3094 - وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابن عباس رضى الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا قَالَهَا ثالثاً، فَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ ".(12/725)
3095 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا عمرو بن الحصين، ثنا ابْنُ عُلَاثَةَ، ثنا خُصَيْفٌ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِمَّا يَنْفَعُهُمْ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَفُضِّلَ الْعَالِمُ عَلَى الْعَابِدِ سَبْعِينَ دَرَجَةً "، اللَّهُ أَعْلَمُ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ.(12/727)
3096 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشامي الْعَبَّادَانِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ أَخِيهِ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنِ الْأَجْوَدِ، الأجود الله تعالى، وَأَنَا أَجْوَدُ وَلَدِ آدَمَ، وَأَجْوَدُهُمْ مِنْ بَعْدِي رَجُلٌ عَلِمَ عِلْمًا فَنَشَرَ عِلْمَهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وحده ورجل جاهد بَنَفْسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يُقْتَلَ.(12/731)
3097 - حدثنا هَمَّام، ثنا الْوَلِيدُ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عُثْمَانَ بن أبي سودة، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه قال: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ حَدِيثًا قَالَ فِيهِ: مَوْتُ الْعَالِمِ مُصِيبَةٌ لَا تُجْبَرُ وَثُلْمَةٌ لَا تُسَدُّ وَهُوَ نَجْمٌ طُمِسَ، مَوْتُ قَبِيلَةٍ أَيْسَرُ مِنْ مَوْتِ عَالِمٍ.(12/732)
35 - بَابُ تَبْيِينِ الْحَدِيثِ مُجْمَلَاتِ الْقُرْآنِ(12/734)
3098 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَيْنَمَا عِمْرَانُ بن حصين رَضِيَ الله عَنْهما جالس وَعِنْدَهُ أَصْحَابٌ لَهُ يُحَدِّثُهُمْ، فَقَالَ رَجُلٌ: لَا تُحَدِّثْنَا إِلَّا بِالْقُرْآنِ أَوْ لَا نُرِيدُ إِلَّا الْقُرْآنَ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ وُكِلْتَ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ إِلَى الْقُرْآنِ أَكُنْتَ تَجِدُ صَلَاةَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا وَصَلَاةَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا؟ وَصَلَاةَ المغرب ثلاثاً يقرأ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ، أَرَأَيْتُ لَوْ وُكِلْتَ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ إِلَى الْقُرْآنِ أَكُنْتَ تَجِدُ فِي كُلِّ مِائَتَيْنِ خَمْسَةٌ؟ وَفَى الْإِبِلِ كَذَا وَكَذَا وَفِي الْبَقَرِ كَذَا وَكَذَا؟ أَرَأَيْتَ لَوْ وُكِلْتَ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ إِلَى الْقُرْآنِ أَكُنْتَ تَجِدُ الطواف بالبيت سبعاً؟ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ كَذَا وَكَذَا.(12/734)
3099 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ /، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَسَى أَنْ يُكَذِّبَنِي رَجُلٌ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَبْلُغُهُ الحديث عني فيقول: مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْ هَذَا وَهَاتِ مَا فِي الْقُرْآنِ.؟
قَالَ إِسْمَاعِيلُ: / فَحَدَّثْتُ بِهِ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ، فَقَالَ: حدثنا الْحَسَنُ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قُلْتُ: فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَى الْحَسَنِ، فَأَتَيْنَا الْحَسَنَ، فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْحَدِيثِ فَقَالَ " حَدَّثَنِي يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ رَضِيَ الله عَنْه.(12/736)
36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وَتَفْصِيلًا(12/739)
3100 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ مُرَّةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فليؤثر الْقُرْآنَ، فَإِنَّ فِيهِ عِلْمَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ.(12/739)
37 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَذِبِ(12/741)
3101 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ قَالَا: حدثنا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ عَنْ عِصْمَةَ بْنِ بشير قال: حَدَّثَنِي الفزع قال: حَدَّثَنِي الْمُنَقَّعُ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَدَقَةِ إِبِلِنَا، فقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هذه صدقة إبلنا قال: فأمر بها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقسمت، قال: قلت: يا رسول الله إن فِيهَا مَا بَيْنَ هَدِيَّةٍ لَكَ وَصَدَقَةٍ، قَالَ: فَعَزَلْتُ الْهَدِيَّةَ عَنِ الصَّدَقَةِ فَمَكَثْتُ أَيَّامًا، وَخَاضَ النَّاسُ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باعث خالداً بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه إلى رقيق مصر فَمُصَدِّقُهُمْ قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ لَنَا لَغِنًى، وَمَا عِنْدَ أَهْلِي مِنْ مَالٍ أَفَلَا أَصْدَقُهُمْ قبل أن يقدم عَلَى. فَأَتَيْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذ هُوَ عَلَى نَاقَةٍ، وَمَعَهُ أَسْوَدُ قَدْ حَاذَى رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَطْوَلَ مِنْهُ، فلما دنوت منه هَوَى إِلَيَّ قَالَ: فَكَفَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النَّاسَ خَاضُوا أنك باعث خالداً بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه إلي رقيق مصر فَمُصَدِّقُهُمْ.
قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ.
قَالَ المنقع: فما حدثت حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حَدِيثًا نَطَقَ بِهِ
[ص:742] كِتَابٌ أَوْ [جرت] (*) به سنة، يكذب عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ، فَكَيْفَ بَعْدَ مَوْتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: في المطبوع (أخبرت) ، وما أثبتناه عن بعض النسخ(12/741)
32 - كتاب العلم [تابع](13/17)
36 - باب اشتمال القرآن على جميع الأحكام إجمالاً وتفصيلاً(13/17)
3100 - قال مُسَدَّد: حدثنا يحيى عن شعبة، ثنا أبو إسحاق عن مُرَّة قال: قال عبد الله: " من أراد العلم [فَليُثَوِّر] القرآن، فإن فيه علم الأوَّلين والآخرين ".(13/17)
37 - باب الترهيب من الكذب(13/19)
3101 - قال أبو يعلى: حدثنا زكريا بن يحيى، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، قالا: ثنا سيف بن هارون البُرْجُمي، عن عصمة بن بشير، ثنا الفَزَع، حدثنا المُنَقَّع قال: قدمت على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصدقة إبلنا، فقلت: يا رسول الله، هذه صدقة إبلنا. قال: فأمر بها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقُسمت. قال: قلت يا رسول الله، إن فيها ما بين هدية لك وصدقة. قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اعزلها ". فعزلت الهدية عن الصدقة، فمكثت أياماً، وخاض الناس أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باعثٌ خالدَ بن الوليد رَضِيَ الله عَنْه إلى رقيق مُضَر فمصدقهم، قال: قلت إن لنا لغنى وما عند أهلي من مال، أفلا أصدقهم قبل أن يقدم على أهلي؟ ، فأتيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا هو على ناقة، ومعه أسود قد حاذى رأس رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما رأيت أحداً من الناس أطول منه، فلما دنوت منه هوى إليَّ، قال: فكفَّه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت:
[ص:20] يا رسول الله، إن الناس خاضوا أنك باعث خالد بن الوليد رَضِيَ الله عَنْه إلى رقيق مُضَر فمصدقهم، قال: فرفع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يديه حتى رأينا بياض إبْطيه، ثم قال: " اللهم إني لا أحل لهم أن يكذبوا عليّ ". قال المُنَقَّع: فما حدثت حديثاً عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا حديثاً نطق به كتاب، أو أخبرت به سُنَّة، يكذب عليه في حياته فكيف بعد موته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ! .(13/19)
38 - بَابُ تَرْوِيحِ الْقُلُوبِ لِتَعِيَ(13/22)
3102 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا حَمَّادٌ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ قَالَ: " رَوِّحُوا الْقُلُوبَ، تعي الذِّكْرَ ".(13/22)
3103 - وَعَنْ حَمَّادٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الحسن رَضِيَ الله عَنْه قال: " حَادِثُوا [هَذِهِ] الْقُلُوبَ، فَإِنَّهَا سَرِيعَةُ الدُّثُورِ ".(13/23)
3104 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ [عُمَرَ] [بْنِ] خَالِدٍ [أَبُو] أَيُّوبَ الرَّقِّيُّ، حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قُرِئَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرْآنٌ وَأُنْشِدَ شِعْرٌ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقُرْآنٌ وَشِعْرٌ فِي مَجْلِسٍ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ ".(13/24)
39 - باب التحذير من الكذب على رسول الله [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ](13/25)
3105 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا حَمَّادٌ عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سعيد رَضِيَ الله عَنْه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".(13/25)
3106 - حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا لِيُضِلَّ بِهِ النَّاسَ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".(13/29)
3107 - وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا [ابن هُبَيْرَةُ] : سَمِعْتُ شَيْخًا، مِنْ حِمْيَرَ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ، وَهُوَ عَلَى مِصْرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَضْجَعًا أَوْ بَيْتًا فِي جَهَنَّمَ "(13/34)
3108 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بن معبد قال: سمعت [مَعْبَدٍ] بْنَ كَعْبٍ يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ رَضِيَ الله عَنْه خَرَجَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " مَنْ قال عليَّ شيئاً لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".(13/36)
3109 - وقال أَبُو يَعْلَى: [1] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يحيى الزِمَّاني، نبا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثنا دُجَيْنُ بْنُ ثَابِتٍ الْيَرْبُوعِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا شَيْخٌ إِلَى جَنْبِ الْمِنْبَرِ جَالِسٌ يُقَالُ لَهُ: سَالِمٌ أَوْ أَسْلَمُ، قَالَ: كُنْتُ أُسَافِرُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه وأرجز له، فكان لَا يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلنا له: لَوْ حَدَّثْتَنَا، فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: إِنِّي سَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".
[2] حدثنا نصر بن علي، ثنا مسلم عن الدُجين، عن أسلم مولى عمر، عن عمر رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكره.
[3] حدثنا سفيان، يعني ابن وَكيع، ثنا أبي، عن الدُجين به.(13/39)
3110 - حدثنا الْفَضْلُ بْنُ سِكِّينٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سليمان بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ طلحة، كوفي ثقة، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا "، الْحَدِيثَ.(13/42)
3111 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، ثنا جَارِيَةُ بْنُ [هَرِمٍ] ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَارِمٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ [بُسْر] الحُبراني قال: سَمِعْتُ أَبَا كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيَّ، وَلَهُ صُحْبَةٌ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، أَوْ رَدَّ شَيْئًا أَمَرْتُ بِهِ، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا فِي جَهَنَّمَ ".(13/44)
3112 - حَدَّثَنَا شَبَابُ بْنُ خَيَّاطٍ، ثنا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا محمد بن [عُبيد اللَّهِ] الْفَزَارِيُّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".(13/48)
3113 - حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ [زِيَادٍ] ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي [رِيَاحُ] بن الحارث، قال: كُنَّا عِنْدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، وَعِنْدَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ، فَجَاءَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْه فَأَوْسَعَ لَهُ الْمُغِيرَةُ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: هُنَا فَاجْلِسْ، فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَقَالَ سَعِيدٌ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ / مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".(13/50)
40 - بَابُ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ومن كذب عليَّ [متعمدًا] ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ
(120) تَقَدَّمَ فِي بَابِ الرِّوَايَةِ بِالْمَعْنَى مِنْ حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ عَنْ رَجُلٍ من الصحابة، رَضِيَ الله عَنْهم.(13/53)
33 - كِتَابُ الرَّقَائِقِ(13/55)
1 - بَابُ الْعُمُرِ الْغَالِبِ(13/55)
3114 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا بَلَغَ الْعَبْدُ سِتِّينَ سَنَةً، فَقَدَ أعذر الله تعالى إِلَيْهِ من الْعُمُرِ " أو قال: " أبلغ الله عزّ وجل إليه من العمر ".
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ الْكَبِيرِ عَنْ يُوسُفَ الْقَاضِي، عَنْ سُلَيْمَانَ.
ورَوَاهُ الرُّويَانِيُّ فِي مُسْنَدِهِ عَنِ الصَّاغَانِيِّ، عَنْ خَلَفِ بْنِ هِشَامٍ.
ورَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي مسنده عن عارم، [كلهم] : عَنْ حَمَّادٍ بن زيد، بِهِ [ص:56].
[وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَلَكِنْ لَهُ عِلَّةٌ، رَوَاهُ] غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ عَلَّقَهُ البخاري، فَإِنْ كَانَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حفظه فيحتمل على أَنْ يَكُونَ سَمِعَهُ مِنْ وَجْهَيْنِ.(13/55)
2 - بَابُ ذِكْرِ الْمَوْتِ، وَقِصَرِ الْأَمَلِ(13/60)
3115 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ [بِشْرٍ] ، عَنْ يَعْلَى بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قِيلَ لَهُ: مَا تُحِبُّ لِمَنْ تُحِبُّ؟ قَالَ: " الْمَوْتَ "، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يمت؟ قال: " يقل مَالَهُ وَوَلَدُهُ ".(13/60)
3116 - وقال أَبُو دَاوُدَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ لي جبريل عليه السلام: " يَا مُحَمَّدُ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ لَاقِيهِ ".(13/62)
3117 -[1] وقال عَبْدُ: حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمرو رَضِيَ الله عَنْهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُحْفَةُ الْمُؤْمِنِ الْمَوْتُ ".
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ بِهِ.(13/66)
3118 - وقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا يَحْيَى بْنُ [يَعْلَى] عن حميد، هو الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَجَبًا لِغَافِلٍ وَلَا يُغْفَلُ عَنْهُ، وَعَجَبًا لِطَالِبِ دُنْيَا وَالْمَوْتُ يَطْلُبُهُ، وَعَجَبًا لِضَاحِكٍ مِلْءَ فِيهِ وَلَا يَدْرِي أَرْضَى اللَّهَ أَمْ أَسْخَطَهُ ".(13/69)
3119 - وقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: تُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُونَ منها، فقال فلان: وَيْحَهَا قَدِ اسْتَرَاحَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا يَسْتَرِيحُ مَنْ غُفِرَ لَهُ ".
[إِسْنَادُهُ] مُرْسَلٌ، رجاله ثقات.(13/71)
3120 - حدثنا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، أنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " أَكْيَسُ الْمُؤْمِنِينَ: أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا ".(13/73)
3121 - حدثنا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، أنا أَبُو خَالِدٍ عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عن آبائه رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّ النَّاسِ أَكْيَسُ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَكْيَسَ النَّاسِ أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذكراً، وأحسنهم له اسْتِعْدَادًا ".(13/76)
3 - بَابُ الْوَصَايَا النَّافِعَةِ(13/77)
3122 - وقال أَبُو بكر: حدثنا أبو الأحوص عَنْ [مَنْصُورٍ] ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ غَيْرِهِ من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَضِيَ الله عَنْهم، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِيَتَّخِذْ أَحَدُكُمْ لِسَانًا ذاكراً، [أو قلباً] شاكراً، أو زوجة مُؤْمِنَةً تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ، أَوْ تيعن أَحَدَكُمْ عَلَى إِيمَانِهِ ".
[أَوْرَدْتُهُ] لِلشَّكِّ فِيهِ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ الله عَنْه وَحْدَهُ، وَسِيَاقُهُمَا أَتَمُّ.(13/77)
3123 - وقال أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عبد الله، أخبرنا يَحْيَى بِنُ أَيُّوبَ ح قال: وحدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا [ابْنُ المبارك] عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ أَبِي جَبَلة، قال: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " تَلِدُونَ لِلْمَوْتِ وَتُعَمِّرُونَ لِلْخَرَابِ، وَتَحْرِصُونَ عَلَى مَا يَفْنَى، وَتَذَرُونَ مَا يَبْقَى، ألا حبذا إليكم من هذه الثَّلَاثُ: الْمَوْتُ، وَالْمَرَضُ، وَالْفَقْرُ ".
[ص:85] قلت: وأخرجه أبو نُعيم في ترجمة أبي ذر رَضِيَ الله عَنْه في الحلية، من طريق عبد الله بن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن [عُبيد الله] بن زَحْر، قال: إن أبا ذر رَضِيَ الله عَنْه قال: فذكره، ولكنه قال في آخره: " ألا حبذا المكروهان: الموت والفقر "، ولم يذكر بين [عُبيد الله] وأبي ذر رَضِيَ الله عَنْه [أحداً] .(13/82)
3124 - ثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا دُوَيْدٌ عَنْ عَبْدِ الواحد قال: قَالَ عِيسَى بن مريم عليه السلام: " يَا بَنِي آدَمَ، لِدُوا لِلْمَوْتِ، وَابْنُوا لِلْخَرَابِ، تَفْنَى أَرْوَاحُكُمْ، وَتَبْقَى دِيَارُكُمْ ".(13/86)
3125 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا بشر بن السَرِي، ثنا الثوري عن عبد الرحمن بن عابس حدثني [أبو إياس] عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: " إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كَلَامُ اللَّهِ، وَأَوْثَقُ الْعُرَى كَلِمَةُ التَّقْوَى، وَخَيْرُ الْمِلَلِ ملة إبراهيم عليه السلام، وَأَحْسَنُ الْقَصَصِ هَذَا الْقُرْآنُ، وَأَحْسَنُ السُّنَنِ سُنَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْرَفُ الْحَدِيثِ ذكر الله تعالى، وَخَيْرُ الْأُمُورِ عَزَائِمُهَا، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ / هَدي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وَأَشْرَفُ الْمَوْتِ قتل الشهداء، وأغير الضَّلَالَةِ الضَّلَالَةُ بَعْدَ الْهُدَى، وَخَيْرُ الْعَمَلِ أَوِ الْعِلْمِ - شَكَّ بِشْرٌ -، مَا نَفَعَ، وَخَيْرُ الْهُدَى مَا اتُّبِعَ، وَشَرُّ الْعَمَى عَمَى الْقَلْبِ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَمَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى. وَنَفْسٌ تنجيها خَيْرٌ مِنْ إِمَارَةٍ لَا تحصيها، وشر الغِيْلة الغِيْلة عِنْدَ حَضْرَةِ الْمَوْتِ، وَشَرُّ النَّدَامَةِ نَدَامَةُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يَأْتِي الْجُمُعَةَ أَوِ الصَّلَاةَ إِلَّا دُبُرًا، وَلَا يذكر الله تعالى إِلَّا هَجْرًا، وَأَعْظَمُ الْخَطَايَا اللِّسَانُ الْكَذُوبُ وَخَيْرُ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ، وَخَيْرُ الزَّادِ
[ص:89] التَّقْوَى، وَرَأْسُ الْحِكْمَةِ مخافة الله تعالى، وَخَيْرُ مَا أُلْقِيَ فِي الْقَلْبِ الْيَقِينُ، وَالرَّيْبُ مِنَ الْكُفْرِ، وَالنَّوْحُ مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَالْغُلُولُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ، وَالْكَنْزُ كَيٌّ مِنَ النَّارِ، وَالشِّعْرُ مَزَامِيرِ إِبْلِيسَ، وَالْخَمْرُ جِمَاعُ الْإِثْمِ، وَالنِّسَاءُ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ، وَالشَّبَابُ شُعْبَةٌ مِنَ الْجُنُونِ، وَشَرُّ الْمَكَاسِبِ مَكَاسِبُ الرِّبَا، وشر المآكل مأكل مَالِ الْيَتَامَى، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، وَالشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَإِنَّمَا يَكْفِي أَحَدُكُمْ مَا قَنَعَتْ بِهِ نَفْسُهُ، وَإِنَّمَا يَصِيرُ إِلَى مَوْضِعِ أَرْبَعَةِ أَذْرُعٍ، وخير الأمر ناجزه، وَأَمْلَكُ الْعَمَلِ خَوَاتِمُهُ، وَشَرُّ الرَّوَايَا رَوَايَا الْكَذِبِ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، وَسِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَأَكْلُ لَحْمِهِ مِنْ معاصي الله تعالى، ولحرمة مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ، ومن يَتَأَلَّ على الله تعالى يُكَذِّبْهُ، وَمَنْ يَغْفِرْ يَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ، وَمَنْ يَعْفُ يَعْفُ اللَّهُ عَنْهُ، وَمِنْ يَكْظِمِ الْغَيْظَ يأجره الله تعالى، وَمَنْ يَصْبِرْ على الرزايا يعنه الله عزَّ وجلّ، وَمَنْ يَعْرِفِ [الْبَلَاءَ] يَصْبِرْ عَلَيْهِ، وَمَنْ لَا يَعْرِفْهُ ينكره ومن يُنْكِرْهُ يضيعه الله تبارك وتعالى، وَمَنْ يَتْبَعِ السُّمْعَةَ يُسَمِّعِ اللَّهُ به، ومن ينو الدُّنْيَا تعجزه، ومن يطلع الشَّيْطَانَ يعص الله عزَّ وجلّ، وَمَنْ يعص الله تعالى يُعَذِّبْهُ ".(13/88)
[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، ثنا أَبُو حَمْزَةَ، هُوَ الْأَعْوَرُ اسمه مَيْمُونٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ كَانَ يخطُب كل عشية خَمِيسٍ بِهَذِهِ الْخُطْبَةِ، قَالَ: وَكُنَّا نَرَى أَنَّهَا خُطْبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كتاب الله تعالى، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مَوْقُوفُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يَنْفُذُكُمُ الْبَصَرُ، وَيَسْمَعُكُمُ الْمُنَادِي، وَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَإِنَّ السَّعِيدَ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ ".(13/96)
3126 - وقال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا ابن لَهِيعَةُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عن الباهلي قال: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، مَدْخَلَهُمُ الشَّامَ بِالْجَابِيَةِ، فَقَالَ: " تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ تُعْرَفُوا بِهِ، وَاعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِنْ أهله، وإنه لن يَبْلُغْ مَنْزِلَةَ ذِي حَقٍّ أَنْ يُطَاعَ فِي معصية الله تعالى، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ، وَلَا يُبَعِّدُ مِنْ رِزْقٍ قَوْلٌ بِحَقٍّ وَتَذْكِيرُ عَظِيمٍ، وَاعْلَمُوا أَنَّ بَيْنَ الْعَبْدِ وبين رزقه حجاب، قال: فيترأى له رِزْقِهِ وَإِنِ اقْتَحَمَ هَتَكَ الْحِجَابَ، وَلَمْ يُدْرِكْ فَوْقَ رِزْقِهِ، وَأَدِّبُوا الْخَيْلَ، وَانْتَضِلُوا، وَانْتَعِلُوا [وَتَسَوَّكُوا] ، وَتَمَعْدَدُوا، وَإِيَّاكُمْ وَأَخْلَاقَ الْعَجَمِ، وَمُجَاوِرَةَ الْجَبَّارِينَ، وَأَنْ يُرَى بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ صَلِيبٌ، وَأَنْ تَجْلِسُوا عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ، وتدخلوا الْحَمَّامَ بِغَيْرِ إِزَارٍ، وتدعوا نِسَاءَكُمْ يَدْخُلْنَ الْحَمَّامَاتِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَحِلُّ، وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَكْسِبُوا مِنْ عِنْدِ الْأَعَاجِمِ بَعْدَ نُزُولِكُمْ فِي [بِلَادِهِمْ] مَا يَحْبِسُكُمْ فِي أرضهم، فإنكم يوشك أَنْ تَرْجِعُوا إِلَى بِلَادِكُمْ، وَإِيَّاكُمْ والصفار أَنْ تَجْعَلُوهُ فِي رِقَابِكُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِأَمْوَالِ الْعَرَبِ الْمَاشِيَةِ [تزولون] بها حيث زلتم، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْأَشْرِبَةَ
[ص:99] تُصْنَعُ
مِنْ
الزَّبِيبِ وَالْعَسَلِ وَالتَّمْرِ، فَمَا عُتِّقَ مِنْهُ، فَهُوَ خَمْرٌ لَا يَحِلُّ، وَاعْلَمُوا أن الله تعالى لَا يُزَكِّي [ثَلَاثَةَ] نَفَرٍ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُقَرِّبُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى إِمَامَهُ صَفْقَةً يُرِيدُ بِهَا الدُّنْيَا، فَإِنْ أَصَابَهَا وَفَى لَهُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا [لَمْ يَفِ] لَهُ، وَرَجُلٌ خَرَجَ بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَحَلَفَ لَقَدْ أُعْطِيَ بِهَا كَذَا وَكَذَا فَاشْتُرِيَتْ لقوله، وَسِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَلَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَهْجُرَ أَخَاكَ فَوْقَ ثَلَاثٍ، وَمَنْ أَتَى سَاحِرًا أَوْ كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".(13/98)
2127 -[1] وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْعَلَاءُ أَبُو محمد الثَّقفي قال: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ، فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ مَا عَلَّمَنِي أَنْ قَالَ لِي: " يَا بُنَيَّ، أَحْكِمْ وُضُوءَكَ "، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِي آخره: " ولا تَبِيْتَنَّ ولا تُصْبِحَنَّ يَوْمًا وَفِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَإِنَّ هَذَا مِنْ سُنَّتِي، وَمَنْ أَخَذَ بِسُنَّتِي، فقد أحبني، ومن أَحَبَّنِي، فَهُوَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ، يَا بُنَيَّ، فَإِذَا علمت بِهَذَا وَحَفِظْتَ وَصِيَّتِي، / فَلَا يَكُونَنَّ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ، فَإِنَّ فِيهِ رَاحَتَكَ [ص:113] ".
3127 -[2] وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا مُحَمَّدُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، ثنا عَبَّادٌ الْمِنْقَرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، فذكر مثله، وأتمَّ منه [ص:115].
3127 -[3] حدثنا خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ حفص بن عُبيد اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَهُ وَزَادَ فِيهِ: " وَسَلِّمْ في بيتك [يَزِدُ] الله تعالى فِي بَرَكَاتِكَ، وَوَقِّرْ كَبِيرَ الْمُسْلِمِينِ، وارحم صغيرهم، أجيء أَنَا وَأَنْتَ كَهَاتَيْنِ ". وَجَمَعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ [ص:116].
3127 -[4] حدثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ أَبِي خليفة عن ضرار بْنِ مسلم، قال: سمعته يَذْكُرُهُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: أوصاني رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِي آخره: " [إن نمت وَأَنْتَ طَاهِرٌ فَمُتَّ، مُتَّ] شَهِيدًا، يَا أَنَسُ، وَقِّرِ الْكَبِيرَ، وَارْحَمِ الصَّغِيرَ ".(13/105)
3128 -[1] وقال عَبْدُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أنا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، هو أَبُو الْمِقْدَامِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: عَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ الله عَنْه، وَهُوَ عَلَيْنَا عَامِلٌ بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ شَابٌّ غَلِيظُ الْبَضْعَةِ، ممتلىء الْجِسْمِ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ وَقَاسَى مِنَ الْعَمَلِ وَالْهَمِّ مَا قَاسَى، تَغَيَّرَتْ حَالُهُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ لَا أَكَادُ أصرف بصري [عنه] ، فَقَالَ: يَا ابْنَ كَعْبٍ، إِنَّكَ تَنْظُرُ إِلَيَّ نَظَرًا ما كنت تنظره إِلَيَّ مِنْ قَبْلَ، قَالَ: قُلْتُ: تُعْجِبُنِي. قَالَ: وما عَجَبُكَ؟ قَالَ: لِمَا حَالَ مِنْ لَوْنِكَ، وَنُفِيَ مِنْ شَعْرِكَ، وَنَحَلَ مِنْ جسمك، قال: وكيف لَوْ رَأَيْتَنِي بَعْدَ ثَلَاثٍ، حِينَ تَسِيلُ حدقتاي عَلَى وَجْهِي، [وَيَسِيلُ] مَنْخَرَايَ وَفَمِي صديداً ودوداً، أكنت لِي أَشَدَّ نُكْرَةً؟ أَعِدْ عَلَيَّ حَدِيثًا كُنْتَ حَدَّثْتَنِيهِ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، وَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شَرَفًا، وَإِنَّ أَشْرَفَ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةَ، وَإِنَّمَا يُجَالَسُ بِالْأَمَانَةِ، وَاقْتُلُوا الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي صَلَاتِكُمْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ، فليتق الله تعالى، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى النَّاسِ، فَلْيَتَوَكَّلْ على الله عز وجل، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ، فَلْيَكُنْ [بِمَا فِي] يد الله تبارك وتعالى أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ. أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَزَلَ وَحْدَهُ وَمَنَعَ رِفْدَهُ، وجلد عبده. ألا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرِّ مِنْ هَذَا؟ " قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يُبْغِضِ النَّاسَ وَيُبْغِضُونَهُ. أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا؟ "، قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يُقِلْ عَثْرَةً، وَلَمْ يَقْبَلْ مَعْذِرَةً، وَلَمْ يَغْفِرْ ذَنْبًا. أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا؟ "، قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يُرْجَ خَيْرُهُ،
[ص:119] وَلَمْ يُؤْمَنْ شَرُّهُ، إِنَّ عِيسَى بن مريم عليه السلام قَامَ فِي قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَا تَكَلَّمُوا [بِالْحِكْمَةِ] عِنْدَ الْجَاهِلِ فَتَظْلِمُوهَا، وَلَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ، وَلَا تَظْلِمُوا، وَلَا تُكَافِئُوا ظالماً [بظلم] [فَيَبْطُلَ] فضلكم عن رَبِّكُمْ، يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، الْأَمْرُ ثَلَاثَةٌ: أَمْرٌ بَيِّنٌ رُشْدُهُ فَاتَّبِعُوهُ، وَأَمْرٌ بَيِّنٌ غِيُّهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَأَمْرٌ اخْتُلِفَ فِيهِ فَكِلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ ".
[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا [سُرَيْجُ] بْنُ يُونُسَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا أَبُو الْمِقْدَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: عَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عبد العزيز رضي الله، وهو علينا عَامِلٌ بالمدينة زَمَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَهُوَ شَابٌّ، فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: فِي السُّنَنِ شَيْءٌ مِنْ أَوَائِلِهِ.(13/118)
3129 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا هُشَيْمٌ عَنِ الْكَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ أَضْحَكَهُمْ حَدِيثُهُمْ، فَوَقَفَ فَسَلَّمَ فَقَالَ: " اذْكُرُوا هَاذِمَ اللَّذَّاتِ، الْمَوْتَ ". وَخَرَجَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ خَرْجَةً أُخْرَى، فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ وَيَضْحَكُونَ فَقَالَ: " أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ". قال: وخرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ وَيَضْحَكُونَ فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " أَلَا إِنَّ الْإِسْلَامَ بدأ غريباً، وسيعود غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قِيلَ لَهُ: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الَّذِينَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ صَلَحُوا ".(13/125)
3130 -[1] وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أبو الأحوص، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ رَجُلٍ مِنَ النَخَع قال: شَهِدْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، حِينَ حضره الموت فقال: إِنِّي مُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اعبد الله تعالى كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، وَعُدَّ نَفْسَكَ فِي الموتى، واتق دعوات المظلوم فإنها تستجاب، وَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَشْهَدَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَصَلَاةَ الْغَدَاةِ فِي جَمَاعَةٍ، فَلْيَفْعَلْ وَلَوْ حَبْوًا ".
صَحِيحٌ لَوْلَا الْمُبْهَمُ [ص:135].
3130 -[2] حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: " اعبد الله تعالى كَأَنَّكَ تَرَاهُ "، فَذَكَرَهُ مَوْقُوفًا إِلَى قَوْلِهِ: " الْمَظْلُومِ "، وَزَادَ: " وَاعْلَمْ أَنَّ قَلِيلًا يُغْنِيكَ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يلهيك، وإن الدِّين لَا يَبْلَى، وَأَنَّ الْبِرَّ لَا يُنْسَى.(13/130)
3131 - وقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا الْكُوفِيِّ، عَنْ رجل حدثه قال: أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / نهى رجلاً عَنْ ثَلَاثٍ، وَأَوْصَاهُ بثلاث، فأما [التي] نَهَاهُ عَنْهَا، فَقَالَ: " لَا تَنْقُضْ عَهْدًا وَلَا تُعِنْ عَلَى نَقْضِهِ، وَلَا تَبْغِ، فَإِنَّ مَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ لينصرنَّه الله تعالى، وَإِيَّاكَ وَمَكْرَ السيء، فَإِنَّهُ لَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السيء إِلَّا بِأَهْلِهِ، وَلَهُنَّ من الله تعالى طَالِبٌ "، وَأَمَّا الَّتِي أَوْصَاهُ بها: " أن تكثر ذِكْرَ الْمَوْتِ، فَإِنَّهُ يُسْلِيكَ عَمَّا سِوَاهُ، وَعَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَتَى يُسْتَجَابُ لَكَ، وَعَلَيْكَ بِالشُّكْرِ، فَإِنَّهُ زِيَادَةٌ "، ثُمَّ قرأ سفيان: " [لإِن] شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ".(13/139)
3132 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا [مُعْتَمِر] قال: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عند الله تبارك وتعالى خَزَائِنُ لِلْخَيْرِ وَالشَّرِّ، مَفَاتِيحُهَا الرِّجَالُ ".(13/144)
4 - بَابُ حُسْنُ الْخُلُقِ(13/148)
3133 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " خِيَارُكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا ".(13/148)
5 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الدِّينِ، وَبَذْلِ الْمَالِ وَالنَّفْسِ دُونَهُ(13/149)
3134 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، ثنا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: شَيَّعْنَا [جُنْدُبًا] إِلَى حِصْنِ الْمُكَاتَبِ، فَقُلْنَا لَهُ: أَوْصِنَا. فَقَالَ: " عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ نُورُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، وَهُدَى النَّهَارِ، فاعلموا بِهِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وَفَاقَةٍ، فَإِنْ عَرَضَ بَلَاءٌ، فَقَدِّمْ مَالَكَ دُونَ نفسك، فإن تَجَاوَزَ الْبَلَاءُ، فَقَدِّمْ مَالَكَ [وَنَفْسَكَ] دُونَ دِينِكَ، فَإِنَّ المحروم من حرم دِينَهُ، وَإِنَّ الْمَسْلُوبَ مَنْ سُلِبَ دِينَهُ، وَإِنَّهُ لَا غِنًى يغني بَعْدَهُ النَّارُ، ولا فقر يفقر بَعْدَهُ الْجَنَّةُ، إِنَّ النَّارَ لَا يُفَكُّ أسرهاولا يَسْتَغْنِي فَقِيرُهَا ".
صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.(13/149)
3135 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حدثنا عَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ ذَكْوَانَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إن من أسوء [النَّاسِ] مَنْزِلَةً مَنْ أَذْهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ ".(13/153)
6 - بابٌ
3136 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حدثنا عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ عن يوسف بن الصَّبَّاغِ، عَنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ الله عَنْه لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَهِدَ أَمْرًا فَكَرِهَهُ، كَانَ كَمَنْ غَابَ عَنْهُ، وَمَنْ غَابَ عَنْ أَمْرٍ فَرَضِيَ بِهِ، كَانَ كَمَنْ شَهِدَهُ ".(13/154)
7 - بَابُ الضِّيقِ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا(13/157)
3137 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيُّ، وَأَبُو مَعْمَرٍ، قَالَا: ثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، ثنا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وهب، عن عطية بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: سمعت سلمان رَضِيَ الله عَنْه يقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَا سَلْمَانُ، إِنَّ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ ".(13/157)
8 - بَابٌ(13/160)
3138 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أبي إسرائيل، ثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي عيسى بن سَبْرة، يحدث عَمَّنْ سَمِعَ أَنَسَ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه يرفعه قال: " إن الله عزّ وجل يُعْطَى الدُّنْيَا عَلَى نِيَّةِ الْآخِرَةِ، وَلَا يُعْطِي الْآخِرَةَ عَلَى نِيَّةِ الدُّنْيَا ".(13/160)
9 - بَابُ فَضْلِ [الْعَمَلِ] الصَّالِحِ فِي الزمن السوء
3139 - قال(13/162)
ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا الْمُقْرِئُ، ثنا حَيْوة، أنا [شُرَحْبِيلُ] بْنُ شَرِيكٍ، أَنَّهُ سمع عبد الرحمن الحبلي يحدث، أنه سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: " لَخَيْرٌ أَعْمَلُهُ الْيَوْمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِثْلَيْهِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنَّا كنا مع رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تهمنا الْآخِرَةُ وَلَا تهمنا الدُّنْيَا، وَإِنَّا الْيَوْمَ قَدْ مَالَتْ بِنَا الدُّنْيَا ".(13/162)
10 - بَابُ وُقُوعِ الْبَلَاءِ بِالْمُؤْمِنِ الْكَامِلِ ابْتِلَاءً(13/164)
3140 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بن السائب قال: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أبي ليلى يقول: حَدَّثَنَا فُلَانٌ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: فَذَكَرَ حَدِيثًا، قَالَ: وقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تجتمع مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ، فَتَصْعَدُ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ، وتبقى فِيكُمْ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، وَتَصْعَدُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَتَبْقَى فِيكُمْ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ، وَيَقُولُونَ: أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَتَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَتَرَكْنَا فِيهِمْ رَجُلًا لَمْ يُصِبْهُ خَيْرٌ قَطُّ، وَلَا بَلَاءٌ قَطُّ، إِلَّا عَلِمَ أَنَّهُ مِنْكَ، فَيَقُولُ: ابتلوا عبدي، أو زيدوا عَبْدِي "، قَالَ سفيان: لا أدري بأيتهما بدأ، قال: " فَيَبْتَلُونَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: ابْتَلُوهُ فَيُبْتَلَى، ثُمَّ يَقُولُ: ابْتَلُوهُ وَهُوَ أَعْلَمُ فَيَقُولُونَ: انْتَهَى الْبَلَاءُ أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ: زِيدُوهُ، فَيُزَادُ، ثُمَّ يَقُولُ: زِيدُوهُ، فَيُزَادُ، ثُمَّ يقول: زيدوه، فيزاد، ثم يَقُولُ: زِيدُوهُ، وَهُوَ أَعْلَمُ فَيَقُولُونَ: انْتَهَى الْمَزِيدُ أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عَبْدِي فِي الْبَلَاءِ، وَكَيْفَ رأيتموه فِي الرَّخَاءِ؟ فَيَقُولُونَ: أَيْ رَبِّ، أَصْبَرَ عَبْدٍ وأشكره، فَيَقُولُ: اكْتُبُوا عَبْدِي مِمَّنْ لَا يُبَدَّلُ وَلَا يُغَيَّرُ حَتَّى يَلْقَانِي ".(13/164)
11 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّبْرِ(13/167)
3141 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ ".
إِسْنَادُهُ حسن.
أخرجه من حديث طويل، قد أَخْرَجُوهُ مُفَرَّقًا إِلَّا هَذِهِ الْجُمْلَةَ.(13/167)
3142 - قال أَبُو يَعْلَى: حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا عَبْدَةُ، هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ مُحْرِزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ سَلْمَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا صَبَرَ أَهْلُ بَيْتٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ عَلَى جَهْدٍ، إِلَّا أتاهم الله عزَّ وجلّ بِرِزْقٍ ".(13/171)
3143 - حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحسين الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن النَّاسُ [الْيَوْمَ] كشجرة ذات جناء، وَيُوشِكُ أَنْ [يَعُودَ] النَّاسُ كشجرة ذات شوك، إن نافرتهم نافروك، وإن تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ، وَإِنْ هَرَبْتَ مِنْهُمْ طلبوك ". قال: قلت: وَكَيْفَ بِالْمَخْرَجِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: / " تُقْرِضُهُمْ مِنْ عِرْضِكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ ".(13/173)
12 - بَابُ ذَمِّ الْغَضَبِ(13/178)
3144 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُليم، حدثني أبو عَمْرٍو مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ خَزَنَ لِسَانَهُ، ستر الله تعالى عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ، كف الله عزّ وجل عَنْهُ عَذَابَهُ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إلى الله تعالى، قَبِلَ مِنْهُ عُذْرَهُ ".
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا [ص:183].
3144 -[3] وحدثنا أَبُو مُوسَى، أنا عِيسَى بْنُ [شُعَيْبٍ] الضَّرِيرُ أبو الْفَضْلِ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمٍ النُّمَيري عَنِ [أبي عُمير] بن أَنَسٍ، [عن أبيه] ، نَحْوَهُ [ص:184].
3144 -[4] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ [بْنُ هَاشِمٍ] الْبَزَّارُ، حدثني خَالِدُ بْنُ [بُرْدٍ] الْعِجْلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه بِهِ.(13/178)
13 - بَابُ فَضْلِ مَنْ تَرَكَ الْمَعْصِيَةَ مِنْ خوف الله تعالى(13/185)
3145 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ أَبُو أَيُّوبَ الرَّقِّيُّ، ثنا عِيسَى - يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ -، عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَدَرَ عَلَى طَمَعِ الدُّنْيَا، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ لَا يُؤَدِّيَهُ، زوَّجه الله تعالى من الحور الْعِينِ حَيْثُ يَشَاءُ، ومن دعته بغية إِلَى نَفْسِهَا، فَتَرَكَهَا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تبارك وتعالى، زوَّجه الله تعالى من الحور العين حيث شاء ".(13/185)
14 - بَابُ الْمُبَادَرَةِ إِلَى الطَّاعَةِ(13/187)
3146 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يحيى، ثنا سفيان، حدثني أبي، ثنا أبو وَائِلٍ، عَنْ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ تَلَاطُخِ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ، أنه قال: " قال الله تبارك وتعالى: يَا ابْنَ آدَمَ، قُمْ إِلَيَّ امش إِلَيْكَ، [وَامْشِ] إِلَيَّ، أُهَرْوِلُ إِلَيْكَ ".
صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.(13/187)
15 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ(13/189)
3147 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدٍ، هُوَ ابْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه قال: إن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه: " اجْمَعْ لِي [قومك] "، فَجَمَعَهُمْ، فكانوا بِالْبَابِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَائِي مِنْكُمُ الْمُتَّقُونَ، َإِيَّاكُمْ أَنْ يَجِيءَ النَّاسُ بِالْأَعْمَالِ، وتجيؤون بِالْأَثْقَالِ تَحْمِلُونَهَا عَلَى ظُهُورِكُمْ ".(13/189)
3148 - وقال الطيالسي: حدثنا عِمران الْقَطَّانُ، ثنا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ إِنْسَانٍ ثَلَاثَةُ أَخِلَّاءَ: فَأَمَّا خَلِيلٌ، فَيَقُولُ: مَا أَنْفَقْتَ فَلَكَ، وَمَا أَمْسَكْتَ فَلَيْسَ لَكَ، فَذَلِكَ مَالُهُ؛ وَأَمَا خَلِيلٌ، فَيَقُولُ: أنا معك، فإذا أَتَيْتَ بَابَ الْمَلِكِ، تركتك ورجعت، فذاك أَهْلُهُ وَحَشَمُهُ، وَأَمَا خَلِيلٌ، فَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ حَيْثُ دَخَلْتَ وَحَيْثُ خَرَجْتَ، فَذَلِكَ عَمَلُهُ، فَيَقُولُ: إِنْ كُنْتَ لَأَهْوَنَ الثَّلَاثَةِ عَلَيَّ ".(13/194)
3149 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا فرات بن [سلمان] عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ أبي ذرّ رَضِيَ الله عَنْه قال: سَمِعْتُ خَلِيلِيَ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كَمَا لَا يُجْتَنَى مِنَ الشَّوْكِ الْعِنَبُ، لَا يَنْزِلُ الْفُجَّارُ مَنَازِلَ الْأَبْرَارِ، وَهُمَا طَرِيقَانِ، فَأَيَّهُمَا أَخَذْتُمْ، وَرَدَ بِكُمْ عَلَى أَهْلِهِ ".(13/199)
3150 - وقال أَبُو يعلى: حدثنا مُؤَمّل، ثنا [مُكَبَّر] بْنُ عُثْمَانَ، ثنا الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ يزيد بن [مَرْثَد] الْمَذْحِجِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إن الله تبارك وتعالى بَنَى دِينَهُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَرْكَانٍ، فَمَنْ لَمْ يَصْبِرْ عَلَيْهِنَّ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِنَّ، لقي الله تعالى مِنَ الفاسقين، قال: وَمَا هُنَّ [يَا أَبَا ذر] ، قال رَضِيَ الله عَنْه: يُسلِّم حَلَالَ اللَّهِ لِلَّهِ، [وَحَرَامَ اللَّهِ لِلَّهِ] ، وَأَمْرَ اللَّهِ لِلَّهِ، وَنَهْيَ اللَّهِ لِلَّهِ، لا يُؤْتَمَنُ عَلَيْهِنَّ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: قال أبو القاسم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كما لَا يُجْتَنَى مِنَ الشَّوْكِ الْعِنَبُ، كَذَلِكَ لَا يَنَالُ الْفُجَّارُ مَنَازِلَ الْأَبْرَارِ ".(13/201)
16 - بَابُ التَّخْوِيفِ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ(13/203)
3151 -[1] قَالَ أَبُو يعلى: حدثنا أبو مَعْمَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ، قَالَ: اخْتَصَمَ إِلَى مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ رَجُلَانِ، فَشَهِدَ عَلَى أَحَدِهِمَا رَجُلٌ، فَقَالَ الْمَشْهُودُ عَلَيْهِ: وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ لِرَجُلُ صِدْقٍ، وَلَئِنْ سَأَلْتَ عَنْهُ، لَيُحْمَدَنَّ أَوْ [لَيُزَكِّيَنَّ] ، وَلَقَدْ شَهِدَ عَلَيَّ بِبَاطِلٍ، وَلَا أدري ما اجترأه إِلَى ذَلِكَ. فَقَالَ مُحَارِبٌ: يَا هَذَا اتَّقِ اللَّهَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ [عَبْدَ اللَّهِ بن عمر] رَضِيَ الله عَنْهما، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَعِظُ رَجُلًا ذَلِكَ الْيَوْمَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: " وإن الطير يوم القيامة لَتَضْرِبُ بِأَجْنِحَتِهَا، وَتَرْمِي بِمَا فِي أجوافها مَا لَهَا طَلِبَةٌ [ص:207] ".
3151 -[2] وقال الْحَارِثُ: حدثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ بِهِ مُخْتَصَرًا، وَفِي آخِرِهِ: " وَلَيْسَ عِنْدَهَا طَلِبَةٌ ".(13/203)
17 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْعَمَلِ(13/209)
3152 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا الْمُقْرِئُ، ثنا نُوحُ بْنُ جَعْوَنَةَ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: " أَلَا إِنَّ عَمَلَ الْآخِرَةِ حَزَنٌ بربرة ثَلَاثًا وَإِنَّ عَمَلَ النَّارَ سَهْلٌ بِشَهْوَةٍ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُقِيَ الْفِتَنَ ".(13/209)
18 - بَابُ عَيْشِ السَّلَفِ(13/210)
3153 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، ثنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، قال: أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ، فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: " مَا أَخْرَجَكَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ؟ "، فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَخْرَجَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ "، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: " أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَعَدَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُهُمَا، ثُمَّ قَالَ: " هَلْ [بِكُمَا] قُوَّةٌ تنطلقان إِلَى هَذَا النَّخْلِ، فَتُصِيبَانِ طَعَامًا وَشَرَابًا وَظِلًّا؟ "، قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: " مُرُّوا بِنَا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ الْأَنْصَارِيِّ "، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وأم الهيثم رَضِيَ الله عَنْها وَرَاءَ الْبَابِ، تَسْمَعُ الْكَلَامَ وَتُرِيدُ أَنْ يَزِيدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أَرَادَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْصَرِفَ خَرَجَتْ أم الهيثم رَضِيَ الله عَنْها خَلْفَهُمْ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ سَمِعْتُ وَاللَّهِ تَسْلِيمَكَ /، وَلَكِنْ أردت أن تزيدنا مِنْ سَلَامِكَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا، وَقَالَ: " أَيْنَ أَبُو الْهَيْثَمِ؟ مَا أُرَاهُ "، قَالَتْ: هُوَ قَرِيبٌ، ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ
[ص:211] لَنَا الْمَاءَ، ادْخُلُوا، فَإِنَّهُ يَأْتِي السَّاعَةَ إِنْ شاء الله تعالى، فبسطت لهم بِسَاطًا تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَجَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ وَفَرِحَ بِهِمْ، وَقَرَّتْ عَيْنُهُ بِهِمْ، وَصَعِدَ عَلَى نَخْلَةٍ فصرم عِذْقا، فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَسْبُكَ يَا أَبَا الْهَيْثَمِ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَأْكُلُونَ مِنْ رُطَبِه ومن بُسْرِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ، ثُمَّ أَتَاهُمْ بِمَاءٍ فَشَرِبُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ "،
[[وَقَامَ أَبُو الْهَيْثَمِ لَيَذْبَحُ شَاةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكَ وَاللَّبُونَ "]] (*)
وَقَامَتْ أم الهيثم رَضِيَ الله عَنْها تَعْجِنُ لَهُمُ وَتَخْبِزُ، وَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رؤوسهم لِلْقَائِلَةِ، فَانْتَبَهُوا وَقَدْ أَدْرَكَ طعامهم، فوُضع الطعام بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا وحمدوا الله تعالى وَرَدَّتْ عَلَيْهِمْ أم الهيثم رَضِيَ الله عَنْها بَقِيَّةَ الْعِذْقِ، فَأَكَلُوا مِنْ رُطَبِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا لَهُمْ [ص:217].
3153 -[2] وقال الْبَزَّارُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا أَبُو خَلَفٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: حَتَّى أَتَيْنَا مَنْزِلَ مَالِكِ بْنِ التَّيْهَانِ أَبِي الْهَيْثَمِ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله عَنْه. وَزَادَ فِي آخره: " ثم دعا لَهُمْ بِخَيْرٍ "، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِأَبِي الْهَيْثَمِ: " إِذَا بَلَغَكَ أَنْ قَدْ أَتَانَا رَقِيقٌ فَأْتِنَا ". قَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ رَضِيَ الله عَنْه: فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّهُ أَتَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقيق، أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَأَعْطَانِي رَأْسًا فَكَاتَبْتُهُ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَمَا رَأَيْتُ رَأْسًا كَانَ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى: فَحَدَّثْتُ بِهِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُسْلِمٍ الْمَكِّيَّ، فَحَدَّثَنِي بِنَحْوِهِ، وَزَادَ فيه: قالت لهم أُمُّ الْهَيْثَمِ: لَوْ دَعَوْتَ لَنَا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ ".
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ(13/210)
3154 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قال: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: [فَاتَنِي] الْعِشَاءُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَأَتَيْتُ أَهْلِي فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكُمْ عَشَاءٌ؟ ، قَالُوا: لَا، وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا عَشَاءٌ، فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، فَلَمْ يَأْتِنِي النَّوْمُ مِنَ الْجُوعِ، فَقُلْتُ: لَوْ خَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فصلَّيت وتعلَّلت حَتَّى أُصْبِحَ، فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ تَسَانَدْتُ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ كَذَلِكَ، إِذْ طَلَعَ عُمَرُ بْنُ الخطاب رَضِيَ الله عَنْه فقال: من هذا؟ ، قلت: أبو بكر، قال: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الَّذِي أَخْرَجَكَ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي، فبينا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْكَرَنَا، فَقَالَ: " مَنْ هَذَا؟ " فَبَادَرَنِي عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: هَذَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَخْرَجَكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟ "، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: خَرَجْتُ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُ سَوَادَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ، فَقُلْتُ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَذَكَرَ الَّذِي كَانَ، فَقُلْتُ: وَأَنَا وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الَّذِي أَخْرَجَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَأَنَا وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْوَاقِفِيِّ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ، فَلَعَلَّنَا نَجِدُ عِنْدَهُ شَيْئًا يُطْعِمُنَا "، فَخَرَجْنَا نَمْشِي فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْحَائِطِ فِي الْقَمَرِ، فَقَرَعْنَا الْبَابَ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: مَنْ هَذَا؟ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَفَتَحَتْ لَنَا فَدَخَلْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيْنَ زَوْجُكِ؟ " قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ من حَشِّ بن حَارِثَةَ، الْآنَ يَأْتِيكُمْ، قَالَ: فَجَاءَ يَحْمِلُ قِرْبَةً حَتَّى أَتَى بِهَا [نَخْلَةً] وَعَلَّقَهَا عَلَى كِرْنَافَةٍ مِنْ كَرَانِيفِهَا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا،
[ص:223] فَقَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا، ما زار ناساً أَحَدٌ قَطُّ مِثْلُ مَنْ زَارَنِي، ثُمَّ قَطَعَ لَنَا عِذْقًا فَأَتَانَا بِهِ تجعلنا نُنَقِّي منه في القمر ونأكل، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ فَجَالَ فِي الْغَنَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ - أَوْ قَالَ - إِيَّاكَ وذات الدَّرِّ ". فَأَخَذَ رَضِيَ الله عَنْه شَاةً، فَذَبَحَهَا وَسَلَخَهَا، وَقَالَ لامرأته: قومي، فطحنت وَخَبَزَتْ وَجَعَلَتْ تَقْطَعُ فِي الْقِدْرِ مِنَ اللَّحْمِ وَتُوقِدُ تحتها حتى فرغ الخبز واللحم، فثرد وغرف عَلَيْهِ مِنَ الْمَرَقِ وَاللَّحْمِ، ثُمَّ أَتَانَا بِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى القربة وقد [صفقتها] الرِّيحُ فَبَرَّدَ، فَصَبَّ فِي الْإِنَاءِ ثُمَّ نَاوَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَ أَبَا بَكْرِ رَضِيَ الله عَنْه فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَشَرِبَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الحمد الذي الذي خَرَجْنَا لَمْ يُخْرِجْنَا إِلَّا الْجُوعُ، ثُمَّ رَجَعْنَا وَقَدْ أَصَبْنَا هَذَا، لتسألن عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، هَذَا مِنَ النَّعِيمِ "، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْوَاقِفِيِّ: " مَا لَكَ خَادِمٌ يَسْقِيكَ الْمَاءَ؟ " قَالَ: لَا، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِذَا أَتَانَا سَبْيٌ، فَأْتِنَا حَتَّى نَأْمُرَ لَكَ بِخَادِمٍ "، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى أَتَاهُ سَبْيٌ، فَأَتَاهُ الْوَاقِفِيُّ فَقَالَ: " مَا جَاءَ بِكَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَعْدُكَ الَّذِي وَعَدْتَنِي، قَالَ: " هَذَا سَبْيٌ، فقم فاختر منه "، فَقَالَ: كُنْ أَنْتَ تَخْتَارُ لِي، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذْ هَذَا الْغُلَامَ وَأَحْسِنْ إِلَيْهِ "، قَالَ: فَأَخَذَهُ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَتْ: مَا هَذَا؟ فَقَصَّ عَلَيْهَا / الْقِصَّةَ قَالَتْ: فَأَيُّ شَيْءٍ قُلْتَ لَهُ؟ ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ كن أنت الذي تَخْتَارُ لِي، [قَالَتْ: قَدْ أَحْسَنْتَ، قَالَ لَكَ أَحْسِنْ إِلَيْهِ، فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ] ، قَالَ: مَا الْإِحْسَانُ إِلَيْهِ؟ ، قَالَتْ: أَنْ تعتقه، قال: فهو حُرٌّ لوجه الله تعالى.(13/222)
3155 - وقال مُسَدَّد: حدثنا [بَشير بْنُ سُرَيْجٍ] عَنْ نُفَيْعِ بن الحارث قال: سَمِعْتُ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها [تَقُولُ] : " لَمْ يُنْخَلْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَقِيقٌ قَطُّ ".(13/226)
3156 -[1] وقال إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَتْ: حَفْصَةُ بِنْتُ عمر لعمر - رَضِيَ الله عَنْهما -: لَوْ أَنَّكَ لَبِسْتَ ثِيَابًا أَلْيَنَ مِنْ ثِيَابِكَ، وأكلت طعاماً ألين مِنْ طَعَامِكَ، فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: " أنا أُخَاصِمُكِ إِلَى نَفْسِكِ، أَلَمْ تَعْلَمِي مِنْ أَمْرِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [وأبي بكر] كَذَا وَكَذَا "، حَتَّى بَكَتْ. قَالَ - رَضِيَ الله عَنْه -: " قَدْ قُلْتُ لَكِ، وَلَكِنِّي أُشَارِكُهُمَا فِي عَيْشِهِمَا الشَّدِيدِ، لَعَلِّي أُشَارِكُهُمَا فِي عَيْشِهِمَا الرضي؟ ". فَأَقَرَّ بِهِ وقال: نَعَمْ [ص:233].
3156 -[2] رَوَاهُ النسائي فِي الْكُبْرَى عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عن إسماعيل، [عن أخيه النُّعمان] .
فَإِنْ كَانَ مُصْعَبٌ سَمِعَهُ من حفصة رَضِيَ الله عَنْهما، فَهُوَ صَحِيحٌ، وَإِلَّا، فَهُوَ مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.(13/229)
3157 -[1] وقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا أبي قال: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بن إسحاق يقول: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، هُوَ القُرَظي، قال: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه يُحَدِّثُ، قَالَ: خَرَجْتُ فِي غَدَاةٍ شَاتِيَةٍ مِنْ بَيْتِي جَائِعًا حَرِضًا قَدْ أذلقني الْبَرْدُ، فَأَخَذْتُ إِهَابًا معطوباً قَدْ كَانَ عِنْدَنَا، فَجُبْتُهُ ثُمَّ أَدْخَلْتُهُ فِي عُنُقِي، ثُمَّ حَزَمْتُهُ عَلَى صَدْرِي أَسْتَدْفِئُ بِهِ، وَاللَّهِ ما فِي بَيْتِي شَيْءٌ آكُلُ مِنْهُ، وَلَوْ كَانَ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَبَلَغَنِي، فخرجت في بعض نَوَاحِي الْمَدِينَةِ فاطلعت إلى يهودي في حائط مِنْ ثُغْرَةِ جِدَارِهِ فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَعْرَابِيُّ، هَلْ لَكَ فِي كُلِّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ؟ ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَافْتَحِ الْحَائِطَ، فَفَتَحَ لي، فدخلت، فجعلت أَنْزِعُ دَلْوًا ويعطيني تمرة، حتى إذا مَلَأْتُ كَفِّي، قُلْتُ: حَسْبِي مِنْكَ الْآنَ، فَأَكَلْتُهُنَّ ثُمَّ كَرَعْتُ فِي الْمَاءِ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عِصَابَةٍ من أصحابه رَضِيَ الله عَنْهم، إذ طلع عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي بُرْدَةٍ لَهُ مَرْقُوعَةٍ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَكَرَ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ، وَرَأَى حَالَهُ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا، فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَبَكَى، ثُمَّ قال: " كيف أنتم إِذَا غَدَا أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَرَاحَ فِي أُخْرَى، وَسُتِرَتْ بُيُوتُكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ؟ "، قُلْنَا: نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ، نُكْفَى المؤنة، وَنَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ. قَالَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : " أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ [ص:241] ".
3157 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ نَحْوَهُ.
قلت: رواه الترمذي مِنْ طَرِيقِ ابْنِ إِسْحَاقَ بِهِ مُخْتَصَرًا [ص:243].
3157 -[3] وَرَوَى أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ مُجَاهِدٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه بعض قصة التمر.(13/234)
3157 -[4] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أبو رافع قال: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ القُرَظي يحدث بأن أَهْلَ الْعِرَاقِ [أَصَابَتْهُمْ] أَزْمَةٌ، فَقَامَ بَيْنَهُمْ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، أَبْشِرُوا، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يمر عليكم إلاَّ يَسِيرٌ حَتَّى تَرَوْا مَا يَسُرُّكُمْ مِنَ الرخاء واليسر، قد رأيتني بكيت ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الدَّهْرِ مَا أَجِدُ شَيْئًا آكُلُهُ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يَقْتُلَنِي الْجُوعُ، فأرسلت فَاطِمَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْتَطْعِمُهُ لِي، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا بُنَيَّةُ، وَاللَّهِ مَا فِي الْبَيْتِ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إلاَّ ما ترى - لِشَيْءٍ قَلِيلٍ بَيْنَ يَدَيْهِ - وَلَكِنِ ارْجِعِي فسيرزقكم الله - تبارك وتعالى - "، فَلَمَّا جَاءَتْنِي فأخبرتني، انقلبت وَذَهَبْتُ حَتَّى آتِيَ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَإِذَا يَهُودِيٌّ عَلَى شَفِيرِ بِئْرٍ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، هَلْ لَكَ أَنْ تَسْقِيَ [نَخْلًا لِي] وَأُطْعِمُكَ؟ ، قُلْتُ: نَعَمْ. فَبَايَعْتُهُ عَلَى أَنْ أَنْزِعَ كُلَّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، فَجَعَلْتُ أَنْزِعُ، فَكُلَّمَا نَزَعْتُ دَلْوًا أَعْطَانِي تَمْرَةً، حَتَّى امْتَلَأَتْ يَدَايَ مِنَ التَّمْرِ، فَقَعَدْتُ فَأَكَلْتُ ثُمَّ شَرِبْتُ مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا لَكَ بَطْنًا، لَقَدْ لَقِيتُ الْيَوْمَ خَيْرًا، ثم نزعت كذلك لِابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ وَضَعْتُ فَانْقَلَبْتُ رَاجِعًا، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، إِذَا أَنَا بِدِينَارٍ مُلْقًى، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وَقَفْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وأؤامر نفسي لآخذه أَمْ أَذَرُهُ، [فأبيت] إِلَّا أَخْذَهُ، وقلت: أستشير [بنت] رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذْتُهُ، فَلَمَّا جِئْتُهَا أخبرتها الخبر، فقالت: هَذَا رِزْقُ من الله تعالى فَانْطَلِقْ فَاشْتَرِ لَنَا دَقِيقًا، فانطلقت حتى جئت السوق، فإذا أنا بيهودي من يهود فَدَك يبيع دقيقاً مِنْ دَقِيقِ الشَّعِيرِ، فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ فَلَمَّا اكْتَلْتُ قَالَ: مَا أَنْتَ لِأَبِي الْقَاسِمِ؟ ، قُلْتُ: ابْنُ عَمِّي، وابنته امْرَأَتِي، فَأَعْطَانِي الدِّينَارَ، فجئتها فأخبرتها الخبر، فَقَالَتْ: هَذَا رِزْقُ من اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَاذْهَبْ بِهِ فَارْهَنْهُ بِثَمَانِيَةِ قَرَارِيطَ، ذَهَبٍ فِي
[ص:245] لَحْمٍ، فَفَعَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُهَا بِهِ، فَقَطَّعْتُهُ لَهَا، [ونَصَبَتْ] ، ثم عجنت وَخَبَزْتُ، ثُمَّ صَنَعْنَا طَعَامًا وَأَرْسَلْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَنَا، فَلَمَّا رَأَى الطَّعَامَ قَالَ: " مَا هَذَا؟ أَلَمْ تَأْتِنِي آنِفًا تَسْأَلُنِي؟ "، [فَقُلْنَا] : بَلَى، اجْلِسْ يَا رَسُولَ اللَّهِ نُخْبِرْكَ الْخَبَرَ، فإن رأيته طيباً، أَكَلْتَ وَأَكَلْنَا، فَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ فَقَالَ: " هُوَ طَيِّبٌ، فَكُلُوا بِاسْمِ اللَّهِ "، ثُمَّ قَامَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ، فَإِذَا هُوَ بِأَعْرَابِيَّةٍ تَشْتَدُّ كَأَنَّهُ نُزِعَ فُؤَادُهَا، / فَقَالَتْ: يَا رسول الله، أبي أُبْضِعُ مَعِي بِدِينَارٍ فَسَقَطَ مِنِّي، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَيْنَ سَقَطَ، فَانْظُرْ بِأَبِي وَأُمِّي أَنْ يُذْكَرَ لَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْعِي لِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ "، فَجِئْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبْ إِلَى الْجَزَّارِ فَقُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ: إِنَّ قَرَارِيطَكَ عَلَيَّ، فَأَرْسِلْ بِالدِّينَارِ "، فَأَرْسَلَ بِهِ، فَأَعْطَاهُ الْأَعْرَابِيَّةَ، فَذَهَبَتْ.(13/244)
3158 - وقَالَ عَبْدُ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا أَبُو الْعَطُوفِ: الْجَرَّاحُ بْنُ مِنْهَالٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، قال: خرجت مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلْنَا فِي بَعْضِ حيطان الأنصار، فجعلنا نلتقط مِنَ التَّمْرِ ونأكل، فَقَالَ لي: " يا ابن عمر، مالك لَا تَأْكُلُ؟ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا أَشْتَهِيهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَكِنِّي أَشْتَهِيهِ، وَهَذِهِ صُبْحُ رَابِعَةٍ مُنْذُ لَمْ أَذُقْ طَعَامًا وَلَمْ أَجِدْهُ، وَلَوْ شِئْتُ دَعَوْتُ رَبِّي فَأَعْطَانِي مِثْلَ مُلْكِ كِسْرَى وَقَيْصَرَ، فَكَيْفَ بِكَ يَا ابْنَ عُمَرَ إِذَا بَقِيتَ فِي قَوْمٍ [يخبئون] رزق سنة وَيُضَعِّفُ الْيَقِينَ؟ "، فَوَاللَّهِ مَا بَرِحْنَا وَلَا ذَهَبْنَا حَتَّى نَزَلَتْ: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60) } ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَأْمُرْنِي بِكَنْزِ الدُّنْيَا وَلَا اتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ، فمن كنزها يريد بِهَا حَيَاةً بَاقِيَةً، فَإِنَّ الْحَيَاةَ بيد الله عزَّ وجلّ، أَلَا وَإِنِّي لَا أَكْنِزُ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا أَخْبَأُ رِزْقًا لِغَدٍ ".(13/247)
3159 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا الْمُسْتَلِمُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: جَعَلَ عُرْوَةُ بن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما لعائشة رَضِيَ الله عَنْها طَعَامًا، فَجَعَلَ يَرْفَعُ قَصْعَةً وَيَضَعُ قَصْعَةً، قال: فحوَّلت رَضِيَ الله عَنْها وَجْهَهَا إِلَى الْحَائِطِ تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا عُرْوَةُ رَضِيَ الله عَنْه: كَدَّرْتِ عَلَيْنَا. فَقَالَتْ: " وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ، مَا رأى المناخل منذ بعثه الله تبارك وتعالى حَتَّى قُبِضَ ".(13/249)
3160 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فِرَاشٍ حَشْوُهُ لِيفٌ، ووسادة حَشْوُهَا لِيفٌ، فَقَامَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَثَّرَ بِجِلْدِهِ، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أُمَّ سَلَمَةَ، مَا يُبْكِيكِ؟ "، فقلت: مَا أَرَى مِنْ أثر هذا. فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَبْكِي، فَوَاللَّهِ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ تَسِيرَ مَعِي الْجِبَالُ لَسَارَتْ ".
(121) وحديث جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي قِصَّةِ الْجَفْنَةِ فِي بيت فاطمة رَضِيَ الله عَنْها فِي مَنَاقِبِهَا.(13/251)
3161 - وقال مُسَدَّد: حدثنا هُشيم عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مسروق قال لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، قَالَ: " أَمُوتُ عَلَى أَمْرٍ لَمْ يَسُنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَلَا عمر رَضِيَ الله عَنْهما، أما أني لَمْ أَدَعْ صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ، إِلَّا مَا فِي سَيْفِي هَذَا، فَبِيعُوهُ وَكَفِّنُونِي بِهِ ".(13/253)
3162 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ أَبُو بَرْزَةَ رَضِيَ الله عَنْه: " كَانَتِ الْعَرَبُ: تَقُولُ مَنْ أَكَلَ الْخُبْزَ سَمِنَ، فَلَمَّا افتتحنا خَيْبَرَ، أَجْهَضْنَاهُمْ عَنْ خُبْزَةٍ لَهُمْ، فَقَعَدْتُ عَلَيْهَا فَأَكَلْتُ حَتَّى شَبِعْتُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فِي عِطْفِي، هَلْ سَمِنْتُ؟ ".(13/254)
3163 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدٌ، هُوَ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي فَائِدٌ مَوْلَى عَبَادل، حدثني [عُبيد اللَّهِ بن علي] قال: أَنَّ جَدَّتَهُ سَلْمَى أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بن جعفر رَضِيَ الله عَنْهم، فَقَالُوا: اصْنَعِي لَنَا طَعَامًا مِمَّا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ أَنْ يَأْكُلَهُ. قَالَتْ لِلْحَسَنِ: يَا بُنَيَّ، إِنَّا لَا نَشْتَهِيهِ الْيَوْمَ. فَأَخَذَتْ شَعِيرًا فَطَحَنَتْهُ وَنَسَفَتْهُ، وَجَعَلَتْ مِنْهُ خُبْزَةً، وَجَعَلَتْ أَدَمَهُ الزَّيْتَ، وَنَثَرَتْ عَلَيْهِ فُلْفُلًا، وَقَرَّبَتْهُ إِلَيْهِمْ، وَقَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ هذه، وَيُحْسِنُ أَكْلَهَا ".
أَخْرَجَهُ الترمذي فِي الشَّمَائِلِ.(13/255)
3164 - وقَالَ أَحْمَدُ في الزهد: حدثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا مَهْدِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: أَعْرَسَ ابْنُ أُخْتٍ لَنَا فَصَنَعَ طَعَامًا، فَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: " كَانَ الرَّجُلُ من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْكُثُ أَيَّامًا لَا يَأْكُلُ، فَإِذَا وجد جَلْدة، اجتزأ بِهَا، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ، عَصَبَ عَلَى بَطْنِهِ حَجَرًا ".(13/257)
3165 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، ثنا أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قال: بعثنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سرية نخلة وَمَعَنَا عَمْرُو بْنُ سُرَاقَةَ، وَكَانَ رَجُلًا لَطِيفَ الْبَطْنِ طَوِيلًا، فَجَاعَ فَانْثَنَى صُلْبُهُ، فَكَانَ لَا يَسْتَطِيعُ / أَنْ يَمْشِيَ فَسَقَطَ عَلَيْنَا، [فَأَخَذْنَا] صفيحة مِنْ حِجَارَةٍ، فَرَبَطْنَاهَا عَلَى بَطْنِهِ، ثُمَّ [شددناها] إِلَى صُلْبِهِ فَمَشَى مَعَنَا، فَجِئْنَا حَيًّا مِنَ الْعَرَبِ فَضَيَّفُونَا، فمشى معنا، ثم قَالَ: " كُنْتُ أَحْسَبُ الرجلين يَحْمِلَانِ الْبَطْنَ، فَإِذَا الْبَطْنُ يَحْمِلُ الرِّجْلَيْنِ ".(13/258)
19 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْمُبَاهَاةِ بِالْمَطْعَمِ [وَالْمَلْبَسِ](13/260)
3166 -[1] قَالَ ابْنُ أَبِي عمر: حدثنا الْمُقْرِئُ، ثنا الْإِفْرِيقِيُّ، ثنا عُمَارَةُ بْنُ رَاشِدٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ عَنْ أَبِي هريرة رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إِنَّ شرار أمتي الذي غُذُّوا بِالنَّعِيمِ، [ونبتت] عَلَيْهِ أجسامهم [ص:265] ".
3166 -[2] وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنا عُمَارَةُ، بِهِ [ص:266].
3166 -[3] وقال الْبَزَّارُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، هُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ المقرىء، بِهِ. وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ عُمَارَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ حدث بمَنَاكِيرَ عَنْ مَجَاهِيلَ.(13/260)
17 - بَابُ الْحَذَرِ مِنْ فِتْنَةِ الْغِنَى، [وَكَثْرَةِ] الْمَالِ(13/267)
3167 -[1] قال إسحاق: أخبرنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ الْعَدَوِيُّ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ حَيَّانَ الْعَدَوِيُّ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: دَعَانِي عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ نِطْعٌ عَلَيْهِ ذَهَبٌ مَنْثُورٌ نَثْرَ الحثا. قال ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: والحثا التِّبْنُ، فَقَالَ: " هَلُمَّ فَاقْسِمْ بَيْنَ قَوْمِكَ، والله أعلم حين حَبَسَ هَذَا عَنْ نَبِيِّهِ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ، [أَخَيْرًا أَرَادَ أَمْ شَرًّا] فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، يَبْكِي وَيَقُولُ فِي بُكَائِهِ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ما حَبَسَهُ عَنْ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، إِرَادَةَ الشَّرِّ بِهِمَا، وَأَعْطَانِيهِ إِرَادَةَ الخيربي "
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، رَوَاهُ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ الشَّاشِيُّ فِي مُسْنَدِهِ [ص:269].
3167 -[2] حدثنا ابْنُ الْمُنَادِي، ثنا أَبُو النضير هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا سُلَيْمَانُ بن المغيره عن حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ حَيَّانَ، وَكَانَ يَغْشَى ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، وَسَمِعَ مِنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْه، يَقُولُ: دَعَانِي عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَهُ.
رجاله أَخْرَجَ لَهُمْ مُسْلِمٌ سِوَى زُهَيْرِ، وَهُوَ غَيْرُ مَجْرُوحٍ.(13/267)
3168 -[1] وقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَرِيرٌ عَنِ الْمُغِيرَةِ الضَّبِّيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَأَنَا فِي فِتْنَةِ السَّرَّاءِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنِّي فِي فِتْنَةِ الضَّرَّاءِ، إِنَّكُمُ ابْتُلِيتُمْ بِفِتْنَةِ الضَّرَّاءِ فَصَبَرْتُمْ، وَإِنَّ [الدُّنْيَا] خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ بِهِ.(13/270)
3169 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا بِشْرُ بْنُ سَيْحَانَ، ثنا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه، قال: عَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا رَضِيَ الله عَنْه، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ صُبْرًا مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: " مَا هَذَا يَا بلال؟ "، قال رَضِيَ الله عَنْه: تمرا ادَّخَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا خِفْتَ أَنْ تَسْمَعَ لَهُ [بُخَارًا] فِي جَهَنَّمَ؟ أَنْفِقْ [بِلَالُ] ، وَلَا تَخَافَنَّ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا ".(13/273)
3170 - حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، أنا ابْنُ وهب، أخبرني [مسلمة بْنُ عَلِيٍّ] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، [قَالَ: قَالَ] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَلَّ ماله، وكثرعياله، [وحسنت صَلَاتَهُ] ، وَلَمْ يَغْتَبِ الْمُسْلِمِينَ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ مَعِي كَهَاتَيْنِ ".(13/279)
3171 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَ قِصَّةً قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ كُنُوزَ كِسْرَى، قَالَ: " إِنَّ الَّذِي أَعْطَاكُمُوهُ وَخَوَّلَكُمُوهُ [وَفَتَحَهُ لَكُمْ، لِمُمْسِكٌ] خَزَائِنَهُ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ، قَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ وَمَا عِنْدَهُمْ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، وَلَا مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ، فَفِيمَ ذَاكَ يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ؟ "، ثُمَّ مَرَرْنَا [بِبَيَادِرَ تُذْرَى] ، فَقَالَ: " إِنَّ الَّذِيَ أَعْطَاكُمُوهُ وخولكمموه وَفَتَحَهُ لَكُمْ، [لِمُمْسِكٌ] خَزَائِنَهُ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ، قَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ وَمَا عندهم مد من طَعَامٍ، فَفِيمَ ذَاكَ يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ؟ ".(13/281)
21 - بَابُ فَضْلِ [التَّقَلُّلِ] مِنَ الدُّنْيَا، وَمَدْحِ أهل الزهادة فيهم(13/284)
3172 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَرِيرٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ الْجُمَحِيِّ قَالَ: دَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه رَجُلًا مِنْ بَنِي جُمَحَ يُقَالُ لَهُ: سَعِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ [حذيم] ، فقال له: إِنِّي مُسْتَعْمِلُكَ عَلَى أَرْضِ كذا وكذا، قال: أَوَتُقِيلَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: والله لا أفعل، قلدتموها في عنفي وَتَتْرُكُونِي، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: أَلَا نَفْرِضُ لك رزقاً؟ قال: فإنك قَدْ جَعَلْتَ لِي فِي عَطَائِي مَا يَكْفِينِي دُونَهُ، وَفَضْلًا عَلَى مَا أُرِيدُ، قَالَ: وَكَانَ إِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ، ابْتَاعَ لِأَهْلِهِ قُوتَهُمْ، وَتَصَدَّقَ بِبَقِيَّتِهِ، فَتَقُولُ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَيْنَ فَضْلُ عَطَائِكَ؟ فَيَقُولُ: قَدْ أَقْرَضْتُهُ. فَأَتَاهُ نَاسٌ [فَقَالُوا] : إِنَّ لِأَهْلِكَ / عَلَيْكَ حَقًّا، ولأصهارك عَلَيْكَ حَقًّا، فَقَالَ: مَا أَنَا بِمُسْتَأْثِرٍ عَلَيْهِمْ، وَلَا بِمُلْتَمِسٍ رِضَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ لطلب الحورالعين، لَوِ اطَّلَعَتْ خَيْرَةٌ مِنْ خَيْرَاتِ الجنة، لأشرقت لها الْأَرْضُ كَمَا تُشْرِقُ الشَّمْسُ، وَمَا أَنَا بِمُخْتَلِفٍ عَنِ العتق الْأَوَّلِ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُجْمَعُ النَّاسُ لِلْحِسَابِ، فَيَجِيءُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ فيدفون كما يدف الْحَمَامُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: قِفُوا عِنْدَ الْحِسَابِ،
[ص:285] فَيَقُولُونَ: مَا عِنْدَنَا مِنْ حِسَابٍ وَلَا آتيتمونا. فَيَقُولُ لَهُمْ رَبُّهُمْ جَلَّ وَعَلَا: صَدَقَ عِبَادِي. فَيُفْتَحُ لَهُمْ بَابُ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُونَهَا قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِينَ عَامًا ".(13/284)
3173 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا الشَّاذَكُونِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَلِيُّ بن الحزور، قال: سَمِعْتُ أَبَا مريم يقول: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ ياسر رَضِيَ الله عَنْه يقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا تَزَيَّنَ الْأَبْرَارُ فِي الدُّنْيَا بِمِثْلِ الزُّهْدِ فِيهَا ".(13/291)
3174 - حَدَّثَنَا إسماعيل بن سيف، ثنا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ البلخي عَنْ سُفْيَانَ، [عَنْ عَبْدِ اللَّهِ] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عن أبيه رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا فَادْنُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلَقَّى الْحِكْمَةَ ".(13/292)
3175 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو الحديث الأول قبله: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، إِنَّمَا الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ ".(13/295)
3176 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ أَبِي بِشْرٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا حَيَّانُ بْنُ البصري، عن [إسحاق بن نُوحِ] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بن زيد رَضِيَ الله عَنْه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقبل عَلَى أُسَامَةَ بن زيد رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ: " يَا أُسَامَةُ، إِيَّاكَ وَكُلُّ كَبِدٍ جَائِعَةٍ تُخَاصِمُكَ إلى الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وإياك ودعاء عبار قَدْ أَذَابُوا اللُّحُومَ، وحرقوا الْجُلُودَ بِالرِّيَاحِ وَالسَّمَائِمِ، وَأَظْمَأُوا الْأَكْبَادَ، حَتَّى غُشِيَتْ أبصارهم، فإن شئت فانظر إليهم فتسر فيم الْمَلَائِكَةُ، بِهِمْ تُصْرَفُ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ "، ثُمَّ بَكَى حَتَّى اشْتَدَّ نَحِيبُهُ، ثُمَّ قَالَ: " وَيْحٌ لِهَذِهِ الأمة، ما تلقى مِنْهُمْ مِنْ أَطَاعَ رَبَّهُ، كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ وَيُكَذِّبُونَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ أطاعوا الله تبارك وتعالى " فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْإِسْلَامِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نعم "، قال: ففيم إذا [يقتتلون] ؟ فقال [رسول اللَّهَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : " [يَا عُمَرُ] تَرَكَ الْقَوْمُ الطَّرِيقَ، وَرَكِبُوا الدَّوَابَّ، وَلَبِسُوا [أَلْيَنَ] الثِّيَابِ، وَخَدَمَتْهُمْ أَبْنَاءُ فَارِسَ تَتَزَيَّنُ لَهُمْ تَزَيُّنَ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا، فَإِذَا تَكَلَّمَ أولياء الله تعالى عَلَيْهِمُ [العباء] ، مَحْنِيَّةٌ أَصْلَابُهُمْ، قَدْ ذَبَحُوا أَنْفُسَهُمْ بالعطش، فَإِذَا تَكَلَّمَ مِنْهُمْ متكلم كذب، وقيل لَهُ: أَنْتَ قَرِينُ الشَّيْطَانِ وَرَأْسُ الضَّلَالَةِ، تُحَرِّمُ زينة الله تعالى وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ، يَتْلُونَ كتاب الله تعالى عَلَى غَيْرِ دِينٍ، اسْتَذَلُّوا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ، وَاعْلَمْ يَا أُسَامَةُ أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ من الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمَنْ طَالَ حُزْنُهُ وَعَطَشُهُ وَجُوعُهُ فِي الدُّنْيَا، [الأصفياء] الْأَبْرَارُ، الَّذِينَ إِذَا شَهِدُوا لَمْ يُقْرَبُوا، وَإِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، تَعْرِفُهُمْ بِقَاعُ الْأَرْضِ، يُعْرَفُونَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ، وَيَخْفَوْنَ عَلَى أَهْلِ الأرض، وتحف به الملائكة، ينعم النَّاسُ وينعموا هُمُ بِالْجُوعِ
[ص:299] وَالْعَطَشِ، لَبِسَ النَّاسُ لَيِّنَ الثياب ولبسوا هم أخشن الثِّيَابِ، افْتَرَشَ النَّاسُ الفرش وافترشوا هم الْجِبَاهَ وَالرُّكَبَ، ضَحِكَ النَّاسُ وَبَكَوْا، يَا أُسَامَةُ، لَا يجمع الله عز وجل عَلَيْهِمُ الشِّدَّةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، لَهُمُ الْجَنَّةُ، يَا لَيْتَنِي قَدْ رَأَيْتُهُمْ يَا أُسَامَةُ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْآخِرَةِ، والأرض بِهِمْ رَحِيمَةٌ، وَالْجَبَّارُ عَنْهُمْ رَاضٍ، ضَيَّعَ النَّاسُ فِعْلَ [النَّبِيِّينَ] وَأَخْلَاقَهُمْ وَحَفِظُوا هُمُ. الرَّاغِبُ مَنْ رَغِبَ إلى الله تعالى فِي مِثْلِ رَغْبَتِهِمْ، وَالْخَاسِرُ مَنْ خَالَفَهُمْ، تَبْكِي الْأَرْضُ إِذَا فَقَدَتْهُمْ، ويسخط الله تعالى عَلَى كُلِّ بَلْدَةٍ لَيْسَ فِيهَا مِثْلُهُمْ. يَا أُسَامَةُ، وإذا رأيتم في قرية، فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ أَمَانٌ لِتِلْكَ الْقَرْيَةِ، لَا يعذب الله تعالى قَوْمًا هُمْ فِيهِمْ اتَّخِذْهُمْ لِنَفْسِكَ، عَسَى أَنْ تَنْجُوَ بِهِمْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَدَعَ مَا هُمْ عَلَيْهِ فَتَزِلَّ قَدَمُكَ فَتَهْوِي فِي النَّارِ، حُرِمُوا حَلَالَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمْ، طلبوا الفضل من الْآخِرَةِ، وَتَرَكُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ عَنْ قُدْرَةٍ، لَمْ يَتَكَلَّبُوا عَلَى الدُّنْيَا تكلب الْكِلَابِ عَلَى الْجِيَفِ، شُغِلَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَشَغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بطاعة الله تبارك وتعالى، لَبِسُوا الْخِرَقَ وَأَكَلُوا الْفِلَقَ، تَرَاهُمْ شُعْثًا غُبْرًا، يَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ بِهِمْ دَاءً وَمَا ذَاكَ بِهِمْ، وَيَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ عُقُولَهُمْ ذَهَبَتْ وَمَا ذَهَبَتْ، وَلَكِنْ نَظَرُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى مَنْ ذَهَبَ بِعُقُولِهِمْ عَنِ الدُّنْيَا، فَهُمْ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا يَمْشُونَ بِلَا عُقُولٍ، يَا أُسَامَةُ، عقلوا حين ذهبت عُقُولُ النَّاسِ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْآخِرَةِ ".(13/298)
3177 - وقال مسدد: حدثنا أبو مُعَاوِيَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ قَبْلَكُمْ هَذَا الدِّينَارُ وَهَذَا الدِّرْهَمُ، وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ ".
صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.(13/303)
22 - بَابُ فَضْلِ الرِّزْقِ فِي الْوَطَنِ(13/306)
3178 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا بَقِيَّةُ بْنُ الوليد، حدثني [إسحاق بن أبي يَعْقُوبُ الْمَدَنِيُّ] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعٌ مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ: أَنْ تَكُونَ زَوْجَتُهُ مُوَافِقَةً، وَأَوْلَادُهُ أَبْرَارًا، وَإِخْوَانُهُ [صَالِحِينَ] ، وَأَنْ يَكُونَ رِزْقُهُ فِي بَلَدِهِ ".(13/306)
23 - بَابُ إِظْهَارِ عَمَلِ الْعَبْدِ وَإِنْ أَخْفَاهُ(13/308)
3179 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى عَنْ عَوْفٍ، ثنا مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " لَوْ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ بَيْتًا فِي جَوْفِ بَيْتٍ فَأَدْمَنَ هُنَاكَ عَمَلًا، أوشك النَّاسُ أَنْ يَتَحَدَّثُوا بِهِ، وَمَا من عامل [عَمِلَ] عَمَلًا، إِلَّا كساه الله تعالى رِدَاءَ عَمَلِهِ، إِنْ كَانَ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ كَانَ شَرًّا فَشَرٌّ ".(13/308)
3180 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا يحيى عن شعبة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي ليلى قال: كَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى [مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ] : " أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بطاعة الله عزَّ وجلّ، أحبه الله تبارك وتعالى، وَإِذَا أَحَبَّهُ، حَبَّبَهُ إِلَى خَلْقِهِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ تعالى، أَبْغَضَهُ اللَّهُ عزَّ وجلّ، وَإِذَا أَبْغَضَهُ الله تعالى، بغَّضه إلى الخلق ".(13/312)
24 - بَابُ جَوَازِ الاحتراز بتَحْصِيلِ الْقُوتِ، مَعَ الْعَمَلِ [الصَّالِحِ](13/314)
3181 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا [أَبُو عُمَرَ] الصَّفَّارُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَيْزَارِ قَالَ: لَقِيتُ شَيْخًا بِالرَّمْلِ مِنَ الْأَعْرَابِ كَبِيرًا، فَقُلْتُ لَهُ: لَقِيتَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال: نَعَمْ. فَقُلْتُ: مَنْ؟ . قَالَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العاص رَضِيَ الله عَنْهما. قلت له: فما سَمِعْتَهُ يَقُولُ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: " أحرز لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَدًا، وَاعْمَلْ لِآخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَدًا ".(13/314)
25 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّسْهِيلِ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا(13/317)
3182 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا أَبِي عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جابر رَضِيَ الله عَنْه، قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَلَى مَنْ تُحَرَّمُ النَّارُ غَدًا؟ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَرِيبٍ سَهْلٍ ".(13/317)
3183 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الهيثم، ثنا حَفْصٌ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ ".(13/323)
3184 - وقال ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَهْمٍ رَضِيَ الله عَنْه، قال: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عند الله تبارك وتعالى جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، مَا أَعْطَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ ".(13/325)
3185 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا زُهَيْرٌ، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو، هو ابْنُ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ قَالَ: عَادَ خَبَّابًا رَضِيَ الله عَنْه، نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: أَبْشِرْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تَرِدُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحوض، فقال: فكيف بِهَذَا؟ - وَأَشَارَ إِلَى أَعْلَى الْبَيْتِ وَأَسْفَلِهِ - وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدُكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ ".(13/329)
3186 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أُرَاهُ عَنْ أَبِيهِ شك الراوي قال: سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْأَعْوَادِ، وَهُوَ يَقُولُ: " مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى ".(13/333)
3187 - حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ هَرَبَ عَبْدٌ مِنِ رِزْقِهِ كَمَا يَهْرُبَ مِنَ الْمَوْتِ، لَأَتَاهُ رِزْقُهُ كَمَا يَأْتِيهِ الْمَوْتُ ".(13/337)
3188 -[1] وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا خَالِدٌ، [ثنا] يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " إِنَّمَا الدُّنْيَا مِثْلُ [الثَّغَبِ] ، ذَهَبَ صَفْوُهُ، وَبَقِيَ كَدَرُهُ ".(13/342)
3188 -[2] حدثنا خَالِدٌ ثنا يَزِيدُ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " ذَهَبَ صَفْوُ الدُّنْيَا، فلم يبق منه إِلَّا الْكُدْرَةُ، وَالْمَوْتُ الْيَوْمَ تُحْفَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمْ [ص:346] ".
3188 -[3] وَقال الْحَارِثُ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ بِهِ. وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه.(13/345)
26 - بَابُ فَضْلِ مُخَالَطَةِ الناس، والصبر على أذاهم(13/347)
3189 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ داود عن [سعيد] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: " اتقوا الله عزَّ وجلّ، واتقوا النَّاسَ ".(13/347)
3190 -[1] وقال ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورَضِيَ الله عَنْه عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ [أَجْرًا] مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ [ص:351] ".
3190 -[2] وقال الْحَارِثُ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زَائِدَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ بِهِ.(13/348)
3191 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا هُشَيْمٌ عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " تَعَوَّدُوا الصَّبْرَ، فَيُوشِكُ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمُ الْبَلَاءُ، كَمَا أَنَّهُ لَا يُصِيبُكُمْ مَا أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".(13/352)
3192 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ لِابْنِ زَيْدٍ - يَعْنِي ابْنَ صُوحَانَ -: " أَنَا كُنْتُ أَحَبُّ إِلَى أَبِيكَ مِنْكَ وَأَنْتَ إِلَيَّ مِنَ ابْنِي، خَصْلَتَانِ أُوصِيكَ بِهِمَا خَالِصِ الْمُؤْمِنَ وَخَالِقِ الْفَاجِرَ، فَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرْضَى مِنْكَ بِالْخُلُقِ الحسن، وإنه لحق عَلَيْنَا أَنْ نُخَالِصَ الْمُؤْمِنَ ".(13/353)
27 - بَابُ التَّبَرُّكِ بِآثَارِ الصَّالِحِينَ(13/354)
3193 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ أَتَكَارَى مِنْهُ بَيْتًا فِي داره، فقال: تكار، فَإِنَّهَا مُبَارَكَةٌ عَلَى مَنْ هِيَ لَهُ، مُبَارَكَةٌ عَلَى مَنْ سَكَنَهَا. فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ذَلِكَ؟ ، قال: أتيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد نُحرت جزور، وَقَدْ أَمَرَ بِقِسْمَتِهَا، فَقَالَ [للذي] يقسمها: " أعطوا [عَمْرًا] مِنْهَا قَسْمًا "، فَلَمْ يُعْطِنِي وَأَغْفَلَنِي، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ دَرَاهِمَ، فَقَالَ: " أَخَذْتَ الْقَسْمَ الَّذِي أَمَرْتُ لَكَ؟ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَعْطَانِي شَيْئًا. قَالَ: فَتَنَاوَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الدَّرَاهِمِ فَأَعْطَانِي، فَجِئْتُ بِهَا إِلَى أُمِّي فَقُلْتُ: خُذِي هَذِهِ الدَّرَاهِمَ الَّتِي أَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ثُمَّ أَعْطَانِيهَا، أَمْسِكِيهَا حَتَّى نَنْظُرَ فِي أَيِّ شَيْءٍ نَضَعُهَا. ثُمَّ ضَرَبَ الدَّهْرُ [ضرباتِه] حَتَّى اشْتَرَيْتُ هَذِهِ الدَّارَ، قَالَتْ أُمِّي: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْقُدَ ثَمَنَهَا فَلَا تَنْقُدْ حَتَّى تَدْعُوَنِي، أَدْعُ لَكَ بالبركة. فدعوتها حتى هَيَّأْتُهَا، فَقَالَتْ لِي: خُذْ هذه الدراهم، فشركها فيها. فشركتها، ثُمَّ خَلَطَتْهَا. وَقَالَتِ: اذْهَبْ بِهَا.(13/354)
3194 - وقال أبو يعلى: حَدَّثَنَا [سُرَيْجُ] بْنُ يُونُسَ أَبُو الْحَارِثِ، ثنا هُشَيْمٌ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه: " اعتمرنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُمْرَةٍ اعْتَمَرَهَا، فَحَلَقَ شَعْرَهُ، فَاسْتَبَقَ النَّاسُ إِلَى شَعْرِهِ [فَاسْتَبَقْتُ] إِلَى الناصية، فَأَخَذْتُهَا، فَاتَّخَذْتُ قَلَنْسُوَةً "، فجعلها فِي مُقَدَّمِ [قلنسوته] ، فَمَا وجهها فِي وَجْهٍ إلا فتح له.(13/357)
3195 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْحَارِثِ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: " اسْتَوْهَبْتُ مِنْ أم سليم رَضِيَ الله عَنْها من [السك] التي كَانَتْ تَعْجِنُهُ بِعَرَقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَهَبَتْ لِي مِنْهُ ". فَلَمَّا مات محمد، حنط بِذَلِكَ السك.(13/359)
28 - بَابُ فَضْلِ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ(13/360)
3196 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو فَاخِتَةَ التَّيْمِيُّ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إن ابن أختي قَدِ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ، وَأَجْهَدَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تِلْكَ شِرَّةُ الْإِسْلَامِ، لِكُلِّ شِرَّةٌ فَتْرَةٌ، فارتقبه عِنْدَ فَتْرَتِهِ، فإن قارب، فلعل، وَإِنْ هَلَكَ، فَتَبًّا لَهُ ".(13/360)
29 - بَابُ ذِكْرِ الْأَبْدَالِ(13/364)
3197 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الرزاق، ثنا معمر عن الزهري، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أو عبد الله بن صفوان، قَالَ: قال رجل يوم صفين: اللهم العن أهل الشام. فقال علي رَضِيَ الله عَنْه: " لَا تَسُبُّوا أَهْلَ الشَّامِ جَمًّا غَفِيرًا، فَإِنَّ بِهَا الْأَبْدَالَ ". قَالَهَا ثَلَاثًا
أخرجه أحمد في مسند علي رَضِيَ الله عَنْه مرفوعاً [ص:371]
3197 -[2] أخبرنا النضر عن صالح بن أبي الأخضر، عن [ابن شهاب] ، عن صفوان بن عبد الله، عن علي رَضِيَ الله عَنْه مثله [ص:372].
3197 -[3] رَوَاهُ الذُّهْلِيُّ فِي " عِلَلِ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ " عَنْ محمد بن كثير، عن معمر، عن الزهري، عن صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ بِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ [ابْنِ زُرَيْرٍ] الْغَافِقِيِّ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه مَوْقُوفًا أَيْضًا، رَوَاهُ ابْنُ يُونُسَ فِي " تَارِيخِ مِصْرَ ".(13/364)
30 - بَابُ بَرَكَةِ أَهْلِ الطَّاعَةِ(13/373)
3198 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا [سُرَيْجُ] بْنُ يُونُسَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُثَيْمِ بْنِ عِرَاكٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " مَهْلًا عن الله تعالى مَهْلًا، لَوْلَا شَبَابٌ خُشَّعٌ، وَشُيُوخٌ رُكَّعٌ، وَأَطْفَالٌ رُضَّعٌ، وَبَهَائِمُ رُتَّعٌ، لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبًّا [ص:376] ".
3198 -[2] وقال الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُثَيْمِ بِهِ. وَقَالَ: لانعلمه إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.(13/373)
31 - بَابُ مَا يُكْرَمُ بِهِ الرجل الصالح
3199 - قال(13/377)
الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ عَنْ مُحَمَّدُ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: " إن الله تعالى لَيَحْفَظُ الرَّجُلَ الصَّالِحَ فِي وَلَدِهِ، وَوَلَدِ وَلَدِهِ، ودويرته التي ولد فِيهَا، وَالدُّوَيْرَاتِ حَوْلَهُ، فَلَا يَزَالُونَ فِي حِفْظٍ ".
قَالَ سُفْيَانُ: وَأَرَى فِيهِ: " وَسَتْرٍ ".(13/377)
32 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقُصَّاصِ وَالْوُعَّاظِ(13/379)
3200 - قال إسحاق: أخبرنا جَرير عن مطرِّف، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قَالَ: كَانَ كَعْبٌ رَضِيَ الله عَنْه يَقُصُّ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ [مُخْتَالٌ] ". قَالَ: فَقِيلَ لِكَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ كَذَا وَكَذَا. فَتَرَكَ الْقَصَصَ، ثُمَّ إِنَّ مُعَاوِيَةَ أَمَرَهُ بِالْقَصَصِ، فَاسْتَحَلَّ ذَلِكَ بِذَلِكَ.(13/379)
3201 - وقالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أبي هند قال: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه مَرَّ بقَصَّاص، فَقَالَ: " مَا يَقُولُ؟ "، قَالُوا: يَقُصُّ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: " لَا، وَلَكِنْ يَقُولُ: اعْرَفُونِي ".(13/385)
3202 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يزيد بن عمر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً، فَوَعَظَنَا فِيهَا مَوْعِظَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَاقْشَعَرَّتْ مِنْهَا الْجُلُودُ، وَتَقَلْقَلَتْ مِنْهَا الْأَحْشَاءُ، أَمَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا رَضِيَ الله عَنْه فَنَادَى الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَفِيهِ: " وَمَنِ اخْتَارَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ، فَلَهُ النَّارُ، وَمَنْ عَظَّمَ صَاحِبَ دُنْيَا وَمَدَحَهُ طَمَعًا فِي دُنْيَاهُ، سخط الله تعالى عَلَيْهِ، وَكَانَ فِي دَرَجَةِ قَارُونَ فِي أَسْفَلِ جَهَنَّمَ، وَمَنْ بَنَى بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً، حُمِّلَهُ يوم القيامة من سَبْعِ أَرَضِينَ، مطوقة ناراً [توقد] فِي عُنُقِهِ، ثُمَّ يُرْمَى بِهِ فِي النَّارِ "، فَقِيلَ: وَكَيْفَ [يَبْنِي] بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً؟ فَقَالَ: " بيني فَضْلًا عَمَّا يَكْفِيهِ، ويبنيه مُبَاهَاةً، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، وَآثَرَ عَلَيْهِ حُطَامَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا، اسْتَوْجَبَ سخط الله تعالى وَكَانَ / فِي دَرَجَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ نَبَذُوا كتاب الله تعالى وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا، وَمَنْ سَخِطَ رِزْقَهُ وَبَثَّ شكواه، لم ترفع لَهُ إلى الله تعالى حَسَنَةٌ، ولقي الله عز وجل وَهُوَ عَلَيْهِ سَاخِطٌ، وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً حَلَالًا بِمَالٍ حَلَالٍ يُرِيدُ بِذَلِكَ الْفَخْرَ وَالرِّيَاءَ، لَمْ يزده الله تعالى بِذَلِكَ إِلَّا ذُلًّا وَهَوَانًا، وأقامه الله تعالى بِقَدْرِ مَا اسْتَمْتَعَ مِنْهَا عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا، وَمَنْ أَهَانَ فَقِيرًا مُسْلِمًا مِنْ أَجْلِ فَقْرِهِ فَاسْتَخَفَّ بِهِ، [فَقَدِ] اسْتَخَفَّ بحق الله تعالى، وَلَمْ يَزَلْ فِي مقت الله تعالى وَسَخَطِهِ حَتَّى يُرْضِيَهُ، وَمَنْ أَكْرَمَ فَقِيرًا مُسْلِمًا، لقي الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يَضْحَكُ إِلَيْهِ، وَمَنْ عُرِضَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ فَاخْتَارَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ، لقي الله تعالى وَلَيْسَتْ لَهُ حَسَنَةٌ يَتَّقِي بِهَا النَّارَ، وَإِنِ
[ص:388] اخْتَارَ الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، لقي الله تعالى وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ، وَمَنْ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خشية الله تبارك وتعالى، كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ دُمُوعِهِ مِثْلُ أُحُدٍ فِي مِيزَانِهِ، وله بكل قطرةٍ عينٌ فِي الْجَنَّةِ عَلَى حافتها مِنَ الْمَدَائِنِ وَالْقُصُورِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ وَاصِفٍ ".(13/387)
3203 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا حَمَّادٌ عَنْ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " إِنَّ الْقَصَصَ بِدْعَةٌ ".(13/390)
3204 - وقال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا مَرِضَ سَلْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه، مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، أَتَاهُ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه، يَعُودُهُ وَهُوَ أَمِيرُ الْكُوفَةِ، فَجَعَلَ سَلْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه، يَبْكِي، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ قَالَ: " وَأَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الرَّجُلُ، فَاتَّقِ اللَّهَ تعالى عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ، وَعِنْدَ يَدِكَ إِذَا قَسَمْتَ، وَعِنْدَ لِسَانِكَ إِذَا حَكَمْتَ ".(13/392)
3205 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ خَبَّابٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " [إن بني إسرائيل] لَمَّا هَلَكُوا، قَصُّوا ".(13/397)
3206 - وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ يزيد الرَّقَاشي قال: اخْتَصَمَ قَوْمٌ فِي الْقَصَصِ، فَحَسَّنَهُ قَوْمٌ وَكَرِهَهُ قَوْمٌ، فَأَتَوْا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرُوا لَهُ ذَلِكَ وَسَأَلُوهُ، فقال: " بُعث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقِتَالِ، وَلَمْ يُبْعَثْ بِالْقَصَصِ ".(13/399)
33 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَنْجِيدِ الْبُيُوتِ بِالسُّتُورِ، وَالتَّبَقُّرِ فِي التَّزَيُّنِ(13/400)
3207 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: دُعِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يزيد إلى طعام، فلما جاء، رَأَى الْبَيْتَ مُنَجَّدًا فَقَعَدَ خَارِجًا يَبْكِي، فَقِيلَ لَهُ: ما يبكيك؟ فقال رَضِيَ الله عَنْه: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا شَيَّعَ جَيْشًا فَبَلَغَ عَقَبَةَ الْوَدَاعِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ، وَأَمَانَتَكُمْ، وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ ". فَرَأَى رَجُلًا ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ رَقَعَ بُرْدَةً لَهُ بقطعة فرو، فقال: فَاسْتَقْبَلَ مَطْلَعَ الشَّمْسِ، وَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ، ووصف حَمَّادٌ بيديه بباطن الكفين وَمَدَّ يَدَيْهِ: " تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا - أَيْ أَقْبَلَتْ - حَتَّى ظننا أن تقع عَلَيْنَا، وَيَغْدُو أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى، وَتَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تَسْتُرُونَ الْكَعْبَةَ "، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن يزيد: أو لا أَبْكِي، وَقَدْ رَأَيْتُكُمْ تَسْتُرُونَ بيوتكم كما تسترون الْكَعْبَةُ.
قلت: أخرج أبو داود، والنسائي، قِصَّةَ الْقَوْلِ عِنْدَ التَّوْدِيعِ فَقَطْ [وإسنادهما] حَسَنٌ.(13/400)
34 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّبَخْتُرِ فِي الْمَشْي
(122) فِيهِ حَدِيثُ أَبِي الْحَجَّاجِ الثُّمالي رَضِيَ الله عَنْه الآتي إن شاء الله تعالى فِي آخِرِ الْكِتَابِ، فِي بَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ.(13/404)
35 - بَابُ ذَمِّ الشُّحِّ(13/405)
3208 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي سَارَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مَحَقَ الْإِسْلَامَ مَحْقَ الشُّحِّ شَيْءٌ ".(13/405)
3209 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا خَالِدٌ ثنا حُصَيْنٌ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ: " إِذَا كَانَ جَوْفُ اللَّيْلِ، اطَّلَعَ مَلَكٌ فقا: سحبوا الْمَلِكَ الْقُدُّوسَ. ثُمَّ يَطَّلِعُ مَلَكٌ آخَرُ فَيَقُولُ: سَبِّحُوا الْمَلِكَ الْقُدُّوسَ. فَعِنْدَ ذَلِكَ تُحَرِّكُ الطَّيْرُ أَجْنِحَتَهَا، ثُمَّ يَطَّلِعُ مَلَكٌ آخَرُ فَيَقُولُ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ! هَلُمَّ. ثُمَّ يَطَّلِعُ مَلَكٌ آخر فيقول: يَا بَاغِيَ الشَّرِّ! أَقْصِرْ. ثُمَّ يَطَّلِعُ آخَرُ فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِمُنْفِقٍ خَلْفًا، ثُمَّ يَطَّلِعُ آخَرُ فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفًا ".(13/407)
3210 - وقال أبو بكر: حدثنا يحيى بن إسحاق، ثنا يحيى بن أيوب عن أبي عبد الله الأسدي قال: سمعت أنس بن مالك رَضِيَ الله عَنْه، يقول: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دع ما يَريبك إلى ما لا يَريبك ".(13/410)
36 - بَابُ فَضْلِ مَنْ أَحَبَّ لقاء الله تعالى
3211 - قال(13/415)
ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بن السائب قال: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى وَهُوَ فِي جَنَازَةٍ، وَذَلِكَ أَوَّلَ يَوْمٍ عَرَفْتُهُ فِيهِ، سمعته يَقُولُ: [ثنا فُلَانٌ] رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَضِيَ الله عَنْه، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَحَبَّ لقاء الله عز وجل، أَحَبَّ اللَّهُ تعالى لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ تعالى كره الله عز وجل لِقَاءَهُ ". فَبَكَى الْقَوْمُ. فقالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيُّنَا لَا يَكْرَهُ الْمَوْتَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَسْتُ ذَلِكَ أَعْنِي، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) ، فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89) } . فَإِذَا كَانَ عِنْدَ ذَلِكَ / أَحَبَّ لقاء الله تعالى، والله عَزَّ وَجَلَّ لِلِقَائِهِ أَحَبُّ، {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الظَّالِينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) } . فإذا كان كذلك، كَرِهَ لقاء الله تعالى، والله عَزَّ وَجَلَّ لِلِقَائِهِ أَكْرَهُ ".(13/415)
37 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الرِّيَاءِ، وَالدُّعَاءِ بِمَا يُذْهِبُهُ(13/418)
3212 -[1] قال إسحاق: أخبرنا جَرِيرٌ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ الله عَنْه وَشَهِدَ بِهِ عَلَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الشِّرْكَ، فَقَالَ: " هُوَ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلِ الشِّرْكُ إلاَّ أن يُجعل مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، وَسَأَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ صِغَارُ الشِّرْكِ وَكِبَارُهُ، أَوْ صَغِيرُ الشِّرْكِ وَكَبِيرُهُ، قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ ".
[[قَالَ أَبُو يَعْلَى: ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا فَهِدٌ، وَرَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ قَالَا: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ]] (*)
قُلْتُ: لَيْثٌ ضَعِيفٌ؛ لِسُوءِ حِفْظِهِ وَاخْتِلَاطِهِ، وَشَيْخُهُ مُبْهَمٌ [ص:423].
[2] وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فِي قوله تعالى: { [أَمْ جَعَلُوا] لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ} : أَخْبَرَنِي لَيْثُ ابن أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنْ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْه قال: إِمَّا حَضَرَ ذَلِكَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ الله عَنْه مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِمَّا أَخْبَرَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:. . . . .، فَذَكَرَهُ.
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ(13/418)
3212 -[3] وحدثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ [عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ] ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بن يسار قال: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْه أو حدثني أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ". ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا يُذْهِبُ عَنْكَ صَغِيرَ ذلك وكبيره، قل: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ [ص:426] ".
3212 -[4] حدثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ [حَيَّانَ] ، ثنا روح بن [أسلم] ، وَفَهِدٌ قَالَا: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، بِهِ.(13/425)
3213 - وَقال إِسْحَاقُ: أخبرنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَحْسَنَ صَلَاتَهُ حَيْثُ [يَرَاهُ] النَّاسُ، وَأَسَاءَهَا إِذَا خَلَا، فَإِنَّمَا ذَلِكَ اسْتِهَانَةٌ يَسْتَهِينُ بِهَا رَبَّهُ ".
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.(13/427)
3214 - أخبرنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، ثنا الجُعيد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، فَجَاءَهُ الزبير بن سهل بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف رَضِيَ الله عَنْهم وَفِي وَجِهِهِ أَثَرُ السُّجُودِ، فَقَالَ: " مَنْ هَذَا؟ "، فَقُلْنَا: الزُّبَيْرُ بْنُ سَهْلٍ، فَقَالَ: " والله ما هذا بسيما الَّتِي سماه الله عزّ وجل وَلَقَدْ سَجَدْتُ عَلَى وَجْهِي مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةً، فَمَا أَثَّرَ السُّجُودُ بَيْنَ عَيْنَيَّ ".
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.(13/430)
3215 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ، هُوَ ابْنُ هَارُونَ، أنا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ جَبَلَةَ الْيَحْصُبِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان فيما حدثنا أن قال: أَنَّ قَائِلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا النَّجَاةُ غَدًا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تخادع الله تعالى " قَالَ: وَكَيْفَ يُخادَع الله عزّ وجل؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ تَعْمَلَ بِمَا أَمَرَكَ اللَّهُ بِهِ تُرِيدُ بِهِ غَيْرَهُ، فَاتَّقُوا الرِّيَاءَ، فَإِنَّهُ الشِّرْكُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ الْمَرَائِيَّ يُنَادَى بِهِ يَوْمَ القيامة على رؤوس الْخَلَائِقِ بِأَرْبَعَةِ أسماء: يا فاجر، يَا كَافِرُ، يَا خَاسِرُ، يَا غَادِرُ، ضَلَّ عَمَلُكَ، وَبَطَلَ أجرك، فلا خلاق لَكَ الْيَوْمَ عند الله تعالى فالتمس أَجْرَكَ مِمَّنْ كُنْتَ تَعْمَلُ لَهُ يَا مُخَادِعُ "، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: [آللَّهُ] الَّذِي لَا إِلَهَ إلاَّ هو، أنت سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال: والله الَّذِي لَا إِلَهَ إلاَّ هو، لأنا سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ شَيْئًا لَمْ أَتَعَمَّدْهُ. قَالَ يَزِيدُ: وأظنه قَرَأَ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ: {فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ، فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} ... الآية [الكهف: 110] ، وَ {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادعهم} ... الآية [النساء: 142] .(13/431)
3216 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُجَاءُ بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ [بِذَجٍّ] ، وَرُبَّمَا قال: كأنه جمل، فيقول الله عزّ وجل: يَا ابْنَ آدَمَ! أَنَا خَيْرُ قَسِيمٍ، انْظُرْ إِلَى عَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ لِي فأنا أجزيك عليه، وَانْظُرْ إِلَى عَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ لِغَيْرِي، فَيِجَازِيكَ عَلَى الَّذِي عَمِلْتَ لَهُ ".(13/433)
38 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنْ مُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ(13/437)
3217 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ح.
[2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا زَيْدٌ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا الناس! إن الشيطان قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا آخِرَ الزَّمَانِ، وَقَدْ رَضِيَ مِنْكُمْ بِمَحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ، فَاحْذَرُوهُ عَلَى دِينِكُمْ ". الْحَدِيثُ.(13/437)
3218 -[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدَةَ النَّهْدِيِّ، عَنْ ابن مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الله تعالى لَمْ يُحَرِّمْ حُرْمَةً إِلَّا وقد علم أنه سَيَطَّلِعُهَا مِنْكُمْ مُطَّلِع، ألا فإني مُمْسِكٌ بِحُجَزِكُمْ أَنْ تَتَهَافَتُوا فِي النَّارِ، كَمَا يَتَهَافَتُ الذُّبَابُ ".
[2] وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنِ الْمَسْعُودِيُّ بِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " آخذ بِحُجَزِكُمْ ". وَزَادَ: " كَمَا يَتَهَافَتُ الْفِرَاشُ وَالذُّبَابُ وَالْحَنْطَبُ ".
[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَزِيدُ بِهِ.(13/441)
39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الدُّنْيَا(13/445)
3219 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي [حُيَيُّ] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن العاص، رَضِيَ الله عَنْهما، قال: جَاءَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْنِي عَلَى شَيْءٍ أَعِيشُ بِهِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا حمزة، أنفس تُحْيِيهَا أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَمْ نَفْسٌ تُمِيتُهَا؟ " قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: نَفْسٌ أُحْيِيهَا. قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عليك نفسك ".(13/445)
40 - باب بقية التحذير من الرياء
3220 - قال(13/448)
أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَبِيٍّ عَنْ رَجُلٍ لَا أعلمه إلا [سعيداً] الْأَزْرَقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قَالَ: رَأَى أُوَيْسٌ رَضِيَ الله عَنْه رَجُلًا يُصَلِّي يَقُومُ وَيَقْعُدُ، فَقَالَ: " مَا لَكَ؟ "، قَالَ: أَقُومُ، فَيَجِيءُ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: إِنَّكَ تُرَائِي، فَأَجْلِسُ، ثُمَّ تُنَازِعُنِي نَفْسِي إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَقُومُ، ثُمَّ يَقُولُ: إِنَّكَ تُرَائِي، فَاجْلِسْ. قَالَ: " لَوْ خَلَوْتَ كُنْتَ تُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَاةَ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " صَلِّ، فلستَ بمُراءٍ ".(13/448)
3221 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا خَالِدٌ، ثنا يَزَيْدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عن مجاهد قال: أَنَّ رَجُلًا قَدِمَ عَلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لَهُ: " كَيْفَ أَنْتُمْ والضحّاك بْنُ قَيْسٍ رَضِيَ الله عَنْه؟ "، قَالَ: نحن وهو، إذ لَقِينَاهُ، قُلْنَا لَهُ مَا يُحِبُّ، وإذا ولينا عنه، قُلْنَا لَهُ غَيْرَ ذلك. قال: " ذَلِكَ مَا كُنَّا نَعُدُّ وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النِّفَاقِ ".(13/450)
3222 - وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حدثتي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلِ بن ورقاء قال: أتينا الزهري فأمر بِنَا فَطَرَدَنَا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْنَا فَجِئْنَا، فَحَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ عن عمه رَضِيَ الله عَنْه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " [يَا نَعَايَا] الْعَرَبِ - ثَلَاثًا / -، إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرِّيَاءُ وَالشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ ".(13/453)
3223 -[1] وقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا هقل - هو ابن زياد / - عن الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عن عروة قال: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى الْإِمَامِ يَقْضِي بِالْقَضَاءِ نَرَاهُ [جَوْرًا] ، فَنَقُولُ: وفقك الله تعالى، وننظر إِلَى الرَّجُلِ مِنَّا [يُثْنِي] عَلَيْهِ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: " أمَا نَحْنُ مَعَاشِرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا ". [2] رَوَاهُ البخاري مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه مُخْتَصَرًا.(13/458)
41 - بَابُ فَضْلِ الْجُوعِ(13/460)
3224 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حدثنا يُونُسُ، هُوَ ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ، عَنْ طَلْحَةَ مَوْلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ، " مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ خَمِيصُ الْبَطْنِ ".(13/460)
42 -
بَابُ فَضْلِ الْفَقِيرِ الْقَانِعِ
(123) حديث أبي برزة رَضِيَ الله عَنْه، قد تَقَدَّمَ في أبواب الذِّكْرِ الَّذِي يذهب أبواب السَّقَمَ، فِي أَبْوَابِ الطِّبِّ.(13/461)
3225 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زَائِدَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَوْ قَامَ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ فَسَأَلَهُ دِينَارًا مَا أَعْطَاهُ، أَوْ دِرْهَمًا مَا أَعْطَاهُ، أَوْ فِلْسًا مَا أَعْطَاهُ، وَلَوْ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى الدُّنْيَا مَا أَعْطَاهُ، وَمَا يَمْنَعُهُ إِلَّا مِنْ كَرَامَتِهِ عَلَيْهِ، وَلَوْ سأل الله تعالى الْجَنَّةَ، لَأَعْطَاهُ، وَلَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ، لَأَبَرَّهُ ".(13/462)
43 - بَابُ ذَمِّ الْكِبْرِ(13/464)
3226 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: زَعَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ مَرَّ فِي السُّوقِ عَلَيْهِ حُزْمَةٌ مِنْ حَطَبٍ، فَقِيلَ لَهُ: أَلَيْسَ قَدِ أغناك الله تعالى عَنْ هَذَا؟ ، قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَقْمَعَ الْكِبْرَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ / حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ ".(13/464)
3227 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قال: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرِيقٍ، وَمَرَّتِ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَ لَهَا رَجُلٌ: الطَّرِيقَ، فقالت: الطريق مه. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعُوهَا، فَإِنَّهَا جَبَّارَةٌ ".(13/467)
3228 - حدثنا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، ثنا يَزِيدُ، هُوَ ابْنُ هَارُونَ، أنا الأزهر بن سنان، ثنا مُحَمَّدُ بن واسع، قال: دَخَلْتُ عَلَى بِلَالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا بِلَالُ، إِنَّ أَبَاكَ حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه عن النيي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: " إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ: هَبْهَبُ، حَقًّا على الله تبارك وتعالى أَنْ يُسْكِنَهُ كُلَّ جَبَّارٍ "، فَإِيَّاكَ يَا بِلَالُ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَسْكُنُهُ.(13/469)
3229 -[1] وقَالَ أحمد بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْهَيْثَمُ بن خارجة ح.
[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ العزيز بن [عُبيد اللَّهِ] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ بِالْخُلُقِ الْحَسَنِ، وَإِنَّهُ ليكتب جباراً وما يَمْلِكْ إِلَّا أَهْلَ بَيْتِهِ ".(13/472)
3230 - وقال أبو يعلى: حدثنا المُقَدَّمي، ثنا مُعْتَمِر بن سليمان، ثنا عَبَّاد بن عَبَّاد بن علقمة عن أبي مِجْلِز، قال: إن أصحاب ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه قرصهم البرد، فجعلوا [يستحيون] أن يجيئوا في [الفساسير] والعبي، ففقدهم، فقيل له: أمرهم كذا وكذا، فأصبح أبو عبد الرحمن في عباءة، فقالوا: أصبح ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه في عباءة، ثم جاء اليوم الثاني، ثم جاء اليوم الثالث، فلما رأوه في العباءة، جاءوا في أكسيتهم، فعرف وجوهاً قد كان [فقدها] ، فقال: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كِبْر - أو قال -: ذرة من كِبْر ".(13/477)
44 - بَابُ الصَّمْتِ(13/480)
3231 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ مكحول رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْحَدِيثِ لِمُعَاذٍ رَضِيَ الله عَنْه: " مَا كُنْتَ سَاكِتًا، فَأَنْتَ سَالِمٌ، فَإِذَا تَكَلَّمْتَ، فَلَكَ أَوْ عَلَيْكَ ".(13/480)
3232 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامُ أَبُو الْأَشْعَثِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا عُثْمَانُ بن سعد قال: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: " الصَّمْتُ حُكْمٌ، وَقَلِيلٌ فَاعِلُهُ ".(13/485)
3233 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْلَمَ، فَلْيَلْزَمِ الصَّمْتَ ".(13/488)
3234 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا يحيى بن سفيان، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " يَا بُنَيَّ، لِيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ، وَاخْزِنْ لِسَانَكَ [ص:496] ".
(124) وحديث أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه في ذلك فِي أَوَّلُ أحاديث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.(13/490)
3235 -[1] وقال أَبُو يَعْلَى، وَبَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْبَغَوِيُّ جَمِيعًا: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حدثنا مُعْتَمِر، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَسيب، عن مُسْلِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أبيه رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَنْهَاكُمْ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ [ص:499] ".
3235 -[2] وَقَالَ البخاري: حدثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، ثنا مُعْتَمِر به. ذكره فِي " التَّارِيخِ ".
قَالَ ابْنُ السَّكَنِ: لَا أَعْرِفُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه غَيْرَهُ.(13/497)
3236 -[1] وَقَالَ ابن أَبِي عُمَرَ: حدثنا الْحَنَفِيُّ عَنِ الْهَجَرِيِّ، عن أبي عياض، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لِيُضْحِكَ بِهَا مَنْ حَوْلَهُ، وَلَقَدْ جَاءَتْ أَكْثَرَ مِنْ عُكَاظَ وَمَا يشعر ".
[2] [حدثنا] حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، حدثنا زَائِدَةُ عَنِ الْهَجَرِيِّ، بِهِ.(13/500)
3237 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو كُريب، ثنا سعيد بْنُ شُرَحْبِيلَ، ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خالد بن يزيد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْهم قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَقُولُ: " مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَحَفِظَ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ ".(13/502)
3238 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ [حَرْبٍ] ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بن إسحاق، ثنا عَقَّال بن شَبَّة، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي، عَنْ أبيه رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " احْفَظْ مَا بَيْنَ لَحْيَيْكَ ورجليك ". قال: فنهضت وَأَنَا أَقُولُ: حَسْبِي.(13/505)
45 - بَابُ الْإِيثَارِ(13/507)
3239 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، ثنا ثَابِتُ بْنُ عُبيد قال: سمعت عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [مُغَفَّل] المُزَني رَضِيَ الله عَنْه، يقول: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ لَهُ قَمِيصَانِ، فَلْيَكْسِ أَحَدَهُمَا، أَوْ ليتصدق بِأَحَدِهِمَا ".(13/507)
46 - بَابُ قِصَرِ الْأَمَلِ(13/509)
3240 - قال مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ، عن الشعبي قال: أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَجْلِسُ إلى مسروق، فكان فِي آخِرِ مَنْ وَدَّعَهُ، [فَقَالَ: " يَا أَبَا عائشة] ، إنك قَريع الْقُرَّاءِ وسيدهم، وَإِنَّ زَيْنَكَ لَهُمْ زَيْنٌ، وَإِنَّ شَينَكَ لَهُمْ شَيْنٌ، فَلَا تُحَدِّثَنَّ نَفْسَكَ بِفَقْرٍ، وَلَا بِطُولِ عُمْرٍ ".(13/509)
47 - بَابُ السَّلَامَةِ فِي الْعُزْلَةِ(13/511)
3241 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عِيسَى بْنُ يونس، نا الْأَوْزَاعِيُّ عن مكحول قال: " إِنْ كَانَ فِي الْجَمَاعَةِ فَضْلٌ، فَإِنَّ السَّلَامَةَ فِي الْعُزْلَةِ ".(13/511)
48 - بَابُ الْحُزْنِ(13/513)
3242 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو نَشِيطٍ، ثنا أبو الْمُغِيرَةُ عن أبي بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ [ص:515] ".
3242 -[2] وقال الْبَزَّارُ: حدثنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ ضَمْرَةَ بِهِ.
وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ /.(13/513)
45 - بَابُ فَضْلِ الْحِدَّةِ(13/516)
3243 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ دُوَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي مَنْصُورٍ الْفَارِسِيِّ - وَكَانَتْ فِيهِ حِدَةٌ - فَذَكَرْتُ لَهُ، فَقَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّهَا أَخْطَأَتْنِي، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْحِدَّةَ تَعْتَرِي خِيَارَ أُمَّتِي ".
[2] وقال أبو يعلى: حدثنا أبو الربيع العَتكي، ثنا عبد الرحمن بن أبان عن الليث بن سعد، به.(13/516)
3244 - حدثنا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا سَلَّامٌ الطَّوِيلُ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحِدَّةُ تَعْتَرِي خِيَارَ أُمَّتِي ".(13/519)
50 - بَابُ الِاسْتِعْطَافِ(13/521)
3245 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُثْمَانُ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا أَبِي، عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ: طَارِقٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الرُّوَاسي قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، ارْضَ عَنِّي. فَأَعْرَضَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِّي ثَلَاثًا، فَقُلْتُ: يَا رسول الله، والله إن [الرب] تبارك وتعالى لَيُتَرَضَّى فَيَرْضَى "، قَالَ: " فَرَضِيَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِّي [ص:525] ".
3245 -[2] وقال الْبَزَّارُ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ الصَّائِغُ، ثنا وَكِيعٌ بِهَذَا.
وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ لَهُ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ. يَعْنِي عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ.(13/521)
51 - بَابُ خَيْرِ الْجُلَسَاءِ(13/526)
3246 -[1] قَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا مُبَارَكُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ جُلَسَائِنَا خَيْرٌ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ ذَكَّرَكُمْ بِاللَّهِ رُؤْيَتُهُ، وَزَادَ فِي [عِلْمِكُمْ] مَنْطِقُهُ، وَذَكَّرَكُمْ بِالْآخِرَةِ عَمَلُهُ [ص:529] ".
3246 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ [الْبُرَيْدِ] ، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ حَسَّانَ، بِهِ.(13/526)
52 - بَابُ فَضْلِ سُكْنَى الْمَقَابِرِ(13/530)
3247 - قَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أحدثكم عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، [عَنْ أَبِيهِ] رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه: مَا لَكَ تَرَكْتَ مُجَاوِرَةَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاوَرْتُ الْمَقَابِرَ - يعني البقيع -؟ فقال: " وَجَدْتُهُمْ جِيرَانَ صِدْقٍ، يُكَفِّرُونَ السَّيِّئَةَ، وَيُذَكِّرُونَ الْآخِرَةَ؟ ".
فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ، وَقَالَ: نَعَمْ.(13/530)
53 - بَابُ فَضْلِ هَجْرِ الْفَوَاحِشِ(13/532)
3248 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْبِقَ الدَّائِبَ الْمُجْتَهِدَ، فَلْيَكُفَّ عَنِ الذُّنُوبِ ".(13/532)
54 - بَابُ ثَمَرَةِ طاعة الله تعالى
(125) فِي الأشربة من طريق مَالِكِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ، حَدِيثٌ يَدْخُلُ فِي هَذَا.(13/534)
3249 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى عَنْ هِشَامٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: " مَا اسْتَقَرَّ لِعَبْدٍ ثَنَاءٌ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى يَسْتَقِرَّ فِي السَّمَاءِ ".(13/535)
55 - بَابُ فَضْلِ الْبُكَاءِ مِنْ خشية الله تعالى(13/536)
3250 - قَالَ عَبْدُ: حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، ثنا أَبِي هُوَ ابْنُ سعد عن صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرحمن قال: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يبكي عبد فتقطر عَيْنَاهُ مِنْ خشية الله تعالى فيدخله الله عز وجل النَّارَ أَبَدًا، حَتَّى يَعُودَ قَطْرُ السَّمَاءِ ". وَيُقَالُ إِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ حِينَ رَجَعَ النَّاسُ مِنْ مُؤْتَةَ، وَفِي يَدِهِ قطعة من [خبز] ، فَلَمَّا ذَكَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَأْنَهُمْ، فَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَمَسَحَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجهه، وقال: " ألا إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، إِنَّ الْمَرْءَ يَرَى أَنَّهُ كَثِيرٌ بِأَخِيهِ، مَنْ لَهُ عِنْدِي عِدَةٌ؟ ". فَقَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَضِيَ الله عَنْه: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَعْطَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا، قَالَ: وقالت بركة رَضِيَ الله عَنْها: لَمَّا حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ابْنَتَهُ] ، وَهِيَ تَمُوتُ، وَهِيَ تحت عثمان رَضِيَ الله عَنْهما فَاضَتْ عَيْنَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبكت بركة رَضِيَ الله عَنْها وَنَتَفَتْ رَأْسَهَا، فَزَجَرَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: أَتَبْكِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، ونحن سكوت؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الَّذِي رَأَيْتِ مِنِّي رَحْمَةٌ لَهَا، وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ بِكُلِّ مَنْزِلَةٍ صَالِحَةٍ من الله تعالى عَلَى عُسْرٍ أَوْ يُسْرٍ ".(13/536)
3251 - وقال أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا أَبَانُ الْعَطَّارُ، ثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أن جبريل عليه الصلاة والسلام أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يبكيكَ؟ "، فقال عليه الصلاة والسلام: " وَاللَّهِ مَا جَفَّتْ لِي عَيْنٌ، مُنْذُ خلق الله تعالى النَّارَ، مَخَافَةَ أَنْ أَعْصِيَهُ فَيَقْذِفُنِي فِيهَا ".(13/544)
56 - بَابُ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ(13/547)
3252 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يزيد بن عمر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَابْتَدَرَهُ رَهْطٌ من الأنصار رَضِيَ الله عَنْهم قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ مِنَ الْمِنْبَرِ، فَقَالُوا: أَنْفُسُنَا لَكَ الْفِدَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يَقُومُ بِهَذِهِ [الشَّدَائِدِ] ؟ وَكَيْفَ الْعَيْشُ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُمْ: " وَأَنْتُمْ فِدَاكُمْ أَبِي وأُمِّي، نازلت ربي تبارك وتعالى فِي أُمَّتِي، فَقَالَ لِي: بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ حَتَّى يُنْفَخَ فِي الصُّورِ "، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ". ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَنَةٌ كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ " / ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " [شَهْرٌ] كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِجُمُعَةٍ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ". ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جُمُعَةٌ كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بيوم، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ". ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يوم كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَاعَةٍ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ". ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُغَرْغِرَ بِالْمَوْتِ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ". ثُمَّ نَزَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَتْ آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا.
دَاوُدُ وَشَيْخُهُ مَعْرُوفَانِ بِالْوَضْعِ.(13/547)
3253 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، هُوَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُوبُوا إلى ربكم عزَّ وجلّ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً، أو أكثر من سبعين ".(13/551)
3254 -[1] وقال أبو يعلى: حدثنا هُرَيم بن عبد الأعلى، ثنا مُعْتَمِر بن سليمان، عن أبيه، حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك رَضِيَ الله عَنْه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إني أتوب في اليوم أربعين مرة [ص:555] ".
3254 -[2] حَدَّثَنَا أَبُو الأشعث قال: سَمِعْتُ مُعْتَمِرًا، بِهِ [ص:556].
3254 -[3] وقال الْبَزَّارُ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو بَحْرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه مِثْلَهُ، لكن قَالَ: " مِائَةَ مَرَّةٍ ".(13/553)
3255 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو أسامة عن بُريد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لله تعالى أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الَّذِي قَدْ أَسْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ رَجُلٍ أضل راحلته، فسعى فِي بَغائها يَمِينًا وَشِمَالًا حَتَّى أَعْيى أَوْ أيس منها، وإذْ قَدْ هَلَكَ، نَظَرَ فَوَجَدَهَا فِي مَكَانٍ لَمْ يَكُنْ يَرْجُو أَنْ يَجِدَهَا فيه، فالله عزّ وجل أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُسْرِفِ، مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ حِينَ وَجَدَهَا ".(13/558)
3256 - حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ، أَوْ أَبُو عَبْدِ رَبٍّ شك الوليد قال: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إن رجلاً فيمن كَانَ قَبْلَكُمْ لَقِيَ رَجُلًا عَالِمًا أَوْ عَابِدًا فَقَالَ: إِنَّ الْآخِرَ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نفساً، كلها يقتلها ظُلْمًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لَا. فَقَتَلَهُ، ثُمَّ لَقِيَ آخَرَ، فَقَالَ: إِنَّ الْآخَرَ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ، كُلُّهَا [يَقْتُلُهَا] ظُلْمًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ توبة؟ قال: لإن قُلْتُ لَكَ إن الله تبارك وتعالى لَا يَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ، لقد كذبت، ها هنا دَيْرٌ فِيهِ قَوْمٌ يَتَعَبَّدُونَ، فَأْتِهِمْ، فاعبد الله عزّ وجل مَعَهُمْ لعل الله تعالى يَتُوبُ عَلَيْكَ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِمْ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ، فَاخْتَصَمَ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ وَمَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ، فبعث الله تعالى مَلَكًا أَنْ قِيسُوا مَا بين المكانين، فإلى أيهما كَانَ أقرب، فهو منهم، فَقَاسُوهُ، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى دَيْرِ التَّوَّابِينَ بِأُنْمُلَةٍ فغُفر الله عزّ وجل لَهُ ".(13/561)
3257 - حدثنا إبراهيم، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمرو رَضِيَ الله عَنْهما، قال: جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَقَالَ: " إن الله تعالى لَا يَتَعَاظَمُهُ ذَنْبٌ غَفَرَهُ، إِنَّ رَجُلًا كَانَ قَبْلَكُمْ قَتَلَ ثَمَانِيَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَأَتَى رَاهِبًا فَقَالَ لَهُ: قَتَلْتُ ثَمَانِيَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لَا، فَقَتَلَهُ. ثم أتى راهباً آخَرَ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وتسعين نَفْسًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ ، قال: لا، فقتله. ثم أتى آخر، فأخبره أنه قتل مائة نفس، فهل تجد لي من توبة؟ ، فقال: لَقَدْ أَسْرَفْتَ، وَمَا أدري، ولكن ها هنا قَرْيَتَانِ، إحداهما يُقَالُ لَهَا: نَضْرَةُ، أَهْلُهَا يَعْمَلُونَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، لَا يَثْبُتُ فِيهِمْ غَيْرُهُمْ، وَالْأُخْرَى يُقَالُ لَهَا: كَفْرَةُ، أَهْلُهَا يَعْمَلُونَ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، لَا يَثْبُتُ [فِيهِمْ] غَيْرُهُمْ، فَانْطَلِقْ إِلَى أَهْلِ نَضْرَةَ، فإن عملت عملهم وتبت، فلا تشك فِي تَوْبَتِكَ، فَانْطَلَقَ يُرِيدُهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الْقَرْيَتَيْنِ، أَدْرَكَهُ أَجَلُهُ، فسألت الملائكة عليهم السلام ربها، قال جل وعلا: انْظُرُوا أَيِّ الْقَرْيَتَيْنِ كَانَ أَقْرَبَ فَاكْتُبُوهُ مِنْ أَهْلِهَا، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى نَضْرَةَ بِقَدْرِ أُنْمُلَةٍ، فَكَتَبُوهُ مِنْ أَهْلِهَا ".(13/564)
3259 -[1] وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ: سعبة مُغْلَقَةٌ، وَبَابٌ مَفْتُوحٌ لِلتَّوْبَةِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ نَحْوِهِ [ص:570] ".
3258 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.(13/566)
3259 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: حملني عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه خَلْفَهُ ثُمَّ سَارَ بِي فِي جَبَّانَةٍ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وقال: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ / لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ أَحَدٌ غَيْرُكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ رَضِيَ الله عَنْه إِلَيَّ فَضَحِكَ، فقلت: يا أمير المؤمنين! استغفارك ربك، والتفاتك إليّ تضحك؟ ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: جَعَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ ثُمَّ سَارَ بِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ أَحَدٌ غَيْرُكَ "، ثُمَّ الْتَفَتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ فَضَحِكَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتِغْفَارُكَ رَبَّكَ، وَالْتِفَاتُكَ إِلَيَّ تَضْحَكُ؟ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ضحكت لضحك ربي عز وجل لِعَجَبِهِ [لِعَبْدِهِ: أَنَّهُ يَعْلَمُ] أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ أَحَدٌ غَيْرُهُ ".(13/571)
3260 - وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا مغيرة بْنُ أَبِي [الْحُرِّ] الْكِنْدِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَقَالَ: " مَا أَصْبَحْتُ غَدَاةً قَطُّ، إلاَّ استغفرت الله تعالى فِيهَا مِائَةَ مَرَّةٍ ".(13/576)
3261 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، ثنا عَبْدُ الْغَفُورِ عَنْ [أَبِي نُصَيْرَةَ] ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَالِاسْتِغْفَارُ، فَأَكْثِرُوا مِنْهُمَا، فَإِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ: أَهْلَكْتُ النَّاسَ بِالذُّنُوبِ، فَأَهْلَكُونِي بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَالِاسْتِغْفَارُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ، أهلكتم بِالْأَهْوَاءِ، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ".(13/579)
3262 - وقال أبو يعلى: حدثنا أبو الربيع، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا جلس قوم مجلساً، فَخَاضُوا فِي حَدِيثٍ فاستغفروا الله تبارك وتعالى قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّقُوا، إِلَّا غفر الله عز وجل لَهُمْ مَا خَاضُوا فِيهِ ".(13/582)
3263 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يزيد بن عمر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم، قالا: خطبنا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وفيه: " إِنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ وَإِنْ كَانَ قَلِيلَ الْعِلْمِ، [وَلَا تحقرن] مِنَ الْمَعَاصِي شيئاً وإن صغر فِي أَعْيُنِكُمْ [فإنه لا صغير مَعَ الإصرار، ولا كبير مَعَ استغفار] ، أَلَا وإن الله تبارك وتعالى سَائِلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، حَتَّى عَنْ مَسِّ أَحَدِكُمْ ثَوْبَ أَخِيهِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْعَبْدَ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَا مات عليه، فقد خلق الله تعالى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، فَمَنِ اختار النار [على الجنة] ، فأبعده الله تعالى. أَلَا وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَدَعْ شَيْئًا نَهَى عَنْهُ إِلَّا وَقَدْ بيّنه لَكُمْ، ليحيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عن بينة "، الحديث.(13/586)
3264 - وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا يَزِيدُ، هُوَ ابْنُ هَارُونَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دُكَيْنٍ، حدثنا قَيْسٌ الْمَاصِرُ عَنْ دَاوُدَ الْبَصْرِيِّ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ ذَنْبًا قَدِ اعْتَادَهُ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ، أَوْ ذَنْبًا لَيْسَ بِتَارِكُهُ حَتَّى يَمُوتَ، أَوْ تَقُومَ عَلَيْهِ السَّاعَةُ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُذْنِبًا مُفَتَّنًا خَطَّاءً نَسِيًّا، فَإِنْ ذُكِّرَ ذَكَرَ ".(13/587)
57 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّنَطُّعِ(13/589)
3265 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ [مِسْعَرٌ] قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيَّ مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كِتَابًا، فَحَلَفَ لِي أَنَّهُ خَطُّ أَبِيهِ، فَإِذَا فِيهِ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ خَوْفًا عَلَى الْمُتَنَطِّعِينَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَشَدَّ خَوْفًا مِنْ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْه، وَإِنِّي لأرى عمر رَضِيَ الله عَنْه كَانَ أَشَدَّ خوفاً عليهم، [أوْ لَهُمْ] ؟ ".
فَأَقَرَّ بِهِ [أَبُو أُسَامَةَ] وَقَالَ: نَعَمْ.
[2] وَقَالَ أبو بكر: حدثنا أبو أسامة، به.
[3] وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرٍ، بِهِ.(13/589)
3266 - وقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن نُقْرِئُ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ، كِتَابُ اللَّهِ وَاحِدٌ، فِيكُمُ الْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ، اقرأوا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ أن يأتي قوم يُقِيمُونَ حُرُوفَهُ كَمَا يُقَامُ السَّهْمُ، يتعجلونه وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.(13/591)
3267 -[1] وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِهَذَا الْقُرْآنِ شِرَّةً، ثُمَّ لِلنَّاسِ عَنْهُ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إلى القصد، فَنِعِمَّ ما هُوَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الْإِعْرَاضِ، فَأُولَئِكَ بُورٌ ".
[2] وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ بِهَذَا.(13/596)
58 - بَابُ كَرَاهَةِ الْبِنَاءِ فَوْقَ الْحَاجَةِ(13/598)
3268 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ شُعيب بن [الحَبْحاب] ، عَنْ أبي العالية، قال: أَنَّ الْعَبَّاسَ رَضِيَ الله عَنْه، بَنَى غُرْفَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اهْدِمْهَا ". فَقَالَ: أَوْ أَتَصَدَّقُ بثمنها؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اهْدِمْهَا ". ثَلَاثًا.(13/598)
3269 - وقال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زكريا، عن [أبي عَمَّارٍ] ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جانب من دور الأنصار رَضِيَ الله عَنْهم، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَأَبْصَرَ قُبَّةً مَبْنِيَّةً، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَنَسُ، لِمَنْ هَذِهِ الْقُبَّةُ؟ " / فَقُلْتُ: لِفُلَانٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلاَّ بناء كِفاف؟ ". فَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ الْأَنْصَارِيَّ رَضِيَ الله عَنْه، فَكَسَرَهَا، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَمْ يَرَهَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَنَسُ، مَا فَعَلَتِ الْقُبَّةُ؟ " قُلْتُ: بَلَغَ صَاحِبَهَا قَوْلُكَ فَكَسَرَهَا. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ".(13/600)
59 - بَابُ كَرَاهةِ سُكْنَى الْبَادِيَةِ، وَالزَّجْرِ عَنِ الْعُزْلَةِ بِغَيْرِ سَبَبٍ(13/604)
3270 - قال إسحاق: أخبرنا عِيسَى بْنُ يونس، [عن يُونُسَ] ، ثنا مَعْمَرٌ عَنْ مُوسَى بْنِ [شيبة] رَضِيَ الله عَنْه، قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ بَدَا أَكْثَرَ مِنْ شَهْرَيْنِ، فَهِيَ أَعْرَابِيَّةٌ ".
هَذَا مُرْسَلٌ ضَعِيفُ الْإِسْنَادِ.(13/604)
3271 - أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ إياس بن مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: " البداوة شهران، فما زَادَ، فَهُوَ تَعَرُّبٌ ".
هَذَا مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ.(13/606)
3272 -[1] وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا شَرِيكٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بن عازب رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَدَا جَفَا ".
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا [ص:613].
(126) وحديث عَسْعَسِ بْنِ سَلَامَةَ مَضَى فِي الْجِهَادِ.(13/607)
3273 -[1] وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا [ابن] عَبْدِ الله بن بدر بن واصل بْنِ عَبْدُ اللَّهِ بن سعد [ابن الأطول] ، حدثني أبي، قال: كان عبد الله بْنُ سَعْدٍ يَخْرُجُ إِلَى أَصْحَابِهِ بِتُسْتَرَ يَزُورُهُمْ، فَيُقِيمُ يَوْمَ دُخُولِهِ، وَالثَّانِي، وَيَخْرُجُ فِي الثالث، فيقولون [له] : لَوْ أَقَمْتَ؟ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ سَمِعْتُهُ يَنْهَى عَنِ [التناءة] ، فَمَنْ أَقَامَ بِبَلَدِ الْخَرَاجِ ثَلَاثًا، فَقَدْ [تَنَا] ، وأنا أَكْرَهُ أَنْ أُقِيمَ ".
[2] وقال الحسن بن سفيان في مسنده: حدثنا واصل بن عبد الله بن بدر، حدثني أبي عبد الله بن بدر به [ص:616].
3273 -[3] وقال أبو نُعيم: حدثنا أبو عَمرو محمد بن أحمد بن حمدان، ثنا الحسن به.(13/614)
60 - بَابُ مَحَبَّةِ الْمُؤْمِنِ لقاء الله تعالى(13/617)
3274 - قال مُسَدَّدٌ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه، قال: أَنَّهُ كَانَ يُجَالِسُهُ بِالْكُوفَةِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَوْمًا فِي صفّة له، وَتَحْتَهُ فُلَانَةٌ وَفُلَانَةٌ، امْرَأَتَانِ ذَوَاتَا مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، وَلَهُ مِنْهُمَا وَلَدٌ كأحسن الولدان، [سقسق] عَلَى رَأْسِهِ عُصْفُورٌ، ثُمَّ قَذَفَ ذا بطنه فنكته بِيَدِهِ، ثُمَّ قال: " والذي نفس عبد الله بِيَدِهِ، لَأَنْ يَمُوتَ [آلُ عَبْدِ اللَّهِ] ثُمَّ أَتْبَعُهُمْ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَمُوتَ هَذَا الْعُصْفُورُ ".(13/617)
34 - كتاب الزهد والرقائق(13/619)
1 - باب اجتناب [الشبهات]
(127) تقدَّم في البيوع.(13/619)
2 - بَابُ فَضْلِ كتم الغيظ(13/620)
3274 م - قال إِسْحَاقُ: أنا الْمُقْرِئُ، ثنا نُوحُ بْنُ جَعْوَنَةَ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: " وَمَا مِنْ جَرْعَةٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ كظمها عبد الله، مَا كظمها عبد الله إلا ملأ الله جَوْفَهُ إِيمَانًا.(13/620)
2 - بَابُ تَقْدِيمِ عَمَلِ الْآخِرَةِ عَلَى عَمَلِ الدُّنْيَا(13/621)
3275 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: وَقَالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي رَكْبٍ من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّ بِهِمْ رَجُلٌ، فَسَأَلَهُمْ، فَأَجَابُوهُ، ثُمَّ انْتَهَى إِلَى مُعَاذِ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ وَاضِعٌ رأسه على [رحله] يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، فَقَالَ: " عَمَّ سَأَلْتَهُمْ؟ " فَقَالَ: سَأَلْتُهُمْ عَنْ كَذَا، فَقَالُوا كَذَا، وَسَأَلْتُهُمْ عَنْ كَذَا، فَقَالُوا كَذَا، فَقَالَ مُعَاذٌ رَضِيَ الله عَنْه: " كَلِمَتَانِ، إِنْ أَنْتَ أَخَذْتَ بِهِمَا أَخَذْتَ بِصَالِحِ مَا قَالُوا، وإن أنت تَرَكْتَهُمَا تَرَكْتَ صَالِحَ مَا قَالُوا، إِنْ أَنْتَ ابْتَدَأْتَ بِنَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، [يَفُتْكَ] نصيبك من الْآخِرَةِ، وَعَسَى أَنْ لا تدرك بينهما الَّذِي تُرِيدُ، وَإِنِ ابْتَدَأْتَ نصيبك مِنَ الْآخِرَةِ [يَمُرُّ بِكَ] عَلَى نَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، فَيَنْتَظِمُ لَكَ انْتِظَامًا، ثُمَّ يَدُورُ مَعَكَ حَيْثُمَا تَدُورُ ".(13/621)
3276 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يحيى بن سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه: " التُّؤَدَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَسَنٍ، إِلَّا فِي عَمَلِ الْآخِرَةِ ".(13/625)
3277 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الله تعالى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا، حَمَاهُ الدُّنْيَا، كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ [ص:633] ".
3277 -[2] خالفه ابْنُ لَهِيعَةَ، فرَوَاهُ عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مَحْمُودٍ، عَنْ عقبة بن [رافع] رَضِيَ الله عَنْه.
وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْهُ [ص:634].
3277 -[3] ورواه التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُمَارَةَ، فَجَعَلَ الصَّحَابِيَّ: قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ رَضِيَ الله عَنْه.
[4] وَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلَهُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، فَلَمْ يَذْكُرْ فَوْقَ [مَحْمُودٍ] أَحَدًا.
وكذلك رَوَاهُ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ رَضِيَ الله عَنْه.(13/628)
3278 -[1] وقال عَبْدُ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُبَشِّرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ، إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الجة قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ، خَمْسِمِائَةِ عَامٍ [ص:639] ".
3278 -[2] وقال الْبَزَّارُ: حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ عَمرو بن [سُكَين] ، حدثنا مُحَمَّدِ بن الزِّبْرِقان، ثنا مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ بِهِ. وَزَادَ: وَتَلَا مُوسَى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) } .
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.(13/635)
3279 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا الزِّمَّانِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ هُوَ الثَّقَفِيُّ، ثنا الْمُثَنَّى بن الصَّبَّاحِ، ثنا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عن ميمونة رَضِيَ الله عَنْها قالت: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنِ اتَّقَى فِيهَا وَأَصْلَحَ فِي ذَلِكَ، وَإِلَّا، فَهُوَ كَالْآكِلِ وَلَا يَشْبَعُ، فَبُعْدُ النَّاسِ كَبُعْدِ الْكَوْكَبَيْنِ، يَطْلُعُ أَحَدُهُمَا مِنَ الْمَشْرِقِ، وَالْآخَرُ يَغِيبُ مِنَ الْمَغْرِبِ ".(13/640)
3280 - حدثنا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا [الْجُنَيْدُ بْنُ الْعَلَاءِ بن أبي وَهْرَة] [عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ] ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أبي الدرداء رضي الله [عنهما] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَفَرَّغُوا مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّهِ، أفشى الله تعالى عَلَيْهِ [ضَيْعَتَهُ] وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَمَنْ كانت الآخرة أكبر هَمَّهُ [جمع] الله عز وجل لَهُ [أُمُورَهُ] ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَمَا أَقْبَلَ عَبْدٌ بِقَلْبِهِ إلى الله عز وجل إِلَّا جَعَلَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ تُقَادُ إِلَيْهِ بِالْوُدِّ وَالرَّحْمَةِ، وكان الله تعالى إِلَيْهِ بِكُلِّ خَيْرٍ أَسْرَعَ ".(13/642)
3281 - قال الْحَارِثُ: حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كانت نيته [طلب] الْآخِرَةَ، جمع الله تعالى [له] شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ [طَلَبَ] الدُّنْيَا، جعل الله عزَّ وجلّ الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَشَتَّتَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْهَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ ".(13/646)
3282 - وقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَكِيعٌ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ [لَبِيبَةَ] ، عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي، وَخَيْرُ الذكر ما يخفى ".(13/650)
3283 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، ثنا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ جَائِعَانِ في غنم [افترقت] أَحَدَهُمَا فِي أَوَّلِهَا، وَالْآخَرَ فِي آخِرِهَا، بِأَسْرَعَ [فَسَادًا] مِنَ امْرِئٍ يُحِبُّ شَرَفَ الدُّنْيَا وَمَالَهَا فِي دِينِهِ ".(13/653)
3284 -[1] وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَرَامًا مُكَاثِرًا مُفَاخِرًا مُرَائِيًا، لقي الله تبارك وتعالى وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، وَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلَالًا اسْتِعْفَافًا عَنِ الْمَسْأَلَةِ وَسَعْيًا عَلَى أَهْلِهِ، وَتَعَطُّفًا عَلَى جَارِهِ، لقي الله عز وجل وَوَجْهُهُ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ".
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ، هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ فُرافِصة مثله.
هذا مُنْقَطِعٌ بَيْنَ مَكْحُولٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه.(13/659)
3285 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا حسين بن الْأَسْوَدُ: ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، حدثني نافع - يعني ابن مَالِكٍ - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَمْنَعُ مِنْ سخط الله عز وجل، مَا لَمْ يُؤْثِرُوا دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، ثُمَّ قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قال الله عز وجل: كَذَبْتُمْ ".(13/662)
3286 - وقال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا الْمُقْرِئُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ! ، مَا يَكْفِينِي مِنَ الدُّنْيَا؟ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا سَدَّ جَوْعَتَكَ، [وَوَارَى] عَوْرَتَكَ، وَإِنْ كَانَ لَكَ بَيْتٌ يُظِلُّكَ، أَوْ دَابَّةٌ تَرْكَبُهَا، فَبَخٍ بَخٍ ".(13/665)
3287 - وقال أَبُو يعلى: حدثنا أبو عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَذْرَمِيُّ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن حَبيب قال: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: " لَمَّا بُعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، [أتت] إِبْلِيسُ جُنُودَهُ، فَقَالُوا: لَقَدْ بُعِثَ نَبِيُّ، وَأُخْرِجَتْ أُمَّةٌ، فَقَالَ: أَيُحِبُّونَ الدُّنْيَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: لَئِنْ كَانُوا يُحِبُّونَهَا، مَا أُبَالِي أَنْ لَا يَعْبُدُوا الْأَوْثَانَ، إِنَّهُمْ لَنْ ينفلتوا مِنِّي، وَأَنَا أَغْدُو عَلَيْهِمْ وَأَرْوَحُ بِثَلَاثٍ: أَخْذِ الْمَالِ مِنْ غَيْرِ حَقِّهِ، وَإِنْفَاقِهِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَإِمْسَاكِهِ عَنْ حَقِّهِ، والشر كُلُّهُ لِهَذَا تَبَعٌ ".(13/669)
3 - بَابُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ(13/671)
3288 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا المُعْتَمِر بن سليمان قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَنْبَأَنَا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ يعني مولى أبي أسيد يقول: أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، نَهَى عَنِ الْحُكْرَةِ، فلم يزل رجل يَسْتَشْفِعُ حَتَّى يَتْرُكَ مَوْلَاهُ، فَدَخَلَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْه، السُّوقَ، فَإِذَا هُوَ بِمَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ يَحْتَكِرُونَ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا، فَبَيْنَا هو كذلك إذا هُوَ بِعُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، مُقْبِلًا عَلَى بَغْلَةٍ - أَوْ دَابَّةٍ - فَمَشَى إِلَيْهِ، فَأَخَذَ بِلِجَامِ الْبَغْلَةِ فَهَزَّهُ هَزًّا شَدِيدًا - وَأُرَاهُ - قَالَ لَهُ: " إِنَّكَ، وَإِنَّكَ "، غَيْرَ أَنَّهُ اشْتَدَّ عَلَيْهِ فِي الْقَوْلِ، ثُمَّ تَرَكَهُ، فَلَمَّا نَزَلَ، أُلْقِيَتْ لَهُ وَسَادَةٌ فَجَلَسَ عَلَيْهَا، وَجَاءَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: " وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ لَكَ عَلَيَّ حَقًّا، وَلَكِنِّي رَجُلٌ إِذَا رَأَيْتُ الْمُنْكَرَ لَمْ أَصْبِرْ "، فَقَالَ له عثمان رضي الله [عنه] : " اجْلِسْ "، فَأَجْلَسَهُ على الوسادة التي إِلَى جَنْبِهِ.(13/671)
3289 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا هِشَامٌ عن ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ عثمان بن عرق بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَعَرَفْتُ أنه قد حضره شَيْءٌ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا فَتَوَضَّأَ ثُمَّ خرج فسمعت مِنَ الْحُجُرَاتِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ قبل أن تدعو إليه فَلَا يُجِيبُكُمْ وَتَسْأَلُونَهُ فَلَا يُعْطِيكُمْ وَتَسْتَنْصِرُونَهُ فَلَا يَنْصُرُكُمْ ".
قُلْتُ: مَا عَرَفْتُ عُثْمَانَ بْنَ عُرْوَةَ بْنِ هَانِئٍ.(13/673)
3290 - أخبرنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْفَزَارِيُّ عن الحسن قال: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه، رَدَّ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه، قِرَاءَةَ آية، فقال أُبَيّ رَضِيَ الله عَنْه: " لَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتَ يُلْهِيكَ يَا عُمَرُ الصَّفْقُ بِالْبَقِيعِ "، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: " صَدَقْتَ، إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أُجَرِّبَكُمْ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ يَقُولُ الْحَقَّ؟ فَلَا خَيْرَ فِي أَمِيرٍ لَا يُقَالُ عِنْدَهُ الْحَقُّ، وَلَا يَقُولُهُ ".
هذا منقطع.(13/675)
3291 - أخبرنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا أَبُو سِنَانٍ عِيسَى بْنُ سِنَانٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: ذَكَرَ مُعَاوِيَةُ الْفِرَارَ مِنَ الطَّاعُونِ فِي خُطبة، فَقَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رَضِيَ الله عَنْه: " كَذَبْتَ، أُمُّكَ هِنْدٌ هِيَ أَعْلَمُ مِنْكَ "، ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ أَرْسَلَ إلى عبادة رَضِيَ الله عَنْه، فنفرت الْأَنْصَارَ مَعَهُ، فَاحْتَبَسَهُمْ، وَدَخَلَ عُبَادَةُ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: " [أَلَمْ تتق] الله تعالى وتستحيي إِمَامَكَ، كَذَّبْتَنِي عَلَى الْمِنْبَرِ "، فَقَالَ عُبَادَةُ رَضِيَ الله عَنْه: " أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، أَنِّي لَا أَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، فَكَيْفَ / إِذًا كَذَبْتُ على الله تعالى "، ثُمَّ خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عند العصر فصلَّى، ثُمَّ أَخَذَ بِقَائِمَةِ الْمِنْبَرِ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي ذَكَرْتُ لَكُمْ حَدِيثًا عَلَى الْمِنْبَرِ فَكَذَّبَنِي عُبَادَةُ رَضِيَ الله عَنْه، فَدَخَلْتُ الْبَيْتَ فَسَأَلْتُ، فَإِذَا الْحَدِيثُ كَمَا يُحَدِّثُنِي عُبَادَةُ، فَاقْتَبِسُوا مِنْهُ، فَهُوَ أَفْقَهُ مِنِّي ".(13/676)
3292 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا أبو عَوانة [- أُراه - عَنِ عَبْدِ الملك بن [عُمير] ، عن الرَّبيع بن عُمَيلة] قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه: " إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، بِحَسْبِ امْرِئٍ إِذَا رَأَى أَمْرًا لَا يَسْتَطِيعُ لَهُ تَغْيِيرًا، أن يعلم لديه أَنْ قَلْبَهُ لَهُ كَارِهٌ [ص:679] ".
(128) وحديث مخوّل البهزي، سبق فِي أَوَّلِ الْإِيمَانِ.(13/677)
3293 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا يَزِيدُ عَنْ [ابن] أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، مَوْلَى أَبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَلَى حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، وَهُوَ مَرِيضٌ، فَأَسْنَدَهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه: " أَوْصِنَا "، قَالَ: " إِنَّ الضَّلَالَةَ حَقَّ الضَّلَالَةِ أَنْ تَعْرِفَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُهُ، وَتُنْكِرُ مَا كُنْتَ تَعْرِفُهُ، وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنَ فِي دين الله تعالى ".(13/680)
3294 - حدثنا يَزِيدُ، ثنا شَرِيكٌ عَمَّنْ أخبره قال: أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " لتأمرن [بالمعروف] ، [و] [لتنهون] عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ ليسلطن الله عز وجل عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ، فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ ".(13/683)
4 - بَابُ النَّصِيحَةِ من الدِّينِ(13/688)
3295 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدِّينُ النَّصِيحَةُ "، قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لكتاب الله تعالى وَلِنَبِيِّهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ".
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.(13/688)
3296 - وقال أبو يعلى أيضاً: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، ثنا [سَلْمُ] بن قُتيبة، حدثنا الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أمرني جبريل عليه السلام بِالنُّصْحِ ".(13/691)
3297 - حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، حَدَّثَنَا صالح المُرِّي قال: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِيهِ عن ربه عزَّ وجلّ قَالَ: " أَرْبَعُ خِصَالٍ: وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ لِي، وَوَاحِدَةٌ لَكَ، وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي. فَأَمَّا الَّتِي لِي، فَتَعْبُدُنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، وَأَمَّا الَّتِي لَكَ، فَمَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ جَزَيْتُكَ بِهِ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَمِنْكَ الدُّعَاءُ وَعَلَيَّ الْإِجَابَةُ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي، فَارْضَ لَهُمْ مَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ ".(13/692)
5 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ [لَا يَأْتَمِرُ](13/695)
3298 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مَنْصُورُ بْنُ أبي الأسود، ثنا عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ [دِثَارٍ] ، [عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ] ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ رَضِيَ الله عَنْه، مِنَ الْحَبَشَةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَعْجَبُ شَيْءٍ رَأَيْتَ؟ "، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: رَأَيْتَ امْرَأَةً عَلَى رَأْسِهَا مِكْتَلٌ فِيهِ طَعَامٌ، فَمَرَّ فَارِسٌ يَرْكُضُ فَأَذْرَاهُ، فَقَعَدَتْ تَجْمَعُ طَعَامَهَا، ثُمَّ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: وَيْلٌ لَكَ يَوْمَ يَضَعُ الْمَلِكُ كُرْسِيَّهُ، فَيَأْخُذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [تَصْدِيقًا] لِقَوْلِهَا: " لَا قُدِّسَتْ - أَوْ كَيْفَ تُقَدَّسُ - أُمَّةٌ لَا يأخذ ضعيفها حقه مِنْ شَدِيدَهَا غَيْرَ مُتَعْتَعٍ؟ ".
قوله: غير متعتع، أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه، أو يزعجه، وغير بالنصب حال للضعيف [ص:700] ...
3298 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ حَرْبٍ - ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بِهِ.
[3] وَقَالَ الرُّويَانِيُّ: حدثنا ابْنُ إِسْحَاقُ هُوَ الصَّاغَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بِهِ.
إِسْنَادُهُ حَسَنٌ.
وَقَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ لَهُ طَرِيقًا غَيْرَ هَذَا.
وَمَنْصُورٌ لا أدري [أَسَمِعَ] مِنَ عَطَاءٍ بَعْدَ اخْتِلَاطِهِ أَوْ قَبْلَ؟ ، انْتَهَى.
[4] وَقَدْ تَابَعَهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي قيس [عن عطاء بن السائب] ، عَنْ مُحَارِبٍ، أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ [ص:701].
(129) وَحَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، في ذلك يأتي إن شاء الله تعالى فِي كِتَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهم.(13/695)
3299 -[وقال أَبُو بَكْرٍ] : حدثنا ابْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، يَعْنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا قُدِّست أمة لا تعطي الضَّعِيفُ فِيهَا حَقَّهُ غَيْرَ مُتَعْتَعٍ ".
أظن أن ابْنُ مَاجَهْ أَخْرَجَهُ فِي أَثْنَاءِ حَدِيثٍ، فَيُنْظَرُ فِي كِتَابِ الْأَحْكَامِ مِنْ كِتَابِهِ.(13/702)
3300 - وقال الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ [سَعِيدٍ] ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أبي [حَكيم] قال: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ الله عَنْه: " إن الله تعالى لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ، فَإِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَاصِي فَلَمْ تُنْكَرْ، أَخَذَتِ الْعَامَّةَ وَالْخَاصَّةَ ".(13/704)
3301 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا وُهَيْبٌ، ثنا أَيُّوبٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَقَاضَاهُ تَمْرًا، فَاسْتَنْظَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبَى أَنْ يُنْظِرَهُ، فانتهره أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أُحَرّج به عَلَيْكَ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَنَا أَطْلُبُكَ مِنْهُ بِشَيْءٍ، فَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أَرْجِعُ إِلَى [أرضي] حتى يُنهب مِنْهَا أكثر مما أطلب منك، فَأَرْسَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهَا: خَوْلَةُ، يَسْتَسْلِفُهَا تمراً، فأرسلتْ إليه بتمر فَقَالَتْ: إِنْ أَرَدْتَ مِنْ هَذَا؟ فَعِنْدَنَا مِنْهُ مَا أَرَدْتُمْ. قَالَ: " تُرِيدُ مِنْ هَذَا؟ " قَالَ: نَعَمْ: " اذْهَبْ فَاكْتَلْ وَاسْتَوْفِهِ "، ثُمَّ قَالَ: " هُوَ كَانَ أَحْوَجَ إِلَى نُصْرَتِكُمْ / مِنِّي، وَأَنَا إِلَى أَنْ تَأْمُرُونِيَ بِأَدَاءِ أَمَانَتِي أَحْوَجُ "، وَقَالَ: " إن الله تعالى -[لَا يُقَدِّسُ] أمة لا تنصر ضَعِيفُهَا - أَوْ قال: - لا تقوّي ضعيفها ".
3302 [ص:710] وقال(13/705)
الْحَارِثُ: حدثنا يَزِيدُ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ شَيْخٌ كَانَ بِوَاسِطَ، ثنا سَعِيدٌ المَقْبُريُّ قال: اتَّخذ مَرْوَانُ مِنْبَرًا ... الْحَدِيثَ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ رَأَى بِدْعَةً، فَلْيُغَيِّرْهَا ".
3303 [ص:712] وقال أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حدثنا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: " قَالَ [أَبُو الدَّرْدَاءِ] رَضِيَ الله عَنْه: " إِنِّي لآمركم بمَا لا أفعل، ولكني أرجو أن أوجر عَلَيْهِ ".(13/710)
3304 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا عَلِيٌ، هُوَ ابْنُ عَاصِمٍ، ثنا الحسين بْنُ قَيْسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا ينبغي لامرئ شهد مَقَامَ حَقٍّ إِلَّا تَكَلَّمَ بِهِ، فَإِنَّهُ لَنْ يُقَدِّمَ أجله، ولن يَحْرِمَ رِزْقًا هُوَ لَهُ ".(13/713)
6 - بَابُ فَضْلِ الْوَرَعِ وَالتَّقْوَى(13/715)
3305 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا عَبَّادٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، عن جابر رَضِيَ الله عَنْه، قال: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ العَالِمُون (43) } ، قال: " الْعَالِمُ الَّذِي عَقَلَ عن الله تعالى فَعَمِلَ بِطَاعَتِهِ، وَاجْتَنَبَ سَخَطَهُ ".(13/715)
3306 - قَالَ: وَقَالَ عَطَاءٌ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما رفعه: " أَفْضَلُ النَّاسِ أَعْقَلُ النَّاسِ ".
قَالَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: وَذَلِكَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(13/717)
3307 - حدثنا دَاوُدُ، ثنا عَبَّادٌ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، قال: قَدِمَ رَجُلٌ نَصْرَانِيُّ مِنْ أَهْلِ جُرَشٍ تَاجِرٌ، فَكَانَ لَهُ بيان ووقار، فقيل يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَعْقَلَ هَذَا النَّصْرَانِيَّ! ، فزجر القائل، وقال: " مَهْ، إِنَّ الْعَاقِلَ مِنْ عَمِلَ بطاعة الله تبارك وتعالى ".(13/718)
3308 - حَدَّثَنَا دَاوُدَ، [ثنا عبَّاد] ، ثنا سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وأبي سعيد رَضِيَ الله عَنْهما قالا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " يَا ابْنَ آدَمَ، اتَّقِ رَبَّكَ، وَبِرَّ وَالِدَيْكَ، وَصِلْ رَحِمَكَ، يُزَدْ لَكَ فِي عُمْرِكَ، وَيُيَسَّرْ لك يسرك، ويخف عُسْرَكَ، وَيُبْسَطْ لَكَ فِي رِزْقِكَ، يَا ابْنَ آدَمَ، أَطِعْ رَبَّكَ تُسَمَّى عَاقِلًا، وَلَا تَعْصِ رَبَّكَ فَتُسَمَّى جَاهِلًا ".(13/720)
3309 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا سَلَّامٌ [عَنْ هِشَامٍ] ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه: " لَمَوْتُ أَلْفِ عَابِدٍ قَائِمِ اللَّيْلِ صائم النَّهَارِ، أَهْوَنُ مِنْ مَوْتِ عَاقِلٍ، عَقَلَ عن الله عز وجل أمره، فعلم مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ وَمَا حَرَّمَ عَلَيْهِ، فَانْتَفَعَ بِعِلْمِهِ، وَانْتَفَعَ الناس به، ولو كَانَ لَا يَزِيدُ عَلَى الْفَرَائِضِ الَّتِي فرض الله تعالى عليه كبير زِيَادَةٍ "، وَكَذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(13/723)
3310 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ وَدَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ بن عازب رَضِيَ الله عَنْهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إن لله تعالى خَوَاصًّا، يُسْكِنُهُمُ [الرَّفِيعَ] مِنَ الْجِنَانِ، كَانُوا أَعْقَلَ النَّاسِ، قَالَ: هم الذين تهمهم الْمُسَابَقَةُ إِلَى رَبِّهِمْ، وَالْمُسَارَعَةُ إِلَى مَا يُرْضِيهِ، زَهِدُوا فِي الدُّنْيَا وَفُضُولِهَا وَرِئَاسَتِهَا وَهَانَتْ عَلَيْهِمْ، فَصَبَرُوا قَلِيلًا، وَاسْتَرَاحُوا طَوِيلًا ".(13/724)
3311 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ مُوسَى بْنِ جَابَانَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ الجاهل لا يكشف إِلَّا عَنْ سَوْءَةٍ، وَإِنْ كَانَ [حَصِيفًا] ظَرِيفًا عِنْدَ النَّاسِ، وَإِنَّ العاقل لا يكشف إِلَّا عَنْ فَضْلٍ، وَإِنْ كَانَ عَيِيًّا مَهِينًا عِنْدَ النَّاسِ ".
هَذِهِ الْأَحَادِيثُ مِنْ كِتَابِ " الْعَقْلِ " لِدَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ، كلها مَوْضُوعَةُ، ذَكَرَهَا الْحَارِثُ فِي " مُسْنَدِهِ " [عَنْهُ] ، وَسَبَقَ كَثِيرٌ مِنْهَا فِي بَابِ الْعَقْلِ مِنْ كِتَابِ الْأَدَبِ.(13/725)
3312 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا رَوْحٌ [ثنا] سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، حدثنا أَبُو قَتَادَةَ، وَأَبُو الدَّهْمَاءِ، وَكَانَا يُكْثِرَانِ السَّفَرَ نَحْوَ الْبَيْتِ، قَالَا: أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَقَالَ الْبَدَوِيُّ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي، فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا علمه الله تعالى، فكان مِمَّا حَفِظْتُ أَنْ قَالَ: " لَا تَدَعْ شَيْئًا اتقاء الله عز وجل إِلَّا أبدلك الله تعالى خَيْرًا مِنْهُ ".(13/727)
3313 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عن أبي الجُويرية قال: أَنَّهُ سَمِعَ الحكم بن مِيناء يقول: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه: " اجْمَعْ لي من ها هنا مَنْ قُرَيْشٍ "، فَجَمَعَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَخْرُجُ إِلَيْهِمْ، أَمْ يَدْخُلُونَ؟ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلْ أَخْرُجُ إِلَيْهِمْ "، فَخَرَجَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، هَلْ فِيكُمْ غيركم؟ "، قالوا: لا، إِلَّا بنو أخواتنا، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ "، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، اعْلَمُوا أَنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّبِيِّ الْمُتَّقُونِ، فَانْظُرُوا، لَا يَأْتِي النَّاسُ بِالْأَعْمَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَتَأْتُونَ بِالدُّنْيَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْمِلُونَهَا، فَأَصُدَّ عَنْكُمْ بِوَجْهِي "، ثُمَّ قَرَأَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وهذا النبي} الآية.(13/729)
7 - بَابُ فَضْلِ الْخَوْفِ من الله - تعالى - وَالْبُكَاءِ مِنْ خشيته(13/731)
3314 -[1] قال أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُجَاهِدُ بْنُ موسى، نبا مَكِّيٌّ، هُوَ ابْنُ إبراهيم (ح) .
وحدثنا الحسن بن الصباح، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَا: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، كِلَاهُمَا عَنْ مُوسَى بْنِ [عُبَيْدَةَ] عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ [عُبَيْدِ اللَّهِ] بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جَدِّهِ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ كتبها الله تعالى لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ، لَمْ تُكْتَبْ / عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا، كُتبت له سَيِّئَةٌ، وَإِنْ تَرَكَهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، يقول الله تبارك وتعالى: " إِنَّمَا [تَرَكَهَا] مِنْ مَخَافَتِي ".
لَفْظُ مُجَاهِدٍ.(13/731)
3314 -[2] وقال الْحَارِثُ: حدثنا يَعْلَى، ثنا عَبْدُ الْحَكَمِ عَنْ أنس رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ، وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَعَمِلَهَا، كُتِبَتْ عليه سيئة [واحدة] ، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ شَيْءٌ.(13/735)
3315 -[1] وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَلَخَرَجْتُمْ تَجْأَرُونَ لَا تَدْرُونَ، تَنْجُونَ أَوْ لَا تَنْجُونَ [ص:739] ".
3315 -[2] وقال الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن يحيى، [و] عبد الملك بن محمد، قَالَا: ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، بِهِ.
وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ شُعْبَةَ إِلَّا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
وَابْنَةُ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَا نعرفها.(13/736)
3316 - وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، ثنا أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قال: قال أبو عبد الرحمن: سمعت أبا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَرَامٌ عَلَى عَيْنَيْنِ أَنْ تَنَالَهُمَا النَّارُ، عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خشية الله تعالى، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ ". وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبْكِي عَبْدٌ فَتَقْطُرُ عَيْنَاهُ مِنْ خشية الله تعالى فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ النَّارَ أَبَدًا، حَتَّى يَعُودَ [قَطْرُ السَّمَاءِ] ". ويقال: قام صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المنبر حين رجع الناس من مؤتة، وفي يده قطعة من [خبز] ، فلما ذكر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شأنهم، فاضت عيناه فمسح وجهه وقال: " إنما أنا بشر، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن المرء [يرى أنه] كثير بأخيه، من له عندي عِدَة؟ "، فقال سلمان الفارسي رَضِيَ الله عَنْه: أنا يا رسول الله فأعطاها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه، وقالت بركة رَضِيَ الله عَنْها: لما حضر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنته وهي تموت، وهي تحت عثمان رَضِيَ الله عَنْه، فاضت عيناه، وبكت بركة رَضِيَ الله عَنْها ونتفت رأسها، فزجرها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: أتبكي يا رسول الله ونحن سكوت؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " [إن الذي رأيت مني رحمة لها، إنما أنا بشر] ، إن المؤمن بمنزلة من الله تعالى صالحة، على عسر أو يسر ".(13/740)
3317 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيُّ. حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ هَارُونَ [بْنِ] أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَهَاجَتِ الرِّيحُ، فَوَقَعَ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ وَرَقٍ نَخِرٍ، وَبَقِيَ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ ورق أخضر، فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مَثَلُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ؟ "، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ، إِذَا اقْشَعَرَّ مِنْ خشية الله تعالى، وَقَعَتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ، وَبَقِيَتَ لَهُ حَسَنَاتُهُ [ص:744] ".
3317 -[2] [رواه الْبَزَّارُ] مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن أم كلثوم بِنْتِ الْعَبَّاسِ، عن أبيها رَضِيَ الله عَنْهم مُقْتَصِرًا عَلَى قَوْلِهِ: " إذا اقشعر [جلد] الْعَبْدُ مِنْ خشية الله تعالى، تَحَاتَّتْ عَنْهُ خطاياه، كما تحات عَنِ الشَّجَرَةِ الْيَابِسَةِ وَرَقُهَا ".(13/742)
3318 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بن شَبيب الصنعاني، فيما عرضنا على رَبَاحِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن بحير قال: سمعت [عبد الرحمن بن يزيد] رَضِيَ الله عَنْه يقول: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عمر رَضِيَ الله عَنْه يقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَنْسَوَا العظيمتين ". قلنا: يا رَسُولُ الله، وما العظيمتان؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجَنَّةُ وَالنَّارُ ". فَذَكَرَ مَا ذكر حتى بكى إلى أن جرى الدمع، أَوْ بَلَّ الدَّمْعُ جَانِبَيْ لِحْيَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مِنَ الْأَمْرِ مَا أَعْلَمُ، لَمَشَيْتُمْ إِلَى الصَّعِيدِ فَحَثَيْتُمْ عَلَى رؤوسكم التُّرَابَ ".(13/746)
8 - بَابُ الْقِصَاصِ فِي الْقِيَامَةِ(13/748)
3319 -[1] قال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، ثنا ابْنُ خُثَيْمٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا رَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ قَالَ: " أَلَا تخبروننا بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ فِي أَرْضِ الْحَبَشَةِ "؟ ، قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ، إِذْ مَرَّتْ عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رُهْبَانِهِمْ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةٌ مِنْ مَاءٍ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ، الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ، إِذَا وضع الله تعالى الْكُرْسِيَّ وَجُمِعَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، فَتَكَلَّمَتِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا / يَكْسِبُونَ، سَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا، قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " [صَدَقَتْ صَدَقَتْ] كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ قَوْمًا لَا يؤخذ لضعيفهم مِنْ شَدِيدِهِمْ [ص:750]؟ ".
3319 -[2] وقال أبو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ بِهِ [ص:751].
3319 -[3] تَابَعَهُ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، أَخْرَجَهُ حَرْمَلَةُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ.(13/748)
3320 -[1] وقال أَبُو بَكْرِ: حدثنا وَكِيعٌ، ثنا داود بن أبي عَبْدِ الله عن ابن جُدْعَانَ، عن جدته، عَنْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها، قالت: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ وَصِيفَةً لَهُ فأبطأت عليه، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا مَخَافَةُ الْقِصَاصِ، لَأَوْجَعْتُكِ بِهَذَا السِّوَاكِ ".
[2] وقال أبو يعلى: حدثنا [أبو بكر بن أبي] ، ثنا وكيع به.(13/752)
3320 -[3] حدثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا أَبِي، ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [عَبْدِ الرحمن بن محمد] بن جُدْعان القرشي، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بيتي، وكان بيده سِوَاكٌ، فَدَعَا بوصيف لَهُ - أَوْ لَهَا - حَتَّى اسْتَبَانَتْ فِي وَجْهِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَضَبَ، فَخَرَجَتْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها، إِلَى الْجِيرَانِ فَوَجَدَتِ الْوَصِيفَةَ وهي تلعب بينهم، فَقَالَتْ: أَلَا أَرَاكِ تَلْعَبِينَ بِهَذِهِ [الْبَهْمَةِ] ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعوكِ؟ قالت: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ما سمعتكِ، فذكره.(13/755)
35 - كِتَابُ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ(13/757)
1 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(13/757)
3321 - قال إسحاق: حدثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا أَبُو قُرَّةَ هُوَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " ذُكِرَ لِي أَنَّ الدُّعَاءَ يَكُونُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، لَا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ، حَتَّى يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".(13/757)
3322 -[1] أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادٌ هُوَ ابن سلمة، أنا معبد، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ جَلَسَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليه، فَقَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ أَصَلَّيْتَ الضُّحَى؟ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: " إِنَّ أَضَلَّ النَّاسِ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ [ص:768] " صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
3322 -[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنِ ابْنِ هِلَالٍ الْعَنَزِيِّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، فَذَكَرَهُ.(13/763)
3323 -[1] وقال إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ [سَعِيدُ بْنُ سَعِيدٍ] أَبُو الصَّبَّاحِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا من عبد يُصَلِّ عَلَيَّ صَلَاةً صَادِقًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، إِلَّا كتب الله تعالى لَهُ بها عشر صلوات، وكتب لَهُ بها عشر حسنات، ومحا عنه بها عشر سيئات، ورفع له بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ؟ ". فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ، وَقَالَ: نَعَمْ [ص:772].
3323 -[2] رَوَاهُ النسائي فِي " الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ " عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى، عن [أبي كُريب] ، بِهِ [ص:773].
(130) وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ فِي أَوَّلِ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.(13/769)
3324 - وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ جَابِرٌ رَضِيَ الله عَنْه: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَجْعَلُونِي كَقِدْحِ الرَّاكِبِ، إِنَّ الرَّاكِبَ إِذَا عَلَّقَ مَعَالِيقَهُ، أَخَذَ قِدْحَهُ فَمَلَأَهُ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْوُضُوءِ تَوَضَّأَ، وَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الشُّرْبِ شَرِبَ، وَإِلَّا، أَهْرَاقَ مَا فِيهِ اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ، وَفِي وَسَطِ الدُّعَاءِ، وَفِي آخِرِ الدُّعَاءِ ".(13/774)
3325 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا [مُحَمَّدُ] بْنُ مُنِيبٍ عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنْ رجل من طيء - وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا - قَالَ: " كُنْتُ أسأل الله تعالى أَنْ يُرِيَنِي الِاسْمَ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، فرَأَيْتُهُ مَكْتُوبًا فِي الْكَوَاكِبِ فِي السَّمَاءِ: يَا بَدِيعَ السموات وَالْأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ".(13/776)
3326 - وقال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ ضَمْضَمٍ الْعَامِرِيِّ، ثنا عِمْرَانُ الْحِمْيَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَعْطَانِي مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَقُومُ عَلَى قَبْرِي إِذَا أَنَا مُتُّ، فلا يُصَلِّي عبد عَلَيَّ صَلَاةٌ إِلَّا قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ يُصَلِّى عَلَيْكَ، يُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ، فَيُصَلِّي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ مَكَانَهَا عَشْرًا ".(13/779)
3327 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا سَلَمَةُ، هُوَ ابْنُ وَرْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ الله عَنْه: يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَتَبَرَّزُ فَلَمْ يَجِدْ رَجُلًا يَتْبَعُهُ، فَفَزِعَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ، فَاتَّبَعَهُ بِفَخَّارَةٍ وَمَطْهَرَةٍ، فَوَجَدَهُ سَاجِدًا فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، فَتَنَحَّى، فَجَلَسَ وَرَاءَهُ حَتَّى رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " أَحْسَنْتَ يَا عُمَرُ حَيْثُ وَجَدْتَنِي سَاجِدًا فَتَنَحَّيْتَ عَنِّي، إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَتَانِي فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ وَاحِدَةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَرَفَعَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ ".(13/783)
3328 - وَبِهِ قال: سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ الله عَنْه / يَقُولُ: ارْتَقَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ دَرَجَةً فَقَالَ: " آمِينَ "، ثُمَّ ارْتَقَى دَرَجَةً فَقَالَ: " آمِينَ "، ثُمَّ ارْتَقَى الثَّالِثَةَ فَقَالَ: " آمِينَ "، ثُمَّ اسْتَوَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ، فقال أصحابه رَضِيَ الله عَنْهم: أَىْ نَبِيَّ اللَّهِ، عَلَى مَا أَمَّنْتَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فَقَالَ: رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ، قَالَ: قُلْتُ: آمِينَ، وَرَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ أدرك رمضان فلم يُغْفَرْ لَهُ، قَالَ: قُلْتُ: آمِينَ، وَرَغِمَ أَنْفُ مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، قَالَ: قُلْتُ: آمِينَ ".(13/789)
3329 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة رضي الله [عنه] قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: " آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ "، [فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ حين] صعدت [المنبر] قلت: آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فأبعده الله تعالى، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا، فَلَمْ يَبَرَّهُمَا [فَمَاتَ] فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، ومن ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ ".(13/795)
3330 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا [هُشَيْمٌ] عَنْ أَبِي حُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهَا تُعْرَضُ عَلَيَّ ".
هَذَا مُرْسَلٌ.(13/798)
3331 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْأَعْمَى، عَنْ بُرَيْدَةَ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ السَّلَامُ عليك، فكيف الصلاة عَلَيْكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُولُوا اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا جَعَلْتَهَا عَلَى آل إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ".(13/804)
3332 - وحدثنا هُشَيْمٌ، ثنا [أَبُو بَلْجٍ] الْفَزَارِيُّ، ثنا [ثُوَيْرٌ] مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: قُلْتُ لابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما: كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه: " اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينِ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينِ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ، مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، إِمَامِ الْخَيْرِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، [وَصَلِّ] عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ".(13/806)
3333 - قال إِسْحَاقُ: أنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ يُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ أَوْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِلَّا بَلَّغَهُ يُصَلِّي عَلَيْكَ فُلَانٌ وَيُسَلِّمُ عَلَيْكَ فُلَانٌ.(13/809)
2 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(13/810)
3334 -[1] قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا الرَّبَذِيُّ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلُّوا عَلَى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَهُمْ كَمَا بَعَثَنِي، صلوات الله [وسلامه] عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ".
[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، فَذَكَرَهُ.(13/810)
3335 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زُهَيْرٌ، ثنا حَسَنٌ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أيما رَجُلٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ تَكُونُ فِيهِ صَدَقَةٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ [صلِّ] عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَصَلِّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، والمسلمين والمسلمات، فإن لَهُ بِهَا زَكَاةٌ ".(13/814)
3 - بَابُ التَّرْهِيبِ [مِنَ] الْغَفْلَةِ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى(13/817)
3336 -[1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا الْإِفْرِيقِيُّ عَنْ [حُدَيْجِ] بْنِ [صَوْمِيٍّ] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمرو رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْغَفْلَةُ فِي ثَلَاثٍ: عَنْ ذكر الله عزَّ وجلّ، وَحِينَ يُصَلَّى الصُّبْحُ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَغَفْلَةُ الْإِنْسَانِ عَنْ نَفْسِهِ حَتَّى يَرْكَبَهُ الدَّيْنُ ".
[2] وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، بِهِ.(13/817)
3337 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ، ثنا صاحب لنا ثقة ثقة يُقَالُ لَهُ: عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يقال له: زُبيد، قَرَأَ الْقُرْآنَ عِشْرِينَ سَنَةً، يَخْتِمُهُ فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَعِشْرِينَ سَنَةً، يَخْتِمُهُ فِي يَوْمَيْنِ وَلَيْلَتَيْنِ، قَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ عَلَى وَجْهِهِ نُورًا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَنِسَ مِنْ أَصْحَابِهِ غِرَّةً أَوْ غَفْلَةً، نَادَى فِيهِمْ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: " أتتكم المنية [راتبة] ، إِمَّا شقوة، وَإِمَّا سَعَادَةٌ ".
قَالَ عُمَرُ بْنُ حفص: وقال لنا هَذَا الشَّيْخُ: أنا العام خير مِنِّي الْعَامُ الْأَوَّلُ، كَانَتْ لِي الْعَامَ الْأَوَّلَ شَاةٌ وَلَيْسَ لِي الْعَامَ شاة، وقال له رَجُلٌ: أَرَدْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً، فادع الله تعالى لِي أَنْ يُزَوِّجَنِي امْرَأَةً صالحة، قال: فدعا الله تعالى، فهيئت له امْرَأَةٌ صَالِحَةٌ.(13/819)
4 - بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ(13/821)
3338 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا [مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ] الْهَمْدَانِيُّ، ثنا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ عَنْ ضِرَارِ بْنِ [عَمْرٍو] ، عَنِ الرَّقَاشِيِّ، عن أنس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَمَلُ الْبِرِّ كُلُّهُ نِصْفُ الْعِبَادَةِ، وَالدُّعَاءُ نِصْفٌ، فَإِذَا أراد الله تعالى بِعَبْدٍ [خَيْرًا] ، انْتَحَى قَلْبَهُ لِلدُّعَاءِ ".(13/821)
3339 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ [جَعْفَرِ] بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدُّعَاءُ / سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ، وَعِمَادُ الدِّينِ، وَنُورُ السموات وَالْأَرْضِ ".(13/823)
3340 -[1] حدثنا أَبُو الرَّبِيعِ: ثنا سَلَّامٌ، يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يُنْجِيكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ، وَيُدِرُّ لَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ؟ تدعون الله تعالى فِي لَيْلِكُمْ وَنَهَارِكُمْ؛ فَإِنَّ الدُّعَاءَ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ ".
[2] حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا سَلَّامٌ، يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكذر، بِهِ.(13/825)
3341 - وَقَالَ الْحَارِثُ: ثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا الْحَكَمُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: " إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ لَا يَسْقُطُ لَهَا أُنْمُلَةٌ، [أَتَدْرُونَ مَا هِيَ؟ "، قَالُوا: لَا، قَالَ: " هِيَ النخلة لا تسقط لَهَا أنملة] ، ولا تسقط لِلْمُؤْمِنِ دَعْوَةٌ ".(13/826)
3342 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " إِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ، وَأَعْجَزَ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ ".(13/827)
3342 -[2] وَحَدَّثَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا حَسَّانُ، ثنا حَبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِثْلَهُ، وَزَادَ: " فَإِذَا دَعَوْتُمْ، فَلْيَدْعُ مِنْكُمُ الصَّغِيرُ، وَالْكَبِيرُ، وَالْأَعْمَى، وَالْفَصِيحُ، فإنكم لَا تَدْرُونَ أَيُّكُمْ يُجَابُ " الْحَدِيثَ.(13/831)
3343 - وَقَالَ الْحَارِثُ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: " رُبَّمَا أخر الله عزَّ وجلّ لِلْعَبْدِ الدَّعْوَةَ، [ويؤتها] لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ أَصَابَهُ عَرَضٌ مِنَ الدُّنْيَا ".(13/832)
5 - بَابُ جَوَامِعِ الدُّعَاءِ(13/833)
3344 -[1] قال الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ [جَبْرِ] بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّى، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكِ مِنَ الدُّعَاءِ بِالْكَوَامِلِ وَالْجَوَامِعِ "، فَلَمَّا انْصَرَفَتْ سَأَلَتْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُولِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ [وأعوذ بك من الشر كله ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من النار، وما قرَّب إليها من قول أو عمل، اللهم إني أسألك الجنة، وما قرَّب إليها من قول أو عمل] اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدٌ "، الْحَدِيثُ.
تَابَعَهُ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ [جَبْرٍ] ، وَخَالَفَهُ أَبُو نَعَامَةَ عَنْهُ.(13/833)
3344 -[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو نَعَامَةَ، عَنْ [جَبْرِ] بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ الله عَنْه جَاءَ يستأذن عَلَيْهَا وَهِيَ تُصَلِّي، فَجَعَلَتْ تُصَفِّقُ وَلَا يَفْقَهُ عَنْهَا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمَا عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: " مَا مَنَعَكِ أَنْ تَأْخُذِي بِجَوَامِعِ الْكَلَامِ وَفَوَاتِحِهِ؟ " قَالَتْ: وَمَا جَوَامِعُهُ وَخَوَاتِمُهُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَقُولِينَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، اللَّهُمَّ مَا قَضَيْتَ مِنْ قَضَاءٍ، فَاجْعَلْ عَاقِبَتَهُ رُشْدًا ".
أَصْلُهُ فِي مُسْلِمٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ.(13/836)
3345 - حدثنا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ [الْجِيزِيُّ] ، ثنا مُؤَمَّلٌ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَنْ سَالِمٍ، عَنِ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قال: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: " وَاقِيَةٌ كَوَاقِيَةِ الْوَلِيدِ ".
قَالَ أَبُو يَعْلَى: يَعْنِي الْمَوْلُودَ.(13/838)
3346 - حدثنا شَيْبَانُ، ثنا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، حَدَّثَنِي عِصْمَةُ أَبُو حُكَيْمَةَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُعَلِّمُكَ [مِمَّا] علمني جبريل عليه السلام؟ " قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [قُلِ] : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَاي، وَعَمْدِي، وَهَزْلِي، وَجِدِّي، وَلَا تَحْرِمْنِي بَرَكَةَ مَا أَعْطَيْتَنِي، وَلَا تَفْتِنِّي بِمَا حَرَمْتَنِي ".(13/840)
3347 - وَقَالَ ابن أَبِي عُمَرَ: حدثنا الْمُقْرِئُ، ثنا الْإِفْرِيقِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [عَمْرٍو] رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصِّحَّةَ، وَالْعِفَّةَ، وَالْأَمَانَةَ، وَحُسْنَ الْخُلُقِ، وَالرِّضَا بِالْقَدَرِ ".(13/842)
3348 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ [الأعمى] ، عَنْ بُرَيْدَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، مَنْ أراد الله تعالى، بِهِ خَيْرًا، عَلَّمَهُ إِيَّاهُنَّ، ثُمَّ لَمْ يَنْسَهُنَّ أَبَدًا؟ اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّ فِي رِضَاكَ ضَعْفِي، وَخُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِنَاصِيَتِي، وَاجْعَلِ الْإِسْلَامَ مُنْتَهَى رِضَايَ، اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّنِي، وذليل فَأَعِزَّنِي، وَفَقِيرٌ فَارْزُقْنِي [ص:846] ".
3348 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ عَنِ الْعَلَاءِ بِهَذَا.(13/844)
6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْإِفْرَادِ بِالدُّعَاءِ(13/847)
3349 - قَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن العاص رَضِيَ الله عَنْهم، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِمُحَمَّدٍ وَحْدَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ حجرتها عَنْ ناس كثير ".
أخرجه ابن حبان.(13/847)
3350 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، [حدثنا] الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَقِيتُ شَيْخًا بِالشَّامِ، فَقُلْتُ: أَسَمِعْتَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ".(13/849)
7 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ بِالدُّعَاءِ(13/851)
3351 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ رزيق، حدثنا أَبُو دَاوُدَ الْأَعْمَى عَنِ الْبَرَاءِ بن عازب رَضِيَ الله عَنْهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ كَانَ إِذَا أصابه شِدَّةٌ / وَدَعَا، رَفَعَ يَدَيْهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ " صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(13/851)
3352 - حدثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنِي أَبُو هِلَالٍ، صَاحِبِ هَذِهِ الدَّارِ، عَنْ أَبِي بَرْزَة الأسلمي رَضِيَ الله عَنْه قال: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ " صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(13/854)
3353 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا بِشْرٌ، هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا خَالِدٌ، هُوَ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَاسْأَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ، وَلَا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا ".
قَالَ خَالِدٌ: قُلْتُ لِأَبِي قِلَابَةَ: مَا مَعْنَى هذا؟ ، فرفع [بين] يَدَيْهِ، وَقَالَ: هَكَذَا التَّكْبِيرُ، وَالتَّهْلِيلُ.(13/855)
8 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا دَعَا للقوم(13/858)
3354 -[1] قَالَ عَبْدُ: حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قال: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اجْتَهَدَ لِأَحَدٍ فِي الدُّعَاءِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صَلَاةَ قَوْمٍ أَبْرَارٍ، لَيْسُوا بآثمة ولا فجَّار، يَقُومُونَ اللَّيْلَ وَيَصُومُونَ النَّهَارَ [ص:859] ".
3354 -[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: " كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا اجْتَهَدَ لِأَخِيهِ فِي الدُّعَاءِ قَالَ " فَذَكَرَهُ.(13/858)
9 - بَابُ الدعاء بكف واحد(13/860)
3355 - قال مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، ثنا أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مَرَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يدعو باسطَ كَفَّيْهِ، فَقَالَ: " أَحِّدْ، فَإِنَّهُ أَحَدٌ ".(13/860)
3356 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا [عُبَيْدُ اللَّهِ] بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ رَجُلٍ من الأنصار رَضِيَ الله عَنْهم، حَدَّثَهُ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَيْهِ وَهُوَ يَدْعُو بِيَدَيْهِ، فَقَالَ: " أَحِّدْ، فَإِنَّهُ أَحَدٌ ".(13/863)
10 - بَابُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِرْجَاعِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وسؤال الله عز وجل كُلَّ شَيْءٍ(13/864)
3357 -[1] قال مُسَدَّدٌ: حدثنا هُشَيْمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ليسترجع أحدكم عن كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى فِي شِسْعِ نعله، فَإِنَّهُ مِنَ الْمَصَائِبِ ".(13/864)
3357 -[2] وحدثنا حفص عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ: " إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ فَلْيَسْتَرْجِعْ، فَإِنَّهَا مِنَ الْمَصَائِبِ، وَسَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى الشِّسْعَ، فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ [يُيَسِّرْهُ] ، لَمْ يَكُنْ ".
3357 -[3] حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بِهَذَا.(13/867)
3358 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ [اللَّهِ] بْنِ الْمُنَادِي، ثِقَةٌ، ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ عَنْ هِشَامِ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: " سَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الشِّسْعَ، فإن الله تعالى إِنْ لَمْ يُيَسِّرْهُ، لَمْ يَتَيَسَّرْ ".(13/869)
11 - بَابُ ما يقول إذ أَخَذَ مَضْجَعَهُ(13/870)
3359 - قَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَمَّارٍ رَضِيَ الله عَنْه فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ؟ كَأَنَّهُ يَرْفَعُهُنَّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ مِنَ اللَّيْلِ، فَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وجهي إليك [وفوضت أمري إِلَيْكَ] ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الْمُنْزَلِ، وبنبيك الْمُرْسَلِ، اللَّهُمَّ نَفْسِي خَلَقْتَهَا، لَكَ مَحْيَاهَا، وَلَكَ مَمَاتُهَا، إِنْ قَبَضْتَهَا، فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَخَّرْتَهَا، فَاحْفَظْهَا بِحِفْظِ الْإِيمَانِ ".
إسناده حَسَنٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه وَمِنْ حَدِيثِ غَيْرِهِ.(13/870)
3360 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا سَلَمَةُ هُوَ ابْنُ وَرْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: أَتَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ تهلِّلين الله تعالى ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ عِنْدَ مَنَامِكِ، وَتُسَبِّحِينَهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدِينَهُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَإِنَّ تِلْكَ مائة خير لك مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ".(13/873)
3361 -[1] قال الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن شَهْر، أخبرنا رَجُلٌ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جبل رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ نَامَ طَاهِرًا فَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، لَمْ يسأل الله تعالى شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ".
[2] قَالَ ثَابِتٌ: فَقَدِمَ عَلَيْنَا الرَّجُلُ الَّذِي حَدَّثَنَا شَهْرٌ عَنْهُ، فَحَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ.(13/875)
3362 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يونس هو ابن بُكَيْرٍ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِفِرَاشَهِ، فَيُفْرَشُ لَهُ، فَيَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ، فَإِذَا آوَى إِلَيْهِ تَوَسَّدَ كَفَّهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ هَمَسَ لَا نَدْرِي مَا يَقُولُ: فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ ذَلِكَ رَفَعَ صَوْتَهُ فَقَالَ: " اللَّهُمَّ رَبَّ السموات السَّبْعِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، إِلَهَ ورب كُلِّ شَيْءٍ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، فَالْقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ ".(13/878)
12 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ(13/881)
3363 -[1] قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا خَالِدُ بْنُ القاسم، ثنا الليث عَنْ إِسْحَاقَ ابن أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ [نَابِلٍ] صَاحِبِ الْعَبَاءِ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يَسْتَيْقِظُ، وَقَدْ رد الله تعالى عَلَيْهِ رُوحَهُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ /، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ [مِثْلَ زَبَدِ] الْبَحْرِ ".
قُلْتُ: إسناده ضَعِيفٌ مِنْ أَجْلِ إِسْحَاقَ.
[2] وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي " عمل اليوم و [الليلة] " مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ.
وَأَظُنُّ إِسْمَاعِيلَ غَلَطَ فِيهِ، وإنما هو من حَدِيثُ إِسْحَاقَ ابن أَبِي فَرْوَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.(13/881)
13 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَرِقَ(13/884)
3364 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ: " إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه كَانَ يُؤْرَقُ، أَوْ أصابه أرق، فشكا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَعَوَّذَ عِنْدَ مَنَامِهِ بِكَلِمَاتِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ، وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونَ ".(13/884)
3365 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا ابْنُ عُلَاثَةَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بن مَعْدان قال: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَقًا أَصَابَنِي، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلِ: اللَّهُمَّ غَارَتِ النُّجُومُ، وَهَدَأَتِ الْعُيُونُ، وَأَنْتَ حَيُّ قَيُّومٌ، لا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، أَهْدِئْ لَيْلِي، وَأَنِمْ عَيْنِي ". فَقُلْتُهَا، فأذهب الله عزَّ وجلّ عني ما مَا كُنْتُ أَجِدُ.
قال ابن عَدي: تفرد به عَمرو بن الحُصين، وهو مظلم الحديث انتهى.
ووهَّاه أبو زُرعة، وتركه أبو حاتم، وكذَّبه الخطيب.
[[قُلْتُ: عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ مَتْرُوكٌ، وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ عَنْ أَنَسٍ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَنَسٍ، وَرِجَالِهِ لَا بَأْسَ بِهِمْ، إِلَّا الْمُبْهَمَ، فَأَظُنُّهُ مُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ الرَّازِيَّ، فَإِنْ يَكُنْ فَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيهِ]] (*)
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ(13/889)
14 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ(13/891)
3366 - َقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عن ميمونة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِي، رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَزِلَّ، أَوْ أَنْ أضل، أو أن أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ، أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ ".(13/891)
15 - بَابُ مَا يَقُولُ مَنْ طَنَّتْ أُذُنُهُ(13/895)
3367 -[1] قال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا طَنَّتْ أُذُنُ أَحَدِكُمْ، فَلْيَذْكُرْنِي، وَلِيُصَلِّ عَلَيَّ، وَلِيَقُلْ: ذَكَرَ اللَّهُ بِخَيْرٍ مَنْ ذَكَرَنِي [ص:898] ".
3367 -[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ يَحْيَى، أَبُو الْخَطَّابِ، ثنا مَعْمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ [جَدِّهِ] ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ الله عَنْه فَذَكَرَهُ، دُونَ قَوْلِهِ: " وَلِيُصَلِّ عَلَيَّ ".(13/895)
16 - بَابُ مَا يَقُولُ مَنْ رَكِبَ السَّفِينَةَ(13/899)
3368 -[1] قال أَبُو يَعْلَى: حدثنا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، ثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ [الْحُسَيْنِ] بن علي رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَانٌ لِأُمَّتِي مِنَ الْغَرَقِ إذا ركبوا في الْبَحْرَ أن يقولوا: {بِسْمِ اللَّهِ [مَجْرِهاَ] وَمُرْسَهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) } ، {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} ، الْآيَةَ [ص:902].
3368 -[2] تَابَعَهُ [سيف] بْنُ الْحَجَّاجِ الْكُوفِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ.
وَيَحْيَى ضَعِيفٌ جِدًّا.(13/899)
17 - بَابُ مَا يُرَدُّ بِالدُّعَاءِ مِنَ الْبَلَاءِ(13/903)
3369 -[1] قال إسحاق: أخبرنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو عَمْرٍو المدايني، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَنْفَعُ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ وَلَكِنَّ الدُّعَاءَ يَرُدُّ ".
الْمُلَيْكِيُّ ضَعِيفٌ، وَمَكْحُولٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ مُعَاذٍ رَضِيَ الله عَنْه.
[2] وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ الله عَنْه بِلَفْظٍ آخَرَ.(13/903)
3370 - وَقال إِسْحَاقُ: أخبرنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: " لَا بَأْسَ أَنْ تُؤَمِّنَ عَلَى دُعَاءِ الرَّاهِبِ إذا دعا لكن وَقَالَ: إنهم مستجاب له هم فِينَا، وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ ".(13/910)
18 - بَابُ دُعَاءِ الْمَرِيضِ(13/911)
3371 - قال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أبو [نصر] ، ثنا عَامِرُ بْنُ يِسَافٍ عَنْ يَحْيَى، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " [أَلَا أُخْبِرُكَ] بِأَمْرٍ هُوَ حَقٌّ، مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ فِي أَوَّلِ مَضْجَعِهِ فِي مَرَضِهِ، نجاه الله تعالى مِنَ النَّارِ؟ " قَالَ: بَلَى، بِأَبِي وَأُمِّي، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اعْلَمْ أَنَّكَ إِذَا أَصْبَحْتَ لَمْ تُمْسِ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ لَمْ تُصْبِحْ، وَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فِي أَوَّلِ مَضْجَعِكَ مِنْ مَرَضِكَ، نجاك الله تعالى به مِنَ النَّارِ، أَنْ تَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، سُبْحَانَ رَبِّ الْعِبَادِ وَالْبِلَادِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، اللَّهُ أَكْبَرُ، كِبْرِيَاءُ رَبِّنَا وَجَلَالُهُ وَقُدْرَتُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَمْرَضْتَنِي لِقَبْضِ رُوحِي فِي مَرَضِي هَذَا، فَاجْعَلْ رُوحِي فِي أَرْوَاحِ مَنْ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْكَ الْحُسْنَى، فَإِنْ مُتَّ فِي مَرَضِكَ ذَلِكَ، فَإِلَى رضوان الله تعالى وَالْجَنَّةِ، وَإِنْ كُنْتَ قَدِ اقْتَرَفْتَ ذُنُوبًا، تاب الله عزَّ وجلّ عَلَيْكَ ".(13/911)
19 - بَابُ أَفْضَلِ الدُّعَاءِ(13/914)
3372 - قال أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ، ثنا عُمَرُ قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ ثَوْرٍ يَقُولُ: حدثني فلان أن نبي الله تعالى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا قِيلَ وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ قَبْلُ كَلِمَةً هِيَ أَفْضَلُ مَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَلَا سَأَلَ السَّائِلُونَ مِنْ رَبِّهِمْ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ الْمَغْفِرَةِ ".(13/914)
20 - بَابُ الدُّعَاءِ لِلْغَيْرَى
(131) حَدِيثُ مَيْمُونَةَ بِنْتِ أَبِي عَنْبَسَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا / تَقَدَّمَ فِي النِّكَاحِ.(13/916)
21 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ عَلَى النَّفْسِ وَالْوَلَدِ(13/917)
3373 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابن عمر رضي لله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، أَنْ يُوَافِقَ ذَلِكَ إِجَابَةً من الله عزَّ وجل ".(13/917)
(/ 22 - بَابُ مَا يقول من سافر)(14/23)
3374 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُسَاوِرٍ الْعِجْلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمْ يُرِدْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَفَرًا قَطُّ، إِلَّا قَالَ حِينَ يَنْهَضُ مِنْ جُلُوسِهِ، اللَّهُمَّ بِكَ انْتَشَرْتُ، وَإِلَيْكَ تَوَجَّهَتْ، وَبِكَ اعْتَصَمْتُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي، وَأَنْتَ رَجَائِي، اللَّهُمَّ اكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي، وَمَا لَا أَهْتَمُّ (بِهِ) ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، وَزَوِّدْنِي التَّقْوَى، وَاغْفِرْ لِي، وَوَجَّهْنِي لِلْخَيْرِ حَيْثُمَا تَوَجَّهْتُ.(14/23)
3375 - حدثنا عَمْرُو بْنُ الحصين، أنا (يحيى) بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ (سُهَيْلٍ) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ سَفَرًا فَلْيُسَلِّمْ عَلَى إِخْوَانِهِ، فَإِنَّهُمْ (يَزِيدُونَهُ) بِدُعَائِهِمْ إِلَى دُعَائِهِ خَيْرًا ".(14/25)
3376 - حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا عَلَا نَشَزًا مِنَ الْأَرْضِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَكَ الشَّرَفُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ حَالٍ.(14/27)
(23 - بَابُ اتِّقَاءِ دَعْوَةِ الْمَظْلُومِ)(14/29)
3377 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سعيد رَضِيَ الله عَنْه رفعه: اخشوا (دعوة) الْمَظْلُومِ.(14/29)
(24 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا هَاجَتِ الريح)(14/34)
3378 -[1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا خَالِدٌ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا ثارت الريح، اسْتَقْبَلَهَا وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: (اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا، وَلَا تَجْعَلْهَا رِيحًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلَا تَجْعَلْهَا عَذَابًا) .
[2] وَقَالَ أَبُو يعلى: حدثنا (وهب) ، ثنا خَالِدٌ نَحْوَهُ /.(14/34)
3379 - وحدثنا أَبُو هشام الرِّفَاعِيُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ (إِنِّي) أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَجِيءُ بِهِ الرِّيحُ، وَشَرِّ مَا تَجِيءُ بِهِ الرُّسُلُ.(14/37)
3380 - وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ، ثنا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حَبِيبِ ابن أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الرِّيحُ مِنْ نَفَسِ اللَّهِ عز وجل، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فسلوا الله تعالى مِنْ خَيْرِهَا، وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا) .(14/39)
3381 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ ابن أبي (عبيد) قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ رَضِيَ الله عَنْه يَرْفَعُهُ: كَانَ إِذَا (اشْتَدَّتِ) الرِّيحُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَقْحًا لا عَقِيمًا.(14/42)
(25 - بَابُ مَا يَقُولُ (إِذَا) انْفَلَتَتْ دَابَّتُهُ)(14/44)
3382 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مَعْرُوفُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ (سَعِيدٍ) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ (ابْنِ بُرَيْدَةَ) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا انْفَلَتَتْ دَابَّةُ أَحَدِكُمْ بِأَرْضِ (فَلَاةٍ) ، فَلْيُنَادِ، يَا عِبَادَ اللَّهِ احْبِسُوا، يَا عِبَادَ اللَّهِ احْبِسُوا، (فإن لله تبارك وتعالى فِي الأرض حاضرا سيحبسه.(14/44)
(26 - بَابُ خَتْمِ الْمَجْلِسِ)(14/48)
3383 - / قَالَ أَبُو بكر: حدثنا أبو الْأَحْوَصُ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، حدثنا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (رَضِيَ الله عَنْه) ، أَنَّهُ جَلَسَ مَجْلِسًا، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ، قَالَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: مَا هَذَا الْحَدِيثُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلِمَاتٌ علمنيهن جبريل عليه السلام كَفَّارَاتٍ لِخَطَايَا الْمَجْلِسِ.
إسناده صَحِيحٌ، وأبو معشر كوفي (اسْمُهُ) زِيَادُ بْنُ كُلَيْبٍ
(132) وَفِي بَابِ الِاسْتِغْفَارِ مِنْ كِتَابِ الزُّهْدِ حَدِيثٌ فِي الِاسْتِغْفَارِ.(14/48)
(27 - بَابُ الْحَمْدِ)(14/50)
3384 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ثنا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحمد لله حمدا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَاحِبُ الْكَلِمَةِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ الرَّجُلُ، وَرَأَى أَنَّهُ قَدْ هَجَمَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَيْءٍ كَرِهَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ هُوَ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ إِلَّا صَوَابًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا قُلْتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْجُو بِهَا الْخَيْرَ.
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ (رَأَيْتُ) ثَلَاثَةَ عَشَرَ مَلَكًا، يَبْتَدِرُونَ كَلِمَتَكَ أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ /.(14/50)
3385 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ قَالَ حَمَّادٌ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَالَ: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينِ (182) } ؛ فَقَدِ اكْتَالَ بِالْمِكْيَالِ الْأَوْفَى.(14/54)
(28 - بَابُ فَضْلِ الذِّكْرِ)(14/56)
3385 - / قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنِي الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ وَحَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يَدَعْ رَجُلٌ مِنْكُمْ أَنْ يَعْمَلَ لِلَّهِ ألف حسنة - أي يُسَبِّحَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ (فَإِنَّهُ لَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ ذَلِكَ - إِنْ شاء الله تعالى) فِي يَوْمِهِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَيَكُونُ مَا عَمِلَ مِنْ خَيْرٍ سِوَى ذَلِكَ وَافِرًا.(14/56)
3386 -[1] وقال عَبْدُ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَجَزَ مِنْكُمْ عَنِ اللَّيْلِ أَنْ يُكَابِدَهُ، وَبَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، وَجَبُنَ عَنِ الْعَدُوِّ أَنْ يُجَاهِدَهُ، فَلْيُكْثِرْ ذِكْرَ الله تعالى ".
[2] وقال الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بِهِ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ.(14/59)
3387 -[1] وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا بِشْرُ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى (غفرة) ، قال: سَمِعْتُ أَيُّوبَ بْنَ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ الْأَنْصَارِيَّ، يَقُولُ: قَالَ جَابِرُ بْنُ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إن (لله) تعالى سَرَايَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ (تَحِلُّ) ، فَتَقِفُ عَلَى مَجَالِسِ الذِّكْرِ فِي الْأَرْضِ، فَارْتَعُوا فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ، قَالُوا: وَأَيْنَ رِيَاضُ الْجَنَّةِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَجَالِسُ الذِّكْرِ، فَاغْدُوا وَرُوحُوا فِي ذكر الله (تعالى) ، وَذَكِّرُوهُ بِأَنْفُسِكُمْ، مَنْ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَتَهُ عِنْدَ الله تعالى، فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ منزلة الله عز وجل عِنْدَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى، يُنْزِلُ الْعَبْدَ مَنْزِلَتَهُ حَيْثُ أَنْزَلَهُ مِنْ نَفْسِهِ [ص:64] ".
[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْهَيْثَمُ - هُوَ ابْنُ خَارِجَةَ -، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ نَحْوَهُ.
[3] وَقَالَ عَبْدُ: حدثني حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بِهِ.
[4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ - هُوَ الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ المفضل به.
[5] وقال الْبَزَّارُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا بشر بن المفضل فَذَكَرَهُ.
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عن جابر رَضِيَ الله عَنْهما إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.(14/63)
3388 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا مَرْوَانُ - هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ - عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : " مَا مِنْ بُقْعَةٍ ذكر الله تعالى عَلَيْهَا (لِلصَّلَاةِ) أَوْ ذِكْرٍ، إِلَّا اسْتَبْشَرَتْ بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى منتهاها من (سبع) أَرَضِينَ، وَإِلَّا فَخَرَتْ عَلَى مَا حَوْلَهَا مِنَ الْبِقَاعِ ".
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زُهَيْرٌ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا مُوسَى به وزاد (و) ما مِنْ عَبْدٍ يَقُومُ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ يُرِيدُ الصَّلَاةَ، إِلَّا (زُخْرِفَتْ) لَهُ الْأَرْضُ.(14/69)
3389 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا المعتمر، ثنا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عنِ الْعَلَاءِ بْنِ زياد (قال) : أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَبَادَرُوا رِيَاضَ الْجَنَّةِ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حِلَقُ الذِّكْرِ ".(14/71)
3390 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ (بَحْرٍ) ، ثنا عَدِيُّ ابن أَبِي عُمَارَةَ، ثنا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ وَاضِعٌ خَطْمَهُ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِنْ ذكر الله عز وجل خَنَسَ، (وَإِنْ) نَسِيَ الْتَقَمَ قَلْبَهُ، فَذَلِكَ الْوَسْوَاسُ الْخَنَّاسُ ".(14/72)
3391 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عِيسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ (عَنْتَرَةَ) ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " ذكر الله، اللَّهِ أَكْبَرُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ".
ثُمَّ قَالَ: مَا جَلَسَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بيوت الله تبارك وتعالى، يَتَدَارَسُونَ كتاب الله تعالى، وَيَتَعَاطَوْنَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا أَظَلَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا، وَإِلَّا كَانُوا أضياف الله تبارك وتعالى حَتَّى يَقُومُوا.(14/75)
3392 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا إِسْحَاقُ بْنُ سليمان الرازي، قال: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ عبيدة (الربذي) يحدث عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (الْقَرَّاظِ) ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسِيرُ (بِالدُّفِّ) مِنْ جمدان إذ استر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُعَاذُ أَيْنَ السَّابِقُونَ؟ فَقُلْتُ: قَدْ مَضَى نَاسٌ، وَتَخَلَّفَ نَاسٌ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أين السابقون (الذين) يَسْتَهْتِرُونَ بذكر الله عز وجل، مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْتَعَ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ، فَلْيُكْثِرْ مِنْ ذكر الله (عز وجل) .(14/80)
3393 - َقَالَ: إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ: وَسَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ، عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: " مَا عَمِلَ آدَمَيٌّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عذاب الله عز وجل مِنْ ذكر الله تعالى قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ فِي سبيل الله عز وجل؟ (قَالَ) ، لَا وَلَوْ ضَرَبَ بِسَيْفِهِ، قَالَ اللَّهُ: {وَلِذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} .
قُلْتُ: روى أحمد من هَذِهِ الْقِطْعَةَ الْأَخِيرَةَ بِإِسْنَادٍ غَيْرِ هَذَا مُنْقَطِعٍ.
وَأَصْلُهُ فِي التِّرْمِذِيِّ وَغَيْرِهِ.(14/84)
3394 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي (يَقُولُ) : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " المجالس ثلاثة، غَانِمٌ، وَسَالِمٌ، (وَشَاجِبٌ) . (فَالْغَانِمُ) الَّذِي يُكْثِرُ ذكر الله تعالى فِي مَجْلِسِهِ، وَالسَّالِمُ الَّذِي يَسْكُتُ لَا عَلَيْهِ وَلَا لَهُ، (وَالشَّاجِبُ) الَّذِي يَكُونُ كَلَامُهُ وَعَمَلُهُ فِي معصية الله تبارك وتعالى ".(14/89)
3395 - حدثنا يَحْيَى عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ ثنا مِخْرَاقٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، يَقُولُ: " الْمَجَالِسُ ثَلَاثَةٌ. فَمِنْهُمُ الْغَانِمُ، وَمِنْهُمُ السَّالِمُ، وَمِنْهُمُ / الشَّاجِبُ، فَالْغَانِمُ عَبْدٌ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ (فَذَكَرَهُ) اللَّهُ تَعَالَى، وَالسَّالِمُ عبد لم (يمل) على كاتبه خيرا ولا شرا، والشاجب الذي أخذ في الباطل فهو يستجرّ على نفسه ".(14/90)
(29 - بَابُ فَضْلِ الذِّكْرِ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ)(14/92)
3396 -[1] وقال الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْزَمٍ ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَأَنْ أُجَالِسَ قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَلَأَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ دِيَةُ كُلِّ واحد منهم (اثني) عَشَرَ أَلْفًا، فَحَسَبْنَا دِيَاتِهِمْ وَنَحْنُ فِي مَجْلِسٍ، فَبَلَغَ سِتَّةً وتسعين ألفا، وها هنا مَنْ يَقُولُ: أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاللَّهِ مَا قَالَ: إِلَّا ثَمَانِيَةً، دِيَةُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا.(14/92)
3396 -[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلَأَنْ أذكر الله عز وجل (بَعْدَ الْعَصْرِ) حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ) .(14/94)
3396 -[3] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ: لَأَنْ أُصَلِّيَ الْفَجْرَ وَأَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَلَأَنْ أُصَلِّيَ الْعَصْرَ وَأَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يذكرون الله عز وجل إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ (أَنْ) أُعْتِقَ ثَمَانِيَةَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، دِيَةُ كُلِّ رَقَبَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا) .(14/95)
3396 -[4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَأَبُو الرَّبِيعِ فَرَّقَهُمَا قَالَا: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أنس رَضِيَ الله عَنْه، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يذكرون الله تعالى مِنْ غُدْوَةٍ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ) .(14/96)
3396 -[5] حَدَّثَنَا أَبُو الربِيعٍ، ثنا حَمَّادٌ ثنا الْمُعَلَّى بْنُ زياد عن يزيد الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَأَنَّ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ [ص:98]) .
3396 -[6] وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ ثنا حَمَّادٌ بِهَذَا نَحْوَهُ وَزَادَ: كُلُّهُمْ مُسْلِمٌ.(14/97)
3397 - حدثنا شَيْبَانُ بْنُ فروخ، ثنا (الطيب بْنُ سليمان) ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَةَ تَقُولُ: سمعت عائشة رَضِيَ الله عَنْها تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ أَوْ قَالَ الْغَدَاةَ، فَقَعَدَ مَقْعَدَهُ، فلم يلغ شيء مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، ويذكر الله تعالى حَتَّى يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ، كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، لَا ذَنْبَ لَهُ) .(14/102)
(30 - بَابُ الذِّكِْر فِي الصَّلَاةِ)(14/105)
3398 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى (بْنُ حَمَّادٍ) ، ثنا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْفُرَاتِ بْنِ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: أَلَا يَقُومُ أَحَدُكُمْ فَيُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَيَقُولُ فِيهِنَّ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: تَمَّ نُورُكَ فَهَدَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ، وَعَظُمَ حِلْمُكَ فَعَفَوْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَبَسَطْتَ يَدَكَ فَأَعْطَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ، وجهك أعظم الْوُجُوهِ، وَجَاهُكَ أَعْظَمُ الْجَاهِ، وَعَطِيَّتُكَ أَفْضَلُ الْعَطِيَّةِ وأهناها، (تُطَاعُ) رَبَّنَا فَتَشْكُرُ، (وَتُعْصَى) ربنا فتغفر، و (تجيب) المضطر، (وتكشف) الغم، و (تشفي) السَّقِيمَ (وَتَغْفِرُ) الذَّنْبَ، (وَتَقْبَلُ) التَّوْبَةَ، وَلَا يُجْزَى بِآلَائِكَ أَحَدٌ، وَلَا يَبْلُغُ مَدْحَكَ قَوْلُ قَائِلٍ) .(14/105)
(31 - بَابُ الذِّكْرِ فِي الصَّبَّاحِ وَالْمَسَاءِ)(14/107)
3399 - قَالَ عَبْدُ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، ثنا فَائِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن أَبِي أَوَفِي، رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا (أَصْبَحْنَا) قَالَ: أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْكِبْرِيَاءُ، وَالْعَظَمَةُ، وَالْخَلْقُ، وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَمَا سَكَنَ فِيهِمَا لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ هَذَا النَّهَارِ (صلاحا) وَأَوْسَطَهُ فَلَاحًا، وَآخِرَهُ نَجَاحًا، وَأَسْأَلُكَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.(14/107)
3400 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هارون، ثنا (معان) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَجُلٍ من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْه، فَأُتِيَ، فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ دَارُكَ، فَقَدِ احْتَرَقَتْ، فَقَالَ: مَا احْتَرَقَتْ دَارِي؟ فَذَهَبَ، ثُمَّ جَاءَ (فَقَالَ لَهُ) : أَدْرِكْ دَارَكَ فَقَدِ احْتَرَقَتْ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا احْتَرَقَتْ دَارِي، فَقِيلَ لَهُ: يُقَالُ لَكَ قَدِ احْتَرَقَتْ دَارُكَ، فَتَحْلِفُ بِاللَّهِ مَا احْتَرَقَتْ؟ فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: (إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: إِنَّ رَبِّيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، أَعُوذُ بِاللَّهِ الَّذِي يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ رَبِّي آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّ رَبِّي / عَلَى صِرَاطٍ / مُسْتَقِيمٍ، لَمْ يَرَ يَوْمَئِذٍ فِي نَفْسِهِ وَلَا أَهْلِهِ، وَلَا مَالِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ، وَقَدْ قُلْتُهَا الْيَوْمَ) .
قُلْتُ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الدُّعَاءِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، وَسَمَّى الرَّجُلَ الصَّحَابِيَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُفَسَّرَ بِهِ الْمُبْهَمُ هُنَا، فَإِنَّ الْحَسَنَ لَمْ يُجَالِسْ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه.(14/109)
3401 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرِ بن زنجويه، ثنا أبو المغيرة، ثنا أبو (بَكْرٌ) حَدَّثَنِي (ضَمْرَةُ) بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ زَيْدِ بن ثابت رَضِيَ الله عَنْهم، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهُ دُعَاءً، وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَعَاهَدَ بِهِ أَهْلَهُ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ حِينَ تُصْبِحُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ. وَمِنْكَ وَلَكَ وَإِلَيْكَ، مَا قُلْتُ مِنْ قَوْلٍ، وعملت مِنْ عَمَلٍ، أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ، أَوْ حَلَفْتُ مِنْ حَلِفٍ فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ كُلِّهِ، مَا شِئْتَ كَانَ، وَمَا لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ مَا صَلَّيْتُ مِنْ صَلَاةٍ فَعَلَى مَنْ صَلَّيْتُ، وَمَا لَعَنْتُ مِنْ لَعِنٍ، فَعَلَى مَنْ لَعَنْتُ، أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، تَوَفَّنِي مُسْلِمًا، وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ.(14/111)
3402 - حَدَّثَنَا أَبُو الربِيعٍ، ثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَجْأَةِ الْخَيْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فَجْأَةِ الشَّرِّ. فَإِنَّ الْعَبْدَ (لَا يَدْرِي) مَا يَفْجَأُهُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى) .(14/113)
3403 - (وَقَالَ مُسَدَّدٌ) : حدثنا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ منصور، يُحَدِّثُ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ النَّخَعِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِذَا قَالَ الْعَبْدُ حِينَ يُصْبِحُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا شَرِيكَ لَكَ، وأصبحت وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ لَا شَرِيكَ لَهُ. إِذَا قَالَهَا الْعَبْدُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى كَفَّرَتْ عَنْهُ مَا أَحْدَثَ بَيْنَهُمَا، أَوْ قَالَ: أَصَابَ بَيْنَهُمَا.(14/114)
3404 - حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، ثنا حُصَيْنٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْرَةَ، قَالَ: كَانَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، إِذَا أَصْبَحَ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَعْظَمِ عِبَادِكَ نَصِيبًا فِي كُلِّ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ فِي الْغَدَاةِ مِنْ نُورٍ تَهْدِي بِهِ، وَرَحْمَةٍ تَنْشُرُهَا، وَرِزْقٍ تَبْسِطُهُ، وَضُرٍّ تَكْشِفُهُ، وَبَلَاءٍ تدفعه، وَفِتْنَةٍ تَصْرِفُهَا، وَسُوءٍ تَدْفَعُهُ.(14/115)
(32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى لُزُومِ التَّسْبِيحِ)(14/116)
3405 - قال إسحاق: أخبرنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَيْلِيُّ، حدثنا الزُّهْرِيُّ، قَالَ: (أُتِيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ الله عَنْه بِغُرَابٍ وَافِرِ الْجَنَاحَيْنِ، فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا صِيدِ صَيْدٌ، وَلَا عُضِّدَتْ عِضَاةٌ، وَلَا قُطِعَتْ وَشِيجَةٌ إِلَّا بِقِلَّةِ التَّسْبِيحِ "، ثُمَّ خَلَّى رَضِيَ الله عَنْه عَنِ الْغُرَابِ) .
هَذَا مُعْضَلٌ أَوْ مُرْسَلٌ، وَالْحَكَمُ ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ
(133) حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، فِي فَضْلِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي ذم الكبر في كِتَابِ الْأَدَبِ.(14/116)
3406 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى عَنِ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُخَارِقٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ بِحَدِيثٍ، أَنْبَأْتُكُمْ بِتَصْدِيقِ ذَلِكَ مِنْ كتاب الله عز وجل، قَالَ: مَا قَالَ عَبْدٌ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَتَبَارَكَ اللَّهُ، إِلَّا قيض الله عز وجل عَلَيْهِنَّ مَلَكًا يُضْجِعُهُنَّ تَحْتَ جناحيه، وَيَصْعَدُ بِهِنَّ (إِلَى) السَّمَاءِ، لَا يَمُرُّ عَلَى جَمْعٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا اسْتَغْفَرُوا لقائلهن، حتى (يحيِّي) بِهِنَّ وجه الرحمن عز وجل، ثُمَّ تَلَا عَبْدُ اللَّهِ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطِّيبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}
أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ.(14/119)
3407 - حدثنا يَحْيَى، ثنا شُعْبَةُ، حدثنا مَنْصُورٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عبد الله بن مسعود رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ (أَنْ) أُنْفِقَ بِعَدَدِ ذَلِكَ فِي سبيل الله عز وجل.(14/122)
3408 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، ثنا (الْجُرَيْرِيُّ) ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ قَالَ: قُلْتُ (لِفَقِيهٍ) بِمَكَّةَ: إِنَّ لَنَا فَقِيهًا - أَعْنِي الْحَسَنَ - إِذَا سَكَتَ فَإِنَّمَا هِجِّيرَاهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، (فَقَالَ) : إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا لَفَقِيهٌ، مَا قَالَهَا عَبْدٌ سَبْعَ مَرَّاتٍ، إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ.(14/124)
3409 - قَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا سَلَمَةُ - هو ابْنُ وَرْدَانَ - قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ هَلَّلَ مِائَةً، وَكَبَّرَ مِائَةً، وَسَبَّحَ مِائَةً، فَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ رِقَابٍ يُعْتِقُهَا، وَسَبْعِ بَدَنَاتٍ يَنْحَرُهَا.(14/125)
3410 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا (حِزَامُ) بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي حَكِيمٍ مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ صَبَاحٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ (إِلَّا صارخ) يَصْرُخُ: يَا أَيُّهَا الْخَلَائِقُ: سَبِّحُوا الْمَلِكَ الْقُدُّوسَ.(14/127)
(33 - بَابُ فَضْلِ الذِّكْرِ الْخَفِيِّ)(14/129)
3411 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا (إِسْحَاقُ) ، ثنا مُعَاوِيَةُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قالت: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُفَضِّلُ الذِّكْرَ الْخَفِيَّ الَّذِي لَا (تَسْمَعُهُ) الْحَفَظَةُ بِسَبْعِينَ ضِعْفًا، وَيَقُولُ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وجمع الله تعالى الْخَلَائِقَ لِحِسَابِهِمْ، وَجَاءَتِ الْحَفَظَةُ بما حفظوا أو كتبوا، قال الله تعالى (لَهُمْ) : انْظُرُوا هَلْ بَقِيَ لَهُ مِنْ شَيْءٍ؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا ما تركنا شيء مِمَّا عَلِمْنَاهُ، وَحَفِظْنَاهُ، إِلَّا وَقَدْ أَحْصَيْنَاهُ، وَكَتَبْنَاهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: إِنَّ لَكَ عِنْدِي (خَبِيئًا) لَا تَعْلَمُهُ، وَأَنَا أَجْزِيكَ بِهِ، وَهُوَ / الذِّكْرُ الْخَفِيُّ.(14/129)
(34 - بَابُ عَظَمَةِ ذكر الله تعالى)(14/132)
3412 - قَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا الْحَسَنُ، ثنا يَحْيَى، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ خَادِمَهُ فذكر الله عز وجل، فَارْفَعُوا أَيْدِيكُمْ ".(14/132)
(35 - بَابُ التَّكْبِيرِ)(14/134)
3413 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدَانُ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ كَثِيرٍ ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عن أبيه رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا (رَأَيْتُمُ) الْحَرِيقَ فَكَبِّرُوا.
هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنٌ.(14/134)
3414 - حدثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ (بْنِ زَاذَانَ) ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا وَقَعَتْ كَبِيرَةٌ، أَوْ هَاجَتْ رِيحٌ مُظْلِمَةٌ فَعَلَيْكُمْ بِالتَّكْبِيرِ فَإِنَّهُ يُجَلِّي الْعَجَاجُ الْأَسْوَدُ) .(14/137)
(36 - بَابُ حَسْرَةِ مَنْ تَفَرَّقَ مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ)(14/138)
3415 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَيُّمَا قَوْمٍ جَلَسُوا فِي مَجْلِسٍ ثُمَّ تَفَرَّقُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يذكروا الله تعالى، وَيُصَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَسْرَةً) .(14/138)
3416 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَاءُ، ثنا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ جَابِرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا جَلَسَ قَوْمٌ قَطُّ مَجْلِسًا لَمْ يذكروا الله تعالى، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ.(14/139)
(37 - بَابُ الِاسْتِعَاذَةِ)(14/141)
3417 - قال إسحاق: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادٌ - وهو ابْنُ سَلَمَةَ - عَنْ مَعْبَدٍ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: (تَعَوَّذْ) بِاللَّهِ مِنَ شَّيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ مَتْنَهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلِلْإِنْسِ شَيَاطِينُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ ".
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حديث عبيد الله ابن أبي الْخَشْخَاشِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، وَهَذَا إِنْ كَانَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه حَضَرَ الْقِصَّةَ، فَهُوَ مِنْ مُسْنَدِهِ.(14/141)
3418 -[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا (شُعْبَةُ) عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا (عَلْقَمَةَ) ، ح، قَالَ شُعْبَةُ، وَحَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَلْقَمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، وَلَمْ يَرْفَعْهُ يَعْلَى إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: مَنْ قَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ سَبْعًا، قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَمَنِ اسْتَعَاذَ مِنَ النَّارِ (سَبْعًا) ، قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنَ النَّارِ.
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ يُونُسَ هُوَ - ابْنُ خَبَّابٍ - عن أبي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... نَحْوَهُ
[3] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا (يُوسُفُ بْنُ مُوسَى) ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ ... فَذَكَرَهُ.(14/143)
3419 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، ثُمَّ شَافَهَنِي بَعْدَ ذَلِكَ مُشَافَهَةً، قَالَ: إِنَّ كَعْبًا رَضِيَ الله عَنْه، حَدَّثَنَا أَنَّهُ قَالَ فِيمَا يَقُولُ: مِنَ التَّوْرَاةِ نَجِدُهُ مَكْتُوبًا: إِنَّ الشَّيْطَانَ (لا يطيق) لعبد مِنْ لَدُنْ يُمْسِي حَتَّى يُصْبِحَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِاسْمِكَ وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ مِنْ الشَّرِّ فِي السَّامَّةِ وَالْعَامَّةِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ، مِنْ خَيْرِ مَا تُسْأَلُ، وَمِنْ خَيْرِ مَا تُعْطِي، وَخَيْرِ مَا تُخْفِي، وخير ما تبدي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا (يجلى) بِهِ النَّهَارُ إِنْ كَانَ نَهَارًا، وَإِنْ كَانَ لَيْلًا، قَالَ: مِنْ شَرِّ مَا دَجَنَ بِهِ اللَّيْلُ [ص:147].
(134) وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، فِي أَوَّلِ أحاديث الأنبياء عليهم السلام.(14/146)
3420 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ، أنا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، أَنَّهُ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ حَقٌّ، وَأَنَّ لِقَاءَهُ حَقٌّ، وَأَنَّ السَّاعَةَ حَقٌّ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ.
مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ.(14/148)
3421 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ وَالْبُكْمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ مَوْتِ الْهَدْمِ " ... الْحَدِيثَ.
[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا عَمْرٌو - وهو ابْنُ عَلِيٍّ - ثنا جَابِرُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ. . فَذَكَرَ نَحْوَهُ: وَزَادَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْغَمِّ - يَعْنِي: الْغَرَقَ - وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ.
وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.(14/149)
3422 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو هِشَامٍ (الرفاعي، عن الْمُحَارِبِيُّ) ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ استعاذ بالله تعالى فِي الْيَوْمِ عَشْرَ مَرَّاتٍ مِنَ الشَّيْطَانِ، وكل الله تعالى بِهِ مَلَكًا يَذُودُ عَنْهُ الشَّيْطَانَ.(14/155)
3423 - / حدثنا موسى بن محمد بن حيان، حدثنا روح بن (أسلم) ، (وفهد) ، قالا: ثنا عبد العزيز بن مسلم، ثنا ليث، عن أبي محمد، عن معقل بن يسار رَضِيَ الله عَنْه، قال: شهدت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحدثني أبو بكر رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ... الحديث.
(135) وقد سبق بطرقه في باب التحذير من (الرياء) في كتاب الرقائق.(14/156)
(38 - بَابُ فَضْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ)(14/157)
3424 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا (النَّضْرُ) ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي / فُلَانٌ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ (رَضِيَ الله عَنْه) قَالَ: جَلَسَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كنوز الجنة، قلت: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.(14/157)
3425 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدِ الْمَدَنِيِّ، حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أبي وقاص رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: لَقِيتَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: أَلَا آمُرُكَ بِمَا أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ أُكْثِرَ مَنْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ.
إِسْنَادُهُ حَسَنٌ.(14/158)
3426 - وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ (سُلَيْمَانَ) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: (أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كنوز من كَنْزٍ الْجَنَّةِ، تُكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) .(14/164)
3427 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا هُذَيْلٌ، ثنا صَالِحُ بْنُ بَيَانَ السَّاحِلِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقُلْتُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ تَدْرِي مَا تَفْسِيرُهَا؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا حَوْلَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، إِلَّا بِعِصْمَةِ اللَّهِ، وَلَا قُوَّةَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ، إِلَّا بِقُوَّةِ اللَّهِ (هَكَذَا أَخْبَرَنِي جبريل) عليه الصلاة والسلام.(14/165)
3428 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بْنُ وَاقِدٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْإِفْرِيقِيُّ، ثنا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هريرة رَضِيَ الله عَنْه، قال: سُئِلَ عُثْمَانُ بْنُ عفان رَضِيَ الله عَنْه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ بِاللَّهِ مِنْ كُنُوزِ (الْعَرْشِ) .(14/167)
(39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ بِالْبَلَاءِ لِمَنْ لَا يُطِيقُهُ)
(136) تَقَدَّمَ فِي بَابِ فَضْلِ (الْعِيَادَةِ) مِنْ كِتَابِ الطِّبِّ: حَدِيثُ كَثِيرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا فَقَدَ الرَّجُلَ مِنْ إِخْوَانِهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ سَأَلَ عَنْهُ ... الخ.(14/168)
(36 - كِتَابُ بَدْءِ الْخَلْقِ)(14/169)
3429 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَزِيدَ ابن (جُعْدُبَةَ) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مخراق، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إن الله تعالى خَلَقَ فِي الْجَنَّةِ رِيحًا بَعْدَ الرِّيحِ (بِسَبْعِ) سنين، من دونها بَابٌ مُغْلَقٌ، وَإِنَّمَا تأتيكم الريح مِنْ خَلَلِ ذَلِكَ الْبَابِ، وَلَوْ فُتِحَ ذَلِكَ الْبَابُ لَأَذْرَتْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهِيَ عند الله عز وجل الْأَزِيبُ، وَعِنْدَكُمُ الْجَنُوبُ.
[2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ بِهِ.
[ص:170] قُلْتُ: وَيَزِيدُ بْنُ (جُعْدُبَةَ) هُوَ ابْنُ عِيَاضٍ، مَتْرُوكُ.(14/169)
3430 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ ما بين السماء الدُّنْيَا إِلَى الْأَرْضِ مَسِيرَةُ خمسمائة (سنة) ، وغلظ كل (منهما) مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَمَا بَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى الَّتِي تَلِيهَا (مَسِيرَةُ) خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، وَالْأَرَضُونَ مِثْلُ ذَلِكَ، وَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى الْعَرْشِ مِثْلُ (جَمِيعِ) ذَلِكَ.(14/172)
3431 - أخبرنا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ الرَّازِيُّ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ (بْنِ) أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: السَّمَاوَاتُ أَوَّلُهَا مَوْجٌ مَكْفُوفٌ، والثانية من صخرة، وَالثَّالِثَةُ مِنْ حَدِيدٍ، وَالرَّابِعَةُ مِنْ نُحَاسٍ، وَالْخَامِسَةُ مِنْ فِضَّةٍ، وَالسَّادِسَةُ مِنْ ذَهَبٍ، وَالسَّابِعَةُ مِنْ يَاقُوتٍ.(14/177)
3432 - (حديث) عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ الْعَرْشَ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ.
(137) حَدِيثُ خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ وَقَضَى الْقَضِيَّةَ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ مِنْ بَابِ الْقَدَرِ.(14/178)
(1 - بَابُ مَا يَصْلُحُ فِي أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ)(14/179)
3433 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: يَوْمُ الْأَحَدِ يَوْمُ (غَرْسٍ) وَبِنَاءٍ، وَيَوْمُ الِاثْنَيْنِ يَوْمُ سَفَرٍ، وَيَوْمُ الثُّلَاثَاءِ يَوْمُ دَمٍ، وَيَوْمُ الْأَرْبِعَاءِ يَوْمُ أَخْذٍ وَلَا عَطَاءَ فِيهِ، وَيَوْمُ الخميس يوم دخول عَلَى السُّلْطَانِ، وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ يَوْمُ (تزوج) وَبَاءَةٍ، وَيَوْمُ السَّبْتِ /.(14/179)
(2 - بَابُ خَلْقِ الْأَرْضِ)(14/182)
3434 - قال الْحَارِثُ: حدثنا يَحْيَى ابن أَبِي (بُكَيْرٍ) ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قُلْتُ لِكَعْبٍ: مَا (يُمْسِكُ) هَذِهِ الْأَرْضَ الَّتِي نَحْنُ عَلَيْهَا؟ قَالَ: أمر الله تعالى، قَالَ: قُلْتُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أمر الله عز وجل الَّذِي يُمْسِكُهَا، فَمَا أَمْرُ اللَّهِ ذَلِكَ؟ قَالَ: شَجَرَةٌ خَضْرَاءُ فِي يَدِ (مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ) ، قَائِمٍ عَلَى ظهر الحوت (منطو) ، والسموات
[ص:183] مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، قُلْتُ: فَمَا سَاكِنُ الْأَرْضِ الثَّانِيَةِ؟ قَالَ: الرِّيحُ الْعَقِيمُ، لَمَّا (أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ) عَادًا، أَوْحَى إِلَى خَزَنَتِهَا أَنِ افْتَحُوا مِنْهَا بَابًا، قَالُوا: رَبَّنَا مِثْلَ مَنْخَرِ الثَّوْرِ، قال: إذاً تلقى الْأَرْضَ (وَمَنْ) عَلَيْهَا، قَالَ: فَجَعَلَ مِثْلَ مَوْضِعِ الْخَاتَمِ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَنْ سَاكِنُ الْأَرْضِ الثَّالِثَةِ؟ قَالَ: حِجَارَةُ جَهَنَّمَ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَنَ سَاكِنُ الْأَرْضِ الرَّابِعَةِ؟ قَالَ: كِبْرِيتُ جَهَنَّمَ، قُلْتُ: وَإِنَّ لَهَا لَكِبْرِيتًا؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، (وَبِحَارٌ) لَوْ طُرِحَتْ فِيهَا الْجِبَالُ لتفتت مِنْ حَرِّهَا قَالَ: (فَقُلْتُ) : مَنْ سَاكِنُ الْأَرْضِ الْخَامِسَةِ؟ قَالَ: حَيَّاتُ جَهَنَّمَ، قُلْتُ: وَإِنَّ لَهَا لَحَيَّاتٍ؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَمْثَالُ الْأَوْدِيَةِ، قُلْتُ: فَمَنَ سَاكِنُ الْأَرْضِ السَّادِسَةِ؟ قَالَ: عَقَارِبُ جَهَنَّمَ؟ قُلْتُ: وَإِنَّ لَهَا لَعَقَارِبٍ، قَالَ: إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، أَمْثَالُ الْفُلْكِ، وَإِنَّ لَهَا أَذْنَابًا مِثْلَ الرِّمَاحِ، وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَلْقَى الْكَافِرَ، فَتَلْسَعُهُ اللَّسْعَةَ، فَيَتَنَاثَرُ لَحْمُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا سَاكِنُ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ؟ قَالَ: تِلْكَ سِجِّينٌ فِيهَا إِبْلِيسٌ، مُوثَقٌ اسْتَعْدَتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ، فحبسه الله (تعالى) فِيهَا، يَدًا أَمَامَهُ، وَيَدًا خَلْفَهُ، وَرِجْلًا أَمَامَهُ وَرِجْلًا خَلْفَهُ، وَتَأْتِيهِ جُنُودُهُ بِالْأَخْبَارِ، وَلَهُ زَمَانٌ يُرْسَلُ فِيهِ.(14/182)
(3 - بَابُ (الْأَرْوَاحِ))(14/185)
3435 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه: الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ.
مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ.(14/185)
(4 - بَابُ الْمَلَائِكَةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)(14/191)
3436 - قال أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَمْرٌو النَّاقِدُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ (مَلَكٍ) قَدْ مَرَقَتْ رِجْلَاهُ (الْأَرْضِ) السَّابِعَةِ، وَالْعَرْشُ عَلَى مَنْكِبِهِ، يَقُولُ: سُبْحَانَكَ أَيْنَ كُنْتَ وَأَيْنَ تَكُونُ.
صَحِيحٌ.(14/191)
(5 - بَابُ الْجِنِّ)(14/193)
3437 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا حُسَيْنُ بْنُ الْأَسْوَدِ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو فَرْوَةَ الرَّهَاوِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو مُنِيبٍ الْحِمْصِيُّ، عَنْ يَحْيَى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خلق الله تعالى الجن ثلاثة أَصْنَافٍ، صِنْفٌ حَيَّاتٌ وَعَقَارِبُ، وَخَشَاشُ الْأَرْضِ، وَصِنْفٌ كَالرِّيحِ فِي الْهَوَاءِ، وَصِنْفٌ عَلَيْهِمُ الْحِسَابُ وَالْعِقَابُ.
وَخَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وجل الْإِنْسَ ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ، صِنْفٌ كَالْبَهَائِمِ، (قَالَ) اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا} الْآيَةَ.
وَصِنْفٌ أَجْسَادُهُمْ أَجْسَادُ بَنِي آدَمَ، وَأَرْوَاحُهُمْ أَرْوَاحُ الشَّيَاطِينِ وَصِنْفٌ فِي ظل الله تعالى، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ.(14/193)
3438 - حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزاهرية، عن (جبير بن نفير) ، عَنْ أبي ثعلبة الخشني رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خلق الله تعالى الْجِنَّ عَلَى ثَلَاثَةِ (أثلاث) ، ثلث لَهُمْ أَجْنِحَةٌ يَطِيرُونَ فِي الْهَوَاءِ، وَثُلُثٌ حَيَّاتٌ وَكِلَابٌ، وَثُلُثٌ يَحِلُّونَ وَيَظْعَنُونَ.(14/195)
(6 - بَابُ الْحُجُبِ الَّتِي دُونَ اللَّهِ تَعَالَى)
(138) (تقدمت في باب عظمة الله عز وجل) .
3439 -(14/197)
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ) بن عمرو.
3440 - (و) عن أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دُونَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ وَظُلْمَةٍ، وَمَا تَسْمَعُ نَفْسٌ شَيْئًا مِنْ حِسِّ تِلْكَ الْحُجُبِ إِلَّا زَهَقَتْ نَفْسُهَا.(14/197)
(37 - أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ عليهم (الصلاة) والسلام)(14/201)
3441 - قَالَ مُحَمَّدُ ابن أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو رَافِعٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: دَخَلْتُ المسجد، فإذا أنا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَحْدَهُ، فَقُمْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَهُوَ لَا يَرَانِي، وَأَقُولُ مَا خَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا وَحْدَهُ، إِلَّا وَهُوَ عَلَى حَاجَةٍ، أَوْ عَلَى وَحْيٍ، فَجَعَلْتُ أُؤَامِرُ نَفْسِي أَنْ آتِيَهُ، فَأَبَتْ نَفْسِي إِلَّا أَنْ آتِيَهُ، فَجِئْتُ (فَسَلَّمْتُ) ثُمَّ جَلَسْتُ، فَجَلَسْتُ طَوِيلًا، لَا يَلْتَفِتُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِلَيَّ وَلَا يُكَلِّمُنِي، قَالَ قُلْتُ: قَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُجَالَسَتِي، ثُمَّ الْتَفَتَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِلَيَّ، فَقَالَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ) ، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ:
[ص:202] أَرَكَعْتَ الْيَوْمَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُمْ فَارْكَعْ، فَقُمْتُ فَرَكَعْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، ثُمَّ عُدْتُ فَجَلَسْتُ، فَمَكَثَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَوِيلًا لَا يُكَلِّمُنِي، فَقُلْتُ: قَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُجَالَسَتِي، ثم التفت صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إلي) فَقَالَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ) ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : اسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ، فَقُلْتُ: بِأَبِي (أَنْتَ) وَأُمِّي وَلِلْإِنْسِ شياطين؟ /
قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَيْسَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (يَقُولُ) : {شَيَاطِينُ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ} الْآيَةَ.
ثُمَّ الْتَفَتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، (قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : إِلَّا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً (هِيَ كَنْزٌ) مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ، قُلْتُ: بلى بأبي أنت وَأُمِّي، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ (أَصَرَّ) رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَتَكَلَّمُ، حَتَّى طَالَ ذَلِكَ مِنْهُ (فَاتَّنَفْتُ) الْحَدِيثَ،
[ص:203] فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالصَّلَاةِ، فَمَا الصَّلَاةُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ مَوْضُوعٍ، فَمَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ (وَمَنْ) شَاءَ اسْتَكْثَرَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا الصِّيَامُ؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فرض مجزئ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَمَا الصَّدَقَةُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ، وَعِنْدَ اللَّهِ الْمَزِيدُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِيمَانٌ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أُهَرِيقَ دَمُهُ، وَعُقِرَ جَوَادُهُ، قَالَ: قُلْتُ: يا رسول الله فأي الرقاب أفضل؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها. /
قال: قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (جَهْدٌ (مِنْ) مُقِلٍّ وَسِرٌّ إِلَى فَقِيرٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَإِنْ لَمْ أَجِدْ مَا أَتَصَدَّقُ بِهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تُعِينُ ضَعِيفًا، أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَتَكُفُّ هَذَا، وَأَشَارَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى لِسَانِهِ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ حَسَنَةٌ يَتَصَدَّقُ بِهَا الْمَرْءُ عَلَى نَفْسِهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: (أَيُّمَا) أُنْزِلَ عَلَيْكَ مِنَ الْقُرْآنِ أَعْظَمُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آيَةُ الْكُرْسِيِّ [ص:204]،
(وَتَدْرِي) مَا مَثَلُ السموات وَالْأَرْضِ فِي الْكُرْسِيِّ؟ قُلْتُ: لَا إِلَّا أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ السموات وَالْأَرْضِ في الكرسي (إلا كَحَلْقَةٍ) مُلْقَاةٍ فِي فَلَاةٍ، وَإِنَّ فَضْلَ الْكُرْسِيِّ عَلَى السموات وَالْأَرْضِ كَفَضْلِ الْفَلَاةِ عَلَى تِلْكَ الْحَلْقَةِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ كَانَ الْأَنْبِيَاءُ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانُوا مِائَةَ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكُلُّهُمْ كَانُوا رُسُلًا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا كَانَ الرُّسُلُ مِنْهُمْ (خَمْسَةَ عَشَرَ) وثلثمائة رَجُلٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّهُمْ كَانَ أَوَّلَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قُلْتُ: وَنَبِيٌّ كَانَ آدَمُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ جَبَلَ اللَّهُ تُرْبَتَهُ، وَخَلَقَهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، (وَكَلَّمَهُ) قُبُلًا، ثُمَّ كَثُرَ النَّاسُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَبْخَلِ النَّاسِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(14/201)
(1 - بَابُ آدَمَ وَعَدَدِ الْأَنْبِيَاءِ عليهم (الصلاة) والسلام)(14/220)
3442 - وقال إسحاق: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، (أنا) حَمَّادٌ - هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ - (أنا) مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، (قَالَ) إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ فِيهِ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّ الْأَنْبِيَاءِ كَانَ أول، (قال) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آدم، فقلت: أو نبيا كَانَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ، نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَكَمِ الْأَنْبِيَاءُ؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (ثلاثمائة) وخمس عشرة جَمًّا غَفِيرًا.(14/220)
3443 -[1] أخبرنا أَبُو (حَيْوَةَ) الْحِمْصِيُّ شُرَيْحٌ، ثنا (مُعَانُ) بْنُ رِفَاعَةَ السَّلَامِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ (يَزِيدَ) ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ - وَهُوَ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيةَ الشَّامِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كم الأنبياء؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ (وَعِشْرُونَ) أَلْفًا، فَقَالَ: كَمِ الْمُرْسَلُونَ مِنْهُمْ؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثلاثمائة وخمس عشرة جَمًّا غَفِيرًا.
[2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هارون عن المسعودي، عَنْ (عُبَيْدِ) بْنِ الْخَشْخَاشِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، نَحْوَهُ.(14/221)
3444 - وَقَالَ (أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا (مُوسَى) بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَعَثَ اللَّهُ ثَمَانِيَةَ آلَافِ نَبِيٍّ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، أربعة آلاف، وَأَرْبَعَةَ آلَافٍ إِلَى سَائِرِ النَّاسِ ".(14/223)
3445 - حدثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: كَانَ مِمَّنْ خَلَا مِنْ إِخْوَانِي من الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) ثَمَانِيَةَ آلَافِ نَبِيٍّ، ثُمَّ كَانَ عِيسَى بن مريم عليهما الصلاة والسلام ثُمَّ كُنْتُ أَنَا.(14/225)
(2 - بَابُ حياة الأنبياء عليهم (الصلاة) والسلام /)(14/226)
3446 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو الْجَهْمِ الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى ابن أَبِي (بُكَيْرٍ) .
[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا رِزْقُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَا: ثنا (الْمُسْتَلِمُ) بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ (بْنِ مَالِكٍ) رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءُ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ.
(قَالَ) الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ إِلَّا حَجَّاجٌ وَلَا عَنْ حَجَّاجٍ (إِلَّا الْمُسْتَلِمُ، وَلَا رَوَى الْحَجَّاجُ عَنْ ثَابِتٍ إِلَّا هَذَا [ص:227].
[3] وَأَخْرَجَهُ عَنْ مُحَمَّدِ عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ) الْحَرَّانِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه.
وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ الْحَسَنَ بْنَ قُتَيْبَةَ فِي رِوَايَتِهِ إِيَّاهُ عَنْ حَمَّادٍ.(14/226)
(3 - بَابُ خلق آدم عليه (الصلاة) والسلام)(14/229)
3447 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إن الله (تبارك و) تعالى خَلَقَ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ جَعَلَهُ طِينًا، ثُمَّ تَرَكَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ حَمَأً مَسْنُونًا، خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ صَلْصَالًا كَالْفَخَّارِ، كَانَ إِبْلِيسُ يَمُرُّ بِهِ، فَيَقُولُ: لقد خلقت لأمر عظيم، ثُمَّ نفخ الله تعالى فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ جَرَى
[ص:230] فِيهِ الرُّوحُ بَصَرَهُ وَخَيَاشِيمَهُ، (فَعَطَسَ) ، فلقنه الله (تبارك و) تعالى حَمْدَ رَبِّهِ، فقال الرب عز وجل: يَرْحَمُكَ (اللَّهُ) رَبُّكَ، ثُمَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا آدَمُ اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ النَّفْرِ، فَقُلْ لَهُمْ، فَانْظُرْ مَاذَا يَقُولُونَ؟ فَجَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَجَاءَ إلى ربه عز وجل، فقال جل وعلا: مَاذَا قَالُوا لَكَ؟ - وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا (قَالُوا) - قَالَ: يَا رَبِّ سَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ، فقالوا: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ الله، قال تبارك وتعالى: يَا آدَمُ هَذِهِ تَحِيَّتُكَ، وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، قال: يا رب وَمَا ذريتي؟ قال جل وعلا: اختار (إِحْدَى) يَدَيَّ يَا آدم، قال (عليه الصلاة والسلام) : أَخْتَارُ يَمِينَ رَبِّي، وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ، فبسط الله تعالى كفه، فإذا كلما هُوَ كائن في ذُرِّيَّتِهِ فِي كف الرحمن تبارك وتعالى.(14/229)
(4 - بَابُ صالح وثمود عليهما (الصلاة) والسلام)(14/236)
3448 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا كَثِيرُ بن هشام، ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرَّ بِالْحِجْرِ مِنْ وَادِي ثَمُودَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْرِعُوا السَّيْرَ وَلَا تَنْزِلُوا بِهَذِهِ الْقَرْيَةِ الْمُهْلَكِ أَهْلُهَا ".(14/236)
3449 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ (قَالَ) سَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ (قُدَامَةَ، عَنِ السَّعْدِيِّ) ، وَكَانَ السَّعْدِيُّ امْرَأَ صِدْقٍ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى وَادِي ثَمُودَ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: اخْرُجُوا، اخْرُجُوا، فَإِنَّهُ واد ملعون، خبيث، إن لا (تَخْرُجُوا، يصبكم) كَذَا وَكَذَا.(14/239)
(5 - بَابُ أَيُّوبَ عليه (الصلاة) والسلام)
3450 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا سَعِيدُ ابن أَبِي مَرْيَمَ:(14/241)
[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، قَالُوا: ثنا سَعِيدٌ، ثنا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَيُّوبَ (نبي الله عليه السلام) ، كَانَ في بلائه (ثمان) عَشْرَةَ سَنَةً، فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، إِلَّا رَجُلَيْنِ مِنْ إِخْوَانِهِ - زَادَ الْبَزَّارُ: كَانَا مِنْ أَخَصِّ إِخْوَانِهِ - كَانَا يَغْدُوَانِ إِلَيْهِ وَيَرُوحَانِ، فَقَالَ
[ص:242] أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: تَعْلَمُ وَاللَّهِ لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبُ ذَنْبًا مَا أَذْنَبَهُ أَحَدٌ، قَالَ لَهُ صَاحِبِهِ: وَمَا ذَاكَ؟ قال: منذ ثمان عشرة سنة لَمْ يرحمه الله (تعالى) ، فكشف عَنْهُ مَا بِهِ، فَلَمَّا رَاحَا إِلَيْهِ، لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فقال أيوب عليه السلام: لَا أَدْرِي مَا تَقُولُ، غَيْرَ أن الله (تبارك وتعالى) ، يعلم أني كنت أَمُرُّ بِالرَّجُلَيْنِ يَتَنَازَعَانِ، فيذكران الله تعالى، فَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي، فَأُكَفِّرَ عَنْهُمَا كراهية أَنْ يذكر الله تعالى إِلَّا فِي حَقٍّ، قال: وكان عليه (الصلاة) (والسلام) يَخْرُجُ إِلَى حَاجَتِهِ، فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ، أَمْسَكَتِ امْرَأَتُهُ بِيَدِهِ حَتَّى يَبْلُغَ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَبْطَأَ عَلَيْهَا، وَأُوحِيَ إلى أيوب (عليه السلام) فِي مَكَانِهِ (ارْكُضْ) بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ، فَاسْتَبْطَأَتْهُ، فَتَلَفَّتَتْ تَنْظُرُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا، وَقَدْ أذهب الله (تبارك و) تعالى مَا بِهِ مِنَ الْبَلَاءِ، وَهُوَ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَ، فَلَمَّا رَأَتْهُ، قَالَتْ: أَيْ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، هَلْ رَأَيْتَ نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا الْمُبْتَلَى، وَاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِهِ (مِنْكَ) مُذْ كَانَ صحيحا، قال عليه السلام: فَإِنِّي أَنَا هُوَ، وَكَانَ لَهُ أَنْدَرَانِ، أَنْدَرُ الْقَمْحِ، وَأَنْدَرُ الشَّعِيرِ فبعث الله تعالى
[ص:243] سَحَابَتَيْنِ، فَلَمَّا كَانَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى أَنْدَرِ الْقَمْحِ أَفْرَغَتْ فِيهِ الذَّهَبَ حَتَّى فَاضَ، وَأَفْرَغَتِ الْأُخْرَى عَلَى أَنْدَرِ الشَّعِيرِ الْوَرِقَ حَتَّى فَاضَ.
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ رَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، إِلَّا عَقِيلٌ وَلَا عَنْهُ إِلَّا نَافِعٌ.
صححه ابْنُ حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ (يَزِيدَ) .(14/241)
(6 - /
بَابُ يعقوب ويوسف عليهما (الصلاة) والسلام)(14/245)
3451 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أُوتِيَ (يُوسُفُ (وَأُمُّهُ)) ثُلُثَ الْحُسْنِ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.(14/245)
3452 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ (مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ) ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ فَأَكْرَمَهُ فَقَالَ (لَهُ) : ائْتِنَا فَأَتَاهُ، فَقَالَ: سَلْ حَاجَتَكَ، فَقَالَ: نَاقَةً يركبها، وأعنز يَحْلُبُهَا أَهْلِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعَجَزْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ عَجُوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن موسى عليه الصلاة والسلام، لَمَّا سَارَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ من مصر، ضلوا الطَّرِيقَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ عُلَمَاؤُهُمْ: إن يوسف عليه الصلاة والسلام، لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، أَخَذَ عَلَيْنَا مَوْثِقًا من الله تعالى أن لا نَخْرُجَ مِنْ مِصْرَ، حَتَّى نَنْقُلُ عِظَامَهُ مَعَنَا، قَالَ: فَمَنْ يَعْلَمُ موضع قبره، قال: عَجُوزٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا فَأَتَتْهُ، فَقَالَ: دُلِّينِي عَلَى قَبْرِ يُوسُفَ، قَالَتْ: حَتَّى تُعْطِيَنِي حُكْمِي، قَالَ: مَا حُكْمُكِ؟ قَالَتْ: أَكُونَ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ، فَكَرِهَ أَنْ يُعْطِيَهَا ذَلِكَ، فأوحى الله تعالى إِلَيْهِ: أَنْ أَعْطِهَا حُكْمَهَا، فَانْطَلَقَتْ بِهِمْ إِلَى بُحَيْرَةٍ (مَوْضِعِ) مُسْتَنْقَعِ مَاءٍ، فَقَالَتْ: أَنْضِبُوا هَذَا الْمَاءَ، فنضبوه، فَقَالَتِ: احْتَفِرُوا، فَحَفَرُوا، وَاسْتَخْرَجُوا عظام يوسف (عليه السلام) ، فَلَمَّا أَقَلُّوهَا إلى الأرض، إذا (بطريق) مِثْلُ النَّهَارِ.
صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ(14/249)
3453 - وَقَالَ ابن أَبِي عُمَرَ: حدثنا مَرْوَانُ - هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ - ثنا يَحْيَى بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه رَفَعَهُ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قال ليعقوب (عليه السلام) مَا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرَكَ، وَحَنَى ظَهْرَكَ؟ قَالَ: أَمَّا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرِي فَالْبُكَاءُ عَلَى يُوسُفَ، وأما الذي (أحنى ظَهْرِي) ، فَالْحُزْنُ عَلَى أَخِيهِ بِنْيَامِينَ، (قَالَ) : فأتاه جبريل عليه (السلام) ، فَقَالَ: يَا يَعْقُوبُ أتشكو الله تعالى؟ فقال: إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ له جبريل (عليه الصلاة والسلام) : اللَّهُ أَعْلَمُ، بِمَا قُلْتَ مِنْكَ، ثُمَّ انطلق جبريل عليه الصلاة والسلام، ودخل يعقوب (إلى) بَيْتَهُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أَذْهَبْتَ بَصَرِي، وَحَنَيْتَ ظَهْرِي، فَارْدُدْ عَلَيَّ رَيْحَانَتَيَّ، فأشمهما شَمَّةً، ثُمَّ اصْنَعْ بي بعد (ذلك) مَا شِئْتَ، فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فَقَالَ: يَا يَعْقُوبُ: إن الله (تبارك وتعالى) يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، (وَيَقُولُ) : أَبْشِرْ، فَإِنَّهُمَا لَوْ كَانَا مَيِّتَيْنِ (لَنَشَرْتُهُمَا)
[ص:253] لَكَ، وَلَأَقْرَرْتُ بِهِمَا عينيك، وَيَقُولُ لَكَ: يَا (يَعْقُوبُ) ، أَتَدْرِي، لِمَ أَذْهَبْتُ بَصَرَكَ، وَحَنَيْتُ ظَهْرَكَ، وَلِمَ فَعَلَ إِخْوَةُ يُوسُفَ مَا فَعَلُوا؟ قَالَ: لِأَنَّهُ أَتَاكَ يَتِيمٌ مِسْكِينٌ وَهُوَ صَائِمٌ جَائِعٌ، وَقَدْ ذَبَحْتَ أَنْتَ وَأَهْلُكَ شَاةً فَأَكَلْتُمُوهَا، وَلَمْ تُطْعِمُوهُ، وَيَقُولُ: إِنِّي لَمْ أُحِبُّ مِنْ خَلْقِي شَيْئًا حُبِّي الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ.
قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَكَانَ يعقوب عليه (الصلاة) والسلام، كُلَّمَا أَمْسَى نَادَى مُنَادِيهِ، مَنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيَحْضُرْ طعام يعقوب، وإذا أَصْبَحَ نَادَى مُنَادِيهِ: مَنْ كَانَ مُفْطِرًا فَلْيَحْضُرْ طَعَامَ يَعْقُوبَ.(14/252)
(7 - بَابُ أَخْبَارِ موسى وهارون عليهما (الصلاة) والسلام)(14/255)
3454 - قال إسحاق: أخبرنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عبد الله بن مسعود، عن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا بعث الله تعالى موسى عليه الصلاة والسلام إِلَى فِرْعَوْنَ، قَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَقُولُ؟ قَالَ: قل: أهيا شر أَهْيَا، قَالَ الْأَعْمَشُ: (فَفَسَّرُوهُ) ، الْحَيُّ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْحَيُّ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ.(14/255)
3455 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس (رَضِيَ الله عَنْهما) عن علي رضي الله (عنه) فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ} . قَالَ: صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ الْجَبَلَ، فَمَاتَ هَارُونُ، فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: (أَنْتَ) قَتَلْتَهُ، وَكَانَ أَشَدَّ حُبًّا لَنَا مِنْكَ، وَأَلْيَنَ لَنَا مِنْكَ، فَآذَوْهُ بِذَلِكَ، فأمر الله تعالى الْمَلَائِكَةَ فَحَمَلُوهُ حَتَّى مَرُّوا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فتكلمت الملائكة (عليهم السلام) بِمَوْتِهِ، حَتَّى عَرَفَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَانْطَلَقُوا بِهِ فَدَفَنُوهُ، فَلَمْ يَطَّلِعْ عَلَى قَبْرِهِ أَحَدٌ مِنْ خلق الله تعالى إِلَّا الرَّخَمُ، فجعله الله عز وجل أَصَمَّ أَبْكَمَ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.(14/257)
3456 - وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ، ثنا أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ مِنْ أصحاب موسى عليه (الصلاة) والسلام الَّذِينَ جَاوَزُوا الْبَحْرَ اثْنَا عَشَرَ سِبْطًا، (فَكَانَ) فِي كُلِّ طَرِيقٍ (اثْنَا) عَشَرَ أَلْفًا كُلُّهُمْ مِنْ ولد يعقوب (عليه الصلاة والسلام) .
(139) وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي / تَفْسِيرِ الْبَقَرَةِ شَيْءٌ مِنْ هَذَا.(14/259)
3457 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا سَلَّامٌ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فُلِقَ الْبَحْرُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ.(14/260)
(8 - بَابُ ذِكْرِ دَاوُدَ عليه (الصلاة والسلام))(14/261)
3458 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: (كَانَتْ) لِلْعَبَّاسِ رَضِيَ الله عَنْه، دَارٌ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَسَأَلَهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ: أعطنيها، أَوْ بِعْنِيهَا لِأُدْخِلَهَا الْمَسْجِدَ، فَأَبَى، (وَقَالَ) عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: فَاجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ (رَسُولِ اللَّهِ) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَضَى عَلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ عُمَرُ (رضوان الله عليه) : إنك لمن أَجْرَأِ (أَصْحَابِ (رَسُولِ اللَّهِ) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَوْ مِنْ أَنْصَحِهِمْ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ قَالَ (لو) ما عَلِمْتَ أَنَّ دَاوُدَ عليه
[ص:262] السلام أَمَرَ بِبِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَدْخَلَ بُيُوتًا بِغَيْرِ إِذْنِ أَهْلِهَا، فَلَمَّا بَلَغَ الْبِنَاءُ (حُجَزَ) الرِّجَالِ، مَنَعَ بناءه، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ فَفِي عَقِبِي مِنْ بَعْدِي [ص:264].
3458 -[2] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (أنا) مَعْمَرٌ (أنا) زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ بِهَذَا الْحَدِيثِ نَحْوَهُ، وَقَالَ فِيهِ: فَقَالَ أُبَيُّ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَمَّا أَرَادَ ... الحديث.(14/261)
3459 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا خَالِدٌ، حَدَّثَنِي الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عطاف قَالَ: كَانَ دَاوُدُ عَلَيْهِ (الصلاة و) السَّلَامُ، إِذَا قَرَّبَ الْإِنَاءَ مِنْ فِيهِ، لِيَشْرَبَ، (فَذَكَرَ) خَطِيئَتَهُ، بَكَى حَتَّى يَفِيضَ الْأَنَاءُ مِنْ دُمُوعِهِ.(14/266)
(9 - بَابُ عُزَيْرٍ)(14/269)
3460 - قَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا أَدْرِي عزير كَانَ نَبِيًّا أَمْ لَا.(14/269)
(10 - بَابُ ذِكْرِ عِيسَى)(14/271)
3461 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، أنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِفَاطِمَةَ إِنَّهُ لَمْ يُعَمَّرْ نَبِيٌّ قَطُّ، إلا عُمْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ نِصْفَ عُمْرِ صَاحِبِهِ، وَعُمْرُ عِيسَى أَرْبَعِينَ وَأَنَا عِشْرِينَ.
قُلْتُ: مَعْنَاهُ عَمَّرَ فِي النُّبُوَّةِ.(14/271)
(11 - باب قِصَّةُ كُرْسُفَ)(14/273)
3462 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ قَالَ: جَاءَ (عَكَّافُ) بْنُ وَدَاعَةَ الْهِلَالِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا عَكَّافُ) أَلَكَ زَوْجَةٌ؟ قَالَ لَا ... الْحَدِيثَ،
[ص:274] وَفِيهِ: أَنَّهُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، وداوود وَكُرْسُفَ، فَقَالَ: وَمَا (كُرْسُفُ) يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : رَجُلٌ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، عَلَى سَاحِلٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ، يَصُومُ النَّهَارَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ، لَا يَفْتُرُ مِنْ صَلَاةٍ وصيام، ثُمَّ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ فِي سَبَبِ امْرَأَةٍ عَشِقَهَا، فَتَرَكَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ، فَتَدَارَكَهُ اللَّهُ (تعالى) بِمَا سَلَفَ مِنْهُ فَتَابَ عَلَيْهِ.(14/273)
(12 - بَابُ الْخَضِرِ وَالْيَسَعِ عليهما السلام)(14/278)
3463 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ بَهْرَامَ، ثنا أَبَانُ، عَنْ أَنَسِ (بْنِ مَالِكٍ) رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْخَضِرَ (عليه السلام) فِي الْبَحْرِ، وَالْيَسَعَ (عليه السلام) فِي الْبَرِّ، يَجْتَمِعَانِ كُلَّ لَيْلَةٍ عِنْدَ الرَّدْمِ الَّذِي بَنَاهُ ذُو الْقَرْنَيْنِ، بَيْنَ النَّاسِ و (بَيْنَ) يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَيَحُجَّانِ وَيَعْتَمِرَانِ كُلَّ عَامٍ، فَيَشْرَبَانِ مِنْ زَمْزَمَ شَرْبَةً تَكْفِيهِمَا إِلَى قَابِلَ.
ضَعِيفٌ (جِدًّا) .(14/278)
(13 - بَابُ مَا كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ)(14/281)
3464 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَوْ فِي بَعْضِ الْمُلُوكِ رَجُلٌ، فَقَالَ: لَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ أَحَدًا أَعَزَّ مِنِّي، قَالَ: فَبَعَثَ اللَّهُ تعالى إِلَيْهِ أَضْعَفَ خَلْقِهِ، فَدَخَلَتْ فِي مَنْخَرِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: اضْرِبُوا، اضْرِبُوا، فَضَرَبُوا رَأْسَهُ، (بالفؤوس) ، حَتَّى هَشَّمُوا رَأْسَهُ.(14/281)
3465 - أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ (أَبِي) (وَائِلٍ شَقِيقِ) بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَتَلَ رَجُلٌ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، ثُمَّ أَرَادَ التَّوْبَةَ، فَأَتَى رَاهِبًا بِأَرْضٍ (عَرِيَّةٍ) ، فَقَالَ: يَا رَاهِبُ، قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: لا، جرم وَاللَّهِ لَأُكَمِّلَنَّهُمْ بِكَ مِائَةً، ثُمَّ أَتَى رَاهِبًا آخَرَ، قَالَ: إِنِّي قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، وَكَمَّلْتُهُمْ مِائَةً بِرَاهِبٍ، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لَقَدْ أَسْرَفْتَ عَلَى نَفْسِكَ، وَرَكِبْتَ عَظِيمًا، وَمَنْ تَابَ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَنَبَذَ السَّيْفَ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لَأَخْدُمَنَّكَ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَنَا الْمَوْتُ، قَالَ: عاهده أَنْ لَا يَعْصِيَهُ، قَالَ: فجاء قوم سفرا أَوْ مُسْنِتُونَ، وَكَانَ (يَتَطَبَّبُ) ، فَقَالَ الرَّجُلُ: تَأْمُرْنِي بِشَيْءٍ؟
قَالَ اذْهَبْ فَاسْجُرِ التَّنُّورَ، قَالَ: فَذَهَبَ فسجره حَتَّى حَمِيَ، فَقَالَ: قَدْ حَمِيَ، فَمَا تَأْمُرُنِي قَالَ: اذْهَبْ / فَقَعْ فِيهِ، قَالَ: فَذَهَبَ، فَوَقَعَ
[ص:283] فِيهِ / ثُمَّ ادَّكَرَ الرَّاهِبُ، فَقَامَ وَقَامَ مَنْ مَعَهُ، فَإِذَا هُوَ فِي التَّنُّورِ، يَرْشَحُ عَرَقًا، لَمْ تَضُرَّهُ النَّارُ، فَقَالَ الرَّاهِبُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ تَوْبَتَكَ قَدْ قُبِلَتْ فَلَأَخْدُمَنَّكَ أَبَدًا حَتَّى تُفَارِقَنِي.
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه: وَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِذَا أَذْنَبَ (أَحَدُهُمْ) ، أَصْبَحَ وَقَدْ كَتَبَ كَفَّارَةَ ذَنْبِهِ عَلَى أُسْكُفَّةِ بَابِهِ، فَفَضَّلَكُمُ اللَّهُ (تعالى) عَلَيْهِمْ، فَأُمِرْتُمْ بِالِاسْتِغْفَارِ فَتَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ (تعالى) قَالَ: وَلَقَدْ أَعْطَى هَذِهِ الْأُمَّةَ آيَةً مَا أُحِبُّ أَنَّ لَهُمْ بِهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} الْآيَةَ.
إِسْنَادُهُ (صَحِيحٌ) .
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه.(14/282)
3466 - أخبرنا جَرِيرٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فِي قَوْمٌ كفار، وَفِيمَا بَيْنَهُمْ قَوْمٌ صَالِحُونَ، فَقَالَ (الرَّجُلُ) : طَالَمَا كُنْتُ فِي كُفْرِي، فَلَآتِيَنَّ هَذِهِ الْقَرْيَةَ الصَّالِحَةَ فَأَكُونَ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَخَرَجَ فَأَدْرَكَهُ أَجَلُهُ فِي الطَّرِيقِ، فَاخْتَصَمَ الْمَلَكُ وَالشَّيْطَانُ فَقَالَ هَذَا: أَنَا أَحَقُّ، وَقَالَ هَذَا: أَنَا أَحَقُّ، فَقَيَّضَ اللَّهُ (تبارك وتعالى) لَهُمَا بَعْضَ جُنُودِهِ، فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الْقَرْيَتَيْنِ (فَإِلَى) أيتهما كَانَ أَقْرَبَ هُوَ مِنْهَا، فَقَاسُوا بَيْنَهُمَا، فَوَجَدُوهُ إِلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ (أَقْرَبَ) فَكَانَ مِنْهُمْ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
له شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ.(14/287)
3467 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: (حدثنا) مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ (الربيع) بْنِ حَسَّانَ الْجُعْفِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، فَإِنَّهُ كان فِيهِمُ الْأَعَاجِيبُ.
هَذَا مُرْسَلٌ.(14/288)
3468 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي (الزَّعْرَاءِ) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ عَبَدَ اللَّهَ: تعالى رَاهِبٌ فِي صَوْمَعَتِهِ سِتِّينَ سَنَةً، فَنَزَلَتِ امْرَأَةٌ إِلَى جَنْبِهِ، فَنَزَلَ إِلَيْهَا فَكَانَ مَعَهَا سِتَّ لَيَالٍ، ثُمَّ سُقِطَ فِي يَدِهِ، فَهَرَبَ فَأَتَى مَسْجِدًا فَمَكَثَ فِيهِ (ثَلَاثَةً) لَا يَطْعَمُ، ثُمَّ أُتِيَ بِرَغِيفٍ فَكَسَرَهُ (بِاثْنَيْنِ) ، فَأَعْطَى مِسْكِينًا عَنْ يَمِينِهِ نِصْفَهُ، وَآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ نِصْفَهُ ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ (تعالى) ، فوزن الستون (سَنَةً) فِي كِفَّةٍ، (وَالسِّتَّ) الليالي فِي كِفَّةٍ (فَرَجَحَتِ) الست، فوزن الست بِالرَّغِيفِ فَرَجَحَ الرَّغِيفُ [ص:293].
3469 - أخبرنا (النَّضْرُ) بْنُ شُمَيْلٍ، (ثنا) حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: تَعَبَّدَ رَجُلٌ سِتِّينَ سَنَةً. . فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
هذا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.(14/291)
3470 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ، ثنا وَرْقَاءَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ يَدْخُلُ فِي شَقِّ الرُّمَّانَةِ خَمْسَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.(14/294)
3471 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا شُعْبَةُ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: دَعَا نَبِيٌّ عَلَى أُمَّتِهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَتُحِبُّ أَن أُسَلِّطَ عَلَيْهِمُ الْجُوعَ، قَالَ: لَا، قِيلَ لَهُ: أَتُحِبُّ أَنْ أُلْقِيَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، قَالَ: لَا، قَالَ: فَسُلِّطَ عَلَيْهِمُ الطَّاعُونُ، مَوْتًا دقيقا، يُحْرِقُ الْقُلُوبَ، ويُقِلُّ الْعَدَدَ.(14/295)
(38 - كِتَابُ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ)(14/299)
3472 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ يُحَنَّسَ أَبِي مُوسَى، عَنْ رَاشِدِ بْنِ (سَعْدٍ) أَخٍ لِأُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ (أَبِي الدَّرْدَاءِ) رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: (أَنَّ) رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَرَأَ بِمِائَةِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ لَمْ يَكْتُبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَرَأَ (بِمِائَتَيْ) (آيَةٍ) كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ، وَمَنْ قَرَأَ بِأَلْفٍ إِلَى خَمْسِمِائَةِ (آيَةٍ) أَصْبَحَ لَهُ
[ص:300] قِنْطَارٌ مِنَ الْأَجْرِ، (الْقِيرَاطُ) مِنْهُ مثل التَّلِّ الْعَظِيمِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
[2 و3] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا وَكِيعٌ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ يُحَنَّسَ، عَنْ أم الدرداء، عن أبي الدرداء رَضِيَ الله عَنْهم رفعه: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ بِخَمْسِمِائَةِ آيَةٍ إِلَى أَلْفِ أَصْبَحَ لَهُ قِنْطَارٌ ... الحديث.
[4] وقال عبد: حدثنا عبيد الله بن موسى، ثنا موسى بن عبيدة، به.
[5] وقال أبو يعلى: حدثنا أبو خيثمة، ثنا وكيع به.(14/299)
3473 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَةَ آيَةٍ لَمْ يُحَاجَّهُ الْقُرْآنُ، وَمَنْ قَرَأَ بمائتين كتب (الله تعالى) لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ، وَمَنْ قَرَأَ بِالْمِائَةِ إِلَى الْأَلْفِ أَصْبَحَ له قِنْطَارٌ وَالْقِنْطَارُ دية أحدكم (اثني) عَشَرَ أَلْفًا، قال: وإن أصغر (الْبُيُوتِ) مِنَ الْخَيْرِ، للبيت الَّذِي لَا يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ.(14/308)
3474 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ أَبُو صَخْرٍ ثنا بَكْرُ بْنُ يونس، عن موسى بْنِ علي، عن أبيه، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عن جابر بن عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما، قال: إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من قرأ ألف آية كتب الله تعالى لَهُ قِنْطَارٌ، والْقِنْطَارُ مِائَةُ رطل، والرطل اثنتا / (عَشْرَةَ) أُوقِيَّةً، وَالْوُقِيَّةُ سِتَّةُ دَنَانِيرَ، وَالدِّينَارُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ قِيرَاطًا، وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ (أُحُدٍ) ، وَمَنْ قرأ ثلثمائة (آية) ، قال الله تعالى لِمَلَائِكَتِهِ: يَا مَلَائِكَتِي نَصَبَ عَبْدِي، (أُشْهِدُكُمْ) يَا ملائكتي أني قد غَفَرْتُ (لَهُ) ، ومن بلغه عن الله (عز وجل) فَضِيلَةٌ، فَعَمِلَ بِهَا إِيمَانًا وَرَجَاءَ ثوابه، أعطاه (الله) ذَلِكَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ (ذَلِكَ كَذَلِكَ) .(14/310)
3475 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، عَنْ (عَوْفِ) بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ (تعالى) ، كتب (الله) (تعالى) لَهُ بِهِ حَسَنَةً، لَا أَقُولُ: الم حَرْفٌ، وَلَكِنِ الْحُرُوفَ مُقَطَّعَةٌ، الْأَلْفُ وَاللَّامُ وَالْمِيمُ.
[2] ورواه الْبَزَّارُ فَقَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، بِهِ.(14/312)
3476 -[1] حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حدثني صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ ... الْحَدِيثَ.
[2] وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ (بِهِ) .
(140) وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ حُرْمَةِ مَكَّةَ.(14/317)
3477 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُفْيَانُ - هو ابن وَكِيعٍ - ثنا أَبِي، عَنْ عبيد اللَّهِ ابن أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: / (اعْمَلُوا بِالْقُرْآنِ) ، أَحِلُّوا حَلَالَهُ وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ، وَاقْتَدَوْا بِهِ، وَلَا تَكْفُرُوا بِشَيْءٍ مِنْهُ، وَمَا تَشَابَهَ (عَلَيْكُمْ فَرَدُّوهُ إِلَى اللَّهِ (عَزَّ وَجَلَّ) ، وَإِلَى أُولِي الْعِلْمِ مِنْ بَعْدِي كَيْمَا يُخْبِرُوكُمْ، وَآمِنُوا بِالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، وَلَا تَرُدُّوا مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ، وَلْيَسَعُكُمُ الْقُرْآنُ وَمَا فِيهِ مِنَ الْبَيَانِ، فَإِنَّهُ شَافِعٌ (يشفع) ، و (ما حل) مُصَدِّقٌ وَإِنَّ بِكُلِّ آيَةٍ مِنْهُ نور يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ مِنَ الذِّكْرِ الْأَوَّلِ، وَأُعْطِيتُ طه (وَالطَّوَاسِينَ) مِنْ أَلْوَاحِ مُوسَى، وَأُعْطِيتُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَأُعْطِيتُ الْمُفَصَّلَ نَافِلَةً ".(14/319)
3478 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ (بُرَيْدَةَ) ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ، كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ، يَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ لَهُ: مَا أَعْرِفُكَ، فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ، الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ، وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ (مِنْ وَرَاءِ) تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تاجر، قَالَ: فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ. وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ (تَاجُ الْوَقَارِ) وَيُكْسَى (وَالِدَاهُ) (حُلَّتَيْنِ) لَا يَقُومُ لَهُمَا
[ص:325] أَهْلُ الدُّنْيَا، فَيَقُولَانِ: (بِمَ) كسبنا هَذَا؟ فَيُقَالُ: (بِأَخْذِ) وَلَدِكُمَا (الْقُرْآنَ) ثُمَّ (يُقَالُ) : اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي (درجة) الْجَنَّةِ، وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ (كَانَ) يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلًا.
هَذَا إِسْنَادٌ (حَسَنٌ)
، رَوَى ابْنُ مَاجَهْ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى قَوْلِهِ أَسْهَرْتُ لَيْلَكَ.
حسن.(14/324)
3479 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو هَمَّامٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ سَلَمَةَ ابن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ الْكِتَابُ الْأَوَّلُ يَنْزِلُ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ مِنْ سَبْعَةِ أَبْوَابٍ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، زَاجِرٍ، وَآمِرٍ وَحَلَالٍ وَحَرَامٍ، وَمُحْكَمٍ وَمُتَشَابِهٍ، وَأَمْثَالٍ، فَآمِنُوا بِحَلَالِهِ وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ، وَافْعَلُوا مَا أُمِرْتُمْ، بِهِ، وَانْتَهُوا عَمَّا نُهِيتُمْ عَنْهُ، وَاعْتَبِرُوا بِأَمْثَالِهِ، وَاعْمَلُوا بِمُحْكَمِهِ، وَآمِنُوا بمتشابه، وقولوا آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا.(14/331)
3479 -[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالِ، حدثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ (لِكُلِّ حَرْفٍ) مِنْهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ.
وَقَالَ: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الْهَجَرِيِّ إِلَّا ابْنُ عَجْلَانَ ولا رواه هَكَذَا إِلَّا الْهَجَرِيُّ [ص:335].
3479 -[3] وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ، ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ، بِهِ.(14/334)
3480 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا هَوْذَةُ، ثنا عَوْفٌ، قَالَ: (بَلَغَنِي) أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ: أُذَكِّرُ اللَّهَ تعالى رَجُلًا سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، كُلُّهُنَّ شَافٍ كَافٍ لَمَا قَامَ، (فَقَامُوا) ، حَتَّى لَمْ يُحْصَوْا، فَشَهِدُوا بِذَلِكَ، فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه: وَأَنَا أَشْهَدُ مَعَكُمْ ثَلَاثًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ.
[2] وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُوسَى، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ يَوْمًا - وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ -: أُذَكِّرَ اللَّهَ (عز وجل) رَجُلًا، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ.(14/338)
3481 - وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: خَرَجَ (عَلَيْنَا) رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ / (نقترئ) الْقُرْآنَ، يُقْرِئُ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : الْحَمْدُ لِلَّهِ: كِتَابُ اللَّهِ (وَاحِدٌ) ، فِيكُمُ (الْأَخْيَارُ) وَالْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ اقرؤوا (الْقُرْآنَ) ، قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمٌ يقرأونه، يُقِيمُونَ حُرُوفَ الْقُرْآنِ كَمَا يُقَامُ السهم، لَا يَتَجَاوَزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَتَعَجَّلُونَ ثَوَابَهُ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ.(14/346)
(1 - بَابُ مَتَى نَزَلَ الْقُرْآنُ)(14/350)
3482 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، (ثنا أَبِي) ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي المليح، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله (عنهما) ، قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ تعالى صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَأَنْزَلَ الزَّبُورَ عَلَى دَاوُدَ لثنتي عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ.
قُلْتُ: هَذَا مَقْلُوبٌ وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ وَاثِلَةَ رَضِيَ الله عَنْه.(14/350)
(2 - بَابُ كِتَابَةِ الْمُصْحَفِ)(14/353)
3483 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الرزاق، ثنا أَبُو وَائِلٍ الْقَاصُّ الْمُرَادِيُّ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ هَانِئَ الْبَرْبَرِيَّ. مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ (رَضِيَ الله عَنْه) ، يَقُولُ: لَمَّا كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ شَكُّوا فِي ثَلَاثِ آيَاتٍ، فَكَتَبُوهَا فِي كَتِفِ شَاةٍ، (وَأَرْسَلُونِي) إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله (عنهما) ، (فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمَا، فَنَاوَلْتُهَا إلى) أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَرَأَهَا، فَوَجَدَ فِيهَا: لَا تَبْدِيلَ للْخَلْقِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ، (فَمَحَا بِيَدِهِ رَضِيَ الله عَنْه (أَحَدَ) اللَّامَيْنِ [ص:354]،
(وَكَتَبَهَا) ، (لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ) ، (قَالَ) : وَوَجَدَ (رَضِيَ الله عَنْه) (فِيهَا) : انْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ (يتسن) ، فمحى النُّونَ وَكَتَبَهَا لَمْ يَتَسَنَّهْ وَقَرَأَ (رَضِيَ الله عَنْه) منها: فأمهل الكافرين، فمحى الْأَلِفَ وَكَتَبَهَا (فَمَهِّلِ) ، قَالَ (رَضِيَ الله عَنْه) وَلَا (أَعْلَمُهُ) إِلَّا قَالَ فِيهَا، فَنَظَرَ فِيهَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه، ثُمَّ انْطَلَقْتُ بِهَا إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، فَأَثْبَتُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ كَذَلِكَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.(14/353)
(3 - بَابُ جَمْعِ النَّاسَ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ)(14/356)
3484 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: الْحَرْفُ الْأَوَّلُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله (عنهما) (مَا) الْحَرْفُ الْأَوَّلُ؟ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، بَعَثَ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه مُعَلِّمًا إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَحَفِظُوا قِرَاءَتِهِ، فَغَيَّرَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه الْقِرَاءَةَ، فَهُمْ يَدْعُونَهُ الْحَرْفَ الْأَوَّلَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما: إِنَّهُ لَآخِرُ حَرْفٍ عَرَضَ، بِهِ إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جبريل عليه الصلاة والسلام.(14/356)
(4 - بَابُ الْقِرَاءَةِ بِالْأَلْحَانِ)(14/358)
3485 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَسَلٍ، (عَنِ) ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ (بِالْقُرْآنِ) فَلَيْسَ مِنَّا ".
[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ، ثنا مَعْقِلُ بْنُ مَالِكٍ، ثنا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى عَنْ أَيُّوبَ وَعَسَلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ بِهَذَا [ص:359].
3485 -[3] وقَالَ: حَدَّثَنَا (عبد اللَّهِ) السَّدُوسِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَسَلْ بِهِ، قال الْبَزَّارُ: مَا رَوَى شُعْبَةُ عَنْ عَسَلٍ إِلَّا هَذَا، وَلَا رَوَاهُ، عَنْ شُعْبَةَ إِلَّا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ.
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة:في هامش المطبوع:
زاد في (ك) :
[قُلْتُ: اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ اخْتِلَافًا كَثِيرًا بَيَّنَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي مُسْنَدِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ الْعِلَلِ] ...(14/358)
3486 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ، (ثنا) حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ أَبَا مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه، كَانَ يَقْرَأُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، وَنِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَمِعْنَ، (فَقِيلَ) لَهُ، فَقَالَ: لَوْ عَلِمْتُ لَحَبَّرْتُهُ تَحْبِيرًا، ولشوقته تَشْوِيقًا.
صَحِيحٌ.
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة:في هامش المطبوع:
زاد في (ك) :
وَأَصْلُهُ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِهِ بِدُونِ [قَالَ: سَمِعْتُ مِنْهُنَّ عَائِشَةَ] وفِي رِوَايَةٍ عَنْ أَبِي مُوسَى، (سعد)(14/368)
3487 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَيْفٍ، ثنا (عون) بْنُ عَمْرٍو، ثنا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقرؤوا الْقُرْآنَ بِالْحُزْنِ، فَإِنَّهُ نَزَلَ بِالْحُزْنِ.
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة:في هامش المطبوع:
زاد في (ك) :
[قُلْتُ: [2] أَخْرَجَهُ الْآجُرِّيُّ فِي كِتَابِ أَخْلَاقِ القراء عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَيْفِ بْنِ عَطَاءٍ، أنا عون بْنُ عَمْرٍو بِهِ
[3] وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ الْبَغَوِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، أنا عون بْنُ عَمْرٍو أَخُو رباح بْنِ عَمْرٍو الْفَقِيهِ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ عَوْنٌ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ
وانظر الأوسط (3 /427) ، وأخلاق حملة القرآن (80) .. (سعد) ](14/369)
(5 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَلَامِ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ)
(141) تَقَدَّمَ فِيهِ حَدِيثٌ فِي بَابِ الزَّجْرِ عَنْ كِتْمَانِ الْعِلْمِ.(14/371)
(6 - بَابُ فَضْلِ القرّاء)(14/372)
3488 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا حَفْصُ أَبُو (عُمَرَ) الْقَارِئُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، (عن أبيه) ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، فَسَمِعَ ضَجَّتَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ يقرؤون الْقُرْآنَ، فَقَالَ: طُوبَى لِهَؤُلَاءِ، هَؤُلَاءِ (كَانُوا) أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(14/372)
3489 - وقال إِسْحَاقُ: أخبرنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (قَالَ) : مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ، وَمَاتَ فِي الْجَمَاعَةِ، بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ السَّفَرَةِ وَالْبَرَرَةِ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَهُوَ ينفلت مِنْهُ، آتَاهُ اللَّهُ (تعالى) أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ، وَمَنْ كان حَرِيصًا عَلَيْهِ، وَلَا يَسْتَطِيعُهُ وَلَا يَدَعُهُ، بَعَثَهُ اللَّهُ تعالى مَعَ أشراف أَهْلِهِ، وَفُضِّلُوا عَلَى الْخَلَائِقِ كَمَا فُضِّلَتِ النُّسُورُ عَلَى سَائِرِ (الطيور) ، وَكَمَا فُضِّلَتْ
[ص:375] عَيْنٌ فِي مَرْجَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الَّذِينَ (كَانُوا) لَا تُلْهِيهِمْ رِعَايَةُ / الْأَنْعَامِ، عن تِلَاوَةِ كِتَابِي فَيَقُومُونَ (فَيَلْبِسُ) (أَحَدُهُمْ تَاجَ الْكَرَامَةِ) ، وَيُعْطَى الْيُمْنَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِيَسَارِهِ، ثُمَّ يُكْسَى أَبَوَاهُ إِنْ كَانَا مُسْلِمَيْنِ حُلَّةً خير (من الدنيا و) ما فِيهَا، فَيَقُولَانِ: أَنَّى لَنَا هَذَا، وَمَا بَلَغَتْ أَعْمَالُنَا، فَيُقَالُ: إِنَّ وَلَدَكُمَا كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ.
هَذَا إِسْنَادٌ مُتَّصِلٌ لَكِنْ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.(14/374)
3490 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُثْمَانُ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ ... الْحَدِيثَ.(14/379)
3491 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَتَمَثَّلُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ قَدْ كَانَ حَمَلَهُ، فَيَتَمَثَّلُ خَصْمًا دُونَهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَمَّلْتَهُ إِيَّايَ فَشَرَّ حَامِلٍ، تَعَدَّى حُدُودِي وَضَيَّعَ فَرَائِضِي، (وَرَكِبَ) مَعْصِيَتِي، وَتَرَكَ طَاعَتِي، فَمَا يَزَالُ يَقْذِفُ عَلَيْهِ بِالْحُجَجِ حَتَّى يُقَالَ: فَشَأْنُكَ بِهِ، فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ، مَا يُرْسِلُهُ حَتَّى يَكُبَّهُ عَلَى صَخْرَةٍ فِي النَّارِ، وَيُؤْتَى بِالْعَبْدِ الصَّالِحِ، قَدْ كَانَ حَمَلَهُ (فَحَفِظَ) أَمْرَهُ، فَيَتَمَثَّلُ خَصْمًا دُونَهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَمَّلْتَهُ إِيَّايَ فَكَانَ خَيْرَ حَامِلٍ، حَفِظَ حُدُودِي وَعَمِلَ بِفَرَائِضِي، وَاجْتَنَبَ مَعْصِيَتِي، وَعَمِلَ بِطَاعَتِي، وَمَا يَزَالُ يَقْذِفُ لَهُ بِالْحُجَجِ، حَتَّى يُقَالَ: شَأْنُكَ بِهِ، فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ، فَمَا يُرْسِلُهُ حَتَّى يَكْسُوَهُ حُلَّةَ الْإِسْتَبْرَقِ، وَيَعْقِدَ عَلَيْهِ تَاجَ الْمُلْكِ، وَيَسْقِيَهُ كَأْسَ الْخَمْرِ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.(14/382)
3492 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ النعمان بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِلَّهِ (تبارك وتعالى) أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ".(14/384)
3493 - حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ رَضِيَ الله عَنْه (قَالَ: إِنَّ) النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مِنْ تَعْظِيمِ اللَّهِ (تعالى) ، إكرام ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ (وَالْإِمَامِ العادل) .(14/386)
3494 - حدثنا أَحْمَدُ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ قال: إِنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنْ مَغْنَمٍ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أُوقِيَّةً مِنْ ذَهَبٍ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَدْعُوَ لَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ عَادَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ عَادَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، (وَقَالَ) : مَا غَنِمَ فُلَانٌ (أَفْضَلَ) مِمَّا غَنِمْتَ، تَعَلَّمْ خَمْسَ آيَاتٍ.
3491 -[2] وقال أبو يعلى: حدثنا أبو خيثمة، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن (ابن) إسحاق، به.(14/391)
3495 -[1] وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ (رَضِيَ الله عَنْه) قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا: أَبْشِرُوا أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إلا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ طَرْفُهُ بِيَدِ اللَّهِ تعالى، وطرفه بِأَيْدِيكُمْ، فَتَمَسَّكُوا بِهِ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا، وَلَنْ تَهْلِكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا.
[2] وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، به.(14/393)
3496 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو النضر، ثنا (ليث) ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى أَصَحَابِهِ (رَضِيَ الله عَنْهم) وَهُمْ جُلُوسٌ يَنْتَظِرُونَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ وَقَفَ عَلَيْهِمْ فَجَلَسَ، فَقَالَ: ألستم تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَتَشْهَدُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَتَشْهَدُونَ أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ (عز وجل) ؟ قَالُوا: بَلَى نَشْهَدُ عَلَى هَذَا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبْشِرُوا فَإِنَّ هَذَا (القرآن) سَبَبٌ مِنَ اللَّهِ تعالى، طرفه بِيَدِ الله (تعالى) ، وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به، (لا) تَضِلُّوا وَلَا تَهْلِكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا.(14/395)
3497 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عِيسَى - هُوَ ابْنُ الْمُخْتَارِ - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ) أَرَأَيْتَ رَجُلًا قَرَأَ أَوَّلَ اللَّيْلِ، ثُمَّ سَرَقَ آخِرَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا قَرَأَ أَوَّلَ اللَّيْلِ حجرة آخِرَهُ عَنْ أَنْ يَسْرِقَ.(14/396)
3498 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْقُرْآنُ غِنًى لَا فَقْرَ بَعْدَهُ، وَلَا غِنًى دُونَهُ ".(14/398)
3499 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَحْسَنِ (شَارَةٍ) ، وَأَحْسَنِ هَيْئَةٍ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَدْ أَعْطَيْتَ كُلَّ عَامَلٍ أَجْرَ عَمَلِهِ، فَأَيْنَ أَجْرُ عَمَلِي؟ قَالَ: فَيُكْسَى صَاحِبُ الْقُرْآنِ حُلَّةَ / وَيُتَوَّجُ تَاجَ الْمُلْكِ، قال: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَدْ كُنْتُ أَرْغَبُ لَهُ بما هُوَ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا، قَالَ: فَيُعْطَى الْخُلْدَ بِيَمِينِهِ، وَالنَّعِيمَ بِشِمَالِهِ، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: أَرَضِيتَ، فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ.
مُرْسَلٌ صَحِيحٌ) .(14/401)
3500 - حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المقري: ثنا دَاوُدُ أَبُو بَحْرٍ، عَنْ صِهْرٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ مُسْلِمُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصمت رَضِيَ الله عَنْه: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَجْهَرْ بِقِرَاءَتِهِ، فَإِنَّهُ يطير بِجَهْرِ قِرَاءَتِهِ الشَّيْطَانَ وَفُسَّاقَ الْجِنِّ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ فِي الْهَوَاءِ وَسُكَّانَ الدَّارِ يَسْتَمِعُونَ لِقِرَاءَتِهِ وَيُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ، فَإِذَا مَضَتْ هَذِهِ اللَّيْلَةُ (و) أقبلت الْمَلَائِكَةُ الْمُسْتَأْنَفَةُ فَتَقُولُ: نَبِّهِيهِ لِسَاعَتِهِ، وَكُونِي عَلَيْهِ خَفِيفَةً، فَإِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ (جَاءَ) الْقُرْآنُ، فَوَقَفَ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَهُمْ يُغَسِّلُونَهُ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهُ دَخَلَ حَتَّى صَارَ بَيْنَ صَدْرِهِ وَكَفَنِهِ، فَإِذَا وُضِعَ فِي حُفْرَتِهِ، وَجَاءَهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ خَرَجَ الْقُرْآنُ حَتَّى صَارَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا، فَيَقُولَانِ لَهُ: إِلَيْكَ عَنَّا، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَسْأَلَهُ، فَيَقُولُ، وَاللَّهِ مَا أَنَا بِمُفَارِقِهِ.
[ص:403] قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَفِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَمَّادٍ إِلَيَّ هَذَا الْحَرْفُ: حَتَّى أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ فإن كُنْتُمَا أُمِرْتُمَا فِيهِ بِشَيْءٍ فَشَأْنُكُمَا به، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ، فَيَقُولُ: أَنَا الْقُرْآنُ الَّذِي كُنْتُ أُسْهِرُ لَيْلَكَ، وأظمئ نَهَارَكَ، وَأَمْنَعُكَ (شَهْوَتَكَ) وَسَمْعَكَ وَبَصَرَكَ، فَتَجُدنِي مِنَ الْأَخِلَّاءِ خَلِيلَ صِدْقٍ، وَمِنَ الْإِخْوَانِ أَخَا صِدْقٍ، فَأَبْشِرْ، فَمَا عَلَيْكَ بَعْدَ مَسْأَلَةِ مِنْ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ مِنْ هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ، ثُمَّ يَخْرُجَانِ عَنْهُ، فَيَصْعَدُ الْقُرْآنُ إِلَى (رَبِّهِ) ، فَيَسْأَلُ لَهُ فِرَاشًا وَدِثَارًا (قَالَ) : فَيُؤْمَرُ لَهُ بِفِرَاشٍ وَدِثَارٍ، وَقِنْدِيلٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَيَاسَمِينَ مِنْ يَاسَمِينَ الْجَنَّةِ، فَيَحْمِلُهُ أَلْفُ مَلَكٍ مِنْ مُقَرَّبِي السَّمَاءِ (الدُّنْيَا) ، قَالَ: فَيَسْبِقُهُمْ إِلَيْهِ الْقُرْآنُ (فَيَقُولُ) : هَلِ اسْتَوْحَشْتَ بَعْدِي، فَإِنِّي لَمْ أَزَلْ بِرَبِّي الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ، حَتَّى آمُرَ لَكَ بِفِرَاشٍ وَدِثَارٍ وَنُورٍ مِنْ نُورِ الْجَنَّةِ، فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ فَيَحْمِلُونَهُ (وَيَفْرِشُونَ) ذَلِكَ الْفِرَاشَ (تَحْتَهُ) ، وَيَضَعُونَ الدِّثَارَ تَحْتَ قَلْبِهِ، وَالْيَاسَمِينَ عِنْدَ صَدْرِهِ ثُمَّ يَحْمِلُونَهُ حَتَّى يَضَعُونَهُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ يَصْعَدُونَ عنه، فَيَسْتَلْقِيَ عَلَيْهِ، فَلَا يَزَالُ يَنْظُرُ إِلَى الْمَلَائِكَةِ حَتَّى يَلْحَقُوا
[ص:404] فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ يُرْفَعُ الْقُرْآنُ فِي نَاحِيَةِ الْقَبْرِ فَيُوَسَّعُ عَلَيْهِ مَا شَاءَ أَنْ يُوَسِّعَ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ فِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَمَّادٍ إِلَيَّ، فَيُوسَعُ مَسِيرَةُ أَرْبَعمِائَةِ عَامٍ ثُمَّ يُحْمَلُ الْيَاسَمِينُ مِنْ عِنْدِ صَدْرِهِ فَيَجْعَلُهُ عِنْدَ أَنْفِهِ، فَيَشُمَّهُ غَضًّا إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ فِي كُلِّ يومين مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، فَيَأْتِيهِ بِخَبَرِهِمْ، فَيَدْعُو لَهُمْ بِالْخَيْرِ وَالْإِقْبَالِ فَإِنْ تَعَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ الْقُرْآنَ بَشَّرَهُ بِذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ عَقِبُهُ عقيب سُوءٍ أَتَى الدَّارَ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً فَبَكَى عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، أَوْ كَمَا قَالَ.(14/402)
(7 - بَابُ عِقَابِ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ أَوْ لَمْ يَعْمَلْ بِهِ أَوْ رآئى بِهِ وَالنَّهْيِ عَنِ الجدل فِيهِ)(14/406)
3501 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عمر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهم، (قَالَا) : خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وفيه: وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ مُتَعَمِّدًا، لَقِيَ اللَّهَ عز وجل مَجْذُومًا مغلولا، وَسَلَّطَ اللَّهُ تعالى عَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ حَيَّةً تَنْهَشُهُ فِي النَّارِ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ وَآثَرَ عَلَيْهِ حُطَامَ
[ص:407] الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا اسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللَّهِ (تعالى) ، وَكَانَ فِي دَرَجَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ نَبَذُوا كِتَابَ اللَّهِ (عز وجل) وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، أَوْ يُرِيدُ بِهِ الدُّنْيَا، لَقِيَ اللَّهَ (تعالى) وَوَجْهُهُ عَظْمٌ لَيْسَ عَلَيْهِ لَحْمٌ، وَدَعَّ الْقُرْآنُ فِي قَفَاهُ، حَتَّى يَقْذِفَهُ فِي النَّارِ، فَيَهْوِي فِيهَا مَعَ مَنْ هَوَى. وَمَنْ قَرَأَهُ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، حَشَرَهُ اللَّهُ تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، فَيَقُولُ له: (رَبِّ) لَمْ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا؟ فَيَقُولُ رَبُّكَ: كَذَلِكَ أَتَتْكَ (آياتي) فَنَسِيتَهَا، وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ. وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ (تعالى) ، وتفقها في دين الله (عز وجل) كان لَهُ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلُ جَمِيعِ مَا أَعْطَى اللَّهُ تعالى الْمَلَائِكَةَ وَالْأَنْبِيَاءَ وَالرُّسُلَ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، وَيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَيَطْلُبَ بِهِ الدُّنْيَا (بَدَّدَ) اللَّهُ
[ص:408] تعالى عِظَامَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا، وَلَا يَبْقَى مِنْهَا (شيء) مِنْ أَنْوَاعِ الْعَذَابِ إِلَّا عُذِّبَ بِهِ، لِشِدَّةِ عذاب الله تعالى وَسَخَطِهِ عَلَيْهِ.(14/406)
3502 - وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حدثنا زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، ثنا خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ يَقُولُ: كُنَّا نَعُدُّ مِنْ أَعْظَمِ الذُّنُوبِ أَنْ يَتَعَلَّمَ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَنَامُ عَنْهُ، (حَتَّى يَنْسَاهُ) .(14/409)
3503 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ، (ثنا) زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِي كِنَانَةَ / قَالَ: إِنَّ أَبَا مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه، جَمَعَ الَّذِينَ قرأوا الْقُرْآنَ، فَإِذَا هُمْ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِمِائَةٍ، فَعَظَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ كَائِنٌ لَكُمْ أَجْرًا، وَكَائِنٌ لَكُمْ ذخرا، وَكَائِنٌ عَلَيْكُمْ وِزْرًا، فَاتَّبِعُوا الْقُرْآنَ، وَلَا يَتَّبِعْكُمُ الْقُرْآنُ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ الْقُرْآنَ هَبَطَ بِهِ عَلَى رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمَنِ اتَّبَعَهُ الْقُرْآنُ زخ في قفاه فقذفه فِي النَّارِ.(14/411)
3504 - (وثنا) يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، (حدثنا) الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي كَنَفٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ الْقَارِئُ سَمِينًا.
قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَرَى الْقَارِئَ سَمِينًا نَسِيًّا لِلْقُرْآنِ.(14/413)
3505 - حدثنا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: لَا تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُوقِعُ الشَّكَّ فِي قُلُوبِكُمْ.(14/414)
3506 - وقال الطيالسي: حدثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تُجَادِلُوا فِي الْقُرْآنِ، فَإِنَّ جِدَالًا فِيهِ كُفْرٌ.(14/415)
(8 - بَابُ مَنْ كَرِهَ تَعْلِيمَ الصَّبِيِّ الْقُرْآنَ حَتَّى (يُمَيِّزَ))(14/416)
3507 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ - وهو النَّخَعِيُّ - قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَهُمُ الْقُرْآنَ حَتَّى يَعْقِلُوا.(14/416)
(9 - بَابُ الْأَمْرِ بِإِعْرَابِ الْقُرْآنِ)(14/417)
3508 -[1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْرِبُوا الْقُرْآنَ وَالْتَمِسُوا غَرَائِبَهُ. شَكَّ أَبُو مُعَاوِيَةَ.
[2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ جَدِّهِ، به وَلَمْ يَشُكَّ.(14/417)
(10 - بَابُ فِي كَمْ يُقْرَأُ الْقُرْآنُ)(14/419)
3509 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَزِيدُ، ثنا هِشَامٌ، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه كَانَ لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ.(14/419)
3510 - حدثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ (رَضِيَ الله عَنْه) يَخْتِمُ الْقُرْآنَ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَكَانَ يَخْتِمُ فِي رَمَضَانَ فِي ثَلَاثٍ.(14/421)
3511 - وَقَالَ ابن أَبِي عُمَرَ: حدثنا الْمُقْرِئُ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ، وَقَلَّمَا كَانَ يَأْخُذُ مِنْهُ بِالنَّهَارِ.(14/423)
(39 - كِتَابُ التَّفْسِيرِ)(14/425)
3512 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: أَيُّ سَمَاءِ تُظِلُّنِي، وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي، إِذَا قُلْتُ فِي كِتَابِ (اللَّهِ) مَا لَا أَدْرِي، أَوْ مَا لَمْ أَسْمَعْ.(14/425)
3513 - قال أَبُو يَعْلَى: ثنا إِسْحَاقُ، ثنا مَعْنٌ عَنْ فُلَانِ ابن مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يُفَسِّرُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا آيًا بِعَدَدِ عَلَّمَهُنَّ إِيَّاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ.(14/427)
3514 - حَدَّثَنَا (أَبُو مُوسَى) ، ثنا عَمْرُو بْنُ (عاصم) ، ثنا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبٍ رَضِيَ الله عَنْه، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، أَوْ سَمِعَهُ مِنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ: إِنَّ فِي أُمَّتِي قَوْمًا يقرؤون الْقُرْآنَ (يَنْثُرُونَهُ نَثْرَ الدَّقَلِ) يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ.(14/428)
(1 - باب سُورَة الْفَاتِحَةِ)(14/429)
3515 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا أَبُو زُبَيْدٍ وَاسْمُهُ عَبْثَرٌ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ إِنَّهُ سُئِلَ عَنْ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وقال حَدَّثَنَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَرَدَّدَهَا سَاعَةً حِينَ ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: إِنَّهَا أُنْزِلَتْ مِنْ كَنْزٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ.(14/429)
3516 - قال مُسَدَّدٌ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ، أنا يُونُسُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: السَّبْعُ الْمَثَانِي، فَاتِحَةُ الْكِتَابِ.
3517 - قَالَ يُونُسُ: وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ ذَلِكَ أَيْضًا.(14/431)
3518 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أنا مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ مَوْلَى عَامِرِ (ابن كُرَيْزٍ) أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، فَالْتَفَتْ إِلَيْهِ، فَلَمَّا صَلَّى لَحِقِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ (فَقَالَ) : أَرْجُو ألا تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى تَعْلَمَ سُورَةً مَا أَنْزَلَ اللَّهُ (تعالى) فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ مِثْلَهَا (قَالَ) : فَجَعَلْتُ أُبْطِئُ فِي الْمَشْيِ رَجَاءَ أَنْ يَذْكُرَ ذَلِكَ فَقُلْتُ: الَّذِي وَعَدْتَنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا تَقْرَأُ إِذَا اسْتَفْتَحْتَ الصَّلَاةَ فَقُلْتُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) } حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى آخِرُ السُّورَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ / الَّذِي أُعْطِيتُ.
[ص:433] هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
ولكن اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى الْعَلَاءِ، فَرَوَاهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ.
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [ص:434].
3518 -[2] وَرَوَاهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عن رسول الله عنه قال، فذكره.
أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ.(14/432)
3519 - وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ (رَضِيَ الله عَنْه) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله (عنه) يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (:) " فَاتِحَةُ الْكِتَابِ تَعْدِلُ (بِثُلُثَيِ) الْقُرْآنِ ".
قُلْتُ: أَبَانُ هُوَ الرَّقَاشِيُّ: مَتْرُوكٌ.(14/443)
(2 - سُورَة الْبَقَرَةِ)(14/444)
3520 - قَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حدثنا هَاشِمٌ - هُوَ ابْنُ الْقَاسِمِ - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ /: مَنْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ فِي لَيْلَةٍ تُوِّجَ بِهَا تَاجًا فِي الْجَنَّةِ.(14/444)
3521 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ دَاوُدَ ابن أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: نَزَلَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، بِالرَّوْحَاءِ، فَرَأَى أناسا يَبْتَدِرُونَ أَحْجَارًا، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: يَقُولُونَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى هَذِهِ الْأَحْجَارِ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا رَاكِبًا مَرَّ بِوَادٍ! فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى ثُمَّ حَدَّثَ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ (أَغْشَى) الْيَهُودَ يَوْمَ دِرَاسَتِهِمْ، فَقَالُوا: مَا مِنْ أَصْحَابِكَ أَحَدٌ أَكْرَمُ عَلَيْنَا مِنْكَ، لِأَنَّكَ تَأْتِينَا، قُلْتُ: ما ذَاكَ إِلَّا أَنِّي أَعْجَبُ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ (تعالى) يُصَدِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، كَيْفَ تُصَدِّقُ التَّوْرَاةُ الْفُرْقَانَ، وَالْفُرْقَانُ التَّوْرَاةَ، فَمَرَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، وَأَنَا أُكَلِّمُهُمْ، فَقُلْتُ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ، وَمَا تقرأون مِنْ كِتَابِهِ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ،
[ص:447] فَقُلْتُ: هَلَكْتُمْ وَاللَّهِ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ لَا تَتَّبِعُونَهُ، فَقَالُوا: لَمْ نَهْلِكْ وَلَكِنْ سَأَلْنَاهُ مَنْ يَأْتِيهِ بِنُبُوَّتِهِ؟ فَقَالَ: عَدُوُّنَا جِبْرِيلُ لِأَنَّهُ (عليه الصلاة والسلام) يَنْزِلُ (بِالشِّدَّةِ وَالْغِلْظَةِ) وَالْحَرْبِ وَالْهَلَاكِ وَنَحْوِ هَذَا، فَقُلْتُ: فمن سِلْمُكُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقَالُوا: مِيكَائِيلُ (يَنْزِلُ) بِالْقَطْرِ وَالرَّحْمَةِ، وَكَذَا. . قُلْتُ: وَكَيْفَ مَنْزِلَتُهُمَا مِنْ رَبِّهِمَا؟ (فَقَالُوا) : أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرُ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ، قُلْتُ: فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِجِبْرِيلَ أَنْ يُعَادِيَ مِيكَائِيلَ، وَلَا يَحِلُّ لِمِيكَائِيلَ أَنْ يُسَالِمَ عَدُوَّ جِبْرِيلَ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُمَا وَرَبَّهُمَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمُوا وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبُوا، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَهُ، فَلَمَّا لَقِيتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (قَالَ) : أَلَا أُخْبِرُكَ بِآيَاتٍ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَرَأَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {قل مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فإنه نزّله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين [ص:448] (97) } .
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا قُمْتُ مِنْ عندك إِلَّا إِلَيْكَ لِأُخْبِرَكَ بِمَا قَالُوا لِي، وَقُلْتُ لَهُمْ، فَوَجَدْتُ اللَّهَ (تعالى) قَدْ سَبَقَنِي.
قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: فَلَقَدْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَشَدُّ فِي اللَّهِ مِنَ الْحَجَرِ.
هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.(14/446)
3522 - أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: (سَمِعْتُ) عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه، يُخْبِرُ الْقَوْمَ: أَنَّ هَذِهِ الزَّهْرَةَ تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ الزَّهْرَةَ، وَتُسَمِّيهَا الْعَجَمُ (أَنَاهِيدَ) ، فَكَانَ الْمَلَكَانِ يَحْكُمَانِ بَيْنَ النَّاسِ، فَأَتَتْهُمَا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عن غَيْرِ عِلْمِ صَاحِبِهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: يَا أَخِي إِنَّ فِي نَفْسِي بَعْضَ الْأَمْرِ، أُرِيدُ أَن أَذْكُرَهُ لَكَ، قَالَ: اذْكُرْهُ يَا أَخِي، لَعَلَّ الَّذِي فِي نَفْسِي مِثْلُ الَّذِي فِي نَفْسِكَ، فَاتَّفَقَا عَلَى أَمْرٍ فِي ذَلِكَ، فَقَالَتْ لَهُمَا: لَا حَتَّى تُخْبِرَانِي بِمَا تَصْعَدَانِ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ، وما تَهْبِطَانِ بِهِ إِلَى الْأَرْضِ، قَالَا: بسم اللَّهِ الْأَعْظَمِ نَهْبِطُ، وَبِهِ نَصْعَدُ، فَقَالَتْ: مَا أَنَا بمواتيتكما الَّذِي تُرِيدَانِ حَتَّى تُعَلِّمَانِيهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: عَلِّمْهَا إِيَّاهُ (قال: كَيْفَ لَنَا بِشِدَّةِ عَذَابِ اللَّهِ، فَقَالَ الْآخَرُ: إِنَّا نَرْجُو سَعَةَ رَحْمَةِ اللَّهِ (عز وجل) ، (فعلماها) إِيَّاهُ،
[ص:452] فَتَكَلَّمَتْ بِهِ، فَطَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ، فَفَزِعَ مَلَكٌ لِصُعُودِهَا، فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ، فَلَمْ (يَجْلِسْ) بَعْدُ، وَمَسَخَهَا اللَّهُ تعالى، فَكَانَتْ كَوْكَبًا.(14/451)
3523 - أخبرنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيِّ ابن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَعَنَ اللَّهُ سُهَيْلًا، كَانَ عَشَّارًا بِالْيَمَنِ، فَمُسِخَ، وَلَعَنَ اللَّهُ الزَّهْرَةَ، فَإِنَّهَا فَتَنَتِ الْمَلَكَيْنِ.(14/458)
3524 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ الْأَخْنَسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، ثنا الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ} ، (فقال) : الْإِعْصَارُ، الرِّيحُ الشديد.(14/461)
3525 - وَبِهِ في قوله تعالى: {كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ} قَالَ: الصَّيِّبُ: الْمَطَرُ.(14/462)
3526 - وَبِهِ إلى ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، فِي قَوْلِهِ (تعالى) : {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} .
قَالَ: يُعْرَفُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِذَلِكَ، (لَا) يَسْتَطِيعُونَ الْقِيَامَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الْمُتَخَبِّطُ الْمُنْخَنِقُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا: {إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} وَكَذَبُوا عَلَى اللَّهِ (عز وجل) {وأحل اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} إِلَى قَوْلِهِ: فمن عَادَ فَأَكَلَ الرِّبَا، {فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)) {وَقَوْلُهُ) (عز وجل) : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} الْآيَةَ.
قَالَ: فَبَلَغَنَا وَاللَّهُ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنْ ثَقِيفٍ وَبَنِي الْمُغِيرَةِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ، (وكان) (بَنُو) الْمُغِيرَةِ يُرْبُونَ لِثَقِيفٍ، فَلَمَّا أَظْهَرَ اللَّهُ تعالى رَسُولَهُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَلَى مَكَّةَ،
[ص:464] وَوَضَعَ يَوْمَئِذٍ الرِّبَا كُلَّهُ وَكَانَ أَهْلُ الطَّائِفِ قَدْ صَالَحُوا عَلَى أَنَّ لَهُمْ رِبَاهُمْ، وَمَا كَانَ عَلَيْهِمْ مِنْ رِبًا فَهُوَ مَوْضُوعٌ، وَكَتَبَ (رَسُولُ) اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ صَحِيفَتِهِمْ، أَنَّ لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ، وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، أَنْ لَا يَأْكُلُوا الرِّبَا وَلَا يُؤْكُلوهُ فَأَتَى بَنُو عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ بني الْمُغِيرَةِ إِلَى عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَهُوَ عَلَى مَكَّةَ، (فقال) بَنُو الْمُغِيرَةِ مَا جُعِلْنَا (أَشْقَى) النَّاسِ بِالرِّبَا؟ وضع عَنِ النَّاسِ غَيْرِنَا، فَقَالَ بَنُو عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ: صُولِحْنَا عَلَى أَنَّ لَنَا (رِبَانَا) فَكَتَبَ عَتَّابُ بْنُ أُسَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْه ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [[فَعَرَفَ بَنُو عَمْرٍو الْإِيذَانَ لَهُمْ بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ يَقُولُ:]] (*) وَإنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ /، (لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ) : لَا تَظْلِمُونَ فَتَأْخُذُونَ أكثر، وَلَا تُظْلَمُونَ (فَتُبْخُسونَ) مِنْهُ، {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} أَنْ تَذْرُوهُ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ / تَصَّدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ} الْآيَةَ، فَذَكَرُوا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ مِنْ النِّسَاءِ نَزَلَتْ آخِرَ الْقُرْآنِ.
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ(14/463)
3527 - وَقَالَ ابن أَبِي عُمَرَ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا.
قَالَ يَزِيدُ: وَعَنِ الْفَضْلِ بن عَطِيَّةَ، قَالَ: تَاهُوا فِي اثْنَيْ عَشَرَ فَرْسَخًا، أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَجُعِلَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ حَجَرٌ (لَهُ) مِثْلُ رَأْسِ الثَّوْرِ، إِذَا نَزَلُوا انْفَجَرَ مِنْهُ (اثنتي) عَشْرَةَ عَيْنًا [ص:467].
3528 - قَالَ: وَعَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى (وَظَلَّلْنَا) (عليكم) الْغَمَامَ: قال: أَظَلَّتْ عَلَيْهِمْ فِي التِّيهِ.(14/466)
3529 - حدثنا سُفْيَانُ، (عَنْ) إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ رَجُلٍ عَنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يُطَلِّقُ، ثُمَّ يَقُولُ: لَعِبْتُ، وَيُعْتِقُ، ثُمَّ يَقُولُ: لَعِبْتُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} (الْآيَةَ) ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ طَلَّقَ أَوْ عتق، فَقَالَ: لَعِبْتُ، فَلَيْسَ قَوْلُهُ بشيء، يَقَعُ عَلَيْهِ، وَيَلْزَمُهُ.
قَالَ سُفْيَانُ: يَقُولُ: يَلْزَمُهُ الشَّيْءُ.(14/468)
3530 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه: أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِرُهَا.(14/471)
3531 - وَعَنْ يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْهُ كَانَ يَقْرَأُ: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} ، أَعْجَمَ الزَّايَ.(14/472)
3532 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عبد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدَةُ، ثنا النَّضْرُ بْنُ (عَرَبِيٍّ) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، في قوله (تبارك) وتعالى: {إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وانظر} قَالَ: لَمْ يَتَغَيَّرْ.(14/473)
3533 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْإِيمَانِ؟ (فَقَرَأَ) : {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} .
هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَهُ شَاهِدٌ.(14/474)
3534 - أخبرنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الرَّحَبِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ (رَضِيَ الله عَنْه) ، قَالَ: سُئِلَ الحسن بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهما، مَقْبَلَهُ مِنَ الشَّامِ عَنِ الْإِيمَانِ فَقَرَأَ: {لَيْسَ الْبِرَّ} الْآيَةَ.
(142) وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى فِي الْإِيمَانِ.(14/476)
3535 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ، فَيَذْكُرُ مُصِيبَتَهُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَيُحْدِثُ لَهَا اسْتِرْجَاعًا، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ تعالى مِنَ الْأَجْرِ عِنْدَ ذَلِكَ، مِثْلَ مَا أُعْطِيَ يَوْمَ أُصِيبَ.
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة:في هامش المطبوع:
زاد في (ك) :
[قُلْتُ: أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهَا بِهِ] (سعد)(14/477)
3536 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ قتادة، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ السَّلَفَ الْمَضْمُونَ إِلَى أَجَلٍ، قَدْ أَحَلَّهُ اللَّهُ (تعالى) وَأَذِنَ فِيهِ، قَالَ اللَّهُ (تعالى) جَلَّ ذَكَرَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} .(14/479)
3537 - وقال إِسْحَاقُ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه يَرَى أَنَّهَا الصُّبْحُ يَعْنِي (الصَّلَاةَ) الْوُسْطَى.(14/481)
3538 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: وَسَأَلْتُهُ - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى؟ قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : هِيَ الْعَصْرُ الَّتِي فُرِّطَ فِيهَا.(14/483)
3539 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَنَافِعُ (مَوْلَى ابن عمر) / (قالا) : إِنَّ عَمْرَو بْنَ رَافِعٍ مولى عمر رَضِيَ الله عَنْهما حَدَّثَهُمَا: أَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ فِي عَهْدِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (رَضِيَ الله عَنْهن) ، قَالَ: فَاسْتَكْتَبَتْنِي حَفْصَةُ رَضِيَ الله عَنْها مُصْحَفًا، وَقَالَتْ: إِذَا بَلَغَتْ هَذِهِ الْآيَةَ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَلَا تَكْتُبْهَا حَتَّى تأتني بِهَا، (فأملها) عَلَيْكَ كَمَا حَفِظْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا بَلَغْتُهَا جِئْتَهَا بِالْوَرَقَةِ الَّتِي أَكْتُبُهَا، فَقَالَتِ: (اكْتُبْ) : {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} ، وصلاة الْعَصْرِ: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [ص:500] (238) } .
حَدِيثُ أَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ الله عَنْه فِي تَفْسِيرِ الدَّرَجَةِ تَقَدَّمَ فِي بَابِ فَضْلِ الرَّمْيِ مِنْ كِتَابِ الْجِهَادِ.
وَحَدِيثُ عُبَادَةَ رَضِيَ الله عَنْه فِي قَوْلِهِ (تعالى) : {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} ، تَقَدَّمَ فِي إِمْضَاءِ الطَّلَاقِ مِنْ كِتَابِ النِّكَاحِ.(14/493)
3540 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ (خُصَيْفًا) يُحَدِّثُ عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: {فَلَا رَفَثَ} ، قَالَ: الرَّفَثُ: الْجِمَاعُ، {وَلَا فُسُوقَ} ، قَالَ: الْفُسُوقُ: الْمَعَاصِي، {وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} ، (قال) : الْجِدَالُ: الْمِرَاءُ.(14/501)
3541 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: أَقْبَلَ صُهَيْبٌ (رَضِيَ الله عَنْه) مُهَاجِرًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (فَأَتْبَعَهُ) نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، وَانْتَثَلَ مَا فِي كِنَانَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ: لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُمْ رَجُلًا، وَايْمُ اللَّهِ لَا تَصَلِونَ إِلَيَّ (حَتَّى) أَرْمِيَ كُلَّ سَهْمٍ مَعِي فِي كِنَانَتِي، ثُمَّ أَضْرِبَ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ فِي يَدِي (مِنْهُ) شَيْءٌ، ثُمَّ افْعَلُوا ما شئتم، وَإِنْ شِئْتُمْ دَلَلْتُكُمْ عَلَى مَالِي (دفينتي) (في مكة) ، وَخَلَّيْتُمْ سَبِيلِي، قَالُوا: نَعَمْ، نقبل، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ. قَالَ:
[ص:506] رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى، قَالَ: وَنَزَلَتْ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مرضات اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) } .
[2] رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي التَّفْسِيرِ.
حدثنا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، بِهِ.(14/505)
3542 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا مَقَامُ خَلِيلِ رَبِّنَا، أَفَلَا تتخذه مُصَلًّى، فَنَزَلَتْ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} .(14/508)
3543 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو هِشَامٍ، ثنا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ زَمْعَةَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما فِي قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ}(14/512)
قَالَ: ظُلَلٌ من السحاب، قد قطعن طَاقَاتٍ [ص:514].
3544 - حدثنا شَيْبَانُ، ثنا هَمَّامٌ، (عَنْ) قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما (قَالَ) : كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً، قَالَ: عَلَى الْإِسْلَامِ كُلُّهُمْ، وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: عَلَى الْكُفْرِ كُلُّهُمْ.(14/512)
3545 - حدثنا الْحَارِثُ بْنُ (سُرَيْجٍ) ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه. قَالَ: (أَثْفَرَ) رَجُلٌ امْرَأَتَهُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: (أَثْفَرَ) فُلَانٌ امْرَأَتَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} .(14/515)
(3 - باب فضل سورة البقرة)
3546 - قال إسحاق: أخبرنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: بينا أَنَا أُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ، إِذْ رَأَيْتُ مِثْلَ الْقَنَادِيلِ نُورًا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، فَلَمَّا أَنْ رَأَيْتُ ذَلِكَ، وَقَعْتُ سَاجِدًا، (فَذَكَرْتُ) ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَلَّا مَضَيْتَ يَا أَبَا عَتِيكٍ فَقَالَ: مَا اسْتَطَعْتُ إِذْ (رَأَيْتُ) أَنْ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ مَضَيْتَ لَرَأَيْتَ الْعَجَائِبَ تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِلُ (لِلْقُرْآنِ) .
3547 [ص:520] أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن أَبِي لَيْلَى، قَالَ: إِنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: بينما أَنَا أُصَلِّي قَائِمًا لَيْلَةً، وَقَدْ قَرَأْتُ الْبَقَرَةَ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ [ص:521].
3548 -[1] أخبرنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، ح.
[2] وأخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ.(14/518)
3549 - أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، (أنا) مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: بَيْنَمَا أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، يُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ، قَالَ أُسَيْدٌ رَضِيَ الله عَنْه: (فَغَشِيَتْنِي) مِثْلُ (السَّحَابَةِ) فِيهَا الْمَصَابِيحُ، وَامْرَأَتِي نَائِمَةٌ إِلَى جَنْبِي وَهَى حَامِلٌ، وَالْفَرَسُ مَرْبُوطٌ فِي الدَّارِ، فَخَشِيتُ أَنْ تنفر الْفَرَسُ، فَتَفْزَعُ الْمَرْأَةُ، فَتُلْقِي وَلَدَهَا، فَانْصَرَفْتُ مِنْ صَلَاتِي، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَصْبَحْتُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْرَأْ أُسَيْدُ، ذَلِكَ مَلَكٌ يَسْتَمِعُ الْقُرْآنَ.
قُلْتُ: رَوَاهُ البخاري تعليقا، ومسلم وَأَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه.
[ص:523] والنسائي
فِي
الْكُبْرَى مِنْ مُسْنَدِ أُسَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْه.(14/522)
3550 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: / حدثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْها، قالت: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَمَ سُورَةُ الْبَقَرَةِ.(14/525)
3551 - وحدثنا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا، وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلًا، لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ فِي بَيْتِهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا نَهَارًا لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى.(14/526)
3552 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عمرو (عَنْ) سَعْدٍ أَوْ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَحَدًا يَعْقِلُ يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الْآيَاتِ الْأَوَاخِرِ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ.(14/530)
(4 - بَابُ فَضْلِ آيَةِ الْكُرْسِيِّ)(14/534)
3553 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ثنا حَمَّادُ - هو ابن سَلَمَةَ - أنا مَعْبَدٌ أَخْبَرَنِي، فُلَانٌ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: جَلَسَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ (حَدِيثًا) مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ فِيهِ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَأَيُّمَا أُنْزِلَ اللَّهُ (عَلَيْكَ) أَعْظَمُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ حَتَّى (تختم) .
(145) وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، نَحْوَهُ فِي أَوَّلِ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ (عليهم الصلاة والسلام) وَفِيهِ صِفَةُ الْكُرْسِيِّ.(14/534)
3554 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه إِذَا دَخَلَ مَنْزِلَهُ، قَرَأَ فِي زَوَايَاهُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ.(14/535)
3555 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْضَلُ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَأَعْظَمُ آيَةٍ فِيهِ آيَةُ الْكُرْسِيِّ. وَإِنَّ الشَّيْطَانَ لِيَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي (تُقْرَأُ) فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ.
الْحَدِيثُ مُرْسَلٌ إِسْنَادُهُ إِلَى الْحَسَنِ صَحِيحٌ.(14/536)
(5 - سُورَة آلِ عِمْرَانَ)(14/539)
3556 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَ قِصَّةً عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، ثُمَّ قَالَ: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لِلَّذِي بِبَكَّةَ} ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِأَوَّلِ بَيْتٍ (كَانَ) ، وقد كَانَ نُوحُ عليه الصلاة والسلام قبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام فَكَانُوا فِي الْبُيُوتِ، (وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ فِي البيوت) ، وَلَكِنَّهُ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ، فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ، مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا [ص:540].
[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِهِ [ص:541].
(146) وَفِي بَابِ وَقْعَةِ أُحُدٍ مِنَ الْمَغَازِي حَدِيثٌ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} الْآيَاتِ كُلِّهَا.(14/539)
3557 - (وَقَالَ مُسَدَّدٌ) : حدثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} ، هُوَ قولك: ادْخُلْ وَأَنْتَ آمِنٌ.(14/542)
3558 - (وَقَالَ أَبُو بَكْرِ) : حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ الدُّنْيَا، حَتَّى نَزَلَ: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} .(14/543)
3559 - حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنْ دَاوُدَ - (هو) ابن أَبِي هِنْدٍ -، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ، عَنْ حُجَيْرِ بْنِ بَيَانَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ ذِي رَحِمٍ (يَأْتِي رَحِمَهُ) فَيَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلِ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى إِيَّاهُ، فَيَبْخَلُ عَلَيْهِ، إِلَّا أُخْرِجَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، شُجَاعٌ (يَتَلَمَّظُ) حَتَّى يُطَوِّقَهُ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} ، الْآيَةَ.(14/546)
3560 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} ، هُمُ الَّذِينَ هَاجَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ.(14/550)
3561 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا جَعْفَرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قال: كَانَ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ أَسْلَمَ ثُمَّ لَحِقَ بِقَوْمِهِ، وَكَفَرَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى هَذِهِ الْآيَةَ: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ
[ص:554] الرَّسُولَ
حَقٌّ
) {إِلَى آخِرِ) الْآيَةِ.
قَالَ: فَحَمَلَهُنَّ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَقَرَأَهُنَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ الْحَارِثُ: وَاللَّهِ إِنَّكَ مَا عَلِمْتُ لَصَدُوقٌ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَصْدَقُ مِنْكَ، وَإِنَّ اللَّهَ تعالى لَأَصْدَقُ الثَّلَاثَةِ، ثُمَّ رَجَعَ فَأَسْلَمَ إِسْلَامًا حَسَنًا.(14/553)
3562 - حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ / عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: النُّعَاسُ عِنْدَ الْقِتَالِ أَمَنَةٌ، وَالنُّعَاسُ فِي الصَّلَاةِ مِنَ الشَّيْطَانِ.(14/556)
3563 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ ابن أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ أَنَّهُ سَمِعَ الْحَكَمَ بْنَ (منهال) يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ: اجْمَعْ لِي مَنْ هُنَا مِنْ قُرَيْشٍ ... الْحَدِيثَ.
تَقَدَّمَ فِي بَابِ الْوَرَعِ وَالتَّقْوَى مِنَ الرَّقَائِقِ.(14/559)
3564 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا حَسَنٌ، ثنا أَبُو عَمْرٍو الْقَارِئُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، يَقْرَأُ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يُغَلَّ} ، بِفَتْحِ الْغَيْنِ فَقَالَ لي: قَدْ جَازَ لَهُ أَنْ يُغَلَّ وَأَنْ (يُقْتَلَ) ، إِنَّمَا هِيَ أَنْ يَغُلَّ (يَعْنِي) بِضَمِّ العين، وما كَانَ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) لِيَجْعَلَ نَبِيًّا غَالًّا.(14/561)
(6 - سُورَة النِّسَاءِ)(14/562)
3565 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ الصَّوَّافِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ قَالَ:: (رَحَلْتُ إِلَى) عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْها فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} قَالَتْ: هُوَ مَا يُصِيبُكُمْ فِي الدُّنْيَا.(14/562)
3566 - أخبرنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصي رضي الله (عنهما) ، أَنَّهُ قَالَ: الْكَبَائِرُ سَبْعٌ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَرَمْيُ الْمُحْصَنَةِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.(14/565)
3567 - أخبرنا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ عَنْ طَيْسَلَةَ بْنِ مَيَّاسٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّجَدَاتِ فَأَصَبْتُ ذُنُوبًا لَا أُرَاهَا إِلَّا مِنَ الْكَبَائِرِ فَأَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله (عنهما) فَقَالَ: هِيَ (تِسْعٌ) وَعَدَّهُنَّ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقِّهَا، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَإِلْحَادٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالَّتِي (تَسْتَسْحِرُ) ، وَبُكَاءُ الْوَالِدَيْنِ (بِالْعُقُوقِ) فَلَمَّا رَأَى ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما (فَرَقِي) قَالَ: أَتَخَافُ أَنْ تَدْخُلَ النَّارَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قال: أو تحب أَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: حي والدك، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.(14/568)
3568 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ ابن أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: خَرَجَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ رَضِيَ الله عَنْه فِي سَرِيَّةٍ، فَمَرُّوا بِقَوْمٍ (مُشْرِكِينَ) ، فَفَرُّوا، وَأَقَامَ رَجُلٌ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَتَلَهُ الْمِقْدَادُ (رَضِيَ الله عَنْه) فَقِيلَ لَهُ: أَقَتَلْتَهُ وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ فقال: ودلو أَنَّهُ فَرَّ بأهله وماله فَقَالُوا هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فَاسْأَلُوهُ فَأَتَوْهُ) ، فَذَكَرُوا لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَقَتَلْتَهُ وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ودلو أَنَّهُ فَرَّ بِمَالِهِ وَأَهْلِهِ) ، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} ، إِلَى قَوْلِهِ: {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ} .
يَعْنِي: تُخْفُونَ إِيمَانَكُمْ وَأَنْتُمْ مَعَ الْمُشْرِكِينَ، فَمَنَّ اللَّهُ (تعالى) عَلَيْكُمْ، وَأَظْهَرَ الْإِسْلَامَ فَتَبَيَّنُوا [ص:575].
3569 -[1] وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَفَّانُ:
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ:(14/572)
[3] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا أَبُو كَامِلٍ قَالُوا: حدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْفَلْتَانِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ، وَكَانَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ (دَامَ) بَصَرَهُ، مَفْتُوحَةٌ عَيْنَاهُ، وَفَرَغَ سَمْعُهُ وَبَصَرُهُ، لِمَا جَاءَهُ مِنَ اللَّهِ تعالى، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ لِلْكَاتِبِ: اكْتُبْ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غير أولي الضرر وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} الْآيَةَ، قَالَ: فَقَامَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ (الْأَعْمَى) ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا ذَنْبُنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل،
[ص:576] فَقُلْنَا لِلْأَعْمَى: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَبَقِيَ قَائِمًا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اكْتُبْ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ ابن يَعْلَى.(14/575)
3570 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا عَبْدُ الْجَلِيلِ - وَهُوَ ابْنُ عَطِيَّةَ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ (الْمُنْتَشِرِ) قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه، إِنِّي لَأَعْرِفُ أَشَدَّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ (تعالى) ، فَأَهْوَى عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ، وَقَالَ: ما لك (نَقَّبْتَ) عَنْهَا حَتَّى عَلِمْتَهَا، فَانْصَرَفَ حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ، قَالَ (لَهُ) عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: الْآيَةَ الَّتِي ذَكَرْتَ أَمْسِ، قَالَ: وَهَلْ تَرَكْتَنِي أُخْبِرُكَ عَنْهَا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: مَا نِمْتُ الْبَارِحَةَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} الْآيَةَ، مَا مِنَّا أَحَدٍ يَعْمَلُ سوء إِلَّا جُزِيَ بِهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: إِنَّا حِينَ نَزَلَتْ، مَا نَفَعَنَا طَعَامٌ وَلَا شَرَابٌ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ (تبارك و) تعالى بَعْدَ ذَلِكَ، وَرَخَّصَ قَالَ: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) } .(14/577)
3571 - أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، (ثنا) حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه فَذَكَرَ حَدِيثًا فِيهِ: ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَسَأَلَهُ - يَعْنِي عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه -: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا، فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ (يصالحا) بَيْنَهُمَا صُلْحًا، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه /: عَنْ مِثْلِ هَذَا فَاسْأَلُوا، هُوَ الرَّجُلُ يكون لَهُ الْمَرْأَتَانِ، فَتَعْجِزُ إِحْدَاهُمَا أَوْ تَكُونُ ذَمِيمَةً، فَيُصَالِحُهَا عَلَى أَنْ يَأْتِيَهَا كُلَّ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثلاثا مَرَّةً.(14/579)
3572 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، نا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَخْبَرَنِي سَلَمَةُ - رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ أُمِّ سَلَمَةَ - (عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا) قَالَتْ: إِنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْه، خَاصَمَ رَجُلًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّمَا قَضَى لَهُ، لِأَنَّهُ ابْنُ عَمَّتِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} الْآيَةُ.(14/582)
3573 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ: أَظُنُّ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: إِنَّ (الزُّبَيْرَ) رَضِيَ الله عَنْه، اخْتَصَمَ هُوَ وَرَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَضَى (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) (لَهُ) فَقَالَ: إِنَّمَا قَضَى لَهُ لِأَنَّهُ ابْنُ عَمَّتِهِ وَهَمَزَهُ بِفِيهِ، فَقَالَ يَهُودِيُّ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا، يَلْمِزُ (نَبِيَّهُ) نحن أَطْوَعُ مِنْهُمْ، أَمَرَنَا نَبِيُّنَا لِنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا فَقَتَلْنَا أَنْفُسَنَا.(14/584)
3574 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، ثنا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ (هُوَ ا) بن مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه: الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (تعالى) يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا غَيْرَ الْأَمَانَةِ، يُؤْتَى (بِالشَّهِيدِ) فِي سَبِيلِ اللَّهِ (عز وجل) ، فَيُقَالُ: أَدِّ أَمَانَتَكَ، فَيَقُولُ: مِنْ أَيْنَ أُؤَدِّيهَا فَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا، قَالَ: فقال: اذْهَبُوا بِهِ (إِلَى) الْهَاوِيَةِ، حَتَّى إِذَا انْتُهِيَ بِهِ إِلَى قَرَارِ الْهَاوِيَةِ، مُثِّلَتْ لَهُ أَمَانَتُهُ كَهَيْئَةِ يَوْمَ ذَهَبَتْ، فَيَحْمِلُهَا، فَيَضَعُهَا عَلَى (عَاتِقِهِ) ، (ف) يصعد فِي النَّارِ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ (مِنْهَا) هَوَتْ، وَهَوَى فِي إِثْرِهَا أَبَدَ الْآبِدِينَ، ثُمَّ قَرَأَ (عَبْدُ اللَّهِ) : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} .(14/586)
3575 - وَقَالَ ابن أَبِي عُمَرَ: حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنْزِلِهِ فَنَظَرَ، فَإِذَا حُذَيْفَةُ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَرَأَهَا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَلَيْهِ، (فَلَقَّنَهَا) حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، وَنَظَرَ حُذَيْفَةُ (رَضِيَ الله عَنْه) فَإِذَا عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَأَقْرَأَهُ إِيَّاهَا فَلُقِّنَهَا، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ فِي الْكَلَالَةِ، فَلَقِيَ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: والله إِنِّي لَأَحْمَقُ
[ص:590] إِنْ ظَنَنْتُ أَنَّ إِمَارَتَكَ تُحَمِّلُنِي غُلًّا، وَتَقُولُ: لقنيها هُوَ مَا قُلْتُ لَكَ قَالَ يرحمك اللَّهُ، لَيْسَ هَذَا أَرَدْتُ، قَالَ: نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَقَّنَنِيهَا فَلَقَّنْتُكَ كَمَا لَقَّنَنِيهَا، فَوَاللَّهِ لَا أَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا أَبَدًا.(14/589)
3576 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَبْعَثُ اللَّهُ (تعالى) يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَوْمًا تَأَجَّجَ أَفْوَاهُهُمْ نَارًا، فَقِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ (فَقَالَ) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} .(14/592)
3577 - حدثنا سَعِيدٌ أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ صَدَقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ يَقُولُ: اتَّقُوا اللَّهَ (تعالى) ، وَأَدُّوا (الْأَمَانَةَ) ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وأدوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا.(14/594)
3578 - حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، (عَنْ) أَشْعَثَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: خَرَجَ ضَمْرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ رَضِيَ الله عَنْه، مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا، فَقَالَ لِأَهْلِهِ: احْمِلُونِي فَأَخْرِجُونِي مِنْ أَرْضِ الْمُشْرِكِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَ الْوَحْي: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ} الْآيَةُ.(14/595)
3579 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُبَشِّرٌ هُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ تَمَامِ بْنِ (نَجِيحٍ) ، عَنْ كَعْبِ بْنِ ذُهْلٍ الْإِيَادِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ نبي اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي عز وجل، فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا، وَقَدْ كَانَتْ شَقَّتْ (عليهم) الْآيَةُ الَّتِي قَبْلَهَا {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} فَأَرَدْتُ أَنْ أُبَشِّرَ أَصْحَابِي (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ، غَفَرَ لَهُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ) ثُمَّ قُلْتُ [[يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ غَفَرَ لَهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ ". ثُمَّ ثَلَّثْتُ،]] (*) : فَقَالَ: (رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : نَعَمْ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ عُوَيْمِرٍ، ثُمَّ قَالَ كَعْبُ بْنُ ذُهْلٍ (رَضِيَ الله عَنْه) رَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه يَضْرِبُ أَنْفَ نَفْسِهِ بِأُصْبُعِهِ.
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ(14/598)
(7 - سُورَة الْمَائِدَةِ)(14/601)
3580 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَدُّوا لِلْحُلَفَاءِ عُقُودَهُمُ الَّذِي عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ، قَالُوا: وَمَا عَقْدُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْعَقْلُ عَنْهُمْ، وَالنَّصْرُ لَهُمْ.(14/601)
3581 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: اخْتَارَ مُوسَى عليه (الصلاة) والسلام مِنْ كُلِّ سَبِطٍ رَجُلَيْنِ، فَدَخَلُوا مَدِينَةَ الْجَبَّارِينَ، فَخَرَجَ كُلُّ قَوْمٍ يَنْهَوْنَ سِبْطَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوا، إِلَّا يُوشَعَ بْنَ نُونَ وَكَالِبَ بْنَ يُوقَنَّهْ.(14/602)
3582 -[1] قال: حدثنا يَزِيدُ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ: تَاهُوا فِي اثْنَىْ عَشَرَ فَرْسَخًا أَرْبَعِينَ عَامًا، وَجُعِلَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ حَجَرٌ لَهُ مِثْلُ رَأْسِ الثَّوْرِ، فَإِذَا نَزَلُوا انْفَجَرَ مِنْهُ اثنتا عَشْرَةَ عَيْنًا، فَإِذَا رَحَلُوا حَمَلُوهُ عَلَى ثَوْرٍ فَاسْتَمْسَكَ.
[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ، ثنا (وَرْقَاءُ) بِهَذَا إِلَى قَوْلِهِ أَنْ يَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ.(14/603)
3582 -[3] حدثنا يَزِيدُ، ثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، قَالَ: تَاهُوا فِي اثْنَيْ عَشَرَ فَرْسَخًا، أَرْبَعِينَ عَامًا، وَجُعِلَ لهم حجرا مِثْلُ رَأْسِ الثَّوْرِ، (يحمل على ثور) ، فَإِذَا نَزَلُوا منزلا وضعوه، فضربه موسى عليه الصلاة والسلام، فانفجر (ت) مِنْهُ (اثْنَتَا) عَشْرَةَ عَيْنًا، فَإِذَا ساروا حَمَلُوهُ عَلَى ثَوْرٍ (وَاسْتَمْسَكَ) الْمَاءُ.(14/604)
3583 - حدثنا يَزِيدُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ الزبير بْنِ الْخِرِّيتِ عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلُهُ تَعَالَى: {قال فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ} قَالَ: مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَنْ يَدْخُلُوا أَبَدًا، ويتيهون فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً.(14/605)
3584 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أُمِّ عَمْرٍو بِنْتِ عِيسَى قَالَتْ: حَدَّثَنِي عَمِّي (رَضِيَ الله عَنْه) : أَنَّهُ كَانَ مَعَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منزله، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْمَائِدَةِ. فَعَرَفْنَا أَنَّهُ نَزَلَ عَلَيْهِ، فَانْدَقَّتْ كَتِفُ (رَاحِلَتِهِ) الْعَضْبَاءِ مِنْ ثِقَلِ السُّورَةِ.(14/606)
3585 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زُهَيْرٌ، ثنا ابْنُ فضيل، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهمَا، قَالَ: مَا رَأَيْتُ قَوْمًا كَانُوا خَيْرًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (مَا سَأَلُوهُ إِلَّا عَنْ ثَلَاثَ (عَشْرَةَ) مَسْأَلَةً) حَتَّى قُبِضَ كُلُّهُنَّ مِنَ الْقُرْآنِ.(14/608)
3586 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، ثنا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، فِي قَوْلُهُ (تبارك و) تَعَالَى: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} قَالَ: يَهُودُ الْمَدِينَةِ، سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ، قَالَ: أَهْلُ فَدَكَ لَمْ يَأْتُوكَ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.(14/609)
3587 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِيَاضٍ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي مُوسَى (رَضِيَ الله عَنْه) هُمْ قَوْمُ هَذَا، يَعْنِي قَوْلَهُ: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} .(14/610)
3588 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ قَتَادَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا (نَزَلَ) مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} .
قَالَ (رَسُولُ اللَّهِ) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَحْنُ الْيَوْمَ نَحْكُمُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَعَلَى مَنْ سِوَاهُمْ مِنَ الْأَدْيَانِ.(14/613)
3589 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا (نصير) بْنُ زِيَادٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنِي الصَّلْتُ، عَنْ حَامِيَةَ بْنِ رقاب، قَالَ: سَأَلْتُ سَلْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا} ، فَقَالَ: دَعِ الْقِسِّيسِينَ فِي الصَّوَامِعِ وَالْخِرَبِ، أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ صِدِّيقِينَ وَرُهْبَانًا.(14/614)
3589 -[2] (وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا) يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا نصير بن زياد، فذكره بِلَفْظٍ: فَقَالَ: هُمُ الرُّهْبَانُ الَّذِينَ فِي الصَّوَامِعِ وَالْخِرَبِ دَعُوهُمْ فِيهَا، قَالَ سَلْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه: وَقَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ، فَأَقْرَأَنِي ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ صِدِّيقِينَ.(14/616)
3590 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنْ كَانَ لتأتي عَلَيَّ السَّنَةُ، أُرِيدُ أن أسأل رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ، فَأَتَهَيَّبُ مِنْهُ وَإِنْ كُنَّا لَنَتَمَنَّى الْأَعْرَابَ.
(147) (حَدِيثُ الْحَسَنِ) عَنْ أَبِي (بَكْرَةَ) رَضِيَ الله عَنْه فِي قَوْلِهِ (تَعَالَى) : {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ) ، فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ.(14/617)
3591 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: كَانُوا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرُوا هَذِهِ الْآيَةَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ ... الْحَدِيثَ.
فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: فَأَكْمَلَ اللَّهُ (تعالى) لنا الْأَمْرَ، فَعَرَفْنَا أَنَّ الْأَمْرَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي انْتِقَاصٍ.
قُلْتُ: أَصْلُهُ مُخَرَّجٌ عِنْدَهُمْ مِنْ حَدِيثِ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه دُونَ مَا هُنَا.(14/619)
3592 - وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ، ثنا أَبِي عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي خُطْبَتِهِ (سُورَةَ) الْمَائِدَةِ، وَسُورَةَ التَّوْبَةِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحِلُّوا مَا أَحَلَّ اللَّهُ فِيهِمَا، وَحَرِّمُوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ فِيهِمَا ".(14/621)
3593 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى عَنْ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ الله عَنْها: لَمَّا سَمِعَتِ النَّاسَ يَقُولُونَ: يَحْرُمُ كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، قلت: لَا أَجِدُ فيما أوحي علي مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ ... إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، قَالَ: وَإِنَّ الْبُرْمَةَ (تكون) فِي مَائِهَا الصُّفْرَةُ ثُمَّ لَا يُحَرِّمُهَا ذَلِكَ.(14/622)
3594 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا مُعْتَمِرٌ عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: (كَتَبَ إِلَى - يعني ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما -) : إِنَّ لَنَا (جِيرَانًا) مِنَ السَّامِرَةِ، يقرؤون بَعْضَ التَّوْرَاةِ (وَالْإِنْجِيلِ، وَلَا يُؤْمِنُونَ بالغيب، فَمَا تَرَى فِي ذَبَائِحَهِمْ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنْ كَانُوا يقرؤون بَعْضَ التَّوْرَاةِ) وبعض الْإِنْجِيلِ (وَيَسْبِتُونَ) فَذَبَائِحُهُمْ كَذَبَائِحِ أَهْلِ الْكِتَابِ.(14/624)
3595 -[1] وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، ثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: زنا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ فَدَكَ، فَكَتَبَ أَهْلُ فَدَكَ إِلَى نَاسٍ مِنَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ، أَنْ سَلُوا (مُحَمَّدًا) عَنْ ذَلِكَ فَإِنْ أَمَرَكُمْ بِالْجَلْدِ فَخُذُوهُ عَنْهُ، وَإِنْ أَمَرَكُمْ بِالرَّجْمِ فَلَا تَأْخُذُوهُ عَنْهُ، فَسَأَلُوهُ (عَنْ ذَلِكَ) ، (فَقَالَ) : أَرْسِلُوا إِلَىَّ أَعْلَمَ رَجُلَيْنِ مِنْكُمْ، فجاؤوا بِرَجُلٍ أَعْوَرَ، يُقَالُ لَهُ ابْنُ صُورِيَا، وَآخَرَ، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْتُمَا أَعْلَمُ مَنْ قِبَلَكُمَا، فَقَالَا: قَدْ نَحَا قَوْمُنَا لِذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَهُمَا) : أَلَيْسَ عندكما التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ تَعَالَى؟ قَالَا: بَلَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَنْشُدُكُمَا، بِالَّذِي فَلَقَ الْبَحْرَ (لموسى) وَظَلَّلَ عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ، وَأَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ، وَأَنْزَلَ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ؟
فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: (مَا) نُشِدْتُ بِمِثْلِهِ قَطُّ؟ ثُمَّ قال: نَجِدُ تَرْدَادِ
[ص:627] النَّظَرِ زِنْيَةً، وَالْإِعْنَاقُ زِنْيَةً فَإِذَا شَهِدَ أَرْبَعَةٌ أَنَّهُمْ رَأَوْهُ يُبْدِي وَيُعِيدُ كَمَا يَدْخُلُ الْمِيلُ فِي الْمُكْحُلَةِ، فَقَدْ وَجَبَ الرَّجْمُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ ذَاكَ، فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، وَنَزَلَتْ: {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أو أعرض عنهم} الْآيَاتُ [ص:628].
3595 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ ابْنُ (أَبِي) إِسْرَائِيلَ، عَنْ سُفْيَانَ فَذَكَرَهُ، وَأَوَّلَهُ: إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ، وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ (فَاحْذَرُوا) ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي ابن صُورِيَا حِينَ أَتَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
و (إن) لم يَذْكُرْ أَوَّلَهُ، وَزَادَ فِيهِ: وَالْقُبْلَةُ زِنْيَةٌ، وَآخِرُهُ كَمَا يَدْخُلُ الْمِيلُ فِي الْمُكْحُلَةِ فَالرَّجْمُ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ.
وَهُوَ عِنْدَ (أبي) داود وَغَيْرِهِ، بِاخْتِصَارٍ (فِيهِ) أَيْضًا.(14/626)
3595 -[3] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي هُرَيْرَةَ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما، عَنْ حِيتَانٍ كَثِيرَةٍ أَلْقَاهَا الْبَحْرُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما: أَمَيِّتَةٌ هِيَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَنَهَاهُ، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلَ دَعَا بِالْمُصْحَفِ، فَقَرَأَ:
{أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا) ، قَالَ: فَطَعَامُهُ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ، فَكُلُوهُ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَكُلُّ شَيْءٍ فِيهِ يُؤْكَلُ مَيِّتًا فِيهِ أَوْ مَيِّتًا جَنْبَهُ.
قُلْتُ: رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ عَنْ نَافِعٍ نَحْوَهُ، فَقَالَ بَعْدَ قَوْلِهِ: فَقَرَأَ {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ متاعا} ، (فَأَرْسَلَنِي إِلَى) عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ فَكُلْهُ.(14/634)
3595 -[4] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا (سُرَيْجُ) بْنُ يُونُسَ، ثنا مَرْوَانُ - هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ - حَدَّثَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: بَعَثَ النَّجَاشِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدًا مِنْ أَصْحَابِهِ. . الْحَدِيثَ.
وأنزلت فِيهِمْ: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون (82) } الْآيَةَ.
(148) وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ.(14/637)
(8 - سُورَة الْأَنْعَامِ)(14/639)
3596 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا جَرِيرٌ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ نَزَلَتْْ سُورَةُ الْأَنْعَامِ وَمَعَهَا زجل مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَدْ نِيطُوا السَّمَاءَ الدُّنْيَا إِلَى الْأَرْضِ، وَهِيَ مَكِّيَّةٌ غَيْرَ آيَتَيْنِ: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ} .(14/639)
3597 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ قَالَ (لِأَصْحَابِهِ) : مَا تَقُولُونَ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} ، وَ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} ، (قَالُوا) : الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ عَمِلُوا بِهَا (ثم استقاموا) ، (عَلَى أَمْرِهِ) ، قَالُوا: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ، لَمْ يُذْنِبُوا، قَالَ: لَقَدْ حَمَلْتُمُوهَا عَلَى أَمْرٍ شَدِيدٍ، الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ، يَقُولُ: بِشِرْكٍ، والذين قَالُوا: رَبُّنَا اللَّهُ، ثُمَّ اسْتَقَامُوا عَلَيْهَا، فَلَمْ يَعْدِلُوا عَنْهَا بِشِرْكٍ وَلَا غَيْرِهِ.(14/640)
3598 - أَخْبَرَنَا (أَبُو) أُسَامَةَ عَنْ بَعْضِ الْمَكِّيِّينِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} ، قَالَ: الْبِدَعُ وَالشُّبُهَاتُ.(14/643)
3599 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُجَمِّعٍ التَّيْمِيِّ، حَدَّثَهُ عَنْ مَاهَانَ، قَالَ: إِنَّ قَوْمًا أَتَوَا النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، فَقَالُوا: إِنَّا أَصَبْنَا ذُنُوبًا عِظَامًا، فَمَا إِخَالُهُ رَدَّ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَدْبَرُوا (نَزَلَتْ) : {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} الْآيَةَ، فَدَعَاهُمْ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَتَلَاهَا عَلَيْهِمْ.(14/644)
3600 - حدثنا أَبُو الْأَحَوَصِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ حَسَّانَ الْفِهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، فِي (قَوْلِهِ) : {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ} ، قَالَ: مَا مِنْ شَجَرَةٍ فِي بَرٍّ ولا بَحْرٍ إِلَّا وَبِهَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ يَكْتُبُ مَا يَسْقُطُ مِنْ وَرَقِهَا.(14/645)
3601 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو بَدْرٍ، عَنْ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: لِيَتَّقِ امْرُؤٌ أن لا يَكُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ، ثُمَّ قَرَأَتْ: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} .(14/646)
3602 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا (ابْنُ) فُضَيْلٍ، ثنا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ نَافِعِ بْنِ خَالِدٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ رضي الله (عنهم) ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَلَسَ النَّاسُ (من) حَوْلَهُ، صَلَّى صَلَاةً خَفِيفَةً تَامَّةَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، فَسَجَدَ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَطَالَ (السُّجُودَ) ، حَتَّى أَوْمَأَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ أَنِ اسْكُتُوا فَإِنَّهُ نَزَلَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَطَلْتَ السُّجُودَ حَتَّى أَوْمَأَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ أَنَّهُ نَزَلَ عَلَيْكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا، وَلَكِنَّهَا (كَانَتْ) صَلَاةَ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ، سَأَلْتُ اللَّهَ تعالى ثَلَاثًا: فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً: سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَأَعْطَانِيهَا، (وَسَأَلْتُهُ أن لا يُسَلِّطَ عَلَى عَامَّتِكُمْ عَدُوًّا يَسْتَبِيحُهَا فَأَعْطَانِيهَا) وَسَأَلْتُهُ أن لا يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا، وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، فَمَنَعَنِيهَا، قَالَ: قُلْتُ: لله أَبُوكَ سمعتها مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَدَدَ أَصَابِعِهِ هَذِهِ عَشْرًا.
[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عَلَى بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، نَحْوَهُ.(14/647)
3603 -[1] حدثنا حُسَيْنُ بْنُ عَمْرِو (الْعَنْقَزِيُّ) ، ثنا أَبِي، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْكَنُودِ، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ رَضِيَ الله عَنْه فِي قَوْلِهِ تبارك وتعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) } قَالَ: جَاءَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ رَضِيَ الله عَنْهما، فَوَجَدُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدًا مَعَ بِلَالٍ وَصُهَيْبٍ وَخَبَّابٍ رَضِيَ الله عَنْهم، وَنَاسٍ مِنَ الضُّعَفَاءِ، مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا رَأَوْهُمْ حَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقَرُوهُمْ فأتوه، فَخَلَوْا بِهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، فَقَالُوا: إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تجعل لك منك مَجْلِسًا، تَعْرِفُ لَنَا بِهِ الْعَرَبُ فَضْلَنَا، فإنا وجوه العرب (نفد عَلَيْكَ) ، فَنَسْتَحِي أَنْ تَرَانَا الْعَرَبُ وَهَذِهِ الْأَعْبُدَ، فَإِذَا نَحْنُ جِئْنَاكَ، فَأَقِمْهُمْ عَنَّا، فَإِذَا (نَحْنُ) فَرَغْنَا فَأَقْعِدْهُمْ إِنْ شِئْتَ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ، قَالُوا: فَاكْتُبْ لَنَا عَلَيْكَ (كِتَابًا) ، فَدَعَا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) بِالصَّحِيفَةِ، وَدَعَا عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه
[ص:652] لِيَكْتُبَ وَنَحْنُ قُعُودٌ فِي نَاحِيَةٍ، إِذْ نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ (الصلاة و) السَّلَامُ (بِقَوْلِهِ تَعَالَى) : {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ... إِلَى قَوْلِهِ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) } ، ثُمَّ قَالَ (جل وعلا) : {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} ، فَرَمَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّحِيفَةِ مِنْ يَدِهِ، (ثُمَّ دَعَانَا فَأَتَيْنَاهُ) وَهُوَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ، فَدَنَوْنَا مِنْهُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) حَتَّى وَضَعْنَا رُكَبَنَا عَلَى رُكْبَتِهِ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْلِسُ مَعَنَا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ، قَامَ وَتَرَكَنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ، قَالَ: فجالس الْأَشْرَافِ {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} . قَالَ: عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعَ، وَاتَّبَعَ هَوَاهُ، وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا، قَالَ: هَلَاكًا، ثُمَّ ضَرَبَ لَهُمْ مَثَلَ رَجُلَيْنِ وبمثل الْحَيَاةِ
[ص:653] الدُّنْيَا، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْعُدُ مَعَنَا، فَإِذَا بَلَغَ السَّاعَةَ الَّتِي يَقُومُ فِيهَا، قُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ، وَإِلَّا صَبَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَدًا حَتَّى نَقُومَ.
[2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ.
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ عَمْرٍو الْعَنْقَزِيِّ مُخْتَصَرًا.(14/651)
(9 - سُورَة الْأَعْرَافِ)(14/657)
3604 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: (إِنَّا) سَمِعْنَا (اللَّهَ) يَقُولُ: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152) } . قَالَ: وَمَا نَرَى الْقَوْمَ (إِلَّا افْتَرَوْا) فِرْيَةً مَا أُرَاهَا إِلَّا سَتُصِيبُهُمْ. ذَكَرَهُ فِي أَثْنَاءِ حديثه [ص:659].
3605 - أخبرنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: تَلَا (أَبُو قِلَابَةَ) هَذِهِ الْآيَةَ فَقَالَ: هِيَ وَاللَّهِ لِكُلِّ مُفْتَرٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الذِّلَّةُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا.(14/657)
3606 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي (عَتِيقُ بْنُ حَيَّانَ) الْأَزْدِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: إِنَّ السَّبْعِينَ الذي: اخْتَارَ مُوسَى مِنْ قَوْمِهِ إِنَّمَا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ، أَنَّهُمْ لَمْ يَنْهَوْا عَنِ الْعِجْلِ وَلَمْ (يَرْضَوْا بِهِ [ص:661]) .
(149) قَوْلُهُ
: {إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} ، تَقَدَّمَ في تَفْسِيرُ قَوْلِهِ {وَمَا بَطَنَ} فِي بَابِ الْوَصِيَّةِ بِالنِّسَاءِ مِنْ كِتَابِ النِّكَاحِ.(14/660)
3607 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ تَبِيعَ ابن امْرَأَةِ كَعْبٍ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ} ، قَالَ: الْأَرْضِ مِنْهَا خَلَقَ اللَّهُ تعالى (آدَمَ) ، وَفِيهَا يُدْفَنُونَ إِذَا مَاتُوا، وَمِنْهَا يخرجون، تُمْطِرُ السَّمَاءُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَيَخْرُجُ الْمَوْتَى مِنَ الْأَرْضِ.
(وله شاهد في الصحيح) .(14/662)
3608 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ (قَالَا) ، أنا أَبُو مَعْشَرٍ، ثنا يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (المزني) ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ، قَالَ: هُمْ قَوْمٌ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ (عز وجل) فِي مَعْصِيَةِ آبَائِهِمْ، فَمَنَعَهُمْ مِنَ النَّارِ قَتْلُهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (عز وجل) ، وَمَنَعَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ مَعْصِيَتُهُمْ آبائهم [ص:667].
3609 - وزاد الْحَارِثُ: وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: قَوْمٌ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُمْ وَسَيِّئَاتُهُمْ، فَمُنِعُوا الْجَنَّةَ والنار، وسيدخلهم اللَّهُ تعالى فِي رَحْمَتِهِ وَلَا أَدْرِي أَذَكَرَ (قتيلا) أَمْ لَا.(14/664)
3610 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، (ثنا) كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ (الْهِلَالِيِّ) ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: (قَالَ) قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَوْمٌ خَرَجُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ (تعالى) بِغَيْرِ إِذْنِ آبَائِهِمْ، فَاسْتُشْهِدُوا، فَمَنَعَتْهُمُ الشَّهَادَةُ أَنْ يَدْخُلُوا النَّارَ، وَمَنَعَتْهُمُ الْمَعْصِيَةُ أَنْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ [ص:669].
3611 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ.(14/668)
3612 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمَسْخِ أيكون لَهُ نَسْلٌ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مُسِخَ أَحَدٌ قَطُّ، فَكَانَ لَهُ نَسْلٌ وَلَا عَقِبٌ.
قُلْتُ: هُوَ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ الْمَعْرُورِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ (رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ) رَضِيَ الله عَنْهَا سَأَلْتُ، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وَلَيْثٌ وَاهِي الْحِفْظِ.(14/670)
(10 - بَابُ سُورَةِ الْأَنْفَالِ)(14/672)
3613 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا وَاصِلُ (بْنُ) السَّائِبِ، عَنْ عَطَاءٍ، وَأَبِي سَوْرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، فَنَصَرَهَا اللَّهُ تعالى، وَفَتَحَ عَلَيْهَا، وَكَانَ مَنْ أَتَاهُ بِشَيْءٍ نَفَلَهُ (مِنْ بَعْدِ الْخُمُسِ) فَرَجَعَ رِجَالٌ، وَكَانُوا يَسْتَقْدِمُونَ وَيَأْسِرُونَ وَيَقْتُلُونَ، وَتَرَكُوا الْغَنَائِمَ خَلْفَهُمْ، وَلَمْ يَنَالُوا مِنَ الْغَنَائِمِ خلفهم، ولم ينالوا مِنَ الْغَنَائِمِ شَيْئًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا بَالُ رِجَالٍ مِنَّا يَسْتَقْدِمُونَ وَيَأْسِرُونَ، وَتَخَلَّفَ رِجَالٌ لَمْ يَصِلُوا بِالْقِتَالِ، فَنَفَلْتَهُمْ مِنَ الْغَنِيمَةِ، فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : {يسئلونك عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} .
فَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُمْ: رُدُّوا مَا أَخَذْتُمْ، وَاقْسِمُوهُ بَيْنَكُمْ بِالْعَدْلِ وَالسَّوِيَّةِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَنْفَقْنَا وَأَكَلْنَا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاحْتَسِبُوا بِذَلِكَ.(14/672)
3614 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، عَنِ النَّفَلِ؟ فَقَالَ: الْفَرَسُ مِنَ النَّفَلِ، وَالسَّلَبُ مِنَ النَّفَلِ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ: هَذَا مِثْلُ صَنِيعِ صبيغ الَّذِي ضَرَبَهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه.(14/674)
3615 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا أَبُو حَيْوَةَ شَرِيحُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ الْمُلَيْكِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (رَضِيَ الله عَنْه) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: (تبارك وتعالى) : {وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمْ الله يعلمهم} ، قَالَ: هُمُ الْجِنُّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يُخَبِّلُ أَحَدًا فِي دَارٍ فِيهَا فَرَسٌ عَتِيقٌ.(14/676)
3616 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ صُهْبَانَ، وَأَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، قال: سَمِعْنَا الزُّبَيْرَ رَضِيَ الله عَنْه، وَهُوَ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} ، فَلَقَدْ تَلَوْتُ هَذِهِ (الْآيَةَ زَمَانًا) : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً) زَمَانًا وَمَا أُرَانِي مِنْ أَهْلِهَا، (فَأَصْبَحْنَا) مِنْ أَهْلِهَا.(14/678)
(11 - سورة التوبة)(14/681)
3617 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، / عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، عَنِ أُبَيِّ بن كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ آخِرَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) } .
[2] أخبرنا وَكِيعُ عَنْ شُعْبَةَ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ [ص:684].
3617 -[3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا هُشَيْمٌ، ثنا مَنْصُورٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ (أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ) رَضِيَ الله عَنْه نَحْوَهُ.
(150) حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما فِي ذِكْرِ النَّسِيءِ تَقَدَّمَ فِي بَابِ حُرْمَةِ مَكَّةَ.(14/681)
3618 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه بِرَجُلٍ، وَهُوَ يَقْرَأُ: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ} حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: انْصَرِفْ، انْصَرِفْ، فَقَالَ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ؟ فَقَالَ: أَقْرَأَنِيهَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ (رَضِيَ الله عَنْه) : لَا تُفَارِقْنِي، حَتَّى نَذْهَبَ إِلَيْهِ، (فَجَاءَ) فاستأذن، وَهُوَ مُتَّكِئٌ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: زَعَمَ هَذَا أَنَّكَ أَقْرَأْتَهُ آيَةَ كَذَا، وَتَلَاهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: صَدَقَ، فَقَالَ عُمَرُ لِأُبَيٍّ رَضِيَ الله عَنْهما: أَتَلَقَّيْتَهَا مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، (فَرَدَّ) عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَهُ أُبَيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى، أَنْزَلَهَا عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ بِهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصلاة والسلام مِنْ عِنْدِ اللَّهِ (تبارك و) تعالى، لَمْ يُؤَامِرْ فِيهَا الْخَطَّابَ وَلَا ابْنَهُ، قَالَ: فَخَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ.(14/686)
3619 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَكُونُ الدِّينَارُ عَلَى الدِّينَارِ، وَلَا الدِّرْهَمُ عَلَى الدِّرْهَمِ، وَلَكِنْ يُوَسِّعْ جِلْدَهُ، {فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ} الْآيَةَ
هَذَا ضَعِيفٌ جِدًّا لِضَعْفِ سَيْفٍ.(14/688)
3620 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ عَطَاءِ ابن أَبِي رَبَاحٍ، وعن أَبِي سَوْرَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمْ: {رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ، وَكَانُوا لَا يَنَامُونَ اللَّيْلَ كُلَّهُ.
أَبُو سَوْرَةَ ضَعِيفٌ.(14/689)
3621 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن السائحين؟ فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُمُ الصَّائِمُونَ.
هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.(14/695)
3622 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَأَخَذَ جِبْرِيلُ عليه الصلاة والسلام بِثَوْبِهِ، فَقَالَ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} .
[ص:699] هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، وَقَدْ خَالَفَ فِيهِ يَزِيدُ مَعَ ضَعَفِهِ، (مَا) ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما، أَنَّهُ صَلَّى عَلَيْهِ، و (أن) الْآيَةَ إِنَّمَا نَزَلَتْ بَعْدَ ذَلِكَ.(14/698)
3623 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، يَقُولُ: مَاتَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، فَلَمْ أُصَلِّ عَلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟ قُلْتُ: إِنَّهُ مِنْهُمْ، فَقَالَ: أَبِاللَّهِ مِنْهُمْ أَنَا؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: (فَبَكَى) رَضِيَ الله عَنْه.
(إِسْنَادُهُ) صَحِيحٌ
، وَقَدِ اسْتَنْكَرَهُ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ.(14/702)
3624 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثنا جعفر بن سليمان عن المعلى بن زياد، سَمِعْتُ الْحَسَنَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} قَالَ: جِهَادُ الْكُفَّارِ بِالسَّيْفِ، وَجِهَادُ الْمُنَافِقِينَ بِاللِّسَانِ.(14/705)
3625 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، (حَدَّثَنِي طَلْقُ) بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهما، يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُ الدُّخَانَ فِي مَسْجِدِ الضِّرَارِ حَيْثُ انْهَارَ.(14/706)
3626 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، (عَنْ) مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: {فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} .(14/708)
3627 -[1] حدثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى: ثنا أَبِي، ثنا غَيْلَانُ، عَنْ عُثْمَانَ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} ، كَبُرَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ (وَقَالُوا) : مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدُنَا أَنْ يَتْرُكَ لِوَلَدِهِ ما لا يَبْقَى بَعْدَهُ؟ فَقَالَ (رَضِيَ الله عَنْه) : أَنَا أُفَرِّجُ عَنْكُمْ، فَانْطَلِقُوا وَانْطَلَقَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، وَاتَّبَعَهُ ثَوْبَانُ رَضِيَ الله عَنْه. فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّهُ كَبُرَ عَلَى أَصْحَابِكَ هَذِهِ الْآيَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّا) لَمْ نَفْرِضِ الزَّكَاةَ، إِلَّا لِمَا بَقِيَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ، وَإِنَّمَا فُرِضَتِ الْمَوَارِيثُ فِي الْأَمْوَالِ لِتَبْقَى بَعْدَكُمْ، قَالَ: فَكَبَّرَ / عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ له النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُكْنَزُ؟ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ (وَإِنْ) غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ.
[2] وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا.(14/709)
3628 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَرَأَ أَبُو طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه هَذِهِ الْآيَةَ: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله} فَقَالَ: مَا أَسْمَعُ اللَّهَ (تعالى) (عذرا لأحد) ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا مُجَاهِدًا حَتَّى مَاتَ بِهَا.(14/714)
3629 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ أخبرنا خَالِدُ بْنُ (يَسَارٍ) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَقِيلٍ، عَنْ أَبِيهِ (رَضِيَ الله عَنْه) : أَنَّهُ بَاتَ يَجُرُّ الْجَرِيرَ عَلَى ظَهْرِهِ، عَلَى صَاعَيْنِ مِنْ تَمْرٍ، فَانْقَلَبْتُ بأحدهما إِلَى أَهْلِي، وَجِئْتُ بِالْآخَرِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى رَبِّي (عز وجل) ، فَأَخْبَرْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا كَانَ، (فَقَالَ) : انشره فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ، وَسَخِرُوا، بِهِ لَقَدْ كَانَ اللَّهُ (عز وجل) غَنِيًّا عَنْ صَاعِ هَذَا الْمِسْكِينِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ (تبارك وتعالى) : {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ} (الْآيَةَ) .(14/716)
(12 - سُورَة يُونُسَ)(14/720)
3630 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ (الْمُحَبَّرِ) ، ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما، وَعَنْ رَجُلٍ عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ) بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَدْ سَبَقَ فِي فَضْلِ الْجِهَادِ، قَالَ: فَيَنْظُرْ إِلَى ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ بُكْرَةً وَمَسَاءً، كَمَا تَرَوْنَ الشَّمْسَ لَا تَشُكُّونَ فِي رُؤْيَتِهَا، وَلَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ وَالنَّعِيمِ كَمَا قَالَ اللَّهُ (سبحانه و) تَعَالَى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} .
وقال: الذين أَحْسَنُوا: (الَّذِينَ) قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
والحسنى: الْجَنَّةُ، وَالزِّيَادَةُ: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ تعالى.(14/720)
3631 - وقال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا يَعْنِي: بِالْمُثَنَّاةِ.(14/722)
(13 - سُورَةُ هُودٍ)(14/723)
3632 -[1] وقال (أَبُو بَكْرٍ) : حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا شَيَّبَكَ؟ فقال: شَيَّبَتْنِي هُودٌ والمواقعة، وَالْمُرْسَلَاتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ.
هَذَا مُرْسَلٌ (صَحِيحٌ) . إِلَّا أَنَّهُ مَوْصُوفٌ بِالِاضْطِرَابِ.
[2] أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَخَلَفِ بْنِ هِشَامٍ، فَرَّقَهُمَا كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ بِهِ.
[3] وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا.(14/723)
3633 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ يَقْرَأُ: {تَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا تَشَاءُ} يَعْنِي بِالتَّاءِ.(14/737)
(14 - سُورَةُ يُوسُفَ)(14/738)
3634 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا خَلَّادٌ الصَّفَّارُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} الْآيَةَ. قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ (تعالى) الْقُرْآنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَلَاهُ عَلَيْهِمْ زَمَانًا، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ (تبارك و) تَعَالَى: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) } إِلَى قَوْلِهِ: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} الْآيَةَ، فَتَلَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَانًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ حَدَّثَتْنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} الْآيَةَ، كُلُّ ذَلِكَ يُؤْمَرُونَ بِالْقُرْآنِ.
قَالَ خَلَّادٌ: وَزَادَ فِيهِ آخَرُ قَالَ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ ذَكَّرْتَنَا.
[ص:739] فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} الْآيَةَ.
هَذَا حَدِيثٌ (حَسَنٌ) .
[2] رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ: عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ.
[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ جَمِيعًا: حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، ثنا أَبِي بِهِ.
[4] وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ: أَيْضًا عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ حَفْصٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ، وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ عَنْ سَعْدٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.(14/738)
3635 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُؤَدِّبُ، وَالْمُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ، وَنُسْخَتُهُ مِنْ كِتَابِ زَكَرِيَّا وَهُوَ لفظه، قَالُوا: أنا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، يُقَالُ لَهُ (نسابي) (الْيَهُودِيُّ) ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ النُّجُومِ الَّتِي رَآهَا يُوسُفُ سَاجِدَةً لَهُ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، مَا اسْمُهَا؟ فَلَمْ يُجِبْهُ نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ بِشَيْءٍ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ، فَأَخْبَرَهُ فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى (نسابي) / الْيَهُودِيِّ، فَقَالَ لَهُ: أَتُسْلِمُ إِنْ أَنْبَأْتُكَ بِأَسْمَائِهَا؟ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ: (خِرْبَانُ) ، وَالذَّيَّالُ، وَالطَّارِقُ، واللسان، وَقَايِسُ، وَوَثَّابُ، وَعَمُودَانِ، وَالْفَيْلَقُ، وَالْمُصَبِّحُ، وَالصَّرُوحُ، وَذُو الْفَرَعِ، قَالَ: يَقُولُ: (نسابي) وَاللَّهِ إِنَّهَا أَسْمَاؤُهَا، قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمَّا رَآهَا يُوسُفُ (عليه الصلاة والسلام) قَصَّهَا عَلَى أَبِيهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ هَذَا أَمْرٌ مُشَتَّتٌ يَجْمَعُهُ اللَّهُ مِنْ بَعْدُ، قَالَ: وَالشَّمْسُ أَبُوهُ وَالْقَمَرُ أُمُّهُ.
أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى، عَنِ السُّدِّيِّ.(14/741)
3636 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا (الْأَخْنَسِيِّ) ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، فِي قَوْلِهِ: {أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ} ، قَالَ: هِيَ الْأَحْلَامُ الْكَاذِبَةُ.(14/745)
3637 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما (فِي قَوْلِهِ) : {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ متكئا} ،(14/746)
قَالَ الْأُتْرُجُّ [ص:747].
3638 - وَحَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ: {صُوَاعَ الْمَلِكِ} قَالَ: هُوَ الْمُكُّوكُ الْفَارِسِيُّ، الذي يَشْرَبُ فِيهِ الْأَعَاجِمُ يَلْتَقِي طَرَفَاهُ.(14/746)
3639 - حدثنا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: الصُّوَاعُ، وَالسِّقَايَةُ وَاحِدٌ هُوَ الْأَنَاءُ الَّذِي يُشْرَبُ فِيهِ.(14/748)
3640 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يَحْيَى ابن أَبِي (بُكَيْرٍ) ، ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: عُيِّرَ يُوسُفُ عليه الصلاة والسلام بقوله: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ} وَقَوْلِهِ لِإِخْوَتِهِ: {إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70) } ، قَالُوا: إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ (أَخٌ لَهُ) مِنْ قَبْلُ، وَقَالَ: ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ عليه الصلاة والسلام: وَلَا حِينَ هَمَمْتَ؟ (قَالَ) : {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي} الْآيَةَ.(14/749)
(15 - سُورَةُ الرَّعْدِ)(14/751)
3641 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي الزُّهْدِ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْوَرَّاقُ، ثنا (عَثَّامٌ) ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ سَمِعْتُ شَقِيقًا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنَا عِنْدَكَ (أَشْقِيَاءَ) فَامْحُنَا وَاكْتُبْنَا سُعَدَاءَ، وَإِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنَا سُعَدَاءَ، فَأَثْبِتْنَا، فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ وَعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ.(14/751)
3642 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُوسَى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} .(14/753)
3643 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا هَمَّامٌ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، فِي قَوْلِهِ (تعالى) : {يمحوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) } ، قَالَ: يَمْحُو اللَّهُ (عز وجل) مَا يَشَاءُ مِنَ الْأَشْيَاءِ مِنَ الأصل وَيَزِيدُ فِيهِ مَا يَشَاءُ. قُلْتُ لَهُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: أَبُو صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عباس رَضِيَ الله عَنْهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(151) وَحَدِيثُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْه، فِي نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّ قرءانا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أو قطعت} يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تعالى فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ.(14/754)
(16 - سُورَةُ الْحِجْرِ)(14/756)
3644 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْبَكْرِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، فِي قَوْلِهِ: {لَعَمْرُكَ} قَالَ: وَحَيَاتِكَ.(14/756)
3645 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهمَا، قَالَ: مَا خلق الله (عز وجل) ، وَمَا ذَرَأَ مِنْ نَفْسٍ أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا سَمِعْتُ اللَّهَ (تبارك وتعالى) أَقْسَمَ بِحَيَاةِ أَحَدٍ إِلَّا بِحَيَاتِهِ، (فَقَالَ) : {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) } .(14/757)
(17 - سُورَةُ النَّحْلِ)(14/759)
3646 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، إِلَى بِئْرِ الْمُشْرِكِينِ يَسْتَقِي مِنْهَا، وَحَوْلَهَا ثَلَاثُ صُفُوفٍ يَحْرُسُونَهَا، فَاسْتَقَى فِي قِرْبَةٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى أَتَى الصَّفَّ الْأَوَّلَ فَأَخَذُوهُ، فَقَالَ: دَعُونِي فَإِنَّمَا أَسْتَقِي لِأَصْحَابِكُمْ فَتَرَكُوهُ، ثُمَّ عَادَ الثَّانِيَةَ فَأَخَذُوهُ فَفَعَلُوا بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تَرَكُوهُ، فَذَهَبَ فَعَادَ فَأَخَذُوهُ فَفَعَلُوا بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَرَادُوهُ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْكُفْرِ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَيْلَ فَاسْتَنْقَذُوهُ، فَأُنْزِلَتْ فيه هَذِهِ الْآيَةُ: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} .(14/759)
3647 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى، ثنا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي فِرَاسٌ (عَنْ) عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَرَأَ إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ (حَنِيفًا) ، فَقَالَ فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَلٍ: نَسِيَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه: مَا نَسِيتُ إِنَّا كُنَّا نُشَبِّهُهُ بِإِبْرَاهِيمَ.
وَسُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ الْأُمَّةِ قَالَ: مُعَلِّمُ الْخَيْرِ، وَسُئِلَ عَنِ الْقَانِتِ قَالَ: الْمُطِيعُ لِلَّهِ (تعالى) وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(14/760)
3648 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: / حدثنا (سريح) بْنُ يُونُسَ، ثنا مَرْوَانُ ابن مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ) بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بما كانوا يفسدون (88) } ، قَالَ: زِيدُوا عَقَارِبَ أَنْيَابُهَا كالنحل الطِّوَالِ.
صَحَّحَهُ الْحَاكِمُ.(14/763)
3649 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سريح، (ثنا) إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، فِي قَوْلِهِ (تَعَالَى) : {زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ} ، قَالَ: خَمْسَةَ أَنْهَارٍ يُعَذَّبُونَ بِبَعْضِهَا فِي اللَّيْلِ، وَبِبَعْضِهَا فِي النَّهَارِ.(14/765)
<tit/2> [من كتاب التفسير]
(18 - سُورَةُ الْإِسْرَاءِ)(15/17)
3650 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا حسين بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا الْفُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذَا الْحَرْفَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَوَصَّى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ فَلَصِقَتْ إِحْدَى الْوَاوَيْنِ بِالْأُخْرَى. فَقَرَأَ لَنَا: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} وَلَوْ نَزَلَتْ عَلَى الْقَضَاءِ مَا أَشْرَكَ بِهِ أَحَدٌ. فَكَانَ مَيْمُونٌ يَقُولُ: إِنَّ عَلَى تَفْسِيرِهِ لَنُورًا. قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} .(15/17)
3651 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَامِرٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} قَالَ: يَدُهُ، وَعَصَاهُ، وَالسِّنِينُ، وَالطُّوفَانُ، وَالْجَرَادُ، وَالْقُمَّلُ، وَالضَّفَادِعُ، وَالدَّمُ، وَنَقْصٌ مِنَ الثَّمَرَاتِ.(15/20)
3652 - وَقَالَ أَحْمَدُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَعِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} قَالَ: السِّنَينُ: حَبَسَ عَنْهُمُ الْمَطَرَ، وَنَقَصَ مِنَ الثَّمَرَاتِ، وَالطُّوفَانُ، وَالْجَرَادُ، وَالْقُمَّلُ، وَالضَّفَادِعُ، وَالدَّمُ، وَعَصَاهُ، وَيَدُهُ.(15/21)
3653 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ - عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} قَالَ: كَانُوا يَجْهَرُونَ بِالدُّعَاءِ. اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي، فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ أُمِرُوا أَنْ لا يَتَخَافَتُوا، وَلَا يَجْهَرُوا.
(152) وَحَدِيثُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، رَضِيَ الله عَنْه، فِي نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِاْلأَيَتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} الْآيَاتُ الثَّلَاثُ. يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ.(15/22)
(19 - سُورَةُ الْكَهْفِ)(15/26)
3654 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا أَبُو قُرَّةَ الْأَسَدِيُّ. ثُمَّ الصَّيْدَاوِيُّ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ. قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ مَنْ قَالَ: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} ، كَانَ لَهُ نوراً مِنْ عَدَنَ أَبْيَنَ إِلَى مَكَّةَ، حَشْوُهُ الْمَلَائِكَةُ ".(15/26)
3655 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عِيسَى بْنُ عَوْنٍ، حدثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زُرَارَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً مِنْ أَهْلٍ، أَوْ مَالٍ، أَوْ وَلَدٍ، فَيَقُولُ: مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَيَرَى فِيهِ آفَةً دُونَ الْمَوْتِ. وَكَانَ يَتَأَوَّلُ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} .(15/28)
3655 -[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ رَأَى شَيْئًا " فَأَعْجَبَهُ فَقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. لَمْ يَضُرَّهْ.
(153) حَدِيثٌ فِي نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} مَضَى فِي الْأَنْعَامِ.(15/31)
3656 -[1، 2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهمَا قال: رأى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّمْسَ حِينَ غَرَبَتْ، فَقَالَ: " فِي نَارِ اللَّهِ الْحَامِيَةِ لَوْلَا مَا يَزَعُهَا مِنْ أمر الله عز وجل لَأَهْلَكَتْ مَا عَلَى الْأَرْضِ [ص:35] ".
3656 -[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَزِيدُ بِهِ.(15/33)
3657 - حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ فِي تَفْسِيرِ ابْنِ جُرَيْجٍ: {وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا} قَالَ: مَدِينَةً لَهَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ بَابٍ، لَوْلَا أَصْوَاتُ أَهْلِهَا لَسَمِعَ النَّاسُ دَوِيَّ الشَّمْسِ حِينَ تَجِبُ [ص:38].
3658 - فَحَدَّثَ الْحَسَنُ عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سِتْراً " بِنَاءً. لم يُبْنَ فِيهَا بِنَاءٌ قَطُّ.
وَلَمْ يُبْنَ عَلَيْهِمْ فِيهَا بِنَاءٌ قَطُّ. كانوا إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ دَخَلُوا أَسْرَابًا لَهُمْ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ.(15/37)
(20 - سُورَةُ طه)(15/40)
3659 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا بِشْرٌ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ النعمان بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ الْمَعِيشَةَ الضَّنْكَ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تعالى هِيَ عَذَابُ الْقَبْرِ [ص:46].
3660 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: إِنَّ أَبَا السَّمْحِ أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَ نَحْوَهُ فِي أَثْنَاءِ حَدِيثٍ.(15/40)
3661 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانُ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما في قوله تعالى {طَهْ} [طه: 1] ، أَيْ: طَأْ يَا رَجُلُ وَهِيَ بِالنَّبَطِيَّةِ.(15/49)
3662 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: " كَانَ - أَيِ الْعِجْلُ - إِذَا خَارَ سَجَدُوا، وَإِذَا سَكَتَ رَفَعُوا رؤوسهم ".(15/51)
3663 - وحدثنا يَزِيدُ، ثنا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {خُوَارٌ} [الأعراف: 148] قَالَ: خَارَ خَوْرَةً، لَمْ يُثَنِّ أَلَمْ تَرَ أن الله عز وجل قَالَ: {أَلَّا يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} ، وَقَالَ جل وعلا: {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا} .(15/52)
3664 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، هو ابن قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: نَزَلَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَيْفٌ، فَبَعَثَنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى يَهُودِيٍّ فَقَالَ: قُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ: بِعْنَا أَوْ أَسْلِفْنَا إِلَى رَجَبٍ. فَقُلْتُ لَهُ.
فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَبِيعُهُ وَلَا أُسْلِفُهُ إِلَّا بِرَهْنٍ فَرَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا وَاللَّهِ إِنَّهُ لَوْ بَاعَنِي أَوْ أَسْلَفَنِي لَقَضَيْتُهُ. إِنِّي أَمِينٌ فِي السَّمَاءِ. أَمِينٌ فِي الْأَرْضِ. اذْهَبْ بِدِرْعِي الْحَدِيدِ. فَذَهَبْتُ بِهَا فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ تَعْزِيَةً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} .(15/53)
(21 - سُورَةُ الْحَجِّ)(15/56)
3665 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَكِيعٌ، ثنا سُفْيَانُ عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَإِنْ هَمَّ بِعَدَنَ أَبْيَنَ أَنْ يَقْتُلَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَذَاقَهُ اللَّهُ عز وجل مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} الْآيَةَ.
مَوْقُوفٌ قَوِيُّ الْإِسْنَادِ.(15/56)
3666 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عمرو رَضِيَ الله عَنْهما يَضْرِبُ قُبَّتَيْنِ، قُبَّةً فِي الْحِلِّ، وَقُبَّةً فِي الحرم، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ كُنْتَ مَعَ ابْنِ عَمِّكَ وَأَهْلِكَ؟ فَقَالَ: " إِنَّ مَكَّةَ بَكَّةُ. وَإِنَّا أُنْبِئْنَا أَنَّ مِنَ الْإِلْحَادِ فِيهَا: كَلَّا وَاللَّهِ وَبَلَى وَاللَّهِ ".
هَذَا مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ.
(154) قَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه: " لِيَنْزِلِ الْبَادِي حَيْثُ شَاءَ " تَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ الْحَجِّ.(15/60)
3667 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ رَضِيَ الله عَنْهُ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَهْلِ دِينٍ كُنْتُ مَعَهُمْ. فَذَكَرَ مِنْ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامِهِمْ، وَعِبَادَتِهِمْ، فَنَزَلَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَءَامَنْوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ} . . إلى قَوْلِهِ: {شَهِيدٌ} .(15/62)
(22 - سُورَةُ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)(15/66)
3668 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ الضَّبِّيُّ، ثنا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه: كُنْتُ أَكْتُبُ هَذِهِ الْآيَةَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يملها {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} . . حَتَّى بَلَغَ: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًاءَاخَرَ} فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ لَهُ: لَمْ ضَحِكْتَ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ خُتِمَتْ بِمَا تَقُولُ: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} .
جَابِرٌ: هُوَ الْجُعْفِيُّ ضَعِيفٌ.(15/66)
3669 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} . قَالَ: " الْقَضَاءُ ".(15/69)
(23 - سُورَةُ النُّورِ)(15/70)
3670 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النِّيلِيُّ، ثنا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ بَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ، وَعَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَجَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زُفَرَ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْمُهَاجِرِينَ: لَقَدْ طَلَبْتُ هَذِهِ الْآيَةَ عُمْرِي فَمَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا، قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا} . وَإِنِّي لَأَسْتَأْذِنُ عَلَى بَعْضِ إِخْوَانِي فَيُقَالُ لِي: ارْجِعْ، فَأَرْجِعْ وَأَنَا قَرِيرُ الْعَيْنِ.(15/70)
3671 - حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عمران الْأَخْنَسِيُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثنا الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا} يَقُولُ: قِطَعًا: يَجْعَلُ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ، {فَتَرَى الْوَدْقَ} - يَعْنِي الْمَطَرَ - {يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} : مِنْ بَيْنِهِ.(15/72)
3672 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا مَعْمَرُ بْنُ أَبَانَ، ثنا الزُّهْرِيُّ، ثنا عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: خَرَجْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ الْأَنْصَارِيَّةُ رَضِيَ الله عَنْها لِحَاجَةٍ لَنَا فَعَثَرَتْ فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ. فَقُلْتُ: بِئْسَ مَا قُلْتِ لِرَجُلٍ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا نَزَلَتْ بَرَاءَتِي قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَائِشَةُ أَبْشِرِي " فَقَامَ إِلَيَّ أَبِي وَأُمِّي رَضِيَ الله عَنْهمَا فَقَبَّلُونِي، فَدَفَعْتُ فِي صُدُورِهِمَا، فَقُلْتُ: بِغَيْرِ حَمْدِكُمَا وَلَا حَمْدِ صَاحِبِكُمَا. أحمد الله عز وجل عَلَى مَا عَذَرَنِي وَبَرَّأَنِي وَسَاءَ ظَنُّكُمَا إِذْ لَمْ تَظُنَّا بِأَنْفُسِكُمَا خَيْرًا ... " الْحَدِيثَ.(15/73)
(24 - سُورَةُ الْفُرْقَانِ)(15/75)
3673 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ: {حِجْرًا مَحْجُورًا} قَالَ: كَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا رَأَتْ شَيْئًا تَكْرَهُهُ، قَالَتَ: حِجْرًا.(15/75)
(25 - سُورَةُ الشُّعَرَاءِ)(15/77)
3674 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ، أنا قَيْسُ بْنُ الربيع، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، فِي قَوْلِهِ تعالى: {فِي الْمَدَائِنِ حَشِرِينَ} قَالَ: الشُّرَطُ.(15/77)
3675 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: دَخَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِصْرَ وَهُمْ ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ إِنْسَانًا، وَخَرَجُوا مِنْهَا وَهُمْ سِتُّمِائَةِ أَلْفٍ. فَقَالَ فِرْعَوْنُ: {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ} .(15/80)
3676 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ حدثنا سُفْيَانُ، ثنا دَاوُدُ بْنُ شابور، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرَى مَنْ خَلْفِهِ فِي الصَّلَاةِ كَمَا يَرَى مَنْ بَيْنِ يَدَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(15/84)
3677 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ن صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِيَدِهِ وَلِسَانِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنَّمَا تَقْتَحِمُونَ بِالنَّبْلِ.(15/87)
3678 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عمر الْأَيْلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عَطَاءٍ، مَوْلَاةِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قالت: إِنَّهَا سَمِعْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} صَاحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ: يَا آلَ عَبْدِ مَنَافٍ إِنِّي نَذِيرٌ، فَجَاءَتْهُ قُرَيْشٌ، فَحَذَّرَهُمْ، وَأَنْذَرَهُمْ، فَقَالُوا: تزعم أَنَّكَ نَبِيٌّ يُوحَى إِلَيْكَ وَإِنَّ سُلَيْمَانَ عليه الصلاة والسلام سُخِّرَ لَهُ الرِّيحُ وَالْجِبَالُ. وأن موسى عليه الصلاة والسلام سُخِّرَ لَهُ
[ص:93] الْبَحْرُ، وَإِنَّ عِيسَى عليه السلام كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى، فَادْعُ اللَّهَ تعالى أن سير عَنَّا هَذِهِ الْجِبَالَ، وَيُفَجِّرَ لَنَا أَنْهَارًا فَنَتَّخِذَهَا مخايض، فَنَزْرَعُ وَنَأْكُلُ وَإِلَّا فَادْعُ اللَّهَ عز وجل أَنْ يُحْيِي لَنَا مَوْتَانَا فَنُكَلِّمُهُمْ وَيُكَلِّمُونَا وَإِلَّا فَادْعُ اللَّهَ تعالى أَنْ يُصَيِّرَ لَنَا هَذِهِ الصَّخْرَةَ الَّتِي تَحْتَكَ ذَهَبًا فنحت مِنْهَا وَتُغْنِينَا عَنْ رِحْلَةِ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ. فَإِنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ كَهَيْئَتِهِمْ. فَبَيْنَا نَحْنُ حَوْلَهُ إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[ص:94] سِمَاتُ الْوَحْيِ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ أَعْطَانِي مَا سَأَلْتُمْ. وَلَوْ شِئْتُ لَكَانَ، ولكن جل وعلا خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ تَدْخُلُوا فِي بَابِ الرَّحْمَةِ فَيُؤْمِنْ مُؤْمِنُكُمْ. وَبَيْنَ أَنْ يَكِلَكُمْ إِلَى مَا اخْتَرْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَتَضِلُّوا عَنْ بَابِ الرَّحْمَةِ فَلَا يُؤْمِنُ مُؤْمِنُكُمْ فَاخْتَرْتُ بَابَ الرَّحْمَةِ، فَيُؤْمِنُ مُؤْمِنُكُمْ. وَأَخْبَرَنِي إِنْ أَعْطَاكُمْ ذَلِكَ ثُمَّ كَفَرْتُمْ أَنْ يُعَذِّبَكُمْ عَذَابًا شَدِيدًا لَمْ يُعَذِّبْهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ. فَنَزَلَتْ: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} إِلَى ثَلَاثِ آيَاتٍ. ونزلت: {وَلَوْ أَنَّ قُرْءَاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ} الْآيَةَ.(15/92)
26 - سُورَةُ الْقَصَصِ)(15/101)
3679 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا كَثِيرُ بْنُ قاروند، عَنْ أَبِي جَعْفَرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} قَالَ: مَعَادُهُ: آخِرَتُهُ.(15/101)
(27 - سُورَةُ الرُّومِ)(15/104)
3680 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، ثنا الْمُؤَمَّلُ - هُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ -، ثنا إِسْرَائِيلُ، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} الْآيَةَ، لَقِيَ نَاسٌ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالُوا: أَلَا تَرَى إِلَى صَاحِبَكَ يَزْعُمُ أَنَّ الرُّومَ سَتَغْلِبُ فَارِسَ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: [صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالوا: فَهَلْ نُبَايِعُكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه] : فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُهُ إِلَّا تَصْدِيقًا لِلَّهِ تعالى وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[ص:105] قَالَ: فَتَعَرَّضْ لَهُمْ، وَأَعْظِمْ لَهُمُ الْخَطَرَ، وَاجْعَلْهُ إِلَى بِضْعِ سِنِينَ، فَإِنَّهُ إن تَمْضِيَ السِّنُونُ حَتَّى تَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ. قَالَ: فَمَرَّ بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: فَهَلْ لَكُمْ فِي الْعَوْدِ؟ فَإِنَّ الْعَوْدَ أَحْمَدُ. قَالُوا: نَعَمْ. فَبَايَعُوهُ، وَأَعْظَمُوا الْخَطَرَ.
فَلَمْ تَمْضِ السِّنُونُ حَتَّى ظَهَرَتِ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ، فَأَخَذَ رَضِيَ الله عَنْه الْخَطَرَ وَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا لِلنَّجَائِبِ ".(15/104)
(28 - سُورَةُ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ)(15/110)
3681 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: فُضِّلَتْ سُورَةُ {الم (1) تَنْزِيلُ} ، و {تبارك} عَلَى كُلِّ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ بِسِتِّينَ حَسَنَةً ".(15/110)
3682 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ كُلَّ لَيْلَةٍ " تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ ".(15/112)
(29 - سُورَةُ الْأَحْزَابِ)(15/118)
3683 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ بَجَالَةَ التَّمِيمِيِّ قَالَ: وَجَدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه مُصْحَفًا فِي حِجْرِ غُلَامٍ لَهُ، فِيهِ: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} - وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ - {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ} فَقَالَ: احْكُكْهَا يَا غُلَامُ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَحُكُّهَا وَهِيَ فِي مُصْحَفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه. فَانْطَلَقُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه. فَقَالَ: شَغَلَنِي الْقُرْآنُ، وَشَغَلَكَ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ. إذ تَعْرِضَ رَحَاكَ عَلَى عُنُقِكَ بِبَابِ ابْنِ الْعَجْمَاءِ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ.(15/118)
3684 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} ، قَالَ: يَوْمَ يَلْقَوْنَ مَلَكَ الْمَوْتِ لَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ يَقْبِضُ رُوحَهُ إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ.
(155) حَدِيثُ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه فِي نُزُولِ قوله تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ} ، يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْمَغَازِي، فِي غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ.
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة:في هامش المطبوع:
زاد في (ك) :
[حَدِيثُ أُمِّ هَانِئٍ فِي: {إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ} [الأحزاب: 50] يَأْتِي فِي الْمَنَاقِبِ] وسيأتي برقم 4125 (سعد)(15/120)
3685 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهم فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَءَاذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا} ، قَالَ: صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ عليهما الصلاة والسلام ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي " لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى ".
وقد تَقَدَّمَ فِي أَخْبَارِ الْأَنْبِيَاءِ عليهم الصلاة والسلام.(15/122)
3686 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْأَسْلَمِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي الْحَمْرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ، كُلَّمَا خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، أَوْ قَالَ: صَلَاةِ الْفَجْرِ، مَرَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَابِ فَاطِمَةَ رَضِيَ الله عَنْها، فَيَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} .(15/123)
3686 -[2] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَبِي الْحَمْرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه. قَالَ: رَابَطْتُ بِالْمَدِينَةِ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ جَاءَ إِلَى بَابِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ: الصَّلَاةَ، الصَّلَاةَ. {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} .
أَبُو دَاوُدَ هُوَ: نَافِعٌ، فِي الَّذِي قَبْلَهُ.(15/124)
3686 -[3] وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ السَّبِيعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَمْرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ. فَكَانَ إِذَا أَصْبَحَ أَتَى، بَابَ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ رَضِيَ الله عَنْهما، وَهُوَ يَقُولُ: الصَّلَاةَ يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ، {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) الْآيَةَ.
أَبُو دَاوُدَ: هُوَ نَافِعٌ، وَقِيلَ: نُفَيْعٌ الْأَعْمَى، كَذَّبَهُ قَتَادَةُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا.
3687 - وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه بِمَعْنَاهُ.(15/125)
(30 - سُورَةُ فَاطِرٍ)(15/128)
3688 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حدثنا الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ أَبُو شُعَيْبٍ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ صُهْبَانَ الْهُنَائِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْها عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} الْآيَةَ. فَقَالَتْ لِي: يَا بُنَيَّ، كُلُّ هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ. فَأَمَّا السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ فَمَنْ مَضَى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَشَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحياة وَالرِّزْقِ. وَأَمَّا الْمُقْتَصِدُ فَمَنِ اتَّبَعَ أَثَرَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى يَلْحَقَ بِهِ. وَأَمَّا الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ فَمِثْلِي وَمِثْلُكَ. قَالَ: فَجَعَلَتْ نَفْسَهَا رَضِيَ الله عَنْها مَعَنَا.(15/128)
(31 - سُورَةُ يَس)(15/130)
3689 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ " يَس " فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ مَغْفُورًا لَهُ ".(15/130)
3690 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ الْبَصْرِيُّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ " يَس " يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ تعالى غُفِرَ لَهُ، وَمَنْ قَرَأَ " يَس " فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَمَنْ قَرَأَ " يَس " وَهُوَ فِي سَكَرَاتِ الْمَوْتِ جَاءَ رِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ بِشَرْبَةٍ مِنْ شَرَابِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَسْقِيَهُ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ، حَتَّى يَمُوتَ رَيَّانَ، وَيُبْعَثَ رَيَّانَ.(15/136)
3691 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا هُشَيْمٌ، أنا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: إِنَّ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ جَاءَ بِعَظْمٍ حَائِلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَتَّهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَيَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا بَعْدَ مَا أَرَمَّ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، يَبْعَثُ هَذَا، ثُمَّ يُمِيتُكَ، ثُمَّ يُحْيِيكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ جَهَنَّمَ " قَالَ: فَنَزَلَتِ الْآيَاتُ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ يَس: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا حَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا} إِلَى آخِرِ السُّورَةِ.(15/141)
3692 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَلِيُّ "، اقْرَأْ " يس " فَإِنَّ فِي " يس " عَشْرَ بَرَكَاتٍ. مَا قَرَأَهَا جَائِعٌ إِلَّا شَبِعَ، وَلَا ظَمْآنُ، إِلَّا رَوِيَ، وَلَا عَارٍ إِلَّا اكْتَسَى، وَلَا عَزَبٌ إِلَّا تَزَوَّجَ، وَلَا خَائِفٌ إِلَّا أَمِنَ، وَلَا مَسْجُونٌ إِلَّا خَرَجَ، وَلَا مُسَافِرٌ إِلَّا أُعِينَ عَلَى سَفَرِهِ. وَلَا مَنْ ضَلَّتْ ضَالَّتَهُ إِلَّا وَجَدَهَا، وَلَا مَرِيضٌ إِلَّا برأ، وَلَا قُرِئَتْ عِنْدَ مَيِّتٍ إِلَّا خُفِّفَ عَنْهُ.(15/145)
(32 - سُورَةُ الصَّافَّاتِ)(15/147)
3693 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، فِي قَوْلِهِ عز وجل {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} ، قَالَ: وَأَشْبَاهَهُمْ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.(15/147)
33 - سُورَةُ ص(15/150)
3694 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا حَنْظَلَةُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: " لَقَدْ أَتَى عَلَيْنَا زَمَانٌ، وَمَا نَدْرِي مَا وَجْهُ هَذِهِ الْآيَةِ: {يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} حَتَّى رَأَيْنَا النَّاسَ يُصَلُّونَ الضُّحَى.(15/150)
3695 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثنا الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما في قوله جل جلاله: {رخاء حيث أصاب} قال: الرخاء: المطيعة. وأما حيث أصاب: قال: حيث أراد.(15/154)
3696 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا هُشَيْمٌ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه سَجَدَ فِي " ص ".(15/156)
3697 - حدثنا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىءَالِهَتِكُمْ} ، قَالَ: عُقْبَةُ ابن أَبِي مُعَيْطٍ.(15/157)
3698 - وَبِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ في قوله عز وجل: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ} قَالَ: فِي النَّصْرَانِيَّةِ.(15/158)
3699 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، ثنا لَيْثٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ - عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْأَسْوَدِ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ الله عَنْه مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ: " إِنَّ رَبِّي أَتَانِي اللَّيْلَةَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ... " الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. وَزَادَ فِي آخِرِهِ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبًّا يُبَلِّغَنِي حُبَّكَ ".(15/160)
3700 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُرَيْجٌ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ، عَنْ لَيْثِ ابن أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَاءَنِي رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَالَ: يَا محمد، قلت: لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: هَلْ تدري فيم يختص الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ . قُلْتُ: لَا أَدْرِي. قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي، فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ كَتِفَيَّ. قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا فِي صَدْرِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: فِي الدَّرَجَاتِ وَالْكَفَّارَاتِ. أَمَّا الدَّرَجَاتُ فَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكْرُوهَاتِ، وَنَقْلُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ. وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَأَمَّا الْكَفَّارَاتُ فَإِطْعَامُ الطَّعَامِ وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ. فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ. قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَمَلَ الْحَسَنَاتِ، وَتَرْكَ السَّيِّئَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَإِذَا أَرَدْتَ بِقَوْمٍ فِتْنَةً وَأَنَا بَيْنَهُمْ فَتَوَفَّنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ.(15/161)
(34 - سُورَةُ الزُّمَرِ)(15/178)
3701 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، ثنا الْأَغْلَبُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ هُذَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن تفسير (قوله تعالى) {لَهُ مَقَالِيدُ السماوات وَالْأَرْضِ} قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ، تَفْسِيرُهَا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ، وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ، وَبِيَدِهِ الْخَيْرُ يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. مَنْ قَالَهَا إِذَا أَصْبَحَ عَشْرَ مَرَّاتٍ أُعْطِيَ عَشْرَ خِصَالٍ: أَمَّا أَوَّلُهُنَّ: فَيُحْرَسُ مِنْ إِبْلِيسَ
[ص:179] وَجُنُودِهِ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ: فَيُعْطَى قِنْطَارًا مِنَ الْأَجْرِ. وَأَمَّا الثَّالِثَةُ: فَتُرْفَعُ لَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ. وَأَمَّا الرَّابِعَةُ: فَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ. وَأَمَّا الْخَامِسَةُ: فَيَحْضُرُهَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَلَكٍ وَأَمَّا السَّادِسَةُ: فَلَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَمَنْ قَرَأَ التَّوْرَاةَ، وَالْإِنْجِيلَ، وَالزَّبُورَ، وَالْفُرْقَانَ، وَلَهُ مَعَ هَذَا يَا عُثْمَانُ مِنَ الْأَجْرِ كَمَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ وَقُبِلَتْ حَجَّتُهُ وَعُمْرَتُهُ، وَإِنْ مَاتَ مِنْ يَوْمِهِ طُبِعَ بِطَابَعِ الشُّهَدَاءِ.
وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ.(15/178)
[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الرحمن بْنُ وَاقِدٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْإِفْرِيقِيُّ، حدثنا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سُئِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ: مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مِنْ كُنُوزِ الْعَرْشِ ... " الْحَدِيثَ.(15/179)
3702 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ محمد، عن زيد بن أسلم عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سأل جبريل عليه الصلاة والسلام عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَنُفِخَ فِي الصُّوَرِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السماوات وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} .
" مَنِ " الَّذِينَ لَمْ يَشَأْ أَنْ يَصْعَقَهُمْ؟ قَالَ: هُمُ الشُّهَدَاءُ الْمُتَقَلِّدُونَ أَسْيَافَهُمْ حَوْلَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ، تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الْمَحْشَرِ بِنَجَائِبَ مِنْ يَاقُوتٍ نِمَارُهَا أَلْيَنُ مِنَ الْحَرِيرِ، مَدُّ خطاها، مَدُّ أَبْصَارِ الرِّجَالِ، يَسِيرُونَ فِي الْجَنَّةِ، يَقُولُونَ عِنْدَ طُولِ النُّزْهَةِ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ فَنَنْظُرَ كَيْفَ يَقْضِي بَيْنَ خَلْقِهِ، يَضْحَكُ إِلَيْهِمْ إِلَهِي. وَإِذَا ضَحِكَ إِلَى عَبْدٍ فِي مَوْطِنٍ، فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ.
(156) وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ حَدِيثٌ فِي: {الَّذِينَ اتَّقُوا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} الْآيَةَ.(15/182)
(35 - سُورَةِ فُصِّلَتْ)(15/185)
3703 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ نِمْرَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} قَالَ: هُمُ الَّذِينَ لَمْ يشركوا باللهِ عز وجل شَيْئًا.(15/185)
36 - سُورَةُ حم عسق(15/188)
3704 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الصَّفِيرِ الْمَكِّيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ آيَةً ثُمَّ فَسَّرَهَا، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. قَالَ: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ} ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أخذه الله عز وجل بِذَنْبِهِ فِي الدنيا فالله جل وعلا أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعِيدَهُ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وَمَا عفا الله تعالى عَنْهُ فِي الدُّنْيَا فَاللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا وَيَأْخُذَ مِنْهُ فِي الْآخِرَةِ.(15/188)
[2] أخبرنا يَزِيدُ ابن أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ،
[ص:189] قَالَ: سَمِعْتُ ذياب بْنَ مُرَّةَ يَقُولُ: بَيْنَمَا عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه مَعَ أَصْحَابِهِ يُحَدِّثُهُمْ، إِذْ قَالَ لَهُمْ: سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ وَلَمْ يُبَيِّنْ. ثُمَّ عَطَفَ رَضِيَ الله عَنْه فقال: ألا أَرَاكُمْ؟ ، قَالُوا: مَا كُنَّا نَتَفَرَّقُ حَتَّى تُبَيِّنَ لَنَا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ} فَمَا عفا الله تعالى عَنْهُ فَلَنْ يَرْجِعَ. وَهِيَ فِي " حم، عسق ".(15/188)
3705 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: قَرَأْتُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ الطحان قال: هو مَا قَرَأْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ، عن فضيل بن مرزوق الكوفي، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لما نزلت: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى} دَعَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاطمة رَضِيَ الله عَنْها وَأَعْطَاهَا فَدَكًا.(15/192)
3706 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَبْرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: أَنْتُمُ الْمُؤْمِنُونَ، وَأَنْتُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَإِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ يَدْخُلَ مَنْ تُصِيبُونَ مِنْ فَارِسَ وَالرُّومِ الْجَنَّةَ. إِنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا عَمِلَ عَمَلًا قُلْتُمْ: أَحْسَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، أَحْسَنْتَ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، ويقول الله عز وجل: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} .(15/194)
3707 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا هُشَيْمٌ، ثنا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَكْثَرَ النَّاسُ عَلَيْنَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {قُلْ لَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} فَكَتَبْتُ إِلَى ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، فَكَتَبَ إِلَيَّ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما. إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان وَاسِطَة النَّسَبِ فِي قُرَيْشٍ، لم يكن بطن مِنْ بُطُونِهِمْ إِلَّا وَقَدْ وَلَدُوهُ، فأنزل الله تعالى {قُلْ لَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ} إلى مَا أَدْعُوكُمْ إليه، إلا أَنْ تَوَدُّونِي لِقَرَابَتِي مِنْكُمْ وَتَحْفَظُونِي لَهَا.
صَحِيحٌ.
وَفِي الْبُخَارِيِّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما مَعْنَاهُ.(15/196)
3708 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخُشَنِيُّ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ. قَالَ: صَعِدَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه الْمِنْبَرَ. فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفَسِّرُ حم عسق فَوَثَبَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، فقال لنا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَم " [الشورى: 1] اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ: فَعَيْنٌ: قَالَ: عَايَنَ الْمُشْرِكُونَ عَذَابَ يَوْمِ بَدْرٍ. قَالَ: فَسِينٌ؟ قَالَ: سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ. قَالَ: فَقَافٌ؟ فَجَلَسَ، فَسَكَتَ. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ تَعَالَى، هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ؟ فَوَثَبَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ كَمَا قَالَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما. قَالَ: فَقَافٌ؟ قَالَ: قَارِعَةٌ مِنَ السَّمَاءِ تُصِيبُ النَّاسَ.(15/200)
37 - سُورَةُ الزُّخْرُفِ(15/202)
3709 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ جُنَادَةَ ابن أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه الْجَابِيَةَ. قَالَ لِمُعَاذٍ رَضِيَ الله عَنْه: يَا مُعَاذُ. مَا عُرْوَةُ هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: قُلْتُ: الْإِخْلَاصُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَالطَّاعَةُ ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " ثَلَاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ أَجْرَمَ، مَنِ اعْتَقَدَ لِوَاءً فِي غَيْرِ حَقٍّ، أَوْ عَقَّ والدته، أَوْ مَشَى مَعَ ظَالِمٍ يَنْصُرُهُ. [فَقَدْ أَجْرَمَ، يقول الله تبارك وتعالى: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} ] .(15/202)
3710 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، ثنا سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} قَالَ: نُزُولُ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عليه الصلاة والسلام.(15/204)
38 - سُورَةُ الدُّخَانِ(15/207)
3711 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أُبَيِّ بن كعب رَضِيَ الله عَنْهم. قَالَ: " مَنْ قَرَأَ الدُّخَانَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ غُفِرَ لَهُ ".
3712 [ص:211] وَعَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ مِثْلَهُ.(15/207)
3713 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَصْرِيُّ، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وله فِي السَّمَاءِ بَابَانِ، بَابٌ يَدْخُلُ عَمَلُهُ مِنْهُ، وَبَابٌ يَخْرُجُ مِنْهُ عَمَلُهُ وَكَلَامُهُ. فَإِذَا مَاتَ فَقَدَاهُ، وَبَكَيَا عَلَيْهِ، وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} فَذَكَرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْمَلُونَ عَلَى الْأَرْضِ عملاً صالحاً تبكي عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَصْعَدْ لَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ كَلَامِهِمْ وَلَا عَمَلِهِمْ كَلَامٌ طَيِّبٌ، وَلَا عَمَلٌ صَالِحٌ فَتَفْقِدَهُمْ فَتَبْكِيَ عَلَيْهِمْ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
وقد أخرج البخاري والترمذي بَعْضَهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ.(15/212)
39 - سُورَةُ الْأَحْقَافِ(15/215)
3714 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو هِشَامٍ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ عَادٍ حَمَلَتِ الرِّيحُ أَهْلَ الْبَادِيَةِ بِأَمْوَالِهِمْ، وَمَوَاشِيهِمْ، فَلَمَّا رَفَعَتْهُمْ مِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ قَالُوا: هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا قَالَ: فَأَكَبَّتْ الْبَادِيَةِ " عَلَى الْحَاضِرَةِ ".
[2] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ نَحْوَهُ.(15/215)
3715 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا هَوْذَةُ، ثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه الْإِسْلَامَ، دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ (أَرْسَلَكَ) بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، وَأَنَّ الْيَهُودَ يَجِدُونَكَ عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ مَنْعُوتًا. ثُمَّ قَالَ لَهُ أَرْسِلْ إِلَى نَفَرٍ مِنَ الْيَهُودِ، إِلَى فُلَانٍ، وَفُلَانٍ، فَسَمَّاهُمْ لَهُ. وخبأني فِي بَيْتٍ فَسَلْهُمْ عَنِّي، وَعَنْ وَالِدِي، فَإِنَّهُمْ سَيُخْبِرُونَكَ، وَإِنِّي سَأَخْرُجُ عَلَيْهِمْ فَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ أَرْسَلَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، لَعَلَّهُمْ يُسْلِمُونَ. فَفَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ، فَخَبَّأَهُ فِي بَيْتِهِ، وَأَرْسَلَ إِلَى النَّفْرِ الَّذِينَ أَمَرَهُ بِهِمْ، فَدَعَاهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ عِنْدَكُمْ؟ وَمَا كَانَ وَالِدُهُ؟ ، فقالوا: سَيِّدُنَا، وَابْنُ سَيِّدِنَا، وَعَالِمُنَا، وَابْنُ عَالِمِنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ أَتُسْلِمُونَ؟ قَالُوا: إِنَّهُ لا يسلم. [فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ أَتُسْلِمُونَ؟ قَالُوا: لَا يُسْلِمُ. قَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ؟ قَالُوا: لَا يُسْلِمُ] أَبَدًا، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، أَرْسَلَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، وَإِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ مِنْكَ مِثْلَ مَا أَعْلَمُ. فَقَالَتِ الْيَهُودُ لِعَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه: مَا كُنَّا نخشاك يا عبدا اللَّهِ عَلَى هَذَا. قَالَ: فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ: {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوْحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (9) قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَاءِيلَ عَلَى مِثْلِهِ / فَآمَنَ} الْآيَةَ.(15/217)
40 - سُورَةُ الْقِتَالِ(15/220)
3716 -[1] قَالَ الْحَارِثُ ابن أَبِي أُسَامَةَ: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا طَلْحَةُ - هُوَ ابْنُ عمرو - عن مجاهد، عَنْ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أُخْرِجَ مِنْ مَكَّةَ: " إِنِّي لَأَخْرُجَ مِنْكِ، وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكِ لَأَخْيَرُ بِلَادِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَكْرَمُهُ عَلَيْهِ، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ لَمَا خَرَجْتُ. يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، إِنْ كُنْتُمْ وُلَاةَ هَذَا الْأَمْرِ بَعْدِي فَلَا تَمْنَعُوا طَائِفًا ببيت اللهِ تعالى سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ [ص:221] ".
3716 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا طَلْحَةُ، بِهِ.(15/220)
[3] حدثنا حَسَنُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: نا أَبِي، ثنا حَنَشٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ تِلْقَاءَ الْغَارِ، نَظَرَ إِلَى مَكَّةَ فَقَالَ: أَنْتِ أَحَبُّ بِلَادِ اللَّهِ إِلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ لَمْ أَخْرُجْ مِنْكِ. فَأَعْدَى الْأَعْدَاءِ مَنْ عَدَا على اللهِ تعالى فِي حَرَمِهِ، أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، أَوْ قَتَلَ بِذَحْلِ الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ: فأنزل الله عز وجل عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ} الْآيَةَ.(15/221)
3717 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا الْمُغِيرَةُ بْنُ سلمة، ثنا وهيب، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقْرِئُ شَابًّا، فَقَرَأَ: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} فَقَالَ الشَّابُّ: عَلَيْهَا أَقْفَالُهَا حَتَّى يفرجها الله عز وجل. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقْتَ. وَجَاءَهُ ناس من أهل الْيَمَنِ فَسَأَلُوهُ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ كِتَابًا، فَأَمَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمِ رَضِيَ الله عَنْه أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ كِتَابًا، فَكَتَبَ لَهُمْ، فَجَاءَهُمْ بِهِ. فَقَالَ: أَصَبْتَ. وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه يَرَى أَنَّهُ سَيَلِي مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا. فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه سَأَلَ عَنِ الشَّابِّ، فَقَالُوا: اسْتُشْهِدَ. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ الشَّابُّ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقْتَ. فَعَرَفْتُ أن الله عز وجل سَيَهْدِيهِ. وَاسْتَعْمَلَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمِ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى بَيْتِ الْمَالِ.(15/236)
41 - سُورَةُ الْفَتْحِ(15/238)
3718 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً (16) }
إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ " قَالَ: فَارِسُ، وَالرُّومُ ".(15/238)
3719 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي خَلَفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ أبا جمعة جنيد بْنَ سَبْعٍ يَقُولُ: قَاتَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَ النَّهَارِ كَافِرًا. وَقَاتَلْتُ مَعَهُ آخِرَ النَّهَارِ مُسْلِمًا، وَكُنَّا ثَلَاثَةَ رِجَالٍ، وَسَبْعَ نِسْوَةٍ. وَفِينَا نَزَلَتْ: {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ} الْآيَةَ.
أَبُو خَلَفٍ اسْمُهُ: حُجْرٌ(15/240)
42 - سُورَةُ الْحُجُرَاتِ(15/242)
3720 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ، فَقُلْتُ: إِنَّ رَجُلًا خَاصَمَنِي يُقَالُ لَهُ: سَعْدٌ الْعَنَزِيُّ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَيْسَ بِالَّعَنِزِيِّ وَلَكِنَّهُ الزُّبَيْدِيُّ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {قَالَتِ الأَعْرَابُ ءامَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} . فَقَالَ: هُوَ الِاسْتِسْلَامُ. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَا. بَلْ هُوَ الْإِسْلَامُ.(15/242)
3721 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابن بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي بِحَدِيثِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ. قَالَ: نَعَمْ، قُمْ مَعِي. فَقُمْتُ مَعَهُ، حَتَّى دُفِعْتُ إِلَى بَابِ دَارٍ فَأَجْلَسَنِي عَلَى بَابِهَا، ثُمَّ دَخَلَ فَلَبِثَ مَلِيًّا، ثُمَّ دَعَانَا فَأَدْخَلَنَا عَلَى امْرَأَةٍ، فَقَالَ: هَذِهِ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بن شماس رَضِيَ الله عَنْها، فَسَلْهَا عَمَّا بَدَا لَكَ، فَقُلْتُ: حَدِّثِينِي عَنْهُ رَحِمَكِ اللَّهُ قَالَتْ: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} الْآيَةَ. دَخَلَ بَيْتَهُ، وَأَغْلَقَ بَابَهُ، وَطَفِقَ يَبْكِي، فَافْتَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: [مَا شَأْنُ ثَابِتٍ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَدْرِي مَا شَأْنُهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ أَغْلَقَ بَابَهُ، وَهُوَ يَبْكِي فِيهِ. فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ] : مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. أُنْزِلَ عَلَيْكَ هذه الآية: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] ، وَأَنَا شَدِيدُ الصَّوْتِ، وَأَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ حَبِطَ عَمَلِي، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَسْتَ مِنْهُمْ، بَلْ تَعِيشُ بِخَيْرٍ، وَتَمُوتُ بِخَيْرٍ.
[ص:245] قَالَتْ: ثُمَّ أنزل الله عز وجل عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} ، فَأَغْلَقَ بَابَهُ، وَطَفِقَ يَبْكِي. فَافْتَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: ثَابِتٌ مَا شَأْنُهُ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَدْرِي غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ أَغْلَقَ بَابَهُ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُنْزِلَ عَلَيْكَ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ الْجَمَالَ وَأُحِبُّ أَنْ أَسُودَ قَوْمِي. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَسْتَ مِنْهُمْ، بَلْ تَعِيشُ حَمِيدًا، وَتُقْتَلُ شَهِيدًا، وَتَدْخُلُ الْجَنَّةَ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ، خَرَجَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي قِصَّةِ قَتْلِهِ، وَوَصِيَّتِهِ وَسَيَأْتِي إِنْ شاء الله تعالى ذَلِكَ فِي مَنَاقِبِهِ رَضِيَ الله عَنْه.(15/244)
3722 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ وَإِسْحَاقُ جَمِيعًا: حدثنا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ الطُّفَاوِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو مُسْلِمٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: أَتَى نَاسٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَإِنْ كَانَ نَبِيًّا فَنَحْنُ نَشْهَدُ بِهِ، وَإِنْ يَكُنْ مَلِكًا عِشْنَا فِي جَنَابِهِ. فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ. فَأَتَوَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَادُونَهُ مِنْ حُجْرَتِهِ: يَا مُحَمَّدُ، يَا مُحَمَّدُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِي فَمَدَّهَا، وَجَعَلَ يَقُولُ: لَقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَكَ يَا زَيْدُ، لَقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَكَ يَا زَيْدُ. [2] رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، ثنا مُعْتَمِرٌ، بِهِ.(15/251)
3723 - قال إِسْحَاقُ: أنا رَوْحٌ هُوَ ابْنُ عُبَادَةَ ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ أَخْبَرَنِي ثَابِتٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْعَصْرِ فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَفْدُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَكَانَ بَعَثَ إِلَيْهِمُ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ يَأْخُذُ صَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ بَعْدَ الْوَقْعَةِ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِذَلِكَ خَرَجَ مِنْهُمْ قَوْمٌ رُكُوبًا فَقَالُوا: نُفَخِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَهْدِيهِ فِي الْبِلَادِ ونحدثه، فَلَمَّا سَمِعَ بِهِمْ رَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مَنَعُوا صَدَقَاتِهِمْ فَلَمَّا سَمِعُوا بِهِ رَجَعَ أَقْبَلُوا عَلَى إِثْرِهِ حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَصَلُّوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ مِنْ صَلَاةِ الْأُولَى، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالُوا: نَعُوذُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنْ غَضَبِهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ [[ذُكِرَ لَنَا أَنَّكَ بَعَثْتَ رَجُلًا يُصَدِّقُ أَمْوَالَنَا، فَسُرِرْنَا بِذَلِكَ، وَقَرَّتْ بِهِ أَعْيُنُنَا، فَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ رَجَعَ، فَخَشِينَا أَنْ يَكُونَ رَدَّهُ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ]] (*) فَمَا زَالُوا يَعْتَذِرُونَ حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ بِصَلَاةِ الْعَصْرِ " فَأَنْزَلَ اللَّهِ تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ} الْآيَةَ.
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ(15/253)
43 - سُورَةُ ق(15/256)
3724 - قال إسحاق: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا عَبْدُ الْجَلِيلِ، وَهُوَ ابْنُ عَطِيَّةَ، ثنا أَبُو مِجْلَزٍ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه اسْتَلْقَى فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَوَضَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى. وَكَانَتِ الْيَهُودُ تَفْتَرِي عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُونَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَرَغَ مِنَ الْخَلْقِ يَوْمَ السَّبْتِ، ثُمَّ تَرَوَّحُ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السماوات وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} . فَكَانَ أَقْوَامٌ يَكْرَهُونَ أَنْ يَضَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى حَتَّى صَنَعَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه.(15/256)
3725 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} قَالَ: الْبَاسِقَاتُ: الطِّوَالُ. وَالنَّضِيدُ: الْمُتَرَاكِمُ.(15/258)
3726 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: وَسَأَلْتُهُ - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ: {وإدبار النُّجُومِ} ؟ فَقَالَ: أَدْبَارُ السُّجُودِ: الرَّكْعَتَانِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَإِدْبَارُ النُّجُومِ: الرَّكْعَتَانِ قَبْلَ الْغَدَاةِ.(15/260)
44 - سُورَةُ الذَّارِيَاتِ(15/265)
3727 -[1] قال إسحاق: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ ابن أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَيُّوبَ - هُوَ السِّخْتِيَانِيُّ - عَنْ مُجَاهِدٍ. فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ} قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: " مَا نَزَلَتْ آيَةٌ كَانَتْ أَشَدَّ عَلَيْنَا مِنْهَا، وَلَا أَعْظَمَ عَلَيْنَا مِنْهَا. قُلْنَا: مَا هَذَا إِلَّا مِنْ سخطة، أو مقت، حَتَّى أُنْزِلَتْ: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ: ذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ.(15/265)
[2] أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا أَيُّوبُ عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه مُعْتَجِرًا بِبُرْدٍ مُشْتَمِلًا فِي خَمِيصَةٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: " فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ "، اشْتَدَّ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَبْقَ مِنَّا أحد إلاَّ أشفق لهلكة، إِذْ أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَوَلَّى عَنْهُمْ، حَتَّى نَزَلَتْ، {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} فَطَابَتْ أَنْفُسُنَا [ص:267].
3727 -[3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، ثنا أَيُّوبُ فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ (أَحْزَنَنَا ذَلِكَ) . فَقُلْنَا: أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَوَلَّى عَنَّا، حَتَّى نَزَلَتْ. . وَالْبَاقِي مِثْلُهُ، وَلَمْ يَقُلْ: فَطَابَتْ أَنْفُسُنَا [ص:268].
3727 -[3] قُلْتُ: رَوَاهُ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ فِي مُسْنَدِهِ. عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، بِهِ وَأَتَمَّ مِنْهُ.
وَحَدِيثُ مُجَاهِدٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، عِنْدَ أَحْمَدَ فِي مُسْنَدِهِ لِحَدِيثٍ غَيْرِ هَذَا.(15/265)
3728 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه ذَعَرَنِي ذَلِكَ ذُعْرًا شَدِيدًا - وَكَانَ سَلُّ السَّيْفِ فِينَا عَظِيمًا - فَجَلَسْتُ فِي بَيْتِي، فكانت حاجة لِي، فَانْطَلَقْتُ إِلَى السُّوقِ فَإِذَا أَنَا بِنَفَرٍ فِي ظِلِّ الْقَصْرِ جُلُوسًا نَحْوَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا، وَإِذَا سِلْسِلَةٌ قَدْ عُرِضَتْ عَلَى الْبَابِ فَقُلْتُ: لَأَدْخُلَنَّ. فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ، فَمَنَعَنِي الْبَوَّابُ. فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: دَعْهُ، وَيْحَكَ. فَذَهَبْتُ. فَإِذَا أَشْرَافُ النَّاسِ، وَإِذَا وِسَادَةٌ. فَجَاءَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه. رَجُلٌ جَمِيلٌ فِي حُلَّةٍ لَهُ. لَيْسَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ، وَلَا عِمَامَةٌ. فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ، فَلَمْ يُنْكِرْ مِنَ الْقَوْمِ غَيْرِي. فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ. وَلَا تَسْأَلُونِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا قُلْتَ حَتَّى أَحْبَبْتَ أَنْ نَقُولَ لَكَ / فَأَسْأَلَكَ؟
فَقَالَ: سَلْنِي عَمَّا شِئْتَ. فَقَالَ: {والذاريات ذَرْوًا} فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: أَمَا تَسْأَلُ عن غير هذي؟ فَقَالَ: أَنَا أَسْأَلُكَ عَمَّا أُرِيدُ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: الرِّيَاحُ. قَالَ: فَمَا {فالحاملات وِقْرًا} قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: السَّحَابُ. قَالَ: فَمَا {فالجاريات يُسْرًا} قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: السُّفُنُ. قَالَ: فَمَا {فالمقسمات أَمْرًا} ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: الْمَلَائِكَةُ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. وَفِيهِ أَنَّ المسؤول عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه [ص:270].
3728 -[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا العباس بن الفضل الْأَزْرَقِ الْعَبْدِيُّ إِمْلَاءً بِبَغْدَادَ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ [ص:271].
3728 -[3] وَقَالَ
ابن مَنِيعٍ: حدثنا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي حرب، عن أبي الْأَسْوَدِ ح وَعَنْ رَجُلٍ، عن زاذان قالا: بَيْنَا النَّاسُ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه إِذْ وَافَقُوا مِنْهُ نَفْسًا طَيِّبَةً. قالوا: حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الكوَّا الْأَعْوَرُ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي بَكْرِ ابن وَائِلٍ. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا الذَّارِيَاتُ ذَرْوًا؟ فَذَكَرَ مِثْلَهُ. وَزَادَ: قَالَ في: {والسماء ذَاتُ الْحُبُكِ} قَالَ: ذَاتُ الْخَلْقِ الْحَسَنِ. وَزَادَ فِيهِ أَيْضًا: وَلَا تَعُدْ لِمِثْلِ هَذَا. لَا تَسْأَلْنِي عَنْ مِثْلِ هَذَا.
هَذَا طَرَفٌ مِنْ حَدِيثٍ سَاقَهُ بِطُولِهِ، وَفَرَّقْتُهُ فِي أَبْوَابِهِ.(15/269)
3729 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعِ، ثنا الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ. قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} خَرَجَ رِجَالٌ بِأَيْدِيهِمُ الْعِصِيُّ فقالوا: أَيْنَ الَّذِينَ كَلَّفُوا رَبَّنَا حَتَّى حَلَفَ؟(15/278)
45 - سُورَةُ الطُّورِ(15/279)
3730 - قَالَ إسحاق: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ قَالَ:. . فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ، قَالَ: سَلْنِي عَمَّا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ، فَقَالَ: مَا " السَّقْفُ الْمَرْفُوعُ "؟ قَالَ: السَّمَاءُ. قَالَ: فَمَا " الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ "؟ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه لِأَصْحَابِهِ: مَا تَقُولُونَ؟ قَالُوا: هَذَا الْبَيْتُ: الْكَعْبَةُ. فَقَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ بَيْتٌ فِي السَّمَاءِ بِحِيَالِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ، يُقَالُ لَهُ: الضُّرَاحُ حُرْمَتُهُ فِي السَّمَاءِ كَحُرْمَةِ هَذَا فِي الْأَرْضِ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ.(15/279)
46 - سُورَةُ النَّجْمِ(15/283)
3731 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَافِعٍ قَالَ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ، وهو شاهد: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} .
قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: هِيَ النَّظْرَةُ، وَالْغَمْزَةُ، وَالْقُبْلَةُ، وَالْمُبَاشَرَةُ، فَإِذَا مَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَهُوَ الزنا، وَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ.(15/283)
3732 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه قَرَأَ النَّجْمَ فَسَجَدَ. ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ سُورَةً أُخْرَى.(15/286)
3733 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عباس رَضِيَ الله عَنْهما:
{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُهَا حَتَّى (اسْتَثْبَتُّهَا) ، ثُمَّ حَالَ دُونَهَا فِرَاشُ الذَّهَبِ.(15/287)
3734 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ الدَّيْلَمِ، عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} ، قَالَ: كَانُوا يَمُرُّونَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَامِخِينَ. أَلَم تَرَ إِلَى الْفَحْلِ كَيْفَ يَخْطِرُ شَامِخًا.(15/289)
47 - سُورَةُ الْقَمَرِ(15/290)
3735 -[1] قال إسحاق: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} الْآيَةَ. فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَيُّ جَمْعٍ يُهْزَمُ؟ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ وَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَثِبُ فِي الدِّرْعِ. وَيَقُولُ: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} فَعَرَفْتُ أَنَّهُ هُوَ.
[2] قَالَ مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ مِثْلَهُ.
هَذَا مُنْقَطِعٌ(15/290)
3736 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا دَاوُدُ ابن أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَلِيِّ ابن أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما في قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} " قَالَ رَضِيَ الله عَنْه ": مَضَى انْشِقَاقُ الْقَمَرِ بِمَكَّةَ.(15/294)
3737 - وَبِهِ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} . قَالَ: يَوْمُ بَدْرٍ [ص:297].
3738 - وَفِي قَوْلِهِ تعالى: {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} قَالَ: يَوْمُ بَدْرٍ.(15/296)
48 - سُورَةُ الرَّحْمَنِ
(157) تَقَدَّمَ فِي فَضْلِهَا حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه فِي الْأَدَبِ. فِي بَابِ مَا يَقُولُ إِذَا هَرَّ عَلَيْهِ الْكَلْبُ.(15/299)
3739 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أبو نصر.
قالا: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، كَانَ إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} قَالَ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ. قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ / صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: هَذَا إذا تاب. اه.(15/300)
3740 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خيثمة عن يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ هُرْمُزَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: فَقَرَأَ عَلَيْنَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ. قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ لَا يقرؤنها هَكَذَا؟ فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ، وَقَالَ: هَكَذَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(15/301)
3741 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} قَالَ: الدُّرُّ الْمُجَوَّفُ.(15/305)
49 - سُورَةُ الْوَاقِعَةِ(15/307)
3742 -[1] قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، ثنا شُجَاعٌ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ
َ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَةٌ " أَبَدًا، فَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه يَأْمُرُ بَنَاتَهَ بِقِرَاءَتِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا إِسْحَاقُ ابن أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيبٍ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، بِهِ.(15/307)
3743 - حدثنا عَبْدَانُ، ثنا نُوحٌ، عَنْ أَخِيهِ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ في قوله تعالى: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} قَالَ: الْمَوْزُ.(15/313)
3744 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا} قَالَ: مِنْهُنَّ الثَّيِّبُ، وَغَيْرُ الثَّيِّبِ.(15/316)
3745 -[1] وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ وَمُسَدَّدٌ جَمِيعًا: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} قَالَ: كِلْتَاهُمَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ.
رَوَاهُ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا [ص:318].
3745 -[2] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا خَاقَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَهْتَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ صَهْبَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ.(15/317)
50 - سُورَةُ الْحَدِيدِ، وَسُورَةِ الْمُجَادَلَةِ(15/320)
3746 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدٌ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {أَلَم يَأْنِ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} . أَقْبَلَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ: أَيُّ شَيْءٍ أَحْدَثْنَا؟ أَيُّ شَيْءٍ صَنَعْنَا؟(15/320)
3747 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ ابن أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِي رَضِيَ الله عَنْه: إِنَّ فِي كتاب الله تعالى الآية مَا عَمِلَ بِهَا أَحَدٌ قبلي، ولا عمل بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي: آيَةُ النجوى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. قَالَ: كَانَ عِنْدِي دِينَارٌ بِعْتُهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، فَنَاجَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكُنْتُ كُلَّمَا نَاجَيْتُهُ قَدَّمْتُ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَايَ دِرْهَمًا، ثُمَّ نُسِخَتْ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهَا أَحَدٌ. فَنَزَلَتْ: {ءأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ. .} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [ص:323].
[2] رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ بِهِ.
قُلْتُ: رَوَاهُ التِّرْمِذِي مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ.(15/322)
51 - سُورَةُ الْحَشْرِ(15/326)
3748 - قال إسحاق: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّلُولِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ رَاهِبٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ، وَإِنَّ امْرَأَةً كَانَ لَهَا إِخْوَةٌ، فَعَرَضَ لَهَا شَيْءٌ. فَأَتَوْهُ بِهَا، فَزَيَّنَتْ لَهُ نَفْسَهَا فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَحَمَلَتْ، فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: اقْتُلْهَا، فَإِنَّهُمْ إِنْ ظَهَرُوا عَلَيْكَ افْتَضَحْتَ، فَقَتَلَهَا، وَدَفَنَهَا. فجاؤوه فَأَخَذُوهُ فَذَهَبُوا بِهِ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَمْشُونَ بِهِ إِذْ جَاءَهُ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: أَنَا الَّذِي زَيَّنْتُ لَكَ فَاسْجُدْ لِي سَجْدَةً أُنَجِّكَ، فَسَجَدَ لَهُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ} .(15/326)
3749 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ. قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَبَرَ صَائِمًا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، يَمْشِي فَلَا يَجِدُ مَا يُفْطِرُ عَلَيْهِ، فَيُصْبِحُ صَائِمًا، حَتَّى فَطِنَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ لِأَهْلِهِ: إِنِّي أَجِيءُ اللَّيْلَةَ بِضَيْفٍ لِي، فَإِذَا وَضَعْتُمْ طَعَامَكُمْ فَلْيَقُمْ بَعْضُكُمْ إِلَى السِّرَاجِ كَأَنَّهُ يُصْلِحُهُ فليطفه. . ثُمَّ اضْرِبُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى الطَّعَامِ / كَأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ، فَلَا تَأْكُلُوا حَتَّى يَشْبَعَ ضَيْفُنَا. فَلَمَّا أمسى ذهب به، فَوَضَعُوا طَعَامَهُمْ، فَقَامَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى السِّرَاجِ كَأَنَّهَا تَصْلِحُهُ فَأَطْفَأَتْهُ. ثُمَّ جَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ فِي الطَّعَامِ كَأَنَّهُمْ يَأْكُلُونَ وَلَا يَأْكُلُونَ حَتَّى شَبِعَ ضَيْفُهُمْ، وَإِنَّمَا كَانَ طَعَامُهُمْ ذَلِكَ خُبْزَةً هِيَ قُوتُهُمْ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ثَابِتٌ رَضِيَ الله عَنْه غَدَا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا ثَابِتُ، لَقَدْ عجب الله تعالى الْبَارِحَةَ مِنْكُمْ. وَمِنْ صَنِيعِكُمْ. قَالَ: فَنَزَلَتْ فِيهِ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} .(15/330)
3750 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا قَيْسٌ - هُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ - عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ مَوْلَاةٍ لِأَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه. في قوله تبارك وتعالى: {والسابقون الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ} قَالَ: مَنْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(15/332)
3751 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا حَفْصٌ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: رُخِّصَ لَهُمْ فِي قَطْعِ النَّخْلِ، ثُمَّ شُدِّدَ عَلَيْهِمْ فَأَتَوَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: عَلَيْنَا إِثْمٌ فِيمَا قَطَعْنَا، أَوْ فِيمَا تَرَكْنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ} .(15/334)
52 - سُورَةُ الْمُمْتَحِنَةِ(15/337)
3752 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ ابن أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} قَالَ: هُوَ النَّوْحُ.
هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنُ الْإِسْنَادِ.(15/337)
3753 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا مِنْدَلٌ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه، وَتَأَخَّرَتِ امْرَأَتُهُ فِي الْمُشْرِكِينِ. فَأَنْزَلَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} . يَقُولُ: إِنْ أَسْلَمَ رَجُلٌ وَأَبَتِ امْرَأَتُهُ، فَلْيَتَزَوَّجْ إِنْ شَاءَ أَرْبَعًا سِوَاهَا.(15/343)
3754 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الْأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عباس رَضِيَ الله عَنْهما: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْتَحِنُ النِّسَاءَ؟ قَالَ: كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَتْهُ الْمَرْأَةُ، لِتُسْلِمَ، حَلَّفَهَا بِاللَّهِ، مَا خَرَجْتِ بُغْضَ زَوْجِكِ، وَبِاللَّهِ مَا خَرَجْتِ الْتِمَاسَ دُنْيَا، وَبِاللَّهِ مَا خَرَجْتِ رَغْبَةً فِي أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ. وَبِاللَّهِ مَا خَرَجْتِ إِلَّا حباً لله تعالى. وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(15/345)
3755 -[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ.
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ: عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ الله عَنْه طَلَّقَ امْرَأَتَهُ قُتَيْلَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَهِيَ أُمُّ أَسْمَاءَ بِنْتِ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْهما فَقَدِمَتْ عَلَيْهِمْ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ. فَأَهْدَتْ إِلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْهما قُرْطًا، وَأَشْيَاءَ، فَكَرِهَتْ أَنْ تَقْبَلَ مِنْهَا، حَتَّى أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} لَفْظُ أَبِي دَاوُدَ.
وَفِي رِوَايَةِ الْآخَرِ: قَدِمَتْ قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَسَدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حَسَلٍ، عَلَى بِنْتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْها بِهَدَايَا، ضِبَابٍ، وَسَمْنٍ، وَأَقِطٍ، فَلَمْ تَقْبَلْ هَدَايَاهَا، وَلَمْ تُدْخِلْهَا بَيْتَهَا، فَسَأَلَتْ لها عائشة رَضِيَ الله عَنْها النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ: فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} الْآيَةَ. فَأَدْخَلَتْهَا مَنْزِلَهَا، وَقَبِلَتْ هَدَايَاهَا.(15/347)
3756 -[1] حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ.
[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: ثنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا أَبُو زُمَيْلٍ، قَالَ: قَالَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: كَتَبَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ كِتَابًا إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فأطلع الله تعالى نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علياً، والزبير رَضِيَ الله عَنْهما فِي أَثَرِ الْكِتَابِ، فَأَدْرَكَا الْمَرْأَةَ عَلَى بَعِيرٍ، فَاسْتَخْرَجَاهُ مِنْ قُرُونِهَا، فَأَتَيَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ إِلَى حَاطِبٍ، فَقَالَ: يَا حَاطِبُ، أَنْتَ كَتَبْتَ هَذَا الْكِتَابَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لناصح لله تعالى، وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ كُنْتُ غَرِيبًا فِي أَهْلِ مَكَّةَ، وَكَانَ أَهْلِي بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، وَخَشِيتُ، فَكَتَبْتُ كِتَابًا لَا يَضُرُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ شَيْئًا، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ مَنْفَعَةً لِأَهْلِي / قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْكِنِّي مِنْ حَاطِبٍ - فَإِنَّهُ قَدْ كَفَرَ - فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ما يُدْرِيكَ. لعل الله تعالى اطَّلَعَ عَلَى هَذِهِ الْعِصَابَةِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ. فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ. فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ "
إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ.
وَذَكَرَ الْحُمَيْدِي عَنِ الْبُرْقَانِيِّ أَنَّ مُسْلِمًا أَخْرَجَهُ.
[ص:352] قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَلَمْ يَذْكُرْهُ خَلَفَ، وَلَا أَبُو مَسْعُودٍ.
قُلْتُ: أَخْرَجَ مُسْلِمٌ بِهَذَا السَّنَدِ عِدَّةَ أَحَادِيثَ غَيْرَ هَذَا.(15/351)
53 - سُورَةُ الْمُنَافِقِينَ(15/355)
3757 - قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، ثنا أَبُو هَارُونَ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ ابن سَلُولَ لِأَبِيهِ: وَاللَّهِ لا تدخل المدينة أَبَدًا، حَتَّى تَقُولَ: رَسُولُ اللَّهِ الْأَعَزُّ وَأَنَا الْأَذَلُّ. قَالَ: وجاء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تُقْتُلَ أَبِي، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا تَأَمَّلْتُ وَجْهَهُ قَطُّ هَيْبَةً لَهُ، وَلَئِنْ شِئْتَ أَنْ آتِيَكَ بِرَأْسِهِ لاتينَّك بِهِ، فَإِنِّي أَكْرَهُ، أَنْ أَرَى قَاتِلَ أَبِي.(15/355)
54 - سُورَةُ الطَّلَاقِ(15/359)
3758 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي عِدَدِ النِّسَاءِ، قَالُوا: قَدْ بَقِيَ عِدَدٌ مِنْ عِدَدِ النِّسَاءِ لَمْ يُذْكَرْنَ: الصِّغَارِ، وَالْكِبَارِ اللَّائِي قَدِ انْقَطَعَ عَنْهُنَّ الْحَيْضُ، وَذَوَاتِ الْحَمْلِ، فأنزل الله تعالى الْآيَةَ الَّتِي فِي سورة النساء الصغرى {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إن ارتبتم فعدتهن ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يضعن حملهن} . [2] أخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ مُهَلْهَلٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَالِمٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي عِدَّةِ الْمُطَلَّقَةِ، وَعِدَّةِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا، قَالَ أُبَيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.(15/359)
3759 - أنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} قَالَ: الْفَاحِشَةُ الْمُبَيِّنَةُ أَنْ تَسْفَهَ عَلَى أَهْلِهَا، فَإِذَا فَعَلَتْ ذَلِكَ حَلَّ لَهُمْ إِخْرَاجُهَا.(15/362)
55 - سُورَةُ التَّحْرِيمِ(15/363)
3760 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا مَعْمَرُ بْنُ أَبَانَ، ثنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: لَمَّا حَلَفَ أبو بكر رَضِيَ الله عَنْه أن لا يُنْفِقَ عَلَى مِسْطَحٍ رَضِيَ الله عَنْه، فأنزل الله عز وجل: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} فَأَحَلَّ يَمِينَهُ، وَأَنْفَقَ عَلَيْهِ.(15/363)
3761 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه في قوله تعالى: {تَوْبَةً نَصُوحًا} قَالَ: يَتُوبُ مِنَ الذَّنْبِ، ثُمَّ لَا يَعُودُ فِيهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.(15/364)
3762 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا هُدْبَةُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَا: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَ حَدِيثًا. قَالَ:
وَبِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ فِرْعَوْنَ أَوْتَدَ لِامْرَأَتِهِ أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ فِي يديها ورجليها، فكان إِذَا تَفَرَّقُوا عَنْهَا أَطْلَقَتْهَا الْمَلَائِكَةُ. فَقَالَتْ: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} ، قَالَ: فَكَشَفَ لَهَا عَنْ بَيْتِهَا فِي الْجَنَّةِ.
صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.(15/368)
56 - سُورَةُ تَبَارَكَ
(158) فِيهَا حَدِيثٌ فِي تَفْسِيرِ {الم تَنْزِيلُ} السَّجْدَةَ(15/371)
3763 -[1] وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، ثنا أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما. قَالَ لِرَجُلٍ: أَلَا أُطْرِفُكَ بِحَدِيثٍ تَفْرَحُ بِهِ؟ قَالَ: بَلَى يَا أَبَا عَبَّاسٍ يَرْحَمُكَ اللَّهُ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: اقْرَأْ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ، فَاحْفَظْهَا، وَعَلِّمْهَا أَهْلَكَ، وَجَمِيعَ وَلَدِكَ وَصِبْيَانَ بَيْتِكَ، وَجِيرَانَكَ، فَإِنَّهَا الْمُنْجِيَةُ، وَهِيَ الْمُجَادِلَةُ. تُجَادِلُ وَتُخَاصِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّهَا لِقَارِئِهَا، وَتَطْلُبُ إِلَى رَبِّهَا أَنْ يُنَجِّيَهُ مِنَ النَّارِ إِذَا كَانَتْ فِي جَوْفِهِ، وينجي الله تعالى بِهَا صَاحِبَهَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.
قَالَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَدِدْتُ أَنَّهَا فِي قَلْبِ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ أمتي " ورواه الترمذي مُخْتَصَرًا [ص:372].
[2] وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَكَمِ مُقْتَصِرًا عَلَى الْمَرْفُوعِ لَكِنْ قَالَ: يَعْنِي يَس. وَقَالَ: " لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ ".(15/371)
57 - سُورَةُ ن(15/380)
3764 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ رَوْحُ بْنُ جُنَاحٍ، (عَنْ مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ) ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أبي موسى رَضِيَ الله عَنْهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} قَالَ: نُورٍ عَظِيمٍ، يَخِرُّونَ لَهُ سُجَّدًا.
[[وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرِي فِي التَّفْسِيرِ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ]] (*)
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ(15/380)
58 - سُورَةُ الْحَاقَّةِ(15/383)
3765 - قال إسحاق: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا عِمْرَانُ أَبُو الْهُذَيْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِيهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ} الْآيَةَ. قَالَ: هُوَ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَحْمِلُونَهُ عَلَى أَكْتَافِهِمْ. لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ [وُجُوهٍ. وَجْهُ ثَوْرٍ، وَوَجْهُ أَسَدٍ، وَوَجْهُ نَسْرٍ، وَوَجْهُ إِنْسَانٍ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ] أَجْنِحَةٍ، فَأَمَّا جَنَاحَانِ فَعَلَى وَجْهِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْعَرْشِ فَيُصْعَقَ، وَأَمَّا جَنَاحَانِ فَيَنْتَهِضُوا بِهِمَا. لَيْسَ لَهُمْ كَلَامٌ إِلَّا: قَدَّسُوا اللَّهَ الْقَوِيَّ الْعَلِيَّ، قَدْ مَلَأَتْ عَظَمَتُهُ مَا بَيْنَ السماوات وَالْأَرْضِ ".
هَذَا مَوْقُوفٌ ضَعِيفُ الْإِسْنَادِ /.(15/383)
(59 - سُورَةُ سَأَلَ)(15/385)
3766 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ في قوله تبارك وتعالى: {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} ، قَالَ: لَحْمُ السَّاقَيْنِ.(15/385)
60 - سُورَةُ الْجِنِّ(15/387)
3767 -[1] قال إسحاق: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَيْلَانَ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه: حُدِّثْتُ أَنَّكَ كُنْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ. فَقَالَ: أَجَلْ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَهُ، يَعْنِي نَحْوَ حَدِيثِ عَلْقَمَةَ. وَقَالَ: خَطَّ عَلَيَّ خَطًّا، وَقَالَ: لَا تَبْرَحْ. فَلَمَّا جَاءَ قَالَ لِي: لَوْ خَرَجْتَ مِنَ الْخَطِّ لَمْ آمَنْ أَنْ يَتَخَطَّفَكَ بَعْضُهُمْ. وَقَالَ: إِنَّ الْجِنَّ تَشَاجَرُوا فِي قَتِيلٍ بَيْنَهُمْ فَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ.
وَقَالَ: رَأَيْتُهُمْ مُسْتَثْفِرِينَ بِثِيَابِ بَعْضٍ. وَقَالَ: هُمْ جِنُّ نَصِيبِينَ سَأَلُوهُ الزَّادَ.(15/387)
[2] أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَانْطَلَقَ بِي مَعَهُ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْبَرَازِ، ثُمَّ خَطَّ لِي خُطَّةً، فَقَالَ: لَا تَبْرَحْ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ، فَمَا جَاءَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَ السَّحَرُ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُرْسِلْتُ إِلَى الْجِنِّ. فَقُلْتُ: فَمَا هَذِهِ الْأَصْوَاتُ الَّتِي أسمعها. قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هِيَ أَصْوَاتُهُمْ حِينَ وَدَّعُونِي، وَسَلَّمُوا عَلَيَّ.(15/388)
61 - سُورَةُ الْمُزَّمِّلِ(15/410)
3768 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} ، قَالَ: بَيِّنْهُ بَيَانًا.(15/410)
3769 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: إِنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَصْوَبُ قِيلًا} ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّمَا نَقْرَؤُهَا: {وَأَقُومُ قِيلًا} ، فَقَالَ إِنَّ: أَقْوَمَ، وَأَصْوَبَ، وَأَهْيَأَ، وَأَشْبَاهَ هَذَا وَاحِدٌ.(15/412)
3770 - حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ، ثنا عبد الأعلى، ثنا مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا} لَمْ يَكُنْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ.(15/413)
62 - سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ(15/416)
3771 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، ثنا سَيْفٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: بَيْنَمَا ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما جَالِسًا فِي حَوْضِ زَمْزَمَ، وَالنَّاسُ يَسْأَلُونَهُ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ} فَسَكَتَ رَضِيَ الله عَنْه، فَلَمَّا ثَوَّبَ الْمُؤَذِّنُ، أَوْ نَادَى الْمُنَادِي، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه أَيْنَ السَّائِلُ عن: الليل إذا أَدْبَرَ قَالَ: قَدْ دَبَرَ اللَّيْلُ.(15/416)
3772 - وقال إِسْحَاقُ: أنا النصر بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا ابْنُ صَمْعَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ عَنْ حَبِيبَةَ أَوْ أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَتْ: كُنَّا فِي بَيْتِ عَائِشَةَ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمَيْنَ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ أَطْفَالٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا جِيءَ بِهِمْ حَتَّى يُوقَفُوا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} فَعَقَّبَ قَالَ: نَفَعَتِ الآباء شفاعة أولادهم.(15/418)
63 - سُورَةُ الْمُرْسَلَاتِ(15/420)
3773 - قال إسحاق: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: {فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا} : الرِّيَاحُ ذَكَرَهُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ.(15/420)
3774 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثنا الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما في قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا} .
قَالَ رَضِيَ الله عَنْه الْمُعْصِرَاتُ: الرِّيَاحُ. مَاءً ثَجَّاجًا قَالَ: مُنْصَبًّا.(15/421)
64 - سُورَةُ النَّبَأِ(15/423)
3775 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا مَرْوَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} .
قَالَ: الْحِقْبُ: أَلْفُ شَهْرٍ، وَالشَّهْرُ ثَلَاثُونَ يَوْمًا، وَالسَّنَةُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ يَوْمًا، وَالْيَوْمُ أَلْفُ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، وَالْحِقْبُ: ثلاثون ألف أَلْفَ سَنَةٍ.(15/423)
65 - سُورَةُ التَّكْوِيرِ(15/426)
3776 - قال إسحاق: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ قَالَ: فَمَا {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} ؟ قَالَ: الكواكب. يعني: علياً رَضِيَ الله عَنْه. ذَكَرَهُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ.(15/426)
3777 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه - وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ - وَهُوَ يَقُولُ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} ، قَالَ: تَزْوِيجُهَا أَنْ يُؤَلَّفَ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى شَبَهِهِمْ.(15/427)
66 - سُورَةُ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ(15/430)
3778 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو رَافِعٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه الْعِشَاءَ، فَقَرَأَ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فَسَجَدَ فِيهَا.(15/430)
3779 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا هُشَيْمٌ، ثنا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} قَالَ: يَعْنِي نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: حَالًا بَعْدَ حَالٍ.(15/433)
67 - سُورَةُ الْبَلَدِ(15/435)
3780 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ} {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} ، يَعْنِي: بِفَتْحِ السِّينِ مِنْ يَحْسَبُ.(15/435)
68 - سُورَةُ الضُّحَى(15/437)
3781 - قَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ الْأَعْوَرُ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أُمِّهَا وَكَانَتْ خَادِمَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: إِنَّ جَرْوًا دَخَلَ بَيْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ تَحْتَ السَّرِيرِ فَمَاتَ، فَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ لَا يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا خَوْلَةُ، مَا حَدَثَ فِي بَيْتِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ جبريل عليه الصلاة والسلام لَا يَأْتِينِي. فَمَا حَدَثَ فِي بَيْتِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت رَضِيَ الله عَنْها: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا أَتَى عَلَيْنَا يَوْمٌ خَيْرٌ منا اليوم. قالت فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُرْدَيْهِ، فَلَبِسَهُمَا، وَخَرَجَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَوْ هَيَّأْتُ الْبَيْتَ، وَكَنَسْتُهُ. فَأَهْوَيْتُ بِالْمَكْنَسَةِ تَحْتَ السَّرِيرِ، فَإِذَا بِشَيْءٍ ثَقِيلٍ، فَلَمْ
[ص:438] أَزَلْ أهيِّه حَتَّى بَدَا لِي الْجَرْوُ مَيِّتًا، فَأَخَذْتُهُ بِيَدِي، فَأَلْقَيْتُهُ خَلْفَ الدَّارِ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْعَدُ لِحْيَتُهُ، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ اسْتَبْطَنَتْهُ الرِّعْدَةُ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا خَوْلَةُ، دَثِّرِينِي، فأنزل الله عز وجل عَلَيْهِ: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} - إِلَى قَوْلِهِ - {فَتَرْضَى} ، فَقَامَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَوْمِهِ فَوَضَعْتُ لَهُ مَاءً، فَتَطَهَّرَ، وَلَبِسَ بُرْدَيْهِ.(15/437)
69 - سُورَةُ إِذَا زُلْزِلَتْ(15/440)
3782 -[1] قال إسحاق: أخبرنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ، أنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ قَالَ: بَيْنَمَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه يَتَغَدَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} فَأَمْسَكَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كُلُّ مَا عَمِلْنَاهُ مِنْ سُوءٍ رَأَيْنَاهُ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا تَرَوْنَ مِمَّا تَكْرَهُونَ فَذَلِكَ مِمَّا تُجْزَوْنَ بِهِ، وَيُؤَخَّرُ الْخَيْرُ لِأَهْلِهِ فِي الْآخِرَةِ. [2] أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بِمَعْنَاهُ فِي سُؤَالِهِ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ} مِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْرِ ابن أَبِي زُهَيْرٍ
[ص:441] الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْهُ.
[3] وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ بَعْضَهُ مِنْ طَرِيقِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ.
وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ، وَالطَّرِيقُ الَّتِي سُقْنَاهَا صَحِيحَةٌ، إِنْ كَانَ أَبُو أَسْمَاءَ سَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ.(15/440)
70 - سُورَةُ الْمَاعُونِ(15/448)
3783 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. . فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا جِدًّا فِيهِ: " وَمَنْ مَنَعَ الْمَاعُونَ جَارَهُ إِذَا احْتَاجَ إِلَيْهِ منعه الله تعالى فَضْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَوَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ، وَمَنْ وَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ هَلَكَ آخِرَ مَا عَلَيْهِ، وَلَا يُقْبَلُ لَهُ عُذْرٌ ".(15/448)
71 - بَابُ فَضْلِ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَمَا بَعْدَهَا. . إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ(15/449)
3784 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ الْقُدَيْدِيُّ، ثنا أَبِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابن أَبِي خَالِدٍ الرِّفَاعِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ. قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتُحِبُّ يَا جُبَيْرُ إِذَا خَرَجْتَ سَفَرًا أَنْ تَكُونَ مِنْ أَمْثَلِ أَصْحَابِكَ هَيْئَةً، وَأَكْثَرِهِمْ زَادًا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاقْرَأْ هَذِهِ السُّوَرَ الْخَمْسَ: {قُلْ يَا أيها الكافرون} ، و {إذا جَاءَ نَصْرُ الله والفتح} ، و {قل هُوَ الله أحد} ، و {قل أَعُوذُ برب الفلق} ، و {قل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ، وَافْتَتِحْ كُلَّ سُورَةٍ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ واختم قراءتك بسم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. قَالَ جُبَيْرٌ رَضِيَ الله عَنْه: وَكُنْتُ غَنِيًّا كَثِيرَ الْمَالِ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ فِي سَفَرٍ، فَأَكُونُ مِنْ أَبَذِّهِمْ هَيْئَةً، وَأَقَلِّهِمْ زَادًا، فَمَا زِلْتُ مُنْذُ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَرَأْتُ بِهِنَّ، أَكُونُ مِنْ أَحْسَنِهِمْ هَيْئَةً، وَأَكْثَرِهِمْ زَادًا حَتَّى أَرْجِعَ مِنْ سَفَرِي.(15/449)
3785 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا الْجُرَيْرِيُّ، ثنا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ - هُوَ فِيهِمْ - عَنْ رَجُلٍ مِنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضْعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً يَقُولُ: " نعم السورتان قرأتهما فِي الرَّكْعَتَيْنِ: الْأَحَدُ الصَّمَدُ، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ.(15/451)
3786 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا جُبَارَةُ، ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ مَيْمُونٍ، قَالَ: إِنَّ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَلِمَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنَ الإشراك باللهِ تبارك وتعالى. . تقرأون {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} عِنْدَ مَنَامِكُمْ.(15/452)
72 - سُورَةُ إِذَا جَاءَ نصر الله والفتح(15/458)
3787 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: هَذِهِ السُّورَةَ نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بِمِنًى. وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} / حَتَّى خَتَمَهَا. فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ الْوَدَاعُ. الْحَدِيثَ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ حُرْمَةِ مَكَّةَ.
[2] وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ بِطُولِهِ.
[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زُهَيْرٌ - هُوَ ابْنُ حَرْبٍ - ثنا بُهْلُولٌ - هُوَ ابْنُ مُوَرِّقٍ - ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ الله عَنْهما بِطُولِهِ.(15/458)
73 - سُورَةُ تَبَّتْ(15/462)
3788 -[1] قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، ثنا الْوَلِيدُ - هُوَ ابْنُ كَثِيرٍ - عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بكر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} أَقْبَلَتِ الْعَوْرَاءُ، أُمُّ جَمِيلٍ، بِنْتُ حَرْبٍ، وَلَهَا وَلْوَلَةٌ، وَفِي يَدِهَا فِهْرٌ. وَهَى تَقُولُ: مُذَمَّمًا أَبَيْنَا - وَدِينَهُ قَلَيْنَا - وَأَمْرَهُ عَصَيْنَا. وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ. ثُمَّ قَرَأَ قُرْآنًا. وَمَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَقْبَلَتْ، وأخاف أَنْ تَرَاكَ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي، وَقَرَأَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرْآنًا اعْتَصَمَ بِهِ، كما قال عز وجل: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} ، فَأَقْبَلَتْ حَتَّى وَقَفَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَلَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنِّي أُخْبِرْتُ أَنَّ
[ص:463] صَاحِبَكَ هَجَانِي. فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: لَا وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ مَا هَجَاكِ، قَالَ: فَوَلَّتْ وَهِيَ تَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي ابْنَةُ سَيِّدِهَا.
قَالَ: وَقَالَ الْوَلِيدُ فِي حَدِيثِهِ، أَوْ قَالَهُ غَيْرُهُ: فَعَثَرَتْ أُمُّ جَمِيلٍ وَهِيَ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي مِرْطِهَا، فَقَالَتْ: تَعِسَ مُذَمَّمٌ، فَقَالَتْ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّي لَحَصَانٌ فَمَا أُكَلِّمُ، ثقاف فَمَا أُعَلَّمُ وَكِلْتَانَا مِنْ بَنِي الْعَمِّ. ثم قريش بعد أَعْلَمُ.
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ، عن أسماء رَضِيَ الله عَنْها بِطُولِهِ.(15/462)
3789 -[1] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} ، جَاءَتِ امْرَأَةُ أَبِي لَهَبٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا امْرَأَةٌ بذيئة، وَأَخَافُ أَنْ تُؤْذِيَكَ، فَلَوْ قُمْتَ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي، فَجَاءَتْ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ. إِنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِي، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: مَا يَقُولُ الشِّعْرَ، قَالَتْ: أَنْتَ عِنْدِي مُصَدَّقٌ. وَانْصَرَفَتْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ تَرَكَ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا زَالَ مَلَكٌ يَسْتُرُنِي بِجَنَاحِهِ [ص:466] ".
3789 -[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قالا: ثنا أبو أَحْمَدُ، بِهِ.(15/465)
74 - سُورَةُ الْإِخْلَاصِ(15/469)
3790 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا مُحَمَّدُ ابن أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى بَنِي عَدِيٍّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ؟ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. وَمَنْ يُطِيقُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ الله أحد} ، و {قل أَعُوذُ برب الفلق} ، و {قل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ.(15/469)
3791 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَوْ رَجُلٍ من الأنصار رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ".(15/471)
3791 -[2] حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أُبَيِّ بن كعب رَضِيَ الله عَنْهما، يرفعه قَالَ: " مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، وَكُتِبَ لَهُ حَسَنَاتٌ بِعَدَدِ مَنْ آمَنَ وَمَنْ أَشْرَكَ.(15/472)
3792 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْعَلَاءُ أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي قِصَّةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، وَصَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَبُوكَ [[وَأَنَّهُ كَانَ " يُكْثِرُ قِرَاءَةَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ]] (*) .
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ(15/474)
75 - سُورَةُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ(15/480)
3793 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، ثنا هَارُونُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ الْمُعَوِّذَاتِ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ جَمِيعَ مَا أنزل الله تعالى عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".(15/480)
3794 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا مِغْلَسٌ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي الصُّبْحِ: {قُلْ أَعُوذُ برب الفلق} و {قل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} /، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْفَلَقُ: جَهَنَّمُ ".(15/481)
3795 - حَدَّثَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنَ الْمُصْحَفِ، وَيَقُولُ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَعَوَّذَ بِهِمَا. وَلَمْ يَكُنْ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه يَقْرَؤُهُمَا.(15/484)
40 - كِتَابُ الْمَنَاقِبِ(15/487)
1 - بَابُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ(15/487)
3796 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَغَيْرِهِ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَصَلْتُ الْحَدِيثَ عَنْ عُرْوَةَ - قَالَ: أَوَّلُ رِدَّةٍ فِي الْعَرَبِ رِدَّةُ مُسَيْلِمَةَ بْنِ حَبِيبٍ الْكَذَّابِ، صَاحِبِ الْيَمَامَةِ، وَالْأَسْوَدِ بْنِ كَعْبٍ الْعَنْسِيِّ بِالْيَمَنِ، فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ ذراعي سوارين من ذهب، فَنَفَخْتُ فِيهِمَا فَطَارَا. فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَ الْيَمَامَةِ، وَكَذَّابَ صَنْعَاءَ ".
فِيهِ انْقِطَاعٌ.(15/487)
3797 - أخبرنا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ هُوَ ابْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ الْمَسْجِدَ يُصَلِّي إِلَى خَشَبَةٍ، فَلَمَّا بَنَى الْمَسْجِدَ، بُنِيَ لَهُ مِحْرَابٌ، فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ، فَحَنَّتْ تِلْكَ الْخَشَبَةُ حَنِينَ الْبَعِيرِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَسَكَنَتْ.(15/489)
3798 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ، عَنْ أَبِي عائشة، عن يزيد بن عمرو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً قَبْلَ وَفَاتِهِ. . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. . وَفِيهِ: فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ كَائِنٌ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ ثَلَاثُونَ كَذَّابًا. أَوَّلُهُمْ صَاحِبُ الْيَمَامَةِ وَصَاحِبُ صَنْعَاءَ.(15/491)
3799 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا هُشَيْمٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه قَالَ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُعْطِيتُ فَوَاتِحَ الْكَلَامِ، وَجَوَامِعَهُ وَخَوَاتِمَهُ ". قَالَ: فَقُلْنَا: عَلِّمْنَا مِمَّا علمك الله تعالى، فَعَلَّمَنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّشَهُّدَ.(15/492)
3800 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الصُفَيْرَاءِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَكَانَ لَا يَأْتِي الْبَرَازَ حَتَّى يَغِيبَ فَلَا يُرَى. فَنَزَلْنَا بِأَرْضٍ فَلَاةٍ. لَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ وَلَا عَلَمٌ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا جَابِرُ: انْطَلِقْ، اجْعَلْ فِي الْإِدَاوَةِ مَاءً، ثُمَّ انْطَلِقْ بِنَا حَتَّى لَا نُرَى. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: فَإِذَا هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَجَرَتَيْنِ بَيْنَهُمَا أَذْرُعٌ. فَقَالَ لِي: يَا جَابِرُ، انْطَلِقْ إِلَى هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ فَقُلْ لَهُمَا: يَأْمُرُكُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَجْتَمِعَا، حَتَّى أَجْلِسَ خَلْفَكُمَا، فَجَاءَتَا، فَجَلَسَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُمَا، ثُمَّ رَجَعَتَا إِلَى مَكَانِهِمَا.
قَالَ: وَكُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَلَاةٍ، كَأَنَّمَا عَلَى رؤوسنا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا، فَعَرَضَتْ لَنَا امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيُّ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الصَّبِيُّ يَأْخُذُهُ الشَّيْطَانُ كُلِّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ: فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَخَذَ الصَّبِيَّ، فَحَمَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُقَدَّمِ الرَّحْلِ، ثم قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اخس عَدُوَّ اللَّهِ، أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ دفع صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصبي لها. فَلَمَّا قَضَيْنَا مَسِيرَنَا مررنا بِذَلِكَ الْمَكَانِ عَرَضَتْ لَنَا الْمَرْأَةُ وَصَبِيُّهَا، وَمَعَهَا كَبْشَانِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اقْبَلْ مِنِّي هَذَيْنِ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عَادَ إِلَيْهِ بَعْدُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذُوا أَحَدَهُمَا وَرُدُّوا الْآخَرَ. قَالَ: ثُمَّ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[ص:495] وَسِرْنَا، وَرَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيننا كأن عَلَى رؤوسنا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا. فَإِذَا جَمَلٌ نَادٌّ فَجَاءَ حَتَّى خَرَّ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ سَاجِدًا، فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لِلنَّاسِ: مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْجَمَلِ، قَالَ فِتْيَةٌ من الأنصار رَضِيَ الله عَنْهم هُوَ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَا شَأْنُهُ؟ قَالُوا: سنينا عَلَيْهِ عِشْرِينَ سَنَةً، فَكَانَ بِهِ شُحَيْمَةٌ فَأَرَدْنَا أَنْ نَنْحَرَهُ وَنَقْسِمَهُ بَيْنَ غِلْمَانَنَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَتَبِيعُونِيهِ؟ قَالُوا: بَلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا لَا، فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: نَحْنُ أَوْلَى بِالسُّجُودِ لَكَ مِنَ الْبَهَائِمِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدَ بَشَرٌ لِأَحَدٍ، كَانَ النِّسَاءُ لِأَزْوَاجِهِنَّ ".
وَرَوَاهُ الدَّارِمِي فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بِطُولِهِ.
[ص:496] وَإِسْمَاعِيلُ سَيِّئُ الْحِفْظِ. وَقَدْ ذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَنَّهُ تَفَرَّدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ بِطُولِهِ.
وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ فِي الطَّهَارَةِ: " كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ الْبَرَازَ انْطَلَقَ حَتَّى لَا يَرَاهُ أَحَدٌ " حَسْبُ.(15/494)
3801 - وَقَالَ الحارث: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ / عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ بُحٍّ الصُّدَائِيِّ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ قَوْمِي كَفَرُوا، وأخبرت أَنَّهُ جَهَّزَ إِلَيْهِمْ جَيْشًا، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قَوْمِي عَلَى الْإِسْلَامِ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكَذَلِكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ لَيْلَتِي إِلَى الصَّبَاحِ. فَأَذَّنْتُ بِالصَّلَاةِ لَمَّا أَصْبَحْتُ، وَأَعْطَانِي إِنَاءً تَوَضَّأْتُ فِيهِ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَابِعَهُ فِي الْإِنَاءِ فَانْفَجَرَتْ عُيُونًا، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَلْيَتَوَضَّأْ، فَتَوَضَّأْتُ، وَصَلَّيْتُ، فَأَمَّرَنِي عَلَيْهِمْ، وَأَعْطَانِي صَدَقَتَهُمْ، فَقَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا ظَلَمَنِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا خَيْرَ فِي الْإِمْرَةِ لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ. ثُمَّ جاء رجل فسأل صَدَقَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الصَّدَقَةَ صُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَحَرِيقٌ فِي الْبَطْنِ، وَدَاءٌ. فَأَعْطَيْتُهُ صَحِيفَتَيَّ، صَحِيفَةَ إِمْرَتِي وَصَدَقَتِي، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا شَأْنُكَ؟ قُلْتُ كَيْفَ أَقْبَلُهَا، وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكَ مَا سَمِعْتُ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ مَا سَمِعْتَ.(15/507)
2 - بَابُ جُودِهِ وَكَرَمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(15/513)
3802 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زَكَرِيَّا، وَإِسْحَاقُ. قَالَا: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه ... فَذَكَرَ حَدِيثَ الْبَعِيرِ. . قَالَ جَابِرٌ رَضِيَ الله عَنْه: فَلَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي كَانَ، فَجَعَلَ يَتَعَجَّبُ، وَيَقُولُ: أَعْطَاكَ الثَّمَنَ، وَرَدَّ عَلَيْكَ الْبَعِيرَ.(15/513)
3803 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبَّادَانِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ أَخِيهِ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنِ الْأَجْوَدِ؟ اللَّهُ الْأَجْوَدُ، وَأَنَا أَجْوَدُ وَلَدِ آدَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(15/515)
3 - بَابُ إِنْصَافِهِ مِنْ نَفْسِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(15/516)
3804 - قَالَ عَبْدُ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ ضَعِيفًا، وَكَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرَادَ أَنْ يَلْقَاهُ عَلَى خَلَاءٍ فَيُبْدِيَ لَهُ حَاجَتَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَسْكِرًا بِالْبَطْحَاءِ، وَكَانَ يَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ فَيَطُوفُ بِالْبَيْتِ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الْفَجْرِ رَجَعَ فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْغَدَاةِ.
قَالَ: فَحَبَسَهُ الطَّوَافُ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ، فَلَمَّا اسْتَوَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ عَرَضَ لَهُ الرَّجُلُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً - فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكَ سَتُدْرِكُ حَاجَتَكَ. فَأَبَى، فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يَحْبِسَهُ خَفْقَهُ بِالسَّوْطِ خَفْقَةً، ثُمَّ مَضَى، فَصَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْغَدَاةِ.
[ص:517] فَلَمَّا انْفَتَلَ أَقْبَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْقَوْمِ، وَكَانَ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ عَرَفُوا أَنَّهُ حَدَثَ أَمْرٌ، فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ حَوْلَهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيْنَ الَّذِي خَفَقْتُ آنِفًا؟ فَأَعَادَهَا، إِنْ كَانَ فِي الْقَوْمِ فَلْيَقُمْ، قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقُولُ: أعوذ بالله ثم برسوله، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ادْنُهْ، ادْنُهْ، حَتَّى دَنَا مِنْهُ. فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَنَاوَلَهُ السَّوْطَ. فَقَالَ: خُذْ بمجلدك فَاقْتَصَّ. فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَّهُ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذْ بِمَجْلَدِكَ فَمَا بَأْسٌ عَلَيْكَ. قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَّهُ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِلَّا أَنْ تَعْفُوَ قَالَ: فَأَلْقَى السَّوْطَ وَقَالَ: قَدْ عَفَوْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
فَقَامَ أَبُو ذَرٍّ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَذْكُرُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، كُنْتُ أَسُوقُ بِكَ، وَكُنْتَ نَائِمًا، وَكُنْتُ إِذَا أَبْطَأْتُ. وَإِذَا أَخَذْتُ بِخِطَامِهَا أَعْرَضْتَ، فَخَفَقْتُكَ خَفْقَةً بِالسَّوْطِ، فَقُلْتُ: قَدْ أَتَاكَ الْقَوْمُ. فَقُلْتَ: لَا بَأْسَ عَلَيْكَ.
خُذْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاقْتَصَّ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ عَفَوْتُ. قَالَ: اقْتَصَّ. فَإِنَّهُ
[ص:518] أَحَبُّ إِلَيَّ. فَجَلَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَضَوَّرُ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّهَا النَّاسُ: اتقوا الله تعالى، فَوَاللَّهِ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا إِلَّا انتقم الله تعالى لَهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.(15/516)
4 - بَابُ بَرَكَةِ دُعَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(159) فِيهِ حَدِيثُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي مَسْحِ بَطْنِهِ فَمَا اشْتَكَاهُ بَعْدُ.
(160) وَحَدِيثُ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي بَابِ الْخِطْبَةِ، مِنْ كِتَابِ النِّكَاحِ.(15/520)
3805 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَامَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: إِنَّ خَالَهَا حَبِيبَ بْنَ فُوَيْكٍ حَدَّثَهَا: أَنَّ أَبَاهُ خَرَجَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَيْنَاهُ مُبْيَضَّتَانِ.
[ص:521] لَا يُبْصِرُ بِهِمَا شَيْئًا. فَسَأَلَهُ مَا أَصَابَكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَمْرُنُ جَمَلًا لِي فَوَضَعْتُ رِجْلِي عَلَى بَيْضَةِ حَيَّةٍ فَأُصِبْتُ فَنَفَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَيْنَيْهِ فَأَبْصَرَ. قَالَ: فَرَأَيْتُهُ يُدْخِلُ الْخَيْطَ فِي الْإِبْرَةِ. وَإِنَّهُ لَابْنُ ثَمَانِينَ. وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لَمُبْيَضَّتَانِ.(15/520)
3806 - وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ الْحَفَرِيُّ، عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ / بْنِ مَرْوَانَ، ثنا أَبُو عَائِشَةَ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما: قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ. فَقَالَ: رَأَيْتُ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ كَأَنَّمَا أُعْطِيتُ الْمَقَالِيدَ وَالْمَوَازِينَ. فَأَمَّا الْمَقَالِيدُ فَهَذِهِ الْمَفَاتِيحُ، وَأَمَّا الْمَوَازِينُ فَهِيَ الَّتِي يُوزَنُ بِهَا. وضعت فِي إِحْدَى الْكِفَّتَيْنِ، وَوُضِعَتْ أُمَّتِي فِي الْأُخْرَى، فوزنت خرجحتهم. فجيء بِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ جِيءَ بِعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ جِيءَ بِعُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْتُ فَرُفِعَتْ.(15/523)
3807 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَذْرَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرحيم بْنِ الحارث بن عبيدة، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أُصِيبَتْ عَيْنُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه يَوْمَ أُحُدٍ، فَبَزَقَ فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَتْ أَصَحَّ عَيْنَيْهِ. .(15/525)
3808 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أنا خَارِجَةُ بْنُ زيد قال: أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه حَدَّثَهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجَّتِهِ الَّتِي حَجَّهَا. فَلَمَّا هَبَطْنَا بَطْنَ الرَّوْحَاءِ عَارَضَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرأة لها صَبِيٌّ، فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَقَفَ لَهَا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا ابْنِي فُلَانٌ، وَالَّذِي بعثك بالحق ما زال في حنق وَاحِدٍ مُنْذُ وَلَدْتُهُ إِلَى السَّاعَةِ، أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا. فأكسع إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَبَسَطَ يَدَهُ، فَجَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّحْلِ. ثُمَّ تَفَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فِيهِ. ثُمَّ قَالَ: اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ نَاوَلَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهُ فَقَالَ: خُذِيهِ، فَلَنْ تَرَيْ مَعَهُ شَيْئًا يَرِيبُكِ بَعْدَ الْيَوْمِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. قَالَ أُسَامَةُ رَضِيَ الله عَنْه: وَقَضَيْنَا حِجَّتَنَا، ثُمَّ
[ص:531] انْصَرَفْنَا، فَلَمَّا نَزَلْنَا بِالرَّوْحَاءِ. فَإِذَا تِلْكَ الْمَرْأَةُ أُمُّ الصَّبِيِّ، فَجَاءَتْ وَمَعَهَا شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أُمُّ الصَّبِيِّ الَّذِي أَتَيْتُكَ بِهِ. قَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا يَرِيبُنِي إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ، قَالَ أُسَامَةُ رَضِيَ الله عَنْه: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أُسَيْمُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وهكذا كان يدعو به تحشمة نَاوِلْنِي ذِرَاعَهَا، قَالَ: فَامْتَلَخْتُ الذراع فناولته إياها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكَلَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَالَ: يَا أُسَيْمُ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ، فَامْتَلَخْتُ الذراع فناولته إياها فَأَكَلَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ يَا أُسَيْمُ: نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ قَدْ قُلْتَ نَاوِلْنِي، فَنَاوَلْتُكَهَا فَأَكَلْتَهَا، ثُمَّ قُلْتَ نَاوِلْنِي، فَنَاوَلْتُكَهَا فَأَكَلْتَهَا، ثُمَّ قُلْتَ: نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ، وَإِنَّمَا لِلشَّاةِ ذِرَاعَانِ؟ . فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَهْوَيْتَ إِلَيْهَا مَا زِلْتَ تَجِدُ فِيهَا ذِرَاعًا مَا قُلْتُ لَكَ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أُسَيْمُ: قُمْ فَاخْرُجْ فَانْظُرْ هَلْ تَرَى مَكَانًا يُوَارِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَخَرَجْتُ، فَمَشَيْتُ حَتَّى حَسِرْتُ، وَمَا قَطَعْتُ
[ص:532] النَّاسَ وَمَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَرَى أَنَّهُ يُوَارِي أحداً، وقد ملاء النَّاسُ مَا بَيْنَ السَّدَّيْنِ. فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَهَلْ رَأَيْتَ شَجَرًا أَوْ رَجْمًا؟ قُلْتُ: بَلَى، قَدْ رَأَيْتُ نَخَلَاتٍ صِغَارًا إِلَى جَانِبِهِنَّ رَجْمٌ مِنْ حِجَارَةٍ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أُسَيْمُ، اذْهَبْ إِلَى النَّخَلَاتِ فَقُلْ لَهُنَّ: يَأْمُرُكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ يَلْحَقَ بَعْضُكُنَّ بِبَعْضٍ حَتَّى تَكُنَّ سُتْرَةً لِمَخْرَجِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقل كذلك لِلرَّجْمِ فَأَتَيْتُ النَّخَلَاتِ فَقُلْتُ لَهُنَّ الَّذِي أَمَرَنِي بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ تفاقرهن بِعُرُوقِهِنَّ وَتُرَابِهِنَّ حَتَّى لَصَقَ بَعْضُهُنَّ بِبَعْضٍ، فَكُنَّ كَأَنَّهُنَّ نَخْلَةٌ وَاحِدَةٌ، وَقُلْتُ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ. فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى تفاقرهنَّ حَجَرًا حَجَرًا، حَتَّى عَلَا بَعْضُهُنَّ بَعْضًا. فَكُنَّ كَأَنَّهُنَّ جِدَارٌ.
[ص:533] فَأَتَيْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذِ الْإِدَاوَةَ، فَأَخَذْتُهَا، ثُمَّ انْطَلَقْنَا نَمْشِي، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْهُنَّ سَبَقْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعْتُ الْإِدَاوَةِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَيْهِ، فَانْصَرَفَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَهُوَ يَحْمِلُ الْإِدَاوَةَ فَأَخَذْتُهَا مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ رَجَعْنَا. فَلَمَّا دَخَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخِبَاءَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أُسَيْمُ انْطَلِقْ إِلَى النَّخَلَاتِ، فَقُلْ لَهُنَّ: يَأْمُرُكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَرْجِعَ كُلُّ نَخْلَةٍ إِلَى مَكَانِهَا، وَقُلْ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ. فَأَتَيْتُ النَّخَلَاتِ فَقُلْتُ لَهُنَّ، قَالَ: فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى تَفَاقُرِهِنَّ وَتُرَابِهِنَّ، حَتَّى عَادَتْ كُلُّ نَخْلَةٍ إِلَى مَكَانِهَا. وَقُلْتُ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى تفاقرهن حَجَرًا حَجَرًا حَتَّى عَادَ كُلُّ حَجَرٍ إِلَى مَكَانِهِ. فَأَتَيْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ ضَعِيفٌ. وَلَكِنْ لِحَدِيثِهِ شَاهِدٌ مِنْ طَرِيقِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.(15/530)
3809 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المقرىء حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْه يُحَدِّثُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْتُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ بَعَثَ جَيْشًا إِلَى قَوْمِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ارْدُدِ الْجَيْشَ، وَأَنَا لَكَ بِإِسْلَامِ قَوْمِي وَطَاعَتِهِمْ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِي: اذْهَبْ فَارْدُدْهُمْ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ / إِنَّ رَاحِلَتِي قَدْ كَلَّتْ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَخَا صُدَاءٍ، إِنَّكَ لَمُطَاعٌ فِي قَوْمِكَ. فَقُلْتُ: بل الله تعالى هَدَاهُمْ بِكَ لِلْإِسْلَامِ. فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفَلَا أُؤَمِّرُكَ عَلَيْهِمْ. فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا لِي فأمرني. قال: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْ لِي بِشَيْءٍ مِنْ صَدَقَاتِهِمْ، فَكَتَبَ لِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا آخَرَ. قَالَ الصُّدَائِيُّ رَضِيَ الله عَنْه وَكَانَ ذَلِكَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَنَزَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا. فَأَتَاهُ أَهْلُ الْمَنْزِلِ يَشْكُونَ عَامِلَهُمْ، وَيَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخَذَنَا بشيء كان بينه وَبَيْنَ قَوْمِهِ فِي
[ص:538] الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَصْحَابِهِ وَأَنَا فِيهِمْ. فَقَالَ: لَا خَيْرَ فِي الْإِمَارَةِ لِرَجُلٍ مُؤْمِنٍ. قَالَ الصُّدَائِيُّ رَضِيَ الله عَنْه: فَدَخَلَ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفْسِي. ثُمَّ أَتَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَرُ فَسَأَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِنِي. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى فَصُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ وَدَاءٌ فِي الْبَطْنِ. فَقَالَ الرَّجُلُ: أَعْطِنِي مِنَ الصَّدَقَاتِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الله جل وعلا لَمْ يَرْضَ فِيهَا بِحُكْمِ نَبِيٍّ وَلَا غَيْرِهِ، حَتَّى حَكَمَ فِيهَا بِنَفْسِهِ. فَجَزَّأَهَا، فَإِنْ كُنْتَ مِنْ تِلْكَ الْأَجْزَاءِ أَعْطَيْتُكَ، أو أعطيناك بحقك، قَالَ الصُّدَائِيُّ رَضِيَ الله عَنْه: فَدَخَلَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي، أَنِّي سَأَلْتُهُ وَأَنَا غَنِيٌّ. ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَارَ بِنَا مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، فَلَزِمْتُهُ، وَكُنْتُ قَوِيًّا، وكان أصحابه رَضِيَ الله عَنْهم يَنْقَطِعُونَ عَنْهُ وَيَسْتَأْخِرُونَ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرِي، فَلَمَّا كَانَ أَوَانُ أَذَانِ الصُّبْحِ أَمَرَنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذَّنْتُ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أُقِيمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَيَنْظُرُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ، إِلَى الْفَجْرِ، فَيَقُولُ: لَا، حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَرَّزَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيَّ وَقَدْ تلاحق أصحابه رَضِيَ الله عَنْهم فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ مِنْ مَاءٍ يَا أَخَا صُدَاءٍ؟ قُلْتُ: لَا، إِلَّا شَيْءٌ
[ص:539] قَلِيلٌ لَا يَكْفِيكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجْعَلْهُ فِي [إِنَاءٍ ثُمَّ ائْتِنِي بِهِ، فَفَعَلْتُ] فَوَضَعَ كَفَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْإِنَاءِ، فَرَأَيْتُ بَيْنَ كُلِّ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَيْنًا تَفُورُ، فَقَالَ: يَا أَخَا صُدَاءٍ، لَوْلَا أَنِّي استحيي من ربي عز وجل لَسُقِينَا واستقينا، فَنَادِ فِي أَصْحَابِي، مَنْ كَانَ له حاجة في الْمَاءِ؟ فَنَادَيْتُ، فَأَخَذَ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَامَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلَاةِ. فَأَرَادَ بِلَالٌ رَضِيَ الله عَنْه أَنْ يُقِيمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ. قَالَ الصُّدَائِيُّ رَضِيَ الله عَنْه: فَأَقَمْتُ الصَّلَاةَ، فَلَمَّا قَضَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ أَتَيْتُهُ بِالْكِتَابَيْنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْفِنِي مِنْ هَذَيْنِ الْكِتَابَيْنِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا بَدَا لَكَ؟ فَقُلْتُ: سَمِعْتُكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ تَقُولُ: لَا خَيْرَ فِي الْإِمَارَةِ لِرَجُلٍ مؤمن، وأنا أؤمن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ.
وَسَمِعْتُكَ تَقُولُ لِلسَّائِلِ: مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى فَهُوَ صُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَدَاءٌ فِي الْبَطْنِ، وَقَدْ سَأَلْتُكَ وَأَنَا غَنِيٌّ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَهُوَ ذَاكَ. فَإِنْ شِئْتَ فَاقْبَلْ، وَإِنْ شِئْتَ فَدَعْ، فَقُلْتُ: بَلْ أَدَعُ. فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَدُلَّنِي عَلَى رَجُلٍ أُؤَمِّرُهُ عَلَيْكُمْ، فَدَلَلْتُهُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَيْهِ فَأَمَّرَهُ عَلَيْنَا. ثُمَّ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ لَنَا بِئْرًا إذا كَانَ
[ص:540] الشِّتَاءُ وَسِعَنَا مَاؤُهَا. وَاجْتَمَعْنَا عَلَيْهَا، وَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ قَلَّ مَاؤُهَا. فَتَفَرَّقْنَا عَلَى مِيَاهٍ حَوْلَنَا، وَقَدْ أَسْلَمْنَا، وَكُلُّ مَنْ حَوْلَنَا عَدُوٌّ، فادع الله تعالى لَنَا فِي بِئْرِنَا أَنْ يَسَعَنَا مَاؤُهَا فَنَجْتَمِعَ عَلَيْهَا وَلَا نَتَفَرَّقَ. فَدَعَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسِتِّ حَصَيَاتٍ فتركهن فِي يَدِهِ وَدَعَا فِيهِنَّ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اذْهَبُوا بِهَذِهِ الْحَصَيَاتِ، فَإِذَا أَتَيْتُمُ الْبِئْرَ فَأَلْقُوهَا وَاحِدَةً وَاحِدَةَ، وَاذْكُرُوا اسم الله تعالى. قَالَ الصُّدَائِيُّ رَضِيَ الله عَنْه: فَفَعَلْنَا. قَالَ: فَمَا اسْتَطَعْنَا بَعْدُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى قَعْرِهَا.
أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ بَعْضَهُ مُفَرَّقًا.(15/537)
3810 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ - وَاللَّفْظُ لحيى -، قَالَا: ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن أَبِي طَلْحَةَ. عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ فِيمَا دَعَا لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ آته مَالًا وَوَلَدًا "، فَمَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَصَابَ مِنْ لِينِ الْعَيْشِ أَفْضَلَ مِمَّا أَصَبْتُ. وَلَقَدْ دَفَنْتُ بِكَفَّيَّ هَاتَيْنِ مِنْ وَلَدِي أَكْثَرَ مِنْ مِائَةٍ. لَا أَقُولُ لَكُمْ: فِيهِ وَلَدُ وَلَدٍ، وَلَا سَقْطٌ.
هَذَا الْحَدِيثُ مُخَرَّجٌ عِنْدَهُمْ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.(15/542)
3811 - حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: ذَكَرَ أَبِي وَلَا أُرَانِي سَمِعْتُهُ مِنْهُ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عن جابر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّوقِ، إِذِ امْرَأَةٌ قَدْ أَخَذَتْ بِعَنَانِ دَابَّتِهِ - وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ زَوْجِي لَا يَقْرَبُنِي، فَفَرِّقْ بَيْنِي وبينه. قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ومن زَوْجُهَا؟ فَدَعَاهُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال: مالك وَلَهَا؟ جَاءَتْ تَشْكُو مِنْكَ جَفَاءً، تَشْكُو مِنْكَ أَنَّكَ لَا تَقْرَبُهَا. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، إِنَّ عهدي بها لهذه اللَّيْلَةَ. فَبَكَتِ الْمَرْأَةُ، وَقَالَتْ: كَذَبَ. فَفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَإِنَّهُ مِنْ أَبْغَضِ خَلَقِ اللَّهِ إِلَيَّ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ /، ثُمَّ أَخَذَ بِرَأْسِهِ وَرَأْسِهَا، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَدْنِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ. قَالَ جَابِرٌ رَضِيَ الله عَنْه: فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ نَلْبَثَ، ثُمَّ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسُّوقِ. فَإِذَا بِامْرَأَةٍ تَحْمِلُ أُدُمًا فَلَمَّا رَأَتْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَحَتِ الْأُدُمَ، وَأَقْبَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ، إِلَّا أَنْتَ.(15/544)
3812 - حدثنا: مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا حَاتِمٌ بن إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ عَبْدِ الله بن عبد اللَّهِ ابن أَبِي طلحة، عن أبيه، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُوعَ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ أم سليم رَضِيَ الله عَنْها وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بن مالك رَضِيَ الله عَنْهم، كَانَتْ تحت مالك أبي أَنَسٍ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، إِنِّي عَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَتْ عِنْدِي شَيْءٌ، وَأَشَارَتْ بكفها. فقال لَهَا: اصْنَعِي وَأَنْعِمِي، فَأَرْسَلْتُ أَنَسًا رَضِيَ الله عَنْه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: سَارِّهِ فِي أُذُنِهِ، وَادْعُهُ. فَلَمَّا أَقْبَلَ أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْه. [قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : أَرْسَلَك أَبُوكَ يَدْعُونَا يَا بُنَيَّ؟ قَالَ: نَعَمْ. فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه رَضِيَ الله عَنْهم اذْهَبُوا بِاسْمِ اللَّهِ. قَالَ: فَأَدْبَرَ أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْه يَشْتَدُّ حَتَّى أَتَى أَبَا طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه. فَقَالَ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَتَاكَ فِي النَّاسِ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: فَخَرَجْتُ أَنَا وَهُوَ حَتَّى لَقِينَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْبَابِ عَلَى مُسْتَرَاحِ الدَّرَجَةِ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. مَاذَا صَنَعْتَ بِنَا، إِنَّمَا عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْجُوعَ، فَصَنَعْنَا لَكَ شَيْئًا تَأْكُلُهُ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْخُلْ وَأَبْشِرْ، قَالَ: فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَهَا فِي الصَّحْفَةِ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَصْلَحَهَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَلْ مِنْ؟
[ص:547] كَأَنَّهُ يَعْنِي الْأُدْمَ - قَالَ: فَأَتَوْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُكَّةٍ فِيهَا شَيْءٌ أَوْ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، فَقَالَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ. فَأَسْلَتَ مِنْهَا السَّمْنُ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشَرَةً عَشَرَةً، فَأَكَلُوا كُلُّهُمْ وشبعوا. فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْفَضْلِ الَّذِي فَضَلَ: كُلُوا أَنْتُمْ وَعِيَالُكُمْ فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا.
وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ.(15/546)
3813 - حدثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، ثنا مُحَمَّدُ بن زياد البرجمي، عَنْ أَبِي ظِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عن أُمه رَضِيَ الله عَنْهما قَالَتْ: كَانَتْ لِي شَاةٌ فَجَمَعْتُ مِنْ سَمْنِهَا فِي عُكَّةٍ فَمَلَأْتُ الْعُكَّةَ، ثُمَّ بَعَثْتُ بِهَا مَعَ ربيبة، فَقُلْتُ: يَا ربيبة أَبْلِغِي هَذِهِ الْعُكَّةَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتَدِمْ بِهَا. فَانْطَلَقَتْ بِهَا ربيبة حَتَّى أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا سَمْنٌ بَعَثَتْ بِهِ إِلَيْكَ أم سليم رَضِيَ الله عَنْها قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَرِّغُوا لَهَا عُكَّتَهَا، فَفُرِّغَتِ الْعُكَّةُ، فَدُفِعَتْ إِلَيْهَا، فَانْطَلَقَتْ فَجَاءَتْ أُم سليم رَضِيَ الله عَنْها فَرَأَتِ الْعُكَّةَ مُمْتَلِئَةً تَقْطُرُ، فَقَالَتْ أُم سليم رَضِيَ الله عَنْها: يَا ربيبة. أَلَيْسَ أَمَرْتُكِ أَنْ تَنْطَلِقِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا؟ قَالَتْ: قَدْ فَعَلْتُ. فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقِينِي فَانْطَلِقِي فَسَلِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقَتْ أُم سليم رَضِيَ الله عَنْها وَمَعَهَا ربيبة. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثْتُ إِلَيْكَ مَعَهَا بِعُكَّةٍ فِيهَا سَمْنٌ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ فَعَلَتْ. جَاءَتْ بِهَا، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بالحق
[ص:549] وَدِينِ الْحَقِّ إِنَّهَا لَمُمْتَلِئَةٌ تَقْطُرُ سَمْنًا. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَعْجَبِينَ أَنْ كَانَ اللَّهُ أَطْعَمَكِ كَمَا أَطْعَمْتِ نَبِيَّهُ، كُلِي وأطعمي، قالت رَضِيَ الله عَنْها: فَجِئْتُ الْبَيْتَ فقست فِي قَعْبٍ لَنَا كَذَا وَكَذَا، وتركتها، فِيهَا مَا ائْتَدَمْنَا بِهِ شَهْرًا أَوْ شَهْرَيْنِ.(15/548)
5 - بَابُ شَهَادَةِ الشَّجَرَةِ بِنُبُوَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَاعَتِهَا(15/552)
3814 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ. ثنا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ عَطَاءِ ابن أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي خَيْرٍ؟ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: وَمَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذِهِ الشَّجَرَةُ. فَدَعَاهَا وَهِيَ عَلَى شَاطِئِ الوادي، فجاءت تجد: السير حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَشْهَدَهَا، فَشَهِدَتْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا. فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: آتِي قَوْمِي فَإِنْ تَابَعُونِي أَتَيْتُكَ بِهِمْ وَإِلَّا رَجَعْتُ إِلَيْكَ فَأَكُونُ مَعَكَ.
[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ.
[3] وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ.
[ص:553] قَالَا: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ بِهِ.
وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.(15/552)
3815 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بِالْحَجُونِ. وَهُوَ كَئِيبٌ حَزِينٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَرِنِي الْيَوْمَ آيَةً لَا أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي، فَقِيلَ لَهُ: نَادِ شَجَرَةً. فَنَادَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَجَرَةً مِنْ قِبَلِ عَقَبَةِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. فَجَاءَتْ تَشُقُّ الْأَرْضَ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ، فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمَرَهَا فَذَهَبَتْ. قَالَ: فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مَا أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي.
[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا حَمَّادٌ به.
[3] قال: وحدثنا / مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، ثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ: كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَجُونِ فَرَدَّ عَلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ أَرِنِي آيَةً، فَقَالَ: ادْعُ شَجَرَةً. فَدَعَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَجَرَةً. وَقَالَ فيه: ثم ثُمَّ أَمَرَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَجَعَتْ إِلَى مَنْبَتِهَا.
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
(161) وَحَدِيثُ أُسَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَهُ.(15/557)
6 - بَابُ إطلاع الله تعالى إِيَّاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ أَعْدَاؤُهُ وَغَيْرُهُمْ فِي غَيْبَتِهِ(15/559)
3816 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كَانَ أَبُو سُفْيَانَ رَضِيَ الله عَنْه جَالِسًا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَعْضِ بُيُوتِهِ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ فِي مَكَانِهِ: لَيْتَ شِعْرِي بِأَيِّ شَيْءٍ غَلَبْتَنِي؟ . قَالَ: فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ضَرَبَ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: غلبتك بالله عز وجل قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ.(15/559)
7 - بَابُ إِعْلَامِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخُلَفَاءِ بَعْدَهُ(15/561)
3817 - قَالَ الْحَارِثُ وَأَبُو يَعْلَى جَمِيعًا: حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لما بنى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ وَضَعَ حَجَرًا، ثُمَّ قَالَ: لِيَضَعْ أَبُو بَكْرٍ حَجَرَهُ، ثُمَّ لِيَضَعْ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه حَجَرَهُ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِيَضَعْ عُثْمَانُ حَجَرَهُ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَؤُلَاءِ الْخُلَفَاءُ مِنْ بَعْدِي.(15/561)
3818 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنِ العوام، عن جدته، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: لَمَّا أَسَّسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ جَاءَ بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، وَجَاءَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، وَجَاءَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه بحجر فوضعه. قال: فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: " هَذَا أَمْرُ الْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِي ".(15/562)
3819 - حدثنا أَبُو بَهْزٍ، الصَّقْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن بِنْتِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ إِلَى بُسْتَانٍ، فَجَاءَ آتٍ فَدَقَّ الْبَابَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَنَسُ قُمْ فَافْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، وَبَشِّرْهُ بِالْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِي. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُعْلِمُهُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْلِمْهُ. فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قُلْتُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَأَبْشِرْ بِالْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ جَاءَ آتٍ فَدَقَّ الْبَابَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَنَسُ. فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ سَوَاءً فَإِذَا عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه. فَقُلْتُ لَهُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَبِالْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه. قَالَ: ثُمَّ جَاءَ آتٍ فَدَقَّ الْبَابَ. فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قم يَا أَنَسُ. قُمْ فَافْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بالجنة، وَبَشِّرْهُ بِالْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه وَأَنَّهُ مَقْتُولٌ. قَالَ: فَخَرَجْتُ فَإِذَا عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه. فَقُلْتُ لَهُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَبِالْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه وَأَنَّكَ مَقْتُولٌ. فَدَخَلَ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا تَغَنَّيْتُ وَلَا تَمَنَّيْتُ وَلَا مَسَسْتُ فَرْجِي مُنْذُ بَايَعْتُكَ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ ذَاكَ يَا عُثْمَانُ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ.
[ص:568] قَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْأَعْلَى ابن أَبِي الْمُسَاوِرِ.
وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ بَكْرِ بْنِ الْمُخْتَارِ.
وَبَكْرٌ وَعَبْدُ الْأَعْلَى، وَاهِيَانِ. وَالصَّقْرِ أَوْهَى مِنْهُمَا. فَلَعَلَّهُ تَحَمَّلَهُ عَنْ بَكْرٍ، أَوْ عَبْدِ الْأَعْلَى فَقَلَبَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ لِيَرُوجَ، وَلَوْ كَانَ هَذَا وَقَعَ مَا قَالَ أَبُو بكر رَضِيَ الله عَنْه للأنصار رَضِيَ الله عَنْهم: قَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ الرَّجُلَيْنِ: عمر أو أبو عبيدة رَضِيَ الله عَنْهما، ولا ما قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: الْأَمْرُ شُورَى فِي سِتَّةٍ.(15/567)
8 - بَابُ حُسْنِ شَمَائِلِهِ وَوَفَاءِ عَهْدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(162) حَدِيثُ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه. تَقَدَّمَ فِي الْبُيُوعِ.(15/571)
9 - بَابُ مَعْرِفَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلَامِ الْبَهَائِمِ(15/571)
3820 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ، أَوْ مُزَيْنَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ، فَرَأَى قَرِيبًا مِنْ مِائَةِ ذِئْبٍ قَدْ أَقْعَيْنَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَؤُلَاءِ وُفُودُ الذِّئَابِ تَسْأَلُكُمْ أَنْ تَرْضَخُوا مِنْ فُضُولِ طَعَامِكُمْ، وَتَأْمَنُونَ عَلَى مَا سِوَى ذَلِكَ. فَشَكَوْا
[ص:572] إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَاجَةَ، قَالَ: فأذنوهن، قَالَ: فأذنوهن، ولهن عواء.
وتقدم في الذبائح حديث فِي الذئب.(15/571)
10 - بَابُ طَهَارَةِ دَمِهِ وَبَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(15/575)
3821 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا هُنَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَاهُ رَضِيَ الله عَنْه حَدَّثَهُ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْتَجِمُ. فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، اذْهَبْ بهذا الدم فادفنه حَيْثُ لَا يَرَاكَ أَحَدٌ، فَلَمَّا بَرَزَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / عَمَدَ إِلَى الدَّمِ فَشَرِبَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ. مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: جَعَلْتُهُ فِي أَخْفَى مَكَانٍ عَلِمْتُ أَنُّهُ يَخْفَى عَنِ النَّاسِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلِمَ شَرِبْتَ الدَّمَ، وَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ وَوَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ.
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا عَاصِمٍ فَقَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْقُوَّةَ الَّتِي بِهِ رَضِيَ الله عَنْه مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ.
[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِهِ.(15/575)
3822 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ.
[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ - هُوَ ابنُ أَبِي فُدَيْكٍ - حَدَّثَنِي بُرَيَّهُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَفِينَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي سَفِينَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ، ثُمَّ قَالَ لِي: خُذْ هَذَا الدَّمَ وَادْفِنْهُ مِنَ الدَّوَابِّ والناس، فذهبت فبغيت لَهُ ثُمَّ جِئْتُ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا صَنَعْتَ؟ " قُلْتُ: شَرِبْتُهُ. فَتَبَسَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(15/577)
3823 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ ابن أَبِي بَكْرٍ، ثنا سِلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُم أيمن رَضِيَ الله عَنْها: قَالَتْ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَّارَةٌ يَبُولُ فِيهَا. فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَصْبَحَ يَقُولُ: يَا أُمَّ أَيْمَنَ. صُبِّي مَا فِي الْفَخَّارَةِ. فَقُمْتُ لَيْلَةً وَأَنَا عَطْشَى فَشَرِبْتُ مَا فِيهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أُمَّ أَيْمَنَ: صُبِّي مَا فِي الْفَخَّارَةِ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. قُمْتُ وَأَنَا عَطْشَى فَشَرِبْتُ مَا فِيهَا. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكِ لَنْ تَشْتَكِي بَطْنَكِ بَعْدَ يَوْمِكِ هَذَا أَبَدًا.(15/581)
11 - بَابُ بَرَكَتِهِ حَيًّا وَمَيِّتًا(15/585)
3824 - قَالَ الْحَارِثُ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ حبيبة ثنا جَسْرُ بْنُ فَرْقَدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ: تُحَدِّثُونَ ويحدث لَكُمْ، وَمَوْتِي خَيْرٌ لَكُمْ: تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ فَمَا كَانَ مِنْ حَسَنَةٍ حمدت الله عليه، وَمَا كان من شيء اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُمْ.
(163) حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فِي شَعْرِ نَاصِيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَاقِبِ خَالِدِ بْنِ الوليد.
12 - باب(15/585)
حَيَاتُهُ فِي قَبْرِهِ
(164) فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ أَبِي يَعْلَى فِي ذِكْرِ عِيسَى: وَلَئِنْ قَامَ عَلَى قَبْرِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ لأجيبنه: يَأْتِي فِي أَشْرَاطِ السَّاعَةِ.(15/585)
13 - بَابُ تَوَاضُعِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْصَافِهِ(15/587)
3825 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْعَوَالِي يَدْعُو رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَطْرَ اللَّيْلِ عَلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ فَيُجِيبُهُ.(15/587)
3826 - حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر عائشة رَضِيَ الله عَنْها أَنْ تهيئ من أمر أُسَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه شيئاً، إما مخاط أَوْ غَيْرَهُ، فَكَأَنَّهَا كَرِهَتْهُ، فَانْتَزَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا يتولَّى ذَلِكَ مِنْهُ.
له شَاهِدٌ مِنْ حديث عائشة رَضِيَ الله عَنْها، أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ البهيِّ عنها رَضِيَ الله عَنْها، صححه ابْنُ حَبَّانَ.(15/589)
3827 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَبْدِ الله بنت نابل مَوْلَاةُ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عن أبيها رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ (ثفروقة) فِيهَا تَمْرٌ. فَأَخَذَ تَمْرَةً، وَأَعْطَانِي تَمْرَةً.(15/593)
3828 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: مَا أَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ قَطُّ. وَلَا نَاوَلَ يَدَهُ أَحَدًا قَطُّ فَتَرَكَهَا حَتَّى يَكُونَ هُوَ يَدَعُهَا. وَمَا جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ قَطُّ فَقَامَ حَتَّى يَقُومَ.(15/594)
3829 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ لُطْفًا بِالنَّاسِ وَاللَّهِ ما كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْتَنِعُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ مِنْ عَبْدٍ وَلَا أَمَةٍ وَلَا صَبِيٍّ أَنْ يَأْتِيَهُ بِالْمَاءِ فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ. وَمَا سَأَلَ سَائِلٌ قَطُّ أَذِنَهُ إِلَّا أَصْغَى إِلَيْهِ. وَلَا يَنْصَرِفُ عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْصَرِفُ، وَمَا تَنَاوَلَ آدَمِيٌّ يَدَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهَا فَلَمْ يَدَعْهَا مِنْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَدَعُهَا مِنْهُ.
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الأزومي، ثنا أَبُو قَطَنٍ، حدثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، ثنا ثَابِتٌ بِهِ.
صَحَّحَهُ ابْنُ حَبَّانَ.(15/597)
3830 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا جُبَارَةُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يعْمُرَ، عَنِ ابْنِ عمر، عن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنَّ رَجُلًا نَادَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثًا، كُلَّ ذَلِكَ يَرُدُّ عَلَيْهِ، لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ.(15/599)
3831 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَهْمٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِهَدِيَّةٍ فَنَظَرَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يَضَعُهَا فِيهِ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضَعْهَا بِالْحَضِيضِ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ، وَأَشْرَبُ كَمَا يَشْرَبُ الْعَبْدُ ... الْحَدِيثَ.(15/600)
3832 - وقال الطَّيَالِسِيُّ؛ حدثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قال: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِيمًا بِالْعِيَالِ.(15/603)
14 - بَابُ طِيبِ عَرَقِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(15/604)
3833 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا بِشْرُ بْنُ سَيْحَانَ، ثنا حلبس بن غَالِبُ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي زَوَّجْتُ ابْنَتِي، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُعِينَنِي بِشَيْءٍ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا عِنْدِي شَيْءٌ. وَلَكِنْ / إِذَا كَانَ غَدَاةَ غَدٍ فَأْتِنِي بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ، وعود شجرة. وإنه بَيْنِي وَبَيْنِكَ أَنْ تَدُقَّ نَاحِيَةَ الْبَابِ. قَالَ: فَأَتَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ، وَعُودِ شَجَرَةٍ، فَجَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْلُتُ الْعَرَقَ مِنْ ذِرَاعَيْهِ حَتَّى امْتَلَأَتِ الْقَارُورَةُ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذْهَا، وَمُرْ بِنْتَكَ أَنْ تَغْمِسَ هَذَا الْعُودَ فِي الْقَارُورَةِ وَتَطَيَّبَ بِهِ. فَقَالَ: فَكَانَتْ إِذَا تَطَيَّبَتْ بِهِ شَمَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ رَائِحَةَ ذَلِكَ الطِّيبِ. فَسُمُّوا بُيُوتَ الْمُطَيَّبِينَ.(15/604)
3834 - حدثنا: مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عمر بن سعد، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرَّ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ وُجِدَ مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ. فَيُقَالُ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.(15/607)
15 - بَابُ حِلْمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(15/609)
3835 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا حَمَّادٌ، عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ يَرُدُّهُ إِلَى ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلْيِهِ جُبَّةٌ مِنْ سِيجَانٍ مُزَرَّرَةٌ بِالذَّهَبِ. فَقَامَ عَلَى رَأْسِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا يَرْفَعُ كُلَّ رَاعٍ ابْنِ رَاعٍ. وَيَضَعُ كُلَّ فَارِسٍ ابْنِ فَارِسٍ. قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَجَامِعِ جُبَّتِهِ، وَقَالَ: اجْلِسْ، فَإِنِّي أَرَى عَلَيْكَ ثِيَابَ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ. مَا بعث الله تعالى نَبِيًّا قَبْلِي إِلَّا وَقَدْ رَعَى، قَالَ: قِيلَ: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ عَلَى الْقَرَارِيطِ وَأَنْصَافِ الْقَرَارِيطِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ النبي نوحاً عليه السلام قَالَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ لِابْنِهِ، إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ ... " الْحَدِيثَ.
[ص:610] وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ ذَمِّ الْكِبْرِ مِنْ كِتَابِ الْأَدَبِ، أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زهير عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر رَضِيَ الله عَنْهما، زَادَ فِيهِ عَطَاءً.(15/609)
3836 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَالِمِ ابن أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: مَا قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِشَيْءٍ يَكْرَهُهُ. مَا أَقْبَحَ مَا صَنَعْتَ، وَلَا لِشَيْءٍ يُعْجِبُهُ. مَا أَحْسَنَ مَا صَنَعْتَ.
غَرِيبٌ بِهَذَا اللَّفْظِ.(15/612)
16 - بَابُ إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّ فَارِسَ تَنْقَرِضُ وَأَنَّ الرُّومَ تَبْقَى فَكَانَ كَذَلِكَ(15/614)
3837 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى ابن أبي عمرو، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَارِسُ نَطْحَةٌ أَوْ نَطْحَتَانِ، ثُمَّ لَا فَارِسَ بَعْدَ هَذَا أَبَدًا. وَالرُّومُ ذَاتُ الْقُرُونِ كُلَّمَا هَلَكَ قَرْنٌ خَلْفَهُ قرن. أهل صبر، وأهل (بَحْرٍ) لِآخِرِ الدَّهْرِ. هُمْ أَصْحَابُكُمْ مَا دَامَ فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ ".(15/614)
17 - بَابُ بَرَكَةِ يَدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسْحِهِ عَلَى وُجُوهِ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَامْتِنَاعِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لَمْسِ الْمَرْأَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ(15/616)
3838 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا حَنْظَلَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ امْسَحْ وَجْهِي، وادع الله عز وجل لِي، قَالَ: فَمَسَحَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهَهَا ودعا الله تعالى لَهَا. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَفِّلْ يَدَكَ. فَسَفَّلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهَا. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَفِّلْ يَدَكَ. فَأَبَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَاعَدَهَا.(15/616)
3839 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا حَمَّادٌ عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَمْسَحَ وَجْهَهَا، فَمَسَحَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا لَهَا. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، طَأْطِئْ يَدَكَ بَعْدَمَا قَدْ وَضَعَهَا عَلَى صَدْرِهَا. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِلَيْكِ عَنِّي.
كَذَا فِيهِ، لَيْسَ فِيهِ أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْه.(15/617)
3839 -[2] وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ ابن أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا حماد، ثنا حَنْظَلَةُ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ وَجْهَهَا، وَكُنَّ يَأْتِينَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَمْسَحُ وُجُوهَهُنَّ. وَيَدْعُو لَهُنَّ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، طَأْطِئْ يَدَكَ. قَالَ: فَدَفَعَهَا، وَقَالَ: إِلَيْكِ عَنِّي.(15/618)
18 - بَابُ قُوَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِمَاعِ(15/619)
3840 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُعْطِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا فِي الْجِمَاعِ.(15/619)
3841 - وَعَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ إسرائيل، عن يونس، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُوَّةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ رَجُلًا، كُلُّ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.(15/620)
19 - بَابٌ(15/622)
3842 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابن أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَدَّمْنَا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تمراً فجثا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَأَخَذَ قَبْضَةً، فَقَالَ: اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى فُلَانَةَ، وَأَخَذَ قبضة وقال: اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى فُلَانَةَ حَتَّى قَسَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ نِسَائِهِ قَبْضَةً قَبْضَةً. ثُمَّ أَخَذَ قَبْضَةً، يَأْكُلُ مِنْهَا وَيُلْقِي النَّوَى بِشِمَالِهِ، فَمَرَّتْ بِهِ دَاجِنَةٌ فَنَاوَلَهَا إِيَّاهُ فَأَكَلْتُهُ.(15/622)
3843 - حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ [بْنِ عَرْعَرَةَ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، نا أَبِي. قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ] بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بنت معوذ رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: بعثتني عمتي رَضِيَ الله عَنْها إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجِئْتُهُ وَعِنْدَهُ حِلْيَةٌ أَهْدَاهَا لَهُ صَاحِبُ الْبَحْرَيْنِ فَأَخَذَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تِلْكَ الْحِلْيَةِ مِلْءَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّةُ هَذَا لَكِ.(15/624)
3844 -[1] حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ بِهَذَا السِّنْدِ: " كَانَ / يُعْجِبُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِثَّاءُ، وَكَانَ يُحِبُّ الْقِثَّاءَ ".
[2] أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عن الربيع رَضِيَ الله عَنْها مُخْتَصَرًا.(15/626)
20 - بَابُ صِفَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(15/629)
3845 - قَالَ الطيالسي: حدثنا شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أم هانئ رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ بَطْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا ذَكَرْتُ الْقَرَاطِيسَ الْمَثْنِيَّةَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ ".(15/629)
21 - بَابُ سعة علم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(15/630)
3846 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، ثنا فِطْرٌ - هُوَ ابْنُ خَلِيفَةَ - عَنْ أَبِي يَعْلَى - هُوَ مُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَقَدْ تَرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا تَقَلَّبَ طَيْرٌ بِجَنَاحَيْهِ فِي السَّمَاءِ إِلَّا ذَكَرَنَا مِنْهُ عِلْمًا.
رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، إِلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ، وَاخْتُلِفَ عَلَى فِطْرٍ.
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا يَحْيَى، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُ. . بِهَذَا.(15/630)
3847 - حدثنا إِسْحَاقُ الْهَرَوِيُّ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ابن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْكَلَامِ، وَخَوَاتِيمَهُ. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنَا [مِمَّا عَلَّمَكَ] اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَعَلَّمَنَا.(15/633)
3848 - حدثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَ حِكَايَةً طَوِيلَةً، فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وخواتيمه، وَاخْتُصِرَ لِي الْكَلَامُ اخْتِصَارًا ".(15/634)
22 - بَابُ مَا اختص به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام(15/639)
3849 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهمَا قَالَ: " مَا أمن الله تعالى أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ إِلَّا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} وقال للملائكة عليهم السلام: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ} .
فِي إِسْنَادِهِ نَظَرٌ.(15/639)
3850 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ طَارِقٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَمَعَهُ شَيْطَانٌ. قَالُوا: وَمَعَكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَعِي، إِلَّا أن الله تعالى أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، وَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ. قَالُوا: وَلَا أَنْتَ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يتغمدني الله عز وجل مِنْهُ برحمته [ص:642].
3850 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُفْيَانُ - هُوَ ابْنُ وَكِيعٍ - ثنا أَبِي، ثنا جَدِّي، هُوَ الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ. فَذَكَرَ مِثْلَهُ، إِلَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَسْلَمَ.
وَهَكَذَا أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ، عَنْ بِشْرِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ.
وَقَالَ: مَا رَوَى شَرِيكٌ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ وَآخَرَ، يَعْنِي الَّذِي ذَكَرَهُ مُسَدَّدٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.(15/641)
3851 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: " إِنَّ أَكْرَمَ خلق الله تعالى عَلَيْهِ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ النَّارَ فِي الْأَرْضِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بعث الله عز وجل الْخَلَائِقَ أُمَّةً أُمَّةً وَنَبِيًّا نَبِيًّا. حَتَّى يَكُونَ أَحْمَدُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتُهُ آخِرَ الْأُمَمِ مَرْكَزًا، ثُمَّ يُوضَعُ جِسْرُ جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ؟ " فَيَقُومُ، وَتَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا ".
هَذَا مَوْقُوفٌ.(15/645)
3852 - حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا شَيْخٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ ".
إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ.(15/648)
3853 - حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، عَنْ أيوب بن عقبة، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ سَيِّدُ الْعَرَبِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ، آدَمُ تَحْتَ لِوَائِي وَلَا فَخْرَ ".
وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ أَيْضًا.(15/652)
3854 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، هُوَ مُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ. قَالَ: لَا يُفَضَّلُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ، وَلَا على إبراهيم عليه السلام خليل ربي عز وجل أَحَدٌ.
[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا سُفْيَانُ، مِثْلَهُ.(15/654)
23 - بَابُ شَهَادَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ بِصِدْقِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(15/655)
3855 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنِ الْفَلَتَانِ بْنِ عَاصِمٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، فَشَخَصَ بَصَرُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي فِي الْمَسْجِدِ. فَقَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا يُنَازِعُهُ الْكَلَامَ إِلَّا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أَتَقْرَأُ التَّوْرَاةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَالْإِنْجِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَالْقُرْآنَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَشَاءُ لَقَرَأْتُهُ. قَالَ: ثُمَّ نَاشَدَهُ: هَلْ تَجِدُنِي نَبِيًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ؟ قَالَ: سَأُحَدِّثُكَ. نَجِدُ مِثْلَكَ، وَهَيْئَتَكَ، وَمِثْلَ مخرجك، وكنَّا نرجوا أَنْ تَكُونَ فِينَا، فَلَمَّا خَرَجْتَ تَخَوَّفْنَا أَنْ تَكُونَ أَنْتَ هُوَ، فَنَظَرْنَا فَإِذَا لَيْسَ أَنْتَ هُوَ [[قَالَ: " وَكَيْفَ "؟ قَالَ: إِنَّا نَجِدُ أَنَّ مَعَهُ مِنْ أُمَّتِهِ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَلَمْ نَرَ مَعَكَ إِلَّا الْقَلِيلَ]] (*) ، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فهو الذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَأَنَا هُوَ، وَإِنَّهُمْ لَأُمَّتِي، وَإِنَّهُمْ لَأَكْثَرُ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَسَبْعِينَ أَلْفًا.
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ(15/655)
3856 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا كَانَ حِينَ فُتِحَتْ نَهَاوَنْدُ أَصَابَ الْمُسْلِمُونَ سَبَايَا مِنَ الْيَهُودِ، فَأَقْبَلَ رَأْسَ الْجَالُوتِ فَتَلَقَّى سَبَايَا الْيَهُودِ. فَأَصَابَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَارِيَةً وَضِيئَةً صَبِيحَةً. فَقَالَ لِي: هَلْ لَكَ أَنْ تَمْشِيَ مَعِي إِلَى هَذَا الْإِنْسَانِ عَسَى أَنْ يُثَمِّنَ لِي فِي هَذِهِ الْجَارِيَةِ؟ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَدَخَلْنَا / عَلَى شَيْخٍ مُسْتَكْبِرٍ لَهُ تُرْجُمَانٌ، فَقَالَ لِرَجُلٍ مَعَهُ: سَلْ هَذِهِ الجارية هل وَقَعَ عَلَيْهَا هَذَا العربي؟ قال: وَرَأَيْتُ أَنَّهُ غَارَ حِينَ رَأَى حُسْنَهَا، فَرَاطَنَهَا بِلِسَانِهِ، فَفَهِمْتُ الَّذِي قَالَ، فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ أَثِمْتَ بِمَا تَجِدُ فِي كِتَابِكَ بِسُؤَالِكَ هَذِهِ الْجَارِيَةَ عَمَّا وَرَاءَ ثِيَابِهَا. فَقَالَ لِي: كَذَبْتَ، وَمَا يُدْرِيكَ مَا فِي كِتَابِي؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا أَعْلَمُ بِكِتَابِكَ مِنْكَ. قَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِكِتَابِي مِنِّي؟ . قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا أَعْلَمُ بِكِتَابِكَ مِنْكَ. قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ. قَالَ: فَانْصَرَفْتُ
[ص:659] مِنْ عِنْدِهِ ذَلِكَ اليوم، فأرسل لي رَسُولًا لَتَأْتِيَنِّي بِعَزْمَةٍ. وَبَعَثَ إِلَيَّ بِدَابَّةٍ قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ احْتِسَابًا رَجَاءَ أَنْ يُسْلِمَ فَحَبَسَنِي عِنْدَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ أَقْرَأُ عَلَيْهِ التَّوْرَاةَ وَيَبْكِي. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ وَاللَّهِ لَهُوَ النَّبِيُّ الَّذِي تَجِدُونَهُ فِي كِتَابِكُمْ. فَقَالَ لِي: فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِالْيَهُودِ؟ قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ الْيَهُودَ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا. فَأَبَى أَنْ يُسْلِمَ، وَغَلَبَ عَلَيْهِ الشَّقَاءُ.
صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.(15/658)
24 - بَابُ اعْتِرَافِ الْقُدَمَاءِ بِأَعْلَامِ نُبُوَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(15/660)
3857 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: إِنَّ نَاسًا مِنْ قُرَيْشٍ رَكِبُوا الْبَحْرَ عِنْدَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَلْقَتْهُمُ الرِّيحُ عَلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ، فَإِذَا فِيهَا رَجُلٌ. فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ. قَالَ: وما قريش؟ قالو: أَهْلُ الْحَرَمِ، وَأَهْلُ كَذَا. فَلَمَّا عَرَفَ قَالَ: نَحْنُ أَهْلُهَا لَا أَنْتُمْ. فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ مِنْ جُرْهُمَ. قَالَ: أَتَدْرُونَ لِأَيِّ شَيْءٍ سُمِّيَ أَجْيَادٌ؟ كَانَتْ خُيُولُنَا جِيَادًا عَطَفَتْ عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَالُوا: إِنَّهُ خَرَجَ فِينَا رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَذَكَرُوا لَهُ أَمْرَهُ. فَقَالَ: اتَّبِعُوهُ فَلَوْلَا حَالِي الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا لحقت مَعَكُمْ بِهِ.(15/660)
25 - بَابُ نَفْعِ شَفَاعَتِهِ(15/662)
3858 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: رَأَى عُمَرُ امْرَأَةً فِي زِيِّهَا، فَقَالَ لَهَا: أَتَرَيْنَ قَرَابَتَكِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغني عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّهُ يَنْفَعُ شَفَاعَتِي.
قَالَ مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي خَلَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ تِلْكَ الْمَرْأَةَ أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا: إِنَّهُ ينفع شفاعتي وجاً وحكم.
قَالَ عبد الرحمن: وهما قبيلتان: وجا: قبيلة مِنْ جولان، وَحَكَمُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ مَذْحِجٍ.(15/662)
26 - بَابُ فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْه(15/663)
3859 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أُنَيْسِ ابن أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه: قَالَ: خَرَجَ علينا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَأَهْوَى قِبَلَ الْمِنْبَرِ، فَاتَّبَعْنَاهُ. فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَقَائِمٌ عَلَى الْحَوْضِ السَّاعَةَ ... الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: فَضِيلَةُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه. وَفِي آخِرِهِ: ثُمَّ هَبَطَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا قَامَ حَتَّى السَّاعَةِ.(15/663)
3860 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ، أنا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ بِلَالٌ لأبي بكر رَضِيَ الله عَنْهما: قَدْ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، وَلَيْسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاهِدًا، فَهَلْ لَكَ أَنْ أُؤَذِّنَ وَأُقِيمَ، وَتُصَلِّيَ بِالنَّاسِ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه إِنْ شِئْتَ. فَأَذَّنَ بِلَالٌ رَضِيَ الله عَنْه، وَأَقَامَ، وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه وَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا فَرَغَ. فَقَالَ: أَصَلَّيْتُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَلَّى بِكُمْ؟ قَالُوا: أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحْسَنْتُمْ. لَا يَنْبَغِي لِقَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُ.(15/666)
3861 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو الْحَارِثِ الْوَرَّاقُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الله تعالى يَكْرَهُ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُخَطَّأَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فِي الْأَرْضِ ".(15/671)
3862 - حدثنا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثنا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُخَارِقٌ، عَنْ طَارِقِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: أَقْسَمْتُ أَنْ لَا أُكَلِّمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا كَأَخِي السِّرَارِ.(15/674)
3863 - حدثنا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، ثنا نَافِعٌ أَبُو هُرْمُزَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْغَزْوِ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَابَةٌ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ، وَهُوَ فِي بيت عائشة رَضِيَ الله عَنْها، فَدَخَلَ فَسَلَّمَ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَرْحَبًا بِرَجُلٍ سَلِمَ وَغَنِمَ، هَاتِ حَاجَتَكَ. فَقَالَ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذِهِ خَلْفِي - وهي عائشة رَضِيَ الله عَنْها - قَالَ: لَمْ أَعْنِكَ مِنَ النِّسَاءِ. أَعْنِيكَ مِنَ الرِّجَالِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُوهَا رَضِيَ الله عَنْه.
نَافِعٌ مَتْرُوكٌ(15/677)
3864 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا نَفَعَنَا مَالُ أَحَدٍ مَا نَفَعَنَا مَالُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه [ص:679] ".
3864 -[2] حدثنا عَمْرٌو النَّاقِدُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ نَحْوَهُ.
وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه.(15/678)
3865 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عُثْمَانَ - هُوَ النَّاقِدُ - ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْكِلَابِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ - هُوَ عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ - عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ بَيْنَ أَبِي بكر وعمر رَضِيَ الله عَنْهما مُعَاتَبَةٌ، فَاعْتَذَرَ أَبُو بَكْرٍ إلى عمر رَضِيَ الله عَنْهما، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ رَاحَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَجَلَسَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ تَحَوَّلَ فَجَلَسَ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ. ثُمَّ قَامَ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَرَى إِعْرَاضَكَ عَنِّي، وَلَا أَرَى ذَلِكَ إِلَّا لِشَيْءٍ بَلَغَكَ عني، فما خبر جَثْوِي وَأَنْتَ مُعْرِضٌ عَنِّي، وَاللَّهِ ما أبالي أن لا أَعِيشَ / فِي الدُّنْيَا سَاعَةً وَأَنْتَ مُعْرِضٌ عَنِّي. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْتَ الَّذِي اعْتَذَرَ إِلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَقْبَلْ مِنْهُ؟ إِنِّي جِئْتُكُمْ جَمِيعًا فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ. وَقَالَ
[ص:683] صَاحِبِي: صَدَقْتَ. ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ أَنْتُمْ تَارِكِيَّ وَصَاحِبِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ. وَلَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ فِي الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه.(15/682)
3866 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ سَعِيدِ ابن أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَمَا مَرَرْتُ بِسَمَاءٍ إِلَّا وَجَدْتُ فِيهَا: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مِنْ خَلْفِي رَضِيَ الله عَنْه.(15/684)
3867 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ. . الْحَدِيثَ.
وَفِيهِ يشهد عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وعمر. وليس ثمة أَبُو بَكْرٍ ولا عمر رَضِيَ الله عَنْهما.
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غنمه إذ جاءه الذِّئْبُ فَأَخَذَ شَاةً ... الْحَدِيثَ وَفِيهِ: يشهد عَلَى ذَلِكَ أَبُو بكر وعمر رَضِيَ الله عَنْهما، مِثْلَهُ.
وَبَيْنَمَا رَجُلٌ رَاكِبٌ بَقَرَةً ... الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وعمر. وليس ثمة أَبُو بَكْرٍ ولا عمر رَضِيَ الله عَنْهما.
قَالَ: وَبَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ خسف الله تعالى بِهِ. . الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وعمر. وليس ثمة أَبُو بَكْرٍ ولا عمر رَضِيَ الله عَنْهما.
هَذَا الْحَدِيثُ أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ مُتَفَرِّقًا. وَلَمْ يَذْكُرُوا الشَّهَادَةَ إِلَّا فِي قِصَّةِ الْبَقَرَةِ حَسْبُ.(15/690)
3868 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، رَجُلًا خَفِيفَ اللَّحْمِ، أَبْيَضَ.(15/693)
3869 - حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ يَذْكُرُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ قَالَ: إن عائشة رَضِيَ الله عَنْها ذَكَرَتْ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ.(15/695)
3870 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: بَيْنَا عَائِشَةُ بنت طلحة رَضِيَ الله عَنْها تَقُولُ لِأُمِّهَا أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بكر رَضِيَ الله عَنْهما: أَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيكِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ أم المؤمنين رَضِيَ الله عَنْها: أَلَا أَقْضِي بَيْنَكُمَا؟ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَنْتَ عَتِيقُ اللَّهِ مِنَ النار. قالت رَضِيَ الله عَنْها: فَمِنْ يَوْمِئِذٍ سُمِّيَ عَتِيقًا. وَدَخَلَ طَلْحَةُ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَنْتَ يَا طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ.
إِسْحَاقُ فِيهِ ضَعْفٌ. وَإِنْ كَانَ مُوسَى سَمِعَهُ مِنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ. أَوْ مِنْ أم كلثوم رَضِيَ الله عَنْهم وَإِلَّا فَهُوَ مُنْقَطِعٌ أَيْضًا. وَذِكْرُ طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه فِيهِ أَخْرَجُوهُ مِنْ غَيْرِ هَذِهِ الطَّرِيقِ. وَقَدْ رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَائِشَةَ بنت طلحة رَضِيَ الله عَنْها بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ.(15/697)
3870 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طلحة رَضِيَ الله عَنْهما، عَنْ عَائِشَةَ أم المؤمنين رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: وَاللَّهِ إِنِّي لَفِي بَيْتِي ذَاتَ يَوْمٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِنَاءِ هو وأصحابه رَضِيَ الله عَنْهم، وَالسِّتْرُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى عَتِيقِ اللَّهِ مِنَ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَإِنَّ اسْمَهُ الَّذِي سَمَّاهُ أَهْلُهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، فَغَلَبَ عَلَيْهِ اسْمُ عَتِيقٍ ...
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها مُخْتَصَرًا بِلَفْظِ: أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْتَ عَتِيقُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ فَسُمِّيَ مِنْ يَوْمِئِذٍ عَتِيقًا.(15/698)
3871 - قَالَ إِسْحَاقُ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ يَقُولُ: " إِنْ لَمْ أُفَضِّلْ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ على علي رَضِيَ الله عَنْهم أكون قَدْ كَذَبْتُ عَلِيًّا، وَإِنِّي إِلَى تَصْدِيقِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه أَحْوَجُ مِنِّي إِلَى تَكْذِيبِهِ.(15/709)
3872 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا مِسْعَرٌ، عن أبي عَوْنٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، وَلِحْيَتُهُ كَأَنَّهَا لَهَبُ الْعَرْفَجُ.(15/710)
3873 - حدثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: أَنَا خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَرْضَى بِذَلِكَ.(15/712)
3874 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا وَكِيعٌ، ثنا إِسْمَاعِيلُ ابن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ ابن أَبِي حَازِمٍ. قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه. بِيَدِهِ عَسِيبُ نَخْلٍ، وَهُوَ يَقُولُ: " اسْمَعُوا لِخَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.(15/713)
3875 - وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى فِي زِيَادَاتِ مسدد: حدثنا أبو مَكِيسُ الْخَادِمِ، ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: عُمَرُ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه: لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه بِإِيمَانِ أَهْلِ الْأَرْضِ لَرَجَحَ بِهِمْ.(15/714)
3876 - حَدَّثَنَا أبو مَكِيسٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَالِكِ / بْنِ مِغْوَلٍ الْبَجَلِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ: " وَدِدْتُ أَنِّي شَعْرَةٌ فِي صَدْرِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ ".
قُلْتُ: لِلْأَوَّلِ شَاهِدٌ مَرْفُوعٌ مِنْ حَدِيثِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما عِنْدَ ابْنِ عَدِيٍّ، فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابن أَبِي رَوَّادٍ.(15/718)
3877 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ. عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ آلِ أَبِي هَيَّاجٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ، إِنَّ رَجُلًا خَيَّرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ أَنْ يَعِيشَ فِي الدُّنْيَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَعِيشَ، وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ، فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه ... الْحَدِيثَ. مِثْلُ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَفِيهِ: وَلَكِنْ وُدٌّ وَإِخَاءُ إِيمَانٍ.(15/719)
3878 - حدثنا أُمَيَّةُ بْنُ خالد بن الأسود، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ سُمَيَّةَ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: مَا عِنْدَنَا مِنَ الْمَالِ غَيْرُ قَدَحٍ وَلَقْحَةٍ، فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَابْعَثِي بِهِمَا إِلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه. فَلَمَّا مَاتَ بَعَثْتُ بِهِمَا إِلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ [ص:724].
(165) وَحَدِيثُ أَسْمَاءَ بِنْتِ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْهما فِيمَا لَقِيَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه رَضِيَ الله عَنْهم مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ. يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ.(15/721)
3879 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ، ثنا أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَقَدْ ضَرَبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَجَعَلَ يُنَادِي: وَيْلَكُمْ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ. قَالُوا: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: ابْنُ أبي قحافة رَضِيَ الله عَنْهما.
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بِهِ. وَفِي آخِرِهِ: " الْمَجْنُونُ ".
صَحِيحٌ. أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ نُمَيْرٍ بِهِ. وَاخْتَارَهُ الضِّيَاءُ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن العاص رَضِيَ الله عَنْهما فِي الْبُخَارِيِّ.(15/724)
3880 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا الدَّرَاوَرْدِيُّ. ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ ابن أَبِي عَوْنٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمِ بن محمد رجلاً صدوقاً صَمُوتًا، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: الْيَوْمَ تَنْطِقُ الْعَذْرَاءُ مِنْ خِدْرِهَا. سَمِعْتُ عَمَّتِي عَائِشَةَ زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْها تَقُولُ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ قَاطِبَةً، وَاشْرَأَبَّ الْقَوْمُ، وعاد أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُمْ مِعْزَى طُيِّرَتْ فِي حَشٍّ. فَوَاللَّهِ مَا اخْتَلَفُوا فِي لَفْظَةٍ إِلَّا طَارَ أَبِي بِفِنَائِهَا. ثُمَّ ذَكَرْتُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَتْ: وَمَنْ رَأَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه عَلِمَ أنه خلق عناء لِلْإِسْلَامِ، ثم قالت رَضِيَ الله عَنْها: كَانَ رَضِيَ الله عَنْه والله أحوذياً، نسيج وَحْدَهُ. قَدْ أَعَدَّ لِلْأُمُورِ أَقْرَانَهَا، مَا رَأَيْتُ مِثْلَ خُلُقِهِ رَضِيَ الله عَنْه، حَتَّى تَعُدَّ سَبْعَ خِصَالٍ لَا أَحْفَظُهَا [ص:729].
3880 -[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يَحْيَى ابن أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: قالت عائشة رَضِيَ الله عَنْها: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَاللَّهِ لَوْ نَزَلَ بِالْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ مَا نَزَلَ بِأَبِي. . فَذَكَرَهُ.
[3] وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ، وَإِسْحَاقَ بْنِ بِشْرٍ.
كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَدْ تَبَيَّنَ بِرِوَايَةِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ تَقْصِيرُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.(15/727)
27 - باب فَضَائِلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه(15/733)
3881 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ ذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: وَلَدَنِي مَرَّتَيْنِ.(15/733)
3882 - حدثنا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: كُسِرَ بَعِيرٌ مِنَ الْمَالِ، فَنَحَرَهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَدَعَا عَلَيْهِ نَاسًا من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ رَضِيَ الله عَنْه: لَوْ صَنَعْتَ هَذَا كُلَّ يَوْمٍ تَحَدَّثْنَا عِنْدَكَ؟ قال رَضِيَ الله عَنْه: لا أعود لِمِثْلِهَا، إِنَّهُ مَضَى لِي صَاحِبَانِ سَلَكَا طَرِيقًا، فَإِنِّي إِنْ عَمِلْتُ بِغَيْرِ عَمَلِهِمَا سُلِكَ بِي غَيْرُ طَرِيقِهِمَا.(15/734)
3883 -[1] حدثنا حَمَّادٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنَّا أَصْحَابَ محَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نَشُكُّ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه.
[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا عَبَّادُ بْنُ عباد بن مُجَالِدٍ بِهِ نَحْوَهُ.(15/735)
3884 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا جَعْفَرٌ - هُوَ ابْنُ بُرْقَانَ - عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَضِيَ الله عَنْه جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى خَتَنَتِكَ خَطَبَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه فَأَبَتْهُ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مَنَعَهَا مِنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، مَا بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ إِلَّا أن يكون نبي أَفْضَلُ مِنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه. قَالَ: فَقُلْتُ لِلَّذِي حَدَّثَنِي: أَكَانَ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه؟ قَالَ: لَا أَدْرِي.(15/741)
3885 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا / عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ ابن أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: أَتَى أَهْلُ نَجْرَانَ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَقَالُوا: نَسْأَلُكَ خَطَّكَ بِيَدِكِ، وَشَفَاعَتَكَ بِلِسَانِكَ أَنْ تَرُدَّنَا. قَالَ كَانَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه رَشِيدَ الْأَمْرِ، فَلَوْ طُعِنَ عَلَيْهِ يَوْمًا لَطُعِنَ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ.(15/746)
3886 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْعِجْلِيِّ، عَنْ حَمَّادِ ابن أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَمَّارُ. أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام آنِفًا، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، حَدِّثْنِي بفضائلَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَوْ حَدَّثْتُكَ بِفَضَائِلِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه مَا لَبِثَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ، أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا مَا نَفِدَتْ فَضَائِلُ عُمَرَ. وَإِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه لَحَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْهما.(15/748)
3887 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يَعْرِفُ الْكَذِبَ فَعُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه.(15/754)
3888 - حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: " لَوْ مَاتَ جَمَلٌ فِي عَمَلِي ضَيَاعًا خَشِيتُ أَنْ يسألني الله تبارك وتعالى عَنْهُ ".(15/755)
3889 - َقَالَ إِسْحَاقُ: أنا عبد الرزاق، أنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ عَلَى أَبِي بكر وهو يشتكي فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ لَهُ: اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا عُمَرَ، وَقَدْ عَتَا عَلَيْنَا وَلَا سُلْطَانَ لَهُ فَكَيْفَ لَوْ مَلَكَنَا، كَانَ أَعْتَى وَأَعْتَى، فَكَيْفَ تَقُولُ لِلَّهِ إِذَا لَقِيتَهُ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَجْلِسُونِي، فَأَجْلَسُوهُ، فَقَالَ: أبا الله تَعْرِفُونِي؟ قَالَ: أَقُولُ إِذَا لَقِيتُهُ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ.
رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.(15/757)
3890 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى أَبُو هَمَّامٍ، ثنا دَاوُدُ ابن أَبِي هِنْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ كَانَ أَعْلَمَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه.(15/758)
3891 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: وَالْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا - يَعْنِي الْإِمَارَةَ - كَفَافًا لَا عَلَيَّ وَلَا لي، الحديث. وسيأتي إن شاء الله تعالى بِطُولِهِ فِي كِتَابِ الْخِلَافَةِ.(15/759)
3892 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عبيد بن حنين، عَنِ الْحُسَيْنِ بن عليَّ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: صَعِدْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه، فَقُلْتُ: انْزِلْ عَنْ مِنْبَرِ أَبِي، وَاذْهَبْ إِلَى مِنْبَرِ أَبِيكَ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: إِنَّ أَبِي لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْبَرٌ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: ثُمَّ أَخَذَنِي رَضِيَ الله عَنْه بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلْتُ أُقَلِّبُ حَصًى فِي يَدِي، فَلَمَّا نَزَلَ ذَهَبَ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ فَقَالَ: مَنْ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ فَقُلْتُ: مَا أَمَرَنِي بِهَذَا أَحَدٌ. قَالَ: جَعَلْتَ تَغْشَانَا، جَعَلْتَ تَأْتِينَا. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ يَوْمًا، وَهُو خَالٍ بِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه، وَجَاءَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما فَرَجَعَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ رَجَعَ رَجَعْتُ. [فَلَقِيَنِي بَعْدُ فَقَالَ: لَمْ أَرَكَ تَأْتِينَا؟ فقلت: قد جئت وَكُنْتُ خَالِيًا بِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه، وَجَاءَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَرَجَعَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ رَجَعَ رَجَعْتُ] . فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه أَنْتَ أَحَقُّ بِالْإِذْنِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، إِنَّمَا أَنْتَ على رؤوسنا، ما نرى إلاَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْتُمْ، قَالَ: وَوَضَعَ يَدَهُ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى رَأْسِهِ.(15/760)
3893 - أخبرنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَتْلِي بِيَدِ رَجُلٍ صَلَّى لَكَ سَجْدَةً.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.(15/762)
3894 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه ثَوْبًا غَسِيلًا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَجَدِيدٌ ثَوْبُكَ هَذَا أَمْ غَسِيلٌ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: غَسِيلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حُمَيْدًا، وَتَوَفَّ شَهِيدًا. ويعطيك الله تعالى قرَّة عين في الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
هَذَا مُرْسَلٌ أَوْ مُنْقَطِعٌ، وَقَدْ رُوِيَ مَوْصُولًا مِنْ حَدِيثِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما. أخرجه أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ دُونَ آخِرِهِ.(15/763)
3895 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا أَيُّوبُ بْنُ وَاصِلٍ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَأَتَيْتُهُ، فَلَمَّا بَلَغْتُ الْبَابَ سَمِعْتُ نحيبه. فقلت: اعتري أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَدَخَلْتُ فَأَخَذْتُ بمنكبه، وَقُلْتُ: لَا بَأْسَ، لَا بَأْسَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: بَلْ أَشَدُّ الْبَأْسِ. فَأَخَذَ بِيَدَيْ فَأَدْخَلَنِي الْبَابَ فَإِذَا حَقَائِبُ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، فَقَالَ: الْآنَ هَانَ آلُ الْخَطَّابِ على الله تعالى. إن الله عز وجل لَوْ شَاءَ لَجَعَلَ هَذَا إِلَى صَاحِبَيَّ - يَعْنِي: النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر رَضِيَ الله عَنْهما - فَسَنَّا لِي فِيهِ سُنَّةً أَقْتَدِيَ بِهَا، فَقُلْتُ: اجْلِسْ بِنَا نُفَكِّرْ، اجْلِسْ بِنَا نُفَكِّرْ. فجلعنا لأمهات المؤمنين رَضِيَ الله عَنْهنَّ أَرْبَعَةَ آلَافٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَجَعَلْنَا لِلْمُهَاجِرِينَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَلِسَائِرِ النَّاسِ أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ.(15/768)
3896 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ جَمِيعًا: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ الرَّحَبِيِّ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ عمر رَضِيَ الله عَنْه دخلت عليه حفصة رَضِيَ الله عَنْها، فَقَالَتْ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ، وَيَا صِهْرَ رَسُولِ اللَّهِ، وَيَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ: فَقَالَ عُمَرُ لِابْنِ عمر رَضِيَ الله عَنْهما / أَجْلِسْنِي يَا عَبْدَ اللَّهِ أَجْلِسْنِي، فَلَا صَبْرَ لِي عَلَى مَا أَسْمَعُ. فَأَسْنَدَهُ إِلَى صَدْرِهِ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لَهَا: إِنِّي أحرِّج عليك لما لِي عَلَيْكِ مِنَ الحق ألاَّ تَنْدِبِينِي بَعْدَ مجلسك هذا. وأما عينيك فلم أَمْلِكُهُمَا، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ مَيِّتٍ يُنْدَبُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ إِلَّا الْمَلَائِكَةُ تَلْعَنُهُ.(15/770)
3897 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَمَّا صَدَرَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه مِنْ مِنًى، أَنَاخَ بِالْأَبْطَحِ، ثُمَّ كَوَّمَ كُومَةً مِنَ الْبَطْحَاءِ، ثُمَّ ألقى نفسه عَلَيْهِ. فَلَزِقَ بِثَوْبِهِ، وَاسْتَلْقَى، وَمَدَّ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ ضَعُفَتْ قُوَّتِي وَكَبِرَتْ سِنِّي، وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعٍ وَلَا مُفْرِّطٍ. ثُمَّ قَدِمَ رَضِيَ الله عَنْه الْمَدِينَةَ فخطب فقال: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ سَنَنْتُ لَكُمُ السُّنَنَ، وَفَرَضْتُ لَكُمُ الْفَرَائِضَ، وَتَرَكْتُكُمْ عَلَى وَاضِحَةٍ - وَصَفَّقَ يَحْيَى بِيَدَيْهِ - إِلَّا أَنْ تَضِلُّوا بِالنَّاسِ يميناً وشمالاً. وذكر الْحَدِيثَ.
قَالَ سَعِيدٌ: فَمَا انْسَلَخَ ذُو الْحِجَّةِ حَتَّى قُتِلَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه.(15/772)
3898 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه غَدَاةَ طُعِنَ، فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي. وَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ إِلَّا هَيْبَتُهُ. كَانَ رَضِيَ الله عَنْه يَسْتَقْبِلُ الصَّفَّ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَإِنْ رَأَى إِنْسَانًا مُتَقَدِّمًا أَوْ مُتَأَخِّرًا أَصَابَهُ بِالدِّرَّةِ، فَذَلِكَ الَّذِي مَنَعَنِي أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ. فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي، فَجَاءَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه يُرِيدُ الصَّلَاةَ فَعَرَضَ لَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَنَاجَاهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ تَرَكَهُ، ثُمَّ نَاجَاهُ ثُمَّ تَرَكَهُ. ثُمَّ نَاجَاهُ ثُمَّ تَرَكَهُ ثُمَّ طَعَنَهُ. فَرَأَيْتُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه قَائِلًا بِيَدِهِ هَكَذَا. يَقُولُ: دُونَكُمُ الْكَلْبَ فَقَدْ قَتَلَنِي. فَمَاجَ النَّاسُ، فَقَالَ قَائِلٌ: الصَّلَاةُ عَبَادَ اللَّهِ، قَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ، وَإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. قَالَ: فَاحْتُمِلَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ نَاوِلْنِي الْكَتِفَ، فَلَوْ أراد الله تعالى أَنْ يَمْضِيَ مَا فِيهَا أَمْضَاهُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه: أَنَا أَكْفِيكَ أمحوها. فَقَالَ: لا وَاللَّهِ لَا يَمْحُوهَا أَحَدٌ غَيْرِي. فَمَحَاهَا عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه بِيَدِهِ. وَكَانَ فِيهَا فَرِيضَةُ الْجَدِّ. ثُمَّ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: ادْعُوا لِي علياً وعثمان رَضِيَ الله عَنْهما، وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ
[ص:776] عَوْفٍ، وَسَعْدًا يرضى الله عنهم قَالَ: فَدُعُوا، فَلَمْ يُكَلِّمْ رَضِيَ الله عَنْه أَحَدًا مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا عَلِيًّا وَعُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْهما. قَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَعَلَّهُمْ أَنْ يَعْرِفُوا لَكَ قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا أعطاك الله تعالى مِنَ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ، فَإِنْ وَلُّوكَ هَذَا الْأَمْرَ فَاتَّقِ اللَّهَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه يَا عُثْمَانُ لَعَلَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ أَنْ يَعْرِفُوا لَكَ صِهْرَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرَفَكَ. فَإِنْ وَلُّوكَ هَذَا الْأَمْرَ فَاتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَحْمِلَنَّ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ. ثُمَّ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: يَا صُهَيْبُ، صَلِّ بِالنَّاسِ ثَلَاثًا، وَأَدْخِلْ هَؤُلَاءِ فِي بَيْتٍ. فَإِذَا اجمعوا عَلَى رَجُلٍ، فَمَنْ خَالَفَهُمْ فَلْيَضْرِبُوا رَأْسَهُ، فَلَمَّا خَرَجُوا قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: إِنْ وَلَّوْا الْأَجْلَحَ سَلَكَ بِهِمُ الطَّرِيقَ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمر رَضِيَ الله عَنْهما: فَمَا يَمْنَعُكَ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه؛ أَكْرَهُ أَنْ أَحْمِلَهَا حَيًّا وَمَيِّتًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ بِأَتَمَّ مِنْ هَذَا السِّيَاقِ، وَقَدْ تَوَخَّيْتُ مَا زَادَ عَلَيْهِ.(15/775)
28 - بَابُ ذِكْرِ قَتْلِ عُمَرَ(15/777)
3899 - قَالَ إِسْحَاقُ: ثنا قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ لَمَّا قُتِلَ عُمَرُ قَالَتْ أم أيمن: اليوم وهى الْإِسْلَامُ.
ذكره عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ قَيْسٍ.(15/777)
3900 - قال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عُبَيْدَةَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه دَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَهُو يَقُولُ: لَا تَعْجَلُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَإِنْ أَعِشْ رَأَيْتُ فِيهِ رَأْيِي. وَإِنْ أَمُتْ فَهُوَ إِلَيْكُمْ. قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. إِنَّهُ وَاللَّهِ قَدْ قُتِلَ وَقُطِّعَ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. ثُمَّ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: وَيْحَكُمْ. مَنْ هُوَ؟ قَالُوا: أَبُو لُؤْلُؤَةَ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: اللَّهُ أَكْبَرُ. ثُمَّ نَظَرَ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، أَيُّ وَالِدٍ كُنْتُ لَكَ؟ قَالَ: خَيْرُ وَالِدٍ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: فَأُقْسِمُ عَلَيْكَ لَمَا احْتَمَلْتَنِي حَتَّى تَلْصِقَ خَدِّي بِالْأَرْضِ، حَتَّى أَمُوتَ كَمَا يَمُوتُ الْعَبْدُ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه: وَاللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ لِيَشْتَدَّ عَلَيَّ يَا أَبَتَاهُ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: قُمْ فَلَا تُرَاجِعْنِي. قَالَ: فَقَامَ فَاحْتَمَلَهُ حَتَّى أَلْصَقَ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ. ثُمَّ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بحق الله تعالى، وَحَقِّ عُمَرَ إِذَا مُتُّ فَدَفَنْتَنِي لَمَا لَمْ تَغْسِلْ رَأْسَكَ حَتَّى تَبِيعَ مِنْ رِبَاعِ آلِ عُمَرَ بِثَمَانِينَ أَلْفًا فَتَضَعَهَا فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه - وَكَانَ عِنْدَ رَأْسِهِ - يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: وَمَا قَدْرُ هَذِهِ الثمانين ألفاً. قد أَضْرَرْتَ بِعِيَالِكَ، أَوْ بِآلِ عُمَرَ.
[ص:780] قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: إِلَيْكَ عَنِّي يَا ابْنَ عَوْفٍ، فَنَظَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، وَاثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ أَلْفًا أَنْفَقْتُهَا، فِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ حَجَّةً حَجَجْتُهَا فِي وِلَايَتِي وَنَوَائِبَ كَانَتْ تَنُوبُنِي فِي الرُّسُلِ تَأْتِيَنِي مِنْ قِبَلِ الْأَمْصَارِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَبْشِرْ، وَأَحْسِنِ الظن بالله تعالى، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا، مِنَ الْمُهَاجِرِينَ إِلَّا وَقَدْ أَخَذَ مِثْلَ الَّذِي أَخَذْتَ مِنَ الْفَيْءِ الَّذِي قَدْ جعله الله تعالى لَنَا، وَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ. وَقَدْ كَانَتْ لَكَ مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوَابِقُ. فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: يَا ابْنَ عَوْفٍ. وَدَّ عُمَرُ أَنَّهُ لَوْ خَرَجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلَ فِيهَا. إِنِّي أَوَدُّ أَنْ ألقى الله تعالى فَلَا تَطْلُبُونِي بِقَلِيلٍ وَلَا كَثِيرٍ.
ثُمَامَةُ تَكَلَّمَ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُ. وسيَاقُ قِصَّةِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فِي الصَّحِيحَيْنِ لَيْسَ فِيهَا غَالِبٌ هَذَا الْمَذْكُورُ هُنَا.(15/779)
3901 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا قَطَنُ بْنُ نَسِيرٍ الْغُبَرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كان أبو لؤلؤ عَبْدًا لِلْمُغِيرَةِ بن شعبة فكان يَصْنَعُ الرحا. وَكَانَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ يَسْتَغِلُّهُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَةَ دراهم، فَلَقِيَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الْمُغِيرَةِ قَدْ أَثْقَلَ عَلَيَّ غَلَّتِي. فَكَلِّمْهُ يُخَفِّفْ عَنِّي. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: اتق الله تعالى، وَأَحْسِنْ إِلَى مَوْلَاكَ. وَمِنْ نِيَّةِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه أَنْ يَلْقَى الْمُغِيرَةِ فَيُكَلِّمَهُ فَيُخَفِّفَ عَنْهُ، فَغَضِبَ الْعَبْدُ وَقَالَ: وَسِعَ النَّاسَ عِدْلُهُ كُلَّهُمْ غَيْرِي. فَأَضْمَرَ عَلَى قَتْلِهِ. فَاصْطَنَعَ خِنْجَرًا لَهُ رَأْسَانِ، وَشَحَذَهُ وَسَمَّهُ، ثُمَّ أَتَى بِهِ الْهُرْمُزَانَ، فَقَالَ كَيْفَ تَرَى هَذَا؟ قَالَ: أَرَى أَنَّكَ لَا تَضْرِبُ بِهِ أَحَدًا إِلَّا قَتَلْتَهُ. فَتَحَيَّنَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ فَجَاءَ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ، حَتَّى قَامَ وَرَاءَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَتَكَلَّمَ يَقُولُ أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ،
[ص:782] فَذَهَبَ يَقُولُ كَمَا كَانَ يَقُولُ: فَلَمَّا كَبَّرَ وَجَأَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ فِي كَتِفِهِ، وَوَجَأَهُ فِي خَاصِرَتِهِ فَسَقَطَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه. وَطَعَنَ بِخِنْجَرِهِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَهَلَكَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ، وَجَرَحَ مِنْهُمْ سِتَّةً، وَحُمِلَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَذُهِبَ بِهِ إلى منزله، وماج النَّاسُ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسَ أَنْ تَطْلُعَ، فَنَادَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ الصَّلَاةَ، الصَّلَاةَ. فَفَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ، فَتَقَدَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه فَصَلَّى بِهِمْ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ. فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ تَوَجَّهُوا إِلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، فَدَعَا بِشَرَابٍ لَيَنْظُرَ مَا قَدْرُ جُرْحِهِ، فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ. فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَلَمْ يَدْرِ أَنَبِيَذٌ هُوَ أَمْ دَمٌ. فَدَعَا رَضِيَ الله عَنْه بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ. فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَقَالُوا: لَا بَأْسَ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: إِنْ يَكُنِ الْقَتْلُ بَأْسًا فَقَدْ قُتِلْتُ. فَجَعَلَ النَّاسُ يُثْنُونَ عليه، فقال: على مَا تَقُولُونَ؟ وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا كَفَافًا، وَأَنَّ صُحْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلِمَتْ لِي. فَتَكَلَّمَ ابْنُ عباس رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ: لا والله
[ص:783] لَا
تَخْرُجُ مِنْهَا كَفَافًا. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه يَسْتَرِيحُ إِلَى كَلَامِ ابْنِ عباس رَضِيَ الله عَنْهما. فَقَالَ: كَرِّرْ. فَكَرَّرَ عليه. فقال رَضِيَ الله عَنْه: على مَا تَقُولُ؟ ؟ لَوْ أَنَّ لِيَ طِلَاعَ الْأَرْضِ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ.
أخرجه ابن حبان عَنْ أَبِي يَعْلَى بِطُولِهِ. وَأَصْلُهُ في الصحيح بقليل من هَذَا السِّيَاقِ، وَمُعْظَمُهُ لَيْسَ فِيهِ.(15/781)
3902 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه وَأَخَذَ تِبْنَةً. وَقَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي هَذِهِ، وَوَدِدْتُ أَنَّ أُمِّيَ لم تلدني، وولدت أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا.(15/798)
3903 - وَبِهِ إِلَى عَاصِمٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: وَيْلٌ لِي وَوَيْلٌ لِأُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي. ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَقَضَى مَا بَيْنَهُمَا كَلَامٌ.(15/799)
(166) وأحاديث إسلام عمر رَضِيَ الله عَنْه ستأتي إن شاء الله تعالى في باب السيرة.(15/799)
<tit/2> ( [من كتاب المناقب] )
(29 - مَنَاقِب عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه)(16/17)
3904 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: ذَكَرَ رَجُلَانِ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: قُتِلَ شَهِيدًا. فَتَعَلَّقَهُ الْآخَرُ، فَأُتِيَ بِهِ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: هَذَا يَزْعُمُ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه قُتِلَ شَهِيدًا؟ ! . فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ رَضِيَ الله عَنْه: أَقُلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَذْكُرُ يَوْمَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَأَنْتَ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَانِي وَسَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه فَأَعْطَانِي وَسَأَلْتُكَ فَمَنَعْتَنِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُبَارِكَ لِي. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا لك ألا يُبَارَكُ لَكَ وَقَدْ أَعْطَاكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ
[ص:18] وَشَهِيدَانِ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: دَعُوهُ [ص:19].
3905 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا هُدْبَةُ، ثنا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا بِالْكُوفَةِ شَهِدَ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه قُتِلَ شَهِيدًا فَأَخَذْتُهُ الزَّبَانِيَةُ فَرَفَعُوهُ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه وَقَالُوا: لَوْلَا أَنْ تَنْهَانَا أَوْ نهيتنا [أن نَقْتُلَ] أَحَدًا قَتَلْنَاهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه شَهِيدٌ.
فَقَالَ الرَّجُلُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه: وَأَنْتَ تَشْهَدُ أَوَ تَذْكُرُ أَنِّي أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَانِي، وَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَسَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.(16/17)
3906 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَوْرٍ الفهري يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيِّ وَكَانَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فحمد الله تعالى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ ذَكَرَ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه فَوَقَعَ فِيهِ. قَالَ أَبُو ثَوْرٍ: فَدَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ مَحْصُورٌ فَقُلْتُ: إِنَّ ابْنَ عُدَيْسٍ قَالَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه: وَمِنْ أَيْنَ وَقَدِ اخْتَبَأْتُ عند الله عز وجل عَشْرًا: إِنِّي لَرَابِعُ أَرْبَعَةٍ فِي الْإِسْلَامِ وَزَوَّجَنِي / رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَتَهُ ثُمَّ ابْنَتَهُ، وَبَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيدي فما سترت بِهَا ذَكَرِي
[ص:24] وَلَا تَغَنَّيْتُ وَلَا تَمَنَّيْتُ وَلَا شَرِبْتُ خمرا في جاهل ة وَلَا إِسْلَامٍ ... الْحَدِيثَ.
قُلْتُ: عِنْدَ بَعْضِهِمْ بَعْضُهُ.(16/23)
3907 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ ثنا [الزبير] عمن حدثه قَالَ: إِنْ كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه لَيَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ إِلَّا هَجْعَةً مِنْ أَوَّلِهِ.(16/29)
3908 - حدثنا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ قَالَ:
(مَرْحَبًا بِالْقَائِلِينَ عَدْلًا ... وَبِالصَّلَاةِ مَرْحَبًا وَأَهْلًا)(16/31)
3909 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه ذَاتَ لَيْلَةٍ عِنْدَ الْمَقَامِ قَدْ تَقَدَّمَ فَقَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ ثُمَّ انْصَرَفَ.(16/33)
3910 - حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي لَيْلَى قَالَ: أَشْرَفَ عَلَيْنَا عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه يَوْمَ الدَّارِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَقْتُلُونِي فَإِنَّكُمْ إِنْ قَتَلْتُمُونِي كُنْتُمْ هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ رَضِيَ الله عَنْه.(16/36)
3911 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا شَيْبَانُ هُوَ ابْنُ فَرُّوخَ ثنا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ [الْكَيْخَارَانِيِّ] ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتٍ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيُّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَسَعْدُ بْنُ أبي وقاص رَضِيَ الله عَنْهم فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيَنْهَضْ كُلُّ رَجُلٍ إِلَى كُفْئِهِ " وَنَهَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه فَاعْتَنَقَهُ وَقَالَ: " أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ".
رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَصَحَّحَهُ وَذَهَلَ عَنْ ضِعْفِ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ فَإِنَّهُ مَتْرُوكٌ.(16/39)
3912 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: " بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالس وعائشة رَضِيَ الله عَنْها وَرَاءَهُ اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَدَخَلَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَدَخَلَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه فَدَخَلَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه فَدَخَلَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه فَدَخَلَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَدَّثُ كَاشِفًا عن ركبته فمد رُكْبَتِهِ وَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: " اسْتَأْخِرِي عَنِّي " فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً ثُمَّ خَرَجُوا. قالت عائشة رَضِيَ الله عَنْها: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: دَخَلَ عَلَيْكَ أَصْحَابُكَ فَلَمْ تُصْلِحْ ثَوْبَكَ عَلَى ركبتيك وَلَمْ تُؤَخِّرْنِي عَنْكَ حَتَّى دَخَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه؟ ! فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أَسْتَحْيِي مِنْ رَجُلٍ [[تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَسْتَحِي مِنْ عُثْمَانَ، كَمَا تَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ]] (*) ؟ وَلَوْ دَخَلَ وَأَنْتَ قَرِيبٌ مِنِّي لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ وَلَمْ يَتَحَدَّثْ حَتَّى يَخْرُجَ ".
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: في المطبوع [[يستحيي من الله ورسوله]] ، وما أثبتناه عن بعض النسخ(16/43)
3913 - حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: لَقِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ: مَا لِي أَرَاكَ قَدْ جَفَوْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه؟ فَقَالَ: أَبْلِغْهُ عَنِّي أَنِّي لَمْ أَفِرَّ يَوْمَ عَيْنَيْنِ - قَالَ عَاصِمٌ: هُوَ يَوْمُ أُحُدٌ - وَلَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ بَدْرٍ وَلَمْ أَتْرُكْ سُنَّةَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه: فَانْطَلَقَ يُخْبِرُ ذَاكَ عُثْمَانَ فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه: أَمَّا قَوْلُهُ: يَوْمَ عَيْنَيْنِ فَكَيْفَ يُعَيِّرُنِي بِذَنْبٍ قَدْ عفا الله تعالى عَنْهُ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} الْآيَةَ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي تَخَلَّفْتُ يَوْمَ بَدْرٍ كُنْتُ أُمَرِّضُ رُقْيَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَتْ، وَقَدْ ضُرِبَ لِي بِسَهْمٍ، وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمٍ فَقَدْ شَهِدَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي أَتْرُكَ سُنَّةَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَإِنِّي لَا أُطِيقُهَا أَنَا وَلَا هُوَ. فَأَتَيْتُهُ فَحَدَّثْتُهُ بِذَلِكَ.(16/45)
3914 - وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا عُثْمَانُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: رَفَعَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه صَوْتَهُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: لِأَيِّ شَيْءٍ رَفَعْتَ صَوْتَكَ، وَقَدْ شَهِدْتُ بَدْرًا وَلَمْ تَشْهَدْ، وَبَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ تُبَايِعْ، وَفَرَرْتَ يَوْمَ أُحُدٍ وَلَمْ أَفِرَّ؟ ! قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه: أَمَا قَوْلُكَ: إِنَّكَ شَهِدْتَ بدرا ولم أَشْهَدُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَّفَنِي عَلَى بِنْتِهِ وَضَرَبَ لِي بِسَهْمٍ وَأَعْطَانِي أَجْرِيَ، وَأَمَّا قَوْلُكَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ أُبَايِعْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَنِي إِلَى نَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ علمت ذَلِكَ فَلَمَّا احْتَبَسْتُ ضَرَبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَقَالَ: " هَذِهِ لِعُثْمَانَ " وَشِمَالُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرٌ مِنْ يَمِينِي، وَأَمَّا قَوْلُكَ: فَرَرْتَ يَوْمَ أُحُدٍ وَلَمْ أَفِرَّ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} الْآيَةَ. فَلِمَ تُعَيِّرُنِي بِذَنْبٍ قَدْ عفا الله تعالى عَنْهُ؟ ! .
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ إِلَّا سَلَّامٌ.(16/48)
3915 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، [حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يزيد، حدثنا إِبْرَاهِيمَ بْنِ عمر بن أبان] قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ شَهِدَ ذَلِكَ حِينَ أَعْطَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا جَهَّزَ بِهِ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَجَاءَ رَضِيَ الله عَنْه بِسَبْعِمِائَةِ أُوقِيَّةٍ ذَهَبٍ.(16/51)
3916 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا بَشَّارُ / ابن مُوسَى، ثنا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِأَهْلِهِ إِلَى الْحَبَشَةِ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه فَاحْتُبِسَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرُهُ، فَجَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ يَتَوَكَّفُ الْأَخْبَارَ، فَقَدِمَتِ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ قَدْ رَأَيْتُ خَتَنَكَ مُتَوَجِّهًا فِي سَفَرِهِ وَامْرَأَتُهُ عَلَى حِمَارٍ مِنْ هَذِهِ الدَّبَابَةِ، وَهُوَ يَسُوقُ بِهَا يَمْشِي خَلْفَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صحبهما الله تعالى، إِنَّ عُثْمَانَ لَأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِهِ بعد لوط عليه السلام ".(16/53)
3917 - حدثنا أَبُو وَائِلٍ خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ إِذْ أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فَاحْتَمَلَنِي عَلَى جَنَاحِهِ الْأَيْمَنِ فَأَدْخَلَنِي جَنَّةَ عَدْنٍ، فَبَيْنَا أَنَا فيها إذ [رقبت] بِعَيْنَيَّ تُفَّاحَةً فَانْفَلَقَتِ التُّفَّاحَةُ نِصْفَيْنِ فَخَرَجَتْ مِنْهَا جَارِيَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ أَرَ أَحْسَنَ مِنْهَا حُسْنًا، وَلَا أَكْمَلَ مِنْهَا جَمَالًا، تسبح الله تعالى بِتَسْبِيحٍ لَمْ يَسْمَعِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخَرُونَ بِمِثْلِهِ قُلْتُ: مَا أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا الْحَوْرَاءُ خلقني ربي جل جلاله مِنْ نُورِ عَرْشِهِ. قُلْتُ: لِمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا لِلْأَمِينِ الْأَمْعَرِ الْخَلِيفَةِ الْمَظْلُومِ، عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه ".(16/55)
(30 - بَابُ فَضَائِلِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ)(16/62)
3918 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمَّارٍ قَالَ: نَزَلَ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى مَسْرُوقٍ فَحَدَّثَ عن صفية رَضِيَ الله عَنْها أَنَّهَا قَالَتْ: " قُمْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ: لَيْسَ مِنْ أَزْوَاجِكَ أَحَدٌ إِلَّا لَهَا قَرَابَةٌ وَعَشِيرَةٌ فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي؟ . قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُوصِي بِكِ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه ".(16/62)
3919 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ هُوَ أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ ثَعْلَبَةَ بْنَ [يَزِيدَ] ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ: " سَيِغْدِرُونَكَ مِنْ بَعْدِي ".(16/64)
3920 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا هُشَيْمٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ [سَالِمٍ] ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَغْدِرُ بِكَ مِنْ بَعْدِي ".(16/65)
رَوَاهُ الْبَزَّارُ وابن ماجة [ص:66].
3921 - حدثنا حَبِيبٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَزِيدَ الْحِمَّانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ: " إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَغْدِرُ بِي ".(16/65)
3922 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: [حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ جَبْرٍ] ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ انْصَرَفَ إِلَى الطَّائِفِ فَحَاصَرَهَا تِسْعَةَ عَشَرَ أَوْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ فَلَمْ يَفْتَحْهَا ثُمَّ أَوْغَلَ رَوْحَةً أَوْ غُدْوَةً فَنَزَلَ ثُمَّ هَجَرَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الناس إني فرطكم وَأُوصِيكُمْ بِعِتْرَتِي خَيْرًا، وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْحَوْضُ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لتقيمن الصَّلَاةَ، ولتؤتن الزَّكَاةَ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إليكم رَجُلًا مِنِّي أَوْ كَنَفْسِي فَلْيَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَ مقاتليهم، وَلْيَسْبِيَنَّ ذَرَارِيَّهُمْ. قَالَ: فَرَأَى النَّاسُ أَنَّهُ أَبُو بَكْرٍ أو عمر رَضِيَ الله عَنْهما. فأخذ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يد عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: " هَذَا [ص:70] ".
3922 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا.(16/68)
3923 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْهما قَالَتْ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه: " أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي ".
صَحَّحَهُ ابْنُ حَبَّانَ.(16/72)
3924 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو قَطَنٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن يزيد، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ مِنْ أَقْضَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه.
[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ، حدثنا شُعْبَةُ بِهِ.
وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ.(16/75)
3925 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا الثَّوْرِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ عَلِيمٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلَكُمْ وَارِدًا عَلَى الْحَوْضِ أَوَّلُكُمْ إِسْلَامًا، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه ".(16/77)
3926 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا فُضَيْلٌ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَجَعْتُ مِنْ [جِنَازَةٍ] قَوْلًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ بِهِ الدُّنْيَا جَمِيعًا.(16/82)
3927 - حدثنا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ الرَّازِيُّ، ثنا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بَيْنَ النَّاسِ وَتَرَكَنِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ آخَيْتَ بَيْنَ أَصْحَابِكَ وتركتني؟ ! . فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ترى تَرَكْتُكَ؟ إِنَّمَا تَرَكْتُكَ لِنَفْسِي، أَنْتَ أَخِي وَأَنَا أَخُوكَ، قَالَ: فَإِنْ حَاجَّكَ أَحَدٌ فَقُلْ: إِنِّي عَبْدُ الله وأخو رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَدَّعِيهَا أَحَدٌ بَعْدَكَ إِلَّا كَذَّابٌ ".(16/86)
3928 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ الْخُرَاسَانِيُّ ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمْ أَوْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ - الشَّكُّ مِنْ حَمَّادٍ - قال: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه: " يَا عَلِيُّ خُذِ الْبَابَ فَلَا يَدْخُلَنَّ عَلَيَّ أَحَدٌ فَإِنَّ عِنْدِي زَوْرًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ اسْتَأْذَنُوا رَبَّهُمْ أَنْ يَزُورُونِي ". فَأَخَذَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه الْبَابَ وَجَاءَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَاسْتَأْذَنَ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: لَيْسَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْنٌ. فَرَجَعَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، وَظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ سَخْطَةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَصْبِرْ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه أَنْ رَجَعَ فَقَالَ: اسْتَأْذِنْ لِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْنٌ. فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: وَلِمَ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: لِأَنَّ زُورًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ عِنْدَهُ واستأذنوا رَبَّهُمْ أَنْ يَزُورُوهُ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: وَكَمْ هُمْ يَا عَلِيُّ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا. ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَتْحِ الْبَابِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّ زُورًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ اسْتَأْذَنُوا رَبِّهُمْ أَنْ يَزُورُوكَ وَأَخْبَرَنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّ عِدَّتَهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه: " أَنْتَ أَخْبَرْتَ بِالزُّورِ "؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
[ص:91] قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَخْبَرْتَهُ بِعِدَّتِهِمْ؟ ". قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: نَعَمْ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَكَمْ هُمْ يَا عَلِيُّ؟ " قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَكَيْفَ عَلِمْتَ ذَلِكَ؟ " قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ نَغَمَةً فَعَلَمْتُ أَنَّهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا. فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ: " يَا عَلِيُّ زَادَكَ اللَّهُ إِيمَانًا وَعِلْمًا ".(16/90)
3929 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ واستعمل علينا عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَلَمَّا جِئْنَاهُ قَالَ: كَيْفَ رَأَيْتُمْ صَاحِبَكُمْ؟ قَالَ: فَإِمَّا شَكَوْتُهُ وَإِمَّا شَكَاهُ [غَيْرِي] فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَكُنْتُ رَجُلًا مِكْبَابًا، فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ وَهُوَ يَقُولُ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ".(16/92)
3930 - حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنَّا بِالْجُحْفَةِ بِغَدِيرِ خُمٍّ، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ يَدَ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ".(16/95)
3931 -[1] حدثنا شَرِيكٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الْأَوْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه الْمَسْجِدَ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَقَامَ إِلَيْهِ شَابٌّ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالِاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ "؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: " اللَّهُمَّ نَعَمْ [ص:98] ".
3931 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.
[3] وَقَالَ البزار: حدثنا عَلِيُّ بْنُ شُبْرُمَةَ الْبَاهِلِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ، ثنا رَجُلٌ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ دَاوُدَ وَإِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه بِهِ [ص:99].
3931 -[4] وَقَالَ: وَوَجَدْتُ فِي كِتَابِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِسْكِينٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ بِهِ.(16/97)
3932 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ قَالَا: لَمَّا أُهْدِيَتْ فَاطِمَةُ إِلَى عَلِيٍّ الْحَدِيثَ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ، وَفِيهِ: فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ إِنِّي لَمْ آلُ أَنْ أُنْكِحَكِ أَحَبَّ أَهْلِي إِلَيَّ.(16/100)
3933 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ عَمِيرَةَ أَبُو قُتَيْبَةَ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنِي مَيْمُونٌ [الْكُرْدِيُّ] أَبُو بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِذٌ بِيَدِي وَنَحْنُ نَمْشِي فِي بَعْضِ سِكَكِ الْمَدِينَةِ إِذْ أَتَيْنَا عَلَى حَدِيقَةٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَنُهَا مِنْ حَدِيقَةٍ! قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَكَ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا " حَتَّى مَرَرْنَا بِسَبْعِ حَدَائِقَ، كُلُّ ذَلِكَ أَقُولُ: مَا أَحْسَنُهَا! وَيَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَكَ فِي الْجَنَّةُ أَحْسَنُ مِنْهَا "، فَلَمَّا خَلَا لِي الطَّرِيقُ اعْتَنَقَنِي ثُمَّ أَجْهَشَ بَاكِيًا قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ضَغَائِنُ فِي صُدُورِ أَقْوَامٍ لَا يُبْدُونَهَا إِلَّا مِنْ بَعْدِي ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِي؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِكَ [ص:103] ".
3933 -[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَا: ثنا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ بِهِ.
لَا يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَا جَاءَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه غَيْرُ هَذَا.(16/101)
3934 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا هَوْذَةُ، ثنا عَوْفٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن هِنْدٍ الْجَمَلِيِّ قَالَ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ أُهْدِيَتْ فَاطِمَةُ إلى علي رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى آتِيَكَ " قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِ اتَّبَعَهُمَا، فَقَامَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْبَابِ فَاسْتَأْذَنَ فَدَخَلَ فَإِذَا عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه مُعْتَزِلٌ عَنْهَا فَقَالَ: إِنِّي قَدْ علمت أنك شهاب اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَدَعَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ ثُمَّ أَعَادَهُ فِي الْإِنَاءِ ثُمَّ نَضَحَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدرها وصدره رَضِيَ الله عَنْهما وَسَمَّتْ عَلَيْهِمَا، ثُمَّ خَرَجَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عندهما.(16/106)
3935 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا قَطَنُ بْنُ نَسِيرٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَلٌ مَشْوِيٌّ بِخُبْزَةٍ وظبابة فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي مِنْ هَذَا الطَّعَامِ، فقالت عائشة رَضِيَ الله عَنْها: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ أَبِي. وقالت حفصة رَضِيَ الله عَنْها: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ أَبِي. قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْه: فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ. قَالَ: فَسَمِعْتُ حَرَكَةً بِالْبَابِ فَخَرَجْتُ فَإِذَا عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَاجَةٍ. فَانْصَرَفَ، ثُمَّ سَمِعْتُ حَرَكَةً الباب فَخَرَجْتُ فَإِذَا عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه كَذَلِكَ فَسَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَهُ فَقَالَ: " انْظُرْ مَنْ هَذَا؟ ". فَخَرَجْتُ فَإِذَا عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: " اللَّهُمَّ وَإِلَيَّ اللَّهُمَّ وَإِلَيَّ [ص:110] ".
3935 -[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عثمان، ثنا عبيد اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَلْمَانَ الْكَحَّالُ الْأَزْرَقُ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَطْيَارٌ فَقَسَمَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين نسائه رَضِيَ الله عَنْهن فَأَصَابَ كُلَّ امْرَأَةٍ ... " الْحَدِيثَ.(16/108)
3936 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا يُونُسُ ابن أَرْقَمَ، عَنْ [مَطِيرِ] بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ سَفِينَةَ رَضِيَ الله عَنْه، صَاحِبِ زَادِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَهْدَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَيْرَيْنِ بَيْنَ رَغِيفَيْنِ، وَكَانَ فِي الْمَسْجِدِ - وَلَمْ يَكُنْ فِي الْبَيْتِ غَيْرِي وَغَيْرِ أَنَسِ رَضِيَ الله عَنْه، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَعَا بِالْغَدَاءِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: قَدْ أَهْدَتْ لَكَ امْرَأَةٌ هَدِيَّةً فَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ الطَّيْرَيْنِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ " - أَحْسَبُهُ قَالَ: " إِلَيْكَ وَإِلَى رَسُولِكَ " - قَالَ: فَجَاءَ عَلِيُّ رَضِيَ الله عَنْه فَضَرَبَ الْبَابَ ضَرْبًا خَفِيفًا فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبُو الْحَسَنِ. ثُمَّ ضَرَبَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ هَذَا؟ " قلت: علي. فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " افْتَحْ لَهُ " فَفَتَحْتُ فَأَكَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الطَّيْرَيْنِ حَتَّى فَنِيَا.(16/126)
3937 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بن شروس [الصنعاني] ، عن ابن مينا، عَنِ أَبِيهِ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْتَزَمَ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه، وَقَبَّلَهُ وَهُوَ يَقُولُ: " بِأَبِي الْوَحِيدُ الشَّهِيدُ، بِأَبِي الْوَحِيدُ الشَّهِيدُ ".(16/128)
3938 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، عَنْ قَنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَجُلَيْنِ فَتَذَاكَرْنَا عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه، فَتَنَاوَلْنَا مِنْهُ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُغْضَبًا يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ، فَقُلْتُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا لَكُمْ وَلِي، مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي، يَقُولُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " قَالَ: فَكُنْتُ أُوتَى مِنْ بَعْدُ فَيُقَالُ: إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه يُعَرِّضُ بِكَ يَقُولُ: اتَّقُوا فِتْنَةَ الْأُخَيْنَسِ فَأَقُولُ: هَلْ سَمَّانِي؟ فَيَقُولُونَ: لَا. فَأَقُولُ: إِنَّ خَنَسَ النَّاسِ لَكَثِيرٌ، معَاذَ الله أن أوذي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ مَا سَمِعْتُ.
[2]- وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانَ، ثنا مَرْوَانُ بِهِ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ [سَعْدٍ] إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
[3]- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا مَرْوَانُ بِهِ.(16/129)
3939 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ عَنْ شقيق [بن] أبي عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ قَالَ: أَتَيْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّكُمْ تَسُبُّونَ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْنَا. قَالَ: فَلَعَلَّكَ قَدْ سَبَبْتَهُ؟ . قَالَ: [قُلْتُ] : مُعَاذَ اللَّهِ. قَالَ: لَا تَسُبَّهُ فَلَوْ وُضِعَ الْمِنْشَارُ عَلَى مِفْرَقِي عَلَى أَنْ أَسُبَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه مَا سَبَبْتُهُ أَبَدًا بَعْدَ مَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا سَمِعْتُ.(16/132)
3940 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عِيسَى، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: " هَلَكَ فِي رَجُلَانِ مُحِبٌّ مفرط، ومبغض مفتري ".(16/134)
3940 -[2] حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، ثنا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى: هَلَكَ فِيَّ رَجُلَانِ، مُحِبٌّ غَالٍّ وَمُبْغِضٌ قال [ص:136].
3940 -[3] وَعَنْ [عَبَّادٍ] ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرِ الْأُصْبُعَيْنِ.(16/135)
3941 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا مروان [بن معاوية الفزاري عَنْ قَنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ] ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مالي وَلَكُمْ، مَنْ آذَى عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَقَدْ أَذَانِي ".(16/139)
3942 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [الْصُّهْبَانِيُّ] ، عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: طَلَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَنِي فِي جَدْوَلٍ نَائِمًا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُمْ مَا ألأم النَّاسَ يُسَمُّونَكَ أَبَا تُرَابٍ ".
قَالَ: فَرَآنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنِّي وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ ذَاكَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُمْ وَاللَّهِ لَأُرْضِيَنَّكَ أَنْتَ أَخِي، وَأَبُو وَلَدَيَّ، تُقَاتِلُ عَنْ سُنَّتِي، وَتُبْرِئُ ذِمَّتِي، مَنْ مَاتَ فِي عهدي فهو أسير الله تعالى، وَمَنْ مَاتَ فِي عَهْدِكَ فَقَدْ قَضَى نَحْبَهُ، وَمَنْ مَاتَ يُحِبُّكَ بَعْدَ مَوْتِكَ ختم الله تعالى لَهُ بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ أَوْ غَرَبَتْ، وَمَنْ مَاتَ يُبْغِضُكَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَحُوسِبَ بِمَا عَمِلَ فِي الْإِسْلَامِ ".(16/140)
3943 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [عُمَرَ] بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَضَرَ الشَّجَرَةَ بِخُمٍّ، ثُمَّ خَرَجَ آخِذًا بِيَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أن الله تبارك وتعالى رَبُّكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ وأن الله تعالى وَرَسُولَهُ أَوْلِيَاؤُكُمْ؟ ".
فَقَالُوا: بَلَى. قَالَ: " فَمَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مَوْلَاهُ فَإِنَّ هَذَا مَوْلَاهُ، وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كتاب الله تعالى، سَبَبُهُ بيدي، وَسَبَبُهُ بِأَيْدِيكُمْ، وَأَهْلُ بَيْتِي ".
/
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ
، وَحَدِيثُ غَدِيرِ خم قد أخرج النسائي
[ص:143] مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَعَلِيٍّ، وَجَمَاعَةٍ من الصحابة رَضِيَ الله عَنْهم، وَفِي هَذَا زِيَادَةٌ لَيْسَتْ هُنَاكَ، وَأَصْلُ الْحَدِيثِ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ أَيْضًا.(16/142)
3944 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْمَدَائِنِيُّ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، ثنا أَبُو مَرْيَمَ وبعض جُلَسَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ فَقَالَ: " اللَّهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيُّ مَوْلَاهُ "، قَالَ: فَزَادَ النَّاسُ بَعْدُ: اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ والاه وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ.
(167) وَحَدِيثُ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها تَقَدَّمَ فِي الطَّهَارَةِ.(16/145)
3945 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنَ المهاجرين والأنصار رَضِيَ الله عَنْهم، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِنَّ خِيَارَكُمُ الْمُوفُونَ، الْمُطَيَّبُونَ: إن الله تعالى يحب الحفي التَّقِيَّ " قَالَ: وَمَرَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَقُّ مَعَ ذَا، الْحَقُّ مَعَ ذَا ".
(168) وَحَدِيثُهُ رَضِيَ الله عَنْهُ فِي قِصَّةِ بنت حمزة رَضِيَ الله عَنْهما تَقَدَّمَ فِي الْحَضَانَةِ.(16/147)
3946 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جُرَيِّ بْنِ كليب، قال: رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه يَأْمُرُ بِشَيْءٍ، وَعُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه يَنْهَى عَنْهُ فَقُلْتُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه: إِنَّ بَيْنَكُمَا لَشَرًّا.
قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: مَا بَيْنَنَا إِلَّا خَيْرٌ، وَلَكِنْ خَيْرُنَا أَتْبَعُنَا لِهَذَا الدِّينِ.(16/149)
3947 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَ عَلِيٌ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هو ما رَزَيْتُ مِنْ مَالِكُمْ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا إِلَّا هَذِهِ، وَأَخْرَجَ رَضِيَ الله عَنْه قَارُورَةً مِنْ كُمِّ قَمِيصِهِ فِيهَا طِيبٌ فَقَالَ: أَهْدَاهَا إِلَيَّ دِهْقَانٌ.(16/150)
3948 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْهَيْثَمُ، ثنا حَفْصٌ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنَيْ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ مُضْطَجِعُونَ فِي الْمَسْجِدِ فَضَرَبَنَا بِعَسِيبٍ كان بيده رطبا فَقَالَ: " تَرْقُدُونَ فِي الْمَسْجِدِ؟ ! ، إِنَّهُ لَا يُرْقَدُ في المسجد " قال: فَانْجَفَلْنَا وَانْجَفَلَ مَعَنَا عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لَهُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تعال يَا عَلِيُّ، إِنَّهُ يَحِلُّ لَكَ فِي الْمَسْجِدِ مَا يَحِلُّ لِي، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكَ لَتَذُودُ عَنْ حَوْضِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ عن الماء بعصى لَكَ مِنْ عوسج، ولكأني أنظر إلى مقامك مِنْ حَوْضِي ".(16/153)
(31 - بَابُ فضائل فَاطِمَةَ صلى الله وسلم على أبيها وعليها " رَضِيَ الله عَنْها "، وفضل ابنيها رَضِيَ الله عَنْهما)(16/155)
3949 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ النَّهْدِيِّ، عَنِ [الْمِنْهَالِ عَمْرٍو] ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ خَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ، فَقَالَ: " [مَلَكٌ] عَرَضَ لِي فَاسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ وَيُبَشِّرُنِي أن فاطمة رَضِيَ الله عَنْها سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ الحسن والحسين رَضِيَ الله عَنْهما شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ".(16/155)
3950 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْأَحْوَصِ الْعَبْسِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ خِيرَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بنت عميس رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: خَطَبَنِي عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه فَبَلَغَ ذلك فاطمة رَضِيَ الله عَنْها فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إن أسماء رَضِيَ الله عَنْها مُتَزَوِّجَةٌ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا كَانَ لَهَا أَنْ تُؤْذِيَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".(16/160)
3951 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا ابْنُ أَبِي زُنَيْمٍ؛ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُقَطَّعُ الْأَسْبَابُ وَالْأَنْسَابُ والأصها إِلَّا صهري، فاطمة رَضِيَ الله عَنْها شُجْنَةٌ مِنِّي، يَقْبِضُنِي مَا قبضها، وَيَبْسِطُنِي مَا بسطها ".(16/161)
3952 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه أَرَادَ أَنْ يَخْطُبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَقَالَ النَّاسُ: أَتَرَوْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجِدُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ نَاسٌ: وَمَا ذَلِكَ إِنَّمَا هِيَ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسَاءِ. وَقَالَ نَاسٌ: ليجدن مِنْ هَذَا، يَتَزَوَّجُ ابْنَةَ عَدُوِّ اللَّهِ عَلَى ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحمد الله تعالى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ: فَمَا بَالُ أَقْوَامٍ يَزْعُمُونَ أَنِّي لَا أجد لفاطمة رَضِيَ الله عَنْها وَإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، إِنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَزَوَّجَ ابْنَةَ عَدُوِّ اللَّهِ عَلَى ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
-
هَذَا مُرْسَلٌ
، وَأَصْلُ الْحَدِيثِ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ
[ص:166] الْمِسْوَرِ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ حَدَّثَ بِهِ عَلِيُّ بن الحسين رَضِيَ الله عَنْهما، فَانْقَلَبَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ زيد وهو سي الْحِفْظِ.(16/165)
3953 - حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، هُوَ ابْنُ عَائِشَةَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خديجة رَضِيَ الله عَنْها / خَيْرُ نِسَاءِ عالمها، ومريم عليها السلام خَيْرُ نِسَاءِ عالمها، وفاطمة رَضِيَ الله عَنْها خَيْرُ نِسَاءِ عَالَمِهَا ".
-
هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
، وقد أخرجه الترمذي مِنْ طَرِيقِ عُرْوَةَ، عَنْ [عَبْدِ اللَّهِ] بْنِ جَعْفَرٍ عن علي رَضِيَ الله عَنْهم بِلَفْظِ: " خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ، خير نِسَائِهَا فَاطِمَةُ ".
وَهَذَا الْمُرْسَلُ يُفَسِّرُ هَذَا الْمُتَّصِلَ.
(169) وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْفِتَنِ فِي ذِكْرِ الْحُسَيْنِ بن علي رَضِيَ الله عَنْهما أَشْيَاءُ كَثِيرَةٌ [ص:168].
(170) وَحَدِيثُ أَبِي الْحَمْرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه فِي ذِكْرِ أَهْلِ البيت وفاطمة رَضِيَ الله عَنْهم تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ الْأَحْزَابِ.(16/167)
3954 -[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: زَارَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَاتَ عِنْدَنَا، والحسن والحسين رَضِيَ الله عَنْهما نَائِمَانِ، فَاسْتَسْقَى الْحَسَنُ رَضِيَ الله عَنْه فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قِرْبَةٍ فَجَعَلَ يَعْتَصِرُهَا فِي الْقَدَحِ، ثُمَّ جَاءَ يَسْقِيهُ، فَتَنَاوَلَ الْحُسَيْنُ رَضِيَ الله عَنْه يَشْرَبُ فَمَنَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَدَأَ بِالْحَسَنِ، فقالت فاطمة رَضِيَ الله عَنْها: كَأَنَّهُ أَحَبُّهُمَا إِلَيْكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا، وَلَكِنَّهُ اسْتَسْقَى أَوَّلَ مَرَّةٍ " ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي وَإِيَّاكَ وهذان - وَأَحْسَبُهُ قَالَ -: وَهَذَا الرَّاقِدُ يَعْنِي عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ [ص:170] ".
3954 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَهُ.(16/169)
3955 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا النَّضْرُ هُوَ ابْنُ شُمَيْلٍ ثنا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرٍو - هُوَ ابْنُ دِينَارٍ - سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ جَعْدَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِفَاطِمَةَ، إِنَّهُ كَانَ يُعْرَضُ عَلَيَّ الْقُرْآنُ فِي كُلِّ عَامٍ، وَإِنَّهُ عُرِضَ عَلَيَّ الْعَامَ مَرَّتَيْنٍ وَإِنِّي مَيِّتٌ، فَبَكَتْ، فَقَالَ: إِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا بِي.
هَذَا مُرْسَلٌ
وَقَدْ وُصِلَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ.(16/173)
3956 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ بَعْضِ أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: أَرْسَلَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى فاطمة رَضِيَ الله عَنْها، فَجَاءَتْ تَمْشِي مِشْيَةَ أَبِيهَا، فَحَدَّثَهَا فبكت، فسئلت رَضِيَ الله عَنْها فَقَالَتْ: لَا أُخْبِرُ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ
، وَقَدْ أَخْرَجُوا مِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها نَحْوَهُ مُطَوَّلًا، لَكِنْ لَيْسَ فِيهِ الْإِرْسَالُ فَيُحْتَمَلَ أَنْ تَكُونَ امْرَأَةٌ أُخْرَى.(16/174)
3957 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ الله عَنْه: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَصْدَقَ مِنْ فَاطِمَةَ غَيْرَ أَبِيهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَلْهَا فَإِنَّهَا لَا تَكْذِبُ.(16/177)
3958 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَ أَيَّامًا لَمْ يَطْعَمْ طَعَامًا حَتَّى شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَطَافَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَازِلِ أَزْوَاجِهِ فَلَمْ يُصِبْ عِنْدَ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ شَيْئًا، فأتى فاطمة رَضِيَ الله عَنْها فَقَالَ: " يَا بنية هل عندك شَيْءٌ آكُلُهُ فَإِنِّي جَائِعٌ؟ " فَقَالَتْ: لَا والله بأبي أنت وَأُمِّي، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بَعَثَتْ جَارَةٌ لَهَا بِرَغِيفَيْنِ وَقِطْعَةِ لَحْمٍ، فَأَخَذَتْهُ مِنْهَا فَوَضَعَتْهُ فِي جَفْنَةٍ لَهَا وَغَطَّتْ عَلَيْهَا، وقالت: وَاللَّهِ لَأُوثِرَنَّ بِهَذَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَفْسِي وَمَنْ عِنْدِي، وَكَانُوا جَمِيعًا مُحْتَاجِينَ إِلَى شِبْعَةِ طَعَامٍ، فَبَعَثَتْ حَسَنًا أو حسينا رَضِيَ الله عَنْهما إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَجَعَ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي قَدْ أتى الله تعالى بِشَيْءٍ فَخَبَّأْتُهُ لك. قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هلمي بِهِ " فأتته به فكشف عَنِ الْجَفْنَةِ فَإِذَا هِيَ مَمْلُوءَةٌ خُبْزًا وَلَحْمًا، فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَيْهَا بُهِتَتْ وَعَرَفَتْ أَنَّهَا بَرَكَةٌ من الله عز وجل فحمدت الله تعالى، وَصَلَّتْ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدَّمَتْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآهُ حمد الله تعالى وَقَالَ: " مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا يَا بُنَيَّةُ " فقلت يَا أَبَتِ: {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مِنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [ص:179] (37) } .
فَحَمِدَ اللَّهَ تعالى وَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَكِ يَا بُنَيَّةُ شبيهة لِسَيِّدَةِ نِسَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِنَّهَا كَانَتْ إِذَا رَزَقَهَا اللَّهُ شَيْئًا فَسُئِلَتْ عَنْهُ قَالَتْ: {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) } ".
فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه ثُمَّ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ وجمع أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهل بيته رَضِيَ الله عَنْهم جَمِيعًا حَتَّى شَبِعُوا وَبَقِيَتِ الْجَفْنَةُ كَمَا هِيَ، قَالَتْ: " فَأَوْسَعْتُ بِبَقِيَّتِهَا عَلَى جَمِيعِ جِيرَانِي وجعل الله تبارك وتعالى فيها بَرَكَةً وَخَيْرًا كَثِيرًا ".(16/178)
3959 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ السَّدُوسِيُّ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هشام، ثنا عمرو بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن فاطمة رَضِيَ الله عَنْها حَصَّنَتْ فَرْجَهَا فحرم الله تعالى ذُرِّيَّتَهَا عَلَى النَّارِ ".
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ هَكَذَا إِلَّا عَمْرٌو، وَهُوَ كُوفِيُّ ضَعِيفٌ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ مُرْسَلًا.(16/180)
3960 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ يُحَنَّسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ الْحَسَنَ بن علي رَضِيَ الله عَنْهما، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ [ص:187] ".
3960 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.(16/186)
3961 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، هُوَ الْقَوَارِيرِي، ثنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عِلْبَاءِ بْنِ أَحْمَرَ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه: " خَطَبْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنته فاطمة رَضِيَ الله عَنْها، فَبَاعَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه دِرْعًا لَهُ، وَبَعْضَ مَا بَاعَ مِنْ مَتَاعِهِ فَبَلَغَ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَثَمَانِينَ دِرْهَمًا. وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْعَلَ ثُلُثَيْهِ فِي الطِّيبِ وَثُلُثًا فِي الثِّيَابِ، وَمَجَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَرَّةٍ مِنْ مَاءٍ / فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَغْتَسِلُوا به، وأمرها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن لا تَسْبِقَهُ بِرَضَاعِ ولدها، قال: فَسَبَقْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَضَاعِ الحسين رَضِيَ الله عَنْه. قال: وَأَمَّا الْحَسَنُ رَضِيَ الله عَنْه فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَ فِي فِيهِ شَيْئًا لَا أَدْرِي ما هو، كان أَعْلَمَ الرَّجُلَيْنِ ".(16/188)
3962 - حَدَّثَنَا [ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي] ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ علي رَضِيَ الله عَنْهما؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ ".(16/189)
3963 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو نَصْرٍ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: سَمِعْتُ الْجِنَّ تَنُوحُ عَلَى الْحُسَيْنِ رَضِيَ الله عَنْه [ص:191].
3963 -[2] وقال عبد بن حميد: حدثنا [الحسن] ابن موسى، ثنا حماد، به.(16/190)
3964 - وقال الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَطِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الحسن والحسين رَضِيَ الله عَنْهما: " مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ هَذَيْنِ ".
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَةَ بِمَعْنَاهُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه.(16/192)
3965 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الحسن والحسين رَضِيَ الله عَنْهما سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ".
رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.(16/196)
3966 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا حُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: اصْطَرَعَ الحسن والحسين رَضِيَ الله عَنْهما عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " هِيَ حَسَنُ " فَقَالَتْ له فاطمة رَضِيَ الله عَنْها: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّهُ - يَعْنِي الْحَسَنَ - أَحَبُّ إِلَيْكَ من الحسين رَضِيَ الله عَنْهما؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن جبريل عليه الصلاة والسلام يُعِينُ الْحُسَيْنَ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أعين الحسن رَضِيَ الله عَنْهما ".
هَذَا مُرْسَلٌ.(16/200)
3967 - حدثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " بَصُرَ عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِيَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ أو حسين رَضِيَ الله عَنْهما وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّهُ حُسَيْنٌ، وَوَضَعَ قَدَمَيْهِ عَلَى قَدَمَيْهِ ... الْحَدِيثَ ".(16/201)
3968 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا حُسَيْنُ - يَعْنِي الْأَشْقَرَ - عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عمر رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ: " رَأَيْتُ الحسن والحسين رَضِيَ الله عَنْهما على عاتقي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: نِعْمَ الْفَرَسُ تَحْتَكُمَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَنِعْمَ الْفَارِسَانِ هُمَا ".(16/203)
3969 - حدثنا عُثْمَانُ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ فاطمة الكبرى رَضِيَ الله عَنْهم قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ بَنِي أُمٍّ عَصَبَةٌ يَنْتَمُونَ إِلَيْهِ إِلَّا ولد فاطمة رَضِيَ الله عَنْها فَأَنَا وَلِيُّهُمَا وَأَنَا عَصَبَتُهُمَا ".(16/206)
3970 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسجد فيجيء الْحَسَنُ أو الحسين رَضِيَ الله عَنْهما، فيركب على ظَهْرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُطِيلُ السُّجُودَ، فَيُقَالُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَطَلْتَ السُّجُودَ؟ ! فَيَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْتَحَلَنِي ابْنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أَعْجَلَهُ ".(16/210)
3971 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حدثنا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَرْبَدَ النَّخَعِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: دَخَلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ وَأَنَا جَالِسَةٌ عِنْدَ الْبَابِ، فَاطَّلَعْتُ ورأيت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَلِّبُ شَيْئًا بِكَفِّهِ، وَالصَّبِيُّ نَائِمٌ عَلَى بَطْنِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُكَ تُقَلِّبُ شَيْئًا بِكَفِّكَ وَالصَّبِيُّ نَائِمٌ عَلَى بَطْنِكَ وَدُمُوعُكَ تَسِيلُ؟ فَقَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي بِالتُّرْبَةِ الَّتِي يُقْتَلُ فِيهَا، وَأَخْبَرَنِي أَنَّ أُمَّتَكَ يَقْتُلُونَهُ ".(16/212)
وَقَالَ: أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ يُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ".
قُلْتُ: هُوَ فِي صَحِيحِ البخاري مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بكر.(16/212)
(32 - بَابُ فَضْلِ أَهْلِ الْبَيْتِ صلوات الله عليهم)(16/215)
3972 -[1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ، وَأَهْلُ بَيْتِي رَضِيَ الله عَنْهم أَمَانٌ لِأُمَّتِي [ص:217] ".
3972 -[2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ بِهِ.
3972 -[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرٍ بِهِ.(16/215)
3973 -[1] حدثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا مُفَضَّلٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَنَشٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ آخِذٌ بِحَلَقَةِ الْبَابِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنْي، وَمَنْ أَنْكَرَ أَنْكَرَ، أنا أَبُو ذَرٍّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ دَخَلَهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ ".(16/219)
3973 -[2] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هِلَالٍ، أَخْبَرَنِي أَسْلَمُ الْمَكِّيُّ، أَخَّبرنِي أَبُو الطفيل أَنَّهُ رَأَى أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَائِمًا عَلَى الْبَابِ وَهُوَ يُنَادِي: يَا أَيُّهَا النَّاسُ تَعْرِفُونِي؟ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا جنوب صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأنا أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مَثَلَ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مِثْلُ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ، وَإِنَّ مَثَلَ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَلُ بَابِ حِطَّةٍ ".
[3] أخرجه الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ ابن أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ حَنَشٍ.(16/220)
3974 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [سَهْلُ] بْنُ زَنْجَلَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ [أُثَالِ بْنِ قُرَّةَ] ، عَنِ ابْنِ حَوْشَبٍ الْحَنَفِيِّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَضِيَ الله عَنْها وَعَلَيْهَا الْهَيْبَةُ مُتَوَرِّكَةً الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رَضِيَ الله عَنْهما فِي يَدِهَا بُرْمَةٌ لِلْحَسَنِ فِيهَا سَخِينٌ حَتَّى أَتَتْ بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قُدَّامَهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيْنَ أَبُو حَسَنٍ "؟ قَالَتْ: فِي الْبَيْتِ. فَدَعَاهُ فَجَلَسُوا جَمِيعًا يَأْكُلُونَ، قَالَتْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها: وَمَا سَامَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا أَكَلَ طَعَامًا قَطُّ وَأَنَا عِنْدَهُ إِلَّا سَامَنِيهِ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ - يعني / دَعَانِي إِلَيْهِ فَلَمَّا فَرَغَ لَفَّهُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبِهِ.
[ص:225] أَخْرَجَهُ
مُخْتَصَرًا.(16/224)
3975 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا الْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ رَضِيَ الله عَنْهمَا جَاءَهُ قَوْمٌ فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ فَقَالَ: وَيْحَكُمْ مَا أَكْذَبَكُمْ وَأَجْرَأَكُمْ عَلَى اللَّهِ تعالى، نَحْنُ قَوْمٌ مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا، وَحَسْبُنَا أَنْ نكون مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا.(16/226)
(33 - بَابُ فَضْلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه)(16/228)
3976 - قال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بنت عقبة رَضِيَ الله عَنْها وَكَانَتْ مِنَ المهاجرات الْأُوَّلِ قَالَتْ: غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه غَشْيَةً حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ فَاضَتْ نَفْسُهُ، فَخَرَجَتْ أم كلثوم رَضِيَ الله عَنْها إِلَى الْمَسْجِدِ تَسْتَعِينُ بِمَا أُمِرَتْ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: أَغُشِيَ عَلَيَّ؟ . قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: صَدَقْتُمْ إِنَّهُ جَاءَنِي مَلَكَانِ فَقَالَا: انْطَلِقْ نُحَاكِمْكَ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ فَقَالَ مَلَكٌ آخَرُ: أرجعناه فَإِنَّ هذا ممن كتبت له السَّعَادَةُ، وَهُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَسَيُمَتَّعُ بِهِ بَنُوهُ مَا شَاءَ الله تعالى، فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ شَهْرًا ثُمَّ مَاتَ رَضِيَ الله عَنْه.
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: قَالَ رَجُلَانِ مَلَكَانِ كَانُوا يَأْتُونَ فِي صُورَةِ الرِّجَالِ قال الله عز وجل: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا} ، أَيْ: فِي صُورَةِ رَجُلٍ.(16/228)
3977 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا أَبُو الْمُعَلَّى الْجَزَرِيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ لِأَصْحَابِ الشُّورَى: هَلْ لَكُمْ أَنْ أختار لكم وانقضى منها؟ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: نَعَمْ أَنَا أَوَّلُ مَنْ رَضِيَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَنْتَ أَمِينٌ فِي أَهْلِ السَّمَاوَاتِ أَمِينٌ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ ".
(171) وَحَدِيثُ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْبَسَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " تَقَدَّمَ فِي اللِّبَاسِ.(16/230)
3978 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا الْمُعْتَمِرُ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيِّنُ الصَّوْتِ، لَيِّنُ الْقِرَاءَةِ فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا فَاضَتْ عَيْنُهُ غَيْرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف رَضِيَ الله عَنْه فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ لَمْ يَكُنْ عَبْدُ الرحمن بن عوف فَاضَتْ عَيْنُهُ فَقَدْ فَاضَ قَلْبُهُ ".(16/232)
3979 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا ابْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، ثنا نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ أَنَّهُمْ كَانُوا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: حَدَّثَنِي أبو بكر الصديق رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ يَمُتْ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يَؤُمَّهُ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِهِ "، يَعْنِي: فِي قِصَّةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه.(16/233)
(34 - فَضْل الزُّبَيْرِ رَضِيَ الله عَنْه)(16/235)
3980 -[1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما: إِنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: يَا ابْنَ حَوَارِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عمر رَضِيَ الله عَنْهما: " إِنْ كُنْتَ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ وإِلَّا فَلَا [ص:236] ".
3980 -[2] رَوَاهُ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أحمد بن [سنان] ، ثنا يَزِيدُ بِهَذَا.
وَقَالَ: مَا رَوَاهُ عَنْ أَيُّوبَ إِلَّا سَعِيدٌ، وَلَا عَنْهُ إِلَّا يَزِيدُ.(16/235)
3981 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زُهَيْرٌ هُوَ [أَبُو خَيْثَمَةَ] ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَدَنِيُّ حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ فِيمَا أَحْسِبُ ابْنَةَ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ بن العوام رَضِيَ الله عَنْهم أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: دَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِوَلَدِي وَلِوَلَدِ وَلَدِي، فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لِأُخْتٍ لِي كَانَتْ أَسَنَّ مِنِّي: إِنَّكِ مِمَّنْ أَصَابَتْهُ دَعْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(172) وَحَدِيثُ [اللِّوَاءِ] يَأْتِي إن شاء الله تعالى فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ.(16/238)
(35 - فَضْل طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه)(16/240)
3982 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقِدَاحُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ ذَهَبَ عَنِّي اسْمُهُ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه فَأَدْنَاهُ حَتَّى أَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى الْفِرَاشِ ثُمَّ أَخَذَ بِذِرَاعِ مُوسَى فَغَمَزَهَا، ثُمَّ قَالَ: هَوِّنْ عَلَيْكَ يَا ابن أخي، فوالله إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَبَاكَ - يَعْنِي طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه - مِمَّنْ نَزَعَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غَلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرَرٍ مُتَقَابِلِينَ.(16/240)
3983 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أم المؤمنين رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: وَاللَّهِ إِنِّي لَفِي بَيْتِي ذَاتَ يَوْمٍ وَرَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه رَضِيَ الله عَنْهم فِي الْفِنَاءِ وَالسِّتْرُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ إِذْ أَقْبَلَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ قَدْ قَضَى نَحْبَهُ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه ".
(173) وَحَدِيثُ عَائِشَةَ عَنْ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْهما فِي ذِكْرِ طلحة رَضِيَ الله عَنْه يأتي إن شاء الله تعالى فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ.(16/243)
3984 - وقال الطيالسي: حدثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، ثنا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: ذُكِرَ طَلْحَةُ رَضِيَ الله عَنْه عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ فِيهِ بَأْوٌ مُنْذُ أُصِيبَتْ يَدَهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(16/245)
(36 - فَضْلُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاص رَضِيَ الله عَنْه)(16/246)
3985 - وقال الطيالسي: حدثنا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: مَا مِنْ مَوْتَةٍ أَمُوتُهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُقْتَلَ مَظْلُومًا.(16/246)
3986 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا شَيْخٌ لَنَا، عَنْ عائشة بنت طلحة رَضِيَ الله عَنْهما / قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا دَعْوَةَ سَعْدٍ ".(16/247)
(37 - بَابُ فَضْلِ الأصهار والأختان رَضِيَ الله عَنْهم)(16/248)
3987 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ ثنا عمار بن سيف الضَّبِّيُّ وَصِيُّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر أو عبد الله بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سألت ربي تبارك وتعالى أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ أُمَّتِي، وَلَا أُزَوِّجُ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي إِلَّا كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ فَأَعْطَانِي ذَلِكَ ".(16/248)
3988 - حدثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا جرول بن جندل، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْزُوقٍ أَوِ ابْنِ رِزْقٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَزِيمَةٌ من ربي عز وجل، وَعَهْدٌ عَهْدِهِ إِلَيَّ، أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ، وَلَا أُزَوِّجُ شَيْئًا مِنْ بَنَاتِي إِلَّا كَانُوا رُفَقَائِي فِي الْجَنَّةِ ".(16/250)
3989 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَعْفَر بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ عُمَرُ أُمَّ كُلْثُومٍ بنت علي رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ: أَلَا تهنوني فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غَيْرَ سَبَبِي ونسبي ".
[2] قال: وأخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عُرْوَةَ الْجُعْفِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَقَالَ: أَلَا تهنوني؟ قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: تَزَوَّجْتُ أم كلثوم رَضِيَ الله عَنْها لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِفَاطِمَةَ ولعلي رَضِيَ الله عَنْهما، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ... فَذَكَرَهُ. قَالَ: فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ.
هَذَا مُنْقَطِعٌ.(16/252)
(38 - بَابُ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ جَمَاعَةٌ من الصحابة رَضِيَ الله عَنْهم)
3990 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، ثنا أَبُو حَرْبِ بْنُ أبي الأسود [و](16/259)
عن ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ زَاذَانَ قَالَا: بَيْنَا النَّاسُ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه إِذْ وَافَقُوا مِنْهُ طِيبَ نَفْسٍ فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: عَنْ أَيِّ أَصْحَابِي؟ قَالُوا: أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: كُلُّ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابِي فَأَيُّهُمْ تُرِيدُونَ؟ . قَالُوا: النَّفْرُ الَّذِي رَأَيْنَاكَ تَلَطِّفْهُمْ بِذِكْرِكَ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ دُونَ الْقَوْمِ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: أَيُّهُمْ؟ قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه. قَالَ: عَلِمَ السُّنَّةَ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، وَكَفَى بِهِ عِلْمًا.
ثُمَّ خَتَمَ بِهِ عِنْدَهُ فَلَمْ يَدْرُوا على مَا أَرَادَ بِقَوْلِهِ: كفى بِهِ عِلْمًا. كَفَى بِعَبْدِ اللَّهِ أَمْ كَفَى بِالْقُرْآنِ؟ .
[ص:260] قَالُوا: فَحُذَيْفَةُ رَضِيَ الله عَنْه؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: عَلِمَ أَوْ عُلِّمَ أَسْمَاءَ الْمُنَافِقِينَ، وَسَأَلَ عَنِ الْمُعْضِلَاتِ حَتَّى عَقَلَ عَنْهَا، فَإِنْ سَأَلْتُمُوهُ عَنْهَا تجدونه بِهَا عَالِمًا.
قَالُوا: فَأَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: وِعَاءٌ مُلِئَ عِلْمًا وَكَانَ رَضِيَ الله عَنْه شَحِيحًا حَرِيصًا، شَحِيحًا عَلَى دِينِهِ، حَرِيصًا عَلَى الْعِلْمِ، وَكَانَ يُكْثِرُ السؤال فيعطى ويم ع، أَمَّا إِنَّهُ قَدْ مُلِئَ لَهُ فِي وِعَائِهِ حَتَّى امْتَلَأَ.
[ص:261] قَالُوا: فَسَلْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: امْرُؤٌ مِنَّا وَإِلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، مَنْ لَكُمْ بِمِثْلِ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ، عَلِمَ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَأَدْرَكَ الْعِلْمَ الْآخِرَ وَقَرَأَ الْكِتَابَ الْأَوَّلَ وَالْكِتَابَ الْآخِرَ وَكَانَ رَضِيَ الله عَنْه بَحْرًا لَا يَنْزِفُ.
قَالُوا: فَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: ذَاكَ امْرُؤٌ خلط الله تعالى الْإِيمَانَ بحلمه وَدَمِهِ وَعَظْمِهِ وَشَعْرِهِ وَبَشَرِهِ لَا يُفَارِقُ الْحَقَّ سَاعَةً، حَيْثُ زَالَ زَالَ مَعَهُ، لَا يَنْبَغِي لِلنَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنْهُ شَيْئًا.
قَالُوا: فَحَدِّثْنَا عَنْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: مَهْلًا نَهَى اللَّهُ عَنِ التَّزْكِيَةِ.
قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ: فإن الله تعالى يَقُولُ: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكِ فَحَدِّثْ (11) } ؟ . قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ بنعمة ربي تبارك وتعالى، كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ أُعْطِيتُ وَإِذَا سَكَتُّ ابتديت، وَبَيْنَ الْجَوَارِحِ مِنِّي مُلِئَ عِلْمًا جَمًّا.(16/259)
3991 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الرزمي، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: افْتَخَرَ الْحَيَّانُ مِنَ الْأَنْصَارِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ فَقَالَتِ الْأَوْسُ: مِنَّا غَسِيلُ الْمَلَائِكَةِ حَنْظَلَةُ الرَّاهِبِ رَضِيَ الله عَنْه، وَمِنَّا مَنِ اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَمِنَّا مَنْ حَمَتْهُ الدُّبُرُ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ رَضِيَ الله عَنْه، وَمِنَّا مَنْ أُجِيزَتْ شَهَادَتُهُ بشهادة رَجُلَيْنِ خُزَيْمَةُ بن ثابت رَضِيَ الله عَنْه. وقال الخزرج رَضِيَ الله عَنْهم: مِنَّا أَرْبَعَةٌ جَمَعُوا الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَجْمَعْهُ غَيْرُهُمْ: زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَمُعَاذُ بن جبل رَضِيَ الله عَنْهم.
[ص:266] رَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ. وَأَصْلُهُ فِي الْبُخَارِيِّ.(16/265)
3992 - وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى فِي زِيَادَاتِ مُسْنَدِ مُسَدَّدٍ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه وَأَمَرَ بِالشُّورَى دَخَلَتْ عليه حفصة رَضِيَ الله عَنْها فقالت: يا أبة إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ هَؤُلَاءِ السِّتَّةَ لَيْسُوا بِرضًا.
فَقَالَ / رَضِيَ الله عَنْه: أَسْنِدُونِي. فَأَسْنَدُوهُ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه؟ ! سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَا عَلِيُّ يَدَكُ فِي يَدِي، تَدْخُلُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَيْثُ أَدْخُلُ " مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه؟ ! سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَوْمَ يَمُوتُ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه تُصَلِّي عَلَيْهِ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: لِعُثْمَانَ خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ . قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِعُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه خَاصَّةً "، مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه؟ ! سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَيْلَةً وَقَدْ سَقَطَ رَحْلُهُ فَقَالَ: " مَنْ يُسَوِّي لِي رَحْلِي وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ " فَبَدَرَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه فَسَوَّاهُ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَكِبَ، فَقَالَ [لَهُ النَّبِيُّ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا طَلْحَةُ هذا جبريل عليه الصلاة والسلام يقريك السَّلَامُ وَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ فِي أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى أُنْجِيَكَ مِنْهَا ".
[ص:269] مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْه؟ ! رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ نَامَ فَجَلَسَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ الله عَنْه يَذُبُّ عَنْ وَجْهِهِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ فَقَالَ لَهُ: " يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَمْ تَزَلْ؟ " قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: لَمْ أَزَلْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هذا جبريل عليه الصلاة والسلام يقريك السَّلَامَ وَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى أَذُبَّ عَنْ وَجْهِكَ شَرَرَ النار ".
مَا عَسَى أَنْ يقولوا فِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ الله عَنْه؟ ! سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول يَوْمَ بَدْرٍ وَقَدْ أَوْتَرَ قَوْسَهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَرَّةً يَدْفَعُهَا إِلَيْهِ وَيَقُولُ: ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي.
وما عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه؟ ! رَأَيْتُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول فِي منزل فاطمة رَضِيَ الله عَنْها والحسن والحسين رَضِيَ الله عَنْهما يَبْكِيَانِ جُوعًا وَيَتَضَوَّرَانِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَصِلُنَا بِشَيْءٍ؟ " فَطَلَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عوف رَضِيَ الله عَنْه ب فِيهَا حَيْسَةٌ وَرَغِيفَانِ بَيْنَهُمَا إِهَالَةٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كفاك الله تعالى أَمْرَ دُنْيَاكَ، وَأَمَّا أَمْرُ آخِرَتِكَ فَأَنَا لَهَا ضَامِنٌ ".(16/268)
3993 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: أتى جبريل عليه الصلاة والسلام النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إن الله تعالى يُحِبُّ مِنْ أَصْحَابِكَ ثَلَاثَةً فَأَحِبَّهُمْ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبُو ذر، والمقداد رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ: وأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ: إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْ أَصْحَابِكَ، وَعِنْدَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه فَرَجَا أَنْ يَكُونَ لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ، قَالَ: فَأَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمْ فَهَابَهُ، فَخَرَجَ فَلَقِيَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آنِفًا فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فَقَالَ: إِنَّ الْجَنَّةَ تشتاق إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْ أَصْحَابِكَ، فَرَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ، فَهِبْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَلْ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ فَتَسْأَلَهُ؟ فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَسْأَلَهُ فَلَا أَكُونُ مِنْهُمْ فَيَشْمَتُ بِي قَوْمِي.
ثُمَّ لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لَهُ مِثْلَ قَوْلِهِ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لَهُ مِثْلَ قَوْلِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَلَقِيَ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: نَعَمْ أَنَا أَسْأَلُهُ فَإِنْ كُنْتُ مِنْهُمْ فأحمد الله تعالى، وَإِنْ لَمْ أَكُنْ مِنْهُمْ يَعْنِي فَلَا يضر، فدخل علي
[ص:273] رَضِيَ الله عَنْه
فَقَالَ: إِنَّ أَنَسًا رَضِيَ الله عَنْه حَدَّثَنِي أَنَّهُ كَانَ عِنْدَكَ آنِفًا وأن جبريل عليه الصلاة والسلام أَتَاكَ فَقَالَ: إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْ أَصْحَابِكَ فَمَنْ هُمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ مِنْهُمْ يَا عَلِيُّ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه وَسَيَشْهَدُ مَعَكَ مَشَاهِدَ بَيِّنٌ فَضْلُهَا، عَظِيمٌ خَيْرُهَا، وَسَلْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ وَهُوَ نَاصِحٌ فَاتَّخِذْهُ لِنَفْسِكَ [ص:274] ".
3993 -[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَالِكٍ الْقُشَيْرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ: النَّضْرُ وَسَعْدٌ لَمْ يَكُونَا قويين، وَمَا رَوَاهُ إِلَّا جَعْفَرٌ.(16/272)
3994 - وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْتَمِعُ حُبُّ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ إِلَّا فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ، أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وعثمان، وعلي رَضِيَ الله عَنْهم ".
هَذَا مُنْقَطِعٌ.(16/276)
3995 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا الْمُقْرِئُ حدثنا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الله، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنَّا مَعْشَرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ مُتَوَافِرُونَ نَقُولُ: أَفْضَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ، ثم عثمان رَضِيَ الله عَنْهم، ثُمَّ نَسَكْتُ.(16/278)
3996 - / حدثنا يَزِيدُ [ثنا] : سُفْيَانُ [بْنُ حُسَيْنٍ] عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ، عن مجاهد، قال: قَرَأَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى الْمِنْبَرِ {جَنَّاتُ عَدْنٍ} ، فَقَالَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَبِيٌّ، هَنِيئًا لك يَا صَاحِبَ الْقَبْرِ، وَأَشَارَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ صِدِّيقٌ، هَنِيئًا لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَوْ شَهِيدٌ، وَأَنَّى لَعُمَرَ بِالشَّهَادَةِ؟ وَإِنَّ الَّذِي أَخْرَجَنِي مِنْ مَنْزِلِي [بِالْحَثَمَةِ] لَقَادِرٌ عَلَى أَنْ يَسُوقَهَا إِلَيَّ.(16/280)
3997 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُنَاسَةَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: ذَكَرْنَا عِنْدَهُ أَبَا بَكْرٍ وعمر وعليا رَضِيَ الله عَنْهم فَقَالَ: نِعْمَ الرَّأْي وَإِنِّي لَأَجِدُ لِعَلِيٍّ فِي قَلْبِي مِنَ الليطة مالا أَجِدُ لَهُمَا.(16/282)
3998 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ثنا بَشِيرُ بْنُ زَاذَانَ عَنْ رُكَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَبُو بَكْرٍ أَرْأَفُ أُمَّتِي وأرحمهما، وَعُمَرُ أَجْرَأُ أُمَّتِي وَأَعْدَلُهَا، وَعُثْمَانُ أحيا أُمَّتِي وَأَكْرَمُهَا، وَعَلِيٌّ أَلَبُّ أُمَّتِي وَأَشْجَعُهَا، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَبَرُّ أُمَّتِي وَآمَنُهَا، وَأَبُو ذَرٍّ أَزْهَدُ أُمَّتِي وَأَصْدَقُهَا، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ أَعْذَرُ أُمَّتِي وَأَتْقَاهَا، وَمُعَاوِيَةُ أَحْلَمُ أُمَّتِي وَأَجْوَدُهَا ".(16/283)
3999 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ الْبَيْلَمَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْأَفُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَأَشَدُّهُمْ فِي الْإِسْلَامِ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عثمان رَضِيَ الله عَنْه، وأفضلهم عَلِيُّ رَضِيَ الله عَنْه، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ رَضِيَ الله عَنْه ".(16/286)
4000 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ - وَكَتَبْتُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الرَّبِيعِ - قَالَا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ثنا النَّضْرُ أَبُو عُمَرَ الْخَزَّازُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِرَاءٍ فَتَزَلْزَلَ الْجَبَلُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اثْبُتْ حِرَاءُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ "، وَعَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وسعد وسعيد رَضِيَ الله عَنْهم.(16/288)
(39 - بَابُ فَضْلِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه)
(174) تَقَدَّمَ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ غَيْرُ حَدِيثٍ فِيهِ.(16/291)
4001 - وقال إسحاق: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه: " قَاتَلَتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ قِيلَ: وَكَيْفَ قَاتَلَتَ الْجِنَّ؟ قَالَ: نَزَلْنَا مَنْزِلًا فَأَخَذْتُ قِرْبَتِي وَدَلْوِي لِأَسْتَقِيَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ سَيَأْتِيكَ عَلَى الْمَاءِ آتٍ يَمْنَعُكُ " فَلَمَّا كُنْتُ عَلَى الْبِئْرِ أَتَانِي رَجُلٌ أَسْوَدُ كَأَنَّهُ [مَرْسٌ] فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تَسْتَقِي الْيَوْمَ مِنْهَا ذَنُوبًا، فَأَخَذَنِي فأخذته فصرعته، ثم أخذت حَجَرًا فَكَسَرْتُ أنْفَهُ وَوَجْهَهُ ثُمَّ مَلَأْتُ قِرْبَتِي فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " هَلْ أَتَاكَ عَلَى الْمَاءِ أَحَدٌ؟ " فَقُلْتُ: رَجُلٌ أَسْوَدُ، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَاكَ الشَّيْطَانُ ".
[ص:292] هَذَا إِسْنَادٌ مُنْقَطِعٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
(175) [حَدِيثُ عَلِيٍّ فِي بَابِ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ جَمَاعَةٌ] .
(176) وَحَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه فِي تَرْجَمَتِهِ.
(177) وَالْأَحَادِيثُ الْوَارِدَةُ فِي " تقتل عمارا الف ة الباغية " تأتي إن شاء الله فِي وَقْعَةِ صِفِّينَ، وَكَذَا صِفَةُ قَتْلِهِ رَضِيَ الله عَنْه.(16/291)
4002 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَطْحَاءِ فَأَخَذَ بِيَدِي. فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَّ بِعَمَّارٍ وبأم عمار رَضِيَ الله عَنْهما يُعَذَّبَانِ فَقَالَ: " صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ ".(16/295)
4003 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْنِي الْمَسْجِدَ فَإِذَا نَقَلَ النَّاسُ حَجَرًا نَقَلَ عَمَّارُ رَضِيَ الله عَنْه حَجَرَيْنِ، فَإِذَا نَقَلُوا لَبِنَةً نَقَلَ لَبِنَتَيْنِ ".(16/299)
(40 - بَابُ فَضْلِ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه)(16/301)
4004 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ، ثنا مُحْتَسِبٌ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَعَدَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه فِي بَيْتِهِ وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ فَأَنْشَأَ يَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أُعَجِّبُكَ مِنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه قَعَدَ فِي بَيْتٍ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، وَأَنْشَأَ يَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُقْعِدَنِي مِنْ حَيْثُ لَا يَرَانِي مِنْهُمْ أَحَدٌ؟ ". قَالَ: نَعَمْ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَأَقْعَدَهُ الرَّجُلُ حَيْثُ لَا يَرَاهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَسَمِعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ يَقْرَأُ عَلَى مِزْمَارٍ مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ ".(16/301)
4005 - حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ فَرَّقَهُمَا قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ [قَنَانِ] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه يَقْرَأُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَأَنَّ صَوْتَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ ".(16/303)
(41 - ذِكْر خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه)(16/305)
4006 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: هَبَطْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ثنية هرشا، فَانْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَاوَلْتُهُ شِسْعِي فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ / وَجَلَسَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ لِيُصْلِحَ نَعْلَهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِي: " انْظُرْ مَنْ تَرَى؟ " قُلْتُ: هَذَا فُلَانٌ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِئْسَ عَبْدُ اللَّهِ فُلَانٌ "، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِي: " انْظُرْ مَنْ تَرَى "؟ قُلْتُ: هَذَا فُلَانٌ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِئْسَ عَبْدُ اللَّهِ فُلَانٌ "، قَالَ: ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِي: " انْظُرْ: مَنْ تَرَى "؟ قُلْتُ: هَذَا فُلَانٌ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَ
[ص:306] عَبْدُ اللَّهِ فُلَانٌ ". وَالَّذِي قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ: " نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ فُلَانٌ " خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه، وَأَمَّا الْآخَرَانِ لَا أُخْبِرُ بِهِمَا أَحَدًا.
أَبُو مَعْشَرٍ ضَعِيفٌ.(16/305)
4007 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن [أَبِي] خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ بن أَبِي حَازِمٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَسُبُّوا خَالِدًا، فَإِنَّهُ مِنْ سيوف الله عز وجل، سلّه الله تعالى عَلَى الْكُفَّار ".
صَحِيحُ الْإِسْنَادِ [ص:311].
4008 - لَكِنْ رَوَاهُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ فَقَالَ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ الله عَنْه فَذَكَرَهُ فِي حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ الخزاز، عَنْهُ وَأَوَّلُهُ: " شَكَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا خَالِدُ، لِمَ تُؤْذِي رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لَمْ تُدْرِكْ عَمَلَهُ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَقَعُونَ فِيَّ فَأَرُدُّ عَلَيْهِمْ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُؤْذُوا خَالِدًا فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سيوف الله تعالى، صَبَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ ".(16/309)
4009 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه: لَقَدْ مَنَعَنِي كَثِيرًا مِنَ القراءة الْجِهَادُ فِي سبيل الله تعالى.
صَحِيحٌ [ص:316].
4010 - وَبِهِ قَالَ خَالِدٌ رَضِيَ الله عَنْه: مَا لَيْلَةٌ يُهْدَى إِلَى بَيْتِي فِيهَا عَرُوسٌ أَنَا لَهَا مُحِبٌّ، أَوْ أُبَشَّرُ فِيهَا بِغُلَامٍ بِأَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ لَيْلَةٍ شَدِيدَةِ الْجَلِيدِ فِي سَرِيَّةٍ مِنَ الْمُجَاهِدِينَ أُصَبِّحُ بِهَا الْعَدُوَّ.(16/314)
4011 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ، ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: نَزَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى الْمَرَازِبَةِ فَقَالُوا لَهُ: احْذَرِ السُّمَّ لَا تَسْقِيكَهُ الْأَعَاجِمُ. فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: إيتوني بِهِ. فَأُتِيَ بِهِ. فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ اقتحمه وقال: " بسم اللَّهِ " فَلَمْ يَضُرَّهُ شَيْئًا.(16/318)
4012 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه: اعْتَمَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُمْرَةٍ اعْتَمَرَهَا، فَحَلَقَ شَعْرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَبَقْتُ إِلَى النَّاصِيَةِ فَأَخَذْتُهَا، فَاتَّخَذْتُ قَلَنْسُوَةً فَجَعَلْتُهَا فِي مُقَدَّمِ الْقَلَنْسُوَةِ فَمَا وُجِّهْتُ فِي وَجْهٍ إِلَّا فُتِحَ لِي.(16/321)
(42 - باب فَضْلُ سَلْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه)(16/323)
4013 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا قَطَنُ بْنُ نَسِيرٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قال: " آخى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، بَيْنَ أَبِي الدرداء وسلمان رَضِيَ الله عَنْهما، وَبَيْنَ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ وَالصَّعْبِ بْنِ جثامة رَضِيَ الله عَنْهما ".(16/323)
4014 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ منيع: حدثنا أبو دَاوُدُ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَشْيَاخِهِ قَالُوا: دَخَلَ سَعْدٌ عَلَى سلمان رَضِيَ الله عَنْهما يَعُودُهُ فَبَكَى سَلْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه. فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه: مَا يُبْكِيكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْكَ راض، وترد عليه الْحَوْضِ، وَتَلْقَى أَصْحَابَكَ.
(178) وَحَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه تَقَدَّمَ فِي بَابِ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ جَمَاعَةٌ.(16/325)
(43 - فَضْلُ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ رَضِيَ الله عَنْه)(16/330)
4015 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْهُذَيْلِ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَسْبِقُهُ بَعْضُ أَعْضَائِهِ إِلَى الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ رَضِيَ الله عَنْه ".(16/330)
(44 - فَضْلُ حَسَّانَ رَضِيَ الله عَنْه)(16/332)
4016 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عباس رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ: قَدْ جَاءَ حَسَّانُ اللَّعِينُ. فَقَالَ ابْنُ عباس رَضِيَ الله عَنْهما: مَا هُوَ بِلَعِينٍ لَقَدْ جَاهَدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلِسَانِهِ وَنَفْسِهِ.(16/332)
4017 - حَدَّثَنَا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: أَنْشَدَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْيَاتًا فَقَالَ:
[البحر الطويل]
(شَهِدْتُ بِإِذْنِ اللَّهِ أَنَّ مُحَمَّدًا ... رَسُولُ الَّذِي فَوْقَ السموات مِنْ عَلُ)
(وَأَنَّ أَبَا يَحْيَى وَيَحْيَى كِلَاهُمَا ... [لَهُ] عَمَلٌ فِي دِينِهِ مُتَقَبَّلُ)
(وَأَنَّ أَخَا الْأَحْقَافِ إِذْ قَامَ فِيهِمْ ... يَقُولُ بِذَاتِ اللَّهِ فِيهِمْ وَيَعْدِلُ)
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَأَنَا ".(16/334)
(45 - فَضْلُ صَفْوَانَ بْنِ الْمُعَطَّلِ رَضِيَ الله عَنْه)(16/336)
4018 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، أَنْبَأَنِي الْحَسَنُ، عَنْ صَاحِبٍ زَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ يُسَمَّى سفينة - أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ وَرَاحِلَتُهُ بِهَا زَادُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ جُعْتُ. فقال: ما أنا بمعطيك حَتَّى يَأْمُرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَنْزِلُ النَّاسُ فنأكل. قَالَ: فَقَالَ هَكَذَا بِالسَّيْفِ وَكَشَفَ عُرْقُوبَ الرَّاحِلَةَ، قَالَ: وَكَانَ إِذَا حَزَبَهُمْ أَمْرٌ قَالُوا: احْبِسْ أَوَّلَ احْبِسْ أَوَّلَ، فَسَمِعُوا فَوَقَفُوا، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَى مَا صَنَعَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ، بِالرَّاحِلَةِ قَالَ لَهُ: " اخْرُجْ " وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَسِيرُوا، فَجَعَلَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ يَتْبَعُهُمْ حَتَّى نَزَلُوا، فَجَعَلَ يَأْتِيَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ وَيَقُولُ: إِلَى أَيْنَ أَخْرَجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / إِلَى النَّارِ
[ص:337] أَخْرَجَنِي؟ [قَالَ: فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا زَالَ صَفْوَانُ بن المعطل يتحوب رِحَالَنَا مُنْذُ اللَّيْلَةَ وَيَقُولُ: إِلَى أَيْنَ أَخْرَجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّارِ أَخْرَجَنِي؟] .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ صَفْوَانَ بْنَ الْمُعَطَّلِ خَبِيثُ اللِّسَانِ طَيِّبُ الْقَلْبِ ".(16/336)
(46 - فَضْلُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه)(16/338)
4019 -[1] قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ ثنا أَبُو فَرْوَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " إِنَّهُ مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدِ اشْتَرَى فَرَسًا مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَجَحَدَهُ الْأَعْرَابِيُّ الْبَيْعَ، فَقَالَ: لَمْ أَبِعْكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ بِعْتَنِي " فَمَرَّ عَلَيْهِمْ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَسَمِعَ قَوْلَهُمَا فَقَالَ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ بِعْتَ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ ولم تشهدنا؟ ".
فقال رَضِيَ الله عَنْه: قد شَهِدْنَا عَلَى مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ. فَأَجَازَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ حَتَّى مَاتَ خُزَيْمَةَ رَضِيَ الله عَنْه.(16/338)
4019 -[2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زُرَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَرَى فَرَسًا مِنْ سَوَاءِ بْنِ قَيْسٍ الْمُحَارِبِيِّ فَجَحَدَهُ فَشَهِدَ لَهُ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا حَمَلَكَ عَلَى الشَّهَادَةِ وَلَمْ تَكُنْ مَعَنَا حَاضِرًا؟ ! " فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: صَدَّقْتُكَ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَعَلِمْتُ أَنَّكَ لَا تَقُولُ إِلَّا حَقًّا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَهِدَ لَهُ خُزَيْمَةُ أَوْ عَلَيْهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [ص:341] ".
4019 -[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.(16/340)
4020 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَرَى مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَرَسًا فَجَحَدَهُ الْأَعْرَابِيُّ، فَجَاءَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ أَتَجْحَدُ؟ أَنَا أَشْهَدُ عَلَيْكَ أَنَّكَ بِعْتَهُ.
فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: إِنْ شَهِدَ عَلَيَّ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ فَأَعْطِنِي الثَّمَنَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا خُزَيْمَةُ إِنَّا لَمْ نُشْهِدْكَ فكيف تشهد؟ "، فقال رَضِيَ الله عَنْه: أَنَا أَصَدِّقُكَ عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ، أَلَا أُصَدِّقُكَ عَلَى ذَا الْأَعْرَابِيِّ؟ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ، فَلَمْ يَكُنْ فِي الْإِسْلَامِ رَجُلٌ تَجُوزُ شَهَادَتُهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ غَيْرَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه.(16/344)
(47 - فَضْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه)(16/345)
4021 - قَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه: إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ مَرَّةَ، وَذَلِكَ عَلَى قَدْرِ دِيَتِهِ، أَوْ قَالَ: دِيَتِي.(16/345)
(48 - فَضْلُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَوَرَقَةَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ)(16/346)
4022 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ نُفَيْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ الْعَدَوِيِّ - عَدَوِيُّ قُرَيْشٍ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو وَوَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ خَرَجَا يَلْتَمِسَانِ الدِّينَ حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى رَاهِبٍ بِالْمَوْصِلِ فَقَالَ لِزَيْدِ بْنِ عَمْرٍو: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ يَا صَاحِبَ الْبَعِيرِ؟ قَالَ: مِنْ بَنِيَّةِ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ: فَمَا تَلْتَمِسُ؟ قَالَ: أَلْتَمِسُ الدِّينَ. قَالَ: ارْجِعْ، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَظْهَرَ الَّذِي تَطْلُبُ فِي أَرْضِكَ، فَأَمَّا وَرَقَةُ فَتَنَصَّرَ، وَأَمَّا أَنَا فَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّصْرَانِيَّةُ فَلَمْ تُوَافِقْنِي، فَرَجَعَ وَهُوَ [ص:347] يَقُولُ:
لَبَّيْكَ حَقًّا حَقًّا ... تعَبُّدًا وَرِقًّا
[البحر الرجز]
الْبِرَّ أَبْغِي لَا الْخَالَ ... وَهَلْ تَرَى [مَهْجَرًا] كَمَنْ قَالَ:
آمَنْتُ بِمَا آمَنَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ
ثم يقول:
(أبغي لَكَ [اللَّهُمَّ] عَانٍ رَاغِمُ، ... مَهْمَا تُجَشِّمْنِي فَإِنِّي جَاشِمُ)
ثُمَّ يَخِرُّ فَيَسْجُدُ.
قَالَ: وَجَاءَ ابْنُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي كَانَ كَمَا رَأَيْتَ وَكَمَا بَلَغَكَ أَفَأَسْتَغْفِرُ لَهُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ ".
وَأَتَى زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه وَهُمَا يَأْكُلَانِ مِنْ سُفْرَةٍ لَهُمَا، فَدَعَوَاهُ لِطَعَامِهِمَا. فَقَالَ زَيْدُ بْنُ
[ص:348] عَمْرٍو لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّا لَا نَأْكُلُ مَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ.(16/346)
4023 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ عيسى عليه السلام ". وَسُئِلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَرَقَةَ بْنِ نوفل قال: " أَبْصَرْتُهُ فِي بُطْنَانِ الْجَنَّةِ عَلَيْهِ سُنْدُسٌ ".
إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ مُجَالِدٍ وَقَدْ تَابَعَهُ يَحْيَى [بْنُ] سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ.
أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ، وَتَفَرَّدَ بِهِ مُجَالِدٌ وَفِيهِ ضِعْفٌ.(16/352)
4024 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ أَمْلَاهُ عَلَيْنَا مِنْ كِتَابِهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا حَارًّا مِنْ أَيَّامِ مَكَّةَ وَهُوَ مُرْدِفِي إِلَى نُصُبٍ مِنَ الْأَنْصَابِ، وَقَدْ ذَبَحْنَا لَهُ شَاةً فَأَنْضَجْنَاهَا قَالَ: فَلَقِيَهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَحَيَّا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ تَحِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا زيد: ما لي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ [شَنِفُوا] لَكَ؟ " قَالَ: وَاللَّهِ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ ذلك لغير نايلة لِي مِنْهُمُ وَلَكِنِّي خَرَجْتُ أَبْتَغِي هَذَا الدِّينَ حَتَّى أَقْدَمَ عَلَى أَحْبَارِ فَدَكَ، فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ الله تعالى وَيُشْرِكُونَ بِهِ فَقُلْتُ: مَا هَذَا بالذي أَبْتَغِي.
فَقَالَ شَيْخٌ مِنْهُمْ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُ عَنْ دِينٍ مَا نَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا يَعْبُدُ اللَّهَ بِهِ
[ص:355] تعالى إِلَّا شَيْخًا بِالْحِيرَةِ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْدُمَ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: / مِنْ أَهْلِ بَيْتِ اللَّهِ، وَمِنْ أَهْلِ الشَّوْكِ وَالْقَرَظِ، فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ قَدْ ظَهَرَ بِبِلَادِكَ قَدْ بُعِثَ نَبِيٌّ قَدْ طَلَعَ نَجْمُهُ وَجَمِيعُ مَنْ رَأَيْتُهُمْ فِي ضَلَالٍ. فَلَمْ أُحِسَّ بِشَيْءٍ بَعْدُ يَا مُحَمَّدُ.
قَالَ: فَقَرَّبَ إِلَيْهِ السُّفْرَةَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ شَاةٌ ذَبَحْنَاهَا لِنُصُبٍ مِنَ الْأَنْصَابِ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا كُنْتُ لِآكُلَ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهُ عَلَيْهِ ".
قَالَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه: فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ فَطَافَ بِهِ وَأَنَا مَعَهُ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَكَانَ عِنْدَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ صَنَمَانِ مِنْ نُحَاسٍ أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ: يَسَافٌ، وَالْآخَرُ يُقَالُ لَهُ: نَائِلَةُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ إِذَا طَافُوا تَمَسَّحُوا بِهِمَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تمسحنهما فَإِنَّهُمَا رِجْسٌ "، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لأمسحنهما، حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَّحْتُهُمَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا زَيْدُ أَلَمْ تُنْهَ "؟
وَمَاتَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو وَأُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدٍ: " إِنَّهُ يُبْعَثُ أُمَّةً وَحْدَهُ ".(16/354)
(49 - فَضْلُ أَبِي طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه)(16/359)
4025 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما أَوْ أَنَسِ ابن مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ ".(16/359)
4026 -[1] حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ أَبَا طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَرَأَ سُورَةَ بَرَاءَةَ فَأَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} فَقَالَ: أَلَا أَرَى رَبِّي يَسْتَنْفِرُنِي شَابًّا وَشَيْخًا؟ جَهِّزُونِي. فَقَالَ لَهُ بَنُوهُ: قَدْ غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قُبِضَ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه حَتَّى مَاتَ وَمَعَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَنَحْنُ نَغْزُو عَنْكَ. قَالَ: جَهِّزُونِي. فَجَهَّزُوهُ فَرَكِبَ الْبَحْرَ حَتَّى مَاتَ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ جَزِيرَةً يَدْفِنُوهُ فِيهَا إِلَّا بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ فَلَمْ يَتَغَيَّرْ [ص:365].
4026 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَّامٍ، ثنا حَمَّادٌ بِهِ.
صَحَّحَهُ ابْنُ حَبَّانَ.(16/364)
(50 - فَضْل سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رَضِيَ الله عَنْه)
(179) تَقَدَّمَ لَهُ حَدِيثٌ فِي الْجَنَائِزِ.
(180) وَحَدِيثٌ فِي الْمَغَازِي فِي حُكْمِهِ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ.(16/368)
4027 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِحُبِّ الله تعالى لِقَاءَ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: إِنَّمَا يَعْنِي السَّرِيرَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} قَالَ: تفسخت أَعْوَادُهُ
[ص:370] قَالَ: وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَهُ فَاحْتُبِسَ فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ضُمَّ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه فِي الْقَبْرِ ضَمَّةً فدعوت الله تعالى أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُ [ص:372] ".
4027 -[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ بِهِ.
وَقَالَ: هَذَا الْحَدِيثَ بِهَذَا التفسير لا نعلم إِلَّا عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما.(16/369)
(51 - فَضْلُ أَبِي بَرْزَةَ رَضِيَ الله عَنْه)
(181) لَهُ حَدِيثٌ فِي بَابِ عَيْشِ السَّلَفِ مِنْ كِتَابِ الزُّهْدِ وَالرَّقَائِقِ.(16/374)
(52 - فَضْلُ عَامِرِ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ الله عَنْه)(16/375)
4028 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرٍ قَالَ: إِنَّ عَامِرَ بْنَ الْأَكْوَعِ رَضِيَ الله عَنْه بَارَزَ رَجُلًا فَقَتَلَهُ وَجَرَحَ نَفْسَهُ قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " لَهُ أَجْرَانِ ".(16/375)
4029 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْأَسْلَمِيُّ، ثنا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: إِنَّ عَمَّهُ جُرِحَ يَوْمَ خَيْبَرَ وَقَتَلَ رَجُلًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَكَ أَجْرَانِ ".(16/377)
(53 - فَضْل صُهَيْبٍ رَضِيَ الله عَنْه)(16/378)
4030 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَرَوْحُ بْنُ عبادة وأبو سلمة قَالُوا: ثنا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ الْأَعْرَابِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: إِنَّ صُهَيْبًا حِينَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَ لَهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: أَتَيْتَنَا صُعْلُوكًا فَكَثُرَ مَالُكَ عِنْدَنَا وَبَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ ثُمَّ تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ؟ ، وَاللَّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ. فَقَالَ لَهُمْ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ مَالِي تخلون سَبِيلِي؟ فَقَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ: أُشْهِدُكُمْ أن قَدْ جَعَلْتُ لَكُمْ مَالِي. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " رَبِحَ صُهَيْبٌ رَبِحَ صُهَيْبٌ ".
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ إِنْ كَانَ أَبُو عُثْمَانَ سَمِعَهُ مِنْ صُهَيْبٍ. وَقَدْ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا أَرَدْتُ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
فَصَحَّ اتِّصَالُهُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
[ص:379] أَخْرَجَهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي التَّفْسِيرِ للمسند مِنْ حَدِيثِ جَعْفَرٍ.
(182) وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ الله عَنْه تَقَدَّمَ فِي التفسير للبقرة.(16/378)
4031 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ثنا دَفَّاعُ بْنُ دَغْفَلٍ، ثنا النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه لِصُهَيْبٍ: يَا صُهَيْبُ إِنَّ فِيكَ خِصَالًا ثَلَاثًا أَكْرَهُهَا لَكَ.
قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: إِطْعَامُكَ الطَّعَامَ وَلَا مَالَ لَكَ، وَاكْتِنَاؤُكَ وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ، وَادِّعَاؤُكَ إِلَى الْعَرَبِ وَفِي لِسَانِكَ لُكْنَةٌ.
قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الطَّعَامِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَفْضَلُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ " وَايْمُ اللَّهِ لا أَتْرُكُ إِطْعَامَ الطَّعَامِ أَبَدًا. وَذَكَرَ [الْكُنْيَةَ] [[فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي: " يَا صُهَيْبُ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ قَالَ: " أَلَكَ وَلَدٌ؟ " قُلْتُ: لَا قَالَ: " اكْتَنِ بِأَبِي يَحْيَى]] (*) قَالَ: فَعَلَيْهَا أَحْيَا وَعَلَيْهَا أَمُوتُ، وَذَكَرَ الِادِّعَاءِ قَالَ: فَأَنَا صُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ حَتَّى انْتَسَبَ إِلَى النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ، كُنْتُ أَرْعَى عَلَى أَهْلِي، وَإِنَّ الرُّومَ أَغَارَتْ فَرَقَّتْنِي فَعَلَّمَتْنِي لُغَتَهَا فَهُوَ الَّذِي تَرَى مِنْ لَكْنَتِي.
قُلْتُ: هَذَا إِسْنَادٌ غَرِيبٌ، وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ: إِنَّ صُهَيْبًا ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
وَهَذَا السِّيَاقُ أَوَفَى.
[ص:382] وَفِي الْبُخَارِيِّ طَرَفٌ مِنْهُ /.
وَفِي ابْنِ مَاجَةَ طَرَفٌ آخَرُ.
وَإِنَّمَا أَخْرَجْتُهُ لِغَرَابَةِ إِسْنَادِهِ وَاسْتِيفَاءِ سِيَاقِهِ.
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ(16/381)
(54 - فَضْلُ النَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ رَضِيَ الله عَنْه)(16/383)
4032 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّابِغَةَ يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْشَدْتُهُ قَوْلِي:
[البحر الطويل]
(وَإِنَّا لَقَوْمٌ مَا نُعَوِّدُ خَيْلَنَا ... إِذَا مَا الْتَقَيْنَا أَنْ تَحِيدَ وَتَنْفِرَا)
(وتنكر يَوْمَ الرَّوْعِ أَلْوَانَ خَيْلِنَا ... مِنَ الطعن حتى تحسب الْجَوْنَ أَشْقَرَا)
(وَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ لَنَا أَنْ نَرُدَّهَا ... صِحَاحًا وَلَا مستنكر أَنْ يُعَفَّرَا [ص:384])
(بَلَغْنَا السَّمَاءَ مَجْدَنَا وَجُدُودَنَا ... وَإِنَّا لَنَبْغِي فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرَا)
قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَى أَيْنَ؟ " قُلْتُ: إِلَى الْجَنَّةِ. قَالَ: " نَعَمْ إِنْ شاء الله تعالى ". قال رَضِيَ الله عَنْه: فلما أنشدته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(وَلَا خَيْرَ فِي حِلْمٍ إِذَا لَمْ يكن لَهُ ... بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا)
(وَلَا خَيْرَ فِي جَهْلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ... أَرِيبٌ إِذَا مَا أُورِدَ الْأَمْرُ أَصْدَرَا ...
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا [يَفْضُضُ] اللَّهُ فَاكَ ". قَالَ: فَكَانَ رَضِيَ الله عَنْه مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ ثَغْرًا، وَكَانَ إِذَا سَقَطَتْ لَهُ سِنٌّ نَبَتَتْ.(16/383)
(55 - فَضْل الْمُقْعَدِ الَّذِي مَاتَ فِي حَيَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)(16/387)
4033 -[1] قَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا أَبُو جَابِرٍ.
[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، كِلَاهُمَا عَنْ فَائِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوَفَى رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ مُقْعَدٌ فَقَالَ لِأَهْلِهِ: ضَعُونِي عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى [مَسْجِدِهِ] قَالَ: فَوُضِعَ الْمُقْعَدُ عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ إِذَا اخْتَلَفَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ سَلَّمَ عَلَى الْمُقْعَدِ، فَجَاءَ أَهْلُ الْمُقْعَدِ لِيَرُدُّوهُ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أَبْرَحُ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ مَا عَاشَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَابْنُوا لِي خُصًّا، فَبَنَوْا لَهُ خُصًّا فَكَانَ فِيهِ، - فَكُلَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ دَخَلَ الْخُصَّ وَسَلَّمَ عَلَى الْمُقْعَدِ - وَكُلَّمَا
[ص:388] أَصَابَ طُرْفَةً مِنْ طَعَامٍ بَعَثَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُقْعَدِ.
قَالَ فَبَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَى آتٍ فَنَعَى لَهُ الْمُقْعَدَ فَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَهَضْنَا مَعَهُ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ الْخُصِّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " لَا يَقْرَبَنَّ الْخُصَّ أَحَدٌ غَيْرِي ". فَدَنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْخُصِّ فَإِذَا جبريل عليه الصلاة والسلام قَاعِدٌ عِنْدَ الْمُقْعَدِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ تَأْتِنَا لَكَفَيْنَاكَ أمره فأما إذ جِئْتَ فَأَنْتَ أَوْلَى بِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَسَّلَهُ بِيَدِهِ وَكَفَّنَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ وَأَدْخَلَهُ الْقَبْرَ.
تَفَرَّدَ بِهِ فَائِدُ أَبُو الْوَرْقَاءِ وَهُوَ ضَعِيفٌ.(16/387)
(56 - فَضْلُ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ رَضِيَ الله عَنْه)(16/389)
4034 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، وَعَلَيْهِ دِرْعٌ وَبِيَدِهِ رَايَةٌ.(16/389)
(57 - فَضْلُ عُوَيْمِرٍ [أبي الدرداء] رَضِيَ الله عَنْه)
(183) له فِي تَرْجَمَةِ أبي ذر رَضِيَ الله عَنْه ذكر، وَقَدْ تَقَدَّمَتْ.(16/391)
(58 - فَضْلُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَزَيْدِ بن حارثة رضوان الله عليهما)
(184) حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه فِي شَأْنِ بنت حمزة رَضِيَ الله عَنْهما تَقَدَّمَ فِي الْحَضَانَةِ.(16/392)
4035 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا وَهْبٌ وهو ابْنُ بَقِيَّةَ، ثنا خَالِدٌ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُسَيْنٍ، يَعْنِي: ابْنَ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَمَرَ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ لَا يُخْرِجَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِهَا، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمْرَتَهُ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبِنْتِ حَمْزَةَ بْنِ عبد المطلب رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَى مَنْ تَدَعُنِي؟ فَلَمْ يَلْتَفِتْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهَا لِلْعَهْدِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ، وَمَرَّ بِهَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَتْ: إِلَى مَنْ تدعوني؟ فَلَمْ
[ص:393] يَلْتَفِتْ
عليها
، ومر
بِهَا جَعْفَرٌ رَضِيَ الله عَنْه فَنَاشَدَتْهُ. فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، ثُمَّ مَرَّ بِهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَتْ: يَا أَبَا الْحَسَنِ إِلَى مَنْ تَدَعُنِي؟ . فَأَخَذَهَا عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه فَأَلْقَاهَا خلف فاطمة رَضِيَ الله عَنْها، فَلَمَّا نَزَلُوا أَدْنَى مَنْزِلٍ أَتَى زَيْدٌ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: أَنَا أَوْلَى بِهَا مِنْكَ ... فَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ.
وَهُوَ عِنْدَ أَحْمَدَ مِنْ طَرِيقِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما.(16/392)
4036 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُصِيبَ جَعْفَرٌ وَكُنْتُ أُحِبُّ جَعْفَرًا رَضِيَ الله عَنْه ".(16/395)
4037 - حدثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: كَانَ حُصِرَ فِيمَا قِيلَ مِنْ جَعْفَرٍ رَضِيَ الله عَنْه تَسْعَوْنَ بَيْنَ ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ وَطَعْنَةٍ بِرُمْحٍ.
أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ.(16/396)
4038 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا [إِسْمَاعِيلُ] بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ رَضِيَ الله عَنْه مِنَ الْحَبَشَةِ عَانَقَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".(16/399)
4039 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: " مَا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً قَطُّ فِيهِمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه إِلَّا أَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ " مُخْتَصَرًا.(16/404)
4040 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ ابن [أَبِي] إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنْ زَيْدِ بن حارثة رَضِيَ الله عَنْهم أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: آخَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ الله عَنْه.(16/406)
(59 - فَضْلُ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه)(16/408)
4041 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْبَصْرِيُّ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ هُرْمُزَ الْقَسْمَلِيُّ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْمِي فَانْتَهَيْتُ إليهم وأنا طاوي، وَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِمْ وَهُمْ يَأْكُلُونَ الدَّمَ. فَقَالُوا: هَلُمَّ. فَقُلْتُ: جِئْتُ أَنْهَاكُمْ عَنْ هَذَا، فَنِمْتُ وَأَنَا مَغْلُوبٌ فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي بِإِنَاءٍ فِيهِ شَرَابٌ فَقَالَ: خُذْ. فَأَخَذْتُهُ فَشَرِبْتُ فَشَبِعْتُ وَرُوِيتُ. / فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَتَاكُمْ رَجُلٌ مِنْ سُرَاةِ قَوْمِكُمْ فَلَمْ تُتْحِفُوهُ بِمُذَيِّقَةٍ. قَالَ: فَأْتُونِي بِمُذَيِّقَتِهِمْ فَقُلْتُ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا. قَالُوا: إنا رأيناك بجهد. فَأَرَيْتُهُمْ بَطْنِي فَأَسْلَمُوا عن آخرهم رَضِيَ الله عَنْهم.(16/408)
4042 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْهَيْثَمُ، ثنا الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه: ابْنُ كَمْ كُنْتَ على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ . قَالَ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا غَيْرُكَ قَبْلَكَ، كُنْتُ ابْنَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي، وَحَضَرْتُ خطبة فَجَعَلَ يَمِيلُ بِصَدْرِ رَاحِلَتِهِ فيكاد أَنْ تُزِيلَنِي عَنِ السَّمَاعِ، فَأَضَعُ كَتِفَي فِي صَدْرِ رَاحِلَتِهِ فَأُزِيلُهَا.(16/412)
(60 - فَضْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله عَنْه)(16/414)
4043 - قال عَبْدُ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عباس رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا عَلَى الْأَرْضِ رَجُلٌ يَمُوتُ وَفِي قَلْبِهِ مِنَ الْكِبْرِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ إِلَّا جعله الله تعالى فِي النَّارِ ". فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيُّ رَضِيَ الله عَنْه بَكَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ لِمَ تَبْكِي؟ " فَقَالَ: مِنْ كَلِمَتِكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْشِرْ فَإِنَّكَ فِي الْجَنَّةِ ". قَالَ: فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا فَغَزَا فَقُتِلَ فِيهِمْ شَهِيدًا ... الْحَدِيثُ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ بَاقِيهِ فِي الْأَدَبِ فِي ذَمِّ الْكِبْرِ.(16/414)
(61 - فَضْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أبي طالب رَضِيَ الله عَنْهما)(16/416)
4044 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ ابن سَرِيعٍ، عن فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: ثُمَّ مَرَّ، يَعْنِي: النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَبْدِ اللَّهِ بن جعفر رَضِيَ الله عَنْهما وَهُوَ يَلْعَبُ بِشَيْءٍ يَبِيعُهُ وَهُوَ غُلَامٌ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِي تِجَارَتِهِ ".
[2] حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ فِطْرٍ مِثْلَهُ.
إِسْنَادُهُ حَسَنٌ عَلَى شَرْطِ أَبِي دَاوُدَ.
[ص:417] أُخْرِجَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَوَّلُ هَذَا الْحَدِيثِ وَلَمْ يَذْكُرْ مَا أَوْرَدْتُهُ.
[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ فِطْرٍ نَحْوَهُ وَقَالَ: " بارك الله تعالى لَهُ فِي بيعه أَوْ قَالَ فِي صَفْقَتِهِ ".(16/416)
4045 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " إِنَّ رَجُلًا جَلَبَ سَكَرًا إِلَى الْمَدِينَةَ فَكَسَدَ عَلَيْهِ فَقَالُوا لَهُ: ائْتِ عَبْدَ اللَّهِ بن جعفر رَضِيَ الله عَنْهما، فَأَتَاهُ فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ بده وازده، وَقَالَ: مَنْ شَاءَ أَخَذَ. فَقَالَ الرَّجُلُ: آخُذُ مَعَهُمْ. قَالَ: خُذْ ".(16/419)
(62 - فَضْلُ أَبِي الدَّحْدَاحِ رَضِيَ الله عَنْه)(16/421)
4046 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا خَلَفُ ابن خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قرضا حسنا} الآية، قَالَ أَبُو الدَّحْدَاحِ رَضِيَ الله عَنْه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إن الله تعالى يُرِيدُ مِنَّا الْقَرْضَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ يَا أَبَا الدَّحْدَاحِ ".
قَالَ أَرِنِي يَدَكَ. فَنَاوَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ. قَالَ: قَدْ أَقْرَضْتُ رَبِّي حَائِطِي. وَحَائِطَهُ فِيهِ سِتُّمِائَةِ نَخْلَةٍ. فَجَاءَ رَضِيَ الله عَنْه يَمْشِي حَتَّى أَتَى الْحَائِطِ وَأُمُّ الدَّحْدَاحِ فِيهِ وَعِيَالُهَا، فنادى: يا أم الدَّحْدَاحِ. قَالَتْ: لَبَّيْكَ. قَالَ: اخْرُجِي فَقَدْ أقرضت رَبِّي.
حُمَيْدٌ ضَعِيفٌ.(16/421)
(63 - فَضْلُ أَبِي سُفْيَانَ صَخْرِ بْنِ حَرْبِ رَضِيَ الله عَنْه)(16/424)
4047 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [عَنْ] سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ صَوْتًا أَشَدَّ مِنْ صَوْتِهِ - يَعْنِي أَبَا سُفْيَانَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ - وَهُوَ تَحْتَ رَايَةِ ابْنِهِ يَقُولُ: هَذَا يَوْمٌ مِنْ أيام الله تعالى، اللَّهُمَّ أَنْزِلْ نَصْرَكَ [ص:425].
4047 -[2] قَالَ: قَالَ مِسْعَرٌ مَرَّةً أُخْرَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ: حَدَّثَنَا مَنْ سَمِعَ أَبَا سُفْيَانَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ ... فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ.(16/424)
(64 - فَضْلُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه)(16/426)
4048 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، ثنا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ [الْعُرَيْجِيِّ] ، قَالَ: لَمَّا حُضِرَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه جَزَعَ جَزَعًا شَدِيدًا وَجَعَلَ يَبْكِي فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ: لِمَ تَجْزَعُ وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعْمِلُكَ وَيُدْنِيكَ؟ ! فَقَالَ: قَدْ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ ذَلِكَ وَلَا أَدْرِي أَحُبًّا ذَلِكَ لِي أَمْ تَأَلُّفًا يَتَأَلَّفُنِي، وَلَكِنْ أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحِبُّهُمَا، ابْنُ سُمَيَّةَ يَعْنِي عَمَّارًا وابن مسعود رَضِيَ الله عَنْهما. فَلَمَّا جَدَّ بِهِ يَعْنِي النَّزْعَ جَمَعَ يَدَيْهِ ووضعهما مَوْضِعَ الْغُلِّ مِنْ عُنُقِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَمَرْتَنَا فَتَرَكْنَا، وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا فَلَا يَسَعُنَا إِلَّا رَحْمَتُكَ. قَالَ: فَمَا زَالَتْ تِلْكَ هَجِيرَاهُ حَتَّى قُبِضَ.(16/426)
(65 - بَابُ [يَسَارٍ] رَضِيَ الله عَنْه)(16/428)
4049 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا جَسْرُ بْنُ فَرْقَدٍ، ثنا سَلِيطُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ الْأَنْصَارِيُّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: بَايَعَ جد أبي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(16/428)
(66 - فضل [حَارِثَةَ] بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ الله عَنْه)(16/429)
4050 -[1] قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ القاسم قال: جاء الْحَارِثَ بن النعمان الأنصاري رَضِيَ الله عَنْه إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُنَاجِي جِبْرِيلَ عليه الصلاة والسلام، فجلس ولم يسلم فقال جبريل عليه السلام: " لو سلم هذا علينا لرددنا عليه ". فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أتعرفه؟ " قال: " نعم. هذا من الثمانين الذي صبروا معك يوم حنين، أرزاقهم وأرزاق أولادهم على الله عز وجل في الجنة ".
كذا قال الحسن بن قتيبة وهو ضعيف [ص:432].
4050 -[2] وخالفه بشر بن المفضل فقال: عن المسعودي بهذا الإسناد أن حارثة بن النعمان رَضِيَ الله عَنْه جاء إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يناجي جبريل عليه الصلاة والسلام ... فَذَكَرَهُ.
َرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْحَكَمِ فَخَالَفَ فِي إِسْنَادِهِ فَقَالَ: عَنْ مِقْسَمٍ / عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَخَالَفَ الْمَتْنِ فَقَالَ: يفر النَّاسُ عَنْكَ غَيْرَ ثَمَانِينَ فَيَصْبِرُونَ مَعَكَ وَهُوَ مِنْهُمْ. فَالْأَوَّلُ جَعَلَهُ خَبَرًا عَمَّا مَضَى، وَالثَّانِي جَعَلَهُ خَبَرًا عَمَّا يَأْتِي، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.(16/429)
(67 - فَضْل مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه)(16/434)
4051 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: قَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ الله عَنْه: مَا زِلْتُ أَطْمَعُ فِي الْخِلَافَةِ مُنْذُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ: " يَا مُعَاوِيَةُ إِنْ مَلَكْتَ فَأَحْسِنْ ".(16/434)
(68 - فَضْلُ بَشِيرِ بن الْخَصَاصِيَةِ رَضِيَ الله عَنْه)(16/436)
4052 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنِ الْجَهْدَمَةِ امْرَأَةِ بَشِيرِ بن الْخَصَاصِيَةِ، عَنْ بَشِيرِ بن الْخَصَاصِيَةِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِمَّنْ أَنْتَ؟ " قُلْتُ: مِنْ رَبِيعَةَ. قَالَ: " مِنْ رَبِيعَةَ الْفُرْسِ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَوْلَاهُمُ انتقلت الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا، أَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ بَيْنِ رَبِيعَةَ ".(16/436)
(69 - فَضْلُ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ رَضِيَ الله عَنْه)(16/438)
4053 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا الْمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَنًا فَقَالَ: " مَتَّعَهُ اللَّهُ بِشَبَابِهِ ".(16/438)
(70 - فَضْلُ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه)(16/440)
4054 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ هُوَ الْجُعْفِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَقِيلٍ رَضِيَ الله عَنْه: " يَا أَبَا يَزِيدَ: إِنِّي لَأُحِبُّكَ حُبَّيْنِ، حُبُّ الْقَرَابَةِ، وَحُبٌّ لِحُبِّ أَبِي طَالِبٍ إِيَّاكَ ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.(16/440)
(71 - فَضْلُ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ الله عَنْه)
(185) فِي الْمَغَازِي، فِي الْحُدَيْبِيَةِ وَفِي حُنَيْنٍ.(16/442)
(72 - فَضْلُ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ رَضِيَ الله عَنْه)(16/443)
4055 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: " ذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ بِرَأْسِي وَدَعَا لِي بِالرِّزْقِ [ص:444] ".
4055 -[2] حدثنا وَهْبٌ هُوَ ابْنُ بَقِيَّةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بن حريث رَضِيَ الله عَنْهما قال: " ذهب بي أبي وأمي ... " الْحَدِيثَ.(16/443)
(73 - فَضْلُ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه)(16/446)
4056 -[1] قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا المقري، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ رَجُلٍ فَجَعَلْتُ أَدْعُو وَأَنَا مُمْسِكٌ بِحَصَاةٍ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه كَانَ يَقُولُ: إِذَا سَأَلْتَ رَبَّكَ فَلَا تُمْسِكْ بِيَدِكَ الْحَجَرَ، فَلَمَّا سَمِعْتُهُ ذَكَرَ عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنَسْتُ إِلَيْهِ وَانْتَسَبْتُ إِلَيْهِ، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنِي فَقَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ آخَرُ لَوْ شِئْتُ لَسَمَّيْتُهُ فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ وَحُذَيْفَةُ رَضِيَ الله عَنْه جَالِسٌ فَقَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ الله عَنْه: فَأَيْنَ أَنَا يَا رَسُولَ الله؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ فِي خَيْرٍ أَوْ إِلَى خَيْرٍ [ص:448] ".
4056 -[2] وَبِهِ إِلَى مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ رَجُلٍ فَحَدَّثَنِي أَنَّ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه كَانَ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَيْنَ أَنَا؟ ... فَذَكَرَهُ مُخْتَصَرًا مِنَ الْأَوَّلِ.(16/446)
(74 - فَضْلُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ الله عَنْه)(16/449)
4057 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الأنصاري [حدثتني جدتي] عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ أَصَابَهُ سَهْمٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا رَافِعُ إن شئت رفعت السَّهْمَ وَتَرَكْتُ الْقُطْبَةَ وَأَشْهَدُ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَنَّكَ شَهِيدٌ؟ ". قَالَ: فَفَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(16/449)
(75 - فَضْلُ أنس رَضِيَ الله عَنْه)(16/451)
4058 -[1] قَالَ الطيالسي: حدثنا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو أن ألقى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقُولَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خُوَيْدِمُكَ أَنَسٌ [ص:452].
4058 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا هَارُونُ، ثنا أَبُو دَاوُدَ بِهَذَا.(16/451)
4059 - حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَخُو الْمُقَدَّمِيِّ، ثنا جَعْفَرٌ، ثنا ثَابِتٌ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا أَتَيْتُ أَنَسًا رَضِيَ الله عَنْه يُخْبِرُ بِمَكَانِي، فَأَدْخُلُ عَلَيْهِ فَآخُذُ يَدَيْهِ فأقبلهما وَأَقُولُ: بِأَبِي هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ اللَّتَيْنِ مَسَّتَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُقَبِّلُ عَيْنَيْهِ وَأَقُولُ: بِأَبِي هَاتَيْنِ [الْعَيْنَيْنِ] اللَّتَيْنِ رَأَتَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(16/453)
(76 - فَضْلُ سَفِينَةَ رَضِيَ الله عَنْه)(16/455)
4060 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سَفِينَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ.
قَالَ: رَكِبْتُ الْبَحْرَ فِي سَفِينَةٍ فَكُسِرَتْ بِنَا، فَرَكِبْتُ لَوْحًا مِنْهَا، فَطَرَحَنِي فِي أَجَمَةٍ فِيهَا الْأَسَدُ فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا بِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْحَارِثِ: أَنَا سَفِينَةُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: فَضَرَبَنِي بِمَنْكِبِهِ وَطَأْطَأَ رَأْسَهُ وَجَعَلَ يَغْمِزُنِي بِمَنْكِبِهِ ثُمَّ مَشَى مَعِي حَتَّى أَقَامَنِي عَلَى الطَّرِيقِ، ثُمَّ ضَرَبَنِي بِيَدِهِ وَهَمْهَمَ سَاعَةً فَرَأَيْتُ أَنَّهُ يُوَدِّعُنِي.
[2] وقال البزار: حدثنا محمد بن بشار، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، به.(16/455)
(77 - فَضْل ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه)
(186) لَهُ رَضِيَ الله عَنْه فِي تَرْجَمَةِ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه ذِكْرٌ.(16/458)
4061 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ أَبُو طَلْقِ ابن حَنْظَلَةَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَوْسِ بْنِ / [ثَرِيبٍ] فَذَكَرَ حَدِيثًا قَالَ: فَضَرَبَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه بَيْنَ كَتِفَيِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه وَقَالَ: لَقَدْ جعل الله تعالى فِي قَلْبِكَ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ مِنَ الْعِلْمِ غَيْرَ قَلِيلٍ. قَالَ: فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ.
وَالْحَدِيثُ بِتَمَامِهِ مَذْكُورٌ فِي عِشْرَةِ النِّسَاءِ.(16/459)
4062 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا المقري، ثنا الْمَسْعُودِي عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَفْشَى الْقُرْآنَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه.(16/460)
4063 - حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، ثنا سَعِيدُ [بْنُ أَبِي أَيُّوبَ] ثنا النُّعْمَانُ ابن عَمْرِو [بْنِ] خَالِدٍ اللَّخْمِيُّ، عَنْ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنِ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه قال: إِنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَأَتَى سَارِيَةً فَوَقَفَ إليها يصلي، قال: وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قائدنا ابْن مَسْعُودٍ " وَهُوَ لَا يَسْمَعُهُ، فقرأ: {قل يأيها الْكَافِرُونَ (1) } ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ، ثُمَّ قَامَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَخْلِصْ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ " فَقَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) } ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ وَجَلَسَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْعُ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ تُجَبْ، وَسَلْ تُعْطَ ". وَهُوَ رَضِيَ الله عَنْه فِي ذَاكَ لَا يَسْمَعُهُ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى وَالنَّصِيبَ الْأَوْفَرَ مِنْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ، وَأَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعِفَّةَ والثرى وَالْبُشْرَى عِنْدَ انْقِطَاعِ الدُّنْيَا، وَأَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدَّ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْفَدُ، وَفَرَحًا لَا يَنْقَطِعُ وَتَوْفِيقًا لِلْحَمْدِ وَلِبَاسَ التَّقْوَى وَزِينَةَ الْإِيمَانِ وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ.
قَالَ: فَانْطَلَقَ رَجُلٌ فَبَشَّرَهُ.(16/461)
4064 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ سليمان بن مينا، عَنْ نُفَيْعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه مِنْ أَجْوَدِ النَّاسِ ثَوْبًا أَبْيَضَ، وَأَطْيَبَ النَّاسِ رِيحًا.
(187) وَحَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه فِي تَرْجَمَتِهِ.
(188) وَحَدِيثُ الْقَاسِمِ رَضِيَ الله عَنْه: " كَانَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه إِذَا جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَعَ نَعْلَيْهِ مِنْ رِجْلَيْهِ " فِي كِتَابِ الْأَدَبِ ".(16/464)
4065 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن عقبة بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَا أَرَى رَجُلًا أَعْلَمَ بِمَا أَنْزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه. فَقَالَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه: لئن قلت ذاك لَقَدْ كَانَ يَسْمَعُ حِينَ لا يُسمع، وَيَدْخُلُ حَيْثُ لَا نَدْخُلُ رَضِيَ الله عَنْه.(16/466)
4066 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عُمَيْسٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: تَكَلَّمَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رِبًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، ثُمَّ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: رَضِيتُ لَكُمْ مَا رَضِيَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَكَرِهْتُ لَكُمْ مَا كَرِهَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ ".(16/468)
4067 -[1] وَقَالَ الطيالسي: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه ذَهَبَ يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسِّوَاكِ فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَى دِقَّةِ سَاقِهِ وَيَعْجَبُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ [ص:472] ".
4067 -[2] رَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ سَهْلِ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ سَهْلٌ.(16/471)
4068 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنْتُ أَسْتُرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَسَلَ، وَأُوقِظُهُ إِذَا نَامَ، وَأَمْشِي مَعَهُ فِي الْأَرْضِ ... الْحَدِيثَ.(16/475)
(78 - فَضْلُ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما)(16/477)
4069 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، ثنا جَرِيرٌ هُوَ ابْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى هو ابن [حكيم] ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: تَعَالَ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنهم اليوم كثير. فَقَالَ: وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَتَرَى النَّاسَ يَفْتَقِرُونَ إِلَيْكَ وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ فِيهِمْ؟ !
قَالَ: فَتَرَكْتُ ذَلِكَ فَأَقْبَلْتُ أَسْأَلُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الْحَدِيثِ، فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِي عَنِ الرَّجُلِ فَآتِيهِ وَهُوَ قَائِلٌ فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ يسفي الرِّيحُ عَلَيَّ مِنَ التُّرَابِ فَيَخْرُجُ فَيَرَانِي فَيَقُولُ: يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا جَاءَ بِكَ؟ أَلَا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَكَ؟ فَأَقُولُ: لَا، أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ، فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ، فَعَاشَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الْأَنْصَارِيُّ حَتَّى رَآنِي وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلِي يَسْأَلُونَنِي فَقَالَ: كَانَ هَذَا الْفَتَى أَعْقَلَ مِنِّي.(16/477)
4070 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا ابْنُ دَاوُدَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: جَالَسْتُ سَبْعِينَ أَوْ خَمْسِينَ شَيْخًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا أَحَدٌ مِنْهُمْ خَالَفَ ابْنَ عباس رَضِيَ الله عَنْهما فَيَلْتَقِيَانِ إِلَّا قَالَ: هُوَ كَمَا قُلْتُ. أَوْ قَالَ: صَدَقْتَ.
صَحِيحٌ.(16/479)
4071 - / وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا قُتَيْبَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ الَّذِيَ هُوَ أَعْلَمُ مِنَ ابْنِ عباس رَضِيَ الله عَنْهما، وَلَا أَوْرَعَ مِنَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما.(16/481)
4072 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، ثنا أيوب قال: نبئت عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ تَعْظِيمًا لحرمات الله تعالى مِنَ ابْنِ عباس رَضِيَ الله عَنْهما، وَاللَّهِ لو أَشَاءُ إِذَا ذَكَرْتُهُ أَنْ أَبْكِيَ لَبَكَيْتُ.(16/482)
4073 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا وَكِيعٌ ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طاووس قَالَ: مَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ خَالَفَهُ أَحَدٌ حَتَّى يُقَرِّرَهُ ...
الْحَدِيثَ تَقَدَّمَ فِي الْحَجِّ.(16/483)
(79 - مَنَاقِب أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه)(16/484)
4074 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنِ الْقُرَظِيِّ قَالَ: خَرَجَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى الرَّبَذَةِ فَأَصَابَهُ قَدَرُهُ فَأَوْصَاهُمْ أَنِ اغْسُلُونِي وَكَفِّنُونِي، ثُمَّ ضَعُونِي عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ، فَأَوَّلُ رَكْبٍ يَمُرُّونَ بِكُمْ فَقُولُوا: هَذَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعِينُونَا عَلَى غُسْلِهِ وَدَفْنِهِ، فَفَعَلُوا فَأَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي رَكْبٍ مِنَ الْعِرَاقِ وَقَدْ وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ فَقَامَ إِلَيْهِ غُلَامٌ فَقَالَ: هَذَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَبَكَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَمْشِي وَحْدَكَ، وَتَمُوتُ وَحْدَكَ، وَتُبْعَثُ وَحْدَكَ ".
الْقُرَظِي مَا عَرَفْتُهُ، فَإِنْ كَانَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ فَالْحَدِيثُ مُنْقَطِعٌ [ص:487].
4074 -[2] وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ ذَرٍّ، عَنْ أبي ذر رَضِيَ الله عَنْهم، يعني هَذَا.(16/484)
4074 -[3] أخبرنا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ نُبَاتَةَ قَالَ: خَرَّجْنَا عُمَّارًا فَعَمَدْنَا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه فَإِذَا هُوَ قَدْ أَقْبَلَ يَحْمِلُ عَظْمَ جَزُورٍ أَوْ يَحْمِلُ مَعَهُ، فَأَتَى مَنْزِلَهُ ثُمَّ أَتَانَا فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ لَهُمْ: فِي كُلِّ كذا وكذا جزورا يَنْحَرُونَهَا فَيَأْكُلُونَهَا، وَلِي فِي كُلِّ جَزُورٍ عَظْمٌ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا ذَرٍّ مَا مَالُكَ؟ فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: لِي قَطِيعٌ مِنْ إِبِلٍ، وَصَرِيمَةٌ مِنْ غَنَمٍ فِي إحداها ابْنِي، وَفِي الْأُخْرَى غُلَامٌ أَسْوَدُ اشْتَرَيْتُهُ فَهُوَ عَتِيقٌ يَخْدُمُنِي إِلَى الْحَوْلِ ثُمَّ هُوَ عَتِيقٌ. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا ذَرٍّ: وَاللَّهِ مَا مِنَ الناس عندنا أحد أَكْثَرُ أَمْوَالًا مِنْ أَصْحَابِكَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا لَهُمْ فِي مَالٍ مِنَ الْحَقِّ إِلَّا وَلِي مِثْلُهُ. قَالَ: فَجَعَلْنَا نَسْتَفْتِيهِ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا ذَرٍّ: عِنْدَنَا رَجُلٌ يَصُومُ الدَّهْرَ إِلَّا الْأَضْحَى وَالْفِطْرَ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ. قَالَ: إِنَّهُ وَإِنَّهُ. قَالَ: فَأَعَادَهَا ... الْحَدِيثَ.(16/490)
4075 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى تَوَاضَعِ عِيسَى بن مريم عليه السلام فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه ".(16/492)
4076 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّومِيِّ، ثنا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عِكْرِمَةُ، حدثنا أَبُو زُمَيْلٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي ذر رَضِيَ الله عَنْه قال: كُنْتُ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ فِي الْإِسْلَامِ، أَسْلَمَ قَبْلِي ثَلَاثَةٌ وَأَنَا الرابع، فأتيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: فَرَأَيْتُ الِاسْتِبْشَارَ فِي وَجْهِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَنْ أَنْتَ؟ ". قُلْتُ: جُنْدَبٌ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ.(16/495)
4077 - وَبِهِ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ [أرأيت أَنِّي وُزِنْتُ] بِأَرْبَعِينَ أَنْتَ فِيهِمْ فَوَزَنْتُهُمْ ". فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: كَأَنَّكَ قَدْ عير بِكَ. قَالَ: اسْكُتِي مَلَأَ اللَّهُ فَاكِ تُرَابًا.(16/497)
4078 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حِمَاسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ بِأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَرَاهُ وَأَلْقَاهُ مِنْهُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ: إِنْ كَانَ لَكَ بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ حَاجَةٌ فَأَخْرِجْ أَبَا ذَرٍّ فَإِنَّهُ قَدْ ثَقُلَ النَّاسُ عِنْدِي.
فَقَدِمَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه وَتَصَايَحَ النَّاسُ: هَذَا أَبُو ذَرٍّ، هَذَا أَبُو ذَرٍّ. فَخَرَجْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِيمَنْ يَنْظُرُ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وَعُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه فِيهِ فَأَتَى سَارِيَةً فَصَلَّى عِنْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَتَى عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه فَسَلَّمَ فَمَا سَبَّهُ وَلَا أَنَّبَهُ. فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه: أَيْنَ كُنْتَ يَوْمَ أُغِيرَ عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: كُنْتُ عَلَى الْبِئْرِ أَسْتَسْقِي. ثُمَّ رَفَعَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه بِصَوْتِهِ الْأَشَدِّ فَقَرَأَ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا} - إِلَى قَوْلِهِ -: {مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35) } ، فَأَمَرَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الرَّبَذَةِ.(16/498)
4079 - وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه: إِنِّي لَأَقْرَبُكُمْ مَجْلِسًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [[وَذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَقْرَبُكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ]] (*) مَنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ تَرَكْتُهُ فِيهَا، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ مِنْ أحد إلا وَقَدْ تَشَبَّثَ مِنْهَا بِشَيْءٍ غَيْرِي.
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ، وهو لفظ أحمد في الزهد كما ذكر المحقق على هامش المطبوع(16/499)
4080 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْمُلَيْكِيِّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَرَجَ إلى أصحابه رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ: " عُوَيْمِرٌ حَكِيمُ أُمَّتِي وَجُنْدَبٌ / طريدُ أُمَّتِي يَعِيشُ وَحْدَهُ وَيَمُوتُ وحده والله عز وجل يَبْعَثُهُ وَحْدَهُ ".(16/501)
4081 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " وَدِدْتُ لَوْ أَنِّي شَجَرَةٌ تُعْضَدُ ".(16/502)
(80 - مناقب ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْه)(16/504)
4082 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابن [بكر] ثنا ابْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَدْخَلَنِي رَجُلٌ عَلَى ابْنَةِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بن شماس رَضِيَ الله عَنْهما فَحَدَّثَتْنِي بِقِصَّةِ ثَابِتٍ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ... قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلْ [تَعِيشُ] حَمِيدًا وَتُقْتَلُ شَهِيدًا، وَيُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ "، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ
[ص:505] خَرَجَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى مُسَيْلِمَةَ الكذاب قال: فَلَمَّا لَقِيَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحُمِلَ عَلَيْهِمْ فانكشفوا قال: قَالَ لِسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه: مَا هَكَذَا كُنَّا نُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ حَفَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حُفْرَةً فَحَمَلَ عَلَيْهِمَا الْقَوْمُ، فَبَقِيَا يُقَاتِلَانِ حتى قتلا رحمة الله عليهما، وَكَانَتْ عَلَى ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه دِرْعٌ لَهُ نَفِيسَةٌ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَأَخَذَهَا فَبَيْنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَائِمٌ إِذْ أَتَاهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي مَنَامِهِ فَقَالَ: إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ، إِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ: هَذَا حُلْمٌ فَتُضَيِّعَهُ، إِنِّي لَمَّا قُتِلْتُ أَمْسِ مَرَّ بِي رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينِ فَأَخَذَ دِرْعِي، وَمَنْزِلُهُ فِي أَقْصَى الْعَسْكَرَ وَعِنْدَ خِبَائِهِ فَرَسٌ يَسْتَنُّ فِي طُولِهِ وَقَدْ كَفَأَ عَلَى الدِّرْعِ بُرْمَةً وَجَعَلَ فَوْقَ الْبُرْمَةِ رَحْلًا،
[ص:506] فَأْتِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه فَمُرْهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَى دِرْعِي فَيَأْخُذَهَا، فَإِذَا قَدِمْتَ عَلَى خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبِرْهُ أَنَّ عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ كَذَا وكذا، وَلِي مِنَ الدَّيْنِ كَذَا وَكَذَا، وَفُلَانٌ رَقِيقِي عَتِيقٌ، وَفُلَانٌ. وَإِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ: هَذَا حُلْمٌ فَتُضَيِّعُهُ فَأَتَى الرَّجُلُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه فَأَخْبَرَهُ فَبَعَثَ إِلَى الدِّرْعِ فَنَظَرَ إِلَى خِبَاءٍ فِي أَقْصَى الْعَسْكَرِ فَإِذَا عِنْدَهُ فَرَسٌ يُسْتَنُّ فِي طُولِهِ فَنَظَرَ فِي الْخِبَاءِ فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ فَدَخَلُوا وَرَفَعُوا الرَّحْلَ وَإِذَا تَحْتَهُ بُرْمَةٌ فَرَفَعُوهَا فَإِذَا الدِّرْعُ تَحْتَهَا فَأُتِيَ بِهِ خَالِدُ بنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ حَدَّثَ الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه بِرُؤْيَاهُ فَأَجَازَ وَصِيَّتَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ فَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ جُوِّزَتْ وَصِيَّتُهُ بَعْدَ مَوْتِهِ غَيْرَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْه.(16/504)
(81 - مَنَاقِب عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه)(16/510)
4083 - قال إسحاق: أخبرنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَذَا وَكَذَا فَأَيُّ عَمَلٍ لَكَ أَوْثَقُ تَرْجُو بِهِ؟ قَالَ: إِنَّ عَمَلِي لَضَعِيفٌ وَإِنَّ أَوْثَقَ عَمَلِي أَرْجُو بِهِ سَلَامَةُ صَدْرِي، وَتَرْكِي مَا لَا يَعْنِينِي.
هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ وَمُنْقَطِعٌ أَيْضًا.
وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ رِوَايَةِ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ وَخَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه مُتَّصِلًا دُونَ مَا فِي آخِرِهِ مِنَ السُّؤَالِ [ص:511].
(189) وَحَدِيثُ جُنْدَبٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه مَوْقُوفٌ مَضَى فِي الْعِلْمِ.
(190) وَحَدِيثُ الْحَسَنِ الْمُرْسَلُ فِي تَفْسِيرِ الْأَحْقَافِ.(16/510)
(82 - مَنَاقِبُ حَنْظَلَةَ بْنِ حِذْيَمٍ رَضِيَ الله عَنْه)(16/513)
4084 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا ابْنُ حَنْظَلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّيَ حَنْظَلَةَ يَقُولُ: قَالَ أَبِي حَنِيفَةُ بْنُ حِذْيَمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ ذُو بنين وهذا [أخص] بَنِيِّ فَسَمَتَ [عَلَيْهِ] . فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا غُلَامُ - وَأَخَذَ بِيَدِي وَمَسَحَ رَأْسِي - بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ ".
قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ حِذْيَمٍ رَضِيَ الله عَنْه يُؤْتَى بِالْإِنْسَانِ الْوَارِمِ فَيَضَعُ يَدَهُ عليه فيقول: بسم اللَّهِ. فَيَذْهَبُ الْوَرَمُ.(16/513)
(83 - فَضْل أَبِي كَعْبٍ الْحَارِثِيِّ رَضِيَ الله عَنْه)(16/517)
4085 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ أَبِي كَعْبٍ الْحَارِثِيِّ هُوَ ذُو الْإِدَاوَةِ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: خَرَجْتُ فِي طَلَبِ إِبِلٍ لِي ضَوَالٍّ فَتَزَوَّدْتُ لَبَنًا فِي إِدَاوَةٍ ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا أَنْصَفْتُ فَأَيْنَ الْوَضُوءُ فَأَهْرَقْتُ اللَّبَنَ وَمَلَأْتُهَا مَاءً وَقُلْتُ: هَذَا وَضُوءٌ وَهَذَا شَرَابٌ، فَكُنْتُ أَبْغِي إِبِلِي فَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَتَوَضَّأَ اصَطْبَبْتُ مِنَ الْإِدَاوَةِ مَاءً فَتَوَضَّأْتُ، وَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَشْرَبَ اصَطْبَبْتُ لَبَنًا فشربته فَمَكَثْتُ بِذَلِكَ ثَلَاثًا. فَقَالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ البحرانية: يَا أَبَا كَعْبٍ أحقيبا كَانَ أَمْ حَلِيبًا؟ فَقَالَ: إِنَّكِ لَبَطَّالَةٌ، بَلْ كَانَ يَعْصِمُ مِنَ الْجُوعِ وَيَرْوِي مِنَ الظَّمَأِ.
[ص:518] أَمَّا إِنِّي حَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ نَفَرًا مِنْ قَوْمِي فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ الْحَارِثِ سيد بني قيان قَالَ: مَا أَظُنُّ الَّذِي تَقُولُ كَمَا قُلْتَ.
قُلْتُ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَنِمْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَإِذَا أَنَا بِهِ صَلَاةَ الصُّبْحِ عَلَى بَابِي فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ لِمَ تَعَنَّيْتَ إِلَيَّ؟ أَلَا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فآتيك؟ قَالَ: أَنَا أَحَقُّ بِذَلِكَ أَنْ آتِيَكَ، مَا نِمْتُ اللَّيْلَةَ إِلَّا أَتَانِي آتٍ فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تُكَذِّبُ مَنْ يُحَدِّثُ بأنعم الله تعالى ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ دِينِي فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ أَشْيَاءَ فَمُرْ حَاجِبَكَ أَنْ لَا يَحْجُبَنِي. فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: يَا وَثَّابُ إِذَا جَاءَ الْحَارِثِيُّ فَأْذَنْ لَهُ. فَكُنْتُ إِذَا جِئْتُ فَقَرَعْتُ الْبَابَ فَقَالَ؛ مَنْ ذَا؟ فَقُلْتُ: الْحَارِثِيُّ [[فَأَذِنَ لِي، فَجِئْتُ يَوْمًا، فَقَرَعْتُ الْبَابَ، فَقَالَ: مَنْ ذَا؟ فَقُلْتُ: الْحَارِثِيُّ]] (*) قَالَ: ادْخُلْ. فَدَخَلْتُ فإذا عثمان رَضِيَ الله عَنْه [جالس] وَحَوْلَهُ نَفَرٌ سُكُوتٌ لَا يَتَكَلَّمُونَ كَأَنَّمَا عَلَى رؤوسهم الطَّيْرُ فَسَلَّمْتُ ثُمَّ جَلَسْتُ وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ لِمَا رَأَيْتُ مِنَ حَالِهِمْ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ(16/517)
(84 - فَضْلُ الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه)(16/521)
4086 - / قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ مُسْتَلْقٍ عَلَى فِرَاشِهِ وَهُوَ يُنْشِدُ أَبْيَاتًا مِنَ الشَّعْرِ كَأَنَّهُ يَتَغَنَّى بِهِنَّ فَقُلْتُ لَهُ: رَحِمَكَ اللَّهُ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، الْقُرْآنُ، فَقَالَ: أَتَرْهَبُ أَنْ أَمُوتَ عَلَى فِرَاشِي؟ لَا وَاللَّهِ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَحْرِمَنِي ذَلِكَ وَقَدْ قَتَلْتُ مِائَةً مُنْفَرِدًا سِوَى مَنْ شَارَكْتُ فِي ذَلِكَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(16/521)
(85 - بَابُ: أَخْبَارِ عَبْدِ خَيْرٍ)(16/524)
4087 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ، ثنا مُسْهِرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ خَيْرٍ: كَمْ أَتَى عَلَيْكَ؟ قَالَ: عِشْرُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ. قُلْتُ: تَذْكُرُ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيْئًا؟
قَالَ: نَعَمْ، كُنَّا بِبِلَادِ الْيَمَنِ فَجَاءَنَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى خَيْرٍ وَاسِعِ، وَكَانَ أَبِي مِمَّنْ خَرَجَ وَأَنَا غُلَامٌ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لأمي: مري بهذي القدر فلترق لِلْكِلَابِ فَإِنَّا قَدْ أَسْلَمْنَا فَأَسْلَمَ.(16/524)
(86 - بَابُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ)(16/526)
4088 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى ابن سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: وُلِدْتُ لِسَنَتَيْنِ مَضَتَا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه.(16/526)
(87 - بَابُ: أَخْبَارِ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ)(16/527)
4089 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: سَأَلَ صُبَيْحٌ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ وَأَنَا أَسْمَعُ فَقَالَ لَهُ: هَلْ أَدْرَكْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ . قَالَ: نَعَمْ أَسْلَمْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَدَّيْتُ لَهُ ثَلَاثَ صَدَقَاتٍ وَلَمْ أَلْقَهُ، وَغَزَوْتُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه عِدَّةَ غَزَوَاتٍ، شَهِدْتُ فَتْحَ الْقَادِسِيَّةِ وَجَلُولَاءَ، وَنَهَاوَنْدَ،
[ص:528] وَالْيَرْمُوكِ، وَأَذْرَبِيجَانَ، وَمَهْرَانَ، وَرُسْتُمَ فَكُنَّا نَأْكُلُ السَّمْنَ وَنَتْرُكُ الْوَدَكَ، قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنِ الظُّرُوفِ فقال: لم يكن يسأل عَنْهَا. يَعْنِي ظُرُوفَ الْمُشْرِكِينَ.(16/527)
(88 - فَضْل الْأَشَجِّ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ وَاسْمُهُ الْمُنْذِرُ)(16/531)
4090 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ، أَبُو جَعْفَرٍ ثنا طَالِبُ بْنُ حُجَيْرٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا هُودُ الْعَصَرِيُّ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ إِذْ قَالَ: " يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَكْبٌ مِنْ خَيْرِ أَهْلِ الْمَشْرِقِ ". فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه فَتَوَجَّهَ نَحْوَ ذَلِكَ الْوَجْهِ فَلَقِيَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَاكِبًا فَرَحَّبَ بِهِمْ وَقَرَّبَ وَقَالَ: مَنِ الْقَوْمُ؟ قَالُوا: قَوْمٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ. قَالَ: فَمَا أَقْدَمَكُمْ هَذِهِ الْبِلَادَ التِّجَارَةُ؟ . قَالُوا: لَا. قَالَ: فَتَبِيعُونَ سُيُوفَكَمْ هَذِهِ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَلَعَلَّكُمْ إِنَّمَا قَدِمْتُمْ فِي طَلَبِ هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالُوا: أجل. فمشى معهم يُحَدِّثُهُمْ حَتَّى نَظَرَ إِلَى
[ص:532] النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُمْ: هَذَا صَاحِبُكُمُ الَّذِي تَطْلُبُونَ. فَرَمَى الْقَوْمُ بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ رِحَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ سَعَى سَعْيًا، وَمِنْهُمْ مَنْ هَرْوَلَ هَرْوَلَةً، وَمِنْهُمْ مَنْ مَشَى حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذُوا يَدَهُ يُقَبِّلُونَهَا وَقَعَدُوا إِلَيْهِ، وَبَقِيَ الْأَشَجُّ وَهُوَ أَصْغَرُ الْقَوْمِ فَأَنَاخَ الْإِبِلَ وَعَقَلَهَا وَجَمَعَ مَتَاعَ الْقَوْمِ ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي عَلَى تُؤَدَةٍ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَبَّلَهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِيكَ خَصْلَتَانِ يحبهما الله تعالى وَرَسُولُهُ ". قَالَ: وَمَا هما يا رسول اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَنَاةُ وَالتُّؤَدَةُ ". قَالَ: أَجِبِلًّا جُبِلْتُ عَلَيْهِ أَوْ تَخَلُّقًا مِنِّي؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلْ جِبِلٌّ ". فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَرَسُولُهُ.
وَأَقْبَلَ الْقَوْمُ قِبَلَ تَمَرَاتٍ يَأْكُلُونَهَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي التَّمْرِ الْبَرْنِيِّ.
وَاسْمُ جَدِّ هُودَ مَزِيدَةٌ.(16/531)
(89 - أَخْبَارُ أَبِي عنبة الخولاني رحمة الله عليه)(16/535)
4091 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ زُرْعَةَ الْخَوْلَانِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيَّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مِمَّنْ أَكَلَ الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.(16/535)
(90 - أَخْبَارُ عَبْدِ اللَّهِ بن أنيس رحمه الله)(16/537)
4092 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الصلت بن مسعود، ثنا يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس، حدثني عمي الحسن ابن يزيد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أنيس رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ سَرِيَّةً وَحْدَهُ.
قُلْتُ: وهو مُخْتَصَرٌ مِنْ حَدِيثٍ طَوِيلٍ.(16/537)
(91 - أَخْبَارُ مَسْلَمَةَ بن مخلد رحمه الله)(16/540)
4093 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ مُخَلَّدٍ يَقُولُ: وُلِدْتُ مَقْدِمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةُ، وقبض النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ.(16/540)
(92 - أخبار زريب بن ثرملا)
(191) في الفتن.(16/544)
(93 - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ بَنَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ من أزواجه رَضِيَ الله عَنْهن)(16/545)
4094 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْوَلِيدُ [ص:546] بن مُحَمَّدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُزَوَّجُ حَفْصَةُ خَيْرا مِنْ عُثْمَانَ، وَيُزَوَّجُ عُثْمَانُ خَيْرًا مِنْ حَفْصَةَ " فَزَوَّجَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَتَهُ.
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة:في هامش المطبوع:
زاد في (ك) :
[قُلْتُ أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ، وَأَتَمُّ مِنْهُ، وَالْوَلِيدُ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ](16/545)
(94 - فَضْل خَدِيجَةَ أم المؤمنين رَضِيَ الله عَنْها)(16/547)
4095 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيِّ أَبُو أَيُّوبَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَطِيَّةُ بْنُ يَعْلَى، حَدَّثَنِي يَزِيدُ مِنْ وَلَدِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ الضَّحَّاكِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ السَّعْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ فُلَانَةُ، وَخَدِيجَةُ بنت خويلد رَضِيَ الله عَنْها أَوَّلُ نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ إِسْلَامًا ".(16/547)
4096 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن خديجة رَضِيَ الله عَنْها؛ لِأَنَّهَا مَاتَتْ قَبْلَ الْفَرَائِضِ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْصَرْتُهَا فِي نَهَرٍ مِنْ أَنْهَارٍ الْجَنَّةِ فِي بَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ ".(16/549)
(95 - فَضْل عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا)(16/550)
4097 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، / ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ رُخْصَةُ التَّيَمُّمِ بِالصُّعُدَاتِ، دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: إِنَّكِ لَمُبَارَكَةٌ أُنْزِلَتْ عَلَيْنَا رُخْصَةُ التَّيَمُّمِ.(16/550)
4098 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيَّ حَوْفٌ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ تَزَوَّجَنِي فَأُلْقِيَ عَلَيَّ الْحَيَاءُ [ص:556].
4098 -[2] رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا سُفْيَانُ بِهِ [ص:557].
4098 -[3] وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيِّ عن أبي سعيد الْبَقَّالِ بِهِ وَأَتَمَّ مِنْهُ.(16/555)
4099 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: " مَا يُبْكِيكِ؟ " قُلْتُ: سبتني فاطمة رَضِيَ الله عَنْها. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا فَاطِمَةُ سَبَبْتِ عَائِشَةَ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَيْسَ تُحِبِّينَ مَنْ أُحِبُّ وَتُبْغِضِينَ مَنْ أُبْغِضُ؟ " قَالَتْ: بَلَى. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِنِّي أُحِبُّ عَائِشَةَ فَأَحِبِّيهَا ".
قالت فاطمة رَضِيَ الله عَنْها: لَا نقول لعائشة رَضِيَ الله عَنْها شَيْئًا يُؤْذِيهَا أَبَدًا.(16/559)
4100 - وَقَالَ الْحَارِث: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: إن عائشة رَضِيَ الله عَنْها ذُكِرَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " دَعُوا عَائِشَةَ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ".(16/561)
4101 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَمَّنْ سَمِعَ عَمَّارًا وَذَكَرَ [رَجُلٌ] عنده عائشة رَضِيَ الله عَنْها فَنَالَ مِنْهَا فَقَالَ عَمَّارٌ رَضِيَ الله عَنْه: اسْكُتْ مَقْبُوحًا مَنْبُوحًا، أَتُؤْذِي حَبِيبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(16/563)
4102 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: " حَمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَاتِقِهِ وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ الدِّرْكِلَةَ ".
4103 [ص:568] وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ حَسَّانَ عَجُوزُ صِدْقٍ قَالَتْ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ، وَهُوَ زَوْجُهَا، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إن عائشة رَضِيَ الله عَنْها كَانَتْ تَقُولُ: لَا يُبْغِضُنِي إِنْسَانٌ فِي الدُّنْيَا إِلَّا تَبَرَّأْتُ مِنْهُ فِي الْآخِرَةِ.(16/566)
4104 - وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ هَارُونَ الْبَرْبَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ بَعْدَ وفاة عائشة رَضِيَ الله عَنْها فَسَأَلَهُ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: كَيْفَ رَأَيْتَ وَجْدَ النَّاسِ عَلَيْهَا؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا اشْتَدَّ وَجْدُهُمْ كُلُّ ذَاكَ. قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: إِنَّمَا يَحْزَنُ على عائشة رَضِيَ الله عَنْها مَنْ كَانَتْ لَهُ أُمًّا.(16/569)
4105 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا زَمْعَةُ هُوَ ابْنُ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: سَمِعَتْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها الصَّرْخَةَ على عائشة رَضِيَ الله عَنْها فَأَرْسَلَتْ جاريتها انْظُرِي مَا صَنَعَتْ. فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: قَدْ قَضَتْ. فَقَالَتْ: يَرْحَمُهَا اللَّهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَبَاهَا.(16/570)
4106 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الضَّحَّاكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ وَآخَرُ مَعَهُ أَنَّهُمَا أتيا عائشة رَضِيَ الله عَنْها فقالت رَضِيَ الله عَنْها: يَا فُلَانُ، هَلْ سَمِعْتَ حديث حفصة رَضِيَ الله عَنْها؟ قَالَ: نَعَمْ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ ابن صَفْوَانَ رَضِيَ الله عَنْه: وَمَا ذَاكَ يَا أُمَّ المؤمنين؟ قالت رَضِيَ الله عَنْها: فِيَّ تِسْعٌ لَمْ تَكُنْ فِي أَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا آتى الله عز وجل مريم ابنة عمران رَضِيَ الله عَنْها، والله مَا أَقُولُ هَذَا أَنِّي أَفْتَخِرُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ صَوَاحِبَاتِي.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ رَضِيَ الله عَنْه: وَمَا هُنَّ يَا أُمَّ المؤمنين؟ .
قالت رَضِيَ الله عَنْها: نَزَلَ الْمَلَكُ بصورتي، وتزوجني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَأُهْدِيتُ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتِسْعٍ، وَتَزَوَّجَنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكْرًا لَمْ يُشْرِكْهُ فِيَّ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، وَأَتَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ وَأَنَا وَإِيَّاهُ فِي لِحَافٍ وَاحِدٍ، وَكُنْتُ أَحَبَّ النساء إليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونزل فِيَّ آيَاتٌ مِنَ الْقُرْآنِ كادت الأمة أن تَهْلَكُ فِيهِنَّ، ورأيت جبريل عليه الصلاة والسلام وَلَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنْ نِسَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرِي، وَقُبِضَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ غَيْرَ الْمَلَكِ وَأَنَا.(16/572)
4107 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: أُعْطِيتُ تِسْعًا مَا أعطيهن امْرَأَةٌ إِلَّا مَرْيَمَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ فَقَالَتْ: وَإِنْ كَانَ الْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي أَهْلِهِ متفرقون عَنْهُ، وَإِنْ كَانَ لِيَنْزِلَ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ فِي لِحَافِهِ، وَإِنِّي لَابْنَةُ خَلِيفَتِهِ وَصَدِيقِهِ، لَقَدْ خُلِقْتُ طَيِّبَةً وَعِنْدَ طَيِّبٍ، وَلَقَدْ وُعِدْتُ مَغْفِرَةً وَرِزْقًا كَرِيمًا [ص:578].
(192) وَحَدِيثُ ذَكْوَانَ مولى عائشة رَضِيَ الله عَنْها فِي قِصَّةِ الدَّرَجِ الَّذِي بَعَثَ بِهِ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه إِلَيْهَا لِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْفُتُوحِ الْعُمَرِيَّةِ.(16/577)
(96 - فَضْل أم ورقة رَضِيَ الله عَنْها)(16/579)
4108 - قال إسحاق: أخبرنا / أَبُو نُعَيْمٍ الْمُلَائِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ ابن جُمَيْعٍ، حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارث الأنصاري رَضِيَ الله عَنْهما، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا وَيُسَمِّيهَا الشَّهِيدَةَ، وَكَانَتْ قَدْ جَمَعَتِ الْقُرْآنَ وَالْحَدِيثَ فَقَامَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فِي النَّاسِ فَقَالَ: إِنَّ أُمَّ وَرَقَةَ غَمَّهَا غُلَامُهَا وَجَارِيَتُهَا فَقَتَلَاهَا وَإِنَّهُمَا هَرَبَا فَأُتِيَ بِهِمَا فَصُلِبَا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " انْطَلِقُوا نَزُورُ الشَّهِيدَةَ ".
أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ طَرَفًا مِنْهُ سِوَى مَا ذَكَرْتُ هُنَا.(16/579)
(97 - فَضْلُ جَمْرَةَ اليربوعية الحنظلية رَضِيَ الله عَنْها)(16/583)
4109 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ هُوَ الْقَطِيعِيُّ، ثنا عَطْوَانُ هُوَ ابْنُ مشكان، عَنْ جمرة الحنظلية رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِبِلِ الصَّدَقَةِ فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي.(16/583)
(98 - فضل زَيْنَبَ بنت جحش رَضِيَ الله عَنْها)(16/585)
4110 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا جَعْفَرٌ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: بَنَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِزَيْنَبَ بنت جحش رَضِيَ الله عَنْها وَكَانَتْ قَدْ أُعْطِيَتْ جَمَالًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَدِيدَ الْحَيَاءِ ... الْحَدِيثَ.(16/585)
4111 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُنْيَةَ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعُ نِسْوَةٍ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا: " خَيْرُكُنَّ أَطْوَلُكُنَّ يَدًا " فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ تَضَعُ يَدَهَا عَلَى الجدار، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَسْتُ أَعْنِي هَذَا وَلَكِنْ أَصْنَعَكُنَّ يَدَيْنِ ".
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا.(16/588)
(99 - فَضْلُ مَيْمُونَةَ رَضِيَ الله عَنْها)(16/590)
4112 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: ثقلت ميمونة رَضِيَ الله عَنْها بِمَكَّةَ وَلَيْسَ عِنْدَهَا مِنْ بَنِي أُخْتِهَا أَحَدٌ. فَقَالَتْ: أَخْرِجُونِي مِنْ مَكَّةَ فَإِنِّي لَا أَمُوتُ بِهَا، أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي لَا أَمُوتُ بِهَا. حَتَّى أَتَوْا بِهَا [سَرِفَ إِلَى الشَّجَرَةِ] الَّتِي بَنَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَهَا فِي مَوْضِعِ الْقُبَّةِ فَمَاتَتْ، فَلَمَّا وَضَعْنَاهَا فِي لَحْدِهَا أَخَذْتُ رِدَائِي فَوَضَعْتُهُ تَحْتَ خَدِّهَا فِي اللَّحْدِ، فَأَخَذَهُ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما فَرَمَى بِهِ.
[[وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ يَزِيدَ الْأَصَمِّ فَذَكَرَهُ]]
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ(16/590)
(100 - فَضْلُ صَفِيَّةَ بِنْتِ عبد المطلب رَضِيَ الله عَنْها)(16/592)
4113 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا مُحَمَّدُ ابن الْحَسَنِ هُوَ ابْنُ زُبَالَةَ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ هِيَ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهَا عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ بن العوام رَضِيَ الله عَنْها قَالَ: لَمَّا خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ يَوْمَ أُحُدٍ بِالْمَدِينَةِ خَلَّفَهُنَّ فِي فَارِعٍ وَفِيهِنَّ صَفِيَّةُ بِنْتُ عبد المطلب رَضِيَ الله عَنْها وَخَلَّفَ فِيهِنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه فَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ لِيَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ فقالت صفية رَضِيَ الله عَنْها لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه: دُونَكَ الرَّجُلَ. فَجَبُنَ حَسَّانُ رَضِيَ الله عَنْه وَأَبِي عَلَيْهَا فتناولت صفية رَضِيَ الله عَنْها السَّيْفَ فَضَرَبَتْ بِهِ الْمُشْرِكَ حَتَّى قَتَلَتْهُ فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فضرب لصفية رَضِيَ الله عَنْها بِسَهْمٍ كَمَا ضرب لِلرِّجَالِ.
[قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هُوَ ابْنُ زُبَالَةَ الْمَدَنِي ضَعِيفٌ جِدًّا، لَكِنْ [ص:593]] (*)
[2] تَابَعَ ابْنُ زُبَالَةَ عَلَيْهِ إِسْحَاقَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، وَهُوَ مِنْ رِجَالِ الْبُخَارِيِّ فَرَوَاهُ عَنْ أُمِّ عُرْوَةَ، أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِهِ، وَسِيَاقُهُ أَتَمُّ.
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين أثبته محقق المطبوع في الهامش زيادةً من (ك)(16/592)
(101 - بَابُ سَوْدَةَ)(16/596)
4114 - قال إِسْحَاقُ: أنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ ابن أَبِي بَزَّةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ إِلَى سَوْدَةَ بِطَلَاقِهَا فَقَالَتْ: أَمِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ طَلَّقَنِي؟ فَجَلَسَتْ عَلَى طَرِيقِهِ مِنْ بَيْتِ عَائِشَةَ، فَمَرَّ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَاصْطَفَاكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَطَلَّقْتَنِي مِنْ مَوْجِدَةٍ وَجَدْتَهَا عَلَيَّ؟ وَأَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَاصْطَفَاكَ عَلَى الْخَلْقِ لما راجعتني، فوالله لَقَدْ كَبِرْتُ وَمَا بِي حَاجَةٌ إِلَى الرجل وَلَكِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُبْعَثَ وَأَنَا مِنْ نِسَائِكَ، فَرَاجَعَهَا، فَقَالَتْ: فَإِنِّي أَهَبُ يومي وليلتي بقرة عَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ عَائِشَةَ.(16/596)
(102 - ذِكْر أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها)(16/598)
4115 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا [عبد الرحمن] بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي عَجْلَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي عَدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْه الْوَفَاةُ قَالَتْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها: إِلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ . فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: اللَّهُمَّ أَبْدِلْ أُمَّ سَلَمَةَ خَيْرًا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنِّي كَبِيرَةُ السِّنِّ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ سِنًّا، وَالْعِيَالُ على الله تعالى وَرَسُولِهِ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ فسأدعو الله عز وجل يُذْهِبُهَا ". فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا برحاءين وَجَرَّةِ الْمَاءِ.(16/598)
4116 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو النَّضْرِ.
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، [قَالَا] : ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: جَاءَ أَبُو سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْه ... فَذَكَرَ الحديث في وفاته وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه خَطَبَهَا فَرَدَّتْهُ، ثُمَّ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَرَدَّتْهُ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهَا
[ص:601] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطبها فقالت رَضِيَ الله عَنْها: إِنَّ فِيَّ خِلَالًا ثَلَاثًا. فَسَمِعَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه مَا رَدَّتْ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مِمَّا غَضِبَ لِنَفْسِهِ فَأَتَاهَا فَقَالَ لَهَا: أَنْتِ الَّتِي تَرُدِّينَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بم تَرُدِّينَهُ؟
قَالَتْ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنَّ فِيَّ كَذَا وَكَذَا، وَفِي الْحَدِيثِ: فَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الغيرة فإني أدعوا الله تعالى أَنْ يُذْهِبَهَا. قَالَ: فَكَانَتْ فِي النِّسَاءِ كَأَنَّهَا ليست منهن لا تجد ما يجدن النِّسَاءُ مِنَ الْغَيْرَةِ.
قُلْتُ: أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ بِدُونِ هَذِهِ الزِّيَادَةِ.(16/600)
4117 -[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ الَّذِي تَزَوَّجَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها عَلَى شَيْءٍ قِيمَتُهُ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ [ص:604].
4117 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا هَارُونُ الْحَمَّالُ، ثنا أَبُو دَاوُدَ بِهِ.(16/603)
(103 - ذِكْر حَفْصَةَ رَضِيَ الله عَنْها)(16/605)
4118 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه على حفصة رَضِيَ الله عَنْها وَهِيَ تبكي، فقال: ما لك؟ / أَطَلَّقَكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ إِنَّهُ كَانَ قَدْ طَلَّقَكِ مَرَّةً ثُمَّ رَاجَعَكِ مِنْ أَجْلِي، وَاللَّهِ إِنْ كَانَ طَلَّقَكِ مَرَّةً أُخْرَى لَا أُكَلِّمُكِ أَبَدًا.(16/605)
4119 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلق حفصة رَضِيَ الله عَنْها فَجَاءَ خَالَاهَا قُدَامَةُ وَعُثْمَانُ بْنُ مظعون رَضِيَ الله عَنْهما، فَبَكَتْ وَقَالَتْ: أَمَا وَاللَّهِ مَا طَلَّقَنِي عن شبع. فجاء رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَجَلْبَبَتْ فَقَالَ: إن جبريل عليه الصلاة والسلام قَالَ لِي: رَاجِعْ حَفْصَةَ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ [ص:608].
4119 -[2] حدثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ أَوْ يَزِيدَ نَحْوَهُ.(16/607)
(104 - ذِكْر صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رَضِيَ الله عَنْها)(16/610)
4120 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو سَعِيدٍ الْجُشَمِيُّ، حَدَّثَتْنَا [عَلِيلَةُ] بِنْتُ الْكُمَيْتِ قَالَتْ: سَمِعْتُ أُمِّي أَمِينَةَ تَقُولُ: حَدَّثَتْنِي أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ رَزِينَةَ عَنْ أُمِّهَا رَزِينَةَ مَوْلَاةِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبى صفية رَضِيَ الله عَنْها يَوْمَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ، يَوْمَ فتح الله عز وجل عَلَيْهِ، فَجَاءَ يَقُودُهَا مَسْبِيَّةً، فَلَمَّا رَأَتِ النِّسَاءَ قَالَتْ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَأَرْسَلَهَا فكان ذراعها رَضِيَ الله عَنْها فِي يَدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَعْتَقَهَا، ثُمَّ خَطَبَهَا وَتَزَوَّجَهَا وَأَمْهَرَهَا رَزِينَةَ.
[ص:611] قُلْتُ: حَدِيثٌ مُنْكَرٌ عَنْ نِسْوَةٍ مَجْهُولَاتٍ، وَالَّذِي فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ جَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا، وَكَذَا تَقَدَّمَ عنها نفسها رَضِيَ الله عَنْها فِي كِتَابِ النِّكَاحِ.(16/610)
4121 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، عَنْ سُلَيْمَانَ هُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ، حدثنا حُمَيْدٌ يَعْنِي ابْنَ هِلَالٍ قَالَ: إن صفية رَضِيَ الله عَنْها [قَالَتْ] : انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَمَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَكْرَهُ إِلَيَّ مِنْهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ قَوْمَكِ صَنَعُوا كَذَا وكذا " قالت رَضِيَ الله عَنْها: فَمَا قُمْتُ مِنْ مَقْعَدِي ومن النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ.(16/612)
4122 -[1] حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ [إبراهيم بن إِسْمَاعِيلَ] بْنِ مُجَمِّعٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ رَبِيعِ، عَنْ صَفِيَّةَ بنت حيي رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: - أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَجُزِ ناقته، قالت رَضِيَ الله عَنْها: - فَجَعَلْتُ أَنْعَسُ فَيَمَسَّنِي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده ويقول: " يَا هَذِهِ، يَا بِنْتَ حُيَيٍّ "، وَجَعَلَ يَقُولُ: " يَا صَفِيَّةُ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكِ مِمَّا صَنَعْتُ بِقَوْمِكِ، إِنَّهُمْ قَالُوا لِي كَذَا إِنَّهُمْ قَالُوا لِي كَذَا ".(16/613)
4122 -[2] حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا يُونُسُ، بِهِ.
وَقَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعٌ رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ وكان في حي صَفِيَّةَ عن صفية رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ قَطَّ أَحْسَنَ خُلُقًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ.(16/615)
(105 - ذِكْر أم أيمن رَضِيَ الله عَنْها)(16/616)
4123 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا رَوْحٌ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: خَرَجَتْ أم أيمن رَضِيَ الله عَنْها مُهَاجِرَةً إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَهِيَ مَاشِيَةٌ لَيْسَ مَعَهَا زَادٌ وَهِيَ صَائِمَةٌ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَأَصَابَهَا عَطَشٌ شَدِيدٌ حَتَّى كَادَتْ تَمُوتُ مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ، قَالَتْ: فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ إذا أنا بخفيق شَيْءٍ فَوْقَ رَأْسِي فرفعت رأسي فإذ أَنَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ بِرِشَاءٍ أَبْيَضَ فَدَنَا مِنِّي حَتَّى إِذَا كَانَ مِنِّي حَيْثُ أَسْتَمْكِنُ تَنَاوَلْتُهُ فَشَرِبْتُ مِنْهُ حتى رويت. لقد كُنْتُ أَصُومُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ ثُمَّ أَطُوفُ فِي الشَّمْسِ كَيْ أَعْطَشَ فَمَا عَطِشْتُ بَعْدَهَا.(16/616)
(106 - ذِكْرُ زَيْنَبَ امْرَأَةِ [ابن] مسعود رَضِيَ الله عَنْهما)(16/618)
4124 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي العميس، عن يزيد بْنِ جُعْدُبَةَ، عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَعْطَاهَا بِخَيْبَرَ جُذَاذَ خَمْسِينَ وَسْقًا تَمْرًا، وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا.(16/618)
(107 - ذِكْر أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ)
(193) لَهَا فِي حَدِيثِ تَزْوِيجِ عَلِيٍّ بِفَاطِمَةَ تَقَدَّمَ فِي النِّكَاحِ، وَفِيهِ: قَالَتْ: فَدَعَا لِي بِدُعَاءٍ إِنَّهُ لَأَوْثَقُ عَمَلِي عِنْدِي.(16/619)
(108 - بَابُ أُمِّ هَانِئٍ)(16/619)
4125 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْرَائِيلُ عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَاسْمُهُ - بَاذَانَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: خَطَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاعْتَذَرْتُ إِلَيْهِ فَعَذَرَنِي ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ} إِلَى قَوْلِهِ: {هَاجَرْنَ مَعَكَ} قَالَتْ: لَمْ أَكُنْ أَحِلُّ لَهُ وَلَمْ أَكُنْ هَاجَرْتُ مَعَهُ، كُنْتُ مَعَ الطُّلَقَاءِ.(16/619)
(109 - ذِكْرُ أُمِّ مالك الأنصارية رَضِيَ الله عَنْها)(16/621)
4126 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بن ابن السَّائِبِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّ مالك الأنصارية رَضِيَ الله عَنْها قَالَ: جَاءَتْ أم مالك رَضِيَ الله عَنْها بِعُكَّةِ سَمْنٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا رَضِيَ الله عَنْه فَعَصَرَهَا ثُمَّ رفعها إِلَيْهَا فَرَجَعْتُ فَإِذَا هِيَ مَمْلُوءَةٌ سَمْنًا. فَأَتَيْتُ فَقُلْتُ: نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا ذَاكَ يَا أُمَّ مَالِكٍ؟ ". قَالَتْ: رَدَدْتَ عَلَيَّ هَدِيَّتِي! . قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا رَضِيَ الله عَنْه فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ عَصَرْتُهَا حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هنيئا لك يا أُمَّ مَالِكٍ، هَذِهِ بَرَكَةٌ عَجَّلَ اللَّهُ لَكِ ثَوَابَهَا ".(16/621)
(110 - بَابُ: فَضْلِ قُرَيْشٍ)
(194) تَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْخِلَافَةِ وَالْإِمَارَةِ أَحَادِيثُ مِنْ هَذَا.(16/623)
4127 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِي بَابٍ إِلَّا دَخَلَ مَعَهُ نَاسٌ. وَلَا أَدْرِي مَا تَأْوِيلُ قَوْلِهِ حَتَّى طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَأَمَرَ صُهَيْبًا رَضِيَ الله عَنْه أَنْ يصلي بالناس، وأمر أَنْ يَجْعَلَ لِلنَّاسِ طَعَامًا ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَدْ مَضَى فِي الْجَنَائِزِ.(16/624)
4128 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا طَلْحَةُ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ حَدِيثًا وَفِيهِ: " وَلَوْلَا أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَهَا عند الله عز وجل، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهَا نَكَالًا فَأَذِقْ آخِرَهَا نَوَالًا [ص:626] ".
4128 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا طَلْحَةُ بِهَذَا.(16/625)
4129 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ [النضر بن [حميد] الْكِنْدِيِّ أَوِ الْعَبْدِيِّ عن أبي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسُبُّوا قريشا فإن علم عَالِمَهَا يَمْلَأُ الْأَرْضَ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ / أَوَّلَ قريش نكالا عِقَابًا أَوْ وَبَالًا فَأَذِقْ آخِرَهَا نَوَالًا ".(16/628)
4130 - حدثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، ثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَضْلَةَ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " انْظُرُوا قُرَيْشًا فَاسْمَعُوا قَوْلَهُمْ وَدَعُوا فِعْلَهُمْ ".(16/630)
4131 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا الْقُوَّةَ وَالْأَمَانَةَ فِي الْأَئِمَّةِ مِنْ قُرَيْشٍ، فَإِنَّ قَوِيَّ قُرَيْشٍ لَهُ فضلان على أقوى مَنْ سِوَاهُمْ، وَإِنَّ أَمِينَ قُرَيْشٍ لَهُ فضلان على أمين مَنْ سِوَاهُمْ [ص:634] ".
4131 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ، ثنا مُؤَمَّلٌ، ثنا حَمَّادٌ، بِهِ.(16/633)
4132 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ [بْنِ أَوْفَى] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ، خِيَارُهُمْ تَبَعٌ لِخِيَارِهِمْ وَشِرَارُهُمْ تَبَعٌ لِشِرَارِهِمْ ".(16/635)
4133 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تَعَلَّمُوا مِنْ قُرَيْشٍ وَلَا تُعَلِّمُوهَا، وَقَدِّمُوا قُرَيْشًا وَلَا تُؤَخِّرُوهَا فَإِنَّ لِلْقُرَشِيِّ قُوَّةَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ ".(16/637)
(111 - عدم قيام بني هاشم لأحد)(16/639)
4134 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُومُ الرَّجُلُ عَنْ مَجْلِسِهِ لِأَخِيهِ إِلَّا بَنِي هَاشِمٍ فَإِنَّهُمْ لَا يَقُومُونَ لِأَحَدٍ ".(16/639)
4135 - حدثنا شَبَّابُ بْنُ خَيَّاطٍ، ثنا الفضيل بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ الناس فناء قُرَيْشٌ، وَأَوَّلُ قُرَيْشٍ فَنَاءً بَنُو هَاشِمٍ ".(16/641)
(112 - فَضْل الْمُهَاجِرِينَ رَضِيَ الله عَنْهم)(16/644)
4136 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا قَيْسٌ هُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ مَوْلَاةٍ لِأَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {للمهاجرين الأولين} قَالَ: مَنْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(16/644)
(113 - بَابُ فَضْلِ الْأَنْصَارِ رَضِيَ الله عَنْه)(16/646)
4137 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ هَارُونَ الْأَنْصَارِيِّ، ثنا مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ [عَنْ أَبِيهِ] رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِذَرَارِيِّ الْأَنْصَارِ، وَذَرَارِيِّ ذَرَارِيِّهِمْ، وَمَوَالِيهِمْ وَجِيرَانِهِمْ ".(16/646)
(195) حديث في الوصية بالأنصار رَضِيَ الله عَنْهم في باب " الخلفاء من قريش ".(16/647)
4138 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: ثنا عيسى عن ابن أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَقَدْ لَبِثْنَا فِي الْمَدِينَةِ سَنَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا نَعْمُرُ الْمَسَاجِدَ ونُقِيمُ الصَّلَاةَ.(16/650)
4139 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَجَّاجَ يَضْرِبُ عَبَّاسَ بْنَ سهل في إمرة ابْنِ الزبير رَضِيَ الله عَنْهما، فَأَتَاهُ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَهُ ضَفِيرَتَانِ، وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ إِزَارٌ وَرِدَاءٌ، فوقف بين يدي السِّمَاطَيْنِ فَقَالَ: يَا حَجَّاجُ، أَلَا تَحْفَظُ فِينَا وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: وَمَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيكُمْ؟ قَالَ: أَنْ يُحْسَنَ إِلَى مُحْسِنِ الْأَنْصَارِ وَيُعْفَى عَنْ مُسِيئِهِمْ. قَالَ: فَأَرْسَلَهُ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى.(16/651)
4140 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النِّيلِيِّ، ثنا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ بَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قَوْمٍ نَزَلْنَا بِهِمْ، يَعْنِي: الْأَنْصَارَ لَقَدْ أَشْرَكُونَا فِي أَمْوَالِهِمْ، وَكَفَوْنَا الْمُؤْنَةَ وَلَقَدْ خِفْنَا أَنْ يَكُونُوا قَدْ ذَهَبُوا بِالْأَجْرِ كله. فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كلا ما دعوتم الله عز وجل لَهُمْ وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يَذْهَبُوا بِالْأَجْرِ كُلِّهِ ".(16/655)
4141 - حَدَّثَنَا سعيدٌ، ثنا رُشَيْدٌ، ثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِنَّ، يَعْنِي: جَوَارِي بَنِي النَّجَّارِ ".(16/657)
4142 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا هَمَّامٌ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكْثِرُ زِيَارَةَ الْأَنْصَارِ خَاصَّةً وَعَامَّةً، فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا زَارَ خَاصًّا أَتَى الرَّجُلَ فِي مَنْزِلِهِ، وَإِذَا زَارَ عَامًّا أَتَى الْمَسْجِدَ ".(16/659)
4143 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى [زَحْمَوَيْهِ] ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنِ ابْنِ شَفِيعٍ الطِّبِيبِ قَالَ: دَعَانِي أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَطَعْتُ لَهُ عِرْقَ النَّسَا فَحَدَّثَنِي بِحَدِيثَيْنِ قَالَ: أَتَانِي أَهْلُ - بَيْتَيْنِ - مِنْ قَوْمِي أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي ظُفَرٍ، وَأَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ [فَقَالُوا] : كَلِّمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَا، أَوْ نَحْوَ هَذَا، فَكَلَّمْتُهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ أَقْسِمُ لِأَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ مِنْهُمْ بِشَطْرٍ فَإِنْ عاد الله عز وجل عُدْنَا عَلَيْهِمْ " قَالَ: قُلْتُ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَأَنْتُمْ فَجَزَاكُمُ اللَّهَ خَيْرًا فَإِنَّكُمْ مَا عَلِمْتُ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ " قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً ".
[ص:662] فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ عُمَرَ قَسَمَ حُلَلًا بَيْنَ النَّاسِ فَبَعَثَ إِلَيَّ مِنْهَا بِحُلَّةٍ فَاسْتَصْغَرْتُهَا فَأَعْطَيْتُهَا ابْنِي، فبينا أَنَا أُصَلِّي إِذْ مَرَّ بِي شَابٌّ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ حُلَّةٌ مِنْ تِلْكَ الْحُلَلِ يَجُرُّهَا، فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ فَجَاءَ وَأَنَا أُصَلِّي فَقَالَ: صَلِّ يَا أُسَيْدُ. فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلَاتِي قَالَ: تِلْكَ حُلَّةٌ بَعَثْتُ بِهَا إِلَى فُلَانٍ وَهُوَ بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ عَقَبِيٌ، فَأَتَاهُ هَذَا الْفَتَى فَابْتَاعَهَا مِنْهُ فَلَبِسَهَا فَظَنَنْتَ أَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ فِي زَمَانِي؟ قَالَ: قُلْتُ: قَدْ وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ظَنَنْتُ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ فِي زَمَانِكَ.(16/661)
<tit/2> ( [من كتاب المناقب] )
(114 - بَابُ فَضْلِ قَبَائِلَ مِنَ الْعَرَبِ)(17/19)
4144 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُرَيْشٌ، وَالْأَنْصَارُ،
[ص:20] وَجُهَيْنَةُ، وَمُزَيْنَةُ، وَأَسْلَمُ، وَغِفَارٌ، وَأَشْجَعُ، وَسُلَيْمٌ أَوْلِيَاءُ لِي، ليس لهم ولي دُونَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ.
قَالَ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى: فلقيت إِسْحَاقَ بْنَ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي، عَنْ أَبِيكَ، فَذَكَرَهُ. فَقَالَ: إِنَّمَا هُمْ سَبْعَةٌ، لَا أَدْرِي الَّذِي نَقَصَ مِنْهُمْ.
[ص:21] قَالَ عَمْرٌو: وَقَدْ ذَكَرَ أَبِي عَنْ غَيْرِهِ أَنَّ الَّذِيَ نَقَصَ مِنْهُمْ سُلَيْمٌ.
قلت: الحديث في الصحيح بغير هذا السياق من طريق سعد بن إبراهيم، لكن قال عن الأعرج، عن أبي هريرة، وهو الأصح.(17/19)
(115 - بنو عَامِرٍ وبنو تَمِيمٍ)(17/25)
4145 -[1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: مِنْ بَنِي عَامِرٍ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكُمْ، أَنْتُمْ مِنِّي.
[2] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، حدثنا حَجَّاجٌ نَحْوَهُ.
[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، بِهِ.(17/25)
4146 - قال الْحَارِثُ: حدثنا أَبُو النَّضْرِ، حدثنا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ، قَالَ: فَشُغِلَ عَنْهُمْ يَوْمَئِذٍ أَوْ شُغِلُوا عَنْهُ، إِلَّا أَنَّهُمْ سَأَلُوهُ عَنْ ثَلَاثِ قَبَائِلَ، سَأَلُوهُ عَنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: جَمَلٌ أَزْهَرُ، يَأْكُلُ / مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ. وَسَأَلُوهُ عَنْ غَطَفَانَ، فقال: زهرة تنبع ماء. وَسَأَلُوهُ عَنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: هضبة حمراء لا يَضُرُّهُمْ مَنْ عَادَاهُمْ وَقَالَ النَّاسُ فِيهِمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَى الله لِبَنِي تَمِيمٍ إِلَّا خَيْرًا، هُمْ ضِخَامُ الْهَامِّ، رُجُحُ الْأَحْلَامِ، ثَبْتُ الْأَقْدَامِ، أَشَدُّ النَّاسِ قِتَالًا لِلدَّجَّالِ، وَأَنْصَارُ الْحَقِّ فِي آخِرِ الزَّمَانِ.(17/28)
(116 - بنو حِمْيَرٍ وَالسَّكُون)(17/33)
4147 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا الْمُقْرِئُ، حدثنا الْإِفْرِيقِيُّ، حدثنا أَبُو الْغَازِي الْعَنْسِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: [إِنَّ] مِنْ خِيَارِ النَّاسِ الْأَمْلُوكِ: أملوك حمير، وشعبان وَالسَّكُونُ، والأشعريين.(17/33)
(117 - بنو نَاجِيَةَ)(17/35)
4148 -[1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: حدثني رجل، عن سَعْدٌ، قَالَ: إِنَّ بَنِي نَاجِيَةَ ذُكِرُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هُمْ حَيٌّ مِنِّي، قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَأَنَا مِنْهُمْ. فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ غيرها، يَعْنِي سَامَةَ بْنَ لُؤَيٍّ، فَقَالَ رَجُلٌ: علقت ما بسامة الْعَلَاقَةَ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ قَالَ ذَلِكَ، فَأَجَابَهُ رَسُولُ اللَّهِ [ص:38] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
4148 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُوسَى، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حدثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ بَنِي نَاجِيَةَ، فَقَالَ: هُمْ مِنَّا.
قَالَ سَعْدٌ: يَرْوُونَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: هُمْ حَيٌّ مني. [قال شعبة] : وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَأَنَا مِنْهُمْ.(17/35)
(118 - نَاجِيَة)(17/40)
4148 -[3] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حدثنا شُعْبَةُ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: أَسَمِعْتَ مَا يُذْكَرُ فِي بَنِي
نَاجِيَةَ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهم حَيٌّ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ، أَعَنْ ثِقَةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. يُرْوَى ذَلِكَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رَضِيَ الله عَنْه.
قَالَ: وَقَدْ أَتَوْا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَأَهْدَوْا لَهُ رِحَالًا علافية.
[4] قَالَ شُعْبَةُ: فَحَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي مُدْرِكَ بْنَ الْمُهَلَّبِ فِي عَسْكَرِهِ، فَذُكِرَتْ بَنُو نَاجِيَةَ، وَثَمَّ رَجُلٌ جَدُّهُ سَعِيدٌ، فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هُمْ حَيٌّ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ.(17/40)
(119 - الْأَنْصَار رَضِيَ الله عَنْهم)(17/41)
4149 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه يُحَدِّثُ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ، ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وغيرهما مِنْ حَدِيثِ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَذْكُرْ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ رَضِيَ الله عَنْه. وَهُوَ فِي الْإِسْنَادِ الَّذِي سُقْنَاهُ ثَابِتٌ، وَالزِّيَادَةُ مِنْ مِثْلِ النَّضْرِ مَعَ حِفْظِهِ وَإِتْقَانِهِ مَقْبُولَةٌ.(17/41)
(120 - أَسْلَم)
4150 -(17/43)
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ - هُوَ ابْنُ مُكْرَمٍ -، حَدَّثَنَا يُونُسُ - هُوَ ابْنُ بُكَيْرٍ -، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا أَقْبَلُ هَدِيَّةً مِنْ أَعْرَابِيٍّ. فَجَاءَتْهُ أُمُّ سُنْبُلَةَ الْأَعْرَابِيَّةُ بِقَعْبِ لَبَنٍ، أَهْدَتْهُ لَهُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْرِغِي مِنْهُ فِي هَذَا الْقَعْبِ، فَأَفْرَغَتْهُ، فَتَنَاوَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فشرب، فقلت له: أَنْتَ قُلْتَ لَا أَقْبَلُ هَدِيَّةً مِنْ أَعْرَابِيٍّ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَعْرَابَ
َ أَسْلَمَ لَيْسُوا بِأَعْرَابٍ، وَلَكِنَّهُمْ أَهْلُ بَادِيَتِنَا وَنَحْنُ أَهْلُ حَاضِرَتِهِمْ، إِنْ دَعَوْنَا أَجَبْنَاهُمْ وَإِنْ دَعَوْنَاهُمْ أجابوا.(17/43)
(121 - عَبْد الْقَيْسِ)(17/46)
4151 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَبَّابٌ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ، عَنْ مُحَمَّدِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: خَيْرُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ عَبْدُ الْقَيْسِ.(17/46)
(122 - أَحْمَس)(17/48)
4152 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: قَدِمَ وَفْدُ بَجِيلَةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ابْدَءُوا بالأحمسين، وَدَعَا لَنَا.(17/48)
(123 - رَبِيعَة وَمُضَر)(17/50)
4153 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ، فَالْحَقُّ فِي مُضَرَ، وَإِذَا عَزَّتْ رَبِيعَةُ، فَذَلِكَ ذُلُّ الْإِسْلَامِ.
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهِ.(17/50)
(124 - بَكْر بْن وَائِلٍ)
4154 -(17/53)
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حدثنا مُعْتَمِرٌ، حدثنا مَسْلَمَةُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه مِنْ خُرَاسَانَ: أَنَّ الْمُشْرِكِينَ - يَعْنِي - قَدْ تَكَاثَرُوا عَلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنِ اجْعَلْ
ْ بَكْرَ بْنَ وَائِلٍ يَلُونَهُمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الْعَدُوَّ لَا يَظْهَرُ عَلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ.(17/53)
(125 - بَابُ ذَمِّ الْعُبَّادِ، وَهُمْ طَائِفَةٌ مِنْ نَصَارَى الْعَرَبِ)(17/55)
4155 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حدثنا أَبُو إسحاق - يعني الفزاري -، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بن [أبي عا] ئشة، عَنْ سليمان رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبْعَدُ النَّاسِ مِنَ الْإِسْلَامِ الْعُبَّادُ مِنَ الرُّومِ.(17/55)
(126 - بَابُ ذَمِّ الْبَرْبَرِ)(17/57)
4156 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حدثنا حَيْوَةُ، حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حدثنا أبو هاني، قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ الْقُرَشِيَّ، أَخْبَرَهُ [عَمَّنْ أَخْبَرَهُ] ، عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْخَبَثُ أَحَدٌ وَسِتُّونَ جُزْءًا، فَجُزْءٌ فِي الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَسِتُّونَ فِي الْبَرْبَرِ.(17/57)
(127 - بَابُ فَضْلِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ عَلَى الْإِجْمَالِ)(17/61)
4157 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي نُسَيْرُ بْنُ ذُعْلُوقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ: لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمُقَامُ أَحَدِهِمْ أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ عُمُرَهُ.(17/61)
4158 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ سلام الطَّوِيلِ، عَنْ زَيْدٍ / العمي، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَثَلُ أَصْحَابِي فِي أُمَّتِي مَثَلُ النُّجُومِ يَهْتَدُونَ بِهَا إِذَا غَابَتْ تَحَيَّرُوا.
إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ.(17/63)
4159 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حدثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ حَمْزَةَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَثَلُ أَصْحَابِي مَثَلُ النُّجُومِ يُهْتَدَى بِهِمْ، فأيهم أَخَذْتُمْ بِقَوْلِهِ اهْتَدَيْتُمْ.
حَمْزَةُ ضَعِيفٌ جِدًّا.(17/65)
4160 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَطِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ أَنَّ لِرَجُلٍ أُحُدًا ذَهَبًا، فَأَنْفَقَهُ فِي سبيل الله تعالى وفي الْأَرَامِلِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْيَتَامَى لَيُدْرِكَ فَضْلَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِي سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ مَا أَدْرَكَهُ أَبَدًا.(17/67)
4161 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا ابن إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ جَعْدَةَ بن هبيرة رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الْآخَرُونَ أَرْدَى.
4161 -[2] وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا.
4161 -[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حدثنا ابْنُ إِدْرِيسَ فَذَكَرَهُ.(17/68)
4162 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ العلاء بن زيد، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَآنِي وَصَاحَبَنِي، وَاللَّهِ لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ [مَا دَامَ فِيكُمْ] مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي [وَصَاحَبَ مَنْ] صَاحَبَنِي.(17/72)
4163 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أبو معاوية، حَدَّثَنَا رَجُلٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَرَ بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ سِيُحْدِثُونَ وَيَفْعَلُونَ.(17/74)
4164 - حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَكُونُ لِأَصْحَابِي مِنْ بَعْدِي زَلَّةٌ، يغفرها الله تعالى لِسَابِقَتِهِمْ مَعِي، يَعْمَلُ بِهَا قَوْمٌ مِنْ بَعْدِي يكبهم الله تعالى فِي النَّارِ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ.(17/75)
4165 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، يَخْرُجُ الْجَيْشُ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَطْلُبُونَهُ فَلَا يَجِدُونَهُ. ثُمَّ يَخْرُجُ الْجَيْشُ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ من رأى أحدا مَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَطْلُبُونَهُ فَلَا يَجِدُونَهُ، فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي وَرَاءَ الْبَحْرِ لَأَتَوْهُ ".(17/76)
4165 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، نَحْوَهُ، وَلَفْظُهُ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَخْرُجُ الْجَيْشُ مِنْ جُيُوشِهِمْ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَسْتَنْصِرُونَ [بِهِ] فَتُنْصَرُوا؟ فَيُقَالُ: لَا. فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ أَصْحَابَهُ؟ وَيُقَالُ: مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ أَصْحَابَهُ؟ فَلَوْ سَمِعُوا بِهِ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ لَأَتَوْهُ.(17/79)
4165 -[3] حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ، عن الأعمش [فذكره] ، بِلَفْظِ: يُبْعَثُ بَعْثٌ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ صَحِبَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيُقَالُ: نعم، فيلتمس، فيوجد الرَّجُلُ، فَيُسْتَفْتَحُ بِالرَّجُلِ. ثُمَّ يُبْعَثُ بَعْثٌ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيُلْتَمَسُ، فَلَا يُوجَدُ حَتَّى لَوْ كَانَ مِنْ وَرَاءِ الْبَحْرِ لَأَتَيْتُمُوهُ، ثُمَّ يَبْقَى قَوْمٌ يقرؤون الْقُرْآنَ لَا يَدْرُونَ مَا هُوَ [ص:80].
4165 -[4] وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ، حدثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ [بِهِ] .
وَهَذَا الْإِسْنَادُ صَحِيحٌ، لَكِنْ قَصُرَ بِهِ أَبُو سُفْيَانَ.
فَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو [بْنِ دِينَارٍ] ، وَمُسْلِمٌ، مِنْ طَرِيقِ أَبِي الزُّبَيْرِ [كِلَاهُمَا] عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ وَهُوَ الصَّوَابُ.(17/79)
4165 -[5] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حدثنا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَوْ يَسْمَعُونَ بِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِي مِنْ وَرَاءِ الْبَحْرِ لَأَتَوْهُ.
هَكَذَا قَصُرَ ابْنُ لَهِيعَةَ فِي إِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ مَعًا.(17/81)
4167 - قال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَأَصْحَابِي يَقِلُّونَ، فَلَا تَسَبُّوهُمْ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَّهُمْ.(17/82)
4168 - وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حدثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْتَغَى الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِي كَمَا تُبْتَغَى الضَّالَّةُ، فَلَا يُوجَدُ.(17/84)
4169 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، حدثنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، حدثنا أَبُو هَانِي حُمَيْدُ بْنُ هَانِي الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ الْغِفَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه بِالْمَدِينَةِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه رَضِيَ الله عَنْهم: كَيْفَ بِكُمْ إِذَا شَبِعْتُمْ مِنَ الْخُبْزِ وَالزَّيْتِ؟ فَضَجُّوا وَكَبَّرُوا سَاعَةً، ثُمَّ قَالُوا: مَتَى يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا فُتِحَتِ الْأَمْصَارُ. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ بِكُمْ إِذَا اخْتَلَفَتْ عَلَيْكُمْ الألوان، وَغَدَوْتُمْ بِثِيَابٍ وَجِئْتُمْ بِأُخْرَى؟ قَالُوا: مَتَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا فُتِحَتِ الْأَمْصَارُ، وَفُتِحَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ. وقالوا: فَهُمْ خَيْرٌ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ، يُدْرِكُونَ الْفُتُوحَ، قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَأَبْنَاؤُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أَبْنَائِهِمْ، وَأَبْنَاءُ أَبْنَائِكُمْ خَيْرٌ مِنْ أَبْنَاءِ أَبْنَائِهِمْ، لَمْ يَأْخُذُوا بِشُكْرٍ، لَمْ يَأْخُذُوا بِشُكْرٍ، لَمْ يَأْخُذُوا بِشُكْرٍ.(17/86)
4170 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ /، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَثَلُ أَصْحَابِي مَثَلُ الْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ، لا يَصْلُحُ الطَّعَامُ إِلَّا بِالْمِلْحِ [ص:91].
4170 -[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا طَلِيقُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، بِهِ.
وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ، وَلَيْسَ بِالْحَافِظِ.(17/88)
4171 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: يَا لَيْتَنِي لَقِيتُ إِخْوَانِي، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَلَسْنَا إِخْوَانَكَ وَأَصْحَابَكَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ قَوْمًا يَجِيئُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ، يُؤْمِنُونَ بِي إِيمَانَكُمْ، وَيُصَدِّقُونِي تَصْدِيقَكُمْ، وينصروني نصركم، فيا ليتني لَقِيتُ إِخْوَانِي.
(196) وَحَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه تَقَدَّمَ فِي الْإِيمَانِ.(17/92)
(128 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ ذكر الصحابة رَضِيَ الله عَنْهم بِسُوءٍ)(17/94)
4172 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الرَّقِّيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي نَفَرٍ، فَذَكَرُوا عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَشَتَمُوهُ، فَقَالَ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه: مَهْلًا عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّا أَصَبْنَا ذَنْبًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنزل الله عز وجل: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ رَحْمَةٌ من الله تعالى سَبَقَتْ لَنَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنْ كَانَ والله يبغضك ويسميك الْأُخَيْنَسُ، فَضَحِكَ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه حَتَّى اسْتَعْلَاهُ الضَّحِكُ، ثُمَّ قَالَ: أَوَ لَيْسَ الرَّجُلُ قَدْ يَجِدُ عَلَى أَخِيهِ فِي الْأَمْرِ، يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، ثُمَّ لَا يَبْلُغُ ذَلِكَ أَمَانَتَهُ، وَذَكَرَ كَلِمَةً أُخْرَى.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ
، وَقَدِ اشْتَمَلَ عَلَى فَوَائِدَ جَلِيلَةٍ.(17/94)
4173 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا شبابة، حدثنا فضيل بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: صَحِبْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوا أَصْهَارِي وَأَصْحَابِي، فَإِنَّهُ مَنْ حَفِظَنِي فِيهِمْ كَانَ مَعَهُ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَمَنْ لَمْ يَحْفَظْنِي فِيهِمْ، تَخَلَّى اللَّهُ مِنْهُ، وَمَنْ تَخَلَّى اللَّهُ مِنْهُ يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ.(17/96)
(129 - بَابُ حَقُّ الصَّحَابِيِّ رَضِيَ الله عَنْه فِي بَيْتِ الْمَالِ زِيَادَةٌ عَلَى حَقِّ الْمُسْلِمِ)
(197) حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما فِي كِتَابِ الْخُلَفَاءِ فِي بَابِ الْإِمَامَةِ فِي قُرَيْشٍ.(17/98)
(130 -[بَابُ] فَضْلِ الْقُرُونِ الْأُوَلِ)(17/99)
4174 -[1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: أتيت المدينة في زَمَنَ الْأَقِطِ وَالسَّمْنِ، وَالْأَعْرَابُ يَأْتُونَ بِالزِّقَاقِ يَسْتَقُونَ بِهَا، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ طَامِحِ الْبَصَرِ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ غَرِيبٌ، فَدَنَوْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ، وَقَالَ لِي: مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَجَلَسْتُ مَعَهُ، فَقُلْتُ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ بَنِي هِلَالٍ، وَاسْمِي كَهْمَسٌ، ثُمَّ قَالَ لِي: أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا شَهِدْتُهُ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه فَقُلْتُ: بَلَى، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَهُ، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ، فَقَالَ: ثُمَّ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الذي أنا منه، ثُمَّ الثَّانِي، ثُمَّ الثَّالِثُ، ثُمَّ يَنْشَأُ قَوْمٌ تَسْبِقُ أَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ،
[ص:100] يَشْهَدُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْتَشْهَدُوا، لَهُمْ لَغَطٌ فِي أَسْوَاقِهِمْ.
قَالَ مُعَاوِيَةُ: قَالَ كَهْمَسٌ: أَتَخَافُ أَنْ يَكُونَ هَؤُلَاءِ مِنْ أُولَئِكِ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
وَقَدْ سَبَقَ طَرَفٌ مِنْهُ فِي الصَّوْمِ، وَطَرَفٌ فِي النِّكَاحِ.
وإسناده قوي.
[2] وروى ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، بِهِ.
[3] وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ، وَسَمَوْيَهِ فِي فَوَائِدِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حماد بن زيد، مِثْلَهُ.
[4] وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْكُنَى مِنْ طَرِيقِ مُوسَى، بِهِ.(17/99)
4175 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حدثنا بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ الْحِمْصِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا، فإن الله تعالى لَيْسَ إِلَى عَذَابِكُمْ بِسَرِيعٍ، وَسَيَأْتِي قَوْمٌ لَا حُجَّةَ لَهُمْ.(17/103)
4176 - وَبِهِ: طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، وَطُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي، طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ.(17/104)
4177 -[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا طَلْحَةُ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْتُمْ نَظَرْتُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَعْيُنِكُمْ؟ قَالَ: [نَعَمْ] ، قَالَ: وَكَلَّمْتُمُوهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ هَذِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَبَايَعْتُمُوهُ بِأَيْمَانِكُمْ هَذِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ طُوبَى لَكُمْ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ: أَفَلَا أُخْبِرُكَ عَنْ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، وَطُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي ثَلَاثًا.
[2] وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حدثنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، بِهِ.(17/106)
4178 -[1] وقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا الْمُقْرِئُ، حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا الْخَيْرِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلَيْنِ أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، فَقَالَ: مَذْحِجِيَّانِ أَوْ كِنْدِيَّانِ. ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ كِنْدِيَّانِ، فَأَتَيَاهُ فَإِذَا هُمَا كِنْدِيَّانِ، قَالَ أَحَدُهُمَا: أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنِ اتَّبَعَ مَا أُرْسِلْتَ بِهِ وَصَدَّقَكَ وَلَمْ يَرَكَ، قَالَ: طُوبَى لَهُ ثُمَّ طُوبَى لَهُ.
[2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ طَلَعَ رَاكِبَانِ، فَلَمَّا رَآهُمَا، قَالَ: كِنْدِيَّانِ مَذْحِجِيَّانِ، حَتَّى أَتَيَا، فَإِذَا رَجُلَانِ مِنْ مَذْحِجٍ، قَالَ: فَدَنَا أَحَدُهُمَا إِلَيْهِ لِيُبَايِعَهُ، فَلَمَّا أَخَذَ بِيَدِهِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَرَأَيْتَ مَنْ آمن بِكَ وَصَدَّقَكَ وَاتَّبَعَكَ فَمَاذَا لَهُ؟ قَالَ: طُوبَى لَهُ. فَمَسَحَ عَلَى يَدِهِ فانصرف، ثُمَّ أَقْبَلَ الْآخَرُ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِهِ لِيُبَايِعَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَرَأَيْتَ مَنْ آمَنَ بِكَ وَصَدَّقَكَ وَاتَّبَعَكَ وَلَمْ يَرَكَ، قَالَ: طُوبَى لَهُ ثُمَّ مَسَحَ عَلَى يَدِهِ / وَانْصَرَفَ.(17/108)
(131 -باب فَضْل هَذِهِ الْأُمَّةِ)(17/111)
4179 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حدثنا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ حَقٌّ، فَأَتَاهُ يَطْلُبُهُ، فَلَقِيَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: لَا وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْبَشَرِ لَا أُفَارِقُكَ وَأَنَا أَطْلُبُكَ بِشَيْءٍ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: وَاللَّهِ ما اصطفى [إليه] مُحَمَّدًا عَلَى الْبَشَرِ، فَلَطَمَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَبُو الْقَاسِمِ، فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ قَالَ: لَا وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى الْبَشَرِ، قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا اصْطَفَى اللَّهُ مُحَمَّدًا عَلَى الْبَشَرِ، فَلَطَمَنِي. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّا أَنْتَ يَا عُمَرُ! فَأَرْضِهِ مِنْ لَطْمَتِهِ، بَلْ يَا يَهُودِيُّ! آدَمُ صَفِيُّ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللَّهِ، وَمُوسَى نَجِيُّ اللَّهِ، وَعِيسَى رُوحُ اللَّهِ، وَأَنَا حَبِيبُ اللَّهِ، بَلْ يَا يَهُودِيُّ! تسمى الله عز وجل بِاسْمَيْنِ سمى بِهِمَا أُمَّتِي: هُوَ السَّلَامُ، وَسَمَّى بِهَا أُمَّتِي الْمُسْلِمِينَ، وَهُوَ الْمُؤْمِنُ، وَسَمَّى بِهَا أُمَّتِي الْمُؤْمِنِينَ.
بَلْ يَا يَهُودِيُّ! طلبتم يوما [ذخر لَنَا] ، لَنَا اليوم ولكم غدا، وَبَعْدَ
[ص:112] غَدٍ لِلنَّصَارَى. بَلْ يَا يَهُودِيُّ! أَنْتُمُ الْأَوَّلُونَ وَنَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَلْ وَالْجَنَّةُ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ حَتَّى أَدْخُلَهَا، وَهِيَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الْأُمَمِ حَتَّى تَدْخُلَهَا أُمَّتِي.(17/111)
4180 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَنَسِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سألت ربي عز وجل لِأُمَّتِي مِنْ دُونِ الْبَشَرِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ فَأَعْطَانِيهَا.(17/114)
4181 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ المعبر، حدثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يزيد بن عمر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قال: خَطَبَنَا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بِلَالًا، فَنَادَى بِالصَّلَاةِ جامعة قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَارْتَقَى الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ادْنُوَا وَأَوْسِعُوا لِمَنْ خَلْفَكُمْ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَدَنَا النَّاسُ، [وَانْضَمَّ] بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ. [وَالْتَفَتُوا] فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا، [ثم] قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْنُوَا وَأَوْسِعُوا لِمَنْ خَلْفَكُمْ " فَدَنَا [النَّاسُ] ، وَانْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَالْتَفَتُوا فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ فِي الثَّالِثَةِ، فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: لِمَنْ نُوَسِّعُ، لِلْمَلَائِكَةِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا إِنَّهُمْ إذا كانوا معك لَمْ يَكُونُوا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ ولا خلفكم، ولكن عَنْ يَمِينِكُمْ وعن شِمَالِكُمْ، فَقَالَ: ولم يَكُونُوا بَيْنَ أَيْدِينَا ولا خلفنا، أهم أَفْضَلُ مِنَّا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلْ أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، اجْلِسْ ". فَجَلَسَ.(17/117)
4182 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا الْمُقْرِئُ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ أَنْفَعُ أَوْ آخِرُهُ.(17/120)
4183 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا شَيْبَانُ هُوَ ابْنُ فَرُّوخَ، حدثنا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ، حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ يَزِيدَ العتيكة، قَالَتْ: سمعت عائشة رَضِيَ الله عَنْها تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْأُمَمَ السَّالِفَةَ، الْمِائَةُ أُمَّةٍ، إِذَا شَهِدُوا لِعَبْدٍ بِخَيْرٍ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَإِنَّ أُمَّتِي، الخمسون مِنْهُمْ أُمَّةٌ، فَإِذَا شَهِدُوا لِعَبْدٍ بِخَيْرٍ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ".(17/123)
4184 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جُنَادٍ الْحَلَبِيُّ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: قَالَ لِي ثَابِتٌ الْأَعْرَجُ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا إِذَا قَالَتْ صَدَقَتْ، وَإِذَا حَكَمَتْ عَدَلَتْ، وَإِذَا اسْتُرْحِمَتْ رَحِمَتْ.(17/124)
4185 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حدثنا خَالِدٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عُقُوبَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالسَّيْفِ.(17/125)
4186 - حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدثنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، حدثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ مَرْحُومَةُ، لَا عَذَابَ عَلَيْهَا، إَلَّا مَا عَذَّبَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، قُلْتُ: وَكَيْفَ تُعَذِّبُ أَنْفُسَهَا؟ قَالَ: أَمَا كَانَ يوم النهر عذاب، أَمَا كَانَ يوم الجمل عذاب، أَمَا كَانَ يوم صفين عذاب.(17/126)
(132 - بَابُ فَضْلِ أَهْلِ الْيَمَنِ)(17/128)
4187 - قَالَ عَبْدُ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، حدثني أَبِي، حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بن عيسى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ، فَإِذَا هُوَ بِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لِي: مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ لِي: ادْنُ مِنِّي أُحَدِّثْكَ بِحَدِيثٍ تَقَرُّ بِهِ عَيْنُكَ، قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقَالَ عَمْرٌو رَضِيَ الله عَنْه: بَيْنَمَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسًا، إِذْ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَعَدَ إِلَيْنَا، ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ إِخْوَانِي الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّي، أدخل الجنة، و [هم] يَدْخُلُونَ مَعِي؟ "، ثُمَّ قام فَذَهَبَ، [فما لَبِثَ أَنْ رَجَعَ فَقَعَدَ. ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ إِخْوَانِي الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّي، أَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَيَدْخُلُونَ مَعِي؟ ". ثُمَّ قَامَ فَذَهَبَ] ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: لَوْ أَنَّا سَأَلْنَاهُ، أوغيرنا هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَمَا كَانَ إِلَّا قَلِيلًا أَنْ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَيْنَ إِخْوَانِي الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّي، أَدْخُلُ
[ص:129] الْجَنَّةَ وَيَدْخُلُونَ [الْجَنَّةَ] مَعِي؟ "، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ [اللَّهِ] أَوْغَيْرُنَا هُمْ؟ قَالَ: " نَعَمْ هُمْ أَهْلُ الْيَمنِ، الْمَطْرُحُونَ فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ، الْمَدْفُوعُونَ عَنْ أَبْوَابِ السُّلْطَانِ، يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَمْ يَقْضِهَا ".(17/128)
4188 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حدثنا حُسَيْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَدِينَةِ، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، قَدْ جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَجَاءَ أهل اليمن، قيل: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا أَهْلُ الْيَمَنِ؟ قَالَ: قَوْمٌ رَقِيقَةٌ قُلُوبُهُمْ، لَيِّنَةٌ طَاعَتُهُمْ / الْإِيمَانُ يَمَانٌ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ.
[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حدثنا حُسَيْنٌ، فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ: لَمْ يُسْنِدِ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ غَيْرَ هَذَا.
قُلْتُ: حُسَيْنٌ ضَعِيفٌ.(17/130)
(133 - بَابُ فَضْلِ الْعَجَمِ وَفَارِسَ)(17/133)
4189 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرٍ مِنَ الْآجُرِّ، وَخَلْفِي صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ، فَكَلَّمَهُ رَجُلٌ بِشَيْءٍ خَفِيٍّ عَلَيْنَا، فَعَرَفْنَا الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ فَسَكَتَ، فَجَاءَ الأشعت بْنُ قَيْسٍ، فَجَعَلَ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ حَتَّى كَانَ قَرِيبًا، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! غَلَبَتْنَا هَذِهِ الْحَمْرَاءُ عَلَى وَجْهِكَ، فَضَرَبَ صَعْصَعَةُ بَيْنَ كَتِفَيَّ بِيَدِهِ، فَقَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، لَيُبْدِيَنَّ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ الْعَرَبِ أَمْرًا كَانَ يَكْتُمْهُ، قَالَ: فَغَضِبَ غَضَبًا، وَقَالَ: مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ هَؤُلَاءِ الضَّيَاطِرَةِ، يَتَمَرَّغُ أَحَدُهُمْ عَلَى حَشَايَاهُ، وَيُهْجِرُ أقوام تذكر الله عز وجل، فيأمرني أَنْ أَطْرُدَهُمْ وَأَكُونُ مِنَ الظَّالِمِينَ، وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، لَقَدْ سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَيَضْرِبَنَّكُمْ عَلَى الدِّينِ عَوْدًا
[ص:134] كَمَا ضَرَبْتُمُوهُمْ عَلَيْهِ بَدْءًا.
قَالَ إِسْحَاقُ: وَسَمَّاهُ غَيْرُ جَرِيرٍ: عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ.
قُلْتُ: وَهُوَ كَمَا قَالَ [ص:136].
4189 -[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَبُو النَّضْرِ، حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: كَانَ عَلِيُّ رَضِيَ الله عَنْه [يَخْطُبُ] ، وَقَدْ أَحْدَقَتْ بِهِ الْمَوَالِي. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ [بِتَمَامِهِ] .
[3] وأخرجه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَبَّادٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
[4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ.(17/133)
4190 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه رِوَايَةً، قَالَ: لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ مُعَلَّقًا بِالثُّرَيَّا، لناله نَاسٌ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ [ص:140].
4190 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرٍ وَهَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَا: حدثنا سُفْيَانُ، بِهِ.
وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ وَصَرَّحَ بِرَفْعِهِ وَقَالَ فِيهِ: " وَرُبَّمَا قَالَ مِنْ بَنِي الْحَمْرَاءِ بَنِي الْمَوَالِي ".
صَحِيحٌ.(17/137)
(41 - فضل الْبُلْدَانِ)(17/141)
(1 - بَابُ عَسْقَلَانَ)(17/141)
4191 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَخِي الْمِسْوَرِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالسا بين ظهري أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ: " صَلَّى اللَّهُ عَلَى تِلْكَ الْمَقْبَرَةِ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يَسْأَلْهُ أَحَدٌ أَيُّ مَقْبَرَةٍ هِيَ، وَلَمْ يُسَمِّ لَهُمْ شَيْئًا. فَدَخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ كَأَنَّهَا عَائِشَةُ، فَقَالَ لَهَا [[إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ أَهْلَ مَقْبَرَةٍ فَصَلَّى عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُخْبِرْنَا أَيُّ مَقْبَرَةٍ هِيَ؟]] (*) ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ: هِيَ مَقْبَرَةٌ بِعَسْقَلَانَ.
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ(17/141)
4192 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، [عَنْ عُمَرَ] رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَذْكُرُ أَهْلَ مَقْبَرَةٍ [يَوْمًا، فَصَلَّى عَلَيْهَا، فَأَكْثَرَ الصَّلَاةَ عَلَيْهَا، فَسُئِلَ عَنْهَا، فَقَالَ: أَهْلُ مَقْبَرَةِ] عَسْقَلَانَ، يُزَفُّونَ إِلَى الْجَنَّةِ، كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ إِلَى زَوْجِهَا.(17/144)
(2 - بَابُ الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ)(17/146)
4193 -[1] قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ الزُّهْدِ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنِي أُنَيْسُ بْنُ سَوَّارٍ، حدثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه فَإِذَا رَجُلٌ كث اللحية قعد لهم وأغلظ، فَتَفَرَّقُوا، فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! مَا أراك إلا قَدْ أَسَأْتَ، قَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ مُدَاهِنُونَ، أَتَعْرِفُنِي؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ، فَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: بلايا بِالْعِرَاقِ [وَذَلِكَ] بِالْكُوفَةِ، فَأَمَّا أَهْلُ الْبَصْرَةِ فَأَقْوَمُ الْأَمْصَارِ قِبْلَةً، وَأَكْثَرُهُ مُؤَذِّنًا، يَدْفَعُ اللَّهُ عَنْهُمْ مَا يَكْرَهُونَ.(17/146)
4193 -[2] حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّبَرِيُّ، حدثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ سَعِيدٍ الرَّبَعِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْأَحْنَفِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ أَهْلَ الْكُوفَةِ، فَذَكَرَ أَنَّهُ ستنزل بِهِمْ بَلَايَا عظام. ثُمَّ ذَكَرَ أَهْلَ الْبَصْرَةِ، فَذَكَرَ أَنَّهُمْ أَفْضَلُ أَهْلِ الْأَمْصَارِ قِبْلَةً، وَأَكْثَرُهُمْ مُؤَذِّنًا، يُدْفَعُ عَنْهُمْ مَا يَكْرَهُونَ.(17/149)
4194 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا سَلَّامٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ الله عَنْه: مَا رَأَيْتُ أَخْصَاصًا إِلَّا أَخْصَاصًا كَانَتْ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَدْفَعُ عَنْ هَذِهِ - يَعْنِي بالكوفة -.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: الْأَخْصَاصُ بُيُوتٌ عِنْدَنَا مِنْ قَصَبٍ.(17/150)
(3 - بَابُ أَهْلِ مِصْرَ)(17/152)
4195 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حدثنا حَيْوَةُ، أخبرني أبو هاني حميد بن هاني الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ وَعَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ وَغَيْرَهُمَا يَقُولُونَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّكُمْ سَتَقْدَمُونَ عَلَى قَوْمٍ جَعْدَةٌ رؤوسهم، فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ قُوَّةٌ لَكُمْ، وَبَلَاغٌ إِلَى عَدُوِّكُمْ بإذن الله تعالى - يَعْنِي قِبْطَ مِصْرَ -.
[2] رَوَاهُ ابْنُ حَبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى.
وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَابِعِيٌّ بِلَا رَيْبٍ، وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ لَيْسَ هُوَ الْمَخْزُومِيُّ، بَلْ هُوَ آخَرٌ مُخْتَلِفٌ فِي صُحْبَتِهِ /.(17/152)
(4 - بَابُ فَضْلِ مَنْ نَزَلَ حِمْصَ من الصحابة رَضِيَ الله عَنْهم)(17/155)
4196 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حدثنا أَبُو حَيْوَةَ، عَنْ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ، قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ عمر رَضِيَ الله عَنْهما فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْعِلْمِ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الشَّامِ. قَالَ: مِنْ أَيِّ أَهْلِ الشَّامِ؟ قُلْتُ: مِنْ حِمْصَ، قَالَ: مِنْ حِمْصَ جِئْتَ تَطْلُبُ الْعِلْمَ هَاهُنَا! قُلْتُ: مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَطْلُبَ الْعِلْمَ مِنْ مِثْلِكَ، وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ! قَالَ: فَأُخْبِرُكَ أَنَّ الْقَاصِيَةَ الْأُولَى سَارُوا تِلْوَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلُوا الشَّامَ، ثُمَّ جُنْدُكَ خَاصَّةً، فَانْظُرْ مَا كَانُوا عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ السُّنَّةُ.(17/155)
(5 - بَابُ فَضْلِ الشَّامِ)
(198) حَدِيثُ النَّوَّاسِ رَضِيَ الله عَنْه عَقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِالشَّامِ. يَأْتِي - إِنْ شاء الله تعالى - فِي الْفِتَنِ.(17/157)
4197 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ أَبُو طَالِبٍ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ دِمَشْقَ وَمَا حوله، وعلى أبواب دمشق وَمَا حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حَوْلَهُ، لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ، ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ [ص:160].
4198 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ - هُوَ الْفَزَارِيُّ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكُمْ ستجندون أَجْنَادًا ... الْحَدِيثُ فِي فَضْلِ الشَّامِ.(17/158)
4199 - قَالَ سَعِيدُ: وحدثنا ابْنُ حَلْبَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي [فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ] عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلَا وإن الإيمان حين تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ ".(17/161)
4200 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ خَوْلِيٌّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكُمْ ستجندون أَجْنَادًا، جُنْدًا بِالشَّامِ، وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ. فَقَالَ لَهُ خَوْلِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! خِرْ لِي قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ، وليسق بِغُدُرِهِ، فإن الله تعالى قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ.(17/164)
4201 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مسلم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ: وَجٌّ وَادٍ مُقَدَّسٌ.
قُلْتُ: هُوَ بِفَتْحِ الْوَاوِ، وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ وَهُوَ بِالطَّائِفِ.(17/167)
(6 - فَضْلُ الطَّائِفِ)(17/168)
4202 - قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن إِنْسَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ [عَبْدِ الرَّحْمَنِ] بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ وَجًّا مُقَدَّسٌ، مُنْذُ عَرَجَ الرَّبُّ إِلَى السَّمَاءِ يَوْمِ قَضَى الْخَلْقَ.
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَجٌّ بِالطَّائِفِ.(17/168)
(7 - فَضْلُ نُعْمَانَ)(17/170)
4203 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نِعْمَ الْمُرْضِعُونَ أَهْلُ نُعْمَانَ.(17/170)
(8 - فَضْل مَكَّةَ شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى)(17/172)
4204 - قَالَ مُسَدَّدٌ: [حدثنا] خَالِدٌ، حدثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، قَالَ: لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا عَظَّمُوا هَذِهِ الْحُرْمَةَ حَقَّ تَعْظِيمِهَا.(17/172)
(42 - كِتَابُ السِّيرَةِ وَالْمَغَازِي)(17/175)
(1 - بَابُ مَوْلِدِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)(17/175)
4205 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حدثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرحمن بن أسعد بْنِ زُرَارَةَ، حَدَّثَنِي مَنْ شِئْتَ [مِنْ] رِجَالِ قَوْمِي، عَنْ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنِّي لَغُلَامٌ يَفْعَةٌ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ أَوْ ثَمَانٍ، أَسْمَعُ مَا أَرَى وَأَعْقِلُ، إِذْ أَشْرَفَ يَهُودِيٌّ عَلَى أُطُمٍ يَصْرُخُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ! فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالُوا: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: طَلَعَ اللَّيْلَةَ نَجْمُ أَحْمَدَ الَّذِي وُلِدَ بِهِ. قَالَ: فَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: ابْنُ كَمْ كَانَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ مَقْدَمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ؟ فَقَالَ: ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً.(17/175)
4206 -[1] أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حدثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي جَهْمُ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَوْ عن من حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن جعفر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: لَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ يَلْتَمِسْنَ الرُّضَعَاءَ بِمَكَّةَ، قَالَتْ حَلِيمَةُ: فَخَرَجْتُ فِي أَوَائِلِ النِّسْوَةِ عَلَى أَتَانٍ لِي قَمْرَاءَ، وَمَعِي زَوْجِي الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى، أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، ثُمَّ أحد بني ناصرة، قَدْ أَدْمَتْ أَتَانُنَا، وَمَعِي بِالرَّكْبِ شَارِفٌ، وَاللَّهِ مَا تَبِضُّ بِقَطْرَةٍ مِنْ لَبَنٍ فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ، قَدْ جَاعَ النَّاسُ حَتَّى خَلَصَ إِلَيْهِمُ الْجَهْدُ، وَمَعِي ابْنٌ لِي، وَاللَّهِ مَا يَنَامُ لَيْلَنَا وَمَا أَجِدُ فِي ثَدْيَيَّ شَيْئًا أُعَلِّلُهُ بِهِ، إِلَّا أَنَّا نرجو الغيث، وكانت لَنَا غَنَمٌ، فَنَحْنُ نَرْجُوهَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، فَمَا بَقِيَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَرِهَتْهُ، فَقُلْنَا: إِنَّهُ يَتِيمٌ وَإِنَّمَا يُكْرِمُ الظِّئْرَ وَيُحْسِنُ إِلَيْهَا الْوَالِدُ، فَقُلْنَا: مَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ بِنَا أُمُّهُ أَوْ عَمُّهُ أَوْ جَدُّهُ؟ فَكُلُّ صَوَاحِبِي أَخَذَ رَضِيعًا، ولم أجد شَيْئًا، فَلَمَّا لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ رَجَعْتُ إِلَيْهِ فَأَخَذْتُهُ، وَاللَّهِ مَا أَخَذْتُهُ إِلَّا أَنِّي لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ، فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: وَاللَّهِ لَآخُذَنَّ الْيَتِيمَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ، وَلَا أَرْجِعُ مِنْ بَيْنِ صَوَاحِبِي وَلَا آخُذُ شَيْئًا، فَقَالَ: قَدْ
[ص:178] أَصَبْتِ، قَالَتْ: فَأَخَذْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ الرَّحْلَ، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ أَتَيْتُ بِهِ الرحل، فأمسيت أفتل ثَدْيَايَ بِاللَّبِنِ حَتَّى أَرْوَيْتُهُ، وَأَرْوَيْتُ أَخَاهُ، وَقَامَ أَبُوهُ إِلَى شَارِفِنَا تِلْكَ يَلْمَسُهَا، فَإِذَا هِيَ حَافِلٌ /، فَحَلَبَهَا، فَأَرْوَانِي وَرَوِيَ، فَقَالَ: يَا حَلِيمَةُ! تَعْلَمِينَ، والله لقد أصبت نَسَمَةً مُبَارَكَةً، وَلَقَدْ أعطى الله تعالى عليهما مَا لَمْ نَتَمَنَّ، قَالَتْ: فَبِتْنَا بِخَيْرِ لَيْلَةٍ شِبَاعًا، وَكُنَّا لَا ننام ليلنا مَعَ صَبِيِّنَا، ثُمَّ اغْتَدَيْنَا رَاجِعِينَ إِلَى بِلَادِنَا أَنَا وَصَوَاحِبِي، فَرَكِبْتُ أَتَانِيَ الْقَمْرَاءَ فَحَمَلْتُهُ مَعِي، فَوَالَّذِي نَفْسُ حَلِيمَةٍ بِيَدِهِ، لَقَطَعْتُ بِالرَّكْبِ، حَتَّى إِنَّ النِّسْوَةَ لَيَقُلْنَ: أَمْسِكِي عَلَيْنَا، أَهَذِهِ أَتَانُكِ الَّتِي خَرَجْتِ عَلَيْهَا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالُوا: إِنَّهَا كَانَتْ أَدْمَتْ حِينَ أَقْبَلْنَا، فَمَا شَأْنُهَا؟ قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَقَدْ حَمَلْتُ عَلَيْهَا غُلَامًا مُبَارَكًا. قَالَتْ: فَخَرَجْنَا فَمَا زَالَ يزيدنا الله تعالى فِي كُلِّ يَوْمٍ خَيْرًا، حَتَّى قدمنا والبلاد سنة، فَلَقَدْ كَانَتْ رُعَاتُنَا يَسْرَحُونَ، ثُمَّ يُرِيحُونَ، فَتَرُوحُ أَغْنَامُ بَنِي سَعْدٍ جِيَاعًا، وَتَرُوحُ غَنَمِي شِبَاعًا بِطَانًا حُفَّلًا، فتحلب وَنَشْرَبُ، فَيَقُولُونَ: مَا شَأْنُ غَنَمِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَغَنَمِ حَلِيمَةَ، تَرُوحُ شِبَاعًا حُفَّلًا، وَتَرُوحُ غَنَمُكُمْ جِيَاعًا، ويلكم اسرحوا حيث تَسْرَحَ رعاؤكم، فَيَسْرَحُونَ مَعَهُمْ، فَمَا تَرُوحُ إِلَّا جِيَاعًا كَمَا كَانَتْ، وَتَرْجِعُ غَنَمِي كَمَا كَانَتْ. قَالَتْ: وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشِبُّ شَبَابًا مَا يَشِبُّهُ أَحَدٌ مِنَ الْغِلْمَانِ، يِشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ الْغُلَامِ فِي الشَّهْرِ، وَيَشِبُّ فِي الشَّهْرِ شَبَابَ السَّنَةِ، فَلَمَّا اسْتَكْمَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَتَيْنِ، أَقْدَمْنَاهُ مَكَّةَ، أَنَا
[ص:179] وَأَبُوهُ، فَقُلْنَا: وَاللَّهِ لَا نُفَارِقُهُ أَبَدًا وَنَحْنُ نَسْتَطِيعُ، فَلَمَّا أَتَيْنَا أُمَّهُ، قُلْنَا لَهَا: أَيُّ ظِئْرٍ! وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا صَبِيًّا قَطُّ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ، وَأَنَّا نَتَخَوَّفُ عَلَيْهِ وَبَاءَ مَكَّةَ وَأَسْقَامَهَا، فَدَعِيهِ نَرْجِعُ بِهِ حَتَّى تبرئي من دائك، فَلَمْ نَزَلْ بِهَا حَتَّى أَذِنَتْ، فَرَجَعْنَا بِهِ، فَأَقَمْنَا أَشْهُرًا ثَلَاثَةً أَوْ أَرْبَعَةً، فبينا هُوَ يَلْعَبُ خَلْفَ الْبُيُوتِ هُوَ وَأَخُوهُ في غنم لهم، إِذْ أَتَى أَخُوهُ يَشْتَدُّ، وَأَنَا وَأَبُوهُ فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: إِنَّ أَخِي الْقُرَشِيَّ أَتَاهُ رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ، فَأَخَذَاهُ فَأَضْجَعَاهُ، فَشَقَّا بَطْنَهُ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُوهُ نَشْتَدُّ، فَوَجَدْنَاهُ قَائِمًا، قَدِ انْتُقِعَ لَوْنُهُ، فَلَمَّا رَآنَا أَجْهَشَ إِلَيْنَا، وَبَكَى، قَالَتْ: فَالْتَزَمْتُهُ أَنَا وَأَبُوهُ فَضَمَمْنَاهُ إِلَيْنَا، فَقُلْنَا: مَا لَكَ بِأَبِي أَنْتَ [وَأُمِّي] ؟ فَقَالَ: أَتَانِي رَجُلَانِ فَأَضْجَعَانِي، فشقا بطني، فصنع بِهِ شَيْئًا، ثُمَّ رَدَّاهُ كَمَا هُوَ، فَقَالَ أَبُوهُ: وَاللَّهِ مَا أَرَى ابْنِي إِلَّا وَقَدْ أُصِيبَ، الْحَقِي بِأَهْلِهِ، فَرُدِّيهِ إِلَيْهِمْ قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ بِهِ مَا يتخوف منه. قالت: فَاحْتَمَلْنَاهُ، فَقَدِمْنَا عَلَى أُمِّهِ، فَلَّمَا رَأْتَنَا أَنْكَرَتْ شَأْنَنَا، وَقَالَتْ: مَا رَجَعَكُمَا بِهِ قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَكُمَاهُ، وَقَدْ كُنْتُمَا حَرِيصَيْنِ عَلَى حَبْسِهِ؟ فَقُلْنَا: لَا شَيْءَ إِلَّا أن الله تعالى قَدْ قَضَى الرَّضَاعَةَ،
[ص:180] وَسَرَّنَا مَا تَرَيْنَ، وَقُلْنَا نُؤَدِّيهِ كَمَا تُحِبُّونَ أَحَبُّ إِلَيْنَا، قَالَ: فقلت: إِنَّ لَكُمَا لَشَأَنًا، فَأَخْبِرَانِي مَا هُوَ؟ فَلَمْ تَدَعْنَا حَتَّى أَخْبَرْنَاهَا، فَقَالَتْ: كَلَّا والله لا يَصْنَعُ اللَّهُ ذَلِكَ بِهِ، إِنَّ لَابْنِي شَأْنًا، أَفَلَا أُخْبِرُكَمَا خَبَرَهُ، إِنِّي حَمَلْتُ بِهِ فَوَاللَّهِ مَا حَمَلْتُ حَمْلًا قَطُّ، كَانَ أَخَفَّ عَلَيَّ مِنْهُ، وَلَا أَيْسَرَ مِنْهُ، ثُمَّ رَأَيْتُ حِينَ حَمَلْتُهُ أَنَّهُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَ مِنْهُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى - أَوْ قَالَتْ: قُصُورَ بُصْرَى - ثُمَّ وَضَعْتُهُ حِينَ وَضَعْتُهُ، فَوَاللَّهِ مَا وَقَعَ كَمَا يَقَعُ الصِّبْيَانُ، لَقَدْ وَقَعَ مُعْتَمِدًا بيديه عَلَى الْأَرْضِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَدَعَاهُ عَنْكُمَا، فَقَبَضَتْهُ وَانْطَلَقْنَا [ص:183].
4206 -[2] أخبرنا يَحْيَى بن آدم، أنبأنا ابن إِدْرِيسَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حدثنا جَهْمُ بن أبي الجهم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَوْ عن من حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّعْدِيَّةُ: قَدِمْتُ فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، نَلْتَمِسُ الرُّضَعَاءَ بِمَكَّةَ ... فَذَكَرَ، نَحْوَهُ [ص:184].
4206 -[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ وَالْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ وَنَسَخْتُهُ مِنْ حَدِيثِ مَسْرُوقٍ، حدثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ جَهْمِ ابن أبي الجهم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن جعفر رَضِيَ الله عَنْهما عَنْ حَلِيمَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ.(17/177)
4207 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا يَحْيَى بْنُ عمر بْنُ النُّعْمَانِ الشامي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى الْكُوفِيُّ، حدثنا عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ، مِنْ بَنِي عَامِرٍ، وَهُوَ سَيِّدُ قومه وكبيرهم ومدرههم، يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا، فَقَامَ بَيْنَ يدي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَسَبَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جَدِّهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلَبِ! إِنِّي نُبِّئْتُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ، أَرْسَلَكَ بِمَا أَرْسَلَ بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى، وَغَيْرَهُمْ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، أَلَا إنك تَفَوَّهْتَ بِعَظِيمٍ، إِنَّمَا كَانَ الْأَنْبِيَاءُ وَالْمُلُوكُ فِي بَيْتَيْنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ بَيْتِ نُبُوَّةٍ، وَبَيْتِ مُلْكٍ، وَلَا أَنْتَ مِنْ هَؤُلَاءِ وَلَا مِنْ هَؤُلَاءِ، إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْعَرَبِ مِمَّنْ يَعْبُدُ الْحِجَارَةَ وَالْأَوْثَانَ، فَمَا لَكَ وَالنُّبُوَّةَ؟ وَلِكُلِّ أمر حقيقة، فأتني بِحَقِيقَةِ قَوْلِكِ، وَبَدْءِ شَأْنِكَ. قَالَ: فَأَعْجَبَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسألته، ثم قال: إِنَّ لِلْحَدِيثِ [الَّذِي] تَسْأَلُ عَنْهُ نَبَأً وَمَجْلِسًا، فَاجْلِسْ. فَثَنَى رِجْلَهُ وَبَرَكَ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ! إِنَّ حَقِيقَةَ قُولِي وَبَدْءَ شَأْنِي دَعْوَةُ أبي إبراهيم، وبشر بي أَخِي عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ، وإني كُنْتُ بِكْرًا لِأُمِّي، وَإِنَّهَا حَمَلَتْنِي كَأَثْقَلِ مَا تَحْمِلُ النِّسَاءُ، حَتَّى جَعَلَتْ تَشْتَكِي إِلَى صَوَاحِبِهَا
[ص:186] بِثِقَلِ مَا تَجِدُ، وَإِنَّ أُمِّي رَأَتْ فِي الْمَنَامِ أَنَّ الَّذِيَ فِي بَطْنِهَا نُورٌ، قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أُتْبِعُ بَصَرِي النُّورَ، فَجَعَلَ النُّورُ يَسْبِقُ بَصَرِي، حَتَّى أَضَاءَ لِي مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، ثُمَّ إِنَّهَا وَلَدَتْنِي، فَلَمَّا نَشَأْتُ بُغِّضَ إِلَيَّ الْأَوْثَانُ، وَبُغِّضَ إِلَيَّ / الشِّعْرُ، فَاسْتُرْضِعْتُ فِي بَنِي جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ، فَبَيْنَمَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فِي بَطْنِ وَادٍ مَعَ أَتْرَابٍ لِي مِنَ الصِّبْيَانِ، إِذَا أَنَا بِرَهْطٍ ثَلَاثٍ، مَعَهُمْ طَشْتٌ مِنْ ذَهَبٍ، مَلْآنُ نُورٍ وَثَلْجٍ، فَأَخَذُونِي مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي، وَانْطَلَقَ أَصْحَابِي هِرَابًا، حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى شَفِيرِ الْوَادِي، فَأَقْبَلُوا عَلَى الرَّهْطِ، وَقَالُوا: مَا لَكُمْ وَلِهَذَا الْغُلَامِ؟ أَنَّهُ غُلَامٌ لَيْسَ مِنَّا، وَهُوَ مِنْ بَنِي سَيِّدِ قُرَيْشٍ، وَهُوَ مُسْتَرْضَعٌ فِينَا مِنْ غُلَامٍ يَتِيمٍ، لَيْسَ لَهُ أَبٌ، فَمَاذَا يَرُدُّ عَلَيْكُمْ قَتْلُهُ؟ وَلَكِنْ إِنْ كنتم لا بد فَاعِلِينَ، فَاخْتَارُوا مِنَّا أينا شِئْتُمْ، فلنأتكم، فَاقْبَلُونَا مَكَانَهُ، وَدَعُوا هَذَا الْغُلَامَ، فَلَمْ يُجِيبُوهُمْ، فَلَمَّا رَأَى الصِّبْيَانُ أَنَّ الْقَوْمَ لَا يُجِيبُونَهُمْ، انْطَلَقُوا هِرَابًا مُسْرِعِينَ إِلَى الْحَيِّ، يُعَلِّمُونَهُمْ، وَيَسْتَصْرِخُونَهُمْ عَلَى الْقَوْمِ، فَعَمَدَ إِلَى أَحَدِهِمْ، فَأَضْجَعَنِي إِلَى الْأَرْضِ إِضْجَاعًا لَطِيفًا، ثُمَّ شَقَّ مَا بَيْنَ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي، وَأَنَا أَنْظُرُ، فَلَمْ أَجِدْ لِذَلِكَ شَيْئًا، ثُمَّ أَخْرَجَ أَحْشَاءَ بَطْنِي، فَغَسَلَهُ بِذَلِكَ الثَّلْجِ، فَأَنْعَمَ غَسْلَهُ، ثُمَّ أَعَادَهَا فِي مَكَانِهَا، ثُمَّ قَامَ الثاني، وقال لِصَاحِبِهِ: تَنَحَّ. ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَوْفِي، فَأَخْرَجَ قَلْبِي، وَأَنَا أَنْظُرُ، فَصَدَعَهُ، [فَأَخْرَجَ مِنْهُ
[ص:187] مُضْغَةً سَوْدَاءَ رَمَى بِهَا، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ يَمْنَةً مِنْهُ، كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شيئا] ثم أتى بِالْخَاتَمِ فِي يَدِهِ مِنْ نُورٍ النُّبُوَّةِ وَالْحِكْمَةِ، يَخْطَفُ أَبْصَارَ النَّاظِرِينَ دُونَهُ، فَخَتَمَ قَلْبِي، فامتلأ نورا، وختمه، ثُمَّ أَعَادَهُ مَكَانَهُ، فَوَجَدْتُ بَرْدَ ذَلِكَ الْخَاتَمِ فِي قَلْبِي دَهْرًا، ثُمَّ قَامَ الثَّالِثُ، فَنَحَّى صَاحِبَهُ، فَأَمَرَّ يَدَهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ وَمُنْتَهَى عَانَتِي، فَالْتَأَمَ ذَلِكَ الشِّقُّ بإذن الله تعالى، ثُمَّ أَخَذَ بيدي، فَأَنْهَضَنِي مِنْ مَكَانِي إِنْهَاضًا لَطِيفًا، ثُمَّ قَالَ الْأَوَّلُ الَّذِي شَقَّ بَطْنِي: زِنُوهُ بِعَشَرَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنُونِي، فَرَجَحْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: زِنُوهُ بِمِائَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنُونِي، فَرَجَحْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: زِنُوهُ بِأَلْفٍ مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنُونِي، فَرَجَحْتُهُمْ، قَالَ: دَعُوهُ، فَلَوْ وَزَنْتُمُوهُ بِأُمَّتِهِ جَمِيعًا لَرَجَحَ بِهِمْ، ثُمَّ قَامُوا إِلَيَّ، فَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ، وَقَبَّلُوا رَأْسِي وَمَا بَيْنَ عَيْنِي، ثُمَّ قَالُوا: يَا حَبِيبُ! لِمَ تُرَعْ، إِنَّكَ لَوْ تَدْرِي مَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ، لَقَرَّتْ عَيْنُكَ، قَالَ: فبينما نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ الْحَيُّ بِحَذَافِيرِهِمْ، فَإِذَا ظِئْرِي أَمَامَ الْحَيِّ، تَهْتِفُ بِأَعْلَى صَوْتِهَا، وَهِيَ تَقُولُ: يَا ضَعِيفَاهُ! قَالَ: فَأَكَبُّوا عَلَيَّ يقبلوني، وَيَقُولُونَ: يَا حَبَّذَا أنت مِنْ ضَعِيفٍ! ثُمَّ قَالَتْ: وَاوَحِيدَاهُ! قَالَ: فَأَكَبُّوا عَلَيَّ يقبلوني، وَيَقُولُونَ: يَا حَبَّذَا أنت مِنْ وَحِيدٍ! مَا أَنْتَ بِوَحِيدٍ، إِنَّ اللَّهَ مَعَكَ وَمَلَائِكَتَهُ والمؤمنون مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَتْ: يَا يَتِيمَاهُ! اسْتُضْعِفْتَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِكَ، فَقُتِلْتَ لِضَعْفِكَ، فَأَكَبُّوا عَلَيَّ وَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ، وَقَبَّلُوا رَأْسِي، وَقَالُوا: يَا حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ يَتِيمٍ، مَا أَكْرَمَكَ على الله عز وجل، لَوْ تَعْلَمُ مَاذَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ، قَالَ: فَوَصَلُوا إِلَى شَفِيرِ الْوَادِي، فَلَمَّا بَصُرَتْ
[ص:188] بِي ظِئْرِي، قَالَتْ: يَا بُنَيَّ! أَلَا أَرَاكَ حَيًّا بَعْدُ. فَجَاءَتْ حَتَّى أَكَبَّتْ عَلَيَّ، فَضَمَّتْنِي إِلَى صَدْرِهَا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَفِي حِجْرِهَا، قَدْ ضَمَّتْنِي إِلَيْهَا، وَإِنَّ يَدِي لَفِي يَدِ بَعْضِهِمْ، فَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ يُبْصِرُونَهُمْ، [فَإِذَا هُمْ لَا يبصرون] فَجَاءَ بَعْضُ الْحَيِّ، فَقَالَ: هَذَا الْغُلَامُ أَصَابَهُ لَمَمٌ، أَوْ طَائِفٌ مِنَ الْجِنِّ، فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى الْكَاهِنِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيُدَاوِيهِ [فَقُلْتُ لَهُ: يَا هَذَا! لَيْسَ بِي شَيْءٌ مِمَّا تَذْكُرُونَ، أَرَى نَفْسِي سَلِيمَةً، وَفُؤَادِي صَحِيحًا، وليس بي قَلْبَهُ] ، فَقَالَ أَبِي - وَهُوَ زَوْجُ ظِئْرِي -: أَلَا تَرَوْنَ ابْنِي كَلَامُهُ صَحِيحٌ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ بِابْنِي بَأْسٌ، فَاتَّفَقَ الْقَوْمُ عَلَى أَنْ يَذْهَبُوا بِي إِلَى الْكَاهِنِ، فَاحْتَمَلُونِي، حَتَّى ذَهَبُوا بِي إِلَيْهِ، فَقَصُّوا عَلَيْهِ قِصَّتِي، فَقَالَ: اسْكُتُوا، حَتَّى أَسْمَعَ مِنَ الْغُلَامِ، فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِأَمْرِهِ. فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ أَمْرِي مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، فَلَمَّا سَمِعَ مَقَالَتِي ضَمَّنِي إِلَى صَدْرِهِ، وَنَادَى بِأَعْلَى صوته: يا آل العرب! اقْتُلُوا هَذَا الْغُلَامَ، وَاقْتُلُونِي مَعَهُ، فواللات وَالْعُزَّى لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ لَيُبَدِّلَنَّ دِينَكُمْ، وَلَيُسَفِّهَنَّ أَحْلَامَكُمْ وَأَحْلَامَ آبَائِكُمْ، وَلْيُخَالِفَنَّ أَمْرَكُمْ، وَلَيَأْتِيَنَّكُمْ بِدِينٍ لَمْ تَسْمَعُوا بِمِثْلِهِ، قَالَ: فَانْتَزَعَنِي ظِئْرِي مِنْ يَدِهِ، قَالَ: لَأَنْتَ أَعْتَهُ مِنْهُ، وَأَجَنُّ، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ [هَذَا] يَكُونُ مِنْ قَوْلِكَ مَا أَتَيْتُكَ بِهِ، ثُمَّ احْتَمِلُونِي وَرُدُّونِي إِلَى أَهْلِي، فَأَصْبَحْتُ مُعَزًى مما فَعَلَ بِي، وَأَصْبَحَ أَثَرُ الشَّقِّ
[ص:189] مَا بَيْنَ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي، كَأَنَّهُ شِرَاكٌ، فَذَاكَ حَقِيقَةُ قَوْلِي وَبَدْءُ شَأْنِي.
فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ أَمْرَكَ حَقٌّ، فَأَنْبِئْنِي بِأَشْيَاءَ، أَسْأَلُكَ عَنْهَا. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَلْ عَنْكَ. قال: وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول لِلسَّائِلِينَ قَبْلَ ذَلِكَ: سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ، فَقَالَ يَوْمَئِذٍ لِلْعَامِرِيِّ: سَلْ عَنْكَ. فَكَلَّمَهُ بِلُغَةِ بَنِي عَامِرٍ، فَكَلَّمَهُ بِمَا يَعْرِفُ، فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: أَخْبِرْنِي يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ! مَاذَا يَزِيدُ فِي الشَّرِّ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: التمادي، قال: فهل يَنْفَعُ الْبِرُّ بَعْدَ الْفُجُورِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ التَّوْبَةُ تَغْسِلُ الْحَوْبَةَ، إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ، وَإِذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ رَبَّهُ فِي الرَّخَاءِ، أَعَانَهُ عِنْدَ الْبَلَاءِ، قَالَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: ذَلِكَ بأن الله - تعالى - يَقُولُ: لَا أَجْمَعُ لِعَبْدِي أَمْنَيْنِ، وَلَا أَجْمَعُ لَهُ خَوْفَيْنِ، قال: إلى ما تَدْعُو، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَدْعُو إِلَى عبادة الله تعالى وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنْ تَخْلَعَ الْأَنْدَادَ وَتَكْفُرَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، وَتُقِرُّ بِمَا جَاءَ من الله تعالى مِنَ كِتَابٍ وَرَسُولٍ، وَتُصَلِّي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ بِحَقَائِقِهِنَّ، وَتَصُومُ شَهْرًا مِنَ السَّنَةِ، وَتُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِكَ، فيطهرك الله تعالى بِهِ، وَيَطِيبُ لَكَ مَالَكَ وَتَقِرُّ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَبِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ. قَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ! فَإِنْ أَنَا فَعَلْتُ ذَلِكَ، فَمَا لِي؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ، قَالَ: فَهَلْ مَعَ هَذَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ؟ فَإِنَّهُ تعجبنا الْوَطَاءَةُ فِي الْعَيْشِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ، النَّصْرُ وَالتَّمْكِينُ فِي الْبِلَادِ، قَالَ: فَأَجَابَ الْعَامِرِيُّ وَأَنَابَ.(17/185)
(2 - بَابُ مَحَبَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ جَدِّهِ فِيهِ وَبَرَكَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صِغَرِهِ)(17/192)
4208 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا وَهْبُ بن بقية، أنبأنا خَالِدٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَبَّاسٍ، عَنْ كنديرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَجَجْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِذَا رَجُلٌ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَرْتَجِزُ:
(رُدَّ إِلَيَّ رَاكِبِي مُحَمَّدَا ... رُدَّهُ إِلَيَّ وَاصْطَنِعْ عِنْدِي يَدَا)
/
قُلْتُ: مَنْ هذا؟ قالوا: هَذَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ ضَلَّتْ إِبِلٌ لَهُ، فَأَرْسَلَ فِي أَثَرِهَا ابْنًا لَهُ فِي طَلَبِهَا، فَاحْتُبِسَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يُرْسِلْهُ فِي حَاجَةٍ قَطُّ إِلَّا جَاءَ بِهَا، قَالَ: فَمَا بَرِحْتُ حَتَّى جَاءَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاءَ بِالْإِبِلِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ! وَاللَّهِ لَقَدْ حَزِنْتُ عَلَيْكَ هَذِهِ الْمَرَّةَ حُزْنًا، لَا تُفَارِقُنِي أَبَدًا.
أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ نَحْوَهُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: لَقَدْ جَزِعْتُ عَلَيْكَ يَا بُنَيَّ جَزَعًا لَمْ أَجْزَعْهُ عَلَى شَيْءٍ، وَاللَّهِ لَا أَبْعَثُكَ فِي حَاجَةٍ أَبَدًا، وَلَا تُفَارِقُنِي بَعْدَ هَذَا أَبَدًا.(17/192)
(3 - بَابُ أَوَّلِيَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرَفِ أَصْلِهِ)(17/195)
4209 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ خَالِدٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفُرَاتِ، عَنْ عثمان بن الضَّحَّاكِ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ نُورًا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بألفي عام، يسبح ذَلِكَ النُّورُ فَتُسَبِّحُ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِيحِهِ، فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ جَعَلَ ذَلِكَ النُّورَ فِي صُلْبِهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَهْبَطَهُ اللَّهُ إِلَى الْأَرْضِ فِي صُلْبِ آدَمَ، فَجَعَلَهُ فِي صُلْبِ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ، وَقُذِفَ فِي النَّارِ فِي صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ يَزَلْ يَنْقِلُنِي مِنْ أَصْلَابِ الْكِرَامِ إِلَى الْأَرْحَامِ، حَتَّى أَخْرَجَنِي مِنْ بَيْنِ أَبَوَيَّ، لَمْ يَلْتَقِيَا عَلَى سِفَاحٍ قَطُّ.(17/195)
4210 - قَالَ: وحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ، وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ، مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أن ولدني [أبي] وأمي، فَلَمْ يُصِبْنِي مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيْءٌ.(17/198)
4211 - حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ، غَيْرُ نَسَبِي وَسَبَبِي.
وَحَدِيثُ الْمِسْوَرِ، فِي مناقب فاطمة رَضِيَ الله عَنْها.(17/202)
(4 - بَابُ عصمة الله تبارك وتعالى رَسُولَهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الْبَعْثَةِ)(17/208)
4212 - قال إسحاق: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حدثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا هَمَمْتُ بِقَبِيحٍ مِمَّا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَهُمُّونَ بِهِ، إِلَّا مَرَّتَيْنِ مِنَ الدَّهْرِ، كِلْتَيْهِمَا يعصمني الله تعالى منها، قُلْتُ لَيْلَةً لِفَتًى كَانَ مَعِي مِنْ قُرَيْشٍ بِأَعْلَى مَكَّةَ فِي أَغْنَامٍ لأهلها يَرْعَاهَا: أَبْصِرْ إِلَى غَنَمِي حَتَّى أَسْمُرَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ بِمَكَّةَ، كَمَا [يَسْمُرُ الْفِتْيَانُ] قَالَ: نَعَمْ. فَخَرَجْتُ، [فَجِئْتُ] أَدْنَى دَارٍ مِنْ دُورِ مَكَّةَ، سَمِعْتُ غَنَاءً، وَضَرْبَ دُفُوفٍ وَمَزَامِيرَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فقالوا: فُلَانٌ تَزَوَّجَ فُلَانَةَ، لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَهَوْتُ بِذَلِكَ الْغِنَاءِ وَبِذَلِكَ الصَّوْتِ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي، فَمَا أَيْقَظَنِي إِلَّا مَسُّ الشَّمْسِ، فَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي، قَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ. ثُمَّ قُلْتُ لَهُ لَيْلَةً أُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، فَفَعَلَ، فَخَرَجْتُ فَسَمِعْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقِيلَ لِي مِثْلَ مَا قِيلَ لِي، فَلَهَوْتُ بِمَا سَمِعْتُ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي، فَمَا أَيْقَظَنِي إِلَّا مَسُّ الشَّمْسِ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي، [فَقَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: مَا فَعَلْتُ شَيْئًا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
[ص:209] فوالله، مَا هَمَمْتُ بَعْدَهَا بِسُوءٍ مِمَّا يَعْمَلُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، حَتَّى أكرمني الله عز وجل بِنُبُوَّتِهِ.
قُلْتُ: هَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي السِّيرَةِ، وَهَذِهِ الطَّرِيقُ حَسَنَةٌ جَلِيلَةٌ، وَلَمْ أَرَهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَسَانِيدِ إِلَّا فِي مسند إسحاق هذا، وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ مُتَّصِلٌ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ] .(17/208)
4213 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما.
وَطَلْحَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُهِيتُ عَنِ التَّعَرِّي. وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ عَلَيْهِ النُّبُوَّةُ.(17/212)
(5 - بَابُ شُهُودِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشَاهِدَ الْمُشْرِكِينَ قَبْلَ الْبَعْثَةِ مُنْكِرًا عَلَيْهِمْ)(17/216)
4214 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدثنا جَرِيرٌ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْهَدُ مَعَ الْمُشْرِكِينَ مَشَاهِدَهُمْ، قَالَ: فَسَمِعَ مَلَكَيْنِ خَلْفَهُ وَأَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: اذْهَبْ بِنَا حَتَّى نَقُومَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: كيف نقوم خَلْفَهُ وَإِنَّمَا عَهْدُهُ بِاسْتِلَامِ الْأَصْنَامِ قَبْلُ؟ فَلَمْ يَعُدْ بَعْدَ ذَلِكَ يَشْهَدُ مَعَ الْمُشْرِكِينَ مَشَاهِدَهُمْ.
قُلْتُ: هَذَا الْحَدِيثُ أَنْكَرَهُ النَّاسُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، فبالغوا، والمنكر فيه قَوْلُهُ عَنِ الْمَلَكِ أَنَّهُ قَالَ " عَهْدُهُ بِاسْتِلَامِ الْأَصْنَامِ " فَإِنَّ ظَاهِرَهُ [أَنَّهُ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاشَرَ الِاسْتِلَامَ. وَلَيْسَ ذَلِكَ مُرَادًا، بَلِ الْمُرَادُ أَنَّ الْمَلَكَ أَنْكَرَ شُهُودَهُ لِمُبَاشَرَةِ الْمُشْرِكِينَ استلامهم أَصْنَامِهِمْ.(17/216)
[بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَسَّ الصَّنَمَ إِنَّمَا مَسَّهُ مُوَبِّخًا لِعَابِدِيهِ] (*)
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ
وفي هامش المطبوع هنا:
في (ك) : "بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَسَّ الصَّنَمَ إِنَّمَا مَسَّهُ من مخالف يديه" (سعد)(17/219)
4215 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: دخل جبريل عليه السلام الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، فَطَفِقَ يَتَقَلَّبُ، فَبَصُرَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمًا فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَأَيْقَظَهُ، فَقَامَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ مِنَ التُّرَابِ، فَانْطَلَقَ بِهِ نَحْوَ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ، فَتَلَقَّاهُمَا مِيكَائِيلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ لِمِيكَائِيلَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَافِحَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَجِدُ مِنْ يَدِهِ رِيحَ النُّحَاسِ، فكأن جبريل عليه السلام أَنْكَرَ ذَلِكَ، فقال: أفعلت ذلك؟ فَكَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسِيَ، ثُمَّ ذَكَرَ، فَقَالَ: صَدَقَ أَخِي، مَرَرْتُ أَوَّلَ مِنْ أَمْسِ عَلَى إِسَافٍ وَنَائِلَةَ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى أَحَدِهِمَا، فَقُلْتُ: إِنَّ قَوْمًا رَضُوا بِكُمَا إِلَهًا مَعَ اللَّهِ قَوْمُ سُوءٍ.
(200) وَقَدْ مَضَى فِي مَنَاقِبِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رَضِيَ الله عَنْه، حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه، أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُهِيَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَنْ مَسِّ الصَّنَمِ.(17/219)
(6 - بَابُ صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)(17/221)
4216 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حدثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبْحَ الذِّرَاعَيْنِ، بَعِيدَ مَا / بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ؛ أَشْفَارِ الْعَيْنِ، لَمْ يَكُنْ سَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَمْ يَكُنْ فاحشا، وَلَا مُتَفَحِّشًا، كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْبِلُ جَمِيعًا، وَيُدْبِرُ جَمِيعًا.(17/221)
4217 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّكْرِيُّ، حدثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حدثنا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَلْعَدَوِيَّةَ، حَدَّثَنِي جَدِّي، قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَنَزَلْتُ عِنْدَ الْوَادِي، فَإِذَا رَجُلَانِ بَيْنَهُمَا عَنْزٌ وَاحِدَةٌ، وإذا الْمُشْتَرِي يَقُولُ لِلْبَائِعِ: أَحْسِنْ مُبَايَعَتِي. فلم ألبث إذ دَعَا الْمُشْتَرِيَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! قُلْ لَهُ يُحْسِنُ مُبَايَعَتِي. فَمَدَّ يَدَهُ، وَقَالَ: أَمْوَالُكُمْ تَمْلِكُونَ، إِنِّي أرجو الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَطْلُبُنِي أَحَدٌ منكم بشيء من ظَلَمْتُهُ فِي مَالٍ، وَلَا دَمٍ، وَلَا عِرْضٍ، إِلَّا بِحَقِّهِ، رَحِمَ اللَّهُ امرءا سَهْلَ الْبَيْعِ، سَهْلَ الشِّرَاءِ، سَهْلَ الْأَخْذِ، سَهْلَ الْعَطَاءِ، سَهْلَ الْقَضَاءِ، سَهْلَ التَّقَاضِي. ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا الْهَاشِمِيُّ الَّذِي أضل الناس، لهو هُوَ. فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ حَسَنُ الْجِسْمِ، عَظِيمُ الْجَبْهَةِ، دَقِيقُ الْأَنْفِ، دقيق الحاجبين، فإذا ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى سُرَّتِهِ مِثْلُ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ شَعْرٌ أَسْوَدُ، وَإِذَا هُوَ بَيْنَ طِمْرَيْنِ. قَالَ: فَدَنَا مِنَّا، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَرَدَدْنَا عليه، فلم ألبث، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَأُقَصَّنَّ هَذَا، فَإِنَّهُ حَسَنُ الْقَوْلِ، فَتَبِعْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ! فَالْتَفَتَ إِلَيَّ بِجَمِيعِهِ، فَقَالَ: مَا تَشَاءُ؟ فَقُلْتُ: أَنْتَ الَّذِي أَضْلَلْتَ النَّاسَ وَأَهْلَكْتَهُمْ وَصَدَدْتَهُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ؟ قَالَ:
[ص:224] ذَاكَ اللَّهُ. قلت: ما تدعو إِلَيْهِ. قَالَ: أَدْعُو عِبَادَ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ. قَالَ: قُلْتُ: مَا تقول؟ قال: أتشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيَّ، وَتَكْفُرُ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ؟
قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الزَّكَاةُ؟ قَالَ: يَرُدُّ غَنِيُّنَا عَلَى فَقِيرِنَا. قَالَ: قُلْتُ: نِعْمَ الشَّيْءُ تَدْعُو إِلَيْهِ. قَالَ: فَلَقَدْ كَانَ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَحَدٌ يَتَنَفَّسُ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ، فَمَا بَرِحَ حَتَّى كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي وَوَالِدَيَّ وَمِنَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ.
قَالَ: قُلْتُ: قَدْ عَرَفْتُ. قَالَ: قَدْ عَرَفْتَ؟ قُلْتُ. نَعَمْ، قَالَ: تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيَّ؟
قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرِدُ مَاءً عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَأَدْعُوهُمْ إِلَى مَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَتَّبِعُوكَ. قَالَ: نَعَمْ، فَادْعُهُمْ.
فَأَسْلَمَ أَهْلُ ذَلِكَ الْمَاءِ رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ. فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ.(17/223)
4218 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الشَّامِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ مَوْلَايَ عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا شَعْرًا أَحْمَرَ، فَقَالَتْ: هَذَا شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(17/226)
(7 - بَابُ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ)(17/227)
4219 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، فَذَكَرَ قِصَّةً فِيهَا: ثُمَّ حَدَّثَ - يَعْنِي عَلِيًّا - رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام أُمِرَ بِبِنَاءِ الْبَيْتِ، فَضَاقَ بِهِ ذَرْعًا، فَلَمْ يَدْرِ كَيْفَ يَبْنِي، فأنزل الله عز وجل السَّكِينَةَ وَهِيَ رِيحٌ خَجُوجٌ، فَتَطَوَّقَتْ لَهُ مِثْلَ الْحَجَفَةِ، فَبَنَى عَلَيْهَا، فَكَانَ كُلَّ يَوْمٍ يَبْنِي سَاقًا - يَعْنِي بِنَاءً - وَمَكَّةُ شَدِيدَةُ الْحَرِّ، فلما بلغ عليه السلام مَوْضِعَ الْحَجَرِ، قال لإسماعيل عليه الصلاة والسلام: اذْهَبْ فَالْتَمِسْ حَجَرًا، فذهب إسماعيل عليه السلام يَطُوفُ فِي الْجِبَالِ، ونزل جبريل عليه السلام بِالْحَجَرِ، فجاء إسماعيل عليه السلام وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ هَذَا؟ فَقَالَ: مِنْ عِنْدِ مَنْ لَا يَتَّكِلُ عَلَى بِنَائِي وبائك، فَوَضَعَهُ.
ثُمَّ انْهَدَمَ، فَبَنَتْهُ الْعَمَالِقَةُ، ثُمَّ انْهَدَمَ، فَبَنَتْهُ جُرْهُمُ، ثُمَّ انْهَدَمَ، فَبَنَتْهُ قُرَيْشٌ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَضَعُوا الْحَجَرَ تَنَازَعُوا فِيهِ، فَقَالُوا: أَوَّلُ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْبَابِ، بَابُ بَنِي شَيْبَةَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: هَذَا الْأَمِينُ.
فَأَمَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبٍ، فَبَسَطَهُ، فَوَضَعَهُ فِيهِ، وَأَمَرَ مِنْ كُلِّ قَوْمٍ رَجُلًا، فَأَخَذَ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ، فَرَفَعَهُ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ.(17/227)
4219 -[2] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا حَمَّادٌ، وَقَيْسٌ - وهو ابْنُ الرَّبِيعِ -، وسلام - هو أبو الْأَحْوَصِ - كُلُّهُمْ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا هُدِمَ الْبَيْتُ بَعْدَ جُرْهُمٍ، بَنَتْهُ قُرَيْشٌ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَضَعُوا الْحَجَرَ تَشَاجَرُوا، مَنْ يَضَعُهُ؟ فَاتَّفَقُوا أَنْ يَضَعَهُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ، فَأَمَرَ بِثَوْبٍ فَوَضَعَ الْحَجَرَ فِي وَسَطِهِ، وَأَمَرَ كُلَّ فَخِذٍ أَنْ يَأْخُذُوا بِطَائِفَةٍ مِنَ الثَّوْبِ، فَرَفَعُوهُ، وَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(17/230)
4219 -[3] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَرْفَعُوا الْحَجَرَ - يَعْنِي قُرَيْشًا - اخْتَصَمُوا فِيهِ، فَقَالُوا: نَحْنُ نُحَكِّمُ بَيْنَنَا أَوَّلَ رَجُلٍ يَخْرُجُ مِنْ هَذِهِ السِّكَّةِ، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَجَعَلُوهُ فِي مِرْطٍ، ثُمَّ رَفَعَهُ جَمِيعُ الْقَبَائِلِ كُلِّهَا، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوْمَئِذٍ رَجُلٌ شَابٌّ. يَعْنِي قَبْلَ الْبَعْثَةِ.(17/231)
4219 -[4] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَزْرَقُ بِبَغْدَادَ إِمْلَاءً، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدٍ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ لِعَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه: أَخْبِرْنِي عَنْ بِنَائِهِ، قَالَ: أوحى الله - تعالى - إِلَى إِبْرَاهِيمَ، أَنِ ابْنِ لِي بَيْتًا، قَالَ: فَضُيِّقَ على إبراهيم عليه السلام ذَرْعًا، فأرسل الله تعالى رِيحًا يُقَالُ لَهَا: السَّكِينَةُ، وَيُقَالُ: الْخَجُوجُ، لَهَا عَيْنَانِ وَرَأْسٌ، فأوحى الله - تعالى إِلَى إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَسِيرَ إِذَا سَارَتْ، وَيَقِيلُ إِذَا قَالَتْ، فَسَارَتْ، حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى مَوْضِعِ الْبَيْتِ، فَتَطَوَّقَتْ عَلَيْهِ، مِثْلَ الْحُجْفَةِ، وَهِيَ بِإِزَاءِ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، يَدْخُلُهُ كُلِّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَجَعَلَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ يَبْنِيَانِ كُلَّ يَوْمٍ سَاقًا فَإِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِمَا الْحَرُّ، اسْتَظَلَّا فِي ظِلِّ الْجَبَلِ، فَلَمَّا بَلَغَا مَوْضِعَ الْحَجَرِ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِإِسْمَاعِيلَ: ائْتِنِي بِحَجَرٍ أَضَعُهُ، يَكُونُ عَلَمًا لِلنَّاسِ، فَاسْتَقْبَلَ إسماعيل / الوادي، وجاء بِحَجَرٍ، فَاسْتَصْغَرَهُ إِبْرَاهِيمُ، وَرَمَى بِهِ، وَقَالَ: جِئْنِي بِغَيْرِهِ، فَذَهَبَ إِسْمَاعِيلُ، وهبط جِبْرِيلُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ الْأَسْوَدِ، فَجَاءَ إِسْمَاعِيلُ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: قَدْ
[ص:232] جَاءَنِي مَنْ لَمْ يَكِلْنِي فِيهِ إِلَى حَجَرِكَ، قَالَ: فَبَنَى الْبَيْتَ، وَجَعَلَ يَطُوفُ حَوْلَهُ، وَيَطُوفُونَ وَيُصَلُّونَ، حَتَّى مَاتُوا وَانْقَرَضُوا، فَتَهَدَّمَ الْبَيْتُ [فَبَنَتْهُ] الْعَمَالِقَةُ، فَكَانُوا يَطُوفُونَ بِهِ حَتَّى ماتوا وانقرضوا] ، فنبذته قُرَيْشٌ، فَلَمَّا بَلَغُوا مَوْضِعَ الْحَجَرِ اخْتَلَفُوا فِي وَضْعِهِ، فَقَالُوا: أَوَّلُ مَنْ يَطْلُعُ من الباب ... الحديث.(17/231)
4220 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كَانَتِ الْكَعْبَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَبْنِيَّةً بِالرَّضْمِ لَيْسَ فِيهِ مَدَرٌ، وَكَانَتْ قَدْرَ مَا يَقْتَحِمُهَا الْعَنَاقُ، وَكَانَتْ غَيْرَ مهولة، إنما يوضع ثِيَابُهَا عَلَيْهَا، ثُمَّ تُسْدَلُ سَدْلًا عَلَيْهَا، وَكَانَ الرُّكْنُ الْأَسْوَدُ مَوْضُوعًا عَلَى سُورِهَا، بَادِيًا، وَكَانَتْ ذَاتَ رُكْنَيْنِ، كَهَيْئَةِ الْحَلَقَةِ، مُرَبَّعَةً مِنْ جَانِبٍ، وَمُدَوَّرَةً مِنْ جَانِبٍ، فَأَقْبَلَتْ سَفِينَةٌ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا قَرِيبًا مِنْ جُدَّةَ، انْكَسَرَتِ السَّفِينَةُ، فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ ليأخذوا خَشَبَهَا، فَوَجَدُوا رُومِيًّا عِنْدَهَا، فَأَخَذُوا الْخَشَبَ، فَأَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا، وَكَانَتِ السَّفِينَةُ تُرِيدُ الْحَبَشَةَ، وَكَانَ الرُّومِيُّ الَّذِي فِي السَّفِينَةِ تَاجِرًا، فَقَدِمُوا بِالْخَشَبِ، وَقَدِمُوا بِالرُّومِيِّ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: نَبْنِي بِهَذَا الْخَشَبِ بَيْتَ رَبِّنَا. فَلَمَّا أَرَادُوا هَدْمَهُ، إِذَا هُمْ بِحَيَّةٍ عَلَى سُوَرِ الْبَيْتِ، بَيْضَاءَ الْبَطْنِ، سَوْدَاءَ الظَّهْرِ، فَجَعَلَتْ كُلَّمَا دَنَا أَحَدٌ إِلَى الْبَيْتِ ليهدمه، يأخذ من حِجَارَتَهُ، سَعَتِ إلَيْهِ فَاتِحَةً فَاهَا، فَاجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ عِنْدَ الْمَقَامِ، فَعَجُّوا إلى الله - تعالى -، قَالَ: وَقَالُوا: رَبَّنَا، لَمْ تُرَعْ، أَرَدْنَا تَشْرِيفَ بَيْتِكَ، وَتَزْيِينَهُ، فَإِنْ كُنْتَ تَرْضَى بِذَلِكَ، وَإِلَّا فَمَا بَدَا لَكَ فَافْعَلْ، فَسَمِعُوا جَوَابًا فِي السَّمَاءِ، فَإِذَا بِطَائِرٍ أَعْظَمَ مِنَ النَّسْرِ، أَسْوَدَ الظَّهْرِ، أَبْيَضَ الْبَطْنِ وَالرِّجْلَيْنِ، فَغَرَزَ مَخَالِبَهُ فِي بَطْنِ الْحَيَّةَ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِهَا، يَجُرُّهَا، وَذَنَبُهَا سَاقِطٌ، حَتَّى انْطَلَقَ بِهَا نَحْوَ جِيَادٍ، فَهَدَمَتْهَا قُرَيْشٌ، فَجَعَلُوا يَبْنُونَهَا بِحِجَارَةِ الْوَادِي، تَحْمِلُهَا قُرَيْشٌ عَلَى رِقَابِهَا، وَرَفَعُوهَا فِي السَّمَاءِ عِشْرِينَ
[ص:234] ذِرَاعًا، فبينا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسلم يَحْمِلُ حِجَارَةً مِنْ أَجْيَادٍ، وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ، فَضَاقَتْ عَلَيْهِ النَّمِرَةُ، فَذَهَبَ بَعْضُ النَّمِرَةِ عَلَى عَاتِقِهِ، فَتُرَى عَوْرَتُهُ مِنْ صِغَرِ النَّمِرَةِ، فَنُودِيَ: يَا مُحَمَّدُ! خَمِّرْ عَوْرَتَكَ، فَلَمْ يُرَ عُرْيَانًا بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَانَ بَيْنَ بِنَائِهَا وَبَيْنَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمَّا كَانَ جَيْشُ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ ... فَذَكَرَ حَرِيقَهَا فِي زَمَانِ ابن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما.
قَالَ ابْنُ خُثَيْمٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ سَابِطٍ أَنَّهُ لَمَّا بَنَاهَا ابن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما كَشَفُوا عَنِ الْقَوَاعِدِ، فَإِذَا الْحَجَرُ فِيهَا، مثل الحلقة، مشبكة بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، إِذَا حُرِّكَتْ بِالْعَتَلَةِ تَحَرَّكَ الَّذِي مِنَ النَّاحِيَةِ الْأُخْرَى.
قَالَ ابْنُ سَابِطٍ: فَأَرَانِيهِ زَيْدٌ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ، قَالَ: فَرَأَيْتُهَا أمثال الحلقة، مشبكة أَطْرَافُ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ.
قَالَ مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: لَمَّا هَدَمُوا الْبَيْتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، حَتَّى إِذَا بَلَغُوا مَوْضِعَ الرُّكْنِ، خَرَجَتْ عَلَيْهِمْ حَيَّةٌ، كَأَنَّمَا عُنُقُهَا عُنُقَ بَعِيرٍ، فَهَابَ النَّاسُ أَنْ يَدْنُوا مِنْهَا، فَجَاءَ طَائِرٌ ظَلَّلَ نِصْفَ مَكَّةَ، فَأَخَذَهَا برجليه، ثُمَّ حَلَّقَ بِهَا، حَتَّى قَذَفَهَا فِي الْبَحْرِ.
قَالَ مُجَاهِدٌ: وَخَرَجُوا يَوْمًا، فَنَزَعَ رَجُلٌ مِنَ الْبَيْتِ حَجَرًا، فَسَرَقَ مِنْ حِلْيَةِ الْبَيْتِ، ثُمَّ عَادَ فَسَرَقَ فَلُصِقَ الْحَجَرُ عَلَى رَأْسِهِ.(17/233)
4221 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا موسى، عن مُحَمَّدٍ بْنُ [أَبِي] الْوَزِيرِ، حدثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، حدثنا شُعَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عباس رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنَّا نَنْقُلُ الْحِجَارَةَ إِلَى الْبَيْتِ، حِينَ بَنَتْهُ قُرَيْشٌ، فَكَانَتِ الرِّجَالُ تَنْقُلُ الْحِجَارَةَ، وَالنِّسَاءُ يَنْقُلْنَ الشِّيدَ، وَالشِّيدُ مَا يُجْعَلُ بَيْنَ الصَّخْرِ، قَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ الله عَنْه: كُنْتُ أَنْقُلُ أَنَا وَابْنُ أَخِي مُحَمَّدٌ، فَكُنَّا نَنْقُلُ عَلَى رِقَابِنَا، وَنَجْعَلُ أُزُرَنَا تَحْتَ الصَّخْرِ، فَإِذَا غَشِينَا النَّاسُ، اتَّزَرْنَا، فَبَيْنَا أَنَا، وَمُحَمَّدُ بَيْنَ يَدَيَّ، إِذْ وَقَعَ، فَانْبَطَحَ، فَجِئْتُ أَسْعَى، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَامَ فَاتَّزَرَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نُهِيتُ أَنْ أَمْشِيَ عُرْيَانًا. فَقَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ الله عَنْه: فَكَتَمْتُ ذَلِكَ النَّاسَ، خَشْيَةَ أَنْ يَرْوَهُ جُنُونًا.(17/236)
(8 - بَابُ الْبَعْثِ)(17/237)
4222 -[1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قال: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ هُوَ وَخَدِيجَةُ شَهْرًا، فَوَافَقَ ذَلِكَ رَمَضَانَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع: السلام [عليك] ، قالت: قَالَ: " وَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّهُ فجأة الجن ". فقالت: أَبْشِرْ، فَإِنَّ السَّلَامَ خَيْرٌ. ثُمَّ رأى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا آخر جبريل عليه السلام عَلَى الشَّمْسِ، جَنَاحٌ لَهُ بِالْمَشْرِقِ، وَجَنَاحٌ [له] بالمغرب، " فهبت مِنْهُ ". قَالَتِ: فانطلق، يُرِيدُ أَهْلَهُ، فَإِذَا هو بجبريل عليه السلام بَيْنَهُ وبين الباب، قال: فَكَلَّمَنِي حَتَّى آنَسْتُ به، ثُمَّ وَعَدَنِي مَوْعِدًا، فَجِئْتُ لِمَوْعِدِهِ، وَاحْتُبِسَ علي جبريل عليه السلام فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ
[ص:238] يَرْجِعَ
إِذَا
به وميكائيل عليهما السلام، فهبط جبريل عليه السلام إِلَى الْأَرْضِ، وَبَقِيَ مِيكَائِيلُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ. قَالَ: فأخذني جبريل عليه السلام فَصَلَقَنِي لِحَلَاوَةِ الْقَفَا، وَشَقَّ عَنْ بَطْنِي، فَأَخْرَجَ مِنْهُ مَا شاء الله تعالى، ثُمَّ غَسَلَهِ فِي طَشْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهِ، ثُمَّ كَفَأَنِي كَمَا يُكْفَأُ الْإِنَاءُ، ثُمَّ خَتَمَ فِي ظَهْرِي، حَتَّى وَجَدْتُ مَسَّ الْخَاتَمِ، ثُمَّ قَالَ لِي: [اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ. وَلَمْ أَقْرَأْ كِتَابًا قَطُّ، فَأَخَذَنِي بِحَلْقِي، حَتَّى أَجْهَشْتُ بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ قَالَ] : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ، إلى قوله عز وجل: {مَا لَمْ يَعْلَمْ} ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدُ (*) ، فقال ميكائيل عليه السلام: تَبِعْتُهُ أُمَّتُهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. حَتَّى جِئْتُ إِلَى منزلي، فما تلقا [ني] حَجَرٌ وَلَا شَجَرٌ إِلَّا قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ / حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، فَقَالَتِ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة:في هامش المطبوع:
في الطيالسي زيادة: "ثُمَّ وَزَنَنِي بِرَجُلٍ فَوَزَنْتُهُ، ثُمَّ وَزَنَنِي بِآخَرَ فَوَزَنْتُهُ، ثُمَّ وَزَنَنِي بِمِائَةٍ"(17/237)
4222 -[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حدثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَذَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ شَهْرًا، هُوَ وَخَدِيجَةُ، فَوَافَقَ ذَلِكَ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَسَمِعَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ، [قَالَ] : فَظَنَنْتُهَا فَجْأَةَ الْجِنِّ، فَجِئْتُ مُسْرِعًا، حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، فَسَجَّتْنِي ثَوْبًا، وَقَالَتْ: مَا شَأْنُكَ يَا ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ، إِلَى أَنْ قَالَ: حَتَّى انتهينا إِلَى خَمْسِ آيَاتٍ مِنْهَا، فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدُ، ثُمَّ وَزَنَنِي بِرَجُلٍ، فَوَزَنْتُهُ، ثُمَّ وَزَنَنِي بِآخَرَ، فَوَزَنْتُهُ، حَتَّى وُزِنْتُ بِمِائَةِ رَجُلٍ، فقال ميكائيل عليه السلام مِنْ فَوْقِهِ: تَبِعَتْهُ أُمَّتُهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.(17/240)
4223 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، قَالَ: بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ.(17/241)
(9 - بَابُ أَذَى الْمُشْرِكِينَ فِي أَصْنَامِهِمْ)(17/243)
4224 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرني شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْمَدَائِنِيُّ، حدثنا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، حدثنا أَبُو مَرْيَمَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنْتُ أَنْطَلِقُ أَنَا وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ إِلَى أَصْنَامِ قُرَيْشٍ الَّتِي حَوْلَ الْكَعْبَةِ، فَنَأْتِي العذرات، فنأخذ حريراق بأيدينا، فَنَنْطَلِقُ بِهِ إِلَى أَصْنَامِ قُرَيْشٍ، فَنُلَطِّخُهَا، فَيُصْبِحُونَ، فَيَقُولُونَ: من فعل هذا بِآلِهَتِنَا؟ فَيَنْطَلِقُونَ إِلَيْهَا، وَيَغْسِلُونَهَا بِاللَّبِنِ وَالْمَاءِ.
إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ.(17/243)
4225 - أخبرنا عثمان بن عمر، [حدثنا] ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، [عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ] قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَعْبَةَ، فَرَأَى فِيهَا تَصَاوِيرَ، فَقَالَ لِي: ابْتَغِ لِي مَاءً. فَأَتَيْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ فِي دَلْو، فَجَعَلَ يَبُلُّ بِهِ الثَّوْبَ، ثُمَّ يَضْرِبُ بِهِ الصُّوَرَ، وَيَقُولُ: قَاتَلَ اللَّهُ أَقْوَامًا يُصَوِّرُونَ مَا لَا يَخْلُقُونَ.(17/245)
(10 - بَابُ مَا آذَى الْمُشْرِكُونَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَبَاتِهِ عَلَى أَمْرِهِ)(17/247)
4226 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حدثنا يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، حدثنا أَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيُّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ، وَأَنَا فِي بِيَاعَةٍ لي أبيعها، ومر وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ لَهُ حَمْرَاءُ، وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، تُفْلِحُوا. قَالَ: وَرَجُلٌ يَتَّبِعُهُ بِالْحِجَارَةِ، قَدْ أَدْمَى كَعْبَيْهِ وَعُرْقُوبَيْهِ وَيَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تُطِيعُوهُ، فَإِنَّهُ كَذَّابٌ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا غُلَامٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قُلْتُ: فَمَنْ هَذَا الَّذِي يَتْبَعُهُ يَرْمِيَهُ؟ قَالُوا: عَمُّهُ عَبْدُ الْعُزَّى، وَهُوَ أَبُو لَهَبٍ، قَالَ: فَلَمَّا ظَهَرَ الْإِسْلَامُ قِبَلَ الْمَدِينَةِ، أَقْبَلْنَا فِي رَكْبٍ مِنَ الرَّبَذَةِ، حَتَّى نَزَلْنَا قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.(17/247)
4227 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حدثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حدثنا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، حدثنا عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: جَاءَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِي طَالِبٍ، فَقَالُوا: يَا أَبَا طَالِبٍ! إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يُؤْذِينَا فِي نَادِينَا، وَفِي مَسْجِدِنَا، فَانْهَهُ عَنْ أَذَانَا، فَقَالَ: يَا عَقِيلُ! ائْتِنِي بِمُحَمَّدٍ [فَذَهَبْتُ] فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! إِنَّ بَنِي عَمِّكَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تُؤْذِيهِمْ، فَانْتَهِ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَحَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ. فَقَالَ: أَتَرَوْنَ هَذِهِ الشَّمْسَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: مَا أَنَا بِأَقْدَرَ عَلَى أَنْ أَدَعَ لَكُمْ ذَلِكَ مِنْ أَنْ تُشْعِلُوا مِنْهَا شُعْلَةً، قَالَ: فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: مَا كَذَبَنَا ابْنُ أَخِي. فَارْجِعُوا.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.(17/251)
4228 -[1] وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ - هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ -، حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ.
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بكر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَتْ: إِنَّهُمْ قَالُوا لَهَا: مَا أَشَدُّ مَا رَأَيْتِ الْمُشْرِكِينَ بَلَغُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ يَتَذَاكَرُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يَقُولُ فِي آلِهَتِهِمْ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامُوا إِلَيْهِ بِأَجْمَعِهِمْ، فَأَتَى الصَّرِيخُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالُوا: أَدْرِكْ صَاحِبَكَ. فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا وَإِنَّ لَهُ لَغَدَائِرَ أَرْبَعٌ، وَهُوَ يَقُولُ: وَيْلَكُمْ {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبُّكُمْ} ، قَالَ: فَلُهُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقْبَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَتْ: فَرَجَعَ إِلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَجَعَلَ لَا يَمَسُّ شَيْئًا مِنْ غَدَائِرِهِ إِلَّا جَاءَ مَعَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ.(17/254)
(11 - بَابُ إِسْلَامِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه)(17/257)
4229 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ أَوَّلُ إِسْلَامِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: ضَرَبَ أُخْتِي الْمَخَاضَ لَيْلًا، فَخَرَجْتُ مِنَ الْبَيْتِ، فَدَخَلْتُ فِي أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فِي لَيْلَةٍ قَارَّةٍ، قَالَ: فَجَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ الْحِجْرَ وَعَلَيْهِ نَعْلَاهُ، فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ. قَالَ: فَسَمِعْتُ شَيْئًا لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهُ، فَخَرَجْتُ فَاتَّبَعْتُهُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: عُمَرُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عُمَرُ! مَا تَتْرُكُنِي لَيْلًا وَلَا نَهَارًا، قَالَ: فَخَشِيتُ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عُمَرُ! اسْتُرْهُ، قُلْتُ: لَا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَأُعْلِنَنَّهُ كَمَا أَعْلَنْتُ بِالشِّرْكِ.(17/257)
4230 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو الْعَلَاءِ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ لَقِيَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ، وَهُوَ مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ، فَقَالَ: / أَيْنَ تَعْمَدُ يَا عُمَرُ؟ فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أُقْتَلَ مُحَمَّدًا، قَالَ: وَكَيْفَ تَأْمَنُ فِي بَنِي هَاشِمٍ، أَوْ بَنِي زُهْرَةَ وَقَدْ قَتَلْتَ مُحَمَّدًا؟ قَالَ: مَا أَرَاكَ إِلَّا قَدْ صَبَوْتَ، وَتَرَكْتَ دِينَكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى الْعَجَبِ يَا عُمَرُ؟ إِنَّ خَتَنَكَ وَأُخْتَكَ قَدْ صَبَوْا، وَتَرَكَا دِينَهُمَا الَّذِي هُمَا عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَشَى إِلَيْهِمَا ذَامِرًا - قَالَ إِسْحَاقُ: يَعْنِي مُتَغَضِّبًا - حَتَّى دَنَا مِنَ الْبَابِ وَعِنْدَهُمَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ خَبَّابٌ، يُقْرِئِهُمَا سُورَةَ طه، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ رَضِيَ الله عَنْه حِسَّ عُمَرَ، دَخَلَ تَحْتَ سَرِيرٍ لَهُمَا، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْهَيْنَمَةُ الَّتِي سَمِعْتُهَا عِنْدَكُمْ؟ قَالَا: مَا عِنْدَنَا حَدِيثٌ تَحَدَّثْنَا بَيْنَنَا، فَقَالَ: لَعَلَّكُمَا صَبَوْتُمَا، وَتَرَكْتُمَا دِينَكُمَا الَّذِي أَنْتُمَا عَلَيْهِ؟ فَقَالَ خَتَنُهُ: يَا عُمَرُ! أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ، قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَى خَتَنِهِ، فَوَطِئَهُ وَطْئًا شَدِيدًا، قَالَ: فَدَفَعَتْهُ أُخْتُهُ عَنْ زَوْجِهَا، فَضَرَبَ وَجْهَهَا، فَدَمِيَ وَجْهُهَا، فَقَالَتْ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: أَرُونِي هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي كُنْتُمْ تقرؤون، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه يَقْرَأُ الْكُتُبَ، فَقَالَتْ أُخْتُهُ: لَا، أَنْتَ رِجْسٌ، أَعْطِنَا مَوْثِقًا من الله تعالى لَتَرُدَّنَّهُ عَلَيْنَا، وَقُمْ فَاغْتَسِلْ وَتَوَضَّأْ، قَالَ: ففعل، قال: فقرأ {طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ القرءان لِتَشْقَى} إِلَى قَوْلِهِ [ص:260]:
{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} . فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: دُلُّونِي عَلَى مُحَمَّدٍ، فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابُ رَضِيَ الله عَنْه كَلَامَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، خَرَجَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا عمر، فإني أرجوا أَنْ تَكُونَ دَعْوَةُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لك عَشِيَّةَ الْخَمِيسِ: اللَّهُمَّ أَعَزِّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَوْ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ، فَقَالُوا: هُوَ فِي الدَّارِ الَّتِي فِي أَصْلِ الصَّفَا - يَعْنِي: النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُوحَى إِلَيْهِ، فَانْطَلَقَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه [وَعَلَى الْبَابِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ الله عَنْه وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَى حَمْزَةُ رَضِيَ الله عَنْه وَجَلَ الْقَوْمِ مِنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه] قَالَ: نَعَمْ، هَذَا عُمَرُ، فَإِنْ يُرِدُ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُسْلِمُ وَيَتَّبِعُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ يَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ يَكُنْ قَتْلُهُ عَلَيْنَا هَيِّنًا، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخَذَ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ وَحَمَائِلِ السَّيْفِ، فَقَالَ: ما أنت منتهي يَا عُمَرُ حَتَّى ينزل الله تعالى بِكَ الْخِزْيِ وَالنَّكَالِ مَا أَنْزَلَ بِالْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، اللَّهُمَّ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، اللَّهُمَّ أَعِزِّ الدِّينِ بِعُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: اخْرُجْ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
[2] حدثنا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حدثنا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ. فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
[3] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِالْبَصْرَةِ، حدثنا إسحاق. فذكره نَحْوَهُ. وَأَوَّلَهُ: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ الْخَمِيسِ: اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ. قَالَ: فقلد عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه السَّيْفَ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ وَهُوَ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ ... الْحَدِيثَ.(17/259)
(12 - بَابُ الهجرة إلى الْحَبَشَةِ)(17/263)
4231 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أبو يعقوب إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حدثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حدثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ائْذَنْ لِي أَنْ آتِيَ أَرْضًا أعبد الله تعالى فِيهَا، لَا أَخَافُ أَحَدًا، فَأَذِنَ لَهُ، فَأَتَى النَّجَاشِيَّ.
قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ مَكَانَهُ حَسَدْتُهُ، قُلْتُ: وَاللَّهِ لأستقتلن لِهَذَا وَأَصْحَابِهِ، فَأَتَيْتُ النَّجَاشِيَّ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: إِنَّ بِأَرْضِكَ رَجُلًا ابْنُ عَمِّهِ بِأَرْضِنَا، وَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلنَّاسِ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ، وَأَنَّكَ وَاللَّهِ إِنْ لَمْ تَقْتُلْهُ وَأَصْحَابَهُ، لَا أَقْطَعُ إِلَيْكَ هَذِهِ النُّطْفَةَ أَبَدًا، لَا أَنَا وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي، قَالَ: ادْعُهُ. قُلْتُ: إنه لا يجيء مَعِي، فَأَرْسِلْ مَعِي رَسُولًا. فَجَاءَ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْبَابِ،
[ص:264] نَادَيْتُ: ائْذَنْ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَنَادَى هُوَ مِنْ خَلْفِي: ائْذَنْ لِعَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: فَسَمِعَ صَوْتَهُ، فَأَذِنَ لَهُ قَبْلِي. قَالَ: فَدَخَلَ هُوَ وأصحابه. قال: فأذن لِي، فَدَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ، فَذَكَرَ أَيْنَ كَانَ مَقْعَدُهُ مِنَ السَّرِيرِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ جِئْتُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَجَعَلْتُهُ خَلْفَ ظَهْرِي، وَأَقْعَدْتُ بَيْنَ كُلِّ رَجُلَيْنِ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِي، قَالَ: فَقَالَ النَّجَاشِيُّ: نَحَرُوا نَحَرُوا، أَيْ: تَكَلَّمُوا، فَقَالَ عَمْرُو: إِنَّ ابْنَ عَمِّ هَذَا بِأَرْضِنَا، وَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلنَّاسِ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ، وَأَنَّكَ وَاللَّهِ إِنْ لَمْ تَقْتُلْهُ وَأَصْحَابَهُ لَا أَقْطَعُ هَذِهِ النُّطْفَةَ إِلَيْكَ أَبَدًا، ولا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي، قَالَ: فَتَشَهَّدَ، فَأَنَا أول ما سَمِعْتُ التَّشَهُّدَ يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ: صَدَقَ ابْنُ عَمِّي، وَأَنَا عَلَى دِينِهِ، قَالَ: فَصَاحَ، وَقَالَ: أَوَّهْ، حَتَّى قُلْتُ: إِنَّ الْحَبَشَةَ لَا تتكلم، قَالَ: أَنَامُوسٌ مِثْلُ نَامُوسِ مُوسَى، مَا يَقُولُ فِي عِيسَى؟ قَالَ: يَقُولُ: هُوَ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ، فَقَالَ: مَا أَخْطَأَ شَيْئًا مِمَّا قَالَ وَلَا هَذِهِ، وَلَوْلَا مُلْكِي لَتَبِعْتُكُمْ، وَقَالَ لِي: مَا كنت لأبالي أن لا تَأْتِيَنِي أَنْتَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ أَبَدًا، وَقَالَ لِجَعْفَرٍ رَضِيَ الله عَنْه: اذْهَبْ فَأَنْتَ آمِنٌ بِأَرْضِي، فَمَنْ ضَرَبَكَ قَتَلْتُهُ، وَمَنْ سَبَّكَ غَرَّمْتُهُ، وَقَالَ لِآذِنِهِ: مَتَى أَتَاكَ هَذَا يَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ فَأْذَنْ لَهُ، إِلَّا أَنْ أَكُونَ عِنْدَ أَهْلِي، فَإِنْ كنت عند أهلي فَأَخْبِرْهُ، فَإِنْ أَبِي فَأَذَنْ لَهُ، قَالَ: وَتَفَرَّقْنَا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَكُونَ لَقِيتُهُ خَالِيًا مِنْ جَعْفَرٍ، فَاسْتَقْبَلَنِي فِي طَرِيقٍ مَرَّةً، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، وَنَظَرْتُ خَلْفِي فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، قَالَ: فَدَنَوْتُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَقُلْتُ: تَعْلَمْ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورسوله، قال: فقال: هداك الله تعالى، فَاثْبُتْ، قَالَ: وَتَرَكَنِي وَذَهَبَ.
[ص:265] قَالَ: فَأَتَيْتُ أَصْحَابِي، فَكَأَنَّمَا شَهِدُوا مَعِي، فَأَخَذُونِي فَأَلْقَوْا عَلَيَّ قَطِيفَةً أَوْ ثَوْبًا، فَجَعَلُوا يغممونني، فَجَعَلْتُ أُخْرِجُ رَأْسِي مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ مَرَّةً، وَمِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ مَرَّةً، حَتَّى أُفْلِتَ وَمَا عَلَيَّ قِشْرَةٌ، قَالَ: فَلَقِيتُ حَبَشِيَّةً، فَأَخَذْتُ قِنَاعَهَا، فَجَعَلْتُهُ عَلَى عَوْرَتِي، فَقَالَتْ: كَذَا وَكَذَا، فَقُلْتُ: كَذَا وَكَذَا، فَأَتَيْتُ جَعْفَرًا رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: مَا لَكَ؟ فَقُلْتُ: ذَهَبَ كُلُّ شَيْءٍ لِي، حَتَّى مَا تُرِكَ عَلَيَّ قِشْرَةٌ، وَمَا الَّذِي تَرَى عَلَيَّ إِلَّا قِنَاعُ حبشه، قَالَ: فَانْطَلَقَ، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى بَابِ الْمَلِكِ، فَقَالَ: ائْذَنْ لِحِزْبِ اللَّهِ، قَالَ آذِنْهُ: إِنَّهُ مَعَ أَهْلِهِ، قَالَ: / اسْتَأْذِنْ، فَأَسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّ عَمْرًا قَدْ تَابَعَنِي عَلَى دِينِي، قَالَ: كَلَّا، قَالَ: بَلَى، قَالَ: كَلَّا، قَالَ: بَلَى، فَقَالَ لِإِنْسَانٍ: اذْهَبْ مَعَهُ، فَإِنْ كَانَ فَعَلَ، فَلَا يَقُولُ شَيْئًا إِلَّا كَتَبْتُهُ، قَالَ: نَعَمْ، فَجَعَلَ يَكْتُبُ مَا أَقُولُ، حَتَّى مَا تَرَكْتُ شَيْئًا، حَتَّى القدح، ولو شاء أَنْ آخُذَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلَى مَالِي لَفَعَلْتُ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ
، إِلَّا أَنَّهُ مُخَالِفٌ لِلْمَشْهُورِ أَنَّ إَسْلَامَ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْه كَانَ عَلَى النَّجَاشِيِّ نَفْسِهِ.
تَفَرَّدَ بِهِ عُمَيْرُ بْنُ إِسْحَاقَ وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، وَقَدْ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَا يُسَاوِي شَيْئًا، وَوَثَّقَهُ مَرَّةً، وَفِي الْجُمْلَةِ يَكْتُبُ حَدِيثَهُ.
وَقَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْه إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.(17/263)
4232 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا الْمُلَائِيُّ ثنا زَكَرِيَّا عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَتِ الْهِجْرَةُ مِنَ الْحَبَشَةِ لَيَالِي خَيْبَرَ.(17/267)
(13 - بَابُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَاقْتِرَاحِ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ الْآيَاتِ)
(201) [حَدِيثُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ الله عَنْه، تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ الشُّعَرَاءِ] .(17/268)
(14 -[بَابُ اعْتِرَافِ الْقُدَمَاءِ بِأَعْلَامِ النُّبُوَّةِ] )(17/269)
4233 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ الذَّيَّالِ بْنِ حَرْمَلَةَ الْأَسَدِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ يَوْمًا، فَقَالُوا: انْظُرُوا أَعْلَمَكُمْ بِالسِّحْرِ وَالْكَهَانَةِ وَالشِّعْرِ، فَلْيَأْتِ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي قَدْ فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا، وَشَتَّتَ أَمْرَنَا، وَعَابَ دِينِنَا، فَلْيُكَلِّمْهُ وَلْيَنْظُرْ مَاذَا يَرُدُّ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: مَا نَعْرِفُ أَحَدًا غَيْرَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، فقالوا: أنت يَا أَبَا الْوَلِيدِ! فَأَتَاهُ عُتْبَةُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ هَؤُلَاءِ خَيْرٌ مِنْكَ، فَقَدْ عَبَدُوا الْآلِهَةَ الَّتِي عِبْتَ، وَإِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْهُمْ فَتَكَلَّمْ حَتَّى نَسْمَعَ قَوْلَكَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا سَخْلَةً قَطُّ، أَشْأَمَ عَلَى قَوْمِكَ مِنْكَ، فَرَّقْتَ شَمْلَنَا، وَشَتَّتَ أَمْرَنَا، وَعِبْتَ دِينَنَا وَفَضَحْتَنَا فِي الْعَرَبِ، حَتَّى لَقَدْ طَارَ فِيهِمْ أَنَّ فِيَ قُرَيْشٍ سَاحِرًا، وَأَنَّ فِي قُرَيْشٍ كَاهِنًا، وَاللَّهِ مَا نَنْتَظِرُ إِلَّا مِثْلَ صَيْحَةِ الحبلى أن يقدم بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ، حَتَّى نَتَفَانَى، أَيُّهَا الرَّجُلُ، إِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْحَاجَةُ، جَمَعْنَا لَكَ حَتَّى تَكُونَ أَغْنَى قُرَيْشٍ رَجُلًا
[ص:270] وَاحِدًا، وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْبَاءَةُ، فَاخْتَرْ أَيَّ نِسَاءِ قُرَيْشٍ شِئْتَ، فلنزوجك عَشْرًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفَرَغْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) حَم (2) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} حَتَّى بَلَغَ: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} فَقَالَ لَهُ عُتْبَةُ: حَسْبُكَ، حَسْبُكَ، مَا عِنْدَكَ غَيْرُ هَذَا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا. فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ شَيْئًا أَرَى أَنَّكُمْ تُكَلِّمُونَهُ بِهِ إِلَّا قد كَلَّمْتُهُ بِهِ، قَالُوا: فَهَلْ أَجَابَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَالَّذِي نَصَبَهَا بَنْيَةً مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ، غَيْرَ أَنَّهُ أَنْذَرَكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ، قَالُوا: وَيْلَكَ، يُكَلِّمُكَ رَجُلٌ بِالْعَرَبِيَّةِ لَا تَدْرِي مَا قَالَ! قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ غَيْرَ ذِكْرِ الصَّاعِقَةِ.
[2، 3]- رَوَاهُ عَبْدُ وَأَبُو يَعْلَى جَمِيعًا عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ.(17/269)
(15 - بَابُ الْإِسْرَاءِ)(17/274)
4234 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حدثنا نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ مِقْلَاصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، انْتُهِيَ بِي إِلَى قَصْرٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ فِيهِ فرايص مِنْ ذَهَبٍ يَتَلَأْلَأُ، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَوْ [فَأَمَرَنِي فِي عَلِيٍّ] بِثَلَاثِ خِصَالٍ: بِأَنَّكَ سَيِّدُ الْمُرْسَلِينِ، وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ.(17/274)
4235 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ، حدثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو الشيباني، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عن أم هاني رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَلَسٍ، فَجَلَسَ وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شَعَرْتُ أَنِّي بِتُّ اللَّيْلَةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فأتاني جبريل عليه السلام، فَذَهَبَ بِي إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ، فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، مُضْطَرِبِ الأذنين، فركبت، وكان يَضَعُ حَافِرَهُ مَدَّ بَصَرِهِ، إِذَا أَخَذَنِي فِي هُبُوطٍ، طَالَتْ يَدَاهُ وَقَصُرَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا أَخَذَنِي فِي صُعُودٍ، طَالَتْ رِجْلَاهُ وَقَصُرَتْ يداه، وجبريل عليه السلام لَا يَفُوتَنِي، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَوْثَقْتُهُ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ تُوثِقُ بِهَا، فَنُشِرَ لِي رَهْطٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام فَصَلَّيْتُ بِهِمْ، وَكَلَّمْتُهُمْ، وَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ أَحْمَرَ وَأَبْيَضَ، فَشَرِبْتُ الْأَبْيَضَ، فَقَالَ لي جبريل عليه السلام: شَرِبْتَ اللَّبَنَ وَتَرَكْتَ الْخَمْرَ، لَوْ شَرِبْتَ الْخَمْرَ لَارْتَدَّتْ أُمَّتُكَ. ثُمَّ رَكِبْتُهُ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وصليت بِهِ الْغَدَاةَ، قَالَتْ: فتعلقت بردائه [وقلت] : أَنْشُدُكُ اللَّهَ يَا ابْنَ عَمِّ! أَنْ تُحَدِّثَ بِهَذَا قُرَيْشًا، فَيُكَذِّبَكَ مَنْ صدقك. فضرب بيده عَلَى رِدَائِهِ، فَانْتَزَعَهُ مِنْ
[ص:280] يَدِي، فَارْتَفَعَ عَنْ بَطْنِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى عُكْنَةٍ فَوْقَ إِزَارِهِ كَأَنَّهَا طَيُّ الْقَرَاطِيسِ، فَإِذَا نُورٌ سَاطِعٌ عند فؤاده كاد يَخْطَفُ بَصَرِي، فَخَرَرْتُ سَاجِدَةً. فَلَمَّا رَفَعْتُ رَأْسِي إِذَا هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَرَجَ. فَقُلْتُ لِجَارِيَتِي نَبْعَةَ: وَيْلَكِ! اتْبَعِيهِ فَانْظُرِي مَاذَا يَقُولُ: وَمَاذَا يُقَالُ لَهُ! فَلَمَّا رَجَعَتْ نَبْعَةُ أَخْبَرَتْنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى إِلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْحَطِيمِ، فِيهِمُ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَعَمْرُو بْنُ هِشَامٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مغيرة، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي صَلَّيْتُ اللَّيْلَةَ الْعِشَاءَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، وَصَلَّيْتُ بِهِ الْغَدَاةَ، وَأَتَيْتُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بيت المقدس، فنشر لِي رَهْطٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ: مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ، وموسى، وعيسى عليهم الصلاة والسلام وصليت بِهِمْ، وَكَلَّمْتُهُمْ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِهِ: صِفْهُمْ لِي! فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما عيسى عليه السلام فَفَوْقَ الرَّبْعَةِ وَدُونَ الطَّوِيلِ، عريض الصَّدْرِ، ظَاهِرُ الدَّمِ، جَعْدُ الشَّعْرِ، تَعْلُوهُ صُهْبَةٌ، / كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ. وأما موسى عليه السلام فَضَخْمٌ آدَمُ، طُوَالٌ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، مُتَرَاكِبُ الْأَسْنَانِ، مُقَلَّصُ الشَّفَةِ، خَارِجُ اللِّثَةِ، عَابِسٌ. وأما إبراهيم عليه السلام فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَأَشْبَهُ النَّاسِ بِي خُلُقًا وَخَلْقًا. قَالَ: فَضَجُّوا، وَأَعْظَمُوا ذَلِكَ، فَقَالَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ: كُلُّ أَمْرِكَ قَبْلَ الْيَوْمِ كَانَ أَمَمًا غَيْرَ قَوْلِكَ الْيَوْمَ، أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنَّكَ كَاذِبٌ، نَحْنُ نَضْرِبُ أَكْبَادَ الْإِبِلِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، نَصْعَدُ شَهْرًا، وَنَنْحَدِرُ شَهْرًا تَزْعُمُ أَنَّكَ أَتَيْتَهُ فِي لَيْلَةٍ، وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَا أُصَدِّقُكَ وَمَا كان الذي تقوله قَطُّ. وَكَانَ
[ص:281] لِلْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ حَوْضٌ عَلَى زَمْزَمَ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، فَهَدَمَهُ، وَأَقْسَمَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَا يَسْقِي مِنْهُ قَطْرَةً أَبَدًا.
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: يَا مُطْعِمُ، بِئْسَ مَا قُلْتَ لِابْنِ أَخِيكَ! جَبَهْتَهُ! وَكَذَّبْتَهُ! أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ صَادِقٌ. فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ! فَصِفْ لَنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ. قَالَ: دَخَلْتُهُ لَيْلًا وَخَرَجْتُ مِنْهُ لَيْلًا. فأتاه جبريل عليه السلام فَصَيَّرَهُ فِي جَنَاحِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: بَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا، وَبَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: صَدَقْتَ، صَدَقْتَ. قالت نبعة رَضِيَ الله عَنْها: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَئِذٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنِّي قَدْ سميتك الصِّدِّيقَ، قَالُوا: يَا مُطْعِمُ! دَعْنَا نَسْأَلُهُ عما هو أغنى لَنَا مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، يَا مُحَمَّدُ! أَخْبِرْنَا عَنْ عِيرِنَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَيْتُ عَلَى عِيرِ بَنِي فُلَانٍ بِالرَّوْحَاءِ، قَدْ أَضَلُّوا نَاقَةً لَهُمْ، فَانْطَلَقُوا فِي طَلَبِهَا، فَانْتَهَيْتُ إِلَى رِحَالِهِمْ، لَيْسَ بِهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَإِذَا قَدَحُ مَاءٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ، فَاسْأَلُوهُمْ عَنْ ذلك، قالوا: هذا وَالْإِلَهِ آيَةٌ. ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى عِيرِ بَنِي فُلَانٍ، فَنَفَرَتْ مِنِّي الْإِبِلُ، وَبَرَكَ مِنْهَا جَمَلٌ أَحْمَرُ، عَلَيْهِ جَوَالِقُ مَخِيطٌ بِبَيَاضٍ، لَا أَدْرِي أَكُسِرَ الْبَعِيرُ، أَمْ لَا، فَاسْأَلُوهُمْ عَنْ ذَلِكَ. فَقَالُوا: هَذِهِ
[ص:282] وَالْإِلَهِ آيَةٌ. ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى عِيرِ بَنِي فُلَانٍ فِي التَّنْعِيمِ، يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أورق، هِيَ ذِهِ تَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنَ الثَّنِيَّةِ.
فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: سَاحِرٌ! فَانْطَلَقُوا، فَنَظَرُوا، فَوَجَدُوا الْأَمْرَ كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَمُوهُ بِالسِّحْرِ، وَقَالُوا: صَدَقَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فِيمَا قَالَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا جَعَلْنَا الرءيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القرءان} .
قُلْتُ لأم هانئ رَضِيَ الله عَنْها مَا الشَّجَرَةُ الْمَلْعُونَةُ فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَتِ: الَّذِينَ خُوِّفُوا فَلَمْ يَزِدْهُمُ التَّخْوِيفُ إِلَّا طُغْيَانًا وَكُفْرًا.(17/279)
4236 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِالْبُرَاقِ، فَرَكِبَهُ خلف جبريل عليه السلام، فَسَارَ بِهِمَا، فَكَانَ إِذَا أَتَى عَلَى جَبَلٍ ارْتَفَعَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا هَبَطَ ارْتَفَعَتْ يَدَاهُ، فَسَارَ بِنَا فِي أَرْضٍ غمة منتنة، فسار بنا حَتَّى أَفْضَيْنَا إِلَى أَرْضٍ فَيْحَاءَ طَيِّبَةٍ، [فقلت: يا جبريل! إنا كنا نسير في أرض غمة منتنة حتى أفضينا إلى أرض فَيْحَاءَ طَيِّبَةٍ] ، فقال جبريل عليه السلام: تِلْكَ أَرْضُ النَّارِ، وَهَذِهِ أَرْضُ الْجَنَّةِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلَى رَجُلٍ قَائِمٍ يُصَلِّي، فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ مَعَكَ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ، فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، وَقَالَ: سَلْ لِأُمَّتِكَ الْيُسْرَ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ عِيسَى، قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا فَسَمِعْنَا صَوْتًا وَزَئِيرًا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: قَالَ هَذَا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ. قَالَ: فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، وَقَالَ: سَلْ لِأُمَّتِكَ الْيُسَرَ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى، قَالَ: قُلْتُ عَلَى مَنْ تَذَمُّرُهُ وَصَوْتُهُ قَالَ: عَلَى رَبِّهِ، [قُلْتُ: عَلَى رَبِّهِ؟ !] ، قَالَ: نَعَمْ، إِنَّهُ يَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ وَحِدَّتَهُ، ثُمَّ سِرْنَا، فَرَأَيْنَا مَصَابِيحَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جبريل؟ قال: هَذِهِ شَجَرَةُ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ، أَتَدْنُو مِنْهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَنَوْنَا مِنْهُ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ مَضَيْنَا حَتَّى دَخَلْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَرَبَطَ الدَّابَّةَ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي
[ص:287] تربط بِهَا الأنبياء، ثم دخلت بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَنُشِرَتْ لِي الْأَنْبِيَاءُ، مَنْ سمى الله تعالى مِنْهُمْ وَمَنْ لَمْ يُسَمِّ، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ إِلَّا هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةَ: مُوسَى وعيسى وإبراهيم عليهم الصلاة والسلام.
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.(17/286)
(16 - بَابُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ)(17/289)
4237 - قَالَ إِسْحَاقُ: حُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَلَمَّا انْطَلَقَ سُرَاقَةُ رَاجِعًا مِنْ طَلَبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَلَبِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، جَعَلَ يَذْكُرُ مَا رَأَى مِنَ الْفَرَسِ وَيُذْكَرُ مَا أَصَابَهُ مِنَ الْجَهْدِ فِي طَلَبِهِمَا، فَسَمِعَ أَبُو جَهْلٍ بِذَلِكَ، فَخَشِيَ أَنْ يُسْلِمَ حين رأى ما رآه، فَقَالَ فِي ذَلِكَ أَبْيَاتًا:
[البحر الطويل]
(بَنِي مُدْلِجٍ إِنِّي أَخَافُ سَفِيهَكُمْ ... سُرَاقَةَ يَسْتَغْوِي لِنَصْرِ مُحَمَّدِ)
(عَلَيْكُمْ به ألا يفارق جَمْعَكُمْ ... فَيُصْبِحَ شَتَّى بَعْدَ عَزٍّ وَسُؤْدُدِ)
(يَظُنُّ سَفِيهُ الْحَيِّ أَنْ جَاءَ بِشُبْهَةٍ ... عَلَى وَاضِحٍ مِنْ سنة الحق مهتد)
(فَأَنَّى يَكُونُ الْحَقُّ مَا قَالَ إِنْ غَدَا ... وَلَمْ يَأْتِ بِالْحَقِّ الْمُبِينِ الْمُسَدِّدِ)
(وَلَكِنَّهُ وَلَّى غَرِيبًا بِسُخْطِةٍ ... إلى يثرب منا، فيا بَعْدَ مَوْلِدِ)
(وَلَوْ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ يثرب هاربا ... لأشجاه وَقْعُ الْمَشْرَفِيِّ الْمُهَنَّدِ)
فَأَجَابَهُ سُرَاقَةُ فِيمَا قَالَ، فقال:
(أبا الحكم وَاللَّهِ لَوْ كُنْتَ شَاهِدًا ... لِأَمْرِ جَوَادِي إِذْ تَسِيخُ قَوَائِمُهْ [ص:290])
(عَجِبْتَ وَلَمْ تَشْكُكْ بِأَنَّ مُحَمَّدًا ... أَتَانَا بِبُرْهَانٍ فَمَنْ ذَا يُكَاتِمُهْ)
(عَلَيْكَ فَكُفَّ الْقَوْمَ عَنْهُ فَإِنَّنِي
(أَرَى أَمْرَهُ يَوْمًا) ستبدوا مَعَالِمُهْ)
(بِأَمْرٍ يَوَدُّ النصر فيه ويالها ... لو أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ طُرًّا تُسَالِمُهْ)(17/289)
4238 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ، حدثنا مُوسَى بْنُ مَطِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، حَتَّى اسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ / صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَوْرَتِهِ يَبُولُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَلَيْسَ الرَّجُلُ يَرَانَا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ رَآنَا لَمْ يَسْتَقْبِلْنَا بِعَوْرَتِهِ ". يَعْنِي وَهُمَا فِي الْغَارِ.(17/292)
4239 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، قَالَ: كَانَ أَسَنَّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي فِي الْهِجْرَةِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَسَهْلُ بن بيضاء رَضِيَ الله عَنْهما.(17/294)
(17 - بَابُ بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ)(17/295)
4240 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عِيسَى هُوَ ابْنُ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَقَدْ لَبِثْنَا بِالْمَدِينَةِ سَنَتَيْنِ، قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعْمُرُ الْمَسَاجِدَ، وَنُقِيمُ الصَّلَاةَ.(17/295)
4241 -[1] حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا لقي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النُّقَبَاءَ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: " تَؤْوُونِي وَتَمْنَعُونِي "، قَالُوا: فَمَا لَنَا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَكُمُ الْجَنَّةُ ".
مُخْتَصَرٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجُوهُ مُطَوَّلًا.
[2] قال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.(17/296)
(18 - من باب الهجرة)(17/299)
4242 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: إِنَّ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيَّ حَدَّثَهُمْ أَنَّ قُرَيْشًا جَعَلَتْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، قَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ، إِذْ جَاءَنِي رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ جَعَلَتْ فِيهِمَا قُرَيْشٌ مَا جَعَلَتْ، قريبا مِنْكَ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَأَتَيْتُ فَرَسِي وَهُوَ فِي الْمَرْعَى، فَنَفَرْتُ بِهِ، ثُمَّ أَخَذْتُ رُمْحِي، فَرَكِبْتُهُ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَجْرَ الرُّمْحِ مخامة أَنْ يَشْرَكَنِيَ فيهما أَهْلُ الْمَاءِ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُهُمَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: بَاغٍ يَبْغِينَا، قَالَ: فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ، قَالَ: فَوَحَلَ بِي فَرَسِي، وَإِنِّي لَفِي جَلْدٍ مِنَ الْأَرْضِ، فوقعت عَلَى حَجَرٍ، فانقلبت، فَقُلْتُ: ادْعُ الَّذِي فَعَلَ مَا أَرَى أَنْ يُخَلِّصَهُ، وعاهده ألا يَعْصِيَهُ أَبَدًا، قَالَ: فَدَعَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ، فَخَلَّصَ الْفَرَسَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له: أواهبه أَنْتَ لِي؟ قَالَ: نعم، فقال: ها هنا، عم عنا النَّاسِ. وَأَخَذَ السَّاحِلَ مِمَّا يَلِي الْبَحْرَ، قَالَ: فَكُنْتُ لَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ طالبا وآخر النهار
[ص:300] لَهُمْ مَسْلَحَةً. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا اسْتَقْرَرْنَا بِالْمَدِينَةِ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْتِيَنَا فَأْتِنَا. فَلَمَّا قَدِمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَظَهَرَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ وَأُحُدٍ، وَأَسْلَمَ مَنْ حَوْلَهُ، قَالَ سُرَاقَةُ: وبلغني أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى بَنِي مُدْلِجٍ، أَتَيْتُهُ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ الْمَاضِيَ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النِّسَاءِ [ص:302].
4242 -[2] وقال الحارث: حدثنا بشر بن عمر الزهراني، حدثنا حماد بن سلمة بطوله.
وقد أخرج البخاري هذا الحديث المذكور بمعناه من وجه آخر عن سراقة رَضِيَ الله عَنْه، وفي هذا مغايرة في مويضعات.(17/299)
4243 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه مُسْتَخْفِيَيْنِ فِي الْغَارِ، مَرَّا بِعَبْدٍ يَرْعَى غَنَمًا، فاستسقا مِنَ اللَّبَنِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا لِي شَاةٌ تُحْلَبُ، غَيْرَ أَنَّ هَاهُنَا عَنَاقًا حَمَلَتْ أَوَانَ الشِّتَاءِ، فَمَا بَقِيَ لَهَا لَبَنٌ، وَقَدِ اهْتُجِنَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْتِنَا بِهَا " فَدَعَا عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ حَلَبَ عَسًّا، فَسَقَى أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، ثُمَّ حَلَبَ آخَرَ، فَسَقَى الرَّاعِيَ، ثُمَّ حَلَبَ فَشَرِبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الْعَبْدُ: بِاللَّهِ مَنْ أَنْتَ؟ مَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ قَطُّ، قَالَ: " وتراك إِنْ أَخْبَرْتُكَ تَكْتُمُ عَلَيَّ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ " قَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ قُرَيْشٌ أَنَّكَ صَابِئٌ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ ذَلِكَ "، قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ، وَأَنَّهُ لَيْسَ يَفْعَلُ مَا فَعَلْتَهُ إِلَّا نَبِيٌّ، ثُمَّ قَالَ: أَتَّبِعُكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا، حَتَّى تَسْمَعَ أَنَّا قَدْ ظَهَرْنَا، فَإِذَا بَلَغَكَ ذَلِكَ فاخرج، فتبعه بعدما خَرَجَ مِنَ الْغَارِ.(17/303)
(19 - بَابُ سَرِيَّةِ نَخْلَةَ)
(202) حَدِيثُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ فِي قِصَّةِ عَمْرِو بْنِ سُرَاقَةَ رَضِيَ الله عَنْه، تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ، فِي بَابِ عَيْشِ السَّلَفِ.(17/306)
(20 - بَابُ غَزْوَةِ بَدْرٍ)(17/307)
4244 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى أَوْ خَالِدٌ - شَكَّ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى الرَّاوِي عَنْ مُسَدَّدٍ - حدثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كَانَتْ صَبِيحَةُ بَدْرٍ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ.(17/307)
4245 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ: يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بَعْضِ بَنِي سَاعِدَةَ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ الله عَنْه أنه قال بعد ما ذَهَبَ بَصْرُهُ: لَوْ كُنْتُ أُبْصِرُ لَأَرَيْتُكَ الْآنَ بِبَدْرٍ الشِّعْبَ الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ، لَا أَشُكُّ وَلَا أَتَمَارَى.(17/310)
4246 - أخبرنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: دَفَعْتُ الَى أَبِي جَهْلٍ يَوْمَ بَدْرٍ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَضَرَبْتُهُ، فقتله الله تعالى، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثْتُهُ، وَوَجَدْتُ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عِنْدَهُ أَسِيرًا، فَقَالَ: أَنْتَ قَتَلْتَهُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: كَذَبْتَ، فَقُلْتُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَأَنْتَ تُكَذِّبُنِي؟ قَالَ: فَمَا رَأَيْتَ بِهِ؟ قُلْتُ: رَأَيْتُ بِفَخِذِهِ حَلَقَةً مِثْلَ حَلَقَةِ الْبَعِيرِ، قَالَ: صَدَقْتَ، هِيَ كَيَّةُ نَارٍ اكْتَوَى بِهَا مِنَ الشَّوْكَةِ.
قَالَ: وَأَبُو جَهْلٍ يَقُولُ: /
(مَا تَنْقِمُ الْحَرْبُ الْعَوَانُ مني ... بازل عامين سَدِيسٌ سِنِّي)
(لِمِثْلِ هَذَا وَلَدَتْنِي أُمِّي ... )
قُلْتُ: قِصَّةُ أَبِي جَهْلٍ رَوَاهَا أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ.
وَهَذَا الْإِسْنَادُ ضَعِيفٌ [ص:315].
4247 -[1] أخبرنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَا: حدثنا إِسْرَائِيلُ. فَذَكَرَهُ.(17/312)
[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو أَحْمَدَ، حدثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ} . قَالَ: لَقَدْ قَلُّوا فِي أَعْيُنِنَا حَتَّى قُلْتُ لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِي: أَتُرَاهُمْ سَبْعِينَ؟ فَقَالَ: أُرَاهُمْ مِائَةً، حَتَّى أَخَذْنَا رَجُلًا [مِنْهُمْ] فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: كُنَّا أَلْفًا.
قُلْتُ:
هَذَا إسناد صَحِيحٌ
، إِنْ كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ سَمِعَهُ مِنْ أَبِيهِ، فَقَدِ اخْتُلِفَ فِي سَمَاعِهِ مِنْهُ.(17/315)
4248 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حدثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: افترض الله تعالى عَلَيْهِمْ أَنْ يُقَاتِلَ الْوَاحِدُ الْعَشَرَةَ، فَثَقُلَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، فوضع الله تعالى عَنْهُمْ إِلَى أَنْ يُقَاتِلَ الرَّجُلُ الرَّجُلَيْنِ، فأنزل الله تعالى فِي ذَلِكَ: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} إِلَى آخِرِ الْآيَاتِ، فَقَالَ: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} يَعْنِي: غَنَائِمَ بَدْرٍ، يَقُولُ: لَوْلَا أَنِّي لَا أُعَذِّبُ مَنْ عَصَانِي حَتَّى أَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأسارى ... .} الْآيَةَ. فَقَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ الله عَنْه: فِيَّ وَاللَّهِ نَزَلَتْ حِينَ أَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلَامِي، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُحَاسِبَنِي بِالْعِشْرِينَ الْأُوقِيَّةِ الَّتِي أَخَذْتُ مَعِي، فَأَعْطَانِي بِهَا عِشْرِينَ عَبْدًا، كُلُّهُمْ قَدْ تَاجَرَ بِمَالٍ فِي يَدِهِ، مَعَ مَا أَرْجُو مِنْ مَغْفِرَةِ اللَّهِ تَعَالَى.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ
، رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي التَّفْسِيرِ الْمُسْنَدِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ هَكَذَا.
وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ.
[[قلت: أَخْرَجَ البخاري أَوَّلَهُ بِمَعْنَاهُ دُونَ قَوْلِهِ: ثُمَّ قَالَ: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ} [الأنفال: 68] إِلَى آخِرِهِ، وَأَظُنُّ ذَلِكَ مُدْرَجًا فِي الْخَبَرِ مِنْ كَلَامِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَحَدِيثُ الْعَبَّاسِ عَلَى هَذَا مُعْضَلٌ، وَأَمَّا عَلَى ظَاهِرِ السِّيَاقِ أَوَّلًا، فَهُوَ مُسْنَدٌ، وَعَلَى ذَلِكَ عَمِلَ إِسْحَاقُ]] (*)
__________
(*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وزدناه من بعض النسخ(17/317)
4249 - أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حدثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: رَأَيْتُ قَبْلَ هَزِيمَةِ الْقَوْمِ، وَالنَّاسُ يَقْتَتِلُونَ مِثْلَ الْبِجَادِ الْأَسْوَدِ، أَقْبَلَ مِنَ السَّمَاءِ مِثْلُ النَّمْلِ الْأَسْوَدِ، فَلَمْ أَشُكَكَّ أَنَّهَا الْمَلَائِكَةُ، فَلَمْ يَكُنْ إِلَّا هَزِيمَةُ الْقَوْمِ.
إِسْنَادُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَ إِسْحَاقُ بن يسار سمعه مِنَ جُبَيْرٍ.(17/321)
4250 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عمر، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ شِعَارُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ يَا مَنْصُورُ أَمِتْ.(17/323)
4251 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه: أَيْ خَالُ، أخبرني عن قصتك يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: اقْرَأْ بَعْدَ الْعِشْرِينَ وَالْمِائَةِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ تَجِدْ قِصَّتَنَا: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} ، إِلَى قَوْلِهِ: {أَنْ تَفْشَلَا} ، قَالَ: هُمُ الَّذِينَ طَلَبُوا الْأَمَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِلَى قَوْلِهِ: {وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} ، قَالَ: هُوَ تَمَنِّي الْمُؤْمِنِينَ لِقَاءَ الْعَدُوِّ، إِلَى قَوْلِهِ: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} .(17/324)
4252 - حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حدثنا (يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ) ، حدثنا هَارُونُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أعوِّر آبَارَهَا، يَعْنِي: يَوْمَ بَدْرٍ.(17/326)
4253 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْحَنَفِيُّ، حدثنا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كُنْتُ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ أَمْتَحُ، أَوْ أَمِيحُ مِنْهُ، فَجَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، ثُمَّ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ لَمْ أَرَ [رِيحًا] أَشَدَّ مِنْهَا إِلَّا الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا، ثُمَّ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَكَانَتِ الْأُولَى مِيكَائِيلَ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالثَّانِيَةُ إِسْرَافِيلَ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَنْ يَسَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والثالثة جبريل عليه السلام فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ يَمِينِهِ، وَكُنْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَلَمَّا هزم الله تعالى الْكُفَّارَ حَمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَرَسٍ، فَلَمَّا اسْتَوَيْتُ عَلَيْهَا، حَمَلَنِي فَصِرْتُ عَلَى عُنُقِهِ فدعوت الله تعالى فَثَبَّتَنِي عَلَيْهِ، فَطُعِنْتُ بِرُمْحِي حَتَّى بَلَغَ الدَّمُ إِبْطِي.(17/327)
4254 - حدثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ، حدثنا الْوَازِعُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ، إِذْ تَبَسَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! رَأَيْنَاكَ تَبَسَّمْتَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَرَّ بي ميكائيل عليه السلام، وَعَلَى جناحه أثر غبار، وَهُوَ رَاجِعٌ مِنْ طَلَبِ الْقَوْمِ، فَضَحِكَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمْتُ إِلَيْهِ.(17/329)
(21 - ذِكْر فضائل مَنْ شَهِدَ بَدْرًا)(17/331)
4255 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا عَبْدُ الْمُهَيْمنِ بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ أَبَاهُ سَعْدًا رَضِيَ الله عَنْه خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَ بِالرَّوْحَاءِ تُوُفِّيَ، فَكَتَبَ وَصِيَّتَهُ فِي آخِرِ رَحْلِهِ، وَأَوْصَى لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَاحِلَتِهِ وَرَحْلِهِ، وَثَلَاثَةَ أَوْسُقٍ مِنْ شَعِيرٍ، فَقَبِلَهَا، ثُمَّ رَدَّهَا عَلَى وَرَثَتِهِ، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ.(17/331)
4256 - حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه بِسَهْمِهِ يَوْمَ بَدْرٍ.
(203) وَحَدِيثُ حَاطِبٍ رَضِيَ الله عَنْه مَضَى فِي تَفْسِيرِ الْمُمْتَحِنَةِ.(17/333)
(22 - ذِكْرُ مَنْ قُتِلَ بِبَدْرٍ)(17/334)
4257 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يوم بدر أوتي بعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ أَسِيرًا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَقْتُلَنَّكَ ". فَقَالَ: تَقْتُلُنِي مِنْ بَيْنِ / قُرَيْشٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ ". ثُمَّ أَقْبَلَ على أصحابه رَضِيَ الله عَنْهم فَقَالَ: " إِنَّهُ أَتَانِي وَأَنَا سَاجِدٌ فَوَطِئَ عَلَى عُنُقِي، فَوَاللَّهِ مَا رَفَعَهَا حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ عَيْنَيَّ ستقعان، وأتى بسلى جَزُورٍ، فَأَلْقَاهُ عَلَيَّ، حَتَّى جَاءَتْ فَاطِمَةُ، فَأَمَاطَتْهُ عَنْ رَأْسِي ". [قَالَ] : ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ.(17/334)
4258 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حدثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ سِيرِينَ، يَقُولُ: ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ، وَذَفَّفَ عَلَيْهِ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، يَعْنِي: أَبَا جَهْلٍ.(17/336)
(23 - بَابُ قَتْلِ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ)(17/337)
4259 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ، حدثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: إِنَّهُمُ اجْتَمَعُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَشَى مَعَهُمْ حَتَّى بَلَغَ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ، فَقَالَ: انْطَلِقُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ أَعِنْهُمْ. وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِهِ، قَالَ: فَأَقْبَلُوا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى حِصْنِهِ - يَعْنِي: كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ - فَهَتَفَ أَبُو نَائِلَةَ بِهِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ وَهُوَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: إِنَّكَ مُحَارِبٌ وَإِنَّ صَاحِبَ الْحَرْبِ لَا يَنْزِلُ فِي مِثْلِ هَذِهِ السَّاعَةِ، فَقَالَ لَهَا: إِنَّهُ أَبُو نَائِلَةَ، وَاللَّهِ لَوْ وَجَدَنِي نَائِمًا مَا أَيْقَظَنِي، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ فِي صَوْتِهِ الشَّرَّ، فَقَالَ لَهَا: لَوْ يُدْعَى الْفَتَى لِطَعْنَةٍ لَأَجَابَ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ، فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً، ثُمَّ قَالُوا: لَوْ مَشَيْنَا إِلَى شِعْبِ الْعَجُوزِ فَتَحَدَّثْنَا لَيْلَتَنَا هَذِهِ، فَإِنَّهُ لَا عَهْدَ لَنَا بِذَلِكَ، قَالَ: نَعَمْ، فَخَرَجُوا يَمْشُونَ. ثم إن [أبا نائلة]
[ص:338] شَامَ يَدَهُ فِي فَوْدِ رَأْسِهِ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَاللَّيْلَةِ عِطْرًا أَطْيَبَ، ثُمَّ مَشَى سَاعَةَ، ثُمَّ عَادَ بمثلها حَتَّى اطْمَأَنَّ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي فَوْدِ رَأْسِهِ، فَأَخَذَ شَعْرَهُ، ثُمَّ قَالَ: اضْرِبُوا عَدُوَّ اللَّهِ، قَالَ: فَاخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ أَسْيَافُهُمْ، قَالَ: وَصَاحَ عَدُوُّ اللَّهِ صَيْحَةً فَلَمْ يَبْقَ حِصْنٌ إِلَّا أُوقِدَتْ عَلَيْهِ نَارٌ، قَالَ: وَأُصِيبَتْ رِجْلُ الْحَارِثِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ السيوف لا تغني شَيْئًا، ذَكَرْتُ مِغْوَلًا فِي سَيْفِي، فَأَخَذْتُهُ فَوَضَعْتُهُ عَلَى سُرَّتِهِ، فَتَحَامَلْتُ عَلَيْهِ، حَتَّى بَلَغَ عَانَتَهُ فَوَقَعَ، ثُمَّ خَرَجْنَا فَسَلَكْنَا عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ، ثُمَّ عَلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، ثُمَّ عَلَى بُعَاثَ، ثُمَّ أَسْرَيْنَا فِي حَرَّةِ الْعُرَيْضِ، وَأَبْطَأَ الْحَارِثُ وَنَزَفَ الدَّمُ، فَوَقَفْنَا لَهُ، ثُمَّ احْتَمَلْنَاهُ حَتَّى جِئْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَأَخْبَرْنَاهُ بِقَتْلِ عَدُوِّ اللَّهِ، فَتَفَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جُرْحِ الْحَارِثِ، فَرَجَعْنَا بِهِ إِلَى بَيْتِهِ، وَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ إِلَى رِحَالِهِمْ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا خَافَتْ يَهُودُ لِوَقْعَتِنَا بِعَدُوِّ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ وَجَدْتُمُوهُ مِنْ رِجَالِ يَهُودَ فَاقْتُلُوهُ، فَوَثَبَ مُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ عَلَى ابْنِ سَنِينَةَ رَجُلٍ مِنْ تُجَّارِ يَهُودَ، وَكَانَ يُبَايِعُهُمْ وَيُخَالِطُهُمْ فَقَتَلَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ حُوَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ، يَضْرِبُهُ وَيَقُولُ: أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ! أَقَتَلْتَهُ؟ وَاللَّهِ لَرُبَّ شَحْمٍ فِي بَطْنِكَ مِنْ مَالِهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَمَرَنِي بِقَتْلِهِ رَجُلٌ لَوْ أَمَرَنِي بِقَتْلِكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ، قَالَ: آللَّهِ لَوْ أَمَرَكَ مُحَمَّدٌ بِقَتْلَى لَقَتَلْتَنِي؟ قَالَ: نَعَمْ،
[ص:339] وَاللَّهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ دينا بلغ بك هَذَا لَدِينٌ عَجَبٌ، فَكَانَ أَوَّلُ إِسْلَامِ حُوَيْصَةَ مِنْ قِبَلِ قَوْلِ أَخِيهِ، فَقَالَ مُحَيِّصَةُ فِي ذَلِكَ شِعْرًا.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ مُتَّصِلٌ
، أَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْهُ إِلَى قَوْلِهِ: " اللَّهُمَّ أَعِنْهُمْ " فَقَطْ، وَهُوَ الْمَرْفُوعُ مِنْهُ الْمَوْصُولُ، وَالْبَاقِي مُدْرَجٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عمرو عن جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه.(17/337)
4259 -[2] وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، حدثنا الْعَبْسِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَتْ امْرَأَتُهُ: إِنِّي أَسْمَعُ صَوْتًا أَجِدُ مِنْهُ رِيحَ الدَّمِ، قَالَ: إِنَّمَا هُوَ أَبُو نَائِلَةَ أَخٌ لِي، لَوْ وَجَدَنِي نَائِمًا مَا أَيْقَظَنِي، وَإِنَّ الْكَرِيمَ إِذَا دُعِيَ إِلَى طَعْنَةٍ لَأَجَابَ.
وَسَمَّى الَّذِينَ أَتَوْهُ مَعَ أَبِي نَائِلَةَ: مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ معاذ، وأبو عبيس بن جابر.(17/342)
(24 - بَابُ وَقْعَةِ أُحُدٍ)(17/343)
4260 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حدثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ الزُّبَيْرِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَنْظُرُ يَوْمَئِذٍ إِلَى خَدَمِ النِّسَاءِ، مُشَمِّرَاتٍ يَسْعَيْنَ حِينَ انْهَزَمَ الْقَوْمُ، وَمَا أَرَى دُونَ أَخْذِهِنَّ شَيْئًا، وَإِنَّا لَنَحْسَبُهُمْ قَتْلَى مَا يَرْجِعُ إِلَيْنَا مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُصِيبَ أَصْحَابُ اللِّوَاءِ، [وَصَبَرُوا عِنْدَهُ حَتَّى صَارَ إِلَى عبد له حَبَشِيٍّ، يُقَالُ لَهُ " صَوَابٌ " ثُمَّ قُتِلَ صَوَابٌ فَطُرِحَ اللِّوَاءُ] فَمَا يَقْرَبُهُ أَحَدٌ مِنْ خلق الله تعالى، حَتَّى وَثَبَتْ إِلَيْهِ عَمْرَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ الحارثية، فَرَفَعَتْهُ لَهُمْ، وَثَابَ إِلَيْهِ النَّاسُ.
قَالَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ الله عَنْه: فَوَاللَّهِ إِنَّا لَكَذَلِكَ قَدْ عَلَوْنَاهُمْ وَظَهَرْنَا عَلَيْهِمْ، إِذْ خَالَفَتِ الرُّمَاةُ عَنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلُوا إِلَى الْعَسْكَرِ حِينَ رَأَوْهُ مُخْتَلًّا قَدْ أَجْهَضْنَاهُمْ عنه، فرغبوا إلى الْغَنَائِمِ، وَتَرَكُوا عَهْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَ الْأَمْتِعَةَ، فَأَتَتْنَا الْخَيْلُ مِنْ خَلْفِنَا، فَحَطَّمَتْنَا، وَكَرَّ النَّاسُ مُنْهَزِمِينَ، فَصَرَخَ صَارِخٌ يَرَوْنَ أَنَّهُ الشَّيْطَانُ: إِلَّا إِنَّ مُحَمَّدًا قد قتل. فأعظم النَّاسُ، وَرَكِبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَصَارُوا أَثْلَاثًا: ثُلُثًا
[ص:344] جَرِيحًا، وثلثا مَقْتُولًا، وَثُلُثًا مُنْهَزِمًا، قَدْ بَلَغَتِ الْحَرْبُ، وَقَدْ كَانَتِ الرُّمَاةُ اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ رَأَوُا النَّاسَ وَقَعُوا فِي الْغَنَائِمِ، وَقَدْ هزم الله تعالى الْمُشْرِكِينِ، وَأَخَذَ الْمُسْلِمُونَ الْغَنَائِمَ: فَمَاذَا تَنْتَظِرُونَ؟ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: قَدْ تَقَدَّمَ إِلَيْكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَهَاكُمْ أَنْ تُفَارِقُوا مَكَانَكُمْ إِنْ كَانَتْ عَلَيْهِ أَوْ لَهُ، فَتَنَازَعُوا فِي ذَلِكَ، ثُمَّ إِنَّ الطَّائِفَةَ الْأُولَى مِنَ الرُّمَاةِ أَبَتْ إِلَّا أَنْ تَلْحَقَ بِالْعَسْكَرِ، فَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ، وَتَرَكُوا مَكَانَهُمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ حَمَلَتْ خَيْلُ الْمُشْرِكِينَ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ
، لَهُ شَاهِدٌ / فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه.(17/343)
4260 -[2] وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ إِلَى الزُّبَيْرِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ النُّعَاسَ لَيَغْشَانِي، إِذْ سَمِعْتُ ابْنَ قُشَيْرٍ يَقُولُهَا وَمَا أَسْمَعُهَا مِنْهُ إِلَّا كَالْحُلْمِ، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} .
قَالَ: وَالَّذِينَ تَوَلَّوْا عِنْدَ جَوْلَةِ النَّاسِ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وسعد بْنُ عُثْمَانَ الزُّرَقِيُّ، وَأَخُوهُ عُقْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ، حَتَّى بَلَغُوا جَبَلًا بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ يقال له: " الحاجب " بِبَطْنِ الْأَعْوَصِ، فَأَقَامُوا بِهِ ثَلَاثًا، فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ لَمَّا رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَقَدْ ذَهَبْتُمْ فِيهَا عَرِيضَةً.
ثُمَّ قَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا} ، يَعْنِي: الْمُنَافِقِينَ {وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ} الآية. قال: ابتغاء وَتَحَسُّرًا، وَذَلِكَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ شَيْئًا.
ثُمَّ كَانَتِ الْقِصَّةُ فِيمَا يَأْمُرُ بِهِ نَبِيُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَعْهَدُ إِلَيْهِ، حَتَّى انْتَهَى إلى قوله: {أو لما أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} ، يَعْنِي: يَوْمَ بَدْرٍ فِيمَنْ قُتِلُوا وَأُسِرُوا {قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} ، الَّتِي كَانَتْ مِنَ الرُّمَاةِ، قَالَ: فَقَالَ {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ} ، يَقُولُ: عَلَانِيَةً
[ص:348] أَمَرَهُمْ، وَيَظْهَرُ أَمْرُهُمْ ويعلم الَّذِينَ نَافَقُوا، فَيَكُونُ أَمْرُهُمْ عَلَانِيَةً، ويعني عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ وَمَنْ مَعَهُ، مِمَّنْ رَجَعَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَارَ إِلَى عَدُوِّهِ {وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ} وَذَلِكَ لِقَوْلِهِمْ حِينَ قَالَ لَهُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ سَائِرُونَ إِلَى أُحِدٍ حِينَ انصرفا عَنْهُمْ: أَتَخْذِلُونَنَا وَتُسَلِّمُونَنَا لِعَدِوِّنَا، فَقَالُوا: مَا نَرَى أَنْ يَكُونَ قِتَالًا، لَوْ نَرَى أَنْ يَكُونَ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ، يقول الله عز وجل: {هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بأفواههم مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ} ، مِنْ ذَوِي أَرْحَامَهُمْ، ولم يعن تعالى إِخْوَانَهُمْ فِي الدِّينِ {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} .
قَالَ إِسْحَاقُ: هَكَذَا حَدَّثَنَا بِهِ وَهْبٌ، وَأَظُنُّ بَعْضَ التَّفْسِيرِ مِنَ ابْنِ إِسْحَاقَ، يَعْنِي: قَوْلَهُ كَذَا يَعْنِي كَذَا.
قُلْتُ: بَلِ انْتَهَى حَدِيثُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ الله عَنْه إلى قوله تبارك وتعالى: {غَفُورٌ حَلِيمٌ} ، وَمِنْ قَوْلِهِ: قَالَ وَالَّذِينَ تَوَلَّوْا إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ بِغَيْرِ إِسْنَادٍ.(17/347)
4260 -[3] أخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، [حدثنا] ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ اشْتَدَّ عَلَيْنَا الْخَوْفُ، وَأُرْسِلَ عَلَيْنَا النَّوْمُ، فَمَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا وذقنه، أَوْ قَالَ: ذَقَنُهُ فِي صَدْرِهِ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْمَعُ كَالْحُلْمِ قَوْلَ مُعَتِّبِ بْنِ قُشَيْرٍ: " لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قتلنا هاهنا " فَحَفِظْتُهَا، فأنزل الله عز وجل فِي ذَلِكَ: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدَ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} ، إِلَى قَوْلِهِ: {مَا قُتِلْنَا ههنا} لِقَوْلِ مُعَتِّبِ بْنِ قُشَيْرٍ قَالَ: {لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ} ، حَتَّى بَلَغَ {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}(17/349)
4260 -[4] أَخْبَرَنَا وَهْبٌ، حدثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصْعِدِينَ فِي أُحُدٍ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَأْتِي الْمِهْرَاسَ، فَأَتَاهُ بِمَاءٍ فِي دَرَقَتِهِ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرَادَ أَنْ يَشْرَبَ مِنْهُ، فَوَجَدَ لَهُ رِيحًا فَعَافَهُ، فَغَسَلَ بِهِ وَجْهَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الدِّمَاءِ الَّتِي أَصَابَتْهُ، وَهُوَ يَقُولُ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ على من أدمى وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ. وكان الذي أدماه يَوْمَئِذٍ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ.(17/350)
4261 - أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْحَارِثِ، يَعْنِي: ابْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ فَخُمِشَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُسِرَتْ ثَنِيَّتُهُ، فَجَاءَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه فَأَكَبَّ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ائْتِنِي بِمَاءٍ، فَأَتَاهُ بِمَاءٍ فِي حجفة مِنَ الْمِهْرَاسِ، فَلَمَّا أَدْنَاهُ مِنْهُ عَافَهُ، فَجَعَلَ يَغْسِلُ عَنْهُ الدَّمَ، وَيَقُولُ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ كَلِمُوا وَجْهَ نَبِيِّهِ. ثُمَّ قَالَ: انْظُرُوا مَا صَنَعَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ؟ فَإِنِّي رَأَيْتُ اثْنَيْ عشر رمحا شرعى فِيهِ. فَأَتَاهُ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنْظُرَ مَا صَنَعْتَ، فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: اقْرَأْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي السلام، وأخبره بأني بِآخِرِ رَمَقٍ، وَاقْرَأْ عَلَى قَوْمِكَ السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُمْ: إِنْ هَلَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنكم شفر تطرف، فَإِنَّهُ لَا عُذْرَ لَكُمْ عند الله تعالى.
ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟ قَالَ: فَهَذَا الْحَدِيثُ يُحَدِّثُهُ الزُّبَيْرُ عَنْ نَفْسِهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا. فَأَعْرَضَ عَنِّي مَرَّةً، فَقُلْتُ مَا أَعْرَضَ عَنِّي إِلَّا مِنْ شَرٍّ هُوَ فِيَّ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟ فَقُلْتُ: أَنَا. فَأَعْرَضَ عَنِّي مَرَّتَيْنِ أَوْ ثلاثا، فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ رَضِيَ الله عَنْه: أَنَا آخُذُهُ، فَأَضْرِبَ بِهِ حَتَّى يَنَثَنِيَ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، فَأَعْطَاهُ السَّيْفَ، قَالَ الزُّبَيْرُ: فَاتَّبَعْتُهُ لِأَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ؟ فَجَعَلَ لَا يَأْتِي رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
[ص:352] إِلَّا قَتَلَهُ، فَأَتَى رَجُلًا كَانَ عاطبا فِي الْقِتَالِ، فَقَتَلَهُ، وَأَتَى عَلَى امْرَأَةٍ وَهِيَ تَقُولُ:
[البحر المديد]
(إِنْ تُقْبِلُوا نُعَانِقْ ... ونفرش النَّمَارقْ)
(أَوْ تُدْبِرُوا نُفَارِقْ ... فِرَاقَ غَيْرِ وَامِقْ)
فَشَهَرَ عَلَيْهَا السَّيْفَ، ثُمَّ كَفَّ يَدَهُ عَنْهَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا دُجَانَةَ! فَعَلْتَ كَذَا وكذا، حَتَّى أَتَيْتَ الْمَرْأَةَ فَشَهَرْتَ عَلَيْهَا السَّيْفَ، ثُمَّ كَفَفْتَ يَدَكَ عَنْهَا، قَالَ: أَكْرَمْتُ سَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا.(17/351)
4262 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حدثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ صَاحَ يَوْمَ أُحُدٍ: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه: وَأَنَا أَوَّلُ / مَنْ عَرَفَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَيْتُ عَيْنَيْهِ مِنْ تَحْتِ الْمِغْفَرِ، فَنَادَيْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنِ اسْكُتْ، فأنزل الله عز وجل: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفإين مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أعقابكم} الآية.
رجاله ثِقَاتٌ، وَلَكِنَّهُ مُرْسَلٌ أَوْ مُعْضَلٌ.(17/354)
4263 - أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، حَتَّى إِذَا خَلَّفَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ نَظَرَ وَرَاءَهُ فَإِذَا كَتِيبَةٌ خَشْنَاءُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بن سَلُولَ فِي مَوَالِيهِ مِنَ الْيَهُودِ [مِنْ بَنِي] قَيْنُقَاعَ، وَهُمْ رَهْطُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ، فَقَالَ: أَوَقَدْ أسلموا؟ قال: إنهم عَلَى دِينِهِمْ، قَالَ: قُلْ لَهُمْ فَلْيَرْجِعُوا، فَإِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.(17/356)
4264 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حدثنا بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ وَعَلَيْهِ (دِرْعَانِ، وَقَالَ: لَيْتَ أَنِّي غُودِرْتُ مع أصحابي بنحص الْجَبَلِ. يَعْنِي: شُهَدَاءَ أُحُدٍ) .(17/359)
4265 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ مُعَاذٌ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَاهَرَ يَوْمَ أُحُدٍ بَيْنَ دِرْعَيْنِ [ص:364].
4265 -[2] وحدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حدثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حدثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، لَكِنْ قَالَ: عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ طَلْحَةَ.(17/361)
4266 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زَيْدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرِ حَمْزَةَ رَضِيَ الله عَنْه، فَمُدَّتِ النَّمِرَةُ عَلَى رَأْسِهِ فَانْكَشَفَتْ رِجْلَاهُ، فَمُدَّتْ عَلَى رِجْلَيْهِ فَانْكَشَفَ رَأْسُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مُدُّوهَا عَلَى رَأْسِهِ، وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ مِنْ شَجَرِ الْحَرْمَلِ.(17/365)
4267 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو مُوسَى، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْعُقَيْلِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ ابن أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: لَمَّا انْجَلَى النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، نَظَرْتُ إِلَى الْقَتْلَى (فَلَمْ أَرَ) رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَفِرَّ، وَمَا أُرَاهُ فِي الْقَتْلَى، وَلَكِنِّي أَرَى أن الله عز وجل غَضِبَ عَلَيْنَا بِمَا صنعنا، فَرَفَعَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا لِي خَيْرٌ [مِنْ] أَنْ أُقَاتِلَ حَتَّى أُقْتَلَ، فَكَسَرْتُ جَفْنَ سَيْفِي ثُمَّ حَمَلْتُ عَلَى الْقَوْمِ، فأخرجوا لِي، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمْ.(17/368)
4268 -[1] وحدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حدثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ عُقْبَةَ مَوْلَى جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ، قَالَ: شَهِدْتُ أُحُدًا مَعَ مَوَالِي، فَضَرَبْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَمَّا قَتَلْتُهُ، قُلْتُ: خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا الرَّجُلُ الْفَارِسِيُّ، فَبَلَغَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَلَا قُلْتَ خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا الرَّجُلُ الْأَنْصَارِيُّ؟ فَإِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ [ص:372].
4268 -[2] وقال الحسن بن سفيان: حدثنا شيبان بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن العلاء، عن داود بن الحصين، عن عقبة بن عبد الرحمن، عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه، قال: شهدت مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدا. فذكره.
4268 -[3] وقال أبو نعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن به.
فلزم من هذا أن ترجم أبو نعيم وسلمة بن نافع لعبد الرحمن بن عقبة في الصحابة، ولا أصل له، والله أعلم.(17/370)
4269 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: مَنْ رَأَى مَقْتَلَ حَمْزَةَ؟ فَقَالَ رَجُلٌ أَعْزَلُ: أَنَا رَأَيْتُ مَقْتَلَهُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ فأرناه. فَخَرَجَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ رَضِيَ الله عَنْه، فَرَآهُ وَقَدْ شُقَّ بَطْنُهُ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مُثِّلَ بِهِ وَاللَّهِ. فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَوَقَفَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْقَتْلَى، فَقَالَ: أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ، كَفِّنُوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ فَإِنَّهُ لَيْسَ جُرْحٌ يُجْرَحُ فِي اللَّهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمَى، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ، وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ، قَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا فَاجْعَلُوهُ فِي اللَّحْدِ.(17/373)
4270 -[1] وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حدثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَا: حدثنا أَبُو مَعْشَرٍ، حدثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: جَاءَ عَلِيٌّ بِسَيْفِهِ إِلَى فَاطِمَةَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: اغْسِلِي سَيْفِي هَذَا فَقَدْ أَحْسَنْتُ الضِّرَابَ الْيَوْمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ كُنْتَ أَحْسَنْتَ الْقِتَالَ فَقَدْ أحسنه عاصم بْنُ ثَابِتٍ، وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، والحارث بْنُ الصِّمَّةِ.(17/376)
4271 -[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّ المؤمنين عائشة رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا ذَكَرَ يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَ: ذَلِكَ يَوْمٌ كَانَ كُلُّهُ يَوْمَ طَلْحَةَ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ، قَالَ: كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا يُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُونَهُ، قَالَ: أُرَاهُ يَحْمِيهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: كُنْ طَلْحَةَ حَيْثُ فَاتَنِي مَا فَاتَنِي، فَقُلْتُ: يَكُونُ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي أَحَبَّ إِلَيَّ، وَبَيْنِي وبين [المشرق] رَجُلٌ لَا أَعْرِفُهُ وَأَنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَبُ مِنْهُ، وَهُوَ يَخْطَفُ الْمَشْيَ خَطْفًا لَا أَخْطَفُهُ، فَإِذَا هُوَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، / فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ كُسِرَتْ رُبَاعِيَّتُهُ وَشُجَّ فِي وَجْهِهِ، وَقَدْ دَخَلَ فِي وَجْنَتَيْهِ حَلَقَتَانِ مِنْ حِلَقِ المغفر، فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَيْكُمَا صَاحِبَكُمَا - يُرِيدُ طَلْحَةَ - وَقَدْ نَزَفَ، فَلَمْ نَلْتَفِتْ إِلَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَهَبْتُ لِأَنْزِعَ ذَلِكَ مِنْ وَجْهِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي لَمَّا تَرَكْتَنِي، فتركته فَكَرِهَ أَنْ يَتَنَاوَلَهَا بِيَدِهِ فيؤذي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأزم عَلَيْهِ بِفِيهِ فَاسْتَخْرَجَ إِحْدَى الْحَلَقَتَيْنِ، وَوَقَعَتْ ثَنِيَّتُهُ مَعَ الْحَلَقَةِ، وَذَهَبْتُ لِأَصْنَعَ مَا صَنَعَ، فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي لَمَّا تَرَكْتَنِي، فَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى، فَوَقَعَتْ ثَنِيَّتُهُ الْأُخْرَى مَعَ الْحَلَقَةِ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ [مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ] هَتْمًا، فَأَصْلَحْنَا مِنْ شَأْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
[ص:380] ثُمَّ أَتَيْنَا طَلْحَةَ فِي بَعْضِ الْجِفَارِ فَإِذَا بِهِ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ أَقَلُّ أَوْ أَكْثَرُ مِنْ طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ وَرَمْيَةٍ وَإِذَا قَدْ قُطِعَ أُصْبُعُهُ، فَأَصْلَحْنَا مِنْ شَأْنِهِ.
[2] أَخْرَجَهُ ابن حَبَّانَ مِنْ طَرِيقِ شَبَابَةَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، بِهِ.(17/379)
(25 - بَابُ غَزْوَةِ الْأَحْزَابِ وَقُرَيْظَةَ)(17/383)
4272 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَرْزُوقِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ طَلَبِ الْأَحْزَابِ وَنَزَلَ الْمَدِينَةَ اغْتَسَلَ وَاسْتَجْمَرَ وَوَضَعَ عَنْهُ لَأْمَتَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.(17/383)
4273 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حدثنا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي الْمُخْتَارِ، عَنْ بِلَالٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ النَّاسِ تَفَرَّقُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَأَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا جَاثِمٌ مِنَ الْبَرْدِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ الْيَمَانِ! ، قُمْ فَانْطَلِقْ إِلَى عَسْكَرِ الْأَحْزَابِ فَانْظُرْ إِلَى حَالِهِمْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا قُمْتُ إِلَيْكَ إِلَّا حَيَاءً، مِنَ الْبَرْدِ - قَالَ: وَبَرَدُ الْحَرَّةِ وَبَرَدُ الصبخة - قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْطَلِقْ يَا ابْنَ الْيَمَانِ، فَلَا بَأْسَ عَلَيْكَ مِنْ بَرْدٍ وَلَا حَرٍّ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى آتِيَ عَسْكَرَهُمْ، فَوَجَدْتُ أَبَا سُفْيَانَ يُوقِدُ النَّارَ فِي عُصْبَةٍ حَوْلَهُ، وَقَدْ تَفَرَّقَ عَنْهُ الْأَحْزَابُ، فَجِئْتُ حَتَّى أَجْلِسَ فِيهِمْ، فَحَسَّ أَبُو سُفْيَانَ أَنَّهُ قَدْ دَخَلَ فِيهِمْ منْ غَيْرِهِمْ، فَقَالَ: لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ بِيَدِ جَلِيسِهِ، قَالَ: فَضَرَبْتُ بِيَمِينِي عَلَى الَّذِي عَنْ يَمِينِي، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، وَضَرَبْتُ بِشِمَالِي عَلَى الَّذِي عَنْ يَسَارِي، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَكُنْتُ فِيهِمْ هنيهة، ثُمَّ قُمْتُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فأومى إِلَيَّ بِيَدِهِ أَنِ ادْنُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى أَرْسَلَ عَلَيَّ مِنَ الثَّوْبِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ لِيُدْفِئَنِي، فَلَمَّا فَرَغَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ، قَالَ: يَا ابْنَ اليمان! اقعد، فأخبر النَّاسِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا فِي عُصْبَةٍ تُوقِدُ النَّارَ، وَقَدْ صب الله تعالى عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَرْدِ مِثْلَ الَّذِي صب علينا ولكن نَرْجُو من الله مالا يَرْجُونَ.
[ص:387] هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ وَفِي هَذَا زِيَادَاتٌ.
قَالَ الْبَزَّارُ لَمَّا أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ يُوسُفَ هَذَا: لَا يُرْوَى عَنْ بِلَالٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.(17/386)
4273 -[2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حدثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْأَحْزَابِ أَصَابَ النَّاسَ جَهْدٌ شَدِيدٌ، وَأَصَابَهُمْ مِنَ الْبَرْدِ مَا لَمْ يُصِبْهُمْ مِثْلُهُ قَطُّ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّيَ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَقُومُ الْآنَ فَيَعْلَمُ لَنَا خَبَرَ الْقَوْمِ بِيَّضَ اللَّهُ وَجْهَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا اسْتَطَاعَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَقُومَ لِمَا بِهِمْ مِنَ الشِّدَّةِ، ثُمَّ صَلَّى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّيَ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَقُومُ الْآنَ فَيَعْلَمُ لَنَا خَبَرَ الْقَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا اسْتَطَاعَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَقُومَ لِمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الشِّدَّةِ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا فُلَانُ! قُمْ، قَالَ: وَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ لَا أَقُومُ إِلَيْكَ الْآنَ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا حُذَيْفَةُ! قُمْ، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَحْلِفَ كَمَا حَلَفَ صَاحِبِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكُمْ لَحُلَّفٌ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: انْطَلِقْ فَاعْلَمْ لَنَا خَبَرَ الْقَوْمِ، وَلَا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَدَعَا لِي أَنْ يَحْفَظَنِيَ اللَّهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهِ، فَانْطَلَقْتُ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُمْ سَبِخَةٌ يَابِسَةٌ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ قَطَعْتُهَا فَإِذَا هُمْ فِي أَمْرٍ عَظِيمٍ، وَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ يَصْطَلِي عَلَى نَارٍ لَهُمْ مِنَ الْبَرْدِ، وَإِذَا نُوَيْرَةٌ لَهُمْ تُضِيءُ أَحْيَانًا وَتَخْبُو أَحْيَانًا، فَإِذَا أَضَاءَتْ رَأَيْتُ مَنْ حَوْلَهَا، فَقُلْتُ: مَا أَنْتَظِرُ؟ لَهَذَا عَدُوُّ اللَّهِ قَدْ رَأَيْتُ مَكَانَهُ، فَأَخَذْتُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي، فَوَضَعْتُهُ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[ص:391] لَا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَرْجِعِ إِلَيَّ، فَأَلْقَيْتُهُ فِي الْكِنَانَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا هُمْ فِيهِ، فَجَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحمد الله تعالى، فأرسل الله عز وجل الرِّيحَ وَذَكَرَ الآية: {يأيها الَّذِينَ آمنوا اذكروا نعمت اللَّهِ عَلَيْكُمْ} الْآيَةَ.(17/390)
4274 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ هُوَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْخَنْدَقِ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:
(بِسْمِ اللَّهِ وَبِهِ بَدَيْنَا ... وَلَوْ عَبَدْنَا غَيْرَهُ شقينا)
(حبذا ربا وحبذا دِينًا ... )(17/392)
4275 - وبه إلى أبي إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ:
(اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ ... فَارْحَمِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةَ)
(وَالْعَنْ عَضْلًا وَالْقَارَةَ ... هَمْ كَلَّفُونَا نَقْلَ الْحِجَارَةِ)(17/394)