يبدأ، وهذا يشعر بأن المراد أنه استشاره في جهات مخصوصة، والهرمزان كان من أهل تلك البلاد وكان أعلم بأحوالها من غيره، وعلى هذا ففي قوله في حديث الباب " فالرأس كسرى، والجناح قيصر، والجناح الآخر فارس " نظر، لأن كسرى هو رأس أهل فارس، وأما قيصر صاحب الروم، فلم يكن كسرى رأساً لهم، وقد وقع عند الطبري من طريق مبارك بن فضالة قال: " فإن فارس اليوم رأس وجناحان " وهذا موافق لرواية ابن أبي شيبة وهو أولى، لأن قيصر كان بالشام ثم ببلاد الشمال، ولا تعلق لهم ببلاد العراق وفارس والمشرق. ولو أراد أن يجعل كسرى رأس الملوك وهو ملك المشرق وقيصر ملك الروم دونه ولذلك جعله جناحاً لكان المناسب أن يجعل الجناح الثاني ما يقابله من جهة اليمين كملوك الهند والصين مثلاً، لكن دلت الرواية الأخرى على أنه لم يرد إلا أهل بلاده التي هو عالم بها، وكأن الجيوش إذ ذاك كانت بالبلاد الثلاثة، وأكثرها وأعظمها بالبلدة التي فيها كسرى لأنه كان رأسهم.
(4) هو المزني، كان من أفاضل الصحابة، هاجر هو وإخوة له سبعة وقيل عشرة، وقال ابن مسعود: " إن للإيمان بيوتاً، وإن بيت آل مقرن من بيوت الإيمان "، وكان النعمان قدم على عمر بفتح القادسية، فدخل عمر المسجد فإذا هو بالنعمان يصلي، فقعد، فلما فرغ قال: " إني مستعملك، قال: أما جابياً فلا، ولكن غازياً، قال: فإنك غاز " فبعث معه الزبير وحذيفة وابن عمر والأشعث بن قيس وعمرو بن معد يكرب "، وقد كان عمر أراد المسير بنفسه، فبعث النعمان ومعه [ص:606] جماعة، وكتب إلى أبي موسى أن يسير بأهل البصرة، وإلى حذيفة أن يسير بأهل الكوفة، حتى يجتمعوا بنهاوند، وأميرهم النعمان بن مقرن.
(5) قال الحافظ: وفي رواية الطبري من الزيادة " فلما اجتمعوا أرسل بندار إليهم: أن أرسلوا إلينا رجلاً نكلمه، فأرسلوا إليه المغيرة بن شعبة "، وفي رواية ابن أبي شيبة " وكان بينهم نهر. فسرح إليهم المغيرة، فعبر النهر، فشاور ذو الجناحين أصحابه كيف نقعد للرسول؟ فقالوا: اقعد له في هيئة الملك وبهجته، فقعد على سريره ووضع التاج على رأسه، وقام أبناء الملوك حوله سماطين، عليهم أساور الذهب والقرطة والديباج، قال: فأذن للمغيرة، فأخذ بضبعيه رجلان، ومعه رمحه وسيفه، فجعل يطعن برمحه في بسطهم ليتطيروا "، وفي رواية الطبري " قال المغيرة: " فمضيت ونكست رأسي، فدفعت فقلت لهم: إن الرسول لا يفعل به هذا ".
(6) الخطاب في " أشهدك " للمغيرة، وكان على ميسرة النعمان، أي: أحضرك الله مثل تيك المغازي، أو هذه المقاتلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم " ولم يندمك " من الإندام. يقال: أندمه الله فندم. " ولم يخزك " من الإخزاء. يقال: خزي - بالكسر - إذا ذل وهان، وكأنه إشارة إلى قوله صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس " غير خزايا ولا ندامى ".
(7) وزاد الطبري في رواية 4 / 119: ويطيب القتال، فما منعني إلا ذلك، اللهم إني أسألك أن تقر عيني اليوم بفتح يكون فيه عز الإسلام، وذل يذل به الكفار، ثم اقبضني إليك بعد ذلك على الشهادة، وقال الحافظ في " الفتح ": قد بين مبارك بن فضالة في روايته عن زياد بن جبير ارتباط كلام النعمان بما قبله، وبسياقه يتبين أنه ليس قصة مستأنفة، وحاصله أن المغيرة أنكر على النعمان تأخيره القتال، فاعتذر النعمان بما قاله، ولفظ مبارك ملخصاً " أنهم أرسلوا إليهم: إما أن تعبروا إلينا النهر، أو نعبر إليكم، قال النعمان: اعبروا إليهم، قال: فتلاقوا وقد قرن بعضهم بعضاً، وألقوا حسك الحديد خلفهم لئلا يفروا، قال: فرأى المغيرة كثرتهم، فقال: لم أر كاليوم فشلاً: إن عدونا يتركون يتأهبون، أما والله لو كان الأمر إلي لقد أعجلتهم "، وفي رواية ابن أبي شيبة " فصاففناهم، فراحفونا حتى أسرعوا فينا، فقال المغيرة للنعمان: إنه قد أسرع في الناس فلو حملت؟ فقال النعمان: إنك لذو مناقب، وقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلها "، وفي رواية الطبري " قد كان الله أشهدك أمثالها، والله ما منعني أن أناجزهم إلا شيء شهدته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
(8) البخاري 6 / 188 و 189 و 190 في فرض الخمس، باب الجزية والموادعة مع أهل الحرب، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك} ، والترمذي رقم (1613) في السير، باب ما جاء في الساعة التي يستحب فيها القتال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (6/298) حدثنا الفضل بن يعقوب حدثنا عبد الله بن جعفر الرقى حدثنا المعتمر بن سليمان. حدثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي حدثنا بكر بن عبد الله المزني، وزياد بن جبير، عن جبير بن حية. قال، فذكره.
وأخرجه الترمذي (1613) حدثنا الحسن بن علي الخلال، حدثنا عفان بن مسلم والحجاج بن منهال، قالا: حدثنا حماد بن سلمة حدثنا أبوعمران الجوني عن علقمة بن عبد الله المزني عن معقل بن يسار أن عمر ابن الخطاب، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح وعلقمة بن عبد الله هو أخو بكر بن عبد الله المزني مات النعمان ابن مقرن في خلافة عمر بن الخطاب.(2/604)
1089 - (د) جندب بن مكيث - رضي الله عنه -: قال: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَبْدَ الله بن غالبٍ اللَّيْثِيّ في سرية - وكنتُ فيهم - وأمَرَهُمْ: أنْ يَشُنُّوا الغارَةَ على بني المُلوَّحِ بالكَدِيدِ، فخرَجنا حتى إذا كُنَّا بالكديد، لَقِينَا الحارث بن الْبَرْصاءِ اللَّيْثِيَّ، فأَخَذْناهُ، فقال: إنما جِئْتُ أُريدُ الإسلامَ، وإنَّما خَرَجْتُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقُلْنَا: إنْ تَكُ مُسْلِماً لنْ يضُرَّكَ رِباطُنَا يوماً وليلة، وإنْ تَكُ غيْرَ ذلك نَسْتَوثقُ مِنكَ، فَشَدَدْناهُ وثَاقاً. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شنوا الغارة) شن الغارة: النهب، والأصل من التفريق، أي فرَّقُوا الغارة عليهم من كل جهة، وأوقعوها بهم من جميع نواحيهم.
__________
(1) رقم (2678) في الجهاد، باب الأسير يوثق، وفي مسلم: ابن عبد الله الجهني، وهو مجهول وعنعنه ابن إسحاق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (3/467) قال: حدثنا يعقوب. قال: قال أبي. وأبو داود (2678) «مختصرا» قال: حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج أبو معمر. قال: حدثنا عبد الوارث.
كلاهما - إبراهيم بن سعد والد يعقوب، وعبد الوارث - قالا: حدثنا محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن مسلم بن عبد الله، فذكره.
قلت: فيه عنعنة ابن إسحاق.(2/608)
1090 - (م د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بَعْثاً إلى بني لَحْيَانَ مِنْ هُذَيْلٍ، فقال: «لِيَنْبَعِثْ من كلِّ رجلين أَحدُهُمَا، والأَجرُ بينهما» .
وفي رواية: لِيَخْرُجْ من كل رجلين رجلٌ، ثم قال لِلْقَاعِدِ: أَيُّكم خَلَفَ الَخْارِجَ في أهْلِهِ ومالِهِ بخيْرٍ، كان له مثلُ نِصْفِ أجْرِ الخَارِِجِ. أخرجه مسلم، وأخرج أبو داود الرواية الثانية (1) .
__________
(1) مسلم رقم (1896) في الإمارة، باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره، وأبو داود رقم (2510) في الجهاد، باب ما يجزئ من الغزو.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (3/15) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو. وفي (3/55) قال: حدثنا عتاب، قال: حدثنا عبد الله، قال: أخبرنا ابن لهيعة. ومسلم (6/42) . وأبو داود (2510) قالا - مسلم، وأبو داود -: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث.
كلاهما -عمرو بن الحارث، وابن لهيعة - عن يزيد بن أبي حبيب، عن يزيد بن أبي سعيد مولى المهري.
2 - وأخرجه أحمد (3/49) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا حرب بن شداد. ومسلم (6/42) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن عُلَيَّة، عن علي بن المبارك. (ح) وحدثنيه إسحاق ابن منصور، قال: أخبرنا عبد الصمد - يعني ابن عبد الوارث - قال: سمعت أبي، عن الحسين. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبيد الله - يعني ابن موسى - عن شيبان. أربعتهم (حرب وعلي بن المبارك، والحسين المعلم، وشيبان) عن يحيى بن أبي كثير.
كلاهما - يزيد بن أبي سعيد، ويحيى بن أبي كثير- عن أبي سعيد مولى المهري، فذكره.(2/609)
1091 - (د ت) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أنه كان في سَرِيَّةٍ من سَرايَا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال: فَحاصَ النَّاسُ حَيْصَة، فكُنْتُ فيمن حاصَ، فلمَّا نَفَرنا، قُلْنَا: كيف نَصْنَعُ، وقد فَرَرْنا من الزَّحْفِ، وبُؤنا بالغَضَبِ؟ فقُلْنَا: نَدْخُلُ المدينَةَ فلا يَرَانا أَحَدٌ، قال: فَلَمَّا دَخلْنا المدينَةَ، قُلْنَا: لو عَرضْنَا أَنفُسَنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنْ كانَ لنَا تَوْبَةٌ أقُمْنَا، وإنْ كانَ غيرَ ذلك ذَهبْنَا، قال: فَجَلَسْنَا لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الغداةِ، فلمَّا خَرَجَ قُمنا إليه، فقلْنا: نَحْنُ الْفَرَّارُونَ، فأقْبَل عَلَيْنَا، وقال: لا، بل أنُتْم الْعكَّارُونَ، قال: فَدَنَوْنا، فَقَبَّلْنَا يدَهُ، فقال: أنا فِئَةُ المسلمين. هذه رواية أبي داود.
ورواية الترمذي قال: بعثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في سَرِيَّةٍ، فحاصَ [ص:610] الناسُ حيصةً، فقدِمنا المدينة، فَاْختبأنا بها، وقلنا: هَلَكْنا، ثم أتينا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله، نَحْنُ الفرَّارُون، قَالَ: بل أنتم العَكَّارُون، وأنا فئَتُكُمْ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فحاص) حصت عن الشيء: حدت عنه، وملت عن جهته، هكذا قال الخطابي، وقال الهروي: فحاص الناس حيصة: أي: حملوا حملة، قال: وحاص يحيص: إذا مال والتجأ إلى جهة، قال: وجاض بالجيم والضاد المعجمة قريب منه، وكذا قرأته في كتاب الترمذي مضبوطاً بالجيم والضاد.
(وبؤنا) باء بالشيء يبوء به: إذا رجع، والمراد: أننا رجعنا من مقصدنا بغضب الله تعالى، حيث فررنا.
(العكَّارون) هم الذين يعطفون إلى الحرب، وقيل: إذا حاد الإنسان عن الحرب، ثم عاد إليها. يقال: قد عكر، وهو عكَّار.
(فئة المسلمين) الفئة: الجماعة الذين يرجعون إليهم عن موقف الحرب، ويحتمون بهم، أي يفيئون إليهم.
__________
(1) أبو داود رقم (2647) في الجهاد، باب التولي يوم الزحف، والترمذي رقم (1716) في الجهاد، باب ما جاء في الفرار يوم الزحف، وأخرجه أحمد في " المسند " 2 / 70، 86، 111، وفي سنده يزيد بن أبي زياد، وهو سيء الحفظ، وبقية رجاله ثقات، وقد حسنه الترمذي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه الحميدي (687) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/23) (4750) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (2/58) (5220) قال: حدثنا وكيع، عن علي بن صالح. وفي (2/70) (5384) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا زهير. وفي (2/86) (5591) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/99) (5744) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (2/100) (5752) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا خالد - يعني الطحان -. وفي (2/110) (5895) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، وأسود بن عامر، قالا: حدثنا شريك. والبخاري في «الأدب المفرد» (972) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبو عوانة. وأبو داود (2647) و (5223) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير. وابن ماجة (3704) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن فضيل. والترمذي (1716) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان.
ثمانيتهم - سفيان بن عيينة، ومحمد بن فضيل، وعلي بن صالح، وزهير، وشعبة، وخالد الطحان، وشريك، وأبو عوانة - عن يزيد بن أبي زياد، أن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدثه، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي زياد.
قلت: ويزيد هذا قال عنه الحافظ: إنه ضعيف.(2/609)
1092 - (د) عبد الله بن كعب بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ جيْشاً من [ص:611] الأنصار كانوا بأرضِ فارِس مع أميرهم، وكان عمرُ يعَقِّبُ الجيوش في كل عامٍ، فَشُغِلَ عنهم عمر - رضي الله عنه - فلمَّا مرَّ الأَجلُ، قَفلَ أهلُ ذلك الثَّغْرِ، فاشتدَّ عليهم وأوعَدَهم، وهم أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: يا عُمَرُ، إنكَ غفلْتَ وتركتَ فينا الذي أمَرَ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من عِقابِ بعض الغَزِيَّة بعضاً. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يعقب) عقب الجيش: إذا نفذ عِوضه قوماً يقومون مقامهم، ويجيء أولئك.
(الثَّغْر) الموضع الذي يكون حداً وفاصلاً بين بلاد الإسلام والكفار.
__________
(1) رقم (2960) في الإمارة، باب تدوين العطاء، ورجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2960) حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا إبراهيم يعني ابن سعد، ثنا ابن شهاب عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري، فذكره.(2/610)
1093 - (م ت د) نَجدَةُ بن عامر الحروري: كَتَبَ إلى ابن عباس يَسأُلُه عن خَمْسِ خِصالٍ؟ فقال ابنُ عباس: لوْلا أن أَكتُمَ عِلماً ما كتَبْتُ إليه (1) - كتبَ إليه نَجْدَةُ: أما بعد، فأخْبِرْني: هل كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَغْزُو بالنِّساء؟ [ص:612] وهل كان يضرِبُ لَهُنَّ بسَهْمٍ؟ وهل كان يقْتُلُ الصبيان؟ ومتى ينقضِي يُتْمُ اليتيم؟ وعن الخُمْسُ: لمن هو؟ فَكَتبَ إليه ابنُ عباس: كتبتَ تسألُني: هل كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يغْزُو بالنساء؟ وقد كان يغْزُو بهنَّ، فَيُداوِينَ الجَرْحَى ويُحذَيْنَ مِنَ الغنيمَةِ، وأمَّا سهمٌ؟ فَلَمْ يضرِب لَهُنَّ، وإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يَقْتُلُ الصبيانَ، فلا تَقْتُل الصبيان، وكتبتَ تسأُلني: متى ينْقَضي يُتْمُ اليَتيم؟ فلعَمْرِي، إنَّ الرجلَ لتَنْبُتُ لحْيَتُهُ، وإنه لضعِيفُ الأخذ لنفسه، ضعيفُ العطاءِ منها، وإذَا أَخَذَ لنفسه من صالح ما يأخذُ النَّاسُ فقد ذهب عنه اليُتْمُ (2) وكتبتَ تسألني عن الخُمْسِ لمن هو؟ وإنَّا نقولُ: هُوَ لنا، فأَبى عليْنا قومُنا ذَاك (3) . [ص:613]
وفي رواية: فلا تَقْتُل الصبيان، إلا أن تكون تعلمُ ما عَلِمَ الخَضِرُ من الصَّبيِّ الذي قَتَلَ (4) .
زاد في أخرى: وتُميِّزُ المؤمنَ من الكَافِرِ، فتقتُل الكافر، وتدعَ المؤْمِن (5) .
وفي رواية قال: كتبَ نَجْدَة بن عامر الحروري إلى ابن عباس يسأله عن العبد والمرأةِ يَحْضُرانِ المغْنَم: هل يُقْسَمُ لهما - وذكر باقي المسائل نحوه - فقال ابنُ عباس ليَزيد بن هرمز: اكتُبْ إليه، فلولا أن يقعَ في أُحْمُوقَةٍ ما كتبتُ إليه، كتبْتَ تسألني عن العبد والمرأةِ يَحْضُرانِ المغنَم، هل يُقسمُ لهما شيءٌ، وإنه ليس لهما شيءٌ إلا أن يُحذَيا، وقال في اليتيم: إنَّه لا ينقطع عنه اسم اليُتْمِ، حتى يبلغ، ويُؤنَسَ منه الرُّشْدُ، والباقي نحوه.
وفي أخرى: ولولا أن أرُدَّهُ عن نَتْنٍ يقعُ فيه، ما كتبتُ إليه، ولا [ص:614] نُعْمَةَ عَيْنٍ ... الحديث. هذه رواية مسلم.
وأخرج الترمذي منه طرفاً، وهو ذِكْرُ الْغَزْوِ بالنِّساءِ، والضَّرْب لُهنَّ بِسَهْمٍ والجواب عنه.
وأخرج أبو داود منه طرفاً، وهذا لفظُهُ، قال: كتبَ نَجْدَةُ إلى ابنِ عباسٍ يسأله عن أشياءَ؟ وعن المملوك: أَلَهُ في الفَيْء شيءٌ؟ وعن النساء: هل كُنَّ يَخْرُجْنَ مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل لَهُنَّ نصيبٌ؟ فقال ابنُ عباسٍ: لولا أن يأتِيَ أحْمُوقَة ما كتبتُ إليه، أمَّا المملوكُ: فكانَ يُحْذَى، وأَمَّا النساءُ: فقد كُنَّ يُدَاوِينَ الجرَحى، ويَسْقِين الماءَ.
وفي أخرَى له قال: كَتَبَ نجدة الحرُورِيُّ إلى ابن عباسٍ يسألُه عن النساء: هل كُنَّ يَشْهدْنَ الحربَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل كان يَضرِبُ لهنَّ بسَهْم؟ قال يزيدُ: فأَنا كتَبْتُ كتاب ابن عباس إلى نجدة: قد كنَّ يَحْضُرنَ الحربَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأمَّا أنْ يضْرِبَ لَهُنَّ بسهمٍ؟ فَلا، وقد كان يَرْضَخُ لهنَّ (6) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُحذَين) أحذيته أحذيه إحذاءاً: إذا أعطيته، والحذية والحُذيَّا: العطية. [ص:615]
(أحموقة) أفعولة من الحمق، أي خصلة ذات حمق.
(يؤنس) آنست من فلان كذا: إذا علمته منه، وعرفته فيه، والرشد: السداد والعقل وحسن التصرف.
__________
(1) قال النووي: يعني: إلى نجدة الحروري، معناه: أن ابن عباس يكره نجدة لبدعته، وهي كونه من الخوارج الذين مرقوا من الدين مروق السهم من الرمية، ولكن لما سأله عن العلم، لم يمكنه كتمه، فاضطر إلى جوابه، وقال: " لولا أن أكتم علماً ما كتبت إليه " أي: لولا أني إذا تركت الكتابة أصير كاتماً للعلم، مستحقاً لوعيد كاتمه لما كتبت إليه.
(2) قال النووي: معنى هذا: متى ينقضي حكم اليتيم ويستقل بالتصرف في ماله؟ وأما نفس اليتم فينقضي بالبلوغ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يتم بعد الحلم ".
وفي هذا دليل للشافعي ومالك وجماهير العلماء: أن حكم اليتيم لا ينقطع بمجرد البلوغ، ولا بعلو السن، بل لا بد أن يظهر منه الرشد في دينه وماله، وقال أبو حنيفة: إذا بلغ خمساً وعشرين سنة زال عنه حكم الصبيان، وصار رشيداً يتصرف في ماله، ويجب تسليمه إليه وإن كان غير رشيد.
وأما الكبير إذا طرأ تبذيره فمذهب مالك وجماهير العلماء وأبي يوسف ومحمد وأحمد وإسحاق: وجوب الحجر عليه، وقال أبو حنيفة: لا يحجر عليه، وقال ابن القصار وغيره: الصحيح الأول، وكأنه إجماع.
(3) معناه: خمس خمس الغنيمة الذي جعله الله لذوي القربى، وقد اختلف العلماء فيه، فقال الشافعي مثل قول ابن عباس، وهو: أن خمس الخمس من الفيء والغنيمة يكون لذوي القربى، وهم عند الشافعي والأكثرين: بنو هاشم وبنو المطلب.
وقوله: " فأبى علينا قومنا ذاك " أي: رأوا لا يتعين صرفه إلينا، بل يصرفونه في المصالح، وأراد بقوله " ولاة الأمر " من بني أمية. [ص:613] وقد صرح في سنن أبي داود في رواية أنس له بأن سؤال نجدة لابن عباس عن هذه المسائل كان في فتنة ابن الزبير، وكانت فتنة ابن الزبير بعد بضع وستين سنة من الهجرة.
وقد قال الشافعي: يجوز أن ابن عباس أراد بقوله: " فأبى علينا قومنا " من بعد الصحابة، وهم يزيد بن معاوية وأهله، والله أعلم.
(4) معناه: أن الصبيان لا يحل قتلهم، ولا يحل لك أن تتعلق بقصة الخضر وقتله الصبي، فإن الخضر ما قتله إلا بأمر الله تعالى على اليقين، كما قال في آخر القصة: {وما فعلته عن أمري} فإن كنت أنت تعلم من صبي ذلك، فاقتله، ومعلوم أنه لا علم له بذلك، فلا يجوز لك القتل. قاله النووي.
(5) أي: تدع من يكون إذا عاش إلى البلوغ مؤمناً، ومن يكون إذا عاش كافراً فاقتله، كما علم الخضر أن ذلك الصبي لو بلغ لكان كافراً، وأعلمه الله تعالى ذلك، ومعلوم أنك أنت لا تعلم ذلك، فلا تقتل صبياً. قاله النووي.
(6) مسلم رقم (1812) في الجهاد، باب النساء الغازيات يرضخ لهن ولا يسهم، والترمذي رقم (1556) في السير، باب من يعطى الفيء، وأبو داود رقم (2727) و (2728) في الجهاد، باب في المرأة والعبد يحذيان من الغنيمة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: لفظ الباب أخرجه أحمد (1/224) (1967) قال: ثنا أبو معاوية، قال: ثنا الحجاج، عن عطاء، فذكره.
وبنحوه:
1- أخرجه الحميدي (532) . وأحمد (1/349) (3264) . ومسلم (5/197) قال: حدثنا ابن أبي عمر. وفي (7/198) قال: حدثناه عبد الرحمن بن بشر العبدي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6557) عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ.
خمستهم - الحميدي، وأحمد، وابن أبي عمر، وابن بشر، والمقرئ - عن سفيان، قال: حدثنا إسماعيل بن أمية، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري.
2 - وأخرجه أحمد (1/248) (2235) قال: حدثنا عفان. وفي (1/294) (2685) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء. وفي (1/334) (3200) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والدارمي (2474) قال: أخبرنا أبو النعمان. ومسلم (5/198) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وهب بن جرير ابن حازم (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا بهز. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6557) عن عمرو بن علي، عن ابن مهدي.
ستتهم - عفان، وعبد الوهاب، وابن مهدي، وأبو النعمان، ووهب، وبهز - عن جرير بن حازم، قال: أخبرنا قيس بن سعد.
3 - وأخرجه أحمد (1/308) (2812) قال: حدثنا محمد بن ميمون الزعفراني. ومسلم (5/197) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، قال: حدثنا سليمان، يعني ابن بلال. وفي (5/197) قا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن حاتم بن إسماعيل. والترمذي (1556) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. ثلاثتهم (ابن ميمون، وابن بلال، وحاتم) عن جعفر بن محمد، عن أبيه.
4 - وأخرجه أحمد (1/320) (2943) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وأبو داود (2982) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عنبسة. والنسائي (7/128) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله الحمال، قال: حدثنا عثمان بن عمر. كلاهما (عثمان، وعنبسة) عن يونس بن يزيد، عن الزهري.
5 - وأخرجه أحمد (1/352) (3299) قال: حدثنا يزيد. وأبو داود (2728) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا أحمد بن خالد - يعني الوهبي -. والنسائي (7/129) قال: أخبرنا عمرو ابن علي، قال: حدثنا يزيد وهو ابن هارون. كلاهما (يزيد، وأحمد بن خالد) عن محمد بن إسحاق عن محمد بن علي، والزهري.
6 - وأخرجه مسلم (5/199) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة. وأبو داود (2727) قال: حدثنا محبوب بن موسى أبو صالح، قال: حدثني أبو إسحاق الفزاري. كلاهما - أبو أسامة، وأبو إسحاق -عن زائدة، عن الأعمش، عن المختار بن صيفي.
خمستهم -سعيد، وقيس، ومحمد بن علي بن الحسين، والزهري، والمختار -عن يزيد بن هرمز، فذكره
* جاءت الروايات مختصرة ومطولة.(2/611)
1094 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَغْزُو بأُمِّ سُليم ونسوةٌ (1) من الأنصار معه، فَيَسْقِينَ الماءَ، ويُدَاوين الجَرْحَى. أخرجه الترمذي، وأبو داود (2) .
__________
(1) " ونسوة " إن روي بالجر عطفاً على أم سليم، لم يكن لقوله: " معه " زيادة فائدة، لأن الباء في " بأم سليم " بمعناه.
والوجه: أن يكون مرفوعاً على الابتداء، و " معه " خبره، والجملة حالية.
(2) الترمذي رقم (1575) في السير، باب ما جاء في خروج النساء في الحرب، وأبو داود رقم (2531) في الجهاد، باب في النساء يغزون. وأخرجه مسلم رقم (1810) في الجهاد، باب غزوة النساء مع الرجال، وقد فات المؤلف عزوه إليه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (5/196) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (2531) قال: حدثنا عبد السلام بن مطهر. والترمذي (1575) قال: حدثنا بشر بن هلال الصواف. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (261) عن بشر بن هلال.
ثلاثتهم - يحيى، وعبد السلام، وبشر - عن جعفر بن سليمان عن ثابت، فذكره.(2/615)
1095 - (خ) الرُّبَيِّع بنت معوذ - رضي الله عنها -: قالت: لقد كُنَّا نَغْزُو مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لِنَسقيَ القومَ ونَخدِمَهم، ونَرُدَّ القتلى والجرحى إلى المدينة. أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 6 / 60 في الجهاد، باب مداواة النساء الجرحى في الغزو، وباب رد النساء الجرحى والقتلى، وفي الطب، باب هل يداوي الرجل المرأة والمرأة الرجل، وفي الحديث جواز معالجة المرأة الأجنبية الرجل الأجنبي للضرورة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/358) . والبخاري (4/41) قال: حدثنا علي بن عبد الله (ح) وحدثنا مسدد. وفي (7/158) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15835) عن عمرو بن علي.
خمستهم - أحمد بن حنبل،وعلي بن عبد الله، ومسدد، وقتيبة بن سعيد، وعمرو بن علي - قالوا: حدثنا بشر بن المفضل، عن خالد بن ذكوان، فذكره.(2/615)
1096 - (م) أم عطية - رضي الله عنها -: قالت: غَزَوْتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم سَبعَ غَزواتٍ، أخْلُفُهُمْ في رِحالهمْ، فَأصْنَعُ لهمُ الطعام [ص:616] وأُداوي الجَرْحى، وأقومُ على المرَضَى. أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1812) في الجهاد، باب النساء الغازيات يرضخ لهن ولا يسهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/84) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (6/407) قال: حدثنا إسحاق. والدارمي (2427) قال: أخبرنا عاصم بن يوسف. قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري. ومسلم (5/199) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. (ح) وحدثنا عمرو الناقد. قال: حدثنا يزيد بن هارون. وابن ماجة (2856) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الرحيم ابن سليمان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/18137) عن محمد بن زُنبُور، عن عيسى بن يونس.
ستتهم - محمد بن جعفر، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وأبو إسحاق الفزاري، وعبد الرحيم بن سليمان، ويزيد، وعيسى بن يونس - عن هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، فذكرته.(2/615)
1097 - (خ د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: بَعَثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بعثٍ، فقال: إنْ وجدتُمْ فُلاناً وفلاناً - لرجلين من قريش سَمَّاهُمَا - فَأحْرِقُوهُما بالنار، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروجَ: إنِّي أَمَرْتُكمْ أن تُحَرِّقوا فلاناً وفلاناً، وإنَّ النَّارَ لا يُعذِّبُ بها إلا اللهُ، فإنْ وَجَدْتُمُوهُما فاقْتُلوهُما. أخرجه البخاري، والترمذي، وأبو داود (1) .
__________
(1) البخاري 6 / 104 و 105 في الجهاد، باب لا يعذب بعذاب الله، وأبو داود رقم (2674) في الجهاد، باب كراهية حرق العدو بالنار، والترمذي رقم (1571) في السير، باب الحرق بالنار، وأخرجه الدارمي في سننه 2 / 222 في السير، باب النهي عن التعذيب بعذاب الله، وأخرجه أحمد في مسنده 2 / 307 و 338 و 453، قال الحافظ في " الفتح ": وفي الحديث جواز الحكم بالشيء اجتهاداً، ثم الرجوع عنه، واستحباب ذكر الدليل عند الحكم لرفع الإلباس، والاستنابة في الحدود ونحوها، وأن طول الزمان لا يرفع العقوبة عمن يستحقها. وفيه نسخ السنة بالسنة وهو اتفاق. وفيه جواز الحكم قبل العمل به، أو قبل التمكن من العمل به، وهو اتفاق إلا عن بعض المعتزلة فيما حكاه أبو بكر بن العربي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/307) قال: حدثني هاشم بن القاسم، قال: حدثنا ليث، يعني ابن سعد. وفي (2/338) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث. وفي (2/453) قال: حدثنا حجاج، عن ليث. والبخاري (4/74) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. وأبو داود (2674) قال: حدثنا يزيد بن خالد وقتيبة، أن الليث بن سعد حدثهم. والترمذي (1571) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. والنسائى «الكبرى / الورقة - 115 ب» قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا الليث. وفي «الورقة / 118 - ب» قال: الحارث بن مسكين - قراءة عليه - عن ابن وهب، قال: حدثني عمرو بن الحارث، وذكر آخر. وفي «الورقة / 119 - إ» قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، وذكر آخر.
كلاهما (الليث بن سعد، وعمرو بن الحارث) عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، فذكره.
-وعن أبي إسحاق الدوسي، عن أبي هريرة الدوسي، قال:
بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فقال: إن ظفِرتم بفلان وفلان فأحرقوهما بالنار، حتى إذا كان الغد بعث إلينا فقال: إني قد كنت أمرتكم بتحريق هذين الرجلين، ثم رأيت أنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بالنار إلا الله، فإن ظفرتم بهما فاقتلوهما» .
أخرجه الدارمي (2464) قال: أخبرنا عبد الله بن عمرو بن أبان، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن أبي إسحاق الدوسي، فذكره.(2/616)
1098 - (د) حمزة الأسلمي - رضي الله عنه -: قال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أمَّرَهُ على سَرِيَّةٍ، قال: فَخَرَجْتُ فيها، وقال: إنْ وجَدْتُمْ فلاناً، فأحرقوه بالنار، فَولَّيتُ، فنَاداني، فرجعتُ إليه، قال: إنْ وَجَدْتُمْ فلاناً فاقتلوه، ولا تُحَرِّقُوهُ، فإنهُ لا يُعذِّبُ بالنَّارِ إلا ربُّ النار. [ص:617] أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2673) في الجهاد، باب كراهية حرق العدو بالنار، وفي سنده محمد بن حمزة الأسلمي لم يوثقه غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات، ويشهد له حديث أبي هريرة المتقدم فيتقوى به.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/494) . وأبو داود (2673) . كلاهما قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد. قال: حدثني محمد بن حمزة، فذكره.(2/616)
1099 - (د) عروة بن الزبير بن العوام - رضي الله عنهم -: قال: حدثني أسامة: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان عَهِدَ إليه، قال: أَغِرْ على أُبْنى صَباحاً، وحَرِّقْ.
قيل لأبي مسهر: أُبْنَى؟ قال: نَحنُ أعْلَمُ، هي: يُبْنَى: فِلَسْطِين. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أبْنَى) ويُبنَى: اسم موضع بين عسقلان والرملة من أرض فلسطين.
__________
(1) رقم (2616) في الجهاد، باب الحرق في بلاد العدو، وفي سنده صالح بن أبي الأخضر، وهو ضعيف يعتبر به، كما قال الحافظ في " التقريب "، وبقية رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (2616) قا: ثنا هناد بن السري، عن ابن المبارك،عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة، فذكره.
وفي (2617) قال: ثنا عبد الله بن عمرو الغزي، سمعت أبا مسهر فذكر الرواية الثانية.
قلت: فيه صالح بن أبي الأخضر، قال عنه الحافظ: ضعيف يعتبر به.(2/617)
1100 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قاتَلَ أحَدُكُمْ، فَليَجْتَنِبِ الوجهَ» . أخرجه البخاري ومسلم. وزاد في رواية «إذا قاتلَ أحدُكُمْ أَخَاهُ» .
وفي رواية أخرى «فلاَ يلْطِمَنَّ الوَجْهَ» . وفي أخرى «فَلْيَتَّقِ الوَجْهَ» (1) .
__________
(1) البخاري 5 / 132 في العتق، باب إذا ضرب العبد فليتق الوجه، ومسلم رقم (2613) في البر والصلة، باب النهي عن ضرب الوجه، وأخرجه أحمد في مسنده في جملة حديث طويل 2 / 313 و 327 و 337 و 347 و 449 و 463 و 519 عن أبي هريرة، وأخرجه أيضاً 3 / 93 عن أبي سعيد الخدري بلفظ " إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/327 و 337) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حماد. ومسلم (8/31) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. قال: حدثنا أبو عوانة.
كلاهما -حماد، وأبو عوانة - عن سهيل، عن أبيه، فذكره.
*أخرجه أحمد (2/449) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا محمد، عمن سمع أبا صالح السمان يحدث، عن أبي هريرة، فذكره.
أخرجه البخاري (3/197 و 198) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر، عن همام، فذكره.(2/617)
1101 - (د) عبيد بن تعلي الفلسطيني - رحمه الله -: قال: غَزَوْنا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فأُتيَ بأربعةِ أعْلاجٍ من العدوِّ، فأَمَر بهم فقُتِلُوا صَبْراً.
وفي رواية: بالنَّبلِ صَبراً، فَبلغَ ذلك أبا أيوب الأنصاري - رضي الله عنه- فقال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ينهى عن قَتْلِ الصَّبْرِ، فوالذي نفسي بيده، لو كانت دجاجةٌ ما صَبَرْتُها، فبلغَ ذلك عبد الرحمن بن خالد، فأعْتقَ أربعَ رقابٍ. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أعلاج) جمع علج: وهو الرجل من كفار العجم، ويجمع أيضاً على علوج وعلجة.
(صبراً) صبرت القتيل على القتل: إذا حبسته عليه لتقتله بالسيف وغيره [ص:619] من أنواع السلاح وسواه، وكل من قُتل أيَّ قِتلة كانت إذا لم يكن في حرب ولا على غفلة ولا غِرة فهو مقتول صبراً.
__________
(1) رقم (2687) في الجهاد، باب قتل الأسير بالنبل، ورجاله ثقات. وقال الحافظ في " التهذيب " في ترجمة عبيد بن تعلي: قال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في " الثقات " قلت: [القائل ابن حجر] روى أبو داود الحديث عن أحمد بن صالح عن بن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكر بن عبيد، وقد رواه الطبراني في " الكبير " عن أحمد بن رشدين عن أحمد بن صالح، وقال فيه: عن أبيه وكذا رواه غير واحد عن بن وهب، وكذا رواه يزيد بن أبي حبيب وعبد الحميد بن جعفر عن بكير، والذي رواه بإسقاط والد بكير محمد بن إسحاق وهو منقطع، قاله بن المديني. قال: وإسناده حسن، إلا أن عبيد بن تعلي لم يسمع به في شيء من الأحاديث. قال: ويقويه رواية ابن الأشج عنه، لأن بكيراً صاحب حديث، قال: ولا نحفظه عن أبي أيوب إلا من هذا الطريق، وقد أسنده عبد الحميد بن جعفر وجوده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف:
1 - أخرجه أحمد (5/422) قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب. وفي (5/422) قال: حدثنا عتاب، قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا ابن لهيعة. والدارمي (1980) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب. كلاهما (يزيد، وابن لهيعة) عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن أبيه.
2 - وأخرجه أحمد (5/422) قال: حدثنا سريج. وأبو داود (2687) قال: حدثنا سعيد بن منصور. كلاهما -سريج، وسعيد- قالا: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير. ولم يذكر عن أبيه.
كلاهما (عبد الله بن الأشج، وبكير) عن عبيد بن يعلى، فذكره.
ولفظ رواية سريج، وسعيد، هي اللفظ المذكور.(2/618)
1102 - (د) ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعَفُّ النَّاسِ قِتْلَة: أهْلُ الإيمانِ» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قِتلة) القتلة بكسر القاف: الحالة من القتل، وبفتحها: المرة من القتل.
(والعفة) النزاهة.
__________
(1) أبو داود رقم (2666) في الجهاد، باب النهي عن المثلة، وأخرجه ابن ماجة رقم (2681) في الديات، باب أعف الناس قتلة أهل الإيمان، وأحمد في مسنده 1 / 393 ورجاله ثقات، إلا أن المغيرة بن مقسم الضبي مدلس ولا سيما عن إبراهيم بن يزيد، وقد روى في هذا الحديث، ولم يصرح بالسماع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2666) حدثنا محمد بن عيسى وزياد بن أيوب قالا: ثنا هشيم أخبرنا مغيرة عن شباك عن إبراهيم عن هنى بن نويرة عن علقمة عن عبد الله قال، فذكره.(2/619)
1103 - (خ) عبد الله بن يزيد الأنصاري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نَهى عن المُثْلَةِ والنُّهْبَى» .
وقد رواه ابن جبير عن ابن عباس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النُّهبى) النُّهْبة: المنهوب، والنُّهْبَى: اسم ما أُنهِب من الأشياء.
__________
(1) 5 / 86 في المظالم، باب النهبى بغير إذن صاحبه، وفي الذبائح والصيد، باب ما يكره من المثلة والمصبورة والمجثمة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/307) قال: حدثنا وكيع، وابن جعفر. وفي (4/307) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والبخاري (3/177) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. وفي (7/122) قال: حدثنا حجاج بن منهال.
خمستهم - وكيع،وابن جعفر، وإسماعيل، وآدم، وحجاج -عن شعبة، قال: حدثنا عدي بن ثابت، فذكره.(2/619)
1104 - (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: كان المشركون على مَنْزِلَتيْنِ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، كانوا مُشْرِكي أهْلِ حَرْبٍ يُقاتِلُهُمْ ويُقاتِلُونَهُ، ومُشرْكي أهَل عَهْدٍ، لا يُقاتِلُهُم ولا يُقاتلُونَهُ، وكان إذا هاجَرَتِ المرأةُ من الحربِ لم تُخْطَبْ حتى تَحيضَ وتَطْهُرَ، فإذا طَهُرَتْ، حَلَّ لها النكاح، فإنْ هاجرَ زَوْجُها قبْلَ أن تُنْكَحَ رُدَّتْ إليهِ، وإن هاجَرَ عبدٌ منهم أو أمَةٌ فهما حُرَّانِ، ولهما مَا لِلْمُهاجِرِينَ - ثم ذكر من أهل العهدِ مثْلَ حديثِ مُجاهد- وإنْ هاجَرَ عبْدٌ أو أمةٌ للمشركين من أهل العهدِ لم يُرَدُّ [وا] ، ورُدَّتْ أَثْمانُهُمْ، قال: وكانت قُرَيْبَةُ (1) بنتُ أبي أمية [عند عمر بن الخطاب فطلقها، فَتَزوَّجها معاوية بن أبي سفيان، وكانت أم الحكم بنتُ أبي سفيان] تَحْتَ عياض بن غنم الفهري فطلقها، فَتَزَوجها عبدُ الله بن عثمان الثقفي. أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) بضم الهمزة وتخفيف الميم وتشديد التحتانية أخت أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها تزوجها معاوية بن أبي سفيان لما أسلم. وقال ابن سعد: هي قريبة الصغرى، أمها عاتكة بنت عتبة بن ربيعة، قال: وتزوجها عبد الرحمن بن أبي بكر فولدت له عبد الله وحفصة وأم حكيم، وساق ابن سعد بسند صحيح أن قريبة قالت لعبد الرحمن، وكان في خلقه شدة: لقد حذروني منك، قال: فأمرك بيدك. قالت: لا أختار على ابن الصديق أحداً، فأقام عليها.
" وأم الحكم " بالمهملة والكاف المفتوحتين، ابنة أبي سفيان أخت معاوية بن أبي سفيان أسلمت يوم الفتح.
(2) 9 / 368 في الطلاق، باب نكاح من أسلم من المشركات وعدتهن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (7/62) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام، عن ابن جريج، قال: قال عطاء، فذكره.
* قال أبو مسعود:هذا الحديث والذي قبله في تفسير ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس. والبخاري ظنه «ابن أبي رباح» . وابن جريج لم يسمع التفسير من عطاء الخراساني، إنما أخذ الكتاب من ابنه، اسمه عثمان بن عطاء، ونظر فيه وروى. «قال المزي» : وقال علي بن المديني: سمعت هشام بن يوسف، قال: قال لي ابن جريج: سألت عطاء عن التفسير من البقرة وآل عمران. فقال: اعفني من هذا. قال هشام: فكان بعد إذا قال: «عطاء، عن ابن عباس» قال: الخراساني. قال هشام: فكتبنا ما كتبنا، ثم مللنا. قال علي: يعني كتبنا أنه عطاء الخراساني. قال علي بن المديني: وإنما كتبت هذه القصة، لأن محمد بن ثور كان يجعلها «عطاء، عن ابن عباس» فظن الذين حملوها عنه، أنه عطاء ابن أبي رباح. «تحفة الأشراف» (5924) .(2/620)
الفصل الخامس: في أسباب تتعلق بالجهاد متفرقة
1105 - (م د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «ما مِنْ غازَيِةٍ أو سَريَّةٍ تغْزُو في سبيل الله، فَيَسْلَمونَ ويُصيبونَ، إلا تعَجَّلوا ثُلُثَيْ أجْرِهم، وما من غازيةٍ أو سرِيَّةٍ تخْفقُ (1) وتُخَوَّفُ وتُصَابُ، إلا تَمَّ أجْرُهُم» .
وفي رواية: «ما مِنْ غازَيِةٍ تغْزُو في سبيل الله، فيُصيبونَ الغنيمَةَ إلا تعَجَّلوا ثُلَثيْ أجْرِهم من الآخرةِ، ويبقى لهم الثُّلُثُ، وإن لم يُصيبوا غنيمَةَ تَمَّ لهم أجرُهُمْ» . أخرجه مسلم.
وأخرج الرواية الثانية أبو داود والنسائي (2) . [ص:622]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غازية) تأنيث غاز، وهو صفة لجماعة غازية.
(تُخفق) أخفق الغازي: إذا غزا ولم يغنم أو لم يظفر.
(تصاب) أصيبت السرية: إذا نيل منها.
__________
(1) قال النووي: قال أهل اللغة: الإخفاق أن يغزو فلا يغنموا شيئاً، وكذلك كل طالب حاجة، إذا لم تحصل له فقد أخفق، ومنه أخفق الصائد إذا لم يقع له صيد.
وأما معنى الحديث: فالصواب الذي لا يجوز غيره: معناه: أن الغزاة إذا سلموا وغنموا يكون أجرهم أقل من أجر من لم يسلم، أو سلم ولم يغنم، وأما الغنيمة: فهي في مقابلة جزء من أجر غزوهم، فإذا حصلت لهم فقد تعجلوا ثلثي أجرهم المرتب على الغزو، وتكون هذه الغنيمة من جملة الأجر وهذا موافق للأحاديث الصحيحة المشهورة عن الصحابة كقوله " منا من مات ولم يأكل من أجره شيئاً، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها " أي: يجتنيها، فهذا الذي ذكرناه هو الصواب، وهو ظاهر الحديث، ولم يأت حديث صريح صحيح يخالف هذا، فتعين حمله على ما ذكرنا، وقد اختار القاضي عياض معنى هذا الذي ذكرناه.
(2) مسلم رقم (1906) في الإمارة، باب بيان قدر ثواب من غزا فغنم ومن لم يغنم، وأبو داود رقم (2497) في الجهاد، باب في السرية تخفق، والنسائي 6 / 17 و 18 في الجهاد، باب ثواب السرية تخفق، وأخرجه ابن ماجة رقم (2785) في الجهاد، باب النية في القتال، وأحمد 2 / 169.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/169) (6577) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا حيوة وابن لهيعة. ومسلم (6/47 و 48) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا حيوة بن شريح. (ح) وحدثني محمد بن سهل التميمي، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا نافع بن يزيد. وأبو داود (2497) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة وابن لهيعة، وابن ماجة (2785) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة. والنسائي (6/17) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا حيوة، وذكر آخر.
ثلاثتهم - حيوة، وابن لهيعة، ونافع - قالوا: حدثنا أبو هانئ الخولاني، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلى، فذكره.(2/621)
1106 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: كُنَّا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ بالمدينةِ رجالاً ما سِرتُمْ مسيراً، ولا قَطَعْتُم وادياً، إلا كانوا معكم، حبَسَهُم المرضُ» .أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قطعتم وادياً) قطعت الوادي: إذا جُزته وعبرته، أراد به: مسيرهم في غزوهم ومقصدهم.
__________
(1) رقم (1911) في الإمارة، باب ثواب من حبسه عن الغزو مرض أو عذر آخر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (1911) حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر، فذكره.
وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو معاوية (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج. قالا: حدثنا وكيع (ح) وحدثناإسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس كلهم عن الأعمش بهذا الإسناد غير أن حديث وكيع «إلا شركوكم في الأجر» .(2/622)
1107 - (خ د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: رجَعْنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «إنَّ قوْماً خَلْفنَا بالمدينةِ، مَا سَلَكنْا شِعْباً، ولا وَادِياً: إلا وهم معنا، حَبَسَهُم الْعُذْرُ» . هذه رواية البخاري.
وفي رواية أبي داود: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لقد تركتم بالمدينةِ أقواماً، ما سِرْتُم مَسيراً، ولا أَنْفَقُتمْ من نفقةٍ، ولا قَطَعْتم من وادٍ إلا وهم معكم [ص:623] فيه، قالوا: يا رسول الله، وكيف يكونُونَ معنا، وهم بالمدينةِ؟ قال: حَبَسَهُمُ العُذْرُ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شِعباً) الشِّعب: الفرق بين الجبلين كالوادي ونحوه.
(حبسهم العُذر) أي منعهم من المسير معكم ما كان من أعذارهم، كالمرض وغيره.
__________
(1) البخاري 6 / 34 في الجهاد، باب من حبسه العذر عن الغزو، وفي المغازي، باب نزول النبي صلى الله عليه وسلم الحجر، وأبو داود رقم (2508) في الجهاد، باب في الرخصة في القعود من العذر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/103) قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/182) قال: حدثنا يحيي. وعبيد بن حميد (1402) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. والبخاري (4/31) قال: حدثنا سليمان ابن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (4/31) أيضا قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير بن معاوية. وفي (6/9) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله. وابن ماجة (2764) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي.
ستتهم - ابن أبي عدي، ويحيى بن سعيد، ويزيد، وحماد، وزهير، وعبد الله بن المبارك- عن حميد، فذكره.
ورواه أيضا موسى بن أنس بن مالك عنه:
1 - أخرجه أحمد (3/160 و 214) قال: حدثنا عفان. وفي (3/160) قا: حدثنا أبو كامل. وأبو داود (2508) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قالوا- عفان، وأبو كامل، وموسى -: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا حميد، عن موسى بن أنس، فذكره.(2/622)
1108 - (خ د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «عَجِبَ رَبُّنا تعالى مِنْ قَومٍ يُقادونَ إلى الجنَّة في السَّلاسِلِ» . أخرجه البخاري، وأبو داود.
وللبخاري: عَجِبَ اللهُ من قومٍ يدخلون الجنَّةَ في السلاسل (1) .
قال أبو داود: يعني: الأسير يُوثَقُ ثم يُسْلِمُ (2) .
__________
(1) البخاري 6 / 101 في الجهاد، باب الأسارى في السلاسل، وأبو داود رقم (2677) في الجهاد، باب الأسير يوثق.
(2) وقال إبراهيم الحربي: المعنى: يقادون إلى الإسلام مكرهين، فيكون ذلك سبباً لدخولهم الجنة، وليس المراد أن ثمت سلسلة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أبو داود في الجهاد (124: 1) عن موسى بن إسماعيل؟ «الأشراف (10/321) » .(2/623)
1109 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّما الإمامُ جُنَّةٌ يُقاتَلُ به» أخرجه أبو داود. [ص:624]
وقد أخرج البخاري، ومسلم، والنسائي هذا المعنى في جملة حديثٍ يَرِدُ في كتاب الخلافة والإمارةِ من حرف الخاء (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جُنَّة) الجنة: ما يسُتَجَنُّ به، أي تُتَّقى به الحوادث، ويكون كالمِجَنِّ لمن وراءه وهو التُّرس.
__________
(1) البخاري 6 / 82 في الجهاد، باب يقاتل من وراء الإمام ويتقى به، وفي الأحكام، باب قول الله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} ، ومسلم رقم (1841) في الإمارة، باب الإمام جنة يقاتل به من ورائه ويتقى به، وأبو داود رقم (2757) في الجهاد، باب في الإمام يستجن به في العهود، والنسائي 8 / 155 في البيعة، باب ما يجب للإمام وما يجب عليه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/523) قا: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا المغيرة. والبخاري (4/60) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (6/17) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا شبابة. قال: حدثني ورقاء. وأبو داود (2757) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز. قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. والنسائي (7/155) قال: أخبرنا عمران بن بكار. قال: حدثنا علي بن عياش. قال: حدثنا شعيب.
أربعتهم - المغيرة بن عبد الرحمن، وشعيب بن أبي حمزة، وورقاء بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي الزناد - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.(2/623)
1110 - (م د) أَنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ فَتى مِنْ أسْلمَ قال: إني أريدُ الغزوَ يا رسولَ الله، وليس معي مالٌ أتَجهَّزُ به، قال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: آئت فلاناً، فإنه كان قد تَجهَّزَ فَمَرِضَ، فأتاه، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرِئُكَ السلام ويقولُ: «أعطنِي الذَي تجهَّزتَ به، فقال: يا فُلاَنةُ - لأهِلِه - أعطيِه الذي تجهزْتُ به، ولا تَحْبِسِي عنه شيئاً منه، فواللهِ لا تَحْبِسِي منه شيئاً فيُبارَك لكِ فيه» .أخرجه مسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) مسلم رقم (1894) في الإمارة، باب فضل إعانة الغازي، وأبو داود رقم (2780) في الجهاد، باب فيما يستحب من إنفاد الزاد في الغزو إذا قفل، وأخرجه أحمد في مسنده 3 / 207.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/207) قال: حدثنا روح وعفان وعبيد بن حميد (1330) قال: حدثني سليمان ابن حرب. ومسلم (6/41) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عفان (ح) وحدثني أبو بكر ابن نافع قال: حدثنا بهز. وأبو داود (2780) قال: حدثني موسى بن إسماعيل.
خمستهم - روح، وعفان،وسليمان، وبهز، وموسى -عن حماد بن سلمة عن ثابت، فذكره.(2/624)
1111 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: أمَّا بعدُ، فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم سَمَّى خَيْلنَا خيلَ الله إذا فزعنا، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأمرُنا - إذا فزِعنا - بالجماعةِ والصَّبرِ، والسَّكينة إذا قاتلنا. أخرجه أبو داود (1) . [ص:625]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السكينة) : فعيلة من السكون.
(خيل الله) هذا على حذف المضاف، تقديره: خيل أولياء الله، أو لما كانت يقاتل عليها في سبيل الله، ومن أجله، جعلت له.
__________
(1) رقم (2560) في الجهاد، باب في النداء عند النفير: يا خيل الله اركبي، وفي سنده لين ومجاهيل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (2560) قال: ثنا محمد بن داود بن سفيان، قال: ثني يحيى ابن حسان، قال: نا سليمان بن موسى أبوداود، قال: ثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب، قال: ثني حبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة، فذكره.(2/624)
1112 - (ت د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «خيرُ الصحابةِ: أربعةٌ وخيرُ السرايا: أربعُمائةٍ، وخيرُ الجيوشِ: أربعةُ آلافٍ، ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفاً مِنْ قِلَّةٍ» . أخرجه التَّرمِذِي، وأبو داود (1) .
__________
(1) الترمذي رقم (1555) في السير، باب ما جاء في السرايا، وأبو داود رقم (2611) في الجهاد، باب ما يستحب من الجيوش والرفقاء والسرايا، وابن ماجة رقم (2728) في الجهاد، باب في السرايا، والدارمي 2 / 215 في السير، باب في خير الأصحاب والسرايا والجيوش، وسنده حسن، وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (1/294) (2682) . وعبد بن حميد (652) . وأبوداود (2611) قال: حدثنا زهير بن حرب أبو خيثمة. والترمذي (1555) قال: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي البصري، وأبو عمار، وغير واحد. وابن خزيمة (2538) قال: حدثنا محمد بن خلف العسقلاني، وإبرهيم بن مرزوق، وعمي ابن إسماعيل بن خزيمة. ثمانيتهم (أحمد، وعبد، وأبو خيثمة، ومحمد بن يحيى، وأبو عمار الحسين بن حريث، ومحمد بن خلف، وإبراهيم بن مرزوق، وابن إسماعيل) عن وهب بن جرير بن حازم، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت يونس بن يزيد الأيلي.
2 - وأخرجه أحمد (1/299) (2718) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حبان بن علي، قال: حدثنا عقيل بن خالد.
3 - وأخرجه الدارمي (2443) قال: حدثنا محمد بن الصلت، قال: حدثنا حبان بن علي، عن يونس. وعقيل.
كلاهما - يونس، وعقيل - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.
* قال أبو داود: والصحيح أنه مرسل.(2/625)
1113 - (خ) سليمان بن حبيب المحاربيُّ- رحمه الله- قال: سمعتُ أبَا أُمَامَةَ يقولُ: لقد فَتَحَ الفُتُوحَ قَوْمٌ، ما كانَتْ حلْيَةُ سيُوفِهمُ الذَّهب وَلا الفضّة، إنَّما كانت حِلْيَتْهُمُ الْعَلابي والآنكَ والحديدَ. أخرجه البخاري (1) . [ص:626]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العلابي) جمع عِلباء، وهو عصب العنق، وهما علباوان، كانت العرب تَشُدُّ العصب على غلف سيوفها وهو رطب، ثم يجف فيصير كالقدِّ.
(الآنك) الرصاص الأسود.
__________
(1) 6 / 80 في الجهاد، باب ما جاء في حلية السيوف. وفي الحديث أن تحلية السيوف وغيرها من آلات الحرب بغير الفضة والذهب أولى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/47) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله. وابن ماجة (2807) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. قال: حدثنا الوليد بن مسلم.
كلاهما - عبد الله، والوليد - عن الأوزاعي، قال: سمعت سليمان بن حبيب، فذكره.(2/625)
1114 - (خ م ت د) أبو طلحة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا ظَهَر على قَومٍ، أَقَامَ باْلعَرْصَةِ ثَلاثَ لَيَالٍ. أخرجه الجماعةُ إلا الموطأ والنسائي.
إلا أنَّ أبا داود قال: «غَلَبَ» بَدَلَ «ظَهَرَ» .
وفي أخرى له «إذا غَلبَ قَوماً أحَبَّ أَنْ يُقِيم بِعَرْصَتِهمْ ثلاثاً» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بالعرصة) العرصة: وسط الدار، والمراد به: موضع الحرب.
__________
(1) البخاري 6 / 126 في الجهاد، باب من غلب العدو وأقام على عرصتهم ثلاثاً، وفي المغازي، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش، ومسلم رقم (2875) في صفة النار، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار، والترمذي رقم (1551) في السير، باب في البيات والغارات، وأبو داود رقم (2695) في الجهاد، باب الإمام يقيم عند الظهور، وأخرجه الدارمي 2 / 222 في السير، باب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة، وأحمد في مسنده 3 / 145 و 4 / 29.
قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن الجوزي: إنما كان يقيم ليظهر تأثير الغلبة وتنفيذ الأحكام وقلة الاحتفال، فكأنه يقول: من كانت فيه قوة منكم فليرجع إلينا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/29) قا: حدثنا معاذ بن معاذ. وفيه قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء. وفيه قال: حدثنا روح. والدارمي (2462) قال: أخبرنا المعلى بن أسد،قال: حدثنا معاذ بن معاذ. والبخاري (4/89) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا روح بن عبادة. وفي (5/97) قال: حدثني عبد الله بن محمد، سمع روح بن عبادة. ومسلم (8/164) قال: حدثني يوسف ابن حماد، قال: حدثنا عبد الأعلى. (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم،قال: حدثنا روح بن عبادة. وأبوداود (2695) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن معاذ (ح) وحدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا روح. والترمذي (1551) قال: حدثنا قتيبة ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا معاذ بن معاذ. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (377) عن أبي قدامة، عن معاذ بن معاذ.
أربعتهم - معاذ، وعبد الوهاب، وروح، وعبد الأعلى - عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، فذكره.(2/626)
1115 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: كان [ص:627] إذا أعطَى شيئاً في سبيل الله، يقولُ لصاحبه: إذا بَلَغْتَ بِهِ وادِيَ الْقُرى: فَشَأْنكَ به. أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 449 في الجهاد، باب العمل فيمن أعطى شيئاً في سبيل الله، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (998) قال: عن نافع، فذكره.(2/626)
1116 – [ (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله-: أنَّ سعيدَ بن المسيِّبِ كان يقولُ: إذا أعطيَ الرجلُ الشَّيءَ في الغزوِ، فيبلغَ بهِ رأسَ مَغْزَاتِهِ فهو له. أخرجه الموطأ (1) ] .
__________
(1) 2 / 449 في الجهاد، باب العمل فيمن أعطى شيئاً في سبيل الله، وإسناده صحيح إلى سعيد بن المسيب، ويحيى بن سعيد هو ابن قيس بن عمرو بن النجار، ولم يرد هذا الأثر في أصولنا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (3/19) بشرح الزرقاني عن يحيى بن سعيد، أن سعيد بن المسيب كان يقول، فذكره.(2/627)
1117 - (م د) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: قال: كانت ثقيف (1) حُلفَاءَ لِبَني عُقَيْلٍ، فأسَرَتْ ثقيف رَجُلَيْنِ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسَرَ أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من بني عُقَيْلٍ، وأصَابُوا معه الْعَضْباءَ، فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الوثاق، فقال: يا محمدُ، فأتاه، فقال: ما شاْنُك؟ فقال: بِمَ أخَذْتني وأخذتَ سابقَة الحاجِّ؟ يعني: العَضباءَ - فقال: أخَذْتُكَ بجِريرة (2) حُلفائك ثقيف، ثم انصرف عنه، فناداه، فقال: يا محمد، يا محمد، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رحيماً رقيقاً - فرجع إليه، فقال: «ما شأنُك؟» قال: إني مُسلمٌ، قال: «لو قُلْتَها وأنت تملكُ أمرَك أفلحتَ كُلَّ الفلاح» ، ثم انصرف عنه، فناداه: يا محمد، يا محمد، فأتاه فقال: «ما شأنُك؟» فقال: إني جائعٌ [ص:628] فأطعمني، وظمآنُ فأسقنِي، قال: «هذه حاجتُكَ» ، فَفُدِي بالرجلين، قال: وأُسِرَتِ امْرأةٌ من الأنصار (3) ، وأُصيبت العضباءُ، فكانت المرأَة في الوثَاقِ، وكان القومُ يَريحونَ نَعَمَهم بين يدَيْ بُيوتِهم، فانفلتت ذَات ليلةٍ من الوَثاقِ، فأتتِ الإبلَ، فجعَلتْ إذا دَنت من البعير رَغا، فَتَتركُهُ حتى تنتهيَ إلى العَضباءِ، فلم تَرْغُ، قال: وهي ناَقةٌ مُنوَّقَةٌ - وفي رواية: ناقةٌ مُدَرَّبةٌ -.
وعند أبي داود: ناقةٌ مُجَرَّسةٌ - فقعدتُ في عَجُزها، ثم زَجَرْتُها فانطلقتْ ونَذِرُوا بها، فَطلبوها، فأعجَزتهم، قال: ونَذرتْ لله، إنْ نجَّاها الله عليها لتنْحرنَّها، فلما قَدِمَت المدينةَ رآها الناسُ، فقالوا: العَضْباءُ، ناقةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إنها نذرت إن نجاها الله عليها أن تنحرها، فأتوْا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا ذلك له، فقال: «سبحان الله! بِئْسَما جَزَتْهَا، نذَرَت لله إن نَجَّاها الله عليها لتَنْحرنَّها؟ لا وَفاءَ لِنَذْرٍ في معصيةٍ (4) ، ولا فيما لا يملك العبدُ» . أخرجه مسلم وأبو داود.
وأخرج الترمذي منه طرفاً قال: إَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فدَى رجلين من [ص:629] المسلمين برجُلٍ من المشركين - يعني: الأسير المذكور. ولقلة ما أخرج منه لم نعلم عليه علامَتَه (5) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حلفاء) جمع حليف، وهو الذي يحالفك على شيء، أي: يعاهدك عليه.
(العضباء) اسم ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والناقة العضباء: المشقوقة الأذن، ولم تكن ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عضباء، إنما كان هذا اسماً لها.
(سابقة الحاج) أراد بسابقة الحاج: ناقته، كأنها كانت تسبق الحاج لسرعتها.
(بجريرة حُلَفائك) يعني أنه كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ثقيف موادعة، فلما نقضوها ولم ينكر عليهم بنو عقيل صاروا مثلهم في نقض العهد، وإنما رده إلى دار الكفر بعد إظهار كلمة الإسلام، لأنه علم أنه غير صادق، وأن ذلك لرغبة أو رهبة، وهذا خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقيل: معناه أُخذت لتُدفع بك جريرة حلفائك من ثقيف، ويدل على صحة ذلك: أنه فُدي بعدُ بالرجلين اللذين أسرهما ثقيف من المسلمين. [ص:630]
وقوله: «لو قُلْتَها وأنت تملك أمرك، أفلحت كل الفلاح» يريد إذا أسلمت قبل الأسر أفلحت الفلاح التام: بأن تكون مسلماً حراً، لأنه إذا أسلم بعد الأسر كان مسلماً عبداً.
(ففُدي) فدى الأسير: إذا أعطى عوضه مالاً أو غيره، وأطلق سبيله.
(رُغاء) صوت ذوات الخف، يقال: رغا البعير: إذا صاح.
(منوَّقة) ناقة منوقة مذللة مؤدبة.
(مدرَّبة) المدربة: المخرجة التي قد ألِفت الركوب والسير.
(مجرَّسة) المجربة في الركوب والسير.
(نذروا بها) أي: علموا بها.
__________
(1) في الصحاح: " ثقيف " أبو قبيلة من هوازن، واسمه: قسي. والنسبة إليه ثقفي.
(2) " الجريرة " بفتح الجيم: الجناية. ومنه قوله: " بجريرة قومك " أي: بجنايتهم.
(3) وهي امرأة أبي ذر الغفاري رضي الله عنهما.
(4) قال النووي: وفي هذا دليل على أن من نذر نذر معصية كشرب الخمر ونحو ذلك، فنذره باطل لا ينعقد، ولا تلزم كفارة يمين ولا غيرها، وبهذا قال مالك والشافعي وأبو حنيفة وأبو داود وجمهور العلماء، وقال أحمد: تجب فيه كفارة اليمين للحديث المروي عن عمران بن الحصين، وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا نذر في معصية، وكفارته كفارة يمين ". واحتج الجمهور بحديث عمران بن حصين المذكور، وأما حديث " كفارته كفارة يمين " فضعيف باتفاق المحدثين. نقول: وحديث عائشة أخرجه أحمد وأصحاب السنن. وحديث عمران أخرجه النسائي، وراجع ما قاله المناوي في " فيض القدير ".
(5) مسلم رقم (1641) في النذر، باب لا وفاء لنذر في معصية الله، وأبو داود رقم (3316) في الأيمان والنذور، باب في النذر فيما لا يملك، والترمذي رقم (1568) في السير، باب ما جاء في قتل الأسارى والفداء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (829) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/430) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (4/426 و 432 و 433) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (4/432) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والدارمي (2332 و 2469 و 2508) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا حماد ابن زيد. ومسلم (5/78و 79) قال: حدثني زهير بن حرب، وعلي بن حجر السعدي. قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم (ح) وحدثنا أبو الربيع العتكي، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وبن أبي عمر، عن عبد الوهاب الثقفي. وأبو داود (3316) قال: حدثنا سليمان بن حرب ومحمد بن عيسى، قالا: حدثنا حماد. وعن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن علية. وابن ماجة (2124) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1568) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. والنسائى (7/19) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، وفي الكبرى «الورقة 116 - أ» قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان.
أربعتهم - سفيان، وحماد بن زيد، وإسماعيل بن إبراهيم بن علية، وعبد الوهاب - عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمه أبي المهلب، فذكره.(2/627)
1118 - (ت) ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن المشركين أرادوا أن يشتروا جسَدَ رجل من المشركين، فأبى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يبيعَهم. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1715) في الجهاد، باب ما جاء لا تفادى جيفة الأسير، وفي سنده عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1715) حدثنا محمود بن غيلان،حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الحكم. ورواه الحجاج بن أرطأة أيضا عن الحكم. وقال أحمد بن حنبل: ابن أبي ليلى لا يحتج بحديثه. وقال محمد بن إسماعيل: ابن أبي ليلى صدوق،ولكن لا نعرف صحيح حديثه من سقيمه ولا أروي عنه شيئا وابن أبي ليلى صدوق فقيه وإنما يهم في الإسناد حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا عبد الله بن داود عن سفيان الثوري قال: فقهاؤنا ابن أبي ليلى وعبد الله بن شبرمة.(2/630)
الباب الثاني: في فروع الجهاد، وما يترتب عليه، وفيه أربعة فصول
الفصل الأول: في الأمانة والهدنة، وفيه فرعان
الفرع الأول: في جوازهما وأحكامهما
1119 - (د) عثمان بن أبي حازم - رحمه الله -: عن أبيه، عن جده صخر: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غزا ثَقِيفاً، فلما أنْ سمع ذلك صَخْرٌ ركب في خيلٍ يُمِدُّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فوجد رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد انصرف ولم يفتحْ، فجعَلَ صخرٌ يومئذ عهدَ الله وذِمَّتهُ: أن لا يفارق هذا القصر، حتى ينزلوا على حُكْمِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلم يُفارِقْهُمْ حتى نزلوا على حُكمِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. فكتب إليه صخرٌ: أما بعدُ؛ فإنَّ ثَقيفاً قد نزلَت على حُكْمِكَ يا رسول الله، وإني مُقبِلٌ بهم، وهم في خيلٍ، فأمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم «بالصلاةُ جامعةٌ» ، فَدعَا لأحمسَ عشرَ دعواتِ: اللهم بارك لأحمس في خيلها، ورجالها، وأتاه القومُ، فتكَلَّم المغيرةُ بن شعبة فقال: يا نبي الله، إن صخراً أخذ عمَّتي، وقد دخلتْ [ص:632] فيما دخل فيه المسلمون، فدعاهم، فقال: يا صخرُ؛ إن القومَ إذا أسلموا فقد أحرزوا دماءهم وأموالهم، فادفع إلى المغيرة عمَّتَهُ، فدفعها إليه، وسأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم ماء كان لبني سُلَيمُ، قد هربوا عن الإسلام، وتركوا ذلك الماء: - أنزل فيه أنا وقومي؟ فأنزله، وأسلموا - يعني السُّلَمِييِّن- فأَتوا صخراً وسألوه: أن يدفع إليهم الماء فأَبَى فأتوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا نبيَّ الله، أسْلَمْنا، وأتينا صخراً ليدْفَعَ إِلَيْنَا ماءنا، فأبى علينا، فدعاه، فال: يا صَخْرُ، إن القوم إذا أسلموا فقد أحرزوا أموالهم ودِماءهُمْ، فادفع إلى القوم مَاءهُمْ، قال: نعم يا نبيَّ الله، قال: ورأيتُ وجَه رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يتغيَّرُ عند ذلك حُمْرَة، حياء من أخذه الجارية، وأخذه الماء. أخرجه أبو داود (1) .
قال الخطابي: يُشبه أن يكونَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إنما أمرَهُ بردِّ الماء، على معنى الاستطابةِ والسؤال، ولذلك كان يظهرُ في وجهه أثرُ الحياء.
والأصل: أنَّ الكافرَ إذا هربَ عن مالهِ، فإنِّه يكونُ فيئاً لرسولِ الله، [ص:633] ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم جعله لِصَخْرٍ، وحيث ملكهُ صخراً، فإنما ينتقلُ مِلْكُهُ عنه برضاهُ.
وإنما ردَّهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إليهم تأَلُّفاً لهم على الإسلام.
وأما ردُهُ المرأةَ: فيحتمل أن يكون ذلك، كما فعله في سَبْيِ هَوازِنَ، بعد أنِ استطَابَ أنْفُسَ الغانمينَ عنها.
وقد يحتمل: أن ذلك لأنهم نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأَى أنْ يَرُدَّ المرأةَ، وأن لا تُسبَى؛ لأن أموالهم ودماءهم وسَبْيَهُم كان موقوفاً على ما يريه الله فيهم، فكان ذلك حكمه. والله أعلم.
__________
(1) رقم (3067) في الخراج والإمارة، باب في إقطاع الأرضين، وفي سنده عثمان بن أبي حازم بن صخر بن العيلة، لم يوثقه غير ابن حبان، وأبوه مجهول - هو أبو حازم: صخر بن العيلة الهذلي الأحمسي، عداده في الكوفيين - له صحبة. والعيلة: اسم أمه - وهي بفتح العين المهملة وسكون الياء آخر الحروف، وبعدها لام مفتوحة وتاء تأنيث - وقال أبو القاسم البغوي: وليس لصخر بن العيلة غير هذا الحديث فيما أعلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه الدارمي (1681) . وأبو داود (3067) قال: حدثنا عمر بن الخطاب، أبو حفص.
كلاهما - الدارمي، وعمر بن الخطاب أو حفص - عن محمد بن يوسفالفريابي، قال: حدثنا أبان بن عبد الله بن أي حازم، قال: حدثني عثمان بن أي حازم، عن أبيه، فذكره.
* أخرجه الدارمي (1680 و 2483) قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبان ببن عبد الله البجلي، قال: حدثنا عثمان بن أبي حازم، عن صخر بن العَيْلَة، فذكره «ليس فيه أبو حازم» .
قلت: فيه عثمان بن أبي حاتم، صدوق، وأبيه، قال عنه ابن القطان: لا يعرف حاله.(2/631)
1120 - (د س) يزيد بن عبد الله - وهو ابن الشِّخِّير - رضي الله عنه - قال: كنا بالْمِرْبَدِ بالبَصْرة، فإذا رَجُلٌ أشعثُ الرأس، بيدهِ قِطعةُ أديمٍ أحمرَ، فقلنا، كأَنَّك من أهل البادية؟ فقال: أجل، قلنا: ناوِلْنا هذه القطعةَ الأدِيم التي في يدِكَ، فنَاوَلْنَاها، فإذا فيها: مِنْ محمَّدٍ رسولِ اللهِ، إلى بني زُهَيرٍ بن أُقَيْش، إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأقمتُم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأَدَّيْتُم الخُمْسَ من المغنم، وسهمَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وسهمَ الصَّفيِّ: أنتم آمِنُونَ بأمانِ الله ورسولِه، فقلنا: مَنْ كتبَ لك هذا الكتاب؟ قال: رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .
__________
(1) أبو داود رقم (2999) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في سهم الصفي، والنسائي 7 / 134 في الفيء، وأخرجه أحمد في مسنده 5 / 77 و 78 و 363 ورجاله ثقات، وقال المنذري في [ص:634] " مختصر السنن " 4 / 231: ورواه بعضهم عن يزيد عن عبد الله، وسمى الرجل: النمر بن تولب الشاعر، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقال: إنه ما مدح أحداً ولا هجا أحداً، وكان جواداً، لا يكاد يمسك شيئاً، وأدرك الإسلام وهو كبير. والمربد: محلة بالبصرة، من أشهر محالها وأطيبها.
وقوله: " وسهم النبي صلى الله عليه وسلم وسهم الصفي " السهم في الأصل: واحد السهام التي يضرب بها في الميسر، وهي القداح. ثم سمي ما يفوز به الفالج سهما، ثم كثر حتى سمي كل نصيب سهماً. قيل: كان للنبي صلى الله عليه وسلم سهم رجل شهد الوقعة أو غاب عنها.
والصفي: هو ما اصطفاه من عرض المغنم قبل القسمة: من فرس، أو غلام، أو سيف، أو ما أحب، وخمس الخمس، خص بهذه الثلاثة عوضاً من الصدقة التي حرمت عليه.
وأُقيش - بضم الهمزة وفتح القاف، وسكون الياء آخر الحروف وشين معجمة -: حي من عكل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2999) حدثنا مسلم بن إبراهيم ثنا قرة قال: سمعت يزيد بن عبد الله قال: كنا بالمربد، فذكره.
وأخرجه النسائى (7/134) أخبرنا عمرو بن يحيى، قال: حدثنا محبوب، قال: أنبأنا أبو إسحاق عن سعيد الجريري عن يزيد بن الشخير، قال، فذكره.(2/633)
1121 - (د) عامر بن شهر (1) - رضي الله عنه -: قال: لمَّا خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قالت لي هَمْدَان: هل أنتَ آتٍ هذا الرجل، ومُرتْادٌ لنا، فإن رضِيتَ لنا شيئاً قَبِلْناهُ، وإن كَرِهْتَ شيئاً كَرِهْناه؟ قلت: نعم، فجئتُ، حتَّى قَدِمْتُ على رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فرضِيتُ أمْرَهُ، وأسلَمَ قومِي، وكَتبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الكتابَ إلى عمير ذي مُرَّان، قال: وبعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مالك بن مرارة الرهاويّ إلى اليمن جميعاً، فأسلم عَكُّ ذو خَيْوان (2) ، قال: فقيل لعَكٍّ: انطِلقْ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وخُذْ منه الأمانَ على بلدكَ ومالك، فقدمَ فكتبَ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «بسم الله الرحمن الرحيم، من مُحمَّدٍ رسولِ الله، لِعَكٍّ ذِي خَيْوان (2) ، إن كان صادقاً، في أَرْضِهِ ومالِهِ ورَقيقِهِ، فَلهُ الأمانُ، وذمَّة [ص:635] الله، وذمَّةُ محمدٍ رسولِ الله، وكتب خالد بن سعيد بن العاص» . أخرجه أبو داود (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُرتاداً) : المرتاد طالب الكلأ في الأصل، ثم نُقل إلى متطلب أمراً، من راد يرود، فهو رائد.
(الرهاوي) بفتح الراء: منسوب إلى قبيلة، كذا ذكر عبد الغني بن سعيد المصري، وسيجيء مُبَيّناً في كتاب الأنساب.
__________
(1) قال المنذري في " مختصر السنن " 4 / 245: في إسناده مجالد - وهو ابن سعيد - وفيه مقال. وعامر بن شهر: له صحبة، وعداده في أهل الكوفة، ولم يرو عنه غير الشعبي. وشهر: بفتح الشين المعجمة وسكون الهاء، وبعدها راء مهملة.
(2) في الأصل: ذي خيران، والتصحيح أبي داود.
(3) رقم (3027) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض اليمن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (3027) قال: ثنا هناد بن السرى، عن أبي أسامة، عن مجالد، عن الشعبي، فذكره.(2/634)
1122 - (د) كعب بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ كعب بن الأشرف، كان يَهْجُو رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، ويُحَرِّضُ عليه كُفَّارَ قُرَيْشٍ، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حينَ قدِمَ المدينة، وكان أَهْلُها أَخْلاطاً، منهم المُسْلمون، والمشركون يعبدونَ الأوثانَ، واليهودُ، فكانوا يُؤْذُونَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأمَرَ اللهُ عز وجل نبيَّهُ بالصَّبْرِ والعَفْوِ، ففيهم أنزل الله {ولَتَسْمَعُنَّ من الَّذين أُوتُوا الكتابَ من قَبْلِكم ومِنَ الَّذينَ أشْركُوا أَذًى كثيراً} [آل عمران: 186] ، فأبَى كعب بن الأشرف أنْ ينْزِعَ عن أذَى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأمَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سعْدَ بن معاذٍ أنْ يَبعثَ إليه من يقْتُلُهُ فقتله محمد بن مسلمة - وذكر قصَّةَ قتله - فَلمَّا قتلوهُ فَزِعتِ اليهودُ والمشركونَ، فَغَدَوْا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: طُرِقَ صاحبُنا وَقُتِلَ، فذكرَ لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يقولُ، ثم دعاهم [ص:636] إلى أن يَكتُبَ بينه وبينهم كتاباً، ينتهون إلى ما فيه، فكتبَ بينه وبينهم وبين المسلمين عَامَّة صَحيفَة. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أخلاطاً) الأخلاط: المختلطون من أقوام شتى متفرقين.
(الأوثان) جمع وثن، وهو الصنم، وقيل: الصنم: الصورة، والوثن: يكون صورة وغير صورة.
(طرق) طرقت الرجل: إذا أتيته ليلاً.
__________
(1) رقم (3000) في الخراج والإمارة، باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة: من حديث شعيب عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه، ورجاله ثقات، وقال المنذري: قوله " عن أبيه " فيه نظر، فإن أباه عبد الله بن كعب ليست له صحبة ولا هو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم، ويكون الحديث على هذا مرسلاً، ويحتمل أن يكون أراد بأبيه جده، وهو كعب بن مالك، وقد سمع عبد الرحمن من جده كعب بن مالك فيكون الحديث على هذا مسنداً، وكعب هو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم. وقد وقع مثل هذا في الأسانيد في غير موضع يقول فيه " عن أبيه " وهو يريد به الجد، وقد أخرج البخاري 7 / 259 - 261، ومسلم وأبو داود والنسائي حديث قتل كعب بن الأشرف من حديث جابر أتم من هذا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3000) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس أن الحكم بن نافع حدثهم قال: أخبرنا شعيب عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، فذكره.(2/635)
1123 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: صالحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أهْلَ نَجْرانَ على ألفَيْ حُلَّةٍ: النصفُ في صفر، والنصفُ في رجَبٍ، يُؤدُّونَها إلى المسلمين، وعارية ثلاثين دِرْعاً، وثلاثين فَرَساً، وثلاثين بعيراً، وثلاثين من كل صِنفٍ من أصنافِ السلاح يغزُونَ بِها، والمسلمونَ ضامنونَ لها حتى يَرُدَّوها عليهم، وإن كان باليمن كَيْدٌ أو غدرةٌ (1) ، على أن لا يُهْدَمَ لهم [ص:637] بِيعَةٌ، ولا يُخرجَ لهم قَسٌّ، ولا يُفْتَنُونَ عن دينهم، ما لم يُحْدِثُوا حَدَثاً، أو يأكلُوا الرِّبا. أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حدثاً) الحدث: الأمر الحادث الذي ينكر فعله.
__________
(1) في الأصل: كيد إذاً يعذره.
(2) رقم (3041) في الخراج والإمارة، باب في أخذ الجزية، من حديث يونس بن بكير عن أسباط بن نصر الهمداني عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي عن ابن عباس، وإسناده ضعيف، وفي سماع إسماعيل من عبد الله بن عباس نظر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (3041) قال: ثنا مصرف بن عمرو اليامي، قال: ثنا يونس - يعني ابن بكير -، قال: نثا أسباط بن نصر الهمداني، عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي، فذكره.
وقال الحافظ في «التهذيب» : وأخرج هذا الحديث الذي ذكره أبو داود الحافظ ضياء الدين في «المختارة» من طريق أبي داود.
قلت: وإسماعيل بن عبد الرحمن القرشي هذا قال عنه الحافظ في «التقريب» : صدوق يهم، وكذلك أسباط بن نصر، صدوق كثير الخطأ، وكذلك يونس بن بكير يخطئ.(2/636)
1124 - (د) زياد بن حدير - رحمه الله - (1) : قال: قال عليٌّ: لِئنْ بقِيتُ لنَصارَى بني تغْلِبَ لأقْتُلَنَّ المُقَاتِلَةَ، ولأسْبِينَّ الذُّرِّيَّة، فإني كتبتُ الكتابَ بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يُنَصِّرُوا أولادَهم. قال أبو داود: هذا حديث منكر.
كذا ذكره رزين، ولم أجده في كتاب أبي داود (2) .
__________
(1) زياد بن حدير - بضم الحاء المهملة وفتح الدال - الأسدي، أبو المغيرة. ويقال: أبوه. روى عن عمر وعلي وابن مسعود، والعلاء بن الحضرمي. وعنه: إبراهيم بن مهاجر، وأبو صخرة ابن شداد وغيرهم. قال أبو حاتم: ثقة.
(2) بل هو موجود في " سنن أبي داود " رقم (3040) في الإمارة، باب في أخذ الجزية. قال المنذري 4 / 250: قال أبو داود: هذا حديث منكر، بلغني عن أحمد - يعني ابن حنبل - أنه كان ينكر هذا الحديث إنكاراً شديداً. قال أبو علي - يعني اللؤلؤي -: ولم يقرأه أبو داود في العرضة الثانية. هذا آخر كلامه، وفي إسناده: إبراهيم بن مهاجر البجلي الكوفي، وشريك بن عبد الله النخعي. وقد تكلم فيهما غير واحد من الأئمة. وفيه أيضاً: عبد الرحمن بن هانئ النخعي. قال الإمام أحمد: ليس بشيء، وقال ابن معين: كذاب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3040) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم قال: حدثنا عبد الرحمن بن هانئ أبو نعيم النخعي، قال: أخبنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن زياد بن حدير،فذكره.
قال أبو داود: هذا حديث منكر بلغني عن أحمد أنه كان ينكر هذا الحديث إنكارا شديدا.
قال أبو علي اللؤلؤي «راوي السنن عن أبي داود» : ولم يقرأه أبو داود في العرضة الثانية.(2/637)
1125 - (د) العرباض بن سارية [السلمي]- رضي الله عنه -: قال: نَزَلْنَا [ص:638] مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ - ومعه من معه من أصحابهِ - وكان صاحبُ خَيبرَ رَجلاً مارداً مُنْكراً، فأقبل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، ألكم أن تَذْبَحُوا حُمُرَنا، وتأكلوا ثَمرَنا، وتضربوا نساءنا؟ فَغَضِبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «يا ابْن عوف، اركبْ فرسَكَ، ثم نَادِ: إنَّ الجنَّةَ لا تَحلُّ إلا لِمُؤمِنٍ، وإنِ اجتمِعوا للصلاة» قال: فاجتمعوا، ثم صلَّى بهم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام فقال: أيَحسِبُ أحدُكم - مُتَّكئاً على أريكتِهِ - قد يظن أن اللهَ لم يُحرِّمْ شيئاً إلا ما في هذا القرآن؟ ألا إنِّي والله، لقد وعظْتُ وأمرتُ ونهَيْتُ عن أشياء، إنها لَمِثْلُ القرآنِ أو أكثر، وإنَّ الله لم يُحِلَّ لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذْنٍ (1) ، ولا ضربَ نسائهم، ولا أكل ثمارهم، إذا أعْطَوُا الذي عليهم. أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مارداً) المارد من الرجال: العاتي الشديد.
(أريكته) السرير في الحجلة.
__________
(1) في الأصل: لم يحل لكم ضرب أهل الكتاب إلا بإذن، والتصحيح من أبي داود.
(2) في الخراج والإمارة، باب في تفسير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات، وفي سنده أشعث بن شعبة المصيصي لم يوثقه غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات. ولبعضه شاهد من حديث المقدام بن معد يكرب بإسناد صحيح، وقد تقدم برقم (68) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (0051) قال: ثنا محمد بن عيسى، قال: ثنا أشعث بن شعبة، قال: ثنا أرطأة بن المنذر، قال: سمعت حكيم بن عمير الأحوص يحدث، فذكره.
قلت: فيه حكيم بن عمير الأحوص، قال عنه الحافظ في «التقريب» : صدوق يهم، وأشعب بن شعبة، قال عنه الحافظ: مقبول.(2/637)
1126 - (د) رجل من جهينة: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لعلكم تُقاتِلونَ قوماً فتظْهرونَ عليهم، فَيتَّقُونَكم بأموالهم دونَ أنفسهم وذرَارِيهِمْ، [ص:639] فيُصَالحونَكُمْ على صُلحٍ، فلا تُصيِبوا منهم فوق ذلك، فإنه لا يَصْلُحُ لكم» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَيَتَّقُونكم) أي: يجعلون أموالهم لدمائهم وقاية.
__________
(1) رقم (3051) في الخراج والإمارة، باب في تفسير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات، وفي سنده رجل مجهول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3051) حدثنا مسدد وسعيد بن منصور عن هلال عن رجل من ثقيف عن رجل من جهينة، فذكره.(2/638)
1127 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «الصُّلْحُ جائزٌ بين المسلمين، إلا صُلْحاً حرَّمَ حلالاً، أو حلَّل حراماً، قال: والمسلمونَ على شُروطِهِمْ، إلا شرطاً حرَّمَ حلالاً، أو حلَّل حراماً» . أخرجه الترمذي، وأبو داود.
إلا أن أبا داود انتهت روايته عند قوله " شروطهم " (1) .
__________
(1) أبو داود رقم (3594) في الأقضية، باب في الصلح، وسنده حسن، وصححه ابن حبان رقم (1199) ، وأخرجه الترمذي رقم (1352) في الأحكام، باب ما ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلح بين الناس من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقد نوقش الترمذي في تصحيح هذا الحديث، لأن كثير بن عبد الله المزني ضعيف جداً، وقد اتهمه بعضهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/366) قال: حدثني الخزاعي. وأبو داود (3594) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري. قال: أخبرنا ابن وهب.
كلاهما - أبو سلمة الخزاعي، وابن وهب -عن سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، فذكره.
* أخرجه أبو داود (3594) قال: حدثنا أحمد بن عبد الواحد الدمشقي. قال: حدثنا سليمان بن بلال، أو عبد العزيز بن محمد، شك الشيخ، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، فذكره.
* زاد أحمد بن عبد الواحد: «.......إلا صلحا أحل حراما، أو حرم حلالا» .
وزاد سليمان بن داود: «............. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلمون على شروطهم» .
وأخرجه الترمذي (1352) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا أبو عامر العقدي، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(2/639)
1128 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: ليهود خيبرَ - يوم افتتح خَيْبَرَ -: «أقِرُّكُمْ ما أقرَّكم اللهُ، عَلَى أن الثَّمرَ بيننا وبينكم، قال: فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يبعثُ عبدَ الله بنَ رَوَاحةَ الأَنْصَارِيَّ، [ص:640] فيخرِصُ بَيْنَهُ وبينهم، ثم يقول: إنْ شئتُم فلكم، وإن شئتم فلي، فكانوا يأخُذُونَهُ» . أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فيخرص) خرص الرطب: حزر ما فيه تخميناً وتقديراً.
__________
(1) 2 / 73 في المساقاة، باب ما جاء في المساقاة، وإسناده صحيح، لكنه مرسل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» (3/458) بشرح الزرقاني، قال ابن عبد البر: أرسله جميع رواة «الموطأ» وأكثر أصحاب ابن شهاب ووصله منهم طائفة منهم صالح بن أبي الأخضر، أي وهو ضعيف فزاد أبي هريرة.(2/639)
1129 - (خ) نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنهما -: قال: لما فَدَع أهلُ خيبر عبد الله بن عمر، قام عمر خطيباً، فقال: إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان عامَلَ يهودَ خيبر على أموالهِمْ، وقال: نُقِرُّكُمْ ما أقرَّكم اللهُ، وإِنَّ عبد اللهِ بن عمر: خرج إلى مالِه هناك، فعُدِيَ عليه من الليل، فَفُدِعَتْ يداهُ ورِجْلاهُ، وليسَ له هناك عدُوٌّ غيرهم، هُمْ عدُوُّنا وتُهْمَتُنا (1) ، وقد رأيتُ إجلاءهم، فلما أجمع عمر على ذلك، أتاه أحد بني أبي الحقَيْقِ، فقال: يا أمير المؤمنين، أتخْرِجُنا وقد أقرَّنا محمدٌ، وعامَلَنا على الأموالِ، وشرطَ ذلك لنا؟ فقال عمر: أظنَنْتَ أني نسِيتُ قولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لك: كيف بك إذا أُخرِجْتَ من خيبر، تعدو بك قَلُوصُكَ ليلة بَعْدَ لَيْلةٍ؟ فقال: كان [ص:641] ذلك هزيلة من أبي القاسم، قال: كذَبْتَ يا عدوَّ الله {إِنه لقَوْلٌ فصلٌ. وما هو بالهزل} [الطارق: 13، 14] ، فأجلاهم عُمرُ، وأعطاهم قيمةَ ما كان لهم من الثَّمَر: مالاً وإبلاً وعَرُوضاً من أقْتابٍ وحبالٍ وغير ذلك. أخرجه البخاري (2) .
ولم أجد في كتاب الحميدي قول عمر: «كذبتَ يا عدوَّ الله» ، إلى قوله: «بالهزل» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فُدِع) رجل أفدع: بين الفدع، وهو المعوج الرسغ من اليد أو الرِّجل، فيكون منقلب الكف أو القدم إلى ما يلي الإبهام، وذلك الموضع هو الفدعة.
(فعُدِيَ عليه) عُدِيَ عليه، أي: ظلم، والعدوان: الظلم المجاوز للحد.
(هُزَيْلة) تصغير هَزْلة، وهو المرة الواحدة من الهزل ضد الجِد.
(قول فصل) أي: قاطع، لا تردد فيه.
(أجلاهم) الإجلاء: الإخراج من الوطن كُرْهاً.
(قَلوصَك) القلوص: الناقة الشابة، وقيل: القوية على السير، ولا يسمى الذكر قلوصاً.
__________
(1) قوله: " تهمتنا " بفتح الهاء. وقيل: بسكونها. وأصله: وهمتنا، فقلبت الواو تاء، نحو التكلان. وقوله: " أجمع " أي: عزم.
وأبو الحقيق: بضم المهملة وفتح القاف الأولى وسكون الياء، و " أخرجت " بصيغة المجهول.
(2) 5 / 240 في الشروط، باب إذا اشترط في المزارعة: إذا شئت أخرجتك.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/15) (90) قال: ثنا يعقوب، قال: ثنا أبي، عن ابن إسحاق. والبخاري (3/252) قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا محمد بن يحيى أبو غسان الكناني، قال: نا مالك. وأبو داود (3007) قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا أبي، عن ابن إسحاق.
كلاهما (محمد بن إسحاق، ومالك) غن نافع، عن ابن عمر، فذكره.(2/640)
1130 - (خ د) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: أتَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أهلَ خيبر، فقاتلهم حتى ألجأَهُمْ إلى قَصرِهِمْ، وغلبَهُم على الأرض والزَّرْعِ والنخل، فصالحوه على أن يُجْلَوْا منها، ولهم ما حملتْ رِكابهم، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم الصفراءُ والبيضاءُ والحلقةُ، وهي السلاح، ويخرُجون منها. واشترط عليهم أن لا يكتموا ولا يُغيِّبوا شيئاً، فإن فعلوا فلا ذِمَّة لهم ولا عهد، فغيَّبوا مَسْكاً فيه مالٌ وحُليٌّ لحييِّ بن أخطب، كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النَّضيرُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لعمِّ حُيَيّ - واسمه سعية -: ما فعل مَسْكُ حُيىٍّ الذي جاء به من بني النَّضير؟ فقال: أذْهَبَتْهُ النفقاتُ والحروبُ، فقال: العهدُ قريبٌ، والمال أكثر من ذلك، وقد كان حُيَيٌّ قُتِل قبل ذلك، فدفع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سعْيَةَ إلى الزُّبيرِ، فمسَّه بعذابٍ، فقال: قد رأيتُ حُيَيّاً يطوفُ في خَرِبةٍ ها هنا، فذهبوا فطافوا، فوجدُوا المسكَ في الخربة، فقتلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ابني أبي الحقيق، أحدهما زوج صفية بنت حيي بن أخطب، وسبى رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءهم وذراريَّهُم، وقَسم أموالهم بالنَّكْثِ الذي نَكثوا، وأراد أن يجليَهم منها، فقالوا: يا محمد، دعْنا نكون في هذه الأرض نُصْلحُها ونقوم عليها، ولم يكن لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه غلمانٌ يقومون عليها، وكانوا لا يفْرُغون أن يقوموا عليها، فأعطاهُمْ خيبر، على أنَّ لهم الشَّطْرَ من كلِّ زرع وشيءٍ، ما بدا لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وكان عبد الله بن رواحة يأتيهم في كل عامٍ فيخْرصُها [ص:643] عليهم، ثم يضمِّنُهُمُ الشَّطْرَ، فشكوا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم شِدَّةَ خرصه، وأرادوا أن يرْشُوهُ، فقال عبد الله: تطعمونني السُّحْتَ، والله لقد جئتكم من أحبِّ الناس إليَّ، ولأنتم أبْغَضُ إليَّ من عدَّتِكُمْ من القِردَةِ والخنازير، ولا يحْمِلُني بُغضي إياكم على أن لا أعدل عليكم، فقالُوا: بهذا قامت السماوات والأرض، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعطي كلَّ امرأةٍ من نسائه ثمانين وَسْقاً من تَمْرٍ كلَّ عامٍ، وعشرين وَسْقاً من شعير، فلما كان زمنُ عمر بن الخطاب غشُّوا المسلمين، وألقوْا ابنَ عُمر من فوْقِ بيتٍ، ففدعوا يدَيْه، فقال عمرُ بنُ الخطاب: من كان له سهمٌ بخيبر فليحْضُرْ، حتى نقْسِمها بينهم، فقسمها عمرُ بينهم، فقال رئيسُهُم: لا تُخرِجْنا، دعنا نكونُ فيها كما أقرَّنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكرٍ، فقال عمر - رضي الله عنه- لرئيسهم: أتراهُ سقط عليَّ قولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، كيف بك إذا رقصت بك راحلتُك نحو الشام يوماً ثم يوماً، ثم يوماً؟ وقسمها عمرُ بين من كان شهِدَ خيبر من أهل الحديبية. أخرجه البخاري (1) .
وأخرجه أبو داود (2) ، ولم يذكر حديثَ ابن رواحة، ولا حديث فدع [ص:644] ابن عمر وإجلائهم، ولفظ البخاري أتَمُّ.
وفي أخرى لأبي داود (3) قال: إنَّ عمر قال: أيها الناسُ، إنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كان عامَلَ يهود خَيْبرَ على أن يُخْرجَهُم إذا شَاءَ، فمن كان له مالٌ فلْيَلْحَقْ به، فإني مُخرِجٌ يهودَ، فأخرجهم.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصفراء والبيضاء) الصفراء: الذهب، والبيضاء: الفضة.
(الحلقة) بسكون اللام: الدروع. وقيل: هو اسم للسلاح جميعه.
(مَسكاً) المسك: الجلد، والمراد به هاهنا: ذخيرة من صامت وحلي كانت لحُيَيِّ بن أخطب، وكانت تدُعى مَسك الجمل، ذكروا أنها قُوِّمت عشرة آلاف دينار، وكانت لا تُزف امرأة إلا استعير لها ذلك الحلي. قيل: إنها كانت في مسك جمل، ثم في مسك ثور، ثم في مسك حمل.
(فمسه) بعذاب، أي: عاقبه.
(يرشوه) الرشوة: البِرطيل.
(وَسْقاً) الوسق: ستون صاعاً، والصاع قد تقدم ذكره.
__________
(1) لم يذكره البخاري بنصه، وإنما أشار إليه عقب رواية الحديث المتقدم 5 / 241 بقوله: رواه حماد بن سلمة، عن عبيد الله، أحسبه عن نافع عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم اختصره. وقد قال الحافظ ابن حجر: إنه وقع للحميدي نسبة رواية حماد بن سلمة مطولة جداً إلى البخاري، فكأنة نقل السياق من مستخرج البرقاني كعادته، وذهل عن عزوه إليه، وقد نبه الإسماعيلي على أن حماداً كان يطوله تارة، ويرويه تارة مختصراً.
(2) رقم (3006) في الإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر، وإسناده قوي.
(3) رقم (3007) ، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (2730) حدثنا أبو أحمد حدثنا محمد بن يحيى أبو غسان الكناني أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر، وأخرجه أبو داود (3006) قال: حدثنا هارون بن زيد بن أي الززرقاء، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر، قال: أحسبه عن نافع، فذكره.
ولم يذكره البخاري بنصه وإنما أشار إليه عقب رواية الحديث المتقدم (5/385) بقوله رواه حماد بن سلمة عن عبيد الله أحسبه عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم اختصره وقد قال الحافظ ابن حجر: إنه وقع الحميدي نسبه رواية حماد بن سلمة مطولة جدا إلى البخاري وكأنه نقل السياق من «مستخرج البرقاني» كعادته وذهل عن عزوه إليه وقد نبه الإسماعيلي على أن حمادا كان يطوله تارة ويرويه تارة مختصرا.(2/642)
1131 - (خ م) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: إنَّ عمر أجْلَى اليهُودَ والنَّصَارَى من أرضِ الحجازِ، وإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لمَّا ظَهرَ على [ص:645] خيْبرَ أرادَ إخراجَ اليَهُودِ منها، وكانت الأرضُ لمَّا ظهرَ عليها للهِ ولرسوله وللمسلمين، فَأرَادَ إخْراجَ اليهود منها، فسألتِ اليهودُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقِرَّهُمْ بها، على أنْ يَكفُوا العملَ، ولهم نِصْفُ الثَّمَرِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لهم: «نُقِرُّكم بها على ذلك ما شِئْنَا (1) » فقُرُّوا بها، حتى أجلاهم عمرُ في إمارته إلى تَيْمَاءَ وأَرِيحاءَ (2) . أخرجه البخاري، ومسلم.
وفي رواية لمسلم نحوه، وفي آخره قال: وكانَ الثَّمَرُ يُقسَمُ على السُّهْمان من نِصفِ خَيْبَرَ، فيأْخُذُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الْخُمُسَ.
وفي رواية لَهُ: أَنَّهُ دَفَعَ إلى يَهُود خيْبَرَ نَخلَ خَيْبَرَ وأرضها، على أنَ يعْتَمِلُوهَا من أموالهم، ولرسولِ الله صلى الله عليه وسلم شَطْرُ ثَمرِها، لمْ يَزِدْ (3) . [ص:646]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يعتملونها) الاعتمال: افتعال من العمل، يعني: أنهم يقومون بما تحتاج إليه من عمارة وحراسة وتلقيح وزراعة، ونحو ذلك.
__________
(1) قال النووي: قال العلماء: هو عائد إلى مدة العهد، والمراد: إنما نمكنكم من المقام في خيبر ما شئنا، ثم نخرجكم إذا شئنا؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان عازماً على إخراج الكفار من جزيرة العرب، كما قام به في آخر عمره.
(2) تيماء: بلدة معروفة بين الشام والمدينة على سبع أو ثمان مراحل من المدينة.
وأريحا: مدينة الجبارين في الغور من أرض الأردن بالشام، بينها وبين بيت المقدس يوم للفارس في جبال صعبة المسالك.
(3) البخاري 6 / 181 في المغازي، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم، وفي الإجارة، باب إذا استأجر أرضاً فمات أحدهما، وفي المزارعة، باب المزارعة بالشطر ونحوه، وباب إذا لم يشترط السنين في المزارعة، وباب المزارعة مع اليهود، وفي الشركة، باب مشاركة الذمي والمشركين في المزارعة، وفي الشروط، باب الشروط في المعاملة، وفي المغازي، باب معاملة النبي صلى الله عليه وسلم أهل خيبر، ومسلم رقم (1551) في المساقاة، باب المساقاة والمعاملة بجزء من الثمر والزرع. قال الحافظ في " الفتح ": هذا الحديث هو عمدة من أجاز المزارعة والمخابرة لتقرير النبي صلى الله عليه وسلم لذلك، واستمراره على عهد أبي بكر إلى أن أجلاهم عمر. واستدل [ص:646] به على جواز المساقاة في النخل والكرم وجميع الشجر الذي من شأنه أن يثمر بجزء معلوم يجعل للعامل من الثمرة، وبه قال الجمهور.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/149) (6368) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: نا ابن جريج. والبخاري (3/140) و (4/116) قال: ثنا أحمد بن المقدام، قال: ثنا فضيل بن سليمان. ومسلم (5/27) قال: ثني محمد بن رافع، وإسحاق بن منصور، قالا: ثنا عبد الرزاق، قال: نا ابن جريج.
كلاهما - ابن جريج، وفضيل - عن موسى بن عقبة، قال: نا نافع، فذكره.(2/644)
1132 - (د) محمد بن شهاب الزهري وعبَدُ الله بنُ أبي بكرِ، وبعضُ ولد محمد بن مسلمة - رحمهم الله – قالوا: بِقِيَتْ بقيَّةٌ من أهل خيْبَر، فتحصَّنُوا، فسألُوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنْ يَحْقِنَ دماءهُمْ ويُسَيِّرَهُم، فَفَعَلَ، فَسَمِعَ بذلك أَهلُ فَدَكَ، فنزلُوا على مِثْلِ ذلك، فكانت فَدَكُ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم خَاصَّة؛ لأنَّهُ لم يُوجَفْ عليها بِخَيْلٍ ولا ركابٍ. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3016) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر، وهو حديث مرسل، وفي سنده الحسين بن علي العجلي، قال الحافظ في " التقريب ": وهو صدوق يخطئ كثيراً، فيه أيضاً عنعنة ابن أبي زائدة وابن إسحاق وكلاهما موصوف بالتدليس، وله شاهد بمعناه عند أبي داود رقم (2971) عن الزهري مرسلاً أيضاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3016) حدثنا حسين بن علي العجلي، ثنا يحيى - يعني ابن آدم ثنا ابن أبي زائدة عن محمد بن إسحاق عن الزهري، وعبد الله بن أبي بكر، وبعض ولد محمد بن مسلمة، فذكره.(2/646)
1133 - (د) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله -: أزَّ بعض خيْبَرَ مِمَّا فُتِحَ عَنْوَة، وبعضاً صُلْحاً، والكَتيبَة: أكْثَرُها عَنْوَة، وفيها صُلْحٌ، قيل لمالك: ما الْكَتِيبَةُ؟ قال: أرض خيبر، وهي أربعون ألفَ عَذْقٍ. أخرجه أبو داود (1) . [ص:647]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عنوة) العنوة: أن تؤخذ البلاد من أهلها عن ذل وخضوع، من عنا يعنو: إذا ذل وخضع، ومنه قوله تعالى: {وعَنَتِ الوجُوهُ} [طه: 111] . (عَذق) العذق بفتح العين: النخلة نفسها، وبكسر العين: مجمع الشماريخ التي يكون فيها الرطب مع العُرجون.
__________
(1) رقم (3017) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر من رواية ابن المسيب مرسلاً، وفيه انقطاع. [ص:647] قال أبو داود: وقرئ على الحارث بن مسكين وأنا شاهد: أخبركم ابن وهب قال: حدثني مالك عن ابن شهاب أن خيبر كان بعضها عنوة، وبعضها سلماً، والكتيبة أكثرها عنوة، وفيها صلح. قلت لمالك: وما الكتيبة؟ قال: أرض خيبر، وهي أربعون ألف عذق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه أبو داود (3017) قال: ثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبد الله بن محمد، عن جويرية، عن مالك، عن الزهري، فذكره.(2/646)
الفرع الثاني: في الوفاء بالعهد والذمة والأمان
1134 - (ت د) سليم بن عامر- رحمه الله -: قال: كان بين معاوية وبين الروم عهدٌ، وكان يسيرُ نحو بلادهم لِيَقْرُبَ، حتى إذا انْقضَى العَهْدُ غَزاهم، فجاء رجلٌ على فرسٍ- أو بِرْذَوْنٍ - وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر، وَفاءٌ لا غَدْرٌ (1) ، فإذا هو عمرو بن عبسة، فأرْسلَ إليه معاوية فسأله؟ فقال: [ص:648] سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَنْ كان بينه وبين قومٍ عهدٌ فلاَ يشُدُّ عُقْدَة ولا يَحُلُّها حتى ينقَضِيَ أمَدُها، أوْ ينبذ إليهم على سَواء» ، فَرجعَ معاوية.
أخرجه الترمذي، وأبو داود، إِلا أنَّ في رواية الترمذي: الله أَكبرُ - مرة واحدة. وفيها: على داَّبةٍ، أو فَرَسٍ.
وأخرج أبو داود عن سُليم بن عامر عن رجل من حمير، والترمذي عن سليم نفسه (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَنبِذ إليهم على سواء) قد تقدم في الباب معنى النبذ على السواء.
__________
(1) قوله: " وفاء لا غدر " فيه اختصار وحذف، لضيق المقام، أي ليكن منكم وفاء لا غدر، يعني: بعيد من المؤمنين وأمة محمد صلى الله عليه وسلم ارتكاب الغدر، وللاستبعاد صدر الجملة بقوله: " الله أكبر، الله أكبر ". وإنما كره عمرو بن عبسة ذلك، لأنه إذا هادنهم إلى مدة وهو مقيم [ص:648] في وطنه، فقد صارت مدة مسيره بعد انقضاء المدة الضرورية، كالمشروط مع المدة في أن يغزوهم فيها، فإذا صار إليهم في أيام الهدنة كان إيقاعه قبل الوقت الذي يتوقعونه، فعد عمرو ذلك غدراً، وإن نقض أهل الهدنة أو ظهر منهم خيانة، فله أن يسير إليهم على غفلة منهم.
(2) الترمذي رقم (1580) في السير، باب ما جاء في الغدر، وأبو داود رقم (2759) في الجهاد، باب في الإمام يكون بينه وبين العدو عهد فيسير إليه، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/111) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/113) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وابن جعفر. وفي (4/385) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (2759) قال: حدثنا حفص بن عمر النمري. والترمذي (1580) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود. والنسائي في الكبرى «الورقة 117 - أ» قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا معتمر بن سليمان. ستتهم (ابن جعفر، وابن مهدي، ووكيع، وحفص، وأبو داود، ومعتمر) عن شعبة، قال: أخبرني أبو الفيض، قال: سمعت سُليم بن عامر، فذكره.(2/647)
1135 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: كَيْفَ أنُتْم إذا لم تَجْتَبُوا دِرْهماً ولا ديناراً؟ فقيل له: وكيف تَرَى ذلك كائناً يا أبا هريرة؟ قال: إي والذي نفسُ أبي هريرة بيده، عن الصادق المصدوق، قالوا: عَمَّ ذلك؟ قال: تُنْتَهَكُ ذِمَّةُ الله وذمَّةُ رسوله، فَيَشُدُّ الله قُلوبَ أهلِ الذِّمَّةِ، فيمنعونَ [ص:649] ما في أيديهم (1) . أخرجه البخاري (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تجتبوا) الاجتباء: افتعال من جباية الأموال، وهي استخراجها من مظانها وتحصيلها من جهاتها.
(الصادق المصدوق) هو النبي صلى الله عليه وسلم صدق فيما قال، وصُدِّق فيما قيل له.
(تُنْتَهَك ذمة الله) انتهاك الحرمة والذمة: تناولها بما لا يحل.
(فيشد الله) أي: يُقوِّي قلوب أهل الذمة، كأنها مشدودة.
__________
(1) أي: يمتنعون من أداء الجزية وقد أخرج معنى هذا الحديث مسلم من وجه آخر في الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب رقم (2896) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «منعت العراق درهمها وقفيزها ودينارها، ومنعت مصر إردبها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم» . شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه. وقد ساق الحديث بلفظ الماضي، والمراد به المستقبل مبالغة في الإشارة إلى تحقق وقوعه. وروى مسلم أيضاً رقم (2913) في الفتن من حديث جابر مرفوعاً: " يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم، قلنا من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذاك " الحديث، وهو عند أحمد في " المسند " 3 / 317، قال الحافظ في " الفتح " 6 / 201: وفي الحديث علم من أعلام النبوة، والتوصية بالوفاء لأهل الذمة، لما في الجزية التي تؤخذ من نفع المسلمين، وفيه التحذير من ظلمهم، وأنه متى وقع ذلك نقضوا العهد فلم يجتب المسلمون منهم شيئاً فتضيق أحوالهم.
(2) 6 / 200 في الجهاد، باب إثم من عاهد ثم غدر، وأخرجه أحمد في " المسند " 2 / 332.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/332) قال: ثنا أبو النضر. قال: ثنا إسحاق بن سعيد، عن أبيه، فذكره.
قلت: أخرجه البخاري تعليقا (3180) قال: قال أبو موسى، قال: ثنا هاشم بن القاسم، قال: ثنا إسحاق بن سعيد، فذكره.
وقال الحافظ في «الفتح» : وقد تكرر نقل الخلاف في هذه الصيغة، هل تقوم مقام العنعنة فتحمل على
السماع؟ أو لا تحمل على السماع إلا ممن جرت عادته أن يستعمله فيه؟ وبهذا الأخير جزم الخطيب.
وهذا الحديث قد وصله أبو نعيم في «المستخرج» من طريق موسى بن عباس، عن أبي موسى مثله، ووقع في بعض نسخ البخاري «ثنا أبو موسى» والأول هو الصحيح، وبه جزم الإسناعيلي، وأبو نعيم، وغيرهما.(2/648)
1136 - (د س) أبو بكرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله [ص:650] صلى الله عليه وسلم يقول: «من قتل مُعَاهَداً في غيرِ كُنْهِهِ، حرَّم الله عليه الجنة» . أخرجه أبو داود.
وأخرجه النسائي، وزاد في رواية: «أن يَشُمَّ ريحَها» .
وفي أخرى له قال: «من قتل رجلاً من أهل الذِّمةِ لم يجدْ ريحَ الجنَّة، وإن ريحها ليُوجَدُ من مسيرةِ سبعين عَاماً» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كنهه) كنه الأمر: وقته وحقيقته، والمراد به هنا: الوقت.
(معاهداً) المعاهد: الذي بينك وبينه عهد وأمان.
__________
(1) أبو داود رقم (2760) في الجهاد، باب في الوفاء للمعاهد وحرمة ذمته، والنسائي 8 / 24 و 25 في القسامة، باب تعظيم قتل المعاهد، وسنده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/36) قال: حدثنا وكيع، وأبو عبد الرحمن. وفي (5/38) قال: حدثنا يحيى. والدارمي (2507) قال: أخبرنا عبد اللله بن يزيد، وأبو داود (2760) قال: حدثنا عثمان بن أي شيبة، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (8/24) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد.
أربعتهم - وكيع، وعبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد، وخالد بن الحارث - عن عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني، عن أبيه، فذكره.
- ورواه أيضا الأشعث بن ثرملة عن أبي بكرة:
أخرجه أحمد (5/36) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/38) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (5/52) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. والنسائي (8/25) قال: أخبرنا الحسين بن حريث. قال: حدثنا إسماعيل.
كلاهما - سفيان، وإسماعيل بن علية - عن يونس بن عبيد، عن الحكم بن الأعرج، عن الأشعث بن ثرملة، فذكره.
- ورواه أيضا الحسن عن أبي بكرة:
أخرجه أحمد (5/46) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، وغير واحد. والنسائى في الكبرى «الورقة 117 - ب» قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن يونس.
كلاهما (قتادة، ويونس) عن الحسن، فذكره.
* في رواية قتادة: «مسيرة مائة عام» .
* قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا خطأ، والصواب حديث ابن علية، وابن علية أثبت من حماد بن سلمة والله أعلم.(2/649)
1137 - (خ س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل مُعَاهِداً لم يَرَحْ رائحة الجنة، وإنَّ ريحها يوجدُ من مسيرةِ أربعين عاماً» . هذه رواية البخاري.
وأخرجه النسائي، وقال: «من قتل قتيلاً من أهل الذِّمَّةِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لم يَرحْ رائحة) أي: لم يجد لها ريحاً، وفيه ثلاث لغات: لم يَرَحْ، [ص:651] ولم يَرِحْ، ولم يُرَحْ. وأصلها: رِحْتُ الشيءَ أراحُهُ وأرِيحُهُ وأرَحْتُهُ إذا وجَدْتَ رائحتَهُ.
__________
(1) البخاري 6 / 193 و 194 في الجهاد، باب إثم من قتل معاهداً بغير جرم، وفي الديات، باب إثم من قتل ذمياً بغير جرم، والنسائي 8 / 25 في القسامة، باب تعظيم قتل المعاهد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/186) (6745) قال: حدثنا إسماعيل بن محمد، يعني أبا إبراهيم المعقب. والنسائي (8/25) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم.
كلاهما (إسماعيل، وعبد الرحمن) قالا: حدثنا مروان، قال: حدثنا الحسن بن عمرو الفقيمي، عن مجاهد، عن جنادة بن أبي أمية، فذكره.
* أخرجه البخاري (4/120) و (9/16) قال: حدثنا قيس بن حفص، قال: حدثنا عبد الواحد. وابن ماجة (2686) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية.
كلاهما (عبد الواحد بن زياد، وأبو معاوية) عن الحسن بن عمرو، قال: حدنثا مجاهد، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من قتل معاهدا......» الحديث، وليس فيه «جنادة بن أبي أمية» .(2/650)
1138 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «أَلا مَنْ قَتَلَ نَفْساً مُعاهَدَة له ذِمَّةُ الله وذمة رسوله، فقد أخْفَرَ بِذمَّةِ اللهِ، فلا يُرَحْ رائحَةَ الجنة، وإنَّ رِيحها ليُوجَدُ من مَسيرة سبعين خريفاً» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خريفاً) الخريف: الزمان المعروف الفاصل بين الصيف والشتاء، والمراد به هاهنا: السنة جميعها، لأن من أتى عليه عشرون خريفاً مثلاً. فقد انقضى عليه عشرون سنة.
__________
(1) رقم (1403) في الديات، باب ما جاء فيمن يقتل نفساً معاهدة، وابن ماجة رقم (2687) في الديات، باب من قتل معاهداً، وفي سنده معدي بن سليمان صاحب الطعام، وهو ضعيف الحديث، لكن يشهد له حديث أبي بكرة وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص فهو حسن بهما، ولذلك قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1403) حدثنا محمد بن بشار، حدثنا معدي بن سليمان هو البصري عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة، فذكره.
قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.(2/651)
1139 - (د) صفوان بن سليم - رحمه الله-: عن عدة من أبناء أصحاب رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم عن آبائهم [دِنيَة (1) ] ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «ألا مَنْ ظَلَمَ مُعاهِداً، أو انتَقَصَهُ، أو كلَّفَهُ فوق طاقَتِه، أو أخَذَ منه شيئاً بغير طيب نفْسٍ، فَأنا حَجِيجُهُ يومَ القيامةِ» أخرجه أبو داود (2) . [ص:652]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حجيجه) الحجيج: فعيل من المحاجَّة: المغالبة وإظهار الحجة.
__________
(1) " دنية " بكسر الدال وسكون النون وفتح الياء المثناة من تحت - مصدر في موضع الحال - ومعناه: لاصقي النسب.
(2) رقم (3052) في الخراج والإمارة، باب في تعشير أهل الذمة. وفي إسناده مجاهيل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3052) قال: ثنا سليمان بن داود المهري، نا ابن وهب، قال: ثني أبو صخر المديني، أن صفوان بن سليم، أخبره، فذكره.(2/651)
1140 - (د) أبو رافع - رضي الله عنه -: قال: بعثَتني قُرَيشٌ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أُلقِيَ في قلبي الإسلامُ، فقلتُ: يا رسول اللهِ، لا أرْجِعُ إليهم أبداً، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إني لا أخِيسُ بالعهدِ، ولا أحْبِسُ البُرُدَ، ولكنِ ارْجع، فإن كان في نَفْسِكَ الذي في نفسك الآن فارْجِعْ» ، قال: فذهبتُ، ثم أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأسلمتُ.
قال أبو داود: وكان أبو رافع قبْطِيًّا، قال: وإنما كانوا يُرَدُّونَ أُوَّلَ الزمان، وأما الآن فلا يصلح. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أخيس بالعهد) يقال: خاس بالعهد: إذا نقضه، وخاس بوعده (2) : إذا أخلفه.
(أحبس البُرد) البُرد: جمع بريد، وهو الرسول الوارد عليك من جهة، يقول: لا أحبسهم عن أصحابهم، وأمنعهم من العود إليهم.
__________
(1) رقم (2758) في الجهاد، باب في الإمام يستجن به في العهود، وإسناده صحيح.
(2) في الأصل: بوده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2758) حدنثا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو عن بكير بن الأشج عن الحسن بن علي بن أبي رافع أن أبا رافع أخبره قال، فذكره.(2/652)
1141 - (د) سلمة بن نعيم [بن مسعود بن الأشجعي]- رحمه الله -: عن أبيه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول - حين قرأ كتابَ مُسَيْلمة - للرُّسُلِ: [ص:653] «ما تقولان أنتما؟ قالا: نقولُ كما قال، قال: أمَا واللهِ لولا أن الرُّسُلَ لا تُقْتَلُ لضَرَبْتُ أعناقَكُما» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2761) في الجهاد، باب في الرسل، ورجاله ثقات، إلا أن فيه عنعنة ابن إسحاق، لكن صرح بالتحديث عند أحمد 3 / 487، 488، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/487) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي. وأبو داود (2761) قال: حدثنا محمد بن عمرو الرازي.
كلاهما (إسحاق، ومحمد بن عمرو) عن سلمة بن الفضل الأنصاري، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثني سعد بن طارق الأشجعي، وهو أبو مالك، عن سلمة بن نعيم، فذكره.(2/652)
1142 - (ط) مالك بن أنس - رضي الله عنه -: عن رُجلٍ من أهلِ الكوفةِ، أنَّ عمر بن الخطاب كتبَ إلى عاملِ جيشٍ، كان بعثه: إنه بلغني أنَّ رِجالاً منكم يطلبون العِلْجَ، حتى إذا أسْنَدَ في الجبل وامتنع، قال رجلٌ: «مَتْرَسْ» (1) يقول: لا تخفْ، فإذا أدركه قَتَلهُ، وإني- والذي نفسي بيده - لا أعلمُ مكانَ أحدٍ فعلَ ذلك إلا ضَربْتُ عُنُقَهُ. أخرجه الموطأ (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَتْرَس) كلمة فارسية، معناه: لا تخف.
__________
(1) في " الموطأ ": مطرس بالطاء.
(2) 2 / 448 و 449 في الجهاد، باب ما جاء في الوفاء بالأمان، وفي سنده مجهول. ولذلك قال مالك في آخر الحديث: ليس هذا الحديث بالمجتمع عليه، وليس عليه العمل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» (3/18) بشرح الزرقاني عن رجل من أهل الكوفة أن عمر بن الخطاب فذكره.
هذا الرجل قال الزرقاني: يقال هو سفيان الثوري ولا يبعد ذلك فقد روى مالك عن يحيى بن مضر الأندلسي عن الثوري.
قال مالك في آخر الحديث: ليس هذا الحديث بالمجتمع عليه وليس عليه العمل.(2/653)
1143 - (خ م ط ت د) أم هانئ - رضي الله عنه -: أختُ علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -، قالت: ذهبتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عامَ الفتح، فوجدتُه يَغْتَسِلُ، وفاطمةُ ابنتُه تَسْتُرهُ بثوبٍ، فسَّلمتُ عليه، فقال: «مَنْ هذه» ؟ فقلتُ: أنا أمُّ هانئ بنْت أبي طالب، فقال: مَرْحباً بأُمِّ هانئٍ، فلما فرغ من غُسْلِهِ، قام فصلَّى ثمانِي ركعات مُلْتَحِفاً في ثوبٍ واحدٍ، فلما انصرفَ قُلْتُ: يا رسول [ص:654] الله، زَعَمَ ابن أمي عليٌّ: أنه قاتِل رجلاً قد أجَرْتُهُ - فلان بن هُبَيْرة (1) - فقالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «قد أجرْنا مَنْ أجَرْتِ يا أُمَّ هانئٍ» ، قالت أم هانئ: وذلك ضحى. هذه رواية البخاري، ومسلم، والموطأ.
ورواية الترمذي: أن أم هانئ قالت: أجرتُ رجلين من أحمائي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد آمَنَّا مَنْ آمَنَتِ» . [ص:655]
وفي رواية أي داود: أنَّها أجَارَتْ رجلاً من المشركين يومَ الفتح، فأتتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فقال: «قد أجرْنا مَنْ أجَرتِ، وآمنَّا من آمَنْتِ (2) » .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أجرنا) أجرتُ الرجل: منعت من يريده بسوء، وآمنته شره وأذاه.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: فلان بن هبيرة، بالنصب على البدل، أو الرفع على الحذف، وعند أحمد والطبراني من طريق أخرى عن أبي مرة عن أم هانئ: إني أجرت حموين لي، قال أبو العباس بن شريح وغيره: هما جعدة بن هبيرة ورجل آخر من بني مخزوم كانا فيمن قاتل خالد بن الوليد، ولم يقبلا الأمان، فأجارتهما أم هانئ وكانا من أحمائها.
وقال ابن الجوزي: إن كان ابن هبيرة منهما فهو جعدة، كذا قال، وجعدة معدود فيمن له رؤية ولم تصح له صحبة، وقد ذكره من حيث الرواية في التابعين: البخاري وابن حبان وغيرهما، فكيف تهيأ لمن هذه سبيله في صغر السن أن يكون عام الفتح مقاتلاً حتى يحتاج إلى الأمان، ثم لو كان ولد أم هانئ لم يهم علي بقتله، لأنها كانت قد أسلمت وهرب زوجها وترك ولدها عندها، وجوز ابن عبد البر أن يكون ابناً لهبيرة من غيرها مع نقله عن أهل النسب إنهم لم يذكروا لهبيرة ولداً من غير أم هانئ، وجزم ابن هشام في "تهذيب السيرة " بأن اللذين أجارتهما أم هانئ هما: الحارث ابن هشام وزهير بن أبي أمية المخزوميان، وروى الأزرقي بسند فيه الواقدي في حديث أم هانئ هذا أنهما: الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة، وحكى بعضهم أنهما: الحارث بن هشام وهبيرة بن أبي وهب، وليس بشيء، لأن هبيرة هرب عند فتح مكة إلى نجران فلم يزل بها مشركاً حتى مات، كذا جزم به ابن إسحاق وغيره، فلا يصح ذكره فيمن أجارته أم هانئ. وقال الكرماني: قال الزبير بن بكار: فلان بن هبيرة: هو الحارث بن هشام اهـ. وقد تصرف في كلام الزبير، وإنما وقع عند الزبير في هذه القصة موضع فلان بن هبيرة: الحارث بن هشام.
ثم قال الحافظ أخيراً: والذي يظهر لي أن في رواية الباب حذفاً، كأنه كان فيه: فلان ابن عم هبيرة، فسقط لفظ عم، أو كان فيه: فلان قريب هبيرة، فتغير لفظ قريب بلفظ ابن، وكل من الحارث بن هشام، وزهير بن أبي أمية، وعبد الله بن أبي ربيعة يصح وصفه بأنه ابن عم هبيرة وقريبه لكون الجميع من بني مخزوم.
(2) البخاري 1 / 331 في الغسل، باب التستر في الغسل عند الناس، وفي الصلاة في الثياب، باب الصلاة في الثوب الواحد ملتحفاً به، وفي الجهاد، باب أمان النساء وجوراهن، وفي الأدب، باب ما جاء في زعموا، ومسلم رقم (336) في الحيض، باب تستر المغتسل بثوب ونحوه، وفي صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب صلاة الضحى وأن أقلها ركعتان، والموطأ 1 / 152 في قصر الصلاة، باب صلاة الضحى، والترمذي رقم (2735) في الاستئذان، باب ما جاء في مرحباً، وأبو داود رقم (1290) في الصلاة، باب صلاة الضحى ورقم (2763) في الجهاد، باب في أمان المرأة، والنسائي 1 / 126 في الطهارة، باب ذكر الاستتار عند الاغتسال، وأخرجه الدارمي في سننه 1 / 339 في الصلاة، باب صلاة الضحى، وأحمد في مسنده 6 / 343 و 423 و 425.
قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على جواز أمان المرأة، إلا شيئاً ذكره عبد الملك بن الماجشون صاحب مالك لا أحفظ ذلك عن غيره، قال: إن أمر الأمان إلى الإمام، وتأول ما ورد مما يخالف ذلك على قضايا خاصة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: (6/341) قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري. وفي (6/342) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا محمد، يعني ابن عمرو، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين. وفي (6/343) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث المخزومي. قال: حدثني الضحاك بن عثمان، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين. وفي (6/343) قال: حدثنا وكيع. وقال: حدثنا ابن أبي ذئب. عن سعيد بن أبي سعيد المقبري. وفي (6/343 و 423) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، عن أبي النضر. وفي (6/343) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي هذا الحديث: مالك، عن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله. وفي (6/423) قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد. وفي (6/425) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرني مالك، عن أبي النضر. وفي (6/425) قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا مالك، عن موسى بن ميسرة. والدارمي (1461) و (2505) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد. قال: حدثنا مالك، عن أبي النضر. والبخاري (1/78 و 8/46) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله. وفي (1/100) قال: حدثنا إسماعيل بن أبى أويس. قال: حدثني مالك بن أنس، عن أبيالنضر، مولى عمر بن عبيد الله. وفي (4/122) . وفي «الأدب المفرد» (1045) قال: حدنثا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك، عن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله. ومسلم (1/182 و 2/157) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن أبي النضر. وفي (1/182 و 183) قال: حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر. قال: أخبرنا الليث. عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعيد بن أبي هند. (ح) وحدثناه أبو كريب. قال: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير، عن سعيد بن أبي هند. وفي (2/158) قال: حدثني حجاج بن الشاعر. قال: حدثنا مُعَلَّى بن أسد، قال: حدثنا وهيب بن خالد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه. وابن ماجة (465) قال: حدثنا محمد بن رمح. قال: أخبرنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعيد بن أبي هند. والترمذي (1579) قال: حدثنا أبو الوليد الدمشقي. قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: أخبرني ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري. وفي (2734) قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك، عن أبي النضر. والنسائى (1/126) . وفي الكبرى (222) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن عبد الرحمن، عن مالك، عن سالم. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/18018) عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري.
ستتهم - موسى بن ميسرة، وسالم أبو النضر، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، وإبراهيم بن عبد الله بن حنين، وسعيد بن أبي هند، ومحمد بن علي بن الحسين - عن أبي مرة، مولى عقيل بن أبي طالب، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.(2/653)
1144 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: إنْ كانت المرأة لَتُجيرُ على المسلمين فيجوزُ. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2764) في الجهاد، باب في أمان المرأة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2764) حدنثا عثمان بن أبي شيبة ثنا سفيان بن عيينة عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة، فذكره.(2/655)
1145 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ المرأْةَ لتأخُذ على القوْمِ، يعني تُجيرُ على المسلمين» . [ص:656] أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1579) في السير، باب ما جاء في أمان العبد والمرأة، وإسناده حسن. وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1579) قال: حدثنا يحيي بن أكثم، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، قال: حدثنا كثير بن زيد، قال: حدثنا الوليد بن رباح، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(2/655)
1146 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: قال: بَلَغَني: أنَّ عبدَ الله بن عباس قال: ما خَتر قومٌ بالعهدِ إلا سُلِّطَ عليهم العدوُّ. أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خَتْر) الختر: الغدر.
__________
(1) 2 / 460 في الجهاد، باب ما جاء في الغلول، و 2 / 449 في الجهاد، باب ما جاء في الوفاء بالأمان، وإسناده منقطع بين يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن مالك بن النجار وبين عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» (3/19) بشرح الزرقاني عن رجل من أهل الكوفة أن عمر، فذكره.(2/656)
الفصل الثاني: في الجزية وأحكامها
1147 - (د) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لمَّا وَجَّهَهُ إلى اليمن، أمَرَهُ: أن يأخُذ من كُلِّ حالمٍ - يعني: مُحْتَلِمٍ - ديناراً، أَوْ عَدْلَهُ من المعافِرِي (1) : ثِياب تكون باليمن. [ص:657] أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عدلُه) عِدل الشيء: ما يعادله ويماثله.
(من المعافري) منسوب إلى معافر - بفتح الميم - وهو موضع باليمن، وهي ثياب تكون به.
__________
(1) نسبة إلى معافر، علم قبيلة من همدان، وإليهم تنسب الثياب المعافرية.
(2) رقم (3038) في الإمارة، باب في أخذ الجزية، من رواية الأعمش عن أبي وائل عن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورقم (3039) من رواية الأعمش عن إبراهيم عن مسروق عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، وأخرجه الترمذي رقم (623) في الزكاة، باب ما جاء في زكاة البقر، وقال: هذا حديث حسن. وقال: وروى بعضهم هذا الحديث عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني مرسلاً، وقال: وهذا أصح، ورواه النسائي 5 / 25، 26 في الزكاة، باب زكاة البقر، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 230 و 233 و 247، وابن حبان في صحيحه رقم (794) موارد، والحاكم 1 / 398 وصححه وأقره الذهبي.
وقال الحافظ في " التلخيص " 2 / 152: يقال: إن مسروقاً لم يسمع من معاذ، وقد بالغ ابن حزم في تقرير ذلك، وقال ابن القطان: هو على الاحتمال، وينبغي أن يحكم لحديثه بالاتصال على رأي الجمهور، وقال ابن عبد البر في " التمهيد ": إسناده متصل صحيح ثابت.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/230) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل. والدارمي (1630) قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق (ح) والأعمش، عن إبراهيم. وأو داود (1577) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، والنفيلي، وابن المثنى، قالوا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم. وفي (1578) قال: حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، قال: حدثنا أبي، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل. وفي (3039) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم. وابن ماجة (1803) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا يحيى بن عيسى الرملي، قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق. والتمذي (623) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل. والنسائى (5/25) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل، وهو ابن مُهَلهَل، عن الأعمش، عن شقيق. وفي (5/26) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. قال: حدثنا يعلى، وهو ابن عبيد. قال: حدثنا الأعمش. عن شقيق (ح) والأعمش، عن إبراهيم. (ح) وأخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم. وابن خزيمة (2267) قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، قال: حدثنا الأعمش، عنشقيق بن سلمة وإبراهيم (ح) وحدثنا محمد بن الوزير الواسطي، قال: حدثنا إسحاق الأزرق، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي وائل (ح) وحدثنا عيد بن أبي يزيد، قال: حدثنا محمدبن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل.
كلاهما -شقيق بن سلمة أبو وائل، وإبراهيم -عن مسروق، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/233) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا أبو بكر - يعني ابن عياش - قال: حدثنا عاصم. وفي (5/247) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا شريك، عن عاصم. والدارمي (1631) قال: أخبرنا عاصم بن يوسف، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، وفي (1632) قال: حدثنا أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم. وأبو داود (1576) و (3038) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش. والنسائي (5/26) قال: أخبرنا محمد بن منصور الطوسي، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني سليمان الأعمش. وفي (5/42) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي بكر وهو ابن عياش، عن عاصم.
كلاهما - عاصم، والأعمش - عن أبي وائل، فذكره ليس فيه «مسروق» ولفظه «بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وأمرني أن آخذ من كل حالم دينارا أو عِدلة مَعَافر، وأمرني أن آخذ من كل أربعين بقرة مُسَنَّة، ومن كل ثلاثين بقرة تَبيعا حُوليّا، وأمرني فيما سَقَتِ السماء العُشر، وما سُقِيَ بالدوالي نصف العشر» .
* وأخرجه الدارمي (1674) قال: أخبرنا عاصم بن يوسف. وابن ماجة (1818) قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان، قال: حدثنا يحيى بن آدم.
كلاهما - عاصم بن يوسف، ويحيى بن آدم» عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن مسروق، فذكره. ولفظه: «بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وأمرني أن آخذ مما سقت السماء، وما سُقي بَعلا: العشر، وما سُقي بالدوالي نصف العشر» .(2/656)
1148 - (ط) أسلم -رحمه الله -: أنَّ عُمر بن الخطاب ضربَ الجزْيَةَ على أهلِ الذَّهب: أربعةَ دَنانيرَ، وعلى أهلِ الوَرِقِ، أربعين درهماً، مع ذلك أرزاقُ المسلمين وضيافَةُ ثلاثَةِ أيامٍ. أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 279 في الزكاة، باب جزية أهل الكتاب والمجوس، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (2/187) بشرح الزرقاني عن نافع عن أسلم مولى عمر بن الخطاب، فذكره.(2/657)
1149 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: جاءَ رجلٌ مِنَ [ص:658] الأسْبَذِيِّينَ (1) من أهل البحرين - وهم مجوس هَجَر - إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فمكثَ عنده، ثم خرجَ، فسألتُه: مَا قَضَى الله ورسولُهُ فيكم؟ قال: شَرٌّ، قلتُ، مَهْ؟ قال: الإسلامُ، أو القَتْلُ، قال: وكان عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عبدُ الرحمن بن عوفٍ، فَلَمَّا خَرَجَ سُئِلَ؟ فقال: قَبِلَ منهم الجزية، فقال ابن عباس: فأخَذَ النَّاسُ بقول عبد الرحمن، وتركوا حَدِيثي أنا عن الأسْبَذيِّ. أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) " أسبذ " بالذال المعجمة، على وزن أحمد: بلدة بهجر. قال في كتاب " الفتوح ": وصاحبها المنذر بن ساوى. وقد اختلف في الأسبذيين من بني تميم لم سموا بذلك؟ قال هشام بن محمد بن السائب: هم ولد عبد الله بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، قال: وقيل لهم: الأسبذيون، لأنهم كانوا يعبدون فرساً. قال ياقوت: الفرس بالفارسية: اسمه " أسب " زادوا فيه ذالاً، تعريباً. وقيل: كانوا يسكنون مدينة يقال لها: " أسبذ " بعمان، فنسبوا إليها. وقال الهيثم بن عدي: إنما قيل لهم: الأسبذيون، أي: الجماع، وهم من بني عبد الله بن دارم، منهم: المنذر بن ساوى صاحب هجر، الذي كاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جاء في شعر طرفة ما كشف المراد، وهو يعتب على قومه:
فأقسمت عند النصب، إني لهالك ... بملتفة، ليست بغبط ولا خفض خذوا حذركم أهل المشقر والصفا ... عبيد أسبذ والقرض يجزى من القرض
وقال أبو عمرو الشيباني: " أسبذ " اسم ملك كان من الفرس ملكه كسرى على البحرين، فاستعبدهم وأذلهم. وإنما اسمه بالفارسية " أسبيدويه " يريد: الأبيض الوجه، فعربه، فنسب العرب أهل البحرين إلى هذا الملك على جهة الذم.
(2) رقم (3044) في الإمارة والفيء، باب في أخذ الجزية، وفي سنده قشير بن عمرو، وهو مجهول، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (3044) قال: ثنا محمد بن مسكين اليمامي، قال: ثنا يحيي بن حسان، قال: ثنا هشيم، قال: نا داود بن أبي هند، عن قشير بن عمرو، عن بجالة بن عبدة، فذكره.
قال الحافظ في «التهذيب» : ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن القطان: مجهول الحال.(2/657)
1150 - (خ ت د) بجالة بن عبد - ويقال: ابنُ عبدة - رحمه الله-: قال: كُنْتُ كاتباً لجَزْءِ بن مُعاوِيَةَ - عَمِّ الأحْنفِ بن قيس- فجاء كتابُ عُمرَ، قَبْلَ [ص:659] مَوِتِهِ بسنةٍ: أن اقتُلُوا كُلَّ ساحِرٍ وساحِرَةٍ، وفَرِّقُوا بين كلِّ ذِي محرَمٍ من المجوسِ، وانْهَوْهُمْ (1) عن الزَّمْزَمَة، فقتلنا ثلاثة سَوَاحِرَ، وجعلنا نُفَرِّقُ بين كُلِّ رُجلٍ من المجوسِ وحَريمهِ في كتاب الله، وصَنَعَ طعاماً كثيراً، فدعاهُمْ فَعَرَضَ السَّيْفَ على فَخذِهِ، فأكلوا، فلم يُزَمْزِمُوا، فألْقَوْا وِقْرَ بَغْلٍ أو بغْلَيْنِ من الوَرِقِ، ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس، حتى شَهِدَ عبد الرحمن بن عوف: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخذَها من مَجُوسِ هَجَرَ.
هذا رواية أبي داود.
وفي رواية البخاري مختصراً قال: كنتُ كاتباً لجزْء بن معاوية عَمِّ الأحنف، فأتانا كتابُ عمر بن الخطاب، قبل موته بسنة: فَرِّقُوا بين كل ذِي مَحْرَمٍ من المجوس، ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حَتَّى شهدَ عبد الرحمن بن عوفٍ: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخَذَها من مجوس هَجَرَ.
وفي رواية الترمذي مختصراً أيضاً قال: كنت كاتِباً لِجَزْءِ بن معاوية على مَنَاذِرَ (2) ، فجاءنا كِتَابُ عُمَرَ: اْنظُرْ مَجُوسَ مَنْ قِبَلكَ، فَخُذ مِنْهُمُ الجزية، فإنَّ عبد الرحمن بْنَ عوفٍ أخبرني أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخَذَ الجِزْيةَ من مجوسِ هجر (3) . [ص:660]
قال الترمذي: وفي الحديث كلام أكثر من هذا، ولم يذكرْهُ.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذو محرم) ذو المحرم: من لا يحل نكاحه.
(زمزمة) الزمزمة: كلام المجوس عند أكلهم وصوتهم الخفي.
(وِقْر) الوقر: الحمل، أي الثقل، يريد: ألقوا حمل بغل أو بغلين، أخلة من الورق، كانوا يأكلون بها، ولم يمنعهم عمر رضي الله عنه من هذه الأشياء، وحملهم على هذه الأحكام فيما بينهم وبين أنفسهم إنما منعهم من إظهار ذلك بين المسلمين، فإن أهل الكتاب متى ترافعوا إلينا ألزمناهم حكم الإسلام، ومتى لم يتحاكموا إلينا فلا يُلزمون بحكم الإسلام، وهم ودينهم أعرف فيما بينهم.
__________
(1) في الأصل: وانههم، وما أثبتنا من أبي داود.
(2) " مناذر " بوزن: مساجد، بلدتان بنواحي خوزستان من الأهواز كبرى وصغرى. أول من كوره وحفر نهره: اردشير بن بهمن الأكبر.
(3) البخاري 6 / 185 في الجهاد، باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب، والترمذي [ص:660] رقم (1586) في السير، باب ما جاء في أخذ الجزية من المجوس، وأبو داود رقم (3043) في الخراج والإمارة، باب في أخذ الجزية من المجوس، وأخرجه أحمد في مسنده 1 / 190 و 191.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
البخاري في الجزية (1: 2) عن علي بن عبد الله عن سفيان عن عمرو بن دينار، قال: كنت جالسا بين جابر بن زيد وعمرو بن أوس فحدثهما بجالة فذكره، وأبو داود في الخراج «الإمارة 31: 2» عن مسدد عن سفيان أتم منه. الترمذي في «السير 31: 1» عن أحمد بن منيع عن أبي معاوية عن الحجاج عن عمرو بن دينار عنه بقصة الجزية مختصرة. و (31: 2) عن ابن أبي عمر، عن سفيان عن عمرو عن بجالة أن عمر كان لا يأخذ الجزية من المجوس حتى أخبره عبد الرحمن، فذكره. وقال: حسن صحيح، النسائي فيه «السير، الكبرى 113: 3» عن إسحاق بن إبراهيم بن راهويه عن سفيان به مختصرا. «الأشراف 7/208» .(2/658)
1151 - (ط) جعفر بن محمد - رحمه الله-: عن أبيه أنَّ عمرَ بن الخطاب ذكر المجوسَ، فقال: مَا أدري كيف أصنَعُ في أمرِهم؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: أشهدُ لَسمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «سُنُّوا بهم سُنَّةَ أَهلِ الكتابِ» . أخرجه الموطأَ (1) . [ص:661]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سُنُّوا بهم) أي اسلكوا بهم مسلك أهل الكتاب في قبول الجزية منهم.
__________
(1) 1 / 278 في الزكاة، باب جزية أهل الكتاب والمجوس، ورجاله ثقات، لكنه منقطع، فإن محمد بن علي لم يلق عمر، وله شاهد من حديث مسلم بن العلاء الحضرمي من رواية الطبراني بلفظ " سنوا بالمجوس سنة أهل الكتاب في أخذ الجزية فقط " ذكره الشوكاني في " نيل الأوطار " وقال: وروى [ص:661] أبو عبيد في كتاب " الأموال " بسند صحيح عن حذيفة: لولا أني رأيت أصحابي أخذوا الجزية من المجوس ما أخذتها ". وفي الصحيحين عن عمرو بن عوف الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها. قال الشوكاني: وقوله: يأتي بجزيتها، أي بجزية أهلها، وكان غالب أهلها إذ ذاك المجوس ففيه تقوية للحديث، ومن ثم ترجم عليه النسائي: أخذ الجزية من المجوس. وذكر ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد قسمة الغنائم بالجعرانة، أرسل العلاء إلى المنذر بن ساوى عامل الفرس على البحرين يدعوه إلى الإسلام، فأسلم وصالح مجوس تلك البلاد على الجزية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه مالك «الموطأ» (621) قال: عن جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، فذكره.
وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» : قال ابن عبد البر: هذا منقطع، لأن محمدا لم يلق عمر، ولا عبد الرحمن إلا أن معناه متصل من وجوه حسان. وقال الحافظ: هذا منقطع مع ثقة رجاله، ورواه ابن المنذر والدارقطني من طريق أبي علي الحنفي، عن مالك فزاد فيه عن جده، وهو منقطع أيضا، لأن علي بن الحسين لم يلق عبد الرحمن ولا عمر، فإن عاد ضمير جده على محمد بن علي كان متصلا، لأن جده الحسين سمع من عمرو من عبد الرحمن، وله شاهد من حديث مسلم بن العلاء الحضرمي عند الطبراني بلفظ: سنوا بالمجوس سنة أهل الكتاب.(2/660)
1152 - (ط) ابن شهاب - رحمه الله -: قال: بَلَغَنِي: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخذَ الجزيةَ مِنْ مجوسِ البَحْرَيْنِ، وأنَّ عمر بن الخطاب أخذها من مجوس فارسَ، وأنَّ عثمانَ بن عفَّانَ أخذها من البَرْبِر (1) . أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) البربر: هم قبائل المغرب يسكنون مراكش والصحراء الغربية وما حولها.
(2) 1 / 278 في الزكاة، باب جزية أهل الكتاب بلاغاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (2/185) بشرح الزرقاني عن ابن شهاب، قال: بلغني.
قال الزرقاني: أخرجه الدارقطني وابن عبد البر من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد. قال ابن عبد البر: وقد ولد السائب في عهده صلى الله عليه وسلم وحفظ عته وحج معه وتوفي عليه السلام وهو ابن سبع سنين وأشهر.(2/661)
1153 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ خالدَ بن الوليد إلى أكيْدرَ دُومَةَ (1) فَأخَذُوهُ، فأَتوْا به، فَحَقَنَ له [ص:662] دَمَهُ وصَالَحَهُ على الجزيةِ. أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دومة الجندل) بفتح الدال وضمها: موضع.
(أكيدر) هو صاحبها، وهو أكَيدر بن عبد الملك.
(حقن) حقنت دمه: إذا منعت من قتله، والحقن: الجمع.
__________
(1) قال الخطابي: أكيدر دومة: رجل من العرب يقال: هو من غسان. ففي هذا من أمره دلالة على جواز أخذ الجزية من العرب كجوازه من العجم.
وأكيدر هو أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل - بفتح الدال وضمها - وهي على سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي قرى وحصن بين الشام والمدينة قرب جبل طيء، كان ينزلها بنو كنانة من كلب، وبينها وبين وادي القرى أربع ليال إلى تيماء.
(2) رقم (3039) في الخراج والإمارة، باب في أخذ الجزية، ورجال إسناده ثقات، وابن إسحاق وإن عنعن في رواية أبي داود هذه، فقد صرح بالتحديث في رواية البيهقي 9 / 187 فانتفت شبهة تدليسه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (3037) قال: ثنا العباس بن عبد العظيم، قال: ثنا سهل بن محمد، قال: ثنا يحيي بن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر، فذكره.
قلت: فيه محمدبن إسحاق، وقد عنعنه.(2/661)
1154 - (د) عيسى بن يونس - رحمه الله - عن ابن لعدي بن عَدِيِّ الكْنديِّ: أنَّ عُمَرَ ابنَ عبد العزيز كَتَبَ إلى مَنْ سَألَهُ عن أَمورٍ من الفيءِ: ذلك ما حَكَمَ فيه عمرُ بنُ الخطاب، فَرَآهُ المؤمنون عَدْلاً، مُوافِقاً لقولِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم - جعلَ اللهُ الحق على لسانِ عمر وقَلْبِهِ - فَرَضَ الأُعْطِيَةَ وعَقدَ لأهْلِ الأَدْيانِ ذِمَّة فيما فَرَضَ عليهم من الجزية، ولم يَضْرِبْ فيها بِخُمُسٍ ولا مَغْنَمٍ. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2961) في الخراج والإمارة، باب في تدوين العطاء، وفي سنده مجهول، وعمر بن عبد العزيز لم يدرك عمر بن الخطاب، فهو منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2961) حدثنا محمود بن خالد، ثنا محمد بن عائذ ثنا الوليد ثنا عيسى بن يونس حدثنا فيما حدثنا ابن لعدي بن عدي الكندي أن عمر بن عبد العزيز، فذكره.(2/662)
1155 - (د) حرب بن عبيد الله - رحمه الله- عن جَدِّه أبي أُمِّه عن أبيه: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّما الخراجُ على اليَهُودِ والنَّصَارى، وليس على المسلمين خَرَاجٌ» . [ص:663] وفي رواية «عُشُورٌ» مكان «خراج» .
وفي رواية قال: أتيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمْتُ، فَعَلَّمَنيَ الإسلام، وعَلّمَني كيف آخذُ الصَّدَقَةَ مِنْ قَوْمِي مِمَّنْ أَسْلمَ، ثم رجعتُ إليه، فقلت: يا رسول الله كلُّ ما عَلَّمْتَني فقد حَفِظْتُهُ، إلا الصَّدَقَة، أَفَأَعْشُرُهُمْ؟ قال: «إنَّما العُشُورُ على النَّصَارى واليهود» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عُشُور) العشور جمع عُشر، وهو واحد من عشرة، والمعنى: لا تؤخذ من المسلم ضريبة، ولا شيء يُقَرر عليه في ماله ولا مكس، لأنه يصير كالجزية.
قال الخطابي: لا يؤخذ من المسلم شيء من ذلك، دون عشور الصدقات، فأما اليهود والنصارى، فالذي يلزمهم من العشور: هو ما صولحوا عليه وقت العقد، فإن لم يصالحوا على شيء، فلا عشور عليهم، ولا يلزمهم شيء أكثر من الجزية، فأما عشور أراضيهم، وغلاتهم، فلا تؤخذ منهم عند الشافعي. [ص:664]
وقال أبو حنيفة: إن أخذوا منا عشوراً في بلادهم إذا ترددنا إليهم في التجارات أخذنا منهم، وإن لم يأخذوا لم نأخذ.
__________
(1) رقم (3046) و (3047) و (3048) و (3049) في الخراج والإمارة، باب في تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات، ورواه أحمد 3 / 474 و 4 / 322، وفي سنده حرب بن عبيد الله بن عمير الثقفي وهو لين الحديث، ونقل ابن القيم في " تهذيب السنن " 4 / 253 عبد الحق الإشبيلي أنه قال: في إسناده اختلاف، ولا أعلمه من طريق يحتج به.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3049) قال: حدثنا محمد بن إبراهيم البزاز. قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا عبد السلام، عن عطاء بن السائب عن حرب بن عبيد الله بن عمير الثقفي، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (3046) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو الأحوص. قال: حدثنا عطاء بن السائب، عن حرب بن عبيد الله، عن جده أبي أمه، عن أبيه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما العشور على اليهود والنصارى، وليس على المسلمين عشور» .
* وأخرجه أبو داود (3047) قال: حدثنا محمدبن عبيد المحاربي. قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن حرب بن عبيد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه. قال: «خراج» مكان «العشور» .
* وأخرجه أحمد (3/474) قا: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان، عن عطاء، عن حرب بن عبيد الله الثقفي، عن خاله. قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له أشياء فسأله. فقال: أعشرها. قا: إنما العشور على اليهود ولانصارى، وليس على أهل الإسلام عشور.
* وأخرجه أحمد (3/474) و (4/322) . وأبو داود (3048) قا: حدثنا محمد بن بشار.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن بشار - قالا: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن عطاء، يعني ابن السائب، عن رجل من بكر بن وائل، عن خاله. قال: قلت يا رسول الله، أعشر قومي؟. قال: «إنما العشور على اليهود والنصارى، وليس على أهل الإسلام عشور» .
قلت: مدار الحديث على حرب بن عبيد الله، وقال عنه الحافظ: لين الحديث.(2/662)
1156 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما-: أن عُمَرَ بن الخطاب كان يأْخُذُ من النَّبَطِ من الْحِنْطَةِ والزَّبِيبِ نصْفَ الْعُشْرِ، يُريِدُ بذلك: أن يَكْثُرَ الحمْلَ إلى المدينَةِ، ويأْخُذُ من الْقِطِنِّيةِ الْعُشْرَ. أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القِطنية) بالكسر: واحدة القطاني كالعدس وشبهه.
__________
(1) 1 / 281 في الزكاة، باب عشور أهل الذمة، وإسناده صحيح، ووقع في المطبوع من الموطأ: الزيت، قال الزرقاني في " شرح الموطأ "، وفي بعض إحدى النسخ: والزبيب، بدل " والزيت " وصوبت.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» ، بشرح الزرقاني (2/190) عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه، أن عمر بن الخطاب، فذكره.(2/664)
1157 - (ط) السائب بن يزيد - رحمه الله-: قال: كنتُ [غلاماً] عامِلاً مع عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ في زَمَنِ عمر بن الخطاب، فكُنَّا نأْخُذُ من النَّبَط (1) العشرَ، مالك: سألتُ ابنَ شِهَابٍ: على أيِّ وجْهٍ كان يأُخذُ عمرُ من النبط الْعُشْرَ؟ فقال: كان ذلك يُؤخَذُ منهم في الجاهلية، فألزمهم ذلك عُمَرُ. أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) " النبط " محركة: جيل ينزلون بالبطائح بين العراقين، كالنبيط والأنباط، وهو نبطي: محركة، ونباطي مثلثة، ونباط: كثمان، وتنبط: تشبه بهم، أو انتسب إليهم.
(2) 1 / 281 في الزكاة، باب عشور أهل الذمة، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (626) قا: عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد، فذكره.(2/664)
1158 - (ت د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَصْلُحُ قِبْلَتَانِ (1) في أرضٍ وَاِحدَةٍ، وليس على مسلم جزْيَةٌ» . [ص:665]
قال سفيان: معناه: إذا أسلم الذِّميُّ بعد ما وجبت الجزية عليه، بَطَلَتْ عنه. أخرجه الترمذي. وأخرج أبو داود منه: لا تكونُ قبلتان في بلدٍ واحدٍ.
وأخرج في حديث آخر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس على مسلمٍ جِزيةٌ (2) » قال: وسُئِلَ سفيانُ عن ذلك؟ قال: إذا أسلم، فلا جزية عليه (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ليس على مسلم جزية) له تأويلان:
أحدهما: أن معنى الجزية، الخراج، مثل أن يكون ذمياً أسلم، وكان [ص:666] في يده أرض صولح عليها، فتوضع عن رقبته الجزية، وعن أرضه الخراج.
والثاني: الذمي الذي أسلم، وقد مر بعض الحول، لم يطالب بحصة ما مضى من السنة.
__________
(1) قوله: " لا تصلح قبلتان " قال التوربشتي: أي: لا يستقيم دينان بأرض على سبيل المظاهرة والمعادلة [ص:665] أما المسلم: فليس له أن يختار الإقامة بين ظهراني قوم كفار، لأن المسلم إذا صنع ذلك فقد أحل نفسه محل الذمي فينا، وليس له أن يجر إلى نفسه الصغار والذلة، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين، وأما الذي يخالف دينه دين الإسلام: فلا يمكن من الإقامة في بلاد الإسلام إلا ببذل الجزية، ثم لا يؤذن له في الإشادة والإعلان بدينه. ووجه التناسب بين الفصلين: أن الذمي إنما أقر على ما هو عليه ببذل الجزية، فالذمي عليه الجزية، وليس على المسلم جزية، فصار ذلك رافعاً لأحدى القبلتين واضعاً لإحداهما.
(2) الترمذي رقم (633) في الزكاة، باب ما جاء ليس على المسلمين جزية، وأبو داود رقم (3053) في الخراج والإمارة، باب تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا، وفي سنده قابوس بن أبي ظبيان، وهو لين كما في " التقريب ". وقال الترمذي: حديث ابن عباس قد روي عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
(3) أبو داود رقم (3054) في الخراج والإمارة، باب تعشير أهل الذمة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أبو داود في الخراج (34: 1) عن عبد الله بن الجراح القهستاني - الترمذي في الزكاة (11: 1) عن يحيي بن أكثم و (11: 2) أبي كريب (ر قرقهما) ثلاثتهم عن جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه به. الأشراف (4/367) .(2/664)
1159 - (د) معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: قال: مَنْ عَقَدَ الجزْيَةَ في عَنُقهِ فقد بَرِئَ مِمَّا جاءَ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عقد الجزية) تقريرها على نفسه، كما يعقد الذمة للكتابي على الجزية، كنى بالجزية عن الخراج الذي يؤدي عنها، كأنه لازم لصاحب الأرض، كما تلزم الجزية الذمي.
__________
(1) رقم (3081) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في الدخول في أرض الخراج، من رواية أبي عبد الله عن معاذ، واسم أبي عبد الله هذا مسلم، وهذا مستور لم يذكر فيه جرح ولا تعديل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (3081) قال: ثنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال، قال: نا محمد بن عيسى، يعني ابن سميع، قال: ثنا زيد بن واقد،قال: ثني أبو عبد الله، فذكره.
قلت: فيه أبو عبد الله الأشعري، لم يوثقه غير ابن حبان.(2/666)
1160 - (د) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَخَذَ أَرْضاً بِجِزْيَتِها فقد استقَالَ هِجْرَتُه، ومن نَزَعَ صَغَارَ كافرٍ من عُنُقِهِ فَجَعَلهُ في عُنُقِ نفسه، فقد وَلَّى الإسلامَ ظَهْرَهُ» .
قال سِنَانُ بْنُ قَيْسٍ: فَسَمِعَ مِنِّى خالدُ بنُ مَعْدَانَ هذا الحديثَ، فقال لي: أشَبِيبٌ حدّثَكَ؟ قُلْتُ: نعَمْ، قال: فإذا قَدِمَتْ فاَسْألهُ فَلْيَكْتُبْ لي [ص:667] بالحديث، قال: فَكَتبَهُ لَهُ، فلمَّا قَدِمْتُ سَألني ابنُ مَعْدَانَ القرطاسَ، فأعْطَيْتُهُ فلمَّا قرأَهُ: ترك ما في يده من الأرضِ حين سمع ذلك. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(استقال هجرته) أي رجع عنها، وطلب أن يقال منها.
(صغار) الصغار: الذل والهوان.
__________
(1) رقم (3082) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في الدخول في أرض الخراج، وفي سنده سنان بن قيس وشبيب بن نعيم، وهما مجهولان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3082) حدثنا حيوة بن شريح الحضرمي، ثنا بقية، حدثني عمارة بن أبي الشعثاء حدثني سنان بن قيس حدثني شبيب بن نعيم حدثني يزيد بن خمير حدثني أبو الدرداء، فذكره.
قال أبو داود: هذا يزيد بن خمير اليزني ليسهو صاحب شعبة.(2/666)
الفصل الثالث: في الغنائم والفيء، وفيه ستة فروع
الفرع الأول: في القسمة بين الغانمين
1161 - (د) مُجَمِّع بن جارية الأنصاري - رضي الله عنه -: وكان أَحدَ القُرَّاءِ الذي قَرَؤوا القُرآن - قال: شَهِدْنا الحُدَيْبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا اْنصَرفْنَا عنْهَا، إذَا النَّاسُ يَهُزُّونَ الإبِلَ، فَقُلْنا: مَا للنَّاس؟ فقالوا: أُوحيَ إلي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَسِرنْا مع الناسِ نُوجِفُ الإبلَ، فوَجدْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم [ص:668] بِكُراعِ الْغَمِيمِ، واقفاً على راحلته، فلمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ قرأ علينا {إنَّا فَتَحْنَا لكَ فَتْحاً مُبِيناً} [الفتح: 1] قال رجلٌ: أفَتْحٌ هو؟ قال: نعم والَّذِي نَفسُ مُحمَّدٍ بيدهِ، إنَّهُ لَفتْحٌ، حتى بلَغَ {وَعدَكُم اللهُ مَغَانِمَ كثيرةً تأْخذُونَها فَعَجَّلَ لكُم هَذِهِ} [الفتح: 20] يعني: خَيْبَرَ، فَلمَّا اْنصَرفْنَا غَزَوْنا خيْبرَ، فَقُسِمَتْ على أهل الحُديبيَةِ، وكانوا ألفاً وخمسمائة، منهم ثلاثمائة فارس، فَقَسَمَها على ثمانِيَة عَشَرَ سهماً، فأعْطَى الفارِس سَهْمَيْنِ، والرَّاجِلَ سَهْماً (1) . [ص:669]
وفي أخرى مُخْتصراً قال: قُسِمَتْ خيَبرُ على أهل الحُدَيِبية، فَقَسَمها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على ثمانية عشر سهماً ... الحديث. أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يوجف) الإيجاف: ضرب من سير الإبل سريع.
(راحلته) الراحلة: الركوبة من الإبل، ذكراً أو أنثى.
__________
(1) قوله " فأعطى الفارس سهمين " قال الطيبي: قال القاضي البيضاوي: هذا الحديث مشعر بأنه قسمها ثمانية عشر سهماً، فأعطى ستة أسهم منها الفرسان، على أن يكون لكل مائة منهم: سهمان، وأعطى الباقي - وهو اثنا عشر سهماً - الرجالة، وهم كانوا ألفاً ومائتين، فيكون لكل مائة: سهم، فيكون للراجل: سهم، وللفارس: سهمان، وإليه ذهب أبو حنيفة. ولم يساعده في ذلك أحد من مشاهير الأئمة [الثوري والأوزاعي ومالك والشافعي وأحمد وإسحاق وابن المبارك] حتى القاضي أبو يوسف ومحمد، لأنه صح عن ابن عمر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسهم للرجل ولفرسه ثلاثة أسهم " وليس في هذا الحديث ما يدل صريحاً، بل ظاهراً، على أن للفارس سهمين، فإن ما ذكرناه شيء يقتضي الحساب والتخمين، مع أن أبا داود السجستاني هو الذي أورده في كتابه، وأثبته في ديوانه، وهو قال: " وهذا وهم، وإنما كانوا مائتي فارس " فعلى هذا يكون مجموع الغانمين ألفاً وأربعمائة نفر.
ويؤيد ذلك قوله: " قسمت خيبر على أهل الحديبية، وهم كانوا ألفاً وأربعمائة " على ما صح عن جابر، والبراء بن عازب، وسلمة بن الأكوع وغيرهم، فيكون للراجل سهم، وللفارس ثلاثة أسهم على ما يقتضيه الحساب.
وأما ما يروى عن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن نافع عن ابن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " للفارس سهمان وللراجل سهم " فلا يعارض ما رويناه، فإنه يرويه أخوه عبيد الله بن عمر بن حفص عن نافع عن ابن عمر، وهو أحفظ وأثبت باتفاق أهل الحديث كلهم، ولذلك أثبته الشيخان في جامعيهما، ورويا عنه ولم يلتفتا إلى رواية عبد الله.
(2) رقم (2736) في الجهاد، باب فيمن أسهم له سهماً، ورقم (3015) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر، وأخرجه أيضاً أحمد والدارقطني رقم (469) ، والحاكم في " المستدرك " 2 / 131، وفي سنده عندهم يعقوب بن مجمع لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وضعفه ابن القطان والحافظ في " الفتح ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (3/420) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. وأبو داود (2736) و (3015) قال: حدثنا محمد بن عيسى.
كلاهما - إسحاق بن عيسى، ومحمد بن عيسى - عن مجمع بن يعقوب بن مجمع بن يزيد الأنصاري، قال: سمعت أبي يعقوب بن مجمع يذكر عن عمه عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري، فذكره.
وقال أبو داود: حديث أبي معاوية أصح، والعمل عليه، وأرى الوهم في حديث مجمع «أنه» قال: ثلثمائة فارس، وكانوا مائتي فارس.(2/667)
1162 - (خ م ت د) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَسَمَ في النَّفَل للفرس سهمين، وللراجل سهماً.
وفي رواية بإسقاط لفظة «النَّفَل» .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
وفي رواية أبي داود: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أسْهَمْ للرجل ولِفَرَسِهِ ثلاثَةَ أَسْهُمٍ: سهْماً له، وسهْمَيْنِ لفرسِهِ (1) . [ص:670]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سهماً له وسهمين لفرسه) اللام في «له» لام الملك، وفي قوله «لفرسه» : لام التسبب: أي أنه أعطاه لأجل فرسه سهمين ينفقهما عليه.
__________
(1) البخاري 6 / 51 في الجهاد، باب سهام الفرس، وفي المغازي، باب غزوة خيبر، وقال عقب الرواية الأخيرة: وفسره نافع فقال: إذا كان مع الرجل فرس، فله ثلاثة أسهم، فإن لم يكن له فرس، فله سهم، ومسلم رقم (1762) في الجهاد، باب كيفية قسمة الغنيمة بين الحاضرين، والترمذي رقم (1554) في السير، باب ما جاء في سهم الخيل، وأبو داود رقم (2733) في الجهاد، باب في سهمان الخيل، وابن ماجة رقم (2854) في الجهاد، باب قسمة الغنائم، والدارمي في سننه 2 / 225 و 226 في السير، باب في سهمان الخيل، وأحمد في مسنده 2 / 2 و 62 و 72 و 80.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/2) (4448) قال: حدثنا هُشَيم بن بشير. وأبو معاوية. وفي (2/41) (4999) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/62) (5286) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سُليم بن أخضر. وفي (2/72) (5412) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا سُليم بن أخضر. وفي (2/80) (5518) و (2/152) (6394) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، وفي (2/143) (6297) قال: حدثنا ابن نمير..والدارمي (2475) قال: أخبرنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا محمد بن خازم أبو معاوية. وفي (2476) قال: حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان. والبخاري (4/37) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة. وفي (5/174) قال: حدثنا الحسن بن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن سابق، قال: حدثنا زائدة. ومسلم (5/156) قال: حدثنا يحيي بن يحيى، وأبو كامل فضيل بن حسين، كلاهما عن سليم. قال يحيى: أخبرنا سليم بن أخضر. (ح) وحدثناه ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (2733) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثناأبو معاوية. وابن ماجة (2854) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (1554) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، وحميد بن مسعدة، قالا: حدثنا سليم بن أخضر. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سليم بن أخضر.
سبعتهم - هشيم، وأبو معاوية محمد بن حازم، وسليم بن أخضر، وسفيان الثوري، وعبد الله بن نمير، وأبو أسامة، وزائدة -عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره.(2/669)
1163 - (س) ابن الزبير بن العوام - رضي الله عنهما -: قال: ضَرَبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عَامَ خيْبَرَ لِلزُّبَيْرِ، أربعةَ أَسْهُم: سَهْمٌ للزبير، وسَهْمٌ لذِي الْقُرْبى بصَفِيَّةَ بِنْتِ عبد المطَّلِبِ أُمِّ الزُّبيْرِ، وسَهْمانِ للفرس. أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 228 في الخيل، باب سهمان الخيل، وإسناده حسن، وأخرجه الدارقطني 4 / 110، 111.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (6/228) قال: قال الحارث بن مسكين قراء ة عليه، وأنا أسمع عن ابن وهب قال: ني سعيد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن جده، فذكره.
وبنحوه: أخرجه أحمد (1/166) (1425) قال: ثنا عتاب، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنا فليح بن محمد، عن المنذر بن الزبير، فذكره.(2/670)
1164 - (د) ابن أبي عمرة (1) - رحَمهُ اللهُ -: عن أبيه، قال: أَتيْنَا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أرْبعَة نَفَرٍ، ومَعنَا فَرَسٌ، فأعْطَى كلَّ إنسَانٍ مِنَّا سَهْماً، وأعطَى الفرسَ سَهْمَيْنِ.
وفي رواية بمعناه، إلا أنَّه قال: ثَلاثَةَ نَفَرٍ. وزاد قال: فَكانَ للفَارسِ ثَلاثَةُ أسهُمٍ. أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) ابن أبي عمرة: هو عبد الرحمن بن أبي عمرة قاضي المدينة من ثقات التابعين، وهو مشهور الحديث عندهم، وروى عن أبيه وعن أبي هريرة وعثمان بن عفان، وأبوه أبو عمرة: صحابي أنصاري نجاري واسمه: عمرو بن محصن. وقيل: ثعلبة بن عمرو بن محصن قتل مع أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بصفين.
(2) رقم (2734) و (2735) في الجهاد، باب في سهمان الخيل، وأخرجه أحمد في مسنده 4 / 138، وفي سنده المسعودي، وهو عبد الرحمن بن عبد الله الكوفي صدوق، اختلط قبل موته.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2734) حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا أبو معاوية، ثنا عبد الله بن يزيد، حدثني المسعودي، حدثني أبو عمرة، عن أبيه، فذكره.
و (2735) حدثنا مسدد ثنا أمية بن خالد ثنا المسعودي عن رجل من آل أبي عمرة عن أبي عمرة بمعناه.(2/670)
1165 - (د) سهل بن أبي حَثَمَة - رضي الله عنه -: قال: قسم رسولُ الله خَيْبَرَ نِصْفَيْنِ: نصْفاً لِنَوائبِهِ وَحاجاتِهِ، ونِصفاً بيْنَ المُسْلِمين، قَسَمَهَا بينهم على ثمانية عَشَر سهماً. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لنوائبه) النوائب: جمع نائبة، وهو ما ينوب الإنسان، أي ينزل به من المهمات والحوائج، والظاهر من أمر خيبر أنها فتحت عنوة، وإذا كانت عنوة فهي مغنومة، وحصة النبي صلى الله عليه وسلم من الغنيمة خمس الخمس، فكيف جعل نصيبه منها النصف حتى يصرفه في حوائجه ومهامه؟ ووجه ذلك عند من تتبع الأخبار المروية في فتح خيبر واضح.
وذلك: أن خيبر كانت لها قرى، وضياع خارجة عنها، مثل: الوطيحة، والكتيبة، والشق، والنطاة، والسلاليم، فكان بعضها مغنوماً، وهو ما غلب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس، وسبيل ذلك القسمة، وكان بعضها فيئاً لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، وذلك خاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يضعه حيث شاء، فنظروا إلى مبلغ ذلك كله، فكان نصفه بقدر ما يخص النبي صلى الله عليه وسلم من الفيء، وسهمه من الغنيمة، فجعل النصف له، والنصف للغانمين، وقد بين ذلك ابن شهاب، قال: «إن خيبر كان بعضها عنوة وبعضها صلحاً» .
__________
(1) رقم (3010) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر، وإسناده قوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3010) قال: ثنا الربيع بن سليمان المؤذن، قال: ثنا أسد بن موسى، قال: ثنا يحيى بن زكريا، قال: ثني سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، فذكره.(2/671)
1166 - (د) بشير بن يسار - رحمه الله -: قال: لمَّا أفاءَ اللهُ على رسوله خيْبرَ قَسَمَهَا على ستةٍ وثلاثين سهماً، جمعَ كلَّ سهْمٍ مائةَ سهمٍ، فعزلَ نصفِهَا لنَوَائِبِهِ، وما ينزلُ بهِ: من الوَطِيحَةِ، والكُتَيْبَةِ، وما أحيزَ مَعَهُما، وعزل النِّصفَ الآخر، فَقَسَمَهُ بين المسلمين: الشِّقَّ، والنَّطَاةَ، وما أُحيزَ مَعَهما، وكان سهمُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فيما أُحيِزَ معَهُما.
وفي رواية: أنَّهُ سَمِعَ نَفَراً من أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا - فَذكَر هذا الحديث - قال: فكان النصفُ سهامَ المسلمين، وسهمَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وعَزلَ النصفَ الآخر لِمَا يَنُوبُهُ من الأُمُورِ والنوائبِ.
وفي أخرى عن رجالٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لمَّا ظَهَرَ على خَيْبرَ، قَسَمَها على ستَّةٍ وثلاثين سهماً، جَمعَ كلَّ سَهمٍ مائَةَ سهمٍ، فكان لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين النِّصفُ من ذلك، وعَزلَ النصف الباقي لمن يَنْزِلُ به من الْوُفُودِ والأُمورِ، ولنوائبِ النَّاسِ.
وفي رواية: لمَّا أَفاءَ اللهُ - عزَّ وجلَّ - خيبرَ، قسمها ستَّة وثلاثينَ سهماً، جمع فَعَزَلَ للمسلمين الشَّطر: ثمانَيةَ عَشَرَ سهماً، فَجَمَعَ كلَّ سهمٍ مائة النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم معهم، له سهمٌ كَسَهْمِ أحدِهِمْ، وعَزلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثمانِيةَ عَشَرَ سَهْماً، وهو الشَّطْرُ، لِنوائبِه وما يَنزلُ به من أمْرِ المسلمين، فكان ذلك: الْوَطيحَ، والكُتَيْبَة، والسَّلاليمَ وتوابعها، فلمَّا صَارتِ الأموالُ بِيدِ [ص:673] النبيِّ صلى الله عليه وسلم والمسلمين، لم يكن لَهُم عمَّالٌ يَكْفُونَهم عَملها، فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم اليَهُودَ، فَعَامَلَهُمْ. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3011) و (3012) و (3013) و (3014) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر، وإسناده صحيح، إلا أن الرواية الأولى مرسلة، وكذا الأخيرة. والوطيح - بفتح الواو وكسر الطاء - حصن من حصون خيبر هو أمنعها وأحصنها وآخرها فتحاً. والكتيبة - بضم الكاف، على صورة مصغرة، وقيل: بفتحها، وبعد الكاف تاء مثلثة - وهي إحدى قرى خيبر. والشق - بفتح الشين أو كسرها. والكسر أعرف وأشهر -حصن من حصون خيبر. والنطاة - بفتح النون والطاء وآخره تاء تأنيث - حصن بخيبر، أو عين تسقي بعض نخيل قراها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3011) حدثنا حسين بن علي بن الأسود أن يحيى بن آدم حدثهم عن أبي شهاب عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار، فذكره.
وأخرجه أبو داود (3012) حدثنا حسين بن علي، ثنا محمد بن فضيل عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار مولى الأنصار عن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه أبو داود (3013) حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي ثنا أبو خالد - يعني سليمان - عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، فذكره.
وأخرجه أبو داود (3014) حدثنا محمد بن مسكين اليمامي، ثنا يحيى بن حسان ثنا سليمان - يعني ابن بلال - عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار، فذكره.(2/672)
1167 - (د) ابن شهاب - رحمه الله -: قال: خَمَّسَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خَيبرَ، ثم قَسَمَ سائرَها على مَنْ شَهِدَها، ومن غابَ عنها من أهل الحُديْبِيّةِ. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3019) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر، وهو مرسل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه أبو داود (3019) قال: ثنا ابن السرح، قال: ثنا ابن وهب، قال: ني يونس بن يزيد، فذكره.(2/673)
1168 - (د) حشرج بن زياد - رحمه الله -: عن جَدته أمِّ أبيه: أنَّها خَرَجتْ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في غزاةِ خيْبرَ، سادِسةَ سِتِّ نِسْوَةٍ، قالت: فَبَلَغَ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَ إليْنَا فجِئْنا، فرأينا فيه الغَضبَ، فقال: «مَعَ مَنْ خَرَجْتُنَّ؟ وَبإذْنِ مَنْ خَرْجتُنَّ؟» فقُلْنَا: يا رسول الله، خرْجنا نَغْزِلُ الشَّعْر، ونُعينُ به في سبيل الله، ونُنَاوِلُ السِّهامَ - ومعنا دواءٌ للجَرْحى - ونَسْقِي السَّوِيقَ، قال: «قُمْنَ إذاً، حتَّى إذا فتح الله عليه خيْبرَ أَسْهَمَ لنا، كما أَسْهم للرجال» قال: فقلتُ لها: يا جدَّةُ، ما كان ذلك؟ قالت: تَمْراً. [ص:674] أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2729) في الجهاد، باب في المرأة والعبد يحذيان من الغنيمة، وحشرج - بفتح الحاء وسكون الشين - لم يوثقه غير ابن حبان، وقال ابن حزم وابن القطان: إنه مجهول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2729) حدثنا إبراهيم بن سعيد وغيره أخبرنا زيد بن الحباب. قال: ثنا رافع بن سلمة بن زياد، حدثني حشرج بن زياد عن جدته أم أبيه، فذكره.(2/673)
1169 - (ت د) عمير، مولى آبي اللحم - رضي الله عنه -: قال: شَهِدْتُ خَيْبَرَ مع سادَتي، فَكَلَّمُوا فِيَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم [فأمَرَ بي] فقُلِّدْتُ سيْفاً، فإذَا أنا أجُرُّهُ، وَأُخْبِرَ: أنِّي مملوك، فأمَرَ لي بشيءٍ مِنْ خُرِْثْيِّ المَتَاع، وعَرَضتُ عليه رُقْيَة كنْتُ أرقْي بها المجانين، فأمرني بطرْحِ بعضها وحبْسِ بعضها. أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
إِلا أنَّ رواية أبي داود انتهتْ عند قوله: المتاع.
وقال أبو داود: قال أبو عُبَيْدٍ: كانَ حَرَّمَ اللَّحْمَ على نَفْسِهِ، فسُمِّيَ آبي اللحم.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خُرْثِي) المتاع: أثاث البيت.
__________
(1) الترمذي رقم (1557) في السير، باب هل يسهم للعبد، وأبو داود رقم (2730) في الجهاد، باب في المرأة والعبد يحذيان من الغنيمة، وإسناده صحيح، وأخرجه أحمد 5 / 223، وابن ماجة رقم (2855) في الجهاد، باب العبيد والنساء يشهدون مع المسلمين، والحاكم 2 / 131 وصححه ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه أحمد (5/223) قال: حدثنا بشر بن المفضل. (ح) وحدثنا ربعي بن إبراهيم، أخو إسماعيل بن علية، وأثنى عليه خيرا. قال: وكان يفضل على إسماعيل، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق. والدارمي (2478) قال: أخبرنا إسماعيل بن خليل، قال: أخبرنا حفص. وأبوداود (2730) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا بشر - يعني ابن المفضل -. وابن ماجة (2855) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا هشام بن سعد. والترمذي (1557) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا بشر بن المفضل. والنسائي في الكبرى «الورقة 99 - أ» قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بشر.
أربعتهم (بشر، وعبد الرحمن بن إسحاق، وحفص بن غياث، وهشام بن سعد) عن محمد بن زيد بن المهاجر، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(2/674)
1170 - (ت) الزهري - رحمه الله -: أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أسْهَمَ لِقَوْم من اليهود قاتَلوا مَعَهُ. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1858) في السير، باب ما جاء في أهل الذمة يغزون مع المسلمين هل يسهم لهم؟ قال البيهقي: [ص:675] إسناده ضعيف ومنقطع، وقال صاحب " التنقيح " مراسيل الزهري ضعيفة، كان يحيى القطان لا يرى إرسال الزهري وقتادة شيئاً، ويقول: هي بمنزلة الريح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
قال الترمذي (1558) ويروى عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره.
قال: حدثنا بذلك قتيبة بن سعيد أخبرنا عبد الوارث بن سعيد عن عروة بن ثابت عن الزهري.
هذا حديث حسن غريب.(2/674)
1171 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: كُنْتُ أَمِيحُ أصْحابي الماءَ يومَ بدْرٍ. وفي نسخة: «أمنَحُ أصحابي الماءَ يوْمَ بدْرٍ» .
قال أبو داود: معناه: أنَّهُ لمْ يُسْهِمْ له (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أمنح، أميح) المانح: المعطي، والمائح: الذي ينزل إلى أسفل البئر، فيملأ الدلو، ويدفعها إلى الماتح، وهو الذي يستقي الدلو.
__________
(1) رقم (2731) في الجهاد، باب في المرأة والعبد يحذيان من الغنيمة، وإسناده قوي. وعبارة (قال أبو داود: معناه: أنه لم يسهم له) هي عند أبي داود في بعض النسخ، ومحلها عنده عقب حديث عمير مولى آبي اللحم رقم (1169) عند قوله: خرثي المتاع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2731) قال: ثنا سعيد بن منصور، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره.
قلت: فيه الأعمش، وهو مدلس، وقد عنعنه.(2/675)
1172 - (ت د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: قال: قَدِمْتُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في نفرٍ من الأشعريِّينَ، بعد أن افتتح خيبر، فقسَم لنا، ولم يقْسِمْ لأحدٍ لم يشهدِ الفَتْحَ غيرِنا. هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال: قَدِمْنا فوافَقْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فأسْهَم لنا - أو قال: فأعطانا منها - وما قَسم لأحد غاب عن فتْحِ خيبر منها شيئاً، إلا لِمَنْ شَهِدَ معه، إلا أصحاب سفينَتِنا: جعْفر وأصحابه، فأسهم لهم معهم (1) .
__________
(1) الترمذي رقم (1559) في السير، باب ما جاء في أهل الذمة يغزون مع المسلمين هل يسهم لهم؟ ، وأبو داود رقم (2725) في الجهاد، باب فيمن جاء بعد الغنيمة لا سهم له، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حسن صحيح، وأخرجه البخاري ومسلم بنحوه مختصراً ومطولاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1559) حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا حفص بن غياث حدثنا بزيد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسى قال: قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب والعمل على هذا عند بعض أهل العلم.
قال الأوزاعي: من لحق بالمسلمين قبل أن يسهم للخيل أسهم له، وبريد يكنى أبا بريدة وهو ثقة، وروى عنه سفيان الثوري وابن عيينة وغيرهما.
وأخرجه أبو داود (2725) حدثنا محمد بن العلاء، قال: ثنا أبو أسامة، ثنا بريد عن أبي بردة عن أبي موسى، قال، فذكره.(2/675)
1173 - (خ د) عنبسة بن سعيد - رحمه الله -: قال: قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: أتينا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر بعد ما افتتحوها، فقلتُ: يا رسولَ الله، أسْهِم لي، فقال بعضُ بني سعيد بن العاص: لا تُسْهِمْ له يا رسولَ الله، فقال أبو هريرة: هذا قاتلُ ابن قَوْقَلٍ (1) ، فقال ابن سعيد بن العاص: واعجباً لَوَبْرٍ تَدَلَّى علينا من قَدُومِ ضَأْنٍ.
وفي رواية: تدَأْدَأ من قَدُومِ ضَأْنٍ، ينْعَى عليَّ قتلَ رَجُلٍ مسلمٍ، أكرمه الله على يَدَيَّ ولم يُهنِّي على يديه، قال: فلا أدري؛ أسْهَمَ لهُ أو لم يُسْهِمْ له.
قال البخاري: ويذَكَرَ عن الزُّبَيدي (2) ، عن الزهري، عن عنْبَسَةَ: أنه سمع أبا هريرة يخبر سعيدَ بنَ العاص؛ قال: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أبانَ على سريَّةٍ من المدينةِ قِبَل نجدٍ، قال أبو هريرة: فقَدِم أبانُ وأصحابه على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بخَيْبَرَ بعد ما افتتحها، وإنَّ حُزُمَ خَيْلِهِم اللِّيفُ، قال أبو هريرة: قُلْتُ: يا رسولُ الله، لا تَقْسِمْ لهم، فقال أبانُ: وأنتَ بهذا يا وَبْرُ تَحدَّرُ من رأسِ ضأْنٍ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أبانُ، اجلسْ، فلم يقْسِمْ له (3) » . [ص:677]
هذه رواية البخاري وأبي داود، إلا أن أبا داود قال في الروايتين: «قَدُوم ضالٍ» (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لوَبْر تَدَلَّى من قدوم ضال) تدلى: تعلق من فوق إلى أسفل، والقدوم: ما تقدم من الشاة، وهو رأسها، وقادمة الرجل: خلاف آخرته، وإنما أراد احتقاره، وصغر قدره عنده، وأنه مثل الوبر الذي يتدلى من رأس الضأن، يعني: الشاء، في قلة المنفعة والمبالاة.
وفي الرواية الأخرى «تدأدأ» إن كانت صحيحة، فنُرى: أنها من الديداء، وهو أشد عدو البعير، يقال: دأدأ وتدأدأ دأدأة وديداء.
وقال الخطابي: الوبر: جمع وبرة، وهي دويبة في مقدار السنور أو نحوه.
وقوله: " وأنت بها " كلام فيه اختصار وإضمار، معناه: وأنت المتكلم بهذه الكلمة.
و «ضال» باللام: جبل أو موضع فيما يقال، يريد بهذا الكلام: تصغير شأنه، وتوهين أمره. [ص:678]
(ينعَى عليّ أمراً) يقال: فلان ينعَى على فلان كذا: إذا عابه ووبخه.
وقوله: " أكرمه الله بيدي " أي: قتلته فنال الشهادة، ومنعه أن يُهينني بيده، أي: لو قتلني لكنت قدمت كافراً، ولا هوان أشد من ذلك.
__________
(1) هو النعمان بن مالك بن ثعلبة، وثعلبة يسمى: قوقل. وقيل: هو النعمان بن ثعلبة بن دعد بن ثعلبة بن فهر بن غنم بن عوف السالمي الأنصاري، شهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً.
(2) قال الحافظ: هو محمد بن الوليد، وهذه الرواية معلقة عنده، وقد وصلها أبو داود عن إسماعيل بن عياش عنه، وإسناده صحيح، لأنه من روايته عن أهل بلده، ووصلها أيضاً أبو نعيم في " المستخرج " من طريق إسماعيل أيضاً، ومن طريق عبد الله بن سالم كلاهما عن الحميدي.
(3) في نسخ البخاري وأبي داود التي بأيدينا: فلم يقسم لهم.
(4) البخاري 7 / 376 في المغازي، باب غزوة خيبر، وفي الجهاد، باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيسدد بعد ويقتل، وأبو داود رقم (2723) و (2724) في الجهاد، باب فيمن جاء بعد الغنيمة لا سهم له.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1109) قال: ثنا سفيان. والبخاري (4/29) قال: حدثنا الحميدي. قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (2723) قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن الوليد الزبيدي. وفي (2724) قال: حدثنا حامد بن يحيى البلخي، قال: حدثنا سفيان.
كلاهما (سفيان بن عيينة، ومحمدبن الوليد الزبيدي) عن الزهري. قال: أخبرني عنبسة بن سعيد بن العاص، فذكره.
* زاد في رواية الحميدي: قال سفيان: وحدثنيه السعيدي أيضا، عن جده، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
*أخرجه البخاري (5/176) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. قال: سمعت الزهري - وسأله إسماعيل بن أمية - قال: أخبرني عنبسة بن سعيد، أن أبا هريرة - رضي الله عنه - أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله ... فذكر الحديث نحوه «مرسل» .
* وأخرجه البخاري (5/177) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد. قال: أخبرني جدي، أن أبان بن سعيد أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسلم عليه، فقال أبو هريرة: يا رسول الله، هذا قاتل ابن قوقل ... «مرسل» .(2/676)
1174 - (د) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قامَ - يعني: يوم بدرٍ - فقال: إنَّ عُثْمانَ انطلق في حاجة الله، وحاجة رسوله، وإنِّي أُبايعُ له، فضربَ له صلى الله عليه وسلم بسَهْمٍ، ولم يضْرِبْ لأحَدٍ غابَ غيره، أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2726) في الجهاد، باب فيمن جاء بعد الغنيمة لا سهم له، وفي سنده هانئ بن قيس لم يوثقه غير ابن حبان، وأخرج أحمد والبخاري والترمذي وصححه من حديث ابن عمر قال: لما تغيب عثمان عن بدر كان تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " إن لك أجر رجل وسهمه ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2726) حدثنا محبوب بن موسى أبو صالح أخبرنا أبو رسحاق الفزاري عن كليب بن وائل عن هانئ بن قيس عن حبيب بن أبي مليكة عن ابن عمر، فذكره.(2/678)
1175 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَيُّما قَرْيةٍ أَتيتُموها، أو أقمتُمْ فيها، فَسَهْمُكُمْ فيها، وأَيُّما قريةٍ عصتِ الله ورسولَه، فإنَّ خُمُسهَا لله ولرسوله، وهي لكم» .أخرجه مسلم، وأبو داود (1) .
__________
(1) مسلم رقم (1756) في الجهاد، باب حكم الفيء، وأبو داود رقم (3036) في الخراج والإمارة، باب في إيقاف أرض السواد وأرض العنوة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/317) ومسلم (5/151) قال: حدثنا أحمد بن حنبل ومحمد بن رافع. وأبو داود (3036) قال: حدثنا أحمد بن حنبل.
كلاهما (أحمد بن حنبل، ومحمدبن رافع) قالا: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا مَعْمر،عن همام بن منبه، فذكره.(2/678)
1176 - (س) رافع بن خديج - رضي الله عنه -: قال: كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يجعلُ في قَسْمِ المغانم عشراً من الشاءِ ببَعيرٍ. أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 221 في الضحايا، باب ما تجزئ عنه البدنة في الضحايا، وأخرجه أحمد في مسنده 3 / 464، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/221) أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة. قال: حدثنا سفيان الثوري عن أبيه عن عبابة بن رفاعة بن رافع عن جده رافع بن خديج.
قال في نهاية الحديث: قال شعبة وأكبر علمي أني سمعته من سعيد بن مسروق وحدثني به سفيان عنه.(2/678)
الفرع الثاني: في النفل
1177 - (د) أبو وهب (1) : قال: سمعتُ مكحولاً يقولُ: كنتُ عبْداً بمصرَ لامرأَةٍ من هُذَيْلٍ فأعْتقَتْني، فما خرجتُ من مِصر وبها علْمٌ، إلا وقد حويْتُ عليه، فيما أُرى، ثم أتيتُ الحجازَ، فما خرجتُ وبه عِلْمٌ، إلا وقد حويتُ عليه فيما أُرى، ثم أَتيتُ العراق، فما خرجتُ منها وبها عِلْمٌ، إِلا وقد حويتُ عليه، فِيمَا أُرى، ثم أتيتُ الشَّامَ، فغَرْبَلْتُهَا، كلُّ ذلك أَسألُ عن النَّفَلِ؟ فما أجِدُ أحداً يُُخبِرُني فيه بشيءِ حتى لقيتُ شيخاً يقال له: زيادُ بن جارِيةَ التَّميميُّ، فقلتُ له: هل سمعتَ في النَّفَلِ شيْئاً؟ قال: نعم، سمعتُ حَبِيبَ بنَ مَسْلَمَةَ الفِهرْيَّ يقولُ: شَهِدْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم نَفَّلَ الرُّبُعَ في البَدْأَةِ، والثُّلُثَ في الرّجْعَةِ.
وفي رواية مختصراً، قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُنَفِّلُ الثُّلُثَ بعد الخُمُس.
وفي أخرى: كان يُنَفِّلُ الرُّبُعَ بعد الْخُمُسِِ [والثلث بعد الخمس] إذا قَفَلَ. أخرجه أبو داود (2) . [ص:680]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النَّفَل) بفتح الفاء وقد تُسَكَّن: الزيادة، وهو ما يخص به رئيس الجيش بعض الغزاة زيادة على نصيبه من المغنم.
(فغربلتها) أي: كشفت حال من بها وخبرتهم كأنه جعلهم في غربال، ففرق بين الجيد والرديء.
(الربع في البدأة) بدأة الأمر: أوله ومبتدؤه، وهي في الأصل: المرة من البدء، والمعنى: كان إذا نهضت سرية من جملة العسكر المقبل على العدو فأوقعت نفلها الربع مما غنمت وإذا فعلت ذلك عند عود العسكر نفلها الثلث، لأن الكرَّة الثانية أشق، والخطر فيها أعظم.
قال الخطابي: قال ابن المنذر: إنما فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين البدأة والقفول، لقوة الظهر عند دخولهم، وضعفه عند خروجهم، لأنهم وهم داخلون أنشط وأشهى للسير والإمعان في بلاد العدو، وهم عند القفول أضعف، لضعف دوابهم وأبدانهم، وهم أشهى للرجوع، فزادهم في القفول لذلك.
قال الخطابي: وكلام ابن المنذر في هذا ليس بالبين، لأن فحواه يوهم أن معنى الرجعة: هو القفول إلى أوطانهم، وليس المعنى كذلك، إنما البدأة: هي ابتداء سفر لغزو، فإذا نهضت سرية من جملة العسكر نفلها الربع، فإن قفلوا من الغزاة ثم رجعوا، فأوقعوا بالعدو ثانية، كان لهم الثلث من الغنيمة، لأن نهوضهم بعد القفول أشق عليهم وأخطر.
__________
(1) هو عبيد الله بن عبيد الكلاعي الدمشقي، صدوق من الطبقة السادسة.
(2) رقم (2748) و (2749) و (2750) في الجهاد، باب فيمن قال: الخمس قبل النفل، وإسناده صحيح، وأخرجه ابن ماجة رقم (2851) و (2852) و (2853) بمعناه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
عن زياد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نَفَّلَ الثُّلُثَ بعد الخُمُس» .
* رواية سفيان بن عيينة: «شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُنَفِّلُ الثُّلُثَ في بَدْئِه» .
* رواية العلاء بن الحارث، وعبيد الله بن عبيد الكلاعي، وسليمان بن موسى، عن مكحول، ورواية سليمان بن موسى: «شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم نَفَّلَ الرُّبُعَ بعد الخُمُسِ في البَدْأةِ، والثلث في الرجعة» .
أخرجه الحميدي (871) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي. وأحمد (4/159) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا سفيان، عن يزيد بن يزيد بن جابر. وفيه (4/159) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز. وفيه (4/159) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: حدثني زياد - يعني ابن سعد-، عن يزيد بن يزيد بن جابر. وفي (4/160) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، قال: حدثني يزيد بن يزيد بن جابر. وفيه (4/160) قال: حدثنا حماد بن خالد - وهو الخياط - عن معاوية - يعني ابن صالح - عن العلاء بن الحارث. وفيه (4/160) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن عبد العزيز. والدارمي (2486) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن سفيان، عن يزيد بن جابر. وأبو داود (2748) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن يزيد بن يزيد بن جابر الشامي. وفي (2749) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث. وفي (2750) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان، ومحمود بن خالد الدمشقيان، قالا: حدثنا مروان بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، قال: سمعت أبا وهب - هو عبيد الله بن عبيد الكلاعي -. وابن ماجة (2851) قال: حدنثا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن يزيد بن يزيد بن جابر.
أربعتهم (يزيد، وسعيد، والعلاء، والكلاعي) عن مكحول، عن زياد بن جارية، فذكره.
* وأخرجه أحمد (4/160) مرتين. قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: حدثنا سليمان بن موسى، عن زياد بن جارية، فذكره. (ولم يذكر فيه مكحولا) .
* وأخرجه ابن ماجة (2853) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو الحسين، قال: أخبرنا رجال بن أبي سلمة، قال: فسمعت سليمان بن موسى يقول: حدثني مكحول، عن حبيب بن مسلمة، (ليس فيه زياد بن جارية) .(2/679)
1178 - (ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُنَفِّلُ في البَدَأَةِ الرُّبُعَ. أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1561) في السير، باب ما جاء في النفل وحسنه، وهو كما قال، وذكر أن في الباب عن ابن عباس وحبيب بن مسلمة، ومعن بن يزيد، وابن عمر وسلمة بن الأكوع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1561) حدثني محمد بن بشار. حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي سلام عن أبي أمامة عن عبادة بن الصامت.
قال الترمذي: وفي الباب عن ابن عباس وحبيب بن مسلمة ومعن بن يزيد وابن عمر وسلمة بن الأكوع. وحديث عبادة حديث حسن وقد روي هذا الحديث عن أبي سلام عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا هناد حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم تنفل سيفه ذا الفقار يوم بدر، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث ابن أبي الزناد.(2/681)
1179 - (خ م ط د) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يُنَفِّلُ بعضَ من يبْعَثُ من السَّرايا لأنفسهم خاصَّة، سوى قَسْمِ عامَّةِ الجيشِ.
زاد في رواية: والخُمُسُ في ذلك كلِّهِ واجبٌ.
وفي رواية قال: نفَّلَنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نَفَلاً، سوى نصيبنا من الخُمُسِ، فأصابني شارفٌ.
والشَّارِفُ [من الإبل] : المُسِنُّ الكبيرُ.
وفي أخرى قال: بعثنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في سريَّةٍ قِبَلَ نجْدٍ، فبلَغَتْ سُهْمَانُنَا أَحَدَ عشرَ بعيراً - أو اثنْي عشرَ بعيراً - ونفَّلنا بعيراً بعيراً.
وفي رواية: ونُفِّلوا بعيراً بعيراً، فلم يغيَّرْهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم.
وفي أخرى: فأصَبْنا إبلاً وغنماً، فبلغت سهُماننا اثني عشر (1) بعيراً. [ص:682] ونفَّلنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعيراً بعيراً.
هذه رواية البخاري ومسلم. وأخرج الموطأ وأبو داود ونحوَهَا.
ولأبي داود أيضاً، قال: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّة إلى نجدٍ، فخرجتُ معها، فأصَبْنا نَعَماً كثيراً، فنفَّلنا أميرُنا بعيراً بعيراً لكلِّ إنسانٍ، ثم قَدِمْنا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقسمَ بيْننا غنيمتَنا، فأصاب كلَّ رجُلٍ منَّا اثنا عشر بعيراً، بعد الخُمُسِ، وما حاسَبَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالذي أعطانا صاحِبُنا، ولا عاب عليه ما صنعَ، فكان لكلِّ رجلٍ منَّا ثلاثة عشر بعيراً بِنَفَلِهِ (2) .
__________
(1) قال النووي: هو في أكثر النسخ " اثنا عشر " وفي بعضها " اثني عشر " وهذا ظاهر، والأول صحيح على من يجعل إعراب المثنى بالألف، سواء كان مرفوعاً أو منصوباً أو مجروراً، وهي لغة أربع قبائل من العرب، وقد كثرت في كلام العرب، ومنها قوله تعالى: {إن هذان لساحران} [طه: 63] .
(2) البخاري 6 / 168 و 169 في الجهاد، باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازن النبي صلى الله عليه وسلم برضاعه فيهم فتحلل من المسلمين، وفي المغازي، باب السرية التي قبل نجد، ومسلم رقم (1749) في الجهاد، باب الأنفال، والموطأ 2 / 450 في الجهاد، باب جامع النفل في الغزو، وأبو داود رقم (2741) و (2742) و (2743) و (2744) و (2745) و (2746) في الجهاد، باب في نفل السرية تخرج من العسكر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/140) (6250) قال: حدنا حجاج، قال: حدثنا ليث، عن عقيل. والبخاري (4/109) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: أخبرنا الليث، عن عقيل. ومسلم (5/147) قال: حدثنا سريج بن يونس، وعمرو الناقد، قالا: حدثنا عبد الله بن رجاء، عن يونس. وفي (5/147) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني عقيل بن خالد. وأبو داود (2746) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي، عن جدي. (ح) وحدثنا حجاج بن أبي يعقوب، قال: حدثني حجين، قال: حدثنا الليث، عن عقيل.
كلاهما (يونس بن يزيد، وعقيل بن خالد) عن ابن شهاب الزهري، عن سالم، فذكره.
* أخرجه مسلم (5/147) قال: حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا ابن المبارك. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب. كلاهما عن يونس، عن ابن شهاب، قال: بلغني عن ابن عمر، قال: نفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية.... فذكره.(2/681)
1180 - (د) ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال: نفَّلَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوْمَ بدرٍ سيف أبي جهلٍ - كان قتَلهُ. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2722) في الجهاد، باب من أجاز على جريح مثخن ينفل من سلبه، من رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، ورجاله ثقات، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2722) حدثنا هارون بن عباد «الأزدي» قال: ثنا وكيع عن أبيه عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود، فذكره.(2/682)
1181 - (ط) القاسم بن محمد - رحمه الله -: قال: سمعتُ رَجُلاً يسألُ عبدَ الله بن عباس عن الأنفالِ؟ فقال ابنُ عباس: الفَرَسُ من النَّفَلِ، والسَّلَبُ من النَّفَلِ. قال: ثم عاد لمسألتهِ؟ فقال ابن عباسٍ ذلك أيضاً، ثم [ص:683] قال الرجلُ: الأنفالُ التي قال الله في كتابه، ما هي؟ قال القاسِمُ: فلم يزل يسألُهُ حتى كادَ أن يُحْرِجَهُ، فقال ابنُ عباس: أتدرون ما مثَلُ هذا؟ مَثَلُه مثلُ صَبِيغٍ (1) الذي ضربهُ عمرُ بن الخطاب. أخرجه الموطأ (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سلبه) السلب: ما يؤخذ من القرن في الحرب من سلاح وثياب وغير ذلك.
(يحرجه العُبيد) الحرج: الضيق والإثم.
__________
(1) صبيغ - بوزن أمير - ابن عسيل: رجل كان يسأل عن متشابه القرآن، ويعارض ببعضه بعضاً. عناداً منه ومراءاً، فضربه عمر ونفاه إلى البصرة تأديباً، فقد روى الدارمي في سننه 1 / 54 عن سليمان بن يسار أن رجلاً يقال له: صبيغ قدم المدينة، فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر، وقد أعد له عراجين النخل، فقال: من أنت؟ قال: أنا عبد الله بن صبيغ، قال: وأنا عبد الله بن عمر، فجعل له ضرباً حتى دمى رأسه، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين، قد ذهب الذي كنت أجده في رأسي ثم نفاه إلى البصرة.
(2) 2 / 455 في الجهاد، باب ما جاء في السلب في النفل، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (1006) قال: عن ابن شهاب، عن القاسم بن محمد، فذكره.(2/682)
1182 - (د) أبو الجويرية الجرمي - رحمه الله-: قال: أصَبْتُ بأرض الرُّومِ جَرَّة حمراءَ فيها دنَانيرُ، في إمْرةِ مُعاوِيَةَ، وعلينا رجلٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بَني سُلَيْمٍ يُقال له: مَعْنُ بنُ يَزيد، فأتيْتُه بها، فَقَسَمَهَا بيْنَ المسلمين، وأعْطاني مثْلَ ما أعطى رجلاً منهم، ثم قال: لولا أنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لا نَفَلَ إلا بعد الخُمُسِ لأعْطَيْتُكَ، ثم أخَذَ يعْرِض [ص:684] عَلَيَّ من نَصيبه» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2753) و (2754) في الجهاد، باب في النفل من الذهب والفضة ومن أول مغنم، وإسناده صحيح، وصححه الإمام الحافظ أبو جعفر الطحاوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2753) حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى أخبرنا أبو إسحاق الفزاري عن عاصم ابن كليب عن أبي الجويرية الجرمي، فذكره.
وأخرجه أبو داود (2754) حدثنا هناد عن ابن المبارك عن أبي عوانة عن عاصم بن كليب بإسناده ومعناه.(2/683)
1183 - (خ م د س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: قال: أَعْطَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رَهْطاً، وأنا جالسٌ، فَتَرَكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم منهم رجلاً، هو أعْجَبُهُمْ إليَّ (1) فَقُمْت فقلتُ: مالَكَ عن فلانٍ؟ والله إنِّي لأُراهُ مُؤمناً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوْ مُسْلِماً» - ذَكَر ذلك سعدٌ ثلاثاً، وأجابه بمِثْلِ ذلك - ثم قال: «أنِّي لأعْطِي الرجل وغيرهُ أحَبُّ إليَّ منه خَشْيَةَ أنْ يُكَبَّ في النَّارِ على وجْهِهِ» .
وفي رواية، قال الزهري: فَنُرَى أنَّ الإسلامَ: الكلمةُ، والأيمانَ: العملُ. أخرجه البخاري، ومسلم.
وفي رواية لمسلم قال: أعْطى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رَهْطاً، وأنا جالِسٌ فيهم، فَتَرَكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم منهم رجلاً لم يُعطِه، وهو أعْجَبُهُمْ إليَّ، فَقٍمْتُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَسَارَرْتُهُ، فقلتُ: مالَكَ عن فُلانٍ؟ واللهِ إني لأُرَاهُ مُؤمناً، قال: «أوْ مُسْلِماً (2) ؟» فَسَكَتُّ قليلاً، ثم غَلَبني ما أعلمُ منهُ، فقلتُ: [ص:685] يا رسولَ الله مالكَ عن فلانٍ؟ فواللهِ، إنِّي لأراهُ مُؤمناً، قال: «أوْ مُسلِماً» ، فَسَكَتُّ قَليلاً، ثم غَلَبَني ما أَعْلَمُ فيه، فقلتُ: يا رسولَ الله، مالك عن فُلان؟ فوالله: إنِّي لأُرَاهُ مؤمناً، قال: «أو مُسْلماً، إنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ العَطَاءَ وغيرهُ [ص:686] أحبُّ إليَّ منه، خَشْيَةَ أنْ يُكَبَّ في النَّار على وجْهِهِ» . وفي رواية تكرارُ القول مرَّتيْنِ.
وفي أخرى: فضربَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم بيده بين عُنُقي وكتفي، ثم قال: أقِتالاً أي سعدُ؟ إني لأُعطي الرَّجُل.
وفي رواية أبي داود، قال: قَسم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قَسْماً، فقلتُ: أَعْطِ فلاناً، فإنهُ مؤمنٌ، قال: أوْ مسلم. قلتُ: أعطِ فُلاناً، إنه مؤمنٌ، قال: أوْ مسلمٌ، إني لأُعطي الرَّجُلَ العطاءَ وغيرُه أحبُّ إليَّ منه، مخافةَ أن يُكَبَّ على وجهِهِ.
وله في أخرى، وللنسائي قال: أعطى النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجالاً، ولم يعطِ رجلاً منهم شيئاً، فقال سعد: يا رسول الله - أعطيتَ فلاناً وفلاناً ولم تعط فلاناً شيئاً، وهو مؤمن؟ فقال النبيُّ: «أوْ مسلم» حتى أعادها سعدٌ ثلاثاً، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: «أوْ مسلم» . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني لأعطي رجالاً، وأدعُ مَنْ هو أحبُّ إليَّ منهم؛ لا أعطيه شيئاً مخافةَ أنْ يُكَبُّوا في النار على وجوههم» (3) . [ص:687]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرهط) الجماعة دون العشرة من الرجال، لا يكون فيهم امرأة، وليس له واحد من لفظه.
__________
(1) هو جعيل بن سراقة الغفاري، وقيل: الضمري، ويقال: الثعلبي، من أهل الصفة، أسلم قديماً وشهد أحداً، وأصيبت عينه يوم قريظة. أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ووكله إلى إيمانه.
(2) قال الحافظ في " الفتح " 1 / 74 قوله: " إني لأراه " وقع في روايتنا من طريق أبي ذر وغيره بضم الهمزة هنا - يعني في كتاب الإيمان من صحيح البخاري - وفي الزكاة، وكذا هو في رواية الإسماعيلي وغيره. [ص:685]
وقال الشيخ محيي الدين النووي: بل هو بفتحها: أي أعلمه، ولا يجوز ضمها فيصير بمعنى: أظنه، لأنه قال بعد ذلك: " غلبني ما أعلم منه. انتهى " ولا دلالة فيما ذكر على تعين الفتح، لجواز إطلاق العلم على الظن الغالب، ومنه قوله تعالى: {فإن علمتموهن مؤمنات} .
سلمنا، لكن لا يلزم من إطلاق العلم أن لا تكون مقدماته ظنية، فيكون نظرياً لا يقينياً، وهو الممكن هنا، وبهذا جزم صاحب " المفهم " في شرح مسلم فقال: الرواية بضم الهمزة.
وقوله: " أو مسلماً؟ " هو بإسكان الواو لا بفتحها، فقيل: هي للتنويع، وقال بعضهم: هي للتشريك، وأنه أمره أن يقولهما معاً؛ لأنه أحوط.
ويرد هذا رواية ابن الأعرابي في معجمه في هذا الحديث فقال: " لا تقل: مؤمن، بل: مسلم " فوضح أنها للإضراب، وليس معناه الإنكار، بل المعنى: أن إطلاق " المسلم " على من لم يختبر حاله الخبرة الباطنة أولى من إطلاق " المؤمن "؛ لأن الإسلام معلوم بحكم الظاهر، قاله الشيخ محيي الدين ملخصاً.
وتعقبه الكرماني بأنه يلزم منه أن لا يكون الحديث دالاً على ما عقد له الباب، ولا يكون لرد الرسول صلى الله عليه وسلم على سعد فائدة. وهو تعقب مردود.
وقد بينا وجه المطابقة بين الحديث والترجمة قبل، ومحصل القصة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوسع العطاء لمن أظهر الإسلام تألفاً، فلما أعطى الرهط - وهم من المؤلفة - وترك جعيلاً - وهو من المهاجرين - مع أن الجميع سألوه، خاطبه سعد في أمره، لأنه كان يرى أن جعيلاً أحق منهم لما اختبره منه دونهم، ولهذا راجع فيه أكثر من مرة، فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمرين: أحدهما: إعلامه بالحكمة في إعطاء أولئك، وحرمان جعيل مع كونه أحب إليه ممن أعطى؛ لأنه لو ترك إعطاء المؤلف لم يؤمن ارتداده، فيكون من أهل النار، وثانيهما: إرشاده إلى التوقف عن الثناء بالأمر الباطن دون الثناء بالأمر الظاهر، فوضح بهذا فائدة رد الرسول صلى الله عليه وسلم على سعد، وأنه لا يستلزم محض الإنكار عليه، بل كان أحد الجوابين على طريق المشورة بالأولى، والآخر على طريق الاعتذار.
(3) البخاري 3 / 270 في الزكاة، باب قول الله تعالى: {لا يسألون الناس إلحافاً} ، وفي الإيمان، باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة وكان على الاستسلام أو الخوف من القتل، ومسلم رقم (150) في الإيمان، باب تألف قلب من يخاف على إيمانه لضعفه، وأبو داود رقم (4683) و (4684) و (4685) في السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، والنسائي 8 / 103 و 104 في الإيمان، باب تأويل قوله عز وجل: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه الحميدي (68) قال: حدثنا سفيان. وفي (69) عن عبد الرزاق. وأحمد (1/176) (1522) وعبد بن حميد (140) قالا: حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (3/104) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق، وأبو داود (4683) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن ثور. وفي (4685) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرزاق (ح) وحدثنا إبراهيم بن بشار، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (8/103) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا محمد، وهو ابن ثور. وفي (8/104) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا سلام بن أبي مطيع. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (3891) عن موسى بن سعيد، عن مسدد بن مُسَرْهَد، عن المعتمر بن سليمان. خمستهم (سفيان، وعبد الرزاق، ومحمد بن ثور، وسلام، والمعتمر) عن معمر.
2 - وأخرجه أحمد (1/182) (1579) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا ابن أبي ذئب.
3 - وأخرجه البخاري (1/13) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب.
4 - وأخرجه البخاري (2/153) قال: حدثنا محمد بن غرير الزهري. ومسلم (1/92 و 3/104) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد. ثلاثتهم (محمد بن غرير، والحسن، وعبد بن حميد) قالوا: حدثنا يعقوب (وهو ابن إبراهيم بن سعد) قال: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان.
5 - وأخرجه مسلم (1/91 و 3/104) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان.
6 - وأخرجه مسلم (1/91 و 3/104) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب.
ستتهم (معمر، وابن أبي ذئب، وشعيب، وصالح، وسفيان، وابن أخي ابن شهاب) عن الزهري، قال: أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص، فذكره.
* جاءت الروايات مطولة ومختصرة.
* قال المزي: قال أبو مسعود: كذا رواه ابن أبي عمر، عن ابن عيينة، عن الزهري «يعني بدون ذكر معمر بين ابن عيينة والزهري» . ورواه الحميدي، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وسعيد بن عبد الرحمن، عن ابن عيينة، عن معمر، عن الزهري، زادوا فيه «معمرا» «تحفة الأشراف» (3891) . قال ابن حجر: وجدته في «مسند» ابن أبي عمر بإثبات «معمر» فيه. وكذا أخرجه أبو نعيم في «المستخرج» من طريقه بإثباته «النكت الظراف» (3891) .
* وقال المزي: قال أبو القاسم «يعني ابن عساكر» في حديث المعتمر، عن معمر: سقط منه «عبد الرزاق» . «تحفة الأشراف» (3891) . قال ابن حجر: كذا وقع لنا في الجزء الثاني من حديث أبي الطاهر المخلص (محمد بن عبد الرحمن الذهبي) حدثنا البغوي، حدثنا صالح بن حاتم، حدثنا معتمر، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر. «النكت الظراف» (3891) .(2/684)
1184 - (م) رافع بن خديج - رضي الله عنه -: قال: أعطى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب يوم حُنَين، وصفوانَ بنَ أُمَيَّةَ، وَعُيَينَةَ بنَ حِصْنٍ، والأقرعَ بن حابسٍ، وعَلْقَمةَ بن عُلاثَةَ: كُلَّ إنسان منهم مائة من الإِبلِ، وأعطى عباسَ بنِ مرْداسٍ دون ذلك، فقال عباسُ بنُ مرداس:
أَتَجْعَلُ نَهْبي ونَهْبَ الْعُبَيـ ... ـدْ بَيْنَ عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ؟ (1)
فَما كانَ بَدْرٌ ولا حَابِسٌ ... يَفُوقانِ مِرْدَاسَ في مَجْمَعِ
وما كُنْتُ دُون امرىءٍ منهما ... وَمَنْ تَخْفِضِ اليومَ لا يُرْفَعِ
قال: فأتمَّ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مائة.
وفي رواية نحوه: وأسقط علقمةَ بنُ علاثَةَ، وصفوان بن أمية، ولم يذكر الشعْر. أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العُبيد) بضم العين وفتح الباء الموحدة: اسم فرس العباسي بن مرداس السلمي.
__________
(1) النهب بمعنى المنهوب تسميته بالمصدر، وعبيد - مصغراً - اسم فرس العباس بن مرداس.
(2) رقم (1060) في الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي إيمانه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (412) . ومسلم (3/107) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر المكي. وفي (3/108) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. (ح) وحدثنا مخلد بن خالد الشعيري.
أربعتهم (الحميدي، وابن أبي عمر، وأحمد بن عبدة، والشعيري) عن سفيان بن عيينة، عن عمر بن سعيد بن مسروق، عن أبيه، عن عباية، فذكره.
فيرواية أحمد بن عبدة: زاد «وأعطى علقمة بن عِلاثة مائة» .
في رواية مخلد بن خالد: لم يذكر في الحديث علقمة بن علاثة، ولم يذكر الشعر.(2/687)
1185 - (خ م ط ت د) أبو قتادة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قتل قتيلاً، لَهَ عليه بيَّنةٌ، فله سَلَبُه» . [ص:688] أخرجه الترمذي، وقال: في الحديث قصة ولم يذكرْها.
والقصةُ: هِي حديثٌ طويلٌ قد أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، وأبو داود، وهو مذكور في غزوة حنين من كتاب الغزوات، في حرف الغين، وهذا القدر الذي أخرجه الترمذي طرفٌ منه (1) .
__________
(1) البخاري 6 / 177 في الجهاد، باب من لم يخمس الأسلاب، وفي البيوع، باب بيع السلاح في الفتنة، وفي المغازي، باب قول الله تعالى: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً} ، وفي الأحكام، باب الشهادة تكون عند الحاكم في ولايته القضاء أو قبل ذلك للخصم، ومسلم رقم (1571) في الجهاد، باب استحقاق القاتل سلب القتيل، والموطأ 2 / 454 في الجهاد، باب ما جاء في السلب في النفل، والترمذي رقم (156) في السير، باب ما جاء فيمن قتل قتيلاً فله سلبه، وأبو داود رقم (2717) في الجهاد، باب في السلب يعطى القاتل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (281) . والحميدي (423) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (5/295) قال: حدثنا هشيم. وفي (5/296) قال: حدثنا سفيان. وفي (5/306) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي. قال: حدثني ابن إسحاق. والدارمي (2488) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان بن عيينة. والبخاري (3/82) و (4/112) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (5/196) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك. وفي (9/86) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا الليث بن سعد. (ح) وقال لي عبد الله: عن الليث. ومسلم (5/147) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. قال: أخبرنا هشيم. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث. (ح) وحدثنا أبو الطاهر وحرملة. قالا: أخبرنا عبد الله بن وهب. قال: سمعت مالك بن أنس. وأبو داود (2717) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (2837) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: أنبأنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1562) قال: حدثنا الأنصاري. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك بن أنس. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان.
خمستهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وهشيم، ومحمد بن إسحاق، والليث بن سعد -عن يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن نافع أبي محمد مولى أبي قتادة، فذكره.
* رواية سفيان بن عيينة مختصرة على: «بارزت رجلا يوم حنين فنفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه» .
وفي رواية الحميدي قال: سفيان والحديث طويل فحفظت منه هذا.(2/687)
1186 - (خ م) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -: قال: أتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم عَيْنٌ من المُشركين، وهو في سَفَرٍ، فجلس عند أصْحَابِه يتحدَّثُ ثمَّ انْفتلَ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «اطْلُبُوهُ فاقتلوه» فقتلْتُهُ، فنَفَّلَني سَلبَهُ. أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عين) العين: الجاسوس.
__________
(1) البخاري 6 / 116، 117 في الجهاد، باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان، ومسلم رقم (1754) في الجهاد، باب استحقاق القاتل سلب القتيل، وأبو داود رقم (2653) في الجهاد، باب في الجاسوس المستأمن، وابن ماجة رقم (2836) في الجهاد، باب المبارزة والسلب، وأخرجه الدارمي في سننه 2 / 219 في الجهاد، باب الشعار، وأحمد في مسنده 4 / 45، 51.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (4/49) قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد. وفيه (4/49) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (4/51) قال: حدثنا بهز بن أسد. ومسلم (5/150) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عمر بن يونس الحنفي. وأبو داود (2654) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، أن هاشم بن القاسم، وهشاما حدثاهم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4514) عن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء، عن شعيب بن حرب. ستتهم (عبد الرحمن، وهاشم، وبهز، وعمر، وهشام بن عبد الملك، وشعيب) عن عكرمة بن عمار.
2 - وأخرجه أحمد (4/50) قال: حدثنا جعفر بن عون. والبخاري (4/84) قال:حدثنا أبو نعيم. وأبو داود (2653) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا أو نعيم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4514) عن أحمد بن سليمان، عن جعفر بن عون. كلاهما (جعفر، وأبو نعيم) قالا: حدثنا أبو العميس.
كلاهما (عكرمة، وأبو العميس) عن إياس بن سلمة، فذكره.(2/688)
1187 - (د) عوف بن مالك وخالد بن الوليد - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضى في السَّلَبِ لِلْقَاتِلِ، ولم يُخَمِّسِ السَّلَبَ. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2721) في الجهاد، باب في السلب لا يخمس، وإسناده صحيح، فإن إسماعيل بن عياش قد رواه عن أهل بلده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/90) و (6/26) قال: حدثنا أبو المغيرة. وأبو داود (2721) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش.
كلاهما (أبو المغيرة، وإسماعيل) عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، فذكره.(2/689)
الفرع الثالث: في الخمس ومصارفه
1188 - (د) عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه -: قيل له: هل كنتم تُخَمِّسُونَ الطعام على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أصَبْنا طعاماً يوم خيبرَ، فكانَ الرجلُ يجيءُ، فيأخُذُ منه مقْدارَ ما يكفيه ثم ينصرِفُ. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2704) في الجهاد، باب في النهي عن النهبى إذا كان في الطعام قلة في أرض العدو، وإسناده قوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2704) حدثنا محمد بن العلاء ثنا أبو معاوية ثنا أبو إسحاق الشيباني عن محمد بن أبي مجالد عن عبد الله بن أبي أوفى، فذكره.(2/689)
1189 - (د) عبد الله عمر - رضي الله عنهما -: أن جيشاً غنموا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً وعَسَلاً، فلم يؤخذْ منه الخُمس. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2701) في الجهاد، باب في إباحة الطعام في أرض العدو، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان [ص:690] رقم (1670) موارد، والبيهقي 9 / 59 في السير، باب السرية تأخذ العلف في الطعام.
وقال الخطابي: لا أعلم بين الفقهاء خلافاً في أن الطعام لا يخمس في جملة ما يخمس من الغنيمة، وأن لواجده أكله ما دام الطعام في حد القلة وقدر الحاجة، وما دام واجده مقيماً في دار الحرب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن نافع عن ابن عمر، رضي الله عنهما قال: «كنا نصيب في مغازينا العسل والعنب، فنأكله ولا نرفعه» .
وفي رواية عبيد الله بن عمر: «أن جيشا غنموا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما وعسلا، فلم يؤخذ منهم الخمس» .
أخرجه البخاري (4/116) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وأبو داود (2701) قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري، قال: ثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله.
كلاهما (أيوب، وعبيد الله) عن نافع، فذكره.(2/689)
1190 - (د) القاسم مولى عبد الرحمن - رحمه الله-: عن بعض أصحاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: كُنَّا نأكُل الْجَزَرَ (1) في الغَزْوِ، ولا نَقْسِمُهُ، حتى إن كنا لنرجعُ إلى رِحالنِا وأخْرِجَتُنا منه مَمْلُوءةٌ (2) . أخرجه أبو داود (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجزر) جمع جزور، وهو الواحد من الإبل، يقع على الذكر والأنثى.
__________
(1) قال في " نيل الأوطار ": هو " الجزر " بفتح الجيم: جمع جزور: وهي الشاة التي تجزر: أي تذبح، كذا قيل. وقد قيل: إن الجزر في الحديث بضم الجيم والزاي: جمع جزور، ووقع في بعض نسخ أبي داود " الجزور " وكذلك في المشكاة، وفي بعضها " كنا نأكل الحزر " بالحاء المهملة والزاي ثم الراء، قال في " النهاية ": " لا تأخذوا من جزرات أموال الناس " أي ما يكون قد أعد للأكل، والمشهور بالحاء المهملة.
(2) قال في " النهاية ": الأخرجة: جمع الخرج، وهو من الأوعية، والصواب فيه: الخرجة - بكسر الخاء وتحريك الراء، على وزن حجرة، وفي نسخة " مملأة " بدل " مملوءة ".
(3) رقم (2706) في الجهاد، باب في حمل الطعام من أرض العدو من حديث عمرو بن الحارث، عن ابن حرشف الأزدي، عن القاسم مولى عبد الرحمن، وابن حرشف الأزدي مجهول، والقاسم تكلم فيه غير واحد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2706) حدثنا سعيد بن منصور، قال: ثنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني عمرو بن الحرث أن ابن حرشف الأزدي حدثه عن القاسم مولى عبد الرحمن عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره.(2/690)
1191 - (د) عمرو بن عبسة - رضي الله عنه -: قال: صَلَّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى بعيرٍ من المغنم، فلمَّا صَلَّى أخذَ وبَرَة من جَنَبِ البعيرِ، ثم قال: لا يَحلُّ لي من غنائمكم مثلُ هذا، إلا الخمسُ، والخُمسُ مردودٌ فيكم. [ص:691] أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2755) في الجهاد، باب في الإمام يستأثر بشيء من الفيء لنفسه، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أبو داود (2755) قال: ثنا الوليد بن عتبة، قال: ثنا الوليد «ابن مسلم» ، قال: ثنا عبد الله بن العلاء، أنه سمع أبا سلام الأسود، فذكره.(2/690)
1192 - (س) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: قال: أخذَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم خَيْبَرَ (1) وَبَرَة من جَنْبِ بعيِرهِ. فقال: «أيها الناس، إنه لا يحلُّ لي مِمَّا أَفَاءَ الله عليكم قَدْرَ هذه، إلا الخُمُسُ، والخمسُ مَرْدُودٌ عليكم» .أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) في سنن النسائي: حنين.
(2) 7 / 131 في الفيء، وإسناده حسن، وحسنه الحافظ في " الفتح ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/131، 132) أخبرنا عمرو بن يزيد. قال: حدثنا ابن أبي عدي. قال: حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، فذكره.(2/691)
1193 - (س) عمرو بن شعيب، عن جده، - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وذكر نحوه. أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 131 و 132 في قسم الفيء، وإسناده حسن، وحسنه الحافظ في " الفتح ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (2/184) (6729) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة. وفي (2/218) (7037) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (2694) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد. والنسائي (6/262) . و (7/131) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا ابن أبي عدي. قال: حدثنا حماد بن سلمة.
كلاهما -حماد، وإبراهيم بن سعد والد يعقوب - عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
قلت: فيه ابن إسحاق، وهو مدلس، وقد عنعنه.(2/691)
1194 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: لوفْدِ عبدِ الْقَيْسِ: «آمُرُكُمْ أَنْ تُؤدُّوا خُمُسَ ما غَنِمْتُمْ» .
قال الترمذي (1) : وفي الحديث قِصّةٌ، ولم يذكرها.
والقصَّةُ: هي حديث طويل قد ذُكِر بطوله في كتاب الإيمان من حرف الهمزة (2) .
__________
(1) رقم (1599) في السير، باب ما جاء في الخمس.
(2) راجع الحديث رقم (8) في الإيمان والإسلام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1599) حدثنا قتيبة حدثنا عباد بن عباد المهلبي عن أبي جمرة عن ابن عباس، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح حدثنا قتيبة حدثنا حماد بن زيد عن أبي جمرة عن ابن عباس نحوه.(2/691)
1195 - (خ د س) جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: قال: مَشَيْتُ أنا [ص:692] وعثمان بنُ عفَّانَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسولَ الله، أعطيتَ بني المطلب وتركْتَنَا، ونحنُ وهُمْ بمنزلةٍ واحدةٍ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّما بنُو المطَّلِبِ وبنُو هاشمٍ شيءٌ واحدٌ» .
وفي رواية، فقلنا: أعطَيْتَ بني المطَّلِب من خُمُس خيبر وتركْتَنَا - وزادَ: قال جبيرٌ - ولم يَقسِم النبيُّ صلى الله عليه وسلم لبني عبد شَمْسٍ، ولا لبنِي نَوْفَلٍ شيْئاً.
وقال ابن إسحاق: عبدُ شمسٍ وهاشمٌ والمطلب: إخْوَةٌ لأُمٍّ، وأُمُّهُمْ: عاتِكَةُ بنتُ مُرَّة، وكان نَوفلٌ أخاهُم لأبيهم. هذه رواية البخاري.
وفي رواية أبي داود، أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لم يكُنْ يَقْسِمُ لِبَني عبد شمْسٍ، ولا لبني نَوفَلٍ من الخُمسُ شيئاً، كما قسَمَ لِبَنِي هاِشم وبني المطَّلب، قال: وكان أبو بكرٍ يقْسِم الخُمُس نحو قَسْم رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، غَيْرَ أنه لم يكُنْ يُعْطِي منه قُرْبَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، كما يُعْطيهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمرُ يُعْطِيهم ومن كان بعده مِنْهُ.
وفي أخرى له أن جُبَيْرَ بن مُطْعِم جاء هو وعثمانُ بنُ عفَّانَ يُكلِّمان رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فيما يَقْسِمُ من الخُمُس في بَني هاشمٍ وبني المطَّلِبِ فقلتُ: يا رسولَ الله، قسمتَ لإخْوَانِنَا بَني المطلب، ولم تُعْطِنَا شيئاً، وقَرابتُنا وقَرَابَتُهُمْ واحدةٌ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّما بنُو هاشم وبنُو المطلب شيءٌ واحدٌ» ، قال جُبَيْرٌ: ولم يَقْسِمْ لبني عبد شمسٍ، ولا لبني نوفَلٍ من ذلك [ص:693] الخُمُسَ، كما قَسَمَ لبَنِي هاشم وبَنِي المطَّلب، قال: وكان أبو بكرٍ يَقْسِمُ الخُمُس نحو قَسْمِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، غَيْرَ أنه لم يكن يُعْطِي قُرْبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما كان النَّبيُّ يُعْطِيهِمْ، قال: وكان عمر يُعْطِيهِمْ منه، وعثمانُ بعدَهُ.
وفي أخرى له وللنسائي قال: لمَّا كان يومُ خَيْبَرَ، وضَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَهْمَ ذِي الْقُرْبَى في بني هاشم وبني المطَّلب، وتَرَكَ بني نَوْفَلٍ وبني عبدِ شَمْسٍ، فَاْنطَلَقْتُ أنا وعُثمانُ بن عفَّانَ، حتى أتينا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقلْنَا: يا رسولَ الله هَؤلاء بنو هِاشمٍ لا نُنْكِرُ فَضْلَهُمْ لِلْمَوْضعِ الذي وَضَعَكَ الله به منهم، فَما بَالُ إْخواننا بني المطَّلب أعْطَيْتَهُمْ وتركْتَنا، وقَرابَتُنا واحدةٌ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّا وبنُو المطلب لا نَفْتَرِقُ في جاهليةٍ ولا إسلامٍ، وإنما نحنُ وَهُمْ شيءٌ واحدٌ» وشبَّكَ بين أصابعه.
وأخرجه النسائي أيضاً بنحو من هذه الروايات من طُرقٍ عدَّةٍ بتغيير بعض ألفاظها، واتِّفاق المعنى (1) .
__________
(1) البخاري 6 / 174 في الجهاد، باب ومن الدليل على أن الخمس للإمام وأنه يعطي بعض قرابته دون بعض ما قسم النبي صلى الله عليه وسلم لبني المطلب وبني هاشم من خمس خيبر، وفي الأنبياء، باب مناقب قريش، وفي المغازي، باب غزوة خيبر، وأبو داود رقم (2978) و (2979) و (2980) في الخراج والإمارة، باب بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى، والنسائي 7 / 130، 131 في الفيء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (4/81) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وأبو داود (2980) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا هشيم. والنسائى (7/130) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يزيد بن هارون. كلاهما (يزيد، وهشيم) عن محمد بن إسحاق.
2 - وأخرجه أحمد (4/83) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وفي (4/85) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثني عبد الله بن المبارك. والبخاري (5/174) قال: حدثنا يحيي بن بكير، قال: حدثنا الليث. وأبو داود (2978) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الله بن المبارك وفي (2979) قال: حثنا عبيد الله عبيد الله بن عمر، قال: حدثنا عثمان بن عمر. وابن ماجة (2881) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا أيوب بن سويد. والنسائي (7/130) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا شعيب بن يحيى، قال: حدثنا نافع بن يزيد. خمستهم - عثمان، وابن المبارك، والليث، وأيوب بن سويد، ونافع بن يزيد - عن يونس بن يزيد.
3 - وأخرجه البخاري (4/111) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (4/218) قال: حدثنا يحيى بن بكير. كلاهما (ابن يوسف، وابن بكير) قالا: حدثنا الليث، عن عقيل.
ثلاثتهم (ابن إسحاق، ويونس، وعقيل) عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، فذكره.(2/691)
1196 - (د) عبد الرحمن بن أبي ليلى -رحمه الله-: قال: سمعتُ عليًّا [ص:694] يقولُ: ولأني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على خُمُسِ الخُمُسِ، فوضعتُه مواضِعَهُ حياتَهُ وحياةَ أبي بكرٍ، وحياةَ عمر، فأُتِي عمرُ بمالٍ آخرَ حياتِهِ، فدعاني، فقال: خُذه، فقلتُ: لا أُرِيدُهُ، فقال: خُذْهُ، فأنتم أحقُّ به، قلتُ: قد اسْتَغْنَيْنا عنه، فجعله في بيت المال.
وفي رواية قال: اجتمعتُ أنا والعباسُ وفَاطِمةُ وزيدُ بنُ حارثَةَ عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسول الله، إنْ رأَيْتَ أنْ تُوَلِّيَني حَقَّنا من هذا الخُمُسِ في كتاب الله، فأَقْسِمَهُ في حياتِك كَيْلا يُنازِعَني أحدٌ بعدَك فَاْفَعلْ. قال: فَفَعَلَ ذلك [قال] فقَسَمْتُه حياةَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثم وَلانِيهِ أبو بكرٍ، حتى إذا كانت آخرَ سنةٍ من سنيِّ عمر فإنه أتاه مالٌ كثيرٌ، فَعزلَ حقَّنا، ثم أرْسلَ إليَّ فقلتُ: بِنَا عَنْهُ العامَ غِنى، وبالمسلمين إليه حاجةٌ، فَاردُدْه عليهم [فردَّهُ عليهم، ثم لم يَدْعُني إليه أحدٌ بعدَ عمر] فلقيتُ العباسَ بعد ما خرْجتُ من عند عمر فأخبرَتُهُ. فقال: لقد حرَمْتَنا الغَدَاةَ شيئاً لا يُرَدُّ علينا أبداً، وكان رجُلاً داهياً. أخرجه أبو داود (1) . [ص:695]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(داهياً) الداهي من الرجال: الفطن الجيد الرأي.
قال الخطابي: الرواية " إنما بنو هاشم وبنو عبد المطلب شيء واحد " بشين معجمة، قال: وكان يحيى بن معين يرويه بسين غير معجمة، مكسورة مشددة الياء، أي: سواء، يقال: هذا سِيّء هذا، أي مثله ونظيره.
__________
(1) رقم (2983) و (2984) في الخراج والإمارة، باب بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى، وهو حديث حسن، في سند الرواية الأولى أبو جعفر الرازي واسمه عيسى بن ماهان صدوق لكنه سيء الحفظ وبقية رجاله ثقات، وقد تابعه في الرواية الثانية حسين بن ميمون الخندقي، وهو وإن كان لين الحديث فإنه يصح للمتابعة، وباقي رجال الإسناد ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2983) حدثنا عباس بن عبد العظيم ثنا يحيى بن أبي كثير ثنا أبو جعفر الرازي عن مطرف عن عبد الرحمن بن أي ليلى قال: سمعت عليّا يقول، فذكره.
وأخرجه أبو داود (2984) حدنثا عثمان بن أبي شيبة، ثنا ابن نمير ثنا هاشم بن البريد ثنا حسين بن ميمون عن عبد الله بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: سمعت عليّا، فذكره.(2/693)
1197 - (س د) يزيد بن هرمز - رحمه الله-: أنَّ نَجْدَةَ الحْرُوريَّ حين حجَّ في فتنة ابن الزُّبَيْرِ، أرسل إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذي الْقُرْبى، [ويقول] : لِمَنْ تراهُ؟ فقال ابن عباس: لِقُرْبَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قَسَمَهُ رسولُ الله لهم، وقد كان عمرُ عرضَ علينا من ذلك عَرْضاً رَأَيْنَاهُ دون حقِّنا، فَردَدْناهُ عليه، وأبَيْنا أَنْ نقبَلهُ. هذه رواية أبي داود (1) .
وفي رواية النسائي قال: كتبَ نَجْدَةُ إلى ابنِ عباسٍ يسأله عن سهم ذي القُرْبَى: لمن هو؟ قال يزيدُ بنُ هرمز: فأنا كتبتُ كتابَ ابن عباسٍ إلى نَجْدةَ، كتبَ إليه: كَتَبْتَ تسْألُني عن سهمٍ ذي القُربى: لمن هو؟ وهو لنا أهلَ الْبَيْت، وقد كان عمرُ دَعانا إلى أنْ يُنْكِحَ منه أَيِّمنَا، ويَحْذِيَ منهُ عَائِلَنَا، ويقضيَ منه عن غارِمنا، فأَبيْناَ إلا أنْ يُسَلِّمَهُ إلينا، وأبى ذلك، فتركناه عليه.
وفي أخرى له مثل أبي داود، وفيه: كان الذي عَرضَ عليهم: أنْ [ص:696] يُعِيَن ناكِحَهُمْ، ويَقْضِيَ عَنْ غارمِهِمْ، ويُعْطِي فقيرَهم، وأَبى أن يزيدَهُمْ، على ذلك (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أيِّماً) الأيم من الرجال والنساء: الذي لم يتزوج، ذكراً كان أو أنثى بكراً أو ثيباً.
(يُحذي) يعطي.
(غارِمنا) الغارم: المديون.
__________
(1) وأخرجه أيضاً مسلم في صحيحه بمعناه رقم (1812) في الجهاد، باب النساء الغازيات يرضخ لهن ولا يسهم.
(2) أخرجه أبو داود رقم (2982) في الخراج والإمارة، باب بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى، والنسائي 7 / 128، 129 في قسم الفيء، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم برقم(2/695)
الفرع الرابع: في الفيء، وسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
1198 - (د) عامر الشعبي - رحمه الله-: قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سَهْمٌ يُدْعَى: الصَّفِيَّ، إنْ شاءَ عبداً، أو أمة، أو فَرَساً، يختارُه قبلَ الخُمُس. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصفي) ما كان يصطفيه رئيس الجيش من الغنائم لنفسه، يأخذه [ص:697] خارجاً عن القسمة، وهو الصفية أيضاً، والجمع: الصفايا.
__________
(1) رقم (2991) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في سهم الصفي، ورجاله ثقات، لكنه مرسل، عامر الشعبي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه أبو داود (2991) حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن مطرف عن عامر الشعبي، فذكره.
عامر الشعبي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم.(2/696)
1199 - (د) ابن عون - رحمه الله-: قال: سألتُ محمداً - وهو ابنُ سيرين - عن سَهْمِ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصَّفيَّ؟ قال: كانَ يُضرَبُ له مع المسلمين بسهم، وإن لم يَشْهَدْ، والصَّفيُّ: يؤخَذُ له رأْسٌ من الخُمُسِ، قبل كلِّ شيء. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2992) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في سهم الصفي، ورجاله ثقات أيضاً، لكنه مرسل كسابقه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه أبو داود (2992) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو عاصم وأزهر، قالا: ثنا ابن عون، فذكره.(2/697)
1200 - (د) قتادة - رحمه الله -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا غَزَا بِنَفْسِهِ كان له سهْمُ صفيٍّ، يأخُذُهُ من حيثُ شاءَ، فكانت صَفِيَّةُ من ذلك السَّهْمِ وكان إذا لم يَغْزُ بنفسه ضُرِبَ له بسهمِ، ولم يُخَيَّر. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2993) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في سهم الصفي مرسلاً، وفيه سعيد بن بشير، وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2993) حدثنا محمود بن خالد السلمي ثنا عمر يعني ابن عبد الواحد عن سعيد - يعني ابن بشير - عن قتادة، فذكره.(2/697)
1201 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: كانت صَفِيَّةُ من الصَّفيِّ. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2994) ، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2994) قال: ثنا نصر بن علي، قال: ثنا أبو أحمد، قال: نا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.(2/697)
1202 - (خ م ت د س) مالك بن أَوْس بن الحدثان - رضي الله عنه -: قال: أرسلَ إليَّ عُمَرُ، فَجِئْتُهُ حين تعالَى النَّهارُ، قال: فوجدتُهُ في بَيْتِه جالساً على سَرِيرٍ، مُفْضِياً إلى رِمالِهِ، مُتَّكِئاً على وِسادةٍ من أدَمٍ، فقال لي: يا مَالِ، [ص:698] إنَّهُ قَدْ دَفَّ أهلُ أبْياتٍ من قومك، وقد أمرْتُ فيهم برَضْخٍ، فَخُذْهُ فَاقْسِمْهُ بينهم، قال: قلتُ: لو أمرتَ بهذا غيري؟ قال: خُذْهُ يا مالِ، قال: فجاءَ يَرْفا (1) ، فقال: هل لك يا أمير المؤمنين في عثمانَ وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد؟ فقال عمر: نعم، فَأذِنَ لهم فدخَلُوا، ثم جاء، فقال: هل لك في عباس وعلي؟ قال: نعم، فَأذِنَ لهما، فقال العباسُ: يا أمير المؤُمنين: اقض بيني وبين هذا، فقال القوم: أجَلْ، يا أمير المؤمنين، فاقْضِ بينهم وأرِحْهُمْ، قال مالك بنُ أوسٍ: فَخُيِّلَ إليَّ أنهم قد كانوا قَدَّمُوهُمْ لذلك، فقال عمر: اتئِدُوا، أنْشُدُكم باللهِ الذي بإِذنِه تقوُم السماء والأرضُ، أتَعْلَمُونَ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا نُورَثُ ما تركْنَا صدقة (2) ؟» قالوا: نعم، ثم أَقْبَلَ على العبَّاسِ، وعليّ، فقال: أنْشُدُكما باللهِ الذي بإذْنِه تَقومُ السماءُ والأرض، أتَعْلَمَانِ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا نُورَثُ، ما تركْنَا صَدقَة؟» قالا: نعم، قال عمر: إنَّ الله [ص:699] كان خَصَّ رسولَهُ صلى الله عليه وسلم بخاصَّةٍ لم يَخْصُصْ بها أحداً غيره (3) ، فقال: {ما أَفَاءَ الله على رسولِهِ مِنْ أَهْلَ القُرَى فَلِلَّهِ وللرَّسولِ} [الحشر: 7] .
وفي رواية وقال: {وما أفاءَ الله على رسوله منهم فما أوْجَفْتُمْ عليه من خَيْلٍ ولا ركاب} [الحشر: 6] ، قال: فَقَسمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بينكم أموالَ بَني النَّضِير، فواللهِ ما اسْتَأْثَرَها عليكم، ولا أخَذها دُونكم حتى بَقيَ هذا المالُ، فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأْخُذُ منه نَفَقة سنَةٍ، ثم يجعلُ ما بقي أسْوَةَ المال - وفي رواية: ثم يجعلُ ما بقي مَجْعَلَ مالِ الله - ثم قال: أنشُدُكمْ بالله الذي بإذْنِهِ تَقَومُ السماء والأرض، أتَعْلَمُونَ ذلك؟ قالوا: نعم، ثم نَشدَ عَباساً وعليّاً بمثل ما نَشَدَ به القومَ: أتَعْلَمَانِ ذلك؟ قالا: نعم، قال: فلما تُوفِّيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر: أنا وَليُّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم - زاد في رواية: فَجِئْتُمَا، تَطْلُبُ أَنت ميراثكَ من ابنِ أخِيكَ، ويطلبُ هذا ميراث امرأتهِ من أبيها؟ فقال أبو بكرٍ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لا نُورَثُ، ما تركْنَا صَدقَةٌ، ثم اتَّفَقا - ثم تُوفِّيَ أَبو بكرٍ، وأنا وَليُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وَوَليُّ أبي بكْرٍ، فَوَلِيتُها، ثم جئتَني أنت وهذا، وأنْتما جميعٌ، وأمرُكما واحدٌ، فَقُلتُمْ: ادْفَعْها إلينا، فقلتُ: إنْ شِئتُمْ دَفعْتُها إليكم، على أنَّ [ص:700] عليكما عهدَ الله وأَنْ تَعْمَلا فيها بالذي كانَ يعملُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. فَأَخذْتُماها بذلك، أكَذَلكَ؟ قالا: نعم، قال: ثم جئتُماني لأقضيَ بينكما، ولا والله، لا أَقْضِي بينكما بغير ذلك، حتى تقومَ الساعةُ، فإنْ عَجَزْتُما عنها فَرُدَّاها إليَّ.
وفي رواية: وأنَّ عمر قال: كانت أموالُ بني النضيرِ مِمَّا أفاءَ الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مما لم يُوجِفْ عليه المسلمون بخيلٍ، ولا ركابٍ، فكانت للنبيِّ خاصة، فكان يُنفِقُ على أهله نَفقَةَ سَنةٍ.
وفي رواية: ويَحْبِسُ لأهلِه قُوتَ سَنَتِهمْ، وما بقيَ جَعَلهُ في الكُراعِ والسلاح، عُدَّة في سبيل الله.
هذه رواية البخاري ومسلم بموجب ما أخرجه الحميدي.
وقال الحميدي: وقد تركنا من قول عمر - في مُعاتبتِهما ومن قولهما ألفاظاً ليستْ من المُسْنَد.
والذي وجدتُه في كتاب البخاري من تلك الألفاظ - زيادة على ما أخرجه الحميدي بعد قوله: اْقضِ بَيْني وبين هذا الظالم - اسْتَبَّا، قال: وهما يختصمانِ فيما أفَاءَ الله على رسوله من بني النضير. فقال الرَّهطُ - عُثمانُ وأصحابه -: يا أمير المؤمنين، اقْض بينهما، وأرحْ أحدهما من الآخر.
- وبعد قوله: فقال أبو بكرٍ: أنا وَلِيُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبضها فعمل فيها [ص:701] بما عمل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وأنتما حينئذ - وأقْبلَ على عَلِيٍّ وعباس - تَزْعُمَانِ: أن أبا بكر فيها كذا، واللهُ يَعْلَمُ إنَّه فيها صادقٌ، بارٌّ رَاشِدٌ، تابعٌ للحقِّ، وكذلك زاد في حق نفسه، قال: والله يعلم إنِّي فيها صادق، بارٌّ راشد، تابع للحق.
وزادَ في آخر الحديث: فإنْ عَجَزْتُمَا عنها، فادْفَعَاهَا إليَّ، فأنا أكْفِيكُماهَا.
وفي كتاب مسلم: فقال عَبَّاسٌ: يا أميرَ المؤمنين: اقْضِ بيْني وبين هذَا الكاذِبِ الْغَادِرِ الخَائِن (4) . [ص:702]
وفيه قال أبو بكرٍ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا نُورَثُ، ما تركْنَا [ص:703] صَدقَة» فَرَأَيْتُماهُ كاذِباً آثماً، غادراً خائناً، واللهُ يعلم إنَّهُ لصادقٌ، بارٌّ راِشدٌ، تابِعٌ للحَقِّ، ثم تُوُفِّي أبو بكر، فقلتُ: أنا وليُّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ووليُّ أبي بكرٍ، فرأيْتُماني كاذِباً آثماً، غادِراً خائناً، واللهُ يعلمُ إنِّي لصادقٌ، بَارٌّ راِشدٌ، تابعٌ للحق، فَوَلِيتُها.
وأخرجه الترمذي مختصراً، وهذا لفظه: قال مالكُ بن أوس: دخلتُ على عمرَ بن الخطاب، ودخل عليه عثمانُ بنُ عفَّان، والزبيرُ بنُ العوام، وعبدُ الرّحمن بنُ عوفٍ، وسعدُ بن أبي وقَّاصٍ، ثم جاء عليٌّ والعبَّاسُ [ص:704] يختصمان، فقال عمر لهم: أنْشُدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أتَعْلمونَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا نُورَثُ، ما تركْنَا صَدقَةٌُ؟» قالوا: نعم، قال عمر: فلمَّا تُوفِّيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكرٍ: أنا وليُّ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فجئتَ أنتَ وهذا إلى أبي بكرٍ، تطلبُ أنتَ ميراثكَ من ابن أخيك، ويطلبُ هذا ميراثَ امرأته من أبيها، فقال أبو بكر: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا نُورَثُ، ما تركْنَا صَدقَة» والله يعلمُ إنه صادقٌ، بارٌّ راشدٌ، تابع للحقِّ.
قال الترمذي: وفي الحديث قِصة طويلة، ولم يذكرها.
وأخرجه أبو داود بطوله، وزاد فيه: «والله يعلم إنه صادق، بارٌّ راشدٌ، تابعٌ للحق» .
ثم قال أبو داود: إنما سألا: أن يُصَيِّرَه نصفين بينهما؟ لا أنهما جهلا عن ذلك أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا نُورَثُ، ما تركْنَا صَدقَة» فإنهما كانا لا يطلبان إلا الصواب، فقال عُمرُ: لا أوقِعُ عليه اسم القَسْمِ، أدَعُهُ على ما هو.
وفي رواية أخرى له بهذه القصة: قال: «وهما - يعني عليّاً والعباس - يخْتصمان فيما أفاءَ اللهُ على رسَوُلهِ من أموالِ بني النضير» .
وأخرجه النسائي بنحوٍ من هذه الرواية، وهذه أتمُّ لفظاً.
وزاد: ثم قال: {واعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ من شيءٍ فأَنَّ للَّه خُمُسَهُ [ص:705] وللرَّسُولِ ولذي القُربى واليتامى والمساكين} [الأَنْفَال: 41] هذه لهؤلاء {إنَّما الصدقاتُ للفقراءِ والمساكينِ والعاملينَ عليها والمؤلَّفَةِ قلوبهم وفي الرِّقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل} [التوبة: 60] هذه لهؤلاء {وما أَفَاءَ الله على رسوله منهم فَمَا أَوْجَفْتُمْ عليه من خَيْلٍ ولا ركابٍ} [الحشر: 6] قال: قال الزهري: هذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصَّة، قُرى عُرَيْنَة (5) .
قال: كذا وكذا {ما أفَاءَ اللَّه على رسولِهِ مِنْ أَهْل القُرَى فَلِلَّهِ وللرَّسُولِ ولذي الْقُرْبى واليتامَى والمساكين} [الحشر: 7] و {لِلْفُقَراءِ المهاجرينَ الذين أُخرِجُوا من ديارهم وأَموالهم} [الحشر: 8] ، {والذين تَبوّءُوا الدَّارَ والإيمان من قبلهم} [الحشر: 9] ، {والذين جاءُوا من بعدهم} [الحشر: 10] ، فاسْتَوَعبَتْ هذه الآيةُ النّاسَ، فلم يبق رَجُلٌ من المسلمين إلا وله في هذا المالِ حقٌٌّ- أو قال: حظٌٌّ- إلا بَعضَ مَنْ تَمْلِكُونَ من أَرِقَّائِكمْ، ولَئنْ عِشتُ - إن شاء اللهُ - لَيأْتِيَنَّ على كلِّ مُسلمٍ حقُّهُ - أو قال: حظُّهُ.
وأخرج أبو داود عن الزهري قال: قال عمر: {فما أوْجَفْتُمْ عليه من خَيْلٍ ولا ركابٍ} .
وذكر مثل ما قد ذكره النسائي في حديثه ... إلى آخره (6) . [ص:706]
وفي رواية أخرى لأبي داود (7) . قال أبو البُختري: سمعتُ حديثاً من رجلٍ، فأعجبني. فقلت: اكتُبْه لي، فَأتَى به مكتوباً مُذَبَّراً (8) : دَخلَ العباسُ وعليٌّ على عمرَ، وعنده طلْحَةُ، والزبيرُ، وعبدُ الرحمن، وسعدٌ، وهما يختصمان، فقالَ عمرُ لطلحةَ، والزبير، وعبد الرحمن، وسعدٍ: ألم تعلموا: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «كلُّ مالِ النبيِّ صَدقَةٌ، إلا ما أطعمهُ أهلَه، أو كَسَاهُم، إنا لا نُورَث؟» قالوا: بَلى، قال: فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُنْفِقُ من ماله على أهله، ويتصدَّقُ بِفَضْلِهِ، ثمَّ توفِّيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فولِيها أبو بكرٍ سَنَتَيْن، وكان يَصَنعُ الذي كان يصنعُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ... ثم ذكر شيئاً من حديثِ مالك بن أوس.
وفي رواية أخرى عن مالك بن أوس قال: كان فيما احْتَجَّ به عمر أنْ قال: كانتْ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم ثلاثُ صَفَايا: بَنُو النَّضير وخَيْبَر وفدكُ، فأمَّا بَنُو النَّضير: فكانت حَبْساً لِنَوائبِه، وأما فدكُ: فكانَتْ حَبْساً لأبناءِ السبيل، وأما خيبر فجزَّأها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثلاثَة أجزاءٍ: جُزْئينِ بين المسلمين، وجزءاً نفقة لأهله، فما فَضَلَ عن نَفَقَةِ أَهْلِه، جعله بين فُقراءِ المهاجرين.
قال الزهري: وكانت بنُو النَّضير لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، لم يَفْتَحُوهَا عَنْوة افتتحُوهَا على صُلحٍ، فَقَسَمَها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين، ولم يُعْطِ [ص:707] الأنصارَ منها شيئاً، إلا رُجلَيْن كانت بهما حَاجَةٌ.
وفي رواية مختصرة للترمذي، وأبي داود، والنسائي، عن مالك بن أوس قال: سمعتُ عمرَ بن الخطاب يقولُ: كانت أموالُ بَني النضير، مِمَّا أفَاء الله على رسولِهِ، مِمَّا لم يُوجِفْ عليه المسلمونَ بخَيْلٍ ولا ركابٍ، وكانت لرسوِلِ الله صلى الله عليه وسلم خالِصاً، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَعْزِلُ نَفَقَةَ أهلِهِ سنة، ثم يجعلُ ما بقَي في الكُراع والسِّلاحِ: عُدَّة في سبيلِ الله (9) .
قال الحميديُّ في كتابه: زادَ البَرْقاني في روايته: قال: فَغَلَبَ على هذه الصدقِة عليٌّ - رضي الله عنه -، فكانت بيدِ عليٍّ، ثم كانت بيد حسنِ بن عَلِيّ، ثم كانت بيد حُسينٍ، ثم كانت بيد علي بن حسْينٍ، ثم كان بيد الحسنِ بن الحسن، ثم كانت بيدِ زيد بن الحسن، ثم كانت بيد عبد الله بن الحسن، ثمَّ ولَيها بنُو العبَّاسِ [ص:708].
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إلى رمال) رمال السرير: هي الخيوط التي تُضْفَر على وجهه مشبكة.
(مفضياً) أفضى إليه: أي ألقى نفسه عليها، لا حاجز بينهما.
(وسادة) الوسادة: المِخَدّة.
(يا مال) : ترخيم مالك.
(دَفَّت) يقال: دفَّت دافَّة من الأعراب بدال مهملة: إذا جاؤوا إلى المصر.
(بِرَضْخ) الرضخ: العطاء ليس بالكثير.
(اتَّئِد) : أمر بالتأني والتثبت في الأمر.
(أنشدكم) : أسألكم وأقسم عليكم.
(بإذنه) : أي بأمره وعلمه.
(أفاء) أي: جعله فيئاً، وهو ما أعطاه الله من أموال الكفار من غير قتال.
(استأثرها) الاستئثار: الاستبداد بالشيء والانفراد به.
قال الخطابي: قول عمر لعلي وعباس: فجئت أنت وهذا، وأمرُكما واحد، وأنتما جميع، يُبَيِّن أنهما إنما اختصما إليه في أسباب الولاية والحفظ، وأن يُوَلِّي كلاًّ منهما نصفاً، ولم يسألاه: أن يقسمها بينهما ميراثاً ومِلْكاً، بعد أن كانا سلماها أيام أبي بكر، وكيف يجوز ذلك وعمر يناشدهما الله: هل [ص:709] تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا نورث، ما تركنا صدقة» يعترفان به، والحاضرون يشهدون على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك؟ فأراد عمر أن لا يوقع عليها اسم القسمة، احتياطاً للصدقة، لئلا يجيء مَن بعد علي وعباس، وهي مقسومة، فيدَّعيها مِلكاً وميراثاً.
(أرِقَّائِكم) الأرقاء: جمع رقيق، وهم العبيد والإماء.
(حَبْساً) الحبس: الوقف.
(لنوائبه) النوائب: قد تقدم ذكرها.
__________
(1) في رواية البخاري " فجاء حاجبه يرفا " وهو بفتح المثناة من تحت وإسكان الراء، وفاء غير مهموز. هكذا ذكره الجمهور، ومنهم من همزه. وفي " سنن البيهقي " في باب الفيء: تسميته: اليرفا، بالألف واللام: هو حاجب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولم يرد ذكره إلا في هذه القصة في الكتب الستة.
(2) ولمسلم من حديث عائشة رفعته " لا نورث ما تركنا فهو صدقة ".
قال النووي: قال العلماء: والحكمة في أن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لا يورثون: أنه لا يؤمن أن يكون في الورثة من يتمنى موته فيهلك، ولئلا يظن بهم الرغبة في الدنيا لوارثهم، فيهلك الظان، وينفر الناس عنهم. اهـ.
(3) ذكر القاضي في معنى هذا احتمالين أحدهما: تحليل الغنيمة له ولأمته. والثاني: تخصيصه بالفيء إما كله أو بعضه، كما سبق من اختلاف العلماء.
قال: وهذا الثاني أظهر، لاستشهاد عمر على هذا بالآية.
(4) قال المازري: هذا اللفظ الذي وقع لا يليق ظاهره بالعباس، وحاشا لعلي رضي الله عنه أن يكون فيه بعض هذه الأوصاف، فضلاً عن كلها، ولسنا نقطع بالعصمة إلا للنبي صلى الله عليه وسلم أو لمن شهد له بها، لكنا مأمورون بحسن الظن بالصحابة رضي الله عنهم، ونفي كل رذيلة عنهم، وإذا انسدت طرق تأويلها نسبنا الكذب إلى رواتها. وإذا كان هذا اللفظ لا بد من إثباته، ولم نضف الوهم إلى رواته، فأجود ما حمل عليه: أنه صدر من العباس على جهة الإدلال على ابن أخيه، لأنه بمنزلة ابنه، وقال مالا يعتقده، وما يعلم براءة ابن أخيه منه. ولعله قصد بذلك ردعه عما يعتقد أنه مخطئ فيه، وأن هذه الأوصاف يتصف بها لو كان يفعل ما يفعله عن قصد، وأن علياً رضي الله عنه كان لا يراها إلا موجبة لذلك في اعتقاده.
قال المازري: وكذلك قول عمر " إنكما جئتما أبا بكر فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً "، وكذلك ذكر عن نفسه أنهما رأياه كذلك. وتأويل هذا على نحو ما سبق، وهو أن المراد: أنكما تعتقدان أن الواجب أن نفعل في هذه القضية خلاف ما فعلته أنا وأبو بكر، فنحن على مقتضى رأيكما، لو أتينا ما أتينا ونحن معتقدان ما تعتقدانه لكنا بهذه الأوصاف، أو يكون معناه: أن الإمام إنما يخالف إذا كان على هذه الأوصاف، ويتهم في قضاياه، فكأن مخالفتكما لنا تشعر من رآها أنكم تعتقدان ذلك فينا. والله أعلم.
قال المازري: وأما الاعتذار عن علي والعباس رضي الله عنهما في أنهما ترددا إلى الخليفتين، مع قوله صلى الله عليه وسلم: " لا نورث، ما تركنا فهو صدقة "، وتقرير عمر رضي الله عنه أنهما يعلمان ذلك، فأمثل ما فيه ما قاله بعض العلماء: أنهما طلبا أن يقسماها بينهما نصفين ينتفعان بها على حسب [ص:702] ما ينفعهما الإمام بها لو وليها بنفسه، فكره عمر أن يوقع عليها اسم القسمة لئلا يظن مع تطاول الأزمان أنها ميراث وأنهما ورثاها، لا سيما وقسمة الميراث بين البنت والعم نصفان، فيلتبس ذلك، ويظن أنهم تملكوا ذلك.
ومما يؤيد ما قلناه: ما قاله أبو داود: " أنه لما صارت الخلافة إلى علي رضي الله عنه لم يغيرها عن كونها صدقة " وبنحو هذا احتج السفاح، فإنه لما خطب أول خطبة قام بها في الناس، قام إليه رجل قد علق في عنقه المصحف فقال: " أنشدك الله إلا ما حكمت بيني وبين خصمي بهذا المصحف " فقال: من هو خصمك؟ قال: أبو بكر، في منعه فدك. قال: أظلمك؟ قال: نعم. قال: فمن بعده؟ قال: عمر. قال: أظلمك؟ قال: نعم. وقال في عثمان كذلك. قال: فعلي ظلمك؟ فسكت الرجل فأغلظ له السفاح ". قال القاضي عياض: وقد تأول قوم طلب فاطمة رضي الله عنها ميراثها من أبيها على أنها تأولت الحديث - إن كان بلغها - قوله صلى الله عليه وسلم: " لا نورث " على الأموال التي لها بال، فهي التي لا تورث ... لا ما يتركون من طعام وأثاث وسلاح. وهذا التأويل خلاف ما ذهب إليه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وسائر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: " ما تركت بعد نفقة نسائي، ومؤنة عاملي " فليس معناه: إرثهن منه، بل لكونهن محبوسات عن الأزواج لسببه، أو لعظم حقهن في بيت المال لفضلهن، وقدم هجرتهن، وكونهن أمهات المؤمنين. وكذلك اختصصن بمساكنهم لم يرثها ورثتهن.
قال القاضي: وفي ترك فاطمة رضي الله عنها منازعة أبي بكر رضي الله عنه بعد احتجاجه عليها بالحديث: التسليم للإجماع على القضية، وأنها لما بلغها الحديث، وبين لها التأويل تركت رأيها، ثم لم يكن منها ولا من ذريتها بعد ذلك طلب الميراث. ثم لما ولي علي الخلافة لم يعدل بها عما فعله أبو بكر وعمر فدل على أن طلب علي والعباس رضي الله عنهما إنما كان طلب تولي القيام بها بأنفسهما، وقسمتها بينهما كما سبق. قال: وأما ما ذكر من هجران فاطمة أبا بكر رضي الله عنهما فمعناه: انقباضها عن لقائه، وليس هذا من الهجران المحرم الذي هو ترك السلام والإعراض عند اللقاء. وقوله في الحديث: " فلم تكلمه " يعني: في هذا الأمر. أو لانقباضها لم تطلب منه حاجة ولا اضطرت إلى لقائه وتكليمه، ولم ينقل قط أنهما التقيا فلم تسلم عليه ولا كلمته. [ص:703] قال: وأما قول عمر: " جئتماني تكلماني وكلمتكما واحدة، جئت يا عباس تسألني نصيبك من ابن أخيك؟ وجاءني هذا يسألني نصيب امرأته من أبيها؟ " ففيه إشكال، مع إعلام أبي بكر لهم قبل هذا الحديث، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا نورث ".
وجوابه: أن كل واحد إنما طلب القيام وحده على ذلك، ويحتج هذا بقربه بالعمومة، وهذا بقرب امرأته بالبنوة وليس المراد: أنهما طلبا ما علما منع النبي صلى الله عليه وسلم لهما منه، ومنعهما منه أبو بكر رضي الله عنه، وبين لهما دليل المنع، واعترفا له بذلك.
قال العلماء: وفي هذا الحديث: أنه ينبغي أن يولي أمر كل قبيلة سيدهم، وتفوض إليه مصلحتهم، لأنه أعرف بهم وأرفق بحالهم، وأبعد من أن يأنفوا من الانقياد له. ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: {فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها} [النساء: 35] ، وفيه جواز نداء الرجل باسمه من غير كنية، وفيه جواز احتجاب المتولي في وقت الحاجة لطعامه أو وضوئه أو نحو ذلك. وفيه: جواز قبول خبر الواحد، وفيه استشهاد الإمام على ما يقوله بحضرة الخصمين العدول، لتقوى حجته في إقامة الحق وقمع الخصم، والله أعلم. وانظر " مختصر المنذري " (الأحاديث رقم 2843 - 2847) .
(5) زاد أبو داود: " فدك " بعد قوله: عرينة.
(6) رقم (2971) ، وفيه انقطاع، فإن الزهري لم يسمع من عمر.
(7) رقم (2975) ، وفي إسنادها رجل مجهول غير أن له شواهد صحيحة.
(8) أي: منقوطاً، سهل القراءة.
(9) أخرجه البخاري 12 / 4، 5 في الفرائض، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نورث ما تركنا صدقة "، وفي الجهاد، باب المجن ومن يتترس بترس صاحبه وفرض الخمس، وفي المغازي، باب حديث بني النضير ومخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم في دية الرجلين، وفي تفسير سورة الحشر، باب قوله تعالى: {ما أفاء الله على رسوله} ، وفي النفقات، باب حبس الرجل قوت سنة على أهله، وفي الاعتصام، باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع، ومسلم رقم (1757) في الجهاد، باب حكم الفيء، والترمذي رقم (1610) في السير، باب ما جاء في تركة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (2963) ، وإسناده صحيح، و (2964) ، وإسناده صحيح، و (2965) ، وإسناده صحيح، و (2967) ، وإسناده صحيح، وفي الخراج والإمارة، باب صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأموال، والنسائي 7 / 136، 137 في قسم الفيء، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/25) (172) و (1/48) (336) و (1/162) (1391) و (1/164) (1406) و (1/179) (1550) و (1/191) (1658) قال: حدثنا سفيان، عن عمرو. وفي (1/47) (333) و (1/60) (425) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (1/208) (1781) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أنبأنا شعيب. وفي (1/208) (1782) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. والبخاري (4/96) قال: حدثنا إسحاق بن محمد الفروي، قال: حدثنا مالك بن أنس. وفي (5/113) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، وفي (7/81) قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل. وفي (8/185) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (9/121) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني عقيل. ومسلم (5/151) قال: حدثني عبد الله بن محمد بن إسماء الضبعي، قال: حدثنا جويرية، عن مالك، وفي (5/153) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع وعبد بن حميد، قال ابن رافع: حدثنا. وقال الآخران: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وأبو داود (2963) قال: حدثنا الحسن ابن علي ومحمد بن يحيى بن فارس. قالا: حدثنا بشر بن عمر الزهراني، قال: حدثني مالك بن أنس. وفي (2964) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر. والترمذي (1610) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: أخبرنا بشر بن عمر، قال: حدثا مالك بن أنس. والنسائي في الكبرى «الورقة 82 ب» قال: أخبرني هلال بن العلاء بن هلال الرقي، قال: حدثنا محمد بن حاتم وهو الجرجرائي، قال: حدثنا ابن المبارك، عن معمر ويونس. (ح) وأخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن عيينة، عن معمر وعمرو بن دينار. (ح) وأخبرنا محمد بن منصور المكي، عن سفيان، عن عمرو بن دينار (ح) وأخبرنا عمرو بن علي أبو حفص، قال: حدثني بشر بن عمر بن الحكم، وهو الزهراني، قال: حدثنا مالك. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (8/10633) عن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن معمر.
سبعتهم - عمرو بن دينار، ومعمر، وشعيب، وابن أخي ابن شهاب، ومالك، وعقيل، ويونس - عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان، فذكره.
* في رواية عقيل عن الزهري، قال: أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان. «قال الزهري» : وكان محمد ابن جبير بن مطعم ذكر في حديثه: فانطلقت حتى دخلت على مالك بن أوس فسألته.
* الروايات مطولة ومختصرة.
* أخرجه أحمد (1/49) (349) . والنسائي (7/135) قال: أخبرنا علي بن حجر.
كلاها (أحمد، وعلي) عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن عكرمة بن خالد، عن مالك بن أوس ابن الحدثان. قال: جاء العباس وعلي إلى عمر يختصمان. فقال العباس: اقض بيني وبين هذا. فقال الناس: افصل بينهما. فقال عمر: لا أفصل بينهما. قد علما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا نورث. ما تركنا صدقة» .
* أخرجه أبو داود (2975) قال: حدثنا عمرو بن مرزوق. قال: أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري. قال: سمعت حديثا من رجل فأعجبني. فقلت: اكتبه لي فأتى به مكتوبا مُذَبَّرا: «دخل العباس وعلي على عمر، وعنده طلحة والزبير وعبد الرحمن، وسعد، وهما يختصمان. فقال عمر لطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد: ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كل مال النبي صلى الله عليه وسلم صدقة إلا ما أطعمه أهله وكساهم، إنا لا نورث» ؟ قالوا: بلى. قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق من ماله على أهله ويتصدق بفضله. ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوليها أبو بكر سنتين، فكان يصنع الذي كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم.....» ثم ذكر شيئا من حديث مالك بن أوس.(2/697)
1203 - (د) المغيرة بن حكيم (1) - رحمه الله -: أنَّ عُمَر بن عبد العزيز جمع بني مَرْوان حين اسْتُخْلِفَ، فقال: إِنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانت لَهُ فَدَكُ، فكان يُنْفِقُ منها، ويَعُود منها على صَغِير بني هاشم، ويُزَوِّجُ منها أيِّمَهُمْ، وإنَّ فَاطِمَةَ - رضي الله عنها- سألته: أَنْ يجعلها لها، فَأبى، فكانت كذلك في حياةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتَّى مَضَى لسبيله، فَلَمَّا أنْ وَلِيَ أبو بكرٍ، عمل فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته، حتى مضى لسبيله، فلما أن ولي عمر بن الخطاب عمل فيها بمثل ما عملا، حتى مضى لسبيله، ثم أقْطعَهَا مَرْوانُ، ثم صارتْ لعُمَرَ بنِ عَبدِ العزيز، فرأيتُ أمراً منعه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاطمةَ، ليسَ لي بِحَقٍّ، وإنِّي أُشْهِدُكُم، أنِّي رَدَدْتُهَا على ما كانتْ - يعني: على عهد رسول الله [ص:710] صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر-. أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في المطبوع: المغيرة بن شعبة، وهو تحريف قبيح، وقد وقع مثله وأشد منه في النصوص والتعليقات، الشيء الكثير، ومن شاء أن يقف على كل ذلك، فليقارن بين الطبعتين.
(2) رقم (2972) في الخراج والإمارة، باب صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأموال، وإسناده صحيح إلى عمر بن عبد العزيز.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: إلى عمر: أخرجه أبو داود (2972) قال: ثنا عبد الله بن الجراح، قال: ثنا جرير، عن المغيرة، فذكره.(2/709)
1204 - (د) مالك بن أوس - رضي الله عنه -: قال: ذَكَرَ عُمَرُ يْوماً الْفَيْءَ، فقال: مَا أَنَا أَحقُّ بهذا الْفَيْءِ منكم، وما أَحَدٌ مِنَّا أحقُّ به مِنْ أَحَدٍ إلا أنَّا على منازلنا من كتاب الله، وقِسْمَة رسولِهِ، والرَّجلُ وقِدَمُهُ، والرَّجُلُ وبلاؤُهُ، والرَّجلُ وَعِيَالُهُ، والرَّجُلُ وحَاجتُهُ. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قِدَمه) أراد بقدمه: قدمه في الإسلام وسبقه.
(بلاؤه) آثاره في الإسلام وأفعاله.
__________
(1) رقم (2950) في الخراج والإمارة، باب فيما يلزم الإمام من أمر الرعية، وإسناده صحيح، لولا تدليس ابن إسحاق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2950) حدثنا النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن مالك بن أوس بن الحدثان، فذكره. قلت: ابن إسحاق مدلس، وقد عنعن(2/710)
1205 - (خ) نافع - رضي الله عنه -: أن عمر كان فَرَضَ للمهاجِرِينَ الأولين: أرْبَعَةَ آلاف، وفرضَ لابن عُمَرَ: ثَلاثَة آلافٍ وخمسمائة، فقيل لهُ: هو من المهاجرين، فِلِمَ نَقَصْتَهُ من أربعةِ آلافٍ؟ قال: إنَّما هاجرَ به أبوهُ - يقول: ليس هو مِمَّنْ هاجَرَ بِنَفْسِهِ. أخرجه البخاري (1) . [ص:711]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هاجر) المهاجرة، قد تقدم ذكرها في الباب (2) .
__________
(1) 7 / 198 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة.
(2) انظر الصفحة (241) و (565) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/80) قال: ثنا إبراهيم بن موسى، قال: نا هشام، عن ابن جريج، قال: ني عبيد الله بن عمر، عن نافع، يعني عن ابن عمر، فذكره.(2/710)
1206 - (خ) قَيْسُ بن أبي حازمٍ - رحمه الله -: قال: كان عَطَاءُ البدْرِيِّينَ: خمسةَ آلافٍ، خَمْسَةَ آلافٍ، وقال عمر: لأُفَضِّلَنَّهُمْ على مَنْ بعدَهُمْ. أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 249 في المغازي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4022) حدثنا إسحاق بن إبراهيم سمع محمد بن فضيل عن إسماعيل عن قيس، فذكره.(2/711)
1207 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: أتَي النبيُّ صلى الله عليه وسلم بمالٍ من البحريْنِ، فقال: اْنثُرُوهُ في المسجدِ - وكان أَكثرَ مالٍ أُتي به رسولُ اللهِ - فخرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة، ولم يلتفت إليه، فلما قضى الصلاةَ، جاءَ فَجَلَسَ إليه، فما كان يرى أحداً إلا أعطاه، إذ جاَءهُ العباسُ، فقال: يا رسولَ الله، أَعْطِني، فإني فَاَديتُ نفسي وفاديتُ عَقِيلاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خُذْ، فَحَثا في ثوبه، ثم ذهب يُقِلُّه، فلم يستطعْ. فقال: يا رسول الله مُرْ بعضهم يرفعه إليَّ، قال: لا، قال: فارفعه أنت عليَّ، قال: لا، فنثر منه ثم ذهب يُقِلُّه، فلم يستطعْ، فقال: مُرْ بعضهم يرفعه عليَّ، فقال: لا، قال: فارفعه أنت عليَّ، قال: لا، فنثر منه ثم احتمله، فألقاه على كاهله، ثم انطلق، فما زالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُتْبِعُهُ بَصَرهُ حتى خفيَ علينا، عَجَباً من حِرْصِهِ، [ص:712] فما قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وثَمَّ منها دِرهمٌ. أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فحثى) حثى: إذا سفى بيده في حجره.
(أقله) أقله يُقله: إذا رفعه وحمله.
__________
(1) 1 / 431 و 432 في الصلاة، باب القسمة وتعليق القنو في المسجد، وفي الجهاد، باب ما أقطع النبي صلى الله عليه وسلم من البحرين وما وعد من مال البحرين والجزية ولمن يقسم الفيء والجزية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا (421 و 3165) قال: وقال إبراهيم عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، فذكره.
وقال الحافظ في «الفتح» وقد وصله أبو نعيم في «مستخرجه» ، والحاكم في «مستدركه» من طريق أحمد ابن حفص بن عبد الله النيسابوري، عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان.(2/711)
1208 - (د) عوف بن مالك - رضي الله عنه -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الفيءُ قَسَمَهُ في يَوْمِهِ، فأْعطَى الآهِلَ حَظَّيْنِ، وأَعْطَى العَزَبَ حَظًّا.
زاد في رواية: فَدُعِينَا - وكُنْتُ أُدْعى قَبْلَ عَمَّار - فدُعيتُ فأعطاني حظَّيْن، وكان لِيَ أهْلٌ، ثم دُعِيَ بعدي عمَّارُ بنُ ياسرٍ، فَأُعْطِيَ حظًّا وَاحِداً. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الآهل) الذي له زوجة.
(حَظَّيْن) الحظ: السهم والنصيب.
__________
(1) رقم (2953) في الخراج والإمارة، باب في قسم الفيء، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/52) قال: حدثنا أبو المغيرة. وفي (6/29) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن المبارك. وأبو داود (2953) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك (ح) وحدثنا ابن المصفى، قال: حدثا أبو المغيرة.
كلاهما - أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، وعبد الله بن المبارك - عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، فذكره.(2/712)
1209 - (خ م د) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: أَعْطَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ بِشَطْرِ ما يَخْرُجُ منها من ثَمرٍ أو زَرْعٍ، فكان [ص:713] يُعْطِي أَزْواجَهُ كلَّ سنَةٍ مائَةَ وَسْقٍ: ثمانين وَسْقاً من تمرٍ، وعشرين من شعير، فَلمَّا وَلِيَ عمر، قسم خيبرَ حينَ أجْلَى منها اليهود، فَخَيَّرَ أَزْواجَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنْ يُقْطِعَ لَهُنَّ من الماءِ والأَرْضِ، أو يُمضِيَ لهن الأَوساقَ، فَمِنْهُنَّ من اختارَ الأرضَ والماء - ومنهنَّ عائشةُ وحفصةُ - واختارَ بَعْضُهُنَّ الوَسْقَ (1) .
هذه رواية البخاري، ومسلم.
وفي رواية أبي داود قال: لما فتحت خيبر سألت اليهودُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: أن يُقِرَّهُمْ على أن يَعْمَلُوا على النِّصف مِمَّا خرجَ منها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نُقِرُّكُمْ فيها على ذلك ما شئنا، فكانوا على ذلك، وكان التَّمرُ يُقْسَمُ على السُّهْمان من نصيب خيبر، ويأخذُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الخُمُسَ، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أطعمَ كلَّ امْرَأةٍ من أزواجهِ من الخمسِ مائةَ وَسْقٍِ شَعيرٍ، فلما أراد عمرُ إخراج اليهود، أرسل إلى أزواجِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهن: مَنْ أحبَّ مِنْكُنَّ أنْ أَقْسِمَ لهُنَّ نَخلاً بخَرْصِها مائة وسْقٍ، فيكون لها أصلها وأرْضها وماؤُها، ومن الزَّرْع مَزْرعةَ خَرْصِ عشرين وسقاً [ص:714]، فَعَلْنَا، ومَنْ أحَبَّ أنْ نَعْزِلَ الذي لها في الخُمُسِ كما هو، فعلنا (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأوساق) جمع وسق، وهي ستون صاعاً، والصاع قد تقدم ذكره (3) .
__________
(1) استدل بهذا الحديث على جواز المساقاة والمزارعة مجتمعتين، وجواز كل واحدة منهما منفردة، وهو قول أحمد وابن أبي ليلى وأبي يوسف ومحمد وفقهاء الحديث. قال النووي: وهذا هو الظاهر المختار لحديث خيبر، ولا يقبل دعوى كون المزارعة في خيبر، إنما جازت تبعاً للمساقاة، بل جازت متنقلة، ولأن المعنى المجوز للمساقاة موجود في المزارعة قياساً على القراض، فإنه جائز بالإجماع، وهو كالمزارعة في كل شيء، ولأن المسلمين في جميع الأمصار والأعصار مستمرون على العمل بالمزارعة.
(2) البخاري 5 / 10 و 11 في المزارعة، باب المزارعة بالشطر ونحوه، وباب إذا لم يشترط السنين في المزارعة، وباب المزارعة مع اليهود، وفي الإجارة، باب إذا استأجر أرضاً فمات أحدهما، وفي الشركة، باب مشاركة الذمي والمشركين في المزارعة، وفي الشروط، باب الشروط في المعاملة، وفي المغازي، باب معاملة النبي صلى الله عليه وسلم أهل خيبر، ومسلم رقم (1551) في المساقاة، باب المساقاة والمعاملة بجزء من الثمر والزرع، وأبو داود رقم (3008) في الخراج، باب ما جاء في حكم أرض خيبر، وإسناده حسن، وأخرجه ابن ماجة مختصراً رقم (2467) في الرهون، باب معاملة النخيل والكرم.
(3) انظر الصفحة (475) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (2/17) (4663) قال: ثنا يحيى. وفي (2/22) (4732) قال: ثنا ابن نمير. وفي (2/37) (4946) قال: ثنا حماد بن أسامة. والدارمي (2617) قال: ثنا مسدد. قال: ثنا يحيي. والبخاري (3/137) قال: ثنا إبراهيم بن المنذر، قال: ثنا أنس بن عياض. وفي (3/138) قال: ثنا مسدد، قال: ثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/138) قال: ثنا محمد بن مقاتل، قال: نا عبد الله. ومسلم (5/26) قال: ثنا أحمد بن حنبل وزهير بن حرب، قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان (ح) وحدثني علي ابن حجر السعدي، قال: حدثنا علي، وهو ابن مسهر. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (3408) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى. وابن ماجة (2467) قال: حدثنا محمد بن الصباح. وسهل بن أبي سهل، وإسحاق بن منصور، قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. والترمذي (1383) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد. ستتهم - يحيى بن سعيد القطان، وابن نمير، وحماد بن أسامة، وأنس بن عياض، وعبد الله بن المبارك، وعلي بن مسهر - عن عبيد الله بن عمر.
2 - وأخرجه أحمد (2/157) (6469) قال: حدثنا حماد بن خالد، عن عبد الله.
3 - وأخرجه البخاري (3/123) و (184 و 249 و 5/179) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية بن أسماء.
4 - وأخرجه مسلم (5/26) قال: حدثني أب والطاهر. وأبو داود (3008) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري. كلاهما- أبو الطاهر، وسليمان بن داود -عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني أسامة بن زيد الليثي.
5 - وأخرجه مسلم (5/27) قال: حدثنا ابن رمح. وأبو داود (3409) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي (7/53) قال: أخبرنا قتيبة. (ح) وأخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا شعيب بن الليث. ثلاثتهم - ابن رمح، وقتيبة، وشعيب بن الليث - عن الليث بن سعد، عن محمد بن عبد الرحمن «يعني ابن غنج» .
خمستهم -عبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر، وجويرية بن أسماء، وأسامة بن زيد، ومحمد بن عبد الرحمن- عن نافع، فذكره.
*الروايات مطولة ومختصرة، وألفاظها متقاربة.(2/712)
الفرع الخامس: في الغلول
1210 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم «غَزَا نَبيّ مِن الأْنبِياءِ (1) ، فقال لقومه: لا يَتْبَعُني رَجُلٌ ملك بُضْعَ امرأَةٍ (2) ، وهو يريدُ أنْ يَبْني بها، ولَمَّا يَبْنِ بِهَا، ولا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتاً ولم يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، [ص:715] ولا رجلٌ اشترى غَنَماً أو خَلِفَاتٍ وهو يَنْتظِرُ وِلادَهَا، فَغَزَا، فَدَنَا من القريَةِ صلاةَ العصر، أو قريباً من ذلك، فقال للشَّمْسِ: إنَّكِ مَأمُورَةٌ، وَأنا مأمُورٌ (3) اللهمَّ احْبِسْهَا علينَا، فَحُبِسَتْ حتَّى فَتَحَ الله عليه، فجمع الغنائم، فجاءتْ - يعني النَّارَ - لتَأكلَها، فلم تَطْعَمْها، فقال: إنَّ فيكم غُلولاً: فَلْيُبَايعْني من كلِّ قَبِيلَةٍ رجلٌ، فَلَزِقَتْ يَدُ رجلٍِ بيدهِ، فقال: فيكم الغُلول، [فَلْتُبايعْني قبيلَتُكَ، فَلَزَقَتْ يَدُ رجلينْ أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول] فجاؤُوا برأسٍ مِثْلِ رَأسِ بَقَرةٍ من الذَّهَبِ، فَوَضَعَهَا، فجاءتِ النَّارُ فأكلتها» .
زاد في رواية: فلم تَحِلَّ الغنائمُ لأَحدٍ قَبْلَنَا، ثم أَحَلَّ الله لنَا الغَنَائِمَ، رأى ضَعْفَنَا، وعَجْزَنا فأحَلَّهَا لنَا. أخرجه البخاري، ومسلم (4) . [ص:716]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغلول) قد تقدم ذكره.
(البُضع) النكاح، وقيل: الفرج نفسه.
(يبني بها) بنى الرجل بأهله: إذا دخل بها.
قال الجوهري: لا يقال: بنى بأهله، إنما يقال بنى على أهله، والأصل فيه: أن الرجل كان إذا تزوج امرأة بنى عليها قبة.
(خَلِفات) جمع خَلِفَة، وهي الناقة الحامل.
__________
(1) قوله: " غزا نبي من الأنبياء " هو يوشع بن نون، رواه الحاكم في " المستدرك " عن كعب الأحبار والمدينة التي فتحت هي أريحا، وهي بيت المقدس والمكان الذي قسمت فيه الغنيمة، سمي باسم الذي وجد عنده الغلول وهو عاجز. فقيل للمكان: غور عاجز، رواه الطبراني - انظر مقدمة فتح الباري -.
(2) قوله: " لا يتبعني " بلفظ النهي والنفي، قاله الكرماني.
(3) قوله: " إنك مأمورة " أي: بالغروب " وأنا مأمور " أي: بالصلاة، أو القتال قبل الغروب. فإن قلت: لم قال: " لم تطعمها " وكان الظاهر أن يقال: فلم تأكلها.
قلت: للمبالغة، إذ معناه: لم تذق طعمها، كقوله تعالى: {ومن لم يطعمه فإنه مني} [البقرة: 249] وكان ذلك المجيء علامة للقبول، وعدم الغلول.
وفيه: أن الأمور المبهمة ينبغي أن لا تفوض إلا إلى أولي الحزم وأصحاب الفراسة، لأن تعلق القلب بغيرها يفوت كمال بذل وسعه.
قال القاضي: اختلف في حبس الشمس. فقيل: الرد على أدراجها، وقيل: إبطاء الحركة،
وقد يقال: الذي حبست عليه هو يوشع بن نون وقد روي: أنها حبست للرسول صلى الله عليه وسلم مرتين: آخر يوم الخندق حين شغلوه عن صلاة العصر، فردها الله تعالى حتى صلاها، وصبيحة الإسراء، حين انتظر العير التي أخبر بوصولها مع شروق الشمس، قال الكرماني والنووي 12 / 252.
(4) البخاري 6 / 154 - 156 في الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: أحلت لكم الغنائم، وفي النكاح، باب من أحب البناء قبل الغزو، ومسلم رقم (1747) في الجهاد، باب تحليل الغنائم لهذه الأمة خاصة، وأخرجه أحمد في " المسند " 2 / 318. وفي الحديث فوائد ذكرها الحافظ في " الفتح " 6 / 156، 157 فانظرها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/317 و 318) قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام. والبخاري (4/104 و 7/27) قال: حدثنا محمد بن العلاء. قال: حدثنا ابن المبارك. ومسلم (5/145) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال: حدثنا ابن المبارك. (ح) وحدثنا محمد بن رافع. قال: حدثنا عبد الرزاق.
كلاهما - عبد الرزاق، وابن المبارك - عن معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
-ورواه أيضا عن أبي هريرة سعيد بن المسيب: أخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 119» قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثني أبي عن قتادة عن سعيد بن المسيب، فذكره.(2/714)
1211 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يومٍ، فَذَكَرَ الْغُلولَ، فَعَظَّمَهُ وعَظَّمَ أمْرَهُ، ثم قال: لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم (1) يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ بعيرٌ له رُغاءٌ، يقول: يا رسولَ الله، أَغِثْني، فأقولُ: لا أملكُ لك شيئاً، قد أبْلَغْتُكَ، لا أُلْفِينَّ أَحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ على رقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ، فيقول: يا رسول الله، أغِثْني، فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أَبلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ شَاةٌ لها ثُغَاءٌ، يقول: يا رسول الله، أغِثْني، فأقول: لا أملك لك شيئاً، قد [ص:717] أبلَغْتُكَ، لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ نَفْسٌ لَها صِيَاحٌ، فيقول: يا رسول الله، أغثْني، فأقُول: لا أملكُ لك شيئاً قد أبلغتُكَ. لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ رِقاعٌ تَخْفِقُ، فيقول: يا رسول الله، أغِثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً، قد أبلغتُك، لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامَةِ على رقَبَتِهِ صامتٌ، فيقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول، لا أَمْلك لك شيئاً، قد أبلغتُك. أخرجه البخاري ومسلم.
وهذا لفْظُ مسلم، وهو أتَمُّ (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرغاء) : صوت الإبل، وذوات الخف.
(ثغاء) الثغاء: صوت الشاء.
(رقاع) يريد بالرقاع: ما عليه من الحقوق المكتوبة في الرقاع.
(تخفق) خفوقها: حركتها.
__________
(1) قال النووي 12 / 216 قوله: " لا ألفين أحدكم " هكذا ضبطناه: ألفين - بضم الهمزة وبالفاء المكسورة - أي: لا أجدن أحدكم على هذه الصفة، ومعناه: لا تعملوا عملاً أجدكم بسببه على هذه الصفة. قال القاضي: ووقع في رواية العذري " ألقين " - بفتح الهمزة والقاف - وله وجه كنحو ما سبق. والصامت: الذهب والفضة.
(2) البخاري 6 / 129 في الجهاد، باب الغلول وقول الله عز وجل: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} ، ومسلم رقم (1831) في الإمارة، باب غلظ تحريم الغلول، وأخرجه أحمد في " المسند " 2 / 426.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/426) قال: ثنا إسماعيل. قال: ثنا أبوحيان. والبخاري (4/90) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن أبي حيان. ومسلم (6/10) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي حيان. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن أبي حيان. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير، عن أبي حيان وعمارة بن القعقاع. (ح) وحدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي. قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثا حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب، عن يحيى بن سعد. قال حماد: ثم سمعت يحيى بعد ذلك يحدثه، فحدثنا بنحو ما حدثنا عنه أيوب. (ح) وحدثني أحمد بن الحسن بن خراش. قال: حدثنا أبو معمر. قال: حدثنا عبد الوارث. قال: حدثنا أيوب، عن يحيى بن سعيد بن حيان.
كلاهما: -أبو حيان يحيى بن سعيد بن حيان، وعمارة بن القعقاع- عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، فذكره.(2/716)
1212 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه -: قال: أمَّا بعد، فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كَتَم غالاًّ فإنه مثله. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2716) في الجهاد، باب النهي عن الستر على من غل، وفيه ثلاثة مجاهيل وضعيفان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2716) حدثنا محمد بن داود بن سفيان. قال: ثنا يحيى بن حسان. قال: ثنا سليمان بن موسى أبو داود قال: ثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب حدثني خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن جندب، فذكره.(2/717)
1213 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أصَابَ غَنِيمَة أمَرَ بِلالاً، فَنادى في النَّاسِ، فَيَجيِئُونَ بغنائمهم، فيُخْمِسُه، ويَقْسِمُهُ، فجاء رجلٌ يوماً بعد َالنِّداءِ بزمامٍ من شعَرٍ، فقال: يا رسولَ اللهِ، هذا كان فيما أَصبْناهُ من الغَنيمة، فقال: أَسمعتَ بلالاً يُنادي ثلاثاً؟ قال: نعم، قال: فما مَنَعَكَ أن تجيءَ به، فَاعْتذَرَ إليهِ، فقال: كلاَّ، أنتَ تَجيءُ به (1) يومَ القيامة، فَلَنْ أقبلهُ عنك. أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في سنن أبي داود المطبوع: كن أنت تجيء به.
(2) رقم (2712) في الجهاد، باب في الغلول إذا كان يسيراً يتركه الإمام ولا يحرق رحله، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (2/213) (6996) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: حدثنا عبد الله -يعني ابن مبارك -. وأبو داود (2712) قال: حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى، قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري.
كلاهما -عبد الله بن المبارك، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري - عن عبد الله بن شَوْذب، قال: حدثني عامر بن عبد الواحد،عن عبد الله بن بريدة، فذكره.
قلت: مدار الحديث على عامر بن عبد الواحد، قال عنه الحافظ في «التقريب» : صدوق يخطئ.(2/718)
1214 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: خرجنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلى خَيْبَرَ، ففتح الله علينا، فلم نَغنَمْ ذَهباً وَلا وَرِقاً، غنمْنَا المتاعَ، والطَّعَامَ والثِّيَابَ، ثُمَّ انْطَلَقْنا إلى الوادي - يعني: وادِي الْقُرَى - ومَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عَبْدٌ له، وهَبَهُ له رجُلٌ من جُذام يُدْعى رِفَاعَة بن زَيدٍ، من بني الضُّبَيْبِ، فلمَّا نَزَلنَا الوادي قام عبدُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَحُلُّ رَحْلَهُ، فَرُمِيَ بِسَهْمٍ، فكان فيه حَتْفُهُ، فَقُلْنَا: هنيئاً له الشَّهادةُ يا رسولَ اللهِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كلاَّ، والذِي نَفْسُ محمد بيَدِه، إنَّ الشَّمْلَةَ لَتلْتهِبُ عليهِ ناراً، أخَذَها من الغنَائِم يوْم خَيْبَر، لم تُصبِهَا المقاسِمُ» قال: فَفَزِعَ النَّاسُ، [ص:719] فجاءَ رجُلٌ بِشِراكٍ، أوْ شِراكَيْنِ، فقال: أَصَبْتُهُ يومَ خَيْبر، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «شِراكٌ من نارٍ، أو شِراكانِ من نارٍ» .
وفي رواية نحوه، وفيه: ومَعهُ عبْدٌ يُقالُ له: مِدْعَمٌ، أَهْدَاهُ له أحَدُ بني الضِّباب، إذْ جاءهُ سَهْمٌ عائِرٌ. أخرجه الجماعة إلا الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشملة) إزار يُتَّشَح به.
(بشراك) الشراك، سير من سيور النعل التي على وجهها.
(سهم عائر) : إذا لم يدر من أين جاء.
__________
(1) أخرجه البخاري 7 / 374 و 375 في المغازي، باب غزوة خيبر، وفي الأيمان والنذور، باب هل يدخل في الأيمان والنذور الأرض والغنم والزروع والأمتعة، ومسلم رقم (115) في الإيمان، باب غلظ تحريم الغلول، وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، والموطأ 2 / 459 في الجهاد، باب ما جاء في الغلول، وأبو داود رقم (2711) في الجهاد، باب في تعظيم الغلول، والنسائي 7 / 24 في الأيمان والنذور، باب هل تدخل الأرضون في المال إذا نذر؟ .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: البخاري في الأيمان والنذور (33) عن إسماعيل بن عبد الله. وفي المغازي (39: 35) عن عبد الله بن محمد عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري. كلاهما عن مالك عن ثور بن زيد به. مسلم عن القعنبي وعن زهير بن حرب عن إسحاق بن عيسى وفي الإيمان (47: 2) عن أبي الطاهر بن السرح عن ابن وهب. ثلاثتهم عن مالك به و (47: 2) عن قتيبة عن عبد العزيز بن محمد عن ثور بن زيد به وأبو داود في الجهاد (143: 2) عن القعنبي بن سلمة والحارث بن مسكين. كلاهما عن ابن القاسم عن مالك به.
قال أبو الحسن الدارقطني: قال موسى بن هارون: وهم ثور بن زيد في هذا الحديث، لأن أبا هريرة لم يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم يعني إلى خيبر وإنما قدم المدينة بعد خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقد فتح الله عليه خيبر. قال أبو مسعود الدمشقي: وإنما أراد البخاري ومسلم من نفس هذا الحديث قصة مدعم في غلول الشملة التي لم تصبها المقاسم وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنها لتشتعل عليه نارا» . وقد روى الزهري عن عنبسة بن سعيد عن أبي هريرة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر بعد ما افتتحوها. فقلت: اسهم لي. ورواه أيضا عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص عن جده عن أبي هريرة ولا يشك أحد من أهل العلم أن أبا هريرة قد شهد قسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم خيبر هو وجعفر بن أبي طالب وجماعة من مهاجرة الحبشة الذين قدموا في السفينة فإن كان ثور وهم في قوله «خرجنا» فإن القصة المرادة من نفس الحديث صحيحة.
قال أبو القاسم: حديث مسلم عن القعنبي وزهير ولا ذكرهما أبو مسعود.
«الأشراف» (9/458، 459) .(2/718)
1215 - (خ) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: كان على ثَقَل (1) النبي صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ يُقَال له: كِرْكِرَةُ، فماتَ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «هو في النارِ» فَذَهَبُوا يَنْظُرونَ إليه، فَوَجَدُوا عَباءة قَد غَلَّهَا. [ص:720] أخرجه البخاري، وقال: قال ابنُ سَلاَّمٍ: كَرْكَرَةُ (2) .
__________
(1) الثقل: بفتح المثلثة والقاف: متاع المسافر وحشمه.
و" كركرة " بكسر الكافين، وسكون الراء الأولى، وقال محمد بن سلام الجمحي: بفتح الكافين، قاله الكرماني.
(2) 6 / 130 في الجهاد، باب القليل من الغلول، وابن ماجة رقم (2849) في الجهاد، باب الغلول، وأخرجه أحمد في مسنده 2 / 160، وفي الحديث تحريم قليل الغلول وكثيره. وقوله: في النار، أي: يعذب على معصيته. أو المراد: هو في النار إن لم يعف الله عنه، قاله الحافظ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/160) (6493) . والبخاري (4/91) قال: ثنا علي بن عبد الله. وابن ماجة (2849) قال: ثنا هشام بن عمار. ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله المديني، وهشام - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سالم بن أبي الجعد، فذكره.(2/719)
1216 - (س) أبو رافع - رضي الله عنه-: قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم «إذا صَلَّى الْعَصْرَ ذَهبَ إلى بني عبدِ الأشْهَلِِ، فيتحدثُ عندهم حتَّى ينْحَدِرَ للمغرب» ، قال أبو رافع: فبينما النبيُّ صلى الله عليه وسلم مُسْرِعٌ إلى المغرب مَرَرْنا بالنَّقِيع، فقال: «أُفٍّ لك، أُفٍّ لك، أُفٍّ لك» قال: فَكَبُرَ ذلك في ذَرْعِي، فَاسْتَأْخَرْتُ وظَننْتُ أَنهُ يُرِيدُني، فقال: «مالك؟ امْشِ» قلتُ: أحَدَثَ حَدَثٌ؟ فقال: «ما ذَاكَ؟» قلتُ: أفَّفْتَ بي، قال: «لا، ولكنَّ هذا فُلانٌ، بَعَثْتُهُ ساعياً على بني فُلانٍ، فَغَلَّ نَمِرَة، فَدُرِّعَ الآن مِثْلَهَا من نارٍِ» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النقيع) بالنون، موضع حِمَى بالمدينة لإبل الصدقة، وليس بالبقيع - بالباء الموحدة -، فإن ذلك مقبرة المدينة.
(ذرعي) يقال: ضاق ذرعي بهذا الأمر، وكبر هذا الأمر في ذرعي، أي عظم عندي وقعه، وجل لدي. [ص:721]
(أفّفْت) بفلان: إذا قلت له: أف لك.
(ساعياً) الساعي: الذي يجبي الصدقة، ويستوفيها من أربابها.
(النمرة) بردة من صوف تلبسها الأعراب.
(فدُرِّع) دُرِّع كذا وكذا، أي ألبس، يعني جعل له درعاً.
__________
(1) 2 / 115 في الإمامة، باب الإسراع إلى الصلاة من غير سعي، وفي سنده منبوذ المدني من آل أبي رافع، والفضل بن عبيد الله بن أبي رافع المدني، لم يوثقهما غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (2/115) أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أنبأنا ابن جريج عن منبوذ عن الفضل بن عبيد الله عن أبي رافع، فذكره.(2/720)
1217 - (ط د س) زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم توفي يوم خيْبر فذكروا [ذلك] لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «صَلُّوا على صاحبكم» فتغيرت وجوه الناس لذلك، فقال: «إن صاحبكم غلَّ في سبيل الله، ففتشنا في متاعه، فوجدنا خرزاً من خرز يهودَ، لا يساوي درهمين» . أخرجه الموطأ وأبو داود، والنسائي (1) .
__________
(1) الموطأ 2 / 458 في الجهاد، باب ما جاء في الغلول، وأبو داود رقم (2710) في الجهاد، باب في تعظيم الغلول، والنسائي 4 / 64 في الجنائز، باب الصلاة على من غل، وأخرجه ابن ماجة رقم (2848) في الجهاد، باب الغلول، وأحمد في مسنده 4 / 114 و 5 / 192، وإسناده عند مالك وابن ماجة صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (815) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/114) قال: حدثنا ابن نمير. (ح) وحدثنا يزيد. وفي (5/192) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وعبد بن حميد (272) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وأبو داود (2710) قال: حدثنا مسدد، أن يحيى بن سعيد. وبشر بن المفضل حدثناه. وابن ماجة (2848) قال: حدثنا محمد بن رمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد. والنسائي (4/64) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
ستتهم - سفيان، وابن نمير، ويزيد، ويحيى القطان، وبشر، والليث - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أبي عمرة، فذكره.
* أخرجه مالك في «الموطأ» (284) عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، أن زيد بن خالد الجهني قال: توفي رجل يوم حنين.... الحديث (ليس فيه أبو عمرة) .
* في رواية ابن نمير عند أحمد: «محمد بن يحيى، عن ابن أبي عمرة» .
قلت: مدار الحديث على أبي عمرة مولى زيد بن خالد، لم يرو عنه غير محمد بن يحيى بن حبان.(2/721)
1218 - (ط) عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني- رحمه الله-: بلَغَهُ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أتَى النَّاسَ في قبائلهم يَدْعُو لهم، وأنه نزلَ قبيلة من القَبائِلِ، وأنَّ الْقَبيلَةَ وَجدُوا في بَرْذَعة رَجُلٍ منهم عقْدَ جَزْعٍ غُلولاً، فأتاهُمْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَكَبَّرَ عليهم كما يُكَبِّر على الميت. أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 458 في الجهاد، باب ما جاء في الغلول بلاغاً، وإسناده منقطع. قال ابن عبد البر: لا أعلم هذا الحديث روي مسنداً بوجه من الوجوه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (3/40) عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني أنه بلغه، فذكره.(2/721)
1219 - (م ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: حدَّثني عمرُ قال: لمَّا كان يومُ خيْبرَ أَقْبلَ نفَرٌ من صحابةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: فلانٌ شهيدٌ، وفلانٌ شهيدٌ، حتى مَرُّوا على رجُلٍ فقالوا: فلانٌ شهيدٌ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: كلاَّ، إنِّي رأيتُهُ في النارِ في بُرْدَةٍ غَلَّها - أو عَباءةٍ - ثُمَّ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا ابْنَ الخطابِ، اذْهبْ فَنادِ في الناسِ: أنَّهُ لا يدخلُ الجَّنةَ إلا المؤمنون - ثلاثاً - قال: فخرجتُ، فناديتُ: ألا، إنهُ لا يَدْخُلُ الجنَّةَ إلا المؤمنونَ، ثلاثاً. أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) مسلم رقم (114) في الإيمان، باب غلظ تحريم الغلول، والترمذي رقم (1574) في السير، باب ما جاء في الغلول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/30) (203) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (1/47) (328) قال: حدثنا أبو سعيد. والدارمي (2492) قال: حدثنا أبو الوليد. ومسلم (1/.75) قال: حدثني زهير ابن حرب،قال: حدثنا هاشم بن القاسم. والترمذي (1574) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث.
أربعتهم - هاشم، وأبو سعيد،وأبو الوليد، وعبد الصمد- عن عكرمة بن عمار، قال: حدثنا أبو زميل سماك الحنفي، عن ابن عباس، فذكره.(2/722)
1220 - (ت د) صالح بن محمد بن زائدة - رحمه الله-: قال: دخلتُ معَ مَسْلَمَةَ أرضَ الرُّوم، فأُتِي برجلٍ قد غلَّ، فسأل سالماً عن ذلك؟ فقال: إني سمعتُ أَبِي يُحدِّثُ عن أبيه عمر - رضي الله عنه-: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ غَلَّ فَأَحْرِقُوا مَتاعَهُ واضْرِبُوهُ» قال: فَوجَدْنَا في متاعهِ مُصْحَفاً. فَسألَ سالماً عنه، فقال: بِيعوهُ وتَصدَّقُوا بثمنهِ. أخرجه أبو داود، والترمذي (1) . [ص:723]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فأحرقوا متاعه) قال الخطابي: لا أعلم خلافاً بين العلماء في تأديب الغال في بدنه بما يراه الإمام، وأما إحراق متاعه فقد اختلف العلماء فيه، فمنهم من قال به، ومنهم من لم يقل به، وإليه ذهب الأكثرون، ويكون الأمر بالإحراق على سبيل الزجر والوعيد لا الوجوب، والله أعلم.
__________
(1) الترمذي رقم (1461) في الحدود، باب ما جاء في الغال ما يصنع به، وأبو داود رقم (2713) في الجهاد، باب في عقوبة الغال، وفي سنده صالح بن محمد بن زائدة، وهو ضعيف، ولذلك قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسألت محمداً - يعني البخاري - عن هذا الحديث فقال: إنما روى هذا صالح بن محمد بن زائدة، وهو أبو واقد الليثي، وهو منكر الحديث. [ص:723] قال محمد - يعني البخاري - وقد روي في غير حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يأمر فيه بحرق متاعه اهـ. ورواه أبو داود أيضاً رقم (2714) عن صالح بن محمد قال: غزونا مع الوليد بن هشام ومعنا سالم بن عبد الله بن عمر، وعمر بن عبد العزيز، فغل رجل متاعاً، فأمر الوليد بمتاعه فأحرق، وطيف به ولم يعطه سهمه، وقال أبو داود: وهذا أصح الحديثين، رواه غير واحد أن الوليد بن هشام أحرق رحل زياد بن سعد، وكان قد غل وضربه، وقال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول الأوزاعي، وأحمد، وإسحاق، وقال أبو حنيفة والشافعي ومالك: لا يعاقب في ماله، لأن الله جعل الحدود على الأبدان لا على الأموال.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منكر: أخرجه الترمذي (1461) حدثنا محمد بن عمرو السواق. وأخرجه أبو داود (2713) حدثنا النفيلي وسعيد بن منصور. ثلاثتهم - محمد بن عمرو، والنفيلي، سعيد بن منصور- عن صالح بن محمد بن زائدة: دخلت مع مسلمة أرض الروم، فأتى برجل، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا الحديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول الأوزاعي وأحمد وإسحاق. قال: وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: إنما روى هذا صالح بن محمد ابن زائدة وهو أبو واقد الليثي وهو منكر الحديث.
قال محمد: وقد روي في غير حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الغال فلم يأمر فيه بحرق متاعه.
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب.(2/722)
1221 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر وعمر حَرّقوا متاع الغالِّ وضربوه.
زاد في رواية ومنعوه سَهْمَهُ. أخرجه أَبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2715) في الجهاد، في عقوبة الغال، وفي سنده زهير بن محمد، وهو مجهول.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (2715) قال: ثنا محمد بن عوف، قال: ثنا موسى بن أيوب، قال: ثنا الوليد بن مسلم، قال: ثنا زهير بن محمد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه،فذكره.
وأخرجه أبو داود (2715) قال: وحدثنا به الوليد بن عتبة وعبد الوهاب بن نجدة، قالا: ثنا الوليد، عن زهير بن محمد، عن عمرو بن شعيب،قوله،ولم يذكر عبد الوهاب بن نجدة الحوطي «منع سمهم» .
قلت: فيه الوليد بن مسلم، وهو مدلس، وقد عنعنه.
وكذلك زهير بن محمد، قال عنه الحافظ في «التهذيب» : قال البيهقي في حديث زهير بن محمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في حرق رجل الغال هو الخراساني نزيل مكة، قال: ويقال إنه غيره، وإنه مجهول.
قلت: وعلى كلا الحالين فالحديث ضعيف، فإن كان زهير هذا الخراساني فرواية أهل الشام عنه مناكير، وفي هذا يقول البخاري: قال أحمد: كان زهير الذي روى عنه أهل الشام زهيرا آخر، قال البخاري: ما روى عنه أهل الشام فإنه مناكير، وما روى عنه أهل البصرة فإنه صحيح.(2/723)
الفرع السادس: في أحاديث متفرقة تتعلق بالغنائم والفيء
1222 - (د) عاصم بن كليب - رحمه الله -: عن أبيه عن رَجُلٍ من [ص:724] الأنصارِ قال: خرْجنا معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فأصاب الناسَ حاجةٌ شديدةٌ، وجَهْدٌ، فأصابُوا غَنماً، فانْتَهَبُوها، فإنَّ قُدُورَنا لَتَغْلي، إذْ جاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَمْشي [على قَوسه] ، فأكْفَأ قُدورَنا بقَوْسِهِ، ثم جعلَ يُرَمِّلُ اللَّحْمَ بالتُّرابِ، ثم قال: إنَّ النُّهْبةَ ليستْ بأحَلَّ من المَيْتَةِ- أو إنَّ المَيْتَة ليست بأحلَّ من النُّهْبَةِ - الشَّكُّ من هَنَّادٍ، وهو ابن السريِّ. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جهد) الجهد بالفتح: المشقة، وبالضم: الطاقة.
(فأكفأ) أكفأ القدر: إذا قلبها وكبها.
(يُرمِّل) رمَّلْتُ اللحم: أي مرغته في الرمل.
(النهبة) قد تقدم ذكرها (2) .
__________
(1) رقم (2705) في الجهاد، باب في النهي عن النهبى إذا كان في الطعام قلة في أرض العدو، وإسناده جيد، وهو بمعنى الحديث الذي بعده.
(2) انظر الصفحة (619) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2705) حدنثا هناد بن السري ثنا أبو الأحوص عن عاصم يعني ابن كليب عن أبيه عن رجل من الأنصار. قال، فذكره.(2/723)
1223 - (خ م ت) رافع بن خديج - رضي الله عنه -: قال: كُنَّا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فَتَقَدَّمَ سَرعَانُ النَّاسِ، فَتَعَجَّلوا من الغنائِمِ فاطَّبَخُوا، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم في أُخرى الناسِ، فَمَرَّ بالقُدُورِ فأمَرَ بها [ص:725] فأُكْفِئَتْ (1) ثمَّ قسَمَ بينهم، فعدل بعيراً بِعشر شياهٍ (2) . هذا لفظ الترمذي. [ص:726]
وهو طَرفٌ من حديثٍ طويلٍ قد أخرجه البخاري ومسلم تاماً.
وقد ذكرناه في كتاب الذبائح من حرف الذال، وقد أخرج الترمذي الحديثَ جميعَه متفرِّقاً في ثلاثة مواضع، كلُّ مَعْنى منه في باب يَتعلّقُ به (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فاطبخوا) افتعلوا من الطبخ، فأدغمت التاء في الطاء.
__________
(1) أي: قلبت وأفرغ ما فيها. قال الحافظ في " الفتح " 9 / 539: وقد اختلف في هذا المكان في شيئين: أحدهما: سبب الإراقة، والثاني: هل أتلف اللحم أم لا؟ فأما الأول، فقال عياض: كانوا قد انتهوا إلى دار الإسلام والمحل الذي لا يجوز فيه الأكل من مال الغنيمة المشتركة إلا بعد القسمة، وأن محل جواز ذلك قبل القسمة، إنما هو ما داموا في الحرب، قال: ويحتمل أن سبب ذلك كونهم انتهبوها، ولم يأخذوها باعتدال وعلى قدر الحاجة، وأما الثاني، فقال النووي: المأمور به من إراقة القدور، إنما هو إتلاف المرق عقوبة لهم، وأما اللحم فلم يتلفوه، بل يحمل على أنه جمع ورد إلى المغنم، ولا يظن أنه أمر بإتلافه، مع أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال، وهذا من مال الغانمين، وأيضاً فالجناية بطبخه لم تقع من جميع مستحقي الغنيمة، فإن منهم من لم يطبخ، ومنهم المستحقون للخمس، فإن قيل: لم ينقل أنهم حملوا اللحم إلى المغنم؟ قلنا: ولم ينقل أنهم أحرقوه أو أتلفوه، فيجب تأويله على وفق القواعد ولا يقال: لا يلزم من تتريب اللحم إتلافه، لإمكان تداركه بالغسل، لأن السياق يشعر بأنه أريد المبالغة في الزجر عن ذلك الفعل، فلو كان بصدد أن ينتفع به بعد ذلك لم يكن فيه كبير زجر، لأن الذي يخص الواحد منهم نزر يسير، فكان إفسادها عليهم مع تعلق قلوبهم بها وحاجتهم إليها وشهوتهم لها أبلغ في الزجر.
(2) قال الحافظ: وهذا محمول على أن هذا كان قيمة الغنم إذ ذاك، فلعل الإبل كانت قليلة أو نفيسة، والغنم كانت كثيرة أو هزيلة بحيث كانت قيمة البعير عشر شياه، لأن ذلك هو الغالب في قيمة الشاة والبعير المعتدلين، وأما هذه القسمة فكانت واقعة عين، فيحتمل أن يكون التعديل لما ذكر من نفاسة الإبل دون الغنم، وحديث جابر عند مسلم صريح في الحكم حيث قال فيه: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشترك في الإبل والبقر كل سبعة منا في بدنة، والبدنة تطلق على الناقة والبقرة، وأما حديث ابن عباس: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فحضر الأضحى، فاشتركنا في البقرة تسعة وفي البدنة عشرة، فحسنه الترمذي وصححه ابن حبان، وعضده بحديث رافع بن خديج هذا. والذي يتحرر في هذا الأصل أن البعير بسبعة ما لم يعرض عارض من نفاسة ونحوها، فيتغير الحكم بحسب ذلك، وبهذا تجتمع الأخبار الواردة في ذلك. ثم الذي يظهر من [ص:726] القسمة المذكورة أنها وقعت فيما عدا ما طبخ وأريق من الإبل والغنم التي كانوا غنموها، ويحتمل إن كانت الواقعة تعددت أن تكون القصة التي ذكرها ابن عباس، أتلف فيها اللحم لكونه كان قطع للطبخ، والقصة التي في حديث رافع طبخت الشياه صحاحاً مثلاً، فلما أريق مرقها ضمت إلى المغنم لتقسم ثم يطبخها من وقعت في سهمه، ولعل هذا هو النكتة في انحطاط قيمة الشياه عن العادة، والله أعلم.
(3) البخاري 5 / 98 في الشركة، باب قسمة الغنم، وباب من عدل عشرة من الغنم بجزور في القسمة، وفي الجهاد، باب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم، وفي الذبائح والصيد، في باب تسميته على الذبيحة، وباب ما أنهر الدم من القصب والمروة والحديد، وباب لا يذكى بالسن والعظم والظفر، وباب ما ند من البهائم فهو بمنزلة الوحش، وباب إذا أصاب قوم غنيمة فذبح بعضهم غنماً أو إبلاً بغير أمر أصحابهم لم تؤكل، وباب إذا ند بعير لقوم فرماه بعضهم بسهم فقتله وأراد إصلاحه فهو جائز، وأخرجه مسلم قم (1968) في الأضاحي، باب جواز الذبح بكل ما أنهر الدم، والترمذي رقم (1600) في السير، باب ما جاء في كراهية النهبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه الحميدي (410 و 411) . ومسلم (6/79) قال: ثنا ابن أبي عمر. والنسائي (7/226) قال: أخبرنا محمد بن منصور. ثلاثتهم (الحميدي، وابن أبي عمر، ومحمد) قالوا: حدثنا سفيان «ابن عيينة» قال: حدثنا عمر بن سعيد بن مسروق.
2 - وأخرجه أحمد (3/463 و 4/142) قال: حدثنا سعيد بن عامر. وفي (3/464) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. والبخاري (7/119) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرني أبي. ومسلم (6/79) قال: حدثنا محمد بن الوليد بن عبد الحميد، قال: حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (7/228) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد. أربعتهم: (سعيد، وابن جعفر، وعثمان، وخالد) عن شعبة.
3 - وأخرجه أحمد (4/140) قال: حدثنا وكيع، وفي (4/140) قال: حدثنا يحيى. والدارمي (1983) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. والبخاري (3/185) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا وكيع. وفي (7/119) قال: حدثنا قبيصة. وفي (7/120) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال حدثنا يحيى ومسلم (6/78) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (6/78) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وكيع. وابن ماجة (3137) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا المحاربي، وعبد الرحيم. والترمذي (1491) قال: حدنثا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (1492 و 1600) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (7/221) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (7/228) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: أنبأنا يحيى بن سعيد. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (3561) عن محمود بن غيلان، عن وكيع، سبعتهم - وكيع، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن يوسف، وقبيصة، والمحاربي، وعبد الرحيم، وشعبة - عن سفيان الثوري.
4 - وأخرجه البخاري (3/181) قال: حدثنا علي بن الحكم الأنصاري، وفي (4/91) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. كلاهما (علي، وموسى) قالا: حدثنا أبو عوانة.
5 - وأخرجه البخاري (7/127) قال: حدثنا ابن سلام. وابن ماجة (3178) و (3183) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. كلاهما - ابن سلام، وابن نمير - عن عمر بن عبيد الطنافسي.
6 - وأخرجه مسلم (6/79) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن مسلم.
7 - وأخرجه مسلم (6/79) قال: حدثنيه القاسم بن زكريا. وابن ماجة (3137) قال: حدثنا أبو كريب. والنسائي (7/191) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان. ثلاثتهم (القاسم، وأبو كريب، وأحمد) قالوا: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة.
سبعتهم - عمر بن سعيد، وشعبة، وسفيان الثوري، وأبو عوانة، وعمر بن عبيد، وإسماعيل، وزائدة -عن سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة، فذكره.
في النسائي (7/221) قال شعبة: وأكبر علمي أني سمعته من سعيد بن مسروق، وحدثني به سفيان عنه، والله تعالى أعلم.
عن رفاعة، عن رافع بن خَديج، قال:
«قلت للنبي صلى الله عليه وسلم إننا نلقى العدو غدا وليس معنا مُدى، فقال: ما أنهر الدم وذُكر اسم الله فكلوا ما لم يكن سن ولا ظُفُر، وسأحدثكم عن ذلك، أما السن فعظم، وأما الظفر فمُدَى الحبشة، وتقدم سَرَعَان الناس فأصابوا من الغنائم، والنبي صلى الله عليه وسلم في آخر الناس، فنصبوا قدورا فأمر بها فأكفئت، وقسم بينهم وعدل بعيرا بعشر شياه، ثم ند بعير من أوائل القوم، ولم يكن معهم خيل، فرماه رجل بسهم فحبسه الله، فقال: إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش فما فعل منها هذا فافعلوا مثل هذا» .
أخرجه البخاري (7/127) وأبو داود (2821) قالا - البخاري، وأبو داود -: حدثنا مسدد. والترمذي (1491و 1492و 1600) . والنسائي (7/226) قال الترمذي: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا هناد بن السري.
كلاهما -مسدد، وهناد -قالا: حدثنا أبو الأحوص، قال: حدثنا سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة، عن أبيه، فذكره.(2/724)
1224 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ انْتَهَبَ فَلَيْسَ مِنَّا (1) » أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) أي: ليس من المطيعين لأمرنا، لأن أخذ مال المعصوم بغير إذنه ولا علم رضاه حرام.
(2) رقم (1601) في الجهاد، باب ما جاء في كراهية النهبة، وإسناده صحيح. ورواه أحمد وغيره، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن صحيح: أخرجه الترمذي (1601) حدنثا محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث أنس.(2/726)
1225 - (د) عبد الرحمن بن غنم - رضي الله عنه -: قال: رَابطنَا مدِينَةَ قِنَّسْرِينَ مع شُرَحْبِيل بن السِّمْط، فلمَّا فَتحَها أصابَ فيها غَنَماً وبَقَراً، فَقَسَمَ فينَا طائفَة مِنْهَا، وجَعَلَ بَقِيَّتَهَا في المَغْنَم، فَلقِيتُ مُعاذَ بن جَبل، فَحَدَّثتُهُ فقال مُعاذ: غَزَوْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيْبر، فأصبنا فيها غَنماً، فَقَسَمَ فينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم طائفة، وجَعلَ بقيَّتَهَا في المغنم. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طائفة) أراد بالطائفة: قدر الحاجة للطعام، وترك الباقي.
(قسم بيننا) فقسمه بينهم على قدر السهام، لكن ضرورة حاجتهم إلى الطعام والعلف أباحت لهم ذلك.
__________
(1) رقم (2707) في الجهاد، باب في بيع الطعام إذا فضل عن الناس في أرض العدو، وفي سنده أبو العزيز شيخ من أهل الأردن، لم يوثقه غير ابن حبان، ومحمد بن مصفى بن بهلول الحمصي صدوق له أوهام، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (2707) قال: حدثنا محمد بن المصفى، قال: حدثنا محمد بن المبارك، عن يحيى بن حمزة، قال: حدثنا أبو عبد العزيز شيخ من أهل الأردن، عن عبادة بن نُسَي، عن عبد الرحمن بن غنم، فذكره.
قلت: فيه محمد بن المصفى، وهو ممن يدلس تدليس تسوية، وأبو عبد العزيز قال عنه الحافظ في «التقريب» : مقبول.(2/727)
1226 - (د) أبو لبيد -رحمه الله-: قال: كُنَّا مَعَ عبد الرحمن بنِ سَمُرَةَ بِكابُلَ، فأصابَ النَّاسُ غَنيمَة، فانْتَهَبُوها، فقامَ خَطيباً، فقال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عن النُّهْبَى، فَرَدُّوا ما أَخَذُوا، فَقَسَمَهُ بَيْنَهُمْ. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2703) في الجهاد، باب في النهي عن النهبى إذا كان في الطعام قلة في أرض العدو، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2703) حدثنا سليمان بن حرب. قال: ثنا جرير -يعني ابن حازم - عن يعلى ابن حكيم عن أبي لبيد قال، فذكره.(2/727)
1227 - (ط) عمرو بن شعيب (1) أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين صَدَرَ من حُنِيْنٍ، وهو يُرِيدُ الْجِعْرَانَةَ سأله النَّاسُ؟ حتى دَنَتْ بهِ ناَقتُهُ من شَجَرَةٍ، فَتَشَبَّكَتْ بِرِدِائِه، فَنَزَعَتْهُ عن ظَهْرِهِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائي، أتَخَافُونَ أنْ لا أقْسِمَ بينكمُ ما أفَاءَ اللهُ عليكُمْ؟ والَّذِيَ نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أفَاءَ اللهُ عليكم مثْلَ سَمُرِ تِهَامَةَ نَعَماً لقَسَمْتُهُ بينكم، ثم لا تَجِدُوني بَخِيلاً ولا جَباناً ولا كَذَّاباً» ، فلمَّا نزل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قام في الناس، فقال: «أدُّوا الخائِطَ والخَيْطَ، فإن الغُلُولَ عارٌ وشَنَارٌ على أهْلِه يوم القِيامَةِ» قال: ثُمَّ تَنَاوَلَ منَ الأرضِ وَبَرَة من بعير- أو شيئاً – قال: «والَّذي نَفْسِي بيدِهِ، مَالِيَ مِمَّا أفَاءَ اللهُ عليكم وَلا مِثْلُ هذه، إلا الْخُمُسُ، والْخُمُسُ مردودٌ عليكم» أخرجه الموطأ (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السَّمُر) شجر معروف. [ص:729]
(الخائط) الإبرة والخيط: معروف.
(شنار) الشنار والعار سواء.
__________
(1) في الأصل: عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وهو خطأ، صوابه: عن عمرو بن شعيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صدر ... الحديث، كما في الموطأ.
(2) 2 / 457 و 458 في الجهاد، باب ما جاء في الغلول، وهو مرسل، فإن عمرو بن شعيب، لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يروي عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. قال ابن عبد البر: لا خلاف عن مالك في إرساله، وقد وصله النسائي 7 / 131، 132 في قسم الفيء، مختصراً عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بعيراً فأخذ من سنامه وبرة بين أصبعيه، ثم قال: إنه ليس لي من الفيء شيء ولا هذه إلا الخمس، والخمس مردود فيكم "، وفيه عنعنة محمد بن إسحاق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه مالك «الموطأ» (1009) قال: عن عبد الرحمن بن سعيد، عن عمرو بن شعيب، فذكره.
وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» : لا خلاف عن مالك في إرساله، ووصله النسائي. قال الحافظ: بإسناد حسن من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وأخرجه النسائي أيضا بإسناد حسن من حديث عبادة بن الصامت.(2/728)
1228 - (د) رويْفِعُ بن ثابت الأنصاري - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ كانَ يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يركبْ دَابَّة من فَيْءِ المسلمين، حتى إذا أعْجَفَهَا، رَدَّها فيه، ومَنْ كانَ يُؤمِن بالله واليَوْمِ الآخر فلا يَلْبَسْ ثَوْباً من فَيْءِ المسلمين، حتى إذا أَخْلَقَهُ، رَدَّهُ فيه» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أعجفها) أي جعلها عجفاء، وهي الهزيلة التي ذهب سمنها.
__________
(1) رقم (2708) في الجهاد، باب في الرجل ينتفع من الغنيمة بالشيء، وفيه عنعنة محمد بن إسحاق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2708) حدثنا سعيد بن منصور وعثمان بن أي شيبة المعنى قال أبو داود وأنا الحديثه أتقن قالا: ثنا أبو معاوية عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق مولى تجيب عن حنش الصنعاني عن رويفع بن ثابت الأنصاري، فذكره.(2/729)
1229 - (خ ط) أسلم مولى عمر - رضي الله عنهما -: أنَّ عُمرَ اسْتَعْمَلَ مَوْلى له يُدْعى: هُنَيَّا (1) ، على الصدقَةِ (2) ، فقال: يا هُنَيُّ، ضُمَّ جَنَاحَك عن النَّاسِ (3) ، واتَّقِ دَعوَة المظلوم، فإنَّها مُجَابةٌ، وأَدْخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمةِ وَرَبَّ [ص:730] الْغُنَيْمةِ، وإيَّاكَ (4) ونَعَمَ ابْنِ عفَّان وابْنِ عوْفٍ، فإنَّهُما إنْ تَهْلِكْ مَوَاشِيهِما يَرْجِعَانِ إلى زَرْعٍ ونَخْلٍ، وإنَّ ربَّ الصُّرَيْمةِ والْغُنَيْمةِ إنْ تَهْلكْ ماشِيَتُهمَا يأتيني بِبَنِيهِ (5) ، فيقُول: يا أميرَ المؤمنين، يا أمير المؤمنين، أفَتَارِكُهُ أَنا لا أبا لَكَ؟ (6) فالماءُ والكَلأُ أَيْسَرُ عَليَّ من الذَّهَبِ والْفِضَّةِ، وايْمُ الله، إنَّهُمْ لَيَرَونَ أنَّا قَد ظَلمْنَاهُمْ، إنَّها لَبِلادُهُمْ ومياههم، قاتلوا عليها في الجاهلية، وأسْلَمُوا عليها في الإسلام، واللهِ، لولا المالُ الذي أحْمِل عليه في سبيل الله (7) ما حَمَيْتُ على النَّاسِ منَ بلادهم شِبْراً. أخرجه البخاري، والموطأ (8) . [ص:731]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اضمُم) اضمم جناحك: أي ألن جانبك وارفق بهم.
(الصريمة) تصغير الصرمة، وهي القطعة من الإبل، نحو الثلاثين.
(وربها) صاحبها.
(الكلأ) العشب، سواء رطبه ويابسه.
__________
(1) بالنون مصغر بغير همز، وقد يهمز. قال الحافظ: وهذا المولى لم أر من ذكره في الصحابة مع إدراكه، وقد وجدت له رواية عن أبي بكر وعمر وعمرو بن العاص، روى عنه ابنه عمير، وشيخ من الأنصار وغيرهما، شهد صفين مع معاوية، ثم تحول إلى علي لما قتل عمار، ثم وجدت في مكة لعمر بن شبة أن آل هني ينتسبون في همدان، وهم موالي آل عمر. انتهى. ولولا أنه كان من الفضلاء النبهاء الموثوق بهم لما استعمله عمر.
(2) وفي البخاري " على الحمى " بدل " على الصدقة "، والمقصود بالحمى: حمى الربذة.
(3) في البخاري: ضم جناحك عن المسلمين.
(4) في البخاري: وإياي. قال الحافظ: قوله: وإياي، تحذير المتكلم نفسه، وهو شاذ عند النحاة، كذا قيل، والذي يظهر أن الشذوذ في لفظه، وإلا فالمراد في التحقيق، إنما هو تحذير المخاطب، وكأنه بتحذير نفسه حذره بطريق الأولى، فيكون أبلغ. ونحوه: نهي المرء نفسه ومراده: نهي من يخاطبه.
(5) في الأصل: ببينة، والتصحيح من البخاري. وفي بعض النسخ: ببيته، والمعنى متقارب.
(6) قال الحافظ: قوله: " لا أبالك " ظاهره الدعاء عليه، لكنه على مجازه لا على حقيقته، وهو بغير تنوين، لأنه صار شبيهاً بالمضاف، وإلا فالأصل: لا أبالك.
(7) أي: من الإبل التي كان يحمل عليها من لا يجد ما يركب، وجاء عن مالك أن عدة ما كان في الحمى في عهد عمر بلغ أربعين ألفاً من إبل وخيل وغيرهما.
(8) البخاري 6 / 121 و 123 في الجهاد، باب إذا أسلم قوم في الحرب ولهم مال وأرضون فهي لهم، وهو في الموطأ 2 / 1003 في دعوة المظلوم، باب ما يتقى من دعوة المظلوم، خلافاً لما قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " 6 / 123: وهذا الحديث ليس في الموطأ. قال الدارقطني في " غرائب مالك ": هو حديث غريب صحيح، ولعله غير موجود في بعض نسخ الموطأ. وفي الحديث ما كان فيه عمر من القوة وجودة النظر والشفقة على المسلمين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (1954) ، ومن طريق البخاري (4/87) قال: ثنا إسماعيل، قال: ثني مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره.(2/729)
1230 - (خ د) أسلم مولى عمر - رضي الله عنه -: أنَّهُ سَمعَ عمر يقول: أمَا والذي نفْسِي بيدِهِ، لَوْلا أن أتْرُكَ آخِرَ النَّاس بَبَّاناً، ليس لهم من شيءٍ، ما فُتِحَتْ عليَّ قَرْيةٌ إلا قسَمْتُها، كما قسَم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خيبرَ، ولكني أتْرُكُهَا خِزانة لهم يقْتَسِمُونَهَا. هذه رواية البخاري.
وفي رواية أبي داود قال: قال عمر: لولا آخِرُ النَّاسِ، ما فتَحْتُ قرية إلا قسَمْتُها كما قسمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم خيْبرَ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ببَّاناً) بباناً: واحداً: أي شيئاً واحداً، مثل قوله: باجاً واحداً، ومعنى الحديث: أنه قال: لولا أن أترك آخر الناس - وهم الذي يجيؤون [ص:732] بعده - شيئاً واحداً متساويين في الفقر، ليس لهم شيء، لكنت كلما فتحت على المسلمين قرية قسمتها، كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، وذلك أنه قسمها على الغانمين، فصار لكل واحد منهم حصة مفردة من أرض خيبر، يتصرف فيها. فقال عمر: لو قسمتها كقسمة خيبر، جاء آخر الناس وليس لهم حصة في البلاد المفتتحة، فيكونون ببَّاناً واحداً، ليس لهم شيء، فلذلك جعل عمر البلاد في أيدي المسلمين يتولونها لبيت المال، ولم يقسم على الغانمين إلا الغنائم وحدها دون البلاد.
__________
(1) أخرجه البخاري 5 / 13 و 14 في الحرث والمزارعة، باب أوقاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأرض الخراج ومزارعتهم ومعاملتهم، وفي الجهاد، باب الغنيمة لمن شهد الوقعة، وفي المغازي، باب غزوة خيبر، وأبو داود رقم (3020) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/31) (213) قال: حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا هشام، يعني ابن سعد. وفي (1/40) (284) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك. والبخاري (3/139 و 4/105) قال: حدثنا صدقة، قال: أخبرنا عبد الرحمن، عن مالك، وفي (5/176) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا محمدبن جعفر. وفيه (5/176) قال: حدثني محمدبن المثنى، قال: حدثنا ابن مهدي، عن مالك بن أنس. وأبو داود (3020) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن مالك.
ثلاثتهم - هشام، ومالك، ومحمد بن جعفر - عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره.(2/731)
1231 - (خ م ت د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ الصَّعْب بن جَثَّامة قال: مرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالأَبْواءِ- أوْ بِودَّانَ- وسُئِلَ عن أَهْلِ الدار من المشركين يُبَيَّتُونَ، فيُصابُ مِنْ نِسائِهمْ وذَرَاريهم، قال: هم منهم، وسمعتُه يقول: لا حِمَى إلا للهِ ولِرُسولِهِ. وفي رواية: هم من آبائِهِمْ.
هذه رواية البخاري، ووافقَهُ مسلم على الفصل الأول، ولم يذكر الْحِمَى.
وفي رواية الترمذي قال: قلتُ: يا رسولَ الله، إنَّ خَيْلَنا أُوطِئَتْ من نساءِ المشركين وأولادهم؟ قال: هُمْ من آبائِهم.
وفي رواية أبي داود قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدَّارِ من المشركين يُبَيَّتُونَ، فَيصابُ من ذرارِِيهمْ ونِسَائِهمْ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: هم منهم. [ص:733]
وفي رواية (1) : هم من آبائهم.
قال الزهريُّ: ثم نهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعد ذلك عن قتل النساء والولدان (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُبَيّتون) التبييت: طروق العدو ليلاً على غفلة، للغارة والنهب.
(هم منهم) أي حكمهم وحكم أهلهم سواء، وكذلك قوله: «هم من آبائهم» .
__________
(1) هي رواية عمرو بن دينار.
(2) أخرجه البخاري 6 / 102 في الجهاد، باب أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذراري، ومسلم رقم (1745) في الجهاد، باب جواز قتل النساء والصبيان في البيات من غير تعمد، والترمذي رقم (1570) في السير، باب ما جاء في النهي عن قتل النساء والصبيان، وأبو داود رقم (2672) في الجهاد، باب في قتل النساء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه الحميدي (781) قال: ثنا سفيان. وأحمد (4/37) قال: ثنا سفيان، وفي (4/38) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: نا ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن دينار. وفي (4/38) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. والبخاري (4/74) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (5/144) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وعمرو الناقد، عن ابن عيينة، قال يحيى: أخبرنا سفيان بن عيينة. وفي (5/144) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار. وأبو داود (2672) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا سفيان. وابن ماجة (2839) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1570) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (4/71) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، وهوالمقدمي، قال: حدثنا محمد بن ثابت العبدي، قال: حدثنا عمرو بن دينار. وفي (4/71) قال: حدثني أبو خيثمة، زهير بن حرب، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/72) قال: حدثني أبو حميد، قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثني جعفر بن الحارث، عن محمد بن إسحاق، وفي (4/72) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور الكوسج، من أهل مرو في سنة ثمان وعشرين ومائتين، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة.. وفي (4/72) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (4/73) قال: حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج، قال: أخبرنا ابن شُميل «يعني النضر» قال: أخبرنا محمد، هو ابن عمرو. وفي (4/73) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن الزبير «يعني الحميدي» قال: حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4939) عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، والحارث بن مسكين، كلاهما عن سفيان. (ح) وعن يوسف بن سعيد بن مسلم، وإبراهيم بن الحسن المقسمي، كلاهما عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار. (ح) وعن أبي كريب، عن عبد الله بن إدريس «ووقع في التحفة: عبد الله بن نمير» عن مالك. سبعتهم (سفيان بن عيينة، وعمرو بن دينار، ومعمر، ومحمد بن إسحاق، ومسلم بن خالد، ومحمد بن عمرو، ومالك) عن ابن شهاب الزهري.
2 - وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (4/73) قال: حدثنا داود بن عمرو، أبو سليمان الضبّي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث.
كلاهما -الزهري، وعبد الرحمن بن الحارث - عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس، فذكره.
* أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (4/71) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا عمرو بن دينار، عن ابن عباس، فذكره. ليس فيه (الزهري، ولا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود) .
* في رواية محمد بن عمرو، عن الزهري زيادة: «وقد نهى عنهم يوم خيبر» .(2/732)
1232 - (خ د) الصعب بن جثامة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا حِمَى إلا للهِ ولرَسولِهِ» قال: وبَلَغَنا: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم حَمَى النَّقِيعَ، وأَنَّ عُمرَ حَمَى سَرِفَ (1) والرَّبَذَةَ. هذه رواية البخاري.
وعند أبي داود: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا حِمَى إلا للهِ ولرسوله» . [ص:734]
قال ابنُ شِهابٍ: وَبَلَغَنِي: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَمى النَّقِيعَ.
وفي رواية: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَمَى النَّقِيعَ، وقال: «لا حمِى إِلا للهِ» (2) .
__________
(1) قيده بعضهم " سرف " - بفتح السين وكسر الراء المهملتين - وقيده بعضهم " الشرف " - بفتح الشين المعجمة وفتح الراء المهملة - وهو الصواب كما في " الفتح ".
(2) البخاري 5 / 34 و 35 في الحرث والمزارعة، باب لا حمى إلا لله تعالى ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الجهاد، باب أهل الدار يبيتون فيصاب الوالدان والذراري، وأبو داود رقم (3083) و (3084) في الخراج والإمارة، باب في الأرض يحميها الإمام أو الرجل. والرواية الأخيرة لأبي داود سندها لا بأس به، وله شاهد عند أبي عبيد في " الأموال " صفحة (298) ، وقد ذكرها البخاري 5 / 34، 35 عن الزهري بلاغاً فقال: بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى النقيع، وأن عمر حمى الشرف والربذة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (782) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/37) قال: حدثنا سفيان. وفي (4/38) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (4/71) قال: حدثنا عامر بن صالح الزبيري، سنة ثمانين ومائة، قال: حدثني يونس بن يزيد. والبخاري (3/148) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن يونس. وفي (4/74) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (3083) قال: حدثنا ابن السرح، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وفي (3084) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبد الرحمن بن الحارث. وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (4/71) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر - وهو المقدمي- قال: حدثنا محمد بن ثابت العبدي، قال: حدثنا عمرو بن دينار. وفي (4/71) قال: حدثني أبو خيثمة، زهير بن حرب، قال: حدثنا سفيان. في (4/71) قال: حدثني مصعب، هو الزبيري، قال: حدثني عبد العزيز بن محمد، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش المخزومي. وفي (4/73) قال: حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج، قال: أخبرنا ابن شميل «يعني النضر» قال: أخبرنا محمد، هو ابن عمرو. وفي (4/73) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن الزبير «يعني الحميدي» ، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/73) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن عيينة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4941) عن أبي كريب، محمد بن العلاء، عن ابن إدريس، عن مالك..
سبعتهم -سفيان بن عيينة، ومعمر، ويونس بن يزيد، وعبد الرحمن بن الحارث، وعمرو بن دينار، ومحمد بن عمرو، ومالك - عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس، فذكره.
* أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (4/71) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا عمرو بن دينار، عن ابن عباس، فذكره. ليس فيه «ابن شهاب الزهري، ولا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود» .(2/733)
1233 - (ط د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: كلُّ قَسْمٍ قُسِمَ في الجاهلية فهو على ما قُسِمَ، وكلُّ قَسْمٍ أدْرَكهُ الإسلامُ ولم يُقْسَمِ فهو على قَسْم الإسلامِ. أخرجه أبو داود (1) .
وأخرجه الموطأ مرسلاً عن ثور بن يزيد الديلي قال: بلغني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيما دارٍ أو أرضٍ قُسِمَتْ في الجاهلية فهي على قَسْم الجاهلية، وأيُّما دارٍ أو أرض أدركها الإسلام ولم تُقْسَم فهي على قسم الإسلام» (2) .
__________
(1) رقم (2914) في الفرائض، باب هل يرث المسلم الكافر، وأخرجه ابن ماجة رقم (2485) في الرهون، باب قسمة الماء، وإسناده حسن.
(2) الموطأ 2 / 746 في الأقضية، باب القضاء في قسم الأموال، وفي سنده انقطاع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2914) قال: ثنا حجاج بن أبي يعقوب، وابن ماجة (2485) قال: ثنا العباس ابن جعفر.
كلاهما (حجاج، والعباس) قالا: ثنا موسى بن داود، قال: ثنا محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو ابن دينار،عن أبي الشعثاء، فذكره.
ومالك «الموطأ» (1504) قال عن ثور بن زيد الديلي، فذكره.
وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» : قال أبو عمر: تفرد بوصله إبراهيم بن طهمان،وهو ثقة، عن مالك، عن ثور، عن عكرمة، عن ابن عباس.(2/734)
1234 - (خ ط د) نافع - رحمه الله -: عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: [ص:735] أنَّ عبداً لابنِ عمرَ أبَقَ فَلَحِقَ بالرُّوم، فظهر عليهم خَالِدٌ، فردَّهُ إلى عبد الله، وأنَّ فَرَساً لعبدِ الله عارَ، فظَهَرُوا عليه، فردَّهُ إلى عبد الله.
قال البُخَارِيُّ: وقال في رواية: في الفَرَسِ عَلى عَهْدِ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم.
وفي أخرى أنَّ خالدَ بنَ الْوَلِيد حين بعَثَهُ أبو بكرٍ أخذَ غُلاماً كان فَرَّ من ابن عمر إلى أرض الروم، فأَخذَه خالدٌ فردَّه عليه.
وفي رواية الموطأ: أنَّ عبداً لابن عمر أبقَ، وأن فرساً له عَارَ فأصابهما المشركون، ثُمَّ غنِمهُما المسلمون، فَرُدَّا على عبد الله بن عمر، وذلك قبلَ أنْ تُصِيبَهُما المقاسِمُ.
وأخرج أبو داود الحديث بطوله مثل البخاري.
وأخرج من رواية أخرى حديث العبد، وقال فيه: فَرَدَّهُ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يقْسِمْ (1) . [ص:736]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أبق) أبق الغلام: إذا هرب.
(عار) عار الفرس: إذا انفلت وذهب هاهنا وهاهنا من مرحه.
__________
(1) أخرجه البخاري 6 / 126 و 127 في الجهاد، باب إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم، والموطأ 2 / 452 في الجهاد، باب ما يرد قبل أن يقع القسم مما أصاب العدو، وأبو داود رقم (2698) و (2699) في الجهاد، باب في المال يصيبه العدو من المسلمين ثم يدركه صاحبه في الغنيمة، وأخرجه ابن ماجة رقم (2748) في الجهاد، باب ما أحرز العدو ثم ظهر عليه المسلمون. وفي الحديث دليل على أن المشركين لا يحرزون على المسلم ماله، وأن المسلمين إذا استنفذوا من أيديهم شيئاً كان للمسلم، كان عليهم رده، ولا يغنمونه، وقد اختلف العلماء في ذلك ... .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3068) حدثنا محمد بن. بشار وأخرجه أبو داود (2698) حدثنا صالح بن سهيل..
كلاهما - محمد، صالح - حدثنا يحيى عن عبيد الله، قال: أخبرني نافع أن عبدا لابن عمر، فذكره.(2/734)
1235 - (خ) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: قال: كنَّا نُصِيبُ في مغَازينا العَسَلَ والعِنَب فنأْكُلُهُ، ولا نرفعهُ (1) . أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) قال الحافظ: أي: ولا نحمله على سبيل الادخار، ويحتمل أن يريد: ولا نرفعه إلى متولي أمر الغنيمة، أو إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نستأذنه في أكله اكتفاءاً بما سبق منه من الإذن.
(2) 6 / 182 و 183 في الجهاد، باب ما يصيب من الطعام في أرض العدو.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/116) قال: ثنا مسدد، قال: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وأبو داود بنحوه (2701) قال: ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري قال: ثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله.
كلاهما - أيوب، وعبيد الله - عن نافع، فذكره.(2/736)
1236 - (د) زيد بن أسلم - رحمه الله-: أنَّ ابْن عَمرَ دخلَ على معاوية، فقال: ما حَاجتُك يا أبا عبدَ الرحمن؟ قال: عطاءُ المُحَرَّرين، فإني رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أوَّل ما جاءه شيءٌ بدأَ بالمحَرَّرين. أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المحرَّرون) قال الخطابي: المحررون المعتقون، وذلك أنهم قوم لا ديوان لهم، وإنما يدخلون في جملة مواليهم، والديوان إنما كان موضوعاً في بني هاشم، ثم الذين يلونهم في القرابة والسابقة، وكان هؤلاء مؤخرين في [ص:737] الذِّكر، وإنما ذكرهم عبد الله بن عمر وتشفع لهم في تقديم أعطياتهم، لما علم من ضعفهم وحاجتهم.
__________
(1) رقم (2951) في الخراج، باب في قسم الفيء، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2951) حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء ثنا أبي ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أن عبد الله بن عمر، فذكره.(2/736)
1237 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: أُتِيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِظَبْيَةٍ (1) فيها خَرَزٌ، فَقَسَمَهَا لِلْحُرَّةِ والأَمةِ، قالت عائشةُ: كان أبي يَقْسِمُ للحرِّ والعبد. أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) الظبية: جراب صغير عليه شعر.
(2) رقم (2952) في الخراج والإمارة، باب في قسم الفيء، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/156) قال: ثنا أبو النضر. وفي (6/159) قال: ثنا عثمان بن عمر. وفي (6/238) قال: ثنا يزيد. وأبو داود (2952) قال: ثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: نا عيسى.
أربعتهم -أبو النضر، وعثمان بن عمر، ويزيد، وعيسى بن يونس - عن ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن عبد الله بن دينار، عن عروة، فذكره.(2/737)
1238 - (خ م ت) المسور بن مخرمة - رضي الله عنه -: أنَّ عمرو بنَ عوْفٍ أخْبَرَهُ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعثَ أبا عُبَيْدةَ بنَ الجرَّاح إلى البَحْرَيْن يأتي بجِزيتها، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم صالَحَ أهلَ البحرين، وأمَّر عليهم العلاءَ بنَ الْحَضْرَمِيِّ، فقَدِم أبو عبيدة بمالٍ من البحْرين، فسمعتِ الأنصارُ بقُدوم أبي عُبيدةَ، فَوافَوْا صلاةَ الفجر مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم انصرفَ، فَتَعرَّضوا له، فَتَبَسَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال: «أُظُنُّكُمْ سمعتُم أنَّ أبا عُبَيْدةَ قَدِم بشيءٍ من البحرين؟» فقالوا: أَجلْ يا رسولَ الله، فقال: «أبْشِرُوا وأمِّلُوا ما يَسُرُّكُمْ (1) ، فوالله مَا الْفقْرَ أخْشى عليكم، ولكني أخشى أنْ تُبْسَط الدُّنيا عليكم كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم، فَتَنافَسُوها كما تَنافسوها وتُهْلِكَكُمْ كما أهْلَكَتْهُمْ» . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
إلا أنَّ الترمذي لم يذكر الصلحَ، وتأمير الْعلاءِ (2) . [ص:738]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تعرضوا له) تعرضت لفلان: إذا تراءيت له ليراك.
(فتنافسوها) التنافس: تفاعل من المنافسة: الرغبة في الانفراد بالشيء والاستبداد به.
__________
(1) في الأصل: ما سركم.
(2) أخرجه البخاري 11 / 208 في الرقاق، باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها، وفي [ص:738] الجهاد، باب الجزية والموادعة مع أهل الحرب، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وأخرجه مسلم رقم (2961) في الرقاق، والترمذي رقم (2464) في صفة القيامة، باب خوف الرسول صلى الله عليه وسلم على أمته أن تبسط لهم الدنيا. وفي الحديث أنه ينبغي لمن فتحت عليه الدنيا وزهرتها أن يحذر من سوء عاقبتها وشر فتنتها، فلا يطمئن إلى زخرفها، ولا ينافس غيره فيها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/137) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي عن صالح. (ح) وحدثنا سعد، قال: حدثني أبي، عن صالح. وفي (4/327) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. والبخاري (4/117) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (5/108) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا معمر ويونس. وفي (8/112) قال: حدثنا إسماعيل ابن عبد الله، قال: حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة. ومسلم (8/212) قال: حدثني حرملة بن يحيى بن عبد الله يعني ابن حرملة بن عمران التجيبي قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. (ح) وحدثنا الحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد. جميعا عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وابن ماجة (3997) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى المصري. قال: أخبرني ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والترمذي (2462) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن معمر ويونس. والنسائي في الكبرى «الورقة 117 ب» قال: أخبرنا يونس ابن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي، عن صالح. وفي الكبرى أيضا «تحفة الأشراف» (8/10784) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن معمر ويونس.
خمستهم - صالح بن كيسان، وشعيب، ومعمر، ويونس، وموسى بن عقبة - عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، فذكره.(2/737)
1239 - (خ) ثعلبة بن أبي مالك - رضي الله عنه -: أنَّ عُمَرَ قَسَمَ مُرُوطاً بين نِساءِ أهل المدينَةِ، فَبَقِيَ منها مِرْطٌ جَيِّدٌ، فقال له بعضُ مَنْ عنده: يا أمير المؤمنين، أعْطِ هذا ابنةَ رسولِ الله التي عندك - يُريِدَون: أُمَّ كُلْثُوم بنتَ علي فقال: أُمُّ سَلِيطٍ (1) أحقُّ به، فإنها ممَّنْ بايعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، كانت تَزْفِرُ لنا الْقِرَبَ يومَ أُحُدٍ. أخرجه البخاري (2) . [ص:739]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مروطاً) المروط جمع مِرط، وهو كساء من خز أو صوف يؤتزر به.
(تزفر) زفر الحِملَ يزفِره: إذا حمله.
__________
(1) هي والدة أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، كانت زوجاً لأبي سليط بن أبي حارثة عمرو بن قيس من بني عدي بن النجار، فولدت له سليطاً فمات عنها أبو سليط قبل الهجرة فتزوجها مالك بن سنان الخدري، فولدت له أبا سعيد الخدري. ويقال لها: أم قيس، وهي بنت عبيد بن زياد بن ثعلبة من بني مازن.
(2) 7 / 282 في المغازي، باب ذكر أم سليط، وفي الجهاد، باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/40) قال: ثنا عبدان، قال: نا عبد الله. وفي (5/127) قال: ثنا يحيي بن بكير، قال: ثنا الليث.
كلاهما - عبد الله بن المبارك، والليث بن سعد - عن يونس، عن ابن شهاب، قال ثعلبة بن مالك الخشني، فذكره.(2/738)
الفصل الرابع: من الباب الثاني من كتاب الجهاد في الشهداء
1240 - (م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تَعُدُّونَ الشهيدَ فيكم؟ قالوا: يا رسول الله، مَنْ قُتِلَ في سبيل الله فهو شهيدٌ، قال: إنَّ شُهدَاءَ أُمَّتي إذاً لَقليلٌ، قالوا: فَمن هُمْ يا رسولَ الله؟ قال: من قُتِلَ في سبيل الله فهو شهيدٌ، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البَطْنِ فهو شهيد، قال ابنُ مِقْسَمٍ: أشهدُ على أبيك- يعني أبا صالح (1) - أنَّهُ قال: والغريق شهيدٌ» . هذه رواية مسلم.
وفي رواية الموطأ، والترمذي: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «الشهداءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، والْمَبْطُونُ، والغَرِقُ، وصاحبُ الَهدْمِ، والشهيدُ في [ص:740] سبيل الله» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشهداء) جمع شهيد: وقد ذكر (3) .
(المطعون) الذي عرض له الطاعون، وهو الداء المعروف.
(المبطون) هو الذي يشكو بطنه.
(صاحب الهدم) هو الذي يقع عليه بناء أو حائط فيموت تحته.
__________
(1) يعني: قال ابن مقسم لسهيل بن أبي صالح.
(2) مسلم رقم (1915) في الإمارة، باب بيان الشهداء، والموطأ 1 / 131 في صلاة الجماعة، باب ما جاء في العتمة والصبح، والترمذي رقم (1063) في الجنائز، باب ما جاء في الشهداء من هم.
(3) انظر الصفحة (585) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/310) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (2/522) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حماد. ومسلم (6/51) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي. قال: حدثنا خالد. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا بهز. قال: حدثنا وهيب. وابن ماجة (2804) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار.
ستتهم - معمر، وحماد، وجرير بن عبد الحميد، وخالد بن عبد الله، ووهيب بن خالد، وعبد العزيز ابن المختار -عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.
* في رواية جرير: قال سهيل: قال ابن مِقْسَم: أشهد على أبيك في هذا الحديث أنه قال: «والغريق شهيد» .
* وفي رواية خالد بن عبد الله: قال سهيل: قال عبيد الله بن مِقسم: أشهد على أخيك أنه زاد في هذا الحديث: «ومن غرِق فهو شهيد» .
* وفي رواية وهيب وعبد العزيز بن المختار: قال سهيل: أخبرني عبيد الله بن مقسم، عن أبي صالح، وزاد فيه: «والغرق شهيد» .(2/739)
1241 - (س) عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: قال: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «خَمسٌ مَنْ قُبضَ في شيءٍ منهنَّ فهو شهيد: المقتولُ في سبيل الله شهيدٌ، والْغَرِقُ في سبيل الله شهيد، والمبطونُ في سبيل الله شهيدُ، والمطعونُ في سبيل الله شهيد، والنُّفَساءُ في سبيل الله شهيدٌ» .أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 37 في الجهاد، باب مسألة الشهادة، وفي سنده عبد الله بن ثعلبة الحضرمي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ويشهد له الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (6/37) قال: نا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب، قال: ثني عبد الرحمن بن شريح، عن عبد الله بن ثعلبة الحضرمي. أنه سمع ابن حجيرة، فذكره.
قلت: فيه عبد الله بن ثعلبة الحضرمي، لم يوثقه غير ابن حبان.(2/740)
1242 - (س) صفوان بن أمية - رضي الله عنه -: قال: الطَّاعُونُ، والمبطونُ، والغرِيقُ، والنُّفَساءُ، شَهادَةٌ. [ص:741]
قال: [وحدَّثنا] أبو عثمان مِراراً، ورفعه مَرَّة إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم. أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 99 في الجنائز، باب الشهيد، وفي سنده عامر بن مالك بصري. وهو مجهول لم يوثقه غير ابن حبان، ولكن يشهد الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/99) أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: حدثنا يحيى عن التيمي عن أبي عثمان عن عامر عن مالك عن صفوان بن أمية، فذكره.(2/740)
1243 - (ط د س) جابر [بن عتيك] (1) - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشهداءُ سبعةٌ، سوى القَتْلِ في سبيل الله: المطعونُ، والمبطونُ، والغَرِقُ، والحَرِقُ، وصاحبُ ذاتِ الجنْب، والذي يموتُ تَحتَ الهَدْمِ، والمرأةُ تموتُ بِجُمْعٍ [شهيدةٌَ] » . أخرجه (2) . [ص:742]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغرق) : الغريق، والحرق: المحترق، وهما اللذان يموتان بالماء والنار.
(ذات الجنب) دمل أو قرحة تعرض في جوف الإنسان، تنفجر إلى داخل، فيموت صاحبها، وقد تنفجر إلى خارج.
(بجُمع) ماتت المرأة بجُمع: إذا ماتت وولدها في بطنها، وقد تكون المرأة التي لم يمسها رجل.
__________
(1) في الأصل: جابر، وهو إذا أطلق يراد به: جابر بن عبد الله. والمراد هبه هنا: جابر بن عتيك.
(2) في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد فات المؤلف رحمه الله أن الحديث رواه مالك في الموطأ 1 / 233 في الجنائز، باب النهي عن البكاء على الميت، وأبو داود رقم (3111) في الجنائز، باب في فضل من مات في الطاعون، والنسائي 4 / 13، 14 في الجنائز، باب في النهي عن البكاء على الميت، وابن ماجة رقم (2803) في الجهاد، باب ما يرجى فيه الشهادة، وابن حبان في صحيحه (1616) موارد، في الجهاد، باب جامع فيمن هو شهيد، كلهم من حديث جابر بن عتيك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " جاء يعود عبد الله بن ثابت، فوجده قد غلب، فصاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يجبه، فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: غلبنا عليك يا أبا الربيع، فصاح النسوة وبكين، فجعل ابن عتيك يسكتهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعهن، فإذا وجب فلا تبكين باكية، قالوا: وما الوجوب يا رسول الله؟ قال: الموت، قالت ابنته: والله إن كنت لأرجو أن تكون شهيداً، فإنك قد كنت قضيت جهازك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أوقع أجره على قدر نيته، وما تعدون الشهادة؟ قالوا: القتل في سبيل الله، قال: الشهادة سبع - الحديث "، وفي سنده عتيك بن الحارث بن عتيك لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ولكن له شاهد بنحوه، ذكره المنذري في " الترغيب والترهيب " من رواية الطبراني عن ربيع الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد ابن أخي جابر الأنصاري فذكره بنحوه وقال: ورواته محتج بهم في الصحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هو جزء من حديث:
أخرجه مالك «الموطأ» (161) . وأحمد (5/446) قال: ثنا روح. وأبو داود (3111) قال: حدثنا القعنبي. والنسائي (4/13) قال: أخبرنا عتبة بن عبد الله بن عتبة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (3173) عن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم.
أربعتهم - روح، والقعنبي، وعتبة، وابن القاسم- عن مالك، عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك، أن عتيك بن الحارث، وهو جد عبد الله بن عبد الله أبو أمه، أخبره، فذكره.(2/741)
1244 - () (عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -) : مِثلهُ - وزاد: ومَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فهو شهيد. أخرجه (1) .
__________
(1) هكذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات زرين العبدري على الأصول.(2/742)
1245 - (د) أم حرام - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «المائدُ في البحر، الذي يُصيبُهُ القَيءُ له أجر شهيد، والغَرِق لَهُ أَجْرُ شهيدَيْنِ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2493) في الجهاد، باب فضل الغزو في البحر، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (349) . وأبو داود (2493) قال: حدثنا محمد بن بكار العيشي (ح) وحدثنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الجوبري الدمشقي.
ثلاثتهم - الحميدي، ومحمد بن بكار، وعبد الوهاب بن عبد الرحيم - عن مروان بن معاوية، قال: حدثنا هلال بن ميمون الجهني الرملى، عن يعلى بن شداد، فذكره.(2/742)
1246 - (خ ت د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ قُتِلَ دُونَ ماله فهو شهيد» . أخرجه البخاري، والترمذي، والنسائي.
وللنسائي في رواية: مَنْ قُتل دون ماله مظلوماً فهو شهيد.
وفي رواية للترمذي وأبي داود والنسائي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [ص:743] يقول: «مَنْ أُرِيدَ مالُه بغير حق، فَقاتلَ فَقُتِلَ، فهو شهيد» (1) .
__________
(1) البخاري 5 / 88 في المظالم، باب من قاتل دون ماله، والترمذي رقم (1419) و (1420) في الديات، باب ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد، وأبو داود رقم (4771) في السنة، باب قتال اللصوص، والنسائي 7 / 114 و 115 في تحريم الدم، باب من قتل دون ماله، وأخرجه ابن ماجة رقم (2581) في الحدود، باب من قتل دون ماله فهو شهيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: البخاري في المظالم (33) عن عبد الله بن يزيد المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن؟؟. النسائي في المحاربة (18: 3) عن عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم عن المقرئ به و (18: 4) عن جعفر بن محمد بن الهذيل عن عاصم بن يوسف عن سعيد بن الخمس عن عبد الله بن الحسن عنه قال النسائي: سعيد خطأ يعني أن الصواب حديث عبد الله بن الحسن -أبو داود، والترمذي والنسائى- عن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عبد الله بن عمرو. «الأشراف (6/367) » .
وأبو داود في السنة (32: 1) عن مسدد عن يحيى عن سفيان حدثني عبد الله بن حسن حدثني عمي إبراهيم بن محمد بن طلحة به والترمذي في الديات (22: 4) عن «بندار» عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان به. و (22: 3) عن هارون بن إسحاق الهمداني عن محمد بن عبد الوهاب عن سفيان عن عبد الله ابن الحسن عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال سفيان وأثنى عليه خيرا فذكر معناه. و (22: 2) عن بندار عن أبي عامر العقدي عن عبد العزيز بن المطلب عن عبد الله بن الحسن بمعناه. وقال: حسن صحيح «الأشراف (6/278، 279) » .(2/742)
1247 - (س) بُريدُة الأسلمي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتلَ دونَ مالهِ فهو شهيدٌ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 116 في تحريم الدم، باب من قتل دون ماله، وفي سنده مؤمل بن إسماعيل البصري أبو عبد الرحمن، وهو سيء الحفظ، ولكن للحديث شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند البخاري، فهو حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/116) قال: نا أحمد بن نصر، قال: ثنا المؤمل عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة،فذكره.
قلت: فيه المؤمل بن إسماعيل، قال عنه الحافظ في «التقريب» : صدوق سيء الحفظ.(2/743)
1248 - (ت د س) سعيد بن زيد - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ قُتلَ دُونَ مالهِ فهو شهيد، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فهو شهيد، ومن قتلَ دون دِينه فهو شهيد، ومن قُتلَ دُونَ أهْلهِ فِهو شهيد» . أخرجه الترمذي، وأبو داود.
وفي أخرى للترمذي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قُتِلَ دونَ مالِه فهو شهيدٌ، ومن سَرَق من الأرض شِبراً طُوِّقَهُ يومَ القيامَةِ من سَبْعِ أرضين» .
وفي رواية للنسائي: مَنْ قُتِلَ دُونَ ماله فهو شهيد.
وفي أخرى له: مَنْ قَاتَلَ دُونَ مالِه فَقُتِلَ فهو شهيد، ومن قاتلَ [ص:744] دون دمه فهو شهيدٌ، ومن قاتل دون أهله فهو شهيد.
زاد في أخرى: ومن قاتَلَ دُونَ دِينهِ فهو شهيد (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طُوِّقَه من سبع أرضين) طوقه أي: جُعل له مثل الطوق في العنق. وقوله: «من سبع أرضين» يعني: أنه تُخسف به الأرضون السبع فيصير موضع ما اغتصبه كالطوق في رقبته.
وقيل: هو من طوق التكليف، لا طوق التقليد، يقال: طوقته هذا الأمر، أي: كلفته حمله.
__________
(1) الترمذي رقم (1418) و (1421) في الديات، باب ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد، وأبو داود رقم (4772) في السنة، باب قتال اللصوص، والنسائي 7 / 115 و 116 في تحريم الدم، باب من قتل دون ماله، وأخرجه ابن ماجة رقم (2580) في الحدود، باب من قتل دون ماله فهو شهيد، وأحمد في " المسند " رقم (1628) ، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه الحميدي (83) . وأحمد (1/187) (1628) قالا: حدثنا سفيان. وفي (1/189) (1642) قال أحمد: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا محمد بن إسحاق. وابن ماجة (258) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان. والنسائي (7/115) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، وقتيبة، قالا: أنبأنا سفيان. وفي (7/115) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبدة، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. كلاهما (سفيان، وابن إسحاق) عن الزهري.
2 - وأخرجه أحمد (1/190) (1652) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. وفي (1/190) (1653) قال: حدثنا يعقوب. وعبد بن حميد (106) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. وأبو داود (4772) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، وسليمان بن داود (يعني أبا أيوب الهاشمي) . والترمذي (1421) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرني يعقوب بن إبراهيم بن سعد. والنسائى (7/116) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (7/116) أيضا قال: أخبرنا محمد بن رافع، ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قالا: حدثنا سليمان (يعني ابن داود الهاشمي) .
أربعتهم - سليمان بن داود الهاشمي، ويعقوب بن إبراهيم، وأبو داود الطيالسي، وعبد الرحمن بن مهدي- عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر.
كلاهما - الزهري، وأبو عبيدة - عن طلحة بن عبد الله بن عوف، فذكره.
* قال الحميدي: قيل لسفيان: فإن معمرا يدخل بين طلحة وبين سعيد رجلا. فقال سفيان: ما سمعت الزهري أدخل بينهما أحدا.
* رواية محمد بن إسحاق عند أحمد (1/189) ذكر فيها قصة أروى.(2/743)
1249 - (س) سويدَ بن مُقَرِّن - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ فهو شهيد» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 117 في تحريم الدم، باب من قاتل دون مظلمته، وفي سنده سوادة بن أبي الجعد، لم يوثقه غير ابن حبان، وأبو جعفر، شيخ لسوادة، مجهول، ولكن له شاهد عند أحمد من حديث ابن عباس رقم (2780) ، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/117) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار،قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، قال: حدثنا عبثر، عن مطرف، عن سوادة بن أبي الجعد، عن أبي جعفر، فذكره.
* أخرجه النسائي (7/116) قال: أخبرنا محمدبن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن علقمة، عن أبي جعفر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل دون مظلمته فهو شهيد» . مرسل.(2/744)
1250 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: جاء رجلٌ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أَرأيتَ إنْ جاء رجلٌ يريدُ أَخْذَ [ص:745] مَالي؟ قال: «فلا تُعْطِهِ (1) مالَكَ» ، قال: أرأَيتَ إنْ قَاتَلَني؟ قال: «قاتِلْهُ» ، قال: أرأيتَ إنْ قَتَلني؟ قال: «فأنتَ شهيدٌ» ، قال: أرأَيتَ إنْ قتلتهُ؟ قال «هو في النار» (2) . أخرجه مسلم.
وفي رواية النسائي قال: جاء رجلٌ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ الله، أرأَيت إنْ عُدِي على مالي؟ قال: «فانْشُدْ بالله» ، قال: فإنْ أَبَوْا عليَّ؟ قال: «فانْشُد بالله» ، قال: فإن أبوا عليَّ؟ قال: «فانشد بالله» ، قال: فإن أبَوْا علي؟ قال: فَقَاتِلْ، «فإنُ قُتِلتَ فَفي الجنة، وإنْ قَتلتَ فَفِي النار» .
وفي أخرى له قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قاتلَ دُونَ مَالهِ فَقُتِلَ فهو شهيد» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عدي على مالي) عدي على فلان: إذا ظلم وأخذ ماله.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": قوله صلى الله عليه وسلم: " فلا تعطه " معناه: لا يلزمك أن تعطيه، وليس المراد: تحريم الإعطاء.
(2) قال النووي: معناه: أنه يستحق ذلك، وقد يجازى، وقد يعفى عنه، إلا أن يكون مستحلاً لذلك بغير تأويل، فإنه يكفر ولا يعفى عنه، والله أعلم.
(3) مسلم رقم (140) في الإيمان، باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم بحقه، والنسائي 7 / 114 في تحريم الدم، باب ما يفعل من تعرض لماله. قال النووي: وفي الحديث جواز قتل القاصد لأخذ المال بغير حق، سواء كان المال قليلاً أو كثيراً، لعموم الحديث، وهذا قول جماهير العلماء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم في الإيمان (61: 1) عن أبي كريب عن خالد بن مخلد؟؟ «الأشراف (10/237) » والنسائي في المحاربة (17: 2) عن قتيبة عن الليث عن ابن الهاد عن عمرو بن فهيد به. و (17: 3) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن شعيب بن الليث عن الليث عن ابن الهاد عن قهيد بن. مطرف به رواه ابن وهب ويونس بن محمد المودب عن الليث كما رواه قتيبة ورواه ابن وهب أيضا عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن عمرو مولى المطلب عن قهيد بن مطرف وروى الحكم بن المطلب بن عبد الله عن أبيه عن قهيد الغفاري أنه قال: سأل سائل رسول الله، فذكره. مرسل. ولم يذكر «أبا هريرة» .(2/744)
1251 - (م) ثابت مولى عمر بن عبد الرحمن - رحمه الله - (1) : قال: لمَّا كانَ بين [عبدِ الله] بنِ عَمْرو، وعَنْبَسَةَ بن أبي سفيان ما كان تَيَسَّرا (2) لِلْقِتالِ، فركبَ خالدُ بنُ العاصِ إلى ابْنِ عَمْرٍو، فوعَظَهُ، فقال له عبد الله بن عمرو: أمَا علمتَ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قُتِلَ دُونَ ماله فهو شهيد؟» . أخرجه مسلم (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تيسَّرا للقتال) اعتدَّا له، وتهيَّئَا.
__________
(1) لعله: ثابت بن عياض الأحنف الأعرج العدوي، وهو مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، روى عن ابن عمر، وابن عمرو، وابن الزبير، وأنس، وأبي هريرة، وعنه زياد بن سعد، وسليمان الأحول، وعمرو بن دينار، وفليح بن سليمان، ومالك بن أنس، وغيرهم، وهو ثقة.
(2) في مسلم: تيسروا.
(3) رقم (141) في الإيمان، باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/206) (6922) قال: حدثنا محمد بن بكر وعبد الرزاق. ومسلم (1/87) قال: حدثني الحسن بن علي الحلواني وإسحاق بن منصور ومحمد بن رافع، وألفاظهم متقاربة. قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا عبد الرزاق. (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن بكر (ح) وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي، قال: حدثنا أبو عاصم.
ثلاثتهم - محمد بن بكر، وعبد الرزاق، وأبو عاصم - عن ابن جريج، قال: أخبرني سليمان الأحول، أن ثابتا مولى عمر بن عبد الرحمن أخبره، فذكره.
عن عكرمة مولى ابن عباس، عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من قتل دون ماله، فهو شهيد» .
أخرجه أحمد (2/223) (7084) . والبخاري (3/179) قالا: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني أبو الأسود. والنسائي (7/115) قال: أخبرني عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم النيسابوري، قال: أنبأنا عبد الله، قال: حدثنا سعيد، قال: أنبأنا أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن. (ح) وأخبرنا جعفر بن محمد بن الهذيل، قال: حدثنا عاصم بن يوسف، قال: حدثنا سعير ابن الخِمس، عن عبد الله بن الحسن.
كلاهما - أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن، وعبد الله بن الحسن -عن عكرمة، فذكره.
* رواية أحمد بن حنبل. وعبيد الله بن فضالة: «من قتل دون ماله مظلوما فله الجنة» .
عن أبي قلابة، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قتل دون ماله مظلوما، فهو شهيد» .
أخرجه أحمد (2/163) (6522) قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا حجاج، عن قتادة. وفي (2/221) (7055) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، عن أيوب.
كلاهما - قتادة،وأيوب - عن أبي قلابة، فذكره.(2/746)
1252 - (د) أبو سلام الحبشي - رحمه الله - (1) : عَنْ رجُلٍ من أصْحَاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: أغَرْنا على حَيٍّ من جُهَيْنَةَ، فَطَلبَ رجلٌ من المسلمين رجلاً منهم، فَضربَهُ فأخطأهُ، وأصابَ نفْسَهُ [بالسيف] فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أخوكم يا مَعْشَرَ المسلمين» فابْتَدَرَهُ النَّاسُ، فوجَدُوهُ قد ماتَ، فَلَفَّهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بثيابه وَدِمائِه، وصلَّى عليه ودَفَنه، فقالوا: يا رسولَ الله، أشهيدٌ هو؟ قال: «نعم، وأنا له شهيدٌ» . أخرجه أبو داود (2) . [ص:747]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شهيد) هاهنا، بمعنى: شاهد، والمراد: هو شهيد، من الشهادة في سبيل الله، وأنا له شاهد بذلك.
__________
(1) هو ممطور الأسود الحبشي، نسبة إلى بطن من حمير، وهو ثقة.
(2) رقم (2539) في الجهاد، باب في الرجل يموت بسلاحه. وفي إسناده سلام بن أبي سلام الحبشي الشامي، وهو مجهول، والوليد بن مسلم القرشي الدمشقي وهو ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2539) حدثنا هشام بن خالد [الدمشقي] ثنا الوليد عن معاوية بن أبي سلام، عن أبيه، عن جده أبي سلام، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال، فذكره.(2/746)
1253 - (س) العرباض بن سارية - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «يختصم الشهداء والمتوفَّوْنَ على فُرُشِهِمْ إلى رَبِّنا في الذين يُتوَفَّوْنَ من الطَّاعُونِ، فيقول الشهداء: قُتِلُوا كما قُتِلْنا، ويقول المُتوَفَّوْنَ على فُرشهم: إخوانُنا، ماتُوا على فرشهم كما مِتْنا، فيقول ربنا: انظرُوا إلى جِراحِهم، فَإِنْ أَشْبَهَتْ جِراحَ المقتولين فإنهم منهم ومعهم، فإذا جراحُهم قد أشْبهتْ جراحَهم» .أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 37 و 38 في الجهاد، باب مسألة الشهادة، وأخرجه أحمد في " المسند " 4 / 128 و 129، وفي إسناده عبد الله بن أبي بلال الخزاعي الشامي، لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات، لكن له شاهد بمعناه ذكره في " الترغيب والترهيب " 2 / 204 من رواية الطبراني في " الكبير " عن عتبة بن عبد، فهو حسن به.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (4/128) قال: حدثنا حيوة بن شريح، يعني ابن يزيد الحضرمي، ويزيد بن عبد ربه، قالا: حدثنا بقية. وفي (4/128) قال:حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش. والنسائي (6/37) قال:أخبرني عمرو بن عثمان، قال: حدثنا بقية.
كلاهما - بقية، وإسماعيل - عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن ابن أبي بلال، فذكره.
قلت: فيه عبد الله بن أبي بلال، لم يوثقه غير ابن حبان.(2/747)
1254 - () (أنس بن مالك - رضي الله عنه -) قال: قُتِلَ رجُلٌ في المعركَةِ، وعاش بعدُ، ثم مات، ومات آخَرُ موتَهُ، فحضرتُ الصلاةَ عليهما، فمالَ أكثرُ الناس إلى الصلاة على المقتول، فقال رجل منهم: ما أُباَلي من أيِّهما بُعِثْتُ؛ لأنِّي أسمع الله تعالى يقول: {والذين هاجروا في سبيل الله ثم قُتِلُوا أو ماتوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ الله رزقاً حسناً} [الحج: 58] . أخرجه (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين ولم نر هذا المعنى عن [ص:748] أنس، وإنما ذكره السيوطي في " الدر المنثور " 4 / 369 بمعناه من رواية ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن فضالة بن عبيد الأنصاري الصحابي أنه كان برودس، فمر بجنازتين، أحدهما قتيل، والآخر متوفى، فمال الناس على القتيل، فقال فضالة: ما لي أرى الناس مالوا مع هذا، وتركوا هذا؟ فقالوا: هذا القتيل في سبيل الله، فقال: والله ما أبالي من أي حفرتيهما بعثت، اسمعوا كتاب الله {والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ... } الآية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث بن زيادات رزين على الأصل.(2/747)
1255 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: أنَّ عُمَرَ بن الخطاب- رضي الله عنه- غُسِّلَ وكُفِّنَ وصُلِّي عليه - وكان شهيداً - يرحمُهُ الله. أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 463 في الجهاد، باب العمل في غسل الشهيد، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (1023) قال: عن نافع، عن عبد الله بن عمر، فذكره.(2/748)
الكتاب الثاني من حرف الجيم في الجدال والمراء
1256 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ضَلَّ قَوْمٌ بعدَ هُدى كانوا عليه إلا أُوتُوا الجَدَال، ثم تَلاَ {ما ضَرَبُوهُ لَكَ إلا جَدَلاً بلْ هُمْ قومٌ خَصِمُون} [الزخرف: 58] » . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجدال والمراء) المخاصمة والمحاجة، وطلب المغالبة.
__________
(1) رقم (3250) في التفسير، باب ومن سورة الزخرف، وأخرجه ابن ماجة رقم (48) في المقدمة، باب اجتناب البدع والجدل، وأحمد في " المسند " 5 / 252 و 256، وإسناده صحيح. وقد روي من غير وجه عن أبي أمامة، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 6 / 20 وزاد نسبته لسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في " شعب الإيمان ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3253) حدثنا عبد بن حميد حدثنا محمد بن بشر ويعلى بن عبيد عن حجاج بن دينار عن أبي غالب عن أبي أمامة، فذكره.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، إنما نعرفه من حديث حجاج بن دينار وحجاج ثقة مقارب الحديث. وأبو غالب اسمه حزور.(2/749)
1257 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله [ص:750] صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ترك المِراءَ وهو مُبْطِلٌ، بُني له بَيْتٌ في رَبَضِ الجنة، ومَنْ تركَهُ وهو مُحِقٌّ، بُني له في وَسَطِها، ومَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ بني له في أعلاها» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ربض الجنة) مشبه بربض المدينة، وهو ما حولها من العمارة.
__________
(1) لم يخرجه الترمذي عن أبي أمامة رضي الله عنه كما ذكر المصنف رحمه الله، وإنما هو عن أبي أمامة عند أبي داود رقم (4800) في الأدب، باب في حسن الخلق بلفظ " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب، وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه "، وإسناده حسن. والذي في الترمذي عن أنس رضي الله عنه رقم (1994) في البر والصلة، باب ما جاء في المراء، من حديث سلمة بن وردان بلفظ " من ترك الكذب وهو باطل، بني له في ربض الجنة، ومن ترك المراء وهو محق، بني له في وسطها، ومن حسن خلقه، بني له في أعلاها ". وسلمة بن وردان، وهو أبو يعلى الليثي المدني، ضعيف، كما في " التقريب "، ولكن يشهد له حديث أبي داود، فهو حسن به. ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (51) في المقدمة، باب اجتناب البدع والجدل عن أنس، والنسائي بأطول منه 6 / 21 من حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
الحديث أخرجه أبو داود (4800) قال: حدثنا محمد بن عثمان الدمشقي، أبو الجماهر، قال: حدثنا أبو كعب أيوب بن محمد السعدي، قال: حدثني سليمان بن حبيب المحاربي، فذكره.
أما الذي أخرجه الترمذي فعن أنس.
أخرجه الترمذي (1993) قال: ثنا عقبة بن مكرم العمر البصري، قال: ثنا ابن أبي فديك، قال: ثني سلمة بن وردان الليثي، عن أنس، فذكره.
وقال الترمذي: هذا الحديث حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث وردان عن أنس بن مالك.(2/749)
1258 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «المِرَاءُ في القرآنِ كُفْرٌ» أخرجه أبو داود (1) . [ص:751]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المراء في القرآن كفر) هو أن يكون في لفظ الآية روايتان مشتهرتان من السبع، أو في معناها، وكلاهما صحيح مستقيم، وحق ظاهر، فمناكرة الرجل صاحبه ومجاهدته إياه في هذا مما يزل به إلى الكفر.
قال الخطابي: قال بعضهم: معنى المراء هاهنا: الشك فيه، والارتياب به.
وقال بعضهم: أراد الشك في القراءة التي لم يسمعها الإنسان، وتكون صحيحة، فإذا أنكرها جاحداً لها، كان متوعداً بالكفر لينتهي عن مثل ذلك.
وقال بعضهم: إنما جاء هذا في الجدال والمراء في الآيات التي فيها ذكر القدَر ونحوه من المعاني، على مذهب أهل الكلام، دون ما تضمنته من الأحكام وأبواب التحليل والتحريم، فإن ذلك قد جرى بين الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من العلماء، وليس ذلك محظوراً. والله تعالى أعلم.
__________
(1) رقم (4603) في السنة، باب النهي عن الجدال في القرآن، وأخرجه أحمد في مسنده 2 / 258 و 286 و 424 و 475 و 478 و 494 و 503 و 528، وإسناده حسن. وفي " الصحيحين " من حديث جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم به فقوموا ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4603) حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يزيد - يعني ابن هارون - أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، فذكره.(2/750)
1259 - (خ م ت س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أبغض الرجالِ إلى الله تَعَالَى: الأَلَدُّ الْخَصِمُ» . أخرجه الجماعةُ إلا الموطأ، وأبا داود (1) . [ص:752]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الألد الخصم) الألد: الشديد الخصومة، والخصم: الذي يخصم أقرانه ويحاجهم.
__________
(1) أخرجه البخاري 13 / 158 في الأحكام، باب الألد الخصم، وفي المظالم، باب قول الله تعالى: {وهو ألد الخصام} ، وفي تفسير سورة البقرة، باب {وهو ألد الخصام} ، وأخرجه مسلم رقم (2668) [ص:752] في العلم، باب في الألد الخصم، والترمذي رقم (2980) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، والنسائي 8 / 247 و 248 في القضاة، باب الألد الخصم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (273) قال: حدثنا سفيان وعبد الله بن رجاء. وأحمد (6/55) قال: حدثنا يحيى. وفي (6/63) و (205) قال: حدثنا وكيع. والبخاري (3/171) قال: حدثنا أبو عاصم. وفي (6/35) قال: حدثنا قبيصة. قال: حدثنا سفيان. وفي (9/91) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (8/57) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع. والترمذي (2976) قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان. والنسائي (8/247) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: حدثنا وكيع. (ح) وأنبأنا محمد بن منصور قال: حدثنا سفيان.
ستتهم - سفيان بن عيينة، وعبد الله بن رجاء، ويحيى بن سعد، ووكيع، وأبو عاصم النبيل، وسفيان الثوري- عن ابن جريج. قال: سمعت ابن أبي مليكة يحدث، فذكره.(2/751)
1260 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: خَرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتَنازَعُ في القَدَرِ، فَغَضِبَ، حتى كأنَّماَ فُقيء في وجهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ حُمْرَة من الغَضَب، فقال: أبِهَذا أُمِرْتُم؟ أَمْ بهذا أُرسِلتُ إليكم؟ إنَّما أَهْلَكَ من كان قبلَكم كَثْرَةُ التَّنَازُعِ في أمْرِ دِينهمْ، واخْتِلافُهمْ على أنبيائهم.
وفي روايةٍ: إنَّما هَلَكَ مَنْ كان قبلَكُمْ حين تنازعوا في هذا الأمْرِ، عَزَمْتُ عليكم، عَزَمْتُ عليكم: أن لا تَنازَعُوا فيه. أخرجه الترمذي (1) . [ص:753]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فُقئ) : فقص وبخص، ومنه: فقأت عينه، أي: بخصتُها.
(عزمت) عزمت عليكم، بمعنى: أقسمت عليكم.
__________
(1) رقم (2134) في القدر، باب ما جاء في التشديد في الخوض في القدر، وفي سنده صالح بن بشير بن وادع المري، وهو ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب ". ولكن للحديث شاهد عند ابن ماجة رقم (85) في المقدمة، باب في القدر من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يختصمون في القدر، فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب، فقال: " بهذا أمرتم، أو لهذا خلقتم؟ تضربون القرآن بعضه ببعض، بهذا هلكت الأمم قبلكم " قال: فقال عبد الله بن عمرو: ما غبطت نفسي بمجلس تخلفت فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غبطت نفسي بذلك المجلس وتخلفي عنه، وهذا إسناد حسن، وله شاهد آخر ذكره الحافظ المنذري من رواية الطبراني عن أبي سعيد الخدري، وفي سنده سويد بن إبراهيم أبو حاتم، وهو صدوق سيء الحفظ، فالحديث حسن بهذه الشواهد، وقال الترمذي: وفي الباب عن عمر وعائشة وأنس رضي الله عنهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2133) حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي البصري حدثنا صالح المري عن هشام ابن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، فذكره.
قال أبو عيسى: وفي الباب عن عمر وعائشة وأنس وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث صالح المري وصالح المري له غرائب ينفرد بها لا يتابع عليها.(2/752)
1261 - (م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: هَجَّرْتُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يوماً، فَسَمِعَ أصواتَ رجلين اختَلَفا في آيةٍ فَخَرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعْرَفُ في وجهه الغَضَبُ، فقال: إنَّما هَلَكَ مَنْ كانَ قبلكم باختلافهم في الكتاب. أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هجّرتُ) هجَّرت إليه: بكَّرت وقصدت، ويجوز أن يكون من الهاجرة، أي: قصدته وقت الهاجرة، وهو شدة الحر.
__________
(1) رقم (2666) في العلم، باب النهي عن اتباع متشابه القرآن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/192) (6801) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ومسلم (8/57) قال: حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري. والنسائي في فضائل القرآن (120) قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي، قال: حدثنا داود بن معاذ.
ثلاثتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وأبو كامل، وداود بن معاذ - قالوا: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أبو عمران الجوني، قال: كتب إلي عبد الله بن رباح الأنصاري، فذكره.(2/753)
1262 - () (عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -) قال: لا تُمارِ أخَاكَ فإنَّ الْمِرَاءَ لا تُفْهَمُ حِكْمَتُهُ، ولا تُؤمَنُ غائلتُه، ولا تَعِدْ وعْداً فَتُخْلِفَهُ. أخرجه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غائلته) الغائلة: ما يغول الإنسان، أي: يهلكه ويتلفه.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا رزين من زيادات العبدري.(2/753)
1263 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الشَّيْطانَ قد أيسَ أنْ يَعْبُدَهُ المصلُّونَ، ولكن في التحريش بينهم» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التحريش) : الإغراء بين الناس بعضهم ببعض.
__________
(1) رقم (1938) في البر والصلة، باب ما جاء في التباغض، وإسناده صحيح. وقد أبعد المصنف النجعة، فالحديث في مسلم رقم (2812) في صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان، من حديث جابر بلفظ: " إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم " أي: ولكنه يسعى في التحريش بينهم بالخصومات والشحناء والحروب والفتن وغيرها، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " من حديث جابر 3 / 313 و 354 و 366 و 384، ومن حديث عم أبي حرة الرقاشي 5 / 73.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/313) قال: حدثنا أبو معاوية،وابن نمير. ومسلم (8/138) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (1937) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية.
أربعتهم - أبو معاويةح، وابن نمير، وجرير، ووكيع - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره.
عن ماعز التميمي، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، ولكن في التحريش بينهم» .
أخرجه أحمد (3/354) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا صفوان، عن ماعز، فذكره.
وعن أبي الزبير، عن جابر،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن إبليس قد أيِسَ أن يعبدَه المصلون، ولكن في التحريش بينهم» .
أخرجه أحمد (3/366) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (3/366) قال: حدثناه وكيع.
كلاهما - أبو نعيم، ووكيع - عن سفيان، عن أبي الزبير، فذكره.
* وأخرجه أحمد (3/384) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج. قال: أخبرني أبو الزبير، سمع جابر بن عبد الله،فذكره ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم(2/754)
1264 - (د) سعيد بن المسيب - رحمه الله-: قال: بينما رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جالسٌ، ومعَهُ أَصْحَاُبهُ، وقعَ رجلٌ بأبي بكرٍ فآذاهُ، فَصَمَتَ عنه أبو بكرٍ، ثم آذاه الثانية، فَصَمَت عنه أبو بكر، ثم آذاه الثالثة، فانْتَصرَ أبو بكرٍ، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: أوَجَدْتَ عَليَّ يا رسولَ الله؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: نَزَلَ مَلَكٌ من السَّماءِ يُكَذِّبُهُ بما قالَ لَكَ، فلمَّا اْنتَصَرْتَ ذَهبَ المَلَكُ، وقَعَدَ الشَّيْطانُ، فلم أكُنْ لأِجْلِسَ إذْ وقع الشَّيطانُ. أخرجه أبو داود (1) . [ص:755]
وأخرج أبو داود أيضاً، عن أبي هريرة: أنَّ رجلاً كان يَسُبُّ أبا بكر - رضي الله عنه - ... وساق نحوه (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أوَجَدْتَ) أي: أغَضِبْتَ؟ من الموجدة: الغضب.
__________
(1) رقم (4896) و (4897) في الأدب، باب في الانتصار، وهو حديث مرسل.
(2) وهذا مسند، ولكن في إسناده محمد بن عجلان المدني، وهو صدوق، إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة. وقال المنذري: وذكر البخاري في تاريخه المرسل، والمسند بعده، وقال: والأول أصح، يعني: المرسل.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4896) حدثنا عيسى بن حماد أخبرنا الليث عن سعيد المقبري عن بشير بن المحي عن سعيد بن المسيب، فذكره.
وأخرجه أبو داود (4897) حدثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا سفيان عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة، فذكره.
قال أبو داود: وكذلك رواه صفوان بن عيسى عن ابن عجلان كما قال سفيان.(2/754)
ترجمة الأبواب التي أولها جيم ولم تَرِدْ في حرف الجيم
(الجار) في كتاب الصحبة من حرف الصاد.
(الجلود) في كتاب الطهارة من حرف الطاء.
(الجنابة) في كتاب الطهارة من حرف الطاء.
(الجنة) في كتاب القيامة من حرف القاف.
(الجنازة) في كتاب الموت من حرف الميم.(2/756)
تم - بعون الله تعالى وتوفيقه - الجزء الثاني من كتاب " جامع الأصول في أحاديث الرسول " صلى الله عليه وسلم
ويليه الجزء الثالث، وأوله حرف الحاء ويبدأ بكتاب: الحج والعمرة(2/757)
حرف الحاء
ويشتمل على ستة كتب
كتاب الحج والعمرة، كتاب الحدود، كتاب الحضانة، كتاب الحياء، كتاب الحسد، كتاب الحرص
الكتاب الأول: في الحج والعمرة، وفيه أربعة عشر باباً (1)
الباب الأول: في وجوبه، والحث عليه
1265 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: خَطبَنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «يا أيها الناسُ، قد فُرِضَ عليكُم الحجُّ، فَحُجُّوا، فقال رجل: أفي كُلِّ عامٍ يا رسول الله؟ فَسَكَتَ حتى قالها ثَلاثاً، ثم قال: ذروني ما تركتُكم، ولو قلتُ: نَعمْ لوَجَبتْ، وَلَمَا اسْتَطَعتُم، [ص:4] وَإِنَّمَا أهْلَكَ مَن كانَ قَبلَكم كَثرَةُ سُؤالِهِمْ، واختلافُهُمْ على أنبيائهم، فإذا أمَرْتُكُمْ بشيءٍ فائتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ، وإذا نهيتُكُمْ عن شيء فاجتنبوه» . أخرجه مسلم، والنسائي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
الحج في اللغة: القصد إلى كل شيء. فجعله الشرع مخصوصاً بقصد معين ذي شروط معلومة، وفيه لغتان: فتح الحاء وكسرها، وقريء بهما في القرآن.
__________
(1) في الأصل: أحد عشر باباً. وفي نسخة: عشرة أبواب. والصواب: أنها أربعة عشر باباً.
(2) مسلم رقم (1337) في الحج، باب فرض الحج مرة في العمر، ورقم (1337) في الفضائل، باب توقيره صلى الله عليه وسلم وترك إكثار سؤاله، والنسائي 5 / 110 و 111 في الحج، باب وجوب الحج. ورواية المصنف هنا بالمعنى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/447) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا حماد. وفي (2/456) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/467) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (2/508) قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا الربيع بن مسلم القرشي. و «مسلم» (4/102) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا الربيع بن مسلم القرشي.
وفي (7/91) قال: حدثني عبيد الله بن معاذ. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا شعبة. و «النسائي» (5/110) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي. قال: حدثنا أبو هشام واسمه المغيرة بن سلمة. قال: حدثنا الربيع بن مسلم. وابن خزيمة (2508) قال حدثنا: محمد قال يحيى. قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. قال: أخبرنا الربيع بن مسلم. ثلاثتهم - حماد بن سلمة، وشعبة، والربيع بن مسلم القرشي- عن محمد بن زياد فذكره.(3/3)
1266 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «لما نَزلت: {ولله على الناسِ حِجُّ البيتِ من استطاع إليه سَبيلاً} [آل عمران: 97] ، قالوا: يا رسولَ الله، كُلَّ عامٍ؟ فسكت، فقالوا: يا رسول الله، أفِي كُلِّ عامٍ؟ قال: لا، ولو قُلتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، فأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنُوا لا تَسألُوا عن أشياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ... } الآية [المائدة: 101] » . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3057) في التفسير، باب ومن سورة المائدة، ورقم (814) في الحج، باب ما جاء كم فرض الحج، وأخرجه ابن ماجة رقم (2884) في الحج، باب فرض الحج. وفي سنده منصور بن وردان الأسدي الكوفي، لم يوثقه غير ابن حبان، وأبو البختري وهو سعيد بن فيروز يرسل عن علي، ولم [ص:5] يلقه ولم يسمعه منه فالسند منقطع، ولكن للحديث شواهد، دون ذكر سبب نزول الآيات عند مسلم وأحمد والنسائي من حديث أبي هريرة، وعند أحمد وأبي داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي والحاكم من حديث ابن عباس، وعند ابن ماجة من حديث أنس ولذلك قال الترمذي: حديث حسن غريب من حديث علي رضي الله عنه، وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف أخرجه أحمد (1/113) (905) . وابن ماجة (2884) قال: حدثني محمد بن عبد الله ابن نمير وعلي بن محمد. و «الترمذي» (، 814 3055) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج.
أربعتهم (أحمد وابن نمير، وعلي، والأشج) عن منصور بن وردان الأسدي، قال: حدثنا علي بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن أبي البختري، فذكره.
قال الزيلعي في «نصب الراية» (3/2) : قال الترمذي: حديث غريب من هذا الوجه، انتهى.
قال محمد - يعني البخاري: وأبو البختري لم يدرك عليا، انتهى كلام الترمذي. وكذلك رواه البزار في «مسنده» وقال: أبو البختري لم يسمع من علي، انتهى وأخرجه الحاكم في «المستدرك» في تفسير آل عمران» وسكت عنه، ولم يتعقبه الذهبي في «مختصره» بالانقطاع، ولكن أعله بعبد الأعلى، قال: وقد ضعفه أحمد، انتهى. وقال الشيخ في «الإمام» ، قال عبد الله بن أحمد عن أبيه عبد الأعلى الثعلبي ضعيف الحديث، وقال ابن معين، وأبو حاتم: ليس بالقوي، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، ربما رفع الحديث وربما وقفه، انتهى كلامه.(3/4)
1267 - (د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن الأقرعَ بن حابِس سألَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فقال: الحجُّ في كلِّ سَنةٍ، أَوْ مَرَّة واحدة؟ قال: «بَلْ مَرَّة وَاحِدة، فمن زاد فَتَطَوُّعٌ» .
هذه رواية أبو داود.
وفي رواية النسائي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله كتب عليكم الحج، فقال الأقرعُ بنُ حابس التَّميمي: كلَّ عامٍ يا رسولَ اللَّه؟ فقال: لو قلتُ: نعم لو جَبَت، ثُمَّ إذاً لا تَسْمَعُونَ ولا تُطيعُونَ، ولكنه حَجَّةُ واحِدَةُ» (1) .
__________
(1) أخرجه أبو داود رقم (1721) في الحج، باب فرض الحج، والنسائي 5 / 111 في الحج، باب وجوب الحج، وأخرجه ابن ماجة أيضاً رقم (2866) ، وفي سند أبي داود وابن ماجة، سفيان بن حسين الواسطي، وهو ثقة في غير الزهري. وروايته هنا عن الزهري، ولكن تابعه عند النسائي عبد الجليل بن حميد، وهو لا بأس به، وتابعه أيضاً عند أحمد رقم (2304) سليمان بن كثير العبدي البصري، وهو لا بأس به في غير الزهري. وله طرق أخرى عن الزهري، وللحديث شواهد كما ذكرنا في الحديث الذي قبله. ورواه الحاكم في أول المناسك 1 / 441 وصححه ووافقه الذهبي وانظر مسند أحمد رقم (2663) و (2741) و (2971) و (2998) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/255) (2304) ، (1/290) (2642) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا سليمان بن كثير أبو داود الواسطي. وفي (1/352) (3303) قال:حدثنا يزيد، قال: أخبرنا سفيان. وفي (1/370) (3510) قال: حدثنا رَوْح، قال: حدثنا محمد بن أبي حفصة. وفي (1/371) (3520) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا زمعة، و «عبد بن حميد» (677) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سفيان بن حسين. و «الدارمي» (1795) قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: حدثنا سليمان بن كثير. و «أبو داود (1721) قال: حدثنا زهير بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا يزيد بن هارون، عن سفيان بن حسين. و «ابن ماجة» (2886) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أنبأنا سفيان بن حسين. و «النسائي» (5/111) قال: أخبرنا محمد بن يحيى ابن عبد الله النيسابوري، قال حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أنبأنا موسى بن سلمة، قال: حدثني عبد الجليل بن حميد. خمستهم - سليمان بن كثير، وسفيان بن حسين، ومحمد بن أبي حفصة، وزمعة، وعبد الجليل بن حميد - عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سنان، فذكره.
وقال الزيلعي في «نصب الراية» (3/1-2) رواه الحاكم في «المستدرك» وقال: حديث صحيح الإسناد إلا أنهما لم يخرجا لسفيان بن حسين، وهو من الثقات الذين يجمع حديثهم، انتهى.
وسفيان بن حسين الواسطي، تكلم فيه بعضهم في روايته عن الزهري، قال ابن حبان في «كتاب الضعفاء» سفيان بن حسين الواسطي يروي عن الزهري المقلوبات، وإذا روى عن غيره أشبه حديثه حديث الأثبات، وذلك أن صحيفة الزهري اختلطت عليه، وكان يأتي بها على التوهم، والإنصاف في أمره تنكب ما روى عن الزهري، والاحتجاج بما روى عن غيره، انتهى كلامه (تحرف في المطبوع إلى «يزيد بن إبراهيم» والصواب ما أثبتناه.)
قلت -أي الزيلعي -: قد تابعه عليه عبد الجليل بن حميد، وسلمان بن كثير، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر، ومحمد بن أبي حفصة، فرووه عن الزهري، كما رواه سفيان بن حسين، ورواه يزيد بن هارون عن أبي سنان أيضا بنحو ذلك.(3/5)
1268 - (ت) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: [ص:6] جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما يُوجب الحَجَّ؟ قال: «الزَّادُ والرّاحِلةُ» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الراحلة) : الجمل -والناقة- الشديد الخلق مما يركب ويحمل عليه.
__________
(1) رقم (813) في الحج، باب في إيجاب الحج. ورقم (3001) في التفسير، باب ومن سورة آل عمران. وفي سنده إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو متروك كما قال الحافظ في " التقريب ". ورواه ابن ماجة رقم (2897) في المناسك، باب ما يوجب الحج، من حديث ابن عباس وإسناده ضعيف. والدارقطني والحاكم والبيهقي من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس. قال الحافظ في " التلخيص " 2 / 221: قال البيهقي: الصواب عن قتادة عن الحسن مرسلاً - يعني الذي خرجه الدارقطني - وسنده صحيح إلى الحسن. ولا أرى الموصول إلا وهماً. وقد رواه الحاكم من حديث حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس أيضاً، إلا أن الراوي عن حماد، هو أبو قتادة عبد الله بن واقد الحراني. وقد قال أبو حاتم: منكر الحديث. ثم قال الحافظ: ورواه ابن المنذر من قول ابن عباس. ورواه الدارقطني من حديث جابر، ومن حديث علي، ومن حديث ابن مسعود، ومن حديث عائشة، ومن حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وطرقه كلها ضعيفة. وقد قال عبد الحق الإشبيلي: إن طرقها كلها ضعيفة. وقال أبو بكر بن المنذر: لا يثبت الحديث في ذلك مسنداً، والصحيح من الروايات رواية الحسن المرسلة. قال الشوكاني في " نيل الأوطار ": ولا يخفى أن هذه الطرق يقوي بعضها بعضاً فتصلح للاحتجاج بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف أخرجه ابن ماجة (2896) قال: حدثنا بن عمار، قال: حدثنا مروان بن معاوية (ح) وحدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله، قالا: حدثنا وكيع. و «الترمذي» (813) قال: حدثنا يوسف بن عيسى، قال حدثنا وكيع. و (2889) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق. ثلاثتهم (مروان بن معاوية، ووكيع، وعبد الزراق) عن إبراهيم بن يزيد المكي، عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومي، فذكره.
قال الزيلعي في «نصب الراية» (3/8) : قال الترمذي: حديث غريب لانعرفه إلا من حديث إبراهيم بن يزيد الخوزي، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم، من قبل حفظه، انتهى. ذكره في «التفسير» وفي «الحج» وإبراهيم بن يزيد قال في «الإمام» قال فيه أحمد، والنسائي، وعلي بن الجنيد: متروك، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال مرة: ليس بشيء. وقال الدارقطني: منكر الحديث، انتهى. ورواه الدارقطني ثم البيهقي في «سننهما» ، قال الدارقطني: وقد تابع إبراهيم بن يزيد عليه محمد بن عبد الله بن عمير الليثي، فرواه عن محمد بن عبادي عن ابن عمر عن النبي عليه السلام - كذلك، انتهى. وهذا الذي أشار إليه رواه ابن عدي في «الكامل» وأعله بمحمد بن عبد الله الليثي، واسند تضعيفه عن النسائي، وابن معين، ثم قال: والحديث معروف بإبراهيم بن يزيد الخوزي، وهو من هذا الطريق غريب، انتهى.
قال البيهقي: وإبراهيم بن يزيد الخوزي ضعفه ابن معين، وغيره، وروى من أوجه كلها ضعيفة، وروي عن ابن عباس من قوله، ورويناه من أوجه صحيحة عن الحسن عن النبي - عليه السلام - مرسلا، فيه قوة، فيه نظر، لأن المعروف عندهم أن الطريق إذا كان واحدا، ورواه الثقات مرسلا، وانفرد ضعيف برفعه أن يعللوا المسند بالمرسل، ويحملوا الغلط على رواية الضعيف، فإذا كان ذلك موجبا لضعف السند، فكيف يكون تقوية له؟!(3/5)
1269 - (ت) علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ مَلَكَ راحلة، وزادا يُبَلَّغُهُ إلى بيت اللَّه الحرام، ولم يَحُجَّ، فلا عليه أن يموت يَهُودياً أو نصرانياً، وذلك أن الله تعالى يقول: {ولله على الناس حِجُّ البيت من استطاعَ إليه سبيلاً} [آل عمران: 97] » . [ص:7] أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (812) في الحج، باب ما جاء في التغليظ في ترك الحج. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وفي إسناده مقال، وهلال بن عبد الله مجهول، والحارث - يعني الأعور - يضعف في الحديث. وقال الحافظ في " التقريب ": هلال بن عبد الله الباهلي أبو هاشم البصري متروك. وقد ذكر الحديث الحافظ ابن الجوزي في الموضوعات. وقال العقيلي والدارقطني: لا يصح فيه شيء. وللحديث طرق كلها ضعيفة، ذكر بعضها الحافظ في " التلخيص " ومنها مرسل ابن سابط ثم قال: وله طريق صحيحة، إلا أنها موقوفة: رواه سعيد بن منصور والبيهقي عن عمر بن الخطاب قال: لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار فينظروا كل من له جدة ولم يحج فيضربوا عليه الجزية، ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين - لفظ سعيد. ولفظ البيهقي: أن عمر قال: ليمت يهودياً أو نصرانياً - يقولها ثلاث مرات - رجل مات ولم يحج ووجد لذلك سعة وخليت سبيله.
قلت - القائل ابن حجر -: وإذا انضم هذا الموقوف إلى مرسل ابن سابط علم أن لهذا الحديث أصلاً، ومحمله على من استحل الترك، وتبين بذلك خطأ من ادعى أنه موضوع. والله أعلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف أخرجه الترمذي (812) قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي البصري، قال: حدثنا مسلم ابن إبراهيم، قال: حدثنا هلال بن عبد الله مولى ربيعة بن عمرو بن مسلم الباهلي، قال: حدثنا أبو إسحاق الهمداني عن الحارث، فذكره.
قال أبو عيسى في «جامعه» (3/177) : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وهلال بن عبد الله مجهول، والحارث يضعف في الحديث.(3/6)
1270 - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لاَ صرُّورَةَ في الإسلام» . أخرجه أبو داود (1) . [ص:8]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا صرورة) الصرورة: الرجل الذي لم يحج قط، وكذلك المرأة.
__________
(1) رقم (1729) في المناسك، باب لا صرورة في الإسلام، من حديث عمر بن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس، ورواه أحمد في المسند رقم (2845) والحاكم في المستدرك 1 / 448. وقد اختلف العلماء في عمر بن عطاء في هذا الحديث، لأنه لم يقع منسوباً. قال الحافظ في " التلخيص ": قال ابن طاهر: هو عمر بن عطاء بن وراز، وهو ضعيف. لكن في رواية الطبراني: عمر بن عطاء بن أبي الخوار، وهو موثق. وقال أحمد شاكر في تعليقه على المسند رقم (2845) هو عمر بن عطاء بن أبي الخوار، وهو ثقة. وقد أعل بعضهم هذا الحديث وضعفه بأن عمر بن عطاء فيه هو عمر بن عطاء بن وراز، وهو ضعيف. وأما ابن حبان فقد جمعهما رجلاً واحداً، فوهم، ذكره في الثقات باسم: عمر بن عطاء بن وراز بن أبي الخوار. وفي بعض نسخ أبي داود: عن عمر بن عطاء: يعني ابن أبي الخوار. وقد أخطأ المنذري فقال: في إسناده عمر بن عطاء، وهو ابن أبي الخوار. وقد ضعفه [ص:8] غير واحد من الأئمة، مع أن ابن أبي الخوار ثقة، والضعيف هو عمر بن عطاء بن وراز. وقد صحح الحديث الحاكم، ووافقه الذهبي، وصححه أيضاً أحمد شاكر في المسند، وضعفه الحافظ المناوي في " فيض القدير " لاختلافهم في عمر بن عطاء. والله أعلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف أخرجه أحمد (1/312) (2845) قال: حدثنا محمد بن بكر. و «أبو داود» (1729) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو خالد -يعني سليمان بن حيان الأحمر كلاهما - محمد ابن بكر، وأبو خالد - عن ابن جريج، قال أخبرني عمر بن عطاء، عن عكرمة، فذكره.
قلت: أخرجه الحاكم في «المستدرك» (1/448) قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأنا أبو المثنى، ثنا مسدد بن قطن، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو خالد الأحمر،....فذكره ثم قال: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه.
وقلت: اختلف العلماء في عمر بن عطاء في هذا الحديث، لأنه لم يقع منسوبا فمن قال إنه ابن وراز فهو ضعيف، ومن قال: إنه ابن أبي الخوار فهو موثق.(3/7)
1271 - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أرادَ الحجَّ، فَلْيَتَعَجَّلْ» .أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1732) في المناسك، ورواه أيضاً أحمد في المسند رقم (1973) و (1974) والحاكم في المستدرك 1 / 448، والبيهقي في سننه 4 / 340، وفي سنده مهران أبو صفوان، وهو مجهول. قال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في هذا الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات. وقد صحح الحاكم الحديث وقال: أبو صفوان مهران مولى لقريش، ولا يعرف بجرح، ووافقه الذهبي على ذلك، وصححه أحمد شاكر في المسند. ويشهد له ما رواه أحمد في المسند رقم (1833) و (1834) وابن ماجة رقم (2883) والبيهقي 4 / 340 بسند ضعيف بلفظ " من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة " وله شواهد أخرى بهذا المعنى يرتقى بها إلى درجة الحسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
يُحَسن أخرجه أحمد (1/225) (1973) قال:حدثنا أبو معاوية. وفي (21/225) (1974) قال: حدثنا عبد الرحمان بن محمد (يعني المحاربي) . و «عبد الله بن حميد» (720) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية. و «الدارمي» (1791) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا أبو معاوية. و «أبو داود» (1732) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو معاوية محمد بن خازم.
كلاهما (أبو معاوية، والمحاربي) عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن مهران أبي صفوان، فذكره.
قلت: أخرجه الحاكم في المستدرك (1/448) قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأنا أبو المثني، ثنا مسدد ... ، فذكره، ثم قال: هذا حديث صحيح الاسناد، ولم يخرجاه، وأبو صفوان هذا سماه غيره مهران مولى لقريش ولا يعرف بالجرح.
وأخرجه البيهقي «السنن الكبرى» (4/339-340) ، وذكر له شواهد أخرى
(*) وقع في المطبوع من «سنن أبي داود» زيادة الأعمش بين محمد بن خازم والحسن ولعله وهم من الناسخ، وخاصة أنه لا يوجد للأعمش عنه رواية في أي من الكتب الستة التي من بينهما أبو داود.(3/8)
1272 - (ت) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ عن العمرةِ: واجبةُ هي؟ قال: لا، وأن تَعْتمَرُوا هو أَفْضَلُ» . أخرجه الترمذي (1) . [ص:9]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العمرة) من الاعتمار، وهو الزيادة في الأصل، يقال: اعتمر فلاناً أي: زاره، وهو في الاستعمال الشرعي: زيارة البيت الحرام على الشرائط المعروفة.
__________
(1) رقم (931) في الحج، باب ما جاء في العمرة أواجبة هي أم لا؟ ورواه أيضاً أحمد في المسند 3 / 316 والبيهقي في سننه 4 / 349. وفي سنده الحجاج بن أرطأة، وهو ضعيف. وقال الترمذي: حديث حسن. وفي بعض النسخ: حسن صحيح. وفي تصحيحه نظر كثير من أجل الحجاج، فإن الأكثر على تضعيفه والاتفاق على أنه مدلس، وقال النووي: ينبغي أن لا يغتر بكلام الترمذي في [ص:9] تصحيحه، فقد اتفق الحفاظ على تضعيفه. وقال البيهقي: المحفوظ عن جابر موقوف غير مرفوع. وروي عن جابر مرفوعاً بخلاف ذلك، - يعني حديث ابن لهيعة عن عطاء عن جابر مرفوعاً " الحج والعمرة فريضتان " قال الحافظ في " الفتح " أخرجه ابن عدي وابن لهيعة ضعيف، وقال في " التلخيص ": والمشهور عن جابر حديث الحجاج بن أرطأة. وعارضه حديث ابن لهيعة، وهما ضعيفان. والصحيح عن جابر من قوله، كذلك رواه ابن جريج عن ابن المنكدر عن جابر. وقال في " الفتح " أيضاً: روى ابن الجهم المالكي بإسناد حسن عن جابر: ليس مسلم إلا عليه عمرة، موقوف على جابر. والقول بوجوب العمرة، هو المشهور عن الشافعي وأحمد وغيرهما من أهل الأثر. والمشهور عن المالكية أن العمرة تطوع، وهو قول الحنفية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف أخرجه أحمد (3/316) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (3/357) قال: حدثنا يونس، وعفان، قالا: حدثنا معمر بن سلمان الرقي. و «الترمذي» (931) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا عمر بن علي و «ابن خزيمة» (3068) قال: حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا عمر بن علي.
ثلاثتهم (أبو معاوية، وممر، وعمر) عن الحجاج بن أرطاة، عن محمد بن المنكدر، فذكره.
قلت: قال أبو عيسى في «جامعه» (3/270) : هذا حديث حسن صحيح، انتهى. وأخرجه البيهقي في «سننه» (4/349) : وقال: هذا هو المحفوظ عن جابر موقوف غير مرفوع وروي عن جابر مرفوعا بخلاف ذلك وكلاهما ضعيف، انتهى. وقال الحافظ في «التخليص» (2/ 226) : ونقل جماعة من الأئمة الذين صنفوا في الأحكام المجردة من الأسانيد، أن الترمذي صححه من هذا الوجه، وقد نبه الكروخي فقط، فإن فيها حسن صحيح، وفي تصحيحه نظر كثير من أجل الحجاج، فإن الأكثر على تضعفه والاتفاق على أنه مدلس.
قلت: هو عند الترمذي (3/271) بلاغا من الشافعي قائلا: وقد بلغنا عن ابن عباس أنه كان يوجبها. وهو عند البخاري (3/698) معلقا بلفظ وقال: ابن عباس -رضي الله عنهما - إنها لقرينتها في كتاب الله {وأتموا الحج والعمرة الله} وقال الحافظ في الفتح (3/699) : هذا التعليق وصله الشافعي وسعيد بن منصور كلاهما عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار، سمعت طاوسا يقول سمعت ابن عباس يقول.. فذكره، وللحاكم من طريق عطاء عن ابن عباس: الحج والعمرة فريضتان. وإسناده ضعيف، انتهى.
وزاد السيوطي في «الدر المنثور» (1/217) نسبته إلى سفيان بن عيينة والبيهقي انتهى
وقال أيضا في نفس الصفحة، وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، والدارقطني، والحاكم، والبيهقي عن ابن عباس قال: العمرة واجبة كوجوب الحج من استطاع إليه سبيلا.(3/8)
1273 - (ت) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «العُمْرَةُ وَاجِبَةُ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) هو عند الترمذي في آخر رقم (931) في الحج، باب ما جاء في العمرة أواجبة هي أم لا؟ من كلام الشافعي رحمه الله بلاغاً بلفظ: وقد بلغنا عن ابن عباس أنه كان يوجبها - يعني العمرة -. وقال البخاري تعليقاً 3 / 476 وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنها لقرينتها في كتاب الله عز وجل {وأتموا الحج والعمرة لله} . قال الحافظ في " الفتح ": هذا التعليق وصله الشافعي وسعيد بن منصور كلاهما عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار سمعت طاووساً يقول: سمعت ابن عباس يقول: والله إنها لقرينتها في كتاب الله {وأتموا الحج والعمرة لله} ، وللحاكم من طريق عطاء عن ابن عباس: الحج والعمرة فريضتان، وإسناده ضعيف. والضمير في قوله: لقرينتها للفريضة. وكان أصل الكلام أن يقول: لقرينته، لأن المراد الحج. وقال البخاري تعليقاً: وقال ابن عمر [ص:10] رضي الله عنهما: ليس أحد إلا وعليه حجة وعمرة. قال الحافظ في " الفتح ": وهذا التعليق وصله ابن خزيمة والدارقطني والحاكم من طريق ابن جريج: أخبرني نافع أن ابن عمر كان يقول: ليس من خلق الله أحد إلا عليه حجة وعمرة واجبتان، من استطاع سبيلاً، فمن زاد شيئاً فهو خير وتطوع. وقال سعيد بن أبي عروبة في المناسك عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: الحج والعمرة فريضتان.(3/9)
1274 - () عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- كان يقرأ: {وأتِمُّوا الحجَّ والعمرةَ إلى البيت} (1) ، وكان يقول: لولا التَّحَرُّج، وأني لم أسمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك شيئًا، لقلت: «إن العمرة واجبة» . أخرجه ... (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التحرج) : التأثم، وهو تفعُّل من الحرج،والحرج: الإثم والضيق.
__________
(1) قال أبو حيان في البحر المحيط: ينبغي أن يحمل هذا على التفسير.
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
قال السيوطي في «الدر المنثور» (1/217-218) ، وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي داود في المصاحف عن ابن مسعود أنه قرأ وأقيموا الحج والعمرة للبيت ثم قال: والله لولا التحرج أني لم أسمع فيها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا لقلنا أن العمرة واجبة مثل الحج.(3/10)
الباب الثاني: في المواقيت والإحرام: وفيه فصلان
الفصل الأول: في المواقيت: وفيه فرعان
الفرع الأول: في الزمان
1275 - (خ) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: «أشْهُرُ الحجِّ: شَوَّالُ، وَذُو القَعدة، وعَشْرٌ من ذِي الحجَّةِ» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) . [ص:12]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المواقيت) : جمع ميقات، وهو الوقت المضروب للفعل والموضع، والمراد به ها هنا: الوقت والمكان اللذان يحرم منهما الحاج ويُنشيء النية.
(الإحرام) : مصدر أحرم الرجل يحرم إحراماً: إذا أهل بالحج أو العمرة، وباشر أسبابهما وشروطهما من خلع المخيط واجتناب الأشياء التي منعه الشرع منها، كالطيب والنكاح والصيد ونحو ذلك، والأصل فيه: المنع، وكأن المحرم مُنِع من هذه الأشياء. وأحرم الرجل: إذا دخل في الشهور الحُرُم، وإذا دخل الحَرَم.
__________
(1) معلقاً بصيغة الجزم 3 / 333 في الحج، باب قول الله تعالى {الحج أشهر معلومات} إلى قوله {في الحج} وقوله: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} . وقد وصله ابن جرير الطبري في تفسيره رقم (3533) قال: حدثنا أحمد بن حازم، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا ورقاء، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: {الحج أشهر معلومات} قال: شوال، وذو القعدة، وعشر ذي الحجة " وإسناده صحيح، كما قال الحافظ ابن كثير في التفسير. ورواه الحاكم في المستدرك 2 / 276 في التفسير، وصححه ووافقه الذهبي. قال ابن كثير: وهو مروي عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وعبد الله بن الزبير، وابن عباس، وعطاء، وطاوس، ومجاهد، وإبراهيم النخعي [ص:12] والشعبي، والحسن، وابن سيرين، ومكحول، وقتادة، والضحاك بن مزاحم، والربيع بن أنس، ومقاتل بن حيان، وهو مذهب الشافعي، وأبي حنيفة، وأحمد بن حنبل، وأبي يوسف، وأبي ثور، رحمهم الله تعالى. واختار هذا القول ابن جرير قال: وصح إطلاق الجمع على شهرين وبعض الثالث للتغليب. كما تقول العرب: رأيته العام، ورأيته اليوم، وإنما وقع ذلك في بعض العام واليوم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري معلقا في الحج- باب قوله الله تعالى {الحج أشهر معلومات} وقال الحافظ في «الفتح» (3/491) : وصله الطبري والدارقطني من طريق ورقاء عن عبد الله بن دينار عنه ... فذكره. وروى البيهقي من طريق عبد الله بن نمير عن عبد الله بن عمر عن نافع، عن ابن عمر مثله، والإسنادان صحيحان، انتهى.
وقال السيوطي في «الدر المنثور» (2271) : وأخرج وكيع وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، والحاكم وصححه، والبيهقي في «سننه» من طرق عن ابن عمر، فذكر الحديث.(3/11)
1276 - (ط) هشام بن عروة بن الزبير -رضي الله عنهم- أن عبد الله بن الزبير: «أقَامَ بمكةَ تسعَ سنينَ يُهلُّ بالحج لهلالِ ذي الحجة، وعُرْوَةُ معه يَفْعلُ ذلك» . أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يهل) : الإهلال: رفع الصوت بالتلبية، والمراد به في أحاديث الحج جميعها: أنه وقت ما يعقد النية بالحج أو العمرة، فإنه حينئذ يرفع [ص:13] صوته ملبياً: «لبيك اللهم لبيك» .
__________
(1) 1 / 339 في الحج، باب إهلال أهل مكة ومن بها من غيرهم، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح أخرجه مالك في «الموطأ» (282) في الحج - باب: إهلال أهل مكة ومن بها من غيرهم.(3/12)
1277 - (ط) القاسم بن محمد -رحمه الله- أن عمر قال: «يا أهل مَكَّةَ: ما شأْنُ النَّاس يأْتُونَ شُعثاً، وأَنتُم مُدَّهِنُونَ؟ أهلُّوا إذا رأيتم الهلال» . أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شُعْثاً) : جمع أشعث، وهو البعيد [العهد] بتسريح الشعر وغسله.
(مدهنون) : الإدهان: استعمال الدهن،والأصل: مدتهنون، فأدغمت التاء في الدال وأظهرت الدال.
__________
(1) 1 / 339 في الحج، باب إهلال أهل مكة ومن بها من غيرهم، وإسناده منقطع، فإن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق لم يدرك عمر رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك منقطعا في «الموطأ» (282) في الحج - باب إهلال أهل مكة 130ومن بها من غيرهم.(3/13)
1278 - (خ) عطاء بن أبي رباح -رحمه الله- سئل عن المجاور: متى يلبي بالحج؟ فقال: «كان ابن عمر إذا أتى مُتَمتَّعاً يُلبَّي بالحجَّ يوم التَّروية، إذا صلَّى الظُّهرَ واستَوَى على راحلته» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) . [ص:14]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُلَبِّي) التلبية: أن يقول: «لبيك اللهم لبيك» وما ورد به الشرع من ألفاظ التلبية.
(يوم التَّروية) : هو اليوم الثامن من ذي الحجة، قال الجوهري: سمي يوم التروية، لأنهم كانوا يرتوون فيه من الماء لما بعده.
__________
(1) معلقاً بصيغة التمريض 3 / 404 في الحج، باب الإهلال من البطحاء وغيرها للمكي والحاج إذا خرج من منى. قال الحافظ في " الفتح ": وصله سعيد بن منصور من طريقه بلفظ: رأيت ابن عمر في المسجد، فقيل له: قد رئي الهلال، فذكر قصة فيها، فأمسك حتى كان يوم التروية، فأتى البطحاء، فلما استوت به راحلته أحرم. وروى مالك في الموطأ: أن ابن عمر أهل لهلال ذي الحجة. وذلك أنه كان يرى التوسعة في ذلك. ا. هـ وهو في الموطأ 1 / 340 في الحج، باب إهلال أهل مكة ومن بها من غيرهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري معلقا في الحج - باب: الإهلال من البطحاء وغيرها ... وقال الحافظ في «الفتح» (3/591) : وصله سعيد بن منصور من طريقه بلفظ «رأيت ابن عمر في المسجد فقيل له: قد رؤي الهلال- فذكر قصة فيها - فأمسك حتى كان يوم التروية فأتى البطحاء، فلما استوت به راحلته أحرم» . وروى مالك في «الموطأ» أن ابن عمر أهل لهلال ذي الحجة، وذلك أنه كان يرى التوسعة في ذلك.
قلت: هو عنده في الحج - باب إهلال أهل مكة ومن بها من غيرهم (ص283) .(3/13)
1279 - (خ) ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «من السُّنَّةِ أن لا يُحرم بالحجِّ إلا في أشهُرِ الحجِّ» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) 3 / 333 معلقاً، في الحج، باب قول الله تعالى {الحج أشهر معلومات} . قال الحافظ في " الفتح ": وصله ابن خزيمة والحاكم والدارقطني من طريق الحاكم عن مقسم عنه قال: لا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج، فإن من سنة الحج أن يحرم بالحج في أشهر الحج، ورواه ابن جرير من وجه آخر عن ابن عباس قال: لا يصلح أن يحرم أحد بالحج إلا في أشهر الحج.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري معلقا في الحج - باب قول الله تعالى: {الحج أشهر معلومات} .
وقال الحافظ: في «الفتح» (3/491) : وصله ابن خزيمة والحاكم والدارقطني من طريق الحاكم عن مقسم عنه، قال: لايحرم بالحج إلا في أشهر الحج، فإن من سنة الحج أن يحرم بالحج في أشهر الحج» وراه ابن جرير من وجه آخر عن ابن عباس قال: لايصلح أن يحرم أحد بالحج إلا في أشهر الحج» ، انتهى.
وقال السيوطي في «الدر المنثور» (1/227) وأخرج ابن أبي شيبة، وقال ابن خزيمة، والحاكم وصححه، والبيهقي عن ابن عباس قال: لا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج فإن من سنة الحج أن يحرم بالحج إلا في أشهر الحج» انتهى.(3/14)
الفرع الثاني: في المكان
1280 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يُهِلُّ أهلُ المدينة: من ذِي الحليفة، ويُهِلُّ أهلُ الشام: من الْجُحْفَةِ، ويُهل أهل نَجْدٍ: مِنْ قَرْنٍ» . قال ابن عمر: وذُكر لي، ولم أسمع: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ويُهِلُّ أهلُ اليمن: من يَلَمْلَمَ» . هذه رواية البخاري ومسلم.
وللبخاري أيضاً عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رجلاً قام في المسجد، [ص:15] فقال: يا رسول الله: «مِنْ أيْنَ تأمرُنا أنْ نُهِلَّ؟ قال: يُهِلُّ أهلُ المدينة: من ذي الْحُلَيْفَةِ» ... وذكر نحوه.
وفي أخرى له، أن رجلاً سأله: من أين يجوز لي أن اعتمر؟ قال: فرضها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأهل نجد: قرناً، ولأهل المدينة: ذا الحليفة ولأهل الشام: الجحفة، لم يزد.
وأخرجه الباقون بمثل ذلك، إلا أن الترمذي قال: إن رجلاً قال: «من أين نُهلُّ يا رسول الله؟» فذكر الحديث (1) ..
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَلَمْلَم) وقد يُقال: أَلملم -: ميقات أهل اليمن.
__________
(1) أخرجه البخاري 3 / 307 في الحج، باب ميقات أهل المدينة ولا يهلون قبل ذي الحليفة، وباب فرض مواقيت الحج والعمرة، وباب مهل أهل نجد، وفي العلم، باب ذكر العلم والفتيا في المسجد، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (1182) في الحج، باب مواقيت الحج والعمرة، والموطأ 1 / 330 في الحج، باب مواقيت الإهلال، والترمذي رقم (831) في الحج، باب ما جاء في مواقيت الإحرام لأهل الآفاق، وأبو داود رقم (1737) في المناسك، باب المواقيت، والنسائي 5 / 122 في الحج، باب ميقات أهل المدينة، وباب ميقات أهل الشام، وباب ميقات أهل نجد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح أخرجه الحميدي 1- عن سالم، عن أبيه (623) حدثنا سفيان. «وأحمد» (2/9) (4555) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/103) (6140) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثني ابن أخي ابن شهاب. وفي (2/151) (6390) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. و «البخاري» (2/165) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا أحمد، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس «مسلم» (4/6) قال: حدثني زهير بن حرب، وابن أبي عمر. قال ابن أبي عمر: حدثنا سفيان. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال أخبرني ابن وهب، قال: أخبرني يونس. و «النسائي» (5/125) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان و «ابن خزيمة» (9/258) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا ابن عيينة (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمان، قال: حدثنا سفيان.
أربعتهم (سفيان بن عيينة، وابن أخي ابن شهاب، ومعمر، ويونس) عن ابن شهاب الزهري، عن سالم ابن عبد الله فذكره. 2- عن نافع، عن أبيه أخرجه مالك (الموطأ) (218) و «أحمد» (2/3) (4455) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يحي بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، وابن عون، وغير واحد. وفي (2/47) (5070) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. وفي (2/48) (5087) قال إسماعيل قال: أخبرنا أيوب وفي (2/55 (5172) قال: حدثنا يحيى بن عبيد الله حدثنا يحيى بن عبد الله. وفي (2/65) (5323) قال: حدثنا عبد الوهاب، عن أيوب.، وفي (2/82) وفي (5542) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمان، قال: حدثنا أيوب. و «الدارمي» (1797) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا مالك. و «البخاري» (1/45) قال: حدثني قتيبة بن سعيد، قال: حدثني الليث بن سعد، وفي (2/165) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. و «مسلم» (4/6) قال: حدثنا يحي بن يحيى، قال: قرأت على مالك. و «أبو داود» (1737) قال: حدثنا القعنبي عن مالك (ح) وحدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا مالك. و «ابن ماجة» (2914) قال: حدثنا أبو مصعب، قال: حدثنا مالك بن أنس، والترمذي (831) ، قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، والنسائي (5/122) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك، وفي (5/122) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث بن سعد. سبعتهم -مالك، ويحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، وابن عون، وابن جُريج، وأيوب، والليث ابن سعد- عن نافع، فذكره.(3/14)
1281 - (خ م د س) عبد اللَّه بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «وَقَّتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل المدينة: ذَا الحُلَيْفةَ، ولأهل الشام: الْجُحْفَةَ، ولأَهلِ نَجْدِ: قَرْنَ الْمَنازِلِ، ولأهل اليمن: يَلَمْلَمَ، قال: فَهُنَّ لَهُنَّ، ولَمِنْ أتى عليهنَّ من غير أهلهِنَّ، لمن كان يُريدُ الحجَّ والعُمْرَةَ، فَمنْ [ص:16] كانَ دُونَهُنَّ، فمُهَلَّهُ مِنْ أهلِهِ، وكذلك، حتى أهلُ مَكَةَ يُهِلُّونَ منها» .
وفي رواية: «ومن كان دوُنَ ذلك فمن حيثُ أنشأ، حتى أهلُ مَكةَ من مكة» . أخرجه الجماعة، إلا الموطأ والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قرن المنازل) : موضع بطريق مكة، وهو ميقات أهل نجد، والمشهور فيه: سكون الراء، وكذا جاء في شِعْر عمر بن أبي ربيعة، وبعض الفقهاء يفتحون راءه، وهو دائر بينهم كذلك، وأُخبرت عن بعض أكابر أئمة الفقه أنه قال: يُروى بالسكون والفتح.
__________
(1) البخاري 3 / 307 في الحج، باب مهل أهل مكة للحج والعمرة، وباب مهل أهل الشام، وباب مهل من كان دون المواقيت، وباب مهل أهل اليمن، وباب دخول الحرم ومكة بغير إحرام، ومسلم رقم (1181) في الحج، باب مواقيت الحج والعمرة، وأبو داود رقم (1738) في المناسك، باب في المواقيت، والنسائي 5 / 123 و 124 و 125 في الحج، باب ميقات أهل اليمن، وباب من كان أهله دون الميقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس
أخرجه أحمد (1/238) (2128) قال: حدثنا يزيد، والبخاري (2/165) ، قال: حدثنا مُسَدّد. وفي (2/166) قال: حدثنا قتيبة، ومسلم (4/5) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وخلف بن هشام، وأبو الربيع، وقتيبة، وأبو داود (1738) قال: حدثنا سليمان بن حرب، والنسائي (5/126) قال: أخبرنا قتيبة، و «ابن خزيمة» (2590) قال: حدثنا أحمد بن عَبْدَة الضبي.
ثمانيتهم - يزيد، ومسدد، وقتيبة، ويحيى بن يحيى، وخلف، وأبو الربيع، وسليمان بن حرب، وأحمد ابن عبدة- عن حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار.
2 - عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس:
أخرجه أحمد (1/249، 2240) ، (1/، 339 348) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا معمر. وفي (1/252) (2272) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وُهيب، وفي (1/332) (3066) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. و «الدارمي» (1799) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا وهيب، و «البخاري» (2/165) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب، والبخاري (2/165) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب، وفي (2/166) قال: حدثنا مُعلى بن أسد، قال: حدثنا وهيب، وفي (3/21) قال: حدثنا مسلم، قال: حدثنا وهيب.
و «مسلم» (4/5) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا وهيب، والنسائي (5/123) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان صاحب الشافعي، قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا وهيب، وحماد بن زيد. وفي (5/125) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن محمد بن جعفر، قال: حدثنا مَعْمر. وابن خزيمة (2591) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري، قال: حدثنا محمد ابن جعفر (غُنْدَر) قال: حدثنا معمر. ثلاثتهم - معمر، ووهيب، وحماد بن زيد، - عن عبد الله بن طاوس، كلاهما -عمرو بن دينار، وعبد الله بن طاوس- عن طاوس، فذكره.
في رواية عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال مرة: عن ابن عباس، فقلت: لم يجاوز به طاوسا؟ فقال: بلى، هو عن ابن عباس، قال: ثم سمعه يذكره بعد، ولا يذكر ابن عباس.
وفي رواية أبي داود قال حماد: وعن ابن طاوس، عن أبيه، ليس فيه (ابن عباس) .(3/15)
1282 - (م) أبو الزبير -رحمه الله-: أن جابراً - رضي الله عنه -: سئل عن المهل؟ فقال: «سَمِعْتُ - أحسبه رَفع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - (1) - قال: مُهَلُّ أهل [ص:17] المدينة: من ذي الحُلَيْفَةِ، والطريق الآخر: الجُحفَةُ، ومُهَلُّ أهلِ العراق ذاتُ عِرقٍ، ومُهلُّ أهلِ نجدِ: من قَرْنٍ، ومُهلُّ أهلِ اليمن: من يَلَمْلَمَ» . أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُهل) : موضع الإهلال، يعني به: الميقات، وموضع الإحرام.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 375: وقوله: أحسبه رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. لا يحتج بهذا الحديث مرفوعاً، لكونه لم يجزم برفعه. اهـ.
ولكن حديث عائشة والحارث بن عمرو السهمي رقم (1284) و (1285) يشهدان له. وقد قال الحافظ في " الفتح " 3 / 308: وقد أخرجه أحمد من رواية ابن لهيعة وابن ماجة من رواية إبراهيم بن يزيد كلاهما عن أبي الزبير فلم يشكا في رفعه. ووقع في حديث عائشة وفي حديث الحارث بن عمرو السهمي كلاهما عن أحمد وأبي داود والنسائي. وهذا يدل على أن للحديث أصلاً فلعل من [ص:17] قال: إنه غير منصوص: لم يبلغه، أو رأى ضعف الحديث باعتبار أن كل طريق لا يخلو عن مقال، ولكن الحديث بمجموع الطرق يقوى.
(2) رقم (1183) في الحج، باب مواقيت الحج والعمرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف:
1 - أخرجه أحمد (2/181) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حجاج.
2- وأخرجه أحمد (3/333) قال: حدثنا روح. ومسلم (4/7) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا روح بن عبادة. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، وعبد بن حميد، كلاهما عن محمد بن بكر، و «ابن خزيمة» (2592) قال: حدثنا محمد بن معمر القيسي، قال: حدثنا محمد (يعني ابن بكر) كلاهما -روح، وابن بكر) عن ابن جريج.
3 - وأخرجه أحمد (3/336) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة.
4 - وأخرجه ابن ماجة (2915) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إبراهيم بن يزيد. أربعتهم -حجاج، وابن جريج، وابن لهيعة، وإبراهيم - عن أبي الزبير. فذكره.
قلت: قوله: أخرجه مسلم صحيح، ولكنه لم يصرح برفعه، وفي ذلك يقول الزيلعي في «نصب الراية» (3/12) وهذا شك الراوي في رفعه، ثم ذكر رواية ابن ماجة، وقال فيها: وهذه الرواية ليس فيها شك من الراوي، إلا أن إبراهيم بن يزيد الخوزي لا يحتج بحديثه، وأخرجه الدارقطني في «سننه» وابن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه، وأبو يعلى الموصلي في «مسانيدهم» عن حجاج، عن عطاء، عن جابر، وحجاج أيضا لا يحتج به.(3/16)
1283 - (خ) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: لما فُتِح هذان المصران، أتوا عمر فقالوا: يا أمير المؤمنين: «إن رسولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - حدَّ لأهلِ نَجدٍ قَرْناً، وُهوَ جَوْرٌ عَن طَريقِنا، وإنَّا إن أرَدْنا أنْ نَأتيَ قَرْناً شَقَّ علينا؟ قال: فْانظُروا حَذْوَها (1) من طريقكم، فَحَدَّ لهم ذاتَ عِرْقٍ (2) » . أخرجه البخاري (3) . [ص:18]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المِصران) : المِصر: المدينة، ويريد بالمصران: الكوفة. والبصرة.
(جَور) : الجَور: الميل عن القصد.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": أي: اعتبروا ما يقابل الميقات من الأرض التي تسلكونها من غير ميل فاجعلوه ميقاتاً.
(2) ظاهر الحديث أن عمر رضي الله عنه حد لهم ذات عرق. وقد تقدم في التعليق على الحديث رقم (1282) أن التحديد بذات عرق ثبت في المرفوع، ويدل على ذلك حديث عائشة والحارث بن عمرو السهمي اللذين بعد هذا الحديث.
(3) 3 / 308 في الحج، باب ذات عرق لأهل العراق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه «البخاري» (2/166) قال: حدثني علي بن مسلم، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبيد الله، عن نافع، فذكره.(3/17)
1284 - (د س) عائشة -رضي الله عنها-: «أنَّ رسولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وَقَّتَ لأهل العراق: ذات عِرْقٍ» . هذه رواية أبي داود، لم يزد.
وفي رواية النسائي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وَقّتَ لأهل المدينة: «ذَا الحُلَيْفَةِ، ولأهلِ الشامِ ومصر: الجحْفَةَ، ولأهل العراق: ذاتَ عِرقٍ، ولأهل اليمن: يَلَمْلَم» (1) .
__________
(1) أبو داود رقم (1739) في المناسك، باب في المواقيت، والنسائي 5 / 125 في الحج، باب ميقات أهل العراق من حديث المعافى بن عمران عن أفلح بن حميد عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها، وإسناده صحيح. قال الحافظ في " التهذيب ": وقال ابن صاعد: كان الإمام أحمد ينكر على أفلح قوله: " ولأهل العراق ذات عرق " قال ابن عدي: ولم ينكر أحمد سوى هذه اللفظة، وقد تفرد بها عن أفلح معافى، وهو عندي صالح، وأحاديثه أرجو أن تكون مستقيمة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1739) قال: حدثنا هشام بن بَهْرام المدائني، والنسائي (5/123) قال: أخبرنا عمرو بن منصور. قال: حدثنا هشام بن بهرام. وفي (5/125) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي قال: حدثنا أبو هاشم محمد بن علي.
كلاهما (هشام بن بهرام، وأبو هاشم محمد بن علي) عن المعافى بن عمران، عن أفلح بن حُميد، عن القاسم بن محمد، فذكره.
ويقول الحافظ في «التلخيص» (2/229) : تفرد به المعافى بن عمران، عن أفلح، والمعافى ثقة.
ويقول الزيلعي في «نصب الراية» (3/13) : وروى ابن عدي في الكامل، ثم أسند عن أحمد بن حنبل أنه كان ينكر على أفلح بن حميد هذا الحديث.(3/18)
1285 - (د) الحارث بن عمرو السهمي -رحمه الله- قال: «أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو بمنى -أو بعرفات - وقد أطاف به الناس، فَتجِيءُ الأعرابُ، فإذا رأوْا وجهَهُ قالوا: هذا وجهُ مُبارَكٌ، قال: وَوَقَّتَ ذات عِرق لأهل العراق» . [ص:19] أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أطاف) به: إذا قاربه وألم به.
__________
(1) رقم (1742) في المناسك، باب في المواقيت. وفي سنده عتبة بن عبد الملك السهمي، وهو مجهول، وفيه أيضاً زرارة بن كريم السهمي، لم يوثقه غير ابن حبان، ولكن يشهد لهذا الحديث حديث عائشة الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه «البخاري» في الأدب المفرد (1148) ، وفي (خلق أفعال العباد) (52) ، وأبو داود (1742) قالا «البخاري، وأبو داود» : حدثنا أبو معمر، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا عتبة بن عبد الملك، قال: حدثني زرارة السهمي فذكره، وقال الزيلعي في نصب الراية (3/13) : ورواه البيهقي، وقال: في إسناده من هو غير معروف - يقصد عتبة بن عبد الملك-، ورواه الدارقطني في «سننه» .
قلت: فيه عتبة بن عبد الملك لم يوثقه غير ابن حبان.(3/18)
1286 - (ت د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «وَقَّتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، لأهلِ المشرِق: العقِيقَ» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) الترمذي رقم (832) في الحج، باب ما جاء في مواقيت الإحرام، وأبو داود رقم (1740) في المناسك، باب في المواقيت، وأخرجه أحمد في المسند رقم (3205) . قال الحافظ في " الفتح ": تفرد به يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف، وإن كان حفظه فقد جمع بينه وبين حديث جابر وغيره بأجوبة. منها أن ذات عرق ميقات الوجوب، والعقيق ميقات الاستحباب، لأنه أبعد من ذات عرق. ومنها أن العقيق ميقات لبعض العراقيين، وهم أهل المدائن، والآخر ميقات لأهل البصرة، وقع ذلك في حديث لأنس عند الطبراني، وإسناده ضعيف. ومنها أن ذات عرق كانت أولاً في موضع العقيق الآن، ثم حولت وقربت إلى مكة. فعلى هذا فذات عرق والعقيق شيء واحد. ويتعين الإحرام من العقيق ولم يقل به أحد، وإنما قالوا: يستحب احتياطاً. وقد صحح الحديث العلامة أحمد شاكر في تعليقه على المسند.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (1/344) (3205) ، «وأبو داود» (1740) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. و «الترمذي» (832) قال: حدثنا أبو كُريب. كلاهما -أحمد، وأبو كريب- قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن محمد بن علي، فذكره.
وقال الزيلعي في نصب الراية (3/13-14) : ورواه البيهقي في «المعرفة» ، وقال: تفرد به يزيد بن أبي زياد، وقال ابن القطان في «كتابه» هذا حديث أخاف أن يكون منقطعا، فإن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس إنما عهد يروي عن أبيه، عن جده ابن عباس، وقال مسلم في كتاب «التمييز» : لا نعلم له سماعا من جده، ولا أنه لقيه، ولم يذكر «البخاري» ، ولا ابن أبي حاتم أنه يروي عن جده، وذكر أنه يروي عن أبيه، انتهى.(3/19)
1287 - (ط) نافع -رحمه الله-: أن «ابن عمر أهلَّ من الفُرع» (1) [ص:20] أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) الفرع - بضم الفاء والراء، وبإسكان الراء - موضع بناحية المدينة. قال الزرقاني: قال ابن عبد البر: محمله عند العلماء أنه مر بميقات لا يريد إحراماً، ثم بدا له فأهل منه، أو جاء إلى الفرع من مكة أو غيرها، ثم بدا له في الإحرام، كما قاله الشافعي وغيره. وقد روى حديث المواقيت ومحال أن يتعداه مع علمه به فيوجب على نفسه دماً، هذا لا يظنه عالم.
(2) 1 / 331 في الحج، باب مواقيت الإهلال، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (276) في الحج - باب مواقيت الإهلال، قال: عن نافع، فذكره.(3/19)
1288 - (ط) مالك -رحمه الله-: بلغه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أهلَّ من الجِعْرانةِ بعُمرةٍ» .أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 331 في الحج، باب مواقيت الإهلال، وإسناده منقطع. ورواه موصولاً بأطول من هذا، أبو داود رقم (1996) في الحج، باب المهلة بالعمرة تحيض فيدركها الحج، والترمذي رقم (935) في الحج، باب ما جاء في العمرة من الجعرانة، والنسائي 5 / 199 في الحج، باب دخول مكة ليلاً، من حديث محرش الكعبي، وفي إسناده مزاحم بن أبي مزاحم المكي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. وقال الترمذي: حديث حسن غريب، ولا نعرف لمحرش الكعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (الموطأ) (276) في الحج- باب مواقيت الإهلال بلاغا.
وموصولا أخرجه الحميدي (863) قال: ثنا سفيان، قال: حدثنا إسماعيل بن أمية و «أحمد» 3/426و (4/69) ، (5/380) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أمية. وفي (3/426) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج. وفي 3/427،426 قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج. و «الدارمي» (1868) قال: أخبرنا محمد بن يزيد البزار، قال: حدثنا يحيى بن زكريا عن ابن جريج. و «أبو داود» (1996) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سعيد بن مزاحم بن أبي مزاحم.. و «لترمذي» (935) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج و «النسائي» (5/199) قال: أخبرني عمران بن يزيد، عن شعيب، قال: حدثنا ابن جريج. وفي (5/200) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن سفيان عن إسماعيل بن أمية. وفي الكبرى - تحفة الأشراف - (1122) عن قتيبة بن سعيد، عن سعيد بن مزاحم بن أبي مزاحم (ح) وعن عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج (ح) وعن الحارث بن مسكين،عن سفيان، عن إسماعيل بن أمية. ثلاثتهم (إسماعيل بن أمية، وابن جريج، وسعيد بن مزاحم، عن مزاحم بن أبي مزاحم، عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد، عن محرش الكعبي فذكره.
قال الحافظ في «التخليص» (2/230-231) نقلوا أنه -عليه السلام- اعتمر من الجعرانة مرتين: مرة في عمرة القضاء، ومرة في عمرة هوازن، كذا وقع فيه وهو غلط واضح، فإنه -صلى الله عليه وسلم- لم يعتمر في عمرة القضاء من الجعرانة، وكيف يتصور أنه يتوجه -صلى الله عليه وسلم- من المدينة إلى جهة الطائف حتى يحرم من الجعرانة، ويتجاوز ميقات المدينة؟ وكيف يلتئم هذا؟ مع قوله قيل: إنه -صلى الله عليه وسلم- لم يحرم إلا من الميقات، بل في الصحيحين من حديث أنس أنه -صلى الله عليه وسلم- اعتمر أربع عُمر كلهن في ذلك في ذي القعدة إلا التي في حجته: عمرة من الحديبية أو زمن الحديبة في ذي القعدة، وعمرة من العام المقبل وفي ذي القعدة وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة وعمرة مع حجته، ولأبي داود والترمذي وابن ماجة وابن حبان، والحاكم، من حديث ابن عباس قال: اعتمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربع عمر: عمرة الحديبية، والثانية حين تواطؤا على عمرة من قابل - الحديث - وذكر الواقدي أن إحرامه من الجعرانة كان ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة.
قلت: فيه مزاحم بن أبي مزاحم المكي لم يوثقه غير ابن حبان(3/20)
1289 - (ط) مالك -رحمه الله-: عن الثقة عنده (1) : «أن ابنَ عُمرَ أهلَّ بِحَجَّتِهِ من إيلْياء» . أخرجه الموطأ (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إيلياء) : اسم مدينة ببيت المقدس، وقد تخفف الياء الثانية وتمد الكلمة، [وقد تشدد الياء الثانية وتقصر الألف] .
__________
(1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قيل: هو نافع.
(2) 1 / 331 في الحج، باب مواقيت الإهلال، وإسناده صحيح إن كان الثقة عنده نافعاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (ص276) في الحج باب مواقيت الإهلال قال: عن الثقة عنده فذكره.
قال الزرقاني في «شرح الموطأ» (2/324) : قيل هو نافع. قلت: الإمام مالك إمام في الجرح والتعديل وتوثيقه معتمد لمقلدي المذهب.(3/20)
1290 - (خ) عثمان بن عفان -رضي الله عنه - كره: «أن يُحرمَ الرَّجُلُ منْ خُراسان وكَرْمَان» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) تعليقاً 3 / 333 في الحج، باب قول الله تعالى {الحج أشهر معلومات} . قال الحافظ في " الفتح ": [ص:21] وصله سعيد بن منصور: حدثنا هشيم، حدثنا يونس بن عبيد، أخبرنا الحسن هو البصري، أن عبد الله بن عامر أحرم من خراسان، فلما قدم على عثمان رضي الله عنه، لامه فيما صنع وكرهه. وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن أيوب، عن ابن سيرين قال: أحرم عبد الله بن عامر من خراسان، فقدم على عثمان فلامه، وقال: غزوت وهان عليك نسكك؟! . وروى أحمد بن سيار في تاريخ مرو من طريق داود بن أبي هند قال: لما فتح عبد الله بن عامر خراسان قال: لأجعلن شكري لله أن أخرج من موضعي هذا محرماً، فأحرم من نيسابور، فلما قدم على عثمان رضي الله عنه، لامه على ما صنع. قال الحافظ: وهذه أسانيد يقوي بعضها بعضاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه «البخاري» معلقا في الحج باب قوله الله تعالى: {الحج أشهر معلومات} وقال الحافظ في «الفتح» (3/491-492-) : وصوله سعيد بن منصور «حدثنا هشيم حدثنا يونس بن عبيد أخبرنا الحسن هو البصري أن عبد الله بن عامر أحرم من خراسان، فلما قدم على عثمان لامه فيما صنع وكرهه» وقال عبد الرزاق: «أخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: أحرم عبد الله بن عامر من خراسان، فقدم على عثمان فلامه وقال: «غزوت وهان عليك نسكك» وروى أحمد بن سيار في «تاريخ مرو» من طريق داود بن أبي هند قال: «لما فتح عبد الله بن عامر خراسان قال: لأجعلن شكري لله أن أخرج من موضعي هذا محرما، فأحرم من نيسابور، فلما قدم على عثمان لامه على ماصنع» وهذه أسانيد يقوي بعضها بعضا.(3/20)
الفصل الثاني: في الإحرام: وفيه ثلاثة فروع
الفرع الأول: فيما يحل للمحرم، ويحرم عليه، وهو أحد عشر نوعاً
النوع الأول: في اللباس
1291 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما - قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يلبس المحرم؟ قال: «لا يلبس المحرم القميص، ولا العمامة ولا البُرنسَ، ولا السراويل، ولا ثوباً مسه وَرْسٌ ولا زَعْفَران. ولا الخفين، إلا أن لا يجد نعلين فَليقْطعْهما [ص:22] حتى يكونا أسفَلَ من الكعْبَين» .
هذه رواية البخاري ومسلم.
وللبخاري أيضاً قال: قام رجل فقال: «يا رسول الله، ماذا تَأمُرنا أنْ نَلْبَس من الثياب في الإحرام؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تَلْبَسُوا القُمُص، ولا السَّراويلات، ولا العمائم، ولا البَرانِسَ، ولا الخِفاف، إلا أن يكون أحدٌ لَيْسَتْ له نَعْلانِ، فَليلْبَسِ الخُفَّينِ، ولْيَقْطَعْهُما أَسْفلَ من الكعبين (1) ولا تَلبَسُوا شيئاً مَسَّهُ الزَّعْفرانُ والوَرْسُ، ولا تنتَقِبُ [ص:23] المرأَةُ المُحرِمَةُ ولا تَلْبَس القُفَّازَيْنِ» .
وفي أخرى لهما قال: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أنْ يَلْبَسَ المُحرْمُ ثَوباً مَصْبُوغاً بزعفرانٍ أو وَرسٍ، وقال: «من لم يَجِدْ نعلينِ، فَليلبس خُفينِ، وليقطعهما أسفل من الكعبين» .
وأخرج الموطأ الرواية الثانية والثالثة.
وأخرج أبو داود الأولى والثانية.
وأخرج الترمذي الثانية.
وأخرج النسائي الأولى والثانية.
وله بمعناه في أخرى، ولم يذكر: «النقاب والقُفَّازين» .
وقد أخرج الموطأ أيضاً عن نافع عن ابن عمر: أنه كان يقول «لا تَنْتقِبُ المرأةُ المحرمةُ، ولا تلبسُ القفَّازَيْن» .
فجعل هذا الفصل وحده موقوفاً على ابن عمر.
وقد جاء في البخاري أيضاً كذلك.
وقال أبو داود: وقد روي موقوفاً على ابن عمر نحوه.
ورفعه من طريق أخرى (2) . [ص:24]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البرنس) : قلنسوة طويلة كان الزهاد يلبسونها في صدر الإسلام (3) .
(ورس) : الورس: نبت أصفر يكون باليمن، تتخذ منه المُغْرَة للوجه، وتُصبغ به الثياب.
(قُفَّازَيْن) القُفَّاز، بالضم والتشديد: شيءٌ يُعْمَلُ لليدين، وقد يُحْشَى بِقُطْنٍ، وتكون له أزرارٌ تُزَرَّرُ على السَّاعِدَيْن من البَرْد، تَلْبَسُهُ المرأةُ في يَدَيْها.
وقيل: تُغَطَّى بهما الكَفَّان والأصَابِعُ وقيل: هو ضَرْبٌ من الحُلْيِّ.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " 3 / 320: قوله: وليقطعهما أسفل من الكعبين. والمراد كشف الكعبين في الإحرام، وهما العظمان الناتئان عند مفصل الساق والقدم. ويؤيده ما روى ابن أبي شيبة عن جرير عن هشام عن عروة عن أبيه قال: إذا اضطر المحرم إلى الخفين خرق ظهورهما وترك فيهما قدر ما يستمسك رجلاه. وقال محمد بن الحسن ومن تبعه من الحنفية: الكعب هنا: هو العظم الذي في وسط القدم عند معقد الشراك. وقيل: إن ذلك لا يعرف عند أهل اللغة. وقيل: إنه لا يثبت عن محمد، وإن السبب في نقله عنه أن هشام بن عبيد الله الرازي سمعه يقول في مسألة المحرم إذا لم يجد النعلين حيث يقطع خفيه، فأشار محمد بيده إلى موضع القطع، ونقله هشام إلى غسل الرجلين في الطهارة. وبهذا يتعقب على من نقله عن أبي حنيفة كابن بطال أنه قال: الكعب: هو الشاخص في ظهر القدم، فإنه لا يلزم من نقل ذلك عن محمد بن الحسن على تقدير صحته عنه أن يكون قول أبي حنيفة، ونقل عن الأصمعي وهو قول الإمامية أن الكعب: عظم مستدير تحت عظم الساق، حيث مفصل الساق والقدم. وجمهور أهل اللغة على أن في كل قدم كعبين. ثم قال الحافظ: وظاهر الحديث أنه لا فدية على من لبسهما إذا لم يجد النعلين، وعن الحنفية: تجب، وتعقب بأنها لو وجبت لبينها النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه وقت الحاجة. واستدل به على اشتراط القطع خلافاً للمشهور عن أحمد، فإنه أجاز لبس الخفين من غير قطع، لإطلاق حديث ابن عباس بلفظ " ومن لم يجد النعلين فليلبس خفين" وتعقب بأنه موافق على قاعدة حمل المطلق على المقيد، فينبغي أن يقول بها هنا.
(2) أخرجه البخاري 3 /318 و 319 و 320 و 321 في الحج، باب ما لا يلبس المحرم من الثياب، وباب ما ينهى من الطيب للمحرم والمحرمة، وباب لبس الخفين للمحرم إذا لم يجد النعلين، وفي العلم، باب من أجاب السائل بأكثر مما سأله، وفي الصلاة في الثياب، باب الصلاة في القميص [ص:24] والسراويل والتبان والقباء، ومسلم رقم (1177) في الحج، باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة، والموطأ 1 / 324 و 325 و 328 في الحج، باب ما ينهى عنه من لبس الثياب في الإحرام، والترمذي رقم (833) في الحج، باب ما جاء فيما لا يجوز للمحرم لبسه، وأبو داود رقم (1823) و (1824) و (1825) و (1826) في المناسك، باب ما يلبس المحرم، والنسائي 5 / 129 في الحج، باب النهي عن الثياب المصبوغة. قال الحافظ في " الفتح ": قال العلماء: والحكمة في منع المحرم من اللباس والطيب: البعد عن الترفه، والاتصاف بصفة الخاشع، وليتذكر بالتجرد: القدوم على ربه فيكون أقرب إلى مراقبته وامتناعه عن ارتكاب المحظورات.
(3) قال في القاموس: هو قلنسوة طويلة، أو كل ثوب رأسه منه: دراعة كان أو جبة أو ممطراً. اهـ. ولم يكن في صدر الإسلام زي خاص بالزهاد ولا غيرهم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن نافع، عن عبد الله بن عمر.
1- أخرجه مالك (الموطأ) (215) و «أحمد» 2/63 (5308) قال: حدثنا عبد الرحمان. و «الدارمي» (1807) قال: أخبرنا خالد بن مخلد. «البخاري» (2/168) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (7/187) قال: حدثنا إسماعيل. و «مسلم» (4/2) قال: حدثنا يحيى بن يحيى و «أبو داود» (1824) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. و «ابن ماجة» (2929، 2932) قال: حدثنا أبو مصعب. و «النسائي» (5/131، 133) قال: أخبرنا قتيبة. ثمانيتهم (عبد الرحمان بن مهدي) ، وخالد بن مخلد، وعبد الله ابن يوسف، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن يحيى، وعبد الله بن مسلمة، وأبو مصعب، وقتيبة ابن سعيد) عن مالك بن أنس 2- وأخرجه الحميدي (627) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إسماعيل بن أمية، وأيوب السختياني، وأيوب بن موسى، عبيد الله بن عمر.
3- وأخرجه أحمد 2/3 (4456، 4454) قال: حدثنا هشيم. وفي 2/29 (4835) قال: حدثنا معاذ، «النسائي» 5/134 قال: أخبرنا أبو الأشعث، أحمد بن المقدام، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وفي 5/135 قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا هشيم (ح) وحدثنا محمد بن هشام، قال: حدثنا هشيم. ثلاثتهم -هشيم، ومعاذ بن معاذ، ويزيد بن زريع - عن ابن عون.
4- وأخرجه أحمد (2/4) (4482) قال: حدثنا إسماعيل. وفي 2/65 (5325) قال: حدثنا عبد الوهاب. و «البخاري» (7/184) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد. و «النسائي» (5/134) قال: أخبرنا أبو الأشعث، قال: حدثنا يزيد بن زريع. و «ابن خزيمة» (2682) قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا حماد. وفي (2684) قال: حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، وأحمد بن منيع، قالا: حدثنا إسماعيل. أربعتهم (إسماعيل ابن علية وعبد الوهاب الثقفي، وحماد، ويزيد بن زريع) عن أيوب.
5- وأخرجه أحمد 2/22 (4740) قال: حدثنا يعلى بن عبيد. وفي (2/32) (4868) قال: حدثنا يزيد. و «أبو داود» 1827 قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي. ثلاثتهم -يعلى بن عبيد، ويزيد، وإبراهيم بن سعد أبو يعقوب - عن محمد بن إسحاق.
6- وأخرجه أحمد 2/41 (5003) قال: حدثنا أبو معاوية..وفي 2/54 (5166) قال: حدثنا يحيى. و «النسائي» 5/132 قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (1355) قال: أخبرنا هناد ابن السري، عن ابن أبي زائدة. و «ابن خزيمة» 2684، 2597 قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا بشر بن المفضل. وفي (2598) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا حفص بن غياث. خمستهم - أبو معاوية، ويحيى بن سعيد، وابن أبي زائدة، وبشر بن المفضل، وحفص بن غياث - عن عبيد الله بن عمر.
7- وأخرجه أحمد 2/59 (5243) قال: حدثنا وكيع. و «البخاري» 1/54 قال: حدثنا آدم. وفي 1/102 قال: حدثنا عاصم بن علي.. ثلاثتهم - وكيع، وآدم بن أبي إياس، وعاصم بن علي-. قالوا: حدثنا ابن أبي ذئب..
8- وأخرجه أحمد 2/77 (5472) . والدارمي (1805) . و «النسائي» 5/134 قال: أخبرني محمد ابن إسماعيل بن إبراهيم، وعمرو بن علي. أربعتهم (أحمد، والدارمي، ومحمد بن إسماعيل، وعمرو ابن علي) عن يزيد بن هارون، قال: حدثنا يحيى، وهو ابن سعيد الأنصاري، عن عمر بن نافع.
9- وأخرجه أحمد (2/119) (6003) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. و «البخاري» 3/19) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. و «أبو داود» 1825 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. و «الترمذي» 833 قال: حدثنا قتيبة. و «النسائي» 5/133 قال: أخبرنا قتيبة. ثلاثتهم - هشام بن القاسم، وعبد الله بن يزيد، وقتيبة بن سعيد -، قالوا: حدثنا الليث.
10- وأخرجه «البخاري» 7/178 قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا جويرية.
11- وأخرجه «أبو داود» (1826) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا، إبراهيم بن سعيد المديني.
12- وأخرجه «النسائي» 5/135 قال: أخبرنا سُويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. و «ابن خزيمة» 2599 قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى، يعني ابن يونس، عن ابن جريج. وفي (2600) قال: حدثنا أبو داود سليمان بن توبة، قال: حدثنا أبو بدر (ح) وحدثنا علي بن الحسين الدرهمي، قال: حدثنا شجاع، وهو ابن الوليد أبو بدر. ثلاثتهم - عبد الله بن المبارك، وابن جريج، وشجاع بن الوليد، أبو بدر - عن موسى بن عقبة.
13- وأخرجه «ابن خزيمة» (2684) قال: حدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال أخبرنا ابن جريج.
جميعهم- مالك، وإسماعيل بن أمية، وأيوب السختياني، وأيوب بن موسى، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عون، ومحمد بن إسحاق، ابن أبي ذئب، وعمر بن نافع، وليث بن سعد، وجويرية بن أسماء وإبراهيم بن سعيد المديني، وموسى بن عقبة، وابن جريج - عن نافع، فذكره
ب- عن سالم، عن أبيه عبد الله بن عمر.
1- أخرجه الحميدي (626) . و «أحمد» 82 (4538) . و «البخاري» (7/187) قال: حدثنا علي بن عبد الله. و «مسلم» 4/2 قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب. و «أبو داود» (1823) قال: حدثنا مسدد، وأحمد بن حنبل. و «النسائي» 5/129 قال: أخبرنا محمد بن منصور. و «ابن خزيمة» 2685 قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمان، عشرتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله، ويحيى بن يحيى، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، ومسدد بن مسرهد، ومحمد بن منصور، وعبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن - عن سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (2/34 (4899) . و «ابن خزيمة» 2601 قال: حدثنا محمد بن رافع. كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع - قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.
3- وأخرجه أحمد (2/59 (5243) قال: حدثنا وكيع. و «البخاري» (1/45) قال: حدثنا آدم. وفي (1/ 102) قال: حدثنا عاصم بن علي. ثلاثتهم (وكيع، وآدم بن أبي إياس، وعاصم بن علي) قالوا: حدثنا ابن أبي ذئب.
4-0 وأخرجه «البخاري» 3/20 قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد.
أربعتهم (سفيان بن عيينة، ومعمر، وابن أبي ذئب، وإبراهيم بن سعد) عن ابن شهاب الزهري، قال أخبرني سالم، فذكره.(3/21)
1292 - (د) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما -: أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ينهى النساء في إحرامِهنَّ عن القُفَّازَيْنِ والنَّقاب، ومَا مَسَّ الوَرْسُ والزعفرانُ من الثياب، ولْتَلْبَسْ بعدَ ذلكَ ما أحَبّتْ من ألوانِ الثياب: من مُعصْفرٍ، أو خزٍّ أو حلي، أو سَراويلَ، أو قَميص، [ص:25] أو خُفٍّ (1) » .
وفي رواية مختصراً إلى قوله: «من الثياب» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) لفظه في سنن أبي داود المطبوع: ولتلبس بعد ذلك ما أحبت من ألوان الثياب: معصفراً، أو خزاً، أو حلياً، أو سراويل، أو قميصاً، أو خفاً.
(2) رقم (1827) في المناسك، باب ما يلبس المحرم، من حديث إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري عن محمد بن إسحاق عن نافع مولى ابن عمر عن عمر، وقد صرح محمد بن إسحاق فيه بالتحديث، فالحديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم فيماسبق برواية إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق تحت رقم (5) .(3/24)
1293 - (د) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-: كان يصنع ذلك، يعني: «يَقطعُ الخفَّيْنِ للمرأة المحرمَةِ، ثم حدّثَتْه صَفِيَّةُ بنتُ أبي عُبيدٍ: أنَّا عائشة حَدّثتْها: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كان رَخّص للنساء في الخفين، فَتُرِكَ ذلك» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1831) في المناسك، باب ما يلبس المحرم، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه «أبو داود» 1831 قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن محمد بن إسحاق، قال: ذكرت لابن شهاب، فقال: حدثني سالم بن عبد الله فذكره.(3/25)
1294 - (خ م ت د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ لم يَجِدْ إزاراً فَلْيلْبَسْ سَراويلَ، ومَنْ لَم يجدْ نَعْلَيْنِ فَلْيلْبَسْ خُفَّيْنِ» .
وفي رواية: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب بعرفات، وهو يقول.... الحديث أخرجه الجماعة إلا الموطأ.
إلا أن لفظ الترمذي قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «المحرم إذا لم يجد الإزار فَلْيَلْبس السَّراويلَ، وإذا لم يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ» . [ص:26]
وفي رواية أبي داود قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «السَّراويلُ لمِنَ لا يجد الإزار، والخُفُّ: لمن لا يجد النَّعْليَّنِ» .
وفي رواية النسائي مثل الترمذي (1) .
__________
(1) أخرجه البخاري 10 / 231 في اللباس، باب السراويل: وباب النعال السبتية وغيرها، وفي الحج، باب الخطبة أيام منى، وباب لبس الخفين للمحرم إذا لم يجد النعلين، وباب إذا لم يجد الإزار فيلبس السراويل، وأخرجه مسلم رقم (1178) في الحج، باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة، والترمذي رقم (834) في الحج، باب ما جاء في لبس السراويل والخفين للمحرم، وأبو داود رقم (1829) في الحج، باب ما يلبس المحرم، والنسائي 5 / 132 و 133 في الحج، باب الرخصة في لبس السراويل لمن لا يجد الإزار.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (469) قال: حدثنا سفيان ابن عيينة. و «أحمد» 1/215 (1848) قال: حدثنا هشيم. وفي 1/221 (1917) قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) قال حدثنا يحيى عن ابن جريج وفي (1/279) (2556) قال: حدثنا بهز، قال: حدثنا شعبة. وفي 1/285 (2583) قال: حدنثا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي 1/336 (3115) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وروح، قال حدثنا ابن جريج و «الدرامي» (1806) قال: أخبرنا أبو عاصم، عن ابن جريج. و «البخاري» 2/216 قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. وفي 3/20 قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، وفي 3/21 قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. وفي 7/187 قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان (الثوري) . وفي 7/198 قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان (الثوري) . و «مسلم» 4/3 قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو الربيع الزهراني، وقتيبة بن سعيد، جميعا عن حماد بن زيد. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد (يعني ابن جعفر) (ح) وحدثني أبو غسان الرازي، قال: حدثنا بهز. قالا جميعا: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا هشيم (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان (الثوري) (ح) وحدثنا على بن خشرم، عيسى بن يونس عن محمد بن جريج (ح) وحدثني بن حجر قال: حدثنا إسماعيل، عن أيوب، و «أبو داود» 1829 قال حدثنا سليمان بن حرب، وقال: حدثنا حماد بن زيد. و «ابن ماجة» 2931 قال: حدثنا هشام بن عمار، ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. و «الترمذي» 834 قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي البصري، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا أيوب (ح) وحدثنا قتيبة، قال: حماد بن زيد قال: و «النسائي» 5/132 قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حماد. وفي 5/133 قال: أخبرني أيوب ابن محمد الوزان، قال: حدثنا إسماعيل، عن أيوب. وفي 5/135 قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: أنبأنا أيوب. وفي 8/205 قال: حدثنا محمد ابن بشار قال: حدثنا محمد قال: حدثنا شعبة. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) 5375 عن عمرو بن منصور، عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري. و «ابن خزيمة» 2681 قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، وعمران بن موسى القزاز، وأحمد المقدام العجلي، قالوا: حدثنا حماد بن زيد.
سبعتهم - سفيان بن عيينة، وهشيم، وابن جريج، وشعبة، وحماد بن زيد، وسفيان الثوري، وأيوب- عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد أبي الشعثاء، فذكره.(3/25)
1295 - (م) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، «من لم يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنٍ (1) ، ومن لم يجد إزاراً فَلْيَلْبَسْ سَراويلَ» . أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) وقد تقدم أن الجمهور من العلماء قالوا: لا يجوز لبس الخفين إلا بعد قطعهما أسفل من الكعبين وقال أحمد: يجوز، لحديث جابر هذا وابن عباس الذي قبله. وحديث جابر وما في معناه مطلق، فينبغي أن يحمل على المقيد.
(2) رقم (1179) في الحج، باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد 3/323 قال:حدثنا يحيى بن آدم، وأبو النضر. وفي 3/395 قال: حدثنا موسى، ويحيى بن آدم. و «مسلم» 4/3 قال:حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس.
أربعتهم (يحيى، وأبو النضر، وموسى، وأحمد) قالوا: حدثنا زهير عن أبي الزبير، فذكره.(3/26)
1296 - (ط) يحيى بن يحيى -رحمه الله- سمعت مالكاً وقد سئل: عما ذكر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «فمن لم يَجِدْ إزاراً فَلْيَلْبَسْ سَراويلَ» . يقول لم أسمع بهذا، ولا أرى أن يلبس المحرم سراويل، لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن لبس السراويلات، فيما نهى عنه من لبس الثياب التي لا ينبغي [ص:27] للمحرم أن يلبسها، ولم يستثن فيها كما استثنى في الخفين. أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 325 في الحج، باب ما ينهى عنه من لبس الثياب في الإحرام، وهذا رأي مالك، والجمهور على خلافه، ويؤيدهم حديث جابر وابن عباس اللذين قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هو في (الموطأ) 271 في الحج - باب - ماينهى عنه من لبس الثباب في الإحرام.(3/26)
1297 - (د) نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- أن ابن عمر وجد القُر (1) فقال: ألقِ عليَّ ثوباً يا نافع، فألقيت عليه بُرْنُساً، فقال: «تُلْقي عليَّ هذا وقد نَهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنْ يلْبَسَهُ المحرم؟!» . أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) أي: البرد.
(2) رقم (1828) في المناسك، باب ما يلبس المحرم، وإسناده حسن. قال المنذري: وأخرج البخاري والنسائي في المسند منه بنحوه أتم منه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (695) قال:حدثنا سفيان، قال:حدثنا أيوب. و «أحمد» 2/30 (4856) قال:حدثنا يزيد، قال: أخبرنا جرير بن حازم. وفي 2/57 (5198) قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان. وفي 2/141 (6266) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمان الطفاوي، قال: حدثنا أيوب. و «أبو داود» 1828 قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، عن أيوب.
ثلاثتهم (أيوب، وجرير بن حازم، وابن عجلان) عن نافع، فذكره.(3/27)
1298 - (ط) نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم - سمع أسلم مولى عمر يقول لابن عمر: «رأى عمر -رضي الله عنه- على طلحة ثوباً مصبوغاً، وهو محرم، فقال: ماهذا؟ قال: إنما هو مدر، قال: إنكم أيها الرهط أئمة يقتدي بكم الناسُ، فلو أنَّ رجلاً جاهلاً رأى هذا الثوب لقال: إن طلحة بن عبيد الله كان يلبس الثيابَ المُصبَّغَةَ في الإحرام، فلا تلبسوا أيها الرهط من هذه الثياب المصبَّغَة» . أخرجه الموطأ (1) . [ص:28]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَدَر) المدر: طين مستحجر
__________
(1) 1 / 326 في الحج، باب لبس الثياب المصبغة في الإحرام، وإسناده صحيح. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": إنما كره عمر ذلك لئلا يقتدي به جاهل، فيظن جواز لبس المورس والمزعفر، وقد أجاز الجمهور لبس المعصفر للمحرم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه ملك (الموطأ) 272 قال: عن نافع فذكره.
مدر: المدر: طين مستحجر.(3/27)
1299 - (ط) عروة بن الزبير -رضي الله عنه- قال: «كانت أسماء بنت أبي بكر تلبس المعصفرات المشبعات، وهي محرمة، ليس فيها زعفران» أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المعصفرات) : الثياب المصبوغة بالعصفر، وهو نبت أصفر معروف.
__________
(1) 1 / 326 في الحج، باب لبس الثياب المصبغة في الإحرام، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الوطأ) 272 قال: عن هشام بن عروة عن أبيه فذكره.(3/28)
1300 - (خ م ط ت د س) يعلى بن أمية (1) -رضي الله عنه- قال: إن رجلاً أتي النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو في الجعرانة، قد أهل بعمرة، وهو مصفر لحيته ورأسه وعليه جبة فقال: «يا رسول الله أحرمت بعمرة، وأنا كما ترى؟» فقال: «انزع عنك الجبة واغسل عنك الصفرة» (2) . [ص:29] هذه رواية البخاري ومسلم.
وأخرجه الموطأ عن عطاء بن أبي رباح، أنأ عرابياً جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بحُنَين ... وذكر الحديث بنحوه (3) .
وأخرجه الترمذي مختصراً قال: رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعرابيًّا قد أحرم، عليه جبة، فأمره أن ينزعها.
قال الترمذي: وفي الحديث قصة.
وأخرجه أبو داود، وفيه قال: اغسل عنك أثر الخلوق - أو قال: أثر الصفرة، واخلع الجبة، واصنع في عُمْرتك ما صنعت في حجتك.
وفي أخرى له قال: وأمره أن ينزعها نزعاً، ويغسل، مرتين أو ثلاثاً. وفي أخرى: مثل الرواية الأولى.
وأخرج النسائي نحواً من ذلك.
وقد أخرج البخاري ومسلم والنسائي هذا الحديث أطول من هذا، بزيادة في أوله، أوجبت ذكره في كتاب «النبوة» من حرف النون (4) . [ص:30]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الخَلُوق) : ضرب من الطيب أحمر أو أصفر.
__________
(1) التميمي، وهو المعروف بابن منية، وهي أمه، وقيل: جدته.
(2) قال النووي: في الحديث أن العمرة يحرم فيها من الطيب واللباس وغيرهما من المحرمات ما يحرم في الحج. وفيه: أن من أصابه طيباً ناسياً أو جاهلاً ثم علم، وجبت المبادرة إلى إزالته، وأنه لا كفارة عليه. وهذا مذهب الشافعي، وبه قال عطاء والثوري وإسحاق وداود، وقال مالك وأبو حنيفة والمزني وأحمد في أصح الروايتين عنه: عليه الفدية، لكن الصحيح من مذهب مالك أنه إنما تجب الفدية على المتطيب ناسياً أو جاهلاً إذا طال لبثه عليه، والله أعلم.
(3) وإسناده منقطع، ولكن وصله البخاري وغيره.
(4) أخرجه البخاري 3 / 498 في العمرة، باب: يفعل بالعمرة ما يفعل بالحج، وباب إذا أحرم جاهلاً وعليه قميص، وباب غسل الخلوق ثلاث مرات من الثياب، وفي المغازي، باب غزوة الطائف، وفي فضائل القرآن، باب نزل القرآن بلسان قريش والعرب، ومسلم رقم (1180) في الحج، باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة، والموطأ 1 / 328 و 329 في الحج، باب ما جاء في الطيب في الحج، والترمذي رقم (835) و (836) في الحج، باب ما جاء في الذي يحرم وعليه قميص أو [ص:30] جبة، وأبو داود رقم (1819) و (1820) و (1821) و (1822) في المناسك، باب الرجل يحرم في ثيابه، والنسائي 5 / 142 و 143 في الحج، باب في الخلوق للمحرم، وأخرجه أحمد في مسنده 4 / 224.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: 1- أخرجه الحميدي (790) قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو. وفي (791) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا ابن جريج. و «أحمد» 4/222 قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج. وفي 4/224 قال: حدثنا سفيان، عن عمرو. و «البخاري» 2/167 قال: قال: أبو عاصم أخبرنا ابن جريج. وفي (3/6، 6/224) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا همام. وفي (3/21) قال: حدثنا أبو الوليد. قال: حدثنا همام. وفي 5/199 قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا إسماعيل. قال: حدثنا ابن جريج. وفي 6/324 قال: قال مسدد حدثنا يحيى، عن ابن جريج. و «مسلم» (4/3 و5، 4) قال: حدثنا شيبان بن فروخ قال: حدثنا همام. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن عمرو (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا محمد بن بكر. قالا: أخبرنا ابن جريج (ح) وحدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا عيسى، عن ابن جريج. (ح) وحدثنا عقبة بن مكرر م العمى ومحمد بن رافع. قالا: حدثنا وهب بن جريج بن حازم. قال: حدثني أبي. قال: سمعت قيسا. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا أبو علي عبيد الله بن عبد الحميد. قال: حدثنا رباح بن أبي معروف. و «أبو داود» 1819 قال: حدثنا محمد بن كثير. قال: أخبرنا همام. وفي (1820) قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن هشيم، عن الحجاج. وفي (1821) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني الرملي. قال: حدثني الليث. وفي (1822) قال: حدثنا عقبة بن مكرم. قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا أبي قال: سمعت قيس بن سعد. و «الترمذي» 836 قال: حدثنا ابن أبي عمر. قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار. و «النسائي» (5/130) . وفي فضائل القرآن (6) قال: أخبرنا نوح بن حبيب القوسي. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. قال: حدثنا ابن جريج. وفي (5/142) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان، عن عمرو. (ح) وأخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار، عن سفيان، عن عمرو. وفي الكبري (55-ب) قال: أخبرنا عيسى بن حماد. قال: أخبرنا الليث و «ابن خزيمة» (2670) قال حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. عن ابن جريج. وفي (2671) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمان. قالا: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار. وفي (2672) قال: حدثنا محمد بن هشام. قال: حدثنا هشيم، عن الحجاج. سبعتهم - عمرو، وابن جريج، وهمام.، وقيس بن سعد، ورباح بن أبي معروف، والحجاح بن أرطاة، والليث - عن عطاء بن أبي رباح، عن صفوان ابن يعلي، عن أبيه، فذكره. في راوية الليث: (عن ابن يعلى بن منية، عن أبيه) .
2- وأخرجه أحمد (4/224) قال: حدثنا هشيم. قال: حدثنا منصور وعبد الملك. وفي 4/224 قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا عبد الملك. و «أبو داود» وفي (1820) قال: حدثنا محمد بن عيسى. قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر، و «الترمذي» 835 قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن عبد الملك بن أبي سليمان. و «النسائى» في الكبرى (55/ب) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا هشيم عن منصور. (ح) وحدثنا هشيم.، عن عبد الملك. و «ابن خزيمة» 2672 قال: حدثنا محمد بن هشام. قال: حدثنا هشيم، عن منصور، وعبد الملك وابن أبي ليلى.
أربعتهم - منصور، وعبد الملك، وأبو بشر، وابن أبي ليلى- عن عطاء بن أبي رباح، عن يعلى بن أمية فذكره. ليس فيه (صفوان بن يعلى) .(3/28)
1301 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- «كان يكُرَهُ لُبس المنطقة للمحرم» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 326 في الحج، باب لبس المحرم المنطقة، وإسناده صحيح. والمنطقة: ما يشد به الوسط.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:مالك (الموطأ) (728) كتاب الحج - باب لبس المحرم المنطقة قال: عن نافع،عنه، فذكره.(3/30)
1302 - (ط) القاسم بن محمد -رحمه الله- قال: «أخبرني الفُرَافصة بن عمير الحنفي: أنه رأى عثمان بن عفَّان بالعَرْج (1) يغطي وجهه، وهو محرم» (2) . أخرجه الموطأ (3) .
__________
(1) العرج - بفتح ثم سكون - قرية على ثلاث مراحل من المدينة.
(2) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": لأنه كان يرى ذلك جائزاً، وكذا ابن عباس، وابن عوف، وابن الزبير، وزيد بن ثابت، وسعيد، وجابر، وبه قال الشافعي.
(3) 1 / 327 في الحج، باب تخمير المحرم وجهه، وفي سنده الفرافصة ابن عمير الحنفي، لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: مالك (الموطأ) 730 كتاب الحج - باب تخمير المحرم وجهه قال: عن يحيى بن سعيد بن القاسم، عنه، فذكره.(3/30)
1303 - (ط) نافع -رحمه الله- أن ابن عمر -رضي الله عنهما - كان يقول «ما فوق الذقن من الرأس، فلا يخمره المحرم» (1) . [ص:31] أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) لأنه كان يرى ذلك غير جائز، قال الزرقاني: وبه قال مالك، وأبو حنيفة، ومحمد بن الحسن، وفيه الفدية على مشهور المذهب، يعني: مذهب مالك. ولا يجوز تغطية الرأس إجماعاً.
(2) 1 / 327 في الحج، باب تخمير المحرم وجهه، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: مالك: (الموطأ) (731) كتاب الحج- باب تخمير المحرم وجهه قال: عن نافع، عنه فذكره.(3/30)
1304 - (د) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كان الرُّكْبانُ يمُروُّن بنا، ونحنُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُحرمات، فإذا حاذوا بنا سَدَلَتْ إحْدانَا جِلْبابَها من رأسها على وجهها، فإذا جاوَزونا كشَفْناهُ» .أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جلبابها) : الجلباب: الإزار.
__________
(1) رقم (1833) في المناسك، باب المحرمة تغطي وجهها. وفي سنده يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي الكوفي، وهو ضعيف، ولكن يشهد له حديث أسماء الذي بعده فيقوى.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
يحسن: أخرجه أحمد (6/30) قال: حدثنا هشيم. و «أبو داود» 1833 قال: حدثنا أحمد بن حنبل. قال: حدثنا هشيم. و «ابن ماجة» 2935 قال: حدثنا أبو بكر أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن فضيل. (ح) وحدثنا علي بن محمد. قال:حدثنا عبد الله بن إدريس. «ابن خزيمة» (2691) قال: حدثناه عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا ابن إدريس (ح) وحدثنا يوسف بن موسى. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا محمد بن هشام. قال: حدثنا هشيم.
أربعتهم- هشيم، ومحمد بن فضيل. وعبد الله بن إدريس، وجرير- عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، فذكره.
وقال الحافظ في «التلخيص» (2/272) : «قال ابن خزيمة» : في القلب من يزيد بن أبي الزياد، ولكن ورد من وجه آخر،ثم أخرج من طريق فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر وهي جدتها نحوه، وصححه الحاكم، وروى ابن أبي خيثمة من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أمه قالت: كنا ندخل على أم المؤمنين يوم التروية، فقلت لها: يا أم المؤمنين،هنا امرأة تأبى أن تغطى وجهها وهي محرمة، فرفعت عائشة خمارها من صدرها فغطت به وجهها.(3/31)
1305 - (ط) فاطمة بنت المنذر -رحمها الله- قالت: «كنا نُخمَّرُ وُجُوهنا ونحنُ مُحْرماتٌ مع أسماء بنتِ أبي بكر» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 328 في الحج، باب تخمير المحرم وجهه، وإسناده صحيح، ورواه الحاكم 1 / 454 وصححه ووافقه الذهبي. وفي الحديث مشروعية ستر الوجه للمرأة، لأنه كان معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن يغطين وجوههن، حتى في الإحرام إذا مر الركبان بهن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (734) كتاب الحج- باب تخمير المحرم وجهه. قال: عن هشام بن عروة عنها. فذكر.(3/31)
النوع الثاني: في الطيب
1306 - (خ م ط ت د س) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «طَيَّبْتُ [ص:32] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِيَدَيَّ هاتَيْنِ حين أحْرَمَ (1) ، ولِحِلَّهِ حين أحلَّ (2) قبْلَ أن يَطُوفَ، وبَسَطتْ يدَيها» .
وفي رواية نحوه، وفيه: «قَبْل أن يُفيضَ بِمِنى» .
وفي أخرى: «كنتُ أُطيَّب النبيَّ، قبل أن يُحْرِمَ، ويوْمَ النَّحْر، قبل أن يطوفَ بالبيْت بطِيبٍ فيه مِسكٌ» .
وفي أخرى قالت: «طيَّبْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدَيَّ بذريرةٍ في حَجّةِ الوداع لِلْحلِّ والإحرام» . وفي أخرى قالت: «كنتُ أطيَّبُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عند إحرامِهِ بأطيب ما أجدُ» .
وفي أخرى قال: «سألتُ عائشةَ: بأيَّ شيء طَيَّبْتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند إحرامه؟ قالت: بأطيَب الطيَّب» .
وفي أخرى: «كنتُ أطيَّبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأطيب ما أقدرُ عليه قبل أن يُحرِم ثم يحرم» .
وفي أخرى: «بأطيب ما أجدُ، حتى أجدُ وبيصَ الطيِّب في رَأْسهِ وَلْحيته» . [ص:33]
وفي أخرى قالت: «كأني أنظرُ إلى وبَيص الطيِّب في مفارق (3) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو مُحرِم» .
وفي أخرى قال: كان ابنُ عمر يَدَّهنُ بالزَّيْت، فذَكرتُه لإبراهيم [النخعي] ، فقال: ما تَصنَعُ بقوله (4) : حدثني الأسود عن عائشة: «كأني اْنظُرُ إلى وبَيص الطيِّب في مفارق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو محرم» (5) .
زاد في رواية: «وذلك طيبُ إحرامه» .
وفي أخرى: قال محمد بن المنتشر «سألتُ عبد الله بن عمر: عن الرجل يتطيَّبُ، ثم يُصبحُ محرماً؟ فقال: ما اْحبُ أن أصبح محرماً أنضحُ طيباً، لأن أَطَّلي بقطران أحبُّ إليَّ من أن أفعل ذلك. فدخلتُ على عائشة فأخبرتُها أن ابن عمر قال: ما أحِبُّ أن أصبح محرماً أنضَحُ طيباً، لأن أَطَّليَ بقطران أحبُّ إليَّ من أن أفعل ذلك، فقالت عائشة: أنا طَيَّبتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند إحرامه، ثم طاف في نسائه، ثم أصبح مُحرماً» .
زاد في رواية: «ينْضَحُ طِيباً» . هذه روايات البخاري ومسلم.
ولمسلم: «طيَّبْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحُرمِهِ، حين أحرم ولحلِّهِ قَبْلَ [ص:34] أن يطوفَ بالبيت بيدَيَّ» .
وفي أخرى: «طيَّبْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لِحِلَّهِ وحُرمهِ» .
وفي أخرى: «كأني أنظرُ إلى وبيص الطيِّب في مفارق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يُلبَّي» .
وأخرج الموطأ قالت: «كنتُ أطيَّبُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لإحرامه، حين يُحرِمُ، ولحِلَّهِ قبلَ أن يطوف بالبيْت» .
وأخرج الترمذي الرواية الثالثة.
وأخرج أبو داود الرواية الأولى والثامنة والتاسعة.
وأخرج النسائي: الرواية الأولى والثالثة والسادسة والثامنة والتاسعة والحادية عشرة، وهي رواية ابن المنتشر.
وله في أخرى: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أرادَ أن يحرمَ ادَّهن بأطيَّبَ دهنٍ يجدُ، حتى أرى وبيصهُ في رأسه ولحيته» .
وفي أخرى: «لقد رأيتُ وبيصَ الطيَّب في مفارق رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بعد ثلاث» .
وفي أخرى: «كنت أطيَّب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند إحرامه بأطيب ما أجدُ» .
زاد في أخرى: «لِحِلَّهِ وحُرمِهِ، وحين يريدُ أن يَزور البيت» . [ص:35]
وفي أخرى: «طيَّبْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحُرِمِهِ حين أحرَمَ، ولحلَّه بعد ما رمى العقبة، قبل أن يطوف بالبيت» .
وفي أخرى: «طيبتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإحلاله، وطيَّبتُهُ لإحرامهِ طيباً لا يشبهُ طيبَكُم هذا- تعني: ليس له بقاء» .
وفي أخرى: «كنتُ أطيَّبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيطوفُ في نسائه، ثم يصبحُ محرماً، ينضَحُ طيباً» . وأخرج أيضاً الروايات التي انفرد بها مسلم (6) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تفيض) : الإفاضة: دفع الحجيج من عرفة ومن مزدلفة، ولا تكون الإفاضة إلا مسيراً (7) في كثرة.
(بذريرة) : الذريرة: ضرب من الطيِّب مجموع من أخلاط.
(أحل) : المحرم يحل إحلالاً، وحل يحل حلالاً، بمعنى: إذا حل له ما حرم عليه من محظورات الحج. ورجل حل من الإحرام، أي: [ص:36] حلال. يقال: أنت حِلٌّ، وأنت حِرْم. والحل أيضاً: ما جاوز الحرم، وحل الهدي يحل حلةً وحلولاً: أي بلغ الموضع الذي يحل فيه نحره. وأحل الرجل إذا خرج إلى الحل، وأحللنا، أي دخلنا في شهور الحِل.
(وَبيص) : الوبيص: البصيص والبريق.
(ينضح) : يفوح، وأصله: الرشح، فشبه كثرة ما يفوح من طيبه بالرشح، والنَّضوح: ضرب من الطيِّب، فأما بالخاء المعجمة، فإنه أكثر من النضح بالحاء المهملة، قال: ولا يقال منه: فعل ولا يفعل، وقيل: النضخ بالخاء المعجمة: الأثر يبقى في الثوب وغيره، وبالمهملة: الفعل، وقيل: النضخ والنضح سواء، يقال نضحت أنضح بالفتح، ونضحت أنضح بالكسر، ونضحت القربة تنضح بالفتح: إذا رشحت، وقد جاء في بعض نسخ مسلم، «تنضخ» معجماً بالخاء.
(الحُرْمَة) : الحُرْم - بضم الحاء وسكون الراء -: الإحرام - وبكسر الحاء: الرجل المحرم، يقال: أنت حِلٌّ، وأنت حِرْم.
__________
(1) أي: حين أراد الإحرام.
(2) أي: لما وقع الإحلال، وإنما كان كذلك، لأن الطيب بعد وقوع الإحرام لا يجوز، والطيب عند إرادة الحل لا يجوز، لأن المحرم ممنوع من الطيب.
(3) جمع مفرق: وهو المكان الذي يفرق فيه الشعر في وسط الرأس. قيل: ذكرته بصيغة الجمع تعميماً لجوانب الرأس التي يفرق إليها الشعر.
(4) أي: ما تصنع بقول ابن عمر حيث ثبت ما ينافيه من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله الكرماني.
(5) أراد بذلك: قوة تحقيقها لذلك، بحيث إنها لشدة استحضارها له كأنها ناظرة إليه.
(6) أخرجه البخاري 3 / 315 - 317 في الحج، باب الطيب عند الإحرام، وباب الطيب بعد رمي الجمار والحلق قبل الإفاضة، وفي اللباس، باب تطييب المرأة زوجها بيديها، وباب ما يستحب من الطيب، وباب الذريرة، ومسلم رقم (1189) في الحج، باب الطيب للمحرم عند الإحرام، والموطأ 1 / 328 في الحج، باب ما جاء في الطيب في الحج، والترمذي رقم (917) في الحج، باب ما جاء في الطيب عند الإحلال قبل الزيارة، وأبو داود رقم (1745) و (1746) في المناسك، باب الطيب عند الإحرام، والنسائي 5 / 136 و 137 و 138 و 139 و 140 و 141 في الحج، باب إباحة الطيب عند الإحرام، وباب موضع الطيب.
(7) في الأصل: مسير.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: عن القاسم بن محمد، عنها. بلفظ: «كنت أطيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأحرمه قبل أن يحرم، ولعله قبل أن يطوف بالبيت» .
1- أخرجه مالك (الموطأ) (217) . و «الحميدي» 210 قال: حدثنا سفيان و «أحمد» 6/39 قال: حدثنا سفيان. وفي (6/181) قال: حدثني عبد الرحمان عن سفيان. وفي (6/186) قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا منصور. وفي (6/186) قال: حدثنا روح. حدثنا شعبة. وفي (6/186) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا مالك وصخر وحماد. وفي (6/214) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، وفي 6/238 قال: حدثنا يزيد قال: أخبرنا يحيى بن سعيد. و «الدارمي» 1810 قال: أخبرنا يزيد بن هارون وجعفر بن عون. قالا: حدثنا يحيى بن سعيد. و «البخاري» 2/168 قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك. وفي (2/219) قال: حدثنا علي بن عبد الله. قال: حدثنا سفيان. وفي (7/210) قال: حدثني أحمد ابن محمد. قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا يحيى بن سعيد. و «مسلم» (4/10) قال: حدثنا يحيى ابن يحيى. قال: قرأت على مالك وفي 4/12 قال: حدثني أحمد بن منيع ويعقوب الدورقي. قالا: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا منصور. و «أبو داود» (1745) قال: حدثنا العقنبي عن مالك. (ح) وحدثنا أحمد بن يونس. قال: حدثنا مالك. و «ابن ماجة» (2926) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. قال: أنبأنا الليث بن سعد. و «الترمذي» (917) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا منصور. يعني ابن زاذان،. و «النسائى» (1375) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك (ح) وأخبرنا حسن بن منصور بن جعفر النيسابوري. قال أنبأنا عبد الله بن نمير. قا ل: حدثني يحيى بن سعيد. وفي (5/138) قال: أخبرنا أحمد بن حرب. قال: حدثنا ابن إدريس، عن يحيى بن سعيد (ح) وأخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثنا هشيم قال: أنبأنا منصور. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17475) عن عبد الله بن محمد الضعيف، عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب. وفي (12/17500) عن المغيرة بن عبد الرحمن الحراني، عن عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، وفي (12/17506) عن هارون بن موسى، عن أنس بن عياض، عن عبيد الله بن عمر. وفي (12/17529) عن محمد بن بشار، عن يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد، وفي (12/17514) عن قتيبة، عن ليث بن سعد، و «ابن خزيمة» 2581 قال: حدثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا بن أبي عيينة. وفي (2933، 2582) قال: حدثناه عبد الجبار. قال: حدثنا سفيان. وفي (2583) قال حدثنا يعقوب الدورقي وأحمد بن منيع ومحمد بن هشام قالوا: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا منصور، وهو ابن زاذان. جميعهم -مالك وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، ومنصور، وشعبة، وصخر، وحماد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والليث بن سعد، وأيوب، والأوزاعي، وعبيد الله بن عمر - عن عبد الرحمان بن القاسم.
2- وأخرجه النسائي في الكبرى (تحفه الأشراف 12/17564) عن أيوب بن محمد الوزان، عن عمرو بن أيوب الموصلى، عن أفلح بن حميد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم كلاهما (عبد الرحمان بن القاسم، وأبو بكر) عن القاسم بن محمد، فذكره وأخرجه أحمد (6/98) قال: حدثنان محمد بن عبيد وفي (6/192) قال: حدثنا يحيى. و «مسلم» 4/10 قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا أبي. و «ابن ماجة» 3042 قال: حدثنا علي بن محمد. قال: حدثنا خالي محمد وأبو معاوية وأبو أسامة.. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (12/17538) عن محمد بن مثنى، عن يحيى.
خمستهم -محمد بن عبيد، ويحيى، وعبد الله بن نمير، وأبو معاوية، وأبو أسامة -عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم بن محمد، فذكره ليس فيه - عبد الرحمان بن القاسم -.
وأخرجه أحمد (6/216) . و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17345) عن يعقوب عن إبراهيم الدورقي.
كلاهما- أحمد، ويعقوب - عن إسماعيل بن عليه. قال: ثنا أيوب قال: سمعت القاسم، فذكره. ليس فيه - عبد الرحمن بن القاسم -.
وأخرجه أحمد (6/207) قال: حدثنا وكيع. و «مسلم» 4/10 قال ثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب.
كلاهما - وكيع، وعبد الله بن مسلمة - عن أفلح بن حميد، عن القاسم بن محمد فذكره. ليس فيه - أبو بكر بن محمد-.
وأخرجه أحمد 6/186 قال: ثنا روح. قال: ثنا عباد بن منصور يذكرون عن عائشة أنها قالت: كنت أطيب رسول -صلى الله عليه وسلم- عند إحلاله وعند إحرامه.
أخرجه الحميدي (212) ، و «أحمد» (6/107، 106) «النسائي» 5/136، وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (11/16091) و «ابن خزيمة» (2939، 2938، 2934) ،
وعن علقمة بن قصاص، عنها، أخرجه أحمد (6/ 237) .
أخرجه أحمد 6/237 وعن عروة بن الزبير عنها أخرجه الحميدي (، 211. 214، 213) ، و «أحمد» (6/، 38، 130، 161 207) و «الدارمي» (1808، 1809) ، و «البخاري» (7/211) ، و «مسلم» (4/، 10 11) و «النسائي» (5/138، 137) ، وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (، 12 16768) . وعن ابن أبي مليكة، أخرجه أحمد (6/244) .
وعن عمرة بنت عن الرحمان، عنها أخرجه مسلم (4/11)
وعن أبي داود، عن عائشة أخرجه أحمد (6/258) .
وعن عروة القاسم، عنها أخرجه أحمد (6/200) ، و «البخاري» (7/211) ، و «مسلم» (4/10) . وعن محمد بن المنتشر، عن عائشة أخرجه الحميدي (216) ، و «أحمد» 6/175. و «البخاري» (1/75، 76) و «مسلم» 4/12، 13، والنسائي (1/203، 209، 5/141) ، و «ابن خزيمة» 2588وعن الأسود، عن عائشة أخرجه الحميدي (215) ، و «أحمد» (6/38، 41، 109، 124، 128، 173، 175، 186، 191، 209، 212 (224) ، 230، 236، 245، 250، 254، 264، 264، 267، 280) و «البخاري 1/76 (2/168) و (7/209) 210،) و «مسلم» 4/11، 12. و «أبو داود 1746. و «النسائى» (5/138، 139، 140) و «ابن ماجة» 2928. و «ابن خزيمة» ، 2587، 2586، 2585 عن علقمة بن قيس، عنها، أخرجه 6/130، 212، 186. وعن مجاهد، عنها، أخرجه أحمد 6/264.(3/31)
1307 - (د) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كُنَّا نخرُجُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى مكة، فَنُضَمِّدُ جِباهنا بالسُّكِّ المطَيَّبِ عند الإحرام، فإذا عَرِقَتْ إحدانا سالَ على وجْهِها، فيراهُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فلا ينهانا» . أخرجه أبو داود (1) . [ص:37]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السُّك) : نوع من الطيب معروف.
__________
(1) رقم (1830) في المناسك، باب ما يلبس المحرم، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/79) قال: حدثنا محمد بن عبد بن الله بن الزبير، «أبو داود» (1830) قال: حدثنا الحسين بن الجنيد الدامغاني. قال: حدثنا أبو أسامة..
كلاهما - محمد بن عبد الله بن الزبيز، وأبو أسامة -. عن عمر بن سويد الثقفي. قال: حدثتني عائشة بنت طلحة، فذكرته.
قلت: ذكره الزيلعي في «نصب الراية» (3/19) : ولم يذكر فيه شيئا.(3/36)
1308 - (ط) الصلت بن زُيَيد -رحمه الله- (1) : عن غير واحد من أهله: أن عُمَرَ وجدَ رِيحَ طيبٍ، وهو بالشجرة (2) فقال: «ممَّن هذا الطيبُ؟ قال كَثيِرُ بن الصلت: منَّي، لبَّدْتُ رأسي، وأرَدْتُ أن أحلق. قال عمر: اذهب إلى شرَبَةٍ [من الشَّرَبات] فَادْلُكْ رَأسكَ، حتَّى تُنْقِيَهُ، ففعل كثير بن الصلت» . أخرجه الموطأ (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شَرَبة) : الشربة - بفتح الشين والراء -: الماء المجتمع حول النخلة كالحوض.
(الإنقاء) : مصدر أَنْقَيت الثوب أُنْقِيه إِنْقاءً: إذا بالغت في غسله.
__________
(1) هو الصلت بن زييد - تصغير زيد - بن الصلت الكندي. روى عن سليمان بن سنان، وعن غير واحد من أهله. وروى عنه مالك وغيره. قال الحافظ بن حجر في " تعجيل المنفعة ": ذكره ابن خلفون في الثقات، ووثقه العجلي.
وابن خلفون هو محمد بن إسماعيل بن محمد بن عبد الرحمن بن مروان بن خلفون الأزدي، محدث حافظ عارف بالرجال، توفي رحمه الله سنة (636 هـ) .
(2) الشجرة على ستة أميال من المدينة، كان النبي ينزلها في طريقه من المدينة إلى مكة، ويحرم منها.
(3) 1 / 329 في الحج، باب ما جاء في الطيب في الحج. وفي سنده جهالة الذين روى عنهم من أهله، ولكن يشهد له الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (الموطأ) 738 في كتاب الحج - باب ما جاء في الطيب في الحج قال: عن الصلت فذكره.(3/37)
1309 - (ط) أسلم مولى عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: إن [ص:38] عمر بن الخطاب وجد ريح طيب وهو بالشجرة، فقال: «ممَّنْ ريحُ هذا الطيب؟ فقال معاويةُ بنُ أبي سفيان: مِنَّي يا أمير المؤمنين، قال عمر: منْكَ لَعَمْرُ اللهِ!! فقال معاويةُ: إنما طيَّبَتْني أمَّ حبيبةَ يا أمير المؤمنين، قال عمر: عزمتُ عليك لَتَرْجِعَنَّ فَلْتَغْسلَنَّهُ» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 329 في الحج، باب ما جاء في الطيب في الحج، وإسناده صحيح. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": فهذا عمر رضي الله عنه قد أنكر على صحابيين وتابعي كبير الطيب بمحضر الجمع الكثير من الناس صحابة وغيرهم، وما أنكر عليه منهم أحد؛ فهذا من أقوى الأدلة على تأويل حديث عائشة -رضي الله عنها - يعني حديث عائشة الذي تقدم رقم (1306) برواية الموطأ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (الموطأ) 737) كتاب الحج - باب ما جاء في الطيب في الحج قال: عن نافع، فذكره.(3/37)
1310 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما -. «كَفّنَ ابنَهُ واقِداً، ومات بالجحْفَةِ محرماً، وخمَّرَ رأسَهُ ووجّهَهُ، وقال لَولا أنا حرُمُ لطيبناهُ» . أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خمَّر رأسه) : تخمير الرأس: تغطيته.
__________
(1) 1 / 327 في الحج، باب تخمير المحرم وجهه، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (الموطأ) 732 كتاب الحج باب - تخمير المحرم وجهه.(3/38)
1311 - (خ) نافع مولى ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: «كان ابنُ عمر إذا أرادَ الخروج إلى مكةَ ادَّهَنَ بدهنِ لَيْستْ له رائحةٌ طيَّبَةٌ، ثم يأتي مسجد ذا الحليفة، فيصلي، ثم يركب، فإذا استوت به راحلته قائِمَة أحرمَ، وكان يقول: هكذا رأَيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَفْعلُ» . [ص:39] أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 3 / 329 في الحج، باب من أهل حين استوت به راحلته قائمة، ورواه مالك في الموطأ 1 / 333 مختصراً، وإنما كان ابن عمر رضي الله عنه يدهن ليمنع بذلك القمل عن شعره ويجتنب ماله رائحة طيبة، صيانة لإحرامه. وقد رمز لهذا الحديث في المطبوع بـ (ط) في أوله، وقال في آخره: أخرجه الموطأ، وهو خطأ، لأن الحديث من رواية البخاري، وقد رواه مالك في " الموطأ " مختصراً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري 2/171 قال: حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع، قال: حدثنا فليح، عن نافع، فذكره.(3/38)
1312 - (ت) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يدَّهِنُ بِدْهْنٍ غيْرِ مُقتَّتٍ، يعني: غيْرَ مُطَيَّبٍ، والقَتُّ: تطْييبُ الدُّهنِ بالرّيحان» .
وفي رواية: كان يدَّهن بالزيت - وهو محرم - غير المقتت.
أخرج الترمذي الرواية الثانية (1) .
والأولى ذكرها رزين ولم أجدها في الأصول.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُقتت) : الدهن المقتت: المطيب بالقت، وهو الذي تطبخ فيه الرياحين حتى يطيب.
__________
(1) رقم (962) في الحج، وأخرجه ابن ماجة رقم (3083) في المناسك، باب ما يدهن به المحرم، وأحمد في مسنده 2 / 25 و 29 و 59 و 72 و 145، وأخرج أحمد في مسنده الرواية الأولى 2 / 126، وفي إسناده فرقد بن يعقوب السبخي، وهو ضعيف. وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث فرقد السبخي عن سعيد بن جبير.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
(صحيح موقوفا، ضعيف مرفوعا) .
أخرجه أحمد 2/25 (4783) و2/59 (5242) قال: ثنا وكيع. وفي 2/29 (4829) قال: ثنا روح. وفي 2/ 72 (5409) قال:ثنا أبو سلمة، وفي 2/126 (6089) قال: ثنا يونس. وفي 2/145 (6322) قال: ثنا أبو كامل. و «ابن ماجة» 3083 قال:ثنا علي بن محمد، قال: ثنا وكيع. و «الترمذي» 692 قال: ثنا هناد قال: ثنا وكيع. «ابن خزيمة» 2652 قال: ثنا الحسن بن محمد، قال: ثنا عفان ابن مسلم، ويحيى بن عباد. وفي (2653) قال: ثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا حجاج بن منهال. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة، قال: ثنا وكيع. (ح) وحدثناه محمد بن يحيى، قال: ثنا الهيثم بن جميل تسعتهم- وكيع، وروح، وأبو سلمة، ويونس، وأبو كامل، وعفان ويحيى بن عباد، وحجاج بن منهال، والهيثم بن جميل- عن حماد بن سلمة عن فرقد السبخي، عن سعيد بن جبير، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث فرقد السبخي عن سعيد بن جبير، وقد تكلم يحيى بن سعيد في فرقد السبخي، وروى عنه الناس.
وقال ابن خزيمة (2652) أنا خائف أن يكون فرقد السبخي واهما في رفعه هذا الخبر، فإن الثوري روى عن منصور عن سعيد بن جبير، قال: كان ابن عمر يدهن بالزيت حين يريد أن يحرم.
وقال في (2653) : والصحيح الإدهان بالزيت في حديث سعيد بن جبير، إنما هو من فعل ابن عمر، لا من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومنصور بن المعتمر أحفظ وأعلم بالحديث وأتقن من عدد مثل فرقد السبخي.(3/39)
1313 - (خ) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «يشُمُّ المحرِمُ [ص:40] الرَّيحانَ، وينْظُرُ في المرآةِ، ويتداوى بما يأكُلُ: الزَّيتَ والسَّمْنَ» (1) . أخرجه البخاري في ترجمة باب (2) .
__________
(1) قوله: " بما يأكل الزيت والسمن " المشهور فيهما: النصب.
وعن ابن مالك: الجر، وصحح عليه، ووجه البدل من " ما " الموصولة، فإنها مجرورة، والمعنى عليه، وليس المعنى على النصب، فإن الذي يأكل هو الآكل لا المأكول، قاله الزركشي.
قال الحافظ في " الفتح ": ولكن يجوز على الاتساع.
(2) 3 / 314 معلقاً بصيغة الجزم في الحج، باب الطيب عند الإحرام، قال الحافظ في " الفتح ": أما شم الريحان فقال سعيد بن منصور " حدثنا ابن عيينة عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان لا يرى بأساً للمحرم بشم الريحان. وروينا في " المعجم الأوسط " مثله عن عثمان. وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر خلافه، واختلف في الريحان، فقال إسحاق: يباح، وتوقف أحمد. وقال الشافعي: يحرم، وكرهه مالك والحنفية. ومنشأ الخلاف أن كل ما يتخذ منه الطيب يحرم بلا خلاف، وأما غيره فلا.
وأما النظر في المرآة فقال الثوري في جامعه: رواية عبد الله بن الوليد العدني عنه عن هشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس قال: لا بأس أن ينظر في المرآة وهو محرم، وأخرجه ابن أبي شيبة عن ابن إدريس عن هشام به. ونقل كراهته عن القاسم بن محمد.
وأما التداوي فقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا أبو خالد الأحمر وعباد بن العوام عن أشعث عن عطاء عن ابن عباس أنه كان يقول: يتداوى المحرم بما يأكل، وقال أيضاً: حدثنا أبو الأحوص عن ابن إسحاق عن الضحاك عن ابن عباس، قال: إذا شققت يد المحرم أو رجلاه فليدهنهما بالزيت أو بالسمن. قال الحافظ: وفي هذا الأثر رد على مجاهد في قوله: إن تداوى بالسمن أو الزيت فعليه دم، أخرجه ابن أبي شيبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (3/464) معلقا بصيغة الجزم في الحج - باب الطيب عند الإحرام.
وقال الحافظ في «الفتح» أما شم الريحان، فقال سعيد بن منصور: «حدثنا ابن عيينة عن أيوب عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان لا يرى بأسا بشم الريحان» وروينا في «المعجم الأوسط» مثله عن عثمان، وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر خلافه.
وأما النظر في المرآة فقال الثوري في جامعه رواية عبد الله بن الوليد العدني عنه عن هشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس قال: لا بأس أن ينظر في المرآة وهو محرم» وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن إدريس عن هشام به، ونقل كراهته عن القاسم بن محمد. وأما التداوي فقال أبو بكر بن أبي شيبة «حدثنا أبو خالد الأحمر وعباد بن العوام عن أشعث عن عطاء عن ابن عباس أنه كان يقول: يتداوي المحرم بما يأكل. وقال أيضا: حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن الضحاك عن ابن عباس قال: إذا شققت يد المحرم أورجلاه فليدهنهما بالزيت أو بالسمن، ووقع في الأصل «يتداوى بما يأكل الزيت والسمن» .(3/39)
النوع الثالث: في الغسل
1314 - (خ م ط د س) عبد الله بن حنين -رحمه الله- (1) «أنَّ ابن عباس [ص:41] والمِسْورَ بْنَ مَخْرَمَةَ اْختلفا بالأبواء (2) ، فقال ابن عباس: يغُسلُ المحرمُ رأْسَهُ، وقال الْمِسْوَرُ،: لا يغْسِلُ رأسَهُ، قال: فأرسَلَني ابنُ عباس إلى أبي أيَّوب الأنصاري، فوجدتهُ يغْتَسِلُ بين الْقَرْنَيْنِ - وهو يُسْتَرُ بثوبٍ - فسلَّمتَ عليه، فقال: مَنْ هذا؟ قلتُ: أنا عبد الله بنُ حُنيْنِ أرسلني إليك ابنُ عباس يسألك: كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغْسِلُ رأسَهُ وهو محرمٌ؟ فوضع أبُو أيوبَ يدُهُ في الثوبِ فطأطأهُ، حتى بدا لي رأسُهُ، ثم قال لأنسان يصُبُّ عليه: اصْبُبْ، فَصَبَّ على رأسِهِ، ثم حَرَّكَ رأسَهُ بيدَيْيه، فأقْقبَلَ بهما وأدْبَرَ، فقال: هكذا رأيتُهُ -صلى الله عليه وسلم- يفْعلُ» .
زاد في رواية: فقال المسور لابن عباس: لا أُماريك أبداً.
أخرجه الجماعة إلا الترمذي، ولم يخرج الموطأ الزيادة (3) . [ص:42]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قرنين) : قرنا البئر العضادتان المبنيتان على جانبيها لتعلق عليها البكرة.
(أماريك) المماراة: المجادلة.
__________
(1) هو عبد الله بن حنين الهاشمي، مدني ثقة. روى عن علي وابن عباس وأبي أيوب وابن عمر [ص:41] والمسور بن مخرمة، وعنه ابنه إبراهيم، ومحمد بن المنكدر، ونافع مولى ابن عمر وغيرهم. مات في أول خلافة يزيد بن عبد الملك.
(2) بفتح الهمزة وسكون الباء الموحدة: قرية من الفرع من عمل المدينة، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً، سميت بذلك لتبوء السيول بها.
(3) أخرجه البخاري 4 / 48 و 49 في الحج، باب الاغتسال للمحرم، ومسلم رقم (1205) في الحج، باب جواز غسل المحرم بدنه ورأسه، والموطأ 1 / 323 في الحج، باب غسل المحرم، وأبو داود رقم (1840) في المناسك، باب المحرم يغتسل، والنسائي 5 / 128 و 129 في الحج، باب غسل المحرم، وأخرجه ابن ماجة رقم (2934) في المناسك، باب المحرم يغسل رأسه، وأحمد في مسنده 5 / 418.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك في «الموطأ» (214) . وأحمد (5/418) قال: ثنا عبد الرحمان بن مهدى. و «البخاري» (3/20) قال: ثنا عبد الله بن يوسف. و «مسلم» (4/23) قال: ثنا قتيبة بن سعيد. و «أبو داود» (1840) قال: ثنا عبد الله بن مسلمة. و «ابن ماجة» (2934) قال: ثنا أبو مصعب. و «النسائى» (5/128) قال: قتيبة بن سعيد.
خمستهم - ابن مهدي، وعبد الله بن بن يوسف، وقتيبة، وعبد الله بن مسلمة، وأبو مصعب- عن مالك.
2- وأخرجه الحميدي (379) . وأحمد (5/416) . و «الدارمي» (1800) قال: ثنا محمد بن يوسف. و «مسلم» (4/23) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، وقتيبة بن سعيد. و «ابن خزيمة» (2650) قال: ثنا عبد الجبار بن العلاء. ثمانينتهم - الحميدي وأحمد، وابن يوسف، وأبو بكر، والناقد، وزهير، وقتيبة، وعبد الجبار - عن سفيان بن عيينة.
3- وأخرجه أحمد (5/421) قال: ثنا محمد بن بكر، وحجاج، و «مسلم» (4/23) قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، وعلى بن خشرم، قالا: عيسى بن يونس. أربعتهم - ابن بكر، وحجاج، وروح، وعيسى بن يونس - عن ابن جريج.
ثلاثتهم - مالك وابن عيينة، وابن جريج - عن زيد بن أسلم، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، وعن أبيه، فذكره.(3/40)
1315 - (ط) عطاء بن أبي رباح: أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - قال ليعلى بن منية (1) ، «وهو يصبُّ على عمر ماء، وهو يغتسل، اصْبُبْ على رأسي، فقال يعلى: أتُريدُ أن تجعلها بي؟ إن أَمرتَني صَبَبْتُ، قال عمر: اصْبُبْ، فلا يزيده الماء إلا شَعَثاً» . أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) ويقال له: يعلى بن أُمية التميمي الحنظلي، صحابي، ومنية أمه، وهي: منية بنت الحارث بن جابر، وقيل: اسم أم أبيه، أسلم يوم الفتح، وشهد حنيناً والطائف وتبوك، قتل مع علي رضي الله عنه بصفين.
(2) 1 / 323 في الحج، باب غسل المحرم، وإسناده منقطع، فإن عطاء بن أبي رباح لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه مالك في «الموطأ» 721 قال: عن حميد بن قيس، عن عطاء فذكره.
قلت: عطاء لم يدرك عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -.(3/42)
1316 - (ت) خارجة بن زيد -رضي الله عنهما -: عن أبيه: «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَجَرَّد لإهلاله (1) واغتسل» . هذه رواية الترمذي (2) . [ص:43]
وذكر رزين رواية أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اغتسل لإحرامه ولطوافه باليبت ولوقوفه بعرفة.
__________
(1) أي: لإحرامه.
(2) رقم (830) في الحج، باب ما جاء في الاغتسال عند الإحرام. وفي إسناده عبد الله بن يعقوب المدني، وهو مجهول الحال كما قال الحافظ في " التقريب ": وقال الترمذي حسن غريب، وقد استحب بعض أهل العلم الاغتسال عند الإحرام، وهو قول الشافعي. قال الحافظ في " التلخيص " 2 / 235: ورواه الدارقطني والبيهقي والطبراني من حديث زيد بن ثابت، حسنه الترمذي [ص:43] وضعفه العقيلي. قال: وروى الحاكم، والبيهقي من طريق يعقوب بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عباس قال: اغتسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لبس ثيابه، فلما أتى ذا الحليفة صلى ركعتين، ثم قعد على بعيره، فلما استوى على البيداء أحرم بالحج، ويعقوب ضعيف، ومع ذلك فقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي، ويشهد للحديث من جهة المعنى، ما رواه مسلم في صحيحه رقم (109) في الحج، باب إحرام النفساء واستحباب اغتسالها للإحرام، وكذا الحائض، عن عائشة رضي الله عنها قالت: نفست أسماء بنت عميس بمحمد بن أبي بكر بالشجرة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر يأمرها أن تغتسل وتهل، ومسلم رقم (110) عن جابر بن عبد الله في حديث أسماء بنت عميس حين نفست بذي الحليفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر فأمرها أن تغتسل.
قال النووي: اتفق العلماء على أنه يستحب الغسل عند إرادة الإحرام بحج أو عمرة أو بهما، سواء كان إحرامه من الميقات الشرعي أو غيره، ولا يجب هذا الغسل، وإنما هو سنة متأكدة يكره تركها، نص عليه الشافعي في الأم، واتفق عليه الأصحاب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه الدارمي (1801) ، وا لترمذي (830) ، و «ابن خزيمة» (2595) ثلاثتهم عن عبد الله بن أبي زياد، قال: ثنا عبد الله بن يعقوب المدني، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة فذكره.
وقال الحافظ في «التلخيص» (2/34) رواه الدارقطني والبيهقي، والطبراني من حديث زيد بن ثابت، وحسنه الترمذي، وضعفه العقيلي، وروى الحاكم، والبيهقي من طريق يعقوب بن عطاء، عن أبيه عن ابن عباس قال: اغتسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم لبس ثيابه، فلما أتى ذا الحليفة صلى ركعتين، ثم قعد على بعيره فلما استوى به على البيداء أحرم بالحج، ويعقوب ضعيف.
قلت: في إسناده: عبد الله بن يعقوب قال عنه الحافظ في «التهذيب» قال ابن القطان: أجهدت نفسي عن حاله فلم أجد أحدا ذكره، ولا أدري هو المذكور في حديث النهي عن الصلاة خلف النائم أو غيره؟.(3/42)
1317 - (ط) نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- «أنَّ عبد الله بن عمر كان يَغْتَسِلُ لإحرامِهِ قبلَ أن يُحرِمَ، ولدخولِ مكةَ، ولوقوفه عَشيَّةً بعرَفَةَ» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 322 في الحج، باب الغسل للإهلال، وإسناده صحيح. وروى البخاري 3 / 346 في الحج، باب الاغتسال عند دخول مكة: عن نافع قال: كان ابن عمر رضي الله عنه إذا دخل أدنى الحرم أمسك عن التلبية، ثم يبيت بذي طوى ثم يصلي به الصبح ويغتسل، ويحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك. وروى الحاكم 1 / 447 عن ابن عمر أنه قال: إن من السنة أن يغتسل إذا أراد أن يحرم، وإذا أراد أن يدخل مكة، وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك:في «الموطأ» 719 في الحج -باب الغسل للإهلال، فذكره.(3/43)
1318 - (ط) نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- «أنَّ ابن عمر كان إذا أحْرمَ لا يَغسلُ رأسهُ إلا مِنَ احتلامِ» . [ص:44] أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 324 في الحج، باب غسل المحرم، وإسناده صحيح. قال الحافظ في " الفتح " 3 / 347: وظاهره أن غسله لدخول مكة كان لجسده دون رأسه. وقال الشافعية: إن عجز عن الغسل تيمم وقال ابن التين: لم يذكر أصحابنا الغسل لدخول مكة، وإنما ذكروه للطواف، والغسل لدخول مكة هو في الحقيقة للطواف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك في «الموطأ» (723) في الحج - باب غسل المحرم، فذكره.(3/43)
1319 - (د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما - «أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لَبَّدَ رَأسَهُ بالغسلِ» (1) .
وفي رواية: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يهل ملبداً أخرجه أبو داود (2) . وأخرج النسائي الثانية (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لَبَّد، مُلَبِّداً) : التلبيد: هو أن يسرح شعره ويجعل فيه شيئاً من صمغ، ليلتزق، ولا يتشعث في الإحرام. [ص:45]
(الغِسْل) : -بكسر الغين -ما يغتسل به من خطمي وغيره، وبالضم: اسم الفعل، وبالفتح: المصدر.
__________
(1) وفي بعض النسخ: بالعسل. قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن عبد السلام: يحتمل أنه بفتح المهملتين، ويحتمل أنه بكسر المعجمة وسكون المهملة، وهو ما يغسل به الرأس من خطمي أو غيره. قلت - القائل ابن حجر - ضبطناه في روايتنا في سنن أبي داود بالمهملتين.
(2) أبو داود (1747) في المناسك، باب التلبيد، وفيه عنعنة محمد بن إسحاق، ومع ذلك فقد صححه الذهبي.
(3) أخرج هذه الرواية أبو داود رقم (1748) في المناسك، باب التلبيد، والنسائي 5 / 136 في الحج، باب التلبيد عند الإحرام، وإسناده صحيح، ورواه أيضاً بهذه الرواية البخاري 3 / 317 في الحج، باب من أهل ملبداً، ومسلم رقم (1184) في الحج، باب التلبية وصفتها ووقتها، وابن ماجة رقم (3047) في المناسك، باب من لبد رأسه، وأحمد في المسند 2 / 121.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أبو داود (1748) قال: ثنا عبيد الله بن عمر، ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن إسحاق، عن نافع، فذكره.
والرواية الثانية:
1- أخرجها أحمد (2/120) (6021) قال: ثنا علي بن إسحاق، قال: ثنا عبد الله، و «البخاري» (2/168) قال: ثنا أصبغ، قال: ثنا ابن وهب. وفي 7/209 قاال ثني حبان بن موسى، وأحمد بن محمد، قالا: ثنا عبد الله. و «مسلم» 4/8 قال: ثنى حرملة بن داود المهري، قال: ثنا أبو وهب. و «ابن ماجة» 3047 قال ثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري، قال: ثنا عبد الله بن وهب بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب. وفي (5/159) قال: ثنا عيسى بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن وهب وكلاهما - عبد الله بن المبارك -، وعبد الله بن وهب) قالا: ثنا يونس.
2- وأخرجها أحمد 2/131 (6146) قال: ثنا يعقوب، قال: ثنى ابن أخي ابن شهاب.
كلاهما - يونس، وابن أخي ابن شهاب - عن ابن شهاب الزهري، عن سالم بن عبد الله، فذكره.(3/44)
1320 - (خ) قيس بن سعد الأنصاري -رضي الله عنه- «وكان صاحب لواءِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرادَ الحجَّ فَرجَّلَ» . أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَرَجَّلَ) : الترجيل: تسريح الشعر وغسله.
__________
(1) 6 / 89 في الجهاد، باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: يأتي تخريجه(3/45)
1321 - (خ) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «يدْخُلُ الْمحُرِمُ الْحَمَّامَ» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) تعليقاً 4 / 48 في جزاء الصيد، باب الاغتسال للمحرم. قال الحافظ في " الفتح ": وصله الدارقطني والبيهقي من طريق أيوب عن عكرمة عنه قال: المحرم يدخل الحمام، وينزع ضرسه، وإذا انكسر ظفره طرحه، ويقول: أميطوا عنكم الأذى، فإن الله لا يصنع بأذاكم شيئاً. وروى البيهقي من وجه آخر عن ابن عباس أنه دخل حماماً بالجحفة وهو محرم وقال: إن الله لا يعبأ بأوساخكم شيئاً. وروى ابن أبي شيبة كراهة ذلك عن الحسن وعطاء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا بصيغة الجزم في جزاء الصيد - باب الاغتسال للمحرم.
وقال الحافظ في «الفتح» (4/67) : وصله الدارقطني، والبيهقي من طريق أيوب عن عكرمة عنه قال: المحرم يدخل الحمام، وينزع ضرسه، وإذا انكسر ظفره طرحه ويقول: أميطوا عنكم الأذى، فإن الله لا يضع بأذاكم شيئا: وروى البيهقي من وجه آخر عن ابن عباس أنه دخل حماما بالجحفة وهو محرم، وقال: إن الله لا يعبأ بأوساخكم شيئا. وروى ابن أبي شيبة كراهة ذلك عن الحسن وعطاء.(3/45)
النوع الرابع: في الحجامة والتداوي
1322 - (خ م د ت س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «اْحتَجَمَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وهو مُحْرِمٌ» . [ص:46]
هذه رواية البخاري ومسلم.
وللبخاري أيضاً أن النبي -صلى الله عليه وسلم- «احتجَمَ وهو مُحرمٌ، واْحتجمَ وهو صائم» .
وله في أخرى قال: «احتجم النبي -صلى الله عليه وسلم- في رأسه وهو مُحْرِمٌ، من وَجعٍ كان به، بماءٍ يُقالُ له: لحَيُ جَمَلٍ» (1) .
وفي أخرى من شقيقة كانت به.
وأخرج الترمذي الرواية الأولى.
وأخرج أبو داود الأولى والثالثة إلى قوله: كان به.
وأخرج النسائي الأولى (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شَقِيقة) : الشقيقة: نوع من صداع يعرض في مقدم الرأس.
__________
(1) قوله: " لحي جمل " بكسر اللام وفتحها، هو موضع على سبعة أيام من المدينة. قال ابن وضاح: هو عقبة الجحفة. وفي رواية " لحييى جمل " بالتثنية.
(2) أخرجه البخاري 4 / 43 في الحج، باب الحجامة للمحرم، وفي الطب، باب الحجم والسفر والإحرام، وباب الحجامة من الشقيقة والصداع، ومسلم رقم (1203) في الحج، باب جواز الحجامة للمحرم، وأبو داود رقم (1835) و (1836) في المناسك، باب المحرم يحتجم. والترمذي رقم (839) في الحج، باب ما جاء في الحجامة للمحرم، والنسائي 5 / 193 في الحج، باب الحجامة للمحرم، وأخرجه ابن ماجة رقم (3081) في المناسك، باب الحجامة للمحرم، والدارمي في سننه 2 / 37 في المناسك، باب الحجامة للمحرم، وأحمد في مسنده 1 / 90 و 134 و 135 و 241 و 244 و 250 و 258 و 292 و 293 و 316 و 324 و 327 و 333 و 351.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (500) ، وأحمد 1/221 (1922) و (1923) . و «عبد بن حميد» 622 قال: ثني ابن أبي شيبة. و «الدارمي» 1828 قال: ثنا إسحاق. و «البخاري» 3/19 قال: ثنا علي بن عبد الله. وفي 7/161 قال: ثنا مُسَدَّد. و «مسلم» 4/22 قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم. و «أبو داود» 1835 قال: ثنا أحمد بن حنبل. و «الترمذي» 839 قال: ثنا قتيبة والنسائي قال: نا قتيبة 5/193 قال: نا محمد بن منصور. و «ابن خزيمة» 6251 قال: ثنا عبد الجبار بن العلاء..
عشرتهم (الحميدي، وأحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق، وعلي بن عبد الله، ومسدد، وزهير ابن حرب، وقتيبة، ومحمد بن منصور، وعبد الجبار بن العلاء) عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، وعطاء، فذكراه.
(*) أخرجه أحمد 1/372 (3524) . و «ابن خزيمة» 2657 قال: ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني. كلاهما (أحمد، ومحمد بن إسحاق) عن رَوح بن عبادة، قال: ثنا زكريا بن إسحاق، قال: حدثنا عمرو بن دينار عن طاوس، عن ابن عباس، فذكره (ليس فيه عطاء) . في رواية الحميدي. قال سفيان: ثنا بهذا الحديث عمرو مرتين. مرة قال فيه: سمعت عطاء يقول: سمعت ابن عباس يقول: فذكره، ومرة سمعته يقول: سمعت طاوسا يحدث عن ابن عباس يقول: فذكره. ولا أدري، أسمعه عمرو منهما، أو كانت إحدى المرتين وهما.
وفي رواية علي بن المديني، وقال سفيان: قال عمرو: (أول شيء) سمعت عطاء يقول: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: فذكره، ثم سمعته يقول: حدثني طاوس، عن ابن عباس، فقلت: لعله سمعه منهما.(3/45)
1323 - (خ م ط س) عبد الله بن مالك بن بحينة -رضي الله عنه- (1) قال: «احتَجَمَ رسولُ اللهَّ -صلى الله عليه وسلم- وهو محرِمٌ بِلَحي جَمَلٍ من طريق مَكَّةَ، في وسط رأسه» (2) . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
وأخرج الموطأ عن سليمان بن يسار مرسلاً: «أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- احْتَجمَ وهو محرِمٌ، فَوْقَ رأسِهِ، وهو يومئذٍ بلَحْي جَمَلٍ: مكان بطريق مكةَ» .
وفي نسخة: «بلحْيَيْ جَمَلٍ» (3) .
__________
(1) أبوه مالك، وأمه بحينة.
(2) قوله: في وسط رأسه. قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 383: وفي هذا الحديث دليل لجواز الحجامة للمحرم، وقد أجمع العلماء على جوازها له في الرأس وغيره إذا كان له عذر في ذلك، وإن قطع الشعر حينئذ، لكن عليه الفدية؛ لقطع الشعر، فإن لم يقطع فلا فدية عليه. وهذا الحديث محمول على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له عذر في الحجامة في وسط الرأس؛ لأنه لا ينفك عن قطع شعر، أما إذا أراد المحرم الحجامة لغير حاجة، فإن تضمنت قلع شعر فهي حرام، كتحريم قطع الشعر، وإن لم تتضمن ذلك؛ بأن كانت في موضع لا شعر فيه، فهي جائزة عندنا وعند الجمهور، ولا فدية فيها، وعن ابن عمر ومالك كراهتها.
قال الحافظ في " الفتح " 4 /44: وعن الحسن فيها الفدية وإن لم يقطع شعراً، وإن كان لضرورة، جاز قطع الشعر، وتجب الفدية. وخص أهل الظاهر الفدية لشعر الرأس. وقال الداودي: إذا أمكن مسك المحاجم بغير حلق لم يجز الحلق. واستدل بهذا الحديث على جواز الفصد، وبط الجرح والدمل، وقطع العرق وقلع الضرس، وغير ذلك من وجوه التداوي إذا لم يكن في ذلك ارتكاب ما نهي عنه المحرم من تناول الطيب وقطع الشعر، ولا فدية عليه في شيء من ذلك، والله أعلم.
(3) البخاري 4 / 44 في الحج، باب الحجامة للمحرم، وفي الطب، باب الحجامة على الرأس، ومسلم رقم (1203) في الحج، باب جواز الحجامة للمحرم، والموطأ 1 / 349 في الحج، باب حجامة المحرم، والنسائي 5 / 194 في حجامة المحرم وسط رأسه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه أحمد 5/345 قال: ثنا أبو سلمة الخزاعي. و «الدارمي» 1827 قال: ثنا مروان ابن محمد. و «البخاري» 3/19 قال: ثنا خالد بن مخلد. وفي 7/162 قال: ثنا إسماعيل. و «مسلم» 4/22 قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا المعلى بن منصور. و «ابن ماجة» 3481 قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا خالد بن مخلد. و «النسائي» 5/194 قال:حدثني هلال بن بشر، قال: ثنا محمد بن خالد، وهو ابن عَثْمة.
ستتهم - أبو سلمة الخزاعي، ومروان بن محمد، وخلد بن مخلد، وإسماعيل بن أبي أويس، والمعلى بن منصور، ومحمد بن خالد بن عثمة - عن سليمان بن بلال، عن علقمة بن أبي علقمة، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره.
قلت: أخرجه مالك في «الموطأ» 792 مرسلا في الحج - باب حجامة المحرم، قال: عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار فذكره..(3/47)
1324 - (س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- «أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، احْتَجَمَ وهو مُحْرِمٌ من داء كان بهِ» (1) . أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) لفظه في النسائي المطبوع: من وثء كان به.
(2) 5 / 193 في الحج، باب حجامة المحرم من علة تكون به، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:1 - أخرجه أحمد 3/305 قال: ثنا أبو قَطَن، وروح. وفي 3/357 قال: ثنا عبد الوهاب. وفي 3/382 قال: ثنا أبو قطن، وكثير بن هشام. و «أبو داود» 3863 قال: ثنا مسلم بن إبراهيم. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) 2978 عن إبراهيم بن الحارث. و «ابن خزيمة» 2660 قال: ثنا محمد بن عبد الأعلى الضغاني قال:حدثنا خالد (يعني ابن الحارث) 0ح وثنا بندار قال حدثني عبد الأعلى (ح) وثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: ثنا بِشر (يعني ابن المفضل) . تسعتهم- أبو قطن، وروح، وعبد الوهاب، وكثير، ومسلم، والحارث، وخالد، وعبد الأعلى، وبشر - عن هشام بن أبي عبد الله.
2 - وأخرجه أحمد 3/363 قال: ثنا عفان. و «النسائي» 5/193 قال: نا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: ثنا أبو الوليد. كلاهما (عفان، وأبو الوليد) قالا: ثنا يزيد بن إبراهيم.
3 - وأخرجه ابن ماجة 3082 قال: ثنا بكر بن خلف أبو بشر، قال: ثنا محمد بن أبي الضيف. و «ابن خزيمة» 2661 قال: ثناه الزيادي قال ثنا الفضيل بن سليمان كلاهما (محمد، والفضيل) عن ابن خيثم ثلاثتهم- هشام، ويزيد، وابن خيثم - عن أبي الزبير، فذكره.
(*) في المطبوع: وثء كان به.(3/48)
1325 - (د س) أنس بن مالك -رضي الله عنه- «أنَّ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، احْتَجَمَ وهو مُحرِمٌ على ظهْرِ القَدَم، مِنْ وَجَعٍ كان بهِ» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي: «مِنْ وَثْءٍ كانَ بهِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وُثِيَ) : وُثِئَت يده فهي موثوءة، ووثأتها أنا: أصابة وثء. والعامة تقول: وَثْيٌ، وهو أن يصيب العظم وصم لا يبلغ الكسر.
__________
(1) أبو داود رقم (1837) في المناسك، باب المحرم يحتجم، والنسائي 5 / 194 في الحج، باب حجامة المحرم على ظهر القدم، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه أبو داود في الحج عن أحمد بن حنبل، و «الترمذي» في «الشمائل» عن إسحاق بن منصور، والنسائي في الحج، وفي الطب (في الكبرى) عن إسحاق بن إبراهيم، ثلاثتهم عن عبد الرزاق، عن معمر بن راشد، عن قتادة، عنه، فذكره.
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: ابن أبي عروبة أرسله عن قتادة.(3/48)
1326 - (ط) نافع: أن عمر -رضي الله عنه- كان يقول: «لا يحْتَجمُ المحرِمُ، إلا أنْ يُضْطَرَّ إليه ممَّا لا بُد منه» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 350 في الحج، باب حجامة المحرم، وإسناده صحيح، ولفظه في الموطأ المطبوع: لا يحتجم المحرم إلا مما لابد له منه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه مالك في «الموطأ» 793 في الحج - باب حجامة المحرم. فذكره.(3/48)
1327 - (م د ت س) نبيه بن وهب -رحمه الله-: «أنَّ عمر بنَ عُبَيْد اللَّه بنِ مَعْمَرٍ اشتكى عيَنهُ، وهو محرِمٌ، فأراد أنْ يَكْحَلها، فَنهاهُ [ص:49] أبانُ بنُ عثمان (1) ، وأَمَرَهُ أن يُضَمِّدَها بالصَّبِرِ (2) ، وحدَّثَهُ عن عثمان عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: أنهُ كان يَفْعلُهُ» . أخرجه مسلم والترمذي.
وفي رواية المسلم قال: «خرجنا مع أبانَ بنِ عثمانَ، حتى إذا كُنَّا بِمَلَلٍ (3) اشتكى عمرُ بنُ عُبيدِ الله عينَيْهِ، فلما كان بالرَّوْحاءِ اشْتدَّ وجعُهُ، فأرَسل إلى أبانَ بن عثمانَ يسأله؟ فأرسل إليه: أنْ اضْمِدْهُما (4) بالصَّبِرِ، فإن عثمانَ حدَّثَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرَّجُل إذا اشتكى عَيْنَيْهِ وهو محرِمٌ: ضَمَّدَهُما بالصَّبِرِ» .
وفي رواية أبي داود قال: «اشتكى عَيْنَيهِ، فأرسل إلى أبانَ بن عثمانَ [ص:50] وهو أميرُ المَوسِم، ما يصنعُ بهما؟ قال: اضْمِدْهما بالصَّبِرِ، فإني سمعتُ عثمانَ يُحدِّثُ ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» .
وأخرج النسائي منه المسند فقط، فقال: «للمحرم إذا اُشتكى عَيَنَيْه، أن يُضَمَّدَهُما بالصَّبِرِ» (5) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَيَضْمد) : ضمدت الجرح: إذا جعلت عليه الدواء، وضمدته بالزعفران ونحوه: إذا لطَّخته به.
(المَوْسِم) : مجتمع الحاج، سمي بذلك لأنه مَعْلَم لهم. فكأنه مفعل من الوسم.
__________
(1) في " أبان " وجهان، الصرف وعدمه، والصحيح الأشهر: الصرف، فمن صرفه قال: وزنه فعال، ومن منعه قال: وزنه أفعل، قاله النووي.
(2) " الصبر " - بفتح الصاد وكسر الباء - ويجوز إسكانها: دواء معروف.
(3) ملل: على وزن جبل، موضع في طريق مكة على ثمانية وعشرين ميلاً من المدينة. وقيل: اثنان وعشرون، حكاهما القاضي عياض في المشارق.
(4) قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 383: قوله: " اضمدهما بالصبر " - هو بكسر الميم - وقوله بعده: " ضمدهما بالصبر " هو بتخفيف الميم وتشديدها، يقال: ضمَد وضمَّد بالتخفيف والتشديد، وقوله: " اضمدهما "، جاء على لغة التخفيف، ومعناه: اللطخ. واتفق العلماء على جواز تضميد العين وغيرها بالصبر ونحوه، مما ليس بطيب، ولا فدية في ذلك، فإن احتاج إلى ما فيه طيب جاز له فعله وعليه الفدية. واتفق العلماء: على أن للمحرم أن يكتحل بكحل لا طيب فيه إذا احتاج إليه، ولا فدية عليه فيه. وأما الاكتحال للزينة، فمكروه عند الشافعي وآخرين، ومنعه جماعة، منهم الإمام أحمد وإسحاق، وفي مذهب مالك قولان: كالمذهبين، وفي إيجاب الفدية عندهم بذلك خلاف. والله أعلم.
(5) مسلم رقم (1204) في الحج، باب جواز مداواة المحرم عينيه، وأبو داود رقم (1838) في المناسك، باب يكتحل المحرم، والترمذي رقم (952) في الحج، باب ما جاء في المحرم يشتكي عينه، والنسائي 5 / 143 في الحج، باب الكحل للمحرم، وأخرجه الدارمي في سننه 2/ 71 في المناسك، باب ما يصنع المحرم إذا اشتكى عينيه، وأحمد في مسنده 1 / 60 و 65 و 69.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (34) قال: ثنا سفيان. و «أحمد» 1/65 (3465) قال: ثنا عفان، قال: ثنا عبد الوارث. وفي 1/68 (494) و1/69 (497) قال: ثنا سفيان بن عيينة، ومسلم 4/22 قال: ثنا أبوبكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب جميعا عن ابن عيينة. قال أبو بكر: ثنا سفيان بن عيينة. (ح) وثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: ثني أبي. و «أبو داود» (1838) قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا سفيان. و «الترمذي» 952 قال: ثنا ابن أبي عمر، قال: ثنا سفيان بن عيينة. و «النسائي» 5/143 قال: نا قتيبة، قال: ثنا سفيان. و «ابن خزيمة» (2654) قال: ثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: ثنا سفيان. كلاهما (سفيان، وعبد الوارث) عن أيوب بن موسى.
2 - أخرجه أحمد 1/59) (422) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: نا معمر، و «أبو داود» (1839) قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية. كلاهما - معمر، وإسماعيل - عن أيوب بن أبي تميمة السختياني، عن نافع.
كلاهما - أيوب بن موسى، ونافع - عن نُبَيْه بن وهب رجل من الحجبة، عن أبان بن عثمان، فذكره.(3/48)
1328 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما: «نظرَ في مرآةِ لشكْوىً (1) بعيْنَيْهِ وهو محرِمٌ» . أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) وفي نسخة: لشكو.
(2) 1 / 358 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أن يفعله من حديث أيوب بن موسى عن ابن عمر، وإسناده منقطع، فإن أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص أبو موسى المكي لم يسمع من ابن عمر، وإنما يروي عن نافع عن ابن عمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع: أخرجه مالك في «الموطأ» (812) في الحج - باب ما يجوز للمحرم أن يفعله، قال: عن أيوب بن موسى، فذكره.
قلت: إسناده منقطع، فإن أيوب بن موسى لم يرو عن ابن عمر.(3/50)
النوع الخامس: في النكاح
1329 - (خ م ت د س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أن رسولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - «تَزوَّجَ ميمونةَ وهو مُحرِمٌ» . أخرجه الجماعة إلا الموطأ.
وفي راوية للبخاري قال: «تزوَّجَ مَيْمُوَنةَ في عُمْرَةِ القَضاء» .
وفي أخرى له قال: «تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وهو مُحْرِمٌ، وبَنَى بها وهو حَلاَلٌ، ومَاتَتْ بسَرِف» .
قال أبو داود: قال ابن المسيب: «وَهِم ابنُ عباس في تَزْويج ميمونَةَ وهو مُحْرِمٌ» .
وفي رواية للنسائي قال: «تَزَوَّجَ نبيُّ الله -صلى الله عليه وسلم- ميمونَةَ وهما مُحْرِمان» .
وفي أخرى له قال: «تَزَوَّجَ رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- وهو مُحْرِمٌ، ولم يذْكُرْ ميْمُونَةَ» .
وفي أخرى: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نَكحَ حَرَاماً» .
وزاد أيضاً في أخرى: «جَعلَتْ أمْرَها إلى الْعبَّاسِ، فأنْكَحَها إيّاه» (1) . [ص:52]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بَنَى بها) : بنى بزوجته: دخل بها، والمستعمل في اللغة: بنى عليها. قال الجوهري ولا يقال: بنى بها.
(وَهَم) : بفتح الهاء: ذهب وهمُه إليه وبكسرها: غلط.
__________
(1) أخرجه البخاري 4 /45 في الحج، باب تزويج المحرم، وفي المغازي، باب عمرة القضاء، وفي النكاح، باب تحريم نكاح المحرم، وأبو داود رقم (1844) و (1845) في المناسك، باب المحرم يتزوج، والترمذي رقم (842) في الحج، باب ما جاء في الرخصة في الزواج للمحرم. والنسائي 5 / 191 و 192 في الحج، باب الرخصة في النكاح للمحرم. أقول: وقد عارض حديث ابن عباس هذا حديث عثمان الآتي برقم (1333) ولفظه [ص:52] " لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب " قال الحافظ في " الفتح ": ويجمع بينه وبين حديث ابن عباس بحمل حديث ابن عباس على أنه من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن عبد البر: اختلفت الآثار في هذا الحكم؛ لكن الرواية أنه تزوجها وهو حلال، جاءت من طرق شتى، وحديث ابن عباس صحيح الإسناد، لكن الوهم على الواحد أقرب إلى الوهم من الجماعة، فأقل أحوال الخبرين أن يتعارضا، فتطلب الحجة من غيرهما وحديث عثمان صحيح في منع نكاح المحرم فهو المعتمد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - عن عكرمة، عن ابن عباس. أخرجه أحمد 1/245 (2200) قال: ثنا يونس، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن حميد، وفي 1/275 (2492) قال: ثنا عبد الله بن بكر، ومحمد بن جعفر، قالا: ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن يعلى بن حكيم. وفي 1/283 (2565) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: نا معمر، عن أيوب، وفي 1/286 (2592) ثنا عبد الأعلى عن خالد، وفي (1/354 (3319) قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا سعيد، عن يعلى بن حكيم. وفي 1/336 (3109) قال: ثنا عبد الله بن بكر، قال: نا سعيد (ح) وعبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، ويعلى ابن حكيم. وفي 1/346 (3233) قال: ثنا يحيى، عن ابن جريج، قال: ثنا هشام. وفي 1/351 (3283) قال: ثنا يزيد، قال: نا هشام. وفي 1/359 (3384) و1/360 (3400) قال: ثنا إسماعيل، قال: أخبرنا أيوب «وعبد بن حميد» 584 قال: ثني أبو الوليد، قال: ثني حماد بن سلمة، عن حميد، و «البخاري» 5/181 قال: ثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وُهيب، قال: حدثنا أيوب. و «أبو داود» 1844 قال: حدثنا مُسَدَّد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. و «الترمذي» (842) قال: حدثنا حميد بن مَسْعَدَة البصري. قال: حدثنا سفيان بن حبيب، عن هشام بن حسان. وفي (843) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. و «النسائي» (5/191) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الصاغاني، قال: حدثنا أحمد ابن إسحاق، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد. وفي (6/87) قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن محمد بن سَوَاء، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، ويعلى بن حكيم.
ستتهم - حُميد الطويل، ويعلى بن حكيم، وأيوب، وقتادة، وهشام بن حسان، وخالد- عن عكرمة، فذكره.
رواية يعلى بن حكيم: «أنَّ نَبِيَّ الله -صلى الله عليه وسلم-، تَزَوَّج مَيْمُونةَ بِنتَ الْحَارِث بِمَاء، يُقَالُ له: سَرِفُ، وهُوَ مُحْرِم، فَلَمَّا قَضَى نَبِيُّ الله -صلى الله عليه وسلم-، حَجَّتَهُ، أقْبل، حَتَّى إذَا كَانَ بِذَلِكَ الْمَاءِ، أعْرَسَ بِهَا» .
وفي رواية ابن جريج، عن هشام، زاد: «واحْتَجَمَ وهُوَ محرم» .
وفي رواية وهيب: زاد «وبنَى بها، وهو حلال» .
وفي رواية يزيد عن هشام: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوج ميمونة بنت الحارث بسرف، وهو محرم، ثم دخل بها بعد ما رجع بسرف» .
وفي رواية أحمد 1/359: «زاد، وبنى بها حلالا بسرف، وماتت بسرف» .
رواية حميد: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج ميمونة بنت الحارث وهما محرمان» .
2 - عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، عنه.
أخرجه الحميدي (503) و «أحمد» 221 (9919) قالا: حدثنا سُفيان (ابن عيينة) . و «أحمد» (1/228) (2014) قال: حدثنا يحيى، عن ابن جُريج. وفي 1/270 (2437) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان (الثوري) . وفي 1/285 (2581) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي 1/362 (3413) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف عن سفيان (الثور ي) . وفي 1/337 (3116) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج (ح) وحجاج، عن ابن جريج. و «الدارمي» 1829 قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شعبة. و «البخاري» 7/16 قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: أخبرنا ابن عيينة. و «مسلم» 4/137 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نُمير، وإسحاق الحنظلي، جميعا عن ابن عيينة. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا داود بن عبد الرحمن. و «ابن ماجة» (1965) قال: حثنا أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، و «الترمذي» 844 قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار. و «النسائي» (5/191) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا داود (وهو ابن عبد الرحمن العطار) . وفي 5/191 قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا ابن جريج، وفي (6/87) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) .
خمستهم - سفيان بن عيينة، وابن جريج، والثوري، وشعبة، وداود بن عبد الرحمن - عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، فذكره.(3/51)
1330 - (ت) أبو رافع -رضي الله عنه- قال: «تَزَوَّجَ رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - مَيْمُونَةَ وهو حَلالٌ، وبَنَى بها وهو حَلالٌ، وكنْتُ أنا الرَّسُولَ فيما بينهما» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (841) في الحج، باب ما جاء في كراهية تزويج المحرم، وأخرجه احمد في المسند 6 / 392، 393 وفي سنده مطر بن طهمان أبو رجاء الوراق السلمي، وهو صدوق، كثير الخطأ، كما قال الحافظ في " التقريب ". أقول: ولكن يشهد لبعضه الحديثان اللذان بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن:أخرجه أحمد (6/392) قال: ثنا عفان ويونس، و «الدارمي» (1832) قال: ثنا أبو نعيم. و «الترمذي» 841 قال: ثنا قتيبة. و «النسائي» في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12017) عن قتيبة.
أربعتهم (عفان ويونس، وأبو نعيم، وقتيبة) عن حما بن زيد، عن مطر الوراق، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سليمان بن يسار، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن ولا نعلم أحدا أسنده غير حماد بن زيد عن مطر الوراق، عن ربيعة.
وقال أيضا: وروي عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة، قالت: تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو حلال، ويزيد بن الأصم هو ابن أخت ميمونة.(3/52)
1331 - (م د ت) ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها قالت: «تَزَوَّجَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن حَلالاَنِ بِسَرِفَ» . هذه رواية أبي داود.
وفي رواية مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «تَزوجَها وهو حلالٌ» . قال الراوي- وهو زيد بن الأصم-، وكانت خالتي وخالة ابن عباس.
وفي رواية الترمذي: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تَزَوَّجها وهو حَلالٌ، وبَنَى بها [ص:53] حلالاً، وماتت بِسرِف، ودفنَاها في الظُّلَّة التي بنى بِها فيها» (1) .
__________
(1) أخرجه مسلم رقم (1411) في النكاح، باب تحريم نكاح المحرم، وأبو داود رقم (1843) في المناسك، باب المحرم يتزوج، والترمذي رقم (845) في الحج، باب ما جاء في الرخصة في تزويج المحرم، وأخرجه أحمد في المسند 6 / 333 و 335.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/332) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حبيب، يعني ابن الشهيد، عن ميمون بن مهران. وفي (6/333) قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا أبي. قال: سمعت أبا فزارة. وفي (6/335) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، و «الدارمي» (1831) قال: حدثنا عمرو ابن عاصم. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران. و «مسلم» (4/137) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا جرير بن حازم. قال: حدثنا أبو فزارة. و «أبو داود» (1843) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران. و «ابن ماجة» (1964) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا جرير بن حازم. قال: حدثنا أبو فزارة. و «الترمذي» 845 قال: حدثنا إسحاق بن منصور، أخبرنا وهب بن جرير. قال: حدثنا أبي. قا: سمعت أبا فزارة. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/18082) عن أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري، عن أبيه، عن إبراهيم، وهو ابن طهمان عن الحجاج، وهو ابن الحجاج، عن الوليد بن زوران، عن ميمون بن مهران.
كلاهما (ميمون بن مهران، وأبو فزارة راشد بن كيسان) عن يزيد بن الأصم، فذكره.(3/52)
1332 - (ط) سليمان بن يسار -رحمه الله-: «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بَعثَ أبا رافِعٍ مولاهُ، ورُجلاً من الأنصار، فَزوَّجاهُ مَيمونَةَ بنْت الحارث، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمديَنةِ قَبُلَ أن يَخْرُجَ» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 348 في الحج، باب نكاح المحرم، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل:أخرجه مالك «الموطأ» (787) في الحج - باب نكاح المحرم، قال: عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن. فذكره.(3/53)
1333 - (م ط ت د س) عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يَنْكِحُ الْمحْرِمُ ولا يُنْكِحُ ولا يَخْطُبُ» (1) . هذه رواية مسلم.
وفي رواية له وللموطأ وأبي داود: أن نُبيه بن وهب، أخا بني عبد الدار، قال: إن عمر بن عبيد الله أرسل إلى أبان بن عثمان، وأبان يومئذ أمير الحاج، وهما محرمان: إني قد أردْتُ أنَّ أُنكِحَ طلحةَ بن عمرَ بنْتَ شَيبة بن جُبَيْرٍ، وأردْتُ أنْ تَحْضُر، فأنْكَرَ ذلك عليه وقال: سمعت عثمان بن عفانَ يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَنْكِحُ المْحْرِمُ، ولا يُنْكِحُ، ولا يَخْطُبُ» . [ص:54]
ولأبي داود أيضاً مثله، وأسقط منه «ولا يخطبُ» .
وفي رواية الترمذي: قال نبيه: «أرادَ ابنُ مَعْمَرٍ: أنْ يُنْكِحَ ابْنَهُ، فَبعَثَني إلى أبان بن عثمان، وهو أميرُ الموسم، فقلتُ: إنَّ أخاكَ يريدُ: أنَّ يُنْكِحَ ابنه فأحب أن يُشهدك ذلك، قال: لا أُراه إلا أعرابياً جافياً إن المحرم لا يَنْكِح [ولايُنْكِحَ] أو كما قال، ثمَّ حدَّثَ عن عثمانَ مِثْلَهُ، يرفعهُ» .
وفي رواية النسائي قال: «أرسل عمرُ بنُ عُبَيْدِ الله إلى أبانَ بنِ عثمانَ يسألهُ: أيَنْكِحُ المحْرِمُ؟ قال أبانُ: حدَّثَ عثمانُ: أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: لا يَنْكِحُ المحرِمُ، ولا يَخطُبُ» . وفي أخرى مختصراً مثل مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أعرابياً جافياً) : الأعرابي: ساكن البادية، وهو موصوف بالجفاء والغلظة، لبعده من مجاورة الأكياس، ومعاشرة أهل الحضر.
__________
(1) بالجزم والرفع في " ينكح " و " يخطب " على النفي والنهي.
(2) أخرجه مسلم رقم (1409) في النكاح، باب تحريم نكاح المحرم، والموطأ 1 / 348 و 349 في الحج، باب نكاح المحرم، وأبو داود رقم (1841) في المناسك، باب المحرم يتزوج، والترمذي رقم (840) في الحج، باب ما جاء في كراهية تزويج المحرم، والنسائي 5 / 192 في الحج، باب النهي عن النكاح للمحرم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه مالك في «الموطأ» صفحة (229) . و «أحمد» (1/57) (401) و (1/73) (534) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن مالك. وفي (1/64) (462) قال: حدثنا عبد الله بن بكر، ومحمد بن جعفر، قالا: حدثنا سعيد، عن مطر ويعلى بن حكيم، وفي (1/68) (492) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب. و «الدارمي» (1830) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. و «مسلم» (4/136) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك (ح) وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (4/137) قال: حدثني أبو غسان المسمعي، قال: حدثنا عبد الأعلى (ح) وحدثني أبو الخطاب زياد بن يحيى، قال: حدثنا محمد ابن سواء، قالا جميعا: حدثنا سعيد، عن مطر، ويعلى بن حكيم. و «أبو داود» 1841 قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وفي (1842) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، أن محمد بن جعفر، حدثهم، قال: حدثنا سعيد، عن مطر، ويعلى بن حكيم. و «ابن ماجة» (1966) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء المكي، عن مالك بن أنس. و «الترمذي» (840) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن عُلية، قال: حدثنا أيوب. و «عبد الله بن أحمد» (1/73) (535) قال: حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. و «النسائي» (5/192) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك (ح) وأخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن مالك، وفي (6/88) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك (ح) والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك (ح) وحدثنا أبو الأشعث، قال: حدثنا يزيد - وهو ابن زريع، قال: حدثنا سعيد، عن مطر، ويعلى بن حكيم، و «ابن خزيمة» (2649) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا مالك. أربعتهم - مالك، ومطر، ويعلى، وأيوب- عن نافع.
2 - وأخرجه الحميدي (33) قال: حدثنا سفيان، و «أحمد» (1/65) (466) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الوارث. وفي (1/69) (496) قال: حدثنا سفيان. و «الدارمي» (2204) قال: أخبرنا عثمان بن محمد، قال: حدثنا ابن عيينة. و «مسلم» 4/137 قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب جميعا عن ابن عُيينة، قال زهير: حدثنا سفيان بن عيينة. و «النسائي» (5/192) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، عن سفيان. كلاهما (سفيان بن عيينة، وعبد الوارث) عن أيوب بن موسى.
3 - وأخرجه مسلم 4/137 قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني خالد بن يزيد، قال: حدثني سعيد بن أبي هلال.
ثلاثتهم - نافع، وأيوب بن موسى، وسعيد - عن نُبَيْه بن وهب الحجبي، عن أبان بن عثمان، فذكره.(3/53)
1334 - (ط) نافع: أن ابن عمر -رضي الله عنهما - كان يقول: «لا يَنْكِحُ المحرِم ولا يُنكِحَ، ولا يَخْطُبُ على نَفْسِه، ولا على غيرهِ» . [ص:55] أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 349 في الحج، باب نكاح المحرم، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك في «الموطأ» 790 في الحج - باب نكاح المحرم، قال: عن نافع. فذكره.(3/54)
1335 - (ط) - أبوغطفان المري -رحمه الله -: «أنَّ أباهُ طريفاً تَزَوَّجَ امرأةً وهو محرِمٌ، فردَّ عمرُ نِكاحَهُ» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 349 في الحج، باب نكاح المحرم، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح:أخرجه مالك في «الموطأ» 789 في الحج - باب نكاح المحرم قال: عن داود بن الحصين. فذكره.(3/55)
النوع السادس: في الصيد
1336 - (خ م ط ت د س) أبو قتادة -رضي الله عنه- قال: «كنتُ يوماً جالساً معَ رِجالِ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، في منزلٍ في طريق مكة، ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أمَامَنا، والقومُ مُحْرِمونَ، وأنَا غيرُ محرمٍ، عامَ الحُدَيْبيةِ، فَأَبْصَروُا حماراً وحشِيّاً، وأنا مَشْغُولٌ، أخْصِفُ نَعلي، فلم يُؤْذنُوني، وأحبُّوا لو أنَني أبْصَرْتُهُ، والتَفَتُّ فأَبصرتهُ، فقُمتُ إلى الفرس فأسْرَجْتُهُ، ثم ركبتُ ونسيتُ السَّوْطَ والرُّمْحَ، فقلتُ لهم: ناوِلُوني السَّوط والرُّمْحَ قالوا: لا، والله لا نُعينُكَ عليه، فَغضبتُ، فنزلتُ فأخَذْتُهما، ثم ركبتُ فَشَدَدْتُ على الحمار، فُعَقَرْتُهُ، ثم جئتُ به وقد ماتَ، فوقَعُوا فيه يأكلُونَهُ، ثمَّ إنهم شَكُّوا في أكْلِهِمِ إيَّاهُ وهُمْ حُرُمٌ، فَرُحْنا [ص:56] وخبأتُ العَضُدَ معي، فأدْرَكْنا رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم-، فسألناهُ عن ذلك، فقال: هل معكم منه شيءٌ؟ فقلتُ: نعم فَناولُتُهُ العَضُدَ، فأكَلَهَا وهو محرِمٌ» .
زاد في رواية: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال لهم إنما هي طُعْمَةٌ أطُعَمَكُمُوهَا الله» .
وفي أخرى: «هو حلالٌ فكُلوهُ» .
وفي أخرى عن عبد الله بن أبي قتادة قال: انطلق أبي عام الحديبية فأحرم أصحابُهُ ولم يُحْرِم، وحُدِّثَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّ عَدُوّاً يَغْزُوهُ، فانطلق النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبينما أنا مع أصحابه يَضْحَكُ بعضُهم إلى بعضٍ (1) فنظرتُ [ص:57] فإذا أنا بِحمارِ وحشٍ، فحملتُ عليه، فطعَنْتهُ فَأْثَبتُّهُ، واستعنت بهم، فأَبَوْا أن يُعينوني، فَأكَلْنَا من لَحْمِهِ، وخشِينا أنْ نُقْتَطَعَ، فطلبتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: أُرَفِّعُ فَرَسِي شَأْواً، وأسيرُ شأْواً، فَلَقِيتُ رَجُلاً من بني غِفارٍ في جَوْفِ الليل فقلت: أين تركت النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: تركته بتَعْهِن، وهو قائل السقيا (2) ، [فلحقته] ، فقُلتُ: يارسول اللَّه، إنَّ أهْلَكَ - وفي رواية: أصحابَكَ - يقرؤونَ عليك السلام ورحمة الله، إنهم قد خَشُوا أَنْ يقْتَطَعُوا دُونَك، فَانْتَظِرْهُمْ، فَفَعلَ، قلتُ: يا رسول الله، إني أصبْتُ حِمارَ وحْشِ، وعندي منه فَاضِلَةٌ، فقال للقوم: «كُلوا، وهم محرِمُونَ» . [ص:58]
وفي أخرى قال: «كُنَّا مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بالْقَاحةِ (3) على ثَلاثٍ، ومِنَّا الْمحُرِم ومنَّا غير المحرِم (4) ، فرأيتُ أَصحابي يَتَراءَوْن شيئاً، فنظرتُ فإذا حمارُ وحشٍ» ... الحديث.
وفي أخرى قال: «إنَّ رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- خَرجَ حاجاً، فخرجُوا معه، فَصرَف طَائفَة منهم، فيهم أبو قَتادَةَ، قال: خُذُوا ساحِلَ الْبحْرِ، حتَّى نلْتَقي، فأخذُوا ساحل البحر، فلما أنصرَفُوا أحرُموا كلُّهمْ، إلا أبا قَتادةَ لم يُحْرِمْ، فَبَيْنا هم يسيرُون، إذْ رأوا حُمْرَ وحشٍ، فحمل أبو قتادة على الْحُمُر، فَعَقَر منها أتاناً» ... وذكر الحديث.
وفيه: فقال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أمِنْكُمْ أحدٌ أمرَهُ أَنْ يَحْمِلَ عليها، أو أشارَ إليها؟» ، قالوا: لا، قال: «فَكُلُوا ما بقي من لحمها» . [ص:59] هذه رواية البخاري ومسلم.
ولمسلم [عن أبي قتادة] قال: «انطَلَقَ أبي مع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - عام الْحُدَيْبِيَةِ، فأحْرَمَ أصحابُهُ ولم يُحْرِمْ، وحُدِّثَ رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّ عَدُواً بغَيْقَه (5) ، فانطلَقَ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ... وذكر نحو الرواية التي فيها: وهو قائلٌ السُّقْيا، ... وفي آخرها: فقال للقوم: كلُوا وهم مُحْرِمُون» .
وفي أخرى له قال: «أمِنكُمْ أحدٌ أمَرَهُ أنْ يَحْمِلَ عليها أو أشارَ إليها؟» .
وفي أخرى قال: «أشرْتُمْ، أو أَعَنُتمْ، أَو أَصدْتُمْ؟ قال شعبةُ: لا أَدري قال: أعنتُم، أو أَصدْتُم» .
وفي رواية الموطأ والترمذي وأبي داود والنسائي نحو من إحدى هذه الروايات.
وللنسائي أيضا مثلُ رواية عبد الله بن أبي قتادة (6) . [ص:60]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أخصف) : خصف نعله يخصفها: إذا أطبق طاقاً على طاق، وأصل الخصف: الضم والجمع.
(فعقرته) عقرت الصيد: إذا أصبته بسهم أو غيره فقتلته.
(فأثبته) أي: حبسته وجعلته ثابتاً في مكانه.
(نُقتطع) اقتطعت الشئ: إذا أخذته لنفسك، والمراد: أن يحال بينك وبينهم.
(شأواً) الشأو: الشوط والطلق.
(بتَعْهن - والسقيا) : موضعان.
(قائل السقيا) أي: أن يكون في القائلة عندها.
(الأتان) : [الأنثى] من الحمير، ولايقال: أتانة، كذا قال الجوهري.
(أصدتم؟) تقول: صدت الصيد وأصدت غيري: إذا حملته على الصيد وأغريته به.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 380: وفي الرواية الأخرى: " يضحك بعضهم إلي؛ إذ بصرت فإذا أنا بحمار وحش ". هكذا وقع في جميع نسخ بلادنا " يضحك إلي " بتشديد الياء. قال القاضي: هذا خطأ وتصحيف، ووقع في رواية بعض الرواة عن مسلم. والصواب " يضحك بعضهم إلى بعض " فأسقط لفظة " بعض " والصواب: إثباتها كما هو مشهور في باقي الروايات؛ لأنهم لو ضحكوا إليه لكانت إشارة منهم. وقد قالوا: إنهم لم يشيروا إليه.
قال النووي: لا يمكن رد هذه الرواية، فقد صحت هي والرواية الأخرى، وليس في واحدة منهما دلالة، ولا إشارة إلى الصيد، فإن مجرد الضحك ليس فيه إشارة.
قال العلماء: وإنما ضحكوا تعجباً من عروض الصيد، ولا قدرة لهم عليه لمنعهم منه. والله أعلم.
وقد صوب الحافظ في الفتح ما قاله القاضي، وقال: وقول النووي: "قد صحت الرواية" فيه نظر. انظر الفتح 4 / 20.
(2) قال النووي: " تعهن " - بفتح التاء المثناة وسكون العين المهملة بعدها هاء مفتوحة -: هي عين ماء على ثلاث أميال من السقيا، وهي بتاء مثناة فوق مكسورة ومفتوحة، ثم عين مهملة ساكنة ثم هاء مكسورة ثم نون، قال القاضي عياض: هي بكسر التاء وفتحها، قال: وروايتنا عن الأكثرين بالكسر، قال: وكذا قيدها البكري في معجمه، قال القاضي: وبلغني عن أبي ذر الهروي أنه قال: سمعت العرب تقولها بضم التاء وفتح العين وكسر الهاء، وهذا ضعيف.
وقال في النهاية قوله: " بتعهن " قال أبو موسى: هو بضم التاء والعين وتشديد الهاء - موضع فيما بين مكة والمدينة - ومنهم من يكسر التاء - وأصحاب الحديث يقولونه - بكسر التاء وسكون العين -.
قوله " قائل ": روي بوجهين، أصحهما وأشهرهما: " قائل " بهمزة بين الألف واللام من القيلولة. ومعناه: تركته بتعهن، وفي عزمه أن يقيل بالسقيا. ومعنى " قائل ": سيقيل، ولم يذكر القاضي في " شرح مسلم " غير هذا المعنى، وكذلك صاحب المطالع والجمهور. والوجه الثاني: أنه " قابل " بالباء الموحدة، وهو ضعيف وغريب، وكأنه تصحيف، وإن صح فمعناه: إن " تعهن " موضع مقابل السقيا. والسقيا: - بضم السين وإسكان القاف وبعدها ياء مثناة من تحت وهي مقصورة - وهي قرية جامعة بين مكة والمدينة من أعمال الفرع - بضم الفاء وإسكان الراء وبالعين المهملة -.
(3) قال النووي: قوله: " بالقاحة " القاحة - بالقاف وبالحاء المهملة المخففة - هذا هو الصواب المعروف في جميع الكتب، والذي قاله العلماء من كل طائفة. قال القاضي: كذا قيدها الناس كلهم، ورواه بعضهم عن البخاري بالفاء، وهو وهم، والصواب: بالقاف - وهو واد على نحو ميل من السقيا، وعلى ثلاث مراحل من المدينة.
(4) قال النووي: قوله: " فمنا المحرم ومنا غير المحرم " قد يقال: كيف كان أبو قتادة وغيره غير محرمين وقد جاوزوا ميقات المدينة، وقد تقرر أن من أراد حجاً أو عمرة لا يجوز له مجاوزة الميقات غير محرم؟ قال القاضي في جواب هذا: قيل إن المواقيت لم تكن وقتت بعد، وقيل: لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا قتادة ورفقته لكشف عدو لهم بجهة الساحل، كما ذكره مسلم في الرواية الأخرى، وقيل: إنه لم يكن خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة، بل بعثه أهل المدينة بعد ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليعلمه أن بعض العرب يقصدون الإغارة على المدينة، وقيل: إنه خرج معهم ولكنه لم ينو حجاً ولا عمرة، قال القاضي: وهذا بعيد. والله أعلم.
(5) قال النووي: " غيقة " هي بغين معجمة مفتوحة، ثم ياء مثناة من تحت ساكنة، ثم قاف مفتوحة: موضع من بلاد بني غفار، بين مكة والمدينة، قال القاضي: وقيل: هي بئر ماء لبني ثعلبة.
(6) أخرجه البخاري 4 /22 في الحج، باب إذا رأى المحرمون صيداً فضحكوا ففطن الحلال، وباب إذا صار الخلاف فأهدي للمحرم الصيد يأكله، وباب لا يعين المحرم الحلال في قتل الصيد. وباب لا يشير المحرم إلى الصيد لكي يصطاده الحلال، وفي الهبة، باب من استوهب من أصحابه شيئاً، وفي الجهاد، باب اسم الفرس والحمار، وباب ما قيل في الرماح، وفي المغازي، باب غزوة الحديبية، وفي الأطعمة، باب تعرق العضد، وفي الذبائح، باب ما جاء في التصيد، وباب التصيد على الجبال، ومسلم رقم (1196) في الحج، باب تحريم الصيد للمحرم، والموطأ 1 / 350 في الحج، باب ما يجوز [ص:60] للمحرم أكله من الصيد، والترمذي رقم (847) في الحج، باب ما جاء في أكل الصيد، وأبو داود رقم (1852) في المناسك، باب لحم الصيد للمحرم، والنسائي 5 / 182 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد، وأخرجه ابن ماجة رقم (3093) في المناسك، باب الرخصة في ذلك إذا لم يصد له.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
أ - عن نافع مولى أبي قتادة، عنه:
1 - أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (230) . و «أحمد» (5/301) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي. و «البخاري» (4/49) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف وفي (7/115) قال: حدثنا إسماعيل. و «مسلم» (4/15) قال: حدثنا يحيى بن يحيى (ح) وحدثنا قتيبة. و «أبو داود» (1852) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. و «الترمذي» (847) قال: حدثنا قتيبة. و «النسائي» (5/182) قال: أخبرنا قتيبة. ستتهم (عبد الرحمن، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن يحيى، وقتيبة، وعبد الله بن مسلمة) عن مالك بن أنس، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله التيمي.
2 - وأخرجه الحميدي (424) . و «أحمد» (5/296) . و «البخاري» (3/15) قال: حدثنا عبد الله بن محمد (ح) وحدثنا علي بن عبد الله. و «مسلم» (4/14) قال حدثنا قتيبة بن سعيد ح وحدثنا ابن أبي عمر. ستتهم (الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد، وعلي بن عبد الله، وقتيبة، وابن أبي عمر) قالوا: حدثنا سفيان. قال: حدثنا صالح بن كيسان.
3 - وأخرجه أحمد (5/306) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. قال: حدثني عبد الله بن أبي سلمة مولى بني تميم.
ثلاثتهم - سالم أبو النضر، وصالح بن كيسان، وعبد الله بن أبي سلمة - عن أبي محمد نافع مولى أبي قتادة، فذكره.
(*) أخرجه البخاري (7/115) قال: حدثنا يحيى بن سليمان. قال: حدثني ابن وهب. قال: أخبرنا عمرو، أن أبا النضر حدثه، عن نافع مولى أبي قتادة وأبي صالح مولى التوأمة، سمعنا أبا قتادة. قال: فذكره.
(*) أخرجه أحمد (5/308) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم. قال: سمعت رجلا (قال سعد: كان يقال له: مولى أبي قتادة، ولم يكن مولى) يحدث عن أبي قتادة، فذكره.
ب - عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه:
1 - أخرجه أحمد (5/301) قال: ثنا إسماعيل، عن هشام الدستوائي. وفي (5/304) قال: ثنا عبد الرزاق. قال: نا معمر. و «الدارمي» (1833) قال: نا يزيد بن هارون. قال: هشام الدستوائي. و «البخاري» (3/14) قال: ثنا معاذ بن فضالة، قال: ثنا هشام وفي (3/15) و (5/156) قال: ثنا سعيد بن الربيع. قال: ثنا على بن المبارك. و «مسلم» (4/15) قال: ثنا صالح السلمي، قال: ثنا معاذ بن هشام. قال: ثني أبي. وفي (4/16) قال: ثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال: نا يحيى بن حسان. قال: ثنا معاوية، وهو ابن سلام.
و «ابن ماجة» (3093) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أنبأنا معمر. و «النسائي» (5/185) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا هشام. وفي (5/186) . قال: أخبرنى عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم النسائي. قال: أنبأنا محمد، وهو ابن المبارك الصوري. قال: حدثنا معاوية، وهو ابن سلام. و «ابن خزيمة» (2642) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. أربعتهم - هشام الدستوائي، ومعمر، وعلي بن المبارك، معاوية بن سلام - عن يحيى بن أبي كثير.
2 - وأخرجه أحمد (5/302) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «الدارمي» (1834) قال: أخبرنا أبو الوليد. قال: حدثنا شعبة. و «البخاري» (3/16) . قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو عوانة. و «مسلم» (4/16) . قال: حدثني أبو كامل الجحدري. قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثني القاسم بن زكريا. قال: حدثنا عبيد الله، عن شيبان، و «النسائي» (5/186) قال: أخرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: أنبأنا شعبة. و «ابن خزيمة» (2635) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا أبو عامر. قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن بزيغ. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. ح وحدثنا محمد بن الوليد. قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (2636) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن هارون، قال: أخبرنا شعبة. ثلاثتهم (شعبة، وأبو عوانة، وشيبان) عن عثمان بن عبد الله بن موهب.
3 - وأخرجه أحمد (5/305) قال: حدثنا عبيدة بن حميد. و «مسلم» (4/17) قال: حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو الأحوص (ح) وحدثنا قتيبة وإسحاق. عن جرير. ثلاثتهم (عبيدة، وأبو الأحوص، وجرير) عن عبد العزيز بن رفيع.
4- وأخرجه أحمد 5/307 قال: حدثنا حسين. قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن صالح، يعني ابن أبي حسان.
5 - وأخرجه البخاري (3/202) و (7/95) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثني محمد بن جعفر. وفي (4/34) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر. قال: حدثنا فضيل بن سليمان، وفي (7/95) قال: حدثني محمد بن المثنى. قال: حدثني عثمان بن عمر. قال: حدثنا فليح. و «مسلم» (4/17) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا فضيل بن سليمان النميري. و «النسائي» (7/205) قال: أخبرنا محمد بن وهب. قال: حدثنا محمد بن سلمة. قال: حدثني أبو عبد الرحيم. قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة. و «ابن خزيمة» (2643) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال: حدثنا ابن أبي حازم. خمستهم (محمد بن جعفر بن أبي كثير، وفضيل بن سليمان، وفليح بن سليمان، وزيد بن أبي أنيسة، وابن أبي حازم) عن أبي حازم.
خمستهم - يحيى بن أبي كثير، وعثمان بن عبد الله بن موهب، وعبد العزيز بن رفيع، وصالح بن أبي حسان، وأبو حازم سلمة بن دينار - عن عبد الله بن أبي قتادة، فذكره.
ج - عن عطاء بن يسار، عنه:
أخرجه مالك «الموطأ» ص (230) ، وأحمد (5/301) ، و «البخاري» (3/202) و (4/49) و (7/95) و (7/115) . و «مسلم» (4/15) . و «الترمذي» (848) ..(3/55)
1337 - (خ م ط ت س) الصعب بن جثامة -رضي الله عنه-: «أنه أهدى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حِماراً وحْشياً، وهو بالأْبواءِ (1) أوْ بِوَدَّانَ - فَرَدَّهُ عليه، فَلمَّا رأى مَا في وجْهه، قال: إنّا لم نَرُدَّهُ عَلَيْكَ، إلا أنَّا حُرُمٌ» (2) .
وفي رواية قال: فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما في وجهي قال: إنا لم نرده عليك، إلا أنا حُرُمٌ.
ومن الرواة من قال: عن ابن عباس: «أنَّ الصَّعْب بنَ جثَّامَةَ أهدى [ص:62] إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حِمَارَ وحشٍ وهو محرم» .
فجعله من مسند ابن عباس: هذه رواية البخاري ومسلم.
وأخرج الموطأ والترمذي والنسائي: الرواية الأولى.
وفي أخرى للنسائي: قال ابن عباس: إن الصعب بن جثامة أهدى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل حمار وحش تقطر دماً، وهو محرم، وهو بقديد، فردها عليه (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رِجله) : أراد برجله: فخذه، وقد جاء في حديث آخر وعني به أحد شقي الذبيحة.
__________
(1) قال النووي: الأبواء - بفتح الهمزة وإسكان الموحدة وبالمد - وودان - بفتح الواو، وتشديد الدال المهملة - وهما مكانان بين مكة والمدينة.
(2) قال النووي: قوله " إنا لم نرده عليك " قال القاضي عياض رحمه الله: رواية المحدثين في هذا الحديث " لم نرده " - بفتح الدال - قال: وأنكره محققو شيوخنا من أهل العربية، وقالوا: هذا غلط من الرواة، وصوابه ضم الدال.
قال: ووجدته بخط بعض الأشياخ بضم الدال، وهو الصواب عندهم، على مذهب سيبويه في مثل هذا من المضاعف إذا دخلت عليه الهاء: أن يضم ما قبلها في الأمر ونحوه من المجزوم، مراعاة للواو التي توجبها ضمة الهاء بعدها؛ لخفاء الهاء، فكأن ما قبلها ولي الواو، ولا يكون ما قبل الواو إلا مضموماً، هذا في المذكر. وأما المؤنث مثل " ردها " وجبها - فمفتوح الدال - ونظائرها مراعاة للألف. هذا آخر كلام القاضي، فأما " ردها " ونظائرها من المؤنث: ففتح الدال لازم بالاتفاق، وأما " رده " ونحوه للمذكر. ففيه ثلاثة أوجه، أصحها: وجوب الضم، كما ذكره القاضي، والثاني: الكسر، وهو ضعيف، والثالث: الفتح، وهو أضعف منه.
وممن ذكره: ثعلب في الفصيح، لكن غلطوه؛ لكونه أوهم فصاحته ولم ينبه على ضعفه.
وقوله: " إلا أنا حرم " قال النووي: هو بفتح الهمزة، و " حرم " - بضم الحاء والراء - أي: محرمون.
(3) أخرجه البخاري 4 /26 و 27 و 28 في الحج، باب إذا أهدي للمحرم حماراً وحشياً حياً لم يقبل، وفي الهبة، باب قبول هدية الصيد، وباب من لم يقبل الهدية لعلة، ومسلم رقم (1193) في الحج، باب تحريم الصيد للمحرم، والموطأ 1 / 353 في الحج، باب ما لا يحل للمحرم أكله من الصيد، والترمذي رقم (849) في الحج، باب ما جاء في كراهية لحم الصيد للمحرم، والنسائي 5 / 183 و 184 و 185 في الحج، باب ما لا يجوز للمحرم أكله من الصيد، وأخرجه ابن ماجة رقم (3090) في المناسك، باب ما ينهى عنه المحرم من الصيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجها مالك «الموطأ» 232. و «الحميدي» 783 قال: ثنا سفيان، و «أحمد» 4/37 قال: ثنا سفيان. وفي 4/38 قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي: مالك بن أنس. وفي (4/38) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، وفي (4/38) قال: ثنا محمد بن بكر، قال: نا ابن جريج. وفي (4/38) قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا ابن أبي ذئب، والدارمي (1837) قال: نا محمد بن يوسف، قال: ثنا ابن عيينة. والبخاري (3/16) قال: ثنا عبد الله بن يوسف، قال: نا مالك. وفي (3/203) قال: ثنا إسماعيل، قال: ثني مالك. وفي (3/208) قال: ثنا أبو اليمان، قال: نا شعيب، وفي (4/74) قال: ثنا علي بن عبد الله، قال: ثنا سفيان. ومسلم (4/13) قال: ثنا يحيى بن يحي، قال: قرأت على مالك. وفي (4/13) قال: ثنا يحيى بن يحيى، ومحمد بن رُمح، وقتيبة، جميعا عن الليث بن سعد، (ح) وثنا عبد بن حميد، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: نا معمر.
وحدثنا حسين الحُلْواني، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن صالح. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة. وابن ماجة (3090) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وهشام بن عمار، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا محمد بن رُمح، قال: أنبأنا الليث بن سعد. والترمذي (849) قال: حدثنا قُتيبة، قال: حدثنا الليث. وعبد الله بن أحمد، في زياداته على المسند (4/71) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، وهو المقدمي، قال: حدثنا محمد بن ثابت العبدي، قال: حدثنا عمرو بن دينار، وفي (4/71) قال: حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/71) قال: حدثنا مصعب بن عبد الله، قال: حدثني مالك بن أنس. (ح) وحدثنا منصور بن أبي مزاحم، قال: حدثنا أبو أويس عبد الله بن أويس، سمعت منه في خلافة المهدي، وفي (4/72) قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم (يعني ابن سعد) ، قال: أخبرنا أبي، عن صالح (يعني ابن كيسان) ، وفي (4/72) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، وفي (4/72) قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا أبو اليمان، الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب. وفي (4/73) قال: حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج، قال: أخبرنا ابن شميل (يعني النضر) قال: أخبرنا محمد (هو ابن عمرو) وفي (4/73) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن الزبير (يعني الحميدي) قال: حدثنا سفيان. وفي (4/73) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. وفي (4/73) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا روح بن عبادة مثله - يعني عن مالك والنسائي (5/183) قال: أخبرنا قُتيبة بن سعيد، عن مالك. «وابن خزيمة» (2637) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، (ح) وحدثنا محمد بن معمر القيسي، قال: حدثنا محمد بن بكر البرساني، قال: أخبرنا ابن جريج.
جميعهم (مالك، وسفيان بن عيينة، ومعمر، وابن جريج، وابن أبي ذئب، وشعيب، والليث بن سعد، وصالح بن كيسان، وعمرو بن دينار، وأبو أويس، وعبد الله بن أويس، وابن أخي ابن شهاب، ومحمد بن عمرو) عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس، فذكره.
(*) أخرجه الدارمي (1835) قال: أخبرنا محمد بن عيسى،، وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (4/71) قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري وفي (4/72) قال: حدثنا محمد بن سليمان بن حبيب لوين. والنسائي (5/184) قال: أخبرنا قتيبة. أربعتهم (محمد بن عيسى، وعبيد الله بن عمر، ومحمد بن سليمان، وقُتيبة (قالوا: حدثنا حماد بن زيد، قال: سمعت صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، فذكره: ليس فيه (ابن شهاب الزهري) .
(*) أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (4/71) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر. وفي (4/72) قال: حدثنا محمد بن سليمان. كلاهما (محمد بن أبي بكر، ومحمد بن سليمان) قالا: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا عمرو بن دينار، عن ابن عباس، فذكره. ليس فيه (ابن شهاب الزهري، ولا عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود) .(3/61)
1338 - (م د س) طاووس قال: قَدِم زَيْدُ بنُ أرقَمَ، فقال له [ص:63] عبد الله بنُ عباس -رضي الله عنهما- يسْتَذْكِرُهُ: كيْفَ أَخْبَرْتَني عن لحم صَيْدٍ أُهْدِيَ لرسُول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو حرامٌ؟ قال: أُهْدِيَ له عُضْوٌ من لحم صَيْدِ، فَردَّهُ، وقال: «إنَّا لا نَأْكُلُهُ، إنَّا حُرُمٌ» . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي.
وللنسائي أيضاً، قال ابن عباس لزيد بن أرقم: هل عَلِمْتَ أنَّ رسولَ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- أُهْدِيَ إليه عُضْوُ صَيْدٍ فلم يقْبَلْهُ، وقال: «إنَّا حُرُمٌ؟ قال: نعم» (1) .
__________
(1) أخرجه مسلم رقم (1195) في الحج، باب تحريم الصيد للمحرم، وأبو داود رقم (1850) في المناسك، باب لحم الصيد للمحرم، والنسائي 5 / 184 في الحج، باب ما لا يجوز للمحرم أكله من الصيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
أ - عن طاوس: أخرجه الحميدي (784) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (4/367) قال: حدثنا يحيى ابن سعيد. وفي (4/374) قال: حدثنا عبد الرزاق (ح) وابن بكر. و «مسلم» 4/14 قال: حدثني زهير ابن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «النسائي» (5/184) قال: أخبرني عمرو بن علي، قال: سمعت يحيى. وسمعت أبا عاصم. و «ابن خزيمة» (2639) قال: قرأت على بندار، عن يحيى.
خمستهم (سفيان، ويحيى، وعبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وأبو عاصم) عن ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم، عن طاوس، فذكره.
قلت: لم يخرجه أبو داود من طريق طاوس بل من طريق عطاء.
ب - عن عطاء: 1 - أخرجه أحمد (4/369) قال: حدثنا عفان، ومؤمل، وفي (4/371) قال: حدثنا عفان. و «عبد بن حميد» (269) قال: حدثنا عفان بن مسلم، وأبو الوليد. و «أبو داود» (1850) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و «النسائي» (5/184) ، قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عفان. أربعتهم (عفان، ومؤمل، وأبو الوليد، وموسى) قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا قيس بن سعد.
2 - وأخرجه ابن خزيمة (2640) قال: حدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا محمد يعني ابن بكر، (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما (محمد بن بكر، وعبد الرزاق) عن ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم.
كلاهما (قيس، والحسن) عن عطاء، عن ابن عباس. فذكره.(3/62)
1339 - (د) عبد الله بن الحارث: وكان الحارث خليفة عثمان -رضي الله عنه- على الطائف: «فَصنَع لعثمانَ طعاماً من الْحَجَل والْيَعاقِيبِ، ولُحُوم الوحش، فبعث عثمانُ إلى علي، فجاءهُ الرَّسُولُ وهو يَخْبِطُ لأباعِر له، وهو ينْفُضُ الْخَبطَ عن يده، فقالوا له: كُلْ، فقال: أطْعِموهُ قوْماً حلالاً، فإنَّا حرُم، ثم قال عليٌّ: أَنشُدُ الله من كان ها هنا من أشْجَعَ، أتَعلمونَ أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أُهْدي له رِجْلُ حِمار وحشٍ وهو مُحْرِمٌ، فأبَى أن يأكُلَهُ؟» .
قالوا: نعم. أخرجه أبو داود (1) . [ص:64]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اليعاقيب) : جمع: يعقوب، وهو ذكر الحجل.
(يخبط) : خبطت الشجرة بالعصا خبطاً ليتناثر ورقها، واسم الورق المتناثر: الخبط، وهو من علف الإبل.
(الأباعر) : الذكور والأناث من الإبل، واحدها بعير.
(أنشد) : نشدتك الله، أي: سألتك به.
__________
(1) رقم (1849) في الحج، باب لحم الصيد للمحرم، وإسناده حسن. ورواه أحمد في المسند بمعناه رقم (783) و (784) و (814) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (1/100) (783) قال: ثنا هاشم، قال: ثنا سليمان (يعني ابن المغيرة) عن علي بن زيد. وفي (1/103) (814) قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: نا علي بن زيد. و «أبو داود» (1849) قال: ثنا محمد بن كثير قال: ثنا سليمان بن كثير عن حميد وعن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، «وعبد الله بن أحمد» (1/100) (784) قال: ثنا هدبة بن خالد، قال: ثنا همام، قال: ثنا علي بن زيد.
كلاهما - علي، وإسحاق - عن عبد الله بن الحارث، فذكره.(3/63)
1340 - (ت د س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صَيْدُ الْبَرِّ لكم حلالٌ وأنتم حُرُمٌ، ما لم تَصِيدُوهُ، أو يُصادَ لكم» . أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) أبو داود رقم (1851) في المناسك، باب لحم الصيد للمحرم، والترمذي رقم (846) في الحج، باب ما جاء في أكل الصيد للمحرم، والنسائي 5 / 187 في الحج، باب إذا أشار المحرم إلى الصيد فقتله الحلال. وفي إسناده المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب المخزومي، وهو صدوق كثير التدليس والإرسال. قال الترمذي: حديث جابر حديث مفسر، والمطلب لا نعرف له سماعاً من جابر. أقول: ولكن يشهد له حديث طلحة الذي بعده، وحديث أبي قتادة الطويل الذي قد تقدم رقم (1336) ولذلك قال الترمذي: وفي الباب عن أبي قتادة وطلحة. قال: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم لا يرون بأكل الصيد للمحرم بأساً إذا لم يصده أو يصد من أجله. قال الشافعي: هذا أحسن حديث روي في هذا الباب، والعمل على هذا، وهو قول أحمد وإسحاق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/362) قال: ثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد قالا: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن وفي (3/387) قال: ثنا الخزاعي، قال: ثنا عبد العزيز، وفي (3/389) قال: ثنا شريح، قال: ثنا ابن أبي الزناد. و «أبو داود» (1851) ، و «الترمذي» (846) ، و «النسائي» (5/187) ، ثلاثتهم (أبو داود، والترمذي، والنسائي) عن قتيبة، قال: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن. و «ابن خزيمة» (2641) قال: ثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا بن وهب، قال: ثنا يعقوب (يعني ابن عبد الرحمن الزهري) ، ويحيى بن عبد الله بن سالم. (ح) وثنا نصر بن مرزوق، قال: ثنا أسد (يعني ابن موسى) قال: ثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن عبد الله (وهو ابن سالم) .
أربعتهم - يعقوب، وعبد العزيز، وابن أبي الزناد، ويحيى - عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب، فذكره.
(*) في رواية عبد العزيز: عن عمرو بن أبي عمرو، عن رجل من الأنصار.
(*) في رواية ابن أبي الزناد: عن عمرو قال: أخبرني رجل ثقة عن بني سلمة.
(*) في الترمذي: المطلب لا نعرف له سماعا من جابر، وقال النسائي: عمرو بن أبي عمرو ليس بالقوي في الحديث، وإن كان قد روى عنه مالك.
قلت: وأخرجه ابن خزيمة (2641) قال: ثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب، قال: ثنا يعقوب ويحيى بن عبد الله بن سالم. (ح) وثنا نصر بن مرزوق، قال: ثنا أسد، قال: ثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن عبد الله.
كلاهما (يعقوب، ويحيى) عن عمرو مولى المطلب، عن عبد الله بن حنطب، فذكره.(3/64)
1341 - (م س) عبد الرحمن بن عثمان -رضي الله عنهما - قال: «كُنَّا مع طلحةَ ونحنُ حُرُمٌ، فأُهْدِيَ لنا طيْرٌ، وطلحةُ راقِدٌ، فَمِنَّا من أكَلَ، [ص:65] ومنَّا من تَورَّعَ ولم يأْكُلْ، فلما اسْتَيْقَظَ طلحةُ، وَفَّقَ مَنْ أَكلَ (1) ، وقال، أكلْناهُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه مسلم والنسائي (2) .
__________
(1) أي: صوبه.
(2) مسلم رقم (1197) في الحج، باب تحريم الصيد للمحرم، والنسائي 5 / 182 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (1/161) 13830) قال: ثنا محمد بن بكر.
2 - وأخرجه أحمد (1/162) (1392) . و «مسلم» (4/17) قال: ثني زهير بن حرب. و «النسائي» (5/182) قال: نا عمرو بن علي. و «ابن خزيمة» (2638) ، قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. (ح) وقرأته على بندار.
خمستهم (أحمد، وزهير، والدورقي، ومحمد بن بشار، وبندار) عن يحيى بن سعيد.
3 - وأخرجه الدارمي (1836) قال: نا أبو عاصم.
ثلاثتهم (أبن بكر، ويحيى، وأبو عاصم) عن ابن جريج، قال: حدثني محمد بن المنكدر، عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي، عن أبيه، فذكره.(3/64)
1342 - (ط) عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: «رأَيتُ عُثمانَ -رضي الله عنه بالعَرْجِ (1) في يومٍ صائفٍ وهو محرمٌ، وقد غَطَّى وجْهَه بِقَطيفةٍ أُرْجُوانٍ، ثم أُتِيَ بلحم صيْدِ، فقال لأصحابه: كُلوا، فقالوا: أوَ لا تأكُلُ أنت؟ فقال: إني لستُ كَهَيئَتكم، إنَّما صِيدَ من أجلي» . أخرجه الموطأ (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بقطيفة) : كساء له خمل.
(أُرجوان) : الأحمر الشديد الحمرة.
__________
(1) العرج - بفتح ثم سكون -: هو موضع من أول تهامة.
(2) 1 / 354 في الحج، باب ما لا يحل للمحرم أكله من الصيد. وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه مالك «الموطأ» (802) في الحج - باب ما لا يحل للمحرم أكله من الصيد، قال: عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الله بن عامر، فذكره.
(*) قلت: في نسخة «الموطأ» عبد الرحمن بن عامر بدلا من عبد الله.(3/65)
1343 - (ط) عروة بن الزبير -رضي الله عنهما- أن عائشة قالت له: - وقد سألها عن لحم صَيْدٍ لم يُصَدْ من أجله؟ -: يا ابْنَ أخْتي، إنَّما هيَ عَشْرُ ليالٍ، فإن تخلَّج في نفسك شيءٌ فَدَعْهُ» . أخرجه الموطأ (1) . [ص:66]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَخَلَّجَ) : تَخَلَّجَ في صدري من هذا الأمر شيء، إذا ارتبت به وكذلك تخالج.
__________
(1) 1 / 354 في الحج، باب ما لا يحل للمحرم أكله من الصيد. وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (803) في الحج - باب ما لا يحل للمحرم أكله من الصيد، قال: عن هشام بن عروة، عن أبيه، عنها، فذكره.(3/65)
1344 - (ط) سعيد بن المسيب قال: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- (1) : «أنَّهُ أقْبلَ من البحرين، حتى إذا كان بالرَّبذَةِ وجدَ رَكبْاً من أهل العِراقِ مُحْرِمينَ، فسألُوه عن صيدٍ وجَدُوهُ عندَ أهلِ الرَّبذَةِ؟ فأمرَهُمْ بأكْلِهِ، قال: ثم إني شككتُ فيما أمرتُهُمْ به، فَلَمَّا قَدِمْتُ المدينةَ، ذكَرتُ ذلك لعمر بن الخطاب، فقال عمر: ماذا أمرُتَهُمْ به؟ فقلتُ: أمرتُهُمْ بأكله، فقال عمر بن الخطاب: لو أمرتَهُمْ بغير ذلك لفَعَلتُ بك، يتَواعَدُهُ» .وفي رواية عن سالم بن عبد الله: «أنَّهُ سمعَ أبا هُريرةَ يُحَدِّثُ عبدَ الله ابن عُمر: أنَّهُ مرَّ بهِ قومٌ مُحْرِمُونَ بالرَّبذَةِ، فاسْتَفْتَوْهُ» ... وذكر نحوه.
وفي آخره قال: «لو أفْتَيْتَهُمْ بغير ذلك، لأوْجَعتُكَ» . أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) أي: إني أحدث بهذا عن أبي هريرة.
(2) 1 / 351 و 352 في الحج، باب ما لا يجوز للمحرم أكله من الصيد. وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل:أخرجه مالك «الموطأ» (798) في الحج - باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد، عن يحيى بن سعيد، أنه سمع سعيد بن المسيب، فذكره.
والرواية الثانية «الموطأ» (799) قال: عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، فذكره.(3/66)
1345 - (ط س) البهزي -رضي الله عنه-: أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خَرجَ يُريدُ مكةَ وهو محرِم، حتى إذا كان بالرَّوحاء، إذا حمارٌ وحشيٌّ [ص:67] عقيرٌ، فذُكِرَ ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: «دَعوهُ، فإنُه يُوشكُ أنْ يأتيَ صاحبُه» ، فجاء البَهْزِيُّ، وهو صاحِبُهُ، إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله شأْنَكُمْ بهذا الحمار؟ فأمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكْرٍ، فَقسَمهُ بينَ الرِّفاق، ثم مضى، حتى إذا كان بالأُثايَةِ بينَ الروَيْثَةِ والعرْجِ، إذا ظَبيٌ حَاقِفٌ في ظلٍّ، وفيه سَهمٌ، فَزعمَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أمر رجلاً [أن] يَقِفَ عنْدَهُ، لا يريبُهُ أحدٌ من النَّاس، حتى يُجاوزِوهُ. أخرجه الموطأ والنسائي.
وفي أخرى للنسائي قال: «بينا نحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينَ أُثايةَ والرَّوْحاءِ (1) ، وهم حُرُمٌ، إذا حمارٌ وحشيٌّ مَعقوُرٌ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، دَعوهُ، فَيُوشِكُ صاحبُهُ أنْ يأتيهُ، فجاء رجل من بهز، هو الذي عَقَرَ الحمارَ، فقال: يا رسول الله، شَأنَكْم هذا الحمارُ، فأَمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَسَمَهُ بينَ النَّاسِ» (2) . [ص:68]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شأنكم به) : أي: افعلوا به ما تحبون.
(يوشك) : أوشك الشيء: قرب وأسرع. والوَشْك: السرعة.
(حَاقِف) : الظبي الحاقف: الذي انحنى وتثنى في نومه.
(لا يَريبه) : أي: لا يزعجه ولا يتعرض إليه.
(معقور) : المعقور: المقتول أو المجروح.
__________
(1) في النسائي المطبوع: ببعض أثايا الروحاء.
(2) أخرجه الموطأ 1 / 351 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد، والنسائي 5 / 182 و 183 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد، و 7 / 205 في الصيد، باب إباحة أكل لحوم حمر الوحش، وإسناده صحيح. قال الحافظ في " الفتح " 4 / 28: وأخرجه مالك وأصحاب السنن. وصححه ابن خزيمة وغيره. والحديث من رواية عمير بن سلمة الضمري عن البهزي. وقال الحافظ في " التهذيب ": وجعل مالك في حديثه عن عمير بن سلمة عن البهزي. والصحيح أنه لعمير بن سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم والبهزي كان صائداً. وانظر " التهذيب " 8 / 147 والإصابة في ترجمة عمير بن سلمة، والزرقاني في " شرح الموطأ ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» (231) . و «النسائي» (5/182) قال: نا محمد بن سلمة، والحارث ابن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: ثني مالك، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله، عن عمير بن سلمة الضمري، فذكره.(3/66)
1346 - (ط) عروة بن الزبير: أن الزبير-رضي الله عنه - «كان يَتَزَوَّدُ صَفِيفَ قَدِيدِ الظِّباءِ وهو محرم» (1) . أخرجه الموطأ (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صفيف) : الصفيف، والقديد: اللحم المجفف في الشمس، سمى صفيفاً، لأنه يُصف في الشمس ليجف.
__________
(1) قال مالك: والصفيف: القديد. قال في القاموس: صفيف كأمير: ما صف في الشمس ليجف، وعلى الجمر لينشوي.
(2) 1 / 350 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد، وإسناده صحيح.(3/68)
1347 - (د ت) أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: «خرجْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حَجّ أَوْعُمْرةٍ فاسْتقبَلَنا رِجْلٌ من جَرادِ (1) ، فجعلنا [ص:69] نضْرِبُهُ بِأسْياطِنا وَقِسِيِّنا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كُلُوه، فإنه من صَيْدِ البَحْرِ» . هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود، قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: «أصبنا ضرباً (2) من جَرادٍ فكان الرَّجُلُ منَّا يضْرِبُ بسَوْطِهِ وهو مُحْرِمٌ، فقيل له: إنَّ هذا لا يصلُحُ، فذُكِرَ ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: «إنما هو من صيْدِ الْبحْرِ» (3) .
وفي أخرى له: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الْجَرادُ من صيد البحر» ، لم يَزِدْ (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رجل) : الرجل من الجراد - بكسر الراء وسكون الجيم - القطعة منه.
(بأسياطنا) : المعروف في جمع سوط: أسواط وسياط، والأصل في سياط: سِواط، فلما تحركت الواو وانكسر ما قبلها قلبت ياء، وبقيت بحالها في أسواط لسكون ما قبلها، فأما أسياط، فشاذ، وقد جاء في جمع ريح: أرياح، شاذًّا، وجمعها المطرد: أرواح، ورياح.
__________
(1) أجمع المسلمون على إباحة الجراد، ثم قال الشافعي وأبو حنيفة، وأحمد والجماهير بحله، سواء مات بذكاة أو باصطياد مسلم أو مجوسي، أو مات حتف أنفه، سواء قطع بعضه، أو أحدث فيه سبب. وقال مالك في المشهور عنه، وأحمد في رواية: لا يحل إلا إذا مات بسبب؛ بأن يقطع بعضه أو يسلق، أو يلقى في النار حياً، أو يشوى، فإن مات حتف أنفه أو في وعاء، لم يحل. والله أعلم، قاله النووي.
(2) في بعض النسخ: صرماً، بكسر الصاد وسكون الراء، وهو القطعة من الجماعة الكبيرة.
(3) أخرجه الترمذي رقم (850) في الحج، باب ما جاء في صيد البحر للمحرم، وأبو داود رقم (1854) في المناسك، باب في الجراد للمحرم. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي المهزم عن أبي هريرة، وأبو المهزم اسمه: يزيد بن سفيان، وقد تكلم فيه شعبة، وقال الحافظ ابن حجر في " التقريب ": متروك.
(4) أبو داود رقم (1853) في المناسك، باب في الجراد للمحرم، وفي إسناده ميمون بن جابان، وهو مجهول. لم يوثقه غير ابن حبان. وقال المنذري: ميمون بن جابان لا يحتج به.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (2/306) قال: ثنا أبو كامل وعفان. قالا: ثنا حماد. وفي (2/364) قال: ثنا مؤمل بن إسماعيل. قال: ثنا حماد، يعني ابن سلمة. وفي (2/374) قال: ثنا سريج. قال: ثنا حماد. وفي (2/407) قال: ثنا عفان. قال: ثنا حماد بن سلمة. و «أبو داود» (1854) قال: ثنا مسدد. قال: ثنا عبد الوارث، عن حبيب المعلم. و «ابن ماجة» (3222) قال: ثنا علي بن محمد. قال: ثنا وكيع. قال: ثنا حماد بن سلمة. و «الترمذي» (850) قال: ثنا أبو كريب. قال: ثنا وكيع، عن حماد بن سلمة.
كلاهما - حماد بن سلمة، وحبيب المعلم - عن أبي المهزم، فذكره.
(*) قال: أبو عيسى الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبي المهزم. عن أبي هريرة، وأبو المهزم اسمه يزيد بن سفيان وقد تكلم فيه شعبة.
(*) قال: أبو داود: أبو المهزم ضعيف والحديث وهم.(3/68)
1348 - (ط) عطاء بن يسار -رحمه الله- «أنَّ كعبَ الأحْبارِ أقْبلَ من الشَّامِ في ركْب مُحْرِمين، حتى إذا كانُوا ببعْضِ الطريق، وجَدْوا لَحْمَ صيْدٍ، فأَفْتاهُمْ كعْبٌ بأكِلِهِ، قال: فلما قَدِمُوا على عمر- رضي الله عنه - ذكروا وذلك له، فقال: من أفتاكم بهذا؟ قالوا: كعب، قال: فإني قد أمَّرته عليكم حتى ترجعوا، ثم لما كانوا ببعض طريق مكة مرت بهم، رِجْل من جراد، فأفتاهم كعب، أن يأخذوه ويأكلوه، قال فلما قدموا على عمر بن الخطاب ذكرُوا ذلك له، فقال: ما حملك على أنْ تُفْتِيَهُمْ بهذا؟ قال: هو من صيد البحر، قال: وما يُدْريكَ؟ قال: يا أمير المؤمنين، والذي نفسي بيده، إن هي إلا نَثْرَةُ حوتٍ ينثرُهُ في كل عامٍ مَرَّتين» أخرجه الموطأ (1) . [ص:71]
وأخرج أبو داود عن كعب قال: الجرادُ من صيد البحر (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نثرة) : النثرة للدواب: شبه العطسة للإنسان، يقال: نَثَرَت الشاةُ: إذا طرحت من أنفها الأَذَى.
__________
(1) الموطأ 1 / 352 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد، وإسناده إلى كعب الأحبار صحيح. ولكن لا ندري من أين أخذه كعب. وقد تقدم بعضه في الحديث الذي قبله مرفوعاً بمعناه: وقد علمت أنه ضعيف، وكذلك الذي بعده عن كعب الأحبار.
وروى الترمذي (1824) في الأطعمة، وابن ماجة (3221) في الصيد، باب صيد الحيتان والجراد من حديث جابر وأنس مرفوعاً بلفظ " إن الجراد نثرة الحوت في البحر " وإسناده ضعيف أيضاً، فلا حجة في هذه الآثار لمن أجاز للمحرم صيده. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": ولذا قال الأكثر كمالك والشافعي: إنه من صيد البر، فيحرم التعرض له وفيه قيمته. وقد جاء ما يدل على على رجوع كعب عن هذا. فروى الشافعي بسند صحيح أو حسن عن عبد الله بن أبي عمار: أقبلنا مع معاذ بن جبل وكعب الأحبار في أناس محرمين من بيت المقدس بعمرة، حتى إذا كنا ببعض الطريق، وكعب على نار يصطلي، فمرت به رجل جراد، فأخذ جرادتين فقتلهما وكان قد نسي إحرامه ثم ذكره فألقاهما، فلما قدمنا المدينة على عمر قص عليه كعب قصة الجرادتين. فقال ما جعلت على نفسك؟ قال: درهمين. قال: بخ، درهمان خير من مائة جرادة. نعم لو عم الجراد المسالك ولم يجد بداً من وطئه، فلا ضمان وليحتفظ منه، وقد توقف ابن عبد البر في أنه من نثرة الحوت: بأن المشاهدة تدفعه. وقد روى [ص:71] الساجي عن كعب قال: خرج أوله من منخر حوت، فأفاد أن أول خلقه من ذلك لا تعلم صحته، ولم يكذبه عمر ولا صدقه لأنه خشي أنه علم ذلك من التوراة، والسنة فيما حدثوا به، أن لا يصدقوا ولا يكذبوا لئلا يكذبوا في حق جاؤوا به أو يصدقوا في باطل اختلقه أوائلهم وحرفوه عن مواضعه.
(2) أبو داود رقم (1855) في المناسك، باب في الجراد للمحرم، وفي سنده ميمون بن جابان وهو لا يحتج به كما تقدم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (800) في الحج - باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد. قال: عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.(3/70)
النوع السابع: في حكم الحائض والنفساء
1349 - (م د) عائشة -رضي الله عنها -: «أنَّ أسماء بنْتِ عُميْسٍ نُفِست (1) بِمُحَمَّد بن أبي بكر بالشجرة، فأمَر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر أن يأمُرها أن [ص:72] تَغْتسِلَ وتُهِلَّ» . أخرجه مسلم وأبو داود (2) .
__________
(1) قوله: " نفست بالشجرة "، وفي رواية: " بذي الحليفة "، وفي رواية: " بالبيداء " هذه المواضع الثلاثة متقاربة، فالشجرة بذي الحليفة، وأما البيداء: فهي طرف ذي الحليفة.
قال القاضي: يحتمل أنها نزلت بطرف البيداء لتبعد عن الناس، وكان منزل النبي صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة حقيقة، وهناك بات وأحرم، فسمي منزل الناس كلهم باسم منزل إمامهم. قاله النووي في " شرح مسلم ".
(2) أخرجه مسلم رقم (1209) في الحج، باب إحرام النفساء، وأبو داود رقم (1834) في المناسك، باب الحائض تهل بالحج، وأخرجه ابن ماجة رقم (2911) في المناسك، باب النفساء والحائض تهل بالحج.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الدارمي (1811) قال: ثني عثمان بن محمد. ومسلم (4/27) قال: ثنا هناد بن، وزهير السري بن حرب وعثمان بن أبي شيبة. وأبو داود (1743) قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة. وابن ماجة (2911) قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة.
ثلاثتهم - عثمان بن محمد بن أبي شيبة، وهناد، وزهير بن حرب - عن عَبْدة بن سليمان، عن عبيد الله ابن عمر، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، فذكره.(3/71)
1350 - (ط س) أسماء بنت عميس -رضي الله عنها - أنَّها وَلَدتْ محمداً بالبيداء، فَذكرَ أبو بكرٍ ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «مُرها فَلتْغْتسِلْ، ثم تُهِلُّ» .
وفي رواية: «أنها ولَدَتْ محمداً بذي الحليفة، فأمرها أبو بكرٍ أن تَغْتسِلْ، ثم تهلَّ» . أخرجه الموطأ وأخرج النسائي الأولى (1) .
__________
(1) الموطأ 1 / 322 في الحج، باب الغسل للإهلال، والنسائي 5 / 127 في الحج، باب الغسل للإهلال، وهو مرسل؛ فإن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق لم يلق أسماء بنت عميس، ولكن وصله مسلم وأبو داود وابن ماجة من طريق عبيد الله بن عمر عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه القاسم بن محمد ابن أبي القاسم عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت عميس نفست، كما في الحديث الذي قبله.(3/72)
1351 - (س) أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أنهُ خَرَجَ حاجّاً مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حجة الوداع ومعه امرأته أسماء بنت عميس الخثعمية فلما كانوا بذي الحليفة ولدت أسماء محمد بن أبي بكر فأتى أبو بكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فأمره رسول -صلى الله عليه وسلم-: «أن يأمُرَها أن تَغتسل، ثم تُهِل بالحج، وتصنع ما يصنعُ الناس، إلا أنها لا تطوف بالبيت» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 5 / 128 في الحج، باب الغسل للإهلال، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه ابن ماجة (2912) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا خالد بن مخلد. والنسائي (5/127) قال: حدثني أحمد بن فضالة بن إبراهيم النسائي. قال: ثنا خالد بن مخلد. وابن خزيمة (2610) قال: ني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أن ابن أبي مريم حدثهم.
كلاهما (خالد، وابن أبي مريم) عن سلمان بن بلال. قال: ثني يحيى وهو ابن سعيد الأنصاري، قال: سمعت القاسم بن محمد يحدث عن أبيه، فذكره.(3/72)
1352 - (م د س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال في حديث أسماء بنت عُميْس حين نفست بذي الحليفة: «إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي بكرٍ: مُرْها أنْ تَغْتَسل وتُهِلَّ» .
وفي رواية، قال جعفر بن محمد عن أبيه: «أتينا جابر بن عبد الله فسألناه عن حجّةِ النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ فحدَّثنا أن رسولَ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- خَرَج لخْمسٍ بَقِينَ من ذي القعدة، وخرجنا معه، حتى إذا أتى ذاَ الحلَيْفَةِ ولدتْ أسماءُ بنتُ عُمَيْسٍ محمد بن أبي بكْرٍ، فأَرسلتْ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كيف أصْنَعُ؟» فقال: «اغتسلي واستثفري، ثُمَّ أهلِّي» . أخرجه النسائي، وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه مسلم وأبو داود، يتضمن حجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو مذكور في الباب العاشر من كتاب الحج.
وأخرج مسلم الرواية الأولى مختصراً أيضاً مثل النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نُفِسَت) المرأة: بفتح النون وضمها إذا ولدت وبالفتح وحده: إذا حاضت. [ص:74]
(واسْتَثْفِري) : استثفرت المرأة الحائض: إذا شدَّت على فرجها خِرقة، وعطفت طَرْفَيْها إلى شيء مشدود في وسطها من مُقَدَّمها ومؤخرها. مأخوذ من ثفر الدابة، وهو ما يكون تحت ذَنَبِها.
__________
(1) أخرجه مسلم رقم (1210) في الحج، باب إحرام النفساء، ورقم (1218) في الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (1905) في المناسك، باب صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 1 / 122 و 123 في الطهارة، باب الاغتسال من النفاس، وأخرجه ابن ماجة رقم (2913) في المناسك، باب النفساء والحائض تهل بالحج.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه الدارمي (1812) قال: أخبرنا عثمان بن محمد. ومسلم (4/27) قال: حدثنا أبو غسان محمد بن عمرو. والنسائي (1/122) و (195) قال: أخبرنا محمد بن قدامة.
ثلاثتهم (عثمان، وأبو غسان، وابن قدامة) قالوا: حدثنا جرير - ابن عبد الحميد - عن يحيى بن سعيد الأنصاري.
2 - وأخرجه ابن ماجة (2913) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن سفيان.
3 - وأخرجه النسائي (1/154) و (208) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ومحمد بن المثنى، ويعقوب بن إبراهيم «وابن خزيمة» (2594) قال: حدثنا بندار.
أربعتهم - عمرو، وابن المثنى، ويعقوب.، وبندار، محمد بن بشار - عن يحيى بن سعيد القطان.
4 - وأخرجه النسائي (5/164) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، قال: أنبأنا الليث، عن ابن الهاد.
5 - وأخرجه النسائي (5/164) قال: أخبرنا علي بن حُجْر، قال: أنبأنا إسماعيل - وهو ابن جعفر -.
خمستهم - يحيى بن سعيد الأنصاري، وسفيان، ويحيى بن سعيد القطان، وابن الهاد، وإسماعيل - عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره.(3/73)
1353 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- كان يقول: «المرأةُ الحائضُ التي تُهلُّ بالحجِّ أو العمرةِ: إنَّها تُهلُّ بحجِّها أو عُمرتها إذا أرادتْ، ولكن لا تطوف بالبيت، ولا بين الصَّفا والمروة، وهي تشهد المناسك كلَّها مع الناس، غير أنها لا تطوف بالبيت ولا بين الصفا والمروة،ولا تَقْرَبُ المسجدَ حتى تَطْهُرَ» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 342 في الحج، باب ما تفعل الحائض في الحج، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه مالك «الموطأ» (772) ، في الحج - باب ما تفعل الحائض في الحج، قال: عن نافع، فذكره.(3/74)
1354 - (ت د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «النُّفَساءُ والحائضُ - إذا أتتا على الميقات - تَغْتسلان وتحرمان، وتقضيان المناسك كلَّها، غير الطواف بالبيت» .
وفي رواية مثله، وأسقط: كُلَّها، أخرجه أبو داود والترمذي (1) . [ص:75]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المناسك) : جمع مَنْسك: وهو المتعبد، وأمور الحج كلها مناسك.
__________
(1) أخرجه الترمذي مرفوعاً عن ابن عباس رقم (945) في الحج، باب ما جاء في ما تقضي الحائض من المناسك، وأبو داود رقم (1744) في المناسك، باب الحائض تهل بالحج، وفي إسناده خصيف بن عبد الرحمن المزني أبو عون، وهو صدوق سيء الحفظ خلط بآخره، كما قال الحافظ في " التقريب " وقال المنذري: ضعفه غير واحد، أقول: ولكن يشهد له الحديث الذي قبله. ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/363) (3435) . و «أبو داود» (1744) قال: ثنا محمد بن عيسى، وإسماعيل بن إبراهيم أبو معمر. و «الترمذي» (945) قال: ثنا زياد بن أيوب.
أربعتهم -أحمد، ومحمد بن عيسى، وإسماعيل بن إبراهيم، وزياد بن أيوب - قالوا: ثنا مروان بن شجاع، قال: ثني خصيف، عن عكرمة، ومجاهد، وعطاء، فذكروه.
لم يذكر محمد بن عيسى عكرمة، ومجاهد، قال: عن عطاء عن ابن عباس.
(*) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.(3/74)
النوع الثامن: فيما يقتله المحرم من الدواب
1355 - (خ م) زيد بن جبير -رحمه الله- (1) «أنَّ رجلاً سألَ ابن عمر عما يَقْتُلُ المحرمُ من الداوبِّ؟ فقال: أخْبَرتْني إحدى نِسْوةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنه أمر - أو أُمِرَ - أن تُقْتلَ الفأرةُ، والعقْرَبُ، والحِدأةُ (2) ، والكلبُ العَقُور، والغراب» هذه. رواية البخاري ومسلم.
ولمسلم: أنه كان يأمر بقتل الكلب العقور، والفأرة، والعقرب والحُديَّا، والغرابِ، والحيَّةٍ، قال: «وفي الصلاة (3) أيَضاً» (4) . [ص:76]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العَقُور) : العضوض، فعول بمعنى فاعل، وهو من أبنية المبالغة، والمراد به: كل سبع عاقر كالكلب، والأسد والنمر ونحوها.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " 4 / 39: هو زيد بن جبير الطائي الكوفي، ليس له في الصحيح رواية عن غير ابن عمر، ولا له فيه إلا هذا الحديث. وآخر تقدم في المواقيت. وقد خالف نافعاً وعبد الله بن دينار في إدخال الواسطة بين ابن عمر وبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ووافق سالماً إلا أن زيداً أبهمها، وسالماً سماها.
(2) الحدأ - بكسر الحاء المهملة، وفتح الدال المهملة، وبالهمز، مع التاء وعدمه - على وزن: عنبة وعنب، قاله الكرماني.
(3) قال الحافظ في " الفتح ": وزاد مسلم في آخره ذكر الصلاة لينبه بذلك على جواز قتل المذكورات في جميع الأحوال.
(4) أخرجه البخاري 4 / 29 في الحج، باب ما يقتل من الدواب، ومسلم رقم (1199) في الحج، [ص:76] باب ما يندب للمحرم وغيره قتله من الدواب في الحل والحرم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (3/17) قال: ثنا أصبغ. ومسلم (4/138) قال: ثني حرملة بن يحيى. والنسائي (5/210) قال: نا عيسى بن إبراهيم. وابن خزيمة (2665) قال: ثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي.
ثلاثتهم (أصبغ، وحرملة، وعيسى) عن عبد الله وهب، عن يونس عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (6/285) قال: ثنا سريج بن النعمان، قال: ثنا أبو عوانة، وفي (6/336) و (380) قال: ثنا عفان قال: ثنا أبو عوانة و «البخاري» (3/17) قال: ثنا مسدد، قال: ثنا أبو عوانة، و «مسلم» (4/19) قال: ثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا زهير، (ح) وحدثنا شيبان بن فروخ، قال: ثنا أبو عوانة.
كلاهما (أبو عوانة، وزهير بن معاوية) قالا: ثنا زيد بن جبير، فذكره.(3/75)
1356 - (ت د) أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال سُئِلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: عما يَقْتُلُ المحرِمُ؟ قال: «الحيةُ، والفُوَيْسِقَةُ، والكلبُ العقُورُ، والسَّبُعُ العادي، ويُرْمَى الغُرابُ ولا يُقتل، والحِدأةُ» .
وفي أخرى: «الحيَّةُ والعقربُ، والحدأةُ، والفأرةُ، والكلبُ العقورُ» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العادي) : الظالم المتجاوز الحد في العدوان والمراد به: الذي يعدو على الإنسان من السباع فيفترسه.
__________
(1) الترمذي رقم (945) في الحج، باب ما جاء في ما يقتل المحرم من الدواب، وأبو داود رقم (1848) في المناسك، باب ما يقتل المحرم من الدواب. وفي سنده يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي، وهو ضعيف، كبر فتغير فصار يتلقن، وباقي رجاله ثقات. والرواية الثانية عند أبي داود رقم (1847) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفي سندها محمد بن عجلان وهو صدوق، إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة. أقول: ولبعضه شواهد، ولذلك حسنه الترمذي وقال: والعمل على هذا عند أهل العلم، قالوا: المحرم يقتل السبع العادي، والكلب، وهو قول سفيان الثوري والشافعي. وقال الشافعي: كل سبع عدا على الناس أو على دوابهم فللمحرم قتله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (3/3) قال: ثنا هشيم، وفي (3/32) قال: ثنا وكيع، قال: ثنا شريك، وفي (3/79) قال: ثنا عثمان بن محمد - قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عثمان - قال: ثنا جرير. والبخاري في الأدب المفرد (1223) قال: ثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا أبو بكر «وأبو داود» (1848) قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا هشيم. و «ابن ماجة» (3089) قال: ثنا أبو كريب، قال: ثنا محمد بن فضيل. «والترمذي» (838) قال: ثنا أحمد بن منيع، قال: ثنا هشيم.
خمستهم - هشيم، وشريك، وجرير، وأبو بكر بن عياش، وابن فضيل - عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، فذكره.
وقال الزيلعي في نصب الراية (3/131) قال الترمذي فيه: حسن، وقال الشيخ في «الإمام» : وإنما لم يصححه من أجل يزيد بن أبي زياد.(3/76)
1357 - (خ م ط د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما [ص:77] «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: خَمْس (1) من الدَّواب، ليس على المحرمِ في قَتْلهِنَّ جُنَاحٌ: الغُرابُ، والحدأةُ، والعقربُ، والفأرةُ، والكلبُ العقُورُ» .
وفي رواية: خمسٌ لا جُناحَ على من قَتلَهُنَّ في الحرم والإحرام.
هذه رواية البخاري ومسلم والموطأ والنسائي. [ص:78]
وفي رواية أبي داود قال: «سُئِلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عما يَقْتُلُ المحرِمُ من الدَّواب؟ قال: خمسٌ، لا جُنَاحَ في قَتْلِهِنَّ على من قَتلهُنَّ في الحلِّ والحرم ... » . الحديث.
وأخرج النسائي أيضاً رواية أبي داود.
وسيجيءُ لما يجوزُ قتْلُه من الدوابِّ بابٌ في كتاب القتل من حرف القاف (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا جُناح) : الجناح: الإثم، وأصله: من جَنَحَ، إذا مال.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " 4 / 30: قوله " خمس " التقييد بالخمس وإن كان مفهومه اختصاص المذكورات بذلك لكنه مفهوم عدد، وليس بحجة عند الأكثر، وعلى تقدير اعتباره فيحتمل أنه قاله صلى الله عليه وسلم أولاً، ثم بين بعد ذلك أن غير الخمس يشترك معها في الحكم. فقد ورد في بعض طرق عائشة رضي الله عنها بلفظ " وأربع " وفي بعض طرقها بلفظ " ست " فأما طريق " أربع " فأخرجها مسلم من طريق القاسم عنها، فأسقط " العقرب "، وأما طريق " ست " فأخرجها أبو عوانة في " المستخرج " من طريق المحاربي عن هشام عن أبيه عنها فأثبتها وزاد " الحية "، ويشهد لها طريق شيبان التي تقدمت من عند مسلم، وإن كانت خالية عن العدد، وأغرب عياض فقال: وفي غير كتاب مسلم ذكر الأفعى فصارت سبعاً. وتعقب بأن الأفعى داخلة في مسمى الحية. والحديث الذي ذكرت فيه أخرجه أبو عوانة في " المستخرج " من طريق ابن عون عن نافع في أحاديث الباب قال: قلت لنافع فالأفعى؟ قال: ومن يشك في الأفعى. انتهى.
وقد وقع في حديث أبي سعيد عند أبي داود نحو رواية شيبان وزاد: السبع العادي فصارت سبعاً. وفي حديث أبي هريرة عند ابن خزيمة وابن المنذر زيادة ذكر الذئب والنمر على الخمس المشهورة فتصير بهذا الاعتبار تسعاً. لكن أفاد ابن خزيمة عن الذهلي أن ذكر الذئب والنمر من تفسير الراوي للكلب العقور. ووقع ذكر الذئب في حديث مرسل، أخرجه ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور وأبو داود من طريق سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقتل المحرم الحية، والذئب " ورجاله ثقات. وأخرج أحمد من طريق حجاج بن أرطاة عن وبرة عن ابن عمر قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الذئب للمحرم. وحجاج ضعيف. وخالفه مسعر عن وبرة فرواه موقوفاً. أخرجه ابن أبي شيبة، فهذا جميع ما وقعت عليه في الأحاديث المرفوعة زيادة على الخمس المشهورة، ولا يخلو شيء من ذلك من مقال، والله أعلم.
(2) أخرجه البخاري 4 / 29 في الحج، باب ما يقتل من الدواب، ومسلم رقم (1199) في الحج، باب ما يندب للمحرم وغيره قتله من الدواب في الحل والحرم، والموطأ 1 / 356 في الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، وأبو داود رقم (1846) في المناسك، باب ما يقتل المحرم من الدواب، والنسائي 5 / 187 و 188 و 189 و 190 في الحج، باب ما يقتل المحرم من الدواب، باب قتل الكلب العقور، وباب قتل الفأرة، وباب قتل العقرب، وباب قتل الحدأة، وباب قتل الغراب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
أ - عن نافع، عنه:
1 - أخرجه مالك «الموطأ» (234) ، وأحمد (2/138) (6229) ، قال: ثنا إسحاق وفي (2/138) (6230) قال: قرأت على عبد الرحمن و «البخاري» (3/17) قال: ثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (4/17) قال: ثني يحيى بن يحيى. والنسائي (5/187) قال: نا قتيبة.
خمستهم - إسحاق، وعبد الرحمن، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد - عن مالك.
2 - وأخرجه أحمد (2/3) (4461) قال: ثنا هشيم، قال: نا يحيى بن سعيد، وعبد الله بن عمر، وابن عون.
3 - وأخرجه أحمد (3/37) (4937) ومسلم (4/19) قال: ثنا هارون بن عبد الله.
كلاهما (أحمد بن حنبل، وهارون بن عبد الله) قالا: ثنا محمد بن بكر، قال: نا ابن جريج.
4 - وأخرجه أحمد (2/48) (5091) قال: ثنا إسماعيل. وفي (2/65) (5324) قال: ثنا عبد الوهاب. وفي (2/82) (5541) قال: ثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي. و «مسلم» (4/19) قال: ثني أبو كامل، قال: ثنا حماد و «النسائي» (5/190) قال: نا زياد بن أيوب، قال: ثنا ابن علية.
أربعتهم - إسماعيل بن إبراهيم بن عُلَية، وعبد الوهاب الثقفي، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي، وحماد ابن زيد - عن أيوب.
5 - وأخرجه أحمد (2/54) (5160) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (4/19) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر، (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (3088) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن نمير. والنسائي (5/190) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة، قال: حدثنا يحيى.
ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، وعلي بن مسهر، وعبد الله بن نمير - عن عبيد الله.
6 - وأخرجه أحمد (2/77) (5476) قال: حدثنا يزيد. و «الدارمي» (1823) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. و «مسلم» (4/19) قال: حدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «النسائي» (5/190) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم.
كلاهما (يزيد بن هارون، وهشيم) قال يزيد: أخبرنا، وقال هشيم: حدثنا يحيى بن سعيد.
7 - وأخرجه مسلم (4/19) قال: حدثناه قتيبة، وابن رمح. والنسائي (5/189) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد.
كلاهما (قتيبة، وابن رمح) عن الليث بن سعد.
8 - وأخرجه مسلم (4/19) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا جرير (يعني ابن حازم) .
ثمانيتهم (مالك، ويحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عون، وابن جريج، وأيوب السختياني، والليث بن سعد، وجرير بن حازم) عن نافع، فذكره.
(*) الروايات ألفاظها متقاربة.
(*) أخرجه أحمد (2/32) (4876) . ومسلم (4/20) قال: حدثنيه فضل بن سهل.
كلاهما (أحمد بن حنبل، وفضل) عن يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن نافع، وعبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر، فذكره.
ب - عن عبد الله بن دينار، عنه:
أخرجه مالك «الموطأ» (234) . وأحمد (2/50) (5107) قال: حدثنا محمد بن عبد الله، قال حدثنا سفيان. وفي (2/52) (5132) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/138) (6228) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك (ح) وحدثنا إسحاق، قال: حدثنا مالك. و «البخاري» (3/17) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (4/157) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: أخبرنا مالك. و «مسلم» (4/20) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن جحر. قال يحيى بن يحيى: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا إسماعيل بن جعفر.
أربعتهم - مالك، وسفيان، وشعبة، وإسماعيل بن جعفر - عن عبد الله بن دينار، فذكره.
(*) رواية سفيان، شعبة: «خَمس لَيس على حَرام جُنَاح في قَتْلِهِن: الكلب العقور، والغراب، والحُدَيّا والفأرة والحية» .(3/76)
النوع التاسع: في حك الجسد
1358 - (ط) علقمة بن أبي علقمة: عن أمه قالت: «سمعتُ عائشةَ -رضي الله عنها زوْجَ النبي -صلى الله عليه وسلم- تُسْألُ عن المحرِم يَحُكُّ جسَدَهُ؟ قالت: نعم [ص:79] فلْيَحكُكْهُ وَليَشْدُدْ (1) ، قالت عائشةُ: لو رُبِطَتْ يدَايَ، ولم أجِدْ إلا رِجْلَيَّ لَحَكَكْتُ» . أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) وفي بعض النسخ: " فليحكه ".
(2) 1 / 358 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أن يفعل. وفي سنده مرجانة أم علقمة لو يوثقها عن ابن حبان والعجلي، وبقية رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (811) في الحج - باب ما يجوز للمحرم أن يفعله، قال: عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه، فذكره.(3/78)
النوع العاشر: في الضرب
1359 - (د) أسماء بنت أبي بكر الصديق-رضي الله عنها- قالت: «خرَجْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حُجَّاجاً، حتَّى إذا كُنَّا بالعَرْجِ نَزلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ونَزَلنا، فَجَلَستْ عائشةُ إلى جنْبِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، وجلَسْتُ إلى جَنْبِ أبي، وكانت زِمالَةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وِزمالَةُ أبي بكرٍ واحدَةً، مع غُلامٍ لأبي بكرٍ، فجلس أبو بكرٍ، ينْتَظِرُ أن يطْلُعَ عليه، فطلعَ عليه وليس معَهُ بعيرُهُ، فقال أبو بكرٍ، أينَ بعيرُكَ؟ قال: أضْلَلْتُهُ البارَحةَ، قال أبو بكرٍ: بعيرٌ واحدٌ تُضِلُّهُ؟ وطَفِقَ يضْربُهُ، ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يتَبَسَّمُ، ويقولُ: انظرُوا إلى هذا المحرمِ ما يصنعُ (1) ؟ وما يَزِيد على ذلك، ويتَبَسَّمُ» . أخرجه أبو داود (2) . [ص:80]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زِمالة) : الزِّاملة: البعير الذي يحمل الرجل عليه زاده وأداته، وما يركبه.
__________
(1) الذي في أبي داود، قال ابن أبي رزمة: " فما يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يقول: انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع؟! ويتبسم ".
(2) رقم (1818) في المناسك، باب المحرم يؤدب غلامه، وأخرجه ابن ماجة رقم (2933) في المناسك، باب التوقي في الإحرام، وفيه عنعنة محمد بن إسحاق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (6/344) . وأبو داود (1818) قال: ثنا أحمد بن حنبل. (ح) وثنا محمد بن عبد العزيز ابن أبي رزمَة. وابن ماجة (2933) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة. و «ابن خزيمة» (2679) قال: ثنا عبد الله ابن سعيد الأشج. وسَلّم بن جُنادة. (ح) وثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ويوسف بن موسى.
سبعتهم - أحمد بن حنبل، وابن أبي رزمة، وأبو بكر، وعبد الله بن سعيد الأشج، وسلم، ويعقوب الدورقي، ويوسف بن موسى - عن عبد الله بن إدريس. قال: ثنا محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد ابن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، فذكره.(3/79)
النوع الحادي عشر: في تقريد البعير (1)
1360 - (ط) ربيعة بن عبد الله: أنه رأى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- «يُقَرِّدُ بَعيراً له في طينٍ بالسُّقْيا (2) ، وهو محرِمٌ (3) » . أخرجه الموطأ (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُقَرِّد بعيره) : قَرَّد بعيره: إذا نزع منه القُردان، جمع قراد، وهو دُويبة معروفة، تكون في أوبار الإبل ونحوها.
__________
(1) تقريد البعير: تفليته وتنقيته من القراد.
(2) قرية جامعة بين مكة والمدينة.
(3) لأنه كان يرى حله.
(4) 1 / 357 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أن يفعله، وإسناده حسن. قال مالك: وأنا أكرهه. قال الزرقاني: لأنها من دواب البعير، كالحلم والحمنان، فلا يلقيه المحرم عن البعير لأن ذلك سبب هلاكه - أي القراد - إلا أن يضر بالبعير فيزيلها ويطعم حفنة من طعام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن:أخرجه مالك في «الموطأ» (810) في الحج - باب ما يجوز للمحرم أن يفعله، قال عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن ربيعة بن أبي عبد الله بن الهدير، عنه، فذكره.(3/80)
1361 - (ط) نافع مولى ابن عمر: قال: «كانَ ابنُ عمر -رضي الله عنهما- يكْرَهُ أنْ يَنْزعَ المحرِمُ حلَمَة أو قُراداً عن بعِيرهِ» . أخرجه الموطأ (1) . [ص:81]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حلمة) : والجمع الحَلَم: وهو العظيم من القُراد.
__________
(1) 1 / 358 في الحج، باب ما يجوز للمحرم أن يفعله، وإسناده صحيح. وقال مالك وذلك أحب ما سمعت إلي في ذلك. قال الزرقاني: لأن تقريده سبب لإهلاكه ـ يعني إهلاك القراد ـ وهو لا يجوز، وهذا مما خالف ابن عمر أباه فيه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (813) في الحج - باب ما يجوز للمحرم أن يفعله، قال: عن نافع، فذكره.(3/80)
الفرع الثاني من الفصل الثاني: في التلبية والإهلال، وفيه نوعان
النوع الأول: في وقتها ومكانها
1362 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: «بَيْدَاؤُكُمْ هذه، التي تَكْذِبُون على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها (1) ، ما أهلَّ [ص:82] رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلا من عندِ المسجدِ، يعني: مَسجدَ ذي الحلَيْفَةِ» .
وفي رواية: «ما أهَلَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلا من عندِ الشَّجَرَةِ، حين قامَ به بَعِيرُهُ» (2) .
وفي أخرى قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا وضَعَ رِجْلهُ في الغَرزِ، واسْتَوَت بهِ راحِلَتُهُ قائمَة، أهلَّ من عندِ مَسْجِدِ ذي الحُلَيْفَةِ» .
وفي أخرى: «رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَرْكبُ راحلتهُ بذي الحُليْفَةِ، ثم يُهِلُّ، حين تَسْتَوي به قائِمَةً» . هذه روايات البخاري ومسلم.
وأخرج الباقون الرواية الأولى، وزاد فيها الترمذي: «من عند الشجرة» وأخرج النسائي أيضاً الرواية الآخرة.
وفي أخرى للنسائي قال: «قلتُ لابنِ عمر: رأيْتُكَ تُهِلُّ إذا استوتْ بك ناقَتُكَ؟ قال: إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يُهلُّ إذا استوتْ به ناَقتُهُ وانْبَعَثَتْ» (3) . [ص:83]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بَيداؤكم) : البيداء: البرية، والمراد به في الحديث: موضع مخصوص بين مكة والمدينة.
(الغَرْز) : رِكاب الرحل الذي تركب به الإبل، إذا كان من جلد، فإن كان من خشب أو حديد فهو ركاب.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 376: قوله: " بيداؤكم هذه التي تكذبون على رسول الله - الخ " قال العلماء: هذه البيداء هي: الشرف الذي قدام ذي الحليفة إلى جهة مكة، وهي بقرب ذي الحليفة. وسميت بيداء؛ لأنه ليس فيها بناء ولا أثر. وكل مفازة تسمى: بيداء، وأما هنا فالمراد بالبيداء ما ذكرناه.
وقوله: " تكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها " أي تقولون: إنه صلى الله عليه وسلم أحرم منها، ولم يحرم منها، وإنما أحرم قبلها من عند مسجد ذي الحليفة، ومن عند الشجرة التي كانت هناك، وكانت عند المسجد. وسماهم ابن عمر كاذبين؛ لأنهم أخبروا بالشيء على خلاف ما هو، وقد سبق في أول هذا الشرح في مقدمة " صحيح مسلم " أن الكذب عند أهل السنة: هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه، سواء تعمده أم غلط فيه وسها. وفيه دلالة: أن ميقات أهل المدينة من عند مسجد ذي الحليفة، ولا يجوز لهم تأخير الإحرام إلى البيداء، وبهذا قال جميع العلماء. وفيه: أن الإحرام من الميقات أفضل من دويرة أهله؛ لأنه صلى الله عليه وسلم ترك الإحرام من مسجده مع كمال شرفه [ص:82] فإن قيل: إنما أحرم من الميقات لبيان الجواز. قلنا: هذا غلط من وجهين. أحدهما: أن البيان قد حصل بالأحاديث الصحيحة في بيان المواقيت. والثاني: أن فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يحمل على بيان الجواز في شيء يتكرر فعله كثيراً، فيفعله مرة أو مرات على الوجه الجائز، لبيان الجواز، ويواظب غالباً على فعله على أكمل وجوهه، وذلك كالوضوء مرة ومرتين وثلاثاً كله ثابت، والكثير أنه صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثاً ثلاثاً. وأما الإحرام بالحج، فلم يتكرر، وإنما جرى منه صلى الله عليه وسلم مرة واحدة، فلا يفعله إلا على أكمل وجوهه. والله أعلم.
(2) وسيأتي توضيح ذلك في حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس من رواية أبي داود رقم (1364) .
(3) أخرجه البخاري 3 / 318 في الحج، باب الإهلال عند مسجد ذي الحليفة، ومسلم رقم (1186) [ص:83] في الحج، باب أمر أهل المدينة بالإحرام من عند مسجد ذي الحليفة. والموطأ 1 / 332 في الحج، باب العمل في الإهلال، والترمذي رقم (818) في الحج، باب ما جاء من أي موضع أحرم النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود رقم (1771) في الحج، باب وقت الإحرام، والنسائي 5 / 162 و 163 و 164 في الحج، باب العمل في الإهلال، وأخرجه ابن ماجة رقم (2916) في المناسك، باب الإحرام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» (220) . والحميدي (659) قال: ثنا سفيان. وأحمد (2/10) (4570) قال: ثنا سفيان. وفي (2/28) (4820) قال: ثنا روح، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/66) (5337) قال: قرأت على عبد الرحمن عن مالك. (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا مالك. وفي (2/85) (5574) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/111) (5907) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/154) (6428) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قا: حدثنا زهير. والبخاري (2/168) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ومسلم (4/8) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على ملك (ح) وحدثناه قتيبة بن سعيد قال: حدثنا حاتم، يعني ابن إسماعيل. وأبو داود (1771) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. والترمذي (818) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل. والنسائي (5/162) قال: أخبرنا قتيبة عن مالك. و «ابن خزيمة» (2611) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا سفيان ابن عيينة. ستتهم -مالك، وسفيان بن عيينة، وشعبة، وسفيان الثوري، وزهير بن معاوية، وحاتم بن إسماعيل -عن موسى بن عقبة، قال: سمعت سالم بن عبد الله، فذكره.
(*) لفظ رواية شعبة: «كان عبد الله بن عمر يكاد أن يلعنَ البَيْداءَ، ويقول: أحْرَمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من المسجد» .
(*) لفظ رواية سفيان الثوري: «كان ابن عمر إذا ذُكِرَ عِنده البيداء، يسُبُّها، أو كاد يسبها، ويقول: إنما أحرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ذي الحُلَيفة» .
(*) في رواية حاتم بن إسماعيل، ذكر الحديث، إلا أنه قال: «ما أهلَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إلا من عند الشجرة، حين قام به بَعيرُه» .
والرواية الأخرى من طريق نافع، عنه:
1 - أخرجه أحمد (2/29) (4842) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (2/37) (4947) قال: حدثنا حماد بن أسامة. والدارمي (1935) قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا عقبة بن خالد. والبخاري (4/37) قال: حدثني عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة. ومسلم (4/9) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مسهر. وابن ماجة (2916) قال: حدثنا محرز بن سلمة العدني، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد بالدراوردي.
خمستهم (محمد بن عبيد، وحماد بن أسامة، أبو أسامة، وعقبة بن خالد، علي بن مسهر، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي) عن عبيد الله بن عمر.
2 - وأخرجه أحمد (2/36) (4935) قال: حدثنا محمد بن بكر. والبخاري (2/171) قال: حدثنا أبو عاصم. ومسلم (4/9) قال: حدثني هارون بن عبد الله. قال: حدثنا حجاج بن محمد. والنسائي (5/163) قال: أخبرنا عِمران بن يزيد، قال أنبأنا شعيب (ح) وأخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثنا إسحاق، يعني ابن يوسف.
خمستهم - محمد بن بكر، وأبو عاصم النبيل، وحجاج بن محمد، وشعيب بن إسحاق، وإسحاق بن يوسف - عن ابن جريج، قال: أخبرني صالح بن كيسان.
كلاهما - عبيد الله بن عمر، وصالح بن كيسان - عن نافع، فذكره.(3/81)
1363 - (د س) أنس بن مالك -رضي الله عنه-: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: صلَّى الظهْر، ثم ركبَ راحِلَتهُ، فَلمَّا عَلا على جَبَلِ البَيْدَاءِ أهَلَّ» . أخرجه أبو داود والنسائي.
وفي أخرى للنسائي: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-:صلى الظُّهْرَ بالبَيْداءِ، ثم رَكبَ وصَعِدَ جبلَ البيداءِ، وأهلَّ بالحجِّ والعُمرَةِ حين صلى الظُّهرَ» (1) .
__________
(1) أخرجه أبو داود رقم (1774) في المناسك، باب وقت الإحرام، والنسائي 5 / 127 و 162 في الحج، باب البيداء، وباب العمل في الإهلال، وفيه عنعنة الحسن البصري.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود في الحج (21:5) عن أحمد بن حنبل، عن روح، عن أشعث، عنه به. والنسائي فيه (الحج 25 و 56) عن إسحاق بن إبراهيم، عن النضر بن شميل، عن أشعث معناه. و (143) عن أحمد بن الأزهر، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أشعث أتم منه.
كلاهما عن الحسن بن أبي الحسن، عنه، فذكره.(3/83)
1364 - (د) سعيد بن جبير قال: «قلت لابن عباسٍ -رضي الله عنهما-يا أبا العَباسِ، عَجِبْتُ لاختِلافِ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في إهلالِ [ص:84] رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- حين أوجبَ، فقال: إني لأَعْلمُ الناس بذلك، إنَّها إنما كانت من رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- حَجَّةٌ واحدةٌ، فمِنْ هناكَ اخْتَلَفُوا: خَرجَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حاجّاً، فلما صلى في مسجدِهِ بذي الحُلَيفةِ ركْعَتَيْهِ، أوجبَهُ في مَجْلِسِهِ، فأهلَّ بالحجِّ حين فَرغَ من ركعتيهِ، فَسمِعَ ذلك منه أقوامٌ، فَحَفِظَتْهُ عنه، ثم ركبَ، فَلَمَّا استَقَلَّتْ به ناقتُهُ أهلَّ، وأَدْركَ ذلك منه أقوامٌ - وذلك: أنَّ النَّاسَ إنَّما كانُوا يأتُونَ أرْسالاً، فسمعوهُ حين استَقلَّتْ به ناَقتُهُ يُهلُّ، فقالوا: إنَّما أهَلَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حين استقلَّت بهِ ناقَتُهُ - ثم مضى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فلمَّا علا على شرَفِ البيْداءِ أهلَّ، وأدْرَكَ ذلك منه أقوامٌ، فقالوا: إنَّما أَهلَّ حين علا على شرف البيداءِ، وايمُ اللَّهِ، لقد أوجبَ في مُصَلاَّهُ، وأهلَّ حين استقَلَّتْ به ناقَتهُ، وأهلَّ حين عَلا على شرفِ البيداءِ» .
قال سعيد بن جُبير: «فَمنْ أخذَ بِقولِ عبدِ الله بن عبَّاس: أهلَّ في مُصَلاَّه، إذا فرَغَ من رَكْعَتَيْه» . أخرجه أبو داود (1) . [ص:85]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يوجِب) : أوجب الحج على نفسه، إذا باشر مقدِّماته كالإحرام والتلبية.
(أرسالاً) : جاء القوم أرسالاً، أي متتابعين قوماً بعد قوم.
(اسْتَقَلَّت) : به راحلته: أي نهضت به حاملة له.
__________
(1) في المناسك، باب وقت الإحرام، وأخرجه أحمد في المسند رقم (2358) وفي سنده خصيف بن عبد الرحمن الجزري أبو عون الحضرمي الحراني، وهو صدوق سيء الحفظ، خلط بآخره، كما قال الحافظ في " التقريب ": وفيه أيضاً محمد بن إسحاق، ولكنه صرح بالتحديث، وباقي رجاله ثقات.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أحمد (1/260) (2358) . وأبو داود (1770) قال: ثنا محمد بن منصور.
كلاهما عن (أحمد، ومحمد بن منصور) قالا: ثنا يعقوب (يعني ابن إبراهيم) قال: ثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: ثنا خصيف بن عبد الرحمن الجزري، عن سعيد بن جبير، فذكره.
قلت: فيه خصيف، وهو ضعيف.(3/83)
1365 - (د) سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كانَ إذا أَخذَ طريقَ الفُرْعِ أهلَّ إذا اسُتقَلَّتْ به راحِلتهُ، وإذا أخذَ طَريقَ أُحُدٍ، أهلَّ إذا أشرف على جبل البيداء» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1775) في المناسك، باب وقت الإحرام، وفي إسناده محمد بن إسحاق، ولكنه صرح بالتحديث، فالحديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه أبو داود (1775) قال: ثنا محمد بن بشار، قال: ثنا وهب (يعني ابن جرير) قال: ثنا أبي: قال: سمعت ابن إسحاق، يحدث عن أبي الزناد، عن عائشة بنت سعد، فذكرته.
قلت: فيه ابن إسحاق، وقد عنعنه.(3/85)
1366 - (خ ت) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: «أنَّ إهلالَ رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- من ذي الحُليفِة، حين استَوتْ به راحلته» (1) .
وفي رواية: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لما أرادَ الحجَّ أذَّنَ في النَّاسِ، فاجتَمَعُوا، فلما أتى البيداءَ أحرمَ» . أخرجه البخاري والترمذي (2) . [ص:86]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أذن) : التأذين: الإعلام بالشيء والنداء به.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": وغرضه منه الرد على من زعم أن الحج ماشياً أفضل، لتقديمه في الذكر على الراكب فبين أنه لو كان أفضل لفعله النبي صلى الله عليه وسلم، بدليل أنه لم يحرم حتى استوت به راحلته. وقال الحافظ أيضاً: قال ابن المنذر: اختلف في الركوب والمشي في الحج أيهما أفضل؟ فقال الجمهور: الركوب أفضل لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولكونه أعون على الدعاء والابتهال، ولما فيه من المنفعة.
(2) البخاري 3 / 301 في الحج، باب قول الله تعالى: {يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر} ، والترمذي رقم (817) في الحج، باب ما جاء من أي موضع أحرم النبي صلى الله عليه وسلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (2/163) قال: ثنا إبراهيم بن موسى. و «ابن خزيمة» (2612) قال: ثنا علي بن سهل الرملي.
كلاهما (إبراهيم، وعلي) عن الوليد (يعني ابن مسلم) قال: ثنا الأوزاعي، عن عطاء، فذكره.
ورواية الترمذي (817) قال: ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان بن عيينة. عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره. وقال الترمذي: حديث جابر حسن صحيح.(3/85)
1367 - (ط) عروة بن الزبير -رضي الله عنهما- «أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يُصلِّي في مسجِدِ ذي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، فإذا اسْتوَتْ به راحِلَتُهُ أَهلَّ» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 332 في الحج، باب العمل في الإهلال، وهو مرسل، فإن عروة بن الزبير لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالإسناد منقطع. وقد وصله البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر كما تقدم في الحديث رقم (1362) في إحدى رواياته: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب راحلته بذي الحليفة، ثم يهل حتى تستوي به قائمة، والموطأ 1 / 333، كما سيأتي رقم (1369) ووصله البخاري ومسلم أيضاً من حديث أنس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل:أخرجه مالك «الموطأ» (746) في الحج - باب العمل في الإهلال، قال: عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.(3/86)
1368 - (ت س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- «أهَلَّ في دُبُرِ الصَّلاةِ» . أخرجه الترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) الترمذي رقم (819) في الحج، باب ما جاء متى أحرم النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 5 / 162 في الحج، باب العمل في الإهلال، وفي سنده خصيف بن عبد الرحمن الجزري أبو عون الحراني، وهو صدوق سيء الحفظ، خلط بآخره، كما قال الحافظ في " التقريب ".
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف:أخرجه أحمد (1/285) (2579) قال: ثنا الحكم، والدارمي (1813) قال: نا عمرو بن عون. والترمذي (819) قال: ثنا قتيبة، والنسائي (5/162) قال: نا قتيبة.
ثلاثتهم (الحكم بن موسى، وعمرو بن عون، وقتيبة) عن عبد السلام بن حرب، عن خصيف، عن سعيد بن جبير، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. لا نعرف أحدا رواه غير عبد السلام بن حرب.
قلت: وفيه خصيف أيضا، وهو ضعيف.(3/86)
1369 - (خ م ط) نافع مولى ابن عمر: قال: «كان ابنُ عمر -رضي الله عنهما- إذا دخَلَ أدْنَى الْحَرم: أمْسَكَ عن التَّلبِيةِ، ثم يبيت بذي طُوَى ثم يُصَلِّي بها الصُّبحَ ويغْتَسِلُ، ويحدِّثُ: أنَّ نبيَّ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفعلُ ذلك» .
وفي رواية، كان إذا صلَّى الغداة بذي الحليفة أمرَ بِرَاحلتِهِ فَرُحِلتْ [ص:87] ثم ركب، حتى إذا استَوَتْ به، استَقْبلَ القِبْلَةَ قائماً، ثم يلبي، حتى إذا بلَغَ الحرَمَ أمْسَكَ، حتى إذا أتى ذا طُوى باتَ به، فيُصلِّي بهِ الغَداةَ، ثم يغْتَسِلُ، وزعَمَ: «أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- فعلَ ذلك» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرجه الموطأ مختصراً، أن ابن عمر: «كان يُصلِّي في مسْجدِ ذي الْحُلَيْفَةِ، ثم يخرج فيركبُ، فإذا استوت به رَاحِلتُهُ أحرَمَ» (1) .
__________
(1) أخرجه البخاري 3 / 346 في الحج، باب الاغتسال عند دخول مكة، وباب دخول مكة نهاراً أو ليلاً، ومسلم رقم (1259) في
الحج، باب استحباب المبيت بذي طوى عند إرادة دخول مكة، والموطأ 1 / 333 في الحج، باب العمل في الإهلال، قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن المنذر: الاغتسال عند دخول مكة مستحب عند جميع العلماء، وليس في تركه عندهم فدية. وقال أكثرهم: يجزئ منه الوضوء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/48) (5082) قال: ثنا إسماعيل، عن أيوب. وفي (2/16) (4656) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/157) (6462) قال: حدثنا حماد، عن عبد الله. والدارمي (1933) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قا: حدثنا عبيد الله. والبخاري (2/177) قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا ابن علية قال: أخبرنا أيوب. وفي (2/177) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. ومسلم (4/62) قال: حدثني زهير بن حرب وعبيد الله بن سعيد. قالا: حدثنا يحيى، وهو القطان، عن عبيد الله. (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا أيوب. وعن زهير بن حرب بن إسماعيل عن أيوب وأبو داود (1865) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أحمد بن حنبل، عن إسماعيل، عن أيوب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (7513) عن يعقوب بن إبراهيم، عن إسماعيل بن علية، عن أيوب. و «ابن خزيمة» (2614) (2695) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن أيوب. وفي (2692) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (2694) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا أبو بكر (يعني الحنفي) ، قال: حدثنا عبد الله بن نافع.
أربعتهم (أيوب، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن نافع) عن نافع، فذكره.
ورواية مالك في «الموطأ» (749) في الحج - باب العمل في الإهلال، قال: عن نافع، فذكره.(3/86)
1370 - (د ت) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يُلبِّي المقيمُ، أو المعتمر، حتى يستلم الحجر. هذه رواية أبي داود (1) .
قال: وروى موقوفاً على ابن عباس (2) .
وفي رواية الترمذي عن ابن عباس - يرفع الحديث، أنه كان يُمسكُ عن التلبية في العمرة، حين يستلم الحجر» (3) . [ص:88]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يستلم) : الاستلام لمسُ الحجر الأسود، أو أحد الأركان، وسيجيء فيما بعد مُستقصى.
__________
(1) لفظه في المطبوع من أبي داود: يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر. وليس فيه لفظة " المقيم ".
(2) لفظه عند أبي داود: رواه عبد الملك بن أبي سليمان وهمام عن عطاء عن ابن عباس موقوفاً.
(3) أخرجه أبو داود رقم (1817) في المناسك، باب متى يقطع المعتمر التلبية، والترمذي رقم [ص:88] (919) في الحج، باب ما جاء في متى تقطع التلبية في العمرة. وفي إسناده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو صدوق سيء الحفظ جداً، كما قال الحافظ في " التقريب ". ومع ذلك فقد صححه الترمذي وقال: والعمل عليه عند أكثر أهل العلم. قالوا: لا يقطع المعتمر التلبية حتى يستلم الحجر. قال بعضهم: إذا انتهى إلى بيوت مكة قطع التلبية، والعمل على حديث النبي صلى الله عليه وسلم (يريد حديث ابن عباس هذا) . وبه يقول سفيان، والشافعي، وأحمد، وإسحاق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1817) قال: ثنا مسدد. والترمذي (19/9) قال: ثنا هناد. وابن خزيمة (2697) قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن هشام.
أربعتهم (مسدد، وهناد، ويعقوب، ومحمد بن هشام) قالوا: ثنا هشيم، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، فذكره.
قال أبو داود: رواه عبد الملك بن أبي سليمان وهمام، عن عطاء، عن ابن عباس موقوفا.
وقال الترمذي: حديث ابن عباس حسن صحيح.(3/87)
النوع الثاني: في كيفيتها
1371 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُهِلُّ ملبِّداً (1) يقول «لَبَّيكَ اللَّهُمَّ لبَّيْكَ، لبَّيْكَ لا شريكَ لك لبَّيْكَ (2) ، إنَّ الحمدَ والنِّعْمَةَ لكَ والمُلّكَ، لا شَريك [ص:89] لَكَ» (3) . لا يزيد على هذه الكلمات.
زاد في رواية: «وأنَّ عبد الله بن عمر كان يقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَركعُ بذي الْحُليْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، ثم إذا استوتْ به النَّاقةُ قائِمة، عند مسجد ذي الحلَيْفَةِ: أهَلَّ بهؤلاء الكلمات، وكان عبدُ الله بنُ عمر يقولُ: كان عمرُ بنُ الخطاب -رضي الله عنه- يُهِلُّ بإهْلال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من هؤلاء الكلمات، [ص:90] ويقول: لبَّيْك اللهمَّ لبَّيْكَ، لبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ (4) ، والخيرُ في يدَيْكَ لبَّيْكَ، والرَّغباءُ (5) إليكَ والعملُ» .
وفي رواية قال: تَلَقَّفْتُ التَّلْبِيةَ (6) من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَذكر نحوه مع الزِّيادة.
هذه رواية البخاري ومسلم.
وفي رواية الموطأ والترمذي وأبي داود والنسائي: «أنَّ تلْبِيةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لَبَّيكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْك لا شَرِيكَ لك لَبَّيْكَ، إنَّ الحمدَ والنَّعْمَةَ لَكَ والملك، لا شريك لك» .
قال: وكان ابنُ عمر يزيدُ فيها: «لبَّيْكَ لبيك وسعْدَيْكَ، والخيرُ بِيديْك، لَبَّيْكَ والرَّغْباءُ إليك والعملُ» .
إلا أنّ في رواية الموطأ وأبي داود: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ، ثلاثَ مرات في زيادة ابن عمر.
وفي رواية للنسائي مثل رواية البخاري ومسلم بالزيادة إلى قوله: [ص:91] «بِهَؤلاءِ الكَلِمات» (7) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لَبيك) : لفظ يجاب به الداعي، وهو في تلبية الحج إجابة لدعاء الله الناس إلى الحج في قوله: {وأَذِّنْ في النَّاسِ بالحَجِّ يأْتُوك رِجالاً وعلى كلِّ ضامِرٍ} [الحج: 27] ومعنى هذه التثنية فيه: أي: مرة بعد مرة، وهو من ألبَّ بالمكان: إذا أقام به، كأنه قال: إقامة على إجابتك بعد إقامة.
(سعديك) : من الألفاظ المقرونة بلبيك، ومعناها: إسعاداً بعد إسعاد، والمراد: ساعدت على طاعتك مُساعدة بعد مساعدة، وهما منصوبان على المصدر.
(الرغبى إليك) : الرُّغبى والرَّغباء: فالضم مع القصر، والفتح مع المد، كالنعمى والنعماء، ومعناهما: الرغبة.
(تلقفت) : الشيء: إذا أخذته وتعلمته.
__________
(1) وفيه: استحباب تلبيد الرأس قبل الإحرام. وقد نص عليه الشافعي وأصحابنا قاله النووي.
(2) قال النووي 1 / 375: قال القاضي: قال المازري: التلبية مثناة للتكثير والمبالغة، ومعناه: إجابة بعد إجابة، ولزوماً لطاعتك، فثنى للتوكيد لا تثنية حقيقية.
وقال يونس بن حبيب البصري: " لبيك " اسم مفرد لا مثنى. قال: وألفه إنما انقلبت ياء: لاتصالها بالضمير، كـ " لدي " و " علي " ومذهب سيبويه: أنه مثنى بدليل قلبها ياء مع المظهر. وأكثر الناس على ما قاله سيبويه. قال ابن الأنباري: ثنوا " لبيك " كما ثنوا " حنانيك " أي: تحنناً بعد تحنن [ص:89] وأصل " لبيك ": لببك، فاستثقلوا الجمع بين ثلاث باءات، فأبدلوا من الثانية ياء، كما قالوا من الظن: تظنيت، والأصل: تظننت.
واختلفوا في معنى " لبيك " واشتقاقها. فقيل: معناها: اتجاهي وقصدي إليك، مأخوذ من قولهم: داري تلب دارك، أي: تواجهها، وقيل: معناها: محبتي لك، مأخوذ من قولهم: أم لبة: إذا كانت محبة لولدها، عاطفة عليه، وقيل: معناها: إخلاصي لك، مأخوذ من قولهم: حسب لباب: إذا كان خالصاً محضاً، ومن ذلك لب الطعام ولبابه.
وقيل: معناه: أنا مقيم على طاعتك وإجابتك، مأخوذ من قولهم: لب الرجل بالمكان وألب: إذا أقام فيه ولزمه.
(3) قوله: " إن الحمد " يروى بكسر الهمزة من " إن " وفتحها، وجهان مشهوران لأهل الحديث وأهل اللغة، قال الجمهور: الكسر أجود، قال الخطابي: الفتح رواية العامة، وقال ثعلب: الاختيار الكسر وهو الأجود في المعنى من الفتح؛ لأن من كسر جعل معناه: إن الحمد والنعمة لك على كل حال، ومن فتح قال: معناه لبيك لهذا السبب.
وقوله: " والنعمة لك " المشهور فيه نصب " النعمة ". قال القاضي: ويجوز رفعها على الابتداء، ويكون الخبر محذوفاً. قال ابن الأنباري: وإن شئت جعلت خبر " إن " محذوفاً تقديره: إن الحمد لك والنعمة مستقرة لك.
(4) إعرابها وتثنيتها كما سبق في لبيك، ومعناه: مساعدة لطاعتك بعد مساعدة.
(5) قال النووي: قال المازري: يروى بفتح الراء والمد، وبضم الراء مع القصر. ونظيره: العليا والعلياء، والنعمى والنعماء. قال القاضي: وحكى أبو علي فيه أيضاً: الفتح مع القصر، " الرغبى " مثل " سكرى " ومعناه هنا: الطلب والمسألة إلى من بيده الخير، وهو المقصود بالعمل المستحق للعبادة.
(6) أي: أخذتها بسرعة. قال القاضي: وروي " تلقنت " بالنون، قال: والأول رواية الجمهور، وقال: وروي " تلقيت " بالياء ومعانيها متقاربة. قاله النووي.
(7) أخرجه البخاري 3 / 324 و 325 في الحج، باب التلبية، وفي اللباس، باب التلبيد، ومسلم رقم (1184) في الحج، باب التلبية وصفتها ووقتها، والموطأ 1 / 331 و 332 في الحج، باب العمل في الإهلال، والترمذي رقم (825) في الحج، باب ما جاء في التلبية، وأبو داود رقم (1812) في المناسك، باب كيف التلبية، والنسائي 5 / 159 و 160 في الحج، باب كيف التلبية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: لفظ الباب من رواية سالم عن أبيه:
1 - أخرجه أحمد (2/34) (4895) . وعبد بن حُميد (726) . قال أحمد: حدثنا وقال عَبد بن حميد: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.
2 - وأخرجه أحمد (2/120) (6021) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله. والبخاري (2/168) قال: حدثنا أصبغ، قال: أخبرنا ابن وهب. وفي (7/209) قال: حدثني حبان بن موسى، وأحمد بن محمد، قالا: أخبرنا عبد الله. ومسلم (4/8) قال: حدثني حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب. وأبو داود (1747) قال: حدثنا سليمان بن داود المهري، قال: حدثنا ابن وهب. وابن ماجة (3047) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري، قال: أنبأنا عبد الله بن وهب. والنسائي (5/136) قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، والحارث بن مسكين، قراءة عليه، وأنا أسمع، عن ابن وهب. وفي (5/159) قال: أخبرنا عيسى بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن وهب. وابن خزيمة (2656) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب. كلاهما (عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب) قالا: أخبرنا يونس.
3 - وأخرجه أحمد (2/131) (61646) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثني ابن أخي ابن شهاب.
ثلاثتهم (معمر، ويونس، وابن أخي ابن شهاب) عن ابن شهاب الزهري، عن سالم بن عبد الله، فذكره.
(*) رواية أصبغ بن الفرج، وسليمان بن داود، وأحمد بن عمرو بن السرح، والحارث بن مسكين، ويونس ابن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يونس، مختصرة على: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُهل مُلَبِّدا» .
- أما لفظ الموطأ فهو من رواية نافع، عن عبد الله بن عمر:
1 - أخرجه مالك (الموطأ) (219) . وأحمد (2/34) (4896) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (2/170) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، ومسلم (4/7) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. وأبو داود (1812) قال: حدثنا القَعنبي، والنسائي (5/160) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. خمستهم (عبد الرزاق، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وقتيبة بن سعيد) عن مالك.
2- وأخرجه الحميدي (660) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/34) (4896) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/48) (6083) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والترمذي (825) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، وابن خزيمة (2621) قال: حدثنا أحمد بن منيع، ومؤمل بن هشام، قالا: حدثنا إسماعيل. ثلاثتهم -سفيان، ومعمر، وإسماعيل بن إبراهيم- عن أيوب السختياني.
3 - وأخرجه أحمد (2/28) (4821) قال: حدثنا روح. وفي (2/47) (5071) قال: حدثنا محمد بن بكر. كلاهما (روح بن عبادة، ومحمد بن بكر) قال روح: حدثنا. وقال ابن بكر: أخبرنا ابن جريج.
4 - وأخرجه أحمد (2/41) (4997) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (2/53) (5154) قال: حدثنا يحيى، ومسلم (4/7) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد. وابن ماجة (2918) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير. وابن خزيمة (2622) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى. أربعتهم (أبو معاوية، ويحيى بن سعيد، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير) عن عبيد الله بن عمر.
5 - وأخرجه أحمد (2/43) (5019) ، والنسائي (5/160) قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم. كلاهما (أحمد بن حنبل، وأحمد بن عبد الله بن الحكم) قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت زيدا، وأبا بكر، ابني محمد بن زيد.
6 - وأخرجه أحمد (2/77) (5475) . والدارمي (1815) كلاهما (أحمد، والدارمي) عن يزيد بن هارون، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد.
7 - وأخرجه الترمذي (826) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث.
ثمانيتهم (مالك، وأيوب، وابن جريج، وعبيد الله بن عمر، وزيد بن محمد بن زيد، وأبو بكر بن محمد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والليث بن سعد) عن نافع، فذكره.(3/88)
1372 - (د) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: أهلَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر التلبية مثل حديث ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «والناس [ص:92] يزيدون: ذا المعارج، ونحوه من الكلام، والنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يسمْعُ، ولا يقول شيئاً» . أخرجه أبو داود هكذا عُقَيْبَ حديث ابن عمر (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذا المعارج) : المعارج: المراقي والدرج، وهذا اللفظ من صفات الله تعالى، قال - عز من قائل -: {مِنَ اللهِ ذي المَعارِجِ} [المعارج: 3] والمراد به: مصاعدُ السماء ومراقيها، أي: هو صاحبها.
__________
(1) رقم (1813) في المناسك، باب كيف التلبية، وأخرجه ابن ماجة رقم (2919) في المناسك، باب التلبية، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أبو داود (1813) قال: ثنا أحمد بن حنبل. وابن خزيمة (2626) قال:: ثنا محمد بن بشار. كلاهما (أحمد، وابن بشار) قالا: ثنا يحيى بن سعيد.
2 - وأخرجه ابن ماجة (2919) قال: ثنا زيد بن أخرم، قال: ثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: ثنا سفيان.
كلاهما (يحيى، وسفيان) عن جعفر بن محمد، عن أبيه فذكره.(3/91)
1373 - (خ) عائشة رضي الله عنها- قالت: «إنِّي لأعلمُ كيفَ كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُلبي: لبَّيكَ اللَّهُمَّ لبَّيْك، إنَّ الحمدَ والنِّعْمة لك» .
زاد في مسند ابن عمر (1) «والملكَ لا شريك لك» (2) ، هكذا قاله الحميدي. أخرجه البخاري (3) .
__________
(1) أي: في حديث ابن عمر.
(2) وفي حديث جابر رضي الله عنه عند مسلم رقم (1218) في حجة النبي صلى الله عليه وسلم: فأهل بالتوحيد " لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك " وأهل الناس بهذا الذي يهلون به، فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئاً منه، ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته.
(3) 3 / 325 و 327 في الحج، باب التلبية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (6/32) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي (6/181) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (6/229) قال: حدثنا أبو معاوية. وفي (6/230) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (2/170) قال: حدثنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا سفيان. أربعتهم (محمد بن فضيل، وسفيان، وأبو معاوية، وعبد الله بن نمير) عن الأعمش، عن عمارة بن عمير.
2 - وأخرجه أحمد (6/،100 181، 243) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (6/243) قال: حدثنا روح. كلاهما (محمد بن جعفر، وروح) قالا: حدثنا شعبة. قال: حدثنا سليمان. قال: سمعت خيثمة.
كلاهما (عمارة، وخيثمة) عن أبي عطية، فذكره.(3/92)
1374 - (س) عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: كان من تلبية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لبَّيْكَ اللَّهُمَّ لبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شريكَ لك لَبَّيْكَ، إنَّ [ص:93] الحمدَ والنِّعْمَةَ لك» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 5 / 161 في الحج، باب كيف التلبية، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن: أخرجه أحمد (1/410) (3897) قال: ثنا علي بن عبد الله. والنسائي (5/161) قال: نا أحمد بن عبدة.
كلاهما - عن ابن عبد الله، وأحمد بن عبدة - قالا: ثنا حماد بن زيد، عن أبان بن تغلب، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره.(3/92)
1375 - (س) أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: «كان من تَلْبيةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لَبَّيْكَ إلهَ الحَقِّ» .
أخرجه النسائي (1) وقال: هذا مرسل، ولا أعلم أحداً أسنده إلا عبد العزيز بن أبي سلمة (2) .
__________
(1) 5 / 161 و 162 في الحج، باب كيف التلبية. وإسناده صحيح.
(2) عبارة النسائي: لا أعلم أحداً أسند هذا عن عبد الله بن الفضل، إلا عبد العزيز، رواه إسماعيل بن أمية عنه مرسلاً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/341) قال: حدثنا أبو سعيد. وفي (2/352) قال: حدثنا حجين بن المثنى أبو عمر، وفي (2/476) قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (2920) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد. قالا: حدثنا وكيع. والنسائي (5/161) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، وابن خزيمة (2623) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج. قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا سلم بن جنادة. قال: حدثنا وكيع. وفي (2624) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب.
خمستهم -أبو سعيد مولى بني هاشم، وحجين بن المثنى، ووكيع، وحميد بن عبد الرحمن، وعبد الله بن وهب- عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره.
(*) لفظ أبي عبد الرحمن النسائي: لا أعلم أحدا أسند هذا عن عبد الله بن الفضل، إلا عبد العزيز. رواه إسماعيل بن أمية عنه مرسلا.(3/93)
1376 - (ط ت د س) السائب بن خلاد الأنصاري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ جبريلَ أتاني فأمرني أنْ آمُرَ أصحابي، أو مَنْ معيِ، أنْ يَرْفَعُوا أصْواتَهُمْ بالتَّلبْيةِ أو بالإهلال، يُريدُ أحَدَهما» . هذه رواية الموطأ والترمذي وأبي داود.
وفي رواية النسائي قال: «جاءني جبريلُ، فقال لي: يا محمّد، مُرْ أصْحابَكَ: أنْ يرفَعُوا أصواتَهُمْ بالتَّلبيةِ» (1) .
__________
(1) أخرجه الموطأ 1 / 334 في الحج، باب رفع الصوت بالإهلال، وأبو داود رقم (1814) في المناسك، باب كيف التلبية، والترمذي رقم (829) في الحج، باب ما جاء في رفع الصوت في التلبية، والنسائي 5 / 162 في الحج، باب رفع الصوت بالإهلال، وأخرجه ابن ماجة رقم (2922) و (2923) في المناسك، باب رفع الصوت بالتلبية، وإسناده صحيح. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وفي الباب عن زيد بن خالد وأبي هريرة وابن عباس ورواه أيضاً الحاكم في المستدرك 1 / 450 وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه مالك في الموطأ (221) . والحميدي (853) ، وأحمد (4/56) قالا: حدثنا سفيان. وأحمد (4/56) قال: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي: مالك. (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا مالك -يعني ابن أنس- وفي (4/56) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج، (ح) وروح، قال: حدثنا ابن جريج، وأبو داود (1814) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، وابن ماجة (2922) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، والترمذي (829) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا سفيان ابن عيينة، والنسائي (5/162) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا سفيان. وابن خزيمة (،2625 2627) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وأحمد بن منيع، قالا: حدثنا سفيان. ثلاثتهم - مالك، وسفيان، وابن جريج - عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عبد الملك بن أبي بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
2 - وأخرجه أحمد (4/55) قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والدارمي (1816) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. وفي (1817) قال: حدثنا عثمان بن محمد، قال: حدثنا ابن عيينة. كلاهما -مالك، وسفيان بن عيينة - عن عبد الله بن أبي بكر.
كلاهما - عبد الملك، وعبد الله - عن خلاد بن السائب، فذكره.
(*) في رواية ابن جريج، قال: كتب إليّ عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وقصة ذلك ذكرها سفيان بن عيينة، قال: كان ابن جريج كتمني حديثا، فلما قدم علينا عبد الله بن أبي بكر، لم أخبره به، فلما خرج إلى المدينة حدثته به. فقال لي: يا عوف، تخفي عنا الأحاديث فإذا ذهب أهلها أخبرتنا بها لا أرويه عنك. أتريد أن أرويه عنك، وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر فكتب إليه به عبد الله بن أبي بكر وكان ابن جريج يحدث به: كتب إليّ عبد الله بن أبي بكر. (مسند الحميد) رقم (853) .(3/93)
1377 - (م) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «كان المشركون يقولون: لَبَّيْكَ لا شريك لك، فيقول رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ويلكم قدْ قَدْ (1) ، فيقولون: إلا شَرِيكاً هو لك، تَمُلكُهُ وما مَلَك، يقولون هذا وهم يطوفون بالبيت» . أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قَدْ، قَدْ) : قد بمعنى: حسبُ، وتكرارها لتأكيد الأمر.
(الشريك) : يعنون بالشريك: الصنم، يريدون: أن الصنم وما يمكن من الآلات التي تكون عنده وحوله، والنُّذور التي كانوا يتقربون بها إليه ملك لله تعالى، فذلك معنى قولهم: «تَمْلِكُهُ وما مَلَكَ» .
__________
(1) قال النووي: قوله " قدقد " قال القاضي: روى بإسكان الدال وكسرها مع التنوين. ومعناه: كفاكم هذا الكلام، فاقتصروا عليه ولا تزيدوا. وهنا انتهى كلام النبي صلى الله عليه وسلم ثم عاد الراوي إلى حكاية كلام المشركين فقال: " إلا شريكاً هو لك - الخ " ومعناه: أنهم كانوا يقولون هذه الجملة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " اقتصروا على قولكم: لبيك لا شريك لك ".
(2) رقم (1185) في الحج، باب التلبية وصفتها ووقتها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (4/8) قال: ثنا عباس بن عبد العظيم العنبري، قال: ثنا النضر بن محمد اليمامي، قال: ثنا عكرمة -يعني ابن عمار - قال: ثنا أبو زميل، فذكره.(3/94)
الفرع الثالث: فيمن أفسد إحرامه
1378 - (ط) مالك بن أنس -رحمه الله- قال: بلغني: «أنَّ عُمَرَ وعَليًّا وأبا هريرة -رضي الله عنهم- سُئلوا عن رَجُلٍ أصاب أهْله (1) وهو محرمٌ بالحج؟ [ص:95] فقالوا: يَنْفُذانِ لوَجْهِهِما، حتى يقْضِيا حَجَّهُما (2) ، ثم عليهما حَجٌّ من قَابِلٍ، والْهَدْيُ (3) ، قال: وقال عليٌّ: وإذا أهَلاَّ بالحجِّ من عامِ قَابِلٍ تفَرَّقا، حتى يقْضِيا حجَّهُما» (4) . أخرجه الموطأ (5) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَنْفُذان) : أي يُمضيان أمرهما على حالهما ولا يبطلانه.
(الهدي) : ما يُهدى إلى البيت الحرام من النَّعَمِ، واحدها: هَدْيَة، وفيه لغة أخرى: «هَدي» بوزن: قَتِيل، وواحده: هَدِيَّة، بوزن: قَتيلَة، تقول: أهديت إلى البيت هدياً وهدية.
__________
(1) أي: جامع أهله.
(2) لوجوب إتمام فاسد الحج وكذا العمرة.
(3) جبراً لفعلهما.
(4) لئلا يتذكرا ما كان منهما أولاً.
(5) 1 / 381 و 382 في الحج، باب هدي المحرم إذا أصاب أهله. وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
بلاغا: أخرجه مالك (الموطأ) (879) في الحج، باب هدي المحرم إذا أصاب أهله، فذكره.(3/94)
1379 - (ط) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- سُئِلَ عن رجلٍ وقَعَ بأهْلِهِ، وهو بِمِنى، قبلَ أنْ يُفيض؟ - فأمَرَهُ: «أن ينحرَ بَدَنَة» (1) . أخرجه الموطأ (2) . [ص:96]
وفي رواية له عن عكرمة قال: لا أظنُّه إلا عن ابن عباس، أنه قال: «الذي يصيب أهله قبل أن يفيض: يعتمر ويهدي» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بَدَنَة) : البَدَنَةُ: الناقة أو البقرة تُنحر بمكة، سُميت بذلك لأنهم كانوا يُسمنونها، والبدانة: السمن والاكتناز، وقيل: البدنة لا تكون إلا من الإبل خاصة.
__________
(1) وحجه صحيح لوقوع الخلل بعد التحلل برمي الجمرة.
(2) 1 / 384 في الحج، باب من أصاب أهله قبل أن يفيض، من حديث أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس، وأبو الزبير صدوق إلا أنه يدلس، وعطاء بن أبي رباح ثقة فقيه فاضل إلا أنه كثير الإرسال، ولكن يشهد لهذه الرواية من جهة المعنى التي بعدها.
(3) الموطأ 1 / 384 في الحج، باب من أصاب أهله قبل أن يفيض، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (الموطأ) (883) في الحج باب هدي من أصاب أهله قبل أن يفيض، قاله عن أبي الزبير المكي، عن عطاء بن أبي رباح، عنه، فذكره.
قلت: ورجاله ثقات إلا أن أبا الزبير يدلس، وعطاء كثير الإرسال.(3/95)
1380 - (ط) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن عمر -رضي الله عنه- «قَضَى في الضَّبُع بكَبشٍ، وفي الغزال بعنزٍ، وفي الأرنب بعناقٍ، وفي اليَرْبُوعِ (1) بجفْرةٍ» .
أخرجه الموطأ مرسلاً عن أبي الزبير (2) ، أن عمر قضى (3) ... .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بِعَنَاق) : العناق: الأنثى من ولد المعز.
(بِجفرة) : الجفر: الذكر من أولاد المعز إذا بلغ أربعة أشهر، والأنثى، جفرة.
__________
(1) وهو دويبة نحو الفأرة، لكن ذنبه وأذناه أطول منها ورجلاه أطول من يديه.
(2) وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، وهو صدوق، إلا أنه يدلس.
(3) 1 / 414 في الحج، باب فدية ما أصيب من الطير والوحش، وإسناده منقطع، لأن أبا الزبير لم يدرك عمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه مالك (الموطأ) (959) في الحج، باب فدية ما أصيب من الطير والوحش قال: عن أبي الزبير، أن عمر بن الخطاب، فذكره.(3/96)
1381 - (ط) مالك بن أنس -رضي الله عنهما- قال في الجراد: «إنَّ مَنْ عَقَرَهُ عليه جَزاؤُهُ بِحُكْمِ حَكَمَيْنِ، لما رويَ عن زيدِ بن أسلم: أنَّ رجلاً قال لعمر -رضي الله عنه-: ياأمير المؤمنين، إني أصبتُ جَرادَة بِسَوطي، وأنا محرِمٌ، فقال له عمر: أَطْعمْ قُبْضة من طعامٍ» (1) . أخرجه الموطأ (2) .
وفي رواية له: «أنَّ يَحْيَى بن سَعيد (3) قال: إنَّ رُجلاً جاءَ إلى عمر فسألَهُ عن جرادَةٍ قتلَها وهو محرِمٌ، فقال عمر لكعْبٍ: تعالَ حتى نحكم، فقال كعبٌ: درهم، فقال عمر لِكَعْبٍ (4) : إنَكَ لَتَجِدُ الدَّراهِمَ، لتَمْرَةٌ خيرٌ من جَرادَةٍ» (5) .
__________
(1) قال الزرقاني: وهو مذهب مالك في المدونة وغيرها أن في الجراد قيمته، وفي الواحدة قبضة. أي: حفنة.
(2) 1 / 416 في الحج، باب فدية من أصاب شيئاً من الجراد وهو محرم، وإسناده منقطع، فإن زيد بن أسلم لم يدرك عمر رضي الله عنه، والرجل الذي بينه وبين عمر مجهول.
(3) هو يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن مالك بن النجار.
(4) هو كعب بن ماتع المعروف بكعب الأحبار.
(5) الموطأ 1 / 416 في الحج، باب فدية من أصاب شيئاً من الجراد وهو محرم، وإسناده منقطع، فإن يحيى بن سعيد لم يدرك عمر رضي الله عنه، والرجل الذي بينه وبين عمر مجهول. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": وهذا يدل على رجوع كعب عن قوله في الجراد: إنه نثرة حوت يجوز للمحرم أكله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل: أخرجه مالك (الموطأ) (963) في الحج، باب فدية من أصاب شيئا من الجراد وهو محرم، قال: عن زيد بن أسلم، فذكره.
والرواية الأخرى في (الموطأ) (964) .(3/97)
1382 - (ط) محمد بن سيرين قال: قال رجلٌ لعمر -رضي الله عنه: « [إنِّي] أجْرَيْتُ أنا وصَاحبٌ لي فَرَسينِ، نَسْتَبِقُ إلى ثُغْرةِ ثَنِيَّةٍ، فَأصَبنا ظَبياً، ونحن مُحرِمان، فما تَرى؟ فقال عمرُ لرجلٍ إلى جَنْبِهِ: تعال [ص:98] نَحْكُم، قال: فحَكَما عليه بِعَنْزٍ، فولَّى الرَّجُلُ، وهو يقولُ: هذا أميرُ المؤمنين، لا يستطيعُ أنْ يَحكُمَ في ظبيٍ، حتى دعا رجلاً [يحكم معه، فسمع عمر قول الرجل] ، فدَعاهُ عمر، فقال: هل تقرأ الْمَائِدةَ؟ قال: لا، قال: فهل تعرفُ هذا الرجل الذي حكم؟ قال: لا، قال: لو أَخْبَرْتَني أَنكَ تقْرَؤُها لأَوجعْتُكَ ضَرْباً، ثم قال: إنَّ الله قال في كتابه {يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عدْلٍ مِنْكُمْ، هدْياً بالغَ الْكَعْبَةِ} [المائدة: 95] وهذا عبدُ الرحمن بن عوفٍ» . أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نستبق) : استباق: افتعال، من المسابقة.
(ثغرة) : الثغرة في الأصل نقرة النحر التي بين الترقوتين.
(ثنية) : الثنية: الموضع المرتفع في العقبة، وثغرتها: موضع متفرج فيها.
__________
(1) 1 / 414 و 415 في الحج، باب فدية ما أصيب من الطير والوحش، من حديث عبد الملك بن قرير البصري عن محمد بن سيرين. وفي سنده انقطاع، فإن محمد بن سيرين لم يدرك عمر، والرجل الذي بينه وبين عمر مجهول. قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": قال الأصيلي: هو قبيعة بن جابر الأزدي. قال: ورواه الحاكم في المستدرك عنه، فعلى هذا يكون السند موصولاً صحيحاً عند الحاكم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (الموطأ) (960) في الحاج - باب فدية ما أصيب من الطير والوحش، قال: عن عبد الملك بن قدير، عن محمد بن سيرين، فذكره.(3/97)
1383 - (ط) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «مَنْ نَسِيَ شيئاً مِنْ نُسُكِهِ أو تَرَكَهُ، ممَّا بعدَ الْفرائضِ، فَلْيُهْرِقْ دَماً (1) ، قال أيوب: [ص:99] لا أدْرِي، قال: تَرَكَ، أم نَسِيَ» . أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) وبذلك قال مالك وجماعة.
(2) 1 / 419 في الحج، باب ما يفعل من نسي من نسكه شيئاً، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (968) في الحج - باب ما يفعل من نسي من نسكه شيئا قال: عن أيوب بن أبي تميمة السختياني، عن سعيد بن جبير، فذكره.(3/98)
الباب الثالث: في الإفراد، والقران، والتمتع وأحكامها، وفيه: ثلاثة فصول
الفصل الأول: في الإفراد
1384 - (م ط ت د س) عائشة -رضي الله عنها- «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أَفْرَدَ الْحجَّ» . أخرجه مسلم والموطأ وأبو داود والترمذي والنسائي.
وفي أخرى للنسائي: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، أهلَّ بالْحَجِّ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الإفراد) : هو أن ينوي الحج مفرداً عن العمرة فيقول: لبيك بحج مفرد.
__________
(1) أخرجه مسلم رقم (1211) في الحج، باب بيان وجوه الإحرام، والموطأ 1 / 335 في الحج، باب إفراد الحج، والترمذي رقم (820) في الحج، باب إفراد الحج، وأبو داود رقم (1777) في المناسك، باب إفراد الحج، والنسائي 5 / 145 في الحج، باب إفراد الحج.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (221) عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن. وأحمد (6/107) قال: ثنا سريج. قال: ثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، وهشام بن عروة. وفي (6/243) قال: ثنا روح. قال: ثنا مالك، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، وكان يتيما في حجر عروة بن الزبير. وفي (6/243) قال: ثنا عبد الأعلى بن حماد. قال: «قرأت على مالك بن أنس» عن أبي الأسود. وابن ماجة (2965) قال: ثنا أبو مصعب، قال: ثنا مالك بن أنس، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، وكان يتيما في حجر عروة بن الزبير.
ثلاثتهم - أبو الأسود، وأبو الزناد، وهشام بن عروة - عن عروة بن الزبير، فذكره.(3/99)
1385 - (م ت) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: «أهْلَلْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحجِّ مُفْرَداً» .
وفي رواية: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، أهلَّ بالحجِّ مُفْرَداً» . أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) مسلم رقم (1231) في الحج، باب الإفراد والقران بالحج والعمرة، ولفظه في الترمذي رقم (820) عقب حديث عائشة الذي قبله: وروي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أفرد الحج، وأفرد أبو بكر، وعمر، وعثمان، حدثنا بذلك قتيبة، حدثنا عبد الله بن نافع الصائغ عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر بهذا. وعبد الله بن نافع الصائغ، ثقة صحيح الكتاب، وفي حفظه لين، ولكن تابعه عند مسلم عباد بن عباد المهلبي. وأخرجه أحمد في المسند رقم (5719) ، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/97) (5719) قال: ثنا إسماعيل بن محمد. ومسلم (4/52) قال: ثنا يحيى بن أيوب، وعبد الله بن عون الهلالي.
ثلاثتهم - إسماعيل، ويحيى، وعبد الله- عن عباد بن عباد المهلبي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره.
(*) أخرجه الترمذي (820) قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا عبد الله بن نافع الصائغ، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.(3/100)
1386 - (ط) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-[أنَّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -] قال: «افْصلوا بينَ حَجِّكُم وعُمْرَتِكُم (1) ، فإنَّ ذلك أَتَمُّ لِحَجِّ أحَدِكم، وأتَمُّ لِعُمْرَتِهِ: أنْ يَعْتَمرَ في غير أشهر الحج» . أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) أي: فرقوا بين حجكم وعمرتكم بأن تحرموا بكل منهما وحده.
(2) 1 / 347 في الحج، باب جامع ما جاء في العمرة، وإسناده صحيح، وأخرجه مسلم في صحيحه مختصراً رقم (1217) في الحج، باب في المتعة بالحج والعمرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (785) في الحج - باب جامع ما جاء في العمرة، قال: عن نافع، عن عبد الله بن عمر، فذكره.(3/100)
1387 - (د) معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- قال: «يا أصحاب النبيِّ، هل تعلمون: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- نهى عن كذا [وكذا] ، وعن رُكوبِ جُلُودِ النِّمار؟ قالوا: نعم، قال: فتعلمون: أنه نهى أنْ يُقْرَنَ بين الحجِّ [ص:101] والعمرة؟ قالوا: أمَّا هذه فلا، قال: أمَا إنها مَعَهُنَّ، ولكنَّكم نَسيتُمْ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1794) في المناسك، باب في إفراد الحج، وأخرجه أحمد في المسند 4 / 95، 99 ورواه النسائي مختصراً 8 / 161 - 163. قال الحافظ ابن القيم في " تهذيب السنن " 2 / 317: وقال عبد الحق الإشبيلي: لم يسمع أبو شيخ من معاوية هذا الحديث , وإنما سمع منه " النهي عن ركوب جلود النمور " , فأما النهي عن القران، فسمعه من أبي حسان عن معاوية، ومرة يقول: عن أخيه حمان , ومرة يقول: جمان، وهم مجهولون. وقال ابن القطان: يرويه عن أبي شيخ رجلان: قتادة ومطرف , لا يجعلان بين أبي شيخ وبين معاوية أحداً. ورواه عنه بيهس بن فهدان. فذكر سماعه من معاوية لفظ النهي عن ركوب جلود النمور خاصة. قال النسائي: ورواه عن أبي شيخ: يحيى بن أبي كثير , فأدخل بينه وبين معاوية رجلاً اختلفوا في ضبطه. فقيل: أبو حمان , وقيل: حمان , وقيل: جمان، وهو أخو أبي شيخ. وقال الدارقطني: القول قول من لم يدخل بين أبي شيخ ومعاوية فيه أحداً - يعني قتادة ومطرفاً وبيهس بن فهدان. وقال غيره: أبو شيخ - هذا - لم نعلم عدالته وحفظه , ولو كان حافظاً لكان حديثه هذا معلوم البطلان , إذ هو خلاف المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعله وقوله , فإنه أحرم قارناً , رواه عنه ستة عشر نفساً من أصحابه , وخير أصحابه بين القران والإفراد والتمتع , وأجمعت الأمة على جوازه. ولو فرض صحة هذا عن معاوية , فقد أنكر الصحابة عليه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه , فلعله وهم , أو اشتبه عليه نهيه عن متعة النساء بمتعة الحج , كما اشتبه على غيره. والقران داخل عندهم في اسم المتعة، وكما اشتبه عليه تقصيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض عمره , بأن ذلك في حجته , وكما اشتبه على ابن عباس نكاح رسول الله صلى الله عليه وسلم لميمونة , فظن أنه نكحها محرماً , وكان قد أرسل أبا رافع إليها , ونكحها وهو حلال , فاشتبه الأمر على ابن عباس. وهذا كثير. ثم قال:
وعلى كل حال فليس أبو شيخ ممن يعارض به كبار الصحابة الذين رووا القران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإخباره أن العمرة دخلت في الحج إلى يوم القيامة , وأجمعت الأمة عليه. والله أعلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: إلا النهي عن القران فهو شاذ:
أخرجه أحمد (4/92) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة. وفي (4/95) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن قتادة. وفي (4/98) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثني بيهس بن فهدان. وفي (4/99) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. وعبد بن حُميد (419) قال: حدثني أبو الوليد، قال: حدثنا همام بن يحيى، قال: حدثنا قتادة. وأبو داود (1794) قال: حدثنا موسى أبو سلمة، قال: حدثنا حماد، عن قتادة. والنسائي (8/161) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة (ح) وأخبرنا أحمد بن حرب، قال: أنبأنا أسباط، عن مغيرة، عن مطر، وفي (8/163) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا النضر بن شميل، قال: حدثنا بيهس بن فهدان.
ثلاثتهم - قتادة، وبيهس، ومطر الوراق- عن أبي شيخ الهنائي خيوان بن خالد، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (4/96) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب يعني ابن شداد. النسائي (8/162) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب بن شداد. وفي (8/162) قال: أخبرني شعيب بن شعيب بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الوهاب بن سعيد، قال: حدثنا شعيب، عن الأوزاعي.
كلاهما - حرب، والأوزاعي- عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو شيخ الهنائي، عن أخيه حمان، فذكره.
(*) أخرجه النسائي (8/162) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثنا علي ابن المبارك، عن يحيى، قال: حدثني أبو شيخ الهنائي، عن أبي حمان، فذكره.
(*) وأخرجه النسائي (8/162) قال: أخبرنا نصير بن الفرج، قال: حدثنا عمارة بن بشر، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو إسحاق، قال: حدثني حمان، فذكره.
(*) وأخرجه النسائي (8/163) قال: أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد، عن عقبة، عن الأوزاعي، قال: حدثني يحيى، قال: حدثني أبو إسحاق، قال: حدثني أبو حمان، فذكره.
(*) وأخرجه النسائي (8/163) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، قال: حدثنا عبد الله ابن يوسف، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى، قال: حدثني حمان، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.(3/100)
1388 - (م) جابر بن عبد اللَّه وأبو سعيد الخدري -رضي الله عنهما- قالا: «قَدِمْنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، ونحن نَصْرُخُ بالحجِّ صُرَاخاً» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1248) في الحج، باب التقصير في العمرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/5) قال: ثنا ابن أبي عدي، وفي (3/71) قال: ثنا عفان، قال: ثنا يزيد بن زريع، ومسلم (4/59) قال: ثنا عبيد الله بن عمر القواريري، قال: ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى.
ثلاثتهم - ابن أبي عدي، ويزيد، وعبد الأعلى- عن داود، عن أبي نضرة فذكره.
وأخرجه أحمد (3/75) قال: ثنا عفان، ومسلم (4/59) قال: ثنا حجاج بن الشاعر، قال: ثنا معلى بن أسد.
كلاهما - عفان، ومعلى - قالا: ثنا وهيب بن خالد، عن داود، عن أبي نضر، عن جابر، وعن أبي سعيد الخدري.
(*) في مسند أحمد (3/75) عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، أو عن جابر بن عبد الله) .(3/102)
الفصل الثاني: في القران
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
القران: في الحج: هو أن يجمع بين الحج والعمرة [بنية واحدة] فيقول: لبيك بحجة وعمرة.
والشافعي يفضل الإفراد، وأبو حنيفة يفضل القران.(3/102)
1389 - (خ م د ت س) أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال بكرُ بنُ عبد اللَّه المزنيُّ: قال أنسٌ: سمعتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يُلَبِّي بالحجِّ والعمرةِ جميعاً، قال بكرٌ: فحدَّثتُ بذلك ابنَ عمر، فقال: لَبَّى بالحجِّ وحده، فَلَقيتُ أنساً فَحَدَّثتُهُ، فقال أنسٌ: ما تَعُدُّونا إلا صِبياناً، سمعتُ رسولَ الله [ص:103] صلى الله عليه وسلم- يقول: «لَبَّيْكَ عُمرَة وحَجاً» (1) .
هذه رواية البخاري ومسلم.
ولمسلم أيضاً قال: «سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أهلَّ بهما: لَبَّيْكَ عُمْرَةً وحجاً» .
وفي رواية: لَبَّيْكَ بِعُمْرةٍ وحجٍ.
وأخرج أبو داود والنسائي: رواية مسلم المفردة.
وفي رواية الترمذي قال: «سمعتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: لَبَّيكَ بحجَّةٍ وعُمْرَةٍ» (2) .
__________
(1) قال النووي: قوله: " لبيك عمرة وحجاً " يحتج به من يقول بالقران، والصحيح المختار في حجة النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان في أول إحرامه مفرداً؛ ثم أدخل العمرة على الحج، فصار قارناً.
وجمعنا بين الأحاديث أحسن جمع. فحديث ابن عمر هنا: محمول على أول إحرامه عليه الصلاة والسلام، وحديث أنس: محمول على أواخره وأثنائه، وكأنه لم يسمعه أولاً. ولا بد من هذا التأويل أو نحوه، لتكون رواية أنس موافقة لرواية الأكثرين كما سبق، والله أعلم.
(2) أخرجه البخاري 2 / 470 في تقصير الصلاة، باب يقصر إذا خرج من موضعه، وفي الحج، باب من بات بذي الحليفة حتى أصبح، وباب رفع الصوت بالإهلال، وباب التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال عند الركوب على الدابة، وباب من نحر بيده وباب نحر البدن قائمة، وفي الجهاد، باب الخروج بعد الظهر، وباب الإرداف في الغزو والحج، وأخرجه مسلم رقم (1232) في الحج، باب الإفراد والقران بالحج والعمرة واللفظ له، وأبو داود رقم (1795) في الحج، باب في الإقران، والترمذي رقم (821) في الحج، باب ما جاء في الجمع بين الحج والعمرة، والنسائي 5 / 150 في الحج، باب القران، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (2968) و (2969) في الحج، باب من قرن الحج والعمرة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: - عن يحيى بن أبي إسحاق، وحميد، وعبد العزيز بن صهيب، عنه:
1 - أخرجه أحمد (3/99) ، ومسلم (4/59) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (1795) قال: حدثنا أحمد بن حنبل. والنسائي (5/150) قال: أخبرنا مجاهد بن موسى. وفي (5/150) قال: أنبأنا يعقوب بن إبراهيم. وابن خزيمة (2619) قال: حدثنا علي بن حُجر.
خمستهم (أحمد، ويحيى، ومجاهد، ويعقوب، وابن حجر) عن هُشيم.
2 - وأخرجه مسلم (4/59) قال: حدثنا علي بن حجر. قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم.
3 - وأخرجه أحمد (3/187) . وابن ماجة (2968) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي.
كلاهما (أحمد، ونصر) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى.
وأخرجه أحمد (3/282) قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة.
كلاهما (عبد الأعلى، وشعبة) عن يحيى بن أبي إسحاق فقط.
في رواية إسماعيل بن علية: عن يحيى وحميد.
رواية هشيم، عن الثلاثة، يحيى، وحُميد، وعبد العزيز.
ب - عن حميد، عنه:
أخرجه الحميدي (1215) وأحمد (3/111) قالا: ثنا سفيان. وأحمد (3/183) قال: ثنا يحيى بن سعيد، وفي (3/282) قال: ثنا محمد بن جعفر، عن شعبة. والدارمي (1930) قال: نا يزيد بن هارون. وابن ماجة (2969) قال: ثنا نصر بن علي، قال: ثنا عبد الوهاب. والترمذي (821) قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا حماد بن زيد.
ستتهم -سفيان، ويحيى، وشعبة، ويزيد، وعبد الوهاب، وحماد -عن حميد، فذكره.(3/102)
1390 - (د س) أبو وائل -رحمه الله- قال: «قال الصُّبَيُّ بنُ مَعْبَدٍ: كنتُ رجلاً أعرابياً نَصْرانيّاً، فأسلمتُ، فأتيتُ رجلاً من عشيرتي يقال له: هُدَيْمُ بْنُ ثُرْمُلَةَ، فقلتُ: يا هَناهُ، إنِّى حريصٌ على الجهاد، وإنِّي وجدتُ الحجَّ والعمرة مَكْتُوبَيْنِ عليَّ، فكيف لي بأنْ أجمع بينهما؟ فقال: اجمَعْهُما، واذْبَحْ ما استَيْسَرَ من الهَدْي، فأهللتُ بهما، فلما أَتَيْتُ العُذَيبَ لَقيني سَلمانُ بنُ ربيعةَ، وزيدُ بنُ صُوحَان، وأنا أُهِلُّ بهما معاً، فقال أحدهما للآخر: ما هذا بأَفقَه من بعيره، قال: فكأنّما أُلقيَ عليَّ جَبَلٌ، حتى أتيتُ عمرَ بنَ الخطاب، فقلتُ له: يا أمير المؤمنين، إنِّي كنتُ رجلاً أعرابياً نصرانياً، وإني أسلمتُ، وأنا حريصٌ على الجهاد، وإني وجَدْتُ الحجَّ والعمرةَ مكْتُوبَين عليَّ، فأتيتُ رجلاً من قومي، فقال لي: اجمعْهُما واذبح ما اسْتَيْسَرَ من الهَدْي، وإني أهللتُ بهما معاً، فقال عمر: هُديتَ لسُنَّةِ نَبِيكْ -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود والنسائي.
إلا أنَّ النَّسائي قال: لما قال لعمر - وأعاد عليه قولَ الرَّجُل - أعادَ عليه أيضاً قول الرُجلين له، وسمَّاهُما، وأعاد اسمَهُما (1) . [ص:105]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يا هَناه) : هذه اللفظة فيها لغات كثيرة، هذا أحدها، ومعناها جميعها: النداء بالشخص المطلوب.
__________
(1) أخرجه وأبو داود رقم (1799) في المناسك، باب في الإقران، والنسائي 5 / 146 و 147 و 148 في الحج، باب القران، وأخرجه ابن ماجة رقم (2970) في المناسك، باب من قرن الحج والعمرة، وإسناده صحيح. قال البيهقي: وهذا الحديث يدل على جواز القران، فإنه ليس بضلال كما توهم زيد بن صوحان، وسلمان بن ربيعة، إلا أنه أفضل من غيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (18) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبدة بن أبي لبابة- حفظناه منه غير مرة -. وأحمد (1/14) (83) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. وفي (1/25) (169) قال: حدثنا سفيان، عن عبدة بن أبي لبابة. وفي (1/34) (227) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرني سيار. وفي (1/37) (254) قال: حدثنا يحيى، عن الأعمش. وفي (256) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا سفيان، عن منصور. وفي (1/53) (379) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. وأبو داود (1798) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور. وفي (1799) قال: حدثنا محمد بن قدامة بن أعين. وعثمان بن أبي شيبة. قالا: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور. وابن ماجة (2970) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وهشام بن عمار. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة. عن عبدة بن أبي لبابة. (ج) وحدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع وأبو معاوية وخالي يعلى. قالوا: حدثنا الأْعمش. والنسائي (5/146) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا جرير، عن منصور. وفي (5/147) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا مصعب ابن المقدام، عن زائدة، عن منصور. (ح) وأخبرنا عمران بن يزيد، قال: أنبأنا شعيب، عني ابن إسحاق، قال: أنبأنا ابن جريج (ح) وأخبرني إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج. قال: قال ابن جريج، قال: أخبرني حسن بن مسلم، عن مجاهد وغيره. وابن خزيمة (3069) قال: حدثنا يوسف ابن موسى، قال: حدثنا جرير، عن منصور.
ستتهم -عبدة، والحكم، وسيار، والأعمش، ومنصور، ومجاهد - عن أبي وائل شقيق ابن سلمة، فذكره.(3/104)
1391 - (ط) جعفر بن محمد -رحمه الله- عن أبيه: «أنَّ المقدادَ بْنَ الأسود دَخَلَ على علي بن أبي طالب بالسُّقْيا وهو يَنْجَعُ (1) بكَرَاتٍ له دقيقاً وخَبَطاً، فقال: هذا عثمان بنُ عفانٍ ينْهى: أنْ يُقْرَن بَيْنَ الحجِّ والعمرةِ، فَخرجَ عليٌّ، وعلى يدَيْهِ أثرُ الدَّقيق والخَبَط، فما أنْسى الخَبَطَ والدقيقَ عن ذِرِاعيْهِ، حتى دخلَ على عثمانَ بنِ عفانٍ، فقال: أنتَ تَنْهى عن أَنْ يُقْرنَ بَينَ الحجِّ والعمرةِ؟ فقال عثمان: ذلك رأْيي، فخرج عليٌّ مُغضَباً، وهو يقول: لبَّيْكَ اللهم لبَّيكَ بِحجَّةٍ وعُمرةٍ معاً» . أخرجه الموطأ (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَنْجَعُ بَكَرات له) : البكرات: جمع بكرة، وهي الناقة [ص:106] الفَتِيَّة من الإبل. والنجيع: خبط يُضرب بالدقيق وبالماء يوجر به الجمل. تقول: نجعت البعير، ونجع في الدابة العلف، ولا يقال: أنْجَع.
__________
(1) أي: يعلفها النجيع. والنجيع والنجوع: أي يخلط العلف من الخبط والدقيق بالماء، ثم يسقيه الإبل. نهاية.
(2) 1 / 336 في الحج، باب القران في الحج من رواية جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه محمد بن علي بن الحسين عن المقداد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وفي سنده انقطاع، فإن محمد بن علي بن الحسين لم يدرك المقداد ولا علياً. والحديث بمعناه في الصحيحين وغيرهما، وقد تقدم برقم (1389) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع: أخرجه مالك «الموطأ» (757) في الحج - باب القران في الحج، قال: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (2/339) : وفيه انقطاع، لأن محمدا لم يدرك المقداد. ولا عليا لكنه في الصحيحين وغيرهما من طرق بنحوه.(3/105)
1392 - (ت س) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: قرنَ الحجَّ والعُمرةَ، فطاف لهما طوافاً واحداً» . أخرجه الترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) الترمذي رقم (947) في الحج، باب ما جاء في أن القارن يطوف طوافاً واحداً، والنسائي 5 / 226 في الحج، باب طواف القارن، وإسناد النسائي حسن، وأخرجه ابن ماجة رقم (2973) في المناسك، باب طواف القارن. وحديث الترمذي وابن ماجة تدليس أبي الزبير، ولكنه متابع عند النسائي من حديث طاوس عن جابر. فالحديث حسن، وقد حسنه الترمذي، ويشهد له الذي بعده. واستدل بالحديث من قال بكفاية الطواف الواحد للقارن. وإليه ذهب الجمهور. قال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم قالوا: القارن يطوف طوافاً واحداً، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم: يطوف طوافين ويسعى سعيين، وهو قول الثوري وأهل الكوفة.
قال النووي: ويحكى عن علي بن أبي طالب وابن مسعود والشعبي والنخعي. وقال الحافظ في " الفتح " 3 / 395: واحتج الحنفية بما روي عن علي أنه جمع بين الحج والعمرة، فطاف لهما طوافين وسعى لهما سعيين، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل، وطرقه عن علي عند عبد الرزاق والدارقطني وغيرهما ضعيفة. وكذا أخرج من حديث ابن مسعود بإسناد ضعيف نحوه، وأخرج من حديث ابن عمر نحو ذلك وفيه الحسن بن عمارة، وهو متروك. والمخرج في الصحيحين وفي السنن عنه من طرق كثيرة الاكتفاء بطواف واحد. وقال البيهقي: إن ثبتت الرواية أنه طاف طوافين فيحمل على طواف القدوم وطواف الإفاضة. قال النووي: وهو قول الجمهور.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (3/317) قال: حدثنا يحيى. ومسلم (4/36) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا محمد بن بكر. وأبو داود (1895) قال: حدثنا ابن حنبل، قال: حدثنا يحيى. والنسائي (5/244) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال:حدثنا يحيى. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (2802) عن عمران بن يزيد الدمشقي، عن شعيب بن إسحاق.
ثلاثتهم (يحيى، وابن بكر، وشعيب) عن ابن جريج.
2 - وأخرجه أحمد (3/387) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة.
3 - وأخرجه ابن ماجة (2973) قال:حدثنا هناد بن السُّريّ، قال: حدثنا عَبْثَر بن القاسم، عن أشعث.
4 - وأخرجه الترمذي (947) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الحجاج.
أربعتهم: (ابن جريج، وابن لهيعة، وأشعث، وحجاج) عن أبي الزبير، فذكره.
* رواية حجاج «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَرَنَ الْحَجَّ والْعُمرة، فطاف لهما طوافا واحدا» .(3/106)
1393 - (خ م ت س) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ أحْرَمَ بالحجّ والعمرةِ أجزَأهُ طوافٌ واحدٌ، وسَعْيٌّ [ص:107] واحدٌ عنهما، حتى يحلَّ منهما جميعاً» . هذه رواية الترمذي.
وفي رواية النسائي، «أنَّ ابن عمر: قَرَنَ الحجَّ والعمرةَ، فطافَ طوافاً واحداً، وقال هكذا رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَفْعَلُهُ» .
وفي رواية البخاري ومسلم: أنَّ ابنَ عمر كان يقولُ: «مَنْ جمعَ بين الحجِّ والعمرةِ كفاهُ طوافٌ واحدٌ، ولم يَحِلَّ حتى يَحِلَّ منهما جميعاً» .
وقد أخرجا هذا المعنى في جُملةِ حديثٍ طويلٍ يُذْكَر آنفاً (1) .
__________
(1) أخرجه البخاري 3 / 395 و 396 في الحج، باب طواف القارن، وباب من اشترى الهدي من الطريق، وباب إذا أحصر المعتمر، وباب النحر قبل الحلق في الحصر، وباب من قال ليس على المحصر بدل، وفي المغازي، باب غزوة الحديبية، ومسلم رقم (1230) في الحج، باب بيان جواز التحلل بالإحصار وجواز القران، والترمذي رقم (948) في الحج، باب ما جاء في أن القارن يطوف طوافاً واحداً، والنسائي 5 / 225 و 226 في الحج، باب طواف القارن، وأخرجه ابن ماجة رقم (2975) في المناسك، باب طواف القارن، والدارمي في سننه 2 / 43 في المناسك، باب طواف القارن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/67) (5350) قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك الحراني. والدارمي (1851) قال: أخبرنا سعيد بن منصور. وابن ماجة (2975) قال: حدثنا محرز بن سلمة. والترمذي (948) قال: حدثنا خلاد بن أسلم البغدادي. وابن خزيمة (2745) . قال: حدثنا هشام بن يونس بن وابل ابن وضاح.
خمستهم (أحمد بن عبد الملك، وسعيد بن منصور، ومحرز بن سلمة، وخلاد بن أسلم، وهشام بن يونس) عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره.
قلت: رواية البخاري ومسلم ستأتي في الحديث الذي بعده.(3/106)
1394 - (خ م ط س) نافع: أنَّ عبدَ الله بنَ عبدِ الله، وسالمَ بنَ عبد الله، كلَّما عبدَ اللهِ بنَ عمرَ - رضي الله عنهما -، حين نَزلَ الحَجَّاجُ لِقتالِ ابنِ الزُّبيرِ، قالا: لا يَضُرُّك أن لا تَحُجَّ العامَ، فإنَّا نَخْشى أنْ يكونَ بينَ الناسِ قِتالٌ، يُحالُ بَيْنَكَ وبينَ البيتِ، قال: إن حِيلَ بيني وبَيْنَهُ فَعلْتُ كما فَعَلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا معهُ حين حالتْ قريشٌ بَينهُ وبيْنَ البَيْتِ: أُشْهِدُكم أنِّي قد أَوجَبْتُ عُمْرَة، فانْطَلَقَ حتى إذا أَتى ذا الحُلَيْفَةِ، فَلبَّى [ص:108] بالعمرةِ، ثم قال: إنْ خُلِّي سَبيلي قَضَيْتُ عُمرتي، وإنْ حيلَ بَيني وبينهُ فَعَلتُ كما فعلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ثم تلا: {لقد كانَ لكم في رسولِ اللَّه أُسوةٌ حسنَةٌ} [الأحزاب: 21] ثمَّ سارَ، حتى إذا كان بظَهْرِ البَيْداء قال: «ما أَمْرُهما إلا واحدٌ، إنَّ حِيلَ بَيْني وبيْنَ العمرةِ حِيلَ بيني وبين الحجِّ، أُشهِدُكم: أني قد أوجبْتُ حجَّةً مع عُمْرتي، فانطلق، حتى ابتاع بِقُدَيْدٍ هَدْياً، ثم طاف لهما طوافاً واحِداً» .
زاد في رواية: «وكان ابنُ عمر يقول: منْ جمعَ بينَ الحجِّ والعمرةِ كفاهُ طوافٌ واحدٌ، ولم يَحِلَّ حتى يَحِلَّ منهما جميعاً» .
وفي أخرى نحوه، وفيه: «ثُمَّ انطلقَ يُهِلُّ بِهما جميعاً، حتى قَدِمَ مكةَ، فطاف بالبيت وبالصَّفا والمروةِ، ولم يَزِدَ على ذلك، ولم يَنْحَرْ، ولم يحْلِقْ، ولم يُقَصِّرْ، ولم يَحْلِلْ من شيءٍ حَرمُ عليه، حتى كانَ يومُ النَّحْرِ، فنَحَرَ وحلَقَ، ورأى: أنْ قد قَضى طوافَ الحجِّ والعمرة بِطَوافِهِ الأول. وقال ابنُ عمر: كذلك فعَلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-» .
وفي أخرى بنحوه، وقال: «فطاف لهما طوافاً واحداً، ورأى أنْ ذلك مُجزيءٌ عنه وأهدى» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ والنسائي (1) .
__________
(1) أخرجه البخاري 3 / 395 و 396 في الحج، باب طواف القارن، وباب من اشترى هديه من الطريق، وباب إذا أحصر المعتمر، وباب النحر قبل الحلق، وفي الحصر، وباب من قال [ص:109] ليس على المحصر بدل، وفي المغازي، باب غزوة الحديبية، وأخرجه مسلم رقم (1230) في الحج، باب بيان جواز التحلل بالإحصار وجواز القران، والموطأ 1 / 337 في الحج، باب القران في الحج، والنسائي 5 / 158 في الحج، باب إذا أهل بعمرة هل يجعل معها حجاً، وباب طواف القارن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
أ - عن نافع، أو عبد الله بن عبد الله، وسالم بن عبد الله، عنه.
1 - أخرجه مالك «الموطأ» (236) . وأحمد (2/63) (5298) و (2/138) (6227) قال: ثنا عبد الرحمن، والبخاري (3/10) قال: ثنا عبد الله بن يوسف، وفي (3/12) قال: ثنا إسماعيل وفي (5/162) قال: ثنا قتيبة. ومسلم (4/50) قال: ثنا يحيى بن يحيى.
خمستهم - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل بن أبي أويس، وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن يحيى - عن مالك.
2 - وأخرجه الحميدي (678) قال: ثنا سفيان، قال: ثنا أيوب بن موسى، وعبيد الله بن عمر، وأيوب السختياني.
3 - وأخرجه أحمد (2/4) (4480) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/64) (5322) قال: حدثنا عبد الوهاب. والبخاري (2/192) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية. وفي (2/206) قال: حدثنا أو النعمان، قال: حدثنا حماد. ومسلم (4/52) قال: حدثنا أو الربيع الزهراني. وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد (ح) وحدثنا زهير بن حرب، قال: حدثني إسماعيل.
ثلاثتهم (إسماعيل بن إبراهيم بن علية، وعبد الوهاب، وحماد بن زيد) عن أيوب.
4 - وأخرجه أحمد (2/11) (4595) و (2/12) (4596) . والنسائي (5/225) قال: أخبرنا محمد بن منصور. وابن خزيمة (2743) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء.
ثلاثتهم - أحمد، ومحمد بن منصور، وعبد الجبار بن العلاء -قالوا: حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى.
5 - وأخرجه أحمد (2/38) (4964) قال: حدثنا يحيى بن يمان، عن سفيان. وفي (2/54) (5165) قال: حدثنا يحيى. وفي (2/141) (6268) قال: حدثنا ابن نمير. والدارمي (1900) قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد. قال: حدثنا أبو أسامة. والبخاري (5/162) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، ومسلم (4/51) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى (وهو القطان) . (ح) وحدثناه ابن نمير، قال: حدثنا أبي. وابن ماجة (3102) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا يحيى ابن يمان، عن سفيان. والترمذي (907) قال: حدثنا قتيبة، وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا يحيى بن اليمان، عن سفيان.
أربعتهم (سفيان، ويحيى القطان، وعبد الله بن نمير، وأبو أسامة، حماد بن أسامة) عن عبيد الله.
6 - وأخرجه أحمد (2/151) (6391) والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (7769) عن إسحاق بن إبراهيم.
كلاهما (أحمد، وإسحاق بن إبراهيم) عن عبد الرزاق، قال: سمعت عبيد الله بن عمر، وعبد العزيز ابن أبي رواد.
7 - وأخرجه البخاري (2/192) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (4/51) قال: حدثنا محمد بن رمح (ح) وحدثنا قتيبة. والنسائي (5/158) قال: أخبرنا قتيبة.
كلاهما (قتيبة، ومحمد بن رمح) قال قتيبة: حدثنا. وقال ابن رمح: أخبرنا الليث.
8 - وأخرجه البخاري (2/209) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أبو ضمرة، وابن خزيمة (2746) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عمرو بن عثمان الكلابي، قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار. كلاهما (أبو ضمرة أنس بن عياض، وداود بن عبد الرحمن) عن موسى بن عقبة.
9 - وأخرجه البخاري (3/11) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: أخبرنا أبو بدر، شجاع بن الوليد، عن عمر بن محمد العمري.
10 - وأخرجه النسائي (5/226) قال: أخبرنا علي بن ميمون الرقي، قال: حدثنا سفيان عن أيوب السختياني، وأيوب بن موسى، وإسماعيل بن أمية، وعبيد الله بن عمر.
تسعتهم (مالك، وأيوب بن موسى، وعبيد الله بن عمر، وأيوب السختياني، وعبد العزيز بن أبي رواد، والليث بن سعد، وموسى بن عقبة، وعمر بن محمد العمري، وإسماعيل بن أمية) عن نافع، فذكره.
* رواية أيوب بن موسى، وعبيد الله بن عمر، وأيوب السختياني، عند الحميدي: ذكر الحديث وزاد: «ثم قَدِم مكة، فطاف بالبيت سبعا، وصلى ركعتين خلف المقام....» .
* في رواية عبد العزيز بن أبي رواد، والليث بن سعد، زيادة:......... ولم ينحر، ولم يحلق، ولم يقصر، ولم يحلل من شيء حرم منه، حتى كان يوم النحر، فنحر وحلق ورأى أن قد قضى طواف الحج والعمرة بطوافه الأول. وقال ابن عمر: «كذلك فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» .
* رواية عمر بن محمد العمري مختصرة على: «أن عبد الله وسالما، كلما عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، فقال: خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- معتمرين، فحال كفار قريش دون البيت، فنحر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بُدْنَة، وحلق رأسه» .
* باقي الروايات مطولة ومختصرة.
ب -رواية عبيد الله بن عبد الله، وسالم بن عبد الله، عنه:
أخرجه البخاري (3/10) و (5/162) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء. والنسائي (5/197) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا أبي.
كلاهما -عبد الله بن محمد بن أسماء، وعبد الله بن يزيد المقرئ - قالا: حدثنا جويرية، عن نافع، أن عبيد الله بن عبد الله، وسالم بن عبد الله أخبراه، فذكراه.
* أخرجه البخاري (3/11) و (5/163) قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية، عن نافع، أن بعض بني عبد الله قال له: لو أقمت. بهذا.
* في رواية عبد الله بن يزيد المقرئ، سماه عبد الله بن عبد الله، بدلا من: عبيد الله بن عبد الله.(3/107)
1395 - (خ م س) علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال سعيد ابنُ المُسَيِّبُ: «اجتمعَ عليُّ وعثمان بعُسفانَ، فكان عثمان ينهَى عن المُتْعةِ، أو العمرةِ، فقال له علي: ما تُريدُ إلى أَمرٍ فعَلَه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، تنهَى النَّاسَ عنه؟ فقال له عثمان: دَعْنا عنك، قال: إني لا أستطيعُ أنْ أدَعكَ، فلمَّا رأى ذلك [عليٌّ] أهلَّ بهما جميعاً» (1) . هذه رواية البخاري ومسلم.
وفي رواية للبخاري (2) : «قال مروانُ بنُ الحكم: إنَّه شَهِدَ عثمان وعليًّا بيْنَ مكَّةَ والمدينة، وعُثمانُ ينهَى عن المُتْعةِ، وأنْ يجمع بينهُما، فلمَّا رأى ذلك عليٌّ أهلَّ بهما: لبَّيكَ بعمرةٍ وحجَّةٍ، فقال عثمانُ: تَراني أنهَى الناسَ، وأنت تفعلُهُ؟ فقال: ما كنتُ لأدَعَ سُنَّةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقوْلِ أحدٍ» .
وفي رواية النسائي، قال مروان: «كنتُ جالساً عنْد عثمان، فسمِع عليًّا يُلبِّي بحَجَّةٍ وعُمْرَةٍ، فقال: ألم تكُنْ تنْهَى عن هذا؟ قال: بلى، ولكنِّي [ص:110] سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُلبِّي بهما جَميعاً، فلم أدَعْ قوْلَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقولك» .
وفي أخرى، أنَّ عثمان كان ينْهَى عن المُتعَةِ، وأن يُجمَع بيْنَ الحجِّ والعُمْرَةِ، فقال عليٌّ: لبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وعمرةٍ معاً، فقال عثمانُ: أتَفْعَلُها وأنا أنْهى عنها؟ فقال عليٌّ: «لم أكُنْ لأدَعَ سُنَّةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأحَدٍ من النَّاس» (3) .
__________
(1) قوله: " أهل بهما " أي: أحرم بالقران. فإن قلت: القران أيضاً نوع من التمتع، لأنه يتمتع بما فيه من التخفيف، أو كان القران كالتمتع عند عثمان، بدليل ما تقدم آنفاً، حيث قال " وأن يجمع بينهما " وكان حكمها واحداً عندهم جوازاً ومنعاً، والله أعلم. والمراد بالمتعة: العمرة في أشهر الحج، سواء كانت في ضمن الحج أو متقدمة عليه منفردة. وسبب تسميتها متعة: ما فيها من التخفيف الذي هو يمتع، قاله الكرماني.
(2) في الأصل والمطبوع: وفي رواية لمسلم، وهي ليست عند مسلم، وإنما هي للبخاري، كما أثبتنا.
(3) أخرجه البخاري 3 / 336 في الحج، باب التمتع والقران والإفراد بالحج وفسخ الحج لمن لم يكن معه هدي، ومسلم رقم (1223) في الحج، باب جواز التمتع، والنسائي 5 / 148 في الحج، باب التمتع. قال الحافظ في " الفتح ": وفي قصة عثمان وعلي من الفوائد إشاعة العالم ما عنده من العلم وإظهاره، ومناظرة ولاة الأمور وغيرهم في تحقيقه لمن قوي على ذلك لقصد مناصحة المسلمين، والبيان بالفعل مع القول، وجواز الاستنباط من النص، لأن عثمان لم يخف عليه أن التمتع والقران جائزان، وإنما نهى عنهما ليعمل بالأفضل كما وقع لعمر. لكن خشي علي أن يحمل غيره النهي على التحريم فأشاع جواز ذلك، وكل منهما مجتهد مأجور.
وفيه: أن المجتهد لا يلزم مجتهداً آخر بتقليده لعدم إنكار عثمان على علي مع كون عثمان الإمام إذ ذاك، والله أعلم.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/136) (1146) قال: ثنا محمد بن جعفر. والبخاري (2/176) قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا حجاج بن محمد الأعور. ومسلم (4/46) قال: ثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، قالا: ثنا محمد بن جعفر.
وكلاهما (محمد بن جعفر، وحجاج) عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
أما رواية النسائي فعن مروان بن الحكم، عنه:
أخرجه أحمد (1/95) (733) قال: ثنا وكيع، قال: ثنا الأعمش: عن مسلم البطين. وفي (1/135) (1139) قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن الحكم. والبخاري (2/175) قال: ثنا محمد ابن بشار، قال: ثنا غندر، قال: ثنا شعبة، عن الحكم. والنسائي (5/148) قال: ني عمران بن يزيد، قال: ثنا عيسى، وهو ابن يونس، قال: ثنا الأْعمش، عن مسلم البطين. (ح) ونا إسحاق بن إبراهيم، قال: نا أبو عامر، قا: ثنا شعبة، عن الحكم. (ح) ونا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنا النضر، عن شعبة، عن الحكم.
كلاهما - مسلم، والحكم - عن علي بن الحسين، عن مروان بن الحكم، فذكره.(3/109)
الفصل الثالث: في التمتع وفسخ الحج
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التمتع) بالحج له شرائط معروفة في الفقه، والمراد به: أن يكون [ص:111] قد أحرم في أشهر الحج بعمرة، فإذا وصل إلى البيت وأراد أن يحل ويستعمل ما حرم عليه من محظورات الحج،
كالنكاح والطيب وغيرهما، فسبيله: أن يطوف ويسعى ويحل ويستعمل ما حرم عليه إلى يوم الحج، ثم يحرم بالحج إحراماً جديداً ويقف بعرفة ويطوف ويسعى ويحل بعد ذلك من الحج فيكون قد تمتع بالعمرة في زمن الحج.(3/110)
1396 - (م س) علي -رضي الله عنه- قال عبد الله بن شقيق: «كانَ عُثمانُ يَنْهى عَنِ الْمُتْعَةِ (1) ، وكانَ عليٌّ يأمر بها، فقال عثمانُ لِعَليٍّ كلمةً، فقال عليٌّ: لقَدْ علمتَ أنَّا تَمتَّعْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: أجل، ولكنَّا كُنَّا خائِفِينَ» . هذه رواية مسلم.
وفي رواية النسائي: قال ابن الْمُسَيَّبِ: «حَجَّ عليٌّ وعُثْمان، فلَمَّا كُنَّا ببعض الطريق: نهى عثمانُ عن التَّمَتُّع» ، فقال: «إذا رأيْتُمُوهُ قد ارْتَحَلَ فارتَحِلُوا، فَلبَّى عليٌّ وأصحابُهُ بالعمرةِ» ، فلم يَنْهَهُمْ عثمانُ، فقال عليٌّ: «ألم أُخْبَرْ أَنَّكَ تَنْهى عن التَّمَتُّع؟» قال: «بلى» ، قال له عليٌّ: «ألم تَسْمَعْ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم [ص:112] تَمتَّع؟» قال: «بلى» (2) .
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم ": المختار أن المتعة التي نهى عنها عثمان هي التمتع المعروف في الحج، وكان عمر وعثمان ينهيان عنها نهي تنزيه لا تحريم.
(2) أخرجه مسلم رقم (1223) في الحج، باب جواز التمتع، والنسائي 5 / 152 في الحج، باب التمتع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/61) (431) قال: ثنا روح. وفي (432) و (1/97) (756) قال: ثنا محمد بن جعفر. ومسلم (4/46) قال: ثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قال ابن المثنى: ثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنيه يحيى بن حبيب الحارثي، قال: ثنا خالد، يعني ابن الحارث.
ثلاثتهم (روح، وابن جعفر، وخالد) عن شعبة، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، فذكره.
أما رواية النسائي، فعن سعيد بن المسيب، عنه:
أخرجه أحمد (1/57) (402) قال: ثنا يحيى. وعبد الله بن أحمد (1/60) (424) قال: ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: ثني أبو معشر يعني البراء، واسمه يوسف بن يزيد، النسائي (5/152) قال: نا عمرو بن علي، قال: ثنا يحيى بن سعيد.
كلاهما (يحيى، وأبو معشر) عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، فذكره.(3/111)
1397 - (م) أبو نضرة: قال: كان ابن عباس -رضي الله عنه- يأمُرُ بالْمُتْعَة، وكان ابنُ الزُّبْيرِ يَنْهى عنها، قال: فذكرتُهُ لجابرٍ، فقال: عَلَى يَدِيَّ دارَ الحديثُ: تَمتَّعْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما قام عمر قال «: إنَّ الله كان يُحِلُّ لرسولِهِ ما شَاءَ بما شاءَ، وإنَّ الْقُرْآنَ قد نَزَلَ مَنازِلَهُ، فَأتِمُّوا الحجَّ والعمرةَ للهِ كما أمركم الله، وأَبِتُّوا نكاحَ هذه النساء، فلن أُوتَى بِرَجُلٍ نكح امرأة إلى أجلٍ إلا رجَمْتُهُ بالحِجارةِ» .
وفي أخرى: «فافصِلُوا حَجَّكم من عُمرتكمْ فأنَّهُ أتمُّ لحَجِّكمْ، وأتمُّ لِعُمْرَتِكُمْ» . أخرجه مسلم (1) .
قال الحميدي: وقد أخرج مسلم في كتاب النكاح قال: قدِم جابرٌ، فَجِئناهُ في منزلهِ، فَسألهُ القومُ عن أشياء - ثم ذكروا المتعة-؟ فقال:
[نعم] استَمتَعْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكرٍ وعمر (2) .
وظاهرُ هذا الحديث: أنّهُ عنى مُتْعَةَ الحجِّ.
وقد تأول ذلك مسلم على متعة النِّساءِ. [ص:113]
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أبِتُّوا) : لغة في بِتُّوا، أي اقطعوا. يقال: بَتَّ الأمر، وأبتة إذا قطعه وفصله.
__________
(1) رقم (1217) في الحج، باب في متعة الحج.
(2) رواه مسلم رقم (1405) في النكاح، باب نكاح المتعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (3/298) قال: حدثن محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (4/38) قال: حدثنا محد بن المثنى، وابن بشار، عن محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ج) وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. كلاهما (شعبة، وهمام) عن قتادة.
2 - وأخرجه أحمد (3/325) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حماد. ومسلم (4/59) و (131) قال: حدثني حامد بن عمر البكراوي، قال: حدثنا عبد الواحد (يعني ابن زياد) . كلاهما (حماد، وعبد الواحد) عن عاصم.
3 - وأخرجه أحمد (3/356) قال: حدثنا يونس. وفي (3/363) قال: حدثنا عفان. كلاهما (يونس، وعفان) قالا: حدثنا حماد (ابن سلمة) عن علي بن زيد، وعاصم الأحول.
ثلاثتهم (قتادة، وعاصم، وعلي) عن أبي نضرة، فذكره.(3/112)
1398 - (ت س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال «: تَمتَّعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر وعثمان، وأوَّلُ من نهى عنها: معاوية» (1) . أخرجه الترمذي
وفي رواية النَّسائي عن طاوسٍ قال: «قال معاويةُ لابن عباس: أعَلِمْتَ أنِّي قَصَّرتُ من رأسِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- عند المروة؟ قالَ: لا يَقُولُ ابْن عبَّاسٍ: هذه على مُعَاوَيةَ، يَنْهَى النَّاسَ عن الْمُتْعَة (2) ، وقَدْ تَمَتَّعَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-» (3) .
__________
(1) هذا الحديث يعارضه حديث مسلم الذي قبله رقم (1396) : كان عثمان ينهى عن المتعة، وكان علي يأمر بها، وقد نهى عنها عمر أيضاً، ويمكن أن يجاب: أن نهيهما محمول على التنزيه، ونهي معاوية على التحريم، فأوليته باعتبار التحريم. ويمكن الجمع بين فعلهما ونهيهما، بأن الفعل كان متأخراً لما علما جواز ذلك، ويحتمل أن يكون لبيان الجواز.
(2) وفي النسائي المطبوع: هذا معاوية ينهى الناس عن المتعة.
(3) أخرجه الترمذي رقم (822) في الحج، باب ما جاء في التمتع، والنسائي 5 / 153 و 154 في الحج، باب التمتع، وفي سنده عند الترمذي ليث بن أبي سليم وهو صدوق اختلط أخيراً ولم يتميز حديثه فترك، ولكن تابعه عند النسائي هشام بن حجير وهو صدوق له أوهام فالإسناد حسن، وقد قال الترمذي: حديث حسن، وفي الباب عن علي وعثمان وجابر وسعد وأسماء بنت أبي بكر وابن عمر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/292) (2664) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا عبد الواحد (يعني ابن زياد) . وفي (1/313) (2865) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (1/313) (2866) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا سفيان. وفي (1/134) (2879) قال: حدثنا يحيى ابن آدم، قال: حدثنا سفيان. والترمذي (822) قال: حدثني أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس.
ثلاثتهم - عبد الواحد، وسفيان، وعبد الله بن إدريس - عن ليث بن أبي سليم، عن طاوس، فذكره.
وقال الترمذي: حديث ابن عباس حديث حسن.
قلت: فيه ليث بن أبي سليم.
أما رواية النسائي:
أخرجه الحميدي (605) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا هشام بن حجير، عن طاوس. وأحمد (4/95) و (102) قال: حدثنا أبو عمرو مروان بن شجاع الجزري، قال: حدثنا خصيف، عن مجاهد، وعطاء. وفي (4/96) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وروح، قال: حدثني ابن جريج، قال: أخرني الحسن بن مسلم، عن طاوس. وفي (4/98) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، قال: حدثني حسن بن مسلم، عن طاوس. والبخاري (2/213) قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاوس. ومسلم (4/58) قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاوس.
(ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج، قال: حدثني الحسن بن مسلم، عن طاوس. وأبو داود (1802) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، قال: حدثنا شعيب بن إسحاق، عن ابن جريج. (ح) وحدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم، عن طاوس.
وفي (1803) قال: حدثنا الحسن بن علي، ومخلد بن خالد، ومحمد بن يحيى، قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه. وعبد الله بن أحمد (4/97) قال: حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاوس، وفي (4/97) قال: حدثنا عمرو بن محمد الناقد، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، وفي (4/97) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، عن سفيان،عن جعفر، عن أبيه..
وفي (4/102) قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن يسار الواسطي، قال: حدثني مؤمل، وأبو أحمد، أو أحدهما، عن سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه. والنسائي (5/244) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، قال:أخبرني الحسن بن مسلم، أن طاوسا أخبره. وفي (5/245) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه. وفي الكبرى (الورقة 54 - أ) قال: أخبرنا محمد بن أبان البلخي، قال: حدثنا سفيان، عن هشام بن حجير، عن طاوس.
أربعتهم - طاوس، ومجاهد، وعطاء، ومحمد بن علي - عن ابن عباس، فذكره.
* أخرجه عبد الله بن أحمد (4/97) قال: ثنا إسماعيل أبو معمر، ومحمد بن عباد. والنسائي (5/153) قال: نا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن.
ثلاثتهم - أبو معمر، ومحمد بن عباد، وعباد الله بن محمد - عن سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاوس، فذكره.(3/113)
1399 - (م ط ت س) سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: [ص:114] «لَقَدْ تَمَتَّعنَا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا - يعني: معاوية - كافِرٌ بالْعُرُشِ» (1) .
يعني بالْعُرُشِ: بُيُوتَ مَكَّةَ في الجاهِليَّةِ. هذه رواية مسلم (2) .
وفي رواية الموطأ والترمذي والنسائي: عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الْمُطَّلِب: أنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بنَ أبي وقَّاصٍ، والضَّحَّاكَ ابنَ قَيْسٍ، عَامَ حَجَّ مُعَاوَيةُ، يَذْكُرَانِ التَّمَتُّعَ بالعمرةِ إلى الحجِّ، [ص:115] فقال الضَّحَّاكُ: لا يصنع ذلك إلا مَنْ جَهلَ أمْرَ الله، فقال له سعد: بِئْسَ ما قُلْتَ يا ابْنَ أَخي، فقال الضَّحَّاكُ: إنَّ عمر قد نهى عن ذلك، فقال سعدٌ: قد صنعناها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأمره، وصنعها هو -صلى الله عليه وسلم-. ليس عند الترمذي، «عَامَ حَجَّ معاويةُ» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بالعُرُش) : العرش: جمع عريش:، المراد بها: بيوت مكة وإنما سميت بذلك لأنها كانت عيداناً تنصب وتظلل. وتسمى أيضاً عروشاً، واحدها عَرْش.
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 402 وفي الرواية الأخرى " المتعة في الحج " أما " العرش " بضم العين والراء: وهي بيوت مكة، كما فسره في الرواية. قال أبو عبيد: سميت بيوت مكة عرشاً لأنها عيدان تنصب وتظلل. قال: ويقال لها أيضاً " عروش " بالواو واحدها: عرش، كفلس وفلوس، ومن قال: عرش، فواحدها: عريش، كقليب وقلب.
وفي حديث آخر " أن عمر رضي الله عنه: كان إذا نظر إلى عروش مكة: قطع التلبية ".
وأما قوله: وهذا يومئذ كافر بالعرش، فالإشارة " بهذا " إلى معاوية بن أبي سفيان. وفي المراد بالكفر هنا وجهان، أحدهما - ما قاله المازري وغيره - المراد: وهو مقيم في بيوت مكة. قال ثعلب: يقال: اكتفر الرجل: إذا لزم الكفور، وهي القرى. وفي الأثر عن عمر رضي الله عنه " أهل الكفور: هم أهل القبور " يعني: القرى البعيدة عن الأمصار، وعن العلماء.
والوجه الثاني: المراد بالكفر: الكفر بالله تعالى، والمراد: أنا تمتعنا، ومعاوية يومئذ كافر على دين الجاهلية، مقيم بمكة، وهذا اختيار القاضي عياض وغيره، وهو الصحيح المختار. والمراد بالمتعة: العمرة التي كانت سنة سبع من الهجرة، وهي عمرة القضاء، وكان معاوية يومئذ كافراً، وإنما أسلم بعد ذلك عام الفتح سنة ثمان. وقيل: إنه أسلم بعد عمرة القضاء سنة سبع، والصحيح الأول.
وأما غير هذه العمرة من عمر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن معاوية فيها كافراً، ولا مقيماً بمكة بل كان معه صلى الله عليه وسلم.
قال القاضي عياض: وقال بعضهم " كافر بالعرش " بفتح العين وإسكان الراء، والمراد: عرش الرحمن. قال القاضي: هذا تصحيف. وفي هذا الحديث: جواز المتعة في الحج.
(2) أخرجه مسلم رقم (1225) في الحج، باب جواز التمتع.
(3) الموطأ 1 / 344 في الحج، باب ما جاء في التمتع، والترمذي رقم (823) في الحج، باب ما جاء في التمتع، والنسائي 5 / 152 و 153 في الحج، باب التمتع، وفي سنده محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب الهاشمي النوفلي المدني، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. قال الحافظ في " التهذيب ": جزم ابن عبد البر بأن الزهري تفرد بالرواية عنه، قال: ولا يعرف إلا برواية الزهري عنه، ومع ذلك فقد صححه الترمذي، ويشهد له حديث سالم بن عبد الله الآتي برقم (1401) وحديث ابن عباس المتقدم رقم (1398) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/181) (1568) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (4/47) قال: حدثنا سعيد بن منصور. وابن أبي عمر، عن مروان بن معاوية الفزاري. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثني عمرو الناقد، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثني محمد بن أبي خلف، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا شعبة.
أربعتهم- يحيى، ومروان، وسفيان، وشعبة - عن سليمان التيمي، عن غنيم بن قيس، فذكره.
* - في رواية يحيى بن سعيد، قال: يعني معاوية.
أما رواية «الموطأ» :
أخرجه مالك في «الموطأ» (226) . وأحمد (1/174) (1503) قال: قرأت على عبد الرحمن: عن مالك (ح) وحدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا مالك بن أنس. والدارمي (1821) قال: أخبرنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق. والترمذي (823) قال: حدثنا قتيبة، عن مالك بن أنس، والنسائي (5/152) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك بن أنس.
كلاهما (مالك، ومحمد بن إسحاق) عن ابن شهاب، عن محمد بن عبد الله بن الحارث، فذكره.
* -رواية الدارمي ليست فيها قصة الضحاك بن قيس.(3/113)
1400 - (س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «سمعتُ عمر يقول: والله لا أنْهاكُم (1) عن المتعة، فإنها لفي كتاب الله، ولقد فعلها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يعني: العمرةَ في الحجِّ» . أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) وفي النسائي المطبوع: لأنهاكم.
(2) 5 / 153 في الحج، باب التمتع، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح:أخرجه النسائي (5/153) قال: نا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: أنا أبي، قال: أنا أبو حمزة، عن مطرف، عن سلمة بن كهيل، عن طاوس، عن ابن عباس، فذكره.(3/115)
1401 - (ت) سالم بن عبد الله -رحمه الله-: سمع رجلاً من أَهل الشام [ص:116] وهو يَسْألُ عبدَ الله بنَ عمر عن التمتع بالعمرةِ إلى الحجِّ؟ فقال: عبد الله بن عمر: «أرأَيتَ إنْ كانَ أبي نَهَى عنها، وَصنَعَهَا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أَأَمْرُ أبي يُتَّبَعُ، أَمْ أَمْرُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال الرجل: بل أَمْرُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: لقد صَنَعَها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (824) في الحج، باب ما جاء في التمتع، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/95) (5700) قال: ثنا روح، قال: ثنا صالح بن أبي الأخضر. وفي (2/151) (6392) قال: ثنا عبد الرزاق، قال: نا معمر. والترمذي (824) قال: ثنا عبد بن حميد، قال: ني يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: ثنا أبي، عن صالح بن كيسان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6965) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر.
ثلاثتهم (صالح بن أبي الأخضر، ومعمر، وصالح بن كيسان) عن ابن شهاب الزهري، عن سالم، فذكره.(3/115)
1402 - (خ م س) عمران بن حصين -رضي الله عنه- قال: «أُنْزِلتْ آيَةُ الْمُتعَةِ في كتَاب الله، فَفَعَلْنَاهَا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يَنْزِلْ قُرْآنٌ يُحرِّمُهُ، ولم يَنْهَ عنها حَتَّى ماتَ، قال رَجُلٌ برأْيه ما شاء» (1) . قال البخاري، يقال: إنه عمر.
وفي رواية «نَزَلتْ آيةَ المتعة في كتاب الله - يعني: مُتْعَةَ الحجِّ، [ص:117] وأمرنا بها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ثم لم تَنْزِلْ آيَةٌ تَنْسَخُ آيَةَ مُتْعةِ الحجِّ، ولم يَنْهَ عنها حتى مات (2) » .
وفي أخرى قال: «جَمَع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الحجِّ والعمرة، وتَمَتَّعَ نبيُّ الله -صلى الله عليه وسلم-، وتَمَتَّعْنَا مَعَه، وإن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قد أَعْمَرَ طَائِفَة من أَهله في الْعشْرِ، فلم تَنْزِلْ آيةٌ تَنْسَخُ ذلك، ولم يَنْهَ عنه حتَّى مَضَى لوجهه» . [ص:118]
وفيها: «وقد كان يُسلَّمُ عَلَيَّ، حتى اكتَوَيتُ، فَتُرِكْت، ثم تَرَكْتُ الْكَي فَعَادَ» . هذه رواياتُ البخاري ومسلم.
وفي رواية النسائي قال: «جَمَعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بين حجَّةٍ وعُمرةٍ، ثم تُوُفِّي قبل أنْ يَنهى عنها، وقبل أَنْ يَنْزِلَ الْقُرْآنُ بتَحْرِيمِه» .
وفي أَخرى «جَمَعَ بين حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ، ثم لم ينزلْ فيهما كِتَابٌ، ولم يَنْهَ عنهما النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال قائلٌ فيهما برأيه ما شاء (3) » .
وفي أخرى «أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد تَمَتَّعَ وتَمَتَّعْنا معه، قال فيها قائِلٌ برأيِهِ» (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُسَلّمُ عليّ حتى اكْتَوَيتُ) : أراد بقوله «يُسلم عليّ» يعني: الملائكة كانوا يسلمون عليه. فلما اكتوى تركوا السلام عليه. يعني: أن الكيّ مكروه، لأنه يقدح في التوكل والتسليم إلى الله تعالى، والصبر على ما يبتلى به العبد، وطلب الشفاء من عند الله تعالى، وليس ذلك قادحاً في جواز الكي، وإنما هو قادح في التوكل، وهي درجة [ص:119] عالية وراء مباشرة الأسباب.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " 3 / 344: وفي رواية أبي العلاء، ارتأى كل امرئ بعد ما شاء أن يرتئي، قائل ذلك هو عمران بن حصين، ووهم من زعم أنه مطرف الراوي عنه، لثبوت ذلك في رواية أبي رجاء عن عمران. وحكى الحميدي أنه وقع البخاري في رواية أبي رجاء عن عمران قال البخاري: يقال: إنه عمر، أي الرجل الذي عناه عمران بن حصين، ولم أر هذا في شيء من الطرق التي اتصلت لنا من البخاري، لكن نقله الإسماعيلي عن البخاري كذلك، فهو عمدة الحميدي في ذلك، وبهذا جزم القرطبي والنووي وغيرهما، وكأن البخاري أشار بذلك إلى رواية الجريري عن مطرف فقال في آخره: ارتأى رجل برأيه ما شاء، يعني عمر، كذا في الأصل، أخرجه مسلم عن محمد بن حاتم عن وكيع عن الثوري عنه. وقال ابن التين: يحتمل أن يريد عمر أو عثمان، وأغرب الكرماني فقال: ظاهر سياق كتاب البخاري أن المراد به عثمان، وكأنه لقرب [ص:117] عهده بقصة عثمان مع علي جزم بذلك، وذلك غير لازم، فقد سبقت قصة عمر مع أبي موسى في ذلك، ووقعت لمعاوية أيضاً مع سعد بن أبي وقاص في صحيح مسلم قصة في ذلك، والأولى أن يفسر بعمر، فإنه أول من نهى عنها، وكأن من بعده كان تابعاً له في ذلك، وفي مسلم أيضاً أن ابن الزبير كان ينهى عنها، وابن عباس يأمر بها، فسألوا جابراً فأشار إلى أن أول من نهى عنها عمر، ثم في حديث عمران هذا ما يعكر على عياض وغيره في جزمهم أن المتعة التي نهى عنها عمر وعثمان هي فسخ الحج إلى العمرة، لا العمرة التي يحج بعدها، فإن في بعض طرقه عند مسلم التصريح بكونها متعة الحج، وفي رواية له أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمر بعض أهله في العشر. وفي رواية له: جمع بين حج وعمرة، ومراده التمتع المذكور وهو الجمع بينهما في عام واحد.
قال: وفي الحديث من الفوائد: جواز نسخ القرآن ولا خلاف فيه، وجواز نسخه بالسنة وفيه اختلاف شهير، ووجه الدلالة منه قوله: ولم ينه عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مفهومه أنه لو نهى عنها لامتنعت، ويستلزم رفع الحكم. ومقتضاه جواز النسخ، وقد يؤخذ منه أن الإجماع لا ينسخ به لكونه حصر وجوه المنع في نزول آية أو نهي من النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه وقوع الاجتهاد في الأحكام بين الصحابة، وإنكار بعض المجتهدين على بعض بالنص.
(2) وفي كتاب الحميدي بعد قوله " حتى مات ": " وهي رواية مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عمران بمعناها لهما ". وفيه: " تمتعنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ". ولمسلم " مع رسول الله صلى الله عليه وسلم " ومنهم من قال في رواية مسلم " جمع رسول الله - الخ " وحديث مطرف - هذا - من أفراد مسلم فليحرر.
(3) هاتان الروايتان أيضاً عند مسلم بمعناهما رقم (1126) .
(4) أخرجه البخاري 8 / 139 في تفسيره سورة البقرة، باب {فمن تمتع بالعمرة إلى الحج} ، وفي الحج، باب التمتع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (1226) في الحج باب جواز التمتع، والنسائي 5 / 149 و 155 في الحج، باب القران.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/436) قال: ثنا يحيى. والبخاري (6/33) قال: ثنا مسدد، قال: ثنا يحيى، ومسلم (4/48) و (49) قال: ثنا حامد بن عمر البكراوي، ومحمد بن أبي بكر المقدَّمي، قال: ثنا بشر بن المفضل. (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم، قال: ثنا يحيى بن سعيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8/10872) عن محمد بن عبد الأعلى، عن بشر بن المفضل.
كلاهما (يحيى، وبشر) عن عمران بن مسلم القصير، قال: ثنا أبو رجاء، فذكره.
والرواية الأخرى، عن مطرف، عنه:
أخرجها أحمد (4/427، 428، 429، 434) . والدارمي (1820) . والبخاري (762) . ومسلم (4/47، 48) . وابن ماجة (2978) . والنسائي (5/149، 155) .(3/116)
1403 - (خ م د س) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «تَمَتَّعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في حجَّةِ الوداعِ بالْعُمرَةِ إلى الحجِّ وأهْدَى، فَسَاقَ معه الهديَ من ذي الْحُلَيْفَةِ، وبدَأ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فأهلَّ بالعمرةِ، ثم أهلَّ بالحجِّ، وتَمَتَّعَ النَّاسُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالعمرةِ إلى الحجِّ، فكانَ مِنَ النَّاسِ من أَهْدَى. [فساق الهدي] ومنهم مَنْ لَمْ يُهْدِ، فلمَّا قَدِمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مَكَّةَ قال للنَّاس: مَنْ كانَ منكُمْ أهْدَى فإنَّهُ لا يَحِلُّ من شيءٍ حَرُمَ منه، حتى يَقْضيَ حَجَّهُ، ومن لم يكن منكم أهدى فَلْيطُفْ بالبيت وبالصَّفَا والمروة، ولْيُقَصِّرْ وَلْيَحْلِلْ، ثم ليُهِلَّ بالحجِّ ولْيُهْدِ، فمن لم يَجِدْ هَدْياً فَلْيَصُمْ ثَلاَثةَ أيَّامٍ في الحجِّ وسَبْعَة إذا رجع إلى أَهْلِهِ، وطافَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حين قَدِمَ مَكَّةَ، فاسْتَلَمَ الرُّكْنَ أوَّلَ شيءٍ، ثم خَبَّ ثَلاَثَةَ أطوافٍ من السَّبْع، ومَشَى أرْبَعَةَ أَطْوَافٍ، ثم رَكَعَ حين قَضَى طَوَافَهُ بالْبَيْتِ عندَ المَقَامِ ركعتين، ثم سَلَّمَ، فانصَرَفَ فَأَتى الصَّفا فطاف بالصفا والمرْوَةِ سَبعَةَ أَطْوافٍ، ثم لم يَحْلِل من شيءٍ حَرُمَ منه حتى قَضى حَجَّه ونَحَرَ هَدْيَه يوم النحر، وأفاضَ فطاف بالبيت، ثم حَلّ من كلِّ شيء حرم منه، وفَعَلَ مثْلَ ما فَعَلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، مَنْ أَهْدى فَسَاقَ الهدْيَ [ص:120] من النَّاس» . أخرجه الجماعة إلا الموطأ والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خَبَّ) : الخبب: ضرب من المشي سريع.
(أطواف) : جمع طوف، والطوف مصدر: طُفْتُ بالشيء: إذا دُرْتَ حوله، وهو والطواف بمعنى.
__________
(1) أخرجه البخاري 3 / 431 و 432 في الحج، باب من ساق البدن معه، وأخرجه مسلم رقم (1227) في الحج، باب وجوب الدم على المتمتع، وأبو داود رقم (1805) في الحج، باب في الإقران، والنسائي 5 / 151 و 152 في الحج، باب التمتع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/139) (6247) قال: ثنا حجاج. والبخاري (2/205) قال: ثنا يحيى بن بكير. ومسلم (4/49) . وأبو داود (1805) قالا: ثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: ثني أبي. والنسائي (5/151) قال: نا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، قال: ثنا حجين بن المثنى.
أربعتهم (حجاج، ويحيى بن أبي بكير، وشعيب بن الليث، وحجين بن المثنى) عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، فذكره.(3/119)
1404 - (خ) عكرمة: قال: «إنَّ ابْنَ عبَّاس -رضي الله عنهما- سُئل عن مُتْعَةِ الحجِّ؟ فقال: أهَلَّ المهاجِرُون والأنصَارُ، وأزواجُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجَّةِ الْوَدَاعِ، وأهْلَلْنَا، فَلَمَّا قَدِمنا مكة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اجْعَلُوا إهلالَكُمْ بالحجِّ عُمْرَة، إلا من قَلَّدَ الْهَدْيَ، طُفْنَا بالبَيْتِ (1) وبالصَّفَا والمروةِ، وأتيْنا النِّساءَ (2) ، ولَبَسْنَا الثِّيَابَ، وقال: مَنْ قلَّدَ الْهدْيَ فإنَّهُ لا يَحلُّ حتَّى يَبْلُغَ الهدْيُ مَحِلَّهُ، ثم أمَرَنَا عَشيَّةَ التَّرْوِيَةِ: أنْ نُهِلَّ بالحجِّ، فإذا فَرَغْنَا من الْمَنَاسِكِ جِئْنَا [ص:121] فَطُفْنا بالبيْتِ، وبالصَّفَا والمروةِ، وقد تمَّ حجُّنا (3) ، وعلينا الهديُ، كما قال تعالى: {فما اسْتَيْسَرَ من الْهدْي فإن لم تجدوُا فصيامُ ثَلاَثةِ أَيامٍ في الحجِّ وسَبْعَةٍ إذا رَجعْتُمْ} إلى أمْصَارِكم. الشَّاةُ تُجْزيء، فَجَمَعَوُا نُسُكَيْنِ في عَامٍ بَيْن الحجِّ والعمرة، فإنَّ الله أنْزلَهُ في كتابه، وسَنَّه نَبِيُّهُ -صلى الله عليه وسلم-، وأباحهُ للنَّاس، غَيْر أهلِ مكة، قال الله تعالى: {ذلك لِمن لم يكن أهْلُهُ حاضِرِي المسجد الحرامِ} وأشْهُرُ الحجِّ التي ذكر الله: شوالُ، وذو القَعدةِ، وذو الحجةِ، فَمَنْ تَمَتَّعَ في هذه الأشهر: فعليه دَمٌ، أو صومٌ. والرَّفثُ: الجماعُ، والفسوقُ: المعاصي، والجدالُ: المِراءُ» .
أخرجه البخاري تعليقاً فقال: وقال أبو كامل: عن أبي معشر عن عثمان بن غياث عن عكرمة.
قال الحميدي: قال أبو مسعود الدمشقي، هذا حديث عزيز.
ولم أره إلا عند مسلم بن الحجاج، ولم يخرجه مسلم في صحيحه من أجل عكرمة، فإنه لم يرو عنه في صحيحه، وعندي: أن البخاري أخذه [ص:122] عن مسلم. والله أعلم (4) .
قلت: ويشبه أن يكون البخاري إنما علق هذا الحديث حيث كان قد أخذه عن مسلم، فيما قاله أبو مسعود، والحميدي. والله أعلم.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قَلَّد) : تقليد الهدي: أن يجعل في أعناقه القلائد من أي شيء كان، علامة أنه هدي.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح ": في رواية الأصيلي " فطفنا " بزيادة الفاء. وهو الوجه. ووجه الأول: بالحمل على الاستئناف. وهو جواب " لما " و " قال " جملة حالية. و " قد " مقدرة فيها.
(2) قال الحافظ في " الفتح ": المراد به: غير المتكلم، لأن ابن عباس لم يكن إذ ذاك بالغاً.
(3) قال الحافظ في " الفتح ": ومن هنا إلى آخر الحديث موقوف على ابن عباس، ومن هنا إلى أوله مرفوع.
(4) 3 / 345 و 346 تعليقاً في الحج، باب قول الله تعالى {ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام} . قال الحافظ في " الفتح " (3 / 345) وصله الإسماعيلي، قال: حدثنا القاسم المطرز، حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا أبو كامل - فذكره بطوله - لكنه قال " عثمان بن سعد " بدل " عثمان بن غياث " وكلاهما بصري. وله رواية عن عكرمة، لكن عثمان بن غياث ثقة، وعثمان بن سعد ضعيف. وقد أشار الإسماعيلي إلى أن شيخه القاسم وهم في قوله " عثمان بن سعد " ويؤيده أن أبا مسعود الدمشقي ذكر في " الأطراف " أنه وجده من رواية مسلم بن الحجاج عن أبي كامل، كما ساقه البخاري قال: فأظن البخاري أخذه عن مسلم؛ لأنني لم أجده إلا من رواية مسلم، كذا قال. وتعقب باحتمال أن يكون البخاري أخذه عن أحمد بن سنان، فإنه أحد مشايخه. ويحتمل أيضاً أن يكون أخذه عن أبي كامل نفسه فإنه أدركه، وهو من الطبقة الوسطى من شيوخه. ولم نجد له ذكراً في كتابه غير هذا الموضع. وأبو معشر البراء: اسمه يوسف بن يزيد. والبراء - بالتشديد - نسبة له إلى بري السهام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في الحج - باب قول الله تعالى:» (ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام «) .
وقال الحافظ في «الفتح» (3/507) : وصله الإسماعيلي قال: ثنا القاسم المطرز، قال: ثنا أحمد بن سنان، قال: ثنا أبو كامل فذكره بطوله، لكنه قال: عثمان بن سعد بدل عثمان بن غياث، وكلاهما بصري، وله رواية عن عكرمة، لكن عثمان بن غياث ثقة، وعثمان بن سعد ضعيف، وقد أشار الإسماعيلي إلى أن شيخه القاسم وهم في قوله عثمان بن سعد، ويؤيده أن أبا مسعود الدمشقي ذكر في «الأطراف» أنه وجده من رواية مسلم بن الحجاج عن أبي كامل كما ساقه البخاري. قال: فأظن البخاري أخذه عن مسلم، لأنني لم أجده إلا من رواية مسلم، كذا قال: وتعقب باحتمال أن يكون البخاري أخذه عن أحمد بن سنان، فإنه أحد مشايخه، ولم نجد له ذكرا في كتابه غير هذا الموضع. اه.(3/120)