مهلاً لِمَ تبكى فوالله لئن استشهدت لأشهدن لك، ولئن شُفِّعت لأشفعن لك، ولئن استطعت لأنفعنك، ثم قال: والله ما حديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكم فيه خير إلا قد حدثتكُمُوه/ إلا حديثًا واحدًا سوف أحدثكُموه اليوم، وقد أحيط بنفسى، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إله إلا الله، وأَنَّ محمدًا رسولُ الله حَرُمَ على النّارِ» (1) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/318.(4/561)
5767 - حدثنا قُتَيْبَةُ مثله، قال: «حَرَّمَ الله عَلَيْهِ الْنَّارَ» (1) .
رواه مسلم فى الإيمان، والترمزى والنسائى فى اليوم والليلة عن قتيبة، عن الليث به، وقال الترمزى: حسن صحيح غريب من ذا الوجه (2) .
5768 - حدثنا هاشم، حدثنا ليث، عن يزيد بن أبى حبيب، عن أبى الخير، عن الصناحى، عن عبادة بن الصامت: أنه قال: إنى من النقَبَاء الذين بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: وبايعناه على أن لا نشرك بالله شيئًا، ولا نزنى، ولا نسرق، ولا نقتل النفس التى حرم الله، ولا ننتهب، وإن غشينا من ذلك شيئًا كان قضاء ذلك إلى الله تبارك وتعالى» (3) .
ورواه البخارى فى وقود الأنصار عن قتيبة وعن إسحاق، عن المحاربى. وفى الديات عن عبد الله بن يوسف، ومسلم فى الحدود عن
_________
(1) الموطن السابق.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى (عقائد التوحيد) : مسلم بشرح النووى: 1/192، والترمزى فى الإيمان ايضًا (باب ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله) : صحيح الترمزى 5/23، والنسائى كما فى تحفة الأشراف: 4/254.
(3) من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/321.(4/561)
قتيبة، وعن محمد بن رمح أربعتهم: عن ليث بن سعد به (1) .
_________
(1) فتح البارى: 7/219، 12/192؛ ومسلم بشرح النووى: 4/297.(4/562)
5769 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، حدثنى يزيد بن أبى حبيبٍ، عن مَرثد بن عبد الله اليزنى، عن ابى عبد الله: عبد الرحمن بن عسيلة الصناحى، عن عبادة بن الصامت، قال: «كنت فيمن حضر العقبة الأولى، وكنا اثنى عشر نقيبًا (1) ، فبايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بيعة النساء، وذلك قبل أن يُفْتَرَضَ الحرب على أن لا نشرك بالله شيئًا، ولا نسرق، ولا نزنى، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتى ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه فى معروفٍ، فإن وفيتم فلكم الجنة، وإن غشيتم من ذلك شيئًا فأَمُرُكُم إلى الله إن شاء عذب (2) وإن شاء غفر» (3) .
(حديث آخر عن الصناحى، عن عبادة)
5770 - قال الطبرانى: حدثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقى، حدثنا أبى (ح) .
أحمد بن يحيى الحلوانى، حدثنا سعيد بن سليمان، قالا: حدثنا الوليد بن مسلم، عن خالد بن يزيد بن صبيح المُرِّى، عن يونس ابن ميسرة بن حلبس، عن الصناحى، عن عبادة بن الصامت، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ لله سَجْدَةً إلا رَفَعَهُ الله بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً وَكَتَبَ لَهُ حَسَنَةً، فَاسْتَكْثِرُوا مِنَ السُّجُودِ» (4) .
_________
(1) لفظ المسند: «رجلاً» .
(2) لفظ المسند: «إن شاء عذبكم وإن شاء غفر لكم» .
(3) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/323.
(4) الخبر أخرجه البيهقى والطبرانى فى الكبير والضياء من حديث عبادة كما فى جمع الجوامع. جامع الأحاديث: 5/593.(4/562)
(حديث آخر عنه، عن عبادة)(4/563)
5771 - قال الطبرانى: حدثنا/ محمد بن العباس المُؤَدِّب، حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا حَشْرَجُ بن نُباتة، عن إسحاق بن إبراهيم: أنه سمع ابا قِلابَة يقول: حدثنى أبو عبد الله الصنابحى أن عبادة بن الصامت حدثه، قال: خلوت برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: أى أصحابك أحب إليك؟ حتى أحب من تحب، قال: «اكْتُمْهُ عَلَىّ يا عُبَادَةُ حَياتِى؟» [قلت: نعم] ، قال: «أَبُو بَكْرٍ، ثُمّ عُمَرُ، ثُمّ عَلِىٌّ» . ثم سكت، فقلت: ثم من؟ قال: «مَنْ عَسَى أَنْ يكُون بَعْدَ هَؤُلاءِ إلا الزُّبَيْرُ، وَطَلْحَةُ، وَسَعْدٌ، وَأَبُو عُبَيْدَة، وَمُعَاذٌ، وَأَبُو طَلْحَةَ، وَأَبُو أَيُّوبَ، وَأَنْتَ يَا عُبَادَةُ، وَأُبَىُّ بنُ كَعْبٍ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَابنُ مَسْعودٍ، وابنُ عَوْفٍ، وابنُ عَفَّانَ، ثم هَؤُلاء الرَّهْطُ مِنَ الْمَوالِى: سَلْمانُ، وَبِلالٌ، وَصُهَيْبٌ، وَسَالِمٌ: مَوْلَى أبى حُذَيْفَة.
هَؤُلاءِ خَاصَّتِى، وَكُلُّ أَصْحَابِى عَلَىّ كَرِيمٌ، إلىَّ حَبيبٌ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًا» [قال: قلت:] ولم نذكر حمزة ولا جعفرًا؟ فقال عبادة: إنهما كانا احتُسِبا يوم سألت عن هذا، إنما كان هذا بأخرة، أو كما قال.
وهذا سيأتى غريب جدًا والله أعلم (1) .
(عبد الرحمن بن غَنْمٍ عنه)
فى: «المرأة إذا قتلت عمدًا لا تقتل حتى تضع» تقدم فى ترجمته عن شداد ابن أوسٍ (2) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه إسحاق بن إبراهيم روى عن أبى قلابة، ذكره فى الميزان، ولم يذكر فيه كلامًا لأحد، وإنما ذكر أن له حديثًا فى الفضائل باطل، ولا أدرى ما بطلانه، والله أعلم. مجمع الزوائد: 9/157، والميزان: 1/177.
(2) يرجع إلى أحاديث شداد بن أوس ص 190 من هذا الجزء.(4/563)
(حديث آخر عنه عنه)(4/564)
5772 - قال الطبرانى: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا عثمان بن كثير بن دينار، عن محمد بن مهاجر، عن عروة بن رُوَيْمٍ، عن عبد الرحمن بن غَنْمٍ، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ أَفْضَلَ الإٍيمانِ أَنْ تَعْلَمَ أنَّ الله مَعَكَ حَيْثُمَا كُنتَ» (1) .
(حديث آخر عنه)
5773 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن بكار، حدثنى عبد الحميد بن بَهْرَام، حدثنا شَهْرُ بن حَوْشَبٍ، عن عبد الرحمن بن غنم، قال: قال أبو الدرداء وعبادة بن الصامت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا: «أَنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يئس أَنْ يُعْبَدَ فى جَزِيرةِ الْعَربِ. فَأَمَّا الشَّهْوَةُ الخفِيَّةُ فَقَدْ عَرَفْنَاهَا هِى شَهَواتُ الدُّنْيَا مِنْ نِسَائِها وَشَهَواتِهَا» (2) .
(عبد الواحد بن قَيْسٍ عنه)
5774 - حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، أنبأنا الحسن بن ذكوان. عن عبد الواحد بن قيس، عن عبادة بن / الصامت، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: «الأَبْدالُ (3) فى هَذِه الأُمَّةِ ثَلاثُونَ مِثلُ إبراهيم خَليلُ الرَّحْمَنِ،
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط والكبير، وقال: تفرد به عثمان بن كثير، قلت: ولم أر من ذكره بثقة ولا جرح. مجمع الزوائد: 1/60.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى وإسناده حسن. مجمع الزوائد: 10/53، ورمز له السيوطى بالضعف. جمع الجوامع: 1/1858، والقسم الأخير من الخبر لم يرد فيهما.
(3) الأبدال: هم الأولياء والعباد. الواحد بدل، كحمل وأحمال وبدل كجمل، سموا بذلك لأنهم كلما مات منهم واحد أبدل بآخر. النهاية: 1/67.(4/564)
كُلَّما ماتَ رَجُلُ أَبْدَلُ الله مَكَانَهُ رَجُلاً» .
قال أبى- رحمه الله-: يعنى حديث عبد الوهاب- كلام غير هذا، وهو منكرُ- يعنى حديث الحسن بن ذكوان- (1) تفرد به، وهو كما قال: فيه نكارة جدًا، والعجب أن عبد الوهاب بن عطاء هذا روى له مسلم وقد تكلم فيه غيرُ واحد من الأئمة منهم: أحمد بن حنبل فقال الميمونى عنه: هو ضعيف الحديث مضطرب، وقال المرّوزى: قلت لأحمد: أثقة هو؟ فقال: أتدرى ما تقول، إنما الثقة يحيى القطان، وقال البخارى: ليس بالقوى عندهم وكذا قال أبو حاتم والنسائى، وقد أنكر عليه ابن معين حديثًا رواه فى فضل العباس، وهو عند الترمزى، قال ابن معين: هو حديث موضوع (2) .
وقلت: وهذا الحديث أنكر من ذلك، وأما شيخه الحسن بن ذكوان فروى له البخارى، وضعفه الأكثرون، حتى قال أحمد: أحاديثه أباطيل، وقال يحيى بن معين: هو قَدَرِىٌّ صاحب أوابد وضعفه ابن معين أيضًا وأبو حاتم وغيرهما (3) .
وأما عبد الواحد بن قيس هذا، وهو السلمى أبو حمزة الشامى فوثقه العجلى، وابن معين وأبو زُرعة الدمشقى، وضعفه آخرون، وقال الدارقُطنى والبرقانى: هو متروك. وقال ابن حبان: تفرد عن الثقات
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/322.
(2) يرجع إلى هذ الأقوال وغيرها فى ترجمة عبد الوهاب بن عطاء الخفاف. تهذيب التهذيب: 6/450، والميزان: 2/681؛ وقال الهيثمى: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عبد الواحد بن قيس وقد وثقه العجلى وأبو زرعة وضعفه غيرهما. مجمع الزوائد: 10/62.
(3) الحديث الذى أشار إليه فضل العباس هو: «اللهم اغفر للعباس ولولده مغفرة ظاهرة وباطنة، لا تغادر ذنبًا، اللهم اخلفه فى ولده» : الميزان: 2/682، ويرجع إلى ترجمة الحسن بن ذكزان فى تهذيب التهذيب: 2/276؛ والميزان: 1/489.(4/565)
بالمنكرات. ولم يرو له سوى ابن ماجه حديثًا واحدًا، وسيأتى فى ترجمة أبى الأشعث عنه (1) .
(عُبَيْدُ بن رفاعة عنه)
_________
(1) تهذيب التهذيب: 6/439.(4/566)
5775 - حدثنا عبد الله، حدثنى سُوَيد بن سعيد الهَرَوِىّ، حدثنا يحيى بن مسلم، عن ابن خُثَيْم، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن أبيه عبيد، عن عبادة بن الصامت، قال: سمعت ابا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول: «سَيَلِى أموركم مِنْ بَعْدِى رِجالٌ يُعَرِّفُونَكُم مَا تُنْكِرُون، وَيُنْكِرُونكُم مَا تَعْرِفُون. فَلا طَاعَة لِمَنْ عَصَى الله، فلا تَعْتلّوا بِرَبكُم عزَّ وجلَّ» لم يخرجوه (1) .
(عثمان بن أبى سَوْدَة أبو العَوَّام عنه) (2)
5776 - قال الطبرانى: الحسين (3) بن إسحاق التسترى، حدثنا ابو أمية: عمرو بن هشام الحرانى، حدثنا عثمان بن/ عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان، عن يزيد بن أبى سودة، عن أخيه عثمان، قال: رأيت عبادة بن الصامت، وهو على هذا الحائط: حائط المسجد المشرف على وادى جهنم، واضعًا صدره عليه، وهو يبكى فقلت: ما يبكيك يا ابا الوليد؟ فقال: هذا المكان الذى أخبرنا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه رأى فيه جهنم (4) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/329، وقد وضع العلة موضع القدر. النهاية: 3/124. وقد صحف فى المخطوطة اسم يحيى بن مسلم فوردت يحيى بن سليمان والتصويب من المسند.
(2) كلمة غير واضحة بالمخطوط، يراجع الصغير للطبرانى: 1/139.
(3) التاريخ الكبير 6/226؛ وتهذيب التهذيب: 7/120؛ وليس فيها: أبو العوام
(4) الخبر أخرجه ابن عساكر فى جمع الجوامع: 2/424. المخطوط.(4/566)
ورواه أيضًا عن محمد بن الفضل السَّقطِى، عن أبى نصر التَّمَّار، عن شعبة بن عبد العزيز، عن عثمان بن أبى سودة، عن عبادة بن الصامت، فذكر مثله وقال خائط المسجد الشرقى.
وقد رواه أبو يعلى عن أبى نصر التَّمَّار، عن شعبة بن عبد العزيز، عن زياد ابن أبى سودة، عن عبادة فذكره.
(عطاء بن يسار المدنى عنه)(4/567)
5777 -[حدثنا يزيد، قال: حدثنا همام بن يحيى، وحدثنا عفان] ، حدثنا همام، حدثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبادة بن الصامت، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «الجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَةٍ مَسِيرة مِائَةِ عامٍ» .
وقال عفان: «كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة، ومنها تخرج الأنهار الأربعة، والعرش من فوقها، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس» (1) .
5778 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا همام، حدثنا زيد بن أسلم، عن عطاء ابن يسار، عن عبادة بن الصامت: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «الجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلّ دَرَجَتَيْنِ مِنْهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّماءِ وَالأَرْضِ، الْفِردَوْسُ أَعْلاهَا دَرَجَةً، وَمِنْهَا تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ الأَرْبَعَةُ، وَمِنْ فَوْقِهَا يَكُونُ الْعَرْشُ، وَإِذَا سَأَلْتُم الله فَسَلُوهُ الْفِردَوْسَ» (2) .
_________
(1) () من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/316، وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/321.(4/567)
ورواه الترمزى فى صفة الجنة عن أحمد بن مَنيع، وعبد الله بن عبد الرحمن فَرَّقَهُما، عن يزيد بن هارون، عن همام به (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه الترمزى فى (باب ما جاء فى صفة درجات الجنة) : صحيح الترمزى: 4/675.(4/568)
5779 - رواه الطبرانى: من حديث الليث، عن هشام بن عروة، عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن يسار، عن عبادة بن الصامت مرفوعًا: « [اللَّهُمَّ] مَنْ ظَلَمَ أَهْلَ المدينة وأَخَافَهُم [فَأَخِفْهُ] وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَالْمَلائِكة والنَّاس أَجْمَعِينَ لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ» (1) .
(علىٌّ بن رباح عن عبادة)
5780 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن حماد بن زُغْبَة المصرى، حدثنا سعيد ابن عُفَيْر، حدثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن/ يزيد، عن على بن رباح، عن عبادة، قال: قال أبو بكر: قوموا نستغيث برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا المنافق، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهُ لا يُسْتَغَاثُ بِى، إِنَّما يُسْتَغَاثُ بالله- عزَّ وجَلَّ-» .
إنما رواه أحمد بن على عن رجلٍ، عن عبادة، كما سيأتى فى الْمُبْهَمَاتِ عنه) (2) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط، ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 3/306، وما بين معكوفات استكمال منه.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث. مجمع الزوائد: 10/159.(4/568)
(أبو نُعيم عنه)(4/569)
5781 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تَقْرَءُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ؟» قلنا: نعم، قال: «لا تَفْعَلُوا إلا بِأُمِّ القُرْآنِ» .
رواه الطبرانى: حدثنا محمد بن هارون بن محمد بن بكار، حدثنا هشام، عن خالد، عن الوليد، عن صدقة، عن زيد بن واقد، عن مكحول، عنه به (1) .
(عمر بن عبد الرحمن عنه)
5782 - قال الطبرانى: حدثنا الحارث بن هشام، حدثنا أبو سعيد، مولى لبنى هاشم، حدثنا سعيد بن سلمة- يعنى ابن أبى الحسام- (2) . حدثنا عبد الله بن محمد ابن عقيل، عن عمر بن عبد الرحمن (3) . عن عبادة بن الصامت: سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ليلة القدر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فى رَمَضَانَ، فَالْتَمِسُوهَا فى الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَإِنَّهَا فى وِتْرٍ: [فى] إِحْدى وَعِشْرِينَ، أوْ ثَلاثٍ وَعِشْرينَ، أوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، أوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، أوْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ، أوْ فِى آخِرِ لَيْلَةٍ، فَمَنْ قَامَهَا ابْتَغَاها إيمانًا واحْتِسَابًا، ثم وُفِّقَتْ لَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّر» (4) .
5783 - حدثنا عبد الملك بن عمرو، حدثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد- يعنى ابن عقيل-؛ عن عمر بن عبد الرحمن،
_________
(1) الخبر أخرجه البيهقى من طرق عدة، والحديث صحيح عن عبادة بن الصامت عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، وله شواهد. السنن الكبرى: 2/164.
(2) يراجع التاريخ الكبير: 3/479.
(3) فى المخطوطة «عمرو» ، وما أثبتناه من التاريخ الكبير: 6/171.
(4) قال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى فى الكبير، وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وفيه كلام، وقد وثق، مجمع الزوائد: 3/175.(4/569)
عن عبادة بن الصامت: أنه قال: يا رسول الله أخبرنا عن ليلة القدر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هِىَ فى رَمَضَانَ، فَالْتَمِسُوهَا فى الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَإِنَّهَا وِتْرٍفى إِحْدى وَعِشْرِينَ، أوْ ثَلاثٍ وَعِشْرينَ، أوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، أوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، أوْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ، أوْ فِى آخِرِ لَيْلَةٍ، فَمَنْ قَامَهَا إيمانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّر» (1) .
5784 - حدثنا زكريا بن عدى، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عمر بن عبد الرحمن، عن عبادة بن الصامت، أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ليلة القدر فقال: «هِىَ فى شَهْرِ رَمَضَانَ، فَالْتَمِسُوهَا فى الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَإِنَّهَا وِتْرٍ لَيْلَةِ إِحْدى وَعِشْرِينَ، أوْ ثَلاثٍ وَعِشْرينَ، أوْ خَمْسٍ (2) وَعِشْرِينَ، / أوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، أوْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ (3) ، أوْ آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، مَنْ قَامَهَا احْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (4) . إسناده جيد ولم يخرجوه.
(عمرو بن مالك الجَنَبِىّ عنه)
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/321.
(2) فى المخطوطة: «أو خمس وعشرين، أو ثلاث وعشرين» .
(3) «أو تسع وعشرين» : ليست من لفظ أحمد.
(4) من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/324.(4/570)
5785 - حدثنا يعمر بن بشر، حدثنا عبد الله بن المبارك، أنبأنا رشدين (1) ابن سعد، حدثنى أبو هانئ الخولانى، عن عمرو بن مالك الجنبى، أن فضالة بن عبيد (2) وعبادة بن الصامت، حدثناه: أن رسول
_________
(1) فى المخطوطة: «راشد» ، والتصويب من المسند، وهو رشدين بن سعد وهو رشدين ابن أبى رشدين. تهذيب التهذيب: 3/277.
(2) فى المسند: «فضالة بن عبادة وعبادة بن الصامت» وهو تصحيف من المطبعة وما فى المخطوطة أصح. وفضالة بن عبيد بن ناقد الأنصارى: شهد أحدًا وما بعدها، وولاه معاوية الغزو وقضاء دمشق واستخلفه على دمشق لما غاب عنها. تهذيب التهذيب: 8/267.(4/570)
الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ، وَفَرَغَ الله مِنْ قَضاءِ الْخَلْقِ، فَبَقِىَ رَجُلانِ، فَيُؤْمَرُ بِهِمَا إلى النَّارِ، فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمَا، فَيَقُولُ الجَبَّارُ تعالى: رُدُّوهُ، فَيَرُدُّونَهُ، قال له: لم الْتَفَتَّ؟ قال: كُنْتُ أَرْجُوا أَنْ تُدْخِلَنِى الجَنَّة، فَيُؤْمَرُ بِهِ إلى الجنَّة، فيقول: لَقَدْ أَعْطَانِى الله حَتَّى أَنِّى لَوْ أَطْعَمتُ أَهْل الجنَّةِ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِى شيئًا: قال: فَكَانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذَكَرَهُ يُرَى السُّرُورُ فى وَجْهِهِ.
تفرد به وإسناده حسن، ومتنه أحسن، ولله الحمد والمنن (1) .
(عمرو بن الوليد بن عَبْدَةَ المصرى عنه) (2)
مثل حديث قلبه: «لا يَزَلُ الْمُؤْمِنُ مُعْنِقًا صَالِحًا مَا لَمْ يُصِبْ دَمً حَرَامًا، فَإِذَا أَصَابَ دَمًا حَرَامًا بَلَّحَ» (3) .
رواه أبو داود فى الفتن عن مُؤَمَّلِ بن الفضل الحرانى، عن محمد بن شعيب، عن خالد بن دهقان، قال: وحدث هانئ بن كلثوم، عن عمرو ابن الوليد بن عبدة، عن عبادة به، وسيأتى فى ترجمة محمود بن لَبيدٍ، عن عبادة (4) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/329.
(2) عمرو بن الوليد بن عبدة المصرى لم تذكر له رواية عن عبادة، وقد ذكر الخبر عن عبادة. رواه عنه عمرو بن الوليد غير منسوب، وذكروا أنه رواه عنه أبو داود. تهذيب التهذيب: 8/116، 117.
(3) معنقًا: مسرعًا فى طاعته منبسطًا فى عمله، وقيل اراد القيامة، وفى هامش السنن: خفيف الظهر سريع السير، ومعنى بلح انقطع من الإعياء فلم يقدر أن يتحرك. النهاية: 1/92، 3/133.
(4) الخبر أخرجه أبو داود فى (باب فى تعظيم قتل المؤمن) : سنن أبى داود: 4/103، وليس فيه ذكر لعمر بن الوليد، وذكر فى التحفة أنه أغفله أبو القاسم وهو فى السماع: 4/256.(4/571)
(عيسى بن الحارث المذحجىّ عنه)
بحديث: «إِنِّى أُحَدِّثُكم بِالْحَدِيثِ فَلْيُحدِّثِ الحاضِرُ مِنْكُم الْغَائب» . يأتى فى ترجمة قيس بن الحارث عنه (1) .
(عسيى بن فائد عن عبادة)
_________
(1) هو عند الطبرانى فى الكبير ويرجع إليه ص 488.(4/572)
5786 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا عبد العزيز- يعنى بن مسلم- حدثنا يزيد- يعنى ابن أبى زياد-، عن عيسى بن فائد، عن عبادة بن الصامت، قال " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ أَمِيرٍ عَشْرَةٍ إلا يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولاً لا يَفُكُّهُ مِنْهَا إلا عَدْلُهُ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ إلا لَقِى الله يَوْمَ القِيَامَةِ أجْذَمَ» (1) . /
5787 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن شعيب البزار، حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمى، أخبرنا أبو عوانة، عن يزيد بن أبى زياد، عن عيسى، قال: وكان أميرًا على الرقة، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ أَمِيرِ عَشْرَةٍ إلا جِئَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ مَغْلُولاً يَدَهُ إلى عُنُقِهِ، حَتَّى يُطْلِقه الحَقُّ أَوْ يُوبِقُهُ (2) ، وَمَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ ثمَّ نَسِيَهُ لَقِى الله وَهُو أَجْذَمُ» ، إسناده حسن ولم يخرجوه (3) .
(فضالة بن عبيد عنه)
5788 - قال الطبرانى: حدثنا إسماعيل بن الحسين الخفاف المصرى، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، حدثنا أبو هانئ،
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/323، وفى المخطوطة: «عن عيسى عن ابن قائد» ، والتصويب من المسند.
(2) يوبقه: يهلكه. النهاية: 4/191.
(3) من أخبار عبادة بن الصامت فى المسند: 5/327.(4/572)
عن عمرو بن مالك، عن فضالة ابن عبيد، عن عبادة بن الصامت: أن (1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج ذات يوم، [فسار على راحلته] وأصحابه معه لم يتقدم منهم أحد بين يديه، فقال معاذ بن جبل: يا نبى [الله] اسأل الله أن يجعل يومنا قبل يومك، أرأيت إن كان شىءٌ ولا يرينا الله ذلك أى الأعمال نعملها بعدك؟
فصمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: الجهادُ فى سبيلِ الله؟ قال: «نَعَمْ الجِهادُ فى سبيلِ الله، وَعَادَ بِالنَّاسِ أملكُ من ذَلِكَ» ، قال: فالصيام والصدقة؟ قال: «نِعْمَ الشَّىْءُ الصِّيَامُ وَالصَدَقَةُ، وَعَادَ بِالنَّاسِ أَمْلَكُ مِنُ ذَلِكَ» ، فذكر معاذ كل خير يعلمه، كل ذلك يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وَعَادَ بِالنَّاسِ أَمْلَكُ مِنْ ذَلِكَ» .
فقال معاذ: بأبى أنت يا رسول الله ما عاد بالناس أملك من ذلك، فاشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى فيه، قال: «الصَّمْتُ إلا مِنَ خَيْرٍ» ، قال: وهل نؤاخذُ بما تكلمت به ألسنتنا؟ فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخذ معاذ بن جبل، فقال: «يَا مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ ثَكِلَتْكَ أُمُكَ» - أَوْ مَا شَاءَ الله أنْ يقول- «وَهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إلا مَا نَطَقَتْ بِهِ أَلْسِنِتُهُم فَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بالله [واليوم الآخر] فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَسْكُتْ عَنْ شَرٍّ. قولوا خَيْرًا تَغْنَمُوا، وَاسْكُتُوا عَنْ شَرًّ تَسْلَمُوا» (2) .
له شاهد فى الصحيح من وجه آخر، وهذا مليحٌ (3) .
_________
(1) فى المخطوطة: «قال» ، والتصويب من المرجع.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجاله رجال الصحيح غير عمرو بن مالك الجنبى، وهو ثقة. مجمع الزوائد: 10/299، وما بين معكوفات استكمال منه.
(3) الخبر أخرجه البخارى ما فى معناه من حديث ابى هريرة وأبى شريح العدوى فى الأدب (باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر) : فتح البارى: 10/445.(4/573)
(قَبِيصَةُ بن ذُؤَيْبٍ الخُزاعى عنه، ولم يلقه)(4/574)
5789 - قال ابن ماجه فى السنة: حدثنا هشام بن عمار، حدثنى يحيى بن حمزه، حدثنى بُرْدُ بن سِنان، عن إسحاق بن/ قبيصة، عن أبيه: أن عبادة بن الصامت الأنصارى النقيب صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزا مع معاوية أرض الروم فنظر إلى الناس، وهم يتبايعون كسر الذهب بالدنانير، وكسر الفضة بالدراهم، فقال: يا أيها الناس إنكم تأكلون الربا، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تَبْتَاعُوا الذَّهبَ بالذَّهَبِ إلا مثْلاً بِمِثْل، ولا زيادة بَيْنَهُما ولا نَظِرَةٍ» فقال له معاوية: [يا أبا الوليد لا أرى] الربا فى هذا إلا ما كان من نظرة، فقال عبادة: أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتحدثنى عن رأيك؟ لئن أخرجنى الله لا أساكنك بأرض لك على فيها إمرة، فلما قفل لحق بالمدينة، فقال [له] عمر بن الخطاب: ما أقدمك يا ابا الوليد؟ فقص عليه القصة، وما قال من مساكنته، فقال: ارجع يا أبا الوليد إلى أرضك، قبح الله أرضًا لست فيها وأمثالك، وكتب إلى معاوية: لا إمرة لك عليه، واحمل الناس على ما قال، فإنه هو الأَمْرُ (1) .
(قيس بن الحارث المذْحجىّ عنه)
5790 - ويقال الغامدىّ الشامى، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «وَمَنْ مَاتَ لا يُشْرك بالله شَيْئًا فَقَدْ حَرَّمَ الله عَلَيْهِ النَّارَ» .
رواه النسائى فى اليوم والليلة، عن محمود بن خالد، عن الوليد بن
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى (باب تعظيم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والتغليظ على من عارضه) : سنن ابن ماجه: 1/8.(4/574)
مسلم، عن أبى محمد عيسى بن موسى، وغيره، قالوا: حدثنا إسماعيل ابن عبيد الله المخزومى أن قيس بن الحارث حدثه فذكره (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
_________
(1) أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/256.(4/575)
5791 - قال الطبرانى: حدثنا جعفر بن محمد الفريابى، حدثنا الوليد بن عتبة الدمشقى، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنى أبو محمد عيسى ابن موسى، عن إسماعيل بن عبد الله، عن قيس بن الحارث، أنه سمع عبادة بن الصامت، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنِّى أُحَدِّثُكُم الحَدِيثَ، فَلْيُحَدِّثْ الحَاضرُ مِنْكُمُ الغَائِبُ» (1) .
وقد رواه أبو نُعيم من طريق الوليد بن مسلم به إلا أنه قال: عن عيسى بن الحارث بدل قيس بن الحارث هكذا قرأتهُ بخطه، فالله أعلم (2) .
(كَثِيرُ بن مُرَّة عنه)
5792 - حدثنا محمد بن بكر، وروح، وعبد الرزاق، قالوا: حدثنا بن جريج- قال: وقال سليمان بن موسى ايضًا: حدثنا كثير بن مرة- أن عبادة بن الصامت حدثهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «مَا عَلَى/ الأرْضِ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ، وَلَهَا عِنْدَ الله خَيْرٌ تُحِبُّ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْكُم إلا المَقْتُولَ- وقال رَوْحُ: إلا القَتِيلَ فى سَبِيلِ الله- فَإِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى» (3) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، ورجاله موثوقون. مجمع الزوائد: 1/139.
(2) قال السيوطى: رواه الطبرانى فىالكبير والديلمى، ورمز له فى الصغير بالحسن، جمع الجوامع: 1/2940.
(3) من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/318.(4/575)
5793 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، قال: قال سليمان ابن موسى، حدثنا كثير بن مرة: أن عبادة بن الصامت حدثهم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا عَلَى الأرْضِ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ، وَلَهَا عِنْدَ الله خَيْرٌ تُحِبُّ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْكُم وَلا تُضَامُ الدُّنْيَا إلا القَتِيلَ فَإِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى» (1) .
رواه النسائى عن هارون بن محمد بن بكار بن بلال الدمشقى، عن محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع، عن زيد بن واقد، عن كثير بن مرة الحضرمى، أبى شجرة الرهاوى الشامى، عن عبادة به (2) .
(حديث آخر عنه)
5794 - قال الطبرانى: حدثنا موسى بن عيسى بن المنذر الحمصى: حدثنا أبى. (ح) .
وحدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطى، حدثنا أبى. (ح) .
وحدثنا الحسين بن إسحاق، حدثنا عثمان بن أبى شيبة، قالوا: حدثنا إسماعيل ابن عياش، عن بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن عبادة بن الصامت، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «لِلشَّهِيدِ عِنْدَ الله سْعُ خِصالٍ: أَنْ يُغْفَرَ لَهُ فى أوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجنَّةِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الإِيمَان، ويُزَوَّجَ مِنْ الحُورِ العين، [وَيُجارَ من عذاب القبر، ويَأْمن الفَزَع الأكبر] ، وَيُضع عَلَ رَأْسِهِ تاجُ الوَقَارِ
_________
(1) () من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/322.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الجهاد (باب ما يتمنى فى سبيل الله عزّ وجلّ) : المجتبى: 6/30.(4/576)
- ياقُوتُهُ خَيْر من الدُّنْيَا وما فِيها-، وَيُزَوَّجَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعينَ مِنَ الحور العين، وَيُشَفَّعَ فى سبعينَ من أقاربه» (1) .
(محمد بن سِيرِين عنه)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه أحمد والبزار والطبرانى، إلا أنه قال: «سبع خصال» - لعلها تسع خصال كما أبتها ابن كثير- وهى كذلك، ورجال أحمد والطبرانى ثقات. مجمع الزوائد: 5/293، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/577)
5795 - حدثنا محمد بن كثير القصاب البصرى، عن يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الدَّارُ حَرَمٌ، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْكَ حَرَمَكَ فاقتله» (1) .
(حديث آخر)
5796 - رواه الطبرانى: من طريق حمّادِ بن سلمة عن هشام، وأيوب، وحبيب، عن محمد بن سيرين، عن عبادة مرفوعًا: «الذَّهَبُ بالذَّهَبِ، والفضَّةُ بالفضَّةِ، والبُرُّ بالبُرِّ، والشَّعيرِ بالشَّعيرِ، والتَّمْرُ بالتَّمْرِ، والمِلْحُ بالمِلحِ مِثْلاً بِمِثلٍ مَنْ زَادَ فَقَدْ أَرْبَى» (2) .
ثم رواه من حديث الربيع بن صبيح عنه عن عبادة وأنس مرفوعًا مثله، وهو حديث منقطع غريب، ولم يخرجوه (3) . /
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/326.
(2) الخبر أخرجه عبد الرزاق والترمزى وقال: حسن صحيح، وقد أخرجاه أتم من هذا واختصره الهيثمى وقال: حديث عبادة فى الصحيح، ورواه البزار، وفيه الربيع بن صبيح. وثقه أبو زرعة وغيره، وضعفه جماعة. جمع الجوامع: 2/228؛ وصحيح الترمزى: 3/532؛ ومجمع الزوائد: 4/115.
(3) الخبر أخرجه البزار أيضًا من حديث أنس وعبادة، وقال: لا نعلم رواه عن أنس إلا الربيع، وإنما يعرف عن محمد عن مسلم بن يسار عن عبادة، كشف الأستار: 2/109.(4/577)
(ابنه محمد عنه)(4/578)
5797 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عَبْدوس بن كامل، حدثنا عبد الله ابن عثمان بن إَبَانَ، حدثنا إسحاق بن سليمان، عن معاوية بن يحيى، عن أبى مَرْحُوم، أو ابن مَرْحُوم، عن محمد بن عُبَادة بن الصامت، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «اسْتَقِيمُوا، وَنِعِمًا إِنْ اسْتَقَمْتُمْ وَخَيْرُ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاةُ» (1) .
(محمد بن مسلم بن شهاب الزَّهرى عنه، ولم يلقه)
بحديث: «بَايِعُونِى عَلَى أَنْ لا تُشْرِكُوا بالله شَيْئًا» .
يأتى فى ترجمة أبى إدريس الخَوْلانِى (2) .
(محمود بن الربيع عنه)
5798 - حدثنا محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق- يعنى محمدًا- عن مكحول، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقرأ، فثقُلت عليه القراءة، فلما فرغ، قال: «تَقْرَءُون؟» قلنا: نعم يا رسول الله، قال: «فَلا عَلَيْكُم أَنْ لا تَفْعَلُوا إلا بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ، فَإِنَّهُ لا صَلاةَ إلا بِهَا» (3) .
رواه أبو داود، والترمزى من حديث محمد بن إسحاق، وقال الترمزى: حسن (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير من حديث عبادة، جمع الجوامع: 1/968. ورمز له فى الجامع الصغير بالصحة، فيض القدير: 1/497، وعقب عليه المناوى، وأخرجه ابن ماجه من حديث أبى أمامة، وضعفه فى الزوائد، سنن ابن ماجه: 1/102.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/253.
(3) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/322.
(4) الخبر أخرجاه فى الصلاة: ابو داود فى (باب من ترك القراءة فى صلاته بفاتحة الكتاب) سنن أبى داود: 1/217، والترمزى (باب ما جاء أنه لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب: صحيح الترمزى: 2/25.(4/578)
5799 - حدثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن الزهرى، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت رواية يبلغ بها النبى - صلى الله عليه وسلم -: «لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ» (1) .
رواه الجماعة من حديث سفيان بن عيينة، ورواه مسلم عن يونس، ومعمر، وصالح بن كَيْسَان كلهم: عن الزهرى به (2) .
5800 - حدثنا يزيد، أنبأنا محمد بن إسحاق، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الغداة، فثقلت عليه القراءة، فلما انصرف، قال: «إِنِّى لأَرَاكُمْ تَقْرَءُونَ وَرَاءَ إِمَامِكُم؟» قلنا: نعم والله يا رسول الله إنا لنفعل هذا، قال: «فَلاَ تَفْعَلُوا إلا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا» (3) .
5801 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابى، عن صالح وحدث بن شهاب: أن محمود بن الربيع الذى مَجَّ النبى - صلى الله عليه وسلم - فى وجهه
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/314.
(2) الخبر أخرجوه فى الصلاة: البخارى فى) باب وجوب القراءة للإمام والمأموم فى الصلوات
كلها، فى الحضر والسفر، وما يجهر فيها وما يخافت) : فتح البارى: 2/236؛ ومسلم فى
(باب وجوب قراءة الفاتحة فى كل ركعة) : مسلم بشرح النووى: 2/26؛ وأبو داود
(باب من ترك القراءة فى صلاته بفاتحة الكتاب) : سنن أبو داود: 1/216؛ والترمزى (باب
ماجاء أنه لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب) صحيح الترمزى: 2/25؛ والنسائى (باب إيجاب
قراءة فاتحة الكتاب فى لاصلاة) : المجتبى: 2/106؛ وأخرجه فى فضائل القرآن فى الكبرى
كما فى تحفة الأشراف: 4/258؛ وأخرجه ابن ماجه فى (باب القراءة خلف الإمام) : سنن
ابن ماجه: 1/273.
(3) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/316.(4/579)
من بئرهم [مرتين] (1) أخبره أن عبادة أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ» (2) .
_________
(1) فى المخطوطة: «من بينهم» والتصويب من المسند؛ وفى أسد الغابة: «عقل مجه مجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لوفى بئرهم» : أسد الغابة: 5/116.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/321.(4/580)
5802 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، حدثنى مكحول، عن محمود بن ربيع الأنصارى، عن عبادة/ بن الصامت، قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح، فَثَقُلَت عليه القراءة، فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل علينا بوجهه، فقال: «إِنِّى لأَرَاكُمْ تَقْرَءُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ إِذَا جَهَرَ» . [قال: قلنا أجل والله يا رسول الله هذا، قال:] «لا تَفْعَلُوا إلا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا» (1) .
5803 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَصَاعِدًا» (2) .
(حديث آخر عنه عنه)
5804 - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا فَاغْتَبَطَ بِقَتْلِهِ لَمْ يَقْبَلِ الله مِنْهُ صَرْفً ولا عَدْلاً» (3) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/322.، وما بين معكوفين استكمال من المسند.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/322.
(3) الصرف: التوبة وقيل النافلة، والعدل الفدية، وقيل الفريضة، النهاية: 2/259.(4/580)
رواه أبو داود عن مُؤَمَّل بن الفضل الحرانى، عن محمد بن شعيب، عن خالد ابن دهقان، عن هانئ بن كلثوم، عن محمود بن الربيع به (1) .
قاله الطبرانى، فترجمه: محمود بن ربيعة، وروى له هذا الحديث عن عبادة بن الصامت فى القراءة فى الصلاة (2) .
(وحديث آخر)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الفتن (باب فىتعظيم قتل المؤمن) وقد مر: سنن أبى داود: 4/103.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط، - قلت: هو فى الصحيح خلا قوله: «وآيتين معها» وفيه الحسن بن يحيى الخشنى، ضعفه النسائى والدارقطنى، ووثقه دحيم وابن عدى وابن معين فى رواية مجمع الزوائد: 2/115.(4/581)
5805 - فقال: حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا صدقة بن خالد، عن خالد بن دهقان، عن هانئ بن كلثوم، عن محمود بن ربيعة، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ مُعْتَقًا صالحًا مَا لَمْ يُصِبْ دمًا حَرَامًا، فَإِذَا أَصَابَ دَمًا حَرَامًا بَلَّحَ» (1) .
(وحديث آخر)
5806 - بهذا الإسناد: «مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا ثُم اغْتَبَطَ بِقَتْلِهِ لَمْ يَقْبَلِ الله مِنْهُ صَرْفًا ولا عَدْلاً» (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن أبى عاصم فى الديات كما فى جمع الجوامع، جامع الأحاديث: 7/488؛ ومعنى بلّح الرجل: إذا انقطع من الإعياء فلم يقدر أن يتحرك. النهاية" 1/92.
(2) اعتبط: قال خالد بن دهقان: سألت يحيى بن يحيى الغسانى عن قوله: اعتبط بقتله قال: الذين يقالون فى الفتنة فيرى أنه على هدى لا يستغفر الله منه، وهذا التفسير على أنه من الغبطة بالغين المعجمة وهى الفرح والسرور وحسن الحال. النهاية: 3/62.(4/581)
(حديث آخر عن محمود بن الربيع، عن عبادة)(4/582)
5807 - قال التمار، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا مروان بن محمد، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا خالد بن دهقان، عن عبد الله بن أبى زكريا، عن أن أم الدرداء، عن أبى الدرداء.
قال خالد: وحدثنى هانئ بن كلثوم، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: «كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى الله أَنْ يَغْفِرَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ إلا مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا، أَوْ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا» (1) .
(مسلم بن يسار عنه)
5808 - حدثنا إسماعيل، حدثنا سلمة بن علقمة، عن ابن سيرين، حدثنا مسلم بن يسار، وعبد الله بن عبيد - وقد كان يدعى ابن هرمز-، قال: جمع المنزل بين عبادة بن الصامت، وبين معاوية: إما فى كنبة، وإما فى بيعة، فقام عبادة. / فقال: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الذهب بالذهب، والورق بالورق، والتمر بالتمر، والبر بالبر، والشعير بالشعير- وقال أحدهما: والملح بالملح، ولم يقله الآخر. وقال أحدهما (2) : من زاد أو ازداد فقد أربى، ولم يقله الآخر- وأمرنا أن نبيع الذهب بالفضة، والفضة بالذهب، والبر بالشعير، والشعير بالبر يدًا بيد كيف شئنا (3) .
ورواه النسائى وابن ماجه من حديث إسماعيل بن علية وغيره، عن
_________
(1) قال الهيثمى: رواه البزار، ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 7/269.
(2) فى المخطوطة: «وقال الآخر» ، وما أثبتناه من المسند.
(3) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/320.(4/582)
سلمة بن علقمة (1) به، وسيأتى من رواية مسلم بن يسار، عن أبى الأشعث، عن عبادة (2) .
(المطلب عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى البيوع (باب بيع البر بالبر) : المجتبى: 7/241؛ وأخرجه ابن ماجه فى التجارات (باب الصرف وما لا يجوز متفاضلاً يدًا بيد) : سنن ابن ماجه: 2/757.
(2) يرجع إلى الخبر فى أحاديث أبى الأشعث الصنعانى ص 605 من هذا الجزء.(4/583)
5809 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمى، أنبأنا إسماعيل، أنبأنا عمرو، عن المطلب، عن عبادة بن الصامت: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «اضْمَنُوا لِى سِتًا مِنْ أَنْفُسِكُم أَضْمَنُ لَكُم الجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا تَحَدَّثْتُم (1) ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُم، وَأَدُّوا إِذَا أُوْتِمِنْتُم، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُم، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُم، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ» .
هذا أسناد حسن ولم يخرجوه (2) .
(حديث آخر عنه)
5810 - رواه الطبرانى من حديث يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبى عمرو، عن المطلب، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ الله عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ أَتَى بِهِنَّ فَقَدْ حَفِظَ حَقَّهُنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ الله عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الله الجَنَّةَ، وَمَنْ أَتَى بِهِنَّ وَقَدْ أَضَاعَ شَيْئًا مِنْ حَقِّهِنَّ اسْتِخْفَافًا بِهِنَّ لَمْ يَكُنْ لَهُ عِنْدَ الله عَهْدٌ إنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وإنْ شاءَ رَحِمَهُ» (3) .
_________
(1) لفظ المسند: «إذا حدثتم» .
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/323.
(3) أورده السيوطى فى الجامع الكبير والجامع الصغير مع اختلاف فى بعض ألفاظه بما لا يغير المعنى، من حديث عبادة بن الصامت عند مالك وأبى داود والنسائى وابن ماجه والطبرانى فى الكبير، وغيرهم ورمز له بالضعيف. جمع الجوامع: 2/1717.(4/583)
(المقدام بن معد يكرب عنه)(4/584)
5811 - حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنى إسماعيل بن عياش، عن أبى بكر ابن عبد الله بن أبى مريم، عن أبى سلام الأعرج، عن المقدام بن معد يكرب، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «جَاهِدُوا فِى سَبِيلِ الله، فَإِنَّ الجِهَادُ فِى سَبِيلِ الله بَاب مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، يُنَجِّى الله بِهِ مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ» (1) .
5812 - حدثنا أبو اليمان، وإسحاق بن عيسى، قالا: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن أبى بكر بن عبد الله بن أبى مريم، عن أبى سلام، قال إسحاق الأعرج، عن المقدام بن معد يكرب الكندى: أنه جلس مع عبادة/ بن الصامت، وأبى الدرداء والحارث بن معاوية الكندى، فتذكروا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال ابو الدرداء لعبادة: يا عبادة كلمات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى غزوة كذا وكذا فى شأن الأخماس، فقال عبادة.
قال إسحاق فى حديثه: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم فى غزوهم وإلى بعير من المقسم، فلما سلم رسول الله، فتناول وبرة بين أنملتيه، فقال: «إِنَّ هَذِهِ مِنْ غَنَائِمِكُمْ، وَإِنَّهُ لَيْسَ لِى فيها إلا نَصيبى مَعَكُم، إلا الخمْسُ، والخُمسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُم، فَأَدُّوا الْخَيْطَ والْمِخْيَطَ، وَأَكْبَرَ مِنْ ذَلِك وَأَصْغَرَ، وَلا تَغُلُّوا، فَإِنَّ الغُلُولَ نَارٌ وَعَارٌ على أصْحَابِهِ فى الدُّنيا وَالأَخِرَةِ، وَجَاهِدُوا فِى الله الْقَرِيبَ، والْبَعِيدَ، ولا تُبَالُوا فى الله لَوْمَةَ لائِمٍ، وَأَقِيمُوا حُدُودَ الله فى الحَضَرِ والسَّفَرِ، وَجَاهِدُوا فى سَبِيلِ
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/314.(4/584)
الله، فَإِنَّ الجِهَادَ بابٌ مِنْ أَبْوابِ الجنَّةِ عَظِيمٌ يُنَجِّى الله بِهِ من الهمِّ والغَمِّ» .
إسناده حسن، ولم يخرجوه (1) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/316.(4/585)
5813 - حدثنا عبد الله، [حدثنى أبى] ، حدثنى يحية بن عثمان: أبو زكريا البصرى الحربى، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن أبى بكر بن عبد الله، عن أبى سلام، عن المقدام بن معد يكرب الكندى: أنه جلس مع عبادة بن الصامت، وأبى الدرداء والحارث بن معاوية الكندى، فتذاكروا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو الدرداء لعبادة: يا عبادة، كلمات [رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى] غزوة كذا فى شأن الأخماس، فقال عبادة.
قال إسحاق- يعنى ابن عيسى- فى حديثه: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم فى غزوتهم إلى بعير من المقسم، فتناول وبرة بين أنملتيه، فقال: «إِنَّ هَذِهِ مِنْ غَنَائِمِكُمْ، وَإِنَّهُ لَيْسَ لِى فيها إلا نَصيبى مَعَكُم، إلا الخُمْسُ، والخُمسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُم، فَأَدُّوا الْخَيْطَ والْمِخْيَطَ، وَأَكْثَرَ مِنْ ذَلِك وَأَصْغَرَ، لا تَغُلُّوا، فَإِنَّ الغُلُولَ نَارٌ وَعَارٌ على أصْحَابِهِ فى الدُّنيا وَالأَخِرَةِ، وَجَاهِدُوا النَّاسَ فِى الله: الْقَرِيبَ، والْبَعِيدَ، ولا تُبَالُوا فى الله لَوْمَةَ لائِمٍ، وَأَقِيمُوا حُدُودَ الله فى الحَضَرِ والسَّفَرِ، وَجَاهِدُوا فى سَبِيلِ الله، فَإِنَّ الجِهَادَ بابٌ مِنْ أَبْوابِ الجنَّةِ عَظِيمٌ يُنَجِّى الله بِهِ من الهمِّ والغَمِّ» (1) .
5814 - حدثنا عبد الله، حدثنى أبى، حدثنى يحيى بن عثمان،
_________
(1) من أخبار عبادة بن الصامت فى المسند: 5/326.(4/585)
حدثنا إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبى كثير، عن أبى سلام نحو ذلك (1) . /
(مكحول الشامى عنه، ولم يَلْقَه)
بحديث: «صَلّى بِنَا الفَجْرَ فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ القِرَاءةُ» ، كما تقدم.
وسيأتى من رواية مكحول، عن محمود بن الربيع، ونافع بن محمود، عن عبادة (2) .
_________
(1) المرجع السابق.
(2) الخبر قد مر من قبل؛ وأخرجه أبو داود فى الصلاة (باب من ترك القراءة فى صلاته بفاتحة الكتاب) : سنن أبى داود: 1/217؛ وتراجع تحفة الأشراف: 4/259.(4/586)
5815 - وحديث: «أَقِيمُوا الْحُدُودَ فى الحَضَرِ، والسَّفَرِ، والقَرِيبِ والْبَعِيدِ، وَلا تُبالُوا فى الله لَوْمَةَ لائِمٍ» .
رواه أبو داود فى المراسيل عن هشام بن خالد، عن الحسن بن يحيى الحشنى، عن زيد بن واقد، عن مكحول، عن عبادة، قال: ولم يره مكحول (1) .
(ميمون بن أبى شبيب عنه) (2)
5816 - قال الطبرانى: حدثنا جعفر بن سنيد بن داود، حدثنا أبى، حدثنا حجاج بن محمد، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن ميمون بن أبى شبيب، عن عبادة بن الصامت، قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأمراء، فقال: «يَكُونُ عَلَيْكُم أُمَرَاءُ إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَدْخَلُوكُم النَّارَ، وَإِنْ عَصَيْتُمُوهُم قَتَلُوكُم» ، فقال رجلٌ: يا رسول الله سمهم لنا لعلنا نحثوا فى
_________
(1) أخرجه أبو داود فى المراسيل كما فى تحفة الأشراف: 4/259.
(2) ميمون بن أبى شبيب لم تذكر له رواية عن عبادة. تهذيب التهذيب: 10/389؛ والتاريخ الكبير: 7/338.(4/586)
وجوههم التراب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَعَلَّهُمْ يَحْثُونَ فى وَجْهِكَ، وَيَفْقَئُونَ عَيْنَكَ» (1) .
(نافع بن محمود بن الربيع عنه)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه سنيد بن داود، ضعفه أحمد، ووثقه ابن حبان وأبو حاتم الرازى، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/238.(4/587)
5817 - قال أبو داود: حدثنا الربيع بن سليمان الأزدى، حدثنا عبد الله ابن يوسف، حدثنا الهيثم بن حميد، أخبرنى زيد بن واقد، عن مكحول، عن نافع بن محمود بن الربيع الأنصارى.
قال نافع: ابطأ [عبادة بن الصامت] عن صلاة الصبح، فأقام ابو نعيم المؤذن الصلاة، فصلى أبو نعيم بالناس، وأقبل عبادة، وأنا معه حتى صففنا خلف أبى نعيم، وأبو نعيم يجهر بالقراءة، فجعل عبادة يقرأ بأم القرآن، فلما انصرف قلت لعبادة: سمعتك تقرأ بأم القرآن، وأبو نعيم يجهر؟ قال: أجل صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعض الصلوات التى يجهر فيها بالقراءة، فالتبست عليه القراءة، فلما انصرف أقبل علينا بوجهه، فقال: «هَلْ تَقْرَءُونَ إِذَا جَهَرْتُ بِالْقِراءَةِ» . فقال بعضنا: إنا لنصنع ذلك، قال: «فَلا، وَأَنَا أَقُولُ مَا لِى أُنَازَعُ القُرْآنَ، فَلا تَقْرَءُوا بِشَىْءٍ مِنَ القُرْآنِ إّذَا جَهَرْتُ إلا بِأُمّ الْقُرْآنِ» (1) . /
وحدثنا على بن سهل الرملى، حدثنا الوليد، عن [ابن] جابرٍ (2) ، وسعيدُ بن عبد العزيز، وعبد الله بن العلاء عن مكحول، عن عبادة نحو حديث الربيع (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة (باب من ترك القراءة فى صلاته بفاتحة الكتاب) : سنن أبى داود: 1/227، وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) فى المخطوطة: «حدثنا أبو الوليد عن جابر» ، والتصويب من السنن.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة فى الباب السابق: سنن أبى داود: 1/218.(4/587)
(نسى: والد عبادة بن نسى عنه)
بحديث: «خَيْرُ الكَفَن الْحُلَّةُ، وَخَيْرُ الضَّحِيَّةِ الْكَبْشُ الأَقْرَنُ» .(4/588)
5818 - رواه أبو داود، وابن ماجه من حديث ابن وهب، عن هشام بن سعدٍ، عن حاتم بن أبى نصر، عن عبادة بن نسى، عن أبيه، عن عبادة به، ولم يذكر ابن ماجه الأضحية (1) .
(الوليد بن عبادة عنه)
5819 - حدثنا أبو العلاء: الحسن بن سوار، حدثنا ليثٌ، عن معاوية، عن أيوب بن زياد: أنه قال: حدثنى عبادة بن الوليد بن عبادة، حدثنى أبى، قال: دخلت على عبادة، وهو مريضٌ أتخايل فيه الموت، فقلت: يا أبتاه أوصنى، واجتهد لى، فقال: أجلسونى، فلما أجلسوه (2) . قال: يابنى تالله (3) إنك لن تطعم طعم الإيمان، ولن تبلغ حقيقة العلم بالله حتى تؤمن بالقدر خيره وشره. قال: قلت: يا أبتاه وكيف لى أن أعلم ما خير القدر من شره (4) ؟ قال: تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك (5) ، يا بنى إنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ الله الْقَلَمُ ثُم قال اكْتُب، فَجَرَى فى تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا هُوَ كَائِن إلى يَوْمِ القِيَامَةِ» ، يا بنى إن مت ولست على ذلك دخلت النار (6) .
_________
(1) الخبر أخرجاه فى الجنائز: أبو داود (باب كراهية المغالاة فى الكفن) : سنن أبى داود: 3/199؛ وابن ماجه (باب ما جاء فيما يستحب من الكفن) : سنن ابن ماجه: 1/473.
(2) عبارة لم ترد فى لفظ المسند.
(3) لم يرد القسم فى لفظ المسند.
(4) لفظ المسند: «ما خير القدر وشره» .
(5) فى المخطوطة: «أن ما أصابك لم يكن ليصبك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك» . والتصويب من المسند.
(6) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/317.(4/588)
5820 - حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيبٍ، عن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: أوصانى أبى، فقال: يا بنى أوصيك أن تؤمن بالقدر خيره وشره، فإنك إن لم تؤمن أدخلك الله النار.
قال: وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ الله الْقَلَمُ ثُم قال لَهُ اكْتُب. قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ؟ قال: [قال: فَاكتُبْ مَا يكون] وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ» (1) .
ورواه الترمذى فى القدر، والتفسير، عن يحيى بن موسى البلخى، عن أبى داود الطيالسى، عن عبد الواحد بن سليم، عن عطاء بن أبى رباح، عن الوليد بن عبادة، عن أبيه به، وقال: حسنٌ صحيحٌ غريبٌ (2) . /
قلت: وقد قال الإمام أحمد فى عبد الواحد بن سليم هذا: إنه منكر الحديث أحاديثه موضوعة، وضعفه ابن معين، وغير واحد، حتى قال العقيلى: لا يتابع على حديثه، فلم يتفرد به، وقد رواه غير واحد غيره، ولهذا قد صحح الترمذى حديثه هذا، وذكره ابن حبان فى الثقات، وقال أبو حاتم: شيخٌ، وقال ابن عدر: هو قليل الحديث وليس له عند الترمذى سوى هذا الحديث (3) .
5821 - حدثنا هاشم بن القاسم وعفان، قالا: حدثنا محمد بن
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/317، وما بين معكوفين تصويب منه؛ وكانت العبارة: «قال: القدر قال فكتب ما هو كائن» .
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى القدر وفيه قصة، وفى تفسير سورة (ن) : صحيح الترمذى: 4/457، 5/424.
(3) يرجع إلى هذه الأقوال فى تهذيب التهذيب: 6/435؛ والميزان: 2/673.(4/589)
طلحة، عن الأعمش، عن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبيه. قال: «بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة فى المكره، والمنشط، والعسر واليسر، والأثرة علينا، وأن نقيم ألسنتنا بالعدل أينما كنا لا نخاف فى الله لومة لائم» .
قال عفان: «ألسنَتَنَا» (1) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/318.(4/590)
5822 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سيار، ويحيى بن سعيد القاضى: أنهما سمعا عبادة بن الوليد بن عبادة يحدث، عن أبيه- أما سيارة فقال: عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، وأما يحيى فقال: عن أبيه، عن جده-، قال: بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة فى عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا والأثرَةِ علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، ونقوم بالحق أين كان، ولا نخاف فى الله لومة لائم.
وقال شعبة: سيار لم يذكر هذا الحرف وحيث ما كان ذكره يحيى، قال شعبة: إن كنت زدت فيه شيئًا فهو عن يسار أو عن يحيى (1) .
رواه البخارى فى الأحكام، عن إسماعيل بن أبى أُوَيسٍ، عن مالكٍ، عن يحيى ابن سعيد (2) .
ورواه مسلم من حديث يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر، ومحمد ابن عجلان، ويزيد بن الهاد كلهم: عن عبادة بن الوليد بن عبادة، عن أبيه، عن عبادة به نحوه (3) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الوليد بن عبادة، عن أبيه فىالمسند: 3/441.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى (باب كيف يبايع الإمام الناس) : فتح البارى: 130/192.
(3) الخبر أخرجه مسلم من الطرق التى ذكرها المصنف فى الإمارة (باب وجوب طاعة الأمراء فى غير معصية) : مسلم بشرح النووى: 4/506.(4/590)
ورواه النسائى وابن ماجه من حديث يحيى بن سعيد، ومحمد بن إسحاق، والوليد بن كثير، عن عبادة بن الوليد به (1) .
ورواه الطبرانى من طريق حماد بن سلمة، عن على بن زيدٍ، عن الوليد بن عبادة، عن أبيه، قال: قال اسعد بن زرارة- يعنى ليلة العقبة-: يا أيها الناس، هل تدرون على ما تبايعون محمدًا، إنكم تبايعون على أن تحاربوا العرب، والعجم، / والجن والإنس، [فقالوا: نحن حرب لمن حارب، وسلم لم سالم، قالوا: يا رسول الله اشترط] ، قال: «بَايِعُونِى عَلَى أَنْ تَشهَدُوا أَنْ لا إله إلا الله، وَأَنِّى رَسُولُ الله، وَتُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَتُؤْتُوا الزَّكَاةَ، والسَّمْعِ، والطَّاعَةِ، وَأَنْ لا تُنَازِعُوا الأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ تَمْنَعُونِى مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُم، وَأَهْلِيكُم» ، قالو: نعم يا رسول الله هذا لك منا، وما لنا؟ قال: «الجَنَّةُ» (2) .
(حديث آخر عنه عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى خمسة أبواب متتالية فى أول كتاب البيعة أربعة منها من حديث يحيى بن سعيد. المجتبى: 7/124؛ وابن ماجه فى الجهاد (باب البيعة) : سنن ابن ماجه: 2/957.
(2) قال الهيثمى: فى الصحيح طرف منه، رواه الطبرانى فى الأوسط، وفيه علىّ بن زيد، وهو ضعيف، وقد وثق. مجمع الزوائد: 6/49؛ والعبارة الأخيرة لم ترد فيه، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/591)
5823 - قال: قال الطبرانى: حدثنا على بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا النعمان بن داود، عن محمد بن عبادة (1) ، عن عبادة بن الوليد، عن أبيه: الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: امترى رجلان من الأنصار، فقال أحدهما: الوتر بعد العشا بمنزلة الفريضة، وقال الآخر: هى سنة، فخرجنا حتى أتينا ابن محيريز، فذكر له الذى امترينا فيه،
_________
(1) فى المخطوطة: «عبادة بن الصامت» ، والتصويب من التاريخ الكبير: 1/175.(4/591)
فقال لهما ابن محيريز: هى بمنزلة الفريضة، فخرجنا من عنده فلقيا عبادة بن الصامت، فذكرا له الذى امتريا فيه، والذى قال لهما ابن محيريز، فقال: أشهد لقد سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «افْتَرَضَ الله خَمْسَ صَلَوَاتٍ عَلَى خَلْقِهِ. مَنْ أَدَّاهُنَّ كَمَا افْترض الله عَلَيْهِ لَمْ ينْقُصْ مِنْ حَقِّهِنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا، فَإِنَّ لَهُ عِنْدَ الله عَهْدًا أنْ لا يُعّذِّبَهُ، وَمَنْ نَقَصَ مِنْ حَقِّهِنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِهِنَّ فَإِنَّهُ يَلْقَى الله بلا عَهْدٍ لَهُ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ» . ولكنها سنة لا ينبغى تركها (1) .
(حديث آخر عن أبيه)
_________
(1) الخبر والقصة أخرجهما البيهقى فى السنن الكبرى بطرق مختلفة. السنن الكبرى: 2/4678.(4/592)
5824 - قال الطبرانى: حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطى، حدثنا عياش بن الوليد الرقام، حدثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، حدثنى عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت. عن أبيه. عن جده. قال: كنت أرقى من حمة (1) العين فى الجاهلية، فلما أسلمت ذكرتها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «اعْرِضْهَا عَلَىَّ» . فعرضتها عليه، فقال «ارْقِ بِهَا فَلا بَأْسَ بها يَا عُبَادَةُ» .
فلولا ذلك ما رقيت بها إنسانًا أبدًا (2) .
(حديث آخر عنه، عن أبيه)
5825 - قال الطبرانى: حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهانى، حدثنا عبيد بن عبيدة التمار، حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن عطاء بن
_________
(1) الحمة: بالتخفيف السم، ويطلق على إبرة العقرب، ولعله هنا على التشبيه بلدغة العقرب. تراجع النهاية: 1/262.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وإسناده حسن. مجمع الزوائد: 5/111.(4/592)
السائب، عن ابن عبادة بن الصامت، عن أبيه: أن معاوية قال لهم: يا معشر الأنصار ما لكم لم تلقونى مع إخوانكم من قريش؟ فقال عبادة: الحاجة. قال: فهلا على النواضح؟ فقال: أنضيناها (1) يوم بدر مع رسول/ الله - صلى الله عليه وسلم -. فما أجابه. قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّهَا سَتَكُونُ عَلَيْكُم أَثَرَةٌ بَعْدِى» ، قال معاوية: فما أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر حتى نلقاه، قال: فاصبروا إذًا حتى تلقوه (2) .
(حديث آخر عنه، عن أبيه)
_________
(1) أنضيناها: جعلناها هزيلة وذهب لحمها من كثرة السفر. تراجع النهاية: 4/152.
(2) من قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه راوٍ لم يسمّ. وعطاء بن السائب اختلط. مجمع الزوائد: 10/38.(4/593)
5826 - قال البزار: حدثنا خالد بن يوسف بن خالد، حدثنا أبى، حدثنى عمر بن إسحاق بن يسار، عن عبادة بن الوليد بن عبادة، عن أبيه، عن جده، قال: سالنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البول، فقال: «إذَا مَسَّكُمْ شَىْءٌ مِنْهُ فَاغْسِلُوهُ، فَإِنِّى أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْهُ عَذَابُ الْقَبْرِ» .
ثم قال: ولم يرو عمر بن إسحاق عن عبادة سوى هذا الحديث (1) .
كذا رأيت فى النسخة عن عمر بن إسحاق، ولعله محمد بن إسحاق (2) بن يسار: صاحب المغازى، وإنما يصحف على كاتب، فالله أعلم.
يتلوه فى الجزء الرابع والثلاثون
(يحيى بن الوليد بن عقبة)
_________
(1) الخبر أخرجه البزار كما فى كشف الأستار: 1/130؛ وقال الهيثمى: فيه يوسف بن خالد السمتى، ونسب إلى الكذب. مجمع الزوائد: 1/208.
(2) فى المخطوطة: «عن ابن عمر إسحاق» ، والتعديل ليصح السياق.(4/593)
الجُزء الرابع والثلاثون
(يحيى بن الوليد بن عبادة عنه) /(4/594)
5827 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا حماد بن سلمة، عن جبلة ابن عطية، عن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن جده عبادة ابن الصامت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «مَنْ غَزَا فِى سَبِيلِ الله وَهُوَ لا ينوى فى غَزَاتِهِ إلا عِقالاً فَلَهُ مَا نَوَى» (1) .
5828 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، وبهزٌ، قالا: حدثنا حماد ابن سلمة، عن جبلة بن عطية، عن ابن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن جده عبادة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ غَزَا فِى سَبِيلِ الله لا يَنْوِى فى غَزَاتِهِ إلا عِقالاً فَلَهُ مَا نَوَى» .
قال بهزٌ فى حديثه: حدثنا جبلة بن عطية عن يحيى بن الوليد بن عبادة (2) .
5829 - حدثنا عبد الله، حدثنى عبد الواحد بن غياث، وإبراهيم ابن الحجاج الناجى، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن جبلة بن عطية، عن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «مَنْ غَزَا» .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/315.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/320.(4/594)
قال إبراهيم فى حديثه: فِى سَبِيلِ الله وَهُوَ لا يَنْوِى فى غَزَاتِهِ إلا عِقالاً فَلَهُ مَا نَوَى» (1) .
رواه النسائى عن هارون بن عبد الله، عن يزيد بن هارون، وعن عمرو بن على، عن عبد الرحمن بن مهدى كلاهما: عن حماد بن سلمة به (2) .
(يعلى بن شداد بن أوس عنه)
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/329، وهو من زيادات عبد الله.
(2) الخبر أخرجه النسائى من الطريقين فى الجهاد (باب من غزا فى سبيل الله ولم ينو فى غزاته إلا عقالاً) : المجتبى: 6/21؛ وفى المخطوطة: «عمرو بن على بن شفيا» ، والتصويب من المرجع.(4/595)
5830 - حدثنا عبد الله، حدثنى أبو بحر: عبد الواحد بن غياثٍ، حدثنا
حماد بن سلمة، عن أبى سلمان، عن يعلى بن شداد، سمعت عبادة بن الصامت يقول: عادنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى نفر من أصحابه، فقال: «هَلْ تَدْرُونَ مَنْ الشُّهَدَاءُ مِنْ أُمَّتِى؟» مرتين أو ثلاثًا، فسكتوا، فقال عبادة: أخبرنا يا رسول الله، فقال: «القَتِيلُ فى سَبِيلِ الله شَهِيدٌ، والْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، والمَطْعُونُ شَهِيدٌ، والْنُّفَسَاءُ شَهِيدٌ يَجُرُّها وَلَدُهَا بِسُرَرِهِ إلى الجَنَّةِ» لم يخرجوه (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
5831 - قال ابن ماجه: حدثنا على بن محمد، حدثنا أبو أسامة، عن أبى سنانٍ: عيسى بن سنان، عن يعلى بن شدادٍ، عن عبادة بن الصامت، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله/ عليه وسلم يوم حنين إلى
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/328.(4/595)
جنب بعير من الغنائم، ثم تناول شيئًا من البعير، فأخذ منه قَرَدَةً- يعنى وَبَرَة- فجعل بين إصبعيه، ثم قال: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذَا مِنْ غَنَائِمِكُمْ أَدُّوا الخَيْطَ والمِخْيَطَ، فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ، وَمَا دُونَ ذَلِكَ، فَإِنَّ الغُلُولَ عارٌ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشَنَارٌ (1) وَنَارٌ» (2) .
(حديث آخر عنه عنه)
_________
(1) الشنار: العيب والعار، وقيل هو العيب الذى فيه عار. النهاية: 2/238.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الجهاد (باب الغلول) : سنن ابن ماجه: 2/950؛ وفى
الزوائد: فى إسناده عيسى بن سنان، اختلف فيه كلام ابن معين، قال: لين الحديث
وليس بالقوى، وقيل ضعيف. وقيل لا بأس به، وذكره ابن حبان فى الثقات، وباقى رجال
الإسناد ثقات.(4/596)
5832 - قال الطبرانى: حدثنا موسى بن هارون، حدثنا إسحاق ابن راهوية، حدثنا أبو أسامة، حدثنا أبو سنان: عيسى بن سنان، عن يعلى بن شداد بن أوس، قال: ذكر معاوية الفرار من الطاعون فى خطبته، فقال عبادة بن الصامت [: أمك هند أعلم منك، فأتم خطبته ثم صلى، ثم أرسل إلى عبادة] فنفرت رجالٌ من الأنصار [معه] فأجلسهم، ودخل عبادة، فقال له معاوية: ألم تتق الله، وتستحى الإمام؟ فقال عبادة: أليس قد علمت أنى بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة على أنى لا أخاف فى الله لومة لائمٍ؟
قال: ثم خرج معاوية عند العصر، فصلى، ثم أخذ بقائمة السرير، فقال: أيها الناس إنى ذكرت لكم حديثًا على المنبر، فدخلت البيت، فإذا الحديث كما حدثنى عبادة، فاقتبسوا منه، فإنه أفقهُ منى (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فىالكبير والأوسط، وفيه عيسى بن سنان وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه يحيى بن معين وغيره. مجمع الزوائد: 2/315، وما بين معكوفات استكمال منه.(4/596)
(حديث آخر عنه)(4/597)
5833 - عنه بهذا الإسناد، قال: إن أول من عزل نفرٌ من الأنصار فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: إن نفرًا من الأنصار يعزلون، ففزع، وقال: «إِنَّ النَّفْسَ الْمَخْلُوقَةُ لَكَائِنَةٌ، فَلاَ آمَرُ ولا أَنْهَى» (1) .
(حديث آخر عنه)
5834 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، حدثنا كامل بن طلحة الجحدرى، حدثنا حماد بن سلمة.
(ح) وحدثنا أحمد بن النضر العسكرى، حدثنا أبو خيثمة: مصعب ابن سعيد، حدثنا عيسى بن يونس، جميعًا: عن أبى سنان: عيسى بن سنانٍ، عن يعلى بن شدادِ ابن أوس، عن عبادة بن الصامت، قال: قالت الأنصار: إلى متى يصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا الجريد؟ فجمعوا له دنانير، فأتوه بها، وقالوا: نصلح هذا المسجد، ونزينه، فقال: «لَيْسَ لِى رَغْبَةٌ عَنْ أَخِى مُوسَى، عَرِيشٌ كَعَرِيشِ مُوسَى» (2) .
(حديث آخر عنه)
5835 - قال الطبرانى: حدثنا عمرو بن أبى الطاهر بن السرح المصرى، حدثنا أبو صالح الخزاعى، حدثنا موسى بن أعين، عن بكر ابن حبيش، عن عتبة بن حميد، عن عيسى بن سنانٍ، عن يعلى بن شداد
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط والكبير، وفيه عيسى بن سنان الحنفى وثقه ابن حبان وغيره وضعفه جماعة. مجمع الزوائد: 4/296؛ وأورده السيوطى عنه مختصرًا. جمع الجوامع: 1/2014.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه عيسى بن سنان ضعفه أحمد وغيره ووثقه العجلى وابن حبان، وابن خراس فى رواية. مجمع الزوائد: 2/16.(4/597)
ابن أوس، عن عبادة/ بن الصامت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ كَتَبَ الله [لَهُ] بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً» (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وإسناده جيد. مجمع الزوائد: 10/210.(4/598)
5836 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الخوطى، حدثنا أبى، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا راشد بن داود، حدثنا يعلى بن شداد، [قال: حدثنى أبى شداد] بن أوس، وعبادة بن الصامت حاضر يُصَدِّقُهُ، قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «هَلْ فِيكُم غريبٌ» - يعنى (1) من أهل الكتاب؟ - فقيل: لا يا رسول الله، فقال: «أَغْلِقُوا البابَ» ، وقال: «ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ وَقُولُوا لا إله إلا الله» . فرفعنا أيدينا ساعة، ثم وضع نبى الله يده ثم قال: «الْحَمْدُ للهِ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ بَعَثْتَنِى بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ، وَأَمَرْتَنِى بِهَا، وَوَعَدْتَنِى عَلَيْهَا الْجَنَّةَ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَاد» ، ثم قال: «أَبْشِرُوا فَإِنَّ الله قَدْ غَفَرَ لَكُمْ» (2) .
(أبو أُبَىّ ابن امرأة عبادة عنه)
واسمه عبد الله بن عمرو بن قيس الأنصارى وله صحبة أيضًا.
5837 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن أبى المثنى، عن ابن امرأة عبادة بن الصامت، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «سَتَكُونُ أُمَرَاءُ تَشْغَلُهُم أَشْيَاءُ يُؤَخِّرُون الصَّلاةَ عَنْ
_________
(1) فى الأصل المخطوط: «هل منكم من أحد من أهل الكتاب» ، والتعديل من المرجع.
(2) قال الهيثمى: رواه أحمد. وفيه راشد بن داود، وقد وثقه غير واحد، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 10/81؛ وما بين معكوفين استكمال منه؛ وفى جمع الجوامع أخرجه أحمد والبزار والطبرانى فى الكبير والحاكم من حديث عبادة بن الصامت ويعلى بن شداد بن أوس عن أبيه ورمز له بالضعف، جمع الجوامع: 1/927.(4/598)
وَقْتِهَا، فَصَلُّوا الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا واجْعَلُوا صَلاتَكُم مَعَهُم تَطَوُّعًا» (1) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/314.(4/599)
5838 - حدثنا حجاج، حدثنا شعبة، عن منصور، عن هلال ابن يساف، عن ألى المثنى، عن ابن امرأة عبادة بن الصامت، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله (1) .
5839 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن أبى المثنى الحمصى، عن ألى أبى ابن امرأة عبادة بن الصامت، عن عبادة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهَا سَتَكُون عَلَيْكُم أُمَرَاء تَشْغَلُهُم أَشْيَاء عن الصَّلاةِ، حَتَّى يُؤّخِّرُوهَا عَنْ وَقْتِهَا، فَصَلُّوهَا لِوَقْتِهَا» .
قال: فقال رجلٌ: يا رسول الله، فإن أدركتها معهم أصلى؟ قال: «إِنْ شِئْتَ» (2) .
5840 - حدثنا يعمر بن بشر، أنبأنا عبد الله، أنبأنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن أبى المثنى الحمصى، عن أبى أبى ابن امرأة عبادة بن الصامت، قال: كنا جلوسًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ سَيَجِىءُ اُمَرَاءُ يَشْغَلُهم أشْياءُ حتَّى لا يصَلُّوا الصَّلاةَ لِمِيقَاتِهَا، فَصَلُّوا الصَّلاةَ لِمِيقَاتِهَا» . فقال رجلٌ: يا رسول/ الله ثم نصلى معهم؟ قال: «نَعَمْ» .
قال أبى: وهذا الصواب (3) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/314.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/315.
(3) من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/315.(4/599)
5841 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، فذكره، وقال: عن بن امرأة عبادة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - (1) .
5842 - حدثنا عبد الله، حدثنى أبو خيثمة: زهير بن حرب، حدثنا جرير، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن ابى المثنى، عن ابن امرأة عبادة (2) بن الصامت، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهَا سَتَكُون عَلَيْكُم أُمَرَاء تَشْغَلُهُم أَشْيَاءُ عن الصَّلاةِ، حَتَّى يُؤّخِّرُوهَا عَنْ وَقْتِهَا، فَصَلُّوهَا لِوَقْتِهَا» ، فقال رجلٌ: يا رسول الله، فإن أدركت معهم أصلى؟ قال: «إِنْ شِئْتَ» (3) .
ورواه أبو داود، وابن ماجه من حديث سفيان زاد أبو داود: وجرير عن منصور به (4) .
(أبو إدريس الخولانى)
واسمه عائذ بن عبد الله، وهو قاضى دمشق عنه.
5843 - حدثنا سفيان، عن الزهرى، عن أبى إدريس الخولانى، عن عبادة ابن الصامت، قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى مجلس، فقال: «تُبَايِعُونِى عَلَى أَنْ لا تُشْرِكُوا بِالله شَيْئًا، ولا تَسْرِقُوا، ولا تَزْنُوا، ولا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ» ، قرأ الآية التى أُخذت على النساء {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ} (5) «فَمَنْ وَفَّى مِنْكُم، فَأَجْرُه عَلَى اللهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ
_________
(1) المصدر السابق.
(2) فى المسند: «عن ابن أخت عبادة» ، وما فى المخطوطة أشبه.
(3) من حديث عبادة بن الصامت فالمسند: 5/329.
(4) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة (باب إذا أخر الإمام الصلاة عن الوقت) : سنن أبى داود: 1/118؛ وابن ماجه (باب ما جاء فيما إذا أخروا الصلاة عن وقتها) : سنن ابن ماجه: 1/398.
(5) الآية 12 من سورة الممتحنة.(4/600)
شَيْئًا فَعُوقِبَ بِهِ، فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَ الله عَلَيْهِ، فَهُوَ إلى الله إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ» ، قال سفيان: قال لى الهذلى: احفظ لى هذا الحديث، وهو عند الزهرى، قال لى الهذلى أبو بكر: لم يرو مثل هذا قط- يعنى الزهرى- (1) .
رواه البخارى، ومسلم، والترمذى، والنسائى من طرق متعددة عن الزهرى به، وفى رواية النسائى عن الزهرى، عن عبادة ليس بينهما أبو إدريس، والصواب إثباته كما رواه الجماعة عنه (2) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فالمسند: 5/314.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الإيمان وفى أحد عشر بابًا آخر يرجع إلى بيانها فى فتح البارى: 1/64؛ ومسلم فى الحدود (باب الحدود كفارات لأهلها) : مسلم بشرح النووى: 4/296؛ والترمذى فى الحدود فى الباب السابق: صحيح الترمذى: 4/45 وقال: حسن صحيح؛ والنسائى فى البيعة (باب البيعة على السمع والطاعة) ، والأبواب الأربعة التالية: المجتبى: 7/124.(4/601)
5844 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا معمر، أخبرنى ابن شهابٍ، عن أبى إدريس الخولانى، قال: سمعت عبادة بن الصامت، قال: بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى رهطٍ، فقال: «أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لا تُشْرِكُوا بِالله شَيْئًا، ولا تَسْرِقُوا، ولا تَزْنُوا، ولا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ ولا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُم وَأَرْجُلِكُم، ولا تَعْصُونَهُ فِى مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَّى مِنْكُم، فَأَجْرُه عَلَى اللهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا [فَعُوقِبَ بِهِ] ، فَهُوَ لَهُ طَهُورٌ، وَمَنْ سَتَرَهُ الله، فّذَاكَ إلى الله إِنْ شَاءَ/ عَذَّبَهُ وإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ» (1) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فالمسند: 5/320، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/601)
قال عبد الرزاق: «فَعُوقِبَ بِهِ فى الدُّنْيَا فَهُوَ لَهُ طَهُورٌ أو قال: كَفَّارةٌ» (1) .
_________
(1) المصدر السابق.(4/602)
5845 - حدثنا عبد الله، حدثنى أبو صالح: الحكم بن موسى، حدثنا هقل- يعنى بن زياد-، عن الأوزاعى، حدثنى رجلٌ فى مجلس يحيى بن أبى كثير، عن أبى إدريس الخولانى، قال: دخلت مسجد حمص، فجلست إلى حلقةٍ فيها اثنان وثلاثون رجلاً من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: يقول الرجل منهم: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيحدث، ثم يقول الآخر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيحدث، قال: وفيهم رجلٌ أدعج براق الثنايا، فإذا شكوا فى شىء ردوه إليه، ورضوا بما يقول فيه. قال: فلم أجلس قبله ولا بعده مجلسًا مثله، فتفرق القوم، وما أعرف اسم رجلٍ منهم، ولا منزلهُ.
قال: فبت بليلة ما بت بمثلها. قال وقلت: أنا رجلٌ أطلب العلم، وجلست إلى أصحاب نبى الله - صلى الله عليه وسلم - لم أعرف اسم رجلٍ منهم، ولا منزله، قال: فلما أصبحت غدوت إلى المسجد، فإذا أنا بالرجل الذى كانوا إذا شكوا فى شىء ردوه إليه يركع إلى بعض اسطوانات المسجد، فجلست إلى جانبه، فلمَّا انصرفت قلت: يا عبد الله والله إنى لأحبك لله فأخذ بحبوتى (1) ، حتى أدنانى منه، ثم قال: إنك لتحبنى لله، قال: قلت: أى والله إنى لأحبك لله.
قال: فإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّ المُتَحَابِّينَ بِجَلالِ الله فى ظِلِّ الله وَظِلِّ الله وَظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ» .
_________
(1) الحبوة: بكسر الحاء وضمها: الثوب الذى يختبى به، وجميعها حبى بكسر الحاء، وحكى فيها الضم، اللسان: 2/765.(4/602)
قال: فقمت من عنده، فإذا أنا برجلٍ من القوم الذين كانوا معه، قال: قلت: حديثًا حدثنيه الرجل، قال: أما أنه لا يقول لك إلا حقًا. قال: فأخبرته، فقال: قد سمعت ذلك، وأفضل منه.
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يَأْثِرُ عن ربه: «حَقَّتْ مَحَبَتِّى لِلَّذِينَ يَتَحَابُّونَ فِىَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِى لِلَّذِينَ يَتَبَادَلُونَ فِىَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِى لِلَّذِينَ يَتَزَاوَرونَ فِىَّ» .
قال: قلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا عبادة بن الصامت، قال: قلت: من الرجل؟ قال: معاذ بن جبل. لم يخرجوه من هذا الوجه (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) من أخبار عبادة بن الصامت فى المسند: 5/328.(4/603)
5846 - قال الطبرانى: حدثنا محمود بن على الأصبهانى، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا ربيعة بن صالح، عن الزهرى، عن أبى إدريس، عن عبادة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أَتَانِى جِبْرِيلُ مِنْ عِنْدِ الله- عزَّ وَجَلَّ-، فقال: يَا محمدُ إِنَّ الله/ يَقُول: إِنِّى [قد] فَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِكَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ مَنْ وَافى بِهِنَّ عَلَى وُضُوئِهِنَّ، وَمَوَاقِيتِهِنَّ، وّرُكُوعِهِنَّ، وَسُجُودِهِنَّ، فَإِنَّ لَهُ بِهِنَّ عِنْدِى عَهْدًا أَنْ أُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، وَمَن لَقِيَنِى وَقَدْ انْتَقَصَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَلَيْسَ لَهُ [عِنْدِى] عَهْدٌ، إِنْ شِئْتُ عَذَّبْتُهُ، وَإِنْ شِئْتُ غَفَرْتُ لَهُ» (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود الطيالسى، ومحمد بن نصر فى كتاب لاصلاة، والطبرانى فى الكبير، من حديث عبادة بن الصامت، ورمز له السيوطى بالضعف. جمع الجوامع: 1/89.(4/603)
(أبو الأزهر عنه)(4/604)
5847 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عبدة المصيصى (1) ، حدثنا أبو توبة: الربيع بن نافع (2) ، حدثنا يزيد بن ربيعة، عن يزيد بن ابى مالك، عن أبى الأزهر، عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إِنَّ خِيَارَ أُمَّتِى الَّذينَ إِذَا رُءُوا ذُكِرَ الله، وإِنَّ شِرَارَ أُمَّتِى المشَّاءُونَ بالنَّمِيمَةِ، المُفَرِّقون بَيْنَ الأَحِبَّةِ الْبَاغُون لِلْبُرَآءِ الْعَنتَ» (3) .
(أبو أسماء عنه)
5848 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، أنبأنا خالد الخذاء، عن أبى قلابة- قال خالد: أحسبه ذكره عن أبى أسماء-، قال: قال عبادة بن الصامت: أخذ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما أخذ على النساء ستًا: أَنْ لا تُشْرِكُوا بِالله شَيْئًا، ولا تَسْرِقُوا، ولا تَزْنُوا، ولا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا (4) ، ولا تَعْصُونِى فِى مَعْرُوفٍ، فَمَنْ أَصَابَ مِنْهُنَّ حدا فَعُجِلَ لَهُ عُقُوبَتُه، فَهُوَ كَفَّارَتُه (5) ، وَإِنْ أُخِّرَ عَنْهُ فَأَمْرُهُ إلى الله إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وإِنْ شَاءَ رَحِمَهُ» إسناده جيد، ورجاله ثقات فلم يخرجوه (6) .
_________
(1) يراجع المعجم الصغير للطبرانى: 2/42.
(2) يراجع بشأنه تهذيب التهذيب: 3/251.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه يزيد بن ربيعة، وهو متروك. مجمع الزوائد: 8/93؛ وأخرجه الخرائطى فى مساوئ الأخلاق من طريق عبد الرحمن بن غنم، عن أبى مالك الأشعرى. جمع الجوامع: 1/2201.
(4) فى المسند: «ولا يعضد بعضكم بعضًا» .
(5) فى المخطوطة: «فجعل الله عقوبته فهو له كفارته كفارته» . وما أثبتناه من المسند.
(6) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/313.(4/604)
(أبو الأشعث، واسمه شراحيل بن آدّه الصنعانى عنه)(4/605)
5849 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن خالد، عن أبى قلابة، عن أبى الأشعث، قال: كان أناس يبيعون الفضة من المغانم إلى العطاء فقال عبادة بن الصامت: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الذهب بالذهب والفضة بالفضة، والتمر بالتمر، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والملح بالملح إلا سواءٍ بسواءٍ مثلاً بمثلٍ، فمن زاد أو استزاد فقد أربى (1) .
5850 - حدثنا وكيع، عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبى قلابة، عن أبى الأشعث الصنعانى، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الذَّهَبُ بالذَّهَبِ، والفِضَّةُ بالفِضَّةِ، والبُرُّ بالبُرِّ، والشَّعِيرُ/ بالشَّعِيرِ، والتَّمْرُ بالتَّمْرِ، والْمِلْحُ بالْمِلْحِ مثلاً بمثلٍ يدًا بيدٍ، فإذا اخْتَلَفَ فِيهِ الأَوْصَافُ فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُم إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ» (2) .
ورواه مسلم، وأبو داود، والنسائى من حديث خالد الحذاء، زاد مسلم: وأيوب عن أبى قلابة، وزاد أبو داود، والنسائى: ومسلم بن يسار كلاهما: عن أبى الأشعث، عن عبادة به (3) .
5851 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن خالد، سمعت أبا قلابة يحدث عن أبى الأشعث، عن عبادة بن الصامت، قال: أخذ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما أخذ على النساء أن لا نشرك بالله شيئًا، ولا نسرق، ولا نزنى، ولا نقتل أولادنا، ولا نغتب بعضنا بعضًا، ولا
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/314.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/320.
(3) الخبر أخرجه مسلم فى المساقاة والمزارعة (باب الصرف وبيع الذهب والورق) : مسلم بشرح النووى: 4/97؛ وأبو داود فى البيوع (باب الصرف) : سنن أبى داود: 3/248؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/249.(4/605)
نعصه فى معروفٍ، فمن أتى منكم حدًّا مما نهى عنه فأقيم عليه فهو كفارةٌ، ومن أخر فأمره إلى الله إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له» (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/320.(4/606)
5852 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن الفرج، حدثنا زيد بن الحباب، أخبرنا عمرو البزار، عن عنبسة الخواص، عن قتادة، عن أبى قلابة، عن أبى الأشعث، عن عبادة بن الصامت، قال: رسول - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَزَالُ فى أُمَّتِى ثَلاثُونَ بِهِمْ تَقُومَ الأَرْضُ، وَبِهِم تُمْطَرُونَ، وَبِهِمْ تُنْصَرُونَ» .
قال قتادة: فإنى أرجو أن يكون الحسن منهم، وهذا حديث منكر (1) .
وقد تقدم نحوه فى ترجمة عبد الواحد بن قيس عن عبادة (2) .
(أبو أمامة الباهلى: صُدَىَ بن عجلان، وهو صحابى جليلٌ عنه)
5853 - حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا [أبو] إسحاق- يعنى الفزارى-، عن عبد الرحمن بن [الحارث] (3) ، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن أبى سلام، عن أبى أمامة، عن عبادة بن الصامت
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى من طريق عمرو البزار عن عنبسة الخواص، وكلاهما لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح، مجمع الزوائد: 10/62.
(2) يرجع إلى الخبر ص 477 من هذا الجزء.
(3) فى المخطوطة: «عبد الرحمن بن عياش بن الحر» ، وهو عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله ابن عياش، روى عنه أبو إسحاق الغزارى وغيره. تهذيب التهذيب: 6/155.(4/606)
عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «أدوا الخَيْطَ والمِخْيَطَ، وَإِيَّاكُمْ والغُلُولَ، فَإنَّهُ عَارٌ عَلَى أَهْلِهِ [يوم القِيامَةِ] » (1) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/318، وما بين معكوفات استكمال منه.(4/607)
5854 - حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق، عن عبد الرحمن بن عياش، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن أبى سلام، عن أبى أمامة، عن عبادة بن الصامت، قال: أخذ النبى - صلى الله عليه وسلم - وبرة من جنب بعير، فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ إنَّهُ لا يَحِلُّ لِى مِمَّا أَفَاءَ الله عَلَيْكُمْ قَدْرَ هَذِهِ إلا الخُمْسُ، والْخُمْسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ» (1) .
ورواه النسائى/ من حديث أبى إسحاق الفزارى، وكان من سادات المسلمين به (2) .
وبه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فى سبيل الله، فَإنَّهُ بابٌ مِنْ أَبْوابِ الجَنَّةِ يُذْهِبُ الله بِهِ الغَمَّ وَالهَمَّ» تفرد به (3) .
5855 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن الحارث (4) بن عياش بن أبىربيعة، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن أبى سلام الأسود (5) ، عن ابى أمامة، عن عبادة بن الصامت: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نفل فى البَدْأَة الربع، وفى الرَّجعة الثُلُث» (6) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/319.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى قسمة الفىء، المجتبى: 7/119.
(3) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/319.
(4) فى المخطوطة: «ابن أبى الحارث» ، وقد مر فى الصفحة السابقة. تهذيب التهذيب: 6/155.
(5) فى المسند: الأعرج. وهو: ممطور أبو سلام الأسود الحبشى الأعرج الدمشقى. تهذيب التهذيب: 10/296.
(6) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/319.(4/607)
ورواه الترمذى فى السير، عن بندار، عن ابن مهدى، عن سفيان الثورى. ورواه ابن ماجه، عن على بن محمد، عن وكيع، عن سفيان به وقال الترمذى: حسنٌ (1) .
ورواه سفيان عن يزيد بن (2) يزيد بن جابر عن مكجول، عن زياد ابن حارثة، عن حبيب بن مسلمة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[كان] ينفل الثلث بعد الخمس.
وكذلك رواه غير واحد عن مكحول كما سلف (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى (باب فى النقل) : صحيح الترمذى: 4/130؛ وابن ماجه فى الجهاد فى الباب: سنن ابن ماجه: 2/951.
(2) فى المخطوطة: «رواه سفيان عن ابن بنت يزيد» ، والتصويب من تحفة الأشراف: 4/251، وهو يزيد بن يزيد بن جابر الأزدى الدمشقى روى عنه السفيانان وغيرهما. تهذيب التهذيب: 11/370.
(3) يرجع إليه فى تحفة الأشراف: 4/251، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/608)
5856 - حدثنا محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن عبد الرحمن، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن أبى أمامة الباهلى، قال: سألت(4/608)
عبادة بن الصامت عن الأنفال، فقال: فينا معاشر أصحاب بدر نزلت حين تختلفنا فى النفل، وساءت فيه أخلاقنا، فانتزعه الله من أيدينا، وجعله إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقسمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علىالمسلمين عن بواء. يقول: على السواء (1) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/322.(4/609)
5857 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، حدثنى عبد الرحمن بن الحارث وغيره من أصحابه (1) ، عن سليمان بن موسى، حدثنا الأشدق (2) ، عن مكحول، عن أبى أمامة الباهلى، قال: سألت عبادة بن الصامت، عن الأنفال، فقال [: فينا] معاشر أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا فى النفل، وساءت فيه أخلاقنا، فنزعه الله من أيدينا، فجعله إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقسمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فينا عن بَوَاءٍ. يقول: عَلَى السَّواء (3) .
5858 - حدثنا معاوية بن عمرو، أنبأنا أبو إسحاق، عن عبد الرحمن بن عياش بن أبى ربيعة، عن سليمان بن موسى، عن أبى سلام، عن أبى أمامة، عن عبادة بن الصامت، قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فشهدت معه بدرًا، فالتقى الناس، فهزم الله العدو، فانطلقت طائفة فى آثارهم يهزمون، ويقتلون، وأكبت طائفة على العسكر يحوزونه، ويجمعونه، وأحدقت طائفةٌ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا/ يصيب العدو منع غرة، حتى إذا كان الليل، وفاء الناس بعضهم إلى بعض، قال الذين جمعوا الغنائم: نحن حويناها وجمعناها، فليس لأحد فيها نصيبٌ، وقال الذين خرجوا فى طلب العدو: لستم بأحق بها منا، نحن نفينا عنها العدو، وهزمناهم، وقال الذين أحدقوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لستم بأحق بها منا، نحن أحدقنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخفنا أن يصيب العدو منه غرة واشتغلنا به.
فنزلت: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (4) فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فُواقٍ (5) بين
_________
(1) فى المخطوطة: «أصحابنا» ، وما أثبتناه من المسند.
(2) فى المخطوطة: «سليمان بن موسى الأسدى» ، وما أثبتناه من المسند.
(3) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/322، وما بين معكوفين استكمال منه.
(4) صدر سورة الأنفال.
(5) قسمها على فواقٍ: أى قسمها فى قدر فواق ناقة، وهو مابين الحلبتين من الراحة، وتضم فاؤه وتفتح، وقيل أراد التفضيل فى القسمة، كأنه جعل بعضهم أفوق من بعض، على قدر غنائمهم وبلائهم. النهاية: 3/218.(4/609)
المسلمين، قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أغار فى أرض العدو نفل الربع، وإذا أقبل راجعًا وكل الناس نفل الثلث وكان يكره الأنفال، ويقول: «لِيَرُدَّ قَوِىُّ المُؤْمِنينَ عَلىَ ضَعِيفِهِم» تفرد به، ولم يخرجوه، وإسناده جيد قوى مُرضٍ (1) .
(أبو حفصة الحبشى عنه)
واسمه حبيش بن شريحٍ تقدم (2)
(أبو راشدٍ الحُبْرانى عنه) (3)
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/323.
(2) يراجع بشأنه تهذيب التهذيب: 2/194؛ وقد تقدم خبره ص 536 من هذا الجزء.
(3) ابو راشد الحبرانى الحميرى الحمصى، ويقال الدمشقى. اسمه أخضر، وقيل النعمان. تهذيب التهذيب: 12/91.(4/610)
5859 - حدثنا أبو اليمان، حدثنا ابن عياش، عن عقيل بن مدرك السلمى، عن عثمان بن عامر، عن أبى راشد الحبرانى، عن عبادة بن الصامت: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ عَبَدَ الله لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، فَأَقَامَ الصَّلاةَ، وآتَى الزَّكَاةَ، وَسَمِعَ وَأَطَاعَ، فَإِنَّ الله يُدْخِلُهُ مِنْ أَىِّ أَبْوَابِ الجَنَّةَ شَاءَ، وَلَهَا ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، وَمَنْ عَبَدَ الله لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَقَامَ الصَّلاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَسَمِعَ وَعَصَى، فَإِنَّ الله مِنْ أَمْرِهِ بِالْخِيَارِ إِنْ شَاءَ رَحِمَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ» (1) لم يخرجوه.
(أبو سلمة عنه، ولم يسمع منه)
5860 - حدثنا وكيع، حدثنا على بن المبارك، عن يحيى بن أبى كثير، عن أبى سلمة، عن عبادة بن الصامت، قال، سألت رسول
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/325.(4/610)
الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ} (1) ، قال: «هِىَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا المُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ» (2) .
_________
(1) آية 64 سورة يونس.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/315.(4/611)
5861 - حدثنا عفان، حدثنا أبان، حدثنى يحيى، عن أبى سلمة، عن عبادة ابن الصامت: أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله أرأيت قول الله: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ} ، فقال، «لَقَدْ سَأَلْتَنِى عَنْ شَىْءٍ مَا سَأَلَنِى عَنْهُ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِى- أَوْ أَحَدٌ مِنْ قَبْلِكَ-، قال: تِلْكَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَوْ تُرَى لَهُ» (1) .
5862 - حدثنا أبو سعيد: مولى بنى هاشم، حدثنا حرب، حدثنا يحيى- يعنى بن أبى كثير-، عن أبى سلمة، عن عبادة بن الصامت: أنه سألى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ} ، قال: «هِىَ الرَّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْعَبْدُ أَوْ تُرَى لَهُ» (2) .
ورواه الترمذى، وابن ماجه، من حديث يحيى بن أبى كثير، عن أبى سلمة، قال الترمذى: نُبِّئْتُ عن عبادة، وقال ابن ماجه: عن عبادة (3) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/315.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/315.
(3) الخبر أخرجه الترمذى فى الرؤيا (باب قوله {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ} ) ، وقال: حسن صحيح: الترمذى: 4/534؛ وأخرجه ابن ماجه (باب الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له) : سنن ابن ماجه: 2/1283.(4/611)
(أبو عبد الله الصنابحى عنه)
هو عبد الرحمن بن عُسَيْلة تقدم (1)
(أبو سلام الأسود عنه)
_________
(1) يرجع إليه ص 559 من هذا الجزء.(4/612)
5863 - قال الطبرانى: حدثنا جعفر بن محمد الفريابى، حدثنا صفوان بن صالح، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا على بن حوشب الفزارى، سمعت أبا سلام: الأسود يحدث عن عبادة بن الصامت، قال: بصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجل فى مؤخر مسجده عليه ملحفة معصفرة، فقال: «أَلاَ رَجُلٍ يَسْتُرُ بَيْنِى، وَبَيْنَ هَذِهِ النَّارِ؟» ففعل ذلك رجل (1) .
ثم رواه من طريق أخرى عن الوليد، عن على بن حوشب، سمعت أبا سلام، سمعت عبادة: مر رجلٌ فى المسجد عليه ثوب معصفر مشبع، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَلاَ رَجُلٌ يَسْتُرُ بَيْنى وَبَيْنَ هَذِهِ النَّارِ» (2) .
(أبو عبد الرحمن الحبلى عنه)
5864 - قال الطبرانى: حدثنا بكر بن سهل، حدثنا شعيب بن يحيى، حدثنا ابن لهيعة، عن عبيد الله بن جعفر، عن أبى عبد الرحمن الحبلى، عن عبادة بن الصامت، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ لَهَا عِنْدَ الله خَيْرٌ تُحِبُّ أَنْ تَرْجِع إليكم إلا الشَّهيدَ، فَإِنَّه يُحِبُّ أن يَرْجِعَ، فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى» . /
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/156.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير من حديث عبادة بن الصامت كما فى جمع الجوامع، وذكر القصة: 1/2385.(4/612)
(أبو عطاء عنه)(4/613)
5865 - حدثنا عبد الله، حدثنى إسحاق بن منصور الكوسج، أنبأنا الفضل ابن ذكين، حدثنا صدقة بن موسى، عن فرقد السبخى، حدثنى أبو منيب الشامى (1) ، عن ابى عطاء، عن عبادة بن الصامت، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وحدثنى شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال: وحدثنى عاصم بن عمرو البجلى، عن أبى أمامة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال: وحدثنى سعيد بن المسيب، أو حدثت عنه، عن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال: «وَالَّذِى نَفْسُ محمّدٍ بِيَدِهِ لَيَبِيتَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِى عَلَى أَشَرٍ (2) ، وَبَطَرٍ، وَلَعِبٍ وَلَهْوٍ، فَيَصْبَحُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ بِاسْتِحْلالِهِمُ الْمَحَارِمَ، واتِّخَاذِهِمُ الْقَيْنَاتِ (3) ، وَشرْبِهِمُ الخَمْرَ، وبِأَكْلِهِمُ الرِّبَا، وَلُبْسِهم الْحَرِيرَ» .
لم يخرجوه، وله شاهدٌ فى الصحيح (4) .
(أبو عمران الأنصارى عنه)
5866 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطى، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن ثعلبة بن
_________
(1) فى المخطوطة: «حدثنى أيوب المقامى» ، والتصويب من المسند. وهو أبو المنيب الجرشى الدمشقى الأحدب، يراجع بشأنه تهذيب التهذيب: 12/248.
(2) الأشر: البطر، وقيل أشد البطر. النهاية: 1/33.
(3) اتخاذهم: ليست من لفظ المسند.
(4) () من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/329.(4/613)
مسلم، عن أبى عمران الأنصارى، عن عبادة بن الصامت، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «لا يُقُصَّ إلا أميرٌ ومَأْمُورٌ أَوْ مُتَكَلِّفٌ» (1) .
(أبو قبيل المعافرىّ عنه)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير وإسناده حسن. مجمع الزوائد: 1/190؛ وفى النهاية: لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مختال: أى لا ينبغى ذلك إلا لأمير يعظ الناس، أو مأمور بذلك فيكون حكمه حكم الأمير، ولا يقص تكسبًا، ولا يكون القاص مختالاً يفعل ذلك تكبرًا على الناس أو مرائيًا. إلخ: 3/258.(4/614)
5867 - حدثنا هارون، حدثنا ابن وهب، حدثنى مالك بن الخير الزبادى (1) ، عن أبى قبيل المعافرى، عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَيْسَ مِنْ أُمَّتِى مَنْ لَمْ يُجِلّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالَمِنَا» .
قال عبد الله: وسمعته أنا من هارون. إسناده حسن، ولم يخرجوه (2) .
(أبو مسلم الخَولاَنِى عنه)
5868 - قال الطبرانى: واسمه عبد الله بن عوفٍ بن يزيد، ويقال: عبد الله ابن ثوبٍ (3) .
حدثنا عبد الله، حدثنا أبو أحمد: مخلد بن الحسن بن أبى زميل إملاءً من كتابه، حدثنا الحسن بن عمر بن يحيى الفزارى، ويكنى أبا عبد الله، ولقبه أبو المليح- يعنى الرقى- (4) ، عن حبيب بن أبى
_________
(1) أبو قبيل المعافرى المصرى: اسمه حيى بن هانئ بن ناضر، وممن روى عنه مالك بن الخير الزبادى. تهذيب التهذيب: 3/72؛ والميزان: 3/426.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/323.
(3) يراجع بشأنه تهذيب التهذيب: 12/235.
(4) تهذيب التهذيب: 12/246.(4/614)
مرزوق، عن عطاء بن ابى رباح، عن مسلم، قال: دخلت/ مسجد حمص، فإذا حلقة فيها اثنان وثلاثون رجلاً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فيهم شابٌا أكحل (1) براق الثنايا محتب فإذا اختلفوا فى شىءٍ سألوه، فأخبرهم فانتهوا إلى خبره (2) .
قال: فقلت: من هذا؟ قالوا: معاذ بن جبل. قال: فقمت إلى الصلاة، فأردت أن ألقى بعضهم، فلم أقدر على أحدٍ منهم، انصرفوا، فلما كان الغد دخلت، فإذا معاذ يصلى إلى سارية، قال: فصليت عنده، فلما انصرف جلست بينى وبينه السارية، ثم احتبيت فلبست ساعة لا أكلمه ولا يكلمنى. قال: ثم قلت: والله إنى لأحبك لغير دنيا أرجوها لأصيبها منك، ولا قرابة بينى، وبينك. قال: فلأى شىء؟ قال: قلت: لله تبارك وتعالى. قال: فنثر حبوتى (3) ، ثم قال: فأبشر إن كنت صادقًا، فإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الْمُتَحَابُّونَ فى الله فى ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ، يَغْبِطُهُمْ بِمَكَانِهِمْ النَّبِيُّون وَالشُّهَدَاء» .
قال: ثم خرجت فألقى عبادة بن الصامت، فحدثته بالذى حدثنى معاذ، فقال عبادة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرويه عن ربه- عزَّ وجلَّ- أنه قال: «حَقَّتْ مَحَبَّتى عَلَى الْمُتَحابِّينَ فى يَعْنى نَفْسَهُ، وحَقُّت مَحَبَّتى للِمُتَاصحين فى، وحَقُّتْ مَحَبَّتِى عَلَى المُتَزَاوِرِينَ فِىَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِى
_________
(1) () الكحل: بفتحتين سواد أجفان العين خلقة. . والرجل أكحل وكحيل. النهاية: 4/10.
(2) فى المرجع: «انتهوا إلى قوله» .
(3) الاحتباء: هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، ويشده عليها، وقد يكون الاحتباء باليدين، والاسم الحبوة بالكسر والضم والجمع حُبً وحِبً. النهاية: 1/199.(4/615)
عَلَى الْمُتَباذِلِينَ فِىَّ، عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُم بِمَكانِهِمْ النَّبِيُّونَ والصِّدِّيقُونَ» (1) .
وقد رواه الطبرانى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن وكيع، عن جعفر بن برقان، عن حبيب بن أبى مرزوق، عن عطاء بن أبى رباح، عن أبى مسلم الخولانى، قال: دخل مسجد دمشق، فذكر نحو ما تقدم، فالله أعلم، لم يخرجوه، وقد تقدم مثله فى ترجمة أبى إدريس الخولانى عنه (2) .
(أبو يزيد الأُردنىُّ عنه)
_________
(1) قال الهيثمى: روى الترمذى طرفًا من حديث معاذ وحده. ورواه عبد الله بن أحمد والطبرانى باختصار، والبزار بعض حديث عبادة فقط، ورجال عبد الله الطبرانى موثوقون. مجمع الزوائد: 10/279.
(2) الخبر أخرجه فى المسند من حديث معاذ بن جبل: 5/229؛ وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 10/279؛ ويرجع إليه فيما تقدم ص 514 من هذا الجزء.(4/616)
5869 - قال الطبرانى: حدثنا عمرو بن أبى الطاهر بن السرج المصرى، حدثنا محمود بن خالد الدمشقى، حدثنا مروان بن محمد بن رباح بن الوليد الذمارى، حدثنى إبراهيم بن أبى عبلة، عن أبى يزيد الأردنى، عن عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ الْقَلَمُ فقال له: اكْتُبْ، قال: يَارَبِّ مَا أَكْتُبُ؟ قال: اكْتُبْ مَقَاديرَ كُلِّ شَىْءٍ» (1) .
(ابن اخت عبادة عنه: فى ترجمة أبو أُبَىٍّ عنه) (2)
_________
(1) الخبر أخرجه بنحوه أبو داود والطبرانى فى الكبير والبيهقى من حديث عبادة، ورمز له السيوطى بالضعف. جمع الجوامع: 1/2149.
(2) يرجع إليه فى ص 598 من هذا الجزء.(4/616)
(ابن السمط عنه) /(4/617)
5870 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدثنى أبو بكر بن حفص، عن ابن المصبح، أو أبى المصبح، عن ابن السمط، عن عبادة بن الصامت، قال: عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن رواحة، فما تَحَوَّزَ (1) له عن فراشه، قال: «مٍنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِى؟» قالوا: قتل المسلم شهادة، قال: «إنَّ شُهَدَاءُ أُمَّتِى إِذًا لَقَلِيلٌ: قَتْلُ المُسْلِمِ شَهَادةٌ، والطَّاعُونُ شَهَادَةٌ، والْبَطْنُ شَهَادَةٌ، والْغَرَقُ، والْمَرْأَةٌ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جَمْعاء» (2) .
5871 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، قال أبو بكر بن حفص، أخبرنى، [قال:] سمعت أبا مصبح، [أو ابن مصبح]- شك أبو بكر-، عن ابن السمط، عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاد عبد الله بن رواحة، قال: فما تحوز له عن فراشه. فقال: «أَتَدْرِى مٍنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِى؟» قالوا: قتل المسلم شهادة، قال: «إنَّ شُهَدَاءُ أُمَّتِى إِذًا لَقَلِيلٌ: قَتْلُ المُسْلِمِ شَهَادةٌ، والطَّاعُونُ شَهَادَةٌ، والْمَرْأَةٌ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جَمْعاء شَهَادَةٌ» (3) . إسناده جيد ولم يخرجزه.
(الصنابحى: هو عبد الرحمن بن عسيلة تقدم) (4)
_________
(1) ما تحوز له عن فراشه: أى ما تنحى، وإنما لم ينتح له عن صدر فراشه لأن السنة فى ترك ذلك. النهاية: 1/270.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/314، وقوله: جمعاء يعنى تموت وفى بطنها ولدها. النهاية: 1/176.
(3) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 4/201، وما بين معكوفات استكمال منه.
(4) يرجع إليه فى ص 560 من هذا الجزء.(4/617)
(المخدجى الكنانى الفلسطينى عنه) (1)
قال ابن حبان: هو أبو رفيع.
_________
(1) المخدجى: عن عبادة فىالوتر، لا يعرف، روى عنه عبد الله بن محيريز، يقال: اسمه رفيع. تهذيب التهذيب: 12/331؛ والميزان: 4/600.(4/618)
5872 - حدثنا يزيد، أنبأنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان: أن ابن محيريز القرشى، ثم الجمحى أخبره- وكان بالشام، وكان قد أدرك معاوية- فأخبره أن المخدجى- رجلاً من بنى كنانة- أخبره: أن رجلاً من الأنصار كان بالشام يكنى أبا محمد أخبره: أن الوتر واجبٌ، فذكر المخدجى أنه راح إلى عبادة بن الصامت، فذكر له أن أبا محمد يقول: الوتر واجب، فقال عبادة: كذب أبو محمد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ الله عَلَى الْعِبَادِ، مَنْ أَتَى بِهِنَّ لَمْ يَضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ الله عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةُ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ الله عَهْدٌ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ» (1) .
5873 - حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن يحيى بن سعيد الأنصارى، قال: عبادة بن الصامت أبو الوليد بدرى عقبى شجرى، وهو نقيب.
قال: حدثنى محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز، عن رجل من بنى كنانة يقال له المخدجى، قال: كان بالشام رجلٌ يقال به أبو محمد، قال: الوتر واجب. / [قال:] فرحت إلى عبادة، فقلت: إن أبا محمد يزعم أن الوتر واجب، قال: كذب [أبو محمد] ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ الله عَلَى الْعِبَادِ، مَنْ أَتَى بِهِنَّ لَمْ
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/315.(4/618)
يَضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا جَاءَ ولَهُ عِنْدَ الله عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةُ، وَمَنْ ضَيَّعَهُنَّ اسْتِخْفَافًا جَاءَ ولاَ عَهْدَ لَهُ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّة» (1) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/319، وما بين معكوفات استكمال منه.(4/619)
5874 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، حدثنى محمد بن يحيى ابن حبان، عن عبد الله بن محيريز، عن المخدجى، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ فِيهِ إلَى فِىَّ [لا] أقول حدثنى فُلانٌ وَ [لا] فُلانٌ-: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ الله عَلَى عِبَادِهِ، فَمَنْ لَقِيَهُ بِهِنَّ ولَمْ يَضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا لَقِيَهُ ولَهُ عِنْدَهُ عَهْدٌ يُدْخِلُهُ بِهِ الجَنَّةُ، وَمَنْ لَقِيَهُ وَقَدْ انْتَقَصَ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ لَقِيَهُ ولاَ عَهْدَ لَهُ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ» (1) .
وقد رواه أبو داود عن القعنبى، والنسائى عن قتيبة كلاهما: عن مالك، عن يحيى بن سعيد، وأخرجه ابن ماجه من حديث، [شعبة، عن] (2) عبد ربه بن سعيد كلاهما: عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز، عن المخدجى به (3) .
5875 - حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن على بن رباح: أن رجلاً سمع عبادة بن الصامت يقول:
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/322، وما بين معكوفات استكمال منه.
(2) فى المخطوطة: «من حديث أخيه» ، وما بين معكوفين تصويب من المرجع ومن تحفة الأشراف: 4/263.
(3) الخبر أخرجوه فى الصلاة: أبو داود فى (باب فيمن لم يؤخر) : سنن أبى داود: 2/62؛ والنسائى فى (باب المحافظة على الصلوات الخمس) : المجتبى: 1/186؛ وابن ماجه فى الباب السابق: سنن ابن ماجه: 1/448.(4/619)
خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بكر: قوموا نستغيث برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا المنافق، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يُقَامُ لِى إِنَّمَا يُقَامُ لله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى-» (1) .
لم يخرجوه، وقد رواه الطبرانى عن على عن عبادة، بلا واسطة، فالله أعلم.
(رَجُلٌ عنه)
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/317.(4/620)
5876 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن المبارك، عن حيوة، وعتاب.
قال عبد الله: أنبأنا حيوة، عن عمرو بن مالك المعافرى أن رجلاً من قومه أخبره: أنه حضر ذلك عام المضيق أن عبادة بن الصامت أخبر معاوية حين سأله عن الرجل الذى سأل النبى - صلى الله عليه وسلم - عقالاً قبل أن يقسم، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «اتْرُكْهُ حَتَّى يُقْسَمَ» .
وقال عتاب: «حَتَّى نَقْسِمَ، ثُمَّ إِنْ شِئْتَ أَعْطَيْنَاكَ عِقالاً، وإنْ شِئتَ أَعْطَيْنَاكَ مِرَارًا» (1) . لم يخرجوه.
5877 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، حدثنى/ حميد بن عبد الرحمن اليزنى: أن رجلاً سألى عبادة بن الصامت عن قول الله: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ، فقال عبادة: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/321؛ والمرار: الحبل ولعله جمع المَرَّ وهو الحبل. النهاية: 4/88.(4/620)
عنها، فقال: «لَقَدْ سَأَلْتَنِى عَنْ أَمْرٍ مَا سَأَلَنِى عَنْهُ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِى. تِلْكَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا المُؤْمِنُ، أَوْ تُرَى لَهُ» (1) .
لم يخرجوه، وقد تقدم مثله، عن أبى سلمة (2) .
(رجلٌ من أهل حمص عنه)
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/325.
(2) يرجع إليه ص 610 من هذا الجزء.(4/621)
5878 - قال الطبرانى: حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن أبى جعفر، عن رجلٍ من أهل حمص، عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ الله لا يُحِبُّ الذَّوَّاقين، ولا الذَّوَّاقاتِ» (1) .
(مَنْ لا أَتَّهِمُ عنه)
5879 - حدثنا عبد الله، حدثنى أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا عبد العزيز بن عمر، حدثنى من لا أتهم من أهل الشام، عن عبادة بن الصامت، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى الهلال، قال: «اللهُ أَكْبَرُ، والحَمْدُ للهِ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ، اللَّهُمّ إنِّى أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذَا الشَّهْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْقَدَرِ، وَمِنْ سُوء الْحَشْرِ» (2) .
لم يخرجوه، وإنما رواه الطبرانى عن عبيدة بن غنام، عن أبى بكر بن أبى شيبة، فذكر مثله، وقال: «وَمِنْ شَرِّ يَوْمِ الحَشْرِ» .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه راوٍ لم يسمّ، وبقية إسناده حسن، وقد أورده الهيثمى فى (باب من يكثر الطلاق وسبب الطلاق) : مجمع الزوائد: 4/335؛ قال فى النهاية: يعنى السريعى النكاح، السريعى الطلاق. النهاية: 2/52.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/329.(4/621)
927- (عبادة بن قرط - رضي الله عنه -) (1)
5880 - قال الطبرانى: وهو عبادة بن قرص بن عروة بن بجير بن مالك بن قيس بن عامر بن ليث (2) بن بكر بن عبد مناة بن كنانة.
وذكر أنه قتلته الأزارقة قريبًا من الأهواز وهو راجع من الغزو (3) ، فسمع صوت أذان، فقصد إلى الصلاة، فقتلوه فىالطريق، قالوا له: من أنت؟ قال: قال: أخوكم، قالوا: أنت أخو الشياطين. قال: أما ترضون منى ما رضى رسول الله. إنى جئته وكنت كافرًا، فشهدت أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله فقبل منى، وخلى عنى، فقتلوه (4) . حديثه فى ثانى المكيين، وثالث البصريين.
5881 - حدثنا إسماعيل، أنبأنا أيوب. عن حميد/ بن هلال. قال عبادة بن قرط: إنكم لتأتون أمورًا هى أدق فى أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الموبقات. قال: فذكرت ذلك لمحمد بن سيرين، فقال: صدق أرى جر الإزار منها، وذكر كلمةً تفرد به وإسناده حسن (5) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/162؛ والإصابة: 2/269؛ والاستيعاب: 2/451؛ والصواب عند أكثرهم عبادة بن قرص، وترجم له البخارى: عبادة بن قرص الليثى، وأورد خبرًا عن عبادة بن قرط. التاريخ الكبير: 6/93؛ وثقات ابن حبان: 3/303؛ وطبقات ابن سعد: 7/58.
(2) فى المخطوطة: «ليث بن عامر بن بكر» ، وليست فى المصادر السابقة.
(3) قال البخارى: إنه أقبل من الغزو، فكان بالأهواز يبيع أثوابًا. التاريخ الكبير.
(4) أخرجه البخارى فى ترجمته من التاريخ الكبير.
(5) من حديث عبادة بن قرط فى المسند: 5/79؛ وفى المسند: «فذكروا لمحمد - صلى الله عليه وسلم -» ، وهو واضح التصحيف، وما فى المخطوطة أدق. كما أن قوله: «وذكر كلمة» ليست فى نص المسند.
ولفظ المسند فى الجزء الثالث ص 740 ليس فيه هذا التصحيف ولكنه خال من العبارة الأخيرة أيضًا.(4/622)
(حديث آخر عنه)(4/623)
5882 - قال الطبرانى: المقدام بن داود، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا عدى ابن الفضل، عن يونس بن عبيدٍ، عن حميد بن هلال، عن عبادة بن قرط: أن رجلاً من المسلمين حمل على رجلٍ من الكفار، فطعنه بالرمح، فالتفت إليه، فقال: إنى مسلم فقتله، فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ أَنْ قَالَ إِنِّى مُسْلِمٌ؟» فقلت: يا رسول الله إنى طعنته بالرمح، قال: فأعرض عنى، وقال: «إِنَّ رَبِّى أَبَى عَلَىَّ فِيمَنْ قَتَلَ مُسْلِمًا» (1) .
928- (عبادة الزرقى: أبو عبادة - رضي الله عنه -) (2)
5883 - قال الطبرانى: فمن قال أبو عبادة قال اسمه سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن حارثة بن مالك بن عضب بن جشم بن الخزرج. بدرىّ.
ثم قال الطبرانى: حدثنا موسى بن هارون، حدثنا إبراهيم بن المنذر الخزاعى، حدثنا أنس بن عياض، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن يعلى بن عبد الرحمن: أن عبد الله بن عبادة (3) الزرقى أخبره: أنه كان
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه عدى بن الفضل التيمى، وهو متروك. مجمع الزوائد: 7/294.
(2) قال ابن الأثير: عبادة الزرقى، وقيل عباد، وقيل أبو عبادة، فإن كان أبا عبادة فاسمه سعد بن عثمان. . . إلخ، مع اختلاف فى بعض نسبه عما ذكره الطبرانى. أسد الغابة: 3/159؛ وترجم له ابن حجر فى الإصابة: 2/270؛ وقال ابن عبد البر: لا نرفع صحبته. الاستيعاب: 2/452؛ وقال ابن سعد: أبو عبادة: سعد بن عثمان بن خلدة. الطبقات الكبرى: 3/127؛ وأخرج البخارى خبر العصفور وقال: وكان عبادة من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم -. التاريخ الكبير: 6/93؛ وقال ابن حبان: له صحبة. الثقات: 3/304.
(3) فى مجمع الزوائد: عبادة بن الصامت.(4/623)
يصيد العصافير فى بئر إهاب- وكانت لهم- فرآنى عبادة، وقد أخذت عصفورًا، فانتزعه منى، فأرسله. وقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرَّمَ ما بين لابَتَيْهَا كما حرم إبراهيم مكة.
وكان عبادة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
قلت: قد تقدم هذا الحديث بعينه فى ترجمة عبد الله بن عبادة عند أحمد، وأخيه عبد الرحمن عند الطبرانى عن عبادة بن الصامت، فهو هو. لا أبو عبادة، وإنما اشتبه على الطبرانى-رحمه الله-، وقد ذكر شيخنا فى تهذيبه: عبادة الزرقى فى الصحابة، قال: روى عنه ابناه سعد وعبد الله، ورمز عليه البخارى فى الأدب (2) .
(عباد بن شرحبيل تقدم قبل عبادة، وهَهُنا أجودُ) (3)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه أحمد والبزار والطبرانى فى الكبير، وفيه عبد الله بن عباد الزرقى، ولم أجد من ترجمة، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 3/303، وفيه أنه قال: فرآنى عبادة بن الصامت.
(2) فى كشف الأستار أيضًا: عبادة بن الصامت من طريق عبد الله بن عباد الزرقى: 2/55، ولكن صيغ المصنف أن الخبر لعبادة الزرقى. ويراجع بشأنه التاريخ الكبير: 6/94؛ وتهذيب التهذيب: 5/114؛ وقد أخرجه البيهقى من حديث عبادة، وقال: وكان عبادة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. السنن الكبرى: 5/198.
(3) فى المخطوطة: «عبادة» وهو عند أحمد وأبى داود والنسائى وابن ماجه «عباد» وقد تقدمت ترجمته ص 507 من هذا الجزء.(4/624)
5884 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبى بشر: سمعت عبادة بن شرحبيل- وكان منا من بنى/ غُبَر-. قال: أصابتنا سنة فأتيت المدينة، فدخلت حائطًا من حيطانها، فأخذتُ سنبلاً ففركته، فأكلت منه، وحملت فى ثوبى، فجاء صاحب الحائط، فضربنى، وأخذ ثوبى، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «مَا عَلَّمْتَهُ إِذْ كَانَ جَاهلاً،(4/624)
وَلاَ أَطْعَمْتَهُ إِذْ كَانَ سَاغِبًا، أَوْ جَائِعًا» ، فرد على الثوب، وأمر لى بنصف وسق، أو وسق (1) .
وهذا أيضًا إسنادٌ حسن، رواه أبو داود، وابن ماجه من حديث شعبة، والنسائى من حديث سفيان بن حسين كلاهما: عن أبى بشر: جعفر بن إياس به، وقد تقدمت هذه الترجمة قبل عبادة (2) .
_________
(1) من حديث عباد بن شرحبيل فى المسند: 4/166.
(2) يرجع إلى تخريج الخبر عندهم ص 507 من هذا الجزء.(4/625)
929- (العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه -) (1) .
هو العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف [بن قصى] (2) ابن كلاب ابن مرة بن كعب بن لؤَىّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ابن كنانة بن خزيمة ابن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان: أبو الفضل القرشى الهاشمى، عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصِنْوُ أبيه أىْ شقيقه (3) ، وكان أصغر ولد أبيه، وأسن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثلاث سنين، وأمه نُتَيْلَةُ بنت جَنَاب بن كليب بن النمر بن قاسطٍ، وكانت أول عربية كست الكعبة الحرير، والديباج، لأنه كان قد ضاع العباس وهو صغير، فنذرت إن وجدته لتكسُوَنَّ الكعبة حريرًا، فلما وجدته فعلت ذلك.
وكانت إلى العباس السقاية، ويقال: وعمارة المسجد الحرام، وهى صيانته ممن يفعل فيه قبيحًا أو يتحدث فيه هجرًا وكان طويلاً جميلاً
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/164؛ والإصابة: 2/271؛ والاستيعاب: 3/94. والطبقات الكبرى: 4/1؛ والتاريخ الكبير: 7/2؛ وثقات ابن حبان: 3/288.
(2) استكمال من أسد الغابة ومن الطبقات الكبرى: 1/28.
(3) هكذا، والمعروف أن أم عبد الله بن عبد المطلب هى فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. وأم العباس نتيلة بنت جناب. الطبقات الكبرى: 1/34.(4/625)
أبيض بَضًّ جهورى الصوت يسمع نداؤه من تسعة أميال.
ولما بعث الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - آمن به أخوه حمزة، واستمر هو على شركه، ولكن كان من أكف الناس عنه، بل ما كان بعد ابى طالب أحنى عليه منه، وقد شهد بيعة العقبة مع الأنصار، وأكد العقد توثقة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونصرة له، واحتياطًا لأمره، وكان مع المشركين يوم بدر، فوقع فى الأسر، فقُيِّد، فبات يئن فلم ينم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسئل عما يمنعه من النوم، فذكر أنين العباس، فأطلق من القيد، وفودى بأربعة آلاف، وعن عقيل بن أبى/ طالب أربعة آلاف، قيل وعن ابن أخيه الآخر نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بأربعة آلاف أخرى، وقد رد الله عليه أضعافها بعد ذلك كما ذكرناه عند قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (1) ، قال العباس: لقد وجدت الأولى وإنى لأرجو الآخرة (2) .
وقد قيل: إنه كان مسلمًا يكتم إيمانه من قومه، والمشهور أنه إنما أسلم قبل الفتح، وشهد فتح مكة، وأسلم على [يديه] (3) أبو سفيان: صخر بن حرب ليلة الفتح.
وقد قال أبو يعلى: حدثنا شعيب بن سلمة بن قاسم الأنصارى من ولد [رفاعة ابن] رافع بن خديج، حدثنا أبو مصعب: إسماعيل بن قيس ابن زيد بن ثابت، حدثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: استأذن العباس بن عبد المطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الهجرة، فقال له: «يَا عَمُّ أَقِمْ
_________
(1) آية 70 سورة الأنفال، ويرجع إلى تفسير ابن كثير: 2/327، 328.
(2) يعنى بذلك المقرة. المرجع السابق.
(3) زيادة ليتصل السياق، وكانت فى المخطوطة: «وأسلم عليه» .(4/626)
مَكَانَكَ الَّذِى أَنَتَ بِهِ، فَإِنَّ الله يَخْتِمُ بِكَ الهِجْرَةَ كَمَا خَتَمَ بِى النَّبِيِّين» (1) ، وفى رواية: «مَقَامُك بِمَكَّةَ خَيْرٌ لَنَا» (2) لأنه كما ذكر غير واحد كان يكاتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأخبار قريش من حيث لا يشعرون، فكان مناصحًا للإسلام وأهله، ويشهد لذلك قصة الحجاج بن علاط لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر والقصة مشهورة (3) .
ولما أسلم حسُن إسلامه جدًا، واستمرت السقاية فى يده، ثم فى يد ولده، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلزمه، ويجله، ويعظمه ويحترمه. قال لعمر بن الخطاب: «أمَا شَعَرْتَ أَنَّ [عَمّ] الرجل صِنْوُ أَبِيهِ» .
وقال: «أما العباس فهى علىَّ ومِثْلُها» (4) . وقد كان استلف منه صدقة عامين.
وكان له بنون كثيرون: الفضل وبه كان يكنى، وعبد الله، وعبيد الله، وعبد الرحمن، والحارث، وكثير، وقُثَمٌ، وعَوْنٌ، ومعبد، وتمام.
منهم عبد الله ترجمان القرآن، وحبر العلوم، وبحرها، وجد الخلفاء العباسيين الذين تملكوا أزمة الأمور بعد الأمويين فى سنة ثنتين وثلاثين بعد أول المائتين، وأفضاله ومآثره كثرة جدًا، وقد استسقى به عمر بن الخطاب عام الرمادة فسقى الله عباده بدعاء عم نبيه وكان الصديق لا يرى رأيًا إلا وافقه عليه العباس، وكان إذا لقيه فى طريق ترجل له.
_________
(1) الخبر أخرجه أبو يعلى كما فى أسد الغابة: 3/165، وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) المرجع السابق.
(3) مجمل القصة أن الحجاج بن علاط أسلم وشهد مع النبى - صلى الله عليه وسلم - فتح خيبر، ثم ذهب إلى مكة ليجمع ماله متظاهرًا بأنه مازال على الكفر، وادعى أن المسلمين هزموا وأسر النبى - صلى الله عليه وسلم -، ففرح المشركون وحزن العبّاس، فأسر إليه الحجاج بالخبر. أسد الغابة: 1/457.
(4) الخبر أخرجه أحمد من حديث أبى هريرة بلفظ: «أما علمت.. .» : المسند: 2/322، وله تخريجات أخرى. جامع الأحاديث: 2/148.(4/627)
وكانت وفاته فى آخر خلافة عثمان قبل مقتله بقليل، وقد أضرّ قبل وفاته كما أضرّ أبوه/ عبد المطلب، وابنه عبد الله، ثم كانت وفاته بالمدينة يوم الجمعة لاثنتى عشرة ليلة خلت من رجب، وقيل من رمضان سنة ثنتين وثلاثين وقد جاوز الثمانين، ودُفن بالبقيع، والقبة على قبره وقبر الحسن ابن على معه مشهورة هنالك محترمة معظمة محمودة (1) فى سائر الممالك، رحمه الله وبل بالرحمة ثراه ورضى عنه وأرضاه.
_________
(1) غير واضحة فى المخطوطة: «ولعلها مقصودة....» ووضع القباب على القبور ليس من الإسلام فى شىء لقول النبى - صلى الله عليه وسلم -: ولا قبرًا إلى سويته، وموقف السلف فى هذا الأمر معروف.(4/628)
5885 - قال محمد بن إسحاق: حدثنى يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنى أبى، حدثنا ابن لهيعة، عن أبى الأسود، عن عروة بن الزبير، قال: كان العباس قد أسلم، وأقام على ساقيته، ولم يهاجر.
[روى] (1) عنه الأحنف بن قيس، وإسحاق بن عبد الله، وابنة تمام، وابن ابنه حصين بن تمام، ورفيع أبو العالية، وعامر بن سعد بن عباس أبى وقاص وعبد الله بن الحارث نوفل وعبد الله بن شداد وعبد الله بن عباس، وعبد الرحمن بن سابط، وعبد المطلب بن ربيعة، وابنه عبد الله ابن عباس، وعفيف الكندى، وابنه كثير بن عباس، وكريب مولى ابن عباس، ومالك بن أوس بن الحدثان، ومحمد بن كعب، والمطلب بن أبى وداعة، ونافع بن جبير بن مطعم، ويزيد بن الأصم، وأبو صالح مولى أم هانئ، وأبو ميسرة، وأم كلثوم، وأم الهادِ، وابن صهبان.
[الأحنف بن قيس عنه] (2)
5886 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا يحيى بن العلاء عن عمه:
_________
(1) زيادة يستلزمها السياق.
(2) زيادة يستلزمها السياق.(4/628)
شعيب بن خالد، حدثنى سماك بن حرب، عن عبد الله (1) بن عميرة، عن الأحنف بن قيس، عن عباس بن عبد المطلب، قال: كنا جلوسًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبطحاء فمرت سحابة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟» قال: قلنا: السحاب. قال: «وَالمُزْنُ» ، قلنا: والمزن. قال: «وَالْعَنَانُ» (2) ، قال: فسكتنا، فقال: «هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ والأرضِ؟» قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: «بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسمِائَةِ سَنَةٍ، [وَمِن كلِّ سَماءٍ إلى سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسمائة سَنَةٍ، وكنف كل سَماء خمسمائة سَنَةٍ] ، وفوق السَّماء السَّابِعَةِ بَحْرٌ بين أسفَلِهِ وَأَعْلاهُ كَمَا بَيْنَ السَّماءِ وَالأَرْضِ، [ثم فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانية أوعالٍ (3) بين رُكبهنّ وأَضلافِهِنَّ كما بينَ السماءِ والأرض] ، ثم فوق ذلك العرش بَيْنَ أَسْفَلِهِ وأَعْلاهُ كَمَا بَيْنَ السَّماءِ والأرضِ، والله فَوْقَ ذَلِكَ، وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أَعمالِ بَنِى آدَمَ شَىْءٌ» (4) .
_________
(1) فى المخطوطة: «عبيدة» ، والتصويب من المسند. وهو عبد الله بن عميرة كوفى روى عن الأحنف بن قيس عن العباس حديث المزن والعنان، رواه عنه سماك بن حرب قال البخارى: لا يعرف له سماع من الأحنف. تهذيب التهذيب: 5/344؛ والميزان: 2/469.
(2) العنان: السحاب. النهاية: 3/135.
(3) الأوعال: جمع وعل وهو تيس الجبل وأراد ملائكة على صورة أوعال. النهاية: 4/221.
(4) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/206.(4/629)
5887 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن الصباح البزار، ومحمد بن بكار، قالا: حدثنا الوليد بن أبى ثور، عن سماك بن حرب، عن عبد الله بن عميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب، / عن النبى - صلى الله عليه وسلم - نحوه (1) .
_________
(1) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/207.(4/629)
ورواه أبو داود، عن محمد بن الصباح به، ورواه ابن ماجه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الصباح به، ورواه أبو داود أيضًا، والترمذى من طريق، عن السماك ابن حرب به، وقال الترمذى: حسنٌ غريبٌ (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى السنن من طرقه فى (باب فى الجهمية) : سنن أبى داود: 4/231؛ وأخرجه الترمذى فى تفسير سورة الحاقة: صحيح الترمذى: 5/424؛ وأخرجه ابن ماجه فى المقدمة (باب ما أنكرت الجهمية) : سنن ابن ماجه: 1/69.(4/630)
5888 - قال ابن ماجه فى السنة: حدثنا محمد بن يحيى، عن إبراهيم بن موسى، حدثنا عباد بن العوام، عن عمر بن إبراهيم، عن قتادة، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَزَالُ أُمَّتِى عَلَى الْفِطْرَةِ مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِب حَتَّى تَشْتَبِكَ النُّجُومُ» (1) .
قال شيخنا: سُئل أحمد ين حنبل عن هذا الحديث. فقال: منكرٌ (2) .
(حديث آخر عَنْه عَنْه عنه)
5889 - رواه الطبرانى من حديث قيس بن الربيع، عن الحسن، عن الأحنف، عن العباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «طَهَّرَ الله الجَزِيرَةَ مِنَ الشِّرْكِ مَا لَمْ تُضِلّهُم النُّجُومُ» (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الصلاة، فى السنة كما ورد فىالمخطوطة (باب وقت صلاة المغرب) : سنن ابن ماجه: 1/225.
(2) تحفة الأشراف: 4/265.
(3) لفظ الهيثمى: «إن الله قد برأ هذه الجزيرة من الشرك إن لم تضلهم النجوم» . وقال: رواه أبو يعلى والبزار بنحوه، والطبرانى فى الأوسط، وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثورى وضعفه الناس، وبقية رجال أبى يعلى ثقات، وله طريق فى الأدب. مجمع الزوائد: 3/299، 10/54.(4/630)
(حديث آخر عنه عنه)(4/631)
5890 - رواه الطبرانى أيضًا من حديث بن إسحاق، عن الحسن بن دينار، عن الحسن، عن الأحنف، عن العباس، قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدى، فقال: «يَا عَبَّاسُ ثَلاثٌ لا يَدَعُهُنَّ قَوْمُكَ: الطَّعْنُ فى النَّسَبِ، والنِّيَاحَةُ والاسْتِمْطَارُ بِالأَنْوَاءِ» (1) .
(إسحاق بن عبد الله بن الحارث عنه)
5891 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن العباس بن عبد المطلب: أنه قال: يا رسول الله أترجو لأبى طالب؟ فقال: «وَجَدْتُهُ فى غَمَرَاتٍ مِنَ النَّارِ، فَاسْتَخْرَجْتُه إلى ضحضاح مِنْها» (2) .
وسيأتى هذا الحديث فى ترجمة ابنه عبد الله.
(تمام بن العباس عنه)
5892 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن محمد الخزاعى الأصبهانى، حدثنا محمد بن بكر الحضرمى، حدثنا ابن حفص الأبار: عمر بن عبد الرحمن، عن منصور ابن المعتمر، عن أبى على الصَّيْقَلِ (3) ، عن جعفر بن تمام، / عن أبيه، عن العباس بن عبد
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه الحسن بن دينار، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 3/13.
(2) الخبر رواه أبو يعلى من حديث جابر بن عبد الله، ونحوه فى الصحيحين. مجمع الزوائد: 9/416.
(3) أبو على الصيقل عن جعفر بن تمام. وروى عنه منصور والثورى. نسبه الأشجعى عن سفيان. التاريخ الكبير: 9/52.(4/631)
المطلب، قال: كانوا يدخلون على النبى - صلى الله عليه وسلم - ولم يتسوكوا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا لَكُم تَدْخُلُونَ عَلَىَّ قُلْحًا (1) فَاسْتَاكُوا، لَوْلا أنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِى لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمُ السِّواكَ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ» (2) .
ورواه الطبرانى أيضًا عن أحمد بن على البربهار، عن محمد بن سابقٍ، عن سنان، عن منصور به نحوه (3) .
(ابن تمام عن جده العبَّاس)
_________
(1) قلحا: القلح صفرة تعلو الأسنان ووسخ يركبها والرجل أقلح والجمع قلح. النهاية: 3/272.
(2) النص عند الهيثمى: عند كل طهور. رواه أحمد والطبرانى فى الكبير، واللفظ له. وفيه أبو على الصيقل، وهو مجهول. مجمع الزوائد: 1/221.
(3) المرجع السابق، غير أنه فيه: «كما فرضت عليهم الوضوء» .(4/632)
5893 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسى، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو داود الطيالسى، حدثنا ابن أبى ذئب، حدثنا جعفر بن تمام ابن العباس، عن جده، قال: نهانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوسم فى الوجه، قال العباس: لا أسِمُ فى آخر عظم يوسم الجاعرَتين (1) .
(رفيع أبو العالية عنه)
5894 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد، بن حنبل، حدثنى إبراهيم ابن الحجاج الشامى، حدثنا حماد بن سلمة، عن شعيب ابن الحبحاب، [عن أبى العالية] (2) : أن العباس بن عبد المطلب بَنَى
_________
(1) قال الهيثمى: رواه أبو يعلى والطبرانى، ورجالهما ثقات، وفى بعضهم خلاف. إلا أن جعفر ابن تمام بن العباس لم يسمع من جده. مجمع الزوائد: 8/109؛ والجاعرتان: اللحمتان يكتنفان أصل الذنب. النهاية: 1/164.
(2) إضافة لابد منها، وقد روى شعيب بن الحجاب عن أبى العالية. التاريخ الكبير: 4/216.(4/632)
غرفة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اهْدِمْهَا» ، [فقال: أهدمها] أو أتصدق بثمنها؟ فقال: «اهْدِمْهَا» (1) .
(عامر بن سعد بن أبى وقاص عنه)
_________
(1) قا الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وهو مرسل، ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 4/70.(4/633)
5895 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمدٍ، عن عامر بن سعد، عن العباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا سَجَدَ الرَّجُلُ سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ (1) : وَجْهِهِ، وكَفَّيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَقَدَمَيْهِ» (2) .
5896 - حدثنا عبد الرحمن (3) ، حدثنا عبد الله بن جعفر، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعدٍ، عن العباس بن عبد المطلب، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - بمثله (4) .
5897 - حدثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمى، عن عامر بن سعدٍ، عن العباس بن عبد المطلب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا سَجَدَ ابنُ آدَمَ سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ: وَجْهِهِ، وكَفَّيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَقَدَمَيْهِ» (5) .
5898 - حدثنا محمد بن إدريس- يعنى الشافعى-، أنبأنا عبد العزيز/ - يعنى بن الهاد-، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعدٍ،
_________
(1) آراب: أعضاء واحدها إرب بالكسر والسكون. النهاية.: 1/24.
(2) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/206.
(3) فى المخطوطة: «عبد الرزاق» ، وما أثبتناه من المسند.
(4) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/206.
(5) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/206.(4/633)
عن العباس بن عبد المطلب: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِىَ بِالله رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمحَمّدٍ - صلى الله عليه وسلم - نَبِيًّا [وَرَسُولاً] » (1) .
_________
(1) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/208، وما بين معكوفين استكمال منه، وهو من زيادات عبد الله بن أحمد على أبيه فى المسند.(4/634)
5899 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث بن سعدٍ، عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث من عامر بن سعد عن عباس ابن عبد المطلب: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِىَ بِالله رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمحَمّدٍ - صلى الله عليه وسلم - نَبِيًّا» (1) .
ورواه مسلم فى الإيمان عن محمد بن يحيى بن أبى عمر، وبشر بن الحكم، عن الدّراوَردى، عن ابن الهاد، ورواه الترمذى. عن قتيبة، عن الليث، عن ابن الهاد به (2) .
5900 - حدثنا قتيبة بن سعيدٍ، حدثنا بكر بن مضر القرشى (3) . عن بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعدٍ، عن العباس بن عبد المطلب: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِذَا سَجَدَ الْعَبْدُ سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ: وَجْهُهُ، وكَفَّاهُ، وَرُكْبَتَاهُ، وَقَدَمَاهُ» (4) .
_________
(1) المصدر السابق.
(2) الخبر أخرجاه فى الإيمان: مسلم فى (باب من رضى بالله ربًّا وذاق طعم الإيمان*: مسلم بشرح النووى: 1/207؛ والترمذى وقال: حسن صحيح. صحيح الترمذى: 5/14.
(3) فى المسند: «بكر بن نصر» : وما عند ابن كثير هو الصحيح، هو بكر بن مضر بن محمد روى عن يزيد بن الهاد وغيره. تهذيب التهذيب: 1/487.
(4) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/208.(4/634)
رواه مسلم، وأبو داود، والترمذى، والنسائى عن قتيبة به، ورواه النسائى أيضًا، وابن ماجه من حديث ابن الهاد (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
_________
(1) الخبر أخرجوه فى الصلاة: مسلم فى (باب أعضاء السجود والنهى عن كف الشعر والثوب) : مسلم بشرح النووى: 2/127، وأبو داود فى (باب أعضاء السجود) : سنن أبى داود: 1/235؛ والترمذى فى (باب ما جاء فى السجود على سبعة أعضاء) : صحيح الترمذى: 2/61، وقال: حسن صحيح؛ والنسائى فى (باب على كم السجود، وتفسير ذلك) : المجتبى: 2/164؛ وابن ماجه فى (باب السجود) : سنن ابن ماجه: 1/286.(4/635)
5901 - قال الطبرانى: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصى، حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا محمد بن حمير، عن ابن لهيعة، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعدٍ، عن العباس، قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوضع الكفين، ونصب القدمين فى الصلاة (1) .
(عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب)
5902 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الله ابن الحارث، عن العباس بن عبد المطلب: أنه قال: يا رسول الله عمك أبو طالب كان يحوطك، ويفعل، قال: «إِنَّهُ فى ضَحْضاحٍ (2) مِنَ النَّارِ وَلَوْلا أَنَا لَكَانَ فى الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ» (3) .
رواه مسلم عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن وكيعٍ، ومن طرق مع
_________
(1) الخبر أخرج البيهقى معناه عن عامر بن سعد عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا سجد العبد سجد معه سبع آراب ... » : السنن الكبرى: 2/101.
(2) الضحضاح: فى الأصل ما رق من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين فاستعاره للنار. النهاية: 3/13.
(3) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/206.(4/635)
البخارى عن سفيان وغيره، عن عبد الملك بن عمير به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المناقب (باب قصة أبى طالب) . وفى الأدب (باب كنية المشرك) . ومختصرًا فى الرقاق (باب صفة الجنة والنار) : فتح البارى: 7/193، 10/592، 11/419؛ ومسلم فى الإيمان (باب شفاعة النبى - صلى الله عليه وسلم - لأبى طالب) : مسلم بشرح النووى: 1/486.(4/636)
5903 - حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، حدثنا عبد الملك بن عمير، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عباس بن عبد المطلب. / قال: يا رسول الله هل نَفَعْتَ عمك (1) أبا طالب بشىءٍ فإنه [قد] كان يحوطك، ويغضب لك؟ قال: «نَعَمْ هُوَ فِى ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَكَانَ [هو] فى الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ» (2) .
5904 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا إسماعيل- يعنى ابن أبى خالد-، عن يزيد بن أبى زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن العباس ابن عبد المطلب، قال: قلت: يا رسول الله إن قريشًا إذا لقى بعضهم بعضًا لَقُوهم ببشر حسن، وإذا لَقُونا لَقُونا بوجوهٍ لا نعرفها، فقال: فغضب النبى - صلى الله عليه وسلم - غضبًا شديدًا، وقال: «وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لا يَدْخُلُ قَلْبُ رَجُلٍ الإيمانَ حتَّى يُحِبَّكُم لله وَلِرَسُولِهِ» (3) .
5905 - حدثنا جرير عن (4) يزيد بن أبى زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد المطلب بن ربيعة، قال: دخل العباس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنا لنخرج فنرى قريشًا تحدث، فذكر الحديث (5) .
_________
(1) «عمك» : ليست من لفظ المسند.
(2) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/210؛ وما بين معكوفات استكمال منه.
(3) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/207.
(4) فى المخطوطة: «جرير بن يزيد» ، والتصويب من المسند. يراجع تهذيب التهذيب: 2/75.
(5) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/207.(4/636)
ورواه الترمذى من حديث إسماعيل بن أبى خالد به، وقال: حسن، ورواه الترمذى من حديث الثورى، عن يزيد بن أبى زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن المطلب بن أبى وداعة، عن العباس، فذكره (1) وسيأتى من طريق أخرى عنه (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى من طريقيه فى المناقب (باب فضل النبى - صلى الله عليه وسلم - (: صحيح الترمذى: 5/584.
(2) يراجع تحفة الأشراف: 4/267.(4/637)
5906 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن سفيان، حدثنى عبد الملك بن عمير، حدثنا عبد الله بن الحارث، حدثنا العباس، قال: قلت للنبى - صلى الله عليه وسلم -: ما أغنيت عن عمك؟ فقد كان يحوطك، ويغضب لك، قال: «هُوَ فى ضَحْضَاحٍ من النَّارِ (1) وَلَوْلا أَنَا كانَ فى الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ» (2) .
5907 - حدثنا حسين بن على، عن زائدة، عن يزيد بن أبى زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن العباس، قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله غلمنى شيئًا أدعو به، فقال: «سَلِ الله الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةِ» ، قال: ثم أتيته مرة أخرى، فقلت: يا رسول الله علمنى شيئًا أدعو به، قال: فقال: «يَا عَبّاسُ يَا عَمَّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - سَلِ الله الْعَفْوَ والْعَافِيَةَ فى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» (3) .
ورواه الترمذى من حديث يزيد بن أبى زياد، وقال: حسنٌ صحيحٌ. قال: وعبد الله بن الحارث قد سمع من العباس (4) .
_________
(1) «من النار «: ليست فى نص أحمد.
(2) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/207.
(3) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/209.
(4) الخبر أخرجه الترمذى فى الدعوات (باب 85) : صحيح الترمذى: 5/534.(4/637)
(عبد الله بن شداد بن الهاد عنه) (1)
بحديث: / «أَنَّ قُرَيْشًا إذَا لَقِىَ بَعْضُهم بَعْضًا لَقُوهم بِبِشْرٍ» . الحديث.
_________
(1) غير واضحة بالأصول، يراجع تهذيب التهذيب: 5/251.(4/638)
5908 - رواه الطبرانى عن الحسين بن السَّمَيْدَعِ، عن موسى بن أيوب النصيبى، عن مروان بن معاوية، عن يحيى بن كثير الكاهلى، عن صالح بن حبان عنه (1) .
(عبد الله بن عباس عنه)
5909 - حدثنا عبد الله بن بكر، حدثنا حاتم [- يعنى ابن أبى صغيرة] (2) ، حدثنى بعض بنى عبد المطلب (3) ، قال: قدم علينا على ابن عبد الله بن عباس فى بعض تلك المواسم، قال: فسمعته يقول: حدثنى عبد الله بن عباس، عن أبيه العباس: أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: يا رسول الله أنا عمك كبرت سنى، واقترب أجلى، فعلمنى شيئًا ينفعنى الله به، قال: «يَا عبّاسُ أَنتَ عمّى ولا أُغْنِى عنك من الله شيئًا, وَلَكِنْ سَلْ رَبَّكَ العَفْوَ وَالْعافِيَةَ فى الدّنيا وَالآخِرَةِ» ، قالها ثلاثًا، ثم أتاه عند قرب الحول، فقال له مثل ذلك. تفرد به (4) .
5910 - حدثنا رَوْحٌ، حدثنا أبو يونس القشيرى: حاتم بن أبى صغيرة، حدثنى رجلٌ من بنى عبد المطلب، قال: قدم علينا علىُّ بن
_________
(1) يرجع إلى لفظه عند الهيثمى فى مجمع الزوائد، رواه عنه عبد الله بن جعفر. مجمع الزوائد: 1/88.
(2) زيادة من المسند، ويراجع تهذيب التهذيب: 2/130؛ وهو أبو يونس القشيرى.
(3) فىالمسند: «بنى المطلب» ، وسيأتى: عبد المطلب.
(4) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/206.(4/638)
عبد الله بن عباس فحضره بنو عبد المطلب، فقال: سمعت عبد الله بن عباس يحدث عن أبيه عباس بن عبد المطلب، قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت يا رسول الله أنا عمك قد كبرت سنى، فذكر معناه (1) .
_________
(1) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/206.(4/639)
5911 - حدثنا أبو سعيدٍ- وهو مولى بنى هاشم- (1) ، حدثنا قيس بن الربيع، حدثنى عبد الله بن أبى السفر، عن بن شرحبيل، عن بن عباس، عن العباس، قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعنده نساؤه، فاستترن منى [إلا] ميمونة، فقال: «لا يَبْقَى فى الْبَيْتِ أَحَدٌ شَهِدَ الله إلاَّ لُدَّ (2) إلاَّ أَنَّ يَمِينِى لَمْ تُصِبِ الْعَبَّاسَ» .
ثم قال: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّى بِالنَّاسِ» فقالت عائشة لحفصة: قولى له إن أبا بكرٍ رجلٌ إذا قام مقامك بكى، قال: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فصلى فوجد النبى - صلى الله عليه وسلم - خفة فجاء فنكص أبو بكرٍ، فأراد أن يتأخر فجلس إلى جنبه، ثم اقْتَرَأَ (3) .
5912 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا قيسٌ، حدثنا عبد الله بن أبى السفر، عن أرقم بن/شُرحبيل، عن بن عباس، عن العباس بن عبد المطلب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فى مرضه: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّى بِالنَّاسِ» ، فخرج أبو بكرٍ، فكبر، ووجد النبى - صلى الله عليه وسلم - راحة، فخرج يهادى (4) بين رَجُلَيْنِ، فلما رآه أبو بكرٍ تأخر، قال: فأشار إليه النبىُّ
_________
(1) الجملة الاعتراضية إضافة من ابن كثير للتعريف بأبى سعيد، واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصرى، نزيل مكة يلقب بجردقة. تهذيب التهذيب: 6/209.
(2) اللد: غير واضحة بالمخطوطة، وقال - صلى الله عليه وسلم - ذلك عقوبة لهم، لأنهم لدوه بغير إذنه. واللدود بالفتح من الأدوية ما يسقاه المريض فى أحد شدقيه. النهاية: 4/55.
(3) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/209.
(4) يهادى بين رجلين: يمشى بينهما معتمدًا عليهما من ضعفه وتمايله. النهاية: 4/244.(4/639)
- صلى الله عليه وسلم -: مَكَانَكَ، ثم جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنب أبى بكرٍ، فَاقْتَرَأَ من المكان الذى بلغ أبو بكرٍ من السورة (1) . تفرد به.
قال البخارى فى أيام الجاهلية: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قلت لأبى أسامة: حدثكم يحيى بن المهلب، حدثنا حُصين، عن عكرمة {وَكَأْساً دِهَاقاً} (2) ، قال: مَلأَى مُتتابعة.
وقال ابن عباس: سمعت أبى يقول فى الجاهلية: اسقنا كأسًا دِهَاقًا (3) .
(حديث آخر عنه عنه)
_________
(1) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/209.
(2) 34 سورة النبأ.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى مناقب الأنصار (باب أيام الجاهلية) ، كما ذكر ابن كثير: 7/148.(4/640)
5914 - قال أبو داود فى كتاب الخراج: حدثنا محمد بن عمرو الرازى، حدثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن العباس بن عبد الله بن معبد، عن بعض أهله، عن بن عباس، قال: لما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ الظَّهْرَانِ (1) ، قال العباس: قلت: والله لئن دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة عُنوة قبل أن يأتوه، فيستأمنوه إنه هلاك قريش، فجلست على بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت لَعَلِّى: أجدُ ذا حاجة يأتى [أهل] مكة، فيخبرهم بمكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيخرجوا إليه، فيستأمنوه، فإنى لأسير إذ سمعت كلام أبى سفيان، وبُديل بن ورقاء فقلت: يا أبا حنظلة، فعرف صوتى، فقال: أبو الفضل، قلت: نعم، قال: ما لك فداك أبى
_________
(1) مر الظهران: واد قرب مكة بها عيون كثيرة ونخيل لأسلم وهذيل وغاضرة. معجم البلدان: 4/63.(4/640)
وأمى؟ قلتُ: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والناس، قال: فما الحيلة، فركب خلفى، ورجع صاحبه، فلما أصبح غدوت به على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلم، وقلت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجلٌ يحب هذا الفخر، فاجعل له شيئًا، قال: «نَعَمْ مَنْ دَخَلَ دَارَ أبى سُفْيَانَ [فَهُوَ آمِنٌ] وَمَنْ أَغْلَقَ عَلَيْهِ دَارَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ» ، قال: فتفرق الناس إلى دُورهم، وإلى المسجد (1) ، وقد بسطنا هذه القصة فى الفتح من السيرة (2) .
(حديث آخر عنه عن ابن عباس عن أبيه)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى (باب ما جاء فى خبر مكة) ، وما بين معكوفات استكمال منه، سنن أبى داود: 3/162.
(2) يراجع كتاب البداية والنهاية للمؤلف.(4/641)
5915 - قال الطبرانى: حدثنا على بن عبد العزيز، [حدثنا] أبو غسان: مالك بن إسماعيل المهدى.
(ح) وحدثنا عمر بن حفص السدوسى، حدثنا عاصم بن على، قالا: حدثنا قيس بن الربيع، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، / عن ابن عباس، عن العباس بن عبد المطلب، قال: كنا ننقل الحجارة إلى البيت حين كانت قريش تبنى البيت، فانفردت قريش رجلان رجلان ينقلان الحجارة، وكانت النساء تنقل الشِّيِدَ (1) ، فكنت أنا ونبى الله - صلى الله عليه وسلم - ننقل الحجارة على رقابنا، وأُزُرُنَا تحت الحجارة، فإذا غشينا الناس اتَّزَرْنا.
فينما أنا أمشى، ومحمد أمامى ليس عليه إزار، وخر محمد فانبطح، فألقيت حجرى، وجئت أسعى، فإذا هو ينظر إلى السماء فوقه،
_________
(1) الشيد: كل ما طليت به الحائط من جص وغيره. النهاية: 2/244.(4/641)
فقلت: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَام، فأخذ إزاره، وقال: «نُهِيْتُ أَنْ أَمْشِىَ عُرْيانًا» . قال: فكنت أكتمها الناس مخافة أن يقولوا مجنون، حتى أظهر الله نُبوَّتَهُ (1) .
له شاهدٌ فى الصحيح (2) .
كما بسطناه فى السيرة عند بناء البيت قبل النبوة (3) .
ثم روى الطبرانى من حديث عمرو بن أبى قيسٍ، وشعيب بن خالد كل منهما عن سماك به مثله (4) .
(حديث آخر عنه عنه)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، والبزار بنحوه، وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثورى والطيالسى، وضعفه جماعة. مجمع الزوائد: 3/289.
(2) هو من حديث جابر بن عبد الله فى مناقب الأنصار (باب بنيان الكعبة) : فتح البارى: 7/145.
(3) يراجع كتاب البداية والنهايى للمؤلف.
(4) الخبر أخرجه الطبرانى من حديث أبى الطفيل، وروى أحمد طرفًا منه، وقال الهيثمى: رجالهما رجال لاصحيح، وأخرجه أيضًا من حديث العباس وقال: رواه الطبرانى فى الكبير والبزار بنحوه، وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثورى والطيالسى، وضعفه جماعة. مجمع الزوائد: 3/289.(4/642)
5916 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن ناجية، حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز، حدثنا عبد الله بن أبى بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال العباس: قلت: يا رسول الله ما رأيتُ أحدًا بعد أبى بكر أَوْمَى من قريشٍ الذين أسلموا بمكة يوم الفتح، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ فَقِّهْ قُرَيْشًا فى الدِّينِ، وأَذِقْهُمْ مِنْ يَوْمِى هَذَا إلى آخرِ الدَّهْرِ نَوَالاً، فَقَدْ أَذَقْتَهُمْ نَكَالاً» (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى، وفيه عبد الله بن شبيب، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 10/26.(4/642)
(حديث آخر عنه عنه)(4/643)
5917 - قال الطبرانى: حدثنا أبو زرعة: عبد الرحمن بن عمرو الدمشقى، حدثنا محمد بن الصلت الكوفى.
(ح) وحدثنا على بن عبد العزيز، حدثنا عبد الله بن رجاء الغدانى، وحدثنا عمر بن حفص السدوسى، حدثنا أبو بلال الأغبرى، قالوا: أنبأنا قيس بن الربيع، عن عبد الله بن أبى السفر، عن أرقم بن شرحبيل، عن عبد الله بن عباس، عن العباس بن عبد المطلب، قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو مريض وقد أغمى عليه، فاحتبس أزواجه منى إلا ميمونة بنت الحارث، فإذا أتوا له قسطًا فلدوه (1) ، فلما أفاق، قال: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ» ، فوجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإفاقة، فخرج معتمدًا على رجلين، فلما سمع أبو بكر حِسَّه نكص على عقبه، فأومأ إليه أن مكانك، فجلس إلى جنب أبى بكر، ثم قرأ من حيث انتهى/ أبو بكر إليه من السورة (2) .
(حديث آخر عنه، عن أبيه)
5918 - قال الطبرانى: حدثنا مطلب بن سعيد الأزدى، حدثنا بكر بن سهل الدمياطى، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنى الليث، عن إسحاق بن عبد الله ابن أبى فروة، عن أبان بن صالح، عن على بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن عباس بن عبد المطلب، قال: كنت يومًا فى المسجد فأقبل أبو جهل، فقال: إن لله على إن
_________
(1) القسط: عقار معروف فى الأدوية طيب الريح، واللدود: ما يسقاه المريض فى أحد شقى الفم، ولديدًا الفم جانباه. النهاية: 3/252، 4/55.
(2) قال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى والبزار باختصار كثير، وأبو يعلى أتم منهم. وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثورى، وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 5/181.(4/643)
رأيت محمدًا ساجدًا أن أطأ على رقبته، فخرجت حتى دخلت عليه، فأخبرته بقول أبى جهل، فخرج غضبان حتى جاء المسجد، فجعل أن يدخل من الباب فاقتحم الحائط، فقلت: هذا يوم شر، فاتزرت ثم اتبعته، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقرأ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (1) فلما بلغ شأن أبى جهل: {كَلاَّ إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} ، قال إنسان لأبى جهل: يا ابا الحكم هذا محمد، فقال أبو جهل: ألا ترون ما أرى؟ والله لقد سد أسدٌ أفق (2) السماء على، فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخر السورة سجد (3) .
(حديث آخر عنه عن أبيه)
_________
(1) سورة العلق.
(2) فى المرجع: «والله لقد سد أفق السماء على» .
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط، وفيه إسحاق بن أبى فروة، وهو متروك. مجمع الزوائد: 8/227.(4/644)
5919 - قال الطبرانى: حدثنا إدريس بن جعفر، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا ابن إسحاق عن ابن نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: كان العباس يقول: فِىَّ نزلت هذه الآية: [ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ] قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى} (1) حين أخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإسلامى، وسألته أن يحاسبنى بالعشرين أوقية التى أخذت (2) منى، فأبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأعطانى عشرين عبدًا تاجرًا (3) مع ما أرجو من مغفرة الله ورحمته (4) .
_________
(1) الآية 70 سورة الأنفال، وما بين معكوفين مثبت فى المرجع.
(2) عند الهيثمى: «التى وجدت معى» . وما عند ابن كثير أشبه، فقد فك أسره بها.
(3) عند الهيثمى: «عشرين عبدًا كلهم تاجر بمال فى يده» .
(4) قال الهيثمى فى الصحيح بعضه: رواه الطبرانى فى الأوسط والكبير، باختصار، ورجال الأوسط رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع. مجمع الزوائد: 7/28.(4/644)
(حديث آخر عن عبد الله بن عباس عن أبيه)(4/645)
5920 - قال الطبرانى بسنده إلى سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن عكرمة، عن بن عباس، عن العباس، قال: قلت لأعلمن ما بقاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فينا (1) . فقلت: يا رسول الله ألا تتخذ شيئًا إذا كنت عليه رآك الناس (2) ؟ فقال: «لا أَزَالُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ يَطَأُونَ عَقِبى، وَيُنازِِعُونِى رِدَائِى، وَيُصيبُنى غُبَارُهُم حَتَّى يَكُونَ الله هُوَ الَّذى يُرِيحُنِى مِنْهُمْ» (3) .
(حديث آخر عنه عنه)
5921 - قال الطبرانى: حدثنا جعفر بن محمد الفريابى، حدثنا يحيى بن موسى البلخى، حدثنا عمر بن هارون، حدثنا عثمان بن عطاء الخُراسانىّ. / عن أبيه، عن عطاء ابن أبى رباح، عن ابن عباس، عن العباس: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «عَيْنَانِ لاَ تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ فِى جَوْفِ اللَّيْلِ مِنْ خِيفَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فى سَبِيل الله» فى إسناده ضعفاء (4) .
(حديث آخر عنه عنه)
5922 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، حدثنا على بن الحكم الأزدى، حدثنا أبو مالك النخعى، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن سليمان بن غريب،
_________
(1) عند الهيثمى: «قلت لا أدرى ما بقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فينا» .
(2) العبارة عند الهيثمى والبزار: «لو اتخذت عريشًا يظلك» .
(3) قال الهيثمى: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح، مجمع الزوائد: 9/21؛ ويرجع إليه عند البزار فى كشف الأستار: 3/156.
(4) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه عثمان بن عطاء الخراسانى، وهو متروك، ووثقه دحيم. مجمع الزوائد: 5/288.(4/645)
عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ الله، وَهِىَ جُزْءٌ مِنْ ستَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبوَّةِ» فحدث به ابن عباس، فقال: قال العباس: قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «هِىَ جُزْءٌ مِنْ خَمْسينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ» (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
_________
(1) قال الهيثمى: حديث أبى هريرة فى الصحيح خاليًا من حديث العباس، رواه البزار والطبرانى فى الأوسط والكبير، وأبو يعلى شبيه المرفوع، ولكنه قال: «ستين جزءًا» . وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 7/172.(4/646)
5923 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهرى، حدثنا إسحاق بن سليمان الرازى، عن محمد بن أبى حميد، عن العباس بن سهل، قال: كنت أجالس ابن عباس، فقال: سمعت أبى يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَنْ [أَجْلس مِن] صًلاة الغَدَاةِ، وَأَذْكرَ الله حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ شَدٍّ عَلَى الخَيْلِ فى سَبيلِ الله حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ» (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
5924 - قال الطبرانى: حدثنا أبو الزنباع: روح بن الفرج، حدثنا يحيى بن سليمان الجعفى، حدثنا المحاربى، عن رشدين بن كريب، عن أبيه، عن بن عباس: سمعت أبى يقول: سمعت رسول الله
_________
(1) رواه البزار بنحوه، وقال الهيثمى: فى إسنادهما محمد بن أبى حميد، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 10/106؛ وقال البزار: إنما يرويه إسحاق، عن ابن أبى حميد، عن العباس بن سهل عن أبيه، ولا نعلم أحدًا تابع إسحاق على هذه الرواية. كشف الأستار: 4/17.(4/646)
- صلى الله عليه وسلم - يقول: «بَيْنَمَا رَجُلٌ فى حُلَّةٍ لَهُ يَنْظُرُ فى عِطْفَيْهِ إذَا خَسَفَ الله به الأرض، فَهُوَ يتجلجل (1) فيها إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» (2) .
(حديث آخر عنه عنه)
_________
(1) يتجلجل فيها: يغوص فيها حتى يخسف به، والجلجلة حركة مع صوت. النهاية: 1/170.
(2) الخبر أخرج نحوه الطبرانى من حديثه. جمع الجوامع: 1/1197.(4/647)
5925 - قال الطبرانى: حدثنا العباس بن حمدان الحنفى الأصبهانى، حدثنا محمد بن موسى القطان الواسطى، حدثنا موسى بن إسماعيل الجبلى، حدثنا عبد الله ابن المبارك، حدثنى جرير بن حازم، عن على بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، قال: قلت لأبى: يا أبه كيف أسرك أبو اليسر، ولو شئت لجعلته فى كفك؟ فقال: يا بنى لا تقل ذاك لقد لقيتنى وهو أعظم فى عينى من الخندمة (1) .
(عبد الرحمن بن سابط الجمحى عن العباس)
5926 - قال أبو داود فى كتاب الأدب: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا مروان بن معاوية، عن موسى الطحان (2) ، / حدثنا عبد الرحمن بن سابط، عن العباس ابن عبد المطلب: أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنا نريد
_________
(1) الخندق: جبل معروف عند مكة. النهاية: 2/3؛ قال الهيثمى: رواه الطبرانى والبزار وفيه على بن زيد، وهو سيئ الحفظ، وبقية رجاله وثقوا. مجمع الزوائد: 6/85؛ وقال البزار: لا نعلم له طريقًا عن العباس إلا هذا الطريق. كشف الأستار: 2/320.
(2) فى المخطوطة: «موسى بن الطحان» ، والتصويب من أبى داود وتحفة الأشراف: 4/269، وهو موسى بن مسلم الحذامى المعروف بموسى الصغير، روى عن عبد الرحمن بن سابط وغيره. تهذيب التهذيب: 10/372؛ والتاريخ الكبير: 7/296.(4/647)
[أن] نكنس زمزم، وإن فيها من هذه الجنان- يعنى الحيات الصغار- فأمر النبى - صلى الله عليه وسلم - بقتلهن (1) .
(عبد المطلب بن ربيعة عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى (باب فى قتل الحيات) : سنن أبى داود: 4/363، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/648)
5927 - حدثنا جرير بن عبد الحميد: أبو عبد الله، عن يزيد بن أبى زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن المطلب بن ربيعة، قال: دخل العباس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله إنا لنخرج، فنرى قريشًا تحدث، فإذا رأونا سكتوا، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ودر عرق بين عينيه، ثم قال: «والله لاَ يَدْخُلُ قَلْبُ امْرِئ إِيمانٌ حَتَّى يُحِبَّكم لله وَلِقَرَابَتِى» (1) .
كذا رواه الإمام أحمد فى مسند العباس، وإنما ذكره أصحاب الأطراف من طريق أبى عوانة، عن يزيد بن أبى زيادٍ، عن عبد الله بن الحارث، عن المطلب بن أبى ربيعة، فجعلوه من مسند المطلب كما سيأتى (2) .
(عبيد الله بن عباس عنه)
5928 - حدثنا أسباط بن محمد، حدثنا هشام بن سعدٍ، عن عبيد الله بن عباس [بن عبد المطلب- أخى عبد الله-] ، قال: كان للعباس ميزابٌ على طريق عمر بن الخطاب، فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة، وقد كان ذبح للعباس فرخان، فلما وافى الميزاب صُبَّ ماءٌ
_________
(1) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/207.
(2) سيأتى فى مسند المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، والخبر أخرجه الترمذى والنسائى من حديثه. تحفة الأشراف: 8/391.(4/648)
بدم الفرخين، فأصاب عمر فيه دم الفرخين، فأمر عمر بقلعه، ثم رجع عمر فطرح ثيابه، ولبس ثيابًا غير ثيابه، ثم جاء فصلى بالناس، فأتاه العباس، فقال: والله إنه للموضع الذى وضعه النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر للعباس: وأنا أعزم عليك لما صعدت على ظهرى حتى تضعه فى الموضع الذى وضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ففعل ذلك العباس، تفرد به (1) .
(عفيف الكندى عنه)
_________
(1) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/210، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/649)
5929 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، حدثنى يحيى بن أبى الأشعث (1) ، عن إسماعيل بن إياس بن عفيف الكندى، عن أبيه، عن جده، قال: كنت امراءًا تاجرًا، فقدمت الحج، فأتيت العباس بن عبد المطلب/ لأبتاع منع بعض التجارة، وكان امراءًا تاجرًا، فوا الله إنى عنده بمنى إذ خرج رجلٌ من خباء قريب منه، فنظر إلى الشمس، فلما رآها مالت قام يصلى، قال: ثم خرجت امرأة من ذلك الخباء الذى خرج من ذلك الرجل، فقامت خلفه تصلى، ثم خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخباء فقام معه يصلى، فقلت للعباس: من هذا يا عباس؟ فقال: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب: ابن أخى، قال: فقلت: من هذه المرأة؟ قال: هذه امرأته خديجة ابنة خويلد، قال: قلت: من هذا الفتى؟ قال: هذا على ابن أبى طالب: ابن عمه، قال: فقلت: ما هذا الذى يصنع؟ قال: يصلى، وهو يزعم أنه نبىٌ،
_________
(1) فى المسند: «ابن الأشعث» ، وما فى الأصول يوافق التاريخ الكبير: 8/261، قال: يحيى بن أبى الأشعث سمع إسماعيل بن إياس بن عفيف الكندى.(4/649)
ولم يتبعه على أمره إلى امرأته، وبن عمه هذا الفتى، وهو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى، وقيصر، قال: فكان عفيف- وهو ابن عم الأشعث بن قيس يقول- وأسلم بعد ذلك فحسن إسلامه-: لو كان الله رزقنى الإسلام يومئذ، فأكون ثالثًا مع على ابن أبى طالب. تفرد به (1) .
(ابنه كثير بن عباس عنه)
_________
(1) () من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/209.(4/650)
5930 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، أخبرنى كثير بن عباس بن عبد المطلب، عن أبيه العباس، قال: شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُنَيْنًا، قال: فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما معه إلا أنا، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فلزمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم نفارقه، وهو على بغلة شهباء- وربما قال معمر: بيضاء- أهداها له فروة بن نعامة الجذامى، فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين، وطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يركض بغلته قبل الكفار.
قال العباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكفها، وهو لا يألو ما أسرع نحو المشركين، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بغرز (1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَا عَبَّاسُ نَادِيَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ» (2) ، قال: وكنت رجلاً صيتًا، فقلت بأعلى صوتى: يا أصحاب السمرة، قال: فوا الله لكان عطفتهم حين سمعوا صوتى عطفة البقر على أولادها، / فقالوأ: يا لبيك يا لبيك، وأقبل المسلمون، فاقتتلوا هم والكفار، فنادت الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار، ثم قصرت الدعوات على بنى
_________
(1) الفرز: هو الكور مثل الركاب للسرج. النهاية: 3/158.
(2) السمرة: هى الشجرة التى كانت عندها بيعة الرضوان عام الحديبية. النهاية: 2/181.(4/650)
الحارث بن الخزرج، فنادوا: يا بنى الحارث بن الخزرج، قال: فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال: «هَذَا حِينَ حَمَى الوَطِيسُ» (1) ثم أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُصيات فرمى بهن وجوه الكفار، ثم قال: «انْهَزَمُوا وَرَبَّ الْكَعْبَةِ، انْهزمُوا وَرَبَّ الْكَعْبَةِ» ، قال: فذهبت أنظر، فإذا القتال على هيئته فيما أرى، فوا الله ما هو إلا أن رماهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحصياته، فما زلت أرى حدهم كليلاً، وأمرهم مدبرًا، حتى هزمهم الله تعالى. قال: وكأنى أنظر إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - يركض خلفهم على بغلته (2) .
_________
(1) الوطيس: شبه التنور، وقيل هو الضراب فى الحرب. قال الأصمعى: هو حجارة مدورة إذا حميت لم يقدر أحد يطؤها. ولم يسمع هذا الكلام قبل النبى - صلى الله عليه وسلم -، وهو من فصيح الكلام، عبّر به عن اشتباك الحرب وقيامها على ساق. النهاية: 4/220.
(2) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/207.(4/651)
5931 - حدثنا سفيان، سمعت الزهرى، مرة أو مرتين، فلم أخفظه عن كثير ابن عباس، عن العباس، قال: كان عباس، وأبو سفيان معه- يعنى النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: فخطبهم، وقال: «الآنَ حَمَى الوَطِيسُ» ، وقال: «نَادِ يَا أَصْحابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ» (1) .
ورواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن معمر ومن حديث يونس وسفيان بن عيينة كلهم: عن الزهرى به (2) .
(كُرَيْبُ: مولى ابن عباس عن العباس)
5932 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكى،
_________
(1) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/207.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى المغازى (باب غزوة حنين) : مسلم بشرح النووى: 4/400.(4/651)
حدثنا محمد بن أبى عمر العدنى، حدثنا مروان بن معاوية، حدثنا رشدين بن كريب، عن أبيه: أنه سمع العباس بن عبد المطلب، ومشى فى وفاة أبى لهب يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَقْبَلَ رَجُلٌ يَمْشِى فِى بُرْدَيْنِ لَهُ قَدْ أَسْبَلَ إزَارَهُ يَنْظُرُ فِى عِطْفَيْهِ يَتَبَخْتَرُ إذْ خَسَفَ الله بِهِ الأَرْضُ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» (1) .
(مالك بن أوس عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى عن العباس بن عبد المطلب كما فى جمع الجوامع: 1/1197.(4/652)
5933 - حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب، عن الزهرى، أخبرنى مالك بن أوس بن الحدثان النصرى: أن عمر [دعاه] ، فذكر الحديث.
قال: فبينما أنا عنده إذ جاء حاجبه: يرفأ، فقال: هل لك فى عثمان، وعبد الرحمن، والزبير، وسعدٍ يستأذنون، قال: نعم، فأدخلهم، فلبث قليلاً، ثم جاءه، فقال: هل لك/ فى علىّ وعباس يستأذنان، قال: نعم، فأذن لهما، فلما دخلا، قال عباس: يا أمير المؤمنين اقض بينى وبين هذا العلى، وهما يختصمان (1) فى الصوافى التى أفاء الله على رسوله من أموال بنى النضير، فقال الرهط: يا أمير المؤمنين اقض بينهما، وأرح أحدهما من الآخر.
قال عمر: اتئدوا أنشدكم الله الذى بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمون أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» يريد نفسه؟ قالوا: قد قال ذلك. فأقبل على علىّ وعلى العباس، فقال: أنشدكما بالله تعلمان أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك؟ قالا: نعم، قال: فإنِّى أحدثكم
_________
(1) فى الأصل: «يختلفان» ، والتعديل من المسند.(4/652)
عن هذا الأمر: إن الله خص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى هذا الفىء بشىء لم يعطه أحدًا غيره، فقال: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (1) فكانت هذه خاصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم والله ما احتازها دونكم، ولا أستأثر بها عليكم، لقد أعطاكموها، وبثها فيكم حتى بقى منها هذا المال، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقى فيجعله مجعل مال الله، فعمل بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حياته، ثم توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بكر: أنا ولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقبضه أبو بكر، فعمل فيه بما عمل فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (2) .
_________
(1) آية 6 سورة الحشر.
(2) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/208، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/653)
5934 - حدثنا يعقوب، حدثنا ابن أخى ابن شهاب، عن عمه محمد بن مسلم، أخبرنى مالك بن أوس بن الحدثان النصرى، فذكر الحديث.
قال: فبينا أنا جالس عنده أتاه حاجبه يرفأ، فقال لعمر: هل لك فى عثمان، وعبد الرحمن، وسعدٍ، والزبير يستأذنون؟ قال: نعم ائذن لهم، قال: فدخلوا، فسلموا وجلسوا، قال: ثم لبث يرفأ قليلاً، وقال لعمر: هل لك فى على، وعباس؟ فقال: نعم، فأذن لهما، فلما دخلا عليه جالسًا، فقال عباس: يا أمير المؤمنين اقض بينى وبين علىّ، فقال الرهط عثمان وأصحابه: اقض بينهما، وأرح أحدهما من الآخر، قال عمر: اتئدوا، فأنشدكم الله/ الذى بإذنه تقوم السماء والأرض هلى تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا نُورَثُ مَا تَرَكْنا صَدَقَةٌ» يريد بذلك رسول الله(4/653)
- صلى الله عليه وسلم - نفسه؟ قال الرهط: قد كان ذلك. قال: فأقبل عمر على علىّ والعباس، فقال: أنشدكما الله هل تعلمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قال ذلك؟ قالا: قد قال ذلك.
قال عمر: فإنى أحدثكم عن هذا الأمر: إن الله قد كان خص رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - فى هذا الفىء بشىءٍ لم يعطه أحدًا غيره، فقال: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ
مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ
يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (1) .
فكانت هذه الآية خاصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم والله ما احتازها ولا استأثر بها عليكم، لقد أعطاكموها، وبثها فيكم، حتى بقى منها هذا المال، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقى فيجعله مجعل مال الله، فعمل بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حياته، أنشدكم الله هل تعلمون ذلك؟ قالوا: نعم. قال لعلى وعباس: أنشدكما الله هل تعلمان ذلك؟ قالا: نعم.
ثم توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بكر: أنا ولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبضها أبو بكر، فعمل فيها بما عمل فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنتم حينئذٍ، - وأقبل على على وعباس- تزعمان أن أبا بكرٍ فيها كذا والله يعلم أنه لصادق، وبارٌ راشدٌ تابعٌ للحق (2) .
وهذا الحديث مخرج فى الصحيحين، وعند أهل السنن من حديث مالك بن أوسٍ، عن عمر بن الخطاب كما هو مقررٌ فى مسنده (3) .
_________
(1) آية 6 سورة الحشر.
(2) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/208.
(3) الخبر أخرجه البخارى، ومسلم، وأبو داود، والترمذى، والنسائى من حديث مالك ابن أوس بن الحدثان عن عمر بن الخطاب, تحفة الأشراف: 8/102.(4/654)
(محمد بن كعب القرظى عن العباس)(4/655)
5935 - قال ابن ماجه فى السنة: حدثنا بن طريف، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا الأعمش، عن أبى سبرة النخعى، عن محمد بن كعب، عن العباس بن عبد المطلب، قال: كنا نلقى النفر من قريش، وهم يتحدثون، فيقطعون حديثهم، فذكرنا ذلك للنبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «مَا بالُ أَقْوَامٍ يَتَحَدَّثُونَ، فَإِذَا رَأَوا الرَّجُلَ مِنْ أَهلِ بَيْتِى قَطَعُوا حَدِيثَهُم، والله لا يَدْخُلُ قَلْبُ رَجُل الإيمَانُ حَتَّى يُحِبُّهُم/ لله وَلِقَرَابَتِهِم مِنِّى» (1) .
(المطلب بن ابى وداعة عنه)
5936 - حدثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن يزيد بن أبى زيادٍ، عن عبد الله ابن الحارث بن نوفل، عن المطلب بن أبى وداعة، قال: قال العباس: بلغة - صلى الله عليه وسلم - بعض ما يقول الناس، قال: فصعد المنبر، فقال: «مَنْ أَنَا؟» فقالوا: أنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أَنَا محمدُ بنُ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ إِنّ الله خَلَقَ الْخَلْقَ، فَجَعَلَنِى فِى خَيْرِ خَلْقِهِ، وَجَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ، فَجَعَلَنِى فِى خَيْرِ فِرْقَةٍ، وَخَلَقَ الْقَبَائِلَ فَجَعَلَنِى فِى خَيْرِ قَبِيلَةٍ، وَجَعَلَهُم بُيُوتًا، فَجَعَلَنِى فِى خَيْرِهم بَيْتًا، فَأَنَا خَيْرُكُم بَيْتًا وَخَيْرُكُم نَفْسًا» .
تفرد به، وإسناده جيد وهو شاهد لما قبله (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى (فضل العباس بن عبد المطلب) : سنن ابن ماجه: 1/50؛ وفى الزوائد: رجال إسناده ثقات. إلا أنه قيل: رواية محمد بن كعب القرظى عن العباس مرسلة.
(2) () الخبر أخرج الترمذى مثيله، وأخرج أحمد نظيره بأتم من هذا عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب. مجمع الزوائد: 8/215.(4/655)
(يزيد بن الأصم عن العباس)(4/656)
5937 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن جعفر بن أعين المصرى، حدثنا علىّ ابن حرب الموصلى، حدثنا هارون بن عمران، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن العباس بن عبد المطلب، قال: رأيت فى المنام كأن الأرض تنزع إلى السماء بأشطان شداد، فقصصت ذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ذَاكَ وَفَاةُ ابْنِ أَخِيكَ» (1) .
(أبو ميسرة: مولى العباس عنه)
5938 - حدثنا عبيد بن أبى قرة (2) ، حدثنا ليث بن سعدٍ، أبى قبيل، عن أبى ميسرة. عن العباس، قال: كنت عند النبى - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فقال: «انْظُرْ هَلْ تَرَى فِى السَّمَاءِ مِنْ نَجْمٍ؟» قال: قلت: نعم. قال: «ما ترى؟» قلت: أرى الثريا. قال: أما إنه يلى هذه الأمة بعددها من صلبك: اثنين فى فتنة» . تفرد به ولا بأس بإسناده (3) .
وقد رواه الطبرانى عن عبد الله بن أحمد، عن يحيى بن سفيان، عن عبيد بن أبى قرة به.
قال ابن معين: عبيد هذا ما به بأس، وقال أبو حاتم الرازى: صدوق، وقال البخارى وابن عدى: لا يتابع على هذا الحديث.
_________
(1) قال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى، ورجالهما ثقات. مجمع الزوائد: 9/23. والشطن: الحبل والجمع أشطان. النهاية: 2/222.
(2) عبيد بن ابى قرة: عن الليث بن سعد، قال البخارى: لا يتابع فى حديثه فى قصة العباس، وقال ابن معين: ما به بأس، وقال يعقول بن شيبة: ثقة صدوق. ثم قال فى الميزان الخبر الآتى، وقال: رواه أحمد بن حنبل فى مسنده عنه. هذا باطل. الميزان: 3/22.
(3) من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/209.(4/656)
(نافع بن جبير بن مطعم، عن العباس يقدم على أبى ميسرة) /(4/657)
5939 - قال البخارى فى كتاب الجهاد: حدثنا أبو كريب (1) ، حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن نافع بن جبير، قال: سمعت العباس يقول للزبير: يا أبا عبد الله ها هنا أمرك النبى - صلى الله عليه وسلم - أن تركز الراية يوم فتح مكة (2) .
ورواه عن عبيد بن إسماعيل، عن أبى أمامة به، فى حديث طويل أوله عن غزوة [الفتح] (3) ، قال: «لَمَّا سَارَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح، فبلغ ذلك قريشًا» الحديث (4) .
هكذا ذكره شيخنا فى الأطراف جعله من مسند العباس.
وعندى: إن هذا ليس فيه رواية للعباس، فلماذا يذكر فى مسنده وأقرب ما يذكر فى مسند الزبير، لأنه روى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يركز الراية عند الحَجُونِ (5) .
(أبو صالح: مولى أم هانئ عنه)
5940 - قال الطبرانى: حدثنا أبو عمر الضرير: محمد بن عثمان ابن
سعيدٍ الكوفى، حدثنا أحمد بن سعيدٍ، حدثنا زهير بن معاوية، عن
_________
(1) أبو كريب: هو محمد بن العلاء بن كريب الهمدانى الكوفى، وقد قال البخارى: حدثنا محمد بن العلاء، يراجع تهذيب التهذيب: 9/385.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى (باب ما قيل فى لواء النبى - صلى الله عليه وسلم - (. وليس فى لفظ البخارى: «يا أبا عبد الله» . «يوم فتح مكة» وهما فى تحفة الأشراف. فتح البارى" 6/129.
(3) زيادة ليصح السياق.
(4) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى (باب أين ركز النبى - صلى الله عليه وسلم - الراية يوم الفتح) : فتح البارى: 8/5.
(5) جزء من الحديث السابق، فتح البارى: 8/6؛ ويراجع تحفة الأشراف: 4/270.(4/657)
ابن معاوية،
عن ابن أبى ليلى، عن رجل من أهل مكة، حدثنا أبو صالح: مولى أم هانئ،
عن العباس بن عبد المطلب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يطوف بالبيت، فاستسقى
وهو يطوف (1) .
(ابن صهبان عنه)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه رجل لم يسمّ. مجمع الزوائد: 3/246.(4/658)
5941 - قال ابن ماجه: حدثنا أبو كريب، عن رشدين بن سعدٍ، عن معاوية ابن صالح، عن معاذٍ بن محمد [الأنصارى] ، عن بن صهبان، عن العباس، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «لاَ قَوَدَ فى الْمَأْمُومَةِ، ولاَ الْجَائِفَةِ (1) ، ولاَ المُنَقِّلَةِ» (2) .
(أم كلثوم بنت العباس، عن أبيها)
5942 - روى الطبرانى من طريق الدراوردى، عن يزيد بن الهاد، عن محمد ابن إبراهيم، عن أم كلثوم بنت العباس، عن العباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا اقْشَعَرَّ جِلْدُ الْعَبْدِ مِنْ خَشْيَةِ الله، تَحَانَتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتُّ عَنِ الشَّجَرَةِ الْبَالِيَةِ وَرَقُهَا» (3) . /
_________
(1) المأمومة، والآمة: هما الشجة التى بلغت أم الرأس، وهى الجلدة التى تجمع الدماغ.
والجائفة: هى الطعنة التى تنفذ إلى الجوف.
والمنقلة: من الجراح ما ينقل العظم عن موضعه. النهاية: 1/43، 188.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الديات (باب ما لا قود فيه) ، وما بين معكوفين استكمال منه.
وقال فى الزوائد: فى إسناده رشدين بن سعد المصرى أبو الحجاج المهرى، ضعفه جماعة، واختلف فيه كلام أحمد: فمرة ضعفه، ومرة قال: أرجو أنه صالح الحديث.
(3) قال الهيثمى: رواه البزار، وفيه أم كلثوم بنت العباس، ولم أعرفها؛ وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 10/130.(4/658)
(ابنه الهاد عنه)(4/659)
5943 - روى الطبرانى: من طريق موسى بن عبيدة، عن محمد بن إبراهيم، عن بنت الهاد، عن العباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَظهر الدِّينُ حَتَّى يُجاوزَ البِحَارَ، وَحَتَّى تُخَاضَ البِحَارُ فى سبيل الله، ثم يأتى قَوْمٌ يَقْرَأُون القُرْآنَ، يَقُولُون: قَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ مَنْ أَقْرَأُ مِنّا؟ مَنْ أَفْقَهُ مِنّا؟ وَمَنْ أَعْلَمُ مِنّا؟» ثم التفت إلى أصحابه فقال: «هَلْ فى أُولئِكَ مِنْ خَيْرٍ» (1) .
930- (عباس بن مرداسٍ) (2)
ابن أبى عامر بن جارية بن عبد قيس بن رفاعة بن الحارث بن حيى بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور السلمى، ويقال غير ذلك فى نسبه:
أبو الهيثم، وقيل أبو الفضل. أسلم قبل الفتح بيسير، وقدم بقومه، وكانوا
ثلاثمائة، فأسلموا، وشهد الفتح، وحنينًا، وأكمل له - عليه السلام- مائة من
الإبل فى المؤلفة قلوبهم بعد شعر قاله مشهور (3) .
_________
(1) تمام الخبر: «فأولئك منكم، وأولئك من هذه الأمة، وأولئك هم وقود النار» من حديث العباس بن عبد المطلب عند الطبرانى كما فى جمع الجوامع. جامع الأحاديث: 8/110.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/168؛ والإصابة: 2/272؛ والاستيعاب: 3/101؛ والطبقات الكبرى: 4/15؛ والتاريخ الكبير: 7/2؛ وثقات ابن حبان: 3/288.
(3) يرجع إلى حديث رافع بن خديج، قال: أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية، وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابس: كل إنسان منهم مائة من الإبل، وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك، فقال عباس بن مرداس:
أتجعل نهبى ونهب العبيـ ... ـد بين عيينة والأقرع
فما كان بدر ولا حابس ... يفوقان مرداس فى مجمع
وما كنت دون امرئ منهما ... ومن تخفض اليوم لا يرفع
قال: فأتم له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة. أخرجه مسلم فى الزكاة: 3/103.(4/659)
وكان من الشجعان المشهورين والشعراء المذكورين؛ وقد حسن إسلامه جدًا، وكان ممن حرم الخمر على نفسه فى الجاهلية، فعوتب فى ذلك، فقال: ما كنت لأصبح رئيس قومى، وأمسى سفيهها، وما كنت لأدخل بطنى شيئًا يحول بينى وبين عقلى.
وكذلك حرمها فى الجاهلية أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وعثمان بن مظعون، وقيس بن عاصم، وعبد الرحمن بن عوف فى قولٍ. وقبل هؤلاء حرمها عبد المطلب بن هاشم، وعبد الله بن جدعان، وكان أول من حرمها فى الجاهلية على نفسه عامر بن الظرب العدوانى، وقيل: بل عفيف بن معد يكرب العبدىّ (1) .
وكان أبوه مرداس مصاحبًا لحرب بن أمية فهاما فى الأرض فقتلتهما الجن، وكان ممن هام وخرج على وجهه سائحًا مرداسٌ والد عباس هذا. وطالب بن أبى طالب، وسنان بن حارثة المرى.
وكان عباس بن مرداس نزل بادية البصرة، وقيل: إنه نزل دمشق، فابتنى بها دارًا، وحديثه فى رابع المكيين - رضي الله عنه -.
_________
(1) يراجع أسد الغابة: 3/169.(4/660)
5944 - حدثنا عبد الله، حدثنى إبراهيم بن الحجاج الناجى، حدثنا عبد القاهر بن السرى، حدثنى ابن لكنانة بن عباس بن مرداس، عن أبيه: أن أباه العباس/ ابن مرداس، حدثه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة، والرحمة، فأكثر الدعاء فأجابه الله أن (1) قد فعلت، وغفرت لأمتك إلا من ظلم بعضهم بعضًا (2) ، فقال: «يَا رَبِّ إِنَّكَ قَادِرٌ أَنْ تَغْفِرَ لِلظَّالِم، وَتُثِيبَ المَظْلُومَ مِنْ مَظْلَمَتِهِ» . فلم يكن [فى] تلك العشية إلا ذا.
_________
(1) فى المخطوطة «إنى» ، وما أثبتناه من المسند.
(2) فى المخطوطة: «لبعض» ، وما أثبتناه من المسند.(4/660)
فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة، فعاد (1) يدعو لأمته، فلم يلبث النبى - صلى الله عليه وسلم - أن تبسم، فقال بعض أصحابه: يا رسول الله بأبى أنت وأمى ضحكت فى ساعة لم [تكن] تضحك فيها، فما أضحككَ؟ أضحك الله سنَّكَ، قال: «تَبَسَّمْتُ مِنْ عَدُوِّ الله إبْليس حِينَ عَلِمَ أَنَّ اللهَ قَدِ اسْتَجَابَ لِى فِى أُمَّتِى، وَغَفَرَ لِلظَّالِمِ أَهْوَى يَدْعُو بِالْوَيْلِ والثُّبُورِ، وَيَحْثُو التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ، فَتَبَسَّمْتُ مِمَّا يَصْنَعُ جَزعه» (2) .
وقد رواه أبو داود فى الأدب عن عيسى بن إبراهيم البركى- قال أبو داود: وسمعته من أبى الوليد [الطيالسى] وأنا لحديث عيسى أضبط، ورواه ابن ماجه فى الحج عن أيوب بن محمد الهاشمى ثلاثتهم: عن عبد القاهر بن السرى.
قال ابن ماجه: عن عبد الله بن كنانة عن عباس بن مرداس، عن أبيه، عن جده.
وقال أبو داود فى روايته: ضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له أبو بكر وعمر: أضحك الله سنك الحديث بتمامه (3) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) فى المخطوطة: «فقال» ، وما أثبتناه من المسند.
(2) من حديث العباس بن مرداس السلمى فى المسند: 4/14، وما بين معكوفات استكمال منه؛ والخبر من زوائد عبد الله فى المسند؛ وأخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: 7/2؛ وضعفوه فى مسند أبى يعلى: 3/150.
(3) الخبر أخرجه أبو داود مختصرًا فى (باب فى الرجل يقول للرجل: أضحك الله سنك) : سنن ابى داود: 4/359؛ وأخرجه ابن ماجه بتمامه فى المناسك (باب الدعاء بعرفة) ؛ وفى الزوائد: فى إسناده عبد الله بن كنانة، قال البخارى: لم يصح حديثه، ولم أر من تكلم فيه بجرح ولا توثيق.(4/661)
5945 - قال الطبرانى: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصى، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا أبى، حدثنا عبد الله بن عبد(4/661)
العزيز، عن أخيه محمد بن عبد العزيز، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن ابن أنس السلمى، عن العباس بن مرداس، قال: كان إسلام العباس بن مرداس أنه كان بعمرة فى لقاح له نصف النهار إذ طلعت له نعامة بيضاء مثل القطن عليها راكب عليه ثياب بياض، مثل القطن، فقال لى: يا عباس بن مرداس: ألم تر أن السماء كفت أجراسها، وأن الحرب جرعت أنفاسها، وأن الخيل وضعت أحلاسها (1) ، وأن الذى نزل بالبر والهدى لفى يوم الاثنين ليلة الثلاثاء صاحب الناقة.
قال: فخرجت مرعوبًا قد راعنى ما سمعت، وما رأيت، حتى جئت وثنًا لنا كان يدعى الصِّماد، وكنا نعبده ويكلم من جوفه، فدخلت عليه (2) ، وكنست ما حوله، وقمت إليه (3) ، ثم تمسحت به، وقبَّلْتُه فإذا صائحٌ يصيح من جوفه: يا عباس ابن مرداس: /
قال: فخرجت مرعوبًا، حتى جئت قومى، فقصصت عليهم القصة، وأخبرتهم الخبر، فخرجت فى ثلاثمائة من قومى من بنى حارثة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخلنا المسجد، فلما رآنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبسم، ثم قال: «يَا عَبَّاسَ بنَ مِرْدَاسٍ كَيْفَ كَانَ إسْلامُكَ؟» فقصصت عليه
_________
(1) الأحلاس: جمع حلس، وهو الكساء الذى يلى ظهر البعير تحت القتب. النهاية: 1/249.
(2) لم ترد العبارة عند الهيثمى.
(3) لم ترد العبارة عند الهيثمى.(4/662)
القصة، فقال: «صَدَقْتَ» وسُرَّ بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأسلمت أنا وقومى (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثى، وضعفه الجمهور ووثقه سعيد بن منصور، وقال: كان مالك يرضاه، وبقية رجاله وثقوا. مجمع الزوائد: 8/246؛ وعبد الله بن عبد العزيز: قال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث، لا يشتغل به، ليس فى وزن من يشتغل بخطئه، عامة حديثه خطأ، لا أعلم له حديثًا مستقيمًا، يكتب حديثه؛ وقال البخارى: منكر الحديث؛ وقال ابن حبان: اختلط بأخرة، فكان يقلب الأسانيد ولا يعلم، ويرفع المراسيل فاستحق الترك. تهذيب التهذيب: 5/301.(4/663)
931- (عباس: مولى بنى هاشم) (1)
5946 - أدرك زمان النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم إلى المسجد، فرأى نخامة فى القبلة فحكها ثم لطخها بزعفران» (2) .
932- (عَبَايَةُ: أبُو قَيْسٍ) (3)
5947 - حدث عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فى الصوم، ذكره بعض المتأخرين فى الصحابة وقال: لا يصح.
روى حديثه الجُرَيْرِى، عن قيس بن عباية، عن أبيه، ولم يزد. هذه عبارة أبى نعيم، ومن خطه نقلت، ويعنى ببعض المتأخرين ابن مَنْده (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/170؛ والإصابة: 2/272.
(2) المرجعان السابقان.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/170، وقال: ذكر فى الصحابة، ولا يصح؛ والإصابة: 2/273.
(4) المرجعان السابقان.(4/663)
933- (عبد الأعلى بن عدى البهرانى) (1)
5948 - قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علىّ بن أبى طالب يوم غدير خُمّ فعمَّمَهُ، وأرخى عذبة العمامة من خلفه، ثم قال: «هَكَذَا فَاعْتَمُّوا، فَإِنَّ العَمَائِمَ سِيمَا الإسْلامِ، وَعِىَ حاجِزٌ بَيْنَ المُسْلِمينَ، والْمُشْرِكِينَ» .
رواه أبو نعيم، وأبو موسى من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن بسر الحُبْرَانى (2) .
(من اسمه عبد الله)
يأتى فى الجزء الخامس والثلاثين إن شاء الله تعالى.
فرغ من كتابته الفقير إلى الله تعالى عبد الله بن سعد الطرابلسى فى الثلث الأخير من ليلة الاثنين من شهر جماد الأول سادس عشر. وشاهد فى الوقت المرشد المنصورى قدّس الله روحه وبلّ بالرحمة ثراه، ورضى عنه وأرضاه غفر الله له، ولوالديه ولمالكه، ولمن كان السبب فى تأليفه، وكتابته، وجميع المسلمين آمين. يا رب العالمين وصلّ الله على سيدنا محمد النبى الأمى وعلى آله وسلَم.
بحمد الله وعونه
نبدأ إن شاء الله بترجمة
عبد الله بن أبى أحمد بن جحش الأسدى
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/171؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين: 3/128، وقال: تابعى أرسل حديثًا؛ فذكره محمد بن عثمان بن أبى شيبة فى الصحابة، نقله أبو نعيم وقال: لا تصح له صحبة؛ وقال البخارى: قاضى حمص عن ثوبان؛ وأورد عن يزيد بن عبد ربه أنه: مات سنة أربع ومائة، التاريخ الكبير: 6/72؛ وفى المخطوطة الاسم الأخير غير واضح، والتصويب من المراجع.
(2) يرجع إلى ترجمته فى أسد الغابة والإصابة؛ وإلى تهذيب التهذيب: 5/159 فى عبد الله
ابن بسر السكسكى الحيرانى، روى عن عبد الرحمن بن عدى البهرانى، وعنه إسماعيل بن
عياش.(4/664)
الجُزء الخامِس وَالثلاثون
من اسْمه عبد الله(5/7)
934- (عَبْدُ اللهِ بْنُ أبِى أَحْمَد بن جَحْشٍ الأْسَدِىُّ) (1) وُلِدَ فِى حَياةِ النبىَّ - صلى الله عليه وسلم -، وهُو سَمّاه عَبْدَ اللهِ.
5949 - قالَ أَبُو بَكْر بْنُ أَبِى عَاصِم: [حدّثنا] محمّدُ بنُ يَحْيى الذُّهْلى، حدّثنا يَعْقُوبُ بْنُ محمّدٍ، حدّثنا عبد العزيز بن عمران، عن مجمع بن يعقوب، عن حسين بن أبى لبابة، عن عبد الله بن أبى أحمد. قال: هاجرت أم كلثوم بنت عقبة ابن أبى معيط فى الهدنة، فخرج أخواها عمارة والوليد، حتى قدما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكلماه فيها أن يردها إليهما، فنقض الله العهد بينه وبين المشركين فى النساء خاصة، ومنعهن أن يرددن إلى المشركين، وأنزل آية الامتحان (2) .
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ الْأَخْرَم) (3)
تقدم من جهة أخية: سعد بن الأخرم ـ رضى الله عنهما ـ بمنه وكرمه.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/171. وأخرجه ابن حجر فى القسم الثانى من حرف العين، ونقل عن ابن سعد قوله: له رؤية. الإصابة: 3/57.
(2) آية الامتحان هى العاشرة من سورة الممتحنة: ويرجع إلى الخير فى أسد الغابة وفى تفسير ابن كثير: 4/350.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/171: والإصابة: 2/273.(5/7)
935- (عَبْدُ اللهِ بْنُ أَرْقَم) (1)
ابن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة الزهرى، كان من سادات الصحابة، وسروات المسلمين، قال عمر ـ - رضي الله عنه - ـ: ما رأيت أخشى لله منه، وأعطاه عثمان ثلاثمائة ألف على عمالة عملها، فأبى أن يقبلها، وقال: إنما عملت لله عز وجل، قد عمى قبل وفاته. حديثه فى ثالث المكيين.
5950 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة، أخبرنى أبى، عن عبد الله بن أرقم: أنه حج، فكان يصلى بأصحابه يؤذن، ويقيم، فأقام يوماً الصلاة، وقال: ليصل أحدكم، فإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِذا أَرَادَ أَحَدُكُم أَنْ يَذْهَبَ إلَى الْخَلاَءِ، وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَلْيَذْهَبْ إلَى الْخَلاَءِ» (2) .
5951 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام، حدثنى أبى، عن عبد (3) الله بن أرقم: أنه خرج من مكة، فكان يؤمهم، ويؤذن، ويقيم، فأقام يوماً الصلاة، فقال: ليُصل بكم رجل منكم، فإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ يَذْهَبُ إلَى الْخَلاَءِ، وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَلْيَذْهَبْ إلَى الْخَلاَءِ» (4) .
وزاد أهل السنن الأربعة من طرق عن زهير، وأبى معاوية، ومالك، وسفيان ابن عيينة، عن/ هشام بن عروة، وقال الترمذى:
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/172؛ والإصابة: 2/273؛ والإستيعاب: 2/260؛ والتاريخ الكبير: 5/32؛ وثقات ابن حبان: 3/218.
(2) من حديث عبد الله بن أرقم فى المسند: 3/483.
(3) فى المسند: «عبد الله بن سعيد عن هشام، قال: حدثنى أبى عبد الله بن أرقم» ، وما فى المخطوطة أدق.
(4) من حديث عبد الله بن أرقم فى المسند: 4/35.(5/8)
حسن صحيح، قال أبو داود: ورواه وهب [بنُ خَالِدٍ] ، وشعيب بن إسحاق وأبو ضمرة، عن هشام، عن أبيه، عن رجل [حَدَّثَهُ] عن عبد الله بن أرقم قال: والأكثر كما رواه زهير (1) .
وقال شيخنا المزى: ورواه عمران القطان، عن هشام، عن أبيه، عن ابن عمر قال: ورواه أبو معمر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة (2) .
((عَبْد اللهِ بْنُ أَسْعَدِ بْن زُرَارَةَ) (3)
عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فى الإسراء وعنه أبو كثير. ذكره ابن الأثير فى كتاب معرفة أسماء الصحابة (4) .
_________
(1) الخبر أخرجوه فى الطهارة إلا النسائى فأخرجه فى الصلاه: أبو داود فى (باب أيصلى الرجل
وهو حاقن؟) و.. بين معكوفات استكمال منه: سنن أبى داود: 1/22؛ والترمذى فى
(باب ما جاء إذا أقيمت الصلاة ووجد أحدكم الخلاء. فليبدأ بالخلاء) علق على الخبر بمثل
كلام أبى داود، صحيح الترمذى: 1/262؛ والنسائى فى (باب العذر فى ترك الجماعة) :
المجتبى: 2/85؛ وابن ماجه فى (باب ما جاء فى النهى للحاقن أن يصلى) : سنن ابن ماجه: 1/202.
(2) تحفة الأشراف: 4/272. والعبارة الأخيرة لم ترد فى موطنها.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/174؛ والإصابة: 2/274.
(4) الخبر أخرجه البزار كما فى كشف الأستر: 1/49.(5/9)
936- (عَبْدُ اللهِ بْنِ الأَْسْوَدِ السَّدُوسِى) (1)
له وفادة، وروى عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه دعا لهم فى نوع من تمرهم (2) يقال له الجذامى (3) .
5952 - رواه محمد بن عمرو عن أبيه، عن جده، عن أبيه:
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/175؛ والإصابة: 2/275؛ والإستيعاب: 2/265.
(2) الكلمة غير واضحة بالأصل، أثبتناها بالرجوع إلى الخبر.
(3) الجذامى: من تمر اليمامة قيل هو تمر أحمر اللون. النهاية: 1/152.(5/9)
عبد الله بن الأسود. رواه البزار فى مسنده. وقال: عبد الله بن الأسود لا نعلم روى إلا هذا (1) .
_________
(1) كشف الأستار: 3/335. وقال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى وفيه جماعة لم يعرفهم العلائى ولم أعرفهم. مجمع الزوائد: 5/40.(5/10)
937- (عَبْدُ اللهِ بْنُ أَقْرَم) (1)
ابن زيد الخزاعى: أبو معبد. حديثه فى رابع المكيين.
5953 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا داود بن قيس، عن عبيد الله ابن عبد الله بن أقرم، حدثنى أبى: أنه كان [مَعَ] أبيه بالقاع من نمرة، فمر بنا ركب فقال لى أبى: يا بنى كن فى بهمك (2) حتى آتى هؤلاء القوم فأسائلهم فدنا. ودنوت، فكنت أنظر إلى عفرتى (3) إبطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو ساجد (4) .
5954 - حدثنا وكيع، حدثنا داود بن قيس، عن عبيد الله بن عبد الله
ابن أقرم الخزاعى، عن أبيه. قال: كنت مع أبى [أَقرَم] بالقاع قال فمر بنا
ركب، فأناخوا بناحية الطريق، فقال لى أبى: يا بنى كن فى بهمك، حتى آتى هؤلاء القوم، فأسائلهم، وخرج فخرجت فى أثره. قال: فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فحضرت الصلاة، فصليت معه، فكنت أنظر إلى عفرتى إبطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
كلما سجد (5) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/176؛ والإصابة: 2/276؛ والإستيعاب: 2/264؛ والطبقات الكبرى: 4/133؛ والتاريخ الكبير: 5/32؛ وثقات ابن حبان: 3/242.
(2) بهمك: البهم جمع بهمة وهى ولد الضأن الذكر والأنثى، وجمع البهم بهام، وأولاد المعز سخال. فإذا اجتمعا أطلق عليهما البهم والبهام. النهاية: 1/102.
(3) العفرة: بياض ليس بالناصع، ولكن كلون عفر الأرض، وهو وجهها. النهاية: 3/108.
(4) من حديث عبد الله بن أرقم فى المسند: 4/35. وما بين معكوفين استكمال منه.
(5) من حديث عبد الله بن أرقم فى المسند: 4/35. وما بين معكوفين استكمال منه.(5/10)
5955 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا داود ـ يعنى ابن قيس ـ، قال: حدثنى عبيد الله بن عبد الله بن أقرم الخزاعى، قال: حدثنى أبى: أنه كان مع أبيه بالقاع من نمرة، قال: فمر بنا ركب، فأناخوا بناحية الطريق، فقال أبى: يا بنى كن فى بهمك حتى آتى هؤلاء الركب فأسائلهم. قال: دنا منهم ودنوت منه، وأقيمت الصلاة، فإذا فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصليت معهم، فكأنى أنظر إلى عفرتى إبطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد (1) .
ورواه الترمذى، والنسائى، وابن ماجه من حديث داود بن قيس، وقال الترمذى: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث داود بن قيس (2) .
938-[عبد الله بن أبى أُمية بن المغيرة المخزومىّ
أخو أم سلمة أم المؤمنين] (3)
5956 - تنبيه: وقع فى صحيح مسلم من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن أبى أمية: أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بيت أم سلمة فى ثوب واحد ملتحفاً به مخالفاً بين طرفيه (4) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن أرقم فى المسند: 4/35.
(2) الخبر أخرجوه فى الصلاة: الترمذى فى (باب ما جاء فى التجافى فى السجود) : صحيح الترمذى: 2/262. وفظ الترمذى: حسن وله يرد فى صحيحه ولا فى تحفة الأشراف لفظة: «غريب» ، تحفة الأشراف: 4/273؛ وأخرجه النسائى فى (باب صفة السجود) : المجتبى 2/168. وابن ماجة فى (باب السجود) : سنن ابن ماجه: 1/285.
(3) هذه الترجمة سقطت من الأصل، وقد أثبتناها مختصرة غاية الإختصار ويمكن للقارئ الرجوع إليها فى أسد الغابة: 3/177؛ والإصابة: 2/277؛ والاستيعاب: 2/262؛ والتاريخ الكبير.
(4) الذى بين أيدينا من صحيح مسلم أن الخبر عن هشام عن أبيه أن عمر بن أبى سلمة، ولم يرد فيه ذكر لعبد الله بن أبى أمية، كما لم يرد له ذكر فى تحفة الأشراف، ولكن كثيراً من الأئمة أثبتوا هذا الخبر عن عبد الله بن أبى أمية كما سيأتى. يراجع كتاب الصلاة (باب الصلاة فى ثوب واحد وصفة لبسه) : مسلم بشرح النووى: 2/150.(5/11)
وكذلك رواه ابن أبى الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن عبد الله ابن أبى أمية.
قال ابن الأثير: وصوابه عن عبد الله بن عبد الله بن أبى أمية، فإن عبد الله بن أبى أمية قتل مع النبى - صلى الله عليه وسلم - بالطائف رمى بسهم، وكان قد لقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو وأبو سفيان بن الحارث إلى بنيق العقاب بين مكة والمدينة. وهو ذاهب إلى فتح مكة، وهذا الذى نبة عليه ابن الأثير مليح ينبغى لأصحاب الأطراف أن ينبهوا عليه، والله أعلم (1) .
_________
(1) يراجع ابن الاثير فى الترجمة، والخبر أخرجه البزار من حديث عبد الله بن عبد الله بن أبى أمية، وقال البزار: لا نعلم روى ابن أبى أمية إلا هذا، كما فى كشف الأستار: 1/286.
وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفى إحدى طرقه عبد الرحمن بن أبى الزناد وهو ضعيف، ورواه البزار من هذا الوجه، لكنه قال: عبد الله بن عبد الله بن أبى أمية، وهو المعروف، وفى الأخرى محمد بن إسحاق، وهو ثقة مدلس، وقد عنعنه، وعبد الله بن أمية قتل يوم الطائف مع النبى - صلى الله عليه وسلم -، وفى المسند أن عروة بن الزبير سمعه من عبد الله بن أبى أمية، وقد غلط ابن عبد البر مسلم بن الحجاج فى كونه ذكر أن عروة روى عنه قال: إنما روى عنه عروة ابنه عبد الله [بن عبد الله] بن أبى أمية، ولا يصح له عندى صحبة لصغره. مجمع الزوائد: 2/48.(5/12)
939- (عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيسٍ بن أسعد بن حرام الجهنىّ) (1)
حديثه فى موضعين من ثالث المكيين - رضي الله عنه -.
5957 - حدثنا أنس بن عياض: أبو ضمرة، حدثنى الضحاك ابن عثمان، عن أبى النضر: مولى عمر بن عبيد الله، عن بسر بن سعيد، عن عبد الله بن أنيس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «رَأَيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وَأَرَانِى صَبِيحَتَها أَسْجُدُ فى مَاءٍ وَطينٍ» ، فمطرنا
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/179؛ والإصابة: 2/278.(5/12)
ليلة ثلاث وعشرين، فصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانصرف، وإن أثر الماء والطين على أنفه وجبهته (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن أنيس فى المسند: 3/495.(5/13)
5958 - ورواه مسلم عن سعيد بن عمرو الأشعثى وعلى بن خشرم كلاهما: عن أبى ضمرة: أنس بن عياض به (1) .
5959 - حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا همام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد المكى، عن عبد الله بن محمد بن عقيل: أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: بلغنى حديث عن رجل سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاشتريت بعيراً، ثم شددت عليه رحلى، فسرت إليه شهراً، حتى قدمت عليه بالشام، فإذا عبد الله بن أنيس، فقلت للبواب: قل له جابر على الباب، فقال: ابن عبد الله؟ قلت: نعم، فخرج يطأ ثوبه، فاعتنقنى، واعتنقته، فقلت: حديثاً بلغنى عنك أنك سمعته/ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى القصاص، فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه.
فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يَحْشُرُ اللهُ (2) عَزَّ وجَلَّ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ـ أوْ قَالَ الْعِبَاد ـ عُرَاةً غُرْلاً بُهْماً» (3) ،
قال: قلنا: ما بهما؟ قال: «لَيْسَ مَعَهُم شَىْءٌ، ثُمَّ يُنَاديهم بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنا الدَّيَّانُ لاَ يَنْبَغى لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى الصوم (باب فضل ليلة القدر والحث عليها) : مسلم بشرح النوم: 3/238 وما بين معكوفين من تحفة الأشراف: 4/274؛ وفى مسلم: سعيد بن عمرو بن سهل بن إسحاق ابن محمد بن الأشعث بن قيس الكندى.
(2) فى المسند: «يحشر الناس» .
(3) غرلا: جمع أغرل وهو الأقلف، والغُرلة القُلفة.
والبهم: جمع بهيم، وهو فى الأصل الذى لا يخالط لونه لون سواه يعنى ليس فيه شئ من العاهات والأعراض التى تكون فى الدنيا كالعمى والعور والعرج وغير ذلك، وإنما هى أجساد مصححة لخلود الأبد فى الجنة والنار. النهاية: 1/101، 3/159.(5/13)
النَّارَ وَلهُ عِنْدَ أَحَدٍ منْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقٌّ، حتىَّ أُقِصَّه (1) مِنْهُ، وَلاَ يَنْبَغى لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، ولَهُ عِنْدَ أَحدٍ منْ أَهْلِ النَّارِ حَقّ حتَّى (2) أُقِصّه مِنْهُ، حتَّى اللَّطْمَة» ، قال: قلنا: كيف وإنا إنما نأتى الله [عُراةً] غرلاً بهماً؟ قال: «بِالْحَسَناتِ وَالسَّيئَاتِ» . تفرد به أحمد (3) .
(الحَسَنُ بْنُ يَزيد بْن عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ عن جَدِّه) (4)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه فى سرية وحده.
_________
(1) يقال: أقصه الحاكم يقصه إذا مكنه من أخذ القصاص، وهو أن يفعل به مثل فعله من قتل أو قطع ونحو ذلك، والقصاص الإسم. النهاية: 3/258.
(2) فى المسند: «ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه» . وما فى المخطوطة أشبه.
(3) من حديث عبد الله بن أنيس فى المسند: 3/495. وما بين معكوفين استكمال منه.
(4) يراجع التاريخ الكبير: 8/287، فى ترجمة يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس.(5/14)
5960 - رواه الطبرانى عن زهير بن هاشم، عن الفضل بن مسعود، عن يحيى بن عبد الله، عن عمه الحسن بن يزيد به (1) .
5961 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، حدثنى معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهنى، عن أخيه: عبد الله بن عبد الله بن خبيب. قال: كان رجل فى زمان عمر بن الخطاب قد سأله فأعطاه، قال: جلس معنا عبد الله بن أنيس صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى مجلسه: فى مجلس جهينة. قال: فى رمضان. قال: قلنا له: يا أبا يحيى هل سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى هذه الليلة المباركة من
_________
(1) الخبر أخرجه أبو يعلى من طريق يحيى بن عبد الله عن الحسن بن يزيد عن عبد الله بن أنيس، وإسناده ضعيف، قال أبو زرعة: الحسن بن يزيد مجهول. مسند أبى يعلى: 2/204.(5/14)
شىء؟ قال: نعم، جلسنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى آخر هذا الشهر، فقلنا له: يا رسول الله متى نلتمس هذه الليلة المباركة؟ قال: «الْتَمِسُوهَا هَذِهِ اللَّيْلَةَ» . قال: وذلك (1) مساء ليلة ثلاث وعشرين، فقال له رجل من القوم: وهى إذن يا رسول الله أول ثمان؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّها لَيْسَتً بِأَوِّلِ ثَمَانٍ، وَلَكِنَّهَا أَوّلُ سَبْعٍ إِنَّ الشَهْرَ لاَ يَتِمُّ» (2) .
وقد روى أبو داود، من حديث محمد بن إسحاق، عن محمد ابن إبراهيم، عن ابن عبد الله بن أنيس الجهنى، عن أبيه. قال: قلت: يا رسول الله إن لى بادية أكون فيها، وأنا أصلى فيها بحمد الله، فمرنى بليلة أنزل فيها إلى هذا المسجد، فذكر نحو هذا (3) .
وروى أبو داود، والنسائى من طريق الزهرى قال أبو داود: عن ضمرة
ابن عبد الله بن أنيس، عن أبيه، وقال النسائى: عن الزهرى، عن عبد الله بن
كعب بن مالك، وعمرو بن عبد الله بن أنيس: أن عبد الله بن أنيس أخبرهما
فذكر نحوه (4) . /
_________
(1) فى المخطوطة: «وذلك أول ثمان» ، وليست من المسند.
(2) من حديث عبد الله بن أنيس فى المسند: 3/495.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة (باب فى ليلة القدر) : سنن أبى داود: 2/52.
(4) الخبر إخرجه أبو داود فى الصلاة فى الباب السابق، سنن أبى داود: 2/51؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/273.(5/15)
5962 - حدثنا هارون بن معروف - قال عبد الله: وسمعته أنا من هارون -، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثنا عمرو بن الحارث: أن موسى بن جبير حدثه: أن عبد الرحمن بن الحباب الأنصارى حدثه: أن عبد الله بن أنيس حدثه: أنهم تذاكروا هو وعمر ابن الخطاب يوماً الصدقة، فقال عمر: ألم تسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -(5/15)
ـ حين ذكر غلول الصدقة ـ: «أَنَّهُ مَنْ غَلَّ بَعِيرًا، أَوْ شَاةً أُتِىَ بِهِ يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟» قال عبد الله بن أنيس: بلى (1) .
ورواه ابن ماجه (2) .
وإنما ذكره أصحاب الأطراف فى ترجمة عبد الله بن أنيس عن عمر (3) .
(عَبْدُ الرَّحمن بْنُ أَبِى لَيْلَى عَنْه)
_________
(1) من حديث عبد الله بن أنيس فى المسند: 3/498.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الزكاه (باب ما جاء فى عمال الصدقة) ، وفى الزوائد: فى إسناده مقال: لأن موسى بن جبير ذكره ابن حبان فى الثقات، وقال: إنه يخطى، وقال الذهبى فى الكاشف: ثقة، ولم أر لغيرهما فيه كلاما، وعبد الله بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان فى الثقات. وباقى رجاله ثقات. سنن ابن ماجه: 1/579.
(3) ذكره المزى فى ترجمة عبد الله بن أنيس، وأحاله إلى ترجمة عمر بن الخطاب. تحفة الأشراف: 4/275، 8/36.(5/16)
5963 - قال الطبرانى: حدثنا على بن عبد العزيز، ومعاذ بن المثنى، ومحمد ابن محمد التمار، قالوا: محمد بن الصلت، حدثنى أبو الحسن، عن عبيد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن أنيس. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلى، فقمت عن يساره، فأخذنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقامنى عن يمينه، وعلى ثوب متمزق لا يوارينى، فجعلت كلما سجدت أمسكته بيدى مخافة أن تنكشف عورتى، وخلفى نساء، فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا لى بثوب، فكسانيه، وقال: «تَدَرَّعْ (1) بِخَلَقِكَ» (2) .
_________
(1) أدرع بالدرع، وتدرع بها، وأدرعها، وتدرعها: لبسها، اللسان: 2/1361. وواضح أنه عليه الصلاة والسلام أراد منه أن يلتف بها.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، ورجاله موثقون. مجمع الزوائد: 2/51.(5/16)
بسنده أيضا قال الطبرانى: أبو الحسن هذا متأخر كوفى روى عنه (1) .
[أَبو أُمامَة عَنْهُ]
_________
(1) فى العبارة سقط يظهر من الرواية الأخرى للحديث السابق، وإن كانت لم تذكر قصة الثوب: واقتصرت على إقامته على اليمين.
قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه أبو الحسن، روى عن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحباب، روى عنه سليمان بن كثير، ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 2/95.(5/17)
5964 - حدثنا عبد الله بن يونس، قال: حدثنا ليث، عن هشام بن سعد، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ التيمى، عن أبى أمامة الأنصارى، عن عبد الله ابن أنيس الجهنى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ الشِّركُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ، وَمَا حَلَفَ حَالِفٌ بِاللهِ يَمِيناً صَبْرًا، فَأَدْخَلَ فِيهَا مِثْلَ جَنَاحِ بَعُوضةٍ إِلاَّ جَعَلَهُ اللهُ نُكْتَةً فىِ قَلْبِهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» (1) . ورواه الترمذى فى التفسير عن عبد بن حميد، عن يونس بن محمد (2) .
5965 - حدثنا أبو سلمة الخزاعى، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر ـ يعنى المخرمى ـ، عن يزيد بن الهاد، عن أبى بكر بن جزء، عن عبد الله بن أنيس: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال لهم ـ وسألوه عن ليلة يتراءونها فى رمضان ـ قال: «لَيْلَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ» (3) .
ورواه الطبرانى من حديث الزهرى، عن ضمرة بن عبد الله بن
_________
(1) من حديث عبد الله بن أنيس فى المسند: 3/495.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى تفسير سورة النساء. وقال: حسن غريب. صحيح الترمذى: 5/236.
(3) من حديث عبد الله بن أنيس فى المسند: 3/495.(5/17)
أنيس، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن عبد الله بن أنيس، ومن حديث بلال بن عبد الله بن أنيس (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وإسناده حسن. مجمع الزوائد: 3/178؛ ويراجع التاريخ الكبير: 4/337، 2/108.(5/18)
5966 -[حدّثنا يعقوبُ، حدّثنا أَبِى، قال: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قال: حدّثنى محمّدُ بْنُ جَعْفَرَ بْنِ الزُّبَيْر، عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْس، عَنْ أَبِيِه. قال: دَعَانِى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إنَّهُ قَدْ بَلَغَنِى أَنَّ خَالِدَ ابْنَ سُفْيَانَ بْنِ نَبِيجٍ يَجْمعُ لِى النَّاسَ ليَغْزُوَنِى، وَهُوَ بِعُرُنَةَ، فَائْتِه فَاقْتُلْه» . قال: قلت: يا رسول الله انعته لى حتى أعرفه. قال: «إِذَا رَأَيْتَهُ وَجَدْتَ لَهُ قُشَعْرِيرَةً» (1) .
قال: فخرجت متوشحاً بسيفى، حتى وقعت عليه، وهو بعرنة مع ظعن (2) يرتاد لهن منزلاً، وحين كان وقت العصر، فلما رأيته وجدت ما وصف له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الاقشعريرة، فأقبلت نحوه، وخشيت أن يكون بينى وبينه محاولة تشغلنى عن الصلاة، فصليت وأنا أمشى نحوه، وأومى برأسى الركوع والسجود، فلما انتهيت إليه قال: من الرجل؟ قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل، فجاءك لهذا، قال: أجل أنا فى ذلك. قال: فمشيت معه شيئاً حتى إذا أمكننى حملت عليه بالسيف حتى قتلته، ثم خرجت، وتركت ظعائنه مكبات عليه، فلما قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرآنى، فقال: «أَفْلَحَ الْوَجْهُ» . قال: قلت: قتلته يا رسول الله. قال: «صَدَقْتَ» .
قال: ثم قام معى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخل فى بيته، فأعطانى عصا فقال: «أَمْسِكْ هَذِهِ عِنْدَك يا عبدَ اللهِ بْن أُنَيْسٍ» . قال: فخرجت
_________
(1) القشعريرة: الرعد. اللسان: 5/3638.
(2) الظعن: الفساد. النهاية: 3/54.(5/18)
بها على الناس، فقالوا: ما هذه العصا؟ قال: قلت: أعطانيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمرنى أن أمسكها. قالوا: أولا ترجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتسأله عن ذلك. قال: فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت:
يارسول الله لم أعطيتنى هذه العصا؟ قال: «آيَةٌ بَيْنى وَبَيْنَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنّ أَقَلَّ النَّاسِ الْمُتَخَصِّرُونَ (1) يَوْمّئِذٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» فقرنها عبد الله بسيفه، فلم تزل معه، حتى إذا مات أمر بها فصبت معه فى كفنه، ثم دفنا جميعاً (2) .
[وروى الطبرانى عن محمد بن كعب القرظى عنه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لىِ مِنْ خَالِدِ بْنِ نَبِيجٍ رَجُلٍ] مِنْ هُذَيلٍ» وهو يومئذ بعرنة. قلت: أنا يا رسول الله، فبعثه إليه، فذكر القصة كما تقدم، وذكر المختصر أيضاً (3) .
_________
(1) المتخصرة: ما يختصره الإنسان بيده من عصا أو عكزة أو مقرعة، أو قضيب يتكئ عليه. والمتخصرون يوم القيامة: أراد أنهم يأتون ومعهم أعمال لهم صالحة يتكئون عليها. النهاية: 1/296.
(2) سقط الخبر من المخطوطة، وقد أشار إليه المصنف بعد ذلك، مما يدل على أنه سقط من النساخ. وما أثبتناه من حديث أنيس بن عبد الله فى المسند: 3/496.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 6/204 وقد أخرج الخبر بطرق مختلفة فى بعضها متروكون. وما بين معكوفين استكمال من مجمع الزوائد.(5/19)
5967 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن إدريس، عن محمد ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن بعض ولد عبد الله ابن أنيس. عن أبى: عبد الله بن أنيس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه إلى خالد بن سفيان بن نبيج الهذلى ليقتله، وكان يجمع لقتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.(5/19)
قال: فأتيته بعرنة، وهو فى ظهر له وقد دخل وقت العصر، فخفت أن يكون بينى وبينه محاولة تشغلنى عن الصلاة، فصليت وأنا أمشى أومى إيماء، فلما انتهيت إليه فقلت كذا وكذا حتى ذكر الحديث، ثم أتى النبى - صلى الله عليه وسلم -، وأخبره بقتله إياه، وذكر الحديث (1) .
ورواه أبو داود عن أبى معمر، عن عبد الوارث، عن محمد بن إسحاق به نحوه أو مثله (2) .
وروى الطبرانى من طريق ابن لهيعة عن بكير (3) بن عبد الله بن الأشج سألت ضمرة بن عبد الله بن أنيس عن ليلة القدر، فقال: حدثنى أبى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «تَحَرَّوْهَا لَيْلَةَ ثَلاث وَعِشْرينَ» (4) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن أنيس فى المسند: 3/496.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة (باب صلاة الطالب) : سنن أبى داود: 2/18.
(3) فى المخطوطة: «بكر بن عبد الله بن يسار» : وإنما عنه بكير بن عبد الله بن الأشج وبكير بن مسمار. تهذيب التهذيب: 4/461.
(4) الخبر أخرجه مالك، وأحمد، وابن خزيمة، وأبو عوانة والطحاوى من حديث عبد الله بن أنيس. جمع الجوامع: 1/1274.(5/20)
5968 - وقال الطبرانى: حدثنا بكر بن أحمد بن فضيل البصرى، حدثنا إسحاق بن وهب العلاف، حدثنا يعقوب بن محمد الزهرى، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن إبراهيم بن أبى حبيبة، عن ابن كعب بن مالك، عن عبد الله بن أنيس الأنصارى. قال: ضرب المستنير بن رزام اليهودى وجهى بمخرش من شوحط (1) فشجنى منقلة
_________
(1) المخرش: خشبة معوجة الرأس كالصولجان. والشوحط: ضرب من شجر الجبال تتخذ منه القسى. النهاية: 1/288، 2/239.(5/20)
أو مأمومة (1) ، فأتيت بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكشف عنها وتفل فيها، فما آذانى منها شىء (2) .
فأما عبد الله بن أنيس والد عيسى بن عبد الله الأنصارى (3) وقيل: إنه زهرى، فقد فرق بينه وبين الجهنى على بن المدينى، وخليفة بن خياط، وغير واحد من الحفاظ، وزعم آخرون أنهما واحد، فالله أعلم.
وسواء كان هو أباه أو غيره، فهذا حديث لم يروه الإمام أحمد.
_________
(1) المنقلة: الشجة التى تخرج منها صغار العظام، وقيل التى تنقل العظم أى تكسره. والآمة: الشجة التى بلغت أم الرأس. النهاية: 1/43، 4/172.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه عبد العزيز بن عمران، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 8/298.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/180، وأشار إليه فى 3/178 واستقصى الخلاف بشأنه فى الإصابة: 2/278؛ والإستيعاب: 2/258؛ والتاريخ الكبير: 5/14؛ وثقات ابن حبان: 3/233.(5/21)
5969 - وهو ما أخرجه أبو داود والترمذى، من طريق عيسى ابن عبد الله عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا بإداوة يوم أحد فقال: «أخْنُثْ (1) فَمَ الإِدَاوَةَ» ، ثم شرب من فيها.
وقد اختلف أبو داود والترمذى فى إسناد هذا الحديث.
فرواه أبو داود فى الأشربة عن نصر بن على عن عبد الأعلى، عن عبيد الله ابن عمر، عن عيسى، عن أبيه به (2) .
_________
(1) اخنث: خنثت السقاء إذا ثنيت فمه إلى خارج، وشربت منه. وقبعته إذا ثنيته إلى داخل وفى بعض الأخبار أنه نهى عنه، وإنما نهى عنه لأنه ينتنها، فإن إدامة الشرب هكذا مما يغير ريحها. النهاية: 2/2.
(2) أخرجه أبو داود فى (باب اختناث الأسقية) وقال: عيسى بن عبد الله ـ رجل من الأنصار ـ عن أبية. سنن أبى داود: 3/337.(5/21)
ورواه الترمذى عن يحيى بن موسى، عن عبد الرزاق، عن عبد الله ابن عمر، عن عيسى، عن أبيه، فذكره، وقال: ليس إسناده بصحيح، وعبد الله العمرى/ ضعيف من قبل حفظه، ولا أدرى سمع من عيسى أم لا؟ (1) .
ورواه الطبرانى من طريق عبد الرزاق (2) .
ثم العجب العجب أن أبا عبيد الآجرى حكى عن أبى داود: أنه قال: الصحيح حديث عبد الرزاق، عن عبد الله بن عمر، ولا يعرف عن عبيد الله بن عمر.
فيقال له: فلم لم ترو الحديث من طريق عبد الله، وليس ذلك عندك محفوظ (3) .
_________
(1) () أخرجه الترمذى فى الأشربة أيضاً (باب ما جاء فى الرخصة فى اختناث الأسقية) : صحيح الترمذى: 3/305.
(2) لم أجده.
(3) تراجع تحفة الأشراف: 4/276. وأبو عبيد الآجر اسمه: محمد بن الحسين ابن عبد الله البغدادى. طبقات الحفاظ: 378.(5/22)
940- (عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِى أَوفى - رضي الله عنه -) (1)
واسم أبى أوفى علقمة بن خالد بن الحارث بن أبى أسيد بن رفاعة بن ثعلبة ابن هوازن بن أسلم الأسلمى: أبو معاوية، وقيل أبو إبراهيم، وقيل أبو محمد، له ولأبيه، ولأخيه زيد صحبة، وقد شهد بيعة الرضوان وخيبر، وحنيناً، وسكن الكوفة، وكان آخر من توفى بها من الصحابة سنة ست، وقيل سبعٍ وثمانين، وقد أضر بصره، وكان يخضب لحيته وضفيرتيه.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/182؛ والإصابة: 2/279؛ والإستيعاب: 2/264؛ والطبقات الكبرى: 4/36، 6/13؛ والتاريخ الكبير: 5/24؛ وثقات ابن حبان: 3/222.(5/22)
(إِبْرَاهِيمُ بنُ عَبدِ الرّحمن: أبو إسماعيل السَّكْسَكِىّ عَنْهُ)(5/23)
5970 - حدثنا يزيد، أنبأنا المسعودى، عن إبراهيم: أبى إسماعيل السكسكى، عن عبد الله بن أبى أوفى، قال: أتى رجل إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله إنى لا أقرأ القرآن، فمرنى بما يجزئنى منه، فقال له النبى - صلى الله عليه وسلم -: «قُلْ الْحَمْدُ للهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَلاَ إلهَ إلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ» . قال: فقالها الرَّجُلُ وقبض كفه، وعد خمساً مع إبهامه، قال: يا رسول الله هذا لله، فما لنفسى؟ قال: «قُلِ اللَّهُمَّ اغْفرْ لىِ، وَارْحَمْنِى، وَعَافِنِى، وَاهْدِنِى، وَارْزُقْنِى» . فقالها الرَّجُلُ، وقبض كفه الآخر، وعد خمساً مع إبهمامه، فانطلق الرَّجُلُ، وقد قبض كفيه جميعاً، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَدْ مَلأَ كَفَّيْهِ مِنَ الْخَيْرِ» (1) .
5971 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن يزيد: أبى خالد الدلانى، عن إبراهيم السكسكى، عن ابن أبى أوفى. قال: جاء رجل إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله إنى لا أستطيع أخذ شىءٍ من القرآن، فعلمنى ما يجزئنى، قال: «قُلْ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَةَ إلاَّ بِاللهِ» . قال: يا رسول الله هذا لله، فما لى؟ قال: «قُلِ اللَِّهُمَّ اغْفِرْ لىِ، وَارْحَمْنِى، وَعَافِنِى، وَاهْدِنِى، وَارْزُقْنِى» . ثم أدبر وهو ممسك كفيه. فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أَمَّا هّذَا فَقَدْ/ مَلأَ يَدَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ» .
قال مسعر: فسمعت هذا الحديث من إبراهيم السكسكى، عن ابن أبى أوفى. عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «وَثَبِّتْنِى فِيهِ غَيرى» (2) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/382.
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/353.(5/23)
5972 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا مسعر، عن إبراهيم السكسكى، عن ابن أبى أوفى، قال: أتى رجل إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنى لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئاً، فعلمنى شيئاً يجزئنى [من القرآن] . قال: «قُلْ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَةَ إلاَّ بِاللهِ» ، قال: فذهب، أو قام [أَوْ] نحو ذا. قال: هذا لله، فما لى؟ قال: «قُلِ اللَِّهُمَّ اغْفِرْ لىِ، وَارْحَمْنِى، وَعَافِنِى، وَاهْدِنِى، وَارْزُقْنِى، أَوْ ارْزُقْنِى، وَاهْدِنِى، وَعَافِنِى» .
قال مِسْعَرُ: وربما قال: استفهمت بعضه من أبى خالد يعنى الدلانى (1) .
ورواه النسائى من حديث مسعر به، وقال: إبراهيم السكسكى ليس بذاك القوى (2) .
ورواه الطبرانى من طرق إبراهيم بن عبد الرحمن، وقال فى رواية: فقبض الرجل على يديه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَدْ مَلأَ يَدَيْهِ مِنَ الخَيْرِ» .
قال سفيان: وكان حساب العرب كذلك (3) .
(حَديثٌ آخرُ عَنْهُ)
5973 - قال البخارى فى التفسير: حدثنى على بن أبى هاشم، سمع هشيماً، أنبأنا العوام بن حوشبٍ، عن إبراهيم بن عبد الرحمن،
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/356. وما بين معكوفات استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الصلاة (باب ما يجزئ من القراء لمن لا يحسن القرآن) : المجتبى: 2/110؛ وتراجع تحفة الأشراف: 4/277.
(3) الخبر أجره الحاكم، وقال صحيح على شرط البخارى، ووافقه الذهبى، والزيادة أخرجها عن أبى داود. مستدرك الحاكم: 1/241.(5/24)
عن عبد الله بن أبى أوفى: أن رَجُلاً أقام سلعة فى السوق، فحلف فيها لقد أعطى بها ما لم لم يعطه، لويقع [فِيها] رَجُلاً من المسلمين، فنزلت {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً} (1) إلى آخر الآية (2) .
(حديثٌ آخرُ عَنْهُ)
_________
(1) الآية77، سورة آل عمران.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى تفسير الآية. فتح البارى: 8/213، وما بين معكوفين استكمال منه.(5/25)
5974 - قال الطبرانى: حدثنا زكريا بن يحيى الساجى، حدثنا عبد الجبار بن العلاء، حدثنا سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن إبراهيم السكسكى، عن عبد الله بن أبى أوفى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ خِيَارَ عَبَادِ اللهِ الَّذيِنَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ والنُّجُومَ لِذِكْرِ اللهِ» (1) .
(حديثٌ آخرُ عَنْهُ)
5975 - قال: وحدثنا موسى بن هارون، حدثنا سهل بن عثمان، حدثنا حفص بن غياث، عن الحجاج بن أرطاة، عن إبراهيم السكسكى، عن بن أبى أوفى: أن ناساً من العرب قالوا: يا رسول الله أسلمنا ولم نقاتلك، وقاتلك بنو فلانٍ، فأنزل الله: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} (2) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والبزار، ورجاله موثقون، لكنه معلول. والخبر أخرجه ابن شاهين، وقال: غريب صحيح، والحاكم ورمز له السيوطى بالصحة، وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح، وعبد الجبار بن العطار ثقة، وقد احتج مسلم والبخارى بإبراهيم السكسكى، وإذا صح مثل هذه الاستقامة لم يضره توهين من أفسد إسناده.
فيض القدير: 2/448؛ جمع الجوامع: 1/2202؛ مستدرك الحاكم 1/51؛ مجمع الزوائد: 1/327.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط. وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو ثقة، ولكنه مدلس، وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 7/112.(5/25)
(إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلم الهَجْرِىُّ الكُوفِىّ عَنْهُ)(5/26)
5976 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا شعبة، عن إبراهيم الهجرى، عن عبد الله بن أبى أوفى ـ وكان من أصحاب الشجرة ـ فماتت ابنة له، وكان يتبع جنازتها على بغلة خلفها، فجعل النساء يبكين، / فقال: لا ترثين، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المراثى، فتقبض إحداكن من عبرتها ما شاءت، ثم كبر عليها أربعاً، ثم قام بعد الرابعة قدر ما بين التكبيرتين يدعو، ثم قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُ فى الجنازة هكذا (1) .
5977 - حدثنا على بن عاصم، أنبأنا الهجرى، قال: خرجت فى جنازة ابنة عبد الله بن أبى أوفى، وهو على بغلة له حَوَّاء ـ يعنى سوداء ـ قال: فجعلن النساء يقلن لقائده: قدمه أمام الجنازة، ففعل، قال: فسمعته يقول له: أين الجنازة؟ قال: فقال: خلفك. قال: ففعل ذلك مرة، أو مرتين، ثم قال: ألم أنهك أن تقدمنى أمام الجنازة؟ قال: فسمع امرأة تلتدم (2) ـ وقال مَرَّةً: ترثى ـ. فقال: مَهْ ألم أنهكن عن هذا: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينهى عن المراثى لتعض إحداكن من عبرتها ما شاءت، فلما وضعت الجنازة تقدم، فكبر عليها أربع تكبيرات، ثم قام هنية فسبح به بعض القوم، فانفتل، فقال: أكنتم ترون أنى أكبر الخامسة؟ قالوا: نعم. قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا كبر الرابعة قام هنية، فلما وضعت الجنازة قال: جلس، وجلسنا إليه.
فسئل عن لحوم الحمر الأهلية، فقال: تلقانا يوم خيبر حمر أهلية خارجاً
من القدية، فوقع الناس فيها، فذبحوها، فإن القدور لتغلى
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/356.
(2) تلتدم: تضرب وجهها. النهاية: 4/55.(5/26)
ببعضها نادى منادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أَهْرِيقُوهَا، فَأَهْرَقْنَاهَا، ورأيت على عبد الله مطرفاً (1) من
خز أخضر (2) .
وقد روى ابن ماجه، عن على بن محمد، عن عبد الرحمن بن محمد المحاربى عن إبراهيم الهجرى، عن عبد الله بن أبى أوفى قصة الصلاة على الجنازة، والتكبير أربعاً (3) .
وعن هشام بن عمار، عن سفيان بن عيينة، عن الهجرى، عنه: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المراثى (4) .
(إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِى خَالِدِ الْبَجَلِىّ الكُوفِىُ عَنْهُ)
_________
(1) المطرف: بكسر الميم وفتحها وضمها: الثوب الذى فى طرفيه علمان والميم زائد. النهاية: 3/36.
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/383.
(3) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الجنائز (باب ما جاء فى التكبير على الجنازة أربعاً) وفى الزوائد: فى إسناده الهجرى، واسمه إبراهيم بن مسلم الكوفى، ضعفه سفيان بن عيينة، ويحيى بن معين والنسائى وغيرهم. سنن ابن ماجه: 1/482.
(4) الخبر أخرجه ابن ماجه أيضاً فى الجنائز (باب ما جاء فى البكاء على الميت) وعلق عليه فى الزوائد بمثل سابقه. سنن ابن ماجه: 1/507.(5/27)
5978 - حدثنا وكيع، عن ابن أبى خالد، سمعت عبد الله بن أبى أوفى يقول: «قدمنا مع النبى - صلى الله عليه وسلم -، فطاف بالبيت، وسعى بين الصفا والمروة ـ يعنى فى العمرة ـ ونحن نستره من المشركين أن يؤذوه بشىء» (1) .
رواه البخارى وأبو داود، والنسائى، وابن ماجه من طرق عن إسماعيل بن أبى خالد به، نحوه (2) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/353.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الحج (باب من لم يدخل الكعبى) ، وفى العمرة (باب متى يحل المعتمر) ، وفى المغازى (باب غزوة الحديبية) و (باب عمرة القضاء) : فتح البارى: 3/467، 615، 7/457، 508؛ وأخرجه أبو داود فى المناسك (باب أمر الصفا والمروة) : سنن أبى داود: 2/182؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/279؛ وأخرجه ابن ماجه فى المناسك أيضاً (باب العمرة) : سنن ابن ماجه: 2/995.(5/27)
5979 - حدثنا وكيع ويعلى بن عبيد، حدثنا ابن أبى خالد ـ وهو إسماعيل ـ: / سمعت ابن أبى أوفى يقول: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الأحزاب قال: «اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، هَازِمَ الْأَحْزابِ، اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمُ» (1) .
رواه الجماعة إلا أبا داود (2) .
5980 - حدثنا وكيع بن أبى خالد، سمعت ابن أبى أوفى يقول: لو كان بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - نبى ما مات ابنه [إبراهيمُ] (3) .
وروى البخارى فى الأدب وابن ماجه فى الجنائز كلاهما: عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن محمد بن بشر، عن إسماعيل بن أبى خالد. قال: قلت لعبد الله ابن أبى أوفى: رأيت إبراهيم بن النبى
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/353.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الجهاد (باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة) و (باب كان النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس) و (باب لا تمنعوا لقاء العدو) ، وفى المغازى (باب غزوة الخندق) ، وفى الدعوات (باب الدعاء على المشركين) ، وفى التوحيد (باب قوله تعالى: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُون} : فتح البارى: 6/106، 120، 156، 7/406، 11/193، 13/462؛ وأخرجه مسلم فى المغازى) باب استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو) : مسلم بشرح النووى: 4/341؛ وأخرجه الترمذى فى الجهاد (باب ما جاء فى الدعاء عند القتال) وقال: حسن صحيح. صحيح الترمذى: 4/195؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/278؛ وابن ماجه فى الجهاد (باب القتال فى سبيل الله سبحانه وتعالى) : سنن ابن ماجه: 2/935.
(3) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/353. وما بين معكوفين استكمال منه.(5/28)
- صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم مات صغيراً [ولو قضى أن يكون بعد محمد - صلى الله عليه وسلم - نبى لعاش ابنه، ولكن لا نبى بعده] (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى (باب من سمى بأسماء الأنبياء) : صحيح البخارى بشرح فتح البارى: 10/577؛ وابن ماجه (باب ما جاء فى الصلاة على ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر وفاته) : سنن ابن ماجه: 1/484. وما بين معكوفين استكمال منهما.(5/29)
5981 - وروى الطبرانى عن جعفر بن محمد الفريابى، عن قتيبة، حدثنا عتاب بن محمد بن شوذب، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن عبد الله بن أبى أوفى. قال: [لما] مات إبراهيم بن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يُرْضَعُ بَقِيَّةَ رَضَاعِهِ فى الْجَنَّةِ» (1) .
5982 - حدثنا هشيم، أنبأنا إسماعيل بن أبى خالد. قال: قلت لعبد الله بن أبى أوفى صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيت فى عمرته؟ قال: لا (2) .
رواه البخارى، وأبو داود، عن مسدد، عن خالد بن عبد الله، ومسلم، عن شريح بن يونس، عن هشيم كلاهما: عن إسماعيل بن أبى خالد به (3) .
5983 - حدثنا ابن نمير ويعلى ـ المعنى ـ، قالا: أخبرنا إسماعيل، قال: قلتُ لعبد الله بن [أَبِى] أوفى: أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) الخبر أورده السيوطى فى جمع الجوامع، وقال: أخرجه أبو نعيم. جمع الجوامع: 2/340 مخطوط.
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/355.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى الحج (باب من لم يدخل الكعبة) : فتح البارى: 3/465، ومر تخريجه فى الصفحة السابقة؛ وأخرجه مسلم فى الحد أيضاً (باب استحباب دخول الكعبة للحاج وغيره) : مسلم بشرح النووى: 3/470؛ وأبو داود (باب أمر الصفا والمروة) : سنن أبى داود: 2/182.(5/29)
بشر خديجة؟ قال: [نعم] بشرها ببيت فى الجنة من قصبٍ، لا صخب فيه، ولا نصب.
قال يعلى: وقد قال مرة: «لاَ صَخَبَ أَوْ لاَ لَغْوَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ» (1) .
ورواه البخارى، ومسلم، والنسائى من طرق، عن إسماعيل به (2) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/355. وما بين معكوفات استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى العمرة (باب متى يحل المعتمر) ، وفى مناقب الأنصار (باب تزويج النبى - صلى الله عليه وسلم - خديجة وفضلها) : فتح البارى: 3/615، 7/133؛ وأخرجه مسلم فى الفضائل (باب من فضائل خديجة أم المؤمنين ـ رضى الله عنها ـ) : مسلم بشرح النووى: 5/292؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/280.(5/30)
5984 - حدثنا يعلى، حدثنا إسماعيل، سمعت عبد الله بن أبى أوفى يقول: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين اعتمر، فطاف، وطفنا معه، وصلى وصلينا معه، وسعى (1) بين الصفا [والمروة] وكنا نستره من أهل مكة لا يصيبه أحد بشىءٍ (2) .
5985 - حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا إسماعيل بن أبى خالد. قال: قلت لعبد الله بن أبى [أَوْفَى] : أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشر خديجة؟ قال: نعم ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب (3) .
5986 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل ـ[يعنى ابن] أبى خالد ـ. قال: قلت لعبد الله بن أبى أوفى: هل بشر رسول الله
_________
(1) فى المخطوطة: «وسعينا» والتصويب من المسند.
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/355. وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/356. وما بين معكوفين استكمال منه.(5/30)
- صلى الله عليه وسلم - خديجة؟ قال: نعم بشرها ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب (1) . /
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/381. وما بين معكوفين استكمال منه.(5/31)
5987 - حدثنا يحيى، عن إسماعيل، حدثنا عبد الله بن أبى أوفى. قال: اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فطاف بالبيت، ثم خرج، فطاف بين الصفا والمروة، وجعلنا نستره من أهل مكة أن يرمية أحد أو يصيبه بشىء، فسمعته يدعو على الأحزاب يقول: «اللَّهُمَّ مُنِّزِلَ الْكِتابِ، سَرِيعَ الحِسَابِ، هَازِمَ الأَحْزَابِ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُم» (1) .
روى الجماعة من طريق إسماعيل دعاءه على الأحزاب (2) .
5988 - وقال الطبرانى: حدثنا عبدان بن أحمد، حدثنا شباب العصفرى، حدثنا زياد بن عبد الله، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن عبد الله بن أبى أوفى. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسعى، ويمشى بين الركنين، وكان يكبر على الصفا والمروة ثلاثة أسابيع إحدى وعشرين تكبيرة (3) .
5989 - وروى من حديث سويد، عن إسماعيل، عن عبد الله ابن أبى أوفى: اعتمرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فطاف بالبيت سبعاً، وصلى خلف المقام ركعتين. ثم خرج إلى الصفا والمروة، فسعى بينهما، ثم حلق رأسه وحل (4) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/381.
(2) رواه الجماعة إلا أبا داود كما مر تحقيقه ص27.
(3) ثلاثة أسابيع: يقال طاف بالبيت أسبوعاً: أى سبع مرات، النهاية: 2/144. والخبر أخرجه البيهقى بنحوه فى السنن الكبرى: 5/102.
(4) الخبر أخرجه بسنده البيهقى، وليس فيه لفظة: «وحل» . السنن الكبرى: 5/102.(5/31)
(حَديثٌ آخَرُ)(5/32)
5990 - قال الطبرانى: حدثنا سعيد بن محمد بن المغيرة الواسطى، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا يزيد بن عطاء، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن عبد الله بن أبى أوفى. قال: إنما جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الحج والعمرة لأنه علم أنه لا يحج بعد ذلك العام (1) .
(حَديثٌ آخَرُ)
5991 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن العباس بن الأخرم الأصبهانى، حدثنا الفضل بن يعقوب ارخامى، حدثنا عبد الله بن جعفر البرقى، حدثنا عيسى بن يونس، عن إسماعيل بن أبى خالد: سمعت عبد الله بن أبى أوفى يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنِّى لأَرْجُو أَنْ لاَ يَدْخُلَ رَجُلٌ جَازَ الْعَقَبَةَ النَّارَ» (2) .
(حَديثٌ آخَرُ)
5992 - قال: وحدثنا عبدان بن أحمد، حدثنا أحمد بن محمد ابن نيزك، حدثنا محمد بن كثير، عن إسماعيل، عن ابن أبى أوفى، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ صَدَقَةٌ» (3) .
_________
(1) العبارة فى الأصل: «علم أنه لم يكن حاجاً» . والتعديل من الهيثمى، وقال: رواه البزار والطبرانى فى الكبير والأوسط، وفيه يزيد بن عطاء، وثقه أحمد وغيره، وفيه كلام. مجمع الزوائد: 3/236.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزار بنحوه. مجمع الزوائد: 9/160.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط والكبير. وفيه محمد بن كثير الكوفى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 3/120.(5/32)
(حَديثٌ آخَرُ)(5/33)
5993 - قال: وحدثنا أسلم بن سهل، حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا عبيد ابن القاسم، عن إسماعيل، عن ابن أبى أوفى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « [الْوَلاَءُ لُحْمَةٌ] كلُحْمَةِ النَّسَب لاَ يُبَاعُ وَلاَ يُوهَبُ» (1) .
(حَديثٌ آخَرُ)
5994 - بهذا الإسناد: كان أحب الصِّبَاغِ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصُّفرَةِ (2) .
وذكر حديثاً آخر فى فضل على والشيخين وعثمان وابن عوف وطلحة والزبير فيه نكارة شديدة (3) .
(الحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَة عَنْهُ)
5995 - قال ابن ماجه: حدثنا عثمان بن أبى شيبة ـ ورواه الطبرانى من طريقه ـ، حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرواسى، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن الحكم، وسلمة بن كهيل: أنهما سألا عبد الله بن أبى أوفى عن التيمم. فقال: أمر النبى - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى وفيه عبيد بن القاسم، وهو كذاب، مجمع الزوائد: 4/231. وما بين معكوفين استكمال منه ومن الجامع الصغير. فيض القدير: 6/377.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه عبيد بن القاسم، وهو كذاب متروك. مجمع الزوائد: 5/129.
(3) الخبر أخرجه ابن عساكر. جمع الجوامع: 2/430 مخطوط.
وأخرجه البزار بلفظ: «إنى أريت اليوم منازلكم فى الجنة ... إلخ» وهو خبر فيه طول. وقال الهيثمى: هذا الذى فى حق عبد الرحمن بن عون لا يصح، وعمار بن سيف منكر الحديث، ولكن البزار وثق رجاله أو مشاهم. فعقب عليه بقوله: البزار يتساهل فى التوثيق، وهذا الحديث ضعيف. كشف الأستار: 3/218.(5/33)
عمار بن ياسر أن يفعل هكذا، وضرب بيديه إلى الأرض، ثم نفضهما، ومسح على وجهه.
قال الحَكَم: ويديه، وقال سلمة: ومرفقية (1) .
(دَلْهَمُ عَنْهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى التيمم (باب ما جاء فى التيمم ضربة واحدة) وفى الزوائد: إسناده ضعيف، فيه ابن أبى ليلى، واسمه محمد بن عبد الرحمن فضعفه من قبل حفظه. سنن ابن ماجه: 1/189.(5/34)
5996 - أن منادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نادى: «يا أيها الناس ألا إن الله حرم الخمر عليكم» ثلاث مرات.
زاد الطبرانى عن يحيى بن صالح عن عثمان عن أصبغ بن الفرج، عن عيسى ابن يونس، عن عبد الملك بن صالح عنه به (1) .
(زِيَادُ بْنُ فَياض عَنْهُ)
5997 - حدثنا يزيد، حدثنا مسعر، عن زياد بن فياض، [عَنْ] عبد الله بن أبى أوفى. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيهِ» (2) تفرد به.
(سَالِمٌ: أَبُو النَّضْرِ عَنْهُ)
5998 - أخرج حديثه البخارى، ومسلم، وأبو داود فى كتاب الجهاد من طرق، عن موسى بن عقبة، عن سالم: أبى النضر: مولى عمر بن عبيد الله أن عبد الله ابن أبى أوفى:
_________
(1) الخبر أخرجه البيهقى بألفاظ مختلفة، وطرق كثيرة. السنن الكبرى للبيهقى: 9/329، 330، 331.
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/355. وما بين معكوفين استكمال منه.(5/34)
كتب إليه حين خرج إلى الجزيرة كتاباً يقرأه، فإذا فيه: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بعض أيامه التى لقى فيها العدو قال: «يَا أَيُّها النَّاسُ لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ، فَإذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ» (1) .
(سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى مختصراً ومطولاً فى الجهاد (باب الجنة تحت بارقة السيوف) و (باب الصبر عند القتال) و (باب كان النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا لم يقاتل أول النهار أخّر القتال حتى تزول الشمس) و (باب لا تمنعوا لقاء العدو) ، وفى التمنى (باب كراهية تمنى لقاء العدو) : فتح البارى: 6/33، 45، 120، 156، 13/223؛ وأخرجه مسلم فى المغازى (باب كراهية تمنى لقاء العدو، والأمر بالصبر عند اللقاء) : مسلم بشرح النووى: 4/339؛ وأبو داود فى الجهاد (باب فى كراهية تمنى لقاء العدو) : سنن أبى داود: 3/42.(5/35)
5999 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان، عن أبى إسحاق الشيبانى، عن سعيد بن جبير. قال: ذكرت لعبد الله [حديثاً. حدثنى عبد الله] بن أبى أوفى [فى] لحوم الحمر، فقال سعيد: حرمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألبتة. (1) تفرد به.
(سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانٍ عَنْهُ) /
6000 - حدثنا عفان (2) ، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنى سعيد ابن جمهان. قال: كنا نقاتل الخوارج، وفينا عبد الله بن أبى أوفى، وقد لحق غلام له بالخوارج، وهم من ذلك الشط، ونحن من ذا الشط، فناديناه: أبا فيروز، أبا فيروز. ويحك هذا مولاك عبد الله بن أبى أوفى. قال: نعم الرجل هو لو هاجر، قال: فقال: أهجرة بعد
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/357. وما بين معكوفات استكمال منه.
(2) فى المخطوطة: «عثمان» والتصويب من المسند.(5/35)
هجرتى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُم وَقَتَلُوهُ» (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/357.(5/36)
6001 - حدثنا بهز، وعفان ـ المعنى ـ، قالا: حدثنا حماد ـ يعنى ابن سلمة ـ: قال عفان فى حديثه: حدثنا سعيد بن جمهان، وقال بهز فى حديثه: حدثنى سعيد بن جمهان.
قال: كنا مع عبد الله بن أبى أوفى نقاتل الخوارج، وقد لحق غلام لابن أبى أوفى بالخوارج، فناديناه: يا فيروز هذا ابن أبى أوفى. قال: نعم الرجل لو هاجر، قال: ما يقول عدو الله، فقال يقول: نعم الرجل لو هاجر، فقال: هجرة بعد هجرتى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يرددها ثلاثاً. سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُم وَقَتَلُوهُ» . قال عفان فى حديثه: «وَقَتَلُوهُ» ثلاثاً (1) .
6002 - حدثنا أبو النضر، حدثنا الحشرج بن نباتة العبسى، حدثنا سعيد بن جمهان، قال: لقيت (2) عبد الله بن أبى أوفى وهو محجوب البصر فسلمت عليه، فقال لآك من أنت؟ فقلت: أنا سعيد ابن جمهان. قال: فما فعل والدك؟ قلت: قتَلَتْهُ الأزارقة. قال: لعن الله الأزارقة. لعن الله الأزارقة. حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنهم كلاب النار. قال: قلت: الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها؟ قال: بل الخوارج كلها، قال: فقلت: إن السلطان يظلم الناس، ويفعل بهم، ويفعل بهم؟ قال: فتناول يدى، فغمزها بيده غمزة شديدة ثم قال: ويحك يا ابن جمهان عليك بالسواد الأعظم، إن كان السلطان يسمع منك،
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/382.
(2) فى المسند: «أتيت» .(5/36)
فائته فى بيته فأخبره بما تعلم، فإن قبل منك وإلا فدعه، فإنك لست بأعلم منه. تفرد به (1) .
(سَعِيدُ بْنُ المرْزُبَان: هو أَبو سَعْدٍ الْبَقَّالُ سَيَأْتِى) (2)
(سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ عَنْهُ)
النسائى عنه: حديث: «أصبحنا على فطرة الإسلام» ، وسيأتى فى مسند عبد الرحمن بن أبزى (3) .
ولابن ماجه عنه حديث فى التيمم كما تقدم فى رواية الحكم عنه (4) . /
(سُلَيْمَانُ بْنُ فَيْرُوزٍ: أَبُو إسْحَاقَ الشَّيْبَانىُّ، الكوفىّ عَنْهُ)
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/382.
(2) الاسم فيه تحريف كثير والضبط من تهذيب التهذيب: 4/79.
(3) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 7/189.
(4) تقدم تخريج الخبر، ويرجع إليه ص33 من هذا الجزء.(5/37)
6003 - حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثنى الشيبانى، عَنْ بن أَبِى أَوْفَى.
وعبد الرحمن، عن سفيان، عن الشيبانى: سمعت ابن أبى أوفى. قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نبيذ الجر (1) الأخضر. قال: قلت: فالأبيض؟ قال: لا أدرى (2) .
6004 - حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، حدثنا الشيبانى، قال: سمعت بن أبى أوفى. قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نبيذ الجر
_________
(1) نبيذ الجر، وفى رواية الجرار، والجر والجرار جمع جرة، وهو الإناء المعروف من الفخار، وأراد بالنهى عن الجرار المدهونة، لأنها أسرع فى الشدة والتخمير. النهاية: 1/156.
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/353.(5/37)
الأخضر. قال: قلت: فالأبيض؟ قال: لا أدرى (1) .
رواه البخارى فى الأشربة، عن موسى عن عبد الواحد، والنسائى من حديث شعبة، وسفيان كلهم: عن سليمان بن فيروز: أبى إسحاق الشيبانى عنه.
وعند البخارى: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الجر الأخضر، قلت: أنشرب فى الأبيض؟ قال: لا (2) .
وعند الشافعى: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نبيذ الجر الأخضر، والأبيض [والأحمر] (3) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/353.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى (باب ترخيص النبى - صلى الله عليه وسلم - فى الأوعية والظروف بعد النهى) : فتح البارى: 10/58؛ وأخرجه النسائى فى الأشربة أيضاً (باب الجر الأخضر) : المجتبى: 8/271.
(3) الخبر أخرجه الشافعى فى الأشربة كما فى مسنده بهامش كتاب الأم: 6/228.(5/38)
6005 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سليمان الشيبانى. سمعت عبد الله بن أبى أوفى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَكْفِئُوا الْقُدُورَ وَمَا فِيهَا» .
قال شعبة: إما أن يكون قاله سليمان: «وما فيها» ، أو أخبرنى من سمعه من ابن أبى أوفى (1) .
رواه البخارى، ومسلم، والنسائى، وابن ماجه من طرق عن الشيبانى (2) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/354.
(2) أخرجه البخارى فى الخمس (باب ما يصيب من الطعام فى أرض الحرب) ، وفى المغازى (باب غزوة خيبر) ، وفى الذبائح والصيد (باب لحوم الحمر الإنسية) : فتح البارى: 6/255، 7481، 482، 9/653؛ وأخرجه مسلم فى الصيد والذبائح (باب تحريم أكل لحم الحمر الإنسية) : مسلم بشرح النووى: 4/607؛ والنسائى فى الصيد (باب تحريم أكل لحوم الحمر الأهلية) : المجتبى: 7/180؛ وابن ماجه فى الذبائح (باب لحوم الحمر الوحشية) : سنن ابن ماجه: 2/1064.(5/38)
6006 - حدثنا هشيم، قال: الشيبانى أخبرنى، قال: قلت لابن أبى أوفى: رجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نَعَمْ يَهُودِياً وَيَهُودِيَّةً. قال: قلت: بعد نزول النور أو قبلها؟ قال: لا أدرى (1) .
أخرجاه من غير وجه عن الشيبانى (2) .
6007 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا أبو إسحاق ـ يعنى الشيبانى ـ، عن عبد الله بن أبى أوفى. قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكل لحوم الحمر الأهلية (3) .
6008 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سليمان الشيبانى، سمعت عبد الله بن أبى أوفى. قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الجر الأخضر. قال: قلت: الأبيض؟ قال: لا أدرى (4) .
6009 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن سليمان الشيبانى، عن عبد الله بن أبى أوفى. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن الجر الأخضر ـ يعنى النبيذ فى الجر الأخضر ـ. قال: قلت: فالأبيض؟ قال: لا أدرى (5) .
6010 - حدثنا هشيم، أنبأنا الشيبانى، / عن عبد الله بن أبى أوفى. قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى سفر فى شهر رمضان، قال:
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/355.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الحدود (باب رجم المحصن) ، و (باب أحكام أهل الذمة وإحصائهم إذا زنوا ورفعوا إلى الإمام) : فتح البارى: 12/117، 166؛ ومسلم فى الحدود أيضاً (باب حد الزنا) : مسلم بشرح النووى: 4/285.
(3) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/355.
(4) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/356.
(5) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/356.(5/39)
فلما غابت الشمس قال: «إنزل يا بلال (1) فاجدح (2) لنا» . قال: يا رسول الله عليك نهار؟ قال: «انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا» ففعل. قال: فناوله فشرب، فلما شرب أومأ بيده إلى المغرب، فقال: «إِذَا غَرَبَتِ الَّشمْسُ هَا هُنَا جَاءَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» (3) .
رواه البخارى، ومسلم، وأبو داود، والنسائى من طرق عن الشيبانى (4) .
_________
(1) فى المسند «يا فلان» . ولفظ البخارى: «يا بلال» .
(2) الجدح: أن يحرك السويق بالماء، ويخوض حتى يستوى وكذلك اللبن ونحوه. النهاية: 1/146.
(3) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/380.
(4) الخبر أخرجه البخارى فى الصوم فى أبواب عدة: (باب الصوم فى السفر والإفطار) و (باب متى =
= ... يحل فطر الصائم) و (باب يفطر بما تيسر من الماء أو غيره) و (باب تعجيل الإفطار) ، وفى الطلاق (باب الإشارة فى الطلاق والأمور) : فتح البارى 4/179، 196، 198، 199، 9/436؛ وأخرجه مسلم فى الصوم (باب بيان وقت إنقضاء الصوم وخروج النهار) : مسلم بشرح النووى: 3/153؛ وأبو داود فى (باب وقت فطر الصائم) : سنن أبى داود: 2/305؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/282.(5/40)
6011 - حدثنا عمرو بن الهيثم، حدثنا شعبة، عن سليمان الشيبانى، عن ابن أبى أوفى. قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نبيذ الجر الأخضر، قال: قلت: فالأبيض؟ قال: لا أدرى (1) .
6012 - حدثنا سفيان، عن أبى إسحاق الشيبانى، سمعت عبد الله بن أبى أوفى، قال: كنا مع النبى - صلى الله عليه وسلم - فى سفر، فقال: «انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا» ، وقال سفيان مرة: «فَاجْدَحْ لىِ» (2) . قال: يا رسول الله الشمس؟ قال: «انْزِلْ فَاجْدَحَ لَنَا ـ قال سُفْيَانُ مَرَّةً: «فاجدح لى» ـ.
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/380.
(2) لم يرد فى نص أحمد: «فاجدح لى» كما لم يرد قوله: «الشمس» وما فى المخطوطة أشبه.(5/40)
قال: يا رسول الله الشمس؟ قال: «فَانْزِلْ فَاجْدَحْ» فجدح، فشرب، فلما شرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أومأ بيده نحو الليل: «إذا رأيتم الليل [قد] أقبل من ها هنا [فقد] أفطر الصائم» (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/381. وما بين معكوفات استكمال منه.(5/41)
6013 - حدثنا سفيان، عن الشيبانى، عن ابن أبى أوفى، قال: أصبنا حمراً خارجاً من القرية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَكْفِئُوا الْقُدُورَ بِمَا فِيهَا» ، فذكرت ذلك لسعيد بن جبير، فقال: إنما نهى عنها أنها كانت تأكل العَذِرَةَ (1) .
6014 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الشيبانى، سمعت عبد الله ابن أبى أوفى. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى سفر، وهو صائم، فدعا صاحب شرابه بشراب (2) ، فقال صاحب شرابه: لو أمسيت يا رسول الله؟ ثم دعاه، فقال له: لو أمسيت؟ ثلاثاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا جَاءَ اللَّيْلُ مِنْ ها هُنَا، فَقَدْ حَلَّ الإفْطارُ» أو كلمة هذا معناها (3) .
(حَديثٌ آخَر)
6015 - قال الترمذى: حدثنا عبد القدوس بن محمد العطار، حدثنا عمرو ابن عاصم، حدثنا عمران القطان، عن أبى إسحاق الشيبانى، عن ابن أبى أوفى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « [إنَّ] الله مَعَ الْقَاضِى مَا لَمْ يَجُرْ، فإذَا جَارَ تَخَلَّى عَنْهُ، وَلَزِمَهُ الشَّيْطَانُ» .
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/381.
(2) فى المسند: «فدعا صاحب بشرايه بشراب» ، وما فى المخطوطة أشبه.
(3) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/382.(5/41)
ثم قال: [حسنٌ] غريب لا نعرفه إلا من حديث عمران القطان (1) .
ورواه ابن ماجه من حديثه، عن الشيبانى به (2) .
قال شَيْخُنا: فى رواية إبراهيم بن دينار/ عن ابن ماجه عمران القطان، عن حسين بن عمران، عن الشيبانى به، فالله أعلم (3) .
(حَديثٌ آخَر)
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى الأحكام (باب ما جاء فى الإمام العادل) : صحيح الترمذى: 3/109. وما بين معكوفات استكمال منه.
(2) أخرجه ابن ماجه فى الأحكام كسابقه (باب التغليظ فى الحيف والرشوة) : سنن ابن ماجه: 2/775.
(3) تحفة الأشراف: 4/283.(5/42)
6016 - قال أبو داود: حدثنا ابن المصفى، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا عبد الملك بن أبى غنية، حدثنى أبو إسحاق، عن عبد الله بن أبى أوفى الأسلمى. قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[الشام] فكان يأتينا أنباط من أنباط الشام فنسلفهم فى البر والزيت بسعر معلوم وأجل معلوم، فقيل له: ممن له ذلك؟ قال: ما كنا نسألهم (1) .
وسيأتى من طريق [ابن] مجالدٍ عَنْهُ (2) .
(سُفْيَانُ بْنُ المُخْتَارِ: هو أَبُو الْمُختار عَنْهُ) (3)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى البيوع (باب فى السلف) : سنن أبى داود: 3/ 275. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) فى المخطوطة الاسم غير واضح، والخبر عند أبى داود فى البيوع أيضاً: «أخبرنى محمد، أو عبد الله بن مجالد قال: اختلف عبد الله بن شداد، وأبو بردة فى السلف، فبعثونى إلى ابن أبى أوفى» . سنن أبى داود: 3/275.
(3) أبو المختار الأسدى الكوفى: قيل اسمه سفيان بن المختار، وقيل سفيان بن أبى حبيبة. روى عن ابن أبى أوفى: «ساقى القوم آخرهم شربًا» . قال البخارى: لا يصح. تهذيب التهذيب: 12/226.(5/42)
(سُلَيْمانُ بْنُ مِهْرانَ الأَعْمَشُ عَنْهُ)(5/43)
6017 - حدثنا إسحاق بن يوسف، عن الأعمش، عن ابن أبى أوفى. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الْخَوَارِجُ هُمْ كِلابُ النَّارِ» (1) .
رواه ابن ماجه، عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن إسحاق بن يوسف، وهو الأزرق به (2) .
قال شيخنا: ورواه عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن الحسين ابن واقد، عن أبى غالب، عن أبى أمامة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، وسيأتى (3) .
(سُلَيْمَانُ: أَبُو إِدَامٍ عَنْهُ) (4)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الْمَلاَئِكَةَ لاَ تَنْزِلُ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ قَاطِعُ رَحِمٍ» .
6018 - رواه الطبرانى عن عبيد بن إسحاق، عن أبى بكر بن أبى شيبة، وعن الحسين بن إسحاق، عن سهل بن عثمان، وعثمان ابن أبى شيبة قالوا: أنبأنا حفص بن غياث، عن أبى آدم به (5) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/355.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى المقدمة (باب فى ذكر الخوارج) : سنن ابن ماجه: 1/61، وفى الزوائد: إن رجال الاسناد ثقات إلا أن فيه انقطاعًا.
(3) تحفة الأشراف: 4/284.
(4) سليمان بن زيد، وقيل ابن يزيد أبو إدام المحاربى لكوفى عن ابن أبى أوفى، عن يحيى: ليس بثقة، وقال مرة: ليس يسوى حديثه فلسًا. وقال النسائى: ليس بثقة، وقال ابن حبان: لا يحتج به، وأخرج له البخارى فى الأدب، الميزان: 2/208.
(5) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه أبو آدم المحربى، وهو كذاب. مجمع الزوائد: 8/151؛ ويرجع إليه أيضاً فى جمع الجوامع: 1/1988.(5/43)
(حَديثٌ آخَر)(5/44)
6019 - قال الطبرانى: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا هارون بن معاوية، عن أبى آدم. قال: حدثنا عبد الله بن أبى أوفى. قال: جاء جبريل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد كل أصحابه وهو يغسل رأسه، فقال: يا محمد أقد وضعتم السلاح وما وضعت الملائكة بعد أسلحتها، فلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه قبل أن يفرغ من غسله، فأتوا النضر ففتح الله لهم.
قلت: صوابه قريظة (1) . /
(حَديثٌ آخَرَ بِهَذَا الإِسْنَادِ)
6020 - أنه صلى على ابنة أم عثمان، ثم وقف بعد التكبير ساعة [يعنى يدعو، ثمّ قال] : أترون أنى كنت [أكبر خمسًا. قالوا: لاَ] فقال: لا ولكن هذه صلاة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - (2) .
(طَرَفَةُ الحضرمىّ عَنْهُ)
6021 - قال الطبرانى: حدثنا على بن عبد العزيز، ومحمد بن عبد الله الحضرمى، قالا: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحمانى، حدثنا خازم بن الحسين: أبو إسحاق الخميسى، عن محمد بن جحادة، عن طرفة الحضرمى، عن عبد الله بن أبى أوفى. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى بنا الظهر حين تزول الشمس، ولو جعلت جنبًا فى الرمضاء لأنضجته، ثم يطيل الركعة الأولى، فلا يزال قائمًا يقرأ ما سمع خفق [نَعْلٍ من القومِ ثمّ يركع] ، ثم يقوم فى الركعة الثانية،
_________
(1) يراجع تفسير ابن كثير: 3/477.
(2) الخبر أخرجه البيهقى بنحوه، ولم يذكر اسم المتوفى. السنن الكبرى: 4/35.(5/44)
فيركع ركعة هى أقصر من الأولى، ثم يجعل الثالثة أقصر من الثانية، والرابعة أقصر من الثالثة، وذكر فى العصر والمغرب مثل ذلك. قال: وكان يؤخر العشاء (1) .
(طَلْحَةُ بْنُ مُصَرّف الْيَامِىُّ الكُوفىُّ عَنْهُ)
_________
(1) الخبر فيه اختصار عما أورده الهيثمى. كما أن العبارة عنده: «ثم يجعل الركعة الثالثة والرابعة = أقصر = من الثانية» وابن كثير أكثر تفصيلاً فى هذا. وما بين معكوفين استكمال منه. وقال: رواه البزار والطبرانى فى الكبير، وفيه طرفة الحضرمى، وقال الأزدى: لا يصح حديثه، وفيه من قيل: إنه مجهول. مجمع الزوائد: 2/133. وقال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن أبى أوفى إلا بهذا الإسناد. كشف الأستار: 1/257.(5/45)
6022 - حدثنا حجاج، قال: قال مالك ـ يعنى ابن مغولٍ ـ: أخبرنى طلحة. قال: قلت لعبد الله بن أبى أوفى: أوصى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: لا. قلت: فكيف أمر المؤمنين بالوصية، ولم يوص؟ قال: أوصى بكتاب الله عز وجل (1) .
ورواه الجماعة إلا أبا داود من حديث مالك بن مغول به (2) .
6023 - حدثنا وكيع، حدثنا مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف. قال: قلت لعبد الله بن أبى أوفى: أوصى النبى - صلى الله عليه وسلم - بشىء؟
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/354.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الوصايا (باب الوصايا) ، وفى المغازى (باب مرض النبى - صلى الله عليه وسلم - ووفاته) ، وفى فضائل القرآن (باب الوصاة بكتاب الله عز وجل) : فتح البارى: 5/356، 8/148، 9/67.
وأخرجه الباقون فى الوصية: مسلم (باب ترك الوصية لسن ليس له شىء يوصى به) : مسلم بشرح النووى: 4/169؛ والترمذى (باب ما جاء أن النبى - صلى الله عليه وسلم - لم يوص) : صحيح الترمذى: 4/432، وقال: حسن صحيح غريب. لا نعرفه إلا من حديث مالك بن مقول. والنسائى فى (باب هل أوصى النبى - صلى الله عليه وسلم - (: المجتبى: 6/200؛ وابن ماجه فى الباب: سنن ابن ماجه: 2/900.(5/45)
قال: لا. قلت: فلم كتب على المسلمين الوصية (1) ؟ أولم أمرنا بالوصية؟ قال: أوصى بكتاب الله عز وجل.
قال مالك: قال طلحة: وقال الهذيل بن شرحبيل: أبو بكر كان يتأمر على وصى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ود أبو بكر أنه وجد من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهدًا فخزم أنفه بخزامٍ (2) .
(حَديثٌ آخَرُ)
_________
(1) العبارة فى المسند: «فكيف أمر المسلمين بالوصية» .
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/381. وقول الهذيل بن شرحبيل: «أبو بكر كان يتأمر» بتقدير الاستفهام الإنكارى. هل يجىء من أبى بكر أن يتكلف بالإمارة على علىٍّ لو كان هو صيًا، كما يزعمه الروافض؟ حاشاه من ذلك. من التعليقات على سنن ابن ماجه: 2/900.(5/46)
6024 - قال الطبرانى: حدثنا أبو عوانة: يعقوب بن إسحاق النيسابورى، حدثنا أبو أمية: محمد بن إبراهيم، حدثنا الفضل بن الموفق، حدثنا مالك بن مغولٍ، عن طلحة بن مصرف، عن عبد الله/ ابن أبى أوفى. قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنى لا أستطيع أن أتعلم القرآن، فعلمنى ما يجزينى من القرآن، قال: «قُلْ سُبْحَانَ اللهِ، والْحَمْدُ للهِ، وَلاَ إلَهَ إلا اللهُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بالله» ، قال: هذا لله فما لى؟ قال: «قُلْ رَبِّ اغْفِر لىِ، وَارْحَمْنِى، وَاهْدِنِى، وَعَافِنِى، وَارْزُقْنى» . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَدْ مَلأَ يَدَيْهِ خَيْرًا» (1) .
المحفوظ حديث إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكى عنه كما تقدم، والله أعلم (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه الحاكم، وقال: صحيح على شرط البخارى، ووافقه الذهبى وفيه: أن الرجل قبض على يديه. مستدرك الحاكم: 1/241.
(2) يرجع إليه ص23 من هذا الجزء.(5/46)
(القاسِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْوَزَّانُ عَنْهُ) (1)
_________
(1) فى الأصل: «عاصم» . والتصويب من المرجع ومن تهذيب التهذيب: 8/325. روى عن ابن أبى أوفى، وعنه أبو كامل الجحدرى.(5/47)
6025 - رأيت عبد الله بن أبى أوفى فى سوق الصيارفة. قال: يا معشر الصيارفة أبشروا. قالوا: بشرك الله بالجنة. بم تبشرنا يا أبا محمد؟ فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَبْشِروُا بِالنَّار» .
رواه الطبرانى عن حران القطان، عن أبى كامل الجحدرى عنه (1) .
(عَامِرٌ الشَّعْبِىّ عَنْهُ)
6026 - قال الطبراني: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا صالح بن مالك الخوارزمي، حدثنا عبد الأعلى بن أبى المساور، عن الشعبي، عن عبد الله بن أبى أوفى. قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الأحزاب فقال: «اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الحِسَابِ، هَازِمَ الأَحْزَابِ اهْزِمْهُمْ، وَزَلْزِلْهُمْ» (2) .
6027 - وقال أيضاً: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، حدثنا الربيع بن ثعلب، حدثنا أبو إسماعيل المؤدب، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن الشعبى، عن عبد الله بن أبى أوفى. قال: شكا عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «يَا خَالِدُ لاَ تؤذ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لَمْ تُدْرِكْ عَمَلَه» .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، والقاسم: قال الذهبى: أظنه تفرد عنه فضل بن حسين الجحدرى. قلت: ولم يضعفه أحد. مجمع الزوائد: 4/118.
(2) الخبر أخرجه أيضاً ابن أبى شيبة فى الدعاء. المصنف: 10/352؛ وجمع الجوامع: 2/430 مخطوط؛ وأخرجه الطبرانى فى الصغير من طريق آخر: الصغير: 1/72.(5/47)
قال: يَقَعُوَنَ فِىَّ فأَرُدٌّ عَلَيْهِمْ. فقال: «لاَ تؤذوا خَالِدًا، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ صَبَّهُ اللهُ عَلَى الْكُفَّارِ» (1) .
(عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ عَنْهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى من طريق آخر فى الصغير: المعجم الصغير: 1/209. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الصغير والكبير باختصار، والبزار بنحوه. ورجال الطبرانى ثقات. مجمع الزوائد: 9/349.(5/48)
6028 - حدثنا هشام بن عبد الملك، حدثنا عبيد الله بن إياد ابن لقيط، حدثنا إياد، عن عبد الله بن سعيد، عن عبد الله بن أبى أوفى. قال: جاء رجل ونحن فى الصف خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، / فقال: الله أكبر كبيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً. قال: فرفع المسلمون رؤوسهم وأسكتوا الرجل (1) ، وقالوا: من الذى يرفع صوته فوق صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ هَذَا الْعَالِى الصَّوْتِ؟» فقيل: هو ذا يا رسول الله. فقال: «وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ كَلامَكَ يَصْعَدَ فى [السَّمَاءِ] حتّى فَتَحَ بَابَ الجَنَّةِ، فَدَخَلَ فِيهِ» (2) .
6029 - حدثنا عبد الله، حدثناه جعفر بن حميد الكوفى، حدثنا عبد الله بن إياد بن لقيط، عن إياد، عن عبد الله بن سعيد، عن عبد الله بن أبى أوفى مثله (3) .
6030 - حدثنا عفان، حدثنا عبيد الله بن إياد، [حدثنا إياد] عن عبد الله بن سعيد، عن عبد الله بن أبى أوفى. قال: جاء رجل نابى ـ يعنى نائى ـ ونحن فى الصف خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخل فى
_________
(1) عبارة المسند: «واستنكروا الرجل» .
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/355. وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) المرجع السابق. وهو من زيادات عبد الله بن أحمد.(5/48)
الصف، ثم قال: الله أكبر كبيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، فرفع المسلمون رؤوسهم فأسكتوا (1) الرجل، وقالوا: من الذى يرفع صوته فوق صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما انصرف النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ هَذَا الْعَالِى الصَّوْت؟» قيل: هذا يا رسول الله. قال: «وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ كَلامَكَ يَصْعَدُ فِى السَّمَاءِ، حَتّى فَتَحَ بابًا مِنْهَا فَدَخَلَ فِيهِ» تفرد به (2) .
(عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِى الْمُجالِد، وَيُقَالُ مُحَمَّدٌ يأْتِى) (3)
(عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِى مَعْمَر عَنْهُ)
_________
(1) عبارة المسند كسابقتها: «فاستنكروا الرجل» .
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/356.
(3) يراجع بشأنه تهذيب التهذيب: 5/388. وسيأتى فيمن اسمه محمد. ص63 من هذا الجزء.(5/49)
6031 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سليمان الشيبانى عنه، سمعت عبد الله بن أبى أوفى. قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الجر الأخضر، قال: قلت: الأبيض؟ قال: لا أدرى، تفرد به من هذا الوجه وقد تقدم مثله، عن سليمان بن فيروز، عن عبد الله ابن أبى أوفى (1) .
وقال الطبرانى: عبيد الله بن أبى معمر عنه (2) .
6032 - حدثنا الحكم بن موسى. ـ قال عبد الله أبو عبد الرحمن: وسمعته أنا من الحكم ـ (3) . قال: حدثنا ابن عياش، عن موسى بن عقبة. عن سالم أبى النضر، عن عبيد الله بن معمر، عن
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/356 وقد تقدم.
(2) فى التاريخ الكبير: 5/398: «عبيد الله بن معمر، والى البصرة» . والتعويل فى الرواية على الطبرانى.
(3) فى المخطوطة: «عمر بن حفص السدوسى، حدثنا أبو بلال الأسعر ـ هو الأشعرى ـ حدثنا إسماعيل بن عياش» . وما أثبتناه من المسند.(5/49)
عبد الله بن أبى أوفى. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه أن يلقى العدو عند زوال الشمس (1) .
(عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الحَسَنِ المُزَنِىّ الكُوفِىّ عَنْهُ) /
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/356. وقال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى من طريق إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة وهى ضعيفة. مجمع الزوائد: 50/325.(5/50)
6033 - حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن عبيد الله بن الحسن المزنى، سمعت ابن أبى أوفى يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع قال: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ اللَّهْمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّماوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَىْءٍ بَعْدُ» (1) .
6034 - حدثنا وكيع، حدثنا مسعر، حدثنا عبيد بن حسن، عن ابن أبى أوفى: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يقول ذلك، ولم يقل فى الصلاة (2) .
6035 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة ـ وحجاج عن شعبة ـ: سمعت عبيدًا أبا الحسن. [قال:] سمعت عبد الله بن أبى أوفى: قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بهذا [الدعاء:] «اللَّهْمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّماوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ» وقال الحجاج «مِلْءَ السَّمَاءِ، وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مْنِ شَىْءٍ بَعْدُ» .
قال محمد: قال شعبة: وحدثنى أبو عصمة، عن سليمان
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/353.
(2) المرجع السابق.(5/50)
الأعمش، عن عبيد، عن عبد الله بن أبى أوفى: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو إذا رفع رأسه من الركوع (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/354.(5/51)
6036 - حدثنا أبو أحمد، حدثنا مسعر، عن عبيد [بن حسن] ، عن ابن أبى أوفى. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ، وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مْنِ شَىْءِ بَعْدُ» (1) .
6037 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا مسعر، عن عبيد بن حسن، سمعت عبد الله ابن أبى أوفى. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ، وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مْنِ شَىْءِ بَعْدُ» (2) .
6038 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن عبيد بن الحسن، عن
عبد الله بن أبى أوفى. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قال: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» ، قال: «اللَّهْمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّماوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَىْءٍ بَعْدُ» (3) .
وكذا رواه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، من طرق، عن الأعمش به، زاد أبو داود: وسفيان الثورى عن عبيد به (4) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/355. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/356.
(3) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/381.
(4) الخبر أخرجوه من طرق فى الصلاة: مسلم فى (باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع) : مسلم بشرح النووى: 2/113، 114؛ وأخرجه أبو داود فى الباب: سنن أبى داود: 1/223، وقال: قال سفيان وشعبة بن الحجاج عن عبيد أبى الحسن بهذا الحديث ليس فيه: «بعد الركوع» ؛ وأخرجه ابن ماجه فى الباب أيضًا: سنن ابن ماجه 1/284.(5/51)
(عَدِىّ بْنُ ثَابِتٍ عَنْهُ)(5/52)
6039 - حدثنا محمد بن جعفر، وبهز. قالا: حدثنا شعبة عن عدى.
قال بهز: أخبرنى عدى بن ثابت، قال ابن جعفر: سمعت البراء ابن عازب، وابن أبى أوفى. قالا: أصابوا حمرًا يوم خيبر، فنادى منادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أَنْ يُكْفِئُوا الْقُدُورَ.
وقال بهز، عن عدى، عن البراء، وابن أبى أوفى (1) .
6040 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، عن عدى بن ثابت. قال: سمعت البراء، وعبدس الله بن/أبى أوفى: أنهم أصابوا حمرًا فطبخوها، فنادى منادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَكْفِئُوا الْقُدُورَ» (2) . أخرجاه، وقد تقدم فى مسند البراء (3) .
(عَطاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْهُ)
6041 - قال الترمذى فى الدعوات: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقى، حدثنا عمرو بن حفص بن غياث، حدثنا أبى، عن الحسن ابن عبيد، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن أبى أوفى. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اللَّهُمَّ برِّدْ قَلْبِى بالثَّلْجِ، وَالبَرَدِ، وَالْمَاءِ الْبَارِدِ، اللَّهُمَّ نَقِّ قَلْبِى مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ» .
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/354.
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/356.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى (باب غزوة خيبر) ، وفى الذبائح والصيد (باب لحوم الحمر الإنسية) : فتح البارى: 7/481، 9/653؛ ومسلم فى الذبائح (باب تحريم أكل لحم الحمر الأنسية) مسلم بشرح النووى: 4/608.(5/52)
ثم قال: هذا حديث حسن صحيح غريب (1) .
(عَبْدُ الله بْنُ مَعْمَر عَنْهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى (باب دعاء النبى - صلى الله عليه وسلم - (: صحيح الترمذى: 5/551.(5/53)
6042 - عن كتاب عبد الله بن أبى أوفى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان فى بعض أيامه التى لقى فيها العدو ينتظر حتى إذا مالت الشمس قام فقال: «أيُّها النَّاسُ لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُم فَاصْبِروُا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ، ثمّ قال: اللَّهُمَّ مُجْرِىَ السَّحَابِ هَازِمَ الأَحْزَابِ اهْزِمْهُم، وأنْصُرْنَا عَلَيْهِمْ» .
رواه الطبرانى من طريق ابن لهيعة عن سالم أبى النضر (1) .
(عَمْرُو بْنُ مُرّةَ الْجَمَلِىُّ الْكُوفِىُّ عَنْهُ)
6043 - حدثنا وكيع، عن شعبة. عن عمرو بن مرة: سمعت ابن أبى أوفى يقول: كان الرجل إذا أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - بصدقة ماله صلى عليه، فأتيته بصدقة مال أبى، فقال: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِى أَوْفَى» (2) .
6044 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة: سمعت عبد الله بن أبى أوفى ـ وكان من أصحاب الشجرة ـ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى بصدقة قال: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ» وإن أبى أتاه بصدقته، فقال: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِى أَوْفَى» (3) .
6045 - حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن أبى أوفى ـ وكان من أصحاب الشجرة ـ. قال: كان
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى (باب كراهية تمنى لقاء العدو) عن أبى النضر؛ وأخرجه أبو داود من حديث عبد الله بن أبى أوفى. يراجع جمع الجوامع: 1/3554
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/353.
(3) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/354.(5/53)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ» ، فأتاه أبى بصدقته، فقال: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِى أَوْفَى» (1) . /
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/355.(5/54)
6046 - حدثنا يحيى، عن شعبة، عن عمرو بن مرة: سمعت عبد الله بن أبى أوفى. قال: كان النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه قوم بصدقتهم صلى عليهم، فأتاه أبى بصدقته فقال: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِى أَوْفَى» (1) .
6047 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، قال عمرو بن مرة: أنبأنى. قال: سمعت عبد الله بن أبى أوفى ـ وكان من أصحاب الشجرة ـ. قال: كان النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه رجل بصدقته قال: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلانٍ» . فأتاه أبى بصدقته، فقال: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِى أَوْفَى» (2) .
رواه الجماعة إلا الترمذى من طرق عن شعبة (3) .
(حَديثٌ آخَرُ عَنْهُ)
6048 - قال: كان أصحاب الشجرة ألفًا وثلاثمائةٍ وكانت أسلم ثمن المهاجرين.
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/381.
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/383.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى الزكاة (باب صلاة النبى - صلى الله عليه وسلم - ودعاؤه لصاحب الصدقة) ، وفى المغازى (باب غزوة الحديبية) ، وفى الدعوات (باب قول الله تعالى «وصل عليهم» ) و (باب هل يصلى على غير النبى - صلى الله عليه وسلم - (: فتح البارى: 3/361، 7/448، 11/136، 169.
وأخرجه الباقون فى الزكاة: مسلم (باب الدعاء لمن أتى بالصدقة) : مسلم بشرح النووى: 3/130؛ وأبو داود (باب دعاء المصدق لأهل الصدقة) : سنن أبى داود: 2/106؛ والنسائى= = (باب صلاة الإمام على صاحب الصدقة) : المجتبى: 5/22؛ وابن ماجه (باب ما يقال عند إخراج الزكاة) : سنن ابن ماجه: 1/572.(5/54)
رواه مسلم فى المغازى عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، وعن محمد بن المثنى، عن أبى داود، وعن إسحاق بن إبراهيم، عن النضر ثلاثتهم: عن شعبة، عن عمرو ابن مرة، عن عبد الله بن أبى أوفى، فذكره (1) .
وقد علقه البخارى فى المغازى، فقال: وقال عبيد الله بن معاذ: حدثنا أبى، وتابعة بندار عن أبى داود.
ورواه الطبرانى عن أحمد بن محمد السيوطى، عن عفان، عن شعبة، عن عمرو ابن مرة، سمعت عبد الله بن أبى أوفى [وكان قد] شهد بيعة الرضوان [قال] : كنا يومئذ ألفًا وثلاثمائة وكانت أسلم يومئذ ثمن المهاجرين (2) .
(الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى الإمارة (باب استحباب مبايعة الإمام الجيش) : مسلم بشرح النووى: 4/525.
(2) الخبر أخرجه البخارى تعليقًا فى (باب غزوة الحديبية) : فتح البارى: 7/443؛ وأخرجه ابن سعد أيضًا. الطبقات الكبرى: 2/71، كلاهما من طريق شعبة عن عمرو بن مرة وما بين معكوفات استكمال منه.(5/55)
6049 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عبد العزيز، حدثنا عاصم بن على، حدثنا الحجاج بن فروخ الواسطى، عن العوام بن حوشب، عن عبد الله بن أبى أوفى. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قال بلال: قد قامت الصلاة، نهض فكبر (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير من طريق حجاج بن فروخ، وهو ضعيف جداً. مجمع الزوائد: 2/5.(5/55)
(حَديثٌ آخَرُ)(5/56)
6050 - قال: وحدثنا بن عمرو البزار، حدثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفى، حدثنا حفص بن غياث، عن العوام بن حوشب، عن عبد الله بن أبى أوفى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «النَّاجِشُ آكلُ الرِّبَا مَلْعُونٌ» (1) .
(فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرّحمن: أَبُو الوَرْقَاءِ الكُوفِىُّ العَطَّارُ عَنْهُ)
6051 - قال أبو عبد الرحمن: وكان فى كتاب أبى: حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا فائد بن عبد الرحمن: سمعت/ عبد الله بن أبى أوفى. قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله إن ها هنا غلامًا قد احتضر، يقال له: قل لا إله إلا الله محمد رسول الله، فلا يستطيع أن يقولها. فقال: «أَلَيْسَ كَانَ يَقُولُها فِى حَيَاتِه؟» قال: بلى. قال: «فَمَا مَنَعَهُ مِنْهَا عِنْدَ مَوْتِهِ؟» فذكر الحديث بطوله، ولم يحدثنا أبى بهذين الحديثين، ضرب عليهما من كتابه لأنه لم يرض حديث فائد بن عبد الرحمن أو كان عنده متروك الحديث (2) .
وهذا الحديث قد ذكره الطبرانى بطوله.
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، ورجاله ثقات، إلا أنى لا أعرف للعوام ابن حوشب من ابن أبى أوفى سماع، مجمع الزوائد: 4/83. ورمز له السيوطى بالضعف، ولفظه: «آكل ربا» . فيض القدير: 6/293.
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/382. وقد رواه عبد الله عن أبيه على طريق الوجادة. وقد ضرب الإمام أحمد على الحديثين لأن فائدا متروك الحديث عنده، وقال ابن معين: ضعيف الحديث ليس بثقة، وليس بشىء، وكان أبو حاتم وأبو زرعة يقولان: لا يشتغل به، وقال مسلم بن ابراهيم: دخلت عليه وجاريته تضرب بين يديه بالعود. وقال: أحاديثه عن ابن أبى أوفى بواطيل لا تكاد ترى لها أصلاً، كأنه لا يشبه حديث ابن أبى أوفى، ولو أن رجلاً حلف أن عامة حديثه كذب لم يحنث. وقال البخارى: منكر الحديث. وبقية الأقوال فيه مظلمة. تهذيب التهذيب: 8/255؛ الميزان: 3/339.(5/56)
6052 - حدثنا جعفر بن محمد الرقى، حدثنا مولى ابن الفضل، حدثنا عيسى ابن يونس، حدثنا فائد أبو الورقاء، عن عبد الله ابن أبى أوفى. قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتاه آت، فقال: شاب يجود بنفسه، فقيل له: قل لا إله إلا الله، فلم يستطع، فقال: «أَكَانَ يُصَلِّى؟» . قال: نعم فنهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونهضنا معه، [فدخل على الشاب] فقال له: «قُلْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ» قال: لا أستطيعُ، قال: «لِمَ؟» قيل: كان يعق والدته، فقال: «أَحَيَّةٌ وَالِدتُهُ؟» قالوا: نعم، فقال: «ادْعُوهَا» ، فجاءت، فقال: «هَذَا ابْنُكِ؟» قالت: نعم، فقال لها: «أَرَأَيْتِ لَوْ أَجَّجْتُ نَارًا ضَخْمَةً، فَقِيلَ لَكِ: إِنْ شَفَعْتَ لَهُ خَلَّيْنَا عَنْهُ، وَإلاَّ أَحْرَقْنَاهُ بِهَذِهِ النَّارِ أَكُنْتِ تَشْفَعِينَ لَهُ؟» قالت: يا رسول الله إذًا أشفع. قال: «أشْهِدِى الله، وَأَشْهِدِينى أَنَّكِ قَدْ رَضِيتِ عَنْهُ» ، فقالت: اللهم إنى أشهدك، وأشهد رسولك أنى قد رضيت عن ابنى.
فقا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا غُلامُ: قُل لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وحدهَ لاَ شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أَنَّ محمّدًا عبده ورَسوله» فقالها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الْحَمْدُ للهِ الَّذِى أَنْقَذَهُ بِى مِنَ النَّارِ» (1) .
قال أبو عبد الرحمن: كان فى كتاب أبى: حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا فائد ابن عبد الرحمن، سمعت عبد (2) الله بن أبى أوفى. قال: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتاه غلام، فقال: يا رسول الله إن
_________
(1) رواه الطبرانى وأحمد باختصار كثير، وفيه فائد: أبو الورقاء وهو متروك. مجمع الزوائد: 8/148. وقد تقدم الكلام عن ابن أبى الورقاء وأحاديثه عن ابن أبى أوفى. كما سبق قول البخارى عنه: منكر الحديث. التاريخ الكبير: 7/132.
(2) فى المخطوطة: «عن عبد الله» . وما أثبتناه من المسند.(5/57)
ها هنا غلاماً يتيمًا له أم أرملة، وأخت يتيمة أطعمانا مما أطعمك الله، أعطاك الله مما عنده، حتى ترضى. فذكر الحديث بطوله (1) .
(حَديثٌ آخَرُ عَنْهُ)
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/382. ويرجع إلى الصفحة السابقة فيما يتصل بفائد بن عبد الرحمن.(5/58)
6053 - قال الترمذى: حدثنا على بن عيسى بن يزيد البغدادى، حدثنا عبد الله بن بكر السهمى (1) .
(ح) وحدثنا عبد الله بن منير عن عبد الله بن بكر، عن فائد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن أبى أوفى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى اللهِ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِى آدَمَ، فَلْيَتوضَّأْ، فَلْيُحْسِن الوُضُوءَ، ثمّ لِيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ ليُثْنِ عَلَى اللهِ وَلْيُصَلِّ/ عَلَى النبىِّ ثمّ لِيَقُلْ: لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ الْحَلِيمُ، الكَرِيمُ (2) ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، والْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لاَ تَدَعْ لىِ ذَنْبًا إلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً لَكَ فِيهَا (3) رِضًا إِلاَّ قَضَيْتَها لىِ يَا أرْحَمَ الرّاحِمِينَ» .
ثم قال: هذا حديث غريب، وفى إسناده مقال، وفائد بن عبد الرحمن هو أبو الورقاء يضعف فى الحديث (4) .
_________
(1) علامة التحويل فى الإسناد، فقد روى الترمذى هذا الخبر عن على بن عيسى، وعبد الله بن منير.
(2) فى المخطوطة: «العظيم» . وما أثبتناه من المسند.
(3) لفظ الترمذى: «ولا حاجة هى لك رضا إلا قضيتها» .
(4) الخبر أخرجه الترمذى فى الصلاة (باب ما جاء فى صلاة الحاجة) : صحيح الترمذى: 2/344.(5/58)
ورواه ابن ماجه، عن سويد بن سعيد، عن أبى عاصم العبادانى: عبد الله بن عبيد الله عن فائد به (1) .
(حَديثٌ آخَرُ عَنْهُ)
_________
(1) فى المخطوطة: «عن أبى عاصم العبادانى عن عبد الله بن عبد الله» . وإنما هو: أبو عاصم العبادانى: عبد الله بن عبيد الله روى عن فائد بن عبد الرحمن: وعبارة ابن كثير كما وردت فى تحفة الأشراف: 4/288. ويراجع تهذيب التهذيب: 12/142.(5/59)
6054 - قال ابن ماجه: حدثنا سفيان بن وكيع (1) ، حدثنا عيسى بن يونس، عن فائد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن ابى [أوفى] . قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ ثلاثاً ثلاثاً ويمسح رأسه مرة (2) .
6055 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبى مريم، حدثنا محمد بن يوسف الفريابى، حدثنا أبو الورقاء.
وحدثنا الحسين بن إسحاق، حدثنا عثمان بن أبى شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا أبو الورقاء، حدثنا عبد الله بن أبى أوفى. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا أصبح: «أَصْبَحْتُ وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ، وَالْكِبْرِيَاءُ وَالْعَظَمَةُ، وَالْخَلْقُ، واللَّيْلُ وَالنَّهارُ، وَمَا سَكَنَ فِيهمَا للهِ، وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ [هَذَا] النَّهَارِ صَلاَحًا، وَأَوْسَطَهُ فَلاَحًا، وَآخِرَهُ نَجَاحًا. أَسْأَلُكَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ» (3) .
_________
(1) سفيان بن وكيع بن الجراح. تهذيب التهذيب: 4/123.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الطهارة وسننها (باب الوضوء ثلاثاً ثلاثاً) : سنن ابن ماجه: 1/144، وفى الزوائد ضعف إسناده ببعض ما ذكر سابقاً عن فائد بن عبد الرحمن.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه فائد: أبو الورقاء، وهو متروك. مجمع الزوائد: 10/114. وما بين معكوفين استكمال منه.(5/59)
(حَديُثٌ آخَرُ عَنْهُ)(5/60)
6056 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن محمد بن نافع الطحان المصرى، حدثنا خالد بن عبد السلام الصوفى، حدثنا الفضل بن المختار، عن فائد أبى الورقاء، عن عبد الله بن ابى اوفى. قال: كان المشركون إذا دخلوا مكة قالوا لآلهتهم: حييتم وطبتم، فأنزل الله على نبيه قل: التحيات لله والطيبات لله (1) .
(حَديثٌ آخر)
6057 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن الحسن الصوفى، حدثنا أبو نصر التمار، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبى الورقاء، عن عبد الله ابن أبى أوفى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ كَتَبَ اللهُ لَهُ أَلْفَىْ أَلْفِ حَسَنَةٍ» (2) .
(حَديثٌ آخَرُ)
6058 - قال الطبرانى: حدثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقى، حدثنا مؤمل بن الفضل، حدثنا عيسى بن يونس، عن فائد، عن ابن أبى أوفى. قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، فإذا هو بصبى يبكى، فقال: «يَا عُمَرُ ضُمَّ الصَّبِىَّ، / فَإِنَّهُ ضَالٌّ» ، فجاءت أمه، فجعلت تضمه إليها وترشفه، وتبكى، فقال: «أَتَرَونَ هَذِهِ رَحِيمَةً
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى الكبير، وفيه فائد وهو متروك. مجمع الزوائد: 2/140.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه فائد: أبو الورقاء، وهو متروك. مجمع الزوائد: 10/85.(5/60)
بِوَلَدِهَا؟» فقالوا: [نعم] . فقال: «وَاللهِ للهُ أَرْحَمُ بِالْمُسْلِمِينَ مْنِ هَذِهِ بِوَلَدِهَا» (1) .
(الْقَاسِمُ بْنُ عَوْفٍ الشَّيْبَانىّ عَنْهُ)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه فائد: أبو الورقاء، وهو متروك. مجمع الزوائد: 10/213. وما بين معكوفين استكمال منه.(5/61)
6059 - حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب، عن القاسم الشيبانى، عن عبد الله بن أبى أوفى. قال: قدم معاذ اليمن، أو قال: الشام، فرأى النصارى تسجد لبطارقتها، وأساقفتها، قال: فروأ فى نفسه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحق أن يعظم، فلما قدم قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: رأيت النصارى تسجد لبطارقتها، وأساقفتها، فروأت فى نفسى أنك أحق أن تعظم: فقال: «لَوْ كُنْتَ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، وَلاَ تُؤَدِّى الْمَرْأَةُ حَقَّ اللهِ عَلَيْهَا كُلَّهُ، حتَّى تُؤدِّى حَقَّ زَوْجِهَا عَلَيْهَا كُلَّهُ، حَتَّى لَوْ سَأَلها نَفْسَهَا عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ لأَعْطَتْهُ إِيَّاهُ» (1) .
ورواه ابن ماجه، عن أزهر بن مروان، عن حماد بن زيد، عن أيوب به (2) .
قال شيخنا: ورواه عفان بن [مسلم، عن] وهب [خالد عن] حماد بن زيد، عن أيوب، عن القاسم الشيبانى، عن ابن أبى اوفى، عن معاذ.
ورواه هشام الدستوائى، عن القاسم [بن عوف] عن عبد الرحمن ابن أبى ليلى، عن معاذ، وقيل عن عبد الرحمن، عن أبيه، عن معاذ،
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/381.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى النكاح (باب حق الزوج على المرأة) : سنن ابن ماجه: 1/595.(5/61)
وقيل عن القاسم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن أبيه عن صهيب أن معاذاً لما قدم من اليمن، فذكره (1) .
_________
(1) يرجع إليه فى تحفة الأشراف: 4/288. وما بين معكوفات استكمال منه.(5/62)
6060 - (1) حدثنا معاذ بن هشام، حدثنى أبى عن القاسم بن عوف ـ رجل من [أهل] الكوفة أحد بنى مرة بن همام ـ عن عبد الرحمن بن أبى ليل، عن أبيه، عن معاذ بن جبل: أنه أتى الشام فرأى النصارى، فذكر معناه، إلا انه قال: فقلت: لأى شىء تصنعون هذا؟ قالوا: هذا كان تحية الأنبياء قبلنا. فقلت: نحن أحق أن نصنع هذا بنبينا. فقال نبى الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّهُم كَذَبُوا عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ كَمَا حَرَّفُوا كِتَابَهُم، إنَّ اللهَ أَبْدَلَنَا خَيْرًا مِنَ ذَلِكَ: السَّلاَم تَحِيَّةَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» (2) .
(مَجْزَأَةُ بْنُ زَاهِرٍ الكُوفىّ عَنْهُ)
6061 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن مجزأة بن زاهر، وحجاج. قال: حدثنى شعبة، عن مجزأة بن زاهر، وروح قالا: حدثنا شعبة، عن مجزأة بن زاهر ـ مولى لقريش ـ. قال: سمعت عبد الله بن أبى أوفى/ عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: «اللَّهُمَّ [لَكَ] الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ وَمِلْءَ الاَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَىْءٍ بَعْدُ. اللَّهُمَّ طَهِّرْنِى بِالثَّلْجِ، وَالْبَرَدِ، والماء البارد اللَّهُمَّ طَهِّرْنِى مِنَ الذُّنُوبِ، وَنَقِّنِى مِنْهَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الْوَسَخَ» (3) .
_________
(1) فى المخطوطة: «حدثنا علىّ، حدثنا معاذ بن هشام» . وما أثبتناه من المسند.
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/381.
(3) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/354.(5/62)
ورواه مسلم والنسائى من حديث شعبة، ورواه النسائى عن رقبة كلاهما: عن مجزأة (1) .
ورواه الطبرانى عن أحمد بن محمد الواسطى، عن عفان، عن شعبة: كان إذا رفع رأسه من الركوع يقول فذكره (2) .
(محمّدُ بْنُ عَبْدِ الرّحمن بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى الطهارة (باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع) : مسلم بشرح النووى: 2/114؛ وأخرجه النسائى فى الطهارة فى (باب الاغتسال بالثلج والبرد) و (باب الاغتسال بالماء والبرد) : المجتبى: 1/163.
ورقبة بن مصقلة بن عبد الله العبدى الكوفى، روى عن مجزأة بن زاهر وغيره. تهذيب التهذيب: 3/286.
(2) الخبر أخرج الطبرانى نحوه من حديث عبد الله بن مسعود. قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير من طرق. مجمع الزوائد: 2/123.(5/63)
6062 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن العباس بن الأخرم الأصبهانى، حدثنا أحمد بن يحيى الصيرفى، حدثنا محمد بن عقبة أخو الوليد بن عقبة، عن أبى إسحاق، عن شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن بن أبى أوفى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَلَمْ يَأْتِهَا، ثمّ سَمِعَ النِّدَاء فَلَمْ يَأْتِهَا ثَلاَثًا طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ، فَجُعِلَ قَلْب مُنَافِقٍ» (1) .
(محمَّدٌ، وَيُقَالُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِى مُجَالِدٍ الكُوفِىّ عَنْهُ) (2)
6063 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، وحجاج قال:
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه من لم يعرف. مجمع الزوائد: 2/193.
(2) عبد الله بن أبى المجالد، ويقال محمد بن أبى المجالد الكوفى: مولى عبد الله ابن أبى أوفى. روى عن مولاه، وعبد الرحمن بن أبزى وغيرهما وعنه شعبة وغيره. تهذيب التهذيب: 5/388.(5/63)
حدثنى شعبة: سمعت عبد الله بن أبى المجالد. قال: اختلف عبد الله ابن شداد، وأبو بردة فى السلف، فبعثانى إلى عبد الله بن أبى أوفى، فسألته، فقال: كنا نسلف على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبى بكر، وعمر فى الحنطة، والشعير، والزبيب، أو التمر ـ شك فى التمر والزبيب ـ، وما هو عندهم، أو ما نراه عندهم، ثم أتيت عبد الرحمن ابن ابزى، فقال مثل ذلك (1) .
وقد رواه البخارى، وأبو داود، والنسائى، وابن ماجه من طرق عن شعبة عن ابن أبى المجالد قال مرة: عن عبد الله، وقال مرة: محمد.
ورواه البخارى من طرق عن أبى إسحاق الشيبانى، عن محمد ابن أبى المجالد بمعناه، وهو أتم وفيه حديث عبد الرحمن بن أبزى (2) .
وقد تقدم من رواية أبى إسحاق: سليمان بن فيروز الشيبانى منه (3) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/354.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى السلم (باب السلم فى وزن معلوم) ، وفيه قال: أخبرنى محمد أو عبد الله بن أبى المجالد على الشك، وفى (باب السلم إلى من ليس عنده أصل) ، وفى (باب السلم إلى أجل معلوم) وفيهما قال: محمد بن أبى المجالد على القطع. فتح البارى: 4/429، 430، 434.
وأخرجه تعليقًا فى الباب الثانى عن محمد بن أبى المجالد. فتح البارى: 4/431. وأخرجه أبو داود فى البيوع (باب السلف) مرة على الشك: محمد أو عبد الله ومرة أخرى عبد الله أو ابن = المجالد. سنن أبى داود: 3/275؛ ومثل صنيع أبى داود أخرجه النسائى (باب السلم فى الطعام) و (باب السلم فى الزبيب) : المجتبى: 7/255؛ وأخرجه ابن ماجه فى التجارات (باب السلف فى كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل معلوم) : سنن ابن ماجه: 2/765.
(3) تحفة الأشراف: 4/282، وقد تقدم ص37.(5/64)
6064 - حدثنا هشيم، أنبأنا الشيبانى: عن محمد بن أبى المجالد. قال: بعثنى أهل المسجد إلى ابن أبى [أوفى] أساله ما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى طعام خيبر، فأتيته، فسألته عن ذلك، فقال وقلت: هل خمسه؟ / قال: لا. كان أقل من ذلك. قال: وكان أحدنا إذا أراد منه شيئًا أخذ [منه] حاجته (1) .
ورواه أبو داود عن محمد بن العلاء عن أبى معاوية، عن أبى إسحاق الشيبانى، عن محمد بن ابى المجالد به (2) .
6065 - حدثنا هشيم، أنبأنا الشيبانى، عن محمد بن أبى المجالد ـ مولى بنى هاشم ـ، قال: أرسلنى ابن شداد، وأبو بردة فقالا لى: انطلق إلى ابن أبى أوفى قل له إن عبد الله بن شداد، وأبا بردة يقرآنك السلام. ويقولان: هل كنتم تسلفون فى عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى البر والشعير والتمر والزبيب؟ قال: نعم كنا نصيب غنائم فى عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنسلفها فى البر والشعير، والتمر، والزبيب. فقلت: عند من كان له زرع، أو عند من ليس له زرع؟ فقال: ما كنا نسألهم عن ذلك.
قال: وقالا لى: انطلق إلى عبد الرحمن بن أبزى [فاسأله، قال: فانطلق] فسأله فقال مثل ما قال ابن أبى أوفى.
وكذا حدثناه [أبو] معاوية، عن زائدة، عن الشيبانى قال: والزيت (3) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/354. وما بين معكوفات استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الجهاد (باب النهى عن النهبى إذا كان فى الطعام قلة فى أرض العدو) : سنن أبى داود: 3/66.
(3) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/380. وما بين معكوفات استكمال منه.(5/65)
(مُدْرِكُ بْنُ عُمَارَةَ عَنْهُ) (1)
_________
(1) مدرك بن عمارة بن عقبة بن أبى معيط القرشى الكوفى. التاريخ الكبير: 8/2.(5/66)
6066 - حدثنا يحيى ـ هو ابن سعيد ـ، حدثنا شعبة، عن فراس، عن مدرك ابن عمارة، عن ابن أبى أوفى، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: «لاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَزْنِى حِينَ يَزْنِى وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ (1) أَوْ شَرَفٍ وهُوَ مُؤْمِنٌ» (2) .
6067 - حدثنا إسماعيل، أنبأنا ليث، عن مدرك، عن عبد الله ابن أبى أوفى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو فيقول: «اللَّهُمَّ طَهِّرْنِى بِالثَّلْجِ، وَالْبَرَدِ، وَالْمَاءِ الْبَارِدِ، اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِى مِنَ الْخَطَايَا كَمَا طَهَّرْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِى وَبَيْنَ ذُنُوبِى كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ، وَنَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ، وَدُعَاءٍ لاَ يُسْمَعُ، وَعِلْمٌ لاَ يَنْفَعُ، اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلاَءِ الأَرْبَعِ، [اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ عِيشَةً تَقِيَّةً، وَمِيتَةً سَوِيَّةً، وَمَرَدًّا غَيْرَ مَخزِىّ] » تفرد بهما (3) .
وتقدم عن فائد عنه نحو هذا الثانى منهما (4) .
(وَقدان: أَبو يَعْفُور يأْتى)
(يَحْيَى بنُ عَقيل الخزاعىّ عَنْهُ)
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة،
_________
(1) ذات شرق: أى قدر وقيمة ورفعة، يرفع الناس أبصارهم للنظر إليها ويستشرقونها. النهاية: 2/211.
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/352.
(3) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/381.
(4) يرجع إليه ص58 من هذا الجزء.(5/66)
ويقصر الخطبة، ولا يأنف/ أن يمشى مع الأرملة والمسكين، فيقضى له حاجته.(5/67)
6068 - رواه النسائى عن محمد بن عبد العزيز بن أبى رزمة، عن الفضل بن موسى، عن حسين بن واقد، عن يحيى بن عقيل به (1) .
ورواه الطبرانى من طريق الفضل بن موسى (2) .
(أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِىّ: سُلَيْمَانُ بْنُ فَيْرُوزٍ تَقَدَّمَ) (3)
(أَبُو سَعْدٍ البَقّالُ عَنْهُ) (4)
6069 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، حدثنا أبو كريب، حدثنا عبد الحميد الحمانى، عن أبى سعد، عن ابن أبى أوفى: أنه صلى على جنازة، فكبر عليها أربعا ثم مكث قليلاً بعد الأربع، ثم سلم ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل (5) .
6070 - وحدثنا جعفر بن أحمد بن سنان، حدثنا عبد الله بن يوسف الجسرى، حدثنا عمير بن عمران السدوسى عن أبى سعد: سعيد بن المرزبان، قال: رأيت على عبد الله بن أبى أوفى برنسًا من
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الصلاة (باب ما يستحب من تقصير الخطبة) : المجتبى: 3/89.
(2) قال الطبرانى: لا يروى عن ابن أبى أوفى إلا بهذا الإسناد، تفرد به الفضل بن موسى. المعجم الصغير: 1/144.
(3) يرجع إليه ص37 من هذا الجزء.
(4) اسمه سعيد بن المرزبان العيسى: أبو سعد البقال. تهذيب التهذيب: 4/79.
(5) الخبر أخرجه الطبرانى فى الصغير من طريق أبى يعفور عن ابن أبى أوفى. المعجم الصغير: 1/97.(5/67)
خز، وبيده الأخرى ضربة قال: أصابتنى يوم حنين مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
(أَبُو الْمُخْتَار الأَسْدِىّ عَنْهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه ابن سعد مجزءًا، وقال: من خز أدكن. الطبقات الكبرى: 4/36.(5/68)
6071 - حدثنا حجاج، حدثنى شعبة، عن أبى المختار ـ من بنى أسد ـ، قال: سمعت عبد الله بن أبى أوفى. قال: كنا فى سفر، فلم نجد الماء. قال: ثم هجمنا على الماء بعد. قال: فجعلوا يسقون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما أتوه بالشراب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سَاقِى الْقَوْمِ آخِرُهُم» ثلاث مرات، حتى شربوا كلهم (1) .
6072 - حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج قالا: حدثنا شعبة، سمعت أبا المختار ـ من بنى أسد، قال: سمعت عبد الله بن أبى أوفى. قال: أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[وأصحابه] عطش. قال: فنزل منزلاً، فأتى بإناء، فجعل يسقى أصحابه، وجعلوا يقولون: اشرب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سَاقِى الْقَوْمِ آخِرُهم» ، حتى سقاهم كلهم (2) . رواه أبو داود من طريق شعبة (3) .
(أَبُو الْوَرْقَاءِ: هو فَائِدٌ تَقَدَّمَ) (4)
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/354.
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/381. وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الأشربة (باب الساقى متى يشرب) سنن أبى داود: 3/338.
(4) يرجع إليه ص56 من هذا الجزء.(5/68)
(أَبُو يَعْفُورٍ عَنْهُ. وَاسْمُهُ وَقْدَانُ) /(5/69)
6073 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبى يعفور [العبدى] سمعت ابن أبى أوفى قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات، وكنا نأكل فيها الجراد (1) .
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبى يعفور قال: سأل شريكى ـ وأنا معه ـ عبد الله بن أبى أوفى عن الجراد، فقال: لا بأس به، وقال: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[سبعٍ] غزوات فكنا نأكله (2) .
6074 - حدثنا سفيان، حدثنا أبو يعفور عبدى مولى لهم ـ قال: ذهبت إلى ابن أبى [أوفى] أسأله عن الجراد قال: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ست غزوات نأكل الجراد (3) .
رواه الجماعة إلا ابن ماجه من طرق عن أبى يعفور عبدى واسمه وفدان به (4) .
ورواه الطبرانى من طرق منها عن صدقة بن أبى عمران، عن أبى
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/353. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/357. وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/380. وما بين معكوفين استكمال منه.
(4) الخبر أخرجه البخارى فى الذبائح والصيد (باب أكل الجراد) : فتح البارى: 9/620؛ وفى الباب أخرجه مسلم فى صحيحه: 4/619؛ وأخرجه أبو داود فى الأطعمة (باب فى أكل الجراد) : سنن أبى داود: 3/357؛ وفى الباب أخرجه الترمذى من عدة طرق وقال: حسن صحيح. صحيح الترمذى: 4/268؛ وأخرجه النسائى فى الصيد والذبائح (باب الجراد) : المجتبى: 7/185.(5/69)
يعفور، عن عبد الله بن أبى أوفى: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات يأكل الجراد، ونأكل معه (1) .
(حَديِثٌ آخَرُ عَنْهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى الصغير مع خبر التكبير على الجنازة، وقال: لم يرد أبو يعفور بن أبى يحيى عن ابن أبى أوفى إلا هذين الحديثين. الجامع الصغير: 1/97.(5/70)
6075 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة البغدادى، حدثنا السرى بن يحيى، حدثنا قبيصة بن عقبة، عن الحسن بن صالح، عن أبى يعفور، عن ابن أبى أوفى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على جنازة، فكبر عليها أربعًا (1) .
(شَيْخٌ مْنِ بَجِيلَةَ عَنْهُ)
6076 - حدثنا عبد الرحمن ـ هو ابن مهدى ـ، حدثنا شعبة، عن شيخ من بجيلة، قال: سمعت ابن أبى أوفى يقول: استأذن أبو بكر على النبى - صلى الله عليه وسلم -، وجارية تضرب بالدف، ثم استأذن عمر ودخل، ثم استأذن عثمان، فأمسكت. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِىُّ» (2) .
6077 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، أخبرنى رجل من بجيلة: سمعت عبد الله بن أبى أوفى. قال: كانت جارية تضرب بالدف عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء أبو بكر، ثم جاء عمر، ثم جاء عثمان، فأمسكت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِىُّ» تفرد به (3) .
_________
(1) قال الطبرانى: لم يروه عن أبى يعفور إلا الحسن بن صالح، ولا عن الحسن ابن صالح إلا قبيصة. تفرد به السرى. الجامع الصغير: 1/97.
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/353.
(3) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/354.(5/70)
6078 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا أبو حيان. قال: سمعت شيخًا بالمدينة يحدث: أن عبد الله بن أبى أوفى كتب إلى عبيد الله إذ أراد أن يغزو الحرورية (1) ، فقلت لكاتبه ـ وكان لى صديقًا ـ انسخه لى، ففعل.
إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «تَمَنَّوا لِقّاءَ الْعَدُّوِّ، وَسَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِروُا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ» . /
قال: فينظر إذا زالت الشمس نهد إلى العدو.
ثم قال: «اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، وَمُجْرىَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الأَحْزَابِ اهْزِمْهُم وَانصُرْنَا عَلَيْهِم» تفرد به (2) .
وقد تقدم عن إسماعيل بن أبى خالد عنه مثل هذا الدعاء. وفى حديث سالم: أبى النضر عنه ـ وهو كاتبه ـ مثل هذا السياق (3) .
6079 - حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا محمد بن جحادة، عن رجل، عن عبد الله بن أبى أوفى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم فى الركعة الأولى من صلاة الظهر حتى لا يسمع وقع قدم (4) .
ورواه أبو داود عن عثمان بن أبى شيبة، عن عفان به مثله (5) .
_________
(1) الحرورية: نسبة إلى حروراء بفتحتين وسكون الواو وراء أخرى وألف ممنودة. قرية بظاهر الكوفة، وقيل موضع على بعد ميلين منها نزل به الخوارج الذين خالفوا علىّ بن أبى طالب ـ - رضي الله عنه - ـ، فنسبوا إليها. معجم البلدان: 2/245.
(2) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/353.
(3) يرجع إليهما ص27، 34 من هذا الجزء.
(4) من حديث عبد الله بن أبى أوفى فى المسند: 4/356.
(5) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة (باب ما جاء فى القراءة فى الظهر) : سنن أبى داود: 1/212.(5/71)
قال شيخنا: ورواه أبو إسحاق الخميسى عن محمد بن جحادة، عن كثير الحضرمى، عن ابن أبى أوفى وطوله (1) .
قلت: تقدم فى ترجمة طرفة الحضرمى (2) .
(حَديِثٌ آخَرُ)
_________
(1) يرجع إلى ذلك فى تحفة الأشراف: 4/291.
(2) يرجع إليه ص44 من هذا الجزء.(5/72)
6080 - رواه الطبرانى من طريق سفيان الثورى، عن أشعث بن سوار، عن رجل، عن ابن أبى أوفى. قال: لم يخمس الطعام يوم خيبر (1) .
(شَعْثَاءُ الْكُوفِيَّةُ عَنْهُ)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى يوم بشر برأس أبى جهل ركعتين.
6081 - رواه ابن ماجه عن أبى بشر: بكر بن خلف، عن سلمة بن رجاء عنها عنه به (2) .
(حَديثٌ آخَرُ)
6082 - قال الطبرانى: حدثنا على بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، ويعلى ابن أسد العمى.
_________
(1) هذا الخبر يخالف حديثه فى البخارى فى تحريم الحمر الأهلية، وقوله: إنما نهى النبى - صلى الله عليه وسلم - لأنها لم تخمس. فتح البارى: 6/255.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الصلاة (باب ما جاء فى الصلاة والسجدة عند الشكر) : سنن ابن ماجه: 1/445.
وفى الزوائد: فى إسناده شعثاء ولم أر من تكلم فيها. لا بجرح ولا بتوثيق، وسلمة ابن رجاء لينه ابن معين، وقال ابن عدى: حدث بأحاديث لا يتابع عليها. وقال النسائى: ضعيف: وقال الدار قطنى: ينفرد عن الثقات بأحاديث. وقال أبو زرعة: صدوق. وقال أبو حاتم: ما بأحاديثه بأس. وذكره ابن حبان فى الثقات.(5/72)
وحدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا روح بن عبد المؤمن المقرى.
وحدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا محمد بن أبى بكر المقدمى. قالوا: حدثنا سلمة بن رجاء، حدثتنا شعثاء: أن عبد الله بن أبى أوفى صلى الضحى ركعتين، فقالت له امرأته: إنما صليت ركعتين؟ فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى يوم الفتح ركعتين (1) .
(عَبْدُ اللهِ بْنُ بُحَيْنَةَ هُوَ ابْنُ مَالِكٍ بْنِ القِشْبِ يأْتِى)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى فى الكبير ببعضه، وفيه شعثاء، ولم أجد من وثقها ولا جرحها. مجمع الزوائد: 2/238؛ وكشف الأستار: 1/357.(5/73)
941- (عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْر) (1)
ابن بعجة بن زيد بن معاوية بن خشان بن جهينة: أبو بعجة المدنى، وكان من جملة الذين حملوا راية جهينة يوم الفتح.
قال ابن الأثير وغيره: كان اسمه عبد العزى فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[عبد الله] (2) .
6083 - قال الطبرانى: حدثنا أبو زرعة: عبد الرحمن بن عمرو الدمشقى، حدثنا عمر، ومحمد بن المبارك الصورى.
(ح) وحدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، حدثنا يحيى بن بشر الحريرى. قال: حدثنا معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبى كثير، عن بعجة أن أباه أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال/ لهم ذات يوم: «هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ فَصُومُوهُ» ، فقال رجل من بنى عمرو بن عوف: يا رسول
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/183؛ والإصابة: 2/280؛ والإستيعاب: 2/267؛ والطبقات الكبرى: 4/68؛ والتاريخ الكبير: 5/23؛ وثقات ابن حبان: 3/239.
(2) ما بين معكوفين من ابن الأثير والطبقات الكبرى.(5/73)
الله إنى تركت قومى منهم صائم ومنهم مفطر، قال: «اذْهَبْ إِلَيْهِمْ فَمَنْ كَانَ صَائِمًا فليُتمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ [ومَنْ أَصبَحَ مفطِرًا فليَصُمْ] » (1) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى فى الكبير والأوسط، والبزار، وإسناده حسن، مجمع الزوائد: 3/185. ولفظه فى بعض اختلاف، ويرجع إليه فى كشف الأستار: 1/491. وقال البزار: لا نعلم روى عبد الله بن بدر إلا هذا.(5/74)
6084 - رواه أبو نعيم بسنده إلى حرام بن عثمان ـ وهو ضعيف ـ (1) ، عن معاذ بن عبد الله الجهنى، عن عبد الله بن بدر الجهنى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ سَرَقَ مَتاعًا فَاقْطَعُوا يَدَهُ، فَإِنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا رِجْلَهُ، فَإِنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا يَدَهُ، فَإِنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا رِجْلَهُ، فَإِنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا عُنُقَهُ» (2) .
942- (عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْر: غَيْرُ مَنْسُوب) (3)
6085 - قال الطبرانى: حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا شبابة (4) بن سوار، عن شعبة، حدثنى أبو الحويرث: سمعت عبد الله بن بدر يذكر عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ نَذْرَ فىِ مَعْصِيَةٍ» (5) .
_________
(1) حرام بن عثمان الأنصارى المدنى: صفوة القول فيه أن ابن معين سئل عنه فقال: الحديث عن حرام حرام. وكذا قال الجوزجانى وبقية الأقوال فيه مظلمة. الميزان: 1/468.
(2) عند أبى نعيم وضعفه، وأبو القاسم بن بشر فى أماليه، وابن النجار عن عبد الله ابن بدر الجهنى. كما فى جمع الجوامع. جامع الأحاديث: 6/401.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/184؛ والإصابة: 2/280.
(4) غير واضحة بالأصل، ويرجع إليه فى تهذيب التهذيب: 4/300.
(5) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه أبو الحويرث. ضعفه أحمد وغيره، ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 4/188.(5/74)
943- (عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ الْمَازِنِىُّ) (1)
فى رابع الشاميين.
أزهر بن سعيد: عنه بحديث رواه أبو الزاهرية، وسيأتى (2) .
6086 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، حدثنا أزهر بن عبد الله، عن عبد الله بن بسر. قال: سمعت حديثًا منذ زمان: «إذا كنت فى قوم: عشرين رجلاً، أو أقل، أو أكثر فتصفحت فى وجوههم، فلم تر فيهم رجلاً يهاب فى الله، فاعلم أن الأمر قد رق» (3) .
(حَديِثٌ آخَرُ عَنْهُ)
6087 - قال النسائى: حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا بقية، حدثنا صفوان ابن عمرو، حدثنى الأزهر بن عبد الله، [عن عبد الله] بن بسر، قال أبى لأمى: لو صنعنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعاماً، فدعوته؟ قال: ففعلنا، فصنعنا له ثريدة بسمن، ثم جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخل البيت، فوضعت له أمى قطيفة لنا، وجمعها له، فقعد عليها، ووضعنا له الثريدة. فقال: «خذوا باسم الله» ، وأشار إلى رءوسها بأصابعه الثلاث، فلما فرغ. قلنا: ادع لنا يا رسول الله. فقال: «اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ وَبَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُم» (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/186؛ والإصابة 2/281؛ والإستيعاب: 2/267؛ والطبقات الكبرى: 7/113؛ والتاريخ الكبير: 5/14؛ وثقات ابن حبان: 3/232.
(2) أزهر بن سعيد الحرازى الحمصى: روى عن عبد الله بن بسر وغيره. وأكثر الأئمة تميل إلى أنه: أزهر بن عبد الله الحرازى الحمصى. يراجع تهذيب التهذيب: 1/203، 204. وأبو الزاهرية اسمه حدير بن كريب الحضرمى روى عن عبد الله بن بسر وغيره. تهذيب التهذيب: 2/218.
(3) من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/188.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/292؛ وأخرجه ابن عساكر فى تاريخه كما فى جمع الجوامع: 2/431 مخطوطة.(5/75)
ورواه النسائى أيضًا من طريق عيسى بن يونس، عن صفوان بن عمرو، حدثنا عبد الله بن بسر فذكره (1) . وفى ترجمة [صفوان] عنه رواه أحمد وسيأتى (2) .
(حُدَيرُ بْنُ كُرَيْب عَنْهُ: هُوَ أَبُو الزَّاهِريَّة يَأْتى)
[حَرِيزُ بْنُ عُثْمان عَنْهُ] (3)
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى أيضًا كما فى تحفة الأشراف: 4/294.
(2) يرجع إلى ذلك ص96 فى هذا الجزء، وما بين معكوفين بالرجوع إليه وإلى تحفة الأشراف.
(3) ما بين معكوفين استكمال ليتصل سياق السند. وهو حريز بن عثمان الرحبى، أبو عثمان، ويقال أبو عون الحمصى. روى عن عبد الله بن بسر المازنى وغيره. تهذيب التهذيب: 2/237.(5/76)
6088 - حدثنا حجاج [بن محمد] ، عن حريز بن عثمان، قال: كنا [غلماناً] جلوسًا عند عبد الله بن بسر، وكان من أصحاب/ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم نكن نحسن نسأله. فقلت: أشيخًا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: كان فى عنفقته (1) شعرات بيض (2) .
6089 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا حريز. قال: سألت عبد الله ابن بسر المازنى صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: أرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشيخًا كان؟ قال: كان فى عنفقته شعرات بيض (3) .
6090 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حريز، قال: قلت
_________
(1) العنفقة: الشعر الذى فى الشفة السفلى، وقيل الشعر الذى بينها وبين الذقن. وأصل العنفقة خفة الشىء وقلته. النهاية: 3/133.
(2) من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/187.
(3) من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/188.(5/76)
لعبد الله بن بسر ونحن غلمان لا نعقل العلم: أشيخ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: كان بعنفقته شعرات بيض (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/188.(5/77)
6091 - حدثنا أبو النضر، حدثنا بن عثمان قال: سألت عبد الله بن بسر صاحب النبى - صلى الله عليه وسلم -: أكان النبى - صلى الله عليه وسلم - شيخًا؟ قال: كان أشب من ذلك، ولكن كان [فى لحيته،] وربما قال: فى عنفقته شعرات بيض (1) .
[حَسّانُ بْنُ نوحٍ عَنْهُ] (2)
6092 - حدثنا على بن عياش، حدثنا حسان بن نوح ـ حمصى ـ، قال: رأيت عبد الله بن بسر يقول: ترون كفى هذه؟ فأشهد أنى وضعتها على كف محمد - صلى الله عليه وسلم -، ونهى عن صيام يوم السبت إلا فى فريضة، وقال: إن لم يجد أحدكم إلا لحاء شجرة فليفطر عليه» (3) .
رواه النسائى عن حسين بن منصور، عن مبشر بن إسماعيل، عن حسان بن نوح به (4) .
وسيأتى مثله من رواية يحيى بن حسان عنه. فالله أعلم (5) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/190.
والخبر أخرجه البخارى فى المناقب (باب صفة النبى - صلى الله عليه وسلم - (عن عصام بن خالد عن حريز بن عثمان عن عبد الله بن بسر. فتح البارى: 6/564. ولعله مما سقط من النساخ.
(2) زيادة ليتصل السياق، تراجع تحفة الأشراف: 4/293؛ وتهذيب التهذيب: 10/31.
(3) من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/189.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/293.
(5) سيأتى ذلك ص90 من هذا الجزء.(5/77)
6093 - حدثنا عصام بن خالد، حدثنا الحسن بن أيوب الحضرمى، حدثنى عبد الله بن بسر. قال: كانت أختى [ربما] بعثتنى بالشىء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تطرفه (1) إياه، فيقبله منى. تفرد به (2) .
6094 - حدثنا هشام بن سعيد: أبو أحمد (3) ، حدثنا الحسن ابن أيوب الحضرمى، عن عبد الله بن بسر صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: كانت أختى تبعثنى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالهدية فيقبلها (4) .
6095 - حدثنا هشام بن سعيد، حدثنى الحسن بن أيوب الحضرمى، حدثنى عبد الله بن بسر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل الهدية، ولا يقبل الصدقة (5) .
6096 - حدثنا عصام بن خالد، حدثنا أبو عبد الله: الحسن بن أيوب الحضرمى، قال: أرانى عبد الله بن بسر شامة (6) فى قرنه، فوضعت إصبعى عليها، فقال: وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إصبعه عليها، ثم قال: «لَتَبْلُغنَّ قَرْنًا» قال أبو عبد الله وكان ذا جمة (7) .
_________
(1) أطرفته كذا: أتحفته به. الأساس: 2/68.
(2) من حديث عبد الله بن بسر المازنى فى المسند: 4/188. وما بين معكوفين استكمال منه. والأحاديث من رواية الحسن بن أيوب الحضرمى عن عبد الله بن بسر.
(3) فى المخطوطة: «هشام بن كلدة» . والتصويب من المسند. وهو هشام بن سعيد الطالقانى أبو أحمد البزار، روى عن الحسن بن أيوب الحضرمى وغيره. تهذيب التهذيب: 11/41.
(4) من حديث عبد الله بن بسر المازنى فى المسند: 4/189.
(5) من حديث عبد الله بن بسر المازنى فى المسند: 4/189.
(6) الشامة: الخال، وقيل علامة مخالفة لسائر اللون، اللسان: 4/2380.
(7) الجمة من شعر الرأس: ما سقط على المنكبين. النهاية: 1/179؛ والخبر من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/189. وقيل إن عبد الله بن بسر المازنى توفى سنة ست وتسعين أيام سليمان بن عبد الملك وعمره مائة سنة، وآخر من مات بالشام من الصحابة. أسد الغابة.(5/78)
(حَفْصُ بْنُ رَوَاحَةَ عَنْهُ) /(5/79)
6097 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن أبى زرعة الدمشقى، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا أبو سعد بن حفص بن رواحة، عن أبيه، حدثنا عبد الله بن بسر، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى الباب أتاه من قبل ناحيته ولم يأته من قبل وجهه (1) .
وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كِيلُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكُ لَكُمْ فِيهِ» (2) .
(الْحَكَمُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْهُ)
6098 - بعثتنى أمى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقطف عنب فأكلته، فقالت أمى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل أتاك عبد الله بقطف من عنب؟ قال: «لاَ» فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رآنى [قالَ] : «غُدَرٌ، غدَرٌ» .
رواه الطبرانى عن عثمان بن خالد بن عمرو السلفى الحمصى، حدثنا عبد الله ابن عبد الجبار الجابرى عنه (3) .
_________
(1) الخبر أورده السيوطى من حديث عبد الله بن بسر وعزاه إلى الإمام أحمد وأبى داود ورمز له بالصحة، وعقب عليه المناوى، فيض القدير: 5/87. وبلفظ يتفق مع معناه أورده الهيثمى، وقال: رواه الطبرانى من طرق. مجمع الزوائد: 8/44.
(2) فى الأصل: «كلوا» . والتصويب من المرجع. أورده السيوطى فى الجامع الصغير من حديث عبد الله بن بسر وعزاه للبخارى فى التاريخ وابن ماجه ومن حديث أبى الدرداء وعزاه للطبرانى، ورمز له بالضعف. فيض القدير: 5/60؛ وسنن ابن ماجه: 2/750.
وقال الهيثمى: قال إبراهيم: سمعت بعض أهل العلم يفسرها ـ قوتوا ـ قال: هو تصغير الأرغفة. مجمع الزوائد: 5/30.
(3) الخبر أورده الهيثمى وقال: فيه الحكم بن الوليد، ذكره ابن عدى فى الكامل، وذكر له هذا الحديث وقال: لا أعرف هذا عن عبد الله بن بسر إلا الحكم. هذا معنى كلامه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 4/147.(5/79)
(خَالِدُ بْنُ أَبِى بِلالٍ:)
وهُوَ وَهْمٌ، يأْتِى فى تَرْجَمَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِلالٍ (1) .
(خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ عَنْهُ)
بحديث: «لا تصوموا يوم السبت إلا فيما فرض عليكم» .
_________
(1) عبد الله بن أبى بلال الخزاعى الشامى. عن عبد الله بن بسر وغيره. وله ترجمة فى خالد بن أبى بلال. قال: الصواب عبد الله. تهذيب التهذيب: 3/82، 5/165.(5/80)
6099 - رواه النسائى وابن ماجه من طريق عيسى بن يونس، عن ثور بن يزيد، والنسائى أيضًا عن عمرو بن عثمان، عن بقية، عن الزبيدى، عن لقمان بن عامر، عن عامر بن جشيبٍ كلاهما: عن خالد ابن معدان به (1) .
قال شيخنا: ورواه محمد بن مصفى، عن بقية، عن السرى بن ينعم عن عامر ابن جشيب عن خالد به. قال: وروى عن عبد الله بن بسر، عن أبيه به، وقد روى عنه عن أخته الصماء وسيأتى (2) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ)
6100 - قال الطبرانى: حدثنا الحسين بن إسحاق، حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، عن بحر بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كِيلُوا طَعَامَكُمْ يُبارَكْ لَكُمْ فِيهِ» (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/293؛ وأخرجه ابن ماجه فى الصوم (باب ما جاء فى صيام يوم السبت) : سنن ابن ماجه: 1/550.
(2) يرجع إلى ذلك فى تحفة الأشراف: 4/293.
(3) الخبر أخرجه ابن ماجه من حديث عبد الله بن بسر، ومن حديث أبى أيوب. سنن ابن ماجه: 2/750.(5/80)
(سَعِيدُ بْنُ يُوسُفَ الرَّحَبِىَ عَنْهُ) (1)
_________
(1) سعيد بن يوسف الرحبى: أقوال الأئمة إلى ضعفه أكثر. تهذيب التهذيب: 4/103.(5/81)
6101 - عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ مِنِّى ذُو حَسَدٍ وَلاَ نَمِيمَةٍ وَلاَ كَهَانَةٍ، وَلاَ أَنَا مِنْهُ» ، ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً} (1) .
رواه الطبرانى عن أحمد بن الخضر عن سليمان بن سلمة الخبائزى، عن أبى فراس مؤمل بن سعيد عن أبيه به (2) .
(سُلَيْمُ بْنُ عَامِر: أبُو يَحْيَى الْخَبَائِزِىّ عَنِ ابْنِ بُسْرٍ) /
6102 - قالا (3) : دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقدمنا له زبدًا وتمرًا، وكان يحب الزبد والتمر.
رواه أبو داود عن محمد وزيرٍ، عن الوليد بن مزيد، عن ابن جابر عنه عنهما به (4) .
ورواه ابن ماجه، عن هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد، عن ابن حابر به كذلك (5) .
قال شيخنا: قال محمد بن يوسف الهروى: سألت محمد بن عوف عنهما قال: عبد الله، وعطية (6) .
_________
(1) آية58 سورة الأحزاب.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه سليمان بن سلمة الخبائزى وهو متروك. مجمع الزوائد: 8/91.
(3) ألف التثنية يعود إلى عبد الله بن بسر وأخيه عطية لأن الخبر مروى عن ابنى بسر.
(4) الخبر أخرجه أبو داود فى الأطعمة (باب الجمع بين لونين فى الأكل) «عن ابنى بسر السلميين، قالا» . سنن أبى داود: 3/363.
(5) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الأطعمة أيضًا (باب التمر بالزبد) «عن ابنى بسر السلميين، قالا» . سنن ابن ماجه: 2/1106.
(6) يرجع إلى ذلك فى تحفة الأشراف: 4/294.(5/81)
(صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْهُ)(5/82)
6103 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان بن عمرو (1) ، حدثنى عبد الله بن بسر المازنى. قال: بعثنى أبى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أدعوه إلى طعام، فجاء معى، فلما دنوت من المنزل أسرعت، فأعملت أبوي فخرجا، فتلقيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورحبا به، ووضعنا له قطيفة كانت عندنا ربيزة (2) فقعد عليها ثم قال لأمى: هات طعامك، فجاءت بقصعة فيها دقيق قد عصدته بماء وملح، فوضعته بين يدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «خُذُوا بسْم اللهِ مِنْ حَوَالَيْهَا وَذَرُوا ذِرْوَتَها، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ فِيهَا» ، فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكلنا معه، وفضل منها فضلة، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ، وَبَارِكْ عَلَيْهِمْ، وَوَسِّعْ عَلَيْهِمْ فىِ أَرْزَاقِهِمْ» (3) .
رواه النسائى عن زكريا بن يحيى، عن نصر بن على، عن عيسى ابن يونس، عن صفوان حدثنا عبد الله بن بسر به (4) .
(عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ الْحُبْرَانِىّ عَنْهُ) (5)
6104 - بعثتنى أمى بقطف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتناولت منه قبل أن أبلغه به، فمسح رأسى، وقال: «ياَ غُدَرُ» .
_________
(1) فى المسند: «صفوان بن أمية حدثنا صفوان بن عمرو» . ولا وجه لصفوان الأول.
(2) ربيزة: أى ضخمة. النهاية: 2/58.
(3) من حديث عبد الله بن بسر المازنى فى المسند: 4/188.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/294.
(5) عبد الله بن بسر الحبرانى عن عبد الله بن بسر المازنى. قال يحيى: رأيته وليس بشىء. التاريخ الكبير: 5/48.(5/82)
رواه الطبرانى من طريق خطاب بن عثمان الهروى، عن محمد ابن عمر المخرمى عنه به (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه عبد الله بن بسر الحبرانى، وثقه ابن حبان، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 9/405.(5/83)
6105 - وحدثنا محمد بن يحيى المروزى، حدثنا محمد بن كامل الجحدرى، حدثنا محمد بن حمران، حدثنا عبد الله بن بسرٍ الحبرانى. قال: رأيت عبد الله بن بسر إذا صلى الجمعة خرج فدار فى السوق ساعة ثم رجع إلى المسجد، فقيل له: لم تفعل هذا؟ فقال: رأيت سيد المرسلين يفعله (1) .
(عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِى بِلاَلٍ الْخُزَاعِىّ الشَّامِىّ عَنْهُ)
6106 - قال أبو داود فى الملاحم: حدثنا حيوة بن شريح الحمصى، حدثنا بقية، عن بحير، عن خالد، عن ابن أبى بلالٍ، عن/ عبد الله بن بسر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بَيْنَ الْمَلْحَمَةِ وَفَتْحِ المَدِينَةِ سِتُّ سِنِينَ، وَيَخْرُج المَسِيحُ الدَّجَّالُ فىِ السَّابعَةِ» .
ورواه ابن ماجه فى الفتن عن سويد بن سعيد، عن بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن أبى بلالٍ، عن عبد الله بن بسر به (2) .
قال شيخنا: كذا عنده وهو وهم، والصواب الأول (3) فى الأبناء. قلت: لعله قد سقط من خط ابن ماجه أو من النسخ عن ابن أبى بلال، وكان الأليق بشيخنا أن يذكره فى الأبناء عن عبد الله بن
_________
(1) قال الهيثمىك رواه الطبرانى فى الكبير، وعبد الله الحبرانى ضعفه يحيى القطان وجماعة، ووثقه ابن حبان. مجمع الزوائد: 2/194.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى (باب تواتر الملاحم) : سنن أبى داود: 4/110؛ وأخرجه ابن ماجه فى (باب الملاحم) : سنن ابن ماجه: 2/1370.
(3) يعنى الصواب: عبد الله بن أبى بلال، تراجع تحفة الأشراف: 4/294.(5/83)
بسر كما سيأتى من رواية الإمام أحمد عن حيوة ابن شريح به (1) .
(عَبْدُ اللهِ بْنُ غَابِرٍ أَبُو عَامِرٍ الْحِمْصىّ عَنْهُ) (2)
_________
(1) تقدمت الإشارة إلى إختلاف الأئمة فى تسمية ابن أبى بلال ويرجع إلى الخبر عند أحمد ص98.
(2) تهذيب التهذيب: 5/354.(5/84)
6107 - سمعت ثوبان، وسئل عن صيام يوم السبت، فقال: سلو عبد الله بن بسر. فسئل: فقال: صيام يوم السبت لا لك ولا عليك.
رواه النسائى من طريق معاوية بن يحيى، عن أرطاة، عنه به (1) .
(عَبْدُ الواحِد بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنُ بُسْرٍ عَنْ أَبِيهِ)
عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فى الشفاعة: «إِنَّهَا لِلْمُذْنِبِينَ الْمُقِلِينَ» .
6108 - رواه الطبرانى من طريق الأوزاعى عنه (2) .
(عَبْدُ الرَّحمَنِ الْحُمَيْدِىّ عَنْهُ)
6109 - قال: سمعته [يقول] : «إنه يكون فى آخر هذه الأمة قوم بينما هم فى شرب الخمر وضرب المعازف حتى يأفك الله عليهم فيعودوا قردة وخنازير» .
رواه الطبرانى من حديث بقية عن صفوان وعن سوادة، عن عقبة، عن عيينة، عن الحجاج به (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/294.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط، وفيه عبد الواحد النصرى، متأخر يروى عن الأوزاعى، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 10/377.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه جماعة لم أعرفهم، مجمع الزوائد: 8/11، وما بين معكوفين استكمال منه، ولفظة يأفك بياض فى مجمع الزوائد ومعناها يهلكهم بالعذاب. النهاية: 1/36.(5/84)
[عُبيدُ اللهِ بْنُ زياد عَنْهُ] (1)
_________
(1) زيادة يستلزمها السياق.(5/85)
6110 - حدثنا على بن بحر، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد ـ يعنى ابن حابر ـ، عن عبيد الله بن زياد، عن ابنى بسر السلميين. قال: دخلت عليهما، فقلت يرحمكما الله. الرَّجُلُ منا يركب دابته، فيضربها بالسوط ويكبحها (1) باللجام، هل سمعتما من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى ذلك شيئًا؟ قالا: لا ما سمعنا منه فى ذلك شيئًا، فإذا امرأة نادت من جوف البيت، أيها السائل إن الله يقول: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} (2) فقالا: هذه أختنا وهى أكبر منا، وقد أدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (3) .
حَديِثٌ (آخَرُ عَنْهُ)
فى ضيافتهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومسحه رأسه، ودعائه.
6111 - رواه الطبرانى من طريق الوليد عن جابر عنه به (4) .
(عُمَرُ بْنُ بِلاَلٍ الْقُرَشِىّ عَنْهُ) /
6112 - قال الطبرانى: حدثنا عمر بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زريق، حدثنا جدى، حدثنا عمر بن بلال القرشى. قال:
_________
(1) كبحت الدابة: إذا جذبت رأسها إليك، وأنت راكب ومنعتها من الجماح وسرعة السير، النهاية: 4/3. وفى المسند: ويكفحها اللجام. والمكافحة المضاربة والمدافعة. النهاية: 4/25.
(2) آية38 سورة الأنعام.
(3) من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/189.
(4) رواه الطبرانى وفيه طول. قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه راوٍ لم يسم، وبقية رجاله حديثهم حسن أو صحيح. مجمع الزوائد: 5/82.(5/85)
رأيت عبد الله بن بسر وهو قاعد فى المسجد ـ وكان شيخًا كبيرًا مسنًا ـ فجاءه غلامه، فقال: يا مولاى هذه جمالك قد أخذت سخرة الرمل [يعنى دار العباس (1) ابن الوليد التى عند باب مسجد حمص] وكان معه رجلان، فأخذا بضبعيه (2) حتى قام.
قال عمر: فمشيت معه حتى أتى الرمل، فإذا جماله مناخة، فإذا هم يسقون التراب بالغرائر، فأخذ الغرارة فأقبل يفتح لهم، فقال ناس من النصارى: يفعلون به هذا [صاحب نبيكم تصنعون به هذا] لو رأينا رَجُلاً من أصحاب عيسى لحملناه على رءوسنا فأهوى القوم ليأخذوه.
فقال: دعونى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كَيْفَ أَنْتُمْ إذَا جَارَتْ عَلَيْكُم الْوُلاةُ» (3) .
(عُمَرُ مَوْلَى غُفْرَةَ عَنْهُ) (4)
_________
(1) العباس بن الوليد بن عبد الملك.
(2) بضبعى: الضبع وسط العضد، وقيل ما تحت الإبط. النهاية: 3/11.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط، وعمر بن بلال جهله ابن عدى. مجمع الزوائد: 5/237؛ والخبر أخرجه البخارى فى الكبير من حديث عمر بن بلال: أبو حفص الفزارى الحمصى. ولم يذكر قصة الجمال. التاريخ الكبير: 6/144.
(4) هو عمر بن عبد الله المدنى: مولى غفرة بنت رياح أخت بلال ويقال بنت شيبة. تهذيب التهذيب: 7/471.(5/86)
6113 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن سنان الشيرازى والحسين بن إسحاق التسترى، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن أيوب بن سعيد الكوفى الحمصى، حدثنا بقية، حدثنا عمر: مولى غفرة، عن عبد الله بن بسر المازنى. قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبسط يمينه، ثم قبضها، ثم قال: «أَهْلُ الْجَنَّةِ بِأَسْمَائِهِمْ، وَأَسْمَاءِ آبائِهِمْ، وَقَبَائِلِهِمْ(5/86)
لاَ يُزَادُ فِيهِمْ، وَلاَ يُنْقَصُ مِنْهُم إلىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» ثم بسط يساره، ثم قبضها.
فقال: «أَهْلُ النَّارِ بِأَسْمَائِهِمْ، وَأَسْمَاءِ آبائِهِمْ، وَقَبَائِلِهِمْ لاَ يُزَادُ فِيهِمُ وَلاَ يُنْقصُ مِنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَقَدْ يُسْلَكُ بِأَهْلِ السَّعَادَةَ طَرِيقَ الشَّقَاءِ حَتَّى يُقَال: مِنْهُمْ، بَلْ هُمْ هُمْ، فَتُدْرِكُهُم السَّعَادَةُ، فَتُخْرِجُهُمْ مِنْ طَرِيقِ الشَّقَاءِ، وقَدْ يُسْلَكُ بِأَهْلِ الشَّقاءِ طَرِيقَ السَّعَادَةِ حتَّى يُقَالَ: مِنْهُمْ، بَلْ هُمْ هُمْ، فَيُدْركُهُم الشَّقاءُ فَيُخْرِجُهُم مْنِ طَرِيقِ السَّعَادَةِ» .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فَكُلُّ مُيسَّرٌ لِمَا خُلقَ لَهُ» (1) .
(عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ عَنْهُ)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه عبد الرحمن بن أيوب السكونى، روى حديثًا غير هذا، فقال العقيلى فيه: لا يتابع عليه، فضعفه الذهبى من عند نفسه، ولكن فى إسناده بقية وهو متكلم فيه بغير هذا الحديث أيضًا. مجمع الزوائد: 7/187.(5/87)
6114 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن معاوية ـ يعنى ابن صالح ـ، عن عمرو بن قيس. قال: سمعت عبد الله بن بسر يقول: جاء أعرابيان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أحدهما: يا رسول الله أى الناس خير؟ قال: «مَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ» .
وقال الآخر: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علىَّ، فمرنى بأمر أتشبث به، فقال: «لاَ يَزَالُ لِسانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ» (1) .
رواه [الترمذى و] ابن ماجه/ من طريق معاوية بن صالح، وقال الترمذى: حسن غريب (2) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن بسر المازنى فى المسند: 4/190.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى الدعاء (باب ما جاء فى فضل الذكر) : صحيح الترمذى: 5/458؛ وأخرجه ابن ماجه فى الأدب (باب فضل الذكر) : سنن ابن ماجه: 2/1246، وما بين معكوفين زيادة يستلزمها السياق وبالرجوع إلى تحفة الأشراف: 4/295.(5/87)
(لُقْمَانُ بْنُ عَامِر عَنْهُ)(5/88)
6115 - بعثتنى أمى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعوته، فصنعت له طعامًا، فأكل، فلما فرغ قال: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُم وَبَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُم» .
قال: فما زلنا نتعرف تلك الدعوة، رواه الطبرانى عن محمد بن الفضل، عن سعد بن سليمان، عن فرج بن فضالة عنه (1) .
(الْمُثَنَّى بْنُ وَائِلٍ عَنْهُ)
6116 - أنه سئل عن أجر المعلم، فقال: دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[رجل] متنكب قوسًا، فقال له: «مَا أَجْوَدَ قَوْسَكَ، اشْتَرَيْتَها؟» قال: لا، ولكن أهداها إلى رجل أقرأت ابنه القرآن، قال: «تحب أن يقلدك الله قوسًا من نار؟» قال: لا. قال: «فَرُدَّهَا» .
رواه الطبرانى من حديث عصام بن السرى عن أبيه به (2) .
(محمّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحمنِ (3) الحمَيرىّ عَنْهُ)
6117 - حدثنا الحكم بن موسى ـ قال عبد الله: وسمعته أنا من الحكم ـ قال: حدثنا إسماعيل ـ يعنى ابن عياش ـ. قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الحميرى، عن عبد الله بن بسر المازنى،
_________
(1) قال الهيثمى بعدما أورد خبرًا يتفق مع معناه: فى الصحيح بعضه من رواية عبد الله بن بسر. مجمع الزوائد: 5/82؛ وأورده السيوطى، وعزاه إلى ابن عساكر. جمع الجوامع: 2/431 مخطوط.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، والمثنى وولده ذكرهما ابن أبى حاتم، ولم يجرح واحدًا منهما. وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 4/96.
(3) فى المخطوطة كما فى المسند: «الحميرى» . وهو محمد بن عبد الرحمن بن عرق اليحصبى، أبو الوليد الشامى الحمصى. روى عن أبيه وعبد الله بن بسر المازنى» تهذيب التهذيب: 9/300.(5/88)
صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى بيت قوم أتاه مما يلى جداره، ولا يأتيه مستقبلاً بابه (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن بسر المازنى فى المسند: 4/189.(5/89)
6118 - حدثنا الحكم بن موسى ـ قال عبد الله: وسمعته أنا من الحكم ـ. قال: حدثنا بقية. قال: وحدثنى محمد بن عبد الرحمن اليحصبى. قال: سمعت عبد الله بن بسر صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جاء الباب يستأذن لم يستقبله، يقول: يمشى مع الحائط حتى يستأذن فيؤذن له أو ينصرف (1) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ)
6119 - قال أبو داود: حدثنا عمرو بن عثمان [الحمصى] ، حدثنا أبى، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن عرق، حدثنا عبد الله بن بسر. قال: كان للنبى - صلى الله عليه وسلم - قصعة يقال لها الغراء يحملها أربعة رجال، فلما أضحوا، وسجدوا الضحى أتى بتلك القصعة ـ يعنى وقد ثرد فيها ـ فالتفوا عليها، فلما كثروا جثى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال [أَعْرَابِىُّ:] ما هذه الجلسة؟ فقال: «إنَّ اللهَ جَعَلَنِى عَبْدًا كَرِيمًا، وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا عَنِيدًا» .
ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كُلُوا مِنْ جَوَانِبِهَا، وَدَعُوا ذِرْوَتَها/ يُبارَكْ فِيهَا» (2) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن بسر المازنى فى المسند: 4/189.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الأطعمة (باب ما جاء فى الأكل من أعلى الصفحة) : سنن أبى داود: 3/348، وما بين معكوفات استكمال منه؛ وأخرجه ابن ماجه عن عمرو بن عثمان به مختصرًا فى الأطعمة أيضًا (باب النهى عن الأكل من ذروة الثريد) : سنن ابن ماجه: 2/1090.(5/89)
رواه الطبرانى وذكر أنه كان [له قصعة يقال لها الفرا يحملها أربعة رجال] وأنه كان فيها شاة مطبوخة (1) .
(حَديثٌ آخرُ)
_________
(1) أورده السيوطى فى جمع الجوامع، وعزاه لابن عساكر، وفيه طول، وما بين معكوفين استكمال منه. جمع الجوامع: 2/432 مخطوط.(5/90)
6120 - رواه الطبرانى من طريق بقية، عن محمد بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الله بن بسر. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سَدِّدُوا، وَأَبْشِرُوا، فَإِنَّ اللهَ لَيْسَ إِلَى عَذابِكُمْ بِسَرِيعٍ، وَسَيَأْتِى قَوْمٌ لاَ حُجَّةَ لَهُم» (1) .
(حَديثٌ آخَرُ عَنْهُ)
6121 - قال الطبرانى: حدثنا الحسين، حدثنا محمد بن مصفى، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنى محمد بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الله بن بسر. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « [والّذى نَفْسى بيَده] لتُفتَحَنَّ عَلَيْكُم فَارِسُ، وَالرُّومُ، وَلْتُصَبَّنَّ عَلَيْكُم الدُّنْيَا صَبًّا، وَلَيَكْثرَنَّ عَلَيْكُم الْخُبْزُ وَاللَّحْمُ، حَتَّى لاَ يُذْكَرَ عَلَى كَثيرٍ مِنْهُ اسْمُ اللهِ» (2) .
إنْتَهَى الجُزء الخامِس وَالثلاثون من «تجزئَة المصنّفِ»
وَيَليه الجُزء السَّادِس والثلاثون
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه بقية، ولكنه صرح بالتحديث، مجمع الزوائد: 1/63. وعزاه السيوطى لأبى يعلى أيضًا، ورمز له بالضعف. جامع الأحاديث: 4/312.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه يحيى بن سعيد العطار الحمصى، وثقه محمد بن مصفى وضعفه الجمهور، مجمع الزوائد: 5/22، وما بين معكوفين استكمال منه.(5/90)
الجُزء السَّادس والثلاثون
(محمّدُ بْنُ القاسِم عَنْهُ) /
(يَعْنِى عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ)
فى ضيافتهم النبى - صلى الله عليه وسلم - جشيشًا من أقط، وسمن وتمر.(5/91)
6122 - رواه الطبرانى عن عبد الواحد، عن دحيمٍ، عن محمد بن شعيبٍ عنه به، وفيه أن أخته اسمها بهية (1) .
(هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ)
6123 - حدثنا هشيم، حدثنا هشام بن يوسف. قال: سمعت عبد الله بن بسر: يحدث أن أباه صنع للنبى - صلى الله عليه وسلم - طعاماً، فدعاه، فأجابه، فلما فرغ من طعامه قال: «اللَّهُمَّ ارْحَمْهُم، وَاغْفِرْ لَهُمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ» (2) .
(يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ عَنْهُ)
6124 - حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقانى، حدثنا الوليد بن مسلم، عن يحيى بن حسان، قال: سمعت عبد الله بن بسر المازنى
_________
(1) أورد الهيثمى من طرق نحو هذا الخبر، ولكن ليس فيه ذكر أخته، مجمع الزوائد: 5/82؛ ويراجع أسد الغابة: 7/42.
(2) من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/187. والخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/296.(5/91)
يقول: ترون يدى هذه؟ فأنا بايعت بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إلاَّ فِيمَا افْتُرض عَليكم» تفرد به (1) . وتقدم من رواية حسان بن نوح عنه (2) .
(يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ عَنْهُ)
_________
(1) من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/189.
(2) تقدم من رواية حسان ص77 من هذا الجزء.(5/92)
6125 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، عن يزيد بن خمير، عن عبد الله بن بسر. قال: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبى، فنزل عليه، أو قال له أبى: انزل عَلَىّ، فأتاه بطعام وحيسةٍ وسويق (1) [فأكله] فكان يأكل التمر، ويلقى النوى، وصف بأصبعيه السبابة والوسطى بظهرهما من فيه (2) ، ثم أتاه بشراب، فشرب، ثم ناوله من عن يمينه، فقام فأخذ بلجام دابته، فقال: ادع الله لى. فقال: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ» (3) .
6126 - حدثنا بهز، حدثنا شعبة، أخبرنى يزيد بن خمير: سمعت عبد الله
ابن بسر. قال: نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبى، أو قال أبى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
انزل على، قال: فنزل عليه، فأتاه بطعام أو بحيسٍ، قال: فأكل ثم أتاه بشراب.
قال: فشرب. قال: ثم ناوله من
_________
(1) الحيس: تمر ينزع نواه، ويدق مع أقط، ويعجنان بالسمن، ثم يدلك باليد حتى يبقى كالثريد، وربما جعل معه سويق. والسويق: ما يعمل من الحنطة والشعير. المصباح: 218، 403.
(2) هذا بيان لطريقته - صلى الله عليه وسلم - فى إلقاء النوى من فيه الشريف أنه كان يضع النواة على ظهرى السبابة والوسطى ثم يلقى بها، كما أوضحها شعبة فى الخبر الآتى. وفى مسلم: يلقى النوى بين إصبعيه.
(3) من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/188. وما بين معكوفين استكمال منه.(5/92)
عن يمينه. قال: وكان إذا أكل ألقى النواة،
وصف شعبة أنه وضع النواة على السبابة والوسطى، ثم يلقى بها. فقال له:
يا رسول الله ادع الله لنا. فقال: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ وَاغْفِرْ
لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ» (1) .
رواه مسلم، وأبو داود، والترمذى، وصححه، والنسائى من طريق شعبة به (2) .
قال شيخنا: ورواه النسائى عن حميد/ بن زنجويه، عن يحيى ابن حماد عن شعبة، فجعله من مسند بسر كما مضى (3) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/188.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى الأطعمة (باب استحباب وضع النوى خارج التمر، واستحباب دعاء الضيف لأهل الطعام) : مسلم بشرح النووى: 4/734؛ وأخرجه أبو داود فى الأشربة (باب فى النفخ فى الشراب والتنفس فيه) : سنن أبى داود: 3/338؛ وأخرجه الترمذى فى الدعوات (باب فى دعاء الضيف) : صحيح الترمذى: 4/568.
(3) الخبر أخرجه النسائى من الطريقين فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 2/96، 4/296.(5/93)
6127 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، حدثنى يزيد بن خمير الرحبى، عن عبد الله بن بسر المازنى، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: «مَا مِنْ أُمَّتِى مِنْ أَحَدٍ إلاَّ وأَنَا أَعْرِفُهُ يَوْمَ القْيَامَةِ» : قالوا: وكيف تعرفهم يا رسول الله فى كثرة الخلائق؟ قال: «أَرَأَيْتَ لَوْ دَخَلْتَ صُبْرَة فِيهَا خَيْلٌ دُهْمٌ بُهْمٌ، وَفِيهَا فَرَسٌ أَغَرٌّ مُحَجَّلٌ أَمَا كُنْتَ تَعْرِفُهُ مِنْهَا؟» قال: س بلى. قال: «فَإِنَّ أُمَّتِى يَوْمَئِذٍ غُرٌّ مِنَ السُّجُودِ مُحَجَّلُونَ مِنَ الْوُضُوءِ» (1) .
قال الترمذى: حسن صحيح غريب من هذا الوجه (2) .
6128 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يزيد بن خمير، عن عبد الله بن بسر، قال: نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبى.
_________
(1) من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/189.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى الصلاة (ما ذكر من سيماء هذه الأمة يوم القيامة) : صحيح الترمذى: 2/505.(5/93)
قال: فقربنا له طعامًا، ورطبةً فأكل منها ثم أتى بتمر، فكان يأكله ويلقى النوى بأصبعيه ـ يجمع السبابة والوسطى. قال شعبة: هو ظنى وهو فيه إن شاء الله ـ ثم أتى بشرابٍ، فشرب منه، ثم ناوله الذى عن يمينه. قال: فقال أبى ـ وأخذ بلجام دابته ـ: ادع الله لنا، فقال: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ» (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/190.(5/94)
6129 - حدثنا روح، حدثنا شعبة، عن يزيد بن خمير: سمعت عبد الله بن بسر يحدث عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زارهم، فذكر معنى حديث ابن جعفر (1) .
(حَدِيثٌ آخرُ عَنْهُ)
6130 - قال أبو داود: حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا [أبو] المغيرة، حدثنا صفوان، حدثنا يزيد بن خمير الرحبى. قال: خرج عبد الله بن بسر صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع الناس يوم عيد فطر، أو أضحى، فأنكر إبطاء الإمام. قال: إنا كنا قد فرغنا ساعتنا هذه، وذلك حين التسبيح (2) .
ورواه ابن ماجه عن عبد الوهاب بن الضحاك العرضى، عن إسماعيل بن عياش، عن صفوان، عن يزيد بن أبى حبيب (3) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/190.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة (باب وقت الخروج إلى العيد) : سنن أبى داود: 1/295. وقوله: وذلك حين التسبيح: قال السيوطى أى حين يصلى صلاة الضحى، وقال القسطلانى: أى وقت صلاة السبحة، وهى النافلة إذا مضى وقت الكراهة. وفى رواية صحيحة للطبرانى: وذلك حين يسبح بالضحى. من هامش سنن ابن ماجه: 1/418.
(3) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الصلاة أيضًا (باب فى وقت صلاة العيدين) : سنن ابن ماجه: 1/418. وما بين يدى من السنن يزيد بن خمير ولعله تصويب من المحققين.(5/94)
قال شيخنا: وصوابه يزيد بن خمير به (1) .
(حَدِيثٌ آخَرُ)
_________
(1) تحفة الأشراف: 4/297.(5/95)
6131 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن عبد الوهاب، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان بن عمرو، عن يزيد بن خمير: سألت عبد الله ابن بسر كيف حالنا ممن كان قبلنا؟ فقال: سبحان الله لو نشروا من القبور ما عرفوكم إلا أن يجدوكم تصلون (1) .
(يُونُس بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَس عَنْهُ)
6132 - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استأذن أبا بكر، وعمر فى أمر فقال: «أَشِيروُا عَلَىَّ» . فقالا: الله ورسوله أعلم، / فقال: «أَشِيروُا عَلَىَّ» . فقالا: الله ورسوله أعلم. فقال: «ادْعُوا لِى مُعَاوِيَةَ» . فقال أبو بكر وعمر: أما كان فى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَرَجُلَيْن من رجال قريش ما ينفذون أمرهم، حتى يبعث إلى غلام من غلمان قريش؟ فقال: «ادْعُوا لِى مُعَاوِيَةَ» ، فلما وقف بين يديه قال: «أَحْضِروُهُ أَمْرَكُمْ، أَوْ أَشْهِدُوهُ أَمْرَكُمْ فَإِنَّهُ قَوِىٌّ أَمِينٌ» .
رواه الطبرانى عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن نعيم بن حماد، عن محمد بن شعيب، عن مروان بن جناح عنه (2) .
_________
(1) أورده الهيثمى ولم يعلق عليه، ولفظه عند ابن كثير أشبه. مجمع الزوائد: 10/20.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى والبزار باختصار، اعتراض أبى بكر وعمر، ورجالهما ثقات، وفى بعضهم خلاف وشيخ البزار ثقة، وشيخ الطبرانى لم يوثقه إلا الذهبى فى الميزان، وليس فيه جرح مفسر، ومع ذلك فهو حديث منكر والله أعلم. مجمع الزوائد: 9/356؛ كشف الأستار: 3/267.(5/95)
(أَبو الزَّاهِرِيَّةَ عَنْهُ)
وَاسْمُهُ حُدَيْرُ بْنُ كُرَيْبٍ (1)
_________
(1) فى المخطوطة: «جرير بن لهب» . وهو: حدير بن كريب الحضرمى ويقال الحميرى: أبو الزاهرية الحمصى. روى عن عبد الله بن بسر وغيره. تهذيب التهذيب: 2/218.(5/96)
6133 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن معاوية ـ يعنى ابن صالح ـ، عن أبى الزاهرية. قال: كنت جالسًا مع عبد الله بن بسر يوم الجمعة، فجاء رجل يتخطى رقاب الناس، فقال عبد الله: جاء رجل يتخطى رقاب الناس ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فقال: «اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ وَآنيْتَ» (1) .
6134 - حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا معاوية بن صالح، حدثنا أبو الزاهرية، عن عبد الله بن بسر: أن رَجُلاً جاء إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، وهو يخطب [الناس] يوم الجمعة، فقال: «اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ وَآنيْتَ» تفرد به (2) .
(أَبو الْوَلِيدِ عَنْهُ)
6135 - كان النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا استأذن مشى مع الجدار، ولا يستقبل الباب، فإن أذن له، وإلا رجع، رواه الطبرانى من طرق عنه (3) .
(أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْهُ)
6136 - قال الطبرانى: حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا يحيى بن حمزة، حدثنا أبو عبيدة الحمصى، عن
_________
(1) من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/190. ومعناه: آذيت الناس بتخطيك، وأخرت المجىء وأبطأت. النهاية: 1/49، ولفظ الخبر عند ابن كثير أتم.
(2) من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/188.
(3) الخبر أورده الهيثمى قول النبى - صلى الله عليه وسلم - من حديث ابن بسر، وقال: رواه الطبرانى من طرق. مجمع الزوائد: 8/44.(5/96)
عبد الله بن بسر. قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بن أبى طالب إلى خيبر فعممة بعمامةٍ سوداء ثم أرسلها من وراءه ـ أو [قال:] على كتفه اليسرى ـ، ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبع الجيش، وهو متوكى على قوس، فمر به رجل يحمل قوسًا فارسيةً، فقال: «أَلْقِيها فإِنَّها مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَنْ يَحْمِلُها، عَليكُم بالْقَنَا والْقِسِىّ العَرَبِيَّةِ، فَإِنَّ بِهَا يُعِزُّ اللهُ دِينَكُمْ، وَيَفْتَحُ لَكُم الْبِلاَد» .
قال يحيى بن حمزة: إنما قال ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنها كانت إذ ذاك [على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] وأما اليوم فقد صارت عدة وقوة للإسلام.
فيه نكارة وفى التأويل الذى قاله القاضى يحيى بن حمزة نظر، والله أعلم (1) .
(أَبُو الْوَازِعِ عَنْهُ) /
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى عن شيخه بكر بن سهل الدمياطى، قال الذهبى: وهو مقارب الحديث، وقال النسائى: ضعيف، وبقية رجاله رجال الصحيح، إلا أنى لم أجد لأبى عبيدة: عيسى بن سليم عن عبد الله بن بسر سماعًا. مجمع الزوائد: 5/268. وما بين معكوفات استكمال منه.(5/97)
6137 - قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «لَيُدْرِكَنَّ الدَّجَّالُ مَنْ رَآنِى أَوْ لَيكونَنَّ قَرِيبًا مِنْ مَوْتِى» .
رواه الطبرانى عن معاذ بن المثنى، عن على بن المدينى، عن معن بن عيسى: وحدثنا إبراهيم بن دحيم، عن أبيه، عن عبد الله بن يحيى المعافرى قال: حدثنا معاوية بن صالح به عنه (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط عن شيخه محمد بن عيسى بن شعيب، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 7/350. وما أورده المصنف مخالف لهذا الطريق.(5/97)
[ابنُ أَبِى بِلالٍ عَنْهُ] (1)
_________
(1) زيادة يقتضيها السياق. واسمه عبد الله بن أبى بلال الخزاعى الشامى، روى عن العرباض بن سارية، وعبد الله بن بسر وعنه خالد بن معدان. تهذيب التهذيب: 5/165.(5/98)
6138 - حدثنا حيوة بن شريح، حدثنا بقية، حدثنى بحير بن سعد، عن
خالد ابن معدان، عن [ابن] أبى بلال، عن عبد الله بن بسر: أن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: «بَيْنَ الْمَلْحَمَةِ وَفَتْحِ الْمَدِينَةِ سِتُّ سِنِينَ، وَيَخْرُجُ مَسِيحُ الدَّجَّالُ
فِى السَّابِعَةِ» (1) .
أخرجه أبو داود وابن ماجه، وتقدم روايتهما له فى ترجمة عبد الله بن أبى بلال (2) .
6139 - حدثنا يحيى بن حماد، أنبأنا شعبة، عن يزيد بن خمير، عن ابن (3) عبد الله بن بسر، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل، فذكروا رطبة وطعامًا وشرابًا، وكان يأكل التمر ويضع النوى على ظهر أصبعيه، ثم يرمى به، ثم قام فركب بغلة له بيضاء، فأخذت بلجامها، فقلت: يا نبى الله ادع الله لنا، فقال: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ» (4) .
6140 - حدثنا حماد بن خالد، عن معاوية بن صالح، عن ابن عبد الله بن بسر، عن أبيه. قال: أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقدمت إليه جدتى تمرًا يقلله، وطبخت له، وسقيناهم فنفد القدح، فجئت بقدح
_________
(1) من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/189. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) يرجع إلى الخبر عند عبد الله بن أبى بلال ص83 من هذا الجزء.
(3) فى المسند: «عن عبد الله بن بسر عن أبيه» ولعل ما فى المخطوطة أشبه، وهو يتفق مع الخبر الآتى.
(4) من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/188.(5/98)
آخر، وكنت أنا الخادم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَعْطِ الْقَدَحَ الّذِى انْتَهَى إِلَيْهِ» تفرد به من هذا الوجه (1) .
وقد روى الطبرانى أصل الحديث فى الضيافة من طريق أشعث ابن سعيد، عن محمد بن عبد الله بن بسر، عن أبيه به (2) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ)
_________
(1) من حديث عبد الله بن بسر فى المسند: 4/188.
(2) قال الهيثمى: فى الصحيح بعضه من رواية عبد الله بن بسر نفسه، رواه الطبرانى وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله حديثهم حسن أو صحيح. مجمع الزوائد: 5/82.(5/99)
6141 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن هارون، حدثنا العباس ابن الوليد الخلال، حدثنا مروان بن محمد الطاطرى، عن إسماعيل بن محمد عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ الزُّناةَ يأْتُونّ تَشْتَعِلُ وُجُوهُهُم نَارًا» (1) .
944- (عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَابِتٍ الأَنْصَارِى) (2)
نزل الكوفة، وحديثه فى ثانى المكيين، والمدنيين.
6142 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن جابر، عن الشعبى، عن عبد الله بن ثابت. قال: جاء عمر بن الخطاب إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله/ إنى مررت بأخ لى من بنى قريظة، فكتب لى جوامع من التوراة. ألا أعرضها عليك؟ فقال: فتغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال عبد الله: فقلت له: ألا ترى ما بوجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال عمر: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولاً. قال: فسرى عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: «والَّذِىَ نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَصْبَحَ فِيكُمْ مُوسَى،
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى من طريق محمد بن عبد الله بن بسر عن أبيه، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد 6/255.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/188؛ والإصابة: 2/284؛ والتاريخ الكبير: 5/39.(5/99)
ثمّ اتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتُمُونِى لَضَلَلْتُم. إِنَّكُم حَظِّى مِنَ الأُمَمِ، وَأَنَا حَظُّكُم مِنَ النَّبِيِّينَ» تفرد به (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن ثابت فى المسند: 3/470، 4/265.(5/100)
945- (عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَابِتٍ أَبُو أَسِيدٍ، وقيلَ: أُسَيْدٌ بالضَّمِ) (1)
قال ابن الأثير: والأول أصح.
6143 - روى عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ» . رواه أبو حمزة عن جابر، عن أبى الطفيل به عنه (2) .
وفى رواية: أنه جعل يضرب بنيه لما امتنعوا من دهن رءوسهم بالزيت ويقول: اترغبون عن دهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (3) .
وقيل: إنه الذى روى عنه الشعبى الحديث المتقدم عن الذى قَبْلُه (4) .
*فأما (عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَابِتٍ: أَبُو الرَّبِيعِ) (5)
فذاك صحابى قديم الوفاة فى حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له ذكر فى حديث جابر ابن عتيك كما تقدم.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/189؛ والإصابة: 2/285؛ والإستيعاب: 2/270.
(2) أورده فى أسد الغابة من حديثه: 3/189. وأخرجه أحمد فى مسنده من حديث أبى أسِيد أو أُسيد بن ثابت، شك سفيان. مسند أحمد: 3/497.
(3) أسد الغابة.
(4) الإصابة: 2/285.
(5) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/189؛ والإصابة: 2/284؛ والإستيعاب: 2/270.(5/100)
946- (عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيرٍ - رضي الله عنه -) (1)
هو أبو محمد حليف بنى زهرة، ولد قبل الهجرة بأربع سنين، حديثه فى مسند الأنصار.
6144 - حدثنا هشيم، عن محمد بن إسحاق، عن الزهرى، حدثنى عبد الله ابن ثعلبة بن صُعَيرٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم أحد: «زَمِّلُوهُم فِى ثِيَابِهمْ» ، قال: وجعل يدفن فى القبر الرهط، قال: وقال: «قَدِّمُوا أَكْثَرَهُم قرْآناً» (2) .
6145 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمد بن إسحاق، عن الزهرى، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير، قال: لما أشرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قتلى أحد، فقال: أشهد على هؤلاء ما من مجروح جرح فى سبيل الله إلا بعثه الله يوم القيامة [وجرحه] يدمى. اللون لون دم والريح ريح مسك، انظروا أكثرهم جمعًا للقرآن فقدموه أمامهم فى القبر» (3) .
6146 - حدثنا سفيان، عن الزهرى، عن [عبد الله بن] ثعلبة بن صعير ـ وثبتنيه ـ/ معمر: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أشرف على قتلى أحد، فقال: «قَدْ شَهِدْتُ عَلَى هَؤُلاَء (4) زَمِّلُوهم بِكُلُومِهِمْ وَدِمَائِهِمْ» (5) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/190؛ والإصابة: 2/285؛ والإستيعاب: 28271؛ والتاريخ الكبير: 5/35؛ وثقات ابن حبان: 3/246.
(2) من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صعير فى المسند: 5/431.
(3) من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صعير فى المسند: 5/431. وما بين مكوفين استكمال منه.
(4) لفظ المسند: «إنى أشهد على هؤلاء» .
(5) من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صعير فى المسند: 5/431. وما بين مكوفين استكمال منه.(5/101)
6147 - حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر عن الزهرى، عن ابن أبى صعير، عن جابر بن عبد الله. قال: لما كان يوم أحد أشرف النبى - صلى الله عليه وسلم - على الشهداء الذين قتلوا يومئذ. فقال: «زَمِّلُوهُم بِدِمَائِهِمْ، فَإِنِّى قَدْ شَهِدْتُ عَلَيْهِم» ، فكان يدفن الرجلين والثلاثة فى القبر الواحد، ويسأل أيهم كان أقرأ للقرآن، فيقدمونه. قال جابر: فدفن أبى وعمى يومئذ فى قبر واحد (1) .
رواه النسائى عن هناد، عن ابن المبارك، عن معمر به (2) .
6148 - حدثنا يزيد، أنبأنا محمد ـ يعنى ابن إسحاق ـ، حدثنى الزهرى، عن عبد الله بن ثعلبة بن صغير: أن أبا جهل قال حين التقى القوم: اللهم أقطعنا للرحم، وآتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة. فكان المستفتح (3) .
ورواه النسائى من حديث صالح بن كيسان عن الزهرى (4) .
6149 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، حدثنى محمد بن مسلم الزهرى، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذرى ـ وفيما قرى على يعقوب: العذرى حليف بنى زهرة ـ. قال: أشرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أصحاب أحد، فذكر معنى حديث يزيد (5) .
6150 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جريج. قال: وقال ابن شهاب: قال عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذرى: خطب رسول الله
_________
(1) من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صعير فى المسند: 5/431.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الجنائز (باب مواراة الشهيد فى دمه) ، وفى الجهاد (باب من كلم فى سبيل الله عز وجل) : المجتبى: 4/64، 6/25.
(3) من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صعير فى المسند: 5/431.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/298.
(5) من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صعير فى المسند: 5/432.(5/102)
- صلى الله عليه وسلم - الناس قبل الفطر بيومين، فقال: «أَدُّوا صَاعًا مِنْ بُرٍّ أَوْ قَمْحٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ، أَوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ وَعَبْدٍ وَصَغِيرٍ وَكَبِيرٍ» (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صعير فى المسند: 5/432.(5/103)
6151 - حدثنا عفان، سألت حماد بن زيد عن صدقة الفطر، فحدثنى عن نعمان بن راشد، عن الزهرى، عن [ابن] ثعلبة بن صعير، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَدُّوا صَاعًا مِنْ قَمْحٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ بُرٍّ ـ وَشَكَّ حَمَّادُ ـ عَنْ كُلِّ اثْنَيْنِ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ ذَكَرٍ أَوْ أَنْثَى حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ غَنِىّ أَوْ فَقِيرٍ، أَمَّا غَنِيّكُمْ فَيُزكِّه اللهُ، وَأَمَّا فَقِيرُكم فَيرُدُّ عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِمَّا يُعْطِى» (1) .
رواه أبو داود فى ترجمة ثعلبة (2) .
6152 - حدثنا عبد الله بن الحارث. قال: قرأت على يونس، عن بن شهاب. قال: أخبرنى عبد الله بن ثعلبة ـ وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح وجهه ـ: أنه رأى سعد بن أبى وقاص/ يوتر بركعة واحدة لا يزيد عليها، حتى يقوم من جوف الليل (3) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صعير فى المسند: 5/432.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الزكاة من عدة طرق (باب من روى نصف صاع من قمح) عن مسدد من طريق الزهرى، قال مسدد: عن ثعلبة بن عبد الله بن أبى صعير عن أبيه، وعن سليمان العتكى قال: عبد الله بن ثعلبة أو ثعلبة بن عبد الله بن أبى صعير عن أبيه. ومن طريق آخر عن الزهرى عن ثعلبة بن عبد الله، أو قال: عبد الله بن ثعلبة عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، وفيه قال محمد بن يحيى: هو بكر بن وائل بن داود أن الزهرى حدثهم عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير عن أبيه. وفى طريق آخر: قال ابن شهاب، قال عبد الله بن ثعلبة. على طريق القطع. سنن أبى داود: 2/114.
(3) من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صعير فى المسند: 5/432.(5/103)
ورواه البخارى عن أبى اليمان عن شعيب، عن الزهرى به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الدعوات (باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رءوسهم) ، وأخرجه مختصر ليس فيه ذكر الوتر فى الغار عنه معلقًا (باب: وقال الليث) : فتح البارى: 8/22، 11/151.(5/104)
6153 - حدثنا يزيد بن عبد ربه (1) ، حدثنا محمد بن حرب، حدثنى الزبيدى [عن] الزهرى، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد مسح وجهه يوم الفتح (2) .
6154 - حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب عن الزهرى. قال: حدثنى عبد الله ابن ثعلبة بن صعير العذرى ـ وكان النبى - صلى الله عليه وسلم - قد مسح وجهه زمن الفتح ـ: أنه رأى سعد بن أبى وقاص ـ وكان سعد قد شهد بدرًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ يوتر بركعة واحدة بعد صلاة العشاء ـ يعنى العتمة ـ لا يزيد عليها، حتى يقوم من جوف الليل (3) .
6155 - حدثنا حجاج، حدثنا ليث ـ يعنى ابن سعد ـ، حدثنى عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذرى ـ وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد مسح على وجهه، وأدرك أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ. قال: كانوا ينهون عن القبلة تخوفاً أن يتقرب لأكبر منها، ثم المسلمون اليوم ينهون عنها، ويقول قائلهم: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان له من حفظ الله ما ليس لأحد (4) .
_________
(1) فى المخطوطة: «يزيد بن عبد الله» . والتصويب من المسند وهو: يزيد بن عبد ربه الزبيدى أبو الفضل الحمصى المؤذن، تهذيب التهذيب: 11/344.
(2) من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صعير فى المسند: 5/432.
(3) من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صعير فى المسند: 5/432.
(4) من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صعير فى المسند: 5/432.(5/104)
947- (عَبْدُ اللهِ بْنُ جَابِرٍ الْعَبْدِىّ - رضي الله عنه -) (1)
فى عشر الأنصار.
6156 - حدثنا الحارث بن مرة الحنفى: أبو مرة، حدثنا نفيس (2) ، عن عبد الله بن جابر العبدى. قال: كنت فى الوفد الذين أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عبد القيس. قال: ولست منهم، وإنما كنت مع أبى. قال: فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشرب فى الأوعية التى سمعتم: الدباء والحنتم، والنقير والمزفت. تفرد به (3) .
948- (عَبْدُ اللهِ بْنُ جَابِرٍ الأَنْصَارِىّ الْبَيَاضِىّ - رضي الله عنه -) (4)
6157 - حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا هاشم ـ يعنى ابن البريد ـ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابن جابر. قال: انتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد أهراق الماء، فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فلم يرد على، [فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فلم يرد علىَّ، فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فلم يرد علىَّ] ، فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشى، وأنا خلفه، حتى دخل/ على رحله، ودخلت أنا المسجد، فجلست كئيبًا حزينًا، فخرج على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/193؛ والإصابة: 2/286؛ والإستيعاب: 2/278؛ والتاريخ الكبير: 5/13.
(2) غير واضحة بالأصل، وفى المسند: «نفيس» ، قال البخارى: نفيس البصرى، سمع عبد الله بن جابر العبدى، قال: كنت فى الوفد الذين أتوا النبى - صلى الله عليه وسلم -، سمع منه الحارث بن مرة. التاريخ الكبير: 8/128.
(3) أورده الإمام أحمد فى آخر حديث جابر بن عتيك. المسند: 5/446.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/192؛ والإصابة: 2/286؛ والإستيعاب: 2/277؛ والتاريخ الكبير: 5/22؛ وثقات ابن حبان: 3/232.(5/105)
تطهر فقال: «عَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَعَلَيْكَ السَّلاَم وَرَحْمَةُ اللهِ، وَعَلَيْكَ السَّلاَم وَرَحْمَةُ [اللهِ] » ، ثم قال: «أَلاَ أُخْبِرُكَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ جَابِرٍ بِخَيْرِ سُورَةٍ فى الْقُرْآنِ؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «اقْرَأْ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} حتى تختمها» تفرد به (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن جابر فى المسند: 4/177. وما بين معكوفات استكمال منه.(5/106)
6158 - وروى الطبرانى من حديث عبد الله بن سفيان (1) ، سمعت جدى عقبة بن أبى عائشة يقول: رأيت عبد الله بن جابر البياضى صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع إحدى يديه على ذراعيه فى الصلاة (2) .
وروى [ابن] دينار عن الباجى حديثًا آخر سيأتى فى المبهمات، وقد قيل إن الباجى هو عبد الله بن جابر هذا، فالله أعلم (3) .
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ)
تقدّم فى مُسندِ جَابِر بْنِ عَتِيك
949- (عبد الله بن جبير الخزاعى: أبو عبد الرحمن) (4)
سكن الكوفة، مختلف فى صحبته.
6159 - قال: طعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رَجُلاً فى بطنه، فقال: أوجعتنى، فأقدنى، فقال: «اسْتَقِد» . فقال: بل أعفو لعلك تشفع لى
_________
(1) هو من أهل المدينة وهو من ثقاتهم، وهو غير واضح بالأصل. والتصويب من أسد الغابة: 3/192.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير وإسناده حسن. مجمع الزوائد: 2/105.
(3) يرجع إلى الخبر فى أسد الغابة: 3/192.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/193. وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين فى الإصابة: 3/129، وقال: تابعى أرسل حديثًا فذكره أبو نعيم وأبو عمر فى الصحابة. وأخرجه فى الإستيعاب: 2/278، وقال: وقد قيل إن حديثه مرسل. وأخرجه البخارى فى التابعين: 5/60.(5/106)
بها يوم القيامة. رواه عنه سماك بن حربٍ (1) .
_________
(1) قال أبو نعيم: مختلف فى صحبته، وقال أبو حاتم الرازى: شيخ مجهول. الإصابة؛ 3/129.(5/107)
950- فأَمَّا (عَبْدُ اللهِ بْنُ جُبَيْر بْنِ النُّعْمَانِ) (1)
ابن أمية بن امرىء القيس ـ وهو البرك بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك ابن الأوس الأنصارى الأوسى، فذاك صحابى قديم شهد العقبة، وبدرًا، وقتل يوم أحد شهيداً، وكان أمير الرماة يومئذ ـ - رضي الله عنه - ـ.
951- (عَبْدُ اللهِ بْنُ جَحْشٍ) (2)
ابن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان ابن أسد بن خزيمة: أبو محمد الأسدى، حليف بنى عبد شمس، [وقيل] : لحرب بن أمية بن عبد شمس. وأمه أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أسلم قبل دخول دار الأرقم، وهاجر الهجرتين، وهو أخو زينب أم المؤمنين، وحمنة، وأخو أبى أحمد، فأما أخوهم عبيد الله فتنصر بالحبشة، ومات هناك أبعده الله عن/ أم حبيبة بنت أبى سفيان، فتزوجها بعده رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وكان عبد الله بن جحش هذا أول أمير أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سرية، وغنم، فكانت أول غنيمة قسمت وخمست، ويقال: إنه أول من سمى أمير المؤمنين، وقد شهد بدرًا وقتل يوم أحدٍ، وجدع أنفه، وأذنه، فكان يقال له المجدع، ودفن هو وخاله فى قبر واحد.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/194؛ والإصابة: 2/286؛ والإستيعاب: 2/278؛ والطبقات الكبرى: 3/42؛ والتاريخ الكبير: 5/34؛ وثقات ابن حبان: 3/220.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/194؛ والإصابة 2/286؛ والإستيعاب: 2/272؛ والطبقات الكبرى: 3/62؛ وثقات ابن حبان: 3/237.(5/107)
وذكر الزبير بن بكار فى الموفقيات أن عبد الله بن جحش انقطع سيفه يوم أحد، فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرجون نخلة، فصار فى يده سيفًا، وكان يقال له العرجون، فتداوله الناس منهم حتى بيع من بغا التركى بمائتى دينار، وكان الذى ولى قتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريق، وكان عمره يوم قتل سبعًا وأربعين سنة، وقد ولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تركته.(5/108)
6160 - حدثنا محمد بن بشر، حدثنا محمد بن عمرو، أنبأنا أبو كثير مولى الليثيين، عن محمد بن عبد الله بن جحش، [عن أبيه] : أن رَجُلاً أتى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله [ماذا لى] إن قتلت فى سبيل الله. قال: «الجنَّهُ» . فلما ولى قال: «إِلاَّ الَّذيِنَ سارَّنِى بِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ آنِفًا» (1) .
6161 - حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا عباد بن عباد، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبى كثير: مولى الهذليين، عن محمد بن عبد الله بن جحش، عن أبيه. قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله ماذا لى إن قاتلت فى سبيل الله حتى أُقْتَلَ؟ قال: «الجَنَّةُ» . قال: فلما ولى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِلاَّ الَّذيِنَ سارَّنِى بِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ [آنِفًا] » تفرد به (2) .
6162 - وقال الطبرانى: حدثنا طاهر بن عيسى بن قيرس المصرى، حدثنا أصبغ بن الفرج، حدثنا ابن وهب، أخبرنا أبو
_________
(1) من حديث عبد الله بن جحش فى المسند: 4/139، 350. وما بين معكوفات استكمال منه.
(2) () من حديث عبد الله بن جحش فى المسند: 4/140، 350. وما بين معكوفات استكمال منه.(5/108)
صخر، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثى، عن إسحاق بن سعد بن أبى وقاص: حدثنى أبى: أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد: ألا تدعو الله، فخلوا إلى ناحية، فقال سعد: يا رب لقيت العدو فلقنى رَجُلاً شديدًا بأسه شديدًا حرده (1) أقاتله ويقاتلنى، ثم ارزقنى عليه الظفر حتى أقتله، وآخذ سلبه، فأمن عبد الله بن جحش.
ثم قال: اللهم ارزقنى رَجُلاً شديداً حرده شديدًا بأسه أقاتله فيك [ويُقَاتِلْنى] ، ثم يأخذنى فيجدع أنفى/ وأذنى، فإذا لقيتك هكذا قلت: يا عبدى من جدع أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفى رسولك، فيقول: صدقت.
ثم قال سعد: يا بنى كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرًا من دعوتى. لقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلقتان فى خيط (2) .
_________
(1) الحرد: بسكون وسطه القيظ والغضب وقد يفتح وسطه. اللسان: 2/824.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 9/302.(5/109)
952- (عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِى الْجَدْعَاءِ التَّمِيمىّ) (1)
وقيل كنانى، وقيل عبدى، وزعم بعضهم أنه ابن أبى الخمساء، والصحيح أنهما اثنان كما ستراه. حديثه فى ثانى المكيين، وخامس عشر الأنصار.
6163 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا خالد الْحَذَّاءُ، عن عبد بن شقيق، قال: دلست إلى رهط أنا رابعهم بإيلياء (2) ، فقال أحدهم: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/196؛ والإصابة: 2/287؛ والإستيعاب: 2/279؛ والطبقات الكبرى: 7/41؛ والتاريخ الكبير: 5/56؛ وثقات ابن حبان: 3/240.
(2) إيلياء: اسم مدينة بيت المقدس. معجم البلدان: 1/293.(5/109)
مِنْ أُمَّتِى أَكْثَرُ مِنْ بَنىِ تَمِيمٍ» . قلنا:
يا رسول الله: سواك؟ قال: «سِوَاىَ» . قلت: أنت سمعته؟ قال: نَعَمْ. فلما قام قلت: من هذا؟ قالوا: ابن أبى الجدعاء (1) .
6164 - حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا خالد، حدثنا عبد الله بن شقيق، عن عبد الله بن أبى الجدعاء، أنه سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِى أَكْثَرُ مِنْ بَنىِ تَمِيمٍ» . قالوا: يا رسول الله سواك؟ قال: «سِوَاىَ» . قلنا: أنت سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أنا سمعته (2) .
6165 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن خالد، عن عبد الله بن شقيق، عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقال له ابن أبى الجعد. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِى أَكْثَرُ مِنْ بَنىِ تَمِيمٍ» (3) .
رواه الترمذى، وابن ماجه من الطريقين، عن خالد الحذاء، وقال الترمذى: حسن صحيح، ولا يعرف لابن أبى الجدعاء غير هذا الحديث (4) .
قال شيخنا فى أطرافه: وقد رواه عن خالد الحذاء سفيان
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى الجدعاء فى المسند: 3/469.
(2) من حديث عبد الله بن أبى الجدعاء فى المسند: 3/470.
(3) من أحاديث رجال من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - فى المسند: 5/366.
(4) الخبر أخرجه الترمذى فى صفة القيامة (باب ما جاء فى الشفاعة) : صحيح الترمذى: 4/626؛ وأخرجه ابن ماجه فى الزهد (باب ذكر الشفاعة) : سنن ابن ماجه: 2/1444. وفيهما: ابن أبى الجدعاء وانفرد أحمد بقوله: أبى الجعد.(5/110)
الثورى، وبشر بن المفضل، وعبد الوهاب، ويزيد بن زريع، وعلى ابن عاصم (1) .
_________
(1) تحفة الأشراف: 4/299.(5/111)
6166 - قال ابن الأثير: وروى عنه عبد الله بن شقيق: أن رَجُلاً قال: يا رسول الله متى كنت نبيًا؟ قال: «وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ» (1) .
953- (عَبْدُ اللهِ بْنُ جَرَادٍ) (2)
ابن المنتفق بن عامر بن عقيل العقيلى ثم الخفاجى عداده فى أهل الطائف، صحابى.
6167 - قال: أنشد لبيد بن ربيعة النبى - صلى الله عليه وسلم - قوله:
ألا كل شىء ما خلا الله باطل
فقال: «صَدَقْتَ» ، ثم قال:
وكل نعيم لا محالة زائل
فقال: «كذبت» (3) . /
وحديث: «من ظلم ذميًا مقرًا بذمته مؤديًا بجزيته فأنا خصمه» (4) .
_________
(1) أسد الغابة: 3/197؛ وأخرجه ابن سعد فى الطبقات: 7/41.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/197؛ والإصابة: 2/288؛ والإستيعاب: 2/278؛ والتاريخ الكبير: 5/35؛ وثقات ابن حبان: 3/244. وقال: ليست صحبته عندى بصحيحة.
(3) فى المخطوطة: «صدقت» . والتصويب من أسد الغابة، وتمامه: «كذبت. نعيم الجنة لا يزول» . أسد الغابة: 3/197.
(4) قال السيوطى فى جمع الجوامع: أخرجه ابن منده وأبو نعيم فى المعرفة عن عبيد الله بن جرادة. كما فى جامع الأحاديث: 6/466.(5/111)
وحديث: «الآمِرُ بِالْمَعْرُوفِ كَفَاعِلِه» (1) .
لا نعرف هذا الرجل إلا من طريق ابن أخيه يعلى بن الأشدق وكان كذابًا يسأل الناس فالله أعلم (2) .
_________
(1) أخرجه الديلمى عن عبد الله بن جراد، كما فى جمع الجوامع: 1/3776، ورمز له بالضعف فى الجامع الصغير.
(2) يعلى بن الأشرق: قال ابن حبان: كان شيخًا كبيرًا لقى عبد الله بن جراد، فلما كبر اجتمع عليه من لا دين له، فدفعوا له شبيهًا من مائتى حديث عن عبد الله بن جراد عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، وأعطوه إياها فجعل يحدث بها وهو لا يدرى. لا يحل الرواية عنه بحال. وقال ابن عدى: ذكر أحاديث كثيرة منكرة، وهو وعمه غير معروفين. والأقوال فيه كلها مظلمة. المجروحين: 3/141؛ والميزان 4/456.(5/112)
954- (عَبْدُ اللهِ بْنُ جَزْءٍ) (1)
ابن أنس بن عامر بن على السلمى فى البصريين.
6168 - ذكر أبو نعيم من طريق محمد بن مسلم بن زرارة، حدثنا يزيد بن عوف، حدثنا نائل بن مطرف بن أبى رزين بن أنس، عن أبيه، عن جده. قال: لما ظهر الإسلام كانت لنا بئر بالدفينة (2) ، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكتب لى كتابًا.
قال أبو نعيم ـ ومن خطه نقلت ـ: كذا رواه بعض المتأخرين ـ يعنى ابن منده ـ ورواه يحيى بن يونس الشيرازى، عن عبد السلام ابن عمر بن الحسنى، عن نائل بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جزء بن أنس بن عامر السلمى: حدثنى أبى عن آبائه، وعن عمر بن جزء: أن هذا الكتاب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرزين بن أنس (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/188؛ والإصابة: 2/288.
(2) الدفينة: ماء لبنى سليم على خمس مراحل من مكة إلى البصرة. معجم البلدان: 2/458.
(3) أسد الغابة. الإصابة: 1/515فى ترجمة رزين بن أنس. قال ابن الأثير: أخرجه ابن منده وأبو نعيم.(5/112)
(عَبْدُ اللهِ بْنُ جَزْءٍ)
*وهو: عَبْدُ اللهِ بْنُ الحارِث بْنِ جَزْءٍ يَأْتِى (1)
_________
(1) أوده الإمام أحمد فى المسند كذلك: 4/190.(5/113)
955- (عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِى طَالِبٍ - رضي الله عنه -) (1)
كان أول مولود ولد بأرض الحبشة لما هاجر المسلمون إليها، وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية، وهو أخو محمد بن أبى بكر، ويحيى بن على بن أبى طالب لأمهما، وكان جوادًا ممدحًا شريفًا خيرًا له أخبار فى ذلك يطول ذكرها، كان له عند الزبير يوم توفى ألف ألف درهم، فقال له عبد الله بن الزبير: إنى وجدت فى دفتر أبى أن له عندك ألف ألف درهم، فقال: صدق، ثم جاءه وقال: وهمت إنما المال لك عنده، فقال: إن شئت تركته؟ فقال (2) : لا.
توفى فى المدينة سنة ثمانين، وقيل بعدها بسنوات، وكان يومًا مشهودًا، وصلى عليه أبان بن عثمان أميرها يومئذ، ودفنه يومئذ، وله من العمر يومئذ تسعون سنةً وأزيد، رحمه الله تعالى.
فى مسند أهل البيت.
(ابْنُهُ إسْحَاقُ عَنْهُ) /
6169 - قال ابن ماجه فى الجنائز: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا أبو عامر، حدثنا كثير بن زيد، عن إسحاق بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الْحَلِيمُ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/198؛ والإصابة: 2/289؛ والإستيعاب: 2/275؛ والتاريخ الكبير: 5/7؛ وثقات ابن حبان: 3/207.
(2) القصة فى ترجماته أتم من هذا. يراجع أسد الغابة: 3/200.(5/113)
الكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» . قالوا: يا رسول الله كيف للأحياء؟ قال: «أَجْوَدُ وَأَجْودُ» (1) .
(ابْنُهُ إِسْمَاعيلُ عَنْهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه (باب ما جاء فى تلقين الميت لا إله إلا الله) : سنن ابن ماجه: 1/464؛ وفى الزوائد: فى اسناده إسحاق لم أر من وثقه ولا من جرحه، وكثير بن زيد قال فيه أحمد: ما أرى به بأسًا، وقال ابن معين: ليس بشىء، وقال مرة: ليس به بأس، وقال مرة: صالح ليس بالقوى. وقال النسائى: ضعيف، وقيل: ثقة. وباقى رجاله ثقات.(5/114)
6170 - رأيت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبين مصبوغين بزعفران رداءً وعمامةً.
رواه الطبرانى عن محمد بن الحسين الأنماطى، عن مصعب بن عبد الله الزبيرى، عن أبيه، عن أبيه به (1) .
(حَدِيثٌ آخَر)
6171 - قال البزار: حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنا إسماعيل ابن أبى أويس، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبى بديل، حدثنى ابن أبى مليكة، عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه. قال: لما قدم جعفر من الحبشة أتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبل بين عينيه وقال: «مَا أَنَا بِفَتْحِ خَيْبَرَ أَشَدَّ مِنِّى فَرَحًا بِقُدُوم جَعْفَر» ، ثم قال: وقد رواه الشعبى، عن عبد الله بن جعفر، عن أبيه (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى مختصرًا فى الصغير، وقال: لا يروى عن عبد الله إلا بهذا الإسناد، وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط والصغير، وأبو يعلى بنحوه، وفيه مصعب بن عبد الله الزبيرى وهو ضعيف. المعجم الصغير: 1/233؛ ومجمع الزوائد: 5/157.
(2) الخبر أخرجه البزار من طريق مجالد بن سعيد عن الشعبى عن عبد الله بن جعفر، وقال: لا نعلم أحد رواه عن جعفر متصلاً إلا بهذا الإسناد، وله طرق أخرى عنده. كشف الأستار: 3/285. وقال الهيثمى: رواه البزار، وفيه أسد بن عمرو، ومجالد بن سعيد وثقهما غير واحد، وضعفهما جماعة، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 9/419.(5/114)
(حَدِيثٌ آخَر)(5/115)
6172 - قال البزار: حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنا عبد الرحمن بن شيبة، عن ابن أبى فديك بإسناده المتقدم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ، فَإِنِّى أَتُوبُ إِلَيْهِ فِى الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً» .
وبهذا الإسناد
(حَدِيثًا آخَر)
6173 - فى فضل على وفاطمة، والحسن والحسين، ونزول قوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} (1) .
ورواه أيضاً من طريق ابن أبى فديك بإسناده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعلى: «إِنَّ اللهُ قَدْ أَمَرَنِى أَنْ أُدْنِيكَ وَلاَ أُقْصِيكَ، وَأَنْ أُعَلِّمَكَ وَلاَ أَجْفُوك» .
(بُدَيْحٌ: مَوْلاهُ عَنْهُ) (2)
6174 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا بكر بن خلف، حدثنا جويرية بن أسماء، عن عيسى بن عمر، عن بديح. قال: وفد عبد الله بن جعفر على عبد الملك بن مروان، فدخل عليه، وعنده يحيى بن [عبد] الحكم، فقال: كيف تركت خبثة ـ يعنى
_________
(1) الخبر أخرجه من هذا الطريق الحاكم فى المستدرك، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وعقب عليه الذهبى فقال: المليكى ذاهب الحديث. المستدرك: 3/147؛ والآية33 سورة الأحزاب.
(2) بديح: مولى عبد الله بن أبى جعفر بن أبى طالب، عن عبد الله بن جعفر. التاريخ الكبير: 2/146.(5/115)
المدينة ـ. فقال عبد الله: سماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طيبة [وتسميها خِبْثَةَ] (1) .
(حَسنُ بْنُ حَسن بْنِ عَلىِّ عَنْهُ)
يأتى فى ترجمة عبد الله عن على. /
[الْحَسَن بنُ سَعْدٍ عَنْهُ] (2)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وبديح لم أجد من ترجمه. تهذيب التهذيب: 3/300. نقول: وقد مرت ترجمة البخارى له. وخبثة بمعنى خبيثة.
(2) زيادة يستلزمها السياق.(5/116)
6175 - حدثنا يزيد، أنبأنا مهدى بن ميمون، عن محمد بن أبى يعقوب، عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن جعفر.
وعفان وبهز قالا: حدثنا مهدى، حدثنا محمد بن أبى يعقوب، عن الحسن بن سعد: مولى الحسن بن على، عن عبد الله بن جعفر.
قال: أردفنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم خلفه، فأسر إلى حديثًا لا أخبر به أحدًا أبدًا ـ وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب ما استتر به فى حاجته هدف أو حائش نخل ـ، فدخل يومًا حائطًا من حيطان الأنصار، فإذا جمل قد أتاه فجرجر (1) وذرفت عيناه.
قال بهز وعفان: فلما رأى النبى - صلى الله عليه وسلم - حن وذرفت عيناه، فمسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سراته وذفراه (2) ، فسكن، فقال: «مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ؟» فجاء فتى من الأنصار، فقال: هو لى، فقال: «أَمَا تَتَّقِى اللهَ
_________
(1) جرجر الفجل: إذا ردد الصوت فى حنجرته. الفائق للزمخشرى: 1/202.
(2) سراة كل شىء ظهره وأعلاه. ومنه الحديث. وذفرى البعير أصل أذنه، وهما ذفريان. والذفرى مؤنثة وألفها للتأنيث أو للإلحاق. النهاية: 2/46، 160.(5/116)
فِى هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِى مَلَّكَكَهَا اللهُ، إنَّهُ شَكَا إِلَىَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ» (1) .
رواه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه من حديث مهدى بن ميمون (2) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/204. وقوله: تدئبه: تكده وتتعبه. النهاية: 2/10.
(2) () الخبر أخرجه مسلم فى الطهارة (باب التستر عند البول) ، وفى الفضائل (من فضائل عبد الله بن جعفر) : مسلم بشرح النووى: 1/645، 5/290؛ وأخرجه أبو داود فى الجهاد (باب ما يؤمر به من القيام على الدواب والبهائم) : سنن أبى داود: 3/23؛ وأخرجه ابن ماجه فى الطهارة (باب الارتياد للغائط والبول) : سنن ابن ماجه: 1/123.(5/117)
6176 - حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبى، سمعت محمد بن أبى يعقوب يحدث عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن جعفر. قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشًا استعمل عليهم زيد بن حارثة، وقال: «إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ، أَوِ اسْتُشْهِدَ فأَمِيرُكُمْ جَعْفَرُ، فَإِنْ قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ فأَمِيرُكُمْ عَبْدُ اللهِ ابْنُ رَوَاحَةَ، فَلَقُوا الْعَدُوَّ، فأخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فأَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثمَّ أَخّذَ الرَّايَةَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، وأَتَى خَبَرُهُم النبى - صلى الله عليه وسلم -، فخرج إلى الناس، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: «إِنَّ إِخْوَانَكُمْ لَقُوا الْعَدُوَّ، وَإِنَّ زَيْدًا أَخَذَ الرَّايَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ بَعْدَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِى طَالِبٍ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبْدُ اللهِ ابْنُ رَوَاحَةَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ بَعْدَهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ ـ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ـ فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ» ، ثم أمهل آل جعفر ثلاثًا أن يأتيهم، ثم أتاهم فقال: «لا تبكوا على أخى بعد اليوم.
ادعوا لى بنى أخى» ، قال: فجىء بنا كأننا أفرخ، فقال: «ادعوا لى بالْحَلاَّقِ» [فجىء بالحلاق] فحلق رءوسنا، ثم قال: «أما محمد فشبيه عمنا أبى طالب، وأما عبد الله فشبيه خلقى وخلقى» ، ثم أخذ بيدى، فأشالها، /(5/117)
فقال: «اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِى أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللهِ فِى صَفْقَةِ يَمِيِنهِ» قالها ثلاث مرات فجاءت أمنا، فذكرت له يتمنا، وجعلت تفرح (1) له. فقال: «الْعَيْلَةَ تَخَافِينَ عَلَيْهِم وَأَنَا وَليُّهُمْ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» (2) .
رواه أبو داود والنسائى من حديث وهب بن جرير (3) .
_________
(1) «ذكرت أمنا يتمنا وجعلت تفرح له» : قال أبو موسى: هكذا وجدته بالحاء المهملة، وقد أضرب الطبرانى عن هذه الكلمة، فتركها من الحديث. فإن كان بالحاء، فهو من أفرحه إذا غمه وأزال عنه الفرح وأفرحه الدين إذا أثقله. وإن كان بالجيم فهو من المفرج الذى لا عشيرة له، فكأنها أرادت أن أباهم توفى ولا عشيرة لهم، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أتخافين العيلة وأنا وليهم» . النهاية: 3/190.
(2) من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/204. وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الترجل (باب فى حلق الرأس) : سنن أبى داود: 4/83؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/300.(5/118)
6177 - حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبى، سمعت محمد بن أبى يعقوب يحدث عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن جعفر. قال: ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغلته وأردفنى خلفه، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تبرز كان أحب ما تبرز فيه هدف يستتر به، أو حائش نخل.
فدخل حائطًا لِرَجُلٍ من الأنصار، فإذا فيه ناضح له، فلما رأى النبى - صلى الله عليه وسلم - حن وذرفت عيناه، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمسح دفراه، وسراته، فسكن، فقال: «مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟» فجاء شاب من الأنصار، فقال: أنا، فقال: «أَلاَ تَتَّقِى اللهَ فِى هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِى مَلَّكَكَ اللهُ إِيَّاهَا، فَإنَّهُ شَكَاك إِلَىَّ، وَزَعَمَ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ» ، ثم ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الحائط، فقضى حاجته، ثم توضأ ثم جاء والماء يقطر من لحيته على صدره، فأسر إلى شيئًا لا أحدث به أحدًا، فحرجنا عليه أن يحدثنا، فقال: لا أفشى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سره حتى ألقى الله عز وجل (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن جفر فى المسند: 1/205.(5/118)
6178 - حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، حدثنا جعفر بن خالد ابن سارة (1) : أن أباه أخبره: أن عبد الله بن جعفر قال: لو رأيتنى وقثم وعبيد الله ابنى عباس، ونحن صبيان نلعب إذ مر النبى - صلى الله عليه وسلم - على دابة، فقال: «ارْفَعُوا هَذَا إِلَىَّ» ، فحملنى أمامه، وقال لقثم: «ارْفَعُوا هَذَا إِلَىَّ» فجعله وراءه وكان عبيد الله أحب إلى عباس من قثمٍ، فما استحى من عمه أن حمل قثمًا وتركه.
قال: ثم مسح على رأسى ثلاثًا وقال كلما مسح: «اللَّهُمَّ اخْلُفً جَعْفَرًا فى وَلَدِهِ» ، قالَ: قلت لعبد الله: ما فعل قثم؟ قال: استشهد. قال: قلت: الله أعلم بالخبر، ورسوله بالخير. قال: أجل (2) .
6179 - حدثنا سفيان، حدثنا جعفر بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر. قال: لما جاء نعى جعفر حين قتل قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَقَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ يَشْغَلُهُم» أو: «أَتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُم» (3) .
رواه الترمذى، وابن ماجه من حديث سفيان بن عيينة، وقال الترمذى: حسن (4) . /
_________
(1) فى المخطوطة: «ابن سمارة» . والتصويب من المسند وهو جعفر بن خالد بن سارة القرشى المخزومى. وسارة بخفة الراء وقيل بتشديدها. تهذيب التهذيب: 2/89.
(2) من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/205.
(3) () من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/205.
(4) الخبر أخرجاه فى الجنائز: الترمذى (باب ما جاء فى الطعام يصنع لأهل الميت) : صحيح الترمذى: 3/314. وقال: حسن صحيح. لعل قوله «صحيح» سقطت من الناسخ؛ وأخرجه ابن ماجه (باب ما جاء فى الطعام يبعث إلى أهل الميت) : سنن ابن ماجه: 1/514؛ والخبر أخرجه أبو داود أيضًا فى الجنائز (باب صنعة الطعام لأهل الميت) ولعلها سقطت من الناسخ أيضًا: سنن أبى داود: 3/195.(5/119)
[سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيم بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَوْفٍ عَنْهُ](5/120)
6180 - حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنى أبى، عن عبد الله بن جعفر. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل القثاء بالرطب (1) .
رواه الجماعة إلا النسائى من حديث إبراهيم بن سعد، وقال الترمذى: حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن سعد.
قلت: قد تقدم من طريق إسحاق بن عبد الله بن جعفر عن أبيه به (2) .
(صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْهُ)
6181 - قال الطبرانى: حدثنا الحسين بن إسحاق التسترى، حدثنا محمد بن أبى رجاء العبادانى، حدثنا سلمة بن رجاء، عن يزيد ابن عياض، عن صفوان بن سليم، عن عبد الله بن جعفر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ رَمَانَا بِاللَّيْلِ فَلَيْسَ مِنّا، وَمَنْ رقَدَ عَلَى سَطْحٍ لاَ جِدَارَ لَهُ فَسَقَطَ، فَمَاتَ فَدَمُهُ هَدَرٌ» (3) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/203. وما بين معكوفين بالرجوع إلى تحفة الأشراف: 4/301. الخبر أخرجوه فى الأطعمة: البخارى فى (باب القثاء بالرطب) و (باب القثاء) و (باب جمع اللونين ـ أو الطعامين بمرة) : فتح البارى: 9/564، 572، 573؛ ومسلم (باب أكل القثاء بالرطب) : مسلم بشرح النووى: 4/739؛ وأبو داود (باب فى الجمع بين لونين فى الأكل) : سنن أبى داود: 3/363؛ والترمذى (باب ما جاء فى أكل القثاء بالرطب) : صحيح الترمذى: 4/280؛ وابن ماجه (باب القثاء والرطب يجمعان) : سنن ابن ماجه: 2/1104.
(2) نقول: لم يرد فى ترجمة إسحاق ولعله سقط من النساخ.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه يزيد بن عياض، وهو متروك. مجمع الزوائد: 7/292.(5/120)
(عَامِرٌ الشَّعْبِىُّ عَنْهُ)(5/121)
6182 - سألت عبد الله بن جعفر، عن الوصى: يعنى هل أوصى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ما سمعت به حتى قدمت بلدكم هذا.
رواه البزار: حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا أبو أسامة، حدثنا جنيد بن العلاء، حدثنا مجالد، عن الشعبى به، قال: تفرد به أبو أسامة عن جنيد.
(الْعَبَّاسُ بْنُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْهُ)
6183 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكى، حدثنا يعقوب ابن حميد بن كاسب، حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه: أن سهلاً دخل على الحجاج وهو متكىء على يده، فقال له: إن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال فى الأنصار: «أَحْسِنُوا إِلَى مُحْسِنِهِمْ، وَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ» ، فقال: من يشهد لك؟ فقال: هذان كنفيك: عبد الله بن جعفر، وإبراهيم بن محمد بن طلحة. فقالا: نعم (1) .
[عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْد الله بن أَبِى مُلَيْكَةَ عَنْهُ] (2)
6184 - حدثنا إسماعيل، حدثنا حبيب بن الشهيد، عن عبد الله ابن أبى مليكة. قال: قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير: أتذكر إذ تلقينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك.
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه عبد المهيمى بن عباس بن سهل وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 10/307. وفى الخبر الآخر من حديث قدامة بن إبراهيم: رأيت الحجاج يضرب عباس بن سهل فى أمر ابن الزبير. مجمع الزوائد: 10/36.
(2) زيادة يستلزمها السياق.(5/121)
وقال إسماعيل مرة: أتذكر إذ تلقينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا وأنت وابن عباس؟ فقال: نعم، فحملنا وتركك (1) .
رواه البخارى، ومسلم والنسائى من طريق حبيبٍ (2) . /
(عَبْدُ اللهِ بْنُ محمّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْهُ)
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتختم فى اليمين.
_________
(1) من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/203. وقوله: «فحملنا وتركك» من كلام عبد الله بن جعفر. قال النووى: معناه: قال ابن جعفر: فحملنا وتركك. وتوضحه الروايات بعده (فى مسلم) وقد توهم القاضى عياض أن القائل «فحملنا» هو ابن الزبير، وجعله خلطا فى رواية مسلم، وليس كما قال، بل الصواب ما ذكرناه. مسلم بشرح النووى: 5/289.
(2) أخرجه البخارى فى الجهاد (باب استقبال الغزاة) : فتح البارى: 6/191. ولفظ البخارى: «قال ابن الزبير لابن جعفر ـ - رضي الله عنه - ـ: أتذكر ... إلخ» ؛ وأخرجه مسلم فى الفضائل (من فضائل عبد الله ابن جعفر ـ - رضي الله عنه - ـ) : مسلم بشرح النووى: 5/289؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/302.(5/122)
6185 - رواه الترمذى عن يحيى بن موسى، وابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة كلاهما: عن عبد الله بن نمير، عن إبراهيم بن الفضل، عنه به (1) .
(عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى رَافِعٍ عَنْهُ)
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتختم فى اليمين.
6186 - رواه الترمذى والنسائى من طريق حماد بن سلمة عنه به. قال البخارى: هذا أصح شىء روى فى هذا الباب (2) .
_________
(1) () الخبر أخرجه الترمذى فى الشمائل كما فى تحفة الأشراف: 4/302؛ وأخرجه ابن ماجه فى اللباس (باب التختم باليمين) : سنن ابن ماجه: 2/1203. ولفظه فيهما: «كان يتختم فى يمينه» .
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى اللباس (باب ما جاء فى لبس الخاتم باليمين) : صحيح الترمذى: 4/228. وقول البخارى: سمعه الترمذى منه ونقله عنه ملحقًا بالخبر؛ وأخرجه النسائى فى الزينه (باب موضع الخاتم من اليد) : المجتبى: 8/152.(5/122)
وروى أحمد والنسائى له عنه حديثًا آخر فى دعاء الكرب علمه ابنته حين زوجها من الحجاج، فلم يصل إليها (1) .
والمحفوظ أنه من رواية عبد الله بن جعفر، عن على كما سيأتى (2) .
(عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُلَيل عَنْهُ)
رجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهوديًا ويهودية، وكنت فيمن رجمهما.
_________
(1) الخبر عند أحمد: «حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ابن أبى رافع» ، كما سيأتى ص131. ويراجع المسند: 1/206. وأخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/303.
(2) سيأتى فى مسند على بن أبى طالب ـ - رضي الله عنه - ـ.(5/123)
6187 - رواه الطبرانى من طريق ابن لهيعة عن عبد العزيز بن عبد الملك عن أبيه به (1) .
(عُبَيْدُ بْنُ أُمِّ كِلابٍ عَنْهُ)
6188 - حدثنا إسحاق بن عيسى، ويحيى بن إسحاق. قالا: حدثنا ابن لهيعة، عن أبى الأسود. قال: سمعت عبيد بن أم كلاب يحدث، عن عبد الله بن جعفر ـ قال: أحدهما: ذى الجناحين ـ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا عطس حمد الله، فيقال له: يرحمك الله. فيقول: «يَهْدِيكم اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُم» تفرد به أحمد (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه البزار والطبرانى فى الكبير والأوسط من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء، وقال: فيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 6/271؛ وكشف الأستار: 2/219.
(2) من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/204. وقال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى، وفيه ابن لهيعة، وهو حسن الحديث على ضعف فيه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 8/56.(5/123)
(عُتْبَةُ عَنْهُ، ويُقَالُ عُقْبَةَ كَمَا سيَأْتِى)
(عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْهُ)(5/124)
6189 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، حدثنا هشام بن عروة ابن الزبير، عن أبيه عروة، عن عبد الله بن جعفر. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أُمِرْتُ أَنْ أُبَشِّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ» (1) تفرد به.
ورواه الطبرانى من حديث ابن إسحاق (2) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ)
6190 - قال الطبرانى: حدثنا الحسن بن جرير الصورى، حدثنا سليمان/ بن عبد الرحمن الدمشقى، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، وعبد الله بن الزبير: أتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهما ابنا سبع سنين، فلما رآهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبسم ومد يده فبايعهما (3) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ)
6191 - قال الطبرانى: حدثنا أبو صالح: القاسم بن الليث الراسبى (4) ، حدثنا محمد بن أبى صفوان الثقفى، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، عن هشام، عن عروة، عن
_________
(1) من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/205.
(2) قال الهيثمى: رواه أحمد وأبو يعلى والطبرانى، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير محمد بن إسحاق، وقد صرح بالسماع. مجمع الزوائد: 9/223.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط والكبير، وفيه إسماعيل بن عياش فيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 9/285.
(4) المعجم الصغير: 1/266.(5/124)
أبيه، عن عبد الله بن جعفر. قال: لما توفى أبو طالب خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف ماشيًا على قدميه فدعاهم إلى الإسلام، فلم يجيبوه، فانصرف، فأتى ظل شجرة، فصلى ركعتين، ثم قال: «اللَّهُمَّ أَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفَ قُوَّتِى، وَقِلَّةَ حِيلَتِى، وَهَوَانِى عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، إِلَى مَنْ تَكِلُنِى إِلَى بَعِيدٍ يَحْمِيَنِى، أَمْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِى (1) ؟ إِنْ لَمْ تَكُنْ غَضْبَانَ عَلَىَّ فَلاَ أُبَالِى، غَيْرَ أَنَّ عَافِيَتَكَ أَوْسَعُ لِى، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِى أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، أَنْ يَنْزِلَ بِى غَضَبُكَ، أَوْ يَحِلَّ عَلَىَّ سَخَطُكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ» (2) .
(عُقْبَةُ بْنُ محمّدِ بْنِ الحارِثِ عَنْهُ) (3)
_________
(1) اللفظ عند الهيثمى: «إلى عدو يتجهمنى، أم إلى قريب ملكته أمرى» .
(2) قال الهيثمى: رواه الطبررانى، وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 6/35.
(3) مختلف فى اسمه هل هو عقبة أو هو عتبة بن محمد بن الحارث بن نوفل وخطأ أحمد التسمية الأولى. روى عن عمه عبد الله بن الحارث وابن عباس وعبد الله بن جعفر وكريب مولى ابن عباس. وقد مر ذكره فى عتبة. تهذيب التهذيب: 7/101.(5/125)
6192 - حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، أخبرنى عبد الله بن مسافع (1) : أن مصعب بن شيبة أخبره، عن عقبة بن محمد بن الحارث، عن عبد الله بن جعفر، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ شَكَّ فِى صَلاَتِهِ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ» (2) .
6193 - حدثنا حجاج. قال ابن جريج: أخبرنى عبد الله بن
_________
(1) فى المخطوطة: «مانع ونكرر» والتصويب من المسند. وهو عبد الله بن مسافع بن عبد الله الأكبر بن شيبة بن عثمان الحجبى. روى عن عقبة وقيل عنبة بن محمد بن الحارث، وقيل عن ابن عمه مصعب بن عثمان بن شيبة عنه وهو الصحيح. تهذيب التهذيب: 6/26.
(2) من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/204.(5/125)
مساقع:
أن مصعب بن شيبة أخبره عن عقبة بن محمد بن الحارث، عن عبد الله بن
جعفر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ شَكَّ فِى صَلاَتِهِ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ
بَعْدَمَا يُسَلِّمُ» (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/205.(5/126)
6194 - حدثنا على بن إسحاق، أنبأنا عبد الله، أنبأنا ابن جريج، حدثنى عبد الله بن مسافع، عن عقبة [بن محمد بن الحارث] فذكر مثله (1) .
(عَلِىُّ ابْنُهُ عَنْهُ)
6195 - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هَنِيئًا لَكَ يَا عَبْدَ اللهِ أَبُوكَ يَطِيرُ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ [فِى السَّمَاءِ] » .
رواه الطبرانى عن زكريا بن يحيى، عن عبد الله بن مروان بن موسى الدوسى، عن قدامة بن/ محمد الأشجعى، عن مخرمة بن بكير، عن أبيه، عنه، عن أبيه به (2) .
(عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيِز عَنْهُ)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمه دعاء الكرب: « [اللهُ اللهُ] (3) رَبِّى لاَ أُشْرِلُ بِهِ شَيْئًا» .
6196 - رواه النسائى من طريق شريك، عن عبد العزيز بن عمر، عن أبيه به (4) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/205. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) () قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وإسناده حسن. مجمع الزوائد: 9/273. وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) فى المخطوطة: «ربى الله» وما أثبتناه من المراجع.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/303. وفيه: عن عبد العزيز بن عمر عن هلال عنه.(5/126)
والمحفوظ: أنه من رواية عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن جعفر، عن أمه أسماء بنت عميسٍ كما سيأتى (1) .
[القاسِمُ بْنُ محمّد بن أَبِى بَكْر الصدِّيق عَنْهُ] (2)
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الدعاء (باب الدعاء عند الكرب) : سنن ابن ماجه: 2/1277؛ ويراجع تحفة الأشراف: 4/304.
(2) زيادة يستلزمها السياق.(5/127)
6197 - حدثنا أحمد بن عبد الملك، حدثنا محمد بن سلمة، حدثنا محمد
ابن إسحاق، عن إسماعيل بن أبى حكيم (1) ، عن القاسم، عن عبد الله بن
جعفر. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا يَنْبَغِى لِنَبِىٍّ أَنْ يَقُولَ: إِنِّى خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ
ابْنِ مَتَّى» .
قال [أبو] عبد الرحمن: وحدثنا هارون بن معروف مثله (2) .
(حَديِثٌ آخَرُ عَنْهُ)
6198 - قال البزار: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عثمان بن الهيثم، حدثنا حنظلة، عن القاسم بن محمد، عن عبد الله بن جعفر. قال: نهى عن [قَتْلِهِنَّ يَعْنى] الحيات، أظنه قال: الذى فى البيوت (3) .
[قَتادَةَ عَنْهُ] (4)
6199 - حدثنا نضر بن باب، عن حجاج، عن قتادة، عن عبد الله بن جعفر: أنه قال: إن آخر ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى
_________
(1) فى المسند: «إسماعيل بن حكيم» ، وما فى المخطوطة يوافق. تهذيب التهذيب: 1/289.
(2) من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/205. وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) الخبر أخرجه الطبرانى أيضاً، وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير ورجاله رجال الصحيح خلا إبراهيم بن صالح الشيرازى شيخ البخارى فلم أعرفه. مجمع الزوائد: 4/48.
(4) زيادة يستلزمها السياق.(5/127)
إحدى يديه رطبات، وفى الأخرى قثاء وهو يأكل من هذه، ويعض من هذه، وقال: «إِنَّ أَطْيَبَ الشَّاةِ لَحْمُ الظَّهْرِ» تفرد به (1) .
(ابْنُهُ محمّدٌ عَنْهُ)
عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لرجل: «سَلِ اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِى الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ» .
_________
(1) من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/204.(5/128)
6200 - رواه الطبرانى من طريق عبد الله بن موهب، عن إبراهيم بن محمد ابن عبد الله بن جعفر، عن أبيه به (1) .
(محمّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
وَيُقالُ ابْنُ عَبْدِ الرَّحمنِ الفَهْمِىّ عَنْهُ) (2)
سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّ أَطْيَبَ اللَّحْم لَحْمُ الظَّهْرِ» .
6201 - رواه الترمذى فى الشمائل، والنسائى، وابن ماجه: من حديث مسعر، حدثنى شيخ من فهم قال ابن ماجه فى روايته: أظنه محمد بن عبد الله، سمعت عبد الله بن جعفر، فذكره، قال يحيى بن سعيد: هو محمد بن عبد الرحمن (3) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه سليمان بن داود الشاذكونى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 10/175.
(2) محمد بن عبد الله بن أبى رافع الفهمى، ويقال: محمد بن عبد الرحمن روى عن عبد الله بن جعفر حديث: أطيب اللحم لحم الظهر. وأكثر ما يأتى فى الحديث عن شيخ من فهم. تهذيب التهذيب: 9/254.
(3) الخبر أخرجه الترمذى فى الشمائل، والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/304؛ وأخرجه ابن ماجه فى الأطعمة (باب أطايب اللحم) : سنن ابن ماجه: 2/1099.(5/128)
(مُحَمّدُ بْنُ عَلىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْهُ)(5/129)
6202 - قال ابن ماجه فى الأحكام: حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا ابن
أبى فديك، حدثنا سعيد بن سفيان مولى/ الأسلميين، عن جعفر بن محمد، عن
أبيه، عن عبد الله بن جعفر. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ مَعَ الدَّائِنِ حَتَّى يَقْضِىَ دَيْنَهُ مَا لَمْ يَكُنْ فِيمَا يَكْرَهُ اللهُ» . قال: فكان عبد الله بن جعفر يقول لخازنه: اذهب فخذ لى بدين فإنى أكره أن أبيت ليلة إلا والله معى بعد الذى سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
(حَديِثٌ آخَرُ عَنْهُ)
عن عبد الله: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم على قرنه بعدما سم.
6203 - رواه البزار عن الفلاس، عن أبى داود، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن جابر الجعفى عنه (2) .
(حَديِثٌ آخَرُ عَنْهُ)
6204 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكى، حدثنا يعقوب ابن حميد بن كاسب، حدثنا على بن أبى على الهاشمى، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أردفه فقال: «يَا بُنَىَّ أَلاَ أَهَبُ لَكَ، أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الصدقات (باب من أدان دينًا وهو ينوى قضاؤه) : سنن ابن ماجه: 2/805؛ وفى الزوائد: اسناده صحيح.
(2) الخبر أخرجه أبو يعلى من طريق شيبان عن جابر الجعفى عن محمد بن على عنه: مسند أبى يعلى: 12/170. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات ورواه أبو يعلى. مجمع الزوائد: 5/92، والعبارة الأخيرة من الخبر غير واضحة بالأصل وأثبتت من أبى يعلى.(5/129)
يَنْفَعْكَ اللهُ بِهِنَّ: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ الله تَجِدْهُ أَمَامَكَ، وَإِذَا سأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْخَلاَئِقَ لَوْ أَرَادُوك بِشَىْءٍ لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرَبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» (1) .
رواه أبو داود والنسائى من حديث ابن جريج، واستنكره النسائى.
(مُعَاوِيَةُ ابْنُهُ عَنْهُ)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفى على بن أبى على القرشى، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 7/190.(5/130)
6205 - قال النسائى: حدثنا محمّدُ بْنُ زُنْبُورٍ الْمَكِّىُّ، حدثنا ابن أبى حازم، عن يزيد بن الهاد، عن معاوية بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه. قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ناس، وهم يرمون كبشًا بالنبل، فكره ذلك، وقال: «لاَ تُمَثِّلُوا بِالْبَهَائِمِ» (1) .
(حَدِيثٌ آخَر عَنْهُ)
6206 - فى تكفين حمزة، وتكميل كفنه بالحرمل، وقال عليه السلام: «لَوْلا [أَنْ يَحْزَنَ لِذَلِكَ] النِّسَاءُ لَتركْتُمُوهُ لِلْعَوافى مِنَ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ» رواه الطبرانى (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الضحايا (باب النهى عن المجثمة) : المجتبى: 7/210.
(2) لفظ الهيثمى: «لولا أن يحزن لذلك النساء لتركنا حمزة بالعراء لعافية الطير والسباع» والعافية: كل طالب رزق من إنسان أو بهيمة أو طائر، قال الهيثمى: رواه الطبرانى وفيه عبد العزيز بن يحيى المدنى، وهو متروك، مجمع الزوائد: 6/120. وما بين معكوفين استكمال منه.(5/130)
(مُوَرِّقُ الْعِجْلِىّ عَنْهُ)(5/131)
6207 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا عاصم، عن مورق العجلى، عن عبد الله بن جعفر. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قدم من سفر لقى الصبيان من أهل بيته. قال: وإنه قدم [مرة] من سفر، فسبق بى إليه، / قال: فحملنى بين يديه. قال: ثم جىء بأحد ابنى فاطمة: إما حسن، وإما حسين، فأردفه خلفه. قال: فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة (1) .
رواه مسلم، والنسائى من طريق معاوية، وأبو داود من طريق أبى إسحاق الفزارى كلاهما: عن عاصم الأحول به (2) .
[ابن أبى رافعٍ عنه]
6208 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ابن أبى رافع ـ واسمه عبد الرحمن بن أبى رافع كما تقدم (3) ـ، عن عبد الله بن جعفر: أنه زوج ابنته من الحجاج، فقال لها: إذا دخل بك فقولى: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ، الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمينَ» .
وزعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا حزبه أمر قال هذا.
قال حماد: فظننت أنه قال: فلم يصل إليها (4) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/203. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى الفضائل (من فضائل عبد الله بن جعفر) : مسلم بشرح النووى: 5/289؛ وأخرجه أبو داود فى الجهاد (باب فى ركوب ثلاثة على دابة) : سنن أبى داود: 3/27؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/306؛ كما أخرجه ابن ماجه فى الأدب عن ابن أبى بكر بن أبى شيبة عن عبد الرحيم عن مورق. سنن ابن ماجه: 2/1240.
(3) تقدمت الإشارة إليه ص122 وما بين معكوفين ليتفق مع السياق.
(4) من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/206.(5/131)
6209 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن ابن (1) أبى رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن عبد الله بن جعفر كان يتختم فى يمينه، وزعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم فى يمينه (2) .
6210 - حدثنا يزيد، أنبأنا حماد بن سلمة. قال: رأيت ابن أبى رافع يتختم فى يمينه فسألته عن ذلك، فذكر أنه رأى عبد الله بن جعفر يتختم فى يمينه، وسألته عن ذلك، فذكر أنه رأى عبد الله بن جعفر يتختم فى يمينه، وقال عبد الله بن جعفر: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتختم فى يمينه (3) .
6211 - حدثنا يحيى، حدثنا مسعر، حدثنى شيخ من فهم ـ قال: وأظنه يسمى محمد بن عبد الرحمن، قال: وأظنه حجازى ـ: أنه سمع عبد الله بن جعفر يحدث ابن الزبير وقد نحرت للقوم جزور أو بعير: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ والقوم يُلْقُون (4) لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللحم ـ، يقول: «أَطْيَبُ اللَّحْمِ لَحْمُ الظَّهْرِ» (5) .
6212 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا المسعودى، حدثنا شيخ قدم علينا من الحجاز. قال: شهدت عبد الله بن الزبير، وعبد الله ابن جعفر بالمزدلفة، فكان ابن الزبير يحز اللحم لعبد الله بن جعفر، فقال عبد الله بن جعفر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أَطْيَبُ اللَّحْمِ لَحْمُ الظَّهْرِ» (6) .
_________
(1) فى المسند: «عبد أبى رافع» . وما فى المخطوطة أشبه.
(2) من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/205.
(3) من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/204.
(4) فى المخطوطة: «يقولون» . والتصويب من المسند.
(5) من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/203.
(6) من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/205.(5/132)
6213 - حدثنا وكيع، حدثنا مسعر، عن شيخ من فهم. قال: سمعت عبد الله بن جعفر. قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلحم، فجعل القوم يُلْقُونَهُ اللحم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن أَطْيَبُ اللَّحْمِ لَحْمُ الظَّهْرِ» (1) .
(إمْرَأَتُه عنهُ)
فى كلمات الكرب، يأتى فى ترجمة عبد الله بن جعفر عن على.
956- (عَبْدُ اللهِ بْنُ جُهَيْمٍ بْنِ الحارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ:
أَبُو جُهَيْمٍ الأَنْصَارِىّ - رضي الله عنه -) (2) /
عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: «إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَلاَ تُمَارُوا فِيهِ، فَإِنَّ مِرَاءً فى الْقُرْآنِ كُفْرٌ» .
6214 - ذكره ابن الأثير من طريق يزيد بن خصيفة عن مسلم ابن سعيد عنه به (3) .
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ الحارِثِ بْنِ أَسَدٍ، أَوْ أَسِيدٍ
أَبُو رِفَاعَةَ العَدْوِىّ يأْتِى فِى الكُنَى)
957- (عَبْدُ اللهِ بْنُ الحارِثِ بْنِ أَوْسٍ) (4)
6215 - عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ حَجَّ فَلْيَكُنْ آخِرَ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ» . ويروى عن الحارث بن عبد الله (5) .
_________
(1) () من حديث عبد الله بن جعفر فى المسند: 1/205.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/201؛ وأخرجه ابن حجر فى الكنى وأورد فيه اختلافًا كثيرًا يضيق المقام عنه. الإصابة: 4/36.
(3) قال ابن الأثير: روى عن يزيد بن بسر بن سعيد وهو الصحيح. أسد الغابة: 3/201.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/203؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين. الإصابة: 3/130.
(5) المرجعان السابقان، وأخرجه أحمد وأبو داود والترمذى والنسائى والضياء عن الحارث الثقفى ورمز له السيوطى بالصحة، وقال المناوى: الحارث بن أوس، أو ابن عبد الله بن أوس الثقفى، قال الذهبى: «له حديث واحد فى طواف الوداع اختلف فيه على الحجاج بن أرطاة» ثم قال المناوى: مراده هذا الحديث. فيض القدير: 6/115.(5/133)
958- (عَبْدُ اللهِ بْنُ الحارِثِ بْنِ جَزْءِ) (1)
ابن عبد الله بن معديكرب، بن عمرو بن عسم (2) بن عمرو بن عويج بن عمرو بن زبيد الزبيدى المذحجى، أمير (3) مصر، توفى سنة ست أو سبع أو ثمانٍ وثمانين بمصر، فى سابع الشاميين.
6216 - قال الطبرانى: حدثنا على بن محمد الأنصارى، حدثنا حرملة، حدثنا ابن وهب، أخبرنى [حبيب بن] إبراهيم بن سبيط: أنه دخل على عبد الله بن [الحارث بن] جزء الزبيدى، فرمى إليه بوسادة كانت تحته، وقال: من لم يكرم جليسه فليس من أحمد ولا من إبراهيم عليهما السلام (4) .
6217 - قال: حدثنا موسى، حدثنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبى عمران، وسليمان بن زياد الحضرمى، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى. قال: أكلنا مع النبى - صلى الله عليه وسلم - شواء فى المسجد، ثم أقيمت الصلاة، فضربنا أيدينا فى الحصا، ثم قمنا فصلينا ولم نتوضأ (5) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/203؛ والإصابة: 2/291؛ والإستيعاب: 2/280؛ والطبقات الكبرى: 7/191؛ والتاريخ الكبير: 5/23؛ وثقات ابن حبان: 3/239.
(2) عسم: بضم العين المهملة وإسكان السين، وقيل عصم. أسد الغابة والإصابة.
(3) لعله يقصد الإمارة لمكانته وفضله. لأننا لم نعثر فى مصادر ترجمته أنه تولى إمارة فى مصر. ولكنه كان شيخ المصريين وآخر الصحابة وفاة.
(4) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجال ثقات. مجمع الزوائد: 8/175.
(5) من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى فى المسند: 4/191.(5/134)
رواه الترمذى فى الشمائل، وابن ماجه من حديث ابن لهيعة، عن سليمان به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى الشمائل كما فى تحفة الأشراف: 4/306؛ وأخرجه ابن ماجه فى الأطعمة (باب الشواء) : سنن ابن ماجه: 2/1100، وفى الزوائد: فى إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف.(5/135)
6218 - وروى ابن ماجه من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سليمان بن زياد [الحضرمى: أنه سمع عبد الله بن الحارث] بن جزء. قال: كنا نأكل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى المسجد الخبز واللحم (1) .
6219 - حدثنا موسى بن داود، وحسن بن موسى قالا: حدثنا ابن لهيعة، عن دراج.
قال موسى فى حديثه. قال: سمعت عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ فِى النَّارِ حَيَّاتٍ كأَمْنَالِ أَعْنَاقِ الْبُخْتِ (2)
تَلْسَعُ إِحْدَاهُنَّ اللَّسْعَةَ فَيَجِدُ حُمُوَّتَها (3) أَرْبَعِينَ خَرِيفًا، وَإِنَّ فِى النَّارِ عَقَارِبَ كأَمْثَالِ الْبِغَالِ الْمُوكَفَةِ تَلْسَعُ إِحْدَاهُنَّ اللَّسْعَةَ فَيَجِدَ حُمُوَّتَها أَرْبَعِينَ سَنَةً» تفرد به (4) .
6220 - حدثنا هارون، / حدثنا عبد الله بن وهب، حدثنا عمرو: أن سليمان بن زياد الحضرمى حدثه: أن عبد الله بن الحارث
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الأطعمة عن يعقوب بن حميد بن كاسب (باب الأكل فى المسجد)
وفى الزوائد: إسناده حسن. رجاله ثقات ويعقوب مختلف فيه. سنن ابن ماجه:
2/1097.
(2) () البخت: جمال طوال الأعناق. الأنثى بختية، والذكر بختى. النهاية: 1/63.
(3) فى اللسان: حموة الألم سورته: 2/1016.
(4) الموكفة: التى وضع عليها الإكاف، وهو للبعير والحمار والبغل. يقال: أو كفت الدابة، وأوكفتها. اللسا: 7/4909.(5/135)
ابن جزء الزبيدى حدثه: أنه مر وصاحب له بأيمن وفتية من قريش قد حلوا أزرهم، فجعلوها مخاريق (1) يجتلدون بها، وهم عراة. قال عبد الله: فلما مررنا بهم قالوا: إن هؤلاء قسيسون فدعوهم، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج عليهم، فلما أبصروه تبددوا، فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مغضبًا حتى دخل، وكنت أنا وراء الحجرة، فسمعته يقول: «سُبْحَانَ اللهِ لاَ مِنَ اللهِ اسْتَحْيُوا، وَلاَ مِنْ رَسولِ اللهِ اسْتَتَروُا» ، وأم أيمن عنده تقول: استغفر لهم يا رسول الله. قال عبد الله: فبلأى (2) ما استغفر لهم.
قال عبد الله: وسمعته أنا من هارون، تفرد به (3) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى فى المسند: 4/191.
(2) مخاريق: جمع مخراق، وهو ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضًا. النهاية:
1/291.
(3) فبلأى ما استغفر لهم: أى بعد مشقة وجهد وإبطاء. النهاية: 4/43.(5/136)
6221 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا سليمان بن زياد، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى. قال: أكلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شواء
فى المسجد، فأقيمت الصلاة، فأدخلنا أيدينا فى الحصى [ثم قمنا نصلى]
ولم نتوضأ (1) .
6222 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا سليمان بن زياد، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى. قال: أكلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شواء فى المسجد، فأقيمت الصلاة، فأدخلنا أيدينا فى الحصى، فقمنا ولم نتوضأ (2) .
6223 - حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة، حدثنا سليمان
_________
(1) من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى فى المسند: 4/191.
(2) من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى فى المسند: 4/190.(5/136)
ابن زياد: أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى صاحب النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبول أحدنا مستقبل القبلة (1) .
رواه الترمذى عن قتيبة، عن ابن لهيعة به مثله (2) .
(حَديثٌ آخَر عَنْهُ)
_________
(1) من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى فى المسند: 4/190.
(2) أشار إليه الترمذى فى الطهارة (باب فى النهى عن استقبال القبلة بغائط أو بول) : صحيح الترمذى: 1/13؛ وأخرجه فى الباب ابن ماجه من طريق الليث بن سعد. سنن ابن ماجه: 1/115.(5/137)
6224 - قال الطبرانى: حدثنا أبو الزنباع: روح بن الفرج، حدثنا ابن
بكير، حدثنا ابن لهيعة، حدثنى سليمان بن زياد، عن عبد الله بن الحارث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَوَدِدْتُ أَنَّ بَيْنِى وَبَيْنَ أَهْلِ نَجْرَانَ حِجَابًا مِنْ شْدَّةِ مَا كَانُوا يُجَادِلُونَهُ» (1) .
(سَهْلُ بْنُ ثَعْلَبَةَ عَنْهُ)
6225 - قال الطبرانى: حدثنا أبو يزيد القراطيسى، حدثنا عبد الله بن عبد الحليم، حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبى [حبيب] وسهل بن ثعلبة، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى. قال: أنبأنا أول من سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يَبُلُ أَحَدَكُمْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ» ، وأنا أول من حدث الناس بذلك (2) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى فى الكبير، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن. مجمع الزوائد: 1/155؛ وكشف الأستار: 1/98.
(2) لفظ الطبرانى: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبول مستقبل القبلة، وأنا ... الخ» قال الهيثمى: روى له ابن ماجه: أنه أول من سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن ذلك، وهذا يدل على النسخ، رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 1/205. وما بين معكوفين من تهذيب التهذيب: 11/318؛ ويراجع التاريخ الكبير: 4/100.(5/137)
(عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُلَيلٍ عَنْهُ) (1) /
سمعت عبد الله بن الحارث يقول: رجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهودي ويهودية، وكنت فيمن رجمهما.
_________
(1) فى الأصل: «عبد الله بن مليكة» والتصويب من التاريخ الكبير: 5/432؛ ومن كشف الأستار: 2/219.(5/138)
6226 - رواه الطبرانى من طريق ابن لهيعة، حدثنى عبد العزيز ابن عبد الملك بن مليل، عن أبيه به (1) .
(عَبَّاسُ بْنُ جُلَيْدٍ الْحَجْرِىَّ عَنْهُ)
قال: ما كنا نسمع فزعة ولا رجة فى المدينة إلا ظننا أنه الدجال مما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحذرنا منه، ويقربه لنا.
6227 - رواه الطبرانى من طريق ابن لهيعة، عن المقدام بن سلام عنه (2) .
(عَبْدُ اللهِ بْنُ مُغِيرَةَ عَنْهُ)
6228 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن المغيرة: سمعت عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى. قال: ما رأيت أحدًا كان أكثر تبسمًا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (3) .
6229 - حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن المغيرة، أخبرنى عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى.
_________
(1) قال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى فى الكبير والأوسط، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف. مجمع الزوائد: 6/271.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى والبزار، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف. مجمع الزوائد: 7/337؛ وكشف الأستار: 4/137.
(3) من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى فى المسند: 4/190.(5/138)
قال: يقول (1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « [لا] يَبُولُ [أَحَدَكُم] مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَة» ، وأنا أول من حدث الناس بذلك (2) .
رواه ابن ماجه عن محمد بن رمح، عن الليث، عن يزيد بن أبى حبيب، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - بمثله (3) .
_________
(1) فى المخطوطة: «رأيت» والتصويب من المسند.
(2) من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى فى المسند: 4/191. وما بين معكوفات استكمال منه.
(3) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الطهارة (باب النهى عن استقبال القبلة بالغائط والبول) ، وفى الزوائد: إسناده صحيح، وحكم بصحته جماعة. سنن ابن ماجه: 1/115. وسبقت الإشارة إليه.(5/139)
6230 - حدثنا موسى، حدثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن المغيرة: سمعت عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى. قال: ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
6231 - حدثنا حجاج، عن ابن لهيعة، وأبو زكريا، قال: أنبأنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن المغيرة، قال: سمعت عبد الله بن الحارث ابن جزء الزبيدى يقول: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قط إلا مبتسمًا.
(عُتْبَةُ بْنُ ثُمَامَةَ الْمُرَادِىُّ عَنْهُ)
6232 - سمعت عبد الله بن الحارث بن جزء، وسئل عما مست النار، فقال: لقد رأيتنى سابع سبعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمر بلال، فنادى بالصلاة، فخرجنا، فمررنا برجل وبرمته على النار، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَطَاَبتْ بُرُمَتُكَ؟» قال: نعم بأبى وأمى، فتناول منها بضعة، فلم يزل يعالجها حتى أحرم بالصلاة وأنا أنظر إليه.
_________
(1) من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى فى المسند: 4/191.(5/139)
رواه الطبرانى: عن عمرو بن أبى الطاهر/ بن السرح، عن أبيه، عن أبى زيد: عبد الملك بن أبى كريمة، عن عتبة به (1) .
(عُقْبَةُ بْنُ مُسْلمٍ عَنْهُ)
_________
(1) الخبر أخرج نحوه أبى يلعى، وليس فيه ذكر للبرمة، قال: أكلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. الخ. مسند أبى يعلى: 3/110.(5/140)
6233 - حدثنا هارون ـ قال أبو عبد الرحمن: وسمعته أنا من هارون ـ حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرنى حيوة بن شريح، أخبرنى عقبة بن مسلم، عن عبد الله بن الحارث بن جزء. قال: كنا يومًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الصفة، فوضع لنا طعام، فأكلنا، ثم أقيمت الصلاة فصلينا (1) ولم نتوضأ. تفرد به من هذا الوجه (2) .
6234 - حدثنا هارون، حدثنا عبد الله بن وهب، حدثنى حيوة عن عقبة بن مسلم التجيبى: سمعت عبد الله بن الحارث بن جزء، من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ، وَبُطُونِ الأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
قال عبد الله: ولم يرفعه. قال عبد الله: وسمعته أنا من هارون تفرد به (3) .
6235 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا حيوة بن شريح، عن عقبة بن مسلم، قال: سمعت عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ، وَبُطُونِ الأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (4) .
_________
(1) فى المخطوطة: «فأكلنا» والتصويب من المسند.
(2) من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى فى المسند: 4/190.
(3) من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى فى المسند: 4/190.
(4) () من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى فى المسند: 4/190.(5/140)
(أَبُو زُرْعَةَ: عَمْرُو بْنِ جَابِرٍ عَنْهُ)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَخْرُجُ نَاسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ فَيُوطِئُونَ لِلْمَهْدِىّ» [يعنى] سلطانه.(5/141)
6236 - رواه ابن ماجه عن حرملة، وإبراهيم بن سعيد الجوهرى، عن أبى صالح: عبد الغفار بن داود، عن ابن لهيعة عنه به (1) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ)
6237 - قال الطبرانى: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا حسان بن غالب الحجرى، حدثنا ابن لهيعة، عن أبى زرعة: عمرو بن جابر، عن عبد الله بن الحارث بن جزء، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «سَيَكُونُ بَعْدِى سُلْطَان الْفِتَنُ عَلَى أَبْوَابِهِم كَمَبَارِكِ الإِبِلِ لاَ يُعْطُونَ أَحَدًا شَيْئًا إِلاَّ أُخِذَ مِنْ دِيِنِه مِثْلْهُ» (2) .
(مُسْلِمُ بْنُ يَزِيدَ الصَّدَفِىُّ عَنْهُ)
6238 - قال الطبرانى: حدثنا المقدام بن داود، حدثنا عبد الله ابن يوسف، حدثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن يزيد الحمصى، عن مسلم بن يزيد الصدفى، عن عبد الله بن الحارث بن جزء: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / صعد المنبر، فلما صعد درجة قال: «آمِينَ» ، ثم صعد الثانية فقال: «آمِينَ» ، ثم صعد الثالثة، فقال: «آمِينَ» (3) ، فلما نزل قيل
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الفتن (باب خروج المهدى) وفى الزوائد: فى إسناده عمرو بن جابر الحضرمى، وعبد الله بن لهيعة وهما ضعيفان. سنن ابن ماجه: 2/1368.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه خسان بن غالب، وهو متروك. مجمع الزوائد: 5/246؛ ويراجع اللسان فى سلطان: 3/2065.
(3) فى المرجعين، «صعد المنبر فقال: آمين، آمين، آمين» على الإجمال.(5/141)
له: لقد صنعت اليوم شيئًا ما كنت تصنعه. قال: «إِنَّ جِبْرِيلَ تَبَدَّى لِى [فى أوّل درجة] ، فقالَ: يَا محمّدُ مَنْ أَدْرَكَ أَحَدَ وَالِدَيْهِ فَلَمْ يُدْخِلاَهُ الْجَنَّةَ، فأَبْعَدَهُ [الله، ثمّ أبعده] فقلتُ: «آمِينَ» ، ثمَّ قالَ [فى الدَّرجة] الثَّانية: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فأَبْعَدَهُ اللهُ [ثمَّ أَبعدهُ] فقلتُ: «آمِينَ» ، ثمَّ قالَ [لى فى الدَّرجة] الثَّالِثَةِ: مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فأَبْعَدَهُ اللهُ، [ثُمَّ أبعده] فقلتُ: «آمِين» » (1) .
(يَزِيدُ بْنُ أَبِى حَبِيبٍ عَنْهُ)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه البزار، والطبرانى بنحوه، وفيه من لم أعرفهم، كشف الأستار: 4/48 وما بين معكوفات استكمال منهما: وأخرج البزار نحوه من حديث أنس، وفيه ضعف. كشف الأستار: 4/49.(5/142)
6239 - حدثنا يونس بن محمد، حدثنا ليث ـ يعنى ابن سعد ـ، عن يزيد ـ يعنى ابن أبى حبيب ـ: أنه سمع عبد الله بن الحارث الزبيدى يقول: أنا أول من سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يَبُولُ أَحَدَكُمْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ» ، وأنا أول من حدث الناس بذلك (1) .
رواه ابن ماجه عن محمد بن رمح، عن الليث به (2) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى فى المسند: 4/190.
(2) تقدم ذكر الخبر عند ابن ماجه ص138.(5/142)
6240 - حدثنا الضحاك بن مخلد، عن عبد الحميد ـ يعنى ابن جعفر ـ، حدثنى يزيد بن أبى حبيب، عن عبد الله بن الحارث بن جزء. قال: أنا أول المسلمين سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - ينهى أن يبول أحد مستقبل القبلة، فخرجت إلى الناس فأخبرتهم (1) .
6241 - حدثنا حجاج، حدثنا ليث بن سعد، حدثنا يزيد بن أبى حبيب: أنه سمع عبد الله بن الحارث الزبيدى يقول: أنا أول من
_________
(1) من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى فى المسند: 4/190.(5/143)
سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يَبُولَنَّ أَحَدَكُمْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ» ، وأنا أول من حدث الناس بذلك (1) .
6242 - حدثنا موسى، حدثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبى حبيب، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى. قال: أنا أول من سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يَبُولُ أَحَدَكُمْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ» ، وأنا أول من حدث الناس بذلك (2) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ)
ما كان ضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا تبسمًا.
6243 - رواه الترمذى من طريق الليث، عن يزيد بن أبى حبيب عنه (3) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ)
6244 - قال الطبرانى: حدثنا مطلب بن سعيد، حدثنا عبد الله ابن صالح، حدثنى الليث، حدثنى يزيد بن أبى حبيب، عن عبد الله ابن الحارث بن جزء. قال: توفى رجل ممن قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلم غريبًا، فقال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عند القبر: «مَا اسْمُكَ؟» فقلت: العاصى. [وقال لابن عمر: «ما اسْمُكَ؟» ، فقال: [العَاصِى] . وقال للعاصى: «مَا اسْمُكَ؟» قال: العاصى، فقال رسول الله
_________
(1) من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى فى المسند: 4/191.
(2) من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى فى المسند: 4/191.
(3) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب (باب بشاشة النبى - صلى الله عليه وسلم -) . وقال: صحيح غريب لا نعرفه من حديث ليث بن سعد إلا من هذا الوجه. صحيح الترمذى: 5/601.(5/143)
- صلى الله عليه وسلم -: «أَنْتُم عَبِيدُ اللهِ انْزِلُوا» . قال: فوارينا صاحبنا، وخرجنا وقد بدلت أسماؤنا (1) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى، وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، وقد وثقه وضعفه غير واحد، وبقية رجال البزار رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 8/53.(5/144)
6245 - وقال الطبرانى: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، / حدثنا أبى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنى يزيد بن أبى حبيب، حدثنى عبد الله بن جزء: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الْعِلْمُ فِى قُرَيْشٍ، وَالأَمَانَةُ فِى الأَنْصَارِ» (1) .
(أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحمنِ عَنْهُ)
«نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يَسْتَنْجِىَ [أَحَدٌ بِعَظْمٍ أو] بِرَوْثَةٍ أَوْ حُمَمَةٍ» .
6246 - رواه الطبرانى من حديث ابن لهيعة، عن عبد الله بن المغيرة عنه (2) .
959- (عَبْدُ اللهِ بْنُ الحارِث بْنِ أَبِى ضِرَارٍ الْمُصْطَلِقِىّ) (3)
6247 - قال: غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنى المصطلق، وكنت أنا وجويريه ممن أصابنا السباء.
_________
(1) فى المرجع: «والأمانة فى الأزد» وما عند ابن كثير أولى كما فى جامع الأحاديث: 4/586. قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط والكبير، وإسناده حسن. مجمع الزوائد: 10/25.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، والبزار، وهذا لفظه، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 1/209؛ وكشف الأستار: 1/128. والحممة: الفحم، وما بين معكوفين استكمال منهما.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/205؛ والإصابة: 2/291؛ والإستيعاب: 2/282.(5/144)
ذكره أبو نعيم من طريق مطر بن موسى، عن عبد الله بن الحارث بن ضرار عن جده بهذا قال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، ولم يتابع عليه (1) .
_________
(1) أخرجه ابن أبى حاتم من طريق عبد العزيز بن عمران عن مطر بن موسى وقال: عبد العزيز يضعف فى الحديث. الإصابة.(5/145)
960- (عَبْدُ اللهِ بْنُ الحارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ) (1)
روى الطبرانى عن الواقدى: أن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب توفى سنة أربع وثمانين (2) .
6248 - ثم قال الطبرانى: حدثنا محمد بن معاذ الحلبى، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، قال: [كان] عبد الله بن الحارث [يمر بنا] . فيقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَأَفْشُوا السَّلامَ تُورَثُوا الْجِنَانَ» (3) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ)
6249 - قال: وحدثنا محمد بن عبد الله الخضرمى، حدثنا إسماعيل بن موسى السدوسى، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبى سليمان، عن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى وأمامة بنت أبى العاص على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا قام حملها (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/206؛ والإصابة: 2/292؛ والإستيعاب: 2/279.
(2) قال الهيثمى: رجاله إلى الواقدى ثقات. مجمع الزوائد: 10/13.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 5/17. وما بين معكوفات استكمال منه.
(4) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه أبو سليمان عن الصحابى، فإن كان هو خليد بن عبد الله العصر، فهو ثقة. مجمع الزوائد: 2/58.(5/145)
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ)(5/146)
6250 - قال الطبرانى: حدثنا البزار، حدثنا عبد الله بن الصباح العطار، حدثنا الحجاج بن نصير، حدثنا محمد بن عبد الله ابن أخى الزهرى، حدثنى الزهرى بالرصافة، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب، قال: آخر صلاة صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب، فقرأ فى الركعة الأولى {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وفى الثانية {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} .
هكذا قال الطبرانى عن البزار (1) .
والذى ذكره مصوبو أسماء الصحابة، كابن الأثير، وغيره أن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب كان اسمه عبد شمس فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله، وأنه توفى بالصفراء (2) فدفنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هنالك، والأنسب أن يكون هذا هو/ عبد الله ابن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب المعروف، لخفته بببة (3) ، وأمه هند بنت أبى سفيان أخت معاوية، وقد ولد فى حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يشهد معه الصلاة التى ذكر، والظاهر أنه أراد بها آخر صلاة صلاها بأهل بيتهم (4) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه حجاج بن نصير، ضعفه ابن المدينى وجماعة، ووثقه ابن معين فى رواية، ووثقه ابن حبان. مجمع الزوائد: 2/118.
(2) الصفراء: قرية كثيرة النخل والمزارع، وماؤها عيون كلها، وهى فوق يتبع مما يلى الرتبة وماؤها يجرى إلى ينبع. معجم البلدان: 3/412.
(3) إنما لضب ببة لأن أمه كانت ترقصه وهو طفل وتقول:
لأنكحن ببة ... جارية خدبة ... ـ أسد الغابة: 3/207.
(4) يراجع أسد الغابة 3/207؛ والتاريخ الكبير: 5/63.(5/146)
961- (عَبْدُ اللهِ بْنُ الحارِثِ بْنِ نَوْفَلِ
بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنِ هَاشِمٍ - رضي الله عنه -) (1)
6251 - روى النسائى من طريق سفيان الثورى، عن عاصم بن عبيد الله، عن [ابن] عبد الله، وفى رواية: عبد الله بن عبد الله بن الحارث، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا سمع المؤذن قال: «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» (2) .
962- (عَبْدُ اللهِ بْنُ الحارِثِ: أَبُو رِفَاعَةَ) (3)
6252 - قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب، فقلت: رجل غريب جاء يسأل عن دينه. قال: فأقبل على، وترك خطبته، وأتى بكرسى حسبت قوائمه حديداً يقعد عليه، ثم جعل يعلمنى مما علمه الله، ثم أتى خطبته فأتم آخرها.
رواه إبراهيم: عن أبى بكر بن خلاد، عن الحارث بن أبى أسامة، عن أبى النضر: هاشم، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال عنه (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/207؛ وذكره ابن حجر فى القسم الثانى من حرف العين 3/58؛ وله ترجمة فى الاستيعاب: 2/281.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/318. وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة فى ثلاثة مواطن: عبد الله بن الحارث بن أسد، وعبد الله ابن الحارث العدوى، وفى الكنى: أبو رفاعة العدوى. أسد الغابة: 3/204، 205، 6/110؛ وأخرجه ابن حجر وابن عبد البر فى الكنى: الإصابة: 4/70؛ والإستيعاب: 4/67؛ والطبقات الكبرى: 7/48؛ والتاريخ الكبير: 9/31. وقال ابن سعد: اسمه تميم بن أسيد.
(4) البر أخرجه ابن مسلم فى الصلاة (باب التعليم فى الخطبة) عن شيبان بن فروخ عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال قال: قال أبو رفاعة. صحيح مسلم: 2/528.(5/147)
قال: وقيل اسم أبى رفاعة تميم بن أسد، وقيل ابن أسيد (1) .
_________
(1) أسيد: بفتح فكر، وقيل بضم وفتح، واختلف فى اسمه على غير هذا. مصادر ترجمته.(5/148)
963- (عَبْدُ اللهِ بْنُ الحارِثِ
ابن عُوَيْمِر الأَنْصَارِىّ) (1)
6253 - قال محمد بن إسحاق: حدثنى محمد بن نافع بن عجير - وكان ثقة-، سمعت عبد الله بن الحارث بن عويمر الأنصارى. قال: لقد كان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى عمتى سهيمة قضاء ما قضى به فى امرأة من المسلمين قبلها. رواه أبو نعيم (2) .
964- (عَبْدُ اللهِ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَان المَدَنِىّ) (3)
6254 - روى أبو نعيم، من طريق محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن طلحة ابن عبد الله، حدثنى إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الله بن حارثة، عن أبيه، عن جده: أن صفوان بن أمية لما قدم المدينة قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عَلَى مَنْ نَزَلْتَ يَا أَبَا وَهْبٍ؟» قال: على العباس. فقال: «نَزَلْتَ عَلَى أَشَدِّ قُرَيْشٍ لِقُرَيْشٍ حُبًّا» (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/206؛ والإصابة: 2/292.
(2) قال ابن حجر: نسبوه أنصاريًا، ولم يذكروا أباه فى الصحابة، ويحتمل أن يكون أبوه هو الحارث بن عمير الأسدى، ثم وجدت الخطيب ذكره وقال: ذكره بعض أهل العلم فى الصحابة، وساق الحديث من طريق ابن إسحاق، ولم يقل عمته، ثم أضاف اختلافات أخرى تدل على اضطراب الخبر. والإصابة: 2/292.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/208؛ والإصابة: 2/293؛ والإستيعاب: 2/290.
(4) الخبر رواه ابن أبى خيثمة وابن منده أيضًا كما فى الإصابة: 2/293.(5/148)
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ الحارِثِ: وَالِدُ مُجِيبَةَ الْبَاهِلِيَّة) (1)
كذا سماه أبو القاسم البغوى: روى حديثها سعيد الجريرى، عن أبى السليل، عنها، عن أبيها، أو عمتها فى الصيام فى الأشهر الحرم، وسيأتى فى المبهمات (2) .
/
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/203؛ وأخرجه ابن حجر فى الكنى: أبو مجيبة: 4/173؛ وابن حبان فى الثقات ولم يزد على كنيته شيئًا. الثقات: 3/456.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الصيام (باب فى صوم أشهر الحرم) عن موسى بن اسماعيل، عن حماد، عن سعيد الجريرى، عن أبى السليل، عن مجيبة الباهلية، عن أبيها أو عمها. سنن أبى داود:
2/322؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/309 عن مجيبة الباهلى عن عمه. كذا قال. وأخرجه ابن ماجه عن أبى مجيبة الباهلى عن أبيه أو عن عمه فى الصيام (باب صيام أشهر الحرم) : سنن ابن ماجه: 1/554.(5/149)
965- (عَبْدُ اللهِ بْنُ حُبْشِىٍّ الْخَثْعَمِىّ - رضي الله عنه -) (1)
6255 - حدثنا حجاج، قال: قال ابن جريج: حدثنى عثمان ابن أبى سليمان، عن على الأزدى، عن عبيد بن عمير، عن عبد الله ابن حبشى الخثعمى: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - سئل: أى الأعمال أفضل؟ قال: «إِيمَانٌ لاَ شَكَّ فِيهِ، وَجِهَادٌ لاَ غُلُولَ فِيهِ، وَحَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ» .
قيل: وأى الصلاة أفضل؟ قال: «طُولُ الْقِيَامِ» (2) .
فسئل: فأى الصدقة أفضل؟ قال: «جُهْدُ (3) الْمُقِلِّ» .
[قيل: فأى الهجرة أفضل؟ قال: «مَنْ هَجَرَ ما حَرَّمَ الله عَليه» ] .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/208؛ والإصابة: 2/294؛ والإستيعاب: 2/287؛ والطبقات الكبرى: 5/340؛ والتاريخ الكبير: 5/25؛ وثقات ابن حبان: 3/240.
(2) فى المسند: «طول القنوت» كذا فى المجتبى. وما فى المخطوطة يوافق ما فى أبى داود.
(3) جهد المقل: بضم الجيم أى قدر ما يحتمله حال قليل المال. النهاية: 1/190.(5/149)
قيل: فأى الجهاد أفضل؟ قال: «مَنْ جَاهَد الْمُشْرِكينَ بِمَالِهِ، وَنَفْسِهِ» .
قيل: فأى القتل أشرف؟ قال: «مَنْ أُهْرِيقَ دَمُهُ، وَعُقِرَ جَوَادُهُ» (1) .
رواه أبو داود عن أ؛ مد بن حنبل، والنسائى من حديث حجاج وهو ابن محمد الأعور به (2) أتم من الأول (3) .
(حَديِثٌ آخَرُ عَنْهُ)
_________
(1) من حديث عبد الله بن حُبشى فى المسند: 3/411. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) فى المخطوطة: «حجاج» ، وهو محمد بن الأعور. والتصويب من تهذيب التهذيب: 2/205. وهو حجاج بن محمد المصيصى الأعور. روى عن ابن جريج وغيره.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة (باب أى الأعمال أفضل) وفى بعض النسخ (باب) فقط: سنن أبى داود: 2/69؛ وأخرجه النسائى مطولاً فى الزكاة (باب جهد المقل) ومختصرًا فى الإيمان (باب ذكر أفضل الأعمال) : المجتبى: 5/43، 8/86.(5/150)
6256 - رواه أبو داود، والنسائى من حديث ابن جريج، عن عثمان بن أبى سليمان، عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم، عن عبد الله بن حبشى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللهُ رَأْسَهُ فِى النَّارِ» (1) .
رواه أبو داود أيضًا من طريق عبد الرزاق، عم معمر، عن عثمان بن أبى سليمان، عن رجل من ثقيف، عن عروة بن الزبير، يرفع الحديث إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - بنحوه (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب (باب فى قطع السدر) وعقب عليه فقال: سئل أبو داود عن معنى هذا الحديث فقال: هذا الحديث مختصر: يعنى من قطع سدرة فى فلاة، يستظل بها ابن السبيل والبهائم عبثًا، وظلمًا بغير حق يكون له فيها، صوب الله رأسه فى النار. سنن أبى داود: 4/361؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/310.
(2) أخرجه فى الباب السابق. سنن أبى داود: 4/361.(5/150)
966- (عَبْدُ اللهِ بْنُ حَبِيبٍ) (1)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ ضَنَّ بِمَالِهِ أَنْ يُنْفِقَهُ، وَبِاللَّيْلِ أَنْ يُكَابِدَهُ، فَعَلَيْهِ بِسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ» .
6257 - رواه أبو نعيم من طريق صفوان بن سليم، عن عبد الله ابن كعب عن عبيد الله بن عمير عنه، قال أبو نعيم: وهو مجهول لا صحبة له (2) .
967- (عَبْدُ اللهِ بْنُ حَبِيبةَ) (3)
فى خامس الشاميين، وسادس الكوفيين.
6258 - حدثنا عبد الملك بن عمير، حدثنا مجمع بن يعقوب ـ من أهل قباء-. قال: حدثنى محمد بن إسماعيل: أن بعض أهله قال لجده من قبل أمه: وهو عبد الله ابن أبى حبيبة: ما أدركت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أتانا فى مسجدنا هذا، فجئت فجلست إلى جنبه، فأتى بشراب، فشرب، ثم ناولنى، وأنا عن يمينه، قال: ورأيته يومئذ صلى فى نعليه، وأنا يومئذ غلام (4) .
6259 -[حدثنا عبد الله، [حدثنا أبى، حدثنا قتيبة بن سعيد] ، قال عبد الله: / وكتب إلى قتيبة: حدثنا مجمع بن يعقوب، عن محمد
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/209؛ والإصابة: 2/294.
(2) المرجعان السابقان، وأورده السيوطى من حديثه فى الجامع الصغير ورمز له بالحسن. وقال المناوى: عبد الله بن حبيب. قال الذهبى فى الصحابة مجهول عن عبيد الله ابن عمير، وفى التقريب: عبد الله بن حبيب بن ربيعة بن عبد الرحمن السلمى الكوفى المقرئ مشهور بكنيته، ولأبيه صحبة. فيض القدير: 6/174.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/209؛ والإصابة: 2/294؛ والإستيعاب: 2/287؛ والتاريخ الكبير: 5/17؛ وثقات ابن حبان: 3/231.
(4) من حديث عبد الله بن أبى حبيبة فى المسند: 4/221.(5/151)
ابن إسماعيل بن مجمع. قال: قيل لعبد الله بن أبى حبيبة: ما أدركت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ـ وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم وهو غلام حديث ـ قال: جاءنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا إلى مسجدنا هذا ـ يعنى مسجد قباء ـ. قال: فجئنا فجلسنا إليه، وجلس إليه الناس. قال: فجلس ما شائ الله أن يجلس، ثم قام فصلى، فرأيته يصلى فى نعليه (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى حبيبة فى المسند: 4/334. وما بين معكوفين استكمال منه.(5/152)
6260 - حدثنا يونس بن محمد، حدثنا العطاف، حدثنى مجمع بن يعقوب، عن غلام من أهل قباء: أنه أدركه شيخًا قال: جاءنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقباء، فجلس فى فناء الأجم، فاجتمع إليه ناس، فاستسقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسقى، فشرب وأنا عن يمينه، وأنا أحدث [القوم] فناولنى، فشربت، وحفظت أنه صلى بنا يومئذ، وعليه نعلان لم ينزعهما (1) .
968- (عَبْدُ اللهِ بْنُ أبِى حَدْرَدَ الأَسْلَمِىّ) (2)
فى أول المكيين، وسادس عشر الأنصار.
6261 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن أبى إسحاق، حدثنى يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن القعقاع بن عبد الله بن أبى حدرد، عن أبيه: عبد الله بن أبى حدرد. قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى حبيبة فى المسند: 4/334. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/210؛ والإصابة: 2/294؛ والإستيعاب: 2/288؛ والطبقات الكبرى: 4/41؛ والتاريخ الكبير: 5/75؛ أخرجه فى التابعين وقال: كنت فى سرية بعثها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى إضم.(5/152)
إضم (1) ، فخرجت فى نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة: الحارث بن ربعى ومحلم بن جثامة بن قيس، فخرجنا، حتى إذا كنا ببطن إضم مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعى على قعود له معه متيع ووطب (2) من لبن، فلما مر بنا سلم علينا، فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله بشىء كان بينه وبينه، وأخذ بعيره ومتيعه فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأخبرناه الخبر نزل فينا القرأن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} (3) .
_________
(1) إضم: بالكسر ثم فتح. ماء يطؤه الطريق بين مكة واليمامة عند السمينة. وقال السيد على: إضم واد بجبال تهامة، وهو الوادى الذى فيه المدينة، ويسمى عند المدينة القناة، ومن أعلى منها عند السد يسمى الشظاة، ومن عند الشظاة إلى أسفل يسمى إضما. يراجع معجم البلدان: 1/214.
(2) متبع: ما يتبلغ من الزاد القليل: القاموس. والوطب: سقاء اللبن. اللسان: 7/4864.
(3) الآية 94 من سورة النساء. وقد أورد ابن كثير حولها أخبارًا كثيرة. يرجع إليها فى تفسير: 1/538. والخبر من حديث عبد الله بن أبى داود فى المسند: 6/11.(5/153)
6262 - حدثنا إبراهيم بن إسحاق، حدثنا حاتم بن إسماعيل المدنى، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبى يحيى، عن أبيه، عن أبى حدرد الأسلمى: أنه كان ليهودى عليه أربعة دراهم، فاستعدى عليه، فقال: يا محمد إن لى على هذا أربعة دراهم، وقد غلبنى عليها، فقال: «أَعْطِةِ حَقَّهُ» ، فقال: والذى بعثك بالحق ما أقدر عليها. قال: «أَعْطِهِ حَقَّهُ» ، فقال: والذى نفسى بيده لا أقدر/ عليها قد أخبرته أنك(5/153)
تبعثنا إلى خيبر، فأرجو أن تغنمنا شيئًا، فأرجع، فأقضيه. قال: «أَعْطِهِ حَقَّهُ» .
قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قال ثلاثًا لم يراجع، فخرج به ابن أبى حدرد إلى السوق، على رأسه عصابة، وهو متزر ببردة فنزع العمامة عن رأسه، فاتزر بها، ونزع البردة، فقال: اشتر منى هذه البردة، فباعها منه بأربعة دراهم، فمرت عجوز فقالت: ما لك يا صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرتها فقالت: ها دونك هذا. ببرد طرحته عليه (1) .
_________
(1) من حديث ابن أبى حدرد الأسلمى فى المسند: 3/423.(5/154)
6263 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن عبد الله بن جعفر، عن عبد الواحد ابن أبى عون، عن جدته، عن أبى حدرد الأسلمى: أنه ذكر أنه تزوج امرأة، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليستعينه فى صداقها، فقال: «كَمْ أَصْدَقْتَ؟» قال: قلت: مائتى درهم، قال: «لَوْ كًنْتُم تَعْرِفُونَ الدَّرَاهِمِ مِنْ وَادِيَكُم هَذَا مَا زِدْتُمْ، مَا عِنْدِى مَا أُعْطِيَكَ» .
قال: فمكثت ثم دعانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبعثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى سرية بعثها نحو نجد، فقال: «اخْرُجْ فِى هَذِهِ السَّرِيَّةِ لَعَلَّكَ أَنْ تُصِيبَ شَيْئًا فأَنْفِلكه» (1) . قال: فخرجنا حتى جئنا الحاضر (2) ممسين. قال: فلما ذهب فحمة العشاء (3) بعثنا أميرنا رَجُلَيْنِ رَجُلَيْنِ. قال: فأحطنا بالعسكر وقال: إذا كبرت وحملت فكبروا واحملوا. وقال حين
_________
(1) النفل: لا يكون بعد إحراز الغنيمة حتى تقسم كلها، ثم ينفل الأمير المقاتلة من الخمس، فأما قبل القسمة فلا. النهاية: 4/166.
(2) الحاضر: اسم للمكان المحضور، يقال: نزلنا حاضر بنى فلان فهو فاعل بمعنى مفعول. النهاية: 1/230.
(3) فحمة العشاء: إقباله وأول سواده، يقال للظلمة التى بين صلاتى العشاء الفحمة. النهاية: 3/186.(5/154)
بعثنا رَجُلَيْنِ رَجُلَيْنِ: لا تفترقا، ولأسألن واحدًا منكما عن خبر صاحبه، فلا أجد عنده، ولا تمنعوا فى الطلب.
قال: فلما أردنا أن نحمل سمعت رَجُلاً من الحاضر صرخ يا خضرة، فتفاءلت أنا سنصيب منهم خضرة. قال: فلما أعتمنا [كبر] أميرنا، وحمل، فكبرنا وحملنا. قال: فمر بى رجل فى يده السيف، فاتبعته. قال: فقال لى صاحبى: إن أميرنا قد عهد إلينا أن لا تمعنوا فى الطلب فارجع، فلما رأيت إلا أن أتبعه (1) قال: قال: والله لترجعن أو لأرجعن إليه، ولأخبرنه أنك أبيت، قال: فقلت: والله لأتبعنه. قال: فاتبعته حتى إذا دنوت منه رميته بسهم على جريداء (2) متنه، فوقع، فقال: ادن يا مسلم إلى الجنة، فلما رآنى لا أدنو إليه، ورميته بسهم آخر، فأثخنته رمانى بالسيف، فأخطأنى، فأخذت السيف، فقتلته به واحتززت به رأسه وشددنا فأخذنا نعمًا كثيرةً وغنمًا. قال: ثم انصرفنا. قال: فأصبحت فإذا بعيرى مقطور/ به بعير عليه امرأة جميلة شابة. قال: فجعلت تلتفت خلفها فتكبر، فقلت لها: أين تلتفتين؟ قالت: إلى رَجُلٍ والله إن كان حيًا خالطكم (3) . قال: قلت ـ وظننت أنه صاحبى الذى قتلت ـ فقلت: والله قتلته، وهذا سيفه. وهو معلق بقتب (4) البعير الذى أنا عليه. قال وغمد السيف ليس فيه شىء معلق بقتب بعيرها ـ فلما قلت ذلك لها قالت: فدونك هذا الغمد فشمه (5) فيه إن كنت
_________
(1) فى المخطوطة: «فلما أبيت إلا أن أرجع» . وما أثبتناه من المسند.
(2) جريداء متنه: أى وسطه، وهو موضع القفا المتجرد عن اللحم تصغير الجراء. النهاية: 1/154.
(3) يقال: اختلط القوم فى الحرب وتخالطوا: تشابكوا، أساس البلاغة: 1/246.
(4) القتب للجمل: كالإكاف لغيره. النهاية: 3/227.
(5) فشمه فيه: اغمده فيه وهو من الأضداد يكون سلا وإغمادًا. النهاية: 2/247.(5/155)
صادقًا. قال: فأخذته فشمته [فيه] فطبقه، فلما رأت ذلك بكت. قال: فقدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأعطانى من ذلك النعم الذى قدمنا به. تفرد به أحمد (1) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ)
_________
(1) من حديث عبد الله بن أبى حدرد الأسلمى فى المسند: 6/11.(5/156)
6264 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا مندل بن على، عن عبد الله بن سعيد ابن أبى سعيد، عن أبيه، عن عبد الله بن أبى حدرد. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «انْتَضِلُوا وَاخَشَوْشِنُوا (1) وَامْشُوا حُفَاةً» .
عبد الله المقبرى ضعيف، والمعروف أن هذا من كلام عمر بن الخطاب ـ - رضي الله عنه - ـ (2) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ)
6265 - قال محمد بن إسحاق، حدثنى يعقوب بن عتبة، عن ابن شهاب، عن ابن عبد الله بن أبى حدرد، عن أبيه. قال: كنت يومئذ (3) فى خيل خالد بن الوليد فقال لى فتى منهم هو فى سنى قد جمعت يداه إلى عنقه برمةٍ (4) ونسوة مجتمعات غير بعيد منه: يا فتى. قلت: نعم، قال: هل أنت آخذ بهذه الرمة فقائدى بها إلى هؤلاء النسوة حتى [أقضى] إليهن بحاجة، ثم تردنى بعد، فتصنعوا بى ما بدا
_________
(1) انتضل القوم وتناضلوا أى رموا للسبق. واخشوشنوا بالغوا فى خشونتهم. النهاية: 1/296، 4/152.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه عبد الله بن سعيد، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/136.
(3) يقصد مسير خالد بن الوليد إلى بنى جذيمة بعد فتح مكة. المرجع.
(4) الرمة: قطع حبل بالية. النهاية: 2/105.(5/156)
لكم، فقلت: والله ليسير ما سألت، ثم أخذت برمته حتى وقفته عليهم فقال: اسلمى حبيش ـ على نفد من العيش (1) .
أريتك إذ طالبتكم فوجدتكم ... بحلية أو ألفيتكم بالخوانق (2)
ألم يك حقًا أن ينول عاشق ... تكلف إدلاج السرى والودائق (3)
فلا ذنب لى إذ قلت إذ أهلنا معًا ... أثيبى بود قبل إحدى الصفائق
أثيبى بود قبل أن تشحط النوى ... وينأى الأمير بالحبيب المفارق
فإنى لا سر لدى أضعته ... ولا راق عينى بعد وجهك رائق
على أن ما ناب العشيرة شاغل ... على اللهو إلا أن يكون بوائق
فقالت
وأنت فحييت سبعًا وعشرًا ... وترًا وثمانيًا تترى
ثم انصرفت، فضربت عنقه.
قال ابن إسحاق: فحدثنى أبو فراس/ بن أبى سنبلة الأسلمى، عن أشياخ منهم عمن كان حضرها منهم.
قالوا: فقامت إليه حين ضربت عنقه، فأكبت عليه، فما زالت تقبله حتى ماتت عليه. رواه أبو نعيم (4) .
_________
(1) النفد: مصدر نفد إذا فنى، وهو النفاد، وحبيش مرخم من حبيشة. الروض الأنف.
(2) حلية والخوانق: موضعان. الروض الأنف.
(3) الودائق: جمع وديقة، وهو شدة الحر فى الظهيرة، سميت بذلك من الودق لأن فى ذلك الوقت يسيل لعاب الشمس، وتراه العين كالسراب ونحوه. الروض الأنف.
(4) الخبر أخرجه ابن هشام بهذا السند عن ابن إسحاق، فى سياق الخبر عن مسير خالد بن الوليد بعد الفتح إلى بنى جذيمة من كنانة. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث السرايا حول مكة تدعو إلى الله عز وجل، ولم يأمرهم بقتال، وكان ممن بعثه خالد بن الوليد، وأمره أن يسير بأسفل تهامة داعيًا، ولم يبعثه مقاتلاً، فوطئ جذيمة فأصاب منهم. السيرة لابن هشام مع الروض الأنف: 4/111. وقد أفرد السهيلى فى الروض الأنف فصلاً لتفسير غريب هذا الخبر، وساق خبرًا عن النسائى مشابهًا لهذا الخبر، وأورد فيه أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال لهم لما سمع القصة: «أما كان فيكم رجل رحيم» . الروض الآنف للسهيلى: 4/121.(5/157)
969- (عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسٍ) (1)
ابن عدى بن سعيد بن سهم بن عمرو بن حصيص بن كعب بن لؤى القرشى السهمى أبو حذافة، وأمه بنت حرثان من بنى الحارث بن عبد مناة، أسلم قديمًا، وهاجر إلى أرض الحبشة، وكان الرسول إلى كسرى بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه، ويقال: إنه شهد بدرًا، وقد أسرته الروم، فرغبه ملكهم حتى يتنصر، ويقاسمه الملك، فأبى، ووهنه بكل هول عظيم، فأبى، فقال: قبل رأسى وأطلقك، فأبى، فقال: قبله وأطلقك، وأطلق كل أسير عندنا، فقبل رأس قيصر، فلما جاء وأخبر عمر قال له: حق على كل مسلم أن يقبل رأسك، وقام إليه فقبل رأسه، وقام المسلمون إليه، فقبلوه.
توفى بمصر فى خلافة عثمان. حديثه فى ثانى المكيين.
6266 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن عبد الله ـ يعنى ابن أبى بكر- وسالم: أبى النضر، عن سليمان بن يسار، عن عبد الله بن حذافة: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أمره أن ينادى فى أيام التشريق: أنها أيام أكل وشرب (2) .
ورواه النسائى عن عباس العنبرى، عن ابن مهدى به. ورواه من طريق آخر يطول ذكره (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/211؛ والإصابة: 2/296؛ والإستيعاب: 2/283؛ والطبقات الكبرى: 4/139؛ والتاريخ الكبير: 5/8؛ وثقات ابن حبان: 3/216.
(2) من حديث عبد الله بن حذافة فى المسند: 3/450.
(3) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/311 أخرجه من طرق عدة.(5/158)
قال شيخنا: ورواه سليمان بن يسار، عن حمزة بن عمرو كما تقدم (1) ، وعنه عن مسعود، عن أمه وسيأتى (2) .
(حَديِثٌ آخَرُ عَنْهُ)
_________
(1) تقدم ذلك فى مسند حمزة بن عمرو الأسلمى، يراجع تحفة الأشراف: 3/83.
(2) يأتى ذلك فى: عن أم مسعود بن الحكم الزرقى ـ ولها صحبة ـ، عن على ابن أبى طالب ـ - رضي الله عنه - ـ. والخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 7/469: أخرجه عن مسعود عن أبيه وعم مسعود عن أمه.(5/159)
6267 - رواه مسلم، عن إسحاق بن إبراهيم، عن روح، عن مالك، عن عبد الله بن أبى بكر، عن عبد الله بن حذافة (1) . قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكل لحوم الأضاحى بعد ثلاث.
حدثنا: قال عبد الله بن أبى بكر: فذكرت ذلك لعمرة فقالت: صدق سمعت عائشة تقول: دف أهل أبيات من أهل البادية (2) حضرة الأضحى زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
[فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ادخروا ثلاثًا ثم تصدقوا بما بقى، فلما كان بعد ذلك قالوا: يا رسول الله إن الناس يتخذون الأسقية من ضحاياهم، ويحملون منها الودك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وما ذاك؟» قالوا: نهيت أن تؤكل لحوم الضحايا بعد ثلاث. فقال: «إِنَّما نَهَيْتُكُمْ
_________
(1) ما بين يدينا من صحيح مسلم: عبد الله بن واقد. قال الحافظ المزى ـ بعد أن أورد الخبر عن عبد الله بن حذافة عند مسلم ـ: قال الحافظ أبو القاسم (فيما استدركه عليه) : هذه الترجمة خطأ، فإن عبد الله ابن أبى بكر روى هذا الحديث عن عبد الله بن واقد عن ابن عمر خارج الصحيح. فأما فى كتاب مسلم فهو عبد الله بن واقد عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً. ليس فيه ابن عمر، وليس لعبد الله بن حذافة فيه ذكر. ثم نقل عن البخارى بعد استطراد فى تخريج الخبر: عبد الله بن حذافة أبو حذافة السهمى القرشى: لا يصح. حديثه مرسل. تحفة الأشراف: 4/311، ويراجع التاريخ الكبير: 5/8.
(2) فى المخطوطة: «المريتة» . والتصويب من مسلم.(5/159)
من أجلِ الذافة التى دفت. فكُلُوا وادَّخِرُوا وَتَصَدَّقُوا» ] (1) .
كذا ذكره خلف، ونقله الحميدى عنه.
ذلك: وقال الحافظ ابن عساكر: هذا خطأ إنما رواه مسلم فى الصحيح من طريق عبد الله بن أبى بكر، عن عبد الله بن واقد: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكل لحوم الأضاحى بعد ثلاث قال عبد الله: فذكرته لعمرة إلى آخره. قال: ورواه خارج الصحيح عنه، عن عبد الله ابن واقد، عن ابن عمر، وليس لعبد الله بن حذافة فيه ذكر (2) .
قلت: هذا رأيته فى صحيح مسلم من طريق/ مالك عن عبد الله بن أبى بكر، عن عبد الله بن واقد كما ذكره ابن عساكر (3) .
_________
(1) استكمال من صحيح مسلم.
(2) يضاف إلى ما ذكره المصنف ما أشار إليه شيخه فى التحفة أن مالك بن أنس أخرد عن ابن شهاب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عبد الله بن حذافة أيام منى يطوف يقول: إنما هى أيام أكل وشرب وذكر الله. الموطأ: 2/321؛ وأخرج حديث عبد الله بن واقد فى الضحايا (باب ادخار لحوم الضحايا) : الموطأ: 3/75.
(3) يراجع مسلم بشرح النووى فى الأضاحى (باب النهى عن أكل لحوم الأضاحى بعد ثلاث ونسخه) : 4/646.(5/160)
970- (عَبْدُ اللهِ بْنُ أُمِّ حَرَامٍ: امْرَأَةُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ) (1)
هو عبد الله بن أم حرام: أبو أبى، يقال: إنه ممن صلى القبلتين، وله حديث غريب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَكْرِمُوا الْخُبْزَ، فَإِنَّ اللهَ سَخَّرَ لَهُ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/213. وقد جمع المصنف بين عبد الله بن حرام وبين عبد الله بن أم حرام. وأما ابن الأثير فقد أفرد لكل منهما ترجمة مستقلة، وأخرجه ابن حجر فى الكنى: الإصابة: 4/3. وقال: هو عبد الله بن عمرو بن قيس بن زيد الأنصارى، وقيل عبد الله ابن، وهو ابن أخت عبادة، وقيل ابن أخيه، وأطال ابن عبد البر فى ترجمته وذكر أخباره. الإستيعاب: 4/14. وقال البخارى: عبد الله بن أبى: ابن امرأة عبادة بن الصامت، ابن أم حرام نسبة ابن أبى عبلة. التاريخ الكبير: 5/19؛ وثقات ابن حبان: 3/233.(5/160)
بَرَكَاتِ السَّمَاءِ والأَرْضِ، وَمنْ أَكَلَ مَا سَقَطَ مِنَ السُّفْرَةِ غُفِرَ لَهُ» .(5/161)
6268 - رواه الطبرانى عن الحسن بن على المعمرى، عن عمرو بن على الفلاس، عن عبد الله بن عبد الرحمن الشامى، عن إبراهيم بن أبى مليكة. قال: رأيت عبد الله بن أم حرام، وكان ممن صلى القبلتين، وقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكره (1) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ)
6269 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عبيد بن آدم العسقلانى، حدثنا عبيد ابن محمد الفريابى، حدثنا عمرو بن بكر السكسكى، حدثنا إبراهيم بن أبى عبلة، سمعت أبا أبى ابن أم حرام يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عَلَيْكُمْ بِالسَّنَا وَالسَّنُوتِ فَإِنَّ فِيهِمَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إلاَّ السَّامَ» (2) .
971- (عَبْدُ اللهِ بْنُ حَرْمَلَةَ) (3)
قال أبو نعيم: وهو مجهول: قيل إنه المدلجى.
6270 - قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن محمد، حدثنا محمد ابن عبد الله الحضرمى، حدثنا حسين بن شيبة، حدثنا يعقوب بن
_________
(1) قال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى، وفيه عبد الله بن عبد الرحمن الشامى، ولم أعرفه وصوابه: عبد الملك بن عبد الرحمن الشامى، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/34. ولفظه: صليت وسمعتُ.
(2) الخبر أخرجه الحاكم فى المستدرك، والسنا: نبات معروف من الأدوية، وفى الخبر عن الحاكم: قيل: يا رسول الله وما السام؟ قال: «الموت» وفى سياق الخبر: السنون الشبت، أو العسل. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبى. المستدرك: 4/201؛ والنهاية: 2/188.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/213؛ والإصابة: 2/297. وقال: ذكره ابن السكن فقال: يقال له صحبة، وليس بمشهور فى الصحابة، ولم يصح إسناده.(5/161)
محمد الزهرى، حدثنا أنس بن عياض، عن محمد بن أبى يحيى، عن خالد بن عبد الله بن حرملة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خَيْرُكُمْ الذَّابُّ عَنْ دِيِنِه مَا لَمْ يَأْثَمْ» .
ثم أسند أبو نعيم من طريق أبى سعيد مولى بنى قاسم، عن عبد الله بن محمد ابن أبى يحيى، عن أبيه به (1) .
_________
(1) فى جمع الجوامع: «خيركم المدافع عن قومة» وفى الإصابة: «عن قومه» وعزاه السيوطى إلى أبى نعيم عن خالد بن عبد الله بن حرملة الديلمى، ثم نقل عن الديلمى قوله: لا أعلم له غيره، ولا أدرى أله صحبة أم لا؟ وقيل إنه تابعى والحديث مرسل وفى رواية البيهقى فى شعب الإيمان لهذا الخبر: عن خالد عن أبيه. جامع الأحاديث: 4/112؛ الإصابة.(5/162)
972- (عَبْدُ اللهِ بْنُ حُرَيْثٍ) (1)
6271 - سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أى العمل أفضل؟ قال: «إسباغ الْوُضُوءِ. وَالصَّلاَةُ لِوَقْتِهَا» . روت عنه ابنته كذا ذكره ابن الأثير (2) .
972- (عَبْدُ اللهِ بْنُ حِصْنٍ: أَبُو مَدِينَةَ الدَّارِمِىّ) (3)
6272 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن هشام المشتملى، حدثنا عبيد الله بن أبى عائشة، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أبى مدينة الدارمى ـ وكانت له صحبة ـ قال: كان الرَّجُلاَنِ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا التقيا/ لم يتفرقا حتى
يقرأ أحدهما على الآخر سورة {والْعَصْرِ} إلى آخرها، ثم يسلم أحدهما على الآخر.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/214؛ والإصابة: 2/297؛ والإستيعاب: 2/288؛ وقال البخارى: له صحبة. التاريخ الكبير: 5/34.
(2) أسد الغابة، والإصابة.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/214؛ والإصابة: 2/297؛ وأخرجه البخارى فى التابعين. التاريخ الكبير: 5/71.(5/162)
قال الطبرانى: قال على بن المدينى: اسم أبى مدينة: عبد الله ابن حصن.
وقال أبو موسى: هو تابعة يروى عن ابن عوف (1) .
_________
(1) () قال ابن حجر ـ بعد أن رجح كونه تابعين ـ: إن كان الطبرانى ضبط اسم الصحابى عبد الله بن حصن ولم يلتبس عليه بهذا التابعى. فقد اتفقا فى الاسم واسم الأب والكنية وافترقا فى النسبة، وإلا فالاسم والكنية للتابعى. وأما الصحابى الدارمى فلم يسم. والإصابة: 2/297؛ ويرجع أسد الغابة: 3/214.(5/163)
974- (عَبْدُ اللهِ بْنُ حَكِيمٍ الضَّبِّىّ) (1)
6273 - روى سيف بن عمر، عن الصعب بن بلال، عن أبيه، عن عبد الحارث بن حكيم: أنه وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسمانى عبد الله (2) .
975- (عَبْدُ اللهِ بْنُ حُكَيْمٍ الْكِنَانِىّ) (3)
من أهل اليمن.
6274 - سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول بعرفات. «اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا حَجَّةً لاَ رِيَاءَ فِيهَا وَلاَ سُمْعَةَ» .
والصحيح أنه بشر بن قدامة كما تقدم (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/215؛ والإصابة: 2/298.
(2) المرجعان السابقان.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/216. وترجم له ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين، الإصابة: 3/131؛ وله فى الإستيعاب: 2/288.
(4) قال ابن حجر: ذكره ابن عبد البر فقال: سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول فى حجة الوداع ... إلخ. ثم قال ابن حجر: وهذا وهم نشأ عن سقط وذلك أنه سقط منه الصحابى، وهو بشر بن قدامة، وهو حديث انفرد بروايته سعيد بن بشير عن عبد الله بن حكيم عن بشر، ولا يعرف عبد الله بن حكيم ولا شيخه إلا فى هذا الحديث. الإصابة: 3/131.(5/163)
976- (عَبْدُ اللهِ بْنِ أبِى الْحَمْسَاءِ الْعَامِرِىّ) (1)
سكن البصرة، أو مكة.
6275 - قال أبو داود: حدثنا محمد بن يحيى النيسابورى، حدثنا محمد بن سنان، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن بديل، عن عبد الكريم، عن عبد الله بن شقيق، عن أبيه، عن عبد الله بن أبى الحمساء. قال: بايعت النبى - صلى الله عليه وسلم - ببيع قبل أن يبعث، وبقيت له بقية، فواعدته أن آتيه بها فى مكانه (2) ، فنسيته، ثم ذكرته بعد ثلاث، فجئته، فإذا هو فى مكانه، فقال: «يَا فَتَى لَقَدْ شَقَقْتَ عَلَىَّ. أَنا هَهُنَا مُنْذُ ثَلاَثٍ أَنْتَظِرُك» .
ثم قال أبو داود: قال محمد بن يحيى: هذا عندنا عبد الكريم ابن عبد الله بن شقيق. [قال أبو داود: هكذا بلغنى عن على بن عبد الله] . قال أبو داود: بلغنى أن بشر بن السيرى. رواه عن عبد الكريم بن عبد الله بن شقيق (3) .
وكذلك قال [البزار] : أخطأ فيه الناقل، وإنما هو عبد الكريم بن عبد الله بن شقيق، عن أبيه عبد الله، وليس فيه لشقيق رواية كان جاهليًا لا أعرف إسلامه.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/217. وقال ابن حجر: الحمساء بالمهملتين المفتوحتين والميم بينهما ساكنة، الإصابة: 2/298؛ والإستيعاب: 2/290؛ والتاريخ الكبير: 5/26؛ والطبقات الكبرى: 7/40؛ وثقات ابن حبان: 3/239. وفى المخطوطة: «سكن البصرة أو مصر» ، ولا ذكر لمصر فى ترجماته والصواب: مكة.
(2) فى المخطوطة: «إلى مكانها» . والتعديل من أبى داود.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب (باب فى العدة) وما بين معكوفين استكمال منه. سنن أبى داود: 4/299.(5/164)
واستصوب ذلك شيخنا الحافظ المزى، وحكى عن عبد الرحمن ابن مهدى: أنه قال: أخطأ إبراهيم بن طهمان [فى عبد الكريم] إنما هو عبد الكريم بن عبد الله بن شقيق، عن أبيه، عن أبى الحمساء.
قال شيخنا: ورواه ابن مهدى عن إبراهيم بن بديل، عن عبد الله ابن شقيق، عن عبد الله بن أبى الحمساء عن أبيه [ولم يذكر عبد الكريم] (1) .
_________
(1) يرجع إلى هذه الأقوال فى التعقيب على الخبر فى تحفة الأشراف: 4/313. وما بين معكوفات استكمال منه.(5/165)
977- (عَبْدُ اللهِ بْنُ حَنْطَب)
ابن الحارث بن عبيد بن عمر بن محزوم القرشى المخزومى. قال: رأى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر، وعمر، فقال: «هَذَانِ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ» . /
6276 - رواه الترمذى من طريق ابن أبى فديك، عن عبد العزيز بن المطلب ابن عبد الله بن حنطب، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حنطب.
قال شيخنا: وهذا وهم، والصواب عن جده: عبد الله بن حنطب.
قال الترمذى: وعبد الله بن حنطب لم يدرك النبى - صلى الله عليه وسلم - (1) .
(حَديِثٌ آخَرُ عَنْهُ)
6277 - قال الطبرانى: حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا يونس بن موسى النسائى، حدثنا سليمان الأزدى، حدثنا خالد بن عبد الله المزنى، عن عمرو بن أبى عمر، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب،
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب (باب فى مناقب أبى بكر وعمر ـرضى الله عنهماـ كليهما) : صحيح الترمذى: 5/613؛ ويراجع تحفة الأشراف: 4/314.(5/165)
عن أبيه. قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجحفة. قال: «أَلَسْتُ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُم؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «فَإِنِّى سَائِلُكُم [عَنْ اثنين] عن الْقُرْآنِ [وعن] عِترتى، أَلاَ وَلا تَقَدَّمُوا قُرَيْشًا فَتَضِلُّوا، وَلاَ تَخَلَّفوا عَنْهَا فَتَهْلِكُوا» ، وذكر تمام الحديث فى فضل قريش (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه من لم أعرفه. مجمع الزوائد: 5/195. وقال ابن حجر: حديث مضطرب لا يثبت. الإصابة: 2/298.(5/166)
978- (عَبْدُ اللهِ بْنُ حَنْظَلَةَ) (1)
غِسْيلِ الْمَلائِكَة يَوْمَ أُحُدٍ (2)
ابن أبى عامر الراهب، واسمه عمرو بن صيفى بن النعمان (3) الأنصارى الأوسى: أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو بكر المدنى، وأمه جميلة بنت أبى بن سلول، مطلقة ثابت بن قيس بن شماس (4) ، تزوجها حنظلة: أبوه، ودخل بها ليلة يوم أحد، فلما صلى الفجر عاد، فجامعها، فبعثت إلى جماعة من أهلها، وأشهدهم أنه قد دخل بها، وكانت قد علقت بعبد الله، فسئلت بعد ذلك: لم أشهدت على ذلك؟ فقالت: رأيت تلك الليلة كأن السماء قد انفرجت، وكان حنظلة قد دخلها، وأغلقت عليه، فعرفت أنه ينال الشهادة ذلك اليوم، وخشيت أن أكون قد حملت منه، وكذلك وقع، وخرج حنظلة إلى الوقعة
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/218؛ والإصابة: 2/299؛ والإستيعاب: 2/286؛ والتاريخ الكبير: 5/39؛ وثقات ابن حبان: 3/226.
(2) أبو حنظلة الراهب: هو غسيل الملائكة.
(3) على خلاف فى ذلك يرجع إليه فى ترجمة حنظلة بن أبى عام الراهب. أسد الغابة: 2/66.
(4) تزوجها ثابت بن قيس بن شماس بعد أن استشهد حنظلة ـ - رضي الله عنه - ـ. وقصة طلاقها من ثابت مشهورة، حيث تركته ونشزت عليه وفى القصة قال لها النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أتردين عليه حديقته؟» . أسد الغابة: 7/51.(5/166)
وعليه الجنابة، فقتل، فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والملائكة تغسله، فقال: «سَلُوا أَهْلَهُ» فذكرت أنه خرج وعليه الجنابة، وقد ذهب بعض العلماء إلى أن الشهيد يغسل إن كان عليه (1) من هذا. الحديث.
وكان عبد الله هذا من سادات المسلمين صوامًا قوامًا لا ينام من الليل إلا قليلاً، ولم يكن له فراش إنما كان إذا أعيا من الصلاة استلقى على أحد جنبيه وتوسد ذراعيه ـ رحمه الله ـ، ولما قدم على يزيد بن معاوية بمن كان معه من أهل المدينة فرأوا ما كان يزيد يعانيه من اللعب واللهو والمنكرات رجعوا إلى المدينة، فخلعوه، وبايعوا عبد الله ابن الزبير (2) فأرسل إليهم يزيد جيشًا مع مسلم بن عقبة، فقاتلهم مسلم ابن عقبة، وقاتلوه، /فقتل من الفريقين خلق كثير، وقتل عبد الله بعدما قتل بين يديه خلق منهم ثمانية من ولده، ثم قتل بعد ذلك، ورجع الناس إلى بيعة يزيد قهرًا (3) ، وكانت وقعة الحرة هذه يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذى الحجة سنة ثلاث وستين، وقد رآه بعض السلف بعد مقتله بليال فى حال حسنة، وذكر أن الله أدخله الجنة، ومن قتل معه، رحمه الله ورضى عنه وأرضاه.
(حَديِثٌ آخَرُ عَنْهُ)
_________
(1) روى عن سعيد بن المسيب أنه قال: يغسل الميت، لأن كل ميت يجنب فيجب غسله. حكاه ابن المنذر، وبه قال الحسن البصرى، وحكى عن ابن سريج من الشافعية وعن غيره، وقيل يغسل للجنابة لا بنية غسل الميت لما روى من قصة حنظلة الراهب أن الملائكة غسلته يوم أحد لما استشهد وهو جنب. فتح البارى: 3/212.
(2) فى المخطوطة: «عبد الله بن حنظلة» . وما أثبتناه من أسد الغابة.
(3) يرجع إلى أخبار هذه الوقعة فى أحداث سنة ثلاث وستين من تاريخ الطبرى: 5/482 وما بعدها.(5/167)
6278 - قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن على بن حبيش وعبد(5/167)
الملك بن الحسن. قالا: حدثنا أحمد بن يحيى الحلوانى، حدثنا سعيد بن سليمان، عن إسحاق ابن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، حدثنا المسيب بن رافع، ومعبد بن خالد، عن عبد الله ابن يزيد الخطمى ـ وكان أميرًا على الكوفة ـ. قال: أتينا قيس بن سعد [بن عُبادَة] فى بيته، فأذن بالصلاة، فقلنا لقيس قم فصل بنا. فقال: لم أكن لأصلى بقوم لست عليهم أميرًا، فقال: فصلى أنس بدونه، فقال له عبد الله ابن حنظلة بن الغسيل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرَّجُلَ أَحَقُ بِصَدْرِ بَيْتِه وصَدْرِ فِراشِهِ، وَأَنْ يَؤُمَّ فِى رَحْلِهِ» ، قال: فقال قيس لمولى له: قم فصل بهم (1) .
(حَديِثٌ آخَرُ عَنْهُ)
_________
(1) أورده السيوطى، وعزاه إلى الطبرانى من حديث عبد الله بن حنظلة، وأورده ابن الأثير بسند المصنف فى أسد الغابة. جمع الجوامع: 1/1818؛ وأسد الغابة: 3/319.(5/168)
6279 - قال أبو نعيم: حدثنا عبد الرحمن بن العباس الوراق، حدثنا أحمد بن داود السجستانى، حدثنا الحسن بن سوار، عن عكرمة بن عمار، عن ضمضم بن جوس، [عن] (1) عبد الله بن حنظلة ابن الراهب. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالبيت على ناقة لا ضرب، ولا طرد، ولا إليك إليك (2) .
_________
(1) ضمضم بن جوس، ويقال ضمضم بن الحارث بن جوس اليمامى. روى عن أبى هريرة وعبد الله بن حنظلة. تهذيب التهذيب: 4/462.
(2) أخرجه ابن منده وابن عساكر. كما فى جمع الجوامع للسيوطى. خ 2/437. وقوله: ولا طرد ولا إليك إليك. هو كما يقال الطريق الطريق، ويفعل بين يدى الأمراء، ومعناه: تنح وأبعد، وتكريره للتأكيد. النهاية: 1/40.(5/168)
* (وَعَبْدُ اللهِ بْنُ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِى عَامِر الرَّاهِبِ) :
غِسْيل الْمَلائِكَةَ - رضي الله عنه -
فى رابع الأنصار.(5/169)
6280 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا جرير ـ يعنى ابن حازم ـ، عن أيوب، عن ابن أبى مليكة، عن عبد الله بن حنظلة: غسيل الملائكة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «درْهَمُ رِبًا يأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَشَدَّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاَثينَ زَنْيَةً» تفرد به (1) .
6281 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبى مليكة، عن حنظلة بن الراهب، [عن كعب. قال: لأن أزنى ثلاثًا وثلاثين زنية أحب إلى من أن آكل درهم ربًا يعلم الله أنى أكلته حين أكلته ربًا] (2) .
6282 -[حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة، حدثنا سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن رجل، عن عبد الله بن حنظلة بن الراهب] : أن رجلاً سلم على النبى - صلى الله عليه وسلم -، وقد بال، فلم يرد عليه النبى - صلى الله عليه وسلم - حتى قال بيده إلى الحائط، يعنى تيمم.
تفرد به (3) .
6283 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، حدثنى محمد بن يحيى ابن حبان الأنصارى، ثم المازنى ـ مازن بنى النجار ـ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، قال: / قلت: أرأيت وضوء عبد الله ابن عمر لكل صلاة طاهرًا كان أو غير طاهر عمن هو؟ فقال: حدثته
_________
(1) من حديث عبد الله بن حنظلة فى المسند: 5/225.
(2) من حديث عبد الله بن حنظلة فى المسند: 5/225. وقد سقط متن الخبر من النساخ والاستكمال من المسند.
(3) سقط سند الخبر من النساخ ومن حديث عبد الله بن حنظلة فى المسند: 5/225. والاستكمال منه.(5/169)
أسماء بنت زيد بن الخطاب: أن عبد الله بن حنظلة بن أبى عامر الغسيل حدثها: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرًا كان أو غير طاهر، فلما شق ذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بالسواك عند كل صلاة، ووضع عنه الوضوء إلا من حدث.
قال: فكان عبد الله يرى أن به قوة على ذلك كان يفعله حتى مات (1) .
ورواه أبو داود، عن محمد بن عوف، عن أحمد بن خالد الذهبى، عن ابن إسحاق، عن محمد بن يحيى، عن عبيد الله بن عبد الله به (2) .
وقد رواه سلمة بن الفضل وعلى بن مجاهد، عن ابن إسحاق عن محمد بن طلحة بن يزيد، عن محمد بن يحيى بن حبان به (3) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن حنظلة فى المسند: 5/225.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الطهارة (باب السواك) : سنن أبى داود: 1/12.
(3) تحفة الأشراف: 4/315.(5/170)
979- (عَبْدُ اللهِ بْنُ حَوَالَةَ) (1)
فى أول الشاميين، وثانى البصريين، وسابع الأنصار.
وهو أزدى، وقيل إنه حليف بنى عامر بن لؤى: أبو حوالة، ويقال أبو محمد. سكن الأردن، وقيل: إنه سكن دمشق، وتوفى سنة ثمان وخمسين، عن ستين أو سبعين سنة، وقيل إنه توفى سنة ثمانين، فالله أعلم.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/219؛ والإصابة: 2/300؛ والإستيعاب: 2/290؛ والطبقات الكبرى: 7/133؛ والتاريخ الكبير: 5/33؛ وثقات ابن حبان: 3/243. 11/318.(5/170)
6284 - حدثنا يحيى بن إسحاق، عن يحيى بن أيوب، حدثنى يزيد بن أبى حبيب (1) ، عن ربيعة بن لقيط، عن عبد الله بن حوالة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ نَجَا مِنْ ثَلاَثٍ، فَقَدْ نَجَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ: مَوْتِى، والدَّجَّالِ، وَقَتْلِ خَلِيفَةٍ مُصْطَبِرٍ بِالْحَقِّ مُعْطِيَهُ» (2) .
6285 - حدثنا حجاج. حدثنا ليث، حدثنى يزيد بن أبى حبيب (3) ، عن ربيعة بن لقيط التجيبى، عن عبد الله بن حوالة الأزدى، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: «مَنْ نَجَا مِنْ ثَلاَثٍ، فَقَدْ نَجَا» [قاله ثَلاَثَ مَرَّاتٍ] : مَوْتِى، وَقَتْلِ خَلِيفَةٍ مُصْطَبِرٍ بِالْحَقِّ يُعْطِيَهُ، والدَّجَّالِ» (4) .
6286 - حدثنا عصام بن خالد، وعلى بن عياش. قالا: حدثنا حريز، عن سليمان بن شمير، عن ابن حوالة الأزدى ـ وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: سيكون أجناد مجندة: شام، ويمن، وعراق، والله أعلم بأيها بدأ، وعليكم بالشام، ألا وعليكم بالشام، ألا وعليكم بالشام، فمن ذكره، فعليه بيمنه، وليستق من غدره، فإن الله توكل لى بالشام وأهله» (5) . /
_________
(1) من حديث عبد الله بن حوالة فى المسند: 5/335.
(2) فى المسند أيضًا: «يزيد بن أبى حكيم» ، وما فى المخطوطة يوافق التاريخ الكبير، فقد قال البخارى: ربيعة بن لقيط التجيبى عن عبد الله بن حوالة. قال ابن المثنى: حدثنا وهب، سمع أباه، سمع يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبى حبيب عن ربيعة بن لقيط. التاريخ الكبير: 3/283.
(3) من حديث ابن حوالة فى المسند: 5/288.
(4) من حديث ابن حوالة فى المسند: 5/288.
(5) من حديث ابن حوالة فى المسند: 5/288.(5/171)
6287 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا الجريرى، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن حوالة. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو جالس فى ظل دومة (1) ، وعنده كاتب يملى عليه، فقال: «أَلاَ أُكْتِبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ؟» ، قل: لا أدرى. ما خار الله لى، ورسوله. فأعرض عنى ـ وقال إسماعيل مرة فى الأولى: «نكتبك يا ابن حوالة» ، قلت [لا أدرى] فيم يا رسول الله ـ. فأعرض عنى، فأكب على كاتبه يملى عليه [ثم] قال: [ «أنكتبك يا ابن حوالة؟» ، قلت: لا أدرى. ما خار الله لى ورسوله، فأعرض عنى، فأكب على كاتبه يملى عليه] ، قال: فنظرت فإذا فى الكتاب عمر، فقلت: إن عمر لا يكتب إلا فى خير، ثم قال: «أنكتبك يا ابن حوالة؟» قلت: نعم، فقال: «يَا ابْنَ حَوَالَةَ كَيْفَ تَفْعَلُ فِى فِتْنَةٍ تَخْرُجُ فِى أَطْرَافِ الأَرضٍِ كأَنَّهَا صَيَاصِى (2) بَقَرٍ؟» ، قلت لا أدرى ما خار الله لى ورسوله. قال: وكيف تفعل فى أخرى تخرج بعدها كان الأولى فيها انتفاجة (3) أرنب؟» ، قلت: لا أدرى ما خار الله لى ورسوله. قال: «اتْبَعُوا هَذَا» . قال: وَرَجُلٌ مقفى (4) حينئذ. قال: فانطلقت فسعيت، وأخذت بمنكبيه، فأقبلت بوجهه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: هذا؟ قال: «نعم» ، قال: فإذا هو عثمان ابن عفان (5) .
6288 - حدثنا أبو سعيد: مولى بنى هاشم، وهاشم بن القاسم، قالا: حدثنا محمد بن راشد، حدثنا مكحول، عن عبد الله
_________
(1) الدومة: واحدة الدوم، وهى ضخام الشجر، وقيل شجر المقل. النهاية: 2/36.
(2) الصياصى: جمع صيصية. أى قرونها شبه الفتنة بها لشدتها وصعوبة الأمر فيها. النهاية: 3/9.
(3) انتفاجة أرنب: وثبة أرنب من مجثمه. يريد تقليل مدتها. النهاية: 4/161.
(4) المقفى: المولى الذى اعطى قفاه وظهره. النهاية: 3/270.
(5) من حديث عبد الله بن حوالة فى المسند: 4/109. وما بين معكوفات استكمال منه.(5/172)
ابن حوالة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «سَيَكُونُ جُنْدٌ بِالشَّامِ، وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ» ، فقال رجل: فخر لى يا رسول الله إذا كان ذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عَلَيْكَ بِالشَّامِ» ثلاثًا، «فَمَنْ أَبَى، فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ، وَلَيَسْتَقِ مِنْ غُدْرِهِ، فَإِنَّ اللهَ تَكَفَّلَ لِى بِالشَّامِ، وَأَهْلِهِ» ، [قال أبو النضر:] مرتين فليلحق بيمنه (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن حوالة فى المسند: 5/33. وما بين معكوفين استكمال منه.(5/173)
6289 - حدثنا حيوة بن شريح، ويزيد بن عبد ربه قالا: حدثنا بقية، حدثنى بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن أبى قتيلة، عن ابن حوالة: أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سَيَصِيرُ الأَمْرُ إِلَى أَنْ يَكُونَ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ: جُنْدٌ بِالشَّام، وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ، وَجُنْدٌ بِالْعِراقِ» ، فقال ابن حوالة: خر لى يا رسول الله إن أدركت ذاك. قال: «عَلَيْكَ بِالشَّام، فَإِنَّهُ خِيرَةُ اللهِ فى أَرْضِهِ يَدْتَبِى إِلَيْهِ خِيرَتَهُ، مِنْ عِبَادِهِ، فَإِنْ أَبَيْتُم فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُم، واسْقُوا مِنْ غُدَرِكُمْ فَإِنَّ اللهَ قَدْ تَكَفَّلَ لِى بِالشَّامِ وأَهْلِهِ» (1) . رواه أبو داود من حديث بقية (2) .
إنتهى
الجزء السادس والثلاثون من» تجزئة المصنف «
يتلوه فى الجزء السابع والثلاثين تمام المسند
(حدثنا عبد الرحمن بن مهدى)
بإذن الله
_________
(1) من حديث عبد الله بن حوالة فى المسند: 4/110.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الجهاد (باب فى سكنى الشام) : سنن أبى داود: 3/4.(5/173)
الجُزء السابع والثلاثون
بَقِيَّةُ إِسْنَادِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ/(5/174)
6290 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا معاوية، عن ضمرة بن حبيب: أن ابن زغب (1) الأيادى حدثه، قال: نزل على عبد الله بن حوالة الأزدى، فقال لى ـ وإنه لنازل على فى بيتى ـ: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حول المدينة على أقدامنا لنغنم، فرجعنا ولم نغنم شيئًا، وعرف الجهد فى وجوهنا، فقام فينا، فقال: «اللَّهُمَّ لاَ تَكِلْهُمْ إِلَىَّ فأَضْعُفَ، وَلاَ تَكِلْهُم إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَيَعْجِزُوا عَنْهَا، وَلاَ تَكِلْهُم إِلَى النَّاسِ فَيَسْتَأْثِروُا عَلَيْهِمْ» ، ثم قال: «لَيُفْتَحَنَّ لَكُمُ الشَّامُ، وَالرُّومُ، وَفَارِسٌ، أَوِ الرُّومُ وَفَارِسٌ، حتَّى يَكُونَ لأَحَدِكُم مِنَ الإِبِلِ كَذَا وَكَذَا، وَمِنَ الْبَقَرِ كَذَا وَكَذَا، وَمِنَ الْغَنَمِ، حَتَّى يُعْطَى أَحَدُهُم مِائَةَ دِينَار، فَيَسْخَطَها» ، ثم وضع يده على رأسى أو على هامتى، فقال: «يَا بْنَ حَوَاَلَةَ إِذَا رَأَيْتَ الْخِلاَفَةَ قَدْ نَزَلَتْ الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ، فَقَدْ دَبَّ الزِّلْزَالُ، وَالْبَلاَيَا، وَالأُمُورُ الْعِظامُ، وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ مِنْ يَدِى هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ» (2) .
_________
(1) ابن زغب الإيادى: هو عبد الله بن زغب بضم أوله وإسكان المعجمة. روى عن عبد الله بن حوالة. تهذيب التهذيب: 5/217.
(2) من حديث ابن حوالة فى المسند: 5/288.(5/174)
ورواه أبو داود من حديث معاوية بن صالح (1) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الجهاد (باب فى الرجل يغزو يلتمس الأجر والغنيمة) : سنن أبى داود: 3/19.(5/175)
6291 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن المعلى، حدثنا هشام ابن عمار، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن صالح بن رستم، عن عبد الله بن حوالة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «رَأَيْتَ لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِى عموداً أَبْيَضَ كأَنَّهُ لُؤْلُوَةٌ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ، قُلْتُ مَا تَحْمِلُونَ؟ قالُوا: عَمُودُ الإِسْلاَمِ (1) أُمِرْنَا أن نضعه فى الشام، وبينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب اختلس من تحت وسادتى، فظننت أن الله قد تخلى من أهل الأرض، فأتبعته بصرى، فإذا هو نور ساطع بين يدى حتى وضع بالشام» .
فقال عبد الله بن حوالة: يا رسول الله خر لى. قال: «عَلَيْكَ بِالشَّامِ» (2) .
وبه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ اللهُ فِى الشَّامِ؟ إِنَّ اللهَ يَقُولُ: يَا شَامُ أَنْتِ صَفْوَتِى مِنْ بِلادِى، أُدْخِلُ فِيكَ خِيرَتِى مِنْ عِبَادِى [إن الله قد] تَكَفَّلَ لِى بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ» (3) .
_________
(1) فى مجمع الزوائد: عمود الكتاب.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجاله رجال الصحيح، غير صالح بن رستم، وهو ثقة: مجمع الزوائد: 10/58. وصالح وثقه أبو داود وغيره، وروى عن يحيى: ضعيف، وكذا ضعفه أبو حاتم، وقال ابن أبى شيبة: سألت ابن المدينى عنه، فقال: كان يحدث عن ابن أبى مليكة كان ضعيفًا ليس بشىء. الميزان: 2/294.
(3) قال الهيثمى: رواه أبو داود باختصار كثير، رواه الطبرانى من طريقين، ورجال أحدهما رجال الصحيح، غير صالح بن رستم، وهو ثقة. مجمع الزوائد: 10/58.(5/175)
(حَدِيثٌ آخَرُ)(5/176)
6292 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد، حدثنا هشام، حدثنا يحيى بن حمزة، حدثنا نصر بن علقمة ـ يرد الحديث إلى جبير بن نفير ـ. قال: قال ابن حوالة: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فشكوا إليه الفقر، والعرى، وقلة الشىء، فقال: «أَبْشِرُوا، فَوَاللهِ لأَنَا لِكَثْرَةِ الشَّىْءِ أَخْوَفُ مِنِّى عَلَيْكُم مِنْ قِلَّتِهِ، وَاللهِ لاَ يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ فيكُم/ حَتَّى يَفْتَحَ [اللهُ لَكُمْ أَرضَ فَارِسَ، وَأَرْضَ الرُّومِ، وأَرْضَ حِمْيَرَ، وحتَّى تكونُوا أَجْنَادًا ثَلاَثَةً] جُنْدًا بِالشَّامِ، وَجُنْدًا بِالْعِراقِ، وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ، وَحَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ الْمِائَةَ فَيَتَسَخَّطَها» .
فقال عبد الله بن حوالة: ومن يستطيع الشام [مع] الروم ذوات القرون (1) ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « [وَالله] لَيَفْتَحَنَّهَا اللهُ لَكُمْ، وَيَسْتَخْلِفُكُم فِيهَا، حَتَّى تَظَلَّ الْعِصَابَةُ مِنْهُم الْبِيضُ قُمُصُهُمْ الْمُحَلِّقَةُ أَبْصَارُهُم، قِيامًا عَلى الرُّوَيْجِل الأَسْوَدِ مِنْكُم ما أَمَرَهم [مِنْ شَىْء] فَعَلُوه، وَإِنَّ بِهَا الْيَوْمَ رِجَالاً [لأَنْتُم] أصْغَرُ فِى عُيُونِهِم مِنَ القِرْدَانِ (2) فِى أَعْجَانِ الإِبِلِ» .
فقال ابن حوالة: خر لى يا رسول الله [إن أدركنى ذلك] ، فقال: «أَخْتَارُ لَكَ الشَّامَ فَإِنَّها صَفْوَةُ اللهِ مِنْ بِلاَدِهِ: وَإِلَيْهَا يَجْتَبِى صَفْوَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ» (3) .
_________
(1) القروان: جمع قرن، وهو أربعون أو ثمان أو مائة سنة. النهاية: 3/247.
(2) القردان: من البعير هو الطبوع الذى يلصق بجسمه. النهاية: 3/240.
(3) الخبر أخرجه الطبرانى والبيهقى من حديث عبد الله بن حوالة. جمع الجوامع: 1/46؛ السنن الكبرى للبيهقى: 9/179.(5/176)
980- (عَبْدُ اللهِ بْنُ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ الْمَخْزومِىّ) (1)
قال أبو نعيم: فى رؤيته، وصحبته نضر (2) .
6293 - ثم روى من طريق ابن جريج، عن أبيه، قال: سمعت عبد الله بن خالد بن أسيد يسأل عن غسل الجنابة، فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأخذ بكفيه ثلاثًا، وأشار عبد الله بكفيه، وبسط بعض البسط وضم (3) .
6294 - وروى أيضًا من طريق هشيم، حدثنا العوام بن حوشب، حدثنا السفاح بن مطر (4) ، عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد. عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «عَرَفَةُ الْيَوْمُ الَّذِى يُعْرَفُ فِيهِ النَّاسُ» (5) .
981- (عَبْدُ اللهِ بْنُ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ - رضي الله عنه -) (6)
6295 - قال أبو بكر بن أبى عاصم. حدثنا عبد الرحمن بن عمرو، حدثنا محمد بن عايد، حدثنا الهيثم بن حميد، حدثنا العلاء. عن حزام بن حكيم بن خالد ابن سعد ـ رجل من قريش ـ، عن
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/221؛ والإصابة: 2/201.
(2) هذا القول قاله ابن منده وتبعه أبو نعيم فيه. الإصابة: 2/301.
(3) المرجع السابق.
(4) السفاح بن مطر الشيبانى. روى عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد وعنه العوام بن حوشب. ذكره ابن حبان فى الثقات. تهذيب التهذيب: 4/106.
(5) أخرجه ابن منده وابن عساكر عنه كما فى الجامع الصغير للسيوطى ورمز له بالضعف، قال المناوى: وأبو نعيم والديلمى، فيض القدير: 4/304. وقال ابن حجر: اخرجه ابن شاهين. الإصابة: 3/156.
(6) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/221؛ والإصابة: 2/318. وقال: عبد الله بن سعد الأنصارى، ويقال القرشى ويقال الأزدى. وأخرجه البخارى فى عبد الله بن سعد. التاريخ الكبير:
5/28.(5/177)
عمه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [ «إِنَّكُم أَصبحْتُم] فى زَمَانِ كَثِيرٍ فُقَهَاؤُه قَلِيلٍ خُطَبَاؤُهُ، وَقَلِيلٍ مَنْ يَسْأَلُ، وَكَثيرٍ مَنْ يُعْطِى، الْعَمَلُ فيهِ خَيْرٌ مِنَ الْعِلْمِ، وَسَيَأْتِى عَلَيْكُم زَمَانٌ قَلِيلٌ فُقَهاؤه كَثيرُ خُطَباؤُهُ، كَثيرُ مَنْ يَسأَلُ قَلِيلٌ مَنْ يُعْطِى الْعِلْم فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ» (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير عن حزام بن حكيم عن أبيه، وأخرجه الطبرانى أيضًا وابن عساكر عن حزام بن حكيم عن عمه: عبد الله بن سعد الأنصارى. كما فى جمع الجوامع للسيوطى: 1/2621.(5/178)
982- (عَبْدُ اللهِ بْنُ خَالِدِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ شِهَابٍ) (1)
6296 - قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعته وأتيته بأكيدر دومة [الجندل] رواه الحافظ (2) .
983- (عَبْدُ اللهِ بْنُ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ) (3)
كان من سادات المسلمين، قتله الخوارج نحروه وقتلوا امرأته وبقروا بطنها سنة سبعٍ وثلاثين (4) . /
قال أبو نعيم: له رؤية، ومختلف فى صحبته، ثم قال ومن خطه نقلت.
6297 - حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا عبد الله بن حنبل، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا عمر بن محمد الكلاعى، سمعت الحسن بن أبى الحسن يحدث: أن الصرم لقى عبد الله بن خباب
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/222؛ والإصابة: 2/302.
(2) قال ابن حجر: أورده ابن فتحون، وذكره ابن الأثير أيضًا بغير إسناد. الإصابة: 2/302. وما بين معكوفين استكمال من أسد الغابة: 3/222.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/222؛ والإصابة: 2/302؛ والإستيعاب: 2/291؛ وأخرجه البخارى فى التابعين. التاريخ الكبير: 5/78.
(4) يرجع إلى أخبار قتلهم له ولإمرأته فى تاريخ الطبرى: 5/81، 82.(5/178)
بالمدائن قرب البصرة، وهو متوجه إلى أعلى الكوفة، ومعه امرأته وولده معاوية، فقال: هذا رجل من أصحاب محمد، نسأله عن حالنا وأمرنا ومخرجنا، فقالوا: بلى، فانصرفوا إليه، فقالوا: ألا تخبرنا هل سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فينا شيئًا؟ فقال: أما فيكم بأعيانكم، فلا، ولكن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يَكُونُ مِنْ بَعْدِى قَوْمٌ يَقْرَأُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ لاَ يَعُودُونَ فِيهِ، حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ إِلى فُوقِهِ طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ، وَطُوبَى لِمَنْ قَتَلُوهُ، شَرُّ قَتْلَى أَظَلَّتْهُمُ السَّمَاءُ وأَقَلَّتْهُمُ الأَرْضُ كِلاَبُ أَهْلِ النَّارِ» (1) .
_________
(1) الخبر أورده السيوطى، وعزاه إلى الطبرانى من حديث عبد الله بن خباب: جامع الأحاديث: 8/163، وأورده ابن الأثير فى ترجمته، وأورده أيضًا ابن حجر أيضًا، وفيهما أنهم قتلوه، وقتلوا امرأته وهى حامل متم. أسد الغابة. الإصابة.(5/179)
984- (عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْبٍ الْجُهَنِىّ - رضي الله عنه -) (1)
فى ثامن الأنصار.
6298 - حدثنا عبد الله، حدثنى محمد بن أبى بكر المقدمى، حدثنا الضحاك ابن مخلد، حدثنا ابن أبى ذئب، عن أسيد بن أبى أسيد، عن معاذ بن عبد الله بن أبى خبيب، عن أبيه، قال: أصابنا طش (2) وظلمة، فانتظرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلى لنا، فخرج، فأخذ بيدى، وقال: «قُلْ» ، فسكت. قال: «قُلْ» . قلتُ: ما أقول؟ قال: «قُلْ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/223؛ والإصابة: 2/302؛ والإستيعاب: 2/292؛ والطبقات الكبرى: 4/71؛ والتاريخ الكبير: 5/21؛ وثقات ابن حبان: 3/232.
(2) الطش من المطر فوق الرك ودون القِطقِط، وقيل أول المطر الرش ثم الطش، ومطر طش وطشيش قليل. اللسان: 4/2672.(5/179)
{هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِى، وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلاَثًا يَكْفِيكَ كْلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ» (1) .
رواه أبو داود، والترمذى، والنسائى من حديث ابن أبى ذئب به، وقال الترمذى: حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وأبو سعيد البراد هو أسيد بن أبى أسيد (2) .
وقد رواه النسائى أيضًا عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن معاذ بن عبد الله، عن أبيه بنحوه (3) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن خبيب فى المسند: 5/312.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب (باب ما يقول إذا أصبح) : سنن أبى داود: 4/321؛ وأخرجه الترمذى فى الدعوات (باب 117) : صحيح الترمذى: 5/567.
(3) وأخرجه النسائى من طريقيه فى أول كتاب الاستعاذة. المجتبى: 8/219.(5/180)
985- (عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الحارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ) (1)
ابن عبد مناف، أمه بنت الزبير بن عبد المطلب.
6299 - روى أبو نعيم من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، عن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية الضمرى، عن عبد الله ابن ربيعة: / أن أم الحكم بنت الزبير أرسلته وهو غلام فى أثر [رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] وهو يريد بيت أم سلمة، وأمرته أن يدركه، فينتزع عنه الرداء فأتاه يشتد، فأمسك بردائه، فالتفت إليه
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[فقال: «مَنْ أَنْتَ؟» فأخبرته، فقلت: إن أمى أمرتنى بهذا، فلف ردائه ثم أعطانيه،] فقال: «اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ، فَلْتَشُقَّهُ بَيْنَها وَبَيْنَ أُخْتِهَا فَلْتَخْتَمِرْ بِهِ» .
قال ابن الأثير: وصوابه ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/230؛ والإصابة: 2/304.
(2) المرجعان السابقان. وما بين معكوفات استكمال من أسد الغابة.(5/180)
986- (عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبِيعَةَ النُّمَيْرِىّ: أَبُو يَزِيدَ) (1)
6300 - قال أبو نعيم: محمد بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، حدثنا طاهر بن أبى أحمد، حدثنا معن بن عيسى، حدثنى عفيف بن سالم، عن يزيد بن عبد الله بن ربيعة النميرى، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى أهل قريتين بكتابين يدعوهم إلى الإسلام وترب أحد الكتابين، ولم يترب الآخر، فأسلم أهل القرية التى ترب كتابهم (2) .
987- (عَبْدُ اللهِ بْنُ رُبَيَعةَ السُّلَمِىُّ - رضي الله عنه -) (3)
6301 - حدثنا وكيع، حدثنا شعبة، عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن عبد الله بن ربيعة السلمى، قال: كان النبى - صلى الله عليه وسلم - فى سفر، فسمع مؤذنًا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَ اللهُ» . قال: أشهد أن محمدًا رسول الله. قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أَشْهَدُ أَنِّى محمّدٌ رَسولُ اللهِ» ، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «تَجِدُونَهُ رَاعِىَ غَنَمٍ أَوْ عَازِبًا عَنْ أَهْلِهِ» . فلما هبط الوادى قال: مر على سخلة (4) منبوذة، فقال: «أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَينَةً عَلى أَهْلِها؟، لَلْدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا» (5) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/231؛ والإصابة: 2/304.
(2) المرجعان السابقان.
(3) له ترجم فى أسد الغابة: 3/223؛ والإصابة: 2/305؛ والإستيعاب: 2/297.
(4) السخلة: ولد الشاة من المعز والضأن ذكرًا أو أنثى. اللسان: 3/1964.
(5) من حديث عبد الله بن ربيعة السلمى فى المسند: 4/336.(5/181)
رواه النسائى من حديث ابن مهدى، ويزيد بن زريع، عن شعبة (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الصلاة (باب أذان الراعى) : المجتبى: 2/17 وأخرجه فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/317.(5/182)
988- (عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِى رَبِيعَةَ الثَّقَفِىّ: أَبُو سُفْيَانَ) (1)
6302 - قال أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان، عن أبى إسحاق، عن الأسود بن يزيد: أن عبد الله بن ربيعة كان يوم أصحابه فى التطوع فى سوى رمضان (2) .
قال ابن أبى شيبة: وله حديث مسند لم يقع إلى. قلت: قال أسند هذا الحديث الحافظ أبو نعيم فقال ـ/ ومن خطه نقلت.
6303 - حدثنا أبو عبد الله: محمد بن أحمد بن مخلد، حدثنا عبد الله بن محمد بن حميد بن أبى الأسود، سمعت جدى حميد أبى الأسود، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن سفيان بن عبد الله عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «المُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلابِسٍ ثَوْب زُورٍ» (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/232؛ والإصابة: 2/304.
(2) أسد الغابة.
(3) الخبر أخرجه فى الإصابة، وأشار إلى اضطراب إسناده. الإصابة: 2/305 وأورده السيوطى فى الصغير، وعزاه إلى أحمد والبيهقى وابن ماجه عن أسماء، ومسلم عن عائشة، ورمز له بالصحة. فيض القدير: 6/260؛ وأضاف فى الجامع الكبير: 2/623 عبد الله الثقفى عند الطبرانى.(5/182)
989- (عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِى رَبِيعَةَ: عَمْرِو بْنِ الْمُغِيرَة) (1)
ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم: أخو عياش (2) بن أبى ربيعة: عبد الرحمن المكى، كان اسمه بجيرًا (3) ، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله، واستعمله على الجند، فلم يزل عليها حتى حصر عثمان فجاء مره، فسقط عن دابته، فمات.
فى رابع المكيين (4) .
6304 - حدثنا وكيع، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم (5) بن عبد الله أبى ربيعة المخزومى، عن أبيه، عن جده: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أسلف منه حين غزا حنيناً ثلاثين، أو أربعين ألفًا، فلما انصرف أتاها إياه، ثم قال: «بَارَكَ اللهُ لَكَ فِى أَهْلِكَ، وَمَالِكَ، إِنَّمَا جَزَاءُ السلف الْوَفَاءُ وَالْحَمْدُ» (6) .
ورواه ابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن وكيع، والنسائى عن الفلاس، عن ابن مهدى، عن سفيان، كلاهما عن إسماعيل به (7) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/232؛ والإصابة: 2/305؛ والإستيعاب: 2/298؛ والطبقات الكبرى: 5/328؛ والتاريخ الكبير: 5/9؛ وثقات ابن حبان: 3/217.
(2) فى المخطوطة: «أبو عباس» وصوابها أخو عياش أما كنيته فهى: أبو عبد الرحمن. المراجع السابقة.
(3) اختلف فى ضبط بجير هو بضم أوله مصغرًا وبالجيم أو هو بحير بفتح أوله بالحاء. يراجع أسد الغابة: 3/232.
(4) العبارة الأخيرة وردت فى وسط الترجمة فأخرناها إلى المكان المناسب لها.
(5) فى المسند: «إبراهيم بن إسماعيل» وما فى المخطوطة يوافق تهذيب التهذيب: 5/27 وابن ماجه: 2/809.
(6) من حديث عبد الله بن أبى ربيعة فى المسند: 4/36.
(7) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/318؛ وأخرجه ابن ماجه فى الصدقات (باب حسن القضاء) : سنن ابن ماجه: 2/809.(5/183)
990- (عَبْدُ اللهِ بْنُ رِزْقٍ الْمَخْزُومِىّ) (1)
قال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، وقال: إنه لا صحبة له ولا رؤية.
6305 - ثم أسند أبو نعيم من طريق معن بن عيسى، عمن حدثه عن عمران بن أبى أنس، عن عبد الله بن رزق المخزومى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خِيرَتَانِ مِنْ خَلْقِهِ: فَخِيرَتُهُ مِنَ الْعَرَبِ قُرَيْشٌ، وَخِيرَتُهُ مِنَ الْعجَمِ الْفُرْسِ» (2) .
991- (عَبْدُ اللهِ، وَيُقالُ:
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ رِفَاعَةَ الزُّرَقِىّ - رضي الله عنه -) (3)
فى أول المكيين.
6306 - حدثنا مروان ـ يعنى ابن معاوية الفزارى ـ، حدثنا عبد الواحد بن أيمن المكى، عن عبيد الله بن عبد الله الزرقى، عن أبيه. قال: قال أبى.
وقال غير الفزارى: عبيد بن رفاعة الزرقى.
قال: لما كان يوم أحد، وانكفأ المشركون، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اسْتَوُوا حتَّى أُثْنِىَ عَلَى رَبِّى عزّ وجلّ» ، فصاروا خلفه صفوفًا. فقال: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللَّهُمَّ/ لاَ قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلاَ بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ، وَلاَ هَادِىَ لِمَا أَضْلَلْتَ، وَلاَ مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، وَلاَ مُعْطِىَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلاَ مُبَاعِدَ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/234؛ والإصابة: 2/305.
(2) الخبر أخرجه ابن منده وأبو نعيم. المرجعان السابقان.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/234؛ والإصابة: 2/306. وأخرجه البخارى فى التابعين (عبيد بن رفاعة بن رافع الزرقى الأنصارى المدنى، سمع أباه) : التاريخ الكبير: 5/447.(5/184)
لِمَا قَرَّبْتَ، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ. اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِى لاَ يَحُولُ، وَلاَ يَزُولُ. اللَّهُمَّ إِنِّى أَسأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ (1) ، والأَمْنَ يَوْمَ الخَوْفِ. اللَّهُمَّ ابْسُط عَلَيْنا مِنْ بَرَكَاتِكَ ورَحْمَتِكَ. اللَّهُمّ إِنِّى عَائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا، وَشَرِّ مَا مَنَعْتَنَا، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيْمانَ، وَزَيِّنْهُ فِى قلوبنا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِديِنَ، اللَّهُمَّ تَوَفّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ مَفْتُونِينَ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ (2) وَعَذَابَكَ.
اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آلة الْحَقِّ» (3) . تفرد به.
وسيأتى فى ترجمة عبيد بن رفاعة حديثان آخران أحدهما رواه أبو داود فى تشميت العاطس (4) .
_________
(1) العيلة: الفقر. النهاية: 3/144.
(2) الرجز: العذاب. وهو أيضًا الإثم، والذنب. النهاية: 2/68.
(3) من حديث عبد الله الزرقى، ويقال عبيد بن رفاعة الزرقى فى المسند: 3/422.
(4) أولهما: قالت أسماء (بنت عميس) : يا رسول الله إن بنى جعفر تصيبهم العين. أخرجه الترمذى والنسائى وابن ماجه، والثانى فى تشميت العاطس، أخرجه أبو داود والترمذى. يراجع تحفة الأشراف: 7/224.(5/185)
992- (عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ) (1)
ابن ثعلبة بن أمرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر، بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصارى الخزرجى: أبو محمد، ويقال: أبو رواحة، ويقال: أبو عمرو، وأمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة من بنى الحارث بن
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/234؛ والإصابة: 2/306؛ والإستيعاب: 2/293؛ والطبقات الكبرى: 3/79، 142؛ وثقات ابن حبان: 3/221.(5/185)
الخزرج أيضًا، شهد العقبة، وكان نقيب [بنى الحارث] (1) ، وشهد بدرًا، وأُحُدًا، والخندق والحديبية، وخيبر، وعمرة القضاء، وكان أحد الأمراء يوم مؤتة وقتل شهيدًا يومئذ، وكانت فى شهر جمادى سنة ثمان، وقد بسطنا ذلك فى كتاب السيرة، ولله الحمد والمنة، وشهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة مع صاحبيه المتقدمين عليه، وهما زيد ابن حارثة المقدم الموقر، ثم ابن عم الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ابن أبى طالب جعفر.
وكان من شعراء الإسلام الشجعان: كعب بن مالك وحسان، ومن شعره المشهور قوله يمدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
إنى توسمت فيك الخير أعرفه ... والله يعلم أن ما خاننى البصر/
أنت النبى ومن يحرم شفاعته ... يوم الحساب فقد أزرى به القدر
فثبت الله ما آتاك من حسن ... تثبت موسى ونصرًا كالذى نصر
فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وَأَنْتَ يُثَبِّتُكَ اللهُ» (2) . ويذكر أنه قال حين ودع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو خارج إلى غزوة مؤتة التى كان الله قد قدر فيها موته، وقد ذكرنا فى السيرة فى عيون الغزوات قصا طنانات، وهو فى ثمان المكيين.
_________
(1) فى المخطوطة: «يبيت ليلتبر» . والتصويب وما بين معكوفين من أسد الغابة.
(2) أخرجه ابن سعد بأتم من هذا، مع اختلاف فى بعض لفظه. الطبقات الكبرى: 3/81؛ ويراجع أسد الغابة: 3/235.(5/186)
6307 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن حمير الأعرج، عن محمد بن إبراهيم، عن أبى سلمة، عن عبد الله بن رواحة: أنه قدم من سفر ليلاً، فتعجل إلى امرأته، فإذا فى يده مصباح، وإذا مع امرأته شىء، فأخذ السيف، فقالت امرأته: إليك(5/186)
عنى، فلانة تمشطنى، فأتى النبى، فأخبره، فنهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً. تفرد به (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن رواحة فى المسند: 3/451.(5/187)
6308 - حدثنا يعمر بن بشر (1) ، حدثنا عبد الله، أخبرنا يونس، عن الزهرى، سمعت سنان بن أبى سنان، سمعت أبا هريرة يقول قائمًا فى قصصه: أن أخًا لكم كان لا يقول الرفث ـ يعنى ابن رواحة ـ قال:
وفينا رسول الله يتلو كتابه ... إذا انشق معروف من الليل ساطع
يبيت يجافى جنبه عن فراشه ... إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا ... به موقنات أن ما قال واقع (2)
وهذا الشعر فى صحيح البخارى، ولكنه ليس من مسند عبد الله ابن رواحة، وإنما هو من رواية أبى هريرة عنه (3) .
وقد ذكر شيخنا فى الأطراف له أحاديث، ولم يذكر هذا منها، ونحن نورد ما ذكره شيخنا، ثم نورد عليه أحاديث عنه، فمما ذكره أصحاب الكتب الستة فيما ذكره شيخنا:
6309 - حديث: أغمى على عبد الله بن رواحة، فجعلت أخته عمرة تبكى [وتقول: واجبلاه] وا كذا وا كذا، تعدد عليه، فقال حين أفاق: ما قلت شيئًا إلا قيل لى: آنت كذلك.
_________
(1) فى المخطوطة: «يعمر بن راشد» وما أثبتناه من المسند.
(2) من حديث عبد الله بن رواحة فى المسند: 3/451. وقد وقع فى المخطوطة البيت الثالث فى الوسط فأعدناه إلى ترتيبه كما فى المسند.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى الأدب (باب هجاء المشركين) مثل سياق الإمام أحمد. فتح البارى: 10/546؛ ولفظ البخارى فى البيت الثالث: «بالمشركين» وهى رواية الكشميهنى، والباقون: «بالكافرين» كما ذكر أحمد، ونص عليه ابن حجر. فتح البارى: 10/547.(5/187)
رواه البخارى فى المغازى من حديث حصين، عن الشعبى، عن النعمان بن بشير قال: أغمى على عبد الله بن رواحة، فذكره (1) .
النعمان بن بشير هو ابن أخته عمرة بنت رواحة
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى (باب غزوة مؤتة من أرض الشام) وفى الرواية الأخرى من الخبر قال: فلما مات لم تبك عليه. فتح البارى: 7/516.(5/188)
6310 - وحديث: / أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى مسير له، فقال له: «يَا ابْنَ رَوَاحَةَ انْزِلْ فَحَرِّكِ الرِّكَابَ» .
رواه النسائى من حديث إسماعيل بن أبى خالد، عن قيس بن أبى حازم، عنه به، وهو منقطع (1) .
6311 - وحديث: بكى ابن رواحة، فبكت امرأته، فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: بكيت حين رأيتك تبكى. فقال عبد الله: إنى قد علمت أنى وارد النار، فلا أدرى أناج منها أم لا؟
رواه النسائى من حديث ابن المبارك عن إسماعيل، عن قيس بن أبى حازم، قال: بكى ابن رواحة، فذكره، وهذا منقطع ظاهر (2) .
6312 - وحديث عن أنس قال: حضرت حربًا، فقال عبد الله ابن رواحة:
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى وفى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/319. قال المزى: قيس لم يدرك ابن رواحة.
والخبر أخرجه ابن سعد بأتم من هذا: قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنزل فحرك بنا الركاب» . قال: يا رسول الله إنى قد تركت قولى ذلك. فقال له عمر: اسمع وأطع. وقال: فنزل وهو يقول:
يا رب لولا أنت ما اهتدينا
إلخ الأبيات وهى مشهورة. الطبقات الكبرى: 3/80.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/319. وقوله: «وهذا منقطع ظاهر» لأن قيسًا أرسل عن عبد الله بن رواحة. تهذيب التهذيب: 8/386.(5/188)
يا نفس
ألا أرك تكرهين الجنة ... أحلف بالله لتنزلنه
طائعة أو لتكرهنه
رواه ابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن عفان، عن ديلم ابن غزوان، عن ثابت بن أنس، وهذا مرسل، عن أنس، عن ابن رواحة، فإن هذا الشعر قاله يوم مؤتة حين انتهت إليه الإمارة بعد قتل صاحبيه، فتلومت نفسه قليلاً، فقال هذا الشعر ليشجعها، ويحثها على ما أعد الله من الخير فى الشهادة (1) .
وقال لها: ماذا تتوقين؟ إلى فلانه ـ يعنى امرأته ـ فهى طالق. أم [إلى معجف؟ ـ حائط له ـ] ، فهو صدقة (2) ، أم إلى الإماء والعبيد؟ فهم أحرار لوجه الله. قال:
يا نفس ما لك تكرهين الجنة
أقسمت بالله لتنزلنه
طائعة أو لتكرهنه
فطالما قد كنت مطمئنه
هل أنت إلا نطفة فى شنه
قد أجلب الناس وشدوا الرنه
وقال أيضًا:
يا نفس إلا تقتلى تموتى
هذا حياض الموت قد صليت
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الجهاد (باب القتال فى سبيل الله سبحانه وتعالى) : سنن ابن ماجه: 2/934. وفى الزوائد: إسناده حسن، لأن ديلم بن غزوان مختلف فيه. ويراجع تهذيب التهذيب: 3/214.
(2) فى المخطوطة: «أم جاء علينا» والتصويب من أسد الغابة: 3/237.(5/189)
وما تمنيت فقد لقيت
إن تفعلى فعلهما هديت
[وإن تأخرت فقد شقيت] (1)
وقد كان ـ - رضي الله عنه - ـ يتمنى هذا المقام قبل أن يلقاه، ولكن ليس الخبر كالمعاينة.
_________
(1) صححت بعض الألفاظ، واستكمل ما بين معكوفات بالرجوع إلى أسد الغابة: 3/237.(5/190)
6313 - قال محمد بن إسحاق: حدثنى محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة. قال: لما ودع أمراء الجيش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين، بكى ابن رواحة، فقيل له:
ما يبكيك؟ قال: قول الله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} (1) فمن لى الصدر (2) بعد الورود، فقال المسلمون: صحبكم الله [ودفع عنكم] وردكم إلينا صالحين، فقال ابن رواحة:
لكننى أسأل الرحمن مغفرة ... وصرعةٍ ذات قرع تقذف الزبدا
أو طعنةٍ بيدى حران مجهزة ... بحربةٍ تنفذ الأحشاء والكبدا
حتى يقولوا إذا مروا على ... أرشد الله من غاز وقد رشدا (3)
جدثى
وقد ذكرنا هذا مضبوطًا فى السيرة، / ومما لم يذكره شيخنا من الأحاديث.
_________
(1) آية71 سورة مريم.
(2) الصدر: بالتحريك رجوع المسافر من مقصده، والشارب من الورد. النهاية: 2/255.
(3) الخبر أورده المصنف مختصرًا، وأخرجه ابن هشام أتم من هذا ويرجع إليه فى الروض الآنف: 4/70.(5/190)
6314 - حديث رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهرى، عن أنس. قال: لما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة فى غزوة الفضاء كان عبد الله آخذ بخطام ناقته ينشد بين يديه صلوات الله وسلامه عليه:
خلوا بنى الكفار عن سبيله ... قد أنزل الرحمن فى تنزليه
بأن خير القتل فى سبيله ... اليوم نضربكم على تأويله
كما ضربناكم على تنزيله ... ضربًا يزيل الهام عن مقيله
وشغل الخليل عن خليله
قال ثابت عن أنس: فقال عمر: يا ابن رواحة أفى حرم الله وبين يدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقول الشعر؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خَلِّ عَنْةُ يَا عُمَرُ، فَوالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَهَذا أَشَدُّ عَلَيْهِم مِنْ ضَرْبِ السَّيْفِ» (1) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ
[عن] المسحِ على الخفَّيْن)
6315 - قال أبو نعيم ـ ومن خطه نقلت ـ: حدثنا محمد بن الحسن البطينى، حدثنا عمر بن سعد، حدثنا سنان، حدثنا يعقوب بن حميد، سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يحدث عن أبيه، عن
_________
(1) الخبر أخرجه ـ مع اختلاف فى بعض لفظه ـ الترمذى فى الأدب (باب ما جاء فى إنشاد الشعر) . وقال الترمذى: حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد روى عبد الرزاق هذا الحديث أيضًا عن معمر عن الزهرى عن أنس نحو هذا، وروى فى غير هذا الحديث أن النبى - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة فى عمرة القضاء، وكعب بن مالك بين يديه، وهذا أصح عند بعض أهل الحديث، لأن عبد الله بن رواحة قتل يوم مؤتة، وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك. صحيح الترمذى: 5/139.
وأخرجه النسائى أيضًا فى المناسك (باب إنشاد الشعر فى الحرم والمشى بين يدى الإمام) : المجتبى: 5/159. وحول ألفاظ هذا الشعر وقائله أقوال كثيرة يرجع إليها فى فتح البارى: 7/501.(5/191)
عطاء بن يسار، عن أسامة بن زيد، عن بلال، وعبد الله بن رواحة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ ومسح على الخفين (1) .
(حَدِيثٌ آخَرُ عَنْهُ
عَنْ مَنْعِ الْجُنُبِ مِنَ الْقِرَاءَةِ)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف، وعطاء بن يسار لم يدرك ابن رواحة. مجمع الزوائد: 1/257، وفيه أسامة بن زيد بدلاً من بلال.(5/192)
6316 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو بكر الطلحى، ومحمد بن على بن حشيش. قالا: حدثنا أحمد بن حماد بن سفيان القاضى، حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلى، حدثنا عمار، عن زمعة، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة بن عباس، عن عبد الله بن رواحة، قال: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقرأ أحدنا [القرآن] وهو جنب (1) .
قلت: والمشهور فى هذا قصته حين رأته امرأته مع جاريته، فروى لها حين استقرأته القرآن قوله:
شهدت بأن وعد الله حق ... وأن النار مثوى الكافرين
وأن العرش فوق الماء كان ... وفوق العرش رب العالمين
فقالت: آمنت بالله وكذبت بصرى (2) .
وهذه أحاديث لم يذكرها شيخنا فى مسند ابن رواحة، وهى قريبة مما أخرجه، وبعضها أولى وأحرى فمن ذلك ما قدمناه من حديث مسح المرفقين، وفى نهى الجنب من القراءة.
_________
(1) الخبر أخرجه الدار قطنى فى سننه. سنن الدار قطنى: 1/120.
(2) القصة مذكورة فى أسد الغابة فى ترجمة زوجة عبد الله بن رواحة، وإن اختلفت أبيات الشعر، وقد جاء فيها: وقيل: إنما قال غير هذه الأبيات. والخبر أخرجه أبو موسى. أسد الغابة: 7/427.(5/192)
(حَدِيثٌ آخَرُ)(5/193)
6317 - قال أبو داود: / حدثنا يحيى بن معين، حدثنا حجاج ابن محمد،
عن ابن جريج، أخبرنى (1) الزهرى، عن عروة، عن عائشة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
كان يبعث عبد الله بن رواحة إلى يهود خيبر، فيخرص النخل حين يطيب قبل أن يؤكل منه.
تفرد به أبو داود، وإسناده على شرط الصحيحين، والعجب أن شيخنا المزى لم يذكر ذلك فى أطرافه (2) .
وفى بعض الروايات ـ فيما ذكره ابن إسحاق ـ أن أهل خيبر جمعوا له من بينهم مالا ليرشوه به، فقال: والله لقد جئتكم من عند أحب الخلق إِلَىَّ ولأنتم أبغض إِلَىَّ من أعدائكم من القردة والخنازير، وما يرضنى حبى إياه، وبغضى إياكم على أن لا أعدل بينكم، فقالوا: على هذا قامت السماوات والأرض (3) .
(حَدِيثٌ آخَرُ)
6318 - قال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، [حدثنا] الحجاج، [عن الحكم] ، عن مقسم (4) ، عن ابن عباس، قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن رواحة فى سرية، فوافق ذلك يوم الجمعة،
_________
(1) لفظ أبى داود: أخبرت عن ابن شهاب.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى البيوع (باب فى الخرص) : سنن أبى داود: 3/263. وألحقه ابن كثير بخطه فى كتاب استاذه تحفة الأشراف. قال الحافظ ابن حجر: نقلته من خط الحافظ ابن كثير فليحرر. تحفة الأشراف والنكت والظراف: 12/59.
(3) سيرة ابن هشام مع الروض الآنف: 4/50 باختصار؛ وأخرج ابن أبى شيبة نحوه عن يحيى بن سعيد، المصنف: 6/550.
(4) مقسم بن بجرة، ويقال ابن نجدة: أبو القاسم، ويقال: أبو العباس مولى عبد الله ابن الحارث بن نوفل، ويقال مولى ابن عباس للزومة له. روى عن ابن عباس وعنه الحكم بن عتبة. تهذيب التهذيب: 10/288.(5/193)
فقال: فقدم أصحاب، فقال: أتخلف، فأصلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجمعة، ثم ألحقهم. قال: فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا مَنَعَكَ أَنْ تَغْدُوَ مَعَ أَصْحَابِكَ؟» قال: أردت أن أصلى معك، ثم ألحقهم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِى الأَرْضِ مَا أَدْرَكْتَ غَدْوَتَهُمْ» (1) .
ورواه الترمذى عن أحمد بن منيع، عن أبى معاوية، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه (2) .
قال شعبة: لم يسمع الحكم من مقسم إلا خمسة أحاديث، ليس هذا منها.
قلت: والحجاج: هو ابن أرطأة ضعيف أيضًا، ولكن ما مثل هذا مما يقتدى (3) .
(حَدِيثٌ آخَرُ)
_________
(1) من حديث عبد الله بن عباس فى المسند: 1/224. وما بين معكوفات استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى الصلاة (باب ما جاء فى السفر يوم الجمعة) : صحيح الترمذى: 2/405.
(3) اختلف الناس حول الحجاج بن أرطاة كثيرًا، ولكن المصنف قطع بضعفه. يرجع إليه فى تهذيب التهذيب: 2/196؛ كما يراجع تحفة الأشراف: 5/242.(5/194)
6319 - قال ابن الأثير فى كتابه «الغاية فى أسماء الصحابة» ، قال أبو الدرداء: أعوذ بالله أن يأتى على يوم لا أذكر فيه عبد الله بن رواحة. كان إذا لقينى مقبلاً ضرب بين ثديى، وإذا لقينى مدبرًا ضرب بين كتفى، ثم يقول: يا عويمر اجلس بنا نؤمن ساعة، فنجلس فنذكر الله ما شاء، ثم يقول: «يا عويمر هذه مجالس الإيمان» (1) .
_________
(1) أسد الغابة فى معرفة الصحابة: 3/235.(5/194)
وقد أسندنا معناه فى شرح كتاب الإيمان من صحيح البخارى، وقد ورد فى الحديث: «إن أعمالكم تعرض على عشائركم، وأقاربكم، فإن رأوا حسنًا حمدوا الله، وإن رأوا غير ذلك قالوا اللهم/ لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا» ، قال: فكان أبو الدرداء يقول: اللهم لا تفضحنى عند عبد الله بن رواحة (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أحمد فى المسند: 3/164 من مسند أنس بن مالك؛ كما أخرجه من حديثه الحكيم وأخرجه الطبرانى من حديث جابر كما فى جمع الجوامع: 1/2096. وقال الهيثمى: رواه أحمد ـ عن أنس ـ وفيه رجل لم يسم. مجمع الزوائد: 2/228.(5/195)
993- (عَبْدُ اللهِ بْنُ الزِّبَعْرَى) (1)
ابن قيس بن عدى بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص القرشى السهمى، صحابى جليل شاعر كان يهجو الإسلام. ثم امتدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد ذكرنا من أشعاره شيئًا كثيرًا فى السيرة، ولم أقع له على رواية (2) .
994- (عَبْدُ اللهِ بْنُ زُبَيْبٍ الْجَنَدِىّ - رضي الله عنه -) (3)
6320 - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا أبا الوليد، يا عبادة بن الصامت إذا رأيت الصدقة كتمت، واستؤجر على الغزو، وخرب العامر، وعمر الخراب، ورأيت الرجل يتمرس بأمانته كما يتمرس البعير بالشجرة، فإنك، والساعة كهاتين» ، وأشار بإصبعيه بالسبابة والتى تليها.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/239؛ والإصابة: 2/308؛ والإستيعاب: 2/309.
(2) يرجع إلى بعض هذه الأشعار فى أسد الغابة: 3/239.
(3) فى الأصول: «عبد الله بن زيد» والتصويب من تراجمه فى: أسد الغابة: 3/240؛ والإصابة أخرجه فى القسم الرابع من حرف العين: 3/132.(5/195)
رواه أبو نعيم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن كثير بن عطاء الجندى عنه (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير عن عبد الله بن وهب الجندى كما فى جمع الجوامع. جامع الأحاديث: 7/608. قال ابن أبى حاتم: هو وعبد الله بن رباب واحد وعبد الله ابن رباب روى عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً، وقال ابن حجر: لولا جزم ابن أبى حاتم بأنه هو والذى قبله واحد وأن الحديث مرسل لأوردته فى القسم الأول. الإصابة: 3/132.(5/196)
995- (عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ) (1)
صحابى جليل قتل بأجنادين، ولم تقع له رواية.
996- (عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ) (2)
[ابن خويلد] بن أسد بن عبد العزى بن قصى القرشى الأسدى: أبو بكر، ويقال: أبو خبيب، وأمه أسماء بنت أبى بكر الصديق، هاجرت وهى حامل به، فولدت فى بنى عمرو بن عوف بقباء، فكان أول مولود ولد بعد الهجرة، وقيل: إنما ولدته فى السنة الثانية، والأولى أشهر، وكان أطلس (3) لا شعر له فى وجهه، فصيحًا شجاعًا صوامًا قوامًا حازمًا، شهد اليرموك مع أبيه، وله عشر سنين.
بويع بالخلافة بعد موت يزيد، فغلب على الحجاز، والعراق، واليمن، ومصر، وأكثر الشام، ونازعه فى الأمر مروان، ثم ابنه عبد الملك، فسلط عليه الحجاج بن يوسف الثقفى، فلم يزل، حتى استلب منه أكثر البلدان، ثم حاصره الحجاج بمكة، ورماه بالمنجنيق، فقتله
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/241؛ والإصابة: 2/308؛ والإستيعاب: 2/299.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/242؛ والإصابة: 2/309؛ والإستيعاب: 2/300؛ والتاريخ الكبير: 5/6؛ وثقات ابن حبان: 3/212.
(3) الأطلس: لعله من الطلس وهو تساقط الشعر والوبر، والمشهور أنه كان كوسجا وهو الذى لحيته على ذقنه لا على العارضين. اللسان: 4/2688؛ أسد الغابة: 3/245.(5/196)
يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جماد الأول سنة ثلاث وسبعين ثم، فكانت ولايته تسع سنين، وكان ابن الزبير قد جدد بناء الكعبة، وأدخل فيها الحجر، فلما ولى الحجاج أخرج الحجر منها كما هى الآن. / كذا ذكره الطبرانى (1) من غير وجه فى ترجمة ابن الزبير - رضي الله عنه - وأرضاه.
فى ثالث المكيين.
(الأَحْنَفُ: أَبُو فُرَاتٍ (2) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْر)
_________
(1) يراجع مجمع الزوائد فى بعض طرق الطبرانى: 3/290.
(2) أسسه الأحنف أبو بحر الهلالى. وفى التاريخ الكبير: عن فرات بن أحنف سمع أباه، عن فرات بن أحنف عن أبيه أحنف بن مشرح.
وفى الميزان: فرات بن الأحنف عن أبيه، ضعفه النسائى وغيره وهو من غلاة الشيعة، التاريخ الكبير: 2/51؛ الميزان: 3/340.(5/197)
6321 - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فى حجة الوداع: «أَىَّ بَلَدٍ أُحَرِّمُ؟» قيل: مكة، قال: «فأَىَّ شَهْرٍ أُحَرِّمُ؟» قيل: ذو الحجة، قال: «فأَىَّ يَوْمٍ أُحَرِّمُ؟» قيل: يوم النحر، يوم الحج الأكبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فَإِنَّ دِمَاءَكُم وَأَمْوَالَكُم حَرَامٌ عَلَيْكُمْ إِلَى أَنْ تَلْقُوْا رَبَّكُمْ كَحُرمَةِ يَوْمِكُمَ هَذَا فِى شَهْرِكُم هَذَا فِى بَلَدِكُم هَذَا» (1) .
[إِسْحَاقَ بْنُ يَسَارٍ عَنْهُ] (2)
6322 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، حدثنى أبى: إسحاق بن يسار. قال: إنا لبمكة إذ خرج علينا عبد الله بن الزبير فنهى عن التمتع بالعمرة إلى الحج (3) ، وأنكر أن
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط والكبير، وفيه فرات بن أحنف وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 3/270.
(2) زيادة يستلزمها السياق، وهكذا فى بقية الرواة عنه.
(3) فى المخطوطة: «بالحج إلى العمرة» . وما أثبتناه من المسند.(5/197)
يكون الناس صنعوا ذلك مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبلغ ذلك عبد الله بن عباس، فقال: وما علم ابن الزبير بهذا، فليرجع إلى أمه أسماء بنت أبى بكر، فليسألها، فإن لم يكن الزبير قد رجع إليها حلالاً، وحلت، فبلغ ذلك أسماء فقالت: يغفر الله لابن عباس، والله لقد أفحش، قد والله صدق ابن عباس. لقد حلوا وأحللنا، وأصابو النساء. تفرد به (1) .
وينبغى أن يذكر فى مسند ابن الزبير وأسماء.
[أَيُّوب عَنْهُ]
_________
(1) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/3.(5/198)
6323 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد ـ يعنى ابن سلمة ـ، عن أيوب، عن عبد الله بن الزبير: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - وقت لأهل نجد قرنًا (1)
تفرد به.
[ثابت البُنانىّ عَنْهُ]
6324 - حدثنا يونس وعفان. قالا: حدثنا حماد بن زيد ـ قال عفان فى حديثه: حدثنا ثابت البنانى، وقال يونس: عن ثابت ـ، قال: سمعت ابن الزبير ـ قال عفان: بخطبنا، وقال يونس، وهو يخطب ـ يقول: قال محمد - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِى الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِى الآخِرَةِ» (2) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/5.
وقرن: قرن المنازل، بسكون الراء ميقات أهل نجد، تلقاء مكة على يوم وليلة، وهو قرن أيضًا غير مضاف، وأصله الجبل الصغير المنقطع عن الجبل الكبير، ورواه بعضهم بفتح الراء وهو غلط. معجم البلدان: 4/332.
(2) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/5.(5/198)
رواه البخارى عن سليمان بن حرب، والنسائى عن قتيبة، كلاهما: عن حماد به (1) .
[ثُوَيْرُ بْنُ أَبِى فاخِتَةَ عَنْهُ]
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى اللباس (باب لبس الحرير للرجال وقدر ما يجوز منه) : فتح البارى: 10/284؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/320.(5/199)
6325 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا إسرائيل، عن ثوير، سمعت عبد الله بن الزبير ـ وهو على المنبر ـ يقول: هذا يوم عاشوراء فصوموه فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بصومه. تفرد به (1) .
6326 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا إسرائيل، حدثنا ثوير: سمعت ابن الزبير يقول: هذا يوم عاشوراء فصوموه، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بصومه. تفرد به (2) .
(جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ أَبُو الشَّعْثاءِ [عَنْ] عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ) (3) /
حديث: كان ابن الزبير يستلمهن كلهن. يأتى فى ترجمته عن ابن عباس (4) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/6.
(2) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/5. وعبارة المسند: فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «صوموه» .
(3) فى المخطوطة: «الصبا» . وهى غير واضحة وهو جابر بن زيد الأزدى أبو الشعثاء البصرى. روى عن ابن عباس وابن عمر وابن الزبير ومعاوية وغيرهم. تهذيب التهذيب: 2/38.
(4) الخبر أخرجه البخارى تعليقًا فى الحج (باب من لم يستلم إلا الركنين اليمانيين) بلفظ: «ومن يتقى شيئاً من البيت؟ وكان معاوية يستلم الأركان، فقال له ابن عباس ـ - رضي الله عنه - ـ: إنه لا يستلم هذان الركنان. فقال: ليس شىء من البيت مهجورًا، وكان ابن الزبير ـ - رضي الله عنه - ـ يستلمهن كلهن» . فتح البارى: 3/473.(5/199)
(الْحَسَنُ بْنُ مُسْلم بْنِ يَنَّاقٍ عَنْهُ)(5/200)
6327 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن عمرو الخلال، حدثنا يعقوب بن هند، حدثنا بشر بن السرى، عن إبراهيم بن نافع، عن الحسن بن مسلم، عن عبد الله بن الزبير: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً غَيْرَ رَبِّى لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْر خَلِيلاً، وَلَكِنْ أَخِى وَصَاحِبِى فِى الْغَارِ» (1) .
(حَنْظَلَةُ بْنُ قَيْسٍ عَنْهُ)
مرفوعاً: «من قتل دون ماله فهو شهيد» .
6328 - رواه البزار عن أحمد بن منصور بن سيار، عن مصعب ابن عبد الله الزبيرى، عن أبيه، عن مصعب بن ثابت، عن حنظلة به (2) .
(خَلِيفَةُ بْنُ كَعْبٍ: أَبُو ذِبْيَانَ التَّمِيمِىّ البَصْرِىّ عَنْهُ)
6329 - حديث: خطبنا ابن الزبير، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِى الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِى الآخِرَةِ، وَمَنْ لَمْ يَلْبَسْهُ فِى الآْخِرَةِ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ، قال الله: {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} » (3) .
رواه النسائى من حديث ابن أبى عدى، عن جعفر بن ميمون، عنه به.
_________
(1) عزاه السيوطى إلى أحمد والبخارى من حديث ابن الزبير، والبخارى عن ابن عباس، ورمز له بالحسن. وقال المناوى: الحديث متواتر ساقه السيوطى عن بضعة عشر صحابيًا. فتح القدير: 5/330.
(2) قال البزار: لا نعلمه عن ابن الزبير مرفوعًا إلا بهذا الإسناد. كما فى كشف الأستار: 2/365. وقال الهيثمى: فيه عبد الله بن مصعب بن الزبير وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 6/245.
(3) آية23 سورة الحج.(5/200)
وعن أحمد بن سليمان، عن يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، عن أبى ذبيان به.
ورواه من حديث شعبة، عن خليفة، عن ابن الزبير، عن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجعل القصة الثانية من كلام ابن الزبير.
وكذلك رواه من حديث يزيد الرشك (1) ، عن معاذة، عن أم عمرو بنت عبد الله بن الزبير، عن أبيها، عن عمر، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يذكر القصة الثانية (2) .
(زُرْعَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْكُوفِىّ عَنْهُ)
_________
(1) الرشك: اسمه يزيد بن أبى يزيد الضبعى. تهذيب التهذيب: 11/371.
(2) أخرج هذه الطرق كلها فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/320.(5/201)
6330 - سمعت ابن الزبير يقول: صف القدمين، ووضع اليد على اليد من السُّنَّةِ.
رواه أبو داود، عن نصر بن على، عن أبى أحمد، عن العلاء ابن صالح عنه (1) .
(زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِشَامٍ الْقُرَشِىّ أَبُو عَقِيلٍ المِصْرِىَ عَنْهُ)
بحديث: يأتى فى ترجمة جده عبد الله بن هشام، - رضي الله عنه - (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة (باب وضع اليمنى على اليسرى فى الصلاة) : سنن أبى داود: 1/200.
(2) الحديث: أنه خرج مع جده عبد الله بن هشام إلى السوق، فتلقاه ابن الزبير وابن عمر، فقالا: أشركنا فإن النبى - صلى الله عليه وسلم - دعا لك بالبركة، والخبر أخرجه البخارى فى الدعوات. فتح البارى: 11/151.(5/201)
(سُبَيْعٌ السَّلُولِىّ عَنْهُ) (1)
_________
(1) فى المخطوطة: «سبيع السلوى» . والتصويب من البخارى، قال: سبيع السلولى، عن حذيفة، سمع ابن الزبير، روى عنه أبو إسحاق. التاريخ الكبير: 4/206.(5/202)
6331 - عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ ثَلاثِينَ كَذَّابًا مِنْهُم الأَسْوَدُ الْعَنْسِىُّ صَاحِبُ صَنْعَاءَ وَصَاحِبُ الْيَمَامَةِ» .
رواه الطبرانى من غير وجه، عن أبى إسحاق عنه (1) .
[سعيد بن جبير عنه]
6332 - حدثنا معمر بن سليمان الرقى، حدثنا الحجاج، عن فرات بن [أبى] عبد الرحمن (2) ـ وهو فرات القزاز ـ، عن سعيد بن جبير، قال: كنت جالسًا عند عبد الله بن عتبة بن مسعود ـ وكان [ابن] الزبير جعله على القضاء ـ إذ جاءه كتاب ابن الزبير: سلام عليك: أما بعد، فإنك كتبت تسألنى عن الجد، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ خَلِيلاً دُونَ رَبِّى لاَتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِى قُحَافَةَ، وَلَكِنَّهُ أَخِى فِى الدِّينِ، وَصَاحِبِى فِى الْغَارِ» . جعل الجد أبا، فأحق ما أخذنا به قول أبى بكر الصديق، - رضي الله عنه -. تفرد به (3) .
(سليمان بن زياد عنه)
6333 - قال الطبرانى: حدثنا أبو جعفر: محمد بن عبد الله بن بكر السراج العسكرى، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا حماد، حدثنا
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وأبو يعلى والبزار باختصار، وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثورى، وضعفه جماعة. مجمع الزوائد: 7/333؛ وكشف الأستار: 4/133.
(2) فى المخطوطة: «قرات بن عبد الوهاب» ، وفى المسند: «قرات بن عبد الله» . وهو: قرات بن أبى عبد الرحمن القزاز اليميمى: أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله البصرى، روى عن سعيد بن جبير وغيره. تهذيب التهذيب 8/258؛ التاريخ الكبير: 7/129؛ الميزان: 3/343.
(3) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/4.(5/202)
الفضل بن فضالة، عن ابن لهيعة، عن سليمان بن زياد، عن عبد الله ابن الزبير. قال: أكلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا سواءً، ونحن فى المسجد، فأقيمت الصلاة، فلم نزد [على] أن مسحنا بالحصباء (1) .
(سليمان بن عتيق عنه)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام. مجمع الزوائد: 2/21.(5/203)
6334 - سمعته يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «صَلاَةٌ فِى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ» .
رواه الطبرانى من طريق سفيان بن عيينة، عن زياد بن سعد عنه (1) .
(سليم: أبو عامر عنه)
6335 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ صَلاةٍ مَفْرُوضَةٍ إِلاَّ وَبَيْنَ يَدَيْهَا رَكْعَتَانِ» .
رواه الطبرانى عن الحسين بن إسحاق التسترى، عن على بن بحر، عن سويد بن عبد العزيز، عن ثابت بن عجلان، عنه (2) .
(سهيل عنه) (3)
6336 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن محمد بن عقبة، حدثنا الحسن بن على الحلوانى، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا سهيل بن
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه سهل بن عبيد التسترى، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 3/5.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط. وفيه سويد بن عبد العزيز، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/231.
(3) اسمه: سهيل بن أبى صالح: ذكوان السمان. تهذيب التهذيب: 4/263؛ الميزان: 2/243.(5/203)
ذكوان: سمعت عبد الله بن الزبير يخطب، فقال: إن ابن عباس يحل المتعة، وهى حرام من الله ورسوله (1) .
[الشعبى عنه]
_________
(1) أخرج البيهقى نحوه، السنن الكبرى: 7/205. وابن أبى شيبة دون ذكر ابن عباس. المصنف: 4/293.(5/204)
6337 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن عيينة، / عن إسماعيل ابن أبى خالد، عن الشعبى: سمعت عبد الله بن الزبير ـ وهو مستند إلى الكعبة ـ وهو يقول: ورب هذه الكعبة لقد لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلانًا وما ولد من صلبه. تفرد به (1) .
ورواه الطبرانى من طريق إسماعيل به كذلك، وسماه الحكم ولد.
وفى رواية عن إسماعيل، عن عامر، عن ابن الزبير: أنه قال على المنبر: «ورب هذا البيت الحرام، والبلد الحرام أن الحكم بن أبى العاص وولده ملعونون على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» ، ثم قال:
6338 - حدثنا أحمد بن رشدين المصرى، حدثنا يحيى بن سليمان الجعفى، حدثنا ابن فضيل، عن ابن سيرين، عن الشعبى، عن عبد الله بن الزبير، قال: أشهد لسمعت رسول - صلى الله عليه وسلم - يلعن الحكم وما ولد (2) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/5.
(2) قال الهيثمى: رواه أحمد والبزار إلا أنه قال: لقد لعن الله الحكم وما ولد على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -، والطبرانى بنحوه، وعنده رواية كرواية أحمد، ورجال أحمد رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 5/241. وقال البزار: لا نعلمه عن ابن الزبير إلا بهذا الإسناد، ثم أورد سنده عن ابن فضيل. كشف الأستار: 2/247.(5/204)
(طاوس عنه)(5/205)
6339 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ شَهَرَ سَيْفَهُ [ثُمَّ وَضَعَهُ] فدمه هدر» .
رواه النسائى فى المحاربة، عن إسحاق بن إبراهيم، عن الفضل ابن موسى وعبد الرزاق فرقهما عن معمر.
ومن حديث ابن جريج كلاهما: عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه عنه، رفعه الفضل بن موسى ووقفه الآخران (1) .
(عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه)
6340 - حدثنا هارون بن معروف ـ قال عبد الله: وسمعته أنا من هارون ـ، أنبأنا عبد الله بن وهب، حدثنى عبد الله بن الأسود القرشى، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَعْلِنُوا النِّكَاحَ» تفرد به (2) .
6341 - حدثنا عارم، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا مصعب ابن ثابت، حدثنا عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: قدمت قُتَيْلَةُ ابنة عبد العزى
ابن عبد أسعد، من بنى مالك بن حسل على ابنتها أسماء بنت أبى بكر بهدايا
ضباب وأقط وسمن (3) وهى مشركة، فأبت أسماء أن تقبل هديتها، وتدخلها بيتها فسألت عائشة النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله قال:
_________
(1) الطرق الثلاثة أخرجها النسائى فى تحريم الدم (باب من شهر سيفه ثم وضعه) : المجتبى:
7/108.
وفى النهاية: من شهر سيفه ثم وضعه: أى من قاتل به ـ يعنى فى الفتنة ـ، يقال: وضع الشىء من يده يضعه وضعًا إذا ألقاه، فكأنه ألقاه فى الضريبة، ومنه قول سديف للسفاح.
فضع السيف وارفع السوط حتى ... لا ترى فوق ظهرها أمويا
أى ضع السيف فى المضروب به، وأرفع السوط لنضرب به. النهاية: 4/216.
(2) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/5.
(3) الكلمات الثلاث غير واضحة بالأصل وصوبناها من المسند.(5/205)
{لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّين} إلى آخر الآية، فأمرها أن تقبل هديتها، وأن تدخلها بيتها. تفرد به أيضًا (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/4. والآية8 من سورة الممتحنة.(5/206)
6342 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، حدثنى عامر ابن عبد الله ابن الزبير، عن أبيه. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس فى التشهد وضع يده اليمنى على/ فخذه اليمنى، ويده اليسرى على فخذه اليسرى، وأشار بالسبابة، ولم يجاوز بصره إشارته (1) .
رواه مسلم، والنسائى، وأبو داود، من طرق، عن محمد بن عجلان (2) [ومن طريق عثمان بن حكيم، عن عامر، عن أبيه وفيه: وأشار بإصبعه. وأرانا عبد الواحد] وأشار بالسبابة.
ورواه أبو داود، والنسائى من حديث ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن ابن عجلان، عن عامر، عن أبيه: عبد الله بن الزبير.
قال ابن جريج: وزاد عمرو بن دينار، عن عامر، عن أبيه: أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو كذلك ويتحامل بيده اليسرى على فخذه اليسرى (3) .
_________
(1) () من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/3.
(2) حدث فى هذا الموطن سهو من الناسخ، فأقحم عبارة من الخبر الآتى فى وسط هذا الخبر، وفى غير مكانها، وهى: «قرئ على سفيان، وأنا شاهد، سمعت ابن عجلان، وزياد بن سعد عن عامر بن عبد الله ابن الزبير. قال: رأيت النبى - صلى الله عليه وسلم - يدعو هكذا وأشار بالسبابة» . فوضعناها فى مكانها كما فى المسند، وأضفنا العبارة التى بين معكوفين ليتصل السياق وهى من سنن أبى داود: 1/260.
(3) الخبر أخرجوه فى الصلاة: مسلم فى (باب صفة الجلوس فى الصلاة) : مسلم بشرح النووى: 2/226؛ وأبو داود فى (باب الإشارة فى التشهد) : سنن أبى داود: 1/259، 260؛ والنسائى فى (باب الإشارة بالأصبع فى التشهد الأول) وفى (باب بسط اليسرى على الركبة) وفى (باب موضع البصر عند الإشارة وتحريك السبابة) : المجتبى: 2/188، 3/32، 33.(5/206)
وقال شيخنا فى أطرافه: ورواه أبو العميس، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم، عن أبى قتادة (1) .
_________
(1) تحفة الأشراف: 4/322.(5/207)
6343 - حدثنا عبد القدوس بن بكر بن خنيس، حدثنا حجاج، عن عامر ابن عبد الله بن الزبير، عن أبيه. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفتتح الصلاة، فرفع يديه حتى جاوز بهما أذنيه.
[قال: قرئ على سفيان وأنا شاهد: سمعت ابن عجلان، وزياد ابن سعد، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه. قال: رأيت النبى - صلى الله عليه وسلم - هكذا، وعقد ابن الزبير] (1) .
(حديث آخر عنه)
6344 - قال: لم يكن بين إسلامهم، وبين نزول هذه الآية ـ يعاتبهم الله بها إلا أربع سنين ـ {وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمد فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} (2) .
ورواه ابن ماجه فى الزهد، عن دحيم، عن محمد بن أبى فديك، عن موسى بن يعقوب الزمعى، عن أبى حازم، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، به (3) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/3. وما بين معكوفين استكمال من المسند، وهى العبارة التى وردت فى غير مكانها من الخبر السابق، وسبق الإشارة إليها.
(2) الآية 16 من سورة الحديد.
(3) أخرجه ابن ماجه فى (باب الحزن والبكاء) ، وفى الزوائد: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات. سنن ابن ماجه: 2/1402.(5/207)
(حديث آخر)
عن عامر، عن أبيه فى شربه دم النبى - صلى الله عليه وسلم -.(5/208)
6345 - قال الطبرانى: حدثنا دران (1) بن سفيان القطان البصرى، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا الهنيد بن القاسم بن عبد الرحمن بن عامر: سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير يحدث: أن أباه حدثه: أنه أتى النبى - صلى الله عليه وسلم -، وهو يحتجم، فلما فرغ قال: «يَا عَبْدَ اللهِ اِذْهَبْ بِهَذَا الدَّمِ فأَهْرِقْهُ حَيْثُ لا يَرَاهُ أَحَدٌ» ، قال: فلما
برزت عمدت إلى الدم فحسوته، فلما رجعت قال: «مَا صَنَعْتَ [يا عَبْدَ اللهِ] » ، قلت: جعلته فى مكان ظننت أنه لا يراه أحد من الناس. قال: «فَلَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ؟» ، قلت: نعم. قال: «وَمَنْ أَمَرَك أَنْ تَشْرَبَ الدَّمَ، وَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ، وَوَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ» (2) .
ورواه أبو يعلى (3) ، عن موسى بن إسماعيل به، وزاد: قال أبو سلمة: موسى بن إسماعيل/ يحدث به أبو عاصم، فقال: كانوا يرون أن القوة التى به من ذلك الدم (4) .
(حديث آخر)
6346 - رواه الطبرانى: من طريق ابن لهيعة، عن عمرو بن الحارث، عن عامر، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَوَّلُ مَنْ
_________
(1) يراجع المعجم الصغير: 1/162.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى والبزار باختصار، ورجال البزار رجال الصحيح غير هنيد بن القاسم، وهو ثقة. مجمع الزوائد: 8/270. وقال البزار: قد روى عن ابن الزبير من وجه آخر. كشف الأستار: 3/145.
(3) لعل صوابه البزار فلم نعثر عليه فى مسند أبى يعلى وهو عند الطبرانى والبزار.
(4) قال البزار: قد روى عن ابن الزبير من وجه آخر. كشف الأستار: 3/145. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى والبزار باختصار، ورجال البزار رجال الصحيح غير جنيد بن القاسم وهو ثقة. مجمع الزوائد: 8/270.(5/208)
يَطْلُعُ مِنْ هَذَا الْبَابَ فِى النَّار» ، فطلع فلان (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) أورده الهيثمى من حديث عبد الله بن عمرو، والخبر ورد فى سياق الأحاديث التى رويت فى شأن الحكم بن أبى العاص. مجمع الزوائد: 5/243.(5/209)
6347 - ومن حديث ابن لهيعة، عن أبى الأسود، عن عامر، عن أبيه: «مثلى ومثل أهل بيتى كمثل نخلةٍ نبتت فى مزبلةٍ» (1) .
(حديث آخر)
6348 - وروى الطبرانى من طريق زياد بن سعد، عن عامر بن عبد الله، عن أبيه. قال: كان اسم أبى بكر عبد الله بن عثمان، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عتيقًا من النار (2) .
(حديث آخر)
6349 - ومن طريق مصعب بن ثابت، عن عامر، عن أبيه: إن هذه الآية نزلت فى أبى بكر: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى} الآية (3) .
(حديث آخر)
6350 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن العباس الأخرم الأصبهانى، حدثنا الزبير بن بكار، وحدثنى عبد الله بن مصعب بن
_________
(1) أخرجه عبد الرزاق من حديث ابن الزبير. كما فى جمع الجوامع، وأخرجه البزار مع اختلاف يسير فى بعض لفظه. الجامع الكبير: 6/29؛ وكشف الأستار: 3/128. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى، وهو منكر، والظاهر أنه من قول ابن الزبير إن صح عنه، فإن فيه ابن لهيعة ومن لم أعرفه. مجمع الزوائد: 8/216.
(2) قال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى بنحوه، ورجالهما ثقات. مجمع الزوائد: 9/40؛ وكشف الأستار: 3/163.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه مصعب بن ثابت، وثقه ابن حبان وغيره، وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 9/50، والآية18 من سورة الليل.(5/209)
ثابت بن عبد الله بن الزبير، عن عامر بن عبد الله بن الزبير. قال: جئت أبى، فقال: أين كنت؟ فقلت: وجدت أقوامًا ما وجدت خيرًا منهم، يذكرون الله، فيرعد أحدهم حتى يغشى عليه من خشية الله، فقعدت معهم، فقال: لا تقعد معهم بعدها، فرأى أبى كأنه لم يأخذ
ذلك فى.
فقال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتلو القرآن ورأيت أبا بكر وعمر يتلوان القرآن، فلا يصيبهم هذا، أفرأيتم أخشع لله من أبى بكر وعمر، فرأيت أن ذلك كذلك فتركتهم (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه عبد الله بن مصعب بن ثابت، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 10/220.(5/210)
6351 - قال البزار: حدثنا محمد بن مسكين، حدثنا ابن أبى مريم، حدثنا ابن لهيعة، عن أبى الأسود، عن عامر، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يشير بمخصرة إذا خطب (1) .
(عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه)
6352 - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ» .
رواه الطبرانى عن عبدان بن أحمد، عن محمد بن يحيى القطعى، عن عبد الأعلى، عن إبراهيم بن يزيد، عنه (2) .
_________
(1) قال البزار: لا نعلمه إلا عن ابن الزبير، ولا له عنه إلا هذا الطريق. كشف الأستار: 1/306. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والبزار، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام. مجمع الزوائد: 2/187.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه إبراهيم بن يزيد، وأظنه الجوزى فإنه فى طبقته، روى عن التابعين، وهو متروك. مجمع الزوائد: 2/173.(5/210)
(حديث آخر)(5/211)
6353 - وروى أيضًا من طريق ابن إسحاق: حدثنى يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير. قال: كانت قريش ناحت على قتلاها، ثم ندمت، فقالوا: لا تنوحوا عليهم فيبلغ ذلك محمدًا وأصحابه، فيشمتوا بكم، فذكر الحديث (1) . /
(عباس بن سهل بن سعد عنه)
6354 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ أَنَّ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَانِيًا، وَلاَ يَمْلأَ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ» .
رواه البخارى فى الرقاق، عن أبى نعيم، عن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عنه (2) .
(عبد الله بن دينار عنه)
6355 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الرحمن بن مسلم، حدثنا مسلم بن خالد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن الزبير، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ» (3) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجاله ثقات، وفيه: أن أبا وداعة بن سيرة السهمى كان فى الأسرى، ففداه ابنه بأربعة آلاف درهم، كما أنبأهم النبى - صلى الله عليه وسلم -. مجمع الزوائد: 6/90.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى (باب ما يتقى من فتنة المال) وفيه اختلاف فى بعض لفظه بما لا يغير المعنى. فتح البارى: 11/253.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه مسلم بن خالد الزنجى، وقد وثق على ضعفه. مجمع الزوائد: 7/291.(5/211)
(عبد الله بن شريك عنه)(5/212)
6356 - سألت ابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير عن العمرة قبل الحج، فقالوا: سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
رواه الطبرانى من غير وجه (1) .
(عبد الله بن عامر بن كريزٍ عنه)
«من قتل دون ماله فهو شهيد» .
6357 - رواه الطبرانى عن على بن عبد العزيز، عن إبراهيم بن حمزة، عن عبد الله بن مصعب بن ثابتٍ، عن أبيه، عن حنظلة بن قيس عنه (2) .
(عبد الله البهى مولى الزبير عنه) (3)
6358 - قال: لقد رأيت النبى - صلى الله عليه وسلم - ساجدًا حتى جاء الحسن ابن على، فصعد على ظهره، فما أنزله حتى كان هو الذى نزل، وإن كان ليفرج له رجليه فيدخل من ذا الجانب، ويخرج من ذا الجانب.
رواه الطبرانى والبزار من حديث على بن عابس، عن يزيد بن أبى زياد عنه.
_________
(1) قال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى فى الكبير، وعبد الله بن شريك وثقه أبو زرعة وابن حبان، وضعفه أحمد وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 3/263 وهو عنده عن العبادلة ابن عمر، وابن عباس وابن الزبير.
(2) أورده الهيثمى عن عبد الله بن عامر بن كريز، وعبد الله بن الزبير، وقال: رواه الطبرانى عنهما ورواه فى الكبير عن ابن الزبير وحده، وكذلك رواه البزار، وفيه عبد الله بن مصعب الزبيرى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 6/245، وقال البزار: لا نعلمه عن ابن الزبير مرفوعًا إلا بهذا الإسناد. كشف الأستار: 2/365.
(3) فى التاريخ الكبير: مولى مصعب بن الزبير بن العوام سمع ابن عمر وابن الزبير وعائشة ـ رضى الله عنهم ـ. التاريخ الكبير: 5/56.(5/212)
زاد البزار قال: وكان أقرب الناس شبهًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) قال البزار: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن ابن الزبير، ولا رواه إلا على بن عابس عن يزيد بن البهى. كشف الأستار: 3/228. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه على ابن عابس وهو ضعيف، كما كرر ذلك فى رواية البزار. مجمع الزوائد: 9/175، 176.(5/213)
6359 - رواه الطبرانى أيضًا من طريق يزيد بن أبى زياد، عن البهى، عن ابن الزبير: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن فلانًا وولده على هذا المنبر (1) .
(عبد الملك بن عمير عنه)
6360 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن زهير التسترى، حدثنا محمد
ابن عبد الرحيم، حدثنا عقبة، عن يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك
ابن عمير، عن عبد الله بن الزبير. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ» (2) .
(عبد الله بن عبيد الله بن أبى مليكة عنه)
6361 - حدثنا موسى بن داود، حدثنا نافع ـ يعنى ابن عمر ـ، قال ابن أبى مليكة، / قال ابن الزبير: فما كان عمر يسمع النبى - صلى الله عليه وسلم - بعد هذه الآية حتى يستفهمة، يعنى قوله: {لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِي} (3) .
_________
(1) أورده الهيثمى من طريق عبد الله البهى مولى الزبير، عن عبد الرحمن بن أبى بكر، وقال: رواه البزار وإسناده حسن، وأورده من رواية ابن الزبير عن أحمد والبزار والطبرانى، قال: رجال أحمد رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 5/240؛ وكشف الأستار: 2/247.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزار. مجمع الزوائد: 8/97 ووهن البزار إسناده. كشف الأستار: 2/429.
(3) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/4، والآية 2 من سورة الحجرات.(5/213)
ورواه البخارى أيضًا، والنسائى من حديث ابن جريج، عن عبد الله بن أبى مليكة باسطًا كما ها هنا (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى (باب قال ابن اسحق: غزوة عيينة بن حصين ... ) ، وفى التفسير (باب {لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبى} ) و (باب {إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون} ) ، وفى الاعتصام بالكتاب والسنة (باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلو =
= ... فى الدين والبدع) : فتح البارى: 8/84، 590، 592، 13/276؛ كما أخرجه الترمذى فى التفسير من حديثه (باب ومن سورة الحجرات) وقال: حسن غريب ولعله سقط من الناسخ، وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/324.(5/214)
6362 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن ابن أبى مليكة، عن ابن الزبير، قال: إن الذى قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً سِوَى اللهِ حَتَّى أَلْقَاهُ لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ» ، جعل الجد أبًا (1) .
رواه البخارى عن سليمان بن حرب، عن خالد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبى مليكة به (2) .
6363 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا أيوب، عن عبد الله ابن أبى مليكة، عن عبد الله بن الزبير: أن عليًا ذكر ابنة أبى جهل، فبلغ ذلك النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ (3) مِنِّى يُؤْذِينى مَا آذَاهَا وَيُنْصِبُنى مَا أَنْصَبَهَا» (4) .
رواه الترمذى، عن أحمد بن منيع، عن ابن عُلية به، وقال:
_________
(1) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/4.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى فضائل الصحابة (باب قول النبى - صلى الله عليه وسلم -: لو كنت متخذًا خليلا) فتح البارى: 7/17.
(3) بضعة منى: بفتح الباء وقد تكسر: القطعة من اللحم، أى أنها جزء منى، كما أن القطعة من اللحم جزء من اللحم. النهاية: 1/82.
(4) ينصبنى ما أنصبها: يتعبنى ما أتعبها، والنصب: التعب. النهاية: 4/147.(5/214)
حسن صحيح، قال: وقال غير واحد: عن ابن أبى مليكة، عن المسور [ابن مخرمة] ويحتمل أن يكون سمعه منهما (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/5.
الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب (باب فضل فاطمة بنت محمد صلى الله عليهما وسلم) : صحيح الترمذى: 5/698. وما بين معكوفين استكمال منه. وقد أخرجه الترمذى أيضًا فى أول الباب من طريق ابن أبى مليكة عن المسور بن مخرمة، وقال حسن صحيح.(5/215)
6364 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن ابن (1) أبى مليكة، عن ابن الزبير. قال: إن الذى قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً سِوَى اللهِ حَتَّى أَلْقَاهُ لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ» ، جعل الجد أبًا (2) .
6365 - حدثنا وكيع، حدثنا نافع بن عمر الجمحى، عن ابن أبى مليكة. قال: كاد الخيران أن يهلكا: أبو بكر وعمر، لما قدم على النبى - صلى الله عليه وسلم - وفد بنى تميم أشار أحدهما بالأقرع بن حابس الحنظلى: أخى بنى مجاشعٍ، وأشار الآخر بغيره، فقال أبو بكر لعمر: إنما أردت خلافى، فقال عمر: ما أردت خلافك، فارتفعت أصواتهما عند النبى - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِي} ، إلى قوله: {عَظِيمٌ} (3) .
قال ابن أبى مليكة: قال ابن الزبير: فكان عمر بعد ذلك ـ ولم يذكر ذلك عن أبيه، يعنى أبا بكر ـ إذا حدث النبى - صلى الله عليه وسلم - حدثه كأخى السرار لم يسمعه، حتى يستفهمه (4) .
_________
(1) فى المسند: «عن أبى مليكة» ولعله الاختلاف الوحيد الذى جعل ابن حنبل ـ رحمه الله ـ يروى الخبر مرة أخرى، إذ إنه بالنص الذى ذكره المصنف، يكون مطابقًا لما سبق إيراده فى الصفحة السابقة.
(2) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/5.
(3) الآيتان 2، 3 من سورة الحجرات.
(4) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/6.(5/215)
(حديث آخر عنه)
عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ تُحَرّمُ الْمَصَّةُ وَالْمَصَّتانِ» .(5/216)
6366 - رواه النسائى فى النكاح عن زياد بن أيوب، عن ابن علية، عن أيوب، عن ابن أبى مليكة، عن عبد الله بن الزبير (1) .
والمحفوظ: ما رواه غير واحد/ عن أيوب، عن ابن أبى مليكة، عن ابن الزبير، عن عائشة به، كما سيأتى (2) .
(حديث آخر)
6367 - قال الطبرانى: حدثنا جعفر بن محمد الفريابى، حدثنا محمد بن بحر الهجيمى، حدثنا سعيد بن سالم، عن ابن جريج، عن ابن أبى مليكة، عن الزبير: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ظَاهِرًا أَوْ نَظَرًا أُعْطِىَ شَجَرَةً مِنَ الْجَنَّةِ لَوْ أَنَّ غُرَابًا أَفرخ تَحْتَ وَرَقَةٍ مِنْهَا، ثُمَّ أَدْرَكَ ذَلِكَ الْفَرْخُ فَنَهَضَ لأَدْرَكَهُ الْهَرَمُ قَبْلَ أَنْ يَقْطَعَ تِلْكَ الْوَرَقَةِ» (3) .
ورواه البزار من حديث ابن جريج، ونافع بن عمر كلاهما: عن ابن أبى مليكة به، وقال: «لو أن غرابًا أفرخ فى غصنٍ من أغصانها، ثم طار لأدركه الهرم قبل أن يقطع ورقها» (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى النكاح (باب القدر الذى يحرم من الرضاعة) : المجتبى: 6/83.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الباب من الطريق الثانى أيضًا: 6/83.
(3) قال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى وفيه محمد بن محمد الهجيمى ولم أعرفه، وسعيد بن سالم القداح مختلف فيه، وبقية رجال الطبرانى ثقات. مجمع الزوائد: 7/165.
(4) قال البزار: لا نعلم رواه عن النبى - صلى الله عليه وسلم - إلا ابن الزبير ورواه عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج عن ابن أبى مليكة عن ابن الزبير، فتابع نافع بن عمر. كشف الأستار: 3/93. وقال الهيثمى: إسناد البزار ضعيف. مجمع الزوائد: 7/165.(5/216)
(حديث آخر)(5/217)
6368 - قال البزار: حدثنا محمد بن عبد الملك الواسطى، حدثنا محمد بن ماهان الواسطى، حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبى مليكة، عن عبد الله بن الزبير. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ» (1) .
قال البزار: ورواه عمرو بن دينار والليث، عن ابن أبى مليكة، عن ابن أبى نهيك، عن سعد (2) وقال عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبى مليكة، عن ابن أبى يزيد، عن ابن أبى أمامة (3) .
وقد عسل بن سفيان: عن ابن أبى مليكة، عن عائشة (4) .
وقال عبد الله بن أبى يزيد: عن ابن أبى مليكة، عن ابن عباس (5) .
[عبد العزيز بن أسيد عنه]
6369 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا سعيد بن يزيد ـيعنى أبا مسلمةـ قال: حدثنا عبد العزيز بن أسيد. قال: سمعت
_________
(1) الخبر أخرجه البزار كما فى كشف الأستار: 3/98. وقال الهيثمى: فيه محمد ابن ماهان. قال الدار قطنى: ليس بالقوى، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 7/170.
(2) قال البزار تعقيبًا على متن الخبر مرويًا عن ابن عباس، وقال أيضًا: إنما ذكرنا هذا ليتبين الاختلاف على ابن أبى مليكة فيه. كشف الأستار: 3/97.
(3) قال البخارى: عبد الجبار بن الورد المكى، سمع ابن أبى مليكة، يخالف فى بعض حديثه. التاريخ الكبير: 6/107.
(4) كشف الأستار: 3/97.
(5) هكذا والذى فى كشف الأستار: عبيد الله بن الأخنس عن ابن أبى مليكة عن ابن عباس: 3/97.(5/217)
رَجُلاً قال لابن الزبير: أفتنا فى نبيذ الجر، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عنه (1) .
[عبيدة بن عمرو السلمانى عنه]
_________
(1) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/3. والجر والجرار سبق بيانها وأنها الإناء المعروف من الفخار، النهاية: 1/156.(5/218)
6370 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن أبى البخترى، عن عبيدة، عن عبد الله بن الزبير، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَّ رَجُلاً حَلَفَ بِاللهِ الذِى لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ كَاذِبًا، فَغَفَرَ لَهُ» . قال شعبة من قبل التوحيد (1) .
رواه النسائى، والبزار من حديث شعبة به، قال البزار: ولم يرو عبيدة عن ابن الزبير حديثًا صحيحًا غير هذا (2) .
[عروة بن الزبير بن العوام عن أخيه عبد الله]
6371 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام، حدثنى أبى، عن عبد الله بن الزبير: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعِ الْمَصَّةُ والْمَصَّتَانِ» (3) .
6372 - حدثنا يونس، حدثنا حماد ـ يعنى ابن زيد ـ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - / قال: «لِكُلِّ نَبِىٍّ حَوَارِىٌّ، وَالزُّبَيْرُ، حَوَارِىّ وَابْنُ عَمَّتى» تفرد به (4) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/3.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/325. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 10/83.
(3) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/4.
(4) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/4. ومعنى حوارى: خاصتى من أصحابى وناصرى. النهاية: 1/269.(5/218)
6373 - حدثنا يحيى، ووكيع عن هشام بن عروة: مرسل (1) .
6374 - حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد: مرسل ليس فيه ابن الزبير (2) .
6375 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا ليث بن سعد، قال: وحدثنى ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير. قال: خاصم رجل من الأنصار الزبير إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى شراج الحرة (3) الذى يسقون بها النخل، فقال الأنصارى للزبير: سرح الماء، فأبى، فكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اسْقِ يا زُبَيْرُ ثُمَّ أَرْسِلِ الْمَاءَ إِلَى جَارِك» فغضب الأنصارى، فقال: يا رسول الله أن كان ابن عمتك، فتلون وجهه، ثم قال: «يَا زُبَيرُ اسْقِ، ثُمَّ احْبسِ الْمَاءَ حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى الْجَدْرِ» ، قال الزبير: والله إنى لأحسب هذه الآية نزلت فى ذلك {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} (4) إلى قوله {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} (5) .
رواه الجماعة من حديث الليث، زاد الترمذى: ويونس عن الزهرى، ورواه البخارى أيضًا من طريق شعيب، عن الزهرى، عن عروة، عن الزبير كما تقدم (6) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/4.
(2) المرجع السابق.
(3) شراج بكسر الجيم جمع شرج، والمراد بها هنا مسيل الماء وإنما أضيفت إلى الحرة لكونها فيها، والحرة موضع معروف بالمدينة. قال أبو عبيدة: كان بالمدينة واديان يسيلان بماء المطر فيتنافس الناس فيه، فقضى للأعلى فالأعلى. فتح البارى: 5/36.
(4) الآية65 من سورة النساء.
(5) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/4.
(6) الخبر أخرجه البخارى فى المساقاة (باب سكر الأنهار) وعقب عليه فقال: قال محمد بن العباس: ليس أحد يذكر عروة عن عبد الله إلا الليث فقط. كما أخرجه فى (باب شرب الأعلى قبل الأسفل) ، وأخرجه فى الصلح (باب إذا أشار الإمام بالصلح، فأبى حكم عليه بالحكم المبين) وفى التفسير (الآية) : فتح البارى: 5/34، 38، 309، 8/254؛ وأخرجه مسلم فى الفضائل (باب وجوب اتباعه - صلى الله عليه وسلم - (: مسلم بشرح النووى: 5/204؛ وأخرجه أبو داود فى الأقضية (أبواب من القضاء) : سنن أبى داود: 3/315؛ والترمذى فى الأحكام (باب ما جاء فى الرجلين يكون أحدهما أسفل من الأخر فى الماء) ، وفى التفسير (باب ومن سورة النساء) : صحيح الترمذى: 3/635، 5/238؛ والنسائى فى آداب القضاة (باب الرخصة للحاكم الأمين أن يحكم وهو غضبان) : المجتبى: 8/209؛ وأخرجه ابن ماجه فى المقدمة (باب تعظيم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتغليظ على من عارضه) : كما أخرجه فى الرهون (باب الشرب من الأودية ومقدار حبس الماء) : سنن ابن ماجه: 1/6، 2/829.(5/219)
(حديث آخر)(5/220)
6376 - جعلت يوم الأحزاب فى الآطام (1) أنا وعمر بن أبى سلمة فى النساء الحديث، وفيه قول الزبير: جمع لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه يومئذ، هو فى ترجمة عبد الله بن الزبير، عن أبيه (2) .
(حديث آخر)
6377 - فى قوله {خُذِ الْعَفْوَ} (3) . قال: ما نزلت هذه الآية إلا فى أخلاق الرجال.
رواه البخارى فى التفسير، وأبو داود فى الأدب، والنسائى فى التفسير، من طرق، عن هشام، عن أبيه عروة، عن ابن الزبير (4) .
_________
(1) الآطام: جمع أُطم وهو بناء مرتفع. النهاية: 1/35.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى فضائل الصحابة (باب مناقب الزبير بن العوام) : فتح البارى: 7/80؛ وأخرجه مسلم فيه أيضًا (باب من فضائل طلحة والزبير) : مسلم بشرح النووى: 5/81؛ والنسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 3/178، 4/327.
(3) الآية199 سورة الأعراف.
(4) الخبر أخرجه البخارى فى التفسير (باب {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} ) .
وقال: العرف المعروف. فتح البارى: 8/305؛ وأخرجه أبو داود فى الأدب (باب فى
التجاوز فى الأمر) : سنن أبى داود: 4/250؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/327.(5/220)
(حديث آخر)(5/221)
6378 - فى الإفك فى ترجمة فُليح، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة (1) .
(حديث آخر عنه)
6379 - قال: إن ابن الزبير قام بمكة فقال: إن ناسًا أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم (2) يفتون بالمتعة، الحديث.
رواه مسلم فى النكاح، عن حرملة، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهرى، عن عروة عنه موقوفًا، وفيه حديث الربيع بن سبرة، عن أبيه، وحديث خالد بن المهاجر، عن عبد الرحمن بن أبى عمرة الأنصارى (ورجل) وهو ابن عباس قولهما (3) .
(حديث آخر عنه)
نزلت هذه الآية فى/ النجاشى، وأصحابه: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ} (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الشهادات (باب تعديل النساء بعضهن بعضًا) والخبر فيه طول أخرج الزهرى عن عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص الليثى، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة ـ رضى الله عنهاـ. ثم قال فى نهاية الخبر: «قال: وحدثنا فليح، عن هشام بن عروة عن عائشة، وعبد الله بن الزبير مثله» . فتح البارى: 5/269، 272.
(2) يعرض بذلك بابن عباس ـ - رضي الله عنه - ـ، فقد كان عمى فى آخر عمره ولذلك يقول فى الخبر: «يعرض برجل، فناداه فقال: إنك لجلف جاف، فلعمرى لقد كانت المتعة على عهد إمام المتقين ـ يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ فقال ابن الزبير: فجر بنفسك، فوالله لئن فعلتها لأرجمنك بأحجارك.. إلخ» الخبر.
(3) الخبر أخرجه مسلم فى (باب حكم نكاح المتعة) : مسلم بشرح النووى: 3/560.
(4) الآية83 سورة المائدة.(5/221)
6380 - رواه النسائى فى التفسير، عن عمرو بن على بن مقدم، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن ابن الزبير به (1) .
(حديث آخر عنه)
عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ رَضاعَ إِلاَّ مَا فَتَقَ الأَمْعاْءَ» .
6381 - رواه ابن ماجه فى النكاح، عن حرملة، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن أبى الأسود، عن عروة، عن عبد الله بن الزبير (2) .
قال شيخنا فى أطرافه: ورواه جرير بن عبد الحميد، عن محمد ابن إسحاق، عن إبراهيم بن عقبة، عن عروة، عن الحجاج بن الحجاج الأسلمى، عن أبى هريرة كما سيأتى (3) .
(حديث آخر عنه)
6382 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن على الصائغ المكى، حدثنا إبراهيم ابن المنذر الخزامى، حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى ابن عروة، عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير. قال: وددت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطانا النداء، قلت: لم؟ قال: لأنهم أطول [أهل الجنة] أعناقًا يوم القيامة (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/327.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى (باب لا رضاع بعد فصال) ، وفى الزوائد: فى إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف، والحديث رواه الترمذى من حديث أم سلمة وقال: حسن صحيح. سنن ابن ماجه: 1/626.
(3) تحفة الأشراف: 4/329.
(4) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط، وفيه عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة، وهو متروك. مجمع الزوائد: 1/326.(5/222)
(حديث آخر)(5/223)
6383 - روى الطبرانى: من طريق جعفر بن ميسرة، عن هشام، عن أبيه، عن ابن الزبير مرفوعًا: «العمرى جائزة لمن أعمرها، والرقبى جائزة لمن أرقبها سبيلها سبيل الميراث» (1) .
ومن حديث شريك، عن هشام، عن أبيه، عن ابن الزبير قال: ومن يأكل الغراب، وقد سماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاسقًا (2) .
(حديث آخر)
6384 - قال البزار: حدثنا محمد بن عمرو بن حيان، حدثنا بقية، حدثنا
أبو سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن ابن الزبير، قال: ندرت (3) ثنيتى، فأمرنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أتخذ ثنية من ذهب (4) .
[عَطَاءُ بْنُ أَبى رَباحٍ المكّى عَنْهُ]
6385 - حدثنا يونس، حدثنا حماد ـ يعنى ابن زيد ـ، حدثنا حبيب المعلم، عن عطاء، عن عبد الله بن الزبير. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صَلاَةٌ فِى مَسْجِدِى هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلاَّ الْمَسْجِدِ الْحَرَامَ، وَصَلاَةٌ فِى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ صَلاَةٍ فى هَذَا» (5) تفرد به.
_________
(1) الخبر أورده السيوطى من حديثه وعزاه للطبرانى، وأورد الهيثمى ما فى معناه، وقال: أخرجه الطبرانى فى الأوسط، ورجاله رجال الصحيح. جمع الجوامع: 2/480؛ ومجمع الزوائد: 4/156.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه من لم أعرفه. مجمع الزوائد: 4/40.
(3) ندرت: سقطت وزالت عن موضعها، والثنية: واحدة الثنايا وهى أسنان مقدم الفم ثنتان من فوق وثنتان من أسفل. كشف الأستار: 3/384.
(4) قال البزار: لا نعلم أحدًا قال: عن ابن الزبير، إلا من هذا الوجه. كشف الأستار: 3/384.
(5) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/4.(5/223)
(حديث آخر عنه)(5/224)
6386 - روى أبو داود فى الصلاة من طريق ابن جريج. قال: قال عطاء بن أبى رباح: اجتمع يوم جمعةٍ ويوم فطر على عهد ابن الزبير، فقال: عيدان اجتمعا ـ يعنى أنه صلى العيد، ثم لم يخرج إلى العصر، فقال ابن عباس: أصاب السنة (1) / قال شيخنا: وحديث عبد الرزاق فى ترجمة ابن جريج، عن عطاء، عن جابر، وحديث الأعمش، عن عطاء فى مسند ابن عباس (2) .
(حديث آخر)
6387 - روى الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا جعفر بن مهران السباك، حدثنا عبد الوارث، عن حبيب المعلم، عن عطاء، عن ابن عباس، وابن الزبير قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عُمْرَةُ فِى رَمَضَانَ تَعْدِلَ حَجَّةً» (3) .
(عَمْرُو بْنُ دِينَارْ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ)
6388 - قال الطبرانى: حدثنا على بن عبد العزيز، حدثنا أبو حذيفة، حدثنا محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن الزبير. قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ إِلاَّ يُؤْتَى بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا لَمْ يَكُنْ يُؤَدَّى حَقَّها، فَتَمْشِى عَلَيْهِ بِقاعٍ تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا، وَيُؤْتَى
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود، وهما خبران عنده، مع اختلاف فى الألفاظ لا يغير المعنى. أخرجهما فى (باب إذا وافق يوم الجمعة يوم العيد) : سنن أبى داود: 1/281.
(2) الخبران أخرجهما البخارى عنهما فى الصلاة (باب المشى والركوب إلى العيد بغير أذان ولا إقامة) : فتح البارى: 2/451؛ كما أخرجهما مسلم فى صلاة العيد: 2/536؛ ويراجع تحفة الأشراف: 2/236، 4/329، 5/88.
(3) قال الهيثمى: حديث ابن عباس فى الصحيح، رواه الطبرانى فى الكبير، ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 3/280.(5/224)
بِصَاحِبِ الْبَقَر إِذَا لَمْ يَكُنْ يُؤَدِّى حَقَّها، فَتَمْشِى عَلَيْهِ بِقاع تَطَؤُهُ بِأَظْلافِهَا، وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا [لَيْسَ فيها جَمَّاءُ وَلاَ مكسورة القرن] (1) ، وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْغَنَمِ إِذَا لَمْ يَؤُدِّ حَقَّهَا، فَتَمْشِى عَلَيْهِ بِقَاعٍ، فَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، وتَطَؤُهُ بِأَظْلافِهَا لَيْسَ فِيهَا جَمَّاءُ ولاَ مَكسُورةُ الْقَرْنِ، وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْكَنْزِ فَيُمَثَّلُ لَهُ شُجَاعًا أَقْرَعَ، فَلاَ يَجِدُ شَيْئًا فَيُدخِلُ يَدَهُ فِى فِيهِ» (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) جملة: «وتنطحة بقرونها» ، سقطت من الهيثمى، وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى بطوله، وروى البزار طرفًا منه، ورجاله موثقون. مجمع الزوائد: 3/65. وقال البزار: لا نعلمه عن ابن الزبير إلا بهذا الإسناد. كشف الأستار: 1/417.(5/225)
6389 - وقال الطبرانى: حدثنا عبدان، حدثنا محمد بن مصعب، عن أبى عامر العقدى، حدثنا محمد بن مسلم، عن عمرو، عن ابن الزبير: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ هَلَكَ» (1) .
(حديث آخر)
6390 - وروى من طريق أبى داود الطيالسى، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن ليث بن أبى سليم، عن عمرو بن دينار، عن ابن الزبير. قال: ليس من السُّنَّةِ الصلاة على النبى - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة على المنبر (2) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى فى الكبير والأوسط، ورجال البزار والكبير رجال الصحيح،
وكذلك رجال الأوسط، غير عمرو بن أبى عاصم النبيل، وهو ثقة. مجمع الزوائد: 10/350. وقال البزار: لا نعلمه عن ابن الزبير إلا بهذا الوجه. كشف الأستار: 4/158.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه ليث بن أبى سليم، وهو مدلس. مجمع الزوائد: 2/188.(5/225)
(حديث آخر)(5/226)
6391 - من حديث مسلم بن زريق (1) المخزومى، عن عمرو ابن دينار، عن عبد الله بن الزبير. قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمه العباس أن يأمر بنيه أن يحزنوا القضب (2) ، فإنه ينفى الفقر. قال: والقضب الرطبة (3) .
(القاسِمُ بْنُ محمّدٍ عَنْهُ)
6392 - قال: من السُّنَّةِ للحاج أن يصلى يوم التروية الظهر والعصر والمغرب والعشاء بمنًى ثم يغدو فيقيل حيث كتب بالله له، ثم يروح إذا زالت الشمس، فيخطب الناس، ثم ينزل، فيجمع بين/ الصلاتين الظهر والعصر، ثم يقف بعرفة، فيدفع إذا غربت الشمس، ثم يصلى المغرب حيث كتب الله له، ثم يقف بالمزدلفة، فإذا طلع الفجر صلى الصبح، ثم يدفع إذا أصبح، فإذا رمى الجمرة فقد حل له كل شىء إلا النساء حتى يطوف بالبيت (4) .
[مُجَاهِدٌ عَنْهُ]
6393 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن الزبير، أن زمعة كانت له جارية، فكان ببطنها،
_________
(1) قيل: رزيق بتقديم الراء. المشتبه: 1/315.
(2) قال أبو حنيفة: القضب شجر سهلى ينبت فى مجامع الشجر، له ورق كورق الكمثرى إلا أنه أرق وأنعم، وترعى الإبل أطرافه، فإذا شبع منه البعير هجره حينًا. اللسان: 6/3660.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه جماعة لم أعرفهم، مجمع الزوائد: 4/69، واللفظ عنده: يحرثوا، وما أثبته ابن كثير أقرب.
(4) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث. قال عبد الملك بن شعيب بن الليث: ثقة مأمون، وضعفه الأئمة أحمد وغيره. مجمع الزوائد: 3/250.(5/226)
وكانوا يتهمونها، فولدت، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - لسودة: «أَمَّا الْمِيرَاثُ فَلَهُ، وَأَمَّا أَنْتِ فَاحْتَجِبِى مِنْهُ يَا سَوْدَةُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكِ بِأَخٍ» تفرد به (1) .
(محمّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ أَبُو عَوْنٍ الثَّقْفِىّ عَنْهُ)
_________
(1) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/5.(5/227)
6394 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الرحمن بن مسلم الرازى، حدثنا سهل بن عثمان، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبى زائدة، عن أبى سعد البقال، عن أبى [عون] محمد بن عبيد الله، قال: سمعت ابن الزبير يقول: كان الناس يتكل بعضهم على بعض فى الزاد، فأمرهم الله أن يتزودوا، فقال: {تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (1) .
وقد روى الطبرانى فى ترجمة ابن الزبير من طريق أبى سعد البقال، عن
محمد ابن عبيد الله: أبى عون هذا: أنه شهد خطبة ابن الزبير يوم التروية،
فذكرها مطولة جدا، وفيها فوائد جمة كثيرة، وأكثرها يتعلق بالحج، ثم قال:
فى آخرها.
إن ها هنا رجالاً قد أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم يفتون بالمتعة، بأن يقدم الرجل من خراسان مهلاً بالحج حتى إذا قدم قالوا أحل من حجك بعمرة، ثم أهل بحجة من ها هنا والله ما كانت المتعة إلا لمحصر (2) .
(محمّدُ بْنُ أَبِى يَحْيَى الأَسْلَمىّ عَنْهُ)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يرفع يديه حتى يفرغ من صلاته.
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه أبو سعد البقال، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 6/318 والآية 197 سورة البقرة، وما بين معكوفين من تهذيب التهذيب: 12/191.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه سعيد بن المرزبان، وقد وثق، وفيه كلام كثير، وفيه غيره ممن لم أعرفه. مجمع الزوائد: 3/250.(5/227)
6395 - رواه الطبرانى عن سلمان بن الحسن القطار، عن أبى كامل الجحدرى، عن الفضل بن سليمان عنه به (1) .
(محمّدُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَمِّهِ: عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ)
عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّمَا سُمِّىَ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ لأَنّهُ لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهِ جَبَّارٌ» . /
6396 - رواه الترمذى من حديث الزهرى، عنه به، وفى رواية عنالزهرى مرسلاً (2) .
(محمّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ تَدْرُس:
هُوَ [أَبو] الزُّبير [المكّى] عَنْهُ) (3)
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فى دبر الصلاة: «لاَ إِلةَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَوُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ» .
6397 - رواه مسلم، وأبو داود، والنسائى من حديث هشام ابن عروة، وحجاج بن أبى عثمان. زاد مسلم: وموسى بن عقبة ثلاثتهم: عن أبى الزبير عنه به كما سيأتى (4) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وترجم له فقال: محمد بن أبى يحيى الأسلمى عن عبد الله بن الزبير، ورجاله ثقات. مجمع الزائد: 10/169.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى التفسير (باب ومن سورة الحج) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وقد روى عن الزهرى مرسلاً. صحيح الترمذى: 5/324.
(3) ما بين معكوفات استكمال من تهذيب التهذيب: 9/440.
(4) الخبر أخرجه مسلم فى الصلاة (باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته) وفيه زيادة فى لفظه عما ذكره المصنف. مسلم بشرح النووى: 2/238؛ وأخرجه أبو داود (باب ما يقول الرجل إذا سلم) : سنن أبى داود: 2/82؛ والنسائى (باب عدد التهليل والذكر بعد التسليم) : المجتبى: 3/59؛ وأخرجه فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/330.(5/228)
(مُسْلمُ الْقُرِّى عَنهُ فى ترجمته عَنْ أَسْمَاءَ) (1)
(مُسْلمُ بْنُ جنْدَبٍ عَنْهُ)
_________
(1) اسمه مسلم بن مخراق العبدى القرى: روى عن ابن عباس وابن الزبير وابن عمر وغيرهم. تهذيب التهذيب: 10/136؛ ويراجع تهذيب التهذيب: 4/331.(5/229)
6398 - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى بنا الجمعة فنبتدرُ الفىْ. رواه أبو يعلى عن عبد الرحمن الأزدى، عن أبى قطن، عن أبى ذئب عنه.
[مُصْعَبُ بْنُ ثابت بن عبد الله عَنْ جَدّه]
6399 - حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنى مصعب ابن ثابت: أن عبد الله بن الزبير كانت بينه وبين أخيه عمرو بن الزبير خصومة، فدخل عبد الله بن الزبير على سعيد بن العاص ـ وعمرو بن الزبير معه على السريرـ. فقال سعيد بن العاص لعبد الله ابن الزبير: ههنا. فقال: لا قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الخصمين يقعدان بين يدى الحكم (1) .
رواه أبو داود، عن أحمد بن منيعٍ، عن ابن المبارك به (2) .
(حديث آخر)
6400 - روى الطبرانى من طريق محمد بن عمرو، عن مصعب ابن ثابت، عن ابن الزبير: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أفطر عند قومٍ
_________
(1) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/4.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الأقضية (باب كيف يجلس الخصمان بين يدى القاضى) : سنن أبى داود: 3/302.(5/229)
قال: «أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وصلت عَلَيْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ» (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه كما سيأتى، وفى الزوائد: فى إسناده مصعب بن ثابت عن عبد الله بن الزبير، ضعيف. سنن ابن ماجه: 1/556؛ وأخرجه ابن حبان أيضًا كما فى الجامع الصغير: 4/54.(5/230)
6401 - وروى أيضًا من طريق موسى بن عبيدة، عن مصعب ابن عبد الله بن الزبير. قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفر من أصحابه، وقد عرض لهم شىء أضحكهم. فقال: «أَتَضْحَكون وَذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ بَيْنَ أَيْدِيَكُم» (1) .
فنزلت هذه الآية: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} (2) .
(حديث آخر)
6402 - من رواية مصعب، عن عبد الله بن الزبير. قال: أفطر رسول/ الله - صلى الله عليه وسلم - عند سعد بن معاذ، فقال: «أَفْطَرَ عِنْدَكُم الصَّائِمُونَ [وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عَليكُم الملائكة] » .
رواه ابن ماجه فى الصوم، عن هشام، عن سعيد بن يحيى، عن محمد بن عمرو عنه به (3) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيف، وزاد فى موطن آخر: «فما رؤى أحد منهم ضاحكاً حتى مات» : مجمع الزوائد: 7/46، 10/307 والآية49 سورة الحجر.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الصوم (باب فى ثواب من فطر صائمًا) وفى الزوائد: فى إسناده مصعب بن ثابت عن عبد الله بن الزبير ضعيف، وما بين معكوفين استكمال منه. سنن ابن ماجه: 1/556.
(3) يرجع إليه فى ترجمته عن ابن عباس: ذلك أنه رأى ابن الزبير يشير بكفيه حين يقوم، وحين يركع، وحين يسجد، وحين ينهض للقيام، فيقوم فيشير بيديه، فانطلقت إلى ابن عباس. وفيه يقول ابن عباس: إذا أحببت أن تنظر إلى صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاقتد بصلاة عبد الله بن الزبير. أخرجه أبو داود فى الصلاة (باب افتتاح الصلاة) : سنن أبى داود: 1/197.(5/230)
(مَيْمُونٌ الْمَكِّى عَنْهُ)(5/231)
6403 - أنه رأى ابن الزبير يشير بكفيه فى الصلاة فى ترجمته عن ابن عباس (1) .
[نَافع بن ثابت بن عبد الله] (2)
6404 - حدثنا أبو سلمة الخزاعى، حدثنا عبد الرحمن بن أبى الموالى، أخبرنى نافع بن ثابت، عن عبد الله بن الزبير. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى العشاء ركع أربع ركعات، وأوتر بسجدة، ثم نام، حتى يصلى بعد صلاته بالليل (3) ، تفرد به.
(نُسَيرُ بْنُ ذُعْلُوقٍ عَنْهُ) (4)
6405 - قال: رأيت ابن الزبير يطوف وعليه مرط له (5) . رواه الطبرانى.
_________
(1) نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشى الأسدى: قال البخارى: عن سالم أبى النضر، روى عنه عبد الرحمن بن أبى الموالى. التاريخ الكبير: 8/86.
(2) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/4. والخبر أخرجه البزار وقال: لا نعلم أحدًا رواه بهذا اللفظ إلا ابن الزبير، ولا له عنه أحسن من هذا الطريق، وقال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى فى الكبير وفيه نافع بن ثابت، ولم يسمع ثابت من جده ولم يدركه. وإنما روى عن أبيه ثابت. مجمع الزوائد: 2/272.
(3) فى المخطوطة: «بشير بن ذعلوق» . والتصويب من تهذيب التهذيب: 10/100.
(4) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 3/244. والمرط: الكساء ويكون من صوف، وربما كان من خز. النهاية: 4/90.
(5) الخبر أخرجه ابن أبى شيبة من طريق نسير عن ابن الزبير. المصنف: 4/61.(5/231)
وقال أيضًا: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عبد الرزاق، عن الثورى، عن نسير بن ذعلوق أن ابن الزبير رأى الناس يمسحون المقام، فنهاهم، وقال: إنكم لم تُؤْمَرُوا بالمسح، وإنما أمرتم بالصلاة (1) .
(هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْهُ)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع يوم الخندق للزبير أبويه، فقال: «فِدَاكَ أَبِى وَأُمِّى» .
_________
(1) تحفة الأشراف: 4/332، وما بين معكوفين استكمال منه.(5/232)
6406 - رواه النسائى فى اليوم والليلة عن يونس، عن ابن وهب عن المنذر ابن عبد الله الخزامى، عن [هشام بن عروة، عن] ابن الزبير، عن أبيه وقد مضى (1) .
(وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ مَوْلَى الزُّبَيْرِ عَنْهُ)
6407 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق. قال: حدثنى وهب بن كيسان ـ مولى آل الزبير ـ. قال: سمعت عبد الله بن الزبير فى يوم العيد يقول حين صلى قبل الخطبة، ثم قام يخطب الناس: أيها الناس كل سُنَّةُ الله، وسُنَّةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (2) .
رواه الطبرانى من طريق محمد بن إسحاق عنه به (3) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/4.
(2) الخبر أورده الهيثمى وعزاه إلى أحمد فقط، وقال: ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 2/201.
(3) الخبر أخرجه ابن أبى شيبة أيضًا من طريق هشام بن عروة عن أبى الزبير، وقال: مولى لهم. مصنف ابن أبى شيبة: 10/232.(5/232)
(حديث آخر عنه)(5/233)
6408 - قال البزار: حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو معاوية، حدثنا هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن ابن الزبير: أنه كان يقول فى دبر كل صلاة: «لاَ إِلةَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَوُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَةَ إِلاَّ بِاللهِ، / وَلاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ، وَالثَّناءُ الْحَسَنُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، وَلَوْ كَرِة الْكَافِرُونَ» .
قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهلل بهن فى دبر كل صلاة.
ثم قال: تفرد به أبو معاوية، قال: ولم يرو هذا الحديث إلا من رواية هشام بن عروة، عن أبى الزبير مولى الزبير كذا قال (1) .
وإنما هو محمد بن مسلم بن تدرس كما رواه مسلم من طريقه (2) .
(حديث آخر)
6409 - قال البزار: حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا أبو معاوية، عن هشام، عن [وهب بن كيسان] ، عن ابن الزبير: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِىِّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِىّ ابْنُ الزُّبَيْرِ» (3) .
_________
(1) تقدم الخبر من طريق محمد بن مسلم ص228 من هذا الجزء.
(2) فى المخطوطة: «هشام عن أبيه» ، خلافاً لما فى كشف الأستار وفيه خبر آخر عن أحمد بن عبدة عن حماد بن زيد عن هشام عن أبيه عن ابن الزبير مثله. كشف الأستار: 3/213.
(3) قال البزار: هكذا رواه أبو معاوية. كشف الأستار: 3/213.(5/233)
(يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ جدِّهِ)(5/234)
6410 - قال: ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر للزبير أربعة أسهم: سهمًا للزبير، وسهمًا لذى القربى: لصفية بنت عبد المطلب أم الزبير، وسهمين للفرس.
رواه النسائى فى الخيل عن طريق هشام بن عروة عنه به (1) .
(يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحمنِ بْنِ حَاطبٍ عَنْهُ)
6411 - لما نزلت {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} (2) . قال الزبير: أفيكرر علينا ما [كان] بيننا فى الدنيا؟ قال: «نعم [ليكرر] حتى يؤدى إلى كل ذى حق حقه» ، قال الزبير: [والله] إن الأمر لشديد» (3) .
ولما نزل {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} (4) ، قال الزبير: يا رسول الله أى نعمين نسأل عنه، وإنما هما الأسودان: التمر والماء؟ فقال: «أَمَا إِنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ» . رواهما الطبرانى من غير وجه، عن محمد بن عمرو بن علقمة عنه (5) .
_________
(1) فى المخطوطة «سهم له، وسهم لفرسه، وسهم لأمه، وسهم لذى القربى» وما أثبتناه من النسائى.
قال السيوطى: سهما للزبير: قيل اللام الأولى للتمليك، وفى قوله للفرس للسببية.
قال: وبهذا الحديث أخذ الجمهور، قالوا للفارس ثلاثة أسهم. ويرجع إلى الخبر فى الخيل (باب سهمان الخيل) : المجتبى: 6/190.
(2) الآيتان 30 و31 من سورة الزمر.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى ورجاله ثقات. وما بين معكوفات استكمال منه، مجمع الزوائد: 7/100.
(4) الآية 8 سورة التكاثر.
(5) قال الهيثمى: محمد بن عمرو بن علقمة حديثه حسن وفيه ضعف لسوء حفظه ثم أورد حديث ابن الزبير وقال: رواه الطبرانى، وفيهإبراهيم بن بشار الرمادى وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أحمد وغيره وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 7/142.(5/234)
(يَعِيشُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْهُ)(5/235)
6412 - قال البزار: حدثنا أحمد بن منصور بن سيار، حدثنا خلف بن موسى بن خلف، حدثنا أبى، عن يحيى بن أبى كثير، عن يعيش بن الوليد، عن مولى [لابن الزبير، عن] (1) عبد الله بن الزبير: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «دَبَّ إِلَيْكُم دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُم: الْبَغْضَاءُ وَالْحَسَدُ، وَالْبَغْضَاءُ هِىَ الْحَالِقَةُ لَيْسَ حَالِقَةَ الشَّعْرِ، وَلَكِنْ حَالِقَةُ الدِّين، وَالَّذِى نَفْسِى بيَدِهِ لاَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا. أَفَلاَ أُنَبِّئُكُم بِمَا يُثَبِّتُ لَكُمْ ذَلِكَ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ» (2) . /
[يوسف بن الزبير: مولى ابن الزبير عنه]
6413 - حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن يوسف، عن ابن الزبير: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل: «أَنْتَ أَكْبَرُ وَلَدِ أَبِيكَ فَحُجَّ عَنْهُ» (3) .
6414 - حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن يوسف بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير. قال: جاء رجل من خثعم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن أبى أدركه الإسلام، وهو شيخ كبير، لا يستطيع
_________
(1) فى الأصول: «عن مولاه عبد الله بن الزبير» . وما أثبتناه من كشف الأستار وهو الصواب إذ أن يعيش بن الوليد هو ابن هشام بن معاوية بن هشام بن عقبة بن أبى معيط الأموى: روى عن أبيه، ومعاوية، ومولى الزبير وما بين معكوفين من البزار. تهذيب التهذيب: 11/406.
(2) قال البزار: هكذا رواه موسى بن خلف: ورواه هشام صاحب الدستوائى عن يحيى بن يعيش عن مولى للزبير عن الزبير. كشف الأستار: 2/418.
وقال الهيثمى: إسناده جيد. مجمع الزوائد: 8/30.
(3) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/3.(5/235)
ركوب الرحل، والحج مكتوب عليه أفأحج عنه؟ قال: «أَنْتَ أَكْبَرُ وَلَدِهِ» قال: نعم. قال: «أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أَبِيكَ دَينٌ فَقَضَيْتَهُ عَنْهُ كان ذَلِكَ يُجْزِئُ عَنْهُ؟» قال: نعم، قال: «فَحُجَّ عَنْهُ» (1) .
ورواه النسائى من حديث سفيان وجرير (2) .
قال شيخنا: وروى عن مجاهد، عن يوسف، عن ابن الزبير، عن سودة (3) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/5.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى مناسك الحج مطولاً عن جرير فى (باب تشبيه قضاء الحج بقضاء الدين) ومختصراً من طريق سفيان فى (باب ما يستحب أن يحج عن الرجل أكبر ولده) : المجتبى: 5/89، 91.
(3) كشف الأستار: 4/333.(5/236)
6415 - كانت لزمعة جارية ببطنها، وكانوا يتهمونها، فولدت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسودة: «أَمَّا الْمِيرَاثُ فَلَهُ، وَأَمَّا أَنْتِ فَاحْتَجِبِى مِنْهُ» .
رواه النسائى عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن يوسف بن الزبير مولى آل الزبير عنه به (1) .
ورواه الطبرانى عن عبد الرزاق، عن سفيان، عن سفين به (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الطلاق (باب إلحاق الولد بالفراش إذا لم ينفه صاحب الفراش) . والخبر يوضحه قوله فى صدر الخبر: «كان لزمعة جارية يطؤها هو، وكان يظن بآخر يقع عليها، فجاءت بولد شبه الذى كان يظن به، فمات زمعة وهى حبلى» . المجتبى: 6/148.
(2) قال الهيثمى: رواه النسائى باختصار، ورواه الطبرانى فى الأوسط، ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/15.(5/236)
[أَبو الحَكَم عَنْهُ] (1)
_________
(1) لعله أبو حكيم مولى عثمان، وقيل مولى الزبير. يراجع تهذيب التهذيب: 12/77.(5/237)
6416 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل: سمعت
أبا الحكم. قال: سألت عبد الله بن الزبير فقال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الجر والدباء. تفرد به (1) .
[ابن عُروَة بن الزُّبير عَنْهُ]
6417 - حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا هشام ـ يعنى ابن عروة ـ عن أبى الزبير (2) ، قال: كان عبد الله بن الزبير يقول فى دبر كل صلاة حين يسلم: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَىءٍ قَدِيرٌ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَلاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ، وَلَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» .
قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهلل بهن دبر كل صلاة (3) .
[أَبو الزُّبيرِ عَنْهُ]
6418 - حدثنا إسماعيل، حدثنا حجاج بن أبى عثمان، حدثنى أبو الزبير: سمعت عبد الله بن الزبير يخطب على هذا المنبر، وهو يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[إِذَا سَلَّمَ] دبر الصلوات يقول: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَىءٍ قَدِيرٌ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَلاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ أَهْلَ/
_________
(1) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/5. ووقع فى المسند: «سألت عبد الله بن الزبير عن الجر والدباء» وما فى المخطوطة أتمّ.
(2) فى المسند: «قال هشام ـ يعنى ابن عروة بن الزبير ـ قال: كان عبد الله» . ولا وجه لتأخيره إلى هذا المكان، وما فى المخطوطة أشبه.
(3) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/4.(5/237)
النِّعْمَةُ وَالْفَضْلُ، والثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» (1) .
وهكذا رواه مسلم، وأبو داود، والنسائى من حديث هشام، وحجاج بن أبى عثمان، زاد مسلم: وموسى بن عقبة ثلاثتهم عنه به (2) .
(أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحمنِ عَنْهُ)
مرفوعًا: «المستشار مؤتمن» .
_________
(1) من حديث عبد الله بن الزبير بن العوام فى المسند: 4/5. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) تقدم ذكر ذلك واستيفاؤه ص 228 من هذا الجزء.(5/238)
6419 - رواه البزار: حدثنا زريق بن السخت، عن أحمد بن إسحاق الحضرمى، عن أبى عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبى سلمة به.
قال: وروى عن أبى سلمة مرسلاً، وعنه عن أبى هريرة، وعن أبى سلمة عن أبى الهيثم بن التيهان، وعنه عن أم سلمة (1) .
(أَبُو وَرْدٍ عَنْهُ)
6420 - قال الطبرانى: حدثنا بكر بن سهل الدمياطى، حدثنا عبد الله بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، سمعت أبا الورد يقول: سمعت عبد الله بن الزبير يقول: تشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بِسْمِ اللهِ، وَبِاللهِ خَيْرِ الأَسْمَاءِ، التَّحِيَّاتُ للهِ، الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ للهِ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحمّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه، أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنّذِيرًا، وَأَنَّ
_________
(1) () كشف الأستار: 2/428. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزار. مجمع الزوائد: 8/97.(5/238)
السَاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّها النبىُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَركَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى وَاهْدِنِى» هذا فى الركعتين الأوليين.
كذا رأيته فى الطبرانى (1) .
وفى مسند البزار، عن ابن لهيعة، حدثنى الحارث بن يزيد: أنه سمع أبا الورد فذكر هذا الحديث بكماله، ثم قال: ولم يرو عن أبى الورد سوى الحارث بن يزيد، والحارث روى عنه ابن لهيعة وغيره (2) .
(رَجُلٌ عَنْهُ)
_________
(1) قال الطبرانى: رواه البزار والطبرانى فى الكبير والأوسط، وزاد فيه: وحده لا شريك له. وقال فى آخره: هذا فى الركعتين الأوليين، ومداره على ابن لهيعة وفيه كلام. مجمع الزوائد: 2/142، كشف الأستار: 1/272.
(2) كشف الأستار: 1/272. وقال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى فى الكبير والأوسط، وزاد فيه: وحده لا شريك له، وقال فى آخره: فى الركعتين الأوليين ومداره على ابن لهيعة، وفيه كلام. مجمع الزوائد: 2/141.(5/239)
6421 - قال الطبرانى: حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا معاوية بن هشام، عن سليمان بن قرم، عن أبى حبيب، عن رجل من أهل الحجاز، عن عبد الله بن الزبير. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِى لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ» (1) .
ثم رواه عن زكريا السجزى، عن خالد بن يوسف السمى، عن أبى عوانة، عن سنان بن حبيب، عن رجل حدثه عن ابن الزبير، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فذكره (2) . /
_________
(1) قال الهيثمى: رواه البزار، والطبرانى فى الكبير، وفيه رجل لم يسم. مجمع الزوائد: 2/97. وقال البزار لا نعلمه يروى عن ابن الزبير إلا من هذا الوجه. كشف الأستار: 1/24.
(2) المرجعان السابقان.(5/239)
997- (عَبْدُ اللهِ بْنُ زُغْبٍ الإِيَادِىّ، شامىّ) (1)
راوى حديث قس بن ساعدة بطوله، وقد أوردناه فى السيرة بكماله.
قال أبو زرعة الدمشقى: له صحبة، قال ابن الأثير: وخالفه غيره.
6422 - قال: وقد روى عبد الرحمن بن عائذ عنه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» (2) .
رواه أبو نعيم عن الطبرانى، عن أحمد بن هارون بن روح، عن سليمان بن عبد الحميد البهرانى، عن علقمة بن نصر بن خزيمة، عن أبيه، عن نصر بن علقة، عن أخيه: محفوظ، عن عبد الرحمن بن عائذ، عن عبد الله بن زغب: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» (3) .
وروى له أبو داود عن عبد الله بن حوالة حديث فتح الشام، وعنه ضمرة بن حبيب الحمصى (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/245؛ والإصابة: 2/311؛ والاستيعاب: 2/313.
(2) أخرجه أبو نعيم فى المعرفة كما فى الجامع الصغير للسيوطى. فيض القدير: 6/215.
(3) الخبر أورده ابن الأثير فى ترجمته. يراجع أسد الغابة: 3/245.
(4) ابن حوالة له عند أبى داود خبر صريح فى (باب سكنى الشام) وأما الخبر الذى رواه ابن زغب عن ابن حوالة فهو فى (باب الرجل يغزو يلتمس الأجر والغنيمة) وكلاهما فى كتاب الجهاد. سنن أبى داود: 3/4/19؛ ويراجع تهذيب التهذيب: 3/381.(5/240)
998- (عَبْدُ اللهِ بْنُ زَمْعَةَ بْنِ الأَسْوَدِ
ابْنِ المُطَّلِبِ بْنِ أَسَدٍ) (1)
ابن عبد العزى بن قصى القرشى، أمه قريبة الكبرى أخت أم سلمة ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ فى رابع المكيين وخامس الكوفيين.
6423 - حدثنا وكيع، حدثنا هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب فذكر (2) النساء، فوعظ فيهن، وقال: «عَلاَمَ يَضْرِبُ أَحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَضَاجِعَهَا مِنْ آخِرِ النَّهارِ أَوْ آخِرِ اللَّيْلِ» (3) .
6424 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} (4) انبعث لها رجل عارم (5) منيع فى رهطه مثل ابن زمعة» .
قال: ثم وعظهم فى الضحك من الضرطة. فقال: «إِلَى مَا يَضْحَكُ أَحَدُكُم مِمّا يَفْعَلُ؟» .
قال: ثم قال: «إِلَى مَا يَجْلِدُ أَحَدُكُم امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ، ثُمَّ لَعَلَّهُ أَنْ يُضَاجِعَهَا مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ» (6) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/245؛ والإصابة: 2/311؛ والاستيعاب: 2/307؛ والتاريخ الكبير: 5/7؛ وثقات ابن حبان: 3/217.
(2) لفظ المسند: «سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يذكر النساء» .
(3) من حديث عبد الله بن زمعة فى المسند 4/17. ووقع فى المخطوطة: «من آخر الليل أو آخر الليل» وما أثبتناه من المسند.
(4) الآية 12 سورة الشمس.
(5) عارم: خبيث شرير، وقد عرم: بالضم والفتح والكسر والعرام: الشدة والقوة والشراسة. النهاية: 3/88.
(6) من حديث عبد الله بن زمعة فى المسند: 4/17.(5/241)
6425 - حدثنا ابن نمير، حدثنا هشام، عن أبيه، عن عبد الله ابن زمعة. قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الناقة، وذكر الذى عقرها، فقال: « {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} انبعث لها رجل عارم عزيز منيع فى رهطه مثل ابن زمعة» .
ثم ذكر النساء فوعظهم فيهن، فقال: «عَلاَمَ يَجْلِدُ أَحَدُكُمَ/ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يُضاجِعَهَا مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ؟» .
ثم وعظهم فى ضحكهم من الضرطة. فقال: «عَلاَمَ يَضْحَكُ أَحَدُكُمْ مِمَّا يَفْعَلُ» (1) .
6426 - حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة: وعظهم فى النساء، وقال: « [عَلاَمَ] يَضْرِبُ أَحَدُكُمْ امْرَأَتَهُ ضَرْبَ الْعَبْدِ ثُمَّ يُضَاجِعُهَا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ» (2) .
رواه البخارى، ومسلم والترمذى والنسائى من طرق عن هشام ابن عروة به (3) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن زمعة فى المسند: 4/17.
(2) من حديث عبد الله بن زمعة فى المسند: 4/17. وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى الأنبياء (باب قول الله تعالى {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً} واقتصر فيه على ذكر الذى عقر الناقة. كما أخرجه فى التفسير كاملاً) سورة {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ) وفى النكاح (باب ما يكره من ضرب النساء) واقتصر عليه، وفى الأدب (باب قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ} وجمع فيه بين النهى عن الضحك من الضرطة وضرب النساء: فتح البارى: 6/178، 8/704، 9/302، 10/463؛ وأخرجه مسلم فى) صفة جهنم أعاذنا الله منها) : مسلم بشرح النووى: 5/708؛ والترمذى فى التفسير (باب ومن سورة الشمس وضحاها) . وقال: حسن صحيح. صحيح الترمذى: 5/440؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/335؛ كما أخرج ابن ماجه طرفه الخاص بضرب النساء. سنن ابن ماجه: 1/638. تحفة الأشراف: 4/335.(5/242)
قال شيخنا: وروى عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو كما سيأتى (1) .
_________
(1) استعز برسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أى اشتد به المرض وأشرف على الموت. يقال: عز يعز بالفتح إذا اشتد، واستعز به المرض وغيره، واستعز عليه إذا اشتد عليه، وغلبه، ثم ينبى الفعل للمفعول به الذى هو الجار والمجرور. النهاية: 3/91.(5/243)
6427 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق. قال: وقال ابن شهاب الزهرى: حدثنى عبد الملك بن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب ابن أسد. قال: لما استعز (1) برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ وأنا عنده فى نفر من المسلمين ـ، قال: دعا بلال للصلاة، فقال: «مُرُوا مَنْ يُصَلِّى بِالنَّاس» . قال: فخرجت، فإذا عمر فى الناس، وكان أبو بكر غائبًا. قال: قم يا عمر فصل بالناس. قال: فقام فلما كبر عمر سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوته، وكان رجلاً مجهرًا (2) . قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فأَيْنَ أَبو بَكْرٍ يَأْبَى اللهُ ذَلِكَ وَالْمُسْلِمُونَ، يَأْبَى اللهُ ذَلِكَ وَالْمُسْلِمُونَ» . قال: فبعث إلى أبى بكر، فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة بالناس.
قال: وقال عبد الله بن زمعة. قال لى عمر: ويحك ماذا صنعت بى يا ابن زمعة، والله ما ظننت حين أمرتنى إلا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرك بذلك، ولولا ذلك ما صليت بالناس. قال: قلت: والله ما أمرنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن حين لم أر أبا بكر رأيتك أحق من حضر بالصلاة» (3) .
_________
(1) مجهراً: أى ساحب جهر ورفع لصوته، يقال: جَهَرَ بالقول: إذا رفع به صوته، فهو جهير، وأجهر فهو مجهر إذا عرف بشدة الصوت، وقال الجوهرى: رجل مجهر بكسر الميم إذا كان من عادته أن يجهر بكلامه. النهاية: 1/191.
(2) من حديث عبد الله بن زمعة فى المسند: 4/322.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى السنة (باب فى استحلاف أبى بكرى - رضي الله عنه - (: سنن أبى داود: 4/215.(5/243)
وكذا رواه أبو داود من طريق محمد بن إسحاق به نحوه عنه (1) .
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ زِمْلٍ، ويُقالُ: ابْنُ زَامِل) (2)
وقيل: اسمه الضحاك بن زمل، وقد أورده أبو نعيم فيمن اسمه عبد الله حديث الذكر بعد الصبح (3) .
وحديث المنام الطويل (4) .
قال ابن الأثير: والصحيح أنه ابن زمل غير مسمى كما سيأتى، وقال: عبد الله بن زمل تابعى. والضحاك بن زملٍ من أتباع التابعين/ سند آخر.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/246؛ والإصابة: 2/311. وقال ابن حبان: عبد الله ابن زمل الجهنى: يقال إن له صحبة، غير أنى لا أعتمد على إسناد خبره. الثقات: 3/235.
(2) أسد الغابة: 3/246.
(3) المصدر السابق.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/246؛ والإصابة أورده فى القسم الرابع من حرف العين: 3/132؛ وترجم ابن الأثيرب لأخر اسمه: عبد الله أبو زهير. وهما واحد والترجمتان تكمل إحداهما الأخرى. أسد الغابة: 3/247.(5/244)
999- (عَبْدُ اللهِ بْنُ زُهَيْرٍ) (1)
عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «النَّفَقَةُ فِى الْحَجِّ كَالنَّفَقَةِ فِى سَبِيلِ اللهِ: الدِّرْهَمُ بِسَبْعِمِائةٍ» .
6428 - رواه حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب عنه به (2) . وقيل: أبو زهير كذا ذكره ابن منده، وغيره. قال أبو نعيم: وصوابه ما أخبرناه، ثم روى بإسناده إلى منصور بن أبى الأسود، عن عطاء بن السائب، عن أبى زهير [الضبعى] ، عن عبد الله بن بريدة،
_________
(1) المرجعان السابقان.
(2) ما بين معكوفين استكمال من ترجماته والخبر أخرجه أحمد فى مسنده من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه: 5/354. قال السيوطى: والضياء فى المختارة ورمز له بالصحة. فيض القدير: 6/300.(5/244)
عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث. قال الأثير: هذا هو الصواب (1) . أنه آخر.
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الأَنْصَارِىُّ)
راوى حديث الأذان، كذا نسبه غير واحدٍ، وكذا هو عند الطبرانى وغيره.
والصواب: عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة، كما ستراه بعد هذه الترجمة إن شاء الله.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/247؛ والإصابة: 2/312؛ والاستيعاب: 2/311. وأورد قول عبد الله بن محمد الأنصارى: ليس فى آبائه ثعلبة، وإنما هو عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن زيد بن الحارث، وثعلبة بن عبد ربه هو عم عبد الله، وأخو زيد، فأدخلوه فى نسبه.
وله ترجمة فى الطبقات الكبرى: 3/87؛ والتاريخ الكبير: 5/12؛ وثقات ابن حبان: 3/223.(5/245)
1000- (عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ بْنُ عاصِمٍ بْنُ كَعْب) (1)
ابن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصارى، ثم المازنى.
وكانت له صحبة، وكذا لأبيه، وأمه أم عمارة نسيبة بنت كعب، ولأخيه حبيب الذى قطعه مسيلمة، وقد شهد أحدًا، فيقال إنه قال عليه السلام: رحمه الله وبركاته عليكم أهل البيت.
وذكر الواقدى أن عبد الله كان فيمن قتل مسيلمة، وهو راوى
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/250؛ والإصابة: 2/312؛ والاستيعاب: 2/312؛ والتاريخ الكبير: 5/12؛ وثقات ابن حبان: 3/223.(5/245)
حديث الرقية، وزعم سفيان بن عيينة أنه راوى حديث الأذان، وغلط فى ذلك. قال الواقدى وغيره: قتل بالحرة سنة ثلاثٍ وستين عن سبعين سنة حديثه فى رابع المكيين.(5/246)
6429 - حدثنا روح بن عبادة، حدثنا محمد بن أبى حفصة، حدثنا ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وعباد بن تميم، عن عمه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا وُضوءَ إِلاَّ فِيمَا وَجَدْتَ الرِّيحَ أَوْ سَمِعْتَ الصَّوْتَ» (1) .
رواه الجماعة إلا الترمذى من طريق الزهرى (2) .
6430 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن مالك، عن الزهرى.
وعبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر عن الزهرى، عن عباد بن تميمٍ، عن عمه. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ قال عبد الرزاق فى حديثه ـ فى المسجد/ واضعًا إحدى رجليه على الأخرى (3) .
6431 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن يحيى بن سعيد الأنصارى، عن أبى بكر محمد، عن عباد بن تميم. قال: قال عبد الله
_________
(1) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/39.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الوضوء (باب لا يتوضأ من الشك حتى يستقن) وفى (باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين من القبل والدبر) وفى البيوع (باب من لم ير الوساوس ونحوها من الشبهات) : فتح البارى: 1/237، 283، 4/294.
وأخرجه الباقون فى الطهارة: مسلم فى (باب من تيقن الطهارة ثم شك فى الحدث له أن يصلى بطهارته) : 1/451؛ والنسائى فى (باب الوضوء من الريح) : المجتبى: 1/82؛ وابن ماجه فى (باب لا وضوء إلا م حدث) : سنن ابن ماجه: 1/171.
(3) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/38.(5/246)
ابن زيد: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستسقى وحول رداءه (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن زيد عاصم المازنى فى المسند: 4/38. والحديث رواه الجماعة من حديث عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد ولعله سقط من النساخ. يراجع تحفة الأشراف: 4/337.(5/247)
6432 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن أبى بكر، عن عباد بن تميم، عن عمه عبد الله بن زيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَابَيْنَ بَيْتِى وَمِنْبَرِى رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» (1) .
رواه من حديث مالكٍ، عن عبد الله بن أبى بكر (2) .
6433 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن أبى بكر، عن عباد بن تميم، عن عمه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - استسقى وحول رداءه (3) .
قرأت على عبد الرحمن: مالك، عن عبد الله بن أبى بكر: أنه سمع عباد بن تميم يقول: سمعت عبد الله بن زيد المازنى يقول: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المصلى، فاستسقى، وحول رداءه حين استقبل القبلة (4) .
6434 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا ابن أبى ذئب، عن الزهرى، عن عباد بن تميم، عن عمه. قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستسقى، فاستقبل القبلة، وحول رداءه، وجهر بالقراءة وصلى ركعتين (5) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/39.
(2) رواه البخارى ومسلم والنسائى: البخارى فى الصلاة (باب فضل ما بين القبر والمنبر) فتح البارى: 3/70؛ ومسلم فى الحج (باب فضل ما بين قبره ومنبره - صلى الله عليه وسلم - (: مسلم بشرح النووى: 3/535؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/339.
(3) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/39.
(4) المرجع السابق.
(5) المرجع السابق.(5/247)
6435 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن عباد بن تميم، عن عمه. قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس يستسقى، فصلى بهم ركعتين، وجهر بالقراءة فيها، وحول رداءه ودعا، واستقبل القبلة (1) .
6436 - حدثنا يزيد، أنبأنا ابن أبى ذئب، عن الزهرى، عن عباد بن تميم، عن عمه. قال: شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يستسقى فولى ظهره للناس، واستقبل القبلة، وحول رداءه وجعل يدعو وصلى ركعتين، وجهر بالقراءة (2) .
6437 - حدثنا أبو داود الطيالسى، أنبأنا شعبة، عن حبيب بن زيد، سمع عباد بن تميم، عن عمه عبد الله بن زيد: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - توضأ، فجعل يقول هكذا: يدلك (3) .
6438 - حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، أخبرنى يحيى بن جرجة (4) ، عن ابن شهاب، عن عباد بن تميم، عن عمه: أنه أبصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستلقيًا فى المسجد على ظهره، واضعًا إحدى رجليه على الأخرى (5) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/39.
(2) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/39.
(3) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/39.
(4) يحيى بن جرجة: مكى عن الرهى، روى عنه ابن جريج. هكذا فى التاريخ الكبر: 8/266. وقال فى الميزان: لا يعرف. حدث عن الزهرى بحديث معروف. قال ابن عدى: ارجو أنه لا بأس به، وعقب عليه فقال: ما حدث عنه غير ابن جريج. الميزان: 367.
(5) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/39.(5/248)
رواه الجماعة إلا ابن ماجه من حديث الزهرى (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الصلاة (باب الاستلقاء فى المسجد ومد الرجل) وفى اللباس (باب الاستلقاء ووضع الرجل على الأخرى) وفى الاستئذان (باب الاستلقاء) : فتح البارى: 1/563، 10/399، 11/80.
وأخرجه مسلم فى اللباس من عدة طرق: (باب النهى عن اشتمال الصماء فى ثوب واحد) قال النووى: وفى هذا الحديث جواز الاتكاء فى المسجد، والاستلقاء فيه، قال القاضى: لعله - صلى الله عليه وسلم - فعل هذا لضرورة أو حاجة من تعب، أو طلب راحة أو نحو ذلك، محتبياً، وهو كان أكثر جلوسه، أو القرفصاء أو مقعياً وشبهها من جلسات الوقار والتواضع. وعقب النووى فقال: ويحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - فعله لبيان الجواز، وأنكم إذا أردتم الاستلقاء فليكن هكذا، وأن النهى الذى نهيتكم عن الاستلقاء ليس هو على الإطلاق، بل المراد به من ينكشف شىء من عورته أو يقارب انكشافها. والله أعلم. مسلم بشرح النووى: 4/810؛ وأخرجه أبو داود فى الأدب (باب فى الرجل يضع إحدى رجليه على الأخرى) : سنن أبى داود: 4/267؛ وأخرجه الترمذى فى الأدب وفى الباب وقال: حسن صحيح. صحيح الترمذى: 5/95؛ والنسائى فى الصلاة (باب الاستلقاء فى المسجد) : المجتبى: 2/39.(5/249)
6439 - حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - /: أنه قال: «إِنَّ إِبْرَاهيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَدَعَا لَهَا، وَحَرَّمْتُ الْمَدِينَةَ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، وَدَعَوْتُ لَهَا فِى مُدِّها وَصاعِهَا بِمِثْلِ مَا دَعَا بِهِ إِبْرَاهِيمُ لِمَكَّةَ» (1) .
أخرجاه من حديث عمرو بن يحيى (2) .
6440 - حدثنا معتمر بن سليمان، عن معمر، عن الزهرى، عن
_________
(1) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/40.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى البيوع (باب بركة صاع النبى - صلى الله عليه وسلم - ومدّه) : فتح البارى: 4/346؛ وأخرجه مسلم فى الحج (باب فضل المدينة ودعاء النبى - صلى الله عليه وسلم - فيها بالبركة) : مسلم بشرح النووى: 3/510.(5/249)
عباد بن تميم، عن عمه. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعًا إحدى رجليه على الأخرى (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/40.(5/250)
6441 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن أبى بكر ابن محمد، عن عباد بن تميم، عن عمه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استسقى، فاستقبل القبلة، وحول رداءه (1) .
6442 - حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهرى، عن عباد بن تميم، عن عمه: رأى النبى - صلى الله عليه وسلم - فى المسجد مستلقيًا واضعًا إحدى رجليه على الأخرى (2) .
6443 - حدثنا سفيان، عن الزهرى، عن عباد بن تميم، عن عمه: أنه شكا إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - الرجل يجد الشىء فى الصلاة يخيل إليه أنه [قد] كان منه. فقال: «يَنْفَتِلُ حَتَّى يَجِدُ رِيحًا أَوْ يَسْمَعَ صَوْتًا» (3) .
6444 - حدثنا سفيان، عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، سمع عباد ابن تميم يحدث عن عمه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى المصلى يستسقى (4) ، فاستقبل القبلة، وقلب رداءه وصلى ركعتين.
قال سفيان: قلب الرداء جعل اليمين الشمال والشمال اليمين (5) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/40.
(2) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/40.
(3) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/40. وما بين معكوفين استكمال منه.
(4) لفظ المسند: «واستسقى» .
(5) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/40. وكان لفظه فى الأصول: «جعل الشمال على اليمين والشمال إلى اليمين» وما أثبتناه من المسند.(5/250)
6445 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا مالك، عن عبد الله بن أبى بكر، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا بَيْنَ بَيْتِى وَمِنْبَرِى رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» (1) .
6446 - قرأت على عبد الرحمن بن عبد الله بن زيد المازنى: حدثنا عبد الله ابن يزيد: أبو عبد الرحمن المقرى، حدثنا سعيد ـ يعنى ابن أبى أيوب ـ، حدثنى أبو الأسود، عن عباد بن تميم المازنى، عن أبيه أنه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ ويمسح بالماء على رجليه (2) .
6447 - حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب، عن الزهرى، أخبرنى عباد بن تميم، عن عمه ـ وكان من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - ـ: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - خرج بالناس إلى المصلى يستسقى لهم، فقام، فدعا قائمًا، ثم توجه قبل القبلة، وحول رداءه فاستسقوا (3) .
6448 - حدثنا يونس، حدثنا فليح، عن عبد الله بن أبى بكر، عن عباد بن تميم، عن [عمه] عبد الله بن زيد الأنصارى: / أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: « [مَا] بَيْنَ هَذِهِ الْبُيُوتِ ـ يَعْنى بُيُوتَهُ ـ إِلَى مِنْبَرِى رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الْجَنَّةِ، وَالْمِنْبَرُ عَلَى تُرْعَةٍ (4) مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ» (5) .
6449 - حدثنا سكن بن نافعٍ، حدثنا صالح بن [أبى]
_________
(1) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/40.
(2) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/40.
(3) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/40.
(4) الترعة فى الأصل: الروضة على المكان المرتفع خاصة، فإذا كانت فى المطئن فهى روضة. قال القعنبى: معناه أن الصلاة والذكر فى هذا الموضع يؤديان إلى الجنة فكأنه قطعة منها. النهاية: 1/113.
(5) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/40.(5/251)
الأخضر (1) ، عن الزهرى، أخبرنى (2) عباد بن تميم الأنصارى: أنه سمع عمه ـ وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ يقول: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستسقى ثم توجه قبل القبلة، وحول إلى الناس ظهره يدعو، وحول رداءه وصلى ركعتين (3) .
قال أبو عبد الرحمن: قلب الرداء تحول السنة يعنى يصير الغلاء رخصًا (4) .
_________
(1) فى الأصول: «صالح بن الأحصن» . والتصويب من المسند. وهو صالح بن أبى الأخضر اليمامى: مولى هشام بن عبد الملك روى عن الزهرى وغيره. تهذيب التهذيب: 4/380.
(2) لفظ المسند: «عن عباد بن تميم» .
(3) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/41.
(4) هذه العبارة وردت فى المخطوطة جزءاً من الحديث الآتى وأثبتناها كما وردت فى ترتيبها من المسند عقب حديث الاستسقاء.(5/252)
6450 - حدثنا منصور بن سلمة، أنبأنا بكر بن مضرٍ، عن يزيد ابن الهاد، عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزمٍ، عن عباد بن تميمٍ، عن عبد الله بن زيدٍ: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَا بَيْنَ بَيْتِى وَمِنْبَرِى رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» (1) .
6451 - حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا عبد [العزيز] الدراوردى، عن عمارة بن غزية، عن عباد بن تميم، عن عمه: عبد الله بن زيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استسقى وعليه خميصة له سوداء، فأراد أن يأخذ بأسفلها، فيجعله أعلاها، فثقلت عليه، فقلبها [عليه] الأيمن على الأيسر، والأيسر على الأيمن (2) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/41.
(2) من حديث عبد الله بن زيد عاصم المازنى فى المسند: 4/41. وما بين معكوفات استكمال منه.(5/252)
6452 - حدثنا يونس وسريج قالا: حدثنا فليح، عن عبد الله ابن أبى بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد الأنصارى، ثم المازنى: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرتين مرتين (1) .
وكذا رواه البخارى عن حسين بن عيسى، عن يونس، وهو ابن محمد المؤدب (2) .
6453 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، حدثنى عبد الله بن أبى بكر، عن عباد بن تميم الأنصارى، ثم المازنى، عن عبد الله بن زيد بن عاصم ـ وكان أحد رهطه، وكان عبد الله بن زيدٍ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد شهد معه أحدًا ـ. قال: قد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين استسقى لنا أطال الدعاء، وأكثر المسألة، قال، ثم تحول إلى القبلة، وحول رداءه، فقلبه ظهرًا لبطن، وتحول الناس معه (3) .
6454 - قرأت على عبد الرحمن: مالك.
وحدثنا إسحاق: حدثنى مالك، عن عبد الله بن أبى بكر: أنه سمع عباد بن تميمٍ يقول: سمعت عبد الله بن زيدٍ المازنى يقول: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / إلى المصلى، واستسقى، وحول رداءه حين استقبل القبلة.
قال إسحاق فى حديثه: وبدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثم استقبل القبلة، فدعا (4) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/41.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الطهارة (باب الوضوء مرتين مرتيبن) : فتح البارى: 1/258.
(3) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/41.
(4) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/41.(5/253)
6455 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا ابن أبى ذئبٍ، عن الزهرى، عن عباد بن تميم، عن عمه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج فتوجه إلى القبلة يدعو، وحول رداءه (1) ثم صلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة (2) .
6456 - حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد بن عاصم. قال: لما أفاء الله على رسوله يوم حنين ما أفاء قال: قسم فى الناس فى المؤلفة قلوبهم، ولم يقسم ولم يعط الأنصار شيئًا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصيبوا (3) ما أصاب الناس، فخطبهم، فقال: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلاَّلاً فَهَدَاكُمُ اللهُ بِى، وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَجَمَعَكُمُ اللهُ بِى، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللهُ بِى؟» ، قال: كلما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أمن. قال: «مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا؟» ، قالوا: الله ورسوله أمن. قال: «لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ جِئْتَنَا كَذَا، وَكَذَا أَلاَ تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ إِلَى رِحَالِكُمْ لَوْلاَ الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ، لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِىَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَهُم، الأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ (4) ، وَإِنَّكُم سَتَلقَوْنَ بَعْدِى أَثَرَةً (5) ، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِى عَلَى الْحَوْضِ» (6) .
_________
(1) فى المخطوطة زيادة فى هذا الموطن: «ثم استقبل القبلة» ، وليست فى المسند.
(2) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/41.
(3) لفظ المسند: «إذ لم يصبهم ما أصاب الناس» .
(4) الأنصار شعار والناس دثار: هم الخاصة والبطانة، والدثار الثوب الذى فوق الشعار. النهاية: 2/224.
(5) الأثرة: بالفتح والثاء الاسم من آثر يؤثر إيثاراً إذا أعطى، أراد أنه يستأثر عليكم، فيفضل غيركم فى نصيبه من الفئ، والاستئثار الانفراد بالشىء. النهاية: 1/14.
(6) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/42.(5/254)
رواه البخارى ومسلم من طريق عمرو بن يحيى (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى (باب غزوة الطائف) وفى التنمنى (باب ما يجوز من اللو: فتح لبارى: 8/47، 13/225؛ وأخرجه مسلم فى الزكاة) باب إعطاء المؤلفة ومن يخاف على إيمانه) : مسلم بشرح النووى: 3/104.(5/255)
6457 - حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا عمرو [بن يحيى] ، عن عباد
ابن تميم، عن عبد الله بن زيد. قال: لما كان زمن الحرة (1) أتاه آت، فقال: هذا
ابن حنظلة ـ وقال عفان مرة: هذاك ابن حنظلة ـ يبايع الناس. قال: على أى
[شىء] يبايعهم؟ قال: على الموت. قال: لا أبايع على هذا أحدًا بعد رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - (2) .
6458 - حدثنا على بن بحر، حدثنا الدراوردى، عن عمارة بن غزية، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يستسقى وعليه خميصة سوداء، فأخذ بأسفلها ليجعلها أعلاها فثقلت عليه، فقلبها على عاتقه (3) .
6459 - حدثنا موسى بن داود، حدثنا أبن لهيعة، عن حبان بن واسع، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد بن عاصم. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ، فمسح رأسه بماء غير/ فضل يديه (4) .
6460 - حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا
_________
(1) الحرة: حرة واقم وهى إحدى حرتى المدينة وفيها وقعة الحرة المشهورة فى أيام يزيد ابن معاوية سنة 36هـ. معجم البلدان: 2/249.
(2) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/42. وما بين معكوفات استكمال منه. وابن حنظلة هو عبد الله بن حنظلة بن أبى عامر الراهب، هو الذى كان يبايع على الموت وقتل يوم الحرة. تهذيب التهذيب: 5/193.
(3) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/42.
(4) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/39.(5/255)
حبان بن واسعٍ، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ بالجحفة (1) فمضمض ثم استنشق، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يده اليمنى ثلاثًا، ثم مسح رأسه بماء غير فضل يديه، ثم غسل رجليه حتى أنقاهما (2) .
_________
(1) الجحفة: بضم فسكون: كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل. معجم البلدان: 2/111.
(2) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/41.(5/256)
6461 - حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا عبد الله بن وهب المصرى، عن عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصارى أن حبان بن واسع حدثه: أن أباه حدثه: أنه سمع عبد الله بن زيد بن عاصمٍ المازنى يذكر: أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ فمضمض، ثم استنشق، ثم غسل وجهه ثلاثًا ويده اليمنى ثلاثًا، والأخرى ثلاثًا، ومسح رأسه بماء غير فضل يديه، وغسل رجليه حتى أنقاهما (1) .
6462 - حدثنا على بن إسحاق، أنبأنا عبد الله وعتاب. قال: حدثنا عبد الله ـ يعنى [ابن] المبارك ـ، أنبأنا ابن لهيعة، حدثنا حبان ابن واسع، عن أبيه، عن عبد الله ابن زيد بن عاصم المازنى. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ بالجحفة، فذكر معنى حديث حسن إلا أنه قال: ومسح رأسه بماء [من] غير فضل يديه (2) .
6463 - حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا مالك، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه: أنه سمع عبد الله بن زيدٍ الأنصارى سئل عن وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعا بماء، فغسل يديه، ومضمض، واستنشق ثلاثًا،
_________
(1) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/41.
(2) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/41. وما بين معكوفات استكمال منه.(5/256)
وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل يديه مرتين [مرتين] ، ومسح رأسه ـ قال عثمان: مسح مالك رأسه فأقبل بيديه، وأدبر بهما ـ وغسل رجليه، وقال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/39. وما بين معكوفين استكمال منه.(5/257)
6464 - حدثنا هشام بن سعيد، أخبرنى خالد، أخبرنا عمرو بن يحيى بن عمارة الأنصارى ـ[قال: أبى] وخلف بن الويد، قال: حدثنا خالد عن عمرو بن يحيى، عن أبيه ـ، عن عبد الله بن زيد بن عاصم ـ وكانت له صحبة ـ، فقيل له: توضأ لنا وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فدعا بإناء، فأكفأ منه على يديه ثلاثًا فغسلهما، ثم أدخل يديه فاستخرجها، فمضمض، واستنشق من كف واحدة، ففعل ذلك ثلاثًا، واستخرجها، ثم غسل وجهه، ثم أدخل يده فاستخرجها، فغسل يديه إلى المرفقين مرتين مرتين، ثم أدخل يده [فاستخرجها، فمسح برأسه] فأقبل بيده وأدبر، ثم غسل رجليه إلى الكعبين، ثم قال: هكذا كان وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) . /
6465 - حدثنا سفيان، حدثنى عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبى حسن المازنى الأنصارى، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - توضأ ـ قال سفيان: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عمرو بن يحيى منذ أربع وسبعين سنة، فسألته بعد ذلك بقليل، وكان يحيى أكبر منه. قال سفيان: سمعت منه ثلاثة أحاديث ـ فغسل يديه مرتين مرتين، ووجهه ثلاثًا، ومسح برأسه مرتين.
_________
(1) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/39. وما بين معكوفين استكمال منه. وما بين معكوفين استكمال منه.(5/257)
[قال أبى: سمعته من سفيان: ثلاث مرات يقول:] غسل رجليه مرتين، وقال مرة: ومسح برأسه مرة، وقال مرتين: مسح برأسه مرتين (1) .
_________
(1) () من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/40. وما بين معكوفين استكمال
منه.(5/258)
6466 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عبد العزيز ـ يعنى ابن عبد الله بن
أبى سلمة الماجشون، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد صاحب
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: جاءنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخرجت إليه ماءً فتوضأ فغسل
وجهه ثلاثًا، ويديه مرتين [مرتين] ، ومسح برأسه أقبل به وأدبر، ومسح بأذنيه، وغسل قدميه (1) .
6467 - حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا عمرو ابن
يحيى، عن أبيه. قال: قيل لعبد الله بن زيد يوم الحرة: هلم إلى (2) ابن حنظلة
يبايع الناس. قال: علام يبايعهم؟ قالوا: على الموت. قال: لا أبايع عليه أحدًا بعد
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (3) .
6468 - حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا خالد ـ يعنى ابن عبد الله الواسطى الطحان ـ، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد بن عاصم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تمضمض، واستنشق من كف واحد (4) .
قرأت على عبد الرحمن: مالك بن أنس، عن عمرو بن يحيى المازنى، عن أبيه: أن جده قال لعبد الله بن زيد بن عاصمٍ ـ وكان
_________
(1) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/40. وما بين معكوفين استكمال
منه.
(2) فى المخطوطة: «ها ذاك» وما أثبتناه من المسند.
(3) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/41.
(4) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/42.(5/258)
من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ: هل تستطيع أن ترينى كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ؟ قال عبد الله بن زيد: نعم، فدعا بوضوء، فأفرغ على يديه (1) ، فغسل يده مرتين، ثم تمضمض واستنثر ثلاثًا، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يديه مرتين إلى المرفقين، ثم مسح رأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه، ثم ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردهما حتى رجع إلى المكان الذى بدأ منه ثم غسل رجليه (2) .
حديث الوضوء رواه الجماعة من طرق متعددة، عن عمرو بن يحيى المازنى
به (3) .
إنتهى الجزء السابع والثلاثون من» تجزئة المصنف
يتلوه فى الجزء الثامن والثلاثين تمام المسند إذن الله
_________
(1) لفظ المسند: «يده» .
(2) كم حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى فى المسند: 4/38.
(3) الخبر أخرجوه جميعاً فى الطهارة:
البخارى فى (باب مسح الرأس كله) وفى (باب غسل الرجلين إلى الكعبين) وفى (باب من مضمض واستنشق من غرفة واحدة) وفى (باب من مسح الرأس مرة) وفى (باب الغسل والوضوء فى المخضب والقدح والخشب والحجارة) وفى (باب الوضوء من القدر) : فتح البارى: 1/289، 294، 297، 302، 303؛ وأخرجه مسلم فى (باب صفة الوضوء) : 1/519 وما بعدها؛ وأبو داود (باب صفة وضوء النبى - صلى الله عليه وسلم - (: سنن أبى داود: 1/30؛ والترمذى فى (باب ما جاء فى مسح الرأس أنه يبدأ بمقدم الرأس إلى مؤخره) وقال: حديث عبد الله بن زيد أصح شىء فى الباب، وبه يقول الشافعى وأحمد وإسحاق. صحيح الترمذى: 1/47؛ والنسائى فى (باب صفة مسح الرأس) : المجتبى: 1/61؛ وابن ماجه فى (باب ما جاء فى مسح الرأس) : سنن ابن ماجه: 1/149.(5/259)
الجُزء الثامن وَالثلاثون
أحاديث أُخر مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ(5/260)
الأول
6469 - قال النسائى: حدثنا أحمد بن الأزهر النيسابورى، حدثنا المعلى بن منصور، حدثنا أبو أويس، عن عبد الله بن أبى بكر، عن عباد بن تميم، عن عمه ـ وكان شهد بدرًاـ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِذَا زَنَتِ الأَمَةُ فَاجْلِدُوهَا، ثمّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثمّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثمّ بيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ» .
قال النسائى: أبو أويس ضعيف، وإسماعيل ابنه أضعف منه (1) .
الثانى
6470 - قال ابن ماجه: حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبى زائدة، عن شعبة، عن حبيب بن زيد الأنصارى، عن عباد بن تميم، عن عمه عبد الله بن زيد. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ» (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/340. ويراجع لفظه فى جمع الجوامع: 1/586. وفى شأن ابنى أويس: قال ابن عدى: قال أحمد بن أبى يحيى: سمعت ابن معين يقول: هو ـ إسماعيل ـ وأبوه يسرقان الحديث. الميزان: 1/223.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الطهارة (باب الأذنان من الرأس) وفى الزوائد: هذا إسناد حسن، إن كان سويد بن سعيد حفظه. سنن ابن ماجه: 1/152.(5/260)
الثالث
6471 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن هشام المستملى، حدثنا على بن المدينى، وحدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، حدثنا ضرار بن صردٍ: أبو نعيم الطحان. قال: حدثنا معن بن عيسى القزاز، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهرى، عن عباد بن تميم، عن عمه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا» (1) .
الرابع
6472 - قال الطبرانى: حدثنا حجاج بن عمران السدسى، حدثنا أبو سلمة: يحيى بن خلفٍ، حدثنا أبو عاصم، حدثنا إبراهيم بديل، حدثنا الزهرى، عن عباد بن تميم، عن عمه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَا أَيُّهَا الْعَرَبُ: يَا أَيُّهَا الْعَرَبُ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخافُ عَلَيْكُم الزِّنَا والشَّهْوَةَ الْخَفِيَّة» (2) .
ورواه من وجه آخر عن زيد بن الحباب، عن عبد الله بن بديل ابن ورقاء عن الزهرى به مثله (3) .
الخامس والسادس
6473 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن الفرج البغدادى، حدثنا أبو همام: محمد بن
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط والكبير، ورجال الكبير رجال الصحيح، مجمع الزوائد: 2/17. وفيه إضافة قوله: يعنى الثوم. ولفظ المخطوطة: «هاتين الشجرتين» .
(2) لفظه عند الهيثمى: «يا نعايا العرب. يا نعايا العرب» وقال: رواه الطبرانى بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح غير عبد الله بن بديل بن ورقاء، وهو ثقة. مجمع الزوائد: 6/255.
(3) المرجع السابق، وأورده السيوطى وعزاه لابن جرير. جمع الجوامع: 2/441 مخطوط.(5/261)
الزبرقان، حدثنا موسى بن عبيدة، حدثنا أبو بكر بن حرة، عن عباد ابن تميم، عن عبد الله بن زيد. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذيِنَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ» .
وبه: «ما بين صلاة العبد والجماعة خمس وعشرون درجة» (1) .
_________
(1) الخبران أوردهما الهيثمى فى نسق واحد، وقال: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط، وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/38.(5/262)
السابع
6474 - قال الطبرانى: حدثنا المقدام بن داود، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا حبان بن واسع، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد وأبى بشير الأنصارى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلى ذات يوم بالبطحاء فمرت/ امرأة، فأشار إليها أن تأخرى، فرجعت حتى صلى بهم، ثم مرت (1) .
الثامن
6475 - قال أبو يعلى: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا عبيد الله، عن بشير بن محمد، عن عبد الله بن زيد: أنه تصدق بحائطة فأتى أبواه النبى - صلى الله عليه وسلم - فقالا: يا رسول الله إنها كانت مم وجوهنا ولم يكن لنا شىء غيرها. فدعا عبد الله فقال: «إِنَّ اللهَ قَدْ قَبِلَ صدقَتُكَ رَدَّها عَلى أَبَويْكَ» . قال: فتوارثناها بعد ذلك.
كذا أورده الحافظ أبو يعلى فى ترجمة عبد الله بد زيد الأنصارى.
_________
(1) قال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى فى الكبير، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام. مجمع الزوائد: 2/60.(5/262)
قال الحافظ أيضًا فيما رأيت بخطه فى حاشية هذا الحديث هذا هو الذى أرى النداء هذا حديثه قلت.(5/263)
وكذا الحديث التاسع
6476 - قال أبو على: حدثنا عثمان بن أبى شيبة، حدثنا حميد، حدثنا ابن أبى ليلى، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن عبد الله بن زيد المازنى. قال: كان أذان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شفع شفع مرتين مرتين وإقامته (1) .
ونقل الحافظ أيضًا عن حامد المدينى: أن هذا من حديث الذى أرى النداء لا من حديث المازنى (2) .
وعندى أن أبا يعلى ـ رحمه الله ـ قد مزج حديث كل منهما بحديث الآخر، أو كأنهما عنده واحد، ولم يفرق بينهما.
وذكر ابن الأثير من طريق شعبة، عن حبيب بن زيد، عن عباد ابن [تميم، عن] عبد الله بن زيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ ومسح أذنيه (3) .
1001 - (عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ
ابْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحارِثِ) (4)
ابن الخزرج الأنصارى الخزرجى: أبو محمد المدنى، شهد العقبة، وبدرًا، وتوفى سنة اثنين وثلاثين، وصلى عليه عثمان، وكان
_________
(1) لم أجده.
(2) لم أجده.
(3) أسد الغابة: 3/251. وما بين معكوفين استكمال منه.
(4) تقدمت مواطن ترجماته ص109 من هذا الجزء وله ترجمة أيضًا فى تهذيب التهذيب: 5/223.(5/263)
عمره يوم توفى أربعًا وستين سنةً، وهو صاحب الأذان، وحديثه فى رابع المكيين.(5/264)
6477 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق قال. وذكر محمد بن مسلم الزهرى، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن زيد بن عبدربه.
قال: لما أجمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يضرب بالناقوس يجمع للصلاة الناس، وهو له كاره لموافقته للنصارى طاف لى من الليل طائف، وأنا نائم رجل عليه ثوبان أخضران، وفى يده ناقوس يحمله، قال: فقلت: يا عبد الله أتبيع هذا الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ قلت: ندعو به إلى الصلاة. قال: أفلا أدلك على خير من ذلك؟ قال: فقلت: بلى، قال: تقول: «اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكبَرُ، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حى على الصلاة، حى على الصلاة، حى على الفلاح: حى على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» .
ثم استأخرت غير بعيد، قال: ثم تقول إذا أقمت الصلاة: «الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حى على الصلاة، حى على الفلاح، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» .
قال: فلما أصبحت أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته بما رأيت، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ هَذِهِ لَرُؤْيَا حَقّ إِنْ شَاءَ اللهُ» ، ثم أمر بالتأذين، فكان بلال مولى أبى بكر يؤذن بذلك، ويدعو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فجاءه، فدعاه ذات غداة إلى الفجر، فقيل له: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نائم، قال: فصرخ بلال بأعلى صوته: الصلاة خير من النوم.(5/264)
قال سعيد بن المسيب: فأدخلت هذه الكلمة فى التأذين إلى صلاة الفجر (1) . تفرد به من هذا الوجه.
_________
(1) من حديث عبد الله بن زيد بن عبد ربه صاحب الأذان فى المسند: 4/42.(5/265)
6478 - حدثنا زيد بن الحباب: أبو الحسين العكلى، قال: أخبرنى أبو سهل عن محمد بن عمرو، قال: أخبرنى عبد الله بن محمد بن زيد، عن عمه عبد الله بن زيد: رائى الأذان. قال: فجئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته. فقال: «أَلْقِهِ عَلَى بِلاَلٍ» فألقيته فأذن، قال: فأراد أن يقيم، فقلت: يا رسول الله أنا رأيت. أريد أن أقيم. قال: «فأَقِمْ أَنْتَ» فأقام هو وأذن بلال (1) .
6479 - حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا أبان ـ هو العطار ـ قال: حدثنا يحيى ـ يعنى ابن أبى كثير ـ، عن أبى سلمة، عن محمد بن عبد الله بن زيد: أن أباه حدثه: أنه شهد النبى - صلى الله عليه وسلم - على المنحر، ورجلاً من قريش، وهو يقسم أضاحى، فلم يصبه منها شىء ولا صاحبه، فحلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه فى ثوبه، فأعطاه، فقسم منه على رجال، وقلم أظفاره، فأعطاه صاحبه. قال: فإنه لعندنا مخضوب بالحناء والكتم ـ يعنى شعره ـ (2) .
6480 - حدثنى أبو داود الطيالسى، قال: حدثنا أبان العطار، عن يحيى بن أبى كثير: أن أبا سلمة حدثه: أن محمد بن عبد الله بن زيد أخبره عن أبيه: أنه شهد النبى - صلى الله عليه وسلم - عند المنحر هو ورجل من الأنصار، فقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحايا، فلم يصبه ولا صاحبه شىء،
_________
(1) من حديث عبد الله بن زيد بن عبد ربه صاحب الأذان فى المسند: 4/42.
(2) من حديث عبد الله بن زيد بن عبد ربه صاحب الأذان فى المسند: 4/42.(5/265)
وحلق رأسه فى ثوبه، فأعطاه، وقسم منه على رجال، وقلم أظفاره، فأعطاه صاحبه، فإن الشعر عندنا مخضوب بالحناء والكتم (1) تفرد به.
_________
(1) من حديث عبد الله بن زيد بن عبد ربه صاحب الأذان فى المسند: 4/42.(5/266)
6481 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن محمد بن إسحاق. قال: حدثنى محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه، قال: حدثنى عبد الله بن زيد. قال: لما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناقوس ليضرب به للناس فى الجمع للصلاة طاف بى وأنا نائم رجل يحمل ناقوسًا فى يده، قال: فقلت له: يا عبد الله أتبيع الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ قال: قلت: ندعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلك على خير من ذلك؟ قال: قلت: بلى، قال: / تقول: «الله أكبر الله أكبر [الله أكبر الله أكبر] ، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حى على الصلاة، حى على الصلاة، حى على الفلاح، حى على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» .
قال: ثم استأخر غير بعيد. قال: ثم تقول إذا أقمت الصلاة: «الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حى على الصلاة، حى على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله» .
فلما أصبحت أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته بما رأيت، فقال: «إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٍّ إِنْ شَاءَ اللهُ، قُمْ مَعَ بِلاَلٍ، فألقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ، فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ، فإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ» .
قال: فقمت مع بلال، فجعلت ألقيه عليه، ويؤذن به، قال: فسمع بذلك عمر بن الخطاب، وهو فى بيته، فخرج يجر رداءه(5/266)
يقول: والذى بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذى رأى، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فَلِلَّهِ الْحَمْدُ» (1) .
وهكذا رواه أبو داود، والترمذى، وابن ماجه من حديث محمد ابن إسحاق بن يسار به، وقال الترمذى: حسن صحيح.
وذكر ابن ماجه فى تمام سياقه شعرًا قاله عبد الله بن زيد قد شقته بكماله فى الأحكام (2) .
(حديث آخر عنه)
قال: كان أذان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شفعًا شفعًا فى الأذان، والإقامة.
_________
(1) من حديث عبد الله بن زيد بن عبد ربه صاحب الأذان فى المسند: 4/43. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة (باب كيف الأذان) وقال: هكذا رواية الزهرى عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن زيد، وقال: فيه ابن إسحاق عن الزهرى: الله أكبر الله أكبر. الله أكبر الله أكبر. وقال معمر فيه: الله أكبر الله أكبر. لم يثنيا. سنن أبى داود: 1/135؛ وأخرجه الترمذى فى (باب ما جاء فى بدء الأذان) : صحيح الترمذى: 1/358؛ وأخرجه ابن ماجه فى (باب بدء الأذان) وذكر فيه ثلاثة أبيات من الشعر لعبد الله بن زيد. سنن ابن ماجه: 1/232.(5/267)
6482 - رواه الترمذى عن أبى سعيد الأشج، عن عقبة بن خالد، عن ابن أبى ليلى، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عنه به (1) . /
ثم قال الترمذى: وقال وكيع: عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، قال: حدثنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -: «أَن عبد الله بن زيد رأى الأذان فى المنام» .
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى الصلاة (باب ما جاء أن الإقامة مثنى مثنى) : صحيح الترمذى: 1/370.(5/267)
وقال شعبة عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى: «أن عبد الله ابن زيد رأى الأذان فى المنام» .
قال: وابن أبى ليلى لم يسمع من عبد الله بن زيد (1) .
قلت: قد تقدم رواية أبو يعلى لهذا الحديث فى ترجمة عبد الله ابن زيد المازنى، والصواب أنه من رواية هذا، لا المازنى (2) .
(حديث آخر عنه)
أنه تصدق على أبويه، ثم توفيا، فرده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ميراثًا.
_________
(1) العبارة وقع فيها تخليط من النساخ فجاءت هكذا.
«ثم قال الترمذى: وقال وكيع، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن ابن أبى ليلى، عن عبد الله بن زيد رأى الأذان، وقال شعبة عن عمرو بن مرة، عن ابن أبى ليلى، قال: حدثنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أن عبد الله بن زيد» وصريف العبارة. صحيح الترمذى: 1/371.
(2) () يرجع إليه ص263.(5/268)
6483 - رواه النسائى فى الفرائض، عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبى هلال، عن أبى بكر بن حزم، عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الذى أرى الأذان، فذكره بهذا اللفظ (1) .
(طريق أخرى عنه، بل حديث آخر)
6484 - قال أبو يعلى: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا عبيد الله بن بشير بن محمد، عن عبد الله بن زيد: أنه تصدق بحائط فأتى أبواه النبى - صلى الله عليه وسلم - فقالا: يا رسول الله إنها كانت مم وجوهنا ولم يكن لنا شىء غيرها، فدعا عبد الله فقال: «إِنَّ اللهَ قَدْ قَبِلَ صدَقَتَكَ ورَدَّها عَلى أَبوَيكَ» ، قال: فتوارثها بعد ذلك.
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/345.(5/268)
إنما أورده أو يعلى فى ترجمة عبيد الله بن زيد المازنى، وصوابه إنه من رواية هذا والله أعلم. هذه أحاديث جمة غير حديث الأذان فليس الأمر كما نقله الحافظ الترمذى عن البخارى من أنه لم يرو عنه سوى حديث الأذان. عنه.
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ الْجُهَنِىّ) (1)
فى قتل السارق بعد الرابعة.
رواه حرام بن عثمان، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب، عنه (2) .
وصوابه: عبد الله بن بدر كما تقدم (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/249؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين. الإصابة: 3/132.
(2) قال ابن منده: فى إسناد حديثه نظر، وساق الخبر ثم قال: كذا قال حرام وخالفه غيره، المرجعان السابقان. والخبر أخرجه أبو نعيم فى الحلية، وقال: تفرد به حرام، وهو من الضعف بالمحل العظيم. الحلية: 2/6.
(3) قال السيوطى: أخرجه أبو نعيم فى الحلية وضعفه، وأبو القاسم بن بشران فى أماليه، وابن النجار عن عبد الله بن بدر الجهنى. جامع الأحاديث: 6/402.(5/269)
1002- (عَبْدُ اللهِ بْنُ سَاعِدَةَ بْنِ عَائِشِ
[ابْنِ قَيْسٍ] بْنِ زَيْد) (1)
ابن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن أوس الأنصارى الأوسى، وهو أخو عويم بن ساعدة، ولد فى حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتوفى سنة مائة.
6485 - روى عنه/ مسلم بن جندب مرفوعًا: «من كانت له غنم فليسر بها عن المدينة، فإن المدينة أقل أرض الله مطرًا» .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/253؛ والإصابة: 2/313. وقال ابن عبد البر: عبد الله بن ساعدة: أخو عويم الأنصارى مدنى. الاستيعاب: 2/385.(5/269)
رواه أبو نعيم عن عبد الله بن محمد بن جعفر، عن محمد بن عبد الله بن أسيد، عن عمرو بن مالك الراسبى، عن محمد بن سليمان ابن ميمون، عن أبى بكر ابن أبى سبرة، عن محمد بن عمرو ابن طلحة عن مسلم بن جندب به (1) .
_________
(1) المصادر الثلاثة السابقة، وقال ابن حجر: رواه البغوى والبزار، وسنده ضعيف.(5/270)
1003- (عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِم: مُخْتَلَفٌ فيهِ) (1)
6486 - ذكر أبو نعيم تعليقًا عن هشام بن عمار، عن الوليد ابن مسلم، عن قيس بن الرمز: سمعت عبادة بن نسى، عن عبد الله ابن سالم، قلت: يا رسول الله إنا نجد فى كتاب الله أمة هم الحمادون.
ثم ذكر حديثًا طويلاً، هذا لفظه (2) .
1004- (عَبْدُ اللهِ بْنُ السَّائِبِ بْنِ أَبِى السَّائِبِ) (3)
واسمه صيفى بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشى المخزومى المكى، له ولأبيه صحبة، وكان أبوه شريك النبى - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة، وكانت وفاته قبل قتل ابن الزبير، وكان شيخ أهل مكة فى القراءة، وعليه قرأ مجاهد بن جبرٍ، وغيره، حديثه فى أول المكيين.
6487 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن ابن جريجٍ، حدثنى محمد ابن عباد بن جعفر، عن عبد الله بن سفيان، عن عبد الله بن السائب:
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/253؛ والإصابة: 2/314.
(2) قوله: هذا لفظه. يعنى لفظ أبى نعيم، وهى ذات العبارة التى نقلها ابن الأثير فى أسد الغابة، وابن حجر فى الإصابة.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/254؛ والإصابة: 2/214؛ والإستيعاب: 2/380؛ والطبقات الكبرى: 5/329؛ والتاريخ الكبير: 5/8؛ وثقات ابن حبان: 3/215.(5/270)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى يوم الفتح، فوضع نعليه عن يساره. قال: سمعت هذا الحديث من أبى ثلاث مرات (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن السائب فى المسند: 3/410. والخبر أخرجه أبو داود والنسائى وابن ماجه كما فى تحفة الأشراف: 4/347.(5/271)
6488 - حدثنا عبد الرزاق، وروح. قالا: حدثنا ابن جريجٍ ـ وأبو بكر قال: أنبأنا ابن جريجٍ ـ، أخبرنى يحيى بن عبيد: مولى (1) السائب: أن أباه أخبره: أن عبد الله بن السائب أخبره: أنه سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - قال ـ فيما بين ركن بنى جمحٍ، والركن الأسود ـ: «رَبَّنَا آتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» (2) .
6489 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، أخبرنى يحيى ابن عبيد، عن أبيه، عن عبد الله بن السائب: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ـ بين الركن اليمانى والحجر ـ: «رَبَّنَا آتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» .
وقال عبد الرزاق، وابن بكر، وروح فى هذا الحديث: إنه سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول ـ فيما بين ركن بنى جمحٍ، والركن الأسود ـ: «رَبَّنَا آتِنَا» (3) . /
6490 - حدثنا أبو داود الطيالسى، حدثنا محمد بن مسلم بن
_________
(1) فى المخطوطة: «يحيى بن عبيد الله» . وما أثبتناه من المسند.
وهو يحيى بن عبيد المكى مولى السائب المخزومى. روى عن أبيه وعنه ابن جريج وواصل: مولى ابن عيينة. تهذيب التهذيب: 11/254.
(2) من حديث عبد الله بن السائب فى المسند: 3/411. والخبر أخرجه أبو داود فى المناسك (باب الدعاء عند الطواف) : سنن أبى داود: 2/179؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/347.
(3) من حديث عبد الله بن السائب فى المسند: 3/411.(5/271)
أبى الوضاح (1) ، عن عبد الكريم الجزرى، عن عبد الله بن السائب. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى قبل الظهر بعد زوال أربعًا، ويقول: «إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ، فأُحِبُّ أَنْ أُقَدِّمَ فِيهَا عَمَلاً صَالِحًا» (2) .
_________
(1) فى المسند: «مسلم بن أبى الوضاح» ، وفى المخطوطة: «محمد بن مسلم بن أبى الصباح» : وصوابه: محمد بن مسلم بن أبى الوضاح، واسمه المثنى القضاعى: أبو سعيد المؤدب الجزرى، روى عن عبد الكريم بن مالك الجزرى وغيره. تهذيب التهذيب: 9/453.
(2) من حديث عبد الله بن السائب فى المسند: 3/411.
والخبر أخرجه الترمذى فى (باب ما جاء فى الصلاة عند الزوال) : صحيح الترمذى: 2/342؛ والنسائى كما فى تحفة الأشراف: 4/348.(5/272)
6491 - حدثنا وكيع، أنبأنا ابن جريج، عن محمد بن عباد المخزومى، عن عبد الله بن السائب: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - افتتح الصلاة عام الفتح (1) فى الفجر، فقرأ بسورة المؤمنين، فلما بلغ ذكر موسى وهارون أصابته سعلة فركع (2) .
6492 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن السائب بن عمر: حدثنى محمد بن عبد الله بن السائب: أن عبد الله بن السائب كان يعود ابن عباس عند الشقة الثالثة مما يلى الباب، مما يلى الحجر، فقلت ـ يعنى القائل ابن عباس لعبد الله بن السائب ـ: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم ههنا؟ أو يصلى ههنا؟ فيقول: نعم، فيقوم ابن عباسٍ فيصلى (3) .
_________
(1) لفظ المسند: «يوم الفتح» وهو أشبه.
(2) من حديث عبد الله بن السائب فى المسند: 3/411.
(3) من حديث عبد الله بن السائب فى المسند: 3/410.
والخبر أخرجه أبو داود فى المناسك (باب الملتزم) : سنن أبى داود: 2/181؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/348.(5/272)
6493 - حدثنا حجاج، قال: قال ابن جريجٍ: سمعت محمد ابن عباد بن جعفر، قال: أخبرنى أبو سلمة بن سفيان، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله ابن المسيب (1) العابدى، عن عبد الله بن السائب: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - صلى الصبح بمكة. قال: فافتتح بسورة المؤمنين، فلما انتهى إلى ذكر موسى [وهارون،] أو ذكر عيسىـ محمد بن عباد يشك، أو اختلفوا عليه ـ أخذت النبى - صلى الله عليه وسلم - سعلة، فركع، قال: وابن السائب حاضر ذلك (2) .
6494 - حدثنا عبد الرزاق، وروح. قالا: حدثنا ابن جريج (3) ، سمعت محمد بن عباد بن جعفر يقول: أخبرنى أبو سلمة ابن سفيان، وعبد الله بن عمر.
وقال روح: ابن العاص، وعبد الله بن المسيب العابدى، عن عبد الله بن السائب. قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح بمكة، فاستفتح بسورة المؤمنين، حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون، أو ذكر عيسى ـ قال روح: محمد بن عباد يشك، واختلفوا عليه ـ أخذت النبى - صلى الله عليه وسلم - سعلة فحذف، فركع. قال: وعبد الله بن السائب حاضر ذلك (4) .
6495 - حدثنا هوذة بن خليفة، أنبأنا ابن جريج. قال: محمد ابن عباد بن جعفر، حدثنى حديثًا رفعة إلى أبى سلمة بن سفيان، وعبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن السائب. قال: حضرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح، وصلى فى قبل الكعبة، فخلع نعلية فوضعهما/ عن
_________
(1) فى المخطوطة: «السائب» والتصويب من المسند.
(2) من حديث عبد الله بن السائب فى المسند: 3/411.
(3) فى المخطوطة: «محمد بن جريج» والتصويب من المسند واسمه: عبد الملك ابن عبد العزيز بن جريج. تهذيب التهذيب: 2/288.
(4) من حديث عبد الله بن السائب فى المسند: 3/411.(5/273)
يساره، ثم استفتح سورة المؤمنين، فلما جاء ذكر عيسى، أو موسى أخذته سعلة فركع (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن السائب فى المسند: 3/411.(5/274)
6496 - حدثنا روح، حدثنا ابن جريجٍ، سمعت محمد بن عباد بن جعفر، قال: أخبرنى أبو سلمة بن سفيان، وعبد الله بن عمرو ابن العاص، وعبد الله بن المسيب العابدى، عن عبد الله بن السائب. قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح، فاستفتح سورة المؤمنين حتى [إذا] جاء ذكر موسى وهارون، أو ذكر عيسى ـ محمد ابن عباد شك اختلفوا عليه ـ أخذت النبى - صلى الله عليه وسلم - سعلة، فحذف، فركع. قال: وابن السائب حاضر ذلك (1) .
(حديث آخر عنه)
6497 - رواه أبو داود، والنسائى، وابن ماجه من طريق الفضل بن موسى السينانى (2) ، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن السائب. قال: شهدت العيد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما
_________
(1) من حديث عبد الله بن السائب فى المسند: 3/411.
وحديث السعلة أخرجه البخارى تعليقًا قال: ويذكر عن عبد الله بن السائب: «قرأ النبى - صلى الله عليه وسلم - إلخ» أخرجه فىالصلاة (باب الجمع بين السورتين فى الركعة) : فتح البارى: 2/255؛ ووصله مسلم أخرجه عن هارون بن عبد الله عن حجاج بن محمد عن ابن جريج، ومن طرق أخرى عن عبد الله بن السائب فى الصلاة (باب القراءة فى الصبح) : مسلم بشرح النووى: 2/98؛ وأخرجه أبو داود فى (باب الصلاة فى النعل) : سنن ابى داود: 1/175؛ والنسائى فى (باب قراءة بعض السورة) : المجتبى: 2/137؛ وابن ماجه فى (باب القراءة فى صلاة الفجر) : سنن ابن ماجه: 1/269. ولعل تخريج الحديث عندهم قد سقط من النساخ، والله أعلم.
(2) فى المخطوطة: «الشيبانى» وما أثبتناه من المراجع وهو الفضل بن موسى السينانى بكسر السين المهملة ثم تحتانية ثم لونين بينهما ألف نسبة إلى سينان قرية من خراسان. تهذيب التهذيب: 8/286.(5/274)
قضى الصلاة قال: «إِنًا نَخْطُبُ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَجْلِسَ لِلْخطبة فَلْيَجْلِسْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَذْهَبَ فَلْيَذْهَبْ» .
قال النسائى: الصواب أنه مرسل (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة (باب الجلوس للخطبة) : سنن أبى داود: 1/300. وقال: هذا مرسل عن عطاء عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، وأخرجه النسائى فى (باب التخيير بين الجلوس فى الخطبة للعيدين) : المجتبى: 3/151؛ وابن ماجه فى (باب ما جاء فى انتظار الخطبة بعد الصلاة) : سنن ابن ماجه: 1/410؛ ويرجع إلى قول النسائى فى تحفة الأشراف: 4/347.(5/275)
6498 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، حدثنا محمد بن عمران بن أبى ليلى، حدثنا أبى، عن ابن أبى ليلى، عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن عبد الله بن السائب. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صَلاَةُ الْجَالِس عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاَةِ الْقَائِمِ» (1) .
(حديث آخر عنه)
6499 - رواه الطبرانى من طريق الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن السائب. قال: أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم - لأبايعه، فقلت: يا رسول الله أتعرفنى؟ قال: «نَعَمْ أَلَمْ تَكُنْ شَرِيكِى مَرَّةً، فَوَجَدْتُكَ خَيْرَ شَرِيكٍ لاَ تُدَارِى، وَلاَ تُمَارِى» (2) .
(حديث آخر عنه)
6500 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل،
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه عبد الكريم بن أبى المخارق، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/149.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 9/409. وفيه من الاختلاف قوله: «ألم تكن شريكاً لى» .(5/275)
حدثنا سعيد بن محمد الجرمى، حدثنا معن بن عيسى، حدثنا عبد الله ابن المؤمل، عن أبيه، عن عبد الله بن السائب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية أخبره [عثمان] : أن سهيلاً أرسله قومه إليه يصالحوه على أن يرجع عنهم هذا العام، ويخلوها قابلاً ثلاثًا، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - ـ حين قيل: سهيل ـ: «سُهَيْلٌ قَدْ سَهُلَ أَمْرُكُمْ» (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه مؤمل بن وهب المخزومى، تفرد عنه ابنه عبد الله، وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 6/146، وما بين معكوفين استكمال منه.(5/276)
6501 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عقبة الشيبانى، حدثنا الحسن بن على الحلوانى، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا أبو معشر، عن سعيد المقبرى، عن عبد الله بن السائب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «قَدِّمُوا قُرَيْشًا وَلاَ تَقَدَّمُوهَا، / وَتَعَلَّمُوا مِنْ قُرَيْشٍ وَلاَ تُعَالِمُوهَا، وَلَوْلاَ أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ لأَخْبَرْتُهَا بِمَا لِخِيَارِهَا عِنْدَ اللهِ» (1) .
1005- (عَبْدُ اللهِ بْنُ سَبْرَةَ) (2)
6502 - قال البزار: حدثنا نهار بن عثمان، حدثنا معتمر بن سليمان، حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنى مسلم بن عبد الله بن سبرة، عن أبيه: أنه سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال.
_________
(1) الخبر أورده السيوطى فى الجامع الصغير من حديث عبد الله بن السائب، وعزاه إلى الطبرانى، ورمز له بالصحة، وقال المناوى: أبو معشر قالوا: ضعيف. فيض القدير: 4/512.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/255؛ والإصابة: 2/315؛ والإستيعاب: 2/384؛ والتاريخ الكبير: 5/27.(5/276)
ثم قال: لا نعرف له غير هذا الحديث (1) .
وقال ابن الأثير: هو جهنى عداده فى أهل البصرة، وفرق بينه، وبين عبد الله ابن سبرة: مجهول، ذكره ابن أبى خيثمة فى الصحابة.
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط والكبير، والبزار، وفيه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف جدًا. مجمع الزوائد: 1/157. ولفظه عنده: «إن الله ينهاكم عن ثلاث ... . إلخ» . وأخرجه البخارى فى الكبير ولم يعقب عليه: 5/27.(5/277)
6503 - روى أبو نعيم عن أبى عمرو بن عثمان، عن الحسن ابن سفيان، عن واقد بن زهير، عن الحوطى، عن إسماعيل بن عباس، عن محمد بن مهاجر، عن محمد بن سعد، عن عبد الله بن سبرة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ زَمَانَةٌ تَمْنَعُهُ مِمَّا يَصِلُ إِلَيْه الأَصِحَّاءُ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ مُسَدَّدًا إلا كانت كفارة لذنوبه وكان عمله بعد تفضلاً» (1) .
1006- (عَبْدُ اللهِ بْنُ سُرَاقَةَ بْنِ الْمُعْتَمِرِ) (2)
ابن أنس بن أذاة بن رزاح بن عدى بن كعب بن لؤى القرشى العدوى. شهد هو وأخوه عمرو بن سراقة بدرًا.
6504 - روى أحمد، عن روح (3) ، عن شعبة، عن عبد الحميد صاحب الزيادى (4) ، عن عبد الله بن الحارث، عن رجل من
_________
(1) الخبر أخرجه الحسن بن سفيان من حديث عبد الله بن سيرة كما فى الجامع الكبير للسيوطى: جامع الأحاديث: 5/715؛ كما يراجع أسد الغابة والإصابة فى ترجمة عبد الله بن سيرة الهمدانى.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/255؛ والإصابة: 2/315؛ والإستيعاب: 2/375.
(3) غير واضحة بالأصول، وما أثبتناه من المسند.
(4) هو عبد الحميد بن دينار، هو ابن كرديد، وقيل ابن واصل البصرى صاحب الزيادى، ومنهم من جعلهما اثنين. تهذيب التهذيب: 6/114.(5/277)
أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يتسحر، فقال:» إنه بركة أعطاكموها الله، فلا تدعوها» (1) .
_________
(1) من أحاديث رجال من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - فى المسند: 5/370.(5/278)
6505 - وروى عمران القطان، عن قتادة، عن عقبة بن وساج، عن عبد الله بن سراقة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِالْمَاءِ» (1) .
1007- (عَبْدُ اللهِ بْنُ سَرْجِسَ الْمُزَنِىُّ) (2)
حليف بنى مخزوم، سكن البصرة، وحديثه فى ثالث البصريين، - رضي الله عنه -.
6506 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن عاصم بن سليمان، عن عبد الله بن سرجس. قال: ترون هذا الشيخ ـ يعنى نفسه ـ كلمت نبى الله - صلى الله عليه وسلم -، وأكلت معه، ورأيت العلامة التى بين كتفيه، وهى فى طرف نغض (3) كتفه اليسرى، كأنه جمع (4) ـ يعنى
_________
(1) الخبر أخرجه ابن عساكر عن عبد الله بن سراقة، ورمز له السيوطى بالضعف. الجامع الصغير مع فيض القدير: 3/244؛ وأخرجه أبو يعلى من حديث أنس وفيه راوٍ ضعيف كما فى مجمع الزوائد: 3/150.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/256؛ والإصابة: 2/315؛ والإستيعاب: 3/384؛ والطبقات الكبرى: 7/40؛ والتاريخ الكبير: 5/17؛ وثقات ابن حبان: 3/230؛ وتهذيب التهذيب: 5/232.
(3) النَّغْضُ، والنُّغْضُ، والنَّاغِضُ: أعلى الكتف، وقيل هو العظم الرقيق الذى على طرفه. النهاية: 4/160.
(4) كأنه جُمْعٌ: يريد مثل جمع الكف، وهو أن يجمع الأصابع ويضمها، يقال: ضربه بجمع كفه بضم الجيم. النهاية: 1/176.(5/278)
الكف المجتمع ـ، وقال بيده، فقبضها عليه خيلان (1) / كهيئة الثآليل (2) .
_________
(1) خيلانٌ: جمع خال وهو الشامة فى الجسد: والثآليل: جمع ثؤلول وهو هذه الحبة التى تظهر فى الجلد كالحمصة فما دونها. النهاية: 1/124، 2/9.
(2) من حديث عبد الله بن سرجس فى المسند: 5/82.(5/279)
6507 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن عاصم، عن عبد الله بن سرجس، قال: كان النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج مسافرًا يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ (1) السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ (2) ، وَدَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، وَسُوءَ المَنْظَرِ فِى الأَهْلِ وَالْمَالِ» (3) .
6508 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا عاصم بالكوفة، فلم أكتبه، فسمعت شعبة يحدث به، فعرفته، عن عاصم، عن عبد الله بن سرجس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سافر قال:: «اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، وَسُوءَ المَنْظَرِ فِى الأَهْلِ وَالْمَالِ» (4) .
6509 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عاصم، عن عبد الله بن سرجس. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر قال: «اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ،
_________
(1) وعثاء السفر: شدته ومشقته، وأصله من الوعث، وهو الرمل والمشى فيه يشتد على صاحبه، ويشق، يقال: رمل أوعث ورملة وعثاء. النهاية: 4/221.
(2) الحور بعد الكور: أى من النقصان بعد الزيادة، وقيل من فساد أمورنا بعد صلاحها، وقيل من الرجوع عن الجماعة بعد أن كنا منهم، وأصله من نقض العمامة بعد لفها. النهاية: 1/269.
(3) من حديث عبد الله بن سرجس فى المسند: 5/82.
(4) من حديث عبد الله بن سرجس فى المسند: 5/82.(5/279)
وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، وَسُوءَ المَنْظَرِ فِى الأَهْلِ وَالْمَالِ» (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن سرجس فى المسند: 5/82.(5/280)
6510 - حدثنا أبو سعيد، حدثنا ثابت، حدثنا عاصم، عن عبد الله بن سرجس: أنه رأى الخاتم الذى بين كتفى النبى - صلى الله عليه وسلم -، وقد رأى النبى - صلى الله عليه وسلم -، ولم يكن له صحبة (1) .
6511 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس ـ قال عاصم، وقد كان رأى النبى - صلى الله عليه وسلم - ـ كان إذا خرج فى سفر قال: «اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، وَسُوءَ المَنْظَرِ فِى الْمَالِ والأَهْلِ» ، وإذا رجع قال مثلها، إلا أنه يقول: «وَسُوءَ المَنْظَرِ فِى الأَهْلِ وَالْمَالِ» يبدأ بالأهل (2) .
6512 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس. قال: أقيمت الصلاة ـ صلاة الصبح ـ فرأى النبى - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يصلى ركعتى الفجر [فقال له:] «بِأَىِّ صَلاَتِكِ احْتَسَبْتَ؟ بِصَلاَتِكَ وَحْدَكَ أَوْ صَلاَتِكَ [التى صليت] معنا» (3) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن سرجس فى المسند: 5/82.
(2) من حديث عبد الله بن سرجس فى المسند: 5/82.
(3) من حديث عبد الله بن سرجس فى المسند: 5/82. وما بين معكوفات استكمال منه. والخبر أخرجه مسلم وأبو داود والنسائى وابن ماجه فى الصلاة من طريق عاصم الأحول عن عبد الله ابن سرجس: مسلم من عدة طرق عنه (باب كراهية الشروع فى نافلة بعد شروع المؤذن فى الإقامة) : مسلم بشرح النووى: 2/363؛ وأخرجه أبو داود (باب إذا أدرك الإمام ولم يصل ركعتى الفجر) : سنن أبى داود: 2/22؛ والنسائى فى (باب فيمن يصلى ركعتى الفجر والإمام فى الصلاة) : المجتبى: 2/90؛ وابن ماجه فى (باب ما جاء فى إذا أقيمت الصلاة فى صلاة إلا المكتوبة) : سنن ابن ماجه: 1/364.(5/280)
6513 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول. قال: سمعت عبد الله بن سرجس. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأكلت معه من طعامه، فقلت: غفر الله [لك يا] رسول الله، فقلت: استغفر لك، [قال] شعبة أو قال له رجل، قال: «نعم ولكم» ، وقرأ: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات} (1) ، ثم نظرت إلى نغض كتفه الأيمن، أو كتفه الأيسر ـ شعبة الذى يشك ـ فإذا كهيئة الجمع عليه الثآليل (2) . /
6514 - حدثنا بكر بن عيسى: أبو بشر الراسبى، حدثنا ثابت: أبو زيد القيسى، عن عاصم الأحول: أنه قال: قد رأى عبد الله بن سرجس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير أنه لم تكن له صحبة (3) .
6515 - حدثنا هاشم بن القاسم، وأسود بن عامر، قالا: حدثنا شريك، عن عاصم، عن عبد الله بن سرجس. قال: رأيت النبى - صلى الله عليه وسلم - ودخلت عليه، وأكلت من طعامه، وشربت من شرابه، ورأيت خاتم النبوة، قال هاشم: فى نغض كتفه اليسرى كأنه جمع فيه خيلان سود كأنها الثآليل (4) .
6516 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن عبد الله بن سرجس: أنه ـ كان رأى النبى - صلى الله عليه وسلم - ـ كان
_________
(1) الآية19 سورة محمد.
(2) من حديث عبد الله بن سرجس فى المسند: 5/82. وما بين معكوفات استكمال منه. والخبر أخرجه مسلم والترمذى والنسائى من طريق عاصم عنه: مسلم فى الفضائل (باب إثبات خاتم النبوة وصفته) : مسلم بشرح النووى: 5/195؛ وأخرجه الترمذى فى الشمائل ليس فيه حديث الطعام. المختصر فى الشمائل المحمدية: ص58؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى وفى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/349.
(3) من حديث عبد الله بن سرجس فى المسند: 5/82.
(4) من حديث عبد الله بن سرجس فى المسند: 5/82.(5/281)
إذا سافر قال: «اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِى السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِى الأَهْلِ اللَّهُمَّ اصْحَبْنَا فِى سَفَرِنَا، وَاخْلُفْنَا فِى أَهْلِنَا، اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، وَسُوءَ المَنْظَرِ فِى الأَهْلِ والْمَالِ» .
قال وسئل عاصم عن الحور بعد الكور قال: حار بعد ما كان (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن سرجس فى المسند: 5/82.
والخبر أخرجه مسلم والترمذى والنسائى وابن ماجه من حديث عاصم الأحول عنه: مسلم فى الحج (باب استحباب الذكر إذا ركب دابته لسفر) : مسلم بشرح النووى: 3/491؛ وأخرجه الترمذى فى الدعوات (باب ما يقول إذا خرج مسافرًا) : صحيح الترمذى: 5/497؛ وأخرجه النسائى فى الاستعاذة (باب الاستعاذة من الحور بعد الكور) وفى (الاستعاذة من دعوة المظلوم) : المجتبى: 8/239، 240؛ وابن ماجه فى الدعاء (باب ما يدعو به الرجل إذا سافر) : سنن ابن ماجه: 2/1279.(5/282)
6517 - حدثنا معاذ بن هشام، حدثنى أبى، عن قتادة، عن عبد الله بن سرجس: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ يَبُولَنَّ أَحَدُكُم فِى الْجُحْرِ، وَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ، فَإِنَّ الْفَأْرَةَ تَأْخُذُ الفَتِيلَةَ فَتَحْرِقُ أَهْلَ الْبَيْتِ، وأَوْكُوا (1) الأَسْقِيَةَ، وَخَمِّرُوا (2) الشَّرَابَ، وَغَلِّقُوا الأَبْوَابَ بِاللَّيْلِ» .
قالوا لقتادة: ما يكره من البول فى الجحر؟ قال: يقال إنها مساكن الجن (3) .
_________
(1) الوكاء: الخيط الذى تشد به الصرة والكيس وغيرهما، وأوكو الأسقية: أى شدوا رءوسها بالوكلاء لئلا يدخلها حيوان أو يسقط فيها شىء. النهاية: 4/228.
(2) خمروا الشراب: التخمير التغطية. النهاية: 1/320.
(3) من حديث عبد الله بن سرجس فى المسند: 5/42.
والخبر أخرجه أبو داود فى الطهارة (باب النهى عن البول فى الحجر) : سنن أبى داود: 1/8؛ والنسائى فى (باب كراهية البول فى الحجر) : المجتبى: 1/32، واقتصروا على البول فى الحجر.(5/282)
(أحاديث آخر عنه)(5/283)
الأول: الترمذى فى البر:
6518 - حدثنا نصر بن على، حدثنا نوح بن قيس، عن عبد الله بن عمران، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «السَّمْتُ (1) الْحَسَنُ، وَالتَؤدةُ وَالاِقْتِصَادُ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ» .
ثم قال حسن غريب (2) .
الثانى
6519 - قال النسائى فى عشرة النساء: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقى، حدثنا عمرو بن أبى سلمة، عن صدقة بن عبد الله، عن زهير بن محمد، عن عاصم، عن عبد الله بن سرجس، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: «إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ، فَلْيُلْقِ عَلَى عَجُزِهِ وَعَجُزِهَا شَيْئًا، وَلاَ يَتَجَرَّدَانِ تَجَرَدَ الْعَيْرَيْنِ» .
ثم قال: وهذا حديث منكر وصدقة يضعف، وأنا أخرجته لئلا يجعل عمرو عن زهير، وزهير يرويه عن ابن جريج عن عاصم (3) .
قلت: قد رواه الطبرانى من طريق عباد بن كثير، عن عاصم الأحول مثله، فهذا متابع لزهير بن محمد، والله أعلم (4) . /
_________
(1) السمت: حسن الهيئة والمنظر فى الدين، وليس من الحسن والجمال وقيل هو الطريق، يقال الزم هذا السمت، وفلان حسن السمت أى حسن القصد. النهاية: 2/179.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى البر والصلة (باب ما جاء فى التأنى والعجلة) : صحيح الترمذى: 4/366.
(3) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/350.
(4) الخبر رمز السيوطى لحسنه، لابن مسعود، عبد الله بن سرجس وأبى أمامة، وعقب الهيثمى على تحسينه فنقل عن الهيثمى: فيه عقير بن معدان، وهو ضعيف، ورمز المؤلف لحسنه إنما هو لاعتضاده، وتقويه بكثرة طرقه، وإلا فقد جزم الحافظ العراقى بضعف أسانيده وفى تعليقات الجامع الكبير: يقال إن الشافعى قال: الحديث لم يثبت. فيض القدير: 1/239؛ وجمع الجوامع: 1/353.(5/283)
الثالث
6520 - قال ابن ماجه: حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا معلى بن أسد، عن عبد العزيز بن المختار، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس. قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يغتسل الرجل بفضل وضوء المرأة، والمرأة بفضل الرجل، ولكن يشرعان جميعًا.
ثم قال: وهذا وهم ـ يعنى أن الصواب حديث عاصم، عن أبى حاجب، عن الحكم بن عمرو (1) .
(حديث آخر، وهو الرابع)
6521 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن داود المكى، حدثنا إبراهيم بن زكريا، عن عبد الوارث، عن عاصم، عن عبد الله بن سرجس. قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً جالسًا فى المسجد، والناس يصلون، فقال: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فِى بَيْتِهِ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَالْقَوْمُ يُصَلُّونَ، فَلْيُصَلِّ مَعَهُمْ تَكُونُ لَهُ نَافِلَة» (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الطهارة (باب النهى عن ذلك) فقد كان الباب قبله (باب الرخصة بفضل وضوء المرأة) وقد أورد فى باب النهى حديثين:
الأول: عن طريق عاصم عن أبى حاجب عن الحكم بن عمرو: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يتوضأ الرجل بفضل وضوء المرأة.
الثانى: حديث ابن سرجس الذى أورده المصنف وقال أبو عبد الله بن ماجه: الصحيح الأول والثانى وهم، فاختصر ابن كثير العبارة. سنن ابن ماجه: 1/132؛ ويراجع فى هذا مسند أبى يعلى: 3/132.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه إبراهيم بن زكريا، فإن كان هو العجلى الواسطى فهو ضعيف، وإن كان غيره فلم أعرفه. مجمع الزوائد: 2/44؛ ويراجع الميزان: 1/31.(5/284)
الخامس
6522 - قال الطبرانى: حدثنا الحسين بن السميدع، حدثنا موسى بن أيوب النصبى، حدثنا يحيى بن سعيد العطار، حدثنا المثنى بن بكر، عن عاصم، عن عبد الله بن سرجس. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) ، فقلت: ما الشىء الذى لا يحل منعه؟ قال: «الْمِلْحُ» ، قلت: ثم ماذا؟ قال: «الْمَاءُ وَالنَّارُ» (2) .
السادس
6523 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن زكريا، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا سعيد بن مسلم، حدثنى مسلم بن أبى مريم، عن عبد الله بن سرجس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى يومًا وعليه نمرة، فقال لرجل من أصحابه: «أَعْطِنِى نَمِرَتَكَ، وَخُذْ نَمِرَتِى» . قال: يا رسول الله نمرتك أجود من نمرتى. قال: «أَجَلَ وَلَكِنْ فِيهَا خَطٌّ أَحْمَرُ وَخَشِيتُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا فَتَفْتِنَنِى عَنْ صَلاَتِى» (3) .
ثم رواه النسائى عن إسحاق بن راهويه، عن أبى قرة: موسى بن طارق،
عن ابن جريج، عن مسلم بن أبى مريم، عن عبد الله بن سرجس، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مثله (4) .
_________
(1) عند الهيثمى زيادة قوله: «فدخلت بين قميصه وجلده، فقبلت منه موضع الخاتم» .
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط والكبير، وفيه يحيى بن سعيد العطار متروك. مجمع الزوائد: 4/124.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط، ورجاله رجال الصحيح، خلا موسى بن طارق، وهو ثقة. مجمع الزوائد: 5/136. نقول: رواية المصنف هنا ليس فيها موسى، وقال البخارى: مسلم بن أبى مريم هذا غريب الحديث ليس له كبير حديث. التاريخ الكبير: 7/273.
(4) لم أعثر عليه عند النسائى، ولعله الطبرانى، وأشار إليه الطبرانى فى الخبر السابق، ويراجع تحفة الأشراف: 4/348.(5/285)
1008- (عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ الأَنْصَارِىُّ الْحَرامىّ) (1)
ويقال إنه قرشى، وإنه شهد القادسية، وكان مقدم الجيش، حديثه فى سادس الكوفيين، وسابع المكيين.
6524 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن معاوية بن صالح، عن العلاء ـ يعنى ابن الحارث ـ، عن حرام بن حكيم، عن عمه: عبد الله بن سعد: أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عما يوجب الغسل، وعن الماء يكون بعد الماء، وعن الصلاة فى بيتى، وعن الصلاة فى المسجد، وعن مؤاكلة الحائض، فقال: / «إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحِى
مِنَ الْحَقِّ: أَمَّا أَنَا إِذَا فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا» ـ فذكر الغسل ـ. قال: «أَتَوَضَّأُ
وُضُوئِى لِلصَّلاَةِ. أَغْسِلُ فَرْجِى» ، ثم ذكر الغسل: «وَأَمَّا الْمَاءُ يَكُونُ بَعْدَ
الْمَاءِ، فَذَلِكَ الْمَذْىُ، وكُلُّ فَحْلٍ يُمْذِى، فأَغْسِلُ مِنْ ذَلِكَ فَرْجِى، وَأَتَوَضَّأُ،
وَأَمَّا الصَّلاَةُ فِى الْمَسْجِدِ، وَالصَّلاَةُ فِى بَيْتِى، فَقَدْ تَرَى مَا أَقْرَبَ بَيْتِى مِنَ
الْمَسْجِدِ، وَلأَنْ أُصَلِّى فِى بَيْتِى أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّى فِى الْمَسْجِدِ إِلاَّ أَنْ
تَكْونَ صَلاَةً مَكْتُوبَةً، وَأَمَّا مُؤَاكَلَةُ الْحَائِضِ فآكِلْها» (2) .
6525 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا معاوية بن صالح، عن العلاء ابن الحارث، عن حرام بن معاوية، عن عمه:
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/258؛ والإصابة: 2/318؛ والإستيعاب: 2/378؛ والتاريخ الكبير: 5/28؛ وتهذيب التهذيب: 5/235.
(2) من حديث عبد الله بن سعد فى المسند: 4/342.
والجزء الخاص بالصلاة فى البيت أخرجه الترمذى فى الشمائل كما فى تحفة الأشراف: 4/352؛ وأخرجه ابن ماجه فى الصلاة (باب ما جاء فى التطوع فى البيت) : سنن ابن ماجه: 1/439؛ وفى الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. والجزء الخاص بما يوجب الغسل والمذى أخرجه أبو داود (باب فى المذى) : سنن أبى داود: 1/54، 55.(5/286)
عبد الله بن سعد. قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مؤاكلة الحائض، فقال: «آكِلْهَا» (1) .
روى هذا الحديث أبو داود، والترمذى وحسنه، وابن ماجه مرفوعًا من الوجوه التى رمزنا لهم، وقد جمعه الإمام أحمد فى روايته، وساقه بأتم بيان ـ رحمه الله- (2) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن سعد فى المسند: 4/342، 5/293.
(2) الخبر أخرجوه فى الطهارة: أبو داود فى (باب فى المذى) : سنن أبى داود: 1/55؛ والترمذى فى (باب ما جاء فى مؤاكلة الحائض وسؤرها) : صحيح الترمذى: 1/240 وقال: حسن غريب؛ وابن ماجه فى (باب فى مؤاكلة الحائض) : سنن ابن ماجه: 1/213.(5/287)
1009- (عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ الأَزْدِىّ: شامى) (1)
6526 - قال أبو بكر بن أبى عاصم، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا
بقية، عن بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن سعد: أنه قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ أَعْطَانِى فَارِسَ، وَأَبْنَاءهُم، وَنِسَاءهُمْ، وَسِلاَحَهُمْ، وَأَمْوَالَهُم، وَأَعْطَانِى الرُّومَ، وَنِسَاءهُمْ، وَأَبْنَاءهُم وَسِلاَحَهُمْ، وَأَمْوَالَهُم، وَأَمَدَّنِى بِحِمْيَرَ» .
وقد ذكر ابن الأثير هذا الحديث فى ترجمة هذا، وفى ترجمة الذى قبله، وإنما ذكره أبو نعيم فى ترجمة الأنصارى: عم حرام، فالله أعلم (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/257. وأدمجه ابن حجر فى عبد الله بن سعد الأنصارى فى ترجمة واحدة: الإصابة: 2/318. وفرقهما ابن عبد البر: الإستيعاب: 2/.
(2) يراجع أسد الغابة: 3/257، 258. وأخرج البخارى فى التاريخ هذا الخبر وخبر كل فحل يمذى فى ترجمة عبد الله بن سعد مطلقًا. التاريخ الكبير: 5/28، وقال ابن حجر ـ تعقيبًا على صنيع البخارى ـ: وكذا صنع ابن أبى حاتم، وأبو زرعة الدمشقى، وعبد الصمد بن سعيد، وابن منده وابن سميع (وغابر بينهما ابن عبد البر) والذى يظهر أنهما واحد ـ يعنى الأنصارى والأزدى ـ الإصابة؛ 2/318.(5/287)
1010- (عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ الأَسْلَمىّ: مَدِنِىّ) (1)
6527 - روى حديثه الواقدى، عن هشام، عن عاصم الأسلمى، عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ مَا لاَ تُطْوَى بِالنَّهَارِ» (2) .
1011- (عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ بْنِ خَيْثَمَةَ بْنِ مَالِكٍ) (3)
ابن الحارث بن النحاط بن كعب من بنى عمرو بن عوف.
6528 - قال الطبرانى: حدثنا يحيى بن عثمان، حدثنا نعيم، حدثنا ابن المبارك، عن رباح بن عوف، عن رباح بن أبى معروف، عن المغيرة بن أبى حكيم. قال: كنا جلوسًا مع عبد الله بن سعد بن خيثمة إذ جاء رجل فطاف بالبيت، فركع ركعتين بفناء البيت، فلما فرغ/ قام فالتزم البيت. فقال: هذا مما أحدثتم لم نكن نفعله، ثم قال: ما رضى حتى يضربها باسته.
ثم جاء رجل فلما بلغ باب المسجد رفع يديه فاستقبل البيت كأنه يدعو، فقال: هذا مما أحدثتم، لم نكن نفعله، فسألت عبد الله بن سعد بن خيثمة: أشهدت أحدًا، قال: نعم، والعقبة وأنا رديف أبى (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/257؛ والإصابة: 2/318؛ والإستيعاب: 2/378.
(2) الخبر أخرجه ابن عبد البر. المراجع السابقة.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/258؛ والإصابة: 2/316؛ والاستيعاب: 2/374.
(4) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، ورجاله موثقون. مجمع الزوائد: 3/246. وفيه من الخلاف قوله: «شهدت بدرًا ـ وقوله: وأنا مع أبى» .(5/288)
1012- فأَمَّا (عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ بْنِ أَبِى سَرّحٍ) (1)
ابن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤى: أبو يحيى العامرى، فهو من قريش [الظواهر، وليس من قريش] (2) البطاح، وهو أخو عثمان بن عفان لأمه، أسلم قبل الفتح، وهاجر، وكتب الوحى، ثم ارتد، وهو ممن أهدر دمه يوم الفتح، ولكن بادر بتوبته، وشفع له عثمان بن عفان، فقبل منه، وحسن إسلامه، واستنابه عثمان على بلاد مصر، وعزل عنها عمرو بن العاص، وقد فتح عبد الله بن سعد بلاد إفريقية، وقتل ملك البربر، وكان ذلك فتحًا عظيمًا، وغزا غزوة الصوارى، وكانت هائلةً جدًا كما بسطنا ذلك كله فى التاريخ (3) ، وكانت وفاته وهو ساجد فى الثانية من صلاة الصبح سنة ست أو سبعٍ وثلاثين، بعد مقتل عثمان بن عفان، وقيل: إنه تأخر إلى سنة تسعٍ وخمسين، والأول أصح، وكان من العقلاء الكرماء والشجعان ـ - رضي الله عنه - ـ، ولم يقع إلى شىء من روايته، والله المستعان.
ثم رأيت الحافظ أبا نعيم أورد له حديثًا قال، ومن خطه نقلت.
6529 - حدثنا أبو بكر بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا حرملة ابن يحيى، حدثنا ابن وهب، حدثنا ابن لهيعة، عن عياش بن عباس، عن الهيثم بن شفى: أبى الحصين (4) ، عن عبد الله
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/259؛ والإصابة: 2/316؛ والإستيعاب: 2/375؛ والطبقات الكبرى: 7/190؛ والتاريخ الكبير: 5/29؛ وثقات ابن حبان: 3/213.
(2) تصويب من ابن الأثير فى أسد الغابة.
(3) يراجع تاريخ ابن كثير.
(4) فى المخطوطة: «صيفى» . وهو الهيثم بن شفى بفتح الشين المعجمة وتخفيف الفاء ضبطه الدار قطنى، وقال: من ضم الشين وثقل فقد وهم: أبو الحصين الحجرى المصرى عن عبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن سعد بن أبى سرح وغيرهما. تهذيب التهذيب: 11/98.(5/289)
بن سعد بن أبى سرح. قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعشرة من أصحابه: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلى، والزبير، وغيرهم على جبل حراء إذ تحرك بهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اسْكُنْ حِرَاءُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِىُّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ» (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن منده والخطيب وابن عساكر عن عبد الله بن سعد بن أبى سرح كما فى جمع الجموامع للسيوطى: 1/988.(5/290)
1013- (عَبْدُ اللهِ بْنُ السَّعْدِىّ) (1)
وهو عبد الله بن عمرو كما سيأتى، وقيل: ابن قدامة، وقيل عبد الله بن وقدان بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤى القرشى العامرى (2) ، وإنما قيل لأبيه/ السعدى لأنه كان مسترضعًا فى بنى سعد بن بكر. قال الواقدى: توفى سنة سبع وخمسين.
6530 - حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا يحيى بن حمزة، عن عطاء الخراسانى، قال: حدثنى ابن محيريز: عن عبد الله بن السعدى ـ رجل من بنى مالك ابن حسل (3) ـ: أنه قدم على النبى - صلى الله عليه وسلم - فى ناس من أصحابه، فقالوا له: احفظ رحالنا، ثم تدخل ـ وكان أصغر القوم ـ فقضى لهم حاجتهم، ثم قالوا له: ادخل، فدخل، فقال: «حَاجَتَكَ» ، قال: حاجتى تحدثنى انقضت الهجرة؟ فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «حَاجَتُكَ خَيْرٌ مِنْ حَوَائِجِهِمْ، لاَ تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الْعَدُوُّ» (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/261؛ والإصابة: 2/318؛ والإستيعاب: 2/384؛ والطبقات الكبرى: 5/335، 7/128؛ والتاريخ الكبير: 5/27؛ وثقات ابن حبان: 3/240.
(2) ترجم له ابن سعد فى موطنين: عبد الله بن السعدى واسمه عمرو بن وقدان.. الخ.
(3) فى المخطوطة والمسند: «حنبل» وما أثبتناه من مراجع ترجمته.
(4) من حديث عبد الله بن السعدى فى المسند: 5/270.(5/290)
وهذا الحديث رواه النسائى من طريق أبى إدريس، عن عبد الله بن السعدى.(5/291)
6531 - وفى رواية عن أبى إدريس، عن حسان بن عبد الله الضمرى، عن عبد الله بن السعدى.
وفى رواية له من طريق أبى المغيرة عن الوليد بن سليمان بن أبى السائب، عن بشر بن عبيد الله، عن عبد الله بن محيريز [عن عبد الله بن السعدى] ، عن محمد ابن حبيب المصرى، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -.
قال ابن جوصاء: سمعت محمد بن عوف يقول: لم يقل أحد فى هذا الحديث: عن محمد بن حبيب، عن أبى المغيرة، ولم يصنع شيئًا شبه عليه.
قال ابن جوصاء: سمعت أبا زرعة، ومحمودًا [يعنى ابن خالد] ينكران ذكر محمد بن حبيب فى هذا الحديث.
قال محمود: لعله اسم رجل سمع فى كتاب أبى المغيرة فشبه عليه.
وقال أبو زرعة: الحديث صحيح مثبت عن عبد الله بن السعدى رواه عنه الثقات الأثبات منهم مالك بن يخامر، وأبو إدريس، وابن محيريز وغيرهم.
قال شيخنا المزى: وقد روى نعيم بن حماد، عن الوليد بن مسلم، عن الوليد ابن سليمان، مثل رواية أبى المغيرة عنه (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى من هذه الطرق فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 6/402، وأخرجه البخارى فى التاريخ الكبير:
- عن ابن محيريز عبد الله بن السعدى ـ من بنى مالك بن حسل،
- ومن طريق الوليد بن سليمان بن أبى السائب عن بسر بن عبيد الله عن عبد الله بن محيريز عن عبد الله بن السعدى عن محمد بن حبيب المصرى،
- ومن طريق الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء عن بسر بن عبيد الله عن أبى إدريس عن عبد الله بن السعدى،
- ومن طريق بسر عن أبى إدريس عن حسان بن الضمرى عن عبد الله بن السعدى، التاريخ الكبير: 5/27.(5/291)
6532 - وقد روى أبو نعيم: حدثنا على بن الفضل البغدادى الفقيه، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا جعفر بن محمد بن فضيل، حدثنا الربيع بن نافع، حدثنا يزيد بن ربيعة، عن زيد بن واقد، عن بشر بن أبى أرطأة، عن عبد الله بن السعدى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «خِيَارُ أُمَّتِى أَوَّلُهَا، وَآخِرُها، وَبَيْنَ ذَلِكَ نَهْجٌ أَعْوَجُ ليْسُوا مِنّى وَلَسْتُ مِنْهُم» (1) .
1014- (عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِى) (2)
6533 - قال الطبرانى، حدثنا جعفر بن محمد، [حدثنا محمد ابن] بحر الهجيمى (3) ، حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، / حدثنى جدى: سعيد بن عمرو، عن الحكم بن سعيد بن العاص: أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلم عليه، فقال له: «مَا اسْمُكَ؟» قال: الحكم، قال: «أَنْتَ عَبْدُ اللهِ» ، قال: أنا عبد الله يا رسول الله (4) .
_________
(1) الخبر أورده السيوطى فى الصغير والكبير، من حديث عبد الله بن السعدى، وعزاه للطبرانى ورمز له بالصحة. ونقل المناوى عن الهيثمى قوله: فيه يزيد بن ربيعة وهو متروك. فيض القدير: 3/463؛ وجمع الجوامع: 2/1739.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/262؛ والإصابة: 2/319؛ والإستيعاب: 2/374.
(3) يراجع المعجم الصغير: 1/115.
(4) أورد الهيثمى خبرًا مشابهًا عن الحكم بن سعيد، وقال: رواه الطبرانى، ثم أورد الخبر الذى ساقه المصنف وقال: رواه الطبرانى، وقرن بينه وبين الذى قبله، وذكر هذا فيمن اسمه عبد الله، وذكر الذى قبله فيمن اسمه الحكم، ورجاله ثقات إن شاء الله. مجمع الزوائد: 8/57؛ ويراجع المعجم الكبير للطبرانى: 3/214.(5/292)
1015- (عَبْدُ اللهِ بْنُ سُفْيَانَ الأَزْدِىّ) (1)
6534 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، وأحمد بن يزيد أبو زيد. قالا: حدثنا أبو اليمان، حدثنا حريز بن عثمان، عن حبيب بن عبيد يرده إلى أبى بشر، إلى عثامة بن قيس، يرده إلى عبد الله بن سفيان الأزدى ـ وكلاهما من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَصُومُ يَوْمًا فِى سَبيلِ اللهِ إِلاَّ بَاعَدَهُ اللهُ مِنَ النَّارِ مِقْدارَ مِائَةَ عَامٍ، [قال حبيب لأبى بشر: مائتى عام؟ قال أبو بشر لعثامة بن قيس: لقد ظننت ذلك] . فقال [عبد الله بن سفيان] : إنما أحدثكم بما سمعت ليس أحدثكم بما تحبون (2) .
1016- (عَبْدُ اللهِ بْنُ سُفْيَانَ غَيْرُ مَنْسُوبٍ) (3)
6535 - قال الطبرانى: حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا بكر بن عبد الرحمن، عن عيسى بن المختار، عن ابن أبى ليلى، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن سفيان: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو صائم (4) .
(حديث آخر عنه)
6536 - قال الطبرانى: وحدثنا زكريا الساجى، حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، حدثنا بكر بن عبد الرحمن، حدثنا عيسى [بن]
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/262؛ والإصابة: 2/319؛ والإستيعاب: 2/385.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط والكبير بنحوه، وأبو بشر لا أعرفه وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 3/194. وما بين معكوفات استكمال منه.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/263؛ والإصابة: 2/319.
(4) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه محمد بن أبى يعلى، وفيه كلام. مجمع الزوائد: 3/170.(5/293)
المختار، عن محمد بن أبى ليلى، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله ابن سفيان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ صَامَ مَنْ صَامَ الأَبَدَ» (1) .
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ سُفْيَانَ) (2)
مرفوعًا: فى صلاة أربع قبيل الظهر.
كذا رواه ابن أبى عاصم، من طريق عبد الكريم بن أبى أمية، عن مجاهد، عنه، وصوابه عبد الله بن السائب كما تقدم (3) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه محمد بن أبى يعلى، وفيه كلام. مجمع الزوائد: 3/193. وما بين معكوفين من تهذيب التهذيب: 1/485، 8/229.
(2) عده ابن الأثير فى أسد الغابة هو والذى قبله شخصًا واحدًا. أسد الغابة: 3/263. وقال ابن حجر ـ بعد أن أورد الأخبار الثلاثة (صيام الأبد، احتجامه وهو صائم، الصلاة عند الزوال) ـ: والذى يظهر أن هذا مكى ـ صاحب حديث الصلاة ـ لرواية مجاهد عنه والذى قبله شامى قد وهم. الإصابة: 2/320.
(3) المرجعان السابقان؛ ويراجع عبد الله بن السائب ص270 من هذا الجزء.(5/294)
1017- (عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِى سُفْيَانَ) (1)
6537 - قال الطبرانى: حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا عمى: عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبى، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، عن عبد الله بن أبى سفيان. قال: جاء يهودى يتقاضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تمرًا، فأغلظ له، فهم به أصحابه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا قَدَّسَ اللهُ ـ أو قال: مَا يَرْحَمُ اللهُ ـ أُمَّةً لاَ يأْخُذُونَ لِلضَّعْيفِ مِنْهُم حَقَّهُ غَيْرَ مَضَيَّعٍ» .
ثم أرسل إلى خولة بنت حكيم، فاستقرضها/ تمرًا فقضاه، ثم قال: «كَذَلِكَ يَفْعَلُ عِبَادُ اللهِ المُوفونَ، أَمَّا إِنَّهُ كَانَ عِنْدَنَا تَمْرٌ ولكنَّهُ قَدْ كانَ خَيْرًا» (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/263؛ والإصابة: 2/320.
(2) () قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 4/140. واللفظ عنده وعند السيوطى: «غير متعتع» . جامع الأحاديث: 5/672.(5/294)
1018- (عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ) (1)
هو عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلى، ثم من بنى قينقاعٍ حلفاء القوافلة (2) بن الخزرج، كان من أحبار اليهود وعلمائهم، فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسلم أول ما رآه، وصحبه، فأحسن صحبته، ودعا إلى الله معه، وشهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة كما سيأتى، وصحب أبا بكر، وعمر وشهد معه فتح بيت المقدس، وخطبة الجابية (3) ، وحضر الدار، ودافع عن عثمان، وتوفى أيام معاوية سنة ثلاث وأربعين، وقيل كان اسمه الحصين، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله. حديثه فى ثالث عشر الأنصار.
(بْشرُ بْنُ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ)
6538 - قال أبو يعلى: حدثنا عمرو الناقد، حدثنا عمرو بن عثمان الكلابى، حدثنا موسى بن أعين، عن معمر بن راشد، عن محمد بن عبد الله بن أبى يعقوب، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن سلام. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/264؛ والإصابة: 2/320؛ والإستيعاب: 2/382؛ والطبقات الكبرى: 2/111؛ والتاريخ الكبير: 5/18؛ وثقات ابن حبان: 3/228.
(2) القوافلة: اسم بطن من الأنصار. القاموس: 4/40.
(3) الجابية: قرية من أعمال دمشق قرب مرج الصفر فى شمالى حوران، وبالقرب منها تل يسمى تل الجابية، وفى هذا الموضوع خطب عمر بن الخطاب خطبته المشهورة. معجم البلدان: 2/91.(5/295)
الْقِيَامَةِ، وَلاَ فَخْرَ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ [الأَرْضُ] ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَمُشَفَّعٍ، بِيَدِى لِوَاءُ الْحَمْدِ، تَحْتِى آدَمُ فَمْنَ دُونَهُ» .
ورواه الطبرانى من طريق محمد بن عبد الله بن أبى يعقوب، عن بشر بن سفيان، عن عبد الله بن سلام. قال: [ «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ فَخْرَ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَمُشَفَّعٍ» ] الخ (1) .
(حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه أبو يعلى والطبرانى، وفيه عمرو بن عثمان الكلابى، وثقه ابن حبان على ضعفه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 8/254. وما بين معكوفات استكمال منه.(5/296)
6539 - قال ابن ماجه فى التجارات من سننه: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، حدثنا الوليد بن مسلم، عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه، عن جده عبد الله بن سلام. قال: جاء رجل إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن بنى فلان أسلموا ـ لقوم من اليهود ـ وإنهم قد جاعوا، فأخاف أن يرتدوا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ عِنْدَهُ؟» فقال رجل من اليهود: عندى كذا وكذا ـ لشىء قد سماه ـ، أراه قال ثلاثمائة دينار بسعر كذا وكذا من حائط بنى فلان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بِسِعْرِ كَذَا وَكَذَا، إِلَى أَجَلِ كَذَا وَكَذَا، لَيْسَ مِنْ حَائِطِ بَنِى فُلاَنٍ» (1) .
وقد رواه/ الطبرانى من طريق الوليد بن مسلم بأبسط من هذا جدا، وسمى اليهودى زيد بن سعنة، والذهب ثمانين مثقالاً، وأنه لما حل الأجل أعنف لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الطب، حتى هم به عمر، وحلم عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان هذا سبب هدايته، فإنه كان يعلم من صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه يسبق حلمه جهله، فأسلم وحسن إسلامه، وشهد المشاهد، وتوفى بتبوك ـ - رضي الله عنه - ـ (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه (باب السلف فى كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل معلوم) وفى الزوائد: فى إسناده الوليد بن مسلم وهو مدلس. سنن ابن ماجه: 2/765.
(2) أورده الهيثمى، وهو خبر طويل، وقال: روى ابن ماجه منه طرفًا، رواه الطبرانى، ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 8/240.(5/296)
(حديث آخر عن حمزة عن جده)(5/297)
6540 - روى الطبرانى من طريق ابن مسلم، عن محمد بن حمزة، عن أبيه، عن جده (1) عبد الله بن سلام. قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى أناس من أصحابه إذ أقبل عثمان بن عفان ومعه راحلة عليها غرائر، فقال: «مَا فِى الغرائر؟» ، فقال: دقيق وسمن وعسل، فقال له: «أَنِخْ» فأناخ، ثم دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببرمة فجعل فيها من ذلك السمن والدقيق والعسل، ثم [أمر فأوقد تحتها حتى نضج] ثم أكل، ثم أكل، ثم قال لأصحابه: «كلوا [هذا] الذى تسميه فارس الخبيص» (2) .
(حديث آخر عنه)
6541 - رواه الطبرانى بالإسناد المتقدم فى ذهاب عبد الله بن سلام إلى مكة قبل الهجرة، واجتماعه برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى من جمعه من الحج، وإسلامه على يديه، حتى سأله عن صفة الرب عز وجل، فنزلت {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إلى آخرها، فكتم إسلامه فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة بلغه مقدمه وهو فى رأس نخلة، فألقى نفسه من أعلاها، فقالت له أمه: والله لو قدم موسى بن عمران ما [كان] بذلك أن تفعل هذا، فقال: والله لأنا [أشد فرحًا] بقدوم [رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] .
_________
(1) هو محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام وقيل محمد بن حمزة بن محمد. تهذيب التهذيب: 9/127.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى الصغير بألفاظ لا تغير المعنى، ثم قال: لا يروى عن عبد الله بن سلام إلا بهذا الإسناد، تفرد به الوليد بن مسلم. المعجم الصغير: 2/24. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الثلاثة، ورجال الصغير والأوسط ثقات. مجمع الزوائد: 5/37.(5/297)
(مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ إِذَا بُعِثَ) (1)
[خَرَشَةُ بْنُ الحرّ الفزَارىّ عَنْهُ] (2)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وإسناده منقطع، ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 6/326. وما بين معكوفات استكمال منه، والخبر فيه طول.
(2) زيادة يستلزمها نسق الكتاب.(5/298)
6542 - حدثنى حسن بن موسى وعفان. قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن المسيب بن رافعٍ، عن خرشة بن الحر، قال: قدمت المدينة، فجلست إلى مشيخة فى مسجد النبى - صلى الله عليه وسلم -، فجاء شيخ يتوكأ على عصا له، فقال القوم: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا، فقام خلف سارية فصلى ركعتين، فقمت إليه، فقلت له: قال بعض القوم كذا وكذا؟ فقال: الجنة لله يدخلها من يشاء، وإنى رأيت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رؤيا: رأيت كأن رجلا أتانى، فقال: انطلق، فذهبت معه، فسلك بى منهجًا عظيمًا، فعرضت لى طريق عن يسارى، فأردت أن/ أسلكها، فقال: إنك لست من أهلها، ثم عرضت لى طريق عن يمينى، فسلكتها حتى انتهيت إلى جبل زلق، فأخذ بيدى، فزجل بى (1) فإذا أنا على ذروته فلم أتقار ولم أتماسك، فإذا عمود من حديد فى ذروته حلقة من ذهب، فأخذ بيدى فزجل بى حتى أخذت بالعروة، فقال: استمسك، فقلت: نعم، فضرب العمود برجله، فاستمسكت بالعروة، فقصصتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «رَأَيْتَ خَيْرًا: أَمَّا الْمَنْهَجُ الْعَظِيمُ، فَالْمَحْشَرُ، وَأَمَّا الطَّرِيقُ الَّتِى عَرَضَتْ عَنْ يَسَارِك، فَطَرِيقُ أَهْلِ النَّارِ، وَلَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا، وَأَمَّا الطَّرِيقُ الَّتى عَرَضَتْ عَنْ يَمِينِكَ، فَطَرِيقُ أَهْلِ
_________
(1) «فأخذ بيدى فزجل بى» : أى رمانى ودفع بى. النهاية: 2/122.(5/298)
الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الْجَبَلُ الزَّلَقُ، فَمَنْزِلُ الشُّهَدَاءِ، وَأَمَّا الْعُرْوَةُ الَّتِى اسْتَمْسَكْتَ بِهَا فَعُرْوَةُ الإْسْلاَمِ فَاسْتَمْسِكَ بِهَا حَتَّى تَمُوتَ» .
قال: فأنا أرجو أن أكون من أهل الجنة، قال: وإذا هو عبد الله بن سلام (1) .
ورواه مسلم من حديث الأعمش، عن سليمان بن مسهر، عن خرشة الحر عنه، ورواه النسائى من طريق حماد بن سلمة كما تقدم (2) .
(رِبْعِىُّ بْنُ حِرَاشٍ عَنْهُ)
_________
(1) من حديث عبد الله بن سلام فى المسند: 5/452.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى الفضائل (من فضائل عبد الله بن سلام ـ - رضي الله عنه - ـ) : مسلم بشرح النووى: 5/352؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/353؛ وأخرجه ابن ماجه من طريق خرشة بن الحر فى تعبير الرؤيا (باب تعبير الرؤيا) : سنن ابن ماجه: 2/1291.(5/299)
6543 - قال أبو يعلى: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا ابن فضيل، عن أبيه، عن أبى قائد، عن ربعى بن حراش، عن عبد الله بن سلام، قال: لا أحدثكم إلا عن كتاب منزل، أو نبى مرسل: «إنه ليس من نفس تتوب قبل مرضها الذى تموت فيه إلا تاب الله عليها» (1) .
ورواه الطبرانى عن محمد بن عبد الله الحضرمى، عن أبى كريب، عن محمد ابن فضيل به.
وزاد: إلى أن تطلع الشمس من مغربها (2) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى من طريق أبى فائد عن ربعى، ولم أعرف أبا فائد وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 10/198.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى من طريق أبى فائد عن ربعى، ولم أعرف أبا فائد وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 10/891.(5/299)
ورواه أيضاً من حديث عثمان بن أبى شيبة، عن جرير، عن العلاء بن المسيب، عن صالح بن حباب، عن خرشة، عن ابن سلام مثله (1) .
ومن حديث شعبة، عن منصور، عن خرشة عنه، قال: ألا أحدثكم حديثًا هو فى كتاب الله، فذكر قومًا يخرجون من النار، يقول إبراهيم: يا رب حرقت بى فيخرجون منها (2) .
[زُرَارَةَ بْنِ أَوفى عَنْهُ] (3)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 10/198.
(2) لم أجده.
(3) زيادة يستلزمها نسق الكتاب.(5/300)
6544 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن عوف، حدثنا زرارة. قال: قال عبد الله ابن سلام.
وحدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن زرارة، عن عبد الله ابن سلام. قال: لما قدم النبى - صلى الله عليه وسلم - المدينة انجفل (1) الناس عليه، فكنت فيمن انجفل، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب/ فكان أول شىء سمعته يقول: «أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام» (2) .
رواه الترمذى فى الزهد، وابن ماجه فى الصلاة من سننه، عن بندار، عن عبد الوهاب الثقفى، وغندر، وابن أبى عدى، ويحيى بن سعيد، أربعتهم عن عوف به، وقال الترمذى: صحيح.
_________
(1) انجفل الناس عليه: ذهبوا مسرعين نحوه. النهاية: 1/168.
(2) من حديث عبد الله بن سلام فى المسند: 5/451.(5/300)
ورواه ابن ماجه ايضًا فى الأطعمة، عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن أبى أسامة، عن عوف به (1) .
(سَعِيدٌ الْمَقْبٌرىُّ عَنْهُ)
مرفوعًا: «من صلى صلاة، ثم انتظر الأخرى كان فى صلاة حتى يفرغ منها» .
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى صفة القيامة (باب ـ42ـ حديث أفشوا السلام وأطعموا الطعام) من طريق الأربعة الذين أوردهم المصنف عن عوف بن أبى جميلة الأعرابى عن زرارة بن أوفى. صحيح الترمذى: 4/652.
وأخرجه ابن ماجه فى الصلاة من طريق الأربعة أيضًا (باب ما جاء فى قيام الليل) وفى الأطعمة (باب إطعام الطعام) : سنن ابن ماجه: 1/423، 2/183.(5/301)
6545 - رواه الطبرانى عن أبى زرعة الدمشقى، عن يحيى الوحاظى، عن أبى معشر عنه به.
وهذا منقطع عن سعد [بن سعيد] بن أبى سعيد المقبرى، وعبد الله بن سلام (1) .
(عُبَادَة بْنُ نُسَىٍّ عَنْهُ)
6546 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقى، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا منير بن الرمد: سمعت عبادة بن نسى بحديث عن عبد الله بن سلام. قال: رسول الله يحدثكم فى كتاب الله حماد ربى يولد بينهم بمكة وهجرته طيبة وجهادهم بالشام ما مر على أنصابهم يطهرون أطرافهم لهم دوى فى الليل يأتون يوم القيامة غرًا محجلين.
_________
(1) قال الهيثمى: وقد أخرج الخبر مع خبر آخر فى الساعة التى فى يوم الجمعة، رجالهما رجال الصحيح، مجمع الزوائد: 2/167. وما بين معكوفين استكمال من تهذيب التهذيب: 4/38.(5/301)
(عَبْدُ اللهِ بْنُ حَنْظَلَةَ عَنْهُ)(5/302)
6547 - قال أبو يعلى: حدثنا محمد بن [أبى] بكر المقدمى، حدثنا إسماعيل ابن سنان، عن عكرمة بن عمار، عن محمد بن القاسم. قال لهم عبد الله بن حنظلة: إن عبد الله بن سلام مر فى السوق، وعليه حزمة من حطب، فقيل له: أليس قد أغناك الله عن هذا؟ قال: بلى ولكن أردت أن أقمع الكبر، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ» (1) .
(عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعْقِلٍ عَنْهُ)
6548 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، حدثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدى، حدثنا أبى، حدثنا سليمان ابن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن معقل، عن عبد الله ابن سلام: أنه قال: حين هاج الناس/ فى أمر عثمان: أيها الناس لا تقتلوا هذا الشيخ، واستعتبوه، لأنه لم تقتل أمة نبيها فيصلح أمرهم حتى يهراق دماء سبعين ألفًا منهم، ولن يقتل أمة خليفتهم فيصلح أمرهم حتى يهراق دماء أربعين ألفًا منهم، فلم ينظروا فيما قال، وقتلوه، فجلس لعلى على الطريق، فقال: أين تريد؟ قال: أريد أرض العراق. قال: لا تأت [أرض] العراق، وعليك بمنبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوثب إليه ناس [من] أصحاب على، وهموا به، فقال على: دعوه فإنه رجل منا ـ أهل البيت ـ فلما قتل على قال: هذه رأس الاربعين، وسيكون على رأسها صلح (2) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وإسناده حسن. مجمع الزوائد: 1/99.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى من طريقين، ورجال هذه رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 7/246، 9/92. وما بين معكوفات استكمال منهما.(5/302)
وروى الطبرانى هذه القصة مبسوطة جدا من رواية محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن جده حين سأله الحجاج عن ذلك (1) .
[عُبَيْدُ اللهِ بْنُ خُنَيْسٍ عَنْهُ] (2)
_________
(1) الخبر أورده الهيثمى بطوله فى مناقب عثمان ـ - رضي الله عنه - ـ، وقال: رواه الطبرانى ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 9/93.
(2) زيادة يستلزمها نسق الكتاب، وعبيد الله بن خنيس عن عبد الله بن سلام. روى عنه محمد بن أبى يحيى. حديثه فى أهل المدينة. التاريخ الكبير: 5/378.(5/303)
6549 - حدثنا حسين ـ يعنى ابن محمد ـ، حدثنا الفضيل ـ يعنى بن سليمان-، حدثنا محمد بن أبى يحيى، عن عبدي الله بن خسيس العقارى، عن عبد الله بن سلام. قال: ما بين كداء وأحد حرام حرمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كنت لأقطع به شجرة، ولا أقتل به طائرًا (1) .
(عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْهُ)
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ حَدَّثَ حَديِثًا لاَ يُحِبُّ أَنْ يُفْشَى عَلَيْهِ فَهُوَ أَمَانَةٌ، وَإِنْ لَمْ يَسْتَكْتِمْهُ صَاحِبُهُ» .
6550 - رواه الطبرانى من طريق عبيد الله بن الوليد الوهابى، عن عبد الله ابن عمير، عن أبيه به. تفرد به (2) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن سلام فى المسند: 5/450.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى من حديث عبد الله بن سلام، وفيه عبيد الله بن الوليد الوصافى، وهو متروك. مجمع الزوائد: 8/98.(5/303)
(عَطَاءٌ الْخَرَاسَانِىُّ عَنْهُ، وَلَمْ يُدْركْهُ) (1)
_________
(1) عطاء بن مسلم الخراسانى: نزيل الشام، روى عن الصحابة مرسلا كابن عباس، وعدى بن عدى الكندى، والمغيرة بن شعبة. تهذيب التهذيب: 7/212.(5/304)
6551 - عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَدِرْهَمٌ يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ مِنَ الرِّبَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ ثَلاَثَةٍ وَثَلاَثينَ زَنْيَةْ يَزْنِيَهَا فِى الإِسْلاَمْ» (1) .
«وإن أبواب الربا اثنان وسبعون حوبًا أدناه كالذى يأتى أمه فى الإسلام» .
رواه الطبرانى من طريق ابن لهيعة، عن أبى عيسى الخراسانى: سليمان بن كيسان، عن عطاء الخراسانى به (2) .
(عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ عَنْهُ)
فى ترجمته عن عبد الله بن عمرو كما سيأتى، فى صفة النبى - صلى الله عليه وسلم - (3) .
6552 - وقد رواه الطبرانى من طريق الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد، عن هلال بن أبى هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن/ سلام. قال: «إنا لنجد صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً} (4) وحرزًا للأميين، أنت عبدى، ورسولى سميتك المتوكل، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخابٍ فى
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وعطاء الخراسانى لم يسمع من ابن سلام. مجمع الزوائد: 4/117.
(2) أورده السيوطى وعزاه إلى الطبرانى من حديث ابن سلام. جمع الجوامع: 1/2046.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى البيوع (باب كراهية السخب فى الأسواق) من حديث عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص قلت: أخبرنى عن صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى التوراة.. إلخ وعقب عليه فقال: تابعه عبد العزيز بن أبى سلمة عن هلال عن عطاء عن ابن سلام. فتح البارى: 4/342.
(4) الآية8 سورة الفتح.(5/304)
الأسواق، ولا تجزى السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح ويتجاوز، ولن يقبضه [الله] حتى يقيم الملة العوجاء بأن يشهدوا أن لا إله إلا الله يفتح بها أعينا عميًا، وآذانًا صمًا، وقلوبًا غلقًا» (1) .
قال عطاء بن يسار: فأخبرنى أبو واقد الليثى: أنه سمع كعب الأحبار يقول مثل ما قال عبد الله بن سلام.
قلت وهو فى صحيح البخارى من رواية عطاء، عن عبد الله بن عمرو بن العاص (2) .
[قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ البَصْرِىَ عَنْهُ] (3)
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى أيضًا فى التفسير (باب إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص فى المسند. وقد عقب فى البيوع على الخبر فذكر تخريجه عن ابن سلام. فتح البارى: 8/585؛ وقد أخرجه فى الأدب المفرد: ص77.
(2) المراجع السابقة.
(3) زيادة يستلزمها نسق الكتاب. وقيس بن عباد القيسى الضبعى قدم المدينة فى خلافة عمر، وروى عنه وعن على وعمار وأبى ذر وعبد الله بن سلام وغيرهم. تهذيب التهذيب: 8/400.(5/305)
6553 - حدثنا إسحاق بن يوسف، حدثنا ابن عون، عن محمد، عن قيس بن عباد، قال: كنت فى المسجد، فجاء رجل فى وجهه أثر من خشوع، فدخل، فصلى ركعتين، فأوجز فيهما، فقال القوم: هذا رجل من أهل الجنة، فلما خرج اتبعته حتى دخل منزله، فدخلت معه، فحدثته، فلما استأنس قلت له: إن القوم لما دخلت قبل المسجد قالوا: كذا وكذا، قال: سبحان الله، والله ما ينبغى لأحد أن يقول ما لا يعلم، وسأحدثك لم؟ إنى رأيت رؤيا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقصصتها عليه: رأيت كأنى فى روضة خضراء ـ قال ابن عون: فذكر من خضرتها وسعتها ـ وسطها عمود حديد أسفله فى(5/305)
الأرض، وأعلاه فى السماء. فى أعلاه عروة، فقيل لى: اصعد عليه، فقلت: لا أستطيع، فجاءنى منصف (1) ـ قال ابن عون: هو الوصيف ـ فرفع ثيابى من خلفى، فقال: اصعد عليه، فصعدت حتى أخذت بالعروة، فقال: استمسك بالعروة.
فاستيقظت، وإنها لفى يدى. قال: فأتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقصصتها عليه، فقال: «أَمَّا الرَّوْضَةُ فَرَوْضَةُ الإِسْلاَمِ، وَأَمَّا الْعَمُودُ، فَعَمُودُ الإِسْلاَم، وَأَمَّا الْعُرْوَةُ فَهِىَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى. أَنْتَ عَلَى الإِسْلاَمِ حَتَّى تَمُوتَ» .
قال: وهو عبد الله بن سلام (2) .
وكذا رواه البخارى فى فضل ابن سلام، وفى التعبير، ومسلم فى الفضائل من طريق عبد الله بن عون، ومن حديث قرة بن خالد كلاهما: عن محمد بن سيرين، عن قيس بن عباد عنه به (3) .
(كَيْسَانُ: أَبُو سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ عَنْهُ) /
قال: «خلق الله آدم فى آخر ساعة من يوم الجمعة، ونفخ فيه من روحه، فلما تتابع فيه الروح عطس» الحديث موقوف عليه.
كذا رواه النسائى فى اليوم والليلة عن قتيبة، عن الليث، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبرى، عن أبيه (4) .
_________
(1) () المنصف: بكسر الميم وقد تفتح الخادم. النهاية: 4/149.
(2) من حديث عبد الله بن سلام فى المسند: 5/452.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى مناقب الأنصار (باب مناقب عبد الله بن سلام) وفى التعبير (باب الخضر فى المنام، والروضة الخضراء) وفى (باب التعليق بالعروة والحلقة) : فتح البارى: 7/129، 12/397، 401؛ وأخرجه مسلم فى الفضائل (من فضائل عبد الله بن سلام) : مسلم بشرح النووى: 5/350.
(4) تحفة الأشراف: 4/354.(5/306)
قال شيخنا: ورواه الحارث بن عبد الرحمن بن أبى ذئاب، عن سعيد المقبرى، عن أبى هريرة مرفوعًا كما سيأتى (1) .
(محمّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ عَنْ أَبيهِ)
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى من حديث أبى هريرة فى آخر كتاب التفسير، وقال: حسن غريب من هذا الوجه. صحيح الترمذى: 5/453؛ وأخرجه النسائى من حديث أبى هريرة أيضًا فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 9/471؛ وقال النسائى: هذا حديث منكر.(5/307)
6554 - قال: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[المسجد الذى أسس على التقوى مسجد قباء فقام على بابه.] فقال: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَحْسَنَ عَليكُم [الثَّناء] فى الطَّهُورِ أَفَلاَ تُخْبِرُونى؟» فقلنا: يا رسول الله [إنا أهل كتاب نجد] فى التوراة الاستنجاء بالماء (1) .
(محمّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْهُ)
أنه سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول على المنبر: «مَا عَلَى أَحَدِكُم إِنْ وَجَدَ [أَوْ مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إنْ وَجَدْتُم] أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الْجُمْعَةِ سِوَى ثَوْبَىْ مِهْنَتِهِ» .
6555 - رواه أبو داود فى الصلاة، عن أحمد بن صالح، وابن ماجه فيه عن حرملة كلاهما: عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبى حبيب، عن موسى بن سعيد، عن محمد بن يحيى ابن حبان، عن عبد الله بن سلام عنه.
قال أبو داود: ورواه وهب بن جرير، عن أبيه، عن يحيى بن
_________
(1) الخبر سقط منه الكثير على أيدى النساخ، وقد استدركنا ما بين معكوفات لنقربه إلى لفظ الهيثمى. قال: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه شهر بن حوشب وقد اختلفوا فيه، ولكنه وثقه أحمد، وابن معين، وأبو زرعة، ويعقوب بن شيبة. مجمع الزوائد: 1/213.(5/307)
أيوب، عن يزيد ابن أبى حبيب، عن موسى بن سعيد، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكره.
ورواه أبو داود من طريق يحيى بن سعيد الأنصارى، عن محمد ابن يحيى بن حبان مرسلاً (1) .
(محمّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ، عَنْ جَدِّهِ)
فى قتل عثمان بقصةٍ طويلةٍ سأله عنها الحجاج بن يوسف رواها الطبرانى (2) .
(مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود من هذه الطرق فى (باب اللبس للجمعة) : سنن أبى داود: 1/282؛ وأخرجه ابن ماجه من هذا الطريق، ومن طريق محمد بن يحيى بن حبان عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه. قال: خطبنا النبى - صلى الله عليه وسلم -. (باب ما جاء فى الزينة يوم الجمعة) : سنن ابن ماجه: 1/348. وما بين معكوفين استكمال من أبى داود.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 9/93 وقد مر من قبل.(5/308)
6556 - قال الطبرانى: حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطى، حدثنا موسى ابن إسماعيل، حدثنا زريك بن أبى زريك، عن معاوية بن قرة، عن عبد الله بن سلام: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «خَيْرُ النِّسَاءِ تَسُرُّكَ إِذَا أَبْصَرْتَ، وَتُطِيعُكَ إِذَا أَمَرْتَ، وَتَحْفَظُ غَيْبَتَكَ فِى نَفْسِهَا وَمَالِكَ» (1) . /
(حديث آخر عنه)
6557 - قال الطبرانى: حدثنا إبراهيم بن متوية، حدثنا محمد ابن صدران، عن زريك بن أبى زريك، عن معاوية بن قرة، عن
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه زريك بن أبى زريك، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 4/273؛ ويراجع المشتبه: 1/347 بشأن زريك.(5/308)
عبد الله بن سلام. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ فِى الْجَنَّةِ مِقْدَارُ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُزَاحَمُ عَلَيْهِ كَازْدِحَامِ الإِبِلِ وَرَدَتْ لِخَمْسٍ ظِمَاءً» (1) .
(حديث آخر: عن يوسف عن أبيه)
قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء.
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى: وفيه زريك بن أبى زريك، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 10/397؛ وتم ضبط زريك عن المشتبة: 1/347.(5/309)
6558 - رواه أبو داود، وأبو يعلى من طريق محمد بن إسحق، عن يعقوب ابن عتبة، عن عمر بن عبد العزيز عنه (1) .
ولفظ أبى يعلى: كان إذا حدث رفع رأسه إلى السماء (2) .
(حَديث آخر عنه، عن أبيه)
فى صفة محمد، وعيسى بن مريم: موقوف عليه.
6559 - رواه الترمذى فى المناقب، عن زيد بن أخزم، عن سلم بن قتيبة، عن أبى مودود المدنى، عن عثمان بن الضحاك، عن محمد بن يوسف، عن أبيه، عن جده: عبد الله بن سلام، وقال الترمذى: حسن غريب.
قال: والمعروف: الضحاك بن عثمان، وكذا قال الحافظ ابن عساكر.
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب (باب الهدى فى الكلام) : سنن أبى داود: 4/260. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) لم أقف عليه.(5/309)
قال شيخنا: هو شيخ آخر أقدم من الضحاك بن عثمان، ذكره ابن أبى حزم عن أبيه فيمن اسمه عثمان (1) .
(حديث آخر عن يوسف عن أبيه)
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب (باب فى فضل النبى - صلى الله عليه وسلم - (: صحيح الترمذى: 5/588؛ ويرجع إلى قول ابن عساكر وقول الحافظ ابن عساكر وقول الحافظ المزى فى تحفة الأشراف: 4/356.(5/310)
6560 - فى اللباس يوم الجمعة، تقدم فى ترجمة محمد بن يحيى بن حبان، عن عبد الله بن سلام (1) .
(حديث آخر عن يوسف، عن أبيه: ابن سلام)
6561 - قال أبو يعلى: حدثنا أبو عمر الناقد، حدثنا عبد الغفار بن حكيم الحرانى، حدثنا يحيى بن العلاء المدنى ـ وهو الذى يقال له الرازى ـ عن محمد بن يحيى الأسلمى، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ كسرة من خبز شعير، ثم أخذ تمرة، فوضعها عليها، فقال: «هذه إدام هذه» (2) .
(حديث آخر عنه)
6562 - قال أبو يعلى: حدثنا أبو كامل، حدثنا هشام: أبو المقدام، حدثنى أبى، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الْحَرْبُ خِدْعَةٌ» (3) .
_________
(1) تقدم إيراد الخبر والتعليق عليه ص307 من هذا الجزء.
(2) قال الهيثمى: رواه أبو يلعى، وفيه يحيى بن العلاء، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/40.
(3) قال الهيثمى: رواه أبو يعلى، وفيه هشام بن زياد، وهو متروك. مجمع الزوائد: 5/320.(5/310)
(حديث آخر)(5/311)
6563 - روى الطبرانى من طريق الواقدى، عن عبد الحميد بن جعفر، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه. قال: قلنا: يا رسول الله: أنحن أخير أم من بعدنا؟ فقال: «لَوْ أَنَّ لأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا يُنْفِقُهُ فِى سَبِيلِ اللهِ مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِكُمْ، وَلاَ نُصَيْفَهُ» (1) . /
(حديث آخر)
6564 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا محمد ابن جامع العطار، حدثنا سلم بن قتيبة، حدثنا الصلت بن يحيى، حدثنا ابن أبى مليكة، عن يوسف، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ صَلاَةَ لِمُلْتَفِتٍ» (2) .
(حديث آخر)
6565 - قال الطبرانى: حدثنا عبدان، حدثنا الحسن بن على ابن الأسود، حدثنا محمد بن الصلت، حدثنا عتاب بن إبراهيم، عن محمد بن أبى يحيى، عن يوسف، عن أبيه، قلت: يا رسول الله قد
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط بمعناه، إلا أنه قال: «قلت يا رسول الله، نحن خير أم الذين يجيئون من بعدنا؟» وفى إسنادهما الواقدى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 10/15.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الثلاثة، وفيه الصلت بن يحيى فى رواية الكبير، ضعفه الأزدى، وفى رواية الصغير والأوسط الصلت بن ثابت، وهو وهم، وإنما هو الصلت بن طريف. ذكره الذهبى فى الميزان، وذكر له هذا الحديث، وقال الدار قطنى: حديثه مضطرب. مجمع الزوائد: 2/80؛ الميزان: 2/319.(5/311)
قرأن القرآن والتوراة، والإنجيل، فقال: «اقْرَأْ بِهَذَا لَيْلَةً، وَبِهَذَا لَيْلَةً» . هذا حديث منكر جدًا (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) قد أصاب المصنف فى إنكار هذا الحديث. قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير وفيه من لم أعرفه، عتاب بن إبراهيم وغيره. مجمع الزوائد: 2/270.(5/312)
6566 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا أبى، حدثنا أبو داود الطيالسى، حدثنا على بن سعد، حدثنا رباح بن عبيدة، حدثنى يوسف بن عبد الله ابن سلام، عن أبيه. قال: تمكث الناس بعد الدجال أربعين سنة تعمر الأسواق وتعرش النخل (1) .
(حديث آخر)
6567 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن أحمد الترمذى، حدثنا بكر بن عبد الوهاب، حدثنا عبد الله بن نافع، عن عثمان بن الضحاك، عن محمد بن يوسف ابن عبد الله بن سلام، عن أبيه، عن جده. قال: يدفن عيسى بن مريم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبى بكر، وعمر، فيكون قبره رابع (2) .
6568 - حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابن وهب، حدثنا عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبى هلال: أن يحيى بن عبد الرحمن حدثه، عن عون بن عبد الله، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه. قال: بينما نحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ سمع
_________
(1) لم أجده.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه عثمان بن الضحاك، وثقه ابن حبان، وضعفه أبو داود، وقد ذكر المزى ـ رحمه الله ـ هذا فى ترجمته، وعزاه إلى الترمذى، وقال: حسن، ولم أجده فى الأطراف، والله أعلم. مجمع الزوائد: 8/206.(5/312)
القوم وهم يقولون: أى الأعمال أفضل يا رسول الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِيْمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَجِهَادٌ فِى سَبِيلِ اللهِ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ» ، ثم سمع نداء فى الوادى يقول: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وأنا أشهد، وأشهد أن لا يشهد بها أحد إلا برىْ من الشرك» .
قال عبد الله: وسمعته أنا من هارون (1) ، ورواه [النسائى] من طريق بن وهب (2) .
فى هذه الأحاديث حديث آخر عن يوسف عن أبيه، وقد تقدم سهوًا (3) .
(أَبُو بُرُدَةَ بْنِ أَبِى مُوسَى)
_________
(1) من حديث عبد الله بن سلام فى المسند: 5/451.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/356. وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) هو حديث اللباس يوم الجمعة فى أحد طرقه يوسف عن أبيه ص307 من هذا الجزء.(5/313)
6569 - قال: قدمت المدينة، فلقيت عبد الله بن سلام، فقال: ألا تجىء فأطعمك سويقًا، وتمرًا فى قدح شرب/ فيه النبى - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: إنك بأرض: الربا فيها فاش.
حدثنا يونس وسريج. قالا: حدثنا فليح عن سعيد بن الحارث (1) .
6570 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن المبارك، عن الأوزاعى، عن يحيى بن أبى كثير، عن أبى سلمة.
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى بأتم من هذا فى مناقب الأنصار (باب مناقب عبد الله بن سلام) وفى الاعتصام (باب ما ذكر النبى - صلى الله عليه وسلم - وحض على اتفاق أهل العلم ... إلخ) : فتح البارى: 7/129، 13/305.(5/313)
وعن عطاء بن يسار، عن أبى سلمة، عن عبد الله بن سلام. قال: تذاكرنا، أيكم يأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأله: أى الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ فلم يقم أحد منا، فأرسل إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً، فجمعنا، فقرأ علينا هذه السورة، يعنى سورة الصف كلها (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن سلام فى المسند: 5/452.(5/314)
6571 - حدثنا يعمر، حدثنا عبد الله بن المبارك، أنبأنا الأوزاعى، عن يحيى ابن أبى كثير، حدثنى هلال بن أبى ميمونة: أن عطاء بن يسار حدثه: أن عبد الله ابن سلام حدثه ـ أو قال: حدثنى أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سلام. قال: تذاكرنا بيننا، فقلنا أيكم يأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيسأله: أى الأعمال أحب إلى الله؟ وهبنا أن يقوم منا أحد، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلينا رجلا رجلاً حتى جمعنا، فجعل بعضنا يشير إلى بعض، فقرأ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} (1) إلى قوله {كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّه} [فتلاها من أولها إلى آخرها] . قال: فتلاها علينا ابن سلام من أولها إلى آخرها. قال: فتلاها علينا ابن سلام من أولها إلى آخرها. قال: فتلاها علينا عطاء بن يسار من أولها إلى آخرها. قال يحيى: فتلاها علينا هلال من أولها إلى آخرها. قال الأوزاعى: فتلاها علينا يحيى من أولها إلى آخرها (2) .
وقد رواه الترمذى عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمى، عن محمد بن كثير، عن الأوزاعى، عن يحيى بن أبى كثير، عن أبى سلمة، عن ابن سلام به.
قال: وكذلك رواه [الوليد] بن مسلم، عن الأوزاعى.
_________
(1) صدر سورة الصف.
(2) من حديث عبد الله بن سلام فى المسند: 5/452.(5/314)
قال: ورواه ابن المبارك عن الأوزاعى، عن يحيى، عن هلال ابن أبى ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن ابن سلام، أو عن أبى سلمة، عن ابن سلام قالت (1) .
وقد وقع لنا مسلسلاً فى مسند الدارمى، ولله الحمد والمنة (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى التفسير (باب ومن سورة الصف) : صحيح الترمذى: 5/412. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه الدارمى فى الجهاد (باب الجهاد فى سبيل الله أفضل العمل) من طريق محمد بن كثير عن الأوزاعى عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عنه. سنن الدارمى: 2/200.(5/315)
6572 - حدثنا يونس، وشريج. قالا: حدثنا فليح، عن سعيد ابن الحارث، عن أبى سلمة. قال: كان أبو هريرة يحدثنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إِنَّ فِى الْجُمْعَةِ سَاعَةً» ، فذكر الحديث.
قلت: والله لو جئت أبا سعيد، فسألته، فذكر الحديث.
ثم خرجت من عنده، فدخلت على عبد الله بن سلام، فسألته عنها، فقال: خلق الله آدم يوم/ الجمعة، وأهبط إلى الأرض يوم الجمعة، وقبضه يوم الجمعة، وفيه تقوم الساعة فهى آخر ساعة.
وقال شريج: فهى آخر ساعته.
فقلت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: «فى صَلاَةِ، ولَيْسَتْ بِسَاعَةِ صَلاَةٍ» . قال: أولم تعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مُنْتَظِرُ الصَّلاةِ فِى صَلاَةٍ» قلت: بلى هى والله هى (1) .
6573 - حدثنا عبد الله بن الحارث، حدثنى الضحاك، عن أبى النضر، عن [أبى] سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سلام. قال: قلت ـ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس ـ: وإنا نجد فى كتاب الله فى
_________
(1) من حديث عبد الله بن سلام فى المسند: 5/450.(5/315)
يوم الجمعة ساعةً لا يوافقها عبد مسلم، وهو فى الصلاة، فيسأل الله شيئًا إلا أعطاه الله ما سأله، فأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «بَعْضُ سَاعَةٍ» . قال: قلت: صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال أبو النضر: قال أبو سلمة: سألته: أى ساعة هى؟ قال: آخر ساعات النهار. فقلت: إنها ليست بساعة صلاة! قال: بلى إن العبد المسلم فى صلاته إذا صلى، ثم قعد فى مصلاه لا يحبسه إلا انتظار الصلاة (1) .
رواه ابن ماجه عن دحيم، عن ابن أبى فديك، عن الضحاك بن عثمان به (2) .
وحديثه عنه فى صلاة الجنازة: يأتى فى ترجمة محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة (3) .
[أبو هريرَة عَنْهُ]
_________
(1) من حديث عبد الله بن سلام فى المسند: 5/451. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الصلاة (باب ما جاء فى الساعة التى ترجى فى الجمعة) وفى الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. سنن ابن ماجه: 1/361.
(3) الخبر أخرجه من حديثه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 10/472، وله عنده عن أبى هريرة أيضًا كما أخرجه ابن ماجه من حديث أبى هريرة فى الجنائز. سنن ابن ماجه: 1/480.(5/316)
6574 - قرأت على عبد الرحمن: مالك، عن يزيد بن عبد الله ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى، عن أبى سلمة ابن عبد الرحمن، عن أبى هريرة.
قال: ثم لقيت عبد الله بن سلام، فذكر الحديث، ثم قال عبد الله بن سلام: قد علمت أى ساعة هى؟ قال أبو هريرة: فقلت(5/316)
له: أخبرنى ولا تضن على. قال عبد الله: هى آخر ساعة من يوم الجمعة. قال أبو هريرة: كيف تكون آخر ساعة من يوم الجمعة، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ [يُصَلِّى] وَتِلْكَ سَاعَةٌ لاَ يُصَلَّى فِيها» ؟ قال عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَنْتَظِرُ فِيهِ الصَّلاَةَ فَهُوَ فِى صَلاَةٍ حَتَّى يُصَلِّى؟» فقلت: بلى، قال: فهو ذاك (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن سلام فى المسند: 5/451. وما بين معكوفين استكمال منه.
والخبر أخرجه أبو داود والترمذى والنسائى فى الصلاة. يراجع تحفة الأشراف: 10/474.(5/317)
6575 - حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة. قال: فلقيت عبد الله بن سلام، فحدثته حديثى وحديث كعب فى قوله: فى كل سنة، فقال: كذب كعب هو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فِى كُلِّ يَوْمْ/ جُمْعَةٍ» ، قلت: إنه قد رجع، قال: أما والذى نفس عبد الله بن سلام بيده إنى لأعرف تلك الساعة. قال: قلت: يا عبد الله فأخبرنى بها. قال: هى آخر ساعة من يوم الجمعة. قال: قلت: «لا يوافق مؤمن وهو يصلى» ؟ فقال: أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ انْتَظَرَ صَلاَةً فَهُوَ فِى صَلاَةٍ حَتَّى يُصَلِّى» ؟ قلت: بلى. قال: هو ذاك (1) .
6576 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد، عن محمد ابن إبراهيم التيمى، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن أبى هريرة. قال: قدمت الشام، فلقيت كعبًا، فكان يحدثنى عن
_________
(1) من حديث عبد الله بن سلام فى المسند: 5/451.(5/317)
التوراة، وأحدثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى أتينا على ذكر يوم الجمعة، فحدثته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
«إِنَّ فِى الْجُمْعَةِ سَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهُ فِيهَا خَيْرًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» ، فقال كعب: صدق الله ورسوله هى فى كل سنة مرة، قلت: لا، فنظر كعب ساعة، ثم قال: صدق الله ورسوله فى كل شهر مرة، قلت: لا، فنظر ساعة، فقال: صدق الله ورسوله فى كل جمعة مرة. قلت: نعم، فقال كعب: أتدرى أى يوم هو؟ قلت: وأى يوم هو؟ قال: فيه خلق آدم، وفيه تقوم الساعة والخلائق فيه مصيخة (1) إلا الثقلين: الجن والإنس خشية القيامة، فقدمت المدينة، فأخبرت عبد الله بن سلام بقول كعب، فقال: كذب كعب. قلت: إنه قد رجع إلى قولى، فقال: أتدرى أى ساعة هى؟ قلت: لا، وتهالكت عليه أخبرنى [أخبرنى] . فقال: هى ما بين العصر، والمغرب، قلت: كيف ولا صلاة؟ قال: أما سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لاَ يَزَالُ الْعَبْدُ فِى صَلاَةٍ مَا كَانَ فِى مُصَلاَّهُ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ» (2) .
[ابن أخى عبد الله بن سلام عن عمه] (3)
_________
(1) مصيخة: مستمعة منصتة. النهاية: 3/7.
(2) من حديث عبد الله بن سلام فى المسند: 5/453. وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) زيادة يستلزمها نسق الكتاب.(5/318)
6577 - حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا يحيى بن يعلى: أبو محياة التيمى، عن عبد الملك بن عمير. قال: حدثنى ابن أخى عبد الله بن سلام، عن عبد الله بن سلام. قال: قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وليس اسمى عبد الله بن سلام، فسمانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن سلام (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن سلام فى المسند: 5/451.(5/318)
وكذا رواه ابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة ـ وهو عبد الله ابن محمد ـ به (1) .
ورواه أبو يعلى الموصلى، عن أبى بكر بن شيبة، عن يحيى بن يعلى، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن عبد الله بن سلام، عن أبيه. قال: كان اسمى فى الجاهلية غيلان، فسمانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله (2) .
(حديث آخر عنه عن عمه) /
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الأدب (باب تغيير الأسماء) : سنن ابن ماجه: 2/1230. وابن كثير ينبه تنبيهًا دقيقًا ليفرق بين محدثين لا يلتبس أحدهما بالآخر: - عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة: أبو بكر. - عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أبى شيبة: أبو بكر. يراجع تهذيب التهذيب: 12/26.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه يحيى بن يعلى، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 8/ 54.(5/319)
6578 - روى الترمذى فى التفسير، وفى المناقب، عن على ابن سعيد، عن أبى المحياة: يحيى بن يعلى، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أخى عبد الله بن سلام، عن عمه.
قال: لما أريد عثمان جاء عبد الله بن سلام، فقال [له عثمان:] ما جاء بك؟ فقال: جئت فى نصرتك.
ثم قال الترمذى: غريب، وقد رواه شعيب بن صفوان، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن محمد بن عبد الله بن سلام، عن جده (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى التفسير (باب ومن سورة الأحقاف) وقال حسن غريب، وفى المناقب (مناقب عبد الله بن سلام) وقال: غريب. صحيح الترمذى: 5/381، 671.(5/319)
(ابن له عنه)(5/320)
6579 - رواه الطبرانى: من طريق حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة، حدثنى عبد الحكيم بن شعيب (1) وغيره من أهل ذى المروة وقدمائهم، عن بن لعبد الله بن سلام، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما مر بالحليحة فى سفره إلى تبوك، قال له أصحابه: المنزل يا رسول الله. الظل والماء ـ وكان فيها دوم (2) وماء ـ. فقال: «إِنَّهَا أَرْضُ زَرْعٍ وَتَبَرّدٍ دَعُوهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ» يعنى ناقته، فاقبلت حتى بركت تحت الدومة التى كانت فى مسجد ذى المروة (3) .
1019- (عَبْدُ اللهِ بْنُ سِيلانَ صَحَابِىُّ) (4)
والمشهور عنه أن اسمه عبد ربه بن سيلان، ولكن كذا سماه أبو على النيسابورى الحافظ عبد الله.
6580 - روى حديثه أبو بكر بن أبى شيبة، عن محمد بن الحسن، عن خالد ابن عبد الله الواسطى، عن بيان، عن قيس بن أبى حازم، عن ابن سيلان. قال: رفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره إلى السماء فقال: «سُبْحَانَ اللهِ تُرْسَلُ عَلَيْكُم الْفِتَنُ كَمَا يُرْسَلُ الْقَطْرُ» .
ورواه أبو نعيم من حديث خالد الواسطى، قال: ورواه إسماعيل ابن أبى شاكر، عن قيس، عن ابن سيلان مثله (5) .
_________
(1) غير واضحة بالأصل. والتصويب من تهذيب التهذيب: 2/228.
(2) الدوم: ضخام الشجر، وقيل هو شجر المقل. واحدته دومة. النهاية: 2/36.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه راوٍ لم يسم. مجمع الزوائد: 6/193. وذو المروة: قرية بوادى القرى. معجم البلدان: 5/116.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/273، والإصابة: 2/323.
(5) الخبر أخرجه البغوى وأبو نعيم عن عبد الله بن سيلان كما فى جمع الجوامع. جامع الأحاديث: 4/288. وتراجع ترجمته فى أسد الغابة.(5/320)
1020- (عَبْدُ اللهِ بْنُ شِبْلٍ بْنِ عَمْرِو بْنِ نَجْدَةَ) (1)
ابن مالك بن عمرو من بنى السميعة بن الخزرج، ذكره غير واحد فى فضل الأنصار ليلة العقبة، وشهد بيعة الرضوان، ونزل حمص، ويقال: إنه أخو عبد الرحمن ابن شبل، وتوفى فى أيام معاوية.
6581 - قال أبو بكر بن أبى عاصم، حدثنا محمد بن عوف، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد. قال يزيد بن خمير عن حديث عبد الله بن شبل، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. / قال: «اللَّهُمَّ الْعَنْ رَجُلاً ـ سَمَّاهُ ـ وَاجْعَلْ قَلْبَهُ قَلْبَ سُوءٍ، وَامْلأْ قَلْبَهُ مِنْ رَضْفِ جَهَنَّمَ» (2) .
1021- فأما (عَبْدُ اللهِ بْنُ شُبَيْلٍ الأَحْمَسِىّ) (3)
فإنه افتتح أذربيجان فى سنة ثمانٍ وعشرين أيام عثمان صلحًا، وفى صحبته نظر، ولم أقع له على رواية، والله أعلم.
1022- (عَبْدُ اللهِ بْنُ الشِّخِّيرِ بْنِ عَوْفٍ) (4)
ابن كعب بن وقدان بن الحريش الحريشى العامرى، عداده فى أهل البصرة، وحديثه فى رابع المكيين، وهو والد مطرف، وأبى العلاء يزيد - رضي الله عنه -.
_________
(1) () له ترجمة فى أسد الغابة: 3/273؛ والإصابة: 2/323؛ والاستيعاب: 2/389.
(2) يراجع أسد الغابة والإصابة، وأخرجه الديلمى من حديثه كما فى جمع الجوامع. والرضف: الحجارة المحماة. مفرجها رضفة. جامع الأحاديث: 2/94، النهاية: 2/85.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/274؛ والإصابة: 2/324؛ والاستيعاب: 2/389.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/274؛ والإصابة: 2/324؛ والاستيعاب: 2/388؛ والطبقات الكبرى: 7/22؛ والتاريخ الكبير: 5/31؛ وثقات ابن حبان: 3/238.(5/321)
6852 - حدثنا يحيى عن شعبة. وبهز. قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن مطرف، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -.
قال شعبة: قال قتادة: أخبرنى، قال: سمعت مطرفًا، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فى صوم الدهر. قال: «مَا صَامَ، وَمَا أَفْطَرَ» ، أو: «لاَ صَامَ، وَلاَ أَفْطَرَ» ، وقال بهز فى حديثه: «لا صام ولا أفطر» (1) .
ورواه النسائى، وابن ماجه من طريق شعبة. زاد النسائى: والأوزاعى كلاهما عن قتادة به (2) .
_________
(1) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/24.
(2) الخبر أخرجه فى الصيام: النسائى فى (النهى عن صيام الدهر وذكر الاختلاف على مطرف بن عبد الله بن الخبر فيه) : المجتبى: 4/176؛ وابن ماجه فى (باب ما جاء فى صيام الدهر) : سنن ابن ماجه: 1/544.(5/322)
6583 - حدثنا وكيع، حدثنا هشام، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله، عن أبيه: أن رجلاً انتهى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: قال وكيع مرة: إنه انتهى إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، وهو يقرأ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} (1) . قال: «يقول ابن آدم: مالى مالى، وهل لك من مالك إلا ما تصدقت فأمضيت، أو ما لبست فأبليت، أو أكلت فأفنيت» (2) .
رواه مسلم، والترمذى والنسائى من طرق، عن قتادة، زاد النسائى: وغيلان ابن جرير كلاهما: عن مطرف به. وقال الترمذى: حسن صحيح (3) .
_________
(1) الآيتان1، 2 من سورة الكوثر.
(2) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/24.
(3) الخبر أخرجه مسلم فى أول كتاب الزهد: مسلم بشرح النووى: 5/815؛ وأخرجه الترمذى فى الزهد (باب 31) وفى التفسير (باب ومن سورة التكاثر) صحيح الترمذى: 4/572، و5/744؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/358.(5/322)
6584 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة. وحجاج قال: حدثنى شعبة: سمعت قتادة يحدث عن مطرف، عن أبيه. قال: انتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يقول {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} : «يَقُولُ ابْنُ آدَمَ مَالِى مَالِى، وهَلْ لَكَ (1) مِنْ مَالِكَ إِلاَّ مَا أَكَلْتَ، فأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فأَمْضَيْتَ» (2) .
6585 - حدثنا حجاج، حدثنى شعبة، سمعت قتادة، سمعت مطرف بن [عبد الله بن] الشخير يحدث عن أبيه. قال: جاء رجل إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، / فقال: أنت سيد قريش. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «السَّيِّدُ اللهُ» . قال: أنت أفضلها فيها قولاً، واعظمها فيها طولا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لِيَقُلْ أَحَدُكُمْ بِقَوْلِهِ، وَلاَ يَسْتَجرْهُ الشَّيْطَانُ» (3) .
ورواه أبو داود من طريق أبى نضرة، والنسائى من طريق قتادة، وغيلان بن جرير كلهم: عن مطرف، عن أبيه بنحوه (4) .
_________
(1) اللفظ عند أحمد: «وما لك من مالك» إلخ.
(2) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/24.
(3) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/24. وما بين معكوفين استكمال منه.
(4) الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب (باب فى كراهية التمادح) : سنن أبى داود: 4/254؛ والنسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/360، لفظ أبى داود: «قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يَسْتَجْرِيَنَّكُم الشيطان» . وقال الخطابى: «قولوا بقولكم» يريد قولوا بقول أهل دينكم وملتكم، وادعونى نبيًا ورسولاً، كما سمانى الله عز وجل فى كتابه، فقال: {يا أيها النبى} و {يا أيها الرسول} ولا تسمونى سيدًا، كما تسمون رؤساءكم وعظماءكم، ولا تجعلونى مثلم، فإنى لست كأحدهم، إذ كانوا يسودونكم بأسباب الدنيا، وأنا أسودكم بالنبوة والرسالة، فسمونى نبيْا ورسولاً. وقوله: «بعض قولكم» فيه حذف واختصار، ومعناه: دعوا بعض قولكم واتركوه، يريد بذلك الاقتصار فى المقال. قال الشاعر:
فبعض القول عاذلتى فإنى ... سيكفينى التجارب وانتسابى
وقوله: «لا يستجرينكم الشيطان» معناه: لا يتخذنكم جريًا والجرى: الوكيل، ويقال: الأجير أيضًا.
مختصر سنن أبى داود ومعالم السنن: 7/176.(5/323)
6586 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسئل عن رجل يصوم الدهر، قال: «لا صام ولا أفطر» (1) .
6587 - حدثنا سويد بن عمرو، وعبد الصمد. قالا: حدثنا مهدى، حدثنا غيلان، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه: أنه وفد إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فى رهط من بنى عامر، قال: فأتيناه، فسلمنا عليه، فقلنا: أنت ولينا وسيدنا، وأنت أطول علينا.
قال يونس: وأنت أطول علينا طولاً (2) ، وأنت أفضلنا علينا فضلاً، وأنت الجفنة الغراء (3) ، فقال: «قولُوا قوْلَكُمْ وَلاَ يستجدينكم الشَّيْطَانُ» ، قال: وربما قال: «وَلاَ يَسْتَهْوِيَنَّكُم» (4) .
6588 - حدثنا يزيد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البنانى، عن مطرف، عن أبيه. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفى صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء (5) .
ورواه [الترمذى] من طريق حماد بن سلمة، ورواه النسائى أيضًا من طريق عبد الكريم بن رشيد، عن ابن الشخير، عن أبيه (6) .
_________
(1) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/25.
(2) الطول: بالفتح هو الفضل والعلو على الأعداء. النهاية: 3/48.
(3) أنت الجفنة الفراء: كانت العرب تدعو السيد المطعام جفنة لأنه يضعها ويطعم الناس فيها، فسمى باسمها، والفراء البيضاء أى أنها مملوءة بالشحم والدهن. النهاية: 1/168.
(4) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/25.
(5) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/25.
(6) الخبر أخرجه الترمذى فى الشمائل. المختصر فى الشمائل المحمدية ص337. وما بين معكوفين استكمال من تحفة الأشراف: 4/359؛ وأخرجه النسائى فى الصلاة (باب البكاء فى الصلاة) : المجتبى: 3/12، وفى الكبرى كما فى تحفة الأشراف.(5/324)
وكذلك رواه أبو يعلى من طريق حماد بن سلمة، ولم يرو له سواه (1) .
قال عبد الله: لم يقل: من البكاء إلا يزيد بن هارون (2) .
_________
(1) مسند أبى يعلى: 3/174.
(2) استكمال للخبر السابق عند أحمد فى المسند: 4/25.(5/325)
6589 - حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا حميد ـ يعنى الطويل ـ، حدثنا الحسن، عن مطرف (1) ، عن أبيه: أن رجلاً قال: يا رسول الله هوام الإبل نصيبها؟ قال: «ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ (2) النَّارِ» (3) .
رواه النسائى، وابن ماجه، من طريق يحيى بن سعيد (4) .
قال شيخنا: وروى عن مطرف، عن الجارود، وعن أبى مسلم، عن الجارود كما تقدم (5) .
6590 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا شعبة، عن قتادة، عن مطرف، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَامَ الدَّهْرَ لاَ صَامَ، وَلا أَفْطَرَ» ، أو: «مَا صَامَ وَمَا أَفْطَرَ» (6) .
6591 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة. وحجاج. قال: حدثنى شعبة، عن قتادة.
وقال ابن جعفر: سمعت قتادة، عن مطرف بن عبد الله.
_________
(1) فى الأصول: «عبيد عن أبيه» والتصويب من المسند.
(2) حرق النار: بالتحريك لهبها، وقد يسكن، أى أن ضالة المؤمن إذا أخذها إنسان ليتملكها أدته إلى النار. النهاية: 1/219.
(3) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/25.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/360؛ وأخرجه ابن ماجه فى اللقطة (باب ضالة الإبل والبقر والغنم) : سنن ابن ماجه: 2/836.
(5) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى من حديث الجارود بن المعلى ـ - رضي الله عنه - ـ كما فى تحفة الأشراف: 2/405، 4/361.
(6) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/25.(5/325)
قال حجاج فى حديثه. قال: سمعت مطرفًا/ عن أبيه. قال: جاء رجل إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: أنت سيد قريش، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «السَّيِّدُ اللهُ» ، فقال: أنت أفضلها فيها قولاً، وأعظمها فيها طولاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لِيَقُلْ أَحَدُكُمْ بِقَوْلِهِ، وَلاَ يَسْتَجِرّنَّهُ الشَّيْطَانُ» أو «الشَّيَاطِينُ» (1) .
_________
(1) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/25.(5/326)
6592 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن مطرف، عن أبيه. قال: انتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلى ولصدره أزيز كأزيز المرجل (1) .
6593 - حدثنا عفان، حدثنا همام، عن قتادة، عن مطرف، عن أبيه: أن رجلاً سأل النبى - صلى الله عليه وسلم - عن صوم الدهر، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ صَامَ وَلاَ أَفْطَرَ» ، أو قال: «لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ» (2) .
6594 - حدثنا روح، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه: أنه سأل نبى الله - صلى الله عليه وسلم -، أو سئل نبى الله - صلى الله عليه وسلم - عن رجل يصوم الدهر. قال: «لاَ صَامَ وَلاَ أَفْطَرَ» (3) .
6595 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا الجريرى، عن أبى العلاء، عن مطرف بن عبد الله، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلى ويبزق تحت قدمه اليسرى (4) .
_________
(1) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/25.
(2) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/25.
(3) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/25.
(4) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/25.(5/326)
ورواه مسلم. وأبو داود من حديث أبى العلاء: يزيد بن عبد الله ابن الشخير، عن أبيه (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى الصلاة (باب النهى عن البصاق فى المسجد) : مسلم بشرح النووى: 2/190؛ وأبو داود (باب فى كراهية البزاق فى المسجد) : 1/130.(5/327)
6596 - حدثنا عبد الوهاب، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله: عن أبيه: أنه سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِى مَالِى، وَهَلْ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلاَّ مَا أَكَلْتَ فأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فأَمْضَيْتَ» (1) .
6597 - حدثنا حسين، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن مطرف بن الشخير، عن أبيه ـ وكان أبوه قد أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - فيما ذكر قتادة وغيره (2) ـ: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ صَامَ الدَّهْرَ فَلاَ صَامَ وَلاَ أَفْطَرَ» (3) .
6598 - حدثنا عفان، حدثنا أبان، حدثنا قتادة، حدثنا مطرف ابن عبد الله: أن أباه حدثه. قال: دفعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يقرأ هذه السورة {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} فذكر مثله سواء، وليس فيه قول قتادة يعنى مثل حديث همام (4) .
6599 - حدثنا عبد الله بن محمد ـ قال عبد الله: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبى شيبة ـ. قال: حدثنا زيد بن الحباب: عن شداد بن سعيد: أبى طلحة الراسبى، حدثنى غيلان بن جرير، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه. قال: أتيت رسول/ الله
_________
(1) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/26.
(2) «فيما ذكر قتادة وغيره» ليست فى لفظ المسند.
(3) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/26.
(4) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/26.(5/327)
- صلى الله عليه وسلم -، وهو يصلى قاعداً، أو قائمًا، وهو يقرأ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} حتى يختمها (1) .
_________
(1) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/26.(5/328)
6600 - حدثنا عفان، حدثنا حماد، حدثنا ثابت، عن مطرف، عن ابيه. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلى، ولصدره أزيز كأزيز المرجل (1) .
6601 - حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن مطرف ابن عبد الله، عن أبيه. قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يقرأ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُر ُحَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} ، قال: فقال: «يَقُولُ ابْنُ آدَمَ مَالِى مَالِى، وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلاَّ مَا أَكَلْتَ فأَفْنَيْتَ؟ أَوْ لَبِسْتَ فأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فأَمْضَيْتَ» .
وكان قتادة يقول: كل صدقة لم تقبض فليس بشىء (2) .
6602 - حدثنا بهز، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن مطرف، عن أبيه: دخل على النبى - صلى الله عليه وسلم - فسمعه يقول فذكر مثل حديث عفان ولم يذكر قول قتادة (3) .
6603 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن سعيد الجريرى، عن أبى العلاء بن الشخير، عن أبيه. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى فى نعليه (4) .
_________
(1) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/26.
(2) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/26.
(3) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/26.
(4) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/25. وأبو العلاء اسمه يزيد بن عبد الله بن الشخير.(5/328)
6604 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن سعيد الجريرى، عن أبى العلاء بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى، ثم يتنخم تحت قدمه، ثم دلكها بنعله، وهو فى رجله (1) .
6605 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أبى العلاء بن الشخير، عن أبيه: أنه صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتنخع فدلكها بنعله اليسرى (2) .
6606 - حدثنا على بن عاصم، أخبرنى الجريرى، عن أبى العلاء بن الشخير، عن أبيه. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى فى نعليه، قال: فتنخع، فتفله تحت نعله اليسرى، قال: ثم رأيته حكها بنعليه (3) .
(حديث آخر عنه)
6607 - قال الترمذى فى الزهد: حدثنا أبو هريرة، حدثنا محمد بن فراس البصرى، حدثنا أبو قتيبة: مسلم بن قتيبة، حدثنا أبو العوام: وهو عمران البصرى (4) ، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَلُ ابْنِ آدَمَ وَإِلَى جَنْبِهِ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ مَنِيَّةً إِنْ أَخْطَأَتْهُ الْمَنَايَا وَقَعَ فِى الْهَرَمِ [حَتَّى يَمُوتَ] » .
_________
(1) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/25.
(2) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/25.
(3) من حديث مطرف بن عبد الله عن أبيه فى المسند: 4/25.
(4) العوام: عمران بن داود العمى: أبو العواء القطان البصرى. تهذيب التهذيب: 8/130.(5/329)
ثم قال: هذا حديث حسن غريب.
(حديث آخر عنه)(5/330)
6608 - قال: أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -[وهو يأكل] وهو صائم، فقال: «هَلُمَّ» ، فقلت: إنى صائم. / فقال: «إِنَّ اللهَ وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصَّوْمَ وَشَطْرَ الصَّلاَةِ» .
رواه النسائى عن أبى زرعة الرازى (1) ، عن سهل بن بكار، عن أبى عوانة، عن أبى بشر، عن هانى بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه به، وعن قتيبة، [عن أبى عوانة] ، عن أبى بشر، عن هانى، عن رجل من بلحريش. عن أبيه.
وكذلك رواه من طريق أبى داود، عن أبى عوانة (2) .
قال شيخنا المزى: وحديث أبى زرعة هو الصواب، ولعل قوله: «عن رجل» إنما هو عن هانىء: رجل من بلحريش، عن أبيه، ويكون عن زائدة، والله أعلم (3) .
(حديث آخر)
أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا لبس ثوبًا جديدًا قال: «اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ، وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ، وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ» .
6609 - رواه النسائى من طريق حماد بن سلمة، عن سعيد الجريرى، عن أبى العلاء: يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه به (4) .
_________
(1) أبو زرعة الرازى: هو عبيد الله بن عبد الكريم، وبه ورد فى المجتبى. تهذيب التهذيب:
6/30.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الصوم (ذكر اختلاف معاوية بن سلام وعلى بن المبارك) : المجتبى: 4/152.
(3) تحفة الأشراف: 4/361.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/361.(5/330)
قال شيخنا: ورواه ابن المبارك وعيسى بن يونس، عن الجريرى، عن أبى نضرة، عن أبى سعيد كما تقدم (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) تحفة الأشراف: 4/362.(5/331)
6610 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن عمرو البزار، حدثنا عمرو بن يزيد الجرمى، حدثنا الحسن بن الحكم، حدثنا سيار: أبو الحكم، سمعت مطرف بن عبد الله بن الشخير يحدث عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو: «اللَّهُمَّ مَتِّعْنِى بِسَمْعِى وَبَصَرِى، وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَ مِنِّى» (1) .
(حديث آخر)
6611 - قال الطبرانى: حدثنا عبدان بن أحمد، حدثنا الحسين ابن مهدى، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا الثورى، عن الجريرى، عن يزيد بن عبد الله، عن أبيه. قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الأشربة، فقيل: إنه لابد لنا منها. فقال: «اشْرَبُوا مَا لاَ يُسَفِّهُ أَحْلاَمَكُم، وَيُذْهِبُ أَمْوَالَكُم» (2) .
(حديث آخر)
6612 - قال الطبرانى: حدثنا المقدام بن داود، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا الربيع بن بدر، عن الجريرى، عن يزيد بن عبد الله بن
_________
(1) قال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى، وفيه الحسن بن الحكم بن طهمان وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 10/178. وقال البزار: لا نعلمه عن عبد الله ابن الشخير إلا بهذا الإسناد. كشف الأستار: 4/60. ولفظهما: واجعله الوارث منى.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى. ورجاله رجال الصحيح خلا الحسين بن مهدى ابن مهدى، وهو ثقة. مجمع الزوائد: 5/66.(5/331)
الشخير، عن أبيه. قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخلع نعليه، وهو فى الصلاة، فخلع الصف الأول، فخلع الصف الذين يلونهم نعالهم، حتى خلع القوم كلهم، فلما انصرف قال: «لِمَ خَلَعْتُمْ [نِعالَكُم؟] » قالوا: خلعت فخلع الصف الذى يليك، فخلعنا نعالنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَتَانِى جِبْرِيلُ، فَذَكَرَ لِى أَنَّ فِى نَعْلَىَّ قَذَرًا فَخَلَعْتُهُمَا فَصَلُّوا فِى نِعَالِكُم» (1) . /
(حديث آخر)
6613 - قال الطبرانى: أبو زرعة الدمشقى، حدثنا يحيى بن صالح الوحاظى، حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سأل عن اسم الرجل فكان حسنًا عرف ذلك فى وجهه، وإن كان غير ذلك كرهه، وإذا نزل قرية سأل عن اسمها فإن كان حسنًا سر بذلك، وأن، كان غير ذلك رؤى ذلك فى وجهه (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه الربيع بن بدر، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/65.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط، ورجاله رجال الصحيح غير سعيد بن بشير، وهو ثقة، وفيه ضعف. مجمع الزوائد: 8/47. وفيه ألفاظ غير واضحة بالأصل، صححت بالرجوع إلى الهيثمى.(5/332)
6614 - قال البزار: حدثنا أبو كريب، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا شداد ابن سعيد، عن غيلان بن جرير (1) ، عن مطرف بن
_________
(1) هنا وفى مجمع الزوائد: «غيلان بن جرير» ، وفى كشف الأستار «غيلان بن حكيم» والصواب ما أثبتناه وهو: غيلان بن جرير المعولى الأزدى البصرى، روى عن مطرف ابن عبد الله بن الشخير. تهذيب التهذيب: 8/253.(5/332)
عبد الله، عن أبيه. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى قائمًا وقاعدًا (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه رجل يقال له سعيد روى عن غيلان بن جرير، روى عنه زيد بن الحباب ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد، وليس فى رواة البزار سعيد وإنما هو شداد بن سعيد. كشف الأستار: 1/356.(5/333)
1023- (عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِى شَدِيدة
ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبِيعَةَ) (1)
ابن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسى وهو ثقيف الثقفى، كذا نسبه ابن منيع.
وقال أبو نعيم: هو طائفى لا تصح له صحبة.
6615 - ثم علق عن يزيد بن هارون حديثًا سويد: أبو حاتم، عن محمد بن سعيد الطائفى: أخبرنى المغيرة بن سعيد. قال: دخلت مع عبد الله بن أبى شديد بستانًا وفيه سدرة قد علت، فقلت: لو قطعتها؟ فقال: معاذ الله. إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً مِنْ غَيْرِ زَرْعِ بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِى النَّارِ» (2) .
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ شُرَيْحٍ)
وقيل: ابن عمر وهو ابن أم مكتوم الأعمى: يأتى. هو عبد الله ابن أم مكتومٍ يأتى (3) .
_________
(1) ترجم له فى أسد الغابة: عبد الله بن أبى شديدة، ثم نقل نسبه عن ابن قانع: 3/276.
وله ترجمة فى الإصابة: 2/324. وقال البخارى فى التابعين: عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: مرسل، التاريخ الكبير: 5/114.
(2) قال البخارى: عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فى السدر، سمع منه مغيرة بن سعيد الطائفى، مرسل. التاريخ الكبير: 5/114. وقال ابن السكن: لم يثبت إسناده، الإصابة: 2/224.
(3) وردت العبارة مكررة وأثبتناها كما هى.(5/333)
1024- (عَبْدُ اللهِ بْنُ الشَّيَّابِ) (1)
يعد من أهل حمص، سماه ابن أبى داود.
6616 - قال ابن نمير: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا بكر ابن أبى عاصم، حدثنا عبد الوهاب بن ... ... (2) بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن ابن أبى بلال. قال ابن الشياب: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يوم الشعب آخر أصحابه لم يكن بينه وبين العدو غير عمه حمزة يقاتل العدو، فرصده وحشى فقتله وقد قتل الله بيد حمزة من الكفار واحدًا وثلاثين، وكان يدعى أسد الله (3) . /
1025- (عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِى شَيْخٍ الْمُحَارِبِىّ) (4)
كذا سماه أبو بكر بن أبى داود.
6617 - قال: ولم يرو سوى هذا الحديث من طريق عاصم بن بحير (5) عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاهم، فقال: «يَا مَعْشَرَ مُحَارِبٍ نَصَرَكُم اللهُ. لاَ تَسْقُونِى حَلَبَ امْرَأَةٍ» (6) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/278؛ والإصابة: 2/325.
(2) غير واضح بالأصل ولم نعثر عليه.
(3) () الخبر أخرجه أبو عاصم وابن منده، زاد ابن الأثير: وأبو نعيم. المرجعان السابقان.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/279؛ والإصابة: 2/325.
(5) عاصم بن بحير: تابعى وقيل بالفتح. المشتبه: ص48.
(6) الخبر أخرجه ابن سعد من حديث ابن أبى شيخ المحاربى، الطبقات الكبرى: 6/28؛ وأخرجه هو والبغوى من حديثه، كما فى جمع الجوامع. جامع الأحاديث: 7/749؛ وأخرجه أبو موسى كما فى أسد الغابة.(5/334)
1026- (عَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوانَ بْنِ قُدَامَة) (1)
له ولأبيه ولأخيه عبد الرحمن صحبة ووفادة، وكان أبوهما أسماهما عبد العزى وعبدهم، فسماهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله، وعبد الرحمن.
6618 - رواه أبو نعيم بإسناده إلى موسى بن ميمون بن موسى ابن عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة، عن أبيه، عن أبيه، عن جده (2) .
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ الأَنْصَارِىّ) (3)
يعد فى الكوفيين، حديثه فى اصطياد الأرنبين عند الشعبى، وقيل هو محمد بن صفوان كما سيأتى (4) .
1027- (عَبْدُ اللهِ بْنُ صَيَّادٍ) (5)
أحد أولاد اليهود، من أهل المدينة، ثم أسلم بعد ذلك، وهو الذى كان يظن أنه الدجال، ثم تبين أنه لم يكنه لحديث تميم الدارى، كما قررنا فى أخبار الدجال فى كتابنا (البداية والنهاية) (6) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/281؛ والإصابة: 2/326؛ والاستيعاب: 2/334.
(2) أخرج الإمام أحمد أربعة أخبار من طريق مجاهد عن عبد الرحمن بن صفوان منها خبر أنه جاء بأبيه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليبايعه على الهجرة. المسند: 3/430.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/280؛ وترجم له ابن حجر: محمد بن صفوان. الإصابة: 3/376؛ وفى الاستيعاب كذلك: 3/344؛ والتاريخ الكبير: 1/13.
(4) يأتى إن شاء الله فى محمد بن صفوان. وهو عند أحمد فى المسند: 3/471.
(5) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/382؛ وترجم له ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين، الإصابة: 3/143.
(6) يراجع كتاب البداية والنهاية.(5/335)
وقد ثبت فى صحيح مسلم، والترمذى من طريق الجريرى، عن أبى نضرة، عن أبى سعيد: أنه اصطحب هو وابن صياد من المدينة إلى مكة فقال لأبى سعيد: لقد هممت أن أخنق نفسى بهذه الشجرة مما يقول الناس فى الدجال.
ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهُ عَقِيمٌ لاَ يُولَدُ لَهُ؟» لقد خلفت ولدى بالمدينة.
ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهُ لاَ يَدْخُلُ مَكَّةَ وَلاَ الْمَدِينَةَ؟» ألست من أهل المدينة وهوذا أنطلق إلى مكة.
فوالله ما زال يقول حتى ظننت أنه مكذوب عليه.
ثم قال: والله إنى لأعرفه وأعرف والده، وأعرف أين هو من الأرض.
وفى رواية: أنه. فقلت: أتكره أن تكون هو؟ فقال: لا، فقلت: تبا لك سائر اليوم (1) .
فقوله: ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا، ألم يقل كذا رواية، فلهذا ذكرناه، وإن كان قد صمم بعض السلف مع هذا كله أنه الدجال، والذى اشتهر به حسبما قال بعضهم: إنه دجال من الدجاجلة لا أنه المذكور فى الأحاديث، / ولا سيما تميم الدارى (2)
ـ وقدمته فى
_________
(1) يرجع إلى الخبر بألفاظ أتم من هذا عند مسلم فى الفتن (باب ذكر ابن صياد) : مسلم بشرح النووى: 5/773؛ والترمذى فى الباب: صحيح الترمذى: 4/516.
(2) خبر تميم الدارى يرجع إليه عند مسلم فى الفتن من حديث فاطمة بنت قيس، وكانت من المهاجرات الأول، وهو خبر طويل: أن تميمًا الدارى كان رجلاً نصرانيًا، فجاء وبايع وأسلم، وذكر للنبى - صلى الله عليه وسلم - خبر سفره فى البحر مع رفقة له حتى انتهوا إلى بيعة فى جزيرة، وفى نهاية الخبر يقول لهم الرجل: «وإنى مخبركم عنى، إنى أنا المسيح، وإنى أوشك أن يؤذن لى فى الخروج، فأخرج فأسير فى الأرض ... » الخ. ونقل الإمام النووى فى قصة ابن صياد أقولاً تطول أهمها: قال العلماء: قصته مشكلة، وأمره مشتبه فى أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم غيره؟ ولا =
= ... شك فى أنه دجال من الدجالة. قال العلماء: وظاهر الأحاديث أن النبى - صلى الله عليه وسلم - لم يوح إليه بأنه المسيح الدجال وال غيره، وإنما أوحى إليه بصفات الدجال، وكان فى ابن صياد قرائن محتملة، ولذلك كان النبى - صلى الله عليه وسلم - لا يقطع بأنه الدجال ولا غيره ولهذا قال لعمر ـ - رضي الله عنه - ـ: «إن يكن هو فلن تستطيع قتله» .
وأما احتجاجه بأنه مسلم والدجال كافر ـ وساق بقية حججه ـ فلا دلالة له فيه، لأن النبى - صلى الله عليه وسلم - إنما أخبر عن صفاته وقت فتنته وخروجه إلى الأرض ... إلخ. يراجع مسلم بشرح النووى: 5/769، 799.
وحديثه عند البخارى فى الجهاد من حديث ابن عمر (باب كيف يعرض الإسلام على الصبى) : فتح البارى: 6/171.
نقول: والذى تستخير الله فيه أن ذكره فى الصحابة بعيد، ويكفى قوله فى الخبر الذى أخرجاه للنبى - صلى الله عليه وسلم -: أتشهد أنى رسول الله؟ وحسبه بذلك جحودًا ونكرانًا، وأيضًا فقد كان أبو سعيد أشفق عليه ومال إلى تصديقه، ولكنه لما قال قولته الأخيرة قال له أبو سعيد: تبًا لك سائر يوم. يراجع الترمذى: 4/517.(5/336)
الصحيحين ـ مخاطبته للنبى - صلى الله عليه وسلم - حين قال له عليه السلام: «أَنْ قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبئأً» قال: هو الدخ، فقال: اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُ وَقَدْرَكَ» .
ثم لعله إنما أسلم بعد وفاة النبى - صلى الله عليه وسلم -، فلا يكون صحابيًا، لأنه لم ير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى حال إسلامه.(5/337)
1028- (عَبْدُ اللهِ بْنُ ضَمْرَةَ بْنِ مَالِكِ) (1)
ابن سلمة بن عبد العزى البجلى، عداده فى البصريين. قال أبو نعيم: ومن خطه نقلت هذا:
6619 - حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا أحمد بن يوسف الفقيه، حدثنا صابر بن سالم بن حميد بن يزيد بن عبد الله بن ضمرة، حدثنى (2) أبى، عن عبد الله بن ضمرة أنه بينما هو ذات يوم
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/283؛ والإصابة: 2/327؛ والاستيعاب: 2/335.
(2) كل المصادر تذكر الخبر عن يزيد بن ضمرة عن أم اليقظان ابنة عبد الله بن ضمرة عن أبيها. أسد الغابة، الإصابة، كشف الأستار.(5/337)
قاعد عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى جماعة من أصحابه أكثرهم من اليمن إذ قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سَيَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذِهِ الثَّنِيَّةِ خَيْرُ ذِى يَمَنٍ» فبقى القوم كل رجل منهم يرجو أن يكون من أهل بيته، فإذا هم بجرير ابن عبد الله البجلى قد طلع عليهم من الثنية، فجاء حتى سلم على النبى - صلى الله عليه وسلم -، وعلى أصحابه، فردوا عليه بأجمعهم السلام، ثم بسط له النبى - صلى الله عليه وسلم - عرض ردائه، وقال له: «عَلَى ذَا يَا جَرِيرُ فَاقْعُدْ» فقعد معهم، قال: ثم قام وانصرف، فقال جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله لقد رأينا منك اليوم منظرًا لجرير ما رأيناه لأحد، قال: «نَعَمْ هَذَا كَرِيمُ قَوْمِهِ، وَإِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمِهِ فَأًكْرِمُوهُ» (1) .
ورواه الطبرانى عن الحسين بن إسحاق، عن جابر، ورواه البزار عن صابر به (2) .
_________
(1) مصادر ترجمته، وقال ابن عبد البر من ولده صابر بن سالم المحدث أبو محمد. هو صابر بن سالم بن حميد بن يزيد بن عبد الله بن ضمرة.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى والبزار، وفيه جماعة لم أعرفهم، مجمع الزوائد: 9/372. وقال البزار: عبد الله بن ضمرة لا نعلم روى إلا هذا الحديث بهذا الإسناد. كشف الأستار: 3/274.(5/338)
1029- (عَبْدُ اللهِ بْنُ طَهْفَةَ
مَضَى فشى طَهْفَةَ وَيُقَالُ طَخْفَةُ) (1)
6620 - روى حديثه عاصم بن على، عن ابن أبى ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن ابن لعبد الله بن طهفة: أن رسول الله
_________
(1) ورد فى الأصول: «عبد الله بن طحفة مضى فى طحفة، عبد الله بن طهفة ويقال لحفة» والتصويب من مصادر ترجمته.
فى أسد الغابة: عبد الله بن طهفة الغفارى ذكرناه فى طهفة: 3/285؛ وترجم له ابن حجر فى طهفة ويقال طخفة بالخاء المعجمة ويقال طغفة بالغين المعجمة، ورجح البخارى فى الأوسط: طخفة على طهفة بن قيس الغفارى. الإصابة: 2/235؛ وأسهب ابن عبد البر فى ذكر الخلاف فى اسمه فقال: اختلف فيه اختلافًا كثيرًا، واضطراب اضطرابًا شديدًا، وذكر من أسمائه أيضًا: وقيل طقفة بالقاف والفاء وقيل قيس بن طخفة وقيل يعيش بن طخفة عن أبيه، وقيل عبد الله بن طخفة عن أبيه. الاستيعاب: 2/239.
وترجم له أبو نعيم طخفة بن قيس وساق الخبر من طريق أنس بن طخفة بن قيس الغفارى عن أبيه وكان من أصحاب الصفة ـ قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. الحلية: 1/373.(5/338)
- صلى الله عليه وسلم - رآه منبطحًا على بطنه، فقال: «إِنَّها لَبَطْحَةُ يَكْرَهُهَا اللهُ» (1) . /
_________
(1) الخبر أخرجه أبو نعيم فى الحلية بأتم من هذا، الحلية: 1/373. وأخرج الإمام أحمد أحاديث طخفة الغفارى فى ضيافتهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومبيتهم فى المسجد: عن أبى طخفة الغفارى، عن يعيش بن طهفة الغفارى عن أبيه، عن ابن لعبد الله بن طهفة الغفارى عن أبيه، عن يعيش بن قيس ابن طخفة عن أبيه. ...
المسند: 5/426.(5/339)
1030- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ أُنَيْسٍ) (1)
ابن المنتفق بن عامر الواقد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، روى عنه عبد الله بن جراد، والمغيرة بن عبد الله اليشكرى.
6621 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا الوليد بن عبيد الله بن مسرح الحرانى: أبو وهب، حدثنا يعلى هو ابن الأشدق، وهو عبد الله بن جراد. قال: حدثنا عبد الله بن عامر بن أنيس. قال: قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبشره بإسلام قومى. قال: فصافحه الرسول وحياه. وقال: «أَنْتَ الْوَافِدُ الْمُبَارَكُ» . قال: فلما أصبح صحيته بنو عامر، فأسلموا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَأْبَى اللهُ لِبَنِى عَامِرٍ إِلاَّ خَيْرًا» ثلاث مرات (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/286؛ والإصابة: 2/328.
(2) الخبر أخرجه ابن منده وأبو نعيم كما أورده فى أسد الغابة: 3/286.(5/339)
6622 - ثم قال أبو نعيم: حدثنا فاروق الخطابى (1) ، حدثنا أبو مسلم الكشى (2) ، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا همام، عن محمد ابن جحادة، عن المغيرة ابن عبد الله اليشكرى: أن أباه حدثه. قال: دخلت المسجد فإذا رجل يقال ابن المنتفق يقول: وصف لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحكى لى فطلبته بمكة فقيل لى هو بها فقيل لى: هو بعرفات، فانطلقت إليه، فأخذت بخطام راحلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو بزمامها، فقلت: شيئين أسألك عنهما: ما ينجينى من النار، ويدخلنى الجنة؟ فنظر إلى السماء.
وقال: «لَئِنْ كُنْتَ أَوْجَزْتَ الْمَسْأَلَةَ لَقَدْ عَظَّمْتَ وَطَوَّلْتَ فَاعْقِلْ عَنِّى إِذًا. اعْبُدِ اللهَ وَلاَ تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَأَقِمِ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَأَدِّ الزَّكاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، وحُجَّ وَاعْتَمِرْ، وَمَا تُحِبُّ أَنْ يَفْعَلَهُ بِكَ النَّاسُ فَافْعَلْهُ بِهِمْ، وَمَا تَكْرَهُ أَنْ يَأْتِى إِلَيْكَ النَّاسُ فَذَرِ النَّاسَ مِنْهُ» (3) .
6623 - ثم قال أبو نعيم: وذكره بعض المتأخرين: يعنى ابن منده من طريق زيد بن أبى أمية، عن المغيرة بن عبد الله. قال: مررت بقوم فيهم رجل يحدثهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثله، وأسقط أباه.
قال: قد وافق ابن جحادة على هذا الناس أبو إسحاق السبيعى، وأبو إسحاق الشيبانى، وجامع بن شداد، وزبيد وعبد الله بن سعيد،
_________
(1) فاروق الخطابى يراجع بشأنه المشتبه: ص242. وقد روى عنه أبو نعيم كثيرًا. الحلية: 7/131.
(2) أبو مسلم: ابراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن كش الكشى، المشتبه ص553.
(3) الخبر أخرجه عن عفان عن همام إلى آخر السند الإمام أحمد فى مسند ابن المنتفق. المسند: 6/383. وعزاه السيوطى إلى أبى نعيم من حديث رجل من قيس يقال له ابن المنتفق، ويكنى أبا المنتفق. جامع الأحاديث: 5/253.(5/340)
ويونس بن أبى إسحاق، ومعاوية بن سلمة النصرى وعمرو بن حسان، فقالوا: عن المغيرة عن أبيه (1) .
إنتهى الجزء الثامن والثلاثون من» تجزئة المصنف
ويليه الجزء التاسع والثلاثون عبد الله بن عامر بن ربيعة العنزى) بإذن الله
_________
(1) الخبر أخرجه أحمد من طرق ثلاثة. كلها عن أبيه لم يسقطه: محمد بن جحادة حدثنى المغيرة بن عبد الله اليشكرى عن أبيه ...
وعمرو بن حسان ـ يعنى المستملى ـ قال: حدثنى المغيرة بن عبد الله اليشكرى عن أبيه.
ومن طريق يونس بن أبى إسحاق، قال: سمعت هذا الحديث من المغيرة. المسند: 6/383،
384.(5/341)
الجُزء التاسع وَالثلاثون(5/342)
1031- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ الْعَنْزِىّ) / (1)
أبو محمد المدنى، حليف بنى عدى، ولد فى حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قيل: أدرك أربعًا، أو خمسًا، ويحتمل أقل من ذلك، والله أعلم. حديثه فى ثانى المكيين.
6624 - حدثنا هاشم، حدثنا الليث، عن محمد بن عجلان: عن مولى لعبد الله بن عامر بن ربيعة العدوى، عن عبد الله بن عامر: أنه قال: أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بيتنا، وأنا صبى. قال: فذهبت أخرج لألعب، فقالت أمى: يا عبد الله تعال أعطيك، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيَهُ؟» قالت: أعطيه تمرًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ تَفْعَلِى لَكُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةً» (2) .
ورواه أبو داود عن قتيبة عن الليث (3) .
(حديث آخر عنه)
6625 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن على، حدثنا عبد الله بن جعفر،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/287؛ والإصابة: 2/329؛ والاستيعاب: 2/357؛ والتاريخ الكبير: 5/11.
(2) من حديث عبد الله بن عامر فى المسند: 3/447.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب (باب فى التشديد فى الكذب) : سنن أبى داود: 4/298.(5/342)
حدثنا ابن عبد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم ساقه (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى التاريخ من طريق ليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن مولى لعبد الله بن عامر، عن عبد الله بن عامر. التاريخ الكبير: 5/11.(5/343)
1032- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزِ) (1)
ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى القرشى العبشمى أحد الكرماء الأجواد، ولد فى حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحنكه بريقه، واستنابه عثمان على البصرة، ففتح شيئًا كثيرًا (2) ، ثم معاوية بعده، وتوفى سنة سبعٍ أو ثمانٍ وخمسين، وأوصى إلى عبد الله بن الزبير.
6626 - قال مصعب الزبيرى: حدثنى أبى، عن جدى: مصعب ابن ثابت، عن حنظلة بن قيس، عن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عامر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» (3) .
1033- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ لُوَيْمِ) (4)
قلت: يا رسول الله: عندى من مالى إلا حمرات، قال: «فأَطْعِمْ أَهْلَكَ فَأَنا أُحَرِّمُ عَلَيْكُمْ جَوَالَّ الْقَرْيِةَ» .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/288؛ والإصابة ترجم له فى القسم الثانى من حرف العين: 3/60؛ وله فى الاستيعاب: 2/359؛ ويراجع مستدرك الحاكم: 3/679.
(2) افتتح خراسان كلها، وأطراف فارس، وسجستان، وكرمان وزابلتستان، أسد الغابة.
(3) بهذا السند أخرجه الحاكم، المستدرك: 3/639؛ ويرجع إليه أيضًا فى أسد الغابة: 3/289.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/289، وقال: يرد ذكره فى عبد الله بن عمرو بن لويم: 3/352؛ وقال ابن حجر: عبد الله بن عمرو بن رويم المزنى، ويقال اسم جده مليك، ويقال عويم، الإصابة: 2/352؛ وقال البخارى: عبد الله بن عمرو بن لويم له صحبة. التاريخ الكبير: 5/5.(5/343)
6627 - وأخرجه ابن منده وأبو نعيم عن عبد الله بن عمرو بن مليل، ورواه مسعر/ عن ابن حسن عن عبد الله بن معقل، عن رجلين من مزينة أحدهما عن الآخر عنه به (1) .
1034- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَائِذِ بْنِ قُرْطٍ) (2)
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يُؤْتَى بِصَلاَةِ الْمَرْءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِنْ أَكْمَلَهَا، وَإِلاَّ زِيدَ مِنْ سُبْحَتِهِ، حَتَّى يَتِمَّ» .
6628 - رواه أبو نعيم من طرق، عن محمد بن حمير، عن عمرو بن قيسٍ السكونى، عنه وفيه اختلاف (3) .
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلَبِ:
مُسْنَدُهُ عَلَى حِدَةٍ - رضي الله عنه -)
_________
(1) بعض ألفاظ الخبر غير واضحة، واستعنا بابن الأثير وابن حجر فى استكمالها. وحمرات: جمع حمار، وجوال: جمع جالة، وهى التى تأكل الجلة. والخبر أخرجه أبو داود وفى بعض طرقه: حدثنا محمد بن سليمان، حدثنا أبو نعيم، عن مسعر، عن ابن عبيد، عن ابن معقل، عن رجلين من مزينة: أحدهما عن الآخر ـ أحدهما عبد الله بن عمرو بن عويم والآخر غالب بن الأبجر ـ قال مسعر: أرى غالبًا الذى أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث. الأطعمة (باب فى لحوم الحمر الأهلية) : سنن أبى داود: 3/357.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/290؛ والإصابة وقال: عائذ بن قرط السكونى ويقال: الثمالى: 2/262؛ وقال البخارى: عبد الله بن قرط الأزدى، ويقال: الثمالى، له صحبة، التاريخ الكبير: 5/34.
(3) أسد الغابة: 3/290.(5/344)
1035- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبَىّ بْنِ سَلُولٍ) (1)
هو أحد الصديقين وأبوه رأس المنافقين.
6629 - قال البزار: حدثنا بشر بن معاذٍ، أو غيره، حدثنا عاصم بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عبد الله بن أبى: أن ثنيته أصيبت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمره أن يتخذ ثنية من ذهب.
ثم قال: تفرد به عاصم بن سليمان وليس بالقوى (2) .
* (عَبدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ)
أبو سلمة المخزومى - رضي الله عنه -، يأتى فى الكنى. حديثه فى الاسترجاع عند المصيبة (3) .
1036- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِى أُمَيَّة الْمَخْزُومِىِّ) (4)
6630 - حدثنا يعقوب، حدثنى أبى، عن ابن إسحاق، حدثنى هشام بن عروة، عن ابيه، عن عبد الله بن عبد الله بن أبى أمية بن المغيرة المخزومى، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى فى بيت أم سلمة زوج النبى - صلى الله عليه وسلم - فى ثوب واحدٍ متوسحًا، ما عليه غيره (5) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/296؛ والإصابة: 2/335؛ والإستيعاب: 2/335.
(2) قال البزار أيضًا: وقد رواه غيره ـ عاصم بن سليمان ـ عن هشام عن أبيه مرسلاً. كشف الأستار: 3/384؛ وقال الهيثمى: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح خلا بشر بن معاذ، وهو ثقة ولكن عروة بن الزبير لم يدرك عبد الله بن عبد الله بن أبى. مجمع الزوائد: 5/150.
(3) خبره أخرجه الترمذى والنسائى وابن ماجه كما سيأتى. تحفة الأشراف: 5/281.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/298؛ والإصابة: 2/336؛ والاستيعاب: 2/337.
(5) من حديث عبد الله بن عبد الله بن أبى أمية المخزومى فى المسند: 4/27.(5/345)
6631 - حدثنا حسين بن محمدٍ، حدثنا ابن أبى الزناد، عن أبيه، عن عروة ابن الزبير: أنه قال: أخبرنى عبد الله بن أبى أمية: أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى فى بيت أم سلمة فى ثوب ملتحفًا به مخالفًا بين طرفيه (1) تفرد به. /
1037- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ) (2)
ابن الصامت المدنى: حديثه فى ثالث الكوفيين.
6632 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أبى شيبة ـ قال عبد الله: وسمعته أنا من ابن أبى شيبة ـ، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردى، عن إسماعيل بن أبى حبيبة، عن عبد الله بن عبد الرحمن. قال: جاءنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلى بنا فى مسجد بنى عبد الأشهل، فرأيته واضعًا يديه فى ثوبه إذا سجد (3) .
وكذا رواه ابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة (4) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن عبد الله بن أبى أمية المخزومى فى المسند: 4/27.
(2) فى أسد الغابة: 3/301: عبد الله بن عبد الرحمن الأنصارى، زاد فى الاستيعاب: الأشهلى وقال: له صحبة: 2/338؛ وقال البخارى: عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلى الأنصارى عن حذيفة ـ - رضي الله عنه - ـ روى عنه عمرو بن أبى عمرو: التاريخ الكبير: 5/131؛ وترجم له ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين: الإصابة: 3/135.
(3) من حديث عبد الله بن أبى حبيبة فى المسند: 4/334. وقد رواه إسماعيل بن أبى حبيبة عن عبد الله.
(4) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الصلاة (باب السجود على الثياب فى الحر والبرد) وفى الزوائد: فى إسناده عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده ثابت بن الصامت، كما فى الرواية الآتية، فهذا إسناد متصل. انتهى.
وقد روى هذا الخبر المتصل بعده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى فى بنى عبد الأشهل، وعليه كساء متلفف به يضع يديه عليه يقيه برد الحصى. وقد أعلى إسناده فى الزوائد. سنن ابن ماجه: 1/328، 329.(5/346)
قال شيخنا: وهذا وهم إنما هو عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبيه عن جده ثابت بن الصامت كما مضى (1) .
_________
(1) تحفة الأشراف: 5/282، وكما أورده ابن ماجه فى الخبر الثانى الذى ذكرناه.(5/347)
1038- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْغَافِرِ) (1)
وكان من موالى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
6633 - روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِى فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ النُّجومُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقُرْآنُ فَقُولُوا: كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، ومَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ كَافِرٌ» .
رواه أبو موسى المدينى من طريق حماد بن سلمة، عن ثابتٍ البنانى، عن كذا قاله ابن الأثير (2) .
قال ابن كثير: وهذا منكر جدًا لا يصح إلى حماد بن سلمة، وكان اللائق ذكر إسناده إليه، والله الموفق.
1039- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ) (3)
ويقال عبد الله بن عبد الملك بن مالك، وهو آبى اللحم كأنه كان لا يأكله ويأبى ما يذبح على النصب.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/302؛ والإصابة: 2/338.
(2) () الخبر أورده ابن حجر من طريق على بن محمد المنجودى عن حماد بن ثابت عنه. وقال: فى إسناده محمد بن على الحناحانى ذكره الحاكم، فقال: أكثر أحاديثه مناكير، الإصابة: 2/337. كما يرجع إليه فى أسد الغابة.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/302؛ والإصابة: 2/338.(5/347)
1040- (عَبْدُ اللهِ بْنُ هِلاَلٍ) (1)
ويقال: عبد الله بن عبد [بن] هلال الأنصارى، من أهل قباء.
6634 - روى أبو نعيم، عن الطبرانى بسنده إلى زيد بن الحباب، عن بشر ابن مروان: حدثنى مولاى عبد الله بن هلالٍ. قال: ذهب بى أبى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله ادع الله لى وبارك عليه، قال: فما أنسى وضع يده على يافوخى، فما أنى برد يده (2) .
1041- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدٍ) (3) /
صحابة عداده فى أهل حمص.
6635 - روى أبو نعيم من طريق بقية، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن أبى عوف، عن عبد الله بن عبد الثمالى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ أَقْسَمْتُ لَبَرَرْتُ: لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَبْلَ سَابِقِ أُمَّتِى إِلاَّ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعيلُ وَإِسْحَاقُ، وَيَعْقُوبُ وَالأَسْبَاطُ ـ اثْنَا عَشَر ـ وَعِيسَى بْنُ مَرْيَمُ وَمُوسَى» (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/302؛ والإصابة: 2/339. والزيادة التى بين معكوفين منهما.
(2) أورده الهيثمى فى فضائل عبد الله بن هلال. وهو أتم مما أورده هنا وقال: رواه الطبرانى، وإسناده حسن. مجمع الزوائد: 9/399.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/303؛ والإصابة: 2/339؛ والاستيعاب: 2/367.
(4) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه بقية، وهو ثقة، ولكنه مدلس. مجمع الزوائد: 10/89. ولم يذكر الأنبياء. وعنده أيضًا: عبد الله بن عبد اليمانى.(5/348)
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عَتِيقَ)
وهو فيمن خر عن دابته فى سبيل الله. يأتى فى عبد الله بن عتيك.
* (عَبْدُ الله بْنُ عِتْبَانِ بْنِ مَالِكٍ) (1)
فى الماء من الماء. إنما الحديث عن أبيه لا عنه (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/304؛ والإصابة: 2/340.
(2) أخرج الإمام أحمد بسنده عن عبد الرحمن بن أبى سعيد الخدرى عن أبيه قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قباء يوم الأثنين، فمررنا فى بنى سالم، فوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على باب بنى عتبان، فصرح وابن عبان على بطن امرأته، فخرج يجر إزاره، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أعجلنا الرجل» . قال ابن عتبان: يا رسول الله أرأيت الرجل إذا أتى امرأة ولم يمن عليها ماذا عليه؟ فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «إنما الماء من الماء» . مسند أحمد: 3/47. فينظر إلى قول ابن كثير.(5/349)
1042- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍٍ
الْهُذَلِىّ حْجَازِىٌّ) (1)
ذكره العقيلى فى الصحابة، وأنكر ذلك أبو عمر بن عبد البر.
6636 - وقد ذكر ابن الأثير، عن ابنه حمزة. قال: سألت أبى ما تذكر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال [: أذكر أنه أخذنى وأنا خماسى (2) أو سداسى] فأجلسنى فى حجره: ومسح رأسى ودعا لى بالبركة ولذريتى من بعدى» (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/305؛ والإصابة: 2/340؛ والاستيعاب: 2/366. وأخرجه البخارى فى التابعين وقال: سمع منه حميد بن عبد الرحمن، وحصين بن عبد الرحمن. التاريخ الكبير: 5/157.
(2) خماسى: فى النهاية: طوله خمسة أشبار والأنثى خماسية، ولا يقال سداسى ولا سباعى، ولا فى غير الخمسة: 1/321. ولعله قد عطف عليه «أو سداسى» لوضوحه به.
(3) أسد الغابة: 3/305. وما بين معكوفين استكمال منه، وفيه خلاف فى بعض لفظه لا يغير المعنى.(5/349)
فإن صح هذا فهو صحابى لا محالة، بل ذكر أنه ممن هاجر إلى أرض الحبشة (1) .
والصحيح أن الذى هاجر إليها عمه عبد الله بن مسعود لا هو، والله أعلم.
وقد روى له النسائى حديثين آخرين.
_________
(1) هذا الذى دعا العقيلى إلى ذكره فى الصحابة. أسد الغابة: 3/306.(5/350)
6637 - أحدهما: من طريق جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن ابن هرمز، عن معاوية بن عبد الله بن جعفر، عن عبد الله بن عتبة بن مسعود: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ فى المغرب بحم الدخان (1) .
6638 - والثانى: من طريق أبى نعيم، وابن المبارك، عن زكريا بن أبى زائدة، عن الشعبى، عن عبد الله بن عتبة أن رجلاً قال: يا رسول الله إنى تصدقت على ابنى بصدقةٍ، الحديث (2) .
وقال ابن فضيلٍ: عن زكريا، عن الشعبى، عن عبد الرحمن بن عتبة (3) .
والمحفوظ حديث الشعبى عن النعمان بن بشير وقصته فى الصحيحين (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الصلاة (القراءة فى المغرب بحم الدخان) : المجتبى: 2/131.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى النحل (ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخير النعمان بن بشير فى النحل) : المجتبى: 6/219.
(3) تحفة الأشراف: 5/283.
(4) الخبر أخرجه البخارى فى الهبة (باب الهبة للولد) : فتح البارى: 5/211؛ ومسلم فى الهبات (كراهية تفضيل بعض الأولاد فى الهبة) : مسلم بشرح النووى: 5/148.(5/350)
1043- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَتِيك الأَنْصَارِىّ السّلمى) (1) /
وكان أحد النفر الذين قتلوا أبا رافعٍ، وقتل يوم اليمامة، ويقال إنه شهد صفين، وكان ممن شهد أحدا، وفى بدرٍ قولان.
حديثه فى رابع المكيين ـ - رضي الله عنه - ـ.
6639 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن محمد بن عبد الله بن عتيكٍ [ـ أحد بنى سلمة ـ، عن أبيه: عبد الله بن عتيكٍ] . قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُجَاهِدًا فِى سَبِيلِ اللهِ» ، ثم قال بأصابعه هؤلاء الثلاث: الوسطى والسبابة والإبهام فجمعهن، وقال: «وَأَيْنَ الْمُجَاهِدُونَ؟ فَخَرَّ عَنْ دَابَّتِه، فمات. فقد وقع أجره على الله، أو لدغته دابة فمات، فقد وقع أجره على الله، أو مات حتف أنفه، فقد وقع أجره على الله» .
والله إنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فَمَاتَ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ، وَمَنْ قُتِلَ قَعْصًا (2) فَقَدْ اسْتَوْجَبَ الْمَآبَ» تفرد به (3) .
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمانَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيق)
- رضي الله عنه -: يأتى فى الكنى، وقد ذكره شيخنا فى الأطراف
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/306؛ والإصابة: 2/341؛ والاستيعاب: 2/364؛ والتاريخ الكبير: 5/13؛ وثقات ابن حبان: 3/226.
(2) ومن قتل قعصًا فقد استوجب المآب: القعص أن يضرب الإنسان فيموت مكانه، يقال: قعصته وأقعصته إذا قتلته قتلاً سريعًا، وأراد بوجوب المآب حسن المرجع بعد الموت. النهاية: 3/266.
(3) من حديث عبد الله بن عتيك فى المسند: 4/36.(5/351)
فى الأسماء (1) وقد أوردت مسنده على حدةٍ فى مجلدٍ سيأتى على أبواب الأحكام، وكذلك مسند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ - رضي الله عنه - ـ.
_________
(1) تحفة الأشراف: 5/283.(5/352)
1044- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِىُّ) (1)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لقطة الحاج.
6640 - رواه أبو موسى المدينى، من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطبٍ (2) .
1045- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ الثَّقَفِى) (3)
مرفوعًا: «الوليمة أول يوم حق، والثانى معروف، والثالث رياء وسمعة» .
6641 - رواه أبو موسى من طريق أبى قتادة عن الحسن عنه (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/308؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين: الإصابة: 3/137.
(2) يرجع إلى الخبر فى أسد الغابة، وقال ابن حجر: وهذا خطأ نشأ عن تغيير اسم، وإنما هو عبد الرحمن بن عثمان، والحديث معروف من رواية ابن وهب بهذا السند عنه. أخرجه مسلم عن أبى الطاهر بن أبى السرح وأبو داود عن أحمد بن صالح ويزيد بن خالد، والنسائى عن الحارث بن مسكين، ثلاثتهم عن ابن وهب. الإصابة: 3/137. نقول: وأخرجه أحمد من حديث عبد الرحمن بن عثمان التيمى، فى المسند: 3/499؛ وأورده ابن الأثير عنه عند ترجمته. أسد الغابة: 3/473.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/308؛ والإصابة: 2/344؛ وقال البخارى فى التابعين: روى عنه الحسن. منقطع. التاريخ الكبير: 5/146.
(4) الخبر أخرجه أحمد من حديث زهير بن عثمان قال: عبد الصمد، همام، قتادة، عن الحسن، عن عبد الله بن عثمان الثقفى عن رجل أعور من ثقيف ـ قال قتادة: وكان يقال له معروف، إن لم يكن اسمه زهير بن عثمان، فلا أدرى ما اسمه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: الحديث. المسند: 5/28.(5/352)
1046- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَدِىّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الزُّهْرِىُّ) (1)
من أنفسهم وقيل إنه ثقفى من خلفائهم، ويكنى بأبى عمرو وقيل بأبى عمر، وهو حجازى حديثه فى رابع الكوفيين.
6642 - حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب، عن الزهرى، أنبأنا أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن عبد الله بن عدى بن الحمراء أخبره: أنه سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - وهو واقف بالحزورة (2) فى سوق مكة: «وَاللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى [الله] ، وَلَوْلاَ أَنِّى أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ» (3) .
6643 - حدثنا/ يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبى، عن صالح. قال: قال بن شهاب: أخبرنى أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن عبد الله بن عدى بن الحمراء أخبره: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو واقف بالحزورة من مكة يقول: «وَاللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى [الله] ، وَلَوْلاَ أَنِّى أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ» (4) .
ورواه الترمذى، والنسائى عن قتيبة، وابن ماجه عن عيسى بن حماد زغبة كلاهما: عن الليث، عن عقيل، عن الزهرى به.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/336، والإصابة: 2/245؛ والاستيعاب: 2/362.
(2) الحزورة: بالفتح ثم السكون وفتح الواو وراء وهاء. وهو فى اللغة الرابية الصغيرة وجمعها حزاور، وقال الدار قطنى: كذا صوابه، والمحدثون يفتحون الزاى ويشددون الواو، وهو تصحيف وكانت الحزورة سوق مكة، وقد دخلت فى المسجد لما زيد فيه، ثم ساق الخبر. معجم البلدان: 2/255.
(3) من حديث عبد الله بن عدى بن الحمراء الزهرى فى المسند: 4/305. وما بين معكوفين استكمال منه.
(4) من حديث عبد الله بن عدى بن الحمراء الزهرى فى المسند: 4/305.(5/353)
وقال الترمذى: حسن غريب صحيح، ورواه يونس عن الزهرى، ورواه محمد ابن عمرو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة (1) .
وقد رواه الطبرانى من حديث شعيبٍ، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافرٍ، عن يونس، وعقيل، وصالح بن كيسان، وغير واحدٍ كلهم: عن الزهرى، عن أبى سلمة، عن عبد الله بن عدى بن الحمراء: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره (2) .
قال شيخنا فى الأطراف: ورواه الدراوردى، عن ابن أخى الزهرى، عن عمه، عن محمد بن جبير بن مطعم، عنه به (3) .
قال صاحبنا الحافظ: شمس الدين بن عبد الهادى فى الحاشية: رواه الطبرانى عن أحمد بن خليد الحلبى، عن الحميدى، عن الدراوردى.
قلت: ولم أر هذا الإسناد فى المعجم الكبير، فلعله فى الأوسط أو الصغير. والله أعلم.
(حديث آخر عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب (باب فى فضل مكة) وما بين معكوفين استكمال منه، وأيضًا ففى المخطوطة: محمد بن عروة، والتصويب منه إذ أن هذا كلام الترمذى تعقيبًا على الخبر. صحيح الترمذى: 5/722؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 5/316؛ وأخرجه ابن ماجه فى المناسك (باب فضل مكة) : سنن ابن ماجه: 2/1037.
(2) الخبر أخرجه الحاكم من طريق الزهرى عن أبى سلمة عنه، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. المستدرك: 3/7؛ ويراجع جامع الأحاديث: 7/91؛ وأسد الغابة: 3/336.
(3) تحفة الأشراف: 5/316.(5/354)
6644 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكى، حدثنا يعقوب ابن حميدٍ، حدثنا عبد العزيز بن محمدٍ، عن ابن أخى(5/354)
الزهرى، عن عمه، عن محمد بن جبير بن مطعمٍ، عن ابن عدى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يؤذن فى السفر إلا فى صلاة الصبح.
وهذا رد على من زعم أنه لا يورد عنه سوى حديث الحزورة كما جزم بذلك البزار فى مسنده (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه يعقوب بن حميد، ضعفه ابن معين وغيره،
وقال البخارى: لم تر إلا خيرًا، وذكره ابن حبان فى الثقات، وقال: يخطىْ. مجمع الزوائد: 1/334.(5/355)
6645 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن أبى هريرة. قال: وقف النبى - صلى الله عليه وسلم - على الحزورة، فقال: «عَلِمْتُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ الأَرْضِ إِلَى اللهِ، وَلَوْلاَ أَنْ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِى مِنْكِ مَا خَرَجْتُ» .
قال عبد الرزاق: الحزورة عند باب الحناطين (1) .
6646 - حدثنا إبراهيم بن خالدٍ، حدثنا رباح، عن معمر، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهرى، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن بعضهم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ـ وهو فى سوق الحزورة ـ: «وَاللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ الأَرْضِ إِلَى اللهِ، وَلَوْلاَ أَنِّى أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ» (2) . /
1047- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَدِىّ الأَنْصَارِىُّ) (3)
6647 - أن رجلاً استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى قتل رجل من المنافقين، فقال: «أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؟» قال: بلى ولا شهادة له، قال: «أَلَيْسَ يُصَلِّى؟» قال: بلى ولا صلاة له، قال: «أُولَئِكَ الَّذِينَ
_________
(1) من حديث عبد الله بن عدى بن الحمراء الزهرى فى المسند: 4/305.
(2) من حديث عبد الله بن عدى بن الحمراء الزهرى فى المسند: 4/305.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/335؛ والإصابة: 2/345؛ والاستيعاب: 2/363.(5/355)
نُهِيتُ عَنْ قَتْلِهِمْ» (1) ، وعن عبيد الله بن عدى بن الخيار قال: أبو عمر بن عبد البر: وقد خلط بعضهم هذه الترجمة بالتى قبلها، والصواب التفرقة بينهما (2) .
قلت: وسيأتى فى ترجمة عبيد الله بن عدى بن الخيار، عن رجل من الأنصار بهذا الحديث (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه الإمام أحمد عن عبد الرزاق، عن معمر عن الزهرى، عن عطاء ابن يزيد الليثى، عن عبيد الله بن عدى بن الخيار، عن عبد الله بن عدى الأنصارى، وهو الحديث الثانى من حديثى عبيد الله بن عدى الأنصارى. المسند: 5/433.
(2) يراجع الاستيعاب: 2/363.
(3) المسند: 5/432.(5/356)
1048- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَرَابَةَ الْجُهَنِىِّ) (1)
أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة الفتح، حتى إذا كنا بالكديد (2) أتاه ناس يسألونه عن التسريح إلى أهليهم فأذن لهم وذكر الحديث.
6648 - كذا رواه أبو نعيم من طريق سعيد بن سلمة (3) بن أبى الحسام، عن موسى بن جبير، عن معاذ بن عبد الله بن خبيبٍ، عن عبد الله بن عراية [والمحفوظ: من طريق هلال بن أبى ميمونة، عن عطاء بن] يسار، عن رفاعة بن عرابة (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/337؛ والإصابة: 2/345.
(2) الكديد: روايتان ضم أوله وفتح ثانية، وفتح أوله وكسر ثانيه موضع على اثنين وأربعين ميلاً من مكة. معجم البلدان: 4/442.
(3) فى المخطوطة: «سعيد بن مسلم» . خلافًا لما جاء فى الإصابة، وهو سعيد بن سلمة بن أبى الحسام العدوى. يراجع تهذيب التهذيب: 4/41.
(4) ما بين معكوفين استكمال من ابن حجر، وقال عقيبه: فإن كان الأول محفوظًا فهو أخوه.
والخبر من طريق عطاء بن يسار عن رفاعة أخرجه أحمد من عدة طرق من حديث رفاعة. المسند: 4/16.(5/356)
* (عَبْدُ اللهِ [بن] عِصَامٍ الأَشْعَرِىِّ سَيَأْتِى)
قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة: العاضهة، والمعتضهة (1) ،
والواشرة، والموتشرة (2) .
الحديث رواه أبو نعيم من طريق ابن محيريز عنه وعن مجاهد عنه (3) .
_________
(1) العاضهة والمعتضهة: قيل هى الساحرة والمستسحرة وسُمى السحر عضهًا لأنه كذب وتخييل لا حقيقة له. النهاية: 3/105.
(2) الواشرة والموتشرة: الواشرة المرأة التى تحدد أسنانها وترقق أطرافها، تفعله المرأة الكبيرة تتشبه بالشداب. والموتشرة التى تأمر من يفعل بها ذلك، وكأنه من وشرت الخشبة بالميشار غير مهموز لغة فى أشرت. النهاية: 4/212.
(3) قال ابن الأثير: روى عنه عبد الله بن محيريز. أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابن حجر: لم أر له فى الكتابين ذكرًا، ولا فى تاريخ ابن عساكر. نعم فى تاريخ ابن عساكر: عبد الله بن عضاه الأشعرى، وأبوه عضاه بضاد معجمة وأخره هاء عوض الميم وذكر أنه شهد صفين مع معاوية، وكان رسول الله يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن الزبير فى طلب البيعة، وأنه كان ممن استخلفه مسلم بن عقبة لما فرغ من وقعة الحرة، وقصد مكة، فأدركته الوفاة ولم يذكر من أمره غير ذلك، ولا ذكر لعبد الله بن محيريز عنه رواية. أسد الغابة: 3/338؛ والإصابة: 2/346. وما بين معكوفين استكمال منهما.(5/357)
1049- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَكْبَرَةَ) (1)
أنه قال: من السنة التحلل.
6649 - رواه أبو نعيم من طريق عبد الكريم بن أبى أمية، عن مجاهد عنه (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/338؛ والإصابة: 2/346. ووقع فى المخطوطة: «عكرمة» والتصويب منهما.
(2) أخرجه أبو أحمد العسكرى، وابن منده وأبو نعيم. المرجعان السابقان. وفى تعليقه على أسد الغابة قال: عكبرة آخره تاء، لكن فى تاج العروس: 3/430: عبد الله بن عكبر كجعفر محدث روى عنه مجاهد فى التخليل سنه، ثم أورد خلافات أخرى.(5/357)
1050- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عُكَيْم الْجُهَنِىّ) (1)
أبو معبد سكن الكوفة، وقد اختلف فى سماعه من النبى - صلى الله عليه وسلم -.
6650 - حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفى، عن خالد، عن الحكم، عن عبد الله بن عكيم. قال: كتب إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل وفاته بشهر أن «لاَ تَنْتَفِعُوا مِنَ المَيْتَة بِإِهَابٍ وَلاَ عَصَبٍ» (2) .
6651 - حدثنا وكيع وابن جعفر. قالا: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى ـ قال ابن جعفر: سمعت ابن أبى ليلى ـ عن عبد الله بن عكيم الجهنى. قال: أتانا كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونحن بأرض/ جهينة، وأنا غلام شاب: «لاَ تَنْتَفِعُوا مِنَ المَيْتَة بِإِهَابٍ وَلاَ عَصَبٍ» (3) .
6652 - حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا عباد ـ يعنى ابن عباد ـ، حدثنا خالد الحذاء، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن أبى ليلى، عن عبد الله بن عكيم الجهنى. قال: أتانا كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأرض جهينة ـ قال: وأنا غلام شاب قبيل وفاته بشهر أو شهرين ـ: «أَنْ لاَ تَنْتَفِعُوا مِنَ المَيْتَة بِإِهَابٍ وَلاَ عَصَبٍ» (4) .
6653 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الحكم، سمعت بن أبى ليلى يحدث عن عبد الله بن عكيمٍ أنه قال: قرىء علينا
_________
(1) وقع تحريف فى اسمه وكنيته فجاء فى المخطوطة: ابن غنم، وأبو مسعود والتصويب من مصادر ترجمته.
فى أسد الغابة: 3/339؛ والإصابة: 2/346، 3/92 فى القسم الثالث من حرف العين؛ والاستيعاب: 2/368؛ وقال البخارى: أدرك زمان النبى - صلى الله عليه وسلم -، ولا يعرف له سماع صحيح. التاريخ الكبير: 5/39.
(2) من حديث عبد الله بن عكيم فى المسند: 4/310.
(3) من حديث عبد الله بن عكيم فى المسند: 4/310.
(4) من حديث عبد الله بن عكيم فى المسند: 4/310.(5/358)
كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى أرض جهينة، وأنا غلام شاب: «أَنْ لاَ تَنْتَفِعُوا مِنَ المَيْتَة بِإِهَابٍ وَلاَ عَصَبٍ» (1) .
ورواه أبو داود، والنسائى، وابن ماجه من حديث شعبة، والنسائى وابن ماجه أيضًا من طريق منصور، والترمذى من حديث الأعمش، والنسائى كلهم: عن الحكم، عن بن أبى ليلى، عن عبد الله بن عكيمٍ به، وقال الترمذى: حسن (2) ، وروى عن بن عكيم، عن أشياخ له من جهينة (3) .
ورواه النسائى أيضًا عن على بن حجرٍ، عن شريكٍ، عن هلالٍ الوزان، عن ابن عكيم نحوه (4) .
ورواه أبو نعيمٍ من طريق على بن الحسن الشامى، عن الثورى، عن الأعمش، عن زيد بن وهبٍ، عن ابن عكيم نحوه.
قال: ورواه عمرو بن أبى قيس، عن ابن الأصبهانى، عن زيد ابن وهب، عن عبد الله بن عكيم مثله (5) ، وروى من حديث الوليد ابن مسلم، وصدقة بن خالدٍ، عن زيد بن أبى مريم، عن القاسم بن
_________
(1) من حديث عبد الله بن عكيم فى المسند: 4/311.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى اللباس (باب من روى أن لا ينتفع بإهاب الميتة) : سنن أبى داود: 4/67؛ وأخرجه الترمذى فى اللباس (باب ما جاء فى جلود الميتة إذا دبغت) : صحيح الترمذى: 4/222؛ وأخرجه النسائى فى الفرع والعتيرة (باب ما يدبغ به جلود الميتة) : المجتبى: 7/155؛ وأخرجه ابن ماجه فى اللباس (باب من قال لا ينتفع من الميتة بإهاب ولا عصب) : سنن ابن ماجه: 2/1194.
(3) من تعقيبات الترمذى على الخبر، صحيح الترمذى: 4/222.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى الباب السابق: المجتبى: 7/155.
(5) الخبر أورده فى أسد الغابة وقال أخرجه الثلاثة يعنى ابن منده وأبو نعيم وابن عبد البر: 3/339؛ وأخرجه البيهقى أيضًا من طرق. السنن الكبرى: 1/14.(5/359)
مخيمرة، عن عبد الله بن عكيمٍ. قال: أتانا كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل وفاته بشهرين: «أَنْ لاَ تَنْتَفِعُوا مِنَ المَيْتَة بِإِهَابٍ وَلاَ عَصَبٍ» (1) .
_________
(1) () الذين رووا عنه هم: زيد بن وهب، وعبد الرحمن بن أبى يعلى، وعيسى ابنه، وهلال الوزان، والقاسم بن مخيمرة، المصدر السابق.(5/360)
6654 - حدثنا وكيع، حدثنا ابن أبى ليلى، عن عيسى بن عبد الرحمن.
قال: دخلنا على عبد الله بن عكيمٍٍ، وهو مريض نعوده، فقيل له: لو تعلقت (1)
شيئاً، فقال: أتعلق شيئاً وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ
إِلَيْهِ» (2) .
6655 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن محمد ـ يعنى بن أبى ليلى-، عن أخيه: عيسى، عن عبد الله بن عكيم، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا أُوكِلَ عَلَيْهِ أَوْ إِلَيْهِ» .
ورواه الترمذى فى الطب عن محمد بن مدوية، عن عبيد الله بن موسى وعن بندار، عن يحيى القطان، كلاهما: عن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى به وقال: لا نعرفه إلا من حديثه (3) .
6656 - حدثنا إبراهيم بن أبى العباس، حدثنا شريك، عن هلال، / عن عبد الله بن عكيم. قال: جاءنا، أو قال: كتب إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَنْ لاَ تَنْتَفِعُوا مِنَ المَيْتَة بِإِهَابٍ وَلاَ عَصَبٍ» (4) .
_________
(1) تعلقت شيئًا: ومن تعلق شيئًا: أى من علق على نفسه شيئًا من التعاويذ والتمائم وأشباها معتقدًا أنها تجلب إليه نفعًا أو تدفع عنه ضرًا: النهاية: 3/122.
(2) من حديث عبد الله بن عكيم فى المسند: 4/310.
(3) الخبر أخرجه الترمذى فى الطب (باب ما جاء فى كراهية التعليق) وقال الترمذى أيضًا: عبد الله ابن عكيم لم يسمع من النبى - صلى الله عليه وسلم -، وكان فى زمن النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: كتب إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. صحيح الترمذى: 4/403.
(4) من حديث عبد الله بن عكيم فى المسند: 4/311.(5/360)
ورواه النسائى عن على بن حجرٍ عن شريك به (1) .
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَلْقَمَةَ: هُوَ أَبِى أَوْفَى تقدّمَ) (2)
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْجَرْمِىِّ) (3)
يقال له صحبة. من حديثه: أنه جاء بإداوةٍ من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها ماء قد غسل منها وجهه، ومضمض، وغسل ذراعيه وقال له: «لاَ تَرِدَنَّ مَاءً إِلاَّ وَمَلأْتَ الإِدَاوَةَ عَلَى مَا فِيهَا فَإِذَا وَرَدْتَ بِلاَدَكَ، فَرُشَّ هُنَالِكَ الْبَيْعَةَ وَاتَّخِذْهَا مَسْجِدًا» .
هكذا ذكره ابن الأثير فى الغابة، ولم يزد، وقد غلط إنما هو عبد الله بن عمير كما سيأتى فيما رواه أبو نعيم (4) .
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب - رضي الله عنه - مُسْنَدَهُ عَلى حِدَةٍ)
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الفرع والعتيرة (باب ما يدبغ به جلود الميتة) : المجتبى: 7/155، وقد مر من قبل.
(2) يرجع إليه ص22 من هذا الجزء.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/340؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين، الإصابة: 3/137.
(4) المرجعان السابقان. وفى الإصابة: قال ابن حجر: استدركه ابن الأمين على الاستيعاب، وقال: يقال له صحبة ثم أورد الخبر وقال: وفيه تغيير اسم أبيه، قد ذكره أبو عمر على الصواب كما مضى فى عبد الله بن عمير بالتصغير. ويراجع الاستيعاب: 2/361.(5/361)
1051- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَة) (1)
قيل إنه صحابى، روى عنه ابنه محمد، وعن رافع بن خديجٍ مرفوعًا: «غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلمٍ، والسواك» .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/348؛ والإصابة: 2/351.(5/361)
6657 - رواه أبو نعيم من طريق حميد بن مسعدة، حدثنا القاسم بن مالك، حدثنا محمد بن سلمة، عن عبد العزيز بن عبد الله بن وهب، عن محمد بن عبد الله ابن عمرو بن حلحلة، عن أبيه ورافع، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - بذلك (1) .
(عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ كذلك)
(عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ وَقْدان: هو ابن وقدان. قد تقدم) (2)
1052- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمِّ حَرَامٍ (3) :
أَبُو أُبَىَّ: حديثه فى خامس الشاميين)
6658 - حدثنا كثير بن مروان: أبو محمد سنة إحدى وثمانين ومائةٍ، حدثنا إبراهيم بن أبى عبلة. قال: رأيت عبد الله بن عمرو بن أم حرام الأنصارى ـ وقد صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القبلتين ـ وعليه ثوب خز أغبر، وأشار إبراهيم إلى منكبيه، فظن كثير أنه رداء (4) .
قرأت على كتاب أبى، أنبأنا سفيان، حدثنا مهدى بن جعفر الرملى، حدثنا أبو الوليد: رديح بن عطية، عن إبراهيم بن أبى/ عبلة.
_________
(1) الخبر أخرجه ابن منده وأبو نعيم: أسد الغابة: 3/349.
(2) عبد الله بن عمرو بن وقدان، هو عبد الله بن السعدى، يرجع إليه ص290 من هذا الجزء.
(3) ذكروا اسمه وترجموا له فى:
عبد الله بن عمرو بن قيس النجارى أبو أبى. وغلب عليه ابن أم حرام أمه أم حرام بنت ملحان خالة أنس بن مالك، وهو ربيب عبادة بن الصامت. =
= ... أبو أبى بن أم حرام: عبد الله. وقيل عبد الله بن أبى، وقيل عبد الله بن كعب. أسد الغابة: 3/352، 6/6؛ والإصابة: 2/273، 352، 4/3؛ والاستيعاب: 2/346؛ والتاريخ الكبير: 5/19.
(4) من حديث عبد الله بن عمرو بن أبى حرام فى المسند: 4/233.(5/362)
قال: رأيت أبا أبى، وهو ابن أم حرامٍ الأنصارى، فأخبرنى أنه صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القبلتين جميعًا، وعليه كساء خز أغبر (1) تفرد به.
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى والبزار، وله طريق عندهما غير هذا الطريق، وضعف الهيثمى إسناده، وقال البزار: لا نعلم روى ابن أم حرام إلا هذا. مجمع الزوائد: 5/34؛ كشف الأستار: 3/334.(5/363)
1053- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ هِلالٍ) (1)
ويقال: ابن شرحبيل المزنى أحد البكائين، وهو والد علقمة (2) وبكر وحديثه فى أول المكيين.
6659 - حدثنا معتمر بن سليمان، سمعت محمد بن فضاءٍ يحدث عن أبيه، عن علقمة بن عبد الله، عن أبيه. قال: نهى نبى الله - صلى الله عليه وسلم - أن تكسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس (3) .
رواه أبو داود فى البيع عن أحمد بن حنبل به، وابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة، وسويد بن سعيدٍ وهارون بن إسحاق كلهم: عن معتمر به (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/353؛ والإصابة: 2/353؛ والاستيعاب: 2/349؛ والتاريخ الكبير: 5/29.
(2) فى المخطوطة: «علقمة بن النضر» والتصويب من مراجع ترجمته، وقوله: وهو أحد البكائين لأنه أحد الذين نزلت فيهم {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم} .
(3) من حديث عبد الله المزنى فى المسند: 3/419.
(4) الخبر أخرجه أبو داود فى البيوع (باب فى كسر الدراهم) : سنن أبى داود: 3/271.
وقال الخطابى: أصل السكة الحديدة التى تطبع عليها الدراهم والنهى إنما وقع عن كسر الدراهم المضروبة على السكة.
= ... وقد اختلف الناس عن المعنى الذى من أجله وقع النهى عنه. بما ملخصه:
- لما فيه من ذكر إسم الله، من أجل الوضيعة، وفيه تضييع المال، كانوا يقرضون الدراهم ويأخذون أطرافها، كره من أجل التدنيق قال الحسن: لعن الله الدانق وأول من احدث الدانق. مختصر السنن: 5/91.
والخبر أخرجه ابن ماجه فى التجارات (باب النهى عن كسر الدراهم والدنانير) : سنن ابن ماجه: 2/761.(5/363)
(حديث آخر عنه)(5/364)
6660 - قال الترمذى: حدثنا محمد بن عمر بن على المقدمى، حدثنا مسلم ابن إبراهيم، حدثنا محمد بن فضاء، حدثنا أبى، عن علقمة بن عبد الله المزنى، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا اشْتَرَى أَحَدُكُمْ لَحْمًا فَلْيُكْثِرْ مَرَقَتَهُ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ لَحْمًا أَصابَ مَرَقَةً، وَهُوَ أَحَدُ اللَّحْمَيْنِ» .
ثم قال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن فضاء، وهو المعبر، وقد تكلم فيه سليمان بن حربٍ (1) .
1054- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الْجُمَحِىّ:
مدنىُّ سَكَنَ الشَّامَ) (2)
6661 - روى عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يأخذ من شاربه يوم الجمعة، وعن إبراهيم بن قدامة ذكره أبو عمر بن عبد البر هكذا مختصرًا (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى الأطمعة (باب ما جاء فى إكثار ماء المرقة) : صحيح الترمذى: 4/274.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/246؛ والإصابة: 2/354؛ والاستيعاب: 2/346.
(3) المراجع السابقة، وقال ابن عبد البر: فيه نظر.(5/364)
1055- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَيْرٍ الأَشْجَعِىّ) (1)
6662 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا الحسن ابن العباس، حدثنا محمد بن حميدٍ، حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، عن يحيى بن مسلم، عن عبد الله ابن وقدان، عن عبد الله بن عميرٍ الأشجعى: سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِذَا خَرَجَ عَلَيْكُمْ خَارِجٌ وَأَنْتُمْ مَعَ رَجُلٍ جَمِيعًا يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ، وَيُفَرِّقَ جَمْعَهُمْ فَاقْتُلُوهُ» (2) .
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَيْرٍ الْخَطْمِىُّ) (3)
6663 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا عثمان بن أبى شيبة، حدثنا جرير، / عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله ابن عمير: أنه كان إمام بنى خطمة، وهو أعمى على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو أعمى.
قال أبو نعيم: وذلك وهم (4) .
1056- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَيْرٍ السَّدُوسِىُّ) (5)
6664 - قال أبو نعيم: حدثنا الطبرانى: حدثنا أحمد بن عمرو القطرانى، حدثنا عبد الله بن المثنى: أخو أبى موسى، حدثنا عمرو بن سفيان بن عبد الله بن عمير السدوسى، حدثنا أبى، عن جدى: أنه جاء بإداوةٍ من عند النبى - صلى الله عليه وسلم - قد غسل النبى - صلى الله عليه وسلم - فيها وجهه،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/355؛ والإصابة: 2/354؛ والاستيعاب: 2/361.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه من لم أعرفهم، مجمع الزوائد: 6/233.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/355؛ والإصابة: 2/355؛ والاستيعاب: 2/361.
(4) قال ابن منده: لم يتابع جرير عليه، الإصابة: 2/354؛ وأسد الغابة: 3/355.
(5) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/355؛ والإصابة: 2/355؛ والاستيعاب: 2/361.(5/365)
ومضمض فيه، وبزق فى الماء، وغسل وجهه، وذراعيه، ثم ملأ الإداوة، وقال: «لاَ تَرِدَنَّ مَاءً إِلاَّ مَلأَت الإِدَاوَةَ عَلَى مَا بَقِىَ فِيهَا، فَإِنْ أَتَيْتَ بِلاَدَك، فَرُشَّ مِنْهُ تِلْكَ الْبُقْعَةَ، وَاتَّخِذْهُ مَسْجِدًا» .
قال: فاتخذه مسجدًا. قال عمر: وقد صليت [أنا فيه] (1) .
_________
(1) الخبر أورده الهيثمى بلفظ مقارب، وقال: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط وعمر بن شفيق ذكره هو وأبوه ابن أبى حاتم، ولم يذكر فيهما جرحا ولا غيره. مجمع الزوائد: 2/12. والطريق الذى بين يدينا أورده ابن الأثير. وقال: أخرجه الثلاثة. أسد الغابة: 3/355. وما بين معكوفين من المرجعين.(5/366)
1057- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عِنَبَةَ: أَبُو عِنبَةَ الْخَوْلاَنِىُّ) (1)
6665 - قال أبو نعيم: حدثنا أحمد بن جعفر بن مسلم، حدثنا أحمد بن على الأبار، حدثنا الهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار. قالا: حدثنا الجراح بن مليحٍ، حدثنا بكر بن زرعة، سمعت أبا عنبة الخولانى ـ وكان ممن صلى القبلتين جميعًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأكل الدم ـ (2)
يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لاَ يَزَالُ اللهُ يغرِسُ هَذَا الدِّينَ بغرس يَسْتَعْمِلُهُمْ فِى طَاعَتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/357؛ والإصابة فى الكنى: 4/141؛ وكذا فى الاستيعاب: 4/133.
(2) العبارة الاعتراضية لم ترد عند أحمد، ولكن ورد فى خبر عن شرحبيل بن مسلم الخولانى قال: رأيت سبعة نفر: خمسة قد صحبوا النبى - صلى الله عليه وسلم -، واثنين قد أكلا الدم فى الجاهلية ولم يصحبا النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأما اللذان لم يصحبا النبى - صلى الله عليه وسلم - فأبو عتبة الخولانى، وأبو فاتح الأنمارى.
وفى خبر آخر رواه أحمد عن سريج بن النعمان: قال أبو عتبة ـ قال سريج: وله صحبة.. من حديث أبى عتبة الخولانى فى المسند: 4/200.
(3) الخبر أخرجه الإمام أحمد عن الهيثم بن خارجة وهو من حديث أبى عتبة الخولانى فى المسند: 4/200.(5/366)
1058- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْفٍ) (1)
6666 - قال أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا حماد بن سلمة، عن جبلة بن عطية، عن عبد الله بن عوفٍ: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «الإِيمَانُ يَمَانٍ فِى حندس وجذام» .
رواه الطبرانى، وأبو نعيم من طريق ابن أبى شيبة (2) .
1059- (عَبْدُ اللهِ بْنُ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ ضَلْعَجَةَ) (3)
ابن عمرو بن حارثة بن أوس بن مالك.
6667 - قال أبو نعيم: حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف، حدثنا البغوى، حدثنا محمد بن عباد، حدثنا محمد بن طلحة التيمى، عن عبد الرحمن بن سالم بن عبد الله بن عويم بن ساعدة، عن أبيه، عن جده. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ اخْتَارَنِى، وَاخْتَارَ لِى أَصْحَابًا، وَجَعَلَ لِى مِنْهُمْ/ وُزُرَاءَ وَأَنْصَارًا وَأَصْهَارًا، فَمَنْ سَبَّهُم لَعَنَهُ اللهُ، وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لاَ يَقْبَلُ اللهَ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً» (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/358؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين: الإصابة: 3/138.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجاله رجال الصحيح، غير جبلة بن عطية، وقد وثقه غير واحد، إلا أنى لم أجد له سماعًا من أحد من الصحابة. مجمع الزوائد: 10/56.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/359؛ والإصابة: 2/356. وهناك اختلاف فى ذكر نسبه يرجع إلى ترجمة أبيه فى أسد الغابة: 4/315.
(4) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه من لم أعرفه. مجمع الزوائد: 10/17؛ وأخرجه ابن الأنبارى فى المصاحف، وأبو طاهر المخلص والحاكم من طريق المصنف. جمع الجوامع: 1/1460.(5/367)
(عَبْدُ اللهِ بْنُ قُرْطٍ الأَزْدِىّ الثُّمالِىُّ) (1)
_________
(1) أشير فى المخطوطة بتأخير اسمه، وسيأتى ص371.(5/368)
1060- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ بْنِ أَبِى رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِىُّ) (1)
ولد بأرض الحبشة.
6668 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد ـ وهو الطبرانى ـ، حدثنا عبد الله بن شعيب الدجانى، حدثنا معمر البحرانى، حدثنا أبو عامر العقدى، حدثنا أبو عمرو السدوسى، عن عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عبد الله بن عياش بن أبى ربيعة. قال: ما قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتلك الجنازة، إلا أنها كانت يهودية فآذاه ريح بخورها، فقام حتى جازته (2) .
(حديث آخر عنه)
6669 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا قتيبة، حدثنا ابن لهيعة، عن أبى النضر، عن زياد مولى ابن عياش، عن عبد الله ابن عياش: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - دخل على عثمان بن مظعونٍ يوم مات، فأحنى عليه بثوبه (3) كأنه يوصيه، ثم رفع رأسه فكأنهم رأوا فى عينيه أثر البكاء، ثم أحنى عليه الثانية، ثم رفع رأسه، فرأوه يبكى، ثم أحنى عليه الثالثة، ثم رفع رأسه وله شهيق، فعرفوا أنه قد مات، فبكى القوم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّمَا
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/360؛ والإصابة: 2/356؛ والاستيعاب: 2/363.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه أبو عمرو السدوسى، ولم يرو عنه غير أبى عامر العقدى، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 3/28.
(3) «بثوبه» لم ترد عند الهيثمى.(5/368)
هَذَا مِنَ الشَّيْطَانِ، اسْتَغْفِروُا اللهَ، أَذْهَبَ عَنْكَ أَبَا السَّائِبِ قَدْ خَرَجْتَ وَلَمْ تَتَلَبَّسْ مِنْهَا بِشَىٍءٍ» (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى عن عمر بن عبد العزيز بن مقلاص، عن أبيه، ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 9/302.(5/369)
1061- (عَبْدُ اللهِ بْنُ الغِسْيلِ: هُوَ وَاللهُ أَعْلَمُ) (1)
6670 - حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا على بن سعيدٍ الرازى، حدثنا محمد ابن صالح بن مهران، حدثنا مروان بن ضرارٍ الفزارى، أخبرنى عبد الله بن الحكم ابن البراء بن قبيصة الثقفى، أخبرنى [عن أبيه] (2) ، عن عامر بن عبد الأسد العبقسى (3) ، عن عبد الله بن الغسيل. قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمر بالعباس، فقال: «يَا عَمُّ اتْبَعْنِى بِبَنِيكَ» ، قال: فانطلق بستةٍ من بنيه: الفضل، وعبد الله، وعبيد الله، وعبد الرحمن، وقثمٍ، ومعبدٍ، فأدخلهم النبى - صلى الله عليه وسلم - بيتًا، وغطاهم بشملةٍ سوداء مخططةٍ بحمرةٍ، وقال: [ «اللَّهُمَّ] إِنَّ هَؤُلاَءَ أَهْلُ بَيْتِى وَعِتْرَتِى فَاسْتُرْهُم مِنَ النَّارِ كَمَا سَتَرْتَهُمْ بِهَذِهِ الشَّمْلَةَ» . قال: فما بقى فى البيت مدر ولا باب إلا أمن (4) .
1062- (عَبْدُ اللهِ بْنُ غَنَّامِ بْنِ أَوْسِ بْنِ عَمْرو) (5) /
ابن مالك بن بياضة. صحابى بدرى، وقيل اسمه غنام.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/361 وقال: مجهول؛ والإصابة: 2/357.
(2) ما بين معكوفين استكمال من أسد الغابة.
(3) العبقسى: نسبة إلى عبد القيس.
(4) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط، وفيه جماعة لم أعرفهم، مجمع الزوائد: 9/269.
(5) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/362؛ والإصابة: 2/357؛ والاستيعاب: 2/369، وما أثبته من نسبه يوافق ما فى تحفة الأشراف: 6/403.(5/369)
6671 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا سعيد بن أبى مريم، حدثنا سليمان بن بلال (ح) .
وحدثنا سليمان، حدثنا على بن عبد العزيز، حدثنا القعبنى، حدثنا سليمان بن بلالٍ، عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن، عن عبد الله ابن عنبسة، عن ابن غنامٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِى مِنْ نِعْمَةٍ، أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الشُّكْرُ فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ ذَلِكَ الْيَوْمِ» (1) .
وهكذا رواه أبو داود، والنسائى من طرقٍ عن سليمان بن بلالٍ (2) .
قال أبو نعيم: وصحف بعض الرواة عن ابن وهبٍ، عن سليمان، عن ربيعة، عن عبد الله بن عنبسة، عن عبد الله بن عباسٍ (3) .
1063- (عَبْدُ اللهِ بْنُ قَارِبٍ الثَّقَفِىُّ) (4)
6672 - قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا الحميدى، حدثنا سفيان، حدثنا إبراهيم بن ميسرة، أخبرنى وهب بن عبد الله بن قاربٍ: أبو مأرب.
وحدثنا سليمان هو الطبرانى، حدثنا محمد بن على الصائغ، حدثنا سعيد بن منصورٍ، حدثنا سفيان، عن إبراهيم، عن وهب بن
_________
(1) الخبر أورده بطرقه ابن الأثير فى أسد الغابة: 3/362.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب (باب ما يقول إذا أصبح) : سنن أبى داود: 4/318؛ وأخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 6/404.
(3) قال الحافظ المزى: وهو خطأ. تحفة الأشراف: 6/404.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/363؛ والإصابة: 2/358؛ والاستيعاب: 2/374.(5/370)
عبد الله بن قارب، عن أبيه (كذا) . قال: كنت مع أبى، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بيده: «رَحِمَ اللهُ المُحَلِّقِينَ» . فقال رجل: يا رسول الله والمقصرين. فقال فى الثانية أو الثالثة: «وَالْمُقَصِّرِينَ» (1) .
وقال ابن الأثير.
_________
(1) الخبر أخرجه أحمد فى المسند من حديث ابن قارب عن أبيه فى المسند: 6/293. وأورده الهيثمى من حديث قارب أيضًا، وقال: رواه أحمد، والطبرانى فى الكبير، والبزار وإسناده صحيح. مجمع الزوائد: 3/262، وقال البزار: لا نعلم روى ابن قارب إلا هذا. كشف الأستار: 2/31. وفى الروايات اختلاف لا يغير المعنى.(5/371)
1064- (عَبْدُ اللهِ: أَبُو قَابُوس) (1)
6673 - روى سماك، عن قابوس [بن عبد الله] ، عن أبيه: أن أم الفضل قالت: يا رسول الله رأيت بعض جسمك فى بيتى. فقال: «خَيْرًا رَأَيْتِ، تَلِدُ فَاطِمَةُ وَلَدًا، فَتُرْضِعِينَه بِلَبَنِ قُثَم» ، فجاءت به يومًا فبال عليه، فقالت بيدها هكذا، فقال: «أَوْجَعْتِ ابْنِى [رَحِمَك الله] » . ثم قال: «النَّضْحُ مِنَ الْغُلاَمِ، وَالْغَسْلُ مِنَ الْجَارِيِةَ» (2) .
1065- (عَبْدُ اللهِ بْنُ قُرْطٍ الأَزْدِىُّ الثُّمالِىُّ) (3)
كان اسمه شيطانًا فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله وقد شهد اليرموك، واستنابه أبو عبيدة على حمص مرتين، ثم استنابه معاوية أيضًا، وكان من سادات الصحابة، نزل الشام، وحديثه فى سادس الكوفيين.
6674 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن ثور، حدثنى راشد بن سعد، عن عبد الله نجى، عن عبد الله بن قرطٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) ترجمته فى أسد الغابة: 3/363.
(2) قال ابن الأثير: أخرجه ابن منده وأبو نعيم: المرجع السابق.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/364؛ والإصابة: 2/358؛ والاستيعاب: 2/373؛ والطبقات الكبرى: 7/134؛ والتاريخ الكبير: 5/34.(5/371)
قال: «أَعْظَمُ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمّ يَوْمُ النَّفْرِ» (1) ، وقرب إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - خمس بدناتٍ، أو ست ينحرهن فطفقن يزدلفن (2) إليه أيتهن يبدأ بها، فلما وجبت جنوبها قال كلمة خفيفة لم أفهمها، فسألت بعض من يلينى ما قال؟ قالوا: قال: «مَنْ شَاءَ اقْتَطَعَ» (3) .
رواه أبو داود فى الحج من طريق عيسى بن يونس، والنسائى من طريق يحيى ابن سعيدٍ كلاهما: عن ثور بن يزيدٍ به (4) .
_________
(1) يوم النفر: فى الحج يوم النفر الأول هو اليوم الثانى من أيام التشريق، ويوم النفر الآخر هو اليوم الثالث. النهاية: 4/163.
(2) فطفقن يزدلفن إليه: أى يقربن منه. وهو يفتعلن من القرب فأبدل التاء والألف لأجل الزاى. النهاية: 2/129.
(3) من حديث عبد الله بن قرط فى المسند: 4/350.
(4) الخبر أخرجه أبو داود فى الحج (باب فى الهدى إذا عطبت قبل أن يبلغ) : سنن أبى داود: 2/148؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 6/405.(5/372)
6675 - حدثنا أبو اليمان، حدثنا إسماعيل [بن عياشٍ] ، عن بكر بن زرعة الخولانى، عن مسلم بن عبد الله الأزدى. قال: جاء عبد الله بن قرطٍ الأزدى إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال له النبى - صلى الله عليه وسلم -: «مَا اسْمُكَ؟» قال: شيطان بن قرطٍ. فقال له النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أَنْتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ قُرْطٍ» (1) .
(حديث آخر عنه)
6676 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا محمد بن جبيرٍ،
_________
(1) من حديث عبد الله بن قرط فى المسند: 4/350. وما بين معكوفين استكمال منه. ولفظ الخبر عند ابن كثير أتم مما فى المسند.(5/372)
حدثنا عمرو بن قيسٍ الكندى، حدثنا عبد الله بن قرطٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى صَلاَةً لاَ يُتِمُّهَا زِيدَ عَلَيْهَا مِنْ سُبُحَاتِهِ حَتَّى تَتِمَّ» (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 1/291.(5/373)
1066- (عَبْدُ اللهِ بْنُ قُمَامَةَ السُّلَمِىُّ) (1)
6677 - قال أبو نعيم: فيما روى عن عتيق بن يعقوب، حدثنا عبد الملك بن محمد بن عمرو بن حزمٍ، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب لوقاص، وعبد الله ابنى قمامة: «بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما أعطى محمد إلى وقاص بن قمامة، وعبد الله ابن قمامة السلميين من بنى حارثة وأعطاه المحدث وهو ما بين ايليا إلى الواترة إن كانا صادقين» (2) .
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ: أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِىُّ)
يأتى فى الكنى إن شاء الله تعالى/
1067- (عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ الأَسْلَمِىّ) (3)
6678 - قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن. حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة، حدثنا نصر بن على، حدثنا الفضيل بن سليمان، حدثنا محمد بن أبى يحيى، عن معاوية، عن عبد الله بن قيسٍ الأسلمى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابتاع من رجل من بنى غفارٍ سهمين ببعيرٍ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اعْلَمْ أَنَّ الَّذِى أَخَذْنَا
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/365؛ والإصابة: 2/359؛ وقال ابن عبد البر: عبد الله بن السعدى، واختلف فى اسم السعدى، الاستيعاب: 2/373.
(2) لم أقف عليه.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/366؛ والإصابة: 2/360؛ والاستيعاب: 2/371.(5/373)
مِنْكَ خَيْرٌ مِنَ الَّذِى أَعْطَيْنَاكَ، وَأَنَّ الَّذِى تُعْطِينِى خَيْرٌ مِنَ الَّذِى تَأْخُذُه، فَإِنْ شِئْتَ فَخُذْ، وَإِنْ شِئْتَ فَاتْرُكْ» . فقال: قد أخذت برسول الله (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير عن أبى معاوية، عن عبد الله بن قيس الأسلمى، وأبو معاوية لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 4/100.(5/374)
1068- (عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ الْخُزَاعِىُّ) (1)
6679 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا عمر ابن عبد العزيز ابن قعلاص، حدثنى أبى، حدثنى ابن وهبٍ، حدثنى يزيد بن عياض، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبد الله بن قيسٍ الخزاعى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً فَإِنَّهُ فِى مَقْت اللهِ حَتَّى يَجْلِسَ» (2) .
1069- (عَبْدُ اللهِ بْنُ كُرْزٍ اللَّيْثِىُّ) (3)
6680 - له ذكر طويل، وَشِعْرٌ طويل فى حديثٍ رواه أبو نعيم من طريق الزهرى، عن عروة، وسعيد، عن عائشة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب مثل مال ابن آدم، وأهله، وعمله، وأنه نظم ذلك فى قصيدةٍ طويلةٍ سمعها منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه، وتداولها بينهم، أورد ذلك كله بطوله (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/367؛ والإصابة: 2/361؛ والاستيعاب: 2/371.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه يزيد بن عياض، وهو متروك. مجمع الزوائد: 10/223.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/371؛ والإصابة: 2/362.
(4) الخبر أورده ابن الأثير فى ترجمة عبد الله بن كرز من طريق عروة عن عائشة ـ رضى الله عنهاـ، ولم يورد الشعر. أسعد الغابة: 3/371. وله شواهد أحاديث النعمان بن بشير، وأنس، وسمرة بن جندب، وأبى هريرة عند الطبرانى وبعضها عند البزار. مجمع الزوائد: 1/251.(5/374)
1070- (عَبْدُ اللهِ بْنُ مَاعِزٍ الْتَّمِيمِىّ الْبَصْرِىّ) (1)
6681 - قال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا هنيد بن القاسم (2) بن عبد الرحمن بن ماعزٍ، حدثنا الجعد بن عبد الرحمن: أن عبد الله بن ماعزٍ حدثه: أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعه، فقال: إن ماعزًا أسلم آخر قومه وإنه لا يجنى عليه إلا يده، فبايعه على ذلك (3) .
1071- (عَبْدُ اللهِ بْنُ بُحَيْنَة - رضي الله عنه -) (4) /
هو عبد الله بن مالك بن القشب، واسمه جندب بن نضلة بن عبد الله بن رافع ابن محضب (5) بن صعب بن دهمان بن نصر بن زاهران بن كعب بن الحارث بن [عبد الله] (6) بن كعب بن عبد الله بن نصر بن الأزد الأزدى: أبو محمد، حليف بنى المطلب المعروف بابن بحينة. أمه بحينة بنت الأرت وهو الحارث بن [المطلب بن] عبدمناف. أسلم قديمًا، وكان ممن يسرد الصوم، ومات بين سنة أربع وخمسين إلى ثمانٍ وخمسين بأرضه: بطن ريم على ثلاثين ميلاً من المدينة، قاله محمد بن سعدٍ، وحديثه فى عاشر الأنصار.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/374؛ والإصابة: 2/363.
(2) فى المخطوطة: «الهيثم بن القاسم» . والصواب: هنيد بن القاسم. روى عنه موسى بن إسماعيل. التاريخ الكبير: 8/249.
(3) أورده ابن الأثير وقال: رواه ابن منده وأبو نعيم. أسد الغابة: 3/374. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفى إسناده هنيد بن القاسم، وهو مجهول. مجمع الزوائد: 1/28. ولفظه فيه: إن ماعزًا أسلم أحرز ما له إلخ.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/375؛ والإصابة: 2/364؛ والاستيعاب: 2/326؛ والطبقات الكبرى: 4/64؛ والتاريخ الكبير: 5/10؛ وثقات ابن حبان: 3/216.
(5) فى المخطوطة: «ابن محصن» وفى الطبقات: «محضب بن مبشر» .
(6) استكمال من الإصابة.(5/375)
6682 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، قال: وحدثنا شعبة، حدثنى سعد بن إبراهيم، حدثنا حفص بن عاصم، عن عبد الله بن مالكٍ: ابن بحينة: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يصلى ركعتى الفجر، وقد أقيمت الصلاة، فلما قضى الصلاة لاث (1) الناس به، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «آلصُّبْح أَرْبَعًا» (2) .
6683 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن أبيه، حدثنى حفص بن عاصم، عن عبد الله بن مالكٍ: ابن بحينة. قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجلٍ وقد أقيمت الصلاة، وهو يصلى الركعتين قبل الفجر، فقال له شيئًا لا ندرى ما هو، فلما انصرفنا أحطنا به نقول: ماذا قال لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: قال لى: «يُوشِكُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُصَلِّىَ الصُّبْحَ أَرْبَعًا» (3) .
6684 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، وحجاج. قال: أخبرنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن حفص بن عاصم، وغيره.
قال حجاج فى حديثه. قال: سمعت حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن (4) مالك بن بحينة: أن رجلاً دخل المسجد، وقد أقيمت الصلاة، فصلى ركعتى الفجر، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته لاث به الناس، فقال: «آلصُّبْحُ أَرْبَعًا» (5) .
_________
(1) لاث الناس به: اجتمعوا حوله. النهاية: 4/68.
(2) من حديث عبد الله بن مالك: ابن بحينة فى المسند: 5/345.
(3) من حديث عبد الله بن مالك: ابن بحينة فى المسند: 5/345.
(4) فى المخطوطة: «عن عبد الله بن مالك: ابن بحينة» . والتصويب من المسند ويتضح الخلاف فى هذا عند تخريجه الآتى.
(5) من حديث عبد الله بن مالك: ابن بحينة فى المسند: 5/345.(5/376)
وهذا الحديث رواه البخارى، ومسلم والنسائى من غير وجهٍ عن سعد بن إبراهيم به.
ولكن اختلف أهل العراق وأهل الحجاز فى إسناده، فشعبة وحماد بن سلمة، وأبو عوانة يقولون: عن سعدٍ عن حفصٍ عن مالك ابن بحينة، وقال محمد بن إسحاق والحجازيون: عن سعدٍ عن حفصٍ عن عبد الله بن مالك إبن بحينة وهذا هو الذى يرجحه البخارى ومسلم وصوبه/ النسائى، وغير واحد من الحفاظ (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الصلاة (باب إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة) .
عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن حفص بن عاصم عن عبد الله بن مالك: ابن بحينة، قال: مر النبى - صلى الله عليه وسلم - برجل ...
ومن طريق بهز بن أسد عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن حفص بن عاصم، قال: سمعت رجلاً من الأزد يقال له مالك بن بحينة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً ...
تابعه غندر ومعاذ عن شعبة: فى مالك.
وقال ابن إسحاق: عن سعد، عن حفص عن عبد الله بن بحينة.
وقال حماد: أخبرنا سعد عن حفص عن مالك.
وقال ابن حجر فى الفتح تعليقًا على قوله: يقال له مالك بن بحينة: هكذا يقول شعبة فى هذا الصحابى، وتابعه على ذلك أبو عوانة وحماد بن سلمة، وحكم الحفاظ يحيى بن معين وأحمد والبخارى ومسلم والنسائى والإسماعيلى، وابن الشرقى والدار قطنى وأبو مسعود وآخرون عليهم بالوهم فى موضعين: =
= ... أحدهما: أن بحينة والدة عبد الله لا مالك،
وثانيها: أن الصحبة لعبد الله لا لمالك، ولم يذكر أحد مالكًا فى الصحابة إلا بعض ممن تلاقه من هذا الإسناد ممن لا تمييز له. فتح البارى: 2/148، 149.
والخبر أخرجه مسلم (باب كراهية الشروع فى نافلة بعد شروع المؤذن فى الإقامة) : مسلم بشرح النووى: 2/362؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 6/477؛ وابن ماجه (باب ما جاء فى إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة) : سنن ابن ماجه: 1/364.(5/377)
قال مسلم: قال القعنبى: عن عبد الله بن مالك: ابن بحينة، عن أبيه. قال مسلم: وقوله: «عن أبيه» خطأ (1) . بحينة هى أمه أم عبد الله.
قال شيخنا: ورواه جعفر بن محمد، عن أبيه عن عبد الله بن مالكٍ: ابن بحينة (2) .
قلت: رواه أحمد عن محمد بن بكر عن ابن جريجٍ، عن جعفر ابن محمد به كما ستراه (3) .
_________
(1) تعقيب مسلم على الخبر عنده. مسلم بشرح النووى: 2/363.
(2) تحفة الأشراف: 6/477.
(3) فى المسند: 5/346.(5/378)
6685 - حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن الأعرج: أن ابن بحينة أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فى الثنتين من الظهر نسى الجلوس، حتى إذا فرغ من الصلاة إلى أن يسلم سجد سجدتين، وختم بالتسليم (1) .
6686 - حدثنا سفيان، عن الزهرى، عن الأعرج، عن ابن بحينة: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة، فظن أنها العصر، فقام فى الثانية لم يجلس، فلما كان قبل أن يسلم سجد سجدتين (2) .
رواه الجماعة من طرقٍ عن الزهرى به، ومن غير وجهٍ عن الأعرج (3) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن مالك: ابن بحينة فى المسند: 5/345.
(2) من حديث عبد الله بن مالك: ابن بحينة فى المسند: 5/345.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى الأذان (باب من لم ير التشهد الأول واجبًا) و (باب التشهد فى الأولى) وفى السهو (باب ما جاء فى السهو إذا قام من ركعتى الفريضة) و (باب من يكبر فى سجدتى السهو) وفى الايمان والنذور (باب إذا حنث ناسيًا فى الايمان) : فتح البارى: 2/309، 3/92، 99، 11/549.
وأخرجه مسلم فى (باب السهو فى الصلاة والسجود له) : مسلم بشرح النووى: 2/206؛ وأبو داود (باب من قام من ثنتين ولم يتشهد) : سنن أبى داود: 1/271؛ والترمذى (باب ما جاء فى سجدتى السهو قبل التسليم) : وقال: حسن صحيح. صحيح الترمذى: 2/235؛ والنسائى (باب ما يفعل من قام من اثنتين ناسيًا ولم يتشهد) : المجتبى: 3/17؛ وفى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 6/476؛ وابن ماجه فى الباب: سنن ابن ماجه: 1/381.(5/378)
6687 - حدثنا يعقوب، حدثنا ابن أخى ابن شهابٍ، عن عمه. قال: أخبرنى عبد الرحمن بن هرمز، عن عبد الله بن بحينة ـ وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ. قال «هَلْ قَرَأَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَعِى آنِفًا؟» قالوا: نعم. قال: «إِنِّى أَقُولُ مَا لِى أُنَازَعُ الْقُرْآنَ» فانتهى الناس عن القراءة معه حين قال ذلك. تفرد به من هذا الوجه وإسناده جيد (1) .
6688 - حدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا رشدين، حدثنا عمرو ابن الحارث، عن جعفر بن ربيعة، عن ابن هرمز، عن ابن بحينة. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد يجنح (2) فى سجوده حتى نرى وضح إبطيه (3) .
رواه البخارى، ومسلم والنسائى من غير وجهٍ عن جعفر بن ربيعة (4) .
6689 - حدثنا أبو سلمة الخزاعى، أنبأنا سليمان بن بلالٍ، عن علقمة بن أبى علقمة: أنه سمع عبد الرحمن الأعرج: أنه سمع
_________
(1) من حديث عبد الله بن مالك: ابن بحينة فى المسند: 5/325.
(2) التجنح فى الصلاة: هو أن يرفع ساعديه فى السجود عن الأرض، ولا يفترشهما ويجافيهما عن جانبيه، ويعتمد على كعبيه فيصيران مثل جناحى الطائر. النهاية: 1/181.
(3) من حديث عبد الله بن مالك: ابن بحينة فى المسند: 5/345.
(4) الخبر أخرجه البخارى فى الصلاة (باب يبدى صبعيه ويجافى فى السجود) ، وفى الأذان وعنون له بالعنوان السابق، وفى المناقب (باب صفة النبى - صلى الله عليه وسلم - (: فتح البارى: 1/496، 2/294، 6/567؛ وأخرجه مسلم فى الصلاة (باب الاعتدال فى السجود ووضع الكفين على الأرض) : مسلم بشرح النووى: 2/129؛ والنسائى (باب صفة السجود) : المجتبى: 2/168.(5/379)
عبد الله بن بحينة يقول: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلحى جملٍ (1) من طريق مكة على وسط رأسه وهو محرم (2) .
_________
(1) لِحى جمل: بالكسر والفتح أشهر هى عقبة بالجحفة على سبعة أميال من السقيا. معجم البلدان: 5/15؛ وفتح البارى: 4/51.
(2) من حديث عبد الله بن مالك: ابن بحينة فى المسند: 5/345.
ولعله سقط من النساخ أن الخبر أخرجه البخارى فى الحج «جزاء الصيد» (باب الحجامة للمحرم) وفى الطب (باب الحجامة على الرأس) : فتح البارى: 5/50، 10/152. وأخرجه مسلم فى الحج (باب جواز الحجامة للمحرم) : مسلم بشرح النووى: 3/292.
وأخرجه النسائى فى المناسك (باب حجامة المحرم وسط رأسه) : المجتبى: 5/153؛ وابن ماجه فى الطب (باب موضع الحجامة) : سنن ابن ماجه: 2/1152.(5/380)
6690 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا بكر بن مضرٍ، عن جعفر ابن ربيعة، عن الأعرج، عن عبد الله بن مالك بن بحينة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى فرج بين/ يديه، حتى يبدو بياض إبطيه (1) .
6691 - قرأت على عبد الرحمن: مالك، عن ابن شهابٍ، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبد الله بن بحينة: أنه قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين، ثم قام فلم يجلس، فقام الناس معه، فلما قضى صلاته، ونظرنا تسليمه كبر وسجد سجدتين، وهو جالس قبل التسليم ثم سلم (2) .
6692 - حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر. قالا: حدثنا ابن جريجٍ، أخبرنى ابن شهابٍ: أن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج أخبره، عن عبد الله بن بحينة ـ وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ أنه أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى لهم ركعتين، وقام، ولم يقعد
_________
(1) من حديث عبد الله بن مالك: ابن بحينة فى المسند: 5/345.
(2) من حديث عبد الله بن مالك: ابن بحينة فى المسند: 5/345.(5/380)
فيهما، فقام الناس معه، فلما صلى الركعتين الأخريين انتظر الناس تسليمه، فكبر فسجد، ثم كبر فسجد، ثم سلم (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن مالك: ابن بحينة فى المسند: 5/345.(5/381)
6693 - حدثنا إبراهيم بن أبى العباس، حدثنا أبو أويس، عن الزهرى: أن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ـ مولى ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ـ أخبره: أنه سمع عبد الله بن بحينة الأزدى أزدشنوءة وهو حليف بنى عبد المطلب. قال: صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين، ثم قام ولم يجلس بعد الركعتين، فقام الناس معه فلما قضى صلاته سجد سجدتين، وهو جالس قبل التسليم، ثم سلم (1) .
6694 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن يحيى بن أبى كثير، عن محمد ابن عبد الرحمن بن ثوبان، عن عبد الله بن مالك: ابن بحينة أن النبى - صلى الله عليه وسلم - مر به، وهو يصلى يطول صلاته أو نحو هذا بين يدى [صلاة الفجر، فقال له النبى - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَجْعَلوا هَذِهِ مِثْلَ] صَلاَة الظهْر قبلها، وَبَعْدَهَا. اجْعَلُوا بَيْنَهُمَا فَصْلاً» (2) تفرد به.
[حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبد الله بن بحينة. قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الركعتين الأوليين من الظهر أو العصر، فلم يجلس، فلما فرغ من صلاته، قال: سجد سجدتين قبل أن يسلم.] .
6695 - وقال عبد الله: وجدت فى كتاب أبى بخط يده: حدثنا محمد بن بكرٍ، أنبأنا ابن جريجٍ، أخبرنى جعفر بن محمدٍ، عن
_________
(1) من حديث عبد الله بن مالك: ابن بحينة فى المسند: 5/345.
(2) من حديث عبد الله بن مالك: ابن بحينة فى المسند: 5/345. وما بين معكوفين استكمال منه.(5/381)
أبيه، عن عبد الله بن مالكٍ: بن بحينة: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - خرج لصلاة الصبح، وابن القشب يصلى، فضرب النبى - صلى الله عليه وسلم - منكبه وقال: «يَا ابْنَ القِشْبِ تُصَلِّى الصُّبْحَ أَرْبَعًا؟» أو: «مَرَّتَيْنِ» . ابن جريجٍ يشك تفرد به من هذا الوجه (1) .
وقد رواه الطبرانى بنحوٍ آخر.
_________
(1) هما خبران فى نسق واحد من حديث عبد الله بن مالك: ابن بحينة فى المسند: 5/346. وقد سقط الخبر الأول فأثبتناه بين المعكوفين.(5/382)
6696 - قال: حدثنا محمد بن أحمد بن لبيدٍ البيروتى (1) ، حدثنا صفوان بن صالحٍ، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنى أبو عمرو، عن يحيى بن أبى كثير، عن محمد ابن عبد الرحمن بن ثوبان، عن عبد الله بن مالك: ابن بحينة: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - مر عليه وهو قائم يصلى منتصبًا بعد صلاة الصبح (2) فقال: «لاَ تَجْعَلُوا هَذِهِ الصَّلاَةَ مِثْلَ صَلاَةِ الظُّهْرِ/ تُصَلُّوا قَبْلَهَا وَبَعْدَهَا، اجْعَلُوا بَيْنَهُمَا فَصْلاً» (3) .
6697 - حدثنا عبد الرزاق، وابن بكرٍ. قال: حدثنا ابن جريجٍ ـ أخبرنى ابن شهابٍ أيضًا ـ، عن ابن بحينة الأسدى وقال ابن بكرٍ: الأزدى حليف بنى عبد المطلب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فى الظهر، وعليه جلوس، فلما أتم صلاته سجد سجدتين، وهو جالس قبل أن يسلم يكبر فى كل سجدةٍ، وسجدهما الناس معه، مكان ما نسى من الجلوس (4) .
_________
(1) الاسم الأول غير واضح بالأصل. وأثبتناه بالرجوع إلى المعجم الصغير: 2/42.
(2) اللفظ عند الحاكم: «يصلى بين يدى صلاة الصبح» .
(3) الخبر أخرجه الحاكم من هذا الطريق، وسكت عنه، كما سكت عنه الذهبى. مستدرك الحاكم: 3/430.
(4) من حديث عبد الله بن مالك: ابن بحينة فى المسند: 5/346.(5/382)
(حديث آخر عنه)(5/383)
6698 - قال البزار: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن زريقٍ، حدثنا عطاف (1) بن خالدٍ، حدثنى مالك بن عبد الله: ابن بحينة، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استغفر وصلى على أهل مقبرةٍ بعسقلان.
ثم قال: ومحمد بن زريقٍ بصرى لا نعرفه تكرر حديثه وعطاف ضعيف (2) .
هكذا روى هذا الحديث البزار، ولم يرو له حديثًا سواه، وسوى حديث القراءة خلف الإمام كما تقدم كلامه على التخطئة (3) .
6699 - وأما هذا الحديث فقد خالفه الحافظ أبو نعيم فى إسناده فقال ـ ومن خطه نقلت ـ: حدثنا على بن هارون، حدثنا أحمد بن الجعد. حدثنا محمد بن بكار، حدثنا عطاف بن خالدٍ، حدثنى أخى المسور بن خالدٍ، عن على بن عبد الله بن مالك: ابن بحينة، عن أبيه: عبد الله أنه قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس يومًا بين ظهرانى أصحابه إذ قال: «صَلَّى اللهُ عَلَى أَهْلِ تِلْكَ الْمَقْبَرةِ» ثلاث مرات. قال: فلم يسأله أحد أى مقبرة هى، ولم يسم لنا شيئًا، حتى تفرقوا، فدخل بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بعض أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ قال عطاف: حدثت أنها عائشة ـ فقال لها: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر أهل مقبرةٍ، فصلى عليهم، ولم يحدثنا أى مقبرة هى. قال:
_________
(1) فى كشف الأستار عطاء بن خالد. والصواب ما أثبته ابن كثير فهو عطاف بن خالد بن عبد الله. يراجع تهذيب التهذيب: 7/221.
(2) قال الهيثمى: رواه أبو يعلى والبزار، وفى إسناد أبى يعلى على ابن عبد الله بن مالك بن بحينة، وفى إسناد البزار مالك بن عبد الله ابن بحينة، وكلاهما لم أعرفه، وبقية رجالهما ثقات، وفى بعضهم خلاف يسير. مجمع الزوائد: 10/62؛ كشف الأستار: 3/324.
(3) الخبر فى القراءة خلف الإمام فيما يجهر به. يراجع كشف الأستار: 1/238.(5/383)
فدخل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألته عنها، فقال: «أَهْلُ مَقْبَرَةٍ بِعَسْقَلانَ» .
وكذا رواه أبو يعلى عن محمد بن بكار، عن عطافٍ، عن أخيه المسور، عن على بن عبد الله، عن أبيه به (1) .
_________
(1) مسند أبى يعلى: 2/216. وقال محققه: إسناده ضعيف، والمسور بن خالد لم يرو عنه غير أخيه، وعلى بن عبد الله بن مالك لم نجد له ترجمة، وباقى رجاله ثقات، وقد مر تعليق الهيثمى على رواية أبى يعلى للخبر. مجمع الزوائد: 10/62.(5/384)
1072- (عَبْدُ اللهِ بْنُ مَالِكٍ الأَوْسِىُّ حِجازِىٌّ) (1)
6700 - حدثنا يعقوب، حدثنا ابن أخى ابن شهاب، عن عمه. قال: أخبرنى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ: أن شبل بن خليدٍ (2) المزنى أخبره: أن عبد الله بن مالك الأوسى أخبره: أن رسول الله/ - صلى الله عليه وسلم - قال: «الْوَلِيدةُ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِن زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ» . والضفير الحبل، فى الثالثة، أو الرابعة (3) .
6701 - حدثنا يزيد بن عبد ربه، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنى الزبيدى، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله: أن شبل بن خليدٍ المزنى أخبره: أن عبد الله ابن مالك الأوسى أخبره: أن النبى - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/376؛ والإصابة: 2/364؛ والاستيعاب: 2/327. وقال: روى حديثه الزهرى فى جلد الأمة إذا زنت، اختلف على الزهرى فيه اختلافًا كثيرًا.
(2) فى المسند: «شبيل» . وما فى ابن كثير أصح، وهو شبل بن خليد. سمع منه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. التاريخ الكبير: 4/257.
(3) من حديث عبد الله بن مالك الأوسى فى المسند: 4/343.(5/384)
قال: «الْوَلِيدةُ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، [ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا] ، ثُمَّ إِن زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ» . والضفير الحبل (1) .
وهكذا رواه النسائى من طريق يونس، والزبيدى، وابن أخى الزهرى، عن الزهرى به.
وكذلك رواه الليث، عن عقيل، عن الزهرى إلا أن فى رواية ابن وهب، عن يونس، عن الزهرى عن عبيد الله: شبل بن حامدٍ، والصواب: ابن خليدٍ، كما رواه الجماعة، وقد رواه سفيان بن عيينة، عن الزهرى، عن عبيد الله، عن زيد بن خالد، وأبى هريرة، وشبل لم يتابع على ذلك (2) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن مالك الأوسى فى المسند: 4/343. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 6/479. أما حديث زيد بن خالد فقد مر عند البخارى ومسلم وأبى داود والترمذى والنسائى وابن ماجه.
وأما حديث أبى هريرة فهو عند الجماعة إلا الترمذى. تحفة الأشراف: 3/237، 10/241.(5/385)
1073- (عَبْدُ اللهِ بْنُ مَالِكٍ الغَافِقِىّ: أَبُو مُوسَى) (1)
عداده فى أهل مصر.
6702 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا المقدام بن داود، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا عبد الله بن سليمان، عن ثعلبة بن أبى الكنود، عن عبد الله بن مالكٍ الغافقى. قال: أكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا طعامًا، ثم قال: «اسْتُرْ عَلَىَّ» ثم اغتسل، فقلت: أكنت جنبًا يا رسول الله؟ قال: «نَعَمْ» ، فأخبرت بذلك
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/376؛ والإصابة: 2/364؛ والاستيعاب: 2/327.(5/385)
عمر بن الخطاب، فجاء، فقال: إن هذا زعم أنك أكلت وأنت جنب. قال: «نَعَمْ إِذَا تَوَضَّأْتُ أَكَلْتُ، وَشَرِبْتُ» .
ورواه ابن وهبٍ عن ابن لهيعة (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه ابن لهيعة، وروى مثله عن مالك ابن عبد الله الغافقى، وقال: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وفيه من لا يعرف. مجمع الزوائد: 1/274.(5/386)
1074- (عَبْدُ اللهِ بْنُ مَالِكٍ الأَحْمَسِىّ: أَبُو كَاهِلٍ) (1)
وقيل: قيس بن عائذٍ.
6703 - قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة، حدثنا الحسن بن سهل، حدثنا أبو أسامة، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن أخيه، عن عبد الله بن مالكٍ: أبى كاهلٍ. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب على ناقة حمراء ممسكٍ بخطامها عبد حبشى، وسيأتى فى كتاب الكنى فى ترجمة أبى كاهل (2) .
1075- (عَبْدُ اللهِ بْنُ مَالِكٍ) (3)
6704 - قال أبو بكر بن أبى عاصمٍ: حدثنا على بن ميمون، حدثنا سعيد بن مسلمة، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، / عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مالكٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/377؛ والإصابة: 2/364، 4/164؛ والاستيعاب: 2/327، 4/164.
(2) الخبر أخرجه الإمام أحمد فى مسنده من حديث قيس بن عائذ، وفيه: هلك قيس أيام المختار. المسند: 4/78، 177.
(3) له ترجمة فى اسد الغابة: 3/377؛ والإصابة: 2/365.(5/386)
وَالْفَحْشُ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلاَ التَّفَحّشَ، وَإِيَّاكُمْ وَالْشُّحَّ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ: أَمَرَهُم بِالظُّلْمِ، فَظَلَمُوا، وَأَمَرَهُم بِالْفُجُورِ فَفَجَروُا، وَأَمَرَهُم بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا» (1) .
_________
(1) المرجعان السابقان. وأخرج أحمد نحوه من حديث عبد الله بن عمرو. المسند: 2/191.(5/387)
1076- (عَبْدُ اللهِ: أَبُو مَالِكٍ) (1)
بحديث: «مُرُوا صِبْيَانَكُمْ بِالصَلاَةِ، وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعٍ» .
6705 - رواه ابن منده، وأبو نعيم من طريق عمرو بن عبد الله، عن أبيه.
1077- (عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمدٍ، وَالصواب مِخْمَرٍ) (2)
عداده فى الشاميين مختلف فى صحبته.
6706 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن رشدين، حدثنا سعيد بن أبى مريم، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنى عبد الله بن عبد الرحمن: أنه سمع عبد الله بن مخمر من أهل اليمن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة: «احْتَجِبِى مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» (3) .
ورواه أبو حاتمٍ عن سعيد بن أبى مريم، عن يحيى بن عبد الله بن قرطٍ عنه مثله.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/377. وترجم له عبد الله بن مالك الخثعمى، وقال ابن حجر: أبو مالك الخثعمى عبد الله: 4/172.
(2) أخرجه ابن الأثير: عبد الله بن مخمر. وقال: مختلف فى صحبته، أسد الغابة: 3/381؛ وقال ابن عبد البر: عبد الله بن مخمر، الاستيعاب: 2/315؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين: عبد الله بن محمد وخطأ ابن عبد البر وقال: الصواب: عبد الله بن مخمر. الإصابة: 3/140.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه سعيد بن أبى مريم، وهو ضعيف لاختلاطه. مجمع الزوائد: 3/106.(5/387)
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ) (1)
وقيل: عبد الرحمن، وهو الصواب
بحديث: «إذا سألتم الله فاسلوه ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها» (2) كما سيأتى.
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ مِرْبَعٍ) (3)
وقيل: زيد بن مربعٍ، والمشهور أنه ابن مربعٍ لا يسمى كما سيأتى.
بحديث: «كانوا على مشاعركم ـ مغرب الوقوف بعرفة ـ فإنكم على إرثٍ من إرث أبيكم إبراهيم» (4) .
وقيل: كانوا أربعة إخوةٍ: زيدٍ، وعبد الله، وعبد الرحمن، ومروان، وقد كانوا من خيار المسلمين، وأما أبوهم مربع بن قيظى بن عمرو بن يزيد بن جشم بن حارثة ابن الحارث الأنصارى، فكان من كبار المنافقين. وكان أعمى البصر، والبصيرة، وله قصة يوم أحدٍ (5) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/379. وقال ابن حجر: عبد الله بن محيريز الجمحى: تابعى مشهور ذكره العقيلى فى الصحابة فوهم فى ذلك. الإصابة: 3/140؛ والاستيعاب: 2/329.
(2) قال السيوطى: أبو داود عن مالك بن يسار السكونى عن ابن محيريز ـ - رضي الله عنه - ـ. جمع الجوامع: 1/590. ولفظ الحديث أخرجه أبو داود فى أبواب الوتر (باب الدعاء) وليس فيه ذكر لابن محيريز. سنن أبى داود: 2/78؛ ومختصر السنن للمنذرى: 2/143.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/381؛ والإصابة: 2/366؛ والاستيعاب: 2/329. وخبر: «كونوا على مشاعركم» أخرجه عن عبد الله بن أبى مربع، وهو عنده غير عبد الله بن مربع بن قيظى، وفى أسد الغابة: عبد الله بن مربع الأنصارى، وعبد الله بن مربع بن قيظى.
(4) الخبر أخرجه الإمام أحمد من حديث ابن مربع الأنصارى من طريق يزيد بن شيبان قال: أتانا ابن مربع الأنصارى ونحن فى مكان من الموقف بعيد فقال: إنى رسول الله إليكم. المسند: 4/137.
(5) سلك النبى - صلى الله عليه وسلم - حائطه فى حين خروجه إلى أحد، فجعل يحثو التراب فى وجوه المسلمين، ويقول: إن كنت نبيًا فلا تدخل حائطى. الاستيعاب: 2/329.(5/388)
قال الواقدى: عن عبد الله بن يزيد الهذلى، عن عبد الرحمن بن محمدٍ، عن عبد الله بن مربعٍ بن قيظى الحارثى. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى زمزم فشرب من مائها (1) .
_________
(1) أسد الغابة: 3/382. وقد اختلفت أقوال ابن منده وأبى نعيم مع قول ابن عبد البر فى نسبة الخبرين المرويين عنه. تراجع مواطن ترجمته.(5/389)
1078- (عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُرَقَّعِ،
وقيل عَبْدُ الرَّحمن) (1)
6707 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا الحسين بن إسحاق، حدثنا قريح بن عبيدٍ الزهرانى، حدثنا أبو عاصمٍ العبادانى، / عن محبر بن هارون، عن أبى يزيد المدنى، عن عبد الله بن المرقع [لما] فتح النبى - صلى الله عليه وسلم - حنين، وهو فى ألفٍ وثمانمائةٍ، فقسم على ثمانية عشر سهمًا، فكل مائةٍ سهم. قال: وهى محضرة من الفواكه، فوافق الناس من الفواكه، فأكلوا، فمعكتهم الحمى، فشكوها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْحُمَّى رَائِدُ الْمَوْتِ، وَسِجْنُ اللهِ فِى الأَرْضِ، وَهِىَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ، فَإِذَا أَخَذَتْكُمْ فَبِّردُوا لَهَا الْمَاءَ فِى الشِّنَانِ [يَعنى القِربَ] ، فَصُبُّوا عَلَيْكُمْ مَا بَيْنَ الصَّلاَتَينِ ـ يعنى المغرب والعشاء» (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/382؛ وترجم له ابن حجر فى عبد الرحمن: الإصابة: 2/421؛ وكذلك ابن عبد البر: الإصابة: 2/419؛ والتاريخ الكبير: 5/248.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه قريح بن عبيد، والمحبر بن هارون، ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/95؛ وأخرجه البخارى مختصرًا فى التاريخ الكبير: 5/248.(5/389)
1079- (عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُسْتَوْرِدِ)
يعد فى المصريين (1) .
6708 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أبو الزنباع، حدثنا يحيى بن بكيرٍ، حدثنا ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن عبد الله بن المستورد. قال: احتبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة حتى لم يبق فى المسجد إلا بضعة عشر رجلاً، فخرج إليهم، فقال: «مَا أَمْسَى أَحَدٌ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ غَيْرُكُمْ، إِنَّ اللهَ جَعَلَ النُّجُومَ أَمَانًا لأَهْلِ السَّمَاءِ، فَإِذَا طُمِسَتْ اقْتَرَبَ لأَهْلَ السَّمَاءِ مَا يُوعَدُونَ، وَإِنَّ اللهَ جَعَلَ أَصْحَابِى أَمَانًا لأُمَّتِى، فَإِذَا هَلَكَ أَصْحَابِى اقْتَرَبَ لأُمَّتِى مَا يُوعَدُونَ» (2) .
1080- (عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعَدَةَ، ويقال: ابْنُ مَسْعُودٍ) (3)
ابن حكمة بن مالك بن حذيفة بن بدرٍ الفزارى. قال ابن عساكر أصابه سبى فوهبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإبنته فاطمة، فأعتقته، وسكن دمشق، وحضر صفين مع معاوية، ثم كان فى جيش يزيد يوم الحرة، وكان شديدًا فى قتال أصحاب ابن الزبير.
6709 - قال أبو نعيمٍ: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا إبراهيم بن محمد بن برة الصنعانى، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جريجٍ،
_________
(1) له ترجمة فى الإصابة: 2/367؛ والاستيعاب: 2/331. وقال: مصرى روى عنه موسى بن وردان؛ والتاريخ الكبير فى التابعين: 5/201.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف. مجمع الزوائد: 1/313. وقال ابن عبد البر: فى إسناده مقال، رواه ابن لهيعة عن موسى: 2/231. والرواية التى ساقها ابن كثير ليس فيها ابن لهيعة.
(3) يقال: ابن مسعود الفزارى. صاحب الجيوش، لأنه كان أميرًا عليها فى غزو الروم. أسد الغابة: 3/384؛ والإصابة: 2/367؛ والاستيعاب: 2/327.(5/390)
عن عثمان بن أبى سليمان، عن ابن مسعدة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر، أو العصر، فسلم من ركعتين، فقال له ذو اليدين: أقصرت الصلاة أم نسيت؟ قال: «مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟» قالوا: صدق، فأتم بهم الركعتين. ثم سجد سجدتى السهو، وهو جالس بعدما سلم.
كذا سماه ابن جريجٍ وابن عساكر: عبد الله (1) .
* (عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ الْهُذَلِىُّ)
- رضي الله عنه -، له مسند مستقل على حدةٍ/
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط، وقال: ابن مسعدة اسمه عبد الله، ورجاله رجال الصحيح، خلا شيخ البخارى إبراهيم بن محمد بن برة. مجمع الزوائد: 2/152.(5/391)
1081- (عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِى مُسْتَقَة الْبَاهِلِىُّ) (1)
6710 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا أحمد بن آدم غندر الجرجانى، حدثنا يعقوب بن محمدٍ الزهرى، حدثنا سعيد ابن أبى حبان الباهلى. حدثنا شبل بن نعيمٍ الباهلى، حدثنا عبد الله بن أبى مستقة الباهلى. قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو واقف على بعيره كأن رجله فى غرزه جمارة (2) ، فاحتضنتها، فقرعنى بالسوط، فقلت: القصاص يا رسول الله، فدفع إلى السوط، فقبلت ساقه ورجله.
_________
(1) قيل فيه عبد الله بن مسبقة، وقيل ابن أبى سقية، وقيل سبقة، وسقبة الباهلى، وقيل عبد الله بن أبى شعبة. والضبط من أسد الغابة: 3/383؛ وله ترجمة فى الإصابة: 2/366.
(2) الجمارة: قلب النخبة وشحمتها. شبه ساقه ببياضها، والغرز ركاب كور الجمل، إذا كان من جلد أو خشب، وقيل الكور مطلقًا مثل الركان للسرج. النهاية: 1/175، 3/158.(5/391)
ورواه أبو القاسم البغوى، عن هارون الحمال، عن يعقوب بن محمد بأبسط من هذا (1) .
_________
(1) الخبر أورده ابن الأثير فى ترجمته، وفيه: أن ذلك فى حجة الوداع، وقال: أخرجه ابن منده وأبو نعيم. أسد الغابة: 3/383؛ وحكى ابن حجر عن البغوى قوله: غريب. الإصابة: 2/366.(5/392)
1082- (عَبْدُ اللهِ بْنُ مَطَرٍ: أَبُو رَيْحَانَةَ) (1)
ويقال اسمه شمعون، كانت له كراماتٍ.
6711 - قال أبو نعيمٍ: حدثنا عبد الله بن محمدٍ، حدثنا أبو بكر بن أبى عاصمٍ، [حدثنا] أبو عمير، حدثنا ضمرة، حدثنا ابن عطاء، عن أبيه. قال: ركب أبو ريحانة البحر فاشتد عليه، فقال: اسكن فأنت [عبد] حبشى، فسكن حتى صار كالزيت، وسقطت إبرته، فقال: أى رب عزمت عليك إلا ما رددتها على، قال: فظهرت حتى أخذها (2) .
قال ابن منده: روى شهر بن حوشب عنه مرفوعًا: «الحمى من فيح جهنم، وهى حظ المؤمن من النار» (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/391؛ وترجمه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين: الإصابة: 3/341؛ وأخرجه البخارى فى التابعين. قال: سمع سفينة، التاريخ الكبير: 5/198؛ وأخرج له أبو نعيم عدة أخبار فى الحلية: 2/28؛ وقال: أبو ريحانة: شمعون الأزدى.
(2) يرجع إلى القصة فى أسد الغابة: 3/391.
(3) فى الجامع الصغير: أخرجه الطبرانى عن أبى ريحانة، ورمز له السيوطى بالحسن، ونقل المناوى عن الهيثمى والمنذرى: فيه شهر بن حوشب، وفيه كلام معروف. قال ابن طاهر: إسناده فيه جماعة ضعفاء ولفظه فيه: «الحمى كير من جهنم ... » .
وفى الجامع الكبير أخرجه الطبرانى، وابن قانع وابن مردويه والشيرازى فى الألقاب، وابن عساكر عن أبى ريحانة الأنصارى. فيض القدير: 3/420؛ جمع الجوامع: 2/121.
ولأبى ريحانة أحاديث فى المسند: 4/133 ليس منها هذا الحديث.(5/392)
1083- (عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِى مُطَرِّفٍ: لَهُ صُحْبَةٌ) (1)
6712 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو عمرو بن حماد، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا رفدة بن قضاعة، حدثنا صالح بن راشدٍ القرشى، قال: أتى الحجاج بن يوسف برجلٍ قد اغتصب أخته نفسها، فقال: احبسوه، وسلوا من ها هنا من صحابة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فسألوا عبد الله بن أبى مطرفٍ، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ تَخَطَّى الْحُرْمَتَيْنِ الإِثْنَتَيْنِ، فَخُطُّوا وَسَطَهُ بِالسَّيْفِ» . قال: فكتبوا إلى عبد الله بن عباس، فسألوه عن ذلك، فكتب بمثل ما قال عبد الله بن أبى مطرفٍ عن النبى - صلى الله عليه وسلم - (2) .
1084- (عَبْدُ اللهِ بْنُ مُطِيعِ بْنِ الأَسْوَدِ) (3)
من العبلات (4) من بنى عدى، ولد فى حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحنكه بريقه الكريم، / سكن المدينة، وتوفى زمن ابن الزبير.
6713 - روى أبو نعيمٍ عنه أنه قال: لم يدرك الإسلام من عصاة قريش غير [العاص] فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطيعًا (5) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/392؛ والإصابة: 2/370؛ والاستيعاب: 2/331؛ والتاريخ الكبير: 5/34.
(2) قال ابن الأثير: أخرجه الثلاثة، وقال ابن عبد البر: يقولون أن رقدة بن قضاعة غلط فيه وقال البخارى: له صحبة ولم يصح إسناده، ولابن حجر بحث طويل فى تمريضه. المراجع السابقة.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/393؛ وترجمه ابن حجر فى القسم الثانى من حرف العين: الإصابة: 3/64؛ والاستيعاب: 2/327؛ وقال البخارى فى التابعين: سمع أباه عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. التاريخ الكبير: 5/199.
(4) العبلات: ولد أمية الأصغر. أسد الغابة: 3/394.
(5) فى المخطوطة: «لم يزل، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العاص» وما أثبتناه من ترجمة مطيع بن الأسود فى أسد الغابة: 5/191؛ ويراجع أيضًا الإصابة: 3/425.(5/393)
6714 - ثم قال: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف، حدثنا ابن أبى فديكٍ. قال: أخبرنى زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيعٍ، عن أبيه، عن جده. قال: رأى مطيع ابن الأسود فى المنام أنه أهدى إليه جراب تمرٍ، فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «هَلْ بِأَحَدٍ مِنْ فَتَياتِكَ حَمْلٌ؟» قال: نعم بامرأةٍ من بنى ليثٍ هى أم عبد الله، قال: «فَإِنَّهَا سَتَلِدُ غُلاَمًا» ، فولدت غلامًا، فأتى به النبى - صلى الله عليه وسلم - فسماه عبد الله، وحنكه، ودعا له بالبركة.
وهذا الحديث ذكره فى مسند ابن مطيعٍ أولى (1) .
1085- (عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعاوِيَةَ الْغَاضِرِىُّ)
صحابى حمصى (2)
6715 - قال أبو نعيمٍ: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم [بن العلاء] (3) بن زبريقٍ الحمصى، حدثنا أبى، حدثنا عمرو بن الحارث، حدثنا عبد الله بن سالمٍ، عن الزبيدى، حدثنا يحيى بن جابر: أن عبد الرحمن بن جبيرٍ حدثه: أن أباه حدثه: أن عبد الله بن معاوية الغاضرى حدثهم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثَلاَثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ، فَقَدْ طَعِمَ طَعْمَ الإِيمَانِ: مَنْ عَبَدَ اللهَ وَحْدَهُ، وَأَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، وَأَعْطَى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِبَةً بِهَا نَفْسُهُ [رَافِدَةً عَلَيْهِ] (4) كلَّ عامٍ، وَلَمْ يُعْطِ الْهَرِمَةَ، وَلاَ
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى عن زكريا عن إبراهيم، ولم أعرفهما. مجمع الزوائد: 7/184.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/395؛ والإصابة: 2/371؛ والاستيعاب: 2/331؛ والتاريخ الكبير: 5/31.
(3) ما بين معكوفين من المعجم الصغير: 1/258.
(4) ما بين معكوفين من المراجع، وقال الخطابى: راقدة عليه: أى معينة وأصل الرقد الإعانة والدرنة الجرباء، والشرط رذاله المال. مختصر السنن: 2/198.(5/394)
الدَّرِنَةَ، وَلاَ الشَرَطَ اللّئِيمَة، وَلاَ الْمَرِيضَةَ، وَلَكِنْ مِنْ أَوْسَطَ أَمْوَالِكُمْ فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَسْأَلُكَمْ خَيْرَهُ، وَلَمْ يَأْمُرْكُمْ بِشَرِّهِ، وَزَكَّى نَفْسَهُ» .
فقال رجل: يا رسول الله وما تزكية المرء نفسه؟ فقال: «يَعْلَم أَنَّ اللهَ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ» (1) .
_________
(1) الخبر عزاه السيوطى إلى الطبرانى وغيره. جمع الجوامع: 2/1285؛ وأخرجه أبو داود من طريق الطبرانى، وقال المنذرى: أخرجه منقطعًا، وذكره أبو القاسم البغوى فى معجم الصحابة مسندًا: سنن أبى داود: 2/103؛ ومختصر السنن: 2/198؛ وأخرجه أيضًا البيهقى فى السنن الكبرى: 4/96.(5/395)
1086- (عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعْتَمٍّ: أَوْ مُعَمَّرٍ) (1)
وسماه أبو أحمد (2) عبد الله بن معتمر.
6716 - روى الحسن بن سفيان، والطبرانى، وأبو نعيمٍ من طرقٍ عن محمد ابن سعيدٍ الجرمى الكوفى (3) ، حدثنا صالح بن خالدٍ، أخبرنى سليمان بن شهاب العنسى. قال: نزل على عبد الله بن معتم ـ وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ فحدثنى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «الدَّجَالُ لَيْسَ بِهِ خَفَاءٌ إِنَّهُ يَجىءُ مِنْ جِهَةِ الْمَشْرِقِ، فَيَدْعُو إِلَى حَتّى يُتْبَع وَيَنْصب لِلنَّاسِ، فَيُقَاتِلَهُمْ، فَيَظْهَرَ عَلَيْهِمْ، وَلاَ يَزَالَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يَقْدَمَ الْكُوفَةَ، / فَيُظْهِرَ دِينَ اللهِ [وَيَعْمَل بِهِ] فَيُتّبَعَ، وَيُحَبّ عَلَى ذَلِكَ، ثُمّ يَقُولُ: إِنِّى نَبِىُّ، فَيَفْزَعُ مِنْ ذَلِكَ كُلُّ ذِى لُبٍّ،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: عبد الله بن المعتم وحكى الخلاف فى أسمه: 3/197. وزاد فى الإصابة: العبسى، وضبطه عن ابن ماكولا: 2/371؛ وأما ابن عبد البر فقال: عبد الله ابن المعمر العبسى، الاستيعاب: 2/331.
(2) فى المخطوطة: «سماه أولا» . ولا معنى له، والمرجح أنها عن أسد الغابة: 3/397: وقال أبو أحمد العسكرى هو عبد الله بن المعتمر.
(3) الذى فى المخطوطة: «محمد بن سعيد الجرمى الكوفى» ، والذى فى المجمع «سعيد بن محمد الوراق» . وهو متروك. يراجع بشأنهما تهذيب التهذيب: 4/76، 77.(5/395)
وَيُفَارِقُهُ، فَيَمْكُثُ بَعْدَ ذَلِكَ، حَتَّى يَقُولُ: أَنَا اللهُ، فَتُغْشَى عَيْنُهُ وَتُقْطَعُ أُذنُه وَيُكْتَبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، وَلاَ يَخْفَى عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَيُفَارِقُهُ كُلّ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّه خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ، وَيَكُونُ أَصْحَابُهُ وَجُنُودُهُ الْمَجُوسُ، وَالْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَهَذِهِ الأَعَاجِمُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
ثُمّ يَدْعُو بِرَجُلٍ فِيمَا يَرَوْنَ، فَيَأْمُرُ بِهِ، فَيُقْتَلُ، ثمّ تُقْطَعُ أَعْضَاؤُهُ كُلُّ عُضْوٍ عَلَى حِدَةٍ، فَيُفَرَّقُ بَيْنَهَا حَتَّى يَرَاهُ النَّاسُ، ثُمَّ يُجْمَعُ بَيْنَهَا، ثُمَّ يَضْرِبُهُ بِعَصَاهُ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ، فَيَقُولُ: أَنَا اللهُ الِذى أُحْيِى وَأُمِيتُ، وَذَلِكَ [كلّه] سِحْرٌ يَسْحِرُ بِهِ أَعْيُنَ النَّاسِ لَيْسَ يَصْنَعُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا» (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه سعيد بن محمد الوراق وهو متروك. مجمع الزوائد: 7/340.(5/396)
1087- (عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعْرِضِ الْبَاهِلِىُّ) (1)
سكن البادية نحو اليمامة.
قال: وفدت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعل فى إبلهم ناقة تؤخذ منهم قليلة كانت أو كبيرة.
6717 - ذكره أبو القاسم البغوى، عن خليفة بن خياطٍ، عن محمد بن سعد الباهلى، عن الفضلى بن ثمامة الباهلى، عن عبد الله بن حمزة بن أيمن الباهلى، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن معرضٍ، فذكره (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/397؛ والإصابة: 2/372.
(2) المرجعان السابقان. وقال ابن حجر: إسناده غريب، وقال ابن قانع: وجدت فى كتابى عن خليفة، ولم أحفظ من حدثنى به فذكره بسنده.(5/396)
1088- (عَبْدُ اللهِ بْنُ مُغَفَّلِ بْنِ عَبْدِ نُهْمِ) (1)
ابن عفيف بن أسحم بن ربيعة بن عدى بن ثعلبة بن ذؤيبٍ ابن سعد بن عداء ابن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر ابن نزار بن معد بن عدنان المزنى. نسبة إلى أمهم مزينة بنت كليب، وكان أحد البكائين (2) ، وكان آخذًا بغصن الشجرة عن وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بيعة الرضوان (3) ، وكان أحد العشرة الذين بعثهم عمر إلى البصرة يفقهون الناس، وكان أول من دخل تستر (4) يوم فتحت، وتوفى بالبصرة سنة تسعٍ وخمسين أو ستين، حديثه فى ثانى البصريين، وخامس المكيين، وسادس الأنصار.
[ثَابِتٌ البنانى عَنْهُ] (5)
6718 - حدثنا زيد بن الحباب، حدثنى حسين بن واقد، حدثنى ثابت البنانى، عن عبد الله بن مغفل المزنى. قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية، فى أصل الشجرة التى قال الله عز وجل فى القرآن، وكان يقع من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/398؛ والإصابة: 2/372 وفيها خلاف فى بعض نسبه؛ والاستيعاب: 2/325؛ والطبقات الكبرى: 7/7؛ والتاريخ الكبير: 5/23؛ وثقات ابن حبان: 3/236.
(2) أحد البكائين الذين أنزل الله تعالى فيهم {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم} الآية.
(3) فى الخبر عنه: إنى لآخذ بغصن من أغصان الشجرة التى بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحتها أظله بها، قال: فبايعناه على أن لا نفر. الاستيعاب: 2/325.
(4) تُسْتَر: مدينة بخور ستان، فتحت فى عهد عمر ـ - رضي الله عنه - ـ سنة سبع عشرة. معجم البلدان: 2/29؛ تاريخ الطبرى: 4/77.
(5) زيادة لتوافق نسق الكتاب. يراجع تحفة الأشراف: 7/172.(5/397)
وعلى بن أبى طالب، وسهيل بن عمرو بين يديه، فقال رسول الله/ - صلى الله عليه وسلم - لعلى: «اكْتُبْ: بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ» ، فأخذ سهيل بيده، فقال: ما نعرف الرحمن الرحيم. اكتب فى قضيتنا ما نعرف. قال: اكتب باسمك اللهم، فكتب: «هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة» ، فأمسك سهيل بن عمرو بيده، وقال: لقد ظلمناك إن كنت رسوله. اكتب فى قضيتنا ما نعرف، فقال: «اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، وأنا رسول الله» ، فكتب.
فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابًا عليهم السلاح، فثاروا فى وجوهنا فدعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ الله بأبصارهم، فقمنا إليهم، فأخذناهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هَلْ جِئْتُمْ فِى عَهْدِ أَحَدٍ؟ أَوْ هَلْ جَعَلَ لَكُمْ أَحَدٌ أَمَانًا؟» فقالوا: لا، فخلى سبيلهم، فأنزل الله {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً} (1) .
قال أبو عبد الرحمن (2) : قال حماد بن سلمة فى هذا الحديث: عن ثابتٍ، عن أنسٍ، وقال حسين بن واقد: عن عبد الله بن مغفلٍ. وهو الصواب عندى إن شاء الله (3) .
وزاد النسائى فى التفسير، عن محمد بن عقيلٍ، عن على بن الحسين بن واقدٍ، عن أبيه به (4) .
_________
(1) الآية24 سورة الفتح.
(2) هو عبد الله بن أحمد.
(3) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/86.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 7/172.(5/398)
قال شيخنا: ورواه أبو بكر بن أبى داود ـ رحمه الله ـ عن محمد بن عقيل بهذا الإسناد، عن ثابت. قال: حدثنى عبد الله بن مغفلٍ، فذكره (1) .
(جَابِرُ بْنُ عَمْرو: أَبُو الْوَازعِ عَنْهُ)
_________
(1) المرجع السابق.(5/399)
6719 - قال رجل للنبى - صلى الله عليه وسلم -: [يا رسول الله] والله إنى لأحبك. [قال: «انظر مَاذَا تقُولُ؟» قال: والله إنى لأحبك. قال: «انظر مَاذَا تقُولُ؟» قال: والله إنى لأحبك. ثلاث مرات. فقال: «إنْ كُنْتَ تُحِبُّنِى] فَأَعِدَّ لِلْفَقْرِ تَجْفَافًا (1) ، [فَإِنَّ] الْفَقْرَ [أَسْرَع] إِلَى مَنْ يُحِبُّنى مِنَ السَّيْلِ إِلَى مُنْتَهَاهُ» .
رواه الترمذى فى الزهد عن محمد بن عمرو بن نبهان بن صفوان الثقفى البصرى، عن روح بن أسلم، عن شداد بن سعيدٍ: أبى طلحة الراسبى، عن جابر بن عمرو، عنه به.
وعن نصر بن على، عن أبيه، عن شداد به، وقال: حسن غريب (2) .
ورواه أبو يعلى عن نصر بن على، عن أبيه، وعن القواريرى، عن يوسف بن يزيد كلاهما عن شداد بن سعدٍ به (3) .
_________
(1) التَّجفاف، والتِّجْفاف: الذى يوضع على الخيل من حديد أو غيره فى الحرب ذهبوا فيه إلى معنى الصلاة والجفوف. اللسان: 1/642.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى الزهد (باب ما جاء فى فضل الفقر) : صحيح الترمذى: 4/576. وما بين معكوفات استكمال منه.
(3) الخبر أخرجه أيضًا الطبرانى والبيهقى فى شعب الإيمان من حديث عبد الله بن مغفل. جمع الجوامع: 1/3042.(5/399)
(حديث آخر)(5/400)
6720 - قال أبو يعلى: حدثنا القواريرى، حدثنا يوسف بن يزيد، عن شداد ابن سعدٍ، عن جابر بن عمرو، عن عبد الله بن مغفل. قال. قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا قَطّ لَمْ يَذْكُرُوا اللهُ إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (1) .
[الحسن بن أبى الحسن عنه] (2)
6721 - حدثنا/ إسماعيل، أنبأنا يونس، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْلاَ أَنَّ الْكِلاَبَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا، فَاقْتُلُوا مِنْهَا الأَسْوَدَ الْبَهِيمَ، وَأَيُّمَا قَوْمٍ اتَّخَذَ كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ حَرْثٍ أَوْ صَيْدٍ، أَوْ مَاشِيَةٍ نَقَصُوا مِنْ أُجُورِهِمْ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطًا» .
قال: وكنا نؤمر أن نصلى فى مرابض الغنم، ولا نصلى فى أعطان الإبل، فإنها خلقت من الشياطين (3) .
رواه أهل السنن الأربعة، من حديث يونس بن عبيدٍ، وزاد الترمذى: ومنصور ابن زاذان، وإسماعيل بن مسلم، وزاد النسائى: وعوف كلهم: عن الحسن البصرى به، وقال الترمذى: حسن صحيح (4) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط، وفيه عمرو بن الحصين العقيلى وهو متروك. مجمع الزوائد: 10/80.
(2) زيادة يقتضيها نسق الكتاب.
(3) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/85.
(4) أخرجه أبو داود مختصرًا فى الصيد (باب فى اتخاذ الكلب للصيد وغيره) : سنن أبى داود: 3/108؛ وأخرجه الترمذى فى الأحكام والفوائد (باب ما جاء فى قتل الكلاب) وفى (باب ما جاء: من أمسك كلبًا ما ينقص من أجره) : صحيح الترمذى: 4/78، 80؛ وأخرجه النسائى فى الصيد والذبائح (باب صفة الكلاب التى أمر بقتلها) وفى (باب الرخصة فى إمساك الكلب للحرث) : المجتبى: 7/163، 166؛ وأخرجه ابن ماجه فى الصيد (باب النهى عن اقتناء الكلب إلا كلب صيد أو حرث أو ماشية) : سنن ابن ماجه: 2/1069.(5/400)
6722 - حدثنا يحيى، عن هشامٍ، سمعت الحسن، عن عبد الله بن مغفل: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الترجل إلا غبا (1) .
6723 - حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الأعلى. قالا: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يَقْطَعُ الصَّلاَةَ الْمَرْأَةُ، وَالْكَلْبُ، وَالْحِمَارُ» (2) .
ورواه ابن ماجه عن جميل بن الحسن، عن عبد الأعلى به (3) .
6724 - حدثنا أبو النضر، حدثنا ابن المبارك، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ تَبَعَ جَنَازَةً حَتَّى يُصَلِّىَ عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ انْتَظَرَهَا حَتَّى يُفْرغَ مِنْهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ» (4) .
ورواه النسائى عن محمد بن عبد الأعلى الصنعانى، عن خالد بن الحارث عن أشعث، عن الحسن به (5) .
6725 - حدثنا أبو النضر، حدثنا ابن المبارك، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفلٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صَلُّوا فِى مَرَابِض الْغَنَمِ، وَلاَ تُصَلُّوا فِى أَعْطَانِ الإِبِلِ، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنِ الشَّيَاطِينِ» (6) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/86. والضب من أوراد الإبل أن ترد الماء يومًا وتدعه يومًا. النهاية: 3/146.
(2) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/86.
(3) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الصلاة (باب ما يقطع الصلاة) ، وفى الزوائد: فى إسناده مقال، لأن جميل بن الحسن كذبه بعضهم ووثقه آخرون. سنن ابن ماجه: 1/306.
(4) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/86.
(5) الخبر أخرجه النسائى فى الجنائز (باب فضل من يتبع جنازة) : المجتبى: 4/44.
(6) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/86.(5/401)
رواه النسائى عن عمرو بن على، عن يحيى، عن أشعث، وابن ماجه، عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن هشيمٍ. عن يونس كلاهما: عن الحسن عنه به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الصلاة (ذكر النهى عن الصلاة فى أعطان الإبل) : المجتبى: 2/44؛ وأخرجه ابن ماجه (باب الصلاة فى أعطان الإبل ومراح الغنم) : سنن ابن ماجه: 1/253. ووقع فى أصل ابن ماجه: أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا أبو نعيم. وعند ابن كثير، والحافظ المزى: هشيم ورجح محقق التحفة أن «أبا نعيم» تصحيف. تحفة الأشراف: 7/174.(5/402)
6726 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا يونس، وحميد، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفلٍ، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: «إِنَّ اللهُ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِى عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِى عَلَى الْعُنْفِ» (1) .
6727 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا حماد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إِنَّ اللهُ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويرضاه وَيُعْطِى عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِى عَلَى الْعُنْفِ» (2) .
ورواه أبو داود، عن موسى بن إسماعيل، عن حماد/ بن سلمة به (3) .
6728 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفلٍ: أن رجلاً لقى امرأة كانت بغيًا فى الجاهلية، فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها، فقالت المرأة: مه، فإن الله قد ذهب بالشرك ـ وقال عفان مرة: ذهب بالجاهلية ـ وجاء
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/87.
(2) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/87.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب (باب فى الرفق) : سنن أبى داود: 4/254.(5/402)
بالإسلام، فولى الرجل، فأصاب وجهه الحائط، فشجعه، ثم أتى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره، فقال: «أَنْتَ عَبْدٌ أَرَادَ اللهُ بِكَ خَيْرًا. إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ شَرًّا أَمْسَكَ عَلَيْهِ بِذَنْبِهِ، حَتَّى يُوَافَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَأَنَّهُ عَيْرٌ» تفرد به (1) .
_________
(1) العير: الحمار الوحشى، وقيل أراد الجبل الذى بالمدينة، اسمه عير شبه عظيم ذنوبه به. النهاية: 3/143. والخبر من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/87.(5/403)
6729 - حدثنا وكيع، [عن سليمان] ، عن أبى سفيان بن العلاء، عن الحسن، عن أبن مغفل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ وَأَنْتُمْ [فِى مَرَابِضِ الْغَنَمِ فَصَلُّوا، وَإِذَا حَضَرَت وَأَنْتُمْ] فِى أَعْطَانِ الإِبِلِ فَلاَ تُصَلُّوا، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ» (1) .
6730 - حدثنا وكيع، حدثنا أبو سفيان، وابن جعفر، حدثنا عوف، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفلٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْلاَ أَنَّ الْكِلاَبَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا، فَاقْتُلُوا مِنْهَا الأَسْوَدَ الْبَهِيمَ» (2) .
6731 - حدثنا وكيع، عن أبى سفيان بن العلاء، سمعت الحسن يحدث: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَوْلاَ أَنَّ الْكِلاَبَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا، فَاقْتُلُوا [مِنْهَا] كُلَّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ» ، فقال رجل: يا أبا سعيد ممن سمعت هذا؟ قال: فقال: حدثنيه ـ وحلف ـ عبد الله بن مغفل، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - منذ كذا، وكذا، ولقد حدثنا فى ذلك المجلس (3) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/84. وما بين معكوفات استكمال منه
(2) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/84.
(3) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/84. وما بين معكوفات استكمال منه(5/403)
6732 - حدثنا عبد الوهاب الخفاف. قال: سئل سعيد عن الصلاة فى أعطان الإبل، فأخبرنا عن قتادة، عن الحسن بن أبى الحسن البصرى، عن عبد الله بن مغفل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إِذَا ـ يَعْنِى أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ ـ وَأَنْتَ فِى أَعْطَانِ الإِبِلِ، فَلاَ تُصَلِّ، وَإِذَا أَدْرَكَتْكَ فِى مَرَابِضِ الْغَنَمِ، فَصَلِّ إِنْ شِئْتَ» (1) .
6733 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، حدثنى عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعى، عن الحسن بن أبى الحسن البصرى، عن عبد الله بن مغفل المزنى: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لاَ تُصَلُّوا فِى عَطَنِ الإِبِلِ، فَإِنَّهَا مِنَ الْجِنِّ خُلِقَتْ أَلاَ تَرَوْنَ عُيُونَهَا وَهِبَابَهَا إِذَا نَفَرَتْ، وَصَلُّوا فِى مُرَاحِ الْغَنَمِ، فَإِنَّهَا هِىَ أَقْرَبُ إِلَى الرَّحْمَةِ» (2) .
6734 - حدثنا/ محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَوْلاَ أَنَّ الْكِلاَبَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا، وَلَكِنْ اقْتُلُوا مِنْهَاكُلَّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ» (3) .
6735 - حدثنا عتاب بن زيادٍ، حدثنا عبد الله، أنبأنا معمر، حدثنى أشعث ابن عبد الله، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل. قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبول الرجل فى مستحمه فإن عامة الوسواس منه (4) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/55.
(2) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/55.
(3) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/56.
(4) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/56.(5/404)
6736 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا الحكم بن عطية. قال: سألت الحسن عن الرجل يتخذ الكلب فى داره. قال: حدثنى عبد الله ابن مغفل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ» (1) .
6737 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ صَيْدٍ، أَوْ كَلْبِ غَنَمٍ، أَوْ كَلْبِ زَرْعٍ، فَإِنَّهُ يُنْقَصُ مِنْ عمله كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ» (2) .
6738 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، أخبرنى أشعث، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِى مُسْتَحَمِّهِ ثُمّ يَتَوَضَّأ فِيهِ، فَإِنَّ عَامَةَ الوَسْوَاسِ مِنْهُ» (3) .
ورواه أبو داود، وابن ماجه من حديث عبد الرزاق بن همام، والترمذى، والنسائى من حديث ابن المبارك كلاهما عن معمر به (4) .
6739 - حدثنا عبد الأعلى، عن يونس، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفلٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْلاَ أَنَّ الْكِلاَبَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا، فَاقْتُلُوا الأَسْوَدَ الْبَهِيمَ، وَأَيُّمَا قَوْمٍ اتَّخَذُوا كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ صَيْدٍ، أَوْ زَرْعٍ، أَوْ مَاشِيَةٍ نَقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ» .
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/56.
(2) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/56.
(3) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/56.
(4) الخبر أخرجوه فى الطهارة: أبو داود (باب فى البول فى المستحم) : سنن أبى داود: 1/7؛ والترمذى (باب ما جاء فى كراهية البول فى المغتسل) ، وقال الترمذى: غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث أشعث بن عبد الله، ويقال له: أشعث الأعمى. صحيح الترمذى: 1/33؛ والنسائى فى (كراهية البول فى المستحم) : المجتبى: 1/33؛ وأخرجه أيضًا ابن ماجه فى (كراهية البول فى المغتسل) : سنن ابن ماجه: 1/111.(5/405)
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صَلُّوا فِى مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلاَ تُصَلُّوا فِى مَبَارِكِ الإِبِلِ فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ» (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/56.(5/406)
6740 - حدثنا عبد الأعلى، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: «تَقْطَعُ الصَّلاَةَ الْمَرْأَةُ، وَالْحِمَارُ، وَالْكَلْبُ» (1) .
6741 - حدثنا روح، حدثنا أشعث، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفلٍ: أن نبى الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، قَالَ: وَمَنِ انْتَظَرَ حَتَّى يُفْرَغَ مِنْهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ» (2) .
6742 - حدثنا سعيد بن عامر، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفلٍ: / أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ صَيْدٍ، وَلاَ زَرْعٍ، وَلاَ غَنَمٍ، فَإِنَّهُ يُنْقَصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ» (3) .
(حديث آخر)
عن الحسن البصرى، عن عبد الله بن مغفلٍ. قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الترجل إلا غبًا.
6743 - رواه أبو داود، عن مسددٍ، والترمذى عن بندارٍ كلاهما: عن يحيى ابن سعيدٍ، والترمذى أيضًا، والنسائى عن على بن حجرٍ عن عيسى بن يونس كلاهما: عن هشام بن حسان، عن الحسن عنه
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/57.
(2) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/57. ولفظ المسند: «فإن انتظر حتى يفرغ منها فله قيراطان» .
(3) () من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/57.(5/406)
به، وقال الترمذى: حسن صحيح، ورواه النسائى أيضًا عن بندارٍ عن أبى داود عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن الحسن مرسلاً، ومن وجهٍ آخر عن يونس بن عبيدٍ، عن الحسن، ومحمدٍ قولهما، فالله أعلم (1) .
(حديث آخر عنه)
عن عبد الله بن مغفل، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. أنه قال: «مَنْ حَفَرَ بِئْرًا فَلَهُ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا عَطَنًا (2) لِمَاشِيَتِه» .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى أول كتاب الترجل: سنن أبى داود: 4/75؛ وأخرجه الترمذى من الطريقين فى اللباس (باب ما جاء فى النهى عن الترجل إلا غبًا) : صحيح الترمذى: 4/234؛ وأخرجه النسائى من الطرق التى ذكرها المصنف جميعًا فى الزينة (باب الترجل غبًا) : المجتبى: 8/114.
وقال أبو الوليد الباجى: وهذا الحديث ـ وإن كان رواته ثقات ـ إلا أنه لا يثبت وأحاديث الحسن عن عبد الله بن مغفل فيها نظر. هذا آخر كلامه.
وعقب عليه المنذرى فقا: وفيما قاله نظر، وقد قال الإمام أحمد، ويحيى بن معين، وأبو حاتم الرازى: إن الحسن سمع من عبد الله بن مغفل، وقد صحح الترمذى حديثه عنه، كما ذكرناه، غير أن هذا الحديث فى إسناده اضطراب. مختصر السنن للمنذرى: 6/83.
(2) العطن: مبرك الإبل حول الماء. النهاية: 3/107.(5/407)
6744 - رواه ابن ماجه فى الأحكام من غير وجهٍ عن إسماعيل بن مسلمٍ المكى عن الحسن البصرى عنه به (1) .
(حديث آخر عنه)
6745 - قال أبو يعلى: حدثنا نصر بن على الحمصى، حدثنا مرزوق بن ميمونٍ. عن حميدٍ، عن الحسن. قال: «سِبَابُ الْمُسْلِم
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الرهون (باب حريم البئر) وفى الزوائد: مدار الحديث فى الإسناد على إسماعيل بن مسلم المكى، تركه يحيى القطان وابن مهدى وغيرهما. سنن ابن ماجه: 2/831.(5/407)
فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» . فقال له عمرو بن عبيدٍ عمن تروى هذا؟ فقال: عن عبد الله بن مغفلٍ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
_________
(1) () الخبر أورده السيوطى من حديث عبد الله بن مغفل عند الطبرانى، كما أورده من حديث ابن مسعود وأبى هريرة، وعمرو بن النعمان بن مقرن. جمع الجوامع: 2/2321.(5/408)
6746 - قال أبو يعلى: حدثنا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدثنا سفيان، عن على بن زيدٍ، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفلٍ، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «الدَّجَالُ قَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ، وَمَشَى فِى الأَسْوَاقِ» (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
6747 - قال الطبرانى: حدثنا عبدان، حدثنا عمرو بن عباسٍ، حدثنا محمد ابن مروان، حدثنا يونس، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا أَهْبَطَ اللهُ فِى الأَرْضِ مُنْذُ أَنْ خَلَقَ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فِتْنَةً أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَقَدْ قُلْتُ فِيهِ قَوْلاً لَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ قَبْلِى: إِنَّهُ آدَمُ (2) جَعْدٌ مَمَسُوخُ عَيْنِ الْيَسَارِ عَلَى عَيْنِهِ ظَفَرَةٌ (3) غَلِيظَةٌ، وَإِنَّهُ يُبْرِىءُ الأَكْمَةَ وَالأَبْرَصَ، وَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَمَنْ قالَ: رَبِّى اللهُ، فَلاَ فِتْنَةَ عَلَيْهِ، وَمَنْ قالَ: أَنتَ رَبِّى، فَقَدْ افْتُتِنَ، يَلْبَثُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يَنْزِلُ فِيكُمْ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا بِمُحَمَّدٍ عَلَى مِلَّتِهِ إِمَامًا مَهْدِيًّا، وَحَكَمًا عَدْلاً، فَيَقْتُلُ الدَّجَّالَ» .
_________
(1) الخبر أخرجه البزار مرة عن عمران بن حصين، ومرة عن عبد الله بن مغفل، ورجح طريق عمران بن حصين. كشف الأستار: 4/146.
(2) الأدمة: فى الناس السمرة الشديدة. النهاية: 1/21.
(3) ظفرة: بفتح الظاء والفاء لحمة تنبت عند الساقى، وقد تمد إلى السواد فتغشيه. النهاية: 3/54.(5/408)
قال: فكان الحسن يقول: / نرى أن ذلك عند الساعة (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط، ورجاله ثقات، وفى بعضهم ضعف لا يضر. مجمع الزوائد: 7/336.(5/409)
6748 - رواه الطبرانى: من طريق عبد الواحد بن غياثٍ، عن عدى بن الفضل، عن على بن زيدٍ، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الْبَيْتُ الَّذِى تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ لاَ يَدْخُلُهُ الشَّيْطَانُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ» (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
6749 - رواه الطبرانى: من طريق ضمرة بن ربيعة، عن السرى بن يحيى، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا مِنْ إِمَامٍ وَلاَ وَالٍ بَاتَ لَيْلَةً سَوْدَاءَ غَاشًّا لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» (2) .
(حديث آخر عنه عنه)
6750 - رواه الطبرانى: من طريق زيد بن الحريش، عن عثمان بن الهيثم، عن عوفٍ، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفلٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ أَسْرَقَ النَّاسَ مَنْ يَسْرِقُ صَلاَتَهُ» . قيل: يا
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه عدى بن الفضل، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 6/312.
(2) أورده الهيثمى: وتصحف على ناقله، فقال: عبد الله بن جعفر المزنى. وهو عبد الله بن مغفل المزنى، وأورد فيه قصة طويلة مع ابن زياد، ثم أورد الخبر من طريق آخر، وقال: رواه كله الطبرانى عن شيخه ثابت بن نعيم الهوجى، ولم أعرفه، وبقية رجال الطريقة الأولى ثقات. مجمع الزوائد: 5/212.(5/409)
رسول الله كيف يسرق صلاته؟ قال: «لاَ يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلاَ سُجُودَهَا، وَأَبخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلاَمِ» (1) .
[حُمَيْدُ بْنُ هِلاَلٍ الْعَدَوىّ عَنْهُ]
_________
(1) قال الطبرانى: لم يروه عن عوف إلا عثمان بن الهيثم، تفرد به زيد بن الحريش، ولا يروى عن عبد الله بن المغفل إلا بهذا الإسناد. المعجم الصغير: 1/121. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الثلاثة، ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 2/120.(5/410)
6751 - حدثنا يحيى بن سعيد، وبهز. قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا حميد بن هلالٍ، حدثنا عبد الله بن مغفلٍ. قال: دلى جراب من شحم يوم خيبر. قال: فالتزمته، فقلت: لا أعطى أحدًا منه شيئًا. قال: فالتفت فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يَتَبَسَّمُ] (1) . قال بهز: إلى (2) .
6752 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، عن حميد بن هلالٍ، عن عبد الله بن مغفلٍ. قال: كنا محاصرين قصر خيبر، فألقى إلينا [رجل] جرابًا فيه شحم، فذهبت آخذه، فرأيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فاستحييت (3) .
6753 - حدثنا سليمان بن داود، وأبو داود: حدثنا شعبة، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن مغفل. قال: دلى جراب من شحم يوم خيبر، فنزوت فأخذته، فنظرت، فإذا النبى - صلى الله عليه وسلم -، فاستحييت منه (4) .
ورواه البخارى، ومسلم من طريق شعبة، ومسلم، وأبو داود، والنسائى من طريق سليمان بن المغيرة كلاهما: عن حميد بن هلالٍ به (5) .
_________
(1) ما بين معكوفين زيادة لتوافق نسق الكتاب.
(2) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/86.
(3) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/87.
(4) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/56.
(5) الخبر أخرجه البخارى فى الخمس (باب ما يصيب من الطعام فى أرض الحرب) ، وفى المغازى (باب غزوة خيبر) ، وفى الذبائح والصيد (باب ذبائح أهل الكتاب وشحومها من أهل الحرب وغيرهم) : فتح البارى: 6/255، 7/481، 9/636؛ وأخرجه مسلم فى المغازى (باب جواز الأكل من طعام الغنيمة فى دار الحرب) : مسلم بشرح النووى: 4/390، 391؛ وأبو داود فى الجهاد (باب فى إباحة الطعام فى أرض العدو) : سنن أبى داود: 3/65؛ والنسائى فى الضحايا (باب ذبائح اليهود) : المجتبى: 7/209.(5/410)
(خُزَاعِىُّ بْنُ زِيَادٍ عَنْهُ) (1)
مرفوعًا: «لا تخذفوا (2) فإنه لا يصاد به الصيد، ولا ينكأ به العدو، وإنما يكسر السن، ويفقأ العين» .
_________
(1) خزاعى بن زياد المزنى البصرى، يراجع بشأنه التاريخ الكبير: 3/226.
(2) الخذف: هو رميك حصاة أو نواة تأخذها بين سبابتيك وترمى بها أو تأخذ مخذفة من خشب ثم ترمى بها الحصاة بين إبهامك والسبابة. النهايةك 1/284.(5/411)
6754 - رواه الطبرانى من حديث الهيثم بن الجهم عنه (1) .
(رِزَاحٌ الْعِجْلِىّ عَنْهُ)
«لا يزنى الزانى حين يزنى، وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر/ حين يشربها، وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يشرف الناس إليه، وهو مؤمن» .
6755 - رواه الطبرانى من طريق أشعث بن سوارٍ عن على بن مدرك عنه به (2) .
[سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْهُ] (3)
6756 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، قال: كنت عند عبد الله بن مغفل، فخذف رجل عنده من قومه، فذكر نحو حديث إسماعيل (4) [بن علية، عن أيوب، عن سعيد ابن جبير: أن قريبًا لعبد الله بن مغفل خذف فنهاه (5) .
حدثنا عبد الرزاق. قال: أنبأنا معمر، عن أيوب، عن
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الكبير من هذا الطريق. التاريخ الكبير: 3/226. وأخرجه الطبرانى فى الصغير من طريق يونس بن عبيد عن الحسن. قال: لم يروه عن يونس إلا سلام أبو المنذر. المعجم الصغير: 1/160. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه الحسن بن دينار وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 4/30.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة وغيره، وضعفه أحمد ويحيى بن معين. مجمع الزوائد: 1/100.
(3) زيادة يستلزمها نسق الكتاب.
(4) حديث إسماعيل بن علية سيأتى عقب هذين الحديثين.
(5) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/56.(5/411)
سعيد بن جبيرٍ، قال: كنت عند عبد الله بن مغفلٍ، فخذف رجل عنده من قومه، فذكر الحديث] .
قال أبو عبد الرحمن: أخطأ فيه معمر، لأن سعيد بن جبيرٍ لم يلق عبد الله بن مغفلٍ (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/87.(5/412)
6757 - حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب، عن سعيد بن جبير: أن قريبًا لعبد الله ابن مغفل خذف، فنهاه، وقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الخذف، فقال: «إنها لا تصيد صيدًأن ولا تنكأ عدوا، ولكنها تكسر السن وتفقأ العين» .
قال: فعاد فقال: حدثتك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عنها، ثم عدت، لا أكلمك أبدًا (1) .
ورواه مسلم، وابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن إسماعيل بن علية، ومن حديث عن عبد الوهاب الثقفى، وكلاهما: عن أيوب به (2) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/55.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى الصيد والذبائح (إباحة ما يستعان به على الاصطياد وكراهة الخذف) : مسلم بشرح النووى: 4/622؛ وأخرجه ابن ماجه فى المقدمة (باب تعظيم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والتغليظ على من عارضه) وفى الصيد (باب النهى عن الخذف) : سنن ابن ماجه: 1/8، 2/1075.(5/412)
[عبد اللهِ بن بُرَيْدَة عَنْهُ](5/413)
6758 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، حدثنا كهمس، عن عبد الله بن بريدة، عن ابن مغفل، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاَةٌ لِمَنْ شَاءَ» (1) .
رواه الجماعة إلا أبا داود من حديث كهمس بن الحسن، ورواه البخارى أيضًا، وأبو داود من طريق سعيدٍ الجريرى كلاهما: عن عبد الله بن بريدة عنه به (2) .
6759 - حدثنا وكيع، حدثنا كهمس، عن عبد الله بن بريدة، عن ابن مغفلٍ. [قال:] نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخذف، وقال: «إِنَّهَا لاَ يُنْكَأُ بِهَا عَدُوُّ، وَلاَ يُصَادُ بِهَا صَيْدٌ» (3) .
رواه البخارى، ومسلم، والنسائى من حديث كهمسٍ به (4) .
6760 - حدثنا وكيع، وابن جعفر. قالا: حدثنا كهمس بن الحسن، عن بن بريدة ـ قال ابن جعفرْ فى حديثه: أخبرنى ابن
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/86.
(2) الخبر أخرجوه فى الصلاة: البخارى فى (باب كم بين الأذان والإقامة ومن ينتظر الإقامة) وفى (باب بين كل أذانين صلاة لمن شاء) : فتح البارى: 2/106، 110؛ وأخرجه مسلم فى (باب استحباب ركعتين قبل صلاة المغرب) : مسلم بشرح النووى: 2/488؛ وأبو داود (باب الصلاة قبل المغرب) : سنن أبى داود: 2/26؛ والترمذى فى (باب ما جاء فى الصلاة قبل المغرب) وقال: حسن صحيح. صحيح الترمذى: 1/351؛ والنسائى (باب الصلاة بين الأذان والإقامة) : المجتبى: 2/23؛ وابن ماجه (باب ما جاء فى الركعتين قبل المغرب) : سنن ابن ماجه: 1/368.
(3) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/86. وما بين معكوفين استكمال منه.
(4) الخبر أخرجه البخارى فى الذبائح والصيد (باب الخذف والبندقة) : فتح البارى: 9/607؛ وأخرجه مسلم فى الصيد والذبائح (باب إباحة ما يستعان به على الأصطياد وكراهة الخذف) : مسلم بشرح النووى: 4/621؛ وأخرجه النسائى فى القسامة (باب دية جنين المرأة) : المجتبى: 8/42.(5/413)
بريدة، عن عبد الله بن مغفلٍ ـ (1) . قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاَةٌ» ثلاث مراتٍ: «لِمَنْ شَاءَ» (2) .
_________
(1) الجملة الاعتراضية ليست فى لفظ المسند.
(2) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/54.(5/414)
6761 - حدثنا عبد الصمد، حدثنى أبى، [قال:] حدثنا حسين وعفان، حدثنا عبد الوارث، حدثنا حسين، حدثنا عبد الله بن بريدة، عن عبد الله المزنى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «صَلُّوا قَبْلَ الْمَغْرِبَ رَكْعَتَيْنِ» ، ثم [قال:] «صَلُّوا قَبْلَ الْمَغْرِبَ رَكْعَتَيْنِ» ، ثم قال عند الثالثة: «لِمْنْ شَاءَ» كراهية أن يتخذها الناس سنة» (1) .
رواه البخارى، وأبو داود من حديث عبد الوارث (2) . /
6762 - حدثنا عبد الصمد، حدثنى أبى، حدثنا حسين، عن عبد الله بن بريدة، حدثنى عبد الله المزنى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ يَغْلِبَنَّكُمْ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاَةِ الْمَغْرِبِ» . قال: وتقول الأعراب: هى العشاء (3) .
ورواه البخارى عن أبى معمر، عن عبد الوارث، عن حسين به (4) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/55. وما بين معكوفات استكمال
منه.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الصلاة (باب الصلاة قبل المغرب) وفى الاعتصام (باب نهى النبى - صلى الله عليه وسلم - على التحريم إلا ما تعرف إباحته) : فتح البارى: 3/59، 31/337؛ وأبو داود فى الصلاة (باب الصلاة قبل المغرب) : سنن أبى داود: 2/26.
(3) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/55.
(4) الخبر أخرجه البخارى فى الصلاة (باب من كره أن يقال للمغرب العشاء) : فتح البارى: 2/43.(5/414)
6763 - حدثنا محمد بن جعفر، عن كهمس، حدثنى ابن بريدة. قال: قال ابن مغفل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاَةٌ لِمَنْ شَاءَ» (1) .
6764 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا كهمس، حدثنى ابن بريدة، عن ابن مغفل. قال: رأى رجلاً من أصحابه يخذف. قال: لا تخذف فإن نبى الله - صلى الله عليه وسلم - كان يكره الخذف، أو قال: ينهى عنه.
كهمس يقول: «ذاك فإنها لا ينكأ بها عدو، ولا يصاد بها صيد، ولكنها تفقأ العين، وتكسر السن» .
ثم رآه بعد ذلك يخذف فقال: أخبرك أن نبى الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينهى عن الخذف، أو يكرهه، ثم أراك تخذف لا أكلمك كلمة كذا وكذا (2) .
6765 - حدثنا يزيد، أخبرنا الجريرى، وكهمس، عن عبد الله بن بريدة، عن عبد الله بن مغفل. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عِنْدَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاَةٌ، عِنْدَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاَةٌ لِمَنْ شَاءَ» (3) .
(عُبَيْدُ اللهِ بْنُ كَرِيزٍ الْكَعْبِىِّ عَنْهُ)
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لاَ يَبِيتُ لَيْلَةً وَاحِدَةً وَالٍ غَاشٌ لِرَعِيَّيِتِه إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْةِ الْجَنَّةَ» .
6766 - رواه الطبرانى من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/55.
(2) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/56.
(3) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند:.(5/415)
بن عمرو بن حلحلة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريزٍ، عن أبيه به (1) .
_________
(1) تقدمت الرواية الأخرى من هذا الخبر ص409. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى كله عن شيخه ولم أعرفه، وبقية رجال الطريقة الأولى ثقات، وفى الثانية محمد بن عبد الله ابن مغفل ولم أعرفه. مجمع الزوائد: 5/213.(5/416)
6767 - حدثنا يونس، أنبأنا إبراهيم ـ يعنى ابن سعدٍ ـ، عن عبيدة بن أبى رائطة، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مغفلٍ المزنى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَصْحَابِى لاَ تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِى، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ، فَبِحُبِّى أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِى أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِى، وَمَن آذَانِى فَقَدْ آذَى اللهِ، وَمَنْ آذَى اللهَ أَوْشَكَ أَنْ يَأْخُذَهُ» .
تفرد به بهذا السياق، والظاهر أنه الذى بعده، وإنما انقلب إما على الرواى أو الناسخ (1) .
6768 - حدثنا سعد بن إبراهيم بن سعدٍ، حدثنا عبيدة بن أبى رائطة الحذاء التميمى، حدثنى عبد الرحمن بن زيادٍ، أو عبد الرحمن بن/ عبد الله، عن عبد الله بن مغفل المزنى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهَ اللهَ فِى أَصْحَابِى، لاَ تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِى، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّى أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِى أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِى، وَمَن آذَانِى فَقَدْ آذَى اللهِ، وَمَنْ آذَى اللهَ فيوْشَكَ أَنْ يَأْخُذَهُ» (2) .
6769 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الله بن عونٍ الخراز، حدثنا إبراهيم بن سعدٍ، عن عبيدة بن أبى رائطة، بمثل هذا الحديث (3) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/87. وسيأتى تعقيب الترمذى على الخبر.
(2) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/54.
(3) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/55.(5/416)
ورواه الترمذى فى المناقب عن محمد بن يحيى، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعدٍ، عن عبيدة به، وقال: غريب (1) .
(عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ جَوْشَنٍ عَنْهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى (باب فى فضل من بايع تحت الشجرة) وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. صحيح الترمذى: 5/696.(5/417)
6770 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن على بن شعيب البغدادى، حدثنا الحسن بن بشرٍ، حدثنا العباس بن الفضل، عن عيينة بن عبد الرحمن بن جوشنٍ، عن أبيه. قال: قال عبد الله بن مغفلٍ: بينما نحن جلوس [ذات يوم بالمدينة] إذ خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فرس معرورٍ (1) ،
فانطلق حتى خفى علينا، ثم أقبل، وهى تعدو به [إما دفعها وإما اعترقت عليه] فمر بشجرة فطار منها طائر، فحادت فندر عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أرض غليظة، فأتيناه نسعى (2) ، فإذا هو طائش وعرض ركبتيه ومرفقيه ومنكبيه منسح بيض ماء أصفر، قال: فجلسنا حوله نبكى (3) .
[عَطَاء بن السَّائِب عَنْهُ]
6771 - حدثنا على بن عاصم، عن عطاء بن السائب. قال: كنت جالسًا مع عبد الله بن مغفل المزنى، فدخل علينا شابان من ولد عمر فصلينا ركعتين بعد العصر، فأرسل إليهما، فدعاهما. فقال: ما هذه الصلاة التى صليتماها وقد كان أبوكما ينهى عنها؟ قال: حدثتنا
_________
(1) () المعرورى: الذى لا سرج عليه. النهاية: 3/90.
(2) عند الهيثمى: تسعا، وعنده أيضًا: جالس، بدل طائش.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه العباس بن الفضل الأنصارى، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/264، وبهامشه: فسح بيض أى جانبه منقشر.(5/417)
عائشة أن النبى - صلى الله عليه وسلم - صلاهما عندها، فسكت فلم يرد عليهما شيئًا، تفرد به (1) .
[عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ عَنْهُ] (2)
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/272.
(2) زيادة يستلزمها نسق الكتاب.(5/418)
6772 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن شعبة، ومحمد بن جعفر: حدثنا شعبة، حدثنا قتادة، عن عقبة بن صهبان، عن ابن مغفل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الخذف، وقال: «إِنَّهُ لاَ يَنْكَأُ عَدُوًّ، وَلاَ يَصِيدُ صَيْدًا، وَلَكِنَّهُ يَكْسِرُ السِّنَّ وَيَفْقَأُ الْعَيْنَ» (1) .
ورواه البخارى ومسلم وأبو داود: وابن ماجه من طرق، عن شعبة (2) .
وفى سياق البخارى ذكر النهى عن البول فى المستحم، وغيره (3) .
6773 - حدثنا يزيد، أنبأنا سعيد، عن قتادة، عن عقبة بن صهبان، عن عبد الله بن مغفلٍ، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: أنه/ نهى عن الخذف، وقال: «إِنَّهُ لاَ يُصَادُ بِهِ صَيْدٌ، وَلاَ يَنْكَأُ بِهِ عَدُوًّ، وَلَكِنَّهَا تَفْقَأُ الْعَيْنَ وَتَكْسِرُ السِّنَّ» .
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/54.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى تفسير سورة الفتح (باب إذ يبعايعونك تحت الشجرة) وفى الأدب (باب النهى عن الخذف) : فتح البارى: 8/587، 10/599؛ وأخرجه مسلم فى الصيد والذبائح (باب إباحة ما يستعان به على الاصطياد وكراهة الخذف) : مسلم بشرح النووى: 4/621؛ وأبو داود فى الأدب (باب فى الخذف) : سنن أبى داود: 4/368؛ وابن ماجه فى الصيد (باب النهى عن الخذف) سنن ابن ماجه: 2/1075.
(3) الخبر أخرجه عقب حديثه السابق فى التفسير، وليس فى لفظ البخارى: «وغيره» . فتح البارى: 8/587.(5/418)
وقال يزيد مرة: «لاَ يُصَادُ بِهِ صَيْدٌ، وَلاَ يَنْكَأُ بِهِ عَدُوًّ» (1) .
[فُضَيْل بْنِ زَيْدِ الرّقاشِىّ عَنْهُ]
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/57.(5/419)
6774 - حدثنا سليمان بن داود، حدثنا ثابت: أبو زيدٍ، حدثنا عاصم الأحول، حدثنى فضيل بن زيدٍ الرقاشى ـ قال عبد الصمد فى حديثه، عن فضيل بن زيدٍ: وقد غزا مع عمر سبع غزوات ـ. قال: سألت عبد الله بن مغفلٍ المزنى: ما حرم علينا من الشراب؟ قال: الخمرة. فقال: فقلت: هذا فى القرآن، قال: لا أخبرك إلا ما سمعت محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ أو رسول الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم -. قال: إما أن يكون بدأ بالرسالة، أو بالاسم ـ فقلت: شرعى بأبى اكتفيت، فقال: نهى عن الحنتم وهو الجر، ونهى عن الدباء وهو القرع، ونهى عن المزفت، وهو ما لطخ بالقار من زق أو غيره، ونهى عن النقير، قال: فلما سمعت ذلك اشتريت أفيقة، فهى هذه معلقة ينبذ فيها. تفرد به (1) .
6775 - حدثنا عفان، حدثنى ثابت بن يزيد: أبو زيد. قال: حدثنا عاصم الأحول، عن فضيل بن زيد الرقاشى ـ وقد غزا مع عمر سبع غزواتٍ فى إمرة عمر ابن الخطاب ـ أنه أتى ابن مغفلٍ، فقال: أخبرنى بما حرم علينا من هذا الشراب؟ فقال: الخمر. قال: هذا فى القرآن أفلا أحدثك: سمعت محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ بدأ بالاسم أو بالرسالة ـ (2) . قال: شرعى أنى اكتفيت. قال: نهى عن الدباء والحنتم، والنقير، والمقير، قال: ما الحنتم؟ قال: الأخضر والأبيض.
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/57. والأفيقة: سقاء من أدم وأنثه على تأويل القربة أو الشنة. النهاية: 1/36.
(2) يعنى بدأ باسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو قال: رسول الله أولا.(5/419)
قال: ما المقير؟ قال: ما لطخ بالقار من زق أو غيره. قال: فانطلقت إلى السوق فاشتريت أفيقة، فما زالت معلقة فى بيتى (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/87.(5/420)
6776 - حدثنا يونس بن محمدٍ، حدثنا عبد الواحد، حدثنا عاصم الأحول، عن الفضل بن زيد الرقاشى (1) ، قال: كنا عند عبد الله بن المغفل. قال: فتذاكرنا الشراب، فقال: الخمر حرام، قلت له: الخمر حرام فى كتاب الله. قال: فإيش تريد؟ ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الدباء، والحنتم، والمزفت. فقال: قلت: ما الحنتم؟ قال: كل خضراء وبيضاء. قال: قلت: ما المزفت؟ قال: كل مقير من زق أو غيره (2) .
(نُعَيْمُ بْنُ ربيعةَ عَنْهُ) (3)
مرفوعًا: «إزاره المؤمن إلى أنصاف ساقيه، وليس عليه حرج فيما بينه وبين الكعبين، وما أسفل من ذلك ففى النار» . /
وسيأتى فى الكنى، رواه الطبرانى من حديث قتادة عن القاسم به (4) .
(قَيْسُ بْنُ عَبَايَةَ: أَبُو نُعَامَةَ الْحَنَفِىُّ الْبَصْرِىُّ عَنْهُ)
6777 - قال أبو داود فى كتاب الطهارة: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، حدثنا سعيد الجريرى، عن أبى نعامة: أن
_________
(1) هنا وفى المسند: «الفضل» ، وقد سبق أنه الفضيل. وفى التاريخ الكبير: 7/119: «الفُضيل بن زيد الرقاضى: أبو سان يعد فى البصريين» .
(2) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/86.
(3) غير واضح بالأصل. ويراجع الميزان: 4/270.
(4) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه الحكم بن عبد الملك القرشى، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/126.(5/420)
عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهم إنى أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أى بنى سل الله الجنة، وتعوذ به من النار، فإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّهُ سَيَكُونُ [فِى هَذِهِ الأُمّةِ] قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِى الطَّهُورِ وَالدُّعَاءِ» (1) .
ورواه ابن ماجه فى الأدعية عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن عفان، عن حماد بن سلمة به، ولم يقل: «فى الطهور» (2) .
قال شيخنا: رواه غير واحدٍ عن حماد بن سلمة، عن يزيدٍ الرقاشى أيضًا، عن أبى نعامة مختصرًا (3) .
قلت: رواه أحمد عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن يزيد الرقاشى به مثله، وسيأتى فى الكنى (4) .
ورواه زياد بن مخراق عن أبى نعامة، عن ابن لسعد بن [أبى وقاص عن] سعد كما تقدم (5) .
(محمدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، عَنْ أَبِيهِ)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى (باب الإسراف فى الماء) وما بين معكوفين استكمال منه. سنن أبى داود: 1/24.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه (باب كراهية الاعتداء فى الدعاء) : سنن ابن ماجه: 2/1271.
(3) تحفة الأشراف: 7/179.
(4) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/87.
(5) تقدم الخبر بين أحاديث سعد بن أبى وقاص. أخرجه أبو داود فى الصلاة (باب الدعاء) : سنن أبى داود: 2/77. وما بين معكوفين استكمال منه.(5/421)
6778 - قال الطبرانى: حدثنا مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيرى، حدثنى أبى، حدثنا أنس بن عبد الله، عن أبى معشرٍ، عن محمد بن عبد الله بن مغفلٍ، عن أبيه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:(5/421)
«مَا مِنْ وَالٍ يَبِيتُ غَاشًّا لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَعَرْفَهَا، يُوجَدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًّا» (1) .
(مطرف عنه)
_________
(1) عزاه الهيثمى إلى الطبرانى، وقال: فيه محمد بن عبد الله بن مغفل، ولم أعرفه. مجمع الزوائد: 5/212.(5/422)
6779 - حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثنا أبو التياح، عن مطرف، عن بن مغفل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بقتل الكلاب، ثم قال: «مَا لَهُمْ وَلَهَا» فرخص فى كلب الصيد، وفى كلب الغنم، قال: «وَإِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فشى الإِنَاءِ، فَاغْسِلُوهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَالثَّامِنَةُ عَفِّروُهُ بِالْتُّرَابِ» (1) .
6780 - حدثنا محمد بن جعفرٍ وبهز. قالا: حدثنا شعبة، عن أبى التياح، سمعت مطرفًا يحدث، عن عبد الله بن مغفلٍ. قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتل الكلاب، ثم قال: «مَا لَهُمْ وَلِلْكِلاَبِ؟» ثم رخص فى كلب الصيد، والغنم» ، وقال فى الإناء إذا ولغ فيه الكلب: «اغْسِلُوهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ، / وَعَفِّروُهُ فِى الثَّامِنَةِ بِالْتُّرَابِ» (2) .
ورواه مسلم، وأبو داود، والنسائى، وابن ماجه، من طرق عن شعبة به (3) ، شعبة لم يذكر قصة الولوغ (4) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/76.
(2) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/56.
(3) الخبر أخرجه مسلم من طرق فى الطهارة (حكم ولوغ الكلب) ، وفى البيوع (الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخه) : مسلم بشرح النووى: 1/574، 4/81؛ وأبو داود فى الطهارة (باب الوضوء بسؤر الكلب) : سنن أبى داود: 1/19؛ والنسائى فى الطهارة (باب تعفير الإناء من ولوغ الكلب فيه) : المجتبى: 1/144؛ وابن ماجه فى الطهارة (باب غسل الإناء من ولوغ الكلب) ، وفى الصيد (باب قتل الكلاب إلا كلب صيد أو زرع) : سنن ابن ماجه: 1/130، 2/1068.
(4) العبارة غير واضحة فى المخطوطة وتصويبها من المراجع السابقة ومن تحفة الأشراف: 7/180.(5/422)
(مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ الْمُزْنِىّ عَنْهُ)
سمعته يقرأ: يعنى النبى - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح، فلولا أن تجتمع الناس على لحكيت لكم قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال: قرأ سورة الفتح. قال أبو إياس: لولا أن يجتمع الناس لحكيت لكم ما قال عبد الله: يعنى ابن مغفلٍ كيف قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال بهز: وغندر قال: فرجع فيها (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى (باب فتح مكة) ، وفى التفسير (باب إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا) ، وفى فضائل القرآن (باب القراءة على الدابة) ، وفى (باب الترجيع) ، وفى التوحيد (باب ذكر النبى - صلى الله عليه وسلم - وروايته عن ربه) : فتح البارى: 8/13، 583، 9/83، 92، 13/512؛ وأخرجه مسلم فى الصلاة (باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن) : مسلم بشرح النووى: 2/448؛ وأبو داود فى الصلاة (باب استحباب الترتيل فى القراءة) : سنن أبى داود: 2/74؛ والترمذى فى الشمائل؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 7/181.(5/423)
6781 - حدثنا وكيع، حدثنا شعبة، عن معاوية بن مرة: سمعت عبد الله بن مغفل يقول: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح فى مسيرة سورة الفتح على راحلته.
وقال مرة: نزلت سورة الفتح وهو فى مسير [له فجعل] يقرأ وهو على راحلته. قال: فرجع فيها. قال: فقال معاوية: لولا أنى أكره أن يجتمع الناس على لحكيت لكم قراءته (1) .
6782 - حدثنا شبابة، وأبو طالب بن جابان القارئ. قالا: حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن عبد الله بن مغفل، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مثل هذا الحديث. قال ابن جابان فى حديثه [: آآ] (2) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/54. وما بين معكوفات استكمال منه.
(2) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/54. وما بين معكوفات استكمال منه.(5/423)
حدثنا عفان، حدثنا شعبة. قال: أبو إياس أنبأنا. قال: سمعت عبد الله بن مغفل. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة وهو على ناقته قرأ سورة الفتح. قال: فقرأ أبو إياس ثم رجع، وقال: لولا أن يجتمع الناس على لقرأت بهذا اللحن (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/55.(5/424)
6783 - حدثنا محمد بن جعفر، وبهز. قالا: حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة قال بهز فى حديثه: حدثنى معاوية بن قرة ـ. قال: سمعت عبد الله بن مغفل المزنى. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة على ناقته يقرأ سورة الفتح، قال: فقرأ ابن مغفل ورجع.
فقال معاوية: لولا الناس لأخذت لكم بذاك الذى ذكره ابن مغفل عن النبى - صلى الله عليه وسلم -.
قال بهز فى حديث ـ أو حمله على ناقته ـ. قال: فقرأ سورة الفتح فرجع فيها.
قال أبو إياس: لولا أنى أخشى أن يجتمع الناس على لرجعت كما رجع (1) .
وكذا رواه البخارى، ومسلم، وأبو داود، والترمذى فى الشمائل، والنسائى من غير وجه عن شعبة به (2) .
6784 - حدثنا وكيع، عن أبى جعفر/ الرازى، عن الربيع بن أنس، عن أبى العالية، أو عن غيره، عن عبد الله بن مغفل ـ وكان أحد الرهط الذين نزلت فيهم هذه الآية {وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ} (3) إلى آخر الآية ـ. قال: إنى لآخذ بغصنٍ من أغصان
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/56.
(2) الخبر سبق تخريجه عند الجماعة إلا ابن ماجه ص423 من هذا الجزء.
(3) آية 92 سورة التوبة.(5/424)
الشجرة أظل به النبى - صلى الله عليه وسلم -، وهم يبايعونه، فقالوا: نبايعك على الموت، قال: «لا ولكن لا تفروا» تفرد به (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/54.(5/425)
6785 - حدثنا وكيع، حدثنا أبو جعفر الرازى، عن الربيع بن أنس، عن أبى العالية، أو عن غيره، عن عبد الله بن مغفل المزنى. قال: أنا شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين نهى عن نبيذ الجر، وأنا شهدته حين رخص فيه، وقال: «وَاجْتَنِبُوا الْمُسْكِرَ» (1) .
(أَبُو عَبْدِ اللهِ الْجِسْرِىُّ عَنْهُ) (2)
6786 - وقال الطبرانى: حدثنا الحسين بن إسحاق، حدثنا عثمان بن أبى شيبة، حدثنا أسباط بن محمد، حدثنا إسماعيل بن مسلم، عن قتادة، عن أبى عبد الله الجسرى، عن عبد الله بن مغفلٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا: عَقُوقَ الأَمَّهَاتِ، ووأد الْبَنَاتِ، وَمَنَعَ وَهَاتِ» (3) .
[أَبُو نُعَامَة عَنْهُ] (4)
6787 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا حماد بن سلمة، عن يزيد الرقاشى، عن أبى نعامة: أن عبد الله بن مغفلٍ سمع ابنًا له يقول: اللهم إنى أسألك الفردوس، وكذا أسألك كذا، فقال: أى بنى سل
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/87.
(2) أبو عبد الله الجسرى: هو حمير بن بشير الحميرى البصرى: أبو عبد الله روى عبد الله بن مغفل وغيره. تهذيب التهذيب: 3/55.
(3) عزاه السيوطى إلى الطبرانى فى الكبير. عبد الله بن مغفل، ومن حديث معقل ابن يسار. جمع الجوامع: 1/1589. وأورده الهيثمى من حديث معقل بن يسار، وقال: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 8/147.
(4) زيادة تتفق مع نسق الكتاب.(5/425)
الله الجنة، وتعوذ بالله من النار، فإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يَكُونُ فِى هَذِهِ الأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِى الدُّعَاءِ وَالطَّهُورِ» (1) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/86.(5/426)
6788 - حدثنا سليمان بن حربٍ، حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريرى، عن أبى نعامة: أن عبد الله بن مغفلٍ سمع ابنًا له يقول: اللهم إنى أسألك القصر الأبيض من الجنة إذا دخلتها عن يمينى. قال: فقال له: يا بنى سل الله الجنة، وتعوذ من النار فإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِى قَوْمُ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَعْتَدُونَ فِى الدُّعَاءِ وَالطَّهُورِ» (1) .
6789 - حدثنا عبد الصمد، وعفان. قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن الجريرى ـ قال عفان فى حديثه: أنبأنا الجريرى ـ، عن أبى نعامة، عن عبد الله بن مغفلٍ: سمع ابنه يقول: اللهم إنى أسألك القصر/ الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها. فقال: يا بنى سل الله الجنة، وعذ به من النار فإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يَكُونُ قَوْمُ يَعْتَدُونَ فِى الدُّعَاءِ وَالطَّهُورِ» (2) .
تقدم هذا الحديث فى ترجمة قيس بن عباية: وهو أبو نعامة عنه (3) .
(ابن [أبى] سُحَيْمٍ عنه)
قال: كنا نقرأ فى الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورةٍ وفى الأخريين بفاتحة الكتاب.
_________
(1) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/87.
(2) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/55.
(3) تقدم تحقيق هذا الخبر ص420 من هذا الجزء عند أبى داود وابن ماجه.(5/426)
6790 - رواه الطبرانى من طريق شعبة عن يحيى بن [أبى] إسحاق، عن ابن سحيمٍ به (1) .
[ابْنٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ عَنْهُ] (2)
6791 - حدثنا عفان، حدثنا وهيب، عن أبى مسعود الجريرى: سعيد بن إياس، عن قيس بن عباية، حدثنى ابن عبد الله بن مغفل. قال: سمعنى أبى وأنا أقرأ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فلما انصرف قال: يا بنى إياك والحدث فى الإسلام، فإنى صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وخلف أبى بكر، وخلف عمر، وعثمان، فكانوا لا يستفتحون القراءة ببسم الله الرحمن الرحيم، ولم أر رجلاً قط أبغض إليه الحدث منه (3) .
6792 - حدثنا إسماعيل، حدثنا سعيد بن إياس الجريرى، عن قيس بن عباية، عن ابن عبد الله بن مغفل. قال: سمعنى أبى وأنا أقول {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فقال: أى بنى إياك ـ قال: ولم أر أحدًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أبغض إليه حدثًا فى الإسلام منه ـ فإنى قد صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومع أبى بكر، ومع عمر، ومع عثمان، فلم أسمع أحدًا منهم يقولها، فلا تقلها إذا أنت قرأت، فقل: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه البيهقى من طريق شعبة عن يحيى بن إسحاق، وحماد بن سلمة، ويزيد بن زريع عن عمرو بن أبى سحيم من حديث عبد الله بن مغفل مع اختلاف يسير فى بعض لفظه. السنن الكبرى: 2/171. وما بين معكوفات استكمال منه.
(2) زيادة تتفق مع نسق الكتاب.
(3) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 5/55.
(4) من حديث عبد الله بن مغفل المزنى فى المسند: 4/85.(5/427)
ورواه الترمذى، وابن ماجه من حديث الجريرى، والنسائى من حديث عثمان ابن غياثٍ كلاهما: عن أبى نعامة: قيس بن عباية عن ابن لعبد الله بن مغفل عنه به (1) .
قال شيخنا: ورواه أبو حنيفة عن أبى سفيان، عن يزيد بن عبد الله بن مغفل، عن أبيه به (2) .
قلت: وكذلك رواه الطبرانى عن الحسين بن إسحاق، عن زياد بن يحيى، عن حمزة الزيات، عن أبى سفيان، عن يزيد بن عبد الله بن مغفلٍ، عن أبيه فذكره (3) .
إنتهى
الجزء التاسع والثلاثون
«من تجزئة المصنف» ويليه الجزء الأربعون
إن شاء الله
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى الصلاة (باب ما جاء فى ترك الجهر بـ {بسم الله الرحمن الرحيم} : المجتبى: 2/104؛ وابن ماجه) باب افتتاح القراءة) : سنن ابن ماجه: 1/267.
(2) تحفة الأشراف: 7/181.
(3) الخبر أخرجه البيهقى عن ابن عبد الله بن مغفل، وعلق فى هامشه أن اسمه يزيد. السنن الكبرى: 2/52.(5/428)
الجُزء الأربعون
وبه ثقتى
* (عَبْدُ اللهِ بْنِ مَغْنَمٍ: أَوْ مُعْتَمِرٍ) /
تَقَدَّمَ (1)
_________
(1) يرجع إليه ص395 من هذا الجزء.(5/429)
1089- (عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُنْتَفِقِ: أَبُو الْمُنْتَفِقِ) (1)
6793 - قلت: يا رسول الله ما ينجينى من النار، وما يدخلنى الجنة؟ فقال: «اعْبُدِ اللهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَقِمِ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَأَدِّ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، وَمَا تُحِبُّ أَنْ يَفْعَلَهُ بِكَ النَّاسُ فَافْعَلْهُ بِهِمْ، وَمَا تَكْرَهْ أَنْ يَأْتِى إِلَيْكَ النَّاسُ فَذَرِ النَّاسَ مِنْهُ» .
رواه الطبرانى وأبو نعيمٍ من طريق همام، عن محمد بن جحادة، عن المغيرة بن عبد الله اليشكرى عنه (2) .
1090- (عَبْدُ اللهِ بْنُ مُنِيبٍ الأَزْدِىُّ) (3)
6794 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف القريابى، حدثنا
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/401؛ والإصابة: 2/373؛ والاستيعاب: 2/332.
(2) الخبر أخرجه أحمد من حديث ابن المنتفق. المسند: 6/383. وقال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى فى الكبير؛ وفى إسناده عبد الله بن أبى عقيل اليشكرى ولم أر أحدًا روى عنه غير ابنه المغيرة بن عبد الله. مجمع الزوائد: 1/43 وفيه قصة عندهما.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/402؛ والإصابة: 2/374؛ والاستيعاب: 2/331.(5/429)
عثمان بن بكرٍ، حدثنا الحارث بن عبيدة بن رباح الغسانى، عن أبيه، عن منيب بن عبد الله بن منيب الأزدى، عن أبيه. قال: تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ} قلنا: يا رسول الله، وما ذلك الشأن؟ قال: «يَغْفِرُ ذَنْبًا، وَيُفَرِّجُ كَرْبًا، وَيَرْفَعُ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ آخَرِينَ» (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى فى الكبير والأوسط، وفيه من لم أعرفهم، مجمع الزوائد:
7/117، وقال البزار: لا نعلم أسند عبد الله بن منيب إلا هذا: كشف الأستار: 3/73؛ =
= ... وأخرجه ابن ماجه فى المقدمة من حديث أبى الدرداء، سنن ابن ماجه: 1/73. وقال ابن عبد البر: أخشى أن يكون حديثه مرسلا. الاستيعاب: 2/331.(5/430)
1091- (عَبْدُ الله بْنُ نَاشِحٍ) (1)
بالحاء المهملة، وقيل بالجيم، ويقال: ناسج. ذكر هذا أبو أحمد العسكرى.
6795 - قال أبو نعيمٍ: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد مصفى، حدثنا محمد بن حربٍ، حدثنا أبو حيوة، عن سعيد بن سنانٍ، عن شريح بن كسيبٍ، عن عبد الله بن ناشجٍ، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان يقول: «لاَ تَزَالُ شُعْبَةٌ مِنَ اللُّوطِيَّةُ فِى أُمَّتِى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» .
كذا رأيته بخط الحافظ أبى نعيم: ناشج منكر لا يصح. وقال: هو حضرمى حمصى لا صحبة له (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/403؛ والإصابة: 2/375.
(2) المرجعان السابقان وأخرجه البخارى فى ناشج عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. روى عنه شرحبيل بن شفعة. التاريخ الكبير: 8/135. وأخرجه الحسن بن سفيان عن عبد الله بن ناسج الحضرمى الحمصى. كما فى جمع الجوامع. جامع الأحاديث: 7/274.(5/430)
* (عبد الله بن النحام، أو النحماء)
وسيأتى عبد الله بن نعيم بن النحام، فلعله هذا.(5/431)
1092- (عبد الله بن النصر) (1) /
6796 - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ يمُوتُ لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، فَيَحْتَسِبَهُمْ إِلاَّ كَانُوا لَهُ جُنَّةً مِنَ النَّارِ» . فقالت امرأة: أو اثنتان، فقال: «وَاثنتان» .
عنه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزمٍ (2) .
قال أبو عمر بن عبد البر: مجهول لا يعرف، ولا أعرف له غير هذا الحديث، ومنهم من يقول محمد [فيه] وقد ذكروه فى الصحابة، وفيه نظر، ومنهم من يقول: أبو النضر.
قال: حدثنا ابن وهبٍ فجعل الحديث عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عبد الله بن عامر، فالله أعلم (3) .
1093- (عبد الله بن نضلة الكنانى) (4)
توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر، وعمر، وما تدعى رباعى مكة إلا السوائب من احتاج سكن، ومن استغنى أسكن، لا تباع، ولا تورث.
6797 - كذا رواه ابن منده من طريق الفريابى، عن سفيان الثورى، عن عمر بن سعيد بن أبى سليمان، عن عثمان بن أبى سليمان عنه.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/404؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين: 3/142؛ وله فى الاستيعاب: 2/333.
(2) مصادر ترجمته.
(3) عبارة ابن عبد البر مع تغيير فى الترتيب لا يغير المعنى. الاستيعاب: 2/333.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/405؛ والاستيعاب: 2/375.(5/431)
والمحفوظ ما رواه أبو حذيفة، ومعاوية بن هشام، عن سفيان الثورى بهذا الإسناد عن علقمة بن نضلة كما هو فى سنن ابن ماجه وغيره، والله أعلم، وكذا صحح ما ذكرناه أبو نعيم، وابن الأثير (1) .
_________
(1) الخبر أورده ابن الأثير فى ترجمة عبد الله بن نضلة الكنانى من الطريقين جميعًا، وقال عقب الطريق الثانى: أخرجه ابن منده وأبو نعيم. أسد الغابة: 3/504.
وأخرجه ابن ماجه فى المناسك (باب أجر بيوت مكة) وفى الزوائد: إسناده صحيح على شرط مسلم، وليس لعلقمة بن نضلة عند ابن ماجه سوى هذا الحديث وليس له شىء فى بقية الكتب. وقال السندى: رواه الحاكم فى مستدركه. سنن ابن ماجه: 2/1037.(5/432)
1094- (عبد الله بن نعيم بن النحام) (1)
6798 - روى ابن منده، عن ابن الحسن، عن معلى بن أسد، عن حرب بن شداد، عن أبى الزبير، عن جابر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى امرأة فأعجبته، فدخل على زينب بنت جحش، وقال: «إِنَّ الْمَرْأَةَ [تُقْبِلُ فِىُ] صُورَةِ شَيْطَانَ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُم امْرَأَةً تُعْجِبُهُ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ» .
ثم قال: والمحفوظ ما رواه غير واحد، عن حرب، عن أبى الزبير، عن جابر بن عبد الله به، وقد فرق ابن منده وابن الأثير وأبو نعيم بين هذا، وبين عبد الله بن النحام المتقدم (2) .
6799 - وأورد ابن الأثير فى ترجمة الأول حديثًا غريبًا بل منكرًا ذكره من رواية الربيع بن صبيحٍ، عن الحسن، عن عبد الله بن النحام. قال: دخلت يومًا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[وأنا أبيض الرأس
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/406؛ والإصابة: 2/376. وقال: ذكره البخارى والبغوى فى الصحابة.
(2) الخبر أورده ابن الأثير بطريقيه فى ترجمة عبد الله بن نعيم بن النحام، وفرق بينه وبين عبد الله بن النحام. يراجع أسد الغابة: 3/403، 406؛ وعزاه السيوطى إلى أحمد وعبد بن حميد ومسلم =
= ... وأبى داود وابن حبان من حديث جابر، جمع الجوامع: 1/1969. وما بين معكوفين استكمال منه. وهو فى مسند أحمد من حديث جابر أيضًا: 3/330.(5/432)
واللحية، كأن بياض] لحيتى ورأسى ثغامة. فقال: «إِنَّ اللهَ يُحَاسِبُ الشَّيْخَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِسَابًا يَسِيرًا، ثُمّ يَدْفَعُ صَحِيفَتَهُ إِلَى رَضْوَانَ، وَيَقُولُ لَهُ: إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ فَأَعْطِهِ إِيَّاهَا فَإِذَا قَرَأَهَا وتَغَيَّرَ لونهُ تَقولُ لَهُ: إِنَّ اللهَ اسْتَحْيَا مِنْ شَيْبَتِكَ أَنْ أُلاَ قِيكَ بِهَا، وَقَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ» . /
ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا بن النحام: «إِنَّ اللهَ يَسْتَحِى مِنْ شَيْبَةِ الْمُسْلِمِ أَكْثَرَ مِمَّا يَسْتَحِى الْعَبْدُ مِنَ اللهِ» (1) .
_________
(1) يرجع إليه فى أسد الغابة بأطول من هذا: 3/403، وما بين معكوفين استكمال منه. وقال ابن حجر: رويناه فى فوائد أبى عثمان الصابونى من وجه آخر، عن الربيع بن صبيح، لكن فى إسناده أحمد: غلام خليل وهو كذاب. الإصابة: 2/375.(5/433)
1095- (عبد الله بن الهاد) (1)
قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِى أَنْ أَزِلَّ، وَأَهْدِنِى أَنْ أَضِلَّ، اللَّهُمَّ كَمَا حُلْتَ بَيْنِى وَبَيْنَ قَلْبِى، فَحُلْ بَيْنِى وَبَيْنَ الْشَّيْطَانِ وَعَمَلِهِ» .
6800 - كذا رواه الحسن بن سفيان فى الأسماء الوضية. قال أبو نعيم: وفى ذكره فى الصحابة نظر من طريق عامر العقدى، عن سليمان بن بلال، عن عبد الله ابن سعيد بن أبى هند، عن عبد الله بن عمرو الجمحى عنه (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/408؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين: الإصابة: 3/143.
(2) المرجعان السابقان.(5/433)
1096- (عبد الله بن هداجٍ الحنفى) (1)
6801 - قال أبو نعيم: حدثنا أبى ـ رحمه الله ـ، حدثنا يوسف بن أحمد بن عبد الله القرشى، حدثنا محمد بن سعدٍ، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامى، حدثنا هاشم بن غطفان، حدثنا عبد الله ابن هداجٍ ـ وكان قد أدرك الجاهلية ـ. قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد خضب بالصفرة. فقال: «هَذَا خِضَابُ الإِسْلاَمِ» ، وجاء آخر وقد خضب بالحمرة. فقال: «هَذَا خِضَابُ الإِيمَانِ» .
ثم قال: رواه أبو بكر بن ابى شيبة المدنى، عن هاشم، عن عبد الله بن هداج، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - (2) .
1097- (عبد الله بن هشام بن زهرة) (3)
ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وأمه زينب بنت حميد ابن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصى: جد زهرة بن معبد ـ - رضي الله عنه - ـ. حديثه فى خامس الشاميين وسادس الأنصار.
6802 - حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا سعيد ـ يعنى ابن أبى أيوب ـ، حدثنى أبو عقيل: زهرة بن معبدٍ التيمى، عن جده عبد الله ابن هشام ـ وكان قد أدرك النبى - صلى الله عليه وسلم - ـ وذهبت به أمه زينب بنت حميدٍ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله بايعه، فقال النبى
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/409؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الثالث من حرف العين: الإصابة: 3/95.
(2) الخبر أخرجه أحمد ـ قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ـ من حديث الحكم ابن عمرو الغفارى فى المسند: 5/67. ويرجع إلى إسناد المصنف فى المرجعين السابقين.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/410؛ والإصابة: 2/377؛ والاستيعاب: 2/390؛ والتاريخ الكبير: 5/23.(5/434)
- صلى الله عليه وسلم -: «هُوَ صَغِيرٌ» فمسح رأسه، ودعا له، وكان يضحى بالشاة الواحدة عن جميع أهله (1) .
رواه البخارى فى الشركة عن أصبغ، عن ابن وهب، عن سعيد ابن أبى أيوب، ورواه أبو داود فى الخراج، عن القواريرى، عن عبد الله بن يزيد به (2) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن هشام: جد زهرة بن معبد فى المسند: 4/233.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الشركة (باب الشركة فى الطعام وغيره) وفى الأحكام (باب بيعة الصغير) : فتح البارى: 5/136، 31/200؛ وأخرجه أبو داود فى الخراج (باب ما جاء فى البيعة) : سنن أبى داود: 3/133.(5/435)
6803 - حدثنا قتيبة بن سعيدٍ، حدثنا/ ابن لهيعة، عن زهرة ابن معبد، عن جده. قال: كنا مع النبى - صلى الله عليه وسلم -، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال: والله لأنت يا رسول الله أحب إلى من كل شىء إلا نفسى، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ» . فقال عمر: فأنت الآن والله أحب إلى من نفسى. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الآنَ يَا عُمَرُ» (1) .
6804 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زهرة ـ يعنى ابن معبد بن عبد الله بن هشام: أبو عقيل ـ، عن جده. قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال عمر: [والله] يا رسول الله لأنت أحب إلى من كل شىء إلا نفسى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ، وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ» . فقال عمر: فأنت الآن ـ والله ـ أحب إلى من نفسى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الآنَ يَا عُمَرُ» (2) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن هشام: جد زهرة بن معبد فى المسند: 4/233. وهو الجزء الأول من سياق الخبر.
(2) من حديث عبد الله بن هشام: جد زهرة بن معبد فى المسند: 5/293.(5/435)
وقد رواه البخارى عن يحيى بن سليمان، عن ابن وهب، عن حيوة بن شريحٍ، عن أبى عقيل به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى فضائل الصحابة (باب مناقب عمر بن الخطاب) ، وفى الاستئذان مختصرًا (باب المصافحة) ، وفى الأيمان والنذور (باب كيف كانت يمين النبى - صلى الله عليه وسلم - (: فتح البارى: 7/43، 11/54، 523.(5/436)
6805 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زهرة: أبو عقيل القرشى: أن جده عبد الله بن هشام احتلم فى زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونكح النساء (1) .
وفى صحيح البخارى فى الشركة، والدعوات من حديث ابن وهب، وغيره، عن سعيد بن أبى أيوب، عن أبى عقيل: زهرة بن معبد: أنه كان يخرج مع جده عبد الله بن هشام إلى السوق ليشترى الطعام، فيتلقاه ابن عمر، وابن الزبير، فيقولان له: أشركنا فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد دعا لك بالبركة. [ «فربما أصاب الراحلة كما هى، فيبعث بها إلى المنزل] » (2) .
* (عبد الله بن هند: أبو هندٍ الأنصارى) (3)
فى تخمير الآنية، وعنه جابر. كذا سماه أبو القاسم البغوى فى معجمة وذكره غيره فى الكنى، وسيأتى (4) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن هشام فى المسند: 5/293.
(2) الخبر أخرجه البخارى (باب الشركة فى الطعام وغيره) ، وفى (باب الدعاء للصبيان بالبركة، ومسح رءوسهم) وزاد فى الأحكام قوله: «وكان يضحى بالشاة الواحدة عن جميع أهله» (باب بيعة الصغير) : فتح البارى: 5/136، 11/151، 13/200. وما بين معكوفين استكمال من المرجع.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/411؛ وأخرجه ابن حجر وابن عبد البر فى الكنى. الاستيعاب والإصابة: 4/211.
(4) أسد الغابة: 3/411.(5/436)
1098- (عبد الله بن هلال بن عبد الله بن همام الثقفى) (1)
يعد فى المكيين
6806 - قال البزار: حدثنا عبد الله بن جعفر الرملى، حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن رجل قد سماه، عن عبد الله بن هلال. قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساعيًا على الصدقة، فأتاه فقال: كدت أن أقتل بعدك فى سخلة، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «خُذْهَا/ فَلَوْلاَ فُقَرَاْءُ الْمُهَاجِرِينَ مَا أَخَذْتُهَا» .
كذا رواه الترمذى وقال: ليس له سواه (2) .
وقد رواه النسائى عن عمرو بن منصور، ومحمود بن غيلان كلاهما: عن أبى نعيم، عن سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عثمان بن عبد الله بن الأسود، عن عبد الله بن هلال، فذكره، وكذلك رواه الأشجعى عن سفيان به (3) .
1099- (عبد الله بن هلال المزنى) (4)
يعد فى المدينيين
6807 - قال أبو نعيم الأصبهانى: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا يحيى بن أيوب العلاف، حدثنا سعيد بن إبراهيم، حدثنا محمد ابن جعفر ابن أبى كثير، عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/410؛ والإصابة: 2/378؛ والاستيعاب: 2/389. وقال البخارى: لم يذكر عبد الله بن هلال سماعًا من النبى - صلى الله عليه وسلم -. التاريخ الكبير: 5/26.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الكبير وقال: إبراهيم بن ميسرة، عن عثمان بن عبد الله بن الأسود، عن عبد الله بن هلال الثقفى. التاريخ الكبير: 5/26.
(3) الخبر أخرجه النسائى فى الزكاة (باب إعطاء السيد المال بغير اختيار المصدق) : المجتبى: 5/24؛ وتراجع تحفة الأشراف: 7/184.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/411؛ والإصابة: 2/378؛ والاستيعاب: 2/389.(5/437)
المزنى، عن بكر بن عبد الرحمن المزنى، عن عبد الله بن هلالٍ المزنى ـ صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ: أنه كان يقول: «لَيْسَ لأَحَدٍ بَعْدَنا أَنْ يُحْرِمَ بِحَجٍّ، ثُمّ يَفْسَخُ حَجَّةً بِعُمْرَة» (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، والبزار؛ إلا أنه قال: عبد الله بن عبد المزنى، وفيه كثير بن عبد الله المزنى، وهو متروك. مجمع الزوائد: 3/234؛ وعند البزار أيضًا: بكر بن عبد الله، كشف الأستار: 2/25.(5/438)
1100- (عبد الله بن واقدٍ) (1)
أورده أبو القاسم الرفاعى فى عبادلة الصحابة.
6808 - قال عبد الملك بن سارية الكعبى، سمعت عبد الله بن واقد يقول: إن اليمين فى الدم كانت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أبو موسى. هذا لفظ ابن الأثير (2) .
1101- (عبد الله بن وديعة بن حرام الأنصارى) (3)
حكى ابن منده، عن أبى حاتم الرازى أنه ذكره فى الصحابة.
6809 - وروى ابن منده من طريق أبى معشر، عن سعيد المقبرى، عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - حديثًا فى غسل الجمعة، والتطيب، واستماع الخطبة.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/411؛ والإصابة: 2/379.
(2) المرجعان السابقان، وقال ابن حجر فى الإصابة: عبد الله بن واقد. أظنه ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وصنيع البخارى فى تاريخه يقتضى ذلك، فإنه لم يذكر من يقال له عبد الله بن واقد إلا هذا وهو تابعى وآخر دونه فى الطبقة، وقال فى ترجمة عبد الملك بن سارية: يروى عن عبد الله ابن واقد، ولم ينسبه، وذكر المزنى فى ترجمة عبد الله ابن واقد بن عبد الله بن عمر أنه روى عن النبى - صلى الله عليه وسلم - شيئًا مرسلاً. يراجع أيضًا التاريخ الكبير: 5/219، 417.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/412؛ والإصابة: 2/380؛ وأورده البخارى فى التابعين وقال: سمع سلمان. التاريخ الكبير: 5/220.(5/438)
والمحفوظ فى هذا الحديث رواية ابن أبى ذئب وغيره، عن سعيد، عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن سليمان، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، كما تقدم، والله أعلم (1) .
_________
(1) المراجع السابقة. ويراجع أيضًا حديث سلمان فى تحفة الأشراف: 4/28.(5/439)
1102- (عبد الله بن وزاح) (1)
6810 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد ابن عبد الوهاب ابن نجدة، حدثنا أبى، ثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن ابن جبير بن نفير، عن أبيه. قال: كان عبد الله بن وزاح/ قديمًا له صحبة، فحدثنا أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «يُوشِكُ أَنْ يُؤَمَّر عَلَيْكُمْ الرُّوَيْجِلُ، فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ قَوْمٌ مُحَلَّقَةٌ أَقْفِيَتُهُمْ بِيضٌ قُمُصُهُمْ، فَإِذَا أَمَرَهُمْ بِشَىءْ حَضَرُوا» .
فشاء ربك: إن عبد الله بن وزاح ولى على بعض المدن، فاجتمع إليه قوم من الدهاقين محلقة أقفيتهم بيض قمصهم، فكان إذا أمرهم بشىء حضروا، فيقول: صدق الله، ورسوله (2) .
لعل قوله «حضروا» قد سقط منها ألف، والمعنى أحضروا، أى أسرعوا فى امتثال ذلك من الخوف والهيبة، هكذا رأيناه بخط أبى نعيم بغير ألف، فالله أعلم (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/412. واختلف الضبط فيه فقيل: وزاج، وقيل: وزاح، وقيل: وراح. أما فى الإصابة: 2/380: فقطع بأنه وراح براء ثقيلة ثم حاء مهملة.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 6/212.
(3) الرواية فى المراجع (أسد الغابة، الإصابة، مجمع الزوائد) هكذا: وقال أبو موسى: حضروا أى أشرعوا المشى. الإصابة: 2/380.(5/439)
* (عبد الله بن وقدان)
هو: عبد الله بن عمرو بن وقدان، وهو ابن السعدى، كما تقدم (1) .
سيأتى أيضًا
* (عبد الله بن الوليد) (2)
هو الوليد بن المغيرة، روى أبو نعيم أن النبى - صلى الله عليه وسلم - غير اسمه إلى عبد الله، وكان اسمه الوليد.
_________
(1) يرجع إليه ص290 من هذا الجزء.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/413؛ والإصابة: 2/380؛ والاستيعاب: 2/390.(5/440)
1103- (عبد الله بن يزيد بن زيد) (1)
ابن حصن بن عمرو بن الحارث بن خطمة الأنصارى الخطمى، قيل إنه شهد الحديبية، وعمره سبع عشرة سنة، فله إدراك وصحبة، وأنكر ذلك الترمذى كما حكاه أبو داود، وحكى أبو داود أن أباه هو الأعمى الذى قتل أم ولده حين سبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنه هو الطفل الذى سقط بين رجليها (2) .
قلت: فعلى هذا لا يكون له سبع عشرة سنة فى عمرة الحديبية، والله أعلم.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/416؛ والإصابة: 2/382؛ والاستيعاب: 2/391؛ والطبقات الكبرى: 6/10؛ والتاريخ الكبير: 5/12؛ وتهذيب التهذيب: 6/78.
(2) حكى الواقدى أن عصماء بنت مروان كانت تحت يزيد بن زيد، وكانت تؤذى النبى - صلى الله عليه وسلم -، ثم روى قصة قتلها. وروى قصة قتلها. وروى هذه القصة باختصار أبو أحمد العسكرى كما أورد ابن تيمية فى الصارم المسلول ص95. ويراجع الإصابة: 3/33.(5/440)
وقال أبو حاتم: روى عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، وكان صغيرًا على عهده، فإن صحت له رواية فذاك. حديثه فى رابع الكوفيين.(5/441)
6811 - حدثنا وكيع، وابن جعفر. قالا: حدثنا شعبة، عن عدى بن ثابت. قال ابن جعفر: سمعت عبد الله بن يزيد الأنصارى يحدث. قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النهبة (1) والمثلة (2) .
6812 - حدثنا محمد بن بشر، حدثنى عبد الجبار بن عباس، عن عدى بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد الخطمى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ» تفرد به (3) . /
6813 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن شعبة، عن عدى بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد الخطمى ـ وهو الأنصارى ـ. قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المثلة والنهبة (4) .
رواه البخارى فى المظالم، عن آدم، وفى الذبائح عن حجاج ابن منهال كلاهما: عن شعبة به (5) .
وروى فى الذبائح، وقال عدى، عن سعيد، عن ابن عباس عن النبى - صلى الله عليه وسلم - (6) .
_________
(1) النَّهبة والنَّهبى: اسم للمنهوب. المصباح: 861.
(2) من حديث عبد الله بن يزيد الأنصارى فى المسند: 4/307.
(3) من حديث عبد الله بن يزيد الأنصارى فى المسند: 4/307.
(4) من حديث عبد الله بن يزيد الأنصارى فى المسند: 4/307.
(5) الخبر أخرجه البخارى (باب النهبى بغير إذن صاحبه) وفى (باب ما يكره من المثلة والمصبورة والمجثمة) . وقال ابن حجر: النهبى فعلى من النهب وهو أخذ المرء ما ليس له جهارًا، والمثلى: هى قطع أطراف الحيوان أو بعضها وه حى. فتح البارى: 5/119، 9/643.
(6) فتح البارى: 9/643.(5/441)
(أحاديث آخر)
عن عبد الله بن يزيد الخطمى(5/442)
الأول
6814 - قال البخارى فى الإستسقاء. قال: أنبأنا أبو نعيم، عن زهير، عن أبى إسحاق. قال: خرج عبد الله بن يزيد الأنصارى، وخرج معه البراء بن عازب، وزيد بن أرقم، فاستسقى، فقام على رجليه على غير منبر، فاستغفر، ثم صلى ركعتين يجهر فيهما بالقراءة، ولم يؤذن ولم يقم.
قال أبو إسحاق: ورأى عبد الله بن يزيد النبى - صلى الله عليه وسلم - (1) .
ورواه مسلم فى المغازى، عن محمد بن المثنى وابن بشار كلاهما: عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبى إسحاق نحوه (2) .
الثانى
6815 - رواه أبو داود، والنسائى من طريق حماد بن سلمة، عن أبى جعفر الخطمى، عن محمد بن كعب، عن عبد الله بن يزيد. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يودع الجيش، قال: «أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكُمْ، وَأَمَانَتَكُمْ، وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ» (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى (باب الدعاء فى الاستسقاء قائمًا) وعقب ابن حجر على قول ابن إسحاق فقال: إن كانت روايته محفوظة احتمل أن يكون المراد أنه روى هذا الحديث بعينه، والأظهر أن مراده أنه روى فى الجملة، فيوافق قوله: «رأى» لأن كلا من الحموى والصنعانى يثبت له صحبة، أما سماع هذا الحديث فلا. فتح البارى: 2/513.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى (باب عدد غزوات النبى - صلى الله عليه وسلم - (وفيه سؤال أبى إسحاق لزيد بن أرقم عن عدد الغزوات. مسلم بشرح النووى: 4/476.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الجهاد (باب فى الدعاء عند الوداع) : سنن أبى داود: 3/34؛ وأخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 7/185.(5/442)
الثالث
6816 - قال أبو داود: حدثنا عبد الله بن معاذ، حدثنا أبى، أنبأنا شعبة، عن أبى إسحاق. قال: أوصى الحارث أن يصلى عليه عبد الله بن يزيد، فصلى عليه، ثم أدخله القبر من قبل رجلى القبر، وقال: هذا من السنة (1) .
الرابع
6817 - قال الترمذى: حدثنا سفيان، وابن وكيع، حدثنا ابن أبى عدى، عن حماد بن سلمة، عن أبى جعفر الخطمى، عن محمد ابن كعب القرظى، عن عبد الله بن يزيد الخطمى الأنصارى، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان يقول فى دعائه: «اللَّهُمَّ ارْزُقْنِى حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يَنْفَعُنِى حُبُّهُ عِنْدَكَ، اللَّهُمَّ مَا رَزَقْتَنِى مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لِى فِيمَا تُحِبُّ، [اللَّهُمَّ] وَمَا زَوَيْتَ عَنِّى مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلُهُ قُوَّةً لِى فِيمَا تُحِبُّ» .
ثم قال: حسن غريب، وأبو جعفر الخطمى [اسمه] عمير بن يزيد بن خماشة (2) .
الخامس
6818 - رواه الطبرانى من طريق أبو نعيم: الفضل ابن دكين، عن محمد بن موسى، عن موسى بن عبد الله بن يزيد، عن أبيه: أنه كان يصلى بالناس، فكانوا يرفعون رءوسهم [قبل أن يرفع رأسه] ،
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الجنائز (باب فى الميت يدخل من قبل رجليه) : سنن أبى داود: 3/213.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى الدعوات (باب 74) : صحيح الترمذى: 5/523. وما بين معكوفات استكمال منه.(5/443)
ويضعونها قبل أن يضع، فقال: / أيها الناس إنكم تأتمون وتؤتمون لصليت بكم صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا أخرم منها شيئاً (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه محمد بنس موسى الأنصارى: شيخ لأبى نعيم ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 2/79. ولا أخرم: لا أترك. النهاية: 1/291.(5/444)
1104- (عبد الله الصنابحى) (1)
قيل: أنه أبو عبد الله الصنابحى: عبد الرحمن بن عسيلة.
6819 - روى النسائى عن قتيبة، عن مالك، وابن ماجه، عن سويد بن سعيد، عن حفص بن ميسرة كلاهما: عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصنابحى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ فَمَضْمَضَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ فِيهِ» (2) .
(حديث آخر عنه)
6820 - روى النسائى بالإسناد المتقدم، وابن ماجه، عن إسحاق الكوسج، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصنابجى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الشَّمْسُ تَطْلُعُ، وَمَعَهَا قَرْنُ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَارَقَهَان [فَإِذَا اسْتَوَتْ قَارَنَهَا، فَإِذَا زَالَتْ فَارَقَهَا] ، فَإِذَا دَنَتْ لِلْغُرُوبِ قَارَنَهَا،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/281؛ والإصابة: 2/384؛ والاستيعاب: 2/334؛ والطبقات الكبرى: 7/142.
(2) الخبر أخرجاه فى الطهارة: النسائى فى (باب مسح الأذنين مع الرأس وما يستدل به على أنهما من الرأس) : المجتبى: 1/63؛ وابن ماجه (باب ثواب الطهور) : سنن ابن ماجه: 1/103. وهو عندها أتم مما أورده المصنف، وأخرجه أحمد من حديث أبى عبد الله الصنابحى: المسند: 4/348.(5/444)
فَإِذَا غَرَبَتْ فَارَقَهَا، فَلاَ تُصَلُّوا فِى هَذِهِ السَّاعَاتِ الثَّلاثِ» (1) .
وقد رواه أبو نعيم، عن أبى بكر بن خلاد، عن الحارث بن أبى أسامة، عن روح، عن مالك وزهير، عن زيد بن أسلم به.
قال: ورواه محمد بن جعفر، عن ابن أبى كثير، وحفص بن ميسرة، وخارجة ابن مصعب، عن زيد بن أسلم (2) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) الخبر أخرجاه فى الصلاة: النسائى فى (باب الساعات التى نهى عن الصلاة فيها) : المجتبى: 1/221؛ وابن ماجه (باب ما جاء فى الساعات التى تكره فيها الصلاة) : سنن ابن ماجه: 1/397. وفى الزوائد: إسناده مرسل ورجاله ثقات، وأخرجه أحمد من حديث أبى عبد الله الصنابحى: المسند: 4/348.
(2) الخبر أخرجه أبو يعلى أيضًا، وقد ذكر محققه هذه الطرق التى أشار إليها أبو نعيم وغيرها. مسند أبى يعلى: 3/37.(5/445)
6821 - قال أبو يعلى: حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا عباد بن عباد، عن المجالد بن سعيد، عن قيس بن أبى حازم، عن الصنابحى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنِّى مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ، فَلاَ تَرْجِعُوا بَعْدِى كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» (1) .
ورواه أيضًا عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن ابن المبارك، ووكيع، وابن نمير، وأبى أسامة كلهم: عن إسماعيل، عن قيس، عن الصنابحى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنِّى فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنِّى مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ، فَلاَ تَقْتَتِلُنَّ بَعْدِى» (2) .
_________
(1) أشار محقق أبى يعلى أن إسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد. مسند أبى يعلى: 3/39؛ والخبر أخرجه أحمد من حديث أبى عبد الله الصنابحى، ومن حديث الصنابحى الأحمسى، مسند أحمد: 4/349، 351.
(2) مسند أبى يعلى: 3/40؛ والخبر أخرجه ابن ماجه فى الفتن (باب لا ترجعوا بعدى كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض) وفى الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات، وقيس هو ابن أبى حازم، وإسماعيل هو ابن أبى خالد، وليس للصنابحى هذا عند المصنف سوى هذا الحديث، وليس له شىء فى بقية الكتب الستة، سنن ابن ماجه: 2/1300.(5/445)
(حديث آخر)(5/446)
6822 - قال أبو يعلى: حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن مجالد، عن قيس، عن الصنابحى [الأحمسى] : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبصر ناقة حسنة فى إبل الصدقة، فقال: «مَن (1) صَاحِبُ هَذِهِ النَّاقَةِ؟» فقال: يا رسول الله إنى ارتجعتها ببعيرين من إبل (2) الصدقة. فقال: «إِذَنْ نَعَمْ» (3) .
1105- (عبد الله: أبو سفيان الثقفى) (4) /
6823 - قال البزار: حدثنا أبو غسان: روح بن حاتم، حدثنا أبو بكر بن أبى الأسود، حدثنى حميد بن الأسود، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن سفيان بن عبد الله الثقفى، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسٍ ثَوْبَىْ زُورٍ» (5) .
ورواه الطبرانى عن محمد بن جعفر الرازى، عن أبى بكر بن أبى الأسود به.
_________
(1) لفظ أبى يعلى: «قاتل الله صاحب هذه الناقة» وفى المسند: «فغضب وقال: «ما هذه؟» .
(2) لفظ أبى يعلى: «من حواشى الإبل» وعنده أيضًا: «فنعم إذًا.
(3) مسند أبى يعلى: 3/39. وقال الهيثمى: رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه قال: عن الصنابحى الأحمسى، وأورد الخبر ثم قال: فيه مجالد وهو ضعيف، وقد وثقه النسائى فى رواية. مجمع الزوائد: 4/105.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/264؛ وقال ابن حجر: عبد الله بن أبى ربيعة الثقفى والد سفيان، الإصابة: 2/304، وصوبه فى القسم الرابع من حرف العين: 3/146.
(5) كشف الأستار: 2/444. وقال الهيثمى: رجال البزار رجال الصحيح غير أبى غسان روح بن حاتم، وثقه ابو حاتم الرازى وابن حبان، مجمع الزوائد: 8/98.(5/446)
1106- (عبد الله: أبو يزيد المزنى) (1)
وقيل: اسمه عبد
6824 - روى ابن منده، وأبو نعيم، من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أيوب بن موسى، عن يزيد بن عبد الله المزنى، عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «فِى الإِبِلِ فَرَعٌ (2) ، وَفِى الْغَنَمِ فَرَعٌ، وَيُعَقُّ عَنِ الْغُلاَمِ، وَلاَ يُمَسُّ رَأْسُهُ بِدَمٍ» (3) .
1107- (عبد الله اليشكرى) (4)
هو: عبد الله بن أبى المغيرة، وهو: عبد الله بن المنتفق.
6825 - والحديث واحد فى إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة (5) .
1108- (عبد الله: والد بعجة، - رضي الله عنه -) (6)
وهو ابن بدر المتقدم، حديثه فى خامس القبائل.
6826 - حدثنا هشام بن سعيد، أنبأنا معاوية بن سلام، سمعت يحيى بن أبى كثير، أخبرنى بعجة بن عبد الله: أن أباه أخبره: أن
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/417؛ والإصابة مختصرًا: 2/385.
(2) قيل: كان الرجل فى الجاهلية إذا تمت إبله مائة، قدم بكرًا فنحره لصنمه وهو الفرع، وقد كان المسلمون يفعلونه فى صدر الإسلام ثم نسخ. النهاية: 3/194.
(3) الخبر أخرجه الطبرانى كما فى الجامع الصغير. قال المناوى: وأبو نعيم والديلمى من حديث يزيد ابن عبد الله المزنى عن أبيه. ورمز له السيوطى بالصحة. فيض القدير: 4/445.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/418؛ وترجم له ابن حجر: عبد الله بن المنتفق اليشكرى، الإصابة: 2/373؛ وقال ابن عبد البر: فى صحبته نظر، الاستيعاب: 2/332.
(5) يرجع إلى الخبر ص429 من هذا الجزء كما يراجع المسند: 3/472.
(6) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/183، وقال: عبد الله بن بدر بن بعجة. روى عنه ابنه بعجة؛ والإصابة: 2/280 وقال ابن عبد البر: روى عنه ابنه بعجة، لم يرو عنه غيره؛ الاستيعاب: 2/267؛ والتاريخ الكبير: 5/23 وقال: عبد الله بن بدر الجهنى المدينى.(5/447)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لهم يومًاك «هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ فَصُومُوا» . فقال رجل من بنى عمرو بن عوف: يا رسول الله إنى تركت قومى منهم صائم، ومنهم مفطر. فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «اذْهَبْ إِلَيْهِمْ، فَمَنْ كَانَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ» تفرد به (1) .
_________
(1) من حديث والد بعجة بن عبد الله فى المسند: 6/466.(5/448)
1109- (عبد الله، - رضي الله عنه -) (1)
6827 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سمعت حجاج ابن الحجاج الأسلمى ـ وكان إمامهم ـ يحدث عن أبيه ـ وكان حد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ، عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: «إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فأَبْرِدَوا عَنِ الْصَّلاَةِ» (2) .
1110- (عبد الأعلى بن عدى البهرانى) (3) /
عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه بعث عليًا يوم غدير خم، فرأى رجلاً معه قوس فارس. الحديث.
6828 - رواه أبو داود فى المراسيل من حديث إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن بسر الحبرانى، عن عبد الرحمن بن عدى
_________
(1) قال ابن حجر: روى عنه حجاج الأسلمى حديثًا أخرجه أحمد فى مسنده، فأفرده الذهبى بالذكر، وتبعه ابن المحب فى ترتيب المسند، ويغلب على ظنى أنه عبد الله ابن مسعود، ثم أورد الخبر. الإصابة: 2/386.
(2) أخرجه أحمد من أحاديث رجال من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم -. المسند: 5/368.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/171؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين وقال: تابعى أرسل حديثًا، فذكره محمد بن عثمان بن أبى شيبة فى الصحابة نقله أبو نعيم وقال: لا تصح له صحبة، الإصابة: 3/128؛ وقال البخارى: قاضى حمصى عن ثوبان، قال يزيد بن عبدربه: مات عبد الأعلى البهرانى سنة أربع ومائة، التاريخ الكبير: 6/72.(5/448)
البهرانى، عن أخيه: عبد الأعلى به، ثم قال أبو داود: وقد أسند هذا الحديث، وليس بالقوى، وعبد الله بن بسر هذا ليس بالقوى (1) .
وقد تقدم أن أبا نعيم روى له حديثًا آخر بهذا الإسناد فى العمائم، والذؤابة ذكره شيخنا فى هذا الموضع، وقدمناه على العبادلة (2) .
_________
(1) يرجع إلى الخبر والإسناد فى تحفة الأشراف: 7/187.
(2) يراجع أسد الغابة: 3/171؛ وأورده الحافظ المزى عقب العبادلة، تحفة الأشراف: 7/187.(5/449)
1111- (عبد الجبار بن الحارث بن مالك: أبو عبيد) (1)
6829 - روى الحافظ أبو نعيم من طريق محمد بن الحسن بن قتيبة، عن إسحاق بن سويد، حدثنا إبراهيم بن غطريف بن سالم الحدسى، ثم أحد بنى منار بن أبى الغطريف بن سالم: أنه سمع أباه يحدث، عن عبد الله بن كدير بن أبى طلاسة بن عبد الجبار بن الحارث بن مالك الحدسى، ثم المنارى، عن أبيه، عن جده: أبى طلاسة، عن عبد الجبار بن الحارث بن مالك.
قال: وفدت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أرض سراةٍ (2) ، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحييته بتحية العرب، فقلت: أنعم صباحًا، فقال: «إِنَّ اللهَ قَدْ حَيَّى محمدًا وَأُمَّتَهُ بِغَيْرِ هَذِهِ التَّحِيَّةِ بِالتَّسْلِيمِ بَعْضِهَا عَلَى بَعْضِ» . فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فقال: «وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ» . ثم قال لى: «مَا اسْمُكَ؟» فقلت: الجبار بن الحارث. فقال: «أَنْتَ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/419؛ والإصابة: 2/387.
(2) السراة: الجبال والأرض الحاجزة بين تهامة واليمن ولها سعة. معجم البلدان: 3/204.(5/449)
عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْحَارِثِ» فأسلمت، وبايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما بايعت قيل له: هذا المنارى (1) فارس من فرسان قومه. قال: فحملنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فرس، فأقمت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقاتل معه، ففقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صهيل الفرس الذى حملنى عليه فقال: «مَا لِى لاَ أَسْمَعُ صَهِيلَ فَرَسِ الْحَدَسِى» (2) . فقلت: يا رسول الله بلغنى أنك تأذيت من صهيله فخصيته، فنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن إخصاء الخيل، فقيل لى: لو سألت النبى - صلى الله عليه وسلم - كتابًا كما سأله ابن عمك تميم الدارى؟ فقلت: أعاجلاً سأله أم آجلاً؟ فقالوا: بل عاجلاً/ سأله. فقلت: عن العاجل رغبت ولكن أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعيننى غدًا بين يدى الله، هذا حديث غريب الإسناد عزيزه (3) .
_________
(1) المنارى: نسبة إلى القبيلة فهو أحد بنى منار. أسد الغابة.
(2) نسبة إلى قبيلته.
(3) تراجع الإصابة وأسد الغابة.(5/450)
1112- (عبد الحميد بن حفص بن المغيرة) (1)
ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم: أبو عمرو بن حفص المخزومى زوج فاطمة بنت قيس، ثم طلقها.
6830 - قال أبو نعيم: أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن ابن سفيان، حدثنا محمد بن خالد، حدثنا أبى، عن ابن أبى ليلى، عن الزبير، عن عبد الحميد، عن أبى عمرو، وكانت تحته فاطمة بنت قيس، فطلقها ثلاثًا، فأتت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «لاَ نَفَقَةَ لَهَا» (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/420؛ والإصابة: 2/388؛ وفى الكنى: 4/139؛ وأخرجه البخارى فى الكنى: 9/54.
(2) أسد الغابة: 3/420.(5/450)
(حديث آخر عنه)(5/451)
6831 - قال أبو نعيم: وحدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا أبى، حدثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن على بن رباح، عن ناشرة بن سمى: أنه سمع عمر بن الخطاب يقول يوم الجابية (1) : إنى قد نزعت خالد بن الوليد، وأمرت أبا عبيدة بن الجراح، فقام أبو عمرو بن حفص بن المغيرة، فقال: والله (2) لقد نزعت عاملاً استعمله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغمدت سيفًا سله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ووضعت لواء عقده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (3) .
1113- (عبد خير بن يزيد الخيوانى الهمدانى) (4)
6832 - ذكره أبو نعيم، وابن الأثير وعن واحدٍ فى الصحابة، وليست له رؤية، وإنما هو مخضرم أدرك الجاهلية وقرأ كتاب النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: فإذا هو يدعو الناس إلى خير واسع، وأسلم أبوه وأمه، وصحب هو على بن أبى طالب، واشتهر بصحبته، وكان من ثقاتهم، وتوفى وقد بلغ مائة وعشرين سنةً (5) .
_________
(1) الجابية: قرية من أعمال دمشق وفيها خطب عمر خطبته المشهورة. معجم البلدان: 2/91.
(2) لفظ البخارى هنا: «والله ما أعذرت يا عمر» .
(3) الخبر أخرجه البخارى فى الكبير وتمامه عنده: وقطعت الرحم وحسدت ابن العم، فغضب فى ابن عمه، فقال عمر: إنك قريب القرابة حديث السنن. التاريخ الكبير: 9/54.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/421؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الثالث من حرف العين: الإصابة: 3/96؛ وقال البخارى: أبو عمارة الكوفى، كناه مروان بن معاوية. التاريخ الكبير: 6/133.
(5) أخرجه البخارى فى الكبير أتم من هذا اللفظ. التاريخ الكبير: 6/133.(5/451)
1114- ولهم: (عبد خير آخر حميرى) (1)
ذكره ابن منده، وأبو موسى المدينى، وأنه كان اسمه عبد شر، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد خير، ولم يرو عنه شىء والله تعالى أعلم، وهو الميسر.
1115- (عبد الرحمن بن أبزى/ الخزاعى)
مولى نافع بن عبد الحارث (2) وخليفته على أهل مكة، حتى تلقى عمر بعسفان، فقال له: من استخلفت على أهل الوادى؟ قال: ابن أبزى. قال: ومن ابن أبزى؟ قال: مولى لنا قد قرأ القرآن، والفرائض، فقال عمر: إن الله يرفع بهذا القرآن قومًا ويضع آخرين (3) .
وقد استعمل على الكوفة أيضًا وسكنها، واختلف فى صحبته، فقال البخارى، ومسلم، وأبو حاتم، وغير واحد: هو صحابى. ذكره ابن حبان وابن أبى داود فى التابعين.
قلت: المثبت للصحبة يقدم على من لم يعلمها أو نفاها، وسيأتى عنه ما يدل على صحبته، وحديثه فى أول المكيين.
6833 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة ـ وحجاج. قال: حدثنى شعبة-: سمعت قتادة يحدث، عن زرارة ـ قال حجاج فى
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/422؛ وعده ابن حجر والذى قبله واحدًا وترجم له فى القسم الأول من الإصابة: 2/388، والقسم الثالث: 3/96.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/422؛ والإصابة: 2/288؛ والاستيعاب: 2/417؛ والطبقات الكبرى: 5/341؛ وقال البخارى: له صحبة، التاريخ الكبير: 5/245؛ وابن حبان فى التابعين: الثقات: 5/98.
(3) الخبر أخرجه مسلم فى الصلاة (باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه) : مسلم بشرح النووى: 2/465؛ وأخرجه ابن ماجه فى المقدمة (باب فضل من تعلم القرآن وعلمه) : سنن ابن ماجه: 1/79. وفيهما قال عمر: أما نبيكم - صلى الله عليه وسلم - فقال: الحديث.(5/452)
حديثه. قال: سمعت زرارة-، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان يوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (1) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى فى المسند: 3/406.(5/453)
6834 - حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، أخبرنا قتادة، سمعت رزارة يحدث عن عبد الرحمن بن أبزى: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فإذا سلم قال: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ» يقولها ثلاثًا (1) .
6835 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدثنا قتادة، عن زرارة، عن عبد الرحمن بن أبزى: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (2) .
6836 - حدثنا أبو داود الطيالسى، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن عزرة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مثل هذا (3) .
6837 - حدثنا بهز، حدثنا همام، أنبأنا قتادة، عن عزرة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم -[كان يقرأ فى الوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و] كان إذا سلم قال: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ» يطولها ثلاثًا (4) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى فى المسند: 3/406.
(2) من حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى فى المسند: 3/407.
(3) من حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى فى المسند: 3/406.
(4) من حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى فى المسند: 3/406. وما بين معكوفين استكمال منه.(5/453)
6838 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، وزبيد الإيامى، عن ذر، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان يقرأ (1) فى الوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فإذا سلم قال: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ» يرفع بها صوته (2) .
6839 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، / قال زبيد وسلمة بن كهيلٍ أخبرانى: أنهما سمعا ذرا، عن [ابن] عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وكان إذا سلم قال: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ» ثلاثًا، ويرفع صوته بالآخرة (3) .
6840 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن عزرة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وإذا سلم قال: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ» ثلاث مرات (4) .
_________
(1) فى المخطوطة: «أنه قرأ فى الوتر» والتصويب من المرجع.
(2) من حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى فى المسند: 3/406.
(3) من حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى فى المسند: 3/406. وما بين معكوفين استكمال منه.
(4) من حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى فى المسند: 3/406.(5/454)
6841 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن زبيدٍ، عن ذر بن عبد الله المرهبى، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {قُلْ(5/455)
يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وإذا أراد أن ينصرف من الوتر قال: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ» ثلاث مرات، ثم يرفع بها صوته فى الثالثة (1) .
6842 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن زبيدٍ، عن ذر الهمدانى، عن سعيد ابن عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى، عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ويقول إذا جلس فى [آخر] صلاته: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ» ثلاثًا، يمد بالآخرة صوته (2) .
6843 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سلمة ابن كهيل، عن ذر، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ويقول: «أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلاَمِ، وَكَلِمَةِ الإِخْلاَصِ، وَدِينِ نَبِيِّنَا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وَمِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ ـ حَنِيفًا [مُسْلِمًا] وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» (3) . وقد روى النسائى هذا الحديث من طرق متعددة (4) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى فى المسند: 3/406.
(2) من حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى فى المسند: 3/407. وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) من حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى فى المسند: 3/406. ولفظ المسند اقتصر على قوله عليه الصلاة والسلام: «أصبحنا على فطرة الإسلام» الخ. وما بين معكوفين استكمال منه.
(4) الخبر طول النسائى فى إخراجه من طرق متعددة ويرجع إليه فى: (باب نوع آخر من القراءة فى الوتر) و (باب ذكر الاختلاف على شعبة فيه) و (باب ذكر الاختلاف على مالك بن مغول فيه) و (باب ذكر الاختلاف على شعبة عن قتادة فى هذا الحديث) : المجتبى: 3/202، 203، 204، 205، 207، 208، 209؛ وأخرج الجزء الأخير فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 7/189.(5/455)
كما رواه الإمام أحمد، وأخرج هذه الزيادة: «أصبحنا على فطرة الإسلام» إلى آخره من طريق شعبة وسفيان الثورى عن سلمة بن كهيل به (1) .
_________
(1) مسند أحمد: 3/406، 407.(5/456)
6844 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدثنى سلمة بن كهيل، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - صلى فى الفجر، فترك آية، فلما صلى قال: «أَفِى الْقَوْمِ أُبَىُّ بْنُ كَعْبِ؟» قال أبى: يا رسول الله نسخت/ آية كذا أو نسيتها؟ قال: «نسيتها» (1) .
رواه النسائى عن الغلاس، عن يحيى به (2) .
6845 - حدثنا جرير، عن منصور، عن راشدٍ: أبى سعد، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس فى الصلاة فدعا وضع يده اليمنى على فخذه، ثم كان يشير بإصبعه إذا دعا (3) تفرد به.
6846 - حدثنا روح بن عبادة، حدثنا شعبة، حدثنا الحسن بن عمران: رجل كان بواسط. قال: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى يحدث عن أبيه: أنه صلى مع النبى - صلى الله عليه وسلم -[فكان لا يتم التكبير ـ يعنى إذا خفض وإذا رفع ـ] (4) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى فى المسند: 3/407.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 7/188.
(3) من حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى فى المسند: 3/407. وليس فى لفظ أحمد «إذا دعا» .
(4) سقط لفظ الخبر، واتصل سنده بلفظ الخبر التالى وهو من حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى فى المسند: 3/406. وما بين معكوفين استكمال منه.(5/456)
6847 -[حدثنا وكيع، عن سفيان، عن سلمة، عن عبد الله بن عبد الرحمن ابن أبزى، عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم -] كان يقول إذا أصبح وإذا أمسى: «أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلاَمِ، وَأَمْسَيْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلاَمِ، وَعَلَى وَكَلِمَةِ الإِخْلاَصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وَعَلَى وَمِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا، وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» (1) .
6848 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن سفيان، حدثنا سلمة ابن كهيلٍ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أصبح يقول: «أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلاَمِ، وَكَلِمَةِ الإِخْلاَصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وَمِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» (2) .
6849 - حدثنا يحيى بن حماد، أنبأنا شعبة، عن الحسن بن عمران، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه: أنه صلى خلف النبى - صلى الله عليه وسلم -، فكان لا يتم التكبير (3) .
6850 - حدثنا هارون بن معروفٍ، حدثنا ضمرة، عن ابن شوذبٍ (4) ، عن عبد الله، عن القاسم. قال: جلسنا إلى عبد الرحمن ابن أبزى، فقال: ألا أريكم صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فقلنا: بلى. قال: فقام فكبر ثم قرأ، ثم ركع، فوضع يديه على ركبتيه حتى أخذ
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى فى المسند: 3/407. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) من حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى فى المسند: 3/407.
(3) من حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى فى المسند: 3/407. قال أبو داود: معناه إذا رفع رأسه من الركوع وأراد أن يسجد لم يكبر، وإذا قام من السجود لم يكبر. سنن أبى داود: 1/222.
(4) هو عبد الله بن شوذب الخراسانى. تهذيب التهذيب: 5/255.(5/457)
كل عضو مأخذه، ثم رفع حتى أخذ كل عظمٍ مأخذه، ثم سجد حتى أخذ كل عظمٍ مأخذه، ثم رفع حتى أخذ كل عظمٍ مأخذه، ثم سجد حتى أخذ كل عظمٍ مأخذه، ثم رفع فصنع فى الركعة الثانية كما صنع فى الركعة الأولى، ثم قال: هكذا صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى فى المسند: 3/407. واللفظ عند أحمد: «حتى أخذ كل عضو» وتكرر بتكرره.(5/458)
6851 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن سفيان، عن منصور، عن أبى سعيد الخزاعى، عن ابن أبزى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يشير بإصبعه السبابة فى الصلاة، تفرد به (1) . /
ورواه الطبرانى، عن إسحاق الزيرى، عن عبد الرزاق، عن الثورى به (2) .
(طريق أخرى عنه)
6852 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحرانى، حدثنا أبى، عن موسى بن أعين، عن إدريس الكوفى: أن منصور بن المعتمر حدثه: عن راشد بن سعيدٍ، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان إذا دعا فى الصلاة وضع يده على فخذه، ثم قال: بإصبعه هكذا: خفض إصبعه الخنصر والتى تليها (3) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى فى المسند: 3/407.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير عن أبى سعيد الخزاعى عنه، ولم يرو عنه غير منصور بن المعتمر، كما قال ابن أبى حاتم عن أبيه. مجمع الزوائد: 2/140.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير من طريق راشد أيضًا. مجمع الزوائد: 2/140.(5/458)
(حديث آخر عنه)(5/459)
6853 - رواه أبو داود، عن ابن بشار، وابن المثنى كلاهما: عن أبى داود الطيالسى، عن شعبة، عن الحسن بن عمران العسقلانى (1) ، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه: أنه صلى مع النبى - صلى الله عليه وسلم - فكان لا يتم التكبير (2) .
فأما حديثه فى السلف فتقدم فى ترجمة عبد الله بن أبى المجالد، عن عبد الله ابن أبى أوفى (3) .
(حديث آخر عنه)
6854 - رواه الطبرانى: من طريق يعقوب القمى، عن جعفر بن المغيرة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه. قال: كأنى أنظر إليهم خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلم أبى بكر، وعلى، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد، وأبو عبيدة، وعبد الرحمن بن عوفٍ (4) .
(حديث آخر عنه)
6855 - رواه الطبرانى أيضًا: عن محمد بن إسحاق بن راهويه، عن أبيه، عن سلمة بن كهيل، عن بكير بن معروفٍ، عن مقاتل بن حيان، عن علقمة بن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن
_________
(1) فى سياق السند: «عن الحسن بن عمران» قال ابن بشار: الشامى. وقال أبو داود الطيالسى: أبو عبد الله العسقلانى.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة (باب تمام التكبير) : سنن أبى داود: 1/221.
(3) يرجع إلى الخبر ص48 من هذا الجزء وهو عند البخارى وأبى داود والنسائى وابن ماجه.
(4) لم أجده.(5/459)
أبيه، عن جده. قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فأثنى على طوائف من المسلمين خيرًا، ثم قال:
«مَا بَالُ أَقْوَامٍ لاَ يُفَقِّهُونَ جِيرَانَهُمْ، وَلاَ يُعَلِّمُونَهُمْ، وَلاَ يَعِظُونَهُمْ، وَلاَ يَأْمُرُونَهُمْ، وَلاَ يَنْهَوْنَهُمْ، وَمَا بَالُ أَقْوَامٍ لاَ يَتَعَلَّمُونَ مِنْ جِيرَانِهِمْ، وَلاَ يَتَفَقَّهُونَ، وَلاَ يَتَّعِظُونَ، [وَاللهِ لَيُعَلِّمَنَّ قَوْمٌ جِيرَانَهُمْ وَيَتَّعِظُونَ وَيَتَفَقَّهُونَ أَوْ لأُعَاجِلَنَّهُمْ بِالْعُقُوبَةِ» (1) ، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} (2) الآية (3) .
(حديث آخر)
_________
(1) عن الهيثمى زيادة فى هذا الموطن هى: «قالوا من ترونهم عنى بهؤلاء؟ قال: الأشعريين. هم قوم فقهاء ولهم جيران جفاة من أهل المياه والأعراب، فبلغ ذلك الأشعريين، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا رسول الله ذكرت قومًا بخير، وذكرتنا بشر فما بالنا، قال: ليعلمن قوم جيرانهم وليفقهنهم، وليفطننهم وليأمرنهم ولينهنهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفطنون، ويتفقهون أو لأعاجلنهم العقوبة فى الدنيا، فقالوا: يا رسول الله أنفطن غيرنا، فأعاد قوله عليهم، وأعادوا قولهم: أنفطن غيرنا، فقال ذلك أيضًا، فقالوا: أمهلنا سنة، فأمهلهم سنة يفقهونهم ويعلمونهم ويفطنونهم» . مجمع الزوائد: 1/164.
(2) الآية 78 من سورة المائدة.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه بكير بن معروف، قال البخارى: ارم به، ووثقه أحمد فى رواية، وضعفه فى أخرى، وقال ابن عدى أرجو أنه لا بأس به. وما بين معكوفين استكمال منه. مجمع الزوائد: 1/164.(5/460)
6856 - رواه الطبرانى: من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى ابى الدحداح يستقرضه، فلما جاءه الرسول قال: أرسل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستقرضنى!! أشهدكم/ أن مالى فى موضع كذا(5/460)
وكذا فى سبيل الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كَمْ مِنْ عَذْقٍ (1) لأَبِى الدَّحْدَاحِ فِى الْجَنَّةِ» (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) العذق: بالفتح النخلة وبالكسر العرجون بما فيه من الشماريخ. النهاية: 3/77.
(2) أورده الهيثمى فى فضائل أبى الدحداح، ولم يذكر من خرجه، مجمع الزوائد: 9/324؛ وأبو الدحداح قال أبو عمر: لا أقف على اسمه ولا نسبه أكثر من أنه من الأنصار حليف لهم. أسد الغابة: 6/96.(5/461)
6857 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو بكر بن خلادٍ، حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة، حدثنا محمد بن عبيدٍ المحاربى، حدثنا عبيدة بن حميدٍ، عن محمد بن سالمٍ، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه. قال: شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جنازة، فلما أراد أن يصلى عليها رأى امرأة فأمر بها فطردت، [حتى لم يرها تقدم وكبر عليها أربعًا] (1) .
1116- (عبد الرحمن بن أذينة) (2)
ذكر إسحاق بن راهويه فى الصحابة، توفى أيام الحجاج.
6858 - قال إسحاق بن راهويه: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو الأحوص، عن أبى إسحاق، عن عبد الرحمن بن أذينة، عن
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط، وفيه محمد بن سالم، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 3/29. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/424؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين: 3/174؛ وأخرجه البخارى وابن حبان فى التابعين، التاريخ الكبير: 5/255؛ والثقات: 5/85.(5/461)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ وَلْيَأْتِ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ» .
رواه أبو نعيم من طريق إسحاق (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير عن عبد الرحمن بن أذينة عن أبيه، وفيه زيادة: «وليكفر عن يمينه» . قال الهيثمى: عبد الرحمن بن أذينة ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 4/184.(5/462)
1117- (عبد الرحمن بن أزهر بن عوفٍ) (1)
ابن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب القرشى الزهرى أبو جبير المدنى، شهد حنينًا، وهو ابن عم عبد الرحمن بن عوفٍ، وقيل ابن أخيه. قال محمد بن سعد: حفظ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو صغير نحو ابن عباس فى السن، وبقى إلى زمن فتنة ابن الزبير، وقال ابن منده: مات قبل وقعة الحرة (2) ، حديثه فى خامس المكيين، وسادس الكوفيين.
6859 - حدثنا زيد بن الحباب، حدثنى أسامة بن زيدٍ، حدثنى الزهرى، عن عبد الرحمن بن أزهر، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخلل الناس يوم حنينٍ يسأل عن منزل خالد بن الوليد، فأتى بسكران، فأمر من كان معه أن يضربوه بما كان فى أيديهم (3) .
6860 - حدثنا صفوان بن عيسى، أنبأنا أسامة بن زيدٍ، عن الزهرى. قال: أنبأنا عبد الرحمن بن أزهر. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين يتخلل الناس يسأل عن رحل خالد بن الوليد، فأتى
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/424؛ والإصابة: 2/389؛ والاستيعاب: 2/406؛ والتاريخ الكبير: 5/240؛ وتهذيب التهذيب: 6/135.
(2) تراجع العبارتان فى تهذيب التهذيب: 6/135.
(3) من حديث عبد الرحمن بن أزهر فى المسند: 4/88.(5/462)
بسكران، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كان عنده أن يضربوه بما كان فى أيديهم، وحثا عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / التراب (1) .
_________
(1) أورده أحمد بن أحاديث الصنابحى الأحمسى، وهو من أحاديث عبد الرحمن ابن أزهر فى المسند: 4/351.(5/463)
6861 - حدثنا روح، أنبأنا أسامة بن زيد، حدثنا الزهرى، حدثنى عبد الرحمن بن أزهر الزهرى. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخلل صفوف الناس يسأل عن منزل خالد بن الوليد، فذكره (1) .
6862 - حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا أسامة بن زيدٍ، عن الزهرى: أنه سمع عبد الرحمن بن أزهر يقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزاة الفتح وأنا غلام شاب يتخلل الناس يسأل عن منزل خالد بن الوليد، فأتى بشارب، فأمر به فضربوه بما فى أيديهم، فمنهم من ضربه بنعله، ومنهم من ضربه بعصًا، ومنهم من ضربه بسوطٍ، وحثا عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التراب (2) .
رواه أبو داود، والنسائى فى رواية ابن الأحمر، من طريق أسامة ابن زيد الليثى المدنى، عن الزهرى به.
ورواه أبو داود من طريق عقيل، عن الزهرى، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر، عن أبيه به، وليس فيه ذكر خالدٍ.
ورواه النسائى أيضًا من طريق محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، ومحمد بن إبراهيم التيمى كلاهما: عن عبد الرحمن بن أزهر. قال:
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن أزهر فى المسند: 4/153. وقد ورد بين أحاديث الصنابحى الأحمسى.
(2) من حديث عبد الرحمن بن أزهر فى المسند: 4/350.(5/463)
أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشارب يوم حنينٍ، فقال: «اضْرِبُوهُ» فضربوه بنعالهم (1) .
قال شيخنا فى الأطراف: وروى عن محمد بن إبراهيم، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، وسيأتى (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود من طرقه كلها فى الحدود (باب إذا تتابع فى شرب الخمر) : سنن أبى داود: 4/165، 166؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 7/191.
(2) تحفة الأشراف: 7/192. وسيأتى من حديث أبى هريرة، وهو عند البخارى وأبى داود والنسائى، تحفة الأشراف: 10/474.(5/464)
6863 - حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهرى. قال: وكان عبد الرحمن بن أزهر يحدث: أن خالد بن الوليد بن المغيرة خرج يومئذٍ، وكان على الخيل: خيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن أزهر: وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ بعد ما هزم الله الكفار، ورجع المسلمون إلى رحالهم ـ يمشى فى المسلمين، وقال: «مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ؟» قال: فمشيت، أو قال: فسعيت وأنا بين يديه، وأنا محتلم أقول: من يدل على رحل خالد بن الوليد؟ حتى دللنا على رحله، فإذا خالد بن الوليد مستند إلى مؤخرة رحله، فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنظر فى جرحه. قال الزهرى، وحسبت أنه قال: ونفث فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
6864 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبى، عن صالح، وحدث ابن شهاب: أن عبد الرحمن بن الأزهر كان حدثه: أنه حضر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين كان يحثى فى وجوههم التراب (2) . /
وهكذا رواه النسائى من طريق صالح به (3) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن أزهر فى المسند: 4/350.
(2) من حديث عبد الرحمن بن أزهر فى المسند: 4/351.
(3) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 7/192.(5/464)
قال أبى: هذا يتلو حديث الزهرى عن قبيصة فى شارب الخمر (1) .
قرىء على سفيان ـ وأنا شاهد ـ: سمعت معمرًا، عن الزهرى، عن عبد الرحمن ابن أزهر. قال: جرح خالد بن الوليد، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأل عن رحله. قلت ـ وأنا غلام ـ: من يدل على رحل خالد فأتاه وهو مجروح يسأل عنه (2) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) ورد الخبر فى سياق الحديث السابق عند الإمام أحمد. المسند: 4/351.
(2) نهاية الخبر عند أحمد: فجلس عنده. وقد ورد الخبر من بين أحاديث الصنابحى الأحمسى، فهى بذلك ثلاثة أخبار وردت فى ثنايا حديثه ليست له بل هى من أحاديث ابن أزهر. المسند: 4/351.(5/465)
6865 - روى ابن الأثير من طريق ابن أبى مريم، عن نافع بن يزيد، حدثنى جعفر بن ربيعة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن السائب، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّمَا مَثَلُ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ حِينَ يُصِيبُهُ الْوَعْكُ، أَوِ الْحُمَّى كَمَثَلَ الْحَدِيدَةِ الْمُحَمَّاةِ تَدْخُلُ النَّارَ، فَيَذْهَبُ خَبَثُهَا، وَيَبْقَى طِيبُهَا» (1) .
ورواه أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثنا سعيد بن الحكم بن أبى مريم به (2) .
_________
(1) أسد الغابة: 3/425.
(2) الخبر أخرجه ابن منده، والطبرانى، وأبو نعيم، والحاكم، والبيهقى، من حديث عبد الرحمن بن أزهر، رواه عنه ابنه عبد الحميد. كما فى جمع الجوامع للسيوطى: 1/2702؛ ويراجع مستدرك الحاكم: 1/73. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والذى عندى أنهما تركاه لتفرد عبد الحميد عن أبيه بالرواية. والخبر عند الحاكم من الطريق الذى أورده المصنف. ويراجع أيضًا السنن الكبرى للبيهقى: 3/374.(5/465)
مسألة: وقال الحافظ الضياء المقدسى فى المختارة: لا أعلم له روايةً (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) لم أجده.(5/466)
6866 - وبإسناد أبى نعيم المذكور. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا جِئْتُمُ الصَّلاَةَ وَنَحْنُ سُجُودًا فاسْجُدًا فاسْجُدُوا، وَلاَ تَعُدُّوهَا شَيْئًا، وَمَن أَدْرَكَ الرَّكْعَةَ، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلاَةَ» (1) .
1118- (عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة) (2)
6867 - قال: قدم بأسارى بدر وسودة بنت زمعة عند آل عفراء فى مناحيهم (3) ، وذلك قبل أن يضرب الحجاب، فلما رجعت وجدت سهيل بن عمرو فى حجرة الدار مغلولاً، فقالت: لم ألقيتم بأيديكم وهلا متم كرامًا، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من داخل البيت: «أَعَلَى اللهِ وَعلَى رَسُولِهِ يَا سَوْدَةُ؟» قالت: ولم أشعر بما قلت حتى تكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقال ابن إسحاق فى السيرة عن عبد الله بن أبى بكر، عن يحيى ابن عبد [الله ابن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة] عنه (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو نعيم وابن عساكر عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر عن أبيه، كما أخرجه الحاكم والبيهقى من حديث أبى هريرة. جمع الجوامع: 1/491.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/426؛ والإصابة: 2/390.
(3) لفظ ابن إسحاق يوضح المعنى قال: فى مناحتهم على عوف ومعوذ ابنى عفراء.
(4) فى الأصل المخطوط: «يحيى بن عباد» . وما أثبتناه من سيرة ابن هشام مع الروض الأنف: 3/54.(5/466)
1119- (عبد الرحمن بن الأسود) (1)
ابن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة القرشى الزهرى.
6868 - روى أبو نعيم: وابن منده من طريق ابن معمر، عن الزهرى، عن عوف بن الحارث، عن مسور بن مخرمة، وعبد الرحمن ابن الأسود/ بن عبد يغوث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الهجرة (2) : «أَنَّهُ لاَ يَحِلَّ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ» (3) .
1120- (عبد الرحمن بن أشيمٍ) (4)
6869 - قال أبو نعيم: كتب إلى خيثمة: حدثنا أيوب بن سليمان بن أبى حجر الأيلى، حدثنا أبو نباتة بن يونس بن يحيى، عن سلمة بن وردان. قال: رأيت أنس بن مالكٍ، وسلمة بن الأكوع،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/427؛ والإصابة: 2/390؛ والاستيعاب: 2/427؛ وأخرجه البخارى فى التابعين، التاريخ الكبير: 5/253.
(2) الهجرة: من الهجر ضد الوصل، يعنى فيما يكون بين المسلمين من عتب وموجدة أو تقصير يقع فى حقوق العشرة والصحبة دون ما كان من ذلك فى جانب الدين، فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة على مر الأوقات ما لم تظهر منه التوبة والرجوع الحق. النهاية: 4/239؛ وقد ضرب أمثلة لذلك ثم قال: ولعل أحد الأمرين منسوخ بالآخر.
(3) روى البخارى فى الأدب (باب الهجرة) فى خبر طويل ذكر فيه: أن عائشة أم المؤمنين ـ رضى الله عنها ـ نذرت أن لا تكلم ابن الزبير، فلما طال عليه ذلك كلم المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، فاحتالا على دخولهما عليها مع ابن الزبير: «وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدانها إلا ما كلمته، وقبلت منه، ويقولان: إن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى عما قد علمت من الهجرة، فإن لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث» إلخ. فتح البارى: 1/491.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/428؛ والإصابة: 2/391؛ والاستيعاب: 2/420.(5/467)
وعبد الرحمن بن أشيم من بنى أنمار وكلهم قد صحب النبى - صلى الله عليه وسلم - لا يغيرون الشيب (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى التاريخ من طريق يونس بن يحيى عن سلمة بن وردان وزاد فيه: ومالك بن أوس بن الحدثان النصرى. التاريخ الكبير: 5/246.(5/468)
1121- (عبد الرحمن بن بجيد بن وهب) (1)
ابن قيظى بن قيس بن لوذان بن ثعلبة [بن عدى] بن مجدعة الأنصارى، - رضي الله عنه -.
6870 - قال أبو داود فى كتاب الديات: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحرانى، حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن عبد الرحمن بن بجيدٍ: أن سهلاً والله أوهم الحديث: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى اليهود أنه وجد بين أظهركم قتيل فدوه، فكتبوا يحلفون بالله خمسين يمينًا ما قتلناه ولا علمنا قاتلاً، قال: فوداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عنده بمائة ناقةٍ (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/428؛ والإصابة: 2/391. ولخص ابن عبد البر القول فيه فقال: هو ممن أدرك النبى - صلى الله عليه وسلم -، ولم يسمع منه فيما أحسب، وفى صحبته نظر، إلا أنه روى عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، فمنهم من يقول: إن حديثه مرسل، ومنهم من لا يقول ذلك. الاستيعاب: 2/421؛ وأخرجه البخارى فى التابعين، التاريخ الكبير: 5/262. وما بين معكوفين من المرجعين الأولين.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى (باب فى ترك القود بالقسامة) : سنن أبى داود: 4/179.
وقال المنذرى: فى إسناده محمد بن إسحاق، وقال الإمام الشافعى: قال لى قائل: ما منعك أن تأخذ بحديث ابن بجيد؟ قلت: لا أعلم ابن بجيد سمع النبى - صلى الله عليه وسلم -، وإن لم يكن سمع منه فهو مرسل. ولسنا وإياك نثبت المرسل، وقد علمت سهلا صحب النبى - صلى الله عليه وسلم - وسمع منه ـ وساق الحديث سياقًا لا يشبه إلا الإثبات. فأخذت به لما وصفت. مختصر السنن: 6/322.(5/468)
1122- (عبد الرحمن بن بشيرٍ)
قيل له: ابن أبى سبرة (1)
6871 - قال: كنا [جلوسًا] عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ قال: «لَيَضْرِبَنَّكُمْ رَجُلٌ عَلَى تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ كَمَا ضَرَبْتُكُمْ عَلَى تَنْزِيِلهِ» . فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: «لا» . فقال عمر: «أنا هو يا رسول الله؟: «لا ولكن خاصف النعل» . فانطلقنا فإذا على يخصف نعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى حجرة عائشة فبشرناه.
رواه أبو نعيم من طريق سيف بن محمدٍ، عن السرى بن إسماعيل، عن عامر الشعبى عنه (2) .
(حديث آخر عنه)
6872 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد ابن مسعود، حدثنا الهيثم بن جميل، حدثنا عبد الله بن عمرو الرقى، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن بشير. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ لَمْ يَرِدِ النَّارَ إِلاَّ عَابِرَ سَبِيلٍ» (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/429؛ وذكر من أسمائه عبد الرحمن بن بشر وابن أبى سبرة. ونقل ابن حجر عن ابن منده قوله: أظنه عبد الرحمن ابن سارة، وعقب عليه فقال: وما ظنه بعيد. الإصابة: 2/392؛ وله ترجمة فى الاستيعاب: 2/422.
(2) يرجع إلى الخبر فى أسد الغابة: 3/49؛ والإصابة: 2/392؛ وقال ابن الأثير: أخرجه الثلاثة وقال أبو نعيم: أراه عبد الرحمن بن أبى سبرة.
(3) قال الهيثمى: ورجاله موثقون خلا شيخ الطبرانى أحمد بن مسعود المقدسى ولم أجد من ترجمه. مجمع الزوائد: 3/7. ولم يبلغوا الحنث: أى لم يبلغوا مبلغ الرجال، وتجرى عليهم القلم فيكتب عليهم الحنث وهو الإثم. النهاية: 1/264.(5/469)
1123- (عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق) - رضي الله عنه - (1) /
عبد الرحمن بن أبى بكر كان من سادات قريشٍ وشجعانهم، وأشدهم رميًا. أسلم قبل الفتح، ثم لم يحفظ عليه كذبة منذ أسلم، وأبلى يوم اليمامة بلاءً حسنًا، وقتل محكم اليمامة رماه بسهم فى نحره (2) فقتله، يقال: كان اسمه عبد الكعبة وفى رواية عبد العزى، فسماه النبى - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن، وكان هو [وابنه] (3) وأبوه وجده صحابة أربعة ولاء لا يعرف لهم نظير، ويكنى بأبى محمد، وقيل أبو عثمان، وقيل
أبو عبد الله، وكان فيه مع دينه وضعفه وصلاحه دعابة حسنةً، وقصته مع ليلى بنت الجودى التى كان رآها فى الجاهلية فعشقها، وأنشد فيها أشعارًا (4) كثيرة مشهورة.
ولما فتح مع عمر بن الخطاب الناحية التى كانت فيها نفله إياها، فأعجب (5) بها مدة ثم [جفاه و] (6) صارت عنده حتى شفعت فيها أخته عائشة.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/466، وترجم له عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان؛ وفى الإصابة فى الموضعين: 2/392، 407؛ والاستيعاب: 2/399؛ والتاريخ الكبير: 5/242؛ وثقات ابن حبان: 3/249؛ وتهذيب التهذيب: 6/146.
(2) فى المخطوطة: «فى عقبة» وما أثبتناه من أسد الغابة والإصابة.
(3) زيادة من مصادر ترجمته، وليستقيم السياق مع قوله أربعة، وابنه هو محمد بن عبد الرحمن أبو عتيق.
(4) يرجع إلى بعض هذه الأشعار فى ابن الأثير:
تذكرت ليلى ـ والسماوة دونها ـ ... فما لابنة الجودى ليلى وماليا
الخ ... أسد الغابة: 3/467؛ الإصابة: 2/408.
(5) غير واضحة فى المخطوطة، وما أثبتناه أقر إلى الرسم والمعنى.
(6) زيادة يستلزمها السياق وبالرجوع إلى مصادر الترجمة.(5/470)
وكانت وفاته سنة أربعٍ أو خمس أو ست وخمسين، ودفن بمكة، وقد زارته أم المؤمنين أخته عائشة، وكان شقيقها، وأنشدت عند قبره أبيات تميم بن وبرة فى أخيه مالكٍ:
وكنا كندمانى جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأنى ومالكًا ... لطول اجتماعٍ لم نبت ليلة معا
وحديثه فى سادس مسند العشرة.(5/471)
6873 - حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو ـ يعنى ابن دينارٍ ـ، أخبرنى عمرو بن أوس الثقفى، حدثنى عبد الرحمن بن أبى بكر. قال: أمرنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أردف عائشة إلى التنعيم فاعمرها (1) .
ورواه الجماعة إلا أبا داود من طرق: عن سفيان بن عيينة به (2) .
ورواه أبو داود من طريق أخرى من حديث يوسف بن ماهك، عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبى بكر، عن أبيها: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: «يَا عَبْدَ الرَّحمنِ أَرْدِفْ أُخْتَكَ عَائِشَةَ، فَأَعْمرْهَا مِنَ التَّنْعِيمِ، فَإِذَا هَبَطْتَ بِهَا مِنَ الأَكَمَةِ فَلْتُحْرِمْ فَإِنَّهَا عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ» (3) .
6874 - حدثنا عبد الله بن بكر السهمى، حدثنا هشام بن عمار، عن القاسم بن مهران، عن موسى بن عبيدٍ، عن ميمون بن
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/197.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى العمرة (باب عمرة التنعيم) وفى الجهاد (باب إرداف المرأة خلف أخيها) : فتح البارى: 3/606، 6/131؛ وأخرجه مسلم فى الحج (باب مذاهب العلماء فى تحلل المعتمر المتمتع) : مسلم بشرح النووى: 3/322؛ والترمذى فيه (باب ما جاء فى العمرة من التنعيم) وقال: حسن صحيح. صحيح الترمذى: 3/264؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 7/194؛ وابن ماجه فى المناسك (باب العمرة من التنعيم) : 2/997.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى المناسك (باب المهلة بالعمرة تحيض فيدركها الحج، فتنقض عمرتها وتهل بالحج. هل تقضى عمرتها) : سنن أبى داود: 2/206.(5/471)
مهران، عن عبد الرحمن بن أبى بكر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ رَبِّى أَعْطَانِى سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِى يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ» . فقال عمر: يا رسول الله فهلا استزدته؟ قال: «قَدِ اسْتَزَدْتُه فَأَعْطَانِى مَعَ كُلِّ رَجُلٍ سَبْعِينَ أَلْفًا» . قال عمر: فهلا استزدته؟ / قال: «قَدِ اسْتَزَدْتُه، فَأَعْطَانِى هَكَذَا» ـ وفرج عبد الله بن أبى بكر بين يديه، وقال عبد الله: وبسط باعيه، وحثا عبد الله، وقال هشام: وهذا من الله لا يدرى ما عدده (1) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/197. وقد ورد فى المخطوطة صدر الخبر الذى رواه الإمام أحمد عن محمد بن أبى عدى فى قصة الأضياف إلى قول زوجه: «قد عرضت» فحذفنا هذا القدر لأنه جزء من حديث لم يكتمل وسيأتى بتمامه بعد، وليتصل الخبران المتشابهان عند الإمام أحمد والطبرانى.(5/472)
6875 - وقد روى الطبرانى فى أول هذا الحديث قصة. فقال: أنبأنا الحسين ابن إسحاق التسترى، حدثنا عثمان بن أبى شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا موسى بن عبيدة، حدثنا عبد الله بن عبيدة، عن موسى بن وردان، عن عبد الرحمن ابن أبى بكر. قال: جئت أزور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعائشة، فإذا هو يوحى إليه، فلما سرى عنه قال لعائشة: «نَاوِلِينِى رِدَائِى» فخرج، فدخل المسجد، فإذا فيه قوم ليس فيه غيرهم، فجلس فى ناحية القوم حتى إذا قضى المذكر تذكرته (1) قرأ سورة السجدة، فأطال السجود، حتى [إذا] جاء من كان على قدر ميلين وتسامع الناس سجوده، فعجز المسجد عن الناس، فأرسلت عائشة إلى أهلها احضروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلقد رأيت منه شيئًا لم أره، فرفع رأسه، فقال له أبو بكر: أطلت السجود يا رسول الله؟ فقال: «سَجَدْتُ لِرَبِّى شُكْرًا فِيمَا أَعْطَانِى مِنْ أُمَّتِى: سَبْعُونَ أَلْفًا
_________
(1) المذكر: موضع الذكر كأنه أراد حتى قضى من الذكر حاجته. النهاية: 472.(5/472)
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ [بِغَيْرِ حِسَابٍ] » فقال: يا رسول الله أمتك أكثر، وأطيب، فاستكثرهم، فقال: «مرتين أو ثلاثًا؟» فقال عمر: يا رسول الله هلا استزدته؟ قال: «قَدِ اسْتَزَدْتُهُ، فَأَعْطَانِى مَعَ كُلِّ رَجُلٍ سَبْعِينَ أَلْفًا» . فقال عمر: فهلا استزدته؟ فقال: «قَدِ اسْتَزَدْتُهُ، فَأَعْطَانِى هَكَذَا» وبسط باعه. قال هشام: هذا والله لا يدرى عدده (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف. قلت: وله طرق تأتى فى البعث إن شاء الله. مجمع الزوائد: 2/209.
وقد أورد الهيثمى طريقين آخرين لهذا الخبر، وأطال فى التعقيب على ثانيهما. مجمع الزوائد: 10/410. وما بين معكوفات استكمال منه.(5/473)
6876 - حدثنا محمد بن أبى عدى، عن سلمان ـ يعنى التيمى ـ، عن أبى عثمان، عن عبد الرحمن بن أبى بكر. قال: جاء أبو بكر بأضيافٍ أو بضيفٍ له. قال: فأمسى عند النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: فلما أمسى قالت [له أمى] : احتسبت عن ضيفك، أو أضيافك هذه الليلة؟ قال: أما عشيتهم؟ قالت: لا. قالت: قد عرضت ذلك عليهم، أو عليه فأبوا، أو فأبى. قال: فغضب أبو بكر، وحلف أن لا/ يطعمه، وحلف الضيف أو الأضياف أن لا يطعموه حتى يطعمه، فقال أبو بكرٍ: إن كانت هذه من الشيطان.
قال: فدعا بالطعام، فأكل، وأكلوا. قال: فجعلوا لا يرفعون لقمةً إلا ربت (1) من أسفلها أكثر منها، فقال: يا أخت بنى فراس ما هذا؟ قال: قالت: قرة عينى إنها الآن لأكثر منها قبل أن تأكل. قال: فأكلوا، وبعث بها إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فذكر أنه أكل منها (2) .
_________
(1) ربت: زادت. النهاية: 2/63.
(2) من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/197.(5/473)
رواه البخارى فى الصلاة، وفى علامات النبوة، وفى الأدب، ومسلم فى الأطعمة، من طريق معتمر بن سليمان بن طرخان التيمى، عن أبيه. زاد البخارى: ابن أبى عدى عن سليمان التيمى (1) .
وأخرجاه مع أبى داود عن طريق سعيدٍ الجريرى كلاهما: عن أبى عثمان النهدى عنه به (2) .
وفى رواية لأبى داود عن الجريرى عن أبى عثمان النهدى أو عن أبى السليل: ضريب بن نفير عنه عن عبد الرحمن بن أبى بكر به (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الصلاة (باب السمر مع الضيف والأهل) وفى المناقب (باب علامات النبوة فى الإسلام) وفى الأدب (باب ما يكره من الغضب والجزع عند الضيف) : فتح البارى: 2/75، 6/578، 10/535؛ وأخرجه مسلم (باب إكرام الضيف وفضل إيثاره) : مسلم بشرح النووى: 4/752.
(2) الخبر من هذا الطريق أخرجه البخارى فى الأدب (باب ما يكره من الغضب والجزع عند الضيف) : فتح البارى: 10/534؛ ومسلم فى الأطعمة فى الباب السابق، مسلم بشرح النووى: 4/657؛ وأخرجه أبو داود فى الأيمان والنذور (باب فيمن حلف على طعام لا يأكله) : سنن أبى داود: 3/227.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الباب السابق. سنن أبى داود: 3/227.(5/474)
6877 - حدثنا عارم، حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبى عثمان، عن عبد الرحمن بن أبى بكر: أنه قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثين ومائةٍ، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ؟» فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه، فعجنه ثم جاء رجل مشرك مشعان (1) طويل بغنم يسوقها، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أَبَيْعًا أَمْ عَطِيَّةً؟» أو قال: «أَمْ هَدِيَة؟» . قال: لا بل بيع، فاشترى منه شاةً، فصنعت، وأمر النبى - صلى الله عليه وسلم - بسواد البطن (2) أن يشوى.
_________
(1) الْمُشْعَانُّ: هو المنتفش الشعر الثار الرأس، يقال: شعر مشعان، ورجل بشعان، ومشعان الرأس والميم زائدة. النهاية: 2/224.
(2) سواد البطن: الكبر. النهاية: 2/190.(5/474)
قال: وأيم الله ما من الثلاثين والمائة إلا قد جز له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جزة من سواد بطنها، إن كان شاهدًا أعطاها إياه، وإن كان غائبًا خبأ له وجعل منها قصعتين. قال: فأكلنا أجمعون، وشبعنا، وفضل فى القصعتين فجعلناه على البعير. أو كما قال (1) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/197؛ والخبر أخرجه البخارى ومسلم كما فى تحفة الأشراف: 7/195.(5/475)
6878 - حدثنا عارم، وعفان. قالا: حدثنا معتمر بن سليمان ـ قال عفان فى حديثه. قال: سمعت أبى يقول: حدثنا أبو عثمان ـ أنه حدثه عبد الرحمن بن أبى بكر: أن أصحاب الصفة كانوا أناسًا فقراء وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال مرة: «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيذْهَبْ بِثَالِثٍ ـ وَقَالَ عَفَّانُ: بثلاثةٍ ـ ومن كان عنده طعام أربعة فيذهب بخامس. سادس» أو كما قال.
وإن أبا بكر جاء بثلاثة، وانطلق نبى الله بعشرة، / وأبو بكر بثلاثة، قال عفان: بسادس (1) .
6879 - حدثنا عارم، حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه. قال: حدثنا أبو عثمان: أنه حدثه عبد الرحمن بن أبى بكر أن أصحاب الصفة كانوا أناسًا فقراء، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال مرة: «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيذْهَبْ بِثَالِثٍ، من كان عنده طعام أربعة فيذهب بخامس، سادس» أو كما قال.
وإن أبا بكر جاء بثلاثة، فانطلق نبى الله - صلى الله عليه وسلم - بعشرةٍ، وأبو بكر بثلاثةٍ، قال: فهو أنا وأبى وأمى ـ ولا أدرى هل قال: وامرأتى وخادم بين بيتنا وبيت أبى بكر ـ، وإن أبا بكر تعشى عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/197.(5/475)
ثم لبث حتى صليت العشاء ثم رجع، فلبث حتى نعس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء بعدما مضى من الليل ما شاء الله، قالت له امرأته: ما حبسك عن أضيافك أو قالت ضيفك؟ قال: أو ما عشيتهم؟ قالت: أبوا حتى تجىء قد عرضوا عليهم فغلبوهم. قال: فذهبت أنا فاختبأت. قال: وقال: يا عنتر [أو يا غنثر] (1) فجدع وسب (2) ، وقال: كلوا لا هنيًا، وقال: والله لا أطعمه أبدًا، قال: وحلف الضيف [أن] لا يطعمه حى يطعمه أبو بكر. قال: فقال أبو بكر: هذه من الشيطان.
قال: قد عابا الطعام، فأكل، قال: فأيم الله ما كنا نأخذ من لقمةٍ إلا ربا من أسفلها أكثر منها. قال: حتى شبعوا، وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك، فنظر إليها أبو بكر، فإذا هى كما هى أو أكثر، فقال لامرأته: يا أخت بنى فراس ما هذا؟ قالت: لا وقرة عينى لهى الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرارٍ.
فأكل منها أبو بكرٍ، وقال: إنما [كان] ذلك من الشيطان، يعنى يمينه، ثم أكل لقمة، ثم حملها [إلى] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأصبحت عنده.
قال: وكان بيننا وبين قوم عقد فمضى الأجل، فعرفنا اثنى عشر رجلاً مع كل رجل أنسا، الله أعلم كم مع كل رجلٍ غير أنه بعث منهم، فأكلوا منها أجمعون، أو كما قال (3) .
_________
(1) يا عنتر: هو الذباب، شبهه به تصغيرًا له وتحقيرًا، وقيل هو الذباب الكبير الأزرق شبهه به لشدة أذاه.
والغُنْثَرُ: قيل هو الثقيل الوخم، وقيل الجاهل. من الغثارة: الجهل، والنون زائدة. النهاية: 3/132، 172.
(2) فجدع وسب: خاصمه وذمه، والمجادعة المخاصمة. النهاية: 1/148.
(3) من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/198. وما بين معكوفات استكمال منه.(5/476)
6880 - حدثنا عفان، حدثنا معتمر بن سليمان: سمعت أبى يقول: حدثنا أبو عثمان: أنه حدثه عبد الرحمن بن أبى بكر: أن أصحاب الصفة كانوا أناسًا فقراء، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من كان عنده طعام اثنين فيذهب بثلاثةٍ، ومن كان عنده طعام أربعةٍ فيذهب بخامس، / بسادس» أو كما قال، وأن أبا بكر جاء بثلاثةٍ، وانطلق نبى الله - صلى الله عليه وسلم - بعشرةٍ، قال: فهو أنا وأبى وأمى، ولا أدرى هل قال: امرأتى، وخادم من بيتنا ومن بيت أبى بكرٍ (1) .
6881 - حدثنا يزيد، أنبأنا صدقة بن موسى، عن أبى عمران الجونى، عن قيس بن زيدٍ، عن قاضى المصرين [ـ والمصران البصرة والكوفة ـ] ، عن عبد الرحمن ابن أبى بكر. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ لَيَدْعُو بِصَاحِبِ الدَّيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقِيمُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيقُولُ: أَىْ عَبْدِى فِيمَ أَذهَبْتَ مالَ النَّاسِ؟ فيقول: أَىْ رَبِّ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّى لَمْ أُفسِدْهُ إِنَّمَا ذَهَبَ فِى غَرَقٍ، أَوْ حَرَقٍ، أَوْ سَرِقَةٍ، أَوْ وَضِيعَةٍ (2) فَيَدْعُو اللهَ بِشَىْءٍ فَيَضَعَهُ فِى مِيزَانِهِ، فَتَرْجُحُ حَسَنَاتُهُ» تفرد به (3) .
6882 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا صدقة، حدثنا أبو عمران حدثنا قيس بن زيد، عن قاضى المصرين، عن عبد الرحمن بن أبى بكر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يَدْعُو اللهَ بِصَاحِبِ الدَّيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُوقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فيقول: يَا ابْنَ آدَمَ فِيمَ أَخَذْتَ هَذَا الدَّيْنَ، وَفِيمَ ضَيَّعْتَ حُقُوقَ النَّاسِ؟ فيقولُ: يَا رَبِّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّى أَخَذْتُهُ فَلَمْ آكُلْ، وَلَمْ أَشْرَبْ، وَلَمْ أَلْبَسْ، وَلَمْ أُضَيِّعْ، وَلَكِنْ أَتَى عَلَى يَدِى إِمَّا حَرْقٌ،
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/198.
(2) الوضيعة: الخسارة من رأس المال. النهاية: 4/217.
(3) من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/197. وما بين معكوفين استكمال منه.(5/477)
وَإِمَّا سَرَقٌ، وَإِمَّا وَضِيعَةٌ، فيقولُ اللهُ: صَدَقَ عَبْدِى أَنَا أَحَقُّ مَنْ قَضَى عَنْكَ الْيَوْمَ، فَيَدْعُو اللهَ بِشَىْءٍ فَيَضَعَهُ فِى كَفَّةِ مِيزَانِهِ، فَتَرْجَحُ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ» (1) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/197.(5/478)
6883 - حدثنا على بن إسحاق، أخبرنى عبد الله ـ يعنى ابن المبارك ـ، أنبأنا زكريا بن إسحاق، عن [ابن] أبى نجيحٍ: أن أباه حدثه: أنه أخبره من سمع عبد الرحمن ابن أبى بكر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَرْحِلْ هَذِهِ النَّاقَةَ، ثُمّ أَرْدِفْ أُخْتَكَ، فَإِذَا هَبَطْتُمَا مِنْ أَكَمَةِ التَّنْعِيمِ فَأَهِلاَّ، وَأَقْبِلا ذَلِكَ لَيْلَةَ الصَّدَرَ» (1) .
6884 - حدثنا داود بن مهران الدباغ، حدثنا داود ـ يعنى العطار ـ، عن ابن خثيمٍ (2) ، عن يوسف بن [ماهك (3) بن] مهران، عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق، عن أبيها: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعبد الرحمن بن أبى بكر: «أَرْدِفْ أُخْتَكَ ـ يَعْنِى عَائِشَةَ ـ فَأَعْمِرْهَا مِنَ التَّنْعِيمِ فَإِذَا هَبَطْتَ بِهَا مِنَ الأَكَمَةِ، فَمُرْهَا فَلْتُحْرِمْ، فَإِنَّهَا عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ» (4) .
ورواه أبو داود فى سننه عن عبد الأعلى بن حماد، عن داود بن عبد الرحمن العطار به (5) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/198. وما بين معكوفين استكمال منه. والصدر: انتهاء النسك. النهاية: 2/245.
(2) ابن خثيم: عبد الله بن عثمان بن خثيم. تهذيب التهذيب: 5/304.
(3) ما بين معكوفيمن زيادة من تهذيب التهذيب: 11/421. قال: والصحيح أنه غير يوسف بن مهران.
(4) من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فى المسند: 1/198.
(5) سبق تخريج الخبر عند أبى داود ص471 من هذا الجزء.(5/478)
(حديث آخر عنه) /(5/479)
6685 - رواه أبو داود مختصرًا، والطبرانى مطولاً، من طريق عبد الله بن بكر السهمى، عن مبارك بن فضالة، عن ثابت البنانى، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن عبد الرحمن بن أبى بكر.
قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح، ثم أقبل على أصحابه، فقال: «هَلْ مِنْكُمْ مَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا؟» فقال عمر: لم أحدث نفسى بالصوم البارحة، فأصبحت مفطرً. فقال أبو بكر: ولكنى حدثت نفسى بالصوم البارحة.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هَلْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَادَ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟» فقال عمر: يا رسول الله صلينا، ولم نبرح، فكيف نعود مريضًا؟ فقال أبو بكر: بلغنى أن أخى عبد الرحمن بن عوفٍ اشتكى، فجعلت طريقى عليه حين خرجت إلى المسجد لأنظر كيف أصبح.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هَلْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَطْعَمَ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟» فقال عمر: يا رسول الله صلينا ولم نبرح، فقال أبو بكر: دخلت المسجد، فإذا أنا بسائل يسأل، فوجدت كسرة خبز شعير فى يد عبد الرحمن، فأخذتها، فدفعتها إليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَنْتَ فَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ» فتنفس عمر، فقال: واهًا للجنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمة رضى بها عمر: «رَحِمَ اللهُ عمرُ، كلمة رضى بها عمر: «رَحِمَ اللهُ عمرُ، رَحِمَ اللهُ عمر، لَمْ يُرِدْ خَيْرًا قَطُّ إِلاَّ سَبَقَهُ أَبُو بَكْرٍ» (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: روى أبو داود منه طرفًا. رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه مبارك ابن فضالة وهو ثقة، وفيه كلام. مجمع الزوائد: 3/163.(5/479)
(حديث آخر عنه)(5/480)
6886 - رواه الطبرانى من طريق ابن لهيعة: حدثنى بكر بن سوادة، عن أبى ثورٍ، عن عبد الرحمن بن أبى بكر. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ [لِغَنِىّ] وَلاَ لِذِى مِرَّةٍ سَوِىٍّ» (1) .
(حديث آخر عنه)
6887 - قال الطبرانى: حدثنا إبراهيم بن شريكٍ الأسدى الكوفى، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو شهاب، عن عمر بن قيسٍن عن ابن أبى تميلة: أن عبد الرحمن بن أبى بكر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ائْتُونِى (2) بِدَوَاةٍ وَكَتِفٍ أَكْتُبْ لَكُمٍ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا» ثم ولانا قفاه ثم أقبل علينا فقال: «يَأْبَى اللهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلاَّ أَبَا بَكْرٍ» (3) .
(حديث آخر)
6888 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن يحيى بن منده الأصبهانى، حدثنا عبد الله بن الوضاح الكوفى، حدثنا يحيى بن عثمان، عن عمران بن أبى الزيات، عن عباس بن المنونى، عن عبد الرحمن بن أبى بكر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَبِاسْمِكَ الْعَظِيمِ مِنَ الْكُفَرِ وَالْفَقْرِ» (4) . /
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، والبزار، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام. مجمع الزوائد: 3/91؛ وقال البزار: قد روى هذا عن عبد الرحمن بن أبى بكر من وجه آخر. كشف الأستار: 1/435. وذو مرة: ذو قوة.
(2) عند الهيثمى: بكتاب.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه من لم أعرفه. مجمع الزوائد: 5/181.
(4) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه من لم أعرفه. مجمع الزوائد: 10/143.(5/480)
1124- (عبد الرحمن بن ثابت بن شماسٍ الأنصارى) (1)
6889 - روى أبو نعيم: من طريق الربيع بن بدرٍ، عن يونس ابن عبيدٍ، عن الحسن، عنه: أنه استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يزور أخواله من المشركين، فأذن له، فلما رجع قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية (2) .
1125- (عبد الرحمن بن ثوبان) (3)
6890 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة، حدثنا محمد بن الجنيد، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا شيبان، عن يحيى بن أبى كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فى خطبته: «إِنَّ هَذِهِ الْقَرْيَةَ [يَعْنِى الْمَدِينة ـ] لاَ يَصْلُح فِيهَا قِبْلَتَانِ، فَأَيُّمَا نَصْرَانِىَ أَسْلَمَ ثُمَّ تَنَصَّرَ، فَاضْرِبُوا عُنَقَهُ» (4) .
وروى ابن منده من حديث يزيد بن خصفة، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ سَمِعْتُمُوهُ يُنْشِدُ ضَالَّةً فِى الْمَسْجِدِ، أَوْ يُنْشِدُ شِِعْرًا فقولوا: فَضَّ اللهُ فَاكَ» (5) .
قال أبو نعيم: والمحفوظ رواية الدراوردى، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبى هريرة به (6) .
_________
(1) له تجرمة فى أسد الغابة: 3/429؛ والإصابة: 2/393.
(2) المرجعان السابقان. وقال ابن حجر: الربيع ضعيف، ووالد ثابت بن قيس بن شماس استشهد باليمامة، وكان من أكابر الصحابة. والآية آخر سورة المجادلة.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/430؛ والإصابة: 3/393.
(4) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه من لم أعرفه. مجمع الزوائد: 6/261.
(5) الخبر أخرجه ابن منده وأبو نعيم كما فى أسد الغابة: 3/430. وفيه زيادة: «أو يبيع أو يبتاع فى المسجد» .
(6) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 10/364.(5/481)
* (عبد الرحمن بن جابر العبدى)
فى الأشربة. إنما هو عبد الله بن جابر كما تقدم (1) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/430، وقد سبق فى عبد الله بن جابر العبدى: 3/193؛ والإصابة كذلك: 2/286، 393. ويرجع إليه ص105 من هذا الجزء.(5/482)
1126- (عبد الرحمن بن حارثة، وقيل: ابن جارية) (1)
ذكره أبو مسعودٍ فى الصحابة.
6891 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد ابن إسحاق بن راهويه، حدثنا أبى، حدثنا أبو عامر العقدى، حدثنا أفلح بن سعيد، عن محمد بن كعب، عن ابن أبى سليط، عن عبد الرحمن بن جارية. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَبْرِدُوا بِالْظُّهْرِ» (2) .
* (عبد الرحمن بن جبر: أبو عيسى) (3)
ابن عمرو الأنصارى الأوسى أحد قتلة كعب بن الأشرف، وسيأتى فى الكنى.
له عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِى سَبِيلِ اللهِ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ» .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/232؛ وترجم له فى الإصابة ابن جارية: 2/393.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، من رواية ابن سليط عنه، ولم أجد من ذكر ابن سليط، ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 1/307.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/431؛ والإصابة: 2/394؛ والاستيعاب: 2/404.(5/482)
رواه/ البخارى، والترمذى، والنسائى من حديث يزيد بن أبى مريم عن عباية ابن رفاعة عنه (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الصلاة (باب المشى إلى الجمعة) وفى الجهاد (باب من اغيرت قدماه فى سبيل الله) : فتح البارى: 2/390، 6/29.
وأخرجاه فى الجهاد: الترمذى فى (باب ما جاء فى فضل الغبار فى سبيل الله) : صحيح الترمذى: 4/171؛ والنسائى فى (باب ثواب من اغيرت قدماه فى سبيل الله) : المجتبى: 6/13.(5/483)
1127- (عبد الرحمن بن حاطب بن أبى بلتعة) (1)
6892 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا إدريس بن جعفر العطار، حدثنا عبد العزيز بن أبان، حدثنا خالد بن إلياس، عن يحيى بن عبد الرحمن ابن حاطب، عن أبيه. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتى العيد [يذهب] فى طريق، ويرجع فى أخرى (2) .
6893 - حدثنا محمد بن حميدٍ، حدثنا عبد الله بن صالحٍ، حدثنا الصلت
ابن مسعودٍ، عن جعفر بن سليمان، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن محمد
ابن عبد الرحمن بن حاطبٍ، عن أبيه: سئل النبى - صلى الله عليه وسلم - عن وقت العشاء فقال: «إِذَا مَلأَ اللَّيْلُ كُلَّ وَادٍ» .
قال أبو نعيم: ورواه قطن بن نسير عن جعفر فقال: عن عائشة (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/433؛ والإصابة: 2/394؛ والاستيعاب: 2/427؛ وذكره البخارى فى التابعين، التاريخ الكبير: 5/271؛ والطبقات الكبرى: 5/46.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه خالد بن إلياس، وهو متروك. مجمع الزوائد: 2/201. نقول: وفيه أيضًا شيخ الطبرانى متروك. ديوان الضعفاء والمتروكين ص15.
(3) الخبر أخرجه أحمد من حديث رجل من جهينة، المسند: 5/365. وقال الهيثمى: رواه أحمد، ورجاله موثقون. ورواه الطبرانى فى الأوسط من حديث عائشة وقال: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 1/313.(5/483)
1128- (عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصارى)
الشاعر ابن الشاعر (1)
ولد فى حياة النبى - صلى الله عليه وسلم -، ومات سنة مائةٍ (2) ، وأمه شيرين أخت مارية أم إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما ذكره محمد بن سعدٍ فى التابعين، فالله أعلم.
6894 - قال محمد بن إسحاق، عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان، عن أبيه. قال: مر حسان بن ثابت برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعه الحارث المرى (3)
فقال له حسان:
يا جار من يغدر بذمة جاره ... منكم فإن محمدًا لا يغدر
وأمانة المرى حيث لقيته ... مثل الزجاجة كسرها لا يجبر
فقال الحارث: يا رسول الله أعوذ بالله ورسوله من هذا، فإن شعره لو مزج بماء البحر لمزجه.
رواه أبو نعيم من طريق ابن إسحاق (4) .
* (عبد الرحمن بن حسن)
يقال: عبد الله بن حسن كما تقدم، وهو أصح والله أعلم.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/434؛ وترجم له ابن حجر فى القسم الثانى من حرف العين: الإصابة: 3/67؛ وذكره البخارى فى التابعين. التاريخ الكبير: 5/270؛ وابن سعد فى الطبقات الكبرى: 5/196؛ وتهذيب التهذيب: 6/162.
(2) تذكر مصادر ترجماته أنه مات سنة أربع ومائة.
(3) () الحارث بن عوف بن أبى حارثة بن مرة، أسد الغابة: 1/409.
(4) الخبر كما أورده ابن الأثير فى الجزء الأول من أسد الغابة، وذلك أن الحارث المرى قدم على النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأسلم، وبعث معه رجلا من الأنصار إلى قومه ليسلموا، فقتلوا الأنصارى، ولم يستطع الحارث أن يمنع عنه. أسد الغابة: 1/409.(5/484)
1129- (عبد الرحمن بن حسنة:
أخو شرحبيل بن حسنة) (1)
وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن المطاع الكندى، وحسنة أمهما. حديثه فى رابع الشاميين.
6895 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن حسنة. قال: كنا مع/ النبى - صلى الله عليه وسلم - فى سفر، فنزلنا أرضًا كثيرة الضباب. قال: فأصبنا منها وذبحنا. قال: فبينا القدور تغلى بها إذ خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
فقال: «إِنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ فُقِدَتْ وإِنِّى أَخَافُ أَنْ تَكُونَ هِىَ فَأَكْفِئُوهَا» فأكفأناها (2) .
6896 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن حسنة. قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفى يده كهيئة الدرقة (3) .
قال: فوضعها، ثم جلس، فبال إليه [النبى]- صلى الله عليه وسلم -، فقال بعض القوم: انظروا إليه يبول كما تبول المرأة، قال: فسمعه النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «وَيْحَكَ أَمَا عَلِمْتَ مَا أَصَابَ [صَاحِبَ] بَنِى إِسْرَائِيلَ، كَانُوا إِذَا أَصَابَهُمْ شَىْءٌ مِنَ الْبَوْلِ قَرَضُوهُ بِالْمَقَارِضِ فَنَهَاهُمْ فَعُذِّبَ فِى قَبْرِهِ» (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/436؛ والاستيعاب: 2/407؛ وترجم له ابن حجر فقال: عبد الرحمن بن المطاع بن عبد الله بن الغطريف أخو شرحبيل بن حسنة. الإصابة: 2/422.
(2) من حديث عبد الرحمن بن حسنة فى المسند: 4/196.
(3) () الدرقة: الجحفة وهى ترس من جلود ليس فيه خشب ولا عقب. اللسان: 2/1363.
(4) من حديث عبد الرحمن بن حسنة فى المسند: 4/196.(5/485)
رواه النسائى، وابن ماجه من طريق أبى معاوية، وأخرجه أبو داود من طريق عبد الواحد بن زيادٍ وكلاهما: عن الأعمش به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجوه فى الطهارة: أبو داود فى (باب الاستبراء من البول) : سنن أبى داود: 1/6؛ والنسائى فى (باب البول إلى السترة يستتر بها) : المجتبى: 1/28: وابن ماجه فى (باب التشديد فى البول) : سنن ابن ماجه: 1/124.(5/486)
6897 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن الأعمش ـ وحدثنا وكيع. قال: حدثنا الأعمش المعنى ـ، عن زيد بن وهبٍ، عن عبد الرحمن ابن حسنة ـ قال وكيع: الجهنى ـ. قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأصابتنا مجاعة، فنزلنا بأرض كثيرة الضباب، فاتخذنا منها، فطبخنا فى قدورنا، فسأل النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «أُمَّةٌ فُقِدَتْ، أَوْ مُسِخَتْ» ـ شك يحيى والله أعلم ـ فأمرنا فأكفأنا القدور، وقال وكيع: «مُسِخَتْ، فَإِنَّا نَخْشَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ» فأكفأناها وإنا لجياع (1) .
6898 - حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن ابن حسنة، قال: كنت أنا، وعمرو بن العاص جالسين، فخرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعه درقة أو شبهها، فاستتر بها، فبال جالسًا، قال: فقلنا: أيبول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما تبول المرأة؟ قال: فجاءنا، فقال: «أَوَ مَا عَلِمْتُمْ مَا أَصَابَ صَاحِبَ بَنِى إِسْرَائِيلَ، كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ إِذَا أَصَابَهُ الشَّىْءُ مِنَ الْبَوْلِ قَرَضَهُ، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، فَعُذِّبَ فِى قَبْرِهِ» (2) .
(حديث آخر عنه)
6899 - قال أبو نعيمٍ: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أبو
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن حسنة فى المسند: 4/196.
(2) من حديث عبد الرحمن بن حسنة فى المسند: 4/196.(5/486)
حبيب: يحيى بن نافع، حدثنا سعيد بن أبى مريم، حدثنا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن أبى قلابة: أنه سمع عبد الرحمن بن حسنة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا، وَحفِظَتْ فَرْجَهَا فَلْتَدْخُلِ الْجَنَّةَ مِنْ أَىِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَتْ» (1) . /
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وسعيد بن عفير (هكذا) لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 4/306.(5/487)
1130- (عبد الرحمن بن خالد بن الوليد
ابن المغيرة المخزومى) (1)
الشجاع ابن الشجاع. قال أبو نعيم: أدرك النبى - صلى الله عليه وسلم -، ورآه ولأبيه صحبة.
6900 - حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن عمر بن الموصلى، حدثنا غسان بن الربيع، حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان: أنه سمع أبا هزان واسمه نمران، يحدث عن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد: أنه كان يحتجم فى هامته، وبين كتفيه، فقالوا: أيها الأمير لم تحتجم هذه الحجامة؟ فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحتجمها، ويقول: «مَنْ أَهْرَاقَ مِنْ هَذِهِ الدِّمَاءِ فَلاَ يَضُرُّهُ أَنْ لاَ يَتَدَاوَى بِشَىْءٍ» (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/440؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الثانى من حرف العين، الإصابة: 3/67؛ والاستيعاب: 2/408؛ وأخرجه البخارى فى التابعين وقال: روى عنه عمرو بن قيس الشامى. منقطع. التاريخ الكبير: 5/277.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وعبد الرحمن بن خالد لا أعلم له صحبة، وأبو هذان لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 4/94.(5/487)
وقلت: شهد صفين مع معاوين، وكان من الأبطال المذكورين، ولما خطب معاوية الناس، فذكر لهم أنه قد ضعف، وأنه يريد أن ينصب لهم رجلاً يجتمع شملهم عليه، اتفقت الآراء كلها على البيعة لعبد الرحمن هذا، فاستاء لها معاوية، وأسرها فى نفسه، ولم يبدها لهم، ثم مرض عبد الرحمن مرضًا شديدًا، فمات منه فى سنة سبعٍ وأربعين، ويقال إن الطبيب ابن أثالٍ (1) النصرانى سقاه سمًا فى دواء فقتله، فاعترض خالد بن مهاجر بن خالد لابن أثال فقتله بعمه فالله أعلم.
وقد رثاه كعب بن جعيلٍ، فقال:
ألا تبكى وما ظلمت قريش ... بإعوال البكاء على فتاها
ولو سئلت دمشق لأخبرتكم ... وبصر من أباح لكم حماها
وسيف الله أوردها المنايا ... وهدم حصنها وحمى حماها
_________
(1) يراجع تاريخ الطبرى: 5/227، 228.(5/488)
1131- (عبد الرحمن بن خباب السلمى) (1)
ويقال: ابن خباب بن الأرت وليس بشىْ وإن كان قد كان قاله ابن معين. حديثه فى خامس المكيين.
6901 - حدثنا عبد الله، [حدثنى أبى] (2) ، حدثنى أبو موسى العنزى، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنى سكن بن المغيرة، حدثنى الوليد بن أبى هشام، عن فرقد: أبى طلحة، عن عبد الرحمن بن خباب السلمى. قال: خطب (3) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحث
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/441؛ والإصابة: 2/396؛ والاستيعاب: 2/412؛ والتاريخ الكبير: 5/246؛ وثقات ابن حبان: 3/253.
(2) استكمال من المسند وقد درج ابن كثير على أن يحذف المقدمة اختصارًا.
(3) لفظ المسند: «خرج» ، ولفظ البخارى: «شهدت النبى - صلى الله عليه وسلم -» . التاريخ الكبير: 5/246.(5/488)
على جيش العسرة، فقال عثمان بن عفان: على مائة بعير بأحلاسها، وأقتابها (1) ، [ثم حث، فقال عثمان: على مائة أخرى بأحلاسها وأقتابها] . قال: ثم نزل مرقاة من المنبر، ثم حث، فقال عثمان: على مائة أخرى بأحلاسها وأقتابها. قال: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول بيده هكذا/ يحركها ـ وأخرج عبد الصمد يده كالمتعجب ـ: «ما على عثمان ما عمل بعد هذا» (2) .
وقد رواه الترمذى فى المناقب عن محمد بن بشار، عن أبى داود، عن السكن ابن المغيرة به، وقال غريب (3) .
_________
(1) بأحلاسها وأقتابها: أى بأكسيتها. النهاية: 1/249.
(2) من حديث عبد الرحمن بن خباب السلمى فى المسند: 4/75. وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) الخبر أخرجه الترمذى (باب فى مناقب عثمان بن عفان) : صحيح الترمذى: 5/625؛ وأخرجه البخارى فى التاريخ الكبير من هذا الطريق أيضًا. التاريخ الكبير: 5/246.(5/489)
6902 - حدثنا عبد الله، [حدثنى أبى] ، حدثنى أبو موسى العنزى، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا سكن بن المغيرة، حدثنا الوليد ابن هشام، وطلحة، عن عبد الرحمن بن خباب السلمى. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب فحض على جيش العسرة، فذكره نحوه (1) .
1132- (عبد الرحمن بن خبيب الجهنى) (2)
6903 - روى أبو عمر بن عبد البر: من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، عن هشام بن سعد، عن معاذ بن عبد الرحمن الجهنى، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِذَا عَرَفَ الْغُلاَمُ يَمِينَهُ مِنْ شِمَالِهِ فَمُرُوهُ
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن خباب السلمى فى المسند: 4/75. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/442؛ والإصابة: 2/396؛ والاستيعاب: 3/413.(5/489)
بِالصَّلاَةِ» . ثم قال: لا يعرف بغير هذا الإسناد وأحسبه إن صح هذا أخا عبد الله بن خبيب (1) .
_________
(1) الاستيعاب: 2/413. وقال ابن حجر: عبد الله بن خبيب مشهور وقد تقدم حديثه عند ولده معاذ، إن لم يكن وقع فى تسميته غلط وإلا فهو أخوه كما قال، ولكن معاذ ابن عبد الرحمن لا يعرف حاله. الإصابة. والخبر أخرجه أبو داود والبيهقى عن رجل من الصحابة. والطبرانى فى الأوسط عن عبد الله بن خبيب الجهنى. قال ابن صاعد: إسناد الطبرانى حسن غريب. جمع الجوامع: 1/669.(5/490)
1133- (عبد الرحمن بن خنبش، - رضي الله عنه -) (1)
6904 - حدثنا سيار بن حاتم: أبو سلمة العنزى، حدثنا جعفر ـ يعنى بن سليمان ـ، حدثنا أبو التياح. قال: لقت لعبد الرحمن بن خنبش التميمى ـ وكان كبيرًا ـ: أدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. قال: قلت: كيف صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة كادته الشياطين؟ فقال: إن الشياطين تحدرت تلك الليلة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأدوية، والشعاب، وفيهم شيطان بيده شعلة نار يريد أن يحرق بها وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهبط إليه جبريل فقال: يا محمد: قل. [قال] : «مَا أَقُولُ؟» قال: قل: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وَذَرَأَ، وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ [كُلِّ] طَارِقٍ يَطْرُقُ إِلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمنُ» . قال: فطفئت نارهم، وهزمههم الله (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/443. وقال ابن حجر: عبد الرحمن بن خنبش بمعجمة ثم نون ثم موحدة بوزن جعفر التميمى. الإصابة: 2/396؛ والاستيعاب: 2/412؛ والتاريخ الكبير: 5/248؛ وثقات ابن حبان: 3/256.
(2) من حديث عبد الرحمن بن خنبش السلمى فى المسند: 3/419. وما بين معكوفات استكمال منه.(5/490)
6905 - حدثنا عفان، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا أبو التياح، قال: سأل رجل عبد الرحمن بن خنبشٍ: كيف صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين كادته الشياطين؟ قال: جاءت الشياطين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأدوية، وتحدرت عليه من الجبال، / وفيهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق بها وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فرعب ـ قال جعفر: أحسبه قال: جعل يتأخر ـ. قال: وجاء جبريل. فقال: يا محمد: قل. قال: «مَا أَقُولُ؟» قال: قل: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِى لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وَبَرَأَ، وَذَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِى الأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمنُ» .
قال: فطفئت نار الشياطين هزمههم الله. تفرد به (1) .
* (عبد الرحمن بن أبى درهم) (2)
ذكره أبو عمر (3) فى الصحابة، وأخرج له حديثًا فى الاستغفار.
1134- (عبد الرحمن بن دلهمٍ) (4)
6906 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد بن أسيدٍ الأصبهانى، حدثنا محمد بن عاصمٍ الأصبهانى، حدثنا زيد بن
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن خنبش السلمى فى المسند: 3/419؛ وأخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: 5/249.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/444؛ والاستيعاب: 2/420. وقال ابن حجر: أظنه الذى بعده ـ يعنى عبد الرحمن بن لهم ـ صحف اسم أبيه فإن له حديثًا فى الاستغفار. الإصابة: 2/397.
(3) فى المخطوطة: «أبو يحيى» . والصواب ما أثبتناه من تراجمه.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/444؛ والإصابة: 2/397.(5/491)
الحباب، عن عيسى بن الأشعث الأزدى، حدثنا الحجاج بن ميمونٍ، عن حميدٍ الشامى، عن عبد الرحمن بن دلهم: أن رجلاً قال: يا رسول الله علمنى عملاً أدخل به الجنة. قال: «لاَ تَغْضَبْ وَلَك الْجَنَّةُ» .
قال: يا رسول الله زدنى. قال: «لاَ تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكَ الْجَنَّةُ» .
قال: يا رسول الله زدنى. قال: «اسْتَغْفِرِ اللهَ فِى الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً قَبْلَ أَنْ تَغِيبَ الشّمْسُ يَغْفِرِ اللهُ لَكَ ذُنُوبَ سَبْعِينَ عَامًا» .
قال: ليس لى سبعون عامًا؟ قال: [ «فلأبيك» . قال: ليس لأبى سبعون عامًا؟ قال:] «فَلأَهْلِ بَيْتِكَ» . قال: ليس لأهل بيتى؟ قال: «فَلِجِيرَانِكَ» (1) .
وروى له أبو نعيم، وابن منده من طريق حميد بن أبى حميد عنه مرفوعًا: «عليكم بالقرع فإنه يشد الفؤاد، ويزيد فى الدماغ» (2) .
وبه: «العدس قدس على لسان سبعين نبيًا» (3) .
قال ابن الأثير: هو مجهول، ولا يعرف له صحبة، وفى إسناد حديثه نظر (4) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه من لم أعرفه. مجمع الزوائد: 10/209. وليس فيه عنده: «لا تسأل الناس شيئًا ولك الجنة» .
(2) الخبر أخرجه الطبرانى من حديث واثلة بن الأسقع. وقال الهيثمى: فيه عمرو بن الحصين وهو متروك. مجمع الزوائد: 5/44.
(3) الخبر أخرجه الطبرانى من حديث واثلة أيضًا، وضعفه الهيثمى كما ضعف سابقه. المرجع السابق.
(4) قال ابن الأثير: كلها أحاديث منكرة. أسد الغابة: 3/444. ونقل بن حجر أنه ذكره بن الجوزى فى الموضوعات. الإصابة: 2/397.(5/492)
1135- (عبد الرحمن بن الربيع الظفرى) (1)
6907 - روى أبو نعيم: من طريق سليمان بن داود الشاذكونى، والحسن ابن جعفر كلاهما: عن محمد بن عمر: هو الواقدى، حدثنى عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن/ فاطمة بنت خشافٍ السلمية، عن عبد الرحمن بن الربيع الظفرى ـ وكانت له صحبة ـ، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رجل من أشجع تؤخذ صدقته فجاءه الرسول فرده، فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره الخبر، فقال له: «ارْجعْ إِلَيْهِ، فأَخْبِرْهُ أَنَّكَ رسولُ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -» ، فجاء إلى الأشجعى، فرده، فجاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ارْجعْ إِلَيْهِ، فَإِنْ لَمْ يُعْطِ صَدَقَتَهُ فَاضْرِبْ عُنَقَهُ» .
قال عبد الرحمن: ما أرى أبا بكر قاتل أهل الردة إلا على هذا الحديث؟ قال: أجل (2) .
1136- (عبد الرحمن بن الزبير) (3)
ابن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس.
كذا نسبه أبو نعيم عن أبى بكر بن أبى داود. وغيرهما يقول: إنه قرظى، فيحتمل أن يكون ابن الزبير بن باطيا اليهودى الذى قتل ابن قريظة، وقصته مشهورة.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/445؛ والإصابة: 2/397.
(2) الخبر أخرجه ابن منده وأبو نعيم، والبغوى والطبرى وابن شاهين، وعبد الرحمن: هو بن عبد العزيز. المرجعان السابقان.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/446؛ والإصابة: 2/398؛ والاستيعاب: 2/419.(5/493)
6908 - قال البزار: حدثنا بشر بن آدم، وحدثناه عمرو بن على، قالا: حدثنا عبد الله بن عبد المجيد الحنفى، حدثنا مالك بن أنس، حدثنا المسور بن رفاعة، عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير، عن أبيه: أن رفاعة بن سموأل طلق امرأته، فأتت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله قد تزوجنى عبد الرحمن وما معه مثل هذه، وأومأت إلى هدبةٍ (1) من ثوبها، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرض عن كلامها، ثم قال لها: «تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجَعِى إِلَى رِفَاعَةَ. لاَ حَتَّى تَذُوقِى عُسَيْلَتَهُ وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ» .
ثم قال: لا نعلم له سوى هذا الحديث، وإنما رواه مالك فى الموطأ عن المنذر ابن رفاعة، عن الزبير أن عبد الرحمن بن الزبير، قد كره ولم يصله (2) .
1137- (عبد الرحمن بن زمعة بن الأسود) (3)
أنه خاصم فى غلامٍ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. الحديث.
6909 - كذا رواه ابن منده من طريق على بن المبارك، عن هشام بن عروة، عن أبيه عنه كذلك، والصواب عبد بن زمعة (4) . /
_________
(1) هدبة الثوب: طرفة مما يلى طرته. النهاية: 4/241.
(2) كشف الأستار: 2/194. وقال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى ورجالهما ثقات. مجمع الزوائد: 4/340. ويرجع إليه فى الموطأ، كتاب النكاح (باب نكاح المحلل وما أشبهه) : 3/137.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/448؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الثانى من حرف العين: الإصابة: 3/68؛ والاستيعاب: 2/410.
(4) قال ابن حجر: خبط ابن منده، وتبعه أبو نعيم فى نسبه، فجعله من بنى أسد بن عبد العزى، وليس كذلك، ووهم ابن قانع فجعله هو الذى خاصم سعد بن أبى وقاص، وكأنه انقلب عليه، فإنه المخاصم فيه، لا المخاصم، والمخاصم عبد بغير إضافة بلا نزاع. الإصابة: 3/69؛ ويراجع أسد الغابة فقد أطال ابن الأثير فى مناقشة الروايات: 3/449.(5/494)
1138- (عبد الرحمن بن زهيرٍ: أبو خلادٍ) (1)
صحابى
6910 - حدثنا بعض المتأخرين. قال إبراهيم، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثنا عبد الأعلى بن مسهر، وعبد الله بن يوسف. قالا: حدثنا الحكم بن هشام الثقفى، حدثنا يحيى بن سعيد الأموى، حدثنا أبو فروة، عن أبى خلادٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ الْمُؤْمِنَ قَدْ أُعْطِىَ زُهْدًا فِى الدُّنْيَا، وَقِلَّةً مَنْطِقٍ فأَقْتَرِبُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلْقِى الْحِكْمَةَ» (2) .
1139- (عبد الرحمن بن سابطٍ) (3)
قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه ينحرون الإبل معقولة اليسرى قائمة على ما بقى من قوائمها.
6911 - رواه أبو داود فى المراسيل، عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن أبى خالد الأحمر، عن ابن جريجٍ، عن أبى الزبير، عن جابر. قال: أخبرنى عبد الرحمن بن سابطٍ فذكره، فهذا من رواية الصحابى عن التابعى، ومنهم من عده فى الصحابة (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/450؛ والإصابة: 2/398؛ والاستيعاب: 2/421.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه وابن سعد والطبرانى فى الكبير وأبو نعيم فى الحلية والبيهقى وابن عساكر من حديث أبى خلاد. وقال السيوطى: إسناده ضعيف. جمع الجوامع: 1/565. وفى = = الزوائد: لم يخرج ابن ماجه لأبى خلاد سوى هذا الحديث، ولم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الخمسة شيئًا. يراجع كتاب الزهد (باب الزهد فى الدنيا) : سنن ابن ماجه: 2/1373.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/450؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين: الإصابة: 3/148.
(4) نرجح أنه قد تصحف على النساخ قوله: رواه أبو داود فى المراسيل، فقد خصص الحافظ المزى قسمًا خاصًا للمراسيل فى نهاية تحفة الأشراف. ذلك لأن الخبر أخرجه أبو داود فى المناسك (باب كيف تنحر الإبل) : سنن أبى داود: 2/149؛ وهناك خبران أوردهما الحافظ المزى عن ابن سابط أخرجهما أبو داود فى المراسيل: «إنه ليس من عبد إلا تدخل قلبه طيرة، فإذا أحس بذلك، فيقل: أنا عبد. ما شاء الله. لا قوة إلا بالله» .
أن النبى - صلى الله عليه وسلم - صلى الصبح، فقرأ ستين آية، فسمع صوت صبى فركع. تحفة الأشراف: 13/271.(5/495)
1140- (عبد الرحمن بن ساعدة) (1)
وقيل عمير بن ساعدة
قلت: يا رسول الله هل فى الجنة خيل. فقال: «إِنْ أَدْخَلَكَ اللهُ الْجَنَّةَ كَانَ لَكَ فَرَسٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ لَهَا جَنَاحَانِ تَطِيرُ بِهِمَا حَيْثُ شِئْتَ» .
6912 - رواه أبو نعيم: من طريق حنش بن الحارث، عن علقمة بن مرثدٍ عنه (2) .
ورواه الطبرانى، عن إبراهيم بن متوية، عن أبى الطاهر بن السرح، عن أشعث، عن شعبة، عن حسن به (3) .
1141- (عبد الرحمن بن سبرة [الأسدى] ) (4)
فى ترجمة أبيه: سبرة بن أبى سبرة، ويقال فيه عبد الرحمن بن أبى سارة.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/452؛ والإصابة: 2/399؛ والاستيعاب: 2/419.
(2) المراجع السابقة.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجال ثقات. مجمع الزوائد: 10/313؛ وأورده السيوطى من حديث عبد الرحمن، وعزاه إلى الطبرانى فى الكبير: جمع الجوامع: 1/3004.
(4) فى الأصول: «عبد الرحمن بن سبرة: والد خيثمة» . والمراجع كلها تذكر أن والد خيثمة ابن أبى سبرة. ومع أن بعض المحدثين لم يفرق بين الرجلين إلا أنا رأينا حذف هذه الصفة وإضافة ما بين معكوفين لتتفق الترجمة مع المصادر.
فترجمته فى أسد الغابة: 3/452؛ وابن أبى سارة: 3/451؛ والإصابة: 2/399 و3/149. وقال أبو عمر: له ولابيه صحبة، وفيه وفى عبد الرحمن بن سبرة الجعفى نظر. الاستيعاب: 2/420.(5/496)
6913 - له عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فى صيام ثالث عشره، ورابع عشره، وخامس عشره، وقيام الليل، والإتيان بثلاث يقرأ فيهن بـ {سَبِّح} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} وهو من رواية السرى بن إسماعيل، عن الشعبى عنه (1) .
1142- (عبد الرحمن بن أبى سبرة) (2) /
يزيد بن مالك بن عبد الله بن سلمة بن عمرو بن ذهل بن مروان بن جعفى الجعفى. معدود فى الكوفيين.
6914 - قال عبد الله بن أحمد، [حدثنى أبى] ، حدثنا حسين بن محمدٍ، حدثنا وكيع، عن أبيه (3) ، عن أبى إسحاق، عن خيثمة بن عبد الرحمن بن أبى سبرة (4) ، عن أبيه: أنه ذهب مع جده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «مَا اسْمُ ابْنِكَ؟» فقال: عزيز. فقال: «لاَ تُسَمِّهِ عَزِيزًا، وَسَمِّهِ عَبْدَ الرَّحمنِ» . ثم قال: «إِنَّ خَيْرَ الأَسْمَاءِ عَبْدُاللهِ، وَعَبْدُالرَّحمنِ [والحارث] (5) .
وكذا رواه الطبرانى من طريق محمد بن بكارٍ، عن وكيع الجراح بن مليحٍ به.
_________
(1) وفى رواية من صلاة الوتر، قال: دخلت أنا وأبى على النبى - صلى الله عليه وسلم - قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط، وفيه إسماعيل بن رزين، ذكره ابن حبان فى الثقات. قال الأزدى: يتكلمون فيه. مجمع الزوائد: 2/243.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/453؛ والإصابة: 2/399؛ والاستيعاب: 2/410؛ والتاريخ الكبير: 5/241؛ وثقات ابن حبان: 3/252.
(3) فى المسند: «وكيع عن أبى إسحق» .
(4) فى المسند: «عبد الرحمن بن سبرة» .
(5) من حديث خيثمة بن عبد الرحمن عن أبيه فى المسند: 4/178. وقد تقدم إيراده فى موطنه. وما بين معكوفات استكمال منه.(5/497)
وقيل كان اسمه جبارًا، وقيل عبد العزى، وقد جعل إبراهيم هذا والذى قبله واحدًا فالله أعلم (1) .
_________
(1) هما خبران أوردهما الهيثمى، وقال فى الأول: رواه الطبرانى، ورجاله رجال الصحيح، وفى الثانى: رواه الطبرانى والبزار، ورجال الطبرانى رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 8/50.(5/498)
6915 - وقال البزار: عبد الرحمن أبو خيثمة: حدثنا معاذ بن شعبة، حدثنا أبو وكيع، حدثنا أبو إسحاق، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن أبيه. قال: أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «مَا اسْمُكَ؟» قلت: عزيز. فقال: «اللهُ الْعَزِيزُ» ، وسمانى عبد الرحمن.
ثم قال: لا نعلم روى غير هذا الحديث فى مسنده إلا أبو وكيعٍ (1) .
وأما الطبرانى، فإنه سماه فى ترجمة عبد الرحمن بن سبرة الثقفى ـ الحديث المتقدم ـ فى تغيير اسمه، وأن أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، ثم ساقه من طريق العلاء بن المسيب، عن خيثمة، عن أبيه بنحوه (2) .
6916 - ثم قال: حدثنا عبدان بن أحمد، حدثنا محمد بن مهدى، حدثنا سويد بن عبد العزيز، حدثنا داود بن عيسى، عن السرى بن إسماعيل، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن أبيه. قال: دخلت أنا وأبى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لأبى: «هَذَا ابْنُكَ؟» قال:
_________
(1) كشف الأستار: 2/414. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى والبزار، ورجال الطبرانى رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 8/50.
(2) ساق الهيثمى سبع روايات فى هذا المقام بعضها عند أحمد وبعضها عند الطبرانى وبعضها عند البزار. مجمع الزوائد: 8/49، 50.(5/498)
نعم. قال: «مَا اسْمُهُ؟» قال: الحباب قال: « [لاَ تُسَمِّهِ الْحُبَابَ] (1) فَإِنَّ الْحُبَابَ شَيْطَانٌ، وَلَكِنْ هُوَ عَبْدُ الرَّحمنِ» . ثم قال: «مَاذَا لَكَ مِنَ الْمَال؟» قال: إن لى أنواعًا من المال أتصدق منه، وأعتق، وأحمل، ولكن أنفقه، فيذهب، ثم أقيده. فقال: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ مَلَكًا يُنَادِى: اللَّهُمَّ اجْعَلً لِمَالِ مُنْفِقٍ خَلَفًا، وَلِمَالِ مُمْسِكٍ تَلَفًا؟» .
قلت: يا رسول الله بم أوتر؟ قال: بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} .
ثم قال: هكذا رواه محمد بن المصفى. فقال: عن السرى، ثم رواه عن الحسين ابن إسحاق التسترى، عن هشام بن عمار، عن سويد بن عبد العزيز، عن داود بن عيسى، عن السرى بن إسماعيل، عن خيثمة، عن أبيه، فذكره (2) .
_________
(1) الحباب: شيطان ويقع على الحية أيضًا، ولذلك غير اسم حُباب كراهية للشيطان: النهاية: 1/194.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه سويد بن عبد العزيز، وهو ضعيف، ثم أورده فى مكان آخر فقال: رواه الطبرانى، وفيه السرى بن إسماعيل وهو متروك. مجمع الزوائد: 3/122، 8/50.(5/499)
6917 - ثم قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، / حدثنا عبيد بن يعيش، حدثنا يونس بن بكيرٍ، حدثنى إسماعيل بن رزين، روى عن الشعبى، عن عبد الرحمن بن سبرة ـ يعنى أبا خيثمة ـ: أن أباه سأل النبى - صلى الله عليه وسلم - ما يقرأ فى الوتر؟ فقال: بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فى الثالثة (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط، وفيه إسماعيل بن رزين، ذكره ابن حبان فى الثقات وقال الأزدى: يتكلمون فيه. مجمع الزوائد: 2/244.(5/499)
* (عبد الرحمن بن سعد بن زرارة)
هو: عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، تقدم (1)
* (عبد الرحمن بن سعد بن المنذر)
أبو حميدٍ الساعدى: يأتى فى الكنى إن شاء الله تعالى
_________
(1) يرجع إليه ص466 من هذا الجزء.(5/500)
1143- (عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب) (1)
ابن عبد شمس، يقال: ابن حبيب بن ربيعة بن عبد شمس، بن عبد مناف بن قصى القرشى العبشمى: أبو سعيدٍ، أسلم يوم الفتح، وقيل بل شهد مؤتة، وهو الذى فتح سجستان وكابل وغيرهما من الأقاليم، وأقام بالبصرة، وكانت له دار بدمشق، وكانت وفاته بالبصرة سنة خمسين، وقيل إحدى وخمسين، وحديثه فى ثانى البصريين.
6918 - حدثنا هشيم، أنبأنا منصور، ويونس، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: قال لى النبى - صلى الله عليه وسلم -: «يَا عَبْدَ الرَّحْمنِ بْنَ سَمُرَةَ إِذَا آلَيْتَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا فَأئْتِ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ وَكَفِّرْ عَنْ يَمِيِنكَ» (2) .
6919 - حدثنا إسماعيل، حدثنا يونس، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة. قال: قال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ [ابْنَ سَمُرَةَ] لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/454؛ والإصابة: 2/400؛ والاستيعاب: 2/402؛ والطبقات الكبرى: 7/8، 100؛ والتاريخ الكبير: 5/242؛ وثقات ابن حبان: 3/249.
(2) من حديث عبد الرحمن بن سمرة فى المسند: 5/61.(5/500)
فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَائْتِ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ وَكَفِّرْ عَنْ يَمِيِنكَ» (1) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن سمرة فى المسند: 5/62.(5/501)
6920 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا المبارك، حدثنا الحسن، حدثنى عبد الرحمن بن سمرة القرشى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا [مِنْهَا] فَائْتِ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ وَكَفِّرْ عَنْ يَمِيِنكَ» (1) . /
6921 - حدثنا عبد الله، [حدثنى أبى] ، حدثنى أبو كاملٍ الجحدرى، حدثنا حماد بن زيدٍ، حدثنا سماك بن عطية ويونس بن عبيدٍ، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مثله (2) .
رواه الجماعة إلا ابن ماجه، من طرقٍ عن الحسن عنه به (3) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن سمرة فى المسند: 5/62. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) من حديث عبد الرحمن بن سمرة فى المسند: 5/62. وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى الأيمان والنذور (باب قوله تعالى {ولا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم} وفى كفارات الأيمان) باب الكفارة قبل الحنث وبعده) وفى الأحكام (باب من لم يسأل الإمارة أعانه الله عليها) و (باب من سأل الإمارة وكل إليها) : فتح البارى: 11/516، 608، 13/123، 124.
وأخرجه مسلم فى الأيمان والنذور (باب من حلف يمينًا فرأى غيرها خيرًا منها) وأعاد القسم الخاص بالأمارة فى الإمارة (باب النهى عن طلب الإمارة والحرص عليها) : مسلم بشرح النووى: 4/196، 197، 486.
وأخرجه أبو داود فى الخراج والإمارة (باب ما جاء فى طلب الإمارة) وفى الأيمان والنذور (باب الرجل يكفر قبل أن يحنث) : سنن أبى داود: 3/130، 229.
وأخرجه الترمذى فى النذور والأيمان (باب ما جاء فيمن حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها) وقال: حسن صحيح. صحيح الترمذى: 4/106.
وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 7/199.(5/501)
(سِيَاقٌ آخَرُ)
بحديث الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة لهذا الحديث، وفيه فائدة جليلة ومسند لأصحاب الإمام أحمد بن حنبلٍ (1) .
_________
(1) الحسن بن أبى الحسن البصرى حدث عن عبد الرحمن بن سمرة. تذكرة الحافظ: 1/67؛ ويراجع مستدرك الحاكم: 3/440.(5/502)
6922 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن داود، ومحمد بن الربيع بن شاهين المصرى، قالا: حدثنا عيسى بن إبراهيم البركى، حدثنا أبو حمزة العطار، وإسحاق بن الربيع. قال: سألت الحسن، فقلت: يا أبا سعيد إنى امرؤ متجرى بالأيلة، وإنى أملأ بطنى من الطعام، فأصعد إلى أرض العدو (1) ، وإنا نمر بهذه الثمار، أفنأكل منها؟ فقال: نعم كل، ولا تحمل، ولا تفسد، فإنا غزونا مع عبد الرحمن بن سمرة، وناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكنا نمر ونأكل، ولا نحمل، ولا نفسد (2) .
وهو الذى قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَا عَبْدَ الرَّحْمنِ بْنِ سَمُرَةَ لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ» .
«وإذا حلفت على يمين» الحديث (3) .
6923 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا هشام، [عن ابن عونٍ] ، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، وَلاَ بِالْطَّوَاغِيتِ» وقال يزيد: «الطواغى» (4) .
_________
(1) العبارة غير واضحة بالأصل وما أثبتناه من السنن الكبرى.
(2) الخبر أخرجه البيهقى من حديث عبد الرحمن بن سمرة من طريق أبى حمزة العطار. السنن الكبرى: 9/61.
(3) الخبر أخرجه البيهقى من طريق الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة. السنن الكبرى: 10/100.
(4) من حديث عبد الرحمن بن سمرة فى المسند: 5/62. وما بين معكوفين استكمال منه. والطواغيت: جمع طاغوت وهو الشيطان: جمع طاغية وهو ما كانوا يعبدونها من الأصنام وغيرها. النهاية: 3/39.(5/502)
رواه مسلم، والنسائى، وابن ماجه من حديث هشامٍ، وهو ابن حسان به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى الأيمان والنذور (باب النهى عن الحلف بغير الله) : مسلم بشرح النووى: 4/188؛ وأخرجه النسائى فيه (باب الحلف بالطواغيت) : المجتبى: 7/7؛ وابن ماجه فى الكفارات (باب النهى أن يحلف بغير الله) : سنن ابن ماجه: 1/678.(5/503)
6924 - حدثنا محمد بن أبى عدى، عن ابن عونٍ، عن الحسن،
عن عبد الرحمن بن سمرة. قال: ذكر النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: فقال: «لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ،
فَإِنَّكَ إِنْ تُعْطَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ تُعَنْ عَلَيْهَا، وَإِنْ تُعْطَهَا عَنْ مَسْأَلةٍ تُكَلْ إِلَيْهَا،
وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَائْتِ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ وَكَفِّرْ
عَنْ يَمِيِنكَ» (1) .
6925 - حدثنا عبد الله بن بكرٍ، حدثنا هشام، عن الحسن، عن عبد الرحمن ابن سمرة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَائْتِ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ» (2) .
6926 - حدثنا أسود بن عامر، وعفان. قالا: حدثنا جرير بن حازمٍ، سمعت الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة. قال: قال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ / لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَكَفِّرْ عَنْ يَمِيِنكَ، وَائْتِ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ» .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن سمرة فى المسند: 5/62.
(2) من حديث عبد الرحمن بن سمرة فى المسند: 5/62.(5/503)
اتفق عفان، وأسود فى حديثهما قال: «فَكَفِّرْ عَنْ يَمِيِنكَ، وَائْتِ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ» .
وقال أبو الأشهب عن الحسن [فى هذا الحديث: فبدأ بالكفارة] (1) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن سمرة فى المسند: 5/63. وما بين معكوفين استكمال منه.(5/504)
6927 -[حدثنا حسين، حدثنا المبارك، عن الحسن] ، حدثنا عبد الرحمن بن سمرة القرشى ـ وكان بكابل ـ. قال: قال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ» فذكر الحديث (1) .
6928 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا الجريرى، عن حيان بن عمير، حدثنا عبد الرحمن بن سمرة. قال: بينما أنا أترامى بأسهمى فى حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ كسفت الشمس، فنبذتهن، وسعيت أنظر ما حدث فى كسوف الشمس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإذا هو رافع يديه يسبح، ويحمد، ويهلل، ويكبر، ويدعو، فلم يزل كذلك حتى حسر عن الشمس، فقرأ سورتين، وركع ركعتين (2) .
رواه مسلم، وأبو داود، والنسائى من حديث سعيد بن إياسٍ الجريرى به (3) .
6929 - حدثنا عبد الله: ـ وجدته فى كتاب أبى بخط يده، وأكبر علمى أنى قد سمعته منه ـ، حدثنا على بن عبد الله، حدثنا
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن سمرة فى المسند: 5/63. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) من حديث عبد الرحمن بن سمرة فى المسند: 5/61.
(3) الخبر أخرجوه فى الصلاة كتاب الكسوف: مسلم (باب النداء لصلاة الكسوف) : مسلم بشرح النووى: 2/577؛ وأبو داود (باب من قال يركع ركعتين) : سنن أبى داود: 1/311؛ والنسائى (باب التسبيح والتكبير والدعاء عند كسوف الشمس) : المجتبى: 3/102.(5/504)
ناصح بن العلاء: أبو العلاء مولى بنى هاشمٍ، حدثنا عمار بن أبى عمار: مولى بن هاشم: أنه مر على عبد الرحمن بن سمرة، وهو على نهر أم عبد الله (1) يسيل الماء مع غلمته ومواليه، فقال له عمار: يا أبا سعيدٍ، الجمعة، فقال له عبد الرحمن بن سمرة: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «إِذَا كَانَ يَوْمَ مَطَرٍ وَابِلٍ فَلْيُصَلِّ أَحَدُكُمْ فِى رَحْلِهِ» (2) .
_________
(1) نهر أم عبد الله: بالبصرة، منسوب إلى أم عبد الله بن عامر بن كريز، أمير البصرة فى أيام عثمان. معجم البلدان: 5/317.
(2) من حديث عبد الرحمن بن سمرة فى المسند: 5/62.(5/505)
6930 - حدثنا عبد الله، حدثنى عبيد الله بن عمر القواريرى، حدثنا ناصح ابن العلاء: أبو العلاء، حدثنا عمار بن أبى عمار، عن عبد الرحمن بن سمرة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مثله.
قال أبو عبد الرحمن: سمعت القواريرى يقول: كنت أمر بناصحٍ فيحدثنى فإذا سألته الزيادة، قال: ليس عندى غير ذا، وكان ضريرًا (1) .
6931 - حدثنا هارون بن معروفٍ ـ وسمعته أنا من هارون ـ، حدثنا ضمرة، حدثنا عبد الله بن شوذبٍ، عن عبد الله بن القاسم، عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة، عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: جاء عثمان بن عفان إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - بألف دينارٍ/ فى ثوبه حين جهز النبى - صلى الله عليه وسلم - جيش العسرة. قال: فصبها فى حجر النبى - صلى الله عليه وسلم -، فجعل النبى - صلى الله عليه وسلم - يقلبها بيده، ويقول: «مَا ضَرَّ ابْنَ عَفَّانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ» يرددها مرارًا (2) .
_________
(1) أبو عبد الرحمن هو عبد الله بن أحمد. والحديث من زيادراته فى المسند ومن حديث عبد الرحمن بن سمرة فى المسند: 5/62.
(2) من حديث عبد الرحمن بن سمرة فى المسند: 5/63.(5/505)
ورواه الترمذى فى المناقب عن محمد بن إسماعيل، عن الحسن بن واقعٍ، عن ضمرة به، وقال: حسن غريب من هذا الوجه (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى (باب فى مناقب عثمان) : صحيح الترمذى: 5/626.(5/506)
6932 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا جرير بن حازمٍ، عن يعلى بن حكيم، عن أبى لبيد. قال: غزونا مع عبد الرحمن كابل، فأصاب الناس غنمًا، فانتهبوها، فأمر عبد الرحمن بن سمرة مناديًا ينادى: إنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنِ انْتَهَبَ نُهْبَةً فَلَيْسَ مِنَّا» فردوا هذه الغنم، فردوها، فقسمها بالسوية (1) .
حدثنا سليمان بن داود، حدثنا جرير عن يعلى بن حكيم، عن أبى لبيدٍ (2) ، عن عبد الرحمن بن سمرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنِ انْتَهَبَ نُهْبَةً فَلَيْسَ مِنَّا» (3) .
6933 - حدثنا عفان، حدثنا جرير، عن يعلى بن حكيم، عن أبى لبيدٍ. قال: غزونا مع عبد الرحمن بن سمرة كابل، فأصاب الناس من غنيمةٍ فانتهبوها، فأمر عبد الرحمن مناديًا ينادى، فنادى، فاجتمع الناس، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنِ انْتَهَبَ نُهْبَةً فَلَيْسَ مِنَّا» فردوها، فقسمها بينهم بالسوية (4) .
ورواه أبو داود فى الجهاد عن سليمان بن حربٍ، عن جرير بن حازم به (5) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن سمرة فى المسند: 5/62.
(2) سقط من المسند: عن أبى لبيد. وهى واردة فى الخبر الآتى. وإنما روى يعلى ابن حكيم الثقفى عن أبى لبيد. يراجع تهذيب التهذيب: 11/401.
(3) من حديث عبد الرحمن بن سمرة فى المسند: 5/62.
(4) من حديث عبد الرحمن بن سمرة فى المسند: 5/62.
(5) الخبر أخرجه أبو داود (باب فى النهى عن النهبى إذا كان فى الطعام قلة فى ارض العدو) : سنن أبى داود: 3/66.(5/506)
(حديث آخر عنه)
عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: «لاَ نَذْرَ فِى مَعْصِيَةٍ، وَلاَ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ» .(5/507)
6934 - رواه النسائى من طريق على بن زيد جدعان، عن الحسن عنه.
ثم قال: على بن زيد ضعيف، وهذا الحديث خطأ والصواب: عن الحسن، عن عمران بن حصين (1) .
(حديث آخر)
6935 - قال الطبرانى: حدثنا يحيى بن أيوب العلاف، حدثنا سعيد بن عميرٍ، حدثنا عبد الله بن يزيد الحدانى: أبو عمر، حدثنا سليمان بن أرقم، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ صَدَقَةَ فى الْكُسْعَةِ وَالْجَبْهَةِ وَالْنُّحَّةِ» .
فسرة أبو عمر، فقال: الكسعة الحمير، والجبهة الخيل، والنخة العبيد (2) .
(حديث آخر عنه)
6936 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس الجمرى البصرى، حدثنا صالح بن شعيب القسملى الصفار، حدثنا عباد بن حبيبٍ، حدثنا هشام بن حسان، والحسن بن دينار، والحسن
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الأيمان والنذور (باب كفارة النذر) . وأخرجه فى الباب من حديث عمران بن حصين. المجتبى: 7/27.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه سليمان بن أرقم وهو متروك. مجمع الزوائد: 3/69. وقيل: الكسعة الرقيق، من الكسع وهو الضرب فى الدبر، ومن معانى النخة الرقيق، أو البقر العوامل. النهاية: 1/142، 4/20، 132.(5/507)
ابن ذكوان، وعمرو بن عامر، / والربيع بن صبيحٍ، وأبو الأشهب العطاردى، ومبارك بن فضالة، وسليمان التيمى كلهم: عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ» (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه صالح بن شعيب القسملى، وبقية رجال أحمد أسانيده وثقوا. مجمع الزوائد: 10/246.(5/508)
6937 - قال الطبرانى: حدثنا على بن عبد العزيز، حدثنا سليمان بن أحمد الواسطى، حدثنا مروان بن معاوية، حدثنا خالد بن عبد الرحمن، عن على بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن سمرة.
قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «إِنِّى رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ عَجَبًا: رَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى قَدْ احْتَوَشَتْهُ (1) مَلاَئِكَهٌ، فَجَاءَهُ وضُوءُهُ، فَاسْتَنْقَذَهُ مِنْ ذَلِكَ.
وَرَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى قَدْ بُسِطَ عَلَيْةِ عَذَابُ الْقَبْرِ، فَجَاءَتْهُ صَلاَتُهُ، فَاسْتَنْقَذَهُ مِنْ ذَلِكَ.
وَرَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى قَدْ احْتَوَشَتْهُ الشَّيَاطِينُ، فَجَاءَهُ ذِكْرُ اللهِ، فَخَلَّصَهُ مِنْهُمْ.
وَرَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى يَلْهَثُ عَطَشًا، فَجَاءَهُ صِيَامُ رَمَضَانَ فَسَقَاهُ.
وَرَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ظُلْمَةٌ، [وَمِنْ خَلْفِهِ ظُلْمَةٌ] ، وَعنْ يَمِينِهِ ظُلْمَةٌ، وَعَنْ شِمَالِهِ ظُلْمَةٌ، وَمِنْ فَوْقِهِ ظُلْمَةٌ، وَمِنْ تَحْتِهِ
_________
(1) احتوش القوم على فلان: إذا جعلوه وسطهم. النهاية: 1/271.(5/508)
ظُلْمَةٌ، فَجَاءَتْهُ حَجَّتُهُ وَعُمْرَتُهُ فَاسْتَخْرَجَاهُ مِنَ الظُّلْمَةِ.
(وَرَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ، فَجَاءَهُ بِرُّهُ بِوَالِدَيْهِ فَرَدَّهُ عَنْهُ) (1) .
وَرَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى يُكَلِّمُ الْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يُكَلِّمُونَهُ، فَجَاءَتْهُ صِلَةُ الرَّحِمِ فَقالَت: إِنَّ هَذَا كَانَ وَاصِلاً لِرَحِمِهِ فَكَلَّمُهُم وَكَلَّمُوهُ، وَصَارَ مَعَهُم.
(وَرَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى يَأْتِى النَّبِيِّينَ وَهُمْ حِلَقٌ حِلَقٌ كُلَّمَا مَرَّ عَلَى حَلْقَةٍ طَرَدُوهُ، فَجَاءَهُ اغْتِسَالهُ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَجْلَسَهُ إِلَى جَنْبِى) .
وَرَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى يَتَّقِى وَهَجَ النَّارِ بِيَديْهِ عَنْ وَجْهِهِ، فَجَاءَتْهُ صَدَقَتُهُ فَصَارَتْ ظِلاًّ عَلَى رَأْسِهِ، وَسِتْرًا عَلَى وَجْهِهِ.
وَرَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى جَاءَتْهُ زَبَانِيَة الْعَذَابِ، فَجَاءَ أَمْرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيُه عَنِ الْمُنْكَرِ فَاسْتَنْقَذَهُ مِنْ ذَلِكَ.
وَرَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى هَوَى فِى النَّارِ، فَجَاءَتْهُ دُمُوعُهُ الَّتِى بَكَاهَا فِى الدُّنْيَا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنَ النَّار.
وَرَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى قَدْ حَوَّلَ صَحِيفَتَهُ إِلَى شِمَالِهِ، فَجَاءَةُ خَوْفُهُ مِنَ اللهِ، فَأَخَذَ صَحِيفَتَهُ بِيَمِينِهِ.
وَرَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى قَدْ خَفَّ مِيزَانُهُ، فَجَاءَهُ أَفْرَاطُهُ فَثَقّلُوا مِيزَانَهُ.
(وَرَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَجَاءَهُ وَجَلُهُ/ مِنَ اللهِ فَاسْتَنْقَذَهُ مِنْ ذَلِكَ) .
_________
(1) ما بين قوسين لم يرد عند الهيثمى. وهو عند السيوطى كما هو عند المصنف.(5/509)
وَرَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى يَرْعَدَ كَمَا تَرْعَدُ السَّعَفَةُ (1) ، فَجَاءَهُ حُسنُ ظَنِّهِ بِاللهِ فَسَكَّنَ رِعْدَتُه.
وَرَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى يَزْحَفُ عَلَى الصرَاطَ مَرَّةً، وَيَجْثُو مَرَّةً، وَيَتَعَلَّقُ مَرَّةً، فَجَاءَتْهُ صَلاَتْهُ عَلَىَّ فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ فَأَقَامَتْهُ عَلَى الصِرَاطِ حَتَّى جَازَ.
وَرَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى انْتَهَى إِلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَغُلِّقَتْ الأَبْوَابُ دُونَهُ، فَجَاءَتْهُ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَتْهُ الْجَنَّةَ» (2) .
_________
(1) السعفة: بالتحريك هى أغصان النخيل. النهاية: 2/162.
(2) أورده السيوطى فى جمع الجوامع وعزاه إلى الحكيم، والطبرانى فىالكبيرمن حديث عبد الرحمن ابن =
= ... سمرة. جمع الجوامع: 1/2961؛ وأورده فى الجامع الصغير ورمز له بالضعف، وعقب عليه المناوى، فنقل من أقوال العلماء تحسينه، ونقل أيضًا عن ابن الجوزى قوله: هذا الحديث لا يصح. فيض القدير: 3/21.(5/510)
6938 - ثم قال: حدثنا محمد بن جعفر بن سفيان الرقى، حدثنا على بن شعيب الحرانى، حدثنا خالد بن عبد الرحمن المخزومى، عن عمر بن ذر، عن سعيد ابن المسيب، عن عبد الرحمن بن سمرة. قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ عَجَبًا» فذكر مثل حديث على بن زيد (1) .
إنتهى
الجزء الأربعون من «تجزئة المصنف»
ويلية الجزء الحادى والأربعون
بإذن الله
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى بإسنادين، فى أحدهما سليمان بن أحمد الواسطى، وفى الآخر خالد ابن عبد الرحمن المخزومى، وكلاهما ضعيف. مجمع الزوائد: 7/179.(5/510)
الجزء الحادى والأربعون
وبه ثقتى(5/511)
1144- (عبد الرحمن بن سمرة أو سميرة) / (1)
6939 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا حفص بن عمر، حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن عون بن أبى جحيفة، عن عبد الرحمن بن سميرة، عن ابن عمر: مرفوعًا: «أيعجز أحدكم أن يكون كأحد ابنى آدم» الحديث.
وقد رواه ابن منده من طريق قبيصة بإسناده فأسقط ابن عمر.
وقد قال ابن منده: فلا صحبة لعبد الرحمن بن سميرة هذا، كما قال أبو نعيم وغيره، والله أعلم (2) .
1145- (عبد الرحمن بن سنة الأسلمى - رضي الله عنه -) (3)
عداده فى أهل المدينة، وحديثه فى خامس المكيين.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/456؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين، وقال: عبد الرحمن بن سميرة، أو سمير، أو ابن أبى سمير، ويقال: ابن سمر، ويقال: ابن سيرة، ويقال: ابن سمية. الإصابة: 3/151؛ وأخرجه البخارى فى التابعين: التاريخ الكبير: 5/291.
(2) المراجع السابقة، وقد أخرجه البخارى فى الكبير من عدة طرق عن عبد الرحمن عن ابن عمر. والخبر أخرجه بنحوه أبو داود فى الفتن (باب النهى عن السعى فى الفتنة) وأورد الاختلاف فى اسم عبد الرحمن. سنن أبى داود: 4/100.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/456؛ والإصابة: 2/401؛ والاستيعاب: 2/419؛ والتاريخ الكبير: 5/252، وقال: حديثه ليس بالقائم.(5/511)
6940 - حدثنا عبد الله، حدثنى أبو أحمد: الهيثم بن خارجة، حدثنا إسماعيل ابن عياشٍ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة، عن يوسف بن سليمان، عن جدته ميمونة، عن عبد الرحمن بن سنة: أنه سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا، ثُمّ يَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاء» . قيل: يا رسول الله من الغرباء؟ قال: «الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إذَا فَسَدَ النَّاسُ، وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِه (1) ِ [ليأزرن الإِيمانُ إِلى الْمَدِينَةِ كَمَا يَحُوزُ السَّيْلُ، وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ] ليأزرن الإِسْلاَمُ إِلى مَا بَيْنَ المَسْجِدَيْنِ كَمَا تأزر الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا» (2) .
ورواه أبو نعيم، والحسن بن سفيان من حديث إسماعيل بن عياش به وازده: «لَيَنْحَازَنَّ الإِيمَانُ إِلَى هَذَيْنِ الْمَسْجِدَيْنِ كَمَا يَحُوزُ السَّيْلُ الدِّمَنْ» (3) .
1146- (عبد الرحمن بن سهل
ابن حنيفٍ الأنصارى) (4)
ذكره ابن أبى داود فى الصحابة.
6941 - وروى أبو نعيم، عن الطبرانى: حدثنا إسماعيل بن الحسن، حدثنا أحمد بن صالحٍ، حدثنا ابن وهبٍ، عن هشام بن زيدٍ، عن ابى حازم، عن عبد الرحمن ابن سهل بن حنيفٍ. قال: نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بعض أبياته {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ
_________
(1) يأزر: ينضم إليها ويجتمع بعضه إلى بعض فيها. النهاية: 1/24.
(2) من حديث عبد الرحمن بن سنة فى المسند: 4/73.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة، وهو متروك وقد تصحف فى النسخة المطبوعة اسم والد عبد الرحمن. مجمع الزوائد: 7/278.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/457؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الثانى من حرف العين وقال: لا يبعد أن يكون له رؤية، وإن لم يكن له صحبة. الإصابة: 3/69.(5/512)
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِي} (1) الآية، فخرج يلتمسهم، فوجد قومًا يذكرون الله: منهم ثائر الرأس، وجافى الجلد، والثوب الواحد، فلما رآهم جلس معهم، وقال: «الْحَمْدُ للهِ الّذِى جَعَلَ فِى أُمَّتِى مَنْ أَمَرَنِى أَنْ أَصْبِرَ نَفْسِى مَعَهُمْ» .
وهذا لا يدل على صحبته إذ قد يكون تابعيًا قد أرسل، / والله أعلم، فأما أبوه فصحابى شهير كبير (2) .
_________
(1) الآية 28 من سورة الكهف.
(2) الخبر أورده الهيثمى فى تفسير سورة الأنعام، وقال: رواه الطبرانى، ورجاله رجال الصحيح، وقد ذكر الطبرانى عبد الرحمن فى الصحابة. مجمع الزوائد: 7/21.(5/513)
1147- (عبد الرحمن بن سهل بن زيدٍ) (1)
ابن كعب بن عامر بن عدى بن مجدعة بن حارثة الأنصارى، ذكره البخارى فى الصحابة وقال محمد بن سعد. شهد أحدًا، والخندق، والمشاهد، وهو المنهوش (2) الذى أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمارة بن حزمٍ فرقاه، وقد استعمله عمر بن الخطاب على البصرة بعد موت عتبة بن غزوان.
6942 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا إسماعيل بن موسى السدى، حدثنا أبو تميلة: يحيى بن واضحٍ، عن محمد بن إسحاق، عن بريدة بن سفيان، عن محمد بن كعبٍ القرظى. قال: غزا عبد الرحمن بن سهلٍ الأنصارى فى زمان عثمان، ومعاوية أمير على الشام، فمرت به روايًا
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/457؛ والإصابة: 2/402؛ والاستيعاب: 2/420؛ ذكره البخارى مختصرًا جداً. التاريخ الكبير: 5/245.
(2) المنهوش: الذى نهشته حية. أسد الغابة.(5/513)
تحمل الخمر فقام إليها عبد الرحمن برمحه فشق كل راوية فمانعه غلمانه، حتى بلغ الخبر معاوية، فقال: دعوه فإنه شيخ قد ذهب عقله، فقال: كذب، والله ما ذهب عقلى، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا أن يدخل بطوننا وأسقيتنا وأحلف بالله لئن أنا بقيت حتى أرى فى معاوية ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبقرن بطنه أو لأموتن دونه.
هكذا رأيت هذا الحديث بخط الحافظ أبى نعيم الأصبهانى، ومن خطه نقلت، وفيه نكارة فى بعض ألفاظه، ولعل الخلل فيه من بعض الرواة، والله أعلم (1) .
_________
(1) قال السيوطى: رواه الحسن بن سفيان، وابن منده وابن عساكر. جمع الجوامع: 2/558 مخطوط، ويرجع إلى الميزان فيما تكلموا به عن بريدة، وأبى تميلة. الميزان: 1/306، 4/413.(5/514)
1148- (عبد الرحمن بن شبل بن عمرو) (1)
ابن زيد بن نجدة بن مالك بن لوذان بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصارى الأوسى، أحد نقباء الأنصار وفقهائهم، نزل الشام، وأخوه عبد الله بن شبل صحابى، حديثه فى الأول من المكيين ـ - رضي الله عنه - ـ.
6943 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن عبد الحميد بن جعفرٍ، حدثنى أبى، عن تميم بن محمودٍ، عن عبد الرحمن بن شبلٍ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن ثلاثٍ: عن نقرة الغراب، وعن
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/459؛ والإصابة: 2/403؛ والاستيعاب: 2/419؛ والتاريخ الكبير: 5/245.(5/514)
افتراش السبع، وأن يوطن الرجل المقام كما يوطن البعير.(5/515)
6944 - حدثنا حجاج، حدثنا ليث ـ يعنى ابن سعدٍ ـ، حدثنى يزيد بن أبى حبيب: أن جعفر بن عبد الله بن الحكم حدثه، عن تميم بن محمود الليثى، عن/ عبد الرحمن بن شبل الأنصارى: أنه قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى فى الصلاة عن ثلاثٍ: نقر الغراب، وافتراش السبع، وأن يوطن الرجل المقام الواحد كإبطان البعير (1) .
6945 - حدثنا هاشم، حدثنا ليث، عن يزيد بن أبى حبيب، عن جعفر بن الحكم، عن تميم بن محمودٍ، عن عبد الرحمن بن شبل صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ثلاث، فذكره (2) .
ورواه أبو داود عن قتيبة، وأبى الوليد، عن الليث، عن يزيد بن أبى حبيب، عن جعفر بن عبد الله الأنصارى به (3) .
ورواه النسائى عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبى هلال، عن جعفر بن عبد الله به (4) .
ورواه ابن ماجه، من حديث يحيى بن سعيدٍ ووكيعٍ، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه به (5) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن شبل فى المسند: 3/428.
(2) من حديث عبد الرحمن بن شبل فى المسند: 3/428.
(3) الخبر أخرجه أبو داود من طريقيه فى الصلاة (باب صلاة من لا يقيم صلبه فى الركوع والسجود) : سنن أبى داود: 1/228.
(4) أخرجه النسائى فى الصلاة (باب النهى عن نقرة القراب) : المجتبى: 2/169.
(5) أخرجه ابن ماجه (باب ما جاء فى توطين المكان فى المسجد يصلى فيه) : سنن ابن ماجه:
1/459.(5/515)
6946 - حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا عبد الحميد، ومحمد بن بكر، قال: أنبأنا عبد الحميد بن جعفر، حدثنى أبى، عن تميم بن محمود، عن عبد الرحمن بن شبل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ثلاث: عن نقرة الغرب، وعن افتراش السبع، وأن يوطن الرجل المقام ـ قال عثمان فى المسجد ـ كما يوطن البعير (1) .
6947 - حدثنا عفان، حدثنا أبان، عن يحيى بن أبى كثير، عن زيد، عن أبى سلام، عن أبى راشد الحبرانى، عن عبد الرحمن ابن شبل الأنصارى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ التّجَارَ هُمُ الْفُجَّارُ» . قال رجل: يا نبى الله ألم يحل الله البيع؟ قال: «إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فَيَكْذِبُونَ، وَيَحْلِفُونَ وَيَأْثَمُونَ» تفرد به (2) .
6948 - حدثنا عفان، حدثنا أبان، حدثنا يحيى بن أبى كثير، عن زيد، عن أبى سلام، عن أبى راشد الحبرانى، عن عبد الرحمن ابن شبل الأنصارى: أن معاوية قال له: إذا أتيت فسطاطى فقم فأخبر ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، وَلاَ تَغْلُوا فِيهِ، وَلاَ تَجْفُوا عَنْهُ، وَلاَ تَأْكُلُوا بِهِ، وَلاَ تَسْتَكْثِرُوا بِهِ» تفرد به (3) .
6949 - حدثنا عفان، حدثنا موسى بن خلفٍ: أبو خلفٍ وكان يعد من البدلاء (4) ، وذكر حديثًا آخر نحوه (5) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن شبل فى المسند: 3/444.
(2) من حديث عبد الرحمن بن شبل فى المسند: 3/444.
(3) من حديث عبد الرحمن بن شبل فى المسند: 3/444.
(4) البدلاء: الأبدال قوم من الصالحين لا يموت منهم أحد إلا قام مكانه آخر، فلذلك سموا أبدالاً، وقال ابن دريد: الواحد بديل. اللسان: 1/232.
(5) من حديث عبد الرحمن بن شبل فى المسند: 3/444.(5/516)
6950 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، / عن هشام ـ يعنى الدستوائى ـ، حدثنى يحيى بن أبى كثير، عن أبى راشدٍ الحبرانى. قال: قال عبد الرحمن بن شبل: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، وَلاَ تَغْلُوا فِيهِ، وَلاَ تَجْفُوا عَنْهُ، [وَلاَ تَأْكُلُوا بِهِ] ، وَلاَ تَسْتَكْثِرُوا بِهِ» .
وقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ التّجَارَ هُمُ الْفُجَّارُ» . قال: قيل: يا رسول الله أو ليس قد أحل الله البيع؟ قال: «بَلَى، وَلَكِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ فَيَكْذِبُونَ، وَيَحْلِفُون فيَأْثَمُون» .
قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ» . قيل: يا رسول الله ومن الفساق. قال: «النِّسَاءُ» . قال رجل: يا رسول الله أوليس أخواتنا، وأمهاتنا، وأزواجنا؟ قال: «بَلَى وَلَكِنَّهُمْ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ، وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ» (1) .
6951 - حدثنا وكيع، عن الدستوائى، عن يحيى بن أبى كثير، عن أبى راشد، عن عبد الرحمن بن شبل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، وَلاَ تَأْكُلُوا بِهِ، وَلاَ تَسْتَكْثِروا بِهِ، وَلاَ تَجْفُوا عَنْهُ، وَلاَ تَغْلُوا فِيهِ» (2) .
6952 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن يحيى بن أبى كثير، عن زيد ابن سلام، عن جده. قال: كتب معاوية إلى عبد الرحمن ابن شبل: أن أعلم الناس ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجمعهم، فقال: إنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ، فَإِذَا عَلِمْتُمُوهُ، فَلاَ تَغْلُوا فِيهِ، وَلاَ تَجْفُوا عَنْهُ، وَلاَ تَأْكُلُوا بِهِ، وَلاَ تَسْتَكْثِروُا بِهِ» .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن شبل فى المسند: 3/428. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) من حديث عبد الرحمن بن شبل فى المسند: 3/428.(5/517)
ثم قال: «إِنَّ التّجّارَ هُمُ الْفُجَّارُ» . قالوا: يا رسول الله أليس قد أحل الله البيع وحرم الربا؟ قال: «بَلَى، وَلكنَّهُمْ يَحْلِفُونَ، وَيَأْثَمُونَ» .
ثم قال: «إِنَّ الفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ» . قالوا: يا رسول الله ومن الفساق. قال: «النِّسَاءُ» . قالوا: يا رسول الله أليس أمهاتنا، وبناتنا، وأخواتنا؟ قال: «بَلَى وَلَكِنَّهُمْ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ، وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ» .
ثم قال: «يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الرَّاجِلِ، وَالرَّاجِلُ عَلَى الْجَالِسِ، وَالأَقَلُّ عَلَى الأَكْثَرِ، فَمَنْ أَجَابَ السَّلاَمَ كَانَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ فَلاَ شَىْءَ لَهُ» (1) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن شبل فى المسند: 3/444.(5/518)
6953 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا همام، حدثنا يحيى، عن زيد بن سلام، عن جده، عن أبى راشدٍ الحبرانى: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَلاَ تَغْلُوا فِيهِ، وَلاَ تَجْفُوا عَنْهُ، وَلاَ تَأْكُلُوا بِهِ، وَلاَ تَسْتَكْثِروا بِهِ» (1) .
(حديث آخر عنه)
6954 - قال أبو داود فى / الأطعمة: حدثنا محمد بن عوفٍ، حدثنا الحكم ابن نافعٍ، عن إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيدٍ، عن أبى راشدٍ الحبرانى، عن عبد الرحمن بن شبلٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن أكل لحم الضب (2) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن شبل فى المسند: 3/444.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى (باب أكل الضب) : سنن أبى داود: 3/354.(5/518)
رواه الطبرانى من طريق إسماعيل بن عياش به. قال: حرم يوم خيبر لحم الضب، ولحم الحمر الإنسية، وكل ذى نابٍ من السباع (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه عبد الوهاب بن الضحاك، وهو كذاب. مجمع الزوائد: 4/40. لكنه قال: عبد الرحمن بن سهل، ولعله تصحف على ناقله.(5/519)
6955 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن على الصائغ المكى، حدثنا
يعقوب ابن جندب بن كاسب، حدثنا عبد الله بن موسى، حدثنا عبد الحميد
ابن جعفر، عن عمه، عن بن لعبد الرحمن بن شبل، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: «لاَ يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى يُوجَدَ النَّعْلُ فِى الْقُمَامَةِ، فيقال: كَأَنَّهَا
نَعْلُ فَرَسِى» (1) .
* (عبد الرحمن بن صخرٍ) (2)
أحد ما قيل فى اسم أبى هريرة، وسيأتى بسط ذلك فى الكنى.
1149- (عبد الرحمن بن أبى صعصعة) (3)
ابن زيد بن عوف بن مبذول الأنصارى النجارى البدرى أخو قيسٍ.
6956 - قال: سمعت رسول الله يقول: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ للأَنْصارِ، وَلأَبْنَاءِ الأَنْصَارِ، وَلأَبْناءِ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ، وَلِكَتَائِبِ الأَنْصَارِ» .
قال أبو نعيم: أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعى ـ فيما كتب إلى ـ، حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد، حدثنا الهيثم بن
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه من لم يسم، ومن ضعفه الجمهور. مجمع الزوائد: 7/33.
(2) أسد الغابة: 3/461؛ والإصابة: 2/403.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/461؛ والإصابة: 2/403.(5/519)
جميل، حدثنا عبد الله بن المثنى، حدثنى قيس بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى صعصعة، عن أبيه، عن جده، وكان بدريًا، فذكره (1) .
_________
(1) قال ابن منده: حديث غريب، وعقب عليه ابن حجر، فقال: رجاله موثقون. المرجعان السابقان.(5/520)
1150- (عبد الرحمن بن صفوان بن أمية القرشى (1)
الجمحى المكى)
6957 - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعار من أبيه سلاحًا
وعنه ابن أبى مليكة. قاله أبو حاتم الرازى. قال البخارى: لا يصح حديثه، وذكره ابن حبان فى التابعين (2) .
1151- (عبد الرحمن بن صفوان بن قتادة) (3)
له صحبة
6958 - قال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمدٍ، حدثنا أبو بكر ابن أبى عاصم، قال: زعم أبو علقمة المرئى: / أن أباه حدثه، عن أبيه: عبد الرحمن بن صفوان ابن قتادة، قال: هاجرت مع أبى إلى
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/461؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الثانى من حرف العين: الإصابة: 2/70؛ والاستيعاب: 2/413؛ وأخرجه البخارى فى التابعين: التاريخ الكبير: 5/298؛ وأخرجه ابن حبان فى الصحابة وقال: له صحبة، أمه أميمة أخت أم حبيبة بنت أبى سفيان بن حرب وأعاده فى التابعين، وقال: يروى عن رجل من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم -، روى عنه ابن أبى مليكة. الثقات: 3/251، 5/96.
(2) الخبر أخرجه البخارى من طريق ابن أبى مليكة عنه، ومن طريق عطاء بن أبى رياح عن ناس من آل صفوان، ومن طريق أمية بن صفوان بن أمية عن أبيه. التاريخ الكبير: 5/298 وتراجع ترجماته السابقة؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 7/201.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/462؛ والإصابة: 2/403؛ والاستيعاب: 2/414.(5/520)
النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال له أبى: إن هذا عبد الرحمن هاجر إليك ليرى حسن وجهك، فقال: «هُوَ مَعِى. الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أحَبَّ» (1) .
_________
(1) قال أبو نعيم: حدث بعض المتأخرين عن محمد بن عمرو بن إسحاق بن العلاء عن أبى علقمة نصر بن علقمة عن أبيه عن عبد الرحمن، ووهم، فإن أبا علقمة الذى روى عنه محمد بن عمرو، هو: أبو علقمة نصر بن خزيمة بن جنادة بن محفوظ بن علقمة عن أبيه بالنسخة، وهو غير المرئى، فإن أبا علقمة المرئى بصرى، واسمه ميمون بن موسى، وهذا حمصى، واسمه نصر بن خزيمة، فوهم وهمًا ثانيًا، وقال: نصر بن علقمة. أسد الغابة: 3/462. وقال ابن عبد البر: مضطرب الإسناد. الاستيعاب: 2/414.(5/521)
6959 - ثم قال: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن عنبر البصرى، حدثنا موسى بن ميمون المرئى، حدثنا أبى: ميمون، عن أبيه، عن جده صفوان بن عبد الرحمن. قال: هاجر أبى صفوان إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، وهو بالمدينة، فبايعه على الإسلام، فمد النبى - صلى الله عليه وسلم - يده، فمسح عليها، فقال صفوان: إنى أحبك يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أحَبَّ» (1) .
1152- (عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة الجمحى) (2)
أو صفوان بن عبد الرحمن بالشك كذا وقع فى سنن ابن ماجه (3) .
6960 - حدثنا عبيدة بن حميدٍ، حدثنى يزيد بن أبى زيادٍ، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن صفوان. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين
_________
(1) قال الطبرانى: لا يروى عن صفوان بن قدامة إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن ميمون. المعجم الصغير: 1/51. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الثلاثة، وفيه موسى بن ميمون المرئى، وهو ضعيف.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/463؛ والإصابة: 2/402؛ والاستيعاب: 2/414؛ ومجمع الزوائد: 10/281. وله ذكر عنده فى ترجمة عبد الله بن صفوان، أو صفوان بن عبد الرحمن: 2/413.
وقال البخارى: عبد الرحمن بن صفوان، أو صفوان بن عبد الرحمن: لا يصح. التاريخ الكبير: 5/247.
(3) سنن ابن ماجه: 1/683.(5/521)
الحجر والباب واضعًا وَجْهَهُ عَلَى الْبَيْتِ (1) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن صفوان فى المسند: 3/430.(5/522)
6961 - حدثنا جرير، عن يزيد بن أبى زياد، عن مجاهد. قال: كان رجل من المهاجرين يقال له عبد الرحمن بن صفوان، وكان له بلاء فى الإسلام حسن، وكان صديقًا للعباس، فلما كان يوم فتح مكة جاء بأبيه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: يا رسول الله بايعه على الهجرة، فأبى، وقال: «إنها لا هجرة» ، فانطلق إلى العباس وهو فى السقاية، فقال: يا أبا الفضل أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبى يبايعه على الهجرة، فأبى. قال: فقام العباس معه، وما عليه رداء، فقال: يا رسول الله قد عرفت ما بينى وبين فلانٍ، وأتاك بأبيه تبايعه على الهجرة، فأبيت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهَا لاَ هِجْرَةَ» ، فقال العباس: أقسمت عليك لتبايعنه. قال: فبسط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده. قال: «هَاتِ أَبْرَرْتُ ـ يَعْنِى قَسَمَ عَمِّى ـ وَلاَ هِجْرَةَ» (1) .
6962 - حدثنا أحمد بن الحجاج، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبى زيادٍ، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن صفوان. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ملتزمًا الباب ما بين الحجر، والباب، ورأيت الناس ملتزمين البيت مع النبى - صلى الله عليه وسلم - (2) .
6963 - حدثنا أحمد بن الحجاج، أنبأنا جرير، عن يزيد/ بن أبى زياد، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن صفوان. قال: لما افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة قلت: لألبسن ثيابى، وكان دارى على الطريق
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن صفوان فى المسند: 3/430. والخبر أخرجه ابن ماجه فى الكفارات (باب إبرار القسم) : سنن ابن ماجه: 1/683.
(2) من حديث عبد الرحمن بن صفوان فى المسند: 3/431.(5/522)
فلأنظرن ما يصنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فانطلقت فوافقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد خرج من الكعبة، وأصحابه قد استلموا البيت من الباب إلى الحطيم، وقد وضعوا خدودهم على البيت، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسطهم، فقلت لعمر: كيف صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دخل الكعبة؟ قال: صلى ركعتين (1) .
ورواه أبو داود فى الحج عن عثمان بن أبى شيبة، عن جرير بن عبد الحميد (2) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن صفوان فى المسند: 3/431.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى المناسك (باب الملتزم) : سنن أبى داود: 2/181.(5/523)
1153- (عبد الرحمن بن عائش الحضرمى،
ويقال: الجهنى) (1)
6964 - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «رَأَيْتُ رَبِّى فِى أَحْسَنَ صُورَةٍ، فقال: هَلْ تَدْرِى فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟ فقلتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ» .
الحديث هكذا رواه أبو نعيم من حديث الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن خالد بن اللجلاج وسأله مكحول أن يحدثه فقال: سمعت عبد الرحمن بن عائش سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكره، ثم قال: رواه صدقة، والأوزاعى عن ابن جابر مثله (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/465؛ والإصابة: 2/305؛ والاستيعاب: 2/417؛ والطبقات الكبرى: 7/150؛ والتاريخ الكبير: 5/252؛ وثقات ابن حبان: 3/255.
وكان فى الأصل: ويقال الجهنى. ولم نعثر عليه فى تراجمه، وإنما قال البخارى وابن حبان: الحميرى فصحفت. وفى تهذيب التهذيب: 6/204 ويقال: السكسكى.
(2) قال أبو حاتم الرازى: أخطأ من قال له صحبة، وقال أبو زرعة: ليس بمعروف. وقال ابن خزيمة والترمذى: لم يسمع من النبى - صلى الله عليه وسلم -. وقال ابن خزيمة: لم يقل فى حديثه: «سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم -» إلا الوليد بن مسلم، وكذا قال ابن عبد البر. ولهذا الخبر كلام طويل، يرجع إليه فى الإصابة والاستيعاب.(5/523)
(عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان
هو: ابن أبى بكر الصديق تقدم) (1)
_________
(1) يرجع إليه ص470 من هذا الجزء.(5/524)
1154- (عبد الرحمن بن عبد رب الأنصارى) (1)
6965 - روى ابن عقدة، عن محمد بن إسماعيل بن إسحاق الراشدى، عن محمد بن خلفٍ النميرى، عن على بن الحسن العبدى، عن الأصبغ بن نباتة، عن على: أنه نشد الناس من سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم غدير خم، فقال سبعة عشر، فذكر منهم عبد الرحمن بن عبد رب، فشهدوا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِىٌّ مَوْلاَهُ» .
فابن عقدة متهم فإنه رافضى خبيث، وإن كان حافظًا للحديث، وإسناده إلى الأصبغ مظلم والأصبغ بعد ذلك ضعيف متروك (2) .
1155- (عبد الرحمن بن أبى عبد الرحمن:
أبو عمرو المزنى) (3) /
6966 - قال أبو القاسم البغوى، حدثنا جدى، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا أبو معشر، عن يحيى بن شبل، عن عمرو بن عبد الرحمن
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/469؛ والإصابة: 2/408.
(2) المرجعان السابقان، وقال ابن حجر: فى سنده من لا يعرف.
والأصبغ بن بنانة أخباره مظلمة، ولم يشهد له أحد بخير، وقال ابن حبان: هو ممن فتن بحب على. أتى بالطامات فى الروايات، فاستحق من أجلها الترك. التاريخ الكبير: 2/35؛ والميزان: 1/271؛ والمجروحين: 1/173؛ وتهذيب التهذيب: 1/362.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/470. وقال ابن حجر: عبد الرحمن بن أبى عبد الرحمن الهلالى. الإصابة: 2/409.(5/524)
المزنى، عن أبيه. قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أصحاب الأعراف، فقال: «قَوْمٌ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللهِ وَهُمْ عَاصُونَ لآِبَائِهِمِ، فَمَنَعَهُمُ مِنَ الجَنَّةِ مَعْصِيَةُ آبَائِهِمِ، وَمَنَعَهُم مِنَ النَّارِ قَتْلُهُمْ فِى سَبِيلِ اللهَ» (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه سعيد بن منصور، وابن مردويه، وابن جرير، وابن أبى حاتم من طرق عن أبى معشر به كما فى تفسير ابن كثير: 2/216. وتراجع ترجمته فى أسد الغابة والإصابة.(5/525)
1156- (عبد الرحمن بن عبد،
ويقال له: ابن عبيد) (1)
أبو راشدٍ، وأبو مغوية (2) . عداده فى الشاميين.
6967 - قال أبو بشر الدولابى: حدثنا الوليد بن حماد الرملى، حدثنا أبو عثمان: عبد الله بن خالد بن عثمان بكورةٍ له، حدثنى خالد، عن أبيه عثمان، عن جده: محمد بن عثمان بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عبد. قال: قدمت على النبى - صلى الله عليه وسلم - فى مائة راكب من قومى فلما قربنا من النبى - صلى الله عليه وسلم - وقفنا، فقالوا لى: تقدم أنت يا أبا معاوية (3) .
1157- (عبد الرحمن بن عبيدٍ النميرى)
عداده فى الشاميين (4) .
6968 - قال أبو بكر بن أبى عاصم، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا بقية، حدثنا الأوزاعى، حدثنا يحيى بن أبى عمرو الشيبانى،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/471؛ والإصابة: 2/409. وقال أبو عمر: عبد الرحمن أبو راشد؛ الاستيعاب: 2/407.
(2) فى المخطوطة: «معاوية» وكذا فى أصل ابن الأثير وضبطه محققوه كما ضبطه ابن حجر فقال: أبو مغوية بضم أوله وسكون المعجمة وكسر الواو. المرجعان السابقان.
(3) تراجع تراجمه فى أسد الغابة والإصابة والاستيعاب.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/471؛ والإصابة: 2/410.(5/525)
عن عبد الله بن الديلمى، عن عبد الرحمن بن عبيدٍ النميرى. قال: «إِنَّ الإِسْلاَمَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَلاثُمِائة شَرِيعَةٍ، مَا مِنْ عَبْدٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا الْتِمَاسَ ثَوَابِهَا إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّةَ» .
قال ابن أبى عاصم: هكذا فى كتابى ليس هذا الحديث مرفوعًا. قال: ورواه حماد بن سلمة، عن أبى سنانٍ، عن المغيرة بن عبد الرحمن بن عبيدٍ، عن أبيه، عن جده عبيدٍ، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فذكره (1) .
_________
(1) هكذا أخرجه ابن الأثير فى أسد الغابة، وأخرجه فى الإصابة ولكنه قال: حماد ابن أبى يسار. المرجعان السابقان.(5/526)
1158- (عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد [الله] التيمى)
فى ثانى المكيين (1) .
وهو ابن أخى طلحة بن عبيد الله قتل مع ابن الزبير فعفى أثر قبره لئلا يعرفه أهل الشام.
6969 - حدثنا هاشم، عن ابن أبى ذؤيبٍ ـ ويزيد، قال: أنبأنا ابن أبى ذؤيبٍ ـ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن عثمان. قال: ذكر طبيب الدواء عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذكر الضفدع تكون فى الدواء فنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قتلها (2) .
ورواه/ أبو داود والنسائى من طريق ابن أبى ذئب (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/472؛ والإصابة: 2/410؛ والاستيعاب: 2/404.
(2) من حديث عبد الرحمن بن عثمان فى المسند: 3/403، 499.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الطب (باب فى الأدوية المكروهة) وفى الأدب (باب فى قتل الضفدع) : سنن أبى داود: 4/7، 368؛ وأخرجه النسائى فى الصيد والذبائح (باب الضفدع) : المجتبى: 7/185.(5/526)
6970 - حدثنا إبراهيم بن إسحاق، حدثنى المنكدر بن محمدٍ ـ يعنى بن المنكدر ـ، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمى. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا فى السوق يوم العيد ينظر والناس يمرون. تفرد به (1) .
6971 - حدثنا شريح وهارون، قالا: حدثنا ابن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن يحيى بن عبد الرحمن ابن حاطب، عن عبد الرحمن ابن عثمان التيمى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لقطة الحاج.
وقال هارون فى حديثه: عمرو بن الحارث.
قال عبد الله: وسمعته أنا من هارون (2) .
رواه أبو داود، والنسائى من طريق ابن وهبٍ به (3) .
1159- (عبد الرحمن بن عديسٍ البلوى) (4)
ذكروا أنه كان بايع تحت الشجرة، قتل بجبل الخليل سنة ست وثلاثين، ويقال: إنه كان فيمن سار إلى عثمان، سكن مصر.
6972 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو عمر بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا حرملة، عن ابن وهبٍ، عن ابن لهيعة، عن
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن عثمان فى المسند: 3/499.
(2) من حديث عبد الرحمن بن عثمان فى المسند: 3/499.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى اللقطة: سنن أبى داود: 2/139؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 7/203.
ولعله سقط من النساخ أنه أخرجه مسلم أيضًا. أخرجه فى اللقطة (باب النهى عن لقطة الحاج) : مسلم بشرح النووى: 4/323.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/474؛ والإصابة: 2/411؛ والاستيعاب: 2/411؛ والطبقات الكبرى: 7/199.(5/527)
عياش بن عياش، عن أبى الحصين الحجرى: سمعت عبد الرحمن بن عديس يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سَيَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ أُمَتِى يُقْتَلُونَ بِجَبَلِ الْخَلِيلِ» .
قال: فلما كانت الفتنة أى فى مقتل عثمان كان ابن عديس ممن أخذهم معاوية رهائن فسجنهم بفلسطين، فهربوا، فأتوا جبل الخليل، فلحقه فارس، فقال له: ويحك أنا من أصحاب الشجرة، فقال الفارس: إن الشجر بهذا الجبل كثير، فقتله (1) .
_________
(1) قال ابن الأثير: أخرجه الثلاثة، وله تخريجات أخرى عند ابن حجر، المراجع السابقة.(5/528)
6973 - ثم قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيبٍ: أن بن شماسة حدثه عن أبى ثور الفهمى، عن عبد الرحمن بن عديس سمعه يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يَخْرُجُ نَاسٌ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ يُقْتَلُونَ بِجَبَلِ لُبْنَانَ أَوْ جَبَلِ الْخَلِيلِ (1) .
1160- (عبد الرحمن بن عرابة الجهنى، وقيل عبد الله) (2) /
قال أبو نعيم: وصوابه رفاعة بن عرابة.
6974 - ثم روى من طريق موسى بن جبير، عن معاذ بن عبد الله بن خبيبٍ، عن عبد الرحمن بن عرابة ـ وله صحبة ـ: أن
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط عن شيخه بكر بن سهل، وهو مقارب الحال وقد ضعف، وبقية رجاله حديثهم حسن أو صحيح. مجمع الزوائد: 6/242.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/474؛ وترجم له ابن حجر: عبد الله بن عرابة الجهنى: الإصابة: 2/345، 411؛ وله فى الاستيعاب: 2/421.(5/528)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ حَظًّا قَوْمٌ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِهِ، فَيَدخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيُقَال لَهُمْ: تَمَنَّوْا، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَعْطِنَا أَعْطِنَا، حَتّى إِذَا قَالُوا: رَبَّنَا حَسبُنَا. قال: هَذَا لَكُمْ وَعَشْرَةُ أَمْثَالِهِ» (1) .
* (عبد الرحمن بن عسيلة: أبو عبد الله الصنابحى) (2)
هو فى الأصل غير منسوب، مسمى فى ترجمة الصنابحى، وقد تقدم ذكره فى عبد الله الصنابحى (3) .
_________
(1) قال ابن الأثير: أخرجه الثلاثة، وأخباره وردت فى المسند من حديث رفاعة ابن عرابة. المراجع السابقة. المسند: 4/16.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/475؛ وترجم له ابن حجر فى عبد الله الصنابحى. الإصابة: 2/384؛ وابن عبد البر كذلك، الاستيعاب: 2/334، وفى عبد الرحمن: 2/426؛ والطبقات الكبرى: 7/142؛ وأخرجه البخارى فى التابعين. التاريخ الكبير: 5/321.
(3) يرجع إليه ص444 من هذا الجزء.(5/529)
6975 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبى عبد الله الصنابحى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطَانٍ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَارَقَهَا، فَإِذَا كَانَتْ فِى وَسَطِ السَّمَاءِ قَارَنَهَا، فَإِذَا دَلَكَتْ (1) أَوْ زَالَتْ فَارَقَهَا، فَإِذَا دَنَتْ لِلْغُرُوبِ قَارَنَهَا، فَإِذَا غَرَبَتْ فَارَقَهَا، فَلاَ تُصَلُّوا هَذِهِ الثَّلاثَ سَاعَاتٍ» (2) .
رواه النسائى عن قتيبة، عن مالكٍ، عن زيد بن أسلم، وأخرجه ابن ماجه، عن سويد بن سعيدٍ، عن إسحاق بن منصور عن عبد الرزاق به (3) .
_________
(1) دلكت الشمس: يراد بالدلوك زوالها عن وسط السماء. النهاية: 2/29.
(2) من حديث عبد الرحمن بن عثمان فى المسند: 4/348.
(3) الخبر أخرجاه فى الصلاة: النسائى فى (باب الساعات التى نهى عن الصلاة فيها) : المجتبى: 1/221؛ وابن ماجه (باب ما جاء فى الساعات التى تكره فيها الصلاة) : سنن ابن ماجه: 1/397.(5/529)
6976 - حدثنا أبو سعيدٍ: مولى بنى هاشم، حدثنا محمد بن مطرف: أبو غسان، حدثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبى عبد الله الصنابحى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ مَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ فِيهِ وَأَنْفِهِ، وَمَنْ غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ، وَمَنْ غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتْ مِنْ أَظْفَارِهِ، أَوْ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ، وَمَنْ مَسَحَ رأْسَهُ، وَأُذُنَيْهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ رَأْسِهِ، أَوْ مِنْ شَعْرِ أُذُنَيْهِ، وَمَنْ غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ أَظْفَارِهِ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ، ثمّ كَانَتْ خُطَاهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً» (1) .
6977 - حدثنا حسين بن محمدٍ، حدثنا محمد بن مطرفٍ، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبى عبد الله الصنابحى، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: «مَنْ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ أَنْفِهِ، وَفَمِهِ» فذكر معناه (2) .
قرأت على عبد الرحمن: مالك ـ وحدثنى إسحاق: أخبرنى مالك ـ، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصنابحى. / [قال:] «إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ فَمَضْمَضَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ َأَنْفِهِ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتْ الْخَطَايَا مِنْ وَجْهِهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ يَدَيْهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ [تَحْتِ] أَظْفَارِ [يَدَيْهِ،] فَإِذَا مَسَحَ رأْسَهُ خَرَجَتْ الْخَطَايَا مِنْ رَأْسِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أُذُنَيْهِ، وَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ الْخَطَايَا مِنْ رِجْلَيْهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ رِجْلَيْهِ، ثمّ كَانَ مَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَصَلاَتُهُ نَافِلَةً لَهُ» (3) .
_________
(1) من حديث أبى عبد الله الصنابحى فى المسند: 4/348.
(2) من حديث أبى عبد الله الصنابحى فى المسند: 4/349.
(3) من حديث أبى عبد الله الصنابحى فى المسند: 4/349. وما بين معكوفات استكمال منه.(5/530)
رواه النسائى عن قتيبة عن مالكٍ، ورواه ابن ماجه عن سويد بن سعيدٍ عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم (1) .
ورواه أبو نعيم من حديث زهير عن زيد بن أسلم قال: وكذلك رواه محمد بن جعفر بن أبى كثير، وحفص بن ميسرة، وخارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم (2) .
_________
(1) الخبر أخرجاه في الطهارة: النسائي في (باب مسح الأذنين مع الرأس، وما يستدل به على أنهما من الرأس) : المجتبي: 1/63؛ وابن ماجه (باب ثواب الطهور) : سنن ابن ماجه: 1/103.
(2) الخبر أخرجه البهقي قال: قرىء على عبد الله بن وهب، أخبرني مالك بن أنس، عن زيد بن اسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصنابحي، ومن طريق العباس ابن محمد الدورى قال: سمعت يحيى بن معين يقول: يروى عطاء بن يسار، عن عبد الله الصنابحى، ويقال أبى عبد الله الصنابحى صاحب أبى بكر: عبد الرحمن بن عسيلة، والصنابحى صاحب قيس بن أبى حازم، يقال له: الصنابح ابن الأعسر، كذا قال يحيى بن معين.
وزعم البخارى أن مالك بن أنس وهم في هذا، إنما هو عبد الله: عبد الرحمن ابن عسيلة الصنابحى لم يسمع من النبى - صلى الله عليه وسلم -، وهذا الحديث مرسل، وعبد الرحمن هو الذى روى عن أبى بكر الصديق- رضى الله عنه-، والصنابح ابن الأعسر صاحب النبى - صلى الله عليه وسلم - إلخ. السنن الكبرى: 1/81.
وأخرجه أيضًا الحاكم فى المستدرك من عطاء بن يسار، وأورد بعض الخلاف السابق، ولكنه قطع فقال: وعبد الله الصنابحى صحابى. المستدرك: 1/129.(5/531)
6978 - حدثنا روح، حدثنا مالك وزهير بن محمدٍ، قالا: حدثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ: سمعت عبد الله الصنابحى يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطَانٍ، فَإِذَا طَلَعَتْ قَارَنَهَا، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَارَقَهَا، وَيُقَارِنُهَا حِينَ تَسْتَوِى، فَإِذَا زَالَتْ فَارَقَهَا، فَتُصَلُّوا غَيْرَ هَذِهِ السَّاعَاتِ الثَّلاَثَ» (1) .
_________
(1) من حديث أبى عبد الله الصنابحى فى المسند: 4/349. والخبر اقتصر على ذكر ساعتين فقط هنا وفى المسند، والساعات الثلاث مذكورات فى خبره السابق.(5/531)
6979 - حدثنا ابن نميرٍ، حدثنا الصلت ـ يعنى ابن العوام ـ، حدثنى الحارث ابن وهبٍ، عن أبى عبد الرحمن الصنابحى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَنْ تَزَالَ أُمَّتِى فِى مَسَكَةٍ (1) مَا لَمْ يَعْمَلُوا بِثَلاَثٍ: مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا المغْرِبَ بِانْتِظَارِ الإِظْلاَمِ مُضَاهَاةَ الْيَهُودِ، وَمَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْفَجْرَ إمْحاقَ النُّجُومِ مُضَاهَاةَ النَّصْرَانِيَّةِ، وَمَا لَمْ يَكِلُوا الْجَنَائِزَ إِلَى أَهْلِهَا» (2) . تفرد به.
وقد أوردنا فى ترجمة عبد الله الصنابحى حديثين آخرين كما تقدم (3) .
1161- (عبد الرحمن بن أبى عقيل
ابن مسعود بن معتب) (4)
ابن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفى، كذا نسبه ابن الكلبى، وهو ابن عم الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبى عقيل، ومن الناس
من توهم أنه ابن أم الحكم بنت أبى سفيان بن حرب بن أمية، وليس به، فإن
ابن أم الحكم استنابه خاله معاوية على العراق، فأساء السيرة وجمع منها أموالاً
كثيرة بحيث أنه اقتنى منها الذهب ما أعد/ لكل يوم نفقة مائة دينارٍ، وكان
له همة عظيمة فى الأطعمة، والمآكل، أما هذا فصحابى جليل له وفادة على
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
_________
(1) فى مسكة: فى حلقة كالسوار بمعنى متماسكة مترابطة. تراجع النهاية: 4/94.
(2) من حديث أبى عبد الله الصنابحى فى المسند: 4/349.
(3) يرجع إليهما ص444 من هذا الجزء.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/476؛ والإصابة: 2/411؛ والاستيعاب: 2/416؛ والتاريخ الكبير: 5/249؛ وثقات ابن حبان: 3/257.(5/532)
6980 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو بكر بن خلادٍ، حدثنا الحارث ابن أسامة، حدثنا عبد العزيز بن أبان، حدثنا عبد الجبار بن العباس النسائى، حدثنا عون بن أبى جحيفة، عن عبد الرحمن بن علقمة الثقفى، عن عبد الرحمن بن أبى عقيل. قال: انطلقت فى وفدٍ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتيناه فأنخنا بالباب وما فى الناس رجل أبغض إلينا من رجل نلج عليه وما خرجنا حتى ما كان فى الناس أحد أحب إلينا من رجل دخلنا عليه، فقال قائل منا: يا رسول الله ألا سألت ربك ملكًا كملك سليمان؟ قال: فضحك ثم قال: «فَلَعَلّ صَاحِبَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَفْضَلُ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ، إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلاَّ أَعْطَاهُ دَعْوَةً، فَمِنْهُمْ مَنِ اتَّخَذَ بِهَا دُنْيَأ، فَأُعْطِيَهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ دَعَا بِهَا عَلَى قَوْمِهِ إِذْ عَصَوْهُ، فَأُهْلِكُوا بِهَا، وَإِنَّ اللهَ أَعْطَانِى دَعْوَةً فاخْتَبَأْتُها شَفَاعَةً لأُمَّتى يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (1) .
1162- (عبد الرحمن بن أبى علقمة) (2)
6981 - قال البزار: حدثنا الحسن بن على، حدثنا أبو بكر بن عياش، حدثنا يحيى بن أبى هانى المرادى: حدثنا أبو حذيفة، عن عبد الملك بن محمد بن بشير، عن عبد الرحمن بن أبى علقمة. قال: قدم وفد ثقيفٍ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأهدوا له هدية. فقال: «مَا هَذِهِ
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى والبزار، ورجالهما ثقات. مجمع الزوائد: 10/370.
والخبر أخرجه البزار أيضًا كما فى كشف الأستار: 4/165. وقال البزار: لا نعلم عن أبى عقيل إلا هذا. وأخرجه البخارى فى التاريخ، التاريخ الكبير: 5/249.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/477؛ والإصابة: 2/412؛ وقال ابن عبد البر: فى سماعه عنه ـ عن النبى - صلى الله عليه وسلم - ـ نظر، وهو الذى ذكرناه فى باب عبد الرحمن بن أبى عقيل. الاستيعاب: 2/418؛ والتاريخ الكبير: 5/250.(5/533)
صَدَقَةٌ أَمْ هَدِيَّةٌ؟ فَإِنَّ الصَّدَقَةَ يُبْتَغَى بِهَا وَجْهُ اللهِ، وَإِنَّ الْهَدِيَّةَ يُبْتَغَى بِهَا وَجْهُ الرَّسُولِ، وَقَضَاءِ الْحَاجَةِ» . قالوا: هدية، ثم شغلوه فى مجلسه ذلك حتى شغلوه أن يصلى الظهر إلا مع العصر.
ثم قال: ولا نعلم لعبد الرحمن بن علقمة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا هذا الحديث (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى العمرى (باب عطية المرأة بغير إذن زوجها) من طريق هناد بن السرى: حدثنا أبو بكر بن عياش إلى آخر طريق البزار، وقال أبو حاتم: هو تابعى ليست له صحبة. المجتبى: 6/236؛ أسد الغابة.(5/534)
1163- (عبد الرحمن بن على الحنفى اليمامى) (1)
عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَنْظُرُ اللهُ إِلَى رَجُلٍ لاَ يُقِيمُ صُلْبُهُ فِى الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ» .
6982 - هكذا رواه عبد الوارث بن سعيدٍ، عن أبى عبد الله: سلمة بن تمام الشقرى، عن عمر بن جابر، عن عبد الله بن بدر عنه، ورواه عكرمة بن عمار، عن عبد الله بن بدر، عن طلق بن على، وهو الصواب (2) .
1164- (عبد الرحمن بن عمرو بن غزية الأنصارى) (3) /
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ كَثْرَةُ الْمَطَرِ وَقِلَّةُ النَّبَاتِ، وَكَثْرَةُ الأُمَرَاءِ، وَقِلَّةُ الأُمُنَاءِ» .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/477؛ والإصابة: 2/412؛ والاستيعاب: 2/421؛ وأخرجه البخارى فى التابعين. التاريخ الكبير: 5/323.
(2) أخرجه بطريقيه فى الإصابة، وأسد الغابة فى ترجمته ويراجع جامع الأحاديث: 7/532.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/478؛ والإصابة: 2/413؛ والاستيعاب: 2/422.(5/534)
6983 - رواه الطبرانى من طريق أبى جعفر: محمد بن على، عن عمرو الأنصارى عنه (1) .
1165- (عبد الرحمن بن أبى عمرة، مختلف فيه) (2)
قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: كيف أصبحتم يا آل محمدٍ؟ فقال: «بِخَيْرٍ مِنْ رَجُلٍ لَمْ يَعُدْ مَرِيضًا، ولم يُصْبِحْ صَائِمًا» .
6984 - رواه أبو موسى من طريق عثمان بن أبى زرعة، عن سالم بن أبى الجعد عنه به (3) .
1166- (عبد الرحمن بن أبى عميرة المزنى) (4)
فى رابع الشاميين.
6985 - حدثنا حيوة بن شريحٍ، حدثنا بقية، حدثنى بجير بن سعدٍ، عن خالد ابن معدان، عن جبير بن نفيرٍ، عن أبى عميرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا مِنْ نَفْسِ مُسْلِمٍ يَقْبِضُهَا اللهُ تُحِبُّ أَنْ تَعُودَ إلَيْكُمْ، وَأَنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا غَيْرَ الشَّهِيدِ» .
وقال ابن أبى عميرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لأَنْ أُقْتَلَ فِى سَبِيلِ اللهِ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِى الْمَدَرُ، وَالْوَبَرُ» (5) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه عبد الغفار بن القاسم، وهو وضاع. مجمع الزوائد: 7/331. ولكنه لم ينسبه فقال: عبد الرحمن الأنصارى.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/478؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الثانى من حرف العين، وقال: اسمه بشير، وقيل: ثعلبة، وقيل غير ذلك. الإصابة: 3/72.
(3) المرجعان السابقان.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/479؛ والإصابة: 2/414؛ والاستيعاب: 2/407؛ والتاريخ الكبير: 5/240؛ وفى المسند: عبد الرحمن بن أبى عميرة الأزدى. المسند: 4/216.
(5) من حديث عبد الرحمن بن أبى عميرة الأزدى فى المسند: 4/216.(5/535)
6986 - حدثنا على بن بحرٍ، حدثنا الوليد بن مسلمٍ، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبى عميرة الأزدى، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: أنه ذكر معاوية، فقال: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا وَاهْدِ بِهِ» (1) .
رواه الترمذى عن محمد بن يحيى، عن أبى مسهرٍ، عن سعيد ابن عبد العزيز، وقال: حسن غريب (2) .
فقال شيخنا: رواه بعضهم عن الوليد، عن سعيد، عن يونس بن ميسرة بن حلبس عنه به (3) .
1167- (عبد الرحمن بن أبى عميرة المزنى) (4)
يعد فى الشاميين.
هكذا ترجمة أبو نعيم، وأورد له حديث معاوية هذا.
عن الطبرانى، عن أبى زرعة الدمشقى، عن أبى المغيرة، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة عنه به (5) . ثم قال:
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبى عميرة الأزدى فى المسند: 4/216.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب (مناقب معاوية بن أبى سفيان) من حديثه، وقال: وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. صحيح الترمذى: 5/687.
(3) تحفة الأشراف: 7/204.
(4) هو الذى سبق ذكره، قال الوليد بن مسلم: عبد الرحمن بن عميرة وقيل: عبد الرحمن بن أبى عميرة المزنى، وقيل: عبد الرحمن بن عمير، أو عميرة القرشى، حديثه مضطرب، لا يثبت فى الصحابة.
وقال أبو عمر: ومنهم يوقف حديثه ـ عن معاوية ـ ولا يرفعه وقد قال ابن كثير فى آخر الخبر: وهذا حديث آخر لم يذكره الإمام أحمد فى مسنده، والله أعلم. يراجع أسد الغابة مع تراجمه.
(5) حديثه عن معاوية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاوية: «اللهم اجعله هاديا مهديا، واهده، واهد به» . التاريخ الكبير: 5/240؛ وله روايات أخرى، تراجع الإصابة فى ترجمته، والمسند: 4/216.(5/536)
6987 - حدثنا عبد الله بن نميرٍ، حدثنا أبو بكر بن أبى عاصم، حدثنا محمد ابن مصفى، حدثنا سويد بن عبد العزيز، عن أبى عبد الله ـ ويقال أبو عبد بن الحارث ـ البحرانى، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن أبى عميرة المزنى. قال: «خَمْسُ سَمِعْتهُنَّ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: لاَ صَفَرَ (1) ، وَلاَ هَامَةَ، وَلاَ عَدْوَى، وَلاَ يَتمُّ شَهْرَانِ سِتِّينَ يَوْمًا، / وَمَنْ أَخْفَرَ ذِمَّةَ اللهِ لَمٍ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» .
قال أبو نعيم: وكذا رواه سليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن المبارك الصورى، عن سويد بن عبد العزيز مثله.
قلت: فهو الذى يأتى إن شاء الله، وهذا حديث آخر عنه لم يذكره الإمام أحمد فى مسنده، والله أعلم (2) .
1168- (عبد الرحمن بن عوفٍ) (3)
ابن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤى بن غالب القرشى: أبو محمد الزهرى.
أسلم قديمًا حيث لم يكن المؤمنون سوى ثمانية به، وكان إسلامه على يد أبى بكر قبل دار الأرقم بن أبى الأرقم، وكان اسمه
_________
(1) لا صفر: كانت العرب تزعم أن فى البطن حية يقال لها صفر تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه وأنها تعدى. وقيل: أراد به النسىء. والهامة: اسم طائر كانوا يتشاءمون بها وهى من طير الليل، وقيل هى البومة، وقيل: كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذى لا يدرك بثأره تصير هامة، فتقول اسقونى إلى أن يدرك بثأره. وقيل غير ذلك. وأخفر ذمة الله: نقض عهده. النهاية: 1/306، 2/266، 4/258.
(2) قال الطبرانى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه سويد بن عبد العزيز، قال دحيم: ثقة له أحاديث يغلط فيها، وضعفه جمهور الأئمة. مجمع الزوائد: 3/147. ويراجع مسنده عند أحمد: 4/216.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/480؛ والإصابة: 2/416؛ والاستيعاب: 2/393؛ والطبقات الكبرى: 2/102، 3/87؛ والتاريخ الكبير: 5/239؛ وتهذيب التهذيب: 6/244؛ والحلية لأبى نعيم: 1/98.(5/537)
عبد عمرو، وقيل عبد الكعبة، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن، وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى مكة، ثم إلى المدينة، وشهد بدرًا، وأحدًا، وما بعد ذلك من المشاهد كلها، وأبلى يوم أحد بلاء حسنًا، وجرح يومئذٍ (1) عشرين جراحة منها واحد فى رجلة فعرج منها، وهشم فى ثنيته فسقطتا، وقد كانا قبل ذلك كله يجرجان شفته من طولهما.
وكان حسنا ابيض مشربا بحمرة رقيق البشرة حسن الوجه طويلا فيه حياء، وكان أحد العشرة المبشرين بالجنة، واحد الثمانية الذين لم يكن اسلم أحد قبلهم وأحد الستة أصحاب الشورى، ثم خلص الأمر إليه عثمان وعلى لينظر أصلحهما للأمة، فمكث ثلاث ليال بأيامهما فشاور الناس وسبرهم حتى سأل النساء، وذوات الخدور، والصبيان فى المكاتب، فلم يرهم يعدلون بعثمان أحداً، فبايعه، وقدمه على على، فبايعه المسلمون أجمعون وعلى معهم، رضى الله عنه وعنهم (2) .
وقد تصدق فى وقتٍ بأربعين ألف دينارٍ، وفى وقت بأربعمائة راحلةٍ بما عليها من المتاجر والبضائع حين أخبر بحديث: أنه «يدخل الجنة حبوًا» .
وجهز خمسمائة فرس فى سبيل الله، ثم حمل على خمسمائة (3) راحلةٍ، ومع هذا خلف مالاً جزيلاً، وورثت كل امرأةٍ من أربع بربع ثمنها ثمانين ألفاً، هذا ولم يل عمالة قط، وإنما كان من المتاجر، والمغانم.
_________
(1) فى أسد الغابة: «إحدى وعشرين جراحة» .
(2) يراجع تاريخ الطبرى (قصة الشورى) : 4/227.
(3) فى المخطوطة: «ثم الفا وخمسمائة» . والتصويب من أسد الغابة: 3/483.(5/538)
وقد كان أول قدومه إلى المدينة فقيرًا لا مال له تزوج امرأة على وزن نواةٍ من ذهبٍ.
وكانت وفاته سنة اثنين وثلاثين (1) / عن خمسٍ وسبعين سنة.
ومما ذكر فى ترجمة عبد الرحمن بن عوف الحديث الذى رواه عبد بن حميدٍ فى مسنده.
_________
(1) وقيل إحدى وثلاثين. تهذيب التهذيب: 6/246.(5/539)
6988 - حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا عمارة بن زاذان، عن ثابتٍ، عن أنس بن مالكٍ: أن عبد الرحمن بن عوف لما هجر آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين عثمان بن عفان ـ - رضي الله عنه - ـ، فقال له: إن لى حائطين، فاختر أيهما شئت، فقال: بارك الله لك فى حائطيك. ما لهذا أسلمت، دلنى على السوق، قال: فدله، فكان يشترى السمينة والأقيطة والإهاب (1) ، فجمع فتزوج، فأتى النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: «بَارَك اللهُ لَكَ، أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» .
قال: فكثر ماله حتى قدمت له سبعمائة راحلةٍ تحمل البر وتحمل الدقيق، والطعام، فلما دخلت المدينة فسمع أهل المدينة رجة، فقالت عائشة: ما هذه الرجة؟ فقيل لها: عير قدمت لعبد الرحمن بن عوفٍ: سبعمائة راحلةٍ تحمل البر والدقيق والطعام، فقالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يَدْخُلُ عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنِ عَوْفٍ الْجَنَّةَ حَبْوًا» ، فلما بلغ ذلك عبد الرحمن قال لها: يا أمه أشهدك أنها بأحمالها وأحلاسها وأقتابها فى سبيل الله.
_________
(1) الأقيطة: تصغير أقط، وهو لبن مخفف يابس متسحجر يطبخ به. النهاية: 1/36.(5/539)
المعروف الصحيح أن الذى آخى بينه وبينه رسول الله سعد بن الربيع لا عثمان بن عفان، وفى صحة هذا الحديث نظر، فإن عمارة ابن زاذان ليس بذاك الحافظ، وسيأتى من رواية عبد الرحمن نفسه (1) .
(ابنه إبراهيم عنه)
_________
(1) الخبر أورده ابن الأثير بتمامه فى ترجمته ـ - رضي الله عنه - ـ، وعقب عليه بمثل قول ابن كثير وأخرجه
البزار وقال: هذا منكر وعلته عمارة بن زاذان. كشف الأستار: 3/209. وعمارة بن زاذان البصرى الصيدلانى قال البخارى: يضطرب فى حديثه، وقال أحمد: له مناكير، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال الدار قطنى: ضعيف، وقال أبو داود: ليس بذاك. الميزان: 3/176.(5/540)
6989 - حدثنا أبو سلمة: يوسف بن يعقوب الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوفٍ، عن أبيه، عن جده: عبد الرحمن بن عوفٍ: أنه قال: إنى لواقف يوم بدرٍ فى الصف إذ نظرت عن يمينى وعن شمالى، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثةٍ أسنانهما تمنيت لو كنت بين أضلع منهما (1) ، فغمزنى أحدهما، فقال: يا عم هل تعرف أبا جهلٍ؟ قلت: نعم، وما حاجتك يا ابن أخى؟ قال: بلغنى أنه سب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والذى نفسى بيده [لو رأيته] لم يفارق سوادى سواده حتى يموت الأعجل منا، قال: فغمزنى الآخر، فقال لى مثلها، قال: فتعجبت لذلك.
قال: فلم أنشب أن نظرت إلى أبى جهل يجول فى الناس، فقلت لهما: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذى تسألان/ عنه، فابتدراه، فاستقبلهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبراه فقال: «أيكما قتله؟» فقال كل واحد منهما: أنا قاتله. قال: «مسحتما
_________
(1) بين أضلع منهما: أى بين رجلين أقوى من الرجلين اللذين كنت بينهما وأشد. النهاية:
3/23.(5/540)
سيفيكما» قالا: لا، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى السيفين فقال: «كِلاَكُمَا قَتَلَهُ» وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح، وهما معاذ بن عمرو ابن الجموح، ومعاذ بن عفراء (1) .
رواه البخارى فى الخمس عن مسددٍ فى المغازى، وعن على ابن المدينى، ومسلم فى المغازى عن يحيى بن يحيى ثلاثتهم: عن يوسف بن الماجشون، وروى البخارى أيضًا فى المغازى عن يعقوب ابن إبراهيم، عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جده عن عبد الرحمن بن عوفٍ به (2) .
قال أبو مسعود: وفى بعض النسخ [عن] يعقوب غير منسوبٍ فلعله يعقوب ابن حميد بن كاسبٍ، فأما يعقوب بن إبراهيم فالله أعلم ألقيه البخارى أم لا؟ (3) .
(أحاديث آخر
رواها إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوفٍ عن أبيه)
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن عوف فى المسند: 1/192. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى فرض الخميس (باب من لم يخمس الأسلاب) وفى المغازى (باب قتل أبى جهل) و (باب 10) : فتح البارى: 6/246، 7/294، 307؛ وأخرجه مسلم فى المغازى (باب استحقاق القاتل سلب القتيل) : مسلم بشرح النووى: 4/354.
(3) كما فى تحفة الأشراف: 7/205.(5/541)
الأول:
6990 - قال البخارى: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوفٍ، عن أبيه، عن جده: عبد الرحمن بن عوفٍ. قال: كاتبت أمية بن خلفٍ(5/541)
كتابًا يحفظنى فى صاغيتى (1) بمكة، وأحفظه فى صاغيته بالمدينة، فلما ذكرت الرحمن، قال: لا أعرف الرحمن، كاتبنى باسمك الذى كان فى الجاهلية، فكاتبته: عبد عمرو، فلما كان يوم بدرٍ خرجت إلى جبلٍ لأحرزه (2) حين نام الناس، فأبصره بلال، فخرج حتى وقف على مجلسٍ [من] الأنصار، فقال: أمية بن خلفٍ. لا نجوت إن نجا أمية، فخرج معه فريق من الأنصار فى آثارنا، فلما خشيت أن يلحقونا خلفت لهم ابنه لأشغلهم فقتلوه، ثم أبوا حتى يتبعونا ـ وكان رجلا ثقيلاً ـ فلما أدركونا، قلت له: ابرك فبرك، فألقيت نفسى عليه لأمنعه، فتجللوه بالسيوف من تحتى حتى قتلوه، وأصاب أحدهم رجلى بسيفه، فكان عبد الرحمن بن عوف يرينا ذلك [الأثر] فى ظهر قدمه (3) .
قال أبو عبد الله: سمع يوسف صالحًا، وإبراهيم أباه (4) .
_________
(1) صاغيتى: الصاغية بصاد مهملة وغين معجمة خاصة الرجل، مأخوذ من صغى إليه إذا مال. قال الأصمعى: صاغية الرجل: كل من يميل إليه، ويطلق على الأهل والمال. وقال ابن الغين: ورواه الداودى: ظاعنتى بالظاء المشالة المعجمة والعين المهملة بعدها نون، ثم فسره بأنه الشىء الذى يسافر إليه. قال: ولم أر هذا لغيره. فتح البارى: 4/480.
(2) يقال: أحرزت الشىء أحرزه إحرازًا إذا حفظته وضممته إليك وصنته عن الأخذ. النهاية: 1/216.
(3) أخرجه البخارى بلفظه فى الوكالة (باب إذا وكل المسلم حربيا فى دار الحرب) وما بين معكوفات استكمال منه، وأخرجه مختصرًا فى المغازى (باب فى قتل أبى جهل) : فتح البارى: 4/480، 7/298.
(4) العبارة أثبتها ابن حجر فى الشرح وقال: كذا ثبت لأبى ذر عن المستملى، فتح البارى: 4/481 وورد فى هامش صحيح البخارى (طبع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية) : زاد أبو ذر عن المستملى هنا: قال أبو عبد الله. إلخ وعقب محققوه فقالوا: يوسف هو ابن الماجشون، وصالح هو حفيد عبد الرحمن. صحيح البخارى: 4/138.(5/542)
الثانى:
6991 - قال البخارى أيضًا فى كتاب البيوع: حدثنا عبد العزيز(5/542)
ابن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعدٍ، عن أبيه: عن جده. قال: قال عبد الرحمن بن عوفٍ: لما قدمنا المدينة آخى النبى - صلى الله عليه وسلم - / بينى وبين سعد بن الربيع، فقال سعد بن الربيع: إنى أكثر الأنصار مالاً، فأقسم لك نصف مالى، وانظر أى زوجتى هويت نزلت لك عنها. فإذا حلت تزوجتها؟ فقال له عبد الرحمن: لا حاجة لى فى ذلك هل من سوق فيه تجارة قال: سوق قينقاعٍ.
قال: فغدا إليه عبد الرحمن بن عوفٍ، فأتى بأقطٍ وسمنٍ. قال: ثم تباع الغدو، فما لبث أن جاء عبد الرحمن عليه أثر صفرةٍ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تَزوَّجْتَ؟» قال: نعم. قال: «ومن؟» قال: امرأة من الأنصار. فقال: «كَمْ سُقْتَ؟» قال: زنة نواةٍ من ذهبٍ ـ أو نواة من ذهب ـ. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» تفرد به البخارى من هذا الوجه (1) .
وهو فى الصحيحين من حديث حميدٍ عن أنسٍ، وعند النسائى عن أنسٍ عنه كما سيأتى (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى البيوع (باب ما جاء فى قول الله عز وجل {فإذا قضيت الصلاة} وفى مناقب الأنصار) باب إخاء النبى - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار) : فتح البارى: 4/288، 7/112.
(2) يرجع إلى ذلك ص549 من هذا الجزء.(5/543)
الثالث:
6992 - قال البخارى فى كتاب الجنائز: حدثنا أحمد بن محمدٍ المكى، حدثنا إبراهيم بن سعدٍ، عن أبيه، عن جده. قال: أتى عبد الرحمن بن عوفٍ يومًا بطعامه، فقال: قتل مصعب بن عميرٍ ـ وكان خيرًا منى ـ فلم نجد له ما يكفيه، وقد أصبنا من الدنيا ما(5/543)
أصبنا، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ثم جعل يبكى حتى ترك الطعام (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الجنائز (باب الكفن من جميع المال) و (باب إذا لم يوجد إلا ثوب واحد) كما أخرجه فى المغازى (باب غزوة أحد) : فتح البارى: 3/140، 142، 7/353.
وهنا اختلاف فى بعض ألفاظ البخارى منها: «فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة، وقتل حمزة ـ أو رجل آخر ـ خير منى فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة، لقد خشيت أن يكون قد عجلت لنا طيباتنا فى حياتنا الدنيا، ثم جعل يبكى» .
وفى لفظ: «كفن فى بردة، إن غطى رأسه بدت رجلاه، وإن غطى رجلاه بدا رأسه» «ثم بسط =
= ... لنا من الدنيا ما بسط، أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا، ثم جعل يبكى حتى ترك الطعام» . =
ملاحظة: لعله سقط من النساخ الخبر الذى أخرجه البخارى فى البيوع أنه قال لصهيب: اتق الله ولا تدع إلى غير أبيك، إلخ. فتح البارى: 4/410.(5/544)
الحديث الرابع:
6993 - قال ابن ماجه: حدثنا محمد بن مصفى، حدثنا أنس بن عياضٍ، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوفٍ، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّل» (1) .
الحديث الخامس:
6994 - قال بن ماجه أيضًا: حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن عاصم ابن جعفرٍ المصرى، حدثنا المفضل بن فضالة، عن يونس بن يزيد، عن بن شهابٍ، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الصلاة (باب فضل الصف المقدم) وفى الزوائد: إسناده صحيح، ورجاله ثقات. سنن ابن ماجه: 1/319.(5/544)
عوفٍ، عن أبيه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لَيْسَ عَلَى الْمُخْتَلِسِ قَطْعٌ» (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الحدود (باب الخائن والمنتهب والمختلس) وفى الزوائد: رجال إسناده موثقون. سنن ابن ماجه: 2/864.(5/545)
الحديث السادس:
6995 - قال الطبرانى: حدثنا جعفر بن الفضل المخرمى المؤدب، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامى، حدثنى محمد بن العلاء بن الحسين السبعى المطلبى، حدثنى الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوفٍ، عن أبيه، عن جده. قال: استعز (1) بأمامة بنت أبى العاص، فبعثت زينب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقول له: إن ابنتى قد استعز بها، فبعث إلى ابنته: «للهِ مَا أَخَذَ وَللهِ مَا أَعْطَى» فاتعز بها الثانية، فبعثت إليه: إن ابنتى قد اتعز بها، فبعث إليها: «للهِ مَا/ أَخَذَ وَللهِ مَا أَبْقَى» .
ثم كانت الثالثة، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخرجت الصبية إليه، فإذا نفسها تقعقع (2) ، ومعه ناس من أصحابه، فذرفت عيناه، حتى قبض على لحيته، فقال: «مَا لكُمْ تَنْظُرُونَ؟» فقالوا: رأيناك رفقت، فقال: «رَحْمَةٌ يَضَعُهَا اللهُ حَيْثٌ يَشَاءُ، إِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءُ» (3) .
قلت: لم تمت أمامة فى هذه المرضة بل بقيت حتى تزوجها على بعد موت فاطمة.
_________
(1) استعز بها: اشتد بها المرض. النهاية: 3/91.
(2) نقعقع: تضطرب وتتحرك. النهاية: 3/267.
(3) قال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى، وفيه الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، ولم أجد من =
= ... ذكره. مجمع الزوائد: 3/18؛ وقال البزار: لا نعلمه عن عبد الرحمن ابن عوف مرفوعًا إلا بهذا الإسناد. كشف الأستار: 1/381.(5/545)
الحديث السابع:
6996 - قال أبو يعلى: حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا زيد ابن الحباب، عن موسى بن عبيدة، حدثنى قيس بن عبد الرحمن بن أبى صعصعة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده: عبد الرحمن بن عوفٍ.
قال: كان لا يفارق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منا خمسة أو أربعة من أصحابه لما ينوبه من حوائجه بالليل والنهار، قال: فجئته وقد خرج، فاتبعته، فدخل حائطًا من حيطان الأسواف (1) ، فصلى، فسجد، فأطال السجود، فقلت: قد قبض الله روحه، فرفع رأسه، فدعانى، فقال: «ما لك؟» فقلت: يا رسول الله أطلت السجود حتى قلت: قد قبض الله روح رسوله حتى لا أراه أبدًا، فقال: «سَجَدْتُ شَكُرًا لِرَبِّى فِيمَا أَبْلاَنِى فِى أُمَّتِى. مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً مِنْ أُمَّتِى كَتَبَ اللهُ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَمَحَى عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ» (2) .
الحديث الثامن:
6997 - قال أبو يعلى: حدثنا محمد بن بحرٍ البصرى، حدثنا عمرو بن يحيى ابن سعيد بن العاص، حدثنى أبى، سمعت سعد بن إبراهيم يحدث عن أبيه، عن جده: عبد الرحمن بن عوف. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قُرَيْشٌ وَالأَنْصَارُ وَمُزَيْنَةُ وَجُهَيْنَةُ، وَأَسْلَمُ وَعِفَارٌ
_________
(1) الأسواف: اسم لحرم المدينة الذى حرمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. النهاية: 2/193.
(2) مسند أبى يعلى: 2/164. وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة وشيخه قيس لم يرو عنه غير واحد، ولم يرد فيه لا جرح ولا تعديل، وباقى رجاله ثقات. وأخرجه أحمد من طريقين آخرين عنه. المسند: 1/191.(5/546)
وَأَشْجَعُ وَسُلَيْمٌ أَوْلِيَائِى لَيْسَ وَلِىُّ دُونَ اللهِ وَرَسُولِه» (1) .
_________
(1) مسند أبى يعلى: 2/171. وقال الهيثمى: رواه أبو يعلى والبزار بنحوه، ورجال البزار رجال الصحيح غير عبد الملك بن محمد بن عبد الله وهو ثقة فيه خلاف. مجمع الزوائد: 10/42.(5/547)
الحديث التاسع:
6998 - قال البزار: حدثنا عبد الله بن أحمد بن شبون، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا خالد بن يزيد بن أبى مالكٍ، عن أبيه، عن عطاء بن أبى رباحٍ، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوفٍ، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا عَبْدَالرَّحْمنِ إِنَّكَ مِنَ الأَغْنِيَاءِ، وَلاَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ زَاحِفًا، فَأَقْرَضِ اللهَ يُطْلِقْ قَدَمَيْكَ» ، فقال عبد الرحمن: ما الذى أقرض [أو أخرج؟] ، وخرج عبد الرحمن فبعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «مُرْ عَبْدَ الرَّحمنِ فَلْيُضِيفِ الضَّيْفَ، وَلْيُطْعِمِ الْمِسْكِينَ، وَلْيُعْطِ السَّائِلَ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَجْزِيهِ مِنْ كَثِيرٍ مِمَّا هُوَ فِيهِ» (1) . /
الحديث العاشر:
6999 - روى البزار من طريق عبد الله بن يزيد: مولى المبتعث، عن صالح ابن إبراهيم، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرم [صيد] ما بين لابتيها ـ يعنى المدينة ـ (2) .
_________
(1) قال البزار: لا نعلم روى عطاء عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن أبيه إلا هذا وقال الهيثمى: لا يثبت فى هذا شىء، وقد شهد عبد الرحمن بن عوف بدرًا وشهد - صلى الله عليه وسلم - له بالجنة، وهو أحد العشرة، فلا تلتفت إلى أحاديث ضعيفة. كشف الأستار: 3/209. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) فى الخبر أن إبراهيم قال: «اصطدت طيرًا بالقنبلة ـ موضع بالمدينة ـ فلحقنى أبى: عبد الرحمن بن عوف، فقال: أى بنى. من أين أخذته؟ فقلت: من القنبلة ـ موضع بالمدينة ـ فعرك أذنى، ثم أخذه فأرسله فقال: إن رسلو الله - صلى الله عليه وسلم - إلخ.
واللابة: الحرة من الأرض.
وقال البزار: لا نعلمه عن عبد الرحمن إلا بهذا الإسناد. كشف الأستار: 2/55.
وقال الهيثمى: رواه البزار، وفيه محمد بن الحسن بن زباله، وهو متروك وما بين معكوفين استكمال من المرجعين. مجمع الزوائد: 3/303.(5/547)
الحديث الحادى عشر:
7000 - رواه البزار من طريق محمد بن العلاء المدينى، عن الوليد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده، مرفوعًا: «لاَ تُكْرِهَوا مَرْضَاكُمْ عَلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، فَإِنَّ اللهَ يُطْعِمُهُمْ وَيَسْقِيهِمْ» (1) .
الثانى عشر:
7001 - بهذا الإسناد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكل تمرة ـ يعنى ساقطة ـ (2) .
الثالث عشر:
7002 - روى من طريق عياضٍ بن عبد الرحمن، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده. قال: كنا جلوسًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء سعد بن معاذٍ فقال: «هذا سَيِّدُكُمْ» (3) .
_________
(1) قال البزار: لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن عوف إلا بهذا الإسناد. كشف الأستار: 4/387؛ وقال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى فى الأوسط، وفيه الوليد بن عبد الرحمن بن عوف، ولم أعرفه، ولا من روى عنه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/86.
(2) سياق الخبر: أن الوليد بن إبراهيم، قد وجد تمرتين ساقطتين، فأخذ واحدة وأعطى محمد بن العلاء واحدة، قال محمد بن العلاء: فأبيت أن أكلها فقال: إلخ. وقال البزار: لا نعلمه يروى إلا عن عبد الرحمن بهذا الإسناد. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط والبزار بنحوه، وقال الطبرانى: تفرد به محمد بن العلاء عن الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ولم أجد من ترجمهما. مجمع الزوائد: 4/170.
(3) قال البزار: هذا رواه غير عياض، عن سعد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن أبيه، ولا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن عوف إلا بهذا الإسناد. وقال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى، وفيه صدقة بن عبد الله السمين، وهو ضعيف. كشف الأستار: 3/256؛ ومجمع الزوائد: 9/308.(5/548)
(أنس بن مالك عن عبد الرحمن بن عوفٍ)
قال: رآنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى بشاشة العرس، فقلت: إنى تزوجت امرأة من الأنصار على وزن نواةٍ من ذهبٍ.(5/549)
7003 - رواه النسائى من طريق النضر بن شميلٍ (1) ، عن عبد العزيز بن صهيبٍ، عن أنس عنه (2) .
وكذا رواه البزار من حديث شعبة به (3) .
7004 - قال: وحدثنا زيد بن أصرم، ومحمد بن معمرٍ، قالا: حدثنا روح بن عباد، حدثنا مالك بن أنسٍ، عن حميدٍ، عن أنسٍ، عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - نحوه، إلا أنه قال: «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» (4) .
ثم قال البزار: وقد رواه غير واحدٍ عن ثابت، وعن حميد، عن أنسٍ عن عبد الرحمن بن عوف.
قلت: والمحفوظ فى هذا أخرجاه فى الصحيحين من حديث أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى على عبد الرحمن بن عوف ردعًا من زعفران، فقال: «مَهْيَمْ» (5) . قال: تزوجت امرأة. قال: «كَمْ أَصْدَقْتَهَا؟» قال: وزن نواةٍ من ذهب. قال: «بَارَكَ اللهُ لَكَ أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» (6) .
_________
(1) فى المخطوطة: «من طريق شعبة» والتصويب من المجتبى.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى النكاح (باب التزويج على نواة من ذهب) : المجتبى: 6/98.
(3) الخبر رواه البزار من طريق الحجاج بن أرطاة، وقال: لا نعلم رواه عن قتادة عن أنس إلا الحجاج. كشف الأستار: 2/162؛ ويراجع مجمع الزوائد: 4/281.
(4) الخبر أخرجه مالك فى النكاح (باب ما جاء فى الوليمة) : الموطأ: 3/159.
(5) مهيم: أى ما أمرك وشأنك. وهى كلمة يمانية. النهاية: 4/117.
(6) الخبر أخرجه البخارى فى النكاح وفى المناقب: فتح البارى: 7/112، 9/116؛ وأخرجه مسلم فى النكاح (أقل الصداق) : 3/586.(5/549)
(بجالة بن عبدة عنه)(5/550)
7005 - حدثنا سفيان، عن عمرو: سمع بجالة يقول: كنت كاتبًا لجزء بن معاوية ـ عم الأحنف بن قيسٍ ـ فأتانا كتاب عمر قبل موته بسنةٍ: أن اقتلوا كل ساحرٍ ـ وربما قال سفيان: وساحرة ـ وفرقوا بين كل ذى محرمٍ (1) من المجوس، وانهوهم عن الزمزمة (2) ، فقتلنا ثلاث سواحر، وجعلنا/ نفرق بين الرجل وحريمته فى كتاب الله، وصنع جزء طعامًا كثيرًا، وعرض السيف على فخذه، ودعا المجوس، فالقوا وقر (3) بغل أو بغلين من ورق، وأكلوا بغير زمزمةٍ، ولم يكن عمر أخذ ـ وربما قال سفيان: قبل ـ الجزية من المجوس، حتى شهد عبد الرحمن بن عوفٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها من مجوس هجر.
قال سفيان: حج بجالة مع مصعبٍ سنة سبعين (4) .
7006 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريجٍ، أخبرنى عمرو ابن دينارٍ، عن بجالة التميمى. قال: لم يرد عمر أن يأخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها من مجوس هجر (5) .
_________
(1) فى المخطوطة: «كل محرمين» وما أثبتناه من المسند.
(2) الزمزمة: هى كلام يقولونه عند أكلهم بصوت خفى. النهاية: 2/131.
(3) الوقر: بكسر الواو الحمل، وأكثر ما يستعمل فى حمل البغل والحمار يرد حمل بغل أو بغلين أخلة من الفضة، كانوا يأكلون بها الطعام أعطوها ليمكنوا من عادتهم فى الزمزمة. النهاية: 4/224.
(4) من حديث عبد الرحمن بن عوف الزهرى فى المسند: 1/190. ولعله سقط من النساخ أنه أخرجه البخارى وأبو داود والترمذى والنسائى كما فى تحفة الأشراف: 7/208.
(5) من حديث عبد الرحمن بن عوف الزهرى فى المسند: 1/194.(5/550)
(جابر عنه)(5/551)
7007 - قال أبو يعلى: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا إسرائيل، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عطاء، عن جابر، عن عبد الرحمن بن عوف. قال: أخذ النبى - صلى الله عليه وسلم - بيدى، فانطلقت معه إلى ابنه إبراهيم، وهو يجود بنفسه. قال: فأخذه النبى - صلى الله عليه وسلم -، فوضعه فى حجره، حتى خرجت نفسه. قال: فوضعه ثم بكى، فقلت: تبكى يا رسول الله؟ وأنت تنهى عن البكاء؟ فقال: «إِنِّى لَمْ أَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ، وَلَكِنِّى نَهَيْتُ عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ: صَوْتٍ عِنْدَ نِعْمَةٍ: لَهْوٍ وَلَعِبٍ وَمَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ، وَصَوْتٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ: لَطْمِ وُجُوهٍ، وشَقِّ جُيُوبٍ، وَهَذِهِ رَحْمَةٌ، وَمَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ، يَا إبْرَاهِيمُ لَوْلاَ أَنَّهُ وَعْدُ صِدْقٍ وَقَوْلُ حَقٍّ، وَأَنَّ آخِرَنَا سَيَلْحَقُ بِأَوَّلنَا لَحَزِنَّا عَلَيْكَ حُزْنًا أَشَدَّ مِنْ هَذَا، وَإِنَّا بِكَ يَا إِبْراهِيمُ لَمَحْزُونُون، تَبْكِى الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلاَ نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ» (1) .
ورواه البزار عن الحسن بن قزعة عن النضر بن إسماعيل، عن ابن أبى ليلى: وهو محمد بن عبد الرحمن به مثله (2) .
(حديث آخر)
7008 - قال البزار: حدثنا محمد بن معمرٍ، حدثنا يعقوب بن محمد الزهرى، حدثنا عبد العزيز بن عمران، حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز، عن إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة، عن عامرٍ
_________
(1) قال الهيثمى: رواه أبو يعلى والبزار، وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى وفيه كلام. مجمع الزوائد: 3/17 ولم نعثر عليه فى مسند عبد الرحمن أو مسند جابر عنه أبى يعلى.
(2) قال البزار: لا نعلمه عن عبد الرحمن إلا بهذا الإسناد، وروى عنه بعضه بإسناد آخر. كشف الأستار: 1/380.(5/551)
الأنصارى، [عن جابر بن عبد الله] ، عن عبد الرحمن ابن عوفٍ. قال: أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عكرمة بن أبى جهل: «مَنْ ضَرَبَ أَبَاكَ؟» فقال عكرمة: / الذى قطع أبى رجله، فقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح (1) .
(جبير بن مطعمٍ عنه)
_________
(1) قال البزار: لا نعلم رواه بهذا اللفظ متصلا إلا عبد الرحمن بن عوف، وإسحاق ضعيف، وعامر الأنصارى، فلم ينسبه إسحاق. كشف الأستار: 2/318. وقال الهيثمى: رواه البزار، وفيه عبد العزيز بن عمران، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 6/80.(5/552)
7009 - حدثنا إسماعيل، حدثنا [ابن] إسحاق ـ يعنى عبد الرحمن ـ (1) ، عن الزهرى، عن محمد بن جبير، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوفٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «شَهِدْتُ ـ غُلاَمًا مَعَ عُمُومَتِى ـ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِى حُمَرَ النَّعَمِ، وَأَنِّى أَنْكُثُه» (2) .
7010 - حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهرى، عن محمد بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «شَهِدْتُ حِلْفَ الْمُطَيَّبينَ مَعَ عُمُومَتِى ـ وَأَنَا غُلاَمٌ ـ فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِى حُمَرَ النَّعَمِ، وَأَنِّى أَنْكُثُه» (3) .
_________
(1) فى المخطوطة: «حدثنا إسحاق يعنى ابن عبد الرحمن» . والتصويب من المسند وهو عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله العامرى القرشى روى عن الزهرى وعدة، وعنه إسماعيل بن علية وعدة. تهذيب التهذيب: 6/137.
(2) حلف المطيبين: اجتمع بنو هاشم، وبنو زهرة وتيم فى دار ابن جدعان فى الجاهلية، وجعلوا طيباً فى جفنة، وغمسوا أيديهم فيه، وتحالفوا على التناصر، والأخذ للمظلوم من الظالم، فسموا المطيبين. النهاية: 3/50.
(3) من حديث عبد الرحمن بن عوف الزهرى فى المسند: 1/193.(5/552)
قال الزهرى: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَمْ يُصِبِ الإِسْلاَمُ حِلْفًا إِلاَّ زَادَهُ شِدَّةً، وَلاَ حِلْفَ فِى الإسْلاَمِ، وَقَدْ أَلَّفَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالأَنْصَارِ» ، تفرد به (1) .
(ابنه حميد بن عبد الرحمن عنه)
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن عوف الزهرى فى المسند: 1/190.(5/553)
7011 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردى، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَبُو بَكْرٍ فِى الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِى الْجَنَّةِ، وَعَلِىٌّ فِى الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِى الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِى الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِى الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ عَوْفٍ فِى الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِى وَقَّاصٍ فِى الْجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ (1) فِى الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِى الْجَنَّةِ» (2) .
وكذا رواه الترمذى، والنسائى عن قتيبة بن سعيد به، ورواه الترمذى عن أبى مصعب، عن الدراوردى [مرسلاً] فإن سلمة لم يذكر عبد الرحمن بن عوف فيه، ورواه النسائى من حديث عمر بن سعيد، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن سعيد بن زيد كما تقدم. قال البخارى وهو أصح (3) .
_________
(1) فى المخطوطة: «نفير» . والتصويب من المسند.
(2) من حديث عبد الرحمن بن عوف الزهرى فى المسند: 1/193.
(3) الخبر أخرجه الترمذى بطريقيه فى المناقب (مناقب عبد الرحمن بن عوف) : صحيح الترمذى: 5/647؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 7/209؛ وأخرجه الترمذى من حديث سعيد بن زيد فى الباب، وعقب عليه بقول البخارى: 5/648؛ كما أخرجه النسائى فى الكبرى. يراجع تحفة الأشراف: 4/4.(5/553)
7012 - حدثنا أبو العلاء: الحسن بن سوارٍ، حدثنا هشام بن سعد، عن الزهرى، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن بن عوف: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا فَلاَ تَدْخُلُوهًا، / وَإِذَا وَقَعَ وَأَنْتُمْ فِيهَا، فَلاَ تَخْرُجُوا [فِرَارًا] مِنْهَا» تفرد به (1) .
(حديث آخر عنه)
قال: ابتلينا مع النبى - صلى الله عليه وسلم - بالضراء فصبرنا، [ثم] ابتلينا بالسراء [بعده] فلم نصبر.
7013 - رواه الترمذى فى الزهد عن قتيبة، عن أبى صفوان الأموى، عن يونس، عن الزهرى، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه وقال: حسن (2) .
(حديث آخر عنه عن أبيه) (3)
7014 - قال الطبرانى: حدثنا المقدام بن داود، حدثنا ذؤيب بن عمامة السهمى، حدثنا سليمان بن سالم: مولى عبد الرحمن بن عوف، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده. قال: افتقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً من أصحابه، فقال: «أَيْنَ كُنْتَ؟ فإنى لم أرك،
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن عوف الزهرى فى المسند: 1/194. والعبارة الأخيرة صححت منه، وقد كانت فى المخطوطة: «تخرجوا منه» .
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى الزهد ـ صفة القيامة ـ (باب أحاديث: ابتلينا بالضراء) : صحيح الترمذى: 4/642.
(3) لعله سقط من النساخ قبل هذا الخبر الذى أخرجه النسائى بلفظ: «الصائم فى السفر كالمفطر فى الحضر» : المجتبى: 4/154.(5/554)