8342 - رواه الطبرانى عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، عن أبيه، عن تليد ابن المحاربى، عن أبى الصياح الواسطى، عن عبد العزيز بن سعيد، عن أبيه به (1) .
(سليم بن عامر عنه)
8343 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة. عن أبى الفيض، [عن سليم ابن عامر] . قال: كان معاوية يسير بأرض الروم، / وكان بينه وبينهم أمد. فأراد أن يدنو منهم، فإذا انقضى
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى. وفيه جماعة لم أعرفهم، مجمع الزوائد: 10/206.(6/580)
الأمد غزاهم، فإذا شيخ على دابة يقول: الله أكبر. الله أكبر. وفاءٌ لا غدر. إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٍ فَلاَ يَحُلَّنَّ عُقَدَهُ وَلاَ يَشُدُّهَا حَتَّى يَنْقَضِىَ أَمَدُهَا أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ» .
فبلغ ذلك معاوية، فرجع، فإذا الشيخ عمرو بن عبسة (1) .
رواه أبو داود عن حفص بن عمر، عن شعبة، ورواه الترمذى والنسائى من حديث شعبة، وقال الترمذى: حسن صحيح (2) .
_________
(1) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/111، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الجهاد (باب فى الإمام يستجن به فى العهود) : سنن أ [ى داود: 3/83؛ وأخرجه الترمذى فى السير (باب ما جاء فى الغرر) : جامع الترمذى: 4/143؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 8/160.(6/581)
8344 - حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا جرير، عن سليم ـ يعنى ابن عامر ـ: أن شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة: حدثنا حديثاً ليس فيه ترديد ولا نسيان. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً كَانَتْ فِكَاكَهُ مِنَ النَّارِ: عُضْواً بِعُضْوٍ، وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فى سَبِيل اللهِ كَانَتْ لَهُ نُوراً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فَبَلَغَ فَأَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ كَانَ كَمَن أَعْتَقَ رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ» (1) .
رواه النسائى من حديث حريز بن عثمان به، وقد روى عن حريز عن شرحبيل بن السمط، عن عمرو بن عبسة كما سيأتى (2) .
8345 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، وابن جعفر ـ المعنى ـ قالا: حدثنا شعبة، عن أبى الفيض.
قال عبد الرحمن فى حديثه: سمعت سليم بن عامر يقول: كان بين معاوية، وبين الروم عهد، وكان يسير نحو بلادهم، حتى ينقضى
_________
(1) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/113.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 8/160.(6/581)
العهد، فيغزوهم، فجعل رجل على دابة يقول: وفاءٌ لا غدر. وفاءٌ لا غدر. فإذا هو عمرو بن عبسة، فسأله (1) ، فقال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ، فَلاَ يَحُلُّ عُقَدَهُ [وَلاَ يَشُدُّهَا] حَتَّى يَمْضِىَ أَمَدُهَا أَوْ يَنْبِذُ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ» فَرَجَعَ مُعَاوِيَةُ (2) .
_________
(1) لفظ المسند: «فسألته» .
(2) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/113، وما بين المعكوفين استكمال منه.(6/582)
8346 - حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا حريز بن عثمان ـ وهو الرحبى ـ، حدثنا سليم بن عامر، عن عمرو بن عبسة. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو بعكاظٍ، فقلت: من تبعك على هذا الأمر؟ فقال: «حُرٌ وَعَبْدٌ» وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَبلال، فقال لى: «ارجع حتى يمكن الله لرسوله» .
فأتيته بعد، فقلت: يا رسول الله جعلنى الله فداك. شيئاً تعلمه، وأجهله، فلا يضرك وينفعنى/ الله به. هل من ساعة أفضل من ساعة؟ وهل من ساعة يتقى فيها؟ فقال: «لَقَدْ سَأَلْتَنِى عَنْ شَىْءٍ مَا سَأَلَنِى عَنْهُ أَحْدٌ قَبْلَكَ.
إن الله عز وجل يتدلى فى جوف الليل، فيغفر إلا ما كان من الشرك والبغى، فالصلاة مشهودة محضورة فصل حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت فاقصر عن الصلاة فإنها تطلع بين قرنى شيطان، وهى صلاة الكفار، حتى ترتفع فإذا استقلت الشمس فصل فإن الصلاة محضورة مشهودة] حتى يعتدل النهار، فإذا اعتدل النهار فاقصر عن الصلاة، فإنها ساعة تسجر فيها جهنم حتى يفىء الفىء [فإذا فاء الفىء] فصل فإن الصلاة [محضورة] مشهودة، حتى تدلى الشمس للغروب، فإذا(6/582)
تدلت، فاقصر عن الصلاة حتى تغيب الشمس، فإنها تغيب على قرنى شيطان، وهى صلاة الكفار» تفرد به (1) .
_________
(1) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/385، وما بين المعكوفات استكمال منه.(6/583)
8347 - حدثنا وكيع، عن شعبة، عن أبى الفيض، عن سليم ابن عامر. قال: كان بين معاوية وبين قوم من الروم عهد، فخرج معاوية. قال: فجعل يسير فى أرضهم حتى ينقضوا فيغير عليهم، فإذا رجل ينادى فى ناحية الناس: وفاءٌ لا غدرٌ، وفاءٌ لا غدرٌ، فإذا هو عمرو بن عبسة. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ فَلاَ يَشُدُّ عُقَدَهُ وَلاَ يَحُلُّهَا حَتَّى يَمْضِىَ أَمَدُهَا أَوْ يَنْبِذُ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ» (1) .
8348 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا حريز، حدينا سليم بن عامر، حدثنا شرحبيل بن السمط حين قال لعمرو بن عبسة: حدثنا حديثاً ليس فيه تزيد ولا نقصان، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً كَانَتْ لَهُ فِكَاكٌ مِنَ النَّارِ عُضْواً بَعُضْوِ» (2) .
(سويد بن جبلة عنه)
مرفوعاً. فى فضل العتق، والوضوء، وغير ذلك كما سيأتى فى روايةأبى أمامة
عنه (3) .
انتهى
الجزء التاسع والأربعون من «تجزئة المصنف»
_________
(1) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/385.
(2) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/386.
(3) أحاديث أبى أمامة تأتى.(6/583)
الجُزء الخمسون
وبه ثقتى
(بقية مسند عمرو بن عبسة)
(شرحبيل بن السمط: أحد (1) الصحابة عنه)
_________
(1) شرحبيل بن السمط مختلف فى صحبته، تهذيب التهذيب: 4/322.(6/584)
8349 - حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا ابن عياش، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن حميد بن عقبة، عن شرحبيل بن السمط، عن عمرو بن عبسة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «مَنْ قَاتَلَ فِى سَبِيلِ اللهِ فُوَاقَ نَاقَةٍ حَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَلَى النَّارِ» (1) .
8350 - وروى أبو داود، والنسائى من حديث بقية، عن صفوان بن عمرو.
زاد النسائى: وحريز بن عثمان كلاهما: عن سليم بن عامر، عن شرحبيل بن السمط، عن عمرو بن عبسة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً كَانَتْ فِدَاهُ مِنَ النَّارِ» (2) .
زاد النسائى: «مَنْ شَابَ شَيْبَةً فى الإِسْلامِ (3) كَانَتْ لَهُ نُورًا [يَوْمَ
_________
(1) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/387.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى العتق (باب أى الرقاب أفضل) : سنن أبى داود: 4/30؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 8/160.
(3) لفظ النسائى: «فى سبيل الله» .(6/584)
الْقِيَامَةِ] وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فى سَبِيلِ اللهِ فَبَلَغَ الْعَدُوَّ [أَوْ لَمْ يبلغ] كَانَ لَهُ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ» (1) .
وسيأتى من طريق أبى أمامة عنه مثله (2) .
ورواه أبو يعلى، عن أبى خيثمة، عن جبير، عن ليثٍ، عن بهزٍ، عن شرحبيل ابن السمط، عن عمرو، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، فذكره بطوله فى الرمى بالسهم، والشيب، والعتق، وزاد:
«مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مَعَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ، وَمَنْ غَسَلَ وَجْهَهُ وَتَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ خَرَجَتْ خَطَايَا سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسَانِهِ، وَمَنْ مَسَحَ رَأْسِهِ تَنَاثَرَتْ مِنْهُ الْخَطَايَا، وَأَتَاهُ اللهُ خَيْرًا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيْهِ رُوحُهُ» .
ورواه الطبرانى من غير وجهٍ عن أيوب، عن أبى قلابة، عن شرحبيل عن عمرو بن عبسة مرفوعًا مطولاً جدًا (3) .
ثم روى من حديث الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة، عن ابن عائذ: أن شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة: حدثنا حديثًا ليس فيه كذب، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «قَالَ اللهُ حَقَّتْ مَحَبَّتِى [لِلَّذِينَ يَتَصَافونَ مِنْ أَجْلِى، وَحُقَّتْ مَحَبَّتِى لِلَّذِينَ يَتَنَاصَرُونَ] مِنْ أَجْلِى» (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى (باب ثواب من رمى بسهم فى سبيل الله عز وجل) : المجتبى: 6/23؛ وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) يرجع إليه فيما يأتى من هذا الجزء.
(3) أورده السيوطى ورمز له بالضعف، جمع الجزامع: 2/582؛ ويرجع إليه فى السنن الكبرى للبيهقى: 1/81؛ ومستدرك الحاكم: 1/131.
(4) قال الطبرانى: لم يروه عن الوضين إلا منبه، المعجم الصغير: 2/116؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الصغير والأوسط؛ وفيه منبه بن عثمان ولم أجد من ترجمته. مجمع الزوائد: 3/6 والعبارة مبهمة فى الأصل. وما بين المعكوفين من المرجعين.(6/585)
(شهر بن حوشب عنه)(6/586)
8351 - حدثنا ابن نميرٍ، حدثنا حجاجٌ- يعنى ابن دينار-، عن محمد بن ذكوان، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن عبسة. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله من تبعك على هذا/ الأمر؟ قال: «حُرٌ وعَبدٌ» ، قلت: ما الإسلام؟ قال: «طِيبُ الْكَلامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ» ، قلت: ما الإيمان؟ قال: «الصَّبْرُ، وَالْسَّمَاحَةُ» . قال: قلت: أى الإسلام أفضل؟ قال: «مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» ، قال: قلت: أى الإيمان أفضل؟ قال: «خُلُقٌ حَسَنٌ» . قال: قلت: أى الصلاة أفضل؟ قال: «طُولُ الْقُنُوتِ» . قال: قلت: أى الهجرة أفضل؟ قال: «أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ» . قال: قلت: فأى الجهاد أفضل؟ قال: «مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ، وَأُهْرِيقَ دَمُهُ» . قال: قلت: أى الساعات أفضل؟ قال: «جَوْفُ اللَّيْلِ الآَخِرُ، ثُمَّ الصَّلاةُ مَشْهُودَةٌ مَكْتُوبَةٌ حَتَّى تَطْلُعَ الْفَجْرُ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ فَلا صًلاةَ إلا الرّكْعَتَيْنِ، حَتَّى تُصَلِّى الْفَجْرَ، فَإِذَا صَلَّيْتَ صَلاةَ الصُّبْحِ، فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ فى قَرْنَىْ شَيْطَانٍ، وَإِنَّ الْكُفَّارَ يُصَلُّونَ لَهَا، فَأَمْسِكْ غَنْ الصَّلاةِ، حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَالْصَّلاةُ مَكْتُوبَةٌ مَشْهُودةٌ حَتَّى يَقُومُ الظِّلُّ قِيَامَ الرُّمْحِ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ، فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلاةِ [حَتَّى تَمِيلَ، فَإِذَا مَالَتْ، فَالْصَّلاةُ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تَغْرُبُ الشَّمْسُ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ غُرُوبِهَا فَأَمْسِك عَنْ الصَّلاةِ] فَإِنَّهَا تَغْرُبُ فى قَرْنَىْ شَيْطَانٍ، وَإِنَّ الْكُفَّارَ يُصَلَّونَ لَهَا» (1) .
وروى ابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن يعلى بن عبيدٍ، عن حجاج بن دينار، عن محمد بن ذكوان، عن شهر، عن عمرٍو.
_________
(1) من حديث عمرو بن عبسة فىالمسند: 4/385، وما بين المعكوفين استكمال منه.(6/586)
قلت: يا رسول الله أى الجهاد أفضل؟ قال: «مَن} أُهْرِيقَ دَمُهُ، وَعُقِرَ جَوَادُهُ» (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الجهاد (باب القتال فى سبيل الله سبحانه وتعالى) وفى الزوائد: إسناده ضعيف لضعف محمد بن ذكوان. سنن ابن ماجه: 2/934.(6/587)
8352 - قال أبو يعلى: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا عبد الجليل بن عطية، حدثنا شهر بن حوشب، عن عمرو بن عبسة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ شَابَ شَيْبَةً فى الإِسْلامِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَا لَمْ يَخْضِبْهَا أَوْ يَنْتِفْهَا» قال أبو يعلى: «يَخْضِبْهَا بِالسَّوَادِ» (1) .
(صدى بن عجلان عنه)
هو أبو أمامة الباهلى يأتى
(عبادة بن أبى أوفى عنه)
فيمن أعتق رقبة، أو شاب شيبةً أو رمى بسهمٍ.
8353 - رواه الطبرانى عن محمد بن عبده، عن أبى معاوية، عن معاوية بن سلام، عن أبى سلمة عنه (2) .
ومن حديث سليمان بن سلمة الجيانى، عن محمد بن سعيد، حدثنا ثور بن يزيد، عن ابن أبى مريم، عن الوليد بن هشام، عن
_________
(1) الخبر أورده السيوطى فى جمع الجوامع؛ وعزاه إلى الإمام أحمد والنسائى والبيهقى من حديث عمرو بن عبسة، جامع الأحاديث: 6/417.
(2) أورده السيوطى مجزأ بتخريجات مختلفة فى جمع الجوامع كما فى جامع الأحاديث: 6/107، 175، 280، 417.(6/587)
عبادة، عن/ عمرو مرفوعًا: «أَبْرِدُوا بِصَلاةِ الْظُّهْرِ، فَإِنَّ شِدَّةِ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» (1) .
(عبد الرحمن بن البيلمانى عنه)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه سليمان بن سلمة الخبائرى وهو مجمع على ضعفه. مجمع الزوائد: 1/307؛ ويراجع الميزان: 2/209.(6/588)
8354 - حدثنا بهزٍ، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا يعلى بن عطاءٍ، عن يزيد ابن طلقٍ، عن عبد الرحمن بن البيلمانى، عن عمرو ابن عبسة، قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله من(6/588)
أسلم معك؟ فقال: «حُرٌ وَعَبْدٌ» يعنى أبا بكر رضوان الله عليه وبلالاً، فقلت: يا رسول الله علمنى مما تعلم وأجهل. هل من الساعات ساعة أفضل من الأخرى؟ قال: «جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرِ أَفْضَلُ، فَإِنَّهَا مَشْهُودَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى تُصَلِّى الْفَجْرَ، ثُمّ انْهَهْ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسَ، وَمَا دَامَتْ كَالْجُحْفَةِ حَتَّى تَنْتَشِرَ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطَانٍ، وَيَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ، ثُم تُصَلِّى فّإِنَّهَا مَشْهُودَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى يَسْتَوِى الْعَمُودُ عَلَى ظِلِّهِ، ثُمّ انْهَهْ، فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تُسْجَرُ فِيهَا الْجَحِيمُ فَإِذَا زَالَتْ فَصَلِّ، فَإِنَّهَا مَشْهُودَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى تُصَلَى الْعَصْرَ، ثُمّ انْهَهْ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطَانٍ، وَيَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ» .
وكان عمرو بن عبسة يقول: أنا ربع الإسلام وكان عبد الرحمن يصلى بعد العصر ركعتين (1) .
_________
(1) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/111.(6/589)
8355 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن يزيد ابن طلقٍ، عن عبد الرحمن بن البيلمانى، عن عمرو ابن عبسة: أنه قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قلت: يا رسول الله من أسلم معك؟ قال: «حُرٌ وَعَبْدٌ» . قال: قلت: هل من الساعات ساعة أقرب إلى الله من الأخرى؟ قال: «جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرِ صَلِّ مَا بَدَا لَكَ حَتَّى نُصَلِّى الْصُبْحَ، ثُمّ انْهَهْ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسَ، وَمَا دَامَتْ كَأَنَّهَا الْجُحْفَةِ حَتَّى تَنْتَشِرَ، ثُمَّ صَلِّ مَا بَدَا لَكَ حَتَّى يَقُومَ الْعَمُودُ عَلَى ظِلِّهِ، فَانْهَهْ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ فَإِنَّ جَهَنَّمَ تُسْجَرُ لِنِصْفِ النَّهَارِ، ثُمّ صَلِّ مَا بَدَا لَكَ، حَتَّى تُصَلَى الْعَصْرَ، ثُمّ انْهَهْ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطَانٍ، وَتَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطَانٍ» .
وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَوَضَّأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ وَجْهِهِ، فَإِذَا غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ ذِرَاعَيْهِ [وَرَأْسِهِ] ، وَإِذَا عَسَلَ/ رِجْلَيْهِ خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِن رِجْلَيْهِ، فَإِذَا قَامَ إلَى الصَّلاةِ، وَكَانَ هُوَ وَقَلْبُهُ وَوَجْهُهُ، أَوْ كُلُّهُ نَحْوَ الْوَجْهِ إِلَى اللهِ انْصَرَفَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» .
قال: فقيل [له] : آنت سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: لو لم أسمعه مرة أو مرتين أو عشرًا أو عشرين ما حدثت به (1) .
رواه النسائى، وابن ماجه من حديث شعبة به (2) .
8356 - حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاءٍ، عن يزيد بن طلقٍ، عن عبد الرحمن بن البيلمانى، عن عمرو بن عبسة السلمى. قال: قلت: يا رسول الله من معك على هذا
_________
(1) من حديث عمرو بن عبسة فىالمسند: 4/113، وما بين المعكوفين استكمال منه، ولفظ المخطوطة: «خرجت» وتكرار والتزمنا بلفظ المسند.
(2) الخبر أخرجاه فى الصلاة: النسائى فى (باب إباجة الصلاة إلى أن يصلى الصبح) : المجتبى: 1/228؛ وابن ماجه (باب ما جاء فى أى ساعات الليل أفضل) وفى الزوائد: عبد الرحمن بن البيلمانى قيل: لا يعرف أنه سمع من أحد الصحابة إلا من سرف ويزيد بن طلق. قال ابن حبان: يروى المراسيل، سنن ابن ماجه: 1/434.(6/589)
الأمر؟ قال: «حُرٌ وَعَبْدٌ» ومعه أبو بكر وبلالٌ، ثم قال له: «ارْجِعْ إِلَى قِوْمِكَ حَتَّى يُمَكِّنَ اللهُ لِرَسُولِهِ» .
قال: وكان عمرو بن عبسة يقول: لقد رأيتنى، وإنى لربع الإسلام (1) .
_________
(1) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/114.(6/590)
8357 - حدثنا هشيم، حدثنا يعلى بن عطاءٍ، عن عبد الرحمن ابن أبى عبد الرحمن، عن عمرو بن عبسة. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: من تابعك على أمرك هذا؟ قال: «حُرٌ وَعَبْدٌ «يعنى أبا بكرٍ وبلالاً.
وكان عمرو بن عبسة يقول بعد ذلك: فلقد رأيتنى وإنى لربع الإسلام (1) .
(عبد الرحمن بن عائذ عنه)
8358 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا عثمان بن عبيد: أبو دوسٍ اليحصبى. قال: حدثنا عبد الرحمن بن عائذ الثمالى، عن عمرو بن عبسة السلمى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «شَرُّ قَبِيلَتَيْنِ فى الْعَرَبِ نَجْرَانُ وَبَنُو تَغْلِبَ» (2) .
8359 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان بن عمرو، حدثنى شريج بن عبيدٍ، عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدى، عن عمرو بن عبسة السلمى. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرضُ يومًا خيلاً- وعنده عيينة بن حصن بن بدر الفزارى- فقال له
النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَا أَفْرَسُ بِالْخَيْلِ مِنْكَ» . فقال له عيينة: أنا أفرس بالرجال منك.
_________
(1) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/385.
(2) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/386.(6/590)
فقال له النبى - صلى الله عليه وسلم -: «وَكَيْفَ ذَاكَ؟» قال: خَير الرجال رجالٌ يحملون سيوفهم على عواتقهم جاعلين رماحهم على مناسج (1) خيولهم لابسوا البرود من أهل نجد.
فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «كَذَبْتَ بَلْ خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالُ أَهْلُ الْيَمَنِ، وَالإِيمَانُ يَمَانِ/ إِلَى لَخْمٍ. وَجُذَامٍ وَعَامِلَةٌ وَمَاكُولُ حِمْيَرَ (2) خَيْرٌ مَنْ آكَلَهَا، وَحَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِى الْحَارِث، وَقَبِيلَةٌ خَيْرٌ مِنْ قَبِيلَةٍ، وَقَبِيلَةٌ شَرٌّ مِنْ قَبِيلَةٍ، والله مَا أُبَالِى أَنْ يَهْلِكَ الْحَارِثَانِ كِلاهُما.
لَعَنَ اللهُ الْمُلُوكَ الأَرْبَعَةَ جَمْدَاء وَمِخْوَسَاء وَمِشْرَحَاء وَأَبْضّعَةَ، وَأُخْتَهُمْ الْعَمَرَّدَةُ» (3) .
ثم قال: «أَمَرَنِى رَبِّى عَزَّ وّجَلَّ: أَنْ أَلْعَنَ قُرَيشًا مَرَّتَيْنِ فَلَعَنْتُهُم، وَأَمَرَنِى أَنْ أُصَلِّى عَلَيْهِم مَرَّتَيْنِ [فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ] » .
ثم قال: «عُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ غَيْرَ قَيْسٍ وَجَعْدَةَ وَعُصَيَّة» .
ثم قال: «لأَسْلَمُ وَغِفَارٌ وَمُزِيْنَةُ وَأَخْلاطُهُمْ مِنْ جُهَيْنَةَ خَيْرٌ مِنْ بَنِى أَسَدٍ وَتَمِيمٍ وَغَطْفَانَ، وَهَوَازِنَ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
ثم قال: «شَرُّ قَبِيلَتَيْنِ فى الْعَرَبِ نَجْرَانَ وَبَنُو تَغْلِبَ، وَأَكْثَرُ الْقَبَائِلِ فى الجَنَّةِ مَذْحِجٌ وَمَاكُولُ» (4) .
_________
(1) المنسج: ما بين مغرز العنق إلى متقطع الحارك فى الصلب. المنسج: الحارك والكاهل: ما شخص من فروع الكتفين إلى أصل العنق. وقيل بكسر الميم بمنزلة الكاهل من الإنسان، والحارك من البعير. النهاية: 4/140.
(2) لخم: حى من اليمن. وجذام: قبيلة بجبال حسمى. وعاملة بن سبأ: حى باليمن. وماكول حمير: من ولد قاسط. القاموس.
(3) جمبر: ومخوس «كمنبر» ومشرح، وأبضعة: بنو معد يكرب من الملوك الذين لعنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأختهم العمردة، وقدموا مع الأشعث فأسلموا ثم ارتدوا فقتلوا يوم النجيم. القاموس المحيص: 2/220.
(4) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/387؛ وما بين المعكوفين استكمال منه.(6/591)
[قال أبو المغيرة. قال: «صفوان وماكول حمير] خير من آكلها» قال: «وَمَنْ مَضَى خَيْرٌ مِمَّنْ بَقِىَ» (1) .
روى النسائى منه: «أَكْثَرُ الْقَبَائِلِ فى الْجَنَّةِ مَذْحِجٌ» .
عن عمران بن بكار، عن أبى المغيرة (2) .
_________
(1) المرجع السابق، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 8/162.(6/592)
8360 - وقد رواه أبو يعلى عن منصور بن مزاحم، والطبرانى عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن يوسف كلاهما: عن يحيى بن حمزة، عن أبى حمزة القعنبى من أهل حمص، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، وراشد بن سعيد، عن جبير بن نفير، عن عمرو بن عبسة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الحديث بطوله كما ها هنا.
وزاد أبو يعلى: قبيلتان لا يدخل أحد منهم الجنة: مناعش وملادس (1) .
قال يحيي بن حمزة: وحدثنى بهذا الحديث ثور بن يزيد الحمصى. فقال: معاطس وملادس وزعم أنهما قبيلتان تاهتا اتبعتا المشرق فى عام جدب، فانقطعتا فى ناحية من الأرض لا يوصل إليهما وذلك فى زمن الجاهلية (2) .
(عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب الأملوكى عنه)
قال: [صلى] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الشكاسك والسكون، وخولان العالية، وعلى الأملوك أملوك ردمان.
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى عن شيخه بكر بن سهل الدمياطى. قال الذهبى: حمل عته الناس، وهو مقارب الحال. وقال النسائى: ضعيف وبقية رجاله رجال الصحيح، وقد رواه بنحوه بإسنادٍ جيد عن شيخين آخرين. مجمع الزوائد: 10/44.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: المرجع السابق.(6/592)
8361 - رواه الطبرانى من حديث إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل بن مسلم الخولانى عنه (1) .
(عبد الرحمن بن يزيد بن وهب عنه) /
8362 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا ابن عياش، حدثنى شرحبيل ابن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن وهب الأملوكى، عن عمرو ابن عبسة السلمى. قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السكون والشكاسك وعلى خولان حولان العالية وعلى الأملوك أملوك ردمان. تفرد به (2) .
(عدى بن أرطأة عنه)
مرفوعًا: «مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ الْنَّارِ» .
8363 - رواه الطبرانى عن موسى بن هارون، عن أبى غسان: مالك بن عبد الواحد، عن عون بن كهمس عن جبر] أبى لوداك عن يزيد بن أبى مربم عنه (3) .
(عطية بن قيس عنه)
8364 - حدثنا محمد بن مصعب، حدثنا أبو بكر، عن عطية، عن عمرو ابن عبسة: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَجَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرِ أَوْجَبَهُ دَعْوَةٌ» .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى: وفيه عبد الرحمن بن يزيد بن وهب ولم أعرفه. وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 10/45، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/387.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير وإسناده حسن. مجمع الزوائد: 1/146.(6/593)
قال: قلت: «أَجْوَبهُ» . قال: لا ولكن أوجبه. يعنى بذلك الإجابة (1) .
(القاسم: أبو عبد الرحمن عنه)
_________
(1) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/387.(6/594)
8365 - قال ابن ماجه: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم، عن عمرو بن عبسة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ رَمَى الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ [فَبَلَغَ سَهْمُهُ الْعَدُوَّ] فَأَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ فَيَعْدِلُ رَقَبَةً» (1) .
(كثير بن زيادٍ عنه)
8366 - حدثنا عتاب بن زياد، حدثنا عبد الله، أنبأنا السرى ابن يحيى، عن كثير بن زيادٍ. قال: قال ابن عبسة: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مضمض واستنشق فى رمضان (2) .
(كثير بن مرة عنه)
8367 - حدثنا حيوة بن شريح، حدثنا بقية، حدثنى بحير بن سعيدٍ، عن خالدٍ بن معدان، عن كثير بن مرة، عن عمرو بن عبسة: أنه حدثهم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ بَنَى للهِ مَسْجِدًا لِيُذْكَرَ اللهُ فِيهِ بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِى الجَنَّةِ، وَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً كَانَتْ فِدْيَتَهُ مِنْ جَهَنَّمَ/ وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فى سَبِيل اللهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فىالجهاد (باب الرمى فى سبيل الله) وما بين المعكوفين استكمال من سنن ابن ماجه: 2/940.
(2) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/111.
(3) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/386.(6/594)
روى الترمذى منه: «مَنْ شَابَ شَيْبَةً» .
عن إسحاق بن منصور عن حيوة بن شريج به (1) .
وللنسائى منه: «مَنْ بَنَى للهِ مَسْجِدًا» .
عن عمرو بن عثمان عن بقية به. وقال الترمذى: حسنٌ صحيحٌ غريبُ (2) .
(معدان بن أبى طلحة عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى فضائل الجهاد (باب ما جاء فى فضل من شاب شيبة فى سبيل الله) : جامع الترمذى: 4/172.
(2) الخبر أخرجه النسائى فىالمساجد (باب فى بناء المساجد) : المجتبى: 2/26.(6/595)
8368 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن هشام، حدثنا قتادة، عن سالم بن أبى الجعد، عن معدان بن أبى طلحة، عن أبى نجيح السلمى: قال: حاصرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصن الطائف، أو قصر الطائف، فقال: «مَنْ بَلَغَ بِسَهْمٍ فِى سَبِيلِ اللهِ فَلَهُ دَرَجَةٌ فى الجَنَّةِ، فبلغت يومئذ ستة عشر سهمًا.
ومن رمى بسهم فى سبيل الله فله عدل محرر رقبة.
ومن أصابه شيبٌ فى سبيل الله فهو له نورٌ يوم القيامة.
وأيما رجلٍ أعتق رجلاً مسلمًا جعل الله وقاء كل عظم من عظامه عظمًا من عظام محرره من النار.
وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة، فإن اللهجاعل وقاء كل عظم من عظامها عظمًا من عظام محررها من النار» (1) .
_________
(1) من حديث أبى نجيح السلمى فىالمسند: 4/384؛ وقال أبو عيسى الترمذى: أبو نجيح هو عمرو بن عبسة السلمى. جامع الترمذى: 4/175.(6/595)
رواه أبو داود، والترمذى، والنسائى من حديث قتادة به، وقال الترمذى: حسنٌ صحيح (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى العتق (باب أى الرقاب أفضل) : سنن أبى داود: 4/29؛ وأخرجه الترمذى فى فضائل الجهاد (باب ما جاء فى فضل الرمى فى سبيل الله) : جامع الترمذى: 4/174؛ وأخرجه النسائى فى الجهاد (باب ثواب من رمى بسهم فى سبيل الله) : المجتبى: 6/23.(6/596)
8369 - حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، حدثنا سالم بن أبى الجعد الغطفانى، عن معدان بن أبى طلحة اليعمرى، عن أبى نجيح السلمى. قال: حاصرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصن الطائف. قال: فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ [فى سَبِيلِ اللهِ] فَبَلَّغَهُ فَلَهُ دَرَجَةٌ فى الْجَنَّةِ» .
فقال رجلٌ: يا نبى الله إن رميت فبلغت فلى درجة فى الجنة؟ فرمى فبلغ. قال: فبلغت يومئذ ستة عشر سهمًا، فذكر معناه (1) .
8370 - حدثنا روح، حدثنا هشام بن أبى عبد الله، عن قتادة، عن سالم ابن أبى الجعد، عن معدان بن أبى طلحة، عن أبى نجيح السلمى. قال: حاصرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصن الطائف، فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ بَلَّغَ بِسَهْمٍ فَلَهُ دَرَجَةق فى الْجَنَّةِ» . قال: فبلغت يومئذٍ ستة عشر سهمًا.
وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فى سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ عِدْلُ مُحَرِّرٍ، وَمَنْ شَابَ/ شَيْبَةً فى سَبِيلِ اللهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَيَّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ رَجُلاً مُسْلِمًا فَإِنَّ اللهَ يَجْعَلُهُ وِقَاءِ كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِهِ عَظْمًا مِنْ عِظَامِ مُحَرِّرِهِ مِنَ النَّارِ، وَأَيَّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ
_________
(1) من حديث أبى نجيح السلمى فىالمسند: 4/384.(6/596)
أَعْتَقَتْ امْرَأَةً مُسْلِمَةً، فَإِنَّ اللهَ جاعِلٌ وِقَاء كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِهَا عَظْمًا مِنْ عِظَامِ مُحَرِّرِهَا مِنَ النَّارِ» (1) .
(مكحول: عن عمرو بن عبسة)
_________
(1) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/113.(6/597)
8371 - حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا نوح بن قيس، عن أشعث بن جابر الحدانى، عن مكحول، عن عمرو بن عبسة. قال: جاء رجل إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -: شيخ كبير يَدَّعِمُ (1) على عصا له، فقال: يا رسول الله إن لى غدرات وفجرات، فهل يغفر لى؟ فقال: «أَلَسْتَ تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله؟» قال: بلى، وأشهد أنك رسول الله. قال: «قَدْ غُفِرَ لَكَ غَدَرَاتُكَ، وَفَجَرَاتُكَ» تفرد به (2) .
(حديث آخر عنه)
8372 - عن مكحول، قال عمرو بن عبسة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فى سَبِيلِ الله بَعُدَتْ مِنْهُ النَّارُ مَسِيرَةَ مِائَةَ عَام» .
رواه الطبرانى عن بكر بن سهيل عن عبد الله بن يوسف عن يحيى بن حمزة، عن النعمان بن المنذر عن مكحول به.
ورواه أيضًا عن الديرى، عن عبد الرزاق، عن سعيدٍ بن عبد العزيز، عن مكحول عن عمرو بن عبسة مرفوعًات مثله (3) .
_________
(1) يدعم: يستند. اصلها يتدعم، فأدغم التاء فى الدال. النهاية: 2/23.
(2) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/385.
(3) الخبر أخرجه الطبرانى من حديث عمر بن عبسة كما فى جمع الجوامع؛ جامع الأحاديث: 6/431.(6/597)
(ممطور عنه: هو أبو سلام يأتى) (1)
(أبو إدريس الخولانى عنه)
_________
(1) يرجع إليه فيما يأتى من هذالجزء.(6/598)
8373 - بمثل حديث أبى أمامة: قلت يا رسول الله أى الليل أجود للدعاء؟ فذكر الأوقات التى يصلى فيها، وأوقات النهى عنها، وذكر فضل الوضوء إلى أن قال: «وَإِذَا صَلَّيْتَ فَأَقْبَلْتَ بِقَلْبِكَ عَلَى اللهِ كَانَتْ كَفَّارَة، فَإِذَا جَلَسْتَ وَجَبَ أَجْرُكَ» .
رواه الطبرانى من طريق على بن المبارك، عن يحيى بن أبى كثير، عن أبى قلابة عنه به (1) . /
(أبو أمامة عنه)
8374 - حدثنا غندر، حدثنا عكرمة بن عمار. قال: حدثنى شداد بن عبد الله وكان قد أدرك نفرًا من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم -، عن أبى أمامة، عن عمرو بن عبسة. قال: قلت: يا رسول الله علمنى مما علمك الله. قال: «إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَاقْصِرْ عَنِ الصَّلاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ فَلا تُصلِّ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ [حِينَ تَطْلُعَ] بِيْنِ قِرْنِىْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ، حَتَّى- يعنى- يَسْتَقِلَّ الرُّمْحُ بِالظِّلِّ، ثُمّ اقْصِرْ عَنِ الصَّلاةِ، فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا فَاءَ الْفَىْءُ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ، حَتَّى تُصَلِّىَ الْعَصْرَ، فَإِذَا
_________
(1) الخبر سيأتى من حديث أبى أمامة بعد هذا الخبر، وقد رمز له السيوطى بالضعف. جمع الجوامع: 2/582.(6/598)
صَلَّيْتَ الْعَصْرَ فَاقْصِرْ عَنِ الصَّلاةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْشُ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطَانٍ فَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ» (1) .
_________
(1) من حديث عمرو بن عبسة فىالمسند: 4/111، وما بين المعكوفين استكمال منه.(6/599)
8375 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا الفرج، حدثنا لقمان، عن أبى أمامة، عن عمرو بن عبسة السلمى. قال: قلت له: حدثنا حديثًا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس فيه انتقاص ولا وهم. قال: سمعته يقول: «مَنْ وُلِدَ لَهُ ثَلاثَةُ أَوْلادٍ فى الإِسْلامِ، فَمَاتُوا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ أَدْحَلَهُ اللهُ الجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إيَّاهُمْ، وَمَنْ شَابَ شَيْبةً فِى الإسلام (1) كانت لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فى سَبِيلِ الله فَبَلَغَ الْعَدُوَّ أَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ كَانَ لَهُ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ، وَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّار، وَمَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ (2) فى سَبِيلِ الله فَإِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ يُدْخِلُهُ اللهُ مِنْ أىِّ بَابٍ شَاءَ مِنْهَا الْجَنَّةَ» . تفرد به من هذا الوجه (3) .
8376 - حدثنا أبو اليمان، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن [يحيى بن] أبى عمرو الشيبانى، عن أبى [سلام] الدمشقى، وعمرو ابن عبد الله: أنهما سمعا أبا أمامة الباهلى يحدث عن حديث عمرو بن عبسة. قال: رغبت عن آلهة قومى فى الجاهلية، فذكر الحديث. قال: فسألت عنه فوجدته مستخفيًا بشأنه فتلطفت له حتى دخلت عليه
_________
(1) لفظ المسند: «فى سبيل الله» .
(2) من أنفق زوجين: يعنى فرسين أو عبدين أو بعيرين. الأصل فى الزوج الصنف والنوع من كل شىء، وكل شيئين مقترنيين شكلين كانا أو نقيضين فهما زوجان وكل واحد منهما زوج، يريد من أنفق صنفين من ماله فى سبيل الله. النهاية: 2/133.
(3) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/386.(6/599)
فسلمت عليه، فقلت له: ما أنت؟ قال: «نَبِىٌّ» . فقلت له: وما النبى؟ فقال: «رسولُ اللهِ» ، / فقلت: ومن أرسلك؟ قال: «اللهُ» ، قلت: بماذا أرسلك؟ قال: «بِأَنْ نُوصَلَ الأَرْحَامُ، وَتُحْقَنُ الدِّماءُ، وَتُؤَمَّنُ الْسُّبُلُ، وَتُكَسَّرُ الأَوْثَانُ، وَيُعْبَدُ اللهُ وَحْدَهُ لاَ يُشْرَكُ بِهِ شَيْئًا» . قلت: نعم ما أرسلت به، وأشهدك أنى قد آمنت بك، وصدقتك، أفأمكث معك أم ما ترى؟ فقال: «قَدْ تَرَى كَرَاهَةَ النَّاسِ لِمَا جِئْتُ بِهِ، فَامْكُثْ فى أَهْلِكَ، فَإِذَا سَمِعْتَ بى [قَدْ] خَرَجْتُ مَخْرَجِى، فَائْتِنِى» فذكر الحديث (1) .
_________
(1) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/111، وما بين المعكوفات استكمال منه.(6/600)
8377 - حدثنا عبد الله بن يزيد: ابو عبد الرحمن المقرى، حدثنا عكرمة ابن عمار، حدثنا شداد بن عبد الله الدمشقى- وكان قد أدرك نفرًا من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: قال أبو أمامة: يا عمرو ابن عبسة صاحب العقل الصدقة- رجل من بنى سليم- بأى شىءٍ تدعى أنك ربع الإسلام؟
قال: إنى كنت فى الجاهلية أرى الناس على ضلالة ولا أرى الأوثان شيئًا، ثم سمعت عن رجل يخبر أخبار مكة، ويحدث أحاديث، فركبت راحلتى حتى قدمت مكة، فإذا أنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستخف وإذا قومه عليه جرآء (1) فتلطفت، له، فدخلت عليه. فقلت: ما أنت؟ قال: «نَبِىُّ الله» . فقلت له: وما نبى الله؟ قال: «رسولُ اللهِ» ، قال: قلت: قلت: آللهُ أرسلك؟. قال: «نَعَمْ» . قلت: بأى شىءٍ أرسلك؟ قال: «بِأَنْ يُوَحَّدَ اللهُ وَلاَ يُشْرَك بِهِ [شَىْءٌ] ، وَكَسْرِ الأَوْثَانِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ» .
_________
(1) قومه عليه جرآء: بوزن علمه، الجمع جرىء أى متسلطين عليه غير هابين له وفى رواية حراء، النهاية: 1/152.(6/600)
فقلت له: من معك على هذا؟ قال: «حُرٌ وَعَبْدٌ» أَوْ: «عَبْدٌ وَحُرٌ» وإذا معه أبو بكر [بن أبى قحافة] وبلال مولى لأبى بكر. قلت: إنى متبعك. قال: «إِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا، فَإِذَا سَمِعْتَ بِى قَدْ ظَهَرْتُ، فَالْحَقْ بِى» . قال: فرجعت إلى أهلى، وقد أسلمت.
فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مهاجرًا إلىالمدينة فجعلت أتخبر (1) الأخبار حتى جاء رَكَبَةٌ (2) من يثرب. فقلت: ما هذا المكى الذى آتاكم؟ قالوا: أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك، وحيل بينهم وبينه وتركنا الناس سراعًا.
قال عمرو بن عبسة، فركبت راحلتى حتى قدمت المدينة، فدخلت عليه، فقلت: يا رسول الله أتعرفنى؟ فقال: نَعَمْ» . أَلَسْتَ أَنْتَ الَّذِى أَتَيْتَنِى بِمَكَّةَ؟» قال: قلت: بلى. فقلت: يا رسول الله علمنى مما علمك الله وأجهل. قال: «إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَاقْصِرْ عَنِ الصَّلاةِ حَتَّى/ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ، فَلا تُصلِّ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعَ بِيْنِ قِرْنِىْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ، حَتَّى يَسْتَقِلَّ الرُّمْحُ بِالظِّلِّ، ثُمّ اقْصِرْ عَنِ الصَّلاةِ، فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا فَاءَ الْفَىْءُ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ، حَتَّى تُصَلِّىَ الْعَصْرَ، فَإِذَا صَلَّيْتَ الْعَصْرَ فَاقْصِرْ عَنِ الصَّلاةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْشُ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطَانٍ وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ» .
قلت: يا نبى الله أخبرنى عن الوضوء. قال: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ ثُمّ يَتَوَضَّأَ وَيَسْتَنْشِقُ وَيَنْتَثِرُ إلا خَرَجَتْ (3) خَطَايَاهُ مِنْ
_________
(1) أتخبر الأخبار: أتعرف الأخبار. تراجع النهاية: 1/279.
(2) الركبة بالتحريك: أقل من الركب. اللسان: 4/1713.
(3) فى الأصول: «حرث» وما أثبتناه من المسند. ولفظ مسلم: «حرث» .(6/601)
فَمِهِ، وَخَيَاشِيمِهِ مَعَ الْمَاءِ حِينَ يَنْتَثِرُ، ثُم يَغْسِلُ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ إلاَّ خَرَجَتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُم يَغْسِلُ يَدَيْهِ إلى الْمِرْفَقَيْنِ إلاَّ خَرَجَتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ، ثُم يَمِسَحُ رَأْسَهُ إلاَّ خَرَجَتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُم يَغْسِلُ قَدَمَيهِ إلى الْكَعْبَيْنِ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ إلاَّ خَرَجَتْ خَطَايَا قَدَمَيْهِ مِنْ أَطْرَافِ أَصَابِعَهُ مَعَ الْمَاءِ، ثُم يَقُومُ فَيَحْمَدُ الله وَيُثْنِى عَلِيْهِ بِالَّذِى هُوَ أَهْلٌ، ثُم يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ إلاَّ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» .
قال أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة انظر ما تقول أسمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيعطى هذا الرجل كله فى مقامه. قال: فقال عمرو بن عبسة: يا أبا أمامة لقد كبرت سنى ورق عظمى، واقترب أجلى، وما بى من حاجة أن أكذب على الله، وعلى رسوله، لو لم أسمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا مرة أو مرتين أو ثلاثًا لقد سمعته سبع مرات أو أكثر من ذلك (1) .
وقد رواه مسلم فىالصلاة عن أحمد بن جعفر المعقرى عن النضر بن محمد عن عكرمة بن عمار عن شداد ويحيى بن ابى كثير، عن أبى أسامة به (2) .
والترمذى والنسائى من طريق معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب. زاد النسائى: وسليم بن عامر، ونعيم بن زياد ثلاثتهم: عن أبى أمامة، عن عمرو بن عبسة. قلت: يا رسول الله على من ساعةٍ أقرب من ساعةٍ، الحديث. وقال الترمذى: حسنٌ صحيحٌ.
زاد النسائى: قلت: يا رسول الله/ كيف الوضوء؟ فذكره.
_________
(1) من حديث عمرو بن عبسة فىالمسند: 4/112.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى الصلاة (باب الأوقات التى نهى عن الصلاة فيها) : مسلم بشرح النووى: 2/480.(6/602)
ولأبى داود من طريق أبى سلام، عن أبى أمامة عن عمرو بن عبسة: قلت: يا رسول الله أى الليل أسمع؟ قال: «جَوْفُ اللَّيْلِ» الحديث (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة (باب من رخص فيهما- بعد صلاة العصر- إذا كانت الشمس مرتفعة) : سنن أبى داود: 2/25؛ واقتصر الترمذى على ذكر الدعاء فى جوف الليل وأخرجه فى الدعوات (باب 119) : جامع الترمذى: 5/569؛ وأخرجه النسائى فىالطهارة (باب ثواب من توضأ كما أمر) : المجتبى: 1/77.(6/603)
8378 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن شهر بن حوشب، عن أبى أمامة. قال: أتيناه فإذا هو جالس يتفلى فى [جوف] المسجد. قال: فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا تَوَضَّأَ الْمُسْلِمُ ذَهَبَ الإِثْمُ مِنْ سَمْعِهِ، وَبَصَرِهِ، وَيَدَيْهِ، وَرِجْلَيْهِ» .
قال: فجاء أبو ظبية، وهو يحدثنا. فقال: ما حدثكم؟ فذكرنا له الذى حدثنا. قال: قال: أجل سمعت عمرو بن عبسة ذكره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وزاد فيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَبِيتُ عَلَى طُهْرٍ، ثُم يَتَعَارّ (1) مِنَ اللَّيْلِ، فَيَذْكُرُ وَيَسْأَلُ الله خَيْرًا مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إلاَّ أَتَاهُ اللهُ إِيَّاهُ» (2) .
وللنسائى من حديث ضمرة، وسليم، ونعيم عن أبى أمامة، عن عمرو نحوه (3) .
_________
(1) يتعار: يستيقظ، ولا سكون إلا يقظة مع كلام. النهاية: 3/78.
(2) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/113، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(3) الخبر أخرجه النسائى فىالصلاة (باب النهى عن الصلاة بعد العصر) : المجتبى: 1/224.(6/603)
(أبو رزين عنه)
سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقرأ فى الصبح {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} . قال: وسمعته يقول: «الْفَلَقُ جَهَنَّم» .(6/604)
8379 - رواه أبو يعلى عن محمد بن عثمان، عن مغلس الخراسانى، عن أيوب بن يزيد عنه (1) .
(أبو سلام ممطور الأسود الدمشقى: عن عمرو)
8380 - قال أبو داود فى الجهاد: حدثنا لوليد بن عتبة الدمشقى، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر: أنه سمع أبا سلام. قال: سمعت عمرو بن عبسة يقول: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بعير من المغنم، فلما سلم أخذ من [جنب البعير] فقال: «مَا يَحِلّ لِى مِنْ غَنَائِمِكُمْ (2) وَلا هَذِهِ إلاَّ الْخُمْسَ، وَهُوَ مَرْدُودٌ عَلَيْكُم» (3) .
(حديث آخر)
8381 - قال الطبرانى: حدثنا حسنون بن أحمد المصرى، حدثنا صفوان ابن صالح، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنى عبد الله بن أبى العلاء، حدثنى أبو سلام: أنه سمع عمرة بن عبسة. قلت: يا رسول الله أى الليل أسمع دعوة؟ قال: «جَوْفُ اللَّيْلِ» (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن مردويه من حديثه وأخرجه ابن أبى حاتم من قوله كما فى فتح القدير للشوكانى: 5/521.
(2) لفظ المخطوطة: «من مال الله» وباقى الخبر فى لفظه بعض اختلاف لا يغير المعنى.
(3) الخبر أخرجه أبو داود (باب فى الإمام يستأثر بشىء من الفىء لنفسه) : سنن أبى داود: 3/82.
(4) لم أجده.(6/604)
(حديث آخر)(6/605)
8382 - وحدثنا أحمد بن سهل، حدثنا على بن يحيى، حدثنا الوليد بإسناده، عن عمرو: قدمت مكة فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمر يذكر الله ويهلله، فقلت: ما/ أنت؟ قال: «رَسُولُ اللهِ» . قلت: آللهُ أرسلك؟ قال: «نَعَمْ» ، قلت: بماذا؟ قال: «نَعْبُدُ اللهَ وَنَهْجُرُ الأَوْثَانَ وَبِكِسْرِهَا وَبِوَصْلِ الأَرْحَامِ» ، قال: فبايعته وقلت: من معك على هذا؟ قال: «حُرٌ وَعَبْدٌ» (1) .
(أبو ظبية عنه)
8383 - حدثنا روح، حدثنا عبد الحميد بن بهرام، سمعت شهر بن حوشب، حدثنى أبو ظبية، قال: قال عمرو بن عبسة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أَيَّمَا رَجُلٍ [مُسْلِمٍ] رَمَى بِسَهْمٍ فِى سَبِيلِ الله فَبَلَّغَ مُخْطِئًا أَوْ مُصِيبًا فَلَهُ مِنَ الأَجْرِ كَرَقَهَا أَعْتَقَهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيل» (2) .
(حديث آخر)
8384 - رواه النسائى فى اليوم والليلة عن هلال بن العلاء، عن أبيه، عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبى أنيسة، عن عاصم.
ومن حديث الأعمش وفطر بن خليفة ثلاثتهم: عن شهر بن حوشب، عن أبى ظبية، عن عمرو: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ
_________
(1) لم أقف عليه.
(2) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/113، ما بين المعكوفين استكمال منه.(6/605)
بَاتَ طَاهِرًا عَلَى ذُكْرٍ لَمْ يَتَعَارّ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ يَسْأَلُ اللهُ [فِيهَا] حَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 8/164؛ وما بين المعكوفين استكمال من جمع الجوامع كما فى جامع الأحاديث: 6/308.(6/606)
8385 - وبه مرفوعًا: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَ الإِثْمُ مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَرَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ» (1) .
(أبو عبد الله الصنابحى عنه)
8386 - حدثنا محمد بن بكر، أنبأنا عبد الحميد- يعنى ابن جعفر-، حدثنا الأسود بن العلاء، عن حوى: مولى سليمان بن عبد الملك، عن رجل أرسل إليه عمر بن عبد العزيز، وهو أمير المءمنين قال: كيف الحديث الذى حدثتنى عن الصنابحى؟
قال: أخبرنى الصنابحى أنه لقى عمرو بن عبسة، فقال: هل من حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا زيادة فيه ولا نقصان؟ قال: نعم. سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ. وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِى سَبِيلِ اللهِ بَلَّغَ أَوْ قَصَّرَ كَانَ عِدْلَ رَقَبَةٍ. وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِى سَبِيلِ الله كَانَ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (2) .
(أبو عبيدٍ: حاجب سليمان عنه)
مرفوعًا: فى فضل الوضوء وذهاب الخطايا.
8387 - رواه الطبرانى من طريق المنهال بن عثمان، عن أيوب ابن موسى عنه. /
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 8/164.
(2) من حديث عمرو بن عبسة فىالمسند: 4/113.(6/606)
(أبو قلابة: عن عمرو بن عبسة)(6/607)
8388 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابى قلابة، عن عمرو بن عبسة. قال: قال رجلٌ: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: «أَنْ يَسْلَمَ قَلْبُكَ [للهِ عَزّ وَجَلّ] وَأَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ» .
قال: فأى الإسلام أفضل؟ قال: «الإِيمَانُ» . قال: ما الإيمان؟ قال: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ» .
قال: فأى الإيمان أفضل؟ قال: «الْهِجْرَةُ» . قال: فما الهجرة؟ قال: «تِهْجُرُ السُّوء» . قال: فأى الهجرة افضل؟ قال: «الْجِهَادُ» . قال: وما الجهاد؟ قال: «أَنْ تُقَاتِلَ الكُفَّارِ إِذَا لَقِيتَهُمْ» . قال: فأى الجهاد أفضل؟ قال: «مَنْ عُقِرَ جَوَادَهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ» .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثُمّ عَمَلانِ هُمَا أَفْضَلُ الأَعْمَالِ إلاَّ مَنْ عَمِلَ بِمِثْلِهِمَا: حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ أَوْ عُمْرَةٌ» تفرد به (1) .
(رجل عنه)
8389 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا زهير بن معاوية، حدثنا يزيد بن [يزيد بن] جابر، عن رجلٍ، عن عمرو بن عبسة. قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرض خيلاً، وعنده عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزارى. فقال لعيينة: «أَنَا أَبْصَرُ مِنْكَ بِالْخَيْلِ» . فقال عيينة: وأنا أبصر بالرجال منك. قال: « [فَكَيْفَ] ذَاكَ؟» قال: خيار الرجال الذين يضعون أسيافهم، على عواتقهم، ويعرضون رماحهم على مناسج خيولهم من أهل نجد. قال: «كَذَبْتَ. خِيَارُ الرِّجَالِ رِجَالُ أَهْلِ الْيَمَنْ، وَالإيمَانُ
_________
(1) من حديث عمرو بن عبسة فى المسند: 4/114.(6/607)
يَمَانٍ [,َأَنَا يَمَانٍ] ، وَأَكْثَرُ الْقَبَائِلِ يَوْمَ الْقِيَامةِ فى الجَنَّةِ مَذْحِجٌ وَحَضْرَمَوْتٌ مِنْ بَنِى الْحَارِثِ، وَمَا أُبَالِى أَنْ يَهْلِكَ الْحِيَّانِ كِلاهُمَا، فَلاَ قَيْلَ وَلاَ مَلِكَ إلاَّ الله، لَعَنَ الله الْمُلُوكَ الأَرْبَعَةَ: جَمْدَاء وَمَشْرِحَاء وَمَخُوسَاء وَأَبْضَعَةُ، وَأُخْتَهُم الْعَمَرَّدَةَ» (1) تفرد به.
وقد تقدم من رواية جبير بن نفير، وعبد الرحمن بن عائذ عن عمرو بن عبسة مثله أو نحوه، ورواه الطبرانى بأحسن من هذا السياق من طريق يزيد بن يزيد النسائى عن رجل] يراه بسر بن عبيد الله عنه (2) .
_________
(1) من حديث عمرو بن عبسة فىالمسند: 4/387، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) يرجع إلى الخبر فيما تقدم. وتقدم أيضًا عند الطبرانى كما فى مجمع الزوائد: 10/43.(6/608)
1400- (عمرو بن عبيد الله الحضرمى) (1)
حليف الأنصار، ويقال: الثقفى. حديثه فى سادس الكوفيين.
8390 - حدثنا مكى- يعنى/ ابن إبراهيم-، حدثنا الجعد (2) ، عن الحسن ابن عبد الله بن عبيد الله: أن عمرو بن عبيد الله حدثنا. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكل كتفًا ثم قام فتمضمض، فصلى ولم يتوضأ، تفرد به (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغاية: 4/252؛ والإصابة: 3/6؛ وقال ابن عبد البر: عمرو بن عبد الله الأنصار، الاستيعاب: 2/541؛ وقال البخارى: لا يصح حديثه، التاريخ الكبير: 6/312.
(2) فى المسند: «الجعيد بن الحسن» ، وهو جعد بن عبد الرحمن بن أبى أوس، ويقال: جعيد» ، التاريخ الكبير: 2/240.
(3) من حديث عمرو بن عبيد الله فى المسند: 4/347.(6/608)
1401- (عمرو بن عطية) (1)
8391 - روى أبو نعيم من طريق ابن لهيعة، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عمرو بن عطية: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّ الأَرْضَ سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمْ وَتُكْفَوْنَ الْمُؤنةَ فَلا يَعْجِزُ أَحَدَكُمْ أَنْ يَلْهُو بِأَسْهُمِهِ» (2) .
1402- (عمرو بن عقبة بن نيار: أبو سعيد الأنصارى) (3)
شهد بدرًا.
8392 - روى له أبو موسى، من طريق مكحول عنه مرفوعًا: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فى سَبِيلِ اللهِ بَعُدَ وَجْهُهُ مِنَ النَّارِ مَسِيرَةَ عَامٍ» .
وقال بعضهم: هو عمرو بن عبسة (4) .
1403- (عمرو بن أبى عقرب) (5)
قال: ما أصبت من عملى الذى بعثنى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا ثوبين معقدين (6) كسوتهما مولاى كيسان.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/254؛ والإصابة: 3/7.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فىالكبير من هذا الطريق، المعجم الكبير: 17/41؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى عن شيخه بكر بن سهل. قال الذهبى: مقارب الحديث، وقال النسائى: ضعيف، وفيه ابن لهيعة أيضًا. مجمع الزوائد: 5/268.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/254، ونقل عن أبى سعيد قومه: أراه عمرو بن عبسة؛ والإصابة: 3/7.
(4) المرجعان السابقان.
(5) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/255؛ وأخرجه ابن حجر فى القسمين الثالث والرابع من حرف العين، وقال: تابعى كبير مخضرم، الإصابة: 3/116، 117؛ وأخرجه البخارى فى التابعين، التاريخ الكبير: 6/356.
(6) الثواب المعقد: ضرب من يرود هجر. النهاية: 3/113.(6/609)
8393 - رواه أبو موسى من طريق شبابة، عن خالد بن أبى عثمان، عن أيوب وسليط ابنى عبد الله بن يسار عنه.
ورواه حرمى بن حفص، عن خالد، عن ابى أيوب، عن عمرو بن أبى عقرب، عن عتاب بن أسيد وهو أصح (1) .
1404- (عمرو بن أبى عمرو العجلانى) (2)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن تستقبل القبلة بالغائط والبول.
8394 - رواه أبو نعيم من طريق عبد الله بن نافع، عن أبيه، عن عبد الرحمن ابن عمرو عن أبيه، وفى إسناده خلاف (3) .
1405- (عمرو بن أبى عمرو بن شداد الفهرى) (4)
ثم من بنى ضبة، ويقال ابن أبى عمير.
قال الواقدى: شهد بدرًا، وقتل يوم الجمل.
8395 - روى أبو موسى وأبو عمر من طريق أبى الزبير، عن جابر، عنه مرفوعًا: «لاَ يَزْنِى الزَّانِى حِينَ يَزْنِى وَهُوَ مُؤْمِنٌ» (5) . /
_________
(1) أسد الغابة؛ والإصابة؛ والتاريخ الكبير فى مواطن ترجمته.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/255؛ والإصابة: 3/8؛ والاستيعاب: 2/542، وقال: عمرو العجلانى.
(3) يرجع إليه فى المصادر السابقة؛ وأخرجه الطبرانى فىالكبير وقال: عمرو الأنصارى ثم العجلانى؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير: 17/12 وفيه عبد الله بن نافع، وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 1/205.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/256؛ والإصابة: 3/8؛ وذكر الاختلاف فى اسمه؛ وأخرجه فىالكنى والاستيعاب: 2/507.
(5) المراجع السابقة.(6/610)
1406- (عمرو بن أبى عمرو المزنى: أبو رافع) (1)
8396 - روى أبو نعيم من طريق هلال بن [عامر، عن] رافع ابن عمرو، عن أبيه. قال: شهدت خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى حجة الوداع. فأدخلت يدى بين قدميه والنعل، فكأنى أجد بردها. قال: وأنا يومئذ خماسى أو سداسى (2) .
1407- (عمرو بن عمير بن عدى بن نابى) (3)
ابن عمرو بن سواد بن غنم، بن كعب بن سلمة: ذكره ابن إسحاق فيمن بايع ليلة العقبة (4) ، ويقال: عامر بن عمير، ويقال: عمارة بن عمير ويقال: غير ذلك.
8397 - روى له أبو عمر، وأبو نعيم وغيرهما حديثًا واحدًا من طريق حماد ابن سلمة، عن ثابت، عن أبى يزيد المدينى، عنه، قال: تغيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أيام لا يخرج إلا إلى صلاة مكتوبة، فسألناه، فقال: «إِنَّ رَبِّى وَعَدَنِى أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِن أُمَّتِى سَبْعِينَ [أَلْفًا بِغَيْرِ] حِسَابٍ، وَإِنِّى سَأَلْتُهُ فِى هَذِهِ الأَيَّامِ الْمَزِيدَ، وَإِنِّى وَجَدْتُ رَبِّى مَاجِدًا كَرِيمًا، أَعْطَانِى بِكُلِّ وَاحِد [من السبعين أَلْفًا] سَبْعِينَ أَلْفًا،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/256؛ والإصابة: 3/8؛ وقال ابن عبد البر: عمرو بن رافع المدنى؛ الاستيعاب: 2/534، ونبه ابن فتحون على وهم صاحب الاستيعاب. وقال: إنما هو عمرو والد رافع. تراجع الإصابة.
(2) المراجع السابقة.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/257؛ والإصابة: 3/8.
(4) ذكره ابن إسحاق فيمن بايع البيعة فى العقبة الأخيرة. السيرة مع الروض الأنف:
2/209.(6/611)
قلتُ: يَا رَبِّ، فَإِنْ لَمْ يَبْلُغْ عَدَدَ أُمَّتِى هَذَا؟ قال: «تُكَمِّلُهم مِنَ الأَعْرَابِ» (1) .
_________
(1) أسد الغابة؛ والإصابة؛ والاستيعاب؛ وأورده الهيثمى من حديث عامر بن عمير، وقال: رواه الطبرانى، ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبرى، واختلف فى اسم الصحابى، فقيل: عمرو ابن عمير، وقيل عمير بن عمرو، وقيل: عمارة بن عمير، وقيل: عمرو بن حازم، وقيل عمرو بن بلال. مجمع الزوائد: 10/410.(6/612)
1408- (عمرو بن عوف بن زيد بن مليحة) (1)
[ابن عمرو] بن بكر بن أفرك بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة بن إلياس ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان: أبو عبد الله المزنى.
صحابى قديم الإسلام، يقال: إنه هاجر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، ويقال: إن أول مشاهده الخندق، وكان من البكائين فى غزوة تبوك، ومات فى زمن معاوية، وكانت لمزينة مجلس بالمدينة، ولم يكن ذلك لأحد من القبائل غيرهم، تفرد به ابنه كثير بن عبد الله ابن عمرو بن عوف، وقد تكلم فيه غير واحدٍ من الأئمة وضعفوه حتى إنه قد صرح بعضهم بتكذيبه, فالله أعلم (2) .
لعمرو بن عوف هذا حديث واحد فى مسند ابن عباس عند الإمام أحمد فإنه قال:
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/259؛ والإصابة: 3/9؛ والاستيعاب: 2/502؛ والتاريخ الكبير: 6/307.
(2) كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف: قال أبو طالب عن أحمد: منكر الحديث ليس بشىء، وقال عبد الله بن أحمد: ضرب أبى على حديث كثير بن عبد الله فى المسند ولم يحدثنا عنه، وقال أبو خيثمة: قال لى أحمد: لا تحدث عنه شيئًا، وقال الدورى عن ابن معين: لجده صحبة، وهو ضعيف الحديث، وعن أبى داود: كان أحد الكذابين، وعن الشافعى: ذلك أحد الكذابين، أو أحد أركان الكذاب. تهذيب التهذيب: 8/421.(6/612)
8398 -[حدثنا حسين] ، حدثنا أبو أويس، حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزنى، عن أبيه، عن جده: / أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقطع بلال بن الحارث [من] معادن القبيلة جلسيها (1) وغوريها، وحيث يصلح الزرع من قدس (2) ولم يعطه حق مسلم، وكتب له النبى - صلى الله عليه وسلم -:
«بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا أَقْطَعَ محمدٌ رسول الله بلالَ ابْنَ الْحَارِثِ [المُزنىّ. أَعْطَاهُ] مَعَادِنَ الْقَبِيلَةِ خَلِسِيَّهَا وَغَوْرِيَّهَا، وَحَيْثُ يَصْلُح الزَّرْعُ مِنْ قُدْسٍ وَلَمْ يُعْطِهِ حَقَّ مُسْلِمٍ» (3) .
قال أحمد: وحدثنا حسين، حدثنا أبو أويس، حدثنا ثور بن زيد [مولى الديل] ، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مثله (4) .
وهكذا رواه أبو داود فى الخراج، عن العباس بن محمد بن حاتم، وغيره جميعًا عن الحسين بن محمد عن أبى أويس به.
وعن محمد بن النضر، سمعت الحنينى- يعنى إسحاق بن إبراهيم- قال: قرأته غير مرة- يعنى كتاب قطيعة النبى - صلى الله عليه وسلم - وعن القعنبى، عن مالك، عن ربيعة عن غير واحدٍ: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أقطع بلال بن الحارث فذكره مختصرًا، قال: سمعت. أو كذلك رواه أبو
_________
(1) الجلس: كل مرتفع من الأرض، ويقال لنجد: جلس أيضًا، وجلس يجلس فهو جالس إذا أتى نجدًا، ومعادن القبيلة- بالقاف- وهى ناحية قرب المدينة، وقيل: هى من ناحية الفرع. النهاية: 1/171.
(2) قدس: بضم القاف وسكون الدال جبل معروف، وقيل: هو الموضع المرتفع الذى يصلح للزراعة، النهاية: 3/234.
(3) من حديث عبد الله بن عباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/306، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(4) المرجع السابق، وما بين المعكوفين استكمال منه.(6/613)
أويس مختصرًا، عن أبيه، عن ثور بن زيدٍ، وعن عمه موسى بن يسار جميعًا عن عكرمة، عن ابن عباس (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) طرق الخبر رواها جميعًا أبو داود فى باب واحد (باب فى اقطاع الأرضين) : سنن أبى داود: 3/172.(6/614)
8399 - رواه الترمذى عن زياد بن أيوب، عن أبى عامر العقدى، وابن ماجه، عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن خالد بن مخلد كلاهما: عن كثير بن عبد الله ابن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: «إِنَّ فى الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لاَ يَسْأَلُ اللهَ الْعَبْدُ فِيهَا شَيْئًا إِلاَّ آتَاهُ [الله إِيَّاهُ» . قالوا: يا رسول الله أية ساعة هى؟ قال: «حِينَ تُقَامُ الصَّلاةُ إلى الإِنْصِرَاف] . وقال الترمذى: حسنٌ غريبٌ (1) .
(حديث آخر)
8400 - رواه الترمذى عن مسلم بن عمرو، عن عبد الله بن نافع، وابن ماجه، عن أبى مسعودٍ: محمد بن عبد الله بن عبيد، عن محمد بن خالد بن عثمة. كلاهما: عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كبر فى العيدين: فى الأولى سبعًا قبل القراءة. وفى الآخرة خمسًا قبل القراءة.
_________
(1) الخبر أخرجاه فى الصلاة فى باب (ما جاء فى الساعة التى ترجى فى يوم الجمعة) : جامع الترمذى: 2/361؛ وسنن ابن ماجه: 1/360؛ وما بين المعكوفين استكمال من الأول.(6/614)
ثم قال الترمذى: حسن، وهو أحسن شىء فى هذا الباب، والعمل على هذا عند أهل العلم من الصحابة وغيرهم (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) الخبر أخرجاه فى الصلاة: الترمذى (باب ما جاء فى التكبير فى العيدين) : جامع الترمذى: 2/416؛ وابن ماجه (باب ما جاء فى كم يكبر الإمام فى صلاة العيدين) : سنن ابن ماجه: 1/407.(6/615)
8401 - رواه الترمذى فى الأحكام، عن الحسن بن على الخلال، عن أبى عامر القعدى، وابن ماجه، عن أبى بكر بن أبى شيبة، / عن خالد بن مخلد (1) كلاهما: عن كثير بن عبد الله بن عوف، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: الصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ. إلاَّ صُلْحًا حَرَّمَ حَلالاً, أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا [والمسلمون على شُروطهم إلاَّ شَرْطًا حَرَّمَ حَلالاً، أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا» .
وقال الترمذى: حسن صحيح (2) .
(حديث آخر)
8402 - رواه الترمذى، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن محمد بن عيينة، عن مروان بن معاوية، وابن ماجه: عن أبى بكر بن أبى شيبة: حدثنا زيد بن الحباب، وعن محمد بن يحيى، عن إسماعيل بن أبى أويس ثلاثتهم: عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لبلال بن
_________
(1) لفظ المخطوطة: «محمد بن خالد بن عتبة» ، والتصويب من ابن ماجه ومن تحفة الأشراف: 8/166.
(2) الخبر أخرجاه فى الأحكام: الترمذى (باب ما ذكر عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فى الصلح بين الناس) : جامع الترمذى: 3/625؛ وما بين المعكوفين استكمال منه؛ وابن ماجه فى (باب الصلح) : سنن ابن ماجه: 2/788.(6/615)
الحارث «اعْلَمْ» . قال: ما أعلم يا رسول الله؟ [قال: «اعْلَمْ يَا بِلالُ» . قال: ما أعلم يا رسول الله؟] قال: «أَنَّهُ مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِى قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقَصُ مِنْ أُجُورِهِم شَيْئًا، وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةَ ضَلالَةٍ لاَ يَرْضَاهَا اللهُ وَرَسُولُهُ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ آثَام مَنْ عَمِلَ بِهَا لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَارِ النَّاسِ شَيْئًا» .
وقال الترمذى: حسن صحيح (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى العلم (باب ما جاء فى الأخذ بالنسة واجتناب البدع وما بين يدينا من جامع الترمذى: 5/45 أنه قال: حسن، فقط؛ وأخرجه الترمذى فى المقدمة) باب ما جاء فى إحياء سنة قد أميتت) : سنن الترمذى: 1/76.(6/616)
8403 - قال الترمذى: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أنبأنا إسماعيل بن
ابى أويس، حدثنى كثير بن عبد الله، عن عمرو بن عوف ابن زيد بن
ملحة، عن أبيه. عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ الدِّينَ لَيَأْرِزُ (1)
إلى الْحِجَازِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إلَى جُحْرِهَا، وَلَيَعْقِلَنَّ (2) الدِّينُ مِنَ الْحِجَازِ مَعْقِلَ الأُرْوِيَّةِ (3) مِن رَأْسِ الْجَبَلِ. إنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَيَعُودُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفِسَدَ النَّاس مِنْ بَعْدِى مِنِ سُنَّتِى» . ثم قال: هذا حديث حسن [صحيح] (4) .
_________
(1) يأرز: ينضم إليها ويجتمع بعضه إلى بعض فيها. النهاية: 1/24.
(2) ليعلقن الدين من الحجاز: أى ليتحصن ويعتصم ويلتجئ كما يلتجىء الوعل إلى رأس الجبل.
(3) الأروية: وجمع الكثرة منها أروى، وتجمع على أراوى وهى الأيائل وقيل: غنم الجبل. النهاية: 1/28.
(4) الخبر أخرجه الترمذى فى الإيمان (باب ما جاء أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا) : جامع الترمذى: 5/18، وما بين المعكوفين استكمال منه.(6/616)
(حديث آخر)(6/617)
8404 - رواه ابن ماجه، عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن خالد ابن مخلد، عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «رَحِمَ اللهُ الأَنْصَارَ، وَأَبْنَاءَ الأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ» (1) .
(حديث آخر)
بإسناد الذى قبله: «الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ» (2) .
8405 - رواه الطبرانى: «وَفِى الرِّكَازِ الْخُمْسُ» (3) .
(حديث آخر)
8406 - رواه ابن ماجه: عن إبراهيم بن منذر الحزامى، عن إبراهيم بن على الرافعى، عم كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كبَّرَ خمسًا (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى المقدمة (فضل الأنصار) : سنن ابن ماجه: 1/58؛ وفى الزوائد: إسناده ضعيف.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الديات (باب الجبار) وفى الزوائد: فى إسناده كثير ابن عبد الله ضعفه أحمد وابن معين، وقال أبو داود: كذاب، وقال الإمام الشافعى: هو ركن من أركان الكذب، وقال: ابن عبد الله مجمع على ضعفه، سنن ابن ماجه: 2/891.
(3) الخبر أخرجه ابن أبى شيبة من حديثه، مصنف ابن أبى شيبة: 3/225.
(4) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الجنائز (باب ما جاء فيمن كبر خمسًا) : سنن ابن ماجه: 1/483 وضعف فىالزوائد إسناده، وأضاف إلى ما سبق أن ابن حبان قال: روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة، وقال ابن عبد البر: مجمع على ضعفه- يعنى كثير ابن عبد الله - ثم قال: والراوى عنه إبراهيم بن على ضعفه البخارى وابن حبان ورماه بعضهم بالكذب.(6/617)
رواه الطبرانى/ عن العباس بن الفضل، عن إبراهيم بن المنذر به، وقال: كبر على النجاشى خمساً (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) قال الهيثمى: قلت رواه ابن ماجه خلا ذكر النجاشى؛ رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط، وكثير ضعيف، مجمع الزوائد: 3/38.(6/618)
8407 - رواه ابن ماجه، عن إبراهيم بن المنذر، عن أبى الجعد: عبد الرحمن ابن عبد الله، عن كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «يُبْدَأُ بِالْخَيْلِ يَوْمَ وِرْدِهَا» (1) .
(حديث آخر)
8408 - قال ابن ماجه: حدثنا على بن ميمون الرقى، حدثنا أبو يعقوب الحنينى، حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتّى تَكُونَ أَدْنَى مَسَالِح (2) المُسْلِمينَ بِبَوْلاَءٍ» .
ثم قال: «يَا عَلِىَّ، يَا عَلُّى، يَا عَلِىُّ» . قال: بأبى وأمى. قال: «إِنَّكُمْ سَتُقَاتلُونَ بَنِى الأّصْفَر، وَيُقَاتِلُهُمْ الَّذيِنَ مِنْ بَعْدِكُمْ حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ رُوَقَهُ (3) الإْسْلاَمِ: أَهْلُ الْحِجَازِ الَّذيَنَ لاَ يَخَافُونَ فى اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ، فَيَفْتَحُونَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ بِالْتَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ، فَيُصِيبُونَ غَنَائِمَ لَمْ
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الرهون (باب قسمة الماء) وفى الزوائد: فى إسناده عمرو بن عوف، ضعيف، وفيه حفيده كثير بن عبد الله، ثم ذكر أقوال الأئمة فيه كما سبق، سنن ابن ماجه: 2/830.
(2) المسالح: جمع المسلحة، وهى القوم الذين يحفظون الثغور من العدو وسموا مسلحة، لأنهم يكونون ذوى سلاح، أو لأنهم يسكنون المسلحة وهى كالثغر والمرقب يكون فيه أقوام يرقبون العدو لئلا يطرقهم على غفلة. النهاية: 2/174.
(3) روقة الإسلام: خيارهم وسراتهم. النهاية: 2/112.(6/618)
يَصِيبُوا مثْلهَا، حَتَّى يَقْتَسمُوا بِالأَتْرسة، فَيَأْتِى آتٍ، فَيَقُولُ: إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَرَجَ فى بِلاَدِكُمْ أَلاَ وَهَى كِذْبَةٌ، فَالآخِذُ نَادِمٌ وَالْتَارِكُ نَادِمٌ» (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه (باب الملاحم) : سنن ابن ماجه: 12/1371 وضعف فى الزوائد إسناده بما سبق ذكره(6/619)
8409 - قال البزار: حدثنا على بن سهلٍ المدائنى، حدثنا عبد الله بن نافع، حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان يأمر بزكاة الفطر يوم الفطر قبل الصلاة (1) ويتلو هذه الآية {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} .
ثم قال: لا يروى إلا بهذا الإسناد (2) .
(حديث آخر)
8410 - وقال البزار: حدثنا محمد بن المؤمل بن الصباح، حدثنا محمد ابن خالد، حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوفٍ، عن أبيه، عن جده، قال: فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الزكاة على المسلمين صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من زبيبٍ، أو صاعًا من شعيرٍ، أو صاعًا من أقط (3) .
_________
(1) لفظ البزار: قبل أن يصلى العيد.
(2) الآيتان 14، 15 من سورة الأعلى. والخبر أخرجه البزار كما فى كشف الأستار: 1/429؛ وقال الهيثمى: فيه كثير بن عبد الله، وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 3/80.
(3) كشف الأستار: 1/429؛ وقال الهيثمى: فيه كثير بن عبد الله، وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 3/80.(6/619)
(حديث آخر)(6/620)
8411 - قال البزار: حدثنا عمرو بن على، حدثنا محمد بن خالد بن عثمة، حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يقول] : «إِنِّى أَخَافُ عَلَى أُمَّتِى مِنْ ثَلاثٍ: مِنْ زَلَّةِ عَالِمٍ، وَ [مِنْ] هَوًى مُتَّبَعٍ، وَمِنْ حُكْمٍ جَائِرٍ» (1) .
(حديث آخر)
8412 - قال البزار بإسناده الذى قبله، قال: حث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الصدقة، فقام علبة بن زيد، فقال: / يا رسول الله ما عندى إلا عرضى، فأشهدك أنى قد تصدقت بعرضى على من ظلمنى، ثم جلس فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَيْنَ عُلْبَةُ بنُ زَيْدٍ» مرتين أو ثلاثًا، فقام، قال له: «أَنْتَ الْمُتَصَدِّقُ بِعِرْضِكَ؟ فَإِنَّ اللهَ قَدْ قَبِلَ ذَلِكَ مِنْكَ» (2) .
(حديث آخر)
8413 - وبه: «السَّاعَةُ الَّتِى تُرْجَى يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ حِينَ يَخْرُجُ الإِمَامُ إلىَ أَنْ يَفْرُغَ مِنَ الْخُطْبَةِ» (3) .
8414 - وبه: «مَنْ شَهَرَ عَلَيْنَا الْسِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا» (4) .
8415 - وبه: «مَنْ أَحْيَا مَوَاتًا مِنَ الأَرْضِ فى غِيْرِ حَقِّ مُسْلِمٍ
_________
(1) كشف الأستار: 1/103 وما بين المعكوفات استكمال منه؛ وقال الهيثمى: فيه كثير بن عبد الله، وهو متروك، قد حسن له الترمذى؛ مجمع الزوائد: 1/187.
(2) كشف الأستار: 1/455؛ وقال الهيثمى: فيه كثير بن عبد الله، وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 3/114.
(3) يرجع إلى أحاديث الباب فى مجمع الزوائد: 2/167.
(4) كشف الأستار: 4/119؛ وقال الهيثمى: فيه كثير بن عبد الله، وهو ضعيف عند الجمهور، وحسن الترمذى حديثه، مجمع الزوائد: 7/291.(6/620)
فَهُوَ لَهُ وَلَيْسَ لِعَرَقِ ظَالِمٍ حَقٌ والْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ» (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه كثير بن عبد الله، وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 4/157.(6/621)
8416 - وبه: «ثَلاثٌ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لاَ يَدَعُهَا النَّاسُ: الطَّعْنُ فى النَّسَبِ، والْنِّيَاحَةُ، وَقَوْلُهم مُطِرْنَا بِنَوْء كذا، أَوْ نَجْمِ كَذَا» (1) .
8417 - وبه: «لاَ تَلَقَّوْا الْجَلَبَ، وَلاَ يَبِيعُ حَاضِرٌ لِبَادٍ» (2) .
(حديث آخر)
8418 - قال البزار: حدثنا الحسن بن الصباح، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنينى، حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوفٍ، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا بالإثمد عند النوم، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الإِسْلامَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» (3) .
(حديث آخر)
8419 - قال البزار، حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده، قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدم المدينة، فصلى نحو بيت المقدس سبعة عشر شهرًا ثم حولت إلى الكعبة (4) .
_________
(1) أورده السيوطى فى جمع الجوامع: 2/1318 وعزاه إلى البزار، وقال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى فى الكبير، وفيه كثير بن عبد الله المزنى، وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 3/13.
(2) كشف الأستار: 2/89؛ وقال الهيثمى: وفيه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، وهو متروك: 4/82.
(3) قال البزار: لم يرو عن عمرو إلا ابنه، كشف الأستار: 4/99.
(4) قال البزار: كثير بن عبد الله لم يرو عنه غير ابنه، وقد روى أحاديث لم يشاركه فيها أحد؛ كشف لاأستار: 1/210؛ وقال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى فى الكبير، وكثير ضعيف، وقد حسن الترمذى حديثه، مجمع الزوائد: 2/13.(6/621)
(حديث آخر)(6/622)
8420 - قال الطبرانى: حدثنا على بن المبارك الصنعانى، حدثنا إسماعيل ابن أبى أويس، حدثنى كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ابن زيد بن ملحة المزنى، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان قاعدًا معهم، فدخل بيته، فقال: «ادْخُلُوا عَلَىَّ، وَلا يَدْخُلُ عَلَىَّ إلاَّ قُرَشِىٌّ» . قال: فتسللت فدخلت، فقال: « [يَا مَعْشَرَ قُرَيْش] هَلْ مَعَكُمْ غَيْرُكُم؟» . فقالوا: [نخبرك يا رسول الله بأبائنا أنت وأمهاتنا] معنا ابن أختنا والمولى، فقال: «مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ، وَحَلِيفُهُمْ مِنْهُمْ، وابْنُ أُخْتِهِمْ مِنْهُم» .
ثم قال: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّكُمْ الْوُلاةُ بَعْدِى لِهَذَا الأَمْرِ {فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً} (1) الآية. وقال: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (2) . الآية.
«يَا مَعْشَرَ قُرِيْشٍ احْفَظُونِى فى أَصْحَابِى، وَأَبْنَائِهِمْ، وَأَبْنَاءِ أَبْنَائِهِمْ، / رَحِمَ اللهُ الأَنْصَارَ، وَأَبْنَاءَ الأَنْصَارِ، وأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ» (3) .
8421 - وبه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَتَسْلُكُنَّ سُنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، وَلَتَأْخُذُنَّ [بِمِثْلِ] أَخْذِهِمْ: إِنْ شِبْرًا فَشِبْرٌ، وَإِنْ ذِرَاعًا فَذِرَاعٌ، وَإِنْ بَاعً فَبَاعٌ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ دَخَلْتُمْ فِيهِ.
أَلا إِنَّ بَنِى إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى مُوسَى سَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا ضَالَّةٌ إلاَّ وَاحِدَةً. الإِسْلامَ، وَجَمَاعَتَهُمْ، [ثُم إِنَّها افترقت عَلَى عيسى إحْدَى
_________
(1) الآيتان: 102، 131 من سورة آل عمران، وفى المجمع: الآية 105: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا. .} الآية.
(2) الآية 5 من سورة البينة.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه كثير بن عبد الله بن عمرو المزنى، وهو ضعيف، وقد حسن له الترمذى، وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 5/194.(6/622)
وَسَبْعِينَ فِرْقَةً. كُلُّهَا ضَالَّةٌ إلاَّ وَاحِدَةٌ: الإِسْلامَ وَجَمَاعَتَهُمْ] ، ثُمّ إِنَّكُم تَكُونُونَ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَة كُلُّهَا ضَالَّةٌ إلاَّ وَاحِدَةٌ: الإِسْلامَ وَجَمَاعَتَهُمْ» (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى. وفيه كثير بن عبد الله، وهو ضعيف. وقد حسن الترمذى له حديث. وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 7/160 وقد أورد فى أوله قصة نزول جبريل عليه السلام.(6/623)
8422 -[وبه:] غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول غزاةٍ غزاها بالأبواء (1) حتى إذا كنا بالروحاء (2) نزل بعرق الظبية (3) ، فصلى، ثم قال: «هَذَا مِنْ جِبَالِ الجَنَّةِ. اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ، وَبَارِكْ لأَهْلِهِ فِيهِ» . وقال: «لِلْرَّوْحَاءِ هَذِهِ سَجَاسِجُ (4) وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ الجَنَّةِ، لَقَدْ صَلَّى فِى هَذَا الْمَسْجِدِ قَبْلِى سَبْعُونَ نَبِيًا، وَلَقَدْ مَرَّ بِهِ مُوسَى عَلَيْهِ عَبَاءَتَانِ قَطْوَانِيَّتَيْنِ عَلَى نَاقَةٍ وَرْقَاءَ فى سَبْعِين ألْفًا مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ حَاجِّينَ البيتَ الْعَتِيق. وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ بِهِ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولِه حَاجًّ أَوْ مُعْتَمِرًا، أَوْ يَجْمَعُ اللهُ لَهُ ذَلِكَ» (5) .
_________
(1) الأبواء: قرية من أعمال الفرع من المدينة. بينها وبين الجحفة مما يلى المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً. معجم البلدان: 1/79.
(2) الروحاء: من عمل الفرع على نحو أربعين يومًا. معجم البلدان: 3/76.
(3) عرق الظبية: هو من الروحاء على ثلاثة أميال مما يلى المدينة. معجم البلدان: 4/85.
(4) سجاسج: جمع سجسج، وهو الأرض ليست بصلبة ولا سهلة. النهاية: 2/148.
(5) قال الهيثمى: رواه الطبرانى من طريق كثير بن عبد الله المزنى، وهو ضعيف عند الجمهور، وقد حسن الترمذى حديثه، وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 6/68؛ وقد مر ذكر أقوال الأئمة فى كثير بن عبد الله، وقد قال ابن حبان: يروى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة، لا يحل ذكرها فى الكتب، ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب. المجرومين: 2/221.(6/623)
8423 - وبه: «لاَ جَلَبَ، وَلاَ جَنَبَ، وَلاَ اعْتِرَاضَ، وَلاَ يَبِيعُ حَاضِرٌ لِبَادٍ» (1) .
8424 - وبه: «أَرْبَعَةُ أَجْبَالٍ مِنْ أَجْبَالِ الجَنَّةِ: أُحُدٌ، وَطَيْبَةٌ، وَالطُّورُ، وَلُبْنَانُ، وَأَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ مِنَ أَنْهَارِ الجَنَّةِ: المِّيلُ، وَالْفُرَاتُ، وَسَيْحَانُ وَجَيْحَانُ، وأَرْبَعَةُ مَلاحِمَ مِنْ مَلاحِمِ الجَنَّةِ: بَدرٌ، وَأُحُدٌ، وَالْخَنْدَقُ وَحُنَيْنٌ» (2) .
8425 - وبه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذن بقطع المسد والقائمتين والمتخذة عصا للدابة (3) .
(حديث آخر)
8426 - قال الطبرانى: حدثنا إبراهيم بن دحيم، حدثنى أبى، حدثنا مروان ابن معاوية، عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ إِسْلاَلَ (4) ، وَلاَ غُلُولَ،
_________
(1) رواه البزار من طريق كثير بن عبد الله، مجمع الزوائد: 4/82؛ وأخرجه الطبرانى كما فى جمع الجوامع من حديث كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده، جامع الأحاديث: 7/347.
(2) أورده السيوطى وعزاه إلى الطبرانى وابن عدى وابن مردويه وابن عساكر عن كثير ابن عبد الله ابن عمرو بن عوف المزنى عن أبيه عن جده وقال: أورده ابن الجوزى فى الموضوعات وقال: لا يصح، كثير كذاب وأعاد كلام ابن حبان عنه؛ جمع الجوامع: 1/910؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه كثير بن عبد الله، وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 4/14.
(3) المسد: الحبل المفتول من نبات أو لحاء شجرة، وقيل مرور البكرة التى تدور عليه، النهاية: 4/94؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه كثير بن عبد الله المزنى، وهو متروك، مجمع الزوائد: 3/304.
(4) الإسلال: السرقة الخفية، ويقال: الإسلال القارة الظاهرة، ويقال: سل السيوف. النهاية: 2/176.(6/624)
وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَة» (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه كثير بن عبد الله المزنى، وهو ضعيف، وقد حسن الترمذى حديثه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/339.(6/625)
8427 - وبه: «لاَ غَصْبَ وَلاَ نُهْبَة» (1) .
8428 - وبه: «مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَغَضَبُهُ [يَوْمَ الْقِيَامَةِ] ، لاَ يَقْبَلُ [الله] مِنْهُ صَرْفًا وَلا عَدلاً. وَمَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا/ أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَغَضَبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً» (2) .
8429 - وبه: «مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الأَرْضِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ [اللهِ] وَغَضَبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً» (3) .
8430 - وبه: قال عمرو بن عوف: حفظت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثنى عشر أصلاً من أصول الدين (4) .
(حديث آخر)
8431 - قال الطبرانى: حدثنا مسعدة بن سعد العطار، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامى، حدثنا العباس بن أبى سلمة، حدثنا كثير ابن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً» (5) .
_________
(1) عزاه السيوطى إلى الطبرانى من حديث كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده. جمع الجوامع كما فى جامع الأحاديث: 7/379.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه كثير بن عبد الله، والجمهور على تضعيفه، وقد حسن الترمذى له حديثًا, مجمع الزوائد: 6/285، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه كثير بن عبد الله، وقد أجمع على ضعفه إلا الترمذى حسن بعض حديثه، مجمع الزوائد: 4/160، 176.
(4) قال الهيثمى: فى إسناده كثير بن عبد الله، وهو ضعيف الحديث: 1/34.
(5) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط، وفيه كثير بن عبد الله بن عوف، ضعفه الجمهور، وحسن الترمذى حديثه، وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 8/123.(6/625)
(حديث آخر)(6/626)
8432 - قال الطبرانى: حدثنا مسعدة، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا ابن أبى نوفل، عن إبراهيم بن عبد الله، عن كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلا يقول: هاكها خضرة، فقال: «يَا لَبَّيْكَ نَحْنُ أَخَذْنَا فَأْلَكَ مِنْ فِيكَ، اخْرُجُوا بِنَا إلى خَضِرَةٍ» ، فخرجوا إليها فما سل فيها سيف (1) .
قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[عام] الفتح، ونحن ألف ونيفٌ ففتح الله له مكة، وحُنينًا، حتى إذا كنا بين حنين والطائف أبصر شجرة كان يناط بها السلاح، فكان يقال لها ذات أنواط (2) ، وكانت تعبد من دون الله، فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انصرف عنها فى يوم صائف إلى ظل هو أدنى منها، فقال رجل: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواطٍ كما لهؤلاء ذات أنواط.
فقال رسول اله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهَا السَّنَنُ قُلْتُمْ- وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ- كَمَا قَالَتْ بَنُو إسْرَائِيلَ لِمُوسَى {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} (3) قال: {أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} » (4) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط، وكثير بن عبد الله ضعيف جدًا وقد حسن الترمذى فى حديثه، وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 5/106.
(2) يناط بها السلاح: أى يعلق بها، وذات أنواط: اسم شجرة بعينها كانت للمشركين ينوطون بها سلاحهم ويعكفون عليها. النهاية: 4/182.
(3) الآية 138 سورة الأعراف.
(4) الآية 140 سورة الأعراف. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه كثير بن عبد الله، وقد ضعفه الجمهور، وحسن الترمذى حديثه، مجمع الزوائد: 7/24.(6/626)
(حديث آخر)(6/627)
8433 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن على بن حبيب الطرائفى الرقى، حدثنا محمد بن سلام التيمى، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنينى، عن كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ» (1) .
(حديث آخر)
8434 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن إسحاق بن راهوية، حدثنا أبى، حدثنا عيسى بن يونس، عم كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده. قال: قال/ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ صَدَقَةَ الْمُسْلِمِ تَزِيدُ فى الْعُمْرِ، وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ، وَيُذْهِبُ اللهُ بِهَا الْكِبْرَ [والفقر] والْفَخْرَ» (2) .
(حديث آخر)
8435 - قال الطبرانى: حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير. قالا: حدثنا جعفر بن حبان، عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يُتْرَكَ مُفْرَجٌ (3) فى الإِسْلامِ» .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط والكبير من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنينى عن كثير بن عبد الله المزنى، وهما ضعيفان، وقد وثقاه، مجمع الزوائد: 8/90.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير وفيه كثير بن عبد الله المزنى، وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 3/110 وما بين المعكوفين استكمال منه؛ واللفظة لم يوردها السيوطى، جمع الجوامع: 2/2255.
(3) مفرج: قيل هو القتيل يوجد بأرض فلاة، ولا يكون قريبًا من قرية، فإنه يودى من بيت مال المسلمين، وتبطل دمه، وقيل: هو الرجل يكون فى القوم من غيرهم، فيلزمهم أن يعقلوا عنه، وقيل: هو أن يسلم الرجل ولا يوالى أحدًا حتى إذا جنى جناية كانت جنايته على بيت المال لأنه لا عاقلة له، والمفرج: الذى لا عشيرة له، وقيل: هو المثقل بحق دية أو فداء او غرم، ويروى بالحاء المهملة وهو الذى أثقله الدين والغرم. النهاية: 3/189.(6/627)
زاد ابن نمير: «حَتَّى يُضَمَّ إلَى قَبِيلَةٍ» (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه كثير بن عبد الله المزنى، وهو ضعيف، وقد حسن الترمذى حديثه، وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 6/293.(6/628)
1409- (عمرو بن عوف الأنصارى) (1)
حليف بنى عامر بن لؤى، ثم سهيل بن عمرو، وقد شهد بدرًا، سكن المدينة، وحديثه فى ثانى الشاميين.
8436 - حدثنا يعقوب، عن صالح، قال ابن شهاب: أخبرنى عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة أخبره: أن عمرو بن عوف- وهو حليف بنى عامر ابن لؤى كان شهد بدرًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتى بجزيتها- وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو صالح أهل البحرين، وأمر عليهم العلاء بن الحضرمى- فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافقت صلاة الفجر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الفجر انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رآهم، فقال: «أَظُنّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ جَاءَ وَجَاءَ بِشَىْءٍ؟» قالوا: أجل يا رسول الله. قال: «فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرّكُمْ، فَوَا اللهِ مَا الْفَقْرُ أَخْشَى عَلَيْكُم، وَلَكِنِّى أَخْشَى أَنْ تُبْسَط الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُلْهِيكُمْ كَمَا أَلْهَتْهُمْ» (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/258؛ والإصابة: 3/9؛ والاستيعاب: 2/507؛ والتاريخ الكبير: 6/307.
(2) من حديث عمرو بن عوف فى المسند: 5/137.(6/628)
رواه الجماعة إلا أبا داود، من طرقٍ عن الزهرى به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الجزية والموادعة (باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب) وفى المغازى يتعلق ببيان من شهد بدرًا، وفى الرقاق (باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها) : فتح =
= ... البارى: 6/257، 7/319، 11/243؛ وأخرجه مسلم فى الزهد (باب الزهد) : مسلم بشرح النووى: 5/816، والترمذى فى صفة القيامة (باب 28) : جامع الترمذى: 4/620، وقال: حسن صحيح؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 8/168؛ وابن ماجه فى الفتن (باب فتنة المال) : سنن ابن ماجه: 2/1324.(6/629)
8437 - حدثنا سعد، حدثنى أبى، عن صالح، عن ابن شهاب: أخبرنى عروة ابن الزبير: أن المسور بن مخرمة أخبره: أن عمرو بن عوف- وهو حليف بنى عامر بن لؤى، وكان شهد بدرًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا عبيدة، فذكر مثله (1) . /
1410- (عمرو بن غيلان بن سلمة بن معتب) (2)
ابن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسى وهو ثقيف بن منبه الثقفى: أبو عبد الله، مختلف فى صحبته.
8438 - قال أبو بكر بن عاصم: حدثنا أبو بكر، حدثنا معلى ابن منضور، حدثنا صدقة بن خالد، عن يزيد بن أبى مريم الدمشقى، عن أبى عبيد الله: مسلم ابن مشكم، عن عمرو بن غيلان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمّ مَنْ آمَنَ بِى وَصَدَّقَنِى، وَعَلِمَ أَنَّ مَا جِئْتُ بِهِ هُوَ الحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَأَقِلَّ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَكَ، وَعَجِّلْ لَهُ النِّهَايَةَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِى وَلَمْ يُصَدِّقْنِى، وَيَعْلَمْ أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ هُوَ الحَقُّ، فَأَكْثرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ» .
_________
(1) من حديث عمرو بن عوف فى المسند: 4/137.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/261؛ والإصابة: 3/10 وأطال فى ذكر الخلاف حول صحبته؛ والاستيعاب: 2/525؛ وذكره البخارى فى التابعين؛ التاريخ الكبير: 6/362.(6/629)
رواه ابن ماجه عن هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد به (1) .
_________
(1) بإسناده أورده ابن الأثير، وقال: أخرجه الثلاثة: أسد الغابة؛ وأخرجه ابن ماجه فى الزهد (باب المكثرين) : سنن ابن ماجه: 2/1385؛ وفى الزوائد: رجال الإسناد ثقات؛ وهو مرسل، وقال: لم يخرج ابن ماجه لعمرو هذا غير هذا الحديث، وليس له شىء فى بقية كتب السنة.(6/630)
1411- (عمرو بن الفغواء بن عبيد بن عمرو بن مازن) (1)
ابن عدى، بن عمرو بن ربيعة الخزاعى، ويقال: ابن أبى الفغواء، وهو أخو علقمة، وحديثه فى رابع الأنصار.
8439 - حدثنا نوح بن يزيد: أبو محمد، حدثنا إبراهيم بن سعد. قال: حدثنيه ابن إسحاق، عن عيسى بن معمر، عن عبد الله بن عمرو بن الفغواء الخزاعى، عن أبيه، قال: دعانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد أراد أن يبعثنى بمال إلى أبى سفيان يقسمه فى قريش بمكة بعد الفتح، قال: فقال: «الْتَمِسْ صَاحِبًا» . قال: فجاءنى عمرو بن أمية [الضمرى] ، قال: بلغنى أنك تريد الخروج، وتلتمس صاحبًا، [قال: قلت: أجل.] .
[قال: فأنا لك صاحبٌ. قال: فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: وجدت صاحبًا] وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِذَا وَجَدْتَ صاحِبًا فَآذِنّى» . قال: فقال: «مَنْ» . قلت: عمرو بن أمية الضمرى. قال: فقال: «إِذَا هَبَطْتَ بِلاَدَ قَوْمِهِ فَاحذَرْهُ فَإِنَّهُ قَدْ قَالَ الْقَائِلُ: أَخُوكَ الْبَكْرِىّ فَلا تَأْمَنْهُ» (2) . قال: فخرجنا حتى إذا جئنا الأبواء قال لى: إنى أريد حاجة إلى قومى بودان، فتلبث لى. قال: قلت: راشدًا فلما ولى
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/261؛ والإصابة: 3/11؛ والاستيعاب: 2/530.
(2) أخوك البكرى فلا تأمنه: مثل مشهور للعرب، وفيه إثبات الحذر واستعمال سوء الظن، وأن ذلك إذا كان على وجه طلب السلامة من شر الناس لم يأثم به صاحبه، ولم يخرج فيه، معالم السنن للخطابى مع مختصر السنن للمنذرى: 7/205.(6/630)
ذكرت قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشددت (1) على بعيرى، ثم خرجت أوضعه (2) حتى إذا كنت بالأصافر (3) إذا هو يعارضنى فى رهطه. قال: وأوضعت [فسبقته] فلما رأى أنى قد فته انصرفوا، فجاءنى، قال: كانت لى إلى قومى حاجة، قال: قلت: أجل، فمضينا/ حتى قدمنا مكة، فدفعت [المال] إلى أبى سفيان (4) .
رواه أبو داود من حديث ابن إسحاق به، وفى إسناده اختلاف قد حررنها فى ترجمة أبيه عبد الله فى كتابنا التكميل (5) .
_________
(1) لفظ المسند: «فسرت» ، ولفظ أبى داود: «فشددت» .
(2) أوضعه، قال: وضع البعير يضع وضعًا، وأوضعه ركبه إيضاعًا إذا حمله على سرعة السير. النهاية: 4/216.
(3) الأصافر: ثنايا سلكها النبى - صلى الله عليه وسلم - فى طريقه إلى بدر، وقيل: هى جبال مجموعة تسمى بهذا الاسم. معجم البلدان: 1/206.
(4) من حديث عمرو بن الفغواء فى المسند: 5/289؛ وما بين المعكوفات استكمال منه.
(5) الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب (باب فى الحذر) : سنن أبى داود: 4/266؛ وقد ذكر الخبر عن أخيه علقمة بن الفغواء، وفيه اختلاف كثير؛ يرجع إليه فى ترجمة علقمة، الإصابة: 2/505.(6/631)
1412- (عمرو بن القارى) (1)
هو ابن عبد الله، استعمله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على غنائم حنين، حديثه فى خامس المكيين.
8440 - حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا عبد الله بن عثمان ابن خثيم، عن عمرو بن القارى، عن أبيه، عن جده عمرو بن القارى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم فخلف سعدًا مريضًا حيث خرج إلى حُنين، فلما قدم من جعرانة معتمرًا دخل عليه، وهو وجيعٌ [مغلوب] .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/262؛ وأخرجه ابن حجر فى عمرو بن عبد الله بن القارى: 3/5؛ والتاريخ الكبير: 6/311.(6/631)
فقال: يا رسول الله إن لى مالاً، وإنى أورث كلالة. أفأوصى بمالى، أو أتصدق به؟ قال: «لاَ» . قال: فأوصى بثلثيه؟ قال: «لاَ» . قال: فأوصى بشطره؟ قال: «لاَ» . قال: أفأوصى بثلثه؟ قال: «نَعَمْ» ، وَذَلِكَ كَثِيرٌ» .
قال: أى رسول الله أموت بالدار التى خرجت منها مهاجرًا؟ قال: «إِنِّى لأَرْجُوا أَنْ يَرْفَعَكَ اللهُ فَيَنْكَأَ اللهُ بِكَ أَقْوَامًا، وَيَنْفَعَ بِكَ آخَرُونَ: يَا عَمْرُو بْنَ الْقَارِى إِنْ مَاتَ سَعْدٌ بَعْدِى فَهَا هُنَا فَادْفِنْ نَحْوَ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ» (1) ، وأشار بيده هكذا.
* (عمرو بن قيس بن زائدة)
ويقال: عمرو بن زائدة كما تقدم فى عمرو بن أم مكتوم الأعمى. له حديثٌ فى حضور الجماعة، وربما دل على وجوبه (2) .
* (عمر بن كعب)
ويقال: كعب بن عمرو، كما سيأتى (3) .
(عمرو بن مالك) (4)
مرفوعًا: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنَ الْقُرْآنِ كَانَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ» . صوابه عوف بن مالكٍ كما سيأتى (5) .
_________
(1) من حديث عمرو بن القارى عن أبيه عن جده فى المسند: 4/60، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) تقدم فيما مضى. ويراجع أيضًا أسد الغابة: 4/263.
(3) أسد الغابة: 4/263.
(4) هو عمرو بن مالك الأوسى المعروف بالرواس. له ترجمة فى أسد الغابة: 4/267؛ والإصابة: 3/14؛ والتاريخ الكبير: 6/309.
(5) سيأتى قريبًا.(6/632)
1413- (عمرو بن مالك بن قيس) (1)
ابن نجيد بن رؤاس الرؤاسى.
8441 - قال البزار: حدثنا إبراهيم بن زيادٍ، حدثنا وكيع، عن أبيه، / عن شيخٍ يقال له: طارق، عن عمرو بن مالك، قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: ارض عنى، فأعرض حينًا، فقلت: يا رسول الله، والله إن الرب غز وجل ليترضى فيرضى، فارض عنى، فرضى عنى (2) .
* (عمرو بن مالك: أو مالك بن عمرو)
ويقال: مالك بن الحارث. يأتى فى مالك إن شاء الله تعالى (3) .
1414- (عمرو بن مرة بن عبس بن مالك) (4)
ابن الحارث بن مازن بن سعيد بن مالك. بن رفاعة بن نصر بن غطفان بن قيس بن جهينة بن زيد، وقيل غير ذلك فى نسبه: أبو مريم، فى خامس الشاميين، وسادس عشر الأنصار.
8442 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا الربيع بن سبرة، عن عمرو بن مرة الجهنى، قال: كنت جالسًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنْ مَعَدٍ، فَلْيَقُمْ» . فأخذت ثوبى
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/267؛ والإصابة: 3/13؛ والاستيعاب: 2/526.
(2) قال البزار: لا نعلم روى عن عمرو بن مالك إلا هذا، ولا له إلا هذا الطريق، كشف الأستار: 4/77؛ وقال الهيثمى: رواه طارق عن عمرو بن مالك، وطارق ذكره ابن أبى حاتم، ولم يوثقه ولم يخرجه وبقية رجاله ثقات؛ مجمع الزوائد: 10/202؛ وذكر ابن حجر سبب الخبر مفصلاً فى الإصابة: 3/13.
(3) هو مالك بن عمرو القشيرى؛ الإصابة: 3/350.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/269؛ والإصابة: 3/15؛ والاستيعاب: 2/519؛ والتاريخ الكبير: 6/308.(6/633)
لأقوم، فقال: «إِقْعُدْ» ثم قال: «مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ مَعَدٍ؟» قال: فأخذت ثوبى لأقوم، فقال: «اقْعُدْ» ، فقال الثالثة، فقلت: فممن نحن يا رسول الله؟ قال: «مِنْ حِمْيَرٍ» تفرد به (1) .
_________
(1) الخبر لم أجده فى النسخة المضبوطة من المسند؛ وقال الهيثمى: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبرانى فى الكبير، مجمع الزوائد: 1/194.(6/634)
8443 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهيعة، عن الربيع بن سبرة، سمعت عمرو بن مرة الجهنى يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ مَعَدٍ فَلْيَقُمْ» فقمت، فقال: «اقْعُدْ» فصنع ذلك ثلاث مرار كل ذلك أقوم: فيقول: «اقْعُدْ» فلما كانت الثالثة قلت: ممن نحن يا رسول الله؟ قال: «أَنْتُم مَعْشَرَ قُضَاعَةَ مِنْ حِمْيَرٍ» .
قال عمرو: فكتمت هذا الحديث منذ عشرين سنة، تفرد به (1) .
ورواه البزار من طريق ابن لهيعة به، قلت: يا رسول الله ممن نحن؟ قال: «مِنَ الْيَدِ الطَّلِيقَةِ، وَالْكَلِمَةِ الْهَنِيئَةِ: الْيَمَنِ وَحِمْيَرٍ» (2) .
8444 - حدثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة، عن عبد الله ابن أبى جعفر، عن عيسى بن طلحة، عن عمرو بن مرة الجهنى، قال: جاء رجلٌ إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول/ الله، وصليت الخمس، وأديت زكاة مالى، وصمت شهر رمضان، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ مَاتَ عَلى هَذَا كَانَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّقِينَ والشُّهَدَاءِ يَوْمَ القِيَامَةِ هَكَذَا» ونصب إصبعيه: «مَا لَمْ يَعَقَّ وَالِدَيْهِ» تفرد به (3) .
_________
(1) المرجع السابق.
(2) قال البزار: لا نعلمه يروى إلا بهذا الإسناد، كشف الأستار: 1/119.
(3) هذا الخبر لم أقف عليه فى مسند أحمد؛ وقال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى بإسنادين. ورجال أحد إسنادى الطبرانى رجاله رجال الصحيح، مجمع الزوائد: 8/147؛ والخبر أخرجه البزار أيضًا وقال: وهذا لا نعلمه مرفوعًا إلا عن عمرو بن مرة بهذا الإسناد؛ كشف الأستار: 1/22؛ وقال الهيثمى: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا شيخى وأرجو إسناده إنه إسناد حسن وصحيح. مجمع الزوائد: 1/46.(6/634)
8445 - حدثنا يزيد، أنبأنا حماد بن سلمة، عن البنانى، عن أبى الحسن، عن عمرو بن مرة: أنه قال لمعاوية: إنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَا مِنْ وَالٍ يُغْلِقُ بَابَهُ عَنْ ذِى الْخَلَّةِ وَالْحَاجَةِ، وَالْمَسْكَنَةَ إلاَّ أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ خَلَّتِهِ، وَحَاجَتِهِ، وَمَسْكَنَتِهِ» (1) .
8446 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن على بن الحكم، حدثنى أبو الحسن: أن عمرو بن مرة قال لمعاوية: إنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: مَا مِنْ إِمَامٍ أَوْ وَالٍ يُغْلِقُ بَابَهُ عَنْ ذَوِى َالْحَاجَةِ وَالْخَلَّةِ، وَالْمَسْكَنَةَ إلاَّ أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ،، وَمَسْكَنَتِهِ» .
قال: فجعل معاوية رجلاً على حوائج [الناس] » (2) .
رواه الترمذى فى الأحكام عن أحمد بن منيع، عن إسماعيل بن إبراهيم، وقال: غريب، قال البزار: لا أعرف أبا الحسن هذا من هو (3) .
(حديث آخر عن عمرو بن مرة)
8447 - قال أبو يعلى: حدثنا محمد بن عقبة السدوسى، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعى، حدثنا سعيد، عن على بن الحكم، عن
_________
(1) هذا مما لم أجده فى المطبوعة من المسند؛ والخبر أخرجه أبو يعلى. مسند أبى يعلى: 3/134؛ والحاكم وصححه وأقره الذهبى. مستدرك الحاكم: 4/94.
(2) من حديث عمرو بن مرة الجهنى فى المسند: 4/231.
(3) الخبر أخرجه الترمذى (باب ما جاء فى إمام الرعية) : جامع الترمذى: 3/610.(6/635)
أبى الحسن الجزرى، عن عمرو بن مرة. قال: استأذن الحكم بن العاص على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصرف كلامه، فقال: «ائْذَنُوا لَهُ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله [وَالْمَلائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ] وكُلِّ مَا خَرَجَ مِنْ صُلْبِهِ إلا الْمُؤْمِنَ مِنْهُمْ، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ يَشْرُفُونَ فِى الدُّنْيَا، وَيُضَعُونَ فى الآخِرَةِ، ذَوُو مَكْرٍ وَخَدِيعَة، سعظمون فى الدُّنْيَا، وَمَا لَهُمْ فى الآخِرَةِ مِنْ خَلاقِ» .
قال محمد بن عتبة: عمرو بن مرة هذا له صحبة (1) .
* (عمرو بن النعمان بن مقرن) (2)
مرفوعًا: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» (3) .
ويقال: النعمان بن عمرو كما سيأتى.
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى. وفيه أبو الحسن الجذرى، وهو مستور وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 5/243، والعبارة الأخيرة عند المصنف لم يوردها الهيثمى، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) ورد فى غير ترتيبه الأبجدى وسيأتى فى الصفحة 639 وأبقيناه محافظة على الأصل.
(3) سيأتى الخبر.(6/636)
1415- (عمرو بن مطعم) (1)
عن النبى - صلى الله عليه وسلم - بحديث: «لَوْ كَانَ لِى بِعَدَدِ هَذِهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهَا فِيكُمْ، ثُم لا تَجِدُونِى / جَبَانًا ولا بَخِيلاً وَلا كَذُوبًا» .
8448 - كذا رواه ابن أبى عاصم عن سلمة عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهرى عن عمرو بن محمد بن عمرو بن مطعم، عن أبيه، عن جده.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/272؛ والإصابة أخرجه فى القسم الرابع من حرف العين: 3/178.(6/636)
والصواب: ما رواه غير واحدٍ عن الزهرى عن عمرو بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه، عن جده جبير به، وكذلك رواه الزبيرى عن عبد الرزاق (1) .
_________
(1) المرجعان السابقان؛ وقال ابن حجر: هو عمر بن محمد بن جبير بن مطعم لا شك فيه، ولم يكن لجبير أخ اسمه (عمرو) لا يختلف أهل النسب فى ذلك.(6/637)
1416- (عمرو بن معد يكرب بن عبد الله بن عمرو) (1)
ابن حصم أو عصم بن عمرو بن زبيد الأصغر، وهو منبه بن ربيعة ابن سلمة ابن مازن بن ربيعة بن منبه بن زبيد الأكبر المذحجى، ثم الزبيدى، أبو ثور، أسلم سنة تسعٍ، أو عشرٍ، فلما توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ممن اتبع الأسود العنسى، ثم جدد إسلامه على يدى أبى بكر، ثم [رجع إلى قومه، ثم عاد إلى المدينة] (2) فسيره إلى الشام، فشهد اليرموك، ثم سيره عمر إلى سعدٍ، وأمر سعدًا أن يستشيره فى الحرب، وشهد القادسية وأبلى بلاءًا حسنًا، وقتل هنالك، وقيل بل شهد بعدها نهاوند ومات هنالك بقريةٍ يقال لها روذة، فقال فى ذلك بعض شعرائهم:
لقد غادر الركبان يوم يحملوا ... بروذة شخصًا لا جبانًا ولا غمرًا
فقل لزبيد بل لمذحج كلها ... رزئتم أبا ثور قريعكم (3) عمرَا
(حديث واحد)
8449 - قال البزار: حدثنا العباس بن أبى طالب، [حدثنا محمد بن زياد ابن زبار] ، قال: حدثنى شرقى بن قطامى، عن شراحبيل
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/273؛ والإصابة: 3/18؛ والاستيعاب: 2/520؛ والتاريخ الكبير: 6/312.
(2) زيادة يستلزمها السياق. يراجع أسد الغابة: 4/273.
(3) القريع: المقارع. يقال: هو قريعك للذى يقارعك فى الحرب ويضاربك.(6/637)
ابن القعقاع، حدثنى أبو طلق العائذى، سمعت عمرو بن معد يكرب يقول: لقد رايتنا فى الجاهلية ونحن إذا حججنا البيت نقول:
هذى زبيد قد أتتك قسرًا ... تعدو بها مضمَّراتٌ شزرًا
يقطعن خبتًا وجبالاً وعرا ... قد تركو الأصنام خلوا صفرا
قال: ونحن اليوم نقول كما علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ [لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ، لَبَّيْكَ] إِنَّ الْحَمْدَ والْنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لا شَرِيكَ لَكَ» .
قال البزار: لم يرو غيره، وليس إسناده بالثابت (1) .
_________
(1) كشف الأستار: 2/14؛ وقال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى فى الصغير والكبير والأوسط، وفيه شرقى بن قطامى، وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 3/222.(6/638)
1417- (عمرو بن ميمون الأزدى: أبو عبد الله) (1)
أدرك الجاهلية، وأسلم فى حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأدى إلى عامله الزكاة، وصحب معاذا باليمن، وعمر دهرًا طويلاً، وحج مائة حجة، ويقال سبعين/ حجة، ومات سنة خمس وسبعين وقد تجاوز المائة بسنتين.
وقد روى البخارى فى أيام الجاهلية عن نعيم بن حماد، عن هشيم، عن حصين، عن عمرو بن ميمون، قال: رأيت فى الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت، فرجموها، ورجمتها معهم (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/275؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الثالث من حرف العين: 3/118؛ وأخرجه البخارى فى التابعين، وقال: عمرو بن ميمون الأودى، التاريخ الكبير: 7/367.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى مناقب الأنصار (باب القسامة فى الجاهلية) : فتح البارى: 7/156؛ وأخرجه فى التاريخ الكبير: 6/367.(6/638)
ذكره شيخنا فى الأطراف (1) .
والعجب أنه ليس بصحابى. وأنه لم يرو حديثًا، وقد رويت هذه القصة عن عمرو بن ميمون مطولة بأبسط مما هنا. قال ابن الأثير: ولكن مدار إسنادها على عبد الملك بن مسلم، وعيسى بن حطان، وليسا مما يحتج بهما ثم قال: وهذا عند جماعة من أهل العلم منكر إضافة الزنا والحد إلى غير مكلفٍ. قال: ولو صح لكانوا من الجن لأنهم مكلفون (2) .
قلت: القصة صحيحة، قد رواها البخارى كما رأيت، وقد قال بعضهم: لعل هؤلاء القردة كانوا مما مسخ من اليهود، ففى شريعة التوارة الرجم من اليهود الذين كانوا باليمن. فقد كان بها خلق من اليهود، وعندهم شىء كثير من القردة مجاورون لهم فى أرضهم. وعند القردة ذكاءٌ وفطنة، وهو يحاكى بنى آدم فى طباع كثيرة فى الغيرة والأنفة، مذكور مشهورٌ فى أماكنه، والله أعلم (3) .
* (عمرو بن النعمان بن مقرن) (4)
«سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» (5) .
ويقال: النعمان بن عمرو كما سيأتى.
_________
(1) تحفة الأشراف: 8/172؛ وقد أورد البخارى له خبرًا آخر: أن معاذ - رضي الله عنه - لما قدم اليمن صلى بهم الصبح. . . فتح البارى: 8/65.
(2) أسد الغابة: 4/276.
(3) لقد أطال ابن حجر فى مناقشة هذا الخبر وأطاب، فتح البارى: 7/160.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/276؛ والإصابة: 2/524؛ والاستيعاب: 2/531.
(5) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 7/39؛ وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح غير أبى خالد الوالبى وهو ثقة، مجمع الزوائد: 8/73.(6/639)
1418- (عمرو بن واثلة: أبو الطفيل) (1)
لعله عامر بن واثلة.
8450 - ولكن كذا روى له أبو موسى من طريق المبارك بن فضالة عن كثير ابن أبى محمد الكوفى، عنه، قال: ضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم حتى استغرب (2) فقال: «ألا تَسْأَلُونِى مِمَّ ضَحِكْتُ؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «عَجِبْتُ مِنْ قَوْمِ يُقَادُونَ إِلَى الجَنَّةِ فى السَّلاسِلِ [وهُمْ يَتَقَاعَسُونَ عَنْهَا] » . قالوا: وكيف يا رسول الله. قال: «أَقْوَامٌ مِنَ الْعَجَمِ سَبَتْهُمُ الْمُهَاجِرُونَ يُدْخِلُونَهُم فى الإِسْلامِ وَهُمْ كَارِهُونَ» (3) .
1419- (عمرو بن يثربى الضمرى) (4) /
سكن الحجاز، ثم استقضاه عمر أو عثمان على البصرة.
8451 - حدثنا أبو عامر، حدثنا عبد الملك بن الحسن- يعنى الجارى-، حدثنا عبد الرحمن بن أبى سعيد، قال: سمعت عمارة بن (5) حارثة الضمرى يحدث عن عمرو بن يثربى الضمرى. قال: شهدت خطبة النبى - صلى الله عليه وسلم - بمِنًى فكان فيما خطب به أنه قال: «لا يَحِلُّ لامْرِىءٍ مِنْ مَالِ أَخِيهِ إلاَّ مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُهُ» .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/267؛ والإصابة: 3/22.
(2) ضحك حتى استغرب: أى بالغ فيه، يقال: أغرب فى ضحكه واستغرب وكأنه من الغرب: البعد، وقيل: هو القهقهة. النهاية: 3/154.
(3) أسد الغابة والإصابة؛ وقال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى وفيه بشر بن سهل، كتب عنه أبو حاتم، ثم ضرب على حديثه. مجمع الزوائد: 5/333.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/278؛ والإصابة: 3/22؛ والاستيعاب: 2/531؛ والتاريخ الكبير: 6/310.
(5) فى المسند: «عمرو بن حارثة وما فى المخطوطة أصح. يراجع التاريخ الكبير: 6/497.(6/640)
قال: فلما سمعت ذلك قلت: يا رسول الله أرأيت لو لقيت غنم بن عمى، فأخذت منها شاة فاجتزرتها على فى ذلك شىء؟ قال: «إِنْ لَقِيتَهَا نَعْجَةً [تَحْمِلُ] شَفْرَةً وَأَزْنَادًا فَلاَ تَمَسَّهَا» تفرد به (1) .
_________
(1) من حديث عمرو بن يثربى فى المسند: 3/422، 5/113؛ وما بين المعكوفين استكمال منه.(6/641)
8452 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن عباد المكى، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن عبد الملك بن حسن الجارى، عن عمارة بن حارثة، عن عمرو بن يثربى، قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «أَلا وَلا يَحِلُّ لامْرِىءٍ مِنْ مَالِ أَخِيهِ شَىْءٌ إِلاَّ بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ» .
فقلت: يا رسول الله أرأيت إن لقيت غنم ابن عمى، أجتزر منها شاة؟ قال: «إِنْ لَقِيتَهَا نَعْجَةً تَحْمِلُ شَفْرَةً، وَأَزْنَادًا بِخَبْتِ الْجَمِشِ، فَلا تَهْجِهَا» .
قال يعنى بخبت الجمش أرضًا بين مكة والحجاز أرضًا ليس بها أنيس (1) .
1420- (عمرو بن يعلى الثقفى) (2)
8453 - قال أبو بكر: أحمد بن عمرو بن أبى عاصم، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا مهران، حدثنا على بن عبد الأعلى، عن أبى سهل الإزدى، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن يعلى: أنه قال: حضرت صلاة مكتوبة، ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ركابنا، فأمَّنا ولم يتقدمنا، فسألت أبا سهلٍ: ما أراد إلى ذلك، فقال: أرى كان المكان ضيقًا (3) .
_________
(1) من حديث عمرو بن يثربى فى المسند: 5/113؛ وتراجع النهاية: 1/176.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/278؛ والإصابة: 3/23؛ والاستيعاب: 2/531.
(3) الخبر أخرجه البزار من هذا الطريق؛ كشف الأستار: 1/330؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الأعلى بن عامر، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/161.(6/641)
1421- (عمرو الأنصارىُّ) (1)
8454 - حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الوليد بن سليمان: أن القاسم بن عبد الرحمن حدثهم، عن عمرو بن فلان الأنصارى. قال: بينا هو يمشى قد أسبل إزاره إذ لحقه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد أخذ بناصية نفسه، وهو يقول: «اللَّهُمَّ عَبْدُكَ ابْنُ أَمَتِكَ» . قال عمرو: فقلت: يا رسول الله إنى رجل حمش (2) الساقين، فقال: «يَا عَمْرُو إِنَّ اللهَ قَدْ أَحْسَنَ كُلَّ شَىْءٍ/ خَلَقَهُ، يَا عَمْرُو» - وضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأربع أصابع من كفه اليمنى تحت ركبة عمرو- فقال: «يَا عَمْرُو هَذَا مَوْضِعَ الإِزَار» ثم رفعها ثم ضرب بأربع أصابع تحت الأربع الأول، ثم قال: «يَا عَمْرُو هَذَا مَوْضِعَ الإِزَار» ، ثم رفعها، ثم وضعها تحت الثانية فقال: «يَا عَمْرُو هَذَا مَوْضِعَ الإزَار» تفرد به (3) .
1422- (عمرو: غير منسوب) (4)
8455 - قال يعقوب بن محمد المدنى، عن أبى أمية بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، عن جده، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَطْعَمَنِى جِبْرِيلُ الْهَرِيسَةَ أَشُدَّ بِهَا ظَهْرِى» .
رواه أبو موسى، وقد ورد فى الأحاديث الموضوعة (5) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/223؛ والإصابة: 3/26؛ وقال ابن الأثير: عمرو ابن زرارة، وقال ابن حجر: عمرو بن فلان.
(2) حمش الساقين: دقيقهما. النهاية: 1/259.
(3) من حديث عمرو الأنصارى فى المسند: 4/200؛ وآخر الخبر فيه اختلاف عما فى المسند ولكنه يوافق الهيثمى، قال: رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 5/123.
(4) قال ابن الأثير: عمرو: جد ابى أمية، أسد الغابة: 4/195.
(5) المرجع السابق: وقد أورده ابن الجوزى بطرقه المختلفة فى الموضوعات: 3/16.(6/642)
1423- (عمرو الثمالى: أو اليمانى) (1)
8456 - قال: بعث معى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهدى تطوعًا وقال: «إِنْ عَطِبَ مِنْهَا شَىْءٌ فَانْحَرْهُ، وَاصْبُغْ نضعْلَهُ فِى دَمِهِ، فَاضْرِبْ بِهَا صُفْحَتَهُ، وَخَلِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ» .
رواه أبو نعيم والطبرانى من طريق شريك عن ليث، عن شهر بن حوشب عنه (2) .
1424- (عمرو: والد زرعة) (3)
كان ممن ولى دفن عثمان بعد العتمة مع ثلاثة آخرين.
8457 - روى أبو نعيم وغيره من طريق خالد الزيات، عن زرعة بن عمرو، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإهل قباء: ائْتُونِى بِحِجَارَةٍ مِنْ هَذِهِ الْحَرّةِ» ، فجمعت عنده فخط بها قبلتهم (4) .
1425- (عمرو: أبو سعيد الأنصارى البدرى) (5)
8458 - روى أبو نعيم من طريق وكيع، عن سعد بن سعيد التغلبى، عن سعيد بن عمرو، عن أبيه وكان بدريًا: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ صَلَّى عَلَىَّ مُخْلِصًا مَرَّة صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَشْرًا» (6) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/205؛ والإصابة: 3/240.
(2) المرجعان السابقان، وأخرجه الطبرانى عن عمرو اليمانى، المعجم الكبير للطبرانى: 17/42، وأخرجه أحمد من حديث عمرو بن خارجة الثمالى فى المسند: 4/187، 238، وقال الهيثمى: فيه ليث بن أبى ميمون وهو ثقة لكنه مدلس، مجمع الزوائد: 3/228.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/224؛ والإصابة: 3/25.
(4) المرجعان السابقان.
(5) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/231؛ والاستيعاب: 2/492؛ وقال: عمير.
(6) المرجعان السابقان.(6/643)
* (عمرو البكالى: هو ابن سفيان تقدم) (1) /
* (عمرو العجلانى: هو عمرو بن أبى عمرو تقدم) (2)
_________
(1) يرجع إليه فيما تقدم من هذا الجزء.
(2) يرجع إليه فيما تقدم من هذا الجزء.(6/644)
1426- (عمرو: أبو عطية السعدى) (1)
8459 - قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة، حدثنا ضرار بن عمرو، حدثنا سعيد بن عبد الجبار الزبيدى، حدثنا منصور بن رجاء، حدثنا إسماعيل ابن عبد الله بن أبى المهاجر، عن عطية ابن عمرو السعدى، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَسْأَلَ النّضاسَ شَيْئًا وَمَالُ اللهِ مَسْئُولٌ وَمُنْطَى) .
قال: فكلمنى بلغة قومى (2) .
* (عمرو الخزاعى) تقدم
قال أبو القاسم: هو تصحيف قديم، وهو عمرو بن الحمق، تقدم فى عمرو ابن الحمق (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/254؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين: 3/178.
(2) منطى: معطى. قال ابن حجر: هو خطأ نشأ عن سقط أو قلب فإنهم أوردوا من طريق إسماعيل بن عبد الله بن أبى المهاجر عن عطية بن عمرو السعدى عن أبيه الحديث، وذا هو عطية بن عمرو السعدى، والحديث معروف لإسماعيل عن ابن عطية السعدى عن أبيه، الإصابة. ويراجع أسد الغابة.
(3) يرجع إليه فيما تقدم من هذا الجزء.(6/644)
(من اسمه عمير)(6/645)
1427- (عمير بن أمية) (1)
ويقال: هو عمير بن خرشة بن أمية بن عامر بن حطمة الخطمى القارى. قديم الإسلام. وكان ضريرًا يسميه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البصير، قتل اليهودية التى هجت النبى - صلى الله عليه وسلم -. كذا قال.
8460 - وقال الحافظ أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، [حدثنا أحمد] ابن عمرو الخلال، حدثنا ابن كاسب (2) ، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرى، عن سعيد بن أبى أيوب، عن يزيد بن أبى حبيب حدثه: أن السلم بن يزيد، ويزيد بن إسحاق حدثه عن عميرة بن أمية: أنه كانت له أخت، فكان إذا خرج إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - آذته فيه، وشتمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[وكانت مشركة] فاشتمل لها يومًا على سيف، فأتاها فوضعه عليها، فقتلها، فقام بنوها فصاحوا، وخشى عمير أن يقتل بها غير قاتلها، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره الخبر، فقال: «أَقَتَلْتَ أُخْتَكَ؟» قال: نعم، قال: «وَلِمَ؟» قال: إنها كانت تؤذينى فيك، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بنيها، فأخبرهم الخبر، وأهدر دمها، فقالوا: سمعًا وطاعةً» (3) .
وقد فرق أبو نعيم بين عمرو بن أمية، وروى هذا الحديث فى ترجمته/ وبين عمرو بن عدى بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/285؛ والإصابة: 3/29؛ وأخرجه ابن حجر أيضًا عن عمير بن عدى بن قرشة؛ الإصابة: 3/33؛ وقال ابن عبد البر: عدى الخطمى، وعمير ابن عدى؛ الاستيعاب: 2/490، 491؛ والتاريخ الكبير: 6/531
(2) هو يعقوب بن حميد بن كاسب المدنى. تهذيب التهذيب: 11/383.
(3) الخبر أخرجه الطبرانى من حديث عمير بن أمية. المعجم الكبير: 17/64؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى عن تابعين أحدهم ثقة، وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 6/260.(6/645)
الضرير. قال: وهو الذى قتل عصماء بنت مروان من بنى أمية بن يزيد كانت تؤذى النبى - صلى الله عليه وسلم -، وتعيب الإسلام وتحرص عليه (1) .
_________
(1) ناقش ابن حجر الروايات الكثيرة التى وردت فى الخبر، ورجح تعدد الرواية، الإصابة: 3/34.(6/646)
1428- (عمير بن جدعان) (1)
أنه سلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتوضأ، فلم يرد على، وقال: «كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللهَ إلاَّ عَلَى طُهْرٍ» .
8461 - كذا رواه أبو موسى من طريق قتادة، عن الحسن، عن أبى ساسان: حضين (2) بن المنذر، عن المهاجر بن قنفذ، عن عمير بن جدعان به.
والصواب: المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان، فإن عميرًا هذا لم يدرك المبعث، وهو أخو عبد الله بن جدعان الجواد الممدوح فى الدنيا المذموم فى الآخرة (3) .
1429- (عمير بن جودان العبدى) (4)
مختلف فى صحبته
8462 - قال أبو بكر بن أبى عاصم، حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن أشعث بن عمير، عن أبيه. قال: أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - وفد عبد القيس، فلما أرادوا
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/287؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين، الإصابة: 3/180.
(2) المشتبه للذهبى، والضبط عنه ص 240.
(3) المرجعان السابقان.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/287؛ والإصابة: 3/29؛ والاستيعاب: 2/493؛ والتاريخ الكبير: 6/536.(6/646)
الانصراف قالوا: قد حفظتم من النبى - صلى الله عليه وسلم - ما سمعتموه فسلوه عن النبيذ (1) .
_________
(1) المراجع السابقة. وقال البخارى: مرسل أو قوله. وقال ابن الأثير: أخرجه أبو عمر. وقال أبو عمر: ليست له صحبة.
والخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 17/63 من حديث عمير العبدى: أبو الأشعث، وقال الهيثمى: رواه أبو يعلى والطبرانى، وأشعث بن عمير لم أعرفه وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط، مجمع الزوائد: 5/60.(6/647)
1430- (عمير بن الحارث: أبو ظبيان الأزدى) (1)
8463 - روى ابن شاهين، وأبو موسى من طريق إسماعيل بن خالد الأزدى. [عن أبيه] ، عن خضير بن عبد الله، عن أبى ظبيان: عمير بن الحارث: أنه وفد إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فى حلقة من قومه، وكتب لهم كتابًا: «أَمَّا بَعْدُ. فَمَنْ أَسْلَمَ مِنْ غَامِدس فَلَهُ مَا لِلْمُسْلِمِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ، ولا يحشر ولا يُعَشَّرُ، وَلَهُ مَا أَسْلَمَ عَلَيْهِ مِنْ أَرْضِهِ» (2) .
1431- (عمير بن الحارث بن ثعلبة) (3)
ذكره موسى بن عقبة، وغيره فيمن شهد بدرًا ولكن لا رواية له.
1432- (عمير بن حبيب بن حباشة بن جويبر بن عبيد) (4)
ابن عنان بن عامر بن خطمة الأنصارى: جد أبى جعفر الخطمى.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/288؛ والإصابة مختصرًا جدًا وأجل ذكر حديثه إلى ترجمة جندب ابن زهير بن الحارث؛ الإصابة: 1/248، 3/30.
(2) أسد الغابة: وقال: إسماعيل بن أبى خالد. أسد الغابة: 4/288.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة:: 4/288؛ والإصابة: 3/30؛ والاستيعاب: 2/486.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/289؛ والإصابة: 3/30؛ والاستيعاب: 2/490؛ وقال البخارى: عمير بن حبيب بن خشمة، التاريخ الكبير: 6/531.(6/647)
8464 - روى أبو نعيم، من طريق حماد بن سلمة، عن أبى جعفر الخطمى، عن جده عمير بن حبيب- وكان قد بايع النبى - صلى الله عليه وسلم -: أنه أوصى بنيه: أى بنى إياكم ومجالسة السفهاء، فإن مجالستهم داءٌ، من تحلم عن السفيه / يسر بحلمه، ومن يجبه يندم، ومن لا يقر بقليل مما يأتى به السفيه يقر بالكثير، [ومن يصبر على ما يكره يدرك ما يحب] , وإذا أراد أحدكم أن يأمر بمعروفٍ أو ينهى عن منكرٍ فليوطن نفسه قبل ذلك [بالصبر] على الأذى، وليوقن بالثواب [من الله فإنه] من يثق بالثواب من الله لم يجد مس الأذى (1) .
وبه: أنه قال: «الإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ» . قيل: وما زيادته ونقصانه؟ فقال: إذا ذكرنا الله فحمدناه وسبحناه وكبرناه فتلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا فذاك نقصانه (2) .
1433- (عمير ذو مران) (3)
كذا قال عبد الغنى بن سعيد المصرى، وقال أبو نعيم: عمير ذو مران القيل ابن أفلح بن شراحبيل بن ربيعة، وهو ناعط بن مرثد: أبو سعيد الهمدانى.
8465 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد ابن الفضل السقطى، حدثنا حامد بن يحيى، عن سفيان بن عيينة،
_________
(1) أخرجه الطبرانى فى الكبير: 17/50؛ وما بين المعكوفات استكمال منه؛ وأورده الهيثمى وقال: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط، ورجاله ثقات، مجمع الزوائد: 8/64.
(2) أورد ابن الجوزى لفظ الحديث فى الموضوعات من طرق مختلفة، الموضوعات: 1/130.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/297؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الثالث من حرف العين: 3/121؛ والاستيعاب: 2/493.(6/648)
عن مجالد بن سعيدٍ، عن عمير ذى مران، عن أبيه، عن جده: عمير، قال: جاءنا كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ محمدٍ رسولِ اللهٍ إِلَى عُمَيْرٍ ذِى مَرَّانَ، وَمَنْ أَسْلَمَ مِنْ هَمْدَانَ، سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ، فَإِنِّى أَحْمَدُ إِلَيْكُم الله الَّذِى لا إلهَ إلاَّ هُوَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنَا إِسْلامَكُمْ مَقْدَمَنَا مِنْ أَرْضِ الرُّومِ، فَأَبْشِرُوا، فَإِنَّ اللهَ قَدْ هَدَاكُمْ بِهِدَايَتِهِ، وَإِنَّكُم إِذَا شَهِدْتُمْ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهَ، وَأَنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وَأَقَمْتُمُ الصَّلاة، وَأَدَّيْتُم الزَّكَاةَ، فَإِنَّ لَكُمْ ذِمَّةَ اللهِ وَرَسُولِهِ عَلَى دِمَائِكُم وَأَمْوَالِكُم، وَعَلَى أَرْضِ الْبَوْنِ (1) الَّذِى أَسْلَمْتُم عَلَيْهَا سَهْلَهَا وَجِبَالِهَا، وَعُيونها ومراعيها غَيْرَ مَظْلُومِينَ، ولا مُضَيِّقِ عَلَيْهِم.
وَإِنَّ الصَّدَقَةَ لا تَحِلُّ لِمحمدٍ. ولا لأَهْلِ بَيْتِهِ. وَإِنَّ مَالِكَ بنَ مرارة الرّهاوى قَدْ حَفِظَ الْغَيْبَ، وَأَدَّى الأَمَانَةَ، وَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ، فآمُرك بِهِ يَا ذَا مَرَّانَ خَيْرًا فَإِنَّهُ مَنْظُورٌ إِلَيْهِ فِى قَوْمِهِ وَلْيُحَيَيَكُم رَبُّكُمْ» (2) .
_________
(1) البون: مدينة باليمن، وهما بونان ذواتا قرى: البون الأعلى والبون الأسفل. معجم البلدان: 1/511.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 16/50؛ وقال الهيثمى: من طريق عمير بن ذى مران عن أبيه عن جده. ولم أجد أحدًا ذكرهم بتوثيق ولا جرح، مجمع الزوائد: 1/30.(6/649)
1434- (عمير بن سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس) (1)
ابن [عمرو بن] عوف الأنصارى الأوسى، كان يقال له: نسيج وحده، نزل فلسطين، وكان من أكابر الصحابة وزهادهم استعمله عمر ابن الخطاب على جيش حمص من جيوش الشام.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/292؛ والإصابة: 3/22؛ والاستيعاب: 2/486؛ والتاريخ الكبير: 6/531؛ والحلية لأبى نعيم: 1/247.(6/649)
8466 - وقال الترمذى فى مناقب معاوية: حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا عبد الله بن محمد النميلى، حدثنا عمرو بن واقد، / عن بونس بن حلبس، عن أبى إدريس الخولانى. قال: لما عزل معر بن الخطاب عمير بن سعدٍ عن حمص ولى معاوية، فقال الناس عزل عميرًا وولى معاوية فقال عمير: لا تذكرو معاوية إلا بخير، فإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اللَّهُمَّ اهْدِ بِهِ» (1) .
(حديث آخر)
8467 - رواه النسائى عن محمود بن عمير ين سعيد، عن أبيه: أن عتبان ابن مالك أصيب بصره، فأرسل إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -: أنى لا أستطيع أن أصلى [معك] ، فذكر الحديث (2) .
8468 - قال أبو يعلى: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامى، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبى سنان، عن أبى طلحة الخولانى، قال: أتينا عمير بن سعد فى نفر من أهل فلسطين، وكان يقال له: نسيج واحده، فقعدنا على دكان عظيم له فى داره، فقال لغلامه: يا غلام أورد الخيل- قال: وفى الدار تورٌ (3) من حجارة-، قال: فأوردها، قال: أين فلانة. قال: هى جربة تقطر ماء أو دمًا، فقال: أوردها، فقال القوم: إذا نتجرب الخيل كلها، فقال: أوردها، فإنى
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب، وقال: غريب، وعمرو بن واقد يضعف، جامع الترمذى: 5/687.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 8/206، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(3) التور: إناء من صفر، أو حجارة، وقد يتوضأ منه، وواضح هنا أنه كان حوضاً كبيراً شربت منه الخيل. يراجع النهاية: 1/120.(6/650)
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لاَ عَدْوَى، وَلاَ طَيْرَةَ، وَلاَ هَامَةَ، أَلَمء تَرَوْا إِلى الْبَعِيرِ مِنَ الإِبِلِ يَكُونُ بِالصَّحْرَاءِ، ثُم يُصْبِحُ فِى كِرْكِرَتِهِ (1) ، أَوْ فِى مَرَاقّهِ (2) نُكَتةٌ لم تَكُنْ قَبْلَ، فَمَنْ أَعْدَى الأَوَّلَ؟» (3) .
_________
(1) الكركة: بالكسر زور البعير الذى إذا برد أصاب الأرض، وهى ناتئة عن جسمه، وجمعها كراكر. النهاية: 4/16.
(2) المراق: ما سفل من البطن فمن تحته من بمواضع التى ترق جلودها. النهاية: 2/96.
(3) مسند أبى يعلى: 3/152؛ وقال الهيثمى: رواه أبو يعلى والطبرانى باختصار وفيه عيسى بن سنان الحنفى، وثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 5/102.(6/651)
1435- (عمير بن سعدٍ بن فهدٍ) (1)
ويقال: عمير بن فهد العبدى: أبو الأشعث.
8469 - قال أبو يعلى: حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن الأشعث بن عمير، عن أبيه، قال: أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - وفد عبد القيس [فلما أرادوا الانصراف قالوا: قد حفظتم عن النبى - صلى الله عليه وسلم - كل شىء سمعتموه منه، فاسألوه عن النبيذ. فأتوه، فقالوا: يا رسول الله إنا فى أرض وخمة لا يصلحنا فيها إلا الشراب. قال: «وما شرابكم؟» قالوا: النبيذ. قال: «فى أى شىْءٍ شربتموه؟» قالوا: فى النقير. فقال: «لا تشربوا فى النقير» .
فخرجوا من عنده، قالوا: والله لا يصالحنا قومنا على هذا. فرجعوا، فسألوا. فقال لهم مثل ذلك. فقال: «لا تشربوا فى النقير فيضربَ الرجلُ منكم ابن عمه ضربة لا يزال منها أعرج إلى يوم القيامة» . قال: فضحكوا. فقال: «أىَّ شىءٍ تَضْحَكُونَ؟» قالوا: يا
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/294، وأخرجه ابن حجر؛ والإصابة: 3/29، والاستيعاب: 2/488؛ والتاريخ الكبير: 6/536.(6/651)
رسول الله والذى بعثك بالحق. لقد شربنا فى نقير لنا، فقام بعضنا إلى بعض فضربه ضربة هو أعرج منها إلى يوم القيامة] (1) .
_________
(1) فى المخطوطة: «أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - وفد عبد القيس، فسألوه عن النبيذ، قالوا: إن أرضنا وخيمة لا تصلح يومنا إلا بشربه، فقال: «فى شىء تنبذونه؟» قالوا: فى النقير. قال: «فلا تشربوا فى النقير فيضرب رجل منكم ابن عمه ضربة لا يزال منها أعرج» قال: فضحكوا. قال: «مم تضحكون؟» قالوا: إن فينا رجلاً أصابه فضرب من ذلك فعرج» . وما أثبتناه من المراجع الآتية:
أخرجه أبو يعلى فى مسنده: 12/ 248؛ وأخرجه الطبرانى فى الكبير: 17/63؛ وأورده ابن الأثير فى أسد الغابة: 4/294؛ وقال الهيثمى: رواه أبو يعلى والطبرانى؛ وأشعث بن عمير لم أعرفه، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط، مجمع الزوائد: 5/61.(6/652)
1436- (عمير بن سلمة الضمرى) (1)
وهو: عمير بن سلمة بن منتاب بن طلحة بن جدى بن ضمرة بكر بن عبدمناة [بن كنانة] بن خزيمة بن مدركة. كان يسكن بين مكة والمدينة قريبًا من الروحاء (2) .
8470 - حدثنا هشيم، حدثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن / إبراهيم، أخبرنى عيسى بن طلحة بن عبيد الله، عن عمير بن سلمة الضمرى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بالعرج (3) ، فإذا بحمار عقير (4) لم يلبث أن جاء رجلٌ من بهز، فقال: [هذه] رميتى فشأنكم [بها] فأمر
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/295؛ والإصابة: 3/32؛ والاستيعاب: 2/493؛ والتاريخ الكبير: 6/533؛ واستكمل الطبرانى نسبه وما بين المعكوفين استكمال منه، المعجم الكبير: 17/63.
(2) الروحاء: من أعمال الفرع على بعد أربعين يومًا وقيل غير ذلك. معجم البلدان: 3/76.
(3) العرج: قرية جامعة فى دار من نواحى الطائف. معجم البلدان: 4/98.
(4) عقير: من العقر: وهو ضرب قوائم ونحوها بالسيف، ونحوه وهو قائم. تراجع النهاية: 3/114.(6/652)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر فقسمه بين الرفاق، ثم سار حتى أتى عقبة (1) أثاية فإذا هو بظبى فيه سهم وهو حاقف (2) فى ظل صخرة فأمر النبى - صلى الله عليه وسلم - رجلاً من أصحابه، قال: «قِفْ هَا هُنَا حَتَّى يَمُر الرفاق لا يَرْمِيهِ أَحَدٌ بِشَىْءٍ» (3) .
رواه النسائى عن قتيبة، عن بكر، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمى (4) .
وقال مالك وآخرون: عن يحيى، عن عيسى، عن عمير (5) .
_________
(1) أثاية: موضع فى طريق الجحفة بينه وبين المدينة خمسة وعشرون فرسخًا. معجم البلدان: 1/90؛ وفى تعليقات المجتبى: اثاية موضع بين الحرمين أو بئر بالقرب من العرج: 7/181 وحدودها مالك: بين كرديثة والفرج.
(2) حاقف: نائم قد انحنى فى نومه. النهاية: 1/243؛ الزرقانى: 2/287.
(3) من حديث عمير بن شيبة الضمرى فى المسند: 3/418، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى الصيد والذبائح (باب إباحة أكل لحوم حمر الوحش) : المجتبى: 7/181.
(5) الخبر أخرجه مالك فى الموطأ (باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد) وفيه: عن عمير عن البهزى. الموطأ مع شرح الزرقانى: 2/278.(6/653)
1437- (عمير بن عامر بن مالك) (1)
ابن خنساء بن مبذول الأنصارى: أبو داود المازنى. من بنى مازن بن النجار. شهد بدرًا.
قال: إنى لأتبع رجلاً [من المشركين يوم بدرٍ لاضربه] إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفى فعرفت أن غيرى قتله.
رواه ابن إسحاق، عن أبيه، عن رجلٍ عنه (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/296؛ والإصابة: 3/33؛ والاستيعاب: 2/483.
(2) السيرة النبوية لابن هشام مع الروض الأنف: 3/41، وما بين المعكوفين استكمال منه، أورده فى سياق الفصل الذى عنون له (الملائكة تشهد وقعة بدر) .(6/653)
8471 - وقال أبو نعيم: حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف، حدثنا عبد الله ابن محمد البغوى، حدثنا الزبير بن بكار، حدثنا أبو غوية: محمد بن موسى، حدثنا إسحاق بن جبير، عن جعفر ابن حمزة بن أبى داود المازنى، عن أبيه، عن جده: أبى داود. قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى مسجد ذى الحليفة فصلى فيه أربع ركعات. ثم أهل بالحج، فسمعه الذىين كانوا فى المسجد، فقالوا: أهل بالحج من المسجد، ثم خرج، فأتى براحلته بفناء المسجد، فلما استوت به أهل، فسمعه الذين بفناء المسجد، فلما على البيداء أهل، فسمعه الذين كانوا بالبيداء [فقالوا] أهل بالبيداء، وقد أصابوا كلهم.
وكذلك رواه يعقوب بن محمد الزهرى، عن أبى غزية به (1) .
1438- (عمير بن قتادة بن سعدٍ بن عامر) (2)
ابن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة الليثى ثم الجندعى، وأمه هنيدة بنت عطارد بن حاجب صحابى جليل (3) .
8472 - قال أبو داود فى الوصايا: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى، حدثنا معاذ بن هانئ، عن حرب بن شداد، عن يحيى ابن أبى كثير، عن عبد الحميد ابن سنان، عن عبيد بن عمير، عن
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى من طريق يعقوب بن محمد الزهرى عن أبى غزية، المعجم الكبير: 17/54؛ وقال الهيثمى: فيه إسحاق بن سعيد بن جبير، قال الذهبى: مجهول، وفيه جماعة لم أعرفهم، مجمع الزوائد: 3/222.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/296؛ والإصابة: 3/35؛ والاستيعاب: 2/489؛ والتاريخ الكبير: 6/530؛ وأورد الطبرانى نسبه، المعجم الكبير: 17/47.
(3) يراجع بشأنه أسد الغابة: 4/42.(6/654)
أبيه- وكانت له صحبة-: أن رجلاً سأله، فقال: يا رسول الله ما الكبائر؟ / فقال: «هُنَّ تِسْعٌ» ، فذكر معناه وزاد: «وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ الْمُسْلِمَيْنِ، وَاسْتِحْلالُ الْبَيْتِ الْحَرَامِ قِبْلَتِكُمْ أَحْيَاءً، وَأَمْوَاتًا» (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود (باب ما جاء فى التشديد فى أكل مال اليتيم) : سنن أبى داود: 3/115.(6/655)
8473 - وقد روى مثله من طريق ثور بن زيد، عن أبى الغيث، عن ابى هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: « [اجْتَنِبُوا السَّبْع الْمُوبِقَات] » (1) . قيل: يا رسول الله، وما هن؟ قال: «الإشْرَاكُ باللهِ، والْسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِى حَرَّمَ اللهُ إلاَّ بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالْفِرَارُ (2) يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاتِ» (3) .
وروى النسائى حديث عمير بن قتادة، عن عياش العنبرى، عن معاذ بن هانئ به (4) .
8474 - وقد رواه أبو نعيم، عن أبى بكر بن خلادٍ، عن الحارث بن ابى أسامة، عن العباس بن الفضل، عن حرب بن شداد، عن يحيى بن أبى كثير، عن عبد الحميد بن سنان، عن عبيد بن عمير، عن أبيه: أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى حجة الوداع، فسمعه يقول: «أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ الْمُصَلُّونَ، أَلا إِنَّهُ مَنْ يُقِيمُ الصَّلَوات الْمَكْتُوبَةَ يَرَى أَنَّهَا للهِ وَاجِبًا، وَيُؤَدِّى الزَّكَاةَ إِحْسَانًا، وَيَصُومُ رَمَضَانَ،
_________
(1) فى الأصول: «الكبائر سبع» وما أثبتناه من أبى داود.
(2) لفظ أبى داود: «والتولى» .
(3) الباب السابق من الوصايا، سنن أبى داود: 3/115.
(4) الخبر أخرجه النسائى بعضه عن العباس بن عبد العظيم العنبرى، عن معاذ بن هانئ (باب ذكر الكبائر) : المجتبى: 7/82؛ وتراجع تحفة الأشراف: 8/206.(6/655)
وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ» ، قال: وما الكبائر؟ قال: «أَعْظَمُهَا الإشْرَاكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَالْسِّحْرُ، وَاسْتِحْلالُ الْبَيْتِ الْحَرَمِ، مَنْ لَقِىَ اللهَ، وَهُوَ بَرِىءٌ مِنْهُنَّ كَانَ مَعِى فى جَنَّةٍ مَصَارِعُهَا مِنْ ذَهَبٍ» (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير مع اختلاف فى بعض لفظه، المعجم الكبير: 7/47؛ وقال الهيثمى: رجاله موثوقون، مجمع الزوائد: 1/48.(6/656)
8475 - رواه ابن ماجه، عن هشام بن عمار، عن رفدة بن قضاعة الغسانى؛ عن الأوزاعى، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جده، قال: كان النبى - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه مع كل تكبيرة فى الصلاة المكتوبة (1) .
(حديث آخر)
8476 - رواه أبو نعيم من طريق حوثرة بن أشرس، أخبرنى سويد: أبو حاتم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جده: أن رجلاً قال: يا رسول الله أى الصلاة افضل؟ قال: «طُولُ الْقُنُوتِ» . قال: أى الصدقة أفضل؟ قال: «جَهْدُ الْمُقِلّ» ، قال: أى المؤمنين أكمل غيمانًا؟ قال: «أَحْسَنَهُمْ خُلُقًا» (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الصلاة (باب رفع اليدين إذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع) : سنن ابن ماجه: 1/280، وفى الزوائد: هذا إسناد فيه رقدة بن قضاعة وهو ضعيف، وعبد الله لم يسمع من أبيه، حكاه العلائى عن ابن جريج.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 17/48؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأسط، وفيه سويد ابن حاتم، اختلف فى ثقته وضعفه، مجمع الزوائد: 1/58.(6/656)
1439- (عمير بن مالك) (1)
8477 - قال: قال رجلٌ: يا رسول الله إنى لقيت أبى فى الحرب، فصفحت عنه، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، / فقال آخر: إنى لقيت أبى فى الحرب فسمعت مقالته فى سيئة فقتلته، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
رواه أبو موسى من طريق الثورى، عن إسماعيل بن سميع عنه (2) .
1440- (عمير بن نويم) (3)
يعد فى الكوفيين.
8478 - قال ابن الأثير: حدثنيه عن شعبة ومسعر، عن عبيد الله ابن الحسن، عن عبد الرحمن بن معقل، عن غالب بن أبجر وعمير ابن نويم: أنهما سألا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالا: لم يبق من أموالنا غير الحمر الأهلية؟ فقال: «أَطْعِمُوا أَهْلِيكُم مِنْ [سَمِين] مَالِكُم، فَإِنِّى إِنَّمَا قَذَرْتُ لَكُم جَوَّالَ الْقَرْيَةِ» .
رواه أبو عمر (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/296؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين، الإصابة: 3/181.
(2) المرجعان السابقان، وقال ابن حجر: ذكره ابن شاهين، وساق له حديثًا، واستدركه أبو
موسى، فوهم؛ لأن ابن مندوه أخرجه وأورده على الصواب فى حرف الميم، وهو مالك بن
عمير.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/298؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين، وقال: عمير بن عويم ذكره ابن عبد البر وقال: يعد فى الكوفيين؛ الإصابة: 3/181؛ ولكن ابن عبد البر قال: ابن نويم؛ الاستيعاب: 2/492.
(4) المراجع السابقة، وما بين المعكوفين منها. وقال ابن حجر: ذكره ابن عبد البر، ثم ساق من طريق عبد الله بن سلمة الأفطس، ثم قال: وقد خبط فيه الأفطس، وهو متروك، وقال القطان: ليس بثقة فيه نقص وتخريف وإنما عبد الله ابن عمرو بن لويم، وقد أخرجه أبو داود، وذكر بعض طرقه، وليس فى شىء منها عمير بن عويم.(6/657)
1441- (عمير بن نيار) (1)
ويقال: عمير بن عقبة بن نيار الأنصارى، ابن أخى أبى بردة، أو أخوه، وهو بدرى جليل.
8479 - روى له النسائى، وأبو نعيم من حديث وكيع، عن سعيد بن سعيد التغلبى، عن سعيد بن عمير الأنصارى، عن أبيه- وكان بدريًا-. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاةً مُخْلِصًا بِهَا قَلْبهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَرَفَعَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ بِهَا عَشْرَ سَيِّئَاتٍ» (2) .
ورواه بعضهم عن عمير بن عقبة بن نيار عن عمه أبى بردة بن نيار كما سيأتى (3) .
1442- (عميرٌ: أبو أبى بكرٍ) (4)
8480 - قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عثمان ابن أبى شيبة، عن على بن المدينىّ، عن معاذ ابن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن أبى بكر ابن عمير، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إِنَّ اللهَ وَعَدَنِى أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِى ثَلاَثَمِائة
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/299؛ وقال ابن حجر: عمير بن عقبة بن نيار: الإصابة: 3/34؛ وقال ابن عبد البر: عمير والد سعيد بن عمير الأنصارى؛ الاستيعاب: 2/492؛ وقال البخارى: عمير بن سعيد عن عمه أبى بردة، التاريخ الكبير: 6/532.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 8/207؛ ويرجع إليه فى أسد الغابة: 4/299.
(3) الخبر أخرجه البزار من حديث سعيد بن عمير عم عمه أبى بردة، كشف الأستار: 4/46؛ وقال الهيثمى: رواه البزار ورجاله ثقات ورواه الطبرانى، مجمع الزوائد: 10/162.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/286؛ والإصابة: 3/37 وقال: عمير غير منسوب روى عنه ولده أبو بكر؛ وقال البخارى: له صحبة، التاريخ الكبير: 6/531.(6/658)
أَلْفٍ بِغَيْرِ حِسَابٍ» ، فقال عمير زدنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هكذا بيده، فقال: زدنا يا نبى الله، قال: وهكذا بيديه، فقال عمر بن الخطاب: حسبك يا عمير، فقال: وما عليك يا ابن الخطاب أن يدخلنا الله الجنة، فقال عمر: إن الله إن شاء أدخل الجنة بحفنة واحدة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صَدَقَ عُمَرُ» (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 17/64؛ وقال الهيثمى: أبو بكر بن عمير لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 10/405.(6/659)
1443- (عميرٌ: والد مالك) (1)
8481 - سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن اللقطة، فقال: «عَرِّفْهَا، فَإِنْ جَاءَ مَنْ يَعْرِفُهَا، فَادْفَعْهَا / إِلَيْهِ، وَإلاَّ فَاسْتَمْتِعْ بِهَا، وَأَشْهِدْ عَلَيْكَ، فَإِنْ جَاءَ طَالِبُهَا، فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ، وَإلا فَهُوَ مَالُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ» .
رواه أبو بكر الإسماعيلى، من طريق ابنه مالك عن أبيه (2) .
1444- (عميرٌ: جد معروف بن واصل) (3)
سكن الكوفة
8482 - قال أبو القاسم البغوى: حدثنا الحسن بن محمد الزعفرانى وغيره قالوا: حدثنا أسباط بن محمد، عن معروف بن واصل، عن حفصة بنت طلق، عن عمير: جد معروف بن واصل، قال: كنت عند النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأتى بطبق من تمر، فقال: «هَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟» قال: بل، صدقة، ففرقه فى أصحابه، فقال: «كُلُوا» فأخذ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/297؛ والإصابة: 3/38.
(2) المرجعان السابقان، وقال ابن حجر: سنده ضعيف جدًا.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/298؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين: الإصابة: 3/181.(6/659)
الحسن ابن على تمرة فألقاها فى فيه، فانتزعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فيه، وقال: «إِنَّا ألُ محمدٍ لا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ» .
وذكره أبو نعيم من طريق معروف، عن حذيفة، عن أبى عميرة: رشيد بن مالك، قال معروف: هو جد أبى أو أمى فذكر مثله (1) .
_________
(1) قال ابن حجر: هو خطأ نشأ عن تغيير ونقص، والصواب: عن أبى عمير تقدم فى حرف الراء فى ترجمة رشيد بن مالك، الإصابة؛ والخبر أخرجه الطبرانى من طريق معروف بن واصل السعدى، قال: حدثتنى حفصة بنت طلق قالت: حدثنا أبو عميرة: رشيد ابن مالك، المعجم الكبير: 5/75؛ وقال الهيثمى من حديث أبى عمير، أو أبى عميرة: رواه أحمد والطبرانى فى الكبير، إلا أن أحمد سماه أسيد بن مالك، وسماه الطبرانى رشيد ابن مالك، وفيه حفصة بنت طلق، ولم يرو عنها غير معروف بن واصل، ولم يوثقها أحد، مجمع الزوائد: 3/89.(6/660)
1445- (عميرٌ: مولى آبى اللحم) (1)
8483 - حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابن وهب، قال: قال حيوة، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمىّ، عن عميرٍ: مولى آبى اللحم: أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستسقى عند أحجار الزيت قريبًا من الزوراء، قائمًا يدعو، يستسقى رافعًا كفيه، لا يجاوز بهما رأسه، مقبلٌ بباطن كفيه إلى وجهه (2) .
8484 - حدثنا هارون، حدثنا ابن وهب، عن حيوة، عن عمر بن مالك، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عميرٍ: مولى آبى اللحم: أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر مثله (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/284؛ والإصابة: 3/38؛ والاستيعاب: 2/490؛ والتاريخ الكبير، وقال: له صحبة: 6/530.
(2) من حديث عمير: مولى آبى اللحم فى المسند: 5/223.
(3) المرجع السابق.(6/660)
رواه أبو داود عن بمحمد بن سلمة] (1) من طريق محمد بن إبراهيم به (2) .
_________
(1) ما بين المعكوفين من سنن أبى داود وتحفة الأشراف: 8/208؛ وورد مكانها فى المخطوطة: «عن أحمد، والترمذى والنسائى عن قعصة بن بشر ورواه ابن ماجه» فتداخلت هذه العبارة سهوًا من التاريخ وهى من تخريج خبره الآخر: شهدت خيبر مع سادتى، وسيأتى بعد.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة (باب رفع اليدين فى الاستسقاء) : سنن أبى داود: 1/303؛ وأخرجه فى الباب عن مسلم بن إبراهيم من طريق محمد بن إبراهيم قال: أخبرنى من رأى النبى - صلى الله عليه وسلم - يدعو عند أحجار الزيت باسطًا كفيه، السنن: 1/304.(6/661)
8485 - حدثنا بشر بن المفضل، عن محمد بن زيد: حدثنى عمير: مولى آبى اللحم، قال: شهدت حيبر مع سادتى فكلموا فى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلدت سبفًا، فإذا أنى أجره، فأخبر أنى مملوك، فأمر لى بشىء من خرثىّ (1) المتاع (2) .
[رواه أبو داود عن أحمد بن حنبل، والترمذى عن قتيبة، عن بشر بن المفضل، والنسائى عن قتبة به، وابن ماجه عن على بن محمد من حديث محمد ابن زيد بن المهاجر بن قنفذ] (3) .
_________
(1) الخرثى: اثاث البيت ومتاعه. النهاية: 1/286.
(2) من حديث عمير: مولى آبى اللحم فى المسند: 5/223؛ والعبارة التى بين المعكوفين سقط من النساخ وقد ورد بعضها فى الحديث السابق.
(3) ما بين المعكوفين من تحفة الأشراف: 8/208.
والخبر أخرجه أبو داود فى الجهاد (باب فى المرأة والعبد بحذيان من الغنيمة) : سنن أبى داود: 3/75، وقال أبو داود: معناه أنه لم يسهم له، وقال: قال أبو عبيد: كان حرم اللحم على نفسه فسمى آبى اللحم.
وأخرجه الترمذى فى السير (باب هل يسهم للعبيد) وقال: حسن صحيح، جامع الترمذى: 4/127؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 8/208؛ وأخرجه ابن ماجه فى الجهاد (باب العبيد والنساء يشهدون مع المسلمين) : سنن ابن ماجه: 2/952.(6/661)
8486 - حدثنا ربعى بن إبراهيم: أخو إسماعيل بن علية، وأثنى عليه خيرًا، قال: وكان يفضل على إسماعيل، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن محمد بن زيد/ ابن المهاجر، عن عمير: مولى آبى اللحم، قال: شهدت مع سادتى خيبر فأمر بى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلدت سيفًا، فإذا أنا أجره، قال: فقيل إنه عبد مملوك، قال: فأمر لى بشىء من خرثى المتاع.
قال: وعرضت عليه رقية كنت أرقى بها المجانين فى الجاهلية. قال: «اطْرَحْ مِنْهَا كَذَا، وَكَذَا، وَارْقِ بِمَا بَقِىَ» .
قال محمد بن زيد: وأدركته وهو يرقى بها المجانين (1) .
8487 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، عن عمير: مولى آبى اللحم، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند أحجار الزيت يستسقى رافعًا بطن كفيه (2) .
8488 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا محمد بن زيد ابن المهاجر ابن قنفذ، عن عمير: مولى [آبى] اللحم، قال: كنت أرعى بذات الجيش (3) فأصابتنى خصاصة، فذكرت ذلك لبعض أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم -، فدلونى على [حائط لبعض] الأنصار، فقطعت منه أقناء، فأخذونى، فذهبوا بى إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته بحاجتى،
_________
(1) من حديث عمير: مولى آبى اللحم فى المسند: 5/223.
(2) من مسانيد الإمام أحمد، ولم نعثر عليها فى المسند.
(3) ذات الجيش، وقال بعضهم: أولات الجيش: موضع قرب المدينة وهو واد بين ذى الحليفة ويرثان. معجم البلدان: 2/200.(6/662)
فأعطانى قنوًا واحدًا، ورد سائره إلى أهله (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى فى الكبير، وفى رواية أحمد عن عمير أيضًا قال: وساق هذه الرواية، ثم قال: وإسناده الثانى فيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وإسناده الأول فيه أبو بكر بن المهاجر ذكره ابن أبى حاتم، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 4/163؛ وفى تعليق لمحقق الطبرانى قال: ونسبه فى المجمع إلى أحمد، وهو خطأ، المعجم الكبير: 17/67 وما بين المعكوفات منه. نقول: ليس بخطأ فقد حفظه علينا ابن كثير- رحمه الله- وهو مما ترجح أنه من الأحاديث التى سقطت من المسند.(6/663)
8489 - حدثنا صفوان، حدثنا يزيد بن أبى عبيد، عن عمير: مولى آبى اللحم. قال: أمرنى مولاى أن أقدد له لحمًا، قال: فجاء مسكين فأطعمته منه، قال: فعلم بذلك فضربنى، قال: فأتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته، فقال: «وَلِمَ ضَرَبْتُه؟» قال: أطعم طعامى من غير أن آمره، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الأَجْرُ بَيْنَكُمَا» (1) .
رواه مسلم، وابن ماجه من طريق محمد بن مهاجر، ورواه مسلم أيضًا والنسائى جميعًا عن قتيبة عن حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن ابى عبيد عنه به (2) .
8490 - حدثنا ربعى بن إبراهيم، حدثنا عبد الرحمن- يعنى ابن إسحاق-، حدثنى أبى، عن عمه، وعن أبى بكر بن زيد: أنهما سمعا عميرًا: مولى آبى اللحم. قال: أقبلت مع سادتى نريد الهجرة، حتى إذا دنونا من المدينة، قال: فدخلوا المدينة وخلفونى فى ظهورهم،
_________
(1) الخبر أورده السيوطى، وعزاه إلى الحاكم فى المستدرك، جمع الجوامع: 1/3788 ولكنه ربما سقط من المسند.
(2) العبارة وردت متقسمة عن الخبر، فنقلناها إلى ترتيبها، وهذا حسب طريقة الإمام أحمد، وهو مما يرجخ أن الخبر سقط من المسند.
والخبر أخرجه مسلم فى الزكاة (باب ما أنفق العبد من مال مولاه) : مسلم بشرح النووى: 3/64؛ والنسائى فى الزكاة أيضًا (باب صدقة العبد) : المجتبى: 5/48؛ وابن ماجه فى التجارات (باب ما للعبد أن يعطى ويتصدق) : سنن ابن ماجه: 2/770.(6/663)
قال: فأصابنى مجاعة شديدة، قال: فمر بى بعض من يخرج من المدينة، فقالوا لى: لو دخلت المدينة، فأصبت من تمر حوائطها. قال: فدخلت حائطًا: فقطعت منه قنوين، فأتانى صاحب الحائط، فأتى بى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره خبرى، وعلى ثوبان، فقال لى: «أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟» فأشرت له إلى أحدهما، قال: «خُذْهُ» ، وأعطى صاحب الحائط الآخر، وخلى سبيلى (1) .
إنتهى
الجزء الخمسون من "تجزئة المصنف"
بإذن الله
_________
(1) من حديث عمير: مولى آبى اللحم فى المسند: 5/223.(6/664)
الجُزء الحادى والخمسون
رب يسر(6/665)
1446- (عميرة بن فروة: لا فروخ) (1)
والد العُرْس بن عميرة
8491 - قال أبو بكر بن ابى عاصم، حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير، عن سيف بن سليمان، سمعت عدى [ابن عدى الكندى] يحدث مجاهدًا: حدثنى مولى لنا عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ لا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ، حَتَّى يَرَوُا الْمُنْكرَ بَيْنَ ظهْرَانيهِم وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِرُوهُ فَلاَ يُنْكِرُونَهُ، فَلَوْ فَعَلُوا ذَلِكَ عَذَّبَ اللهُ الْعَامَّةَ بِذَنْبِ الْخَاصَّةِ» (2) .
1447- (عنان) (3)
8492 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَامَ سِتًا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ السَّنَةِ» .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/302؛ والإصابة: 3/39.
(2) المرجعان السابقان، وما بين المعكوفين من ابن الأثير، والخبر أخرجه أحمد من حديث عدى بن عميرة الكندى فى المسند: 4/192؛ وقال الهيثمى: رواه أحمد من طريقين (عدى بن عدى الكندى) أحدهما هذه، والأخرى عن عدى بن عدى، حدثنا مولى لنا، وهو الصواب، وكذلك رواه الطبرانى وفيه رجل لم يسم، وبقية رجاله رجال أحد الأسانيد ثقات، مجمع الزوائد: 7/267.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/303؛ وأخرجه بن حجر فى القسم الرابع من حرف العين؛ والإصابة: 3/182.(6/665)
رواه العسكرى من طريق ابنه عبد الرحمن عنه (1) .
_________
(1) المرجعان السابقان؛ وقال الحافظ ابن حجر نقلاً عن العسكرى: وهو تصحيف، وإنما غنام بالغين المعجمية، وتشديد النون، وآخره ميم.(6/666)
1448- (عنترة: أبو هارون الشيبانى) (1)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُم؟» قلنا: القتل فى سبيل الله. قال: «وَالْمَبْطُونُ، وَالْمُتَرَدِّى، وَالْنَّفَسَاءُ، والْغَرِيقُ، وَالْحَرِيقُ، وَالْغَرِيبُ» .
8493 - رواه أبو موسى من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده (2) .
1449 - (العوام بن جهيل المسلمى)
سادن يغوث (3)
8494 - قابل أبو أحمد العسكرى بن عباد، عن هشام بن الكلبى، قال: كان العوام بن جهيل يحدث بعد إسلامه: أنه قال: كنت أسمر مع جماعة من قومى، فإذا أدوا إلى رحالهم نمت أنا فى بيت الصنم، فنمت فى ليلة ذات ريح وبرق ورعد، فلما انهار (4) الليل سمعت صارخًا من جوف الصنم، ولا نسمع منه كلامًا قبل ذلك، وهو يقول: يا عوام بن جهيل حل بالأصنام الويل، هذا نور سطع من الأرض الحرام، فودع يغوث بالسلام.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/305؛ والإصابة: 3/40.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 18/87؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى وعبد الملك متروك، مجمع الزوائد: 5/301.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/307؛ والإصابة: 3/40.
(4) انهار الليل: ذهب أكثره، تراجع النهاية: 4/257.(6/666)
قال: فألقى الله فى قلبى البراءة من الأصنام، وكتمت قومى ما سمعت، وإذا هاتف يقول:
هل تسمعن القول يا عوام ... أم قد صممت عن مدى الكلام
قد كشفت دياجر الظلام ... وأصفق الناس (1) على الإسلام/
قال: فقلت:
يا أيها الهاتف بالنوام ... لست بذى وقر (2) عن الكلام
فبينن عن سنة الإسلام
فأجابنى يقول:
ارحل على اسم الله والتوفيق ... رحلة لاوان ولا مشيق (3)
إلى فريق خير ما فريق ... إلى النبى الصادق المصدوق
قال: فرميت الصنم وخرجت إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فصادفت وفد همدان يريدونه، فأخبرته خبرى، فسر بقولى، وقال: «أَخْبِرِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَرَنِى بِكَسْرِ الأَصْنَامِ، فَرَجَعْنَا إِلَى الْيَمَنِ، وَقَدْ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَنَا للإِسْلامَ» (4) .
_________
(1) أصفق الناس: اجتمعوا، تراجع النهاية: 2/266.
(2) الوقر: ثقل السمع. النهاية: 4/225.
(3) المشيق: المهزول. المصدر السابق: 4/306.
(4) أورد الخبر ابن الأثير وابن حجر فى ترجمته، من طريق هشام الكلبى قال أحمد عن حنبل: إنما كان صاحب سمر ونسب، ما ظننت أن أحدًا يحدث عنه، وقال الدارقطنى وغيره: متروك الميزان: 4/304.(6/667)
1450- (عوسجة بن حرملة بن جذيمة بن سبرة) (1)
ابن خديج بن مالك بن عمرو بن ذهل بن عمرو بن ثعلبة بن
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/308؛ والإصابة: 3/41.(6/667)
رفاعة بن نصير ابن مالك بن غطفان بن قيس بن جهينة الجهنى، سكن فلسطين، ذكره البخارى فى الصحابة.(6/668)
8495 - روى أبو نعيم من حديث عروة بن الوليد، عن عوسجة، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رآه يعمل أشياء كثيرة لا يفعلها غيره: «يَا عَوْسَجَةُ سَلْنِى أُعْطِكَ» (1) .
من اسمه عوف
1451- (عوف بن حصيرة الشامى) (2)
8496 - روى عنه الشعبى مرفوعًا: «السَّاعَةُ الَّتِى تُرْجَى فِيهَا الإِجَابَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَا بَيْنَ أَنْ يَخْرُجَ الإِمَامُ إِلَى انْقِضَاءِ الصَّلاةِ» .
رواه أبو نعيم (3) .
1452- (عوف بن سراقة الضمرى) (4)
أخو جعيل
8497 - قال: لما أصاب أخى عينه يوم قريظة لم يجعل له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دية ولما أصاب سنان بن سلمة نفسه لم يجعل له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دية (5) .
_________
(1) المرجعان السابقان.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/310؛ والإصابة: 3/42؛ وقال: عوف بن حظيرة؛ وقال البخارى: عوف بن حصين الشامى، وذكره فى التابعين، التاريخ الكبير: 7/57.
(3) أسد الغابة، والإصابة.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/310؛ والإصابة: 3/42.
(5) المرجعان السابقان.(6/668)
1453- (عوف [بن سلمة] بن سلامة بن وقش الأنصارى:
أبو سلمة) (1)
8498 - قال أبو بكر بن أبى عاصم، حدثنا دحيم، حدثنا ابن فديك، عن إبراهيم بن إسماعيل بن ابى حبيبة الأشهلى، عن عوف بن سلمة [بن عوف] ، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ، وَلأَبْنَاءِ الأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الأَنْصَار» (2) . /
1454- (عوف بن القعقاع بن معبد بن زرارة) (3)
ابن عدس بن زيد بن عبد الله بن درام بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمى الدارمى، عداده فى أعراب البصرة.
8499 - روى أبو نعيم: من طريق محمود بن يزيد بن قيس بن عوف بن القعقاع، عن أبيه، عن جده، قال: وفد أبى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا غليم فأمر لكل رجل ببردين، وأمر لى ببرد، فلما انصرفنا باع رجل منهم أحد برديه، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بردين، فنظر إلى، وقال: «مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذِهِ؟» قلتُ: اشتريتها من فلان، قال: «أَنْتَ كُنْتَ أَحَقَّ إِذْ ضَيَّعَ مَا أَعْطَاهُ رَسُولُ اللهِ» (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/311؛ والإصابة: 3/42؛ والاستيعاب: 3/131.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 18/82 وزاد فيه: «ولموالى الأ، صار» ؛ وقال ابن عبد البر: حديثه يدور على ابن أبى حبيبة الأشهلى، عن عوف بن سلمة، فإسناده كله ضعيف، الاستيعاب، ونقلاه عنه فى أسد الغابة والإصابة.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/312؛ والإصابة: 3/43.
(4) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 18/81؛وقال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه جماعة لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 9/400.(6/669)
1455- (عوف بن مالك بن أبى عوف الأشجعى) (1)
أول مشاهده خيبر، وكانت راية أشجع معه يوم الفتح، سكن دمشق، وكانت له بها دارٌ عند دار العدل العتيق.
(الأزرق بن قيس عنه)
8500 - قال الطبرانى: حدثنا المقدام بن داود، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن عوف بن مالك: [أنه أتى على بن أبى بن كعب وهو يقص] . فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَقُصُّ إِلاَّ أَمِيرٌ أَوْ مَأْمُورٌ أَوْ مُتَكَلّفٌ» .
فأمسك عن القص حتى أمره معاوية (2) .
[بكير بن عبد الله الأشج] (3)
8501 - حدثنا أبو بكر الحنفى، حدثنا الضحاك بن عثمان، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، قال: دخل عوف بن مالك، هو وذو الكلاع مسجد بيت المقدس، فقال له عوف: عندك ابن عمك. فقال ذو الكلاع: أما إنه من خير، أو من صالح الناس، فقال عوف: أشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لاَ يَقُصُّ إِلاَّ أَمِيرٌ أَوْ مَأْمُورٌ أَوْ مُتَكَلِّفٌ» تفرد به (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/312؛ والإصابة: 3/43؛ والاستيعاب: 3/131؛ والتاريخ الكبير: 7/56.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 18/67، وما بين المعكوفين استكمال منه؛ وقال الهيثمى: رواه أبو داود غير قوله: «أو متكلف» رواه الطبرانى فى الأوسط وفيه ربرك أبو العباس الرازى، ولم أر من ترجمة. مجمع الزوائد: 1/190.
(3) زيادة يستلزمها السياق.
(4) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 6/22.(6/670)
[جبير بن نفير] (1)
_________
(1) زيادة يستلزمها السياق.(6/671)
8502 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن معاوية، عن حبيب ابن عبيد، حدثنى جبير بن نفير، عن عوف بن مالك، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[صلى] على ميت، ففهمت من صلاته عليه: «اللَّهُمَّ اغْفِرْلَهُ [وَارْحَمْهُ] ، وَعَافِهِ، وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزَلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجَةً خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَنَجِّهِ مِنَ النَّارِ وَقِهِ عَذَابَ الْقَبْرِ» (1) .
رواه مسلم/ عن إسحاق بن إبراهيم، عن ابن مهدى، وعن هارون بن سعيد عن ابن وهب كلاهما: عن حبيب بن عبيد كلاهما: عن جبير بن نفير، ومن وجهٍ آخر عنه به.
ورواه الترمذى، والنسائى من حديث معاوية بن صالح به، وقال الترمذى: حسنٌ صحيحٌ (2) .
8503 - حدثنا حيوة، أنبأنا بقية بن الوليد، حدثنى بجير بن سعد، عن خالد ابن معدان، عن جبير بن نفير، عن عوف بن مالك: أنه قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فى أصحابه، فقال: «الْفَقْرَ تَخَافُونَ، أَوْ الْعَوَزَ؟ أَوْ تَهُمّكُم الدُّنْيَا؟ فَإِنَّ اللهَ فَاتِحٌ لَكُمْ أَرْضَ فَارِسَ وَالرُّومَ،
_________
(1) من حديث عوف بن مالك الأشجعى فى المسند: 6/32، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) الخبر أخرجوه فى الجنائز: مسلم فى (باب الدعاء للميت) : مسلم بشرح النووى: 2/625؛ والترمذى فى (باب ما يقول فى لاصلاة على الميت) : جامع الترمذى: 3/336؛ وأخرجه النسائى فى الطهارة (باب الوضوء بماء البرد) وفى الجنائز (باب الدعاء) : المجتبى: 1/46، 4/59؛ وأخرجه فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 8/210.(6/671)
وَتُصَبُّ عَلَيْكُن الدُّنْيَا صَبًّا حَتَّى لاَ يَزِيغَكُمْ بَعْدِى- إِنْ أَزَاغَكُم - إلاَّ هِىَ» (1) تفرد به.
_________
(1) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/54.(6/672)
8504 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، حدثنا عبد الرحمن ابن جبير ابن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعى. قال: انطلق النبى - صلى الله عليه وسلم - يومًا، وأنا معه، حتى دخلنا كنيسة اليهود يوم عيد لهم، فكرهوا دخولنا عليهم، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ أَرُونِى عَشَرَ رَجُلاً يَشْهَدُونَ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ محمدًا رسولُ الله يُحْبط اللهُ عَنْ كُلِّ يَهُودِىِّ تَحْتَ أديم السَّمَاء الْغَضَبَ الَّذِى غَضِبَ عَلَيْه؟» .
قال: فأسكتوا ما أجابه منهم أحدٌ، ثم رد عليهم. فلم يجبه أحدٌ ثم ثلث فلم يجبه أحدٌ منهم، [فقال: «أَبَيْتُمْ] فَوَا اللهِ إِنِّى لأَنَا الْحَاشِرُ وَأَنَا الْعَاقِبُ وَأَنَا النبىُّ الْمُصْطَفَى آمَنْتُمْ بِى أَوْ كَذَّبْتُم» .
ثم انصرف، وأنا معه حتى إذا كدنا أن نخرج، نادى رجلٌ من خلفنا، كما أنت يا محمد، قال: فأقبل، فقال ذلك الرجل: أى رجل تعلمونى [فيكم] يا معشر اليهود؟ فقالوا: والله ما نعلم أنه كان فينا رجلٌ أعلم بكتاب الله منك، ولا أفقه منك، ولا من أبيك قبلك، ولا من جدك قبل أبيك، قال: فإنى أشهد له أنه نبى الله الذى تجدونه فى التوراة، قالوا: كذبت، ثم ردوا عليه قوله، وقالوا فيه [شرًا] .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كَذَبْتُمْ لَنْ يُقْبَلَ قَوْلُكُم، أَمَّا آنِفًا فتثنون عليه [مِن] الْخَيْرِ مَا شِئْتُم، وَلَمَّا آمن كَذَّبْتُمُوه وَقُلْتُم فِيهِ مَا قُلْتُم، فَلِنْ يُقْبَلَ قَوْلُكُمْ» . قال: فخرجنا، ونحن ثلاثة: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا، وعبد الله بن سلام، وأنزل الله عز وجل {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ(6/672)
اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ [فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ] } تفرد به (1) .
_________
(1) الآية 10 من سورة الأحقاف، والخبر من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/25، وما بين المعكوفات استكمال منه.(6/673)
8505 - حدثنا/ أبو المغيرة، حدثنا صفوان، حدثنا عبد الرحمن بن جبير ابن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعى، قال: أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فسلمت عليه، فقال: «عَوْفٌ؟» فقلت: نعم فقال: «ادْخُلْ» ، قال: قلت: كلى أو بعضى؟ قال: «بَلْ كُلُّكَ» .
قال: «اعْدُدْ يَا عَوْفُ سِتًّا بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ: أَوَّلُهُنَّ مَوْتِى» ، قال: فاستبكيت حتى جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسكتنى، قال: قلت: إحدى، «وَالْثَّانِيَةُ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ» . قال: اثنين: «وَالْثَّالِثِةِ مُوتَان يَكُونُ فى أُمَّتِى يَأْخُذًهُم مِثْلَ قُعَاصِ الْغَنَمِ» (1) . قال: ثلاثًا: «وَالْرَّابِعَةُ فِتْنَةٌ تَكُونُ فى أُمَّتِى وَعُظْمُها» (2) . «قُلْ أَرْبَعًا، وَالْخَامِسَةُ يَفِيضُ فِيكُم الْمَالُ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُعْطَى الْمِائَةَ دِينَارٍ فَيَتَسَخَّطُهَا، قل خَمْسًا، والْسَّادِسَةُ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِى الأَصْفَرِ فَيَسِيرُونَ إِلَيْكُمْ عَلَى ثَمَانِينَ غَايَةً» . قلت: وَما الغاية؟ قال: «الْرَّايَةُ تَحْتَ كُلِّ رَيَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ فِى أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا الْغُوطَةُ فِى مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ» تفرد به من هذا الوجه (3) .
8506 - وبه: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء [فى] قسمه من يومه، فأعطى الآهل حظين وأعطى العزب حظًا واحدًا، فدعينا، وكنت أدعى قبل عمار بن ياسر، [فدعين] فأعطانى حظين، وكان لى أهلٌ،
_________
(1) قعاص الغنم: داء يأخذ الغنم لا يلبثها أن تموت. النهاية: 3/267.
(2) عظم الشىء: أكبره. النهاية: 3/108.
(3) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/25.(6/673)
ثم دعا بعمار بن ياسر، فأعطى حظًا واحدًا فبقيت [قطعة] سلسلة من ذهب، فجعل النبى - صلى الله عليه وسلم - يرفعها بطرف عصاه فتسقط ثم رفعها وهو يقول: «كَيْفَ أَنْتُمْ يَوْمَ يَكْثُرُ لَكُمْ مِنْ هَذَا» تفرد به (1) .
ورواه الطبرانى: من حديث أبى المغيرة: زاد: فقال رجلٌ والله لوددنا أن لو أكثر لنا منه، فصبر من صبر وفتن من فتن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فَلَعَلَّكَ تَكُونُ فِيهِ شَرَّ مَفْتُونٍ» (2) .
_________
(1) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/25، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 18/45؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجاله رجال لاصحيح، ومتنه منكر، فإن النبى - صلى الله عليه وسلم - لا يقول ذلك لرجل من أهل برر. والله أعلم. مجمع الزوائد: 5/341.(6/674)
8507 - حدثنا أبو المغيرة، عن صفوان، عن عبد الرحمن، عن أبيه: جبير ابن نفير، عن [عوف بن] مالك، قال: غزونا إلى طرف الشام، فأمر علينا خالد بن الوليد، قال: فانضم إلينا رجلٌ من أمداد (1) حمير فأوى إلى رحلنا ليس معه شىءٌ إلا سيف ليس معه سلاحٌ غيره، فنحر رجلٌ من المسلمين جزورًا فلم يزل يحتل حتى أخذ من جلده كهيئة المجن، حتى بسطه على الأرض، ثم أوقد عليه حتى جف، فجعل له ممسكًا كهيئة الترس، فقضى أن لقينا عدوًا فيهم أخلاط من الروم، والعرب من / قضاعة، فقاتلونا قتالاً شديدًا، وفى القوم رجلٌ من الروم على فرس له أشقر وسرج مذهب، ومنطقة ملطخة ذهبًا، وسيف مثل ذلك، فجعل يحمل على القوم ويغزى بهم فلم يزل ذلك المددى يحتال لذلك الرومى حتى مر به، فاستقفاه
_________
(1) الأمداد: جمع مدد وهم الأعوان والأنصار الذين كانوا يمدون المسلمين فى الجهاد. النهاية: 4/84.(6/674)
فضرب عرقوب فرسه بالسيف، فوقع ثم أتبعه ضربًا بالسيف، حتى قتله.
فلما فتح الله الفتح أقبل يسأل السلب، وقد شهد له الناس بأنه قاتله، فأعطاه خالد بعض سلبه، وأمسك سائره، فلما رجع إلى رحل عوف ذكره، فقال له عوفٌ: ارجع إليه فليعطك ما بقى، فرجع إليه، فأبى عليه، فمشى عوفٌ، حتى أتى خالدًا فقال: أما تعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى بالسلب للقاتل؟ قال: بلى، قال: فما يمنعك أن تدفع إليه سلب قتيله؟ قال خالد: استكثرته له، فقال: لئن رأيت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأذكرن ذلك له.
فلما قدم المدينة بعثه عوفٌ فاستعدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعا خالدًا- وعوفٌ قاعدٌ-، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا يَمْنَعُكَ يَا خَالِدٌ [أَنْ تَدْفَعَ] إِلَى هَذَا سَلْبَ قَتِيلِه؟» قال: استكثرته له يا رسول الله، قال: «ادْفَعْهُ إِلَيْهِ» (1) .
قال: فمر بعوفٍ فجر عوفٌ بردائه، قال: أنجزت لك ما ذكرت لك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فسمعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:» لاَ تُعْطِهِ يَا خَالِدٌ، لاَ تُعْطِهِ يَا خَالِدُ، هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُوا لِى أُمَرَائِى إِنَّمَا مَثَلُكُم كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى إِبِلاً وَغَنَمًا فَرَعَاهَا، ثُمَّ تَحَيَّنَ سَقْيَهَا، فَأَوْرَدَهَا حَوْضًا، فَشَرَعَتْ فِيهِ، فَشَرِبَتْ الْمَاءَ، وَتَرَكَتْ كَدَرَةُ، فَصَفْوَةُ [أَمْرِهِم] لَكُمْ وَكَدَرُهُ عَلَيْهِم» .
_________
(1) من حديث عوفٌ بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/26؛ وما بين المعكوفات استكمال منه.(6/675)
رواه مسلم من حديث صفوان بن عمرو، ومعاوية بن صالح كلاهما، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه عن عوف بن مالك، فذكره نحوه.
قال الوليد: وسألت عن أحمد بن حنبل، عن الوليد بن مسلم، عن صفوان ابن عمرو به (1) .
قال الزليد: وسألت ثور، عن هذا الحديث، فحدثنى عن خالد ابن معدان، عن جبير بن نفير، عن أبيه، عن [عوف بن مالكٍ الأشجعى نحوه (2) .
وعن] عوف بن مالك الأشجعى، وخالد بن الوليد: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - / لم يخمس السلب.
رواه أبو داود من حديث صفوان به، وزاد: وقضى به للقاتل (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى المغازى (باب استحقاق القاتل سلب القتيل) : مسلم بشرح النووى: 4/356؛ وأخرجه أبو داود فى الجهاد (باب فى الإمام يسمع القاتل السلب إن رأى، والفرس والسلاح من السلب) : سنن أبى داود: 3/71.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الباب السابق: سنن أبى داود: 3/72.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الجهاد (باب فى السلب لا يخمس) : سنن أبى داود: 3/72.(6/676)
8508 - حدثنا هلى بن بحر، حدثنا محمد بن حمير الحمصى، حدثنى إبراهيم بن أبى عبلة، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشى، حدثنا جبير بن نفير، عن عوف بن مالك: أنه قال: بينما نحن جلوسٌ عند النبى - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، فنظر فى السماء ثم قال: «هَذَا أَوَانُ الْعِلْمِ أَنْ يُرْفَعَ» فقال له رجلٌ من الأنصار يقال له زياد ابن لبيد: أيرفع العلم يا رسول الله، وفينا كتاب الله، وقد علمناه أبناءنا ونساءنا؟ فقال له(6/676)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّكَ مِنْ أَفْقَهِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ» ، ثم ذكر ضلالة أهل الكتابين، وعندهما ما عندهما من كتاب الله.
فلقى جبير بن نفير شداد بن أوس بالمصلى، فحدثه هذا الحديث، عن عوف، قال: [صدق عوفٌ، ثم قال:] وهل تدرى ما رفع العلم؟ قال: قلت: لا أدرى، قال: ذهاب أوعيته، قال: وهل تدرى أى العلم أول أن يرفع؟ قال: قلت: لا أدرى، قال: الخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعًا» (1) .
رواه النسائى عن الربيع بن سليمان، عن ابن وهب، عن الليث، عن
إبراهيم ابن أبى عبلة، ورواه الترمذى من حديث عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه،
عن أبى الدرداء وسيأتى (2) .
_________
(1) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/26، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف، وأخرجه الترمذى من حديث أبى الدرداء فى العلم (باب ما جاء فى ذهاب العلم) واشار إلى روايته من حديث عوف بن مالك. صحيح الترمذى: 5/31.(6/677)
8509 - حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنى صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن ابن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعى، قال: خرجت مع من خرج مع زيد بن حارثة من المسلمين فى غزوة مؤتة، ورافقنى مددى من اليمن، ليس معه غير سيفه، فنحر رجل من المسلمين جزورًا، فسأله المددى طائفة من جلده، فأعطاه إياهـ فاتخذه كهيئة الدرق، ومضينا فلقينا جموع الروم، وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سرج مذهب، وسلاح مذهب، فجعل الرومى يغرى بالمسلمين، وقعد له المددى خلف صخرة فمر به الرومى،(6/677)
فعرقب فرسه، فخر، وعلاه فقتله، وحاز فرسه، وسلاحه، فلما فتح الله للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد، فأخذ من السلب.
قال عوفٌ: فأتيته فقلت: يا خالد أما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى بالسلب للقاتل؟ قال: بلى ولكنى استكثرته، قلت: لتردنه إليه أو لأعرفنكما عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، / فأبى أن يرد عليه.
قال عوفٌ: فاجتمعنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقصصت عليه قصة المددى، وما فعل خالد فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَا خَالِدُ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟» فقال: يا رسول الله استطثرته، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَا خَالِدُ رُدَّ عَلَيْهِ مَا أَخَذْتَ مِنْهُ» ، قال عوفٌ: فقلت: دونك يا خالد ألم أقل لك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَا ذَاكَ؟» فأخبرته، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: «يَا خَالِدُ لاَ تَرُدَّ عَلَيْهِ، هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُوا لِى أُمَرَائِى، لَكُمْ صَفْوَةُ أَمْرِهِم وَعَلَيْهِمْ كَدَرَهُ» .
قال الوليد: سألت ثورًا عن هذا الحديث، فحدثنى عن خالد بن معدان، عن ابن نفير عن عوف نحوه (1) .
رواه أبو داود عن أحمد بن حنبل، ورواه مسلم من خحديث صفوان بن عمرو، ومعاوية بن صالح كلاهما: عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه به (2) .
_________
(1) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/27.
(2) سبق تخريج الخبر عندهما آنفًا.(6/678)
8510 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن معاوية، عن عبد الرحمن بن جبير ابن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك، قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ميتٍ، ففهمت من صلاته عليه: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ(6/678)
وَارْحَمْهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ» (1) .
_________
(1) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/28.(6/679)
8511 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن المبارك، عن صفوان ابن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه الفىء قسمه من يومه، فأعطى الآهل حظين، وأعطى العزب خظًا (1) .
رواه أبو داود عن سعيدٍ بن منصور، عن ابن المبارك به (2) .
(حديث آخر)
8512 - رواه مسلم، عن أبى الطاهر بن السرح، وعند أبى داود عن أحمد ابن صالح كلاهما: عن ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير ابن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك، قال: كنا نرقى فى الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى فيى ذلك؟ فقال: « [اعْرِضُوا عَلَىّ رُقَاكم] لا بَأْسَ بِالرُّقِى مَا لَمْ يَكُنْ [فيه] شِرْكٌ» (3) .
(حديث آخر)
8513 - قال البزار: حدثنا عمر بن الخطاب السجستانى، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا عيسى بن يونس، [عن حريز بن عثمان] ،
_________
(1) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/29.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الخراج والإمارة والفىء (باب فى قسم الفىء) : سنن أبى داود: 3/136.
(3) الخبر أخرجاه فى الطب: مسلم فى (باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة) : مسلم بشرح النووى: 5/48؛ وابو داود (باب ما جاء فى الرقى) : سنن أبى داود: 4/10، وما بين المعكوفات من مسلم.(6/679)
عن عبد الرحمن بن جبير ابن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سَتَفْتَرِقُ اُمَّتِى عَلَى بِضْعٍ/ وَسَبْعِينَ شِيعَةً، أَعْظَمُهَا فِتْنَةً عَلَى أُمَّتِى الَّذِينَ يُقِيسُونَ الأمُورَ بِرَأْسِهِمْ وَيُحَرِّمُونَ الْحَلالَ [وَيُحِلّونَ الْحَرَامَ] » (1) .
(حبيب بن عبيد، عنه)
فى الدعاء فى صلاة الجنازة.
_________
(1) كشف الأستار: 1/98، وما بين المعكوفات استكمال منه، وفيه أيضًا: «فرقة» بدل «شيعة» ، «قوم» بدل «الذين» .
وقال الهيثمى: عند ابن ماجه طرف من أوله، رواه الطبرانى فى الكبير، البزار، ورجاله رجال لاصحيح. مجمع الزوائد: 1/79.(6/680)
8514 - رواه ابن ماجه عن يحيى بن حكيم، عن أبى داود الطيالسى، عن فرج بن فضالة، عن عصمة بن راشد عنه به، والمحفوظ حبيب، عن جبير بن نفير كما تقدم (1) .
(خالد بن معدان، عنه)
8515 - قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «الْفَقْرُ تَخَافُونَ، أَوْ الْعَوَزَ، [أو تَهُمّكُم الدُّنْيَا] ، إِنَّ الله فاتحٌ عَلَيْكُم فَارِسَ، وَالْرُّومَ، وَتُصَبُّ عَلَيْكُم الدُّنْيَا صَبًّ» .
رواه البزار عن إبراهيم بن هانئ، عن على بن معبد، عن بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد به (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه (باب ما جاء فى الدعاء فى الصلاة على الجنازة) : سنن ابن ماجه: 1/481، والخبر من طريق حبيب بن عبيد عن جبير تقدم ص 671.
(2) كشف الأستار: 4/235؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى، والبزار نحوه، ورجاله وثقوا إلا أن بقية مدلس وإن كان ثقة، وما بين المعكوفين من المرجعين، مجمع الزوائد: / 245.(6/680)
(راشد بن سعدٍ المقرائى، عنه)(6/681)
8516 - قال ابن ماجه فى الفتن: حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيدٍ الحمصى، حدثنا عباد بن يوسف، عن صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعدٍ، عن عوف بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «افْتَرَقَتْ الْيَهُودُ عَلَى [إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِى الجَنَّةِ، وَسَبءعُونَ فِى النَّارِ. وَافْتَرَقَتْ النَّصَارَى عَلَى اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فى الْجَنَّةِ وَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فى النَّارِ، وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقٌنَّ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً: وَاحِدَةٌ فى الْجَنَّةِ، وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فى النَّارِ» . قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: «الْجَمَاعَةُ» (1) .
(ربيعة بن لقيط، عنه)
8517 - حدثنا قتيبة، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، عن ربيعة ابن لقيط، عن عوف بن مالك الأشجعى، قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى ستة نفر، أو سبعة، أو ثمانية، فقال لنا: «بَاِعُونى» . فقلنا: يا نبى الله قد بايعناك. قال: «بَايِعُونى» فبايعناه، فأخذ علينا بما أخذ على الناس، ثم أتبع ذلك كلمة خفية، فقال: «لا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا» تفرد به (2) .
(سليم بن عامر عنه) /
8518 - قال ابن ماجه فى الزهد: حدثنا بن عمار، حدثنا
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه (باب افتراق الأمم) وفى الزوائد: إسناد حديث عوف بن مالك فيه مقال، وراشد بن سعد قال فيه أبو حاتم: صدوق، وعباد بن يوسف لم يخرج له أحد سوى ابن ماجه. وليس عنده سوى هذا الحديث، قال ابن عدى: روى أحاديث تفرد بها، وذكره ابن حبان فى الثقات، وباقى رجال الإسناد ثقات. سنن ابن ماجه: 2/1322.
(2) من حديث عوف بن مالك الأشجعى فى المسند: 5/27.(6/681)
صدقة بن خالد، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عنه عن عوف، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَتَدْرُونَ مَا خَيَّرَنِى رَبِّى اللَّيْلَةَ؟» قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: «فَإِنَّهُ خَيَّرَنِى بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِى الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ» . قلنا: يار سول الله ادع الله أن يجعلنا من أهلها، قال: «هِىَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ» (1) .
ورواه الطبرانى من طريق هشام بن عمار به باسطًا لها ولله الحمد، وسيأتى من رواية أبى المليح عنه (2) .
[ (سيف الشامى عنه) ]
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه (باب ذكر الشفاعة) : سنن ابن ماجه: 2/1444.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى، وفيه قصة تطول. المعجم الكبير: 18/68؛ وأخرجه الحاكم مع القصة وقال: صحيح على شرط مسلم. المستدرك: 1/66 وسيأتى من حديث أبى المليح عنه.(6/682)
8519 - حدثنا حيوة بن شريح، وإبراهيم بن أبى العباس، قالا: حدثنا بقية، حدثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن سيف، عن عوف بن مالك، أنه حدثهم: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قضى بين رجلين، فقال المقضى عليه لما أدبر: حسبى الله ونعم الوكيل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «رُدُّوا عَلَىَّ الرَّجُلَ» . فقال: «مَا قُلْتَ؟» قال: قلت حسبى الله ونعم الوكيل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ يَلُومُ عَلى الْعَجْزِ وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيسِ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ حَسْبِىَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» (1) .
رواه أبو داود، والنسائى من حديث بقية بن الوليد به (2) .
_________
(1) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/24، وما بين المعكوفين يستلزمه السياق.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الأقضية (باب الذى يحلف على حقه) : سنن أبى داود: 3/313، وأخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 8/313.(6/682)
[ (شداد بن عبد الله: أبو عمار عنه) ](6/683)
8520 - حدثنا وكيع، حدثنا النهاس بن قهم: أبو الخطاب، عن شداد: أبى عمار لاشامى، قال عوف بن مالك: يا طاعون خذنى إليك، قال: فقالوا: أليس قد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَا عُمِّرَ الْمُسْلِمُ كَانَ خَيْرًا لَهُ؟» قال: بلى، ولكنى أخاف ستًا: إمارة السفهاء، وبيع الحكم، وكثرة الشرط، وقطيعة الرحم، ونشأ ينشئون ويتخذون القرآن مزامير، وسفك الدم» (1) .
8521 - حدثنا محمد بن بكر، حدثنا النهاس، عن شداد: أبى عمار، عن عوف بن مالك الأشجعى، قال: يا طاعون خذنى إليك، قالوا: لم تقول هكذا أليس سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّ الْمُؤمِنَ لا يَزِيدهُ طُولُ الْعُمْرِ إلاَّ خَيْرًا؟» ، قال: بلى، فذكر مثل حديث وكيع، تفرد به (2) .
8522 - حدثنا على بن عاصم، أخبرنى النهاس بن قهم، عن أبى عمار: شداد، عن عوف بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ، أَوْ ثَلاثُ أَخَوَاتٍ، أَو بِنْتَانِ، أَوْ أُخْتَانِ اتَّقَى اللهَ فِيهِنَّ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ/ حَتَّى يَبِنَّ أَوْ يَمُتْنَ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ» تفرد به (3) .
8523 - حدثنا محمد بن بكر، أنبأنا النهاس، عن شداد: أبى عمار، عن عوف بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَا وَامْرَأَةُ
_________
(1) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/22.
(2) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/23.
(3) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/27.(6/683)
سَفْعَاءُ (1) الْخَدَّيْنِ كَهَاتَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ، وجمع بين أصبعه السبابة والوسطى، وامرأة ذات منصب وجمال آمت (2) من زوجها حبست نفسها على أيتامها حتى بانوا أو ماتوا» (3) .
رواه أبو داود عن مسدد، عن يزيد بن ذريع، عن النهاس بن قهم به (4) .
_________
(1) سفعاء: السفعة نوع من السواد ليس بالكثير، وفيها: هو سود مع آخر. أراد أنها بذلت نفسها وتركت الزينة والترفه حتى شحب وجهها واسود إقامة على ولدها بعد وفاة زوجها. النهاية: 2/166.
(2) آمت من زوجها، الأيم فى الأصل التى لا زوج لها بكرًا كانت أو ثيبًا مطلقة كانت أو متوفى عنها زوجها، ويقال: امرأة آمت من زوجها: صارت أيمًا لا زوج لها. النهاية: 1/54.
(3) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/29.
(4) الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب (باب فى حصن من عال يتيمًا) : سنن أبى داود: 4/238.(6/684)
8524 - وبه: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَكُونُ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ فَأَنْفَقَ عَلَيْهِنَّ، حَتَّى يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ إلاَّ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ» .
فقالت امرأة: يا رسول الله أو اثنتان، قال: «أَوْ اثْنَتَانِ» (1) .
8525 - حدثنا وكيع، عن النهاس، عن شداد: أبى عمار، عن عوف بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَا وامْرَأَةٌ شَفْعَاءُ فى الجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ: امْرَأَةٌ آمَتْ مِنْ زَوْجِهِا، فَحَبستُ نَفْسَهَا [عَلَى يَتَامَاهَا] حَتَّى بَانُوا أَوْ مَاتُوا» (2) .
_________
(1) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/29.
(2) المرجع السابق وما بين المعكوفين استكمال منه.(6/684)
(عاصم بن حميد السكونى عنه)(6/685)
8526 - حدثنا الحسن بن سوار، حدثنا ليث، عن معاوية، عن عمرو بن قيس الكندى: أنه سمع عاصم بن حميد: سمعت عوف بن مالك يقول: قمت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبدأ فاستاك، ثم توضأ، ثم قام يصلى وقمت معه، فبدأ فاستفتح البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسألى، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف بتعوذ، ثم ركع فمكث راكعًا بقدر قيامه يقول فى ركوعه: «سُبْحَانَ ذِى الْجَبَرُوتِ، وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ» . (ثم سجد يقول فى سجوده: «سُبْحَانَ ذِى الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ» ) (1) ، ثم قرأ ىل عمران، ثم سورة سورة، ففعل مثل ذلك (2) .
رواه أبو داود عن أحمد بن صالح، عن ابن وهب، والترمذى عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن صالح، والنسائى من حديث الليث ثلاثتهم: عن معاوية ابن صالح به (3) .
(شهر بن حوشب عنه)
8527 - قال الطبرانى: حدثنا أبو زرعة الدمشقى، حدثنا محمد ابن المبارك، حدثنا عمرو بن واقدٍ، عن يزيد بن أبى مالك، عن شهر ابن حوشب، عن عوف بن مالك: أنه قال: لما سب أهل مصر أهل الشام أخرج رأسه من ترس وقال: يا أهل مصر أنا عوف بن مالك [لا تسبو أهل الشام فإنى] قد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: / «فِيهُم
_________
(1) ما بين قوسين ليست عند أحمد وهما عند أبى داود.
(2) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/24، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى لاصلاة (باب ما يقول الرجل فى ركوعه وسجوده) : سنن أبى داود: 1/230؛ وأخرجه الترمذى فى الشمائل كما فى تحفة الأشراف: 8/214؛ والنسائى فى الصلاة (نوع آخر من الدعاء فى السجود) : المجتبى: 2/177.(6/685)
الأَبْدَالَ وَبِهِمُ تُنْصَرُونَ، وَبِهِمُ تُرْزَقُونَ» (1) . غريب من جميع طرقه، وشهر بذكره يضعفوه.
فمن يأمن القراء بعدك يا شهر (2) .
(شمر: أبو عبلة عنه)
يأتى فى الكنى إن شاء الله تعالى (3)
(العباس بن عبد الرحمن بن مينا عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 18/65؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى وفيه عمرو بن واقد، وقد ضعفه جمهور الأئمة، ووثقه محمد بن المبارك الصورى، وشهر اختلفوا فيه، وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 10/63..
(2) هذا الشطر له قصة فى حياة شهر بن حوشب، قال ابن حبان: عادل عباد بن منصور فى حجة له فسرق عينه، فهو الذى يقول فيه القائل:
... لقد باع شهر دينه بخريطة فمن يأمن القراء بعدك يا شهر
كما يروى عن الثقات العضلات، وعن الإثبات المقلوبات، المجروحين: 1/361، وقد تتبع محقق المعجم الكبير هذا الخبر فقال: فيه علة أخرى لم أر من فيه عليها وهى الانقطاع بين محمد بن المبارك الصورى، وهشام بن عمار من جهة، وبين عمرو بن واقد، فإن عمرًا توفى سنة 130 وولد محمد بن المبارك سنة 153 وهشام بن عمار كذلك ولد سنة 153 فإنهما ولدا بعد موت عمر بثلاث وعشرين سنة، المعجم الكبير: 18/65.
(3) يأتى قريبًا إن شاء الله تعالى.(6/686)
8528 - عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «أُعْطِينَا أَرْبَعًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَنَا، وَسَأَلْتُ رَبَى الْخَامِسَةَ، فَأَعْطَانِيهَا» ، هى ما هى؟ : «كَانَ النبىُّ يُبْعَثُ إِلَى قَرْيَةٍ لاَ يَعْدُوهَا، وَبُعِثْتُ كَافَّةً للنَّاسِ، وَأُرْهِبَ مِنَّا عَدُوُّنَا مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لَنَا الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسَاجِدَ، وَأُحِلَّ لَنَا الْخُمْسُ، وَلَمْ يَحِلَّ لأحَدٍ كَانَ قَبْلَنَا، وَسَأَلْتُ رَبِّى الْخَامِسَةَ، وَأَعْطَانِيهَا هِىَ مَا هِىَ!! سَأَلْتُهُ أَنْ لا يَلْقَى عَبْدًا مِنْ أُمَّتِى يُوَحِّدُهُ إلا أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ» (1) .
_________
(1) الخبر له طرق كثيرة من حديث ابن عباس، وعلى وأبى ذر وجابر وابن عمر بألفاظ متقاربة بكلها: «وأعطيت» ويبدو أن تخريج الخبر سقط من النساخ، يراجع جمع الجوامع: 1/1096 وما بعدها.(6/686)
(عبد الله بن الديلمى عنه)
فى قصة دخوله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقوله: «اعْدُدْ سِتًا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» الحديث.(6/687)
8529 - رواه الطبرانى من حديث عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبيه: أنه
سمع به، فذكره (1) .
(عبد الله بن يزيد عنه)
8530 - حدثنا هارون، حدثنا ابن وهب، حدثنا عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله: أن يعقوب أخاه، وابن أبى خصيفة حدثاه: أن عبد الله بن يزيد قاص مسلمة بالقسطنطينية حدثهما عن عوف بن مالك الأشجعى: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يَقُصُّ عَلضى النَّاسِ إلاَّ أَمِيرٌ أَوْ مَأْمُورٌ أَوْ مُخْتَالٌ» (2) .
8531 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا بكير ابن الأشج، عن يعقوب بن عبد الله: أن عبد الله بن يزيد قاص مسلمة حدثه: أن عوف بن مالك حدثه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يَقُصُّ إلا أَمِيرٌ أَوْ مَأْمُورٌ أَوْ مُخْتَالٌ» (3) تفرد به.
[ (عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عنه) ]
8532 - حدثنا زكريا بن عدى، أنبأنا عبيد الله بن عمرو الزرقى، عن إسحاق بن راشد، عن عبد الحميد/ بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن عوف ابن مالك، قال: أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم - بتبوك
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 18/66.
(2) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/27.
(3) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/27..(6/687)
من آخر السحور وهو فى فسطاط، أو قال: قبة من أدمٍ، قال: فسلمت عليه، ثم استأذنت، فقلت: أدخل؟ فقال: «ادْخُلْ» . قلت: كلى. قال: «كُلّكَ» . قال: فدخلت، فإذا هو يتوضأ وضوءًا مكينًا، تفرد به (1) .
(عمرو بن عبد الله الحضرمى عنه)
يأتى بعد عطاء الخراسانى إن شاء الله تعالى (2)
(عطاء الخراسانى عن عوف بن مالك)
_________
(1) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/24، وما بين المعكوفين زيادة ليتصل نسق الكتاب.
(2) يأتى فى لاصفحة التالية.(6/688)
8533 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن إسحاق بن راهوية، حدثنا أبى، حدثنا حسين الجعفى، عن واقدٍ بن سليمان، عن عثمان ابن عطاء، عن أبيه، عن عوف بن مالك، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معتكفًا فى العشر الأواخر من رمضان، فلما كانت ليلة ثلاثٍ وعشرين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقُومَ مَعَنَا هَذِهِ اللَّيْلَةَ» ، فقام [بنا] حتى انقضى ثلث الليل، ثم انصرف [فمشيت معه إلى قبته] فقلنا: يا رسول الله لو قمت بنا هذه الليلة؟ فقال: «يَحْسِبْ امْرِىء أَنْ يَقُومَ مَعَ الإمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ فَتُحْسَبُ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 18/60؛ وقال الهيثمى: فيه عثمان بن عطاء الخراسانى، وثقه دحيم، وضعفه الأئمة، مجمع الزوائد: 3/178، وما بين المعكوفين استكمال منه.(6/688)
(على العقيلى: عن عوف بن مالك)
بحديث: «اعْدُدء سِتًّا بَيْنَ يَدَىْ السَّاعَةِ» .(6/689)
8534 - رواه الطبرانى من حديث عكرمة بن عمار، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن (1) .
(عمرو بن عبد الله الحضرمى عنه)
عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يَقُصُّ إلاَّ أَمِيرٌ أَوْ مَأَمُورٌ أَوْ مُخْتَالٌ» .
8535 - رواه أبو داود فى العلم، عن محمود بن خالد، عن أبى مسهر، عن عباد بن عباد الخواص، عن يحيى بن أبى عمرو الشيبانى عنه به (2) .
وسيأتى من رواية كثير بن مرة، وأبى الكلاع، عن عوف، كما تقدم من رواية عبد الله بن يزيد عنه أيضًا (3) .
(كثير بن مرة عنه)
8536 - حدثنا أبو بكر الحنفى (4) ، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح ابن أبى غريب، عن كثير بن مرة/ الحضرمى، عن عوف بن مالك الأشجعى، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعه العصا، وفى المسجد أقناء معلقة فيها قنوٌ فيه حشف، فغمز القنو بالعصا التى فى يده، قال: «لَوْ شَاءَ رَبُّ هّذِهِ الصَّدَقَةِ [تَصَدَّقَ بِأَطْيَبَ] مِنْهَا إِنَّ رَبَّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ لَيَأْكُلُ الْحَشَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 18/79.
(2) الخبر أخرجه أبو داود (باب القصص) : سنن أبى داود: 3/323.
(3) يأتى ذلك من حديثه، وتقدم أيضًا.
(4) أبو بكر الحنفى: سقط من المسند: وما أثبته ابن كثير هو الصواب، وأبو الحنفى من الذين رووا عن عبد المجيد بن جعفر. تهذيب التهذيب: 6/112.(6/689)
قال: ثم أقبل علينا فقال: «أَمَا وَاللَّهِ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ لَتَدَعُنَّهَا أَرْبَعِينَ عَامًا لِلْعَوَافِى» .
قال: فقلت: الله أعلم؟ قال: يعنى الطير والسباع. قال: زكنا نقول: إن هذا الذى نسميه العجم الكراكى (1) .
_________
(1) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/23، وما بين المعكوفين استكمال منه.(6/690)
8537 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن عبد الحميد- يعنى ابن جعفر-، عن صالح بن أبى عريب، عن كثير بن مرة الحضرمى، عن عوف بن مالك الأشجعى، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو دخل ونحن فى المسجد، وفى يده عصا، وقد علق رجلٌ أقناء حشف، فطعن بالعصا فى ذلك القنو، وقال: «لَوْ شَاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ تَصَدَّقَ بِأَطْيَبَ مِنْ هَذَا، إِنَّ رَبَّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ يَأْكُلُ الْحَشَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (1) .
رواه أبو داود فى الزكاة عن نصر بن عاصم الأنطاكى، والنسائى فيه عن يعقوب بن إبراهيم، وابن ماجه عن بكر بن خلف ثلاثتهم: عن يحيى بن سعيدٍ القطان به (2) .
8538 - حدثنا أبو عاصم، أنبأنا [عبد] الحميد، عن صالح ابن أبى عريب، عن كثير بن مرة، عن عوف بن مالك، قال: دخل عوف بن مالك مسجد حمص، وإذا الناس على رجلٍ، فقال: ما هذه
_________
(1) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/28.
(2) الخبر أخرجوه فى الزكاة: أبو داود (باب ما لا يجوز من الثمرة فى الصدقة) : سنن أبى داود: 2/111؛ والنسائى (باب قوله عز وجل: {وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} : المجتبى: 5/32؛ وابن ماجه) باب النهى أن يخرج فى لاصدقة شر ماله) : سنن ابن ماجه: 1/583.(6/690)
الجماعة؟ قالوا: كعبٌ يقص (1) . قال: يا ويحه ألا سمع [قول] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَقُصُّ إلاَّ أَمِيرٌ أَوْ مَأْمُورٌ أَوْ مُخْتَالٌ» تفرد به (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) «لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مختال» : أى لا ينبغى ذلك إلا أميرٌ يعظ الناس ويخبرهم بما مضى ليعتبروا، أو مأمور بذلك فيكون حكمه حكم الأمير، ولا يقص تكسبًا، أو يكون مختالاً يفعل ذلك تكبرًا على الناس، أو مرائيًا يرائى الناس بقوله، وعمله لا يكون وعظه وكلامه حقيقة، وقيل اراد الخطبة لأن الأمراء كانوا يلونها فى الأول ويعظون الناس فيها، ويقصون عليهم أخبار الأمم السالفة. النهاية: 3/258.
(2) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/29، وما بين المعكوفات استكمال منه.(6/691)
8539 - قال البزار: حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا ابو صالح: عبد الغفار ابن أبى داود الحرانى، حدثنا ابن لهيعة، عن عبد الرحمن ابن زياد بن أنعم، عن عبادة ابن نسى، عن كثير بن مرة، عن عوف ابن مالك، قال: «يطلع الله على خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لهم كلهم إلا لمشرك أو مشاحن» (1) .
(مالك بن هرم: عن عوف بن مالك)
8540 - حدثنا إبراهيم بن إسحاق وعلى بن إسحاق، قالا: حدثنا ابن المبارك، أنبأنا سعيدٍ بن أبى أيوب، حدثنا يزيد بن أبى حبيب، عن ربيعة [بن لقيط] ، عن مالك بن هرم، عن عوف بن مالك الأشجعى، قال: غزونا/ وعلينا عمرو بن العاص، فأصابتنا [مخمصة] فمروا على قوم قد نحروا جزورًا، فقلت: أعالجها لكم على أن تطعمونى منها [شيئًا] .
_________
(1) كشف الأستار: 2/436؛ وقال الهيثمى: رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن زياد ابن أنعم، وثقه أحمد ابن صالح، وضعفه جمهور الأئمة، وابن لهيعة لين، وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 6/65.(6/691)
وقال إبراهيم: فتطعمونى منها، فعالجتها، ثم أخذت الذى أعطونى، فأتيت [به] عمر بن الخطاب، فأبى أن يأكله، ثم أتيت به أبا عبيدة بن الجراح، فقال مثل ما قال عمر بن الخطاب، وأبى أن يأكله، ثم إنى بعثت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك [فى] فتح [مكة] فقال: «أَنْتَ صَاحِبُ الْجَزُورِ؟» فقلت: نعم يا رسول الله، لم يزدنى على ذلك (1) . تفرد به.
(محمد بن كعب عنه)
_________
(1) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/25، وما بين المعكوفات استكمال منه.(6/692)
8541 - قال البزار: حدثنا أحمد بن أبان القرشى، حدثنا عبد العزيز بن محمد.
ورواه الطبرانى عن عبيد بن غنام، عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن زيد بن الحباب كلاهما: عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب، عن عوف بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قَدْ عَلِمْتُ آخِرَ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولاً: رجُل كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمّ زَحْزِحْنِى عَنْ النَّارِ، وَلاَ يقُول: أَدْخِلْنِى الجَنَّةَ، فَإِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، فَيَبْقَى ذَلِكَ الرَّجُلُ، فيقُول: مالى هَا هُنا؟ فيقول الله: هَذَا مَا كُنْتَ تَسْأَلُ يَا ابْنَ آدَمَ، فيقُول: أى رب أدننى من باب الجنة، قال: فينشىء الله له شجرة على باب الجنة فيقول: أى رب أدننى من هذه الشجرة آكل من ثمرها، وأستظل بظلها، فيقول: يا ابن آدم ألم تكن تسألنى أن أزحزحك [من النار] ، قال: فلا يزال يسأل حتى يقال له: اذهب فلك ما بلغت [قدماك] ورأت عيناك» (1) .
_________
(1) كشف الأستار: 4/213؛ المعجم الكبير للطبرانى: 18/77 وفيه زيادات عن لفظ البزار، أوردها الهيثمى وقال: فى إسنادهما موسى بن عبيدة الربزى وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 10/401، وما بين المعكوفات استكمال من البزار.(6/692)
8542 - وبه: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنَ القُرْآنِ كُتِبَ لهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ. لا اقولُ {آلم ذَلِكَ الْكِتَابُ} ولكن بالألف، وباللام، وبالميم» .
رواه الطبرانى من حديث موسى بن عبيدة به (1) .
(محمد بن أبى محمد: عن عوفٍ)
8543 - حدثنا هشيم، أنبأنا يعلى بن عطاء، عن محمد بن أبى محمد، عن عوف بن مالك الأشجعى، قال: أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، وهو فى خدر له، فقلت: أدخل؟ فقال: «ادْخُلْ» ، قلت: أكلى؟ قال: «كُلُّكَ» ، فلما جلست قال: «أمسك ستًّا [تَكُون] قَبْلَ السَّاعَةِ: أَوَّلُهُنَّ وَفَاةُ نَبِيّكُمْ» . /قال: فبكيت- قال هشيم: ولا أدرى بأيها بدأ- ثم «فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَفِتْنَةٌ تَدْخُلُ بَيْتَ كَلِّ شَعْرٍ، وَمَدَرٍ، وَأَنْ يَفِيضَ الْمَالُ فِيكُمْ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَتَسَخَّطُهَا، وَمُوتَانٌ يَكُونُ فى النَّاسِ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ» ، قال: «وَهُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُم وَبَيْنَ بَنِى الأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ بِكُمْ فَيَسِيرُونَ إِلَيْكُمْ فى ثَمَانِينَ غَايَةً» (2) .
وقال غير (3) يعلى: «فى سِتِّينَ غَايَةً تَحْتَ كُلَّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا» تفرد به من هذا الوجه (4) .
_________
(1) كشف الأستار: 3/94؛ والمعجم الكبير للطبرانى: 18/76؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط، والبزار وفيه موسى بن عبيدة الربزى، وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 7/163.
(2) الغاية: والراية سواء، ويروى بالباء، ومن رواه بالباء الموحدة أراد به الأجمة، فشبه كثرة رماح العسكر بها. النهاية: 3/180.
(3) فى المسند: «وقال يعلى» وفى المخطوطة أشبه.
(4) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/27، وما بين المعكوفين استكمال منه.(6/693)
(محمد بن مسلم بن شهاب الزهرى عنه)(6/694)
8544 - قال الطبرانى: حدثنا عمرو بن أبى الطاهر بن السرح المصرى، حدثنا محمد بن عزيز، حدثنا سلامة بن روح، عن عقيل، عن الزهرى، حدثنى عوف ابن مالك، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أُمَّتِى ثَلاثُ أَثْلاثٍ: فَثُلُثٌ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ، وَثُلُثٌ يُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا، ثُمَّ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَثُلُثٌ يُمَحِّضُونَ وَيُكْشَفُونَ، ثُمَّ تَأْتِى الْملائِكَةُ فَيَقُولونَ: وَجَدْنَاهُم يَقُولونَ: لاَ إِلَهَ إِلاّض اللهُ، فسقولُ اللهُ: صَدَقُوا لاَ إِلضهَ إِلاَّ أَنَا، أَدْخِلُوهُمُ الْجَنَّةَ [بقول لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ] وَاحْمِلُوا خَطَايَاهُمْ عَلَى أَهْلِ التَّكْذِيبِ.
فهى التى يقول: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ} (1) [وتصديقها فى التى ذكر فيها الملائكة] ، {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فجعلهم ثلاثة أفواج، وهم أصناف كلهم] {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} وهو الذى يكشف ويمحص، {وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} وهو الذى يحاسب حسابًا يسيرًا، {وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} (2) وهو الذى يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب» (3) .
(مسلم بن قرظة عنه)
8545 - حدثنا يزيد، أنبأنا فرج بن فضالة، عن ربيعة بن يزيد، عن مسلم ابن قرظة، عن عوف بن مالك، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال:
_________
(1) الآية 13 من سورة العنكبوت.
(2) الآية 32 سورة فاطر.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 18/79 وفيه زيادة الآيات فى آخر الخبر 33، 34، 35، 36 من سورة فاطر.
وقال الهيثمى: فيه سلامة بن روح، وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 7/96.(6/694)
«خِيَارُكُمْ وَخِيَارُ أَئِمَّتِكُم الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ، وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُكُم وَشِرَرُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغَضُونَهُمْ وَيُبْغَضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ» .
قالوا: يا رسول الله أفلا نقاتلهم؟ قال: « [لاَ] مَا صَلُّوا لَكُمْ الْخَمْسَ، إِلاَّ وَمَنْ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِى شَيْئًا [من] مَعَاصِى الله فَلْيَكْرَهْ مَا أَتَى، وَلاَ تَنْزِعُوا/ يَدًا مِنْ طَاعَتِهِ» (1) .
_________
(1) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/28، وما بين المعكوفات استكمال منه.(6/695)
8546 - حدثنا على بن إسحاق، أنبأنا عبد الله، أخبرنى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثنى زريق: مولى بنى فزارة، عن مسلم بن قرظة، وكان ابن عم عوف بن مالك، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُم الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ، وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغَضُونَهُمْ وَيُبْغَضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ» . قلنا: يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: «لاَ مَا صَلُّوا لَكُمْ الْصَّلاةَ، إِلاَّ مَنْ وُلِّىَ عَلَيْهِ أَمِيرٌ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِى شَيْئًا من مَعْصِيَةِ الله فَلْيُنْكِرْ مَا يَأْتِى مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلاَ يَنءزِعَنَّ يدًا مِنْ طَاعَتِهِ» (1) .
رواه مسلم عن داود بن رشيد وإسحاق بن موسى كلاهما: عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به، وعن إسحاق بن إبراهيم، عن عيسى ابن يونس، عن الأوزاعى، عن يزيد بن جابر، عن زريق به.
_________
(1) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/24.(6/695)
قال مسلم: رواه معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد، عن مسلم بن قرظة، عن عوفٍ (1) .
(مسلم بن مشكم: أبو عبيد الله عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى المغازى (باب خيار الأئمة وشرارهم) : مسلم بشرح النووى: 4/521، 522.(6/696)
8547 - قال ابن ماجه فى كتاب الرؤيا: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا يحيى ابن حمزة، حدثنا يزيد بن عبيدة، حدثنى أبو عبيد الله: مسلم بن مشك، عن عوف ابن مالك، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «الرُّؤْيَا ثَلاثٌ: فَمِنْهَا أَهَاوِيلُ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيُحْزنْ ابْنَ آدَمَ، وَمِنْهَا مَا يَهُمُّ بِهِ الرَّجُلُ فى يَقَظَتِهِ فَيَرَاهُ فِى مَنَامِهِ، وَمِنْهَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ» .
قال: قلت: أنت سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم أنا سمعته من رسول الله، أنا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
(معدى كرب بن عبد كلالٍ عنه)
8548 - قال الطبرانى: حدثنا أبو زرعة الدمشقى، حدثنا يحيى ابن صالح، عن جابر بن غانم، عن سليم بن عامر، عن معدى كرب بن عبد كلالٍ، عن عوف ابن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ رَبِّى خَيَّرَنِى بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِى الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفضاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ» (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه (باب الرؤيا ثلاث) وفى الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات: سنن ابن ماجه: 2/1285.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 18/57..(6/696)
ثم رواه من طريق محمد بن الوليد الترمذى عن أبى راشدٍ، عن بن عبدكلالٍ، عن عوف به مطولاً، وفيه قصة (1) . /
(هشام بن يوسف: عن عوف بن مالك)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 18/58؛ وقال الهيثمى: روى الترمذى وابن ماجه طرفًا منه. ورواه الطبرانى بأسانيد، ورجال بعضها ثقات، مجمع الزوائد: 10/370.(6/697)
8549 - حدثنا يزيد بن هارون: أنبأنا سفيان بن حسين، عن هشام بن يوسف، عن عوف بن مالك، قال: استأذنت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: أدخل كلى أو بعضى؟ قال: «ادْخُلْ كُلُّكَ» ، فدخلت عليه، وهو يتوضأ وضوءًا مكينًا، فقال لى: «يَا عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ اعْدُدْ سِتًّا قَبْلَ السَّاعَةِ: مَوْتُ نَبِيِّكُمْ، خُذْ إِحْدَى، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مَوءتٌ يَأْخُذُكُمْ تُقْعَصُونَ فِيهِ كَمَا تُقْعَصُ الْغَنَمُ، ثُمَّ تَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الْمَالُ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلَ الْوَاحِدَ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطُهَا، ثُمَّ يَأْتِيكُم بَنُو الأَصْفَرِ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةٍ، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا» (1) تفرد به.
(يحيى بن جابر)
8550 - حدثنا الحسن بن سوار: أبو العلاء، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر، عن عوف بن مالك الأشجعى: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لَنْ يَجْمَعَ اللهُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ [سَيْفَيْنِ] سَيْفًا مِنْهَا وَسَيْفًا مِنْ عَدُوِّهَا» (2) .
_________
(1) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/22.
(2) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فىالمسند: 5/26، وفى المسند سقط من المطبوعى اسم عوف، وفى المخطوطة ذكر اسم خالد بن الوليد ولا ذكر له عند أحمد وأبى داود فى هذا الخبر، وما بين المعكوفين استكمال منهما.(6/697)
رواه أبو داود عن هارون بن عبد الله عن الحسن بن سوار به، وعبد الوهاب ابن نجدة عن إسماعيل بن عياش به (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الملاحم (باب ارتفاع الفتنة فى الملاحم) : سنن أبى داود: 4/112.(6/698)
8551 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن الحسين الأنطاكى، حدثنا داود بن رشيد (1) ، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن سليمان بن سليم الكنانى، عن يحيى بن جابر، عن عوف بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ طَمَعٍ يَهْدِى إِلى طَبَعٍ (2) وَمِنْ طَمَعٍ فِى غَيْرِ مَطْمَعٍ» (3) .
(يزيد الأصم عنه)
8552 - قال البزار: حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة، عن زيدٍ بن واقدٍ، عن بشر بن عبيد الله، عن يزيد الأصم، عن عوف بن مالك، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إِنْ شِئْتُمْ أَنْبَأْتُكُمْ عَنِ الإِمَارَةِ وَمَا هِىِ» ، قال: قمت وناديت بأعلى صوتى ثلاثَ
_________
(1) فى الطبرانى: داود بن عمرو الضبى. يراجع تهذيب التهذيب: 3/184، 195.
(2) أعوذ بالله من طمع يهدى إلى طبع: أى يؤدى إلى شين وعيب، وكانوا يرون أن الطبع هو الرين، قال مجاهد: الرين أيسر من الطبع، والطبع أيسر من الأقفال، الأقفال أشد ذلك كله: وهو إشارة إلى قوله تعالى {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} وقوله {طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} وقوله {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} : النهاية: 3/31
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 18/69؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى بأسانيد، ورجال أحدهما ثقات، وفى بعضهم خلاف، مجمع الزوائد: 10/144.(6/698)
مراتٍ: وما هى يا رسول الله؟ قال: «أَوَّلُهَا مَلاَمَة، وَثَانِيهَا نَدَامَةٌ، وَثَالِثُهَا عَذَابٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلاَّ مِنْ عَدْلٍ. / وَكَيْفَ يَعْدِلُ مَعَ أَقْرَبِيهِ» (1) .
(يزيد بن مرثدٍ عنه)
_________
(1) كشف الأستار: 2/236؛ وقال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى فى الكبير والأوسط باختصار: ورجال الكبير رجال الصحيح، مجمع الزوائد: 5/200؛ والمعجم الكبير للطبرانى: 18/71.(6/699)
8553 - روى الطبرانى: عن أبى زرعة الدمشقى، عن يزيد بن عبد ربه، عن بقية، حدثنى بشير بن طلحة، عن خالد بن دريك، عن يعلى بن منبهٍ، قال: بعثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى سرية، فقال رجلٌ: أخرج معك على أن تجعل لى سهمًا معك، ثم قال: والله ما أدرى أتغنمون أم لا، ولكن اجعل لى [شيئًا معلومًا فجعلت له] ثلاثة دنانير. [فغزونا فأصبنا] مغنمًا، فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقال: «مَا أَرضى لَهُ فى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إلاَّ دَنَانِيرَهُ هَذِهِ الَّتِى أَخَذَهَا» (1) .
قال بقية: وحدثنا [الوضين بن] عطاء عن يزيد بن مرثد المودعى، عن عوف ابن مالك، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مثله (2) .
(أبو إدريس الخولانى عنه)
8554 - حدثنا هشيم، أنبأنا داود بن عمرو، عن بسر بن عبيد الله الحضرمى، عن أبى إدريس الخولانى، عن عوف بن مالك الأشجعى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بالمسح على الخفين فى غزوة تبوك ثلاثة ايام للمسافر ولياليهن وللمقيم يوم وليلة (3) تفرد به.
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 18/78؛ وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) المرجع السابق، وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه بقية وقد صرح بالسماع. مجمع الزوائد: 5/323، ويراجع: 4/97.
(3) () من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/27.(6/699)
(حديث آخر)(6/700)
8555 - قال البخارى: حدثنا الحميدى، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر: سمعت بسر بن عبيد الله أنه سمع أبا إدريس، قال: سمعت عوف بن مالك، قال: أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم - فى غزوة تبوك [وهو] فى قبة من أدم، فقال: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ: مَوْتِى، ثُمّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، ثُمّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلَ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلاّض دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِى الأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُم تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةٍ تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا» .
ورواه أبو داود فى الأدب عن مؤمل بن الفضل، عن الوليد بن مسلم، به مختصرًا إلى قوله: فدخلت، وعن صفوان بن صالحٍ، عن الوليد، عن عثمان بن أبى العائكة قال: إنما قال أدخل كلى من صغر القبة.
ورواه ابن ماجه فى الفتن: عن دحيم، عن الوليد بن مسلم به مطولاً (1) . /
قال شيخنا: رواه الطبرانى، عن إبراهيم بن دحيم، عن أبيه، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء، عن زيد بن واقدٍ، عن بسر بن عبيد الله به (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى الجزية والموادعة (باب ما يحذر من القدر) : فتح البارى: 6/277؛ وأبو داود (باب ما جاء فى المزاح) : سنن أبى داود: 4/300؛ وابن ماجه (باب أشراط الساعة) : سنن ابن ماجه: 2/1341.
(2) تحفة الأشراف: 8/216؛ والمعجم الكبير للطبرانى: 18/40.(6/700)
(حديث آخر)(6/701)
8556 - قال البزار: حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمران الدمارى، حدثنى أبو عمرو العبسى، عن مكحول، عن أبى إدريس، عن عوف بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَقْتُلُوا النِّسَاءَ» (1) .
(أبو أيوب الأنصارى عنه)
8557 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن المعلى، حدثنا سليمان ابن عبد الرحمن، حدثنا معاوية بن صالح، عن محمد بن حرب، عن بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان، [عن كثير بن مرة] ، عن نعيم بن همار، عن المقدام بن معدى كرب، عن أبى أيوب، عن عوف بن مالك، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالهاجرة، وهو مرعوبٌ، فقال: «أَطِيعُونِى مَا كُنْتُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللهِ أَحِلُّوا حَلالَهُ، وحَرِّمُوا حَرَامَهُ» (2) .
(أبو بردة عنه)
8558 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا محمد بن أبى المليح الهذلى، حدثنى زياد ابن أبى المليح، عن أبيه، عن أبى بردة، عن عوف بن مالك الأشجعى: أنه كان مع النبى - صلى الله عليه وسلم - فى سفر، فسار بهم يومهم أجمع لا يحل لهم عقدة، وليلته جمعاء لا يحل لهم عقدة إلا لصلاةٍ حتى نزلوا أوسط الليل.
_________
(1) كشف الأستار: 2/269؛ وقال الهيثمى: رواه البزار، وفيه محمد بن عبد الله ابن نمران وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 5/316.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 18/38؛ وقال الهيثمى: رجاله موثقون، مجمع الزوائد: 1/170.(6/701)
قال: فرقب رجلٌ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين وضع رحله، قال: فانتهيت إليه، فنظرت، فلم أر أحدًا إلا نائمًا ولا بعيرًا إلا واضعًا جَرَانَهُ (1) نائمًا، قال: فتطاولت، فنظرت حيث وضع النبى - صلى الله عليه وسلم - رحله، فلم أره فى مكانه، فخرجت أتحظى الرحال حتى خرجت إلى الناس، ثم مضيت على وجهى فى سواد [الليل] فسمعت جرسًا، فانتهيت إليه، فإذا أنا بمعاذ بن جبل، والأشعرى، فانتهيت إليهما، فقلت: أين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فإذا هزيرٌ كهزير الرحا، فقلت: كأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند هذا الصوت، قال: اقعد. اسكت.
فمضى قليلاً، فأقبل حتى انتهى إلينا فقمنا إليه، فقلنا: يا رسول الله فزعنا إذ لم نرك/ واتبعنا أثرك، فقال: «إِنَّهُ أَتَانِى آتٍ مِنْ رَبِّى، فَخَيَّرَنِى بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِى الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ» .
فقلنا: نذكرك الله والصحبة إلا جعلتنا من أهل شفاعتك، قال: «أَنْتُمْ مِنْهُمْ» ، ثم مضينا فيجىء، الرجل والرجلان فيخبرهم بالذى أخبرنا به، فيذكرونه الله والصحبة إلا جعلهم [من أهل شفاعته] فيقول: «فَأَنْتُمْ مِنْهُمْ» ، حتى انتهى الناس فأضبوا (2) عليه، وقالوا: اجعلنا منهم، فقال: «إِنِّى أُشْهِدُكُمْ أَنَّهَا لِمَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِى لا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا» (3) .
_________
(1) الجران: باطن العنق. النهاية: 1/158.
(2) أضبوا عليه: أى أكثروا، يقال: أضبوا إذا تكلموا متتابعا وإذا نهضوا فى الأمر جميعًا. النهاية: 3/10.
(3) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/23، وما بين المعكوفين استكمال منه.(6/702)
(ذو الكلاع عن عوف بن مالك)(6/703)
8559 - حدثنا عبد الرحمن، عن معاوية، عن أزهر بن سعيد، عن ذى الكلاع، عن عوف بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الْقُصَّاصُ ثَلاثَةٌ: أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ مُخْتَالٌ» تفرد به (1) .
(أبو مسلم: عبد الله بن ثوب عنه)
8560 - روى مسلم وأبو داود والنسائى، وابن ماجه، من حديث سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبى إدريس الخولانى، عن أبى مسلم الخولانى، قال: حدثنى الحبيب الأمين- أما هو إلى فحبيب، وأما هو عندى فأمين-: عوف ابن مالك، قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعة، أو ثمانية، أو تسعة، قال: «أَلا تُبَايِعُونَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؟» فبسطنا أيدينا فقال قائل (2) : يا رسول الله، إنا قد بايعناك، فعلام نبايعك؟ لأفقال] : «عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُوا الصَّلَوات الْخَمْسَ، وَتَسْمَعُوا وَتُطِيعُوا- وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً- وَلا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا» .
قال: فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوطه، فلا يسأل أحدًا يناوله إياه. لفظ ابن ماجه (3) .
_________
(1) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/28.
(2) اللفظ عند مسلم: «فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، فعلام نبايعك» .
(3) اللفظ أخرجه مسلم وأبو داود فى الزكاة: مسلم فى (باب النهى عن المسألة) : مسلم بشرح النووى: 3/81؛ وأبو داود (باب كراهية المسألة) وقال: حديث هشام لم يروه إلا سعيد: سنن أبى داود: 2/121، والنسائى فى الصلاة (باب البيعة على الصلوات الخمس) : المجتبى: 1/285، وأخرجه ابن ماده فى الجهاد (باب البيعة) : سنن ابن ماجه: 2/958.(6/703)
وقد رواه الطبرانى عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة، [عن أبى إدريس] ، عن عوف به، لم يذكر: أنبأنا مسلم (1) .
(أبو عبلة عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 18/39.(6/704)
8561 - قال البزار: حدثنا أبو كريب، حدثنا يونس بن بكير، عن محمد ابن إسحاق، عن إبراهيم بن أبى عبلة، عن أبيه، عن عوف ابن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ سِنِينَ/ خَدَّاعَةً، يُصدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكّذَّبُ فِيهَا الْصَادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائشنُ، وَيُخَوَّنَ فِيهَا الأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ» (1) .
قيل: يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال: «الإمْرُؤُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فى أَمْرِ العَّامَّةِ» .
قال محمد بن إسحاق: وحدثنى عبد الله بن دينار عن أنس بن مالك، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - بنحوه (2) .
(ابو قلابة: عبد الله بن زيدٍ الجرمى عنه)
بمثل سياق أبى بردة عنه
رواه الطبرانى، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، وعاصمٍ الأحول عن أبى قلابة به (3) .
_________
(1) الرويبضة: تصغير الرابضة، وهو العاجز الذى ربض عن معالى الأمور وقعد عن طلبها، وزيادة الفاء للمبالغة، والتافه: الخسيس الحقير. النهاية: 2/59.
(2) كشف الأستار: 4/132؛ وقال الهيثمى: رواه البزار، وقد صرح ابن إسحاق بالسماع من عبد الله بن دينار، وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 7/284.
(3) حديث أبى بردة فى الشفاعة سبق إيراده آنفًا، والخبر أخرجه الطبرانى عن إسحاق بن إبراهيم الديرى عن عبد الرزاق. المعجم الكبير: 18/74.(6/704)
(أبو المليح عنه)(6/705)
8562 - حدثنا بهز، حدثنا أبو عوانة، حدثنا قتادة، عن ابى مليح، عن عوف بن مالك الأشجعى، قال: عرس بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فافترش كل رجل منا ذراع راحلته، قال: فانتهيت إلى بعض الليل، فإذا ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس قدامها أحدٌ، قال: فانطلقت أطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا معاذ بن جبل، وعبد الله بن قيس قائمان، قلت: أين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالا: ما ندرى غير أنا سمعنا صوتًا بأعلى الوادى، فإذا مثل هزيز الرحل، قال: امكثوا يسيرًا، ثم جاءنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فقال: «إِنَّهُ أَتَانِى اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّى، فَخَيَّرَنِى بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِى الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، وَإِنِّى اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةُ» .
قال: فقلنا: ننشدك الله تعالى والصحبة لما جعلتنا من أهل شفاعتك، قال: «فَإِنَّكُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِى» ، فأقبلنا معانيق (1) إلى الناس، فإذا هم قد فزعوا، وفقدوا نبيهم.
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهُ أَتَانِى اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّى، فَخَيَّرَنِى بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِى الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، وَإِنِّى اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةُ» . فقالوا: يا رسول الله ننشدك الله والصحبة لما جعلتنا من أهل شفاعتك؟ فلما أضبوا عليه قال: «فَأَنَا أُشْهِدُ مَنْ يَحْضُرُ أَنَّ شَفَاعَتِى لِمَنْ لاَ يُشْرِكُ باللهِ شَيْئًا مِنْ أُمَّتِى» (2) .
رواه الترمذى عن هناد، عن عبدة عن سعيد بن أبى عروبة/ عن قتادة به، قال: وقد روى عن أبى المليح عن رجل [آخر] من
_________
(1) () معانيق إلى الناس: أى مسرعين جمع معناق. النهاية: 3/143.
(2) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/28.(6/705)
أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يقل: عن عوف (1) .
قلت: هو عوفٌ كما رواه عنه جبير بن نفير، وسليم بن عامر، وأبو بردة وغيرهم (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى مختصرًا فى صفة القيامة (باب 13) وقال: وفى الحديث قصة طويلة، جامع الترمذى: 4/628.
(2) تقدمت هذه الروايات كلها عن عوف بن مالك.(6/706)
8563 - حدثنا محمد بن بكر، حدثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن أبى المليح الهذلى، عن عوف بن مالك الأشجعى، قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بعض أسفاره، فأناخ نبى الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنخنا معه، فذكره معناه، إلا أنه قال: «وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِى الْجَنَّةَ» (1) .
8564 - حدثنا حسين فى تفسير شيبان، عن قتادة: حدثنا صاحب لنا أظنه أبا المليح الهذلى، عن عوف بن مالك، فذكره، وقال: «بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أَمَّتِى الْجَنَّةَ» (2) .
(أبو هريرة عنه)
8565 - قال البزار: حدثنا أحمد بن منصور بن سيار، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا يزيد بن عياض، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبى هريرة، عن عوف بن مالك، قال" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عُودُوا الْمَرِيضَ، وَاتَّبِعُوا الْجَنَائِزَ، وَ [لاَ] عَلَيْكُم أَنْ لاَ تَأْتُوا الْعُرْسَ، وَلا عَلَيْكُمْ أَنْ [لاَ] تَنْكِحُوا النِّسَاءَ مِنْ أَجْلِ حُسِنِهَا، فَلَعَلَّهُ أَنْ لاَ يَأْتِى بَخَيْرً، وَلاَ عَلَيْكُمْ أَنْ لاَ تَنْكِحُوا الْمَرْأَةَ لِكَثْرَةِ مَالِهَا، فَلَعَلَّ مَالَهَا أَنْ لاَ يَأْتِى بِخَيْرٍ، لَكِنْ ذَوَاتَ الدِّينِ وَالأَمَانَةِ فَابْتَغُوهُنَّ» .
_________
(1) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/29.
(2) من حديث عوف بن مالك الأشجعى الأنصارى فى المسند: 5/29.(6/706)
ثم قال: يزيد بن عياض لين الحديث (1) .
(ابن سماعة عنه)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ مِنْ عَانَتِهِ إِلَى هَامَتِهِ قَيْحًا يَتَخَضْخَضُ (2) خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا» .
_________
(1) قال البزار أيضًا: لا نعلمه إلا عن عوف بهذا الإسناد، كشف الأستار: 2/150؛ وقال الهيثمى: فيه يزيد بن عياض، وهو متروك، مجمع الزوائد: 4/254.
(2) يتخضخض: الخضخضة تحريك الماء ونحوه. اللسان: 2/1187.(6/707)
8566 - رواه الطبرانى، عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن عبد الله بن صالح، عن عبد الله بن لهيعة، عن حبيب بن أبى ثابت، عنه به (1) .
1456- (عويمر بن أشقر) (2)
8567 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا يحيى بن سعيد، أن عباد ابن تميم أخبره، عن عويمر بن أشقر: عنه/ ذبح قبل أن يغدو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنه ذكره لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدما فرغ، فأمره أن يعود لأضحيته (3) .
رواه ابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن أبى خالد الأحمر، عن يحيى ابن سعيد به (4) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/78؛ وقال الهيثمى: إسناده حسن وعقب عليه فى هامش المعجم، مجمع الزوائد: 8/120.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/317؛ والإصابة: 3/54؛ والاستيعاب: 3/18؛ والتاريخ الكبير: 7/76.
(3) من حديث عويمر بن أشقر فى المسند: 3/454، 4/341..
(4) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الأضاحى (باب النهى عن ذبح الأضحية قبل الصلاة) وفى الزوائد: رجاله ثقات إلا أنه متقطع، لأن عباد بن تميم لم يسمع من عويمر بن أشقر، قاله الحافظ ابن حجر: سنن ابن ماجه: 2/1053.(6/707)
* (عويمر: أبو الدرداء)
يأتى فى الكنى إن شاء الله تعالى(6/708)
1457- (عويم بن ساعدة بن عائش) (1)
ابن قيس بن النعمان، بن زيد بن أمية بن مالك بن عوف الأنصارى، أبو عبد الرحمن المدنى.
وقيل: عويم بن ساعدة بن صلعجة البلوى، صحابى كبير فى الإسلام، شهد العقبتين: الأولى والثانية، وشهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، وما بعد ذلك، ويقال: إنه مات فى زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والصحيح فى أيام عمر، فإنه له ذكرًا فى حديث يوم السقيفة، فى صحيح البخارى (2) ، وفى حديث عباد بن حمزة عن جابر مرفوعًا: «نِعْمَ الْعَبْدُ وَالرّجُلُ الصَّالِحُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ عُوَيْمْ بْنُ سَاعِدَةً» (3) .
ويقال: إنه الذى أنزل فيه {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (4) .
8568 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا أبو أويس، حدثنا شرحبيل، عن عويم بن ساعدة الأنصارى: أنه حدثه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاهم فى مسجد قباء، فقال: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَحْسَنَ عَلَيْكُم الثَّنَاءَ فى الطَّهُورِ فِى قِصَّةِ مَسْجِدِكُمْ، فَمَا هَذَا الطَّهُورُ الذِى تَطَهَّرُونَ بِهِ؟» .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/315؛ والإصابة: 3/44؛ والاستيعاب: 3/171.
(2) هو حديث عمر بن الخطاب رواه عنه ابن عباس: لما توفى النبى» قلت لأبى بكر: انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار، فلقينا منهم رجلان صالحان شهدا بدرًا، فحدثت عروة ابن الزبير فقال: هما عويم بن ساعدة، ومعن بن عدى، فتح البارى: 7/322.
(3) أخرجه الديلمى من حديث جابر. أورده فى الجامع الكبير كما فى جامع الأحاديث: 6/746.
(4) الآية 222 سورة البقرة.(6/708)
فقالوا: والله يا رسول الله ما نعلم شيئًا إلا أنه كان لنا جيرانٌ من اليهود فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط، فغسلنا كما غسلوا، تفرد به أحمد (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) من حديث عويم بن ساعدة فى المسند: 3/422.(6/709)
8569 - قال ابن ماجه: حدثنا إبراهيم بن المنذر الجزامى، حدثنا محمد ابن طلحة التيمى، حدثنى عبد الرحمن بن سالم بن عتبة ابن عويم بن ساعدة، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عَلَيْكُمْ بِالأَبْكَارِ، فَإِنَّهُنَّ أَعْذَبُ أَفْوَاهًا، وَأَنْتَقُ أَرْحَامًا، وَأَرْضَى بِالْيَسِيرِ» (1) .
1458- (العلاء بن الحضرمى) (2)
واسمه (3) عبد الله بن عباد بن أكبر بن ربيعة بن مالك بن [أكبر بن] عويف ابن مالك بن الخزرج، بن إياد بن/ الصدف، وهو من حضرموت، وقيل غير ذلك فى نسبه.
وكان حليف بنى أمية، وهو أخو عمرو بن الحضرمى أول من قتله المسلمون من المشركين (4) ، وأخو عامر بن الحضرمى الذى كان
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى النكتح (باب تزويج البكر) وقال فى الزوائد: فى إسناده محمد بن طلحة، قال فيه أبو حاتم: لا يحتج به، وقال ابن حبان: هو من الثقات. ربما أخطأ وعبد الرحمن ابن سالم بن عتبة قال البخارى: لم يصح حديثه، سنن ابن ماجه: 1/598.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/74؛ والإصابة: 2/497؛ والاستيعاب: 3/146؛ والطبقات الكبرى: 4/76؛ والتاريخ الكبير: 6/506.
(3) يعنى الحضرمى.
(4) قتل فى سرية عبد الله بن جحش، رماه واقد بن عبد الله التميمى فقتله، سيرة ابن هشام مع الروض الأآنف: 3/23.(6/709)
ينشد [خفرته ومقتل أخيه يوم أحد] (1) وكانوا أحد عشر أخًا، وأختًا: وهى الصعبة بنت الحضرمى أم طلحة بن عبيد الله التميمى.
بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المنذر بن ساوى ملك البحرين، فافتتحها، وخاض البحر، فلم تبل أخفاف الإبل، ولم يصب ركب الخيل، ودعا فمطر أصحابه قدر كفايتهم (2) .
واستنابه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على البحرين وأقره عليها أبو بكر وعمر، ثم استنابه على البصرة، فسار إليها، فمات فى الطريق بماء يقال له لياس سنة إحدى وعشرين، وقيل سنة أربع وعشرين.
_________
(1) ما بين المعكوفين من ابن هشام فى غزوة بدر: 3/37.
(2) يرجع إلى حديث أبى هريرة، أخرجه الطبرانى فى الكبير: 18/95 وفى الصغير: 1/141.(6/710)
8570 - حدثنا عبد الله، حدثنى أبى، ويحيى بن معين، قالا: حدثنا عتاب ابن زياد، حدثنا أبو حمزة، سمعت المغيرة الأزدى، عن محمد بن زيد، عن حيان الأعرج، عن العلاء بن الحضرمى، قال: بعثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى البحرين- أو أهل هجر- شك ابو حمزة، قال: كنت آتى الحائط يكون بين الأخوة، فيسلم أحدهم، فآخذ من المسلم العشر، ومن الآخر الخراج (1) .
رواه ابن ماجه عن الحسين بن الجنيد الدامغانى عن عتاب به (2) .
8571 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جريج، وابن بكر قال: أنبأنا ابن جريجٍ، وأبو عاصم، عن ابن جريج، قال: أخبرنى
_________
(1) من حديث العلاء بن الحضرمى فى المسند: 5/52.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الزكاة (باب العشر والخراج) وفى الزوائد: إسناده ضعيف لأن مغيرة الأزدى، ومحمد بن زيد مجهولان، وحيان الأعرج وإن وثقه ابن معين، وعده ابن حيان فى الثقات فإن روايته عن العلاء مرسلة، قاله المزى فى التهذيب، سنن ابن ماجه: 1/586.(6/710)
إسماعيل بن محمد بن سعيد: أنه أخبره حميد بن عبد الرحمن بن عوف: أن السائب بن يزيد أخبره: أنه سمع العلاء ابن الحضرمى يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ ثَلاثًا» قال أبو عاصم: «ثلاث ليالٍ» (1) .
_________
(1) من حديث العلاء بن الحضرمى فى المسند: 5/52.(6/711)
8572 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن حميدٍ، قال: سمعت [عمر بن] عبد العزيز يسأل السائب بن يزيد: ما سمعت فى السكنى بمكة، فقال: حدثنى العلاء ابن الحضرمى: أن نبى الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لِلْمُهَاجِرِ ثَلاثًا بَعْدَ الصَّدَرِ» (1) .
8573 - حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنى عبد الرحمن بن حميد ابن عبد الرحمن ابن عوف، عن السائب بن يزيد، عن العلاء بن الحضرمى- إن شاء الله- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهُ ثَلاثًا» (2) . /
8574 - حدثنا عبد الله، حدثنى أبى، قال: ما كان أشد على ابن عيينة أن يقول: حدثنا (3) .
رواه الجماعة من حديث عبد الرحمن بن حميد رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، وعن حجاج بن الشاعر، عن أبى عاصم، ورواه النسائى عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق به (4) .
_________
(1) من حديث العلاء بن الحضرمى فى المسند: 5/52.
(2) من حديث العلاء بن الحضرمى فى المسند: 4/339.
(3) المرجع السابق، وقد فصل عن سابقه فى المطبوعة، ويوضح أن سياقهما واحدا وأن ابن كثير خرج الخبر عن الجماعة عقبه.
(4) الخبر أخرجه البخارى فى مناقب الأنصار (باب إقامة المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه) : فتح البارى: 7/266، وأخرجه مسلم فى الحج فى (جواز الإقامة بمكة للمهاجر منها بعد فراغ الحج) وبطرقه المختلفة: مسلم بشرح النووى: 3/499؛ وابو داود فى المناسك (باب الإقامة بمكة) : سنن أبى داود: 2/213؛ والترمذى فى الحج (باب ما جاء أن يمكث المهاجر بمكة بعد الصدر ثلاثًا) وقال: حسن صحيح، جامع الترمذى: 3/572؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 8/248 وفى الصلاة (باب المقام الذى يقصر بمثله الصلاة) : المجتبى: 3/100؛ وابن ماجه فى الصلاة
(باب كم يقصر الصلاة المسافر إذا أقام ببلدة) : سنن ابن ماجه: 1/341.(6/711)
8575 - حدثنا هشيم، حدثنا منصور، عن ابن سيرين، عن ابن العلاء بن الحضرمى.
قال أبى: حدثنا به هشيم مرتين: مرة عن ابن العلاء، ومرة لم يصل: أن أباه كتب إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فبدأ بنفسه (1) .
رواه أبو داود عن أحمد بن حنبل، ومن وجه آخر عن هشيم به (2) .
1459- (العلاء بن خارجة المدنى) (3)
8576 - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[قال] : «تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ لِلأَهْلِ، وَمَثْرَاةٌ فِى الْمَالِ، وَمَنْسَأَةٌ فى الأجَلِ» .
كذلك رواه [الطبرانى] من حديث وهب عن عبد الرحمن بن حرملة، عن عبد الملك بن يعلى، عن العلاء به (4) .
_________
(1) من حديث العلاء بن الحضرمى فى المسند: 4/339.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب (باب فيمن يبدأ بنفسه فى الكتاب) : سنن أبى داود: 4/335.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/75؛ والإصابة: 2/498.
(4) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 18/98؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، ورجاله موثقون، مجمع الزوائد: 1/193، 8/152.(6/712)
ورواه مسلم بن خالد، عن عبد الملك بن عيسى بن العلاء، عن عبد الله بن يزيد: مولى المنبعث عن أبى هريرة نحوه (1) .
_________
(1) أورده ابن كثير فى ترجمة العلاء بن خارجة؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط، وفيه الأسباط، وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 8/158.(6/713)
1460- (العلاء بن خباب) (1)
ويقال: العلاء بن عبد الله بن خباب.
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال حين استيقظ: «لَوْ شَاءَ اللهُ لأَيْقَظَنَا، وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ لِمَنْ بَعْدَكُم» (2) .
8577 - رواه [أسباط] بن نصر من طريق سماك بن حرب، عن عبد الله بن العلاء، عن أبيه.
وبه: فى أكل الثوم (3) .
وقال أبو عمر: ما أظن أنه سمع من النبى - صلى الله عليه وسلم - (4) .
1461- (العلاء بن سعدٍ الساعدى) (5)
أسلم يوم الفتح
8578 - روى أبو نعيم: من طريق عطاء بن يزيد بن مسعود من بنى الحبلى، عن سليمان بن عمرو بن الربيع بن سالم، عن عبد الرحمن بن العلاء بن سعدٍ، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يومًا
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/75؛ والإصابة: 2/498؛ والاستيعاب: 3/148؛ والتاريخ الكبير: 6/506.
(2) الخبر أورده ابن الأثير وابن حجر فى ترجمته، أسد الغابة والإصابة.
(3) الخبر أورده البخارى فى التاريخ الكبير: 6/506؛ وأخرجه الطبرانى فى الكبير: 18/98.
(4) الاستيعاب: 3/148.
(5) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/76؛ والإصابة: 2/498.(6/713)
لجلسائه: «هَلْ تَسْمَعُونَ مَا أَسْمَعُ؟» قالوا: وما نسمع يا رسول الله؟ قال: «أَطَّتِ (1) السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ قَدَمٍ إِلاَّ وَعَلَيْهِ مَلَكٌ قَائِمٌ، أَوْ رَاكِعٌ، / أَوْ سَاجِدٌ» ، ثم تلا {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ، وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} (2) .
_________
(1) أطت السماء: الأطيط صوت الاقتاب، وأطيط الإبل أصواتها وحنينها، أى أن كثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلها حتى أطت، وهذا مثل وإيذان ومثل بكثرة الملائكة، وإن لم يكن، ثم أطيط، وإنما هو كلام تقريب. النهاية: 1/35.
(2) الآيتان 165، 166 من سورة الصافات، والخبر أخرجه ابن منده وأبو نعيم كما فى أسد الغابة والإصابة فى ترجمته.(6/714)
1462- (علاقة بن صحار التميمى) (1)
ويقال: علاثة، قاله أبو عبيد والعلاء أيضًا، ومنهم من يقول: ابن شجار، وهو عم خارجة بن الصلت قاله أبو القاسم البغوى وغير واحدٍ.
8579 - روى أبو داود فى البيوع، والنسائى فى الطب من حديث شعبة، عن عبد الله بن أبى السفر، عن الشعبى، عن خارجة بن الصلت، عن عمه: أنه رجع من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمر على أعرابى مجنون موثق بالحديد. فقالوا: أعندك شىء نداويه به؟ فإن صاحبك قد جاء بخير، فقلت: نعم، فرقيته بأم الكتاب ثلاثة أيام: كل يوم مرتين، فبرأ، قال: فأعطونى مائة شاة، فلم آخذها حتى أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته، فقال: «قُلْتَ غَيْرَ هَذَا؟» قلت: [لا] ، قال: «كُلْهَا بِاسْمِ اللهِ. [لَعَمْرِى] لَمَنْ أَكَلَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ، لَقَدْ أَكَلْتَ بِرُقْيَةِ حَقًّ» .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/78؛ وترجمة ابن حجر: علاثة بن شجار، الإصابة: 2/499؛ وترجمة ابن عبد البر: علاقة بن صحار السليطى، الاستيعاب: 3/162.(6/714)
رواه أبو داود أيضًا عن يحيى بن زكريا عن الشعبى به (1) .
قال أبو القاسم البغوى: إن اسم عم خارجة علاقة بن صحار، وقال خليفة بن خياط: اسم عمه عبد الله بن عبثر بن قيس بن عبد قيس بن خفاف من بنى عمرو ابن خنظلة من البراجم (2) .
* (عياذ: فى خاتم النبوة، ويقال: عباد تقدم) (3)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى البيوع (باب فى كسب الأطباء) وأخرجه أيضًا فى الطب (باب كيف الرقى) من عدة طرق عن خارجة بن الصلت عن عمه: سنن أبى داود: 3/226، 4/13، 14؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى وفى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 8/249، وما بين المعكوفات استكمال من أسد الغابة؛ ولفظ أبى داود فيه اختلاف لا يغير المعنى.
(2) تحفة الأشراف: 8/249.
(3) يراجع أسد الغابة: 4/320؛ والإصابة: 3/46.(6/715)
1463- (عياش بن أبى ربيعة) (1)
واسمه: عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشى المخزومى: أبو عبد الرحمن المكى، أخو أبى جهل لأمه، وقد هاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، هو وعمر بن الخطاب، ثم جاء أخوه أبو جهل فعطفه على أمه إذ نذرت أن لا تأكل، ولا تشرب حتى يرجع، فرجع فناله منهم أذى كثير، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو له فى قنوته حتى رفع الله عنه، وقتل يوم اليمامة، وقيل يوم اليرموك، وقيل مات بمكة، والله أعلم. /
وهو فى أول المكيين، وسادس الكوفيين.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/320؛ والإصابة: 3/47؛ والاستيعاب: 3/122؛ والتاريخ الكبير: 7/46.(6/715)
8580 - حدثنا الحسين بن محمد، حدثنا شريك، ويزيد بن عطاء، عن يزيد- يعنى ابن أبى زياد-، عن عبد الرحمن بن سابط، عن عياش بن ابى ربيعة، قال: سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لاَ تَزَالُ هَذِهِ الأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا عَظَّمُوا هَذِهِ الْحُرْمَةُ حَقَّ تَعْظِيمِهَا، فَإِذَا تَرَكُوهَا وَضَيَّعُوهَا هَلَكُوا» .
وقال فى حديث يزيد بن عطاء: عن النبى - صلى الله عليه وسلم - (1) .
8581 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شريك، عن يزيد، عن ابن سابط، عن المطلب، أو عن العياش بن أبى ربيعة، قال: سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فذكر مثله (2) .
رواه ابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن على بن مسهرٍ، ومحمد بن الفضيل كلاهما: عن يزيد بن أبى زياد به (3) .
8582 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن أيوب، عن نافعٍ، عن عياش ابن أبى ربيعة، قال: سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «تَجِىءُ رِيحٌ بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ تُقْبَضُ فِيهَا أَرْوَاحُ كُلِّ مُؤْمِنٍ» تفرد به (4) .
1464- (عياض بن جمهور) (5)
ذكره ابو بكر الإسماعيلى فى الصحابة.
8583 - وروى له أبو موسى من طريق حريث بن المعلى الكندى، عن ابن عياش، عنه، قال: كنت عند النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا
_________
(1) من حديث عياش بن أبى ربيعة فى المسند: 4/347.
(2) () المرجع السابق.
(3) الخبر أخرجه ابن ماجه فى المناسك (باب فضل مكة) وفى الزوائد فى إسناده يزيد بن أبى زياد، واختلط بأخرة: سنن ابن ماجه: 2/1038.
(4) من حديث عياش بن أبى ربيعة فى المسند: 3/420.
(5) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/322؛ والإصابة: 3/47.(6/716)
رسول الله الرجل يدخل علىّ بسيفه يريد نفسى ومالى كيف أصنع به؟ قال: «تُنَاشِدُهُ الله [وتذكّره] بِأَيَّامِهِ، فَإِنْ أَبَى، فَقَدْ حَلَّ لَكَ دَمَهُ، فَلاَ تَكُنَنَّ أَعْجَوَ مِنْهُ» (1) .
_________
(1) المرجعان السابقان، وقال الخافظ ابن حجر فى سنده على بن قرين، ضعيف، يراجع المشتبه للذهبى ص 526.(6/717)
1465- (عياض بن حمار بن أبى حمار) (1)
عرفجة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن درام التيمى المجاشعى، سكن البصرة، وحديثه فى ثانى الكوفيين وثانى الشاميين.
8584 - حدثنا هشيم، أنبأنا ابن عون، عن الحسن، عن عياض بن حمار المجاشعى، وكانت بينه وبين النبى - صلى الله عليه وسلم - معرفة قبل أن يبغث-، فلما بعث النبى - صلى الله عليه وسلم - أهدى له هدية- قال: أحسبها إبلاً- فأبى أن يقبلها، وقال: «إِنَّا لاَ نَقْبَلُ زَبْدَ الْمُشْرِكِينَ» .
قال: [قلت: وما زبد المشركين؟ قال:] رفدهم، هديتهم (2) .
رواه أبو داود/ والترمذى من حديث أبى داود الطيالسى، عن عمران القطان، عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/322؛ والإصابة: 3/47؛ والاستيعاب: 3/129؛ والطبقات الكبرى: 7/23؛ والتاريخ الكبير: 7/19.
(2) من حديث عياض بن حمار المجاشعى فى المسند: 4/162، وما بين المعكوفين استكمال منه.
قال الخطابى: يشبه أن يكون هذا الحديث منسوخًا، لأنه قبل هدية غير واحد من المشركين: أهدى له المقوقس مارية والبغلة، وأهدى أكيدر دومة فقبل منهما، وقيل: إنما رد هديته ليغيظه، فيحمله ذلك على الإسلام، وقيل: ردها لأن للهدية موضعًا من القلب، ولا يجوز عليه أن يميل بقلبه إلى مشرك، فردها قطعًا بسبب الميل، وليس مناقضًا لقبوله هدية النجاشى والمقوقس وأكيدر لأنهم أهل كتاب. النهاية: 2/120.(6/717)
عياض به، وقال الترمذى: حسن صحيح (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أوب داود فى الخراج والإمارة والفىء (باب فى الإمام يقبل هدايا المشركين) : سنن أبى داود: 3/173؛ والترمذى فى السير (باب فى كراهية هدايا المشركين) : صحيح الترمذى: 4/140.(6/718)
8585 - حدثنا هشيم، أنبأنا خالد، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أخيه: مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عياض بن حمار، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ وَجَدَ لُقَطَةً فَلْيُشْهِدْ ذَوِى عَدْلٍ بِهَا، وَلْيَحْفَظْ عقاصهَا وَوِكَاءَهَا (1) ، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، فَلا يُكْتَمْ وَهُوَ أَحَقُّ بِهَا، وَإِنْ لَمْ يَجىء صَاحِبُهَا، فَهُوَ مَالُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ» .
قال أبو عبد الرحمن: قلت لأبى: إن قومًا يقولون: عقاصها، ويقولون: عفاصها؟ قال: عفاصها بالفاء (2) .
رواه النسائى عن على بن حجر، عن هشيم، ورواه أبو داود والنسائى أيضًا، وابن ماجه من حديث خالد الحذاء به (3) .
8586 - حدثنا يحيى بن سعيد، [حدثنا سعيد] ، عن قتادة، عن مطرف، عن عياض بن حمار، قال: قلت: يا رسول الله رجل من قومى يشتمنى، وهو دونى، على بأس أن أنتصر منه؟ قال: «الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ يَتَهَاذَيَانِ وَيَتَكَاذَبَانِ» (4) تفرد به.
_________
(1) العفاص: الوعاء الذى تكون فيه النفقة من جلد أو خرقة أو غير ذلك من العفص وهو الثنى والعطف.
والوكاء: الخيط الذى تشد به الصرة والكيس وغيرهما. النهاية: 3/110، 4/228.
(2) من حديث عياض بن حمار المجاشعى فى المسند: 4/161.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى اللقطة: سنن أبى داود: 2/136؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 8/250؛ وابن ماجه فى اللقطة (باب اللقطة) : سنن ابن ماجه: 2/837.
(4) من حديث عياض بن حمار المجاشعى فى المسند: 4/162، وما بين المعكوفين استكمال منه.(6/718)
8587 - حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا هشام، حدثنا قتادة، عن مطرف، عن عياض بن حمار: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - خطب ذات يومٍ، فقال فى خطبته: «إِنَّ رَبِّى- عَزَّ وَجَلَّ- أَمَرَنِى أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهَلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِى فِى يَوْمِى هَذَا: كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عِبَادِى حَلاَلٌ، وَإِنِّى خَلَقْتُ عِبَادِى حُنَفَاءَ كُلُّهُم، وَإِنَّهُمُ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ، فَأَضَلَّتْهُمُ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَ أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُم أَنْ يُشْرِكُوا بِى مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا.
ثُم إِنَّ اللهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَجَمَهُمْ وَعَرَبَهُمْ إِلاَّ بَقَايَا مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ (1) ، وقال: إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِىَ بِكَ، وَأَنْزَلْتَ عَلَيْكَ كِتَابًا لاَ يَغْسِلُهُ الْمَاءَ، تَقْرَأَهُ نَائِمًا وَيَقْظَان.
ثُم إِنَّ اللهَ أَمَرَنِى أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا، فقلت: يَا رَبِّ إِذً يَثْلَغُوا (2) رَأْسِى فَيَدَعُوهُ خُنْزَةً، فقال: اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا اسْتَخْرَجُوكَ، فَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ، وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ فَسَنُنْفِقُ عَلَيْكَ، وَابْعَثْ جُنْدًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ.
وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاثَةٌ: / ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِى قُرْبَى، وَمُسْلِمٍ، وَرَجُلٌ [فَقِيرٌ] عَفِيفٌ مَتَصَدِّقٌ.
وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِى لا زَبْرَ لَهُ (3) الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا أَوْ تُبَعَاءَ- شَكَّ يَحْيَى- لاَ يَبْتَغُونَ أَهْلاً وَلاَ مَالاً، والْخَائِنُ الَّذِى
_________
(1) لفظ المخطوطة: «إلا بقايا من بنى إسرائيل» ولفظ المسند يوافق مسلم.
(2) يثلغوا رأس: الثلغ الشدخ، وقيل هو ضربك الشىء الرطب بالشىء اليابس حتى ينشدخ. النهاية: 1/133.
(3) لا زبر له: أى لا عقل له لا يزبره وينهاه عن الإقدام على ما لا ينبغى. النهاية: 2/120.(6/719)
لاَ يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلاَّ خَانَهُ، وَرَجُلٌ لاَ يُصْبِحُ وَلاَ يُمْسِى إِلاَّ وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَذَكَرَ الْبُخْلَ وَالْكَذِبَ، وَالشَّنْطِيرُ (1) الْفَاحِشُ» (2) .
_________
(1) الشنطير: هو الفخاش والسيىء الخلق. النهاية: 2/238.
(2) من حديث عياض بن حمار المجاشعى فى المسند: 4/162، وما بين المعكوفين استكمال منه.(6/720)
8588 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، حدثنا سعيد، عن قتادة، قال: سمعت مطرفًا فى هذا الحديث.
وقال عفان فى حديث همام: والشنطير: الفاحش وذكر الكذب أو البخل (1) .
رواه مسلم فى صفة النار عن عبد الرحمن بن بشر، عن يحيى ابن سعيدٍ به، ومن طرق من حديث قتادة به.
وكذا رواه النسائى من حديث قتادة به، وعن بندارٍ عن غندر عن عوف، عن حكيم الأثرم، عن الحسن، عن مطرف به (2) .
8589 - حدثنا يونس، حدثنا شيبان، عن قتادة، قال: وحدث مطرف، عن عياض بن حمار، قال: سأل النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول
_________
(1) المرجع السابق.
(2) الخبر أخرجه مسلم من طرق مختلفة فى صفة الجنة وصفة نعيمها وأهلها (باب الصفات التى يعرف بها فى الدنيا أهل الجنة وأهل النار) : مسلم بشرح النووى: 5/716؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 8/251؛ ورواه أبو داود الطيالسى عن همام، قال: كنا عند قتادة فذكرنا هذا الحديث فقال يونس الهدادى- وما كان فينا أحفظ منه- أن قتادة لم يسمع هذا الحديث من مطرف، قال: فعبنا ذلك عليه، قال: فاسألوه، قال: فهبناه وجاء أعرابى، فقلنا للأعرابى: سل قتادة عن خطبة النبى - صلى الله عليه وسلم - من حديث عياض بن حمار، أسمعه من مطرف فسأله، فغضب، فقال: حدثنيه ثلاثة عنه: يزيد ابن أبى عبد الله بن الشخير أخو مطرف والعلاء ابن زياد العدوى، وذكرنا ثالثًا لم يحفظه همام. تحفة الأشراف: 8/251.(6/720)
الله أرأيت الرجل يشتمنى وهو أنقص منى نسبًا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الْمُسْتَبَّانِ [شَيْطَانَانِ يَتَهَاتَرَانِ وَيَتَكَاذَابَانِ» تفرد به (1) .
_________
(1) من حديث عياض بن حمار المجاشعى فى المسند: 4/162، وما بين المعكوفين استكمال منه.(6/721)
8590 - حدثنا عبد الوهاب، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عياض بن حمار: أن نبى الله - صلى الله عليه وسلم - قال فى خطبته ذات يوم: «إِنَّ اللهَ أَمَرَنِى أَنْ أُعَلِّمَكُمْ» فذكر الحديث غلا أنه قال: «الَّذِينَ عُمْ فِيكُمْ لاَ يَبْغُونَ أَهْلاً» ، وذكر الكذب والبخل.
قال سعيدٌ، قال مطرف عن قتادة: الشنطير الفاحش (1) .
8591 - حدثنا إسماعيل، حدثنا خالد، عن أبى العلاء بن أبى الشخير، عن أخيه: مطرف، عن عياض بن حمار، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ الْتَقَطَ لُقَطَةً، فَلْيُشْهِدْ ذَا عَدْلٍ، أَوْ ذَوَىْ عَدْلٍ، ثُمّ لاَ يَكْتُمُ وَلاَ يَغِيبُ، فَإِنْ جَاءَ رَبُّهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا، وَإِلاَّ فَهُوَ مَالُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ» (2) .
8592 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، [عن قتادة] ، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، / عن عياض بن حمار المجاشعى- رفع الحديث-، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ أَمَرَنِى أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِى يَوْمِى هَذَا، وَإِنَّهُ قال: كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُه عبادى فَهُوَ لَهُم حَلالٌ» .
_________
(1) من حديث عياض بن حمار المجاشعى فى المسند: 4/162.
(2) من حديث عياض بن حمار المجاشعى فى المسند: 4/266.(6/721)
فذكر نحو حديث هشام عن قتادة، قال" «وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِى لاَ زَبْرَ لَهُ الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعٌ لاَ يَبْتَغُونَ أَهْلاً وَلاَ مَالاً» (1) .
_________
(1) من حديث عياض بن حمار المجاشعى فى المسند: 4/266، وما بين المعكوفين استكمال منه.(6/722)
8593 - حدثنا روح، حدثنا عوفٌ، عن حكيم الأثرم، عن الحسن، قال: حدثنى مطرف بن عبد الله، حدثنى عياض بن حمار المجاشعى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى خطبة خطبها، قال: «إِنَّ اللهَ أَمَرَنِى أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهَلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِى يَوْمِى هَذَا، وَإِنَّ كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُه عِبَادِى فَهُوَ لَهُمْ حَلالٌ» فذكر الحديث (1) .
كذا رواه النسائى عن غندر عن عوف به (2) .
8594 - حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا قتادة، حدثنا العلاء بن زياد العدوى، حدثنى يزيد أخو مطرف، قال: وحدثنى عقبة: كل هؤلاء يقول: حدثنى مطرف: أن عياض بن حمار حدثه: أنه سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: [فى خطبته] : «إِنَّ اللهَ أَمَرَنِى أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهَلْتُمْ» فذكر الحديث، وقال: «الضَّعِيفُ الَّذِى لاَ زَبْرَ لَهُ الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعٌ لاَ يَبْتَغُونَ أَهْلاً وَلاَ مَالاً» .
قال: قال رجل لمطرف: يا أبا عبد الله أمن الموالى هو أم من العرب؟ قال: هو التابعة يكون للرجل يصيب من خدمه سفاحًا غير نكاحٍ.
_________
(1) من حديث عياض بن حمار المجاشعى فى المسند: 4/266.
(2) أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 18/251.(6/722)
وقال: «أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ (1) ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ بِكُلِّ ذِى قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَرَجُلٌ عَفِيفٌ [فَقِيرٌ] مُتَصَدِّقٌ» .
قال همام: قال بعض أصحاب قتادة: ولا أعلمه إلا قال يونس الإسكاف، قال لى: إن قتادة لم يسمع حديث عياض بن حمار من مطرف، قلت: هو حدثنا عن مطرف وتقول أنت لم يسمعه من مطرف؟ قال: فجاء أعرابى فجعل يسأله، واجترأ عليه، قال: فقلنا للأعرابى: سله هل سمع حديث عياض عن مطرف؟ فسأله فقال: لا حدثنى أربعة فسمى ثلاثة الذى قلت لكم فى الحديث (2) .
قلت: قد تقدم رواية أحمد عن يحيى بن سعيد عن سعيد عن قتادة سمعت مطرفًا فذكره (3) . /
_________
(1) لفظ المسند: «موقن» .
(2) من حديث عياض بن حمار المجاشعى فى المسند: 4/266، وما بين المعكوفين استكمال منه، وقد تقدم مثل هذا عند الطيالسى ص 721.
(3) () يرجع إليه من هذا الطريق ص 720 والمسند: 4/162.(6/723)
8595 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سمعت خالدًا يحدث عن يزيد ابن عبد الله بن الشخير، عن مطرف بن الشخير، عن عياض بن حمار، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنِ الْتَقَطَ لُقَطَةً فَلْيُشْهِدْ ذَوَىْ عَدْلٍ، أَوْ ذَا عَدْلٍ- خالدٌ الشَّاك- وَلا يَكْتُمُ وَلاَ يَغِيبُ، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا فضهُوَ أَحَقُّ بِهَا، وَإِلاَّ فَهُوَ مَالُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ» (1) .
سمعت يحيى بن سعيد يقول: مطرف أكبر من الحسن بعشرين سنة، وأبو العلاء أكبر من الحسن بعشر سنين.
_________
(1) من حديث عياض بن حمار المجاشعى فى المسند: 4/266.(6/723)
قال عبد الله: قال أبى: حدثنيه أخ لأبى بكر بن الأسود، عن يحيى بن سعيد، عن أبى عقيل الدورقى بهذا (1) .
_________
(1) أورده فى سياق أحاديث عياض بن حمار المجاشعى فى المسند: 4/267.(6/724)
8596 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا همام، عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله، عن عياض بن حمار، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «إِثْمُ الْمُسْتَبَّيْنِ مَا قَالاَ عَلضى الْبَادِئ، حَتَّى يَعْتَدِى الْمَظْلُومُ» ، أو: «إِلاَّ أَنْ يَعْتَدِى الْمَظْلُومُ» .
شك يزيد، تفرد به (1) .
8597 - حدثنا بهز، حدثنا همام، عن قتادة، عن يزيد، عن عياض بن حمار: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ يَتَكَاذَبَانِ، وَيَتَهَاتَرَانِ» (2) .
8598 - حدثنا بهز، وعفان، قالا: حدثنا همام.
قال عفان فى حديثه: حدثنا قتادة، عن يزيد أخى مطرف، عن عياض بن حمار: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِثْمُ الْمُسْتَبَّيْنِ مَا قَالاَ فَعَلَى الْبَادِئِ مَا لَمْ يَعْتَدِ» .
قال عفان: أو: «حَتَّى يَعْتَدِى الْمَظْلُومُ» (3) .
8599 - حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن يزيد أخى مطرف، عن عياض: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «إثْمُ الْمُسْتَبَّيْنِ مَا قَالاَ عَلَى الْبَادِئ، حَتَّى يَعْتَدِى الْمَظْلُومُ» أو: «مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُومُ» (4) .
_________
(1) من حديث عياض بن حمار المجاشعى فى المسند: 4/162.
(2) المرجع السابق.
(3) المرجع السابق.
(4) من حديث عياض بن حمار المجاشعى فى المسند: 4/366.(6/724)
8600 - حدثنا عفان، حدثنا همام بهذا الإسناد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ يَتَكَاذَبَانِ، وَيَتَهَاتَرَانِ» (1) .
(حديث آخر)
8601 - رواه أبو داود من حديث الحجاج بن الحجاج، عن قتادة، عن يزيد ابن عبد الله، عن عياض بن حمار، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَىَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لاَ يَبْغِى أَحَدٌ عَلضى أَحَدٍ، وَلاَ يَفْخَرُ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ» .
ورواه ابن ماجه، من حديث مطر الوراق، عن قتادة، عن مطرف، عن عياض به، ولم يذكر البغى (2) . /
1466- (عياض بن سليمان الأنصارىّ) (3)
8602 - روى له أبو موسى من طريق مكحول عنه مرفوعًا: «خِيَارُ أُمَّتِى قَوْمٌ يَضْحَكُونَ جَهْرًا، وَيَبْكُونَ سِرًّا مِنْ خَوْفِ شِدَّةِ عَذَابِ اللهِ يَذْكُرُونَ اللهَ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِىّ فى الْبِيُوتِ الطَّيِّبَةِ- يعنى فى المساجد- يَدْعُونَهَ بِأَلْسِنَتِهِم رَغَبًا وَرَهَبًا، مُؤْنَتُهُمْ عَلَى النَّاسِ خَفِيفَةٌ، وَعَلَى أَنْفُسِهِمْ ثَقِيلَةٌ، يَدِبُّونَ عَلَى الأَرْضِ [حُفَاةً] بِلا مَرَحٍ، وَلا بَذَخٍ، وَيَمْشُونَ بِالْسَّكِينَةِ، وَيَتَقَرَّبُونَ بِالْوَسِيلَةِ» (4) .
_________
(1) من حديث عياض بن حمار المجاشعى فى المسند: 4/366.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب (باب فى التواضع) : سنن أبى داود: 4/274؛ وأخرجه ابن ماجه فى الزهد (باب البراءة فى الكبر والتواضع) : سنن ابن ماجه: 2/1399.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/325؛ والإصابة: 3/48 ولم يذكرا «الأنصارى» .
(4) الخبر أخرجه أبو موسى كما فى المرجعين السابقين، وأخرجه الحاكم من حديثه ومن هذا الطريق بأتم من هذا، وعلق عليه بتعليق مطول فى أسماء أهل الصفة - رضي الله عنه - وعقب الذهبى على الخبر فقال: هذا حديث عجيب منكر، وحماد ضعيف، ثم قال: لا وجه لذكره فى هذا الباب، مستدرك الحاكم: 3/17، 18.(6/725)
1467- (عياض بن عبد الله الثقفى) (1)
8603 - روى أبو نعيم: من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الطائفى، عن عبيد الله بن عياض، عن أبيه: أن رجلاً أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عسلاً فقبله منه، وسأله أن يحمى له شعبى، فحماه له، وكتب له كتابًا (2) .
1468- (عياض بن عبد الله بن أبى ذباب) (3)
قال: دخلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد، فقام يصلى، فقام رجلٌ يصلى بصلاته، الحديث.
8604 - رواه أبو نعيم من طريق الحارث بن عبد الرحمن بن أبى ذباب، عن عمه عياض، فذكره (4) .
1469- (عياض بن عبدٍ الضمرى) (5)
قال: تذاكروا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطاعون، فقال: «أَرْجُو أَنْ لاَ يَدْخُلَ عَلَيْنَا مِنْ أَنْقَابِهَا» (6) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/325؛ والإصابة: 3/49؛ والاستيعاب: 3/129؛ والتاريخ الكبير: 7/19.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 17/369، وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 4/194.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/326؛ والإصابة: 3/49.
(4) المرجعان السابقان.
(5) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/326؛ والإصابة: 3/49؛ وقال: عياض بن عبد الله الضمرى.
(6) النقاب: جمع نقب، وهو الطريق بين الجبلين، أراد أنه لا يطلع إلينا من طريق المدينة. النهاية: 4/168.(6/726)
8605 - رواه أبو موسى من طريق يزيد بن أبى حبيب، عن الزهرى عنه به (1) .
1470- (عياض بن غنم بن زهير) (2)
ابن أبى شداد بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث، ابن فهر القرشى الفهرى: أبو سعدٍ، وأبو سعيدٍ.
أسلم قبل الحديبية، وشهدها، وكان مع ابن عمه: أبى عبيدة بالشام، ولما حضرت ابا عبيدة الوفاة استخلفه على الناس، فأقره عمر، ففتح الجزيرة، وغيرها، وكان شيخًا كريمًا فاتكًا، وكان يقال له: زاد الراكب لبذله ماله وزاده، حتى إنه كان إذا لم يجد ما ينفقه نحر لهم جملة، وهو أول من دخل دروب الروم، وكانت/ وفاته سنة عشرين، فاستخلف عمر بعده سعيد بن عامر بن جذيم.
8606 - روى ابن الأثير من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه: حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، عن شريح بن عبيد، عن جبير بن نفير، قال: جلد عياض ابن غنم صاحب دار حين فتحت فأغلظ له هشام بن حكيم القول، حتى غضب عياض، فمكث ليال ثم جاء هشام فاعتذر إليه.
وقال له هشام: ألم تسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا أَشَدَّهُمْ لِلنَّاسِ عَذَابًا فى الدُّنْيَا؟» .
_________
(1) أسد الغابة والإصابة.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/327؛ والإصابة: 3/50؛ والاستيعاب: 3/128؛ والطبقات الكبرى: 7/21، 121؛ وقيل: أ، هـ ترجم لاثنين مختلفين من الصحابة؛ والتاريخ الكبير: 7/18.(6/727)
فقال له عياض: قد سمعنا ما سمعت ورأينا ما رأيت، أو لم تسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ أَرادَ أَنْ يَنْصَحَ لِذى سُلْطَانٍ عَامٍّ فَلا يُبْدِ لَهُ علانية، وَلَكِنْ لِيَخْلُ به، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ، وَإِلا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِى عَلَيْهِ» .
وإنك يا هشام لأنت الجرئ إذ تجترئ على سلطان الله، فهلا خشيت أن يقتلك السلطان، فتكون قتيل سلطان الله؟ (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) يرجع إلى الخبر فى أسد الغابة: 4/328؛ وأخرجه الإمام أحمد من حديث هشام بن حزام فى المسند: 3/403.(6/728)
8607 - قال أبو يعلى: حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا هقل، عن المثنى، عن أبى الزبير، عن شهر بن حوشب، عن عياض بن غنم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ فَإِلَى النَّارِ، وَإِنْ تَابَ قَبِلَ اللهُ مِنْهُ، وَإِنْ شَرِبَهَا الثَّانِيَةَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ فَإِلَى النَّارِ، وَإِنْ تَابَ قَبِلَ اللهُ مِنْهُ، وَإِن شَرِبَهَا الثَّالِثَةَ والرَّبِعَةَ كَانَ حَقًّ عَلَى اللهِ أَنْ يَسْقِيهُ مِنْ رَدْغَةِ الْخَبَالِ» .
فقيل: يا رسول الله وما ردغة الخبال؟ قال: «عُصَارَةُ أَهْلِ النَّار» (1) .
_________
(1) مسند أبى يعلى: 12/206، وقال الهيثمى: رواه أبو يعلى والطبرانى، وفيه المثنى بن الصباح، وهو متروك، وقد وثقه أبو محصن: حصين بن نمير. والجمهور على ضعفه. مجمع الزوائد: 5/70.(6/728)
1471- (عياض بن مرثد) (1)
أو (مرثد بن عياض العامرى) مختلف فيه.
8608 - قال أبو نعيم: حدثنا الطبرانى، وأبو أحمد الجرجانى، قالا: حدثنا أبو خليفة، حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، أخبرنى عاصم ابن كليب: سمعت عياض ابن مرثد، أو مرثد بن عياض يحدث رجلاً: أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عمل يدخله الجنة، فقال: «هَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَىٌ؟» قال: لا، سأله ثلاثًا، قال: «اسْقِ الْمَاءَ احْمِلْهُ إِلَيْهِم إِذَا غَابُوا، وَاكْفِهِم إِيَّاهُ إِذَا حَضَرُوا» (2) .
1472- (عياض بن عمرو الأشعرى) (3) /
8609 - قال ابن ماجه: سويد بن سعيد، حدثنا شريك، عن مغيرة، عن عامر الشعبى، قال: شهد عياض [الأشعرى] عيدًا بالأنبار، فقال: ما لى لا أراكم تقلسون (4) كما كان يقلس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (5) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/330؛ والإصابة: 3/50.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 17/370، وقال الهيثمى: جهل الحسينى عياض ابن مرثد أو مرثد بن عياض، وقد رواه الطبرانى عنه أنه سأل النبى - صلى الله عليه وسلم -، والراوى ثقة من رجال الصحيح فارتفعت الجهالة. مجمع الزوائد: 3/131؛ وأخرجه الإمام أحمد من طريق شعبة عن عاصم بن كليب، عن عياض بن مرثد، أو مرثد بن عياض، عن رجل منهم، المسند: 5/368.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/326؛ والإصابة: 3/49؛ والاستيعاب: 3/129؛ والتاريخ الكبير: 7/19.
(4) التقليس: هو الضرب بالدف، والغناء، وقيل: المقلس: الذى يلعب بين يدى الأمير إذا قدم المصر، والتقليس: استقبال الولاة عند قدومهم بأصناف اللهو. هـ سنن ابن ماجه؛ وتراجع النهاية: 3/272.
(5) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الصلاة (باب ما جاء فى التقليس يوم العيد) وفى الزوائد: هذا إسناد رجاله ثقات، وعياض الأشعرى ليس له عند ابن ماجه سوى هذا الحديث، بل يخرج له أحد من أصحاب الكتب الخمسة الأصول، سنن ابن ماجه: 1/413.(6/729)
1473- (عياض الأنصارى) (1)
8610 - قال البزار: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، حدثنى أبى، حدثنا عبيدة بن أبى رائطة، عن عبد الملك بن عميرٍ (2) (هكذا) . قال: عن عبد الرحمن القرشى، عن عياض الأنصارى- رفعه-، قال: «أِنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ عَلَى كَرِمَةٌ، لَهَا عِنْدَ اللهِ مَكَانٌ، وَهِىَ كَلِمَةٌ مَنْ قَالَهَا صَادِقًا أَدْخَلَهُ اللهُ بِهَا الجَنَّةَ، وَمَنْ قَالَهَا كَاذِبًا حَقَنَتْ دَمَهُ، وَأَحْرَزَتْ مَالضهُ، وَلَقِىَ الله غَدًا فَحَاسَبَهُ» (3) .
1474- (عياض الكندى) (4)
8611 - قال ابن أبى عاصم: حدثنا الحوضى، عن إسماعيل ابن عياش، عن سعيد بن سالم بن عياض الكندى، عن أبيه، عن جده: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِذَا شَرِبَ [الرجُلُ] الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمّ إِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ» ذكره أبو موسى (5) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/321؛ والإصابة: 3/50؛ والاستيعاب: 3/129.
(2) هذا يوافق ما جاء فى الاستيعاب.
(3) قال البزار: لا نعلم أسند عياض إلا هذا. كشف الأستار: 1/10؛ وقال الهيثمى: رواه البزار، ورجاله رجال موثقون إن كان تابعيه عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. مجمع الزوائد: 1/26.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/329؛ والإصابة: 3/51.
(5) المرجعان السابقان، والخبر لفظه أخرجه أحمد من حديث ابن عمر ومن طريق يزيد ابن أبى كبشة قال: سمعت رجلاً من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم -، مسند أحمد: 2/211، 5/369.(6/730)
حرف الغين(6/731)
1475- (غالب بن أبجر) (1)
ويقال ابن ديخ أو ذريخ المزنى، عداده فيمن نزل الكوفة من اصحابة، ذكره البخارى فى كتاب الطب من صحيحه عند ذكر الحبة السوداء (2) .
8612 - وروى له أبو داود حديثًا فى الحمر الأهلية، فقال فى كتاب الأطعمة: حدثنا عبد الله بن أبى زياد، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، عن عبيدٍ: ابى الحسن، عن عبد الرحمن، عن غالب بن أبجر، قال: أصابتنا سنة، ولم يكن فى مالى شىء أطعم أهلى إلا شىء من حمر، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرم لحوم الحمر الأهلية.
فأتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: اصابتنا السنة [ولم يكن فى مالى ما أطعم أهلى إلا سمان الخمر؟] وقد حرمت الحمر الأهلية، فقال: «أَطْعِمْ أَهْلَكَ مِنْ سَمِينِ حُمُرِكَ، فَإِنِّى حَرَّمْتُهَا مِنْ أَجْلِ جَوَّالِ الْقَرْية» (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/321؛ والإصابة: 3/183؛ والاستيعاب: 3/381؛ والطبقات الكبرى: 6/31؛ والتاريخ الكبير: 7/98، وتهذيب التهذيب: 8/241.
(2) روى البخارى بسنده عن خالد بن سعيد قال: خرجنا ومعنا غالب بن أبجر، فمرض فى الطريق. فتح البارى: 10/143.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى (باب فى لحوم الحمر الأهلية) : سنن أبى داود: 3/356؛ وما بين المعكوفين استكمال منه.(6/731)
ورواه البزار من حديث/ عتبة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبيد أبى الحسن، عن علد الرحمن بن أبجر بن غالب: أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، قال: «كُلْ وَأَطْعِمْ أَهْلَكَ فَإِنَّمَا كَرِهْتُ عَامَ خَيْبَرَ جَوَّالَ الْقَرْيَةِ» .
كذا قال: ابجر بن غالب (1) .
وقد ذكر شيخنا فى أطرافه اختلافًا كثيرًا فى إسناده، ومنهم من وقفه عليه، فالله أعلم (2) .
(وله حديث آخر)
فى فضل قيسٍ
_________
(1) قال البيهقى: رواه شعبة فى إحدى الروايتين عنه عن عبيد، عن عبد الرحمن ابن معقل، عن عبد الرحمن بن بشر عن ناس من مزينة أن أبجر أو ابن أبجر سأل النبى - صلى الله عليه وسلم -.
وفى رواية أخرى عنه عن عبيد الله عن عبد الله بن معقل عن عبد الله بن بشر، وروى عن مسعر عن عبيد عن ابن معقل عن رجلين من مزينة أحدهما عن الآخر عن عبد الله ابن عامر بن لؤى وغالب بن أبجر قال مسعر: وأرى غالب بن أبجر الذى سأل النبى - صلى الله عليه وسلم -. وروى عن أبى العميس عن عبيد بن الحسن عن عبد الله بن معقل عن غالب بن أبجر وعقب البيهقى على ذلك فقال: ومثل هذا لا يعارض به الأحاديث الصحيحة التى قد مضت مصرحة بتحريم لحوم الحمر الأهلية. السنن الكبرى: 9/332؛ وفى المعجم الكبير للطبرانى: 18/265، 266، 267 (روايات تؤكد الاضطراب فى سند هذا الخبر) .
(2) تحفة الأشراف: 8/253، 254.(6/732)
8613 - رواه أبو نعيم، عن أبى عمرو بن حمدان، عن الحسن بن سفيان، عن قتيبة، حدثنا عبد المؤمن بن عبيد الله: أبو الحسن، حدثنا عبد الله بن خالد العبسى، عن عبد الرحمن بن صفوان المزنى، عن غالب بن أبجر، قال: ذكرت قيس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «رَحِمَ اللهُ قَيْسًا، رَحِمَ اللهُ قَيْسًا، إِنَّهُ كَانَ عَلَىَّ دَيْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيل: إِنَّ قَيْسًا فُرْسَانُ اللهِ فِى الأَرْضِ، والَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ(6/732)
لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَيْسَ لِهَذَا الدِّينِ نَاصِرٌ غَيْرُ قَيْسٍ، إِنَّمَا قَيْسُ بَيْضَةٌ تَفَلّقَتْ عَنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، إِنَّ قَيْسًا ضِرَاءُ (1) الله فى الأَرْضِ» يعنى أسد الله (2) .
_________
(1) ضراء: بالكسر جمع ضرو، وهو من السبوع ما ضرى بالطعيد ولهج به أى أنهم شجعان تشبيهًا بالسباع الضارية فى شجاعتها. النهاية: 3/18.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى: المعجم الكبير: 18/265؛ وقال الهيثمى: ورواه الطبرانى فى الكبير والأوسط ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 10/49.(6/733)
1476- (غالب بن عبد الله الليثى) (1)
8614 - قال أبو القاسم البغوى: حدثنا محمد بن حميد الرازى، حدثنا على ابن مجاهد، حدثنا عمار بن سعد، عن قطن بن عبد الله الليثى، عن غالب بن عبد الله الليثى، قال: بعثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح لأسهل بين يديه الرطريق، ولأكون له عينًا، فلقينى على الطريق لقاح بنى كنانة وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل فحلبت له فجعل يدعو الناس إلى الشراب، فمن قال: إنى صائم، قال: «هَؤُلاء الْعَاصُونَ» وكانت ستة آلاف لقحة (2) .
1477- (غرفة بن الحارث الكندى) (3)
نزيل مصر: شهد حجة الوداع، وكان من أصحاب على بن أبى طالب، وأنصاره، له حديثان.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/336؛ والإصابة: 3/183؛ والاستيعاب: 3/183؛ والتاريخ الكبير: 7/98..
(2) الخبر أخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: 7/99، وأورده ابن حجر فى الإصابة: 3/184؛ وأورده ابن الأثير مختصرًا فى أسد الغابة، ويرجع إلى أخبار غالب بن عبد الله عند أحمد فى مسنده من حديث جندب بن مكيث: 3/467.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/327؛ والإصابة: 3/185؛ والاستيعاب: 3/192؛ والتاريخ الكبير: 7/109.(6/733)
8615 - روى أحدهما أبو داود عن محمد بن حاتم، عن مهدى، رواه أبو نعيم من حديث ابن مهدى أيضًا عن ابن المبارك، عن حرملة بن عمران، عن عبد الله ابن الحارث الأزدى، سمعت غرفة ابن الحارث الكندى، قال: شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى حجة الوداع وأتى/ بالبدن، فقال: «ادْعُوا لِى أَبضا الْحَسَن «فدعى له [علىّ - رضي الله عنه -] فقال له: «خُذْ بِأَسْفَلِ الْحَرْبَةِ» ، وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأعلاها، ثم طعنا بها فى البدن، فلما فرغ ركب راحلته، وأردف عليًّا.
قال البزار: لم يرو غرفة سوى هذا الحديث (1) .
8616 - والثانى: رواه أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا مطلب بن شعيب، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنى حرملة بن عمران، حدثنى كعب بن علقمة: أن غرفة بن الحارث- وكانت له صحبة، وقاتل مع عكرمة بن أبى جهل باليمن فى الردة- مر بنصرانى من أهل مصر يقال له المندفون، فدعاه إلى الإسلام، فذكر النصرانى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فتناوله، فرفع ذلك إلى عمرو بن العاص، فأرسل إليه، فقال: قد أعطيناه العهد.
فقال غرفة بن الحارث: معاذ الله أن نكون قد أعطيناهم العهود والمواثيق على أن يؤذونا فى الله ورسوله، إنما أعطيناهم العهود على أن [نحل بينهم وبين كنائسهم يقولون فيها ما بدا لهم، وألا نحملهم ما لا طاقة لهم به، وأن نقاتل من ورائهم] وأن نخلى بينهم وبين أحكامهم
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى المناسك (باب الهدى إذا عطيت قبل أن يبلغ) : سنن أبى داود: 2/149؛ والخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 18/261.(6/734)
إلا أن يأتونا فنحكم بينهم بما أنزل الله، فقال عمرو بن العاص: صدقت (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 18/261؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، قال عبد الملك بن سعيد بن الليث: ثقة مأمون، وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال ثقات. مجمع الزوائد: 6/13، والخبر أخرجه البخارى فى التاريخ من غير طريق عبد الله بن صالح، التاريخ الكبير: 7/110، وما بين المعكوفين استكمال من المراجع.(6/735)
1478- (غرقدة: أبو شبيب) (1)
ذكره ابن منده، وأبو نعيم فى الصحابة، ولم يوردوا له شيئًا.
8617 - قال ابن الأثير: وقد روى له أبو موسى من طريق زكريا ابن عدى، عن سلام، عن شبيب بن غرقد، عن أبيه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فى حجة الوداع: «لاَ يَجْنِى جَانٍ إِلاَّ عَلَى نَفْسِهِ، لاَ يَجْنِى والِدٌ عَلَى وَلَدِهِ، وَلاَ وَلَدٌ عَلَى وَالِدِهِ» (2) .
1479- (غزية بن الحارث الأنصارى) (3)
ويقال: خزاعى صحابى، يعد فى المدنيين.
8618 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو بكر بن حمدان، حدثنا الحسن بن
سفيان، حدثنا أبو بكر بن سعد بن أشعث، عن سعيدٍ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/338؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف الغين، الإصابة: 3/194.
(2) قال الحافظ ابن حجر: هذا غلط نشأ عن إسقاط، وذلك أن شبيب بن غرقد إنما رواه عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه، فسقط (سليمان) من هذه الرواية. فصار الضمير فى قوله (عن أبيه) يعود على شبيب، وليس كذلك. ثم أورد ابن حجر روايات للخبر على الصواب، الإصابة؛ ويراجع أسد الغابة.
والخبر أخرجه ابن ماجه على الصواب بأطول من هذا فى المناسك (باب الخطبة يوم النحر) : سنن ابن ماجه: 2/1015.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/329؛ والإصابة: 3/185؛ والاستيعاب: 3/185؛ والتاريخ الكبير: 7/109.(6/735)
السمان، حدثنا سعيدٍ بن سلمة بن أبى الحسام، حدثنا يزيد بن خصيفة، عن عبد الله بن رافع، عن غزية: أنه سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، إِنَّمَا هُنَّ ثَلاثٌ: الجِهَادُ والنِّيَّةُ وَالْحَشْرُ» (1) .
ورواه أيضًا من حديث ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيدٍ بن أبى هلال، عن يزيد بن خصيفة به (2) .
وكذلك/ رواه الليث عن خالد بن يزيد، عن سعيدٍ به (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 18/262؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى كله بأسانيد، ورجال أحدهما رجال الصحيح، مجمع الزائد: 5/250.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 18/263.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 18/262؛ وأخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: 7/109.(6/736)
1480- (غسَّان التميميّ) (1)
فى ثالث المكيين
8619 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا عبد العزيز بن مسلم: أبو زيد، عن [يحيى بن عبد الله التميمي] ، عن يحيى بن غسان التميمي، عن أبيه، قال: كان أبى فى الوفد الذين وفدوا إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - من عبد القيس، فنهاهم عن هذه الأوعية، قال: فأتخمنا، ثم أتيناه العام المقبل، قال: فقلنا: يا رسول الله إنك قد نهيتنا عن هذه الأوعية، فأتخمنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «انْتَبِذُوا فِيمَا بَدَا لَكُمْ، وَلاَ تَشْرَبُوا مُسْكِرًا، فَمَنْ شَاءَ أَوْكأ سِقَاءَهُ عَلَى إِثْمٍ» تفرد به (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: وقال: غسان العبدى: 4/239، ووافقه ابن حجر.
(2) الخبر أخرجه الإمام أحمد من حديث يحيى بن غسان التميمي عن أبيه أدرجه مع حديث ابن الرسيم عن أبيه فى عنوان واحد، المسند: 3/481 وقال الهيثمى: رواه أحمد، ولم يزد. مجمع الزوائد: 5/63، وأخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: 7/106.(6/736)
1481- (غُضَيْفْ)
ويقال: غضيف بن الحارث: أبو أسماء الكندى (1) .
ويقال: السكونى، أو الأزدى، وحديثه فى أول الشاميين.
8620 - حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا بقية، عن أبى بكر بن عبد الله، عن حبيب بن عبيد الرحبى، عن غضيف بن الحارث الثمالى، قال: بعث إلىّ عبد الملك بن مروان، فقال: يا أبا أسماء إنا قد جمعنا الناس على أمرين، قال: وما هما؟ قال: رفع الأيدى على المنابر يوم الجمعة، والقصص بعد الصبح، والعصر، فقال: أما أنهما أمثل بدعتكم عندى، ولست مجيبك إلى شىء، منهما، قال: لم؟
قال: لأن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا أَحْدَثَ قَوْمٌ بِدْعَةً إِلاَّ رَفضعَ اللهُ مِنَ السُّنَّةِ مِثْلِهَا» .
فتمسك بسنة خير من إحداث بدعة (2) .
8621 - حدثنا حماد بن خالد، حدثنا معاوية بن صالح، عن يوسف بن سيف، عن غضيف بن الحارث، أو الحارث بن غضيف، قال: ما نسيت من الاشياء ما نسيت أنى رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعًا يمينه على شماله فى الصلاة. تفرد به (3) .
8622 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا معاوية، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن غضيف [أو غضيف] بن الحارث
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/340؛ والإصابة: 3/186؛ والاستيعاب: 3/185؛ والتاريخ الكبير: 7/112.
(2) من حديث غضيف بن الحارث فى المسند: 4/105.
(3) من حديث غضيف بن الحارث فى المسند: 4/105.(6/737)
قال: ما نسيت من الأشياء لم أنس أنى رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعًا يمينه على شماله فى الصلاة. تفرد به (1) .
_________
(1) من حديث غضيف بن الحارث فى المسند: 4/105، 5/290، وما بين المعكوفين استكمال منه.(6/738)
8623 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، حدثنى المشيخة: أنهم حضروا غضيف بن الحارث الثمالى حين اشتد سوقه (1) ، فقال: هل منكم أحد يبارزنى (2) / {يَس} قال: فقرأها صالح بن شريح السكونى فلما بلغ أربعين منها قبض، قال: فكان المشيخة يقولون: إذا قرئت عند الميت خفف عنه بها.
قال صفوان: وقرأها عيسى بن المعتمر عند ابن معبد. تفرد به (3) .
(حديث آخر)
8624 - قال أبو نعيم: حدثنا خيثمة بن سليمان فى كتابه: حدثنا سليمان ابن عبد الحميد، سمعت العلاء بن زيد الثمالى يقول: حدثنى عيسى بن أبى رزين الثمالى: سمعت غضيف بن الحارث يقول: كنت صبيًا أرمى نخل الأنصار، فأتوا بى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمسح برأسى، وقال: « [كُلْ] مِمَّا يَسْقُطُ، وَلاَ تَرْمِ نَخْلَهُم» (4) .
_________
(1) السوق: النزع كأن روحه تساق لتخرج من بدنه، ويقال له أيضًا السياق. النهاية: 2/193.
(2) لفظ المسند: «يقرأ» .
(3) من حديث غضيف بن الحارث فى المسند: 4/105.
(4) يرجع إلى الخبر فى الإصابة: 3/187، وأسد الغابة: 4/340؛ وجمع الجوامع: 2/587؛ وأخرج الإمام أحمد نحوه من حديث رافع بن عمرو المزنى: 5/31.(6/738)
(حديث آخر)(6/739)
8625 - قال أحمد بن عمير بن جوصاء، حدثنا موسى بن سهل الرملى، حدثنا أحمد بن يوسف بن أبى أسماء بن على بن أبى أسماء: غضيف بن الحارث، عن جده أبى أسماء، عن أبيه: على، عن جده أبى أسماء، قال: ولدت فى عهد النبى - صلى الله عليه وسلم - وبايعته وصافحته، وأليت أن أصافح أحدًا بعده.
1482- (غطيف، أو أبو غطيف) (1)
وقال بعضهم غضيف أو أبو غضيف، والصحيح الأول.
8626 - روى الطبرانى وأبو نعيم: من حديث عبد السلام بن حرب، عن إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة، عن مكحول، عن أبى إدريس: عائذ الله، عن غضيف أو أبى غضيف، رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَحْدَثَ هِجَاءً فى الإِسْلامِ فَاقْطَعُوا لِسَانَهُ» (2) .
1483- (غطيف بن أبى سفيان) (3)
قال أبو نعيم: ذكره الحسن بن سفيان وغيره فى الصحابة، ولا يصح، هو تابعى من أهل مكة.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/341؛ والإصابة: 3/187.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 18/264؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى وفيه إسحاق ابن أبى فروة، وهو متروك. مجمع الزوائد: 8/123.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/341؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين، الإصابة: 3/196؛ وقال البخارى: غطيف بن سفيان روى عنه الحاكم بن هشام، التاريخ الكبير: 7/106.(6/739)
8627 - حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا الحسين ابن حريث، حدثنا الفضل بن موسى، عن ابن المبارك، عن الحكم بن هشام، عن غطيف بن أبى سفيان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَيَّمَا امْرَأة مَاتَتْ جُمْعًا (1) لَمْ تَطْمَثُ دَخَلَت الْجَنَّةَ» (2) .
1484- (غطيف: أبو عياض الكندى)
صحابىّ (3)
8628 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن عبد الرحيم، حدثنا أبو اليمان، عن إسماعيل بن/ عياش، عن سعيد بن سالم الكندى، عن معاوية بن عياض بن غطيف الكندى، عن أبيه، عن جده: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِذَا شَرِبَ الرَّجُلُ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمّ إِذَا عَادَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمّ إِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمّ إِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمّ إِنْ عَادَ فَاقْتُلُوهُ» (4) .
_________
(1) المرأة تمتت بجمع: أى تموت وفى بطنها ولد، وقيل التى تموت بكرًا وهى الأولى هنا لأ، هـ قال له تطمث بمعنى لم تحض. النهاية: 1/176.
(2) يرجع إلى الخبر فى أسد الغابة، والإصابة، وقال ابن الأثير: هذه التراجم كلها: (غضيف، غطيف) يغلب على ظنى أنها متداخلة ماعدا هذه الترجمة، فإن كلها يقل فيها: غطيف، وغضيف، أردى. كندى وأنه شامى، والاختلاف فيها كثير لا يوقف فيه على يقين، أسد الغابة: 4/342.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/341؛ وقال: غطيف بن الحارث الكندى، والإصابة: 3/187؛ والاستيعاب: 3/187.
(4) الخبر أخرجه الطبرانى، وفيه: «ثم إن عاد فاقتلوه» فى الخامسة، المعجم الكبير للطبرانى: 18/264، وأخرجه البزار وليس فيه فاقتلوه، وقال: لا نعلم روى غضيف إلا هذا: كشف الأستار: 2/221.(6/740)
1485- (غنام: أبو عبد الرحمن) (1)
«مَنْ صَامَ سِتًّا بَعْدَ يَوْمِ الْفِطْرِ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ» أو قال: «السَّنةَ» .
8629 - رواه أبو نعيم من طريق هشام بن عمار، عن حاتم ابن إسماعيل، عن إسماعيل المؤذن، عن عبد الرحمن بن غنام، عن أبيه (2) .
ولهم: (غنام بن أوس)
ابن غنام بن أوس بن عمرو بن مالك بن عامر بن بياضة الأنصارى، شهد بدرًا، فيما ذكره ابن الكلبى، والواقدى، ولا رواية له (3) .
1486- (غنيم بن قيس المازنى) (4)
8630 - قال أبو نعيم: أدرك عهد النبى - صلى الله عليه وسلم -، ولكن لا صحبة له ولا رواية، وأما الحافظ أبو موسى فروى له من طريق صدقة بن عبيد الله المازنى، عن جناح ابن غنيم بن قيس، عن أبيه، قال: أذكر موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أشرف (5) علينا [رجلٌ فقال] :
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: /342؛ والإصابة: 3/188؛ والاستيعاب: 3/196.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وعبد الرحمن بن غنام لم أعرفه، مجمع الزوائد: 3/184.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/342؛ والإصابة: 3/188.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/343؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الثانى من حرف الغين، الإصابة: 3/192؛ والتاريخ الكبير: 7/110.
(5) فى المخطوطة كلمة غير واضحة وما أثبتناه من أسد الغابة: وعند الهيثمى: إنى لأذكر قاله أبى على النبى - صلى الله عليه وسلم -.(6/741)
ألا لى الويل على محمد قد كنت قبل موته بمقعد ولست بعد موته بمخلد (1) .
قلت: ورواه البزار من حديث شعبة، عن عاصم [الأحول، قال: سمعت] غنيم [بن قيس] ، قال: أحفظ من أبى كلمات قالهن على النبى - صلى الله عليه وسلم -[يوم مات] :
ألا لى الويل على محمد قد كنت فى حياته بمرصد أبيت ليلى آمنًا إلى الغد (2) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح غير بشر بن آدم وهو ثقة. مجمع الزوائد: 9/39.
(2) كشف الأستار: 1/403، وما بين المعكوفات استكمال منه.(6/742)
1487- (غيلان بن سلمة الثقفى) (1)
الذى كان قد اسلم وتحته نسوة، فأسلموا معه، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يخار منهن أربعة (2) .
ولما كان فى زمن عمر طلق نساءه، وقسم ماله بين أولاده، فقال له عمر: [لترجعن فى مالك و] لترجعن نساءك [أو لأورثهن منك] ولآمرن بقبرك فيرجم [كما يرجم قبر ابى رغال] لقد القى الشيطان فى خلدك أنك تموت عن قريب، وإنى/ أراك عسى أن لا تمسى إلا نفيلاً، فراجع نساءه، وارتجع ماله، ومكث قليلاً، ثم مات فى آخر أيام عمر (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 4/343؛ والإصابة: 3/189؛ والاستيعاب: 3/189.
(2) الخبر أخرجه الترمذى، وابن ماجه والطبرانى وغيرهم، صحيح الترمذى: 3/426؛سنن ابن ماجه: 1/628؛ المعجم الكبير للطبرانى: 18/263.
(3) أورد إسحاق فى مسنده كما فى الإصابة: 3/191، وما بين المعكوفات منه.(6/742)
وقد كانت له وفادة إلى كسرى فى ايام الجاهلية، فسأله: هل لك من أولاد؟ فقال: هم كثيرون، قال: من أحبهم إليك؟ قال: الصغير حتى يكبر، والغائب حتى يحضر، والمريض حتى يبرأ، فقال: إن هذا كلام الحكماء، وأنت رجلٌ جاف فما طعامك؟ قال: هذا من البر لا من اللبن والتمر (1) .
له حديث واحدٌ.
_________
(1) يرجع إليه بطرق مختلفة فى الإصابة فى ترجمته.(6/743)
8631 - قال أبو نعيم: حدثنا الحسن بن عمر بن الحسن الواسطى، حدثنا جعفر، حدثنا أحمد بن شيبان، حدثنا أبو يحيى صاعقة، حدثنا معلى بن منصور، أخبرنى شبيب بن شيبة، حدثنى بشر بن عاصم، عن غيلان بن سلمة، قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بعض اسفاره، فقال: «لَوْ كُنْتُ آَمِرًا أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا» (1) .
(حديث آخر)
8632 - رواه الطبرانى من حديث ابن لهيعة، عن [ابن] يزيد، عن [عروة، عن غيلان] بن سلمة: أن نافعًا كان عبدًا له وفر إلى المسلمين، فلما أسلم غيلان رد إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولاءه (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 18/263؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه شبيب ابن شيبة، والأكثرون على تضعيفه، وقد وثقه صالح جزره وغيره، مجمع الزوائد: 4/311.
(2) المعجم الكبير للطبرانى، وما بين المعكوفات استكمال منه؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن؛ وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 4/246.(6/743)
ورد فى آخر هذا الجزء ما نصه.
آخر جزء
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين،
وحسبنا الله ونعم الوكيل
فرغ من نسخه صاحبه آخر يوم السبت عاشر جمادى الآخر
سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة.(6/744)
رب يسر(7/5)
1488- (فاتك بن عمرو الخطمي) (1)
8633 - قال أبو نعيم، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا محمد بن عبد الله بن أسيد، حدثنا عمرو بن مالك الراسبي، حدثنا الفضيل بن سليمان، حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن الحلبس بن عمرو بن قيس، عن بنت الفارعة، عن جدها: فاتك بن عمرو الخطمي قال: عرضت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رقية العين، فأذن لى فيها، ودعا لي بالبركة هي من كل شء.
وهي: ((بسم الله أعيذك بالله من شر ما ذرأ، وبرأ، ومن شر ما اعتريت، وما أعتراك، والله ربي شفاك، وأعيذك بالله من شر ملقح ومحيل)) (2) قال: يعني بالمُلقِحِ الذي يولد له، والمُحِيلش الذي لايولد له.
* وأما (فاتك: والد خريم بن فاتك)
8634 - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الناس أربعة: فموسع عليه في الدنيا والآخرة، ومقتر عليه في الدنيا والآخرة، وموسع عليه في الدنيا مقتور عليه في الآخرة، ومقتور عليه في الدنيا موسع عليه في الآخرة)) .
_________
(1) له ترجمة في تجريد أسماء الصحابة، 2/4؛ وقال الذهبي: كأنه فديك بن عمرو، وترجم له الحافظ ابن حجر في الإصابة، 3/192.
(2) نقله الحافظ في الإصابة عن ابن نعيم، 3/192.(7/5)
فالصحيح أنه من رواية ابنه خريم كما تقدم.
كما رواه ابن أبي شيبة عن حسين الجعفي، عن زائدة، عن الركين بن الربيع، عن أبيه، عن يسير بن عملية، عن خريم بن فاتك عنه، ومنهم من قال عن خريم عن أبيه والصحيح عن خريم.(7/6)
1489- (الفاكه بن سعد بن جبير) (1)
ابن عنان بن عامر بن خطمة الأنصاري الأوسي الخطمي أبو عقبة. في خامس المكيين.
8635 - حدثنا عبد الله، حدثني نضر بن علي، حدثنا يوسف بن خالد، [حدثنا يوسف] بن جعفر الخطمي، عن عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه، عن جده الفاكه بن سعد -وكانت له صحبة-: ((أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يغتسل يوم الجمعة، ويوم عرفة، ويوم الفطر، ويوم النحر)) .
وقال: وكان الفاكه بن سعد يأمر أهله بالغسل في هذه الأيام (2) .
رواه ابن ماجة، عن نضر بن علي، عن يوسف بن خالد به (3) .
1490- (الفجيع بن عبد الله بن جندح بن البكاء) (4) .
وهو ربيعة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري البكائي. سكن الكوفة.
_________
(1) ترجم له ابن عبد البر في الاستيعاب، 3/196؛ والحافظ في الإصابة، 3/193؛ قال الحافظ: والفاكه: بكسر الكاف، بعدها هاء أصلية.
(2) أخرجه الإمام أحمد في المسند، 4/78.
(3) أخرجه ابن ماجة في السنن، 1/417 كتاب إقامة الصلاة (باب ماجاء في الاغتسال في العيدين) ، وقال البوصيري في الزوائد: هذا إسناد فيه يوسف بن خالد، قال فيه ابن معين: كذاب خبيث زنديقن وقال ابن حيان: كان يضع الحديث.
(4) له ترجمة في الاستيعاب، 3/204؛ والإصابة، 3/194.(7/6)
8636 - قال أبو داود في كتاب الأطعمة: حدثنا هارون بن عبد الله الحمال، حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا عقبة بن وهب العامري، سمعت أبي يحدث عن الفجيع العامري: أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: مايحل لنا من الميتة؟ قال: ((ماطعامكم؟)) قال: نغتبق ونصطبح (1) .
قال أبو نعيم: فسره لي عقبة: قدح غدوة وقدح عشية.
قال: ((ذلك وأبى الجوع)) وأحل لهم الميتة على هذه الحال.
قال أبو نعيم الأصبهاني: ورواه محبوب، عن عقبة بن وهب كذلك، وكذا رواه يزيد بن هارون. عن عبد الملك بن عطاء البكائي عن وهب بن عقبة عن أبيه، عن الفحيع.
(حديث آخر عنه)
8637 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أبو زرعة الدمشقي، حدثنا أبو نعيم، قال: أخرج إلينا عبد الملك بن عطاء العامري البكائي كتاباً من النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لنا: اكتبوه، ولم يمله علينا. زعم أن ابن بنت الفجيع حدثه.
((هذا كتاب من محمد النبي - صلى الله عليه وسلم - للفجيع، ومن اتبعه ومن أسلم، وأقام الصلاة، وأتى الزكاة، وأطاع الله ورسوله، وأعطى من المغنم خمس الله، ونصر نبي الله، وأشهد على إسلامه، وفارق المشركين، فإنه آمن بأمان الله، ومحمد)) .
_________
(1) أخرجه أبو داود في السنن، 3/358 كتاب الأطعمة (باب في المضطر إلى الميتة) . قال أبو داود: الغبوق: من آخر النهار. والصبوح: من أول النهار.(7/7)
وكذك رواه أبو بكر بن أبي عاصم، عن الحسن بن علي، عن أبي نعيم: الفضل ابن دكين به (1) .
_________
(1) رواه ابن أبي عاصم في الوحدان من طريق أبي نعيم أشار إلى ذلك الحافظ في الإصابة، 3/194.(7/8)
1491- (فديك: أبو بشير الزبيدي) (1)
حجازي صحابي.
8638 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا إبراهيم بن سفيان، حدثنا فديك بن سليمان، حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن صالح بن بشير بن فديك: أن جده فديكاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ثم رواه من طريق يحيى بن حمزة، عن محمد بن الوليد، عن الزهري، عن صالح ابن بشر: أن فديكاً أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((يافديك أقم الصلاة، وآت الزكاة، واهجر السوء، واسكن من أرض قومك حيث شئت)) .
قال أبو نعيم: ورواه عبد الله بن راشد، عن فديك، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن صالح بن بشير بن فديك، عن أبيه، عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.
1492- (فرات بن حيان بن ثعلبة بن عبد العز) (2)
ابن حبيب بن حية بن ربيعة بن [سعد بن] عجل بن لجيم بن صعب بن علي ابن بكر بن وائل الربعى البكرى العجلى.
_________
(1) له ترجمة في الإستيعاب، 3/210؛ والإصابة، 3/195.
(2) ترجم له ابن عبد البر في الاستيعاب، 3/197؛ والذهبي في التجريد، 2/5.(7/8)
كان من دهاة العرب، وكان هادياً خريتاً (1) ، فأسره المسلمون، فأسلم وحسن إسلامه وفقه في الدين، وهو الذي أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ثمامة بن أثال في قتل مسيلمة وقتاله، له عقب بمكة، وحديثه في سادس الكوفيين.
_________
(1) الخريت: الماهر. النهاية، 2/19.(7/9)
8639 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا بشر بن السري.
قال أبو عبد الرحمن: وحدثنا أبو خيثمة، حدثنا بشر بن السري، حدثنا سفيان، عن إسحاق. عن حارثة بن مضرب، عن فرات بن حيان: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بقتله، وكان عيناً لأبي سفيان وحليفاً، فمر بحلقة الأنصار، فقال: إني مسلم، فقالوا: يارسول الله إنه يزعم أنه مسلم، فقال: ((إن منكم رجالاً نكلهم إلى إيمانهم. منهم فرات بن حيان)) (1) .
رواه أبو داود من حديث سفيان الثوري به (2) .
(حديث آخر عنه)
8640 - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((وقد بعث حنظلة بن الربيع عيناً إلى الطائف فأتاه بالخبر. فقال: ((صدقت، ارجع إلى منزلك فقد سهرت الليلة)) ، فلما ولى قال لنا: () ائتموا بهذا وأشباه)) .
رواه أبو نعيم عن حمدان، عن الحسن بن سفيان، عن سفيان بن وكيع، وحسن ابن عمرو عن ابن إدريس، عن عمرو بن المرقع، عن قيس بن زهير عنه به.
_________
(1) المسند، 4/336.
(2) أخرجه أبو داود في السنن، 3/48 كتاب الجهاد (باب في الجاسوس الذمي) .(7/9)
1493- (فرات البحراني) (1)
أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أهل النار، فقال: ((لقد سألت عن عظيم)) . الحديث.
8641 - كذا رواه ابن منده، عن عمرو بن إسحاق بني زبريق، عن محمد بن صدقة، عن محمد بن حرب، عن سليم بن عامر عنه به.
وقال أبو نعيم وأبو عمر: صوابه سليم بن عامر، عن فرات بن ثعلبة البهراني، عن ابي عامر الأشعري.
1494- (فراس: عم صفية بنت نجرة) (2)
8642 - قالت: استوهب عمى فراس من النبي - صلى الله عليه وسلم - قصعة رآه يأكل فيها فوهبها له. قالت: فكان عمر إذا جاءنا يقول: أين قصعة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فتأتيه بها، فيملؤها من ماء زمزم، ويشرب فيها وينضح على وجهه، ونحره، قالت: فجاءنا سارق فأخذها فيما أخذ، فلما جاءنا عمر ذكرنا ذلك له. قالت: فما سمعته سبه ولا لعنه بل قال: لله أبوه (3) .
1495- (الفرزدق الشاعر) (4)
8643 - قال أبو موسى: ذكره أبو بكر بن أبي عاصم بسنده، عن الحسن البصري، عن صعصعة بن معاوية، عن الفرزق: أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقرا عليه {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ
_________
(1) له ترجمة في الإصابة، 3/206. وقال أبو عمر: ابن عبد البر: شامي أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولاتصح له رؤية. وقال أبو نعيم: تابعي، قال ابن حجر: النجراني، وقع في النسخ المعتمدة من كتاب ابن منده بنون وجيم، والصواب: بموحدة ثم مهملة.
(2) أشار إليه الحافظ في الإصابة، 3/197 وقال: فراسى، غير منسوب.
(3) الحديث قد أخرجه أبو موسى في الذيل؛ انظر الإصابة، 3/197.
(4) له ترجمة في الإصابة، 3/209.(7/10)
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (1) ، قال أبو موسى: وذلك وهم إنما هو عن صعصعة عم الفرزدق (2) .
_________
(1) سورة الزلزلة.
(2) نقل ذلك الحافظ عن أبي موسى المديني. انظر الإصابة، 3/209.(7/11)
1496- (فروة بن عمرو بن ودقة بن عبيد) (1)
ابن عامر بن بياضة الأنصاري البياضي، شهد العقبة وبدراً، وما بعدهما، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبعثه خارصاً على أهل المدينة ثمارهم، فإذا دخل الحائط حسب مافيه من الأفناء، ثم ضرب بعضها على بعض على مايرى ولايخطئ (2) .
8644 - قال مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي حازم التمار، عن البياضي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( [إن المصلي يناجى ربه، فلينظر بما يناجيه و] لايجهز بعضكم على بعض بالقرآن)) (3) .
قال ابن وضاح وابن مزين: إنما لم يسمه مالك لأنه كان ممن أعان على قتل عثمان.
قال ابن عبد البر: وليس هذا بشئ.
1497- (فروة بن قيس: ابو مخارق) (4)
روى له أبو موسى بسنده إلى أبي أمامة [عنه] مرفوعاً: ((لايكتب على ابن آدم ذنب أربعين سنة إذا كان مسلماً [ثم تلا] {حَتَّى إِذَا بَلَغَ
_________
(1) ترجم له ابن عبد البر في الاستيعاب، 3/193؛ والحافظ في الإصابة، 3/198.
(2) الحديث في الإصابة، 3/198.
(3) المصدر السابق: 3/199.
(4) ذكره الذهبي في التجريد، 2/6؛ والحافظ في الإصابة، 3/199.(7/11)
أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} (1) ، الآية.
ثم قال أبو موسى: وهذا إسناد لايثبت به حجة، وليس في الاية دليل. قال: وقد روى عن أبي أمامة، عن قيس بن [قارب] بلفظ آخر كما سيأتي (2) .
_________
(1) سورة الأحقاف، آية 15.
(2) وقال الذهبي في التجريد، 2/6: الحديث موضوع متنه. وقال الحافظ: هو من رواية جعفر بن الزبير أحد المتروكين.(7/12)
1498- (فروة بن مسيك، ويقال: مسيكة) (1)
ابن الحارث بن دويد بن مالك بن منبه بن غطيف بن عبد الله بن ناجية بن مرار المرادي الغطيفي. وقيل: فروة بن مسيك بن الحارث بن كريب، أو ذويد بن مالك ابن منبه بن غطيف. أسلم سنة عشر، وأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مراد، وزبيد، ومذحج ليدعوهم إلى الإسلام، وقد كانت همدان أصابت من مراد يوم الروم مقتلة عظيمة وهزموهم، فقال في ذلك فروة بن مسيك:
فإن نغلب فعلاً يؤت قدماً ... وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن ... منايانا ودولة آخرينا
كذاك الدهر دولته سجال ... تكر صروفه حيناً فحينا
قال ابن إسحاق: وقدم فروة بن مسيك معادياً ملوك كندة مهاجراً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال في ذلك:
لما رأيت ملوك كندة أعرضت ... الرجل خان الرجل عرق نسائها:
يممت راحلتي أؤم محمداً ... أرجو فواضلها وحسن ثوابها
حديثه في ثانى المكيين. وسادس عشر الأنصار.
_________
(1) ترجم له ابن عبد البر في الاستيعاب، 3/194؛ وابن حجر في الإصابة، 3/200.(7/12)
8645 - حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو أسامة، حدثنا مجالد، أخبرني عامر ابن فروة بن مسيك المرادي. قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أتذكر يومك ويوم همدان؟)) قال: قلت: نعم يارسول الله: أتوا على الأهل والعشيرة. قال: ((أما إنه خير لمن اتقى منكم)) (1) . تفرد به.
8646 - حدثنا حسين، حدثنا شيبان، حدثنا الحسن بن الحكم، عن عبد الله ابن عايش، عن فروة بن مسيك. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسمعت رجلاً يقول: يارسول الله [سبأ ما هو] أرض أم إمرأة؟ قال: ((ليس بأرض، ولا إمرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب، تشاءم منهم أربعة، وتيمن ستة، فأما الذين تشاءم: جذام ولخم، وغسان، وعاملة، وأما الذين تيمنوا فالأزد، وكندة، ومذحج، وحمير الأشعريون وأنمار)) .
قال رجل: يارسول الله وما أنمار؟ قال: ((الذين منهم خثعم وبجيلة)) (2) .
8647 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا أبو جناب: يحيى بن أبي حية الكلبي، عن يحيى بن هانئ. عن عروة بن فروة بن مسيك. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يارسول الله أقُاِتلُ [بمَنْ] أَقْبلَ من قومي من أدبر منهم؟ قال: ((نعم فقاتل بمقبل قومك مدبرهم)) .
فلما وليت دعانى. فقال: ((لاتقاتلهم حتى تدعوهم إلى الإسلام [فإن أبوا فقاتلهم] )) . قال: قلت: يارسول الله أرأيت سبأ أرجل هو أو إمرأة؟ قال: ((لا بل هو رجل من العرب ولد له عشرة. فتيامن ستة
_________
(1) الحديث لم أجده في المسند.
(2) لم أجده في المسند ولعله سقط منه.(7/13)
وتشاءم أربعة: تيامن الأزد، وحمير، وكندة، ومذحج، وأنمار الذين منهم بجيلة وخثعم، وتشاءم لخم، وجذام، وعاملة وغسان)) . تفرد به من هذا الوجه.(7/14)
8648 - حدثنا عبد الله، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا أبو أسامة، حدثني الحسن بن الحكم النخعى. قال: أنبأنا أبو سيرة النخعي، عن فروة بن مسيك الغطيفي. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[فقلت: يارسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومى بمن أقبل منهم؟ قال: ((بلى)) . ثم بدا لى فقلت: يارسول الله] لا بل أهل سبأ هم أعز وأشد قوة. قال: فأمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأذن لي في قتالهم، فلما خرجت من عنده أنزل الله في سبأ ماأنزل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مافعل الغطيفي؟)) فأرسل إلى منزلي، فوجدني قد سرت فرددت، فلما أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجدته قاعداً ومعه أصحابه.
قال: فقال: ((بل ادع القوم، فمن أجاب فأقبل منه، ومن لم يجب فلاتعجل عليه حتى تحدث إلىَّ)) .
قال فقال رجل من القوم: يارسول الله أخبرنا عن سبأٍ أرض هي أو إمرأة؟ قال: ((ليست بأرض ولا إمرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب، فتيامن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة، فأما الذين تشاءموا فلخم، وجذام، وغسان، وعاملة؛ وأما الذين تيامنوا، فالآزد، وكندة، وحمير، والأشعريون، وأنمار، ومذحج)) ، فقال رجل: يارسول الله وما أنمار؟ قال: ((الذين منهم خثعم وبجيلة)) (1) .
_________
(1) لم أجده.(7/14)
8649 - حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو أسامة، حدثنا الحسن بن الحكم، حدثنا أبو سبرة النخعي، عن فروة بن مسيك الغطيفي، ثم المرادي. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكره معناه (1) .
وقد رواه أبو داود، والترمذي من حديث أبي أسامة به، وقال الترمذي: حسن غريب (2) .
8650 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن يحيى بن عبد الله بن بجير، قال: أخبرني من سمع فروة بن مسيك المرادي. قال: قلت: يارسول الله إن أرضاً عندنا يقال لها أرض أبين (3) . هي أرض ريفنا وميرتنا، وإنها وبئة، أو قال: إن بها وباءً شديداً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((دعها عنك، فإن من القرف (4) التلف)) (5) .
رواه أبو داود عن مخلد بن خالد الشعيري وعباس العنبري كلاهما: عن عبد الرزاق به (6) . قال ابن عساكر: ورواه عبد الله بن معاذ الصنعاني، عن معمر، عن يحيى بن عبد الله، عن فروة.
قلت: كذا رواه الحسن بن سفيان عن عبد الرحمن بن سلام، عن عبد الله بن معاذ.
_________
(1) لم أقف عليه.
(2) الحديث فس سنن أبي داود، كتاب الحروف والقرآن، 4/34، وعند الترمذي في جامعه كتاب التفسير (باب سورة سبأ) ، 5/361.
(3) في الأصل ((الستين)) والتصويب من المسند.
(4) قال في النهاية، 4/46: القرف: ملابسة الداء، ومداناة المرض، المتلف: الهلاك.
(5) الحديث من المسند، 3/451.
(6) سنن أبي داود، 4/19، كتاب الطب (باب في الطيرة) .(7/15)
1499- (فروة بن نوفل) (1)
8651 - قال أبو يعلى: حدثنا عبد الواحد بن غياث، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، قال: أتيت المدينة، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ماجاء بك؟)) قلت: جئت لتعلمني كلمات أقولها إذا أخذت مضجعي. قال: ((إقرأ {قل ياأيها الكافرون} فإنها براءة من الشرك)) (2) .
وقد رواه الترمذي عن أبي إسحاق، عن فروة، عن أبيه، فذكره (3) .
1500- (فروة الجهني) (4)
ذكره البخاري وغيره في الصحابة.
8652 - وروى عنه بشير: مولى معاوية: أنه سمع فروة الجهنى في عشرة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون إذا رأوا الهلال: اللهم اجعل شهرنا الماضى شهر خير وعافية، وأدخل علينا شهرنا هذا بالسلامة، واليمن، والإيمان، والعافية، والرزق الحسن (5) .
_________
(1) قال الحافظ في الإصابة، 4/210: ذكره ابن حبان في الصحابة، ثم توقف فيه، وقال أبو حاتم: ليست له صحبة. إنما الصحبة لأبيه نوفل. قال الحافظ: واتفق الحفاظ على أن عبد العزيز بن مسلم وهم في روايته عن أبي إسحاق.
(2) مسند أبي يعلى، 3/169.
(3) أخرجه الترمذي في جامعه، 5/474 كتاب الدعوات (باب22) ، وأشار إلى الاختلاف الواقع في الرواية.
(4) ترجم له عبد البر في الاستيعاب، 4/196؛ والحافظ في الإصابة، 4/201.
(5) أخرجه البخاري في الكنى، ص55؛ والدولابي في الكنى، 2/83.(7/16)
1501- (فضالة بن عبيد بن فاقد بن قيس) (1)
ابن صهيبة أو صهيب بن الأصرم بن جحجاج بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأوصاري الأوس.
شهد أحداً والخندق والحديبية، وولاه معاوية غزو الروم، وولاه القضاء بعد أبي الدرداء حين خرج إلى صفين. وقال لا أحبها لك ولكن أستتر بك من النار، توفي سنة ثلاث وخمسين. وقيل سنة تسع وستين، قال الواقدي: وكان عمره عام الهجرة ستين سنة.
حديثه في جزء مفرد، قال ابن عساكر: لم يقع لنا سماعه.
ومما رواه الطبراني عنه من الكلام النافع، قال الأوزاعي، عن أسيد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن محيريز. قال: قال فضالة: إن أقواماً يريدون أن يستتركوني عن ديني ولايكون ذلك حتى ألقى محمداً وأصحابه، من باع طعاماً، أو علفاً مما أصيب بأرض الروم، فقد وجب فيه خمس الله، وسهام المسلمين.
وقال يونس بن ميسرة، عن فضالة: أنه كان يقول لأصحابه: تدارسوا، وأبشروا، وزيدوا زادكم الله خيراً، وأحبكم، وأحب من يحبكم، وردوا علينا المسائل، فغن اجر أولها كأجر آخرها، واخلطوا حديثكم بالاستغفار.
وعن ابن محيريز قال لي فضالة: إن استطعت أن تعرف، ولاتعرف، وأن تسمع ولاتكلم، وأن تجلس ولايجلس إليك فافعل.
8653 - حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا محمد بن يحيى بن إسحاق، عن ثمامة. قال: خرجنا مع فضالة بن عبيد إلى أرض الروم، وكان عاملاً لمعاوية على الدرب، فأصيب ابن عم لنا، فصلى عليه
_________
(1) ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب، 4/192؛ وابن حجر في الإصابة، 4/201.(7/17)
فضالة، وقام على حفرته، حتى واراه، فلما سوينا حفرته قال: أخفوا عنه، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمرنا بتسوية القبور (1) .
وكذلك رواه مسلم، وأبو داود، والنسائي من حديث ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي عليٍّ: ثمامة بن شفى الهمداني به (2) .
_________
(1) الحديث في المسند، 6/18 من حديث فضالة بن عبيد,
(2) الحديث عند مسلم في صحيحه، 2/666 كتاب الجنائز (باب الأمر بتسوية القبور) ؛ وعند أبي داود في الجنائز، 3/215 (باب في تسوية القبر) ؛ والنسائي في كتاب الجنائز، 2/119.(7/18)
8654 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني ابن شفى الهمداني، قال: غزونا أرض الروم، وعلى ذلك الجيش فضالة بن عبيد الأنصاري، فذكر الحديث، فقال فضالة: خففوا، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بتسوية القبور (1) .
8655 - حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا يزيد بن أبي حبيب: أن أبا عليٍّ الهمداني أخبره: أنه رأى فضالة بن عبيد أمر بقبور المسلمين فسويت بأرض الروم. وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((سؤوا قبوركم بالأرض)) (2) .
8656 - حدثنا هاشم، ويونس. قالا: حدثنا ليث بن سعد.
قال هاشم: حدثنا سعيد بن يزيد [أبو شجاع] ، وقال يونس: عن سعيد بن يزيد: أبي شجاع الحميري، عن خالد بن أبي عمران، قال يونس المعافري، عن حنس الصنعاني، عن فضالة بن عبيد الأنصاري، قال: اشتريت قلادة يوم فتح خيبر بإثنى عشر ديناراً فيها ذهب وخرز،
_________
(1) المسند، 6/18 من حديث فضالة.
(2) من حديث فضالة في المسند، 6/20.(7/18)
ففصلتها فوجدت فيها أكثر من اثنى عشر ديناراً فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((لاتباع حتى تفصل)) (1) .
رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي من حديث الليث. زاد الترمذي (2) : وعبد الله بن المبارك: كلاهما عن أبي شجاع: سعيد بن يزيد، عن خالد ابن أبي عمران، عن حنش، عنه به، ولم يذكر النسائي رواية أبي شجاع، وقال الترمذي: حسن صحيح.
_________
(1) من حديث فضالة بن عبيد في المسند، 6/21.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه، 3/1213 كتاب المساقاة (باب بيع القلادة) ؛ وأبو داود في كتاب البيوع، 3/249 (باب في حلية السيف تباع بالدرهم) ؛ والترمذي في كتاب البيوع، 3/547 (باب ماجاء في شراء القلادة) ؛ والنسائي في كتاب البيوع، 7/279 (باب بيع القلادة) .(7/19)
8657 - حدثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي مرزوق، عن حنش، عن فضالة بن عبيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصبح صائماً، فدعا بشراب، فقال له بعض أصحابه: يارسول الله ألم تصبح صائماً؟ قال: ((بلى ولكن قئت)) (1) . تفرد به.
8658 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن أبي مرزوق: مولى تجيب، عن حنش الصنعاني، عن فضالة بن عبيد الأنصاري، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم كان يصومه. قال: فدعا بماءٍ. فشرب، فقلنا له: يارسول الله إن كان هذا اليوم كنت تصومه، قال: ((أجل ولكنى قئت)) (2) . تفرد به.
_________
(1) من حديث فضالة في المسند، 6/19.
(2) المسند، 6/21.(7/19)
8659 - حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي مرزوق، عن فضالة الأنصاري سمعه يحدث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج عليهم في يوم كان يصومه، فدعا بإناء فيه ماء فشرب، فقلنا: يارسول الله إن هذا اليوم كنت تصومه، قال: ((أجل ولكن قئت)) (1) .
وهكذا رواه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد ويعلى ابني عبيد [الطنافسي] ، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد، عن أبي مرزوق، عن فضالة. ولم يذكر حنشاً (2) .
وكذلك رواه أبو يعلى من حديث حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق، عن يزيد، عن أبي مرزوق، عن [حنش الصنعاني] عن فضالة، وجمهور الرواة على أنه بينهما والله أعلم.
8660 - حدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا المفضل بن فضالة، حدثني عبد الله بن عياش، عن يزيد بن أبي حبيب: أنه أخبره عن أبي مرزوق، عن حنش الصنعاني، عن فضالة بن عبيد الأنصاري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان صائماً، فقاء فأفطر (3) . تفرد به.
8661 - حدثنا قتيبة [بن سعيد] ، حدثنا ليث بن سعد، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن الجلاح: أبي كثير، حدثني حنش الصنعاني، عن فضالة بن عبيد. قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر فبايع اليهود الأوقية الذهب بالدينارين والثلاثة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لاتبيعوا الذهب بالذهب إلا وزناً بوزن)) (4) .
_________
(1) من حديث فضالة بن عبيد في المسند، 6/22.
(2) سنن ابن ماجة، 1/535 كتاب الصوم (باب ماجاء في الصائم يقيء) .
(3) من حديث فضالة في المسند، 6/22.
(4) من حديث فضالة بن عبيد في المسند، 6/22.(7/20)
(حديث آخر)(7/21)
8662 - رواه الطبراني من حديث ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن
حنش الصنعاني، عن فضالة مرفوعاً: ((اجعلوا بينكم وبين النار حجاباً ولو بشق تمرة)) (1) .
(حديث آخر)
8663 - رواه الطبراني من طريق ابن لهيعة، عن عبد الله بن أبي جعفر، عن حنش، عن فضالة مرفوعاً: ((ثلاث لا لعب فيهن: الطلاق، والنكاح، والعتق)) (2) .
ومن حديث ابن لهيعة، عن قيس بن الحجاج، عن حنش، عن فضالة [مرفوعاً] : ((لا حبس)) (3) .
(حديث آخر)
8664 - رواه البزار من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد العزيز بن أبي الصعبة، عن حنش، عن فضالة مرفوعاً: ((من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة)) .
فقال رجل: إن ناساً ينتفون شيبهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من شاء فلينتف نوره)) (4) .
(ربيعة بن يورا عنه)
8665 - قال الطبراني: حدثنا أبو يزيد القراطيسي، ويحيى بن
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني، 18/303. قال الهيثمي في المجمع، 3/106: رواه ابن ربيعة وفيه كلام.
(2) المعجم الكبير، 18/304.
(3) المصدر السابق، 18/304.
(4) كشف الأستار، 2/280.(7/21)
أيوب العلاف. قالا: حدثنا سعيد بن أبي مريم، أنبأنا يحيى بن أيوب، عن خالد بن يزيد، عن عبد الله ابن مسروح، عن ربيعة بن يورا، عن فضالة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أراد كنز الحديث، فعليه {لاحول ولاقوة إلا بالله} )) (1) .
(شريح بن عبيد عنه)
_________
(1) المعجم الكبير، 18/301.(7/22)
8666 - حدثنا عصام بن خالد الحضرمي، حدثنا صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد: أن فضالة بن عبيد الأنصاري كان يقول: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك، فجهد بالظهر جهداً شديداً، فشكوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مابظهرهم [فتحين بهم مضيقاً، فسار النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه، فقال: ((مروا باسم الله)) فمر الناس عليه بظهرهم] فجعل ينفخ بظهرهم: ((اللهم احمل عليها في سبيلك. إنك تحمل على القوى والضعيف، وعلى الرطب واليابس في البر والبحر)) .
قال: فما بلغنا المدينة حتى جعلت تنازعنا أزقتها، قال فضالة: هذه دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((على القوى والضعيف)) ، فما بال: ((الرطب واليابس)) ، فلما قدمنا الشام غزونا غزوة قبرس في البحر، فلما رأيت السفن في البحر ومايدخل فيها عرفت دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - (1) . تفرد به.
وقد رواه الطبراني عن أبي شعيب الحراني، عن يحيى بن عبد الله البابلتى، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير، عن فضالة بهذا (2) .
_________
(1) من حديث فضالة في المسند، 6/20.
(2) المعجم الكبير، 18/317.(7/22)
(عامر بن يحيى المعافري عنه)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من هجر أخاه فوق ثلاث فهو في النار إلا أن يتدارك الله بكرامته)) .(7/23)
8667 - رواه الطبراني عن إبراهيم بن دحيم، عن أبيه، عن عبد الله بن يحيى المعافري، عن سعيد بن أبي أيوب، عن خالد بن يزيدن عن عامر بن يحيى به (1) .
8668 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبانا الجريري، عن عبد الله بن بريدة: أن رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - رحل إلى فضالة بن عبيد، وهو بمصر، فقدم عليه وهو يمد ناقة له، فقال له: إني لم آتك زائراً إنما أتيتك لحديث بلغني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجوت أن يكون عندك منه علم، فرآه شعثاً، فقال: مالي أراك شعثاً وأنت أمير البلد؟ قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينهانا عن كثير من الإرفاء، ورآه حافياً، فقال: مالي أراك حافياً؟ قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا أن نحتفي أحياناً (2) .
رواه أبو داود عن الحسن بن علي، عن يزيد بن هارون (3) .
(عبد الله بن محيريز عنه)
((كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل منزلاً [في سفر] أو دخل بيته لم يجلس حتى يصلى ركعتين)) .
8669 - رواه الطبراني من طريق الواقدي، عن حارثة بن أبي عمران، عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز به (4) .
_________
(1) المعجم الكبير، 18/315.
(2) المسند، 6/22.
(3) السنن لأبي داود، 4/75 كتاب الترجل.
(4) المعجم الكبير، 18/300.(7/23)
ثم روى من طريق عبد الله بن محيريز حديث تعليق يد السارق في عنقه (1) .
(عبد الرحمن بن حجيرة عنه)
((أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصبح جنباً، ثم يستحم ويصوم)) .
_________
(1) المصدر السابق، 18/299.(7/24)
8670 - رواه الطبراني من حديث زكريا بن يحيى: كاتب العمري، عن رشدين، عن محمد بن مروان المرادي، عن أبي مروان، عن سهل بن علقمة، عن بكر ابن سوادة. عنه به (1) .
(عبد الرحمن بن محيريز عنه)
8671 - حدثنا عمر بن علي المقدمي، سمعت حجاجاً يذكر عن مكحول، عن عبد الرحمن بن محيريز. قال: قلت لفضالة بن عبيد: أرأيت تعليق اليد للسارق في العنق. أمن السنة؟ قال: نعم. رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بسارق، فأمر به، فقطعت يده، ثم أمر بها فعلقت في عنقه.
قال حجاج: وكان فضالة ممن بايع تحت الشجرة (2) .
رواه الأربعة من حديث عمر بن علي به، وقال الترمذي: غريب لايعرف إلا من حديثه، وقال النسائي: الحجاج بن أرطأة ضعيف لايحتج به (3) .
_________
(1) المعجم الكبير، 18/315؛ قال الهيثمي في المجمع، 3/149: فيه جماعة لم أجد من ذكرهم.
(2) المسند، 6/16.
(3) أخرجه أبو داود في السنن، حديث رقم (4388) ؛ والترمذي في الجامع حديث رقم (1471) ، وقال: حسن غريب لانعرفه إلا من حديث عمر بن علي المقدمي، عن الحجاج. وأخرجه النسائي في السنن، 8/92؛وابن ماجة في السنن، حديث (2587) .(7/24)
ورواه الطبراني من طرق عن عمر بن علي المقدمي، عن حجاج، عن مكحول، عن عبد الله بن محيريز، عن فضالة، والحديث إنما هو من طريق عبد الرحمن بن محيريز (1) .
قال عبد الله بن أحمد: قلت ليحيى بن معين: سمعت من عمر بن علي شيئاً؟ قال: أي شيء كان عنده؟ قلت: حديث فضالة بن عبيد في تعليق اليد. قال: لا. حدثنا عفان، عنه.
_________
(1) المعجم الكبير، 18/299.(7/25)
8672 - حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا حيوة وابن لهيعة، قالا: حدثنا أبو هانئ [بن هانئ] ، عن علي بن رباح، عن فضالة بن عبيد. قال: أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بقلادة فيها ذهب وخرز تباع، وهي من الغنائم، فأمر رسول الله [بالذهب] الذي في القلادة، فنزع وحده، ثم قال: ((الذهب بالذهب وزناً بوزن)) (1) .
رواه مسلم عن أبي الطاهر بن السرح، عن ابن وهب، عن أبي هانئ به (2) .
8673 - حدثنا أبو عبد الرحمن المقرى، حدثنا حيوة: أخبرني أبو هانئ: حميد بن هانئ: أن أبا علي: عمرو بن مالك الجنبي [مثله] (3) .
8674 - حدثنا [أبو عبد الرحمن المقري، حدثنا حيوة، قال: أخبرني أبو هانئ: حميد بن هانئ، عن عمرو بن مالك الجنبي] ، حدثني: أنه سمع فضالة بن عبيد صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: سمع
_________
(1) المسند، 6/18.
(2) صحيح مسلم، حديث رقم (5191) .
(3) المسند، 6/19.(7/25)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يدعو في الصلاة، [ولم يذكر الله] ولم يصل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عجل هذا)) ، ثم دعاه فقال له ولغيره: ((إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه، والثناء عليه، ثم ليصل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم ليدع بما شاء)) (1) .
رواه أبو داود عن أحمد بن حنبل، والترمذي عن محمود بن غيلان، عن أبي عبد الرحمن المقري وقال: صحيح، ورواه النسائي عن محمد بن سلمة، عن ابن وهب، عن حيوة به (2) .
_________
(1) المسند، 6/18.
(2) أخرجه أبو داود في السنن حديث رقم (1468) ؛ والترمذي في الجامع حديث رقم (3544) و (3546) ؛ والنسائي في السنن، 3/44.(7/26)
8675 - حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا حيوة، أخبرني أبو هانئ، عن عمرو: حدثه أنه سمع فضالة يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى بالناس خر ناس من قامتهم في الصلاة لما بهم من الخصاصة، وهم من أصحاب الصفة، حتى يقول الأعراب: إن هؤلاء لمجانين، فإذا قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة انصرف إليهم، فقال لهم: ((لو تعلمون مالكم عند الله لأحببتم لو أنكم تزدادون حاجة وفاقة)) .
قال فضالة: وأنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ (1) .
رواه الترمذي عن عباس الدوري، عن المقري به (2) .
8676 - حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا حيوة، أخبرني أبو هانئ، عن أبي علي الجنبي، عن فضالة بن عبيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) المسند، 6/18.
(2) أخرجه الترمذي في الجامع حديث رقم (2473) ، وقال: حسن صحيح.(7/26)
قال: ((يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القائم، والقليل على الكثير)) (1) .
رواه الترمذي في الاستئذان عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن حيوة به. ورواه النسائي في اليوم والليلة، عن وهب بن بيان، عن ابن وهب عن ابي هانئ به. وقال الترمذي: حسن صحيح (2) .
_________
(1) المسند، 6/19.
(2) أخرجه الترمذي في الجامع، 3/389؛ والنسائي في كتاب ((عمل اليوم والليلة)) : 287.(7/27)
8677 - حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا حيوة، أخبرني أبو هانئ: أن أبا علي: عمرو بن مالك الجنبي حدثه فضالة بن عبيد، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ثلاثة لايسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصياً، وأمة أو عبد أبق فمات، وإمرأة غاب [عنها] زوجها قد كفاها مؤنة الدنيا [فتبرجت] بعده، فلا تسأل عنهم.
وثلاثة لاتسأل عنهم: رجل نازع الله رداءه [فإن رداءه] الكبرياء وإزاره العز، ورجل شك في أمر الله، والقنوط من رحمة الله (1) . تفرد به.
8678 - حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا حيوة، أخبرني أبو هانئ: أن أبا علي أخبره: أنه سمع فضالة: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((طوبى لمن هخدى إلى الإسلام، وكان عيشه كفافاً، وقنع)) (2) .
_________
(1) المسند، 6/19.
(2) المسند، 6/19.(7/27)
رواه الترمذي في الزهد، عن عباس الدوري، عن المقري به، وقال: صحيح، والنسائي عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن حيوة به (1) .
_________
(1) أخرجه الترمذي في الجامع، 4/575 كتاب الزهد (باب ماجاء في الكفاف) ؛ والنسائي في السنن الكبرى، كتاب الرقائق كما في التحفة، 8/261.(7/28)
8679 - حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا حيوة، وابن لهيعة، قالا: حدثنا أبو هانئ: أن أبا علي حدثه: أنه سمع فضالة يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة)) (1) . تفرد به.
8680 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثني أبو هانئ، عن أبي علي، عن فضالة بن عبيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير)) (2) .
8681 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا ابن المبارك، عن حيوة بن شريح، أخبرني أبو هانئ الخولاني: أن عمرو بن مالك الجنبي أخبره: أنه سمع فضالة بن عبيد يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة)) .
قال حيوة [يقول:] ((رباط أو حج)) أو نحو ذلك (3) . تفرد به.
8682 - وبه عن فضالة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطاً في سبيل الله، فإنه ينمو عمله إلى يوم القيامة، ويأمن فتنة القبر)) .
_________
(1) المسند، 6/19.
(2) المسند، 6/20.
(3) المسند، 6/19.(7/28)
قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يقول:] ((المجاهد من جاهد نفسه لله)) أو قال: ((في الله)) (1) .
روى النسائي منه: ((المجاهد من جاهد نفسه لله)) .
عن سويد، عن ابن المبارك، عن حيوة، عن أبي هانئ الخولاني، عن عمرو بن مالك، عن فضالة مرفوعاً (2) .
_________
(1) المسند، 6/20.
(2) أخرجه النسائي في السنن الكبرى، كتاب الرقائق، كما في التحفة، 8/262.(7/29)
8683 - حدثنا معاوية [ابن عمرو] : حدثنا رشدين، حدثني أبو هانئ الخولاني. أن عمرو بن مالك حدثه: ےأنه سمع فضالة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله يجرى عليه أجره حتى يوم القيامة ويوقى فتنة القبر)) (1) . تفرد به.
8684 - حدثنا على بن إسحاق، حدثنا ليث، أخبرني أبو هانئ الخولاني، عن عمرو بن مالك الجنبي، حدثني فضالة بن عبيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع: ((ألا أخبركم بالمؤمن؟ من جاهد نفسه في طاعة الله والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب)) (2) .
روى ابن ماجة منه: ((المؤمن من أمنه الناس على أنفهسم وأموالهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب)) .
عن أبي الطاهر، عن ابن وهب عن أبي هانئ به (3) .
8685 - حدثنا يعمر بن بشير، حدثنا عبد الله، أنبأنا رشدين بن سعد، حدثني أبو هانئ الخولاني، عن عمرو بن مالك الجنبي: أن
_________
(1) المسند، 4/105.
(2) المسند، 6/21.
(3) سنن ابن ماجة ح رقم (3934) .(7/29)
فضالة بن عبيد، وعبادة بن الصامت حدثاه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا كان يوم القيامة، وفرغ الله من قضاء الخلق، فيبقى رجلان، فيؤمر بهما إلى النار، فيلتفت أحدهما، فيقول الجبار تبارك اسمه: ردوه [فيردوه] ، فيقال له: لم التفت -يعني- فيقول: قد كنت أرجو أن تدخلني الجنة، قال: فيؤمر به [الى] الجنة.
قال: فيقول: لقد أعطاني ربي حتى [لو] أنى لو أطعمت أهل الجنة مانقص ذلك مما عندي شيئاً)) .
قالا: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذكره يرى السرور في وجهه (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 6/21.(7/30)
8686 - حدثنا علي بن إسحاق، أبا عبد الله -يعني ابن المبارك-، حدثنا حيوة ابن شريح، أخبرني أبو هانئ الخولاني: أنه سمع عمرو بن مالك الجنبي: سمعت فضالة ابن عبيد: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((المجاهد من جاهد نفسه في [سبيل] الله)) (1) .
رواه النسائي عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك به (2) .
8687 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا رشدين، عن حميد أبي هانئ الخولاني، عن عمرو بن مالك، عن فضالة بن عبيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في حجة الوداع: ((ألا أخبركم من المسلم؟ من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله)) (3) .
_________
(1) المسند، 6/20.
(2) أخرجه النسائي في السنن الكبرى، كما في التحفة، 8/262.
(3) المسند، 6/22.(7/30)
(حديث آخر)(7/31)
8688 - رواه الترمذي في الدعوات: عن قتيبة، عن رشدين، عن أبي هانئ الخولاني، عن أبي علي: عمرو بن مالك الجنبي، عن فضالة بن عبيد. قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - قاعد إذ دخل رجل، فصلى، فقال: اللهم اغفر لي وارحمني، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عجلت أيها المصلى، إذا صليت فقعدان فاحمد الله بما هو أهله، ثم صل عليَّ ثم ادعه)) .
قال: وصلى [رجل] آخر [بعد ذلك، فحمد الله] وصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: (( [أيها المصلى] ادع تجب)) . ثم قال: هذا حديث حسن (1) .
ورواه البزار، والطبراني من حديثه (2) .
(حديث آخر)
8689 - رواه النسائي في الجهاد: عن الحارث بن مسكين، عن ابن وهب، عن أبي هانئ، عن عمرو بن مالك: أبي علي الجنبي، عن فضالة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أنا زعيم لمن آمن بي وأسلم، وهاجر ببيت في ربض [الجنة، وببيت في وسط الجنة. وانا زعيم لمن آمن بي واسلم، وجاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة، وببيت في وسط] الجنة، وببيت في أعلى الجنة، فمن فعل ذلك فلم يدع للخير مطلباً، ولا من الشهر مهرباً، فليمت حيث شاء أن يموت)) . لفظ الطبراني (3) .
_________
(1) أخرجه الترمذي في جامعه، حديث (5344) .
(2) أخرجه الطبراني في الكبير، 18/307.
(3) سنن النسائي، 6/21؛ والطبراني في الكبير، 18/311.(7/31)
(حديث آخر)(7/32)
8690 - قال الطبراني: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا أصبغ، حدثنا ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن ابن هانئ، عن أبي عليٍّ: عمرو بن مالك، عن فضالة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم من آمن بك، وشهد أنى رسولك، فحبب إليه لقاءك، وسهل عليه قضاءك، وأقلل له من الدنيا، ومن لم يؤمن بك، ويشهد أنى رسولك، فلاتحبب إليه لقاءك، ولاتسهل عليه قضاءك، وأكثر له من الدنيا)) (1) .
(القاسم بن عبد الرحمن: أبو عبد الرحمن عنه)
8691 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء، حدثنا إسماعيل ابن عبيد بن أبي كريمة الحراني، حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن
أبي عبد الملك، عن القاسم، عن فضالة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((الإسلام
ثلاثة أبيات: سفلى، وعليا، وغرفة، فأما السفلى فالإسلام دخل فيه عامة
المسلمين، ولايسأل أحد منهم إلا قال: أنا مسلم، وأما العليا فتفاضل أعمالهم بعض المسلمين أفضل من بعض، وأما الغرفة العليا فالجهاد في سبيل الله لاينالها إلا أفضلهم)) (2) .
(مكحول عنه)
مرفوعاً: ((من أحيا أرضاً مواتاً فهي له)) .
_________
(1) الطبراني في الكبير، 18/313. قال الهيثمي في المجمع، 10/286: رجاله ثقات.
(2) المعجم الكبير، 18/318. قال الهيثمي في المجمع، 5/274: رواه الطبراني من رواية أبي عبد الملك، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.(7/32)
8692 - رواه الطبراني عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، عن يحيى بن صالح الوحاظي، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عنه به (1) .
(ميسرة: مولى فضالة: عن فضالة)
8693 - حدثنا [علي بن بحر] ، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن ميسرة، مولى [فضالة، عن] فضالة بن عبيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الله أشد أذناً للرجل الحسن الصوت بالقرآن، من صاحب القينة إلى قينته)) (2) .
رواه ابن ماجة في الصلاة، عن راشد بن سعيد الرملي، عن الوليد به (3) .
8694 - حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن ميسرة، عن فضالة بن عبيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: [لله] أشد أذناً إلى الرجل حسن الصوت بالقرآن، من صاحب القينة إلى قينته (4) .
(نعيم بن ذي حباب عنه)
8695 - مرفوعاً: ((ثلاث من الكوافر: إمام إن أحسنت لم يشكر، وإن أسأت لم يغفر، وجار إن رأى خيراً دفنه، وإن رأى شراً أشاعه، وإمرأة إن حضرت آذتك، وإن غبت عنها خانتك)) .
_________
(1) المعجم الكبير، 18/318. قال الهيثمي في المجمع، 4/157: رجاله ثقات.
(2) المسند، 6/19.
(3) السنن لابن ماجة، حديث (1340) .
(4) المسند، 6/20.(7/33)
رواه الطبراني من حديث محمد بن عصام بن يزيد بن خير، عن أبيه، عن أبي سفيان بن منصور، عن هلال بن يساف عنه به (1) .
(أبو مرزوق التجيبي عنه)
بحديث الإفطار بالقئ: صوابه أبو مرزوق عن حسن الصنعاني عنه كما تقدم.
وقد رواه الطبراني: عن عبيد بن غنام، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد، ويعلى ابنى عبيد، عن محمد بن إسحاق، عن ابن أبي حبيب، عن أبي مرزوق: سمعت فضالة فذكر الحديث (2) .
( [ابن] أبي مريم عنه)
_________
(1) المعجم الكبير، 18/318.
(2) المعجم الكبير، 18/316.(7/34)
8696 - حدثنا أبو اليمان: حدثنا أبو بكر -يعني ابن [أبي] مريم-، عن الأشياخ، عن فضالة بن عبيد الأنصاري. قال: علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رقية لكل، وأمرني أن أرقى بها من بدا لي. قال: ((قل: ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض، اللهم كما أمرك في السماء، فاجعل رحخمتك علينا في الأرض، اللهم رب الطيبين اغفر لنا حوبنا، وذنوبنا، وخطايانا، ونزل رحمة من رحمتك، وشفاء من شفائك على مابفلان من شكوى فيبرأ)) . قال: ((وقل ذلك ثلاثاً، ثم تعوذ بالمعوذتين ثلاث مرات)) (1) . تفرد به.
8697 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن رجل، عن فضالة بن عبيد: أنهم كانوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة
_________
(1) المسند، 6/20.(7/34)
قال: وفينا مملوكين فلم يقسم لهم (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 6/21.(7/35)
8698 - حدثنا عبد الله بن الوليد، حدثنا سفيان، ومحمد بن كثير: أخو سليمان ابن كثير، حدثنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن رجل، عن أبيه، عن فضالة بن عبيد: أنهم كانوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزاة، وفينا مملوكين، فلم يقسم لهم (1) . تفرد به.
8699 - حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا رشدين، حدثني معاوية بن سعيد التجيبي، عمن حدثه، عن فضالة بن عبيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: ((العبد آمن من عذاب الله ما استغفر الله تعالى)) (2) . تفرد به.
(أم الدرداء عنه)
8700 - قال الطبراني: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي، حدثنا عمرو ابن عثمان، حدثنا محمد بن مهاجر، عن يونس بن ميسرة، عن أم الدرداء: أن فضالة ابن عبيد كان يقول: ((اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك من غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة)) .
وزعم أنها دعوات كان يدعو بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (3) .
_________
(1) المسند، 6/21.
(2) المسند، 6/20.
(3) المعجم الكبير، 18/319.(7/35)
1502- (فضالة بن هند الأسملي المدني) (1)
روى عنه عبد الله بن عامر الأسلمي في صوم عاشوراء. قال أبو نعيم: وصوابه مارواه عبد الرحمن بن حرملة، عن يحيى بن هند بن حارثة، عن أسماء بن حارثة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره (2) .
1503- (فضالة الليثي) (3)
قال أبو نعيم: ويعرف بالزهراني أبو عبد الله غير منسوب.
وحديثه في سادس الكوفيين، وقال ابن الأثير: اختلف في اسم أبيه قيل: عبد الله، وقيل: فضالة بن وهب بن بحرة بن بحيرة بن مالك بن عامر من بني ليث بن بكر. وقيل: فضالة بن عمير بن الملوح الليثي، وهو القائل هو كسر الأصنام يوم الفتح:
لو ما رأيت محمداً وجنوده ... بالفتح يوم تكسر الأصنام
لرأيت نور الله أصبح بيناً ... والشرك يغشى وجهه الإظلام
8701 - حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا هشيم، حدثنا داود بن أبي هند، حدثني أبو حرب بن أبي الأسود، عن فضالة الليثي. قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأسلمت، وعلمني حتى علمني الصلوات الخمس لمواقيتهن، قال: فقلت له: إن هذه ساعات أشعل فيها، فمرني بجوامع، فقال لي: ((إن شغلت فلاتشغل عن العصرين)) . قلت: وما العصران؟ قال: صلاة الغداة. وصلاة العصر)) (4) .
_________
(1) له ترجمة في الاستيعاب، 3/193؛ والإصابة، 3/202. قال ابن منده: له صحبة. وقال البغوي: أحسب له صحبة.
(2) قال أبو نعيم: أخطأ عبد الله بن عامر في سنده. الإصابة، 3/202.
(3) الاستيعاب، 3/193؛ الإصابة، 3/202. قال ابن عبد البر: وقال بعضهم الزهراني: فأخطأ، والزهراني غير الليثي، والزهراني تابعي.
(4) المسند، حديث فضالة الليثي رضي الله عنه، 4/344.(7/36)
رواه أبو داود، عن عمرو بن عون، عن خالد بن عبد الله، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب، عن عبد الله بن فضالة، عن أبيه، وكذلك رواه علي بن عاصم. وزهير بن إسحاق وغيرهما عن داود (1) .
_________
(1) السنن، 1/116 كتاب الصلاة (باب المحافظة على الصلوات) .(7/37)
1504- (حديث الفضل بن عباس بن عبد المطلب: أبو محمد) (1)
ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو العباس، وهو ابن عمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأكبر ولد أبيه العباس، وبه كان يكنى وأجملهم، وأمه أم الفضل، لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية: أخت ميمونة أم المؤمنين. كان من شهداء الفتح وحنيناً، وثبت يومئذ، وأردفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر من جمع [إلى منى] وشهد غسل النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحضر اليرموك سنة خمس عشرة، وما قبلها من مرج الصقر، وأجنادين، وقد قيل إنه قتل في هذه، وقال الواقدي وكاتبه: توفى في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، وله بضع وعشرون سنة، فالله أعلم لم يعقب سوى ابنة واحدة تزوجها الحسن بن علي، ثم طلقها، فتزوجها أبو موسى الأشعري.
حديثه في مسند بني هاشم.
(ربيعة بن الحارث عنه)
8702 - حدثنا علي بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا ليث بن سعد، [عن عبد ربه بن سعيد] ، عن عمران بن أنس،
_________
(1) راجع الاستيعاب، 3/202؛ الإصابة، 3/203.(7/37)
عن عبد الله بن نافع بن العمياء ابن الحارث، عن الفضل بن عباس. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الصلاة مثنى مثنى، تشهد في كل ركعتين، وتضرع، وتخشع، وتمسكن، ثم تقنع يديك [يقول] : ترفعهما إلى ربك مستقبلاً ببطونهما وجهك، وتقول: يارب يارب، فمن لم يفعل ذلك)) ، فقال فيه قولاً شديداً (1) .
رواه الترمذي والنسائي جميعاً: عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك به (2) .
ورواه البزار عن إبراهيم بن عبد الله بن الحسيد، عن يحيى بن عبد الله بن بكر، عن الليث به، قال إبراهيم: إنما هو: ((ترفع يديك إلى أذنيك)) .
_________
(1) المسند، 1/211. من حديث الفضل بن العباس رضي الله عنهما.
(2) الحديث عند الترمذي في كتاب الصلاة، 2/225 (باب ماجاء في التخشع في الصلاة) . قال الترمذي: سمعت محمد بن إسماعيل -يعني البخاري- يقول: روى شعبة هذا الحديث عن عبد ربه ابن سعيد، فأخطأ في مواضع. وأخرجه النسائي في السنن الكبرى كما في التحفة، 8/264.(7/38)
8703 - حدثنا هاشم، حدثنا يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بن يسار، عن عبيد الله بن عباس، أو عن الفضل بن عباس: أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يارسول الله إن أبي أدركه الإسلام، وهو شيخ كبير لايثبت على راحلته، أفأحج عنه؟ فقال: ((أرأيت لو كان عليه دين، فقضيته عنه أكان يجزيه؟)) قال: نعم. قال: ((فاحجج عن أبيك)) (1) .
8704 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يحيى بن أبي إسحاق: سمعت سليمان بن يسار، حدثنا الفضل. قال: كنت
_________
(1) المسند، 1/212.(7/38)
رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسأله رجل [فقال:] إن أبي -أو أمي- شيخ كبير لايستطيع الحج. فذكر الحديث (1) .
رواه النسائي من حديث شعبة، عن يحيى بن أبي إسحاق به.
ورواه في الحج عن أحمد بن سليمان، عن يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان، عن محمد، عن يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بن يسار، عن الفضل، ثم قال: ولم يسمع منه (2) .
وكذلك قال الواقدي لأنه توفى قديماً في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، وإنما رواه سليمان عن عبد الله بن العباس، عن أخيه الفضل، وسيأتي من روايته عن عبد الله بن عباس، عن الفضل.
(حديث آخر)
_________
(1) المسند من حديث الفضل رضي الله عنه، 1/212.
(2) رواه النسائي في الكبرى كما في التحفة، 8/264؛ وفي الصغرى، كتاب الحج، 5/1120 (باب حج الصغير) .(7/39)
8705 - قال أبو يعلى: حدثنا زكريا بن يحيى، حدثنا هشيم، حدثنا يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بن يسار، حدثنا عبيد الله أو الفضل بن عباس: أن الغميصاء أو الرميصاء جاءت تشكو زوجها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قالت: إنه لايصل إليها، فقال: كذبت يارسول الله إنى لأفعل، ولكنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأول، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لاتحل له حتى تذوق عسيلتها)) (1) .
(عامر الشعبي عنه)
8706 - حدثنا بهز، حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، حدثنا عزرة، عن الشعبي: أن الفضل حدثه: أنه كان رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - من
_________
(1) لم أجده.(7/39)
عرفة فلم ترفع راحلته رجهلا غادية حتى بلغ جمعاً.(7/40)
8707 - قال: وحدثني الشعبي: أن أسامة حدثه: أنه كان رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - من جمع، فلم ترفع راحلته رجلها غادية حتى رمى الجمرة (1) . تفرد به.
وقد انقلب على الراوى بأن أسامة ردفعه من عرفة إلى جمع، والفضل من جمع إلى منى، كما سيأتي.
(عباس بن عبد الله عن الفضل)
8708 - حدثنا حجاج، قال: ابن جريج، أخبرني محمد بن عمر بن علي، عن عباس بن عبيد الله بن عباس، عن الفضل بن عباس. قال: زار النبي - صلى الله عليه وسلم - عباساً في بادية لنا، ولنا كلبيبة وحمارة ترعى، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - العصر، وهما بين يديه، فلم تؤخرا، ولم تزجرا (2) .
رواه النسائي عن عبد الرحمن بن خالد، عن حجاج بن محمد الأعور، عن ابن جريج به، ورواه أبو داود من حديث الليث، عن يحيى بن أيوب، عن محمد بن علي به (3) .
(عبد الله بن عباس عنه)
8709 - حدثنا عباد بن عباد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس: أنه كان رديف النبي - صلى الله عليه وسلم -[من جمع] فلم يزل يلبى حتى رمى الجمرة (4) .
_________
(1) المسند، 1/213 من حديث الفضل بن عباس رضي الله عنه.
(2) المسند، 1/211 من حديث الفضل رضي الله عنه.
(3) أخرجه النسائي في السنن، 2/63، كتاب الصلاة: (ذكر مايقطع الصلاة) ؛ وأخرجه أبو داود في السنن، 1/191 كتاب الصلاة (باب من قال: الكلب لايقطع الصلاة) .
(4) المسند، 1/210 من حديث الفضل بن عباس رضي الله عنه.(7/40)
قرئ على سفيان، سمعت محمد بن أبي حرملة، عن كريب، عن ابن عباس، عن الفضل: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لبى حتى رمى الجمرة (1) .
_________
(1) أخرجه الإمام أحمد في المسند: 1/210؛ والطبراني في الكبير، 18/271.(7/41)
8710 - حدثنا يحيى، عن ابن جريج: أخبرني عطاء، عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أردف الفضل بن عباس من جمع.
قال عطاء: فأخبرني ابن عباس: أن الفضل أخبره: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يزل يلبى حتى رمى الجمرة (1) .
رواه الجماعة إلا ابن ماجة من حديث ابن جريج. زاد النسائي: وعبد الملك بن أبي سليمان، وخصيفاً ثلاثتهم: عن عطاء بن أبي رباح به.
البخاري عن [أبي] عاصم، عن ابن جريج به.
وكذلك رواه النسائي وابن ماجة من حديث خصيف عن مجاهد. عن ابن عباس عنه.
وفي صحيح البخاري عن حديث الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن الفضل مثله.
وأخرجاه من حديث إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن أبي حرملة، عن كريب، عن ابن عباس، عن الفضل بنحوه (2) .
ورواه البزار من حديث محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، وأبان بن صالح، عن مجاهد، وعطاء عن ابن عباس به، ومن حديث
_________
(1) المسند، 1/210 من حديث الفضل رضي الله عنه.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الحج: حديث (1685) ؛ ومسلم في الحج: حديث (1281) ؛ وأبو داود في المناسك: حديث (1815) ؛ والنسائي في السنن، 5/268؛ والترمذي في كتاب الحج، حديث (918) .(7/41)
شعبة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن ماهك، عن ابن عباس، عن الفضل به (1) .
_________
(1) لم أجده.(7/42)
8711 - حدثنا يحيى، عن ابن جريج: أخبرني أبو الزبير: أخبرني أبو معبد: سمعت ابن عباس يخبر، عن الفضل بن عباس. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشية عرفة. غداة جمع للناس حين دفعنا: ((عليكم السكينة)) ، وهو كاف ناقته حتى إذا دخل منى حين هبط محسراً قال: ((عليكم بحصى الخذف الذي ترمى به الجمرة)) ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشير بيده كما يحذف الإنسان.
وقال روح والبرساني عشية عرفة، وغداة جمع، وقالا: حين رفعوا (1) .
رواه مسلم عن زهير، والنسائي عن أبي قدامة كلاهما عن يحيى بن سعيد به.
ورواه مسلم، والنسائي عن قتيبة عن الليث، عن أبي الزبير به (2) .
8712 - حدثنا يونس بن محمد، حدثنا حماد -يعني ابن سلمة-، عن عمرو ابن دينار، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام في الكعبة فسبح وكبر، ودعا، واستغفر، ولم يركع، ولم يسجد. تفرد به (3) .
8713 - حدثنا حجين، ويونس. قالا: حدثنا ليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي معبد: مولى ابن عباس، عن عبد الله بن
_________
(1) المسند، 1/210 من حديث الفضل رضي الله عنه.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الحج: حديث (1282) ؛ والنسائي في السنن: كتاب الحج، 5/258.
(3) المسند، 1/210 من حديث الفضل رضي الله عنه.(7/42)
عباس، عن الفضل بن عباس -وكان رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أنه قال: في عشية عرفة، وغداة جمع للناس حين دفعوا: ((عليكم السكينة) ، وهو كاف ناقته، حتى إذا دخل محسراً -وهو من منى- قال: ((عليكم بحصى الخذف الذي ترمى به الجمرة)) .
وقال: لم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلبى حتى رمى الجمرة (1) .
_________
(1) المسند، 1/210 من حديث الفضل رضي الله عنه.(7/43)
8714 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق: حدثنا عبد الله بن أبي نجيح، عن عطاء بن أبي رباح -أو عن مجاهد بن جبر-. عن عبد الله بن عباس. قال: حدثني أخى الفضل بن عباس - وكان معه حين دخلها-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يصل في الكعبة، ولكنه لما دخلها وقع ساجداً بين العمودين، ثم جلس يدعو. تفرد به (1) .
8715 - حدثنا هشيم، حدثنا ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس: أخبرني الفضل بن عباس: أنه كان ردف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أفاض من جمع، قال: فأفاض وعليه السكينة. قال: ولبى حتى رمى جمرة العقبة.
وقال مرة: أنبأنا أي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس: [أنبأنا الفضل بن عباس] . قال: شهدت الإفاضتين مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأفاض وعليه السكينة، وهو كاف بعيره، قال: ولبى حتى رمى جمرة العقبة [مراراً] (2) .
8716 - حدثنا عبدة بن سليمان، حدثني ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس -وكان رديف رسول
_________
(1) المسند، 1/211 من حديث الفضل رضي الله عنه.
(2) المسند، 1/211 من حديث الفضل رضي الله عنه.(7/43)
الله - صلى الله عليه وسلم - حين أفاض من عرفة-. قال: فرأى الناس يوضعون، فأمر مناديه فنادى: ((ليس البر بإيضاع الخيل والإبل، فعليكم بالسكينة)) (1) .
_________
(1) المصدر السابق، 1/211.(7/44)
8717 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا جرير، عن أيوب، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن عباس، عن أخيه: الفضل. قال: كنت رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جمع إلى منى، فبينا هو يسير إذ عرض له أعرابي يردف ابنة له جميلة وكان يسايره، قال: فكنت أنظر إليها، فنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلب وجهي عن وجهها [ثم أعدت النظر، فقلب وجهى عن وجهها] حتى فعل ذلك ثلاثاً، وأنا لا أنتهى، فلم يزل [يلبى] حتى رمى جمرة العقبة (1) .
تفرد به من هذا الوجه، وهو عند الجماعة إلا أبا داود من رواية سليمان بن يسار، عن ابن عباس، عن الفضل بنحوه، ومن رواية عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل كما تقدم.
8718 - حدثنا عفان، حدثنا حماد، حدثنا قيس، عن عطاء، عن أبي رباح، عن ابن عباس، عن الفضل: ن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبى يوم النحر، حتى رمى جمرة العقبة (2) .
8719 - حدثنا روح، حدثنا شعبة، عن عامر الأحول، عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل: أنه كان رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان يلبى حتى رمى الجمرة (3) .
8720 - حدثنا روح، حدثنا شعبة، حدثنا علي بن زيد: سمعت
_________
(1) المسند، 1/211 من حديث الفضل بن عباس رضي الله عنه.
(2) المسند، 1/211.
(3) المسند، 1/211.(7/44)
يوسف بن ماهيك، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس، قال: كنت رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلبى في الحج حتى رمى الجمرة يوم النحر (1) .
_________
(1) المسند، 1/211 من حديث الفضل رضي الله عنه.(7/45)
8721 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا شعبة، عن عامر الأحول، وجابر الجعفي، وابن عطاء، عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس: أنه كان رديف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلبى حتى رمى الجمرة يوم النحر (1) .
8722 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن جابر، وعامر الأحول، وابن عطاء عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس: أنه كان رديف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان يلبى يوم النحر حتى رمى الجمرة (2) .
8723 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، أخبرنى مشاش، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس. قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضعفة بنى هاشم: أمرهم أن يتعجلوا من جمع بليل (3) . رواه النسائي من حديث شعبة به (4) .
ورواه حبيب بن أبي ثابت، وعمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (5) .
8724 - حدثنا حجاج، حدثني شعبة، عن الأحول، وجابر الجعفي، وابن عطاء، [عن عطاء] ، عن ابن عباس، عن الفضل: أنه كان رديف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلبى حتى رمى الجمرة يوم النحر (6) .
_________
(1) المصدر السابق، 1/212.
(2) المسند، 1/212.
(3) المصدر السابق، 1/212.
(4) أخرجه النسائي في السنن، 5/61 كتاب الحج (باب تقديم النساء) .
(5) يراجع مسند ابن عباس رضي الله عنه.
(6) المسند، 1/212 من حديث الفضل رضي الله عنه.(7/45)
8725 - حدثنا عبد الله بن محمد. قال عبد الله: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد، حدثنا، حفص، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن حسين، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يزل يلبى حتى رمى جمرة العقبةن فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة (1) .
رواه النسائي عن هارون بن إسحاق، عن حفص بن غياث به (2) .
8726 - حدثنا يعلى ومحمد، حدثنا عبيد. قالا: حدثنا عبد الملك، عن عطاء، عن عبد الله بن عباس، عن الفضل بن عباس. قال: أفاض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عرفات، وأسامة بن زيد ردفه، فجالت به الناقة، وهو واقف بعرفات، قبل أن يفيض، وهو رافع يديه لايجاوزان رأسه، فلما أفاض سار على هبنته، حتى أتى جمعاً، ثم أفاض من جمع، والفضل ردفه، قال الفضل: مازال النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبى حتى رمى الجمرة (3) .
رواه النسائي من حديث عبد الملك بن أبي سليمان به (4) .
8727 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن سليمان بن يسار، عن ابن عباس. قال: حدثني الفضل بن عباس. قال: أتت إمرأة من خثعم، فقالت: يارسول الله إن أبي أدركته فريضة الله في الحج، وهو شيخ كبير لايستطيع أن يثبت على دابته. قال: ((فحجي عن أبيكِ)) (5) .
_________
(1) المسند، 1/212.
(2) أخرجه النسائي في السنن، 3/275.
(3) المسند، 1/212 من حديث الفضل رضي الله عنه.
(4) السنن، 5/268.
(5) المسند، 1/212 من حديث الفضل رضي الله عنه.(7/46)
رواه الجماعة إلا أبا داود من طرق عن الزهري به.
وقال الترمذي: حسن صحيح. قال: وقد روى عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وعنه عن سنان بن عبد الله الجهني عن عمته، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسألت البخاري عن ذلك. فقال: أصحها ابن عباس، عن أخيه الفضل، وقد يكون سمعه ابن عباس [من الفضل] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن غيره عنه (1) .
_________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه: حديث (1853) ؛ ومسلم: حديث (1335) ؛ والترمذي في جامعه: حديث (932) ؛ والنسائي في السنن، 8/227؛ وابن ماجة في السنن: حديث (2909) .(7/47)
8728 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار: أن ابن عباس كان يخبر أن الفضل بن عباس أخبره: أنه دخل مع النبي - صلى الله عليه وسلم -[البيت وأن النبي - صلى الله عليه وسلم -] لم يصل في البيت حين دخله، ولكنه لما خرج، فنزل ركع ركعتين عند باب البيت (1) . تفرد به.
8729 - حدثنا يحيى بن زكريا -يعني ابن أبي زائدة-، حدثني عبد الملك، عن عطاء، عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أردف أسامة بن زيد من عرفة حتى جاء جمعاً، وأردف الفضل بن عباس من جمع حتى جاء منى.
قال ابن عباس: وأخبرني الفضل بن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يزل يلبى حتى رمى الجمرة (2) .
8730 - حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، وابن بكر. قالا: حدثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير: أنه أخبره أبو معبد مولى ابن
_________
(1) المسند، 1/212 من حديث الفضل بن عباس رضي الله عنه.
(2) المصدر السابق، 1/213.(7/47)
عباس، عن عبد الله بن عباس، [عن الفضل بن عباس] ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال في عشية عرفة وغداة جمع للناس حين دفعوا: ((عليكم السكينة)) وهو كاف ناقته، حتى إذا دخل منى حين هبط محسراً قال: ((عليكم بحصى الخذف الذي يرمى به الجمرة)) ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يشير بيده كما يخذف الإنسان (1) .
_________
(1) المسند، 1/213.(7/48)
8731 - حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، قال: ابن شهاب: حدثني سليمان بن يسار، عن عبد الله بن عباس: أن إمرأة من خثعم قالت: يارسول الله إن أبي أدركته فريضة الحج، وهو شيخ كبير لايستطيع أن يستوى على ظهر بعيره. قال: ((فحجي عنه)) (1) .
8732 - حدثنا حجين بن المثنى، وأبو أحمد -يعني الزبيري- المعنى. قالا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن الفضل ابن عباس.
قال أبو أحمد: حدثني الفضل بن عباس. قال: كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أفاض من المزدلفة، وأعرابي يسايره وردفه ابنة له حسناء قال الفضل: فجعلت أنظر إليها، فتناول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوجهي يصرفني عنها، فلم يزل يلبى حتى رمى جمرة العقبة (2) .
ورواه النسائي من حديث عبد الكريم الجزري، وخصيف، عن سعيد بن جبير به (3) .
_________
(1) المصدر السابق، 1/213.
(2) المصدر السابق، 1/213.
(3) أخرجه النسائي في السنن، 3/276.(7/48)
(حديث آخر)(7/49)
8733 - رواه ابن ماجة، من حديث وكيع، عن إسماعيل أبي إسرائيل الملائي، عن فضيل بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن الفضل (أو أحدهما عن الآخر) . قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، أو تضل الضالة، وتعرض الحاجة)) (1) .
(حديث آخر)
8734 - رواه البزار: حدثنا حميد بن الربيع، حدثنا معن بن عيسى، حدثنا الحارث بن عبد الملك، عن القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبيه، عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبهم في شكواه الذي توفى فيه، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: ((أما بعد: فإنه قد دنا مني حقوق، من بين أظهركم، فمن شتمت له عرضاً فهذا عرضي، ومن ضربت له ظهراً فهذا ظهري فليستعذ منه)) ، ثم قال: ((الحق بعدي مع عمر حيث كان)) .
ثم قال البزار: لانعلم روى عن الفضل إلا بهذا الإسناد (2) .
(حديث آخر)
8735 - من رواية عبد الله بن عباس، عن أخيه الفضل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كفن في ثلاث أثواب.
_________
(1) سنن ابن ماجة، حديث رقم (2883) ؛ والبيهقي في السنن، 4/340؛ والطبراني، 18/287.
(2) لم أجده عند البزار، وقد أخرجه الطبراني في الكبير، 18/280 من هذا الطريق.(7/49)
رواه البزار عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن عبد الصمد بن النعمان، عن قيس، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء عنه به، ورواه أبو يعلى من حديث عثمان بن عطاء، عن أبيه به، وقال: في ثوبين أبيضين [سحوليين] (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) أخرجه أبو يعلى في مسنده، 12/88؛ والطبراني، 18/275.(7/50)
8736 - قال البزار: حدثنا يحيى بن حبيب بن عربى، حدثنا روح، عن ابن جريج، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعظ الناس في الركعتين التين بعد الفجر، وصلى صلاة الصبح، فوعظهم بعد، ثم رفع صوته، فقال: ((صلوا قبل الصبح ولو ركعة)) . فلما كان ذلك رآهم يصلونهما مع إقامة الصلاة، فقال: ((أيضاً هل أنتم منتهون، صلاتان معاً)) (1) .
وبه عن الفضل: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقفاً بعرفة ماداً يديه كالمستطعم، أو كلمة نحوها (2) .
(حديث آخر)
8737 - قال أبو يعلى: حدثنا سليمان: [بن داود] الشاذكوني، حدثنا حفص ابن غياث، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفطر بعرفة (3) .
_________
(1) لم أجده، وقد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، 18/270.
(2) لم أجده.
(3) مسند أبي يعلى، 13/86.(7/50)
(حديث آخر)(7/51)
8738 - رواه الطبراني: من حديث جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، عن الفضل نحر عند جمرة العقبة، وقال: ((نحرت ههنا ومنى كلها منحر، فانحروا في منازلكم)) (1) .
(عبد الرحمن بن عثمان: عن الفضل)
((أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى الفجر اضطجع على شقه الأيمن)) .
8739 - رواه البزار، عن صفوان بن المغلس، عن عمرو عن سعيد بن محمد ابن ابي زيد، عن عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان عنه به (2) .
(عطاء بن أبي رباح عن الفضل)
8740 - قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي توفى فيه، وعلى رأسه عصابة صفراء. الحديث.
رواه الترمذي في الشمائل: عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن محمد بن المبارك، عن عطاء بن مسلم، عن جعفر بن برقان عنه به (3) .
_________
(1) المعجم الكبير، 18/268.
(2) لم أجده.
(3) أخرجه الترمذي في كتاب الشمائل، 125 (باب ماجاء في اتكاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) .(7/51)
8741 - وقد رواه أبو يعلى مبسوطاً، فقال: حدثنا عبيد بن عباد الحلبي، حدثنا عطاء بن مسلم الخفاف، حدثنا جعفر بن برقان، عن عطاء عن الفضل بن عباس.
قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه، وعند رأسه عصابة حمراء -أو قال: صفراء- فقال: ((ابن عمى خذ هذه العصابة، فاشدد بها رأسي)) فشددت بها رأسه، قال: ثم توكأ على حتى دخلنا المسجد، فقال: ((يا أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم، ولعله أن يكون قد اقترب منى حقوق من بين أظهركم، فمن كنت أصبت من عرضه، أو من شعره، أو من بشره أو من ماله شيئاً فهذا عرض محمد، وشعره، وبشره، وماله، فليقتص، ولايقولن أحدكم إني أتخوف من محمد العداوة والشحناء ألا إنهما ليسا من طبيعتي ولا من خلقي)) .
قال: ثم انصرف، فلما كان من الغد أتيته فقال: ((ابن عم. لاأحب أن لي بمقامي بالأمس أخرى تغني خذ هذه العصابة، فاشدد بها رأسي)) . فشددت بها رأسه ثم توكأ على حتى دخل المسجد، فقال مثل مقالته بالأمس، ثم قال: ((إن أحبكم إلينا من اقتص)) ، فقام رجل، فقال: يارسول الله رأيت يوم أتاك السائل فسألك، فقلت: ((من معه شيء فليقرضنا)) فأقرضتك ثلاثة دراهم؟ قال: ((يافضل أعطه)) فأعطيته.
قال: ثم قالك ((ومن غلب عليه شيء فليسألنا ندع له؟)) قال: فقام رجل، فقال: يارسول الله إني رجل جبان، بخيل كثير النوم، قال: فدعا له. قال الفضل: فلقد رأيته أشجعنا، وأقلنا نوماً. قال: ثم أتى بيت عائشة، فقال لنساء مثل ماقال للرجال، ثم قال: ((ومن غلب عليه شيء فليسألنا ندع له؟)) قال: فأومأت إمرأة إلى لسانها، فدعا لها، قالت عائشة: فلربما قالت لي عائشة أحسني صلاتك.(7/52)
وقد تقدم فيما رواه البزار من رواية عطاء عن ابن عباس، عن الفضل بأخصرين هذا السياق (1) .
(عكرمة عن الفضل بن عباس)
_________
(1) () ... لم أجده في القسم المطبوع من مسند أبي يعلى في مسند الفضل.(7/53)
8742 - حدثنا يزيد بن أبي حكيم العدني، حدثنا الحكم -يعني ابن أبان-: سمعت عكرمة يقول: قال الفضل بن عباس: ((لما أفاض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا معه، فبلغنا الشعب نزل فتوضأ، ثم ركبنا حتى جئنا المزدلفة)) (1) . تفرد به.
(كريب عن الفضل)
قال: ((بت ليلة عند النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنظر كيف يصلى)) الحديث.
8743 - رواه أبو داود عن بندار، عن أبي عاصم، عن زهير، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عنه به (2) .
والمعروف في هذا حديث عبد الله بن عباس كما تقدم (3) .
(محمد بن عمر بن علي عنه)
8744 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جريج، حدثني محمد بن عمر بن علي، عن الفضل بن عباس، قال: ((زار النبي - صلى الله عليه وسلم - عباساً، ونحن في بادية لنا، فقام يصلى
-أراه قال: العصر- وبين يديه كليبة لنا وحمار يرعى ليس بينه وبينهما شيء يحول بينه وبينهما)) (4) ، تفرد به.
_________
(1) المسند، 1/211.
(2) سنن أبي داود، 2/44، كتاب الصلاة (باب صلاة الليل) .
(3) تقدم آنفاً.
(4) المسند، 1/211.(7/53)
وقد رواه أبو داود من طريق محمد بن عمر بن علي، عن العباس بن عبيد الله، عن عمه الفضل، كما تقدم (1) .
(مسلمة الجهني عنه)
_________
(1) تقدم آنفاً.(7/54)
8745 - حدثنا حماد بن خالد، حدثنا ابن علاثة، عن مسلمة الجهني، قال: سمعته يحدث عن الفضل بن عباس. قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً، فبرح (1) ظبي، فمال في شقه، فاحتضنته، فقلت: يارسول الله تطيرت، قال: ((إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك)) (2) . تفرد به.
(يحيى بن عبيد عن الفضل)
قال: ((كان ينبذ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الليل، فيشربه الغد، وليلة [الغد] إلى يوم الثالث، ثم يمسك)) .
8746 - رواه الطبراني عن أحمد بن داود المكي، عن مسلم بن إبراهيم، عن جون بن بشير، عن عقبة الطائي عنه (3) .
(أبو الطفيل عن الفضل)
8747 - حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الطفيل، عن الفضل بن عباس: أنه كان رديف
_________
(1) قال في النهاية، 1/114: البارح ضد السانح، وهو: ما مر من يمينك إلى يسارك، والعرب تتطير به في الجاهلية.
(2) المسند، 1/213 من حديث الفضل رضي الله عنه.
(3) أخرجه الطبراني في الكبير، 18/298، قال الهيثمي في المجمع، 5/67: فيه الجون بن بشير وهو مجهول.(7/54)
النبي - صلى الله عليه وسلم - من جمع إلى منى، فلم يزل يلبي حتى رمى الجمرة (1) . تفرد به.
(أبو هريرة عنه)
_________
(1) أخرجه الإمام أحمد في المسند، حديث رقم (1798) ؛ والطبراني في الكبير، 18/294.(7/55)
8748 - حدثنا يعقوب، حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. قال: قالت عائشة، وام سلمة زوجا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبح من أهله جنباً، فيغتسل قبل أن يصلى الفجر، ثم يصوم يومئذ)) .
قال: فذكرت ذلك لأبي هريرة فقال: لا أدري أخبرني ذلك الفضل ابن عباس (1) .
رواه البخاري من حديث الزهري به، وأخرجه مسلم والنسائي من حديث ابن جريج عن عبد الملك بن أبي بكر، عن أبيه به (2) .
8749 - حدثنا إسماعيل، حدثنا ابن عون، عن رجاء بن حيوة، قال: حدثني يعلى بن عقبة في رمضان فأصبح وهو جنب، فلقى أبا هريرة، فسأله، فقال: أفطر، قال: أفلا أصوم هذا اليوم، وأجزيه من يوم آخر. قال: أفطر.
_________
(1) أخرجه الإمام أحمد في المسند، حديث (1804) .
(2) أخرجه البخاري في صحيحه، حديث (1926) ؛ ومسلم في صحيحه، حديث رقم (1109) .(7/55)
قال: فأتى مروان، فحدثه، فأرسل ابا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث إلى أم المؤمنين فسألها، فقالت: قد كان يصبح فينا جنباً من غير احتلام، ثم يصبح صائماً، فرجع إلى مروان، فحدثه، فقال: الق بها أبا هريرة، فقال: جارى، جارى، فقال: أعزم عليك لتلقينه. قال: فلقيه فحدثه، فقال: إني لم اسمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أنبأنا به الفضل بن عباس.
فلما كان بعد ذلك لقيت رجاء. فقلت: حديث يعلى من حدثكه، فقال: إياي حدثه (1) . تفرد به.
_________
(1) أخرجه الإمام أحمد في المسند، حديث (1826) ؛ والطبراني، 18/291.(7/56)
1505- (الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي) (1)
((أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتعرى في الحرب، ويقول: () أنا ابن العواتك)) .
8750 - رواه أبو موسى من طريق السرى بن يحيى، عن حرملة بن أسير
-ابن عم له- عنه، ثم قال: ذكره الحافظ أبو مسعود -يعني الدمشقي- وقال: يتأمل.
[قال] ابن الأثير: لاحاجة إلى تأمله فإن بني هاشم لم يكن فيهم من يعاصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسمه عبد الرحمن، ولا الفضل إلا الفضل بن عباس.
_________
(1) ذكره الحافظ في الإصابة، 3/210. وقال: الفضل تابعي أو من أتباع التابعين ليست له ولا لأبيه صحبة، واسم جده العباس، وهذا السند مرسل أو معضل، ومات الفضل هذا سنة تسع وعشرين ومائة.(7/56)
* (الفضل بن يحيى بن قيوم) (1)
ذكره بعضهم في الصحابة، ورووا له حديثاً، وهو غلط، وأما مايروى فعن أبيه عن جده عبد القيوم كما تقدم (2) .
_________
(1) أورده ابن منده وقال: مختلف في صحبته، ونقل الحافظ عن موسى بن سهل الرملي أنه قال: الفضل الأوزى أبو يحيى، هو ابن قيوم، روى عن أبيه عن جده، قال الحافظ ابن حجر: كذا قال، وهو وهم فاحش فإن قيوماً هو الذي قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفاعل روى، هو قيوم لا الفضل، وكان ابن منده توهم أنه الفضل، وليس كذلك، وقد تعقبه أبو نعيم، فأصاب. الإصابة، 3/211.
(2) يراجع في حرف العين.(7/57)
1506- (الفلتان بن عاصم الجرمي) (1)
القضاعي، ويقال: المنقري والأول أصح، يعد في الكوفيين.
8751 - قال البزار: حدثنا علي بن المنذر، حدثنا محمد بن فضيل، عن عاصم ابن كليب، عن أبيه، عن خاله الفلتان [بن عاصم] . قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أُرِيتُ ليلة القدر، ثم أنسيتها، وأُرِيتُ مسيح الضلالة، فرأيت رجلين يتلاحيان (2) ، فحجزت بينهما، فأنسيتها، فاطلبوها من العشر الأواخر وتراً.
فأما مسيح الضلالة، فرجل أجلى (3) الوجه، ممسوح العين اليسرى، عريض النحر، كأنه عبد العزى بن قطن)) (4) .
_________
(1) له ترجمة في الاستيعاب، 3/207؛ والإصابة، 3/203؛ وضبطه بفتحين ومثناة فوقية.
(2) من الملاحاة، وهي المخاصمة والمنازعة. النهاية، 4/243.
(3) الأجلى: الخفيف شعر مابين النزعتين من الصدغين، والذي انحسر الشعر عن جبهته. النهاية، 1/290.
(4) لم أقف عليه، وذكره الحافظ في الإصابة، 3/203.(7/57)
(حديث آخر)(7/58)
8752 - قال البزار: حدثنا أبو كامل، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عاصم ابن كليب، عن أبيه، عن الفلتان بن عاصم، قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[فأنزل عليه وكان] إذا أنزل عليه فتح عينيه وفرغ سمعه وبصره لما جاءه من الله، فلما فرغ قال لكاتب: ((اكتب {لايستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} (1) الآية، فقام ابن أم مكتوم، فقال: اعذرنا يارسول الله، فأنزل الله {غير أولي الضرر} (2) .
(حديث آخر)
8753 - قال البزار: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن خاله: الفتان. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالساً في المجلس، فشخص بصره إلى رجل يمشي في المسجد، فقال: ((أبا فلان)) . فقال: لبيك يارسول الله، ولاينازعه الكلام إلا قال: يارسول الله. قال له: ((أشهد أني رسول الله)) قال: لا. قال: ((أتقرأ التوراة؟)) قال: نعم. قال: ((والإنجيل؟)) قال: نعم. [قال:] ((والقرآن؟)) [قال:] والذي نفسي بيده لو نشاء لنقرأنه.
ثم ناشده: ((هل تجدني [في] التوراة والإنجيل؟)) قال: نجد مثلك، ومثل هيئتك ومثل مخرجك. وكنا نرجو أن تكون فينا، فلما خرجت خوفنا أن تكون أنت [هو] فنظرنا فإذا لست أنت هو. قال:
_________
(1) سورة النساء، آية 95.
(2) أخرجه البزار في مسنده، كما في كشف الأستار، 3/45.(7/58)
((ولم ذاك؟)) قال: معه من أمته سبعون ألفاً ليس عليهم حساب، ولا عذاب وإنما معك نفر يسير.
فقال: ((والذي نفسي بيده لأنا هو، وإنهم لأمتي، وإنهم لأكثر من سبعين ألفاً، وسبعين ألفاً)) (1) .
وكذلك رواه أبو نعيم، من حديث يحيى بن عبد الحميد الحماين، عن عبد الواحد ابن زياد به مثله.
قال: ورواه صالح بن عمر وأيده ابن عمر زائدة، عن عاصم بن كليب عن أبيه، عن خاله الفلتان (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، 18/332.
(2) أشار إلى ذلك الحافظ في الإصابة.(7/59)
8754 - رواه الطبراني من حديث شريك، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن خاله الفلتان، قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الشتاء، فوجدتهم يصلون في البرانس، والأكسية، وأيديهم فيها (1) .
1507- (فيروز الديلمي: أبو عبد الله) (2)
ويقال: أبو عبد الرحمن، قال ابن منده وأبو نعيم: هو ابن أخت النجاشي، وهو من الأبناء، ويقال له: الحميري لنزوله فيهم، وكان هو وقيس بن مكشوح ودادويه من أكابر أمراء اليمن، وهم الذين تمالئوا على قتل الأسود العنسي -لعنه الله- كما بسطنا ذلك (3) في التاريخ، وكان ذلك قبل وفاة رسول الله بليال.
_________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، 18/336، قال الهيثمي في المجمع، 2/51: رجاله موثقون.
(2) له ترجمة في الاستيعاب، 3/199؛ والإصابة، 3/204.
(3) راجع البداية والنهاية للمصنف.(7/59)
فرروا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: ((قتله العبد الصالح فيروز الديلمي)) (1) .
_________
(1) راجع الإصابة، 3/205.(7/60)
8755 - وروى ضمرة بن ربيعة، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن فيروز، عن أبيه: أنه قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأس الأسود العنسي (1) .
وهذا غريب وفيه نظر (2) .
حديثه في خامس الشاميين.
8756 - حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي وهب الجيشاني، عن الضحاك بن فيروز: أن أباه: فيروز أدركه الإسلام وتحته أختان، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((طلق أيهما شئت)) (3) .
رواه أبو داود، والترمذي من حديث يزيد بن أبي حبيب.
وابن ماجة من حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة كلاهما: عن أبي وهب الجيشاني، واسمه ديلم بن الهوشع.
ورواه الترمذي وابن ماجة من حديث ابن لهيعة، عن أبي وهب به (4) .
_________
(1) أخرجه الجوزجاني من طريق ضمرة عن يحيى بن عمر السيباني، عن أبيه عن الديلمي، أشار إلى ذلك الحافظ، 3/205.
(2) وقال ابن حجر: ضمرة لم يتابع عليه. الإصابة، 3/205.
(3) المسند، 4/232.
(4) أخرجه أبو داود في السنن: حديث رقم (2226) ؛ والترمذي: حديث رقم (1139) ؛ وابن ماجة: حديث (1951) .(7/60)
8757 - وقال يحيى مرة: حدثنا ابن لهيعة، عن وهب بن عبد الله المعافري، عن الضحاك بن فيروز، عن أبيه: أنه ادرك الإسلام (1) .
8758 - حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي وهب الجيشاني، عن الضحاك بن فيروز، عن أبيه، قال: أسلمت وعندى إمرأتان [أختان] فأمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أُطلق إحداهما (2) .
8759 - حدثنا يزيد بن عبد ربه، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، عن عبد الله بن فيروز الديملي، عن أبيه: أنهم أسلموا، وكان فيمن أسلم، فبعثوا وفدهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببيعتهم وإسلامهم، فقبل ذلك رسول الله منهم، قالوا: يارسول الله نحن من قد عرفت، وجئنا من حيث قد علمت، وأسلمنا فمن ولينا؟ قال: ((الله ورسوله)) . قالوا: حسبنا رضينا (3) . تفرد به.
8760 - حدثنا هيثم بن خارجة، حدثنا ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن ابن فيروز الديلمي، عن أبيه.
قال هيثم مرة: عن عبد الله بن فيروز، عن أبيه، قال: قلت: يارسول الله نحن
من قد علمت، وجئنا من حيث قد علمت، فمن ولينا؟ قال: ((الله ورسوله)) (4) .
تفرد به.
8761 - حدثنا هيثم بن خارجة، حدثنا ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو، عن ابن فيروز الديلمي، عن أبيه، قال: قال رسول الله
_________
(1) أخرجه الإمام أحمد في المسند، 4/232.
(2) المسند، 4/232 من حديث فيروز الديلمي.
(3) المسند، 4/232.
(4) المسند، 4/232 من حديث فيروز رضي الله عنه.(7/61)
- صلى الله عليه وسلم -: ((لينقضن الإسلام عروةً عروةً كما ينقض الحبل قوةً قوةً)) (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 4/232.(7/62)
8762 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا ابن عياش -يعني إسماعيل-، حدثني يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن الديلمي، عن أبيه فيروز. قال: قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يارسول الله إنا أصحاب أعناب وكرم، وقد نزل تحريم الخمر، فما نصنع بها؟ قال: ((تتخذونه زبيباً)) . قال: ونصنع بالزبيب ماذا؟ قال: ((تنقعونه على غذائكم وتشربونه على عشائكم، [وتنفعونه على عشائكم] وتشربونه على غدائكم)) .
قال: قلت: يارسول الله نحن من قد علمت، ونحن نزول بين ظهراني من قد علمت، فمن ولينا؟ قال: ((الله ورسوله)) . قلت: حسبي [يا] رسول الله (1) .
رواه أبو داود والنسائي عن عيسى بن محمد بن النجاس، عن ضمرة بن ربيعة، عن يحيى بن عمرو السيباني به، ورواه النسائي أيضاً عن عمرو بن عثمان، عن بقية، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو به (2) .
(حديث آخر)
8763 - رواه النسائي عن عيسى بن محمد، عن ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو، عن عبد الله بن فيروز، عن أبيه، قال: قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - برأس الأسود الكذاب (3) .
_________
(1) المسند، 4/232.
(2) أخرجه أبو داود في السنن: حديث (3692) ؛ والنسائي في السنن، 8/332.
(3) أخرجه النسائي في الكبرى كما في التحفة، 8/273.(7/62)
(حديث آخر)(7/63)
8764 - رواه الطبراني من طريق أبي رجاء: محرز بن عبد الله عن صدقة، عن عروة [بن دويم] ، عن ابن الديلمي -وهو ابن أخت النجاشي، وكان قد خدم رسول اله-. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من قرأ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} مائة مرة في الصلاة أو في غيرها كتب [الله] له براءة من النار)) (1) .
(حديث آخر)
8765 - رواه الطبراني من حديث [أحمد بن] عبد الوهاب بن نجدة، عن عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، عن الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، عن فيروز الديلمي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [ ((يكون في رمضان صوت)) . قالوا: يارسول الله في أوله أو في وسطه أو في آخره؟ قال: ((لا بل في النصف من رمضانٍ] إذا كان ليلة النصف من رمضان ليلة جمعةٍ يكون صوت من السماء يصعق له سبعون ألفاً، ويخرس له سبعون ألفاً، ويعمى سبعون ألفاً، ويصم سبعون ألفاً)) .
قالوا: فمن السالم من أمتك يارسول الله؟ قال: [ ((من] لزم بيته، وتعوذ بالسجود، وجهر بالتكبير لله، ثم يتبعه صوت آخر، فالأول صوت جبريل، والثاني صوت الشيطان، فالصوت في رمضان، والمعمعة في شوال، وتميز القبائل في ذي القعدة ويغار على الحاج في ذي الحجة، وفي المحرم -وما المحرم؟ - أوله بلاء على أمتي،
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني، 18/331؛ قال الهيثمي في المجمع، 7/145: فيه محرر بن قدامة وهو ضعيف.(7/63)
وآخره فرج لأمتي الراحلة في ذلك الزمان بِقَتَبِهَا ينجو عليها المؤمن خير له من دسكرة تقل مائة ألف)) .
فيه غرابة ونكارة (1) .
_________
(1) المعجم الكبير، 18/332. قال الهيثمي، 7/310: فيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك.(7/64)
حرف القاف(7/65)
1508- (قارب بن الأسود بن مسعود بن مُعَتِّبِ) (1)
ابن مالك بن كعب بن عوف بن ثقيف: أبو عبد الله الثقفي، فهو ابن أخى عروة ابن مسعود، وقال أبو عمر: هو قارب بن عبد الله بن الأسود بن مسعود، وقال ابن مندة: قارب التميمي، ولم يزد، فغلط، غنما هو ثقفي صليبة مشهور من رؤسائهم كانت راية الأحلاف معه يوم الطائف حين حاربت ثقيف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما انهزموا أسند الراية إلى شجرة هناك، وهرب، ثم أسلم قبل قدوم وفد ثقيف، وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع المغيرة وأبي سفيان إلى الطائف لهدم اللات، وأمر أبا سفيان أن يقضى الدين الذي على عروة بن مسعود من مال الطاغية، فقال قارب: ودين الأسود يارسول الله؟ فقال: ((إن الأسود مات مشركاً، فلم يسأله في ذلك حتى أمر أبا سفيان أن يقضى دين عروة، وأخيه الأسود والد قارب أيضاً)) (2) .
قال ابن الأثير: ولعله قد تصحف على المشائخ الثقفي بالتميمي، فإنه قد يشبهه.
_________
(1) له ترجمة في الإستيعاب، 3/258؛ والإصابة، 3/211.
(2) الاستيعاب، 3/258.(7/65)
8766 - حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن ابن قارب، عن أبيه. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولك ((اللهم اغفر للمحلقين)) قال رجل: والمقصرين. قال في الرابعة: ((والمقصرين)) .
يقلله سفيان بيده، وقال سفيان، وقال: في تيك كأنه يوسع يده. تفرد به.
1509- (القاسم، ويقال: أبو القاسم مولى أبي بكر) (1)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من أكل من هذه البقلة [الخبيثة] فلايقربن مسجدنا حتى يذهب عنه ريحه)) .
رواه أبو موسى من طريق مطرف [بن طريف] ، عن أبي الجهم: مولى البراء عنه (2) .
1510- (القاسم: مولى معاوية) (3)
والأظهر مولى معاوية بن مالك [بن عوف] بطن من الأنصار، ذكره عبدان في الصحابة.
8767 - وروى له أبو موسى من طريق داود بن الحصين، عن عبد الرحمن بن ثابت عنه، أنه ضرب رجلاً يوم أحدٍ، وقال: خذها وأنا الغلام الفارسي، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مامنعك أن تقول الأنصاري، وأنت منهم، فإن مولى القوم منهم)) (4) .
_________
(1) له ترجمة في الإستيعاب، 3/253؛ والإصابة، 3/213، وقال الحافظ: ذكره البغوي في الصحابة وأخرج من طريق مطرف عن أبي الجهم عنه حديثين ثم قال: لا أعرف للقاسم غير هذا، قال ابن عبد البر: ويقال فيه: أبو القاسم وهو أصح.
(2) الإصابة، 3/213.
(3) له ترجمة، والإصابة، 3/262 في القسم الرابع ورجح عدم كونه صحابياً.
(4) المصدر السابق، وعزاه لعبدان المروزي في الصحابة.(7/66)
1511- (قاطع بن سارق بن ظالم: أبو صفرة) (1)
8768 - روى أبو نعيم من طريق محمد بن غالب بن عبد الرحمن بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة. قال: ذكر ابي عن آبائه: أن أبا صفرة وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه حلة يسحبها خلفه ذراعين، وله طول ومنظر وجمال وفصاحة لسان، فلما نظر إليه رسول الله أعجبه جماله، وخلقه، فقال له: ((من أنت؟)) قال: أنا قاطع بن سارق ابن ظالم بن عمرو بن شهاب بن مرة بن الهلقام بن الجلندي بن المستكبر [بن الجلندي] الذي كان يأخذ [كل] سفينة غصباً أنا ملك بن ملك، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أنت أبو صفرة، دع عنك سارقاً وظالماً)) فقال: أشهد أن لاإله إلا الله، وأنك رسول الله، وإن لي لثمانية عشر ذكراً. وقد رزقت بأخرة بنتاً فسميتها صفرة (2) .
1512- (قباث بن أشيم بن عامر بن الملوح) (3)
ابن يعمر بن [الشداخ بن] عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الليثي الكناني. مولده قبل الفيل، وزعم هو أن الفيل قبل تنبئ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأربعين سنة هذا. وقد أدرك قباث أيام عبد الملك بن مروان.
8769 - وكان سبب إسلامه -فيما رواه الطبراني- عن عمرو بن إسحاق ابن إبراهيم بن زبريق، عن أصبغ بن عبد العزيز بن أبان،
_________
(1) له ترجمة في الإستيعاب، 4/109؛ والإصابة، 4/108.
(2) راجع الإصابة. الموضع السابق.
(3) له ترجمة في الإستيعاب، 3/256؛ والإصابة، 3/213وضبط اسمه بتخفيف الموحدة.(7/67)
عن أبيه، عن جده أبان، عن أبيه سليمان. قالك دخل قباث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: ((ياقباث أنت القائل: لو خرجت نساء قريش بأكمتها لردت محمداً، وأصحابه)) ، فقال: والذي بعثك بالحق ماتكلم به لساني ولا تزمزمت به شفتاى ولاسمعه منى أحد وماهو إلا شيء هجس في نفسي أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً رسول الله، وان ماجئت به هو الحق (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) المعجم الكبير، 19/35، قال الهيثمي في المجمع، 8/287: فيه من لم أعرفهم.(7/68)
8770 - قال الطبراني: حدثنا موسى بن هارون، حدثنا إسحاق بن راهويه، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا ثور بن يزيد، عن يونس بن سيف، عن عبد الرحمن ابن زياد، عن قباث بن أشيم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((صلاة الرجلين يؤم أحدهما [صاحبه] أزكى عند الله من صلاة أربعة تترى، وصلاة أربعة يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من صلاة ثمانية تترى، وصلاة ثمانية يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من صلاة مائة تترى)) .
ورواه عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح عن يونس به (1) .
(حديث آخر عن قباث)
8771 - قال الترمذي: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا وهب بن جرير، [حدثنا أبي] : سمعت محمد بن إسحاق يحدث، عن المطلب
_________
(1) المعجم الكبير، 19/36.(7/68)
بن عبد الله بن قيس بن مخرمة، عن أبيه، عن جده. قال: ولدت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل.
قال: وسأل عثمان بن عفان قباث بن أشيم: أخا بني يعمر بن ليث: أنت أكبر أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكبر مني، وأنا أقدم منه في الميلاد. [ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل، ورفعت بي أمي على الموضع، قال] ورأيت خذق (1) الفيل أخضر محيلاً (2) . ثم قال: هذا حديث حسن غريب لانعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق (3) .
_________
(1) الخذق: الروث. النهاية، 2/16.
(2) المحيل: الطويل. النهاية، 4/304.
(3) أخرجه الترمذي في الجامع، حديث (3698) .(7/69)
8772 - وقد روى أن عبد الملك بن مروان سأله عن ذلك أيضاً، فقال الطبراني: حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا عبد العزيز بن أبي ثابت، عن أبي الحويرث: سمعت عبد الملك بن مروان يقول لقباث ابن أشيم الليثي: ياقباث أنت أكبر أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكبر مني. وأنا أسن منه، ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل وتنبأ على رأس أربعين من الفيل (1) .
1513- (قبيصة بن البراء) (2)
قال: ((خسفت بأرض كذا وكذا ظهر قوم يخضبون بالسواد لاينظر الله إليهم)) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/37.
(2) له ترجمة في الإصابة، 3/214.(7/69)
8773 - رواه الطبراني من حديث حماد بن سلمة، عن عبد الله بن عثمان ابن خثيم، عن مجاهد عنه (1) .
1514- (قبيصة بن برمة: صحابي) (2)
وقال بعضهم: ابن ثرمة، وهو غلط.
8774 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا خلف بن عمرو، حدثنا علي بن طبراخ، حدثني نصير بن عمر بن يزيد بن قبيصة بن برمة الأسدي: سمعت برمة بن ليث: سمعت قبيصة بن برمة، يقول: كنت جالساً عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسمعته يقول: ((أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة)) (3) .
(حديث آخر)
8775 - قال أبو نعيم: روى خلف، عن علي بن أبي هاشم -وهو ابن طبراخ-، حدثنا أبو عمر: نصير بن عمر بن يزيد بن قبيصة، حدثنا أبي، عن أبيه، عن قبيصة ابن برمة، قال: كنت جالساً عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتته إمرأة، فقالت: ادع الله لي يارسول الله، فإنه لايعيش لي ولد. قال: ((وكم مات لكِ؟)) قالت: ثلاثة. قال: ((لقد احتظرت (4) من النار بحظار شديد)) (5) .
_________
(1) لم أجده في المععجم، وذكره الحافظ في الإصابة، 3/214؛ وعزاه الطبراني.
(2) له ترجمة في الإستيعاب، 3/244؛ والإصابة، 3/214. قال الحافظ ابن حجر: قبيصة بن برمة، بموحدة مضمومة، وتردد ابن حبان هل هو بالموحدة أو المثلثة.
(3) أخرجه الطبراني في الكبير، 18/375.
(4) قال في النهاية، 1/404: الاحتظار: فعل الحظار، أراد: لقد احتميت بحمى عظيم من النار، يقيك حرها، ويؤمنك دخولها.
(5) لم أقف عليه.(7/70)
1515- (قبيصة بن مخارق بن عبد الله بن شداد) (1)
ابن معاوية بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالي: أبو بشر البصري.
حديثه في ثاني البصريين، وثالث المكيين.
8776 - حدثنا يحيى بن سعيد، حدثني عوف، حدثني حيان، حدثني قطن بن قبيصة، عن أبيه قبيصة بن مخارق: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((العياقة من الزجر والطرق من الجبت)) (2) .
قال: العياقة من الزجر والطرق: الخط.
رواه أبو داود عن مسدد، عن يحيى والنسائي من حديث عون به (3) .
8777 - حدثنا روح، عن عوف، عن حيان أبي العلاء، عن قطن بن قبيصة، عن قبيصة بن المخارق، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن العياقة والطيرة والطرق من الجبت)) (4) .
8778 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن حيان، حدثني قطن بن قبيصة، عن أبيه: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن العياقة، والطرق، والطيرة من الجبت)) .
قال عوف: العياقة زجر الطير، والطرق: الخط يخط في الأرض، والجبت قال الحسن: إنه الشيطان (5) .
_________
(1) له ترجمة في الاستيعاب، 3/244؛ والإصابة، 3/215.
(2) أخرجه الإمام أحمد في المسند، 3/477.
(3) أخرجه أبو داود في السنن، حديث (3889) .
(4) المسند، 5/60.
(5) المسند، 5/60 من حديث قبيصة رضي الله عنه.(7/71)
8779 - حدثنا سفيان بن عيينة، عن هارون بن رئاب، عن كنانة بن نعيم، عن قبيصة بن المخارق الهلالي: تحملت بحمالة، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسأله فيها. فقال: ((تؤديها عنك، وتخرجها من نعم الصدقة)) .
وقال مرة: ((تخرجها إذا جاءتنا الصدقة [أو] إذا جاء نعم الصدقة)) ، وقال: [ ((يا] قبيصة إن المسالة لاتصلح)) .
وقال مرة: ((حرمت إلا في ثلاث: رجل تحمل بحمالة حلت له المسألة حتى يؤديها، ثم يمسك، ورجل أصابته حاجة وفاقة حتى يشهد له ثلاثة من ذوي الحجى من قومه)) .
وقال مرة: ((رجل أصابته حاجة أو فاقة حتى يشهد له أو يكلم ثلاثة من ذوي الحجى من قومه: أنه أصابته حاجة، أو فاقة إلا قد حلت له المسألة، فيسأل حتى يصيب قواماً من عيش، أو سداداً من عيش، ثم يمسك.
ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله حلت له المسألة، فيسأل حتى يصيب قواماً من عيش، أو سداداً من عيش، ثم يمسك.
وماكان سوى ذلك من المسألة سحت)) (1) .
رواه مسلم، وأبو داود، والنسائي من حديث حماد بن زيد - زاد النسائي: وأيوب، والأوزاعي ثلاثتهم: عن هارون بن رباب به (2) .
8780 - حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب، عن هارون بن ذئاب، عن كنانة بن نعيم، عن قبيصة بن المخارق. قال: حملت حمالة،
_________
(1) المسند، 3/477.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه، حديث (1044) ؛ وأبو داود في السنن: حديث (1624) ؛ والنسائي في السنن، 4/88.(7/72)
فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسألته فيها. قال: ((أقم حتى تأتينا الصدقة، فإما أن نحملها، وإما أن نعينك فيها)) .
وقال: ((إن المسألة لاتحل إلا لثلاثة: لرحل تحمل حمالة قوم فيسأل فيها حتى يقرر بها، ثم يمسك.
ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله، فيسأل فيها حتى يصيب قواماً من عيش، أو سداداً من عيش، ثم يمسك.
ورجل أصابته فاقة، فيسأل حتى يصيب قواماً من عيش، أو سداداً من عيش، ثم يمسك.
وما سوى ذلك من المسائل سحت ياقبيصة يأكله صاحبه سحتاً)) (1) .
رواه النسائي عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن علية به (2) .
_________
(1) المسند، 5/60.
(2) تقدم آنفاً.(7/73)
8781 - حدثنا محمد بن أبي عدي، عن سليمان -يعني التيمي - عن أبي عثمان - يعني النهدي-، عن قبيصة بن مخارق. قال: لما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} قال: انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رضمة من جبل، فعلا أعلاها، ثم نادى أو قال: ((يا آل عبد منافاه إني نذير، إن مثلي [ومثلكم] كمثل رجل رأى العدو فانطلق يربأُ أهله، فجعل ينادي)) ، أو قال: ((يهتف: ياصباحاه)) .
قال ابن [أبي] عدى في [هذا] الحديث: عن قبيصة بن المخارق، أو وهب بن عمرو، وهو خطأ إنما هو زهير بن عمرو، فلما أخطأ تركت وهب بن عمرو (1) .
_________
(1) المسند، 3/476.(7/73)
تقدم في مسند زهير بن عمرو (1) .
_________
(1) راجع مسند زهير بن عمرو.(7/74)
8782 - حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا التيمي، عن أبي عثمان، عن قبيصة بن مخارق، وزهير بن عمرو، قالا: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رَقْمَةً (1) من جبل على أعلاها حجر، فجعل ينادى: ((يابني عبد مناف إنما أنا نذير، إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو، فذهب يربأ أهله، فخشي أن يسبقوه، فجعل ينادى، ويهتف ياصباحاه)) (2) .
8783 - حدثنا إسماعيل، عن التيمي، عن أبي عثمان، عن قبيصة بن مخارق، وزهير بن عمرو, قالا: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} ، فذكر نحوه (3) .
8784 - حدثنا عبد الوهاب الثقفي، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن قبيصة، قال: نكسفت الشمس فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلى ركعتين، فأطال فيهما القراءة، فانجلت، فقال: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة)) (4) .
8785 - حدثنا أبو سعيد: مولى بني هاشم، [حدثنا وهيب] ، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن قبيصة الهلالي، قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا يومئذ معه بالمدينة، فذكر معناه (5) .
_________
(1) امسند، 5/60.
(2) هذه كلمة يقولها المستغيث. انظر النهاية، 3/6.
(3) المسند، 5/60 من حديث قبيصة رضي الله عنه.
(4) المسند، 5/60.
(5) المصدر السابق، 5/61.(7/74)
رواه أبو داود، والنسائي من حديث أيوب، زاد النسائي: وقتادة كلاهما: عن أبي قلابة، واسمه عبد الله بن زيد الجرمي، عن قبيصة، فذكره (1) .
وكذلك رواه أنيس بن سوار الجرمي، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن هلال بن عمرو، عن قبيصة به (2) .
_________
(1) أخرجه أبو داود في السنن، حديث (1174) ؛ والنسائي في السنن، 3/144.
(2) انظر: التخريج السابق.(7/75)
8786 - حدثنا يزيد بن هارون، عن الحسن بن أبي كريمة، قال: حدثني رجل من أهل البصرة، عن قبيصة بن المخارق، قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((ياقبيصة ماجاء بك؟)) قلت: كبرت سني ورق عظمي، فأتيتك لتعلمني ماينفعني الله به. قال: ((ياقبيصة مامررت بحجر، ولاشجر، ولا مدر إلا استغفر لك. ياقبيصة إذا صليت الفجر فقال ثلاثاً - سبحان الله العظيم وبحمده - تعافي من العمى، والجذام، والفالج، ياقبيصة قل: اللهم إني أسألك مما عندك وأفض عليَّ من فضلك، وانشر عليَّ رحمتك، وأنزل عليَّ من بركاتك)) (1) . تفرد به.
وقد روى أبو نعيم عن خيثمة بن سليمان الإطرابلسي إجازةً.
8787 - حدثنا هلال بن العلاء - وساقه بن الأثير من طريقه عن الخليل بن مرة-: حدثنا محمد بن الفضل، عن عطاء، عن ابن عباس: أن رجلاً من أخواله يقال له قبيصة جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: قد كبرت سني ورق عظمي، واقترب أجلي [وضعفت قوتي] ووهنت على الناس، فعلمني شيئاً ينفعي الله به في الدنيا والآخرة، ولا
_________
(1) المسند، 5/60.(7/75)
تكثر، فإني شيخ نسي (1) . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كيف قلت ياقبيصة؟)) فأعاد عليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي بعثني بالحق ماكان حولك من حجر، ولاشجر، ولامدرٍ إلا بكى لقولك.
ياقبيصة إذا صليت الفجر، فقل: سبحان الله العظيم وبحمده، ولاقوة إلا بالله - أربعاً لدنياك، وأربعاً لآخرتك. فأما الأربع لدنياك فأن تعافى من الجنون والجذام والبرص والفالج، وأما الأربع لآخرتك، فقل: اللهم اهدني من عندك، وأفضل عليَّ من فضلك، وانشر عليَّ من رحمتك، وأنزل عليَّ من بركاتك)) (2) .
_________
(1) أي: ذو نسيان.
(2) لم أقف عليه.(7/76)
1516- (قبيصة بن وقاص السلمي) (1)
صحابي عداده في اهل البصرة.
8788 - روى أبو داود عن أبي الوليد: هشام بن عبد الملك الطيالسي، والبزار، والطبراني من طرق عنه، عن أبي هاشم: عمار بن عمارة الزعفراني، عن صالح بن عبيد، عن قبيصة بن وقاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يكون عليكم أُمراءُ بعدي يؤخرون الصلاة، فهي لكمن وهي عليهم، فصلوا معهم ماصلوا بكم القبلة)) (2) .
(قتادة بن عياش: في الثالث والخمسين) .
_________
(1) له ترجمة في الإستيعاب، 3/244؛ والإصابة، 3/215.
(2) أخرجه أبو داود في السنن: حديث (430) ؛ والطبراني في الكبير، 18/375؛ وأخرجه ابن سعد في الطبقات، 7/56.(7/76)
رب يسر(7/77)
1517- (قتادة بن عياش: أبو هشام الجرمي الرهاوي) (1)
8789 - قال أبو نعيم، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا الحسين بن إسحاق، حدثنا علي بن بحر، حدثنا قتادة بن الفضل، حدثني الفضل بن عبد الله بن قتادة، عن عمه: هشام بن قتادة، عن أبيه قتادة، قال: لما عقد لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قومي أخذت بيده فودعته، فقال: ((جعل الله التقوى زادك، وغفر ذنبك، ووجهك للخير حيثما تكون)) (2) .
(حديث آخر)
8790 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن النضر الأزدي، حدثنا أحمد بن عبد الملك ابن واقد، حدثنا قتادة بن الفضل -بإسناد الذي قبله- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((ياقتادة اغتسل بماء وسدر، واحلق شعر الكفر)) .
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر من أسلم أن يختتن، وإن كان ابن ثمانين سنة (3) .
_________
(1) له ترجمة في الاستيعاب، 3/241؛ والإصابة، 3/218.
(2) أخرجه الطبراني في المعجم، 19/15، قال الهيثمي، 10/131: رجاله ثقات.
(3) أخرجه الطبراني في المعجم، 19/14.(7/77)
(حديث آخر)
بإسناد الذي قبله(7/78)
8791 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لايزال العبد في مسحة من دينه حتى يشرب الخمر، فإذا شربها هتك الله ستره، وكان الشيطان وليه، وسمعه وبصره، ورجله يسوقه إلى كل شر، ويصرفه عن كل خير)) (1) .
1518- (قتادة بن ملحان القيسي البصري) (2)
حديثه في الأول والثالث من البصريين.
8792 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا همام، حدثنا أنس بن سيرين، عن عبد الملك ابن قتادة بن ملحان القيسي، عن أبيه، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بصيام ليالي البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة، وقال: ((هي كصوم الدهر)) (3) .
رواه أبو داود عن محمد بن كثير، عن همام، ورواه النسائي وابن ماجة، من حديثه، وحديث شعبة، كلاهما: عن أنس بن سيرين به كما ههنا بغير اختلاف، واضطراب. والله أعلم (4) .
8793 - حدثنا بهز، حدثنا شعبة، حدثني أنس بن سيرين، عن عبد الملك، رجل من بني قيس بن ثعلبة، عن أبيه: ((أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمرهم بصيام أيام البيض، ويقول: هن صيام الشهر)) أو قال: ((الدهر)) (5) .
_________
(1) أخرجه الطبراني، 19/14.
(2) له ترجمة في الاستيعاب، 3/241؛ والإصابة، 3/217.
(3) المسند، 5/27.
(4) أخرجه أبو داود في السنن: حديث (2432) ؛ والنسائي في السنن: 4/224؛ وابن ماجة: حديث (1707) .
(5) المسند، 5/28.(7/78)
8794 - حدثنا روح، حدثنا همام، عن أنس بن سيرين، عن عبد الملك
ابن قتادة بن ملحان القيسي، عن أبيه، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا أن
نصوم الليالي البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة. وقال: ((هي كهيئة الدهر)) (1) .
8795 - حدثنا روح، حدثنا شعبة: سمعت أنس بن سيرين: سمعت عبد الملك ابن المنهال بن ملحان يحدث عن أبيه -وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا بصيام أيام البيض [الثلاثة] ويقول: ((هن صيام الدهر)) (2) .
8796 - حدثنا عارم، حدثنا معتمر، قال: وحدث أبي، عن أبي العلاء فى بن عمير الجريري، قال: كنت عند قتادة بن ملحان حين حضر، فمر رجل في أقصى الدار، قال: فأبصرته من وجه قتادة.
قال: وكنت إذا رأيته كان على وجه الدهان.
قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح [علىٍ] وجهه (3) .
8797 - حدثنا يحيى بن معين، وهريم بن عبد الأعلى: أبو حمزة. قالا: حدثنا معتمر، قال: قال أبي عن العلاء بن عمير: كنت عند قتادة بن ملحان، فذكر مثله (4) .
_________
(1) المصدر السابق، 5/28.
(2) الموضع السابق.
(3) المسند، 5/27 من حديث قتادة رضي الله عنه.
(4) المسند، 5/28.(7/79)
1519- (قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد) (1)
ابن ظفر، واسمه كعب بن المخزرج بن عمرو، وهو النبيت بن مالك بن أوس الأنصاري الظفري.
شهد العقبة، وبدراً، وأحداً، والخندق، ومابعدها، وأُصيبت عينه يوم أحد على الأشهر، فردها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده الكريمة، فكانت أحسن عينيه، وأحدهما بصراً، وهو أخو أبي سعيد لمه أنيسة بنت قيس، وتوفى سنة ثلاث وعشرين، عن خمس وسبعين سنة، وصلى عليه عمر، ودخل في حفرته أخوه أبو سعيد ومحمد بن مسلمة، والحارث بن خزمة.
حديثه في رابع المكيين وثالث مسند القبائل.
8798 - حدثنا عبد الملك بن عمرو، وعبد الرحمن بن مهدي، قالا: زهير -يعني ابن محمد-، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، وعمه قتادة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كلوا لحوم الأضاحي وادخروا)) (2) .
8799 - حدثنا يونس، حدثنا ليث، عن يزيد -يعني ابن الهاد-، عن محمد بن إبراهيم: أن قتادة بن النعمان الظفري وقع بقريش، فكأنه نال منهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ياقتادة لاتسبن قريشاً، فلعلك أن ترى منهم رجالاً تزدري عملك مع أعمالهم، وفعلك مع أفعالهم، وتغبطهم إذا رأيتهم، لولا أن تطعى قريش لأخبرتهم بالذي لهم عند الله)) .
_________
(1) له ترجمة في الإصابة، 3/217.
(2) المسند، 6/384، حديث قتادة رضي الله عنه.(7/80)
قال يزيد: سمعني جعفر بن عبد الله بن أسلم، وأنا أحدث هذا الحديث، فقال: هكذا حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه عن جده (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 6/384.(7/81)
8800 - حدثنا محمد بن بكر، حدثنا جريج، [قال] : أخبرت أن أبا سعيد الخدري.
وعن سليمان بن موسى، عن فلان.
وعن أبي الزبير، عن جابر [بن عبد الله] ولم يبلغ أبو الزبير هذه القصة كلها: إن أبا قتادة أتى أهله، فوجد قصعة ثريد من قديد الأضحى، فأبى أن يأكله، فأتى قتادة ابن النعمان، فاخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام في حج، فقال: ((إني كنت أمرتكم أن لاتأكلوا الأضاحي فوق ثلاثة أيام لنسككم، وإني أُحِلُّهُ لكم، فكلوا منه ماشئتم)) .
قال: ((ولاتبيعوا لحوم الهدى والأضاحي، وكلوا، وتصدقوا، واستمتعوا بجلودها، ولاتبيعوها وإن أطعمتم من لحومها [شيئاً] فكلوه إن شئتم)) (1) .
8801 - حدثنا حجاج، قال: حدثني ابن جريج، قال: قال سليمان بن موسى: أخبرني زبيد: أن أبا سعيد الخدري أتى أهله، فوجد قصعة من قديد الأضحي، فأبى أن يأكله، فأتى قتادة بن النعمان فأخبره: [بجلودها، ولاتبيعوها، وإن أُطعمتم من لحمها، فكلوا إن شئتمٍ] .
_________
(1) الحديث في المسند، 4/15 من حديث قتادة رضي الله عنه.(7/81)
وقال في هذا الحديث عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فالآن فكلوا واتجروا، وادخروا)) (1) . تفرد به من هذا الوجه.
_________
(1) المسند، 4/15.(7/82)
8802 - حدثنا حجاج، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، عن جابر نحو حديث زبيد هذا، عن أبي سعيد -لم يبلغه كله- ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (1) .
8803 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثنى محمد بن علي بن حسين: أبو جعفر,
وأبي إسحاق بن يسار، عن عبد الله بن خباب: مولى بني عدي ابن النجار، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نهانا عن أن نأكل لحوم نسكنا فوق ثلاث.
قال: فخرجت في سفر، ثم قدمت على أهلي، وذلك بعد الأضحى بأيام. قال: فأتتني صاحبتي بسلقٍ قد جعلت فيه قديداً، فقلت لها: أنى لك هذا القديد؟ فقالت: من ضحايانا. قال: فقلت لها: أو لم ينهنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أن نأكلها فوق ثلاث. قال: فقالت: إنه قد رخص للناس بعد ذلك. قال: فلم أصدقها، حتى بعثت إلى أخى قتادة بن النعمان -وكان بدرياً- أسأله عن ذلك. قال: فبعث إليَّ أن كل طعامك، فقد صدقت. قد أرخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمسلمين في ذلك (2) .
ورواه البخاري والنسائي من حديث الليث. زاد البخاري: وسليمان بن بلال كلاهما: عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن
_________
(1) المصدر السابق، 4/15.
(2) المسند، 4/15.(7/82)
القاسم بن محمد، عن عبد الله بن خباب به (1) .
وروى النسائي عن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى بن سعيد القطان، عن [يحيى ابن] سعد بن إسحاق، عن زينب بنت كعب بن عجرة، عن أبي سعيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لحوم الأضاحى، الحديث.
والمحفوظ بالإسناد الأول (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه (3997) ؛ والنسائي في السنن، 7/233؛ والبيهقي، 9/292؛ وانظر فتح الباري، 10/25.
(2) السنن، 7/234.(7/83)
8804 - علقه البخاري في فضائل القرآن: عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري: أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} يرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره -وكأن الرجل يِتِقِالُّها-، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن)) .
قال البخاري: وزاد أبو معمر: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد. قال: أخبرني أخى قتادة بن النعمان أن رجلاً قام [في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -] من السحر يقرأ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} لايزيد عليها، فلما أصبحنا أتى الرجل النبي - صلى الله عليه وسلم -. نحوه (1) .
_________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه (الفتح، 9/58) .(7/83)
(حديث آخر)(7/84)
8805 - رواه الترمذي في الطب، والطبراني من حديث إسماعيل بن جعفر، عن عمارة بن غزية، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن قتادة ابن النعمان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أحب الله العبد حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمى سقيمه الماء)) -لفظ الطبراني- وقال الترمذي: حسن، ثم رواه عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر، عن قتادة، عن محمود بن لبيد مرسلاً (1) .
(حديث آخر)
8806 - رواه الترمذي في التفسير بطوله في قصة بني الأبيرق (2) .
(حديث آخر)
8807 - رواه ابن ماجة، عن هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن إسحاق ابن عبد الله بن أبي فروة، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد، عن قتادة بن النعمان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه، وسنة بعده)) (3) .
_________
(1) أخرجه الترمذي في السنن: حديث (2107) وقال: حسن غريب، والطبراني في المعجم الكبير، 19/12؛ والحاكم في المستجدرك، 4/309 وقال: صحيح على شرط الشيخين.
(2) أخرجه الترمذي في السنن: حديث (5027) وقال: غريب. وهو عند الطبراني بطوله، 19/9.
(3) أخرجه ابن ماجة في السنن، حديث (1731) .(7/84)
(حديث آخر)
عن قتادة بن النعمان في قصة بني الأُبيرق.(7/85)
8808 - قال الترمذي في التفسير من سورة النساء: حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب: أبو مسلم الحراني، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جده: قتادة بن النعمان. قال:
كان أهل البيت منا يقال لهم بنو أُبيرقٍ: بشر، وبشير، ومبشر، وكان بشير رجلاً منافقاً يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم ينحله بعض العرب، ثم يقول: قال فلان: كذا وكذا، قالا فلان: كذا وكذا، فإذا سمع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك الشعر قالوا: والله مايقول هذا الشعر إلا هذا الخبيث، [أو كما قال الرجل، وقالوا: ابن الأثبيرق قالها] .
قال: وكانوا أهل بيت حاجة، وفاقة في الجاهلية والإسلام، وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير، وكان الرجل إذا كان له يسار، فقدمت ضافطة (1) من الشام من الدرمك (2) ابتاع الرجل فخص بها نفسهن وأما العيال فإنما طعامهم التمر والشعير.
فقدمت ضافطة من الشام، فابتاع عمي: رفاعة بن زيد حملاً من الدرمك، فجعله في مشربةٍ له، وفي المشربة سلاح ودرع وسيف، فعدى عليه من نقب البيت، فنقبت المشربة، وأخذ الطعام، والسلاح، فلما أصبح أتاني عمي رفاعة، فقال: ياابن أخي إنه قد عدى علينا في ليلتنا [هذه] فنصبت مشربتنا، وذهب بطعامنا وسلاحنا.
_________
(1) قال في النهاية، 3/94: الضاغط والضفاط: الذي يجلب الميرة والمتاع إلى المدن.
(2) الدرمك: هو الدقيق. النهاية، 2/114.(7/85)
قال: فتجسسنا في الدار، فسألنا، فقيل لنا: قد رأينا بني أُبيرقٍ استوقدوا في هذه الليلة، ولانرى فيما نرى إلا [على] بعض طعامكم. قال: وكان بنو أُبيرقٍ قالوا -ونحن نسأل في الدار-: والله مانرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل: رجل منه له صلاح وإسلام - فلما سمع لبيد اخترط سيفه، وقال: أنا أسرق، والله ليخالطنكم هذا السيف، أو لتبينن هذه السرقة. قالوا: لتدعنا أيها الرجل فما أنت بصاحبها، فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها، فقال لي عمي: ياابن اخي لو أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت ذلك له.
قال قتادة: فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يارسول الله إن أهل بيت منا أهل جفاءٍ عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد، فنقبوا مشربةً له، وأخذوا سلاحه، وطعامه، فلتردوا علينا سلاحنا، فأما الطعام فلاحاجة لنا فيه.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سآمر في ذلك)) .
فلما سمع بنو أُبيرق أتوا رجلاً منهم يقال له اسير بن عروة، فكلموه في ذلك [فاجتمع في ذلك] أناس من أهل الدار، فقالوا: يارسول الله إن قتادة بن النعمان، وعمه عمدا إلى أهل بيت منا أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينةٍ ولاثبتٍ.
قال قتادة: فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكلمته، فقال: ((عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترمهم بالسرقة من غير ثبتٍ [ولا] بينة)) . قال قتادة: [فرجعت] فلوددت أني خرجت من بعض ما لي، ولم أكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك.
فأتاني عمي رفاعة، فقال يا ابن أخي: ماصنعت؟ فأخبرته بما قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: الله المستعان.
فلم يلبث أن نزل القرآن {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ(7/86)
بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلاتَكُنْ للخائنينَ خَصِيماً} بني أُبيرقٍ {وًاسْتَغفِرَ اللهَ} [أى] مما قلت لقتادة {إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُوراً رَحيماً [وَلاتُجادِل عَنِ الذينَ يَخْتانونَ أَنْفُسَهُم إِنَّ اللهَ لايُحِبُّ من كَانَ خَوَّاناً أَيِماً، يَسْتَخفونَ مِنَ النَّاسِ ولايَسْتَخفونَ مِنَ اللهِ - إلى قوله- غَفوراَ رَحيماً} أي لو استغفروا الله لغفر لهم {وَمَنْ يَكْسبُ إِثْماً فَإِنَّما يكسبُهُ عَلَى نَفْسِهِ - إلى قوله - إِثماً مُبيناً} . فلما نزل القرآن أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسلاح، فرده إلى رفاعة.
قال قتادة بن النعمان: فلما أتيت عمى بالسلاج - وكان شيخاً قد عسى، أو عشى الشك من أبي عيسى في الجاهلية وكنت أرى إسلامه مدخولاً - فلما أتيته بالسلاح قال: ياابن أخي هو في سبيل الله، فعرفت أن إسلامه كان صحيحاً.
ولما نزل القرآن لحق بشير بالمشركين، فنزل على سلافة بنت سعد بن سمية، فأنزل الله {وَمَنْ يُشاققِ الرَّسُولَ [من بعد مَايَتَبَّنَ لَهُ الهُدى] وَيَتَّبع غَيرَ سَبِيلِ المُؤمِنِنَ نُوَلِِّهِ مَا تَوَلى ونُصْلِهِ جَهَنَّمّ وَسَاءت مَصِيراً. إِنَّ اللهَ لايَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} الآية.
فلما نزل على سلافة رماها حسان بأبيات من شعره، فأخذت رحله، فوضعته على راسها [ثم خرجت به] فرمت به في الأبطح، وقالت: أهديت لي شعر حسان؟ ماكنت تأتيني بخير.
قال الترمذي: غريب لانعلم أحداً أسنده غير محمد بن سلمة، وقد رواه يونس ابن بكير وغير واحد عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر مرسلاً، لم يقولوا: عن أبيه، عن جده (1) .
_________
(1) أخرجه الترمذي في السنن، كتاب التفسير، حديث (5027) ؛ ورواه الحاكم في المستدرك، 4/385.(7/87)
ورواه الاطبراني عن أبي شعيب: عبد الله بن الحسن بن أحمد الحراني، عن أبيه به (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) المعجم الكبير، 19/9.(7/88)
8809 - قال الطبراني: حدثنا يحيى بن أيوب العلاف المصري، حدثنا سعيد ابن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، أخبرني سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عاصم بن عمر بن قتادة، [عن أبيه] ، عن جده: قتادة بن النعمان، قال: كانت ليلة شديدة الظلمة والمطر، فقلت: لو أني اغتنمت هذه الليلة شهود العتمة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ففعلت.
فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبصرني ومعه عرجون يمشي عليه فقال: ((مالك ياقتادة هاهنا هذه الساعة)) ، فقلت: اغتنمت شهود هذه الصلاة معك يارسول الله فأعطاني العرجون، وقال: ((إن الشيطان قد خلفك في أهلك، فاذهب بهذا العرجون، فأمسك به حتى يأتي بيتك تجده في زاوية البيت، فاضربه بالعرجون)) .
فخرجت من المسجد فأضاء لي العرجون مثل الشمعة نوراً، فاستضأت به، فأتيت أهلي فوجدتهم رقدوا، فنظرت في الزاوية، فإذا فيها منفذ، فلم أزل أضربه بالعرجون حتى خرج (1) .
(حديث آخر)
8810 - قال الطبراني: حدثنا الوليد بن حماد الرملي، حدثنا عبد الله بن الفضيل بن عاصم بن قتادة، حدثنا أبي: الفضل، عن
_________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، 19/5.(7/88)
أبيه: عاصم، عن أبيه: عمر، عن أبيه: قتادة بن النعمان بن زيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أنزل الله إليَّ جبريل بأحسن ماكان يأتيني صورة، فقال: إن السلام يقرئك السلام يامحمد، ويقول لك: إني أوحيت إلى الدنيا أن تمرري، وتكدري، وتضيقي، وتشددي على أوليائي حتى يحبوا لقائي، [وتسهلي] وتوسعي وتطيبي لأعدائي حتى يكرهوا لقائي، فإني جعلتها سجناً لأوليائي جنةً لأعدائي)) (1) .
_________
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، 19/7؛ قال الهيثمي في المجمع، 10/289: وفيه جماعة لم أعرفهم.(7/89)
8811 - وبه عن قتادة بن النعمان. قال: أهدى إليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوس، فدفعها إلى يوم أحد، فرميت بها بين يديه، حتى اندقت سيتها (1) ، ولم أزل عن مقامي نصب وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألقى السهام بوجهي، كلما مال سهم منها إلى وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ميلت راسي [لأقى وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلا رمى أرميه] حتى كان آخرها سهماً بدرت منه حدقتي على خدي، وتفرق الجمع، فأخذت حدقين في كفي فسعيت بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رآها في كفي دمعت عيناه، وقال: ((اللهم إن قتادة قد وقى نبيك بوجهه، فاجعلها أحسن عينيه، وأحدهما نظراً)) .
فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظراً (2) .
(حديث آخر)
8812 - قال أبو يعلى: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثنا عبد الرحمن ابن سليمان بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن
_________
(1) سية القوى: ماعطف من طرفيها ولها سيتان والجمع سيات. النهاية، 20/435.
(2) الطبراني في الكبير، 19/8.(7/89)
قتادة، عن أبيه، عن جده: قتادة بن النعمان: أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على خده، فأرادوا أن يقطعوها فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((لا)) ، فدعا به فغمز حدقته براحته، فكان لايدري أيَّ عينيه أُصيبت (1) .
(طريق آخر)
_________
(1) أخرجه أبو يعلى في مسنده، 3/120؛ قال الهيثمي في المجمع، 8/297: رواه الطبراني وأبو يعلى، وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم، وفي إسناد أبي يعلى: عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.(7/90)
8813 - قال أبو يعلى: حدثنا عبد الرحمن الأزرمي، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد، عن جده. قال: أُصيبت عين أبي قتادة يوم أحد، فبزق فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكانت أصح عينيه (1) .
8814 - وبه قال قتادة: وكان أبو دجانة قد ولى ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ بظهره حتى امتلأ ظهره سهاماً (2) .
8815 - وبه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم أحد: ((من يأخذ هذا السيف بحقه؟)) فقام علي، فقال: ((أُقعد) (: ثم أعاد، فقام أبو دجانة فأخذ السيف، وهو ذو الفقار، وعصب على عينيه عصابة، فرفع بها حاجبيه عن عينيه من الكبر، ثم مشي بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسيف (3) .
_________
(1) أخرجه أبو يعلى في المسند، 3/120؛ قال الهيثمي في المجمع، 8/298: فيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف.
(2) لم أجده.
(3) لم أجده في مسند أبي يعلى في مظانه.(7/90)
(حديث آخر)(7/91)
8816 - قال الطبراني: حدثنا جعفر بن سليمان النوفلي، وأحمد بن رشدين الهبري، وأحمد بن داود المكي، قالوا: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا محمد ابن فليح بن سليمان، عن أبيه، عن سعيد بن الحارث، عن عبيد بن حنين، قال: بينا أنا جالس إذ جاءني في قتادة بن النعمان، فقال: انطلق بنا ياابن حنين إلى أبي سعيد الخدري، فإني قد أخبرت أنه قد اشتكى، فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد، فوجدناه مستلقياً رافعاً رجله اليمنى على اليسرى، فسلمنا، وجلسنا، فرفع قتادة ابن النعمان يده إلى رجل أبي سعيد فقرصها قرصةً شديدةً، فقال له أبو سعيد: سبحان الله ياابن أم أوجعتني، فقال له: ذلك أردت.
إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله عز وجل لما قضى خلقه استلقى، فوضع إحدى رجليه على الأخرى، وقال: لاينبغي لأحدٍ من خلقي أن يفعل هذا)) .
فقال أبو سعيد: لاجرم والله لا أفعله أبداً (1) .
هذا إسناد غريب جداً، وفيه نكارة شديدة، ولعله متلقى من الإسرائيليات اشتبه على بعض الرواة فرفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقد ثبت فعل مثل هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصحيح، وبعض العلماء كره هذه الضجعة لأنها مظنة انكشاف العورة لاسيما لمن ليس عليه سراويل، والله أعلم.
_________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، 19/13، قال الهيثمي في المجمع، 8/100: رواه الطبراني عن مشايخ ثلاثة: فأحمد بن رشدين ضعيف والاثنان لم أعرفهما.(7/91)
1520- (قتادة بن هشام) (1)
8817 - قال البزار، حدثنا محمد بن مرزوق بن بكير ومحمد بن هشام، قالا: حدثنا علي بن بحر، حدثنا قتادة بن الفضل بن عبد الله بن قتادة، حدثني أبي، عن عمه: هشام بن قتادة، عن أبيه قتادة. قال: لما عقد لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قومي فودعته قال لي: ((جعل الله التقوى زادك، وغفر ذنبك، ووجهك للخير حينما توجهت)) (2) ، ثم قال: لانعلم لقتادة بن هشام غير هذا الحديث.
قلت: وقد تقدم مثله عن قتادة بن عباس: أبي هشام الزهاوي.
1521- (قثم بن تمام، أو تمام بن قثم) (3)
والمشهور أنه قثم بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان أشبه الناس به، وهو آخر من خرج من قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأمه أم الفضل: لبابة بنت الحارث، أول إمرأة آمنت بعد خديجة، وهو قثم بن العباس أخو عبد الله، وعبيد الله والفضل، قتل شهيداً بسمرقند أيام معاوية، ولما جاء نعيه إلى أخيه عبد الله نزل عن دابته، فصلى ركعتين أطال فيهما، ثم تلا قوله تعالى {وَاسْتَعِنُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ} (4) الآية.
حديثه في ثاني المكيين.
_________
(1) راجع ترجمة قتادة بن عباس الرهاوي المتقدم والاختلاف فيه. وانظر أيضاً: الإصابة، 3/218.
(2) الحديث أخرجه الطبراني في الكبير، 19/15 في ترجمة قتادة الرهاوي، وقال الهيثمي في المجمع، 10/131: رواه الطبراني والبزار ورجالها ثقات.
(3) له ترجمة في الإصابة، 3/218.
(4) سورة البقرة، آية 153.(7/92)
8818 - حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا سفيان، عن أبي عليٍّ الصيقل، عن قثم ابن تمام، أو تمام بن قثم، عن أبيه، قال: أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((ما بالكم تأتوني قلحاً (1) لاتسوكون، لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك كما فرضت عليهم الوضوء)) (2) . تفرد به.
1522- (قدامة بن حنظلة الثقفي) (3)
((كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ارتفع النهار، وذهب كل أحدٍ يركع ركعتين أو أربعة، ثم ينظر هلى يرى أحداً ثم ينصرف)) .
8819 - رواه أبو نعيم، وابن منده من طريق نصر بن علقمة، عن أبيه، عن عمه نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ، عن غضيف بن الحارث عنه (4) .
1523- (قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابي) (5)
من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة حجازي سكن مكة وحديثه في أول المكيين في موضعين.
8820 - حدثنا موسى بن طارق: ابو قرة الزبيدي من أهل الحصيب وإلى جانبها زمع -وهي قرية أبي موسى الأشعري- وكان أبو قرة قاضياً لهم باليمن، قال: حدثنا أيمن بن نابلٍ: أبو عمران.
_________
(1) القلح: صفرة تعلو الأسنان. النهاية، 4/99.
(2) أخرجه الإمام أحمد في المسند، 3/442.
(3) له ترجمة في تجريد أسماء الصحابة، 2/13، وقال: قدامة، رفيق حنظلة الحافظ في الإصابة، 3/221: قدامة الثقفي وقد ذكر حديثه في (حنظلة) ، 1/358.
(4) ذكره الحافظ في الإصابة، 1/258، ونقل عن ابن السكن أنه قال: سنده حمص.
(5) له ترجمة في التجريد، 2/13؛ والإصابة، 3/219.(7/93)
قال: سمعت رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال له: قدامة بن عبد الله يقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمى جمرة العقبة يوم النحر.
قال أبو قرة: وزادني سفيان الثوري في حديث أيمن هذا: على ناقةٍ صهباء بلا رجز ولا طردٍ ولا إليك إليك (1) .
_________
(1) أخرجه الإمام أحمد في المسند، 3/412.(7/94)
8821 - حدثنا وكيع، حدثنا أيمن بن نابل، قال: سمعت شيخاً من بني كلاب يقال له: قدامة بن عبد الله بن عمار، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر يرمي الجمرة على ناقةٍ له صهباء، لاضرب، ولاطرد، ولا إليك إليك (1) .
رواه النسائي عن إسحاق بن إبراهيم، وابن ماجة عن أبي بكر بن شيبة كلاهما: عن وكيع به.
ورواه الترمذي من حديث أيمن بن نابلٍ، وقال: حسن صحيح (2) .
8822 - حدثنا أبو أحمد: محمد بن عبد الله الزبيري، حدثنا أيمن بن نابل، حدثنا قدامة بن عبد الله الكلابي: أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمى [الجمرة:] جمرة العقبة من بطن الوادي يوم النحر على ناقةٍ له صهباء، لاضرب، ولا طرد، ولا إليك إليك (3) .
حدثنا قُرَّانُ في هذا الحديث قال: يرمى الجمار على ناقة له (4) .
_________
(1) المصدر السابق، 3/413.
(2) رواه النسائي في السنن، 5/270؛ وابن ماجة، حديث (905) وقال: حسن صحيح.
(3) الحديث في المسند، 3/413.
(4) الموضع السابق.(7/94)
8823 - حدثنا سريج بن يونس، ومحرز بن [عون بن] أبي عون أبو الفضل. قالا: حدثنا قُرَّانُ بن تمام الأسدي، حدثنا أيمن، عن قدامة بن عبد الله. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ناقة يستلم الحجر بمحجنه (1) .
8824 - حدثنا عبد الله، حدثني محرز بن عون، وعابد بن موسى. قالا: حدثنا قُرَّانُ بن تمام، عن أيمن بن نابل، عن قدامة بن عبد الله: أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرمى الجمار على ناقة، لاضرب، ولا طرد، ولا إليك إليك.
وزاد عباد في حديثه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ناقةٍ صهباء يرمى الجمرة (2) .
8825 - حدثنا معتمر، عن أيمن بن نابل، عن قدامة بن عبد الله قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر يرمى الجمرة على ناقةٍ له صهباء لاضرب، ولاطرد، ولا إليك إليك (3) .
(حديث آخر)
8826 - رواه أبو نعيم من طريق عيسى بن يونس، عن أيمن، عن قدامة: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفاض من عرفات وهو على بعيره، فجعل يقول: ((السكينة عباد الله)) ، وجعل يشير بيده (4) .
_________
(1) المسند، 3/413.
(2) المسند، 3/413.
(3) المسند، 3/413.
(4) لم أجده.(7/95)
(حديث آخر)(7/96)
8827 - رواه من طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن عريف بن إبراهيم الثقفي، حدثنا حميد بن كلاب: سمعت عمي قدامة الكلابي يقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشية عرفة، وعليه حلة حبرة (1) .
ورواه البزار عن أحمد بن منصور عن يعقوب به (2) .
* (قدامة بن ملحان) (3)
في صوم الأيام البيض، وعنه ابنه عبد الملك. كذا أورده أبو موسى، وهو غلط إنما هو عن قتادة بن ملحان كما تقدم.
1524- (قرط بن جرير الأزدي) (4)
8828 - روى له أبو موسى من طريق محمد بن قدامة، عن جرير بن عبد الحميد ابن قرط، عن أبيه، عن جده قرط، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم بارك لأُمتي في بكورها)) .
وبه: ((لايشكر الله من لايشكر الناس)) (5) .
* (قرظة بن كعب بن [ثعلبة بن] )
عمر بن كعب بن الإطنابة الأنصاري الخزرجي، وقيل غير ذلك في نسبه.
_________
(1) لم أقف عليه.
(2) أخرجه في مسنده (الكشف، 3/361) . قال البزار: لانعلم أسند قدامة إلا هذا الحديث
وآخر.
(3) قال الحافظ في الإصابة، 3/221: يقال أن قدامة تصحيف، ووقع عند النسائي بالوجهين.
(4) ترجم له الحافظ في الإصابة، 3/222 وذكر له حديثين، وقال: ليس في واحد منها تصريح لسماعه ولا وفادته.
(5) الحديث ذكره ابن الأثير في أسد الغابة، 4/339 وعزاه لأبي موسى.(7/96)
كان ممن بعثه عمر إلى أهل الكوفة، وكان أول من نيح عليه بها بعد موته (1) .
روى حديثه النسائي، والطبراني، وأبو نعيم، وغيرهم من طريق شريك، وزكريا ابن أبي زائدة عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، قال: دخلت على قرظة بن كعب، وأبي مسعود وثابت بن يزيد، وعندهم جوار يغنين في عرس، فقلت: أتفعلون هذا، وأنتم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنتم أهل بدر؟ فقالوا: إن كنت تسمع فاجلس، وإلا فامض، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص لنا في العرس، وفي البكاء عند الموت من غير نوح (2) .
وهو في مسند أبي مسعود: عقبة بن عمرو البدري.
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/399؛ والحافظ في الإصابة، 3/223.
(2) أشار إليه ابن الأثير، 4/339؛ انظر المعجم الكبير للطبراني، 19/39 وقد تقدم الحديث في مسند عقبة البدري رضي الله عنه.(7/97)
1525- (قرة بن إياس بن هلال بن رياب) (1)
ابن عبيد بن سارية بن ذبيان بن ثعلبة بن سليم بن أوس بن عمرو المزني، ومزينة إمرأة يقال لها مزينة بنت كليب بن وبرة، وهو جد إياس بن معاوية بن [قرة بن] إياس قاضي البصرة، أحد الأذكياء المشهورين.
قتل قرة بن إياس في أيام معاوية شهيداً على يدي الأزارقة، وقتل معاوية قاتل أبيه.
حديثه في أول مسند المكيين في موضعين، وفي رابعه، وفي ثاني البصريين.
_________
(1) له ترجمة عند ابن الأثير، 4/400؛ وفي الإصابة، 2/223.(7/97)
8829 - حدثنا حسن -يعني الأشيب-، وأبو النضر. قالا: حدثنا زهير، عن عروة بن عبد الله بن قشير، عن معاوية بن قرة، عن أبيه.
قال أبو النضر في حديثه: حدثنا زهير. قال: حدثنا عروة بن عبد الله بن قشير: أبو مهل الجعفي، قال: حدثني معاوية بن قرة، عن أبيه. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رهط من مزينة، فبايعنا، وإن قميصه لمطلق. قال: فبايعناه، ثم أدخلت يدي في جيب قميصه فمسست الخاتم.
ثم قال عروة: فما رأيت معاوية ولا ابنه -قال حسن: يعني أبا إياس- في شتاءٍ، ولا حرٍ إلا مطلقي أزراهما ولا يُزرِّرَانِهِ أبداً (1) .
رواه أبو داود، والترمذي في الشمائل، وابن ماجة من حديث زهير به (2) .
8830 - حدثنا روح، حدثنا قرة بن خالد، قال: سمعت معاوية بن قرة يحدث، عن أبيه. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنته أن أدخل يدي في جُرُبَّانِهِ (3) ، وإنه ليدعو لي، فما منعه وأنا ألمسه أن دعا لي، قال: فوجدت على نغض (4) كتفه مثل السلفة (5) .
_________
(1) أخرجه الإمام أحمد في المسند، 3/434.
(2) أخرجه أبو داود في السنن، حديث (4064) ؛ والترمذي في الشمائل، (56) ؛ وابن ماجة في السنن، حديث (3578) .
(3) الجربان - بالضم وتشديد الباء-: جيب القميص، والألف والنون زائد. النهاية، 1/253.
(4) النغض: أعلى الكتف، وقيل هو: العظم الرقيق الذي على طرفه. النهاية، 5/87.
(5) السلفة: غدة تظهر بين الجلد واللحم، إذا غمزت باليد تحركت. النهاية: 2/389؛ والحديث عند الإمام أحمد في المسند، 3/434.(7/98)
رواه النسائي من حديث معاوية بن خالد به (1) .
ورواه الطبراني من حديث زياد بن أبي زياد، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمسست الخاتم الذي بين كتفيه، ثم قبلت يدي، ثم جئت، فقال: ((من أنت؟)) فقال: من مزينة (2) .
_________
(1) أخرجه النسائي في السنن الكبرى، كما في التحفة.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير، 19/22.(7/99)
8831 - حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة، عن أبي إياس، عن أبيه: أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعا له، ومسح رأسه (1) . تفرد به.
8832 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه: أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -[قال: ((] الصيام ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر وإفطاره)) (2) . تفرد به.
8833 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا زياد بن مخراق، عن معاوية بن قرة، عن أبيه: أن رجلاً قال: يارسول الله إني لأذبح الشاة وأنا أرحمها، أو قال: إني لرحم الشاة أن أذبحها، فقال: ((والشاة إن رحمتها رحمك الله عز وجل)) (3) . تفرد به.
8834 - حدثنا وكيع، عن شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه. قال: مسح النبي - صلى الله عليه وسلم - على رأسي (4) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 5/35 من حديث قرة المزني رضي الله عنه.
(2) المسند، 4/19.
(3) المسند، 5/14.
(4) المصدر السابق، 5/34.(7/99)
8835 - حدثنا وكيع، حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صيام ثلاثة أيام] من كل شهر صيام الدهر، وإفطاره)) (1) . تفرد به.
8836 - حدثنا وكيع، حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه: أن رجلاً كان يأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه ابن له فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أتحبه؟)) فقال: يارسول الله أحبك الله كما أحبه.
ففقده النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((مافعل [ابن] فلان؟)) قالوا: يارسول الله مات، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -[لأبيه:] ((أما تحب أن لا تاتي باباً من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك: () فقال الرجل: يارسول الله أله خاصة أم لكلنا؟ قال: ((بل لكلكم)) (2) .
8837 - حدثنا يزيد، حدثنا شعبة، سمعت معاوية بن قرة يحدث عن أبيه: أن رجلاً كان يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره.
رواه النسائي من حديث شعبة، وخالد بن ميسرة كلاهما: عن معاوية بن قرة به (3) .
8838 - حدثنا يزيد، حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا فسد أهل الشام فلاخير فيكم، ولايزال أناس من أمتي منصورين لايبالون من خذلهم حتى تقوم الساعة)) (4) .
_________
(1) المسند، 5/34.
(2) المسند، 5/34.
(3) أخرجه الإمام أحمد في المسند، 3/436؛ والنسائي في السنن، 4/22 و118؛ والحاكم في المستدرك، 1/384 وصححه.
(4) المسند، 5/35.(7/100)
8839 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: حدثني معاوية بن قرة، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: ((إذا فسد اهل الشام فلاخير فيكم، ولن تزال طائفة من أمتى منصورين لايضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة)) (1) .
رواه الترمذي وابن ماجة، من طريق شعبة، وقال الترمذي: حسن صحيح، وليس عند ابن ماجة ذكر أهل الشام (2) .
8840 - حدثنا وهب، حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرةن عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قالك ((في صيام ثلاثة أيام من الشهر صوم الدهر، وإفطاره)) (3) . تفرد به.
8841 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثني أبو خيثمة، عن عروة بن عبد الله بن قشير الجعفي، حدثني معاوية بن قرة، عن أبيه، قالك أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في رهط من مزينة، فبايعناه، وإن قميصه لمطلق. قال: فبايعته، فأدخلت يدي في جيب قميصه، فمسست الخاتم.
قال عروة: فما رأيت معاوية، ولا ابنه في شتاء ولا حرٍ إلا مطلقي أزرارهما لايزران أبداً (4) .
8842 - حدثنا [سليمان، حدثنا] روح، حدثنا بسطام بن مسلم، عن معاوية ابن قرة. قال: قال لي أبي لقد عمرنا مع نبينا - صلى الله عليه وسلم -، وما لنا طعام إلا الأسودان.
_________
(1) المسند، 5/34.
(2) أخرجه الترمذي: حديث (2287) وقال: حسن صحيح؛ وابن ماجة في السنن: حديث (6) ؛ والطيالسي في مسنده، 2/197.
(3) المسند، 5/35.
(4) المسند، 4/19.(7/101)
ثم قال: هل تدري ما الأسودان؟ قلت: لا. قال: التمر والماء (1) .
_________
(1) المسند، 4/19.(7/102)
8843 - حدثنا سليمان بن داود، حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه: أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد كان حلب وصَرَّ (1) .
8844 - حدثنا سليمان، عن شعبة، عن معاوية، قال: كان أبي حدثنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلا أدري أسمعته منه أو حدث عنه (2) .
8845 - حدثنا عبد الملك بن عمرو، حدثنا خالد بن ميسرة، حدثنا معاوية بن قرة، عن أبيه، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هاتين الشجرتين الخبيثتين، وقال: ((من أكلهما، فلا يقربن مسجدنا)) .
وقال: ((إن كنتم لابد آكليهما فأميتوهما طبخاً)) . قال: يعني البصل والثوم (3) .
رواه أبو داود، عن عباس العنبري، عن أبي عامر العقدي به، ورواه النسائي من حديث خالد بن ميسرة به (4) .
8846 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا شعبة، عن معاوية أبي إياس: سمعت أبي، وقد كان أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فمسح رأسه، واستغفر له (5) .
_________
(1) المسند، 4/19.
(2) المسند، 4/19.
(3) المسند، 4/19.
(4) أخرجه أبو داود في السنن: حديث (3809) .
(5) المسند، 4/19.(7/102)
8847 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((في صيام ثلاثة أيام من الشهر صوم الدهر وإفطاره)) (1) . تفرد به.
8848 - حدثنا حجاج. قال: حدثنى شعبة، عن أبي إياس. قال: جاء أبي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو غلام صغير، فمسح رأسه، واستغفر له.
قال شعبة: قلنا له صحبة؟ قال: لا ولكنه كان على عهده قد حلب
وصرَّ (2) .
(حديث آخر)
8849 - رواه النسائي وابن ماجة من حديث يوسف بن منازل عن عبد الله ابن إدريس، عن خالد بن أبي كريمة، عن معاوية بن قرة (3) ، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه إلى رجلٍ عرس بإمرأة أبيه، فضرب عنقه، وخمس ماله (4) .
(حديث آخر)
8850 - رواه ابن ماجة عن زيد بن أخزم، عن أبي قتيبة: مسلم بن قتيبة، وأبي داود الطيالسي كلاهما: عن هارون بن مسلم،
_________
(1) المصدر السابق.
(2) المسند، 4/19.
(3) في الأصل ((معاوية بن إياس)) .
(4) أخرجه النسائي في الكبرى كما في التحفة، /282؛ وابن ماجة في السنن، 2/870، كتاب الحدود. وقال البوصيري في الزوائد: إسناده صحيح.(7/103)
عن قتادة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، قال: كنا ننهى أن نصف بين السواري على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونطرد عنها طرداً (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) أخرجه ابن ماجة في السنن: حديث (1002) ، قال البوصيري في الزوائد: في إسناده هارون وهو مجهول كما قال أبو حاتم، وقد رواه الحاكم، 1/218 وصححه؛ وابن خزيمة: حديث (1567) .(7/104)
8851 - رواه ابن ماجة في الوصايا قائلاً: حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، حدثنا بقية، عن أبي حلبس، عن خليد بن أبي خليد، عن معاوية بن قرة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من حضرته الوفاة، فأوصى، فكانت وصيته على كتاب الله كانت كفارة لما ترك من زكاته في حياته)) (1) .
قال شيخنا: رواه عيسى بن المنذر، وجحدر بن الحارث كلاهما: عن بقية؛ عن خليد، عن أبي حلبس، عن معاوية بن قرة، عن أبيه (2) .
قلت: وقد رواه الطبراني عن عبدان بن محمد المروزي، عن إسحاق بن راهويه، عن عبد الله بن عصمة، عن بشر بن حكيم، عن سالم بن كثير، عن معاوية بن قرة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من حضره الموت، فوضع وصيته على كتاب الله كان ذلك كفارة لما ضيع من زكاته في حياته)) (3) .
_________
(1) أخرجه ابن ماجة: حديث (2705) ؛ قال البوصيري: في إسناده بقية، وهو وشيخه أبو حلبس أحد المجاهيل؛ ورواه الدولابي في الكنى، 1/156 وقال: هذا حديث معضل يكاد أن يكون باطلاً.
(2) انظر: تحفة الأشراف، 8/282.
(3) () ... المعجم الكبير للطبراني، 19/33.(7/104)
(حديث آخر)(7/105)
8852 - رواه الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا محمد بن أبي نعيم، حدثنا محمد بن يزيد، حدثنا زياد، عن معاوية بن قرة، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الأوعية، فقال: ((إن الأوعية لاتحرم شيئاً فانتبذوا فيما بدا لكم واجتنبوا كل مسكر)) (1) .
(ومن حديث شعبة)
8853 - عن معاوية بن قرة، عن أبيه. قال: كان ابن مسعود على شجرة يجتني لهم منها، فهبت الريح [فكشفت] عن ساقيه، فضحكوا من دقة ساقيه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده لهما [أثقل] في الميزان يوم القيامة من أحدٍ)) (2) .
(ومن حديث شعبة به)
8854 - ((فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام (3) .
(حديث آخر)
8855 - قال الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا عمر بن يزيد الشيباني، حدثنا حماد بن عبد الرحمن المالكي، عن معاوية بن قرة. قال: قال لي أبي: ((إذا مررت بالمجلس فسلم على أهله،
_________
(1) المعجم الكبير، 19/22؛ قال الهيثمي في المجمع، 5/65: فيه زياد الجصاص وهو متروك ووثقه ابن حبان وقال: ربما وهم.
(2) المعجم الكبير، 19/28؛ قال الهيثمي في المجمع، 9/289: رواه الطبراني والبزار ورجالهما رجال الصحيح.
(3) الحديث عند الطبراني في الكبير، 19/28؛ قال الهيثمي في المجمع، 9/243: إسناده حسن؛ ورواه الحاكم في المستدرك، 3/587.(7/105)
فإن يكونوا في خير، فأنت شريكهم، وغن يكونوا على غير ذلك كان لك أجر)) .
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، 19/28؛ قال الهيثمي في المجمع، 8/35: فيه من لم أعرفه.(7/106)
8856 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن داود المكي، حدثنا إبراهيم بن زكريا العبدسي، حدثنا فديك بن سليمان، حدثنا خليفة بن حميد، عن إياس بن معاوية، عن قرة، عن أبيه، عن جده. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من كبر تكبيرة عند غروب الشمس على ساحل البحر رافعاً صوته أعطاه الله من الأجر بعدد كل قطرة في البحر عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، مابين كل درجتين مسيرة مائة عام بالفرس المسرع)) (1) .
(حديث آخر)
8857 - قال الطبراني: حدثنا عبد الله بن وهيب الغزى، حدثنا محمد بن ابي السري العسقلاني، حدثنا بكر بن قبشر الترمذي - وكان إمامنا بعسقلان، مات سنة اثنتين وثمانين ومائة -. حدثني عبد الحميد بن سوار، حدثني إياس بن معاوية ابن قرة، حدثني أبي، عن جدي:
_________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، 19/29 ومن طريقه أبو نعيم في الحلية، 3/125، وقال: غريب من حديث إياس ولم يره عنه إلا خليفة، تفرد به عنه فديك؛ ورواه الحاكم في المستدرك، 3/587، قال الذهبي: هذا منكر جداً وخليفة لايدري من هو، وفي إسناده إليه من يتهم.(7/106)
قرة. قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذكر عنده الحياء، فقالوا: يارسول الله الحياء من الدين؟ قال: ((لا بل هو الدين كله)) .
ثم قال رسول الله: ((إن الحياء، والعفاف، والعيَّ - عيَّ اللسان لا عيَّ القلب- من الإيمان، وإنهن يزدن في الآخرة، وينقصن من الدنيا، وما يزدن في الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا، وإن الشح والبذاء من النفاق، وإنهن يزدن في الدنيا، وينقصن في الآخرة، وما ينقصن في الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا)) (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، 19/29؛ قال الهيثمي في المجمع، 8/27: فيه عبد الحميد بن سوار وهو ضعيف. ورواه الفسوي في المعرفة، 1/311.(7/107)
8858 - قال الطبراني: حدثنا عبدان بن أحمد، وجعفر بن أحمد بن سنان الواسطي. قالا: حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري، حدثنا محمد بن جهضم، عن الأزهر بن سنان، عن شبيب بن محمد بن واسع، عن معاوية بن قرة، عن أبيه: قرة. قال: ذهبت لأسلم حين بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأردت أن أدخل معي رجلين أو ثلاثة في الإسلام، فأتيت الماء حيث مجمع الناس، وإذا أنا براعي القرية الذي يرعى أغنامهم، فقال: لا أرعى [لكم] أغنامكم، قالوا: لم؟ قال: يجيء الذئب كل ليلة، فيأخذ الشاة، وصنمنا هذا قائم لايضر ولاينفع، ولايغير، ولاينكر، قال: فرجعوا وأنا أرجوا أن يسلموا.
فلما أصبحنا جاء الراعي يشتد وهو يقول: البشرى، البشرى، قد جئ بالذئب، فهو [بين] يدي الصنم مقموطاً، فذهبت معهم فقبلوه، وسجدوا له، وقالوا: هكذا فاصنع.(7/107)
فدخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحدثته بهذا الحديث، فقال: ((عبث بهم الشيطان)) (1) .
(حديث آخر)
عن قرة بن إياس
_________
(1) المعجم الكبير، 19/31؛ ورواه أبو نعيم في الحلية، 2/302 وقال: غريب لم نكتبه إلا من حديث شبيب تفرد به عنه الأزهر، وقال الحافظ: الأزهر ضعيف.(7/108)
8859 - رواه الطبراني من حديث داود بن المحبر بن قحذم، [حدثني أبي المحبر ابن قحذم] ، عن معاوية بن قرة بن إياس، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لتملأن الأرض ظلماً وجوراً، كما ملئت قسطاً وعدلاً، حتى يبعث الله رجلاً منى اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملؤها قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، يلبث فيكم سبعاً، أو ثمانياً، فإن كثر فتسعاً، لاتمنع السماء شيئاً من قطرها، ولا الأرض شيئاً من نباتها)) (1) .
1526- (قرة بن دعموص بن ربيعة بن عوف) (2)
ابن معاوية بن قريع بن الحارث النميري، حديثه في ثاني البصريين.
8860 - حدثنا عفان، حدثنا جرير بن حازم. قال: جلس إلينا شيخ في مكان أيوب، فسمع القوم يتحدثون، فقال: حدثني مولاي، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: ما اسمه؟ قال: قرة بن دعموص النميري.
_________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، 19/32؛ قال الهيثمي في المجمع، 7/314: رواه البزار والطبراني من طريق داود بن المحبر عن أبيه وكلاهما ضعيف.
(2) له ترجمة في أسد الغابة، 4/401؛ والإصابة، 3/224.(7/108)
قال: قدمت المدينة، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحوله الناس، فجعلت أريد أن أدنو منه، فلم أستطع، فناديته: يارسول الله استغفر للغلام النميري. فقال: ((غفر الله لك)) .
قال: وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الضحاك بن قيس ساعياً، فلما رجع رجع بإبل جلة. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [أتيت] هلال بن عامر، وعمرو بن عامر، وعامر بن ربيعة، فأخذت جلة أموالهم؟)) قال: يارسول الله إني سمعتك تذكر الغزو فاحببت أن آتيك بإبل تركبها وتحمل عليها، فقال: ((والله لذي تركت أحب إليَّ من الذي أخذت أرددها، وجد من حواشي أموالهم صدقاتهم)) .
قال: فسمعت المسلمين يسمون تلك الإبل المسنات المجاهدات (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 5/72.(7/109)
1527- (قرة بن هبيرة القشيري) (1)
صحابي حديثه عند الشاميين.
8861 - روى له أبو نعيم من طريق هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثنا شيخ بالساحل، عن رجل من بني قشير يقال له: قرة بن هبيرة: أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنه كان لنا ربات، وأرباب نعبدهن من دون الله، فبعثك الله، فدعوناهن، فلم يجبن، وسألناهن فلم يعطين، وجئناك فهدانا الله بك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أفلح من رزق لُبًّا، قد أفلح من رزق لُبًّا)) .
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/402؛ والحافظ في الإصابة، 3/225.(7/109)
فقال: يارسول الله اكسني ثوبين من ثيابك قد لبستهما، فكساه، فلما كان بالموقف من عرفات قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أعد عليَّ ماقلت)) . فأعاد عليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قد أفلح من رزق لُبًّا، قد أفلح من رزق لُبًّا)) .
ثم رواه من حديث الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن سعيد بن نشيط، عن قرة بن هبيرة العامري فذكره (1) .
_________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، 19/33. قال الهيثمي في المجمع، 9/401: فيه راوٍ لم يسم وبقية رجاله ثقات.(7/110)
1528- (قريظ بن أبي رمثة التميمي) (1)
وهو والد لاهز بن قريظ أحد الرؤساء الذين كانوا مع أبي مسلم، هاجر قريظ مع أبيه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ابنك هذا؟)) قال: نعم أشهد به. فقال: ((أما إنه لايجني عليك، ولاتجني عليه)) . وأجلسه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجره، ودعا له، ومسح على رأسه، هذا ملخص ابن الأثير (2) .
8862 - وقد روى الحافظ أبو بكر البيهقي من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا عبد العزيز بن عمر، حدثني رجل من بني سلامان ابن سعد، عن أمه، عن خالها حبيب بن قريط حدثها، أن أباه خرج إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعيناه مبيضتان لايبصر بهما شيئاً، فسأله ماأصابك؟ فقال: كنت أمرئ جملاً لي فوقعت رجلي على بيض حيةٍ، فأصيب بصري، فنفث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) ترجم له ابن الأثير في أسد الغابة، 4/403.
(2) الموضع السابق، وقال: أخرجه أبو موسى.(7/110)
في عينيه، فأبصر، فرأيته يدخل الخيط في الإبرة، وإنه لابن ثمانين، وإن عينيه لمبيضتان.
ثم قال البيهقي: كذا في كتابي، وقال غيره: حبيب بن فريك (1) .
* (قطبة بن جرير: أبو حويصلة) (2)
ويقال له: قطبة بن قتادة الآتي ذكره.
* فأما (قطبة بن قتادة العذري)
فشهد مؤتة، وقتل مالك بن رافلة قائد المستعربة، وقال في ذلك:
طعنت ابن رافلة الرائشي ... برمح مضى فيه ثم انحطم
ضربت على جيده ضربةً ... فمال كما مال غصن السلم
وسقنا نساءَ بني عمه ... غداة رقوقين سوق النعم
قال ابن الأثير: يحتمل أن يكون هو قطبة بن قتادة السدوسي الآتي ذكره، والله أعلم (3) .
_________
(1) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة، 6/173.
(2) ترجم له ابن الأثير، 4/405؛ والحافظ، 3/228، وأشار إلى الخلاف الواقع في اسم أبيه.
(3) أسد الغابة، 4/407.(7/111)
1529- (قطبة بن قتادة السدوسي) (1)
ويقال له: قطبة بن حريز: أبو حويصلة، وهو أول من فتح الأُبُلَّةَ. حديثه في خامس المكيين.
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/407؛ والحافظ في الإصابة، 3/229.(7/111)
8863 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن ثعلبة بن سواءٍ، حدثنا محمد بن سواءٍ، حدثنا حمران بن يزيد العمري، عن قتادة، عن رجل من بني سدوس، عن قطبة بن قتادة. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفطر إذا غربت الشمس (1) . تفرد به.
8864 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن ثعلبة بن سواء، حدثني [ابن سواءٍ، قال: حدثني] حمران بن يزيد، عن قتادة، عن رجل من بني سدوس، عن قطبة بن قتادة. قال: بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - على ابنتي الحوصلة، وكان يكنى بأبي الحوصلة (2) . تفرد به.
1530- (قطبة بن مالك الثعلبي) (3)
من بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان، وقال ابن عقدة: الصواب: أنه ثُعْلِيُّ. في خامس الكوفيين.
8865 - حدثنا يعلى، حدثنا مسعر، عن زياد بن علاقة، عن [عمه] قطبة بن مالك: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الفجر {وَالْنَخْلَ بَاسِقَاتٍ} (4) .
رواه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة من حديث زياد بن علاقة به، وقال الترمذي: حسن صحيح (5) .
_________
(1) الحديث في المسند، 4/78 من زوائد عبد الله ابن الإمام أحمد.
(2) من زوائد عبد الله ابن الإمام أحمد في المسند، 4/78.
(3) ترجم له ابن الأثير، 4/408؛ والحافظ في الإصابة، 3/229؛ والثعلبي -بمثلثة ومهملة- كذا ضبطه الحافظ ابن حجر.
(4) أخرجه الإمام أحمد في المسند، 4/322.
(5) أخرجه مسلم في صحيحه: حديث (457) ؛ والترمذي: حديث (305) وقال: حسن صحيح؛ والنسائي في السنن، 2/157؛ وابن ماجة في السنن: حديث (816) ؛ وابن خزيمة في صحيحه (527) .(7/112)
(حديث آخر)(7/113)
8866 - رواه الترمذي من حديث مسعر، عن زياد بن علاقة، عن عمه -وهو قطبة بن مالك-. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق، والأعمال، والأهواء)) .
وقال: حسن غريب (1) .
1531- (القعقاع بن أبي حدردٍ الأسلمي) (2)
8867 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو بكر الطلحي، حدثنا حامد بن شعيب، حدثنا إسحاق بن بهلول، حدثنا صفوان بن عيسى، حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد [المقبري] ، عن أبيه، عن القعقاع بن أبي حدردٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تمددوا (3) ، واخشوشنوا، وانتضلوا، وامشو حفاة)) .
رواه أبو القاسم البغوي، عن أبي الربيع الزهراني، عن إسماعيل بن زكريا، عن عبد الله بن سعيد به (4) .
1532- (قنان: أبو عبد الله الأسلمي) (5)
ذكره عبدان في الأفراد من الصحابة.
8868 - وروى له أبو موسى من طريق عبيد الله بن زحرٍ، عن
_________
(1) أخرجه الترمذي في جامعه: حديث (3661) وقال: حسن غريب ... والحاكم في المستدرك، 1/532 وصححه.
(2) ترجم له ابن الأثير، 4/408؛ والحافظ في الإصابة، 3/230.
(3) قال في النهاية، 1/70: تمعدد الغلام: إذا شب وغلظ، وقيل: اراد تشبهوا بعيش معد بن عدنان وكانوا أهل غلظ.
(4) وأخرجه الطبراني في الكبير، 19/40 وفي إسناد الحديث عبد الله بن سعيد المقبري وهو متروك.
(5) ترجم له ابن الأثير، 4/411؛ والحافظ في الإصابة، 3/232.(7/113)
يزيد بن أبي منصور، عن عبد الله بن قنان الأسلمي، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صدقة المسلم من سعةٍ كأطيب مسك في بر، أو بحر يوجد ريحه من مسيرة كذا وكذا يوماً)) (1) . الحديث.
_________
(1) الحديث أخرجه أبو موسى المديني مختصراً، قال ذلك ابن الأثير، 4/411؛ وأشار الحافظ إلى ان عبدان قد أخرجه أيضاً، 3/232.(7/114)
1533- (قنفذ بن عمير بن جدعان التيمي) (1)
ولاه عمر مكة، ثم عزله عنها.
8869 - روى له أبو موسى من طريق سعيد بن أبي هند، عنه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((بين قبري، ومنبري روضة من رياض الجنة)) (2) .
وقيل إنه تابعي.
1534- (قهيد بن مطرف الغفاري) (3)
في أول المكيين.
8870 - حدثنا أبو عامر: عبد الملك بن عمرو، حدثنا عبد العزيز بن المطلب ابن عبد الله، حدثني أخي: الحكم بن المطلب، عن أبيه، عن قهيد بن مطرف الغفاري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأله سائل: إن عدى على عادٍ، ((فأمره أن ينهاه ثلاث مراتٍ)) قال: فإن أبي، ((فأمره بقتاله)) . قال: فكيف بنا؟ قال: ((فإن قتلك فأنت في الجنة، وإن قتلته فهو في النار)) (4) . تفرد به.
_________
(1) ترجم له ابن الأثير في أسد الغابة، 4/412؛ وابن حجر في الإصابة، 3/232.
(2) الحديث ذكره ابن الأثير وعزاه لأبي موسى.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 4/412؛ والإصابة، 3/232.
(4) المسند، 3/423.(7/114)
8871 - حدثنا يعقوب، حدثنا عبد العزيز بن المطلب المخزومي، عن أخيه: الحكم بن المطلب، عن أبيه، عن قهيد الغفاري. قال: سأل سائل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن عدا عليَّ عادٍ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ذكره)) ، وأمره بتذكيره ثلاث مراتٍ، ((فإن أبي، فقاتله، فإن قتلك، فانت في الجنة، وإن قتلته فإنه في النار)) (1) . تفرد به.
1535- (قيس بن الحارث بن عميرة) (2)
وقيل: الحارث بن قيس الأسدي أحد من كان يتحاكم إليه العرب في جاهليتها.
8872 - روى أبو داود، وابن ماجة من حديث هشيم، عن ابن أبي ليلى، عن حميضة بن الشمردل.
وقال ابن ماجة في روايته: بنت الشمردل، عن قيس بن الحارث وفي رواية لأبي داود: الحارث بن قيس.
قال: أسلمت وعندي ثمان نسوة، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((اختر منهن أربعاً)) (3) .
وكذلك رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن إبراهيم كلاهما: عن بكر بن عبد الرحمن، عن عيسى بن المختار، عن ابن أبي ليلى، عن حميضة، عن قيس به.
_________
(1) المسند، 3/423.
(2) ترجم له ابن الأثير، 4/416؛ وابن حجر، 3/233؛ قال الحافظ: والثاني أشبه يعني الحارث بن قيس، لأنه قول الجمهور.
(3) تقدم حديثه في الحارث بن قيس.(7/115)
ورواه سعيد بن منصور، عن هشيم، عن الكلبي، عن حميضة بن الشمردل، عن الحارث بن قيس.
وكذلك رواه إسحاق بن راهويه عن جرير، عن الكبي به (1) .
_________
(1) انظر: تحفة الأشراف، 8/284.(7/116)
1536- (قيس بن خارجة) (1)
8873 - قال أبو نعيم: ذكره الحضرمي والبغوي في الوحدان من الصحابة، ثم روى من طريق بقية، عن سليم بن فلان، عن الأوزاعي، عن عبادة بن نسيٍّ، عن قيس بن خارجة. قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الأغلوطات (2) .
1537- (قيس بن خرشة القيسي) (3)
8874 - روى الطبراني: عن يحيى بن عثمان بن صالحن عن عبد الله بن صالح، عن حرملة بن عمران، عن يزيد بن أبي حبيب، عنه: أنه قال: قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أُبايعك على ماجاءك من الله، على أن أقول الحقن فقال: ((ياقيس عسى إن مُدَّ بك الدهر أن يليك بعدي ولاة لاتستطيع أن تقول الحق معهم)) .
فقال: والذي بعثك بالحق لا أُبايعك على شيء، إلا وفيت لك به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذاً لايضرك شيء)) .
فكان يعيب زياداً وابنه عبيد الله، فأرسل إليه عبيد الله، فقال: أنت الذي تقول الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقول: إنك لايضرك
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/419؛ وابن حجر، 3/235؛ وقال: ذكره البغوي والباوردي والطبراني في الصحابة، وقال البغوي: لا أدري أله صحبة أم لا؟.
(2) انظر: الإصابة، 3/325.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 4/419؛ والإصابة، 3/225.(7/116)
بشر، فاليوم تعلم أنك كاذب. إئتوني بصاحب العذاب، قال: فمال قيس فمات (1) .
_________
(1) الحديث عند الطبراني في الكبير، 18/345؛ قال الحافظ في الإصابة، 3/245: رجاله ثقات لكن في السند انقطاع ورجل لم يسم؛ وقال الهيثمي في المجمع، 7/265: هو مرسل.(7/117)
1538- (قيس بن رافع) (1)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالك ((ماذا في الأمرين من الشفاء؟: الصبر والثُّفَاءُ)) (2) .
8875 - رواه أبو موسى من طريق قتيبة، عن الليث، عن الحسن بن ثوبان عنه.
وذكره عبدان في الصحابة، وأنكر ذلك بعضهم (3) .
1539- (قيس بن السائب بن عمر بن مخروم) (4)
وكان قد أتت عليه مائة سنة، وكان يفتدي عن الصيام، وكان شريك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان يقول: ((نعم الشريك لايشاري، ولايماري)) .
كذلك رواه الطبراني من طريق إبراهيم بن ميسرة [عن مجاهد] (5) عنه.
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/420، ذكر أن عبدان ذكره في الصحابة ونقل عنه أنه قال: أظن هذا الحديث ليس بمسند، وأنه هو مرسل، إلا اني رأيت بعض أهل الحديث وضعه في المسند فذكرته ليعرف.
وذكره الحافظ في الإصابة، 3/259 ثم قال: أورد حديثه أبو داود في المراسيل.
(2) الثفاء: قال في النهاية، 1/200: هو الخردل.
(3) انظر: ماتقدم آنفاً.
(4) ترجم له ابن الأثير، 4/423؛ وابن حجر، 3/238.
(5) المعجم الكبير، 18/363.(7/117)
(حديث آخر عنه)(7/118)
8876 - رواه أبو نعيم من حديث أيوب بن جابر، عن مسلم الأعور، عن مجاهد، عن قيس بن السائب. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى الفجر إذا يغشى السماء النور والظهر إذا زالت الشمس، والعصر والشمس بيضاء نقية، والمغرب إذا أفطر الصائمون (1) .
1540- (قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري) (2)
الخزرجي، تقدم بقية نسبه في ترجمة أبيه، وكان ضخماً جواداً ممدحاً.
قال: كان عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير، وكان يحسن حقيقة في حفظه، وكان إذا ركب الحمار تخط رجلاه الأرض، توفي بالمدينة، في آخر أيام معاوية.
8877 - حدثنا يحيى بن إسحاق، أخبرني يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن بكر بن سوادة، عن قيس بن سعد بن عبادة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن ربي حرم عليَّ الخمرن والكوبة، والقنين وإياكم والغبيراء فإنها ثلث خمر العالم)) (3) . تفرد به.
8878 - حدثنا أبو النضر، حدثنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر بن قيس [بن سعد] بن عبادة. قال: ((ما من شيء كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا وقد رأيته إلا شيئاً واحداً: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقلس له يوم الفطر.
_________
(1) أخرجه الطبراني أيضاً، 1/363 من طريق مسلم به نحوه. قال الهيثمي في المجمع، 1/305: فيه مسلم الملائي ضعفه أحمد وابن معين.
(2) له ترجمة في أسد الغابة، 4/424؛ والإصابة، 3/236.
(3) المسند، 3/422.(7/118)
قال جابر: هو اللعب (1) .
رواه ابن ماجة من حديث إسرائيل (2) .
_________
(1) المسند، 3/422.
(2) رواه ابن ماجة في السنن: حديث) 1303) ، وقال البوصيري: إسناد حديث قيس صحيح ورجاله ثقات.(7/119)
8879 - حدثنا أبو عبد الرحمن: عبد الله بن يزيد، حدثنا حيوة، أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن هليل، عن عبد الرحمن بن أبي أمية: أن حبيب بن مسلمة أتى قيس بن سعد بن عبادة في الفتنة الأولى -وهو على فرس- فأخر عن السرج، وقال: اركب، فأبى، فقال له قيس بن سعد: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((صاحب الدابة أولى بصدرها)) فقال له حبيب: إني لست أجهل ماقال رسول الله، ولكني أخشى عليك (1) . تفرد به.
8880 - حدثنا وكيع، حدثنا ابن أبي ليلى، عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، عن محمد بن شرحبيل، عن قيس. قال: أتانا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوضعنا له غسلاً، فاغتسل، ثم أتيناه بملحفةٍ ورسيةٍ، فاشتمل بها، فكأني أنظر إلى أثر الورس على عُكَنِهِ.
ثم أتيته بحمار ليركب، فقال: ((صاحب الحمار أحق بصدر حماره)) فقلنا: يارسول الله فالحمار لك (2) .
8881 - حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي: سمعت يحيى بن أبي كثير يقول: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، عن قيس بن سعد. قال: زارنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في منزلنا، فقال: ((السلام عليكم ورحمة الله)) . قالك فرد سعد رداً خفياً. (قال قيس: ألا
_________
(1) المسند، 3/422.
(2) المسند، 6/6.(7/119)
تأذن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ذره يكثر علينا السلام، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: () السلام عليكم ورحمة الله)) فرد سعد رداً خفياً) ورجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واتبعه سعد.
فقال: يارسول الله قد كنت أسمع تسليمك، وارد عليك رداً خفياً لتكثر علينا من السلام، قال: فانصرف معه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمر له سعد بغسلن فوضع، فاغتسل، ثم ناوله - أو قال: ناولوه - ملحفة مصبوغة بزعفران وورس، فاشتمل بها، ثم رفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه، وهو يقول: ((اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عابدة)) .
قال: ثم أصاب من الطعام، فلما أراد الإنصراف قرب إليه سعد حماراً قد وطأ عليه بعطيفةٍ، فركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال سعد: ياقيس اصحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال قيس: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اركب)) فأتيت، فقال: ((إما أن تركب، وإما أن تنصرف)) . قال: فانصرفت (1) .
رواه أبو داود، والنسائي في اليوم والليلة عن محمد بن المثنى، زاد أبو داود: وهشام بن خالد الأزرق كلاهما: عن الوليد بن مسلم به.
قال أبو داود: ورواه غير واحد عن الأوزاعي، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن مرسلاً، ولذلك رواه النسائي مرسلاً من هذا الوجه (2) .
_________
(1) المسند، 3/421.
(2) أخرجه أبو داود في السنن، حديث (5163) ؛ والنسائي في اليوم والليلة، ص283.(7/120)
8882 - حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، سمعت منصور بن زاذان يحدث عن ميمون بن أبي شبيبٍ، عن قيس بن سعد بن عبادة: أن أباه دفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يخدمه، فأتى على النببي - صلى الله عليه وسلم -، وقد صليت ركعتين، فضربني برجله، وقال: ((ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟)) قلت: بلى. قال: ((لاحول ولاقوة إلا بالله)) (1) .
رواه الترمذي، والنسائي عن محمد بن المثنى، عن وهب بن جرير به، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه (2) .
8883 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا يزيد بن أبي حبيب: أن قيس بن سعد بن عبادة. قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من شدد سلطانه بمعصية الله أوهن الله كيده يوم القيامة)) (3) . تفرد به.
8884 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة. قال: حدثني ابن هبيرة. قال: سمعت شيخاً من حمير يحدث أبا تميم الجيشاني: أنه سمع قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري - وهو على مصر- يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من كذب عليَّ كذبةً متعمداً، فليتبوأ مضجعاً من النار)) . أو ((بيتاً في جهنم)) .
وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من شرب الخمر أتى عطشاناً يوم القيامة. ألا وكل مسكر خمر، وإياكم والغبيراء)) .
_________
(1) المسند، 3/422.
(2) أخرجه الترمذي في الجامع، كتاب الدعوات، 2/128؛ والنسائي في اليوم والليلة، ص294.
(3) المسند، 5/6.(7/121)
قال هذا الشيخ: ثم سمعت عبد الله بن عمر بعد ذلك يقول مثله، فلم يختلفا إلا في ((بيت أو مضجع)) (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 3/422.(7/122)
8885 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي عمار، عن قيس بن سعد. قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نصوم عاشوراء قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان لم يأمرنا، ولم ينهنا، ونحن نفعله (1) .
8886 - حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي عمار. قال: سألت قيس بن سعد عن صدقة الفطر، فقال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن تنزل الزكاة، ثم نزلت الزكاة، فلم ننه عنها، ولم نؤمر بها، ونحن نفعله.
وسألته عن صوم عاشوراء، فقال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن ينزل رمضان، ثم نزل رمضان، فلم نؤمر به، ولم ننه عنه، ونحن نفعله (2) .
8887 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي عمار الهمداني، عن قيس بن سعد. قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصدقة الفطر قبل أن ينزل الزكاة [فلما نزلت الزكاة] لم يأمرنا ولم ينهنا ونحن نفعلها (3) .
رواه النسائي عن محمد بن عبد الله بن المبارك، وابن ماجة عن علي بن محمد كلاهما: عن وكيع بفضل الصدقة (4) .
_________
(1) المسند، 3/421.
(2) المسند، 6/6.
(3) المسند، 6/6.
(4) سنن النسائي، 5/49؛ وابن ماجة في السنن، حديث (1828) .(7/122)
وروى النسائي صوم عاشوراء عن إسحاق بن إبراهيم، عن وكيع به وقال النسائي: اسم أبي عمار عريب بن حميد (1) .
وروى النسائي من حديث شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن القاسم بن مخيمرة، عن عمرو بن شرحبيل، عن قيس بن سعد به (2) .
_________
(1) .....
(2) انظر سنن النسائي، 5/49.(7/123)
8888 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة.
ومحمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، أن سهل بن حنيف، وقيس بن سعد كانا قاعدين بالقادسية، فمروا بجنازة، فقاما، فقيل: إنما هو من أهل الأرض.
فقالا: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مروا عليه [بجنازة] فقام، فقيل له: إنه يهودي [فقال] : ((أليست نفساً)) (1) .
تقدم في مسند سهل بن حنيف (2) .
(حديث آخر)
8889 - رواه أبو داود من حديث شريك، عن حصين، عن عامر الشعبي، عن قيس بن سعد. قال: أتيت الحيرة، فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فقلت: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحق أن يسجد له، [قال: فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: إني أتيت الحيرة فرايتهم يسجدون لمرزبان لهم، فأنت يارسول الله أحق أن نسجد لك، قال: ((أرأيت لو مررت بقبري أكنت تسجد له؟)) قال: قلت: لا.] فقال: [ ((لاتفعلوا لو
_________
(1) المسند، 6/6.
(2) انظر مسند سهل بن حنيف رضي الله عنه.(7/123)
كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها)) (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) سنن أبي داود: حديث (2126) ؛ ورواه البيهقي في السنن الكبرى، 7/291.(7/124)
8890 - رواه الطبراني: حدثنا أحمد بن زهير التستري، حدثنا طاهر بن خالد ابن نزار، عن أبيه، عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن قيس بن سعد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن أربى الربا أن يستطيل [الرجل] في شتم أخيه، وأكبر الكبائر أن يشتم الرجل والديه)) . قالوا: وكيف يشتمهما؟ قال: ((يشتم الرجل، فيشتمهما)) (1) .
ورواه عن عبيد بن غنام، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن سفيان به مثله (2) .
(حديث آخر)
8891 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي، حدثنا يعقوب بن حميد، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن قيس بن سعد. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لو كان الإيمان معلقاً بالثريا لناله رجال من فارس)) .
وكذا رواه الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار، عن [أحمد] بن عبدة، عن سفيان بن عيينة به (3) .
_________
(1) المعجم الكبير، 18/353.
(2) انظر المعجم الكبير، الموضع السابق.
(3) المعجم الكبير، 18/353. قال الهيثمي في المجمع، 8/73: رجاله رجال الصحيح غير طاهر بن خالد وهو ثقة فيه لين. ورواه البزار (كشف الأستار، 2/268) .(7/124)
1541- (قيس بن سلعٍ الأنصاري) (1)
من أهل المدينة.
8892 - أن إخوته شكوه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يبذر ماله وتبسط فيه، قلت: يارسول الله إني آخذ نصيبي من الثمرة، فأنفقه في سبيل الله وعلى من صحبني، فضرب في صدري، وقال: ((انفق قيس ينفق الله عليك)) قالها ثلاثاً.
فلما كان بعد ذلك خرجت في سبيل الله، ومعي راحلة فوافانا القوم أكثر أهلي مالاً وأيسره.
رواه أبو نعيم من حديث يزيد بن أبي الأسود، عن سعد بن زياد أبي عاصم عن نافع مولى حمنة عنه به (2) .
* (قيس بن طخفة)
ويقال: طخفة، أو طهفة بن قيس: تقدم في حرف الطاء (3) .
1542- (قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر) (4)
ابن عبيد بن مقاعس: الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي المنقري.
أحد رؤساء العرب، وساداتهم وأشرافهم وحكمائهم وكرمائهم، الأحنف بن قيس أحد تلاميذه، وشاهد منه أمراً عظيماً في الحكم.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 4/427؛ والإصابة، 3/240.
(2) أشار إلى ذلك الحافظ في الإصابة، 3/240، ونقل عن الطبراني أنه قال: لم يروي عن قيس إلا بهذا الإسناد. تفرد به سعد.
(3) تقدم في حرف الطاء.
(4) ترجم له ابن الأثير، 4/432؛ وابن حجر في الإصابة، 3/242.(7/125)
قتل ابن أخيه ولداً لقيس، فلما بلغه الخبر لم يحل حبوته ولاقطع كلامه، فلما أتمه قال له: ياابن أخي أثمت [بربك] وقطعت رحمك، وقللت عددك، [وقتلت ابن عمك] ، ورميت نفسك بسهمك،
ثم قال لابنه له: قم يابني فحل وثاق ابن عمك، ووار أخاك، وسق إلى أمك مائةً من الإبل دية ابنها، فإنها غريبة.
وكان ممن حرم الخمر على نفسه في الجاهلية، وقال في ذلك:
رأيت الخمر صالحةً وفيها ... خصال تفسد الرجل الحليما
فلا والله أشربها صحيحاً ... ولا أشفي بها أبداً سقيما
ولا أعطي بها ثمناً حياتي ... ولا أدعو لها ابداً نديما
فإن الخمر تفضح شاربيها ... وتجنيهم بها الأمر العظيما
ولما وفد مع بني تميم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((هذا سيد اهل الوبر)) . فقال قيس: يارسول الله إني وأدت ثلاث عشرة ابنةً، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أعتق عن كل واحدةٍ نسمةً)) .
ولما حضره الموت أوصى أن لايناح عليه، وخلف اثنين وثلاثين ذكراً.
قال النضر بن شميل: وقد رثاء عبدة بن الطبيب:
عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ماشاء أن يترحما
تحية من أوليته منك نعمةً ... إذا زار عن شحط بلادك سلماً
فما كان قيس هلكه هلك واحدٍ ... ولكنه بنيان قوم تهدما
حديثه في ثاني البصريين.(7/126)
8893 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة: سمعت قتادة يحدث عن مطرف ابن الشخير.
وحجاج قال: حدثني شعبة. قال حجاج في حديثه: سمعت(7/126)
مطرف بن الشخير يحدث عن حكيم بن قيس بن عاصم، عن أبيه: أنه أوصى ولده عند موته قال: اتقوا الله وسودوا أكبركم، فإن القوم إذا سودوا أكبرهم خلفوا أباهم. فذكر الحديث.
وإذا مت، فلا تنوحوا عليَّ، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم ينح عليه (1) .
ورواه النسائي من حديث شعبة به (2) .
وكذلك رواه البزار من حديث شعبة، وبسطه كما سيأتي في رواية الحسن بن [أبي الحسن] عن قيس بن عاصم (3) .
_________
(1) المسند، 5/61 حديث قيس بن عاصم رضي الله عنه.
(2) سنن النسائي، 4/16.
(3) كشف الأستار، 1/378.(7/127)
8894 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن الأغر، عن خليفة بن حصين، عن جده: قيس بن عاصم: أنه أسلم فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يغتسل بماء وسدر (1) .
8895 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن الأغر [المنقري] ، عن خليفة بن حصين بن قيس بن عاصم، عن أبيه: أن جده أسلم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمره أن يغتسل بماءٍ وسدرٍ (2) .
رواه [أبو داود، والترمذي، والنسائي] من حديث سفيان (3) .
8896 - حدثنا هشيم قال: مغيرة: أخبر عن أبيه، عن شعبة بن التَوْءَمِ، عن قيس بن عاصم سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الحلف، فقال: ((ما
_________
(1) المسند، 5/61.
(2) المسند، 5/61.
(3) أخرجه أبو داود في السنن في (351) ؛ والترمذي في جامعه (602) وقال: حسن؛ والنسائي في السنن، 1/109.(7/127)
كان من حلفٍ في الجاهلية فتمسكوا به ولا حلف في الإسلام)) (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 5/61.(7/128)
8897 - حدثنا إبراهيم بن زياد سبلان، حدثنا عباد بن عباد، عن شعبة، عن مغيرة، عن أبيه، عن شعبة بن التوءم، عن قيس بن عاصم، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله (1) . تفرد به.
(حديث آخر)
8898 - عن قيس بن عاصم، قال أبو يعلى: حدثنا عبد الله بن مطيع، حدثنا هشيم، عن زياد بن أبي زياد، عن الحسن بن أبي الحسن، عن قيس بن عاصم. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما دنوت منه سمعته يقول: ((هذا سيد أهل الوبر)) .
فسلمت، ثم جلست، فقلت: يارسول الله المال الذي لايكون عليَّ فيه تبعة من ضيف ضافني أو عيال إن كثروا؟ فقال: ((نعم المال الأربعون من الإبل، والأكثر ستون، وويل لأصحاب المائتين إلا من أعطى في رسلها ونجدتها فأفقر ظهرها، وأطرق فحلها، ونحر سمينها، فأطعم القانع والمعتر)) .
فقلت: يارسول الله ماأكرم هذه الأخلاق وأحسنها. إنه لايحل بالوادي الذي أنا فيه من كثرة إبلي. قال: ((فكيف تصنع بالمنيحة؟)) قلت: إني لأمنح في كل عام مائة. قال: ((فكيف تصنع بالعادية؟)) قلت: تغدوا الإبل ويغدوا الناس، فمن [شاء] أخذ برأس بعير فذهب [به] . قال: ((فكيف تصنع بالأفقار؟)) قلت: إني لأفقر البكر الضرع
_________
(1) المصدر السابق.(7/128)
والناب المدبر. قال: ((فمالك أحب إليك أو مال مولاك؟)) قال: قلت: بل ماليز
قال: ((فإنما لك من مالك ماأكلت فأفنيت، ولبست فأبليت، وأعطيت فأمضيت ومابقي فلمواليك)) . قلت: لمولاي؟ قال: ((نعم)) . قلت: أما والله لئن بقيت لأفنين عددها. قال الحسن: ففعل رحمه الله.
فلما حضرته الوفاة دعا بنيه، فقال: يابني خذوا عني، ولا أجد أنصح لكم مني، فإذا أنا مت فسودوا كباركم ولاتسودوا صغاركم، فيسفه الناس كباركم، فتهونوا عليهم، وعليكم باستصلاح المال، فإنه منبهة للكريم، ويستغني به عن اللئيم، وإياكم والمسألة فإنها آخر كسب المرء إن أحداً لم يسأل إلا ترك كسبه، وإذا أنا مت فكفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها وأصوم وإياكم والنياحة عليَّ، فإني سمعت رسول الله ينهى عنها، وادفنوني في مكان لايعلم به أحد فإنه قد كانت بيننا وبين بكر بن وائل خماشات في الجاهلية، فأخاف أن يدخروها عليكم في الإسلام فيفسدوا عليكم دينكم.
قال الحسن رحمه الله: نصحاً في الحياة، ونصحاً في الممات (1) .
_________
(1) انظر: المطالب العالية، 2/38.(7/129)
1543- (قيس بن عائذ: أبو كاهل الأحمسي) (1)
وهو بكنيته اشهر، واختلف في اسمه على أقوال، وحديثه في ثالث الشاميين، وخامس المكيين.
8899 - حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا إسماعيل -يعني ابن
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/435 وقال: هو مشهور بكنيته؛ والحافظ في الإصابة، 3/244.(7/129)
أبي خالد -، عن قيس بن عائذ. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس على ناقته، وحبشي ممسك بخطامها (1) .
_________
(1) المسند، 4/177 حديث قيس بن عائذ رضي الله عنه.(7/130)
8900 - حدثنا عبد الله، حدثني سريج بن يونس من كتابه. قال: أنبأنا أبو إسماعيل المؤدب، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن عائذ. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب على ناقةٍ خرماء، وعبد حبشي ممسك بخطامها.
وهلك قيس أيام المختار (1) . تفرد به.
1544- (النابغة الجعدي: قيس بن عبد الله بن عدس) (2)
ابن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبو ليلى الجعدي، المشهور بالنابغة الجعدي الشاعر.
8901 - قال الزبير بن بكار، حدثنا أخي هارون بن أبي بكر، حدثني يحيى بن إبراهيم البهزي، عن سليمان بن محمد، عن يحيى بن عروة [عن أبيه، عن عمه عبد الله بن عروة] بن الزبير. قال: أقحمت السنة نابغة بني جعدة، فأتى عبد الله بن الزبير، وهو بالمدينة في المسجد فأنشده:
حكيت لنا الصديق لما وليتنا
... ... وعثمان والفاروق فارتاح معدم
وسويت بين الناس في الحق فاستووا
... ... وعاد صباحاً حالك الون مظلم
_________
(1) المسند، 4/78 وهو من زوائد عبد الله ابن الإمام أحمد رضي الله عنه.
(2) ترجم له ابن الأثير، 4/435؛ والحافظ في الإصابة، 3/244.(7/130)
أتاك أبو ليلى تجوب به الدجى
... ... دجى الليل جواب الفلاة عرموم
... لتجبر منه جانباً دعدعت به
... ... صروف الليالي والزمان المصمم
فقال له ابن الزبير: إليك أبا ليلى، فإن الشعر أهون وسائلك عندنا. أما صفوة مالنا فلآل الزبير، وأما عفوه فإن بني أسد تشغلنا عنك وتيماً.
ولكن لك في مال الله حقان: حق لرويتك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحق لشركتك أهل الإسلام في فيئهم، ثم أمر به فأدخل دار النعم، وأمر له بقلائص سبع، وحمل وخيل، وأوقر له الركاب براً وتمراً.
فجعل النابغة الجعدي يستعجل ويأكل الحب صرفاً، فقال ابن الزبير: ويح أبي ليلى لقد بلغ به الجهد، فقال النابغة: أشهد لقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
((ما وليت قريش فعدلت، واسترحمت فرحمت، وعاهدت فوفت، ووعدت فانجزت إلا كنت أنا والنبيون فراط القاصفين)) .
قال الزبير بن بكار: كتب يحيى بن معين عن أخي هذا الحديث، ورواه أبو نعيم، عن الطبراني، عن الحسين بن القهم البغدادي، عن هارون بن أبي بكر الزبيري (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) الحديث أخرجه بطوله الطبراني في الكبير، 18/364؛ قال الهيثمي بن إبراهيم، 10/25: وفيه راوٍ لم أعرفه ورجاله مختلف فيهم.(7/131)
8902 - عن النابغة قال أبو نعيم: حدثنا القاضي أبو أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن إسحاق الجوهري، حدثنا إسماعيل بن(7/131)
عبد الله بن خالد الرقي، حدثنا يعلى ابن الأشدق: وسمعت النابغة: نابغة بني جعدة يقول: أنشدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الشعر فأعجبه:
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا
فقال: ((أين المظهر يا أبا ليلى؟)) قلت: الجنة. قال: ((أجل إن شاء الله)) (1) .
_________
(1) لم أقف عليه.(7/132)
1545- (قيس بن عبد العزى) (1)
8903 - وروى أبو نعيم من طريق مكحول، عن أحمد بن فضل، عن حجاج ابن نصير، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن نافع بن مالك: أبي سهيل، عن أنس، عن قيس بن عبد العزى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لاتزال لا إله إلا الله تدفع عقوبة سخط الله مالم يقولوها، ثم ينقضوا دينهم لصلاح دنياهم. فإذا فعلوا ذلك قال الله لهم: كذبتم)) (2) .
1546- (قيس بن عمرو بن فهد) (3)
أو سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري. جد يحيى بن سعيد الأنصاري.
8904 - حدثنا ابن نمير، حدثنا سعد [بن سعيد] ، حدثني محمد بن إبراهيم التيمي، عن قيس بن عمرو. قال: رأي رسول الله
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 3/244.
(2) عزاه ابن الأثير لأبي نعيم وابن منده، وقال الحافظ في الإصابة، 3/244: أخرجه ابن
منده من رواية أبي سهيل: نافع بن مالك عن أنس عنه، وفي مسنده حجاج بن نصير وهو
ضعيف.
(3) ترجم له ابن الأثير، 4/438؛ والحافظ في الإصابة، 3/245.(7/132)
- صلى الله عليه وسلم - رجلاً يصلي بعد صلاة الصبح ركعتين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أصلاة الصبح مرتين؟)) فقال الرجل: لم أكن صليت الركعتين اللتين قبلهما، فصليتهما الآن. قال: فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
وقد رواه أبو داود عن عثمان بن أبي شيبة. وابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة كلاهما: عن عبد الله بن نمير.
والترمذي من حديث الدراوردي كلاهما: عن سعد بن سعيد به، وقال الترمذي: لانعرفه إلا من حديثه (2) .
_________
(1) المسند، 5/44 حديث قيس بن عمر رضي الله عنه.
(2) أخرجه أبو داود في السنن: حديث (1253) ؛ والترمذي في جامعه: حديث (420) ؛ وابن ماجة في السنن: حديث (1154) ؛ والدارقطني في السنن، 1/383.(7/133)
8905 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جريج. قال: وسمعت عبد الله بن سعيد أخا يحيى بن سعيد يحدث عن جده. قال: خرج إلى الصبح فوجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصبح ولم يكن صلى ركعتي الفجر، فصلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قام حين فرغ من الصبح، فركع ركعتي الفجر، فمر به النببي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((ماهذه الصلاة؟)) فأخبره، فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومضى ولم يقل شيئاً. تفرد به من هذا الوجه (1) .
* فأما (قيس بن عمرو بن قيس)
ابن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي. فذاك هو وأبوه بدريان وقتلا يوم أحد فيما قاله ابن الكلبي، وغيره يمنع.
شهد هو وقيس هذا بدراً، ولاخلاف أنهما قتلا بأحد رضي الله عنهما (2) .
_________
(1) المسند، 5/447.
(2) ترجم له ابن الأثير، 4/437.(7/133)
1547- (قيس بن أبي غرزة بن عمير بن وهب الغفاري) (1)
ويقال: الجهني. سكن الكوفة، ومات بها قاله ابن الأثير، وحديثه عند أحمد في رابع المدنيين.
8906 - حدثنا سفيان بن عيينة، عن جامع بن أبي راشد، وعاصم، عن أبي وائل، عن قيس بن أبي غرزة. قال: كنا نسمي السماسرة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتانا بالبقيع، فقال: ((يامعشر التجار)) -فسمانا باسم أحسن من اسمنا- ((إن البيع يحضره الحلف والكذب، فشوبوه بالصدقة)) (2) .
8907 - حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن أبي وائل، عن قيس بن أبي غرزة. قال: كنا نبتاع الأوساق بالمدينة، وكنا نسمي السماسرة، قال: فأتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمانا باسم هو أحسن مما كنا نسمي به أنفسنا، فقال: ((يامعشر التجار إن هذا البيع يحضره اللغو، والحلف، فشوبوه بالصدقة)) (3) .
8908 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن مغيرة، عن أبي وائل، عن قيس بن أبي غرزة. قال: أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونحن في السوق، فقال: ((إن هذه السوق يخالطها اللغو والحلف، فشوبوها بصدقة)) (4) .
_________
(1) له ترجمة في اسد الغابة، 4/439؛ والإصابة، 3/246. وقال الحافظ: غرزه بفتح المعجمة والراء ثم الزاي المنقوطة.
(2) المسند، 4/6 حديث قيس بن ابي غرزة رضي الله عنه.
(3) المسند، 4/6.
(4) المصدر السابق.(7/134)
رواه الأربعة من حديث الأعمش به، وقال الترمذي: حسن صحيح.
ورواه أبو داود، والترمذي والنسائي من غير وجه عن أبي وائل به.
والنسائي عن بندار، عن غندر، عن شعبة به (1) .
_________
(1) أخرجه أبو داود في السنن، حديث (3310) ؛ والترمذي، (1222) ؛ والنسائي: 7/14؛ وابن ماجة (2145) ؛ والحاكم، 2/5 وصححه.(7/135)
8909 - حدثنا بهز، حدثنا شعبة، قال: حبيب بن أبي ثابت أخبرني قال: سمعت أبا وائل يحدث عن قيس بن أبي غرزة. قال: خرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونحن نبيع الرقيق نسمي السماسرة، فقال: ((يامعشر التجار إن بيعكم هذا يخالطه اللغو، والحلف، فشوبوه بصدقة)) أو: ((بشيء من صدقة)) (1) .
8910 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل، عن قيس بن أبي غرزة. قال: كنا نبيع الرقيق في السوقن وكنا نسمى السماسرة، فسمانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأحسن مما كنا نسمي به أنفسنا، فقال: ((يامعشر التجار إن هذا البيع يحضره اللغو، والأيمان، فشوبوه بالصدقة)) (2) .
8911 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن قيس بن أبي غرزة. قال: كنا نسمي على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السماسرة، فمر بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسمانا باسم هو أحسن منه. فقال: ((يامعشر التجار إن هذا البيع يحضره الحلف واللغو، فشوبوه بالصدقة)) (3) .
_________
(1) المسند، 4/6.
(2) المسند، 4/6.
(3) المسند، 4/6.(7/135)
8912 - حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا العوام بن حوشب، حدثني إبراهيم: مولى صخير (1) ، عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينهى عن بيع، فقالوا: يارسول الله إنها معايشنا. قال: فقال: ((لاخلاب إذاً)) . قال: وكنا نسمي السماسرة، فذكر الحديث.
(حديث آخر)
8913 - قال أبو يعلى: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا معاوية بن ميسرة ابن شريح، حدثنا الحكم، عن قيس بن أبي غرزة. قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - برجل يبيع طعاماً، فقالك ((ياصاحب الطعام أسفله مثل أعلاه؟)) قال: نعم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من غش المسلمين فليس منهم)) .
لم يرو له غيره (2) .
ورواه الطبراني عن عبد الله بن أحمد، والحسين بن إسحاق كلاهما: عن عثمان ابن أبي شيبة به (3) .
وطرق الطبراني للحديث الأول طرق كثيرة، عن الأعمش وأبي
وائل (4) .
_________
(1) في الأصل ((صخر)) والتصويب من المراجع.
(2) مسند أبي يعلى، 2/233. وإسناده ضعيف لانقطاعه، فالحكم بن عتيبة لم يدرك قيساً، وقال الهيثمي في المجمع، 4/79: رجاله ثقات.
(3) المعجم الكبير، 18/359.
(4) راجع المعجم الكبير، 18/354-358.(7/136)
1548- (قيس بن قارب الضبي) (1)
8914 - روى له أبو موسى من طريق جعفر بن الزبير، عن القاسم بن أبي أمية، عن قيس بن قارب مرفوعاً: ((لايؤاخذ الله ابن آدم بالذنب أربعين يوماً لكي يستغفر الله)) (2) .
وقد تقدم (3) .
1549- (قيس بن قبيصة) (4)
8915 - ذكره عبدان في الصحابة، وروى من طريق بقية، عن عبد الله: مولى عثمان بن عفان، عن عبد الله بن يحيى الألهاني، عن قيس بن قبيصة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من لم يوص لم يؤذن له في الكلام مع الموتي)) . قالوا: يارسول الله ويتكلمون؟ قال: ((نعم ويتزاورون)) (5) .
* (قيس بن قهدٍ) (6)
قيل: هو جد أبي مريم الغفاري، وقيل: هو قيس بن عمرو بن قهد جد يحيى ابن سعيد الأنصاري المتقدم ذكره (7) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 4/440؛ والإصابة، 3/247.
(2) الحديث ذكره الدارقطني في الأفراد قاله الحافظ، وقال: إسناده ضعيف، الإصابة،
3/247.
(3) راجع مسند فروة بن قيس.
(4) () ... له ترجمة في أسد الغابة، 4/440؛ والإصابة، 3/247.
(5) قال الحافظ ابن حجر: ذكره عبدان المروزي في الصحابة واستدركه أبو موسى، قال ابن حجر: سنده ضعيف؛ الإصابة، 3/247.
(6) ترجم له ابن الأثير، 4/440؛ وابن حجر، 3/247 وقال: قيس بن قهد -بالقاف- الأنصاري. وأشار إلى الخلاف الواقع فيه.
(7) انظر قيس بن عمرو المتقدم آنفاً.(7/137)
1550- (قيس بن كلاب الكلابي اليماني) (1)
8916 - قال أبو نعيم: أخبرنا محمد بن يعقوب في كتابه إليَّ: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.
وحدثنا علي بن هارون، حدثنا موسى بن هارون الحمال، حدثنا أبو عبد الله: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثني سعيد بن بشير القرشي المصري، حدثنا عبد الله بن حكيم الكناني: [رجل من أهل اليمن، عن قيس بن كلاب الكلابي:] سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو على الثنية ينادي الناس ثلاثاً: ((يا أيها الناس، يا أيها الناس، يا أيها الناس إن الله حرم دمائكم، وأموالكم كحرمة هذا اليوم وكحرمة هذا الشهر من السنة. ألا هل بلغت)) (2) .
1551- (قيس بن مالك الأرجي) (3)
8917 - روى أبو نعيم من طريق عبد الرحمن بن صالح العتكي، حدثنا عمرو ابن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى قيس بن مالك الأرجي: ((باسمك اللهم: من محمد رسول الله إلى قيس بن مالك. سلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته: أما بعد ذلك فإني استعملتك على قومك: عربهم، وخمورهم، ومواليهم، وأقطعتك من ذرة نسارٍ مائتي صاعٍ، ومن زبيب خيوان [مائتي] صاع جار لك ذلك ولعقبك من بعدك أبداً أبداً أبداً)) .
_________
(1) له ترجمة في اسد الغابة، 4/442؛ والإصابة، 3/247.
(2) قال الحافظ: وقع لنا حديثه بعلو في المعرفة لابن منده من طريق عبد الحكم وساق الإسناد والحديث بمثله.
(3) ترجم له ابن الأثير، 4/442؛ وابن حجر، 3/248.(7/138)
قال قيس: يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أبداً أبداً ابداً)) أحب إليَّ إني لأرجو أن يبقى عقبي أبداً.
قال عمرو بن يحيى: عربهم أهل البادية، وخمورهم أهل القرى (1) .
_________
(1) الحديث أخرجه ابن منده وأبو نعيم، قال ابن الأثير، 4/442: زاد ابن حجر وأخرج ابن شاهين قصته من طريق المنذر بن محمد عن أبيه عن هشام الكلبي بسنده.(7/139)
1552- (قيس بن مخرمة بن المطلب) (1)
ابن عبد مناف بن قصى القرشي المطلبي، ولد هو ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل، وكان قبل إسلامه إذا صفر عند البيت يسمع صفيره من حراء وكان إسلامه عام الفتح، وأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سهم المؤلفة دون المائة، وحسن إسلامه جداً، وأطعمه من خيبر ثلاثين وسقاً، وقيل: خمسين. حديثه في رابع الشاميين.
8918 - حدثنا يعقوب، حدثنا ابي، [عن ابن إسحاق، قال: فحدثني المطلب ابن عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، عن] أبيه، عن جده: قيس ابن مخرمة، قال: ولدت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل، فنحن لِدان (2) وُلِدْنَا مولداً واحداً (3) .
رواه الترمذي من حديث محمد بن إسحاق، كما تقدم في مسند قُباث بن أشيم (4) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 4/445؛ والإصابة، 3/249.
(2) قال في النهاية، 4/246: أي تربه، وجمع اللدة لدات.
(3) المسند، 4/215 حديث قيس بن مخرمة رضي الله عنه.
(4) أخرجه الترمذي في جامعه: حديث (3698) .(7/139)
* (قيس بن المنتفق) (1)
وصف لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فطلبته بمكة وعرفات حتى انتهيت إليه، وذكر الحديث.
هكذا رواه أبو موسى مختصراً من حديث المغيرة بن عبد الله اليشكري، عن أبيه عنه وفي إسناده اختلاف (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 4/448؛ والإصابة، 3/249.
(2) قال ابن الأثير، 4/448: أخرجه أبو موسى، وقال الحافظ ابن حجر، 3/249. قال أبو موسى: اختلف في اسمه والأشهر أنه لم يسم.(7/140)
1553- (قيس بن النعمان العبدي) (1)
8919 - قال أبو داود: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، [عن] عوف، عن أبي القموص: زيد بن علي: حدثني رجل [كان] من والوفد الذين وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عبد القيس -يحسب عوف أن اسمه قيس بن النعمان-. فقال: لاتشربوا في نقيرن ولا في مزفتٍ، ولا دباء، ولا حنتم، واشربوا في الجلد الموكإ عليه، فإذا اشتد فاكسروه بالماء، فإن أعياكم، فأريقوه)) (2) .
قال ابن الأثير: وروى ابن منده وأبو عمر وأبو نعيم من حديث أبي القموص سمع قيس بن النعمان أنهم أهدوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً من تمر (3) .
ولهم في الصحابة آخر اسمه باسم هذا وليس به، وهو:
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/449؛ وابن حجر، 3/251.
(2) أخرجه أبو داود في السنن: كتاب الأشربة (باب الأوعية) ، 3/331.
(3) أسد الغابة، 4/450.(7/140)
1554- (قيس بن النعمان السكوني) (1)
ويقال العبسي، له وفادة، حديثه في الكوفيين، والبصريين. قاله البخاري. قال أبو نعيم: وروى عنه إياد بن لقيط، وأبو القموص، فجعله الأول، وكذلك قال ابن منده، والصحيح التفرقة بينهما، وهذا حديث واحد غير الأول رواه الطبراني.
8920 - حدثنا محمد بن محمد التمار، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا عبد الله ابن إياد. عن أبيه، عن قيس بن النعمان السكوني. قال: لما انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر يستخفيان بالغار مرا بعبد يرعى، فاستسقياه من اللبن، فقال: والله مالي شاة تحلب غير هذه عناق حملت أول الشتاء، وما لها لبن، وقد أخدجت. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إيتني بها)) فدعا لها بالبركة ثم حلب عُسًّا، فسقى أبا بكر، ثم حلب آخر فسقى الراعي، ثم حلب فشرب، فقال له: تالله مارأيت مثلك، فمن أنت؟.
قال: ((إن أخبرتك تكتم عليَّ؟)) قال: نعم. قال: ((أنا محمد رسول الله)) . قال: أنت الذي تزعم قريش أنك صابئُ؟ قال: ((إنهم يقولون ذلك)) .
قال: فإني أشهد أنك رسول الله وأنه لايقدر على مافعلت إلا رسول، ثم قال: أتبعك؟ فقال: ((اما اليوم فلا، ولكن إذا سمعت أنا قد ظهرنا فائتينا)) .
قال: فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدما ظهر بالمدينة (2) .
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/449؛ وابن حجر، 3/250.
(2) الحديث عند الطبراني في الكبير، 18/343. قال الهيثمي في المجمع، 8/313: رجاله رجال الصحيح. وقال الحافظ في الإصابة، 3/250: أخرجه الطبراني ونسده صحيح.(7/141)
ورواه أبو نعيم من طريق عاصم بن علي، عن عبد الله بن إياد به.(7/142)
1555- (قيس بن يزيد -أو زيد- الجهني) (1)
8921 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن نوح بن حرب العسكري، حدثنا يحيى بن يزيد الأهوازي، حدثنا عامر بن مدرك، حدثنا جرير بن أيوب، عن الشعبي، عن قيس بن يزيد الجهني، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من صام يوماً تطوعاً غرست له شجرة في الجنة ثمرها أصغر من الرمان، وأصح من التفاح، وعذوبته كعذوبة الشهد، وحلاوته كحلاوة العسل، يطعم الله منه الصائم يوم القيامة)) .
رواه مسلم بن علي عن عبد الله بن رجاء، عن جرير بن أيوب مختصراً (2) .
1556- (قيس الجذامي) (3)
مختلف في صحبته.
8922 - حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي، حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن قيس الجذامي -رجل كانت له صحبة-. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يعطي الشهيد ست خصال عند أول قطرة من دمه:
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 4/451؛ والإصابة، 3/238، وقال: قيس بن زيد، ويقال: يزيد الجهني.
(2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، 18/365. قال الهيثمي في المجمع، 3/183: فيه يحيى الأهوازي لايعرف، وقال ابن حجر في الإصابة: جرير بن أيوب أحد الضعفاء.
(3) ترجم له الحافظ في الإصابة، 3/252. وقال: ذكره البخاري في الصحابة.(7/142)
يكفر عنه كل خطيئة، ويرى مقعده من الجنة، ويزوج من الحور العين، ويؤمن من الفزع الأكبر ومن عذاب القبر، ويحلى حلة الإيمان)) (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 4/200 حديث قيس الجزامي رضي الله عنه.(7/143)
1557- (قيس: أبو ثابتٍ) (1)
جد عدي بن ثابت، وقيل هو قيس بن دينار.
8923 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا زكريا بن يحيى الواسطي، حدثنا شريك.
ثم من غير وجه، عن شريك، عن أبي اليقظان: عثمان بن عمير، عن عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((البصاق، والمخاط، والعطاس، والنعاس، والتثاؤب، والرعاف، والحيض في الصلاة من الشيطان)) (2) .
* (قيس: أبو جبيرة بن الضحاك) (3)
قال: فينا نزلت: {وَلاتَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ} (4) .
ذكره أبو عمر مختصرا، وفي إسناده اضطراب (5) .
_________
(1) له ترجمة عند ابن الأثير، 4/413، وقال: اختلف في اسم جد عدي بن ثابت فقيل: قيس، وقال الترمذي: سألت محمداً -يعني البخاري- عن اسم جد عدي بن ثابت، فلم يعرفه، فذكرت له قول ابن معين أن اسمه دينار فلم يعبأ به، وقال الحسن بن سفيان وفطين: اسمه قيس. وانظر الإصابة، 3/236.
(2) لم أجده.
(3) له ترجمة في الإستيعاب، 3/230؛ وأسد الغابة، 4/414.
(4) سورة الحجرات، آية 11.
(5) الاستيعاب، 3/230.(7/143)
1558- (قيس: أبو غنيم) (1)
سكن البصرة.
8924 - روى أبو نعيم من طريق شعبة، عن عاصم الأحول، عن غنيم بن قيس. قال: سمعت من أبي كلمات قالهن يرثى بهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
ألا لي الويل على محمد ... قد كنت في حياته بمقعد
... أبيت ليلي آمناً إلى الغد (2)
1559- (قيس: أبو محمد) (3)
8925 - روى أبو نعيم من طريق ابن جريج، عن أبيه، عن عثمان بن محمد ابن قيس -لعله عن أبيه-. قال: رأى أبي في يدي سوطاً لا علاقة له فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل: ((أحسن علاقة سوطك، فإن الله جميل يحب الجمال)) (4) .
* (قيس: أبو يعيش)
هو قيس بن طخفة تقدم (5) .
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/439؛ وابن حجر، 3/253.
(2) أسد الغابة، 4/439.
(3) ترجم له ابن الأثير: 4/444؛ وابن حجر في الإصابة، 3/253.
(4) أخرجه الطبراني في الكبير، 18/366، وقال في المجمع، 5/134: فيه من لم أعرفهم.
(5) انظر: طخفة فيما تقدم، وراجع أيضاً قيس بن طخفة.(7/144)
1560- (قيس التميمي) (1)
8926 - قال: رأيت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوباً أصفر، ورأيته يسلم على نساءٍ.
كذا رأيته بخط أبي نعيم.
وفي كتاب غيره: ورأيته يسلم على نساءٍ.
وقد روى أبو نعيم من حديث طلق بن غثام، عن قيس بن الربيع، عن جابر، عن مغيرة بن شبل عنه. والله اعلم (2) .
آخر حرف القاف ولله الحمد
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/414؛ وابن حجر في الإصابة، 3/252 وقال: ذكره البغوي في الصحابة.
(2) الحديث أخرجه البغوي في معجم الصحابة، عن طريق قيس بن الربيع عنه، وقال: تفرد به قيس ابن الربيع، قال ابن حجر، 3/252. قلت: هو وشيخه ضعيفان. ونقل عن ابن السكن أنه قال: حديثه مخرج عن جابر الجعفي ولم يثبت.(7/145)
حرف الكاف
* (كُبَيسُ بن هوذة) (1)
أحد بني الحارث بن سدوس.
أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبايعه وكتب له كتاباً.
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/457؛ وابن حجر في الإصابة، 3/270 وضبطه بموحدة ومهملة
مصغراً.(7/147)
8927 - رواه سيف بن عمر، عن عبد الله بن شبرمة، عن إياد بن لقيط عنه (1) .
(من اسمه كثير ممن روى من الصحابة)
1561- (كثير بن السائب) (2)
8928 - قال حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي، عن محمد بن كعب،
عن عمارة بن خزيمة، عن كثير بن السائب، قال:
_________
(1) الحديث أخرجه ابن شاهين وابن منده من طريق سيف بن عمر به، أشار إلى ذلك ابن حجر
في الإصابة، ونقل عن ابن منده أنه قال: غريب من حديث ابن شبرمة، لم يثبت إلا من هذا
الوجه.
(2) له ترجمة في أسد الغابة، 4/458؛ وابن حجر في الإصابة، 3/270 ونسبه قرظياً.(7/147)
عرضنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يوم حنين -وقال أبو نعيم: يوم قريظة- فمن كان محتلماً، أو نبتت عانته قتل
ومن لا ترك.
رواه أبو نعيم، ومنهم من لم يذكر محمد بن كعب في الإسناد، ومنهم لايذكر محمد بن كعب، ولايذكر عمارة بن خزيمة، فالله أعلم (1) .
* (كثير بن سعد العبدي) (2)
يعد في الكوفيين.
_________
(1) الحديث أخرجه ابن شاهين وابن منده وأبو نعيم في الصحابة، قال الحافظ ابن حجر في الإصابة، 3/270: إسناده حسن.
(2) ترجم له ابن الأثير، 4/459؛ وابن حجر، 3/271 ونقل عن عبدان حديثاً فيه أن كثيراً قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال عبدان: هذا إسناد مجهول.(7/148)
1562- (كثير بن شهاب الحارثي) (1)
في صحبته نظر، وهو الذي قتل جالينوس الفارسي يوم القادسية، وقيل بل قتله زهرة بن حوية.
8929 - روى ابن منده من طريق أحمد بن عمار بن خالد، عن حفص بن غياث، عن أبيه، عن الأعمش، عن عثمان بن قيس، عن أبيه، عن عدي بن حاتم، عن كثير بن شهاب: أنهم قالوا: يارسول الله [ولاة يكونون علينا] لانسألك عن طاعة من اتقى الله
_________
(1) ذكره ابن الأثير، 4/459 وقال: في صحبته نظر، وكذا قال ابن عبد البر، وقال أبو حاتم والعجلي: تابعي، وقال ابن عساكر: يقال إن له صحبة، وأخرج من طريق جرير، عن حمزة الزيات قال: كتب عمر إلى كثير بن شهاب ... قال ابن حجر: ومما يقوي أن له صحابة، ماتقدم أنهم ماكانوا يؤمرون إلا الصحابة. الإصابة، 3/271.(7/148)
[وأصلح] إنما نسألك عمن فعل وفعلن يعني من الشر. فقال: ((اتقوا الله واسمعوا وأطيعوا)) (1) .
وقد رواه الطبراني عن أبي زرعة، وعلي بن عبد العزيز، والحسن بن سفيان، عن أبي شيبة بن عبد الله كلهم: عن [عمر بن] حفص بن غياث به، من غير ذكر كثير ابن شهاب فالله أعلم، قال أبو نعيم: وهو الصحيح (2) .
_________
(1) أسد الغابة، 4/459.
(2) الإصابة، 3/271.(7/149)
1563- (كثير بن العباس بن عبد المطلب) (1)
أبو تمام. أمه أم ولد رومية ويقال: حميرية، وكان من الفقهاء الفضلاء، ويكفيه أنه ابن عمر سيد الأنبياء عليه أفضل الصلاة والسلام، من رب السماء.
8930 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا عبد الوارث بن إبراهيم العسكري، حدثنا أبو الربيع المازني، حدثنا الحسن بن عنبسة، حدثنا علي بن هاشم، عن الصباح بن يحيى، عن يزيد بن أبي زياد، عن العباس بن كثير بن العباس، عن أبيه. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجمعنا أنا وعبد الله، وعبيد الله، وقثم فيفرج يديه هكذا، فيمد باعه، ويقول: ((من سبق إليَّ فله كذا وكذا)) (2) .
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/460؛ وابن حجر في الإصابة، 3/292؛ ونقل عن ابن السكن أنه قال: أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو صغير ولم يصح سماعه منه، وذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من الصحابة وقال: لم يبلغنا أنه روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئاً، وقال الدارقطني: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مراسيل.
(2) أسد الغابة، 4/460، وقال الحافظ ابن حجر، 3/293: وخالفه يعني الصباح جرير بن عبد الحميد، فقال: عن يزيد بن عبد الله بن الحارث قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر الحديث. قال ابن حجر: وهذا أقوى من رواية صباح.(7/149)
* (كثير بن قيس) (1)
مرفوعاً: ((من سلك طريقاً يبتغي علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة)) .
صوابه أنه رواه عن أبي الدرداء مرفوعاً في جملة حديث طويل (2) .
_________
(1) تابعي، ليس بصحابي، ووهم ابن قانع حين روى الحديث عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - متصلاً.
(2) الحديث أخرجه أبو داود في السنن، كتاب العلم (باب الحث على طلب العلم) : حديث (3641) من طريق كثير بن قيس عن أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعاً. فالحديث حديث أبي الدرداء.(7/150)
1564- (كثير بن أبي كثير الأزدي) (1)
سكن مصر، قاله ابن يونس.
8931 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو عمر بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا حرملة، حدثنا ابن وهب، سمعت حيوة بن شريح التجيبي، سألت عقبة بن مسلم التجيبي، عن الوضوء مما مست النار، فقال: سمعت كثيراً -وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضع له طعام، فأكلنا، ثم أقيمت الصلاة، فقمنا فصلينا، ولم نتوضأ. إسناد حسن جيد (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 4/457؛ والإصابة، 3/272 وقال: كثير، غير منسوب. ونقل عن ابن السكن أنه قال: رجل من الصحابة، يقال أنه من الأنصار. وقال ابن عبد البر: هو أزدي.
(2) أسد الغابة، 4/457؛ وقال ابن حجر، 3/272: وذكر ابن يونس أنه معلول كأنه أشار إلى الاختلاف فيه على عقبة بن مسلم.(7/150)
1565- (كثير بن مرة) (1)
8932 - ذكره عبدان في الصحابة، وقال: حدثنا قتيبة، حدثنا الليث،
عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهدية، عن كثير بن مرة، قال: قال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: ((السلطان ظل الله في الأرض، يأوي إليه كل مظلوم من عباده، فإن
عدل كان له الأجر، وعلى الرعية الشكر، وإن جار كان عليه الإصر، وعلى الرعية الصبر.
وإذا جارت الولاة قحطت السماء، وإذا منعت الزكاة هلكت المواشي، وإذا ظهر الزنا ظهرت المسكنة، وإذا أخصرت الذمة أذيل العدو)) .
قال الحافظ أبو موسى: هذا حديث مرسل، وكثير بن مرة لم يذكره أحد في الصحابة سوى عبدان.
قلت: هو كثير بن مرة الحضرمي، ويقال: الحضرمي أبو شجرة الرهاوي، ثم الحمصي روى عن عمر، ومن بعده من أكابر الصحابة، وغيرهم، وقال له عوف بن مالك: إني لأراك رجلاً صالحاً. ووافقه غير واحد من الأئمة رحمهم الله (2) .
1566- (كثير الهاشمي) (3)
((كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى المكتوبة [وأراد أن يصلي بعدها] تياسر وصلى مابدا له، ويأمر أصحابه بذلك)) .
8933 - رواه أبو نعيم من حديث بكر بن كليب، عن جعفر بن كثير، عن أبيه به، قال أبو نعيم: وكثير هذا هو كثير بن العباس
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 4/461.
(2) انظر أسد الغابة، 4/462.
(3) ذكره ابن الأثير في أسد الغابة، 4/462.(7/151)
المتقدم ذكره، وإنما أفرده بعض المتأخرين -يعني ابن منده- (1) .
* (كدن بن عبدٍ، أو عبيد العتكي) (2)
ويقال العكي، والصحيح الأول. سكن فلسطين.
_________
(1) نقل هذا ابن الأثير.
(2) له ترجمة في أسد الغابة، 4/462؛ والإصابة، 3/272، وضبطه الحافظ (كدن) بفتح اوله وثانيه وبنون، قال: كذا رايته بخط السلفي، ويقال: بضم أوله وسكون ثانيه وآخره راء كذا رأيت بخط المنذري والأولى أولى.(7/152)
8934 - قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اليمن، فبايعته وأسلمت على يديه.
رواه أبو نعيم من طريق محمد بن فهر بن جميل بن أبي كريم من أهل يافا عن أمية ولفاف ابني الفضل بن أبي كرم بن كدن عن أبيهما، حدثنا عن لفاف عن ابي كدن بن عبد. فذكره (1) .
1567- (كدير بن قتادة الضبي) (2)
سكن الكوفة، مختلف في صحبته.
8935 - قال أبو داود الطيالسي في مسنده، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عنه قال: أتى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يارسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة. قال: ((قل العدل، وأعط الفضل)) . قال: فإن لم أطق ذاك؟ قال: ((فأطعم الطعام، وأفش السلام)) . قال: فإن لم أطق ذاك؟ قال: ((هل لك من إبل؟)) قال: [نعم. قال:] ((فأنظر بعيراً من إبلك، وسقاءً وانظر أهل بيت لايشربون الماء إلا عباً فاسقهم،
_________
(1) الحديث أخرجه الطبراني في الكبير، 19/197، وقال الحافظ في اللسان، 1/468، قال العلائي: أية ولفاف، لايعرفان.
(2) له ترجمة عند ابن الأثير، 4/462؛ وابن حجر، 3/272 وضبطه (كدير) بالتصغير.(7/152)
فإنك لعلك لاتنفق بعيركن ولاتخرق سقاءك حتى تجب لك الجنة)) (1) .
قال أبو نعيم: وكذلك رواه زهير وسفيان الثوري، وفطر بن خليفة، ومعمر وآخرون عن أبي إسحاق عنه به.
* (كردم بن أبي السنابل الأنصاري)
ويقال: الثقفي يأتي في الجزء الرابع والخمسين إن شاء الله تعالى.
_________
(1) مسند الطيالسي، 194.(7/153)
رب يسر(7/154)
1568- (كردم بن أبي السائب الأنصاري) (1)
ويقال الثقفي.
8936 - روى الطبراني، وأبو نعيم من طريق القاسم بن مالك المزني، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبيه، عن كردم بن السائب. قال: انطلقت مع أبي إلى المدينة في حاجة لنا فآونا المبيت إلى راعي غنم، فلما كان نصف الليل جاء الذئب، فأخذ حملاً من غنمه، فوثب الراعي، فقال: ياعامر الوادي جارك. فنادى منادٍ لانراه: أرسله ياسرحان، فإذا الحمل يشتد حتى دخل في الغنم، ولم تصبه كدمة، وأنزل الله على نبيه بمكة: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} (2) .
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/464؛ وابن حجر، 3/273.
(2) سورة الجن، آية6. والحديث مخرج عند الطبراني في الكبير، 19/191؛ قال الهيثمي في المجمع، 7/129: فيه عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي وهو ضعيف.(7/154)
1569- (كردم - أو كردمة - بن سفيان: أبو ميمونة الثقفي) (1)
حجازي، حديثه في أول المكيين، وحادي عشر الأنصار.
8937 - حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا عبد الحميد بن جعفرن عن عمرو بن شعيب، عن إبنه كردمة، عن أبيها: أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: إني نذرت أن [أنحر] ثلاثة من غبلي، فقال: ((إن كان على جمع من جمع الجاهلية، أو على عيد من أعياد الجاهلية، أو على وثن، فلا، وإن كان غير ذلك، فاقض نذرك)) ، فقال: يارسول الله، إن على أُمِّ هذه الجارية مشيا أفأمشي عنها؟ قال: ((نعم)) (2) . تفرد به.
8938 - حدثنا عبد الصمد، حدثني أبو الحويرث: حفص من ولد عثمان بن أبي العاص، حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب، عن ميمونة بنت كردم، عن كردم بن سفيان: أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نذر نذره في الجاهلية. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ألوثن؟ أو لنصبٍ؟)) قال: لا ولكن لله، قال: ((فأوف لله ماجعلت له. انحر على بوانة وأوف نذرك)) (3) . تفرد به.
1570- (كردم بن قيس الخشني) (4)
قال أبو نعيم: فرق بينه وبين الأول الطبراني، وأبو حاتم الرازي.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 4/465؛ والإصابة، 3/273 وفرقوا بينه وبين كردم بن قيس الخشني الآتي بعده. وقال ابن منده: أراهما واحد لأن حديثهما بلفظ واحد، قال ابن حجر: والمغايرة أوضح.
(2) المسند، 4/64.
(3) المسند، 3/419.
(4) انظر ترجمة كردم بن سفيان المتقدمة آنفاً.(7/155)
8939 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، عن إبراهيم بن عمرو، قال: سمعت كردم بن قيس يقول: خرجت أنا وابن عم لي يقال له: أبو ثعلبة في يوم حار ولي حذاء، ولا حذاء له. فقال: أعطني نعلك، فقلت: لا إلا أن تزوجني ابنتك. فقال: أعطني، فقد زوجتكها. فلما انصرفنا بعث إليَّ بنعلي، وقال: لا زوجة لك عندي، فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((دعها فلا خير لك فيها)) ؛ فقلت: يانبي الله إني نذرت لأنحرن ذوداً من إبلي بمكان كذا وكذا، فقال: ((على عيد من أعياد الجاهلية، أو على قطيعة رحم، أو على ما لا تملك؟)) فقلت: لا. فقال: ((أوف بنذرك لا نذر في قطيعة رحم، ولا فيما لايملك)) (1) .
1571- (كردوس بن عمرو، وقيل ابن كردوس) (2)
ذكره الحسن بن سفيان، وابن أبي داود في الصحابة، قال أبو نعيم: وخالفهما غيرهما.
قال شقيق بن سلمة: أبو وائل عن كردوس، قال: فيما أنزل الله، وفي رواية: كنت أقرأ في الإنجيل: إن الله ليبتلي العبد، وهو يحبه فيسمع صوته.
وفي رواية: إن الله ليصيب العبد بالأمر يكرهه إنه ليمتحنه لينظر كيف تضرعه (3) .
_________
(1) أسد الغابة، 4/465؛ والحديث فيه نقلاً عن أبي نعيم.
(2) له ترجمة عند ابن الأثير، 4/465؛ وابن حجر، 3/273، وقال: غير منسوب.
(3) ذكره ابن الأثير في أسد الغابة، 4/466.(7/156)
8940 - وقال أبو نعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا أحمد بن سنان: أبو عباد المقرى ابن أخت حماد بن سلمة، حدثنا المفضل بن فضالة القتباني، عن عيسى بن إبراهيم القرشي، عن سلمة بن سليمان الجزري، عن مروان بن سالم، عن ابن كردوس، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أحيا ليلة العيد، وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب)) .
كذا نقلته من خط أبي نعيم، ورايت في نسخة معتمدة في أسماء الصحابة: عن شداد بن سالم. فالله أعلم (1) .
ثم قال الحافظ أبو موسى:
* (كردوس آخر) (2)
أورده ابن شاهين في الصحابة، وقال:
8941 - حدثنا علي بن محمد أيوب الرقي بصور، حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا وهب بن حرير، عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرةن عن كردوس: رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لأن أجلس هذا المجلس أحب إلىَّ من أن أعتق أربع رقاب)) يعني مجلس الذكر.
_________
(1) قال ابن الأثير، 4/466: أخرجه ابن منده وأبو نعيم، قال الحافظ في الإصابة، 3/274: وذكره عبدان المروزي وابن شاهين والحسن بن سفيان ثم ذكر أن في إسناده مروان بن سالم وهو متروك منهم بالكذب.
(2) ذكره ابن الأثير، 4/466. فذكر اثنين كل منهما يسمى بكردوس سوى كردوس بن عمر المتقدم، وأما الحافظ ابن حجر فذكر كردوس غير منسوب وكردوس بن عمرو وذكر أن له إدراكاً.
وقال: وخلطه بكردوس الذي روى حديثه مروان بن سالم وفرق بينهما أبو موسى فأصاب، وأنكر عليه ابن الأثير فلم يصب، فإنهم غيران. الإصابة، 3/295.(7/157)
وقد رواه علي بن الجعد، عن شعبة، عن عبد الملك، عن كردوس عن رجل من الصحابة قوله. قال أبو موسى: وهو أصح (1) .
_________
(1) أخرجه أبو موسى المديني أشار إلى ذلك ابن الأثير، 4/467.(7/158)
1572- (كرز أو كريز بن أسامة) (1)
ويقال ابن سامة، وصحفه بعضهم، فقال: ابن سلمة، وإنما هو ابن سامة، وهو من بني عامر بن صعصعة، كانت وفادته مع النابغة الجعدي.
8942 - قال أبو بكر بن [أبي] عاصم، حدثنا عمر بن بشر: أبو حفص، حدثنا يحيى بن راشد، عن الرحال بن المنذر، حدثنا أبي عن أبيه، [عن] كرز، قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: العن بني عامر، فقال: ((لم أُبْعَثُ لَعَّاناً)) وقال: ((اللهم اهد بني عامر)) ثلاثاً (2) .
وبه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عقد راية لبني سليم حمراء (3) .
1573 - (كرز بن علقمة بن هلال) (4)
ابن جريبة بن عبد نهم بن حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو لحي وعمرو بن لحي ينسب إليه كل خزاعي.
كذا نسبه الزهري، وقال عروة: كرز بن حبيش.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 4/467؛ والإصابة، 3/277 وقال: كريز، ونقل عن أبي نعيم أنه قال: بالتصغير أكثر.
(2) ومن طريق ابن أبي عاصم أخرجه ابن الأثير بإسناده عنه، 4/467.
(3) أخرجه أبو نعيم وأشار إلى ذلك الحافظ وقال: الرحال، لايعرف حاله، ولاحال أبيه، ولا جده، الإصابة، 3/277.
(4) ترجم له ابن الأثير، 4/469؛ وابن حجر، 3/275.(7/158)
حديثه في ثالث المكيين. أسلم عام الفتح، وعمر عمراً طويلاً، وهو [الذي] نصب أنصاب الحرم في أيام معاوية.(7/159)
8943 - حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن كرز بن علقمة الخزاعي، قال: قال رجل: يارسول الله هل للإسلام من منتهى؟ قال: ((أيما أهل بيت)) -وقال في موضع آخر. قال: نعم- ((أيما أهل بيت من العرب أو العجم أراد الله بهم خيراً أدخل عليهم الإسلام)) .
قال: ثم مه؟ قال: ((ثم تقع الفتن كأنها الظلل)) ، قال: كلا والله إن شاء الله. قال: ((بلى والذي نفسي بيده، ثم تعودون فيها أساور صُبًّا يضرب بعضكم رقاب بعض)) (1) . تفرد به.
8944 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن كرز بن علقمة الخزاعي، قال: قال أعرابي يارسول الله هل للإسلام منتهى؟ قال: ((نعم أيما أهل بيت من العرب أو العجم أراد الله بهم خيراً أدخل عليهم الإسلام)) ، قال: ثم ماذا يارسول الله؟ قال: ((تقع فتن كأنها الظلل)) . قال: فقال الأعرابي: كلا يارسول الله. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((بلى والذي نفسي بيده لتعودن فيها أساود صباً يضرب بعضكم رقاب بعض)) (2) . تفرد به.
8945 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعين، حدثني [عبد الواحد] بن قيس، حدثني عروة بن الزبير، عن كرز الخزاعي، قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعرابي، فقال: يارسول الله هل لهذا الأمر [من] منتهى؟ قال: ((نعم فمن أراد الله به خيراً من أعجم أو عربي
_________
(1) المسند، 3/477 وحديث كرز بن علقمة رضي الله عنه.
(2) المسند، 3/477.(7/159)
أدخله عليهم، ثم تقع فتن كالظلل يعودون فيها أساود صبا يضرب بعضكم رقاب بعض، فأفضل الناس يومئذ مؤمن معتزل في شعب من الشعاب يتقي ربه ويدع الناس من شره)) .
وحدثني محمد بن مصعب القرقساني بمثل حديث أبي المغيرة، إلا أنه قال: كرز ابن حبيش الخزاعي (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 3/477.(7/160)
1574- (كرز التميمي) (1)
غير منسوب، ذكره أبو حاتم والحضرمي في الصحابة.
8946 - روى أبو نعيم من طريق نافع بن عمر: حدثني رجل من ولد بديل ابن ورقاء، حدثتني بنت كرز، عن أبيها. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى وراء هذه الصخرة يوم الحديبية، وخلفه صفان قد سدا مابين الجبلين (2) .
قال نافع: ورأيت الناس في غمارة مصعب يضربون حتى يصلوا الصفوف.
1575- (كريب: مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (3)
أنه قال: ((بخ بخ لخمس ماأثقلهن في الميزان، وأهونهن على اللسان: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، [والله أكبر] ، والولد الصالح يموت فيحتسبه والداه)) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 4/467؛ والإصابة، 3/276.
(2) الحديث أخرجه ابن شاهين وابن منده وابن أبي عاصم أشار إلى ذلك الحافظ في الإصابة، 3/276.
(3) ذكره ابن الأثير في أسد الغابة، 4/471؛ وابن حجر في الإصابة، 3/303. وقال: ذكره عبدان المروزي في الصحابة وهو خطأ نشأ عن تصحيف وإنما هو حريب أبو سلمى الراعي.(7/160)
8947 - رواه أبو موسى من طريق عبدان: حدثنا محمد بن الليث، حدثنا سعيد ابن عامر، حدثنا أبان بن يزيد، عن يحيى بن [أبي] كثير، عن زيد أبي سلام عنه.
* (كريز بن أسامة)
هو كرز بن أسامة أو ابن سامة المتقدم (1) .
* (كريم بن جزيٍّ) (2)
في أكل هوام الأرض.
قال أبو نعيم: هذا تصحيف إنما هو خزيمة بن جزيٍّ كما تقدم في حرف الخاء (3) .
* (كشذ الجهني) (4)
قال ابن منده: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وروى حديثه الواقدي، عن عبد العزيز بن عمران، عن واقد بن عبد الله عنه إن كان محفوظاً، ولم يزد على هذا (5) .
_________
(1) انظرترجمة كرز بن سامة المتقدمة آنفاً.
(2) ترجم له ابن الأثير، 4/472 وقال: في إسناد حديثه نظر ورواه جماعة عن ابن إسحاق، عن خزيمة بن جزي وهو الصواب.
(3) راجع حرف الخاء ترجمة (خزيمة) .
(4) ترجم له ابن الأثير، 4/473؛ وابن حجر في الإصابة، 3/277 غير أنه هناك كسد - بمهملتين.
(5) الحديث في الإصابة، 3/278 من طريق ابن شبه مطولاً؛ قال ابن حجر: راويه ابن شبه من غير طريق الواقدي.(7/161)
(من اسمه كعب)(7/162)
1576- (كعب بن الخزرج) (1)
8948 - قال صحبني الحكم بن أبي الحكم في غزوة تبوك مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان نعم الصاحب، رواه ابن منده، وأبو نعيم من حديث محمد بن ميمون بن كعب ابن الخزرج، عن أبيه، عن جده (2) .
1577- (كعب بن زهير بن أبي سلمة الشاعر) (3)
ناظم: بانت سعاد، واسم أبي سلمة: ربيعة بن رياح بن قرط بن الحارث بن مازن بن [خلاوة بن] ثعلبة بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أُدِّ بن طابخة المزني، أخو بجير بن أبي سلمة أسلم بعد الفتح، وكان أخوه بجير قد أسلم قبله. وأبوه زهير بن أبي سلمى أحد شعراء الجاهلية، وله المعلقة المشهورة به، وقد مات قبل البعثة بسنةٍ، وقصته مبسوطة في الذي رواه عنه أبو نعيم -رحمه الله تعالى- حيث قال:
8949 - حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو بكر بن أبي عاصم، حدثنا أبو زكريا: يحيى بن عمر بن جريج، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا الحجاج ابن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير بن أبي سلمى، عن أبيه، عن جده. قال: خرج كعب
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/475؛ وابن حجر، 3/278.
(2) أسد الغابة، 4/475؛ وقال: أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابن حجر: محمد بن ميمون مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات
(3) ترجمته في أسد الغابة، 4/475؛ والإصابة، 3/279، وقال: سلمى -بضم أوله- الشاعر المشهور.(7/162)
وبجير ابنا زهير حتى أتيا أبرق العزاف، فقال بجير: اثبت في غنمنا في هذا المكان، حتى آتى هذا الرجل -يعني- رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعرض عليه الإسلام، فأسلم، فبلغ ذلك كعباً فقال:
... ألا أبلغا عني بجيراً رسالةً
... ... على أي شيء -ويب غيرك - دَلَّكَا
على خلق لم تلف أُمًّا ولا أبا ... عليه ولم تدرك عليه أخاً لكا
سقاك أبو بكر بكأسٍ رويةٍ ... وأنهلك المأمور منها وعلكا
قال: فلما بلغت أبياته هذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غضب، وأهدر دمه، وقال: ((من لقي كعباً فليقتله)) .
فكتب بجير بذلك إلى أخيه، وقال له: النجاء. النجاء. وما أظنك أن تفلت. ثم كتب إليه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لايأتيه أحد يشهد أن لاإله إلا الله، وأن محمداً رسول الله إلا قبل منه، واسقط ماكان قبل ذلك، فإذا أتاك كتابي هذا [فأقبل] فأسلم.
قال: فأسلم كعب، وقال قصيدته التي مدح فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقبل حتى أناخ راحلته بباب المسجد، ودخل، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه مكان المائدة [من القوم] وهم حوله متحلقين: يقبل على هؤلاء مرةً فيحدثهم، وإلى هؤلاء مرةً فيحدثهم.
قال كعب: فعرفته بالصفة، فتخطيت فجلست إليه، وأسلمت، وقلت: الأمان يارسول الله، فقال: ((ومن أنت؟)) . قلت: كعب بن زهير. فقال: ((أنت الذي تقول)) والتفت إلى أبي بكر، وقال: ((كيفظ)) . قال: فأنشد أبو بكر الأبيات إلى قوله:
وأنهلك المأمور منها وعلكا(7/163)
فقال: إنما قلت: المامون منها وعلكا، فقال: ((مأمون والله)) . وأنشد كعب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قصيدته:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... إلى آخرها (1) .
قلت: قد ذكرتها بطولها وزوائدها في كتاب السيرة، ولله الحمد (2) .
_________
(1) أسد الغابة، 4/475؛ وذكر الطبراني في المعجم، 19/176 هذه الرواية من طريق أبي إسحاق.
(2) انظر: البداية والنهاية للمصنف.(7/164)
1578- (كعب بن زيد، أو زيد بن كعب) (1)
والمشهور الأول: أنه كعب بن زيد بن قيس بن مالك بن كعب بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري النجاري، وهو ممن شهد بدراً. قاله الزهري، وابن إسحاق. وزاد الكلبي والواقدي: وقتل يوم الخندق، وفيهم من فرق بينه وبين الراوي لحديث الغفارية.
8950 - حدثنا القاسم بن مالك المزني: أبو جعفر، أخبرني جميل بن زيد، قال: صحبت شيخاً من الأنصار ذكر أنه كانت له صحبة، يقال له كعب بن زيد، أو زيد ابن كعب، فحدثني: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج إمرأة من بني غفار، فلما دخل عليها، فوضع ثوبه وقعد على الفراش أبصر بكشحها بياضاً، فانحاز عن الفراش، ثم قال: ((خذي عليك ثيابك)) ، ولم يأخذ مما أتاها شيئاً، تفرد به (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 4/477؛ والإصابة، 3/280.
(2) المسند، 3/493.(7/164)
1579- (كعب بن عاصم الأشعري) (1)
والصحيح أنه غير أبي مالك الذي يروي عنه عبد الرحمن بن غنم، والشاميون، لأن هذا مشهور بإسمه، ولايعرف له كنية، وذاك مشهور بكنيته، ومختلف في اسمه على أقوال، وإن كانا واحداً قيل فيه: إنه كعب بن عاصم، وقيل: عمرو بن عاصم، كما سيأتي في الكنى. وقد ادعى أبو عمرو الإجماع على أن اسم أبي مالك كعب بن عاصم.
قال ابن الأثير: وليس كما قال (2) .
حديثه في ثالث عشر الأنصار.
8951 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن صفوان بن عبد الله، عن أم الدرداء، عن كعب بن عاصم الأشعري -وكان من أصحاب السقيفة-. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ليس من امبر امصيام في امسقر)) (3) .
8952 - حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: حدثنا ابن جريج، حدثني ابن شهاب: أن صفوان بن عبد الله بن صفوان حدثه، عن أم الدرداء، عن كعب الأشعري.
قال ابن بكر: ابن عاصم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ليس من البر الصيام في السفر)) (4) .
8953 - حدثنا سفيان، عن الزهري، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان، عن أم الدرداء، عن كعب بن عاصم الأشعري: أن
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/480 وابن حجر.
(2) أسد الغابة، 4/480.
(3) المسند، 5/434 حديث كعب بن عاصم الأشعري رضي الله عنه.
(4) المسند، 5/434.(7/165)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ليس من البر الصيام في السفر)) (1) .
رواه النسائي عن إسحاق بن إبراهيم، وابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن الصباح، كلهم: عن سفيان بن عيينة به (2) .
_________
(1) المصدر السابق.
(2) أخرجه النسائي في السنن، 4/174؛ وابن ماجة في السنن: حديث (1664) ؛ والطحاوي في شرح المعاني، 2/63؛ والحاكم في المستدرك، 1/433 وصححه.(7/166)
1580- (كعب بن عجرة بن أمية بن عدي) (1)
ابن عبيد بن الحارث بن عمرو بن عوف بن غنم بن سواد بن مرى بن إراشة ابن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلى البلوى حليف بني الخزرج من الأنصار. قاله ابن الكلبي.
وقال الواقدي: هو انصاري، توفي سنة ثنتين، أو ثلاث وخمسين، وقد قارب الثمانين. حديثه في أول لكوفيين.
8954 - حدثنا قران بن تمام [أبو تمام] الأسدي، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن كعب بن عجرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا توضات فأحسنت وضوءك، ثم خرجت عامداً إلى المسجد، فلا تشبكن [بين] أصابعك)) .
قال: قران: أراه قال: ((فإنك في صلاة)) (2) .
رواه ابن ماجة من حديث محمد بن عجلان به كذلك (3) .
8955 - حدثنا محمد بن بكر، حدثنا ابن جريج، أخبرني محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن بعض بنى كعب بن
_________
(1) ترجم له ابن الأثير في أسد الغابة، 4/481؛ وابن حجر في الإصابة، 3/281.
(2) المسند، 4/242 حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه.
(3) أخرجه ابن ماجة في كتاب الصلاة، 1/81 عن أبي بكر بن عياش عن محمد بن عجلان به نحوه.(7/166)
عجرة، عن كعب بن عجرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا توضأت فأحسنت وضوءك، ثم عمدت إلى المسجد فأنت في صلاة، فلا تشبك بين أصابعك)) (1) .
ورواه الترمذي عن قتيبة، عن الليث بن سعد، عن محمد بن عجلان به كذلك، ثم قال: وكذلك رواه غير واحد عن محمد بن عجلان كما رواه الليث. قال: ورواه شريك، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً. قال: وليس بمحفوظ (2) .
قال شيخنا: وسيأتي من حديث [أبي] ثمامة عن كعب مثله.
_________
(1) المسند، 4/242.
(2) جامع الترمذي، حديث (384) .(7/167)
8956 - حدثنا يزيد، حدثنا شريك بن عبد الله، عن محمد بن عجلان، عن المقبري، عن كعب بن عجرة. قال: دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد، وقد شبكت بين أصابعي، فقال لي: ((ياكعب إذا كنت في المسجد، فلاتشبك بين أصابعك، فأنت في صلاة، ما انتظرت الصلاة)) (1) .
8957 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدثني أبو حضين، عن الشعبي،
عن عاصم العدوي، عن كعب بن عجرة، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
أو دخل ونحن تسعة، وبيننا وسادة من أدم، فقال: ((إنه سيكون
بعدي أُمراء يكذبون، ويظلمون، فمن دخل عليهم، فصدقهم بكذبهم، أو
أعانهم على ظلمهم فليس مني، ولست منه، وليس بوارد على الحوض، ومن
لم يصدقهم بكذبهم ويعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وهو وارد
على الحوض)) (2) .
_________
(1) المسند، 4/243.
(2) المسند، 4/243.(7/167)
رواه النسائي عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد به.
ورواه الترمذي، والنسائي أيضاً من حديث مسعر كلاهما: عن أبي حصين به وقال الترمذي: حسن صحيح غريب (1) .
ورواه الترمذي أيضاً من حديث سفيان، عن يزيد عن إبراهيم-وليس النخعي-، عن كعب بن عجرة به (2) .
ورواه الترمذي أيضاً عن عبد الله بن أبي زياد، عن عبيد الله بن موسى، عن غالب بن نجيح أبي بشر الكوفي، عن أيوب بن عائذ الطائي، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن كعب بن عجرة به مثله، وقال: حسن غريب من هذا الوجه، وسألت محمداً عنه، فلم يعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى، واستغربه جداً (3) .
_________
(1) أخرجه النسائي في السنن، 7/160؛ والترمذي: حديث (2360) .
(2) أخرجه الترمذي في كتاب الفتن، 4/72.
(3) جامع الترمذي: حديث (609) و (610) .(7/168)
8958 - حدثنا هاشم، حدثنا عيسى بن المسيب البجلي، عن الشعبي، عن كعب بن عجرة. قال: بينما أنا جالس في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسندي ظهورنا إلى قبلة مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سبعة رهط، أربعة موالينا، وثلاثة من عربنا إذ خرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الظهر، حتى انتهى إلينا، فقال: ((مايجلسكم ههنا؟)) فقلنا: يارسول الله ننتظر الصلاة. قال: فأزم (1) قليلاً ثم رفع رأسه، فقال: ((أتدرون مايقول ربكم عز وجل؟)) . قال: فقلنا: الله ورسوله أعلم.
قال: ((فإن ربكم يقول: من صلى الصلاة لوقتها، وحافظ عليها، ولم يضيعها [استخفافاً بحقها] فله على عهد أن أدخله الجنة، ومن لم
_________
(1) أي أمسك عن الكلام. النهاية، 1/46.(7/168)
يصلها لوقتها، ولم يحافظ عليها، وضيعها استخفافاً بحقها فلاعهد له إن شئت عذبته، وإن شئت غفرت له)) (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 4/244.(7/169)
8959 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن عبد الله بن معقل. قال: قعدت إلى كعب بن عجرة وهو في المسجد، فسألته عن هذه الآية {ففِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسًكٍ} . قال: فقال كعب: نزلت فيَّ، كان بي أذى من رأسين فحملت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والقمل يتناثر على وجهي، فقال: ((ماكنت أرى أن الجهد بلغ بك ما أرى. أتجد شاهً؟)) قلت: لا. فنزلت هذه الآية {ففِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسًكٍ} . قال: ((صوم ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين نصف صاع، [نصف صاع] طعام لكل مسكين)) .
قال: فنزلت في خاصة، وهي لكم عامةً (1) .
8960 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، حدثنا عبد الرحمن [بن] الأصبهاني، سمعت عبد الله بن معقل يقول: قعدت إلى كعب في هذا المسجد، فذكر معناه (2) .
8961 - حدثنا بهز، حدثنا شعبة، حدثنا عبد الرحمن [بن] الأصبهاني سمعت عبد الله بن معقل. قال: قعدت إلى كعب بن عجرة في هذا المسجد، فسألته عن هذه الآية، فذكر الحديث. وقال: أطعم ستة مساكين: كل مسكين نصف صاع من طعام (3) .
_________
(1) المسند، 4/242.
(2) المصدر السابق، 4/242.
(3) المسند، 4/242.(7/169)
رواه البخاري عن آدم، وأبي الوليد، عن شعبة به (1) .
ورواه مسلم، والنسائي عن محمد بن المثنى، وبندار (2) .
ورواه ابن ماجة، عن بندار، ومحمد بن الوليد كلهم: عن غندر عن محمد بن شعبة (3) .
ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الله بن نمير، عن زكريا، عن أبي زائدة كلاهما: عن عبد الرحمن الأصبهاني (4) .
ورواه الترمذي عن علي بن حجر، عن هشيم، عن أشعث بن سوار، عن عامر الشعبي كلاهما: عن عبد الله بن معقل، عن كعب بن عجرة به، وقال الترمذي: حسن صحيح (5) .
ورواه أبو داود من طريق عام الشعبي عن كعب بن عجرة به، فذكره (6) .
ورواه مجاهد ومحمد بن كعب القرظي ورجل من الأنصار، عن كعب بن عجرة نحوه (7) .
_________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه: حديث (1816) و (1817) .
(2) مسلم في صحيحه: حديث (1201) ؛ والنسائي في السنن الكبرى كما في التحفة، 8/298.
(3) سنن ابن ماجة: كتاب الحج، حديث (3079) .
(4) مسلم في صحيحه: كتاب الحج، حديث (1202) .
(5) الترمذي في جامعه، حديث (4057) .
(6) السنن، كتاب الحج، 2/43.
(7) أخرجه الترمذي، حديث (1017) ؛ وابن ماجة، حديث (3080) ؛ وانظر المعجم الكبير للطبراني، 19/158.(7/170)
8962 - حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا سفيان، عن عبد الرحمن الأصبهاني، عن عبد الله بن معقل بن مقرن، عن كعب(7/170)
بن عجرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يصوم ثلاثة أيام أو يطعم ستة مساكين أو يذبح شاة (1) .
_________
(1) المسند، 4/242.(7/171)
8963 - حدثنا حسين بن محمد بن سليمان -يعني ابن قرم-، عن عبد الرحمن ابن الأصبهاني، عن عبد الله بن معقل المزني، قال: سمعت كعب بن عجرة يقول في هذا المسجد -يعني مسجد الكوفة-: فيَّ نزلت هذه الآية. خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مهلين بعمرة فوقع القمل في رأسي ولحيتي وحاجبي وشاربي فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إليَّ فدعاني فلما رآني، قال: ((لقد أصابك بلاء ونحن لانشعر أدع إليَّ الحجام)) ، فلما جاءه أمره فحلقني. قال: ((أتقدر على نسك)) ؟ قلت: لا. قال: ((فصم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين، لكل مسكين نصف صاع من تمر)) (1) .
8964 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، حدثنا الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب ابن عجرة. قال: نزلت فيَّ (2) .
8965 - حدثنا عفان، عن حماد، عن داود، عن الشعبي، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة هذا الحديث (3) .
8966 - حدثنا هشيم، حدثنا أشعب، عن الشعبي، عن عبد الله بن معقل، عن كعب بن عجرة بنحو ذلك إلا أنه قال: ((أطعم المساكين ثلاثة آصع من تمر بين ستة مساكين)) (4) .
_________
(1) المسند، 4/243.
(2) المسند، 4/243.
(3) المصدر السابق، 4/243.
(4) المسند، 4/243.(7/171)
رواه الترمذي عن علي بن حجر، عن هشيم به (1) .
_________
(1) الترمذي في جامعه، حديث (4056) .(7/172)
8967 - حدثنا إسماعيل بن أبي عدي، عن داود، عن الشعبي، عن كعب بن عجرة، قال ابن أبي عدي: إن كعباً أحرم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكراه، وقالا: ((ثلاثة آصع من تمر بين ستة مساكين)) (1) .
رواه أبو داود من حديث داود ابن أبي هند به (2) .
8968 - حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى: ((أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر كعباً حين حلق رأسه أن يذبح شاة أو يصوم ثلاثة أيام أو يطعم فرقاً بين ستة مساكين)) (3) .
8969 - حدثنا هشيم، حدثنا أبو بشر، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية ونحن محرمون وقد حصرنا المشركون وكانت لي وفرة فجعلت الهوام تساقط على وجهي فمر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: ((أتؤذيك هوام رأسك؟)) قلت: نعم. فأمره أن يحلق ونزلت هذه الآية: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُم مَرِيضاً أَو بِهِ أَذًى مِنْ رِأْسِهِ ففِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسًكٍ} (4) .
_________
(1) المسند، 4/243.
(2) أخرجه أبو داود في السنن، 2/43 كتاب الحج.
(3) المسند، 4/243.
(4) المسند، 4/241.(7/172)
رواه المرموز (1) لهم من طرق عن مجاهد به.
ورواه النسائي من طريق الزبير بن عدي عن أبي وائل سفيان بن سلمة عنه به (2) .
_________
(1) رمز الحافظ ابن كثير -رحمه الله- فوق اسم (مجاهد) برمز البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي إشارة منه إلى أن هؤلاء أخرجوا الحديث من هذا الطريق: فأخرجه البخاري في صحيحه: حديث (1814) و (1817) و (4159) ؛ ومسلم في صحيحه: حديث (1201) ؛ وأبو داود في السنن: حديث (1839) ؛ والترمذي في جامعه، حديث (960) ؛ والنسائي في السنن، 5/194.
(2) السنن، 5/195.(7/173)
8970 - حدثنا عبد الرزاق بن سفيان، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ قال: ((قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد)) (1) .
رواه الجماعة من حديث الحكم بن عيينة به (2) .
8971 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدثني الحكم، عن ابن أبي ليلى، وحدثنا محمد بن بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الحكم: سمعت ابن أبي ليلى. قال: لقيني كعب بن عجرة، قال ابن جعفر: قال: ألا أهدي إليك هدية؟ خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلنا: يارسول الله، قد علمنا أو عرفنا كيف السلام عليك، فكيف الصلاة
_________
(1) المسند، 4/241.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه: حديث (3370) و (4797) ؛ ومسلم في صحيحه: حديث (406) ؛وأبو داود في السنن: حديث (963) و (964) ؛ والترمذي في جامعه: حديث (482) ؛ والنسائي في السنن، 3/47؛ وابن ماجة في السنن: حديث (904) ؛ وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -: (56) ، (57) ،) 58) .(7/173)
عليك؟ قال: ((قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد)) (1) .
_________
(1) () ... المسند، 4/241.(7/174)
8972 - قرأت على عبد الرحمن: مالك، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة: أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذاه القمل في رأسه فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحلق رأسه، وقال: ((صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين مدين مدين لكل إنسان أو أنسك شاة أي ذلك فعلت أجزاك)) (1) .
8973 - حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة. قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أوقد تحت قدر والقمل يتناثر على وجهي -أو قال: على حاجبي-. فقال: ((أتؤذيك هوام رأسك؟)) قلت: نعم. قال: ((فأحلقه وصم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين، أو أنسك نسيكة)) ، قال أيوب: لا أدري بأيهن بدأ (2) .
8974 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، أخبرني الحكم: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى. قال: لقيني كعب بن عجرة فذكر الحديث (3) .
8975 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة.
_________
(1) المسند، 4/241.
(2) المسند، 4/241.
(3) المسند، 4/242.(7/174)
قال: رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقملي يتساقط على وجهي. فقال: ((أتؤذيك هوام رأسك؟)) قلت: نعم. قال: ((فأمرني أن أحلق وهم بالحديبية ولم يبين لهم أنهم يحلقون بها وهم على طمع أن يدخلوا مكة فأنزل الله الفدية، فأمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أطعم فرقاً بين ستة مساكين أو أصوم ثلاثة أيام أو أذبح شاة)) (1) .
_________
(1) المسند، 4/242.(7/175)
8976 - حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا خالد، عن أبي قلابة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة. قال: أتى عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية وأنا كثير الشعر. فقال: ((كأن هوام رأسك تؤذيك؟)) فقلت: أجل. قال: ((فاحلقه وأذبح شاة، أو صم ثلاثة أيام، أو تصدق بثلاثة آصع من تمر، بين ستة مساكين)) (1) .
8977 - حدثنا سفيان، عن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ((أمر كعباً حين حلق رأسه أن يذبح شاة أو يصوم ثلاثة أيام أو يطعم فرقاً بين ستة مساكين)) (2) .
8978 - حدثنا عبدة بن سليمان، حدثنا مسعر، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، أن رجلاً سال النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال: يارسول الله إنا قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة؟ فعلمه أن يقول: ((اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد)) (3) .
_________
(1) المسند، 4/242.
(2) المسند، 4/243.
(3) المسند، 4/243.(7/175)
8979 - حدثنا يحيى عن سيف: سمعت مجاهداً يقول: حدثني ابن أبي ليلى، حدثني كعب بن عجرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقف عليه بالحديبية. قال: ورأسه يتهافت قملاً. فقال: ((أيؤذيك هوامك؟)) قلت: نعم. قال: ((فاحلق رأسك)) . قال: فيَّ نزلت {فَمَنْ كَانَ مِنْكُم مَرِيضاً أَو بِهِ أَذًى مِنْ رِأْسِهِ ففِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسًكٍ} . قال: فأمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: ((صم ثلاثة أيام، أو تصدق بفرق، بين ستة مساكين أو بنسك ماتيسر)) (1) .
8980 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أيوب، عن مجاهد، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة: ((أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يحلق رأسه وينسك، أو يصوم ثلاثة أيام، أو يطعم فرقاً بين ستة مساكين)) (2) .
8981 - حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، قال: لما نزلت {إِنَّ اللهَ وَمَرئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} . قالوا: كيف نصلى عليك يانبي الله؟ قال: ((قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)) ، قال: ونحن نقول: وعلينا معهم، قال يزيد: فلا أدري أشيء زاده ابن أبي ليلى من قبل نفسه، أو شيء رواه كعب (3) .
8982 - حدثنا يزيد، حدثنا هشام بن محمد، عن كعب بن
_________
(1) المسند، 4/243.
(2) المسند، 4/244.
(3) المسند، 4/244.(7/176)
عجرة. قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر فتنة فقر بها فمر رجل متقنع. فقال: ((هذا يومئذ على الهدى)) . قال: فأتبعته حتى أخذت بضبعيه فحولت وجهه إليه وكشفت عن رأسه. فقلت: هذا يارسول الله؟ فقال: ((نعم)) . فإذا هو عثمان بن عفان (1) .
رواه ابن ماجة: عن علي بن محمد، عن عبد الله بن إدريس، عن هشام به (2) .
_________
(1) المسند، 4/243.
(2) السنن، حديث (111) ؛ قال البوصيري في الزوائد: إسناده منقطع، قال أبو حاتم: محمد بن سيرين لم يسمع كعب بن عجرة وباقي رجاله ثقات.(7/177)
8983 - حدثنا إسحق بن سليمان الرازي، أخبرني مغيرة بن مسلم، عن مطر الوراق، عن ابن سيرين، عن كعب بن عجرة. قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتنة فقر بها وعظمها. قال: ثم مر رجل مقنع في ملحفةٍ، فقال: ((هذا يومئذٍ على الحق)) ، فأنطلقت أمر مسرعاً، أو محضراً فأخذت بضبعيه فقلت: هذا يارسول الله؟ قال: ((هذا)) ، فإذا هو عثمان بن عفان (1) .
8984 - حدثنا محمد بن بكر، حدثنا ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن كعب بن عجرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر كعباً أن يحلق رأسه من القمل، قال: ((صم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين، مدين، مدين، أو اذبح)) (2) . تفرد به من هذا الوجه.
8985 - حدثنا إسماعيل بن محمد عمر، حدثنا داود بن قيس، عن سعد بن إسحاق بن مالك بن كعب بن عجرة: أن ابا تمامة الحناط حدثه: أن كعب بن عجرة حدثه، قال: سمعت رسول الله
_________
(1) المسند، 4/242.
(2) المسند، 4/242.(7/177)
- صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامداً إلى الصلاة فلا يشبك بين يديه، فإنه في صلاة)) (1) .
رواه أبو داود من حديث داود بن قيس به (2) .
وقد تقدم في رواية سعيد المقبري عن كعب، وعن رجل عن كعب، وفيه اختلاف كبير والله أعلم.
_________
(1) المسند، 4/241.
(2) أخرجه في السنن، حديث (558) وإسناده ضعيف، أبو ثمامة مجهول الحال.(7/178)
8986 - حدثنا هشيم، حدثنا خالد، عن أبي قلابة، عن كعب بن عجرة، قال: قملت حتى ظننت أن كل شعرة من رأسي فيها القمل من أصلها إلى فرعها، فأمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - حين رأى ذلك. قال: ((احلق)) ونزلت الآية، قال: ((أطعم ستة مساكين، ثلاثة آصع من تمر)) (1) ، تفرد به.
8987 - حدثنا حجاج، حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن رجل من بني سالم، عن أبيه، عن جده، عن كعب بن عجرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لايتطهر الرجل في بيته ثم يخرج، لايريد إلا الصلاة، إلا كان في صلاة، حتى يقضي صلاته، ولايخالف أحدكم بين أصابعه في الصلاة)) (2) ، تفرد به من ذا الوجه.
(أحاديث أخرى عن كعب بن عجرة)
(الأول)
8988 - قال أبو داود: حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود، حدثنا أبو مطرف: محمد بن ابي الوزير، حدثنا محمد بن موسى الفطري،
_________
(1) المسند، 4/241.
(2) المسند، 4/242.(7/178)
عن سعيد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أتى مسجد بني عبد الأشهل، فصلى فيه المغرب، فلما قضوا صلاتهم رآهم يصلون بعدها. فقال: ((هذه صلاة البيوت)) (1) .
وكذا رواه الترمذي، والنسائي، عن محمد بن بشار، عن إبراهيم بن أُبي، عن محمد بن موسى به. وقال الترمذي غريب لانعرفه إلا من هذا الوجه (2) .
_________
(1) أخرجه أبو داود في السنن، حديث (1281) .
(2) أخرجه الترمذي في الجامع، حديث (601) وقال غريب لانعرفه إلا من هذا الوجه؛ وأخرجه النسائي في السنن، 3/198، وفي إسناد الحديث عندهم إسحاق بن كعب بن عجرة وهو مجهول الحال.(7/179)
(الثاني)
8989 - رواه مسلم والترمذي والنسائي من طريق الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((معقبات لايخيب قائلهن أو فاعلهن)) (1) .
(الثالث)
8990 - رواه مسلم، عن أبي موسى، وبندار، والنسائي: عن أحمد بن عبد الله ابن عبد الحكم، ثلاثتهم: عن غندر، عن شعبة، عن منصور، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن كعب بن عجرة، أنه دخل المسجد وعبد الرحمن بن أبي الحكم يخطب قاعداً. قال: أنظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعداً، وقد قال
_________
(1) أخرجه مسلم في صحيحه، حديث (596) ؛ والترمذي في جامعه، حديث (3473) وقال: حديث حسنن والنسائي في السنن، 3/75.(7/179)
الله تعالى: {وإِذَا رَأًوا تِجَارَةً أَو لَهْواً انْفَضُوا إِليهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمَاً} (1) .
_________
(1) الحديث أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، حديث (176) ؛ والنسائي في كتاب الصلاة، 2/576، والآية من سورة الجمعة رقمها 11.(7/180)
(الرابع)
8991 - قال الطبراني، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا الحسين بن حريث، حدثنا الفضل بن موسى الشيباني، عن عبيدة الضبي، عن أبي مالك الأنصاري، عن زيد بن وهب، عن كعب بن عجرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أنظر معسراً أو يسر عليه، أظله الله في ظله يوم القيامة، يوم لاظل إلا ظله)) (1) .
(الخامس)
8992 - رواه الطبراني من حديث الوليد بن مسلم، عن عيسى بن موسى، عن عروة بن رويم، عن أبي مسكين الأنصاري، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة. قال: ففاخر المهاجرون والأنصار، وبني هاشم، فخرج عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال للأنصار: ((أنا أخوكم)) . فقالوا: الله أكبر ذهبنا به ورب الكعبة، وقال للمهاجرين: ((أنا منكم)) ، فقالوا: الله أكبر ذهبنا به ورب الكعبة، وقال لبني هاشم: ((أنتم مني وإليَّ فقاموا كلهم مغتبطين)) (2) .
(السادس)
8993 - قال الطبراني، حدثنا محمد بن العباس الأخرم
_________
(1) المعجم الكبير، 19/106؛ قال الهيثمي في المجمع، 4/134: فيه عبيدة معتب يعني الضبي وهو متروك.
(2) المعجم الكبير، 19/133؛ قال الهيثمي في المجمع، 10/15: وفيه أبو مسكين الأنصاري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف.(7/180)
الأصبهاني، حدثنا جعفر بن محمد بن فضيل الجزري، حدثنا محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني، حدثني أبي، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن أبي مريم، عن عبد الله بن معقل، عن كعب بن عجرة، أن أعمى قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إني أسمع النداء فلعلي لا أجد قائداً، فقال: ((إذا سمعت النداء فأجب داعي الله)) (1) .
ثم رواه من طريق أبي فروة يزيد بن محمد بن سنان الرهاوي، عن أبيه، عن يزيد بن أبي أنيسة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن معقل به (2) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/138 وفي إسناده سليمان بن أبي داود الحراني وهو ضعيف. انظر لسان الميزان، 3/90.
(2) المعجم الكبير، 19/139، قال الهيثمي في المجمع، 2/42: فيه يزيد بن سنان، ضعفه أحمد وجماعة.(7/181)
(السابع)
8994 - رواه الطبراني من حديث محمد بن خالد الضبي، عن السري بن إسماعيل، عن عامر الشعبي، عن كعب بن عجرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ألا أخبركم برجالكم؟)) قالوا: بلى يارسول الله، قال: ((النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والصديق في الجنة، والمولود في الجنة، والرجل يزور أخاه في جانب المصر في الجنة، ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟)) قالوا: بلى، قال: ((الودود والولود التي إن ظُلمت أو ظَلمت قالت: هذه ناصيتي بيدك لا أذوق غمضاً حتى ترضى)) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/140؛ ورواه المصنف في الأوسط، 255 وقال هناك: لايروى عن كعب إلا بهذا الإسناد ... وقال الهيثمي في المجمع، 4/312: فيه السري بن إسماعيل وهو متروك.(7/181)
8995 - ومن حديث طاهر بن حماد، عن سفيان، عن خالد، عن الشعبي، عن كعب بن عجرة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ياكعب أعيذك بالله من إمارة السفهاء)) ، قلت: يارسول الله، وما إمارة السفهاء؟ قال: ((إمراء يكونوا بعدي، فمن دخل عليهم يصدقهم بكذبهم لن يدخل الجنة لحم نبت من سحت فالنار أورى به، ياكعب بن عجرة، الصلاة نور، والصدقة برهان، والصوم جُنّة، والناس غاديان فغادٍ مبتاع نفسه فمعتق رقبته، وغاد بائع نفسه وموبق رقبته)) (1) .
8996 - ومن حديث عيسى بن المسيب، عن عامر، عن كعب، خرج علينا رسول اله - صلى الله عليه وسلم -، ونحن ننتظر الصلاة، فقال: ((إن ربكم يقول: من صلى صلاة لوقتها، وحافظ عليها، ولم يضيعها استخفافاً بحقها، فله عليَّ عهد أن أدخله الجنة، ومن لم يصلها لوقتها، ولم يحافظ عليها، وضيعها استخفافاً بحقها، فلاعهد له عليَّ، إن شئت عذبته، وإن شئت غفرت له)) (2) .
8997 - ومن حديث سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إرتقى درجة فأمن ثم أخرى فأمن ثم الثالثة فأمن. وذكر الحديث (3) .
8998 - وبه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية، فقال: ((إن سلمهم الله لأشكرنه، فغنموا وسلموا، فقال: () اللهم لك الحمد
_________
(1) المعجم الكبير، 19/141.
(2) المعجم الكبير، 19/142؛ قال الهيثمي في المجمع، 1/302: فيه عيسى بن المسيب وهو ضعيف.
(3) المعجم الكبير، 19/144 وفي إسناده إسحاق بن كعب بن عجرة وهو مجهول، والحديث عند الحاكم، 4/153 وصححه ووافقه الذهبي، وله شواهد صحيحة.(7/182)
شكراً، ولك المن فضلاً، فقالوا: يارسول الله إنك قلت: لتشكرن الله؟ فقال: ((أولم أقل اللهم لك الحمد شكراً، ولك المن فضلاً)) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/144؛ قال الهيثمي في المجمع، 4/185: فيه سليمان بن سالم المدني وهو ضعيف.(7/183)
8999 - وبه: ((من صلى أربع ركعات في مسجد قباء كالعمرة إلى بيت الله)) (1) .
(الحديث الثالث عشر)
9000 - روى الطبراني: من حديث سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال لأصحابه ماتقولون في رجل قتل في سبيل الله. قالوا: له الجنة، فقال: ((الجنة إن شاء الله، فما تقولون في رجل مات في سبيل الله؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((في الجنة إن شاء الله، فما تقولون في رجل مات فقام رجلان ذوا عدلٍ. فقالا: لانعلم إلا خيراً)) . قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((الجنة إن شاء الله، فما تقولون في رجل مات فقام رجلان ذوا عدل، فقالا: لانعلم خيراً)) ، فقالوا: النار. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فذنب والله غفور رحيم)) (2) .
(الرابع عشر)
9001 - ومن حديث يزيد بن أبي زياد، عن إسحاق بن كعب، عن أبيه مرفوعاً: لاتسبوا علياً فإنه كان ممسوساً في ذات الله (3) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/146؛ قال الهيثمي في المجمع، 4/11: فيه يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو ضعيف.
(2) المعجمر الكبير، 19/147؛ قال الهيثمي في المجمع، 5/359: فيه إسحاق بن نسطاس وهو ضعيف.
(3) المعجم الكبير، 19/148.(7/183)
(الخامس عشر)
9002 - قال الطبراني، حدثنا أبو زرعة الدمشقي، حدثنا أدم بن أبي إياس، عن ابن أبي ذئب، عن [سعد بن] إسحاق بن كعب، عن عمه: عبد الملك بن كعب، قال: خرجت مع كعب إلى العيد فجلس قبل أن يأتي الإمام فلم يصل، وجعل الناس يذهبون إلى المسجد يصلون فيه، قال: هذه بدعة وتركٌ للسنة (1) .
9003 - ومن حديث موسى بن دهقان: عن الربيع بن كعب بن عجرة، عن أبيه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((تزوجت)) . قال: نعم. قال: ((ثيباً أو بكراً؟)) قال: ثيباً. قال: ((فهلا بكراً تعضك وتعضك)) (2) .
9004 - ومن حديث المسور بن رفاعة، عن كعب، قال: شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، جنازة فأثنوا عليها خيراً، فقال: ((وجبت)) ، وأثنوا على أخرى شراً. فقال: ((وجبت)) (3) .
9005 - ومن طريق الأعمش، عن شمر بن عطية، عن أبي يحيى، عن كعب، مرفوعاً: لاتقوم الساعة حتى يدير الرجل أمر خمسين إمرأة (4) .
(التاسع عشر)
9006 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا إبراهيم بن الحسن الثعلبي، حدثنا شعيب الأنماطي، عن ليث،
_________
(1) المعجم الكبير، 19/148.
(2) المعجم الكبير، 19/149؛ قال الهيثمي في المجمع، 4/259: لم أجد من ترجم الربيع، وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف، وقد وثقهم ابن حبان.
(3) المعجم الكبير، 19/156؛ قال الهيثمي في المجمع، 3/4: فيه عبد العزيز بن عبد الله وهو ضعيف.
(4) المعجم الكبير، 19/156.(7/184)
عن محمد بن كعب القرظي، عن كعب بن عجرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة يوم القيامة، ومن ستر مسلماً، ستره الله، ومن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه)) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/158؛ قال الهيثمي في المجمع، 18/193: فيه شعيب بياع الأنماط وهو مجهول.(7/185)
(العشرون)
9007 - قال أبو داود الطيالسي: حدثني محمد بن أبي حميدة، حدثتني حميدة بنت عبيد، عن أمها، عن كعب بن عجرة: أن رسول الله رقى المنبر، وقال: ((رقيت المنبر وقد علمت ليلة القدر وقد أنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر)) (1) .
(الحادي والعشرون)
9008 - رواه أبو نعيم: من طريق عبد الله وعبد الوهاب بن بخت، عن نافع،
عن رجل من الأنصار، عن كعب بن عجرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يهدي
ببقرة يهديها ثم يسوقها حتى يوقفها بعرفة، ثم يدفع بها مع الناس وكذلك
يفعل بالهدى (2) .
1581- (كعب بن حنظلة بن عدي)
ابن عمرو بن ثعلبة بن عدي بن ملكان بن عوف بن عذرة بن زيد اللات العبادي، حليف بني تنوخ (3) .
_________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، 19/103 من طريق الطيالسي.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير، 19/163 من طريق عبد الله بن نافع عن نافع به نحوه؛ قال الهيثمي، 3/235: فيه رجل لم يسم.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 4/482؛ والإصابة، 3/282؛ وفي كلا المصدرين أنه كعب بن عدي بن حنظلة بن عدي.(7/185)
وكان من عُباد أهل الحيرة، وكان أبوه أُسقفهم، له وفادة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكن لم يسلم إلا بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حسب ماذكره فيما سنورده عنه، وفي صحبته نظر، وإن كان قد ذكره غير واحد في أسماء الصحابة (1) .
_________
(1) قال الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر الخلاف في صحبته ثم رجح صحبته: قد كنت أعتمد على قول ابن يونس وكتبته في المحضرين، ثم رجح عندي مافي رواية عقير فحولته إلى هذا القسم الأول وبالله التوفيق. الإصابة، 3/283.(7/186)
9009 - ذكر أبو نعيم: من طرق عوف بن الحرث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ناعم بن أجيل -أبي عبد الله-، عن كعب بن عدي، قال: كان أبي أُسقف أهل الحيرة، فأرسل أربعة: أنا أحدهم، فقال: اسمعوا كلام هذا الرجل، قبل أن يموت، قال: فقدمنا المدينة فكنا نجلس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الصبح، فنسمع كلامه، والقرآن، فلم يلبث أن توفي، فقال الأربعة: لو كان نبياً لم يمت، ومكثت أنا لا مسلماً ولا نصرانياً، فلما بعث أبو بكر الناس في اليمامة، خرجت معهم، فمررت براهب، فذكر من قصته ماسيأتي في مارواه أبو القاسم البغوي وفيه مايدل على إسلامه وصحبته فإنه قال:
9010 - حدثنا أبو الأحوص: محمد بن الهيثم، حدثنا سعيد بن كثير، عن عفير الحضرمي، حدثنا عبد الحميد بن كعب بن علقمة بن كعب بن عدي التنوخي، عن عمرو بن الحرث، عن ناعم بن أُجيل، عن كعب بن عدى. قال: أقبلت في وفد من الحيرة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعرض علينا الإسلام، فأسلمنا، ثم انصرفنا إلى الحيرة، فلم نلبث أن جاءنا وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فارتاب أصحابي، وقالوا: لو كان نبياً لم يمت، فقلت: قد مات الأنبياء قبله، وثبت على الإسلام، ثم(7/186)
خرجت أريد المدينة، فمررت براهب كنا لانقطع أمراً دونه، فجئت إليه، فأخرج اليَّ سفراً فيه، صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما رأيت موته، في الحين الذي مات فيه، فأسندت بصيرتي في غيماني، ثم ذكر أنه أرسله أبو بكر، إلى المقوقس، ثم رجعت ثم أرسله عمر، فقدمت عليه وقعة اليرموك، لا أشعر بذلك، فقال لي المقوقس: أتعرف أن الروم قتلت العرب وهزموهم؟ فقلت: لا. قال: لم؟ قلت: إن الله وعد نبيه أن يظهره على الدين كله، وليس يخلف الميعاد، قال: لقد صدقكم نبيكم، قتلت الروم والله مثل قتل عاد، قال: ثم سأله عن وجوه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأهدى إليهم مع هديته إلى عمر أبي علي، وعبد الرحمن، والزبير، والعباس، قال كعب: وكنت شريكاً لعمر في الجاهلية، فلما وضع عمر الديوان فرض لي في بني عدى بن كعب (1) .
رواه أبو نعيم عن أحمد بن محمد بن يوسف الصرصري، عن أبي القاسم البغوي بنحوه.
* (كعب بن عمرو: أبو اليسر)
يأتي في الكنى إن شاء الله تعالى
_________
(1) الحديث بطوله نقله الحافظ في الإصابة، 3/283 من طريق البغوي وابن قانع، قال البغوي: لاأعلم لكعب بن عدي غيره.(7/187)
1582- (كعب بن عياض الأشعري) (1)
9011 - حدثنا أبو العلاء: الحسن بن سوار، حدثنا ليث بن سعد، عن معاوية ابن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 4/485؛ والإصابة، 3/284.(7/187)
أبيه، عن كعب بن عياض. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن لكل أمة فتنة، وأن فتنة أمتي المال)) (1) .
رواه الترمذي والنسائي من حديث الليث به (2) وقال الترمذي حسن صحيح غريب لانعرفه إلا من حديث معاوية بن صالح.
(حديث آخر)
_________
(1) المسند، 4/160 حديث كعب بن عياض رضي الله عنه.
(2) أخرجه الترمذي في جامعه: حديث (2439) ؛ والنسائي في السنن الكبرى كما في التحفة، 8/309.(7/188)
9012 - رواه الطبراني، من حديث الليث، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن كعب بن عياض، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: ((لو أسيل لابن آدم واديان من مال، لتمنَّى إليهما ثالثاً، ولايشبع ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب)) (1) .
(حديث آخر)
9013 - قال الطبراني، حدثنا إبراهيم بن دحيم، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله ابن يحيى الإسكندراني، حدثنا معاوية بن صالح، عن أبي الراهوية، عن جبير بن نفير، عن كعب بن عياض، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((القُصَّاصُ ثلاثة: أمير ومأمور ومختال)) (2) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/180؛ قال الهيثمي في المجمع، 10/244: فيه المسيب واضح وقد وثق وضعف وبقية رجاله رجال الصحيح.
(2) () ... المعجم الكبير، 19/179؛ قال الهيثمي، 1/190: فيه عبد الله الإسكندراني ولم أرَ من ترجمه.(7/188)
* (كعب بن عمرو)
قال ابن حبان وغير واح: هو اسم أبي شثريح الخزاعي، وقال آخرون: خويلد ابن عمرو وسيأتي في الكنى إن شاء الله.(7/189)
1583- (كعب - لعله - ابن عمر)
ويقال: عمرو بن كعب جد طلحة بن مطرف وقيل هو نسبه: كعب بن عمرو ابن جخدب بن معاوية بن سعد بن الحرث بن ذهل بن سلمة بن دؤل بن جشيم بن يام اليامي وهم بطن من همدان (1) .
9014 - روى أبو داود: عن محمد بن عيسى، ومسدد كلاهما: عن عبد الوارث، عن ليث، عن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن جده، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح رأسه مرة واحدة، حتى بلغ القذال، يعني القفا (2) .
قال مسدد: وحدثت به يحيى فأنكره.
وقال أبو داود: قال أحمد بن حنبل: كان ابن عيينة وعميراً ينكره يقول: أيش هذا طلحة عن أبيه عن جده؟
قلت: قال أبو نعيم: رواه مالك بن مغول، وليث بن أبي سليم، ومحمد بن جحادة إن صح، عن طلحة بن مصرف، يعني عن أبيه عن جده.
9015 - وقال قبل هذا الكلام: أنا أبو بكر الطلحي وسليمان بن أحمد -يعني الطبراني-. قالا: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أحمد بن مصرف، حدثنا أبي مصرف بن عمرو بن السري بن
_________
(1) له ترجمة في الاستيعاب، 4/485؛ والإصابة، 3/284.
(2) سنن أبي داود، حديث (132) وفي إسناده الليث بن أبي سليم وهو ضعيف، ووالد طلحة بن مصرف لايعرف.(7/189)
مصرف بن كعب بن عمرو، عن أبيه، عن جده يبلغ به كعب بن عمرو. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ فمسح باطن لحيته وقفاه (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، 19/181 من طريق الحضرمي به مثله؛ قال ابن القطان: هو إسناد مجهول. اللسان، 6/42.(7/190)
9016 - رواه أبو داود أيضاً، عن أحمد بن مسعدة، عن معمر، عن ليث، عن طلحة، عن أبيه، عن جده، أنه دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتوضأ والماء يسيل من وجهه ولحيته على صدره ورأيته يفصل بين المضمضة والاستنشاق (1) .
(ههنا يكتب كعب بن عياض) (2)
1584- (كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه) (3)
وهو كعب بن مالك بن أبي كعب واسمه عمرو بن القين بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري، السلمي الخزرجي، أبو عبد الله، أو أبو عبد الرحمن، أو أبو محمد، ويقال أبو بشير، المدني، أحد شعراء الإسلام، من الصحابة وأحد الثلاثة الذين تيب عليهم، وأحد السبعين أصحاب العقبة، ولم يشهد بدراً خلافاً لابن الكلبي وكانت وفاته فيما قال ابن الكلبي: قبل الأربعين، وقال الواقدي: سنة خمسين، وقال غيره: سنة إحدى وخمسين، وكان آخى بينه وبين طلحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
_________
(1) سنن أبي داود، حديث (139) ، والمعجم الكبير، 19/181.
(2) يبدو أن الحافظ ابن كثير -رحمه الله- أراد أن يضع هنا ترجمة كعب بن عياض وهو الموضع المناسب لها، ولكنه -رحمه الله- قد أوردها من قبل، فأثبتناها في موضعها.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 4/487؛ والإصابة، 3/285.(7/190)
9017 - حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب، عن الزهري، حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أن مروان بن الحكم أخبره: أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أخبره: أن أُبي بن كعب الأنصاري أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من الشعر حكمة)) ، وكان بشير بن كعب يحدث: أن كعب بن مالك كان يحدث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والذي نفسي بيده لكأنما ينضحونهم بالنبل فيما تقولون لهم من الشعر)) (1) . تفرد به.
9018 - حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن سعد، عن عبد الله، أو عبد الرحمن ابن كعب بن مالك. قال عبد الرحمن: هو شك يعني سفيان. عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تقيمها الرياح تعدلها مرة، وتصرعها أخرى حتى يأتيه أجله، ومثل الكافر مثل الأرزة المجذية على أصلها لايقلها شيء حتى يكون أنجافها وأنجعافها مرة واحدة)) . شك عبد الرحمن (2) .
رواه البخاري، ومسلم، والنسائي، من حديث يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، فذكره، ثم قال البخاري: وقال زكريا: حدثني سعد، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه.
وقد رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الله بن نمير ومحمد بن بشير كلاهما، عن زكريا بن أبي زائدة به مثله.
وكذا رواه مسلم، والنسائي، عن محمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد به، عن ابن كعب.
_________
(1) المسند، 3/456.
(2) المسند، 3/454.(7/191)
ورواه مسلم، عن زهير بن حرب قيس بن السري وعبد الرحمن بن مهدي كلاهما، عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه فذكره (1) .
_________
(1) رواه ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان (87) ؛ والبخاري في صحيحه: حديث (5643) ؛ ومسلم في صحيحه: حديث (2810) ؛ وأخرجه النسائي في الكبرى كما في التحفة، 8/314؛ وانظر المعجم الكبير للطبراني، 19/94.(7/192)
9019 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. قالا: حدثنا ابن جريج، حدثني ابن شهاب: أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، حدثه عن أبيه: عبد الله بن كعب، وعن عمه عبيد الله بن كعب، عن كعب بن مالك. قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لايقدم من سفر إلا نهاراً في الضحى، فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم جلس فيه، وقال ابن بكر في حديثه عن أبيه عبد الله بن كعب بن مالك، عن عمه (1) .
رواه البخاري عن أبي عاصم، عن ابن جريج.
ورواه مسلم والنسائي من حديث أبي عاصم به.
ورواه مسلم عن محمود بن غيلان، وأبو داود، عن محمد المتوكل والحسن بن علي، ثلاثتهم عن عبد الرزاق به.
ورواه أبو داود أيضاً والنسائي من حديث ابن وهب، عن يونس والنسائي أيضاً من حديث عقيل كلاهما: عن الزهري به وقد قطعه من حديث التوبة (2) .
_________
(1) المسند، 3/455.
(2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف: حديث (9258) ؛ والبخاري في صحيحه: حديث (3098) ؛ ومسلم في صحيحه: حديث (716) ؛ وأبو داود في السنن: حديث (2756) و (2764) ؛ والنسائي في السنن، 2/53-55؛ والطبراني في الكبير، 19/59-60.(7/192)
9020 - حدثنا عتاب بن زياد، حدثنا عبد الله، حدثنا يونس، عن الزهري، أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب: أن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قل مايريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها، حتى كان غزوة تبوك، فغزاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حر شديد استقبل سفراً بعيداً ومفازاً، واستقبل غزو عدوٍ كبير فجلا للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أُهبة عدوهم أخبرهم بوجهه الذي يريد (1) هذا قطعة من الحديث الطويل الآتي بعدي.
وقد رواه هكذا مختصراً. النسائي من حديث الزهري به (2) .
9021 - حدثنا حجاج، حدثنا ليث بن سعد، حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب أنه قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في غزوة تبوك، قال كعب: لم أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك، غير أني كنت تخلفت عن غزوة بدر ولم يعاتب أحداً تخلف عنها لأنه إنما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد العير التي كانت لقريش، فكان فيها أبو سفيان بن حرب، ونفر من قريش، ثم قال: تعال. فجئت أمشي حتى جلست بين يديه، فقال: ((ماخلفت ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟)) قلت: بلى يارسول الله، وإنني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطته بعذر، والله لقد أُعطيت جدلاً فذكر الحديث وقال فيه: إني لأرجو عفو الله وقال: فقلت لإمرأتي: الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر، وقال فيه: سمعت صوت صارخ أو في علا أعلى سلع بأعلى
_________
(1) المسند، 3/456.
(2) سنن النسائي، 6/152-154.(7/193)
صوته: ياكعب ابن مالك أبشر، فخررت ساجداً، وعرفت أنه قد جاء فرج الله وآذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر، فذكر معنى حديث ابن أبي شهاب، وقال فيه: وأقول في نفسي: هل حرك شفتيه، برد السلام (1) سيأتي بطوله. وهو عند البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي من حديث الزهري (2) .
_________
(1) المسند، 3/459.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه: حديث (2757) و (2947) و (2948) و (2949) و (2950) و (3088) و (3556) ؛ ومسلم في صحيحه: حديث (2769) ؛ وأبو داود: (2187) ؛ والنسائي، 6/152.(7/194)
9022 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا عبد الرحمن الأعرج، عن عبد الله بن كعب، عن كعب بن مالك: أنه كان له مال على عبد الله بن أبي حدود الأسلمي، فلقيه فلزمه حتى ارتفعت الأصوات، فمر بهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((ياكعب)) ، فأشار بيده كأنه يقول: النصف فأخذ نصفاً مما عليه وترك النصف (1) .
رواه البخاري والنسائي من حديث الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج به.
ورواه الجماعة إلا الترمذي من حديث الزهري، عن عبد الله بن كعب، عن أبيه به (2) .
9023 - حدثنا عتاب بن زياد، حدثنا عبد الله، حدثنا ابن لهيعة، حدثني موسى ابن جبير مولى بن سلمة، أنه سمع عبد الله بن كعب يحدث، عن أبيه. قال: كان الناس في رمضان إذا صام الرجل
_________
(1) المسند، 3/460.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه، حديث (457) و (471) و (2418) و (2424) و (2706) و (2710) ؛ ومسلم في صحيحه: حديث (1558) ؛ وأبو داود في السنن: حديث (3578) ؛ والنسائي في السنن، 8/239-244؛ وابن ماجة في السنن: (2429) .(7/194)
فأمسى فنام حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد، فرجع عمر بن الخطاب من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة وقد سهر عنده فوجد إمرأته قد نامت أرادها، فقالت: إني قد نمت. قال: مانمت ثم وقع بها وصنع كعب مثل ذلك فغدا عمر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فأنزل الله {عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عًنْكُمْ} . (1) تفرد به.
_________
(1) المسند، 3/460.(7/195)
9024 - حدثنا سريج وأبو جعفر المدائني. قالا: حدثنا غياث. عن سفيان بن حسين. عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر به وهو ملازم رجلاً. قال: ((ماهذا؟)) قال: يارسول الله غريم لي وأشار بيده أن يأخذ النصف، قلت يارسول الله: نعم، قال: فأخذ الشطر وترك الشطر.
9025 - حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا يونس، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك: أن أباه تقاضى ابن أبي حدرد ديناً كان له عليه، في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد فارتفعت أصواتهما، حتى سمعهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو في بيته فخرج إليهما حتى كشف ستر حجرته، فنادى: ياكعب بن مالك، قال: لبيك يارسول الله وأشار إليه أن ضع من دينك الشطر، قال: قد فعلت يارسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قم فأقضه)) .
رواه البخاري عن عبد الله بن محمد، ومسلم، عن إسحاق بن راهويه، والنسائي، عن سليمان سيف وابن لهيعة عن محمد بن يحيى ويحيى بن حكيم عن عثمان بن عمر بن فارس به.
ومن وجه آخر، عن عبد الله بن موسى، عن يونس الزهري.(7/195)
(حديث آخر)(7/196)
9026 - من رواية عبد الله بن كعب، عن أبيه: أنه قال يارسول الله إن من توبتي أن أخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله. فقال: ((أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك)) وهو قطعة من حديثه الطويل.
وقد رواه هكذا مختصراً أبو داود والنسائي من حديث الزهري، عن عبد الرحمن ابن عبد الله بن كعب، عن أبيه، عن جده به (1) .
وله عنه حديث آخر في لعق الأصابع يأتي في ترجمة عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه.
(حديث آخر)
9027 - رواه أبو داود في الديات، عن مخلد بن مخلد، عن عبد الرزاق، عن معمر وعن أحمد بن حنبل، عن إبراهيم بن خالد، عن رباح، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت له أم قيس في مرضه الذي مات فيه: ماتتهم يارسول الله فإني لا أتهم إلا الشاة التي أكلها معك، قال أبو سعيد الأعرابي: كذا قال عن أبيه والصواب عن أبيه عن أم مبشر (2) .
(حديث آخر)
9028 - قال الترمذي في كتاب العلم: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، حدثنا أمية بن خالد، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن
_________
(1) أخرجه أبو داود في السنن: حديث) 2187) ؛ والنسائي في السنن، 6/152.
(2) سنن أبي داود: كتاب الديات، حديث (4513) و (4514) .(7/196)
عبد الله، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من طلب العلم ليجاري به العلماء، ويماري به السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار)) . ثم قال: غيب، وإسحاق ابن الحسن تكلم فيه من قبل حفظه)) (1) .
هكذا أفرد شيخنا هذه الأحاديث في ترجمة عبد الله بن كعب بن أمية وأكثرها لايصرح فيها بإسمه فالله أعلم.
(حديث آخر)
_________
(1) أخرجه الترمذي في جامعه: حديث (2792) .(7/197)
9029 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي، حدثنا سليمان
ابن عبد الرحمن الأوزاعي، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن
أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا جئتم مصر فاستوصوا بأهله خيراً فإن لهم
ذمة ورحماً)) (1) .
وكذلك رواه، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري به (2) . ورواه من وجه آخر، عن الوليد، عن مالك، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه به (3) .
ومن غير وجه: عن الزهري، عن عبد الله، وفي رواية عبد الرحمن، وفي رواية: عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه: كنا نصلي المغرب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ننصرف إلى بني سلمة في أقصى المدينة فنبصر مواقع النبل (4) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/61، حديث (113) .
(2) المصدر السابق، حديث (111) .
(3) المصدر السابق، حديث (112) .
(4) المعجم الكبير، 19/62-63.(7/197)
ومن حديث يحيى بن أبي أنيسة، ومنصور بن دينار، وغيرهما، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب، عن أبيه: ((نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نكاح المتعة، وعن لحوم الحمر الإنسية)) (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) معجم الطبراني، 19/68-69.(7/198)
9030 - رواه الطبراني: من حديث إسماعيل بن عباس، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عبد الله بن كعب، عن أبيه، مرفوعاً: ((لينتهين أقوام يسمعون النداء يوم الجمعة ثم لايأتونها أو ليطبعن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين)) (1) .
9031 - حدثنا سفيان، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن كعب، عن كعب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((نسمة المؤمن تعلق في شجر الجنة حتى يرجعها الله جسده)) (2) .
تفرد به من هذا الوجه وسيأتي من رواية عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه.
9032 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن مبارك، عن معمر، ويونس، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأن وجهه شقة قمر، وكنا نعرف ذلك فيه (3) .
9033 - حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، أخبرني ابن شهاب، عن عبد الرحمن ابن عبد الله بن كعب بن مالك: أن كعب بن مالك
_________
(1) المعجم الكبير: 19/99؛ قال الهيثمي في المجمع، 2/194: إسناده حسن.
(2) المسند، 6/386.
(3) المسند، 6/390.(7/198)
لما تاب الله عليه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: إن الله لم ينجي إلا بالصدق وإن من توبتي إلى الله أنى لا أكذب أبداً وإني أنخلع من مالي صدقة لله ورسوله، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك)) ، قال: فإني أمسك سهمي من خيبر (1) .
9034 - حدثنا سعيد بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب: أنه بلغه أن كعب بن مالك قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((نسمة المؤمن إذا مات طائر تعلق بشجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه)) (2) .
تفرد به من هذا الوجه.
_________
(1) المسند، 3/454.
(2) المسند، 3/455.(7/199)
9035 - حدثنا محمد بن إدريس-يعني الشافعي-، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، أخبره: أن أباه كعب بن مالك كان يحدث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه)) (1) .
هذا حديث عظيم الإسناد والمتن إذ فيه بشارة لكل مؤمن أن نفسه حين تقبض من جسده تصير طائراً في الجنة تأكل من ثمارها وتشرب من أنهارها إلى يوم القيامة فترجع بإذن الله إلى جسدها الذي كانت تعمره في الدنيا.
وقد رواه النسائي في الجنائز عن قتيبة وابن ماجة في الزهد، عن سويد بن سعيد كلاهما، عن مالك به (2) .
_________
(1) المسند، 3/455.
(2) سنن النسائي، 4/108؛ وابن ماجة في السنن: حديث (4271) .(7/199)
ورواه الترمذي، عن ابن عمر، عن سفيان، عن عمرو بن دينار وابن ماجة أيضاً من حديث محمد بن إسحاق عن الحرث بن فضل كلاهما، عن الزهري به، وقال الترمذي: حسن صحيح (1) .
_________
(1) جامع الترمذي: حديث (1691) .(7/200)
9036 - حدثنا يزيد بن عبد ربه، حدثني محمد بن حرب، حدثني الزبير، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يبعث الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل، ويكسوني ربي حلة خضراء، ثم يؤذن لي، فأقول ماشاء الله أن أقول، فذلك المقام المحمود)) (1) . تفرد به.
9037 - حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب، عن الزهري، حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك: أن كعب بن مالك حين أنزل الله في الشعر ماأنزل، أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: إن الله قد أنزل في الشعر ماقد علمت. فكيف ترى فيه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه)) (2) . تفرد به.
9038 - حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، حدثنا أبو أويس. قال: قال الزهري: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري: أن كعب بن مالك كان يحدث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنما نسمة المؤمن طير يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه)) (3) .
_________
(1) المسند، 3/456.
(2) المسند، 3/456.
(3) المسند، 3/460.(7/200)
9039 - حدثنا علي بن بحر، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن محمد ابن عبد الله: ابن أخي ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اهجوا بالشعر فإن المؤمن يجاهد بنفسه، وماله، والذي نفس محمد بيده كأنما تنضحونهم بالنبل) (1))
9040 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم من غزوة تبوك ضحىً، فصلى في المسجد ركعتين، وكان إذا جاء من سفر فعل ذلك (2) .
9041 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، قال: قالت أم مبشر لكعب بن مالك، وهو شاكٍ: إقرأ على إبني السلام، يعني مبشراً، فقال: يغفر الله لك يا أم مبشر أو ما تسمعي ماقال من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما نسمة المؤمن طير يعلق في شجر الجنة، حتى يرجعها الله إلى جسده يوم القيامة)) ، قالت صدقت واستغفر الله (3) .
9042 - حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا يونس، عن الزهري، عن عبد الرحمن ابن كعب، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنما نسمة المؤمن طائر يعلق بشجر الجنة حتى يرجعها الله إلى جسده يوم يبعثه)) (4) .
_________
(1) المسند، 3/460.
(2) المسند، 3/455.
(3) المسند، 3/455.
(4) المسند، 3/455.(7/201)
9043 - حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا يونس، عن الزهري، عن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك. قال: قل ماكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج إذا أراد سفراً إلا يوم الخميس (1) . تفرد به.
9044 - حدثنا ابن نمير، عن هشام، عن عبد الرحمن بن سعد: أن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك: أبو عبد الله بن كعب بن مالك: أخبره عن أبيه كعب أنه حدثهم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأكل بثلاثة أصابع فإذا فرغ لعقها (2) .
رواه مسلم، عن أبي كريب ومحمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه به.
ورواه أبو داود من حديث هشام بن عروة.
ومسلم أيضاً والترمذي في الشمائل والنسائي من حديث هشام بن عروة
طريق ابن مهدي، عن الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن كعب بن مالك،
عن أبيه (3) .
9045 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، قال: لم أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة غزاها حتى كانت غزوة تبوك، إلا بدراً، ولم يعاتب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحداً تخلف عن بدر، إنما خرج يريد العير، فخرجت قريش مغوثين لعيرهم، فالتقوا من غير موعد، كما قال الله عز وجل، ولعمري أن أشرق مشاهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس لبدر، وما أحب أني كنت شهدتها مكان بيعتي ليلة العقبة، حيث توافقنا على الإسلام، ولم
_________
(1) المسند، 3/456.
(2) المسند، 3/454.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه: حديث (2032) ؛ والترمذي في كتاب الشمائل: حديث (136) ؛ والطبراني في الكبير، 19/93.(7/202)
أتخلف بعد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة غزاها، حتى كانت غزوة تبوك، وهي آخر غزوة غزاها، فأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للناس بالرحيل، وأراد أن يتأهبوا، أهبة عدوهم، وذلك حين طاب الظلال، وطابت الثمار، وكان قل ما أراد غزوة إلا ورى غيرها، وقال يعقوب عن ابن أخي شهاب إلا ورى بغيرها (1) .
وقد رواه البخاري والنسائي من حديث الزهري به مثله أو نحوه مبسوطاً تارة ومختصراً أخرى وقد قطعه أصحاب الأطراف كثيراً جداً وهو قطعة من الحديث الطويل (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) المسند، 6/387.
(2) تقدم تخريجه قريباً.(7/203)
9046 - من رواية عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه: أنه كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ترحم لأسعد بن زرارة، فقلت له: إذا سمعت النداء ترحمت لأسعد بن زرارة. قال: أنه أول من جمع بنا في هزم النبيت في حرة بني بياضة في نقيع يقال له الخضمات، قلت: كم أنتم يومئذ؟ قال: أربعون.
رواه أبو داود وهذا لفظه، عن قتيبة، عن ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي إمامة بن سهل، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه (1) .
ورواه ابن ماجة من حديث ابن إسحاق به (2) .
_________
(1) أخرجه أبو داود في السنن، 1/280، كتاب الصلاة (أبواب الجمعة) : حديث (1069) .
(2) السنن لابن ماجة، كتاب الصلاة: حديث (117) .(7/203)
(حديث آخر)(7/204)
9047 - قال أبو داود: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس: أن الحكم بن نافع حدثهم: حدثنا شعيب، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم، وكان كعب بن الأشرف يهجو النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويحرض عليه كفار قريش وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - حين دخل المدينة وأهلها
أخلاط منهم المسلمون، والمشركون يعبدون الأوثان، واليهود وكانوا
يؤذون النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فأمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - بالصبر والصفح والعفو
ففيهم أنزل {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذيِنَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} الآية، أمر
النبي - صلى الله عليه وسلم - سعد بن معاذ أن يبعث رهطاً يقتلوه، فبعث محمد بن مسلمة، فذكر
قصة قتله، فلما قتلوه فزعت اليهود والمشركون، فعدوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا:
طرق صاحبنا فقتل فذكر لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يقول، ودعاهم إلى أن يكتب
بينه وبينهم كتاباً ينتهون إلى مافيه فكتب بينه وبينهم وبين المسلمين مائة صحيفة
هذا لفظه.
ورواه الطبراني من طريق ابن وهب، عن حيوة بن شريح، عن الزهري مبسوطاً (1) .
(حديث آخر)
9048 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أحمد بن بكر البالسي، حدثنا زيد بن الحارث، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه: أن إمرأة
_________
(1) المعجم الكبير، 19/76.(7/204)
يهودية أهدت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - شاة مصلية بخيبر فأكل وأطعم أصحابه ثم قال لهم: ((امسكوا)) ، قال للمرأة: ((هل سممت هذه الشاة؟)) قالت: من أخبرك؟ قال: ((هذه العظم، لساقها)) ، وهو في يده، قالت: نعم، قال: ((ولم؟)) قالت: أردت إن كنت كاذباً أن يستريح الناس منك، وإن كنت نبياً لم يضرك: قال: فاحتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - على الكاهل، وأمر أصحابه أن يحتجموا، ومات بعضهم. قال الزهري: وأسلمت المرأة فذكروا أنه قتلها (1) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/69.(7/205)
9049 - ومن حديث الزهري عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه: أن ملاعب الأسنة، وهو عامر بن مالك بن جعفر، قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهدية فعرض عليه الإسلام فأبى، فقال: ((إنا لانقبل هدايا المشركين)) ، فقال: يامحمد أرسل إليَّ أهل نجد من شئت فأنا بهم جار فأرسل فارسان وسبعين رجلاً مع المنذر بن عمرو المعتق فاستجاش عليهم عامر بن الطفيل بن عامر فأبوا أن يطيعون ويخفروا ذمة ملاعب الأسنة، فاستجاش بني سليم فنفروا إليهم في قريب من مائة رام فقتلوهم ببئر معونة إلا عمرو بن أمية الضمري، وذكر القصة وشعر حسان يحرض على عامر بن الطفيل:
بني أم البنين ألم يرعكم ... وأنتم من ذوائب أهل نجد
تهكم عامر بأبي براء ... ليخفره، وما خطأ كعمر
قال وطعن ربيعة بن عامر بن مالك لعامر بن الطفيل في فخذه فقده (1) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/71.(7/205)
(حديث آخر)(7/206)
9050 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن المعلا، حدثنا عبد الله بن يزيد الدمشقي، حدثنا صدقة بن عبد الله، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، عن عبد الله ابن كعب، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((كل أمر ذي بال لايبدأ فيه بالحمد فهو أجذم)) (1) .
(حديث آخر)
9051 - عن محمد بن المصفى، عن يوسف بن السفر، عن الأوزاعي، عن يونس، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه: أن رجلاً قال: يارسول الله إني نزلت بمحلة بني فلان فأشدهم لي أذى أقربهم لي جواراً، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر وعمر وعلياً رضي الله عنهم يأتون المسجد فيقومون على بابه فيصيحون ثلاثاً: ((إلا أن الأربعين داراً جار، ولايدخل الجنة من لايأمن جاره بوائقه)) (2) .
9052 - ومن حديث الوليد، عن مالك، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النفر الذين بعثهم إلى كعب بن مالك ليقتلوه عن قتل النساء والصبيان (3) .
ورواه من غير وجه به مثله (4) .
9053 - حدثنا أبو سفيان، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب ابن مالك، عن أبيه وقال فيه: ورى غيرها، ثم
_________
(1) المصدر السابق، 19/72.
(2) المعجم الكبير، 19/73، قال الهيثمي في المجمع، 8/169: فيه يوسف بن السفر وهو متروك.
(3) المصدر السابق، 19/74، وقد رواه مالك في الموطأ مرسلاً، 1/297، ولم يسنده إلا الوليد بن مسلم أشار إلى ذلك ابن عبد البر.
(4) الموضع السابق ومابعده، 19/74-75.(7/206)
رجع إلى حديث عبد الرزاق، وكان يقول: الحرب خدعة، فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبة، وأنا أيسر ماكنت قد جمعت راحلتين، وأنا أقدر شيء في نفسي على الجهاد وخفة الحاذ، وأنا في ذلك أصغو إلى الظلال، وطيب الثمار، فلم أزل كذلك حتى قام النبي - صلى الله عليه وسلم - غادياً بالغداة وذلك يوم الخميس، وكان يحب أن يخرج يوم الخميس، فأصبح غادياً، فقلت: انطلق إلى السوق فاشترى جهازي ثم الحق بهم، فانطلقت إلى السوق من الغد، فعسر عليَّ بعض شأني فلم أزل كذلك حتى التبس بي الذنب وتخلفت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعلت أمشي في الأسواق وأطوف بالمدينة، فيحزنني أني لا أرى أحداً تخلف إلا رجلاً مغموصاً عليه في النفاق، وكان ليس أحد تخلف إلا رأى أن ذلك سيخفي له وكان الناس كثير لايجمعهم ديوان، وكان جميع من تخلف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بضعة وثمانين رجلاً ولم يذكرني النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بلغ تبوكاً فلما بلغ تبوكاً قال: ((مافعل كعب بن مالك؟)) فقال رجل من قومي خلفه: يارسول الله برديه والنظر في عطفيه، وقال يعقوب، عن أبي أخي شهاب: براده، والنظر في عطفيه، فقال معاذ ابن جبل: بئس ماقلت، والله يانبي الله مانعلم إلا خيراً، فبينما هم كذلك إذا برجل يزول به السراب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كن ابا خيثمة)) فكان أبو خيثمة. فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك وقفل ودنا من المدينة جعلت أتذكر بماذا أخرج من سخطة النبي - صلى الله عليه وسلم - واستعين على ذلك لكل ذي رأى من أهلي حتى إذا قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - هو مصبحكم بالغداة زاح عني الباطل وعرفت أني لا أنجو إلا بالصدق، ودخل النبي - صلى الله عليه وسلم - ضحى، فصلى في المسجد ركعتين.
وكان إذا جاء من سفر، فعل ذلك، فصلى ركعتين، ثم جلس، فجعل يأتيه من تخلف فيحلفون له ويعتذرون إليه(7/207)
فيستغفر لهم، ويقبل علانيتهم ويكل أسرارهم إلى الله، فدخلت المجلس فإذا هو جالس، فلما رآني تبسم، تبسم المغضب، فجئت فجلست بين يديه فقال: ((ألم تكن ابتعت ظهرك؟)) قلت: بلى يارسول الله، قال: ((فما خلفك؟)) فقلت: والله لو بين يدي أحد من الناس غيرك جلست، لخرجت من سخطته بعذر، لقد أوتيت جدلاً، وقال يعقوب عن ابن أخي شهاب: لرأيت أني أخرج من سخطه بعذر، وفي حديث عقيل: أخرج من سخطه بعذر وفيه: ليوشكن أن الله يسخطك عليَّ ولئن حدثتك بحديث صدق تجد عليَّ فيه إني لأرجو فيه عفو الله، ثم رجع إلى حديث عبد الرزاق: ولكن قد علمت يانبي الله أني إن أخبرتك اليوم بقول تجد عليَّ فيه وهو حق، فإني أرجو فيه عفو الله، وغن حدثتك اليوم حديثاً ترضى عني فيه وهو كذب أوشك أن يطلعك الله عليَّ، والله يانبي الله ماكنت قط أخف ولا أيسر حاذاً مني حين تخلفت عنك، قال: ((أما هذا فقد صدقكم الحديث، قم حتى يقضي الله فيك)) ، فقمت فثار على أمري ناس من قومي يؤنبونني فقالوا: والله مانعلمك أذنبت ذنباً قبل هذا فهلا اعتذرت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعذر يرضى عنك فيه، وكان إستغفار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيأتي من وراء ذنبك؟ ولم تقف نفسك موقفاً لاتدري ما لايقضي لك فيه؟! فلم يزالوا يؤنبوني حتى هممت أن أرجع فأكذب نفسي، فقلت: هل ذال هذا القول أحد غيرى؟ قالوا: نعم هلال بن أمية، ومرارة يعني ابن ربيعة، فذكروا رجلين صالحين، قد شهدا بدراً لي فيهما -يعني أسوة-.
فقلت: والله لا ارجع إليه في هذا أبداً ولا أكذب نفسي، ونهي النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس عن كلامنا، أيها الثلاثة، قال: فجعلت أخرج إلى السوق ولايكلمني أحد وتنكر لنا الناس، حتى ماهم بالذي نعرف، وتنكرت لنا الحيطان حتى ماهي(7/208)
بالحيطان التي نعرف، وتنكرت لنا الأرضي حتى ماهي الرض التي نعرف، وكنت أقوى أصحابي فكنت أخرج فأطوف بالأسواق، فآتي المسجد وأدخل وآتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأقول: هل حرك شفتيه بالسلام فإذا قمت أصلي إلى سارية، فأقبلت في صلاتي نظر إليَّ بمؤخر عينيه، وإذا نظرت إليه أعرض عني، واستكان صاحباى فجعلا يبكيان الليل والنهار، لايطلعان رؤوسهما، فبينا أنا أطوف السوق، إذا رجل نصراني جاء بطعام له يبيعه، يقول: من يدل على كعب ابن مالك، فطفق الناس يشيرون له إليَّ فأتاني بصحيفة من ملك غسان فإذا فيها. أما بعد: فقد بلغني أن صاحبك قد جفاك، وأقصاك، ولست بدار مضيعة ولا هوان فالحق بنا نواسيك، فقلت: هذا أيضاً من البلاء والشر فسجرت لها التنور، وأحرقتها فيه، فلما مضت أربعون ليلة، إذا رسول من النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أتاني فقال: اعتزل إمرأتك، فقلت: أطلقها، قال: لا ولكن لاتقربها، فجاءت إمرأة هلال، فقالت: يارسول الله إن هلال بن أمية شيخ ضعيف، فهل تأذن لي أن أخدمه، قال: ((نعم ولكن لايقربك)) ، قالت: يانبي الله مابه حركة لشيء، مازال مكباً يبكي الليل والنهار، مذ كان من أمره ماكان، قال كعب: فلما طال عليَّ البلاء اقتحمت على أبي قتادة حائطة وهو ابن عمي فسلمت فلم يرد عليَّ، فقلت: أناشدك الله ياأبا قتادة: أتعلم أني أحب الله ورسوله؟ فسكت، ثم قلت: أناشدك الله ياأبا قتادة؟ أتعلم أني أحب الله ورسوله؟ قال: الله ورسوله أعلم.
قال: فلم أملك نفسي أن بكيت، ثم اقتحمت الحائط خارجاً حتى إذا مضت خمسون ليلة من حين نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس عن كلامنا صليت على ظهر بيت لنا صلاة الفجر، ثم جلست وأنا في المنزلة التي قال الله عز وجل، قد ضاقت علينا الأرض بما رحبت،(7/209)
وضاقت علينا انفسنا، إذ سمعت نداء من ذروة سلع: أبشر ياكعب بن مالك، فخررت ساجداً، وعرفت أن الله قد جاء بالفرج، ثم جاء رجل يركض على فرس يبشرني، فكان الصوت أسرع من فرسه، فأعطيته ثوبي بشارة ولبست ثوبين آخرين، وكانت توبتنا نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلث الليل. فقالت أم سلمة غشيتئذ: يانبي الله: ألا نبشر كعب بن مالك؟ قال: ((إذا يحطمنكم الناس ويمنعونكم النوم سائر الليلة)) ، وكانت أم سلمة محسنة في شأني، تحزن بأمري فانطلقت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون، وهو يستنير كاستنارة القمر، وكان إذا سر بالأمر استنار فجئت فجلست بين يديه، فقال: ((أبشر ياكعب بن مالك بخير يوم أتى عليك منذ يوم ولدتك أمك)) ، قلت: يانبي الله أمن عند الله، أو من عندك. قال: ((بل من عند الله)) ، ثم تلا عليهم {لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِىّ وَالمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصًارِ} حتى بلغ {إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمِ} . قال: وفينا أنزلت أيضاً {اتَّقُوا اللهً وًكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} . فقلت: يانبي الله إن من توبتي أن لا أُحدث إلا صدقاً وإن انخلع من مالي كله صدقة إلى الله وإلى رسوله.
فقال: ((أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك)) ، قلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر، قال: فما أنعم الله عليَّ نعمة بعد الإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين صدقته، أنا وصاحباى، أن لانكون كذبنا فهلكنا كما هلكوا، وإني أرجو أن لايكون الله ابلى أحداً في الصدق مثل الذي أبلاني، ماتعمدت لكذبة بعد، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقى (1) .
_________
(1) المسند، 6/387.(7/210)
رواه البخاري، وأبو داود، من حديث معمر، وأبو داود أيضاً، والنسائي، من حديث يونس. كلاهما عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، به نحوه.
وإنما رواه من طريق ابن يونس، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أبيه، عن جده النسائي وحده (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) تقدم تخريجه من هذه الطرق.(7/211)
9054 - قال ابويعلى: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز، حدثنا الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد: ((من رأى مقتل حمزة؟)) فقال رجل أعرابي: أنا رايت مقتله. قال: ((فانطلق فأرنا)) فخرجنا حتى وقف على حمزة فرآه قد شق بطنه وقد مثل به فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يراه فوقف بين ظهراني القتلى فقال: ((أنا الشهيد على هؤلاء القوم دماؤهم في دمائهم فإنه ليس جريج يجرح إلا جاء جرحه يوم القيامة لونه لون الدم وريحه ريح المسك قدموا أكثرهم قرآناً، فاجعلوه في اللحد)) (1) .
(حديث آخر)
9055 - قال الطبراني: حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، حدثنا عمار بن هارون، حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن
_________
(1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، ومن طريقه الطبراني في الكبير، 19/82؛ قال في المجمع، 2/119: رجاله رجال الصحيح.(7/211)
عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها)) (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) المعجم الكبير، 19/78؛ قال الهيثمي في المجمع، 4/62: فيه عمار بن هارون، وهو متروك.(7/212)
9056 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن محمد الخدوعي القاضي، والحسن بن إسحاق، قالا: حدثنا الحسن بن عمرو بن سفيان، عن إسماعيل بن مسلم، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذكاة الجنين، قال: ((ذكاته ذكاة أمه)) (1) .
(حديث آخر)
9057 - قال الطبراني: حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا مسدد، حدثنا حصين بن نمير، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه. قال: آخر خطبة خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن قال: ((يامعشر المهاجرين إنكم تزيدون وأن الأنصار قد انتهوا وأنهم عيبتي التي آويت إليها فأكرموا محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم)) (2) .
ثم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري به مثله وزاد فيه: ((واستغفروا لشهداء أحد)) (3) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/78؛ قال الهيثمي في المجمع، 4/35: فيه إسماعيل بن مسلم، وهو
ضعيف.
(2) المعجم الكبير، 19/79.
(3) المصدر السابق، 19/79.(7/212)
9058 - ومن حديث ابن وهب، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي موسى: ((لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود)) (1) .
ولم يقل يونس في هذا الحديث: عن أبيه.
9059 - ومن حديث محمد بن درهم، عن كعب بن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بملأ من الأنصار يبنون مسجداً فقال: ((أوسعوا مسجدكم تملوه)) (2) .
9060 - ومن حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه: أنه لما نزل عروة عنده جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ يده فقبلها (3) .
9061 - حدثنا يعقوب بن ابراهيم، حدثنا ابن أخي الزهري: محمد بن عبد الله. عن عمه: محمد بن مسلم الزهري: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ابن مالك: أن عبد الله بن كعب بن مالك -وكان قائد كعب من بيته حين عمى-. قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه، حين تخلف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزو تبوك، فقال كعب بن مالك: لم أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك، غير أني كنت تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب أحداً تخلف عنها، إنما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد عبر قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم، على غير ميعاد. ولقد شهدت مع رسول
_________
(1) المصدر السابق، 19/80؛ قال الهيثمي، 9/360: رواه الطبراني مرسلاً ورجاله رجال الصحيح.
(2) المعجم الكبير، 19/93؛ قال في المجمع، 2/11: فيه محمد بن درهم، ضعفه ابن معين والدارقطني، وروى عنه شبابة بن سوار وقال: ثقة.
(3) المصدر السابق، 19/95، وفي إسناده: إسحاق بن أبي فروة، وهو متروك.(7/213)
الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة حين توافقنا على الإسلام، وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدراً أذكر في الناس منها وأشهر وكان خبري حين تخلفت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك لأني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قل مايريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها، حتى كانت تلك الغزوة فغزاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حر شديد، واستقبل سفراً بعيداً، ومفازاً، واستقل عدداً كبيراً فجلا للمسلمين أمره ليتأهبوا أُهبة عدوهم وأخبرهم بوجهه الذي يريد.
والمسلمون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لايجمعهم كتاب حافظ -يريد الديوان- فقال كعب: فقلَّ رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن ذلك سيخفي له مالم ينزل فيه وحي من الله عز وجل، وغزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الغزوة، حين طابت الثمار والظل، فتجهز إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنون معه، وطفقت أعدو لكي أتجهز معه فارجع ولم أقض شيئاً، فأقول في نفسي: أنا قادر على ذلك إذا أردت، فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى شمر بالناس الجد، فأصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غادياً والمسلمون معه، ولم أقض من جهازي شيئاً، فقلت أتجهز بعد يوم أو يومين، ثم ألحقهم، فغدوت بعدما فصلوا لأتجهز، فرجعت ولم أقض شيئاً من جهازي ثم غدوت فرجعت، ولم أقض شيئاً من جهازي، فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو، وهممت أن أرتحل فأدركهم وليت أني فعلت، ولم يقدر ذلك لي، فطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فطفت فيهم يحزنني ألا أرى إلا رجلاً مغموصاً عليه في النفاق، أو رجلاً ممن عذر الله، ولم يذكرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بلغ تبوكاً، فقال وهو جالس في القوم بتبوك: ((مافعل كعب بن مالك؟)) قال رجل من بني(7/214)
سلمة: حبسه يارسول الله برداه والنظر في عطفيه، وقال له معاذ بن جبل: بئس ماقلت.
والله يارسول الله ماعلمنا عليه إلا خيراً فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال كعب بن مالك: فلما بغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد توجه قافلاً من تبوك حضرني بثي فطفقت أتفكر الكذاب وأقول: بماذا أخرج من سخطه غداً، أستعين على ذلك كل ذي رأي من أهلي، فلما قيل أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أظل قادماً، زاح عني الباطل، وعرفت أني لن أنجو منه بشيء أبداً، فاجمعت صدقه، وصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المخلفون، وطفقوا يعتذرون إليه وكانوا بضعة وثمانين رجلاً فقبل منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علانيتهم ويستغفر لهم وبكل سرائرهم إلى الله حتى جئت فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب، ثم قال لي: ((تعال)) فجئت امشي حتى جلست بين يديه، فقال لي: ((ماخلفك: ألم تكن قد استمر ظهرك؟)) قال: فقلت يارسول الله: إني لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني أخرج من سخطته بعذر، لقد أعطيت جدلاً، ولكن والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله يسخطك عليَّ، ولئن حدثتك بصدق تجد عليَّ فيه، إني لأرجو أن قرة عيني عفواً من الله، والله ماكان لي عذر، والله ماكنت قط أفرغ مني، ولا أيسر مني، حين تخلفت عنك، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أما هذا فقد صدق، قم حتى يقضي الله فيك)) ، فقمت، وناديت رجالاً من بني سلمة فاتبعوني، فقالوا لي: والله ماعلمناك أذنبت ذنباً قبل هذا، ولقد عجزت أن لاتكون اعتذرت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما اعتذر به المخلفون، فقد كان كافيك من ذنبك استغفار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لك،(7/215)
قال: والله مازالوا يؤنبوني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي، قال: ثم قلت لهم: هل في هذا معي أحد؟ قالوا: نعم معك رجلان قالا ماقلت، وقيل لهما مثل ماقيل لك، قال: فقلت لهم: من هما؟
قالوا: مرارة بن الربيع العامري، وهلال بن أمية الواقفي. قال: فذكروا لي رجلين صالحين، قد شهدا بدراً لي فيهما أسوة، قال: فمضيت حين ذكروهما لي. قال: ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسلمين عن كلامنا أيها أيها الثلاثة، من بين من تخلف عنه، فاجتنبنا الناس، قال: وتغيروا لنا حتى تنكرت لي من نفسي الأرض، فما هي بالأرض التي كنت أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، فأما صاحباي فاستكنا وقعدا في بيوتهما، يبكيان، وأما أنا فكنت أشبُّ القوم وأجلدهم، فكنت أشهد الصلاة مع المسلمين، وأطوف بالأسواق ولايكلمني أحد، وآتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في مجلسه بعد الصلاة فأسلم عليه فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ ثم أصلي قريباً منه وأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي نظر إليَّ فإذا التفت نحوه أعرض عني، حتى إذا طال على ذلك من هجر المسلمين مشيت حتى تسورت حائط أبي قتادة، وهو ابن عمي، وأحب الناس إليَّ فسلمت عليه، فوالله مارد عليَّ السلام، فقلت له: يا أبا قتادة أناشدك الله، هل تعلم أني أحب الله ورسوله؟ قال: فسكت، قال: فعدت فناشدته فسكت، فعدت وناشدته فقال: الله ورسوله أعلم ففاضت عيناي، وتوليت حتى تسورت الجدار، فبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا بنبط من أنباط أهل الشام، ممن قدم بطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدلني على كعب بن مالك؟ قال: فطفق الناس يشيرون اليَّ حتى جاء فرفع إليَّ كتاباً من ملك غسان وكنت كاتباً فإذا فيه: أما بعد، فقد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار(7/216)
هوان ولامضيعة فالحق بنا نواسيك، قال: فقلت حين قرأتها: وهذا أيضاً من البلاء، قال: فيممت بها التنور فسجرته حتى إذا مضت أربعون ليلة، من الخمسين، إذا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتين، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرك أن تعتزل إمرأتك، قال: فقلت أطلقها أم ماذا أفعل؟ قال: بل اعتزلها فلا تقربها، قال: وأرسل إلى
صاحبي بمثل ذلك، قال: فقلت لإمرأتي: إلحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر، قال: فجاءت إمرأة هلال بن أمية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت له: يارسول الله إن هلال شيخ ضائع ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه. قال: ((لا ولكن لايقربك)) . قالت: فإنه والله مابه حركة إلى شيء، والله إنه مازال يبكي من لدن، إن كان من أمرك ماكان إلى يومه هذا، قال: فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إمرأتك، فقد أذن لإمرأة هلال ابن أمية أن تخدمه فقلت: والله لا أستأذن فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما أدري مايقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذا إستأذنته، وأنا رجل شاب، قال: فلبثنا بعد ذلك عشر ليال، وكمل لنا خمسين ليلة، حين نهى عن كلامنا، قال: ثم صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة، على ظهر بيت من بيوتنا، فبينا أنا جالس على الحال، التي ذكر الله منا قد ضاقت عليَّ نفسي وضاقت عليَّ الأرض بما رحبت، سمعت صارخاً أوفى على جبل سلع يقول بأعلى صوته: ياكعب بن مالك أبشر، قال: فخررت ساجداً، وعرفت أنه قد جاء فرج، وأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر، فذهب يبشرونا وذهب قبل صاحبي يبشرون وركض إليَّ رجل فرساً، وسعى ساع من أسلم، وأوقى الجبل، وكان الصوت أسرع من الفرس، فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني، نزعت له ثوبي(7/217)
فكسوتهما إياه ببشارته والله ما أملك غيرهما يومئذ، واستعرت ثوبين فلبستهما فانطلقت أأوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلقاني الناس فوجاً فوجاً يهنئوني بالتوبة، يقولون لي: ليهنئك توبة الله عليك، حتى وصلت المسجد فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجد، وحوله الناس فقام إليَّ رجل من المهاجرين غيره، قال: وكان كعب لاينساها لطلحة، قال كعب: فلما سلمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يبرق وجهه من السرور، قال: ((أبشر
بخير يوم مرَّ عليك منذ ولدتك أمك)) . قال: قلت: أمن عندك يارسول الله أم من عند الله؟ قال: ((لا بل من عند الله)) . قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سر استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، حتى يعرف ذلك منه، قال: فلما جلست بين يديه، قال: قلت يارسول الله: إن من توبتي أن انخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسول الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أمسك بعض مالك فإنه خير لك)) ، قال: فقلت: فإني أمسك سهمي بخيبر، قال: فقلت يارسول الله: إنما الله نجاني بالصدق، وإن من توبتي أن لاأحدث إلا صدقاً مابقيت، قال: فوالله ما أعلم أحداً من المسلمين أبلاه الله من الصدق في الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن مما أبلاني الله والله ماتعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى يومي هذا، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي، قال: وأنزل الله {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} {وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ(7/218)
الرَّحِيمُ، يَاأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} .
قال كعب: فوالله ماأنعم الله عليَّ نعمة قط بعد أن هداني أعظم في نفسي من صدقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يومئذ أن لاأكون كذبته، فأهلك، كما هلك الذين كذبوه، حين كذبوه فإن الله قال للذين كذبته، فأهلك، كما هلك الذين كذبوه، حين كذبوه فإن الله قال للذين كذبوه حين أنزل الوحي شر مايقال لأحد، فقال الله {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} (1) . قال: وكنا خلفنا، ايها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين حلفوا له، فبايعهم، واستغفر لهم، فأرجأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا حتى يقضي الله في ذلك. قال الله: {وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} وليس تخليفه إيانا وأرجاؤه أمرنا الذي ذكر مما خلفنا بتخلفنا عن الغزو وإنما هو عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه (2) .
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من حديث الزهري به (3) .
(حديث آخر)
رواه الطبراني من طريق الوليد بن مسلم.
يأتي إن شاء الله تعالى في الجزء الخامس والخمسون.
_________
(1) الآيتان (95، 96) من سورة التوبة.
(2) المسند، 3/456.
(3) تقدم تخريجه من طرق متعددة.(7/219)
رب يسر
(بقية مسند كعب بن مالك الأنصاري)(7/220)
9062 - رواه الطبراني من طريق الوليد بن مسلم، عن مرزوق بن أبي الهذيل، عن الزهري، عن عبد الرحمن، عن عمه: عبيد الله بن كعب، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رجع من طلب الأحزاب نزع لأمته واغتسل واستجمر، قال: ((فبدا لي جبريل فقال: عذيرك من محارب، أو قد وضعت السلاح؟ وما وضعناها بعد)) . قال: فوثب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزعاً لعزم على الناس أن لايصلوا العصر إلا في بني قريظة، قال: فصلت طائفة العصر قبل الغروب إيماناً واحتساباً، ولم تصل الأخرى إلا في بني قريظة بعد الغروب إيماناً واحتساباً، قال: فلم يعنف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحداً من الفريقين (1) .
9063 - ومن حديث عميرة بنت عبد الله بن كعب، عن أبيها، عن جدها. قال: لما صرنا إلى الشعب يوم أحد كنت أول من عرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأشار بيده أن أسكت، ثم لبس لأمتي ولبست لأمته فلقد ضربت يومئذ حتى جرحت نحواً من عشرين جراحةٍ (2) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/80.
(2) المعجم الكبير، 19/100؛ قال الهيثمي، 6/112: رجاله ثقات.(7/220)
(علي بن أبي طلحة عن كعب بن مالك)
أنه أراد أن يتزوج يهودية، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لاتزوجها فإنها لاتحصنك)) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/103، وفي إسناده أبو بكر ابن مريم، وهو ضعيف. والحديث مرسل، لأن علي بن أبي طلحة لم يسمع كعباً رضي الله عنه.(7/221)
9064 - رواه أبو داود في المراسيل، عن كثير بن عبيد، عن بقية، عن أبي سباعية بن تميم، عن علي بن طلحة، عن كعب به ولم يدركه فلهذا أورده أبو داود في المراسيل.
(عمر بن الحكم بن ثوبان عنه)
9065 - حدثنا يونس، حدثنا أبو معشر، عن عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري، قال: دخل أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم على علمر بن الحكم بن ثوبان، فقال: ياأبا حفص حدثنا حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس فيه اختلاف. قال: حدثني كعب ابن مالك. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من عاد مريضاً خاض في الرحمة فإذا جلس عنده استنقع فيها وقد استنقعتم إن شاء الله في الرحمة)) (1) . تفرد به.
(عمربن كثير بن أفلح عن كعب بن مالك)
9066 - حدثنا إسماعيل، حدثنا ابن عون، عن عمر بن كثير بن أفلح. قال: قال كعب بن مالك: ماكنت في غزاة أيسر للظهر والنفقة مني في تلك الغزوة. قال: لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: أتجهز غداً ثم ألحقه فأجد في جهازي فأمسيت ولم أفرغ، فقلت: أجد في جهازي غداً والناس قريب بعد ثم ألحقهم فأمسيت ولم أفرغ، فلما كان اليوم الثالث أخذت في جهازي فأمسيت ولم أفرغ، فقلت: هيهات، سار
_________
(1) المسند، 3/460.(7/221)
الناس ثلاثاً، فأقمت فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعل الناس يعتذرون إليه، فجئت حتى قمت بين يديه، فقلت: ماكنت في غزاة أيسر للظهر والنفقة من هذه الغزوة فأعرض عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر الناس أن لايكلمونا، وأمرت نساؤنا أن يتجنبن عنا، قال: فتسورت حائطاً ذات يوم، فإذا أنا بجابر بن عبد الله قلت: أي جابر ناشدتك الله! هلتعلمني غششت الله ورسوله يوماً قط؟ قال: فسكت عني، فجعل لايكلمني. قال: فبينا أنا ذات يومٍ إذ سمعت رجلاً على الثنية يقول: كعباً كعباً حتى دنا مني، فقال: بشروا كعباً (1) . تفرد به من هذا الوجه.
(عمرو بن كعب عن أبيه)
_________
(1) المسند، 3/458؛ والمعجم الكبير، 19/101.(7/222)
9067 - حدثنا هاشم، حدثنا أبو معشر، عن يزيد بن حصفة، عن عمرو بن كعب بن مالك، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا وجد أحدكم ألماً فليضع يده حيث يجد ثم يقل سبع مرات أعوذ بعزة الله وقدرته على كل شيء من شر ماأجد)) (1) . تفرد به.
(معبد بن كعب بن مالك عن أبيه)
9068 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني معبد بن كعب -وكان من أعلم الأنصار-: أن أباه كعب بن مالك -وكان كعب ممن شهد العقبة وبايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها-. قال: خرجنا في حجاج قومنا من المشركين، وقد صلينا وفقهنا ومعنا البراء بن معرور، كبيرنا وسيدنا، فلما توجهنا لسفرنا وخرجنا من المدينة، قال البراء لنا: ياهؤلاء! قال: قلنا له: وما ذاك؟ قال قد رأيت أن لا
_________
(1) المسند، 6/390.(7/222)
أدع هذه البنية مني يظهر -يعني الكعبة- وأن أصلي إليها، قال، فقلنا: والله مابلغنا أن نبينا يصلي إلا إلى الشام ومايريد أن نخالفه، فقال: إني أصلي إليها. قال: فقلنا له: لكنا لانفعل. قال: فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام، وصلى إلى الكعبة، حتى قدمنا مكة قال: وكنا قد عبنا عليه ماصنع، وأبي إلا الإقامة عليه، فلما قدمنا مكة. قال: ياابن أخي إنطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا، فإنه والله قد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم إياي فيه، قال فخرجنا نسأل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: هل تعرفانه؟ قلنا: لا، قال: فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه؟ قلنا: نعم، قال: وكنا نعرف العباس كان لايزال يقدم علينا تاجراً، قال: فدخلنا المسجد فإذا العباس جالس، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - معه جالس، فسلمنا ثم جلسنا إليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للعباس: ((هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل؟ قال: نعم هذا البراء بن معرور سيد قومه، وهذا كعب بن مالك، قال: فوالله ما أنسى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الشاعر؟ فقال: نعم، قال: فقال البراء بن معرور يانبي الله إني خرجت في سفري هذا، وقد هداني الله للإسلام فرأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر فصليت إليها، وقد خالفني أصحابي في ذلك، حتى وقع في نفسي من ذلك شيء، فماذا ترى يارسول الله؟ قال: () لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها)) .
قال: فرجع البراء إلى قبلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلى معنا إلى الشام، قال: وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات وليس ذلك كما قالوا، نحن أعلم به منهم، قال: وخرجنا إلى الحج فوعدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أوسط أيام التشريق، فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي وعدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعنا عبد الله بن(7/223)
عمرو ابن حرام أبو جابر سيد ساداتنا، وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا، فكلمناه وقلنا له: يا أبا جابر إنك سيد من ساداتنا وشريف من أشرافنا، وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطباً للنار غداً، ثم دعوته إلى الإسلام، وأخبرته بميعاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلم وشهد معنا العقبة، وكان نقيباً، قال: فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نتسلل مستخفين تسلل القطا، حتى إذا اجتمعنا في الشعب، عند العقبة، ونحن سبعون رجلاً، ومعنا إمرأتان من نسائنا، نسيبة بنت كعب أم عمارة إحدى نساء بني مازن بني النجار، وأسماء بنت عمرو بن عدي بن ثابت، إحدى نساء بني سلمة وهي أم منيع، قال: فاجتمعنا في الشعب ننتظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جاءنا ومعه يومئذٍ عمه العباس بن عبد المطلب، وهو يومئذ على دين قومه إلا أنه أحب أن يحضر أمر إبن أخيه ويتوثق به، فلما جلسنا كان العباس بن عبد المطلب أول متكلم، فقال: يامعاشر الخزرج. قال: وكانت العرب مما يسمون هذا الحي من الأنصار الخزرج أوسها وخزرجها، أن محمداً منا حيث قد علمتم وقد منعناه من قومنا، ممن هو على مثل رأينا فيه، وهو في عزة من قومه ومنعة في بلده، قال: فقلنا: قد سمعنا. قلت: فتكلم يارسول الله فخذ لنفسك ولربك ماأحببت فتكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فتلا ودعا إلى الله ورغب في الإسلام.
قال: ((أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم، وأبناءكم)) ، قال: فأخذ البراء بن معرور بيده، قال: نعم والذي بعثك بالحق لنمنعك مما نمنع منه ازرنا فبايعنا يارسول الله، فنحن والله أهل الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابراً عن كابر، قال: فاعترض القول والبراء يكلم رسول الله(7/224)
- صلى الله عليه وسلم - أبو الهيثم بني التيهان حليف بني عبد الأشهل. فقال: يارسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالاً وإنا قاطعوها -يعني العهود-، فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ قال: فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: ((بل الدم، الدم، والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم)) ، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أخرجوا إليَّ منكم اثنى عشر نقيباً يكونون على قومهم)) فأخرجوا منهم اثني عشر نقيباً منهم تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس.
وأما معبد بن كعب، فحدثني في حديثه، عن أخيه، عن أبيه كعب بن مالك، قال: كان أول من ضرب على يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البراء بن معرور، ثم تابع القوم، فلما بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، صرخ الشيطان من رأس العقبة بأبعد صوت سمعته قط، ياأهل الجباجب -والجباجب المنازل- هل لكم في مذمم والصباة معه، قد أجمعوا على حربكم، قال: مايقول عدو الله محمد، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا أذب العقبة، هذا ابن أذب العقبة اسمع أي عدو الله، أما والله لأفرغن لك)) ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ارفعوا إلى رحالكم)) ، قال: فقال له العباس بن عبادة بن نضلة: والذي بعثك بالحق لئن شئت لنملين على أهل منى بأسيافنا، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لم أؤمر بذلك)) ، قال: فرجعنا فنمنا، فلما أصبحنا غدت علينا جلة قريش، حتى جاؤونا في منازلنا، فقالوا: يامعشر الخزرج إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا، وتبايعونه على حربنا، والله مامن العرب أحد أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم، قال: فأنبعث من هنالك من مشركي قومنا يحلفون لهم(7/225)
بالله ماكان من هذا شيء، وما علمناه، وقد صدقوا مايعلموا ماكان منا، قال: فبعضنا ينظر إلى بعض، قال: وقام القوم وفيهم الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي، وعليه نعلان جديدان، قال: فقلت كلمة كأني أريد أن أشرك القوم بها فيما قالوا: أما تستطيع ياأبا جابر وأنت سيد من ساداتنا أن تتخذ نعلين مثل نعلي هذا الفتي من قريش؟ فسمعها الحارث فخلعهما ثم رمى بهما إليَّ، فقال: والله لتنتعلهما، قال: يقول أبو جابر أحفظت والله الفتى، فأردد عليه نعليه، قال: فقلت والله لاأردهما، قال: والله صلح، والله لئن صدق الفال لأسلبنه.
هذا حديث كعب بن مالك، عن العقبة وماحضر منها (1) . تفرد به.
(حديث آخر عن معبد بن كعب عن أبيه)
_________
(1) المسند، 3/460.(7/226)
9069 - قال لما قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثنا عشر، ليلة العقبة، وقد واعدهم أن يأتوه من العام القابل سبعون رجلاً، أقمنا سنة يمشي أحدثنا إلى أخيه بالسمع والرجل والمطعم حتى وافاه منا سبعون رجلاً (1) .
9070 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الحجاج، عن نافع، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، أن جارية لهم سوداء ذبحت شاة بمروة، فذكر ذلك كعب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمره بأكلها (2) .
رواه البخاري وابن ماجة من حديث عبيد الله، عن نافع ورواه البخاري أيضاً عن إسماعيل بن عبد الله عن مالك عن نافع عن
_________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، 19/101.
(2) المسند، 6/386.(7/226)
رجل من الأنصار عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ أن جارية لكعب بهذا (1) .
_________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه: حديث (2304) و (5501) و (5502) و (5504) ، وانظر فتح الباري: 4/482؛ وأخرجه ابن ماجة في السنن: حديث (3182) .(7/227)
9071 - حدثنا وكيع، عن أسامة بن زيد، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك: أن جارية لكعب كانت ترعى غنماً له بسلع فعدا الذئب على شاة من شاءها، فأدركتها الراعية فذبحتها بمروة، فسأل كعب بن مالك النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمره بأكلها (1) .
9072 - حدثنا وكيع، حدثنا ربيعة، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر به وهو يلازم رجلاً في أوقيتين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للرجل: ((هكذا أي ضع الشطر)) ، قال الرجل: نعم يارسول الله، فقال النبي للرجل: ((أدِّ إليه مابقي من حقه)) (2) .
9073 - حدثنا محمد بن سابق، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن ابن كعب بن مالك، أنه حدثه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه وأوس بن الحدثان في أيام التشريق منادياً: ((أن لايدخل الجنة إلا مؤمن وأيام منى أيام أكل وشرب)) (3) .
رواه مسلم من حديث إبراهيم بن طهمان به (4) .
9074 - حدثنا علي بن بحر، حدثنا عيسى بن يونس، عن زكريا، عن محمد ابن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة: أن ابن كعب
_________
(1) المسند، 3/454.
(2) المسند، 3/454.
(3) المسند، 3/460.
(4) أخرجه مسلم في صحيحه: حديثه (1142) .(7/227)
بن مالك حدثه، عن أبيه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ماذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال، والشرف لدينه)) (1) .
رواه الترمذي، والنسائي، عن سويد بن نصر عن ابن المبارك عن زكريا به، وقال الترمذي: حسن صحيح (2) .
_________
(1) المسند، 3/456.
(2) أخرجه الترمذي في السنن، حديث (2482) وهو عند ابن المبارك في كتاب الزهد: حديث (181) .(7/228)
9075 - حدثنا علي بن إسحاق، حدثنا عبد الله، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة، عن ابن كعب بن مالك الأنصاري، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ماذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه)) (1) .
رواه الترمذي والنسائي عن سويد بن نصر عن ابن المبارك به، وقال الترمذي: حسن صحيح (2) .
(حديث آخر)
9076 - قال الطبراني: حدثنا جعفر بن سليمان النوفلي، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يابني سلمة من سيدكم؟)) قالوا: الجد بن قيس، على أنا نرمه ببخل، قال: ((وأي داء أدوأ من البخل، ولكن سيدكم بشر بن البراء ابن معرور)) (3) .
_________
(1) () ... المسند، 3/460.
(2) تقدم تخريجه آنفاً.
(3) المعجم الكبير، 19/81.(7/228)
9077 - ومن حديث يوسف بن السفر، عن الأوزاعي، عن يونس، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((المؤمن غرٌ كريم والفاجر خبٌ لئيم)) (1) .
9078 - ومن حديث سفيان بن حسين، عن الزهري، عن ابن كعب، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى رجل، فقال: ((هذا من أهل النار)) ، ثم قاتل الرجل قتالاً شديداً فجرح، فقتل نفسه، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالاً، فنادى أنه لايدخل الجنة غلا نفس مسلمة (2) .
9079 - ومن حديث أنس بن أبي القاسم، عن ابن كعب، عن أبيه، رفعه، قال: يقول أهل النار هلموا فلنصبر، فيصبرون خمسمائة عام، فإذا رأوا أن ذلك لاينفعهم، يقولون: هلموا فنجزع فيجزعون خمسمائة عام، فإذا رأوا أن ذلك لاينفعهم، قالوا: {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ} (3) .
(حديث آخر)
9080 - قال الطبراني: حدثنا مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري، حدثني أبي، حدثنا سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن ابن كعب بن مالك، قال: قال كعب: مر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا أنشد:
ألا هل أتى غسان عنا ودونهم ... من الأرض حرق دونه يتقعقع
تجالدنا عن حرمنا كل فحمة ... كردف فيها القوانس تلمع
_________
(1) المعجم الكبير، 19/82.
(2) المعجم الكبير، 19/83.
(3) آية 21 من سورة إبراهيم، والحديث عند الطبراني في الكبير، 19/84.(7/229)
فقال: ((لا ياكعب)) ، فقلت: تجالدنا عن ديننا كل فحمة ... فقال: ((نعم ياكعب)) (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) المعجم الكبير، 19/97؛ قال الهيثمي، 8/124: إسناده حسن.(7/230)
9081 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عاصم الأصبهاني، حدثنا عبد الله بن شبيب. حدثنا داود بن عبد الله الجعفري، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، قال: كانت جارية لي ترعى غنماً لي، فأكل الذئب منها شاة، فضربت وجه الجارية، فندمت، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يارسول الله، لو أعلم أنها مؤمنة لأعتقتها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للجارية: ((من أنا؟)) قالت: رسول الله، قال: ((فمن الله؟)) . قالت: الذي في السماء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أعتقها، فإنها مؤمنة)) (1) .
غريب من هذا الوجه، وهو في صحيح مسلم، عن معاوية بن الحكم نحواً من هذا السياق، فالله أعلم (2) .
(حديث آخر)
9082 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن المعلى، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عطاء، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه: قال: قال رسول
_________
(1) المعجم الكبير، 19/98؛ قال الهيثمي، 4/239: فيه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف.
(2) صحيح مسلم: حديث (537) ؛ والنسائي في السنن: 3/15؛ والمعجم الكبير،
19/398.(7/230)
الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم إلى السماء، أو ليخطفن أبصارهم)) (1) .
(أبو أسامة، عن كعب بن مالك)
_________
(1) المعجم الكبير، 19/99؛ قال الهيثمي، 2/83: فيه عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف.(7/231)
9083 - قال الطبراني: حدثنا يحيى بن أيوب العلاف، حدثنا سعيد بن ابي مريم، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثني: عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن أبي أمامة، عن كعب بن مالك الأنصاري، قال: عهدي بنبيكم - صلى الله عليه وسلم -، قبل وفاته بخمس ليال، فسمعته يقول: ((لم يك نبي إلا وله خليل من أمته، وإن خليلي من أمتي أبو بكر بن أبي قحافة، ألا وإن الأمم قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، وإني أنهاكم عن ذلك، اللهم هل بلغت؟)) ثلاث مرات، ثم قال: ((اللهم أشهد)) ثلاث مرات، ثم أغمى عليه هنيهة، ثم أفاق، فقال: ((الله الله فما ملكت أيمانكم، اشبعوا بطونهم وأكسوا ظهورهم، ولينوا القول لهم)) (1) .
1585- (كعب بن مرة البهزي السلمي أو مرة بن كعب)
قال أبو عمر: كعب بن مرة أصح (2) . وقال ابن أبي خيثمة: هما اثنان، نزلا البصرة، ثم سكن الشام، حديثه في خامس الشاميين، وخامس الكوفيين، توفي سنة سبع أو تسع وخمسين.
_________
(1) المعجم الكبير، 19/41؛ قال الهيثمي، 4/237: فيه عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد وهما ضعيفان، وقد وثقا.
(2) الاستيعاب، 3/278؛ وله ترجمة في أسد الغابة، 4/389؛ والإصابة، 3/286.(7/231)
قال أبو عمر: له أحاديث يرويها أهل الكوفة، عن شرحبيل بن السمط عنه، ويرويها أهل الشام، عن شرحبيل، عن عمرو بن عبسة (1) .
_________
(1) الاستيعاب، 3/278.(7/232)
9084 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية، عن سليم بن عامر، عن جبير بن نفير، قال: كنا معسكرين مع معاوية، بعد قتل عثمان -رضي الله عنه- فقام كعب بن مرة البهزي فقال: لولا شيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماقمت هذا المقام، فلما سمع بذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجلس الناس فقال: بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ مر عثمان بن عفان مرجلاً، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لتخرجن فتنة من تحت قدمي أو بين رجلي هذا يومئذ، ومن اتبعه على الهدى)) ، قال: فقام ابن حوالة الأزدي من عند المنبر فقال: إنك لصاحب هذا. قال: نعم، قال: والله إني لحاضر ذلك المجلس، ولو علمت أن لي في الجيش مصدقاً كنت أول من تكلم به (1) . تفرد به.
9085 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن مرة بن كعب أو كعب بن مرة السلمي، قال شعبة: وقد حدثني به منصور وذكر ثلاثة بينه وبين مرة بن كعب، ثم قال بعد: عن منصور، عن سالم، عن مرة، أو كعب، قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الليل أسمع؟ قال: ((جوف الليل الأخير)) ، ثم قال: ((الصلاة مقبولة حتى تصلى الصبح، ثم لا صلاة حتى تطلع الشمس، وتكون قيد رمح أو رمحين، ثم الصلاة مقبولة حتى يقوم الظل قيام الرمح، ثم لاصلاة حتى تزول الشمس، ثم الصلاة مقبولة
_________
(1) المسند، 4/236، حديث كعب بن مرة رضي الله عنه.(7/232)
حتى تصلى العصر، ولاصلاة حتى تغيب الشمس، وإذا توضأ العبد فغسل يديه خرت خطاياه من بين يديه، فإذا غسل وجهه خرت خطاياه من وجهه، وإذا غسل ذراعيه خرت خطاياه من ذراعيه، وإذا غسل رجليه خرت خطاياه من رجليه)) ، قال شعبة: ولم يذكر مسح الرأس، ((وأيما رجل أعتق رجلاً مسلماً كان فكاكه من النار، يجزئ بكل عضو من أعضائه عضواً من أعضائه، وأيما رجل مسلم أعتق إمرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزئ بكل عضوٍ من أعضائهما عضواً من أعضائه، وأيما إمرأة مسلمة، اعتقت إمرأة مسلمة، كانت(7/233)
فكاكها من النار يجزئ بكل عضوٍ من أعضائها عضواً من أعضائها)) (1) .
رواه النسائي من حديث منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن كعب بن مرة، ولم يذكر شرحبيل بن السمط، ولم يشك وفي رواية النسائي عن منصور، عن سالم حديث عن كعب بن مرة فذكره بتمامه (2) .
_________
(1) المسند، 4/234.
(2) سنن النسائي: حديث (3144) .(7/234)
9086 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن شرحبيل بن السمط، قال: قال رجل لكعب بن مرة، أو مرة بن كعبن حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لله أبوك، واحذر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ايما رجل أعتق رجلاً مسلماً، كان فكاكه من النار، يجزئ بكل عظمٍ من عظامه عظماً من عظامه، وأيما رجل مسلم، أعتق إمرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار، يجزئ بكل عظمتين من عظامهما، عظم من عظامه، وأيما إمرأة مسلمة أعتقت إمرأة مسلمة، كانت
ضبط فكاكها من النار يجزئ بكل عظم من عظامها، عظماً من عظامها)) ، قال: ودعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مضر، قال: فأتيته فقلت: يارسول الله قد نصرك الله وأعطاك واستجاب لك، وأن قومك هلكوا فأدع الله لهم، فأعرض عنه، قال: فقلت له: يارسول الله إن الله قد نصرك وأعطاك واستجاب لك، وإن قومك قد هلكوا، فأدع الله لهم، فقال: ((اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريعاً طبقاً عذباً غير رائثٍ نافعٍ غير ضارٍ)) فما كانت إلا جمعة أو نحوها حتى مطروا.
قال شعبة: في الدعاء كلمة سمعتها من حبيب بن أبي ثابت عن سالم في الاستسقاء وفي حديث حبيب أو عمرو، عن سالم: قد جئتك من عند قوم يخطر لهم فحل ولايتزود لهم راعٍ (1) .
رواه أبو داود: عن حفص عن شعبة، ورواه النسائي، وابن ماجة: عن أبي كريب عن أبي معاوية عن الأعمش به (2) .
9087 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن شرحبيل بن السمط، قال: قال لكعب بن مرة: ياكعب بن مرة، حدثنا حديثاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واحذر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من رمى بسهم في سبيل الله كان كمن أعتق رقبة)) ، وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: وجاءه رجل فقال استسق لمضر. قال: ((فقال إنك لجرئ، المضر؟ قال: يارسول الله، استنصرت الله فنصرك، ودعوت الله فأجابك، قال: فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه، يقول: () اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريعاً مرياً طبقاً، عاجلاً
_________
(1) المسند، 4/235.
(2) سنن أبي داودك حديث (3948) ؛ والنسائي: حديث (3144) ؛ وابن ماجة: حديث (1269) ؛ والبيهقي في السنن، 3/355.(7/234)
غير رائثٍ نافعاً غير ضارٍ)) . قال: فأجيبوا فما لبثوا أن أتوه فشكوا إليه كثرة المطر، فقال: قد تهدمت البيوت، قال: فرفع يديه، وقال: ((اللهم حوالينا ولا علينا)) ، قال: فجعل السحاب ينقطع عنا يميناً وشمالاً (1) .
رواه النسائي وابن ماجة، عن أبي كعب، عن أبي معاوية به. ورواه الترمذي عن هناد عن أبي معاوية عن الأعمش به: ((من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة)) (2) .
_________
(1) المسند، 4/235.
(2) تقدم تخريجه قريباً.(7/235)
9088 - حدثنا محمد بن بكر -يعني البرساني-، حدثنا وهب بن خالد، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث. قال: قام خطباء بإيلياء في إمارة معاوية، فتكلموا، فكان آخر من تكلم مرة بن كعب فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماقمت، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يذكر فتنة فقربها فمر رجل متقنع فقال: ((هذا يومئذ وأصحابه على الحق والهدى)) ، فقلت: هذا يارسول الله، وأقبلت بوجهه إليه، فقال: ((هذا)) ، فإذا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- (1) . تفرد به.
9089 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، قال: لما قتل عثمان بن عفان، قام خطباء بإيلياء، فقام من آخرهم رجل، من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال له: مرة بن كعب، فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقال له: مرة ابن كعب، فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماقمت، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر فتنة أحسبه قال فقربها -شك إسماعيل-، فمر رجل متقنع، فقال: ((هذا وأصحابه يومئذ على الحق)) ، فأنطلقت فأخذت بمنكبيه
_________
(1) المسند، 4/236.(7/235)
وأقبلت بوجهه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: هذا، قال: ((نعم)) ، قال: فإذا هو عثمان بن عفان (1) .
_________
(1) المسند، 4/235.(7/236)
9090 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن رجل، عن كعب بن مرة البهزي، قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أي الليل أجوب؟ وقال سفيان مرة: أسمع. قال: ((جوف الليل الأخير، ومن أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منه عضواً من النار)) (1) .
9091 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن رجل، عن كعب بن مرة البهزي، قال: قلت يارسول الله! أي الليل أسمع؟ قال: ((جوف الليل الأخير)) . قال: ثم قال: ((ثم الصلاة مقبولة حتى يصلي الفجر، ثم لاصلاة حتى تكون الشمس قيد رمح، أو رمحين، ثم الصلاة مقبولة حتى يقوم الظل قيام الرمح، ثم لاصلاة حتى تزول الشمس، ثم الصلاة مقبولة حتى تكون الشمس قيد رمح أو رمحين، ثم لاصلاة حتى تغرب الشمس)) ، قال: ((وإذا غسلت وجهك خرجت خطاياك من وجهك فإذا غسلت يديك خرجت خطاياك من يديك فإذا غسلت رجلين خرجت خطاياك من رجليك)) (2) .
1585- (كعب غير منسوب) (3)
9092 - روى أبو نعيم، عن خيثمة بن سليمان أجازة، حدثنا إسحاق بن شيبان، حدثنا أبو عاصم، عن عبد ربه، عن عطا الله
_________
(1) المسند، 4/321.
(2) المسند، 4/321.
(3) له ترجمة في أسد اغابة، 4/491؛ والإصابة، 3/287.(7/236)
القدسي، حدثني ابن القارئ. قال: كنت جالساً عند علقمة بن نضلة، فقال: أخبرني كعب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مامن أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولاً، حتى يكون الله عز وجل يرحمه أو يقضي فيه بغير ذلك)) (1) .
* (كلثوم بن الحصين أبو رهم الغفاري)
يأتي في الكنى إن شاء الله
_________
(1) الإصابة، 3/287 وعزاه لابن منده، وقال ابن الأثير، 4/492: وقد يروى بعض هذا الكلام عن كعب بن عجرة.(7/237)
1586- (كلثوم المصطلقي) (1)
وهو كلثوم بن علقمة بن ناجية بن المصطلق، ويقال: كلثوم بن الأقمر، ويقال: كلثوم بن عامر بن الحارث بن أبي ضرار بن المصطلق الخزاعي المصطلقي.
مختلف في صحبته، ومنهم من فرق بين هذه التراجم.
9093 - له عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، حديث واحد. قال: قلت: يارسول الله كيف أعلم إذا أحسنت، أني أحسنت؟ وإذا أسأت، أني أسأت؟ فقال: ((إذا قال جيرانك أنك أحسنت، فقد أحسنت، وإذا قال جيرانك أنك أسأت فقد أسأت)) .
رواه ابن ماجة في الزهد، عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي معاوية عن الأعمش عن جامع بن شداد عنه به (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 4/493؛ والإصابة، 3/288 وأشار إلى الخلاف الواقع فيه.
(2) أخرجه ابن ماجة في السنن، 2/1411، كتاب الزهد (باب الثناء الحسن) ؛ قال البوصيري في الزوائد: رجال إسناد حديث كلثوم ثقات إلا أنه مرسل، قال ابن عبد البر: أحاديثه مرسلة.(7/237)
1587- (كلدة بن الحنبل) (1)
ويقال: كلدة بن عبد الله بن الحنبل بن مالك، أو مليك بن عاتقة بن كلدة، حليف بني جميح، ويقال: أصله من اليمن وذكر أنه كان أسود، يخدم صفوان بن أمية، وكان أخاه لأمه، لايفارقه سفراً ولا حضراً، وأسلم معه، وذكروا أنه شهد مع صفوان حنيناً فلما ولى المسلمون مدبرين قال لصفوان: بطل سحر ابن أبي كبشة اليوم، فقال له صفوان: اسكت فض الله فاك، والله لأن يربني رجل من قريش أحب إليّ من أن يربني رجل من هوازن، وهو أخو عبد الرحمن بن الحنبل.
حديثه في أول المكيين.
9094 - حدثنا روح، حدثنا ابن جريج والضحاك بن مخلد، قالا: حدثنا ابن جريج وعبد الله بن الحارث. قال: عرض على ابن جريج. قال: أخبرني عمرو بن أبي سفيان، أن عمرو بن صفوان أخبره، قال الضحاك وعبد الله بن الحارث، أخبره أن كلدة بن الحنبل أخبره، أن صفوان بن أمية بعثه في الفتح بلبأ وجداية وضغابيس والنبي - صلى الله عليه وسلم - على الوادي، قال: فدخلت عليه ولم أسلم، ولم أستأذن، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ارجع فقل: السلام عليكم، أدخل، بعدما أسلم)) . قال عمرو: أخبرني هذا الخبر أمية بن صفوان، ولم يقل: سمعت من كلدة. قال الضحاك وابن الحارث ((وذلك بعدما أسلم)) وقال الضحاك وعبد الله بن الحارث ((بلبن وجدية)) (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 4/4096؛ والإصابة، 3/288.
(2) المسند، 3/414 حديث كلدة بن الحنبل رضي الله عنه.(7/238)
رواه أبو داود، في الأدب: عن يحيى بن حبيب بن عدي، والترمذي في الاستئذان: عن سفيان بن وكيع كلاهما: عن روح بن عبادة، ورواه أبو داود، والترمذي عن محمد بن يسار عن أبي عاصم: الضحاك بن مخلد، ورواه النسائي: عن يوسف بن سعيد عن حجاج ابن مخلد، ثلاتهم: عن ابن جريج به وقال الترمذي: حسن غريب (1) .
_________
(1) أخرجه أبو داود في السنن: حديث (5154) ؛ والترمذي في الجامع: حديث (2583) ؛ والبخاري في الأدب المفرد: حديث (1801) ؛ والطبراني في الكبير، 19/187 وقال: قال أبو عاصم: الضغابيس: بقلة تكون في البادية.(7/239)
1588- (كليب بن حزن)
أو حزم أو جُزي بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل العقيلي (1) .
9095 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا سلامة بن ناهض المقدسي، حدثنا إسماعيل بن زرارة الرقي، حدثنا يعلى بن الأشدق، عن كليب بن حزن: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ياقوم اطلبوا الجنة جهدكم، واهربوا من النار جهدكم، وإن الجنة لاينام طالبها، وإن النار لاينام هاربها، ألا إن الآخرة اليوم محففة بالمكاره، وأن الدنيا محففة بالشهوات)) (2) .
1589- (كليب بن شهاب أبو عاصم الجرمي)
قال أبو عمر له ولأبيه صحبة (3) .
9096 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا بكر بن مقبل، حدثنا القاسم بن وهب، [عن قطبة بن العلاء، عن أبي العلاء
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/298؛ وابن حجر في الإصابة، 3/289.
(2) المعجم الكبير، 19/200؛ قال الهيثمي، 10/230 فيه يعلى بن الأشدق وهو ضعيف جداً.
(3) الاستيعاب، 3/295؛ وأسد الغابة، 4/498.(7/239)
بن منهال] ، عن عاصم بن كليب الجرمي، عن أبيه: أنه خرج مع أبيه إلى جنازة شهدها رسول الله وأنا غلام أعقل، فقال: ((يحب الله العامل إذا عمل عملاً أن يحسن)) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/199؛ قال الهيثمي، 4/98: وفيه قطبة بن العلاء وهو ضعيف.(7/240)
1590- (كليب بن منفعة أو أبو منفعة) (1)
9097 - قلت: يارسول الله من أبر؟ قال: ((أمك، وأباك، وأختك، وأخاك، ومولاك الذي يلي ذلك حقاً واجباً، ورحماً موصولة)) .
رواه أبو نعيم: من طريق الحارث بن مرة الحنفي، عن كليب بن منفعة بن كليب، عن أبيه، عن جده، ويقال كليب بن منفعة، عن سراج بن مجاعة أن جده أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره (2) .
1591- (كليب الجهني جد عثيم بن كثير بن كليب) (3)
يأتي في المبهمات إن شاء الله تعالى.
9098 - قال ابن جريج: أخبرت عن عيثم بن كليب، عن أبيه، عن جده: أنه جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: قد أسلمت، فقال: ((إلق عنك شعر الكفر)) ، يقول: إحلق.
قال: وأخبرني آخر معه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لآخر معه: ((إلق عنك شعر الكفر، واختتن)) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 4/499؛ وتجريد أسماء الصحابة، 2/35.
(2) أسد الغابة، 4/499.
(3) له ترجمة عند ابن الأثير، 4/498؛ وابن حجر، 3/290.(7/240)
رواه أبو داود: عن خالد بن مخلد، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، به، كذا قال ابن جريج في نسبه.
والصواب: ماذكره عنه أنه عيثم بن كثير بن كليب الجهني (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) أخرجه أبو داود في السنن، 1/98؛ وكتاب الطهارة (باب في الرجل يسلم فيؤمر بالغسل) .(7/241)
9099 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا الحرث بن أبي أسامة، حدثنا محمد بن عمر الواقدي، حدثنا محمد بن مسلم، عن عيثيم بن كثير بن كليب الجهني، عن أبيه، عن جده: أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دفع من عرفة بعد أن غابت الشمس (1) .
* (كليب غير منسوب) (2)
9100 - قال الحافظ أبو موسى: أورده أبو بكر بن أبي عاصم، في الصحابة، قال صخر بن عكرمة: عن كليب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لولا أن الذنب خير للمؤمن من العجب، ماخلى الله بين المؤمن وبين ذنب أبداً)) (3) .
* (كناز بن حصين: أبو مرثد الغنوي)
يأتي في الكنى إن شاء الله تعالى.
_________
(1) ذكره ابن الأثير، 4/498.
(2) له ترجمة في أسد الغابة، 4/499؛ والإصابة، 3/290.
(3) أسد الغابة، 4/499؛ والحديث فيه نقلاً عن ابن أبي عاصم.(7/241)
1592- (كندير بن سعيد)
ابن حيدة بن قشير القشيري وقيل المزني (1) .
مختلف في صحبته وقيل عند أبيه كما تقدم.
9101 - روى الطبراني، وأبو نعيم: من حديث داود بن أبي هند، عن العباس ابن عبد الله، عن ابن كندير بن سعيد، عن أبيه، قال: حججت في الجاهلية، فإذا برجل يطوف بالبيت، وهو يرتجز ويقول:
... يارب رد راكبي محمداً
إلى آخره كما تقدم في ترجمة أبيه سعيد بن حيدة وهذا مجرده لايدل على صحبته وإنما يدل على أنه مخضرم قد أدرك أيام الجاهلية (2) .
1593- (كهمس الهلالي)
صحابي سكن البصرة (3) .
9102 - قال أبو داود الطيالسي: حدثنا حماد بن يزيد بن مسلم، عن معاوية ابن قرة، عن كهمس الهلالي. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بإسلامي، وغبت عنه حولاً، ثم أتيته، فقلت يارسول الله: كأنك تنكرني، فقال: ((أجل)) ، فقلت: ما أفطرت منذ فارقتك،
_________
(1) له ترجمة عند ابن الأثير، 4/105 وقال: مختلف في صحبته، والصحيح: عن أبيه، وقد تقدم. وقال ابن حجر: ذكره ابن أبي حاتم -يعني في الصحابة- ووهم وهماً شنيعاً، فإنه أسقط منه ذكر والده سعيد. وقال ابن منده: قيل له رؤية، وسقط منه ذكر أبيه، والحديث لأبيه، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. الإصابة، 3/294.
(2) راجع ماتقدم ترجمة سعيد بن حيرة والد.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 4/502؛ والإصابة، 3/291.(7/242)
فقال: ((ومن أمرك أن تعذب نفسك؟ صم يوماً من الشهر)) ، قلت: زدني، قال: ((صم يومين)) ، حتى قال: ((ثلاثة أيام من الشهر)) (1) .
قال أبو نعيم وذكر أبو داود قصته مع عمر بن الخطاب في قصته بين الرجل وإمرأته وما سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خير القرون (2) .
_________
(1) مسند الطيالسي، حديث (32) رسالة ماجستير، والحديث أخرجه البخاري في تاريخه، 7/238؛ وابن سعد في الطبقات، 7/46؛ والطبراني في الكبير، 19/194؛ قال الهيثمي في المجمع، 3/197: فيه حماد بن يزيد المنقري، ولم أجد من ذكره قلت: وقد وهم محقق الجزء الأول من الطيالسي فظنه حماد بن يزيد، وصحح الحديث والعجيب أنه قد أثبت في تخريج الحديث من مصادر متعددة أنه حماد بن يزيد. وأثبت الحافظ ابن كثير-رحمه الله- هنا أنه حماد بن يزيد بن مسلم، فليتحرر.
(2) راجع مسند أبي داود الطيالسي والحديث فيه بطوله.(7/243)
1594- (كهيل الأزدي) (1)
9103 - ذكره الحسن بن سفيان في الوحدان، وقال: حدثنا داود بن رشيد، حدثنا عبد الملك بن محمد: أبو الدرداء، عن علقمة بن عبد الله القرشي، عن القاسم ابن محمد، عن كهيل الأزدي، وكانت له صحبة، قال: أصيب الناس يوم أحد فأكثرت فيهم الجراح فأتى رجل، فقال: يارسول الله إن الناس قد كثرت فيهم الجراحات، فقال: ((انطلق فقم على الطريق فلايمر بك جريج إلا قلت: بسم الله ثم تفلت في جرحه، وقلت: بإسم ربنا الحي الحميد، من كل حد حديد، أو حجرٍ تليد، اللهم إشف لا شافي إلا أنت)) .
قال كهيل: فإنه لايقيح ولايرم (2) .
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/502؛ وابن حجر، 3/291.
(2) الحديث أخرجه ابن الأثير في اسد الغابة، 4/502 بإسناده عن الحسن بن سفيان، وأشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر وغيره.(7/243)
1595- (كوز بن علقمة من بني بكر بن وائل) (1)
قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في وفد نجران، وهم نصارى، ثم أسلم بعد ذلك، ففي صحبته نظر، وقد ميز الخطيب وابن ماكولا بينه وبين كرز بن علقمة المتقدم.
9104 - روى له أبو موسى من طريق محمد بن إسحاق: حدثني يزيد بن سفيان، عن أبي السلماني عن قصة وفود نجران على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا ستون راكباً بينهم أربعة وعشرون من أشرافهم، وتولى أمرهم ثلاثة: السيد، والعاقب، وأبو حارثة بن علقمة فذكر قصتهم بتمامها (2) .
1596- (كلاب بن أمية أبو هارون) (3)
9105 - قال البخاري سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذم العشار,
رواه خليد بن دعلج، عن سعيد بن عبد الرحمن عنه (4) .
1597- (كلاب بن عبد الله) (5)
9106 - قال الحافظ أبو موسى المديني: ذكره الحافظ أبو مسعود، ثم روى من طريق عيسى بن موسى غنجار، حدثنا أبو حمزة،
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/503، وقال: كوز -بالواو- وأورده الخطيب مع كرز بن علقمة، قلت: وكذا الحافظ في الإصابة، 3/275. وقد تقدم ذكر كرز بن علقمة رضي الله عنه.
(2) الحديث ذكره ابن الأثير في أسد الغابة مطولاً، 4/503. فأنظره ثمة.
(3) له ترجمة عند ابن الأثير، 4/492؛ وابن حجر، 3/287.
(4) قال الحافظ في الإصابة، 3/287: نقل المستغفري عن البردعي عن البخاري: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويكنى أبا هارون. قلت: يبدو أن هذا في كتاب الصحابة للبخاري إذ لاوجود له في تاريخه.
(5) له ترجمة في أسد الغابة، 4/492.(7/244)
عن يزيد أبي خالد، عن زيد الجزري، عن شرحبيل، عن كلاب بن عبد الله قال: صنع أبو الهيثم بن التهيان طعاماً، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكنا معه، فلما أكلنا وشربنا، قال: ((أثيبوا أخاكم)) ، قالوا: يارسول الله بأي شيء نثيبه؟ قال: ((ادعوا الله له بالبركة، فإن الرجل إذا أُكِلَ طعامه وشُرب شرابه، ثم دُعى له بالبركة، فذلك ثوابه منهم)) (1) .
_________
(1) نقله بطوله ابن الأثير وعزاه لأبي سعد والدمشقي.(7/245)
1598- (كيسان أبو عبد الرحمن)
وقيل هو كيسان بن عبد الله بن طارق مولى سلمة بن أسيد (1) .
9107 - حدثنا يونس بن محمد، أنبأنا عمرو بن كثير المكي، قال: سألت عبد الرحمن بن كيسان مولى خالد بن أسيد، فقلت: ألا تحدثني عن أبيك؟ فقال: ما سألتني، فقال: حدثني أبي: أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من المطابخ، حتى أتى البئر، وهو مؤتزر بإزار ليس عليه رداء، فرأى عند البئر عبيداً يصلون فحل الإزار، وتوشح به، وصلى ركعتين، لا أدري الظهر أو العصر (2) .
رواه ابن ماجة، عن أبي بكر بن شيبة عن محمد بن بشر عن عمرو بن كثير بن أفلح، ومن حديث معروف بن مشكان كلاهما: عن عبد الرحمن به (3) .
9108 - حدثنا حماد بن خالد الخباط، حدثنا عمرو بن كثير بن أفلح، عن عبد الرحمن بن كيسان، قال: سألت أبي كيسان ما
_________
(1) ترجمته في أسد الغابة، 4/504؛ والإصابة، 3/292. وانظر هناك الاختلاف في اسم أبيه ونسبه.
(2) المسند، 3/417.
(3) سنن ابن ماجة، حديث (1051) ؛ قال البوصيري في الزوائد: إسناده حسن.(7/245)
أدركت من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: رأيته يصلى عند البئر العليا ببئر بني مطيع ملبباً في ثوب الظهر أو العصر فصلاها ركعتين (1) .
_________
(1) المسند، 3/417.(7/246)
1599- (كيسان: أبو نافع) (1)
9109 - حدثنا قتيبة، حدثنا ابن لهيعة، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن نافع ابن كيسان، أن أباه أخبره: أنه كان يتجر بالخمر في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنه أقبل من الشام ومعه خمر في الزقاق، يريد بها التجارة، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يارسول الله إني جئتك بشراب جيد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ياكيسان إنها حرمت بعدك)) ، قال: فأبيعها يارسول الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنها قد حرمت، وحرم ثمنها)) ، فانطلق كيسان إلى الزقاق فأخذ بأرجلها، ثم إهراقها (2) . تفرد به.
وقد مزج هذه الترجمة بالتي قبلها الحافظ أبو عبد الله بن منده، وأنكر عليه الحافظ أبو القاسم بن عساكر في ذلك إنكاراً شديداً، وقد فرق بينهما أبو القاسم البغوي، وابن أبي حاتم، وأبو نعيم، وغير واحد، وهو الصواب ثم أن لكيسان أبي رافع هذا حديثاً آخر رواه أبو نعيم، حيث قال بعد روايته حديث تحريم الخمر وثمنها.
9110 - حدثنا الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي، حدثنا حسين بن عبد الله الرقي، حدثنا هشام بن خالد، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ربيعة بن ربيعة، عن نافع بن كيسان، عن أبيه
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/505؛ وابن حجر، 3/292.
(2) المسند، 4/335 حديث كيسان رضي الله عنه.(7/246)
سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق)) (1) .
_________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير بإسناده عن هشام به مثله، 19/196؛ وذكر ابن عبد البر في الاستيعاب أن إسناده صالح.(7/247)
1600- (كيسان)
ويقال: ذكوان، ويقال: طهمان، ويقال: مهران، ويقال: هرمز، مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
9111 - قال أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل، عن عطاء بن السايب، عن أم كلثوم بنت علي، حدثني مولى للنبي - صلى الله عليه وسلم - يقال له كيسان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إنا آل محمد لاتحل لنا الصدقة)) (2) .
قال أبو نعيم: رواه جرير، والحمادان، وسفيان، وعلي بن عامر، وورقاء كلهم، عن: عطاء بن السائب وذكر اختلافهم في اسمه، كما تقدم وذلك لايضر أهل الحديث إن شاء الله تعالى والله أعلم.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 4/504؛ والإصابة، 3/292.
(2) مصنف ابن أبي شيبة، 3/13.(7/247)
حرفُ اللام(7/249)
1601- (لبيبة الأنصاري أبو عبد الرحمن)
وقيل أبو لبيبة. وقيل يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة (1) .
9112 - روى أبو نعيم، من طريق: يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا أطاق الغلام صيام ثلاثة أيام متتابعات، وجب عليه صيام رمضان)) (2) .
9113 - وبه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا} (3) ، فقال: ((شهدت على من أنا بين أظهرهم فكيف بمن لا أراه)) (4) .
9114 - وبه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من استحل بدرهم لقد استحل)) .
9115 - وبه قال أُهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، شاة مسمومة، فأكل منها (5) ثم ذكر الحديث.
هكذا أورد، هذين الحديثين مع الحديثين الأولين.
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/514؛ وابن حجر، 3/306 وأشار إلى الخلاف الواقع فيه.
(2) أشار إليه ابن الأثير، 4/514.
(3) سورة النساء، آية 41.
(4) المعجم الكبير، 19/221 من طريق ابن أبي فديك عن يحيى بن عبد الرحمن به.
(5) المعجم الكبير، 19/221.(7/249)
* فأما: (لبيد بن ربيعة العامري الشاعر)
فقد أدرك الإسلام، وصحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال عنه أصدق كلمة قالها شاعر:
... ألا كل شيء ماخلا الله باطل ...
وقد تأخرت وفاته إلى سنة إحدى وأربعين حين دخل معاوية إلى الكوفة، وكان عمره إذ ذاك مائة وأربعين سنة.
وقال غيره عاش مائة وتسعاً وخمسين سنة رحمه الله ورضي عنه (1) .
ولم يقع لنا شيء من روايته فاذكره.
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 4/514؛ وابن حجر، 307؛ وأطال في ترجمته وأطاب.(7/250)
1602- (اللجلاج بن حكيم)
أخو الجحاف بن حكيم بن عاصم بن سباع بن خزاعي بن محارب بن مرة بن هلال بن فالح بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور السلمي ثم الذكواني (1) .
يعد في أهل الجزيرة.
9116 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد ثنا سليمان عفان الحراني، حدثنا أبو عفر النفيلي، حدثنا أبو المليح الرقي، حدثنا محمد بن خالد، عن أبيه، عن جده، وكانت له صحبة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: ((إن العبد إذا سبقت له منزلة من الله لميبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده، أو في ماله، أو في ولده، ثم صبره على ذلك، حتى يبلغه منزلته التي سبقت له من الله)) (2) .
_________
(1) أسد الغابة، 4/519؛ والإصابة، 3/309.
(2) الحديث أخرجه ابن منده وأبو نعيم أشار إلى ذلك ابن الأثير وذكر الحديث، 4/419.(7/250)
1603- (اللجلاج أبو العلاء العامري)
من عامر ابن صعصعة، أسلم وعمره سبعون سنة، ومات وهو ابن مائة وعشرين سنة، وقال: ما ملأت بطني منذ أسلمت إنما آكل حسبي وأشرب حسبي (1) .
حديثه في ثالث المكيين.
9117 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا محمد بن عبد الله بن علاثة، حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، حدثنا خالد بن اللجلاج، أن أباه حدثه. قال: بينما نحن في السوق إذ مرت إمرأة تحمل صبياً، فثار الناس، وثرت معهم، فأنتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول لها: ((من أبو هذا؟)) فسكتت، فقال: ((من أبو هذا)) فسكتت، فقال شاب بحذائها: يارسول الله إنها حديثة عهد بحرية وإنها لن تخبرك، وانا أبوه يارسول الله، فالتفت إلى من كان عنده، كأنه يسألهم عنه، فقالوا: ماعلمنا إلا خيراً، أو نحو ذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أحصنت)) . قال: نعم. فأمر برجمه فذهبنا، فحفرنا له حتى أمكنا ورميناه بالحجارة حتى هدأ. ثم رجعنا إلى مجالسنا فبينا نحن كذلك، فإذا بشيخ يسال عن الفتى فقمنا إليه، فأخذنا بتلابيبه، فجئنا به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلنا له: يارسول الله: إن هذا جاء يسأل عن الخبيث، فقال: ((مه لهو أطيب عند الله من ريح المسك)) ، قال: فذهبنا فأعناه على غسله، وحنوطه، وتكفينه، وحفرنا له، ولا أدري أذكر الصلاة أم لا (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 4/520؛ والإصابة، 3/310.
(2) المسند، 3/479.(7/251)
رواه أبو داود، والنسائي من حديث محمد بن عبد الله بن علاثة، ومن حديث محمد بن عبد الله السبيعي، عن سلمة بن عبد الله الجهني عن خالد بن اللجلاج عن أبيه به (1) .
_________
(1) سنن أبي داود، حديث (4412) و (4413) ؛ وأخرجه النسائي في السنن الكبرى كما في التحفة في ترجمة اللجلاج.(7/252)
1604- (لقيط بن أرطأة السكوني)
عداده في الشاميين (1) .
9118 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق، حدثنا أبو علقمة: نصر بن علقمة: أن أباه حدثه، عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ. قال: قال لقيط بن أرطأة السكوني. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجلاي معوجتان لاتمسان الأرض فدعا لي فمشيت على الأرض (2) .
9119 - وروى أبو نعيم، من طريق هشام بن عمار، عن مسلمة بن علي، عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ، عن ابن عائذ، أنه قال: قال لقيط بن أرطأة: إن لنا جاراً يشرب الخمر، يأتي القبائح، أفأرفعه إلى السلطان. فقال: لقد قتلت تسعة وتسعين نفساً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماأحب إني قتلت مثلهم، وإني كشفت قناع مسلم (3) .
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 3/521؛ وابن حجر، 3/310.
(2) المعجم الكبير، 19/218 وقد روى أبو نعيم من طريقه؛ قال الهيثمي، 9/400: نصر بن خزيمة، عن أبيه، لم أعرفها.
(3) المعجم الكبير، 19/217. قال الهيثمي، 6/246: فيه مسلمة بن علي، وهو ضعيف.(7/252)
1605- (لقيط بن صبرة)
وهو لقيط بن عامر بن صبرة بن عبد الله بن المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبو رزين العقيلي عداده في أهل الطائف وقد اختلف في نسبه (1) .
حديثه في رابع المكيين.
قال الترمذي: أكثر أهل العلم على أن لقيط بن صبرة، هو لقيط بن عامر أبو رزين، قال: وأنكر ذلك عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي.
قلت: وكذلك مسلم بن الحجاج جعلهما اثنين.
9120 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي هاشم، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا استشقت فبالغ إلا إذا كنت صائماً)) (2) .
9121 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي هاشم: إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه، قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((إذا توضأت فخلل الأصابع)) (3) .
9122 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي هاشم: إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه. قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فذبح لنا شاة، وقال: ((لاتحسبن أننا ذبحناها لك، ولكن لنا غنم، فإذا بلغت مائة، ذبحنا شاة)) (4) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 4/522؛ والإصابة، 3/311.
(2) المسند، 4/32.
(3) المسند، 4/33.
(4) المسند، 4/33.(7/253)
9123 - حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن إسماعيل بن كثير: أبي هاشم، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا توضأت فأبلغ في الاستنشاق مالم تكن صائماً)) (1) .
9124 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جريج، حدثنا إسماعيل بن كثير: أبو هاشم المكي، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه، أو جده، وافد بني المنتفق. قال: انطلقت أنا وصاحب لي حتى انتهينا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم نجده فأطعمتنا عائشة تمراً، وعصدت لنا عصيدة، إذ جاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((هل أطعمتم من شيء؟)) فقلنا: نعم يارسول الله، فبينا نحن كذلك إذ رفع راعي الغنم في المراح على يده سخلة، قال: ((هل ولدت؟)) قال: نعم. قال: ((فاذبح لنا شاة)) ، ثم أقبل علينا فقال: ((لاتحسبن أنا ذبحنا الشاة من أجلك، لنا غنم مائة، لايزيد عليها، فإذا ولد الراعي بهيمة، أمرناه فذبح شاة)) ، فقال: يارسول الله أخبرني عن الوضوء؟ فقال: ((إذا توضأت فاسبغ وخلل الأصابع، وإذا استنثرت فابلغ إلا أن تكون صائماً)) ، قال يارسول الله: إن لي إمرأة فذكر من طول لسانها، وإيذائها، فقال: ((طلقها)) ، فقال يارسول الله: إنها ذات صحبة وولد، قال: ((فأمسكها وأمرها فإن يك فيها خير فستفعل، ولاتضرب ظعينتك ضرب أمتك)) (2) .
9125 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، حدثني: إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط. عن أبيه وافد بني المنتفق، وقال عبد الرزاق المنتفق: إنه انطلق هو وصاحب له، إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يجداه، فأطعمتها عائشة تمراً، وعصيدة، فلم يلبث أن جاء النبي
_________
(1) المسند، 4/33.
(2) المسند، 4/33.(7/254)
- صلى الله عليه وسلم -، يتقلع يتكفأ، فقال: ((أطعمتما؟)) قلنا: نعم. قلت يارسول الله: أسألك عن الصلاة؟ قال: ((اسبغ الوضوء، وخلل الأصابع، وإذا استنشقت فأبلغ، إلا أن تكون صائماً)) ، قلت يارسول الله: إن لي إمرأة فذكر من بذاءتها، قال: ((طلقها)) ، قلت: إن لها صحبة وولد، فقال: ((مرها أو قل لها فإن يكن فيها خير فستفعل، ولاتضرب ظعينتك ضرب أمتك)) فبينا هو كذلك إذ دفع الراعي الغنم في المراح، على يده سخلة، قال: ((أولدت؟)) قال: نعم. قال: ((ماذا؟)) قال: بهيمة، قال: ((إذبح مكانها شاة)) . ثم أقبل عليَّ، فقال: ((لاتحسبن)) ولم يقل: لاتحسبن ((إنما ذبحناها من أجلك، لنا غنم مائة لانحب أن تزيد عليها، فإذا ولد الراعي بهيمة، أمرناه فذبح شاة)) (1) .
رواه الأربعة من طرق عن: أبي هاشم: إسماعيل بن كثير به، منهم من اختصره، ومنهم من بسطه، وقال الترمذي: حسن صحيح (2) .
_________
(1) المسند، 4/211.
(2) سنن أبي داود، حديث (142) و (143) و (2339) و (3996) ؛ سنن الترمذي، حديث (38) و (785) وقال: حسن صحيح؛ والنسائي في السنن، 1/66 و79؛ وابن ماجة في السنن: حديث (407) ؛ والحاكم في المستدرك، 1/147 وصححه.(7/255)
1606- (لقيط بن عامر بن المنتفق: أبو رزين العقيلي)
وهو ابن عم الذي قبله.
قلت: روى الترمذي عن أكثر أهل الحديث: أن هذا هو الذي قبله ونص على ذلك البخاري، وآخرون، وقال مسلم، وشيخه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي: هما اثنان فالله أعلم (1) .
حديثه في رابع المكيين والشاميين.
_________
(1) راجع الإصابة، 3/311.(7/255)
9126 - حدثنا عبد الله، قال: كتب إلىّ إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير الزبيري، كتبت إليك بهذا الحديث، وقد عرضته، وسمعته على ماكتبت به إليك، فحدث بذلك عني، قال: حدثني عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي، حدثنا عبد الرحمن بن عياش السمعي الأنصاري القبائي من بني عمرو بن عوف، عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي، عن أبيه، عن لقيط بن عامر، قال دلهم: وحدثه أبو الأسود، عن عاصم بن لقيط، أن لقيطاً خرج وافداً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه صاحب له، يقال نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق، قال لقيط: فخرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حين انصرف من صلاة الغداة، فقام في الناس خطيباً فقال: ((ياأيها الناس ألا إني قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام، إلا لأسمعنكم ألا فهل من إمرئ بعثه قومه؟)) فقالوا: اعلم لنا مايقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا ثم لعله أن يلهيه حديث نفسه، أو حديث صاحبه، أو يلهيه الضلال، ((ألا إني مسئول، هل بلغت؟ ألا إسمعوا تعيشوا ألا اجلسوا)) ، فجلس الناس، فقمت أنا وصاحبي حتى إذا تليهفرغ لنا فؤاده وبصره، قلت: يارسول الله ماعندك من علم الغيب؟ فضحك لعمر الله وهز رأسه وعلم أني ابتغي لسقطه، فقال: ((ضَنَّ ربك عز وجل بمفاتيح خمس من الغيب، لايعلمها إلا الله، وأشار بيده)) .
فقتل: ماهن يارسول الله؟ قال: ((علم المنية، قد علم متى منية أحدكم، ولاتعلمونه، وعلم المنى حين يكون في الرحم، قد علمه ولاتعلمونه، وعلم مافي غد، ماأنت طاعم غداً، ولاتعلمه، وعلم يوم الغيث يشرق عليكم أزلين مشفقين فيظل يضحك، قد علم أن غيركم إلى قريب)) ، قال لقيط:(7/256)
فقلت لن نعدم من رب يضحك خيراً يارسول الله، وعلم يوم الساعة؟ قلت: يارسول الله علِّمنا ماتُعلم الناس وماتَعْلَم فإنا من قبيل لايصدق تصديقنا أحد من مذحج التي تربوا علينا، وخثعم التي توالينا، وعشيرتنا التي نحن منها، قال: ((تلبثون مالبثتم، ثم يتوفى نبيكم - صلى الله عليه وسلم -، ثم تلبثون مالبثتم، ثم تبعث الصائحة، فعمر إلهك ماتدع على ظهرها من شيء إلا مات، والملائكة الذين مع ربك عز وجل، فأصبح ربك عز وجل يطيف في الرض، وقد خلت عليه البلاد، فأرسل ربك السماء تهضب من عند العرش، فلعمر إلهك، ماتدع على ظهرها من مصرع قتيل ولايدفن ميت إلا شقت القبر عنه، حتى تجعله من عند رأسه فيستوى جالساً، يقول، ربك: مهيم لما كان فيه، فيقول يارب: أمس اليوم، فلعهده بالحياة يحسبه حديثاً بأهله)) ، فقلت يارسول الله: فكيف يجمعنا بعد ماتمزقتنا الرياح والبلى والسباع؟ قال: ((أنبئك بمثل ذلك؟ في الآء الله تعالى، الأرض أشرفت عليها وهي مدرة بالية، فقلت: لاتحيى هذه أبداً، ثم أرسل ربك عز وجل عليها السماء فلم تلبث عليك إلا أياماً حتى أشرفت عليها، وهي شرية واحدة، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعكم من الماء، على أن يجمع نبات الأرض، فتخرجون من الأصواء ومن مصارعكم، فتنظرون إليه، وينظر إليكم)) ن قال: قلت يارسول الله، وكيف ونحن ملء الأرض وهو عز وجل شخص واحد ينظر إلينا وننظر إليه؟ قال: ((أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله: الشمس والقمر آية منه صغيرة ترونهما ويريانكم، في ساعة واحدة، لاتضارون في رؤيتهما ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم وترونه، منهما)) ، قلت: يارسول الله، فما يفعل بنا ربنا
إذا لقيناه؟ قال: ((تعرضون عليه بادية له صفحاتكم، لاتخفى عليه منكم خافية،(7/257)
فيأخ ربك عز وجل بيده غرفة من الماء، فينضح قبلكم بها، فلعمر إلهك مايخطئ وجه أحدكم منها قطرة، فأما المسلم فيرع وجهه مثل الربطة البيضاء، وأما الكافر فيخطمه بمثل الحميم الأسود، ثم ينصرف نبيكم - صلى الله عليه وسلم - ويفترق على أثره الصالحون، فيسلكون جسراً من النار، فيطأ أحدكم الجمر، فيقول: حس، يقول ربك عز وجل: ألا فتطلعون على حوض بينكم على الطمأ والله ناهله عليها قط، مارأيتها فلعمر إلهك مايبسط أحد منكم يده، إلا وضع عليها قدح يطهره من الطول والبول والأذى، وتحبس الشمس والقمر، فلا ترون منهما واحداً، قال: قلت: يارسول الله، فبما نبصر؟ قال: ((بمثل بصرك ساعتك هذه)) ، وذلك قبل طلوع الشمس في يوم أشرقت الأرض واجهت به الجبال)) ، قال: قلت: يارسول الله، فبما نجزى من سيئاتنا وحسناتنا؟ قال: ((الحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بمثلها، إلا أن يعفو)) ، قال: قلت يارسول الله: ما الجنة وما النار؟ قال: ((لعمر إلهك إن النار لها سبعة أبواب، مامنها باباً، إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاماً، وإن للجنة ثمانية أبواب، مامنها بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاماً)) ، قلت يارسول الله: فعلى مانطلع من الجنة؟ قال: ((على أنهار من عسل مصفى، وأنهار من خمر مابها من صداع ولا ندامة، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وماء غير آسن، وفاكهة لعمر إلهك ماتعلمون وخير من مثله معه، وأزواج مطهرة)) ، قلت: يارسول الله ولنا فيها أزواج، أو منهن مصلحات؟ قال: () الصالحات للصالحين، تلذونهم مثل لذاتكم في الدنيا، ويلذذن بكم غير أن لاتوالد)) ، قال لقيط: فقلت يارسول الله: اقضى مانحن بالغون ومنتهون إليه؟ فلم يجبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال: قلت يارسول الله على ما أبايعك؟ فبسط النبي - صلى الله عليه وسلم - يده وقال:(7/258)
((على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وزيال المشرك وأن لاتشرك بالله إله غيره)) ، قال: قلت: يارسول الله وإن لنا مابين المشرق والمغرب! فقبض النبي - صلى الله عليه وسلم - يده وظن أني مشترط شيئاً لايعطينيه، قال: قلت: يارسول الله نحل منها حيث شئنا ولايجني إمرئ إلا على نفسه، فبسط يده، وقال: ((ذلك لك، تحل حيث شئت ولايجني عليك إلا نفسك)) ، فانصرفنا عنه، وقال: ((إن هذين لعمر إلهك من اتقى الناس في الأولى والآخرة)) ، فقال له كعب بن الخدرية أحد بني بكر بن كلاب: من هم يارسول الله؟ قال: ((بنو المنتفق أهل ذلك)) فانصرفنا، وأقبلت عليه، فقلت: يارسول الله: هل لأحد ممن مضى من خير في جاهليتهم؟ قال: وقال رجل من عرض قريش والله إن اباك المنتفق في النار، قال: فلكأنه وقع حر بين جلدي ووجهي ولحمي، مما قال لأبي على رؤوس الناس، فهممت أن أقول: وأبوك يارسول الله؟ فإذا الأخرى اجهل فقلت يارسول الله" وأهلك. قال: ((وأهلي، لعمر الله ماأتيت عليه من قبر عامري، أو قرشي، من مشرك، فقل أرسلني إليك محمد، فأبشرك بما يسوءك، تجر على وجهك وبطنك في النار)) ، قال: قلت يارسول الله مافعل بهم ذلك؟ وقد كانوا على عمل لايحسنون إلا إياه، وقد كانوا يحسبون أنهم مصلحون، قال: ((بأن الله بعث في ىخر كل سبع أمم نبياً، فمن عصى نبيه كان من الضالين، ومن أطاع نبيه كان من المهتدين)) (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 4/13.(7/259)
9127 - حدثنا علي بن إسحاق، حدثنا عبد الله -يعني ابن المبارك-، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سليمان بن(7/259)
موسى، عن أبي رزين العقيلي، قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يارسول الله كيف يحيى الله الموتى؟ قال: ((أمررت بأرض من أرضك مجدبة، ثم مررت بها مخصبة؟)) قال: نعم، قال: ((كذلك النشور)) ، قال: قلت: يارسول الله ما الإيمان؟ قال: ((أن تشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن يكون الله ورسوله أحب غليك مما سواهما، وأن تحرق في النار أحب إليك من أن تشرك بالله، وأن تحب غير ذي نسب لاتحبه إلا لله، فإذا كنت كذلك فقد دخل حب الإيمان في قلبك، كما دخل حب الماء للظمآن في اليوم القائظ)) . قلت: يارسول الله: كيف لي أن أعلم أني مؤمن؟ قال: ((مامن أمتي أو هذه الأمة عبد يعمل حسنة فيعلم أنها حسنة وأن الله جازيه بها خيراً، ولايعمل سيئة فيعلم أنها سيئة فيستغفر الله منها، ويعلم أنه لايغفر إلا هو إلا وهو مؤمن)) (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 4/11.(7/260)
9128 - حدثنا وكيع، حدثنا شعبة، عن [النعمان بن سالم، عن] عمرو بن أوس يحدث عن أبي رزين، أنه قال: يارسول الله إن أبي شيخ كبير لايستطيع الحج والعمرة، ولا الظعن، قال: ((حج عن أبيك واعتمر)) (1) .
رواه الأربعة من حديث شعبة وقال الترمذي: حسن صحيح (2) .
9129 - حدثنا هشيم، حدثنا يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس، عن عمه أبي رزين، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الرؤيا على
_________
(1) المسند، 4/10.
(2) أخرجه أبو داود في السنن: حديث (1793) ؛ والترمذي: حديث (933) ؛ والنسائي في السنن، 5/111، 117؛ وابن ماجة في السنن: حديث (2906) ؛ والحاكم، 1/481 وصححه.(7/260)
رجل طائر مالم تعبر، فإن عبرت وقعت)) ، قال: ((والرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة)) ، قال: لا أحسبه. قال: ((لايقصها إلا على وادٍّ أو على ذي رأى)) (1) .
رواه أبو داود، عن: أحمد بن حنبل وابن ماجة عن: أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما: عن هشيم ورواه الترمذي من حديث شعبة كلاهما: عن يعلى بن عطاء به، وقال الترمذي: حسن صحيح (2) .
_________
(1) المسند، 4/10.
(2) أخرجه أبو داود في السنن: حديث (4999) ؛ والترمذي: حديث (2380) و (2381) ؛ وابن ماجة في السنن: حديث (3914) .(7/261)
9130 - حدثنا بهز، حدثنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس، عن عمه أبي رزين، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الرؤيا معلقة برجل طائر مالم يحدث بها صاحبها، فإذا تحدث بها وقعت فلاتحدثوا بها إلا عالماً، أو ناصحاً، أو لبيباً، والرؤيا الصالحة جزء من أربعين جزءاً من النبوة)) (1) .
9131 - حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس، عن عمه أبي رزين، قال: قلت يارسول الله: أكلنا يرى الله يوم القيامة؟ وما آية ذلك في خلقه؟ قال: ((يا أبا رزين أليس كلكم يرى القمر مخلياً به؟)) قال: قلت: بلى، قال: ((فالله أعظم)) (2) .
رواه أبو داود عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة به. ورواه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون به (3) .
_________
(1) المسند، 4/10.
(2) المسند، 4/11.
(3) سنن أبي داود: حديث (4705) ؛ سنن ابن ماجة: حديث (185) .(7/261)
9132 - حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس، عن عمه أبي رزين، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ضحك ربنا من قنوط عباده، وقرب غيره)) ، قال: قلت: يارسول الله أو يضحك الرب؟ قال: ((نعم)) . قلت: لن نعدم من رب يضحك خيراً (1) .
رواه ابن ماجة في السنة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون (2) .
9133 - حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس، عن عمه: أبي رزين. قال: قلت يارسول الله: أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: ((كان في عماء ماتحته هواء، ومافوقه ثم خلق عرشه على لماء)) (3) . تفرد به.
9134 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع ابن حدس، عن ابي رزين: عمه، قال: قلت: يارسول الله أين أمي؟ قال: ((في النار)) ، قال: قلت: فأين من مضى من أهلك؟ قال: ((أما ترضى أن تكون أمك مع أمي؟)) قال: أبى الصواب: حدس (4) . تفرد به.
9135 - حدثنا بهز بن حماد بن سلمة، حدثنا يعلى بن عطاء، عن وكيع من حديث عن عمه أبي رزين العقيلي: أنه قال: يارسول
_________
(1) المسند، 4/11.
(2) سنن ابن ماجة: حديث (181) .
(3) المسند، 4/11.
(4) المسند، 4/11.(7/262)
الله اين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض، قال: ((في عماء فوقه هواء، وماتحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء)) (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 4/12.(7/263)
9136 - حدثنا بهز وحسن. قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس، عن عمه: أبي رزين. قال حسن: العقيلي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (0ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره)) ، قال أبو رزين: فقلت يارسول الله: أو يضحك الرب العظيم لن نعدم من رب يضحك خيراً، قال حسن في حديثه: فقال: ((نعم لن نعدم من ربك يضحك خيراً)) (1) .
9137 - حدثنا بهز وعفان. قالا: حدثنا أبو عوانة، حدثنا يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس العقيلي، عن عمه: أبي رزين، وهو لقيط بن عامر، قال: أخبرني أبو رزين أنه قال: يارسول الله إنا كنا نذبح في رجب ذبائح فنأكل منها ونطعم، من جاءنا فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لاباس بذلك)) ، قال: فقال وكيع: لا أدعها أبداً (2) .
رواه النسائي عن عمرو بن علي عن ابن مهدي عن أبي عوانة كذا عزاه ابن الأثير في كتابه اسد الغابة ولم أره في الأطراف، فلعله ذكره في كتاب الكنى، لافي السنن والله أعلم (3) .
(حديث آخر)
9138 - رواه النسائي في التفسير، عن يحيى بن حكيم، عن ابن أبي عدي، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس،
_________
(1) المسند، 4/12.
(2) المسند، 4/12.
(3) قلت بل هو في السنن، 7/171.(7/263)
عن عمه: أبي رزين، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مثل المؤمن مثل النحلة لايأكل إلا طيباً ولايضع إلا طيباً)) (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) () ... أخرجه النسائي في التفسير، 1/638 تفسير سورة النحل.(7/264)
9139 - رواه الطبراني من طريق همام بن يحيى، عن محمد بن [يحيى، عن محمد بن] جحادة، عن المغيرة بن عبد الله اليشكري، عن أبيه، عن أبي المنتفق، قال: وصف لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيت مكة، فقيل هو بمنى فأتيت منى فقيل هو بعرفات، فدنوت منه حتى أخذت بزمام راحلته، فقلت: يارسول الله دلني على ماينجيني من النار، ويبلغني الجنة، فرفع رأسه إلى السماء ثم نكس ثم أقبل بوجهه عليّ قال: ((إن كنت أوجزت المسألة لقد سألت عن عظيم طويل، فاحفظ عني إذاً: أعبد الله ولاتشرك به شيئاً، وأقم الصلاة المكتوبة، وأد الزكاة المفروضة، وصم رمضان، وماتحب أن يفعله الناس بك فأفعله بهم، وماتكره أن يفعله الناس بك فلاتفعله بهم، خل سبيل الناقة)) ، قال همام: وأما الحج فقد حج حيث سأله (1) .
ورواه من حديث ابن عون، عن محمد بن جحادة به مثله وفيه ((وتحج وتعتمر)) هكذا أورد هذا الحديث في أثناء مسند لقيط بن عامر (2) .
1606- (لُمَيْس بن سلمى) (3)
عداده في أعراب البصرة.
روى حديثه عمرو بن جبلة، أخرجه ابن منده وتبعه الباقون.
_________
(1) المعجم الكبير، 19/210.
(2) المصدر السابق.
(3) ترجم له ابن الأثير، 4/525؛ وابن حجر، 3/312 وقال: لميس بن سلمى.(7/264)
1607- (لهب بن الخندف) (1)
9140 - ذكره عبدان في الصحابة، وروى بإسناده، عن العوام بن حوشب عنه، قال: قال عوف بن مالك: لأن أموت عطشاً، أحب إلىَّ من أكون مخلافاً للوعد.
1608- (لُهيب بن مالك اللهبي) (2)
قال: حضرت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر له الكهانة (3) .
9141 - رواه عبد الله بن محمد العدوي بإسناد لايثبت قاله ابن منده.
وقال ابن الأثير: روى خبراً عجيباً في الكهانة وأعلام النبوة (4) .
1609- (لهيعة الحضرمي) (5)
9142 - أورده أبو زرعة الرازي في الصحابة فقال: حدثنا محمد بن يحيى بن إسماعيل المصري، حدثنا ابن وهب، حدثنا عمرو بن الحارث: أن العلاء بن كثير، حدثه: أن محمد بن عبد الله التميمي حدثه، عن لهيعة الحضرمي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام يوماً وعنده بعض نسائه، فرأت وجهه يتلون، ثم انه اسفر، فلما استيقظ قالت يارسول الله: لقد رأيت من حالك اليوم شيئاً لم أكن رأيته؟
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 4/526؛ والإصابة، 3/314 وقال: ذكره البخاري في
التابعين.
(2) له ترجمة عند ابن الأثير، 4/ 526؛ وابن حجر، 3/312 وقال: لهيب -بالتصغير- قال ابن منده، وحكى فيه أبو عمر: لهب -مكبراً-.
(3) الحديث ذكره الحافظ في الإصابة، 3/312 بطوله.
(4) أسد الغابة، 4/526.
(5) له ترجمة عند ابن الأثير، 4/526؛ وابن حجر في الإصابة، 3/315 وقال: هذا مرسل، ولهيعة معروف في التابعين، وذكره فيهم البخاري وابن أبي حاتم.(7/265)
قال: ((إن الذي رأيت مني أني رأيت الصراط فمر ابو بكر فما كاد يخلص حتى ظننت لايخلص، ثم خلص، فلذلك أسفر وجهي)) (1) .
_________
(1) أسد الغابة، 4/526.(7/266)
حرف الميم(7/267)
1610- (مازن بن الغضوبة الطائي الخطامي)
بطن منهم (1) .
وإليه ينتسب الحافظ علي بن حرب بن محمد بن علي بن حبان بن مازن الغضوبة.
9143 - روى الطبراني، عن موسى بن جمهور، عن علي بن حرب، حدثني أبو المنذر: هشام بن محمد بن الكلبي، عن أبيه، عن عبد الله بن النعمان، عن مازن الغضوبة. قال: كنت أسدن صنماً يقال له ناجر بسمائل قرية بأرض عمان فعترنا عنده ذات يوم عتيرة وهي الذبيحة، قال: فسمعت صوتاً من الصنم يقول: يامازن إسمع تسر، ظهر خير وبطن شر، بعث نبي من مضر، بدين الله الكبر، فدع نحتاً من حجر، تسلم من حر سقر، قال: ففزعت من ذلك، ثم عترنا عتيرة بعد أيام أخر فسمعت صوتاً من الصنم يقول: أقبل إليَّ أقل، تسمع ما لايُجهل هذا نبي مرسل، جاء بحق منزل، آمن به كي تعدل عن حر نار تُشعل، وقودها بالجندل. فقلت: إن هذا لعجب وإن هذا لخير يرادني، فبينا نحن كذلك إذ وفد رجل من أهل الحجاز فقلنا: ما وراءك؟ قال: ظهر رجل يقال له أحمد يقول لمن أتاه: أجيبوا داعي
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/6؛ والإصابة، 3/317.(7/267)
الله، فقلت: هذا نبأ ما سمعت، فذهبت إلى الصنم فكسرته، وركبت راحلتي فقدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته بالخبر، وذكر الحديث، وفيه: فقلت: يارسول الله إني من خطامة طئ وإني لمولع بالطرب، وشرب الخمر والنساء، فذهب مالي ولا أحمد حالي فادع الله أن يهب لي ولداً، فدعا لي فأذهب الله عني ماكنت أجد، وتزوجت أربع حرائر ورزقني الولد، وحفظت شطر القرآن وحجبت حججاً وأنشد في ذلك:
... إليك يارسول الله خبت مطيتي
... ... يجوب الفيافي من عُمان إلى العرج
... لتشفع لي ياخير من وطئ الحصى
... ... فيغفر لي ربي فأرجع بالفلج
... إلى معشر جانبت في الله دينهم
... ... فلا دينهم ديني ولا سرحهم سرحي
... وكنت إمرءاً بالخمر واللهو مولعاً
... ... شبابي حتى آذن الجسم بالنهج
... فبدلني بالخمر أمناً وخشية
... ... وبالعهر إحصاناً لي فرجي (1) ... (حديث آخر)
_________
(1) المعجم الكبير: 20/337؛ قال الهيثمي: 8/248: رواه الطبراني من طريق هشام عن أبيه وكلاهما متروك.(7/268)
9144 - رواه ابن منده، من طريق عبد الرحمن بن نجدة الحمصي، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، عن(7/268)
مازن بن الغضوبة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((عليكم بالصدق فإنه يهدى إلى البر)) (1) .
قال ورواه علي بن حرب، عن الحسن بن كثير بن يحيى بن أبي كثير، عن سهل ابن عبد المؤمن، عن عبد الرحمن بن نجدة به.
_________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، 20/337 من طريق عليَّ بن حرب عن عبد الحمن بن نجدة به، ونقل ابن حجر في الإصابة، 3/317 عن ابن منده أنه قال: غريب لايعرف إلا بهذا الإسناد.(7/269)
1611- (ماعز التميمي) (1)
سكن البصرة، حديثه في سادس الكوفيين أو البصريين.
9145 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي مسعود يعني الجريري، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن ماعر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه سئل أي الأعمال أفضل؟ قال: ((إيمان بالله وحده، ثم الجهاد، ثم حجة يسرة، تفضل سائر العمل كما بين مطلع الشمس إلى مغربها)) (2) . تفرد به.
9146 - حدثنا عبد الله، حدثني [أبي] ، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا وهب بن خالد، عن الجريري، حدثنا عن حيان بن عمير، قال: حدثنا ماعز: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل أي الأعمال أفضل؟ فذكر نحوه (3) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/7؛ والإصابة، 3/318.
(2) المسند، 4/342.
(3) المسند، 4/342.(7/269)
* (ماعز أبو عبد الله، آخر)
وقيل هو الأول (1) .
_________
(1) له ترجمة عند ابن الأثير، 5/8؛ وابن حجر، 3/318 وأشار إلى الخلاف الواقع فيه.(7/270)
9147 - روى أبو نعيم، وغيره، من طريق هنيد بن القاسم، عن الجعد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مالك، عن أبيه، أنه جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكتب له كتاباً: أن ماعزاً أسلم آخر قومه لأنه لاتجني عليه إلا يده (1) .
* (ماعز بن مالك الأسلمي) (2)
الذي زنا
فإنه رجم في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا رواية له رحمه الله تعالى.
1612- (مالك بن أحمر) (3)
9148 - إنه بلغه قدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوفد إليه قبل إسلامه، وكتب له كتاباً: ((بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب من محمد رسول الله، لمالك بن أحمر ومن أتبع من المسلمين إماناً لهم ما أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، واتبعوا المسلمين وجانبوا المشركين وأدوا الخمس من المغنم، وسهم الغارمين، وسهم كذا وكذا، آمنون بأمان الله، وأمان رسوله)) (4) .
_________
(1) أخرجه ابن منده وأبو نعيم، أشار إلى ذلك ابن الأثير، 5/8.
(2) ترجم له ابن الأثير، 5/8؛ وابن حجر، 3/317.
(3) صحابي سكن الشام أشار إلى ذلك البغوي؛ وقال ابن شاهين أنه عوفي، ترجم له ابن الأثير، 5/9؛ وابن حجر، 3/318.
(4) أخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين، ل/6) ، قال الهيثمي، 1/19: في إسناده سعيد بن منصور الجذامي ولم أقف على ترجمته.(7/270)
رواه الطبراني من حديث الوليد بن مسلم، قال: حدثني: سعيد بن منصور بن محرز بن مالك بن احمر العوفي الخزاعي أو الجزامي عن جده.(7/271)
1613- (مالك بن أخيمر أبو رزين الباهلي) (1)
9149 - قال أبو بكر بن أبي عاصم: حدثنا دُحيم، حدثنا ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن أبي رزين، عن مالك بن أخيمر الباهلي، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لايقبل الله من الصقور صرفاً، ولا عدلاً)) ، قالوا: وماهو؟ يارسول الله، قال: ((الذي لايبالي من دخل على أهله)) (2) .
1614- (مالك بن أوس)
ابن عبد الله بن حجر الأسلمي (3) مختلف في صحبته.
9150 - قال أبو نعيم: والصحيح انما الصحبة لأبيه ثم قال: حدثنا أبو حامد بن جبلة، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا محمد بن عباد بن موسى العكلي، حدثنا أخي موسى بن عباس، حدثني عبد الله بن يسار، حدثني إياس بن مالك بن أوس الأسلمي، عن أبيه، قال: لما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر، مروا بإبل بالجحفة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لمن هذه الإبل؟)) قال: لرجل من أسلم، فالتفت إلى أبي بكر فقال: ((سلمت إن شاء الله)) ، ثم قال: ((ما اسمك)) ؟ قال: مسعود. فالتفت
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/9؛ والإصابة، 3/318.
(2) أخرجه ابن الأثير بإسناده عن ابن أبي عاصم.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 5/12 وقال: قيل إن الصحابة لأبيه وهو الصحيح. وترجم له ابن حجر، 3/318 وقال: له ولأبيه صحبة.(7/271)
إلى أبي بكر فقال: ((سعدت إن شاء الله)) ، قال: ثم أتاه أبي فحمله على جمل يقال له ابن الردى (1) .
* وأما: (مالك بن أوس بن الحدثان)
تابعي جليل، وقد أدرك الجاهلية، وروى سلمة بن وردان عنه حديثاً، الصحيح أنه عنه، عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (2) .
_________
(1) الحديث آخرجه أبو نعيم وأبو موسى المديني. أشار إلى ذلك ابن الأثير، 5/12.
(2) له ترجمة في أسد الغابة، 5/11؛ والإصابة، 2/319 وقال: قال البخاري وأبو حاتم، وابن حبان: لاتصح له صحبة.(7/272)
1615- (مالك بن بحينة) (1)
حديث: أتصلى اربعاً (2) وحديث في السهو، وهو في ترجمة عبد الله بن مالك ابن بحينه، كما تقدم.
وقيل: مالك بن عمرو كما سيأتي، أو: عمرو بن مالك، ومنهم من يقول مالك أو أبو مالك.
9151 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سمعت علي بن زيد، يحدث عن زرارة بن أوفي، عن رجل من قومه، يقال له: مالك أو ابي مالك، يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((أيما مسلم ضم يتيماً بين أبوين مسلمين إلى طعامه، وشرابه، حتى يستغني وجبت له الجنة
_________
(1) له ترجمة عند ابن الأثير، 5/13؛ وابن حجر، 3/320 واختلفوا في صحبته والأكثرون يرون عدم صحبته.
(2) أخرجه الطبراني، 19/298 وقال: عبد الله بن مالك بن بحينة، عن أبيه، رواه البخاري في صحيحه: حديث (663) وقال: عبد الله بن مالك بن بحينة، ليس فيه: عن أبيه. انظر الفتح، 2/151.(7/272)
البتة، وأيما مسلم أعتق رقبة، أو رجلاً مسلماً، كانت فكاكه من النار، ومن أدرك والديه أو أحدهما، فدخل النار فأبعده الله)) (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 5/29 حديث مالك بن الحارث رضي الله عنه.(7/273)
9152 - حدثنا هشيم، قال علي بن زيد: حدثنا عن زرارة بن أوفى، عن مالك ابن الحارث رجل منهم أنه سمع رسول الله يقول: ((من ضم يتيماً من أبوين مسلمين إلى طعامه، وشرابه، حتى يستغني عنه، وجبت له الجنة، البتة، ومن أعتق امرءاً مسلماً كان فكاكه من النار، يجزئ بكل عضو منه بعضو منه)) (1) .
9153 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن علي بن زيد بن جدعان، عن زرارة ابن أوفى، عن عمرو بن مالك أو مالك بن عمرو، وكذا قال سفيان: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من ضم يتيماً بين أبويه، فله الجنة البتة)) (2) . تفرد به.
1616- (مالك بن الحويرث بن أشيم الليثي)
في نسبه إختلاف كثير ساقه ابن الأثير، ويكنى بأبي سليمان وكانت وفاته بالبصرة سنة أربع وتسعين (3) .
9154 - حدثنا محمد بن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث، أنه رأى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه في صلاته إذا ركع، وإذا رفع رأسه، من سجوده حتى يحاذي بهما فروع أذنيه (4) .
_________
(1) المسند، 5/29.
(2) المسند، 4/344.
(3) راجع ترجمته عند ابن الأثير، 5/20؛ وفي الإصابة، 3/322.
(4) المسند، 3/436.(7/273)
9155 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه إذا دخل في الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع إلى أذنيه (1) .
رواه مسلم وأبو داود والنسائي من حديث قتادة به (2) .
9156 - حدثنا أبو عبيدة -يعني الحداد-، حدثنا أبان بن يزيد العطار، عن بديل، عن أبي عطية، عن مالك بن الحويرث، قال: زارنا في مسجدنا فاقمت الصلاة فقالوا: أمنا يرحمك الله، قال: لايصلي رجل منكم، فلما قضى صلاته قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا زار رجل قوماً فلايؤمهم، يؤمهم رجل منهم)) (3) .
رواه أبو داود، عن: مسلم بن إبراهيم، عن أبان بن يزيد، ورواه الترمذي وحسنه، والنسائي، من حديث أبان به (4) .
9157 - حدثنا شريح ويونس، قالا: حدثنا حماد -يعني ابن زيد-، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث الليثي، قال: قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونحن شببة. قال: وأقمنا عنده نحواً من عشرين ليلة، قال لنا: ((لو رجعتم إلى بلادكم وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحيماً، فعلمتموهم)) . قال سريج: ((وأمرتموهم أن يصلوا صلاة كذا،
_________
(1) المسند، 5/53.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه: حديث (391) ؛ أبو داود في السنن: حديث (731) ؛ والنسائي في السنن، 2/122-206.
(3) المسند، 3/436.
(4) أخرجه أبو داود في السنن: حديث (582) ؛ والترمذي: حديث (353) وقال: حسن صحيح؛ والنسائي في السنن، 2/80.(7/274)
في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أحدكم)) (1) .
رواه الجماعة، من طرق، عن أبي قلابة، عن عبد الله بن زيد الجرمي، فمن ذلك البخاري، عن سليمان بن حرب ومسلم، عن أبي الربيع، وخلف بن هشام كلهم: عن حماد بن زيد به (2) .
_________
(1) المسند، 5/53.
(2) رواه البخاري، حديث (628) و (630) و (631) و (658) و (685) و (819) و (2848) ؛ ومسلم في صحيحه: حديث (674) ؛ وأبو داود في السنن: حديث (585) ؛ والترمذي: حديث (205) ؛ والنسائي في السنن، 2/8-21؛ وابن ماجة: حديث (979) .(7/275)
9158 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن خالد، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث -وهو أبو سليمان-: أنهم أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - هو وصاحب له، أو صاحبان له، فقال أحدهما: صاحبين له ايوب أو خالد، فقال لهما: ((إذا حضرت الصلاة فأذنا واقيما، وليؤمكما أكبركما، وصلوا كما تروني أصلي)) (1) .
9159 - حدثنا يونس، حدثنا حماد -يعني بن زيد-، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث الليثي، أنه قال لأصحابه يوماً: ألا أريكم كيف كانت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: وذلك في غير حين صلاة، فقام [فأمكن القيام] ثم ركع فأمكن الركوع، ثم رفع رأسه وانتصب قائماً هنيهة، ثم سجد ثم رفع رأسه، وتمكن في الجلوس، ثم انتظر هنيهة، ثم سجد.
قال أبو قلابة: نصلى صلاة كصلاة شيخنا هذا، يعني: عمرو بن سلمة الجرمي، وكان يؤم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال أيوب: فرأيت
_________
(1) المسند، 5/55.(7/275)
عمرو بن سلمة يصنع شيئاً لا اراكم تصنعونه: كان إذا رفع رأسه من السجدتين استوى قاعداً، ثم قام من الركعة الأولى والثانية (1) .
رواه البخاري: عن سليمان بن حرب ومحمد بن الفضل، كلاهما عن: حماد بن زيد، ورواه أبو داود من حديث إسماعيل بن علية عن أيوب به، ورواه النسائي من حديث: خالد الحذاء، عن أبي قلابة (2) .
_________
(1) المسند، 5/55.
(2) صحيح البخاري: حديث (677) و (802) و (818) و (824) ؛ وأبو داود في السنن: (827) و (828) ؛ والنسائي في السنن، 2/233-234.(7/276)
9160 - حدثنا إسماعيل، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له ولصاحبه: ((إذا حضرت الصلاة فأذنا وأقيما)) ، وقال مرة: ((فأقيما، ثم ليؤمكما أكبركما)) . قال خالد: فقلت لأبي قلابة: فأين القراءة؟ قال: إنهما كانا متقاربين (1) .
(حديث آخر)
9161 - رواه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، من حديث هشيم، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث: أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوى قاعداً.
(حديث آخر)
9162 - رواه البخاري: عن إسحاق الواسطي، ومسلم، عن يحيى بن يحيى كلاهما: عن خالد بن عبد اللهن عن خالد الحذاء،
_________
(1) المسند، 3/436.(7/276)
عن أبي قلابة: أن مالك بن الحويرث كان إذا صلى كبر، ورفع يديه، وقال: هكذا رأيت رسول الله يصلى (1) .
* (مالك بن ربيعة أبو أُسيد)
يأتي في الكنى إن شاء الله تعالى.
_________
(1) انظر الأحاديث المتقدمة وتخريجها.(7/277)
1617- (مالك بن ربيعة أبو مريم السلولي) (1)
شهد الحديبية، يعد في الكوفيين، وحديثه في ثالث الشاميين.
9163 - حدثنا سريج بن النعمان، أخبرني: أوس بن عبد الله أبو مقاتل السلولي. حدثني: يزيد بن أبي مريم، عن أبيه: مالك بن ربيعة، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: ((اللهم أغفر للمحلقين، اللهم أغفر للمحلقين)) ، قال: يقول رجل من القوم: والمقصرين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الثالثة، أو في الرابعة: ((والمقصرين)) ، ثم قال: وأنا يومئذ محلوق الرأس فما يسرني بحلق رأسي حمر النعم أو خطراً عظيماً (2) .
وسيأتي في الكني، له حديث في الأسرة، من رواية القاسم بن مجمر عنه.
1618- (مالك بن سعد)
عداده في أعراب البصرة (3) .
9164 - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من صلى الصبح في
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/14؛ والإصابة، 3/324.
(2) المسند، 4/177.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 5/26.(7/277)
جماعة، فكأنما قام ليلة)) ، وسألته عن المسح على الخفين؟ فقال: ((ثلاثة ايام ولياليهن للمسافر، ويوم وليلة للمقيم)) .
رواه ابن منده، وأبو نعيم، من حديث: عبد الرحمن بن جبلة عن مليكة بنت الحارث عن أمها عن جدها مالك بن سعد به (1) .
_________
(1) وكذا قال ابن الأثير، 5/26.(7/278)
1619- (مالك بن صعصعة)
الأنصاري الخزرجي ثم المازني من بني النجار (1) .
حديثه في رابع الشاميين.
9165 - حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا هشام الدستوائي، حدثنا قتادة، عن أنس ابن مالك، عن مالك بن صعصعة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بينما أنا عند البيت، بين النائم واليقظان، إذ أقبل أحد الثلاثة، بين الرجلين، فأتيت بطشت من ذهب ملآن حكمة وإيماناً، فشق من النحر إلى مراق البطن، فغسل القلب بماء زمزم،، ثم ملئ حكمة وإيماناًن ثم أتيت بدابة دون البغل، وفوق الحمار، ثم انطلقت مع جبريل عليه السلام، فأتينا السماء، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: من معه؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: [نعم، قيل:] مرحباً به، ونعم المجئ جاء، فأتيت على آدم فسلمت عليه، فقال: مرحباً بك من إبن ونبي، ثم أتيت السماء الثانية، فقيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، بمثل ذلك، فأتيت على يحيى وعيسى فسلمت عليهما، فقالا: مرحباً بك من أخٍ ونبي، ثم أتينا السماء الثالثة، فمثل ذلك، فأتيت على يوسف عليه السلام،
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 5/27؛ وابن حجر في الإصابة، 3/326.(7/278)
فسلمت عليه، فقال: مرحباً بك من أخٍ ونبي ثم أتينا السماء الرابعة، فمثل ذلك، فأتيت إدريس عليه السلام، فسلمت عليه: فقال: مرحباً بك من أخٍ ونبي، ثم أتينا السماء الخامسة، فمثل ذلك، فأتيت على هارون عليه السلام، فسلمت عليه، فقال: مرحباً بك من أخٍ ونبي، ثم أتينا السماء السادسة، فمثل ذلك، ثم أتيت على موسى فسلمت عليه، فقال: مرحباً بك من أخٍ ونبي، فلما جاورته بكى، قيل: ما أبكاك؟ قال: يارب هذا الغلام الذي بعثته بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر وأفضل مما يدخل من أمتي؟ ثم أتينا السماء السابعةن فمثل ذلك، فأتيت على إبراهيم فسلمت عليه، فقال: مرحباً بك من ابن ونبي، قال: ثم رفع لي البيت المعمور فسألت جبريل؟ فقال: هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا أخرجوا منه لم يعودوا فيه آخر ماعليهم، قال: ثم رفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقها مثل قلال هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، وإذا في أصلها أربعة انهار نهران باطنان،
ونهران ظاهران، فسألت جبريل فقال: أما الباطنان ففي الجنة، وأما الظاهران فالفرات والنيل، قال: ثم فرضت عليَّ خمسون صلاة، فأتيت على موسى عليه السلام، فقال: ماصنعت. قلت: فرضت عليَّ خمسون صلاة، فقال: إني أعلم بالناس منك، إني عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، وأن أمتك لن يطيقوا ذلك، فأرجع إلى ربك، فاسأله أن يخفف عليك، فرجعت إلى ربي، فسألته أن يخفف عني، فجعلها أربعين صلاة، ثم رجعت إلى موسى فأتيت عليه، فقال: ماصنعت؟ قلت: جعلها أربعين، فقال لي مثل مقالته الأولى، فرجعت إلى ربي عز وجل، فجعلها ثلاثين، فأتيت موسى عليه السلام فأخبرته، فقال لي مثل مقالته الأولى، فرجعت إلى ربي فجعلها(7/279)
عشرين ثم عشرة، ثم خمسة، فأتيت على موسى فأخبرته، فقال لي مثل مقالته الأولى، فقلت: إني أستحي من ربي عز وجل من كم أرجع إليه، فنودي قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وأجزي بالحسنة عشرة أمثالها)) (1) .
رواه النسائي عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن يحيى بن سعيد به، وأخرجه الشيخان مع النسائي من حديث هشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة زاد الخباري: وهمام ثلاثتهم عن قتادة به، ورواه الترمذي من حديث سعيد بن أبي عروبة به، وقال: صحيح.
وفي بعض نسخ البخاري: وقال عباد بن أبي علي، عن أنس نفسه (2) .
قلت: قد صح، عن أنس، عن جماعة من الصحابة، ومما سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتادة حدث به عن واسطة كأبي ذر، ومالك بن صعصعة، وغيرهما وتارة حديث به بلا واسطة.
_________
(1) المسند، 4/207.
(2) أخرجه البخاري: حديث (3207) و (3393) و (3430) و (3887) ؛ ومسلم في صحيحه: حديث (164) ؛ والترمذي في جامعه: حديث (3404) ؛ والنسائي، 1/217.(7/280)
9166 - حدثنا يونس بن محمد، حدثنا شيبان، عن قتادة، حدثنا أنس، عن مالك بن صعصعة حدثهم: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بينا أنا عند الكعبة، بين النائم واليقظان، فذكر الحديث)) ، قال: ((ثم انطلقنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل، فقيل من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قال: أو قد بعثت إليه؟ قال: نعم، ففتح له، قالوا: مرحباً به، ونعم المجئ جاء، فاتينا على إبراهيم عليه السلام، فقلت: من هذا؟ قال جبريل: هذا أبوك إبراهيم،(7/280)
فسلمت عليه، فقال: مرحباً بالإبن الصالح والنبي الصالح، ثم رفعت إلى سدرة المنتهي، فإذا ورقها مثل آذان الفيول، وإذا نبقها مثل قلال هجر، وإذا أربعة أنهار يخرجن من أصلها، نهران ظاهران ونهران باطنان، فقلت: ماهذا ياجبريل؟ قال: أما النهران الظاهران فالنيل والفرات، وأما الباطنان فنهران في الجنة، قال: فأتيت بإنائين: أحدهما خمر، والثاني لبن، قال: فأخذت اللبن، قال جبريل: أصبت الفطرة)) (1) .
_________
(1) المسند، 4/208.(7/281)
9167 - حدثنا عفان، حدثنا همام بن يحيى، سمعت قتادة يحدث، عن أنس بن مالك، أن مالك بن صعصعة حدثه، أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حدثهم، عن ليلة أسري به. قال: ((بينا أنا في الحطيم -وربما قال قتادة: في الحجر- مضطجع، إذ أتاني آتٍ، فجعل يقول لصاحبه: الأوسط بين الثلاثة؟ قال: فأتاني فقدَّ - وسمعت قتادة يقول: فشق- مابين هذا إلى هذه)) ، قال قتادة: فقلت للجارود وهو إلى جنبي مايعني؟ قال: من ثغرة نحره إلى شعرته، وقد سمعته يقول: من قصته إلى شعرته، ((قال: فاستخرج قلبي، قال: فأتيت بطشت من ذهب مملوءة إيماناً وحكمة فغسل قلبي، ثم خُشي ثم أعيد ثم أُتيت بدابة دون البغل، وفوق الحمار، أبيض)) ، قال: فقال له الجارود: أهو البارق، يا أبا حمزة؟ قال: نعم، ((يضع خطوة عند أقصى طرفه، قال: فحملت عليه فأنطلق بي جبريل عليه السلام، حتى أتى بي السماء الدنيا، فاستفتح فقيل من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد أرسل إليه، قال: نعم.
فقيل: مرحباً به، ونعم(7/281)
المجئ جاء، قال: ففتح فلما خلصت فإذا فيها آدم عليه السلام، فقال: هذا أبوك آدم، فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام وقال: مرحباً بالإبن الصالح والنبي الصالح، ثم صعد حتى أتى السماء الثانية، فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد أرسل إليه، قال: نعم، قيل: مرحباً به، ونعم المجئ جاء، قال: ففتح، فلما خلصت فإذا بيحيى وعيسى، وهما ابنا الخالة، قال: هذا يحيى وعيسى، فسلم عليهما، فسلمت فرد السلام، ثم قالا: مرحباً بالأخ الصالح، والنبي الصالح، ثم صعد حتى أتى السماء الثالثة، فاستفتح فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: نعم المجئ جاء، قال: ففتح فلما خلصت فإذا يوسف عليه السلام، قال: هذا يوسف فسلم عليه، قال: فسلمت عليه، فرد السلام، وقال: مرحباً بالأخ الصالح، والنبي الصالح، ثم صعد حتى أتى السماء الرابعة، فاستفتح، فقيل من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد أرسل ےإليه؟ قال: نعمن فقيل: مرحباً به، ونعم المجئ جاء، قال: ففتح فلما خلصت، فإذا إدريس عليه السلام، قال: هذا إدريس فسلم عليه، قال فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح، والنبي الصالح، قال: ثم صعد حتى أتى السماء الخامسة، فاستفتح، قيل من هذا؟ قال: جبريل، قيل: مرحباً به، ونعم المجئ جاء، قال: ففتح فلما خلصت، فإذا هارون، قال: هذا هارون فسلم، قال: فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد حتى(7/282)
أتى السماء السادسة، فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم.
قيل: مرحباً به، ونعم المجئ جاء، ففتح، فلما خلصت، فإذا أنا بموسى عليه السلام، قال: هذا موسى فسلم عليه، فسلمت عليه فرد السلام، قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، قال: فلما تجاوزت بكى قيل له: مايبكيك؟ قال: أبكي لأن غلاماً بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي. قال: ثم صعد حتى أتى السماء السابعة، فاستفتح قبل من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به، ونعم المجئ جاءے، قال: ففتح، فلما خلصت: فإذا إبراهيم عليه السلام، فقال: هذا إبراهيم فسلم عليه فسلمت عليه، قال: فرد السلام ثم قال: مرحباً بالإبن الصالح، والنبي الصالح، قال: ثم رفعت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، فقال: هذه سدرة المنتهى، قال: وإذا أربعة انهار، نهران باطنان، ونهران ظاهران، فقلت: ماهذا ياجبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات، قال: ثم رفع إلى البيت المعمور)) .
قال قتادة: وحدثنا الحسن عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أنه رأى البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لايعودون إليه)) ثم رجع إلى حديث أنس. قال: ((ثم أُتيت بإناء من خمر، وإناء من لبن وإنا من غسل، قال: فأخذت اللبن، قال: هذه الفطرة، أنت عليها وأمتك، قال: ثم فرضت الصلاة خمسين صلاة كل يوم، قال: فرجعت فمررت على موسى عليه السلام، فقال: بماذا أمرت؟ قال: أمرت بخمسين صلاة كل يوم، قال: إن أمتك لاتستطيع لخمسين صلاة،(7/283)
وإني قد خبرت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل، أشد المعالجة، فأرجع إلى ربك فأسأله التخفيف لأمتك، فرجعت فوضع عني عشراً، قال: فرجعت إلى موسى، فقال: بماذا أمرت؟ قلت: بأربعين صلاة كل يوم، قال: إن أمتك لاتستطيع أربعين صلاة، كل يوم، وإني قد خبرت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فأرجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، قال: فرجعت فوضع عني عشراً أخر، فرجعت إلى موسى، فقال: بم أمرت؟ قلت: أمرت بثلاثين صلاة كل يوم، قال: إن أمتك لاتستطيع ثلاثين صلاة كل يوم، وإني خبرت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، قال: فرجعت، فوضع عني عشراً أخرى، فرجعت إلى موسى فقال لي: بم أمرت قلت: بعشرين صلاة كل يوم، فقال: إن أمتك لاتستطيع لعشرين صلاة كل يوم، فأرجع، فأمرت بعشر صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى، فقال: بما أمرت، قلت: أمرت بعشر صلوات كل يوم، فقال: إن أمتك لاتستطيع لعشر صلوات كل يوم، وإني قد خبرت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فأرجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، قال: فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم، قال: إن أمتك لاتستطيع لخمس صلوات كل يوم، وإني قد خبرت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، قال: قد سألت ربي حتى استحيت منه ولكني أرضى وأسلم، فلما نفذت ناداني مناد قد أمضيت فريضتي، وخففت عن
عبادي)) (1) .
_________
(1) المسند، 4/208.(7/284)
رواه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، من حديث قتادة به (1) .
_________
(1) تقدم بيان ذلك قريباً.(7/285)
9168 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة بن دعامة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((بينا أنا عند الكعبة، بين النائم واليقظان، فسمعت قائلاً يقول: أحد الثلاثة)) ، فذكر الحديث، قال: ((ثم رفع لنا البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه، آخر ماعليهم، قال: ثم رفعت إلى سدرة المنتهى)) ، فذكر الحديث، قال: ((فقلت: لقد اختلفت إلى ربي، حتى استحيت، ولكن أرضى وأسلم قال: فلما جاوزته، نوديت: أني قد خففت على عبادي، وأمضيت فرائضي، وجعلت لكل حسنة عشرة أمثالها)) (1) .
9169 - حدثنا محمد بن بكر، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة، رجل من قومه فذكره (2) .
1620- (مالك بن عبادة أبو موسى الغافقي مصرىّ)
وقيل شامي توفى سنة ثمانية وخمسين رضي الله عنه (3) .
9170 - قال أبو بكر بن أبي عاصم: حدثنا عقبة بن مكرم، حدثنا عبد الغفار ابن داود الحراني، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا عمرو بن الحارث، عن يحيى بن ميمون الحضرمي، عن أبي وداعة الحميدي، قال: كنت إلى جانب مالك بن عبادة: أبي موسى الغافقي وعقبة بن
_________
(1) المسند، 4/210.
(2) المسند، 4/210.
(3) له ترجمة عند ابن الأثير، 5/30؛ وابن حجر، 3/326.(7/285)
عامر يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال مالك بن عبادة، إن صاحبكم لحافظ، أو هالك: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبنا في حجة الوداع، فقال: ((عليكم بالقرآن، فإنكم سترجعون إلى قوم يشتهون الحديث، فمن عقل شيئاً فليحدث به، ومن افترى عليَّ فليتبوأ مقعده من النار)) (1) .
_________
(1) أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة، 5/30 بإسناده عن ابن أبي عاصم.(7/286)
1621- (مالك بن عبد الله الأوسي) (1)
وقع ذكره في رواية عقيلن عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن شبل بن حامد المزني، عن مالك بن عبد الله الأوسي، في الأمة إذا زنت، ولم تحصن، ورجح على ابن المديني هذه الرواية، وكذا روى: يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله، عن شبل بن حامد، عن مالك بن عبد الله.
وقال مالك ومعمر: عن الزهري، عن عبد الله، عن أبي هريرة وزبير بن خالد، وهذا سيأتي في الصحيحين.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/31؛ والإصابة، 327.(7/286)
رب يسر(7/287)
1622- (مالك بن عبد الله الخثعمي)
وهو مالك بن عبد الله بن سنان بن سرح، بن عمرو بن وهب بن الأقيصر بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك بن بشر بن وهب بن شهران بن عفرس بن خلف بن أفتل وهو خثعم أبو حكيم الخثعمي من أهل فلسطين.
حديثه في رابع الأنصار، وكان أميراً على غزو بلاد الروم أربعين سنة، من زمن معاوية ثم إلى زمان عبد الملك، ولما مات كسر على قبره أربعون لواءً، وكان كثير الصلاة والخير، وقد قيل إنه تابعي، روى حديثه هذا عن جابر بن عبد الله، وقد ذكر ابن الأثير عن رواية ابن عساكر، من طريق محمد بن عابد، عن محمد بن شعيب، عن نصر بن حبيب، أن معاوية كتب إلى مالك بن عبد الله وإلى عبد الله بن قيس الفزاري مصطفياً له من الخمس فابعده عبد الله ولم يقبل مالك فلما قدما على معاوية أذن لمالك عليه قبل عبد الله، فقال له عبد الله: إنه لم ينفذ أمرك، فقال: إنه عصاني وأطاع الله، وأنت أطعتني وعصيت الله، ثم خلا بمالك وقال له: لم لم تمض أمري؟ فقال له:(7/287)
أقبح بك وبي أن نصير إلى زاوية من زوايا جهنم، تلعنني وألعنك وتقول: هذا عملك.(7/288)
9171 - وقال الطبراني: حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا أيوب بن محمد، حدثنا ضمرة، عن رجاء بن ابي سلمة، عن حسان مولى مالك بن عبد الله الخثعمي، وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رأيت مالك بن عبد الله يتوضا، وكان في ساقه عرق مكتوب فيه: ((الله)) فجعلت أنظر إليه، فقال: أي شيء تنظر: أما أنه لم يكتبه كاتب (1) .
9172 - حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ابن جابر أن أبا المصبح الأوزاعي حدثهم، قال: بينا نحن نسير في درب قلمته، إذ نادى الأمير، مالك بن عبد الله الخثعمي رجل يقود فرسه في عراض الخيل: يا أبا عبد الله ألا تركب؟ قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من أغبرت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار، فهما حرام على النار)) (2) . تفرد به.
9173 - حدثنا وكيع، حدثنا محمد بن عبد الله الشعبي، عن ليث بن المتوكل، عن مالك بن عبد الله الخثعمي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أغبرت قدماه في سبيل الله، حرمهما الله على النار)) (3) . تفرد به.
(حديث آخر)
9174 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن علي الصائغ، حدثنا
_________
(1) ترجم له ابن الأثير في أسد الغابة، 5/31؛ والحافظ في الإصابة، 3/327.
(2) المسند، 5/225.
(3) المسند، 5/226.(7/288)
إبراهيم بن المنذر، حدثنا وهب، أخبرني: عبد الرحمن بن شريح بن عبد الرحمن بن عقبة المعافري، عن أبيه: أنه سمع مالك بن عبد الله الخثعمي، يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مثل حديث أبي قتادة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولايتمثل الشيطان بي)) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/297؛ قال الهيثمي: 7/182: فيه من لم أعرفه.(7/289)
1623- (مالك بن عبد الله الخزاعي) (1)
ويقال ابن أبي عبيد الله، ويقال أبي عبيد الله، والأول أكثر وحديثه في سماع الأنصاري كالذي قبله.
9175 - حدثنا إسماعيل بن محمد: وهو أبو إبراهيم المعقب، حدثنا مروان
-يعني ابن معاوية الفزاري-، حدثنا منصور بن حيان الأسدي، عن سليمان بن بشر الخزاعي، عن خاله مالك بن عبد الله، قال: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم أصل خلف إمام كان أوجز منه صلاة في تمام، الركوع والسجود (2) . تفرد به.
9176 - حدثنا عفان، حدثنا [وكيع] ، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا منصور بن حيان، حدثني سليمان الخزاعي، عن خاله مالك بن عبد الله، قال: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما صليت خلف إمام يؤم الناس أخف صلاة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (3) . تفرد به.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/33؛ والإصابة، 3/327.
(2) المسند، 5/225.
(3) المسند، 5/226.(7/289)
1624- (مالك بن عبد الله أبو عبيدة المعافري) (1)
إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعبد الله بن مسعود: ((لايكثر همك، مايقدر يكن، وما ترزق يأتك)) .
9177 - رواه أبو بكر بن أبي عاصم، عن عياش بن الوليد، عن عبد الله بن يزيد، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عياش بن عباس، عن جعفر بن عبد الله، وكذا رواه أبو نعيم، وابن منده (2) .
وقد تقدم من رواية جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن خالد بن نافع مرفوعاً.
1625- (مالك بن عبد الله الهلالي) (3)
9178 - قال قائل: يارسول الله! من أهل الأعراف؟ فقال: قوم خرجوا في سبيل الله من غير إذن آبائهم فاستشهدوا، فمنعتهم الشهادة أن يدخلوا النار، ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنة)) .
رواه أبو نعيم وابن منده وأبو موسى من رواية محمد بن عمر الواقدي عن كثير ابن عبد الله المزني عن عمر بن عبد الرحمن عن عبد الله بن مالك الهلالي عن أبيه (4) .
* (مالك والد عبد الله) (5)
مرفوعاً: ((إن الجنة لايدخلها إلا نفس مسلمة)) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/33؛ والإصابة، 3/328.
(2) أشار إلى ذلك ابن الأثير، 5/34؛ وقال الحافظ في الإصابة، 3/328: قال البغوي يعني من سند الحديث: لم يروه غير أبي الضبع وهو متروك الحديث.
(3) ترجم له ابن الأثير، 5/34.
(4) أسد الغابة، 5/34 والحديث فيه. وراجع تفسير ابن كثير، سورة الأعراف، آية46.
(5) أسد الغابة، 5/34 والحديث مذكور فيه.(7/290)
كذلك رواه ابو موسى، من طريق: الحسن بن يحيى عن الزهري عن عبد الله بن مالك عن أبيه.
ورواه سفيان بن حسين عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه كما تقدم وهو الصواب والله أعلم.(7/291)
1626- (مالك بن عتاهية بن حرب بن سعد)
مصري كندي (1) .
حديثه في خامس الشاميين.
9179 - حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن حسان، عن مخيس بن ظبيان، عن رجل من جذام، عن مالك بن عتاهية، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إذا لقيتم عاثراً فاقتلوه)) (2) . تفرد به.
9180 - حدثنا قتيبة بن سعيد بهذا الحديث وقصر عن بعض الإسناد، قال: يعني بذلك الصدقة يأخذها على غير حقها (3) .
1627- (مالك بن عمير أو عميرة أبو صفوان) (4)
9181 - حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب. قال: سمعت أبا صفوان: مالك بن عمير الأسدي، قال محمد
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 5/35؛ وابن حجر، 3/328.
(2) المسند، 4/234.
(3) المسند، 4/234.
(4) له ترجمة في أسد الغابة، 5/40؛ والإصابة، 3/331.(7/291)
بن جعفر: ابن عميرة يقول: قدمت مكة قبل أن يهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاشترى مني سراويل فأرجح لي (1) .
تقدم حديثه في مسند سويد بن قيس.
_________
(1) الحديث في المسند، 4/352 من طريق حجاج عن شعبة، أما رواية يزيد بن هارون عن شعبة فلم أقف عليها في المسند، وهي كذلك عند ابن الأثير، أعني: يزيد هارون، 4/40 حيث روى الحديث بإسناده عن الإمام أحمد رحمه الله.(7/292)
1628- (مالك بن عمير السلمي) (1)
9182 - قال: شهدت الفتح، وحنيناً، والطائف، وقلت: يارسول الله إني شاعر فأفتني في الشعر؟ فقال: ((لأن يمتلئ مابين لبتك إلى عانتك قيحاً خير لك من أن يمتلئ شعراً)) .
رواه أبو نعيم، عن أبي عمرو بن حمدان، عن الحسن بن سفيان، عن بشر بن آدم، عن يعقوب بن محمد الزهري، عن واصل بن يزيد بن واصل السلمي ثم الناصري، حدثني أبي وعمومتي عن جدي مالك بن عمير فذكره (2) .
* (مالك بن قهطم أو قحطم) (3)
قال أحمد بن حنبل هو إسم والد أبي العشراء الدارمي -يعني الذي روى حديث الذكاة في الفخذ- (4) .
_________
(1) ترجمته في أسد الغابة، 5/40؛ والإصابة، 3/331.
(2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، 19/294، قال الهيثمي، 8/120: فيه من لم
أعرفهم.
(3) الحديث في المسند، 4/334 عن أبي العشراء، عن أبيه.
(4) ترجم له في أسد الغابة، 5/47؛ والإصابة، 3/323.(7/292)
1629- (مالك بن مالك الجني)
9183 - روى عنه حديث وقصة غريبة رواها الحافظ أبو موسى المدني في كتابه، من طريق الطبراني، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا محمد نسيم الحضرمي، حدثنا محمد بن خليفة الأسدي، حدثنا الحسن بن محمد، عن أبيه، قال: قال عمر بن الخطاب ذات يوم لابن عباس: حدثني بحديث تعجبني به، فقال: حدثني خريم بن فاتك الأسدي، قال: خرجت في بغاء إبل لي فأصبتها بأبرق العزَّاف، فعقلتها وتوسدت ذراع بعير منها، وذلك حدثان خروج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقلت: أعوذ بكبير هذا الوادي، أعوذ بعظيم هذا الوادي، وكذلك كانوا يصنعون في الجاهلية، فإذا بهاتف يهتف بي، ويقول:
ويحك عذ بالله ذي الجلال ... منزل الحرام والحلال
ووحد الله ولاتبالي ... ماهول ذي الجن من الأهوال
أن يذكر الله على الأمثال ... وفي سهول الأرض والجبال
وصار كيد الجن في سعال ... إلا التقى وصالح الأعمال
فقلت: يا أيها الداعي بالجبل ... أرُشْد لي عندك أم تضليل
فقال:
هذا رسول الله بالخيرات ... جاء ياسين حاميمات
وسور بعد مفصلات ... محللات ومحرمات
يأمر بالصوم وبالصلاة ... ويزجر الناس على الهنات
... قد كن في الأيام منكرات
قال: قلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا مالك بن مالك بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جن أهل نصيبين بنجد، قال: قلت: لو كان لي من يكفي إبلي هذه لأتيته حتى أؤمن به، قال: أنا أكفيها حتى أؤديها(7/293)
إلى أهلك سالمة إن شاء الله، فاعتقلت بعيراً منها ثم أتيت المدينة فوجدت الناس يوم الجمعة وهم في الصلاة، فقلت: يقضون صلاتهم ثم أدخل فإني لأنيخ راحلتي إذ خرج إلى أبو ذر، فقال: يقول لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أدخل، فدخلت، فلما رآني، قال: ((مافعل الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك إلى أهلك سالمة أما أنه قد أداها إلى أهلك سالمة)) ، فقلت: يرحمه الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أجل رحمه الله)) ، فقلت: أشهد أن لاإله إلا الله وحسن إسلامه (1) .
_________
(1) الحديث في أسد الغابة، 5/47 وقال: أخرجه أبو موسى.(7/294)
1630- (مالك بن مرارة أو مرة الرَّهاوي)
قال عبد الغني بن سعيد: الرَّهاوي -بفتح الراء نسبة إلى رهاء بن زيد، يعني وليس نسبة إلى الرَّها البلدة المعروفة - فالله أعلم، ومنهم من صحفه (1) .
9184 - روى أبو نعيم، عن أبي عمرو بن حمدان، عن إسحاق بن سفيان، عن عمر بن عثمان، عن بقية، وحدثني عيينة بن حكيم، عن عطاء بن ميسرة، حدثني بقية، عن مالك بن مرارة. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لايدخل الجنة مثقال ذرة من كبر، ولا يدخل النار مثقال ذرة من إيمان)) ، فقلت: يارسول الله إني لأحب أن ينقي ثوبي، ويطيب طعامي وتحسن زوجتي، ويحسن مركبي، فمن الكبر ذاك، فقال: ((أعوذ بالله من البؤس والتباؤس)) ، ثم قال: ((ليس ذلك من الكبر، الكبر بطر الحق وغمص الناس)) (2) .
_________
(1) أسد الغابة، 5/48؛ والإصابة، 3/334.
(2) أشار إليه الحافظ في الإصابة، 3/334 وعزاه للبغوي في معجم الصحابة.(7/294)
1631- (مالك بن نضلة)
ويقال مالك بن عوف بن نضلة بن حديج بن حبيب بن حديد بن غنم بن كعب ابن عصيمة بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن الجشمي (1) .
9185 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص الجشمي، عن أبيه، قال: رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليَّ أطمار فقال: ((هل لك مال؟)) قال: قلت: نعم، قال: ((من أي المال؟)) قلت: من كل المال قد أتاني الله، من الشاة، والإبل، قال: ((فلتر نعمة الله وكرامته عليك)) . فذكر نحو حديث شعبة (2) .
9186 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن ابن إسحاق، سمعت أبو الأحوص يحدث عن أبيه، قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا قشف الهيئة، فقال: ((هل لك مال؟)) قلت: نعم، قال: ((من أي المال؟)) قال: قلت: من كل المال، من الإبل، والرقيق، والخيل، والغنم، فقال: ((إذا اتاك الله مالاً فلير عليك)) ، ثم قال: ((هل تنتج إبل قومك صحاحاً آذانها، فتعمد إلى موسى قتقطع آذانها، فتقول: هذه بحر؟ [وتشقها، أو تشق جلودها وتقول: هذه حرم] وتحرمها عليك، وعلى أهلك؟)) قال: نعم؟ قال: ((فإنما أتاك الله لك وساعد الله أشد من ساعدك، وموسى الله أحد من موسك)) ، قال: فقلت: يارسول الله، أرأيت رجلاً نزلت به فلم يكرمني، ولم يقرني ثم نزل بي أجزيه بما صنع؟ أم أقره؟ قال: ((أقره)) (3) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/50؛ والإصابة، 3/335.
(2) المسند، 3/473.
(3) المسند، 3/473.(7/295)
9187 - حدثنا وكيع، حدثنا أبي وإسرائيل عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هل لك من مال؟)) قلت: نعم من كل المال قد أتاني الله، من الإبل والخيل، والرقيق، قال: ((فإذا آتاك الله خيراً فلير عليك)) (1) .
وكذا رواه أبو داود، والنسائي، من طريق عن أبي إسحاق به، وروى الترمذي وابن ماجة من حديثه خبره (2) .
9188 - حدثنا عبيدة بن حميد: أبو عبد الرحمن التيمي، حدثني أبو الزعراء، عن أبي الأحوص، عن أبيه مالك بن نضلة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الأيدي: ثلاثة، فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى، فاعط الفضل ولاتعجز عن نفسك)) (3) . تفرد به.
9189 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، قال أبو إسحاق: أنبأنا، قال: سمعت أبا الأحوص يحدث عن أبيه، قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها ويد السائل السفلى، فاعط الفضل ولاتعجز عن نفسك)) (4) .
9190 - حدثنا بهز بن اسد، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص، أن أباه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أشعث سيء الهيئة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أما لك مال؟)) قال: من
_________
(1) المسند، 3/473.
(2) أخرجه أبو داود في السنن: حديث (4045) ؛ والنسائي في السنن، 8/180-196؛ والترمذي في الجامع، حديث (2074) وقال: حسن صحيح.
(3) المسند، 3/473.
(4) لم أجده في المسند، بهذا الإسناد، لكن هناك بهذا الإسناد حديث آخر، 3/473.(7/296)
كل المال قد أتاني الله، قال: ((فإن الله إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن ترى عليه)) (1) .
_________
(1) المسند، 3/473.(7/297)
9191 - حدثنا سفيان، عن عيينة، مرتين، قال: حدثنا أبو الزعراء: عمرو بن عمرو، عن عمه أبي الأحوص، عن أبيه، قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فصعَّد فيَّ النظر وصوب وقال: ((أربَّ إبل أنت؟ أو رب غنم؟)) قال: من كل قد آتاني الله، فأكثر وأطيب، قال: ((فتنتجها وافية أعينها وآذانها، فتجدع هذه، وتقول صرماء)) ، ثم تكلم سفيان بكلمة لم أفهمها، ويقول ((بحيرة الله، فساعد الله أشد وموساه أحد، ولو شاء أن يأتيك بها صرماً أتاك)) ، قلت: إلى ماتدعو؟ قال: ((إلى الله، والرحم)) ، قلت: يأتيني الرجل من بني عمي فأحلف أن لا أعطيه، ثم أعطيه، قال: ((فكفر عن يمينك، وآت الذي هو خير، لو كان لك عبدان أحدهما يعطيك ولايخونك ولايكذبك)) ، والآخر يخونك ويكذبك)) ، قال: قلت: لا بل الذي لايخونني ولايكذبني ويصدقني الحديث، أحب إليَّ، قال: ((كذا كم أنتم عند ربكم عز وجل)) (1) .
9192 - حدثنا شريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن أبيه، قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليَّ شملة، أو شملتان، فقال لي: ((هل لك من مال؟)) قلت: نعم، قد أتاني الله من كل ماله من إبله وغنمه ورقيقه، فقال: ((فإذا أتاك الله مالاً فله عليك نعمته، فرحلت إليه في حلة)) (2) .
_________
(1) المسند، 4/137.
(2) المسند، 4/137.(7/297)
9193 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شريك فذكره بإسناده ومعناه قال: فغدوت إليه في حلة حمراء (1) .
9194 - حدثنا أبو أحمد، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن أبيه: مالك، قال: قلت: يارسول الله، الرجل أمرُّ به ولايضيفني ولايقربني فيمر أبي فأجزيه؟ قال: ((لا، بل أقريه)) فرآني رثَّ الهيئة، فقال: هل لك من مال؟ فقلت: قد أعطاني الله من كل المال، من الإبل، والغنم، قال: ((فلير أثر نعمته عليك)) (2) .
* (مالك بن نمير)
في الإشادة بالمشيخة صوابه عن أبيه نمير كما سيأتي (3) .
1632- (مالك بن هبيرة)
ابن خالد بن مسلم الكندي السكوني (4) .
حديثه في سادس عشر الأنصار.
9195 - حدثنا يزيد، حدثنا حماد بن زيد، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن مالك بن هبيرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مامن مؤمن يموت فيصلى عليه أمة من المسلمين، يبلغوا أن يكونوا ثلاث صفوف، إلا غفر له)) .
_________
(1) المسند، 4/137.
(2) المسند، 4/137.
(3) وقد أشار إلى هذا ابن الأثير، 5/52.
(4) له ترجمة في أسد الغابة، 5/54؛ والإصابة، 3/337.(7/298)
قال: فكان مالك بن هبيرة يتحرى إذا قَلَّ أهل الجنازة، أن يجعلهم ثلاث صفوف (1) .
رواه أبو داود، عن محمد بن عبيد، عن حماد بن زيد به.
ورواه الترمذي، وابن ماجة، من حديث محمد بن إسحاق. وقال الترمذي: حسن، قال: وهكذا رواه غير واحد عن ابن إسحاق، ورواه إبراهيم بن سعد عنه فادخل بين مرثد وبين مالك رجلاً (2) .
قال: شيخنا، قيل إنه الحارث بن مخلد الزرقي.
_________
(1) المسند، 4/79.
(2) أخرجه أبو داود في السنن، حديث (315) ؛ والترمذي في الجامع، (1033) ؛ والحاكم في المستدرك، 1/362 وصححه ووافقه الذهبي.(7/299)
1633- (مالك بن الهدم) (1)
9196 - قال: غزونا مع عمرو بن العاص وفينا عمرو بن عبيدة، فأصابتنا مخمصة شديدة، فذهبت ألتمس شيئاً، فوجدت قوماً، يريدون أن ينحروا جزوراً لهم، فكفيتهم ذلك، وأعطوني شيئاً فأخذته، فعملته طعاماً، فقال عمر: من أين لك هذا؟ قلت: فعلت كذا وكذا فأبى عمر أن يأكله، فأتيت أبا عبيدة فأبى أن يأكله فلما قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((صاحب الجزور؟)) ولم يزدني على ذلك شيئاً.
رواه أبو موسى من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط عنه (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/55؛ والإصابة، 3/337.
(2) أشار إليه الحافظ وقال: أخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه، ثم قال: وهذا في غزوة ذات السلاسل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، 3/337.(7/299)
1634- (مالك بن الوليد) (1)
9197 - أورده عبدان في الصحابة، قال أبو موسى: حدثنا والدى إذناً عن كتاب الحسن بن أحمد، أن الحاكم أبا عبد الله أجازهم: حدثنا أبو نعيم الغفاري، حدثنا عبدان بن محمد، حدثنا أحمد بن سنار، حدثنا أنس بن أبي أنيسة الرهاوي، حدثنا بقية بن الوليد، عن خالد بن حميد، عن مالك بن جبير الزيادي: أن مالك بن الوليد قال: أوصاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن لا أخطو في إمارة خطوة، ولا أصيب من معهاد إبرة، فما فوقها، ولا أبغي على إمامٍ بالسوء (2) .
1635- (مالك بن وهب الخزاعي) (3)
9198 - قال أبو موسى: حدثنا أبو علي الحداد، حدثنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو بكر: عبد الله بن محمد، حدثنا أحمد بن عبد الخالق، حدثنا إسحاق بن زياد العطار، حدثنا إبراهيم بن زكريا، حدثنا إسحاق بن زكريا، حدثني عبد العزيز بن أبي بكر بن مالك بن وهب الخزاعي، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سليطاً وسفيان بن عوف الأسلمي، طليعة يوم الأحزاب، فخرجا حتى إذا كانا بالبيداء التحقت بهما خيل لأبي سفيان، فقاتلا فقتلا، فقدم بهما أو فعلم بهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقبرا في قبر واحد فهما الشهيدان القريبان (4) .
_________
(1) له ترجمة عند ابن الأثير، 5/55؛ وابن حجر، 3/338.
(2) قال ابن حجر في الإصابة، 3/338: ذكره عبدان بن محمد المروزي في الصحابة، وأبو موسى في الذيل. وهو من رواية أنس بن أبي أنيسة، عن بقية، عن خالد، وفيه من لايعرف حاله.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 5/55؛ والإصابة، 3/338.
(4) الحديث أخرجه أبو موسى المديني، ونقل الحافظ في الإصابة، 3/338: أن البزار قال فيه: لانعلم روى مالك بن وهب إلا هذا الحديث، قال الحافظ: وفي سنده من لايعرف.(7/300)
1636- (مالك بن يخامر السكسكي) (1)
المشهور أنه تابعي.
9199 - ولكن روى أبو نعيم، من طريق سعدان بن نصر، حدثنا أبو قتادة، عن صفوان بن عمرو بن مالك بن يخامر، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الدَّينُ)) ، ثم قال: ((لايثبت)) (2) .
1637- (مالك بن يسار السكوني العوفي) (3)
9200 - روى له أبو داود، عن سليمان بن عبد الحميد البهراني، قال: قرأته من أصل إسماعيل بن عياش: حدثني ضميم، عن شريح بن عبيد، عن أبي ظبية، عن أبي بحرية السكوني، عن مالك بن يسار، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((إذا سألتم الله فسلوه ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها)) (4) .
ورواه أبو بكر بن أبي عاصم، عن محمد بن عوف، عن محمد بن إسماعيل بن عباش عن أبيه به، ورواه أبو نعيم من حديث عبد الوهاب بن الضحاك عن إسماعيل ابن عياش به (5) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/56؛ والإصابة، 3/338؛ وقال أبو نعيم: ذكر في الصحابة ولايثبت وأرسل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(2) أشار إلى ذلك الحافظ في الإصابة، 3/338.
(3) ترجم له ابن الأثير، 5/56؛ وابن حجر، 3/338.
(4) أخرجه أبو داود في السنن: كتاب الوتر (باب في الدعاء) ، 1/70.
(5) نقل الحافظ في الإصابة، 3/338 عن البغوي أنه قال: لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث، ولا أدري له صحبة أو لا.(7/301)
1638- (مالك أبو السائب) (1)
جد عطاء بن السائب.
9201 - قال الطبراني: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن التستري، حدثنا راشد بن سلام الأهوازي، حدثنا عبيد الله بن تمام السلمي، عن محمد بن تمام، حدثني عطاء ابن السائب، عن أبيه، عن جده. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أقر عند الموت بشهادة أن لاإله إلاالله دخل الجنة)) (2) .
(حديث آخر عن مالك بن السائب)
9202 - قال الطبراي: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن التستري: حدثنا راشد بن سلام الأهوازي، حدثنا عبيد الله بن تمام السلمي، عن محمد بن تمام، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن جده. قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على بئر وإذا فيها أسود ميت، فسأل عنه، ((ماله ملقى في البئر؟)) قالوا: يارسول الله كان خالي الدين يصلي أحياناً، وأحياناً لايصلي، قال: ((ويحكم أخرجوه)) ، فأمر به فغسل، وكفن، وقال: ((احملوه)) ، قال: ((لقد كادت الملائكة أن تسبقنا)) ، قال: فصلى عليه (3) .
فيه دلالة على أن تارك الصلاة لايكفر والله أعلم.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/26.
(2) المعجم الكبير، 19/303؛ قال الهيثمي في المجمع، 3/42: عطاء فيه كلام.
(3) المعجم الكبير، 19/303.(7/302)
(حديث آخر)(7/303)
9203 - بهذا الإسناد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((دعوا الناس يصيب بعضهم من بعض، وإذا استنصحك أخوك فانصح له)) (1) .
1639- (مالك أبو عبد الله الهلالي) (2)
حديث أصحاب الأعرافك ((قوم، خرجوا في سبيل الله بغير إذن آبائهم، فمنعتهم الشهادة من دخول النار، ومنعتهم معصية آبائهم من دخول الجنة)) .
9204 - رواه أبو نعيم من طريق الواقدي، عن كثير بن عبد الله عن عمرو ابن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مالك، عن أبيه، قال: قال قائل: يارسول الله، من أصحاب الأعراف؟ فذكره (3) .
1640- (مالك الأنصاري) (4)
9205 - قال ابن منده: لايعرف.
روى حديثه عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن مالك، رجل من الأنصار سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أعطوا المجالس حقها)) (5) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/303.
(2) له ترجمة في أسد الغابة، 5/34؛ والإصابة، 3/339.
(3) قال الحافظ في الإصابة، 3/339: ذكره الحارث بن أبي أسامة في مسنده، ثم قال: وفي سنده: الواقدي، وهو واهٍ، ورواه ابن لهيعة عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يحيى بن سهل: أن رجلاً من بني هلال أخبره أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث.
(4) له ترجمة في أسد الغابة، 5/11.
(5) قال ابن الأثير، 5/11: أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابن منده: لايعرف.(7/303)
1641- (مالك الرؤاسي) (1)
9206 - إنه أغار هو وقوم من بني كلاب، على قوم من بني أسد، فقتلوا منهم وعبثوا بالنساء، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعا عليهم ولعنهم فبلغ ذلك مالكاً، فغلَّ يده، ثم أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يارسول الله ارضى عني، فأعرض عنه، ثم دار إليه فأعرض عنه، ثم أتاه الثالثة فقال: ارضى عني، فأعرض عنه، ثم دار إليه فأعرض عنه، ثم أتاه الثالثة فقال: ارضى عني رضي الله عنك، فوالله إن الرب عز وجل ليُترضى فيرضى فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((تبت مما صنعت واستغفرت الله)) ، قال: نعم، قال: ((اللهم تُب عليه واغفر له)) .
رواه الحسن بن سفيان، وأبو نعيم، من حديث سفيان بن وكيع بن الجراح، عن أبيه، عن جده، عن طارق بن علقمة بن مدري، عن عمرو بن مالك الرؤاسي، عن أبيه فذكره (2) .
* (مالك المري) (3)
قال البخاري: هو صحابي، وله حديث ثابت، ذكره ابن منده، ولم يزد، وهو أبو غطفان المري.
1642- (مثعب) (4)
9207 - ذكره محمد بن عبد الله الحضرمي في الواحدان قائلاً: حدثنا عبيد بن نفيس، حدثنا يحيى بن يعلى البخاري، عن أبيه، عن
_________
(1) له ترجمة عند ابن الأثير في أسد الغابة، 5/25.
(2) قال ابن الأثير: أخرجه ابن منده، وأبو نعيم، وأبو موسى. أسد الغابة، 5/25.
(3) له ترجمة في اسد الغابة، 5/49؛ والإصابة، 3/339.
(4) مثعب -بكسر الميم وبعدها ثاء معجمة بثلاث وآخره باء- كذا ضبطه ابن ماكولا، وقال ابن السكن: لم اقف له على نسب ولا قبيلة، وقال ابن عبد البر: السليمي، ويقال: المحاربي، وقال أبو حاتم الرازي: إن حمزة الأسلمي كان يلقب مثقباً. انظر أسد الغابة، 5/59؛ والإصابة، 3/341.(7/304)
أشعث ابن أبي الشعث، عن مثعب، قال: كنت أغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان يصوم بعضهم ويفطر بعضهم فلم يكن يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم.
رواه أبو نعيم، عن الحضرمي (1) .
_________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، 20/361 من هذا الوجه مثله أطول منه؛ قال الهيثمي: 3/159: رجاله موثقون إلا أن أشعث لم يسمع من أحد من الصحابة.(7/305)
1643- (مجاشع بن مسعود بن ثعلبة)
ابن وهب بن عابد بن ربيعة بن يربوع بن القيس بن عوف بن امرئ القيس بن بهثه بن سليم بن منصور السلمي (1) .
أسلم قبل أخيه مجالد ونزل البصرة وقيل مع عائة يوم الجمل، حديثه في ثاني المكيين.
9208 - حدثنا أبو النصر، حدثنا أبو معاوية -يعني شيبان-، عن يحيى بن أبي كثير، عن يحيى بن إسحاق، عن مجاشع بن مسعود، أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بابن أخ له ليبايعه على الهجرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا، بل يبايع على الإسلام فإنه لاهجرة بعد الفتح، ويكون من التابعين بإحسان)) (2) .
9209 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا سفيان، عن يحيى بن أبي كثير، عن يحيى بن إسحاق، أنه أخبره، عن مجاشع بن مسعود البهزي، أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليبايعه على الهجرة، فقال له رسول الله
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 5/60؛ وابن حجر، 3/342.
(2) المسند، 3/468.(7/305)
- صلى الله عليه وسلم -: ((لا بل تبايع على الإسلام، فإنه لاهجرة بعد الفتح، وتكون من التابعين بإحسان)) (1) .
_________
(1) المسند، 3/469.(7/306)
9210 - حدثنا بكر بن عيسى، حدثنا أبو عوانة، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن مجاشع بن مسعود، قال: انطلقت بأخي معبد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بعد الفتح، فقلت: يارسول الله، بايعه على الهجرة، فقال: ((مضت الهجرة لأهلها)) ، قال: قلت فماذا؟ قال: ((على الإسلام والجهاد)) (1) .
9211 - حدثنا عفان، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا خالد الحذاء، عن أبي عثمان النهدي، عن مجاشع بن مسعود. قال: قلت: يارسول الله هذا مجالد بن مسعود يبايعك على الهجرة، قال: ((لاهجرة بعد فتح مكة، ولكن أبايعه على الإسلام)) (2) .
9212 - حدثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد، حدثنا زهير، حدثنا عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن مجاشع، قال: قدمت بأخي معبد على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الفتح، قلت: يارسول الله جئتك بأخي لتبايعه على الهجرة، فقال: ((ذهب أهل الهجرة بما فيها)) ، فقلت: على أي شيء تبايعه؟ قال: ((على الإسلام والإيمان والجهاد)) ، قال: فلقيت معبداً بعد وكان أكبرهما فسالته فقال: صدق مجاشع (3) .
_________
(1) المسند، 3/468.
(2) المسند، 3/71.
(3) المسند، 3/469.(7/306)
رواه البخاري ومسلم من حديث عاصم الأحول ورواه البخاري عن إبراهيم ابن موسى عن يزيد بن زريع به (1) .
(حديث آخر عن مجاشع)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أن الجذع يوفي مما يوفي منه الثني)) .
_________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه: حديث (2962) و (2963) و (4305) ؛ ومسلم في صحيحه: حديث (1863) .(7/307)
9213 - رواه أبو داود، عن الحسن بن علي، وابن ماجة عن محمد بن يحيى، كلاهما: عن عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم بن كليب بن شهاب. عن أبيه، عنه به (1) .
1644- (مجاعة بن مرارة)
ويقال: سليم بن زيد بن عبيد بن ثعلبة ابن بني يربوع بن ثعلبة بن الدولي بن حنيفة بن لجيم الحنفي اليمامي (2) .
له أعمال صالحة مع خالد بن الوليد في قتال قومه بني حنيفة مع محبته لهم طبعاً ولكن كان أبغضهم (شرعاً) (3) .
9214 - قال أبو داود في كتاب الخراج: حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا عنبسة ابن الواحد القرشي، حدثني الدخيل بن إياس بن نوح بن مجاعة، عن هلال بن سراج ابن مجاعة، عن أبيه، عن جده مجاعة: أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يطلب دية أخيه قتله بنوا سدوس، من بني ذهل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لو كنت جاعل لمشرك دية لجعلت لأخيك،
_________
(1) أخرجه أبو داود في السنن: حديث (2782) ؛ وابن ماجة في السنن: حديث (134) ؛ قال ابن حزم في المحلي، 7/367: إنه في غاية الصحة.
(2) له ترجمة في أسد الغابة، 5/61؛ والإصابة، 3/342.
(3) عبارة غير واضحة.(7/307)
ولكني سأعطيك منه عقبى فكتب له بمائة من الإبل من أول خمس يخرج من بني ذهل)) (1) .
وقد رواه أبو نعيم عن أبي بكر بن خلاد عن الحارث بن أبي أسامة عن عبد العزيز بن أبان، ومن حديث محمد بن بكار، كلاهما: عن عنبسة عن عبد الواحد به مثله، إلى آخره، وزاد: فأخذتها طائفة وأسلمت بنو ذهل فأتى أبي بكر بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمر له بإثنى عشر ألف صاع من صدقة اليمامة أربعة آلاف قمحاً، وأربعة آلاف شعيراً، وأربعة آلاف تمراً.
_________
(1) أخرجه أبو داود في السنن، 4/70. كتاب الإمارة (باب في بيان مواضع الخمس وهم ذوي القربي) .(7/308)
1645- (مجالد بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكاء البكائي) (1)
عداده في أعراب الكوفة.
9215 - قال ابن منده: حدثنا محمد بن محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن أحمد المروروذي، حدثنا أبو الهيثم: صاعد بن طالب بن توامر بن رباط بن وائل بن كاهل ابن مجالد بن ثور، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن مجالد بن ثور: أنه وفد هو وبشر بن معاوية على النبي - صلى الله عليه وسلم - فيعلمهما قراءة: أم الكتاب والمعوذتين ثم ذكر الحديث بطوله هذا لفظه (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/62؛ والإصابة، 3/343.
(2) الحديث أخرجه ابن منده وأبو نعيم، أشار إلى ذلك ابن الأثير، 5/62.(7/308)
* (مجالد بن مسعود) (1)
بحديث الهجرة، تقدم في مسند أخيه مجاشع بن مسعود.
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 5/63؛ وابن حجر، 3/343.(7/309)
1646- (مجذي الضمري) (1)
9216 - قال: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة المريسيع، أو غزوة المصطلق فأصبنا سباياً فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العزل فقال: ((اعزلوا إن شئتم، مامن نسمة مؤمنة كائنة إلى يوم القيامة، إلا وهي كائنة)) .
رواه أبو نعيم، وابن منده: من طريق محمد بن سليمان عن أبي المفرج بن عطى ابن مجذي عن أبيه عن جده به (2) .
9217 - وبهذا الإسناد غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان يعطي الرجل منا البكر، والبكريين، والثلاثة وجاءته عجوز شمطاء حدباء من قريش تكاد من الكبر تمس ذقنها ركبتها فسألته فأعطاها ثلاثين بكرة (3) .
1647- (المجذر بن زياد البكري حليف الأنصار)
وهو أخو عبد الله بن زياد، وتقدم ذكر نسبه، قتل المجذر في الجاهلية سويد بن الصامت فهاج قتله وقعة بعاث بن الأوس والخزرج ثم أسلم المجذر وشهد بدراً وقتل يومئذ أبا البختري بن هشام.
9218 - كما رواه محمد بن يسار، عن الزهري، وعاصم بن عمرو بن قتادة، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعبد الله بن بكر،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/63؛ والإصابة، 3/344.
(2) أسد الغابة، 5/63.
(3) راجع الإصابة، 3/344.(7/309)
وغيرهم، قالوا: لما كان يوم بدر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من لقي منكم أبا البختري فلايقتله)) ، قالوا: لأنه كان أكفَّ القوم على المسلمين بمكة، وكان ممن سعى في نقض الصحيفة، قالوا: فلقيه المجذر بن زياد البكري، فقال له: يا أبا البختري إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا عن قتلك، فقال: والله لاتتحدث نساء قريش إني تركت زميلي حرصاً على الحياة، ثم أنشأ وهو ينازله، يقول:
... كل أكيل مانع أكيله ... حتى يموت أو يرى سبيله
فتقاتلا فقتله المجذر ثم جاء فقال: والذي بعثك بالحق يارسول الله: لقد جهدت على أن يستأسر فأبى.
ثم قتل المجذر بن زياد يوم أحد شهيداً. قتله الحارث بن سويد بن الصامت، بأنه ضربه من خلف حين جال المسلمون يوم أحد فقتله غيلة وارتد عن الإسلام ولحق بمكة كافراً، فلم فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة جاء مسلماً، فأمر بقتله بالمجذر بن زياد، قالوا: وكان جبريل أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتله إياه وأمره بقتله به (1) .
_________
(1) راجع أسد الغابة، 5/64-65.(7/310)
1648- (مجمع بن جارية)
ابن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو ابن عوف بن مالك بن أوس الأنصاري الأوسي (1) .
كان أبوه منافقاًن وهو الذي اتخذ مسجد الضرار وجعل هذا إمامه.
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 5/66؛ وابن حجر، 3/346.(7/310)
9219 - حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا الزهري، عن عبد الله بن عبيد الله بن ثعلبة، عن عبد الرحمن بن يزيد. قال: سمعت مجمع بن جارية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر الدجال، فقال: ((يقتله ابن مريم بباب لُد)) (1) .
9220 - حدثنا هاشم بن القسم، حدثنا ليث -يعني ابن سعد-، حدثنا ابن شهاب، أنه سمع عبد الله بن ثعلبة الأنصاري، يحدث عن عبد الرحمن بن يزيد الأوسي، من بني عمرو بن عوف يقول: سمعت عمي: مجمع بن جارية يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يقتل ابن مريم الدجال بباب لُد)) (2) .
9221 - حدثنا محمد بن مصعب، حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن عبد الله ابن ثعلبة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عمه مجمع. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يقتل ابن مريم الدجال بباب لُد)) (3) .
9222 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة، عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري، عن عمه مجمع بن جارية، قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يقتل ابن مريم الدجال بباب لُد، أو إلى جانب لُد)) (4) .
رواه الترمذي، عن قتيبة، عن الليث عن الزهري به وقال: صحيح (5) .
_________
(1) المسند، 3/420.
(2) المسند، 3/420.
(3) المسند، 3/420.
(4) المسند، 3/420.
(5) جامع الترمذي، حديث (2345) .(7/311)
9223 - حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا مجمع بن يعقوب، قال: سمعت أبي يحدث، عن عمه، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عمه مجمع بن جارية الأنصاري، وكان أحد القراء الذين قرأوا القرآن، قال: شهدنا الحديبية، فلما انصرفنا عنها إذا الناس ينفرون الأباعر، فقال الناس بعضهم لبعض: ما للناس؟ فقالوا: أوحى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرجنا مع الناس نوجف حتى وجدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته، عند كراع الغميم، واجتمع الناس إليه فقرأ عليهم {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِينَا} (1) ، فقال رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وفتح هو؟ قال: ((أي والذي نفس محمد بيده إنه لفتح)) ، فقسمت خيبر على أهل الحديبية لم يدخل معهم فيها أحد، إلا من شهد الحديبية فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ثمانية عشر سهماً، وكان الجيش ألف وخمسمائة، منهم ثلاثنمائة فارس، فأعطى الفارس سهمين وأعطى الراجل سهماً (2) .
رواه أبو داود في الجهاد عن محمد بن عيسى عن مجمع بن يعقوب به (3) .
9224 - حدثنا هارون، حدثنا ابن وهب، أخبرني يزيد بن عماص، عن يزيد ابن عبد الرحمن بن قيس، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، عن مجمع بن جارية: أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى في نعلين (4) . تفرد به.
_________
(1) سورة الفتح.
(2) المسند، 3/420.
(3) سنن أبي داود، حديث (2999) .
(4) لم أجده في المسند في مظانه.(7/312)
(حديث آخر)(7/313)
9225 - رواه ابن ماجة، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن معاوية بن هشام، عن سفيان، عن حمران بن أعين، عن أبي الفضل، عن مجمع بن جارية، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((إن أخاكم النجاشي قد مات فقوموا فصلوا عليه)) فصلينا خلفه صفين (1) .
1649- (مجمع بن يزيد بن جاري) (2)
وهو ابن أخي الذي قبله.
9226 - حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا عبد الملك بن جريج، عن عمرو بن دينار، عن هشام بن يحيى: أن عكرمة بن سلمة بن ربيعة أخبره: أن أخوين من بني المغيرة لقيا مجمع بن يزيد الأنصاري، فقال: إني أشهد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ((أمر أن لايمنع جار جاراً أن يغرز خشبةً في جداره)) ، فقال الحالف: أي أخي قد علمت أنك مقضي لك وقد حلفت فاجعل أسطواناً دون جداري، ففعل الآخر، فغرز في الاسطوان خشبة، قال ابن جريج: قال عمرو: فأنا نظرت إلى ذلك (3) .
رواه ابن ماجة في الأحكام، عن بكر بن خلف، عن أبي عاصم عن ابن جريج به (4) .
_________
(1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، 3/362 ومن طريقه ابن ماجة في السنن: حديث (1536) ؛ قال البوصيري في الزوائد: إسناده صحيح، ورجاله ثقات.
(2) ترجم له ابن الأثير، 5/68؛ وابن حجر، 3/346 وقال: هو ابن أخي الذي قبله وقيل هما واحد. وفرق بينهما ابن السكن وغيره.
(3) المسند، 3/479.
(4) سنن ابن ماجة: حديث (2336) .(7/313)
9227 - حدثنا حجاج، قال: ابن جريج: أخبرني عمرو بن دينار، عن هشام ابن يحيى أخبره: أن عكرمة بن سلمة بن ربيعة أخبره: أن أخوين من بني المغيرة أعتق أحدهما أن لايغرز خشباً في جداره، فلقيا مجمع بن يزيد الأنصاري ورجالاً كثيراً، فقالوا: نشهد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لايمنع جار جاره أن يغرز خشباً في جداره)) ، فقال الحالف: أي أخي قد علمت أنك مقضي لك عليَّ وقد حلفت، فاجعل أسطواناً دون جداري ففعل الآخر فغرز في الأسطوان خشبة، فقال لي عمرو: فأنا نظرت ذلك (1) .
وكذا رواه ابن ماجة عن بكر بن خلف عن أبي عاصم عن ابن جريج (2) .
1650- (محجن بن الأدرع السلمي) (3)
وهو المعني بقوله عليه السلام: لنفر من أسلم ينتضلون: ((أرموا وأنا مع ابن الأدرع)) ، سكن البصرة واختط مسجدها، وعمر طويلاً وتوفي بها في آخر أيام معاوية، حديثه في ثاني البصريين، وسادس الكوفيين.
9228 - حدثنا عبد الصمد، حدثني أبي، حدثنا حسن -يعني المعلم-، عن ابن بريدة. قال: حدثني حنظلة بن علي: أن محجن بن الأدرع حدثه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل المسجد، فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد وهو يقول: اللهم إني أسألك بالله، الواحد الأحد، الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، أن
_________
(1) المسند، 3/480.
(2) تقدم قريباً.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 5/69؛ والإصابة، 3/346.(7/314)
تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((قد غفر له، قد غفر له)) ، ثلاث مرات (1) .
رواه أبو داود: عن أبي عمر عن عبد الوارث به.
ورواه النسائي، عن عمرو بن يزيد، عن عبد الصمد، وقد رواه مالك بن مغول عن عبد الله بن يزيد عن أبيه كما مضى (2) .
_________
(1) المسند، 4/338.
(2) سنن أبي داود: حديث (970) ؛ سنن النسائي، 3/52.(7/315)
9229 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن عبد الله بن شقيق، عن رجاء بن أبي رجاء. قال: كان بريدة على باب المسجد، فمر محجن عليه وسكبة يصلى، فقال بريدة -وكان فيه مزاح- لمحجن: أن لاتصلي كما يصلي هذا؟ فقال محجن: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيدي فصعد على أحد فأشرف على المدينة فقال: ((ويل أمها قرية يدعها أهلها خير ماتكون)) ، أو كأخير ماتكون، ((فيأتيها الرجال فيجد على كل باب من أبوابها ملكاً، مصلتاً بجناحيه، فلايدخلها)) . ثم نزل وهو آخذ بيدي فدخل المسجد فإذا رجل يصلي، فقال لي: ((من هذا؟)) فأثنيت خيراً، فقال: ((اسكت لاتُسمعه فتهلكه)) ، قال: ثم أتى حجرة إمرأة من نسائه فنقض يده من يدي، قال: ((إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره)) (1) . تفرد به.
9230 - حدثنا حجاج، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، قال: سمعت عبد الله بن شقيق يحدث عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي، عن محجن، رجل من أسلم، فذكر معناه ولم يقل حجاج ولا النضر: بجناحيه (2) .
_________
(1) المسند، 4/388.
(2) المسند، 4/388.(7/315)
9231 - حدثنا يونس، حدثنا حماد -يعني ابن سلمة-، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن محجن بن الأدرع: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس، فقال: ((يوم الخلاص وما يوم الخلاص، يوم الخلاص، ومايوم الخلاص)) ، ثلاثاً، فقيل له: وما يوم الخلاص؟ قال: ((يجيء الدجال فيصعد أُحُداً فينظر إلى المدينة، فيقول لأصحابه أترون هذا القصر الأبيض، هذا مسجد أحمد ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب من أنقابها ملكاً مصلتاً فيأتي سبخة الحرف فيضرب رواقه ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه، فذلك يوم الخلاص)) (1) . تفرد به.
9232 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا كهمس ويزيد، قال: أنا كهمس: سمعت عبد الله بن شقيق. قال: قال محجن بن الأدرع: بعثني نبي الله - صلى الله عليه وسلم - في حاجة، ثم عرض لي وانا خارج من طريق المدينة، قال: فانطلقت معه حتى صعدنا أحداً، فأقبل على المدينة فقال: ((ويل إمها قرية، يوم يدعها أهلها)) ، قال يزيد: كأينع ماتكون، قال: قلت: يانبي الله من يأكل ثمرتها؟ قال: ((عافية الطير والسباع)) ، قال: ((ولايدخلها الدجال كلما أراد أن يدخلها تلقاه بكل نقب منها ملك مصلتاً)) ، قال: ثم أقبلنا حتى إذا كنا بباب المسجد، قال: إذا رجل يصلي، قال: ((أتقوله صادقاً؟)) قال: قلت يانبي الله هذا فلان وهذا من أحسن أهل المدينة، أو قال: أكثر أهل المدينة صلاة، قال: ((لاتسمعه فتهلكه)) مرتين أو ثلاثاً، ((إنكم أمة أريد بكم اليسر)) (2) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 4/338.
(2) المسند، 5/32.(7/316)
9233 - حدثنا حجاج، حدثني شعبة، عن أبي بشر: سمعت عبد الله بن شقيق يحدث عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي، عن محجن رجل من أسلم فذكر نحوه (1) .
9234 -
حدثنا حجاج، حدثني شعبة، عن أبي بشر: عن عبد الله بن شقيق، عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي، عن محجن، قال عفان: وهو ابن الأدرع. قال: وحدثنا حماد، عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن محجن بن الأدرع، قال رجاء: أقبلت مع محجن ذات يوم حتى إذا انتهينا إلى مسجد البصرة، فوجدنا بريدة الأسلمي على باب من أبواب المسجد، جالساً، قال: وكان في المسجد رجل يقال له سكبة يطيل الصلاة، فلما انتهينا إلى باب المسجد وعليه بريدة وكان بريدة صاحب مزاحات، قال: يامحجن ألا تصلي كما يصلي سكبة، قال: فلم يرد عليه محجن شيئاً، ورجع قال: وقال لي محجن: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيدي فانطلق فمشي حتى صعد أحداً فأشرف على المدينة، فقال: ((ويل امها من قرية يتركها أهلها كأعمر ماتكون، يأتيها الدجال فيجد على كل باب من أبوابها ملكاً مصلتاً فلايدخلها)) ، قال: ثم انحدر حتى إذا كنا بسدة المسجد رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يصلي في المسجد يسجد ويركع، قال: فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من هذا؟)) قال: فأخذت أطريه له، قال: قلت: يارسول الله، هذا فلان وهذا وهذا، قال: ((أسكت لاتسمعه فتهلكه)) ، قال: فانطلق يمشي حتى إذا كنا عند حجرة لكنه رفض يدي ثم قال: ((إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره)) (2) .
_________
(1) المسند، 5/32.
(2) المسند، 5/32.(7/317)
1651- (محجن بن أبي محجن الديلي) (1)
حديثه في رابع المكيين والمدنيين، وسادس الكوفيين.
9235 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن زيد بن أسلم، قال سفيان، مرة: عن بشر بن محجن، ثم كان يقول بعد: عن ابن محجن الديلي، عن أبيه، قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو في المسجد فحضرت الصلاة فصلى، فقال لي: ((ألا صليت؟)) قال: قلت: يارسول الله، قد صليت في الرحل، ثم أتيتك، قال: ((فإذا فعلت فصل معهم واجعلها نافلة)) (2) . ولم يقل أبو نعيم ولا عبد الرحمن ((واجعلها نافلة)) .
9236 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، حدثنا زيد بن أسلم، عن أبي محجن الديلي، عن أبيه، وعبد الرزاق قال: حدثنا معمر، عن زيد بن أسلم، عن بشر بن محجن، عن أبيه، قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأقيمت الصلاة فجلست فلما صلى، قال لي: ((ألست بمسلم؟)) ، قلت: بلى، قال: ((فما منعك أن تصلي مع الناس؟)) قال: قلت: ((صليت في أهلي)) ، قال: ((فصل مع الناس، وإن كنت صليت في أهلك)) (3) .
9237 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن ابن محجن الديلي، عن أبيه. قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد صليت في أهلي فأقيمت الصلاة، فذكر معنى حديث عبد الرحمن، قرأت على عبد الرحمن: مالك، عن زيد بن أسلم، عن رجل من بني الديل يقال له بشر بن محجن، عن أبيه: أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأذن
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 5/70؛ وابن حجر، 3/347.
(2) المسند، 4/338.
(3) المسند، 4/34.(7/318)
بالصلاة فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى، ثم رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومحجن في مجلسه فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مامنعك أن تصلي مع الناس؟ ألست برجل مسلم؟)) قال: بلى يارسول الله، ولكني كنت قد صليت في أهلي، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت)) (1) .
رواه النسائي، عن قتيبة، عن مالك به (2) .
* (محدوج بن زيد الهذلي) (3)
مختلف في صحبته، حديثه: ((إن أول من يدعي يوم القيامة بي..)) رواه أبو نعيم، وأبو موسى (4) .
* (محرز بن زهير المدني) (5)
يقال: له صحبة، روى أبو نعيم وأبو موسى من طريق كثير بن زيد، عن أم ولد محرز، عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الصمت زين العالم)) (6) .
_________
(1) المسند، 4/34.
(2) سنن النسائي، 2/112.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 5/71؛ والإصابة، 3/347.
(4) انظر الإصابة، 3/347.
(5) ترجم له ابن الأثير، 5/71؛ وابن حجر، 3/348.
(6) أسد الغابة، 5/71.(7/319)
1652- (محرش الكعبي) (1)
وبعضهم يقولك مخرش -بالخاء-، والأول أصح، وهو مكي.
9238 - روى له أبو داود والنسائي، عن قتيبة، عن سعيد بن
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/74؛ والإصابة، 3/348.(7/319)
مزاحم، عن أبيه، ورواه الترمذي والنسائي أيضاً، من حديث ابن جريج، زاد النسائي: وإسماعيل ابن أمية، كلهم: عن مزاحم بن ابي مزاحم، عن عبد العزيز بن عبد الله بن أسيد، عن محرش الكعبي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من الجعرانة ليلاً، فغنموا فدخل مكة، فقضى عمرته ثم خرج من ليلته فأصبح بالجعرانة، فلما زالت الشمس من الغد خرج من بطن سرف حتى جامع الطريق، طريق المدينة بسرف فمن أجل ذلك خفيت عمرته على الناس، هذا لفظ الترمذي، ثم قال الترمذي: حسن صحيح ولانعرف لمحرش غير هذا الحديث (1) .
وسيأتي في مخرش ايضاً.
* (مُحرز) (2) غير منسوب
((أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مانام ليلة حتى يستن)) .
_________
(1) الحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند، 3/426؛ وأبو داود في السنن، حديث (1980) ؛ والترمذي: حديث (939) ؛ والنسائي، 5/199.
(2) أسد الغابة، 5/74؛ والإصابة، 3/348.(7/320)
9239 - رواه أبو نعيم من طريق إبراهيم بن محمد بن ثابت أخي بني عبد الدار، عن عكرمة بن خالد عنه (1) .
1653- (محصن الأنصاري) (2)
((من أصبح آمناً في سربه)) .
9240 - رواه أبو موسى من طريق ابن سلمة عنه، والصواب: سلمة بن عبد الله بن محصن عن أبيه كما تقدم (3) .
_________
(1) ذكره ابن الأثير في أسد الغابة، 5/74 وزاد نسبته إلى أبي نعيم.
(2) اسد الغابة، 5/76 والحديث فيه مطولاً.
(3) ترجم له ابن الأثير، 5/78.(7/320)
(من اسمه محمد من الصحابة رضي الله عنهم)(7/321)
1654- (محمد بن أسلم)
ابن بجرة أخو الحارث بن الخزرج، له رؤية ولأبيه صحبة (1) .
9241 - قال محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم، عن محمد بن أسلم وكان شيخاً كبيراً وكان يدخل إلى السوق فيقضي حاجته، ويدخل فيصلي في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرجع يوماً فذكر أنه لم يصل في المسجد، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان يقول لنا: ((من هبط منكم هذه القرية فلا يرجعن إلى أهله حتى يصلي في هذا المسجد ركعتين)) فأخذ رداءه ثم رجع حتى صلى بالمسجد ركعتين.
رواه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو عمر ابن عبد البر: حديثه مرسل (2) .
* (محمد بن أسود بن خلف بن أسعد)
ابن بياضة بن سبيع بن خلف بن خثعمة بن سعد بن مليح بن عمرو بن ربيعة الخزاعي وهو ابن عم طلحة الطلحات بن عبد الله بن خلف كذا نسبه خليفة بن خياط شباب العصفري وقال: إنه روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((على ذروة كل بعير شيطان)) (3) ، ولم يسنده.
_________
(1) أسد الغابة، 5/78.
(2) له ترجمة عند ابن الأثير، 5/80؛ وابن حجر، 3/349.
(3) طبقات خليفة بن خياط: حديث (108) والحديث فيه غير مسند، كما قال الحافظ ابن كثير
رحمه الله.(7/321)
1655- (محمد بن أنس)
ابن فضالة الأنصاري ثم الظفري (1) .
له، ولأبيه، وجده، صحبة.
9242 - قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابن أسبوعين، قال: فأتى بي إليه فمسح رأسي، ودعا لي بالبركة، وقال: ((سموه باسمي ولا تكنوه بكنيتي)) ، قال: وحج بي معه عام حجة الوداع.
وقال عمرو بن أبي فروة، عن مشيخة أهل بيته، قالوا: قتل أنس بن فضالة يوم أحد فأتى بمحمد ابنه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتصدق عليه بعذق لايباع ولايوهب، روى ذلك ابن منده وأبو نعيم (2) . إلا أنه سماه محمد بن فضالة كأنه نسبة إلى جده.
* (محمد بن أبي برزة) (3)
مرفوعاً: ((ليس من البر الصيام في السفر)) كذا رواه إبراهيم بن سعد عن عبد الله بن عامر.
ومنهم من قال: محمد بن أبي برزة، قال ابن الأثير: وكأنه أصح (4) . رواه أبو موسى.
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 5/80؛ وابن حجر، 3/350.
(2) راجع أسد الغابة، 5/80.
(3) أسد الغابة، 5/82؛ والإصابة، 3/484.
(4) أسد الغابة، 5/82؛ وقال ابن حجر، 3/484: ذكره عبدان في الصحابة، وهو خطأ منه، ثم ذكر أن الصحابي إنما هو أبو برزة رضي الله عنه.(7/322)
1656- (محمد بن بشر الأنصاري) (1)
وهو الشاهد مع محمد بن مسلمة عن خالد بن الوليد، يوم فتح الحيرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهب خريم بن أوس الطائي الشيماء بنت فضيلة فأعطاها فباعها بعشر ماية، كما تقدم ذكر القصة، في ترجمة خريم بن أوس.
9243 - وروى أبو نعيم، من طريق يحيى بن بشير، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا أراد الله بعبد هواناص أنفق ماله في البنيان)) (2) .
* (محمد بن أبي الجهم بن حذيفة بن غانم)
ابن عبيد بن حويج بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي (3) .
ذكره محمد بن عثمان بن عبد الله بن أبي شيبة في المقلين من الصحابة. وروى عن أحمد بن عيسى، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن أبي الجهم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استأجره يرعى له -أو في بعض أعماله- فأتاه برجل فرآه كاشفاً عن عورته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من لم يستح من الله في العلانية لم يستح من الله في السر، أعطوه حقه)) ، ثم قال أبو نعيم: ولا أرى له صحبة.
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 5/82؛ وابن حجر، 3/351 وقال: محمد بن بشير -بوزن عظيم-.
(2) ذكره الحافظ في الإصابة، 3/351 وقالك محمد بن بشير -بوزن عظيم-.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 5/84؛ والإصابة، 3/484 وقال: هو من أتباع التابعين روى حديثاً فأرسله فغلط بعض رواته في لفظ متنه.(7/323)
1657- (محمد بن حاطب الجمحي) (1)
وهو محمد بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، ولد بأرض الحبشة وهو اول من سمى محمداً في الإسلام، وكنيته: أبو القاسم وقيل أبو إبراهيم.
حديثه في أول الكوفيين، وكان مع علي وتوفي سنة أربع وستين.
9244 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن سماك، قال: قال محمد بن حاطب: إنصبَّ على يدي شيءٌ من قدرٍ فذهبت بي أمي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو في مكان، قال: فقال كلاماً فيه: ((إذهب الباس رب الناس)) ، وأحسبه قال: ((وأشف أنت الشافي)) ، قال: وكان يتفل (2) .
رواه النسائي، من حديث شعبة وزكريا بن أبي زائدة ومسعر عن سماك به (3) .
9245 - حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، حدثنا شريك، عن سماك بن حرب، عن محمد بن حاطب، قال: دببتُ إلى قدر وهي تغلي، فأدخلت يدي فيها، فاحترقت، أو قال: فورمت، فذهبت بي أمي إلى رجل كان بالبطحاء، فقال شيئاً ونفث فلما كان في أمرة عثمان، قلت لأمي: من كان ذلك الرجل؟ قالت: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (4) .
9246 - حدثنا ابو أحمد، حدثنا إسرائيلن عن سماك، عن محمد بن حاطب، قال: تناولت قدراً لأمي فاحترقت فذهبت بي أمي
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 5/85؛ وابن حجر، 3/352.
(2) المسند، 3/418.
(3) أخرجه النسائي في السنن الكبرى، انظر تحفة الأشراف.
(4) المسند، 3/418.(7/324)
إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعل يمسح يدي، ولا أدري مايقول، أنا أصغر من ذلك فسألت أمي فقالت: كان يقول: ((اذهب الباس، رب الناس، واشف أنت الشافي لاشفاء إلا شفاؤك)) (1) .
_________
(1) المسند، 4/259.(7/325)
9247 - حدثنا أسود بن عامر وإبراهيم بن أبي العباس. قالا: حدثنا شريك، عن سماك، عن محمد بن حاطب. قال: ذهبت إلى قدر لنا فاحترقت يدي، قال إبراهيم: أو قال فورمت، قال: فذهبت بي أمي إلى رجل فجعل يتكلم بكلام لا أدري ماهو، وجعل ينفث فسألت أمي في خلافة عثمان، من الرجل؟ فقال: رسول الله (1) .
9248 - حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، ويونس بن محمد. قالا: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال إبراهيم بن أبي العباس في حديثه: إبراهيم بن محمد. قال: حدثني أبي، عن محمد بن حاطب، عن أمه أم جميل بنت المجلل، قالت: أقبلت بك من أرض الحبشة حتى إذا كنت من المدينة على ليلى أو ليلتين طبخت لك طبيخاً، ففنى الحطب، فخرجت أطلبه فتناولت القدر فانكفأت على ذراعك، فأتيت بك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: بأمي وأبي يارسول الله، هذا محمد بن حاطب، فتفل في فيك، ومسح على رأسك، ودعا لك وجعل يتفلعلى يديك، ويقول: ((اذهب الباس رب الناس، واشف أنت الشافي، لاشفاء إلا شفاؤك، شفاء لايغادره سقماً، فقال: فما قمت بك من عنده حتى برأت يدك (2) .
ورواه النسائي من طريق سماك عنه كما تقدم.
_________
(1) المسند، 4/259.
(2) المسند، 3/418.(7/325)
9249 - حدثنا هشيم، حدثنا أبو بلج، عن محمد بن حاطب الجمحي.
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فصل بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح)) (1) .
9250 - حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، حدثنا أبو بلج، عن محمد بن
حاطب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فصل مابين الحلال والحرام الصوت وضرب الدف)) (2) .
رواه الترمذي عن أحمد بن منيع، والنسائي: عن مجاهد بن موسى، وابن ماجة عن عمرو بن رافع، ثلاثتهم: عن هشيم به، وقال الترمذي: حسن (3) .
9251 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي بلج، قال: قلت لمحمد ابن حاطب: إني قد تزوجت إمرأتين لم يضرب عليَّ بدف، قال: بئس ماصنعت، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن فصل مابين الحلال والحرام الصوت، يعني الضرب بالدف)) (4) .
9252 - حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا إسحاق، عن أبي مالك الأشجعي، قال: كنت جالساً مع محمد بن حاطب، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إني قد رأيت أرضاً ذات نخل فاخرجوا)) فخرج حاطب وجعفر في البحر قبل النجاشي، قال: فولدت أنا في تلك السفينة (5) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 3/418.
(2) المسند، 4/259.
(3) أخرجه النسائي في السنن، 5/127؛ والترمذي: حديث (1094) ؛ وابن ماجة: حديث (1896) ؛ والحاكم في المستدرك، 2/184 وصححه.
(4) المسند، 4/259.
(5) المسند، 4/259.(7/326)
1658- (محمد بن حبيب المصري أو النصري) (1)
له حديث واحد مختلف في إسناده.
9253 - رواه النسائي، من حديث أبي المغيرة، عن الوليد بن سليمان، عن بسر بن عبد الله، عن عبد الله بن محيريز، عن عبد الله بن السعدي، عن محمد بن حبيب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لاتنقطع الهجرة ماقوتل الكفار)) (2) .
ومنهم من أسقط منه محمد بن حبيب كما تقدم والله أعلم.
* (محمد بن أبي حدرد) (3)
مرفوعاً: في التأنيب على إكثار الصداق.
والصواب: عن محمد عن ابن أبي حدرد.
1659- (محمد بن حميد بن عبد الرحمن [الغفاري] ) (4)
9254 - ذكره علي بن سعيد العسكري في الصحابة، وروى له أبو موسى، من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، عنه: أنه شهد صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من الليل في السفر وإنه قام ونام ثلاث مرات، وفي كل يتلوه الآيات الخمس من آل عمران
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/86؛ والإصابة، 3/353.
(2) أخرجه النسائي في السنن الكبرى كما في التحفة، 8/256.
(3) ذكره ابن منده، وقال: مختلف في حديثه، ولاتصح له صحبة، قال ابن حجر: وهو خطأ نشأ عن تصحيف. والصواب: عن محمد، عن ابن أبي حدرد، واسمه: عبد الله. ومحمد هذا هو ابن إبراهيم التيمي.
(4) ذكره ابن الأثير، 5/88؛ وابن حجر، 3/485 وقال: قال أبو موسى: رواه جماعة عن أحمد بن حنبلن عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، قال: كنت جالساً مع حميد بن عبد الرحمن، إذ عرض لنا شيخ من غفار، قال أبو موسى: هذا هو الصواب، وفي رواية عبد الواحد تخبيط. والصواب: عن سعد بن إبراهيم: سمعت الغفاري، لاذكر لمحمد فيه.(7/327)
وأنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ينشئ الله السحاب فينطق أحسن منطق ويضحك أحسن ضحك)) .
(محمد بن رافع) (1)
ذكره عبدان، وقال: لا أدري له صحبة أم لا، إلا أن بعض أهل الحديث أدخله في المسند وحديثه عن إسرائيل، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن إسحاق بن الحكم، عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى قوم يطمس عليهم نخلهم رواه أبو موسى.
_________
(1) ذكره ابن الأثير، 5/90؛ وقال الحافظ في الإصابة، 3/486: جزم البخاري بأنه مرسل.(7/328)
1660- (محمد بن زهير بن أبي جبل)
9255 - ذكره الحسن بن سفيان، في الصحابة، وروى ابن الأثير من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن زهير بن أبي جبل، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((من بات على ظهر بيت ليس عليه مايستره فمات فلا دية له، ومن ركب البحر حتى يريح فلا دية له)) ، قال أبو نعيم: لاأراه تصح له صحبة، وقال ابن منده: حديث مرسل.
1661- (محمد بن سعد) مجهول (1)
9256 - قال خالد بن أبي خالد: بايعت محمد بن سعد فقال: هلم أماسحك فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((البركة في المماسحة)) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/92؛ وقال الحافظ في الإصابة، 3/486: جزم البخاري بأنه مرسل.(7/328)
رواه ابن منده وأبو نعيم وهذا مروى عن محمد بن مسلمة كما سيأتي إن شاء الله تعالى.(7/329)
1662- (محمد بن صفوان الأنصاري) (1)
في ثالث المكيين.
9257 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول، عن الشعبي، عن محمد بن صفوان: أنه صاد أرنبين فذبحهما بمروة فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمره بأكلهما (2) .
رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجة من طرق عن عامر بن شراحبيل
الشعبي، عن محمد بن صفوان أو صفوان بن محمد (3) ، وروى عن الشعبي عن
جابر.
9258 - حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا عاصم، عن الشعبي، عن صفوان بن محمد أو محمد بن صفوان: أنه اصطاد أرنبين فلم يجد حديد يذبحهما بها فذبحهما بمروة فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمره بأكلهما (4) .
9259 - حدثنا يزيد، أنبأنا داود -يعني ابن أبي هند-، عن عامر، عن محمد ابن صفوان: أنه مر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأرنبين فعلقهما فذكره (5) .
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 5/96؛ وابن حجر، 3/355.
(2) المسند، 3/471.
(3) أخرجه أبو داود في السنن، 3/102؛ والنسائي في السنن، 7/197؛ وابن ماجة في السنن، 2/1080.
(4) لم أجده في المسند في مظانه في النسخة المطبوعة ولا أدري اسقط منها، أم أن المصنف ينقل من مصدر آخر.
(5) المسند، 3/471.(7/329)
1663- (محمد بن صيفي)
أبو سهل الأنصاري الخطمي لا المخزومي، ذاك لا رواية له، حديثه في تاسع الكوفيين تفرد بالرواية عنه الشعبي كالذي قبله (1) .
9260 - حدثنا هشيم، حدثنا حصين، عن الشعبي، عن محمد بن صيفي الأنصاري، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم عاشوراء، فقال: ((أصمتم يومكم هذا؟)) فقال بعضهم: نعم وقال بعضهم: لا، قال: ((فأتموا بقية يومكم هذا)) وأمرهم أن يؤذنوا أهل العروض أن يتموا يومهم ذلك (2) .
رواه النسائي، وابن ماجة من حديث حصين عن الشعبي عنه (3) .
1664- (محمد بن طلحة بن عبيد الله التيمي)
المعروف بالسجاد. أمه حمنة بنت جحش أخت زينب أم المؤمنين، قتل مع أبيه يوم الجمل كما ذكرنا في التاريخ ولله الحمد (4) .
حديثه في رابع الشاميين، سماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محمداً، وكناه أبو القاسم، قال راشد بن حفص الزهري: أدركت أربعة من أبناء
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/97؛ والإصابة، 3/356.
(2) المسند، 4/388.
(3) أخرجه النسائي في السنن الكبرى، كما في التحفة، وابن ماجة في السنن: حديث (1735) ؛ وابن أبي شيبة في المصنف، 3/54؛ وقال البوصيري في الزوائد: إسناده صحيح غريب على شرط الشيخين، وله شاهد في الصحيحين من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه.
(4) له ترجمة في أسد الغابة، 5/98؛ والإصابة، 3/352.(7/330)
الصحابة كلهم اسمه محمد ويكنى بأبي القاسم محمد هذا ومحمد بن أبي بكر ومحمد بن سعد ومحمد بن علي.(7/331)
9261 - حدثنا عفان، حدثنا هلال بن أبي حميد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: نظر عمر إلى أبي عبد الحميد أو ابن عبد الحميد -شك أبو عوانة- وكان اسمه محمداً ورجل يقول: يامحمد فعل الله بك، وفعل وفعل وجعل يسبه. قال: فقال أمير المؤمنين عند ذلك: يا ابن أدن مني، قال: لا أرى محمداً يسب بك لا والله لاتُدعى محمداً مادمتُ حياً فسماه عبد الرحمن، ثم أرسل إلى بني طلحة ليغير أهلهم أسماءهم وهم يومئذ سبعة وسيدهم وأكبرهم محمد، قال: فقال محمد بن طلحة: أناشدك الله ياأمير المؤمنين فوالله إن سماني محمداً إلا محمداً - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر: قوموا لاسبيل إلى شيء سماه محمد (1) . تفرد به.
1665- (محمد بن عبد الله بن جحش بن رئاب الأسدي)
تقدم نسبه عند ذكر أبيه وأمه فاطمة بنت أبي جحش وقد هاجر به أبوه إلى أرض الحبشة، ثم إلى المدينة، حديثه في سابع الكوفيين (2) .
9262 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن زهير، عن العلاء، عن أبي كثير مولى محمد بن عبد الله بن جحش، قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن جحش. قال: كنا جلوساً بفناء المسجد حيث
_________
(1) المسند، 4/216.
(2) ترجم له ابن الأثير، 5/100؛ وابن حجر، 3/358.(7/331)
توضح الجنائز ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس بين ظهرينا فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره قبل السماء فنظر، ثم طأطأ بصره ووضع يده على جبهته ثم قال: ((سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله، ماذا نزل من التشديد؟)) ، قال: فسكتنا يومنا وليلتنا فلم نر إلا خيراً حتى أصبحنا، قال محمد: فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما التشديد الذي نزل؟ قال: ((في الدَّين، والذي نفس محمد بيده لو أن رجلاً قُتل في سبيل الله ثم عاش، ثم قُتل في سبيل الله ثم عاش، ثم قُتل في سبيل الله ثم عاش، ثم قتل في سبيل الله ثم عاش، وعليه دين مادخل الجنة، حتى يقضى دينه)) (1) .
رواه النسائي من حديث العلاء به (2) .
قال شيخنا (3) تابعه أبو ضمرة عن محمد بن أبي يحيى عن أبي كثير، وقال الدراوردي عن أبي كثير عن سعد بن أبي وقاص وقال الزنجي بن خالد: عن العلاء عن أبيه عن أبي كثير: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره.
_________
(1) () ... المسند، 5/289.
(2) السنن، 7/14.
(3) يعني الحافظ المزي، والنص في تحفة الأشراف، 8/358.(7/332)
9263 - حدثنا هشيم، حدثنا حفص بن ميسرة، عن العلاء، عن أبي كثير: مولى محمد بن جحش ختن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر على معمر بفناء المسجد محتبياً كاشفاً عن طرف فخذه، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((خمر فخذك يامعمر إن الفخذ عورة)) (1) . تفرد به.
9264 - حدثنا سليمان بن داود، أنبأنا إسماعيل، أخبرني العلاء،
عن أبي كثير، عن محمد بن جحش. قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا
_________
(1) المسند، 5/290.(7/332)
معه على معمر
وفخذاه مكشوفتان فقال: ((يامعمر، غط فخذيك فأن الفخذين عورة)) (1) .
تفرد به.
_________
(1) المسند، 5/290.(7/333)
1666- (محمد بن عبد الله بن سلام الإسرائيلي اليوسفي) (1)
كان أبوه من كبار أحبار اليهود فأسلم فكان من الصديقين ولمحمد هذا رؤية ورواية، حديثه في خامس عشر الأنصار..
9265 - حدثنا يحيى بن آدم، عن مالك -يعني ابن مغول-، سمعت سيار أبو الحكم غير مرة يحدث عن شهر بن حوشب، عن محمد بن عبد الله بن سلام، قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علينا -يعني قباء- فقال: ((إن الله قد اثنى عليكم في الطهور خيراً أفلا تخبرونني؟)) ، قال -يعني قوله-: {رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} (2) ، قال: فقالوا: يارسول الله إنا نجده مكتوباً علينا في التوراة الاستنجاء بالماء (3) . تفرد به.
9266 - حدثنا يزيد، حدثنا سلام بن مسكين، حدثنا شهر بن حوشب، عن محمد بن عبد الله بن سلام وذكر حديث الجار (4) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/101؛ والإصابة، 3/358.
(2) سورة التوبة، آية (108) .
(3) المسند، 6/6.
(4) المسند، 6/6.(7/333)
* (محمد بن عبد الرحمن مولى النبي - صلى الله عليه وسلم -) (1)
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من نظر إلى عورة إمرأة فقد وجب عليه صداقها)) .
كذلك رواه أبو نعيم وأبو موسى من طريق صفوان بن سليم، عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود عنه.
قال أبو نعيم: ليس هو عندي متصل، وقال الحافظ أبو موسى: ذكره عبدان في معرفة الصحابة، وذكره محمد بن عبد الله الحضرمي في المفاريد من الصحابة، قال أبو موسى: إنما هو محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان تابعي من أصحاب أبي هريرة وإنما نبهنا عليه لئلا يغتر به أحد بذكر هؤلاء الأئمة له في الصحابة.
_________
(1) ذكره ابن الأثير، 5/103؛ وابن حجر، 3/489 وبيناً أنه تابعي.(7/334)
1667- (محمد بن عطية أبو عروة) (1)
مرفوعاً: ((ثلاث إذا رايتهن فعند ذلك خراب العامر، وعمارة الخراب، أن يكون المعروف منكراً، والمنكر معروفاً، وإن يتمرس الرجل بأمانته كما يتمرس البعير بالشجرة)) .
9267 - كذلك روى عن الأوزاعي عن محمد بن خراشة عن عروة بن محمد ابن عطية عن أبيه، وقيل عن الأوزاعي عن محمد بن خراشة عن محمد بن عروة عن أبيه كما تقدم.
_________
(1) ذكره ابن الأثير، 5/105؛ وابن حجر، 3/453 وهو مختلف في صحبته واستبعد البغوي صحبته؛ وقال ابن حجر: هذا الاستبعاي ليس بواضح؛ وقال ابن عساكر: يقال إن له صحبة، والصحبة لأبيه، وقال ابن حبان في ثقات التابعين: قيل إن له صحبة والصحيح أن الصحبة لأبيه.(7/334)
1668- (محمد بن عمير بن عطارد) (1)
في صحبته نظر. وكان من سادات أهل الكوفة، وقد حمل على ألف فرس في سبيل الهظ
9268 - وروى حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثاً في الإسراء، وأن الله خير رسوله بين أن يكون عبداً رسولاً أو نبياً ملكاً، فقال له جبريل: تواضع. رواه ابن منده وأبو نعيم.
1669- (محمد بن أبي عميرة) (2)
له عند النسائي: حديث واحد، رواه عن: عمرو بن عثمان، عن بقية، عن بجير، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن ابن أبي عميرة مرفوعاً في فضل الشهيد (3) .
وروى ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن محمد بن أبي عميرة، قال: ((يؤتى بأهل الإسلام يوم القيامة فلاينصب لهم ميزان)) . الحديث.
9269 - وقال أبو بكر بن أبي عاصم: حدثنا دحيم، حدثنا الوليد بن مسلم، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن محمد بن أبي عميرة، وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((لو أن عبداً خر على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرماً في
_________
(1) ذكره ابن الأثير، 5/108؛ وابن حجر، 5/490، ونقل عن ابم منده أنه قال: ذكر في الصحابة ولايعرف له صحبة ولا رؤية.
قلت: أما الحديث الذي أشار إليه المصنف، فقد جزم البخاري بأنه مرسل وكذا ابن
حبان.
(2) ترجم له ابن الأثير، 5/108؛ وابن حجر، 3/361.
(3) سنن النسائي، 7/14.(7/335)
طاعة الله لحقر ذلك يوم القيامة ولود أنه ازداد مما يرى من الأجر والثواب)) (1) .
كذا رواه ابن أبي عاصم مرفوعاً. ورواه يحيى بن سعيد بن خالد عن جبير عن عقبة بن عبد مرفوعاً.
* (محمد بن قيس بن مخرمة) (2)
مرفوعاً: ((من مات في أحد الحرمين بعثه الله آمناً يوم القيامة)) .
[الصواب أنه من روايته عن أبيه قيس بن مخرمة كما تقدم في مسنده.
_________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، 19/249 من طريق دحيم به مثله، قال الحافظ في الإصابة، 3/362: سنده قوي.
(2) ذكره ابن الأثير، 5/110؛ وابن حجر، 3/454 وقال: جزم البغوي وابن منده وغيرهما أن حديثه مرسل.(7/336)
1670- (محمد بن فضالة الأنصاري الظفري) (1)
9270 - روى الطبراني، عن أبي القاسم البغوي، عن أبي كامل الجحدري، عن الفضل بن سليمان النميري، عن يونس بن محمد بن فضالة، عن أبيه وكان ممن صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاهم في مسجد بني ظفر فجلس على الصخرة التي في مسجد بني ظفر اليوم، ومعه عبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وأناس من أصحابه، فأمر قارئاً يقرأ حتى أتى على هذه الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا} (2) ، فبكى
_________
(1) له ترجمة عند ابن الأثير، 5/80؛ وابن حجر، 3/362.
(2) سورة النساء، آية (41) .(7/336)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى اضطرب لحياه، فقال: ((أي رب شهدت على من أنا بين ظهرهم فكيف بمن لم أر؟)) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/243، قال الهيثمي، 7/4: رجاله ثقات.(7/337)
1671- (محمد بن محمود بن عبد الله بن مسلمة)
ابن أخي محمد بن مسلمة (1) .
سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد رأى أعمى يتوضأ فلما غسل وجهه ويديه جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول له: ((اغسل باطن قدميك)) .
9271 - رواه عبدان عن الحسن بن أبي أمية وأبي موسى، قالا: حدثنا ابن نمير، حدثنا يحيى بن سعيد عنه به (2) .
1672- (محمد بن مسلمة بن سلمة)
ابن خالد بن عدى بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، حليف بني الاشهل، أبو عبد الرحمن، أو أبو عبد الله (3) ، شهد بدراً، وأحداً، وما بعدهما إلا تبوك سكن المدينة إلى أن توفى بها سنة ست أو سبع وأربعين، عن سبع وسبعين سنة وكان قد اعتزل تلك الفتن كلها، لم يشهد شيئاً منها وكان من سادات الصحابة وفضلائهم-رضي الله عنهم أجمعين- حديثه في ثالث المكيين وخامس الشاميين.
9272 - حدثنا زيد بن الحباب، أخبرني سهل بن أبي الصلت، سمعت الحسن يقول: إن علياً بعث إلى محمد بن مسلمة فجئ به،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/111؛ والإصابة، 3/491؛ وقال: ذكره البخاري ومن تابعه في التابعين، وقالوا: إن حديثه مرسل، واختلفوا في نسبه.
(2) نقله ابن الأثير، 5/11 عن عبدان.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 5/12؛ والإصابة، 3/363.(7/337)
فقال: ما خلفك عن هذا الأمر، قال: دفع إلى ابن عمك -يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفاً فقال: ((قاتل به ماقوتل العدو، فإذا رأيت الناس يقتل بعضهم بعضاً فأعمد به إلى صخرة فأضربه بها، ثم الزم بيتك، حتى يأتيك منه قاضية أو يد خاطئة)) ، قال: خلوا عنه (1) . تفرد به.
(حديث آخر)
_________
(1) المسند، 4/225.(7/338)
9273 - عن الحسن، عن محمد بن مسلمة، رواه أبو يعلى في مسنده، ولم يرو له سواه: حدثنا أبو موسى: محمد بن المثنى، حدثنا عباد بن موسى أبو أيوب، حدثنا يونس، عن الحسن، عن محمد بن مسلمة، قال: مررت فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الصفا واضعاً خده على خد رجل، قال: فذهبت فلم ألبث أن ناداني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فمضيت له، فقال: ((يامحمد بن سلمة، مامنعك أن تسلم؟)) فقلت: يارسول الله، رأيتك فعلت بهذا الرجل شيئاً لم تفعله بأحد من الناس، فكرهت أن أقطع عليك حديثك، فمن كان ذا يارسول اله؟ قال: ((جبريل أما أنك لو سلمت لرددنا عليك)) ، قال: وماقال لك يارسول الله، قال: ((لم يزل يوصي بالجار حتى كنت أنتظر متى يأمرني أن أورثه)) .
ورواه الطبراني، عن زكريا الساجي ومحمد بن العباس الأخرم، كلاهما: عن محمد بن المثنى به (1) .
9274 - حدثنا محمد جعفر: غندر، ويحيى بن زكريا بن ابي زائدة. قالا: حدثنا الحجاج بن أرطأة، عن محمد بن سليمان، عن عمه، قال ابن أبي زائدة سهيل ابن أبي خثعمة. قال: رأيت محمد بن سملمة يطارد إمرأة من الأنصار يريد أن ينظر إليها، قال ابن أبي زائدة:
_________
(1) المعجم الكبير، 19/234.(7/338)
بثينة ابنة الضحاك يريد أن ينظر إليها، فقلت: أنت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتفعلهذا؟! قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إذا ألقى الله في قلب إمرئ خطبة إمرأة فلا بأس أن ينظر إليها)) (1) .
رواه ابن ماجة من حديث الحجاج (2) .
_________
(1) المسند، 4/225.
(2) سنن ابن ماجة، حديث (1864) ؛ وابن أبي شيبة في المصنف، 4/356.(7/339)
9275 - حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا عباد بن العوام، حدثنا حجاج بن أرطأة، عن محمد بن سليمان، عن أبي حثمة، عن عمه سهل بن أبي حثمة، قال: رأيت محمد بن سلمة يطارد بثينة ابنة الضحاك أخت أبي جبيرة بن الضحاك وهي على أجار لهم، فذكر الحديث (1) .
(ضبيعة بن حصين عن محمد بن مسلمة)
في الفتن، تقدم في ترجمة محمد بن سيرين، عن حذيفة.
(عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عنه)
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة، قال: ((الله أكبر وجهت وجهي)) الحديث إلى آخره.
9276 - رواه النسائي، عن يحيى بن عثمان، عن محمد بن جبير عن شعيب ابن أبي حمزة، عن محمد بن محمد بن المنكدر وذكر آخر قبله عنه به (2) .
_________
(1) المسند، 4/225.
(2) سنن النسائي، 2/129، 192-193، 222.(7/339)
9277 - وقد رواه الطبراني من حديث محمد بن حمير عن شعيب عن محمد ابن المنكدر عن عبد الرحمن عن محمد بن مسلمة فذكر الحديث بطوله في الاستفتاح وإذكار الركوع والسجود (1) .
(عروة بن الزبير عنه)
9278 - روى البخاري، من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن المغيرة: أن عمر استشارهم في املاص المرأة، فقال المغيرة: قضى فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - بغرة: عبد أو أمه، فشهد محمد بن مسلمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى به (2) .
9279 - وقد رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة من حديث وكيع، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة: أن عمراً استشار الناس في إملاص المرأة، فقال المغيرة: شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى فيه بغرة وشهد محمد بن مسلمة (3) .
9280 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب: أن أبا بكر قال: هل سمع منكم أحد من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقضي لها بالسدس؟ [فقام المغيرة بن شعبة] فقال: هل سمع ذلك معك أحد؟ فقام محمد بن مسلمة، فقال: شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقضى لها بالسدس، فأعطاها أبو بكر السدس (4) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/231.
(2) صحيح البخاري: حديث (6905-6909) .
(3) أخرجه مسلم في صحيحه: حديث (1689) ؛ وأبو داود في السنن: حديث (4546) ؛ وابن ماجة في السنن: حديث (2640) .
(4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف: حديث (19083) ؛ والطبراني في الكبير، 19/228 مطولاً.(7/340)
9281 - حدثنا إسحاق بن سليمان -يعني الرازي-، قال: سمعت مالك بن أنس، وإسحاق بن عيسى. قال: أخبرني مالك، عن الزهري، عن عثمان بن خرشة. وقال إسحاق بن عيسى: عن عثمان ابن إسحاق بن خرشة. قال عبد الله: وحدثنا مصعب الزبير، عن مالك مثله. قال عثمان بن إسحاق بن خرشة من بني عامر بن لؤى ولم يسنده عن الزهري أحد إلا مالك، عن قبيصة بن ذؤيب، قال: جاءت الجدة إلى أبي بكر تسأله ميراثها، فقال: ماأعلم لك في كتاب الله شيئاً، ولاأعلم لك في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من شيء حتى أسأل الناس، فسأل فقال المغيرة بن شعبة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعل لها السدس، فقال: من يشهد معك، أو من يعلم معك، فقام محمد بن مسلمة، فقال: مثل ذلك فأنفذه لها، وقال إسحاق بن عيسى: هل معك غيرك؟ (1) .
رواه الأربعة، من حديث مالك، أبو داود عن الشعبي عنه، وابن ماجة عن سويد ابن سعيد عنه، والترمذي والنسائي من حديثه وأخرجوه من وجوه أخر، عن الزهري به، قال الترمذي: حديث حسن صحيح (2) .
(المسور بن مخرمة عنه)
في الإملاط. تقدم بيانه في ترجمة عروة عنه قريباً.
(المهاجر عن محمد بن مسلمة)
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لعله يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبداً)) .
_________
(1) المسند، 4/225.
(2) أخرجه مالك في الموطأ، 1/335؛ والترمذي: حديث (2183) ؛ وأبو داود: حديث (2877) ؛ والنسائي في السنن الكبرى كما في التحفة؛ وابن ماجة في السنن: حديث (2724) ؛ وابن الجارود: حديث (959) .(7/341)
9282 - رواه الطبراني من حديث أحمد بن عبدة الضبي، عن الحسين بن صالح ابن أبي الأسود عن عمه منصور، عن شيخ يكنى أبا محمد، عن المهاجر به (1) .
(يوسف بن مهران عنه)
قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنها ستكون فرقة واختلاف فأضرب بسيفك عرض أُحد واجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو يعافيك الله عز وجل)) .
9283 - رواه الطبراني من حديث حماد بن زيد عن علي بن زيد عن يوسف به (2) .
9284 - حدثنا يونس بن أبي خلدة، عن محمد بن مسلمة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكل ىخر أمريه لحماً ثم صلى ولم يتوضأ.
رواه الطبراني، عن عباس بن الفضل، عن عبد الرحمن بن المبارك، عن قريش بن حيان عنه به (3) .
(أبو الأشعث الصنعاني عنه)
9285 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا زياد بن مسلم: أبو عمر، حدثنا أبو الأشعث الصنعاني. قال: بعثنا يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير، فلما قدمت المدينة دخلت على فلان،، نسي زياد اسمه، فقال: إن الناس قد صنعوا ماصنعوا فما ترى؟ قال: أوصاني خليلي أبو القاسم: ((إن أدركت شيئاً من هذه الفتن، فاعمد إلى أُحدٍ فاكسر به حَدَّ سيفك
_________
(1) المعجم الكبير، 19/234. قال الهيثمي: 10/231: وفيه من لم أعرفهم.
(2) المعجم الكبير، 19/233.
(3) المعجم الكبير، 19/234.(7/342)
ثم تقعد في بيتك، قال: فإن دخل عليك أحد إلى البيت فقم إلى المخدع، فإن دخل عليك المخدع فاجثُ على ركبتيك وقل: بؤ بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين، فقد كسرت حد سيفي، وقعدت في بيتي)) (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 4/226.(7/343)
9286 - حدثنا يزيد، أنبأنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي برده، قال: مررت بالربذة فإذا فسطاط، فقلت: لمن هذا؟ فقيل: لمحمد بن مسلمة، فاستأذنت عليه، فدخلت عليه، فقلت: رحمك الله إنك من هذا الأمر بمكان، فلو خرجت إلى الناس فأمرت ونهيت، فقال: ((إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لي: ستكون فتنة، وفرقة، واختلاف، فإذا كان ذلك فأت بسيفك أُحداً فاضرب به عرضه، وكسر نبلك، واقطع وترك، واجلس في بيتك، حتى تأتيك يد خاطئة، أو يعاقبك الله)) ، فقد كان ماقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفعلت ما أمرني به، ثم استنزل سيفاً كان معلقاً بعمود الفسطاط فاخترطه، فإذا سيف من خشب، فقال: قد فعلت ما أمرني واتخذت هذا أرهب به الناس (1) .
رواه ابن ماجة، عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن ثابت أو علي بن زيد به، أبو بكر شك في أيهما قال (2) .
9287 - وروى الطبراني من حديث موسى بن عبده، عن الزبير بن عبد الرحمن ابن رافع بن خديج، عن بعض ولد محمد بن مسلمة،
_________
(1) المسند، 3/493.
(2) سنن ابن ماجة: حديث (3962) .(7/343)
مرفوعاً: ((ستكون بعدي فتن فإذا رأيت منها شيئاً فآت بسيفك عرض الحرة فاضربها به)) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/236.(7/344)
1673- (محمد بن هشام) (1)
ذكره القاضي أبو أحمد في الصحابة، وقال: مجهول لايعرف.
9288 - حديثه، عن الليث، عن ابن الهاد، عن صفوان بن نافع، عن محمد بن هشام، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((حديثكم بينكم أمانة ولايحل لمؤمن أن يرفع على مؤمن قبيحاً)) .
رواه أبو نعيم وقال علي بن المديني لايعرف هذا مجهول.
1674- (محمد بن يفديدويه الهروي) (2)
قال ابن الأثير: ذكره أبو إسحاق بن ياسين في تاريخ هراة، فيمن قدمها من الصحابة.
9289 - وروى أبو إسحاق: إبراهيم بن علي بن بالويه الزنجاني بهراة، عن محمد بن مردان شاه الزنجاني وزعم أنه ثقة، وكان قد أتت عليه مائة وتسع سنين، عن أحمد بن عبدة الجرجاني، عن يفودان بن يفديدويه، قال: حاربت رسول الله في شركي ثم أسلمت، على يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسماني محمداً، وقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا قل الدعاء نزل البلاء، وإذا جار السلطان احتبس المطر، وإذا خان بعضهم بعضاً صارت الدولة للمشركين، وإذا منعوا الزكاة، ماتت المواشي، وإذا كثر الزنا تزلزلت تأرض، وإذا شهدوا بالزور نزل الطاعون من
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/114 وحديثه أخرجه أبو نعيم وابن منده.
(2) ترجم له ابن الأثير، 5/155؛ وابن حجر، 3/365.(7/344)
السماء)) . وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((العلم خليل المؤمن، والعقل دليله، والعمل قسيمه، والرفق أمير جنوده)) . رواه الحافظ أبو موسى (1) .
قلت: واخلق بهذا الحديث أن يكون موضوعاً، وما أشبه هذا الصحابي عند هؤلاء برتن الهندي، وأضرابه والله أعلم.
_________
(1) أسد الغابة، 5/115.(7/345)
1675- (محمد: أبو سليمان) (1)
عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من توضأ ثم راح إلى مسجد قبا فصلى فيه ركعتين كان ذلك عدل عمرة)) .
9290 - قال أبو نعيم وغيره: صوابه محمد بن سليمان الكرماني عن أبيه عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
* (محمد أبو مهند المزني) (2)
مرفوعاً: ((قرض مرتين كصدقة مرة)) .
رواه أبو نعيم من حديث نصر بن مزاحم عن عمر الأعرج عن أبيه، وقال: لاتصح له صحبة وذكره مطر في الوجدان في أسماء الصحابة.
* (محمد غير منسوب) (3)
ذكره ابن شاهين في الصحابة.
9291 - وروى أبو موسى من طريق سلام بن أبي الصهباء، عن ثابت، قال: حججت فدفعت إلى حلقة فيها رجلان أخوان أدركا
_________
(1) قال ابن الأثير، 5/94: عداده في أهل المدينة، ذكره جماعة في الصحابة وهو وهم.
(2) له ترجمة في أسد الغابة، 5/114.
(3) له ترجمة عند ابن الأثير، 5/115؛ وابن حجر، 3/366، ونقل عن البغوي أنه قال: لا أعلم بهذا الإسناد غيره، وهو غريب.(7/345)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسب أن أحدهما محمد وهما يتذاكران الوسواس، قالا: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((ماتتذاكران؟)) فقالا: الوسواس أن يقع أحدنا من السماء أحب إليه أن يتكلم به، فقال: ((ذاك محصن الإيمان)) ، قال ثابت، فقلت: ليت أن الله أراحنا من ذلك الوسواس، قال: فأنتهراني وقالا: نحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقول: ليت أن الله أراحنا.(7/346)
1676- (محمود بن ربيع بن سراقة الأنصاري)
الخزرجي (1) وقيل أوسي.
حديثه في ثالث عشر الأنصار في موضعين.
9292 - حدثنا بهز، حدثني إبراهيم بن سعد، قال: حدثناه ابن شهاب، عن محمود بن ربيع، وقد كان عقل مجة مجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجهه من دلو من بئرهم (2) .
حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، حدثني محمود أنه عقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعقل مجة مجها النبي - صلى الله عليه وسلم - من دلو في دارهم (3) .
رواه البخاري والنسائي وابن ماجة من غير وجه عن الزهري به (4) .
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 5/16؛ وابن حجر: 3/366.
(2) المسند، 5/427.
(3) المسند، 5/429.
(4) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الآذان: حديث (839) وكتاب الرقاق: حديث (6422) ؛ والنسائي في عمل اليوم والليلة: حديث (1108) وكتاب العلم في السنن الكبرى كما في التحفة، 8/364؛ وابن ماجة في السنن: حديث (457) (باب المساجد في الدور) .(7/346)
1677- (محمود بن عمرو أو عمير بن سعد الأنصاري) (1)
ذكره عبدان في الصحابة وقال حديثه في ثلاثمائة ألف من هذه الأمة.
9293 - وهذا الحديث رواه: أبو نعيم، وابن منده من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي بكر بن أنس، عن محمود بن عمرو، أو عمير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله وعدني في ثلاثمائة ألف من أمتي، فقال أبو بكر: زدنا يارسول الله قال: بكفيه هكذا، فقال أبو بكر: زدنا يارسول اله، فقال عمر: حسبك ياأبا بكر، فإن الله لو شاء أن يدخل خلقه الجنة في حفنة لفعل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صدق عمر)) (2) .
1678- (محمود بن لبيد بن رافع)
ابن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي (3) .
ذكره البخاري في الصحابة، وذكره مسلم وأبو حاتم في التابعين، قال ابن عبد البر: وقول البخاري أولى وهو أحق بالصحبة من محمود بن الربيع (4) .
وقد كان محمود بن لبيد من العلماء فمات سنة ست وتسعين. حديثه في ثالث عشر الأنصار في موضعين أيضاً.
9294 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن أبي إسحاق، حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/116؛ والإصابة، 3/366.
(2) أسد الغابة، 5/117.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 5/117؛ والإصابة، 3/367.
(4) الاستيعاب، 3/404.(7/347)
عن أبي سفيان مولى أبي أحمد، عن أبي هريرة. قال: كان يقول: حدثوني عن رجل دخل الجنة ولم يصل قط فإذا لم يعرفه الناس، سألوه: من هو؟ فيقول اصيرم بني عبد الأشهل: عمرو بن ثابت بن وقش، قال الحصين: فقلت لمحمود بن لبيد: كيف كان شأن الأصيرم؟ قال: كان يأبى الإسلام على قومه فلما كان يوم أحد وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أُحد بدا له الإسلام، فأسلم، فأخذ سيفه فغدا حتى أتى القوم، فدخل في عرض الناس، فقاتل حتى أشبعته الجراح، قال: فبينما رجال بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به، فقالوا: والله إن هذا للأصيرم وماجاء لقد تركناه، وإنه لمنكر هذا الحديث، فسألوه ماجاء به، قالوا: ماجاء بك ياعمر؟ أحرباً على قومك؟ أو رغبة في الإسلام؟ قال: بل رغبة في الإسلام. آمنت بالله ورسوله وأسلمت ثم أخذت سيفي وغزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقاتلت حتى أصابني، قال: ثم لم يلبث أن مات في أيديهم فذكروه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنه لمن أهل الجنة (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 5/428.(7/348)
9295 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ أخو بني عبد الأشهل، عن محمود ابن لبيد أخو بني عبد الأشهل، قال: لما قدم أبو الجليس: أنس بن نافع، مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل، فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش، على قومهم من الخزرج سمع بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاهم فجلس إليهم، فقال لهم: ((هل لكم إلى خير مما جئتم له؟)) قالوا: وما ذاك؟ قال: ((أنا رسول الله بعثني إلى العباد، أدعوهم إلى أن يعبدوا الله لايشركوا به(7/348)
شيئاً، وأنزل عليَّ الكتاب)) ، ثم ذكر الإسلام وتلا عليهم القرآن، قال: فقال إياس بن معاذ: وكان غلاماً حدثاً أى قوم والله هذا خير مما جئتم له، قال: فأخذ أبو الجليس: أنس بن نافع حفنة من البطحاء فضرب بها في وجه إياس بن معاذ وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهم، وانصرفوا إلى المدينة وكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج، قال: ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن أهلك، قال محمود بن لبيد: فأخبرني من حضره من قومي عند موته، أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره، ويحمده ويسبحه، حتى مات فما كانوا يشكون أنه قد مات مسلماً، لقد كان يستشعر الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماسمع (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 5/427.(7/349)
9296 - حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن محمود بن لبيد الأنصاري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أسفروا بالصبح فإنه أعظم للأجر)) (1) . تفرد به.
9297 - حدثنا أبو سعيد، حدثنا سليمان بن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم ابن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه)) (2) .
تقدم في مسند قتادة بن النعمان، وبهذا الإسناد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع)) (3) .
_________
(1) امسند، 5/429.
(2) المسند، 5/427.
(3) المسند، 5/427.(7/349)
9298 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني عاصم بن عمر ابن قتادة الأنصاري، عن محمود بن لبيد أخى بني عبد الأشهل، قال: أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلى بنا المغرب في مسجدنا فلما سلم منها، قال: ((اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم للسبحة بعد المغرب (1) . تفرد به.
9299 - حدثنا أبو سلمة، أنبأنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو، عن عاصم ابن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اثنتان يكرههما ابن آدم: الموت والموت خير للمؤمن من الفتنة، ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب)) (2) . تفرد به.
9300 - حدثنا سليمان بن داود، أنبأنا إسماعيل، أخبرني عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم، عن محمود بن لبيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكر مثله (3) .
9301 - حدثنا أبو سلمة، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر، عن قتادة، عن محمود بن لبيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله يحمي عبده المؤمن الدنيا وهو يحبه كما تحمون مرضاكم الطعام والشراب تخافون عليه)) (4) .
9302 - حدثنا ابن أبي عدى، عن محمد بن إسحق، حدثني عاصم بن عمر ابن قتادة، عن محمود بن لبيد، قال: أتى رسول الله
_________
(1) المسند، 5/427.
(2) المسند، 5/427.
(3) المسند، 5/427.
(4) المسند، 5/428.(7/350)
- صلى الله عليه وسلم - بني عبد الأشهل فصلى بهم المغرب فلما سلم، قال: ((اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم)) .(7/351)
9303 - قال أبو عبد الرحمن: قلت لبي: إن رجلاً قال: من صلى ركعتين بعد المغرب في المسجد لم تجزءه إلا أن يصلها في بيته، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((هذه من صلوات البيوت)) ، قال: من قال هذا؟ قلت: محمد بن عبد الرحمن، قال: ما أحسن ماقال أو ماأحسن ما انتزع (1) . تفرد به.
9304 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد. قال: كسفت الشمس لموت إبراهيم إبن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ألا وإنهما لاينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فانزعوا إلى المساجد)) ، ثم قام فقرأ بعض الآيات، ثم ركع، ثم اعتد، ثم سجد سجدتين، ثم قام ففعل مافعل في الأول (2) . تفرد به.
9305 - حدثنا يونس، حدثنا ليث، عن يزيد -يعني ابن الهاد-، عن عمرو، عن محمود بن لبيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((إن أخوف ماأخاف عليكم الشرك الأصغر)) ، قالوا: وما الشرك الأصغر يارسول الله؟ قال: ((الرياء، يقول الله يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم خيراً)) (3) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 5/428.
(2) المسند، 5/428.
(3) المسند، 5/428.(7/351)
9306 - حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر الظفري، عن محمود بن لبيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن أخوف ما اخاف عليكم)) . فذكر معناه (1) .
9307 - حدثنا يونس، حدثنا ليث، عن يزيد، عن عمرو مولى المطلب، عن محمود بن لبيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله ليحمي عبده الدنيا وهو يحبه، كما تحمون مرضاكم الطعام والشراب، تخوفاً له عليه)) (2) .
9308 - حدثنا يونس، حدثنا ليث، عن يزيد، عن عمرو مولى المطلب، عن عاصم بن عمر بن قتاجة، عن محمود بن لبيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا أحب الله قوماً ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع)) (3) .
9309 - قال عبد الله: وجدت هذا الحديث، في كتاب أبي بخطه: حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عمرو بن أبي عمر، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن أخوف ماأخاف عليكم الشرك الأصغر)) ، قالوا: يارسول الله: وما الشرك الأصغر؟ قال: ((الرياء، إن الله يقول، يوم يجازى العباد بأعمالهم: إذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون بأعمالكم في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء)) (4) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 5/428.
(2) المسند، 5/428.
(3) المسند، 5/428.
(4) المسند، 5/429.(7/352)
(حديث آخر)(7/353)
9310 - رواه النساي، في الطلاق: أخبرنا سليمان بن داود، أخبرني ابن وهب، عن مخرمة بن بكير، عن أبيه، قال: سمعت محمود بن لبيد. أُخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رجل طلق إمرأته ثلاث تطليقات جميعاً، فقام غضباناً، ثم قال: أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم، حتى قام رجل فقال: يارسول الله، ألا أقتله؟ قال أبو عبد الرحمن: لا أعلم أحداً روى هذا الحديث غير مخرمة (1) .
* (محمول) (2)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من حلف بالشرك والكفر وأثم، فقد أشرك)) . رواه أبو موسى من طريق صفوان بن سليم عنه (3) .
1679- (محيصة بن مسعود)
ابن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي (4) .
أسلم قبل أخيه حويصة، وكان حويصة هو الأكبر، وكان إسلامه على يديه، وذلك أنه قتل ابن سنينة اليهودي، فلامه حويصة على قتله، وقد كانت له عندهم أياد، فقال له محيصة: والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لقتلتك، فقال: إن ديناً بلغ بك هذا لعجب فأسلم،
_________
(1) أخرجه النسائي في السنن، 6/142.
(2) ترجم له ابن الأثير فقال: محمول -آخره لام- وذكره بحاء مهملة، 5/118؛ وذكره الحافظ في الإصابة، 3/493، بخاء معجمة. وقال: تابعي أرسل حديثاً.
(3) الحديث في الإصابة.
(4) له ترجمة في أسد الغابة، 5/119؛ والإصابة، 3/368.(7/353)
شهد محيصة أُحداً، وما بعدها، وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل بدل يدعوهم إلى الله عز وجل، حديثه في رابع عشر الأنصار.(7/354)
9311 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن حرام بن محيصة، عن أبيه، أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن كسب الحجامن فنهاه، فأعاد عليه، فنهاه، فذكر من حاجته، فقال: ((اعلفه ناضحك وأطعمه رقيقك)) (1) .
9312 - حدثنا إسحاق بن عيسى، أخبرني مالك، عن الزهري، عن ابن محيصة، عن أبيه: استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إجارة الحجام فنهاه عنها، فلم يزل يسأله عنها، حتى قال له: ((اعلفه ناضحك، وأطعمه رقيقك)) (2) .
رواه أبو داود: عن العنبي، والترمذي: عن قتيبة، كلاهما: عن مالك، ورواه ابن ماجة: عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن سنان، عن ابن أبي ذئب، كلاهما: عن الزهري به، وقال الترمذي: حسن (3) .
9313 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا هشام، عن يحيى، عن محمد بن أيوب: أن رجلاً من الأنصار حدثه، يقال له: محيصة، كان له غلام حجام، فزجره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كسبه، قال: أفلا أطعمه يتامى لي؟ قال: لا، قال: أفلا أتصدق به؟ قال: لا، فرخص له أن يعلفه ناضحه (4) . تفرد به من هذا الوجه.
_________
(1) المسند، 5/435.
(2) المسند، 5/435.
(3) رواه أبو داود في السنن: حديث (4305) ؛ والترمذي في الجامع: حديث (1295) ؛ وابن ماجة في السنن: حديث (2166) .
(4) المسند، 5/436.(7/354)
9314 - حدثنا إسحاق بن عيسى، أنبأنا مالك، عن الزهري، عن حرام بن محيصة: أن ناقة للبراء دخلت حائطاً فأفسدت فيه، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن على أهل الحوائط حفظها بالنهار، وإن ما أفسدت المواشي بالليل ضامن على أهلها (1) .
رواه أبو داود، عن أحمد بن ثابت، عن عبد الرزاق، عن معمر والنسائي: من حديث الأوزاعي، كلاهما: عن الزهري به (2) .
9315 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن حرام بن ساعدة بن محيصة بن مسعود. قال: كان له غلام حجام يقال له: أبو طيبة يكسب كسباً كثيراً، فلما نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كسب الحجام استرخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأبى عليه، فلم يزل يكلمه فيه ويذكر له الحاجة حتى قال له: ((لتلق كسبه في بطن ناضحك)) (3) .
9316 - حدثنا سفيان، قال: وسمعه (4) الزهري من سعيد بن المسيب وحرام ابن سعد بن محيصة: أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط قوم فأفسدت فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفظ الأموال على أهلها بالنهار، وأن على أهل الماشية ما أصابت بالليل (5) .
9317 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن حرام بن
محيصة، عن أبيه: أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط
_________
(1) المسند، 5/435.
(2) أخرجه أبو داود في كتاب البيوع: حديث (1319) ؛ والنسائي في الكبرى كما في التحفة، 8/336.
(3) المسند، 5/436.
(4) عبارة المسند: ((حدثنا سفيان، عن الزهري، عن حرام بن سعد)) .
(5) المسند، 5/436.(7/355)
رجل فأفسدته، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أهل الأموال حفظها بالنهار، وعلى أهل المواشي حفظها بالليل (1) .
رواه أبو داود عن أحمد بن ثابت عن عبد الرزاق به.
ورواه النسائي من حديث الأوزاعي عن الزهري به (2) .
_________
(1) المسند، 5/436.
(2) أخرجه أبو داود في السنن: كتاب البيوع، حديث (1213) ؛ والنسائي في السنن الكبرى كما في التحفة، 8/366.(7/356)
9318 - حدثنا ليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عفير الأنصاري، عن محمد بن سهل بن أبي حثمة، عن محيصة بن مسعود الأنصاري، أنه كان له غلام يقال له: نافع، أبو طيبة، فانطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأله عن خراجه، فقال: ((لاتقربه)) ، فردد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((اعلف به الناضح، واجعله في كرشه)) (1) . تفرد به من هذا الوجه.
1680- (مخارق بن سليم الشيباني)
أبو قابوس ووالد عبد الله حديثه في سابع الأنصار (2) .
9319 - حدثنا زهير، حدثنا سماك بن حرب، عن قابوس بن مخارق، عن أبيه: أن رجلاً أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أرأيت إن جاء رجل يريد أن يسرقني، أو يأخذ مني مالي، ماتأمرني به؟ قال: ((تعظم عليه بالله)) ، قال: فإن فعلت فلم ينته؟ قال: ((تستعدي السلطان)) ، قال:
_________
(1) المسند، 5/435.
(2) له ترجمة في أسد الغابة، 5/120 وسمى أباه: عبد الله؛ وذكر ابن حجر أنه تعالى له أيضاً: سليم. الإصابة، 3/368.(7/356)
فإن لم يكن يقربني منهم أحد؟ قال: ((تجاهده، أو تقاتله حتى تكتب في شهداء الآخرة، أو تمنع مالك)) (1) .
_________
(1) المسند، 5/294.(7/357)
9320 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا سليمان بن قرم، عن سماك، عن قابوس ابن المخارق، عن أبيه، قال: أتى رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أرايت إن أتاني رجل يأخذ مالي؟ قال: ((تذكره بالله)) ، قال: أرأيت إن ذكرته بالله فأبى؟ قال: ((تسعن عليه بالسلطان)) ، قال: أرأيت إن كان السلطان مني نائياً؟ قال: ((تستعن عليه بالمسلمين)) ، قال: أرأيت إن لم يكن يحضرني أحد من المسلمين، وعجَّل عليَّ؟ قال: ((تقاتل حتى تحرز مالك أو تقتل فتكون من شهداء الآخرة)) (1) .
رواه النسائي من حديث أبي الأحوص، عن سماك به (2) .
[يتلوه مخبر بن معاوية ولله الحمد] .
_________
(1) المسند، 5/294.
(2) سنن النسائي، 7/113.(7/357)
رب يسر(7/358)
1681- (مخبر بن معاوية) (1)
سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لاشؤم، وقد يكون الشؤم في الفرس والمرأة والدار)) .
9321 - كذا رواه أبو موسى من طريق هشام بن عمار عن إسماعيل بن عباس عن يحيى بن جابر عن عمه مخبر به.
وقد رواه الحسن بن عرفة، وعلي بن حجر، عن إسماعيل بن عياش، عن يحيى عن عمه: حكيم بن معاوية النميري وهو الصواب كما تقدم (2) .
1682- (مخرش بن كعب الخزاعي الكعبي)
والأشهر محرش كما تقدم (3) .
9322 - حدثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن مولى لهم، [عن] مزاحم بن أبي مزاحم، عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد، عن رجل من بني خزاعة يقال له محرش أو مخرش، لم يكن سفيان يقف على اسمه، وربما قال مخرش ولم
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/122؛وفي الإصابة، 3/372 غير أنه قال: مخمر -بالميم- وكذا ابن عبد البر، وكذا روى حديثه ابن ماجة.
(2) تراجع ترجمة حكيم بن معاوية.
(3) تقدمت ترجمته في محرش -بالمهملة- وتقدمت هناك أحاديثه.(7/358)
أسمعه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من الجعرانة ليلاً فاعتمر، ثم رجع فأصبح بها فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة (1) .
رواه النسائي عن هناد والحارث بن مسكين، كلاهما: عن سفيان بن عيينة به.
_________
(1) المسند، 5/380.(7/359)
9323 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، حدثني مزاحم بن أبي مزاحم، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن مخرش الكعبي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج ليلاً من الجعرانة معتمراً فدخل مكة ليلاً ثم خرج من تحت ليلته، فأصبح بالجعرانة كبائت، فلما زالت الشمس أخذ في بطن سرف، حتى جامع الطريق، طريق المدينة، قال: فلذلك خفيت عمرته (1) .
رواه الترمذي عن بندار، والنسائي عن عمر بن علي كلاهما: عن يحيى بن سعيد به، وقال الترمذي: حسن ولم يرو مخرش غير هذا الحديث.
9324 - حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، أخبرني مزاحم بن أبي مزاحم، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن مخرش الكعبي، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من الجعرانة ليلاً حين أمسينا، معتمراً، فدخل مكة ليلاً، فقضى عمرته، ثم خرج تحت ليلته، فأصبح بالجعرانة كبائت حتى إذا زالت الشمس خرج من الجعرانة، في بطن سرف حتى جامع الطرق، طريق المدينة بسرف. قال مخشر: فلذلك خفيت عمرته على كثير من الناس (2) .
_________
(1) المسند، 3/426.
(2) المسند، 3/427.(7/359)
رواه النسائي عن عمران بن يزيد بن شعيب عن ابن جريج به، ورواه أبو داود والنسائي عن قتيبة عن سعد بن مزاحم بن أبي مزاحم عن أبيه به.(7/360)
1683- (مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف)
ابن زهرة بن كلاب بن مرة القرشي الزهري والد المسور بن مخرمة، وأمه رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف (1) .
أسلم عام الفتح، وحسن إسلامه، وشهد حنيناً وأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غنائمها خمسين بعيراً، ويقال إنه كان في لسانه فظاظة.
9325 - وروى النضر بن شميل، عن عامر الخزاز، عن أبي يزيد المدني، عن عائشة قالت: إستأذن مخرمة بن نوفل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((إإذنوا له وبئس أخو العشيرة)) ، فلما دخل ألان له القول، فقلت: يارسول الله قلت كذا وكذا، فلما دخل ألنت له القول، فقال: ((إن من شرار الناس، من تركه الناس اتقاء فحشه)) .
وقد كان ممن نصبه عمر بن الخطاب في جماعة يقيمون أنصاب الحرم وحدوده وكان لديه علم في النسب، وإمام الناس، وعمر في آخر عمره، ومات سنة أربع وخمسين بالمدينة له من العمر مائة وخمس عشرة سنة.
9326 - وقد روى الطبراني من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن المسور، عن أبيه. قال: لما أظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإسلام وكلم أهل مكة، وذلك قبل أن تفرض الصلاة حتى إن كان ليقرا السجدة فيسجدون مايستطيع بعضهم أن يسجد من الزحام
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/125؛ والإصابة، 3/370.(7/360)
حتى قدم رؤساء قريش الوليد بن المغيرة، وأبو جهل بن هشام وغيرهما وكانوا بالطائف، فقالوا: تدعون دين آبائكم فكفروا (1) .
_________
(1) المعجم الكبير، 20/5.(7/361)
1684- (مخلد الغفاري) (1)
أن ثلاثة أعبد من بني غفار شهدوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدراً، فكان عمر يقطعهم في كل سنة، لكل رجل ثلاثة آلاف.
9327 - رواه أبو بكر بن أبي عاصم، عن يعقوب بن حميد، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الحسن بن محمد عنه، قال عمرو بن دينار: وقد رأيت مخلداً (2) .
1685- (مخنف بن سليم)
ابن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن دينار بن ثعلبة بن الدؤل بن سعد بن مناة بن غامد الأزدي ثم العامري، كوفي ويقال مصري (3) .
من ولده لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الأخباري، شهد مع علي صفين، واستعمله على أصبهان، وحديثه في ثالث البصريين ورابع الشاميين.
9328 - حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا ابن عون قال: أنبأني أبو رملة، عن مخنف ابن سليم، قال روح: الغامدي، قال: ونحن وقوف مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرفة. فقال: ((أيها الناس، إن على اهل كل بيت في
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/127؛ والإصابة، 3/372.
(2) الحديث أخرجه ابن الأثير، 5/127 ونقله بإسناده عن ابن عاصم.
(3) أسد الغابة، 5/128؛ والإصابة، 3/373.(7/361)
كل عام أضحاة، وعتيرة، أتدرون ما التعتيرة؟ هي التي تسمونها الرجبية)) (1) .
رواه الأربعة من حديث عبد الله بن عون، وقال الترمذي: حسن لايعرف إلا من حديث ابن عون، والنسائي عن عمرو بن علي، وابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما: عن معاذ بن معاذ (2) .
_________
(1) المسند، 5/76.
(2) أخرجه أبو داود في السنن: حديث (2771) ؛ والنسائي في السنن، 7/167؛ والترمذي في الجامع: حديث (1555) ؛ وابن ماجة في السنن: حديث (3125) .(7/362)
9329 - حدثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن عون، عن أبي رملة. قال: حدثناه مخنف بن سليم. قال: ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو واقف بعرفات، فقال: ((ياأيها الناس، إن على كل أهل بيت في كل عام أضحية، وعتيرة)) ، قال: ((تدرون ما العتيرة؟)) قال ابن عون: فلا أدري ماردوا؟ قال: ((هذه التي يقول الناس الرجبية)) (1) .
1686- (مخنف النكري)
يعد في البصريين (2) .
9330 - قال ابن منده: أخبرنا أحمد بن يعقوب النيسابوري ومحمد بن سعد الباوردي. قالا: حدثنا عبد الله بن العباس، حدثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، حدثنا حبة بنت شماخ قالت: حدثتني سنينة بنت مخنف عن أبيها مخنف: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يامخنف، صل رحمك يطل عمرك وافعل الخير يكثر خير بيتك واذكر الله عند كل حجر ومدر يشهد لك يوم القيامة)) .
_________
(1) المسند، 4/215.
(2) له ترجمة في اسد الغابة، 5/128 وفيه: مخنف البكري -بالباء- وقال الحافظ في الإصابة، 3/372: النكري -بالنون- كذا ضبطه، وذكر الحديث.(7/362)
وعلقه أبو نعيم من حديث عبد الله بن العباس البصري الحمري به مثله.(7/363)
1687- (مخول بن يزيد بن أبي يزيد البهزي) (1)
9331 - قال أبو يعلى: حدثنا محمد بن عباد المكي، حدثنا محمد بن سليمان: هو ابن مسمول المكي، عن القاسم بن مخول البهزي، سمعت أبي يقول: نصبت حبائل بالإبواء، فوقع في حبل منها ظبي، فأفلت فانطلقت في اثره فوجدت رجلاً قد أخذه فتنازعنا فيه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالإبواء تحت شجرة، فقضى بيننا نصفين، ثم قال لي: ((يامخول، أتم الصلاة وأدِّ الزكاة وصم رمضان وحج واعتمر وذل مع الحق حيث ذال)) (2) .
1688- (مدرك بن الحارث الأزدي العامري شامي) (3)
9332 - قال ابن أبي عاصم: حدثنا هشام بن خالد، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الغفار بن إسماعيل بن عبيد الله، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن مدرك ابن الحارث الغامدي. قال: حججت مع أبي حتى إذ كنا بمنى إذا جماعة على رجل فقلت: ماهذه الجماعة؟ فقال: هذا الصابئ الذي ترك دين قومه، ثم ذهب أبي وذهبت معه حتى وقفنا عليه على رواحلنا وهو يحدثهم وهم يزرون فلم يزل حتى تفرقوا عنه، عن ملال وارتفاع نهار، واقبلت إمرأة في يدها قدح فيه ماء وصدرها مكشوف فقال: هذه زينب ابنته فناولته فذل وهي
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/128؛ والإصابة، 3/373.
(2) أخرجه أبو يعلى في كتاب المغاريد، ص77 بأطول من هذا، وإسناده ضعيف لأن مدار الحديث على محمد بن سليمان، وهو ضعيف.
(3) ترجم له ابن الأثير، 5/130؛ وابن حجر، 3/374.(7/363)
تبكي وقال لها: ((خمري نحرك ولن تخافي على أبيك غلبةً ولا ذلاً)) .
كذا رواه أبو نعيم وابن منده من حديث الوليد بن مسلم (1) .
* فأما (مدرك بن زياد الفزاري) (2)
فهو صحابي قدم مع أبي عبيدة إلى فتوح الشام ثم كانت وفاته بقرية زاوية قبل دمشق بيسير، وكان أول مسلم دفن بها، كذا أورده الحافظ ابن عساكر، ولم أر له فيه رواية فأذكرها، والله أعلم.
_________
(1) الحديث ذكره ابن الأثير بإسناده، 5/130.
(2) له ترجمة في أسد الغابة، 5/130؛ والإصابة، 3/374.(7/364)
1689- (مدرك: أبو الطفيل الغفاري) (1)
9333 - قال أبو بكر بن أبي عاصم: حدثنا يعقوب بن حميد، حدثنا سفيان بن حمزة: أن كثير بن زيد حدثهم، عن خالد بن الطفيل بن مدرك، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه إلى ابنته فأتى بها من مكة.
وبه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده: ((اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصى ثناءً عليك أنت كما اثنيت على نفسك)) (2) .
1690- (مدلوك بن سفيان الفزاري) (3)
قال: أسلمت مع موالي فمسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسي ودعا لي بالبركة وكان موضع يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسود وسائر رأسه أبيض.
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 5/131؛ وابن حجر، 3/374.
(2) الإصابة، 3/374.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 5/133؛ والإصابة، 375.(7/364)
9334 - رواه ابن منده، وأبو نعيم في دلائل النبوة من طريق مطر بن العلاء الفزاري، عن عمته بنت أبي الشعثاء عنه.
1691- (مرارة بن سلمى اليمامي: أبو مجاعة) (1)
9335 - قال ابن أبي عاصم: حدثنا الجراح بن مخلد، حدثنا يحيى بن راشدة صاحب السابري، حدثنا الحارث بن مرة الخثعمي، حدثنا سراج بن مجاعة بن مرارة، عن أبيه، عن جده. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقطعني الغورة وغرابة، والحبل وكتب لي كتاباً، فأتيت أبا بكر بعده فأقطعني، ثم عمر فأقطعني، ثم عثمان فأقطعني، ثم أتيت عمر بن عبد العزيز فأخرجت الكتاب فقبله ووضعه على عينيه (2) .
1692- (مرثد بن ربيعة العبدي) (3)
9336 - قال أبو القاسم البغوي: بلغني عن سليمان بن داود الشاذكوني، حدثنا أبو قتيبة، عن المعلى بن يزيد، عن بكر بن يزيد بن ربيعة، سمعت مرثداً يقول: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخيل فيها شيء؟ قال: ((لا إلا ماكان منها للتجارة)) .
هكذا حكاه أبو القاسم البغوي، قال البغوي: ولم يبلغني إلا من هذا الوجه.
وقد رواه الحافظ أبو موسى المديني موصولاً بإجازته من أبيه عن كتاب الحسن: أنبأنا جعفر، أنبأنا الخليل بن أحمد، أنبأنا أبو علي بن زيرك، أنبأنا يحيى بن يونس، حدثنا سليمان بن داود الشاذكوني به.
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 5/135.
(2) انظر أسد الغابة، 5/135.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 5/136؛ والإصابة، 3/377.(7/365)
قلت: والشاذكوني ضعيف لايعبأ به، وإن كان حافظاً ومقارباً للأئمة في الطلب ولم يقتدي بهم.(7/366)
1693- (مرثد بن الصلت) (1)
9337 - قال البغوي: حدثنا محمد بن خلف، حدثنا أحمد بن محمد بن شماس، حدثنا عبد الرحمن بن عمر: سمعت عبد الرحمن بن مرثد بن الصلت الجعفي يحدث عن أبيه، قال: وفدت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألته عن مس الذكر فقال: ((إنما هو بضعة منك)) .
قال أبو القاسم البغوي: عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة ضعيف الحديث جداً (2) .
1694- (مرثد بن ظبيان السدوسي) (3)
والأصل عند الإمام (4) أحمد، قال البغوي: هاجر إلى المدينة هاجر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكتب معه كتاباً إلى بكر بن وائل.
قال بعض المتأخرين: وهو ابن منده: وشهد معه حنيناً، سكن البصرة.
9338 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو علي: محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا إسحاق ابن الحسن الجوني، حدثنا حسين بن محمد المروزي، حدثنا شيبان، عن قتادة، قال: وحدث مرثد بن ظبيان. قال: جاءنا كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما وجدنا له كاتباً يقرأوه علينا حتى
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/136؛ والإصابة، 3/377 وقال: هو الجعفي.
(2) ونقل الحافظ ابن حجر عنه أنه قال: هذا حديث منكر، قال الحافظ: وقد تابعه ضعيف مثله فأخرجه من طريق آخر عن ابن قانع.
(3) ترجم له ابن الأثير، 5/136؛ وابن حجر، 3/377.
(4) المسند، 5/68.(7/366)
قرأه علينا رجل من ضبيعة: من رسول الله إلى بكر بن وائل أسلموا تسلموا.
ثم رواه أبو نعيم من حديث مرة بن خالد عن قتادة عن مضارب بن حزن العجلي. قال: قدم مرثد بن ظبيان على رسول الله وكتب له كتاباً فذكره.
قال: ورواه محمد بن إسحاق عن مرة بن خالد بن حزن به مثله، قال عبد الله ابن أحمد: حدثني يونس وحسن قالا: حدثنا شيبان، عن قتادة، عن مضارب بن حزن العجلي. قال: حدث مرثد بن ظبيان، قال: جاءنا كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فما وجدنا من يقرأوه حتى قرأه لنا رجلمن ضبيعة: من محمد رسول الله إلى بكر بن وائل أسلموا تسلموا، قال: فإنهم ليسوا من بني الكاتب (1) .
* (مرثد بن جابر الكندي) (2)
* و (مرثد بن عامر التغبي) (3)
* و (مرثد بن عدي الكندي) (4)
قال أبو القاسم البغوي: روى هذه الأحاديث الثلاثة شيخ كان ببغداد يقال له عليَّ بن قرين كان ضعيف الحديث، حدثني وهو عندي أحاديث لا أصول لها (5) .
_________
(1) المسند، 5/68.
(2) له ترجمة في أسد الغابة، 5/135؛ والإصابة، 3/377.
(3) ترجم له ابن الأثير، 5/137؛ وابن حجر، 3/378.
(4) أسد الغابة، 5/137؛ والإصابة، 3/378.
(5) () ... الإصابة، 3/378.(7/367)
1695- (مرثد بن أبي مرثد: كنّضاز بن الحصين الغنوي) (1)
شهد بدراً مع أبيه، كما تقدم، وقتل مع أصحاب الرجيع وقد قيل أنه كان الأمير عليهم، والمشهور أن أميرهم عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح، ومرثد هذا هو صاحب عناق البغي، التي دعته إلى الفاحشة، فامتنع بالإسلام فدلت عليه كفار قريش، وكان بمكة فتحمل بعض أساري المسلمين فهرب، حتى نجاه الله منهم وكانت قد عرضت عليه أن يتزوجها وتنفق عليه، فسال عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله فيه وفيها: {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ} (2) الآية. وسيأتي ذلك من رواية عبد الله بن الأخشن، عن عمرو ابن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو، وقد أسند أبو نعيم عن مرثد بن أبي مرثد حديثاً وهو منقطع لامحالة فإنه قال:
9339 - حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن محمد، حدثنا أبو بكر بن أبي عاصم، حدثنا القاسم بن محمد بن إبراهيم، حدثنا أبو محمد بن حبان، حدثنا محمدبن عبد الله ابن شيبة، حدثنا سليمان بن داود الشاذكوني، قالا: حدثنا يحيى بن يعلى، حدثنا عبد الله بن موسى، عن القاسم الشامي، عن مرثد بن أبي مرثد الغنوي -وكان بدرياً. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم خياركم، فإنهم وفودكم بينكم وبين ربكم عز وجل)) .
وقد رواه الشيخ أبو عمر بن عبد البر وكان وقع في مسنده عن القاسم بن عبد الرحمن الشامي، حدثني مرثد فقال: هذا عندي وهم
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/127؛ والإصابة، 3/378.
(2) سورة النور، آية 3.(7/368)
وغلط، لأن من قتل في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يدركه القاسم ولايجوز أن يقول حدثني لأنه منقطع أرسله القاسم (1) . والله أعلم.
_________
(1) قال الحافظ في الإصابة، 3/378: الوهم ممن قال: عن القاسم، حدثني مرثد. وإنما الصواب أنه قال: عن مرثد، كذا عند جمهور من أخرج الحديث المذكور.(7/369)
1696- (مرثد بن وداعة)
أبو قتيلة الحمصي الكندي، وقيل الجعفي، وقيل المعني من طئ (1) .
ذكره مسلم وأبو حاتم في التابعين، وعده البخاري من الصحابة.
9340 - وقال: حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي، حدثنا سنان، حدثنا حريز، سمع خمير بن يزيد الرحبي، قال: رأيت ابا قتيلة صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى وربما قتل البرغوت في الصلاة (2) .
9341 - وقال أبو نعيم: حدثنا محمد بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عبد الجبار بن عاصم، حدثنا بقية، عن يحيى بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن أبي قتيلة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لناس في حجة الوداع: ((لانبيَّ بعدي، ولا أمة بعدكم)) .
1697- (مرحب أو أبو مرحب أو ابن مرحب الكوفي) (3)
صحابي.
9342 - روى أبو داود في كتاب الجنائز من سننه، من حديث إسماعيل بن خالد، عن الشعبي، عنه، على الشك، وفي رواية: عن
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 5/139؛ والإصابة، 3/379.
(2) التاريخ الكبير، 7/415.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 5/139؛ والإصابة، 3/379.(7/369)
أبي مرحب. قال: كأني أنظر إليهم أربعة في قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: علي والعباس والفضل وأسامة وأدخلوا معهم عبد الرحمن بن عوف، وفي رواية: فلما فرغوا قال: إنما يلي الرجل أهله.
كذلك رواه السفيانان ابن عيينة والثوري وزهيروغيرهم عن إسماعيل بن خالد، وجزم السفيانان عنه بأبي مرحب وقد تكلم أبو عمر بن عبد البر على هذا الحديث وقال: لانعرف يذكر عبد الرحمن في هذا المقام إلا في هذا الحديث، والذي ذكره الزهري عن سعيد بن المسيب أنه قال: إنما دفنه الذين غسلوه، وكانوا اربعة: العباس وعلي والفضل وصالح شقران، قال: ونزل معهم في اللحد خولى بن أوس الأنصاري.
قلت أنا: وعبد الرحمن بن عوف يقتضيه هذا الحديث والله أعلم.(7/370)
1698- (مرداس بن عروة) (1)
يعد في الكوفيين.
9343 - قال أبو نعيم: حدثنا فاروق الخطابي، حدثنا مسلم الكشي، حدثنا مسدد، حدثنا محمد بن جابر، عن زياد بن علاقة، عن مرداس بن عروة: أن رجلاً رمى بحجر فاتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - فأقاده منه.
ورواه من حديث الوليد بن أبي ثور، عن زياد عن مرداس به، قال: ورواه الثوري عن زياد عن رجل ولم يسمه (2) .
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 5/140؛ وابن حجر، 3/379 ونسبه عامرياً.
(2) انظر الإصابة، 3/379.(7/370)
1699- (مرداس الأسلمي) (1)
في رابع الشاميين.
9344 - حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا إسماعيل، عن قيس، عن مرداس: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يقبض الصالح الأول فالأول، ويبقى كحثالة التمر)) (2) .
9345 - حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا إسماعيل، حدثني قيس، سمعت مرداس الأسلمي: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: ((يقبض الصالحون الأول فالأول حتى يبقى كحثالة التمر والشعير لايبال الله بهم شيئاً)) (3) .
9346 - حدثنا يعلى، حدثنا إسماعيل، عن قيس، عن مرداس الأسلمي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يقبض الصالحون الأول فالأول حتى يبقى حثالة كحثالة التمر والشعير لايبالي الله بها شيئاً)) (4) .
رواه البخاري من حديث بيان، عن قيس مرفوعاً، ومن حديث إسماعيل عن قيس موقوفاً (5) .
1700- (مرزوق الصيقل الشامي) (6)
سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -.
9347 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا الحسين بن إسحاق وأحمد بن المعلى. قالا: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا
_________
(1) مرداس بن مالك الأسلمي، ترجم له ابن الأثير، 5/142؛ وابن حجر، 3/379.
(2) المسند، 4/193.
(3) المسند، 4/193.
(4) المسند، 4/193.
(5) صحيح البخاري: حديث (6434) وحديث (4156) .
(6) له ترجمة في أسد الغابة، 5/144؛ والإصابة، 3/381.(7/371)
محمد بن حمير، حدثنا أبو الحكم الصيقل، حدثني مرزوق الصيقل: أنه صقل سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذا الغقار وكانت له حلق من فضة وحلق في قيده وبكرة في وسطه من فضة (1) .
_________
(1) المعجم الكبير لطبراني، 20/360.(7/372)
1701- (مروان بن الحكم)
يأتي إن شاء الله مع المسور بن مخرمة.
هو: مروان بن الحكم بن أبي العباس بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي، وهو ابن عمر عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية. ولد في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل ابن الزبير بأربعة أشهر، وعن مالك: أنه ولد يوم أحد، وقال غيره: يوم الخندق بمكة، وقيل بالطائف لما لقي أباه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليها، ومات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يره، ثم كانا بالطائف في زمن أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما، فلما ولى عثمان بن عفان أذن له في المجيء إلى المدينة فصار إليه واستكتب عثمان لمروان، ولما حضر عثمان يوم الدار أصاب مروان ضربة على حبل عاتقه فقطع إحدى علباويه (1) فقصرت عنقه فكان أوقص، وكان يلقب مع ذلك خيط باطل، ولما صار الأمر إلى معاوية استنابه على المدينة ومكة والطائف وعلى الموسم في كثير من السنين ثم عزله في آخر الأمر بابن أخيه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، ومات معاوية وكانت أيام يزيد ومروان مقيم على المدينة، ثم لما مات معاوية بن يزيد بن معاوية عن غير عهد إلى أحد فوثب مروان على الشام ولم يك قدمها، إلا ليبايع لعبد الله بن الزبير وقد كان الضحاك بن قيس
_________
(1) علباوين، مثنى علباء -بكسر العين- وهي العصبان المحدودان في طول العنق إلى الكاهل.(7/372)
يدعو إلى بيعة ابن الزبير، ثم دعا إلى نفسه فجاء مروان بمرج راهط فقتل الضحاك واستوثق أمر الشام لمروان، وكذلك مصر فتزوج بأم خالد ابن يزيد بن معاوية ليضع من قدر خالد فدخل عليه يوماً فقال له: يا ابن الرطبة الاست، فقال له خالد: إنك مؤتمن خائن ودخل على أمه فقال لها ماقال له، فلما دخل عليها مروان قامت إليه بجواريها فغمته بشء فقتلته، فقام بالأمر بعده ولده عبد الملك كما بسطنا ذلك في التاريخ، وكانت مدة ولاية مروان تسعة اشهر وكان هلاكه في سنة خمس وستين وله من العمر نحو السبعين وقيل إنه جاوز الثمانين.
له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث صلح الحديبية، كما سيأتي في مسند المسور بن مخرمة، والصحيح أنهما روياه عن الصحابة إذ لم يباشراه وله غير مرسلات أيضاً.
وذكر ابن الأثير أن أخاه عبد الرحمن بن الحكم قال فيه، وكان شاعراً ماجناً حسن الشعر:
... فوالله ما أدري وإني لسائل
... ... حليلة مضروب القفا كيف يصنع
... لحا الله قوماً أمروا خيط باطل
... ... على الناس يعطي مايشاء ويمنع (1)
قال ذلك حين بويع بالخلافة وقيل حين ولاه معاوية المدينة.
حديثه في خامس الكوفيين.
_________
(1) أسد الغابة، 5/145.(7/373)
9348 - حدثنا يونس بن محمد، حدثنا ليث -يعني ابن سعد-، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عثمان: أنه سمع مروان(7/373)
بالموسم يقول: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطع في مجن والبعير أفضل من المجن (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 4/328.(7/374)
1702- (مروان بن قيس الأسدي)
ويقال الأسلمي (1) .
9349 - روى أبو نعيم من طريق سعيد بن يحيى الأموي، حدثني أبي، حدثني عمران بن يحيى الأسدي، سمعت عمي مروان بن قيس. قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أبي توفي وقد جعل عليه أن يمشي إلى مكة وأن ينحر بدنه ولم يترك مالاً فهل يجزي عنه أن أمشى عنه وأن ينحر بدنة من مالي. فقال: ((نعم، أرأيت لو كان على أبيك دين لرجل فقضيته عنه من مالك أليس يرجع الرجل راضياً فالله أحق أن يرضى)) (2) .
(حديث آخر عنه)
9350 - قال أبو نعيم: حدثنا عن النسائي، حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة، حدثنا محمد بن سلمة الحرَّاني، عن أبي عبد الرحيم، حدثني رجل من ثقيف، عن جشم بن مروان السلمي، عن أبيه: مروان بن قيس من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر برجل سكران يقال له نعمان فأمر به فضرب، ثم أتى به الرابعة وعمر عنده فقال عمر: ماتنظر به يانبي الله، هي الرابعة اضرب عنقه. فقال رجل عند ذلك: لقد رأيته يوم بدر يقاتل قتالاً شديداً،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/146؛ والإصابة، 3/384.
(2) أسد الغابة، 5/146.(7/374)
وقال آخر: لقد رأيت له يوم بدر موقفاً حسناً. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فكيف وقد شهد بدراً)) (1) .
وهكذا رواه ابن منده عن أحمد بن الحسن بن عتبة عن النسائي به.
_________
(1) أسد الغابة، 5/146.(7/375)
1703- (مروة بن عمرو بن حبيب)
ابن واثلة بن عمرو بن سنان بن محارب بن فهر بن أسلم القرشي الفهري (1) .
9351 - قال ابن أبي عاصم: حدثنا عمرو بن علي، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا صفوان بن سليم، عن أبيه، عن أم سعد بنت مرة بن عمرو، عن أبيها، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أنا وكافل اليتيم له أو لغيره في الجنة كهاتين)) (2) .
وهكذا رواه أبو نعيم عن أبي بكر بن خلاد عن الحارث بن أبي أسامة عن الجدى عن سفيان بن عيينة وزاد: وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى.
ورواه محمد بن جحادة عن محمد بن عجلان عن أبيه.
1704- (مرة بن كعب البهزي)
ويقال كعب بن مرة كما تقدم (3) في كعب.
9352 - حدثنا بهز وعبد الصمد. قالا: حدثنا أبو هلال، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن مرة البهزي. قال: كنت عند رسول
_________
(1) له ترجمة عند ابن الأثير، 5/148؛ والإصابة، 3/382.
(2) أخرجه ابن الأثير بإسناده عن ابن نعيم، 5/148.
(3) ترجم له ابن الأثير، 5/149؛ وابن حجر، 3/382.(7/375)
الله - صلى الله عليه وسلم - وقال بهز في حديثه: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تهيج فتنة كالصياصي وهذا ومن معه على الحق)) ، قال: فذهبت فأخذت بمجامع ثوبه فإذا هو عثمان بن عفان - رضي الله عنه - (1) .
_________
(1) المسند، 5/33.(7/376)
9353 - حدثنا أبو أسامة: حماد بن أسامة، حدثنا كهمس، عن عبد الله بن شقيق. قال: حدثني هرمي بن الحارث وأسامة بن خريم وكانا يقارباني فحدثاني حديثاً ولم يشعر كل واحد منهما أن صاحبه حدثه عن مرة البهزي. قال: بينما نحن مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في طريق من طرق المدينة فقال: ((كيف تصنعون في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها صياصي بقر؟)) قالوا: نصنع ماذا؟ قال: ((عليكم هذا وأصحابه)) . قال: فأسرعت حتى عطفت فلحقت الرجل فقلت: هذا يارسول الله. قال: ((هذا)) فإذا هو عثمان بن عفان. فقال: ((هذا وأصحابه)) (1) . فذكره.
9354 - وقد رواه الترمذي، عن بندار، عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب ابن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني: أن خطباء قامت بالشام وفيهم رجال من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام أحدهم، رجل يقال له مرة بن كعب، فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر هذا الحديث، ثم قال: حسن صحيح (2) .
* (مرة بن وهب والد يعلى بن مرة الثقفي)
يأتي في ترجمة يعلى إن شاء الله تعالى.
_________
(1) المسند، 5/33.
(2) جامع الترمذي: حديث (3788) وقال: حسن صحيح.(7/376)
1705- (مزيدة بن جابر العبدي العصري) (1)
كذا نسبه أبو نعيم، وقال أبو عمر: مرثد العبدي ولم ينسبه، وقال ابن الكلبي: هو مرثدة بن مالك بن تمام بن معاوية بن سنان بن عامر بن خطمة بن محارب بن عمرو بن رويعة بن لكنر بن أقصى بن عبد القيس، وقد أعاده أبو نعيم في النساء فقال: مزيدة العصرية. قال ابن الأثير فوهم في ذلك.
9355 - له عند الترمذي حديث واحد رواه في جامعه قائلاً: حدثنا محمد بن صدران: أبو جعفر البصري، حدثنا طالب بن حجر، عن هود بن عبد الله بن سعد، عن جده مزيدة. قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة يوم الفتح وعلى سيفه ذهب وفضة. وقال: غريب (2) .
قال شيخنا: ورواه أبو بكر بن يحيى بن راشد مستملي أبي عاصم، عن طالب بن حجير مختصراً (3) .
9356 - وقد أسند ابن الأثير عن محمد بن صدران، عن طالب بن حجير، عن هود بن عبد الله، عن جده مزيدة العصري قدوم وفد عبد القيس على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقوله عليه السلام للأشج: ((إن فيك لخصلتين يحبهما الله الأناة والتؤدة)) (4) . الحديث بطوله.
* فأما (زائدة أو مزيدة بن حوالة)
المتقدم ذكره في حرف الزاء، فذلك صحابي آخر له في قوله عليه السلام: ((ألا يكفيك يا ابن حوالة)) الحديث كما تقدم.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/150؛ والإصابة، 3/389.
(2) جامع الترمذي: حديث (1741) .
(3) تحفة الأشراف، 8/375.
(4) أسد الغابة، 5/151.(7/377)
1706- (مساحق أبو نوفل) (1)
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث سرية قال: ((إن رأيتم مسجداً، أو سمعتم مؤذناً فلا تقتلوا أحداً)) . الحديث.
9357 - كذا رواه أبو موسى، من طريق نصر بن علي عن سفيان بن عمرو بن دينار عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن أبيه عن جده به.
وإنما رواه الناس عن سفيان عن عبد الملك ليس بينهما عمرو عن ابن عصام المزني عن أبيه فذكره. فالله أعلم (2) .
1707- (مسافع أبو عبد الله الديلي) (3)
قال ابن منده: ذكره البخاري في الصحابة.
9358 - وقال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا عبد الرحمن بن سعد المؤذن، حدثنا مالك بن عبيدة الديلي، عن أبيه، عن جده. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لولا عباد لله ركع وصبية رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صباً ثم ليرضكم رضاً)) .
ثم قال أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم: هذا إسناد حسن.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/152؛ والإصابة، 3/389.
(2) راجع الإصابة، 3/389.
(3) ترجم له ابن الأثير، 5/152؛ وابن حجر، 3/389.(7/378)
1708- (المستورد بن شداد)
ابن عمرو بن حنبل بن الأصب بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك القرشي الفهري (1) .
له ولأبيه صحبة. سكن الكوفة، وحديثه في خامس الشاميين.
9359 - حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة، عن ابن هبيرة والحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، قال: سمعت المستورد بن شداد (سكن مصر) (2) يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من ولى عملاً وليس له منزل فليتخذ منزلاً. أو ليست له زوجة فليتزوج أو ليس له خادم فليتخذ خادماً، أو ليست له دابة فليتخذ دابة، من أصاب شيئاً سوى ذلك فهو غال)) (3) .
9360 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا الحارث بن يزيد الحضرمي، عن عبد الرحمن بن جبير، أنه كان في مجلس فيه المستورد وعمرو بن غيلان ابن سلمة، فسمع المستورد يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من ولى عملاً فلم يكن له زوجة فليتزوج، أو خادماً فليتخذ خادماً، أو مسكناً أو دابة فليتخذ دابة، فمن أصاب شيئاً سوى ذلك فهو غال سارق)) (4) .
وقد رواه أبو داود في الخراج عن موسى بن مروان الرقى عن المعاق بن عمران، عن الأوزاعي عن الحارث بن يزيد عن جبير بن نفير عن المستورد فذكره (5) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/154؛ والإصابة، 3/387.
(2) مابين القوسين ليس في المسند.
(3) المسند، 4/229.
(4) المسند، 4/229.
(5) سنن أبي داود: حديث (2929) .(7/379)
قال شيخنا: وقد رواه جعفر الفريابي، عن موسى بن مرزوق فقال: عن عبد الرحمن بن جبير بدل جبير بن نفير، وهو أشبه بالصواب (1) .
_________
(1) تحفة الأشراف، 8/377 والقائل: هو المزي.(7/380)
9361 - حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد وعبد الله بن هبيرة، عن عبد الرحمن بن جبير فذكر الحديث (1) .
9362 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير: أن المستورد قال: بينا أنا عند عمرو بن العاص فقلت له: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أشد الناس عليكم الروم، وإنما هلكتهم مع الساعة)) . فقال له عمرو: ألم أزجرك عن مثل هذا (2) . تفرد به من هذا الوجه.
9363 - حدثنا علي بن عياش، حدثنا ليث بن سعد. قال: حدثنا موسي بن علي، عن أبيه، عن المستورد الفهري أنه قال لعمرو بن العاص: تقوم الساعة والروم أكثر الناس. فقال له عمرو بن العاص: أبصر ماتقول. قال: أقول لك ماسمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال عمرو بن العاص: إن قلت ذاك أن فيهم لخصالاً أربعاً أنهم لأسرع الناس كرة بعد فرة، وأنهم لخير الناس لمسكين وفقير وضعيف، وأنهم لأحلم الناس عند فتنة، والرابعة حسنة جميلة وإنهم لأمنع الناس من ظلم الملوك (3) .
_________
(1) المسند، 5/229.
(2) المسند، 4/220.
(3) المسند، 4/230.(7/380)
رواه مسلم من حديث الليث بن سعد به، ومن حديث ابن وهب عن أبي شريح عبد الرحمن بن شريح عن عبد الكريم بن الحارث عن المستورد نحوه (1) .
_________
(1) صحيح مسلم: حديث (2898) كتاب الفتن (باب ماتقوم به الساعة) .(7/381)
9364 - حدثنا وكيع، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، [عن] المستورد أخى بني فهر. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما الدنيا في الآخرة إلا كمثل مايجعل أحدكم إصبعه هذه في اليم فلينطر بما يرجع)) وأشار بالسبابة (1) .
9365 - حدثنا ابن نمير، حدثنا إسماعيل بن قيس: سمعت المستورد أخى بني فهر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل مايجعل أحدكم إصبعه هذه في اليم فلينظر بم يرجع)) يعني التي تلي الإبهام (2) .
رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد به، منها مسلم، وابن ماجة عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه به، ورواه النسائي عن سويد بن المبارك عن إسماعيل به، وقال الترمذي: حسن صحيح (3) .
9366 - حدثنا يحيى بن سعد، عن إسماعيل، حدثني قيس: سمعت المستورد أخا بني فهر. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والله ما
_________
(1) المسند، 4/228.
(2) المسند، 4/229.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه: حديث (2858) ؛ وابن ماجة في السنن: حديث (4108) ؛ وابن المبارك في كتاب الزهد: حديث (496) ؛ والطبراني في الكبير، 20/301.(7/381)
الدنيا في الآخرة إلا مثل مايجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم ترجع إليه)) (1) .
ورواه مسلم عن محمد بن حاتم، والترمذي عن محمد بن بسار، كلاهما: عن يحيى بن سعيد به.
_________
(1) المسند، 4/229.(7/382)
9367 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا مجالد بن سعيد، عن قيس ابن أبي حازم، عن المستورد بن شداد. قال: كنت في ركب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ مر بسخلة ميتة منبوذة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أترون هذه هانت على أهلها؟)) قالوا: يارسول الله من هوانها ألقوها، قال: ((فو الذي نفس محمد بيده الدنيا أهون على الله من هذه عند أهلها)) (1) .
رواه ابن ماجة عن يحيى بن حبيب عن خالد بن زيد، والترمذي عن سويد عن ابن المبارك عن مجالد به، وقال: حسن (2) .
9368 - حدثنا يونس بن محمد، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا مجالد، عن قيس ابن أبي حازم، عن المستورد بن شداد. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده ما الدنيا في الآخرة إلا كرجل وضع إصبعه في اليم ثم يرجعها)) ، قال: وإني لفي الركب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمر على سخلة منبوذة على كناس فقال: ((أترون هذه هانت على أهلها)) ، فقالوا: من هوانها ألقوها، قال: ((والذي نفسي بيده للدنيا على الله أهون من هذه على أهلها)) (3) .
_________
(1) المسند، 4/229.
(2) أخرجه الترمذي: حديث (2423) ؛ وابن ماجة في السنن: حديث (4111) .
(3) المسند، 4/130.(7/382)
روى أوله مسلم والترمذي وابن ماجة والنسائي من حديث قيس، وروى آخره الترمذي وابن ماجة من حديث مجالد كما تقدم تفصيله.(7/383)
9369 - حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، قال سليمان: حدثنا وقاص بن ربيعة: أن المستورد حدثهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من أكل برجل مسلم أكلة فإن الله يطعمه مثلها من جهنم، ومن اكتسى برجل مسلم ثوباً فإن الله يكسوه مثله من جهنم، ومن قام برجل مسلم مقام سمعة فإن الله يقوم به مقام سمعة يوم القيامة)) (1) .
رواه أبو داود في الأدب عن حيوة بن شريح عن بقية عن عبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن وقاص بن ربيعة به (2) .
9370 - حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو، عن أبي عبد الرحمن الجبلي، عن المستورد بن شداد، صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا توضأ خلل أصابع رجليه بخنصره (3) .
9371 - حدثنا حسن بن موسى وابن داود. قالا: حدثنا ابن لهيعة، حدثنا يزيد ابن عمرو ويحيى بن إسحاق. قال: حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن المستورد بن شداد صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا توضأ يخلل أصابع رجليه بخنصره (4) .
_________
(1) المسند، 4/229.
(2) سنن أبي داود: حديث (4860) .
(3) المسند، 4/229.
(4) المسند، 4/229.(7/383)
رواه أبو داود والترمذي عن قتيبة، وابن ماجة عن محمد بن مصفى عن محمد ابن حمير، كلاهما: عن ابن لهيعة به (1) .
(حديث آخر عنه)
في ذكر الحوض والأواني، تقدم في مسند حارثة بن وهب.
(حديث آخر عنه)
_________
(1) أخرجه أبو داود في السنن: حديث (148) ؛ والترمذي في الجامع: حديث (40) ؛ وابن ماجة في السنن: حديث (446) ؛ والبيهقي في السنن، 1/76.(7/384)
9372 - رواه الترمذي في الفتن من حديث يحيى بن عبد الرحمن الأرحي، عن عبيدة بن الأسود، عن خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن المستورد بن شداد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بعثت في نفس الساعة فسبقتها كما سبقت هذه)) وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى، ثم قال الترمذيك غريب لانعرفه من حديث المستورد إلا من هذا الوجه (1) .
وقال البزار: وروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحوه من وجه آخر.
وقد رواه الطبراني: من حديث حبان بن علي عن مجالد عن الشعبي عن المستورد مثله (2) .
(حديث آخر)
9373 - قال أبو يعلى: حدثنا كامل بن طلحة، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن حديج بن أبي عمرو أنه قال: سمعت المستورد بن شداد يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
_________
(1) جامع الترمذي: حديث (2310) وقال: غريب.
(2) المعجم الكبير، 20/308.(7/384)
((لكل أمة أجل فإذا مر على امتي مائة سنة أتاها ماوعد الله عز وجل)) (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) مسند أبي يعلى، 12/263. وفي إسناده ابن لهيعة، وهو ضعيف.(7/385)
9374 - رواه الطبراني من حديث إسماعيل، عن قيس، عن المستورد مرفوعاً: ((يذهب الصالحون الأول فالأول حتى يبقى كحثالة البر والشعير لايبال الله بها)) (1) .
ثم رواه من حديث سويد، عن منصور، عن ربعى عنه.
9375 - ومن حديث أبي بكر الداهري، عن إسماعيل، عن قيس، عن المستورد مرفوعاً: ((ردوا الخيط والمخيط من غل خيطاً كلف يوم القيامة أن يجئ به وليس بجاء)) (2) .
وبه: أن رجلاً شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النقرس فقال: ((كذبتك الهواجر)) (3) .
1709- (مسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة)
ابن عون بن عبيد عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي (4) ، قتل أبوه يوم بدر كافراً. ويقال له مسعود بن العجماء وهي أُمه، بنت عامر، قيل أنه قتل يوم مؤثة مع زيد وجعفر وابن رواحة.
_________
(1) المعجم الكبير، 20/302.
(2) المعجم الكبير، 20/303، وفي إسناده أبو بكر الدهراوي، قال الهيثمي: 5/100: ولم أعرفه.
(3) المعجم الكبير، 20/303.
(4) له ترجمة في أسد الغابة، 5/156؛ والإصابة، 3/389.(7/385)
9376 - روى أبو نعيم من حديث الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد ابن إسحاق، عن محمد بن طلحة بن يزيد: أن خالته بنت مسعود بن العجماء حدثته: أن أباها قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المخزومية التي سرقت ففديتها بأربعين أوقية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لئن تطهر خير لها)) ، فأمر بها فقطعت يدها، وهي من بني عبد الأسد.
9377 - ثم قال أبو بكر بن خلاد: حدثنا محمد بن الفضل بن جابر، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد بن العوام، عن محمد بن إسحاق، عن أبي طلحة بن ركانة، عن أمه عائشة بنت مسعود بن العجماء، عن أبيها. قال: سرقت إمرأة من قريش قطيعة من بيوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله.
ورواه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن نمير عن ابن إسحاق عن محمد بن علي بن ركانة عن أمه عائشة (1) .
قال: ورواه ابن وهب عن الليث، وابن لهيعة عن يزيد عن محمد بن طلحة يعني ولم يذكر ابن إسحاق.
* (مسعود بن الأسود بلوي)
شهد الحديبية وسكن مصر (2) .
قال أبو عمر: روى حديثه ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح (3) عنه، ولم يذكره.
_________
(1) سنن ابن ماجة: حديث (2548) ؛ والحاكم، 4/379؛ وصححه وحسن ابن حجر إسناده في الإصابة، 3/389.
(2) له ترجمة في أسد الغابة، 5/157.
(3) الاستيعاب، 3/430.(7/386)
1710- (مسعود بن أوس بن أصرم بن زيد بن ثعلبة)
ابن غنم بن النجار الأنصاري النجاري أبو محمد (1) .
الذي زعم أن الوتر واجب، فقيل لعبادة بن الصامت [ذلك فقال: كذب] ، وقد قيل أنه شهد بدراً ومابعدها، وتوفي في خلافة عمر، وقيل بل شهد صفين مع علي فالله أعلم، ولم يقع عنه حديث مرفوع فأذكره، والله الميسر، ثم رأيت الطبراني قد روى له حديثاً مفيداً قال:
9378 - حدثنا يحيى بن عثمان، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا يزيد بن عمرو المعافري، عن مولى لرويفع ابن ثابت أن رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - اشترى جارية بربرية بمائتي دينار وبعث بها إلى أبي محمد البدري وكان قد شهد بدراً ووهب له الجارية البربرية، فلما جاءته قال: هذه من المجوس الذين نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهم، والذين أشركوا، قال: فحدثت بهذا الحديث رجلاً فحدثني أن يحيى بن سعيد حدثه أن عماً له مات بالمغرب وكان بدرياً (2) .
كذا رواه ابو نعيم عن الطبراني.
1711- (مسعود بن خالد الخزاعي) (3)
9379 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن علي الصايغ، حدثنا ملك بن أبي فارة الخزاعي، حدثنا أبي أبو فارة، عن أبيه الوليد، عن جده. قال: بعثت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشاة ثم ذهبت في حاجة فرد إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شطرها فرجعت إلى أم
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/157؛ والإصابة، 3/389.
(2) المعجم الكبير، 20/332.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 5/153؛ والإصابة، 3/389.(7/387)
خناس فإذا عندها لحم، فقلت: يا أم خناس ماهذا اللحم؟ فقالت: هذا اللحم رده إلينا خليلك من الشاة التي بعثت بها إليه. فقلت: مالك لم تطعميه عيالك منذ غدوة؟ فقالت: هذا سؤرهم وكلبهم قد أطعمت، قال: وكانوا يذبحون الشاتين والثلاث ولاتجزئ عنهم (1) .
* فأما (مسعود بن خالد الذرقي) (2)
ويقال: مسعود بن سعد بن خالد، ويقال: ابن خلدة فهو معدود فيمن شهد بدراً ولا رواية له.
* (مسعود بن زيد بن سبيع) (3)
قيل: هو اسم أبي محمد الأنصاري القائل بوجوب الوتر الفذي خطأه في تلك عبادة بن الصامت واستدل عليه بحديث خمس صلوات كتبهن الله على العباد، وقيل: مسعود بن الأسود كما تقدم.
_________
(1) المعجم الكبير، 20/335؛ قال البيهقي، 8/310: وفيه من لم أعرفهم.
(2) له ترجمة في أسد الغابة، 5/159.
(3) انظر ماتقدم آنفاً.(7/388)
1712- (مسعود بن الضحاك بن عدي بن جابر اللخمي) (1)
9380 - روى ابن منده من حديث عبد السلام بن المستنير بن المطاع بن زائدة ابن مسعود بن الضحاك، عن أبيه، عن جده مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((أنت مطاع في قومك)) وحمله على فرس أبلق.
* (مسعود بن العجماء ومسعود بن الأسود تقدم)
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/163؛ والإصابة، 3/392.(7/388)
1713- (مسعود بن عمرو الثقفي)
سكن المدينة (1) .
9381 - روى أبو نعيم: من طريق ابن أبي ليلى، عن عبد الكريم، عن سعيد ابن يزيد، عن مسعود بن عمرو. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لايزال العبد يسأل وهو عنه غني حتى يخلق وجهه فما يكون له عند الله وجه)) .
وقد قال ابن الأثير: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في كراهية السؤال تفرد بحديثه محمد ابن جامع العطار وهو متروك الحديث. كذا قال (2) ، وليس الأمر كذلك، فقد روى الحديث أبو نعيم من طريقين عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى به، وليس في الإسناد محمد ابن جامع الذي ذكره بالكلية، ثم قال: وله حديث آخر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن قتل الجنان. رواه عنه الحسن.
ثم ذكر.
1714- (مسعود بن عمرو القارئ من القارة) (3)
كان على الغنائم يوم حنين وقد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحبس السبايا والأموال عند الجعرانة وكان قديم الإسلام أخرجه أبو عمر.
* [مسعود بن هبيرة هو مسعود بن قرة]
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 5/164؛ وابن حجر، 3/392.
(2) أسد الغابة، 5/164.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 5/164.(7/389)
1715- (مسعود بن وائل) (1)
9382 - روى أبو نعيم من طريق بقية، عن عينة بن أبي عيينة، عن سليمان بن عمرو، عن الضحاك بن النعمان بن سعد، أن مسعود بن وائل قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وحسن إسلامه وقال: يارسول الله، إني أحب أن تبعث إلى قومي رجلاً يدعوهم إلى الإسلام، فعسى الله أن يهديهم بك، فقال لمعاوية: ((اكتب له)) ؛ فقال: يارسول الله كيف أكتب له؟ قال: ((اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله)) ثم ذكر الكتاب (2) .
1716- (مسعود غلام فروة الأسلمي) (3)
قيل: هو مسعود بن هنيدة.
شهد المريسيع مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (4) .
9383 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو بكر الطلحي ومحمد بن محمد. قالا: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا محمد بن عبد الله بن بهز، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا أفلح بن سعيد، حدثني بريدة بن سفيان، عن غلام لجده يقال له: مسعود. قال: مر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو وأبو بكر فقال: ((يامسعود قل لأبي تميم يبعث معنا دليلاً)) ، فقلت له، فبعثني وبعث معي موطب من لبن فجعلت أتخلل قمم الجبال والأودية، قال: وحضرت الصلاة وكنت قد عرفت الإسلام، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقام أبو بكر إلى جنبه فجئت وقفت
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/165؛ والإصابة، 3/393.
(2) له ترجمة في أسد الغابة، 5/159.
(3) انظر ماتقدم آنفاً.
(4) له ترجمة في أسد الغابة، 5/163؛ والإصابة، 3/392.(7/390)
خلفهما. قال: فدفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدر أبي بكر فقام إلى جنبي فصلى بنا.
(من اسمه مسلم)(7/391)
1717- (مسلم بن بجرة الأنصاري) (1)
9384 - قال ابن أبي عاصم: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن إسحاق بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد بن مسلم بن بجرة، عن أبيه، عن جده مسلم بن بجرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعله على أسارى بني قريظة فينظر إلى فرج الغلام فإذا رآه قد أنبت ضرب عنقه ومن لم ينبت جعله في غنائم المسلمين (2) .
منهم من يقول: إبراهيم بن مسلم بن بجرة عن أبيه عن جده.
1718- (مسلم بن الحارث بن بدل التميمي) (3)
أو الحارث بن مسلم كما تقدم، روى من قال: سبع مرات اللهم أجرني من النار سبعاً بعد الفجر وبعد المغرب.
9385 - وقد رواه أبو نعيم من حديث الحكم بن موسى: حدثنا صدقة، عن عبد الرحمن بن جار، حدثنا الحارث بن مسلم، عن أبيه. قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية، فلما هجمنا على القوم تقدمت أصحابي على فرس فاستقبلنا النساء والصبيان يصيحون، فقلت لهم:
_________
(1) له ترجمة عند ابن الأثير، 5/166؛ والإصابة، 3/394؛ وقال: مسلم بن أسلم بن بجرة وربما نسب إلى جده.
(2) أسد الغابة، وقد نقله بإسناده.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 5/166؛ والإصابة، 3/394.(7/391)
تريدون تتحرروا منهم، قالوا: نشهد أن لاإله إلاالله وأن محمداً عبده ورسوله، فقالوها فجاءني أصحابي فلاموني وقالوا: أشرفنا على الغنيمة فمنعتناها ثم انصرفنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه بالذي صنعت، فقال: ((تدرون ماصنع لقد كتب الله له من الأجر كذا وكذا من كل إنسان -ثم أدنا بي فقال: - إذا صليت صلاة الغداة فقل قبل أن تتكلم: اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من يومك كتب الله لك بها جواراً من النار وإذا صليت المغرب فقل قبل أن تكلم أحداً: اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من ليلتك تلك كتب لك بها جواراً من النار)) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/434.(7/392)
9386 - ثم رواه من حديث هشام بن عمار، عن محمد بن شعب، عن عبد الرحمن بن حسان، عن الحارث بن مسلم، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((إذا انصرفت من صلاة المغرب)) وذكره.
وقد رواه أحمد وأبو داود والنسائي من حديث الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن ابن حسان عن الحارث بن مسلم عن أبيه فذكره كما تقدم (1) .
9387 - وروى له أحمد حديثاً آخر عن علي بن بحر، عن الواقدي، عن عبد الرحمن بن حسان، عن الحارث بن مسلم، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب له كتاباً بالوصاة إلى من بعده من ولاة الأمور وختم عليه (2) .
_________
(1) رواه الإمام أحمد في المسند، 4/234؛ وأبو داود في السنن: حديث (5058) ؛ والنسائي في عمل اليوم والليلة (111) .
(2) المسند، 4/234.(7/392)
وكذلك رواه أبو نعيم عن الطبراني عن الحسن بن إسحاق عن علي بن بحر به (1) .
_________
(1) المعجم الكبير، 19/434.(7/393)
1719- (مسلم بن الحارث الخزاعي) (1)
ثم المصطلقي له وفادة.
9388 - روى أبو نعيم من طريق يعقوب بن محمد الزهري: حدثني يزيد بن عمرو بن مسلم الخزاعي، حدثني أبي، عن أبيه، قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنشده منشد قول سويد بن عامر المصطلقي:
لاتأمنن وإن أمسيت في حرم ... إن المنايا بجنبي كل إنسان
واسلك طريقاً تمشي غير مختشع ... حتى تلاقي مايمني لك الماني
وكل ذي صاحب يوماً مفارقه ... وكل زاد وإن أبقيته فاني
والخير والشر مجموعان في قرن ... فكل ذلك يأتيك الجديدان
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لو أدرك هذا الإسلام لأسلم)) . قال: فبكى أبي فقلت: يا أبتاه مايبكيك عن مشرك مات في الجاهلية؟ فقال: يابني مارأيت من مشرك خيراً من سويد بن عامر (2) .
قال الشيخ أبو عمر: وهذه الرواية أثبت من قول الزبير بن بكار أن هذا الشعر لأبي قلابة الحارث بن صعصعة بن كعب بن طابخة بن لحيان بن هذيل الهذلي، وهو أول من قال الشعر من هذيل (3) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/167؛ والإصابة، 3/394.
(2) أسد الغابة، 5/167.
(3) الاستيعاب، 3/400.(7/393)
1720- (مسلم بن رياح الثقفي) (1)
9389 - قال أبو نعيم: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عثمان ابن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن براد الأشعري، حدثنا هائ بن سعيد النخعي، عن حجاج، عن عوف بن أبي جحيفة، عن مسلم بن رياح، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فسمع رجلاً ينادي: الله أكبر الله أكبر. فقال: ((شهادة الحق)) ، فقال: أشهد أن لاإله إلا الله. فقال: ((برئ من الشرك)) . فقال: أشهد أن محمداً رسول الله. فقال: ((هذه الجنة من النار)) ، ثم قال: ((أنظروا فإنكم ستجدونه صاحب معزى حضرته الصلاة فرأى عليه من الحق أن يتوضأ بالماء فإن لم يجد الماء تيمم ثم أذن وأقام**. قال: فطلبوه فوجدوه صاحب معزى (2) .
* (مسلم بن عبد الله الأزدي)
كان اسمه شهاباً فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلماً.
تقدم ذكره في حرف الشين، كذا ذكره أبو نعيم مختصراً، وفرق أبو موسى بين هذا وبين مسلم بن عبد الله الأزدي أيضاً. قال أبو موسى: أورده علي بن سعيد العسكري في الأفراد وروى بإسناده عن إسماعيل بن عياش، عن بكر بن زرعة الخولاني، عن مسلم بن عبد الله الأزدي. قال: جاء عبد الله بن قرط حين أسلم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ما اسمك؟)) قال: شيطان. قال: ((أنت عبد الله بن قرط)) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/168؛ والإصابة، 3/395، وقال: رياح بكسر الراء وبالمثناة التحتية.
(2) أسد الغابة، 5/168.(7/394)
1721- (مسلم بن عبد الرحمن) (1)
له رؤية.
9390 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني، حدثنا أبو جعفر النفيلي، حدثنا عباد بن كثير الرملي، عن شميسة بنت نبهان، عن مولاها مسلم بن عبد الرحمن. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبايع النساء عام الفتح على الصفا، فجاءت إمرأة كأن يدها يد الرجل فأبى أن يبايعها فذهبت فغيرت يدها بصفرة، وأتاه رجل في يده خاتم حديد فقال: ((ماطهر الله كفاً فيها خاتم من حديد)) (2) .
1722- (مسلم بن عقرب الأزدي) (3)
9391 - روى له أبو عمر (4) من طريق بكر بن وائل بن داود عنه مرفوعاً: ((من حلف ليضربن عبده فإن كفارته أن يدعه وله من الكفارة خير)) .
1733 - (مسلم بن عمرو: أبو عقرب والد أبي نوفل) (5)
قال ابن أبي خيثمة، عن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين أنهما قالا: أبو نوفل معاوية بن مسلم بن عمرو، وهو ابن أبي عقرب.
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 5/170 وقال: له صحبة؛ وابن حجر، 3/395 ونقل عن البخاري وأبي حاتم أنهما قالا: له صحبة.
(2) المعجم الكبير، 19/435؛ قال الهيثمي: 5/154: فيه شميسة ولم أعرفها.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 5/170؛ وقال الحافظ ابن حجر، 3/396: قال العسكري: حديثه مرسل، وذكره البخاري في التابعين.
(4) الاستيعاب، 3/339.
(5) ترجم له ابن الأثير، 5/171؛ وابن حجر في الإصابة، 3/396.(7/395)
9392 - قال أبو نعيم: حدثنا أحمد بن بكر بن خلاد، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا العباس بن الفضل الأزرق، حدثنا الأسود بن شيبان، حدثنا أبو نوفل عن أبيه. قال: كان لهب بن ابي لهب يسب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم سلط عليه كلبك)) . قال: فخرج يريد الشام في قافلة مع أصحابه فنزلوا منزلاً، فقال: إني أخاف دعوة محمد. فقالوا: كلا، فحوطوا المتاع حوله وقعدوا يحرسونه، قال: فجاء السبع فانتزعه فذهب به (1) .
1724- (مسلم بن عمير الثقفي) (2)
9393 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا عبدان بن أحمد، حدثنا عمرو بن النعمان الباهلي، حدثنا مزاحم بن عبد العزيز الثقفي، حدثنا مسلم بن عمير. قال: أهديت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جرة خضراء من كافور فقسمها بين المهاجرين والأنصار، وقال: ((يا أم سليم انتبذي لنا فيها)) (3) .
1725- (مسلم بن العلاء بن الحضرمي) (4)
كان اسمه العاص فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلماً.
9394 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن الحسين، حدثنا بهرام الأيدجي، حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق، حدثنا عمر بن إبراهيم الرقي، حدثنا زكريا بن طلحة بن مسلم
_________
(1) أسد الغابة، 5/171.
(2) ترجم له ابن الثير، 5/172؛ وابن حجر، 3/397.
(3) المعجم الكبير، 19/346؛قال الهيثمي، 5/65: فيه مزاحم بن عبد العزيز ولم أعرفه.
(4) له ترجمة في أسد الغابة، 5/171؛ والإصابة، 3/396.(7/396)
بن العلاء بن الحضرمي، عن أبيه، عن جده، قال: شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما عهد إلى العلاء بن الحضرمي حيث وجهه إلى البحرين، قال: ((ولايحل لأحد جهل الفرض والسنن ويحل له ماسوى ذلك)) ، وكتب للعلاء: ((أن سنوا بالمجوس سنة أهل الكتاب)) (1) .
* (مسلم بن هانئ بن يزيد)
تقدم ذكره في ترجمتي أخويه شريح وعبد الله.
_________
(1) المعجم الكبير، 19/437؛ قال الحافظ ابن حجر في الإصابة، 3/396: مدار الحديث على عمر ابن إبراهيم وهو ساقط.(7/397)
1726- (مسلم أبو رائطة) (1)
9395 - روى أبو نعيم من طريق محمد بن سنان: حدثنا عبد الله مولى الحارث ابن ابزيك رجل من أهل مكة، حدثتني أمي رائطة بنت مسلم، عن أبيها. قال: شهدت النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فقال: ((ما اسمك؟)) فقلت: غراب. فقال: ((أنت مسلم)) (2) .
1727- (مسلم بن عبيد الله) (3)
أبو عبيد الله بن مسلم القرشي. كذا ترجمه أبو نعيم بخطه، وقال شيخنا في الأطراف: مسلم بن عبد الله، ويقال: عبيد الله بن مسلم القرشي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، تقدم في حرف العين.
9396 - قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عبيد بن يعيش، حدثنا يونس بن بكير،
_________
(1) له ترجمة عند ابن الأثير، 5/168؛ وابن حجر، 3/397.
(2) المعجم الكبير، 19/433.
(3) ترجم له ابن الأثير، 5/170؛ وابن حجر، 3/396.(7/397)
حدثنا سليمان: مولى عمر ابن حوشب، عن عبيد الله بن مسلم، عن أبيه أنه حدثه.
وقال أبو نعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا جمعة ابن عبد الله البلخي، حدثنا عمر بن هارون، حدثنا هارون بن سليمان: مولى عمرو ابن حوشب، أخبرني عبد الله بن مسلم القرشي، أخبرني والدي مسلم: أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو سئل عن صوم الدهر كله، فقال: ((أما لأهلك عليك حق صم رمضان والذي يليه وكل أربعاء وخميس فإذا أنت قد صمت الدهر وأفطرت)) (1) .
_________
(1) راجع الإصابة، 3/169.(7/398)
1728- (مسلم: أبو عباد) (1)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر به وهو ملازم غريماً له في المسجد الحديث.
9397 - رواه أبو نعيم من حديث يعقوب القمي عن عيينة عن أبي ليلى عن عباد عن أبيه به.
1729- (مسلم: أبو عوسجة) (2)
9398 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، حدثنا أبو الأحوص، حدثنا سليمان بن قرم، عن عوسجة بن مسلم، عن أبيه. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بال ثم توضأ ومسح على الخفين (3) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/169؛ والإصابة، 3/397.
(2) ترجم له ابن الأثير، 5/172.
(3) المعجم الكبير، 19/436.(7/398)
(من اسمه مسلمة)(7/399)
1730- (مسلمة بن قيس الأنصاري) (1)
عداده في المدنيين.
9399 - روى أبو نعيم، من طريق حبيب بن أبي حبيب، عن إبراهيم بن الحصين عن أبيه، عن جده، عن مسلمة بن قيس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((استشرت جبريل في اليمين مع الشاهد فأمرنى به)) (2)
1731- (مسلمة بن مخلد بن الصامت)
ابن نيار بن لوذان بن عبدود بن زيد بن ثعلبة بن الخزج بن ساعدة بن كعب بن الخزج الأنصاري الخزرجي (3) . ومنهم من جعله زرقياً فغلط.
ولد بعد الهجرة، وقيل قبلها باربع سنين وكان من أصحاب معاوية استعمله على مصر والمغرب، وكان أول من جمعا له، وكان من أشد الناس حفظاً للقرآن، ثم تحول إلى المدينة ونزل بها سنة ثلاث وستين، وقيل بمصر سنة ستين فالله أعلم.
حديثه في أول الشاميين.
9400 - حدثنا عبد الله: قرأت على ابي هذا الحديث: حدثنا عباد بن عباد، وابن أبي عدي، عن ابن عوف، عن مكحول، أن عقبة قال: ابن أبي عدي أتى مسلمة بن مخلد بمصر فكان بينه وبين البواب شيء فسمع صوته فأذن له فقال: إني لم آتك زائراً ولكني جئتك
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/173؛ والإصابة، 3/398.
(2) نسبه ابن الأثير لأبي نعيم وابن منده: 50/173.
(3) ترجم له ابن الأثير: 5/174، وابن حجر: 3/398(7/399)
لحاجة، أتذكر يوم قال عباد في حديثه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من علم من أخيه سيئة فسترها ستره الله بها يوم القيامة؟)) فقال: نعم لهذا جئت. قال ابن أبي عدي في حديثه: ركب عقبة بن عامر أبي مسلمة بن مخلد وهو أمير على مصر (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 4/104.(7/400)
9401 - حدثنا محمد، حدثنا ابن جريج، عن ابن المنكدر، عن أبي أيوب، عن مسلمة بن مخلد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من ستر مسلماً في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن نجا مكروباً فك الله عنه كرب يوم القيامة، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته)) (1) . تفرد به.
وتقدم في ترجمة رويفع بن ثابت الأنصاري.
(حديث آخر عن مسلمة بن مخلد)
9402 - قال الطبراني: حدثنا بكر بن سهل، حدثنا شعيب بن يحيى، حدثنا يحيى بن أيوب، عن بكر بن الحارث، عن مجمع بن كعب، عن مسلمة بن مخلد. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اغروا النساء يلزمن الحجال)) (2) .
(حديث آخر)
9403 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن علي الصايغ، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف، حدثنا أحمد ابن صالح. قالا: حدثنا ابن وهب، حدثني أبو هانئ، عن عبد الرحمن ابن
_________
(1) المسند، 4/104.
(2) المعجم الكبير، 19/438 وفي إسناده مجمع بن كعب؛ قال البيهقي، 5/38: لم أعرفه؛ وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، 2/383.(7/400)
مالك، عن معاوية بن حديج، عن مسلمة بن مخلد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يسبق المهاجرون الناس إلى الجنة بأربعين خريفاً ينعمون فيها والناس محبوسون للحساب ثم تكون الزمرة الثانية مائة خريف)) (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) المعجم الكبير، 19/438.(7/401)
9404 - رواه الطبراني أيضاً من حديث أبي هلال الراسبي، عن جبلة بن عطية، عن مسلمة بن مخلد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاوية: ((اللهم علمه الكتاب والحساب، ومكن له في البلاد، وقه سوء الحساب)) (1) .
(حديث آخر)
9405 - قال أبو يعلى: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، حدثنا موسى ابن علي، عن أبيه: سمعت مسلمة بن مخلد يقول: ولدت فقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابن عشر سنين، ليس له عند أبي يعلى سواه (2) .
1732- (المسور بن مخرمة)
ابن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشي (3) .
أبو عبد الرحمن، أمه: عاتكة بنت عوف، أخت عبد الرحمن، وقيل اسمها الشفاء، ولد بعد الهجرة وكان من فقهاء الصحابة وقد صحب خاله عبد الرحمن بن عوف أيام الشورى، ويقال: كان هواه
_________
(1) المعجم الكبير، 19/439؛ قال الهيثمي، 9/307: جبلة لم يسمع من مسلمة فالحديث مرسل.
(2) لم أجده في القسم المطبوع.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، 5/175؛ والإصابة، 3/399.(7/401)
مع علي، قاله ابن الأثير (1) ، ثم انتقل إلى مكة بعد مقتل عثمان، فكان بها إلى سنة أربع وستين، أصابه حجر منجنيق فمات.
حديثه في خامس الكوفيين.
_________
(1) أسد الغابة، 5/175.(7/402)
9406 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا الليث -يعني ابن سعد-، حدثني عبد الله بن عبد الله بن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر- يقول: ((إن بني هشام بن المغيرة استأذونوني في أن ينكحوا ابنتهم على ابن أبي طالب فلا آذن لهم، ثم لا آذن لهم، فإنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها، ويؤذيني ما أذاها)) (1) .
رواه الجماعة (2) من حديث الليث. زاد البخاري وعمرو بن دينار، كلاهما: عن ابن أبي مليكة به.
9407 - حدثنا هاشم، حدثنا ليث، حدثني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة. قال: أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبية مزورة بالذهب فقسمها في أصحابه. فقال مخرمة: يامسور، اذهب بنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه قد ذكر لي أنه قسم أقبية، فانطلقنا فقال: أُدخل فادعه لي، قال: فدخلت فدعوته إليه فخرج وعليه قباءً منها، قال: ((خبأت هذا لك يامخرمة)) . قال: فنظر إليه، فقال: رضي [مخرمة] فأعطاه إياه (3) .
_________
(1) المسند، 4/328.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه: حديث (926) و (3110) ؛ ومسلم: حديث (2449) ؛ وأبو داود في السنن: حديث (2055) ؛ وابن ماجة في السنن: حديث (1999) .
(3) المسند، 4/328.(7/402)
رواه البخاري ومسلم، من حديث أيوب، والبخاري أيضاً والترمذي من حديث الليث، كلاهما: عن ابن أبي ليلى، وقال الترمذي: حسن صحيح (1) .
_________
(1) أخرجه البخاري في كتاب الهبة/ حديث (118) ؛ ومسلم في صحيحه، 2/731؛ كتاب الزكاة (باب إعطاء من سأل بفحش وغيظة) ؛ والترمذي في السنن: كتاب الاستئذان: حديث (87) ، وقال: حسن صحيح.(7/403)
9408 - حدثنا أبو سعيد: مولى بني هاشم، حدثنا عبد الله بن جعفر. قال: حدثتنا أم بكر بنت المسور بن مخرمة، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن المسور بن مخرمة: أنه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنته فقال له: قل له فليلقني في العتمة، قال: فلقيه فحمد الله المسور وأثنى عليه. وقال: أما بعد والله مامن نسب ولاسبب ولاصهر أحب اليَّ من نسبكم وصهركم، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((فاطمة بضعة مني يقبضني ماقبضها ويبسطني مابسطها وأن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري وعندك ابنتها ولزوجتك لقبضتها ذلك)) . قال: فانطلق عاذراً له (1) .
(عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن المسور بن مخرمة)
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لايصلي أحدكم وهو يحتبس الأذى)) -يعني البول والغائط-.
9409 - رواه الطبراني من حديث إبراهيم بن قاسم النوفلي، حدثنا سليمان ابن داود الشاذكوني، حدثنا محمد بن عمر الواقدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن أخي الزهري، عن الزهري عنه (2) .
_________
(1) المسند، 4/323.
(2) المعجم الكبير، 20/20؛ قال الهيثمي، 2/89، فيه الواقدي، وهو ضعيف. قلت: وفيه الشاذكوني متهم بوضع الحديث.(7/403)
9410 - حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن مروان والمسور ابن مخرمة، يزيد أحدهما على صاحبه: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه، فلما كان بذي الحليفة قلد الهدى وأشعر وأحرم منها وبعث عيناً له بين [يديه] فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا (1) .
9411 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمد بن إسحاق بن يسار، عن الزهري، حدثنا محمد بن مسلم بن شهاب، عن عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم، قالا: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية يريد زيارة البيت لايريد قتالاً، وساق معه الهدي سبعين بدنة وكان الناس معه سبعمائة رجل فكانت كل بدنة عن عشرة، قال: وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان بعسفان لقيه بشر ابن سفيان الكعبي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذه قريش قد سمعت بمسيرك فخرجت معها العوذ المطافيل قد لبسوا جلود النمور يعاهدون الله أن لاتدخلها عليهم عنوة أبداً، وهذا خالد بن الوليد في خيلهم، قد قدموا إلى كراع الغميم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لقد أكلتهم الحرب ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر الناس فإن أصابوني كان الذي أرادوا وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وهم وافرون، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة فماذا تظن قريش والله إني لا أزال أجاهدهم على الذي بعثني الله له حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة)) ، ثم أمر الناس فسلكوا ذات اليمين من ظهري الحمض على طريق تخرجه على ثنية المرار والحديبية من أسفل مكة، قال: فسلك بالجيش [تلك الطريق فلما رأت خيل قريش فترة
_________
(1) المسند، 4/323، وقد ذكر في المسند جزء من الحديث وهو بتمامه في الطبراني، 20/9 بشأن الحديبية.(7/404)
الجيش] قد خالفوا عن طريقهم نكصوا راجعين إلى قريش فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا سلك ثنية المرار بركت ناقته، فقال الناس: خلأت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما خلأت وماهو لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة، والله لاتدعوني قريش اليوم إلى خطه يسالوني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها)) ، ثم قال للناس: ((انزلوا)) ، فقالوا: يارسول الله ما بالوادي من ماء ينزل عليه الناس، فأخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سهماً من كنانته فأعطاه رجلاً من أصحابه فنزل في قليب من تلك القلب فغرزه فيه فجاش بالرواء حتى ضرب
الناس عنه بعطن فلما اطمأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بديل ابن ورقاء في رجال من خزاعة، فقال لهم كقوله لبشير بن سفيان فرجعوا إلى قريش، فقالوا: يامعشر قريش، إنكم تعجلون على محمد وإن محمداً لم يأت لقتال إنما جاء زائراً لهذا البيت معظماً لحقه، فاتهموهم، قال محمد بن إسحاق: قال الزهري: وكانت خزاعة في عيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلمها ومشركها لايخفون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[شيئاً] كان بمكة، فقالوا: وإن كان إنما جاء لذلك فلا والله لايدخله أبداً علينا عنوة، ولايحدث بذلك العرب، ثم بعثوا إليه مكرز بن حفص بن الأحنف أحد بني عامر بن لؤي فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((هذا الرجل غادر)) فلما انتهى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمه رسول الله بنحو ماكلم به أصحابه.
ثم رجع إلى قريش وأخبرهم بما قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فبعثوا إليه الحلس بن علقمة الكناني وهو يومئذ سيد الأحابش فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((هذا من قوم يتألهون فابعثوا الهدى في وجهه)) فبعثوا الهدى فلما رأى الهجد يسيل عليه من عرض الوادي في قلائده قد أكل أوباره من طول الحبس عن محله رجع ولم يصل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إعظاماً لما رأى فقال: يامعشر قريش قد رأيت مالايحل صده(7/405)
الهدى في قلائده قد أكل أوباره من طول الحبس عن محله، فقالوا: اجلس فإنما أنت أعرابي لاعلم لك، فبعثوا إليه عروة بن مسعود الثقفي، فقال: يامعشر قريش إني قد رأيت مايلقى منكم من تبعثون إلى محمد إذا جاءكم من التعنيف وسوء اللفظ وقد عرفتم أنكم والد وإني ولد وقد سمعت بالذي نابكم فجمعت من أطاعني من قومي ثم جئت حتى آسيتكم بنفسي، فقالوا: صدقت ماأنت عندنا بمتهم فخرج حتى أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس بين يديه، فقال: يامحمد جمعت أوباش الناس ثم جئت بهم لبيضتك لتفضها إنها قريش قد خرجت معها العوذ المطافيل قد لبسوا جلود النمور يعاهدون الله أن لاتدخلها عليهم عنوة أبداً وأيم الله لكأني بهؤلاء قد انكشفوا عنك غداً، قال وأبو بكر الصديق خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد فقال: امصص بظر اللات أنحن ننكشف عنه؟ قال: من هذا يامحمد؟ قال: ((هذا ابن أبي قحافة)) ، قال: أم والله لولا يد كانت لك عندي لكافئتك بها ولكن هذه بها ثم تناول لحية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمغيرة بن شعبة واقف على رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديد، قال: فقرع يده ثم قال: امسك يدك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قبل والله لاتصل إليك، قال: ويحك ما أفظك وأغلظك، قال: فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: من هذا يامحمد؟ قال: ((هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة)) ، قال: اغدر وهل غسلت سوءتك إلا
بالأمس، قال: فكلمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل ماكلم به أصحابه فأخبره أنه لم يأت يريد حرباً، قال: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد رأى مايصنع به أصحابه لايتوضا وضوءاً إلا ابتدروه ولايبسق بساقاً إلا ابتدروه ولايسقط من شعره شيء إلا أخذوه فرجع إلى قريش، فقال: يامعشر قريش، إني جئت كسرى في ملكه، وجئت قيصر والنجاشي في ملكهما والله مارأيت ملكاً مثل قط(7/406)
محمد في أصحابه، ولقد رأيت قوماً لايسلمونه لشيء أبداً، قروا رأيكم، قال: وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل ذلك بعث خراش بن أمية الخزاعي إلى مكة وحمله على جمل له يقال له: الثعلب فلما دخل مكة عقرت به قريش وارادوا قتل خراش فمنعتهم الأحابش حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعا عمر ليبعثه إلى مكة، فقال: يارسول الله إني أخاف قريشاً على نفسي وليس بها من بني عدي أحد يمنعني وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها ولكن أدلك على رجل هو أعز مني عثمان بن عفان، قال: فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبعثه إلى قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب وأنه جاء زائراً لهذا البيت معظماً لحرمته فخرج عثمان حتى أتى مكة ولقيه أبان بن سعيد بن العاص فنزل عن دابته وحمله بين يديه وردف خلفه وأجاره حتى بلغ رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانطلق عثمان حتى إذا أتى أبا سفيان وعظماء قريش، فبلغهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماأرسله به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: واحتبسته قريش عندها، فبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين، أن عثمان قد قتل، قال محمد: فحدثني الزهري أن قريشاً بعثوا سهيل بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي فقالوا: أتى محمداً فصالحه ولايكون في صلحه إلا أن يرجع عنا عامه هذا، فوالله لاتحدث العرب عنا أنه دخلها علينا عنوة أبداً، فأتاه سهيل بن عمرو، فلما انتهى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأطالا الكلام
وتراجعا حتى جرى بينهما الصلح، فلما التأم الأمر ولم يبق إلا الكتاب وثب عمر بن الخطاب فأتى أبا بكر، فقال: يا أبا بكر أوليس برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ أو لسنا بالمسلمين؟ أو ليسوا بالمشركين؟ قال: بلى، قال: فعلى مايعطي الذلة في ديننا، فقال: ياعمر الزم غرزة حيث كان، قال: أشهد أنه رسول الله، قال عمر: وأنا أشهد ثم أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أولسنا بالمسلمين؟ أو ليسوا(7/407)
بالمشركين؟ قال: ((بلى)) ، قال: فعلى مايعطى الذلة في ديننا؟ قال: ((أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره ولن يضيعني)) ، ثم قال عمر: مازلت أصوم وأصلى وأتصدق وأعتق من الذي صنعت مخافة كلامي الذي تكلمت به يومئذ حتى رجوت أن يكون خيراً، قال: ودعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم)) ، فقال سهيل بن عمرو: لا أعرف هذا ولكن أكتب: باسمك اللهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اكتب: باسمك اللهم، هذا ماصالح عليه محمد رسول الله، سهيل بن عمرو)) ، فقال: لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن أكتب: هذا ماصالح عليه محمد بن عبد الله، وسهيل بن عمرو على وضع الحرب عشر سنين يأمن في الناس ويكف بعضهم عن بعض على أنه من أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أصحابه بغير إذن وليه رده عليهم، ومن أتي قريشاً ممن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يردوه عليه وإن بيننا عيبة مكفوفة وإنه لا إسلال ولا إغلال وكان في شرطهم حين كتبوا الكتاب: أنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه، فتواثبت خزاعة فقالوا: نحن مع عقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعهده، وتواثبت بنو بكر وقالوا: نحن في عقد قريش وعهدهم وإنك ترجع عنا عامنا هذا، فلا تدخل علينا مكة، وإنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فتدخلها بأصحابك وأقمت بها ثلاثاً مع
سلاح الراكب لايدخلها بغير السيوف في القرب فبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكتب الكتاب إذ جاءه أبو جندل بن سهيل بن عمرو في الحديد قد انقلب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وقد كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد خرجوا وهم لايشكون في الفتح لرؤيا رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رأوا ما رأوا من الصلح والرجوع وما(7/408)
يحمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نفسه دخل الناس من ذلك أمر عظيم حتى كادوا أن يهلكوا فلما رأى سهيل أبا جندل قام إليه فضرب وجهه ثم قال: يامحمد لقد لجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا، قال: ((صدقت)) فقام إليه فأخذ بتلابيبه، قال: وصرخ أبو جندل بأعلا صوته: يامعاشر المسلمين، أتردوني إلى أهل الشرك فتعينوني في ذنبي، قال: فزاد الناس شراً إلى مابهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ياأبا جندل، اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحاً فأعطيناهم على ذلك وأعطونا عليه عهداً وإنا لن نغدر بهم)) ، قال: فوثب إليه عمر ابن الخطاب مع أبي جندل فجعليمشي إلى جنبه ويقول: ((اصبر يا أبا جندل فإنما هم المشركون وإنما دم أحدهم دم كلب)) ، قال: ويدني قائم السيف منه، قال: يقول: رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه، قال: فضن الرجل بأبيه وبعدت القضية فلما فرغنا من الكتاب، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في الحرم وهو مضطرب، قال: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يا أيها الناس انحروا واحلقوا)) ، قال: فما قام أحد، قال: ثم عاد لمثلها، فما قام رجل ثم عاد لمثلها فما قام رجل فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل على أم سلمة فقال: ((ياأم سلمة ماشأن الناس؟)) ، قالت: يارسول الله قد دخلهم ماقد رأيت فلاتكلمن إنساناً واعمد إلى هديك حيث كان فانحره واحلق فلو قد فعلت ذلك فعل الناس ذلك، فخرج
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لايكلم أحداً حتى أتى هديه فنحره ثم جلس فحلق ثم قام الناس ينحرون ويحلقون، قال: حتى إذا كان بين مكة والمدينة في وسط الطريق نزلت سورة الفتح (1) .
_________
(1) المسند، 4/323.(7/409)
رواه البخاري، وأبو داود، والنسائي من حديث الزهري عن عروة عن المسور ومروان به، وفي كتاب الشهادات عنهما، عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
_________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه: حديث (2731) و (2733) و (4182) ؛ وأبو داود في السنن: حديث (2749) و (2629) .(7/410)
9412 - حدثنا يعقوب، حدثنا ابن أخي شهاب، عن عمه، قال: وزعم عروة ابن الزبير أن مروان والمسور بن مخرمة أخبراه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوا أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((معي ترون وأحب الحديث إليَّ اصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبى وإما المال وقد كنت استأنيت بكم)) وكان أنظرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير راد عليهم إلا إحدى الطائفتين فقالوا: إنا نختار سبينا، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: ((أما بعد: فإن إخوانكم تائبين وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم أن يطب ذلك فليفعل ومن أحب أن يكون على حظه حتى نعطيه من أول مايفي الله علينا فليفعل)) ، فقال الناس: طيبنا ذلك لرسول الله، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنا لاندري من أذن منكم في ذلك فمن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاءكم أمركم)) ، فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا، هذا الذي بلغني عن سبى هوازن (1) .
_________
(1) المسند، 4/327.(7/410)
رواه البخاري، وأبو داود، والنسائي من حديث الزهري به (1) .
_________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الشروط: حديث (115) ؛ وفي الحجج: حديث (175) ؛ وأبو داود في السنن، كتاب الحج: حديث (315) ؛ والنسائي في السنن الكبرى كما في التحفة، 8/372.(7/411)
9413 - حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب، عن الزهري، حدثني عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة أخبره: أن عمرو بن عوف الأنصاري وهو حليف بني عامر بن لؤي، وكان قد شهد بدراً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين فأتى بجزيتها وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - صالح أهل البحرين فذكر الحديث يعني مثل حديث معمر (1) . تفرد به.
9414 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، قال: سمعت الأنصار أن أبا عبيدة قدم بمال من قبل البحرين وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه على البحرين فوافى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعرضوا فلما رآهم تبسم وقال: ((لعلكم سمعتم أن أبا عبيدة بن الجراح قدم وقدم بمال؟)) ، قالوا: أجل يارسول الله، قال: ((ابشروا وأملوا خيراً، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن إذا صبت عليكم [الدنيا] فتنافستموها كما تنافسها من كان قبلكم)) (2) . تفرد به من هذا الوجه.
9415 - حدثنا روح، حدثنا مالك بن أنس، عن هشام يعني عروة، عن أبيه: أن المسور بن مخرمة أخبره، وحدثنا إسحاق -يعني الطباع-، أخبرني مالك، عن هشام، عن أبيه، عن المسور بن
_________
(1) المسند، 4/327.
(2) المسند، 4/327.(7/411)
مخرمة: أن سبيعة الأسلمية نفست بعد وفاة زوجها بليال، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قد حللت فانكحي)) (1) .
رواه البخاري، عن يحيى بن قزعة، عن مالك. ورواه النسائي من حديث [عبد الرحمن بن القاسم] وزاد هو وابن ماجة: عن عبد الله بن داود، كلاهما: عن هشام بن عروة به (2) .
_________
(1) المسند، 4/327.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه: حديث (5320) ؛ والنسائي في السنن، 6/190؛ وابن ماجة في السنن، كتاب الطلاق: حديث (137) .(7/412)
9416 - حدثنا حماد بن أسامة، أنبأنا هشام، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة: أن سبيعة الأسلمية توفي عنها زوجها وهي حامل فلم تمكث إلا ليال حتى وضعت فلما تعلق من نفاسها خُطبت فاستأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النكاح فأذن لها أن تنكح فنكحت (1) .
9417 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا هشام، عن أبيه، عن عاصم بن عمرو، عن المسور بن مخرمة، قال: وضعت سبيعة، فذكر الحديث (2) . تفرد به من هذا الوجه.
9418 - حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، قال الزهري: أخبرني عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه. قالا: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمان الحديبية، في بضع عشرة مائة من أصحابه، حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الهدى وأشعره، وأحرم بالعمرة وبعث بين يديه عيناً له من خزاعة، بخبره عن قريش، وسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى
_________
(1) المسند، 4/327.
(2) المسند، 4/327.(7/412)
إذا بغدير الأشطاط قريباً من عسفان أتاه عينه الخزاعي، فقال: إني قد تركت كعب بن لؤي، وعامر بن لؤي قد جمعوا لك الأحابيش، وقال يحيى بن سعيد، عن ابن المبارك، وقال: قد جمعوا لك الأحابيش وجمعوا لك جموعاً وهم مقاتلوك، وصادوك عن البيت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أشيروا علي؟ أترون أن نميل إلى ذراري هؤلاء الذين أعانوهم، فنصيبهم فإن قعدوا قعدوا موتورين عروبين وإن نجوا)) ، وقال يحيى بن سعيد، عن ابن المبارك ((محزونين وإن يحنون تكن عنقاً قطعها الله أو ترون أن نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه؟)) فقال أبو بكر: الله ورسوله أعلم، يانبي الله إنما جئنا معتمرين ولم نجئ نقاتل أحداً، ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فروحوا إذاً)) ، قال الزهري: وكان أبو هريرة يقول: مارأيت أحداً قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال الزهري في حديث: المسور بن مخرمة ومروان: فراحوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين)) فوالله ماشعر بهم خالد حتى إذا هو بعثرة الجيش فانطلق يركض نذيراً لقريش وسار النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها، بركت راحلته.
وقال يحيى بن سعيد عن ابن المبارك: بركت بها راحلته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((حل حل)) فألحت، فقالوا: خلأت القصواء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما خلأت القصوى وماذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل)) ، ثم قال: ((والذي نفسي بيده لايسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها)) ثم رجزها فوثبت به، قال: فعدل عنها حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء تربضاً، الناس يتربضه فلم يلبث الناس أن(7/413)
نزحوه فشكى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العطش فانتزع سهماً من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، قال: فوالله مازال يجيش لهم بالرى حتى صدروا عنه، قال: فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه وكانوا عينه نصح لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل تهامة وقال: إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية معهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنا لم نجيء لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشاً قد نهكتهم الحرب فأضرب بهم فإن شاءوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس فإن أظهر، فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس دخلوا، وإلا فقد جموا وإن هم أبوا فو الذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي لينفذن الله أمره)) ، قال يحيى عن ابن المبارك: ((حتى تنفرد سالفتي)) ، قال: ((فإن شاءوا ماددناهم مدة)) ، قال بديل: سأبلغهم ماتقول، فانطلق حتى أتى قريشاً، فقال: إنا قد جئناكم من عند هذا الرجل، وسمعته يقول قولاً فإن شئتم نعرضه عليكم، فقال سفاؤهم: لاحاجة لنا في أن تحدثنا عنه بشيء، وقال ذو الرأي منهم: هات ماسمعته يقول، قال: سمعته يقول كذا وكذا فحدثهم بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقام عروة بن مسعود الثقفي، فقال: أي قوم ألستم بالوالد، قالوا: بلى، قال: أولست بالولد، قالوا: بلى، قال:
أفتتهموني؟ قالوا: لا، قال: هل تعلمون إني استنفرت أهل عكاظ فلما بلجوا عليَّ جئتكم بأهلي ومن أطاعني، قالوا: بلى، قال: هذا قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها، ودعوني آته، فقالوا: آتيه، فاتاه، قال: فجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له نحواً من قوله لبديل، فقال عروة عند ذلك: أي محمد أرأيت أن استأصلت قومك، هل سمعت(7/414)
بأحد من العرب اجتاح أصله قبلك وإن تكن الأخرى فوالله لأرى وجوهاً وأرى أوباشاً من الناس خلقاء أن يفروا ويدعوك، فقالو له أبو بكر الصديق: أمصص بظر اللات أنحن نفر عنه وندعه؟ فقال: من ذا؟ قالوا: أبا بكر، قال: أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك، وجعل بكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - فكلما كلمه أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه السيف وعليه المقفر، فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي - صلى الله عليه وسلم - ضرب يده بنصل السيف، قال: أخر يدك عن لحية النبي - صلى الله عليه وسلم -، فرفع عروة يده فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرة بن شعبة، قال: أي غدر أو لست اسعى في غدرتك، وكان المغيرة صحب قوماً في الجاهلية فقاتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أما الإسلام فأقبل وأما المال فلستُ منه في شيء)) ، ثم إن عروة جعل يرمق النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فوالله ماتنخم النبي - صلى الله عليه وسلم - نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم حفظوا أصواتهم عنده ومايحدون إليه النظر تعظيماً له فرجع إلى أصحابه، فقال: أي قوم والله لو قد وفدت على كسرى وقيصر والنجاشي والله إن رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه مايعظم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - محمداً والله أن ينخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره
وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه فإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنه ومايحدون النظر تعظيماً له وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها، فقال رجل من بني كنانة: دعوني آتيه فلما أشرف على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له)) فبعثت له(7/415)
واستقبله القوم يلبون فلما رأى ذلك، قال: سبحان الله ماينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت [فلما رجع إلى أصحابه، قال: رأيت البدن قد قلدت واشتعرت فلم أر أن يصدوا] فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص، فقال: دعوني آتيه، فقالوا: آتيه فلما أشرف عليهم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: [ ((هذا مكرز وهو رجل فاجر)) ] فبينا هو يتكلم إذ جاءه سهيل بن عمرو، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((سهل لكم من أمركم)) ، قال الزهري في حديثه: فجاء سهيل بن عمرو فقال: هات اكتب بيننا وبينكم كتاباً، فدعا الكاتب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم)) ، فقال سهيل: أما الرحمن الرحيم فوالله ما أدري ماهو، وقال ابن المبارك: ماهو ولكن اكتب: باسمك اللهم كما كنت تكتب، فقال المسلمون: والله لايكتبها إلا باسم الله الرحمن الرحيم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اكتب: باسمك اللهم)) ، ثم قال: ((هذا ماقاضى عليه محمد رسول الله)) ، فقال سهيل: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ماصددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب: محمد بن عبد الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((والله إني لرسول الله وإن كذبتموني، اكتب: محمد بن عبد الله)) ، قال الزهري: وذلك قوله ((لايسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها)) ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((على أن يخلوا بيننا وبين البيت نطوف به)) ، فقال سهيل: والله لايحدث العرب إنا أخذنا ضفطة ولكن لك من العام المقبل فكتب، فقال سهيل: على أنه لايأتيك منا رجل وإن كان على
دينك إلا رددته إلينا، فقال المسلمون: سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلماً فبينما هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف، وقال يحيى عن ابن المبارك: يرسف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه(7/416)
بين أظهر المسلمين، فقال سهيل: هذا يامحمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنا لم نقض الكتاب بعد)) ، قال: فوالله إذاً لا أصحالك على شيء أبداً، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فأجزه لي)) ، قال: ما أنا بمجيزه، قال: ((قال: ((بلى فافعل)) ، قال: ماأنا بفاعل، قال مكرز: بلى أجزناه لك، فقال أبو جندل: أي معاشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلماً ألا ترون ماقد لقيت وكان قد عذب عذاباً شديداً في الله، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: ألست نبي الله؟ قال: ((بلى)) ، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: ((بلى)) ، قال: قلت: فلم نعط الدية في ديننا إذاً. قال: ((إني رسول الله وعبده ولست أعصيه وهو ناصري)) ، قلت: أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: ((بلى)) ، قال: ((أفأخبرتك أنك تأتيه العام؟)) قلت: لا، قال: () فإنك آتيه ومتطوف به)) ، قال: فأتيت أبا بكر رضي الله عنه فقلت: ياأبا بكر أليس هذا نبي الله حقاً، قال: بلى. قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل، قال: بلى، قلت: فلم نعطى الدية في ديننا إذاً، قال: أيها الرجل إنه نبي الله ولن يعصى ربه وهو ناصره فاستمسك، وقال يحيى بن سعيد بغرزه وقال تطوف بغرزه حتى تموت فوالله إنه لعلى الحق، قلت: أوليس كان يحدثنا إنا سنأتي البيت ونطوف به، قال: بلى، قال: أفأخبرك أنك آتيه العام؟ قلت: لا.
قال: فإنك آتيه ومتطوف به، قال الزهري: قال عمر: فعملت لذلك أعمالاً، قال: فلما فرغ من قضية الكتاب، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: ((قوموا فانحروا ثم احلقوا)) ، قال: فوالله ماقام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد، قام فدخل على أم سلمة فذكر لها مالقي من الناس، فقالت أم سلمة:(7/417)
يارسول الله، أتحب ذلك؟ أخرج ثم لاتكلم أحداً منهم كلمةً حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك، فقام فخرج ولم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك فنحر هديه ودعا حالقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً حتى كان بعضهم يقتل بعضاً غماً ثم جاءه نسوة مؤمنات فأنزل الله {يَاأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} (1)
حتى بلغ {بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} ، قال: [فطلق] عمر يومئذ إمرأتين كانتا له في الشرك فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان، والأخرى صفوان بن أمية، ثم رجع إلى المدينة فجاءه أبو بصير، رجل من قريش وهو مسلم، وقال يحيى عن ابن المبارك: فقدم عليه أبو نصير ابن أسيد الثقفي، مسلماً مهاجراً فاستأجر الأخنس بن شريق رجلاً كافراً من بني عامر بن لؤي ومولى معه وكتب معهما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأله الوفاء فأرسلوا في طلبه رجلين، فقالوا: العهد الذي جعلت لنا فيه فدفعه إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا به ذا الحليفة فنزلوا يأكلون ثم ثمر لهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين: والله إني لأرى سيفك يافلان هذا جيداً فاستله الآخر، فقال: أجل والله إنه لجيد لقد جربت ثم جربت، فقال أبو بصير: أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه به حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة، فدخل المسجد يعدوا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لقد رأى هذا ذعراً)) ، فلما انتهى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: قتل والله صاحبي وإني لمقتول، فجاء أبو بصير فقال: يانبي الله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد)) ، فلما سمع ذلك عرف أنه
_________
(1) سورة الممتحنة، آية (10) ..(7/418)
سيرده إليهم، فخرج حتى أتى سيف البحر ويتفلت أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير فجعل لايخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة، قال: فوالله مايسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم فمن أتاه فهو آمن، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - غليهم فأنزل الله {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} (1)
حتى بلغ {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم، وحالوا بينهم وبين البيت (2) .
_________
(1) سورة الفتح، آية 24..
(2) المسند، 4/328.(7/419)
9419 - حدثنا يحيى بن سعيد القطان، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم، قالا: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية في بضع عشرة مائة فذكر الحديث ومن ههنا ملصق بحديث الزهري، عن القاسم بن محمد، قال: وقال أبو بصير المعامري ومعه سيفه: إني أرى سيفك هذا ياأخا بني عامر جيداً، قال: أجل، قال: أرني أنظر إليه، قال: فأعطاه إياه فاستله أبو بصير ثم ضرب العامري حتى قتله وفر المولى يجمز قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل، زعموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد يط الحصى من شدة سعيه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رآه: ((لقد رأى هذا ذعراً)) ، فذكر نحواص من حديث عبد الرزاق، قال: فلما رأى ذلك كفار قريش ركب نفر منهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: أيها تفنى مدتك شيئاً ونحن نُقْتل وتُنهب أموالنا وإنا نسألك أن(7/419)
تدخل هؤلاء الذين أسلموا منا صلحك وتمنعهم وتحجز عنا قتالهم ففعل ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} فقرأ حتى بلغ {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) سورة الفتح، آية (24) .(7/420)
9420 - رواه ابن ماجة، عن أحمد بن سعيد الداري، عن الحسين وافد، عن هشام بن سعيد، عن الزهري، عن عروة، عن المسور: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لاطلاق قبل نكاح، ولاعتق قبل ملك)) (1) .
وفي المواعظ للنسائي من طريق الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن المسور أنه قال: لقد وارت القبور أقواماً لو رأوني جالساً معكم لاستحييت (2) .
(حديث آخر عنه)
يأتي إن شاء الله تعالى
في الجزء الثامن والخمسون
ولله الحمد والمنة
_________
(1) سنن ابن ماجة: حديث (2049) .
(2) السنن الكبرى للنسائي كما في التحفة، 8/383.(7/420)
رب يسر
(حديث آخر عن عروة عن المسور بن مخرمة)(7/421)
9421 - قال الطبراني: حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني، حدثنا محمد بن إسماعيل ابن عياشن عن أبيه، حدثني محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم الزهري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة، قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه فقال: ((إن الله بعثني رحمة للناس كافة فأدوا عني يرحمكم الله ولاتختلفوا كما اختلف الحواريون على عيسى فإنه دعاهم إلى مثل ماأدعوكم إليه فشكا عيسى بن مريم إلى الله فأصبحوا وكل رجلٍ منهم يتكلم بكلام القوم الذين وجه إليهم، فقال لهم عيسى: هذا أمر قد عزم الله لكم عليه فأمضوا وافعلوا)) ، فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ونحن يارسول الله نؤدى عنك، فبعث عبد الله بن حذاقة إلى كسرى، وبعث سليط ابن عمرو إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة، وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر ابن ساوي صاحب هجر، وبعث عمرو بن العاص إلى ملكي عمان، وبعث دحية إلى قيصر، وبعث شجاع بن وهب إلى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغساني، وبعث عمرو بن أمية إلى النجاشي، قال: فرجعوا كلهم قبل وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا عمرو ابن العاص فإنه توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالبحرين (1) .
_________
(1) المعجم الكبير، 20/8.(7/421)
9422 - حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، سمعت النعمان، عن الزهري، عن علي بن حسين، عن المسور بن مخرمة: أن علياً خطب ابنة أبي جهل فوعد بالنكاح فأتت فاطمة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت له: إن قومك يتحدثون أنك لاتغضب لبناتك وهذا على ناكحاً ابنة أبي جهل، قال المسور: فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمعته حين تشهد ثم قال: ((أما بعد فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني فصدقني وإن فاطمة بنت محمد بضعة مني وأنا أكره أن يفتنوها وإنها والله لاتجمع ابنة رسول الله وابنة عدو الله عند رجل واحداً)) . أبداً قال: فترك عليُّ الخطبة (1) .
9423 - حدثنا يعقوب -يعني ابن إبراهيم-، حدثنا أبين عن الوليد بن كثير، حدثني محمد بن عمرو، حدثني ابن حلحلة الدؤلي: أن ابن شهاب حدثه: أن علياً ابن الحسين حدثه: أنهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل حسين بن علي لقيه المسور بن مخرمة فقال: هل لك إليَّ من حاجة تأمرني بها. قال: فقلت له: لا. قال: هل أنت معطى سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه، وأيم الله إن أعطيتنيه لأتخلص إليه أبداً حتى تبلغ نفسي، إن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل على فاطمة فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم فقال: ((إن فاطمة بضعة مني وأنا أتخوف أن تفتن في دينها)) ، قال: ثم ذكر صهراً من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن. قال: ((حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي وإني لست أحرم حلالاً ولا
_________
(1) المسند، 4/326 بهذا الإسناد مع اختلاف في اللفظ.(7/422)
أحل حراماً ولكن والله لاتجمع ابنة رسول الله، وابنة عدو الله، مكاناً واحداً أبداً)) (1) .
رواه مسلم، وأبو داود، عن أحمد بن حنبل عن يعقوب بن إبراهيم، ورواه البخاري، عن سعيد بن محمد الجرمي عن يعقوب، ورواه النسائي من حديثه مختصراً أن فاطمة مني، وأخرجه الشيخان من غير وجه عن الزهري، ورواه أبو داود عن محمد بن يحيى بن فارس عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري به، وعن معمر عن أيوب عن أبي مليكة عن مسور به (2) .
(عمرو بن دينار عن المسور)
_________
(1) المسند، 4/326.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه: (926) و (3110) و (2714) و (2729) و (3767) و (5230) ؛ ومسلم في صحيحه: حديث (2449) ؛ وأبو داود في السنن: حديث (2055) و (2056) ؛ وابن ماجة في السنن: حديث (1998) .(7/423)
9424 - قال الطبراني: حدثنا العباس بن حمدان الحنفي الأصبهاني، وأحمد بن زهير التستري، قالا: حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، حدثنا عمران بن أبان، حدثنا محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن المسور بن مخرمة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من ظلم شيئاً من الأرض قلده يوم القيامة من سبع أرضين)) (1) .
9425 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عون بن الحارث وهو ابن أخي عائشة لأمها: أن عائشة حدثته: أن عبيد الله بن الزبير قال في بيع أو عطاء أعطته: والله لننهين عائشة أو
_________
(1) المعجم الكبير، 20/26؛ قال الهيثمي، 4/176: فيه عمران بن أبان وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة.(7/423)
لأحجرن عليها. فقالت عائشة: أو قال هذا؟ قالوا: نعم. قالت هو لله على نذر أن لا أًكلم ابن الزبير كلمة أبداً فاستشفع عبد الله بن الزبير المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وهما من بني زهرة فطفق المسور وعبد الرحمن يناشدان عائشة إلا كلمته وقبلت منه ويقولان لها: ((إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نهى مما قد عملت من الهجر إنه لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث أيام)) (1) .
رواه البخاري عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري به (2) .
_________
(1) () ... المسند، 4/327؛ ومصنف عبد الرزاق: حديث (15851) .
(2) البخاري في صحيحه: حديث (6073) و (6074) .(7/424)
9426 - حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، حدثنا الزهري، عن الطفيل ابن الحارث وكان رجلاً من أزد شنؤة وكان أخاً لعائشة لأمها أم رومان فذكر الحديث فاستعان عليها بالمسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث فاستأذنا عليها فأذنت لهما فكلماها وناشداها الله والقرابة وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لايحل لأمرئ مسلم يهجر أخاه فوق ثلاث أيام)) (1) .
9427 - حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب، عن الزهري، حدثني عوف بن مالك بن طفيل وهو ابن أخي عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمها أن عائشة حدثته فذكر الحديث (2) .
ورواه البخاري عن أبي اليمان به (3) .
_________
(1) المسند، 4/328.
(2) المسند، 4/328.
(3) تقدم تقريباً.(7/424)
(قيس بن عبد الملك بن مخرمة عن المسور)
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)) .(7/425)
9428 - رواه الطبراني من حديث يحيى الحماني، عن سليمان بن بلال عنه به (1) .
(محمد بن قيس عن المسور بن مخرمة)
9429 - قال الطبراني: حدثنا العباس بن الفضل، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك العيشي، حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن ابن جريج، عن محمد بن قيس، عن المسور، قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((إن أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون من هذا الموضع إذا كانت الشمس على رؤوس الجبال كأنها عمائم الرجال في وجوهها وإنا ندفع بعد أن تغيب، وكانوا يدفعون من المشعر الحرام إذا كانت الشمس منبسطة (2) .
(أبو إمامة: أسعد بن سهل بن حنيف عنه)
قال: أقبلت بحجر ثقيل أحمله فانحل إزاري فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إرجع إلى إزارك فخذه ولاتمشوا عراة)) .
9430 - رواه مسلم، عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، عن أبيه، عن عثمان بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن أبي أمامة (3) .
_________
(1) المعجم الكبير، 20/25 وفي إسناده الحماني وهو ضعيف.
(2) المعجم الكبير، 20/24.
(3) صحيح مسلم، حديث (341) .(7/425)
وكذا رواه (أبو داود) (1) ، عن إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، عن يحيى بن سعيد به: حملت حجراً ثقيلاً فبينا أنا أمشي فسقط عني ثوبي. الحديث.
_________
(1) في الأصل: رواه النسائي، والصواب: أبو داود، ولايوجد هذا الحديث بهذا الإسناد عند النسائي، وانظر تحفة الأشراف، 8/381، وإنما أخرجه أبو داود؛ وفي السنن بهذا الإسناد، حديث (3997) ؛ والبيهقي، 2/225 مطولاً؛ وأبو عوانة، 1/282.(7/426)
9431 - حدثنا أبو عامر، حدثنا عبد الله بن جعفر، عن أم بكر، عن المسور. قال: مر بي يهودي وأنا قائم خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ قال: فقال: ((ارفع أو أكشف ثوبه عن ظهره)) ، قال: فذهبت أرفعه، قال: فنضح النبي - صلى الله عليه وسلم - في وجهي الماء (1) . تفرد به.
(حديث آخر: عن أم بكر بنت المسور، عن أبيها)
9432 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن داود المكي، حدثنا إبراهيم بن زكريا العبدي، حدثنا عبد الله بن جعفر المخرمي، حدثتني عمتي أم بكر بنت المسور بن مخرمة، أن الحسين بن علي خطب إلى المسور بن مخرمة ابنته فزوجه، وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي)) (2) .
_________
(1) المسند، 4/323.
(2) المعجم الكبير، 20/27، وفي إسناده: أم بكر؛ قال الهيثمي: لم يجرحها أحد ولم يوثقها وبقية رجاله ثقات؛ وقال عنها الحافظ ابن حجر: مقبولة وقد تابعها عند الحاكم في المستدرك، 3/154: عبد الله بن جعفر؛ وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.(7/426)
1733- (مسور بن يزيد الاسدي ثم المالكي) (1)
يعد في الوفيين.
9433 - حدثنا عبد الله، حدثنا سريج بن يونس، حدثنا مروان بن معاوية، عن يحيى بن كثير الكاهلي، عن مسور بن يزيد الأسدي، قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وترك آية فقال له رجل: يارسول الله، تركت آية كذا وكذا، قال: ((فهلا ذكرتنيها)) (2) .
رواه أبو داود والطبراني وأبو نعيم من حديث مروان به. وزادا: فقال يارسول الله: كنت أظن أنها تتسخ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لم تتسخ)) (3) .
1734- (المسور أبو عبد الله) (4)
9434 - روى أبو نعيم من طريق ابن لهيعة، عن ابن محيريز، عن عبد الله بن المسور، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وجب عليكم الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر مالم تخافوا أن يؤول إليكم مثل الذي نهيتم عنه فإذا خفتم فقد حل لكم الصمت)) (5) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/176؛ والاستيعاب، 3/398.
(2) المسند، 4/74.
(3) أخرجه أبو داود في السنن: حديث (893) ؛ والطبراني في المعجم الكبير، 20/27؛ والبيهقي في السنن، 3/211؛ وفي إسناده يحيى بن كثير وهو لين الحديث لكن له شاهد من حديث ابن عمر عند أبي داود، حديث (894) .
(4) له ترجمة في أسد الغابة، 5/175؛ والإصابة، 3/400؛ ونقل عن أبي نعيم أنه قال: كذا قال، ولانعرف لابن لهيعة عن ابن محيريز شيئاً.
(5) أسد الغابة، 5/175، وعزاه لابن منده وأبي نعيم.(7/427)
1735- (المسيب بن حزن بن أبي وهب)
ابن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم والد سعيد بن المسيب سيد التابعين رضي الله عنهما (1) .
9435 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لجده -جد سعيد-: ((ما اسمك؟)) قال: حزن. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((بل أنت سهل)) . فقال: لا أغير إسماً سمانيه أبي. قال ابن المسيب: فما زالت فينا حزونة بعد (2) .
رواه البخاري عن إسحاق بن نصر وعلي بن عبد الله ومحمود ثلاثتهم: عن عبد الرزاق به، ومن حديث ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن سعيد بن المسيب به (3) .
9436 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه، قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية، قال: ((أي عم قل: لاإله إلاالله، كلمة أحاج لك بها عند الله)) ، فقال أبو جهل وعبد الله: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لأستغفرن لك مالم أنه عنك)) ، فنزلت: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَءَامَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (4) قال: ونزلت فيه: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (5) .
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 5/177؛ وابن حجر، 3/400.
(2) المسند، 5/433.
(3) صحيح البخاري: حديث (6190) .
(4) سورة التوبة، آية (113) .
(5) سورة القصص، آية 56.(7/428)
رواه البخاري عن إسحاق بن إبراهيم، والبخاري عن محمود، ومسلم بن عبد ابن حميد، ثلاثتهم: عن عبد الرزاق به، وأخرجاه من حديث الزهري به، والنسائي من طريق معمر (1) .
_________
(1) صحيح البخاري: حديث (4165) و (4163) و (4164) ؛ ومسلم في صحيحه: (1859) .(7/429)
9437 - حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن طارق، عن سعيد بن المسيب. قال: كان أبي ممن بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - تحت الشجرة بيعة الرضوان فقال: انطلقنا في قابل حاجين فعمى عليها مكانها فإن كانت بينت لكم فأنتم أعلم (1) .
9438 - حدثنا أبو أحمد، حدثنا سفيان، عن طارق، قال: ذكر عند ابن المسيب الشجرة. فقال: حدثني أبي أنه كان ذلك العام معهم فنسوها من العام المقبل (2) .
رواه البخاري، عن موسى بن إسماعيل ومسلم عن حامد بن عمرو، وكلاهما: عن أبي عوانة، ورواه البخاري عن قبيصة عن سفيان، ورواه مسلم من حديث سفيان، وأخرجاه من حديث شيانه عن شعبة عن قتادة، وأخرجه البخاري من حديث إسرائيل كلهم: عن طارق عن عبد الرحمن به (3) .
_________
(1) المسند، 5/433.
(2) المسند، 5/433.
(3) تقدم تخريجه قريباً.(7/429)
1736- (مشرح أبو ميل الأشعري)
كذا ذكره ابن الأثير في حرف الميم مع الشين المهملة (1) ، ويحتمل أن يكون مسرح وقد رأيته مضبوطاً في خط أبي نعيم -رحمه الله- بالسين المهملة (2) .
9439 - وقد قال: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن محمد التمار، حدثنا يونس بن موسى السامي وسليمان بن داود الشاذكوني، حدثنا محمد بن سليمان بن مسمول، حدثني عبيد الله بن سلمة بن وهرام، عن أبيه، عن ميل بنت مشرح قالت: رأيت أبي قلم أظفاره ثم دفنها ثم قال: أي بنية، هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل (3) .
1737- (مشمرج بن خالد) (4)
سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ابن أخت القوم منهم)) وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقطعه ركناً بالبادية وكتب له به كتاباً وكساه برداً.
9440 - رواه أبو نعيم من طريق ابن خزيمة عن علي بن حجر بن إياس بن مقاتل بن مشمرج عن أبيه عن جده إياس عن جده مشمرج به (5) .
_________
(1) أسد الغابة، 5/179.
(2) قلت: ضبطه الحافظ في الإصابة، 5/401 بالشين المعجمة.
(3) المعجم الكبير، 20/322 وفي إسناده محمد بن سليمان بن مسمول، وهو ضعيف جداً.
(4) له ترجمة في أسد الغابة، 5/179، وزاد: السعدي.
(5) أسد الغابة، 5/179.(7/430)
1738- (مصعب بن شيبة الحجبي) (1)
مختلف في صحبته.
9441 - روى أبو نعيم، من طريق يحيى بن أبي بكر، عن جرير، عن عبد الملك ابن عمير، عن مصعب بن شيبة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أخذ القوم مقاعدهم فإن دعا رجل أخاه وأوسع له في مجلسه فليأته وليجلس فإنما هي كرامة أكرمه الله تعالى بها فإن لم يوسع له فلينظر أوسع البقعة مكاناً)) .
9442 - قال أبو نعيم: وروى موسى بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه. عن شيبة الحجبي. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاث يصغين لك: ود أخيك. أن توسع له في المجلس، وتسلم عليه إذا لقيته، وتدعوه بأحب أسمائه إليه)) (2) .
1739- (مصعب أو أبو مصعب الأسلمي) (3)
9443 - روى البغوي والطبراني في الوحدان من طريق شيبان، عن جرير، عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب، قال: انطلق مولى لنا فقال: يارسول الله أسألك أن تجعلني فيمن تشفع له يوم القيامة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أعني على نفسك بكثرة السجود)) .
رواه أبو نعيم عن سليمان عن عبدان عن شيبان به (4) .
_________
(1) له ترجمة عند ابن الأثير، 5/180.
(2) أسد الغابة، 5/181، قلت: ولم يذكر المصنف مصعب بن عمير - رضي الله عنه- أحد السابقين.
(3) ترجم له ابن الأثير، 5/179؛ وابن حجر، 3/402.
(4) المعجم الكبير، 20/365؛ قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال الحافظ في الإصابة، 3/402: قال البزار: لانعلمه إلا من هذا الوجه، وقال العسكري: هو مرسل، قال ابن حجر: رواية البزار ظاهرة الإرسال، لكن فيها أبو مصعب، أما رواية غيره فالوصل فيها ظاهر، لكن عبد الملك مدلس.(7/431)
1740- (مضرج بن جداله أو مطرح) (1)
أنه قال: يارسول الله كيف فضل أمتك على سائر الأمم؟ فقال: ((كفضل الله على خلقه)) .
9444 - رواه ابن منده من طريق ليث عن الضحاك عن ابن عياش: أن مضرج بن جدالة. قال: فذكر الحديث.
ورواه أبو موسى من طريق زيد العمي عن محمد بن سيرين عن ابن عباس.
قلت: الظاهر أن هذا من مسند ابن عباس والله أعلم.
1741- (مطاع)
كان اسمه مسعود فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطاعاً (2) .
9445 - قال أبو أحمد العسكري: قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أنت مطاع في قومك إذهب إليهم برايتي هذه فمن دخل تحتها فهو آمن من العذاب)) فذهب فجاء بهم أجمعين (3) .
قال: وروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن خصاء الخيل.
1742- (مطر بن عكامس) (4)
9446 - حدثنا عبد الله، حدثني [أبي، حدثنا] أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/185؛ والإصابة، 3/402.
(2) ترجم له ابن الأثير، 5/185؛ وابن حجر، 3/402.
(3) المعجم الصغير للطبراني، 1/242، وقال: لايروي هذا الحديث عن مسعود إلا بهذا الإسناد. تفرد به عنه ولده.
(4) أسد الغابة، 5/185، وزاد: السلمي.(7/432)
مطر بن عكامس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا قضى الله ميتة عبد بأرض جعل له إليها حاجة)) (1) .
رواه الترمذي عن محمود بن غيلان عن مؤمل بن إسماعيل، وأبي داود الحفري كلاهما: عن سفيان الثوري به، وقال: حسن غريب لايعرف لمطر غير هذا الحديث (2) .
_________
(1) المسند، 5/227.
(2) أخرجه الترمذي في الجامع، حديث (2235) ؛ والحاكم في المستدرك، 1/42 وصححه ووافقه الذهبي.(7/433)
1743- (مطعم بن عبيدة البلوي) (1)
عداده في أهل مصر.
9447 - روى أبو نعيم وابن منده من طريق ابن لهيعة، حدثني إسحاق بن ربيعة، عن أبيه. قال: لقيت مطعم بن عبيدة على باب عبد الله بن عمر فقال: أين تريد؟ فقلت: أريد أن أبصر هذا الرجل فخذني إليه. وقال: وفقك الله، عهد اليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أسمع وأطيع وإن كان عليَّ أسود مجدَّع (2) .
1744- (المطلب بن حنطب)
ابن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم (3) .
9448 - قال أبو العباس المستغفري: أنبأنا أبو سعيد، حدثنا محمد بن معاذ بن الفرج الماليى، أنبأنا الحسين بن الحسن، أنبأنا عبد الله بن المبارك، أنبأنا مالك، عن عبد الله بن الوليد، عن المطلب بن حنطب. قال: سأل رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عن الغيبة. فقال:
_________
(1) ترجم له ابن الأثير، 5/188.
(2) أسد الغابة، 5/188.
(3) له ترجمة عند ابن الأثير، 5/189؛ وابن حجر في الإصابة، 3/404.(7/433)
((تذكر من الرجل مايكره أن يسمع)) . [قال:] وإن كان حقاً؟ قال: ((إذا كان باطلاً فهو البهتان)) (1) .
_________
(1) انظر أسد الغابة، 5/189.(7/434)
1745- (المطلب بن ربيعة)
ابن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم (1) ويقال عبد المطلب كما تقدم. سكن دمشق فحديثه في ثالث الشاميين.
9449 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سمعت عبد ربه يحدث: عن أنس ابن أبي أنس، عن عبد الله بن نافع بن العمياء، عن عبد الله بن الحارث، عن المطلب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: ((الصلاة مثنى مثنى، وتشهد في كل ركعتين، وتيأس وتمسكن وتقنع يدك، وتقول: اللهم اللهم فمن لم يفعل ذلك فهى خداج)) . وقال حجاج: ((تقنع يديك)) (2) .
9450 - حدثنا حجاج. قال: سمعت شعبة، سمعت عبد ربه بن سعيد يحدث: عن أنس بن أبي أنس من أهل مصر، عن عبد الله بن نافع بن العمياء، عن عبد ربه ابن الحارث، عن المطلب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((الصلاة مثنى مثنى)) فذكر مثله (3) .
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة من حديث شعبة به (4) إلا أن ابن ماجة قال في روايته: عن المطلب بن أبي وداعة، وقال الترمذي:
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/189؛ والإصابة، 3/404.
(2) المسند، 4/167 حديث المطلب -رضي الله عنه-.
(3) المسند، 4/167.
(4) أخرجه أبو داود في كتاب السنن، 1/303، كتاب الصلاة؛ والنسائي في السنن الكبرى كما في التحفة، 8/391؛ وابن ماجة في السنن: كتاب الصلاة، 1/211.(7/434)
سمعت البخاري يقول: روى شعبة هذا الحديث عن عبد ربه بن سعيد وأخطأ في مواضع منه (1) .
_________
(1) راجع تحفة الأشراف، 8/391.(7/435)
9451 - حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابن وهب، أخبرني الليث بن
سعد، عن عبد ربه بن سعيد، عن عمران، عن عبد الله، عن ربيعة بن الحارث،
عن الفضل ابن عباس، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((الصلاة مثنى مثنى تشهد
في كل ركعتين، وتضرع وتخشع وتساكن، ثم تقنع يديك، يقول: ترفعهما إلى
ربك مستقبلاً بطونهما وجهك وتقول: يارب يارب ثلاثاً فمن لم يفعل ذلك
فهي خداج)) .
قال أبو عبد الرحمن: هذا هو عندي الصواب (1) وكذلك قال البخاري.
9452 - حدثنا هارون ابن معروف، أخبرني ابن وهب: أنبأنا يزيد بن عياض، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الله بن نافع بن أبي العمياء، عن المطلب بن
ربيعة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الصلاة مثنى مثنى وإذا صلى أحدكم
فليتشهد في كل ركعتين، ثم ليلحف في المسألة، ثم إذا دعا فليتساكن
وليتبأس وليتضعف، فمن لم يفعل ذلك فذاك خداج أو كالخداج)) (2) . تفرد به
من هذا الوجه.
(حديث آخر)
9453 - رواه الترمذي في المناقب والنسائي جميعاً: عن قتيبة، عن أبي عوانة، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن
_________
(1) المسند، 4/167، حديث المطلب -رضي الله عنه-.
(2) المسند، 4/167.(7/435)
المطلب: أن العباس دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مغضب فقال: ((ما أغضبك)) الحديث، وقال الترمذي: حسن صحيح (1) .
وقد رواه عبد الله بن الحارث عن عبد المطلب بن ربيعة، قيل وهو الصواب، وعن عبد الله بن الحارث عن المطلب بن أبي وداعة كما سيأتي، وعن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب نفسه كما تقدم فالله أعلم.
_________
(1) أخرجه الترمذي في الجامع، حديث (3847) ؛ والطبراني في الكبير: 20/284؛ والحاكم في المستدرك، 3/332.(7/436)
1746- (المطلب بن أبي وداعة)
واسمه: الحارث بن صبرة بن سعيد بن سعد بن سهم القرشي السهمي (1) وأمه أروى بنت الحارث بن عبد المطلب، أسلم هو وأبوه يوم الفتح وسكن الكوفة، ثم تحول إلى المدينة، وكان أبوه في أسارى بدر فجاء المطلب ففداه بأربعة آلاف فكان أول أسير فدى.
حديثه في أول المكيين ورابع النساء.
9454 - حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا رباح، عن معمر، عن أبي طاوس، عن عكرمة بن خالد، عن جعفر بن المطلب بن أبي وداعة السهمي، عن أبيه، قال: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة النجم فسجد وسجد من عنده فرفعت رأسي وأبيت أن أسجد ولم يكن أسلم يومئذ فكان [بعد] لايسمع أحداً قرأها إلا سجد.
رواه النسائي عن عبد الملك بن عبد الحميد عن أحمد بن حنبل به (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، 5/190؛ والإصابة، 3/405.
(2) سنن النسائي، 2/160.(7/436)
9455 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن ابن طاوس، عن عكرمة بن خالد، عن المطلب بن أبي وداعة. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجد في النجم وسجد الناس معه، قال المطلب: ولم أسجد معهم وهو يومئذ مشرك. قال المطلب: فلا أدع السجود فيها أبداً (1) . تفرد به من هذا الوجه.
9456 - حدثنا سفيان بن عيينة، حدثني كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة: سمع بعض أهله يحدث، عن جده: أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى مما يلي باب بني سهم والناس يمرون بين يديه وليس بينه وبين الكعبة سترة.
وقال سفيان مرة اخرى: حدثني كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة عمن سمع جده يقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى مما يلي باب بني سهم والناس يمرون بين يديه ليس بينه وبين الكعبة سترة. قال سفيان وكان ابن جريج أنبأ عنه. قال: حدثنا كثير عن أبيه فسألته فقال: ليس من أبي سمعته ولكن من بعض أهلي، عن جدي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى مما يلي باب بني سهم ليس بينه وبين الطواف سترة (2) .
رواه أبو داود عن أحمد بن حنبل النسائي وابن ماجة من حديث ابن جريج عن كثير بن كثير به (3) .
_________
(1) المسند، 6/400.
(2) المسند، 6/399.
(3) أخرجه أبو داود في السنن، كتاب الصلاة: حديث (200) ؛ وابن ماجة في السنن: حديث (2958) .(7/437)
9457 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، حدثني كثير بن كثير، عن أبيه المطلب بن أبي وداعة. قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - حين فرغ من سبوعه أتى حاشية الطواف فصلى ركعتين وليس بينه وبين الطواف أحد (1) .
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة من حديث ابن جريج، وقد رواه النسائي عن يعقوب بن إبراهيم عن يحيى بن سعيد (2) .
(حديث آخر)
9458 - رواه الترمذي في المناقب: حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو أحمد، عن سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن المطلب: أن العباس بن عبد المطلب جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكأنه سمع شيئاً فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر فقال: ((من أنا)) وذكر الحديث كما تقدم من رواية عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب نفسه (3) . والله أعلم.
1747- (مطيع بن الأسود بن حارثة)
ابن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي (4) .
أسلم عام الفتح وحسن إسلامه وكان من العباد وكان اسمه
_________
(1) المسند، 6/399.
(2) أخرجه أبو داود في السنن: حديث (2000) ؛ والنسائي في السنن، 2/67 و5/235؛ وابن ماجة في السنن، حديث (2958) .
(3) جامع الترمذي، كتاب المناقب: حديث (3847) ، وقال: حسن صحيح.
(4) له ترجمة في أسد الغابة، 5/191؛ والإصابة، 3/405.(7/438)
عاصي فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطيع وهو أخو مسعود بن الأسود المتقدم حديثه في أول المكيين.(7/439)
9459 - حدثنا معاوية بن هشام: أبو الحسن، حدثنا شيبان، عن فراس، عن الشعبي، قال: قال مطيع بن الأسود: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح: ((لاينبغي أن يقتل قرشي بعد يومه هذا صبراً)) (1) .
9460 - حدثنا وكيع، حدثنا زكريا، عن عامر، عن عبد الله بن مطيع، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم فتح مكة:
_________
(1) المسند، 3/412 حديث مطيع -رضي الله عنه-.(7/439)
((لايقتل قرشي صبراً بعد اليوم إلى يوم القيامة)) (1) .
رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عليبن مسهر، ووكيع، وعن محمد بن عبد الله ابن بهز عن أبيه، ثلاثتهم: عن زكريا بن أبي زائدة به (2) .
_________
(1) المسند، 4/213.
(2) صحيح مسلم: حديث (1872) .(7/440)
9461 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني شعبة بن الحجاج، عن عبد الله بن أبي السفر، عن عامر الشعبي، عن عبد الله بن مطيع بن الأسود ابن أخي بني عدي بن كعب، عن أبيه مطيع وكان اسمه العاصي فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطيعاً. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أمر بقتل هؤلاء الرهط بمكة يقول: ((لاتغزى مكة بعد هذا العام أبداً، ولايقتل رجل من قريش بعد العام صبراً أبداً)) (1) .
9462 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن زكريا، حدثنا عامر، عن عبد الله بن مطيع، عن أبيه: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة يقول: ((لايقتل قرشي صبراً بعد اليوم ولم يدرك الإسلام أحداً من عصاة قريش غير مطيع وكان اسمه عاصي فسماه مطيعاً)) يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - () (2) .
1748- (مطيع بن عامر بن عوف)
ابن كعب بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة اخو ذي اللحية الكلابي (3) .
قال الدارقطني: وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان اسمه العاصي فسماه مطيعاً (4) .
1749- (معاذ بن أنس الجهني الأنصاري)
عداده في أهل البصرة لم يرو عنه سوى ابنه سهل (5) . وحديثه في ثاني المكيين وجاء واحد في خامس الشاميين.
9463 - حدثنا موسى بن داود، حدثنا ليث بن سعد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اركبوا هذه الدواب سالمة وابتدعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي)) (6) . تفرد به.
9464 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم وحسن. قالا: حدثنا ابن لهيعة، عن زبان. قال حسن في حديثه. حدثنا زبان بن فائد، عن
_________
(1) المسند، 3/412.
(2) المسند، 3/412.
(3) له ترجمة عند ابن الأثير، 5/192؛ وابن حجر، 3/406.
(4) انظر الإصابة، 3/406.
(5) ترجم له ابن الأثير، 5/193؛ وابن حجر، 3/406.
(6) المسند، 4/234.(7/440)
سهل بن معاذ، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من تخطى المسلمين يوم الجمعة اتخذ جسراً إلى جهنم)) (1) .
رواه الترمذي وابن ماجة جميعاً: عن أبي كريب عن رشدين عن أبان به، وقال الترمذي: غريب لانعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد (2) . وليس كما قال لما رأيت.
_________
(1) المسند، 3/437.
(2) أخرجه الترمذي في الجامع: حديث (512) ؛وابن ماجة في السنن: حديث (1116) .(7/441)
9465 - حدثنا حسن بن لهيعة قال: وحدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا رشدين، حدثني زبان بن فائد الجراني، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه معاذ بن أنس الجهني صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قرأ {هُل هُوَ اللهُ أَحَدٌ} حتى يختمها عشر مرات بني الله له قصراً في الجنة)) . فقال عمر بن الخطاب إذن نستكثر يارسول الله فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الله أكثر وأطيب)) (1) . تفرد به.
ولأبي داود، عن أبي الطاهر، عن ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن ريان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه مرفوعاً: ((من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه تاجاً يوم القيامة)) .
9466 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، وحدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا رشدين، عن زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قرأ القرآن في سبيل الله كتب يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً إن شاء الله)) (2) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 3/437.
(2) المسند، 3/437.(7/441)
9467 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زبان، وحدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا رشدين، عن زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله متطوعاً لايأخذه سلطان لم ير النار بعينه إلا تحلة القسم فإن الله يقول: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا} (1) . تفرد به.
9468 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، وحدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا رشدين، عن زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: ((إن الذكر في سبيل الله يضعف فوق النفقة بسبعمائة ضعف)) . قال يحيى في حديثه: ((بسبعمائة ألف ضعف)) (2) .
رواه أبو داود عن أبي الطاهر عن أبي وهب عن يحيى بن أيوب وسعد ابن أبي أيوب كلاهما: عن زبان به (3) .
9469 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن رجلاً سأله فقال: أي الجهاد أعظم أجراً يارسول الله؟ قال: ((أكثرهم لله ذكراً)) ، قال: فأي الصائمين أعظم أجراً؟ قال: ((أكثرهم لله ذكراً)) ، ثم ذكر لنا الصلاة والزكاة والحج والصدقة كل ذلك يقول رسول الله: ((أكثرهم لله ذكراً)) ، فقال أبو بكر لعمر: يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أجل)) (4) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 3/437.
(2) المسند، 3/438.
(3) سنن أبي داود: حديث (2481) ؛ والبيهقي في السنن، 9/172.
(4) المسند، 3/438.(7/442)
9470 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((حقٌ على من قدم على مجلس أن يسلم عليهم وحق على من قام من مجلس أن يسلم)) فقام رجل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتكلم فلم يسلم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أسرع مانسي)) (1) . تفرد به.
9471 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن قال: ((من بني بنياناً في غير ظلم ولا اعتداء. أو غرس غرساً في غير ظلم ولا اعتداء، كان له أجر جارٍ ما انتفع به من خلق الرحمان)) (2) . تفرد به.
9472 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، عن زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وأبغض لله وأنكح لله فقد استكمل إيمانه)) (3) .
رواه الترمذي عن عباس الدوري المقري عن سعد بن أبي أيوب عن مرحوم عبد الرحمن بن ميمون عن سهل بن معاذ عن أبيه مرفوعاً ثم قال: هذا منكر (4) . وقال شيخنا (5) : وقد رواه الأعمش عن كعب عن عبد الله بن حمزة عن كعب قوله.
9473 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، عن زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((أفضل الفضل أن
_________
(1) المسند، 3/438.
(2) المسند، 3/438.
(3) المسند، 3/438.
(4) أخرجه الترمذي في الجامع: حديث (2642) وقال: حديث منكر.
(5) يعني الحافظ المزي وذلك في تحفة الأشراف، 8/395.(7/443)
تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتصفح عمن شتمك)) (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 3/438.(7/444)
9474 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: ((من كظم غيظه وهو يقدر على أن ينتصر دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره في حور العين أيتهن شاء)) (1) .
رواه أبو داود وابن ماجة من حديث ابن وهب، والترمذي من حديث أبي عبد الرحمن: عبد الله بن يزيد المقري، كلاهما: عن سعيد بن أبي أيوب عن أبي مرحوم عن سهل بن معاذ عن أبيه به، قال الترمذي: حسن غريب (2) .
9475 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إذا سمعتم المنادي يثوب في الصلاة فقولوا كما يقول)) (3) . تفرد به.
9476 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، عن زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: ((إن الضاحك في الصلاة والملتفت والمفقع أصابعه بمنزلة واحدة)) (4) . تفرد به.
9477 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه أمر أصحابه بالغزو وإن
_________
(1) المسند، 3/438.
(2) رواه أبو داود في السنن: حديث (4756) ؛ والترمذي في الجامع: حديث (2090) و (2611) ، وقال: حسن غريب؛ وابن ماجة في السنن: حديث (4186) ؛ والطبراني في الكبير، 20/188.
(3) المسند، 3/438.
(4) المسند، 3/438.(7/444)
رجلاً تخلف وقال لأهله: أتخلف حتى أصلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأودعه فيدعو لي دعوة تكون شافعة يوم القيامة، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل الرجل مسلماً عليه فقال رسول الله: ((أتدري بكم سبقك أصحابك؟)) قال: نعم، سبقوني اليوم بغدوتهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده لقد سبقوك بأبعد مابين المشرقين والمغربين في الفضيلة)) (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 3/438.(7/445)
9478 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زبان، عن سهل، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من قعد في مصلاه حين يصلي الصبح حتى يسبح الضحى لايقول إلا خيراً غفرت له خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر)) (1) . تفرد به.
9479 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زبان بن فائد، عن سهلن عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((ألا أخبركم لم سمَّى الله إبراهيم خليله الذي وفَّى؟ لأنه كان يقول كلما أصبح وأمسى: سبحان الله حين تمسون حتى يختم الآية)) (2) . تفرد به.
9480 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: ((إن آية العز (3) {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} إلى آخر الآية)) (4) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 3/439.
(2) المسند، 3/439.
(3) وفي المسند) إذا نفر: (ولكن أورده من طريق آخر عن يحيى بن غيلان عن رشدين به مثله.
(4) المسند، 3/439.(7/445)
9481 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قرا أول سورة الكهف وآخرها كانت له نوراً من قدمه إلى رأسه ومن قرأها كلها كانت له نوراً مابين الأرض إلى السماء)) (1) . تفرد به.
9482 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((الجفا كل الجفا والكفر والنفاق من سمع منادى ينادي بالصلاة يدعوا إلى الفلاح ولا يجيبه)) (2) . تفرد به.
9483 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زبان، عن سهل، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: ((لاتزال الأمة على الشريعة مالم يظهر فيها ثلاث: مالم يقبض العلم، ويكثر فيهم ولد الحنث ويظهر فيهم الصقارون)) ، قال: وما الصقارون أو الصفارون يارسول الله؟ قال: ((بشر يكون في آخر الزمان تحيتهم بينهم التلاعن)) (3) . تفرد به.
9484 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه مر على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل فقال لهم: ((اركبوها سالمة ودعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكراً لله منه)) (4) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 3/439.
(2) المسند، 3/439.
(3) المسند، 3/439.
(4) المسند، 3/439.(7/446)
9485 - حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، أخبرني أبو مرحوم عبد الرحمن بن ميمون، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أنه نهى عن الحبو يوم الجمعة والإمام يخطب)) (1) .
رواه أبو داود عن محمد بن عوف، والترمذي عن محمد بن حميد، والعباس بن محمد بن حاتم ثلاثتهم: عن أبي عبد الرحمن المقري به، وقال الترمذي: حسن (2) .
9486 - حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا سعيد، حدثني أبو مرحوم عبد الرحمن بن ميمون، عن سهل بن معاذ الجهني، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من ترك اللباس وهو يقدر عليه تواضعاً لله دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من حلل الإيمان أيهما شاء)) (3) .
رواه الترمذي عن عباس الدوري عن أبي عبد الرحمن وقال: حسن (4) .
9487 - حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا سعيد، حدثني أبو مرحوم، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه: أن رسول الله
_________
(1) المسند، 3/439.
(2) رواه أبو داود في السنن: حديث (1079) ؛ والترمذي في الجامع: حديث (513) وقال حسن؛ وابن خزيمة في صحيحه، حديث (1815) ؛ والبيهقي في السنن، 3/235.
(3) المسند، 3/439.
(4) أخرجه الترمذي في الجامع، حديث (2598) ؛ والحاكم في المستدرك، 4/183؛ وأبو نعيم في الحلية، 8/48.(7/447)
- صلى الله عليه وسلم - قال: ((من أكل طعاماً ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولاقوة، غفر له ماتقدم من ذنبه (1) .
رواه أبو داود عن نصر بن الفرج، والترمذي عن محمد بن إسماعيل كلاهما: عن المقري، وابن ماجة عن حرملة عن وهب كلاهما: عن سعيد بن أبي أيوب به، وقال الترمذي: حسن غريب (2) .
_________
(1) المسند، 3/439.
(2) أخرجه أبو داود في السنن: حديث) 4004) ؛ والترمذي في الجامع: حديث (3522) وقال: حسن؛ والحاكم في المستدرك، 1/507 وصححه وتعقبه الذهبي بقوله: أبو مرحوم: ضعيف.(7/448)
9488 - حدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا رشدين، عن زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن إمرأة أتته فقالت: يارسول الله: انطلق زوجي غازياً وكنت أقتدى بصلاته إذا صلى وبفعله كله فأخبرني بعمل يبلغني عمله حتى يرجع؟ فقال: لها: ((تستطيعين أن تقومي ولاتقعدي وتصومي ولاتفطري وتذكري الله ولاتفتري حتى يرجع)) . قالت: ما أطيق هذا يارسول الله. فقال: ((والذي نفسي بيده لو طوقتيه مابلغت العشور من عمله حتى يرجع)) (1) .
9489 - حدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا رشدين، عن زبان، عن سهل، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((المسلم من الناس من لسانه ويده)) (2) . تفرد به.
9490 - حدثنا يحيى، حدثنا رشدين، عن زبان، عن سهل، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: ((إن لله عباداً لايكلمهم الله يوم القيامة ولايزكيهم ولاينظر إليهم)) . قيل له: من أولئك يارسول الله؟ قال:
_________
(1) المسند، 3/439.
(2) المسند، 3/440.(7/448)
((متبرٍ من والديه راغب عنهما، ومتبرٍ من ولده، ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم)) (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 3/440.(7/449)
9491 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لأن ےأشيع مجاهداً في سبيل الله فأكنفه على رحله غدوه أو روحه أحب إلى من الدنيا ومافيها)) (1) .
رواه ابن ماجة من حديث ابن لهيعة به (2) .
9492 - حدثنا أبو الوليد الطيالسي، [حدثنا حسين بن يزيد، عن ابن معاذ بن أنس، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اركبوا هذه الدواب، سالمة)) ] (3) .
9493 - حدثنا حسين، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من كان صائماً وعاد مريضاً وشهد جنازة غفر له من يأس إلا أن يحدث من بعد)) (4) . تفرد به.
9494 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زبان، عن سهل، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من قال سبحانه الله العظيم ثبت له غرس في الجنة، ومن قرأ القرآن فأكمله وعمل بما فيه ألبس والداه يوم القيامة تاجاً هو أحسن من ضوء الشمس في بيوت من
_________
(1) المسند، 3/440.
(2) سنن ابن ماجة، حديث (2824) ؛ والحاكم، 3/98؛ والبيهقي، 9/173.
(3) سقط من الناسخ وأثبتناه من المسند، 3/440.
(4) المسند، 3/440.(7/449)
الدنيا لو كانت فيه فما ظنكم بالذي عمل به)) (1) .
رواه أبو داود عن أبي الطاهر عن ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن زبان به (2) .
_________
(1) المسند، 3/440.
(2) سنن أبي داود، حديث (440) .(7/450)
9495 - حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثني ابن لهيعة، عن خير بن نعيم الحضرمي، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يفضل الذكر على النفقة في سبيل الله بسبعمائة ألف ضعف)) (1) .
رواه أبو داود عن أبي الطاهر عن ابن وهب عن يحيى بن أيوب وسعد بن أيوب كلاهما: عن زبان عن سهل به (2) .
9496 - حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياشن عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي، عن فروة بن مجاهد، عن سهل بن معاذ الجهني، عن أبيه، قال: نزلنا على حصن سنان بأرض الروم مع عبد الله بن عبد الملك فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق. فقال معاذ: أيها الناس غنا غزونا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غزوة كذا وكذا فضيق الناس الطريق فبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - منادياً فنادى: ((من ضيق منزلاً أو قطع طريقاً فلا جهاد له)) (3) . تفرد به.
(حديث آخر)
9497 - رواه أبو داود، عن محمد بن سلمة، عن ابن وهب،
_________
(1) المسند، 3/440.
(2) سنن أبي داود، حديث (2481) .
(3) المسند، 3/441.(7/450)
عن يحيى بن أيوبن عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ويصلى الضحى لايقول إلا خيراً غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)) ، وفي نسخة ((أكثر من زبد البحر)) (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) سنن أبي داود، حديث (1273) .(7/451)
9498 - رواه أبو داود في الأدب: حدثنا إسحاق بن سويد الرملي، حدثنا سعيد بن أبي ميم، قال: أظن اني سمعت نافع بن سويد، أخبرني أبو مسموم، عن سهل بن معاذ، أنس، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بمعناه -يعني بمعني الحديث قبله- من رواية أبي رجاء، عن عمران بن حصين. قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مسلم فرد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((عشر)) ، ثم جاء آخر فقال: السلام عليك ورحمة الله، فقال: ((عشرون)) ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال: ((ثلاثون)) (1) .
قال أبو داود بعد قوله: معناه زاد ثم أتى آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته، فقال: ((أربعون)) . ثم قال: ((هكذا تكون الفضائل)) .
(حديث آخر)
9499 - قال الطبراني، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أبو كريب، حدثنا رشدين بن سعد، عن زبان بن فائد، عن
_________
(1) المصدر السابق.(7/451)
سهل بن معاذ، عن أبيه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره)) (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) المعجم الكبير، 20/198. وقال الهيثمي في المجمع: رواه أبو يعلى والطبراني وفيه: زبان بن فائد وثقه أبو حاتم وضعفه غيره، وأخرجه الحاكم في المستدرك، 4/154، وصححه ووافقه الذهبي.(7/452)
9500 - قال أبو يعلى: حدثنا أحمد بن عيسى، حدثنا أبو وهب، حدثنا يحيى ابن أيوب، عن زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من صام يوماً في سبيل الله متطوعاً في غير رمضان بعد من النار مائة عام سير الجواد المضمر المجيد)) (1) .
1750- (معاذ بن جبل الأنصاري رضي الله عنه) (2)
هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن علي بن أسد بن سارده بن يزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي: أبو عبد الرحمن وإنما ادعته بنو سلمة لأنه كان أخا سلمة بن محمد بن الحارث بن قيس لأمه. أسلم قديماً وشهد العقبة وهو أحد السبعين وعمره ثماني عشرة سنة وشهد بدراً ومابعدها وشهد فتوح الشام وكان أحد الأمراء وتوفي في طاعون عمواس سنة سبع أو ثمان أو تسع عشرة بغور نيسان عن بضع وثلاثين سنة وقيل لم يبلغهما وكان طوالاً أشقر حسن الشعر والثغر براق الثنايا لم يولد له وقيل بلى وله فضائل كثيرة من أجلها ماسيأتي.
_________
(1) مسند أبي يعلى، 3/61 ((قال الهيثمي في المجمع، 3/194: فيه زبان وفيه كلام كثير، وقد وثق)) .
(2) له ترجمة في أسد الغابة، 5/194؛ والإصابة، 3/406.(7/452)
9501 - من رواية الصنابحي عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والله إني أحبك فلاتدعن أن تقول في دبر كل صلاة: اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)) (1) .
9502 - وفي النسائي من طريق أبي قلابة، عن أنس مرفوعاً: وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل (2) .
وقال أنس: جمع القرآن أربعة من الأنصار أبي وزيد بن ثابت ومعاذ وأبو زيد، وقال عمر: عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ بن جبل ولولا معاذ لهلك عمر وقال ابن مسعود: كنا نشبه معاذ بإبراهيم الخليل في تعلمه الخير وكان ابن مسعود يقول: إن معاذاً كان أمة قانتاً لله ولم يك من المشركين، وقال محمد بن كعب القرظي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن معاذاً يبعث يوم القيامة إمام العلماء برتوة)) (3) .
9503 - وفي حديث مسروق، عن عبد الله بن عمر مرفوعاً: خذوا القرآن من أربعة: ابن مسعود، وأبيّ، ومعاذ وسالم مولى أبي حذيفة (4) .
9504 - وروى ابن منده من حديث أحمد بن الضحاك، وعن يعقوب بن كعب، عن ضمرة بن ربيعة، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن أبي الفحياء، عن عمر بن الخطاب أنه قال: لو أدركت معاذ بن جبل ثم ركسته ولقيت ربي فقال: من استخلفت على أمة
_________
(1) أخرجه الإمام أحمد في المسند، 5/244؛ والنسائي، 3/53.
(2) أخرجه الترمذي في مناقب معاذ -رضي الله عنه-: حديث (3879) .
(3) الرتوة: المنزلة، والحديث أخرجه الطبراني في الكبير، 20/29؛ وأبو نعيم في الحلية، 1/228، وله شاهد من حديث عمر -رضي الله عنه- عند ابن سعد، 3/590، والحديث مرسل.
(4) المسند، 2/190.(7/453)
محمد؟ لقلت: سمعت عبدك ونبيك يقول: يأتي معاذ بن جبل بين يدي العلماء برتوة. رضي الله عنه وأرضاه.
(أسلم مولى عمر عنه)(7/454)
9505 - قال ابن ماجة في الفتن، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن عيسى بن عبد الرحمن، عن يزيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر ابن الخطاب: أنه خرج يوماً إلى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد معاذ بن جبل قاعداً عند قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبكى فقال: مايبكيك؟ قال: يبكيني شيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعته يقول: ((إن يسير الرياء شرك، وأن من عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأحفياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يدعوا ولم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء مظلمة)) (1) .
9506 - حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا مسرة بن معبد، عن إسماعيل بن عبيد الله. قال: قال معاذ بن جبل: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ستهاجرون إلى الشام فتفتح لكم ويكون فيكم داء كالدمل أو كالحرة يأخذ بمراق الرجل يستشهد الله به أنفسهم ويزكى به أعمالهم، اللهم إن كنت تعلم إن معاذ بن جبل سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطه هو وأهل بيته الحظ الأوفر منه)) ، فأصابهم الطاعون فلم يبق منهم أحد، فطعن في إصبعه السبابة فكان يقول: مايسرني أن لي بها حجر النعم (2) . تفرد به.
_________
(1) سنن ابن ماجة: حديث (3989) ؛ والمعجم الكبير، 20/153 و154.
(2) المسند، 241.(7/454)
(الأسود بن ثعلبة عنه)(7/455)
9507 - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنكم على بينة من ربكم مالم تظهر فيكم سكرتان، سكرة الجهل وسكرة العيش وأنتم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وتجاهدون في سبيل الله فإذا ظهر فيكم حب الدنيا فلا تأمرون بالمعروف ولاتنهون عن المنكر ولاتجاهدون في سبيل الله، القائلون يومئذ بالكتاب والسنة كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار)) .
رواه البزار عن محمد بن عبد الرحيم عن الحسن بن بشر عن المعاف بن عمران عن أبي غسان المزني عن عبادة بن قيس عن الأسود بن ثعلبة به (1) .
(الأسود بن هلال عنه)
9508 - حدثنا محمد بن شعبة، عن أبي حصين وأشعب بن سليم: أنهما سمعا الأسود بن هلال يحدث، عن معاذ بن جبل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يامعاذ أتدري ماحق الله ماحق الله على العباد؟)) فقال: الله ورسوله أعلم. قال: ((يعبدوا الله لايشركوا به شيئاً)) . قال: ((أتدري ماحقهم على الله إذا فعلوا ذلك؟)) قال: الله ورسوله أعلم. قال: ((أن لايعذبهم)) (2) .
رواه البخاري ومسلم عن بندار، زاد مسلم وأحمد بن المثني كلاهما: عن غندر عن شعبة، رواه مسلم عن القاسم بن زكريا عن
_________
(1) رواه البزار؛ قال الهيثمي في المجمع، 7/271: وفيه الحسن بن بشر، وثقه أبو حاتم وغيره، وفيه ضعف.
(2) المسند، 5/229.(7/455)
حسن بن زائدة كلا: عن أبي حصين به (1) .
(الأسود بن يزيد النخعي عنه)
أنه حكم باليمن في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ابنة وأخت فأعطى البنت النصف والأخت النصف.
_________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه، حديث (5967) و (6267) و (6500) ؛ ومسلم في صحيحه: حديث (30) .(7/456)
9509 - رواه البخاري من حديث شيبان بن الأشعث بن مسلم، عن الأسود به، ومن حديث شعبة، عن سليمان، عن الأعمش، عن إبراهيم عنه، قال: قضى فينا معاذ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) وذكره.
رواه أبو داود من حديث قتادة عن حبان الأعرج عن الأسود به مثله (2) .
(أنس بن مالك الأنصاري)
9510 - حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس بن مالك. قال: أتينا معاذ بن جبل فقلنا: حدثنا من غرائب حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: نعم، كنت ردفه على حمار فقال: ((يامعاذ بن جبل)) . قلت: لبيك يارسول الله، قال: ((هل تدري ماحق الله على العباد؟)) قلت: الله ورسوله أعلم. قال: ((إن حق الله على العباد أن يعبدوه ولايشركوا به شيئاً)) ، قال: ثم قال: ((يامعاذ!)) قلت: لبيك يا
_________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الفرائض: حديث (2006) .
(2) أخرجه أبو داود في السنن، كتاب الفرائض: حديث (404) .(7/456)
رسول الله. قال: ((هل تدري ماحق العباد على الله إذا هم فعلوا ذلك؟)) قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: ((لايعذبهم)) (1) .
_________
(1) المسند، 5/228.(7/457)
9511 - حدثنا بهز بن همام، حدثنا قتادة، عن أنس بن معاذ بن جبل، حدثه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((يامعاذ بن جنبل!)) قال: لبيك يارسول الله وسعديك، قال: ((لايشهد عبدٌ أن لاإله إلا الله ويموت على ذلك إلا دخل الجنة)) ، قال: قلت: أفلا أحدث الناس؟ قال: ((إني أخشى أن يتكلوا عليه)) (1) .
رواه البخاري ومسلم عن هدية بن خالد، زاد البخاري وموسى بن إسماعيل كلاهما: عن همام، وأخرجه النسائي من حديثه (2) .
9512 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن معاذ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من مات وهو يشهد أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله صادقاً من قلبه دخل الجنة)) . قال شعبة: لم أسأل قتادة أنه سمعه عن أنس (3) .
ورواه النسائي عن الفلاس عن غندر به (4) .
9513 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد العزيز بن حبيب، عن أنس بن مالك، عن معاذ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((يامعاذ: من مات لايشرك بالله شيئاً دخل الجنة)) (5) .
_________
(1) المسند، 5/230.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه: حديث (6267) و (6500) ؛ ومسلم في صحيحه: حديث (30) ؛ والنسائي في عمل اليوم والليلة: حديث (73) ؛ وأبو عوانة في صحيحه، 1/17.
(3) المسند، 5/229.
(4) رواه النسائي في عمل اليوم والليلة، حديث (311) .
(5) المسند، 5/241.(7/457)
9514 - حدثنا عفان بن همام، حدثنا قتادة، عن أنس، عن معاذ بن جبل، قال: بينما أنا رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس بيني وبينه إلا آخره الرحل فقال: ((يامعاذ!)) قلت: لبيك يارسول الله وسعديك، قال: ثم سار ساعة، ثم قال: ((يامعاذ بن جبل!)) قلت: لبيك يارسول الله وسعديك، قال: ((هل تدري ماحق الله على العباد؟)) قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: ((فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولايشركوا به شيئاً)) . قال: ثم سار ساعة ثم قال: ((يامعاذ بن جبل!)) قلت: لبيك يارسول الله وسعديك. قال: ((هل تدري ماحق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟)) قلت: الله ورسوله أعلم. قال: ((فإن حق العباد على الله أن لايعذبهم)) (1) .
9515 - حدثنا بهز، حدثنا همام، عن قتادة، عن أنس، عن معاذ. قال: كنت ردف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل فذكر نحوه (2) .
9516 - حدثنا عبد الله، حدثني هدبة بن خالد، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن أنس، عن معاذ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه أو مثله (3) .
كذلك رواه البخاري ومسلم عن هدبة، زاد البخاري وموسى ابن إسماعيل كلاهما: عن همام، وأخرجه النسائي من حديثه (4) .
(بريدة بن الحصين عن معاذ بن جبل)
9517 - روى الطبراني، عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن
_________
(1) المسند، 5/242.
(2) المصدر السابق.
(3) المصدر السابق.
(4) تقدم قريباً.(7/458)
نعيم بن حماد، عن عبد المؤمن بن خالد الحنفي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه. قال: بلغني أن معاذ بن جبل أخذ الشيطان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلقيه فسأله عن ذلك. فقال: نعم. وكلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفظ الصدقة فجعلته في غرفة فكنت أجده في كل يوم ينقص فشكوت ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((هو عمل الشيطان، فأرصده)) فرصدته ليلاً فلما ذهب أول الليل أقبل على صورة الفيل. فلما انتهى إلى الباب دخل على غير صورته فلما انتهى إلى التمر جعل يلقمه فشددت على ثيابي فتوسطته فقلت: أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ياعدو الله، وثبت إلى تمر الصدقة فأخذته وكانوا أحق به منك، لأرفعنك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيفضحك فعاهدني أن لايعود، فغدوت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((مافعل أسيرك؟)) فقلت: عاهدني أن لايعود، فقال: ((إنه عائد فأرصده)) فرصدته فجاء في الليلة الثانية، فذكر مثل الأول. ثم الثالثة، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيفضحك فقال: إني شيطان وذو عيال وماأتيتك إلا من نصيبين ولو وجدت شيئاً دونه ما أتيتك، ولقد كنا في مدينتكم هذه حين بعث صاحبكم فلما نزلت عليه آيتان أنفرتنا منها ووقعنا في نصيبين لاتقرآن في بيت إلا لم يلج فيه الشيطان أبداً إن أنت أطلقتني علمتكهما. قلت: نعم. قال: آية الكرسي والآيتين من آخر البقرة، قال: فغدوت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: ((مافعل أسيرك؟)) فأخبرته بما قال. فقال: ((صدق الخبيث وهو كذوب)) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير، 20/51.(7/459)
(جابر بن عبد الله بن معاذ بن جبل)(7/460)
9518 - قال الطبراني، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا سعد بن زيد، سمعت عمرو بن دينار، حدثنا جابر بن عبد الله، قال: قال معاذ ابن جبل في مرضه الذي توفى فيه: لولا أن تتكلموا حدثتكم حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من مات وفي قلبه لاإله إلا الله مؤمناً دخل الجنة)) (1) .
ثم رواه من حديث محمد بن مسلم الطائفي وحاتم بن أبي صغيرة وطلحة بن عمرو عن عمرو بن دينار عن جابر عن معاذ بنحوه، رواه عن بشر بن موسى عن الحميدي عن سفيان عن عمرو بن دينار عن جابر عمن شهد معاذاً حين حضره الموت فذكره (2) .
(حديث آخر)
9519 - قال الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق، حدثنا سليمان بن أحمد الواسطي، حدثنا صلة بن سليمان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر، عن معاذ مرفوعاً: ((من أمن رجلاً على دمه فقتله وجبت له النار وإن كان المقتول كافراً)) (3) .
(جبير بن نفير عنه)
9520 - حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا عبد الله بن عامر الأسلمي، عن الوليد ابن عبد الرحمن، عن جبير بن نفير، عن معاذ،
_________
(1) المعجم الكبير، 20/40.
(2) المعجم الكبير، 20/40 و41، الأحاديث رقم (60) و (61) و (62) و (63) .
(3) المعجم الكبير، 20/41. ورواه أبو نعيم في الحلية، 3/324 وقال: غريب.(7/460)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع ومن طمع في غير مطمع ومن طمع حيث لامطمع)) (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 5/247؛ والحاكم في المستدرك، 1/533.(7/461)
9521 - حدثنا محمد بن بشر، حدثنا عبد الله بن عامر الأسلمي، عن الوليد ابن عبد الرحمن، عن جبير بن نفير، عن معاذ بن جبل. قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع ومن طمع يهدي إلى غير مطمع ومن طمع حيث لامطمع)) (1) . تفرد به.
(حديث آخر)
9522 - من رواية جبير بن نفير، عن معاذ بن جبل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو صائم.
رواه الطبراني من حديث عيسى بن يونس عن الأحوص بن حكيم عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير به (2) .
9523 - وروى الطبراني من حديث أحمد بن يحيى الحضرمي، حدثنا محمد بن أيوب بن عافية، عن أبيه، عن جده عافية بن أيوب، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن معاذ: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أفضل؟ قال: ((أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله)) (3) .
_________
(1) المسند، 5/232.
(2) المعجم الكبير، 20/93، وقال الهيثمي في المجمع، 3/170: وفيه الأحوص وفيه كلام، وقد وثق.
(3) المعجم الكبير، 20/93.(7/461)
9524 - ومن حديث يزيد بن يحيى: أبي خالد، عن ثور بن يزيد، عن خالد ابن معدان، عن جبير بن نفير، عن معاذ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله فيها)) (1) .
(جنادة بن أبي أمية عن معاذ)
9525 - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ثلاث من فعلهن فقد أجرم: من عقد لواء في غير حق، أو عق والديه، أو مشي مع ظالم، فقد أجرم يقول الله: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} .
رواه الطبراني عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عبادة بن نسئ عن جنادة (2) .
(حبيب بن عبيد، عن معاذ)
9526 - حدثنا أبو اليمان، حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني، عن حبيب بن عبد الله، عن معاذ بن جبل، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يكون في آخر الزمان أقوام، إخوان العلانية، أعداء السريرة)) ، فقيل يارسول الله: وكيف يكون ذلك؟ قال: ((ذلك برغبة بعضهم إلى بعض ورهبة بعضهم من بعض)) (3) .
_________
(1) المعجم الكبير، 20/94؛ ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة (3) ، قال الهيثمي، 10/74: ورجاله ثقات وفي شيخ الطبراني محمد الصوري خلاف، قلت: لكنه توبع عند ابن السني.
(2) المعجم الكبير، 20/61؛ قال الهيثمي، 7/90: وفيه عبد العزيز ابن حمزة وهو ضعيف.
(3) المسند، 5/235.(7/462)
(الحجاج بن عثمان عنه)
مرفوعاً: ((قال الله لي: إني لا أحزنك في أمتك، قال: فسجدت لربي شكراً وربك شاكر يحب الشاكرين)) .(7/463)
9527 - رواه الطبراني مطولاً من حديث بقية، عن ابن عمرو، عن الحجاج به (1) .
(الحارث بن عميرة الزبيري)
9528 - أن معاذ بن جبل خطبهم بحمص فقال: إن هذا الطاعون رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم.
رواه الطبراني: حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، حدثنا داود عن شهر بن حوشب عنه (2) .
(حريث بن عمير أو ابن عمرو عن معاذ)
مرفوعاً: ((من ترك الصلاة متعمداً فقد برئت منه الذمة)) .
9529 - رواه الطبراني من حديث بقية، حدثني أبو بكر بن أبي مريم عنه (3) .
(الحسن البصري عنه)
9530 - حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى، حدثنا البراء العذري، حدثنا الحسن، عن معاذ بن جبل، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية: {أَصْحَابُ الْيَمِينِ} و {أَصْحَابُ الشِّمَالِ} فقبض بيديه
_________
(1) المعجم الكبير، 20/102: قال الهيثمي، 2/288: حجاج بن عثمان لم يدرك معاذاً، وهو من طريق بقية وقد عنعنه.
(2) المعجم الكبير، 20/116.
(3) المعجم الكبير، 20/117 وفيه: أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.(7/463)
قبضتين. فقال: ((هذه إلى الجنة ولا أبالي، وهذه في النار ولا أبالي)) (1) . تفرد به.
(خالد بن معدان الكلاعي عنه)
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله)) .
9531 - رواه الترمذي في الزهد، عن أحمد بن منيع، عن محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، عن ثور بن يزيد، عن خالد به، وقال: قال أحمد: قالوا: ((من ذنب تاب منه)) ، ثم قال الترمذي: غريب وليس إسناده متصل، خالد لم يدرك معاذاً (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) المسند، 5/239.
(2) أخرجه الترمذي في الجامع، كتاب الزهد (118) .(7/464)
9532 - قال الطبراني: حدثنا أبو مسلم الكشي، حدثنا سعيد بن سلام العطار، حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((استعينوا على انجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود)) (1) .
(حديث آخر)
9533 - روى الطبراني من حديث قتادة بن الفضل بن قتادة، عن ثور، عن خالد، عن معاذ. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يقول الله للمؤمنين يوم القيامة: أحببتم لقائي؟ قالوا: نعم يارب رجونا عفوك ومغفرتك، فيقول: فقد أوحيت لكم عفوي ومغفرتي)) (2) .
_________
(1) المعجم الكبير، 20/94.
(2) المعجم الكبير، 20/95 وإسناده ضعيف.(7/464)
(حديث آخر)(7/465)
9534 - عن خالد بن معدان، عن معاذ مرفوعاً: ((من أكل وشرب أو رمى صيداً فنسى أن يذكر اسم الله فليأكل منه مالم يدع التسمية متعمداً)) .
رواه الطبراني من حديث إبراهيم بن محمد القرشي، حدثنا عتبة بن السكن الفزاري، حدثنا ثور، عن خالد به (1) .
(حديث آخر)
9535 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن النضر العسكري، حدثنا سليمان بن سلمة الخبائري، حدثنا عن عتبة بن السكن، حدثنا ثور، عن خالد، عن معاذ مرفوعاً: ((لو تعلم أمتي مالها في الحلبة لأشتروها ولو بوزنها ذهباً)) (2) .
(آخر)
9536 - وحدثنا أحمد، حدثنا سليمان، حدثنا بقية، حدثنا ثور عن خالد، عن معاذ: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإحتكار ماهو؟ قال: ((إذا سمع برخص ساءه وإذا سمع بغلاء فرحن بئس العبد المحتكر إذا أرخص الله الأسعار حزن وإذا أغلاها فرح)) (3) .
_________
(1) المصدر السابق، 20/95 وفي إسناده: عتبة بن السكن وهو متروك. قاله الهيثمي: 4/30.
(2) المعجم الكبير، 20/96 وفيه: سليمان الخبائري وهو متروك الحديث، قاله الهيثمي: 5/44.
(3) المعجم الكبير، 20/95 وفيه سليمان الخبائري وهو متروك.(7/465)
وبه مرفوعاً: ((من مشي إلى صاحب يدعه ليوقره فقد أعان على هدم الإسلام)) (1) .
وبه قال معاذ: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن استقراض الخمير والخبز فقال: ((سبحان الله إنما هي من مكارم الأخلاق خذ الكبير واعط الصغير، وخذ الصغير وأعط الكبير، وخيركم أحسنكم قضاء)) (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) المصدر السابق، 20/96، خالد بن معدان لم يسمع معاذاً.
(2) () ... المعجم، 20/96، قال الهيثمي، 4/139: وفيه سليمان الخبائري وقد نسب إلى الكذب.(7/466)
9537 - وروى الطبراني من حديث سلام الطويل، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ياأيها الناس اتخذوا تقوى الله تجارة يأتيكم الرزق بلا بضاعة ولا تجارة)) ، ثم قرأ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} (1) .
(حديث آخر)
9538 - قال الطبراني: حدثنا أبو مسلم الكشي، حدثنا عصمة بن سليمان الخزاز، حدثنا حازم مولى بني هاشم، حدثنا لمازة، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل، قال: شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أملاك رجل من أصحابه فقال: ((على الخير والألفة والطائر الميمون والسعة في الرزق بارك الله لكم دففوا على رأسه)) فجئ بدف فضرب به وأقبلت الأطباق وعليها فاكهة وسكر فنثر عليه فكف الناس أيديهم، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مالكم لاتنتهبون؟)) ،
_________
(1) المعجم، 20/97 وفي إسناده سلام الطويل وهو متروك الحديث.(7/466)
قالوا يارسول الله: ألم تنه عن النهبة. فقال: ((إنما نهيتكم عن نهبة العساكر فأما العرسات فلا)) ، قال: فجاذبهم وجاذبوه (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) المعجم، 20/97، قال الهيثمي: وفي إسناده حازم عن لمازه ولم أجد من ترجمهما، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، 2/265.(7/467)
9539 - رواه الطبراني، من حديث مسلمة بن شبيب، عن عبد الرزاق، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن معاذ: ((لعن الله الملوك الأربعة جمداً، ومشرحاً، ومحوساً، وابضعاً واختهم العمردة)) (1) .
(حديث آخر)
9540 - قال الطبراني: حدثنا واثلة بن الحسن العوفي، حدثنا كثير بن عبيد الحذاء، حدثنا بقية، عن ثور، عن خالد، عن معاذ قالوا: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتوضأ مالم يأجن الماء، يخضر أو يصفر (2) .
(حديث آخر)
9541 - رواه البزار، عن سلمة بن شبيب، عن بسطام بن خالد، عن مضير ابن عبد الله بن الفتح، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ: ((مرفوعاً في الأمر بالحمد بالتلاوة في صلاة الليل وفي فضل القرآن ومحاجته عن صاحبه منكراً ونكيراً وسعيه له عند الله في إكرامه وإبرائه من الجنة ونزول ألف ألف ملك من السماء السادسة)) .
_________
(1) المعجم، 20/98، قال الهيثمي، 10/44: خالد بن معدان لم يسمع معاذاً.
(2) المعجم، 20/99: خالد بن معدان لم يسمع معاذاً -رضي الله عنه-.(7/467)
الحديث بطوله وهو منكر جداً وكاد علم الحاذق في الصناعة أن يقول بوضعه (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) انظر مجمع الزوائد، 7/160، باب فضل القرآن.(7/468)
9542 - قال البزار، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا سليمان بن أبي الجون، حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((العرب بعضها أكفاء لبعض، والموالي بعضها أكفاء لبعض)) (1) .
(دريد بن نافع عن معاذ بن جبل)
9543 - حدثنا حيوة بن سريح، حدثني بقية، حدثني ضبارة بن عبد الله، عن دريد بن نافع، عن معاذ بن جبل: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((يامعاذ أن يهدي الله على يديك رجلاً من أهل الشرك خير لك من أن يكو لك حمر النعم)) (2) . تفرد به.
(سالم بن أبي الجعد عنه)
مرفوعاً: ((من شاب شيبة في الإسلام كانت نوراً يوم القيامة، ومن رمى بسهم في سبيل الله رفع الله له بها درجة)) .
9544 - رواه الطبراني من طريق زائدة، عن أبي حصين عنه (3) .
_________
(1) قال الهيثمي في المجمع، 4/275: فيه سليمان بن أبي الجون ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله ثقات.
(2) المسند، 5/238.
(3) المعجم، 20/152؛ قال الهيثمي، 5/270: سالم لم يدرك معاذاً.(7/468)
(سعيد بن المسيب عنه)(7/469)
9545 - قال الطبراني، حدثنا أبو عوانة: يعقوب بن إسحاق النيسابوري، حدثنا نصر بن مرزوق العمري، حدثنا أبو زرعة: وهب الله بن راشد، حدثنا يونس ابن يزيد الأيلي، حدثني ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن معاذ بن جبل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - افتقده يوم الجمعة فلما صلى أتى معاذاً فقال: ((يامعاذ مالي لم أرك؟)) قال: يارسول الله ليهودي على أوقية من تبر فخرجت إليك فحبسني عنك، فقال له: ((يامعاذ ألا أعلمك دعاءً تدعوا به فلو كان عليك من الدين مثل جبل صبر أداه الله عنك -وصبر جبل باليمن- فادع به يامعاذ قل: اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل، وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي، وترزق من تشاء بغير حساب، ارحمني رحمة تقيني بها من رحمة من سواك)) (1) .
وقد رواه أيضاً من طريق عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، عن معاذ بنحوه. وفيه: ((اللهم أغنني من الفقر وأقضى عني الدين وتوفني عبادك وجهاد في سبيلك)) (2) .
(سليمان الأغر عنه)
9546 - قال البزار، حدثنا أحمد بن علي، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، أنبأنا فضيل بن سليمان، حدثنا موسى بن عقبة، عن عبيد
_________
(1) المعجم، 20/155.
(2) المعجم، 20/160.(7/469)
بن سليمان الأغر، عن أبيه، عن معاذ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لاتزال المرأة تلعنها الملائكة -أو قال يلعنها الله وملائكته- ماانتهكت من معاصي الله شيئاً)) .
وبه: ((لو تعلم المرأة حق الزوج ماقعدت ماحضر غداءه وعشاءه)) (1) .
(سليم بن عامر عنه)
_________
(1) كشف الأستار، 2/180؛ قال الهيثمي في المجمع، 4/309: فيه سليمان الأغر، ولم أعرفه.(7/470)
9547 - روى الطبراني: من حديث إسماعيل بن عياش، عن الأزهر بن عبيد الله الحرازي، عن سليم بن عامر، عن معاذ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى على رجل بُرداً من حرير فقال: ((طوق من نار)) (1) .
(شداد أبو عمار عنه)
9548 - حدثنا وكيع، عن النهاس بن قهم، حدثني شداد أبو عمار، عن معاذ ابن جبل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ست من أشراط الساعة: موتى، وفتح بيت المقدس، وموت يأخذ في الناس كقعاص الغنم، وفتنة يدخل حربها بيت كل مسلم، وأن يعطى الرجل ألف دينار فيسخطها، وأن يغدر الروم فيسيرون في ثمانين نبذاً تحت كل نبذ اثنا عشر ألفاً)) (2) . تفرد به.
_________
(1) المعجم، 20/118 وفي إسناده عبد الوهاب بن الضحاك: متروك كذبه الإمام أحمد.
(2) المسند، 5/228.(7/470)
(شراحيل بن معشر العبسي)(7/471)
9549 - روى الطبراني: من طريق إسماعيل بن عياشن عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد. عن شراحيل بن معشر العبسي، عن معاذ. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عبد الله بن سلام عاشر عشرة في الجنة)) (1) .
9550 - ومن حديث بقية، عن صفوان بن عمرو، عن شراحيل بن معشر، عن معاذ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مامن عبد يقوم مقام سمعه في الدنيا إلا سمع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة)) (2) .
(شرحبيل بن السمط عنه)
9551 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن المعلى، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا يحيى بن حمزة، حدثنا يحيى بن عبد العزيز الأردني، عن عبادة بن نسي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن شرحبيل بن السمط، عن معاذ، قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأصبنا غنماً، فقسم فينا طائفة منها وجعل بقيتها في المغنم (3) .
(شقيق هو أبو وائل يأتي)
(شهر بن حوشب عنه)
9552 - حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن شهر ابن حوشب، عن معاذ بن جبل، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه
_________
(1) المعجم، 20/119؛ وأخرجه الإمام أحمد، 5/242 من طريق آخر.
(2) المعجم الكبير، 20/119؛ قال الهيثمي، 10/223: إسناده حسن.
(3) المعجم، 20/89.(7/471)
قال: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} (1) ، قال: ((قيام العبد من الليل)) (2) . تفرد به.
_________
(1) سورة السجدة، آية (16) .
(2) المسند، 5/232.(7/472)
9553 - حدثنا يونس في تفسير شيبان، عن قتادة، قال: وحدت شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يبعث المؤمنون يوم القيامة جرداً مرداً مكحلين بني ثلاثين سنة)) (1) . تفرد به.
9554 - حدثنا روح، حدثنا الحجاج الأسود، عن شهر بن حوشب، عن معاذ ابن جبل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((المتحابون في الله في ظل العرش يوم القيامة)) (2) . تفرد به.
9555 - حدثنا الحكم بن موسى، قال عبد الله: وحدثني الحكم بن موسى، قال: حدثنا ابن عياش، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشبن عن معاذ بن جبلن عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لن ينفع حذر من قدر ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم بالدعاء عباد الله)) (3) . تفرد به.
9556 - حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف العجلي، عن سعيد، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن معاذ. قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يبعث المؤمنون يوم القيامة جرداً مرداً مكحلين بني ثلاثين سنة)) (4) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 5/232.
(2) المسند، 5/233.
(3) المسند، 5/234.
(4) المسند، 5/240.(7/472)
9557 - حدثنا إبراهيم بن مهدي، حدثنا إسماعيل بن عياشن عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مفاتيح الجنة شهادة أن لاإله إلا الله)) (1) . تفرد به.
9558 - حدثنا شريح، حدثنا حماد -يعني ابن سلمة-، عن عاصم بن بهدلة، عن شهر بن حوشب، عن معاذ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((سأنبئك بأبواب من الخير: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار، وقيام العبد من الليل)) ثم قرا {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ} (2) إلى آخر الآية (3) .
وقد رواه الطبراني من حديث حماد بن سلمة به مطولاً (4) .
(حديث آخر)
9559 - رواه الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، حدثنا عبد الله بن خراش، عن العوام، عن شهر بن حوشب، عن معاذ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا اتاكم كريم قوم فأكرموه)) (5) .
(ضمرة بن حبيب عنه)
9560 - قال البزار: حدثنا عمر بن الخطاب، حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن معاذ بن
_________
(1) المسند، 5/242.
(2) سورة السجدة، آية (16) .
(3) المسند، 5/248.
(4) المعجم، 20/103.
(5) المعجم، 20/104.(7/473)
جبل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل)) (1) .
(طاووس عن معاذ)
_________
(1) كشف الأستار عن زوائد البزار، 1/167؛ قال الهيثمي، 1/266: في إسناده ابن أبي مريم، وهو ضعيف.(7/474)
9561 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عمرو بن دينار، عن طاووس، عن معاذ: لم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أوقاص البقر شيئاً (1) .
9562 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد -يعني ابن سلمة-، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن معاذ فذكر مثله.
9563 - حدثنا عبد الرزاق وأبو بكر، قالا: حدثنا ابن جريج: أخبرني عمرو ابن دينار: أن طاووساً ےأخبره: أن معاذ بن جبل قال: لست أجد في أوقاص البقر شيئاً حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يأمرني فيها بشئ، قال ابن بكر: لست بآخد في أوقاص ... (2) .
9564 - حدثنا سفيان، عن عمرو، عن طاووس: أن معاذاً يوقص البقر والعسل، فقال: لم يأمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها بشئ، قال سفيان: الأوقاص مادون الثلاثين.
وقد رواه أبو داود في المراسيل من غير وجه عن طاووس عن معاذ (3) .
_________
(1) المسند، 5/248.
(2) مصنف عبد الرزاق: حديث (6964) ؛ ومصنف ابن أبي شيبة، 3/142، وطاوس لم يلق معاذاً - رضي الله عنه -.
(3) المراسيل، ص134.(7/474)
(حديث آخر)(7/475)
9565 - رواه أبو داود في المراسيل، عن عبد الله بن سعد، عن أبي خالد، عن الأحمر، عن محمد بن عجلان، عن طاووس، عن معاذ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((لاتعجلوا بالبلية قبل نزولها، وقاربوا وسددوا، فإن عجلتم بها قبل نزولها فإنه سيسيل بكم السيل هاهنا وهاهنا)) (1) .
(حديث آخر)
9566 - رواه ابن ماجة في الأحكام، عن أحمد بن ثابت الجحدري، عن عبد الوهاب بن عبد المجيد، عن خالد بن مهران الحذاء، عن مجاهد، عن طاووس، أن معاذ بن جبل أكرى الأرض على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان على الثلث والربع فهو يعمل إلى يومك هذا (2) .
(حديث آخر)
9567 - قال الطبراني: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن طاووس، عن معاذ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لاطلاق فيما لاتملك ولاعتاق فيما لاتملك)) (3) .
ثم رواه عن إسحاق بن عبد الرزاق عن ابن جريج عن إبراهيم بن محمد عن صفوان بن سليم عن طاووس به (4) .
_________
(1) المراسيل، ص183.
(2) سنن ابن ماجة، كتاب الأحكام، (72) .
(3) المعجم، 20/166.
(4) المصدر السابق.(7/475)
(حديث آخر)(7/476)
9568 - قال الطبراني: حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد، عن أبي الزبير، عن طاووس، عن معاذ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ماعمل ابن آدم عملاً أنجى من عذاب الله، من ذكر الله)) ، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله إلا أن تضرب بسيفك حتى ينقطع)) ثلاث مرات (1) .
(عاصم بن حميد عنه)
9569 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، حدثني راشد بن سعد، عن عاصم ابن حميد، عن معاذ بن جبل. قال: لما بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن خرج معه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال: ((يامعاذ إنك عسى أن لاتلقاني بعد عامي هذا ولعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري)) ، فبكى معاذ خشعاً لفراق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال: ((إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا)) (2) . تفرد به.
9570 - حدثنا الحكم بن نافع: أبو اليمان، حدثنا صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، عن عاصم بن حميد السكوني: أن معاذاً لما بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج معه النبي - صلى الله عليه وسلم - يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي تحت راحلته، فلما فرغ، قال: ((يامعاذ إنك عسى أن لاتلقاني بعد عامي هذا ولعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري)) فبكى
_________
(1) المعجم الكبير، 20/167.
(2) المسند، 5/235؛ قال الهيثمي، 10/232: إسناده جيد.(7/476)
معاذ خشعاً لفراق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لاتبك يامعاذ للبكاء أو إن البكاء من الشيطان)) (1) .
_________
(1) المسند، 5/235.(7/477)
9571 - ورواه الطبراني من حديث صفوان بن عمرو، عن راشد، عن عاصم، عن معاذ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج معه يوصيه ثم التفت إلى المدينة فقال: ((إن أهل بيتي يرون أنهم أولى الناس بي وليس كذلك إن أوليائي منكم المتقون، حيث كانوا، وأين كانوا، اللهم إني لا أحل لهم فساد ما أصلحت، وأيم الله لتكفأ أمتي على دينها كما يكفأ الإناء في البطحاء)) (1) .
9572 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا جرير -يعني ابن عثمان-، حدثنا راشد ابن سعد، عن عاصم بن حميد السكوني وكان من أصحاب معاذ بن جبل، عن معاذ. قال: رقبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاة العشاء فاحتبس حتى ظننا أن لن يخرج والقائل منا يقول: قد صلى ولن يخرج، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اعتموا بهذه الصلاة، فقد فضلتم بها على سائر الأمم ولم تصلها أمة قبلكم)) (2) .
رواه أبو داود، من حديث جرير بن عثمان به (3) .
9573 - حدثنا هاشم -يعني ابن القاسم-. حدثنا جرير، عن راشد بن سعد، عن عاصم بن حميد السكوني وكان من أصحاب معاذ، قال: سمعت معاذاً يقول: إنا رقبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني انتظرناه- فذكر معناه (4) .
_________
(1) المعجم، 20/121.
(2) المسند، 5/237.
(3) سنن أبي داود: حديث (417) .
(4) المسند، 5/237.(7/477)
(عامر بن واثلة أبو الطفيل عن معاذ بن جبل)(7/478)
9574 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا قرة بن خالد، عن أبي الزبير، حدثنا أبو الطفيل، حدثنا معاذ بن جبل. قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفرة سافرها وذلك في غزوة تبوك فجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء، قلت: ماحمله على ذلك، قال: أراد أن لايحرج أمته (1) .
ورواه مسلم من حديث قرة بن خالد به (2) .
9575 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان وأبو أحمد. قالا: حدثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ بن جبل، قال: جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في غزوة تبوك (3) .
9576 - حدثنا حماد بن خالد، حدثنا هشام بن سعيد، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ بن جبل. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك لايروح حتى يبرد ثم يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء (4) .
9577 - حدثنا وكيع وعن سفيان، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيلن عن معاذ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في غزوة تبوك (5) .
_________
(1) المسند، 5/236.
(2) صحيح مسلم، حديث (706) .
(3) مصنف عبد الرزاق: حديث (4398) ؛ والإمام أحمد في المسند، 5/230.
(4) المسند، 5/233.
(5) المسند، 5/236.(7/478)
رواه ابن ماجة عن علي بن محمد عن وكيع به (1) .
_________
(1) سنن ابن ماجة، حديث (1070) .(7/479)
9578 - قرأت على عبد الرحمن بن مهدي، قال: عن أبي الزبير المكي، عن أبي الطفيل عامر بن وائلة: أن معاذاً أخبره: أنهم خرجوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام تبوك وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين الظهر والعصر جميعاً ثم دخل ثم خرج فصلى المغرب والعشاء، فقال: وآخر الصلاة، ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعاً، ثم دخل ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعاً. ثم قال: ((إنكم ستأتون غداً إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي)) فجئنا وقد سبق إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء، فسألهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هل مسستما من مائها شيئاً؟)) ، فقالا: نعم، فسبهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال لهما ماشاء أن يقول، ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلاً حتى اجتمع في شيء ثم غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه وجهه ويديه، ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يوشك يامعاذ إن طالت بك الحياة أن ترى ماههنا قد ملئ جناناً)) (1) .
9579 - حدثنا روح، حدثنا مالك بن أنس، عن أبي الزبير: أن أبا الطفيل أخبره، أن معاذ بن جبل أخبره: فذكر معناه، وقال: تبض بشيء من ماء (2) .
رواه مسلم عن أحمد بن يونس عن زهير، وعن يحيى بن حبيب عن خالد بن الحارث، كلاهما: عن قرة بن خالد (3) .
_________
(1) المسند، 5/237.
(2) المسند، 5/238.
(3) صحيح مسلم: حديث (706) .(7/479)
ورواه أبو داود عن القعنبي عن مالك به، ورواه النسائي من حديثه (1) .
_________
(1) سنن أبي داود، حديث (1194) ؛ والنسائي، 1/285.(7/480)
9580 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل: عامر بن واثلة، عن معاذ بن جبل: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في غزوة تبوك إذا ارتحل قبل رفع الشمس أخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر فيصليهما جميعاً وإذا ارتحل بعد رفع الشمس صلى الظهر والعصر جميعاً ثم سار وكان إذا ارتحل بعد قبل المغرب أخر المغرب فصلى مع العشاء وإذا ارتحل بعد المغرب صلى العشاء مع المغرب.
رواه أبو داود والترمذي، عن قتيبة به.
قال أبو داود: لايرويه إلا قتيبة، وقال الترمذي: المعروف حديث مالك وسفيان عن أبي الزبير، قال: وروى علي بن المديني هذا الحديث عن أحمد بن حنبل (1) .
9581 - حدثنا (2) بذلك عبد الصمد بن سليمان، حدثنا زكريا بن يحيى اللؤلؤي، حدثنا أبو بكر الأعين، عن علي بن المديني.
(حديث آخر)
9582 - قال البزار: حدثنا علي بن داود، حدثنا سعيد بن كثير بن عنتر، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((أفش السلام وابذل الطعام واستحى من
_________
(1) انظر تحفة الأشراف، 8/402.
(2) القائل هو الإمام المزي.(7/480)
الله استحياء رجل ذي هيبة من أهلك وإن أسأت فأحسن ولتحسن خلق ما استطعت)) (1) .
(عائذ الله بن عبد الله أبو إدريس عنه)
_________
(1) قال الهيثمي في المجمع، 8/23: رواه البزار، وفيه ابن لهيعة وفيه لين.(7/481)
9583 - حدثنا هاشم، حدثنا عبد الحميد، حدثنا شهر بن حوشب، حدثني عائذ الله بن عبد الله: أن معاذاً قدم عليهم اليمن فلقيته إمرأة من خولان معها بنون لها اثنا عشر، وتركت أباهم في بيتها أصغرهم الذي قد اجتمعت لحيته فقامت فسلمت على معاذ ورجلان من بنيها يمسكان بضبعيها، فقالت: من أرسلك أيها الرجل؟ فقال لها معاذ: أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت المرأة: أرسلك رسول الله وأنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أفلا تخبرني يارسول رسول الله؟ قال لها معاذ: سليني عما شئت، قالت: حدثني ماحق المرء على زوجته، قال لها معاذ: تتقي الله ما استطاعت وتسمع وتطيع، قالت: أقسمت بالله عليك لتحدثني ماحق الرجل على زوجته، فإني تركت أبا هؤلاء شيخاً كبيراً في البيت، فقال لها معاذ: والذي نفس معاذ بيده لو أنك ترجعين إذا رجعت إليه فوجدت الجذام قد خرق لحمه وخرق منخريه فوجدت منخريه تسيلان قيحاً ودماً ثم ألقيتهما فاك لكيما تبلغي حقه مابلغت ذلك أبداً (1) . تفرد به.
9584 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن الوليد ابن عبد الرحمن، عن أبي إدريس العبدي أو الخولاني، قال: جلست مجلساً فيه عشرون من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا فيهم شاب حديث السن حسن الوجه أدعج العين غر الثنايا، فإذا
_________
(1) المسند، 5/239.(7/481)
اختلفوا في شيء، فقال قولاً انتهوا إلى قوله، فإذا هو معاذ بن جبل، فلما كان من الغد جئت فإذا هو يصلى إلى سارية، قال: فحذف من صلاته ثم احتبى فسكت، قال: فقلت: والله إني لأحبك من جلال الله، قال: آلله؟ قال: قلت: آلله، قال: فإن المتحابين في الله فيما أحسب أنه قال: في ظل الله يوم لاظل إلا ظله، ثم ليس في بيعته شك يعني في بقية الحديث: توضع لهم كراسي من نور يغبطهم بمجلسهم من الرب النبيون والصديقون والشهداء، قال: فحدثته عبادة بن الصامت، فقال: لا أحدثك إلا ماسمعت عن لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((حقت محبتي للمتحابين فيَّ وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ وحقت محبتي للمتصادقين فيَّ والمتواصلين)) .
شك شعبة في المتواصلين أو المتزاورين (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 5/229.(7/482)
9585 - حدثنا روح، حدثنا مالك وإسحاق -يعني ابن عيسى-، قال: أخبرني مالك، عن أبي حازم بن دينار، عن أبي إدريس الخولاني، قال: دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بفتى براق الثنايا وإذا الناس حوله، إذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه، وصدروا عن رأيه، فسالت عنه، فقيل: هذا معاذ بن جبل، فلما كان الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالهجير، وقال إسحاق: بالتهجير، ووجدته يصلي فانتظرته، حتى إذا قضى صلاته جئته من قبل وجهه فسلمت عليه، فقلت له: والله إني لأحبك لله عز وجل، فقال: آلله؟ فقلت: آلله، فأخذ بحبوة ردائي فجبذني إليه، وقال: أبشر فإني سمعت رسول الله(7/482)
- صلى الله عليه وسلم - يقول: وجبت محبتي للمتحابين فيَّ والمتجالسين فيَّ والمتزاورين فيَّ والمتباذلين فيَّ)) (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 5/233.(7/483)
9586 - حدثنا حسن بن محمد، حدثنا أبو معشر، عن محمد بن قيس، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأثر عن الله قال: ((وجبت محبتي للذين يتحابون فيَّ ويتجالسون فيَّ ويتباذلون فيَّ)) (1) .
(حديث آخر)
9587 - رواه ابن ماجة في الزهد: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا سويد بن عبد العزيز بن زيد بن واقد، عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس عائذ الله بن عبد الله، عن معاذ بن جبل، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((ألا أخبركم بملوك الجنة؟)) ، قالوا: بلى، قال: ((كل ضعيف متضعف ذو طمرين لايؤبه له لو أقسم على الله لأبره)) (2) .
(حديث آخر)
9588 - قال الطبراني من حديث هشام بن عمار، عن عمرو بن واقد، عن يونس بن ميسرة بن حليس، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((نضر الله عبداً سمع كلامي ثم لم يزد فيه فرب حامل فقه إلى أوعى منه: ثلاث لايغل عليهن قلب
_________
(1) المسند، 5/247.
(2) سنن ابن ماجةك حديث (4115) .(7/483)
مؤمن: إخلاص العمل لله، والمناصحة لأولى الأمر، والاعتصام بجماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم)) (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) المعجم، 20/82؛ قال الهيثمي، 1/138: فيه عمرو بن واقد وقد رمى بالكذب.(7/484)
9589 - ومن حديث عمرو بن زائد به: لاتشرك بالله شيئاً وإن حرقت، وأطع والديك وإن أخرجاك من مالك، ولاتشرب الخمر فإنه مفتاح كل شر، لاتتركن الصلاة متعمداً فإنه من ترك الصلاة متعمدتً برئت منه الذمة، لاتنازع الأمر أهله وإن رأيت أنه لك، أنفق على أهلك من طولك ولاترفع العصا عنهم، أحقهم في الله، لاتغلل، لاتفر من الزحف)) (1) .
(حديث آخر)
9590 - وبه مرفوعاً: ((يؤتى يوم القيامة بالمسوح عقلاً، وبالهالك في الفترة، وبالهالك صغيراً، فيقول الممسوح عقلاً: يارب لو آتيتني عقلاً ماكان من آتيته عقلاً بأسعد بعقله مني، ويقول الهالك صغيراً: يارب لو آتيتني عمراً ماكان من آتيته عمراً بأسعد مني، ويقول الهالك في الفترة: يارب لو جاءني بشير ماكان أحد أسعد به مني، فيقول: إني آمركم بأمر أفتطيعوني؟ فيقولون: نعم، فيقول: إذهبوا فادخلوا جهنم، ولو دخلوها لم تضرهم شيئاً، فيخرج عليهم برانيص من جهنم فيظنون أنها قد أهلكت ماخلق الله من شيء ثم
_________
(1) المعجم، 20/82 وفي إسناده عمرو بن واقد وقد رمى بالكذب.(7/484)
يأمرهم الثانية فيرجعون كذلك فيقول الله عز وجل: خلقتكم بعلمي وإلى علمي تصيرون، فتأخذهم النار)) (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) المعجم، 20/83، قال الهيثمي، 7/217: فيه عمرو بن واقد وهو متروك.(7/485)
9591 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن المعلى، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عمرو بن واقد، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس، عن معاذ. قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً الفتن فعظمها وشددها، فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: فما المخرج منها؟ قال: ((كتاب الله فيه حديث ماقبلكم ونبأ مابعدكم وفصل مابينكم، من تركه من جبار قصمه الله، ومن تتبع الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، هو الذي لما سمعته الجن) قالوا: إنا سمعنا قرآناً عجباً) هو الذي لاتختلف به الألسن ولاتختلقه كثرة الرد)) (1) .
(حديث آخر)
9592 - بإسناد الحديث الذي قبله مرفوعاً: ((اللهم من آمن بي وصدقني وشهد أن ماجئت به الحق فأقل ماله وولده وعجل قبضته، اللهم ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني ويعلم أن ماجئت به هو الحق من عندك فأكثر ماله وولده وأطل عمره)) (2) .
9593 - وبه: ((من أطعم مؤمناً حتى يشبعه من سغب أدخله الله باباً من أبواب الجنة لايدخله إلا من كان مثله)) (3) .
_________
(1) المعجم، 20/84، قال في المجمع، 7/165: وفيه عمرو بن واقد وهو متروك.
(2) المعجم، 20/85، وفيه عمرو بن واقد وقد رمى بالكذب.
(3) المعجم، 20/85، وفيه عمرو بن واقد وقد رمى بالكذب.(7/485)
9594 - وبه: ((أن الجنة لاتحل لعاص، ومن لقي الله ناكثاً بيعته لقيه وهو أجذم، ومن خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، ومن مات ليس لإمام جماعة عليه طاعة، مات ميتة جاهلية)) (1) .
9595 - وبه: ((لواء الغادر يوم القيامة عند أسته)) (2) .
9596 - وبه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أرأيت أني وضعت في كفة وأمتي في كفة فعدلتهما ثم وضع أبو بكر فعدلها، ثم وضع عمر فعدلها، ثم عثمان فعدلها ثم رفع الميزان)) (3) .
(عبد الله بن ثوب أبو مسلم الخولاني عنه يأتي في الكنى)
(عبد الله بن حذيم بن معاذ)
9597 - قال الترمذي: حدثنا منيع، حدثنا هشام، عن جعفر بن برقان، عن حبيب بن أبي مرزوق عبد الله بن حذيم، عن معاذ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يستتر من البول ويأمر أصحابه بذلك، قال معاذ: أكثر عذاب القبور من البولز
رواه الطبراني من حديث رشدين عن موسى بن أيوب عنه (4) .
(عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي عنه)
9598 - حدثنا عبيدة بن حميد، حدثني سليمان الأعمش، عن رجاء الأنصاري، عن عبد الله بن شداد، عن معاذ بن جبل، قال:
_________
(1) المعجم، 20/86؛ قال الهيثمي، 5/219: فيه عمرو بن واقد وهو متروك.
(2) المصدر السابق، 20/86، وفيه عمرو بن واقد وقد رمى بالكذب.
(3) المعجم، 20/86، وفيه عمرو بن واقد رمى بالكذب.
(4) المعجم، 20/124.(7/486)
أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أطلبه، فقيل: خرج قبل، قال: فجعلت لا أمر بأحد إلا قال: مر قبل حتى مررت فوجدته قائماً يصلي، قال: فجئت حتى قمت خلفه، قال: فأطال الصلاة، فلما قضى الصلاة، قلت: يارسول الله: لقد صليت صلاة طويلة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إني صليت صلاة رغبة ورهبة، سألت الله ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة: سألته أن لايهلك أمتي غرقاً، فأعطانيها، وسألته أن لايظهر عليهم عدواً ليس منهم فأعطانيها، وسألته أن لايجعل بأسهم بينهم فردها عليَّ)) (1) .
رواه ابن ماجة في الفتن عن محمد بن عبد الله بن نمير وعلي بن محمد، كلاهما: عن أبي معاوية عن سليمان بن مهران الأعمش به (2) .
(عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن معاذ)
_________
(1) المسند، 5/240.
(2) سنن ابن ماجة، حديث (3951) .(7/487)
9599 - قال الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز وأبو خليفة: الفضل بن الحباب. قالا: حدثنا شاذ بن فياض، حدثنا أبو قحذم، عن أبي قلابة، عن ابن عمر، قال: مر عمر بمعاذ بن جبل وهو يبكي، فقال: مايبكيك؟ قال: حديث سمعته من صاحب هذا القبر -يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن أدنى الرياء شرك وأن أحب العباد إلى الله الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإذا حضروا لم يعرفوا، أولئك أئمة الهدى ومفتاح العلم)) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير، 20/36؛ والحاكم في المستدرك، 3/270، وفي إسناده أبو قحذم وهو ضعيف.(7/487)
(عبد الله بن عمرو بن العاص عنه)(7/488)
9600 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن علي بن رباح، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن معاذ. قال: عهد إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خمس من فعل منهن كان ضامناً على الله: ((من عاد مريضاً أو خرج في جنازة أو خرج غازياً في سبيل الله أو دخل على إمام يريد بذلك تعزيزه وتوقيره أو قعد في بيته فيسلم الناس منه وسلم)) (1) . تفرد به.
وقد رواه الطبراني من حديث ابن لهيعة به مثله، ومن حديث الليث، عن الحارث بن معاوية، عن قيس بن رافع، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن عبد الله ابن عمرو، عن معاذ بنحوه (2) .
(حديث آخر)
9601 - رواه الطبراني من طريق ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن معاذ بن جبل، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر حديثاً فيه ذكر الفتن ومقتل الحسين ودم يزيد بن معاوية والوليد بن يزيد بن عبد الملك وإنه فرعون هذه الأمة وفيه مقتل بني أمية وولاية بني العباس (3) .
وهو من غرائب الأحاديث بل من منكراتها وربما يرتقي منعكساً إلى الوضع والمبهم به والرافضة أدخلوه في حديث ابن لهيعة وكان قد ساء حفظه بل لحقته غفلة وزوال عقل لذهاب بعض ماله وكتبه وأبو
_________
(1) المسند، 5/241.
(2) المعجم الكبير، 20/37.
(3) المعجم الكبير، 20/38، وفي إسناده مجاشع بن عمرو هو كذاب، كذا قال الهيثمي، 9/190.(7/488)
قبيل المعافري الحضرمي شيخ يأتي في هذا الباب بمنكرات لاتؤثر إلا عنه فالله أعلم.
(حديث آخر)(7/489)
9602 - قال الطبراني: حدثنا إدريس بن عبد الكريم الحداد، حدثنا عاصم بن علي، حدثني أبي، عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن معاذ بن جبل. قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكروا رجلاً عنده، فقالوا: ماأعجزه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اغتبتم أخاكم)) ، فقالوا: يارسول الله: قلنا مافيه، فقال: ((إن قلتم ماليس فيه فقد بهتموه)) (1) .
(حديث آخر)
9603 - قال الطبراني: حدثنا مطلب بن شعيب، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا حرملة بن عمران: أن أبا السمط: سعيد بن أبي سعيد المهري، حدثه عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو: أن معاذ بن جبل أراد سفراً، فقال: يارسول الله أوصني، فقال: ((اعبد الله لاتشرك بالله شيئاً)) ، قال: يارسول الله: زدني، قال: ((إذا أسأت فأحسن)) ، قال: يارسول الله: زدني، قال: ((استقم وليحسن خلقك)) (2) .
(عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري عنه)
في قصة اليهودي الذي أسلم ثم ارتد، وقول معاذ: لا أجلس حتى يقبل قضاء الله ورسوله.
تقدم في مسند أبي موسى من رواية أبي بردة عنه.
_________
(1) المعجم، 20/39، قال الهيثمي، 8/94: فيه علي بن عاصم وهو ضعيف.
(2) المعجم، 20/40.(7/489)
(عبد الله بن قيس أبو بحرية التراغمي عنه)(7/490)
9604 - حدثنا حيوة بن شريح ويزيد بن عبد ربه، قالا: حدثنا بقية وهو ابن الوليد، قال: حدثني يحيى بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي بحرية، عن معاذ بن جبل، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: ((الغزو غزوان فأما من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام وأنفق الكريمة وياسر الشريك واجتنب الفساد كان نومه ونبهه أجر كله، وأما من غزا فخراً ورياءً وسمعةً وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنه لم يرجع بالكفاف)) (1) .
رواه أبو داود عن حيوة بن شريح به، ورواه النسائي عن عمرو بن عثمان عن بقية به (2) .
9605 - حدثنا حيوة بن شريح ويزيد بن عبد ربه. قالا: حدثنا بقية بن الوليد، حدثني يحيى بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن أبي بحرية، عن معاذ بن جبل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن ليلة القدر فقال: ((هي في العشر الأواخر أو في الثالثة أو في الخامسة)) (3) .
9606 - حدثنا أبو المغيرة وأبو اليمان، قالا: حدثنا أبو بكر، حدثني الوليد بن سفيان، عن أبي مريم، عن يزيد بن قطيب السكوني، عن أبي بحرية، قال أبو المغيرة في حديثه عن عبد الله بن قيس: سمعت معاذ بن جبل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الملحمة العظمى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر)) (4) .
_________
(1) المسند، 5/234.
(2) سنن أبي داود، حديث (2498) ؛ والحاكم في المستدرك، 2/85.
(3) المسند، 5/234.
(4) المسند، 5/234.(7/490)
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة من حديث أبي بكر بن أبي مريم به، وقال الترمذي: غريب لانعرفه إلا من هذا الوجه (1) .
(عبد الله أو عبيد الله بن مسلم الحضرمي عنه)
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والذي نفسي بيده أن السقط ليجر أمه بسوره إلى الجنة إذا هي احتسبته)) .
_________
(1) سنن أبي داود، حديث (4274) ؛ جامع الترمذي، حديث (2339) ؛ سنن ابن ماجة، حديث (4092) ؛ والحاكم، 4/427، والحديث ضعيف.(7/491)
9607 - رواه ابن ماجة، عن علي بن هاشم، عن عبيدة بن حميد، عن يحيى بن عبيد الله عنه، وقال غير واحد: عن يحيى بن عبيد الله، عن عبيد الله بن مسلم عنه (1) .
(عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن الحبلى عنه)
قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي، فقال: ((إني أحبك فلاتدع أن تقول في دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)) .
9608 - كذا رواه الطبراني من حديث ابن لهيعة، عن عقبة بن مسلم عنه، ثم قال الطبراني: لم يذكر ابن لهيعة الصنابحي (2) .
يتلوه من اسمه عبد الرحمن بن جبير بن نفير عنه.
_________
(1) أخرجه ابن ماجة في السنن، حديث (1609) ؛ وأخرجه الإمام أحمد في المسند، 5/241 من طريق عبيد الله بن مسلم.
(2) المعجم الكبير، 20/125.(7/491)
رب يسر
(عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن معاذ بن جبل)(7/492)
9609 - حدثنا أبو اليمان، أنبأنا إسماعيل بن عباس، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، عن معاذ. قال: أوصاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعشر كلمات. قال: ((لاتشرك بالله شيئاً، وإن قتلت وحرقت ولاتعقن والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك، ولاتتركن صلاة متعمداً فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمداً فقد برئت من ذمة الله، ولاتشربن خمراً فإنه راس كل فاحشة، وإياك والمعصية فإن بالمعصية حل سخط الله، وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس، فإذا أصاب الناس موت وأنت فيهم فاثبت وانفق على عيالك من طولك ولاترفع عنهم عصاك أدباً وأخفهم في الله)) (1) . تفرد به.
(عبد الرحمن بن رافع التنوخي عنه)
9610 - حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، عن عبد الله وجر، عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي قاضي أفريقية أن معاذ ابن جبل قدم الشام وأهل الشام لايوترون فقال لمعاوية: مالي أرى أهل الشام لايوترون فقال معاوية: وواجب
_________
(1) المسند، 5/2387.(7/492)
ذلك عليهم. قال: نعم. سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((زادني ربي صلاة وهي الوتر ووقتها مابين العشاء إلى طلوع الفجر)) (1) . تفرد به.
(عبد الرحمن بن سمرة العبسمي عنه)
_________
(1) المسند، 5/242.(7/493)
9611 - حدثنا محمد بن أبي عدي، عن الحجاج -يعني ابن عثمان-، حدثني حميد بن هلال، حدثنا هصان بن الكاهن العدوي. قال: جلست مجلساً فيه عبد الرحمن بن سمرة ولا أعرفه قال: حدثنا معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ماعلى الأرض نفس تموت لاتشرك بالله شيئاً تشهد أني رسول الله يرجع ذاكم إلى قلب موقن إلا غفر لها)) ، قال: قلت: أنت سمعت هذا من معاذ؟ قال: فعنفني القوم، فقال: دعوه فإنه لم يسيء القول، نعم أنا سمعته من معاذ وزعم أنه سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
رواه النسائي وابن ماجة من طرق عن حميد بن هلال، ورواه النسائي عن عمرو ابن علي عن ابن عدي به (2) .
9612 - حدثنا ابن أبي عدي، عن حبيب بن الشهيد، عن حميد بن هلال، عن هصان بن الكاهن، عن عبد الرحمن بن سمرة، عن معاذ بن جبل نحو قوله (3) .
9613 - حدثنا إسماعيل بن يونس، عن حميد بن هلالن عن هصان بن الكاهن، قال: دخلت المسجد الجامع بالبصرة فجلست إلى
_________
(1) المسند، 5/229.
(2) رواه النسائي في عمل اليوم والليلة، حديث (1138) ؛ وابن ماجة في السنن، حديث (3796) .
(3) المسند، 5/229.(7/493)
شيخ أبيض الرأس واللحية فقال: حدثني معاذ بن جبل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: ((مامن نفس تموت وهي تشهد أن لاإله إلاالله وإني رسول الله يرجع ذاك إلى قلب موقن إلا غفر الله لها)) . قلت: أنت سمعته من معاذ؟ فكأن القوم عنفوني، قال: لاتعنفوه ولاتؤنبوه، نعم أنا سمعت ذاك من معاذ يديره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال إسماعيل مرة: يأثره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: قلت لبعضهم: من هذا؟ قال هذا عبد الرحمن بن سمرة (1) .
_________
(1) المسند، 5/229.(7/494)
9614 - حدثنا عبد الأعلى، عن يونس، عن حميد بن هلال، عن هصام ابن الكاهن، قال: وكان أبوه كاهناً في الجاهلية. قال: دخلت المسجد في إمارة عثمان ابن عفان فإذا شيخ أبيض الرأس والحية يحدث عن معاذ بن جبل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث (1) .
(عبد الرحمن عائذ الأزدي أمير حمص عنه)
سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عما يحل للرجل من إمرأته وهي حائض، فقال: ((لك مافوق الإزار واستعفاف عن ذلك أفضل)) .
9615 - رواه أبو داود عن أبي النقى هشام بن عبد الملك عن بقية عن عبد الله ابن سعد الأغطش عنه به، ثم قال أبو داود: وليس بالقوي.
وقد رواه من طرق: عن إسماعيل بن عباس، عن سعيد بن عبد الله الخزاعي، عن عبد الرحمن بن عائذ: أن رجلاً سأل معاذاً عما يوجب الغسل من الجماع وعن الصلاة في الثوب الواحد وعما يحل
_________
(1) المسند، 5/229.(7/494)
للحائض من زوجها، فقال معاذ: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقال: ((إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل وأما الصلاة في الثوب الواحد فيوشح به وأما مايحل من الحائض فإنه يحل منها مافوق الإزار واستعفاف عن ذلك أفضل)) (1) .
(عبد الرحمن بن عسيلة عنه)
هو أبو عبد الله الصنابحي يأتي
(عبد الرحمن بن أبي عمرة عنه)
_________
(1) سنن أبي داود، حديث (210) ؛ والمعجم الكبير، 20/99-100.(7/495)
9616 - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كلمتان إحداهما ليس لها ناهية دون العرش، والأخرى تملأ مابين السماء والأرض لاإله إلا الله والله أكبر)) .
رواه الطبراني من طريق ابن لهيعة عن موسى بن جبير عن معاذ بن عبد الله بن رافع عنه به (1) .
(عبد الله بن غنم الأشعري عنه)
9617 - حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا ابن عباس، عن عبيد الله بن عبد الرحمن ابن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله عز وجل)) (2) . تفرد به من هذا الوجه.
9618 - حدثنا وكيع، حدثنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن، عن تميم، عن معاذ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) المعجم الكبير، 20/160.
(2) المسند، 5/235.(7/495)
قال: ((ثكلتك أمك وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم)) (1) . تفرد به من هذا الوجه.
_________
(1) المسند، 5/236.(7/496)
9619 - حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب، حدثني عبد الله بن أبي حسين، حدثني شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم وهو الذي بعثه عمر بن الخطاب إلى الشام يفقه الناس، أن معاذ بن جبل حدثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه ركب يوماً على حمار له يقال له: يعفور رسنه من ليف، ثم قال: ((أركب يامعاذ)) فقال: سر يارسول الله، فقال: ((أركب يامعاذ)) ، فقلت: سر يارسول الله، فقال: ((أركب يامعاذ)) ، فردفته فصرع الحمار بنا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - يضحك وكنت أذكر من نفسي أسفاً، ثم فعل ذلك الثانية ثم الثالثة، فركب وسار بنا الحمار فأخلف يده فضرب ظهري بسوط معه أو عصاً ثم قال: ((يامعاذ هل تدري ماحق الله على العباد؟)) فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: ((فإن حق الله على العباد أن يعبدوه لايشركوا به شيئاً)) ، قال: ثم سار ماشاء الله. ثم أخلف يده فضرب ظهري، فقال: ((يامعاذ هل تدري ماحق العباد على الله إذا هم فعلوا ذلك؟: أن يدخلهم الجنة)) (1) . تفرد به من هذا الوجه.
9620 - حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا عمران، عن قتادة، عن شهر ابن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل، أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أو سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يدخل أهل الجنة جرداً مكحلين بنى ثلاث وثلاثين)) (2) .
_________
(1) المسند، 5/238.
(2) المسند، 5/243.(7/496)
رواه الترمذي عن أبي هريرة عن محمد بن فراس البصري عن أبي داود: سليمان بن داود الطيالسي، وقال الترمذي: حديث غريب وبعض أصحاب قتادة رووه عنه مرسلاُ (1) .
_________
(1) جامع الترمذي: حديث (2669) .(7/497)
9621 - حدثنا أبو النضر قال: حدثنا عبد الحميد -يعني ابن بهرام-، حدثنا بهز، حدثنا ابن غنم، عن معاذ بن جبل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج بالناس قبل غزوة تبوك، فلما أن أصبح صلى بالناس صلاة الصبح ثم إن الناس ركبوا فلما أن طلعت الشمس نعس الناس على أثر الدلجة ولزم معاذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتلوا أثره والناس تفرقت بهم ركابهم على جوار الطريق تأكل وتسير فبينما معاذ على أثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وناقته تأكل مرة وتسير أخرى عثرت ناقة معاذ فكبحها بالزمام فبهتت حتى نفرت منها ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كشف عنه قناعة فالتفت فإذا ليس من الجيش رجل أدنى إليه من معاذ فناداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يامعاذ)) ، قال: لبيك يانبي الله. قال: ((أدن دونك)) . فدنا منه حتى لصقت راحتاهما إحداهما بالأخرى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ماكنت أحسب الناس منا كمكانهم من البعد)) . فقال معاذ: يانبي الله نعس الناس فتفرقت بهم ركابهم ترتع وتسير، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وأنا كنت ناعساً)) ، فلما رأى معاذ بشرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخلوته له قال: يانبي الله إئذن لي أن أسألك عن كلمة قد أمرضتني وأسقمتني وأحزنتني، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، ((سل عما شئت)) . قال: يانبي الله، حدثني بعمل يدخلني الجنة لا أسألك عن شيء غيره، قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بخ بخ بخ، لقد سألت بعظيم لقد سألت بعظيم ثلاثاً وإنه ليسير على من أراد الله به الخير ثلاث مرات فلم(7/497)
يحدثه بشيء إلا قال له ثلاث مرات يعني أعاده ثلاث مرات حرصاً لكيما يتقنه عنه)) . فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تؤمن بالله واليوم الآخر وتقيم الصلاة، وتعبد الله وحده لاتشرك به شيئاً حتى تموت على ذلك)) .
فقال يانبي الله: أعد لي فأعادها له ثلاث مرات ثم قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن شئت حدثتك يامعاذ برأس هذا الأمر وقوام هذا الأمر وذروة السنام)) . فقال معاذ: بلى يانبي الله، فحدثني بأبي وأمي أنت، فقال نبي الله: ((إن رأس هذا الأمر أن تشهد أن لاإله إلاالله وحده لاشريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وأن قوام هذا الأمر: إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وإن ذروة السنام منه الجهاد في سبيل الله، وإنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويشهدوا أن لاإله إلاالله وحده لاشريك له وأن محمداً عبده ورسوله فإذا فعلوا ذلك فقد اعتصموا وعصموا دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفس محنمد بيده ماشحب وجه ولا أغبرت قدم في عمل يبتغي فيه دوحات الجنة بعد الصلاة المفروضة كمجاهد في سبيل الله ولاثقل ميزان عبد كدابة تنفق في سبيل الله أو يحمل عليها في سبيل الله)) (1) .
رواه ابن ماجة منه: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لاإله إلاالله)) إلى آخره.
(أحاديث آخر)
من رواية عبد الرحمن بن غنم عن معاذ.
_________
(1) المسند، 5/245.(7/498)
(الأول)
9622 - قال أبو داود في الجهاد: حدثنا محمد بن مصفي، قال: حدثنا محمد بن المبارك، عن يحيى بن حمزة (1) .
ورواه الطبراني من حديثه، عن أبي عبد العزيز شيخ من أهل الأردن واسمه يحيى ابن عبد الرحمن، عن عبادة بن نسيء، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل، قال: غزونا خيبر فأصبنا غنماً قسم فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طائفة منها فوسعنا ذلك وجعل بقيتها في المغنم (2) .
ثم رواه الطبراني من طريق عبد الرحمن بن زياد عن عبادة عن عبد الرحمن بن غنم قال: لما افتتح شرحبيل بن حسنة قنسرين وجد بها بقراً وغنماً فبشر أصحابه وجعل يقسمها في المغنم فحدث معاذاً. فقال: هكذا فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر (3) .
(الثاني)
9623 - رواه الترمذي، عن قتيبة، عن رشدين، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عتبة بن حميد، عن عبادة بن نسئ، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا توضأ مسح وجهه بطرف ثوبه وقال: غريب وإسناده ضعيف (4) .
_________
(1) سنن أبي داود: حديث (2690) .
(2) المعجم الكبير، 20/69.
(3) المعجم، 20/70.
(4) جامع الترمذي: حديث (54) وهو ضعيف؛ ورواه الطبراني في الكبير، 20/69 وفي إسناده محمد ابن سعيد المصلوب وهو كذاب.(7/499)
(الثالث)
9624 - رواه الترمذي، عن أبي كريب، عن رشدين بإسناده المتقدم قبله، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ {هَلْ تَسْتَطِيعُ رَبُّكَ} (1) .
(الرابع)
9625 - رواه النسائي في اليوم والليلة، عن جعفر بن عمران، عن المحارب، عن حصين، عن عاصم بن منصور الأزدي، عن ابن أبي حسين المكي، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قال حين ينصرف من صلاة الغداة لاإله إلاالله وحده لاشريك له)) (2) الحديث ... كما سيأتي من رواوية شهر، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي ذر. قال شيخنا (3) : والصواب مارواه البخاري وغيره، عن حصين بن منصور بن حبان الأزدي به، قلت كذا: رواه الطبراني، عن الحسين بن إسحاق، عن سهل بن عثمان، عن المحارب، عن عاصم بن منصور الأزدي عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من قال حين ينصرف من صلاة الغداة قبل أن يتكلم لاإله إلا الله وحده لاشريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات أعطى سبعاً: كتب له بهن عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكن له عدل عشر نسمات، وكن له حافظاً من الشيطان
_________
(1) سورة المائدة، آية (112) . وقراءة الجمهور (هل يستطيع) بالياء التحتية، والحديث أخرجه الترمذي في الجامع: حديث (3099) وقال: غريب لانعرفه إلا من حديث رشدين وليس إسناده بالقوي، ورشدين وعبد الرحمن الإفريقي يضعفان في الحديث.
(2) النسائي في عمل اليوم والليلة: حديث (126) .
(3) يعني الحافظ المزي في تحفة الأشراف، 8/407.(7/500)
وحرزاً من المكروه، ولايلحقه ذلك اليوم ذنب إلا الشرك بالله، ومن قالهن حين ينصرف من صلاة المغرب أعطى مثل ذلك في ليلته)) (1) .
_________
(1) المعجم، 20/65، وإسناده ضعيف، عاصم بن منصور لم يوثق، المجمع: 10/109.(7/501)
(الخامس)
9626 - قال ابن ماجة في السنة: حدثنا إسحاق بن حماد سنجارة، حدثنا يحيى ابن سعيد الأموي، حدثنا محمد بن سعيد بن حسان، عن عبادة بن نسئ، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ. قال: لما بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن. قال: ((لاتقضينَّ أو لاتفصلن إلا بما تعلم)) (1) .
(السادس)
9627 - ((المرأة إذا قتلت عمداً لاتقتل حتى تضع)) .
تقدم في سند شداد بن أوس.
(السابع)
9628 - رواه الطبراني من حديث عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبي حسين، عن مكحول، عن عبد الرحمن، عن معاذ مرفوعاً: ((إنما بعثت على تمام مكارم الأخلاق)) (2) .
(الثامن)
9629 - قال الطبراني، حدثنا أحمد بن المعلى، حدثنا هشام
_________
(1) سنن ابن ماجة، كتاب السنة، المقدمة: حديث (4) ومحمد بن سعيد هذا هو المصلوب، متروك الحديث، رمى بالكذب.
(2) المعجم، 20/65.(7/501)
بن عمار، حدثنا عمرو بن واقد، عن يزيد، عن أبي مالك، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن، عن معاذ مرفوعاً: ((من طلب العلم ليباهي به العلماء ويماري به السفهاء في المجالس لم يرح رائحة الجنة)) (1) .
_________
(1) المعجم، 20/66 وعمرو بن واقد ضعيف.(7/502)
(التاسع)
9630 - وقال الطبراني: حدثنا أحمد بن المعلي، قال: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عبد الله بن يزيد البكري، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن عبد الأعلى بن أبي عمرة، عن عبادة بن نسئ، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ مرفوعاً: ((المجرة التي كانت في السماء عرق الأفعى التي تحت العرش)) (1) .
(العاشر)
9631 - ومن حديث سهل بن عثمان، عن أبي يحيى بن مالك، عن أبي المطرف، عن الوضين بن عطاء، عن عبادة بن نسئ، عن عبد الرحمن، عن معاذ مرفوعاً: ((أن الله يكره من فوق سمائه أن يخطأ أبو بكر رضي الله عنه)) (2) .
(الحادي عشر)
9632 - ومن حديث عبد الرحمن بن سليمان، [عن محمد بن
_________
(1) المعجم، 20/67، وفي إسناده عبد الأعلى بن أبي عمرة، قال الهيثمي: 8/135: لم أعرفه؛ وقال الذهبي في الميزان: هذا إسناد مظلم ومتن ليس بصحيح، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات.
(2) المعجم، 20/68.(7/502)
سعيد، عن عبادة، عن أحمد بن غنم] ، عن معاذ: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثاً ثلاثاً (1) .
_________
(1) المعجم، 20/68، وفي إسناده محمد بن سعيد المصلوب، رمي بالكذب.(7/503)
9633 - ومن حديث عبد الرحمن بن سليمان، عن محمد بن سعيد، عن عبادة ابن نسئ عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح وجهه ويديه بالتراب مسحة واحدة ورأيته يمسح وجهه من الوضوء بطرف ثوبه (1) .
9634 - ومن حديث يحيى بن حمزة: حدثنا أبو عبد العزيز، عن عبادة، عن عبد الرحمن، عن معاذ: غزونا خيبر فأصبنا غنماً فقسم بيننا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طائفة منها وجعل بقيتها في المقسم (2) .
9635 - وقال الطبراني: حدثنا بكر بن سهل، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا رشدين، عن عبد الرحمن بن زياد، عن عبادة، عن عبد الرحمن، عن معاذ، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحث أصحابه على المبارزة (3) .
9636 - ومن حديث ابن لهيعة، عن عبد الرحمن بن زياد، عن عتبة بن حميد، عن عبادة، عن عبد الرحمن، عن معاذ. قال: كنت أسلخ شاة فمر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((هات فدسعها دسعتين بين الجلد واللحم)) ، ثم قال: ((يامعاذ هكذا)) ثم مضى إلى الصلاة (4) .
_________
(1) المعجم، 20/68-69، حديث: (126) و (127) وفي إسنادهما المصلوب رمى بالكذب.
(2) المعجم، 20/69.
(3) المعجم، 20/69، وإسناده ضعيف.
(4) المعجم، 20/70، وإسناده ضعيف.(7/503)
9637 - ومن حديث عبادة بن نسئ، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ: لقد أمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسواك حين أمرهم وإنه ليعلم أنه لابد أن يكون بفم الصائم خلوف ... الحديث (1) .
9638 - ومن حديث سويد بن عبد العزيز، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ مرفوعاً: ((في فضل في قرأ القرآن وأن والديه يلبسان حلة يوم القيامة)) (2) .
9639 - ومن حديث أيوب بن كريز، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ، قلت: يارسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة. الحديث (3) .
9640 - ومن حديث عمران بن مسلم، عن عبد الرحمن، عن معاذ. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((المرء مع أحب)) (4) .
(حديث آخر)
9641 - من رواية عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ. قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان في صلاة رفع يديه قبالة أذنيه فإذا كبر أرسلهما. وسكت، ثم رفع يديه قبالة أذنيه وكبر، ويركع وكنا لانركع حتى نراه راكعاً، ثم يستوى قائماً من ركوعه حتى يستوى كل عظم مكانه، ثم يرفع يديه قبالة أذنيه ويكبر، ويخر ساجداً، وكان يمكن جبهته من الأرض ثم يقوم كأنه السهم لايعتمد على يديه، وكان إذا جلس في
_________
(1) المعجم، 20/71، وفيه بكر بن خنيس وهو ضعيف، المجمع، 3/165.
(2) المعجم، 20/72، وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك.
(3) المعجم، 20/73.
(4) المعجم، 20/74، وفي إسناده الخصيب بن جحدر وهو كذاب.(7/504)
آخر صلاته اعتمد على يده اليسرى، ويده اليمنى، على فخذه اليمنى، ويشير بإصبعه إذا دعا وكان إذا سلم أسرع القيام. رواه الطبراني عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن صالح بن عبد الله الترمذي عن محبوب بن الحسن القرشي عن الخصيب بن جحدر عن النعمان بن نعيم عن عبد الرحمن بن غنم به (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) المعجم، 20/74، وفي إسناده الخصيب بن جحدر، وقال الهيثمي، 2/102: هو كذاب.(7/505)
9642 - قال الطبراني: حدثنا علي بن سعيد الرازي، حدثنا إبراهيم بن هارون ابن المغيرة، حدثنا أبي، عن عمرو بن أبي قيس، عن سعد بن أبي خالد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن غنم، قال: استعمل عمر بن الخطاب على الشام معاذ ابن جبل وكتب إليه: أن أعط الناس أعطيائهم وأنجز له فبينا هو يعطي الناس وذلك آخر النهار جاء رجل من أهل الرستاق، فقال: يامعاذ مر لي بعطائي فإني رجل من أهل الرستاق بمكان كذا وكذا فلعلي أرى أهلي قبل اليل قال: والله لا أعطي حتى أعطي هؤلاء يعني أهل المدينة سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((الأنبياء يدخلون
كلهم الجنة قبل سليمان بن داود بأربعين عاماً، وأن فقراء المسلمين، يدخلون
الجنة قبل أغنيائهم بأربعين عاماً، وأن صالحي العبيد يدخلون الجنة قبل
الآخرين بأربعين عاماً، وأن أهل المدينة يدخلون الجنة قبل أهل الرستاق بأربعين
عاماً، لفضل المدائن والجماعات والجمعات وحلق الذكر، وإذا كان بلاء خصوا
به دونهم)) (1) .
_________
(1) المعجم، 20/77، وإسناده ضعيف.(7/505)
(حديث آخر)(7/506)
9643 - قال البزار، حدثنا محمد بن عبد الرحيم، حدثنا شبانه بن سوار، حدثنا مغيرة بن مسلم، عن حبيب بن عمرو، عن عمران الكلاعي، عن عبد الرحمن ابن غنم، عن معاذ بن جبل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لاتقوم الساعة حتى يبعث الله أمراء كذبة ووزراء فجرة وأمناء خونة وفقراء فسقة سمتهم سمت الرهبان وليس لهم رعية فيلبسهم الله فتنة غبراء مظلمة ينهكون فيها نهوك اليهود في الظلم)) (1) .
(حديث آخر)
9644 - قال البزار: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدثنا محمد بن السائب في قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (2) . فقال: حدثني أبو صالح قال: كان عبد الرحمن بن غنم في مسجد دمشق في نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم معاذ ابن جبل، فقال عبد الرحمن بن غنم: ياأيها الناس إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي، فقال معاذ: اللهم غفراً، فقال: يامعاذ أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من صام رياء فقد أشرك، ومن تصدق رياء فقد أشرك، ومن صلى رياء فقد أشرك)) . فقال: بلى ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} الآية. فشق ذلك على القوم واشتد عليهم فقال: ((أفلا أفرجها عليكم)) ، قالوا: بلى فرج الله عنك الهم والأذى، فقال: ((هي مثل
_________
(1) كشف الأستار، 2/237، قال الهيثمي في المجمع، 5/233: فيه حبيب الكلاعي ولم أعرفه.
(2) سورة الكهف، الآية (110) .(7/506)
الذي في الروم {وَمَاءَاتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ} (1) الآية، من عمل رياً لم يكتب لا له ولا عليه)) . (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) سورة الروم، آية) 39) .
(2) كشف الأستار، 3/57، وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو كذاب.(7/507)
9645 - قال البزار: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن المنذر، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا الحسن بن يحيى الحسني، عن خليفة بن عبد الله، عن عبادة بن نسئ، عن عبد الرحمن بن غنم، قلت لمعاذ: هل كنتم تتوضؤن بما غيرت النار، قال: نعم، إذا أكل أحدنا طعاماً مما غيرت النار غسل يديه وفاه وكنا معد هذا وضوءاً (1) .
(عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري عنه)
9646 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل. قال: كنت رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أتدري ماحق الله على العباد؟)) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ((أن يعبدوه ولايشركوا به شيئاً)) . قال: ((وهل تدري ماحقهم عليه إذا فعلوا ذلك؟)) قلت: الله ورسوله أعلم. قال: ((أن لايعذبهم)) (2) .
رواه ابن ماجة في الزهد، عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب عن أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير به (3) .
_________
(1) كشف الأستار، 1/151، وفي إسناده ضعف.
(2) المسند، 5/230.
(3) سنن ابن ماجة، حديث (4296) .(7/507)
9647 - وقد روى أبو يعلى من طريق سماك بن حرب، عن رجل من بني نهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ: أنه ردف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حمار يقال له عفير. فقال له: ((أتدري ماحق الله على العباد؟)) فذكر الحديث، وفيه: أنه أخبر بذلك عمر بن الخطاب فأخذ تلابيبه حتى أتى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصدق معاذاً فيما أخبره به، فقال عمر: دع الناس يارسول الله فليعملوا ولايتكلموا.
9648 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا أبو بكر -يعني ابن عياش-، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل. قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني رأيت في النوم كأني مستيقظ أرى رجلاً نزل من السماء عليه بردان أخضران نزل على جذم حائط من المدينة، فأذن مثنى مثنى ثم جلس ثم أقام فقال: مثنى مثنى. قال: ((نعم مارايت علمها بلالاً)) . قال: قال عمر: قد رأيت مثل ذلك ولكنه سبقني (1) . تفرد به.
9649 - حدثنا عبد الصمد بن عبد العزيز بن مسلم، حدثنا الحصين، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ. قال: كان الناس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سُبق الرجل ببعض صلاته سألهم فأومأوا إليه بالذي سبق به من الصلاة، فيبدأ فيقضي ماسبق، ثم يدخل مع القوم في صلاتهم، فجاء معاذ بن جبل والقوم قعود في صلاتهم فجلس فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فقضى ماكان سبق به. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اصنعوا كما صنع معاذاً)) (2) .
_________
(1) المسند، 5/232.
(2) المسند، 5/233.(7/508)
وسيأتي هذا مطولاً في هذه الترجمة وهو عند أبي داود بطوله من رواية عمرو ابن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ كما ستراه، وفي الترمذي من طريق ابن أبي ليلى عن معاذ حديث: ((إذا أتى أحدكم إلى الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام)) ، وقد تقدم في رواية هبيرة من مريم عن علي.(7/509)
9650 - حدثنا أبو سعيد، حدثنا زائدة، حدثنا عبد الملك، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ. قال: إستبَّ رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فغضب أحدهما حتى أنه ليخيل إليَّ أن أنفه ليتمزع من الغضب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إني لأعلم كلمة لو قالها هذا الغضبان لذهب عنه الغضب، اللهم: إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم)) (1) .
رواه أبو داود والترمذي والنسائي من غير وجه من طريق جرير به، وزائدة وسفيان كلهم: عن عبد الملك بن عمير به، وقد رواه يزيد بن زياد عن أبي الجعد عن عبد الملك بن عميرن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيّ بن كعب كما تقدم (2) .
9651 - حدثنا أحمد بن عبد الملك الحراني، حدثنا عبد الله -يعني ابن عمرو-، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل: انتسب رجلان من بني إسرائيل على عهد موسى أحدهما مسلم والآخر مشرك فانتسب المشرك فقال: أنا فلان بن فلان حتى تسعة أباً ثم قال لصاحبه: إنتسب لا أم لك. قال: أنا فلان بن فلان وأنا بريء مما وراء ذلك فنادى موسى الناس فجمعهم ثم
_________
(1) المسند، 5/240.
(2) أخرجه أبو داود في السنن، كتاب الأدب: (1004) ؛ والترمذي في الجامع، كتاب الدعوات: حديث (1053) ؛ والنسائي في عمل اليوم والليلة: حديث (389) و (390) .(7/509)
قال: قد قضى بينكما أما أنت الذي أنتسب إلى تسعة أباً فأنت فوقهم العاشر في النار وأما الذي انتسب إلى أبويه فأنت امرؤ من أهل الإسلام (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 5/241.(7/510)
9652 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شريك، عن ابن عمير: عبد الملك، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ. قال: صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة فأحسن فيها الركوع والسجود والقيام فذكر ذلك له؟ فقال: ((هذه صلاة رغبة ورهبة سألت ربي فيها ثلاثاً فأعطاني اثنتين ولم يعطني واحدة سألته أن لايقتل أمتي بسنة جوع فيهلكوا، فأعطاني، وسألته أن لايسلط عليهم عدواً من غيرهم فأعطاني)) (1) . تفرد به.
9653 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ. قال: استب رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فغضب أحدهما. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب غضبه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)) (2) .
9654 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو سعيد. قالا: حدثنا زائدة، عن عبد الملك بن عمير. قال أبو سعيد: حدثنا عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ. قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل، فقال: يارسول الله: ماتقول في رجل أتى إمرأة لايعرفها فليس يأتي الرجل من إمرأته شيئاً إلا قد أتاه منها غير أنه لم يجامعها؟ قال: فأنزل الله هذه الاية: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
_________
(1) المسند، 5/243.
(2) المسند، 5/244.(7/510)
إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (1) الآية. قال: فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((توضأ ثم صل)) . قال معاذ: فقلت يارسول الله أله خاصة أم للمؤمنين عامة. قال: ((بل للمؤمنين عامة)) (2) .
رواه الترمذي من طريق زائدة به وقال: ليس إسناده بمتصل، ابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ. قال: وقد رواه شعبة عن عبد الملك بن عمير عن ابن أبي ليلى مرسلاً، وكذلك رواه النسائي من طريق شعبة.
_________
(1) سورة هود، آية (114) .
(2) المسند، 5/244.(7/511)
9655 - حدثنا يونس، حدثنا فليح، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ: ((أن الصلاة أحيلت ثلاثة أحوال فذكر أحوالها قط)) (1) .
9656 - حدثنا أبو النضر، حدثنا المسعودي ويزيد بن هارون، قال: أخبرنا المسعودي، قال أبو النضر في حديثه: حدثني عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ. قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، فأما أحوال الصلاة: فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة وهو يصلى سبعة عشر شهراً إلى بيت المقدس، ثم إن الله أنزل عليه {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} (2) . قال فوجهه إلى مكة، قال: فهذا حول، قال: وكانوا يجمعون للصلاة ويؤذنون بها بعضهم بعضاً حتى انقسموا وكادوا أن ينقسموا ثم إن رجلاً من الأنصار يقال له: عبد الله بن زيد أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا
_________
(1) المسند، 5/246.
(2) سورة البقرة، آية (144) .(7/511)
رسول الله إني رأيت فيما يرى النائم، ولو قلت أني لم أكن نائماً لصدقت، أتى بينا أنا بين النائم واليقظان إذ رأيت شخصاً عليه ثوبان أخضران فاستقبل القبلة فقال: الله أكر الله أكبر أشهد أن لاإله إلاالله حتى فرغ من الآذان ثم أمهل ساعة قال: ثم قال: مثل الذي قال غير أنه يزيد في ذلك: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((علِّمها بدلالاً ليؤذن بها)) وكان أول من أذن بهما. قال: وجاء عمر بن الخطاب. فقال: يارسول الله إنه قد طاف بي مثل الذي طاف به غير أنه سبقني فهذان حولان. قال: وكانوا يأتون الصلاة وقد سبقهم ببعضها النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: وكان الرجل يشير إلى الرجل إذا جاءكم صلى؟ فيقول: واحدة أو اثنتين فيصليها ثم يدخل مع القوم في صلاتهم. قال: فجاء معاذ. فقال: لا أجده على حال أبداً إلا كنت عليها ثم قضيت ماسبقني. قال: فجاء وقد سبقه النبي - صلى الله عليه وسلم - ببعضها قال: فثبت معه فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فقضى.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أنه قد سن لكم معاذ فهكذا فاصنعوا)) فهذه ثلاثة أحوال، وأما أحوال الصيام فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام وقال يزيد: فصام تسعة عشر شهراً من ربيع الأول إلى رمضان من كل شهر ثلاثة أيام وصام يوم عاشوراء ثم إن الله فرض عليه الصيام فأنزل الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} (1) إلى هذه الآية {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} . قال: وكان من شاء صام ومن شاء أطعم مسكيناً فأجزأ ذلك عنه، قال: ثم إن الله أنزل الآية الأخرى: {شَهْرُ
_________
(1) سورة البقرة، آية (183) ,(7/512)
رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (1) . قال: فاثبت الله صيامه على المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر وثبت الإطعام للكبير الذي لايستطيع الصيام فهذان حولان. قال: وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء مالم يناموا فإذا ناموا امتنعوا. قال: ثم إن رجلاً من الأنصار يقال له صرمة كان ظل يعمل صائماً حتى إذا أمسى فجاء إلى أهله فصلى العشاء ثم نام فلم يأكل ولم يشرب حتى أصبح فاصبح صائماً فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد جهد جهداً شديداً. قال: ((مالي أراك قد جهدت جهداً شديداً)) . قال: يارسول الله إن عملت أمس فجئت حين جئت فألقيت نفسي فنمت وأصبحت حين أصبحت صائماً. قال: وكان عمر قد أصاب من النساء من جارية أو من حرة بعدما نام وأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له فأنزل الله: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} (2)
إلى قوله: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} ، وقال يزيد: فصام تسعة عشر شهراً من ربيع الأول إلى رمضان (3) .
رواه أبو داود بطوله عن محمد بن المثنى عن أبي داود الطيالسي، وعن نضر بن مهاجر عن يزيد بن هارون كلاهما: عن المسعودي به (4) .
_________
(1) سورة البقرة، آية (185) .
(2) سورة البقرة، آية (187) ..
(3) المسند، 5/246-247.
(4) سنن أبي داود: حديث (502) و (503) .(7/513)
9657 - حدثنا سريج، حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن عمار بن ياسر، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ. قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره إذ سمع منادياً يقول: الله أكبر الله أكبر،(7/513)
فقال: ((على الفطرة)) . فقال: أشهد أن لاإله إلا الله، قال: ((شهد بشهادة الحق)) ، قال: أشهد أن محمداً رسول الله، قال: ((خرج من النار أنظروا فستجدونه إما راعياً معزياً وإما مكلباً)) ، فنظروه فوجدوه راعياً حضرته الصلاة فنادى بها (1) . تفرد به.
(حديث آخر)
_________
(1) المسند، 5/248.(7/514)
9658 - رواه الطبراني عن: محمد بن عبد الله الحضرمي، عن محمد بن سعيد القرشي، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بحديث المنام بطوله (1) .
(حديث آخر)
9659 - قال البزار، حدثنا محمد بن عبد الله بن بريع، حدثنا عبد الحكم بن منصور الواسطي، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تفضل صلاة الجمع على صلاة الرجل وحده خمساً وعشرين صلاة)) (2) .
(عبد الرحمن بن معمر بن جرير الأنصاري عنه)
بحديث تقدم مثله من رواية سعيد بن المسيب عن معاذ نحوه أو مثله.
_________
(1) المعجم، 20/141، ورواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد، ص220.
(2) كشف الأستار، 1/225، قال البزار: عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ؛ وقال الهيثمي، 2/39: وفيه عبد الحكيم بن منصور وهو ضعيف.(7/514)
وقد رواه الطبراني عن جعفر بن سليمان عن إبراهيم بن المنذر عن ابن أبي فديك عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن عبد الرحمن بن معمر (1) .
(عبيد الله بن مسلم الحضرمي عن معاذ)
_________
(1) المعجم، 20/159 الحديث بطوله، قال الهيثمي، 10/181: وفيه من لم أعرفه.(7/515)
9660 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن أبي رملة، عن عبيد الله بن مسلم، عن معاذ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((أوجب ذو الثلاثة)) ، فقال معاذ: وذو الاثنتين يارسول الله. قال: ((وذو الاثنين)) (1) .
9661 - حدثنا عثمان بن خالد -يعني الطحان-، حدثنا يحيى وهو ابن عبد الله الجابر التيمي، عن عبيد الله بن مسلم، عن معاذ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مامن مسلمين يتوفى لهما ثلاثة إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهما)) ،
فقالوا يارسول الله: أو اثنان، قال: ((أو اثنان)) ، قالوا: أو واحد. قال: ((أو
واحد)) ، ثم قال: ((والذي نفسي بيده أن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته)) (2) .
وقد رواه ابن ماجة عن علي بن عاصم عن عبيدة بن حميد عن يحيى بن عبيد الله عن عبد الله بن مسلم عن معاذ فذكره (3) .
_________
(1) المسند، 5/230.
(2) المسند، 5/241.
(3) سنن ابن ماجة، حديث (1609) .(7/515)
قال شيخنا (1) : كذلك رواه عبيد الله بن عمرو المزني عن زيد بن أبي أنيسة عن يحيى بن عبيد الله التيمي عن عبد الله بن مسلم عن معاذ، وقال إسرائيل وجابر بن عبد الله الواسطى وغير واحد: عن يحيى بن عبيد الله الجابر عن عبيد الله بن مسلم وهو المحفوظ.
(عروة بن النزال الكوفي عنه)
_________
(1) يعني الحافظ المزي في التحفة.(7/516)
9662 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الحكم: سمعه عروة بن النزال يحدث، عن معاذ بن جنبل، قال: أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك، فلما رأيته خلياً، قلت له يارسول اله: أخبرني بعمل يدخلني الجنة، قال: ((بخ، لقد سألت، عن عظيم وهو يسير على من يسره الله عليه: تقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتلقي الله لاتشرك به شيئاً، ألا أدلك على رأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ أما رأس الأمر فالإسلام، فمن أسلم سلم وأما عموده: فالصلاة، وأما ذروة سنامه: فالجهاد في سبيل الله أو لا أدلك على أبواب الخير: الصلاة، والصدقة، وقيام العبد في جوف الليل يكفر الخطيئة وتلى هذه الآية: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} (1) . أو لا أدلك على أملك ذلك كله)) . قال: فأقبل نفر فحسبت أن يشغلوا عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال شعبة: أو كلمة نحوها. قال: فقلت يارسول الله: قولك ألا أدلك على أملك من ذلك كله؟ قال: فأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى لسانه، قال: قلت يارسول الله: وإنا لنؤاخذ بما نتكلم به؟ قال: ((ثكلتك أمك يامعاذ، وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)) . قال
_________
(1) سورة السجدة، آية) 16) .(7/516)
شعبة: قال لي الحكم وحدثني به ميمون بن أبي شبيب. قال الحكم: سمعته منذ أربعين سنة (1) .
_________
(1) المسند، 5/237.(7/517)
9663 - حدثنا روح، حدثنا شعبة، عن الحكم، سمعت عروة بن النزال أو النزال بن عروة. قال شعبة: فقلت له سمعته من معاذ بن جبل. قال: لم يسمعه منه. وقد أدركه الله. قال: يارسول اله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة. فذكره مثل حديث معمر، عن عاصم، قال الحكم: وسمعته من ميمون بن أبي شبيب.
9664 - وقال النسائي: حدثنا محمد بن المثنى وابن يسار، قالا: حدثنا غندر، عن شعبة، عن الحكم، عن عروة بن النزال، عن معاذ بن جبل. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الصوم جنة)) (1) .
(عطاء بن يسار عن معاذ)
9665 - حدثنا روح، حدثنا زهير بن محمد، حدثنا زيد بن أسلم، عن عطاء ابن يسار، عن معاذ. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من لقي الله لايشرك به شيئاً يصلى الخمس ويصوم رمضان غفر له)) . قلت: أفلا أبشرهم يارسول الله. قال: ((دعهم يعملوا)) (2) . تفرد به.
9666 - حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا عبد العزيز يعلى الدراوردي، عن يزيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن معاذ بن جبل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من صلى الصلوات الخمس وحج
_________
(1) () ... أخرجه النسائي في السنن، كتاب الصوم، والسنن الكبى كما في التحفة، 8/410.
(2) المسند، 5/232.(7/517)
البيت وصام رمضان -ولا أدري أذكر الزكاة أم لا- كان حقاً على الله أن يغفر له إن هاجر في سبيل الله أو مكث بأرضه التي ولد بها)) . فقال معاذ: يارسول الله أفأخبر الناس؟ قال: ((ذر الناس يامعاذ، في الجنة مائة درجة مابين كل درجتين مائة سنة والفردوس أعلا الجنة وأوسطها، منها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فأسألوه الفردوس)) (1) .
رواه الترمذي عن قتيبة وأحمد بن عبدة كلاهما: عن الدراوردي بلفظه (2) .
وأخرج ابن ماجة مايتعلق بدرج الجنة عن سويد بن سعيد عن حفص بن مرة عن زيد بن أسلم (3) . وقد تقدم من رواية عطاء بن يسار عن عبادة بن الصامت شيء من هذا.
(حديث آخر)
_________
(1) المسند، 5/240.
(2) جامع الترمذي: حديث (2650) .
(3) سنن ابن ماجة: حديث (4331) .(7/518)
9667 - رواه أبو داود: عن الربيع بن سليمان وابن ماجة، عن عمرو بن سواد كلاهما: عن وهب، عن سليمان بن بلال، عن شريك بن أبي بكرة، عن عطاء بن يسار، عن معاذ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه اليمن. فقال له: ((خذ الحب من الحب)) (1) .
(حديث آخر)
9668 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن عمرو الخلال، حدثنا يعقوب بن حميد، حدثنا أنس بن عياض، حدثنا عبد العزيز بن
_________
(1) أخرجه أبو داود في السنن، كتاب الزكاة: حديث (412) ؛ وابن ماجة في السنن، كتاب الزكاة: حديث (1016) .(7/518)
محمد، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن معاذ بن جبل. قلت: يارسول الله أوصني. قال: ((عليك بتقوى الله مااستطعت، وأذكر الله عند كل حجر وشجر وماعملت من سوء فأحدث لله فيه توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية)) (1) .
(عطية بن قيس عنه)
_________
(1) المعجم، 20/159.(7/519)
9669 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا أبو بكر، حدثني عطية بن قيس، عن معاذ بن جبل، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الجهاد عمود الإسلام وذروة سنامه)) (1) . تفرد به.
(علي بن الحكم عن معاذ بن جبل)
9670 - بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن مصدقاً وأمرني آخذ من كل ثلاثين تبيعاً ومن كل أربعين مسنة وأن الأوقاص لافريضة فيها. قال: ((والأوقاص الصغار)) .
رواه الطبراني من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن مسلمة بن أسامة عنه (2) .
(عمرو بن ميمون عنه)
9671 - حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن معاذ، قال: كنت ردف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يامعاذ أتدري ماحق الله على العباد)) . قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
_________
(1) المسند، 5/234.
(2) المعجم، 20/124.(7/519)
قال: ((أن يعبدوه ولايشركوا به شيئاً. فهل تدري ماحق العباد على الله إذا هم فعلوا ذلك؟)) قال: ((لايعذبهم)) (1) .
_________
(1) المسند، 5/228.(7/520)
9672 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان وعبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن معاذ بن جبل. قال: كنت ردف (رسول الله) النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((هل تدري ماحق الله على العباد؟)) قال: الله ورسوله أعلم. قال: ((أن يعبدوه لايشركوا به شيئاً. هل تدري ماحق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ أن يعفو عنهم ولايعذبهم)) . قال معمر في حديثه قال: قلت: يارسول الله ألا أبشر الناس. قال: ((دعهم يعملوا)) (1) .
رواه الجماعة إلا ابن ماجة من حديث أبي إسحاق السبيعي به (2) .
9673 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن أبي حصين، عن الأسود بن هلال، عن معاذ بنحوه (3) .
9674 - حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية. قال: حدثني عبد الرحمن بن سابط، عن عمرو بن ميمون الأودي. قال: قدم علينا معاذ بن جبل اليمن رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من السحر رافعاً صوته بالتكبير أجش الصوت فالتقت عليه محبتي فما فارقته حتى حثوت عليه التراب بالشام ميتاً-رحمة الله عليه- ثم نظرت إلى
_________
(1) المسند، 5/228.
(2) الحديث عند عبد الرزاق في المصنف: حديث (20546) ؛ والبخاري في صحيحه: حديث (2856) ؛ ومسلم: حديث (30) ؛ وأبو داود في السنن: حديث (2542) ؛ والترمذي: حديث (2782) . وقال: حسن صحيح.
(3) المسند، 5/228.(7/520)
أفقه الناس بعده فأتيت عبد الله بن مسعود. فقال لي: كيف أنت إذا أتت عليكم أمراء يصلون الصلاة في غير ميقاتها. قال: فقلت: مايسرني أن أدركني ذلك. قال: صل الصلاة لوقتها واجعل ذلك معهم سبحة. وهو في سنن أبي داود كما تقدم من رواية عمرو بن ميمون عن ابن مسعود، وفي صحيح البخاري من حديث شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن عمرو بن ميمون: أن معاذاً لما قدم اليمن صلى بهم الصبح فقرأ: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا} (1) . فقال رجل من القوم: لقد قرت عين أم إبراهيم (2) .
(العلاء بن زياد عنه)
_________
(1) سورة النساء، آية (125) .
(2) () ... صحيح البخاري: حديث (4348) .(7/521)
9675 - حدثنا روح، حدثنا سعيد، عن قتادة، حدثنا العلاء بن زياد، عن معاذ ابن جبل، أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية وإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد)) (1) . تفرد به.
9676 - حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا عمر بن إبراهيم، حدثنا قتادة، عن العلاء بن زياد، عن رجل حدثه يثق به، عن معاذ بن جبل، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة الشاردة والقاصية والناحية وإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة)) (2) .
_________
(1) المسند، 5/232.
(2) المسند، 5/243.(7/521)
(حديث آخر)(7/522)
9677 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن صالح، بن الوليد النرسي، حدثنا عمرو ابن علي، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا عمران القطان، عن قتادة، عن العلاء بن زياد، عن معاذ بن جبل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مامن دعوة أحب إلى الله أن يدعوه بها عبد أن يقول: اللهم إني أسألك المعافاة -أو قال: - العافية في الدنيا والآخرة)) (1) .
(عمر بن الأسود عن معاذ)
9678 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن من أبغض الخلق إلى الله لمن آمن ثم كفر)) .
رواه الطبراني من حديث صدقة بن عبد الله عن نصر بن علقمة عن أخيه عن ابن عائذ: حدثني عمرو بن الأسود (2) .
(عيسى بن طلحة بن عبيد الله عنه)
إنه كتب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأله: عن الخضروات وهي البقول فقال: ((ليس فيها شيء)) .
9679 - رواه الترمذي: عن علي بن حزم عن عيسى بن يونس عن الحسن عن محمد بن عبد الرحمن بن عبيد عنه به، ثم قال: إسناده ليس بصحيح والحسن هو ابن عمارة تركه الناس (3) .
_________
(1) المعجم، 20/165، والعلاء لم يسمع من معاذ.
(2) المعجم، 20/114.
(3) أخرجه الترمذي في الجامع، كتاب الزكاة: حديث (1300) .(7/522)
(قيس عنه)(7/523)
9680 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن قيس، عن معاذ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: ((من أعتق رقبة مؤمنة فهي فداؤه من النار)) (1) .
(حديث آخر عنه)
9681 - قال الترمذي في الأحكام: حدثنا أبو كريب ورواه الطبراني من حديثه، حدثنا أبو أسامة، عن داود بن أبي يزيد الأودي، عن المغيرة بن شبل، عن قيس بن أبي حازم، عن معاذ. قال: بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - اليمن فلما سرت أرسل في أثري فرددت فقال: ((أتدري لم بعثت إليك لاتصيبن شيئاً بغير علم فإنه غلول ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة)) (2) .
(كثير بن مرة عنه)
9682 - حدثنا محمد بن بكر، حدثنا عبد الحميد -يعني ابن جعفر-، أنبأنا صالح بن أبي غريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل. قال لنا معاذ في مرضه: قد سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً كنت أكتمكموه مسعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من كان آخر كلامه لاإله إلا الله وجبت له الجنة)) (3) .
9683 - حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ. قال: قال النبي
_________
(1) المسند، 5/244.
(2) جامع الترمذي، حديث (1350) ، وقال: غريب، والطبراني في الكبير، 20/128.
(3) المسند، 5/233.(7/523)
- صلى الله عليه وسلم -: ((من كان آخر كلامه لاإله إلا الله وجبت له الجنة)) (1) .
رواه أبو داود عن مالك بن عبد الواحد المسمعي عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد به (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) المسند، 5/247.
(2) سنن أبي داود: حديث (3100) ؛ والحاكم، 1/351 وصححه ووافقه الذهبي.(7/524)
9684 - قال الطبراني: حدثنا الوليد بن حماد الرملي، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، حدثنا سعدان بن يحيى، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن صالح ابن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المجذمين: ((لاتطلعوا إليهم)) (1) .
9685 - حدثنا محمد بن هارون بن بكار بن محمد بن بكار الدمشقي، حدثنا سلسيمان بن عبد الرحمن بإسناده المتقدم مرفوعاً: ((قل هو الله ثلث القرآن)) (2) .
9686 - ومن حديث هشام بن خالد، والحسن بن يحيى الحسني، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ينزلون منزلاً يقال له الجابية أو الجوبية يصيبكم فيه داء مثل غداة الجمل فيستشهد الله به أنفسكم وترقى به أعمالكم)) (3) .
_________
(1) المعجم، 20/112.
(2) المعجم، 20/113.
(3) المعجم، 20/114، وفيه الحسن بن يحيى؛ قال الهيثمي، 2/314: وثقه دحيم وضعفه النسائي وغيره.(7/524)
9687 - حدثنا إبراهيم بن مهدي، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: ((لاتؤذي إمرأة زوجها في الدنيا ےإلا قالت زوجته من الحور العين لاتؤذيه قاتلك الله إنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا)) (1) .
رواه الترمذي عن الحسن بن عرفة. وابن ماجة عن عبد الوهاب الضحاك كلاهما: عن إسماعيل بن عياش به، وقال الترمذي: غريب لانعرفه إلا من هذا الوجه (2) .
(اللجلاج عنه)
9688 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفينان، عن سعيد الجريري، عن أبي الورد -يعني ابن تامة-، ويزيد بن هارون. قال: أنبأنا الجريري، عن أبي الورد بن تمامة، جميعاً: عن اللجلاج، عن معاذ. قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - برجل وهو يقول: اللهم إني أسألك الصبر. فقال: ((قد سألت البلاء فسل الله العافية)) . [قال ومر برجل يقول: ياذا الجلال والإكرام. قال: ((قد استجيب لك] (3) فسل)) . ومر برجل وهو يقول: اللهم إني أسألك تمام النعمة. قال: ((يا ابن آدم أتدري ماتمام النعمة؟)) قال: دعوة دعوت بها أرجو بها الخير. قال: ((فإن تمام النعمة فوز من النار ودخول الجنة)) . قال أبي: لو لم يرو الجريري إلا هذا الحديث كان (4) .
_________
(1) المسند، 5/242.
(2) جامع الترمذي: حديث (1184) ؛ وابن ماجة، حديث (2014) .
(3) ليس في المسند.
(4) المسند، 5/231.(7/525)
رواه الترمذي عن محمود بن هلال عن وكيع عن سفيان به (1) .
_________
(1) جامع الترمذي: حديث (3595) ، وقال: حسن.(7/526)
9689 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، أنبأنا الجريري، عن أبي الورد، عن اللجلاج، حدثني معاذ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى على رجل وهو يصلي وهو يقول في دعائه: اللهم إني أسألك الصبر، قال: ((سألت البلاء فسل الله العافية)) ، قال: وأتى على رجل وهو يقول: اللهم إني أسألك تمام نعمتك، فقال: ((ابن آدم هل تدري ماتمام النعمة؟ فوز من النار ودخول الجنة)) ، وأتى على رجل وهو يقول: ياذا الجلال والإكرام. فقال: ((قد استجيب لك فسل)) (1) .
رواه الترمذي عن أحمد بن منيع عن إسماعيل بن علية به (2) .
(مالك بن أخيمر عنه)
9690 - قال الطبراني: حدثنا أبو الحصين: محمد بن حسين القاضي، حدثنا عبيد بن يعيش، حدثنا يحيى بن يعلى، عن خالد بن عبد الرحمن بن يزيد الدمشقي، عن أبيه، عن الزهري، عن مالك بن أخيمر، عن معاذ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لايحل لإمرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تأذن في بيت زوجها بغير إذنه، ولاتخرج وهو كاره، ولاتعتزل فراشه وإن كان أظلم منها، ولاتهجره وإن كان ظالماً حتى تأتيه وتعتذر إليه فإن قبل عذرها وإلا قبل الله عذرها)) (3) .
قلت: لعله هو الذي بعده فقد روى هذا الحديث بأطول مما هنا الحافظ أبو يعلى، عن سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن علي بن
_________
(1) المسند، 5/237.
(2) جامع الترمذي: حديث (3596) .
(3) المعجم الكبير، 20/62.(7/526)
المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جدده أبي سلام، عن مالك السكسكي، عن معاذ بأبسط منه.
(مالك بن يخامر السكسكي عنه)(7/527)
9691 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج. قال سليمان بن موسى: حدثنا مالك بن يخامر: أن معاذ بن جبل حدثهم: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقته وجبت له الجنة ومن سأل الله القتل من عند نفسه صادقاً ثم مات أو قتل فله أجر شهيد ومن جرح جرحاً في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغذ ماكانت لونها كالزعفران وريحها كالمسك ومن جرح في سبيل الله فعليه طابع الشهداء)) ، وقال حجاج وروح: كأعز، وقال عبد الرزاق: كأغر وهذا هو الصواب إن شاء الله (1) .
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث ابن جريج به، وقال الترمذي: حسن صحيح، ورواه أبو داود من حديث بقية عن ابن ثوبان عن أبيه يرده أبو مكحول إلى مالك بن يخامر (2) .
9692 - حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا ابن عياش، عن بحر بن سعيد، عن خالد ابن معدان، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: ((من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة)) وفواق ناقة قدر مايدر لبنها لمن حلبها (3) .
_________
(1) المسند، 5/230.
(2) جامع الترمذي: حديث (1707) وصححه؛ والنسائي في السنن، 6/25؛ وابن ماجة في السنن: حديث (2792) ؛ والحاكم في المستدرك، 2/77.
(3) المسند، 5/235.(7/527)
9693 - حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي، حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن مالك بن يخامر السكسكي، قال: سمعت معاذاً يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من جرح جرحاً في سبيل الله جاء يوم القيامة لونه لون الزعفران وريحه ريح المسك عليه طابع الشهداء. ومن سأل الله الشهادة أعطاه الله أجر شهيد وإن مات على فراشه، ومن قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة)) (1) .
9694 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا جهضم -يعني ابن أبي كثير-، حدثنا زيد -يعني ابن إسلام-، عن أبي سلام: وهو زيد بن سلام بن أبي سلام نسبه إلى جد أبيه: حدثه عبد الرحمن بن عامر الحضرمي، عن مالك بن يخامر، أن معاذ بن جبل قال: احتبس علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى قرن الشمس فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سريعاً فثوب بالصلاة وصلى وتجوز في صلاته فلما سلم قال: ((كما أنتم في مصافكم)) ، ثم أقبل إلينا، فقال: ((إني سأحدثكم ماحبسني عن الغداة، أني قمت من الليل فصليت ماقدر لي فنعست في صلاتي حتى استيقظت فإذا بربي عز وجل في أحسن صورة. فقال: يامحمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلا؟ قلت: لا أدري رب. قال: يامحمد فيم يختصم الملأ الأعلا؟ قلت: لا أدري رب. قال: يامحمد فيم يختصم الملأ الأعلى. قلت: لا أدري رب. فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين صدري فتجلى لي كل شيء وعرفت. فقال: يامحمد فيم يختصم الملأ الأعلا؟ قلت: في الكفارات. قال: وما الكفارات؟
_________
(1) المسند، 5/244.(7/528)
قلت: نقل الخطوات إلى الجمعات وجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء عند الكريهات. قال: وما الدرجات؟ قلتك إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة والناس نيام، قال: سل، قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنها حق فأدرسوها وتعلموها)) (1) .
رواه الترمذي في التفسير من حديث جهضم بن عبد الله التمامي به، وقال: حسن صحيح وهو أصح من حديث الوليد عن عبد الرحمن بن يزيد عن خالد بن اللجلاج عبد الرحمن بن عائش عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنه لم يلق النبي - صلى الله عليه وسلم - (2) .
قال شيخنا (3) : وقد رواه خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس.
_________
(1) المسند، 5/243.
(2) جامع الترمذي، حديث (3288) .
(3) يعني الحافظ المزي في التحفة، 8/415.(7/529)
9695 - حدثنا أبو النضر، حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن مالك بن يخامر، عن معاذ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عمران بيت المقدس، خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال)) . ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه، أو منكبه وقال: ((إن هذا لحق كما أنك هاهنا، أو كما أنك قاعد -يعني معاذاً-)) (1) .
_________
(1) المسند، 5/245.(7/529)
رواه أبو داود في الملاحم عن عباس العنزي عن أبي النضر: هاشم بن القاسم به (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) أبو داود في السنن، حديث (4273) .(7/530)
9696 - ((لاتزال طائفة من أمتي قائمة بالحق)) .
يأتي في ترجمة عمير بن هانئ عن معاوية.
(حديث آخر)
9697 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن النضر العسكري، حدثنا هشام بن خالد، حدثنا عتبة بن حماد، عن الأوزاعي وابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن مالك بن يخامر، عن معاذ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يطلع الله إلى الجنة ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)) (1) .
(حديث آخر)
9698 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا محمد بن حصين القصاص، حدثنا عيسى بن شعيب، عن روح بن القاسم، عن زيد بن أسلم، عن مالك بن يخامر، عن معاذ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أنا زعيم بيت في ربض الجنة وببيت في أوسط
_________
(1) المعجم الكبير، 20/109، قال الهيثمي في المجمع، 8/65: رجاله ثقات، قلت: قد رواه ابن حبان في صحيحه: حديث (1980) ح وابن أبي عاصم في السنة: حديث (512) ؛ وأبو نعيم في الحلية، 5/191؛ وابن ماجة في السنن: حديث (1390) من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-؛ والإمام أحمد في المسند: حديث (6642) من حديث ابن عمر -رضي الله عنه- وهو حديث في بعض طرقه حسن لذاته وكثرة طرقه ترفعه إلى الصحيح، والله أعلم.(7/530)
الجنة، وببيت في أعلى الجنة لم ترك المراء وإن كان محقاً، وترك الكذب وإن كان مازحاً، وحسن خلقه)) (1) .
(آخر)
_________
(1) المعجم، 20/110.(7/531)
9699 - ومن حديث إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح ابن عبيد، عن مالك بن يخامر، عن معاذ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إني أحبك)) . فقلت: وأنا والله. فقال: ((لاتدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)) .
وبه: ((من شهد أن لاإله إلاالله وأن محمداً رسول الله من قلب موقن دخل الجنة)) .
وبه: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن قدم المدينة إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً ثم حول إلى الكعبة ونزلت {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} (1) .
(حديث آخر)
9700 - رواه البزار من حديث خليل بن مرة، عن ثور بن يزيد. عن خالد ابن معدان، عن مالك بن يخامر، عن معاذ. قال: قلت: يارسول الله أي الناس أشر؟ قال: ((شرار العلماء)) .
(محمد بن زيد عن معاذ بن جبل)
9701 - حدثنا محمد بن عبد الرزاق، حدثنا سفيان، عن جابر، عن عبد الرحمن ابن الأسود، عن محمد بن زيد، عن معاذ. قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قرى عربية فأمرني أن آخذ حظ الارض.
_________
(1) المعجم الكبير، 20/111. انظر الأحاديث رقم (218) و (219) و (220) .(7/531)
قال سفيان حظ الأرض: الثلث والربع (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند، 5/248.(7/532)
9702 - حدثنا وكيع، عن سفيان، عن جابر، عن محمد بن زيد، عن معاذ. قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قرى عربية فأمرني أن آخذ خط الأرض.
قال عبد الرزاق: يعني عن سفيان، عن جابر، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن محمد بن زيد يعني في حديث معاذ (1) . تفرد به.
(محمد بن صبيح المكي عن معاذ)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى في ثوب مؤتزراً به.
9703 - رواه الطبراني من حديث عمرو بن هارون، عن ابن جريج، عن أبيه عنه (2) .
(محمد بن لبيد عن معاذ)
9704 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي، حدثنا عمرو بن بكر بن بكار القعنبي، حدثنا مجاشع، عن عمرو بن حسان الأسدي، حدثنا الليث بن سعد، عن عاصم بن عمر، عن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن معاذ: أنه مات ابن له فكتب إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعزيه: ((بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل: سلام عليك، فإني أحمد الله الذي لاإله إلاهو أما بعد: فأعظم الله لك الأجر وألهمك الصبر، وألهمنا وإياك الشكر، فإن أنفسنا وأموالنا وأهلنا من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودعة، متعك الله به
_________
(1) المسند، 5/228، وفي إسناده جابر الجعفي وهو ضعيف.
(2) المعجم الكبير، 20/161.(7/532)
في غبطة وسرور وقبضه منك بأجر، كثير الصلاة والرحمة إن احتسبته، فأصبر ولايحبط جزعك أجرك، فتندم، واعلم أن الجزع لايرد ميتاً ولايدفع حزناً، وماهو نازل فكائن قد والسلام)) (1) .
(مريح بن مسروق عنه)
_________
(1) المعجم، 20/156، وفي إسناده مجاشع وهو وضاع؛ قال الذهبي: هذا من وضع مجاشع: المستدرك، 3/273.(7/533)
9705 - حدثنا يونس، حدثنا بقية، عن السري بن ينعم، عن مريح بن مسروق، عن معاذ بن جبل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما بعثه إلى اليمن قال: ((إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين)) (1) . تفرد به.
9706 - حدثنا سريج بن يونس، حدثنا بقية بن الوليد، عن السري بن ينعم، عن مريح بن مسروق، عن معاذ بن جبل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما بعثه به إلى اليمن قال: ((إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين)) (2) .
(مسروق عن معاذ بن جبل)
9707 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن معاذ، قال: ((بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن فأمره أن يأخذ من كل ثلاثين من البقر تبيعاً أو تبيعة ومن كل أربعين مسنة ومن كل حالم ديناراً أو عدله معافر)) (3) .
رواه الترمذي عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق به، ورواه النسائي من رواية مفضل بن مهلهل ويعلى بن عبيد، وابن ماجة عن
_________
(1) المسند، 5/243.
(2) المسند، 5/244.
(3) المسند، 5/230.(7/533)
محمد بن عبد الله بن بهز عن يحيى ابن عيسى الرملي كلهم: عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن مسروق عن معاذ به، وقال الترمذي: حسن، وقد رواه أبو داود أيضاً عن عثمان ابن أبي شبيبة والتفيلي وابن المثنى ثلاثتهم: عن أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق عن معاذ به (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف: حديث (6841) ؛ وأبو داود في السنن: حديث (1562) و (1563) ؛ والترمذي في الجامع: حديث (619) وقال: حسن؛ والنسائي في السنن، 5/25؛ والحاكم، 1/398.(7/534)
9708 - رواه ابن ماجة: من حديث أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن مسروق، عن معاذ. قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر أن آخذ مما سقت السماء أو كان بعلاً العشر ... الحديث.
وقد رواه سفيان وأبو وائل عن معاذ نفسه من غير واسطة وهو منقطع (1) .
(مسعود بن مالك [أبو رزين] عن معاذ)
قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا أدلك على باب من أبواب الجنة لاحول ولاقوة إلا بالله)) .
9709 - رواه النسائي في اليوم والليلة، عن عمرو بن علي، عن ابن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب به (2) .
_________
(1) أخرجه ابن ماجة في السنن، كتاب الزكاة: حديث (3017) ؛ والطبراني في الكبير، 20/129.
(2) أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة: حديث (628) ؛ والطبراني في الكبير، 20/174.(7/534)
(مصعب بن سعد عنه)(7/535)
9710 - حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، سمعت الأعمش يحدث عن عبد الملك بن ميسرة، عن مصعب بن سعيد، أن معاذاً قال: والله إن عن عمر في الجنة وما أحب أن لي حمر النعم وإنكم بفرقتكم قبل أن أخبركم لم قلت ذلك ثم حدثتم الرؤيا التي رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في شأن عمر. قال: ورؤيا النبي حق (1) .
(معدي كرب عن معاذ بن جبل)
9711 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث: رجل قرأ كتاب الله حتى إذا رأيت عليه بهجة وكان عليه رد السلام اخترط سيفه فضرب به جاره ورماه بالشرك)) . قيل: يارسول الله الرامي أحق بها أم المرمى؟ قال: ((الرامي)) ، ((ورجل أتاه الله سلطاناً فقال: من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله وكذب، ورجل استخفته الأحاديث كلما قطع أحدوثة حدث بأطول منها، إن يدرك الدجال فيتبعه)) .
رواه الطبراين عن بكر بن سهل عن نعيم بن حماد عن ضمرة ابن ربيعة عن ابن شوذب عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن معدى كرب به (2) .
(المقدام بن معدي كرب عنه)
9712 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، حدثنا عبد الوهاب ابن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، عن يحيى
_________
(1) المسند، 5/245.
(2) المعجم الكبير، 20/88، وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف.(7/535)
بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن المقدام، عن معاذ قال: أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجدناه يصلى. فقلت: رأيتك تصنع مالم أرك تصنع في صلاة. فقال: ((إنها كانت صلاة رغبة ورهبة إني سألت الله ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته أن لايسلط على أمتي عدواً من غيرهم فيجتاحهم فأعطانيها، وسألته أن لايرسل عليهم سنة فتدمرهم فأعطانيها وسألته أن لايجعل بأسهم بينهم فردها عني)) (1) .
(مكحول بن معاذ بن جبل)
_________
(1) المعجم، 20/44. وفي إسناده عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك، كذبه أبو حاتم الرازي.(7/536)
9713 - حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا عبد الرحمن بن ثوبان، حدثني أبي، عن مكحول، عن معاذ بن جبل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدرجال)) ، ثم ضرب على فخذه أو على منكبيه، ثم قال: ((إن هذا لحق كما أنك قاعد)) .
وكان مكحول يحدث به عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله (1) . تفرد به.
(حديث آخر)
9714 - قال أبو يعلى: حدثنا داود بن رشيد، حدثنا إسماعيل -يعني ابن عياش-، حدثني حبيب بن مالك اللخمي، عن مكحول، عن معاذ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يامعاذ ماخلق الله على وجه الأرض من شيء أحب إليه من العتاق ولا أبغض إليه من الطلاق، فإذا
_________
(1) المسند، 5/232.(7/536)
قال الرجل لمملوكه: أنت حر إن شاء الله فهو حر ولا استثناء له، وإذا قال لإمرأته: أنت طالق إن شاء الله فله استثناؤه ولاطلاق عليه)) .
(موسى بن طلحة عن طلحة عن معاذ بن جبل)(7/537)
9715 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن عمرو بن عثمان يعني ابن موهب عن موسى بن طلحة. قال: عندنا كتاب معاذ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنه إنما أخذ الصدقة من الحنطة والشعير والزبيب والتمر (1) . تفرد به.
(حديث آخر)
9716 - رواه الطبراني: من حديث عبد الله بن نافع، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن موسى بن طلحة، عن معاذ. قال: فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما سقت السماء والبعل وماسقت العيون من الحبوب العشر وأما البطيخ والقثاء والبقل والخضروات والرمان والقصوب فعفا عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (2) .
(ميمون بن أبي شبيب الكوفي عنه)
9717 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((يامعاذ اتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)) .
قال وكيع وحدثه في كتابي، عن أبي ذر وهو السماع الأول، قال وكيع: وقال سفيان مرة عن معاذ (3) .
_________
(1) المسند، 5/228.
(2) المعجم، 20/151.
(3) المسند، 5/228.(7/537)
رواه الترمذي في البر عن محمود بن غيلان عن وكيع به (1) .
قال شيخنا: وكذلك رواه الليث والأعمش من حديث وسيأتي من رواية ميمون بن أبي ذر (2) .
_________
(1) جامع الترمذي: حديث (2054) .
(2) يعني الحافظ المزي في التحفة.(7/538)
9718 - حدثنا إسماعيل، عن ليث، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ، أنه قال: يارسول الله أوصني. قال: ((اتق الله حيث ماكنت أو أينما كنت)) . قال: زدني، قال: ((اتبع السيئة الحسنة تمحها)) . قال: زدني. قال: ((خالق الناس بخلق حسن)) (1) .
9719 - وقد روى الطبراني: من طريق حبيب أبي ثابت والحكم، عن ميمون، عن أبي شبيب، عن معاذ. قال: قلت: يارسول الله دلني على عمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار، فذكر الحديث بطوله إلى قوله: ((وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم)) كما تقدم من رواية عروة بن النزال عنه (2) .
(يحيى بن الحكم، عن معاذ)
9720 - حدثنا معاوية بن عمرو وهارون بن معروف. قالا: حدثنا عبد الله بن وهب، قال هارون في حديثه: قال، وقال حيوة: عن ابن أبي حبيب، وقال معاوية: عن حيوة، عن يزيد، عن سلمة بن أسامة، عن يحيى بن الحكم، أن معاذاً قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصدق أهل اليمن فأمرني أن آخذ من البقر من كل ثلاثين تبيعاً. قال
_________
(1) المسند، 5/2288.
(2) المعجم، 20/142.(7/538)
هارون: والتبيع: الجذع أو جذعة، ومن كل أربعين مسنة، قال: فعرضوا عليَّ أن آخذ من الأربعين. قال هارون: مابين الأربعين أو الخمسين وبين الستين والسبعين ومابين الثمانين والتسعين، فأتيت ذلك. وقلت لهم: حتى أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقدمت فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمرني أن آخذ من كل ثلاثين تبيعاً ومن أربعين مسنة، ومن الستين تبيعين ومن السبعين تبيع ومسنة ومن الثمانين مسنتين وتبيعاً ومن الشعرين ومائة ثلاث مسنات وأربعة أتباع. قال: وأمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا آخذ فيما بين ذلك. قال هارون: فما بين ذلك شيئاً إلا أن يبلغ مسنة أو جذعاً وزعم أن الأوقاص لافريضة فيها (1) . تفرد به.
(يزيد بن حصين عنه)
_________
(1) () ... المسند، 5/240.(7/539)
9721 - قال الطبراني: حدثنا أبو يزيد القراطيسي، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا بقية، عن أبي العلاء الدمشقي، عن محمد بن جحادة، عن يزيد بن حصين، عن معاذ بن جبل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مابعث الله نبياً قط إلا وفي أمته قدرية ومرجئة يشوشون عليه أمر أمته ألا وأن الله قد لعن القدرية والمرجئة على لسان سبعين نبياً)) (1) .
(يزيد بن عميرة الزبيدي الشامي عنه)
9722 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن يزيد بن عميرة. قال: لما حضر معاذ الموت قيل له: ياأبا عبد الرحمن
_________
(1) المعجم، 20/117، قال الهيثمي، 7/204: في إسناده يزيد بن حصين ولم أعرفه. وبقية بن الوليد قد عنعنه وهو مدلس.(7/539)
أوصنا. قال: أجلسوني. فقال: إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما، يقول ثلاث مرات: فالتمسوا العلم عند أربعة رهط عويمر أبي الدرداء وعند سليمان الفارسي وعند عبد الله بن مسعود وعند عبد الله بن سلام الذي كان يهودياً ثم أسلم فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إنه عاشر عشرة في الجنة)) (1) .
رواه الترمذي والنسائي عن قتيبة به، وقال الترمذي: حسن غريب (2) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) المسند، 5/242.
(2) أخرجه الترمذي في الجامع، حديث (3892) وقال: حسن غريب، والنسائي في السنن الكبرى كما في التحفة، 8/418.(7/540)
9723 - عن يزيد موقوفاً عليه. قال أبو داود في السنة: حدثنا يزيد بن خالد ابن وهب، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي إدريس، أخبره: أن يزيد بن عميرة وكان من أصحاب معاذ، أخبره قال: كان معاذ لايجلس مجلساً للذكر إذا جلس إلا قال: الله حكم قسط هلك المرتابون، وقال معاذ يوماً: إن من ورائكم شيئاً يكثر فيها المال ويكثر فيه القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق والرجل والمرأة والصغير والكبير والحر والعبد فيوشك قائل يقول: ما للناس يتبعون وقد قرأت القرآن ماهم متبعي حتى ابتدع لهم غيره فإياكم وما ابتدع فإنما ابتدع ضلالة، وإياكم وزيغة الحكيم فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق، قال: فقلت لمعاذ: ومايدريني رحمك الله أن الحكيم يقول كلمة الضلالة وأن المنافق يقول كلمة الحق. قال: بلى أجنب من كلام(7/540)
الحكيم المشتهرات التي يقال ماهذه؟ ولايثنينكم ذلك عنه فإنه لعله أن يراجع وبلغ الحق إذا سمعته فإن على الحق نوراً.
قال أبو داود وقال معمر عن الزهري في هذا الحديث: ولا يأتينك ذلك عنه فكان شتيمك. وقال صالح بن كيسان عن الزهري: في هذه المشتبهات مكان المشتهرات. وقال ابن إسحاق عن الزهري: قل ماتشابه عليك من قول الحكيم حتى يقولوا ماأراد بهذه الكلمة.
(يزيد بن مرشد عن معاذ بن جبل)(7/541)
9724 - روى الطبراني: من حديث عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن الوضين بن عطاء، عن يزيد بن مرشد، عن معاذ. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: خذوا العطاء مادام عطاء فإذا صار رشوة في الدين فلا تأخذوه ولستم بتاركيه، يمنعكم الفقر والحاجة إلا وأن رحى الإسلام دائرة تدور مع الكتاب حيث مادار الأوان الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب إلا أنه سيكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم ما لايقضون لكم، إن عصيتموهم قتلوكم وإن أطعتموهم ظلموكم)) ، قالوا يارسول الله: كيف نصنع؟ قال: ((كما صنع أصحاب عيسى بن مريم نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب، موت في طاعة الله خير من حياة في معصية الله)) (1) .
(يزيد بن قطيب عنه)
9725 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، حدثني أبو زياد: يحيى بن عبيد الغساني، عن يزيد بن قطيب، عن معاذ أنه كان يقول: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن. فقال: ((لعلك أن تمر
_________
(1) المعجم، 20/90، وقال الهيثمي، 5/228: يزيد بن مرثد لم يسمع من معاذ.(7/541)
بقبري ومسجدي فقد بعثتك إلى قوم رقيقة قلوبهم يقاتلون على الحق -مرتين- فقاتل بمن أطاعك منهم من عصاك ثم يفيئون إلى الإسلام حتى تبادر المرأة زوجها والولد والده والأخ أخاه فأنزل بين السكون والسكاسك)) (1) .
(أبو إدريس الخولاني عنه)
تقدم هو عائذ الله بن عبد الله تقدم.
(أبو الأسود الدؤلي عنه)
_________
(1) المسند، 5/230.(7/542)
9726 - حدثنا محمد بن محمد جعفر، حدثنا شعبة، عن عمر بن أبي حكيم، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن الأسود الدؤلي. قال: كان معاذ باليمن فارتفعوا إليه في يهودي مات وترك أخاه مسلماً، فقال معاذ: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن الإسلام يزيد ولايقنص)) (1) فورثه.
9727 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدثني عمرو بن أبي حكيم، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود. قال: أتى معاذ بيهودي وارثه مسلم، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الإسلام يزيد ولاينقص)) فورثه.
رواه أبو داود عن مسدد عن يحيى بن سعيد به، وعن مسدد عن عبد الوارث عن عمر بن أبي حكيم الواسطي به (2) .
_________
(1) المسند، 5/236.
(2) سنن أبي داود: حديث (2895) و (2896) .(7/542)
(حديث آخر)(7/543)
9728 - رواه الطبراني، عن يحيى بن عثمان، عن نعيم بن حماد، عن عبد الواحد بن خالد، عن عبد الله بن بريدة، عن الأسود، عن معاذ بقصة أخذه الجني الذي كان يسرق من تمر الصدقة (1) .
(أبو بحرية)
(عبد الله بن قيس تقدم)
(أبو بروة في: أبي موسى)
(أبو ثعلبة الخشني عن معاذ)
9729 - وأبي عبيدة. قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أن هذا الأمر بدأ رحمة ونبوة ثم يكون رحمة وخلافة ثم يكون ملكاً عضوضاً ثم كائناً ملكاً وجبرية)) (2) .
(أبو رزين عن معاذ)
9730 - حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن أبي رزين، عن معاذ بن جبل، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟)) قال: قلت: بلى قال: ((لاحول ولاقوة إلا بالله)) (3) .
9731 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد -يعني ابن سلمة-، حدثنا عطاء بن السائب، عن أبي رزين، عن معاذ بن جبلن أن النبي
_________
(1) المعجم، 20/162.
(2) المعجم الكبير، 20/53.
(3) المسند، 5/242.(7/543)
- صلى الله عليه وسلم - قال: ((ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟)) . قلت: بلى. قال: ((لاحوال ولاقوة إلا بالله)) (1) .
رواه النسائي عن عمرو بن علي بن مهدي عن حماد بن سلمة به (2) .
(أبو سعيد الحميري البصري عنه ولم يدركه)
_________
(1) المسند، 5/244.
(2) أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة: حديث (1308) .(7/544)
9732 - قال ابن ماجة: حدثنا حرملة، حدثنا ابن وهب، أخبرني نافع بن يزيد: عن حيوة بن شريح، أن أبا سعيد الحميري حدثه قال: كان معاذ بن جبل يحدث بما لم يسمع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسألت عما سمعوا فبلغ عبد الله بن عمرو ماتحدث به فقال: والله ماسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول هذا، وأوشك معاذ أن يحمده مسلم في الخلا فبلغ ذلك معاذاً فلقيه، فقال معاذ: ياعبد الله بن عمرو: إن التكذيب لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفاق وإنما إثمه على من قاله، ولقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، والظل، وقارعة الطريق)) (1) .
ورواه أبو داود من حديث نافع بن يزيد وليس فيه قصة (2) .
(أبو شيبة عن معاذ بن جبل)
9733 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن يزيد الحريش، حدثنا عمر بن الخطاب السجستاني، حدثنا محمد بن عرعرة، حدثنا شعبة، عن أبي الفيض، سمعت أبا شبيبة يقول: كان معاذ يمشي ورجل معه
_________
(1) سنن ابن ماجة: حديث (328) .
(2) سنن أبي داود: حديث (26) ، قال أبو داود: هو مرسل، لأن أبا سعيد لم يدرك معاذاً، وكذا قال ابن حجر في التلخيص.(7/544)
فرفع حجراً من الطريق فقال: ماهذا؟ فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من رفع حجراً من الطريق كتبت له حسنة ومن كانت له حسنة دخل الجنة)) (1) .
(أبو الطفيل عامر)
تقدم.
(أبو ظبيان عن معاذ بن جبل)
_________
(1) المعجم، 20/101.(7/545)
9734 - قال عبد الله، حدثنا أبي في سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين، حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن أبي ظبيان، عن معاذ بن جبل: أنه لما رجع من اليمن، قال يارسول الله: رأيت رجالاً باليمن يسجد بعضهم لبعض أفلا نسجد لك؟ قال: ((لو كنت آمراً بشراً يسجد لبشر لأمرت المرأة تسجد لزوجها)) (1) .
9735 - حدثنا ابن نمير، حدثنا الأعمش، سمعت أبا ظبيان يحدث عن رجل من الأنصار، عن معاذ بن جبل. قال: أقبل من اليمن. فقال يارسول الله: إني رأيت رجالاً فذكر معناه (2) .
(أبو ظبية الكلاعي الشامي)
9736 - حدثنا روح، وحسن بن موسى، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن شهر بن حوشب، عن أبي ظبية، عن معاذ بن جبل، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مامن مسلم يبيت على ذكر الله طاهراً فيتعار من الليل يسأل الله من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه)) .
_________
(1) المسند، 5/227.
(2) المسند، 5/228.(7/545)
قال حسن في حديثه: قال ثابت البناني فقدم علينا ههنا فحدثنا بهذا الحديث عن معاذ، قال أبو سلمة: أظنه عني أبا ظبية (1) .
_________
(1) المسند، 5/235.(7/546)
9737 - حدثنا روح، حدثنا حماد. قال: قدم علينا أبو ظبية فذكر مثل هذا الحديث (1) .
9738 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، قال: كنت أنا وعاصم بن بهدلة، وثابت حدث عن عاصم، عن شهر بن حوشب، عن أبي ظبية، عن معاذ بن جبل، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مامن مسلم يبيت على ذكر الله طاهراً فيتعار الليل يسأل الله خيراً من الدنيا والآخرة إلا أعطاه)) . قال ثابت: فقدم علينا، فحدثنا هذا الحديث ولا أعلمه يعني أبا ظبية، قلت لحماد: عن معاذ؟ قال: عن معاذ (2) .
رواه أبو داود في الأدب: عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة، ورواه النسائي في اليوم والليلة: عن إبراهيم بن يعقوب عن عفان به، ومن وجه آخر هو وابن ماجة في الدعاء عن عاصم وثابت (3) .
(أبو عبد الله الأشعري عن معاذ)
أنه قال: ((من عقد الجزية في عنقه فقد برئ مما عليه رسول الله)) .
9739 - رواه أبو داود في الخراج: عن هارون بن محمد بن بكار بن بلال عن محمد بن عيسى بن سميع عن زيد بن وافد عنه (4) .
_________
(1) المسند، 5/235.
(2) المسند، 5/241.
(3) رواه أبو داود في السنن: حديث (5021) ؛ وابن ماجة في السنن: حديث (3881) .
(4) المعجم.(7/546)
(أبو عبد الله القراظ عن معاذ)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أيها السابقون المستهترون بذكر الله، من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليكثر من ذكر الله)) .(7/547)
9740 - رواه الطبراني عن عبيد بن غنام عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى ابن واضح عن موسى بن عبيدة عنه (1) .
(أبو عبد الله الصنابحي عنه)
يأتي واسمه: عبد الرحمن بن عسيلة (2) .
(أبو عبد الرحمن الحبلي عنه)
هو عبد الله بن يزيد تقدم.
(أبو عثمان النهدي عن معاذ)
9741 - حدثنا علي بن عاصم، عن خالد الحذاء، عن أبي عثمان النهدي، عن معاذ بن جبل. قال: كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: ((يامعاذ، أتدري ماحق الله على العباد؟)) قلت: الله ورسوله أعلم. قال: ((يعبدوه لايشركوا به شيئاً، أتدري ماحق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟)) قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ((يدخلهم الجنة)) (3) . تفرد به.
(أبو عمرو الشيباني عن معاذ)
9742 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عثمان، عن أبي شيبة، حدثنا طاهر بن أبي أحمد، حدثنا أبي، حدثنا أبو معاوية: عمرو بن
_________
(1) المعجم، 20/157، وموسى بن عبيدة: ضعيف.
(2) يأتي في بقية مسند معاذ -رضي الله عنه- في ترجمة الصنابحي.
(3) المسند، 5/234.(7/547)
عبد الله النخعي، حدثنا أبو عمرو الشيباني، عن معاذ. قال: قلت يارسول الله: أنؤاخذ بما نتكلم به. فقال: ((ثكلتك أمك يامعاذ وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم)) (1) .
(أبو العوام عن معاذ)
_________
(1) المعجم، 20/127.(7/548)
9743 - حدثنا عفان، وحسن بن موسى، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي ابن زيد، قال حسن في حديثه. قال: أخبرنا زيد، عن أبي المليح، قال الحسن الهذلي: عن روح بن عابد، عن أبي العوام، عن معاذ بن جبل. قال: كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - على جمل أحمر. فقال: ((يامعاذ)) . قلت: لبيك. قال: ((هل تدري ماحق الله على العباد؟)) . قال: فقلت: الله ورسوله أعلم. قالها: ثلاثاً، وقلت: لبيك ثلاثاً. ثم قال: ((حقه أن يعبدوه ولايشركوا به شيئاً؟)) ثم قال: ((هل تدري ماحق العباد على الله إذا هم فعلوا ذلك؟)) . فقلت: الله ورسوله أعلم. قالها: ثلاثاً، وقلت: ذلك ثلاثاً. فقال: ((حقهم عليه إذا هم فعلوا ذلك أن يغفر لهم وأن يدخلهم الجنة)) (1) .
9744 - حدثنا عفان، وحسن. قالا: حدثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن أبي رزين، عن معاذ بن جبل مثله، غير أنه قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحمار قد شد عليه برذعة إلا أن حسناً جمع الإسنادين. تفرد به.
(أبو عياش عن معاذ)
9745 - حدثنا علي بن إسحاق، حدثنا عبد الله، حدثنا يحيى
_________
(1) المسند، 5/234.(7/548)
بن أيوب، أن عبيد الله بن زخر حدثه، عن خالد بن أبي عمران، عن أبي عياش، قال: قال معاذ ابن جبل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن شئتم أنبأتكم ماأول مايقول الله عز وجل للمؤمنين يوم القيامة، وما أول مايقولون له)) . قلنا: نعم يارسول الله. قال: ((إن الله يقول للمؤمنين هل أحببتم لقائي؟ فيقولون: نعم ياربنا. فيقول: لم؟ فيقولون: رجونا عفوك ومغفرتك. فيقول: قد وجبت لكم مغفرتي)) (1) . تفرد به.
(أبو قبيل المعافري عنه)
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((الدجال أوعور وأن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل كاتب، وغير كاتب، معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار)) .
_________
(1) المسند، 5/238.(7/549)
9746 - رواه الطبراني من حديث أبي بكر، عن حنش، عن عامر، عن أبي قبيل به.
(أبو قلابة عن معاذ)
9747 - حدثنا إسماعيل، عن أيوب، عن أبي قلابة: أن الطاعون وقع بالشام، فقال عمرو بن العاص: أن هذا الرجز قد وقع ففروا منه في الشعاب والأودية فبلغ ذلك معاذ فلم يصدقه بالذي قال، فقال: بل هو شهادة ورحمة ودعوة نبيكم - صلى الله عليه وسلم -، اللهم أعط معاذاً وأهل نصيباص من رحمتك، قال أبو قلابة: فعرفت الشهادة وعرفت الرحمة ولم أدر مادعوة نبيكم حتى أنبأت، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينما هو ذات ليلة يصلي أو قال في دعائه: ((فحمىً إذاً أو طاعون فحمىً إذاً أو طاعون)) ثلاث مرات فلما أصبح، قال له إنسان من أهله: يارسول(7/549)
الله قد سمعتك الليلة تدعوا بدعاء، قال: ((وسمعته؟)) قال: نعم. قال: ((إني سألت ربي أن لايهلك أمتي بسنة فأعطانيها وسألته أن لايلبسهم شيعاً ويذيق بعضهم بأس بعض فأبى عليَّ أو قال: فمنعت. فقلت: حمىً إذاً أو طاعون)) ثلاث مرات (1) . تفرد به.
(أبو ليلى الأنصاري عنه)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ولاتجد إمرأة حلاوة الإيمان حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها على قتب)) .
_________
(1) المسند، 5/248.(7/550)
9748 - رواه الطبراني من حديث القاسم بن عوف الكوفي، عن أبي ليلى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه به (1) .
(أبو مسلم الخولاني عن معاذ بن جبل)
9749 - حدثنا وكيع، حدثنا جعفر بن برقان، عن حبيب، عن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخولاني. قال: أتيت مسجد أهل دمشق فإذا حلقة فيها كهول من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فإذا شاب فيهم، أكحل العينين براق الثنايا كلما اختلفوا في شيء ردوه إلى الفتى. قال: قلت لجليس: من هذا؟ قال: هذا معاذ ابن جبل. قال: فجئت من العشى فلم يحضروا فغدوت من الغد فلم يجيئوا فرحت فإذا أنا بالشاب يصلي إلى سارية فركعت ثم تحولت إليه. قال: فسلم فدنوت منه. فقلت: إني لأحبك في الله. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي عن ربه عز وجل يقول: ((حقت محبتي للمتحابين فيَّ،
_________
(1) المعجم، 20/52.(7/550)
وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ، وحقت محبتي لمتزاورين فيَّ، المتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لاظل إلا ظله (1) .
_________
(1) المسند، 5/236.(7/551)
9750 - حدثنا إبراهيم بن أبي العياش، حدثنا أبو المليح، حدثنا حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء، حدثنا أبو مسلم، قال: دخلت مسجد حمص فإذا حلقة فيها إثنان وثلاثون رجلاً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيهم فتى شاب أكحل (1) . فذكر الحديث.
9751 - حدثنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر -يعني ابن برقان-، حدثنا حبيب ابن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخولاني. قال: دخلت مسجد حمص فإذا فيه نحواً من ثلاثين كهلاً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا فيهم شاب أكحل العينين براق الثنايا ساكت فإذا أمترى القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه. فقلت لجليس: من هذا؟ قال: هذا معاذ بن جبل فوقع له في نفسي حب فمكث معهم حتى تفرقوا ثم هجرت إلى المسجد فإذا معاذ بن جبل قائم يصلي إلى سارية فسكت لايكلمني وسكت لاأكلمه ثم قلت: والله إني لأحبك. قال: فيم تحبني؟ قال: قلت: في الله. قال: فأخذ بحوبتي فجذبني إليه هنيهة ثم قال: أبشرك إن كنت صادقاً سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء)) . قال: فرجت فلقيت عبادة بن الصامت. فقلت: ياأبا الوليد: ألا أحدثك بما حدثني به معاذ في المتحابين. قال: فأنا أحدثك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يرفعه إلى الرب تبارك وتعالى قال: ((حقت محبتي للمتحابين فيَّ،
_________
(1) المسند، 5/237.(7/551)
وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ، حقت محبتي للمتبادلين فيَّ، حقت محبتي للمتواصلين فيَّ)) .
رواه الترمذي في الزهد عن أحمد بن منيع عن كثير بن هشام به، وقال: حسن صحيح (1) .
(أبو مليح الهذلي عنه)
_________
(1) جامع الترمذي، حديث (2499) .(7/552)
9752 - حدثنا أسود بن عامر، أخبرني أبو بكر -يعني ابن عياش-، عن عاصم بن أبي بردة، عن أبي مليح الهذلي، عن معاذ بن جبل، وعن أبي موسى الأشعري. قالا: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل منزلاً كان الذي يليه المهاجرون. قال: ونزلنا منزلاً فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن حوله. قال: فتعاررت من الليل أنا ومعاذ فنظرنا، قال: فحرنا نطلبه إذ سمعنا هزيزاً كهريز الأرحاء إذ أقبل، فلما أقبل نظر قال: ((فما شانكم؟)) قالوا: إنتبهنا فلما نرك حيث كنت، خشينا أن يكون أصابك شيء جئنا نطلبك، قال: ((أتاني آتٍ في منامي فخيرني بين أن يدخل الجنة نصف أمتي أو شفاعة؟ فاخترت لهم الشفاعة)) . قال: فقلنا: فإنا نسألك بحق الإسلام وبحق الصحبة لما أدخلتنا الجنة؟ قال: فاجتمع عليه الناس فقالوا له مثل مقالتنا وكثر الناس. فقال: ((إني أجعل شفاعتي لمن مات لايشرك بالله شيئاً)) (1) .
9753 - حدثنا روح، حدثنا حماد -يعين ابن سلمة-، حدثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي بردة، عن أبي موسى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحرسه أصحابه (2) . فذكر نحوه.
_________
(1) المسند، 5/232.
(2) المسند، 5/232.(7/552)
(أبو منيب الأحدب عنه)(7/553)
9754 - حدثني أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا ثابت بن يزيد، حدثنا عاصم، عن أبي منيب الأحدب. قال: خطب معاذ بالشام، فذكر الطاعون. فقال: إنها رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، اللهم أدخل على آل معاذ نصيبه من هذه الرحمة. ثم نزل من مقامه ذلك، فدخل على عبد الرحمن بن معاذ فقال عبد الرحمن: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} (1) ، قال معاذ: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} (2)) ) (3) .
(أبو موسى الأشعري عنه)
9755 - حدثنا عبد الرازق. أنبأنا معمر، عن أيوب، عن حميد ابن هلال العدوى، عن أبي بردة. قال: قدم على أبى موسى الأشعرى معاذ بن جبل باليمن فإذا رجل عنده. قال: ما هذا؟ قال رجل كان يهودياً فأسلم ثم تهود نريده على الإسلام منذ قال: أحسبه شهرين، فقال: والله لا أقعد حتى تضربوا عنقه. فقال: قضاء الله ورسوله أن من رجع عن دينه فاقتلوه أو قال: من بدل دينه فاقتلوه (4) .
رواه أبو داود من حديث حميد بن هلال وهو في ترجمة أبي بردة عن أبيه أبي موسى عنده.
_________
(1) سورة آل عمران، آية (60) .
(2) سورة الصافات، آية (102) .
(3) المسند، 5/240.
(4) المسند، 5/231.(7/553)
(أبو واقد الليثي عن معاذ بن جبل)
عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال: ((إنها ستكون فتن ثم يرجعون إلى الأول)) .(7/554)
9756 - رواه الطبراني من حديث الليث، عن عياش بن عباس، عن بكير بن عبد اب، عن بشر بن سعيد عنه به (1) .
(أبو وائل واسمه: شفيق عن معاذ)
9757 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن معاذ بن جبل. قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -: في سفر فأصبحت يوماً قريباً منه ونحن نسير. فقلت: يارسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار؟ قال: ((لقد سألت عن عظيم إنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولاتشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت)) ، ثم قال: ((ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفيء الخطيئة، وصلاة الرجل في جوف الليل)) ، ثم قرأ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} حتى بلغ {يَعْمَلُونَ} (2) . ثم قال: ((ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟)) فقلت: بلى يارسول الله: قال: ((رأس الأمر وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد)) ، ثم قال: ((ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟)) فقلت: بلى يانبي الله، فأخذ بلسانه، فقال: ((كف عنك هذا)) ، فقلت: يارسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ((ثكلتك
_________
(1) المعجم، 20/44.
(2) سورة السجدة، آية (16) .(7/554)
أمك يامعاذ وهل يكتب الناس في النار على وجوههم -أو قال- مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)) (1) .
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث معمر به، وقال الترمذي: حسن صحيح (2) .
_________
(1) المسند، 5/231.
(2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف: حديث (20303) ؛ والترمذي في الجامع: حديث (2749) ؛ وابن ماجة في السنن: حديث (3973) ؛ والنسائي في السنن الكبرى كما في التحفة.(7/555)
9758 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدثنا أبو بكر يعني ابن عياش، حدثنا عاصم، عن أبي وائل، عن معاذ. قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن وأمرني أن آخذ من كل حالم ديناراً أو عدله من المعافر، وأمرني أن آخذ من كل أربعين بقرة مسنة، ومن كل ثلاثين بقرة تبيعاً، حولياً، وأمرني فيما سقت السماء العشر، وماسقي بالدوالي نصف العشر (1) .
رواه النسائي عن هناد عن أبي بكر بن عياش به، وقال: ليس هذا الإسناد بذلك القوى لأن أبا بكر وعاصماً ليسا بالحافظين (2) .
والعجب، أنه قد رواه من حديث محمد بن إسحاق عن الأعمش، وأبو داود عن عبد الله بن عمر النفيلي عن أبي معاوية عن الأعمش عن شقيق أبي وائل عن معاوية.
(الصنابحي هو: عبد الرحمن بن عسيلة عنه)
[يأتي في الجزء الستون إن شاء الله تعالى]
_________
(1) المسند، 5/233.
(2) سنن النسائي، 5/25.(7/555)
رب يسر
(بقية مسند معاذ بن جبل)
(الصنابحي هو: عبد الرحمن بن عسيلة عن معاذ)(7/556)
9759 - حدثنا المقري، حدثنا حيوة: سمعت عقبة بن مسلم التجيبي يقول: حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي، عن الصنابحي، عن معاذ بن جبل: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيده يوماً ثم قال: ((يامعاذ إني لأحبك)) . قال: ((أوصيك يامعاذ لاتدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)) ، قال وأوصى بذلك معاذ الصنابحي. وأوصى الصنابحي أبا عبد الرحمن، وأوصى أبو عبد الرحمن عقبة ابن مسلم (1) .
رواه أبو داود عن عبيد الله بن عمر القواريري عن أبي عبد الرحمن: عبد الله بن يزيد المقري، والنسائي عن محمد بن أبي عبد الرحمن المقري عن أبيه به، عن يونس عن ابن وهب عن حيوة بن شريح به (2) .
_________
(1) المسند، 5/244.
(2) رواه أبو داود في السنن: حديث (1508) ؛ والنسائي في السنن، 3/53؛ والحاكم في المستدرك، 1/273، وصححه.(7/556)
(حديث آخر)(7/557)
9760 - رواه البزار من حديث الثوري، عن ليث بن أبي سليم، عن عدي ابن عدي، عن الصنابحي، عن معاذ أحسبه رفعه، قال: لاتزول قدماً من عبد بين يدي الله حتى يسأل عن أربعة: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن علمه ماعمل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه)) (1) .
(الواكبي عن معاذ بن جبل)
9761 - حدثنا حسن بن محمد، حدثنا شريك، عن أبي حصين، عن الواكبي صديق لمعاذ، عن معاذ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من ولى من الناس شيئاً واحتجب عن أولى الضعفة والحاجة احتجب الله عنه يوم القيامة)) (2) . تفرد به.
(ابن غنم عن معاذ)
هو عبد الرحمن تقدم.
(رجل من الأنصار عنه)
تقدم في أبي ظبيان
(ناس من أصحاب معاذ حمصيون عنه)
9762 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي عون، عن الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة، عن ناس من أصحاب معاذ من أهل حمص، عن معاذ: أن رسول الله حين بعثه إلى
_________
(1) كشف الأستار، 4/158.
(2) المسند، 5/239.(7/557)
اليمن فقال: ((كيف تصنع إن عرض لك قضاء؟)) قال: أقضي بما في كتاب الله؟، قال: ((فإن لم يكن في كتاب الله)) ، قال: فبسنة رسول الله، قال: ((فإن لم يكن في سنة رسول الله؟ قال: أجتهد رأى ولا ألو، قال: فقرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدري ثم قال: ((الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - () (1) .
رواه أبو داود عن حصين بن عمر عن شعبة به.
_________
(1) المسند، 5/230.(7/558)
9763 - حدثنا وكيع، حدثنا شعبة، عن أبي عوني الثقفي، عن الحارث بن عمرو، عن رجال من أصحاب معاذ من أهل حمص، عن معاذ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بعثه إلى اليمن فقال: ((كيف تقضي؟)) قال: أقضي بكتاب الله، قال: ((فإن لم يكن في كتاب الله؟)) قال: بسنة رسول الله، قال: ((فإن لم يكن في سنة رسول الله؟)) قال: أجتهد رأي، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله)) (1) .
رواه النسائي عن هناد عن وكيع به.
9764 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، حدثنا أبو عون: سمعت الحارث بن عمرو ابن أبي المغيرة يحدث عن ناس من أصحاب معاذ من أهل حمص، عن معاذ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ بن جبل جين بعثه إلى اليمن فذكر: ((كيف تقضي إن عرض لك قضاء؟)) قال: أقضى بكتاب الله، قال: ((فإن لم يكن في كتاب الله؟)) قال: بسنة رسول الله، ((فإن لم يكن في سنة رسول الله؟)) قال: أجتهد رأي ولا ألو، قال:
_________
(1) المسند، 5/236.(7/558)
فضرب صدره وقال: ((الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسوله)) (1) .
(رجل عنه في ترجمة العلاء بن زياد)
(رجل عنه)
_________
(1) المسند، 5/242.(7/559)
9765 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا أبو بكر، حدثني ضمرة بن حبيب، عن رجل، عن معاذ بن جبل، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل)) (1) . تفرد به.
(رجل عنه)
9766 - حدثنا محمد بن مصعب، حدثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن يحيى بن جابر، عن رجل، عن معاذ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من جهز غازياً أو خلفه في أهله بخير فإنه معنا)) (2) . تفرد به.
(من شهد معاذاً عنه)
9767 - حدثنا سفيان بن عيينة، عن ع مرو -يعني ابن دينار-، سمعت جابر ابن عبد الله يقول: أخبرنا من شهد معاذاً حين حضرته الوفاة يقول: اكشفوا عن سجف القبة أحدثكم حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال مرة: أخبركم بشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يمنعني أن أحدثكموه إلا أن تتكلوا، سمعته يقول: ((من شهد أن لاإله
_________
(1) المسند، 5/234.
(2) المسند، 5/234.(7/559)
إلا الله مخلصاً من قلبه أو يقيناً من قلبه لم يدخل النار، ودخل الجنة)) ، وقال مرة: ((دخل الجنة ولم تمسه النار)) (1) . تفرد به من هذا الوجه.
وله شواهد من وجوه أخر عنه، منها ماقال الطبراني.
_________
(1) المسند، 5/236.(7/560)
9768 - حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة، حدثنا محمد بن عبد الله بن سريع، حدثنا زياد بن الربيع اليحمدي، حدثه هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن ابن الديلمي. قال: كنت ثالث ثلاثة نخدم معاذاً، فلما حضر، قلنا له: يرحمك الله إنا صحبناك وانقطعنا إليك لمثل هذا اليوم فحدثنا بحديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ننتفع به، فقال: نعم وماساعة الكذب هذه، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من مات وهو يؤمن بثلاث: إن الله حق، وأن الساعة قائمة، وأن الله يبعث من في القبور)) ، قال ابن سيرين: أنا نسيت، أما قال: ((دخل الجنة)) ، أو قال: ((نجا من النار)) (1) .
9769 - ومن حديث بقية، عن أرطأة بن المنذر، عن الأبح السكوني، عن معاذ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من مات لايشرك بالله شيئاً وجبت له الجنة)) (2) .
(بلاغ بن زياد بن أبي زياد عن معاذ)
9770 - حدثنا حجين بن المثنى، حدثنا عبد العزيز -يعني ابن أبي سلمة- مولى عبد الله بن عباس بن أبي ربيعة: أنه بلغه عن معاذ بن جبل أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ماعمل آدمي عملاً قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله)) ، وقال معاذ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا
_________
(1) المعجم، 20/169.
(2) المعجم، 20/169.(7/560)
أخبركم بخير أعمالكم وأزكارها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من تعاطي الذهب والفضة ومن أن تلقوا عدوكم غداً فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟)) قالوا: بلى يارسول الله. قال: ((ذكر الله عز وجل)) (1) . تفرد به من هذا الوجه.
(بعض الصحابة عن معاذ بن جبل)
_________
(1) المسند، 5/239.(7/561)
9771 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عقبة بن مكرم، حدثنا يونس بن بكير، حدثنا زياد بن المنذر، حدثنا نافع بن الحارث، عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عن أبي عبيدة بن الجراح، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ماتحاب رجلان في الله إلا وضع الله لهما كرسياً فأجلسا عليه حتى يفرغ الله من الحساب)) ، قال معاذ بن جبل: صدق أبو عبيدة (1) .
وقد عقد الطبراني فصلاً فيمن يروى عن معاذ ولم يسم فقال:
(رجال غير مسمين عن معاذ)
9772 - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، حدثنا عقبة بن خالد، عن موسى بن إبراهيم، عن السكوني، عن معاذ بن جبل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن اتخذ منبراً فقد اتخذه أبي إبراهيم، وإن اتخذ عصاً فقد اتخذها أبي إبراهيم)) .
رواه الطبراني عن عبد الله بن سعيد الكندي عن عقبة بن خالد.
_________
(1) المعجم، 20/36.(7/561)
9773 - ومن حديث موسى بن محمد التيمي، عن الزهري، عن البكوي، عن معاذ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لو كان ثابت على أحد من العرب رق كان اليوم، إنما هو إسار وفداء)) .
9774 - ومن حديث أبي بكر بن أبي مريم الغساني، عن يحيى بن جابر الطائي، عن رجل، عن معاذ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من جهز غازياً أو أخلفه في أهله بخير فإنه معنا)) .
9775 - ومن حديث الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن هشام، عن رجل، عن معاذ، عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن رجالاً ليسوا بأنبياء ولاشهداء يوضع لهم يوم القيامة منابر من نور يأمنون يوم القيامة من الفزع الأكبر)) ، فقال رجل: يارسول الله ومن أولئك؟ فقال: ((هم نزاع القبائل يتحابون في الله)) (1) .
9776 - قال الطبراني: حدثنا عبد الرحمن بن جابر البختري الطائي، حدثنا بشر ببن شعيب، عن أبي حمزة، عن أبيه، عن الزهري، حدثنا بعض أهل العلم: أن معاذاً بن جبل كان يحدث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والذي نفسي بيده إن بُعد مابين شفير النار إلى قعرها لصخرة زنة سبع خلفات شحومهم ولحومهم وأولادهم تهوي فيما بين شفير النار إلى قعرها سبعين خريفاُ (2) .
_________
(1) المعجم، 20/167-169؛راجع الأحاديث رقم (354) و (355) و (357) و (358) .
(2) المعجم، 20/169.(7/562)
ثم عقد (1) فصلاً آخر فقال:
المراسيل عن معاذ:
_________
(1) يعني الحافظ الطبراني.(7/563)
9777 - ثم روى من طريق شعبة، عن أبي عون، عن الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة، عن معاذ حديث: ((كيف يقتضي إن عرض لك قضاء ... )) (1) .
وقد رواه الحارث عن رجل من أهل حمص. كما تقدم.
9778 - ومن حديث سلمة بن أسامة، عن يحيى بن جابر، عن معاذ في زكاة البقرة.
9779 - ومن حديث موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، عن معاذ في الطاعون.
9780 - قال الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا حميد بن مهران، حدثنا أبو طارق السعدي: شهدت الحسن عند موته وهو يوصي فقال للكاتب: اكتب: هذا ماشهد الحسن. شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله صادقاً من قلبه، ومن شهد بهذا عند موته صادقاً دخل الجنة، سمعت ذلك عن معاذ بن جبل أوصى بذلك عند موته يروي ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
9781 - وحدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم: سمعت عمر بن ذر، سمعت أبي يذكر عن معاذ بن جبل، قال: قلت يارسول الله، والذي بعثك بالحق أنه ليعرض في صدري الشيء لأن أكون حممة أحب اليَّ من أن أتكلم به، فقال: ((الحمد لله أن الشيطان قد آيس أن يعبد بأرضي هذه لكنه قد رضي بالمحقرات من أعمالكم)) .
_________
(1) المعجم، 20/170.(7/563)
9782 - ومن حديث شداد: أبي عمار، عن معاذ بحديث ست من أشراط الساعة.
9783 - وعنه مرفوعاً: ((أطع كل أمير وصل خلف كل إمام ولاتسبن أحداً من أصحابي)) .
9784 - ومن حديث حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبي ذر، عن معاذ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة: لاحول ولاقوة إلا بالله)) .
9785 - وبه: ((أتدري ما حق الله على العباد)) إلى آخره.
9786 - ومن حديث الأعمش، عن أبي ظبيان، عن معاذ: ((لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)) .
9787 - ومن حديث الدراوردي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن معاذ: قلت: يارسول الله أوصني، قال: ((اعبد الله كأنك تراه، واعدد نفسك في الموتى، واذكر الله عند كل حجر وشجر، وإذا عملت سيئة فاعمل إلى جنبها حسنة، السر بالسر والعلانية بالعلانية)) ، ثم أخذ بطرف لسانه وقال: ((أكفف عليك هذا)) .
9788 - ومن حديث بقية، عن حبيب بن صالح، عن عبد الرحمن بن سابط، عن معاذ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له لما بعثه إلى اليمن: ((قل: ياأيها الناس إني رسول رسول الله إليكم يخبركم أن المرد إلى الله عز وجل، إلى جنة، أو إلى نار خلود بلا موت، وإقامة بلا طعن)) (1) .
وهذا آخر مسند معاذ بن جبل ولله الحمد.
_________
(1) المعجم الكبير، 20/172-175؛ الأحاديث رقم (366-375) .(7/564)
رَبِّ يَسِر
(معاذ بن الحارث
هو معاذ بن عفراء، يأتى إن شاء الله)(8/7)
1751- (معاذ بن الحارث الأنصارى)
الخزرجى النجارى المارى: أبو حليمة ويعرف بالقارىء (1) ، يقال: شهد الخندق، ويقال: لم يشهدها وإنما أدرك من حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ست سنين وكان من النفر الذين أقامهم عمر يصلون التراويح بالناس وشهد الجسر مع أبى عبيدة وقتل فى يوم الحرة سنة ثلاث وستين.
9789 - قال البزار: حدثنا عمرو بن مالك الراسبى، حدثنا فضيل بن سليمان، حدثنا ربيعة بن عثمان، حدثنى عمران بن أبى أنس، سمعت معاذ بن الحارث يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «منبرى على ترعة من ترع الجنة» (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 5/197؛ والإصابة: 3/407.
(2) كشف الأستار: 2/57؛ قال الهيثمى: 4/9: رواه البزار وفيه عمرو بن مالك الراسبى، وثقة ابن حبان وقال: يغرب ويخطىء وتركه أبو زرعة وغيره.(8/7)
* (معاذ بن رباح)
هو: أبو زهير الثقفى يأتى فى الكنى إن شاء الله. كذا سماه البخارى ومسلم وحديثه: «يوشك أن يعرفوا أهل الجنة والنار» .(8/8)
1752- (معاذ بن زهرة)
ويقال معاذ أبو زهرة، هو تابعى. ذكره ابن حبان فى الثقات وقد ذكره بعضهم فى الصحابة لأنه روى أبو داود فى سننه من طريق حصين بن عبد الرحمن عنه. قال: قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أفطر قال: «اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت» (1) .
* (معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ)
تقدم حديثه أن جارية لكعب بن مالك ذبحت شاة بمروة فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها فأمرهم بأكلها.
رواه البخارى فى المتابعات من حديث مالك، عن نافع، عن رجل من الأنصار عنه (2) .
1753- (معاذ بن عفراء وهى أمه)
عفراء بنت عبيد بن ثعلبة. وقال ابن هشام: معاذ بن الحارث بن رفاعة بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارى النجارى. شهد بدرا وأخواه عوف ومعوذ كان ممن أثبت أبا جهل يومئذ. وحكى إبن منده عن ابن إسحاق أنه قتل يوم بدر وهو غلط بل
_________
(1) قال ابن الأثير: قال جعفر: هو من التابعين، ومن قال أنه له صحبة فقد غلط. أسد الغابة: 5/201.
(2) راجع مسند سعد بن معاذ.(8/8)
عاش بعدها وشهد المشاهد وبقى إلى أيام عثمان وقيل بل أدرك صفين (1) .
حديثه فى خامس الشاميين.
_________
(1) ترجم له ابن الأثير: 5/197؛ وابن حجر: 3/408.(8/9)
9790 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة وحجاج. قال: حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم، عن نصر بن عبد الرحمن، عن جده معاذ بن عفراء القرشى: أنه طاف بالبيت مع معاذ بن عفراء بعد العصر أو بعد الصبح فلم يصل فسألته، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا صلاة بعد صلاتين، بعد الغداة حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس (1) .
رواه النسائى من حديث شعبة (2) .
9791 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة. قال سعد بن إبراهيم: أخبرنى. قال: سمعت نصر بن عبد الرحمن، عن جده معاذ بن عفراء: أنه طاف مع معاذ بن عفراء فلم يصل بعد العصر أو بعد الصبح، فقال: ما يمنعك أن تصلى؟ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى أو يقول: «لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس (3) .
(حديث آخر)
9792 - قال ابن منده: حدثنا خيثمة بن سليمان، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى النزلى، حدثنا أبو حذيفة، حدثنا محمد بن مسلم
_________
(1) المسند: 4/219.
(2) سنن النسائى: 1/258.
(3) المسند: 4/219.(8/9)
الطائفى، عن عمرو بن دينار: أن ابن عمر كان يقتل الحيات فلقيه معاذ بن عفراء، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن قتل الحيات فتركه.
(من اسمه معاوية)(8/10)
1754- (معاوية بن ثعلبة الحمانى) (1)
قال أبو بكر الإسماعيلى لا أدرى أصحابى هو أم لا؟
9793 - حدثنا أبو حازم بن إبراهيم بن عبد الله الحضرمى الكوفى، حدثنا على بن المنذر، حدثنا ابن نمير، عن عامر بن السمط، عن أبى الحجانى: داود بن أبى عون، عن معاوية بن ثعلبة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا على من أحبك فقد أحبنى ومن أبغضك فقد أبغضنى» (2) .
1755- (معاوية بن جاهمة بن عباس)
ابن مرداس السلمى حجازى (3) .
حديثه فى أول المكيين فى اسناده اختلاف كثير.
9794 - حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، أخبرنى محمد بن طلحة ابن عبد الله ابن عبد الرحمن، عن أبيه طلحة بن عبد الله، عن معاوية ابن جاهمة السلمى: أن جاهمة جاء إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله أردت الغزو وجئتك أستشيرك، فقال له:» هل لك من أم؟» .
_________
(1) ترجم له ابن الأثير: 5/205؛ وجزم ابن حجر أنه تابعى.
(2) قال الحافظ ابن حجر فى الإصابة: 3/497: تابعى أرسل حديثا فذكره الإسماعيلى فى الصحابة
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 5/205؛ والإصابة: 3/410.(8/10)
قال: نعم. قال: «فأكرمها فإن الجنة عند رجليها» . ثم الثانية، ثم الثالثة، ثم مقاعد شتى كمثل هذا القول (1) .
رواه النسائى من حديث ابن جريج، زاد ابن ماجه ومحمد بن إسحاق، كلاهما: عن محمد بن طلحة به وقيل عن ابن جريج، عن محمد بن طلحة بن ركانة وغير ذلك والله أعلم (2) .
_________
(1) المسند: 3/429.
(2) رواه النسائى فى كتاب الجهاد: (6) ؛ وابن ماجه فى السنن: كتاب الجهاد: (5012) ؛ ونقل الحافظ ابن حجر فى النكت الظراف: 8/424 عن البيهقى أنه قال: رواية حجاج بن محمد عن ابن جريج أصح.(8/11)
1756- (معاوية بن حديج)
ابن جفنة بن قتيرة بن حارثة بن عبد شمس بن معاوية بن جعفر ابن أسامة بن سعد بن أشرس بن شيب بن السكون بن أشرس بن ثور وهو كندة الكندى، ثم السكونى، ويقول الخولانى، ثم وقيل: التجيبى، أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو نعيم المصرى (1) . يقال أنه الذى قتل محمد بن أبى بكر بأمر عمرو بن العاص، وغزا أفريقية ثلاث مرات أصيبت عينيه فى احداهما، ويقال: إنما أصيبت عينه فى غزوة الحبشة مع ابن السرح، حدثه عند الإمام أحمد فى رابع مسند النساء وهو صحابى عند الجمهور، وذكره ابن حبان فى التابعين من كتاب الثقات وتوفى سنة ثلاث وخمسين له عقب بمصر.
9795 - حدثنا حجاج، حدثنا ليث، حدثنى يزيد بن أبى حبيب، أن يزيد ابن قيس أخبره، عن معاوية بن حديج أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى يوما فسلم وانصرف وقد بقى من الصلاة ركعة فأدركه
_________
(1) ترجم له الحافظ ابن الأثير: 5/206؛ وابن حجر فى الإصابة: 3/411؛ وقد ضبط اسمه هكذا «حديج» بمهملة، ثم جيم مصغرا.(8/11)
رجل، فقال: نسيت من الصلاة ركعة فرجع فدخل المسجد وأمر بلالا فأقام الصلاة فصلى بالناس ركعة، فأخبرت بذلك الناس فقالوا لى: تعرف الرجل. قلت: لا إلا أن أراه فمر بى. فقلت: هوذا، فقالوا: طلحة ابن عبيد الله (1) .
رواه أبو داود والنسائى جميعا عن قتيبة عن الليث به (2) .
_________
(1) المسند: 6/401.
(2) رواه أبو داود فى السنن: ح (1010) ؛ والنسائى فى السنن: 2/18.(8/12)
9796 - حدثنا يحيى بن إسحاق، أخبرنا ابن لهيعة، عن يزيد ابن أبى حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن جديج. سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «غدوة فى سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها (1) » . تفرد به.
9797 - حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا سعيد بن أبى أيوب، حدثنى يزيد ابن أبى حبيب، عن سويد بن قيس التجيبى من كندة، عن معاوية بن جديج. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن كان فى شىء شفاء ففى شرطة من محجم أو شربة من عسل او كية بنار، تصيب ألما وما احب أن أكتوى» (2) .
رواه النسائى، عن عبيد الله بن فضالة، عن عبد الله بن يزيد أبى عبد الله المقرى به (3) .
9798 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت بن صالح بن حجير، عن معاوية بن جديج. قال: وكانت له صحبة. قال: «من غسل ميتا وكفنه وتبعه وولى جثته رجع مغفورا له» ، تفرد به.
_________
(1) المسند: 6/401.
(2) المسند: 6/401.
(3) رواه فى السنن الكبرى. كتاب الطب. كما فى التحفة فى ترجمته.(8/12)
قال أبو عبد الرحمن. قال أبى: ليس هو مرفوع (1) .
_________
(1) المسند: 6/402.(8/13)
9799 - حدثنا عتاب بن زياد، حدثنا عبد الله، حدثنا لهيعة، حدثنى الحارث بن زيد، عن على بن رباح: سمعت معاوية يقول: هاجرا على عهد أبى بكر فبينا نحن عنده طلع المنبر (1) .
1757- (معاوية بن الحكم)
ابن خالد بن صخر بن الشريد بن رباح بن يقظة بن عقبة بن حفاف بن امرىء القيس بن بهثة بن منصور السلمى (2) ، ووقع فى الموطأ تسميته بعمرو بن الحكم. قال الشافعى وذلك وهم، والصواب معاوية بن الحكم.
9800 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا الحجاج بن عقبة بن أبى عثمان، حدثنى يحيى بن أبى كثير، عن هلال بن أبى ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية ابن الحكم السلمى. قال: بينا نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا عطس رجل من القوم. فقلت: يرحمك الله فرمانى القوم بأبصارهم، فقلت: وا ثكل أماه ما شأنكم تنظرون إلى؟ فجعلوا يضربون على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونى لكنى سكت، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبأبى وهو وأمى ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، والله ما كرهنى ولا شتمنى ولا شربنى، قال: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شىء من كلام الناس هذا، إنما هى التسبيح والتكبير وقراءة القرآن» أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قلت: يا رسول الله إنا قوم حديثو عهد الجاهلية، وقد جاء الله بالاسلام وإن منا قوم
_________
(1) المسند: 6/401.
(2) ترجم له ابن الأثير: 5/207؛ وابن حجر: 3/411.(8/13)
يأتون الكهان. قال: «فلا تأتوهم» . قلت: إن منا قوم يتطيرون؟ قال: «ذلك شىء تجدونه فى صدوركم» . قلت: إن منا قوم يخطون. قال: «كان نبى يخط فمن وافق خطه فذاك» ، قال: وكانت لنا جارية ترعى غنم لى من قبل أحد والجوانية فأطلعتها ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بنى آدم أسف كما يأسفون إذ صككتها صكة فأتيت النبى - صلى الله عليه وسلم - فعظم ذلك على. قلت: يا رسول الله أفلا أعتقها؟ قال: «ائتنى بها» فأتينه بها. قال لها: «أين الله» ؟ قالت: فى السماء. قال: «من أنا؟» قالت: أنت رسول الله، قال: «اعتقها فإنها مؤمنة» (1) .
رواه مسلم عن محمد بن الصباح، وأبى بكر بن أبى شيبة كلاهما: عن إسماعيل بن علية به، ورواه أبو داود والنسائى من حديث يحيى بن سعيد عن حجاج الصواف به، ورواه مسلم والنسائى من حديث الأوزاعى عن يحيى بن أبى كثير، ورواه النسائى من حديث مالك عن هلال بن أبى ميمون عن عطاء بن يسار عن عمر ابن الحكم به.
والصواب: معاوية لا عمر، كما رواه مسلم من طرق منها مالك عن الزهرى، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن معاوية بن الحكم فذكر الحديث (2) .
_________
(1) المسند: 5/447.
(2) رواه ابن أبى شيبة فى المصنف: 8/33؛ ومسلم فى صحيحه: 4/1749 و4/1748 من طرق متعددة؛ وأبو داود فى كتاب الصلاة: ح (172) ، وفى كتاب الإيمان والنذور: ح (1009) ؛ والنسائى فى كتاب الصلاة: (473) ، وفى كتاب السير والتفسير فى السنن الكبرى كما فى التحفة: 8/427؛ وابن حبان فى صحيحه: 6/24؛ والطحاوى فى شرح المعانى: 1/446؛ والبيهقى فى السنن: 2/249.(8/14)