4492 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنى إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه. قال: قدمنا المدينة زمن الحديبية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرجت أنا، ورباح غلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وخرجت بفرس طلحة بن عبيد الله كنت أريد أن أبديه (1) مع الإبل، فلما كان بغلس (2) أغار عبد الرحمن بن عيينة على
_________
(1) أبديه مع الإبل: أبرزه معها إلى مواضع الكلأ. وكل شىء أظهرته فقد أبديته وبديته. النهاية: 1/68.
(2) غلس: ظلمة آخر الليل. النهاية: 3/166.(3/567)
إبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقتل راعيها، وخرج يطردها (1) هو وأناس معه فى خيل، فقلت يا رباح اقعد على هذا الفرس فألحقه بطلحة، وأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قد أغير على سرحه (2) . قال: فقمت على تل، فجعلت وجهى من قبل المدينة، ثم ناديت ثلاث مرات: يا صباحاه (3) قال: ثم اتبعت القوم معى سيفى ونبلى، فجعلت أرميهم وأغفر بهم (4) ، وذلك حين يكثر الشجر، فإذا رجع إلى فارس جلست له فى أصل شجرة، ثم رميت، فلا يقبل على فارس إلا عقرت به، فجعلت أرميهم فأقول:
أنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع (5) /
فألحق برجل منهم، فأرميه، وهو على راحلته، فيقع سهمى فى الرجل، حتى انتظمت (6) كتفه، فقلت:
خذها وأنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع
فإذا كنت فى الشجر أحرقتهم (7) بالنبل، فإذا تضايقت الثنايا (8) علوت
_________
(1) الطرد: الإبعاد.
(2) السرح: اسم جمع وليس بتكسير سارح. النهاية: 2/156.
(3) يا صباحاه: هذه كلمة يقولها المستغيث وأصلها إذا صاحوا للغارة لأنهم أكثر ما كانوا يغيرون عند الصباح، فهو يقول: قد غشينا العدو. النهاية: 2/250.
(4) أعقر بهم: أقتل مركوبهم، يقال: عقرت به إذا قتلت مركوبه وجعلته راجلاً. النهاية: 3/114.
(5) اليوم يوم الرضع: جمع اضع كشاهد وشهد أى خذ الرمية منى واليوم يوم هلاك اللثام. النهاية: 2/80.
(6) انتظمه: طعنه بالرمح حتى ينفذه. اللسان: 7/4469.
(7) أحرقتهم: أهلكتهم. النهاية: 1/218.
(8) الثنايا: جمع ثنية، والثنية فى الجبل كالعقبة فيه وقيل هى والطريق العالى فيه. النهاية: 1/136.(3/568)
الجبل، فرديتهم (1) بالحجارة فما زال ذلك شأنى وشأنهم أتبعهم وأرتجز حتى ما خلق الله شيئاً من ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا خلفته وراء ظهرى، فاستقته من أيديهم، ثم لم أزل أرمهم، حتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحاً وأكثر من ثلاثين برده (2) يستخفون منها، ولا يلقون من ذلك شيئاً إلا جعلت عليه حجارة، وجمعت على طريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى إذا اشتد الضحى أتاهم عيينة بن بدر الفزارى مداداً لهم، وهم فى ثنية ضيقة، ثم علوت الجبل، فأنا فوقهم، فقال عيينة: ما هذا الذى أرى؟ قالوا: لقينا من هذا البرح (3) ما فارقنا بسحر حتى الآن، وأخذ كل شىءٍ فى أيدينا، وجعله وراء ظهره. قال عيينة: لولا أن هذا يرى أن وراءه طلباً (4) لقد ترككم ليقم إليه نفر منكم، فقام إليه نفر منهم أربعة، فصعدوا فى الجبل، فلما أسمعتهم الصوت قلت: أتعرفونى؟ قالوا: ومن أنت؟ قلت: أنا ابن الأكوع، والذى كرم وجه محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يطلبنى منكم، فيدركنى، ولا أطلبه فيفوتنى، فقال رجل منهم إن أظن (5)
قال: فما برحت مقعدى حتى نظرت إلى فوارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخللون الشجر، وإذا أولهم الأخرم الأسدى، وعلى أثره أبو قتادة فارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعلى أثر أبى قتادة المقداد الكندى، فولى المشركون مدبرين، وأنزل من الجبل فأعرض للأخرم فآخذ بعنان فرسه، فقلت: يا أخرم ائذن القوم ـ يعنى احذرهم ـ فإنى لا آمن أن يقطعوك (6) فاتئد حتى يلحق رسول الله
_________
(1) رديتهم بالحجارة: رميتهم بها، يقال ردى يردى ردياً إذا رمى والمردى والمرداة الحجر وأكثر ما يقال فى الحجر الثقيل. النهاية: 2/77.
(2) البردة والبرد: نوع من الثياب معروف. النهاية: 1/72.
(3) لقينا منه البرح: أى الشدة. النهاية: 1/70.
(4) طلبا: جمع طالب.
(5) إن: بمعنى نعم. اللسان: 1/156..
(6) أن يقطعوك: أن يؤخذ وينفرد به. النهاية: 3/264.(3/569)
- صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه. قال: يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر، وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بينى وبين الشهادة، قال: فخليت عنان فرسه، فيلحق بعبد الرحمن بن عيينة، ويعطف عليه عبد الرحمن، فاختلفا طعنتين، فعقر الأخرم بعبد الرحمن، وطعنه عبد الرحمن، فقتله، فتحول عبد الرحمن على فرس الأخرم، فيلحق أبو قتادة بعبد الرحمن، فاختلفا طعنتين، فعقر (1) بأبى قتادة، وقتله أبو قتادة، وتحول أبو قتادة على فرس الأخرم، ثم خرجت أعدو فى/ أثر القوم، حتى ما أرى فى غبار صحابه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً، ويعرضون قبل غيبوبة الشمس إلى شعب فيه ماءٌ يقال له ذو قرد (2) فأرادوا أن يشربوا منه، فأبصرونى أعدو وراءهم، فعطفوا عنه، واشتدوا فى الثنية ثنية ذى بئر (3) ، وغربت الشمس، فألحق رجلاً فأرميه، فقلت:
خذها وأنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع
قال: فقال: يا ثكل أم الأكوع بكرة. قلت: نعم أى عدو نفسه، وكان الذى رميته بكرةً، فأتبعته سهماً آخر، فعلق به سهمان، ويخلفون فرسين، فجئت أسوقهما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو على الماء الذى جليتهم (4) عنه ذو قرد، فإذا بنبى الله - صلى الله عليه وسلم - فى خمسمائة، وإذا بلالٌ قد دحر جروراً مما خلفته فهو يشوى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كبدها، وسنامها
_________
(1) عقد بأبى قتادة: عرفت دابته. النهاية: 3/114.
(2) ذو قرد: ماء على ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتهى إليه لما خرج فى طلب عيينة حين أغار على لقاحة. معجم البلدان: 4/312.
(3) الثنية: الثنية فى الجبل كالعقبة فيه، وقيل هو الطريق العالى فيه. النهاية: 1/136.
(4) جليتهم: نفيتهم وأبعدتهم. النهاية: 1/174.(3/570)
فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله خلنى فأنتخب من أصحابك مائةً، فآخذ على الكفار عشوة، فلا يبقى منهم مخير إلا قتلته. قال: «أكنت فاعلاً ذلك يا سلمة» ، قال: قلت: نعم، والذى أكرمك، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبدت نواجذه فى ضوء النار، ثم قال: «إنهم يقرون (1) الآن بأرض غطفان، فجاء رجل من غطفان» ، فقال: مروا على فلان الغطفانى فنحر لهم جزورا، فلما أخذوا يكشطون جلدها رأوا غبرة (2) ، فتركوها وخرجوا هراباً، فلما أصبحنا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خَيْرُ فُرْسانِنا اليومَ أبو قَتَادة، وخَيْر رَجَّالَتنَا سَلَمةُ» فأعطانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سهم الراجل والفارس جميعاً، ثم أردفنى وراءه العضباء راجعين إلى المدينة، فلما كان بيننا وبينها قريباً من ضحوةٍ وفى القوم رجلٌ من الأنصار كان لا يسبق، جعل ينادى: هل من مسابق؟ ألا رجل يسابق إلى المدينة؟ فأعاد ذلك مراراً وأنا وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مردفى، قلت له: أما تكرم كريماً ولا تهاب شريفاً؟ قال: لا، إلاَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: قلت: يا رسول الله بأبى أنت وأمى خلنى فلأسابق الرجل، قال: «إن شئت» ، قلت: أذهب إليك فطفر (3)
عن راحلته وثنيت رجلى فطفرت عن الناقة، ثم إنى ربطت عليها شرفاً أو شرفين، حتى استبقيت (4) نفسى، ثم إنى عدوت حتى ألحقه، فأصك بين كتفيه بيدى. قلت: سبقتك والله أو كلمة/ نحوهما، قال: فضحك، وقال: إن أظن، حتى قدمنا المدينة» (5) .
_________
(1) يقرون: يسكنون ويقيمون. النهاية: 3/240.
(2) الغبرة: التراب المتصاعد.
(3) طفر عن راحلته: وثب. النهاية: 3/10..
(4) استبقيت نفسى: لم أعرضها للهلاك. يراجع اللسان: 1/331.
(5) من بقية حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/52.(3/571)
4493 - رواه مسلم وأبو قتادة من حديث عكرمة بن عمار به (1) .
4494 - حدثنا أبو النضر، حدثنا أيوب بن عتبة، أبو يحيى قاضى اليمامة، حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِذَا حَضَرَت الصّلاةُ وَالعَشاء فَابْدءُوا بالعَشاء» (2) تفرد به.
4495 - حدثنا أبو النضر، حدثنا أيوب بن عتبة، حدثنا إياس بن سلمة، عن أبيه. قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَلَّ عَلَيْنا السَّيف فليسَ مِنَا» (3) .
روى مسلم من حديث عكرمة عن إياس به نحوه (4) .
4496 - حدثنا أبو سلمة الخزاعى. قال: أنبأنا يعلى بن الحارث، أنبأنا إياس ابن سلمة، عن أبيه. قال: «كنا نصلى مع النبى - صلى الله عليه وسلم - الجمعة، ثم نرجع وما للحيطان فىء يستظل به» (5) .
4497 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا عمر بن راشد اليمامى، حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع الأسلمى، عن أبيه. قال: ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستفتح دعاء إلا استفتحه: «بسُبْحان رَبِّى الأَعلى العَلِىّ الوَهّاب» . وقال سَلَمة: بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيمن بايعه تحت الشجرة، ثم مررت به
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم بطوله فى الجهاد والسير: باب غزوة ذقرد وغيرها: 4/456.
(2) من بقية حديث سلمة بن الأكوع: 4/54.
(3) الموطن السابق.
(4) الخبر أخرجه مسلم فى الإيمان: باب من حمل علينا السلاح فليس منا: 1/298.
(5) من بقية حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/54.(3/572)
بعد ذلك ومعه قوم فقال: «بايع يا سلمة» . فقلت: قد فعلت، قال: «وأيضاً» فبايعته الثانية (1) تفرد به.
_________
(1) من بقية حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/55.(3/573)
4498 - حدثنا يونس بن محمد، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا أبو عميس، عن إباس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه. قال: «رخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى متعة النساء عام أوطاس ثلاثة أيام، ثم نهى عنها» (1) .
رواه مسلم، عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن يونس بن محمد به (2) .
4499 - حدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا المفضل ـ يعنى ابن فضالة ـ، قال: حدثنى يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن إياس بن سلمة بن الأكوع: أن أباه حدثه: أن سلمة قدم المدينة فلقيه بريدة بن الحصيب، فقال: ارتددت عن هجرتك يا سلمة. فقال: معاذ الله إنى فى إذن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أبْودُوا يا أَسْلم فَتَنَسَّموا الرَّياح واسكنوا الشعِّاب» ، فقالوا: إنَّا نخاف يا رسول الله أن يضرنا ذلك فى هجرتنا. فقال: «أنتم مهاجرون حيث كنتم» (3) تفرد به.
(أحاديث أخر من رواية إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه) /
4500 - الأول: علقه البخارى فى كتاب النكاح فقال: وقال ابن أبى ذئب: حدثنى إياس بن سلمة، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
_________
(1) من بقية حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/54.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى النكاح: باب حكم نكاح المتعة: 3/556.
(3) من بقية حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/55.(3/573)
«أَيُّما رَجُل وَامْرَأَةٍ تَوَافَقَا فَعِشْرةُ ما بَيْنَهُما ثلاث ليالٍ، فإن أَحَبَّا أَن يَتَزايَدا أو يَتَتاركا تَتَاركا» ، فما أدرى أشىءٌ كان لنا خاصة أم للناس عامة؟ قال أبو عبد الله: وقد بينه على عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه منسوخ (1) .
قلت: وقد تقدم من رواية أبى العميس، عن إياس، عن أبيه. قال: رخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام أوطاس المتعة ثلاثاً، ثم نهى عنها» رواه مسلم (2) .
_________
(1) أخرجه البخارى فى: باب نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نكاح المتعة أخيراً: 9/167.
(2) يرجع إلى تخريجات الخبر، ص573.(3/574)
4501 - الثانى: رواه مسلم فى المغازى، من حديث عكرمة بن عمار، عن إياس، عن أبيه. قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى غزوة، فأصابنا جهد، حتى هممنا أن ننحر بعض ظهرنا، فأمر نبى الله - صلى الله عليه وسلم -، فجمعنا أزوادنا، ثم دعا فيها بالبركة، فملأناأوعيتنا، وكان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إداوة من ماء فتطهرنا منها جميعاً. الحديث (1) .
4502 - الثالث: رواه مسلم فى المغازى أيضاً، وأبو يعلى من حديث عكرمة، عن إياس. قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حنينا، فلما واجهنا العدو تقدمت، فأعلو ثنية، فاستقبلنى رجل من العدو، فأرميه بسهم، فتوارى عنى، فما دريت ما صنع، ثم نظرت إلى القوم، فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى فالتقوا
مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانهزم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرجع منهزماً [وعلى بردتان متزراً بأحداهما مرتدياً بالآخر، فاستطلق إزارى فجمعتهما جميعا] فمررت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهزماً] ، وهو
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى اللقطة: باب استحباب خلط الأزواد إذا قلت؛ أخرجه بأتم من هذا وهو عند المصنف وفى تحفة الأشراف أيضاً: 4/40 أنه أخرجه فى المغازى وما بين يدينا من صحيح مسلم: 4/328 أنه أخرجه فى اللقطة.(3/574)
على بغلته الشهباء، فقال: «لقد رأى ابن الأكوع فزعاً» . فلما غشوه قبض قبضة من التراب، فقال: «شاهت الوجوه فما خلق الله منهم إنساناً إلا ملأ عينيه تراباً، فولوا مدبرين فهزمهم الله تعالى وقسم غنائمهم بين المسلمين (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى: باب غزوة حنين: 4/408؛ وما بين المعكوفات استكمال منه.(3/575)
4503 - الرابع: رواه مسلم فى التوبة، من حديث عكرمة، عن إياس، عن أبيه قال: عدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً فوضعت يدى عليه، فقلت والله ما رأيت كاليوم أشد حراً فقال: «بلى يوم القيامة» (1) .
4504 - الخامس: قال الترمذى فى البر والصلة: حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو معاوية، عن عمر بن راشد، عن إياس بن سلمة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَزال الرَّجُل يَذْهَبُ بِنَفْسِه حتَّى يُكَتب فى الْجَبَّارِين فَيُصِيبُهُ ما أَصَابَهم» (2) .
4505 - السادس: رواه ابن ماجه فى الحج، عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن/ عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - «كان فى بُدنْه جَملٌ» (3) .
4506 - السابع: رواه الطبرانى، من حديث عكرمة بن عمار، عن إياس، عن أبيه. قال: جاء أعرابى، فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: متى
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى: صفات المنافقين وأحكامهم: 5/652؛ وعند مسلم اللفظ أتم.
(2) الخبر أخرجه الترمذى: باب ما جاء فى الكبر: 4/362، وقال: هذا حديث حسن غريب.
(3) الخبر أخرجه ابن ماجه فى: باب الهدى من الإناث والذكور: 2/1053، وفى الزوائد: فى إسناده موسى بن عبيدة الربذى، ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما.(3/575)
الساعة؟ فقال: «غَيْبٌ وَلا يَعْلَمُ الغَيْبَ إلاَّ اللهُ» . قال: فمتى تمطر؟ قال: «غَيْبٌ وَلا يَعْلَمُ الغَيْبَ إلاَّ اللهُ» ، قال: فما فى بطن فرسى هذه: قال: «غَيْبٌ وَلا يَعْلَمُ الغَيْبَ إلاَّ اللهُ» ، [قال: فأعطنى سيفك. قال: «ها» ] ، قال: فأخذ سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسله، ثم هزه أراد أن يضرب به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «إنك لا تستطيع ذلك» ، فغمد السيف (1) . بقصة غورث بن الحارث والله أعلم (2) .
_________
(1) كلمة غير واضحة بالمخطوط وهى لا تؤثر على السياق.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/20؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 8/227.(3/576)
4507 - الثامن: بهذا الإسناد قال: «تدلت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغلته الشهباء والحسن والحسين هذا بين يديه وهذا وراءه» (1) .
4508 - التاسع: وبه مرفوعاً: «أبو بكر الصديق خير الناس إلا أن يكون نبى» (2) .
4509 - العاشر: وبه: «إن النار لا تشفى أحداً» (3) .
4510 - الحادى عشر: وبه: «إذا أقبل الليل من هنا، وأدبر النهار من هنا فقد أفطر الصائم» (4) .
4511 - الثانى عشر: رواه الطبرانى أيضاً، من حديث عمر بن
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/21.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى وفيه إسماعيل بن زياد وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 9/44.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى وفيه عبد الله بن يزيد البكرى، ضعفه أبو حاتم. مجمع الزوائد: 5/97، ويرجع إليه فى جمع الجوامع: 3/2000.
(4) جمع الجوامع: 1/409.(3/576)
يونس، عن إياس، عن أبيه مرفوعا: «أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها. ما أنا قلته ولكن الله قاله» (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/23؛ وقال الهيثمى: فيه عمر بن راشد اليمامى وثقه العجلى، وضعفه الجمهور وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 10/46.(3/577)
4512 - الثالث عشر: من حديث أبى مريم: عبد الغفار بن القاسم، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه. قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجنازة، فأثنوا عليها خيراً، فقال: «وجبت» ، وأتى بأخرى فأثنوا عليها شراً، فقال: «وجبت» ثم قال: «أنتم شهداء الله فى الأرض والملائكة شهداء الله فى السماء» (1) .
4513 - الرابع عشر: من حديث موسى بن عبيدة الربذى، عن إياس، عن أبيه مرفوعاً: «النجوم أمان السماء وأهل بيتى أمان أمتى» (2) .
4514 - الخامس عشر: وبه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بايع لعثمان بإحدى يديه، وقال: «اللهم إنه فى حاجتك وحاجة رسولك» (3) .
وبه: «أهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما لحديبية هديا فيه جمل تحت أبى جهل يوم بدر» (4) .
4515 - ومن حديث على بن يزيد الأسلمى، عن إياس، عن أبيه. قال: «أردفنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مراراً، ومسح رأسى مراراً، واستغفر
_________
(1) المعجم الكبر للطبرانى: 7/24؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الغفار بن القاسم أبو مريم، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 3/5.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/25؛ وقال الهثمى: فيه موسى بن عبيدة الربذى وهو متروك. مجمع الزوائد: 9/174.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/26؛ وقال الهيثمى: فيه موسى بن عبيدة الربذى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 9/84.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 7/26، وقد تقدم قول الهيثمى فى إسناده.(3/577)
لى/ ولذريتى عدد ما فى يدى من الأصابع» (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/27؛ وقال الهيثمى: رجال الصحيح غير على بن يزيد بن حكيمة وهو ثقة. مجمع الزوائد: 9/363.(3/578)
4516 - وقال الواقدى: عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمى، عن إياس، عن أبيه مرفوعاً: «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن» (1) .
4517 - ومن حديث أبى كريب، عن صيفى، بن ربعى، عن عمر بن موسى الأنصارى، عن إياس، عن أبيه مرفوعا: «لا ترسلوا الإبل بل صروها صراً فإن الشيطان يرضعها» (2) .
4518 - الحديث العشرون: قال أبو يعلى الموصلى: حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا عبد الله بن موسى، حدثنا موسى بن عبيدة، عن إياس، عن أبيه. قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى غزوة الحديبية فنحر مائة بدنة، ونحن سبع عشرة مائة، ومعه عسرة السلاح ورجال الخيل، وكان فى بدنه جمل فنزل فى الحديبية فصالحه قريش على أن هذا الهدى كله حيث حبسنا.
4519 - الحادى والعشرون: قال أبو يعلى: حدثنا عبيد بن حباب الحلبى، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة، عن أبيه. قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن عفان إلى مكة فأجاره ابان بن سعيد، حمله على سرجه وردفه حتى قدم به مكة، فقال: يا بن عم ألا أراك تسبل كما يسبل قومك، قال: هكذا يأتزر صاحبنا إلى
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/28.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/30.(3/578)
نصف ساقه، قال: يا بن عم طف بالبيت. قال: إنا لا نصنع شيئاً حتى يصنع صاحبنا نتبع أثره (1) .
(بريدة بن سفيان الأسلمى، عن سلمة بن الأكوع)
_________
(1) الرضم: صخور بعضها على بعض، وهى دون الهضاب. النهاية: 2/85.(3/579)
4520 - روى الطبرانى، من حديث محمد بن إسحاق، حدثنى بريدة بن سفيان، عن سلمة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطى الراية أبا بكر الصديق، وبعثه إلى [بعض] حصون خيبر، فقاتل ثم رجع، ولم يك فتح وقد جهد فقال: «لأُعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار» ، فدعا على بن أبى طالب، وهو أرمد، فتفل فى عينيه، ثم قال: «خذ هذه الراية حتى يفتح الله لك» ، قال سلمة: فخرج حجارة، فاطلع إليه يهودى من رأس حصن، قال: من أنت؟ قال: على ابن أبى طالب، قال: غلبتم وما أنزل على موسى، فما رجع حتى فتح الله على يديه (1) .
(حسن بن محمد بن على بن أبى طالب عنه)
4521 - حدثنا عبد الرزاق، / أنبأنا ابن جريح أخبرنى عمرو بن دينار، عن حسن بن محمد بن على، عن جابر بن عبد الله، وسلمة بن الأكوع ـ رجل من أسلم من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ أنهما قال: كنا فى غزاة فجاءنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «استمتعوا» (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/39.
(2) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/47.(3/579)
خرجاه فى الصحيحين وهو فى ترجمة الحسن بن محمد، عن جابر بن عبد الله (1) .
_________
(1) الحديث أخرجه البخارى فى النكاح: باب نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نكاح المتعة أخيراً: 9/167؛ ومسلم فيه أيضاً: باب حكم نكاح المتعة: 3/555.(3/580)
4522 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن دينار. قال: سمعت الحسن بن محمد يحدث، عن جابر بن عبد الله، وسلمة بن الأكوع قالا: خرج علينا منادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنادى: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أذن لكم فاستمتعوا يعنى متعة النساء (1) .
(زيد بن أسلم، عن سلمة)
4523 - قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج لبعض حاجته فاتكأ على يدى، فمررنا برجل يصلى رافعاً صوته، فقال: «عسى أن يكون مرائياً» ، فقلت: يا رسول الله يصلى ويدعو ربه. فرفض يدى، فقال: إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة أو قال بالشدة، قال ثم خرج ليلة أخرى فمررنا برجل يصلى فى المسجد رافعاً صوته، فقلت: عسى أن يكون مرائياً، قال: لا أراه فذهبت أنظر فإذا هو عبد الله ذو النجادين والآخر أعرابى.
(زيد بن عبد الرحمن عن سلمة)
4524 - قال: أقبلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من العقيق، حتى إذا كنا على ثنية الحوض أومأ بيده قبل المشرق، فقال: «إنى لأنظر إلى
_________
(1) من بقية حديث ابن الأكوع فى المسند: 4/51.(3/580)
مواقع عدو الله المسيح، إنه يقبل حتى ينزل من كذا، حتى يخرج إليه غوغاء الناس. ما من نقب من أنقاب المدينة إلا عليه ملك أو ملكان يحرسانه، معه صورتان: صورة الجنة، وصورة النار [خضراء] ، معه شياطين يتشبهون بالأموات يقولون للحى أنا أخوك. أنا أبوك. أنا ذو قرابتك منك. ألست قد مت، هذا ربنا فاتبعه، فيقضى الله ما شاء فيه، ويبعث الله له رجلاً من المسلمين، فيكسته، ويبكته، ويقول: هذا كذاب أيها الناس لا يغرنكم إنه كذاب، ويقول الباطل، وليس ربكم بأعور، فيقول: هل أنت متبعى، فيأبى، فيشقه شقين، ويفعل ذلك، ويقول: أعيده لكم، فيبعثه الله أشد ما كان له تكذيباً، وأشده شتما. فيقول: أيها الناس إنما رأيتم ابتلاء / ابتليتم به، وفتنة افتتنتم بها. إن كان صادقاً، فليعدنى مرة أخرى، ألا هو كذاب، فيأمر به إلى هذه النار التى هى صورة الجنة، ويخرج قبل الشام» .
رواه الطبرانى، عن العباس بن الفضل، عن زيد بن الحريش، عن أبى همام: محمد بن الزبرقان، عن موسى بن عبيدة، عن زيد بن عبد الرحمن، عن سلمة به (1) .
(سعيد المقبرى عن سلمة)
_________
(1) قال الهيثمى: فيه موسى بن عبيدة الربذى وهو ضعيف جداً. مجمع الزوائد: 7/340. وقال ابن كثير: موسى بن عبيدة الربذى ضعيف، وهذا السياق فيه غرابة. البداية والنهاية: 1/114؛ ويرجع إلى الخبر فى المعجم الكبير للطبرانى: 7/40.(3/581)
4525 - قال الطبرانى: حدثنا الحسن بن على المعمرى، حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلى، حدثنا بشر بن السرى، حدثنا ابن أبى ذئب، عن سعيد المقبرى. قال: اختلف ابن عباس وعروة بن الزبير فى المتعة، فقال عروة: هى حرام فقال ابن عباس: وما يدريك يا عربة، فمر بهما(3/581)
سلمة بن الأكوع، فسأله ابن عبس فقال غرب (1) بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أشهر، فكنت أخرج مع الجيش، فأقيم حيث يقيمون، وأمشى حيث يمشون، فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ شاءَ اسْتَمْتَع مِنْ هذِهِ النِّسَاء» (2) .
(عبد الرحمن بن رزين عنه)
_________
(1) غرب بنا: ذهب بنا قبل المغرب. اللسان: 5/322.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/14.(3/582)
4526 - حدثنا يونس، حدثنا العطاف، حدثنى عبد الرحمن، وقال غير يونس: ابن رزين أنه نزل الربذة هو وأصحاب له يريدون الحج، قيل لهم: ها هنا سلمة بن الأكوع صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتيناه، فسلمنا عليه، ثم سألناه، فقال: بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدى هذه، وأخرج لنا كفه كفاً ضخمة، قال: فقمنا إليه، فقبلنا كفيه جميعاً» (1) تفرد به.
(عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عنه)
4527 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج. قال ابن شهاب: أخبرنى عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصارى: أن سلمة ابن الأكوع قال: لما كان خيبر قاتل أخى قتالاً شديداً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فارتد عليه سيفه، فقتله، فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى ذلك، وشكوا فيه: رجل مات بسلاحه، وشكوا فى بعض أمره. قال سلمة: فقفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر فقلت: يا رسول الله أتأذن لى أن
_________
(1) من بقية حديث ابن الأكوع فى المسند: 4/54.(3/582)
أرجز بك، فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر: اعلم ما تقول، قال: فقلت:
والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا/
قال - صلى الله عليه وسلم -: «صَدَقْتَ»
فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
والمشركون قد بغوا علينا
فلما قضيت رجزى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [ «من قال هذا؟» ، قلت: أخى قالها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يرحمه الله» ] ، فقلت: يا رسول الله والله إن ناساً ليهابون أن يصلوا عليه، ويقولون: رجل مات بسلاحه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ماتَ جاهِداً مُجَاهِداً» .
قال ابن شهاب: ثم سألت ابناً لسلمة بن الأكوع، فحدثنى عن أبيه مثل الذى حدثنى عنه عبد الرحمن غير أن ابن سلمة قال: مع ذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَهَابُون الصَّلاةَ عَلَيهِ؟ كَذَبُوا. ماتَ جَاهِداً مُجَاهِداً، فَلهُ أَجْرهُ مَرَّتَينْ» ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإصْبَعَيْه (1) .
_________
(1) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/46.(3/583)
4528 - وهكذا رواه مسلم فى المغازى، عن أبى الطاهر بن السرح، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهرى به، ورواه أبو داود، والنسائى من حديث ابن وهب، عن يونس به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى المغازى: باب قتل كعب بن الأشرف: 4/452؛ وأخرجه أبو داود فى الجهاد: باب فى الرجل يموت بسلاحه: 3/20؛ وأخرجه النسائى فى الجهاد أيضاً: باب من قاتل فى سبيل الله فارتد عليه سيفه فقتله: 6/26، المجتبى.(3/583)
(عطاء، مولى السائب بن يزيد عنه)(3/584)
4529 - روى الطبرانى، من طريق النضر بن محمد، عن عكرمة بن عمار، عن عطاء مولى السائب، عن سلمة بن الأكوع. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لأُعْطَيِنَّ الرَّايَةَ رَجُلاً يُحِبُّه اللهُ ورَسولُه، ويُحِبُّ اللهَ ورَسولَه، فَبَعَثَنِى إلى علىٍّ فَجِئْتُ به، وكانَ أَرْمَدَ، فَنَقَل فى عَيْنه» (1) .
(محمد بن إبراهيم التيمى عنه)
4530 - قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة فى القوس والقرن (2) ، فقال: «صَلّ فى القَوْسِ، واطْرح القَرَنَ» يعنى الكنانة.
رواه الطبرانى، عن على بن عبد العزيز، عن ابن الأصبهانى، عن عقبة بن خالد، عن موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه به (3) .
4531 - ومن حديث محمد بن طلحة التيمى، عن موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه، عن سلمة بحديث أخذ اللقاح واستعادتها بطوله (4) .
(موسى بن إبراهيم بن عبد الرحمن
ابن عبد الله بن أبى ربيعة عنه)
4532 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عطاف، عن موسى بن إبراهيم بن أبى ربيعة، سمعت سلمة بن الأكوع/ قال: قلت: يا رسول
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/40.
(2) القرن: بفتحات جعبة من جلود تشق ويجعل فيها النشاب، وإنما أمره بنزعه لأنه كان من جلد غير ذكى ولا مدبوغ. النهاية: 3/249.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/31.
(4) المصدر السابق.(3/584)
الله إنى أكون فى الصيد فأصلى وليس على إلا قميص واحد؟ قال: «فَزُرّهُ وإنْ لم تَجِدْ إلاّ شوكة» (1) .
4533 - حدثنا حماد بن خالد، حدثنا عطاف بن خالد، عن موسى بن إبراهيم، عن سلمة بن الأكوع قال: قلت للنبى - صلى الله عليه وسلم -: أكون أحياناً فى الصيد فأصلى فى قميص؟ قال: «زُرَّه ولَوْ لم تَجِد إلاّ شَوْكَة» (2) .
4534 - حدثنا إسحاق بن عيسى، ويونس ـ وهذا حديث إسحاق ـ، قال: حدثنا عطاف بن خالد المخزومى، قال: حدثنا موسى بن إبراهيم. قال يونس: بن أبى ربيعة. قال: سمعت سلمة بن الأكوع، وكان إذا نزل ينزل على أبى. قال: قلت: يا رسول الله إنى أكون فى الصيد وليس على إلا قميص أفأصلى فيه؟ قال: «زره وإن لم تجد إلا شوكة» (3) .
_________
(1) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/49.
(2) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/49.
(3) من بقية حديث ابن الأكوع فى المسند: 4/54.(3/585)
4535 - ورواه أبو داود عن القعنبى، عن الدراوردى، والنسائى عن قتيبة، عن عطاف بن خالد: كلاهما عن موسى بن إبراهيم به (1) .
(يزيد بن أبى خصيفة عنه)
4536 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن زهير، وحدثنا يحيى بن أبى بكير. قال: حدثنا زهير بن محمد، عن يزيد بن أبى
_________
(1) الخبر أخرجاه فى الصلاة: أبو داود فى: باب فى الرجل يصلى فى قميص واحد: 1/170؛ والنسائى فى: باب الصلاة فى قميص واحد، المجتبى: 2/55.(3/585)
حصيفة، عن سلمة بن الأكوع. قال: «كنت أسافر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما رأيته صلى بعد العصر ولا بعد الصبح قط» (1) تفرد به.
(يزيد بن أبى عبيد المدنى:
مولى سلمة بن الأكوع عنه)
_________
(1) من بقية حديث ابن الأكوع فى المسند: 4/51.(3/586)
4537 - حدثنا الضحاك بن مخلد، حدثنا يزيد بن أبى عبيد، عن سلمة بن الأكوع. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَذَبَ عَلىَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتبَوّأْ مَقْعَده مَن النّار» (1) .
4538 - رواه البخارى فى العلم، عن مكى بن إبراهيم، عن يزيد (2) به.
4539 - حدثنا حماد بن مسعدة، عن يزيد ـ يعنى ابن أبى عبيد ـ، عن سلمة: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أمر رجلاً من أسلم أن يؤذن فى الناس يوم عاشوراء: «مَنْ كانَ صَائِماً فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، ومَنْ كانَ أَكَلَ فَلا يَأْكُلْ شَيْئاً وَلْيُتِمّ صَوْمَه» (3) .
4540 - رواه البخارى (4) فى الصوم، عن أبى عاصم، ومكى بن إبراهيم قرنهما، عن يزيد، ورواه أيضاً النسائى من حديث
_________
(1) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/47.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى العلم: باب إثم من كذب على النبى - صلى الله عليه وسلم -: 1/199؛ ولفظ البخارى: «من يقل على ما لم أقل ... » .
(3) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/47.
(4) الخبر أخرجوه فى الصوم: البخارى فى: باب إذا نوى بالنهار صوماً، وباب: صيام يوم عاشوراء: 4/140، 245؛ وفى أخبار الآحاد: باب ما كان يبعث به النبى - صلى الله عليه وسلم - من الأمراء والرسل واحداً بعد واحد: 13/245؛ وأخرجه النسائى فى: باب إذا لم يجمع من الليل. هل يصوم ذلك اليوم من التطوع، المجتبى؛ وأخرجه مسلم فى: باب صوم يوم عاشوراء: 3/192.(3/586)
يحيى بن سعيد، ومسلم من حديث حاتم بن إسماعيل، كلاهما عن يزيد به.(3/587)
4541 - حدثنا حماد بن مسعدة، عن يزيد ـ يعنى ابن أبى عبيد ـ، عن سلمة: أنه استأذن النبى - صلى الله عليه وسلم - فى البدو فأذن له (1) .
4542 - حدثنا حماد بن مسعدة، عن يزيد ـ يعنى ابن أبى عبيد ـ، عن سلمة. قال: بايعت رسول الله / - صلى الله عليه وسلم - مع الناس يوم الحديبية، ثم قعدت متنحيا، فلما تفرق الناس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا ابنَ الأَكْوَع أَلا تُبَايِعُ؟» قال: قلت: قَدْ بَايَعْتُ يا رسول اللهِ، قال: «وأيضاً» ، قلت: على ما بَايَعْتم؟ قال: عَلَى المُوْت» (2) .
4543 - رواه البخارى، عن أبى عاصم، وعن مكى، كلاهما عن يزيد (3) .
4544 - حدثنا حماد بن مسعدة، عن يزيد ـ يعنى ابن أبى عبيد ـ، عن سلمة. قال: كنت جالساً مع النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأتى بجنازة، فقال: «هَلْ تَرَكَ مِنْ دَيْن؟» قالوا: لا، قال: «هَلْ تَرَكَ مِنْ شَىْءٍ؟» قالوا لا، قال فصلى عليه، ثم أتى بأخرى، قال: «هَلَ تَرَكَ مِنْ دَيْن؟» قالوا: لا، قال: «هَلْ تَرَكَ مِنْ شَىْءٍ» ، قالوا: نعم ثلاثة دنانير، قال: فقال: بأصابعه ثلاث كيات، قال: ثم أتى بالثالثة فقال: «هَلْ تَرَكَ مِنْ دَيْنٍ؟» ، قالوا: نعم، قال: «هَلْ تَرَكَ مِنْ شَىْءٍ؟» ، قالوا: لا،
_________
(1) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/47.
(2) المرجع السابق.
(3) الخبر أخرجه فى الجهاد: باب البيعة فى الحرب أن لا يفروا: 6/117. وأخرجه فى المغازى: باب غزوة الحديبية: 7/449؛ وفى الأحكام: باب كيف يبايع الناس، وباب من يبايع مرتين: 13/193، 199.(3/587)
قال: «صَلَّوا عَلَى صاحِبكُم» ، قال رجل من الأنصار: على دينه يا رسول الله. قال: فصلى عليه (1) .
_________
(1) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/47.(3/588)
4545 - رواه البخارى فى الحوالة، عن مكى، وفى الكفالة عن أبى عاصم، والنسائى من حديث يحيى بن سعيد، ثلاثتهم عن يزيد بن أبى عبيد به (1) .
4546 - حدثنا حماد، عن يزيد، عن سلمة. قال: كان عامر رجلاً شاعراً، قال: فنزل يحدو، قال: ويقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فأغفر فدى لك ما أتينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
وألقين سكينة علينا ... إنا إذا صيح بنا أتينا
وبالصياح عولوا علينا
فقال النبى: «مَنْ هَذَا الحادى؟» فقالوا: ابن الأكوع، قال: «يرحمه الله» ، فقال رجل: وجبت يا رسول الله لولا أمتعتنا به، قال: فأصيب ذهب يضرب رجلاً من اليهود قال: فأصاب ذباب السيف عين ركبته، فقال الناس: حبط عمله قتل نفسه قال: فجئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن قدم المدينة، وهو فى المسجد، فقلت: يا رسول الله يزعمون أن عامراً خبط عمله؟ قال: «ومن يقوله؟» قال قلت: رجال من الأنصار منهم فلان وفلان، قال: «كذب من قاله إن له لأجرين» بإصبعيه» أنه لجاهد مجاهد وقل عربى مشابهاً يزيدك عليه» (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الحوالة: باب إن أحال دين الميت على رجل جار، وفى الكفالة: باب من تكفل عن ميت دينا فليس له أن يرجع: 4/466، 474، وأخرجه النسائى فى الجنائز: باب الصلاة على من عليه دين: 4/52.
(2) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/47.(3/588)
4547 - رواه البخارى فى أماكن متعددة منها عن مكى، وأبى عاصم، ومسلم، وابن ماجه من طرق متعددة، عن يزيد بن أبى عبيد به، وعند البخارى فيه قصة تحريم الحمر (1) .
4548 - حدثنا صفوان بن عيسى، أنبأنا يزيد ـ يعنى ابن أبى عبيد ـ، عن سلمة: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - / أمر مناديه يوم عاشوراء: «أَنَّ مَنْ كانَ اصْطَبَحَ فَلْيَمْسِك وَمَنْ كانْ لَمْ يَصْطَبِحْ فَلْيُتم صَوْمَه» (2) .
4549 - حدثنا صفوان، عن يزيد بن أبى عبيد، عن سلمة. قال: لما قدمنا خيبر رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نيراناً توقد، فقال: «علامَ تُوقَدُ هذِه النِّيرَانُ؟» ، قالوا: على لحوم الحمر الأهلية، قال: «كسروا القدور وأهريقوا ما فيها» ، قال: فقام رجل من القوم فقال: يا رسول الله أنهريق ما فيها ونغسلها؟ قال: «أو لك» .
4550 - حدثنا مكى بن إبراهيم، حدثنا يزيد بن أبى عبيد، عن سلمة بن الأكوع: أنه أخبره. قال: خرجت من المدينة ذاهباً نحو
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى: باب غزوة خيبر: 7/463؛ وفى الأدب: باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه: 10/537؛ وفى الدعوات: باب قول الله تعالى {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} ومن خص أخاه بالدعاء دون نفسه: 11/135؛ وفى الديات: باب إذا قتل نفسه خطأ فلا دية له: 12/218؛ ووقع فى البخارى: «قل عربى مشى بها مثله» ، ونشأ بها» وحكى السهيلى أنه وقع فى رواية: «مشابهاً» بضم الميم اسم فاعل من الشبه أى ليس له مشابه فى صفات الكمال فى القتال، وهو منصور بفعل محذوف تقديره رأيته مشابهاً أو على الحال من قول عربى. قال السهيلى أيضاً وروى: «قل عربياً نشأ بها مثله» ، فتح البارى: 7/467؛ وفى المظالم: هل تكسر الدنان التى فيها خمر أو تخرق الزقاق، واقتصر فيه على تحريم الخمر الأنسية: 5/121.
وأخرجه مسلم فى المغازى: باب غزوة خيبر، وفى الصيد والذبائح: باب تحريم أكل لحم الحمر الأنسية، واقتصر على تحريم أكلها: 4/448، 452، 609؛ وابن ماجه فى الذبائح: باب لحوم الحمر الوحشية: 2/1065.
(2) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/48.(3/589)
الغابة، حتى إذا كنت بثنية الغابة لقينى غلام لعبد الرحمن بن عوف. قال: قلت: ويحك ما لك؟ قال: أخذت لقاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: قلت: من أخذها؟ قال: غطفان وفزارة، قال: فصرخت ثلاث صرخات أسمعت من بين لابتيها: يا صباحاه، ثم اندفعت حتى ألقاهم وقد أخذوها، قال: فجعلت أرميهم وأقول:
أنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع
قال: فاستنقذتها منهم قبل أن يشربوا، وأقبلت بها أسوقها فلقينى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله إن القوم عطاش وإنى أعجلتهم قبل أن يشربوا، فأذهب فى أثرهم، فقال: «يا ابن الأكوع ملكت فأسحج (1) إن القوم يقرون فى قومهم» (2) .
_________
(1) ملكت فأسحج: قدرت فسهل وأحسن العفو، وهو مثل سائر. النهاية: 2/147.
(2) الخبران من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/48.(3/590)
4551 - رواه البخارى فى الجهاد، عن مكى فى المغازى، ومسلم والنسائى، عن قتيبة، عن حاتم بن إسماعيل، كلاهما عن يزيد به (1) .
4552 - حدثنا مكى، حدثنا يزيد ـ يعنى ابن أبى عبيد ـ، قال: رأيت
أثر ضربة فى ساق سلمة، فقلت: يا أبا مسلم ما هذه الضربة؟ قال: هذه
ضربة أصبتها يوم خيبر. قال: يوم أصبتها قال الناس: أصيب سلمة أصيب
سلمة، قال: وأتانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الجهاد: باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته يا صباحاه حتى يسمع الناس: 6/146؛ وفى المغازى: باب غزوة ذات القرد: 7/460 وفيها أخرجه مسلم: 4/455؛ وأخرجه النسائى فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/45.
(2) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/48.(3/590)
4553 - رواه البخارى عن مكى، وأبو داود عن أحمد بن أبى سريج عنه به (1) .
4554 - حدثنا إبراهيم بن مهدى، حدثنا حاتم ـ يعنى ابن إسماعيل ـ، عن يزيد بن أبى عبيد. قال: سمعت سلمة بن الأكوع يقول: خرجت فذكر نحو حديث مكى إلا أنه قال: واليوم يوم الرضع وزاد فيه فأردفنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته (2) .
4555 - حدثنا مكى بن إبراهيم، حدثنا يزيد بن أبى عبيد. قال: كنت آتى مع سلمة المسجد، فنصلى عند الاسطوانة التى عند المصحف (3) ، فقلت: يا أبا مسلم أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة؟ قال: فإنى رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتحرى الصلاة عندها» (4) .
4556 - رواه البخارى، عن مكى، ومسلم عن أبى موسى، عن/ مكى، ومن حديث حماد بن مسعدة، وابن ماجه، من حديث المغيرة بن
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى: باب غزوة خيبر: 7/475؛ وأخرجه أبو داود فى الطب: باب كيف الرقى: 4/12.
(2) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/48.
(3) عند المصحف: قال ابن حجر: هذا دال على أنه كان للمصحف موضع خاص به، ووقع عند مسلم بلفظ: «يصلى وراء الصندوق» وكأنه كان للمصحف صندوق يوضع فيه والاسطوانة المذكورة حقق لنا بعض مشايخنا أنها المتوسطة فى الروضة المكرمة، وأنها تعرف بأسطوانة المهاجرين قال: وروى عن عائشة أنها كانت تقول: «لو عرفها الناس لاضطربوا عليها بالسهام» ، وأنها أسرتها إلى ابن الزبير فكان يكثر الصلاة عندها، ثم وجدت ذلك فى تاريخ المدينة لابن النجار، وزاد «إن المهاجرين من قريش كانوا يجتمعون عندها» . فتح البارى: 1/577.
(4) من حديث سلمة بن الاكوع فى المسند: 4/48.(3/591)
عبد الرحمن، كلهم: عن يزيد به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجوه فى الصلاة: البخارى فى: باب الصلاة إلى الأسطوانة: 1/577؛ وأخرجه مسلم فى: باب سترة المصلى، من حديث حماد بن مسعدة، عن يزيد ومحمد بن المغنى: أبو موسى البصرى، عن مكى: 2/144؛ وأخرجه ابن ماجه فى: باب ما جاء فى توطين المكان فى المسجد يصلى فيه: 1/459.(3/592)
4557 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن يزيد بن أبى عبيد، حدثنا سلمة بن الأكوع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَقُولُ أَحَدٌ عَلىَّ بَاطِلاً، ـ أو مَا لم أَقُلْ ـ إلاَّ تَبَوّأَ مَقْعَدَهُ مِن النَّار» (1) .
4558 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن يزيد بن أبى عبيد، حدثنا سلمة بن الأكوع. قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر فقال رجل من القوم: أى عامر لو أسمعتنا من هنياتك؟ قال: فنزل يحدو بهم ويذكر:
تالله لولا الله ما اهتدينا
وذكر شعراً غير هذا، ولكن لم أحفظ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ هَذا السَّائِقُ؟» قالوا: عامر بن الأكوع، فقال: «يرحمه الله» ، فقال رجل من القوم: يا نبى الله لو متعنا به، فلما اصاف القوم قاتلوهم، فأصيب عامر بقائم سيف نفسه، فمات، فلما أمسوا أوقدوا نارًا كثيرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما هَذِه النَّارُ. عَلَى شَىْءٍ تُوقَدُ؟» قالوا: على حمر إنسية، قال: «أهريقوا ما فيها، وكسروها» ، فقال رجل: ألا نهريق ما فيها ونغسلها؟ قال: «أو ذاك» (2) .
4559 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن يزيد بن أبى عبيد، حدثنا سلمة بن الأكوع: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل من أسلم: «أَذِّنْ فى
_________
(1) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/50.
(2) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/50.(3/592)
قومك ـ أَوْ فِى النِّاسِ ـ يَوْمَ عَاشُوراء مَنْ أَكَلَ فَلْيَصُم بَقيَّةَ يَوْمِهِ، ومَنْ لَمْ يَكُنْ أَكَلَ فَلْيَصُم» (1) .
_________
(1) المصدر السابق.(3/593)
4560 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن يزيد، حدثنا سلمة. قال: كُنت مع النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأتى بجنازة، فقالوا: يا نبى الله صل عليها. قال: «هَلْ تَرَكَ شَيْئاً؟» قالوا: لا. قال: «هَلْ تَرَكَ عَلَيْه دَيناً؟» قالوا: لا فَصَلَّى، عليه، ثم أتى بجنازة بعد ذلك، فقال: «هل ترك عليه من دين؟» قالوا: لا، قال: «هل ترك من شىء؟» قالوا: ثلاث دنانير، قال: «ثلاث كيات» ، قال: فأتى بالثالثة فقال: «هل ترك عليه من دين؟» قالوا: نعم، قال: هَلْ تَرَكَ مِنْ شَىءٍ؟» قالوا: لا، قال: «صلوا على صاحبكم» ، فقال رجل من الأنصار يقال له أبو قتادة: يا رسول الله على دينه، فصلى عليه (1) .
4561 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن يزيد بن أبى عبيد، حدثنى سلمة بن الأكوع. قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قوم من أسلم وهم يتناضلون (2) فى السوق، فقال: «ارموا يا بنى إسماعيل، فإن أباكم كان رامياً، ارموا وأنا مع بنى فلان» لأحد الفريقين، فأمسكوا أيديهم، فقال: «ارْمُوا» ، فقالوا: يا رسول الله كيف نرمى وأنت مع بنى فلان؟ قال: «ارموا وأنا/ معكم كلكم» (3) .
4562 - رواه البخارى، عن مسدد عنه به، ومن حديث حاتم بن
_________
(1) المصدر السابق.
(2) يتناضلون: يتسابقون ويرمون بالسهام. النهاية: 4/152.
(3) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسد: 4/50.(3/593)
إسماعيل، كلاهما عن يزيد بن أبى عبيد (1) به.
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الجهاد: باب التحريض على الرمى: 6/91؛ وفى أحاديث الأنبياء: باب قول الله تعالى {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ} : 6/413؛ وفى المناقب: باب نسبة اليمن إلى إسماعيل: 6/537.(3/594)
4563 - حدثنا صفوان، حدثنا يزيد ان أبى عبيد، عن سلمة بن الأكوع. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى المغرب ساعة تغرب الشمس إذا غاب حاجبها» (1) .
4564 - حدثنا صفوان، حدثنا يزيد بن أبى عبيد. قال: «قلت لسلمة بن الأكوع: على أى شىء بايعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية؟ قال: بايعنا على الموت» (2) .
4565 - حدثنا حماد بن مسعدة، عن يزيد، عن سلمة: أنه كان يتحرى موضع المصحف، وذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتحرى ذلك المكان، وكان بين المنبر والقبلة ممر شاة (3) .
4566 - حدثنا حماد بن مسعدة، عن يزيد، عن سلمة. قال: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات، فذكر الحديبية، ويوم حنين، ويوم القرد، ويوم خيبر، قال يزيد: ونسيتُ بقيتهن (4) .
4567 - حدثنا حماد بن مسعدة، عن يزيد ـ يعنى ابن أبى عبيد ـ، عن سلمة. قال: جاءنى عمى عامر فقال: أعطنى سلاحك. قال: فأعطيته قال: فجئت للنبى - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله أبغنى
_________
(1) من بقية حديث ابن الأكوع فى المسند: 4/51.
(2) المصدر السابق.
(3) من بقية حديث ابن الأكوع فى المسند: 4/54.
(4) من بقية حديث ابن الأكوع فى المسند: 4/54.(3/594)
سلاحك، قال: «أين سلاحك؟» ، قال: قلت: أعطيته عمى عامراً. قال: «ما أجد شبهك إلا الذى قال هب لى أخا أحب إلى من نفسى» ، قال: فأعطانى قوسه ومجنه وثلاثة أسهم من كنانته (1) .
_________
(1) المصدر السابق.(3/595)
4568 - حدثنا حماد بن مسعدة، عن يزيد، عن سلمة: أنه استأذن النبى - صلى الله عليه وسلم - فى البدو فأذن له (1) .
4569 - حدثنا مكى بن إبراهيم، حدثنا يزيد بن أبى عبيد، عن سلمة بن الأكوع. قال: بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم عدلت إلى ظل شجرة، فلما خف الناس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يَا ابْنَ الأَكْوَع أَلاَ تُبايع؟» قلت: قد بايعت يا رسول الله. قال: «وأيضاً» ، قال: فبايعته الثانية. قال يزيد: فقلت: يا أبا مسلم على أى شىءٍ تبايعون يومئذ؟ قال: على الموت (2) .
4570 - حدثنا مكى، حدثنا يزيد بن أبى عبيد، عن سلمة قال: كنا نصلى المغرب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا توارت بالحجاب (3) .
4571 - رواه الجماعة إلا النسائى من طرق عن يزيد، والبخارى، عن مكى عنه (4) .
4572 - حدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا المفضل بن فضالة،
_________
(1) المصدر السابق.
(2) المصدر السابق.
(3) من بقية حديث ابن الأكوع فى المسند: 4/54.
(4) الخبر أورده فى الصلاة: البخارى: باب وقت المغرب: 2/41؛ ومسلم فى: باب بيان أن أول وقت المغرب عند غروب الشمس: 2/280؛ وأبو داود فى: باب فى وقت المغرب: 1/113؛ والترمذى فى الباب وقال: حسن صحيح. صحيح الترمذى: 1/304؛ وابن ماجه فيه: 1/225.(3/595)
حدثنى يحيى بن أيوب، عن بكر بن عبد الله، عن يزيد: مولى سلمة بن الأكوع. عن سلمة بن الأكوع قال: أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، فقال: «أَنْتُم أَهْل بَدْوِنا، ونَحْنُ أَهْلِ حَضَرِكم» / تفرد به.
(أحاديث أخر من رواية يزيد بن أبى عبيد،
عن مولاه سلمة بن الأكوع)(3/596)
الأول
4573 - رواه البخارى، ومسلم، وأبو داود، والترمذى، والنسائى، كلهم عن قتيبة، عن بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن يزيد بن أبى عبيد، عن سلمة بن الأكوع. قال: «لما نزلت هذه الآية: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} كان من شاء صام، ومن شاء أفطر، حتى نزلت الآية التى بعدها فنسختها» .
4574 - ورواه مسلم أيضاً عن عمرو بن سواد، عن ابن وهب، عن عمرو ابن الحارث به، وقال الترمذى: حسن صحيح (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى التفسير: باب: فمن شهد منكم الشهر فليصمه: 8/181، والمقصود أن الآية منسوخة بالتى بعدها وهى قوله تعالى {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} ، وقال البخارى معقباً على الخبر: مات بكير قبل يزيد؛ وأخرجه الباقون فى الصوم:
مسلم فى: باب نسخ قوله تعالى {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ ... } : 1993؛ أخرجه عن قتيبة بن سعيد وعن عمر بن سواد العامرى.
وأبو داود فى الباب السابق: 2/296، هو والنسائى، المجتبى: 4/161 ثم أخرجه فى التفسير فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/43.
وأخرجه الترمذى فى: باب ما جاء {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} ، صحيح الترمذى: 3/153.(3/596)
الثانى
4575 - رواه البخارى، والنسائى، ومسلم، والترمذى، كلهم عن قتيبة، عن حاتم بن إسماعيل. ورواه البخارى أيضاَ عن مكى بن إبراهيم، ومسلم أيضاً عن إسحاق بن إبراهيم، عن حماد بن مسعدة، ثلاثتهم عن يزيد، قلت لسلمة: «على أى أى شىء بايعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية؟ قال: على الموت» ، وقال الترمذى: حسن صحيح (1) .
الثالث
4576 - رواه البخارى، عن مكى، ومسلم، عن إسحاق بن إبراهيم ومحمد ابن المثنى، عن حماد بن مسعدة، وأبو داود عن مخلد بن خالد الشعيرى، عن أبى عاصم ثلاثتهم، عن يزيد عن سلمة قال: «كان بجدار المسجد عند المنبر ما كادت الشاة تجوزها» (2) .
ولفظ مسلم: «كان يتحرى موضع مكان المصحف يسبح فيه، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتحراه، وكان بين المنبر وبين القبلة قدر ممر الشاة» (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الجهاد: باب البيعة فى الحرب أن لا يفروا: 6/117؛ وفى المغازى: باب غزوة الحديبية: 7/449؛ وفى الأحكام: باب كيف يبايع الإمام الناس: 13/193، وباب من بايع مرتين: 17/199.
وأخرجه مسلم فى الإمارة: باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال، أخرجه من طريقيه: 4/526، 527؛ وأخرجه النسائى فى البيعة: باب البيعة على الموت، المجتبى: 7/127؛ وأخرجه الترمذى فى السير: باب ما جاء فى بيعة النبى - صلى الله عليه وسلم -: 4/150.
(2) اللفظ للبخارى، أخرجه فى الصلاة باب قدركم ينبغى أن يكون بين المصلى والسترة: 1/574.
(3) هذا لفظ أحد طريقى مسلم والثانى نحوه، أخرجه فى الصلاة أيضاً: باب سترة المصلى: 2/144.(3/597)
ولفظ أبى داود: «وكان بين منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين الحائط كقدر ممر الشاة» (1) .
_________
(1) يرجع إليه فى سنن أبى داود: باب موضع المنبر: 1/284.(3/598)
الرابع
4577 - رواه البخارى فى الفتن، ومسلم فى المغازى، والنسائى فى البيعة: كلهم عن قتيبة، عن حاتم بن إسماعيل، عن يزيد عن سلمة: أنه دخل على الحجاج، فقال له: يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك تعربت؟ (1) ، قال: «لا ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذن لى فى البدو» (2) .
الخامس
4578 - رواه البخارى، ومسلم عن قتيبة، زاد البخارى: والشعبى كلاهما عن حاتم بن إسماعيل، عن يزيد عن سلمة. قال: «تخلف على خيبر، وكان أرمد» .. الحديث، وقال: «لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» (3) .
_________
(1) التعرب: السكنى مع الأعراب.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى: باب التعرب فى الفتنة: 13/40، وفى لفظ من الخبر عنده، عن يزيد بن أبى عبيد: «لما قتل عثمان بن عفان خرج سلمة بن الأكوع إلى الربذة، وتزوج هناك امرأة، ولدت له أولاداً، فلم يزل بها حتى قبل أن يموت بليال نزل المدينة والخبر أخرجه مسلم: باب تحريم رجوع المهاجر إلى استيطان وطنه: 4/527؛ والنسائى: باب المرتد أعرابياً بعد الهجرة: 7/136، المجتبى.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى الجهاد: باب ما قيل فى لواء النبى - صلى الله عليه وسلم -: 6/126؛ وفى فضائل الصحابة: باب مناقب على بن أبى طالب: 7/70؛ وفى المغازى: باب غزوة خيبر: 7/467؛ وأخرجه مسلم فى فضائل الصحابة: باب فضائل على بن أبى طالب - رضي الله عنه -: 5/272.(3/598)
السادس
4579 - رواه البخارى، ومسلم عن قتيبة، عن حاتم بن إسماعيل، ورواه البخارى أيضاً عن أبى عاصم، وعن محمد بن عبد الله عن حماد بن مسعدة/ وقال: عمر بن حفص، عن أبيه، كلهم: عن يزيد، عن سلمة. قال: «غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات وخرجت فيما يبعث من السرايا تسع غزوات: مرة علينا أبو بكر، ومرة علينا أسامة بن زيد» (1) .
السابع
4580 - رواه البخارى، عن أبى عاصم، ومسلم عن إسحاق بن منصور، عن أبى عاصم، عن يزيد، عن سلمة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ ضَحَّى مِنْكم فَلا يُصْبِحَنَّ بعد ثالثة وفى بَيْتِه منه شَىْءٌ، فلمّا كانَ العامَ المُقْبِل يَعْنى أَرْخَص لهم فى ذلك» (2) .
الثامن
4581 - رواه البخارى فى الشركة، وفى الجهاد عن بشر بن مرحوم، عن حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبى عبيد، عن سلمة. قال: «خفت أزواد القوم، وأرملوا، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى نحر إيلهم،
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى برواياته الأربع فى المغازى: باب بعث النبى - صلى الله عليه وسلم - أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة: 7/517؛ وأخرجه مسلم فى الجهاد والسير: باب عدد غزوات النبى - صلى الله عليه وسلم -: 4/477.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الأضاحى: باب ما يؤكل من لحوم الأضاحى وما يترود منها: 10/24؛ ومسلم فى الكتاب: باب النهى عن أكل لحوم الأضاحى بعد ثلاث ونسخه: 4/649؛ وعندهما فى الخبر: «قالوا يا رسول الله تفعل كما فعلنا العام الماضى؟ قال: كلوا وأطعموا وادخروا فإن ذلك العام كان بالناس جهد فأدرت أن تعينوا فيها» .(3/599)
فأذن لهم، فلقيهم عمر، فأخبروه، فقال: ما بقاؤكم بعد إبلكم، فدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله ما بقاؤهم بعد إبلهم؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نادِ فى النَّاسُ حَتَّى فَرَغُوا، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَشْهَدُ أَنَّ لا إله إلاّ اللهُ، وأَنِّى محمدٌ رسولُ اللهِ» (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى: باب الشركة فى الطعام والنهر والعروض: 5/128؛ وفى الجهاد: باب حمل الزاد فى الغزو: 6/129.(3/600)
التاسع
4582 - رواه ابن ماجه، عن محمد بن الحارث المصرى، عن يحيى بن راشد البصرى، عن يزيد، عن سلمة. قال: «رأيته رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ فمسح رأسه مرة» (1) .
العاشر
4583 - رواه ابن ماجه أيضاً بإسناد الذى قبله، عن سلمة قال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى فَسَلَّم مَرَّةً واحدةً» (2) .
الحادى عشر
4584 - قال الطبرى، حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن يزيد، عن سلمة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتدت
_________
(1) أخرجه ابن ماجه فى الطهارة: باب ما جاء فى مسح الرأس: 1/149؛ وفى الزوائد: إسناد حديث سلمة ضعيف. محمد بن الحارث ذكره ابن حبان فى الثقات وقال: يخطئ ويحيى بن راشد ضعيف.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الصلاة: باب من يسلم تسليمة واحدة: 1/297؛ وفى الزوائد: إسناده ضعيف لضعف يحيى بن راشد.(3/600)
الريح قال: «اللهمّ اجعلها لَقَاحاً (1) . لا عَقِيماً» (2) .
_________
(1) لقاحاً لا عقيماً: اللواقح من الرياح التى تحمل الندى ثم تمجه فى السحاب، فإذا اجتمع فى السحاب صار مطراً. وقيل هى تجعل الريح تلقح بمرورها على التراب والماء فيكون فيها اللقاح. تراجع المادة فى اللسان: 6/4059.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/37؛ وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح غير المغيرة بن عبد الرحمن وهو ثقة. مجمع الزوائد: 10/135.(3/601)
4585 - ومن حديث ابن لهيعة، عن بكير بن الأشج، عن يزيد، عن سلمة قال: كنا إذا رأينا الرجل يلعن الرجل رأينا أنه قد أتى أمراً عظيما» .
4586 - وقال الطبرانى: حدثنا أحمد بن زهير التسترى، حدثنا محمد بن إدريس الرازى، حدثنا محمد بن سعدان، عن يزيد، عن سلمة قال: «كان الأذان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثنى مثنى، والإقامة فرادى» (1) .
(أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن سلمة بن الأكوع)
4587 - قال: كنت أصيد وأهدى لحومها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فافتقدنى، فقال: «أين تكون يا سلمة؟» / فقلت: بعد على الصيد يا رسول الله، فإنما أصيد بصدورها. فقال: «أما لو كنت تَصِيد بالعَقِيق لَشَيَّعتك إذا ذَهَبْتَ، وتَلَقَّيتُك إذا جئت، فإنى أحب العقيق» . رواه الطبرانى من حديث محمد بن طلحة، عن موسى ابن محمد بن إبراهيم التيمى، عن أبيه عنه به (2) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير وإسناده حسن. مجمع الزوائد: 1/331.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/6؛ وقال الهيثمى: إسناده حسن. مجمع الزوائد: 4/14.(3/601)
(حديث آخر)(3/602)
4588 - بهذا الإسناد عن سلمة. قال: كان للنبى - صلى الله عليه وسلم - غلام اسمه يسار، فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرآه يحسن الصلاة، فأعتقه، وبعثه فى لقاح له إلى الحرة، فكان بها، وأظهر قوم الإسلام من عرينه من اليمين، وجاءوا مرضى، قد عظمت بطونهم، فبعث بهم إلى يسار فشربوا من ألبان الإبل، حتى انطوت بطونهم، فعدوا على يسار، فذبحوه، وجعلوا الشوك فى عينيه، وطردوا الإبل، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيله من المسلمين فى آثارهم أميرهم كرز بن جابر فلحقهم، وجاء بهم إليه، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم» (1) .
4589 - وبه عن سلمة قال: ابتاع طلحة بن عبيد الله بئراً بناحية الجبل، فنحر جزورا، فأطعم الناس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَنْتَ طَلْحَة الفيَّاض» (2) .
(مولى سلمة عنه)
4590 - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأخذ المسك والماء يمسح به رأسه ولحيته» (3) .
* (سلمة بن أمية أخو يعلى يأتى فى ترجمة يعلى:
فى الذى عض يد الآخر) (4)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/7؛ وقال الهيثمى: فيه موسى بن محمد بن إبراهيم التيمى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 6/249.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/7؛ وقال الهيثمى: فيه موسى بن محمد بن إبراهيم التيمى وهو مجمع على ضعفه. مجمع الزوائد: 9/148.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/6؛ وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح، وفيهما: «كان يأخذ المسك فيدنيه» . مجمع الزوائد: 1/240.
(4) أسد الغابة: 2/424.(3/602)
* (سلمة بن جارية، صوابه سهل بن جارية كما سيأتى) (1)
_________
(1) أسد الغابة: 2/425.(3/603)
696- (سلمة بن سحيم) (1)
4591 - روى أبو نعيم من حديث محمد بن نضلة بن السكن بن سلمة بن سحيم، عن أبيه، عن جده، عن سلمة بن سحيم. قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله إن صاحبا لنا ركب ناقة غير مبرأة فسقط فما، فقال: «صَلُّوا عَلَيْه» (2) .
697- (سلمة بن سعد أو سعيد العنزى) (3)
4592 - قال: وفدنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «مَنْ هَؤْلاءِ؟» قيل: وفد عنزة، فقال: «نعم الحى عنزة مبغى عليهم منضورون اللهم أرزق عنزة كفافاً لا قوت ولا إسراف» .
رواه الطبرانى، عن ابن أبى خليفة، عن الحسين بن محمد بن سعيد المعروف بشعبة كان يجالس على بن المدينى، حدثنا حفص بن سلمة [بن حفص] / بن المسيب ابن شيبان بن قيس بن سلمة، عن سلمة بن سعد (4) .
698- (سلمة بن سلامة) (5)
ابن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأشهلى: أبو عوف
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/427؛ والإصابة: 2/65.
(2) قال ابن حجر: فى إسناده من لا يعرف، وفيه محمد بن إسحاق البلخى وهو واه. الإصابة، ويراجع أسد الغابة.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/428؛ والإصابة: 2/65؛ والاستيعاب: 2/91.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 7/63؛ وقال الهيثمى: فيه من لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 10/51.
(5) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/428؛ والإصابة: 2/65؛ والإصابة: 2/86؛ والتاريخ الكبير: 4/68؛ وثقات ابن حبان: 3/164.(3/603)
شهد العقبتين، الأولى، والثانية، وبدراً وما بعدها، واستعمله عمر على اليمامة حديثه فى ثانى المكيين، وتوفى سنة أربع وثلاثين وقيل سنة خمس وأربعين وله سبعون سنة.(3/604)
4593 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى عن ابن إسحاق، حدثنى صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن محمود بن لبيد أخى بنى عبد الأشهل، عن سلمة بن سلامة بن وقش، وكان من أصحاب بدر. قال: كان لنا جار يهودى فى بنى عبد الأشهل. قال: فخرج علينا يوماً من بيته قبل مبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيسير، حتى وقف على مجلس بنى عبد الأشهل. قال سلمة: وأنا يومئذ أحدث من فيه سناً على بردة مضطجعا فيها بفناء أهلى، فذكر البعث والقيامة، والحساب والميزان، والجنة والنار، فقال ذلك لقوم أهل شرك أصحاب أوثان لا يرون أن بعثاً كائن بعد الموت، فقالوا له: ويحك يا فلان ترى هذا كائناً أن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار يجزون فيها بأعمالهم؟ قال: نعم والذى يحلف به لود أن له بحظه من تلك النار أعظم تنور فى الدنيا يحمونه ثم يدخلونه إياه فيطبق به عليه، وأن ينجو من تلك النار غداً. قالوا له: ويحك وما آية ذلك؟ قال: نبى يبعث من نحو هذه البلاد. وأشار بيده نحو مكة واليمن قالوا: ومتى نراه؟ قال: فنظر إلى، وأنا من أحدثهم سناً، فقال: إن يستفد هذا الغلام عمره يدركه. قال سلمة: فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو حى بين أظهرنا، فآمنا به وكفر به، بغيا وحسداً، فقلنا: ويلك يا فلان ألست بالذى قلت لنا فيه ما قلت؟ قال: بلى وليس به (1) ، تفرد به.
_________
(1) من حديث سلمة بن سلامة بن وقش فى المسند: 3/467؛ ورواه البخارى فى الكبير وسكت عنه. التارى الكبير: 4/68.(3/604)
وله حديث آخر فى الوضوء مما مست النار، وقيل بل هو لسلمة بن سلامان كما سيأتى (1) .
* (سلمة بن أبى سلمة نفيع يأتى) (2) .
_________
(1) يرجع إليه فى المعجم الكبير للطبرانى: 7/46؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وثقه عبد الملك بن شعيب بن الليث، وضعفه أحمد وجماعة وأتهم بالكب. مجمع الزوائد: 1/249.
(2) يرد ف سلمة بن نفيع الجرمى. أسد الغابة: 2/430.(3/605)
699- (سلمة بن أبى سلمة الهندانى: ويقال الكندى) (1)
4594 - قال: كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قيس بن مالك: «أما بعد» ، رواه أبو نعيم من حديث عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة، عن أبيه، عن جده (2) .
700- (سلمة بن صخر بن سلمان) (3) .
ابن الصمة بن حارثة بن الحارث بن زيد مناة/ بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن حشم بن الخزرج الزرقى الأنصارى (4) . البياضى، - رضي الله عنه -، كان أحد البكائين، ويقال اسمه سلمان والأول أصح.
4595 - حدثنا عبد السلام بن حرب الملائى، عن إسحاق بن
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/430؛ والإصابة: 2/66.
(2) الخبر فى أسد الغابة، وأخرجه أبو يعلى، مسند أبى يعلى: 2/214؛ وقال الهيثمى: رواه أبو يعلى وفيه عمرو بن يحيى بن سلمة وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 3/84.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/431؛ والإصابة: 2/66؛ والاستيعاب: 2/89؛ وقال البخارى: لم يصح حديثه. التاريخ الكبير: 4/72؛ وثقات ابن حبان: 3/165 وأخرج حديثه.
(4) فى المخطوطة: «القزوينى» والتصويب من المراجع.(3/605)
عبد الله بن أبى فروة، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن سلمة بن صخر الزرقى. قال: «تظاهرت من امرأتى، ثم وقعت بها قبل أن أكفر، فسألت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأفتانى بالكفارة» (1) .
_________
(1) من حديث سلمة بن صخر الزرقى الأنصارى فى المسند: 4/37.(3/606)
4596 - حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء ـ وفى رواية لأبى داود: محمد بن عمرو بن علقمة بن عياش ـ، عن سليمان بن يسار، عن سلمة بن صخر الأنصارى. قال: كنت امرءاً قد أوتيت من جماع النساء ما لم يؤت غيرى، فلما دخل رمضان ظاهرت من امرأتى، حتى ينسلخ رمضان، فرقاً من أن أصيب فى ليلتى شيئاً، فأتتابع فى ذلك إلى أن يدركنى النهار، وأنا لا أقدر أن أنزع، فبينا هى تخدمنى من الليل إذ تكشف منها شىءٌ فوثبت عليها، فلما أصبحت غدوت على قومى فأخبرتهم خبرى، وقلت: انطلقوا معى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بأمرى، فقالوا: والله لا نفعل نتخوف أن ينزل فينا قرآن، أو يقول فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقالة يبقى علينا عارها، ولكن اذهب أنت، فاصنع ما بدا لك. قال: فخرجت حتى أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته خبرى، فقال لى: «أنت بذاك» ، قلت: أنا بذاك، قال: «أنت بذاك» ، قلت: أنا بذاك، فقال: «أنت بذاك» ، قلت: نعم ها أنا ذا فامض فى حكمك، فإنى صابر به، قال: «أعتق رقبة» ، قال: فضربت صفحة رقبتى بيدى، وقلت: لا والذى بعثك بالحق ما أصبحت أملك غيرها. قال: «فصم شهرين» ، قال قلت: يا رسول الله وهل أصابنى ما أصابنى إلا فى الصيام؟ قال: «فتصدق» ، قال: فقلت: والذى بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشى (1) ما لنا
_________
(1) وحشى: أراد جماعة وحشى جائعين لا طعام لنا. النهاية: 4/198.(3/606)
عشاء، قال: «اذهب إلى صاحب صدقة بنى زريق، فقل له فليدفعها إليك، وأطعم عنك منها وسقا من تمر ستين مسكيناً، ثم استغن بسائره عليك، وعلى عيالك» ، قال: فرجعت إلى قومى فقلت وجدت عندكم الضيق وسوء الرأى، ووجدت
عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السعة والبركة قد أمر لى بصدقتكم، فادفعوها إلى، قال
فدفعوها إلى (1) .
_________
(1) من حديث سلمة بن صخر الزرقى الأنصارى فى المسند: 4/37؛ وأخرجه أبو داود عن محمد بن عمرو بن عطاء، وقال ابن العلاء: محمد بن عمرو بن علقمة بن عياش؛ أخرجه فى الطلاق: باب فى الظهار: 2/265.(3/607)
4597 - حدثنا عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو ابن عطاء، عن سليمان بن يسار، عن سلمة بن صخر البياضى. قال: كنت امرءاً أصيب من النساء/ ما لا يصيب غيرى: فلما دخل شهر رمضان دخلت فتظاهرت من امرأتى فى الشهر. قال: فبينا هى تخدمنى ذات ليلة إذ تكشف لى منها شىء فلم ألبث أن وقعت عليها، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته فقال: «حرر رقبة» قلت: والذى بعثك بالحق ما أملك رقبة غير رقبتى، قال: «فصم شهرين متتابعين» ، قلت: وهل أصابنى الذى أصابنى إلا فى الصيام؟ قال: «فأطعم ستين مسكيناً» (1) .
رواه أبو داود، والترمذى، وابن ماجه من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد ابن عمرو عن عطاء، وفى رواية لأبى داود: ومحمد بن عمرو بن علقمة بن عياش، عن سليمان بن يسار، عن سلمة بن صخر به.
وقال الترمذى: حسن غريب.
4598 - ورواه أبو داود والترمذى من حديث بكير بن الأشج،
_________
(1) من حديث سلمة بن صخر البياضى فى المسند: 5/436.(3/607)
عن سليمان ابن يسار، عن سلمة بن صخر به، وقال الترمذى: قال البخارى: سليمان لم يسمع من سلمة شيئاً.(3/608)
4599 - ورواه الترمذى أيضاَ من حديث يحيى بن أبى كثير، عن أبى سلمة، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن سلمة بن صخر به (1) .
701- (سلمة بن عرادة بن مالك الضبى) (2) .
4600 - قال الدارقطنى: ذكر صاحب الكتاب العتيق الذى جمع فيه أخبار بنى ضبة وشعرائهم، فقال: ومنهم سلمة بن عرادة بن مالك، حدثنى الأحوزى: وهو أبو صفوان بن سلمة، عن عرادة: أن سلمة بن عرادة نازع عيينه بن حصن فى فضل وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعيينة بن حصين: «دَع الغُلامَ يَتَوَضَّأَ وَشَرِب البقّية، فَمَسَحَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأْسَه وَوَجْهَه. رواه أبو موسى الحافظ (3) .
* (سلمة بن عمرو بن الأكوع: هو سلمة بن الأكوع تقدم) (4)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الطلاق: باب الطهار: 2/265؛ وفيه عن بكير: 2/267؛ وأخرجه الترمذى فى الطلاق أيضاً: ما جاء فى المظاهر يواقع قبل أن يكفر: 3/493، ويرجع إلى قول البخارى فى التاريخ الكبير: 4/72؛ وابن ماجه: باب الظهار، وباب المظاهر بجامع قبل أن يكفر: 1/664، 666.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/432؛ والإصابة: 2/66
(3) المصدران السابقان.
(4) يرجع إليه ص555 وما بعدها.(3/608)
702- (سلمة بن قيس الأشجعى الغطفانى - رضي الله عنه -) (1) .
حديثه فى رابع، وسادس الكوفيين
4601 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن سفيان، عن منصور، عن هلال ابن يسافٍ، عن سلمة بن قيس. قال: قال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذَا تَوَضَّأت فَانتثر (2) وإذَا اسْتَجْمرت فأوتر» (3) .
4602 - رواه الترمذى والنسائى، وابن ماجه من غير وجه، عن منصور به وقال الترمذى: حسن صحيح (4) .
4603 - حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن سفيان، عن هلال، عن سلمة بن قيس. قال: قال رسول الله صلى/ عليه وسلم: «إذا تَوَضَّأْتَ فَانْتَثِر، وإذَا اسْتَجْمرتَ فأَوْتِر» (5) .
4604 - حدثنا [عبد الرحمن] سفيان بن عيينة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن سلمة بن قيس. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى حجة الوداع: «إِنَّما هنّ أَرْبَعٌ: لا تُشْرِكُوا بالله شَيْئاً، وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ التى حَرَّمَ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/432؛ والإصابة: 2/67؛ والاستيعاب: 2/89؛ والتاريخ الكبير: 4/70؛ وثقات ابن حبان: 3/165.
(2) إذا توضأت فانتثر: وفى حديث آخر: فاستنثر، وفى آخر: من توضأ فلنتثر، وفى آخر: كان يستنشق ثلاثاً فى كل مرة يستنثر ونثر ينثر بالكسر إذا امتخط واستنثر استفعل منه أى استنشق الماء ثم استخرج ما فى الأنف فينثره، وقيل هو من تحريك النثرة وهى طرف الأنف. النهاية: 4/125.
(3) من حديث سلمة بن قيس فى المسند: 4/313.
(4) الخبر أخرجوه فى الطهارة: الترمذى فى: باب ما جاء فى المضمضة والاستنشاق: 1/40؛ والنسائى: باب الأمر بالاستنثار: 1/57؛ المجتبى وابن ماجه: باب المبالغة فى الاستنشاق والاستنثار: 1/142.
(5) من حديث سلمة بن قيس فى المسند: 4/313.(3/609)
اللهُ إلاّ بِالحَقِّ، ولا تَسْرِقُوا، وَلا تَزْنُوا» (1) .
4605 - حدثنا هاشم، حدثنا أبو معاوية ـ يعنى شيبان ـ، حدثنا منصور، عن هلال بن يساف، عن سلمة بن قيس الأشجعى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى حجه الوداع: «إِنَّما هُنَّ أَرْبَعٌ: لا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئاً، وَلا تَقْتُلوا النَّفْسَ الّتى حَرَّمَ اللهُ إلاَّ بالحقِّ، وَلا تَزْنوا، وَلا تَسْرقوا» . قال: فما أنا بأشح عليهن منى إذ سمعتهن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (2) .
_________
(1) من حديث سلمة بن قيس الأشجعى فى المسند: 4/339؛ وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) من حديث سلمة بن قيس الأشجعى فى المسند: 4/339.(3/610)
4606 - رواه النسائى، عن قتيبة، عن جرير، عن منصور به (1) .
4607 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، والثورى، عن هلال بن يساف، عن سلمة بن قيس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا تَوَضَّأْت فَانْتثِر، وإذا اسْتَجْمَرتَ فأَوْتِر» (2) .
703- (سلمة بن قيصر، ويقال سلامة بن قيصر) (3)
4608 - قال أبو يعلى: حدثنا أحمد بن عيسى، حدثنا ابن وهب، قال: حدثنى ابن لهيعة، عن زبان بن فائد: أن لهيعة بن عقبة حدثه، عن عمرو بن ربيعة، عن سلمة بن قيصر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/51.
(2) من حديث سلمة بن قيس الأشجعى فى المسند: 4/340.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/433؛ وترجم له ابن حجر سلامة بن قيصر. الإصابة: 2/60؛ وهو كذلك عند ابن حبان، الثقات: 3/168.(3/610)
قال: «مَنْ صامَ يَوْماً ابْتِغاءَ وَجْهِ الله بَاعَدهَ اللهُ مِنْ جَهَنَّم كَبُعْد غُرَابٍ طَارَ، وهو فَرْخٌ حتَّى ماتَ هَرِماً» (1) .
_________
(1) مسند أبى يعلى: 2/222؛ وقال الهثمى: فيه ابن لهيعة وفيه كلام. مجمع الزوائد: 3/181.(3/611)
704- (سلمة بن المحبق - رضي الله عنه -) (1) .
ويقال: فيه سلمة بن ربيعة المحبق بكسر الباء، وقال ابن الكلبى وابن ماكولا: هو سلمة بن صخر بن عتبة بن صخر بن خضير بن الحارث بن عبد العزى بن وائلة ابن لحيان بن هذيل: أبو سنان الهذلى. شهد فتح مكة، وحضر فتح المدائن مع سعد، يعد فى البصريين وحديثه فى أول البصريين، وثالث المكيين.
4609 - وحديث فى بروغ بنت واشق سيأتى فى مسند معقل بن سنان، وذكره قتيبة عند النسائى من رواية معمر بن سليمان، عن منصور، عن إبراهيم. قال: «أتى عبد الله فى امرأة توفى عنها زوجها قبل أن يفرض لها» الحديث، وفيه فقام سلمة وفلان، وفلان فشهدوا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى فى بروغ بنت واشق.. الحديث (2) .
(حديث آخر رواه الطبرانى)
4610 - من حديث شريك، عن أبى إسحاق، رفعه إلى سلمة:
_________
(1) له ترجمة فى الإصابة: 2/67؛ والاستيعاب: 2/89؛ وقال ابن الأثير: سلمة بن صخر بن عتبة: 2/431، ثم أورد الخلاف فى اسمه ونسبه. وقال البخارى عن روح بن عبد المؤمن: اسم المحبق صخر بن عتبة بن الحارث. التاريخ الكبير: 4/71؛ ووافقه ابن حبان، الثقات: 3/164.
(2) هذا الحديث جاء متأخرا نتيجة خطأ من الناسخ فهو والحديث الذى بعده من حديث سلمة بن قيس الأشجعى؛ أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/51.(3/611)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأبى موسى: «لَقَدْ أُوتِىَ هذَا مِزْمَاراً مِنْ مَزامِيرِ آلِ دَاوُدَ» (1) .
_________
(1) وهذا الخبر أيضاً من مسند سلمة بن قيس، أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 7/43؛ وقال الهيثمى: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 1/104.(3/612)
4611 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا هشام وهمام، عن قتادة، عن الحسن، عن جون بن قتادة، عن سلمة بن المحبق: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر ببيت بفنائه قربة معلقة، فاستقسى، فقيل: إنها ميتة، فقال: «ذكاة الأديم دباغة» (1) .
4612 - حدثنا عمرو بن الهيثم أبو قطن، حدثنا هشام، عن قتادة، عن الحسن، عن الجون بن قتادة، عن سلمة بن المحبق، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «دِبَاغُها طَهُورُها، أو ذَكَاتُها» (2) .
4613 - حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن الحسن، عن جون بن قتادة، عن سلمة بن المحبق: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بيتاً قدامه قربة معلقة فسأل النبى - صلى الله عليه وسلم - الشراب، فقالوا: إنها ميتة، فقال: «دِبَاغُها ذَكَاتُها» (3) .
4614 - حدثنا بهز، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن الحسن، عن جون بن قتادة عن سلمة بن المحبق: أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى غزوة تبوك، فأتى على بيت قدامه قربة معلقة، فسأل الشراب، فقيل: إنها ميتة، قال: «ذَكَاتُها دِبَاغُها» (4) .
_________
(1) من حديث سلمة بن المحبق فى المسند: 3/476.
(2) المصدر السابق.
(3) من حديث سلمة بن المحبق فى المسند: 5/6.
(4) من حديث سلمة بن المحبق فى المسند: 5/6.(3/612)
4615 - حدثنا عمرو بن الهيثم، وأبو داود وعبد الصمد المعنى، قالوا: حدثنا هشام، عن قتادة، عن الحسن، عن جون بن قتادة، عن سلمة بن المحبق: أن نبى الله - صلى الله عليه وسلم - دعا بماءٍ من قربةٍ عند امرأةٍ فقالت: إنها ميتة، فقال: «أليس قد دبغتها» قالت: بلى، قال: «دباغتها ذكاتها» (1) .
رواه أبو داود فى اللباس، عن حفص بن عمر وموسى بن إسماعيل: كلاهما عن همام، والنسائى من حديث هشام: كلاهما عن قتادة، عن الحسن، عن جون، عن سلمة به (2) .
4616 - قال شيخنا: ورواه حماد بن سلمة، وسعيد بن أبى عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سلمة بن المحبق فالله أعلم (3) .
4617 - حدثنا أبو النضر، حدثنا المبارك، عن الحسن، عن سلمة بن المحبق. قال: سئل النبى - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يواقع جارية امرأته؟ فقال: «إِنء اسْتَكْرَهَها فَهِىَ حُرَّةٌ، ولَهَا عَليْهِ مِثُلها، وإنْ طَاوَعَتْه فَهِى أَمتُه وَلَها عليه مثْلها» (4) .
4618 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عمرو بن دينار. سمعت الحسن، عن سلمة بن المحبق: أن رجلاً وقع على جارية امرأته، فرفع ذلك إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إِنْ كانَتْ طَاوَعَتْهُ فَهِىَ
_________
(1) من حديث سلمة بن المحبق فى المسند: 5/7.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى اللباس: باب أهب الميتة: 4/66؛ وأخرجه النسائى فى الفرع والعتيرة: باب جلود الميتة: 7/153.
(3) يقصد بشيخه الحافظ المزى، ذكر ذلك فى تحفة الأشراف: 4/53.
(4) من حديث سلمة بن المحبق فى المسند: 3/476.(3/613)
له، وعليه مثلها لها، وإنْ كانَ اسْتَكْرَهَها فَهِى حُرَّةٌ، وعليه مثلها لها» (1) .
_________
(1) من حديث سلمة بن المحبق فى المسند: 3/476.(3/614)
4619 - حدثنا عبد الله بن بكر، حدثنا سعيد ـ يعنى ابن أبى عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سلمة بن المحبق: أن رجلاً/ غشى جارية امرأته، وهو فى غزو، فرفع لك إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إنْ كانَ اسْتَكْرَهَها فَهِى حُرَّةٌ مِن مَاله، وعليهِ شِراؤُها لِسِّيدتها، وإِنْ كانَتْ طَاوَعَتْه فَمِثْلها من ماله لسيدتها» (1) .
4620 - حدثنا إسماعيل، عن يونس، عن الحسن، عن سلمة بن المحبق: أن رجلاً خرج فى غزاة ومعه جارية لامرأته، فوقع بها، فذكر للنبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إِنْ [كان] اسْتَكْرهَها فَهِى عَتيقَةٌ ولها عليه مثلها، وإنْ كانتْ طاوعته فهى أمته ولها عليه مثلها» . وقال إسماعيل مرة: إن رجلاً كان فى غزوة (2) .
4621 - حدثنا هشيم، عن يونس، عن الحسن، عن سلمة بن المحبق، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فذكر حديثه (3) .
4622 - رواه النسائى عن يقوب بن إبراهيم، عن إسماعيل بن علية به (4) .
4623 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن سلمة بن المحبق: أن نبى الله - صلى الله عليه وسلم - أتى على قربةٍ يوم حنين،
_________
(1) المرجع السابق.
(2) المرجع السابق.
(3) المرجع السابق.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/52.(3/614)
فدعاء منها بماء، وعندها امرأة، فقالت: إنها ميتة، فقال: «سلوها أليس قد دبغت؟» فقالت: بلى فأتى منها لحاجته، فقال: «ذَكَاةُ الأَدِيم دِبَاغُةُ» (1) .
_________
(1) من حديث سلمة بن المحبق فى المسند: 5/6.(3/615)
4624 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا حرب بن شداد، حدثنا يحيى ـ يعنى ابن أبى كثير، حدثنى نحاز بن جدى الحنفى، عن سنان بن سلمة: أن أباه حدثه: «أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بالقُدُورِ فأكْفِيت يومَ خَيْبَر، وكان فيها لحوم حُمُر النَّاس» (1) تفرد به.
4625 - حدثنا أبو النضر، حدثنا عبد الصمد بن حبيب بن عبد الله الأزدى، ثم النميرى، قال: حدثنى حبيب بن عبد الله ـ يعنى أباه ـ، قال: سمعت سنان بن سلمة بن المحبق الهذلى يحدث، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كانَت لَهُ حَمُولة تأوى إلى شِبَع، فَلْيَصُم رَمَضَان حيث أدركه» (2) .
[رواه] أبو داود من حديث عبد الصمد به (3) .
4626 - حدثنا أبو داود الطيالسى، حدثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبى كثير، عن النحاز الحنفى: أن سنان بن سلمة أخبره، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بلحوم حمر الناس يوم خيبر وهى فى القدور فأكفئت» (4) .
_________
(1) المصدر السابق.
(2) من حديث سلمة بن المحبق فى المسند: 3/476.
(3) أخرجه أبو داود فى الصوم: باب فيمن اختار الصوم: 2/317.
(4) من حديث سلمة بن المحبق فى المسند: 3/476.(3/615)
4627 - حدثنا محمد بن بكر، أنبأنا ابن جريج، أخبرنى عبد الكريم بن أبى المخارق، عن معاذ بن معاوية الراسبى، عن سنان بن سلمة الهذلى، عن أبيه سلمة، وكان قد صحب النبى - صلى الله عليه وسلم -، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: أنه بعث ببدنتين مع رجل وقال: «إنْ عَرَضَ لهمَا فَانْحَرْهُما واغْمِس النَّعلَ فى دِمَائهما ثم اضْرِب به صَفْحَتَيْهِمَا حتّى يُعْلم أنها بَدَنَتان» . قال: صفحتى كل واحدة؟ قال: «وَلا تأْكُل مِنها أَنتَ ولا أَحَدٌ مِن رُفْقَتِك/ ودَعْهُما لمن بَعْدكم» (1) تفرد به.
4628 - حدثنا عبد الصمد بن حبيب العدوى، حثدنى أبى. قال: غزونا مع سنان بن سلمة مكران (2) فقال سنان بن سلمة: حدثنى أبى سلمة بن المحبق: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَن أدركه رمضان [وله حمولة يأوى إلى شِبع فليَصُم رَمضان] حيثُ أَدْركه. وقال [سنان] : ولدت يومَ حنين فبشر بى أبى، فقالوا له: ولد لك غلام. فقال: إن سهما أرمى به عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إلى مما بشرتمونى به وسمانى سنانا» (3) ، تفرد به.
4629 - حدثنا وكيع، عن الفضل بن دلهم، عن الحسن، عن قبيصة، عن سلمة بن المحبق. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خُذُوا عَنِّى، خُذُوا: عّنى: قد جَعَلَ الله لهنَّ سَبِيلاً البِكْر بالبِكْر جَلْدُ مائةٍ ونَفْى سَنَةٍ والثّيبُ بالثّيبِ جَلْدُ مائةٍ والرجم» (4) ، تفرد به.
4630 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن قتادة، عن
_________
(1) المصدر السابق.
(2) مكران: بلاد ساحيلة فى بلوخستان.
(3) من حديث سلمة بن المحبق فى المسند: 5/7؛ وما بين المعكوفات استكمال منه.
(4) من حديث سلمة بن المحبق فى المسند: 3/476.(3/616)
الحسن، عن قبيصة بن حريث، عن سلمة بن المحبق. قال: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى رجل وطىء جارية امرأته إن كان استكرهها فهى حرة، وعليه لسيدتها مثلها، وإن كانت طاوعته فهى له، وعليه لسيدتها مثلها (1) .
_________
(1) من حديث سلمة بن المحبق فى المسند: 5/6؛ والعبارة الأخيرة لم ترد فى المسند فى الخبر.(3/617)
4631 - رواه أبو داود فى الحدود، عن أحمد بن صالح، والنسائى به، وفى النكاح [عن محمد عبد الله بن بزيع] ، وعن محمد بن رافع، كلاهما، عن عبد الرزاق به. وروياه من حديث سعيد بن أبى عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سلمة ليس فيه قبيصة بن حريث، وكذلك رواه النسائى وابن ماجه من حديث عبد السلام بن حرب، عن هشام، عن الحسن، عن سلمة، ورواه النسائى من حديث يونس، عن الحسن، عن سلمة قال أبو داود: وكذا رواه منصور بن زاذان، عن الحسن، عن سلمة كما رواه يونس قال: ورواه عمرو بن دينار وسلام، عن الحسن، عن قبيصة ابن حريث، عن سلمة به. قال النسائى: ولا تصح هذه الأحاديث (1) .
(حديث آخر)
4632 - قال ابن ماجه فى الحدود: حدثنا على بن محمد، حدثنا وكيع، عن الفضل بن دلهم، عن الحسن، عن قبيصة بن حريث، عن سلمة بن المحبق. قال: قيل لأبى ثابت: سعد بن عبادة حين نزلت آية
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الحدود من طريقيه فى: باب فى الرجل يزنى يحاربة امرأته: 4/158؛ وأخرجه النسائى فى النكاح من طريقين: باب إحلال الفرج، المجتبى: 6/101، وفى الكبرى كما فى تحفة الإشراف: 4/52؛ وأخرجه ابن ماجه فى الحدود مختصراً: باب من وقع على جارية امرأته: 2/853.(3/617)
الحدود ـ وكان رجلاً غيوراً ـ: أرأيت لو أنك وجدت مع أم ثابت (1) رجلاً أى شىء كنت تصنع؟ قال: كنت ضاربهما بالسيف. انتظر حتى أجئ بأربعة؟ إلى ما ذاك قد قضى حاجته وذهب، أو أقول: أم ثابت كذا وكذا (2) فتضربونى الحد ولا تقبلوا لى شهادة أبداً، قال: فذكر ذلك لرسول الله / - صلى الله عليه وسلم - فقال: «كَفى بالسَّيف شَاهِداً» ، ثم قال: «لا إِنِّى أَخاف أن يتتابعَ فى ذلك السَّكْرانُ والغَيْرانُ» .
ثم قال ابن ماجه: قال أبو زرعة قال: هذا حديث على بن محمد الطنافسى وفاتنى منه (3) .
_________
(1) فى ابن ماجه: «مع امرأتك رجلاً» .
(2) لفظ ابن ماجه: «رأيت كذا وكذا فتضربونى» .
(3) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الحدود: باب الرجل يجد مع امرأته رجلاً: 2/868؛ وفى الزوائد: فى إسناده قبيصة بن حريث بن قبيصة. قال البخارى: فى حديثه نظر، وذكره ابن حبان فى الثقات، وباقى رجال الإسناد موثقون.(3/618)
705- (سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعى: سكن الكوفة) (1)
له ولأبيه صحبة، حديثه فى ثانى الكوفيين وسابع الأنصار.
4633 - حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو معاوية ـ يعنى شيبان ـ، عن منصور، عن سالم بن أبى الجعد، عن سلمة بن نعيم ـ وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لَقِىَ اللهَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً دَخَلَ الجَنَّةَ، وإنْ سَرَق» (2) ، تفرد به.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/434؛ والإصابة: 2/68؛ والاستيعاب: 2/89؛ والتاريخ الكبير: 4/71؛ وثقات ابن حبان: 3/166.
(2) من حديث سلمة بن نعيم فى المسند: 5/285؛ وأخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: 4/71.(3/618)
4634 - حدثنا حجاج، حدثنا شيبان، عن مصور، عن سالم بن أبى الجعد، عن سلمة بن نعيم. قال: وكان من أصحاب الرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لَقِىَ اللهَ لا يَشْرِكُ بِهِ شَيْئاً دَخَلَ الجَنَّةَ، وإنْ زَنا وإنْ سَرَق» (1) ، تفرد به.
706- (سلمة بن نفيل السكونى ثم التراغمى) (2)
أصله من اليمن وسكن حمص، حديث فى أول الشاميين.
4635 - حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن إبراهيم بن سليمان، عن الوليد، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشى، عن جبير بن نفير: أن سلمة بن نفيل أخبرهم: أنه أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنِّى سَئِمْتُ الخَيْلَ، وأَلْقَيْتُ السَّلاحَ، وَوَضَعَت الْحَرْبُ أَوْزَارَها، قلت: لا قِتال، فقالَ لَهُ النبى - صلى الله عليه وسلم -: «الآنَ جاءَ القِتِالُ
لا تَزال طائِفةٌ مِنْ أُمَّتِى ظَاهِرِين عَلى النَّاسِ، يُزيغ اللهُ قُلُوبَ أَقْوامٍ، فَيُقَاتِلونَهم، ويَرْزُقهم اللهُ مِنْهم، حتَّى يأْتِىَ أَمْرُ اللهِ وَهُم عَلى ذلك، أَلا إِنَّ عُقْرَ دَارِ المؤمنينَ الشَّامُ، والخَيْلُ مَعْقُودٌ فى نَوَاصِيها الخيرُ إلى يَوْمِ القِيَامة» (3) .
رواه النسائى، والطبرانى من حديث الوليد بن عبد الرحمن، وأبى علقمة نصر ابن علقمة كلاهما عن جبير بن نفير وعند الطبرانى: ولا تضع الحرب أوزارها حتى يخرج يأجوج ومأجوج (4) .
_________
(1) من حديث سلمة بن نعيم فى المسند: 4/260.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/453؛ والإصابة: 2/68؛ والاستيعاب: 2/90؛ والتاريخ الكبير: 4/70؛ وثقات ابن حبان: 3/167.
(3) من حديث سلمة بن نفيل السكونى فى المسند: 4/104.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى الخيل أول كتاب الخيل. المجتبى: 6/178، وفى السير فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/54؛ والطبرانى من عدة طرق. المعجم الكبير: 7/60؛ وأخرجه أيضاً البخارى فى التاريخ الكبير: 4/70.(3/619)
4636 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا أرطاة ـ يعنى ابن المنذر ـ، حدثنا ضمرة بن حبيب، سمعت سلمة بن نفيل السكونى. قال: كنا جلوساً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ قال له قائل: يا رسول الله هل أتيت بطعام من السماء؟ قال: «نعم» ، قال: وبماذا؟ قال: «بِمِسْخَنَة» (1) ، قالوا: فهل كان فيها فضل عنك؟ قال: «نعم» ، قال: فما فعل به؟ قال: «رفع وهو يوحى إلى / أنى مكفوت (2) غير لابث فيكم، ولستم لابثين بعدى إلا قليلاً، بل تلبثون حتى تقولوا متى؟ وستأتون أفناداً يفنى بعضكم بعضاً، وبين يدى الساعة موتان (3) شديد، وبعده سنوات الزلازل» (4) ، تفرد به.
(حديث آخر)
4637 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا عبد الله بن سعد الرقى، حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد [بن يزيد] بن سنان، حدثنا أبى، حدثنا ياسين الزيات، عن أبى سلمة الحمصى، عن يحيى بن جابر، عن سلمة بن نفيل، قال: جاء شاب فقام بين يدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال بأعلى صوته: يا رسول الله أرأيت من لم يدع سيئة إلا عملها، ولا خطيئة إلا ركبها، ولا أشرف له سهم فما فوقه إلا اقتطعه بيمينه، ومن لو نشرت خطاياه على أهل المدينة لعمتهم، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَسْلَمتَ، أوْ قال: أنتَ مُسلمٌ» ، فقال: أَمّا أنا فأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلا اللهَ وأَنَّ محمّداً رسولُ اللهِ، قال: «اذْهَبْ فَقَدْ أَبْدَلَ اللهُ سَيِّئَاتك حَسَناتٍ» ، قال: يا رسول الله وغدراتى وفجراتى؟ قال: «وغَدَرَاتُك
_________
(1) المسخنة: قدر كالتنور يسخن فيه الطعام. النهاية: 2/153.
(2) أفناداً: جماعات متفرقين قوماً بعد قوم، واحدة فند. النهاية: 3/216.
(3) الموتان: بوزن البطلان الموت الكثير الوقوع. النهاية: 4/113.
(4) من حديث سلمة بن نفيل السكونى فى المسند: 4/104.(3/620)
وفَجَرَاتُك» ثلاثا. قال: فولى الشاب وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر فما زال يكبر حتى توارى عنى أو قال خفى على (1) .
_________
(1) أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 7/61؛ وقال الهيثمى: فى إسناده ياسين الزيات يروى الموضوعات. مجمع الزوائد: 379.(3/621)
707- (سلمة بن يزيد بن مشجعة) (1)
ابن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفى الجعفى، - رضي الله عنه -، حديثه فى ثالث الكوفيين.
4638 - حدثنا ابن أبى عدى، عن داود ـ يعنى ابن أبى هند ـ، عن الشعبى، عن علقمة، عن سلمة بن يزيد الجعفى. قال: انطلقت أنا وأخى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: قلنا يا رسول الله إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم، وتقرى الضيف، وتفعل وتفعل هلكت فى الجاهلية، فهل ذلك نافعها شيئاً؟ قال: «لا» ، قال قلنا: فإنها كانت وأدت أختاً لنا فى الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئاً؟ قال: «الوائدة والموؤدة فى النار إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فيعفو الله عنها» (2) .
رواه النسائى من طريق محمد بن المثنى، عن الحجاج بن المنهال، عن المعتمر ابن سليمان، عن داود بن أبى هند به (3) .
حديث عنه فى قضية بروع بنت واشق، قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: يأتى فى مسند معقل بن سنان. قال شيخنا الحافظ المزى: لم نجد له ذكراً فيما ذكره هناك.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/436؛ والإصابة: 2/69؛ والاستيعاب: 2/90 والتاريخ الكبير: 4/72؛ وثقات ابن حبان: 3/165.
(2) من حديث سلمة بن يزيد الجعفى فى المسند: 3/478.
(3) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/55.(3/621)
قلت: / إنما ذكر فى قصتها سلمة بن قيس الأشجعى فيما رواه النسائى وقد تقدم التنبيه عليه وسيأتى الحديث بسياقه فى مسند معقل بن سنان فالله أعلم (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) قال الحافظ المزى: وهم ابن عساكر فجعله الجعفى. تحفة الأشراف: 4/55؛ وأخرجه البخارى من هذا الطريق فى التاريخ الكبير: 4/72؛ ثم بين اضطرابه.(3/622)
4639 - قال أبو داود الطيالسى، حدثنا سفيان، عن جابر، عن يزيد بن مرة، عن سلمة بن يزيد الجعفى: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فى قول الله تعالى: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً} (1) .
قال: «من الثيب وغير الثيب» .
رواه أبو نعيم من حديث أبى داود عن سلمة بن يزيد الجعفى، هذا يبين الذى بعده فالله أعلم (2) .
(حديث آخر)
4640 - رواه الطبرانى من حديث المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن زائدة، عن سماك، عن علقمة بن وائل، عن سلمة بن يزيد الجعفى. قال: قلت: يا رسول الله أرأيت إن كان علينا أمراء من بعدك يأخذونا بالحق الذى علينا، ويمنعونا الحق الذى جعله الله لنا فنقاتلهم ونعصبهم؟ قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «عَلَيهم ما حُمِّلوا وَعَليكُم ما حُمِّلتُم» (3) .
_________
(1) الآيات 35، 36، 37 من سورة الواقعة.
(2) أخرجه الطبرانى أيضاً فى المعجم الكبير: 7/45؛ وقال الهيثمى: فيه جابر الجعفى وهو ضعيف مجمع الزوائد: 7/119.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/45؛ وقال الهيثمى: فيه عبيد بن عبيدة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/220؛ وأخرجه البخارى فى الكبير: 4/72 من طريق آخر.(3/622)
708- (سلمة بن يزيد أبو يزيد) (1)
قال أبو نعيم: عداده فى البصريين، وجعله ابن الأثير أنصارياً فإنه قال: سلمة الأنصارى أبو يزيد: حدث عبد الحميد بن يزيد بن سلمة حديثه عند أهل البصرة فى تخبير الصغير بين أبويه، وعندى أنه الجعفى فالله أعلم (2) .
4641 - روى له أبو نعيم من طريق هشيم ويزيد بن زريع، عن عثمان البتى، عن عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه، عن جده: أن أبويه اختصما فيه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدهما كافر والآخر مسلم، فتوجه إلى الكافر، فقال: «اللهم اهده» ، فتوجه إلى المسلم، فقضى له به.
ثم قال: وكذلك رواه ابن علية، عن عثمان البتى، وقال حماد بن سلمة، وعلى ابن عاصم، عن عثمان، عن عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه: أن رجلاً أسلم ولم تسلم امرأته، قال: ورواه عمير بن عبد المجيد الحنفى، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه: أن أبا الحكم بن رافع أسلم ولم تسلم امرأته وأبت أن تسلم، فذكر مثله. وقال: والمشهور عبد الحميد بن جعفر عن أبيه، عن تميم بن محمود (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/437؛ والإصابة: 2/70.
(2) قال ابن حجر فى الإصابة: «بين الدراقطنى وغيره أن سلمة جد عبد الحميد وأنه نسب إليه، وإنما هو عبد الحميد بن يزيد بن سلمة، وأورد له الدراقطنى فى الرؤيا حديثا آخر» ، ثم استدل على ذلك وقال: «وما ذكره الدراقطنى هو الذى ينبغى أن يعتمد عليه.
(3) الخبر أخرجه الدراقطنى من طريقين:
على بن غراب، عن حديث عبد الحميد بن جعفر الأنصارى، عن أبيه، عن جد أبيه رافع بن سنان أبى عاصم النبيل عنه. وقال صاحب التعليق المفتى على الدراقطنى: الحديث أخرجه أبو داود فى الطلاق والنسائى فى الفرائض، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن جده رافع بن = سنان وبسند أبى داود ومتنه ورواه الحاكم فى المستدرك وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال ابن القطان فى كتابه: هذا الحديث يرويه عيسى بن يونس، كما رواه أبو داود والحاكم، ويرويه أبو عاصم النبيل كما رواه المصنف وعلى بن غراب كما رواه أيضاً، كلهم عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن جد أبيه رافع بن سنان، فإنه عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان، وعبد الحميد ثقة، وأبوه جعفر كذلك. انتهى سنن الدراقطنى: 4/43.(3/623)
(حديث آخر)(3/624)
4642 - رواه أبو نعيم، من حديث عبد الرزاق، عن عثمان البتى، عن عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نقرة الغراب/ وفرشة السبع» .
709- (سلمة الجرمى) (1)
بكسر اللام ابن نفيع أو قيس والد عمرو بن سلمة له صحبة وروى له حديث واحد فى الإمامة وعنه ابنه عمررو بن سلمة، وفى صحبة أبيه نظر فالله أعلم، حديث فى موضعين من ثانى البصريين.
4643 - حدثنا وكيع، حدثنا مسعر بن حبيب الجرمى، حدثنى عمرو بن سلمة، عن أبيه: أنهم وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما أرادوا أن ينصرفوا قالوا: يا رسول الله من يؤمنا؟ قال: «أَكْثُركُم حَمْلاً لِلْقُرآن» ، فلم يكن أحد جمع من القرآن ما جمعت: قال: فقدمونى وأنا غلام، فكنت أؤمهم وعلى شملة لى. قال: فما شهدت جمعا من جرم إلا كنت إمامهم، وأصلى على جنائزهم إلى يومى هذا» (2) .
4644 - حدثنا إسماعيل، أنبأنا أيوب، عن عمرو بن سلمة. قال: كنا على حاضر (3) ، فكان الركبان ـ وقال إسماعيل مرة: الناس ـ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/437؛ والإصابة: 2/70؛ والاستيعاب: 2/91؛ والتاريخ الكبير: 4/69.
(2) من حديث عمرو بن سلمة فى المسند: 5/19.
(3) كنا على حاضر: الحاضر القوم النزول على ماء يقيمون به، ولا يرحلون عنه. قال الخطابى: ربما جعلوا الحاضر اسماً للمكان المحضور. يقال نزلنا حاضر بنى فلان فهو فاعل بمعنى مفعول. النهاية: 1/234.(3/624)
يمرون بنا راجعين من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأدنوا منهم فأسمع، حتى حفظت قرآنا، وكان الناس ينتظرون بإسلامهم فتح مكة، فلما فتحت جعل الرجل يأتيه، فيقول: يا رسول الله أنا وافد بنى فلان، وجئتك بإسلامهم، فانطلق أبى بإسلام قومه، فرجع إلأيهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قَدَّمُوا أَكْثَركم قرآناً» . قال فنظروا وأنا على حواء (1) عظيم فما وجدوا فيهم أكثر قرآنا منى، فقدمونى، وأنا غلام فصليت بهم، وعلى بردة، وكنت إذا ركعت أو سجدت قلصت فتبدو عورتى، فلما صلينا تقول عجوز لنا دهرية: غطوا عنا است (2) قارئكم. قال: فقطعوا لى قميصاً، فذكر أنه فرح به فرحاً شديداً (3) .
_________
(1) الحواء: بيوت مجتمعة من الناس على ماء. النهاية: 1/273.
(2) الاست: حلقة الدبر. النهاية: 2/196.
(3) من حديث عمرو بن سلمة فى المسند: 5/20.(3/625)
4645 - رواه البخارى وأبو داود والنسائى من حديث أيوب عن عمرو بن سلمة، عن أبيه به (1) .
710- (سلمى بن حنظلة) (2)
أبو سالم السحمى بن عم هوذة بن على السحيمى ملك اليمامة
4646 - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «وَيْل لِبَنِى أُميَّة من
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى: باب غزوة الفتح فى رمضان: 8/22؛ وأخرجه أبو داود من ثلاثة طرق فى الصلاة: باب من أحق بالإمامة: 1/159؛ وأخرجه النسائى فى الصلاة أيضاً فى ثلاثة أبواب: باب اجتزاء المرء بأذان غيره فى الحضر، وباب الصلاة فى الإزار، وباب إمامة الغلام قبل أن يحتلم المجتبى: 2/9، 55، 62.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/437؛ والإصابة: 2/70؛ والاستيعاب: 2/125؛ وقال ابن حبان: له صحبة. الثقات: 3/162.(3/625)
فلان» . رواه عبد الله بن جابر، عن أبيه، عن جده وقال عن أمه أم سالم، عن أبى سالم سلمى بن حنظلة (1) .
* (سلمى) (2)
أو سالم خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فى غسل أمهات المؤمنين. تقدم (3) .
(سليط بن الحارث أخو جويرية بنت الحارث من الرضاعة) (4)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ صَلَّى عَليه أُمَّةٌ مِنَ النَّاسِ شُفِّعُوا، والأُمة أربعون إلى المائة، والعُصبة عشرة إلى الأربعين، والنَّفر ثلاثة إلى العَشْرة» .
_________
(1) المصدران الأولان.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/438؛ وترجم له ابن حجر فى القسم الرابع من حرف السين. الإصابة: 2/129.
(3) الخبر: أن أزواج النبى - صلى الله عليه وسلم - كن يجمعن رؤوسهن أربعة قرون فإذا اغتسلن جمعنها، ويرجع إليه ص227 من هذا الجزء قال ابن حجر وسلمى امرأة وهى أم رافع زوجة أبى رافع فظن أن قوله: خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً وليس كذلك، وذكر ابن شاهين وأبو موسى من طريقه أن الراوى قال مرة فى هذا الحديث: عن سالم خادم النبى - صلى الله عليه وسلم -، فكأنه تغير من سلمة، والله أعلم. الإصابة. 2/129.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/438؛ والإصابة: 2/71.(3/626)
4647 - رواه أبو نعيم من حديث القاسم بن مطيب، عن أبى المليح عنه، وقال بعضهم: سليط، عن ميمونة (1) .
يتلوه سليط أبو سليمان (2) .
انتهى هذا الجزء
ويليه الجزء السادس والعشرون
بإذن الله
_________
(1) الخبر أورده ابن الأثير وابن حجر فى ترجمته، وقال ابن حجر: اختلف فى إسناده فقيل عن سليط عن ميمونة، وقيل عن عبد الله بن سليط عن ميمونة، وهو فى النسائى. الإصابة: 2/71.
تقول: وأخرجه النسائى عن عبد الله بن سليط، عن ميمونة فى الجنائز: باب فضل من صلى عليه مائة، المجتبى: 4/62؛ وقال الهيثمى: فيه القاسم بن مطيب وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 3/36.
(2) انتهى هنا الجزء السادس والعشرون من تقسيمات المؤلف رحمه الله.(3/626)
الجزء السَّادس والعشرون
/ بِسْم الله الرّحمن الرّحيم
711- (سَلِيط: أبو سُليمان الأَنْصاري بَدْري) (1)
4648- رَوى أَبو نُعيم، والطَّبراني من حديث محمّد بن سُلَيْمان بن سَلِيط، عن أَبيه، عن جَدِّه. قال: لمّا خَرَجَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مُهاجِراً، ومَعَه أبو بكر، وعامِر بن فُهَيْرة، وعبد الله بن أُرَيْقط الديلي مَرُّوا بأمّ مَعْبد، قالَ لَها: "هَلْ مِنْ لَبَنٍ؟ " فقالت: إنَّ الشّاةَ عَازِب، فذكر الحديث بطوله، قالَ أبو موسى: فرَّق أبو نعيم بين هذا، وبين سَلِيط بن قيس وجمعها الطَّبراني (2) .
712- (سَلِيط بن قَيْس بن عَمْرو بن عُبيد بن مالك) (3)
ابن عَدِي بن عَامِر بن غَنْم بن عَدِي بن النجارِيّ الأَنصاريّ الخزرجي ثمّ النَّجّاري، شهد بدراً، وما بعدها.
4649- قالَ النَّسائي: حدّثنا محمّد بن وَهْب، حدّثنا محمّد بن سَلَمة، عن أَبِي عبد الرّحيم، عن زَيْد بن أَبِي أُنَيْسة، عن عبد الله بن
__________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/439؛ والإصابة ترجم له باسم سليط الأنصاري: 2/72.
(2) الخبر بطوله فى المعجم الكبير للطبراني: 7/123؛ قال الهيثمي: فيه عبد العزيز بن يحيى المديني، ونسبه البخاري وغيره إلى الكذب. وقال الحاكم: صدوق. فالعجب منه وفيه مجاهيل أيضاً. مجمع الزوائد: 8/279؛ وجمع الطبراني بينهما بأن روى خبراً فيمن شهد بدراً من بني عدي بن النجّار: سليط بن قيس بن عمرو بن عبيد الله بن مالك بن عدي بن عامر.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/441، والإصابة: 2/72 والاستيعاب: 2/118، وثقات ابن حبّان: 3/181.(3/627)
محمّد بن عقيل، عن عبد الله بن سَلِيط بن قَيْس، عن أبيهِ سَلِيط: أنَّ رَجُلاً من الأنْصار كانَ لَهُ حَائِط فيه نَخْلةٌ لرجل آخر فيأتيه بكرة وعشيّة، فأمره رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أن يُعطيه نخلةً ممّا يَلي الحائِط الّذي لَهُ.
4650- قالَ أبو نعيم: حدّثنا أَحمد بن الحَسَن، عن عُتبة، عَن النَّسائي.
قلتُ: وليسَ هذا الحديث فى شَيْءٍ من السنن لا للنَّسائي ولا لغيره فالله أعلم (1) .
713- (سَلِيط: غَيْر مَنْسوب) (2)
ذكره الحَسَن بن سُفيان في الوحْدان
4651- قالَ أَبو نَعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدّثنا الحَسَن بن سفيان، حدّثنا عبد الله بن عمر بن أَبَان، عن عبد الله بن نمير، عن إسماعيل بن مُسْلم، عنِ الحَسَن، عن سَلِيط. قال: انتهيت إلى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وهو مُحْتَبٍ فى أصْحابِه كأَني أَنْظُرُ إلى بَيَاض خَاتَمه في سَوَاد اللَّيل، فسمعتُه يقولُ: "المُسْلم أَخُو المُسلم لا يَظْلمه، ولا يَخْذله. التَّقْوى هَا هُنَا"، وأشارَ بيدهِ إلى صَدْرِه (3) .
__________
(1) الحق ما قاله المصنّف وأيّده فى ذلك ابن حجر فقال: لم أره فى السنن وإنما أخرجه ابن منده من طريقه. الإصابة: 2/72.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/441، وترجم له ابن حجر باسم سليط التميمي. الإصابة: 2/72.
(3) الخبر أخرجه أحمد فى مسنده، عن رجل من بنى سليط: 4/69، 5/71، قال السيوطي في الجامع الكبير: أخرجه أحمد والبغوي وابن قانع عن رجل من بني سليط. جامع الأحاديث: 6/708.(3/628)
714 - (سُلَيْك) (1) ،
4652- رَوى أبو نعيم من حديث أبي حمزة، عن جابِر، عن حَبِيب بن أبي ثابت، عن عبد الرّحمن بن أبي لَيلى، عن السُّليْك. قال: نَهى رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نُصَلِّي فى مَعَاطن الإبل، وأَمَر أَن نَتَوضأَ من لحومها، /وسُئِلَ عن الصَّلاة فى مَرَابض الغَنَم فقالَ: "صَلُّوا فيها".
ثمّ قالَ: والصّواب ما رَواهُ الأَعمش، عن عبد الله بن عبد الله بن أَبِي ليلى، عن البرَاء. قال أبو نعيم: وعندي أَن سُليكًا هذا هو سُليك الغَطفاني يعنى المذكور فى حَديث جابِر بن عبد الله فى تحية المسجد والإمام يخطب، وهو في صحيح مُسلم وفرق بينهما ابن أبي شيبة (2) .
715- (السَّلِيلْ الأَشْجَعِيّ) (3)
4653- رَوى عنه أبو المليح حديثاً في الشَّفاعة، قالَ أبو نعيم:
__________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/442؛ وهو عنده: سليك بن عمرو، وقيل ابن
هدبة الغطفاني. أما سليك آخر غير منسوب فهو وهم. أما ابن حجر في الإصابة: 2/72 فقال:
غاير ابن منده بينه وبين الغطفاني ووحدهما أبو نعيم فوهم، وهو عند ابن عبد البر: سليك بن
هدية الغطفانى: 2/128، وقال البخاري: لا يصح عن سليك يعني حديث: "صل ركعتين "
وهو يخطب عليه الصلاة والسلام ولم ينسبه إلى أبيه فقال: سليك الغطفاني. التاريخ الكبير:
4/206؛ ووافقه ابن حبّان، الثقات: 3/179.
(2) قال ابن حجر: "وقع ذكره في الصحيح من حديث جابر أنه دخل يوم الجمعة الخ. وهو في البخاري مبهم، ورواه أحمد والدارقطني من طريق أبى سفيان، عن جابر فقال: عن السليك، وأخرجه أحمد من وجه آخر فقال عن جابر: جاء رجل من غطفان يقال له سليك، وهو عند مسلم وأبي داود وابن خزيمة من طريق جابر فقط الخ، ما قاله في الإصابة: 2/72، تقول: مرّ قول البخاري: لا يصح عن سليك ويراجع أيضا المسند: 3/308.
(3) له ترجمة في أسد الغابة:2/442 والإصابة: 2/73، والاستيعاب مختصراً: 2/133.(3/629)
والصّواب ما رَواهُ الْجُرَيْري عن أبى السَّليل، عن أبي المَليح، عن عَوف بن مالك الأشجعيّ كما سيأتي (1) .
(من اسْمه سُليمان، وسُلَيم)
716- (سُلَيم بن أُكَيْمة اللَّيثيّ) (2)
4654- قالَ الطّبراني: حدّثنا يَحيى بن عَبْد الباقي، حدّثنا سَعِيد بن عَمْرو الحِمصي، حدّثنا الوليد بن سَلَمة، حدّثني يَعْقوب بن عَبْد الله بن سُلَيْمان بن أُكَيْمة، عن أبيه، عن جَدِّه قال: أَتينا رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلنا بآبائِنا أنتَ وأمهاتِنا يا رَسولَ اللهِ إنّا نَسْمع منك الحديثَ فَلا نَسْتَطيعُ أَنْ نؤديَه كما سَمِعناه، قال: "إذَا لم تُحلّوا حَرَامًا، ولم تحرِّموا حَلالاً وأصبتم المعنى فَلا بأس" (3) .
717 (سلَيْمان بن أبي حَثْمة الأنصاري) (4)
4655- قالَ ابن مَنْده: ولا يصحّ له صحبة، ثمّ قالَ ابن مَنْده: إبراهيم بن دُحَيم، حدّثنا أبَي، عن مروان بن مُعاوية، عن
__________
(1) نقل ابن حجر عن البغويّ قوله: ليس للسليل غيرة، وقال ابن منده: هذا وهم، والصواب رواية ابن علية عن الجريري، عن أبي السليل، عن أبي المليح، عن الأشجعي وهو عوف بن مالك. وكذا جزم الخطيب فى المؤتلف، وتبعه ابن ماكولا فى الإكمال بأن خالد بن عبد الله وهم فيه. الإصابة: 2/73.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 2/443، والإصابة: 2/73، وقيل سليمان وترجم له الطبراني سليمان.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 7/117؛ وقال الهيثمي: ولم أرَ من ذكر يعقوب ولا أباه. مجمع الزوائد: 1/154.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/448؛ وترجم له ابن حجر فى القسم الثاني من حرف السين: 2/106، والاستيعاب: 2/65، وأخرجه البخاري فى التابعين، التاريخ الكبير: 4/6، وقال ابن حبّان: له صحبة وساق نسبه ونسب أمه. الثقات: 3/161.(3/630)
عبد الله بن الحارث، عن أبي بكر بن أبي سُلَيْمان بن أبي حَثْمة، عن أبيهِ. قال: "كانَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يُكبِّر على الجَنائِز أَرْبَعاً وخمساً" (1) .
718- (سُلَيمان بن أبى سُلَيْمان) (2)
سَكَنَ الشّام
4656- ذكره أبو زرعة وأبو حاتم في الصّحابة، رَوى حديثه عُرْوة بن رُوَيم، عن شيخٍ من جُرَش، عنه، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّكُم سَتَجندون أَجْنادًا، ويكونُ لَكُم ذمة، وخَرَاج، وأَرْض فيها مدائِن، وقُصُور فمن أدركه منكم فاستطاع أن يَحْبس نفْسه فى مَدِينةٍ مِنْ تِلْكَ المدائِن والقُصور حتّى يدركه الموت فَلْيَفْعَل " (3) .
719- (سُلَيْمان بن صُرد) (4)
ابن الجَوْنِ بن مُنْقِذ بن رَبيعة بن أَصْرم/ بن ضَبِيس بن حرام بن حُبْشِيّة بن سَلُول بن كعب بن عَمْر [بن ربيعة] وهو لُحيّ الخُزَاعيّ أبو المطَرِّف الكوفي، كانَ من أوّل مَنْ سَكَنها، وقَدْ كانَ اسمه يَسَارًا، فسمّاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سُلَيْمان، وكانَ ممّن شَهِدَ معَ عَلي مَشاهِده، وكانَ من
__________
(1) قاله ابن منده وأبو نعيم كما في أسد الغابة. ونقل ابن حجر عن ابن سعد أنه رأى النبي ولم يحفظ عنه وأن أباه من مسلمة الفتح. الإصابة: 2/106.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/449، الإصابة: 2/76، وقال أبو عمر: سليمان رجل من الصحابة سكن الشام: 2/65 والتاريخ الكبير: 4/1 وقال ابن حبّان: سليمان الجرشي. الثقات: 3/162.
(3) الخبر أخرجه أبو حاتم في الوحدان، والبغوي، وابن عساكر عن عروة بن رويم، عن شيخ من جرش، عن سليمان رجل من الصحابة. جمع الجوامع: 4/2622؛ وقال محققوه؛ في مسند الحديث نظر ذلك للجهالة بالصحابي، والجهالة بالراوي عنه.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 2/449، والإصابة: 2/75: والاستيعاب: 2/63، والتاريخ الكبير: 4/1 وثقات ابن حبّان: 3/160.(3/631)
الفُرسان الشُجْعان الأجواد الأَنجاد الأمجاد، وكانَ ممّن اسْتَدعى حُسَينًا إلى الكُوفة، فلمّا قتل الحُسَيْن ندم كلَّ الندم والمسيّب بن نَجَبَة، ومَنْ اتَّبعهم، وقالوا: لا تَوْبة لنا حتَّى نطلب بثأر الحُسَين، فخرجوا مِنَ الكُوفة في مُستهلّ رَبيع الأوّل سنة خمس وستّين وسمُّوا سُلَيْمان أَمِيرَ التوَّابين، فالتقوا مع عُبَيد الله بن زِيَاد بعين وَرْدَة من أرض الجزيرة، وهى المسمّاة برأس العين، فقتل سُلَيْمان والمسيّب وجماعة من أصحابهما، وحُمل رأسَاهما إلى مَرْوان، وكانَ عُمْر سلَيْمان يومئذٍ ثَلاثاً وتسعين سنة، رَضِيَ الله عَنْهُ.
4657- حدّثنا يونس بن محمّد، عن عبد الله بن مَيْسرة: أبو ليلى، عن أبى عائشة الهَمْدَاني. قالَ: قالَ أبو رِفاعَة البَجَلي: دخلتُ عَلى المختارِ بن أَبي عُبَيْد قَصْره، فَسَمِعتُه يقولُ: ما قام جِبريلُ إلاَّ من عِنْدي قَبْلُ، قالَ: فهَمَمْتُ أَنْ أضْرِبَ عُنقَه، فذكرتُ حَدِيثًا حَدَّثَناه سُليمان بن صُرَد، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يقولُ: "إذا أَمَّنَك الرَّجُلُ علَى دَمِه، فَلا تَقتلْه". قالَ: وكانَ قد أمَّنني على دَمِه. فكرهتُ دَمَه (1) ، تَفَرَّدَ بِهِ.
4658- حدّثنا حَفْص بن غِيَاث، حدّثنا الأعْمش، عن عَدِيّ بن ثابِت الأنصاري، عن سُلَيْمان بن صُرَد: سَمِع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلين وهما يَتَقَاولان، وأحدُهما قد غَضِب، واشْتَدَّ غَضَبُه، وهو يقولُ، فقالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّي لأعلم كلمة لو قالها ذَهَب عَنْهُ الشَّيطانُ "، قال: فأَتاه رجلٌ فقالَ: قُلْ أَعُوذُ باللهِ من الشَّيْطانِ الرَّجيمِ، قالَ: هلْ تَرَى بَأْساً؟ قال: ما زَادَه على ذلك " (2) .
__________
(1) من حديث ابن صرد في المسند: 6/394.
(2) من حديث ابن صرد في المسند: 6/394.(3/632)
رَواهُ البخاري، عن عَمْرو بن حَفْص بن غياث، عن أبيهِ، ومسلم عن أبي بَكْر بن أبى شَيْبة عن حَفص، والنَّسائي عن محمّد بن عبد العزيز بن أبي زُرْعة، عن حَفْص، والبخاري من حديث [أبي] حَمْزة، وجرير، ومُسلم وأبو داود والنَّسائي من حديث أبي مُعَاوية، كلّهم عن الأعمش بِهِ (1) .
4659- حدّثنا يَحْيى بن سَعِيد، عن سُفْيان، حدّثني أبو إسْحاق، سمعتُ سلَيْمان بن صُرَد قالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الأَحْزاب: "الاَنَ نَغْزُوهم ولا يَغْزونا" (2) .
4660- رَواهُ البخاري عن أَبِي نُعيم، عن سفيان، ومن حديث إسرائِيل، كِلاهُما/ عن أبي إسحاق بِهِ (3) .
4661- حدّثنا يحيى، عن سُفْيان، حدّثني أبو إسْحاق، سمعت سُلَيْمان بن صُرَد يقولُ: وحدّثنا عبدُ الرّحمن، عن سفيان، حدّثني أبو إِسْحاق، عن سُلَيْمان بن صُرَد. قال: قالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ الأحْزاب، قالَ يَحيى يَعْني يومَ الخندق: "الاَنَ نَغْزُوهم ولا يَغْزُونا" (4) .
4662- حدّثنا محمّد بن جَعْفر، حدّثنا شُعْبة، سمعتُ "أبا
__________
(1) الخبر أخرجه البخاري فى بدء الخلق: باب صفة إبليس وجنوده: 6/337، وفي الأدب: باب ما ينهى عن السباب واللعن، وباب الحذر من الغضب: 10/465، 518. وأخرجه مسلم فى البر والصلة: باب فضل من يملك نفسه عند الغضب: 5/469 من طرقه المختلفة، وأخرجه أبو داود فى الأدب: باب ما يقال عند الغضب: 4/249، وأخرجه النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 4/58.
(2) من حديث ابن صرد فى السند: /394.
(3) أخرجه البخاري من الطريقين فى المغازي: باب غزوة الخندق وهي الأحزاب: 7/405.
(4) من حديث سليمان بن صرد في المسند: 4/262.(3/633)
إسْحاق، عن سُلَيْمان بنِ صُرَد. قال: لمّا انْصَرف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ
الأحزاب قال: "الآنَ نغْزُوهم ولا يَغْزُونا" (1) .
وممّا اجتمع فيه سُلَيْمان بن صُرَد، وخالد بن عُرْفطة (2)
4663- حدّثنا محمّد بن جَعْفرَ، حدّثنا شعْبة، عن جَامع بن شَدّاد، عن عبد الله بن يَسَار. قال: كنتُ جالِسًا مع سُلَيْمان بن صُرَد وخَالِد بن عُرْفُطة وهما يُرِيدانِ أَنْ يَتْبَعا جنازة مَبْطون فقال أحدُهما لِصَاحِبه: ألم يَقُلْ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ يَقتلْه بطنُه فلن يُعَذّب فى قبره "، فقالَ: بلى (3) .
4664- أخبرني جامع بن شدّاد، سمعتُ عبد الله بن يَسَار: كانَ سُلَيْمان بن صُرَد، وخالد بن عُرْفُطة قاعدين، رَواهُ التِّرمذي والنَّسائي، وقد تقدّم فى مسند خالد بن عُرْفُطة (4) .
4665- حدّثنا بهز، حدّثنا شعبة، أخبرني جامع بن شدّاد، قال: سمعتُ عبد الله بن يَسَار. قال: كانَ سُلَيْمان بن صُرَد وخالد بن عُرْفُطة قاعدين، قالَ: فذكر أَنَّ رَجُلاً ماتَ بالبطن، فقالَ أحدُهما لصاحبه: أَمَا سَمِعْتَ أو ما بلغك أَنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ قَتَله بَطنه، فلنْ يَعذّب فى قَبْره"؟ قالَ الاَخر: بَلَى (5) .
__________
(1) من حديث سليمان بن صرد فى المسند: 4/262.
(2) المصدر السابق.
(3) المصدر السابق.
(4) الخبر أخرجاه فى الجنائز: الترمذي في: باب ما جاء فى الشهداء من هم؟: 2/368 وقال: هذا حديث حسن غريب في هذا الباب، وقذ روي من غير هذا الوجه. والنسائي في: باب من قتله بطنه: 4/80.
(5) من حديث سليمان بن صرد فى المسند: 4/262.(3/634)
4666- حدّثنا قُرَّان، حدّثنا سَعِيد الشَّيباني أبو سِنَان، عن أَبي إِسْحاق، قال: ماتَ رجلٌ صالح، فأُخرجَ بجنَازتِه، فلما رَجَعْنا تلقًّانا خالدُ بن عُرْفُطة وسُلَيْمان بن صُرَد- وكِلاهُما قد كانَتْ له صُحبة- فقالا: سَبَقتمونا بهذا الرّجلِ الصّالح، قالَ: فذكروا أَنَّه كانَ بهِ بَطْن، وأنّهم خَشوا عَلَيهِ الحَرَّ، قالَ: فنظرَ أحدُهما إلى صاحِبه فقالَ: أَما سَمِعتَ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "مَنْ قَتَله بَطنُه لم يُعَذّبْ فى قَبْرِه " (1) .
تَقَدَّمَ في مسند خالِد بن عُرْفُطة (2) .
(حَديثٌ آخَر)
4667- رَواهُ النَّسائيّ من حديث أَبِي إِسْحاق، عن سُلَيْمان بن صرد: أَنَّ أَبيَّ بن كَعْب أُتيَ بِرَجلين قد اختلَفا فى القراءة.. الحديث (3) تقدّم من رواية سُلَيْمان عن أُبيّ (4) .
(حَديثٌ آخَر)
4668- رَواهُ ابن ماجه، عن عبد الأكرم- رجلٍ من أَهْل الكوفة-، عن أبيهِ، عن سُليْمان بن صُرَد. قال: "أتانا رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فمكثنا ثَلاثَ لَيَالٍ لا نَقْدِرُ (أوْ لا يقدر) عَلى طعام" (5) .
__________
(1) من حديث سليمان بن صرد فى المسند: 4/262.
(2) يرجع إليه فى الجزء الأول ترجمة خالد بن عرفطة.
(3) الحديث أخرجه النسائي فى اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 4/58، ويرجع إليه في حديثه عن أبي بن كعب فى المسند: 5/124.
(4) يرجع إليه في الجزء الأول ترجمة أبي.
(5) أخرجه ابن ماجه فى الزهد: باب معيشة آل محمد - صلى الله عليه وسلم -: 2/1389؛ وفي الزوائد: التابعي مجهول، ولم أرَ من صنف فى المسميات ذكره وما علمته.(3/635)
(سُلَيْمان بن مسهره) (1)
4669- مَرفوعاً: "مَنْ أَمَّنَ مُسْلمًا على دَمِه"، الحَديث. قالَ أبو نعيم: صوابه عَمْرو بن إِسْحاق وسَلْمان هذا تابعي لا صحبة له (2) .
(سُلَيْم بن أكَيْمة صوابه سُلَيْمان كما تَقدَّم)
680- (سُلَيْم بن جَابَر: ويُقال جَابِر بن سُلَيم أبو جُرَيّ تقدّم) ((3)
حديثه: "لا تَحْقِرن من المَعْروف شَيئاً، ولو أنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوك في إناء المسْتَسْقي" (4) .
720- (سُلَيم بن سعيدْ الجُشَمِي) (5)
ذكره أبو نعيم من رواية زِيَاد بن دَاود الدِّيلمي، عن ابن ذَكوان، عن أبي حَبيب: عطيَة بن سُلَيم، عن أبيه. قال: وفدتُ مع أبِي على رَسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَسَمَّاني سُلَيْمًا (6) .
__________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/450، والإصابة في القسم الرابع من حرف السين: 2/129.
(2) قال ابن الأثير: هذا وهم، والصواب عمرو بن الحمق. وقال ابن حجر: الذي يظهر أن أبا حريز وهم في اسم والد سليمان بن صرد فإن الحديث رواه ابن أبي ليلى عن أبي عكاشة، عن رفاعة، عن سليمان بن صرد، فإن كان أبو حريز حفظ عن سليمان بن مسهر فيكون من رواية تابعي عن تابعي فإن رفاعة تابعي وسليمان بن مسهر تابعي أيضاً مشهور في تابعي أهل الكوفة والمتن معروف من رواية رفاعة عن عمرو بن الحمق. المرجعان السابقان.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/444، والإصابة: 2/73 والتاربخ الكبير: 4/120.
(4) يرجع إلى الخبر في المسند: 5/63، والمعجم الكبير للطبرانى: 7/72.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 2/246، والإصابة في ترجمة أبيه: 2/44.
(6) أخرجه ابن منده أيضاً. المرجعان السابقان.(3/636)
721- (سُلَيم بن أبي سَلمة) (1)
وسمّاه بعضهم سُليم بن الحارث بن ثعلبة وعدّوه ممن شَهِدَ بدراً، وقيلَ إنّه قُتِلَ يومَ أحد، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
4670- حدّثنا عَفّان، حدّثنا وُهَيب، حدّثنا عَمْرو بن يَحْيَى، عن مُعَاذ بن رِفَاعة الأنصاريّ، عن رَجلٍ من بَنِي سلمة يُقال لَهُ سُلَيم أَتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: يا رَسولَ الله إنَّ مُعَاذ بن جَبَل يَأتِينا بعدَما نَنَامُ ونَكونُ في أَعْمَالِنا بِالنَّهارِ، فينادي بِالصَّلاةِ، فَنَخْرج إليه فيُطَوّل عَلَيْنا، فقالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَا مُعَاذ بن جَبل لا تَكُنْ فتَّانَاً إمَّا أَنْ تُصَلِّيَ مَعِي وإمّا أنْ تُخَفِّفَ من صَلاتِكَ عَلى قَوْمِكَ "، ثمّ قالَ: "يا سُلَيم ماذا معكَ من القُرَان؟ " قال: معي أنّي أسألُ اللهَ الجنَّةَ وأعوذُ به من النَّارِ، والله ما أحسن دَنْدَنتك، ولا دَندنة مُعَاذ، فقالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "وهل تَصِير دَنْدَنَتِي وَدَنْدَنَةُ معاذٍ إلاَّ أَنْ نَسْألَ اللهَ الجنَّةَ، ونعوذ بِهِ مِنَ النّارِ"، قالَ سُلَيْم: سَتَرْون غَدا إذَا التقَى القومُ إنْ شَاءَ اللهُ قال: والنّاسُ يتجهَّزُونَ إلى أُحُدٍ، فخرجَ، فكانَ في الشهداء، رحمةُ الله عَلَيه (2) ، تَفَرَّدَ بِهِ.
722 (سُليم أبو حُرَيث العُذرِيّ المدنيّ) (3)
4671- قالَ: سألتُ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَمَّن فرَّق في السَّبي بين الوالِد والولدِ فقالَ: "من فَرَّقَ بَيْنَهم فرَّقَ اللهُ بَيْنَه وبينَ الأحبّة يومَ القيامة"،
__________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، وأطال في ذكر الاختلاف في اسمه: 2/443 وقال ابن حجر: سليم الأنصاري ويقال اسم أبيه الحارث: 2/75 والاستيعاب: 2/74.
(2) من حديث سليم من بني سلمة في المسند: 5/74.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/445، والإصابة: 2/75، والاستيعاب: 2/75.(3/637)
رَواهُ أبو نعيم من طريق الواقدي، حدّثنا يحيى/ بن مَيْمون، عن أبي سَعْد البلوي، عن حُرَيث بن سُلَيم العذري، عن أبيهِ فذكره (1) .
* (سمَاك بن خَرَشَة أبو دُجَانة يأتي)
723- (سَمْحَج ويُقالُ سَمْهَج الجني) (2)
رَوى الدارقطني، وأَبو موسى له من طريق امرأَة اسمها منوس أو منوسة عنه حديثًا في فضل سُورة (يس) وسَمّاه رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عبد الله (3) .
* (سَمُرة بن جُنَادة السّوائي والد جابر بن سَمُرة) (4)
4672- تقدّم حديثه في مسند ابنه: "يكونُ بعدي اثنا عَشر خليفةً كلّهم من قريش ". من رواية الأسود بن سعيد، وحُصين بن عبد الرّحمن، وسعد أبي خالد والد إسماعيل، وسمَاك بن حَرْب، وعامر الشَّعبيّ، وعبد الملك بن عُمَير كلّهم عن جابر بن سمرة (5) .
724- (سَمُرَة بن جُنْدَب) (6)
ابن هِلال بن حَريج بن مُرَّة بن حَزْن بن عَمْرو بن جابر بن خُشَين - وهو ذو الرِّياستين- بن لأي بن عُصْم بن شَمْخ بن فَزَارة بن
__________
(1) المرجعان الأولان وكلام ابن حجر يوهي الخبر.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 2/453، وترجم ابن حجر لاثين بهذا الاسم. الإصابة: 2/78.
(3) المرجعان السابقان. وأطال ابن حجر في أخباره ثم قال: بعد أن بيّن أن الطبراني روى خبره عن عبد الله بن الحسين -: وعبد الله بن الحسين من شيوخ الطبراني وقد ذكره ابن حبّان في كتاب الضعفاء، فقال: يقلب الأخبار ويسرقها يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 2/453، والإصابة: 2/78، والاستيعاب: 2/79، والتاريخ الكبير مختصراً: 4/177 وثقات ابن حبّان: 3/175.
(5) يرجع إليه في حديث جابر بن سمرة في الجزء الثاني.
(6) له ترجمة في أسد الغابة: 2/453، والإصابة:2/78، والاستيعاب: 2/79، والتاريخ الكبير: 4/176، وثقات ابن حبّان: 3/174.(3/638)
ذُبْيان بن رَيْث بن غَطَفان الفَزَارِي أبو سَعِيد وأبو عَبْد الرّحمن وأبو سُلَيْمان وأبو عبد الله، سكن البَصرة وكانَ أول مشاهده أحداً، ثمّ كانَ مُقامه بالبَصرة، وبالكوفة ينوب لزياد في كل واحِدة منها ستّة أَشْهُر، وكانَتْ وَفاتُه سنة ثمان أوْ تسع وخمسين، وكانَ سبب موته أنّه أصابه بَرْد شَدِيد وكُزَاز (1) ، فكان يُوضع له سَرِير تحته قِدْر مملوءة ماء ويرقد تَحْتَها حتى تَصَاعَدُ إليه البُخَار، فيدفأ، فاتّفق أنّه سقط السَّرير به فيها فماتَ، رحمه اللهُ ورَضِي عَنْهُ، وحديثه في أوّل البَصْريين.
(الأَسْقعَ بن الأَسلع عَنْه)
4673- حدّثنا عَفّان، حدّثنا وُهَيْب، ويَزِيد بن زُرَيع قالا: حدّثنا دَاود، عن أَبِى قَزَعة، عن الأَسْقعَ بن الأَسْلعَ، عن سَمُرة بن جُنْدَب، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: - "ما أَسْفَل مِنَ الكَعبين مِن الإِزَار في النار" (2) .
رَواهُ النَّسائي، عن محمّد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب، عن يَزِيد بن زُرَيع (3) .
4674- حدّثنا محمّد بن أبي عَدِيّ، عن دَاوُد- يَعْنيى ابنَ أَبي هِنْد-، عَنْ أَبِى قَزَعة، عن الأَسْقع بن الأَسْلع، عن سَمُرة بن جُنْدَب. قال: قالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: / "مَا تَحْتَ الكَعبيْنِ من الإِزَار في النّار" (4) .
__________
(1) الكزاز: داء يتولد من شدة البرد، وقيل هو نفس البرد وقد كزَّ يَكِزّ كزّاً. النهاية: 4/18.
(2) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/9.
(3) الخبر أخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/60.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/15.(3/639)
(بِشْر بن حَرْب عَنْهُ)
4675- حدّثنا عَفّان، حدّثنا همام، أنبأَنا بِشْر بن حَرْب، عن سَمُرَة بن جُنْدَب. قال- أحسَبه مَرْفوعًا-: "مَنْ نَسِيَ صَلاتَه فَلْيُصَلِّها حينَ يَذْكُرُها ومِنْ الغَدِ للوقت " (1) .
4676- حدّثنا يُونُس وسرُيج قالا: حدّثنا حَمّاد، عن بِشْر: سمعتُ سَمُرة. قال: قالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مثله (2) ، تَفَرَّدَ بِهِ.
(ثَعْلَبة بن عِبَاد العَبْدِي البصْري عَنْهُ)
4677- حدّثنا أبو كامل، حدّثنا زُهَير، حدّثنا الأَسْوَد بن قَيْس، حدّثني ثَعلبةُ بن عِبَاد العَبْدي من أهل البَصْرَة قال: شَهِدتُ يَوْماً خُطبَةً لِسَمُرَة بن جُنْدَب، فذكر في خُطْبته حديثًا عنْ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: بَيْنَا أَنا وَغُلام من الأنصار نَرْمي في غَرَضَيْن لَنا عَلى عَهْدِ رَسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -[حتّى] إذا كانَت الشّمسُ قَيْدَ رُمْحَين أوْ ثَلاثةٍ في عَيْن النَّاظر اسْوَدت حتّى آضتْ (3) كأنّها تَنَّوْمَة (4) ، قالَ: فقالَ أحدُنا لِصَاجبهِ: انطلقْ بِنا إلى المسْجِد، فواللهِ ليُحْدِثَنّ شأنُ هذه الشمسِ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في أُمَّته حَدَثًا قال: فَدَفَعنا إلى المسْجِد، فإذا هو بارِز، قال: وَوَافَقنا رَسول الله - صلى الله عليه وسلم - حِينَ خرجَ إلى النَّاسِ، فاسْتَقْدَمَ فقامَ بِنَا كأطول ما قَام بِنا في الصَّلاة قط، لا نَسْمع له صَوْتًا، ثمّ رَكع كأطولِ ما ركعَ بِنَا في صَلاةٍ قط، لا نَسْمعُ لَهُ صَوْتًا، [ثمّ سَجد بِنا كأطول ما سَجَدَ بِنا في صلاةٍ قط، لا نسمعُ لَهُ صَوْتًا] ، ثمّ فعلَ في الركعة الثّانية مثل ذلك، فَوافق تَجَلّى
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/22.
(2) المصدر السابق.
(3) آضت: رجعت يقال آض يئيض أيضاً أي صار ورجع. الهاية: 1/53.
(4) تنومة: نوع من نبات الأرض فيها وفي ثمرها سواد قليل. النهاية: 1/120.(3/640)
الشّمس جُلُوسَه في الركعةِ الثَّانية- قالَ زُهَيْر حَسِبْته قال: فسلَّم فحمدَ اللهَ تَعالى وأثنى عليه وشهِد أنّه عبد الله ورسوله- ثمّ قالَ: "أَيُّها النّاس أَنْشَدتكم بِاللهِ إنْ كنتم تَعلمونَ أنّي قَصَّرْتُ عَن شَىْءٍ من تَبْليغ رِسَالاتِ ربِّي لما أَخْبَرتُموني ذلك ". قالَ: فقامَ رَجُلٌ (1) فقالَ: وأشهد أَنَّكَ قد بلَّغَتَ رِسَالاتِ رَبّك، ونَصَحْتَ لأمَّتِكَ، وقَضَيْتَ الّذي عَليكَ. ثمّ قالَ: "أَمَّا بَعْد، فإنّ رِجَالاً يَزْعمون أنَّ كُسُوفَ هذه الشّمس كسوفَ القَمر وزَوَال هَذِه النّجوم عَن مَطَالِعها لموتِ رِجالٍ عُظَماء من أَهْل الأَرْض، وإنَّهم قد كَذَبُوا، ولكنَّها آياتٌ من آياتِ اللهِ يَعْتَبر بِها عِبَادُه، فينظر من يُحْدِثُ لَهُ منهم تَوْبَةً، وأَيْم الله لَقَدْ رأيتُ منذ قمتُ / أُصَلّي ما أنتم لاقون في أَمْر دنياكم وآخرتِكُم، وإنّه والله لا تَقُوم السَّاعة حتى يَخْرَج ثَلاثون كذَّاباً آخرهم الأعورُ الدَّجالُ مَمْسُوح العين اليُسْرى كأنّها عين أبي (2) تِحيا [لشيخ حينئذٍ من الأنصار بينه وبين حجرة عائشة] وإنّه متى يخرج أوْ قال: مَتَى ما يخرج فإنَّهُ سَوْف يَزْعم أنّه الله فمن آمنَ به وصدَّقه واتَّبَعه لم يَنْفَعْه صالحٌ من عمله سَلَف، ومن كَفَرَ به وكذَّبهُ لم يُعَاقب بِشَىْءٍ من عَمَلِه - وقالَ [حسن الأشيب: بسيء] من عَمَلِهِ سَلَف- وإنّه سيَظْهر- أو قالَ: سَوف يَظْهر- على الأرض كلّها إلا الحرم وبيتَ المقدس، وإنّه يَحْصُر المؤمنين في بيت المقدِس [فيزَلْزَلُون] زِلزالاً شدِيداً، ثم يُهلكه الله [وجنوده] حتّى إن جذْم (3) الحائِط، أوْ قال: أَصْل الحائِط - وقالَ حسن الأشيب: وأَصْل الشَّجرة - ليُنَادي أوْ قالَ: يَقولُ: يا مؤمنُ أوْ قال: يا مُسلمُ هذا يَهُودي، أوْ قال: هذا كَافِرٌ، تَعَالَى فَاقْتله قالَ: ولن يكونَ ذلك
__________
(1) في المسند: رجال.
(2) أبو تحيا الأنصاري: ورد ذكره في هذا الحديث فقط. أسد الغابة: 6/40.
(3) الجذم بالكَسر: الأصل ويفتح القاموس.(3/641)
كذلك حَتَّى تَرَوْا أموراً يَتَفاقمُ شأنها في أنفسكم وتَسَاءَلون بينكم هل كانَ نبيّكم ذَكَرَ لَكُم مِنْها ذِكْرًا وحتى تزول جِبالٌ عن مراتِبَها، ثمّ عَلى [أثر] ذلك القَبْض"، ثمّ شهدت خطبة لسَمُرة ذكر فيها هذا الحديت ما قَدَّم كلمة ولا أخّرها عن مَوْضِعها (1) .
رَواهُ أصحابُ السّنن الأَربعة من طُرق، عن الأَسود بن قَيْس بِهِ، وقالَ الترمذي: حَسَنٌ صَحيح (2) .
4678 - حدّثنا عُمَر بن سَعْدٍ أَبو دَاود الحفري (3) ، حدّثنا سفيان، عن الأَسود بن قَيْس، عن ثَعْلبة بن عِبَاد، عن سَمُرَة: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَطَبَ حين انْكَسَفَت الشّمسُ فقالَ: "أمَّا بَعْدُ" (4) .
حدّثنا عَفَّان، حدّثنا أَبو عَوَانة، حدّثنا الأَسْود بن قَيْس، عن ثَعْلبة بن عِبَاد، عن سَمُرَة بن جُنْدَب قال: قامَ يَوْمًا خَطِيباً، فذكر في خُطْبته حَدِيثاً. قال: بَيْنَا أَنا وَغُلامٌ من الأَنْصار نرْمي في غَرَضَيْن لَنا علَى عَهْدِ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذْ طَلَعت الشَّمس، فكانَتْ في عَيْن النَّاظِرِ قَيْدَ رُمْحَين، وساقَ الحديث، ثمّ قالَ: "أَمَّا بَعْد"، وقالَ: ثمّ قَبَضَ أَطْرافَ أَصَابِعه، ثمّ قالَ: - أَوْ قامَ أَنا أَشُكُّ مَرّةً أُخْرَى- وَقَدْ حَفِظْتُ ما قالَ فَمَا قَدَّمَ كَلِمَةً عَنْ مَعْناها، ولا أَخَّر.
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/16، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) الخبر رواه الأربعة في الصلاة: أبو داود في: من قال أربع ركعات، يعنى صلاة الكسوف: 1/308، وأخرجه الترمذي في: باب ما جاء في صفة القراءة في الكسوف: 2/451، رواه مختصراً، والنسائي: باب نوع آخر، يعني من صلاة الكسوف، المجتبى: 3/114، وأخرجه ابن ماجه مختصراً كصنيع الترمذي: باب ما جاء في صلاة الكسوف: 1/400.
(3) في الأصل المخطوط: عمر بن سعيد أبو داود المقبري، والتصويب من الأصل
ومن تهذيب التهذيب: 7/452.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/16.(3/642)
قالَ أبو عَوَانة: بَيْنَما أَنا وَغُلام من الأَنْصار، وقالَ أَيضاً: فَاسْوَدَّتْ
حتّى آضَتْ، وقالَ أَبو عَوَانَة (1) : زَوول ولكنّها زَءُول أَصْوَب (2) .
4679- حدّثنا خَلَف بن هِشَام، وعَبْد الواحد بن غِيَاث. قالَ: حدّثنا أَبو عَوَانة، عن الأَسْوَد بن قَيسْ، / عن ثَعْلبة، عن سمرَة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مثله (3) .
4680- حدّثنا وَكِيع، حدّئنا سفْيان، عن الأَسْود بن قَيْس، عن ثَعْلبة بن عِبَاد، عن سمُرَة بن جُنْدَب. قال: صَلَّى رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في كُسُوف فَلم يُسْمع لَهُ صَوت (4) .
4681- حدّثنا عَبْد الرّحمن بن مَهْدي، حدّثنا سَلاَّم بن أَبِي مُطِيع، عن الأَسْوَد بن قَيْس، عن ثَعْلبة بن عِبَاد، عن سمُرَة بن جُنْدَب، قال: صَلَّى بِنا رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في كُسُوفِ الشَّمْسِ رَكْعَتَين لا يُسْمع لَهُ صَوت (5) .
(الحَسَن بن أبِي الحَسَن يَسَار البَصْري أَبو سَعيد
عن سمُرَة وَحَديثُهُ عَنْ كِتابٍ إلاّ حَديث العقِيقَة) (6)
4682 - حدّثنا محمّد بن جَعْفر، حدّثنا سَعِيد، عن قَتَادة، عن
__________
(1) يقال زالت الشمس زوالاً، وزوولاً بغير همزة كذلك نصّ عليه ثعلب، وزِيالا وزولانًا زلّت عن كبد السماء. اللسان: 3/1892.
(2) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/17.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/17.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/19.
(5) لفظ أحمد: "لا نسمع له فيهما صوتًا"، المسند: 5/23.
(6) عبارة الحافظ المزي: "ويقال: إن حديثه كلّه عن كتاب الأحاديث العقيقة" تحفة الأشراف 4/61. ومن الأئمّة من قال بسماعه منه مطلقاً قاله البخاري. ومن قال لم يسمع منه إلا ثلاثة أحاديث ومنهم من قال لم يسمع منه مطلقًا، قاله يحيى بن معين..(3/643)
الحَسَن، عن سمُرة بن جُنْدَب. فقالَ: كانَ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - سَكتتان في صَلاتِه، وقالَ عِمْران: أَنا ما أَحْفَظهما عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكتبوا في ذلك إِلى أبيّ بن كَعْب [يَسألونه] ، فكتبَ أبَيّ إِنَّ سمرة قَدْ حَفِظَ (1) .
رَواهُ أَبو داود، والتِّرمذي، وابنُ ماجه من حديث عبد الأَعلى، عن سَعِيد بن أَبِي عَرُوبة بِهِ. ورَواهُ أَبو دَاود أَيضاً عن أَبِي بَكْر بن خلاّد، عن خَالِد بن الحارث، عن أَشعث بن عبد اللك، عن الحَسَن بِهِ (2) .
4683- حدّثنا محمّد بن جَعْفر، وَرَوْح قالا: حدّثنا سَعِيد، عن
قَتَادَة، عن الحَسَن، عن سَمُرَة بن جُنْدَب: أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "هي العَصْر". قالَ ابن جعفر: سُئِلَ عن صلاة الوُسْطَى (3) . رَواهُ التِّرمذي من حديث سَعِيد وقال: حَسَنٌ صَحيح (4) .
4684- حدّثنا محمّد بن جَعْفر، حدّثنا شُعْبة ويَزِيد، قال: أَنبأَنا سَعيد وبَهْز، قال: حدّثنا هَمّام، عن قَتادة، عن الحَسَن، عن سمُرة بن جندب، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّهُ قال: "كلُّ غلامٍ رَهِينٌ بِعَقِيقَةٍ تُذبح عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ ". وقالَ بَهز في حَديثه: "وَيُدَمَّى وً يُسَمَّى فيه وَيُحْلَق "، قالَ يَزِيد: "رَأسَه" (5) .
4685- رَواهُ الأرْبَعة مِنْ حَديث قتادة وقالَ التِّرمذي: حَسَنٌ صَحيحٌ، ورَواهُ التِّرمذي، عن عَلي بن حُجْر، عن ابن مُسْهِر، عن
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/7.
(2) الخبر أخرجوه في الصلاة: أبو داود من أربعة طرق في: باب السكتة عند الافتتاح: 1/206، وأخرجه الترمذي في: باب ما جاء في السكتتين في الصلاة: 2/30، وقالج حسن. وأخرجه ابن ماجه في: باب في سكتتي الإمام: 5/217.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/7.
(4) أخرجه الترمذي في المسير: باب ومن سورة البقرة: 5/217.
(5) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/7.(3/644)
إسماعيل بن مُسْلم، عن الحَسَن، عن سَمُرَة بِهِ (1) .
4686- وقَدْ قالَ البخاريّ في صَحِيحه: حدّثنا عبد الله بن أَبي الأَسْود، عن قُرَيش بن أَنَس، عن حَبِيب بن الشَّهيد، قالَ: قالَ لي مُحمّد بن سِيرين: سَلِ الحَسَن / مِمَّن سَمِعَ حَدِيث العَقِيقة؟ فسألتُه فقال: ابن سَمُرَة، وكذلك رَوَاهُ التِّرمذي، عن محمّد بن [المثنّى، عن قريش بن] أنس، والنَّسائي، عن هارون بن عَبد الله كِلاهُما عن قُرَيش بن أَنس بِهِ، وَرَواهُ التِّرمذي أَيْضاً عن البخاري، عن عليّ بن عَبْد الله، عن قُرَيْش بِهِ (2) .
4687- حدّثنا محمّد بن جَعْفر، حدّثنا سَعِيد، وبَهْز قال: حدّثنا هَمّام، حدّثنا قَتَادة، عن الحَسَن، عن سَمُرَة: أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "العُمرى جَائِزةٌ لأَهْلِها"، قالَ ابنُ جعفر في حَدِيثه: "لأَهْلِها أَو مِيرَاثٌ لأَهْلِها" (3) .
4688- رَواهُ أبو داود، عن أبِي الوَليد، عن هَمّام، والتِّرمذيّ من حَديث سَعِيد (4) .
4689- حدّثنا محمّد بن جَعْفر، حدّثنا سَعِيد، عن قَتَادة، عن الحَسَن، عن سَمُرَة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وَشَكَّ فِيه في كتَاب البُيوع فقالَ:
__________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في الضحايا: باب في العقيقة: 2/106، والترمذي في الأضاحي: باب من العقيقة: 4/101، وأخرجه النسائي في العقيقة: متى يعق: 7/147 وابن ماجه في الذبائح: باب في العقيقة: 2/1056.
(2) أخرجه البخاري في العقيقة: باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة: 9/590 والترمذي في الصلاة: باب ما جاءَ في صلاة الوسطى أنها العصر: 1/342، وأخرجه النسائي في العقيقة: باب متى يعق، المجتبى: 7/147.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/8.
(4) الخبر أخرجه أبو داود في الإجارة: باب في العمرى: 3/293، والترمذي الأحكام: باب ما جاء في العمرى: 3/623.(3/645)
عن عُقْبة وسَمُرَة أنَ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "أيّما امرأةٍ زَوَّجها وَليَّان فَهِيَ لِلأَوَّل منهماْ [ومَن باعَ بيعاً من رَجُلَين فهو للأوّل منهُما] " (1) .
4690- رَواهُ الأَربعَةُ من حَديث قَتادة وحَسَّنَه- التّرمذيّ (2) .
4691- حذثنا محمد بن جَعْفر، ومحمد بن بِشْر قالا: حدّثنا سَعِيد، عَن قَتَادة.، عن الحَسَن، عن سَمُرَة بن جُنْدَب، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "عَلَى الْيَدِ مَا أَخَذَتْ حتى تُؤَدِّيَهُ "، وقالَ ابن بِشر: "حتى تُؤَدّيَ" (3) .
4692- رَواهُ الأَربعةُ من حَديث قَتادة بِهِ، قالَ: ثم نَسِيَ الحَسَن فقال: هو أمينك ولا ضَمان عَلَيْه (4) .
4693- حدّثنا بَهْز، وعَفَّان قالا: حدّثنا هَمّام، عن قَتادة، عن سَمُرَة قالَ: قالَ رَسولُ الل - صلى الله عليه وسلم -: "جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بالدَّارِ مِنْ غَيْرِه" (5) .
4694- رَواهُ أَبو داود، من حَدِيث شُعبة، والتِّرمذِيّ من حَديث
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/8، وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) الخبر اْخرجه أبو داود في النكاح من وجوه: باب إذا أنكَح الوليان: 2/230، وفيه أيضاً أخرجه الترمذي: باب ما جاء في الوليين يزوجان: 3/409، وأخرجه النّسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف. 4/64، وفي البيوع: باب الرحل يبيع السلعة فيستحقها مستحق، المجتبى: 7/276، وأخرجه ابن ماجه في التجارات: باب إذا باع المجيزان فهو للأول: 2/738، وفى الأحكام: باب من اشترط الخلاص: 2/785.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/8.
(4) الخبر أخرجه أبو داود في البيوع: باب في تضمين العارية: 3/296، والترمذي في البيوع أيضًا: باب ما جاء في أن العارية مؤداة: 3/557، زاد بعد قول قتادة ثم نسي الحسن الخ ... يعنى العارية والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/66، وأخرجه ابن ماجه في الأحكام: باب في العارية: 2/802، وليس فيه: ثم نسي الحسن.
(5) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/8.(3/646)
سَعِيد، والنّسائي من حَدِيثهما، عن قَتادَة، قالَ التِّرمذي: حَسَنٌ صَحيحٌ (1) .
4695- ولفظ أبي داود: "جَار الدَّارِ أَحقّ بِدَار الجارِ [أو الأَرْض] ". رَواهُ أَبو دَاوُد من حَديث يُونُس، عن الحَسَن، عن سَمُرَة مَرْفوعًا (2) .
4696- حذثنا بَهْز، وعَبْد الصَّمد قالا: حدّثنا هَمَّام، عن قَتادَة. قال عبد الصَمد: حدّثني قَتَادَةُ، عن الحَسَن، عن سَمُرَة: أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا نَكَحَ [المرأة] الوَلِيَّان فهي لِلأَوَّل مِنْهُما، وِإذَا بِيعَ البَيع مِنْ رَجُلَيْن فهو للأَوّل منهما" (3) .
4697- حدّثنا بَهْز وعَبْد الصَّمد قالا: حدّثنا هَمَّام، عن قَتَادَة، عن الحَسَن، عن سَمُرَة قالَ: قالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ تَوَضَّأَ فَبها وَنعْمَتْ ومَن اغتسَلَ فَذَلك أَفْضَل"، قالَ عبد الصَّمد في حَدِيثه: حَدَّثنا قَتَادَةُ (4) .
رَواهُ أَبو داود، عن أَبي الوَليد، عن هَمّام، ورَوَاهُ التِّرمذي، والنَّسَائِي من حَديث شُعْبة كِلاهُما، عن قَتَادَة به، وحَسَّنَه التّرمذيّ وقالَ: رَوَاهُ بعضُهم مُرْسَلاً (5) .
__________
(1) الخبر أخرجه التّرمذيّ في الأحكام: باب ما جاء في الشفعة: 3/641، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/69.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في البيوع: باب في الشفعة: 3/286، والاستكمال منه
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/8، والاستكمال منه.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/8.
(5) الخبر أخرجه أبو داود في الطهارة: باب في الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة: 1/97، وأخرجه التّرمذيّ في الصلاة. باب ما جاء في الوضوء يوم الجمعة: 2/369، وصرح هو والنسائي في الخبر فقال: "من توضأ يوم الجمعة"، وأخرجه النّسائي في الصلاة أيضاً: باب الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة، المجتبى: 3/76، وقال النّسائي عقيب الخبر: الحسن عن سمرة كتاباً، ولم يسمع الحسن من سمرة إلا حديث العقيقة والله تعالى أعلم.(3/647)
4698- حدّثنا بَهْز، وعَفّان قالا: حَدَّثنا أبان، حدّثنا قَتَادَة، عن الحَسَن، / عن سَمُرَة: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "حَافِظُوا على الصَّلَوات ". قالَ عَفَّان: "الصَّلاةِ، وَالصَّلاةِ الوُسطَى"، وَسَمَّاها لَنَا: "إنّما هِيَ صَلاةُ العَصْرِ"، تَفَرَّدَ بِهِ (1) .
4699- حدّثنا بَهْزٌ، حدّثنا أَبَان، حدّثنا قَتادة، عن الحَسَن، عَن سَمُرَة: أَنَّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ يومَ حُنينِ في يَوْم مَطِيرٍ: "الصَّلاةُ في الرِّحَال "، تَفَرَّدَ بِهِ (2) .
4700- حدّثنا عَبْد الوَهَّاب، عن سَعِيد، عن قَتَادَة، عن الحَسن، عن سَمُرَة: أَنَّ نبيّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "سَامٌ أَبُو العَرَبِ، وحَامٌ ابو الحَبَشِ، وَيَافثٌ أَبو الرُّومُ ".
حدّثنا حُسَين، حدّثنا شَيْبان، عن قتادة، قال: وَحَدَّث الحسنُ،
عن سَمُرَة: أَنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَقولُ: "سامٌ أَبو العَرَبِ، وَيَافِثٌ أبو الرُّومَ، وحَامٌ أَبو الحَبَش " (3) .
رَواهُ التّرمذيّ في التَّفْسير من حَديث سعيد به (4) .
4701- ولهُ فيهِ من طريق سَعيد بن مشير، عن قَتادة، عن الحَسَن، عن سَمُرة مَرفوعًا في قولِهِ تَعالى: (وَجَعَلنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ) (5) ، قالَ. "حام وسام ويافث "، ثمّ قالَ حَسنٌ غريبٌ لا نعرفه إلاّ من حديث سَعِيد (6) .
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/8.
(2) الموطن السابق.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/9.
(4) الخبر أخرجه الترمذي في: باب ومن سورة الصافات: 5/365.
(5) الآية 77 من سورة الصافات.
(6) أخرجه الترمذي في التفسير: باب ومن سورة الصافات: 5/365.(3/648)
4702- حدّثنا يُونُس بن محمّد، عن سَلاّم بن أَبي مُطيع، عن قَتَادة، عن الحَسَن، عن سَمُرَة. قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الحَسبُ المالُ والكَرمُ التَّقْوى" (1) .
4703- رَواهُ التِّرمذيّ، وابنُ ماجه، من حَدِيث يُونُس بن محمّد المؤدّب بهِ، وقالَ. التِّرمذيّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ غَريب لا نَعْرِفه إلاّ من هذا الوجه من حَديث سَلاَّم (2) .
4704- حدّثنا أَبو النَّضْر، عن شُعْبة، عن قَتَادَة، عن الحَسَن، عن سَمُرَة -ولم نَسْمَعْه منه-: أَنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ قَتَلَ عَبْدَه قَتَلناه، ومَنْ جَدَعَ عَبْدَه جَدَعْناهُ " (3) .
4705- رَوَاهُ الأَربعة، من حَدِيث قَتَادة، وقالَ التِّرمذِىّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ (4) .
4706- حدّثنا عَبْد الصَّمد، حدّثنا عُمَر بن إِبْراهيم، حَدَّثَنا قَتادة، عن الحَسَن، عن سَمُرَة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ وَجَدَ مَتَاعَهُ عِنْدَ مُفْلِس بِعَينهِ فهو أحقّ بهِ "، [وعن سَمُرَة، عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "الميت يعذّب بما نِيحَ عليه"] (5) .
4707- رَواهُ أبو داود، والنَّسائي من حَديث هشيم، عن
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/10.
(2) الخبر أخرجه التّرمذيّ في التفسير (ومن سورة الحجرات) : 5/390.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/10.
(4) الخبر أخرجوه في الديات الا النّسائي:
أبو داود في: باب من قتل عبده أو مثل به أيقاد منه؟ : 4/176، والتّرمذيّ باب ما جاء في الرجل بقتل عبده: 4/26 والنسائي في القسامة: باب القود بين الأحرار والماليك في النفس، المجتبى: 8/18، وابن ماجه: باب هل يقتل الحر بالعبد؟: 2/888.
(5) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/10، والاستكمال منه.(3/649)
موسى بن السّائب، عن قَتادة بهِ: "مَنْ وَجَدَ عَيْن مَالِهِ عِنْدَ رَجُل فهو أَحَقُّ بِهِ [ويتبع البيِّع من باعه] " (1) .
قالَ محمّد بن يَحيى: إنّما رُوي هذا الحديث بِهذا اللّفظ فذكر الحَسَن فيه قَتَادَةُ، عن النَّضر بن أَنس، عن بَشِير بن نَهِيك، عن أبي هُرَيْرة، وعن سَمُرَة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "الميِّتُ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْه "، تَفَرَّدَ بِهِ (2) .
4708- حدّثنا حَسنُ بن مُوسى، حدّثنا سعيد بن بَشير، عن قَتادة، عن الحَسَن، عِن سَمُرة، قال: "أَمرَنا رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَعْتَدِلَ في الجُلُوسِ، وأن لا نسْتَوْفِزَ"، تَفَرَّدَ بِهِ (3) . /
4709- حذثنا سُريج بن النُّعمان، حدّثنا الحكَم بن عَبْد الملك، عن قَتَادة، عن الحَسَن، عن سَمُرَة قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "احْضُرُوا الجُمعةَ، وَادْنُوا مِنَ الإمَامِ، فإنَّ الرَّجُلَ لَيَتخلّفُ عَن الجمعةِ، حتّى إنَّه لَيَتَخلَّفُ عن الجَنَّة، وإَنّه لمن أَهْلِها"، تَفَرَّدَ بِهِ (4) .
4710- وَلِلنَّسائيّ وابنِ مَاجَه، من حَديث خَالِد بن قَيْس، عن قَتادة، عن الحَسَن، عن سَمُرَة مَرْفُوعًا: "مَنْ تَرَكَ الجمعةَ مُتَعمِّداً فعلَيْهِ دِينَار"، الحَديث (5) .
__________
(1) الخبر أخرجاه في البيوع: أبو داود: باب في الرجل يجد عين ماله عند رجل: 3/289، والاستكمال منهما. وأخرجه النسائي في: باب الرجل يبيع السلعة فيستحقها مستحق: 7/276.
(2) يراجع تحفة الأشراف: 4/71.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/10، واستوفز في قعدته قعد منتصباً غير مطمئن. المصباحْ.
(4) المرجع السابق.
(5) الخبر أخرجاه في الصلاة: النّسائي: باب كفارة من ترك الجمعة من غير عذر، المجتبى: 3/74، وابن ماجه: في الباب:1/358.(3/650)
4711- ولابنِ ماجَه، عن أبي كُرَيب، عن وَكِيع، عن سَعيد بن بَشِير، عن قتادَة، عن الحَسَن، عن سَمُرَة، عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَنَّهُ ضَرَبَ مَثَلَ الجُمعَةِ في التَّبْكِيرِ كَتَاجِر البَدَنَةِ"، الحَديث (1) .
4712-[حدّثنا رَوْح] ، حدّثنا أشعث، [عن الحَسَن] ، عن سَمُرَة بن جُنْدَب، عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ صَلَّى صَلاةَ الْغَدَاةِ فَهُوَ في ذِمَّةِ اللهِ، فَلا تخفروا (2) اللهَ في ذِمَّتِهِ " (3) ، تَفَرَّدَ بِهِ.
4713- حدّثنا رَوْح من كِتَابِهِ، حدّثنا سَعِيد بن أبي عَرُوبة، عن قَتادة، حَدّثنا الحَسَنُ، عَنْ سَمُرة: أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "سَامٌ أَبو العَرَب، وَيَافثٌ أَبو الرُّوم، وحَامٌ أَبو الحَبَشِ"، قالَ رَوْح ببَغداد مِن حِفْظِه: "وَلَدُ نُوح ثَلاثَةٌ: سَامٌ، وحَامٌ، ويَافِثٌ " (4) .
4714- حدّثنا سُليمان بن دَاود الطَّيَالسي، حدّثنا عِمْران، عن قَتادة، عن الحَسَن، عن سَمُرَة: "أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى أَنْ يَخْطبَ الرَّجُلُ عَلى خِطْبَةِ أَخِيه، أَوْ يَبْتَاعَ عَلَى بَيْعِه "، تَفَرَّدَ بِهِ (5) .
4715- حدّثنا عَبْد الصَّمد، حدّثنا هِشَام، عن قَتَادَة، عن الحَسَن، عن سَمُرَة: أَنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إذَا نَكَحَ الوَلِيَان [فهي
__________
(1) أخرجه في الصلاة: باب ما جاء في التهجير إلى الجمعة: 1/248، وفي الزوائد: إسناده صحيح.
(2) تخفروا الله في ذمته: يقال خفرت الرجل أجرته وحفظته، وخفرته إذا كنت له خفيراً أي حامياً كفيلاً، وتخفرت به إذا استجرت به والخفارة بالكسر والضم الذمام، وأخفرت الرجل إذا نقضت عهده وذمامه. والهمزة فيه للإزالة أي أزلت خفارته. كأشكيته إذا أزلت شكايته وهو المراد في الحديث. النهاية: 1/306.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/10، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/10.
(5) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/11.(3/651)
لِلأوّلِ] ، وإذا باعَ الوَلِيَّان فَالْبَيع لِلأَوّل " (1) .
4716- حدّثنا عَبْد الصَّمد، حدّثنا عُمَر بن إبرَاهيم، حدّثنا قَتادة، عن الحَسَنِ، عن سَمُرَة، عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَمّا حَمَلَتْ حوَّاء طَافَ بِها إبْليسُ - وَكانَ لا يَعيشُ لَها وَلَدٌ- فقالَ: سَمِّيه عَبْد الحارث فإنّه يَعِيشُ، فسموه عَبْد الحارث، فَعَاش، وكانَ ذَلِكَ مِنْ وَحْي الشَّيطان وأَمره" (2) .
رَوَاهُ التِّرمذِيّ، من حَديث عُمَر بن إبْراهيم بِهِ، وقالَ: حَسَنٌ غَرِيب لا نعرفه إلا من حَديثه، ورَواهُ بَعضُهم فوقَفَه (3) .
4717- حدّثنا عليّ بن عبد الله، حدّثنا مُعَاذ، عن أَبي، عن مَطَرٍ، عن الحَسَن، عن سَمُرَة: "أَنَّ نبيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى أَن تُتَلَقَّى الأَجْلاب حتَّى تَبْلغ الأسْوَاق، أوْ يِبيعَ حَاضِرٌ لبَادٍ"، تَفَرَّدَ بِهِ (4) .
4718- حدّثنا عليّ بن عبد الله، حدّثنا يَزِيد بن زُرَيْع، حدّثنا شُعْبة، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة، عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ تَوَضَّأَ فَبِهَا وَنعْمَتْ، ومَن اغتسَلَ فَذاك أفْضَل" (5) .
4719- حدّثنا عفّان، حدّثنا هَمَّام، حدّثنا قَتَادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: / "إذا أنْكَحت الْمَرأَةُ زوْجَيْن فَهِي لِلأَوّل مِنْهُما، وإذَا بِيعَ الْبَيع مِنْ رَجُلَيْن فهو لِلأَوَّل مِنْهما" (6) .
__________
(1) المصدر السابق، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) من حديث سمرة بن جندب في المسندة 5/11.
(3) الخبر أخرجه الترمذي في تفسير القرآن: باب ومن سورة الأعراف 5/267.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/11.
(5) المصدر السابق.
(6) المصدر السابق.(3/652)
4720- حدّثنا عَفَّان، حدّثنا أَبُو عَوَانة، حدّثنا قَتَادَة، عن الحَسن، عن سَمُرَة قال: قالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَتَلَ عَبْدَه قتللناه ومَنْ جَدَعَهُ جَدَعْناه " (1) .
4721- حدّثنا سُرَيْج بن النُّعْمان، حذثنا هُشَيْم، عن يُونُس، عن الحَسن، عن سَمُرة قال: ْ قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يُوشِك أَنْ يَمْلأَ الله أَيْديَكم مِن الْعَجَم، ثمّ يَكُوُنونَ أُسْداً لا يَفِرّون، فَيَقتلُونَ مقاتلَتَكم، وَيَأْكُلونَ فَيْأَكم"، تَفرَّدَ بِهِ (2) .
4722- حدّثنا محمّد بن جَعْفر، حدّثنا شُعْبةُ، عن قَتَادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة بن جُنْدَب: أًنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ قتل عَبْدَه قَتَلْناه، ومَنْ جَدَعه جَدَعْنَاه " (3) .
4723- حدّثنا عَفَّان، حدّثنا يَزِيد بن زُرَيْع، حدّثنا يُونُس، عن الحَسن، عن سَمُرَة. قال: كانَ إذَا كبَّرَ سَكتَ هُنَيّة، فإِذَا فَرَغَ مِنْ - قِراءَة السُّورَةِ سَكَتَ هُنيَّة، فأَنْكر ذَلك عَلَيْه عِمْرَان بن حُصَيْن، فَكَتبوا إِلَى أبيّ بن كَعْب فكتبَ أبَيّ يُصَدِّقُه " (4) .
4724- رَواه أبو داود وابنُ مَاجه، من حديث إسْمَاعيل بن عُليّة (5) ، عن يُونُس، عن شُعْبة بِهِ (6) .
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/11.
(2) المصدر السابق.
(3) المصدر السابق.
(4) المصدر السابق.
(5) في المخطوطة: "إسماعيل بن عيّاش " والتصويب من المصدر ومن تحفة الأشراف: 4/74.
(6) الخبر أخرجاه في الصلاة: أبو داود: باب السكتة عند الافتتاح: 1/206، وابن ماجه: باب في سكتتي الإمام: 1/275.(3/653)
4725- حدّثنا عَبْد الوهّاب الخَفَّاف، حدّثناْ سَعِيد، عن قَتَادَة، عن الحَسن، عن سَمُرَة بن جُنْدَب: أَنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ [بالدّار] ".
4726- وعَن سَمُرَة أَنَّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "صَلاةُ الوُسْطَى صَلاةُ العَصْر".
وقالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَحَاطَ حَائِطًا على أَرْضٍ فَهِيَ لَهُ " (1) .
4727- رَواهُ أَبو دَاود، عن أحمد بن حَنْبل، عن محمّد بن بِشْر، عن سَعِيد بن أبي عَرُوبَة، رَواهُ النَّسائيّ من حديث شعْبة بِهِ (2) .
4728- وقالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَتَلَ عَبْدَه قَتَلناه، وَمَنْ جَدَعَه جَدَعْنَاه ".
وقالَ: قالَ رَسولُالله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ مع الغُلامِ عقِيقَةٌ تُذْبح عَنْهُ يومَ سَابِعه ويُسمَّى وَيُحْلقُ رَاسُه " (3) .
4729- حدّثنا هُشَيم، حدّثنا حُمَيْد،. عن الحَسن. قال: جاءَ رَجُلٌ فقالَ: إِنَّ عَبْدًا له أَبَقَ، وأَنَّه نَذَر إِنْ قَدَرَ عَلَيْهِ أَنْ يَقْطعَ يَدَه، فقالَ الحَسنُ: حدَّثَنا سَمُرَة. قال: "قلّما خَطَبَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خُطْبَة إلاَّ أَمَرَ فيها بالصَّدَقَة اونَهَى فِيها عَن المُثلة"، تَفَرَّدَ بِهِ (4) .
4730- حدّثنا هُشَيْم، أَنبأَنا شُعبةُ وَغَيْرُه، عن قَتادة، عن
__________
(1) من حديث سمُرة بن جندب في المسند: 5/12.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في الخراج والإمارة والفيء: باب في إحياء الموات: 3/179، وأخرجه النسائيّ في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/71.
(3) من حديث سمُرة بن جندب في المسند: 5/12.
(4) المصدر السابق.(3/654)
الحَسن، عن سَمُرَة قال: قالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَتَلَ عَبْدَه قَتَلناه، وَمَنْ جَدَعَهُ جَدَعْنَاه " (1) .
4731- حدّثنا إسْحاق بن يُوسُف، حدّثنا سعيد، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرة: أنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "كُلُّ غُلام رَهِينٌ بعقِيقَته تُذْبح عَنْهُ يومَ السَّابع، ويُحْلق رأسُه ويُسَمّى" (2) .
4732- حدّثنا عَمْرو بن الهيثم: أبو قَطَن، حدّثنا هِشَام، عن قَتَادة، عن / الحَسن، عن سَمُرَة: أنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إذا أنْكَح الوَليِّان فهو لِلأَوّل مِنْهما، وإِذَا باعَ بيعاً من رَجُلَين فهو لِلأَوّل مِنْهُما" (3) .
4733- حدّثنا إِسْمَاعيل، أنبأنا سعِيد، - عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة بن جُنْدب. قال: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "البَيِّعان بِالْخِيَار مَا لم يَتَفَرَّقا" (4) .
4734- رَواهُ النَّسائيّ، وابنُ مَاجه من حَدِيث قَتادة بِهِ (5) .
4735- حدّثنا إسماعيل (6) ، حدّثنا سعِيد، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرة. قال: "نَهَى رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ بَيع الحَيَوانِ بِالحَيَوان نَسِيئَةً" (7) .
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/12.
(2) المصدر السابق.
(3) المصدر السابق.
(4) المصدر السابق.
(5) الخبر أخرجه النّسائيّ في البيوع: باب ذكر الاختلاف على نافع في لفظ حديثه، المجتبى: 7/221، وأخرجه ابن ماجه في التجارات: باب البيعان بالخيار ما لم يتفرقا: 2/736.
(6) في المخطوطة كلمة غير واضحة وما أثبتناه من السند.
(7) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/12.(3/655)
4736- رَواهُ الأَربعة من حَديث سَعِيد وقالَ التّرمذيّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ (1) .
4737- حدّثنا أَبو مُعَاوِيَة، حدّثنا الحجَّاج، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة بن جُنْدَب. قال: قالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقتلُوا شُيوخَ المُشْرِكينَ واسْتحيوا شَرْخَهُم " (2) .
4738- رَواهُ أَبو داود عن سَعِيد بن مَنْصُور، عن هُشَيم، عن الحجَّاج بن أَرْطأَة. ورَواهُ التِّرمذيّ عن أحمد بن عبد الرّحمن الدمشقي، عن الوَليد بن مُسلم، عن سَعِيد بن بَشِير، كلاهما عن قَتادة. وقالَ التّرمذيّ: حَسنٌ صَحيحٌ غرِيب. ورَواه النَّسائي وابن ماجه من حديث قَتَادة بِهِ (3) .
4739- قالَ عَبْد الله: سألتُ أبيّ عن تَفْسير هذا الحَديث: "اقتلوا شُيوخَ المُشْرِكين"، قالَ: يقولُ: الشَّيخُ لا يَكادُ أَنْ يُسْلم، والشَّاب أن يُسْلم كأَنَّه أقربُ إلى الإِسْلامِ من الشّيخ، قال: الشَّرْخ الشَّبَابُ (4) .
__________
(1) الخبر أخرجوه في البيوع إلا ابن ماجه ففي التجارات: أبو داود: باب في الحيوان بالحيوان نسيئة: 3/250، والترمذي: باب ما جاء في كراهية بيع الحيوان بالحيوان نسيئة: 3/529، وقال أيضاً: وسماع الحسن من سمرة صحيح، هكذا قال علي بن المديني وغيره. والنسائي: باب بيع الحيوان بالحيوان نسيئة، المجتبى: 7/257، وابن ماجه في الباب: 2/763.
(2) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/12.
(3) الخبر أخرجه أبو داود في الجهاد: باب في قتل النساء: 3/54، وأخرجه الترمذي في السير: ما جاء في النزول على الحكم: 4/145، وقال في الخبر "والشرخ الغلمان الذين لم يثبتوا ومن المرجح أن عبارة: "ورواه النّسائي وابن ماجه من حديث قتادة به" لا تختص بهذا الحديث. يراجع تحفة الأشراف: 4/7، وفيض القدير: 2/60.
(4) يرجع إلى المسند: 5/12 ألحق هذا الخبر بالحديث السابق.(3/656)
4740- حدثنا إسْمَاعيل، عن سَعِيد، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة بن جُنْدَب. قالَ: قالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "جَار الدَّارِ أَحقُّ بِالدّارِ " (1) .
4741- حدّثنا زَكَرِيَّا بن أبي زَكَرِيَّا، حدّثنا هُشَيْم، عن
مُوسَى بن السَّائِب، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة. قالَ: قالَ رَسولُ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "المرْءُ أَحَقُّ بِعَيْن مَالِه حَيثُ عَرَفَهُ وَيَتْبع البيِّعُ بَيْعَه " (2) .
4742- حدّثنا رَوْح، حدّثنا سَعِيد، وعَبْد الوهّاب، أَنبأَنا سَعِيد، عن قَتَادَة، عن الحَسن، عن سَمُرة بن جُنْدَب: أَنَّ نبيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَقُولُ: "إِنَّ الدَّجّالَ خَارِجٌ، وهو أعْوَرُ عَيْن الشِّمَالِ، عَلَيْها ظَفْرة (3) غَلِيظَةٌ، وِإنَّهُ يُبْرِئ الأَكْمَةَ، والأَبْرَصَ، ويُحْيِي الْمَوْتَى، ويقولُ: أَنا ربّكُم، فَمَنْ قالَ: أَنْتَ رَبِّي، فقد فُتِنَ، ومَنْ قالَ: رَبِّيَ اللهُ حَتّى يَمُوتَ فَقَد عُصِمَ مِنْ فِتنتِهِ، ولا فِتنةَ [بَعْدَه] عَلَيه، ولا عَذَاب، فَيَلبثُ في الأَرْض مَا شَاءَ اللهُ، ثمّ يَجيءُ عِيسى بنُ مَرْيم مِنْ قِبَل المغْرِب مُصَدِّقًا بمحمّدٍ رَسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وعَلى مِلّته يَقتل الدَّجّال. ثمّ إنَّما هو قِيَامُ الساَعَة"، تَفَرَّدَ بِهِ (4) .
4743- حدّثنا بَهْز، حدّثنا هَمّام، عن قَتَادة، عن الحَسن، عن سَمُرة: أَنَّ يومَ حُنَين كانَ يَوْماً مَطِيراً فأَمَرَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عَليهِ/ وسلّم مُنَادِيَهُ: "أَنَّ الصَّلاةَ فِي الرِّحالِ " (5) .
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في السند: 5/13.
(2) المصدر السابق.
(3) الظفرة: بالفتح لحمة تنبت عند المآقي وقد تمتد إلى السواد فتغشيه. النهاية: 3/55.
(4) من حديث سمرة بن جندب في السند: 5/13، وما بين معكوفين استكمال منه.
(5) المصدر السابق.(3/657)
4744- حدّثنا يَحيى بن سَعِيد، عن سَعِيد، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة، عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قالَ: "الصَّلاةُ الوُسْطَى صَلاةُ العَصْرِ" (1) .
4745- حدثنا يَحيى بن سَعِيد، حدّثنا ابنُ أبي عَرُوبَة، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة، عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قالَ: "عَلَى الْيَدِ مَا أَخَذَتْ حتّى تُؤدِّيَه"، ثمّ نَسِيَ الحَسَنُ قال: لا يَضْمَنُ (2) .
4746- حدّثنا يَزِيد، أَنبأَنا حمَّاد بن سَلَمة، عن حُمَيد الطَّوِيل، عن الحَسَن، عن سَمُرَة بن جُنْدَب: أَنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَتْ له سَكتتانِ: سَكتةٌ حين يَفتَتِح الصَّلاةَ، وسَكئةٌ إذا فَرَغَ مِن السُّورَة الثَّانِيَة. قَبْلَ أَنْ يَرْكع، فَذُكِرَ ذلك لعِمرانِ بن حُصَيْن فقالَ: كَذَبَ سَمُرة، فَكُتِبَ في ذلك إلى المَدِينَة إِلى أُبَيّ بن كَعْبٍ فقالَ: صَدَقَ سَمُرَة (3) .
4747- حدّثنا يَزِيد بن هَارُون، أَنبأنا حمَّادُ بن سَلَمة، عن قَتَادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة يَرْفَعُهُ، قال: "مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِم فَهُوَ حُرّ" (4) .
رَواهُ الأربعة من حديث حَمَّاد بن سَلَمة بِهِ، ورَوَاهُ أَبو دَاود، والنّسائي من حديث سَعِيد بن أبي عَرُوبَة، عن قَتادة، عَن عُمَر قوله مثله. قالَ أبو داود: وسعيدٌ أَحفظ، وأرْسله عن الحَسن بَعْضُهم أَيضاً، ورَواهُ أَصحاب السنن الأَربعة من حديث محمّد بن بَكْر، عن حمّاد بن سَلَمة، عن قَتادة، وعَاصِم الأَحْوَل، عن الحَسن، عن سَمُرَة بِهِ. قالَ
__________
(1) المصدر السابق.
(2) المصدر السابق.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/15.
(4) المصدر السابق.(3/658)
التّرمذيّ: لم يَذْكُر عاصِماً الأَحْوَلَ في هذا الحديثِ إلاّ محمّد بن بكر، عن حَمَّاد بن سلَمة بِهِ (1) .
4748- حدّثنا مُعَاذ بن هِشام، حدّثنى أبِي، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرة. قال: أصَابَتْنا السَّماءُ ونحنُ مع رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَنَادَى: "الصَّلاةُ في الرِّحَال "، تَفَرَّدَ بِهِ (2) .
4749- حدّثنا عَبْد الرّحمن بن مَهْدي [وأبو داود] ، عَنْ هَمّام، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة. قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ تَوَضَّأَ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، ومَن اغتسَل فَالْغُسْل أَفْضَلُ " (3) .
4750- حدّثنا بَهْز، حدّثنا حَمّاد بن سَلَمة، أَنبأَنا قَتَادَةُ، عن الحَسن، عن سَمُرَة أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "نَزَلَ القُرآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ "، تَفَرَّدَ بِهِ (4) .
4751- حدّثنا عَفّان، حدّثنا حَمّاد بن سَلَمة، أَنبأَنا يُونُس، عن الحَسن، عن سَمُرَة: أَنَّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "يُوشِكُ أَنْ يَمْلأَ اللهُ أيْدِيَكُم
__________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في العتق من حديث حماد بن سلمة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، وقال موسى بن إسماعيل في موضع آخر: عن سمرة بن جندب فيما يحسب حماد. وأخرجه من حديث الحسن عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وعن جابر بن زيد والحسن مثله، وأخرجه من حديث سعيد عن قتادة أن عمر قال: باب فيمن ملك ذا رحم محرم: 4/26، وأخرجه الترمذي في الأحكام: باب ما جاء فيمن ملك ذا رحم محرم: 3/637، وعقب على الخبر بما يؤيّد المصنّف فيما ذهب إليه.
وأخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/67، وأخرجه ابن ماجه في العتق: باب من ملك ذا رحم محرم فهو حر: 2/343، وهو من حديث عاصم الأحول عن الحسن..
(2) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/15.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/15، وما بين معكوفين استكمال منه.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/16.(3/659)
مِنَ- الْعَجَمِ- وقالَ عفّان مَرَّةً: "مِنَ الأَعَاجِمِ "- ثمّ يكونُونَ أَسْدًا لا يَفِرُّونَ يَقتلون مُقَاتِلتَكم، وَيَأكُلون فيئكم "، تَفرَّدَ بِه (1) .
4752- حدّثنا عَبْد الرّحمن بن مَهْدي، حدّثنا حمّاد، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة. قال: قالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "البَيِّعَان بِالْخِيار مَا لم يَتَفرَّقا" (2) .
4753- حدّثنا عَبْد الرّحمن، عن حَمّاد بن سَلَمة، عَنْ قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة: قال: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الجارُ أحَقُّ بِالجِوَار أَو بِالدَّارِ" (3) .
4754- حدّثنا عَفّان، حدّثنا أَبان العَطّار، حدّثنا قَتَادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة: أَنَّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَقولُ: "كُلُّ غلام مُرْتَهنٌ بِعَقِيقَته، تذبحُ عَنهُ يومَ سَابِعه، وَيُمَاط عَنْهُ الأَذَى ويُسَمّى" (4) .
4755- حدّثنا عَفّان، حدّثنا هَمَّام، عن قتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة بن جُندَب: أَنَّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "البَيِّعَان بِالخِيَار ما لم يَتَفرَّقا، ويأخُذ كلّ وَاحِدٍ مِنْهما ما رَضِيَ مِنَ الْبَيع" (5) .
4756- حدّثنا عليّ بن معَاذ، حدّثنا أبي، عن قَتادة، عن الحَسن، عَنْ سَمُرَة: [أنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن التبتل] (6) .
__________
(1) المصدر السابق.
(2) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/17، وفى المخطوطة: "عبد الرحمن بن مهدي عن هشام " والتصويب من المرجع.
(3) المرجع السابق.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/17.
(5) المصدر السابق.
(6) المصدر السابق، وما بين المعكوفين استكمال منه. والتبتل: الانقطاع عن النساء وترك النكاح. النهاية: 1/59.(3/660)
[حدّثنا عفّان، حدّثنا هَمّام، حدّثنا قَتَادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة] ، أَنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "كُلّ غُلام مُرْتَهنٌ بِغقيقَتِه تُذبح يومَ سَابِعِهِ ويُحْلق رَأَسُه وَيُدَمّى" (1) .
4757- حدّثنا عَفَّان، حدّثنا أبان العَطّار، حدّثنا قَتادةُ، عن الحَسن، عن سَمُرَة،. عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - مثله، إلاّ أنَّه قالَ: "ويُسَمَّى"، قالَ همّام في حَدِيثه: ورَاجَعْناه: ويُدَمَّى، قالَ هَمَّام: فكانَ قَتَادَةُ يَصِفُ الدَّمَ فيقولُ: "إذَا ذَبَحَ العَقِيقَةَ يأخُذُ صُوفَه فَيَسْتقبل أَوْدَاجَ الذَّبِيحَةِ، ثمّ يُوضع عَلى يافُوخِ الصَّبِي، حتّى إِذَا سَالَ غَسَلَ رَأسَهُ ثمّ حَلَقَ بَعْده " (2) .
4758- حدّثنا عَفَّان، حدّثنا هَمَّام، حدّثنا قَتَادَةُ، عن الحَسن، عن سَمُرَة، عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بِالدَّارِ مِنْ غَيْرِهِ " (3) .
4759- حدّثنا يَزِيد بن هَارُون، أَنبأَنا هِشَام، عن الحَسنْ، عن سَمُرَة بن جنْدَب، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ قَتَلَ عَبْدَه قَتَلناه ومَنْ جَدَعَه جَدَعْناهُ " (4) .
4760- حدّثنا يَزِيد بن هَارُون، عن أبِي أميَّة - شَيْخ له-، حدّثنا الحَسنُ، عن سَمُرَة. قال: "ومَنْ أَخْصَى عَبْدَه خَصَيْنَاهُ " (5) .
4761- حدّثنا يَزِيد بن هَارُون، أنبأَنا شُعبة، وأَبو دَاوُد. قال: أنبأَنا هِشَام، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة بن جُنْذب، عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قالَ: "جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بِالدَّارِ" (6) .
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/17، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) المصدر السابق.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/18.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/18.
(5) المصدر السابق.
(6) المصدر السابق.(3/661)
4762- حدّثنا يَزِيد بن هَارُون، أنبأنا حَمّاد بن سلَمة، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرة بن جُنْدَب، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قالَ: "مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِم [مَحْرم] فهوَ عَتِيقٌ" (1) .
4763- حدّثنا أبو قَطَن، حدّثنا هِشَام، عن قَتادة، - عن الحَسن، عن سَمُرة- بن جُنْدَب: أنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِذا نكَحَ الوَليّان فهو لِلأوَّل مِنْهما، واذَا بَاعَ بيعاً مِنْ رَجُلَيْن فهو لِلأوَّلِ مِنْهُما" (2) .
4764- حدّثنا رَوْح، حدّثنا هِشَام بن أبي عبد الله، وحَمّاد، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرة بن جُنْدَب: أَن نبيّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "أَيَّما امْرَأَة زَوَّجَها وَليَّان فهِيَ لِلأوَّلِ مِنْهُما، وأيَّما رَجُل بَاعَ بيعاً مِنْ رَجُلَيْن فَهُوَ لِلأَوَّلِ مِنْهُما" (3) .
4765- حدّثنا سُلَيْمان بن دَاوُد، حدّثنا هِشَام، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سمُرة بن جُنْدَب: أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أمَرَ مُنَاديَه فَنَادَى في/ يوم مَطِيرٍ: "الصّلاةُ في الرِّحَال "، تَفَرَّدَ بِهِا (4) .
4766- حدّثنا يَحيى بن سَعِيد، وابن جعفر، قالا: حدّئنا سَعِيد، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة بن جُنْدَب، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ قتَلَ عبدَه قَتلناه،، ومَنْ جَدَعَه جَدَعْناه"، قالَ يَحْيى: ثم نَسِيَ الحسنُ بعدُ، فقالَ: لا يُقْتَلُ بِه (5) .
4767- حدّثنا يَحْيى بن سَعِيد، عن ابْنِ أبي عَرُوبَة، وابنُ
__________
(1) المصدر السابق، وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) المصدر السابق.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/18.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/19.
(5) المصدر السابق.(3/662)
جَعْفر، حدّثنا سَعِيد بن أبي عَرُوبَة، عن قَتادة، عن الحَسن، - عن سَمُرَة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَنَه نَهَى عَنْ بيع الحَيَوانِ بِالْحَيَوان نَسِيئَةً"، قالَ يَحْيى: ثم نَسيَ الحسنُ فقالَ: إذا اختلفَ الصِّنْفانِ فَلا بأس (1) .
4768- حدّثنا وَكِيعٌ، حدّثنا يَزِيد - يَعْنِي ابنَ إبْرَاهيم -، عن الحَسن، عن سَمُرَة. قال: ما خَطَبنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خُطْبةً إلا نَهَى عَن الْمُثلةِ، وأَمَرَنا بِالصَدَقَةِ"، تفرَّدَ بِهِ (2) .
4769- حدّثنا أبو كامل، حدّثنا حَمّاد، عن حُمَيد، عن الحَسن، عن سَمُرة بن جُنْدَب: أَنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَسْكُتُ سَكتتَيْنِ إذا دَخَلَ في الصّلاةِ وِإذَا فَرَغ مِنَ الْقِرَاءَةِ، فأَنْكَرَ، ذَلك عِمرانُ بن حُصَين، فَكتبوا إلى أبَيّ يَسْالُونَه عَنْ ذلك، فكتَبَ: أنْ صَدَقَ سَمُرَة (3) .
4770- حدّثنا أَبو كامل، حدّثنا. حَمّاد، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة: أنَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِم مَحْرَم [فهو حُرٌّ] (4) ".
4771- حدّثنا هُشَيْم، أنبأَنا حَجّاج بن أَرْطأة، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة قال: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اقتُلُوا شُيوخَ المُشْرِكينَ واسْتَبْقُوا شَرْخَهُم " (5) .
4772- حدّثنا عَبْدةُ، حدّثنا سَعِيد، عن قَتادة، عن الحَسن،
__________
(1) المصدر السابق.
(2) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/20.
(3) المصدر السابق.
(4) المصدر السابق، وما بين معكوفين استكمال منه.
(5) المصدر السابق.(3/663)
عن سَمُرَة. قال: "نَهَى رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ بَيعِ الحَيَوانِ بِالحَيَوانِ نَسِيئَةً" (1) .
4733- حدّثنا محمّد بن بِشْر، حدّثنا سَعِيد بن أبي عَروبَة، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة: أنَ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ أَحاطَ حَائِطًا عَلى أرْضٍ فهيَ لَهُ " (2) .
وقالَ الطَّبراني- من حَدِيث قَتَادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة مرفوعًا: "مَنْ غَلَبَ عَلَى مَاءٍ فهُوَ لَهُ " (3) .
4774- حدّثنا عبد الصَّمد، وعفّان، قالا: حدّثنا شُعبة، حدّثنا قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة بن جُنْدَب قال: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "البَيِّعانِ بِالخيار ما لم يَتَفَرَّقَا" (4) .
4775- حدّثنا عَفّان، حدّثنا حَمّادُ بن سَلَمة، عن حُمَيد، عن الحَسن، عن سَمُرَة بن جُنْدَب: أَنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَسْكُت سَكتَتَين إذا دَخَلَ في الصَّلاةِ، وِإذَا فَرَغَ من القِراءَةِ، فأَنْكَرَ ذلك عِمْرانُ بن حُصَيْن، فَكَتَبُوا إلى أُبَيّ بن كَعْب فكتب إليهم: أَنْ صَدَق سَمُرَة (5) .
حدّثنا إسْمَاعيل، عن يُوُنس، عن الحَسن. قالا: "قالَ سَمُرَة:
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/21.
(2) المصدر السابق.
(3) في الأصل المخطوط: من حديث قتادة، عن عبد الله، عن سعيد، عن خالد، عن الحسن. وما أثبتناه أقرب إلى المرجع، فالخبر رواه عن محمود بن محمّد الواسطي، عن وهب بن بقية، وعن الحسين بن إسحق التستري عن محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي، عن أبيه، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة ... الخ. المعجم الكبير للطبراني: 7/253.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/21.
(5) المصدر السابق.(3/664)
حَفِظتُ سَكتتَيْن في الصَّلاةِ، سَكتةً إذا كبر الإمام [حتى يقرأَ] ، / وسَكْتةً إذا فَرَغَ مِنْ قِراءةِ فاتِحَةِ الكِتَاب وَسُورَة عَنْد الرّكوع قال فأَنْكَرَ ذَلِكَ عليه عِمْرانُ، فكتبوا إلى أُبَيّ في ذلك إلى المدينةِ قال: فصَدَّقَ سَمُرَةَ" (1) .
4776- حدّثنا أَسْوَد بن عَامِر، حدّثنا حَمّاد، عن يُونُس، عن الحَسن، عن سَمُرَة بن جُنْدَب، عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "يُوشِك أنْ يَمْلأ اللهُ أَيْدِيَكُم مِنَ الأَعَاجِم، ثمّ يَجْعَلهم أسدًا لا يَفِرُّونَ، فَيَقتلُونَ مُقَاتِلتَكم، ويأكُلونَ فيئَكُم "، تَفَرَّدَ بِهِ (2) .
4777- حدّثنا مُؤمَّل، حدّثنا حَمّاد، أنبأنا يُونُس، عن الحَسن، ْعن سَمُرَة بن جُنْدَب. قال: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يُوشِكُ أنْ يَمْلأ اللهُ أَيْدِيَكُم مِنَ الْعَجم، ثمّ يكونونَ أسْدًا لا يَفِرّونَ فَيقتلون مُقَاتِلَتكم ويأكُلون فَيْئكُم " (3) .
4778- حدّثنا هُشَيْم، عن يُونُس، عن الحَسن. قال: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: فذكر مثله. وحدّثنا سُرَيْج بن النُّعْمان، حدّثنا هُشَيم، عن يُونُس، عن الحَسن، عن سَمُرَة. قال: قالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكر مثله (4) .
4779- حدّثنا عَفّان، حدّثنا حَمّاد، عن قَتادة، وحُمَيْد، عن الحَسن، عن سَمُرَة: أنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "الْجَارُ أحَقُّ بِالْجِوَار" (5) .
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/21.
(2) المصدر السابق.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/21، وفيه لم يذكر إلا بداية الخبر وأحاله على ما سبقه.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/22.
(5) المصدر السابق.(3/665)
4780- حدّثنا عَفّان، حدّثنا هَمّام، عن قَتادة، عن الحَسن،
عن سَمُرَة: أَنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "البيّعَان بِالخيَارِ مَا لم يَتَفرَّقا أَوْ يَأْخذ كلّ واحدٍ مِنْهُما ما رَضِيَ مِنَ البيعِ " (1) .
حدّثنا عَفّان، حدّثنا قتادة، عن الحَسَن، عن سَمُرَة: أَنَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "العُمْرَى جائِزةٌ" (2) .
4781- حدّثنا عَفان، حدّثنا هَمام، حدّثنا قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة: أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "صَلاةُ الوُسْطَى صَلاةُ العَصْرِ" (3) .
4782- حدّثنا عَفان، حدّثنا هَمام، حدّثنا قَتادَة، عن الحَسن، عن سَمُرَة: أَنَ نبيّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يقولُ: "كُلُّ غلامٍ رَهِينٌ بِعقِيقَتِهِ تُذْبح يومَ سابِعه، ويُحْلق ويُدمّى" (4) .
4783- حدّثنا عَفان، حدّثنا هَمّام، حدّثنا قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة: أَنَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَن تَوَضَّأ يومَ الجُمعَةِ فَبِها وَنِعْمت، ومَنْ اغتسَلَ فذلك أفضلُ" (5) .
حدّثنا عفان، حدّثنا هَمام، [عن قَتادة] ، عن الحَسن، عن سمُرَة: أنَّ يومَ حُنَين كانَ يَوْمًا مَطِيرًا، فأَمرَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مُنَادِيَه: "أَنَّ الصَّلاةَ في الرّحَالِ"، تفرّدَ بِهِ (6) .
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/22.
(2) المصدر السابق.
(3) المصدر السابق.
(4) المصدر السابق.
(5) المصدر السابق.
(6) المصدر السابق، وما بين معكوفين استكمال منه.(3/666)
4784- حدّثنا عَفان، حدّثنا أبَان، حدّئنا قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة: مثله سَوَاء (1) .
4785- حدّثنا عَفّان، حدّثنا حَمّاد، أنبأَنا قَتادة، عن الحَسَن، عن سَمُرَة: أنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "نَزَلَ القُرآنُ عَلَى ثَلاثَةِ أَحْرُف ". قالَ عَفان مَرّةً: "أُنْزِلَ القُرآنُ "، تَفرَّدَ بِهِ (2) .
4786-- حدّثنا عَفَان، حدّثنا حَمّاد، أَنبأَنا قَتادَة، عن الحَسن، عن سَمُرَة: أَنَ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِذا تَزَوَّجَ/ الرَّجلانِ المرأةَ فَالأَوّلُ أَحَقّ، وإذَا اشترى الرَّجُلانِ البيعَ "فالأَوَّلُ أَحَق " (3) .
4787- حدّثنا عَفان، حدّثنا حَمّاد، أَنبأَنا قَتادَة، عن الحَسن، عن سَمُرَة: "أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ بيعِ الحَيَوانِ بِالْحَيَوانِ نَسِيئَةً" (4) .
4788- حدّثنا هُشَيم، أَنبأَنا مَنْصور، ويُونُس، عن الحَسن، عن سَمُرَة بن جُنْدَب: أنَهُ كانَ إِذَا صَلَّى بِهم سَكَتَ سكتتيْنِ إذا افتَتَحَ الصَلاةَ، وإذَا قالَ: (ولا الضالّينَ) سَكَتَ أَيْضاً هُنَيّةً، لأَنْكَرُوا ذلك عَلَيه، فكُتبَ إلى أُبيّ بن كَعْب، فَكَتَبَ إِليهم أَنَ الأمْرَ كَما يَصْنَعُ سَمُرَة (5) .
4789- حدّثنا عَفان، حدثنا يَزِيد بن زُرَيْم، عن يُوُنس. قال: "وإذا فَرَغَ مِنْ قِراءَةِ السورَةِ" (6) .
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/22.
(2) المصدر السابق.
(3) المصدر السابق.
(4) المصدر السابق.
(5) المصدر السابق.
(6) المصدر السابق.(3/667)
(أَحَادِيث أُخَر من رواية الحَسن عَنْهُ)
الأوّل
4790- رَواهُ الترمذيّ، والنَّسائيّ، وابن مَاجه، من حَديث مُعَاذ بن هِشَام، عن أَبيهِ، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة، عن رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: - "نَهَى عَنِ التَّبَتُّل "، وقالَ التّرمذيّ: حَسَنٌ غَرِيب. ورَوَى أَشعثُ بن عَبْد الملك، عن الحَسن، عن سَعْدِ بن هِشَام، عن عائِشَة نحوه، وكلا الحديثين عندي صَحيح (1) .
الثاني
4791- قالَ أَبو دَاود في كِتاب الجِهَاد: حدّثنا عيَاش بن الوَلِيد، الرقّام، حدّثنا عَبْد الأَعْلَى، حدّثنا سعيد، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة بن جُنْدَب: أَنَّ نبيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِذَا أَتَى أَحَدُكُم عَلى مَاشِيَة، فَإذا كانَ فِيها صَاحِبُها فَلْيَسْتأذِنْه فإِنْ أَذِنَ لَهُ فَلْيَحلِبْ وليشْرَبْ، وِإنْ لم يَكُ فِيها فَليصَوِّت ثَلاثًا فإِنْ أَجَابَه، فَلْيَسْتأذِنْه وإلاّ فَلْيَحْلبْ وَلْيَشْرَبْ ولا يَحْمِلْ " (2) .
رَواهُ التّرمذيّ من حَديث عبد الأَعلى، وقالَ: حَسَنٌ غَريب (3) .
__________
(1) الخبر أخرجوه في النكاح: الترمذيّ في: باب ما جاء في النهي عن التّبتَّل: 3/384 ووقعت العبارة في المخطوطة: "وكان الحديث عندي صحيح "، والتصوبب منه، وأخرجه النسائيّ في: باب النهي عن التبتّل: 6/48 وروى أيضاً حديث أشعث عن الحسن، عن سعد بن هشام، عن عائشة وقال: قتادة أثبت وأحفظ من أشعث وحديث أشعث أشبه بالصواب والله تعالى. وأخرجه ابن ماجه: باب النهى عن التبتَل: 1/593.
(2) الخبر أخرجه في: باب في ابن السبيل يأكل من التمر ويشرب من اللبن إذا مرّ به 3/39.
(3) الخبر أخرجه الترمذي في البيوع: باب ما جاء في احتلاب المواشي بغير إذن 3/581.(3/668)
الثّالث
4792- رَواهُ أبو دَاوُد، عن مُسْلم بن إبْراهيم، والتِّرمذِيّ، عَنْ محمّد بن المثنى، عن ابن مَهْدي، كلاهما: عن هِشَام، عَنْ قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة: أنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لا تَلاعَنُوا بلَعْنةِ اللهِ، ولا بِغَضبِ اللهِ، ولا بِالنَّارِ"، وقالَ التّرمذيّ: حَسَنٌ غَريب (1) .
الرابع
4793- رَواهُ أبو دَاود عن أبي الجماهر: محمّد بن عُثمان، عن سَعِيد بن بَشِير، وابن ماجه عن هِشَام، عن إِسْماعيل بن عيَّاش، عن أبي بَكْر الهُذَليّ، كلاهُما: عن قَتادَة، عن الحَسن، عن سَمُرَة. قال: "أَمَرَنا أَنْ نَرُدَّ عَلَى الإمام، وان نَتَحَابَّ، وانْ يُسَلِّمَ بَعْضُنَا. عَلَى بَعْضٍ ". هذا لفظ أبِي دَاود، ولفظُ ابن مَاجَه: "إِذَا سَلَّمَ الإِمَامُ، فَرُدُّوا عَلَيه".
ورَوى عن عَبْدة بن عَبْد الله/، عن عبد الأَعْلى (2) بن القَاسِم، عن هَمّام، عن قَتادة بهِ: "أَمرَنا أَنْ نُسَلِّمَ عَلَى أَئِمّتِنا، وأَنْ يُسَلِّم بَعْضنا عَلى بَعْضٍ " (3) .
__________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في الأدب: باب في اللعن: 4/277، والترمذي في البر والصلة: باب ما جاء في اللعنة: 4/350.
(2) في الأصل المخطوط: "عبدة بن عبد الله بن عبد الأعلى بن القاسم". وهو عند ابن ماجه: عبدة بن عبد الله، حدّثنا علي بن القاسم، وقد تعقبه الحافظ المزّيّ في تحفة الأشراف: 4/72 فقال: كذا وقع عنده، والصواب عبد الأعلى بن القاسم، رواه زكريا بن يحيى الساجي على الصواب. انتهى، فالمصنّف هنا تجاوز عما وقع عند ابن ماجه وأخرجه على الصواب. والله أعلم.
(3) الخبر أخرجاه في الصلاة: أبو داود: باب الرد على الإمام: 1/263، وابن ماجه: باب رد السلام على الإمام: 1/297.(3/669)
الخامس
4794- قالَ أبو دَاود: حدّثنا سَعَيد بن مَنْصُور، حدّثنا يَزِيد بن هَارون، عن الحجَّاج بن أَرْطأة، عن قَتَادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة. قال: "كانَ شعَار المُهَاجِرينَ (عَبْد الله) وَشِعار الأَنْصار (عَبْد الرّحمن) " (1) .
السّادس
4795- قالَ التّرمذيّ في الزُّهد: حَدَّثنا أحمد بن محمّد بن نَيْزَك البَغْدَادِيّ، حدّثنا محمّد بن بَكَّار الدِّمَشْقِيّ، حدّثنا سَعيد بن بَشِير، عن قَتَادَة، عن الحَسن، عن سَمُرَة، عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوْضًا، وإنّهم يتباهون أَيُّهم أَكثرَ وَارِدَةً، وإنّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أكْثرهم وَارِدَةً "، ثمّ قالَ التّرمذيّ: غَرِيبٌ. ورَوَاهُ أَشعَث بن عَبْد الملك، عن الحسن مُرْسلاً وهو أصحّ (2) .
السّابع
4796- رَواهُ ابن ماجه، عن محمّد بن عَبْد الله بن نُمير، عن عَبْدَة بن سُلَيْمان، عن سَعِيد بن أبي عَرُوبَة، عن قَتَادَة، عن حَسَن، عن سَمُرَة بن جُنْدَب، عن رَسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "عُهْدة الرَّقيق ثَلاثةُ أَيّام " (3) .
__________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في الجهاد: باب في الرجل ينادي بالشعار: 3/32.
(2) بل أخرجه في صفة القيامة: باب ما جاء في صفة الحوض: 4/628.
(3) الخبر أخرجه ابن ماجه في التجارات: باب عهدة الرقيق: 2/754، وفي الزوائد: في إسناد حديث سمرة رجال إسنادهم ثقات. إلا أن سعيد بن أبي عروبة اختلط بأخرة، وعبدة بن سليمان روى عنه قبل، وسماع الحسن من سمرة فيه مقال.(3/670)
الثامن
4797- رَواهُ التّرمذيّ، عن بُنْدَار، عن ابن أبي عَدِيٍّ، عن إِسْماعيل بن مُسْلم، عن الحَسن، عن سَمُرة. قال: "أَمَرَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كنَّا ثَلاثَةً أَنْ يَتَقَدّم أحدُنا"، ثمّ قالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ، وإِسْماعيل تكلَّموا فيه من قِبل حِفظِهِ (1) .
العاشر (2)
4798- رَواهُ أبو داود، عن بُنْدَار، عنِ قُرَيش، عن أَشْعث بن عَبْد الملك، عن الحَسن، عن سَمُرَة. قال: "نهَى رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُقدَّ السَّيْرُ بَيْن أصبعَيْن " (3) .
الحادي عشر
4799- رَواهُ ابنُ ماجَه، عن بُنْدار، عن رَوْح بن عُبَادة، عن أَشْعث، عن الحَسن، عن سَمُرَة. قال: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَلّى الصُّبْحَ فَهُوَ في ذِمَّةِ الله " (4) .
الثّاني عشر
4800- رَوَاهُ الطَّبَرانيّ من حَدِيث الحَكَم بن عَبْد الملك، عن
__________
(1) الخبر أخرجه الترمذي في الصلاة: باب ما جاء في الرجل يصلّى مع الرجلين: 1/452.
(2) هكذا في المخطوطة وكأنه قد سقط الخبر التاسع.
(3) الخبر أخرجه أبر داود في الجهاد: باب في النهي أن يقد السير بين أصبعين: 3/31.
(4) الخبر أخرجه ابن ماجه في الفتن: باب المسلمون في ذمة الله عز وجل: 2/1301، وفي الزوائد: إسناده صحيح إن كان الحسن سمع من سمرة، وأشعث هو ابن عبد الملك.(3/671)
قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة: أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ لِلشَّيْطان كُحْلاً وَلَعوقاً (1) ، فإذا كَحَل الإنْسانَ مِنْ كحْلِهِ نامَتْ عَيْنَاه عن الذكر، فإذا لَعَقَ من لَعُوقِهِ ذَرِبَ لِسَانه بالشَّر" (2) .
[الثّالث عشر]
وَبِه: " [يَرِدُ] عَليّ قَومٌ مَمّن كانَ مَعي، فإذا رَأَيْتُهم اخْتلجُوا (3) دُوني، أَقُول: أصحابِي، فيُقال: إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا أَحْدَثوا بَعْدَكَ " (4) .
[الرابع عشر]
ومن حَديث كَهْمس، عن سَعِيد، عن قَتَادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة: "نَهَى رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ بَيعِْ السِّنِين " (5) .
[الخامس عشر]
ومن حَديث سَعِيد بن بَشِير، عن قَتَادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة:
"كانَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يحِبُّ أَنْ يَليَهُ المهاجِرُون/، والأنْصَارُ [في الصَّلاة] لِيأخُذُوا عَنْهُ " (6)
__________
(1) - اللعوق: بالفتح اسم لما يُلعق أي يُؤكل بالملعقة. النهاية: 4/59، وفي المصباح: بالإصبع أو بالملعقة ص 761.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 7/249، قال البزّار: فيه الحكم بن عبد الملك القرشي وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/262.
(3) اختلجوا: انتزعوا. النهاية: 1/310.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 7/250، والاستكمال منه.
(5) المعجم الكبير للطبراني: 7/253. وقال الهيثمي: رجاله موثقون. مجمع الزوائد: 4/104.
(6) المعجم الكبير للطبراني: 7/257، والاستكمال منه، قال الهيثمي: رواه البزار والطبراني وإسناده ضعيف. مجمع الزوائد: 2/94.(3/672)
[السّادس عشر]
وبِهِ مَرْفوعاً: "أشَدّ حَسَرَاتِ بَنِي آدَم في ثَلاثٍ: رَجُلٍ كانَتْ عِنْده امْرَأةٌ حَسْنَاء فولدتْ له غُلامًا فماتَتْ، وليسَ عِنْده ما يَسْترْضَعُ لِوَلَدِه، ورجل كانَ عَلى فَرَسٍ في غَزْوَة فَرَأى الغَنِيمَةَ فَسابَقَ [أصْحابه] إلَيْها حتّى إذا كادَ يَقْرُبُ إليها وِقع الفَرسُ فَماتَ، وواقع أصحابُه الغَنِيمة [فاقتَسَمُوها] ، ورَجل كان له زَرْعٌ وَنَاضِحٌ فلما استوَى زَرْعُه [واسْتَحْصَد] ماتَ نَاضِحُه، ولَيْسَ عِنْده ما يَشترِي أجِيراً " (1) .
[السّابع عشر]
4801- من رواية الحَسنِ، عن سَمُرَة، عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: " [جنّة] الفِرْدَوْس [هي] رَبْوة الجنَّةِ العُلْيا التى هِيَ أوْسَطُها وأحْسَنُها".
رَواهُ الطّبراني مِن حَديثِ الحَكَم بن عبد الملك، [عن قَتادة] ، عن الحَسن بِهِ (2) .
[الثّامن عشر]
ومن حَديثِ سَعِيد بن بَشِير، عن قَتَادة، عن الحَسن، عن سمُرَة مَرفوعاً: "يهرم ابنُ آدَم، ويشيب مِنْه اثنان: الحِرْصُ عَلَى المالِ، وطولُ العُمْر" (3) .
[التاسع عشر]
وبهِ: "إذا قالَ الإمام (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولا الْضَّالِّينَ) قولوا: "آمين يُجِبْكُم اللهُ " (4) .
__________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 7/256، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 7/257، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 7/258.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 7/259، وقال الهيثمي: فيه سعيد بن بشير، وفيه كلام. مجمع الروائد: 2/113.(3/673)
[العِشرون]
ومن حَديث يَعْلى بن عبّاد، عن هَمَّام، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة. قال: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَفْطر الحاجِمُ والْمَحْجُوم " (1) .
[الحادي والعِشْرون]
ومن حَديث مُحمَّد بن إسْحاق، عن عُمر بن مُوسَى، عن قَتادة، عن الحَسن، عن سَمُرَة. قال: "نَزَلَتْ (الَْيوْمَ أكْمَلتُ لَكُمْ دِينَكُم) (2) الآية، عَلى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وهو واقِف بِعَرفَة يومَ الجمعةِ" (3) .
[الثَاني والعِشْرون]
ومن حَديث مُعَاذ بن محمَّد الهُذَليّ، عن يُونُس، عن الحَسن، عن سَمُرَة مَرْفوعًا: "مَثَلُ الَذِي يَفِرُّ مِن المَوْتِ كَمثل الثَعْلَب تَطلُبه الأرضُ بدَين فجاء يَسْعى حتّى إذا أعْيى وأنْبهَر (4) دَخَل جُحْره، فقالَتْ له الأرض: يا ثعلبُ دَيني، فخرَجَ له حُصَاصٌ (5) فلم يَزَل كذلك حتى تَقَطّعتْ عنقُه فَماتَ " (6) .
__________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 7/264، قال الهيثمي: فيه يعلى بن عباد وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 3/169.
(2) الآية 3 من سورة المائدة.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 7/266، وقال الهيثمي: فيه عمر بن موسى بن وجيه وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 7/14.
(4) انبهر وبُهِر فهو مبهور وبهير: انقطاع النفس من الإعياء. اللسان: 1/370.
(5) الحصاص: شدة العدو وحدّته. وقيل هو أن يَمْصعَ بذنبه ويَصُر بأذنيه. ويعدو وقيل هو الضراط. النهاية: 1/234.
(6) المعجم الكبير للطبراني 7/268، وقال الهيثمي: فيه معاذ بن محمد الهذلي العقيلي: لا يتابع على رفع حديثه. مجمع الزوائد 2/320.(3/674)
الجُزء السَّادس والعشرُون
بسْم اللهِ الرَّحمن الرَّحِيْم
[الثّالث والعِشْرون]
ومن حَديث أَبِي مَعمر: صالح بن حَرْب، عن سَلاًم بن أَبِي خُبْزَة، عن يُوُنس، عن الحَسن، عن سَمُرة. قال: "أَمَرَنا رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَا قَلّ أَوْ كَثُرَ، وأَنْ نَجْعَلَ ذلِكَ وِتْرًا" (1) .
[الرّابع والعِشْرون]
ومن حَديث سَعيد بن بَشير، عن مطر الورّاق، عن الحَسَن، عن سَمُرَة: أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَدْعو إذا اسْتَسْقى: "اللَّهمَ اجْعَل في أَرْضِنا بَرَكَتَها وَزِينَتَها وسكنها وارْزُقْنَا وأنْتَ خَيْر الرَّازِقين" (2) .
__________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 7/269؛ قال البزّار: تفرد به سلام وهو بصري ضعيف قدري. كشف الأستار: 1/344.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 7/270؛ قال الهيثمي: وفى رواية: "وارزقنا وأنت خير الرازقين" - نقول: وهذه العبارة ليست عند الطبراني - رواهما الطبراني فى الكبير والبزّار باختصار، وإسناده حسن أو صحيح. مجمع الزوائد: 2/215.(4/7)
[الخامس والعِشْرون]
وبهِ: "كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَرْفَعُ يَدَيْهِ إذا خَطَبَ حتّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ" (1)
[السّادس والعِشْرون]
ومن حَديث مَطَر، عن حَسَنٍ، عن سَمُرَة: "نَهَى رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عن تَلَقِّى الجَلَبِ [حتّى تبلغ السوق"] (2)
[السّابع والعِشْرون]
وفى رِواية: "نَهَى أَنْ يَبيعَ المهاجِر الأَعْرَابيَّ" (3) .
[الثّامن والعِشْرون]
وقالَ -أعْنِي الطّبرانيْ- حدّثنا/ الحُسَين بن إسحاق (4) التُّسْتَري، حدّثنا رَجاء بن مَحمد بن رَجاء العَدَوِيّ، [حدّثنا شاهين: أبو حازم] ، حدّثنا رَوْح بن عَطَاء بن أَبِي ميمونة (5) ، عن أَبِيه، عن الحَسَن، عن سمُرَة. قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ دُعِيَ إلى سلْطَانٍ فَلَم يُجِبْ، فَهُوَ ظالِم لا حَقَّ لَهُ" (6) .
[التّاسع والعِشْرون]
وقالَ أَيْضًا: حدّثنا أحمد بن يَحيى الحلوانيّ، حدّثنا الفيض بن
__________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 7/271؛ قال الهيثمي: رجاله موثوقون إلا أني لم أجد محمّد بن راشدْ الأصبهاني شيخ الطبراني. مجمع الزوائد: 2/216.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 7/270، وما بين. معكوفين استكمال منه.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 7/253.
(4) في المخطوطة: "الحسين بن علي"، والتصويب من الطبراني.
(5) في المخطوطة: "عن أبي سمية"، والتصويب من الطبراني.
(6) المعجم الكبير للطبراني: 7/272.(4/8)
وَثيق الثّقفيّ، حدّثنا عَبْد الوهّاب الثّقفيّ، حدّثنا عَنْبسةُ الأَعْوَر -وهو ابن [أَبِي] رَائِطَة العنوي- (1) ، عن الحَسَن، عن سَمُرَة وعِمْران بنْ حُصَين: "أَنَّ رَجُلًا أَعْتَق ستّة مَمْلوكين، لم يَكُن لَهُ غيرهم، فأّقْوَع بَيْنَهم رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فأَعْتَق اثْنين، وأَرَقَّ أَرْبَعَةً" (2) .
[الثلاثون]
وقالَ أيضًا: حدّثنا أبو مُسلم الكَشِّي، حدّثنا محمّد بن عَبْد الله الأَنصاري، حدّثنا إسْماعيل بن مُسلم، عن الحَسَنِ (3) ، عن سَمُرَة: أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "الحمّى قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ، فأَبْرِدوها عَنْكُم بالماءِ البَارِد"، وكانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إذا حُمَّ دَعَا بِقِرْبة من ماء وأَفْرَغها عَلى قَرْنِه فَاغْتَسل" (4) .
[الحادي والثلاثون]
ورَوَى الطّبراني، من حديث إِسْماعيل بن مُسلم، عن الحَسَنِ، عن سَمُرَة: كانَ رسولُ الل - صلى الله عليه وسلم -[يقول] : "اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَاي كَما بَاعَدْتَ بَيْنَ المشْرِقِ والمَغْرِب، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِن خَطَايَاي كَما نَقَّيْتَ الثًوْبَ الأَبيضَ مِنَ الدَّنَسِ" (5) .
__________
(1) في المخطوطة: "وهو ابن رابطة"، والتصويب من تهذيب التهذيب: 8/155.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 7/274؛ قال الهيثمي: فيه الفيض بن وثيق وهو كذّاب. مجمع الزوائد: 4/211.
(3) في المخطوطة: "عن الحسن عن قتادة" ولا وضع لقتادة.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 7/275؛ وأخرجه البزّار من حديث إسماعيل بن مسلم، وقال: لا نعلمه يروى عن سمرة إلا من هذا الوجه، وإسماعيل ليس بالقوي، وقد حدّث عنه الأعمش والثوري وشريك وغيرهم. كشف الأستار: 3/390.
(5) المعجم الكبير للطبراني: 7/267؛ وفيه: "باعدني من ذنوبي"، "نقّني من خطيئتي". وما بين معكوفين استكمال منه؛ وقال الهيثمي: إسناده حسن. مجمع الزوائد: 2/106(4/9)
[الثّاني والثلاثون]
وبهِ: "المُسْتَشَار مُؤْتَمنٌ إنْ شاءَ أَشارَ وَإنْ لم يُشِبرْ" (1) .
[الثّالث والثلاثون]
وبهِ: "أَمَرَنا رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا كُنَّا ثَلاثَةً أَنْ نُقَدِّمَ أَحَدَنا فيَكُونَ إِمامًا، وإِذا كُنَّا اثْنَيْن صَفَفْنا صَفًّا" (2) .
[الرابع والثلاثون]
وبهِ: "نَهانا رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَصِلَ رَمَضانَ بِصَوْمٍ" (3) .
[الخامس والثلاثون]
وبهِ مَرْفوعًا: "إِذا نَعَسَ أَحَدُكُم [يومَ الجُمُعة] والإِمام يَخْطُب فَلْيَقُم [من مقعده] ولْيُجْلِسْ أَخاه مَكانَه" (4) .
[السّادس والثلاثون]
وبهِ: "نَهَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الإقْعاءِ في الصَّلاةِ" (5) .
__________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 7/266؛ وقال الهيثمي: رواه الطبراني من طريفين في أحدهما إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف. وفي الأخرى عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة وهو متروك. مجمع الزوائد: 8/97.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 7/276.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 7/276؛ وقال الهيثمي: رواه البزّار والطبراني في الكبير وإسناده ضعيف. مجمع الزوائد: 3/158؛ كشف الأستار: 1/482.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 7/277؛ وما بين المعكوفات استكمال منه؛ وقال الهيثمي: قيل لإسماعيل: والإمام يخطب؟ قال نعم. رواه البزّار والطبراني في الكبير وفيه إسماعيل بن مسلم المكّي، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/180؛ وقال البزّار: إسماعيل لا يتابع على حديثه. كشف الأستار: 1/350.
(5) المعجم الكبير للطبراني: 7/277؛ وقال الهيثمي: فيه سلام بن أبي خيزة وهو متروك. مجمع الزوائد: 2/136.(4/10)
[السّابع والثلاثون]
ومن حَديث مُبَارك بن فَضَالة، عن الحَسنِ، عن سَمُرَة، قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "طَعَامُ الواحِدِ كَافٍ لاثْنَيْن، وَطَعامُ الاثْنَيْنِ كافٍ لأَرْبَعَةٍ" (1) .
[الثّامن والثلاثون]
وبه: "المُؤْمن يأْكُلُ في مِعًى واحِدِ، والمُنَافِقُ يأْكُلُ في سَبْعَةِ أَمْعَاء" (2) .
[التّاسع والثلاثون]
وبه "نَهَى رَسولُ اللَهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُصْبَرَ (3) البَهيمةُ وأَن يُؤْكَلَ لَحْمُها إِذا صُبِرَت" (4) .
[الأربعون]
وقالَ -أَعْنِي الطَّبَرانيّ-: حدّثنا محمّد بن عَبْد الله بن بَكْر السَّراج، حدّثنا ابنُ أَبِي سَمِينة، حدّثنا أَبو مَالك الجُودَاني، حدّثنا جَرِير
__________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 7/278؛ وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفه. مجمع
الزوائد: 5/21.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 7/278؛ وقال البزّار: لا نعلمه روي عن سمرة إلا بهذا
الإسناد. وفيه: الكافر بدل المنافق. كشف الأستار: 1/76. وقال الهيثمي: فيه الوليد بن محمد
الأيلي، وقد روى عنه جماعة ولم يضعّفه أحد، وقد أورده ابن عدي في الكامل. مجمع الزوائد:
5/33.
(3) تصبر: هو أن يمسك الحيوان من ذوات الروح ويحبس حيًا ثم يرمى بشيء حتى
يقتل. اللسان:4/2391.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 7/278؛ وقال الهيثمي: فيه خلاّد بن بزيع ولم يخرجه
أحد. مجمع الزوائد: 4/31.(4/11)
ابن حَازِم، عن الحَسن، عن سَمُرَة: أَنَّ رَجُلاً قالَ: يا رسولَ اللهِ إِنَّ أَبي اجتَاحَ مَالِي. فقالَ: "أَنْتَ وَمَالُك لأَبِيكَ" (1) .
[الحادي والأربعون]
ْوقالَ الطَّبراني: حدّثنا عليّ بن عبد العزيز، / حدّثنا محمّد بن أَبِي نُعَيم الوَاسِطي، حدّثنا محمد بن يَزِيد، عن أَبِي بَكْر الهُذَليّ، عن الحَسَنِ، عن سَمُرَة. قال: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ اللِّسانُ": قيل: يا رسولَ اللهِ فَما صدقةُ اللِّسانِ؟ قال: "الشَّفَاعَةُ تَفُكّ بِها الأَسِير، وتَحْقِن بِها الدمَ، وتجرّ بِها المَعْرُوفَ، والإِحسانَ إلى أَخِيكَ، وتدفعُ بها عنْهُ الكَرِيهة" (2) .
ومن حَديث أَبِي بَكْر الهُذَلي، عن الحَسنِ، عن سَمُرَة، قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ما تَصَدَّقَ النّاسُ بِصَدَقَةٍ مثلَ عِلْمٍ يُنْشَر" (3) .
الثّاني والأربعون
رَواهُ أَبو يعلى: حدّثنا إسْحاق، حدّثنا عَبْد الصَّمد، حدّثنا عُمَر بن إبراهيم، عن هشام بن أَبِي عبد الله، حدّثنا قتادة، عن الحَسن، عن
__________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 7/278؛ قال الهيثمي: رواه البزّار والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه عبد الله بن إسماعيل الجوداني. قال أبو حاتم: ليّن وبقية رجال البزّار ثقات. مجمع الزوائد: 4/154؛ وقال البزّار: لم يسنده غير أبي إسماعيل الجوداني. كشف الأستار: 2/84.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 7/279؛ وقال الهيثمي: فيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 8/194 ووقع في المخطوطة: "وتدفع بها عنك الكراهة"، وما أثبتناه من المرجعين.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 7/280؛ وقال الهيثمي: فيه عون بن عمارة وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 1/166. ويلاحظ أن هذا الحديث هو الثاني والأربعون ويأتي بعده الثالث والأربعون أيضًا ولعلّه أدمج حديثين وعدهما واحدًا. وقد أجرينا ترقيم الأحاديث بين معكوفات ولم تكن بالمخطوطة.(4/12)
سَمُرَة: أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "الميّتُ يُعَذّب بِما نِيحَ عَليْه" (1) .
قالَ البزّار: أَخْطَأَ فيه عمر بن إِبراهيم إنّما رَواه الثقاتُ عن قَتَادة، عن سَعِيد بن المسيّب، عن ابن عُمر، عن عُمَر، وعن قتادة، عن يَحْيَى ابن روبه، عن ابن عُمَر، عن عُمَر، وتفرّد بهِ عُمَر بن إِبراهيم (2) .
قلتُ: قد رَواهُ أَبو يَعلى عن إِسْحاق بن إِسْرائيل، عن عبد الصَّمد، عن عُمر بن إِبْراهيم. وعن هشام بن أَبي عبد الله، كِلاهُما عن قتادة، عن الحَسن، عن سَمُرة بِهذا فاللهُ أعلم (3) .
ثمّ قالَ أبو يعلى: حدّثنا قاسم بن أَبِي شَيْبة، حدّثنا أَبو داود الطَّيَالسي، حدّثنا رَوْح بن عَطَاء بن أَبِي مَيْمونة، عن حَفْص بن سُلَيمان، عن الحَسن، عن سَمُرَة: "أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يُسَلّم تَسْلِيمَةً تِلْقَاء وَجْهِه، وربّمَا سَلّم أَحْيَانًا عن يَمِينه، فيُتْبِعها بأُخرى عن شِمَالِهِ".
وحدّثنا إسْحاق بن أبي إسْرائيل، حدّثنا هِشَام بن يُوسُف في تَفْسير
ابنِ جُرَيح (وَوَجَدَ عَنْدَهَا (*) قَوْمًا) (4) قال: مَدينةٌ لَها اثْنَا عَشَرَ ألف بَابٍ
لَوْلا أَصْوَاتُ أَصْحَابِها لَسَمِعَ الناسُ وُجُوبَ الشَّمْسِ حِينَ تَجِبُ. فحدّث الحسنُ، عن سَمُرَة قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " (سِتْرًا بِنَاءً) لم يُبْن فِيها بِنَاء قَطَّ كانوا إذا طَلعتْ عليهم الشَّمسُ دَخَلُوا أَسْرابًا لَهُم حتى تَزُول الشَّمسُ" (5) .
__________
(1) قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير، وفيه عمر بن إبراهيم الأنصاري، وفيه كلام وهو ثقة. مجمع الزوائد: 3/16؛ ويرجع إليه أيضًا في المعجم الكبير للطبراني: 7/261.
(2) قال البزّار أيضًا: وعنده -يعني عمر بن إبراهيم- ثلاثة أحاديث عن سمرة لا يتابع عليها. هذا أحدها. كشف الأستار: 1/380.
(3) الخبر أخرجه البيهقي أيضًا. السنن الكبرى: 2/179؛ وأخرجه الطبراني مختصرًا. المعجم الكبير: 7/272.
(4) الآية 86 من سورة الكهف.
(5) الحديث أخرجه أبو يعلى تفسير ابن كثير: 3/102.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا في المطبوع، وصوابه: عِنْدَهَا، بكسر العين(4/13)
الخامس والأَربعون
رَواهُ البزّار من حَديث أبِي بَكْر الهذليّ، عن الحَسَن، عن سَمُرَة، عن رَسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَفْضَلُ الجِهادِ كلمةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَان جائِرٍ" (1) .
(حُصَين بن أَبِي الحُرّ الفَزَارِيّ (2) عَنْهُ)
حدّثنا عَفّان، حدّثنا أبو عَوَانة، حدّثنا عَبْد الملك بن عُمَيْر، عن حُصَين بن أَبِي الحُرّ، عن سَمُرَةَ بن جُنْدَب. قال: دَخلتُ عَلَى رَسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَدَعا الحجَّامَ، فأَتاهُ بِقْرُون (3) ، فأَلْزمه إيّاها، قالَ عَفّان مَرّة يقول. ثمّ / شَرَطه بِشَفْرةٍ، ثمّ دَخَلَ أَعرابيّ من بَني فَزَارة -أَحد بَنِي جذيمة- فلمّا رآه يَحتجم وَلا عَهدَ لَه بِالحِجَامة، ولا يَعْرفها قال: ما هذا يَا رسولَ اللهِ؟ عَلامَ تَدَعُ هذا يَقطَع جِلْدَك؟ قالَ: "هذا الحَجْمُ"، قالَ: وَما الْحَجم؟ قالَ: "هو خَيْر ما تَدَاوَى بِهِ النَّاسُ" (4) .
4852- حدّثنا مُحمّد بن جَعْفر، حدّثنا شُعْبَة، عن عَبْد الملك بن عُمَيْر، حدّثني حُصَين بن أَبِي الحُرِّ، عن سَمُرَة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مِنْ خَيْرِ مَا تَدَاوَى بِهِ النَّاسُ الْحَجْمُ" (5) .
4803- حدّثنا يَحْيى بن أَبِي بُكَيْر، قالَ زهَير بن مُعَاوية: أنبأَنا عبد الملك بن عُمَير، حدّثني حُصَيْن بن أَبِي الحُرِّ، عن سَمُرَة: [كنُتُ
__________
(1) قال البزّار: وأبو بكر الهذلي لا يكتب أهل العلم حديثه، وقد روى عنه ابن جريج فمن دونه. كشف الأستار: 4/109.
(2) هو بالعنبري أشهر وترجم له في تهذيب التهذيب: حصين بن مالك بن الخشخاش وهو حصين بن أبي الحر التميمي العنبري أبو القلوص البصري: 2/388؛ ويراجع التاريخ الكبير: 3/4؛ والميزان: 1/553.
(3) قرون: جمع قرن قيل هو قرن ثور جعل كالمحجمة. النهاية: 3/249.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/9.
(5) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/15.(4/14)
عِنْدَ] (1) النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَدَعا حَجّامًا، فأَمَره أَنْ يَحْجُمه، فأخرج مَحاجِمَ لَهُ من قُرون فأَلْزمه إِيّاهُ فَشرطه [بطرف شَفرة، فصبَّ الدم في إناءٍ عنده،] فَدَخَلَ عَليه رجلٌ من بَني فَزَارة، فقالَ: ما هذا يا رسولَ اللهِ؟ لم تمكِّنُ هذا مِنْ جِلْدِكَ يقطعُهُ؟ قالَ: فَسَمِعتُ رَسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "هَذا الْحَجْم"، قالَ: وما الحَجْمُ؟ قالَ: "هو مِنْ خَيْر مَا تَدَاوَى بِهِ النَّاسُ" (2) .
4804- حدّثنا الأَشْعَثُ، حدّثنا شَيْبان، عن عَبْد الملك بن عُمَير، عن حُصَين بن أَبِي الحُرِّ العنبريّ، فذكر نحو حديث زُهَير (3) .
4805- حدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا جَرِير بن حَازمٍ، حدّثنا عَبْد الملك بن عُمَير، عن حُصَيْن بن أَبِي الحُرِّ، عن سَمُرَة بن جُنْدَب. قال: رأَيتُ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وهو يَحْتَجِمُ بِقَرْن، وهو يُشْرط بِطَرْفِ سِكِّين، فَدَخَلَ رجلٌ من شَمْخ، فقالَ: لِمَ تُمَكِّن ظَهركَ أَوْ عُنقك من هذا يفعلُ بِها ما أَرَى؟ فقالَ: "هذا الحَجْم، وهذا مِنْ خَيْرِ ما تَداويتُم بِهِ" (4) .
رَواهُ النَّسائي عن حمّاد بن إِسْماعيل بن إِبْراهيم، عن أَبِيه، عن داود الطَّائِيّ (5) .
(حُصَين بن قَبِيصة الفَزَاريّ عَنْهُ)
4806- حدّثنا حَسنُ بن مُوسى، حدّثنا شَيْبَان، عن عَبْد الملك، عن حُصَين بن قَبِيصَة الفَزَارِيّ، عن سَمُرَة بن جُنْدَب قال: سأَلَ أَعْرابيّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - (6) .
__________
(1) في المخطوطة: "عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه دعا حجامًا"، والتزمنا بما في المسند.
(2) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/15؛ وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) المصدر السابق. ووقع في المخطوطة العمري بدل العنبري.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/19؛ وشمخ بطن من فزار، القاموس.
(5) الخبر أخرجه في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/75.
(6) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/19.(4/15)
4807- حدّثنا هِشَام بن عَبْد الملك، أنبأَنا أَبو عَوَانَة، وعَفّان، حدّثنا أَبُو عَوَانة، حدّثنا عَبْد الملك، عن حُصَيْن -رَجُلٍ من بَنِي فَزَارَة-، عن سَمُرَة بن جُنْدَب. قال: أَتى نَبيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَعْرَابيٌّ وهو يَخْطبُ، فقطعَ عليه خُطْبَتهِ (*) ، "فقالَ: يا رَسولَ اللهِ كيفَ تَقُولُ في الضَّبِّ؟ فقالَ: "أُمّة مُسِخَتْ مِنْ بَنِي إِسْرَائيل، فَلا أَدْرِي أيّ الدَّوابّ مُسِخَتْ"،
تَفَرَّدَ بِهِ (1) .
4808- حدّثنا حسنُ بن مُوسى، حدّثنا شَيْبان، عن عَبْد الملك، عن حُصَيْن بن قُبَيْصة الفَزَارِي، عن سَمُرَة بن/ جُنْدَب. قال: سأَلَ ْأَعرابيٌّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وهو يَخْطُبُ، فَقَطعَ عَليه خُطْبَتَه، فقالَ: يا رسولَ اللهِ مَا تَقُولُ في الضِّبابِ؟ فقالَ: "مُسِخَتْ أُمَّة مِنْ بَنِي إِسْرائيل فَاللهُ أَعْلم في أَيِّ الدَّوَاب مُسِخَتْ؟ "، تَفَرَّدَ بِهِ (2) .
(رَبِيع بن عُمَيْلة الفَزَارِيّ الكوفيّ عَنْهُ)
4809- حدّثنا محمّد بن جَعْفر، حدّثنا شُعْبة، عن مَنْصُور، عن هِلال بن يَسَافٍ، عن رَبِيع بن عُمَيْلة، عن سَمُرَة بن جُنْدَب: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لا تُسَمِّ غُلامَك أَفْلَح، وَلا نَجيحًا، وَلا يَسَارًا، وَلا رَباحًا، فإِنَّكَ إذا قُلْتَ أَثَمَّ هو؟ أو أَثّمّ فُلانٌ، قالوا: لا" (3) .
4810- حدّثنا مُعْتَمِر بن سُلَيْمان، سمعتُ الرُّكَيْن يُحَدِّث، عن أَبِيه، عن سَمُرَة. قال: "نَهَى رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ- تُسَمِّي رَقِيقَكَ أَرْبَعةَ أَسماء: أَفْلَح وَيَسَارٍ ورافعٍ ورَباحٍ" (4) .
__________
(1) المصدر السابق.
(2) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/19، وقد أورده مختصرًا.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/7.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/12.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا في المطبوع، وصوابه: خُطْبَتهُ، بضم الهاء، والله أعلم(4/16)
رَواهُ مُسْلم، وابنُ ماجه، عن أَبِي بَكْر بن أَبِي شَيْبَة، زَادَ مسلمٌ: ويَحْيَى بن يَحْيَى، كِلاهُما عن مُعْتَمر، وعن قُتَيْبة، عن جَرِير كلاهما، عن الرُّكَيْن بن الرَّبيع بن عُمَيْلة، عن أَبيهِ بهِ (1) .
ورَواهُ مُسلم، والتِّرمذيّ من حَديث. شُعْبة, وغَيْره، عن مَنْصور، عن هِلال بن يَسَاف، عن الرَّبيع بن عُمَيْلَة بِهِ (2) . وَلِمسْلم: "أَحبّ الكلام إلى اللهِ أَربعْ"، إلى آخْره.
ورَواهُ النَّسائي، من حَديث مَنْصور: "أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ" إلى آخرهِ (3) .
4811- حدّثنا حَسَنُ بن مُوسى، حدّثنا زُهَير، عن مَنْصور، عن هِلال بن يَسَاف، عن الرَّبيع بن عُمَيْلَة، عن سَمُرَة بن جُنْدَب. قال: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أَرْبَعٌ: لا إِلهَ إلاَّ اللهُ، واللهُ أكْبَرُ، وسُبْحَانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، لا يَضُرّك بأَيهنّ بَدَأْتَ. لا تُسَمّينَ غُلامكَ يَسَارًا، وَلا رَباحًا، وَلا نَجِيحًا، وَلا أَفْلَحًا فإنّك تَقُول: أَثَم هو؟ فَلا يَكونُ فيقول: لا إِنَّما هُنّ أَربع لا تَزِيدُنَّ عَلَيَّ" (4) .
4812- حدّثنا يَحْيَى بن آدم، حدّثنا زُهَير، عن مَنْصور، عن هِلال بن يَسَاف، عن رَبِيع بن عمَيْلة الفَزَارِيّ، عن سَمُرَة بن جُنْدَب. قال: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَحَبّ الكَلامِ إلى اللهِ أَرْبَعٌ: لا إِلهَ إلاَّ اللهُ،
__________
(1) الخبر أخرجه مسلم من هذه الطرق كلها في الأدب: باب كراهة التسمية بالأسماء القبيحة: 4/847؛ وأخرجه ابن ماجه في الأدب أيضًا: باب ما يكره من الأسماء: 2/1229.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في الأدب: باب تغيير الاسم القبيح: 4/290؛ والترمذي فيه: باب ما يكره من الأسماء: 5/133.
(3) أخرجه مسلم كما سبق في الأدب؛ والنسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 4/75.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/10.(4/17)
وسُبحانَ اللهِ، والحمدُ اللهِ، واللهُ أَكْبَر، لا يَضُرّك بأَيِّهنَّ بَدأْتَ، وَلا تُسَمِّينّ غُلامَكَ يَسَارًا وَلا رَباحًا، وَلا نَجيحًا، وَلا أَفْلحًا، فإِنِّكَ تقولُ: أَثَمّ هو؟ وَلا يكونُ فيقولُ: لا إنّما هنَّ أَربع، فَلا تَزِيدُنَّ عَلَيَّ" (1) .
(زيد بن عُقْبة الفَزَارِيّ عَنْهُ)
4813- حدّثنا مُحمّد بن جَعْفَر، أَنبأَنا / شُعْبة، وحَجَّاج. قال: حدَّثني شُعْبَة. قال: سَمِعْتُ مَعْبد بن خَالِد يُحَدّث، عن زَيد بن عُقبة، عن سَمُرَة بن جُنْدَب: "أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَقْرأُ في العيدين: بـ (سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) (وهَلْ أَتَاكَ حَدِيْثُ الْغَاشِيَة) (2) .
4814- حدّثنا محمّد بن عُبَيْد حدّثنا مسْعر، عن مَعْبد بن خَالِد، عن زَيْد، عن سَمُرَة بن جُنْدَب. قالَ: "كانَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرأُ في الجُمعَةِ بِـ (سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) (وهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَة) " (3) .
رَواهُ أبو داود، والنّسائيّ من حَديث شُعْبَة. زَادَ النَّسائي: ومِسْعَر وسفيان ثَلاثتهم عن مَعْبد بن خالِد بِهِ (4) .
4815- حدّثنا يَزِيد بن هَارُون، أَنبأَنا الحجَّاج بن أَرْطاة، عن سَعِيد بن زَيْد بن عُقْبَة، عن أَبِيه، عن سَمُرَة بن جُنْدَب. قالَ: قالَ رَسولُ
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/21.
(2) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/7، ووقع في المخطوطة: "زيد بن عتبة" والصواب ما أثبتناه.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/14.
(4) الخبر أخرجاه في الصلاة: أبو داود في: باب ما يقرأ به في الجمعة: 1/293؛ وأخرجه النسائي في: باب القراءة في الجمعة (بسبح اسم ربّك الأعلى) : المجتبى: 3/91؛ وفي الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/76.(4/18)
اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَصَابَ مَتَاعَه بِعَينهِ فَهُوَ أَحَقّ به، ويَتْبَع صَاحِبُه من اشْتَراهُ مِنْهُ".
وقالَ يَزِيد مَرّة: "مَنْ وَجَدَ مَتَاعَهُ"، تَفَرَّدَ بِهِ (1)
4816- حدّثنا وَكِيع، حدّثنا مِسْعَر، عن سُفْيان (2) ، ومَعْبد بن خَالد، عن زيد بن عُقبة، عن سَمُرَة بن جُنْدَب: "أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يقرأُ في العِيدَين بِـ (سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) (وَهَلْ أتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَة) " (3)
4817- حدّثنا وَكِيع، حدّثنا سفيان وابنُ جَعْفر، حدّثنا شُعْبة، عن عَبْد الملك بن عُمَير، عن زَيد بن عُتْبة، عن سَمُرَة بن جُنْدَب. قال: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ هذه المسَائِل كَدٌ يَكُد (4) بِها أَحَدُكُم وَجْهَه"، وقالَ ابنُ جَعْفَر: "كُدُوح يَكْدَحُ (5) بِها الرَّجُلُ إلاّ أَنْ يَسْأَلَ ذَا سُلْطَانٍ، أَوْ فِي أَمْر لا بُدَّ مِنْهُ" (6) .
رَواهُ أَبو دَاود، والنَّسائي من حَديث شُعبة، ورَواهُ التِّرمذيّ عن محمود بن غَيْلان، عن وَكِيع بِهِ، وقالَ: حَسَنٌ صَحيحٌ (7) .
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/18.
(2) في المخطوطة: "حدّثنا مسعر وسفيان. عن سعيد بن خالد"، وما أثبتاه من المسند.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/19؛ وفيه: عن زيد بن عقبة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وكأنه سقط اسم سمرة من المطبوعة.
(4) كد يكد بها الرجل وجهه: الكد الإتعاب. وأراد بالوجه ماءه ورونقه. النهاية: 4/11.
(5) الكدوح: الخدوش وكل أثر من خدش أو عض. المصدر السابق.
(6) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/19.
(7) الخبر أخرجوه في الزكاة: أبو داود في: باب كم يعطى الرجل الواحد من الزكاة: 2/119؛ والنسائي في: باب مسألة الرجل ذا سلطان، وباب مسألة الرجل في أمر لا بد له منه، المجتبى: 5/75؛ والترمذي في: باب ما جاء في: النهي عن المسألة: 3/56.(4/19)
4818- حدّثنا عَفَّان، أَنبأَنا شُعْبَةُ، أَخْبرني عبد الملك بن عُمَير، سمعتُ زَيْد بن عُقبة، سَمِعتُ سَمُرَة بن جُنْدَب: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "المَسائِلُ كُدوح يَكْدَحُ بِها الرَّجُلُ وَجْهَهُ، فَمَنْ شَاءَ أَبْقَى عَلى وَجْهِهِ، ومَنْ شَاءَ تَرَكَ إلاَّ أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ ذَا سُلْطانٍ أَوْ يَسْألَ في أمْرٍ لا يَجِدُ مِنْهُ بُدًّا".
قالَ. فحدَّثتُ بِهِ الحجَّاجَ، فقالَ: سَلْنِي فإِنّي ذُو سُلْطَانٍ (1) .
(حَديثٌ آخَر)
4819- رَواهُ الطّبراني من حديث إِبْراهيم بن العلاءِ وأبِي شَيْبَة، عَن سَعِيد بن زَيْد بن عُقْبة، عن أَبِيه، عن سَمُرة: أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لا يَتِمّ شَهْرَان سِتّين يَوْمًا" (2) .
(سُلَيْمان بن سَمُرَة عَن أَبيه) /
وَكَتبَ إلى ابنه: أَمّا بَعْدُ: "إِنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَأْمُرنا بِالمَساجِدِ أَنْ نَبْنِيَها فِي دُورِنَا، وأَنْ نُصْلحَ صَنْعَتَها، وأَنْ نُطَهِّرها".
رَواهُ أبو داود، عن محمّد بن دَاود بن سفيان، عن يَحْيَى بن حَسّان، عن سُلَيْمان بن مُوسى، عن جَعْفر بن سَعْد بن سَمُرَة، عن خُبَيب
ابن سُلَيمان بن سَمُرَة، عن أَبيهِ بِهِ (3) .
وبهِ: "أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَأَمُرنا (*) أَنْ نُخْرِجَ صَدقةً مِن الَّذِي نُعِدّ لِلْبَيع" (4) .
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/22.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 7/221؛ وقال الهيثمي: رواه البزّار والطبراني في الكبير وإسناده ضعيف. مجمع الزوائد: 3/147.
(3) الخبر أخرجه أبو داود في الصلاة: باب اتخاذ المساجد في الدور: 1/125.
(4) الخبر أخرجه في الزكاة: باب العروض إذا كانت للتجارة. هل فيها من زكاة؟ : 2/95.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا في المطبوع، والصواب: يَأْمُرنا، بسكون الألف، والله أعلم.(4/20)
وبهِ في الجِهاد: "أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَمَّى خَيْلَنا خَيلَ اللهِ إِذَا فَرِغْنا، وكانَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُنا إِذَا فَزِعْنا بِالْجَماعَةِ وَالصَّبْرِ والسَّكِينَةِ، وَإِذا قَاتَلْنَا" (1) .
وبهِ فيه: "مَنْ كَتَمَ غَالاًّ فَإِنَّهُ مِثْلُهُ" (2) .
وبهِ: "مَنْ جَامَعَ المشْرِكَ وَسَكَنَ مَعَهُ فَإِنَّهُ مِثْله" (3) .
(حَديثٌ آخَر)
4820- وقالَ ابن ماجه: حدّثنا عليّ بن محمّد، حدّثنا أبو مُعَاوية، حدّثنا أبو مالك الأشجعِيّ، عن نُعَيم بن أَبِي هِنْد، عن ابنِ سَمُرَة بن جُنْدَب، عن أَبِيه: أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ قَتَلَ فَله السَّلَبُ" (4) .
قالَ شَيْخُنا: تَابعه أبو بكر بن أَبِي شَيْبة، ويحيْى الحِمَّاني عَنْ أَبِى مُعَاوِية، ومَرْوان بن معاوية وغَيْره، عن أَبِي مالك، عن نعيم، عن مَوْلى لِسَمُرة، عن سَمُرَة بِهِ.
وقالَ ابنُ جُرَيْج: عن أَبِي مالك، عن نُعَيم بن أَبِي هِنْد: حدّثني سَمُرة، فذكره. قال. ورَواهُ يَحْيَى بن حَسَّان، عن سُلَيْمان بن مُوسى بإسْناد ما قَبْلَهُ، وتَابَعَه مَرْوان بن جَعْفر بن سَعْد بن سَمُرَة، عن محمّد بن
__________
(1) الخبر أخرجه في الجهاد: باب النداء عند النفير: يا خيل الله اركبي: 3/25.
(2) الخبر أخرجه في: باب النهي عن الستر على من غل: 3/70.
(3) الخبر أخرجه أبو داود في آخر كتاب الجهاد: باب الإقامة في أرض الشرك: 3/93.
(4) أخرجه ابن ماجه في الجهاد: باب المبارزة والسلب: 2/947؛ وفي الزوائد: في إسناده سليمان بن سمرة بن جندب. ذكره ابن حبّان في الثقات. وقال ابن القطّان: حاله مجهول، وباقي رجاله موثوقون.(4/21)
إِبْرَاهيم بن خُبَيْب بن سُليمان بن سَمُرَة، عن جَعْفر بن سَعْد بن سَمُرَة في عامّة النُّسْخَة (1) .
ورَوى الطّبراني من حَديث جَعْفَرِ بن سَعْد بن سَمُرَة، عن خُبَيْب بن سُلَيْمان بن سَمُرَة، عن أَبيه، عن جَدِّه. قال: أَمَّا بعدُ: "فإِنّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَأْمُرنا أَنْ يُصَلِّي أَحَدُنا كلِّ لَيْلَةٍ بَعْدَ المكْتُوبَةِ ما قَلّ أو كَثُر، ويَجْعَلها وِتْرًا" (2) .
وبهِ: "إِذا نَعَسَ أَحَدُكُم يومَ الجُمعَةِ، فَلْيَتَحوّلْ مِنْ مَقْعَدِه إلى مَكانٍ آخر" (3) .
وبهِ: "قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لو تَعْلمونَ ما أَعلم لَضَحِكتم قَليلاً ولبكيتُم كَثيرًا" (4) .
وبهِ: أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَقُولُ: "لَو أَنّ لأَحَدِكُم وَادٍ مَلآن مِنْ أَعْلاه إِلَى أَسْفَلِهِ لأَحَبّ أَنْ يُمْلأَ لَهُ وَادٍ آخرُ، ولَوْ مُلِئَ لهُ الوَادِي الآخرُ لوْ يَمْشي فَوَجَدَ وَادِيًا آخرَ قال: أَما واللهِ إن اسْتَطعتُ لأَمْلأَنَّكَ، وإنّ الرّجل لا يَمْتلِئ نَفْسه من المالِ حتّى يَمْتَلِئَ مِنَ التُّرَاب" (5) .
__________
(1) يقصد به الحافظ المزّي كما سبقت الإشارة إليه غير مرة. تحفة الأشراف: 4/78.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 7/297؛ وأخرجه البزّار، وقال: تفرّد به سلام وهو بصري ضعيف قدري. كشف الأستار: 1/344؛ وقال الهيثمي: إسناده ضعيف. مجمع الزوائد: 2/252.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 7/297؛ وأخرجه البزّار وقال: إسماعيل لا يتابع على حديثه. كشف الأستار: 1/305؛ وقال الهيثمي: فيه إسماعيل بن مسلم المكّي وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/180.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 7/298؛ وأخرجه البزّار. كشف الأستار: 4/70؛ وقال الهيثمي: رواه الطبراني والبزّار. وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم. وإسناد البزّار ضعيف. مجمع الزوائد: 10/228.
(5) المعجم الكبير للطبراني: 7/298؛ واللفظ فيه بعض اختلاف. ورواه البزّار وقال: لا نعلمه يروى عن سمرة إلا بهذا الإسناد، وقد روى نحوه بغير لفظه من وجوه. كشف =(4/22)
وبهِ: أنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرنا أَنْ نُصَلِّيَ أَيَّ سَاعَةٍ شَيْئًا مِنْ لَيْلٍ أو نَهارٍ، غير أَنَّه أَمَرَنا / أَنْ لا نُصَلّيَ عِنْدَ طُلوعِ الشَّمْسِ، وعِنْدَ غُرُوبِها.
وقالَ: "إنَّ الشَّيْطانَ يَطْلُعُ مَعَها، ويَغِيبُ مَعَها" (1) .
وبهِ: "أَمَرَنا رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نُحَافِظَ على الصَلَوات كلِّها، وأَوْصانا بالوُسْطى وأَخْبَرنا أَنَّها العصر" (2) .
وبهِ: "نَهانَا رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نُوَاصِلَ في شَهْرِ الصَّوْم وكرِهَهُ ولَيْسَ يَعْزمُهُ" (3) .
وبهِ قالَ: لما نَزَل (وَأَذَانٌ مِنَ اللهَ (*) وَرَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ ْالْأَكْبَرِ) (4) ،
وقالَ: "اجْتَمعَ حَجّ المُسْلِمينَ، وحَجُّ المُشرِكينَ في ثَلاثةِ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ، وحَجَّ الْيَهودِ والنَّصارَى في ثَلاثةِ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ، وَاجْتمع حَجّ المُسْلِمين والمُشْركين واليهودِ والنَّصارَى في سِتَّةِ أَيّام مُتَتَابِعَاتٍ، ولم يَتَّفِقْ هذا مُنْذُ. خَلَق اللهُ السَّمواتِ والأَرضَ، وَلا يَقَعُ هذا بِها بَعْدُ إلى يَوْمِ القِيَامةِ" (5) .
وبهِ: "كانَ يَأْمُرُ بِرقيقِ الرّجلِ أَوْ المرأَةِ الّذينَ هم تَابِعه وَهُم في عَمَلِه أَنْ لا يُخْرج عنهم من الصَّدَقةِ، وكانَ يَأْمُرُنا أَنْ نُخرج الصَّدَقَةَ عن الرّقيق
__________
الأستار: 4/244؛ وقال الهيثمي: في إسناد الطبراني من لم أعرفهم، وفي إسناد البزّار يوسف بن خالد السمتي وهو كذّاب. مجمع الزوائد: 1/244.
(1) المعجم الكبير للطبراني: 7/299؛ وأخرجه البزّار وقال: وأحاديث إسماعيل لا نعلم، رواه عن الحسن غيره. كشف الأستار: 1/292.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 7/299.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 7/300؛ وأخرجه البزّار. كشف الأستار: 1/482، وقال الهيثمي: رواه البزّار والطبراني في الكبير وإسناده ضعيف. مجمع الزوائد: 3/158.
(4) الآية 3 من سورة التوبة.
(5) المعجم الكبير للطبراني: 7/308 مع اختلاف في بعض لفظه. وأخرجه البزّار وقال: لا نعلمه يروى عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد: 2/463؛ وقال الهيثمي: رواه البزّار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 6/178.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا في المطبوع، والصواب: مِنَ اللهِ، بكسر الهاء. والله أعلم.(4/23)
الّذي نُعِدّ لِلبيع" (1) .
وبهِ: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَقولُ لَنا: "إِنَّكُم تُحْشَرون إِلَى بَيْتِ المَقْدِس، ثُمّ تَجْتَمِعُون ليوم القيامة" (2) .
وبهِ: "إذا خَاصَمَ الرَّجُلُ أَخَاه، فَدَعا أَحدُهما صَاحِبَه إلى الرَّسولِ لِيْقضِيَ عليهما (3) فَمنْ أَبَى فَلا حَقَّ لَهُ" (4) .
وقد طول الطبراني هذهِ الفَتْحَة جِدًّا وأَوْرَدَ فيها من الأَحاديثِ الصِّحاحِ والحِسَانِ والضِّعافِ جانِبًا كَبيرًا جِدًّا، وقد حذفتُ أَكْثَرُها خَشْيَةَ الإِطالَةِ، وضَعْفًا عن كِتابَتِها، ولو نَسَخَها أحدٌ ههنا بِكَمالِها كانَ حَسَنًا واللهُ أعلم (5) .
(سَمْعَان بن مُشَنَّجِ عَنْهُ) (6)
4821- حدّثنا عَبْد الرّزّاق، حدّثنا الثوري، حدّثني أَبِي، عن الشّعبي، عن سَمْعَان بن مُشَنَّج، عن سَمُرَة بن جُنْدَب. قال: كُنَّا مَعَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في جِنَازَة، فقالَ: "أهَهُنا مِنْ بَنِي فُلانٍ أَحَدٌ؟ " قالها ثَلاثًا،
__________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 7/310.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 7/318؛ وأخرجه البزّار. كشف الأستار: 4/153؛
وقال الهيثمي: رواه البزّار والطبراني وإسناد الطبراني حسن. مجمع الزوائد: 10/343. تقول قد مرّ كلامه عن هذا الإسناد وتضعيفه له.
(3) للطبراني: بينهما.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 7/318؛ وقال الهيثمي: في إسناده مسانيد. مجمع الزوائد: 4/198.
(5) هذه الأحاديث بلغت في المعجم الكبير مائة وأحد عشر حديثًا من صفحة 295 إلى صفحة 325 من الجزء السابع، وقد أورد المصنّف منها أحد عشر حديثًا أكثرها إلى الضعف أقرب. وسليمان بن سمرة روى عن أبيه نسخة كبيرة وقد ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال ابن القطّان: حاله مجهولة، يراجع تهذيب التهذيب: 4/198.
(6) مشنج: كمعظم ويقال: ابن مشمرج العمري، قال البخاري: لا نعرف لسمعان سماعًا من سمرة ولا للشعبي سماعًا منه، ووثقه غيره. تهذيب التهذيب: 4/238.(4/24)
فقامَ رَجلٌ فقالَ لَهُ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مَنعكَ في المَرّتَيْن الأُولَيين أَنْ تَكونَ أَجَبْتَنِي؟ أَما أَني لم أُنَوِّه بِكَ (1) إلا بِخَيْر. إِنَّ فُلانًا -لِرَجُلٍ منهم- مَاتَ إِنَّهُ مَأْسُور بِدَيْنه". قالَ: لَقَد رأيتُ أهْله، ومَنْ يَتحزَّنُ له قَضَوْا عنه حَتَّى ما جاءَ أَحَدٌ يَطْلبُه بِشَىْءٍ" (2) .
رَواهُ أبو داود، عن سَعِيد بن مَنْصور، عن أَبِي الأَحْوَص، عن سَعِيد بن مَسْروق، عن الشَّعْبي بِهِ. ورَواهُ النَّسائيّ، عن محمود بن غَيْلان، / عن عبد الرّزّاق. ثمّ قالَ: رَواهُ غيرُ واحدٍ، عن الشَّعبي، عن سَمُرَة. ورُوِىَ مُرْسلاً عن الشَّعبي (3) .
قالَ شَيْخُنا: ورَواهُ وَكِيع، عن سفيان ولم يذكر فيه سَمْعان وقالَ فِرَاس: عَنْ الشَّعبي، عن سَمُرَة: "هَل هَا هُنا أَحَدٌ مِنْ بَنِي النَّجار" (4) .
حدّثنا عَفَّان، حدّثنا أَبُو عَوَانة، عن فِرَاسٍ، عن الشَّعْبي، عن سَمْعَان بن مُشَنَّجٍ، عن سَمُرَة بن جُندَب، فذكر الحَديث (5) .
4822- حدّثنا عبد الله، حدّثني أبِي، حدّثني أَبو بَكْر بن أَبِي شَيْبة، حدّثنا وَكِيعٌ، عن أَبِيه، عن سَعِيد بن مَسْروق، عن الشَّعْبي، فذَكَرَ هذا الحَديثَ، فحدَّثْتُ بهِ أَبِي فقال: لم أسْمَعْه من وكيع (6)
__________
(1) أنوه بك: أشهر وأعرف بكم. النهاية: 4/184.
(2) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/20.
(3) الخبر أخرجه أبو داود في البيوع: باب في التشديد في الدين: 3/246؛ وأخرجه النسائي في البيوع أيضًا: باب التغليظ في الدين: 7/276؛ وقوله: رواه غير واحد.. الخ. لعلّه في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/78.
(4) تحفة الأشراف: 4/78.
(5) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/20.
(6) المرجع السابق.(4/25)
(سَوَادة بن حنْظَلَة القُشَيْرِيّ عَنْهُ)
4823- حدّثنا محمّد بن جَعْفر، وَرَوْحٌ، قالا: حدّثنا شُعْبَةُ، عن شَيْخ من بَنِي قُشَير. قالَ رَوْح قال: سمعتُ سَوَادَةَ القُشَيْرِيّ وكانَ إِمَامَهُم-، قالَ: سمعتُ سَمُرَة بن جُنْدَب يخطُبُ يقولُ: قال رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَغُرَّنكم نِدَاءُ بِلالٍ وهذا البياضُ، حتّى يَنْفجِرَ الفجرُ، أَوْ يَطْلع
الفَجْر" (1) .
حدّثنا عَفَّان، حدَّثنا همَّامٌ، حدّثني سَوَادَةُ، سمعتُ سَمُرَة بن جُنْدَبْ: أَنَّ [رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لا يَغُرَّنكم نِداءُ بِلالٍ فإنَّ في بَصَرِهِ سوءٌ، أو لا بَياضَ يُرى بأعلى السّحر"] (2) .
[حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثني عبد الله بن سَوَادة، عن أبيهِ، عن سَمُرَة. قال: قالَ] رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَغُرَّنكم نِداءُ بِلالٍ، وَلا هذا الْبَيَاضُ لعمود الصِّبح حتّى يَسْتَطيرَ" (3) .
4824- حدّثنا وَكيع، حدّثنا أَبوهِلال. عن سَوَادة بن حَنْظَلة، عن سَمُرَة بن جُنْدَب. قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يمنعَنكم مِن سَحُورِكم أَذَانُ بِلالٍ، وَلا الفَجْرُ المُسْتَطِيلُ، ولكن الفَجْر المُسْتَطيرُ في الأُفقِ" (4) .
4825- حدّثنا يَزِيد بن هَارُون، أَنبأَنا شُعْبة، سمعتُ سَوَادَة القُشَيْرِيّ يحدِّث، عن سَمُرَة بن جُنْدَب، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لا
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/7.
(2) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/9، وما بين معكوفين استكمال منه، فقد اختلط أول الخبر بآخر الخبر التالي في المخطوطة.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/13، والاستكمال منه.
(4) المصدر السابق.(4/26)
يَغُرَّنكُم أَذَانُ بِلالٍ، وَلا هَذا الفَجْرُ المُسْتَطِيلُ، وَلكنْ الفَجْرُ المُسْتَطِيرُ". وأَوْمأَ بِيده هكذا، وأشَارَ يَزِيدُ بِيَدِهِ اليُمْنى (1)
رَواهُ مسلم والنَّسائي من حديث شُعْبَة بِهِ، والتِّرمذي من حَديث وَكيع
بِهِ، ومُسلم أَيضًا وأَبو داود من حديث عبد الله بن سَوَادَة عن أَبيهِ بِهِ (2)
(عَامِر الشّعبي عَنْهُ: وهو عن سَمْعان بن مُشَنَّج عَنْهُ)
4826- حدّثنا محمّد بن جَعْفر، حدّثنا شُعْبَة، عن إِسْمَاعيل -يعني ابنَ أبِي خالد-، سمعتُ الشَّعبي يُحدّثُ، عن سَمُرَة بن جُنْدَب، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: صلّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - / الصُّبحَ، فقالَ: "ها هُنا أحدٌ مِنْ بَنِي فُلانٍ؟ "، قالوا: نعم، قالَ: "إنّ صَاحِبَكم مُحْتَبَس على بابِ الجَنَّةِ في دين عليه" (3)
حدّثنا وَكيع، حدّثنا إسماعيل، عن الشَّعْبي، عن سَمُرَة: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلّى الفَجْرَ، فقالَ: "ها هُنا مِنْ بَنِي فُلانٍ أحدٌ" ثلاثًا، فقالَ رَجلٌ: أنا. قالَ: فقالَ: "إنّ صاحِبَكُم محبوسٌ عن الجَنَّةِ بِدَينه" (4) .
حدّثنا أبو سفيان العُمريّ، عن سفيان، عن أبيه، عن الشعبيّ، عن سمعان بن مُشَنَّج، عن سَمُرَة بن جُنْدَب قال: كُنَّا مَعَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في جِنازةٍ، فقالَ: "أَهَا هُنا مِنْ بَني فَلانٍ أحد؟ " قالها ثلاثًا. فقالَ لهُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ما منعكَ في المرّتين الأوليين أن تكونَ أجبتَني؟ أما إنّي لم أُنَوِّهِ بِكَ
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/18.
(2) الخبر أخرجوه في الصوم: مسلم بطرقه: باب صفة الفجر التي تتعلق به أحكام
الصوم: 3/149؛ وأبو داود: باب وقت السحور: 2/303؛ والترمذي: باب ما جاء في بيان
الفجر: 3/77، وقال: هذا حديث حسن. والنسائي: باب كيف الفجر؟ : 4/122.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/11.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/20.(4/27)
ألا بخير. إنّ فُلانًا -لرجلٍ منهم- ماتَ إنه مأسور بدينه"، قالَ: لَقَدْ رأيتُ أهله ومن يَتحزّنُ لَهُ قَضَوْا عَنْهُ، حتّى ما جاء أحدٌ يطلبُه بِشَيْءٍ (1) . تفرَّدَ بِهِ من هذا الوجه.
ورَواهُ الطبراني (2) من حَديث فِراس عن الشُّعبي زاد: "فإن شئتم فافدوه من عذابِ اللهِ، وإمّا أن تسلموه". وقد تقدّم من رواية عامِر الشعبيّ، عن سمعان (3) .
(عَبْدُ الله بن بُرَيدة الأَسْلميّ عَنْهُ)
4827- حدّثنا يَزِيد بن هارون، حدّثنا حُسَيْن- يعْني المعلّم-، عن عبد الله بن بُرَيدة، عن سَمُرَة بن جُنْدَب: "أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى عَلَى أُمِّ فُلانٍ مَاتَتْ في نِفَاسِها، فقامَ وسطها" (4) . رَواهُ الجماعة مِنْ حَدِيث حُسَيْن بن ذَكْوَان المعلّم بِهِ (5) .
4828- حدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا أَبِي، حدّثنا حُسَيْن، حدّثنا ابنُ بُرَيدة: أَنَّهُ سَمِعَ سَمُرَة بن جُنْدَب يقولُ: إِنَّهُ لَيَمنعنِي أَنْ أَتكلَّم
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/20؛ وقد أورده مختصرًا إذ أحال على سابقه وقد أورده في المخطوطة بكامله. وإن كانت غير واضحة في هذا الموطن.
(2) في المخطوطة: "الترمذي". والصواب ما أثبتناه.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 7/212، وتراجع تحفة الأشراف: 4/78.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/14.
(5) الخبر أخرجه البخاري في الطهارة: باب الصلاة على النفساء وسننها: 1/429؛ وأخرجه أيضًا كما أخرجه باقي الجماعة في الجنائز: باب الصلاة على النفساء إذا ماتت في نفاسها، وباب أين يقوم من الرجل والمرأة: 3/201؛ وأخرجه مسلم في: باب مكان الإمام في الصلاة على الميت، وقد صرّح في طرقه باسم المرأة وقال: إنها أم كعب: 2/626؛ وأبو داود في: باب أين يقوم الإمام من الميت إذا صلّى عليه؟ : 3/209؛ والترمذي في الباب، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وقد رواه شعبة عن حسين المعلّم. صحيح الترمذي: 3/344؛ والنسائي: باب الصلاة على الجنازة قائمًا، وصرّح باسم المرأة. المجتبى: 4/57؛ وابن ماجه في باب ما جاء في أين يقوم الإمام إذا صلّى على الجنازة: 1/479.(4/28)
بِكَثيرٍ مِمَّا كنتُ أَسْمَعُ من رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ هَا هُنا مَنْ هُوَ أَكْبر مِنِّي، وكنتُ لَيْلتئِذٍ غُلامًا، وإنّي كنتُ لأَحْفَظ مَا أَسْمَعُ مِنْهُ، "صَلَّيتُ وَراء رَسِولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَصَلّى عَلى أُمّ كَعْبٍ مَاتَتْ وهي نُفَسَاءُ، فقامَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلصَّلاةِ عَلَيْها وَسَطَها" (1) .
4829- حدّثنا يَحْيَى، حدّثنا حُسَينٌ المعلِّمُ، حدّثنا عَبْد الله بن بُرَيدة، عن سَمُرَة بن جُنْدَب. قال: "صَلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على امْرأَةٍ مَاتَتْ في نِفَاسِها، فَقَامَ وَسَطها" (2) .
(عَبْد الله بن زَيْد عَنْهُ، هو أَبو قِلابة الجرميّ يأْتي)
(عبد الرّحمن بن أَبِي لَيْلَى الكوفيّ عَنْهُ)
4830- حدّثنا يَزِيد، حدّثنا شُعْبَة، عن الحَكَم، عن عَبْد الرّحمن بن أَبِي لَيْلى، عن سَمُرَة بن جُنْدَب: أَنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ / عَليهِ وسلَّم قالَ: "مَنْ رَوَى عَنِّى حَديثًا وهو يَرَى أَنَّهُ يَكْذِبُ فَهُوَ أحَدُ الكذَّابِين" (3) .
4831- حدّثنا وَكِيع، قال: قالَ شُعْبة، وحدَثنا الحَكَم، عن عَبْد الرّحمن بن أَبِي لَيْلى، عن سَمُرَة. قال: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ حَدَّثَ بِحَديثٍ وهو يَرَى أَنَّه يَكْذِب فهو أحد الكذَّابين" (4) . حدّثنا محمّد بن جَعْفر، وعَفَّان قالا: حدّثنا شُعْبة، عن الحَكَم، عن ابن أَبِي لَيْلى، عن سَمُرَة بن جُنْدَب، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/19.
(2) المصدر السابق.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/14.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/19.(4/29)
رَوَى عَنِّى حَدِيثًا وهو يَرَى أَنَّهُ كَذَبَ فهوَ أحدُ الكَذَّابين"، وقالَ عفّان أَيضًا: "الكَذَّابين" (1) .
رَواهُ مُسلم، وابن مَاجه، عن أَبِي بَكْر بن أَبِي شَيْبة، عن وَكيع بِهِ. ورَواهُ ابنُ مَاجه عن بُنْدار، عن غُنْدر، عن شُعْبة بِهِ. وقَدْ رَواهُ ْالأَعمَش، عن الحَكَم، عن عبد الرّحمن بن أَبي لَيْلى، عن عليٍّ كَما تَقدَّم (2)
(عَبْدُ الرّحمن الجَرْميّ البَصْريّ عَنْهُ)
4832- حدّثنا عبد الصَّمد، وعَفّان قالا: أنبأَنا حَمّاد بن سَلَمة، أنبأنا الأَشْعث. بن عَبْد الرّحمن. الجَرْمِيّ عن أَبيه، عن سَمُرَة بن جُنْدَب: أَنَّ رَجُلاً قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "رَأًيت كأَنّ دَلْوًا دُليتْ مِن السَّماءِ فجاء أَبو بكر، فأخذَ بعَراقِيبها (3) ، [فَشرِبَ منها شُرْبًا ضَعِيفًا -قالَ عَفّان: "وفيه ضَعفٌ"-، ثمّ جاءَ عُمَر، فأَخذ بعراقِيبها، فَشرِبَ حتى تَضَلَّعَ (4) ، ثمّ جاءَ] عُثْمان فأخذ بعراقيبها، فشَرِبَ. فانتشطت (5) مِنْهُ، فانْتَضَح عَلَيهِ مِنْها شَيْءٌ (6)
رَواهُ أَبُو داود في السنّة عن محمّد بن المثنّى، عن عَفّان بِهِ (7)
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/20.
(2) الخبر أخرجه مسلم في المقدّمة: وجوب الرواية عن الثقات: 1/52؛ وأخرجه ابن ماجه في المقدمة أيضًا: باب من حدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا وهو يرى أنه كذب: 1/15؛ ومن حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عليّ: 1/14.
(3) عراقيها: العراقي جمع عَرْقوة الدلو وهي الخشبة المعروضة على فم الدلو، وهما عَرْقوتان كالصليب. وقد عرقيت الدلو إذا ركبت العرقوة فيها. النهاية: 3/88.
(4) تضلع: أكثر من الشرب حتى تمدد جنبه وأضلاعه. النهاية: 3/23.
(5) فانتشطت منه: حلّت منه. النهاية: 4/145.
(6) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/21.
(7) الخبر أخرجه أبو داود في: باب في الخلفاء: 4/208، وزاد: فيه ثمّ جاء علي فأخذ.. الخ.(4/30)
(عُبَيْد بن زَيْد بن عُقْبة عَنْهُ)
4833- حدّثنا أبو مُعَاوية، عن الحجَّاج، عن سَعِيد بن عُبَيْد بن زَيْد بن عُقْبة، عن أَبيهِ، عن سَمُرَة. قال: قالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سُرِقَ مِنَ الرَّجلِ مَتَاعٌ أَوْ ضاعَ مِنْهُ مَتَاعٌ، فَوَجَدَهُ بِيَدِ رَجُلٍ بِعَيْنِهِ، فهوَ أَحقُّ بِهِ، ويَرْجِعُ المُشْتَرِي عَلى البائِع [بالثَّمن] " (1) .
رَواهُ ابن مَاجه، عن عليّ بن محمّد، عن أَبِي مُعَاوية بِهِ (2) .
قالَ شَيْخُنا: ورَوَاهُ أَبو بَكْر بن أَبِي شَيْبة ومُسَدَّد، عن أبِي مُعَاوية، عن الحجَّاج، عن سَعِيد بن زيد بن عُقْبة، عن أَبيهِ، عن سَمُرَة وهو أَشبه بالصَّواب (3) .
(عليّ بن رَبِيعَة عَنْهُ)
4834- حدّثنا الحَسَنُ بن يَحْيَى -مِنْ أَهْلِ مَرْوٍ-، وعليّ بن إِسْحاق قالا: حدّثنا ابنُ المُبارك، عن وَرْقاء بن إِيَاس، حدّثني عليّ بن رَبِيعَة، عن سَمُرَة بن جُنْدَب. قال: قامَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فخطبَ "فَنَهى عن الدُّبَّاءِ (4) والمزَفَّتِ"، تَفَرَّدَ بِهِ. (5) /
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/13؛ وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه في الأحكام: باب من سرق له شيء فوجده في يد رجل اشتراه: 2/781؛ وفي الزوائد: روى بعضه أبو داود. وفي إسناد المصنّف حجاج بن أرطاة مدلس.
(3) تحفة الأشراف: 4/81.
(4) الدباء والمزفت: هي أوعية كانوا ينتبذون فيها وضربت فكان النبيذ يغلي سريعًا ويسكر، فنهاهم عن الانتباذ فيها ثم رخص - صلى الله عليه وسلم - في الانتباذ فيها بشرط أن يشربوا ما فيها وهو غير مسكر. وتحريم الانتباذ في هذه الظروف كان في صدر الإسلام ثم نسخ وهو المذهب. وذهب مالك وأحمد إلى بقاء التحريم. اللسان: 2/1325.
(5) من حديث سرة بن جندب في المسند: 5/17.(4/31)
(عِمْران بن تَيْم عَنْهُ: هو أَبو رَجاءٍ العُطَارِدِيّ يأَتي)
(قُدَامة بن وَبَرَة العُجَيفيّ عَنْهُ)
ْ4835- حدّثنا بَهْز، حدّثنا هَمّام، ويَزِيد، أَنبأَنا عَفّان، وحدّثنا هَمّام، حدّثنا قَتَادة، حدّثني قُدَامة بن وَبَرَة -رجُل من بَنِي عُجَيف-، عَنْ سَمُرَة بن جُنْدَب، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ تَرَكَ جُمعَةً في غَيْرِ عُذْرٍ فَلْيتصَدَّق بِدِينارٍ، فإِنْ لم يَجِدْ فَبِنصفِ دِينَارٍ" (1) .
4836- حدّثنا وَكِيعٌ، حدّثنا هَمّام، حدّثنا قَتَادة، عن قُدَامة ابن وَبَرة، عن سَمُرَة بن جُنْدَب. قال: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ فَاتَتْه الجُمعةُ فَلْيتصَدّق بِدِينارٍ أَوْ بِنِصْفِ دِينَارٍ" (2) .
رَواهُ أبو داود، عن الحَسَن بن عَليّ، والنَّسائي عن أَحمد بن سُلَيْمان، كِلاهما عن يَزِيد بن هارون بِهِ. ورَواهُ أَبو داود من حَديثِ أَيّوب أَبِي العَلاءِ عن قَتَادة، عن قُدَامة مُرسلاً (3) .
(محمّد بن سِيرِين عَنْهُ)
4837- حدّثنا محمّد بن بَكْر، أَنبأَنا عُثْمان بن سَعْد الكَاتِب، قالَ: قالَ لي ابنُ سِيرين: صنعتُ سَيْفِي عَلَى سَيْفِ سَمُرَة، وقالَ
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/8.
(2) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/14.
(3) الخبر أخرجه أبو داود في الصلاة: ناب كفارة من تركها، يعني الجمعة: 1/277، وعقّب على طريق الحسن بن علي فقال: وهكذا رواه خالد بن قيس وخالفه في الإسناد ووافقه في المتن. أما طريق أيوب أبي العلاء فقال: رواه سعيد بن بشير عن قتادة هكذا -يعني قوله في الحديث: أو صاع حنطة أو نصف صاع- إلا أنه قال: مدًا أو نصف مد، وقال: عن سمرة. ثم قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يسأل عن اختلاف هذا الحديث فقال: حمّام عندي أحفظ من أيوب يعني أبا العلاء.
ْوأخرجه النسائي في الصلاة أيضًا: باب كفارة من ترك الجمعة من غير عذر، المجتبى: 3/74.(4/32)
سَمُرَة: "صَنعتُ سَيْفي عَلى سَيْفِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وكانَ حَنَفِيَّا" (1) .
رَواهُ التِّرمذيّ في الشَّمائِل، عن عُقبَة بن مكرم، عن محمّد بن بَكْر، وفي الجِهاد، عن محمّد بن شُجَاع، عن أَبِي عُبَيدة الحدَّاد، عن عُثْمان ابن سَعْد وقال: ضَعَّفَهُ يَحْيَى بن سَعِيدٍ من قِبَل حِفْظه (2) .
(محمّد بن عليّ بن الحُسَيْن: أَبو جَعْفَر البَاقِر عَنْهُ)
4838- قالَ أبو داود في كِتاب القَضَاءِ: حدّثنا سُلَيْمان بن دَاوُد -هُوَ أَبو الرَّبِيع العَتَكِيّ- حدَّثنا حَمّاد، حدّثنا وَاصِل: مَوْلى أَبِي عُيَيْنَة، سَمِعْتُ أَبا جَعْفر: محمّد بن عليّ يُحَدِّث، عن سَمُرَة بن جُنْدَب. قالَ: "كانَتْ لَهُ عَضُد (3) مِنْ نَخلٍ في حَائِطِ رَجُلٍ من الأَنْصَارِ، قالَ: ومَعَه أَهْلُه فكان سَمُرَة يَدْخلُ إِلَى نَخْله فَيتَأَذَّى بِهِ وَيَشُق عَلَيِهِ، [فطلب إليه أن يبيعه فأبَى] ، فطلبَ إليه أَن يُنَاقِلَه فأَبَى، فأَتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ ذَلِكَ له، فطلبَ إليهِ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَبِيعَه فأَبى، فطلبَ إليهِ أَنْ يُنَاقِلَه، فأَبَى، قال: "فَهَبْه لَهُ ولكَ كَذا وَكَذا" أَمْرًا رَغَّبه فِيه، فأَبَى. قال: "أَنْتَ مُضَارّ" وقالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِلأَنْصَاري: "اذْهَبْ فَاقْلَعْ نَخْلَهُ" (4) .
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/20.
(2) الخبر أخرجه الترمذي في الجهاد: باب ما جاء في صفة سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: 4/197، وكلامه بتمامه: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد تكلم يحيى بن سعيد القطّان في عثمان بن سعد الكاتب وضعّفه من قبل حفظه. وأخرجه أيضًا في الشمائل كما في تحفة الأشراف: 4/83.
(3) عضد من نخل: بفتح العين وضم الضاد. قال الخطابي: هو هكذا في رواية أبي داود وصوابه عُضَيد يريد نخلاً لم تسبق ولم تطل. قال الأصمعي: إذا صار للنخلة جذع يتناول منه المتناول فتلك النخلة العضيد وجمعه عضيدات. مختصر السنن للمنذري: 5/239.
(4) الخبر أخرجه أبو داود في الأقضية: أبواب من القضاء: 3/315؛ وقال المنذري: في سماع الباقر من سمرة بن جندب نظر. وقد نقل من مولده ووفاة سمرة: ما يتعذر معه سماعه منه، وقيل فيه ما يمكن معه السماع منه والله عزّ وجلّ أعلم. مختصر السنن للمنذري: 5/240.(4/33)
(مَكْحُول عَنْهُ) /
حدّثنا شُرَيْحُ بن النُّعْمان، حدّثنا بَقِيّة، عن إسْحاق بن ثَعْلبة، عن مَكْحُول، عن سَمُرة بن جُنْدَب. قال: "أَمَرنا رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَتِّخِذَ المَساجِدَ في دِيَارِنا، وأَمَرَنا أَنْ نُنَظِّفها"، تَفَرَّدَ بِهِ (1) .
4839- حدّثنا يَزِيد، أَنبأَنا بَقِيّة بن الوَليد، عن إسْحَاق بن ثَعْلَبة، عن مَكْحول، عن سَمُرة بن جُنْدَب. قال: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَتَعاطَى أَحَدُكُم أَسيرَ أَخِيهِ فَيَقْتله" (2) ، تَفَرَّدَ بِهِ.
(المُنْذِر بن مالِك بن قُطَعة عَنهُ: هُوَ أَبو نَضْرة العَبْدِيّ يأْتي)
(مُنْذر أبو حَسّان عَنْهُ)
4840- حدّثنا عَبْد الصَّمد، حدّثنا ثَابِت -يَعْني أَبا زَيد-، حدّثنا عَاصِم ذَكَرَ أَنَّ الَذِي يُحَدِّث أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَذِنَ في النَّبيذِ بعدَ ما نَهَى عَنْهُ: منذرٌ أَبو حَسّان ذَكَره عَنْ سَمُرَة بن جُنْدَب، وكانَ يَقُولُ: مَنْ خالفَ الحجَّاج، فقد خَالف (3) .
(المهلَّب بن أَبِي صُفْرة عَنْهُ)
4841- حدّثنا محمّد بن جَعْفر، حدّثنا شُعْبَة: عن سِمَاكٍ، سمعتُ المهَلّب يخطبُ. قالَ: قالَ سَمُرَة بن جُنْدَب، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لا تُصَلّوا حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ، وَلا حِينَ تَسْقُطُ فإنّها (4) تَطْلُعُ بَيْنَ قرنَي شَيْطانٍ، وتَغْرب بَيْن قَرْنَيْ شَيْطَانٍ" (5) ، تَفَرَّدَ بِهِ.
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/17.
(2) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/18.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/12.
(4) في المخطوطة: "فإنه" خلافًا للمسند والسياق.
(5) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/15.(4/34)
(ميمون بن أَبِي شَبِيب الكوفيّ عَنْهُ)
4842- حدّثنا يَحْيَى بن سَعِيد، عن سفيان، حدّثني حَبِيب بن أَبِي ثَابِت، عن مَيْمون بن أَبِي شَبِيبٍ، عن سَمُرَة بن جُنْدَب، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "الْبَسُوا الثِّيَابَ البِيضَ، وكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتاكُم" (1) . رَواهُ التِّرمذيّ، والنَّسائيّ، وابنُ مَاجه من حَديث سِفيان الثّوريّ بِهِ، وقالَ التِّرمذيّ: حَسَنٌ صَحِيح (2) .
4843- حدّثنا الفَضْل بن دُكَيْن، حدّثنا المَسْعُوديّ، عن الْحَكَم، وحَبِيبٌ، عن مَيْمون بن أَبِي شَبِيبٍ، عن سَمُرَة بن جُنْدَب. قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْبَسُوا الثِّيابَ البِيضَ، فَإِنَّها أَطْهَرُ وأَطْيَبُ، وكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُم" (3)
حدّثنا يَزِيد، أَنبأَنا المَسْعُودِيّ، عن حَبِيب بن أَبِي ثَابتٍ، والحَكَمِ، عن ميْمون بن أَبِي شَبِيبٍ، / عن سَمُرَة بن جُنْدَب. قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْبَسُوا الثِّيابَ البيضَ فإِنَّها أَطْيَبُ وأَطْهَر، وكفِّنُوا فيها، مَوْتَاكُم" (4)
4844- حدّثنا وَكِيع، حدّثنا سِفْيان، وحدّثنا عَبْد الرّحمن، عن سِفيان، عن حَبِيب، عن مَيْمون بن أَبِي شَبِيب، عن سَمُرَة بن جُنْدَب.
__________
(1) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/13.
(2) الخبر أخرجه الترمذي في الأدب: باب ما جاء في لبس البياض: 5/117؛ وأخرجه النّسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/84؛ وابن ماجه في اللباس: باب البياض من الثياب: 2/1181، ولم يذكر فيه كفن الموتى.
(3) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/17.
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/18.(4/35)
قال: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْبَسوا الثِّيابَ البِيضَ (1) وكَفِّنوا فيها مَوْتَاكُم، فإِنّها أَطْيَبُ وأَطْهَر" (2) .
(هِلال بن يَسَافٍ: أَبو الحَسَن الأَشْجَعِيّ عَنْهُ)
4845- حدّثنا محمّد بن جَعْفر، حدّثنا شُعْبة، عن سَلَمة بن كُهَيل، عن هِلال بن يَسَافٍ، عن سَمُرَة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذَا حَدَّثتُكُمْ حَدِيثًا، فَلا تَزِيدُنَّ عَلَيْهِ" (3) . وقالَ: "أَرْبَع من أَطْيَب الكَلامِ وَهن من القُرآنِ لا يَضُرّك بأَيِّهنّ بدأْتَ: سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، وَلا إلهَ إلاَّ اللهِ، واللهُ أَكْبَر"، ثمّ قالَ: "لا تُسَمِّين غُلامَك أَفْلَحًا، وَلا نَجِيحًا، وَلا رَبَاحًا، وَلا يَسَارًا" (4) .
4846- حدّثنا وَكِيع، حدّثنا سفيان، عن سَلَمة، عن كُهَيل، عن هِلال بن يَسَافٍ، عن سَمُرَة بن جُنْدَب. قال: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَفْضَلُ الْكَلامِ بَعْدَ القُرْآنِ أربعٌ وهيَ (5) من القُرآن: لا يَضُرَّكَ بِأَيِّهنّ بَدأْتَ: سُبْحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، وَلا إلهَ إلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَر" (6) . رَواهُ النَّسائيّ من حَديث شُعْبَة، وابنُ ماجَه من حَديث سفيان الثّوري، كِلاهُما عن سَلَمة بِهِ (7) .
__________
(1) في المخطوطة: "البياض البياض"، وما أثبتناه المسند.
(2) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/19.
(3) في المخطوطة: "على".
(4) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/11.
(5) في المخطوطة: "أفضل الكلام بعد القرآن، وهو من القرآن أربعًا" والتزمنا بالنص عند أحمد فهو أصوب.
(6) من حديث سمرة بن جندب في المسند: 5/20.
(7) الخبر أخرجه النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 4/84؛ وأخرجه ابن ماجه في الأدب: باب فضل التسبيح: 2/1253.(4/36)
(هَيَّاج بن عِمْرَان البُرْجُمي البَصْرِيّ، عن سَمُرَة)
4847- قالَ أَبو دَاود في الجِهاد: حدّثنا محمّد بن المثنّى، حدّثنا مُعَاذ بن هِشَام، حدّثني أَبِي، عن قَتَادة، عن الحَسَن، عن الهيَّاج بن عِمْران: أَنَّ عِمْرانَ -يَعْني أَباه- أَبِقَ لهُ عَبْدٌ، فجَعَلَ للهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيْه لَيَقْطعنَّ يَدَه، فأَرْسَلي لأَسْأَلَ لَهُ فأَتَيْتُ سَمُرَة بن جُنْدَب، فَسَأَلْتُه، فقالَ: "كانَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَحُثّنا على الصَّدَقَةِ، وَيَنْهانا عن الْمُثْلَةِ"، فأَتيتُ عِمرانَ بن الحُصَين، فَسَأَلتُه، فقالَ: "كانَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهانَا عن الْمُثْلةِ، ويحثّنَا عَلَى الصَّدَقَةِ" (1) .
(يَحْيَى بن مالك: أَبو أَيّوب العتكي الأَزْدَيّ المَراغي عَنْهُ)
قالَ عَبْد الله: وجدتُ في جِلْبابِ أَبِي بخطِّ يَدِهِ، وأكثرُ ظَنِّي أَنّي قد سَمِعتُهُ مِنْهُ (2) .
4848- حدّثنا عليّ بن عبد الله، / حدّثنا معاذ. قال: وجدتُ في كِتابِ أَبِي بخطِّ يَدِهِ، ولم أَسْمَعْهُ مِنْهُ. قال: حدّثنا قَتَادةُ، عن يَحْيَى بن مَالِك، عن سَمُرَة: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "احْضُرُوا الذِّكْرَ وَادْنُوا. مِنَ الإِمَامِ، فإِنَّ الرَّجُل لا يَزَالُ يَتَبَاعَدُ حَتَّى يُؤَخَّرَ في الجَنَّةِ وإِنْ دَخَلَها". وكَذا رَواهُ أَبو داود، عن عَلِيّ بن عَبد الله وهو المَدينِيّ بِهِ (3) .
(يَزِيد بن عُبَيْد الله بن الشِّخِّير عَنْهُ)
هو أَبو العَلاء بن الشِّخِّير يأْتي
__________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في: باب في النهي عن المثلة: 3/53.
(2) هذه العبارة ليست في الأصل عند أبي داود.
(3) الخبر أخرجه أبو داود في الصلاة: باب الدنو من الإمام عند الموعظة: 1/289؛ وقال المنذري: في إسناده انقطاع. مختصر السنن للمنذري: 2/20.(4/37)
(أَبو أََيّوب المَراغِي يَحْيَى بن مَالِك تقدّم) (1)
(أبو الدَّهماء عَن سَمُرَة)
4849- قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا ضَرَّ أَحَدَكُم مَا سَدَّ بِهِ الجوعَ إِذَا أَصَابَ حَلالاً".
رَواهُ الطَّبراني من حَديث إسْحاق بن إِدْريس، عن الحَسَن بن دِينَارٍ، عن حُمَيْد بن هِلال عَنْهُ بِهِ (2) .
(أَبُو رَجَاءٍ العُطارِديّ واسمُهُ عِمْرَان
يَأتي في الجُزء السَّابع وَالعِشْرين إنْ شَاءَ اللهُ تعَالى)
__________
(1) في الصفحة السابقة 37.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 7/283؛ وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن دينار وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 4/164.(4/38)
الجُزء السابع والعشرون
(أبو رجاء العطاردى، واسمه عمران عنه
عن سمرة بن جندب)(4/39)
4850 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن أبى رجاء العطاردى، حدثنا سمرة بن جندب الفزارى. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يقول لأصحابه: «هَلْ رَأى أَحَدٌ مِنْكُم رُؤيَا؟» قال: فيقصص عليه ما شاء الله أن يقص.
قال: وإنه قال لنا ذات غداة: «إنه أتانى الليلة آتيان، وإنهما ابتعثانى، وإنهما قالا لى: انطلق وإنى انطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوى بالصخرة لرأسه فيثلع (1) بها رأسه فيتدهده الحجر ها هنا، فيتبع الحجر (2) فيأخذه، فما يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى.
قال: قلت: سبحان الله ما هذان؟ قال: قالا لى: انطلق انطلق.
_________
(1) الثلع: الشرخ. وقيل هو ضربك الشىء الرطب بالشىء اليابس حتى ينشرخ. النهاية: 1/ 133.
(2) يتدهده الحجر ويتدهدى: / يتدحرج. النهاية: 1/ 37.(4/39)
فانطلقت معهما، فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب (1) حديد، وإذا هو يأتى أحد شقى وجهه، فيشرشر (2) شدقه إلى قفاه، ومنخراه إلى قفاه، وعيناه إلى قفاه. قال: ثم يتحول إلى الجانب الآخر، فيفعل به مثل فعله بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك، حتى يصح الأول كما كان، ثم يعود فيفعل به مثل ما فعل به المرة الأولى. قال: قلت: سبحان الله ما هذان؟ قالا لى: انطلق انطلق؟
قال: فانطلقنا فأتينا على مثل بناء التنور - قال عوف: وأحسب أنه قال: وإذا فيه لغط وأصوات - قال: فاطلعت، فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوَّضوا (3) ، قال: قلت: ما هؤلاء؟ قالا لى: انطلق انطلق. فانطلقت، فأتينا على نهر حسبت أنه قال: أحمر مثل الدم، وإذا في النهر رجل يسبح، ثم يأتى ذلك الرجل الذى قد جمع الحجارة، فيفغر (4) له فاه، فألقمه حجرا حجرا. قال: فينطلق فيسبح ما يسبح، ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغر له فاه، وألقمه حجرًا. قال: قلت: ما هذا؟ قال: قالا لى انطلق انطلق.
فانطلقت فأتينا على رجل كريه المرآة (5) كأكره ما أنت راءٍ رجلاً مرآة، وإذا هو عند نار له يحسها (6) ويسعى حولها. قال: قلت: ما هذا؟ قالا لى: انطلق انطلق. فانطلقنا، فأتينا على روضة معشبة فيها من
_________
(1) الكلوب: بتشديد اللام: حديدة معوجة الرأس. النهاية: 4/ 31.
(2) فيشرشر شدقه إلى قفاه: يشقه ويقطعه. النهاية: 2/ 213.
(3) ضوضوا: ضجوا واستفاقوا. النهاية: 3/ 28.
(4) يفغر له فاه: يفتحه. النهاية: 3/ 208.
(5) كريه المرآة: كريه المنظر، مفعله من الرؤية. النهاية: 2/ 55.
(6) يحسّها: يمسّها. النهاية: 1/ 227.(4/40)
كل نور الربيع. قال: وإذا بين ظهرانى الروضة رجل قائم طويل لا أكاد أن/ أرى رأسه طولا في السماء وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط وأحسنه. قال: قلت لهما: ما هذا وما هؤلاء؟ قالا لى: انطلق انطلق.
قال: فانطلقنا، فانتهينا إلى دوحة عظيمة لم أر قط دوحة أعظم منها ولا أحسن. قال: فقالا لى. ارق فيها، فارتقينا فيها فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فأتينا باب المدينة، فاستفتحنا ففتح لنا فدخلنا فتلقانا فيها رجال شطر من خلقتهم كأحسن ما أنت راء، وشطر كأقبح ما أنت راء، قال: فقالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، فإذا نهر صغير معترض يجرى، كأنما هو المحض (1) في البياض. قال: فذهبوا، فوقعوا فيه، ورجعوا إلينا، وقد ذهب ذلك السوء عنهم وصاروا في أحسن صورة. قال: فقالا لى: هذه جنة عدن. وهذاك منزلك. قال: فبينما بصرى صعد، فإذا قصر مثل الربابة (2) البيضاء. قالا لى: هذا منزلك. قال: قلت لهما: بارك الله فيكما. ذرانى فلأدخله. قال: قالا لى: الآن فلا وأنت داخله.
قال: قلت: فإنى رأيت منذ الليلة عجبا، فما هذه الذى رأيت؟ قال: قالا لى: أما إنا سنخبرك: أما الرجل الأول الذى أتيت عليه يثلع رأسه بالحجر فإنه رجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الرجل الذى أتيت عليه شدقه إلى قفاه، عيناه إلى قفاه، ومنخراه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق، وأما الرجال والنساء العراة الذين في بناء مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزوانى، وأما الرجل الذى يسبح في النهر ويلقم الحجارة، فإنه آكل الربا، وأما
_________
(1) المحض: الخالص من كل شىء: 2/ 81.
(2) الربابة البيضاء: السحابة التى ركب بعضها بعضًا. النهاية: 2/ 57.(4/41)
الرجل الكريه المرآة الذى عند النار يمسها، فإنه مالك خازن جهنم، وأما الرجل الطويل الذى رأيت في الروضة فإنه إبراهيم عليه السلام، وأما الولدان الذين حوله، فكل مولودٍ مات على الفطرة»
قال: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله، وأولاد المشركين؟ قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وَأوْلاد المُشركين» .
وأما القوم الذين كان شطر منهم حسن، وشطر منهم قبيح، فإنهم خلطوا عملا صالحا، وآخر سيئا فتجاوز الله عنهم» .
قال عبد الله: قال أبى: سمعت عباد بن عباد يخبر به، عن عوف، عن أبى رجاء، عن سمرة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «فَيَتَدهْدهُ الحجرُ ها هُنا، قال أبى: فجعلت أتعجب / من فصاحة عباد» (1) .
رواه البخارى مطولاً، ومقطعًا في أماكن متعددة في صحيحه، ومسلم مختصرا جدًا ليس فيه منام النبى - صلى الله عليه وسلم -، كلاهما من حديث جرير بن حازم. رواه البخارى أيضًا، والنسائى من حديث عوف الأعرابى، كلاهما عن أبى رجاء العطاردى به (2) .
_________
(1) من حديث سمرة بن جندب فى المسند: 5/ 8.
(2) أخرجه البخارى مطولا في الجنائز: باب: 3/ 251، وكتاب التعبير: باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح: 12/ 438، وأخرجه أطرافه في الأذان: باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم: 2/ 333، وفى التهجد: باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل بالليل: 3/ 24، وفى البيوع: باب آكل الربا وشاهده وكاتبه: 4/ 313، وفى الجهاد باب درجات المجاهدين في سبيل الله: 6/ 11، وفى بدء الخلق: باب إذا قال أحدكم آمين: 6/ 313، وفى كتاب الأنبياء: باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} : 6/ 387، وفى التفسير: باب «آخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا» : 8/ 341، وفى الأدب: باب قول الله تعالى {يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} ، وما ينهى عن الكذب: 10/ 507؛ وأخرجه مسلم مختصرًات في الرؤيا: 5/ 132؛ وأخرجه النسائى في الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/ 82.(4/42)
4851 - حدثنا عبد الوهاب، حدثنا عوف، عن أبى رجاء، عن(4/42)
سمرة بن جندب. قال: قال نبى الله - صلى الله عليه وسلم -: «رأيْتُ لَيْلَة أُسْرِىَ بى رَجُلاً يَسْبَحُ في نَهْرٍ، ويُلْقَمُ حِجَارَةً، فسَألْتُ مَا هَذا؟ فَقِيلَ لِى: آكِلُ الرِّبَا» (1) .
_________
(1) من حديث سمرة بن جندب فى المسند: 5/ 10.(4/43)
4852 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا جرير بن حازم، سمعت أبا رجاء العطاردى يُحَدث عن سمرة بن جندب. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى صلاة الغداة أقبل علينا بوجهه، فقال: «هل رأى أحدٌ مِنْكُم الَّليْلَة رُؤيَا؟» ، فإن كان أحد رأى تلك الليلة رؤيا قصها عليه، فيقول فيها ما شاء أن يقول.
فسألنا يومًا، فقال: «رأى أحدٌ مِنْكُم الَّليْلَة رُؤيَا؟» قال: فقلنا: لا. قال: «لكن أنَا رأيْتُ اللَّيلَةَ رجُلَين أتَيانِى، فأخذا بيدى، فأخرجانى إلى أرض فضاء أو أرض مستوية، فمرَّا بى على رجلٍ، ورجل قائم على رأسه، بيده كلاليب من حديد، فيدخله في شدقه فيشقه حتى يبلغ قفاه، ثم يخرجه، فيدخله في شدقه الآخر، ويلتئم هذا الشدق، فهو يفعل ذلك به. قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق انطلق.
فانطلقت معهما، فإذا رجل مستلق على قفاه، ورجل قائم بيده فهر (1) أو صخرة، فيشدخ بها رأسه، فيتهدى الحجر، فإذا ذهب ليأخذه عاد رأسه كما كان، فيصنع مثل ذلك. قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق. فانطلقت معهما، فإذا بيت مبنى على بناء التنور أعلاه ضيق، وأسفله واسع، يوقد تحته نار، فيها رجال ونساء عراة، فإذا أوقدت ارتفعوا حتى يكاد أن يخرجوا، فإذا خمدت رجعوا فيها. قلت: ما هذا؟ قالا لى: انطلق انطلق.
_________
(1) الفهر: الحجر ملء الكف، وقيل هو الحجر مطلقًا. النهاية: 3/ 220.(4/43)
فانطلقت، فإذا نهر من دم فيه رجل، وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة، فيقبل الرجل الذى في النهر، فإذا دنا ليخرج، رمى في فيه بحجر، فيرجع إلى مكانه، فهو يفعل ذلك. فقلت: ما هذا؟ فقالا لى: انطق انطلق.
فانطلقت، فإذا روضة خضراء فإذا فيها شجرة عظيمة، وإذا شيخ في أصلها حوله صبيان، وإذا رجل قريب منه بين يديه نار، فهو يحسها فيوقدها، فصعدا بى في الشجرة، فأدخلانى دارًا لم أر قط أحسن منها، فإذا فيها رجال شيوخ وشباب، وفيها نساء وصبيان، فأخرجانى منها، فصعدا في الشجرة، فأدخلانى دارًا أفضل وأحسن منها، فيها شيوخ / وشباب، فقلت لهما: إنكما قد طوَّفْتما بى منذ الليلة، فأخبرانى عما رأيت.
قالا: نعم، أما الرجل الأول الذى رأيت فإنه رجل كذاب يكذب الكذبة، فتحملُ عنه في الآفاق، فهوة يصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة ثم يصنع الله به ما يشاء، وأما الرجل الذى رأيت مستلقيا فرجل أتاه الله القرآن، فنام عنه بالليل، ولم يعمل بما فيه بالنهار، فهو يفعل به ما رأيت إلى يوم القيامة، وأما الذى رأيت في التنور فهم الزناة، وأما الذى رأيت في النهر فذاك آكل الربا.
وأما الشيخ الذى رأيت في أصل الشجرة فذاك إبراهيم عليه السلام، وأما الصبيان الذى رأيت فأولاد الناس، وأما الرجل الذى رأيت يوقد النار ويحسها، فذاك مالك، خازن النار، وتلك النار، وأما الدار التى دخلتها أولا فدار عامة المؤمنين، وأما الدار الأخرى فدار الشهداء وأنا جبريل وهذا ميكائيل، ثم قالا لى: ارفع رأسك، فرفعت فإذا كهيئة السحاب، فقالا لى: وتلك دارك. فقلت لهما: فدعانى أدخل دارى، فقالا: إنه قد(4/44)
بقى لك عمل لم تستكمله، فلو قد استكملته دخلت دارك» (1) .
رواه البخارى، ومسلم، والترمذى، والنسائى من حديث أبى رجاء العطاردى به (2) .
(أبو العلاء بن الشخير، واسمه يزيد
ابن عبد الله العامرى البصرى عنه)
_________
(1) من حديث سمرة بن جندب فى المسند: 5/ 14.
(2) الخبر أخرجه الترمذى مختصرًا في الرؤيا: باب رؤيا النبى - صلى الله عليه وسلم - الميزان والدلو: 4/ 543؛ وقال: هذا حديث حسن صحيح. ثم قال: ويروى هذا الحديث عن عوف وجرير بن حازم، عن أبى رجاء، عن سمرة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فى قصة طويلة. وأما تخريج البخارى ومسلم والنسائى فقدم فى الحديث المشابه.(4/45)
4853 - حدثنا علىّ بن عاصم، حدثنا سليمان التيمي، عن أبى العلاء بن الشخير، عن سمرة بن جندب. قال: بينا نحن عند النبى - صلى الله عليه وسلم - إذ أتى بقصعة فيها ثريد، فأكل واكل القوم، فلم يزل يتداولونها إلى قريب من الظهر، يأكل قوم، ثم يقومون، ويجىء قومٌ فيتعاقبونه. قال: فقال له رجل: هل كانت تمد بطعام؟ قال: «أمّا مِن الأرْضِ فلا، إلاَّ أن تكُون كَانَتْ تُمَدّ من السماء» (1) .
4854 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا سليمان - يعنى التيمى -، عن
أبى العلاء، عن سمرة بن جندب: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُتى بقصعةٍ فيها ثريد،
فتعاقبوها إلى الظهر من غُدوةٍ يقوم ناسٌ، ويقعد آخرون. قال له رجل: هل
كانت تُمَدُّ؟ قال: فمن أى شىء تَعْجَبُ. ما كانت تُمدّ إلا من ها هنا، وأشار
إلى السماء» (2) .
_________
(1) من حديث سمرة بن جندب فى المسند: 5/ 12.
(2) () من حديث سمرة بن جندب فى المسند: 5/ 18.(4/45)
رواه الترمذى، والنسائى، عن محمد بن بشار، عن يزيد بن هارون به،
وقال الترمذى: حسن صحيح، واسم أبى العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير، ورواه النسائى عن محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه،
عن أبى العلاء بن الشخير، وتابعه علىّ بن عاصم، عن سليمان التيمى، وخالفهما سُليم بن أخضر، فرواه عن سليمان التيمى، عن أبى العلاء حيَّان بن عُمير،
عن سمرة (1) . /
(أبو قلابة الجرمى، واسمه عبد الله بن زيد عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب: باب فى آيات إثبات نبوة النبىّ - صلى الله عليه وسلم - وما خصه الله عز وجل به: 5/ 593، ويرجع إلى باقى الإسناد - النسائى فى الكبرى وغيره - إلى تحفة الأشراف: 4/ 86.(4/46)
4855 - حدثنا على بن عاصم، عن خالد [الحذاء] ، عن أبى قلابة، عن سمرة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الْبَسُوا منْ ثِيابكم البيضَ، وكفِّنُوا فيها موتَاكم» (1) .
4856 - حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب، عن أبى قلابة، عن سمرة بن جندب. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عليْكُم بِهَذِه الثِّيَاب البَيَاض، فلْيَلْبُسُها أحياؤكُم، وكفِّنُوا فيها موْتَاكُم فإنها من خَيْر ثِيابكم» (2) .
رواه النسائى من حديث أيوب به، وسيأتى من رواية أبى قلابة، عن عمه أبى المهلب عن سمرة (3) .
_________
(1) من حديث سمرة بن جندب فى المسند: 5/ 10.
(2) من حديث سمرة بن جندب فى المسند: 5/ 12.
(3) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/ 80، وهو من طريق أبى المهلب الحديث التالى.(4/46)
(أبو المهلب: عم أبى قلابة
واسمه عبد الرحمن بن عمرو عنه) (1) .
_________
(1) أبو المهلب: عم أبى قلابة مختلف في اسمه فقيل: عمرو بن معاوية، وقيل عبد الرحمن بن معاوية، وقيل عبد الرحمن بن عمرو، وقيل معاوية، وقيل: النضر.
عن عمر، وعثمان، وأبى كعب، وأبى مسعود الأنصارى، وتميم الدارى، وأبى موسى وعمران بن حصين، وسمرة بن جندب. وعنه ابن أخيه ومحمد بن سيرين وغيرهما. تهذيب التهذيب: 12/ 250.(4/47)
4857 - حدثنا عبد الرازق، حدثنا معمر، عن أيوب، وروح، حدثنا سعيد ابن أبى عروبة، عن أيوب، عن أبى قلابة، عن أبى المهلب، عن سمرة بن جندب. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عَليكُم بهَذا البَيَاض، فَلْيَلبِسه أَخْيَاركم، وقال روح: فليلبسه أحياؤكم، وكفنوا به موتاكم، فإنه من خير ثيابكم» (1) .
4858 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا أيوب، عن أبى قلابة. قال: قال سمرة، فذكره، وذكر - يعنى عفان عن وهيب أيضا - ليس فيه أبو المهلب (2) .
رواه النسائى من حديث سعيد به، ومن حديث أيوب به (3) .
(أبو نضرة، واسمه المنذر بن مالك بن قُطعة عنه)
4859 - حدثنا يُونس وحسين. قالا: حدثنا شيبان، عن قتادة، سمعت أبا نضرة يحدّث عن سمرة بن جندب: أنه سمع نبى الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنَّ مِنْهم مَنْ تأْخُذه النَّارُ إلى كَعْبَيْه، ومنهم مَنْ تَأْخُذه النارُ إلى
_________
(1) من حديث سمرة بن جندب فى المسند: 5/ 20.
(2) من حديث سمرة بن جندب فى المسند: 5/ 21.
(3) الخبر أخرجه النسائى فى الجنائز: باب أى كفن خير؟ المجتبى: 4/ 29؛ ويراجع أيضًا تحفة الأشراف: 4/ 86.(4/47)
رُكبتيه، ومنهم من تأْخُذه النَّارُ إلى حُجَزته، ومنهم من تأْخُذه النَّار إلى تَرْقُوَته» (1) .
_________
(1) من حديث سمرة بن جندب فى المسند: 5/ 10.(4/48)
4860 - حدثنا روح، حدثنا سعيد (1) ، عن قتادة، عن أبى نضرة، عن سمرة بن جندب، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «ومنهم مَنْ تَأْخُذه النارُ إلى رُكبتيه، ومنهم من تأْخُذه النَّارُ إلى حُجَزته، ومنهم من تأْخُذه النَّار إلى تَرْقُوَته» .
4861 - حدثنا روح، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أبى نضرة، عن سمرة ابن جندب، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ومنهم مَنْ تَأْخُذه النارُ إلى رُكبتيه، ومنهم من تأْخُذه النَّارُ إلى حجزته، ومنهم من تأْخُذه النَّار إلى تَرْقُوَته» (2) .
رواه مسلم من حديث ابن المثنى، وبندار كلاهما، عن روح به، ومن وجه آخر عن سعيد بن أبى عروبة ومن حديث/ شيبان كلاهما، عن قتادة به (3) .
(ابن سمرة: هو سليمان عن أبيه)
4862 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا أبو مالك الأشجعى، عن نعيم ابن أبى هند، عن ابن سمرة بن جندب، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «منْ قَتَلَ فَلَهُ السَّلَبُ» (4) .
_________
(1) فى المخطوطة: «حدثنا سعيد، حدثنا روح» وتكرر.
(2) من حديث سمرة بن جندب فى المسند 5/ 18.
(3) الخير أخرجه مسلم فى صفة الجنّة والنار: باب جهنم أعاذنا الله منها: 5/ 701.
(4) من حديث سمرة بن جندب فى المسند: 5/ 12.(4/48)
رواه ابن ماجه من حديث سليمان بن سمرة كما تقدم (1) .
(شيخ من بكر بن وائل عنه)
_________
(1) أخرجه ابن ماجه فى الجهاد كما تقدم ص 20.(4/49)
4863 - حدثنا إسحاق بن يوسف، أنبأنا عوف وهوذة، حدثنا عوف، حدثنا شيخ من بكر بن وائل في مجلس قسامة. قال: دخلت على سمرة بن جندب، وهو يحتجم، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن مِنْ خَيْرِ دَوَائِكم الحِجامة» (1) .
رواه النسائى من حديث حصين بن أبى الحرُّ، عن سمرة (2) .
(رجل عنه)
4864 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عون، قال: وحدثنى رجلٌ،
قال: سمعت سمرة يخطب على منبر البصرة، وهو يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«أنَّ المرأّةَ خُلِقَتْ مِن ضِلْعٍ وَإنّك إنْ تُرِدْ إقَامَةِ الضَّلَعَ تَكْسِرْهًا، فَدَارِها تَعِشْ بِهَا» (3) . تفرد به.
(ومما وقع فى حديث سمرة)
4865 - حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو ابن عطاء. قال: قال لى علىّ بن حسين: «اسمُ جِبريل عبد الله. واسم ميكائيل عبيد الله» (4) .
(آخر مسند سمرة بن جندب رضى الله عنه)
_________
(1) من حديث سمرة بن جندب فى المسند: 5/ 18.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/ 75.
(3) من حديث سمرة بن جندب فى المسند: 5/ 8.
(4) من حديث سمرة بن جندب فى المسند: 5/ 15.(4/49)
* (سمرة بن فاتك الأسدى رضى الله عنه) (1) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/ 456؛ والإصابة: 2/ 80؛ وقال: سمرة بن فاتك ويقال: ابن فاتكة الأسدى، ويقال اسمه سبرة بسكون الموحدة. وقال البخارى: له صحبة. التاريخ الكبير: 4/ 177؛ وثقات ابن حبّان: 3/ 175.(4/50)
4866 - حدثنا يعمر بن بشر، حدثنا عبد الله، أنبأنا هُشيم بن بشير، عن داود بن عمرو، عن بُسر بن عبد الله، عن سمرة بن فاتك الأسدى، فذكر حديثًا، وبهذا الإسناد، عن سمرة: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «الفَتى سَمُرَة لوْ أخَذ من لمَّتِهِ (1) ، وشَمَّر من مِئْزَرِهِ» (2) ففعل ذلك سمرة: أخذ من لمته، وشمر عن مئزره تفرد به (3) .
* (سمرة بن معير أبو محذورة يأتى فى الكنى)
725 - (سمعان بن خالد الكلابى من بنى قُريظة) / (4) .
4867 - دعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبركة، ومسح ناصيته لما وفد عليه، قال أبو نعيم: رواه نُعيم بن ناعم السَّمرقندى عن مسيح (5) بن سمعان بن الهيثم بن عقيل ابن ثابتة بن سمعان بن خالد عن أبيه، عن جده، عن الهيثم، عن أبيه عن جده، فذكره بطوله.
_________
(1) اللمة من الرأس: دون الجمة سميت بذلك لأنها ألمت بالمنكبين فإذا زادت فهى الجمة. النهاية: 4/ 68.
(2) المئزر: الإزار. النهاية: 1/ 29.
(3) من حديث سمرة بن فاتك فى المسند: 4/ 20.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/ 457؛ والإصابة: 2/ 80؛ والاستيعاب: 2/ 133؛ وفى الأصول: «إنه» وما اثبتناه أقرب إلى الرسم. قال ابن حجر: وابنه خيار. وفى أسد الغابة: خيار بن سمعان.
(5) فى الأصول: «سبع» والتصويب من الإصابة.(4/50)
726 - (سمعان بن عمرو بن حجر [ابنه خيار] (1) .
4868 - وفد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبايعه بيعة الإسلام، وصدق إليه ماله، وأقطعه النبى - صلى الله عليه وسلم - ما بين الرسلين والدركاء.
رواه أبو نعيم من حديث منصور، عن عباد بن عمرو بن بلال بن عمران عن خيار بن سمعان بن عمرو عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده عن سمعان فذكره (2) .
727 - (سميط البجلى) (3) .
قال أبو نعيم: مجهول.
4869 - حديثه عند موسى بن عبيدة، عن محمد بن أبى منصور، عن السميط البجلى، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «منْ رابَط يومًا في سَبيل اللهِ كان كصِيَام شَهْرٍ وقِيامِه» (4) .
728 - (سنان بن سلمة بن المحبق أبو جبير،
وأبو عبد الرحمن الهذلى) (5) .
4870 - ولد على عهد (6) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، روى النسائى في الفرائض عن محمد بن عبد الأعلى، عن يزيد بن زريع، عن حجاج الأحول، عن سلمة بن جنادة، عنه: «أنَّ رجلا من المهاجرين تصدق
_________
(1) تقدّم ذكره فى غير ترتيبه برقم) 1) باسمه مجردًا.
(2) تراجع الإصابة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 458؛ والإصابة: 2/ 81.
(4) المرجعان السابقان.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 459؛ والإصابة: 2/ 82؛ وأورد أخباره في ترجمة عوف بن سراقة الضمرى: 3/ 42؛ وله ترجمة أيضًا في الاستيعاب: 2/ 82؛ والتاريخ الكبير: 4/ 162؛ وثقات ابن حبان: 3/ 178؛ وتهذيب التهذيب: 4/ 241.
(6) قال ابن حبان: ولد يوم حنين.(4/51)
بأرض له عظيمة على أمة، ثم ماتت فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وجَبَ أجرُكُ، ورَدَّها عَلَيك الميراثُ» (1) .
_________
(1) أخرجه النسائى فى الكبرى، كما فى تحفة الأشراف: 4/ 87.(4/52)
729- (سنان بن سنة صاحب النبى - صلى الله عليه وسلم -
- رضى الله عنه -) (1) .
4871 - حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا عبد الرحمن بن حرملة، عن يحيى بن هند أنه سمع حرملة بن عمرو، وهو أبو عبد الرحمن، قال: «حججتُ حجة الوداع مردفى عمى سنان بن سنة، قال: فلما وقفنا بعرفات رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعا إحدى رجليه (2) على الأخرى فقلت لعمى: ماذا يقول / رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: يقول: ارموا الجمرة بمثل حصا الخذف» (3) . تفرد به.
4872 - حدثنا هارون، عن معروف - قال أبو عبد الرحمن: وسمعته أنا من هارون - قال عبد العزيز بن محمد: أخبرنى محمد بن عبد الله بن أبى حرة عن عمه حكيم بن أبى حرة، عن سنان بن سنة صاحب النبى - صلى الله عليه وسلم -[أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] ، قال: «الطَّاعم الشَّاكر له مثلُ أجر الصَّائم الصَّابر» (4) .
4873 - حدثنا عبد الله، حدثناه أحمد بن حاتم الطويل، حدثنا عبد العزيز الدراوردى مثله (5) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/ 460؛ والإصابة: 2/ 82؛والاستيعاب: 2/ 82؛ والتاريخ الكبير: 4/ 161؛ وثقات ابن حبان: 3/ 178؛ وتهذيب التهذيب: 4/ 242.
(2) في المسند: «إحدى أصبعيه» وما فى المخطوطة أشبه.
(3) من حديث سنان بن سنة فى المسند: 4/ 343.
(4) من حديث سنان بن سنة فى المسند: 4/ 343، وما بين معكوفين استكمال منه.
(5) المصدر السابق.(4/52)
رواه ابن ماجه من حديث عبد العزيز الدراوردى به (1) . قال شيخنا: ورواه إسحاق بن [أبى] إسرائيل، عن الدراوردى عن موسى بن عقبة، عن محمد بن عبد الله بن أبى حرة، عن عمه [حكيم بن أبى حرة] ، عن رجلٍ من أسلم، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، فزاد في إسناده موسى بن عقبة، ولم يُسم الصحابى (2) .
_________
(1) قال فى الزوائد: إسناده صحيح. ورجاله موثقون، وليس لسنان بن سنة سوى هذا الحديث، وليس له شىء فى الكتب الخمسة الأصولية. سنن ابن ماجه: 1/ 561.
(2) تحفة الأشراف للمزى: 4/ 88.(4/53)
730 - (سنان بن شفعلة وقال ابن ماكولا: الأوسى) (1) .
4874 - قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل، عن الله لما أراد أن يزوِّج عليًا بفاطمة أمر رضوان فأمر شجرة طُوبى فحملت رقاقًا بعدد محبى آل محمد، فإذا كان يوم القيامة أعطى كل رجلٍ منهم رُقاقة براءة من النار (2) .
رواه أبو موسى بإسناد مظلم إلى عباد بن راشد اليمانى عنه، ثم قال: وهو حديث منكر، قلت: بل هو موضوع ذكرناه التزامًا بالشرط وتنبيها عليه ليعرف أمره.
731 - (سنان بن ظُهير الأسدى) (3) .
4875 - قال: أهديتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناقةً، فقال: «دَعْ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/ 461؛ وفى الإصابة: ويقال: ابن شمعلة: 2/ 82.
(2) أخرجه أبو موسى وقال: هو حديث منكر وقال أيضًا: ليس فى إسناده من يعرف سوى عباد بن راشد. وفى السند: محمد بن فارس العطش، وهو رافضى. هكذا فى أسد الغابة والإصابة.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/ 462؛ والإصابة: 2/ 83؛ والاستيعاب: 2/ 83.(4/53)
داعى اللبن» . ذكره أبو نعيم من حديث عبد الله بن داود الحربىّ عن عُقبة ابن جو دان عن أبيه عنه (1) .
_________
(1) أسد الغابة والإصابة، وأخرج أحمد لفظه من حديث ضرار بن الأزور في مواطن من المسند:
4/ 76، 322، 339؛ قال أبو معاوية مفسرًا له: لا تجهدنها.(4/54)
732 - (سنان بن غرفة) (1) .
4876 - قال أبو نعيم - ومن خطه نقلت -: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا عبد الخالق بن زيد بن واقد، عن أبيه، عن عطية بن قيس، عن بُسر بن عبيد الله (2) ، عن سنان بن غرفة - وله صُحبة -، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - في الرجل يموت مع النساء والمرأة تموت مع الرجال وليس لواحدٍ منهما محرم، قال: «يتيمَّما ولا يُغسلا» (3) .
733 - (سنان بن وبرة، ويقال: وبر الجهنى) (4) .
4877 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن عمرو البزار (5) ، حدثنا محمد بن الحسن الشيبانى، / عن خارجة بن رافع الجهنى، عن سنان ابن وبرة الجهنى. قال: «غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) له ترجمة في اسد الغابة: 2/ 462؛ ونقل عن أبى نعيم قوله: غرقه. هو بالغين المعجمة أو المهملة. وفى الإصابة: 2/ 83 بفتح الغين المعجمة والراء والفاء. وعن ابن السكن: بكسر المهملة، وسكون الراء بعدها قاف.
(2) فى الأصول: «بشر بن عبد الله» ، والصواب ما أثبتناه. يراجع مصدرا الترجمة، وتهذيب التهذيب: 1/ 438.
(3) الخبر أخرجه الطبرانى في الكبير: 7/ 119؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الخالق بن زيد بن واقد وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 3/ 23.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 463؛ والإصابة: 2/ 84.
(5) في الأصول: «حدثنا حميد بن الربيع الخزاز» . ولا مكان له في المراجع.(4/54)
غزوة المريسيع فكان شعارنا [يا منصور] أمت أمت» .
رواه محمد بن جهم عن محمد بن الحسن (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى في الكبير: 7/ 119؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى في الأوسط والكبير، وإسناد الكبير حسن. مجمع الزوائد: 6/ 142 وما بين معكوفين استكمال من المرجعين.(4/55)
734 - (سنان: غير منسوب)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأبى بكر: «تنق وتوق» (1) .
4878 - رواه أبو نُعيم من حديث أبى خالد الأحمر عن يونس بن أبى إسحاق عن أبيه عنه (2) .
735 - (سندر أبو الأسود) (3) .
4879 - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أسْلَم سَالَمَها اللهُ، وغِفَار غَفَر اللهُ لها، وتُجِيبُ أجابُوا الله» .
رواه أبو موسى من حديث ابن لهيعة عن يزيد بن أبى الخير عنه (4) .
_________
(1) قال في النهاية تنقه وتوقه. رواه الطبرانى بالنون وقال: معناه تخير الصديق ثم احذره، وقال غيره: تبقه بالباء. أى أبق المال ولا تسرف في الإنفاق. وتوق في الاكتساب. وقال أيضًا في مكان آخر: تبقه وتوقه أى استبق نفسك ولا تعرضها للتلف، وتحرز من الآفات، واتقها. النهاية: 4/ 173، 226.
(2) أسد الغابة والإصابة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 464؛ والإصابة: 2/ 131، أورده في القسم الرابع.
(4) المرجعان السابقان. والخبر بلفظه أخرجه أحمد في مواطن من حديث ابن عمر وجابر وأبى هريرة برزه وليس فيه ذكر لتجيب. مسند أحمد: 2/ 20؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى والبزار بنحوه وإسنادهما حسن. مجمع الزوائد: 10/ 46؛ ويراجع كشف الأستار: 3/ 309.(4/55)
736 - (سندر أبو عبد الله مولى زنباع) (1) .
4880 - روى أو نعيم من حديث ربيعة بن لقيط، عن عبد الله بن سندر، عن أبيه: أنه قبَّل جارية مولاه فخصاه فأتى سندر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فأرسلوا إلى زنباع، يقول: « [من] مُثلّ [به] أو أحرق بالنار، فهو حر وهو مولى الله ورسوله» فأعتق سندرًا، فقال سندر: يا رسول الله أوص بى، فقال: «أوصى بك كل مسلم» ، فكان أبو بكر يحسن إليه، ثم عمر، فأراد الرحلة إلى مصر، فكتب له عمر إلى عمرو ابن العاص فأقطعه أرضًا مُتَّسعةً ودارًا، فلما مات قُبضت في مال الله ورسوله (2) .
قال ابن الأثير: أظن هاتين الترجمتين واحدة كما ذكر ذلك بعضهم (3) .
737 - (سنين أبو جميلة السلمىّ، ويقال: الضميرى
وقيل فيه: سنين بن يزيد) (4) .
4881 - روى البخارى في غزوة الفتح، عن إبراهيم بن موسى،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 464؛ والإصابة 2/ 84.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى ملخصًا، المعجم الكبير: 7/ 202؛ والبزّار: 2/ 146؛ وقال الهيثم: رواه البزار والطبرانى، وفيه عبد الله بن سندر ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات مجمع الزوائد: 4/ 239.
(3) من ذهب إلى ذلك صاحب الإصابة في ترجمته، وقال البخارى: كفاءة عثمان بن صالح
وترجم له باسم: سندر أبو الأسود، وهما اعتبراه وسابقه شخصًا واحدًا. التاريخ الكبير: 4/ 210.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 465؛ والإصابة: 2/ 85؛ والتاريخ الكبير: 4/ 209؛ وثقات
ابن حبّان: 3/ 179. وقال: سنين بن واقد أبو جميلة الظفرى؛ وتهذيب التهذيب:
4/ 245، وقيل في اسم أبيه فرقد، وقرن البغوى بين سنين بن واقد الظفرى وبين سنين
أبى جميل، وقال ابن حجر: قيل اسم أبيه فرقد، قال ابن سعد: وهو سلمى. وقال غيره:
هو ضمرى، وقيل سليطى. فتح البارى: 5/ 274. ولم أعثر على من قال: هو ابن يزيد كما
ذكر المصنف.(4/56)
عن هشام، عن معمر، عن الزهرى، عن سنين أبى جميلة - وزعم أنه أدرك النبى - صلى الله عليه وسلم -، وخرج معه عام الفتح (1) .
وأنه التقط منبوذا فأتى به عمر، فقال: عسى الغوير أبؤسًا (2) . فقيل: يا
أمير المؤمنين إنه، وإنه، أى أثنوا عليه خيرا، فقال: اذهب فلك ولاؤه وعلينا نفقته (3) .
والعجب أن أبا زرعة سئل عن حديث المنبوذ، فلم يكن أبو جميلة عنده ثبتاً ولم يكن عنده بالمشهور، وأنكر ابن معين أن يكون له رؤية من النبى صلى الله / عليه وسلم، قلت: والصحيح [له] رؤية، وأنه ثبت مشهور والله أعلم (4) .
من اسمه سهل يأتى
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى. فتح البارى: 8/ 22.
(2) الغوير بالمعجمة تصغير غار. وأبؤسًا جمع وهو الشدة. وانتصب على أنه خبر عسى عند من يجيز ذلك، أو بأصخار شىء. تقديره: عسى أن يكون الغوير أنوشا. وهو مثل مشهور. يقال فيما ظاهره السلامة ويخشى منه العطب. وأصله أن ناسًا دخلوا غارًا يبيتون فيه فانهار عليهم فقتلهم. فتح البارى: 5/ 274.
(3) رواية البخارى: اذهب وعلينا نفقته. وفى رواية مالك: اذهب فهو حر ولك ولاؤه وعلينا نفقته. فتح البارى: 5/ 274، 275.
(4) قال ابن حجر: ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين وقال: له أحاديث وقال العجلى: تابعى ثقة. الإصابة.(4/57)
738 - (سوادة بن ربيع، - رضى الله عنه -) (1) .
في ثالث المكيين
4882 - حدثنا أبو النصر، حدثنا المرجى بن رجاء اليشكرى،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/ 486؛ والإصابة: 97/ 2؛ والاستيعاب: 2/ 117؛ والتاريخ الكبير: 4/ 184؛ وقال ابن حبان: سواد بن الربيع الجرمى، ويقال: سوادة بن الربيع. ثقات ابن حبّان: 3/ 179.(4/57)
حدثنى سلم (1) بن عبد الرحمن، سمعت سوادة بن الربيع، قال: أتيت
النبى - صلى الله عليه وسلم -، فسألته (2) ، فأمر لى بذودٍ، ثم قال لى: «إذَا رَجَعْتَ إلى بيْتِكَ فمُرْهُم فليُحْسٍنوا غِذاءَ رِبَاعِهم، ومُرهم فلْيُقَلِّمُوا أظْفَارِهُم وَلا يُعْطُبوا بها ضُرَوع مَوَاشيهم إذا حَلَبُوا» (3) .
(حديث آخر)
_________
(1) فى الأصول: سلمة. وهو سلم بن عبد الرحمن الجرمى. روى عن سوادة بن الربيع. تهذيب التهذيب: 4/ 132.
(2) فى الأصول: «فسأله» . وما أثبتناه من المسند.
(3) من حديث سوادة بن الربيع في المسند: 3/ 484.(4/58)
4883 - قال أبو النعيم: حدثنا علىُّ بن أحمد بن غسان، حدثنا عبدان، حدثنا خليفة بن خياط، حدثنا محمد بن حمران، عن سلم الجرمى، عن
سوادة بن الربيع، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، وقال: «الخَيْلُ مَعْقُود في نوَصِيها الخَيْر إلى يَوم القِيَامة» (1) .
(حديث آخر)
4884 - وقال أبو نُعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان عن الحسن ابن سفيان، حدثنا أبو كامل، حدثنا محمد بن حمران عن سلم الجرمى، عن سوادة بن الربيع، قال: رأيتُ على النبى [- صلى الله عليه وسلم -] خاتمًا» (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى في الكبير: 7/ 114. ولفظه: «عليك بالخيل ... الخ» ؛ وأخرجه البزار مع حديثه السابق. كشف الأستار: 2/ 273، وقال: لا نعلم روى سوادة إلا هذا وقال الهيثمى: رواه البزار ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/ 259.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى في الكبير: 7/ 114.(4/58)
739 - (سوادة ويقال سواد بن عمرو
ابن عطية بن خنساء) (1) .
ابن مبذول بن عمرو بن غنم الأنصارى
4885 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن علىّ بن شعيب السمسار، حدثنا الحسن بن بشر البجلى، حدثنا المعافى ابن عمران، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن سواد ابن عمرو، قال: قلت: يا رسول الله إنى رجل حبب إلى الجمال، وأعطيت منه [ما] ترى، ولا أحب أن يفوقنى (2) أحد بشراك نعلى. أفمن الكبر هو؟ اقل: «لا ولكنّ الكِبْرَ [منْ] بَطر الحقَّ وغَمَضَ النَّاسَ» (3) .
ورواه حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين: أن رجلا من الأنصار يقال له سواد بن عمرو، فذكره (4) .
4886 - وقال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبى. وحدثنا أحمد بن محمد بن يوسف، وحدثنا المنيعى (5) - يعنى أبا القاسم -: عبد الله [ابن محمد] (6) بن عبد العزيزى البغوى، حدثنا زهير بن محمد، وعلى بن شعيب، وأحمد بن منصور، قالوا: أنبأنا موسى ابن داود، حدثنا عمرو بن سليط، [عن أبيه] (7) ، عن الحسن، عن
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/ 483؛ والإصابة: 2/ 95؛ والاستيعاب: 2/ 117.
(2) غير واضحة بالأصول، وما أثبتناه أقرب إلى الرسم. وفى الطبرانى: يفوقنى: يفضلنى.
(3) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 7/ 112؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 5/ 134.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 7/ 113.
(5) نسبة إلى جده أحمد بن منيع. طبقات الحفاظ للسيوطى: 208.
(6) استكمال من تذكرة الحفاظ: 2/ 273.
(7) استكمال من أسد الغابة: 2/ 483.(4/59)
سوادة بن عمرو الأنصارى، وكان من الخلوق فتلقاه النبى - صلى الله عليه وسلم - مرتين أو ثلاثا، فينهاه، فلقيه ذات يومٍ، ومعه جريدة فطعن (1) بها في بطنه فخدشته، فقال: أفدنى يا رسول الله أو أقصّنى (2) / فحسر النبى - صلى الله عليه وسلم - عن بطنه، فقال: ها اقتص، فلما رأى بطن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألقى الجريدة وعلق يقبلها» . قال الحسن: حجزه الإيمان، ثم استبكى ثم قال أبو نعيم: رواه أبو حاتم الرازى عن إسحاق بن عمرو بن سليط، عن أبيه، عن الحسن به.
المسلم أن [لا] هذا الحديث ولا هذا الصحابى في المسند لأحمد، وقد ساقه أبو نعيم من المسند فالله أعلم. وقد ذكر محمد بن إسحاق عن حسان بن واسع عن أشياخ من قومه: أن سواد بن غزيه طعنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقدح في يده في خاصرته، وهو يُعدّل الصفوف يوم بدر، فقال: أوجعتنى يا رسول الله فأقدنى. فكشف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن جنبه، فأقبل سواد يقبله، وقال: أحببت يا رسول الله أن يكون آخر عهدى بك يا رسول الله، فدعا له بخير (3) .
_________
(1) في الأصول: «قال يا يابا عامة وإما طعن» ، والتصويب من أسد الغابة.
(2) غير واضحة بالأصول؛ ومعناها: مكنى من أخذ القصاص.
(3) أسد الغابة، وقال: قاله أبو عمر، وقال ابن حجر: من رواية الحسن البصرى عنه فأرسله، لأنه لم يسمع منه. ثم ساق الخبر في ترجمة سواد بن غزيه ثم قال: لا يمتنع التعدد لاسيما مع اختلاف السبب. الإصابة.(4/60)
740 - (سواد بن قارب السدوسى ويقال الأزدى)
4887 - كان كاهنا في الجاهلية كما تفرس فيه عمر - رضى الله عنه -، وله معه قصة مشهورة، أخبر فيها أنه جاءه نجية في ثلاث ليال يخبره بأنه قد] أُرسل] (1) رسول، وقد أسلمت الإنس والجن، وأنه شدت
_________
(1) استكمال يستلزمه السياق.(4/60)
رحالها إليه، فاذهب إليه واتبعه، وذلك في ثلاث ليال. قال: فعند ذلك رحل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو بمكة، فأخبرته بما رأيت وسمعت، فقال: «إذَا اجْتَمع المُسلِمون فأخبَرهم بِذَلك» . فلما اجتمعوا قمتُ فقلت:
أتانى نجيى بعد هدء ورقدة، ... ولم يك فيما قد بلوت بكاذب
ثلاث ليال قوله كل ليلة ... أتاك نبى من لؤى بن غالب
فشمرت من ذيل الإزار وأرفلت
بى الذعلب الوجناء (1) عبر السباسب
وأعلم أن الله لا رب غيره ... وأنك مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيلة ... إلى الله يا بن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل ... وإن كان فيما جاء شيب الذوائب
وكن لى شفيعا يوم لا ذو شفاعةٍ ... سواك بمغنٍ عن سواد بن قارب
قال: ففرح / رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمهاجرون والأنصار بذلك فرحًا شديدًا (2) .
وهذه القصة مروية من طرق متعددة، وقد بسطناها في هواتف الجان من السيرة، وفى سيرة عمر - رضى الله عنه -، وقد استقصاها أصحاب المطولات كالطبرانى، وأبى موسى، والحافظ بن عساكر، وساقها أبو نعيم في أسماء الصحابة وغيرهم (3) .
_________
(1) الذعلب والذعلبة: الناقة السريعة، والوجناء: الغليظة الصلبة، وأرفلت تبخترت. النهاية: 2/ 46، 93، 4/ 167.
(2) في الطبرانى: «ففرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بإسلامى فرحًا شديدًا حتى رؤى فى وجوههم» وهو أدق.
(3) أخرجه الطبرانى في المعجم الكبير عن محمد بن كعب القرظى وعن سواد بن قارب الأزدى، وقال الهيثمى: كلا الإسنادين ضعيف. المعجم الكبير للطبرانى: 7/ 109، 111؛ ومجمع الزوائد: 8/ 248، 250؛ والخبر أخرجه البخارى في الكبير مختصراً، وقال: ولا يصح الحكم بن يعلى، التاريخ الكبير: 4/ 202؛ والحكم بن يعلى راويه عن عطاء المحاربى أخباره مظلمة، الميزان: 1/ 583؛ وأخرجه أيضًا الحاكم في ترجمة سواد وسكت عنه. وقال الذهبى الإسناد منقطع. المستدرك: 3/ 608.(4/61)
741 - (سويد بن جبلة الفزارى) (1)
4888 - قال أبو نعيم: لا تصح له صحبة، ثم روى من طريق الجراح بن مليح، عن الزبيدى، عن لقمان بن عامر، عن سويد بن جبلة: بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَتَزدَحِمَنَّ هذه الأمّةُ على الحَوْضِ ازدحام إبِلٍ وَرَدَتْ لِخْمسٍ» (2) .
ومن حديث بقية، عن الزبيدى، عن راشد بن سعد، عن سويد بن جبلة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «العارية مُؤَدّاةٌ، والمِنْحَةُ مَرْدُودة، والزَّعِيم غارِم» (3) .
742 - (سويد الحارث الأزدى) (4) .
4889 - أورده أبو نعيم في غير كتاب المعرفة، ورواه أبو موسى من طريق أحمد بن أبى الحوارى، عن أبى سليمان [الدارانىٍ] ، قال حدثنى شيخ بساحل دمشق يقال له: علقمة بن يزيد بن سويد الأزدى،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/ 487؛ والإصابة في القسم الرابع: 2/ 133؛ والاستيعاب: 2/ 116؛ وقالا: فى مسند الشاميين، وهو غلط، وليست له صحبة؛ وأخرجه البخارى في التابعين. التاريخ الكبير: 4/ 146.
(2) أخرجه أبو نعيم والبغوى وابن حبان والطبرانى فى مسند الشاميين كما في أسد الغابة والإصابة فى ترجمته، والخميس: بالكسر من إظماء الإبل، وهو أن ترد الإبل الماء اليوم الخامس. اللسان: 2/ 1263.
(3) أخرجه أبو نعيم وابن منده وابن عبد البر كما في أسد الغابة، وقال ابن حجر: هذا - الحديث - أخرجه النسائى من طريق الحجاج بن قرافصة عن الزبيدى عن أبى عامر عنه - سويد بن جبلة - عن أبى أمامة، وهو الصواب. أسد الغابة والإصابة. نقول: وأخرجه الإمام أجمد في مسنده من حديث أبى أمامه، المسند: 5/ 267؛ وعمن سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - في مسند عبد الله بن سعد. المسند: 5/ 293.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/ 487؛ والإصابة: 2/ 98.(4/62)
حدثنى أبى، عن جدى: سويد بن الحارث، قال: وفدت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سابع سبعةٍ من قومنا، فأعجبه ما رأى من سمتنا، وزينا، فقال: «مَا أنْتُم؟» فقلنا: مؤمنون، فتبسم، وقال: «إنَّ لِكُل قولٍ حقيقة، فما حَقِيقةُ إيمَانكم؟» قال سويد: فلنا خمس عشرة خصلة: خمس منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها، وخمس أمرتنا أن نعمل بها، وخمس تخلقنا بها في الجاهلية، ونحن عليها إلا أن تكره منها شيئا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَا الخَمْسُ التي أمرتْكم رُسلى أنْ تُؤمنوا بها؟» قلنا: أن نؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، قال: «وما الخمْسُ التي أمَرْتكم أنْ تًعملوا بِها؟» قلت: نقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ونقيم الصلاة، ونؤتى الذكاة، ونحج البيت، ونصوم رمضان، قال: «ومَا الخَمْس التى تَخَلَّقْتُم بها فِى الجَاهِليَّة؟» قلنا: الشكر عند الرَّجاء، والصبر عند البلاء، والصف (1) في مواطن اللقاء، والرضاء بمرِّ القضاء، والصبر عند / شماتة الأعداء. فقال: «حُكَماءُ (2) وعُلَمَاءُ كَادُوا مِنْ صِدْقِهم أنْ يَكُونُوا أنْبِيَاء» غريب جدًا (3) .
_________
(1) فى أسد الغابة: والصبر.
(2) فى أسد الغابة: حلماء.
(3) أخرجه أبو موسى كما في اسد الغابة، وقال ابن حجر: أخرجه الرشاطى وابن عساكر من وجهين آخرين. مصدرا الترجمة.(4/63)
743 - (سويد بن حنظلة)
كوفىّ - رضى الله عنه -، في ثالث عشر الإسلام.
4890 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا إسرائيل بن يونس (1) بن
_________
(1) في المخطوطة: «إسرائيل عن عيسى» ، والتصويب من المسند.(4/63)
أبى إسحاق، حدثنا إبراهيم بن عبد الأعلى، عن جدته، عن أبيها سويد ابن حنظلة. قال: خرجنا نريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعنا وائل بن حجر، فأخذه عدو له، فتحرج القوم أن يحلفوا، وحلفت أنه أخى، فخلّى عنه، فأتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت ذلك له، فقال: «أنتَ كُنْتَ أَبرَّهُم، وأصْدَقَهم، صَدقتَ: المسلمُ أخُو المُسلِم» (1) .
_________
(1) من حديث سويد بن حنظلة فى المسند: 4/ 79.(4/64)
4891 - حدثنا الوليد بن القاسم، وأسود بن عامر، قالا: حدثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن جدته، عن أبيها سويد بن حنظلة. قال: خرجنا نريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكره (1) .
رواه أبو داود، وابن ماجه من حديث إسرائيل به (2) .
وأما سويد بن الصامت بن خالد بن عقبة بن خوط بن حبيب [بن عمرو] بن عوف الأنصارى الأوسى (3) .
فإنه قدم مكة: فتصدى له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ودعاه إلى الإسلام فقال: إن معى مجلة لقمان، فقرأ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن، فلم يقرب ولم يبعد، فلما قدم المدينة قتلته الخزرج، فيقول أهله: إنه قد مات مسلمًا (4) .
وله شعر فيه حكمة جيدة بفصاحة لفظ حلو، وروى قصته بطولها محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن قتادة، عن أشياخ من قومه
_________
(1) المصدر السابق.
(2) أخرجه أبو داود (باب المعاريض فى اليمين) : سنن أبى داود: 3/ 224؛ وابن ماجه فى (كتاب الكفارات) : سنن ابن ماجه: 1/ 685.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/ 489، والاستكمال منه؛ وفى الإصابة: 2/ 99؛ والاستيعاب: 2/ 112.
(4) تاريخ الطبرى: 2/ 351. والسيرة لابن هشام مع الروض الأنف: 3/ 169.(4/64)
* (سويد بن طارق، ويقال: طارق بن سويد
فى التداوى بالخمر يأتى) (1)
_________
(1) يأتى فى طارق بن سويد ص 381 من هذا الجزء.(4/65)
744 - (سويد بن عامر بن زيد بن حارثة الأنصارى) (1)
سكن المدينة، قال إبراهيم: لا تصح له صحبة.
4892 - حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا أبو يعلى، حدثنا إبراهيم بن الحجاج الساعى، حدثنا ابن المبارك، عن مجمع بن يحيى، عن سويد بن عامر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بُلُّوا أرْحَامَكُم وَلَو بسلاَم» (2) . ثم قال: رواه عبد الواحد بن زياد، ووكيع، ويزيد بن هارون عن مجمّع.
745 - (سويد بن قيس أبو صفوان،
ويقال أبو مرحب - رضى الله عنه -
سكن الكوفة) (3)
4893 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن سماك، عن سويد بن قيس،
قال: جلبت أنا ومخرمة العبدى ثيابا من هجر. / قال: فأتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
فساومنا في سراويل، وعندنا وزّان يزن بالأجر، فقال للوزان: «زِنْ
وأرْجِحْ» (4) .
_________
(1) به ترجمة فى أسد الغابة: 2/ 490؛ والإصابة: 2/ 99؛ والاستيعاب: 2/ 115؛ وأخرجه البخارى في التابعين: 4/ 145.
(2) قال ابن حبان: في ثقات التابعين، حديثه مرسل، وقال البغوى وابن منده: لا صحبة له. الإصابة: 2/ 134 (القسم الرابع) ، وقال: تابعى صغير
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 493؛ والإصابة: 2/ 100؛ والاستيعاب 2/ 114؛ والتاريخ الكبير: 4/ 141؛ وثقات ابن حبان: 3/ 177.
(4) من حديث سويد بن قيس فى المسند: 4/ 352.(4/65)
4894 - حدثنا حجاج، حدثنا شعبة، عن سماك، عن مالك أبى صفوان بن عميرة، قال: «بِعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سِرِاويلَ قَبْلَ الهجرة فأرْجَح لِى» (1) .
رواه الأربعة (2) من حديث سفيان الثورى به كما تقدم، وقال الترمذى: حسن صحيح (3) .
ورواه أبو داود، والنسائى، وابن ماجه من حديث شعبة، عن سماك، عن أبى صفوان بن عميرة. وقال النسائى في رواية له: عن شعبة، عن سماك، سمعت مالكًا أبا صفوان بن عميرة، قال أبو داود، والنسائى: الصواب قول سفيان، قال أبو داود: رواه قيس كما قال سفيان (4) .
746 - (سويد بن مقرِّن بن عائذٍ بن منجا
[ابن هُجير] بن نصر بن [حُبشية بن] كعب المزنى) (5) .
أخو النعمان بن مقرن: أبو عدى سكن الكوفة، وكان من البكائين، حديثه في ثانى المكيين، ورابع عشر الأنصار.
4895 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن سفيان، عن سلمة
_________
(1) المرجع السابق.
(2) الأربعة: أصحاب السنن أبو داود والترمذى والنسائى وابن ماجه.
(3) أخرجه أبو داود في البيوع: سنن أبى داود: 3/ 245؛ والترمذى فيه: صحيح الترمذى: 3/ 589؛ والمجتبى للنسائى: 7/ 250؛ وابن ماجه في التجارات: 2/ 748.
(4) المراجع السابقة: ويرجع إلى قول النسائى في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 135. وتمام قول أبى داود: والقول قول سفيان.
(5) له ترجمة في اسد الغابة: 2/ 493، وما بين معكوفين استكمال منه؛ واسم جده هنا في أصول أسد الغابة: «منجا» وما في المشتبه «ميجا» ص 617. وله ترجمة أيضًا في الإصابة: 2/ 100؛ والاستيعاب: 2/ 113؛ والتاريخ الكبير 4/ 140؛ وثقات ابن حبان: 3/ 176.(4/66)
- يعنى ابن كهيل -، عن معاوية بن سويد، قال: لطمت مولى لنا، فقال له أبى: اقتص، ثم قال: كنا معشر بني مقرن سبعة ليس لنا خادم إلا واحدة، فلطمها أحدنا، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أعْتِقُوها» ، فقيل له: ليس لهم خادم غيرها، فقال: «لَتَخْدِمَنَّهُم، فَإذا اسْتَغنوا عَنْها، فلْيَعْتِقوها» (1) .
_________
(1) من حديث سويد بن مقرن فى المسند: 5/ 444.(4/67)
4896 - حدثنا ابن نمير، حدثنا سفيان، عن سلمة، عن معاوية ابن سويد. قال: لطمت ثم جئت وأبى في الظهر، فصليت معه، فلما سلم أخذ بيدى، فقال: امتثل (1) منه فعفا، ثم أنشأ يحدث، قال: كنا ولد مقرن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعة ليس لنا إلا خادم واحدة، فلطمها أحدنا، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «أعتِقُوها» ، فقالوا: ليس لنا خادم غيرها، قال: «فليستخدموها، فإذا استغنوا عنها، فلُيخلُّوا سبيلها» (2) .
4897 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن حصين: سمعت هلال بن يساف يحدث، عن سويد بن مقرن، قال: كنا نبيع البز في دار سويد بن مقرن. قال: فخرجت جارية [لسويد، فكلمت رجلا منا، فسبته، فلطم] (3) وجهها فقال سويد: لطمتها، لقد رأيتنى، وإنى لسابع سبعة من إخوتى، ما لنا إلا خادم، فعمد أحدنا فلطمها، فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعتقها (4) .
_________
(1) امتثل منه: قال النووى: قيل: معناه عاقبه قصاصًا. وقيل: افعل به مثل ما فعل بك. شرح مسلم: 4/ 208.
(2) من حديث سويد بن مقرن فى المسند: 3/ 447.
(3) في الأصل المخطوط: «فلطمت وجهها» . وهو سهو من الناسخ، وما أثبتناه من المسند.
(4) من حديث سويد بن مقرن فى المسند: 5/ 444.(4/67)
4898 - حدثنا هشيم، أنبأنا حصين، عن هلال بن يساف: «أن رجلا كان نازلاً في دار سويد مقرن. قال: فلطم خادما (1) . قال: فغضب سويد، فقال: أما/ وجدت إلا حر وجهه، لقد رأيتنى ونحن سابع سبعة من ولد مقرنٍ، وما لنا خادم إلا واحد، عمد إليه أصغرنا (2) فلطمه، فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رجعنا أن نعتقه، فأعتقناه» (3) .
رواه مسلم، وأبو داود، والنسائى من حديث سفيان به، ورووه مع الترمذى من حديث شعبة عن حصين، ولمسلم في رواية عن شعبة عن محمد بن المنكدر عن أبى شعبة العراقى، عن سويد بن موسى به. وقال الترمذى: حسن صحيح (4) .
4899 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبى حمزة. سمعت رجلا من بنى مازن يحدث، عن سويد بن مقرن، قال: «أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنبيذ في جر (5) ، فسألته عنه، فنهانى عنه، فأخذت الجرة فكسرتها» (6) . تفرد به.
4900 - حدثنا روح، حدثنا شعبة، عن أبى حمزة، سمعت هلالاً: رجلاً من بنى مازن يحدث عن سويد بن مقرن. قال: «أتيت
_________
(1) في الأصل المخطوط: «خادمًا له» خلافًا للمسند.
(2) اللفظ عند أحمد: «عمد إليه واحد» .
(3) من حديث سويد بن مقرن فى المسند: 5/ 444.
(4) أخرجه مسلم فى هذه الطرق في الإيمان: 4/208، 209؛ وأخرجه أبو داود في الأدب عن سفيان وعن فضيل بن عياض عن حصين، وفيه أن الجارية كانت لشيخ فيه وحدة. سنن أبى داود: 4/ 342؛ وأخرجه الترمذى فى الإيمان والنذور: 4/ 114؛ والنسائى في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 136.
(5) الجرّ، والجرار: جمع جرة. وهو الإناء المعروف من الفخّار، وأراد بالنهى عن الجرار المدهونة، لأنها أسرع في الشدة والتخمير. النهاية: 1/ 156.
(6) من حديث سويد بن مقرن فى المسند: 3/ 447.(4/68)
النبى - صلى الله عليه وسلم - بنبيذٍ في جرة، فسألته، فنهانى عنها فكسرتها» (1) تفرد به.
_________
(1) من حدث سويد بن مقرن فى المسند: 5/ 444.(4/69)
4901 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن محمد بن المنكدر، سمعت أبا شعبة يحدث عن سويد بن مقرن" أن رجلا لطم جاريةً لآل سويد بن مقرن، فقال له سويد: «أما علمت أن الصورة محرمة، لقد رأيتنى سابع سبعة مع إخوتى، وما لنا إلا خادم واحد، فلطمه أحدنا، فأمر النبى - صلى الله عليه وسلم - أن نعتقه» (1) .
(حديث آخر عنه)
عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «منْ قُتِل دُون مَظْلَمتِه فهُو شَهيدٌ» .
4902 - رواه النسائى عن القاسم بن زكريا، عن سعيد بن عمرو الأشعثىّ، عن عبثر، [عن مطرف] ، عن سوادة بن أبى الجعد، عن أبى جعفر، عن سويد بن مقرن به (2) .
ثم رواه وجه آخر عن أبى جعفر مرسلا (3) .
747 - (سويد بن النعمان بن مالك بن عامر) (4)
ابن مجدعة بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو ابن مالك بن أوس الأنصارى الأوسى، شهد أحدًا وما بعدها، يعد في المدنيين، حديثه في ثانى وثالث المكيين والمدنيين، - رضى الله عنه -.
4903 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يحيى بن
_________
(1) من حديث سويد بن مقرن فى المسند: 3/ 447.
(2) المجتبى للنسائى: 7/ 107، وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) المجتبى للنسائى: 7/ 106.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 494؛ والإصابة: 2/ 100؛ وفى الاستيعاب: «مالك بن عائذ» : 2/ 114؛ والتاريخ الكبير: 14/ 14؛ وثقات بن حبان: 3/ 176.(4/69)
سعيد سمعت بشير بن يسار، سمعت سويد بن النعمان: رجلا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أصحاب الشجرة. قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فلم يكن عندهم طعام قال: فأُتوا بسويقٍ فلاكوا منه وشربوا منه، ثم أُتوا بماءٍ فتمضمضوا، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / فصلى» (1) .
_________
(1) من حديث سويد بن النعمان فى المسند: 3/ 462.(4/70)
4904 - حدثنا ابن نمير، حدثنا يحيى، عن بشير بن يسار، عن سويد بن النعمان، قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام خيبر، حتى إذا كنا بالصهباء (1) وصلى العصر دعا بالأطعمه، فما أتى إلا بسويق فأكلوا، وشربوا منه، ثم قام إلى المغرب. فمضمض، ومضمضنا معه وما مس ماء» (2) .
4905 - حدثنا [يحيى بن سعيد، عن] يحيى بن سعيد الأنصارى، حدثنا بشير بن يسار، عن سويد بن النعمان: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل بالصهباء عام خيبر، فلما صلى العصر دعا بالأطعمة، فلم يؤت إلا بسويق، فلكنا - أى أكلنا منه -، فلما كانت المغرب تمضمض وتمضمضنا معه» (3) .
رواه البخارى، والنسائى، وابن ماجه من حديث مالك، وجماعة عن يحيى بن سعيد الأنصارى (4) .
_________
(1) صهباء: اسم موضع بينه وبين خيبر وروحه. معجم البلدان: 3/ 435.
(2) من حديث بن النعمان فى المسند: 3/ 462.
(3) من حديث سويد بن النعمان فى المسند: 3/ 488.
(4) الخبر وأخرجه البخارى فى الوضوء. فتح البارى: 1/ 312؛ وأخرج أطرافه فى الجهاد. والمغازى، والأطعمة؛ وأخرجه النسائى في الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/ 138؛ وابن ماجه فى الطهارة، وفى الزوائد: رجال هذا الإسناد ثقات. سنن ابن ماجه: 1/ 165.(4/70)
748 - (سويد بن هبيرة، نزل البصرة
وحديثه فى ثانى المكيين) (1)
4906 - حدثنا روح بن عبادة، حدثنا أبو نعامة العدوى، عن مسلم ابن بديل، عن إياس بن زهير، عن سويد بن هبيرة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «خَيْر مَال المرْءِ مُهْرَةٌ مَاْمُورةٌ، أو سِكَّةُ مأْبُورة» (2) .
وقال روح في بيته - وقيل له: إنك قلت لنا سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: سمعت النبى (3) - صلى الله عليه وسلم - تفرد به.
749 - (سويد أبو عبد الله الآهلى (4)
ويقال: الأُلهانى، أُلهان بطنٌ من الأشعريين)
4907 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة (5) ، حدثنا يحيى بن صالح الوحاظى، حدثنا يزيد ابن سعيد بن ذى عضوان، عن عتبة ابن أبى حكيم، عن عبد الله بن سويد الألهانى - فخذ من الأشعريين - عن أبيه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو حدثنى من سمعه، قال: «إنَّ اللهَ جَعَل هذا الحىَّ من لخم وجذام معُونَةً بالشَّام، وبالظُّهر والضَّرْع، كما جعلَ يوسفَ بمصرَ مَعُونَةً لأهْلِها» .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 494؛ والإصابة: 2/ 100؛ والاستيعاب: 2/ 115؛ والتاريخ الكبير: 4/ 144.
(2) مهرة مأمورة: كثيرة النسل والنتاج، يقال: أمرهم الله فأمروا، أى كثروا. والسكة: الطريقة المصطفة من النخل، والمأبورة: الملقحة. النهاية: 1/ 41. 2/ 171.
(3) من حديث سويد بن هبيرة فى المسند: 3/ 468.
(4) قال ابن منده: الألهانى العكى، وهم فخذ من الأشعريين. أسد الغابة: 2/ 491؛ وله ترجمة في الإصابة: 2/ 101.
(5) هو أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطى خلافًا للمعجم الكبير. يراجع بشأنه تهذيب التهذيب: 1/ 58.(4/71)
رواه إسماعيل بن عيَّاش عن يزيد بن سعيد (1) .
_________
(1) أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 7/ 107؛ وقال الهيثمى: فيه من لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 10/ 63.(4/72)
750 - (سويد الأنصارى: أبو عقبة الأنصارى
رضى الله عنه - في ثانى المكيين والمدنيين) (1)
4908 - حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب، عن الزهرى، أخبرنا عقبة ابن سويد الأنصارى: أنه سمع أباه - وكان من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: قفلنا مع النبى - صلى الله عليه وسلم - من غزوة خيبر، فلما بدا له أحدٌ قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «اللهُ أكبَر جَبَلٌ يُحِبّنا ونُحِبّه» (2) تفرد به. /
قال أبو نعيم: فكذا رواه يونس، وإسحاق بن راشد، وعبيد الله ابن أبى زناد الرصافى عن الزهرى (3) .
وروى أبو نعيم، من حديث أبى مصعب، حدثنا محمد بن معن [بن محمد] بن نضلة الغفارىّ: أنه سمع ربيعة بن ابى عبد الرحمن يحدث عن عقبة بن سويد، عن أبيه، قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشاة، قال: «هِىَ لَكَ أوْ لأخِيك، أو للذِئْب» ، وسألته عن البَعير - وكان إذا غضب عُرف ذلك في حمرة وجنتيه -، فقال: «ما لَكَ ولَه. مَعَهُ سِقَاؤه، وحِذاؤُه (4) ، يرد الماء ويصدر الكلأ، خلِّ سَبِيله حتّى يَلْقَاه ربُّه» ، وسألته
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 491؛ وقال ابن حجر: والد عقبة. الإصابة: 2/ 101؛ وقال ابن عبد البر: عقبة أو عتبة. الاستيعاب: 2/ 115؛ وله ترجمة في التاريخ الكبير: 4/ 141.
(2) من حديث سويد الأنصارى فى المسند: 3/ 443.
(3) الخبر أخرجه من الطريقين الأولين البخارى فى التاريخ الكبير: 4/ 141.
(4) الحذاء بالمد: النعل. أراد أنها تقوى على المشى، وقطع الأرض، وقصد المياه ووردها ورعى الشجر، والامتناع: السباع المفترسة.(4/72)
عن اللقطة، فقال: «عرَّفها سَنَةً، ثم أوْثِق وِكَاءها وصِرَرَها (1) ، فإنْ جَاء صاحبها فأدَّاها إليه، وإلاَّ فشأْنك بها» (2) .
* (سويد: غير منسوب)
وصوابه: أبو سويد كما سيأتى: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على المتسحرين» (3) .
(من اسمه سهل، وسهيل)
* (سهل بن بيضاء أخو سهيل له حديث واحد يأتى) (4)
_________
(1) الوكاء: الخيط الذى تشد به الصرة. والصرار: الرباط. النهاية
(2) أخرجه الطبرانى في المعجم الكبير: 7/ 106؛ وقال الهيثمى: عقبة بن سويد مستور. ولم يضعّفه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 4/ 168.
(3) أسد الغابة: 2/ 495.
(4) الاستيعاب: 2/ 92.(4/73)
751 - (سهل أو سلمة بن حارثة الأنصارى سكن المدينة) (1)
4909 - قال ابن أبى عاصم، حدثنا يعقوب بن حميد، حدثنا أنس ابن عياض، عن سعد بن إسحاق بن كعب (2) بن عجرة، عن سهل بن حارثة، قال: شكا قوم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم سكنوا دارًا وهم عددٌ ففنوا، وقال: «فَهَلاَّ تركْتمُوها ذَمِيمةً»
رواه أبو نعيم من حديث الدراوردى، عن سعد بن إسحاق (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/ 467؛ والإصابة: 2/ 85؛ والاستيعاب: 2/ 97؛ والتاريخ الكبير: 4/ 100.
(2) فى الأصول: «سعيد» ، وعند الطبرى: سعد بن سعد بن عجرة. ويرجع إليه فى تهذيب التهذيب: 3/ 466.
(3) أخرجه الطبرانى فى الكبير: 6/ 126؛ وقال الهيثمى: فيه يعقوب بن حميد بن كاسب، وثقة ابن حيان وغير، وضعفه جماعة. مجمع الزوائد: 5/ 104.(4/73)
752 - (سهل بن أبى حثمة - رضى الله عنه -) (1)
وهو سهل بن أبى حثمة: عامر بن ساعدة بن عامر بن عدى (2) ابن مجدعة بن حارثة بن الحارث الأنصارى الأوسى (3) : أبو يحيى، وقيل أبو محمد، وقيل أبو عبد الرحمن، ولم يشهدا بدرًا، أو شهد ما بعدها، وكان دليل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أحد، وقال الواقدى: كان عمره يوم توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمانى سنين (4) وقد حفظ عنه، وهذا غريب، وقد صححه ابن الأثير، حديثه في ثانى وثالث المكيين، والمدنيين.
4910 - حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد، سمع بشير بن يسار مولى بن حارثة، وقال سفيان: هذا حديث / عن ابن حارثة، يخبر عن سهل ابن أبى حثمة: ووجد عبد الله بن سهل من الأنصار قتيلا في قليب من قلب خيبر، فجاء عماه وأخوه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أخوه عبد الرحمن ابن سهل، وعماه حويصة ومحيصة، فذهب عبد الرحمن يتكلم عند النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: الكُبْرّ، الكبر، فتكلم أحد عمَّيه إما حُويِّصَة، وإما مُحَيِّصَة.
قال سفيان: نسينا أيهم الكبير منهما، فقالا: يا رسول الله إنا وجدنا عبد الله قتيلا في قليب من قلب خيبر، ثم ذكر يهود وشرهم، وعدواتهم، قال: «يقسم منكم خمسون أن اليهود قتلته» ، قالوا كيف يقسم منا خمسون على ما لم نر؟ قال: «تبرئكم يهود بخمسين يحلفون أنهم لم
_________
(1) في الأصول: «سهل بن أبى خيثمة» وتكرر. والتصويب من مراجع، فله ترجمة في أسد
الغابة: 2/ 468؛ والإصابة: 2/ 86؛ والاستيعاب: 2/ 97؛ والتاريخ الكبير: 4/ 97؛
وثقات ابن حبان: 3/ 169، واختلف في اسم أبيه فقيل عبد الله وقيل: عبيد الله وقيل:
عامر.
(2) في الأصول: «ابن جثم» ، وليست في المراجع.
(3) في الأصول: «الخزرجى» ، وما أثبتناه من المراجع.
(4) في الأصول: «ثمانين سنة» ، والتصويب من أسد الغابة.(4/74)
يقتلوه» ، قالوا: طيف نرضى بأيمانهم، وهم مشركون؟ قال: فواده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عنده، فركضتنى بكرة منها:
قيل لسفيان في الحديث: «تستحقون دم صاحبكم، قال: هوذا» (1)
رواه مسلم عن عمرو الناقد، والنسائى عن محمد بن منصور كلاهما عن سفيان بن عيينة به (2) .
ورواه الجماعة إلا ابن ماجه من حديث يحيى بن سعيد الأنصارى عن بشير بن يسار عن سهل (3) .
وعند البخارى: ورافع بن خديج، بالحديث يأتى رواه البخارى عن عبد الله ابن يوسف (4) ، وإسماعيل بن أبى أويس عن مالك (5) .
ومسلم، وأبو داود، والنسائى وابن ماجه من حديث بشر بن عمر عن مالك عن ابى ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل، عن سهل ابن أبى حثمة أنه أخبره هو ورجال من كبراء قومه: أن عبد الله بن سهل ومحيصة خرجوا إلى خيبر، فذكره، وقال بشر بن عمر عن مالك عن أبى ليلى، عن سهل، عن رجال من كبراء قومه (6) كروايه البخارى.
_________
(1) من حديث سهل بن أبى حثمة فى المسند: 4/ 2.
(2) مسلم بشرح النووى أخرجه في القسامة: 4/ 228؛ وأخرجه النسائى في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 91.
(3) الخبر أخرجه البخارى من هذا الطريق في الصلح: الصحيح بشرح الفتح: 5/ 305، وفى
الجزية والموادعة: 6/ 275، وفى الأدب: 10/ 535؛ ومسلم في القسامة: مسلم
بشرح النووى: 4/ 253 - 230؛ وأبو داود في الديات: سنن أبى داود: 4/ 107؛
والترمذى في الباب: صحيح الترمذى: 4/ 30؛ والنسائى في الكبرى كما فى تحفة الأشراف:
4/ 91.
(4) في الأصول: «يونس» ، وما أثبتناه من المراجع.
(5) الصحيح بشرح الفتح: 13/ 184.
(6) أخرجه مسلم في القسامة: 4/ 230؛ وأبو داود في الديات: 4/ 177؛ والنسائى في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 91؛ وابن ماجة في الديات أيضًا، سنن ابن ماجه: 2/ 892.(4/75)
والنسائى من حديث ابن القاسم أيضًا عن مالك عن يحيى عن بشير بن يسار كما تقدم (1) .
_________
(1) أخرجه النسائى في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 91؛ والمجتبى: 8/ 6.(4/76)
4911 - حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار. عن سهل ابن ابى حثمة. قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع التمر بالتمر، ورخص في العرايا أن تشترى بخرصها، يأكلها أهلها رطبًا» ، قال سفيان: قال لى يحيى بن سعيد: وما علم أهل مكة بالعرايا؟ قلت: أخبرهم عطاء سمعه من جابر (1) .
رواه البخارى عن على بن المدينى. ومسلم عن عمرو الناقد، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو داود عن عثمان بن أبى شيبة. والنسائى عن عبد الله بن محمد ابن عبد الرحمن: كلهم عن سفيان بن عيينة به (2) .
ورواه مسلم من وجه آخر عن يحيى بن سعيد (3) .
ورواه البخارى، ومسلم / والنسائى من حديث أبى أسامة عن الوليد بن كثير عن بشير بن يسار به (4) .
4912 - حدثنا يعقوب حدثنا أبى. عن ابن إسحاق: حدثني بشير بن يسار، عن سهل بن أبى حثمة، قال: خرج عبد الله بن سهل
_________
(1) من حديث سهل بن ابى حثمة في المسند: 4/ 2.
(2) أخرجوه في البيوع: البخارى من هذا الطريق: 4/ 387؛ ومسلم بشرح النووى: 4/ 34؛ وسنن أبى داود: 13/ 251؛ والنسائى في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 93.
(3) مسلم بشرح النووى: 4/ 33.
(4) أخرجه البخارى في المساقاة: 5/ 50؛ ومسلم في البيوع: 4/ 34؛ والمجتبى للنسائى: 7/ 236.(4/76)
أخو بنى حارثة - يعنى في نفر من بنى حارثة - إلى خيبر يمتارون (1) منها تمرًا، قال فعدى على عبد الله ابن سهل فكسرت عنقه، ثم طرح في منهر من مناهر عيون خيبر، وفقده أصحابه، فالتمسوه حتى وجدوه، فغيبوه. قال: ثم قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقبل أخوه عبد الرحمن ابن سهل، وابنا عمه حويصة ومحيصة - وهما كانا أسن من عبد الرحمن؛ وكان عبد الرحمن ذا قدم من القوم، وصاحب الدم فتقدم لذلك - فكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل ابنى عمه: حويصة ومحيصة، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الكُبْر الكبر» فاستأجر عبد الرحمن، وتكلم حويصة، ثم تكلم محيصة، ثم تكلم عبد الرحمن، فقالوا: يا رسول الله عدى على صاحبنا، فقتل، وليس لنا بخيبر عدو إلا يهود. قال: فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تُسَمُّون قاتِلكم، ثم تَحْلِفون عليه خمسين يمينًا، ثم نُسْلِمه» ، قال: فقالوا: يا رسول الله ما كنا لنحلف على ما لم نشهد. قال: «فيحلِفون لكم خمسين يمينًا ويبرءون من دمه» . قالوا: يا رسول الله ما كنا لنقبل أيمان يهود. ما هم فيه من الكفر أعظم من أن يحلفوا على إثم. قال: فوداه رسول الله من عنده مائة ناقة.
قال يقول سهل: فوالله ما أنسى بكرة منها حمراء ركضتنى وأنا أحوزها (2) .
_________
(1) في الصحاح: الميرة الطعام يمتاره الإنسان؛ وفى النهاية: 4/ 117 الميرة الطعام ونحوه الذى يحلب للبيع.
(2) من حديث سهل بن أبى حثمة في المسند: 4/ 3.(4/77)
4913 - حدثنا عبد القدوس بن بكر بن خنيس، حدثنا حجاج، عن عمرو ابن شعيب، عن ابيه، عن عبد الله بن عمرو، والحجاج عن محمد بن (1) سليمان بن أبى حثمة، عن عمه سهل بن ابى حثمة، قال:
_________
(1) في الأصل المخطوط: «الحجاج بن محمد عن سليمان» ، والتصويب من المسند.(4/77)
كانت حبيبة ابنة سهل تحت ثابت بن قيس بن شماس الأنصارى. فكرهته، وكان رجلا دميمًا، فجاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله إنى لأراه فلولا مخافة الله لبصقت في وجهه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ التِّى أَصْدَقَكِ» ؟ قالت: نعم. فأرسل إليه، فردت عليه حديقته، وفرق بينهما. قال: فكان ذلك أول خلع كان في الإسلام (1) . تفرد به.
_________
(1) من حديث سهل بن أبى حثمة في المسند: 4/ 3.(4/78)
4914 - حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن ابى بكر الصديق، عن القاسم، عن صالح بن خوات، عن سهل بن أبى حثمة / - أما عبد الرحمن فرفعه إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، وأما يحيى فذكر عن سهل - قال: «يقوم الإمام، وصفّ خلفه، وصفَّ بين يديه، فيصلى بالذى خلفه ركعة وسجدتين، ثم يقوم قائما، حتى يصلوا ركعة أخرى، ثم يتقدمون إلى مكان أصحابهم، ثم يجىء أولئك، فيقومون مقام هؤلاء فيصلى بهم ركعة، وسجدتين، ثم يقعد حتى يصلوا ركعة أخرى، ثم يسلم عليهم» (1) .
رواه البخارى ومسلم، وأبو داود من حديث شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه به مرفوعًا (2) .
ورواه البخارى والترمذى والنسائى وابن ماجه من حديث يحيى بن سعيد القطان (3) .
_________
(1) من حديث سهل بن أبى حثمة فى المسند: 3/ 448.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى. فتح البارى: 7/ 422؛ وأبو داود في الصلاة؛ سنن أبى داود: 2/ 12.
(3) فتح البارى: 7/ 422؛ والترمذى فى الصلاة: 2/ 455؛ والمجتبى للنسائى: 3/ 138؛ وسنن ابن ماجه: 1/ 399.(4/78)
زاد البخارى: وابن أبى حازم كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصارى عن القاسم عن صالح بن خوات عن سهل موقوفًا (1) .
ورواه البخارى ومسلم وأبو داود والنسائى من حديث مالك عن يزيد بن رومان عن صالح بن خوات عمن شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم ذات الرقاع صلى صلاة الخوف، فذكره، قال البخارى: وتابعه اللبث، عن هشام ابن سعد عن يزيد بن أسلم: أن القاسم حدثه، قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بنى أنمار (2) .
_________
(1) فتح البارى: 7/ 422.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى أيضًا، فتح البارى: 7/ 421؛ ومسلم النووى: 2/ 492؛ وسنن أبى داود: 2/ 13؛ والمجتبى النسائى: 3/ 139.(4/79)
4915 - حدثنا روح عن شعبة، ومالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد. عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خوات، عن سهل بن أبى حثمة، فذكره بمعناه: إلا أنه قال: يصلى بالذين خلفه ركعة وسجدتين، ثم يتحولوا إلى مقام أصحابهم. ثم يتحول أصحابهم إلى مكان هؤلاء، فذكر حديثا (1) .
رواه أبو داود عن القعنبى عن مالك كذلك (2) .
4916 - حدثنا روح، حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن ابيه، عن صالح بن خوات، عن سهل بن أبى حثمة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مثل هذا (3) .
4917 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة: أخبرنى خبيب بن عبد الرحمن الأنصارى، سمعت عبد الرحمن بن مسعود بن نيار. قال: جاء
_________
(1) من حديث سهل بن أبى حثمة فى المسند: 3/ 448.
(2) سنن أبى داود: 2/ 13.
(3) من حديث سهل بن أبى حثمة فى المسند: 3/ 448.(4/79)
سهل بن أبى حثمة إلى مجلسنا، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا خَرَصْتُم فَجُدُّوا ودعوا الثُّلثَ، وإنْ لمْ تَجُدُّوا وتَدَعُوا، فَدَعُوا الرُّبع» (1) .
رواه أبو داود والترمذى والنسائى من حديث شعبة (2) .
_________
(1) المصدر السابق.
(2) الخبر أخرجوه في الزكاة: سنن أبى داود: 2/ 110؛ وصحيح الترمذى: 3/ 26؛ وقال: والعمل على حديث سهل بن أبى حثمة عند أكثر أهل العلم. كما أخرجه النسائى في المجتبى: 5/ 32.(4/80)
4918 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة (1) ، عن خبيب بن عبد الرحمن ابن مسعود بن نيار، عن سهل بن أبى حثمة. قال: أتانا [ونحن] في مسجدنا، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا خَرَصْتُم فَخذوا ودَعُوا الثُّلث، فإن لم تدعوا، أوْ تَجُدُّوا - شعبة الشَّاك - / الثُّلثَ فالرُّبْع» (2) .
4919 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، أخبرنى خبيب بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن مسعود بن نيار، قال: أتانا سهل بن أبى حثمة في مسجدنا، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا خَرَصْتُم فَخُذُوا أو دَعُوا الثُّلثَ، فإنْ لم تجُدُّوا أو تَدَعُوا، فالرَّبع» (3) .
4920 - حدثنا سفيان بن عُيينة، عن صفوان بن سليم، عن نافع ابن جبير، عن سهل بن أبى حثمة يبلغ به النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: - وقال سفيان مرةً: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال -: «إذا صلَّى أحَدُكم إلى سُتْرةٍ فَلْيَدْنُ مِنها [ما] لا يَقْطَعُ الشَّيْطانُ عَلَيه صلاته» (4) .
_________
(1) في المسند: «حدثنى أبى ثنا خبيب» . وما في المخطوطة اشبه. تراجع ترجمة خبيب بن عبد الرحمن في تهذيب التهذيب، فشعبة أحد الرواة عنه: 3/ 136.
(2) من حديث سهل بن أبى حثمة في المسند: 4/2؛ وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) من حديث سهل بن أبى حثمة في المسند: 4/3.
(4) من حديث سهل بن أبى حثمة في المسند: 4/2.(4/80)
رواه أبو داود عن عثمان، وحامد بن يحيى، وابن السرح، ورواه النسائى عن على بن حجر، وإسحاق بن منصور، خمستهم عن سفيان ابن عيينة، قال أبو داود: ورواه شعبة عن واقد بن محمد، عن صفوان، عن محمد بن سهل، عن أبيه، أو [عن محمد بن سهل، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -] (1) ، وقال بعضهم عن نافع بن جبير، عن سهل بن سعد (2) .
_________
(1) () في الأصول: «عن عمه» . والتصويب من تحفة الأشراف وسنن أبى داود.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في الصلاة: 1/ 184؛ والنسائى في الباب في المجتبى: 2/ 49؛ وتراجع تحفة الأشراف: 4/ 94.(4/81)
4921 - حدثنى محمد بن إدريس الشافعى، حدثنا مالك، عن ابن أبى ليلى: ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل بن ابى حثمة: أنَّ سهل بن أبى حثمة أخبره، ورجال من كبراء قومه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال لحويصة، ومحيصة، وعبد الرحمن: «أتحْلِفُون وتَسْتَحِقُّون دَمَ صَاحِبِكم؟» قالوا: لا. قال: «فَلْتَحْلِف يَهُودُ» ، قالوا ليسوا بمسلمين، فوداه النبى - صلى الله عليه وسلم - من عنده (1) .
(حديث آخر عنه)
4922 - قال أبو داود في الخراج: حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن، حدثنا أسد بن موسى السنة (2) ، حدثنا يحيى بن زكريا، حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبى حثمة، قال: «قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر (3) نصفين: نصفها لنوائبه وحاجته، ونصفها بين المسلمين. قسمها بينهم على ثمانية عشر سهما» .
_________
(1) من حديث سهل بن أبى حثمة في المسند: 4/3.
(2) يقال له: أسد السنة. تهذيب التهذيب: 1/ 260.
(3) في الأصول: «حنين» والتصويب من ابى داود.(4/81)
(حديث آخر)(4/82)
4923 - رواه الطبرانى من حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، عن محمد بن سهل بن أبى حثمة، عن أبيه: سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اجْتَنِبُوا الكبائِرَ السَّبْعَ» ، فسكت الناس، فلم يتكلم أحد. قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «ألا تَسْألُونى عنهُن؟ الشِّركُ بالله، وقتلُ النَّفسِ، والفرار من الزحفِ، وأكل مالِ اليتيم، وأكل الربَا، وقذْفُ المُحْصَنَة، والتغرُّب بعد الهجرة» (1) .
(سهل بن الحنظلية، وهى أمه، ويقال أم جده (2) /
وهو سهل بن الربيع بن عمرو بن عدى بن زيد الأنصارى الأوسى، أحد من بايع تحت الشجرة، سكن دمشق، ومات بها، وكان كثير الصلاة، والذكر، معتزلاً عن الناس، وحديثه في ثالث الشاميين، يأتى بعد سهل بن حنيف، ولكن هذا موضعه قطعًا.
753 - (سهل بن حنيف - رضى الله عنه -) (3)
وهو سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث بن عمرو بن خناس، ويقال خنساء، ويقال حنش بن عوف بن
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/ 124؛ وقال الهيثمى: فيه لهيعة. مجمع الزوائد: 1/ 73. وقوله: التعرب. يعنى أن يعود إلى البادية، ويقيم مع الأعراب، بعد أن كان مهاجرا، وكان من رجع بعد الهجرة إلى موضعه من غير عذر يعدونه كالمرتد. النهاية: 3/ 78.
(2) له ترجمة في أسد الغابة 2/ 469. قال: وهو سهل بن الربيع بن عمرو بن عدى بن زيد الأنصارى الأوسى؛ وفى الإصابة: 2/ 68، وقال: اسم أبيه الربيع، وقيل عبيد، وقيل عقيب بن عمرو. وقيل عمرو بن عدى، وهو الأشهر؛ وفى الاستيعاب: 2/ 95؛ وفى التاريخ الكبير: 4/ 98؛ والثقات لابن حبان: 3/ 170، وجزم بأن اسم أبيه عقيب.
(3) له ترجمة في اسد الغابة: 2/ 470؛ والإصابة: 2/ 87؛ والاستيعاب: 2/ 97؛ والتاريخ الكبير: 4/ 97؛ والثقات لابن حبان: 3/ 169.(4/82)
عمرو بن عوف بن مالك بن أوس الأنصارى الأوسى، اختلف في كنيته، فقيل: أبو ثابت، وأبو سعد، أو سعيد، أو عبد الله أو الوليد، وهو أخو عثمان ابن حنيف، وأبو أبى أمامة بن سهل ابن حنيف، شهد بدرًا، وما بعدها، وثبت يوم أحد، وأبلى بلاءً حسنًا، وكان مع على بصفين، وولاه بلاد فارس، فاستناب زياد بن أبيه، وهو الذى كان استنابه على المدينة حين خرج منها إلى البصرة، وتوفى سهل بن حنيف سنة ثمان وثلاثين، وكبر عليه [على] (1) ست تكبيرات، وقال: إنه شهد بدرًا، وحديثه في ثالث المكيين والمدنيين.
_________
(1) استكمال من أسد الغابة.(4/83)
4924 - حدثنا زكريا بن عدى، وأنبأنا عبيد الله بن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الله بن سهل بن حنيف، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «منْ أعَانَ مُجاهِدًا في سَبِيل اللهِ أوْ غَارِمًا في عُسْرَتِه أوْ مُكاتِبًا في رَقَبَتِه أظّلَّهُ اللهُ [في ظلِّه] يوم لا ظلَّ إلا ظِلَّهُ» تفرد به (1) .
4925 - حدثنا يحيى بن أبى بكير، حدثنا زهير بن محمد، حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الله بن سهل بن حنيف: أن سهلا حدثه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «منْ أعَانَ مُجاهِدًا في سَبِيل اللهِ أوْ غَارِمًا في عُسْرَتِه أوْ مُكاتِبًا في رَقَبَتِه أظّلَّهُ اللهُ [في ظلِّه] يوم لا ظلَّ إلا ظِلَّهُ» تفرد به (2) .
4926 - حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنى مالك، عن النضر، عن عبيد الله ابن عبد الله: أنه دخل على أبى طلحة الأنصارى يعوده،
_________
(1) من حديث سهل بن حنيف في المسند: 3/ 487؛ وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) المرجع السابق، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/83)
قال فوجدنا عنده سهل ابن حنيف. قال: فدعا أبو طلحة إنسانًا فنزع نمطًا (1) تحته، فقال له سهل بن حنيف: لم تنزعه؟ قال: لأن فيه تصاوير، وقد قال فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قد علمت، قال سهل له: ألم يقل إلا ما كان رقما في ثوب؟ قال: بلى ولكنه أطيب لنفسى» (2) .
رواه الترمذى والنسائى، وقد تقدم الكلام عليه في ترجمة أبى طلحة زيد بن سهل (3) .
_________
(1) الأنماط: ضرب من البسط له خمل رقيق واحدها نمط. النهاية: 4/ 177.
(2) من حديث سهل بن حنيف في المسند: 3/ 486.
(3) يرجع إليه فيما تقدم من هذا الجزء.(4/84)
4927 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، أنبأنا محمد بن إسحاق، حدثنى سعيد ابن عبيد بن/ السباق (1) ، عن أبيه، عن سهل بن حنيف. قال: كنت ألقى من المذى شدة، فكنت أكثر الاغتسال منه، فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقال: «إنَّما يُجْزيك منه الوضُوءُ» ، قلت كيف بما يصيب ثوبى؟ قال:» يكْفِيك أنْ تأْخُذَ كفًّا منْ ماءٍ فتنضَح (2) بها منْ ثوْبِك حيثُ ترَى أنه أصَابَ» (3) .
ورواه أبو داود، والترمذى، وابن ماجه من حديث محمد بن إسحاق، وقال الترمذى: حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديثه (4) .
4928 - حدثنا روح، وعبد الرازق، أنبأنا ابن جريج، حدثنى عبد الكريم ابن أبى المخارق، أن الوليد بن مالك بن عبد القيس أخبره
_________
(1) يراجع المشتبه ص 345.
(2) لفظ المسند: «فتمسح» .
(3) من حديث سهل بن أبى حنيف في المسند: 3/ 485.
(4) يرجع إلى الخبر فى سنن أبى داود: 1/ 54؛ وفى صحيح الترمذى: 1/ 198؛ ولفظه في التعليق عليه: لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق. كما يرجع إليه في سنن ابن ماجه: 1/ 169.(4/84)
- وقال عبد الرازق: من عبد القيس -: ان محمدا بن قيس مولى سهل بن حنيف من بنى ساعدة أخبره ان سهلا اخبره: ان النبى - صلى الله عليه وسلم - بعثه، فقال: «أنت رسولى إلى أهل مكة، قل إن النبى - صلى الله عليه وسلم - أرسلنى يقرأ عليكم السلام، ويأمركم بثلاث: لا تحلفوا بغير الله، وإذا تخليتم، فلا تستقبلوا القبلة، ولا تستدبروها، ولا تستنجوا بعظم، ولا ببعرة» . تفرد به (1) .
_________
(1) من حديث سهل بن حنيف فى المسند: 3/ 487.(4/85)
4929 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا العوام، حدثنى أبو إسحاق الشيبانى، عن يسير بن عمرو، عن سهل بن حنيف. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بَلِيَّةُ قوم قِبَل المشْرِقِ مُحَلَّقَة رُؤسِهم» وسُئل عن المدينة، فقال: «حَرَامٌ آمِنًا حرامٌ آمَنِاً» (1) .
رواه البخارى، ومسلم والنسائى من حديث أبى إسحاق الشيبانى به (2) .
ومسلم عن ابى بكر بن أبى شيبة، وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن يزيد بن هارون به، وله عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن علىّ بن مُسهر عن الشيبانى به: ذكر المدينة أنها حرام آمِنٌ (3) .
4930 - حدثنا أبو النضر، حدثنا حرام بن إسماعيل العامرى،
_________
(1) من حديث سهل بن حنيف فى المسند: 3/486.
(2) الخبر اخرجه البخارى في استنابة المرتدين والمعاندين وقتالهم: فتح البارى: 12/ 290؛ وأخرجه مسلم في الزكاة: مسلم بشرح النووى: 3/121؛ والنسائى في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 101. والخبر عندهم قاصر على الخوارج.
(3) أخرجه مسلم في الزكاة أيضًا وفيه عن الخوارج: «يتيه قوم قبل المشرق محلَّقةٌ رؤوسهم» ، وقال النووى: أى يذهبون عن الصواب وعن طريق الحق: 3/ 121؛ وخبر المدينة أخرجه في الحج: 3/ 525.(4/85)
عن أبى إسحاق الشيبانى، عن يسير بن عمرو. قال: دخلت على سهل ابن حنيف فقلت: حدثنى ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في الحرورية (1) ، قال: أحدثك ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لا أزيد عليه شيئًا: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر قومًا يخرجون من ههنا - وأشار بيده نحو العراق - يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»
قال: قلت: هل ذكر لهم علامة؟ قال: «هذا ما سمعت لا أزيدك عليه» (2) .
_________
(1) الحرورية: طائفة من الخوارج نسبوا إلى حاروراء - بالمد والقصر - وهو موضع قريب من الكوفة، كان أول مجتمعهم وتحكيمهم فيها، وهم أحد الخوارج الذين قاتلهم علىّ، كرم الله وجهه. النهاية: 1/ 216.
(2) من حديث سهل بن حنيف فى المسند: 3/ 486.(4/86)
4931 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا أبو أويس، حدثنا الزهرى، عن أبى أمامة بن سهل بن حنيف: أن أباه حدثه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - / خرج، وساروا معه نحو مكة، حتى إذا كانوا بشعب الخرار (1) من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف - وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد - فنظر إليه عامر بن ربيعة - أخو بنى عدى بن كعب - وهو يغتسل، فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة، فلبط (2) سهل، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقيل له: يا رسول الله هل لك في سهل، والله ما يرفع رأسه، ولا يفيق. قال: «هلْ تتَّهِمون فيه مِنْ أحدٍ؟» قالوا: نظر إليه عامر
_________
(1) الخرار: موضع من الحجاز يقال: هو قريب من الجحفة، معجم البلدان: 2/ 350.
(2) لبط: أى، صرع، وسقط إلى الأرض. يقال: لبط بالرجل فهو ملبوط به. النهاية: 4/ 46.(4/86)
ابن ربيعة، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامرًا فتغيظ عليه، وقال: «علام يقتلُ أحدكم أخاه، هلا إذا رأيت ما يُعجبك برَّكت» ، ثم قال له: «اغتسل له» ، فغسل وجهه، ويديه، ومرفقيه، وركبتيه، وأطراف رجليه، وداخل إزاره في قدح، ثم صبَّ ذلك الماء عليه، فصبه رجل على رأسه، وظهره من خلفه، ثم يكفى القدح وراءه، ففعل به ذلك، فراح سهل مع الناس ليس به بأس (1) .
رواه النسائى عن إبراهيم بن يعقوب، عن شبابه، عن ابن أبى ذئب، عن الزهرى.
قال شيخنا: وتابعه إبراهيم يبن إسماعيل بن مجمّع، عن الزهرى، وكذلك رواه مسلمة بن خالد الأنصارى، وعبد الله بن أبى حبيبة عن أبى أمامة، ورواه سفيان بن عيينة عن الزهرى، عن أبى أمامة، عن عامر بن ربيعة: أنه رأى سهل بن حنيف يغتسل، وسيأتى (2) .
_________
(1) من حديث سهل بن حنيف في المسند: 3/ 486.
(2) الخبر أخرجه النسائى في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 4/ 98؛ وفى هذا الموطن يرجع إلى تعليق الحافظ المزى، كما يرجع إلى حديث الزهرى عن ابى أمامة عند أسعد بن سهل بن حنيف. تحفة الأشراف: 1/ 66.(4/87)
4932 - حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا مجمع بن يعقوب الأنصارى بقباء، قال: حدثنى محمد بن الكرمانى، قال: سمعت أبا أمامة ابن سهل بن حنيف يقول: قال أبى: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «منْ خرَجَ حتى يأتى هذا المسْجِدَ - يعنى مسجد قباء - فيُصَلِّى فيه كَان كَعِدْل عُمٍرة» (1) .
_________
(1) من حديث سهل بن حنيف في المسند: 3/ 487.(4/87)
4933 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا مجمع بن يعقوب الأنصارى، عن محمد بن سليمان الكرمانى، سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف، فذكر معناه (1) .
4934 - حدثنا على بن بحر، حدثنا حاتم، حدثنا محمد بن سليمان الكرمانى، فذكر معناه (2) .
رواه النسائى عن قتيبة. ورواه ابن ماجه عن هشام بن عمار، عن حاتم بن إسماعيل، وعيسى بن يونس: كلاهما عن محمد بن سليمان الكرمانى به (3) .
ورواه الطبرانى من حديث محمد بن عبد الله بن نمير، عن موسى بن عبيدة، عن يوسف بن طهمان، عن أبى أمامة به وقال: «عدل رقبة» (4) .
4935 - حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا الأعمش، عن أبى وائل، قال: قال سهل بن حنيف: اتهموا رأيكم، فلقد رأيتنا يوم أبى جندل ولو نستطيع أن نرد أمره/ لرددناه، والله ما وضعنا سيوفنا عن عواتقنا منذ أسلمنا لأمرٍ يفظعنا إلا أسهل (5) بنا إلى أمر نعرفه إلا هذا
_________
(1) المصدر السابق.
(2) المصدر السابق.
(3) الخبر أخرجه النسائى في المساجد. المجتبى: 2/ 30؛ وأخرجه ابن ماجه في الصلاة: سنن ابن ماجه 1/ 453.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 6/ 91 وله طرق أخرى عنده؛ قال الهيثمى: فيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 4/ 11.
(5) يفظعنا: أى يوقعنا في أمر فظيع، وهو الشديد في القبح ونحوه، وأسهل بنا يعنى أنزلنا في السهل من الأرض، وهو كناية عن التحول من الشدة إلى الفرج. فتح البارى 13/ 288.(4/88)
الأمر ما سددنا خصما إلا انفتح لنا خصم آخر (1) .
أخرجاه من حديث الأعمش به (2) .
_________
(1) من حديث سهل بن حنيف في المسند: 3/ 485.
(2) الخبر أخرجه البخارى في الجرية والمرادعة، وأخرج أطرافه فىالمغازى، والتفسير، والأعتصام. فتح البارى: 6/281، 7/457، 8/578، 13/282؛ وأخرجه مسلم فى المغازى: 4/ 426؛ كما أخرجه النسائى في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 100.(4/89)
4936 - حدثنا يعلى بن عبيد، عن عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبى ثابت. قال: أتيت أبا وائل في مسجد أهله أسأله عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علىُّ بالنهر، وأن فيما استجابوا له، وفيما فارقوه، وفيما استحل قتالهم؟ قال: كنا بصفين، فلما استحر (1) القتل بأهل الشام اعتصموا بتل، فقال عمرو بن العاص لمعاوية: أرسل إلى علىّ بمصحف، فادعه إلى كتاب الله، فإنه لن يأتى عليك، فجاء به رجلٌ، فقال: بيننا وبينكم كتاب الله {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ [أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ] يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} (2) ، فقال علىّ: نعم أنا أولى بذلك بيننا وبينكم كتاب الله.
قال: فجاءته الخوارج، ونحن ندعوهم يومئذ القرّاء، وسيوفهم على عواتقهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين، ما ننتظر بهؤلاء القوم الذين على التل إلا نمشى إليهم بسيوفنا، حتى يحكم الله بيننا، وبينهم.
فتكلم سهل بن حنيف، فقال: يا أيها الناس اتهموا أنفسكم، فلقد رأيتنا يوم الحديبية - يعنى الصلح الذى كان بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين المشركين - ولو نرى قتالا لقاتلنا، فجاء عمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله ألسنا على حق وهم على باطل؟ أليس قتلانا في الجنة،
_________
(1) استحر: اشتد وكثر، وهو استفعل من الحرّ: الشدة. النهاية: 1/ 215.
(2) آل عمران: 23.(4/89)
وقتلاهم في النار؟ قال: «بلى» . قال: ففيم نعطى الدَّنِيَّة في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: «يا ابن الخطاب إنى رسول الله، ولم يضيعنى أبدًا» . قال: فرجع وهو يتغيظ، فلم يصبر، حتى أتى أبا بكر، فقال: يا أبا بكر ألسنا على حقٍ، وهم على باطل؟ أليس قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار؟ قال: بلى. قال: ففيم نعطى الدَّنِيَّة في ديننا؟ ونرجع ولمَّا يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: يا ابن الخطاب إنه رسول الله، ولن يُضيِّعَه أبدًا. قال: فنزلت سورة الفتح. قال: فأرسلنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عمر، فأقرأتها إياه، قال: يا رسول الله؛ وفتح هو؟ قال: «نعم» (1) .
رواه مسلم عن (2) . عبد العزيز به، ورواه النسائى عن أحمد بن سليمان، عن يعلى بن عبيد، ورواه البخارى من حديث أبى حصين عن أبى وائل: شقيق بن سلمة به (3) .
_________
(1) من حديث سهل بن حنيف فى المسند: 3/ 485؛ وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) العبارة غير واضحة بالأصل واستكملت من تحفة الأشراف: 4/ 99.
(3) مسلم بشرح النووى: 4/ 426، والنسائى في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 100؛ والبخارى في المغازى: فتح البارى: 7/ 457.(4/90)
4937 - حدثنا يونس بن محمد، / وعفَّان، قالا: حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عثمان بن حكيم، حدثتنى [جدتى] الرباب - وقال يونس في حديثه، قالت: سمعت سهل بن حنيف يقول: مررنا بسيل، فدخلت فاغتسلت منه، فخرجت محمومًا، فنمى ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «مُرُوا أبَا ثَابِتٍ يَتَعَوَّذُ» ، قال: قلت: يا سيدى فالرُّقَى صالحة؟ قال: «لا رقَيْة إلا في نفسٍ (1) أوْ حُمَةٍ أو لَدْغَةٍ» .
_________
(1) النفس: العين. يقال أصابت فلانًا نفس أى عين. والحمة بالتخفيف السم وقد شدد وأنكره الأزهرى، ويطلق على إبرة العقرب، لأن السم يخرج منها. النهاية: 1/ 262، /165.(4/90)
قال عفان: النظرة واللدغة والحمة (1) .
رواه أبو داود عن مسدد، والنسائى عن إبراهيم بن يعقوب، عن عفان، عن عمرو بن منصور، عن المعلى بن اسدٍ ثلاثتهم عن عبد الواحد به (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) من حديث سهل بن حنيف في المسند: 3/ 486.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في الطب: سنن أبى داود: 4/ 11، وقال: الحمة من لحيات ما يلسع؛ وأخرجه النسائى في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 4/ 102.(4/91)
4938 - رواه مسلم، والأربعة من حديث ابن وهب، عن أبى شريح: عبد الرحمن بن شريح، عن سهل بن أبى أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه أبى أمامة، عن جدّه سهل بن حنيف، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَداءِ، وإنْ مَات عَلَى فِرَاشِهِ» (1) .
وقال أبو داود في روايته عن ابن وهب، عن عبد الرحمن بن شريح بن أبى أمامة بن سهل بن حنيف، ولم يذكر سهل بن ابى أمامة (2) .
قال شيخنا: والصواب الأول (3) .
وبه مرفوعًا: «لا تُشَدِّدُوا علَى أنْفُسِكُم، فَإنَّمَا هَلَك مَنْ كَان قَبْلكم
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم في الإمارة: مسلم بشرح النووى: 4/ 573؛ وأخرجه الترمذى فى الجهاد، وقال: حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن شريح: صحيح الترمذى: 4/ 183؛ وأخرجه النسائى في الجهاد أيضًا: المجتبى: 6/ 31؛ وأخرجه ابن ماجه في باب: سنن ابن ماجه: 2/ 935.
(2) سنن أبى داود: 2/ 86.
(3) تحفة الأشراف: 4/ 97.(4/91)
بتشديدهم على أنفسهم، وستجدون بقاياهم في الصوامع والديارات» رواه الطبرانى (1) .
وبه: «أول مايهراق دم الشهيد يغفر له ذنبه كله إلا الدَّين» (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/ 88؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى في الأوسط والكبير، وفيه عبد الله ابن صالح كاتب الليث، وثقه جماعة، وضعفه آخرون. مجمع الزوائد: 1: 62.
(2) أخرجه الطبرانى في الكبير: 6/ 88؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى في الكبير ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 4/ 128.(4/92)
4939 - رواه البخارى، ومسلم، وأبو داود، والنسائى من حديث يونس، زاد النسائى: وإسحاق بن راشد عن الزهرى، عن أبى أمامة: أسعد بن سهل بن حنيف، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «لا يَقُولَنَّ أحَدُكُم خَبُثَتْ نَفْسِى، ولكِن لِيَقُل لَقِسَتْ نَفْسِى» (1) .
وتابعه نافع بن يزيد، عن عقيل، عن الزهرى، وقال سفيان بن عيينة، عن الزهرى، عن أبى أمامة، ولم يذكر أباه كما تقدم (2) ، ورواه سفيان بن حسين، عن الزهرى، عن عروة عن عائشة سيأتى (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى في الأدب، فتح البارى: 10/ 563؛ وأخرجه مسلم في (الألفاظ من الأدب وغيرها) : مسلم بشرح النووى: 5/ 107. قال النووى: قال أبو عيبد. وجميع أهل اللغة وغريب الحديث وغيرهم: لقست وخبثت بمعنى واحد، وإنما كره لفظ الخبث لبشاعة الاسم، وعلمهم الأدب في الألفاظ، واستعمال حسنها، وهجران خبثها، قالوا: ومعنى لقست غثت. وقال ابن الأعرابى: معناه ضاقت.
وأخرجه أبو داود في الباب: سنن أبى داود: 4/ 295؛ والنسائى في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 4/ 97.
(2) تقدم من حديث أسعد بن سهل بن حنيف: أبو أمامة، وهو عند النسائى في اليوم والليلة: تحفة الأشراف: 1/ 69.
(3) تراجع تحفة الأشراف: 4/ 97.(4/92)
(حديث آخر)(4/93)
4940 - رواه أبو داود في الزكاة، عن محمد بن يحيى بن فارس، عن سعيد ابن سليمان، عن عباد، عن سفيان بن حسين، عن الزهرى، عن أبى أمامة بن سهل (1) ، عن أبيه، قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الجُعْرُرِ ولون الحُبَيْقِ أن يؤخذ في الصدقَة» ، وقال: أسند أبو الوليد عن سليمان بن كثير عن الزهرى (2) .
ورواه النسائى من حديث عبد الجليل، عن الزهرى، عن أبى أمامة كما تقدم (3) . /
(حديث آخر)
4941 - رواه النسائى من حديث إسحاق بن راشد، عن الزهرى، عن أبى أمامة، عن أبيه، قال: «مرض رجلٌ حتى عاد جلدًا على عظم، فدخلت عليه جارية تعوده، فوقع عليها» الحديث. كما رواه النسائى، وابن ماجه من حديث يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن أبى أمامة، عن سعيد بن سعد بن عبادة كما تقدم (4) .
ورواه جماعة عن أبى أمامة نفسه، فالله أعلم (5) .
_________
(1) السند غير واضح بالأصل، ما أثبتناه بالاستعانة بأبى داود.
(2) سنن أبى داود: 2/ 111؛ ونقل عن الزهرى قوله في تفسير الجعرور ولون الحبيق: لونين من تمر المدينة. انتهى. وفى النهاية: الجعرور: ضرب من الدقل يحمل رطبًا صغارًا لا خير فيه، ولون الحبيق: تمر أغبر صغير مع طول فيه. النهاية: 1/ 165/ 197.
(3) تقدم من حديث أسعد بن سهل بن حنيف، يراجع المجتبى: 5/ 32.
(4) الخبر أخرجه النسائى في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 98؛ وأخرجه ابن ماجه من حديث سعيد بن سعد بن عبادة في الحدود. وفيه: قال: «اجلدوه ضرب مائة سوط» قالوا يا نبى الله هو أضعف من ذلك، لو ضربناه مائة سوط مات. قال: «خذوا له عثكالاً فيه مائة شمراخ، فاضربوه ضربة واحدة» . سنن ابن ماجه: 2/ 859.
(5) أخرجه النسائى في الصغرى والكبرى وابن ماجه. تحفة الأشراف: 1/ 68.(4/93)
(حديث آخر)(4/94)
4942 - قال البخارى: حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا عمرو بن مرة، حدثنا عبد الرحمن بن أبى ليلى، قال: كان سهل بن حنيف، وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية، [فمروا عليهما بجنازة] ، فقاما، فقيل لهما: إنهما من أهل الأرض، أى من أهل الذمة، فقالا: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرت به جنازة فقام، فقيل له: إنها جنازة يهودى، فقال: «أَليْسَتْ نَفْسًا»
وقال أبو حمزة، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى. قال: كنت مع قيس، وسهل، فقالا: كنا مع النبى - صلى الله عليه وسلم -.
وقال زكريا، عن الشعبى، عن ابن أبى ليلى: كان أبو مسعود وقيس يقومان للجنازة (1) .
رواه مسلم، والنسائى من حديث شعبة به (2) .
(حديث آخر)
4943 - رواه مسلم أيضًا عن القاسم بن زكريا، عن عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش به (3) .
(حديث آخر)
4944 - قال أبو يعلى: حدثنا عمرو بن الضحاك بن مجلد،
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى في الجنائز: فتح البارى: 3/ 179، وما بين معكوفين استكمال منه. وأبو مسعود هو البدرى كما قال ابن حجر.
(2) الخبر أخرجاه في الجنائز. مسلم بشرح النووى: 2/ 623؛ والمجتبى: 4/ 37.
(3) مسلم بشرح النووى: 2/ 624.(4/94)
حدثنا أبى (1) حدثنا ابن جريج، أخبرنى عبد الكريم بن أبى المخارق: أن الوليد بن مالك بن عبد القيس مولى سهل بن حنيف أخبره، عن سهل أنه أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّك رَسُولى إلى أَهْلِ مَكَّة: «قل: إنَّ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أرْسَلَنى يَقْرَأ عَلَيكم السلامَ، ويأْمُركم بثلاثٍ: لا تَحْلِفُوا بِغَيْرِ اللهِ، وإذا تَخَلَّيْتُم فلا تَسْتَقْبِلوا القِبْلَة، ولا تَسْتدْبِرُوها، ولا تَسْتَنْجُوا بِعَظْم ولا بَبعْر» (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) أبوه: هو أبو عاصم النبيل. تهذيب التهذيب: 8/ 55.
(2) تقدم ذكر الخبر، وهو في المسند: 3/ 586؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الكريم بن أبى المخارق وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 1/ 205.(4/95)
4945 - من رواية أبى أمامة اسعد بن سهل، عن أبيه، رواه الطبرانى، من حديث ابن لهيعة، عن موسى بن جبير الحذاء، عن أبى أمامة، عن أبيه. قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أُذِلَّ عِنْده مُؤمنٌ، ولم يَنْصُره وهو يَقْدِرُ على أنْ يَنْصُره أَذَلَّه اللهُ على رُؤوس الأشْهَادِ يَوْمَ القِيَامَة» (1) .
4946 - ومن حديث رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن عبدربه بن سعيد، عن أبى أمامة، عن أبيه. قال: لما اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعنى عمرة القضاء - / قالوا: لو أنا نحرنا إبلاً سِمانًا، فأكلنا منها ليرى المشركون قوتنا؟ (2) . فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله (3) بل ادع الله في الأزواد فيبارك الله فيها، ففعل.
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/ 89؛ وأخرجه أحمد في مسنده: 3/ 587؛ وقال الهيثمى: فيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث، وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 7/ 267.
(2) لفظه في المرجعين: «لو أنا نظرنا إلى بعير سمين، الخ» .
(3) في المرجعين: «يا رسول الله. بل ادع بأزواد القوم، ثم ادع الله فيها» .(4/95)
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « [إذا قدمتم] فارهُلوا الأشْواطَ الثَّلاثَة الأوَل لِيَرَوا قُوَّتكم.
ويومئذ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بَشِّرُوا النَّاسَ: أنَّه مَنْ قَالَ لا إلهَ إلاَّ الله وَجَبَتْ له الجنَّة» (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/ 89؛ وقال الهيثمى: فيه رشدين بن سعد وفيه كلام وقد وثق. مجمع الزوائد: 3/ 239، وما بين معكوفين استكمال منهما.(4/96)
4947 - وعن أبى بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، عن أبى أمامة، عن أبيه، قال: يا بنى لقد رأيتنا يوم بدر، وإن أحدنا ليشير بسيفه إلى [رأس] المشرك، فيقع رأسه [عن جسده] قبل أن يصل إليه (1) .
4948 - ومن حديث إبراهيم بن أبى يحيى، عن صفوان بن سليم، عن ابى أمامة، عن أبيه مرفوعًا: «مولى الرجل أخوه وابن عمه» (2) .
4949 - ومن حديث موسى بن عبيدة، عن يعقوب بن زيد، عن أبى أمامة، عن أبيه مرفوعًا: «من قال - السلام عليكم - كتبت له عشر حسنات، ومن قال - ورحمة الله - كتبت له عشرون حسنة، ومن قال - وبركاته - كتبت له ثلاثون حسنة» (3) .
4950 - ومن [حديث] أبى معشر، عن أيوب بن أبى أمامة،
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/ 90؛ وقال الهيثمى: فيه محمد بن يحيى الإسكندرانى، قال ابن يونس: روى مناكير. مجمع الزوائد: 6/ 84؛ وما بين معكوفين استكمالا منهما.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/90؛ ورمز السيوطى له بالحسن، وقال المناوى: فيه يحيى بن يزيد قال الذهبى ضعيف. فيض القدير: 6/ 247؛ نقول: والسند لم يرد فيه من ضعفه. وفى لفظ الخبر أيضًا في الأصل: «أبوه» وصوب من المرجعين: «أخوه» .
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 6/ 92؛ وقال الهيثمى: فيه موسى بن عبيدة الربدى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 8/ 31.(4/96)
عن أبيه، عن سهل بن حنيف، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلىّ يوم أحد: «إنْ كُنتَ أحْسَنْتَ بِه (1) . القِتَال، فقدْ أحْسَنَهُ عاصِمُ بن ثَابِت، وسهلُ بن حُنَيْف، [والحَارِثُ بن الصّمّة] » (2) .
_________
(1) في الأصول: «نفسك» والتصويب من الطبرانى وفى المجمع: أحسنت القتال.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/ 92؛ وقال الهيثمى: فيه أيوب بن أبى أمامة، قال الأزدى: منكر الحديث. مجمع الزوائد: 6/122؛ وما بين معكوفين استكمال منهما. وفيهما أيضاً: أن علياً جاء الى فلاطمة ـ رضى الله عنهما ـ يوم أحد، فقال: أمسكى سيفى هذا فقد أحسنت به الضرب اليوم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخ.(4/97)
4951 - ومن حديث أبى الزناد، عن أبى أمامة، عن أبيه، [قال] : «جاءوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمُقْعُدٍ قد زنى، فضربه بأثكول أو إثكال النخل» (1) .
4952 - ومن حديث يعقوب بن عطاء، عن الزهرى، عن أبى أمامة، عن أبيه، قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أسعد بن زرارة يعوده، وبه وجع يقال له الشوكة، فكواه على عنقه، فمات، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بِئسَ الميت ليهوُد. يقُولُون: قد دَوَاه صَاحِبُه أفلا نَفَعه» (2) .
4953 - ومن [حديث] سفيان بن حسين، عن الزهرى، عن أبى أمامة، عن أبيه، قال: اطلع رجلٌ في حجر النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقام إليه بمدرى في يده، وقال: «لو أعْلَم أنَّكَ تَنْظُرُ لأدخَلْتُه في عَيْنِك، إنَّما جُعِلَ الاستئذانُ لِيَكُفَّ البَصَر» (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/ 92.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/ 101؛ وقال الهيثمى: فيه زمعة بن صالح، وهو ضعيف، وقال ابن معين مرة: صويلح، وقد وافق الناس في تضعيفه. مجمع الزوائد: 5/ 98.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 6/ 101؛ وقال الهيثمى: هذا رواه الطبرانى من رواية سفيان بن حسين عن الزهرى وهى ضعيفة. مجمع الزوائد: 8/ 44، واللفظ فيهما فيه بعض اختلاف لا يغير المعنى.
والمدرى: شىء يعمل من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان المشط وأطول منه. يسرّح به الشعر المتلبد، ويستعمله من لا مشط له. هز المجمع(4/97)
وبه توفيت امرأة من العوالى، فكرهوا أن يؤذنوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان الليل والظلمة، وحذروا من هوام الأرض ودفنوها، فلما اصبح غدا إلى قبرها فصلى عليها وكبَّر أربعًا» (1) .
_________
(1) في المعجم الكبير أتم من هذا: 6/ 102؛ قال الهيثمى: فيه سفيان بن حسين وفيه كلام الله، ووثقه جماعة، وبقية رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 3/ 36، وفيهما: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعود فقراء أهل المدينة ويشهد جنائزهم إذا ماتوا.(4/98)
4954 - ومن حديث عنبسة، عن يونس، عن / الزهرى، عن أبى أمامة، عن أبيه. قال: تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خديجة بنت خويلد، وكانت قبله تحت عتيق بن عائذ المخزومى، ثم تزوج [بمكة] عائشة بنت أبى بكر، ولم يتزوج بكرًا غيرها، ثم تزوج بالمدينة حفصة بنت عمر، وكانت قبله تحت خنيس بن حذافة السهمى، ثم تزوج سودة بنت زمعة، وكانت قبله تحت السكران بن عمرو أخى بنى عامر بن لؤى، ثم تزوج أم حبيبة بنت أبى سفيان وكانت [قبله] تحت عبيد الله (1) بن جحشٍ الأسدى - أسد خزيمة -، ثم تزوج أم سلمة: هند بنت أبى أمية، وكانت [قبله] تحت أبى سلمة بن عبد الأسد [بن عبد العزى] ، ثم تزوج زينب بنت جحش، وكانت [قبله] تحت زيد بن حارثة، ثم تزوج ميمونة بنت الحارث، وسبى جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار [من بنى المصطلق من خزاعة] (2) في المريسيع التى هدم فيها منساة. وسبى صفية بنت حبى بن أخطب بن النضير [وكانتا مما أفاء الله عليه] فقسم لهما. واستسر ريحانة بنت شمعون من بنى قريظة، ثم أعتقها، فلحقت بأهلها
_________
(1) في الأصل المخطوط: «عبد الله» .
(2) في الأصل المخطوط: «المصطلقية» .(4/98)
واحتجبت وهى عند أهلها. وطلق العالية بنت ظبيان. وفارق أخت بنى عمرو بن كلاب، وفاروق أخت بنى الجون الكندية من أجل بياضٍ كان بها، وماتت زينب بنت خزيمة الهلالية في حياته عليه السلام، قال: وبلغنا أن العالية بنت ظبيان [تزوجت] قبل أن يحرِّم [الله] نساءه (1) . بابن عم لها، وأولدها (2) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: «تحرم النساء» .
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/ 103؛ وما بين معكوفات استكمال منه. قال الهيثمى: فيه القسام بن عبد الله بن مهدى، وهو ضعيف، وقد وثق، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 9/ 246، 247، 250.(4/99)
4955 - ومن حديث الواقدى، عن هارون بن محمد بن سالم بن عبد الله ابن عمر، عن أبيه، عن أبى أمامة، عن أبيه، قال: سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يدنو من أهله فيمذى، قال: «يغسل ذكره ويتوضأ» قيل: يا رسول الله فما مس الثوب منه؟ قال: «تتحرى مكانه فتغسله» (1) .
4956 - وروى الطبرانى أيضًا من طريق أبى معشر، عن أبى بكر بن عبد الرحمن، عن سهل بن حنيف. قال: قال أهل العالية: لابد لنا من مجالسنا يا رسول الله؟ قال: «فأَدُّوا حقَّ المَجَالِس» . قالوا: وما حقَّها؟ قال: «ذِكرُ اللهِ كثِيرًا، وأرشِدُوا السَّبيلَ، وَغُضُوا الأبْصَار» (2) .
4957 - ومن حديث أشعث بن مالك، عن عثمان بن أبى أمامة، عن سهل ابن حنيف. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مِنْ حَقَّ الجُمُعة السَّواكُ، والغُسْلُ، ومَنْ وَجَدَ طِيبًا [فلْيَمِس مِنه] (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/ 104.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/ 105؛ وقال الهيثمى: فيه أبو بكر بن عبد الرحمن الأنصارى تابعى لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا. مجمع الزوائد: 8/ 62.
(3) المجمع الكبير للطبرانى: 6/ 106؛ وقال الهيثمى: فيه يزيد بن عياض وهو كذاب. مجمع الزوائد: 2/ 173.(4/99)
4958 - ومن حديث رفاعة بن سهل [الجهنى] ، سمع سهل ابن حنيف يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو خارج من بعض بيوته يجرُ رداءه وهو يقول: / «سيَبْلغُ البِنَاء سلعًا (1) ، ثم يأتى على المدينة زمان يمرُّ السَّفْرُ (2) على بعْض أقْطَارِها، فيقول: قد كانتْ هذه مرَّةً عامِرة، من طول الزَّمان وعفو الأثرِ.
(سعيد بن ذى حدان عن سهل بن حنيف)
قال: «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[حجاجًا، فأهللنا بالحج] ، فلما قدمنا مكة أمرنا فجعلناها عمرة» .
4959 - رواه الطبرانى، عن عبد الرحمن بن سلم الرازى، عن سهل بن عثمان، عن يحيى بن زكريا بن أبى زائدة، عن أبيه، عن أبى إسحاق، عنه به (3) .
4960 - ثم رواه من حديث أبى كريب، عن إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبى إسحاق، عن سعيد بن ذى حدان، عن سهل بن حنيف: أنه كان يقول: ما رأيت كالذى لم يتهم رأيه: «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجاجًا، فأهللنا بالحج، فلما قدمنا مكة أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعلناها عُمرة» (4) .
_________
(1) سلع: جبل بسوق المدينة. معجم البلدان: 3/ 236.
(2) السفر والمسافرون بمعنى. النهاية: 2/ 164.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 6/ 112؛ وقال الهيثمى: رجاله موثقون. مجمع الزوائد: 3/ 233.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 6/ 112؛ واللفظ فيه بعض اختلاف لا يغيّر المعنى.(4/100)
754 - (سهل بن الحنظلية - رضى الله عنه -) (1)
4961 - حدثنا عبد الملك بن عمرو: أبو عامرٍ، حدثنا هشام بن سعد، حدثنا قيس بن بشر التغلبى، أخبرنى أبى - وكان جليسًا لأبى الدرداء -، قال: كان بدمشق رجلٌ من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - يقال له ابن الحنظلية، وكان رجلاً متوحدًا قلما يجالس الناس، إنما هو في صلاة، فإذا فرغ، فإنما سيبح ويكبر، حتى يأتى أهله، فمر بنا يومًا، ونحن عند أبى الدرداء، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تنفعنا ولا تضرك؟ قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية، فقدمت، فجاء رجل منهم فجلس في المجلس الذى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لرجل إلى جنبه: لو رأيتنا حين التقينا نحن والعدو، فحمل فلان، فطعن، فقال: خذها وأنا الغلام الغفارى، كيف ترى في قوله؟ قال: ما أراه إلا قد أبطل أجره، فسمع ذلك آخر، فقال: ما أرى بذلك بأسًا، فتنازعا حتى سمع النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «سبحان الله لا بأس أن يحمد ويؤجر» . قال: فرأيت أبا الدرداء سُرَّ بذلك، وجعل يرفع رأسه، ويقول: آنت سمعت ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ يقول: نعم، فمازال يقول، حتى أنى لأقول ليبركن على ركبتيه.
قال: ثم مرَّ بنا يومًا آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تنفعنا، ولا تضرك. قال: قال لنا رسول الله / - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ المُنْفِق عَلَى الخَيْلِ فِى سَبِيل الله كَبَاسِطٍ يَدَيْهِ بالصَّدَقَة لا يَقْبِضُها» .
قال: ثم مر بنا يومًا آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تنفعنا ولا تضرك. فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نِعْمَ الرَّجُل خُرَيْم الأسَدِى (2) لولا
_________
(1) تقدمت ترجمته ص 82، ولأمر ما أخر المصنف مسنده إلى هذا المكان، وقد قال من قبل: هذا موضعه قطعًا.
(2) خريم بن فاتك الأسدى: شهد بدرًا، وقيل أسلم يوم الفتح. أسد الغابة: 2/ 130.(4/101)
طول جمّتِهِ (1) ، وإسْبَالُ إزَارِهِ» ، فبلغ ذلك خريمًا، فجعل يأخذ شفرة فيقطع بها شعره إلى أنصاف أذنيه، ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه.
قال: وأخبرنى أبى، قال: دخلت بعد ذلك على معاوية، فإذا عنده شيخ جمته فوق أذنيه، ورداؤه إلى ساقيه، فسألت عنه، قالوا: هذا خريم الأسدى.
قال: ثم مرّ بنا يومًا آخر ونحن عند أبى الدرداء، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك. فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنَّكُم قَادِمُون على إخْوانكُم، فأصْلَحُوا رِحَالكم، وأصْلِحُوا لِبَاسَكم، فإن اللهِ لا يُحبّ الفُحْشَ، ولا التَّفَحُّش» (2) .
زاد أبو داود: «حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس» (3) . قال: وكذا زاد أبو نعيم في كتاب اللباس بطوله عن هارون بن عبد الله الحمال، عن ابنى عامر العقدى به. قال: وكذا رواه أبو نعيم، عن هشام بن سعد، وقال: «حتى تكونوا كالشَّامة في الناس» (4) .
_________
(1) الجمة: من شعر الرأس ما سقط على المنكبين. النهاية: 1/ 179.
(2) من حديث سهل بن الحنظلية في المسند: 4/ 179.
(3) وردت العبارة مقحمة في وسط الخبر، فأخرناها إلى مكانها. والشامة: علامة مخالفة لسائر اللون، وذكر ابن الأثير الشامة في شأم بالهمزة وذكر حديث ابن الحنظلية قال: حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس، قال: الشامة الخال في الجسد معروفة، أراد كونوا في أحسن زى وهيئة، حتى تظهروا للناس وينظروا إليكم؛ كما تظهر الشامة وينظر إليها دون باقى الجسد. اللسان: 4/ 2380؛ النهاية: 2/ 200.
(4) سنن أبى داود: 4/ 57.(4/102)
4962 - حدثنا وكيع، حدثنا هشام بن سعد، حدثنى قيس بن بشر التغلبى، عن أبيه - وكان جليسًا لأبى الدرداء بدمشق - قال: كان بدمشق رجل يقال له ابن الحنظلية متوحدًا لا يكاد يكلم أحدًا إنما هو في(4/102)
صلاة فإذا فرغ يسبح، ويكبر، ويهلل، حتى يرجع إلى أهله.
قال: فمر علينا ذات يوم، ونحن عند أبى الدرداء، فقال له أبو الدرداء: كلمة منك تنفعنا، ولا تضرك. قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية، فلما أن قدمنا جلس رجل منهم في مجلس فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: يا فلان لو رأيت فلانًا طعن، ثم قال: خذها وأنا الغلام الغفارى، فما ترى؟ قال: ما أراه إلا قد حبط أجره. قال: فتكلموا في ذلك، حتى سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - أصواتهم، فقال: «بل يُحْمَد ويؤْجَرُ» . قال: فسر بذلك أبو الدرداء حتى همَّ أن يجثوا على ركبتيه، فقال: آنت سمعته مرارًا؟ قال: نعم.
ثم مر علينا يومًا آخر، فقال أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «نِعْم الرجلُ خُرَيْمٌ الأسدى لو قص من شعره، وشمر إزاره» فبلغ ذلك خريمًا، فعجل فأخذ الشفرة / فقصر (1) من جمته، ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه. قال أبى: فدخلت على معاوية فرأيت رجلاً معه على السرير شعره فوق أذنيه مؤتزرًا إلى أنصاف ساقيه، فقلت: من هذا؟ قالوا: خريم الأسدى.
قال: ثم مر علينا يومًا آخر، فقال أبو الدرداء: كلمة منك تنفعنا، ولا تضرك. قال نعم. كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لنا: «إنَّكم قادِمون على إخوانكم، فأصلحوا رِحَالكم، ولباسَكُم، حتى تَكُونُوا في النَّاسِ كأنَّكُم شامةٌ، فَإنَّ الله لا يُحِب الفُحْش، ولا التَّفَحُّش» (2) .
رواه أبو داود من حديث هشام بن سعد به (3) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: «فأخذ الشفرة فقص فجعل يأخذ الشفرة فقص من جمته» ، وما أثبتناه من المسند.
(2) من حديث سهل بن الحنظلية في المسند: 4/ 180.
(3) سنن أبى داود: 4/ 57.(4/103)
4963 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا معاوية - يعنى ابن صالح -، عن سليمان أبى الربيع (1) . - قال أبى: هو سليمان بن عبد الرحمن، روى عنه
شعبة، وليث بن سعد -، عن القاسم: مولى معاوية، قال: دخلت مسجد
دمشق، فرأيت أناسًا مجتمعين، وشيخًا يحدثهم. قالت: من هذا؟ قالوا: سهل
ابن الحنظلية فسمعته يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «منْ أَكَلَ لَحْمًا فَلْيَتَوَضَّأ» . تفرد به (2) .
4964 - حدثنا على بن عبد الله، حدثنى الوليد بن مسلم، حدثنى عبد الرحمن بن يزيد، حدثنى أبو كبشة السلولى: أنه سمع سهل بن الحنظلية الأنصارى صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن عيينة والأقرع سألا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا، فأمر معاوية أن يكتب به لهما، ففعل، وختمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمر بدفعه إليهما، فأمر عيينة، فقال: ما فيه؟ قال: «فيه الذى أمرت به» فقبله وعقده في عمامته، وكان أحكم الرجلين، وأما الأقرع، فقال: أحمل صحيفة لا أدرى ما فيها، كصحيفة المتلمس (3) ، فأخبر معاوية النبى - صلى الله عليه وسلم - بقولهما، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حاجة، فمر ببعير مناخٍ على باب المسجد من أول النهار، ثم مر به آخر النهار، وهو على حالة، فقال: «أين صاحب هذا البعير؟»
_________
(1) في الأصول: «سليمان بن أبى الربيع» . وهو سليمان أبو الربيع. قال بعضهم: هو ابن عبد الرحمن ولم يضح. ويقال: سليمان بن عبد الرحمن أبو عمر الأسدى. التاريخ الكبير: 4/ 12، 24؛ ويراجع تهذيب التهذيب: 4/ 208.
(2) من حديث سهل بن الحنظلية في المسند: 4/ 180.
(3) صحيفة المتلمس لها قصة مشهورة عند العرب، وهو المتلمس الشاعر، وكان هجا عمرو بن هند الملك، فكتب له كتابًا إلى عامله يوهمه أنه أمر له فيه يعطيه، وقد كان كتب إليه يأمر بقتله، فارتاب المتلمس به، ففكه وقرئ له. فلما علم ما فيه رمى به ونجا، فضربت العرب المثل بصحيفته بعد. معالم السنن: 2/ 229.(4/104)
فأبتغى فلم يوجد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا الله في هذه البهائم ثم اركبوها صحاحًا، واركبوها سمانًا كالمتسخط أنفًا: إنه من سأل، وله ما يغنيه، فإنما يستكثر من نار جهنم» .
قالوا: يا رسول الله، وما يغنيه؟ قال: «يغذيه أو يعشيه» (1) .
رواه أبو داود في / الزكاة عن عبد الله بن محمد النفيلى، عن مسكين ابن بكير، عن محمد بن مهاجر، عن ربيعة بن يزيد الدمشقى به (2) .
وروى في الجهاد بهذا الإسناد: «مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببعير قد لصق ظهره ببطنه» إلى آخره (3) .
(حديث آخر)
_________
(1) من حديث سهل بن الحنظلية في المسند: 4/ 180.
(2) سنن أبى داود: 2/ 116.
(3) سنن أبى داود: 3/ 23.(4/105)
4965 - وقال أبو داود في كتاب الجهاد: حدثنا أبو توبة: هو الربيع بن نافع، حدثنا معاوية - يعنى ابن سلام -، عن زيد - يعنى ابن سلام -: [أنه سمع أبا سلام] (1) : حدثنى السلولى أنه حدثه سهل بن الحنظلية أنهم ساروا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين، حتى كانت (2) عشية فحضرت الصلاة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟، فجاء رجل فارس، فقال: يا رسول الله إنى انطلقت من [بين] (3) أيديكم، حتى اطلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوزان على بكرة آبائهم (4) بظعنهم، ونعمهم، وشائهم، قال: فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: «تلك غَنِيمة المُسلِمين غدًا إن شاء
_________
(1) استكمال من أبى داود.
(2) في المخطوطة: «كانوا»
(3) استكمال من أبى داود.
(4) في المخطوط: «أبيهم» ، وما أثبتناه من أبى داود.(4/105)
الله» ، ثم قال: «من يحْرُسُنا اللَّيلَة» ؟ فقال أنس بن أبى مرثد (1) الغنوى: أنا يا رسول الله. قال: «فاركب» فركب فرسًا له، فجاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اسْتَقْبِلْ هذا الشَّعْبَ حتى تكُونَ في أعلاه، ولا نفرَّنَّ مِنْ قِبلك اللَّيلَة» ، فلما أصبحنا خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مصلاه، فركع ركعتين، ثم قال: «هَلْ (2) أحْسَسْتُم فَارِسَكُم؟» فقال رجل: يا رسول الله ما أحسسناه، فثوِّب بالصلاة، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يصلى وهو] (3) يلتفت إلى الشعب، حتى إذا قضى صلاته، وسلم، قال: «أبشروا فقد جاءكم (4) فارسكم» .
قال: فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب، فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنى انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب حيث أمرنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما اصبحت اطلعت الشعبين كليهما، فنظرت فلم أر أحدًا، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نزلت الليلة؟» قال: لا، إلا مصليًا أو قاضيًا حاجة، فقال له: «قد أوجبت (5) فلا عليك أن لا تعمل بعدها» (6) .
_________
(1) في المخطوط: «يزيد» ، وهو تصحيف. يراجع أسد الغابة: 1/ 153.
(2) في المخطوط: «بما» . وما أثبتناه من أبى داود.
(3) استكمال من المرجع.
(4) في المخطوط: «جا» .
(5) في المخطوط: «وجبت لك» ، وما أثبتناه من أبى داود.
(6) سنن أبى داود: 3/ 9.(4/106)
4966 - وقد روى النسائى عن محمد بن يحيى بن محمد بن كثير، عن أبى توبة: الربيع بن نافع به (1) وروى أبو داود منه في كتاب الصلاة بهذا الإسناد قوله: «ثوَّب بالصلاة - يعنى صلاة الفجر - فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى وهو يلتفت إلى الشعب» (2) .
_________
(1) أخرجه النسائى في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 95.
(2) س نن أبى داود: 1/ 241.(4/106)
755 - (سهل بن رافع بن أبى عمرو بن عائذ/
ابن ثعلبة بن غنم الأنصارى البلوى) (1) .
شهد أُحدًا، وتوفى في خلافة عمر، وقيل: اسمه سهيل، قال أبو نُعيم: وهو صاحب الصاعين الذى لمزه بصدقتهما طائفة من المنافقين (2) ، وقال في ترجمة سهيل ابن رافع: هو وأخوه سهل اليتيمان اللذان أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مربدهما بالثمن، فجعله مسجدًا، وكذا قال أبو عمر بن عبد البر وغير واحد منهم هشام الكلبى وابن حبيب، وقال أبو نعيم في موضع آخر: هما سهل وسهيل ابنا عمرو كما ذكره ابن إسحاق، وغيره وقال إبن منده هما سهل وسهيل ابنا بيضاء وهذا غلط، وقول ابن إسحاق أقرب إلى الصواب (3) ، وكانا في حجر أسعد بن زرارة النقيب.
4967 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن كيسان، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا عمرو بن زرارة الحدثى (4) ، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا سعيد بن عثمان البلوى، عن جدته ابنة عدى: أن أمها عميرة بنت سهل صاحب الصاعين الذى لمزه المنافقين: أنه خرج بزكاته صاع من تمر وبابنته عميرة، حتى أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - فصبه، ثم قال: يا رسول الله إن لى إليك حاجة، قال: «وما هى؟» قال: تدع الله لى ولها بالبركة، وتمسح رأسها، فإنه ليس لى ولد غيرها.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 471؛ والإصابة: 2/ 87؛ والاستيعاب: 2/ 94.
(2) يراجع تفسير ابن كثير في تفسير الآية: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين} : تفسير ابن كثير: 2/ 375.
(3) يرجع إلى هذه الأقوال في ترجمة سهل وسهيل. وعند أبى عمر في ترجمة سهل بن رافع بن خديج أيضًا. الاستيعاب. 2/ 94.
(4) في الأصل: «عمر بن زرارة المدنى» ، وهو عمرو بن زرارة الحدثى نسبة إلى الحدث قرية بالثغر. يراجع تهذيب التهذيب: 8/ 36.(4/107)
قال: فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده.
فأقسم بالله لكان برد يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على كبدى (1) .
_________
(1) أخرجه الطبرانى في الأوسط. كما في الإصابة، وقال: لا يروى عن عميرة بنت سهل إلا بهذا الإسناد. الإصابة: 2/ 87؛ وأخرجه ابن منده وأبو نعيم كما في أسد الغابة: 2/ 471.(4/108)
756 - (سهل بن سعد: أبو مالك الساعدى
-رضى الله عنه -) (1) .
هو سهل بن سعد بن مالك، ويقال سهل بن سعد بن مالك ابن خالد بن ثعلبة ابن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصارى الساعدى: أبو العباس، ويقال: أبو يحيى المدنى، توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمره خمس عشرة سنة، وطال عمره حتى أدرك زمن الحجاج، فكان ممن خُتِم في عنقه مع أنس ابن مالك، ويد جابر بن عبد الله - رضى الله عنهم - (2) .
توفى سنة ثمان وثمانين، وقيل سنة إحدى وتسعين، وله ست وتسعون سنة، وقيل إنه جاوز المائة، وكان آخر من توفى من الصحابة بالمدينة. حديثه في عاشر الأنصار.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 472؛ والإصابة: 2/ 88؛ والاستيعاب: 2/ 95؛ والتاريخ الكبير: 4/ 97؛ وثقات ابن حبّان: 3/ 168؛ وقال كان اسمه حزنا فسماه النبى - صلى الله عليه وسلم - سهل.
(2) أرسل إليه الحجاج سنة أربع وسبعين: ما منعك من نصر أمير المؤمنين عثمان؟ قال: قد فعلته. قال: كذبت. ثم أمر به فختم في عنقه، وختم أيضًا في عنق أنس بن مالك، وختم في يد جابر بن عبد الله - رضى الله عنهم -. وذلك حتى يجتنبهم الناس، ولا يسمعوا منهم. أسد الغابة.(4/108)
(بكر بن سوادة عنه) /(4/109)
4968 - حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن سهل بن سعد الأنصارى، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «والَّذِى نفْسِى بِيَدِه لتَرْكَبُنَّ سنَن مَنْ كَانَ قَبْلكُم مِثْلا بِمثْل» تفرد به (1) .
(جميل الأسلمى عنه)
4969 - حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا جميل الأسلمى، عن سهل بن سعد الساعدى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «الَّلهُم لا يُدْرِكْنى زَمَانٌ ولا تُدْرِكوا زمَانًا لا يُتْبَعُ فيه العَلِيم، ولا يُسْتَحَى فيه من الحليم: قُلُوبهم قُلُوب الأعَاجِم وألْسِنَتَهُم ألْسِنَةُ العَرَبِ» تفرد به (2) .
(سهل بن دينار عنه)
هو أبو حازم الأعرج المدنى يأتى
(ابنه عباس بن سهل عنه)
4970 - حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا محمد - يعنى ابن إسحاق - ويعقوب، قال: حدثنا أبى، عن أبى إسحاق. قال: حدثنى عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعاصم بن عدى: «اقْبِضْهَا إليكَ حَتَّى تَلِدَ عِنْدَك، فإنْ تَلِدْ أحْمَرَ، فهو لأبِيهِ الذى انْتَفَى منه لِعُويْمِرٍ، وإنْ وَلدتْه قَططِ (3) الشَّعْرِ أسْوَدَ اللَّسانِ، فهو لابن السَّحْمَاء» .
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد الساعدى في المسند: 5/ 340.
(2) المرجع السابق.
(3) قطط الشعر: القطط: الشديد الجعوده، وقيل الحسن الجعودة والأول أكثر. النهاية:
3/ 263.(4/109)
قال عاصم: فلما وقع أخذته إلىَّ، فإذا رأسه مثل فروة الحمل الصغير، ثم أخذت. قال يعقوب بفقميه (1) ، فإذا هو أحيمر مثل النبقة واستقبلنى لسانه أسود مثل التمرة، قال فقلت: صدق الله ورسوله (2) .
رواه أبو داود في الطلاق عن عبد العزيز بن يحيى الحرانى، عن محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق به مختصرًا (3) .
_________
(1) فقميه: الفقم: بالضم والفتح اللحى، وقوله: أخذت بفقميه: أى بلحييه. النهاية: 3/ 210.
(2) من حديث أبى مالك سهل بن سعد الساعدى. في المسند: 5/ 335، ويلقى الضوء على الخبر ما جاء عند أبى داود من حديث سهل أيضًا، قال: أن عويمر بن اشقر العجلانى جاء إلى عاصم بن عدى فقال له: يا عاصم أرأيت رجلاً وجد مع امرأته رجلاً، أيقلته فتقتلونه، أم كيف يفعل؟» إلى آخر الخبر وفيه قصة الملاعنة. سنن أبى داود: 2/ 273.
(3) سنن أبى داود: 2/ 274.(4/110)
4971 - حدثنى حماد بن خالد، حدثنا عبد الله - يعنى ابن عمر - عن العباس بن سهل الساعدى، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان مستندًا إلى جذع، فقال: «قَدْ كَثُرَ النَّاسُ، ولو كَانَ لى شَىءٌ» - يعنى أقعد عليه - قال العباس: فذهب أبى فقطع عيدان المنبر من الغابة، قال: فما أدرى عملها [أبى] أو استعملها (1) .
تفرد به.
4972 - حدثنا حسين، حدثنا الفضيل - يعنى ابن سليمان - حدثنا محمد ابن أبى يحيى، عن العباس بن سهل بن سعد الساعدى، عن أبيه. قال: «كنت مع النبى - صلى الله عليه وسلم -[بالخندق] فأخذ الكرزين (2) فحفر به، فصادف حجرًا، فضحك، قيل: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال:
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد الساعدى في المسند: 5/ 337، وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) الكرزين: الفأس. يقال له: كرزن أيضًا بالفتح والكسر والجمع كرازين وكرزان. النهاية:
4/ 14.(4/110)
«ضَحِكْتُ منْ نَاسٍ يؤْتَى بهم مِنْ قِبَلِ المشْرِق في النُّكُول / يساقُون إلى الجنَّةِ» (1) . تفرد به.
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد الساعدى في المسند: 5/ 338.(4/111)
4973 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبى أسيد، عن أبيه، وعباس بن سهل، عن أبيه، قال: مر بنا (1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأصحاب (2) ، فخرجنا معه، حتى انطلقنا إلى حائط يقال له «الشوط» حتى [إذا] انتهينا إلى حائطين منهما جلسنا بينهما، فقال رسول الله: «اجْلِسُوا» ودخل هو، وأتى بالجونية، فغزلت في بيت في النخل أميمة (3) بنت النعمان بن شراحيل، ومعها داية لها (4) ، فلما دخل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال لها: «هِبِى لِى نَفْسَكِ» قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟ قال أبى، وقال غير أبى أحمد: امرأة من بنى الجون يقال لها أمينة، قالت: إنى أعوذ بالله منك. قال: «لقد عُذتِ بمعاذٍ» ثم خرج علينا، فقال: «يا أبا أُسيد اكسُها فارِسيتين وألْحِقْها بأهْلِها» (5) .
رواه البخارى تعليقًا، وهو مسند أبى أسيد الساعدى (6) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: «أمرنا» ، والتصويب من المسند.
(2) في المسند: «وأصحاب لنا» .
(3) في البخارى «في بيت فى نخل، في بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل» .
(4) في البخارى: «ومعها دايتها حاضنة لها» .
(5) من حديث أبى مالك سهل بن سعد الساعدى في المسند: 5/ 339، وما بين معكوفين استكمال منه.
(6) أخرجه البخارى في الطلاق. فتح البارى: 9/ 356.(4/111)
(أحاديث أُخر، من رواية عباس بن سهل
ابن سعد الساعدى عن أبيه)(4/112)
الأول:
4974 - رواه البخارى في الجهاد عن علىّ بن المدينى، عن معن [ابن عيسى] ، عن أُبى بن عباس بن سهل، عن أبيه، عن جده: سهل بن سعد، قال: «كان للنبى - صلى الله عليه وسلم -[في حائطنا] فرس يقال له اللُّحَيْف» ، وقال بعضهم: «الحُنَّيْف» (1) .
الثانى:
4975 - رواه البخارى في الزكاة تعليقًا: وقال سليمان بن بلال، عن سعد ابن سعيد، عن عمارة بن غِزية، عن عباس بن سهل، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنا ونُحِبُّه» (2) .
الثالث:
4976 - رواه الترمذى في البر عن أبى مصعب المدنى، عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل، عن أبيه، عن جده سهل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الأناة من الله، والعَجَلَة من الشَّيْطَان» .
ثم قال حسن غريب وقد تكلم بعض أهل العلم في عبد المهيمن (3) .
_________
(1) فتح البارى: 6/ 58، وما بين معكوفات استكمال منه. وقال ابن حجر: اللحيف: يعنى بالمهملة والتصغير، وقال ابن قرقول: وضبطوه عن ابن سراج بوزن رغيف، قلت: ورجحه الدمياطى، وبه جزم الهروى، وقال: سمى بذلك لطول ذنبه فعيل بمعنى فاعل، وكأنه يلحف الأرض بذنبه. فتح البارى: 6/ 59.
(2) فتح البارى: 3/ 344.
(3) صحيح الترمذى: 4/ 367؛ وتمام كلام الترمذى: «وضعفه من قبل حفظه» .(4/112)
الرابع:
4977 - رواه ابن ماجه، عن أبى مصعب: أحمد بن أبى بكر المدينى، عن عبد المهيمن، عن أبيه، [عن جده] : «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلم تسليمة واحدة تلقاء وجهه» (1) .
الخامس:
4978 - رواه ابن ماجه أيضًا بإسناد الذى قبله. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تمضمضوا من اللَّبَنِ فَإنَّ لهُ دَسَمًا» (2) .
وبه: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح على الخفين، أو أمر بالمسح على الخفين» (3) .
/ السادس:
4979 - رواه ابن ماجه أيضًا، عن عبد الرحمن بن إبراهيم: دحيم: عن محمد ابن إسماعيل بن أبى فديك، عن عبد المهيمن، عن أبيه عباس، عن جده سهل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا صَلاةَ لِمَنْ لا وُضُوءَ لَهُ، ولا وُضوءَ لمنْ لم يَذْكر اسمُ اللهِ عليه» (4) .
_________
(1) سنن ابن ماجه: 1/ 297؛ وما بين معكوفين استكمال منه. وفى الزوائد: عبد المهيمن قال فيه البخارى: منكر الحديث.
(2) لفظ ابن ماجه: «مضمضوا» . سنن ابن ماجه: 1/ 167؛ وعلق عليه في الزوائد بمثل سابقه.
(3) التصويب من سنن ابن ماجه: 1/ 182؛ وفى الزوائد: ضعيف. اتفق الجمهور على ضعف
عبد المهيمن. واللفظ عند ابن ماجه: «وأمرنا» وما أورده المصنف يوافق تحفة الأشراف: 4/ 130.
(4) سنن ابن ماجه: 1/ 140، وله بقية عنده؛ وفى الزوائد: ضعيف لاتفاقهم على ضعف عبد المهيمن. وقال السندى: ولكن لم ينفرد به عبد المهيمن فقد تابعه عليه ابن أخى عبد المهيمن، ورواه الطبرانى في المعجم الكبير.(4/113)
وبه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «الأنْصَارُ شِعَارٌ والنَّاسُ دِثَارٌ، لَوْ أنَّ النَّاس استَقْبَلُوا وادِيًا أو شِعْبًا استقبل الأنْصَارُ واديًا لاستقْبَلت وادىَ الأنْصَارِ، ولولا الهِجْرَة لَكُنتُ امرءًا من الأنْصَارِ» (1) .
وبه عن سهل، قال: «إنى لأعرف يوم أحدٍ من جرح وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن كان يرقى الكلم، [من وجه ر سول الله - صلى الله عليه وسلم -] ، ويداويه، ومن يحمل الماء [في المجن] ، وبما دووى به الكلم حتى رقأ، أما من كان يحمل الماء [في المجن] فعلى، وأما من كان يداوى (2) الكلم ففاطمة أحرقت له (3) حين لم يرقأ الكلم قطعة حصير خلقٍ، فوضعت رمادة عليه، فرقأ الكلم» . هذه لفظه في الطب (4) .
(عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن سعد بن
أبى ذُباب الدوسى عنه)
_________
(1) لفظ ابن ماجه: «لسلكت وادى الأنصار» ، سنن ابن ماجه: 1/ 58؛ فوى الزوائد: إسناده ضعيف، والآفة فيه من عبد المهيمن، وباقى رجاله ثقات.
(2) في المخطوطة: «يرفأ الكلم» ، والتعديل من ابن ماجه.
(3) في المخطوطة: «أخذت» ، والتعديل من ابن ماجه.
(4) سنن ابن ماجه: 2/ 1147، وما بين معكوفات استكمال منه.(4/114)
4980 - قال أبو داود: حدثنا مسدد، حدثنا بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن معاوية، عن ابن أبى ذباب، عن سهل بن سعد، قال: «ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاهرًا يديه قط يدعو على منبره [ولا على غيره، ولكن رأيته يقول هكذا، وأشار بالسبابة، وعقد الوسطى بالإبهام] » (1) .
إنتهى
الجزء السابع والعشرين من "تجزئة المصنف"
ويليه الجزء الثامن والعشرين
_________
(1) سنن أبى داود: 1/ 289، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/114)
الجُزء الثامن والعشرون
رب يسر
(عمرو بن جابر أبو زرعة عنه) (1)
_________
(1) له ترجمة في تهذيب التهذيب: 8/ 11؛ وكان في الأصول: «عمر» .(4/115)
4981 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو زرعة: عمرو ابن جابر، عن سهل بن سعد. سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تَسُبُّوا تُبَّعًا، فإنَّه قد كانَ أسْلَمَ» (1) . تفرد به.
(عمران بن أبى أنس عنه)
4982 - حدثنا وكيع، حدثنا ربيعة بن عثمان التيمى، عن عمران بن أبى أنس، عن سهل بن سعد الساعدى، قال: اختلف رجلان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد الذى أسس على التقوى، فقال أحدهما: هو مسجد الرسول، وقال الآخر: [هو] مسجد قباء، فأتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألاه، فقال: «هوَ مَسْجِدى هَذا» تفرد به (2) .
4983 - حدثنا عبد الله بن الحارث، حدثنى الأسلمى - يعنى عبد الله بن عامر -، عن عمران بن أبى أنس، عن سهل بن سعد،
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 340.
(2) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 331، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/115)
قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سُئل عن المسجد الذى أسس على التقوى، قال: «هو مسجدى» (1) .
(محمد بن عبد الله بن مالك عنه)
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 335.(4/116)
4984 - حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الله ابن مالك، عن سهل بن سعد الأنصارى: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسلم في صلاته عن يمينه، وعن يساره، حتى يرى بياض خديه» تفرد به (1) .
(محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله
ابن شهاب الزهرى عنه)
4985 - حدثنا سفيان، عن الزهرى، عن سهل بن سعد: «اطلع رجل من جحر في حجرة النبى - صلى الله عليه وسلم -، ومعه مدرى يحك به رأسه، فقال: «لو أعلَمُك تَنْظِر لَطعنت به (2) عَيْنَك، إنما جُعِلَ الاسْتِئذانُ من أجلِ البَصَرِ» (3) .
رواه البخارى عن على بن المدينى، ومسلم، والترمذى عن ابن أبى عمر. زاد مسلم: وعمرو الناقد، وأبى بكر بن أبى شيبة، وزهير بن حرب كلهم: عن سفيان ابن عيينة (4) .
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 338.
(2) في الأصول: «لطعنته في عينك» ، وما أثبتناه من لفظ أحمد.
(3) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 330.
(4) أخرجه البخارى من هذا الطريق في الاستئذان. فتح البارى: 11/ 24؛ ومسلم فلا الآداب: 4/ 865؛ والترمذى في الاستئذان: 5/ 64، وقال حديث حسن صحيح.(4/116)
ورواه البخارى، ومسلم والنسائى من حديث الليث (1) .
والبخارى من حديث ابن أبى ذئب (2) .
ومسلم من حديث معمر، ويونس كلهم عن الزهرى به (3) .
_________
(1) أخرجه البخارى من هذا الطريق في الديات. فتح البارى: 2/ 243؛ ومسلم في الآداب: 4/ 864؛ والنسائى في القيامة: في المجتبى: 8/ 54.
(2) أخرجه البخارى في اللباس. فتح البارى: 10/ 366؛ وقال ابن حجر: المدرى: بكسر الميم وسكون المهملة عود تدخله المرأة في رأسها لتضم بعض شعرها إلى بعض، وهو يشبه المسلة، يقال: مدرت المرأة سرحت شعرها. وقيل مشط له أسنان يسيرة، وله في ذلك استقصاء يطول به المقام. فتح البارى: 10/ 366.
(3) مسلم بشرح النووى: 4/ 865.(4/117)
4986 - حدثنا سفيان عن الزهرى، سمع سهل بن سعد الساعدى: «شهد النبى / - صلى الله عليه وسلم - في المتلاعنين، فتلاعنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا ابن خمس عشرة سنة، قال: يا رسول الله إن أمسكتها فقد كذبت عليها فجاءت به للذى كان يكره» (1) .
4987 - حدثنا نوح بن ميمون، أنبأنا مالك، عن ابن شهاب: أخبرنى سهل ابن سعد الساعدى عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أنه كره المسائل وعابها» (2) .
4988 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم - يعنى ابن سعد -، حدثنا ابن شهاب، عن سهل بن سعد. قال: جاء عويمر إلى عاصم بن عدى، قال: فقال: سل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرأيت رجلا وجد رجلا مع امرأته، فقتله أيقتل به، أم كيف يصنع؟ قال: فسأل عاصم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسائل.
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 330.
(2) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 334.(4/117)
قال: فلقيه عويمر، فقال: ما صنعت؟ قال: ما صنعت إنك لم تأتنى بخير، سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعاب المسائل، فقال عويمر: والله لآتين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلأسألنه، فأتاه، فوجده قد أنزل عليه فيهما.
قال: فدعا بهما، فلاعن بينهما، قال: فقال عويمر: لئن انطلقت بها لقد كذبت عليها، قال: ففارقها قبل أن يأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فصارت سنة المتلاعنين. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أبصِرُوها إنْ جاْءَت بِهِ أسْحَم أدْعَجَ العَيْنَيْن عَظِيمَ الألْيَتَين فلا أرَاه إلاَّ قدْ صَدَقَ. وإنْ جاءَتْ بِهِ أحْمَرَ كَأنَّهُ وَجَرةَ (1) ، فلا أُراه إلا كاذِبًا» . قال فجاءت به على النعت المكروه» (2) .
_________
(1) الوحرة: بالتحريك دويبة كالعظاءة تلزق بالأرض. النهاية: 4/ 198.
(2) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 334.(4/118)
4989 - حدثنا ابن إدريس، حدثنا ابن إسحاق، عن الزهرى، عن سهل بن سعد الساعدى، قال: «لمَّا لاعن عويمر أخو بنى العجلان امرأته، قال: يا رسول الله ظلمتها إن أمسكتها: هى الطلاق، وهى الطلاق، وهى الطلاق» (1) .
رواه الجماعة إلا الترمذى من حديث الزهرى به: البخارى، عن إسماعيل
ابن عبد الله بن ابى أويس، وعبد الله بن يوسف، ومسلم عن يحيى بن يحيى،
وأبو داود عن القعنبى عن مالك والنسائى، عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم
عن مالك.
وأخرجه البخارى، ومسلم من حديث ابن جريج، زاد البخارى، وابن أبى ذئب، وسفيان بن عيينة، والأوزاعى، وفليح، زاد مسلم: ويونس: سبعتهم عن الزهرى به.
_________
(1) المصدر السابق.(4/118)
ورواه أبو داود من حديث من رمزنا له عليهم، ورواه هو وابن ماجه من حديث إبراهيم بن سعد. زاد أبو داود: وعياض بن عبد الله الفهرى، وغيره كلهم عن / الزهرى أيضًا به (1) .
_________
(1) أخرجه البخارى من هذه الطرق في الصلاة مختصرًا. فتح البارى: 1/ 518. وفى تفسير سورة النور: 8/ 448. وفى الطلاق: 9/ 361؛ وفى باب اللعان: 9/ 446، 452، وفى الحدود مختصرًا: 12/ 180.
وأخرجه مسلم بطرقه في اللعان: 3/713-716.
وأخرجه أبو داود في الطلاق عن القعنبى، وعبد العزيز بن يحيى، وأحمد بن صالح ومحمد بن جعفر الوركانى، ومحمود بن خالد الدمشقى، وأحمد بن عمرو بن السرح، وغيرهم سنن أبى داود: 2/ 273 وما بعدها. وأخرجه النسائى فى الطلاق: 6/116 وأخرجه بن ماجه فى الطلاق أيضاً 1/667.(4/119)
4990 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن سهل بن سعد الساعدى: أن رجلا أطلع على النبى - صلى الله عليه وسلم - من ستر حجرته وفى يد النبى - صلى الله عليه وسلم - مدرى، قال: «لو أعلم أنَّ هَذَا يَنْظُرُنِى حتَّ آتِيهِ لَطَعنْتُ [بالمدرى] في عَيْنِه، وهلْ جُعِلَ الاسْتِئذَان إلاَّ منْ أجلِ البَصَرِ» (1) .
4991 - حدثنا أبو نوح، حدثنا مالك بن أنس، عن الزهرى، عن سهل بن سعد. قال: «كره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسائل وعابها» (2) .
قرأت على عبد الرحمن: مالك (3) ، عن ابن شهاب، وحدثنا إسحاق بن عيسى: أخبرنى مالك، عن ابن شهاب أن سهل بن سعد الساعدى: أخبره أن عويمر العجلانى جاء إلى عاصم بن عدى
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 334.
(2) من حديث أبىمالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 335.
(3) ورد في الأصول: «مالك بن شهاب» ، وهو سهو من النساخ. كما تكررت عبارة: «وحدثنا إسحاق بن عيسى أخبرنى مالك عن ابن شهاب» .(4/119)
الأنصارى، فقال: يا عاصم أرأيت رجلاً وجد مع امرأته رجلاً أيقتله فتقتلونه؟ أم كيف يفعل؟ سل لى عن ذلك يا عاصم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسأل عاصم النبى - صلى الله عليه وسلم -، فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسائل وعابها حتى كبر على عاصم مما يسمع، قال إسحاق: ما سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رجع عاصم إلى أهله جاء عويمر، فقال: يا عاصم ماذا قال لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عاصم لعويمر: لم تأتني بخير، قد كره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسألة التي سألته عنها، فقال عويمر: والله لا أنتهى حتى أسأله عنها. فأقبل عويمر حتى أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - وسط الناس، فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرأيت رجلاً وجد مع امرأته رجلاً أيقتله فنقتلونه؟ أم كيف يفعل؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قدْ أنْزَلَ الله فِيكَ، وفِى صاحِبَتِكَ فاذْهَب فأْتِ بِهًا» ، قال سهل بن سعد: فتلاعنا، وأنا مع الناس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما فرغا قال عويمر: كذبت عليها يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن أمسكتها، فطلقها ثلاثًا قبل أن يأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (1) .
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 336.(4/120)
4992 - حدثنا حجاج، حدثنا ليث بن سعد، حدثنى عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن سهل بن سعد الساعدى: أنه قال: إن رجلاً من الأنصار جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله أرأيت رجلاً وجد مع امرأته رجلاً أيقتله؟ قال: فأنزل الله في شأنه ما ذكر في القرآن من التلاعن، فقال: «قد قضى فيكَ وفِى امرَأَتِكَ» ، قال: فتلاعنا وأنا شاهدٌ، ثم فارقها عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (1) .
4993 - حدثنا / هاشم، حدثنا عبد العزيز - يعنى ابن أبى
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 337.(4/120)
سلمة -، عن الزهرى، عن سهل بن سعد الساعدى، عن عاصم بن عدى. قال: جاء عويمر رجل من بنى العجلان، فقال: يا عاصم أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلاً أيقتله فيقتلونه؟ أم كيف يصنع؟ سل لى يا عاصم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسأل عاصم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فكرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسائل وعابها، حتى كبر على عاصم ما سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر معنى حديث مالك، إلا أنه قال: «فطلقها قبل أن يأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فكان فراقه إياها سنة في المتلاعنين» (1) .
(وفاء بن شريح المصري عنه)
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 337.(4/121)
4994 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا بكر بن سوادة، عن وفاء الحميرى، عن سهل بن سعد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «فِيكُم كِتَابُ اللهِ يَتَعَلَّمهُ الأسود، والأحمر، والأبيض: تعلموه قبل أن يأتى زمان يتعلمه نَاسٌ ولا يُجَاوِزَ تَرَاقِيتهم (1) ، ويُقَوِّمُونه كَمَا يُقوَّم السَّهم، فَيَتَعَجَّلون بأجرِه، ولا يتأجَّلُونَه» (2) .
رواه أبو داود، عن أحمد بن صالح عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، وعبد الله بن لهيعة كلاهما: عن بكر بن سوادة به (3) .
_________
(1) تراقيهم: التراقى: جمع ترقوة وهى العظم الذى بين ثُغرة النحر والعانق، وهما ترقوتان من الجانبين، ووزنها فعلوه بالفتح، والمعنى أن قراءتهم لا يرفعها الله، ولا يقبلها، فكأنها لم تتجاوز حلوقهم، وقيل المعنى: أنهم لا يعملون بالقرآن ولا يثابون على قراءته فلا يحصل لهم غير القراءة. النهاية: 1/ 113.
(2) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 338.
(3) الخبر أخرجه أبو داود في الصلاة. سنن أبى داود: 1/ 220.(4/121)
(يحيى بن ميمون الحضرمى عنه)(4/122)
4995 - حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا عيَّاش (1) - يعنى ابن عُقبة -، وقال: سمعت يحيى بن ميمون، وأبو الحسين: زيد بن الحباب. قال: وحدثنى عياش - يعنى ابن عقبة -، قال: حدثني يحيى بن ميمون المعنى، قال: وقف علينا سهل بن سعد الساعدى، فقال سهل: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ جَلَسَ فِى المسْجِد يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ فَهُو فِى صلاةٍ» (2) .
رواه النسائى عن قتيبة عن بكر بن مضر، عن عياش به (3) .
(أبو حازم، واسمه سلمة بن دينار
الأعرج المدنى الأفزر (4) القاص عنه)
4996 - حدثنا سفيان عن ابى حازم، عن سهل بن سعد، [عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال:] «بُعِثتُ أنا والسَّاعَةَ كَهَذِه مِنْ هَذِه» (5) .
رواه البخارى، عن على بن المدينى، عن سفيان (6) .
ورواه البخارى، عن سعيد بن أبى مريم، عن محمد بن مطرف،
_________
(1) في الأصول: «عباس» ، وهو عباس بن عقبة الحضرمى. يراجع تهذيب التهذيب: 8/ 198.
(2) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 331؛ ولفظ أحمد: «فهو في الصلاة» .
(3) الخبر أخرجه النسائى في الصلاة: في المجتبى: 2/ 43.
(4) رجل أفزر: بين الفرز وهو الأحدب الذى في ظهره عُجرة عظمية وهو المفزور أيضًا، وهو الأحدب. اللسان: 5/ 3408؛ ويرجع إلى ترجمة سلمة بن دينار في تهذيب التهذيب: 4/ 143.
(5) من حديث أبى مالك سهل بن سعد الساعدى في المسند: 5/ 330.
(6) لفظ البخارى من هذا الطريق: «كهذه من هذه، أوكهاتين، وقرن بين السبابة والوسطى» . فتح البارى: 9/ 439.(4/122)
عن أبى حازم به: «بُعِثْتُ أنا والسَّاعةِ كَهَاتيْن وأشَار بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَة والوُسْطَى» (1) .
ورواه مسلم عن سعيد بن منصور، عن عبد العزيز بن أبى حازم عن أبيه (2) .
ورواه البخارى من حديث الفضيل بن سليمان، عن أبى حازم (3) .
_________
(1) الخبر من هذا الطريق أخرجه في الرقاق ولفظه: «ويشير بأصبعيه فيمدهما» . فتح البارى: 11/ 347.
(2) الخبر أخرجه مسلم في الفتن، مسلم بشرح النووى: 5/ 810.
(3) أخرجه في التفسير. فتح البارى: 8/ 691. أخرجه في التفسير. فتح البارى: 8/ 691.(4/123)
4997 - حدثنا / سفيان، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَمَوْضِعُ سَوْطٍ في الجنَّةِ خَيْرٌ من الدُّنْيَا ومَا بِهًا» (1) .
رواه البخارى، عن على بن المديني، عن سفيان به (2) .
4998 - حدثنا سفيان، حدثنا أبو حازم، سمعت سهلَ بن سعد يقول: أنا في القوم إذ جاءت (3) امرأة، فقالت؟: يا رسول الله إنها قد وهبت نفسها لك. فر فيها رأيك. قال رجل: زوجنيها، فلم يُجبْه حتى قامت الثالثة (4) ، فقال له: «هل عندك شىء؟» قال: لا. قال: «اذهب فاطلب» . [قال: لم أجد. قال: «فاذهب فاطلب] ولو خاتمًا من حديد» . قال: ما وجدت خاتمًا من حديد. قال: «هل معَك من القرآن شيء؟»
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد الساعدى في المسند: 5/ 330.
(2) الخبر أخرجه البخارى في بدء الخلق. فتح البارى: 6/ 319.
(3) لفظ المسند: «دخلت امرأة» .
(4) في البخارى: «فلم يجبها شيئًا» ، ثم قامت الثالثة، فقالت: إنها قد وهبت نفسها» فتح البارى: 9/ 205.(4/123)
قال: نعم سورة كذا، وسورة كذا. قال: «قد أنكحتكها على ما معك من القرآن» (1) .
رواه البخارى، عن على بن المدينى، ومسلم عن زهير بن حرب، والنسائى عن محمد بن عبد الله بن يزيد، ومحمد بن منصور أربعتهم عن سفيان بن عيينة به (2) .
وأخرجاه وأبو داود والنسائى من حديث مالك (3) .
والبخارى والترمذى من حديث محمد بن مطرف (4) .
وأخرجاه من حديث حماد بن زيد. ومسلم من حديث زائدة (5) .
والبخارى، وابن ماجه من حديث الثورى (6) .
وأخرجاه من حديث عبد العزيز بن أبى حازم، والدراوردى والفضيل بن سليمان، ويعقوب بن عبد الرحمن (7) .
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد الساعدى في المسند: 5/ 330.
(2) الخبر أخرجوه من هذا الطريق في النكاح البخارى (باب التزويج على القرآن وبغير صداق) : فتح البارى: 9/ 205؛ ومسلم (باب أقل الصداق) : مسلم بشرح النووى: 3/ 585؛ والنسائى (كتاب النكاح) : المجتبى: 6/ 45؛ والكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 107.
(3) أخرجه البخارى من هذا الطريق في الوكالة (باب وكالة المرأة الإمام في النكاح) : فتح البارى: 4/486؛ وفى النكاح (باب السلطان ولىّ) : 9/ 190، وفى التوحيد (باب قل أى شىء أكبر شهادة؟ قل الله) : 13/ 402؛ وأبو داود (باب في التزويج على العمل يعمل) : 2/ 236؛ والنسائى في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 118.
(4) أخرجه البخارى في النكاح من طريق أبى غسان وهو محمد بن مطرف (باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح) : فتح البارى: 9/ 175؛ وتهذيب التهذيب: 12/ 198؛ وأخرجه الترمذى من طريق إسحق بن عيسى وعبد الله بن نافع الصائغ: صحيح الترمذى: 3/ 412.
(5) أخرجاه في النكاح: البخارى (باب إذا قال الخاطب للولى: زوجنى فلانة) فتح البارى: 9/ 198؛ ومسلم من الطريقين (أقل الصداق) : مسلم بشرح النووى: 3/ 585.
(6) أخرجاه في النكاح: البخارى مختصرًا (باب المهر بالعروض وخاتم من حديد) : فتح البارى: 9/ 216؛ وابن ماجه في سننه: 1/ 608.
(7) أخرجه البخارى في فضائل القرآن (باب القراءة عن ظهر قلب) ، وفى النكاح (باب تزويج المعسر) و (باب إذا كان الولى هو الخاطب) ، وفى اللباس (باب خاتم الحديد) : فتح البارى: 9/ 78، 131، 188، 10/ 322؛ ومسلم في النكاح: 3/ 582، 585.(4/124)
4999 - حدثنا سفيان عن أبى حازم، عن سهل بن سعد: «بأى شىء دووى جرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: «كان علىّ يجىء بالماء في تُرسه، وفاطمة تغسل الدم عن وجهه، فأخذ حصيرًا فأحرقه فحشا به جرحه» (1) .
رواه البخارى، عن قتيبة، وعلى بن المدينى، ومحمد (2) .
ومسلم عن أبى بكر بن أبى شيبة، وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم وابن أبى عمر (3) .
والترمذى، عن ابن أبى عمر، وابن ماجه، عن محمد بن الصبَّاح، وهشام بن عمار: تسعتهم عن سفيان بن عيينة به، وقال الترمذى: حسن صحيح (4) .
ورواه سعيد بن أبى هلال، وعبد العزيز بن أبى حازم، ومحمد بن مطرف، ويعقوب بن عبد الرحمن (5) .
5000 - حدثنا سفيان، عن أبى حازم، سمع سهل بن سعد،
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 330.
(2) الخبر أخرجه البخارى عن قتيبة بن سعيد في النكاح، فتح البارى: 9/ 343؛ وفى المغازى: 7/ 372؛ وعن علىّ بن المدينى في الجهاد: 6/ 162، وعن محمد في الوضوء: 1/ 354.
(3) أخرجه مسلم في المغازى، مسلم بشرح النووى: 4/ 433.
(4) الخبر أخرجاه في الطب، صحيح الترمذى: 4/ 411؛ وسنن ابن ماجه: 2/ 1147.
(5) يرجع إلى هذه الطرق عند مسلم: 4/ 433؛ وعند ابن ماجه في السنن: 2/ 1147؛ وله طرق أخرى عند البخارى في الطب: 10/ 173؛ والجهاد: 6/ 93، 96.(4/125)
قال: «كان من أثْلِ الغابة - يعنى منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (1) .
رواه البخارى عن علىّ بن المدينى، ومسلم عن ابى بكر بن أبى شيبة، وزهير ابن حرب، وابن أبى عمر وابن ماجه عن أحمد بن ثابت الجحدرى: خمستهم عن سفيان بن عيينة (2) .
قال البخارى: قال لى علىُّ بن المدينى: سألنى أحمد بن حنبل عن هذا الحديث. قال: فإنما أردت أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان أعلى من الناس، فلا بأس أن يكون الإمام أعلى من الناس بهذا الحديث. قال: فقلت: إن سفيان بن / عيينة كان يسأل عن هذا كثيرًا. فلم تسمعه منه؟ قال: لا (3) .
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد الساعدى في المسند: 5/ 330.
(2) الخبر أخرجوه في الصلاة: البخارى (باب الصلاة في السطوح والمنبر الخشب) : فتح البارى: 1/ 486؛ ومسلم (جواز الخطوة والخطوتين في الصلاة) : 2/ 184؛ وابن ماجه (باب ما جاء في بدء شأن المنبر) : 1/ 455.
(3) قال ابن حجر - تعليقًا على هذا -: صريح في أن أحمد بن حنبل لم يسمع هذا الحديث من ابن عيينة، وقد راجعت في مسنده فوجدته فد أخرج فيه عن ابن عيينة بهذا الإسناد إسناد البخارى - من هذا الحديث قول سهل: «كان المنبر من أثل الغابة فق، فتبين أن المنفى في قوله: «فلم تسمعه منه؟» قال: لا. جميع الحديث لا بعضه. فتح البارى: 1/487.(4/126)
5001 - حدثنا سفيان عن ابى حازم: سمع سهل بن سعد، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -[قال] : «مَنْ نَابَهُ شَىْءٌ في صَلاته (1) ، فَلْيَقُلْ: سُبْحَان اللهِ، إنَمَا التَّصْفِيحُ للنِسَاء والتَسْبِيح للرِّجَال» (2) .
رواه ابن ماجه، عن هشام بن عمَّار، وسهل بن أبى سهل. عن سفيان بن عيينة من حديث مالك وغيره، عن أبى حازم به (3) .
_________
(1) في الأصول: «من فاته شىء من الصلاة» ، والتصويب من المسند.
(2) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 330.
(3) يرجع إلى الخبر في سنن ابن ماجه: 1/ 330، وليس فيه ذكر لمالك. وأخرجه البخارى من طريق علىّ بن المدينى عن سفيان عن الزهرى وليس فيه مالك أيضًا. فتح البارى: 3/ 77؛ وفى حديث سهل أيضًا قال: «هل تدرون ما التصفيح؟ هو التصفيق» فتح البارى: 3/ 75.(4/126)
5002 - حدثنا وكيع، حدثنا جرير بن حازم، عن الحسن (1) ، وسفيان عن أبى حازم، عن سهل بن سعد الساعدى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما يَزَال النَّاسُ بِخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرِ» تفرد به من ذا الوجه (2) .
ورواه البخارى، والترمذى، من حديث مالك عن أبى حازم، ومسلم، والترمذى، من حديث الثورى، ومسلم وابن ماجه من حديث عبد العزيز بن أبى حازم، ومسلم والنسائى عن قتيبة عن يعقوب بن عبد الرحمن (3) .
5003 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، حدثنى أبو حازم الأفزر مولى الأسود بن سفيان المخزومى، عن سهل بن سعد الساعدى من بنى عمرو في منازعة، فذكر الحديث (4) .
5004 - حدثنا يزيد، أنبأنا المسعودى، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد الساعدى، قال: كان بين ناس من الأنصار شىء فانطلق إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلح بينهم، فحضرت الصلاة، فجاء بلال إلى أبى بكر، فقال: يا أبا بكر قد حضرت الصلاة، وليس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) «عن الحسن» لم ترد في المسند.
(2) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 331.
(3) الخبر اخرجوه في الصوم: البخارى في (باب تعجيل الإفطار) : فتح البارى: 4/ 198؛ ومسلم من طرقه (فضل السحور واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر) : مسلم بشرح النووى: 3/ 152؛ والترمذى في (باب ما جاء في تعجيل الإفطار) : صحيح الترمذى: 3/ 73؛ والنسائى في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 127؛ وابن ماجه في الباب، سنن ابن ماجه: 1/ 541.
(4) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند 5/ 331؛ والمنازعة يوضحها الحديث السابق عليه في المسند، وقد كانت حول المسجد الذى أسس على التقوى فسئل النبىّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «هو مسجدى هذا» .(4/127)
ها هنا، فأوذن وأقيم، فتقدم وتصلى؟ قال: ما شئت فافعل، فتقدم أبو بكر، فاستفتح الصلاة، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصفح الناس بأبى بكر، فذهب أبو بكر يتنحى، فأومأ إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أى مكانك، فتأخر أبو بكر، وتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلى، فلما قضى (1) الصلاة، قال: «يا أبا بكر ما منعك أن تَثْبُتَ» ؟ فقال: ما كان لابن أبى قحافة أن يتقدم أمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: «فأنتم لم صفحتم» ؟ قالوا: لنعلم أبا بكر. قال: «إن التصفيح للنساء والتسبيح للرجال» (2) .
رواه البخارى، وأبو داود، والنسائى من حديث حماد بن زيد، عن أبى حازم، ورواه مالك ويعقوب بن عبد الرحمن، وعبد العزيز بن أبى حازم، ومحمد بن مطرف، وسفيان بن عيينة، وعبيد الله العمرى، ومحمد ابن جعفر بن أبى كثير (3) .
_________
(1) في الأصول: «فلما صلى الصلاة» . والتعديل من المسند.
(2) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 331.
(3) أخرجه البخارى من طريق حماد بن زيد عن أبى حازم في الأحكام، فتح البارى: 13/ 182، ومن طريق مالك في الصلاة: 2/ 167، ومن طريق يعقوب بن عبد الرحمن في السهو: 3/ 107، ومن طريق عبد العزيز بن أبى حازم في العمل في الصلاة: 3/ 87، ومن طريق سفيان بن عيينة مختصرًا في العمل في الصلاة: 3/ 77، ومن طريق محمد ابن جعفر في الصلح: 5/ 300.
وأخرجه مسلم من طرق منها عن عبيد الله في الصلاة: 2/ 68. =
= ... وأخرجه أبو داود في الصلاة (باب التصفيق في الصلاة) : سنن أبى داود: 1/ 247. وأخرجه النسائى من طريق حماد بن زيد (باب استخلاف الإمام إذا غاب) : المجتبى: 2/ 64، ومن طريق عبيد الله بن عمر عن أبى حازم (باب رفع اليدين وحمد الله والثناء عليه في الصلاة) : المجتبى: 3/4.(4/128)
5005 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا سفيان، عن أبى حازم: سمعت سهل بن سعد يقول: كان رجال يُصلُّون مع النبى - صلى الله عليه وسلم -(4/128)
عاقدى أُزرِهم على رقابهم كهيئة الصبيان، فيقال للنساء: «لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوى الرجال جلوسًا» (1) /.
رواه البخارى، عن محمد بن كثير، وعن مسدد. عن يحيى ومسلم عن أبى بكر بن أبى شيبة عن وكيع: ثلاثتهم عن سفيان بن سعيد الثورى (2) .
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 331.
(2) أخرجه البخارى عن محمد بن كثير في الأذان (باب عقد الثياب وشدها) . وفى العمل في الصلاة (باب إذا قيل للمصلى تقدم أو انتظر فانتظر - فلا بأس) : فتح البارى: 2/ 298، 3/ 86. وأخرجه عن مسدد في الصلاة (باب إذا كان الثوب ضيقًا) : فتح البارى: 11/ 473.
وأخرجه مسلم (أمر النساء المصليات ألا يرفعن رؤوسهن حتى يرفع الرجال) وفيه: «فقال قائل: يا معشر النساء ... الخ» : مسلم بشرح النووى: 2/ 82؛ وأخرجه أيضًا أبو داود في السنن: 1/ 170؛ والنسائى في المجتبى: 2/ 55.(4/129)
5006 - حدثنا أنس بن عياض، حدثنى أبو حازم - لا أعلم إلا عن سهل ابن سعد - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إيَّاكُم ومُحَقَّراتِ الذُّنُوبِ، فإنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّراتِ الذُّنُوبِ كَمَثلِ قَوْم نَزَلُوا بَطْنَ وَادٍ فَجَاءَ ذا بِعُودٍ، وجَاءَ ذا بِعُودٍ، حتَّى أنْضَجُوا خُبْزَهُم، وإنَّ مُحَقَّراتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤخَذْ بِها صاحِبُها تُهْلِكه»
وقال أبو حازم: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أبو ضمرة لا أعلمه إلا عن سهل ابن سعدٍ - قال: «مَثَلِى ومَثَلُ السَّاعةِ كهَاتَيْن» ، وفرق بين أُصبعيه الوسطى والتى تلى الإبهام (1) .
وهذا القدر في الصحيحين من غير وجه كما تقدم (2) .
ثم قال: «مَثَلى ومَثَل السَّاعةِ كمثلِ فَرَسىْ رِهَانٍ»
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 331.
(2) يرجع إليه ص 122.(4/129)
ثم قال: «مَثَلى ومَثَلُ السَّاعةِ كَرَجُلٍ بَعَثَهُ قوْمُه طلِيعةً، فلمَّا خَشِىَ أن يُسْبَقَ ألاحَ بِثوْبِه [أُتيتُم، أتيتم، ثم يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنا ذَلِك» ] تفرد به من ذا الوجه (1) .
_________
(1) استكمال للخبر السابق في السند: 5/ 331، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/130)
5007 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد: ارتُجَّ أُحُد، وعليه النبى - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر، وعثمان، فقال النبى، - صلى الله عليه وسلم - «اثْبُتْ أُحُد ما عَلَيْكَ إلاَّ نّبِىٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهيدَان» تفرد به من ذا الوجه (1) .
5008 - حدثنا أبو النضر، حدثنا عبد الرحمن - يعنى ابن عبد الله بن دينار -، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، قال: كان مع النبى - صلى الله عليه وسلم - رجل في بعض مغازيه، فأبلى بلاءً حسنًا، فعجب المسلمون من بلائه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أمَا إنَّهُ منْ أهْلِ النَّار» ، قلنا: في سبيل الله!! مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!! الله ورسوله أعلم، قال: فخرج الرجل، فلما اشتدت به الجراحة. وضع ذباب سيفه بين ثدييه، ثم اتكأ عليه، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقيل له: الرجل الذى قلت له ما قلت قد رأيته يتضرب والسيف بين أضعافه، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «إن الَّرجل لَيَعْمَلُ بِعَمَل أهْلِ الجنَّة فيما يَبْدُو للنَّاس، وإنه منْ أهلِ النَّار، وإنَّه ليعملُ بِعَملِ أهْلِ النَّار فيما يبدو للنَّاس، وإنه لمنْ أهل الجنَّة» تفرد به من ذا الوجه (2) .
وقد رواه البخارى: قتيبة وعن عبد العزيز بن أبى حازم، عن أبيه به، ورواه مسلم عن قتيبة عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبى حازم به:
_________
(1) المصدر السابق.
(2) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 332.(4/130)
«إنَّ الرَّجلَ لَيعْمَلُ بِعَملِ أهْلِ الجنَّة فِيما يَبْدُو للنَّاس» الحديث
وأخرجاه في الصحيحين من حديث يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبى حازم (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى عن قتيبة في الجهاد والمغازى، فتح البارى: 6/ 89، 7/ 471، وعبد الله بن مسلمة في المغازى: 7/ 475، وعن علىّ بن عياش الألهانى في الرقاق: 11/ 320، وفى القدر عن سيعد بن أبى مريم: 11/ 499.
وأخرجه مسلم عن قتيبة عن يعقوب في القدر: مسلم بشرح النووى: 5/ 505، وفى الإيمان مطولاً: 1/ 311.(4/131)
5009 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا عبد الرحمن - يعنى ابن عبد الله بن دينار، حدثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد: «أنَّهُ قيل له: هل رأى رسول الله / - صلى الله عليه وسلم - النَّقِى بعينه قبل موته؟ يعنى الحوَّارَى (1) ، قال: ما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النقى بعينه، حتى لقى الله عز وجل، فقيل له: هل كان لكم مناخل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ما كانت لنا مناخل. قيل: فكيف كنتم تصنعون بالشعير؟ قال: ننفخه فيطير منه ما طار» (2) .
رواه الترمذى في الزهد عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عبد المجيد: أبى علىّ الحنفى عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار به وقال حسن صحيح، قال: ورواه مالك عن أبى حازم (3) .
ورواه ابن ماجه من حديث عبد العزيز بن أبى حازم، عن أبيه (4) .
_________
(1) الحوَّارى: الخبز الحوارى الذى نخل مرة بعد مرة. النهاية: 1/ 269.
(2) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 332.
(3) صحيح الترمذى (باب ما جاء في معيشة النبى - صلى الله عليه وسلم - وأهله) : 4/ 581.
(4) قال في الزوائد: هذا إسناد صحيح. رجاله ثقات، ويرجع إليه في سنن ابن ماجه في الأطعمة: 2/ 1107.(4/131)
ورواه البخارى والنسائى عن قتيبة، عن يعقوب بن عبد الرحمن بن أبى حازم به (1) .
والبخارى عن سعيد بن أبى مريم عن (2) محمد بن مطرف، عن أبى حازم (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى من حديث قتيبة في الأطعمة (باب ما كان النبى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يأكلون) : فتح البارى: 9/ 549؛ وأخرجه النسائى في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 127.
(2) في الأصول: «سعيد بن إبراهيم» ، والتصويب من البخارى. وهو سعيد بن الحكم بن محمد يعرف بابن أبى مريم الجمحى، يراجع بشأنه تهذيب التهذيب: 4/ 17.
(3) أخرجه البخارى في الأطعمة (باب النفخ في الشعير) : فتح البارى: 9/ 548.(4/132)
5010 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن أبى حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد. قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخندق، وهم يحفرون، ونحن ننقل التراب على أكتافنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُم لا عَيْشَ إلا عَيْشُ الآخِرة فاغْفِر للمُهاجِرين، والأنْصَار» (1) .
رواه البخارى، والنسائى عن قتيبة، زاد البخارى: ومحمد بن عبيد الله، ومسلم عن القعنبى ثلاثتهم عن عبد العزيز به (2) .
ورواه البخارى عن أحمد بن المقدام، والترمذى عن محمد بن عبد الله بن زريع كلاهما عن فضيل بن سليمان عن ابى حازم به، وقال الترمذى: حسن صحيح غريب (3) .
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 332.
(2) الخبر أخرجه البخارى من طريق قتيبة في المغازى (غزوة الخندق) : فتح البارى: 7/ 492؛ ومن طريق محمد بن عبيد الله في مناقب الأنصار: 7/ 118؛ وأخرجه النسائى في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 110؛ وأخرجه مسلم في المغازى (غزوة الأحزاب) : 4/ 454.
(3) الخبر أخرجه البخارى من هذا الطريق في الرقاق، فتح البارى: 11/ 229؛ وأخرجه الترمذى في المناقب: 5/ 693.(4/132)
5011 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد الساعدى، قال: كان قتال بين بنى عمرو بن عوف، فبلغ النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأتاهم بعد الظهر ليصلح بينهم، وقال: «يا بِلالُ إنْ حَضَرَتِ الصَّلاةُ، فلم آتِ، فمر أبا بكرٍ فليُصل بالناس. قال: فلما حضرت العصر أقام بلال الصلاة، ثم أمر أبا بكر، فتقدم بهم، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) بعدما دخل أبو بكر في الصلاة، فلما رأوه صفَّحوا، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشقُّ الناس، حتى قام خلفَ أبى بكرٍ. قال: وكان أبو بكر إذا دخل في الصلاة لم يلتفت، فلمَّا رأى التصفيح لا يُمسك عنه، فالتفت فرأى النبى - صلى الله عليه وسلم - خلفه، فأومأ إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده أن امضِ، فقام أبو بكر هنيَّةً، فحمد الله على ذلك، ثم مشى القهقرى، قال: فتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى بالناس، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[صلاته] ، قال: «يا أبا / بكر ما مَنَعَك إذ أوْمَأتُ إليك أنْ لا تكونَ مَضَيْت؟» قال: فقال أبو بكر: لم يكن لابن أبى قحافة أن يؤمَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال للناس: «إذا نَابَكُم، في صَلاَتِكم شىءٌ فلْيُسبِّح الرجالُ، ولْيَصْفَح النِّساء» (2) .
رواه البخارى عن أبى النعمان وسليمان بن حرب، وأبو داود عن عمرو بن عون، والنسائى عن أحمد بن عبدة: أربعتهم، عن حماد بن زيد به، وأخرجه البخارى، ومسلم من حديث ابن أبى حازم (3) .
_________
(1) في الأصول: «يشق الناس حتى قام» ، وهى زيادة ليست في المسند:
(2) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 332، وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) الخبر أخرجه البخارى في الأحكام (باب الإمام يأتى قومًا فيصلح بينهم) : فتح البارى: 13/ 182، ومن طريق ابن أبى حازم في العمل في الصلاة: 3/ 75؛ وأخرجه أبو داود في الصلاة (باب التصفيق في الصلاة) : 1/ 248؛ وأخرجه النسائى في الإمامة (استخلاف الإمام إذا غاب) : 2/ 64؛ وأخرجه مسلم في الصلاة (بتقديم الجماعة من يصلى بهم إذا تاخر الإمام) مسلم بشرح النووى: 2/ 68.(4/133)
5012 - حدثنا يونس بن محمد، عن حماد (1) ، حدثنى عبيد الله بن عمر، عن ابى حازم، عن سهل بن سعد - قال حماد: ثم لقيت أبا حازم، فحدثنى به فلم أنكر مما حدثنى به شيئًا - قال: كان قتال بين بنى عمرو بن عوف فبلغ ذلك النبى - صلى الله عليه وسلم - بعد الظهر، فأتاهم ليصلح بينهم، وقال لبلال: «لإن حضرتَ الصَّلاةُ ولم آتِ، فمر أبا بكرٍ، فتقدم، فلما تقدم جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما جاء صفَّح الناس، قال: وكان أبة بكر إذا دخل في الصلاة لم يلتفت، قال: فلما رآهم لا يمسكون التفت، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فأومأ إليه بيده أن امضِ، قال: فرجع أبو بكر القهقرى، قال: وتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «يا ابا بكر ما منعك إذ أومأتُ إليك ان تمضى في صلاتِك؟» قال: فقال: ما كان لابن أى قحافة أن يؤم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: «إذا نابكم في الصلاة شىء فليسبح الرجال وليصفق النساء» (2) .
5013 - حدثنا أحمد بن عبد الملك، حدثنا حماد بن زيد، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: «إنَّ للجنَّةِ بابًا يُقال له الريَّان، قال، يُقال يومَ القيامةَ: أينَ الصائمُون؟ هلُمُّوا إلى الرَّيَّان، فإذا دخل آخِرُهم أُغلِقَ ذلك الباب» (3) .
_________
(1) في الأصول: «سفيان عن محمد بن حماد» ، والتصويب من المسند.
(2) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 332.
(3) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 333.(4/134)
رواه البخارى عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن أبى حازم (1) .
ورواه مسلم عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن خالد بن مخلد به (2) .
ورواه البخارى عن سعيد بن أبى مريم، عن محمد بن مطرِّف: أبى غسان، عن أبى حازم به (3) .
و [الترمذى وابن ماجه عن] هشام بن سعد، عن أبى حازم (4) .
و [النسائى عن] يعقوب بن عبد الرحمن القارى عن أبى حازم، عن سهل بن سعد (5) .
_________
(1) أخرجه البخارى من هذا الطريق في الصوم (باب الريان للصائمين) : فتح البارى: 4/ 111.
(2) أخرجه مسلم في الباب (فصل الصيام) : مسلم بشرح النووى: 3/ 209
(3) أخرجه البخارى من هذا الطريق في بدء الخلق (باب صفة أبواب الجنة) : فتح البارى: 6/ 328.
(4) الزيادة يقتضيها المقام، وقد أخرجاه في الصوم: الترمذى (ما جاء في فضل الصوم) : صحيح الترمذى: 3/ 128، وقال: حسن صحيح غريب؛ وابن ماجه في أول كتاب الصيام. سنن ابن ماجه: 1/ 525
(5) الزيادة لاستكمال السياق، وقد أخرجه النسائى في المجتبى: 4/ 140.(4/135)
5014 - حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنَا وكَافِلُ اليَتِيم كَهَاتيْن في الجنَّةِ» ، / وأشار بالسبابة، والوسطى، وفرق بينهما قليلا (1) .
رواه مسلم عن سعيد بن منصور، وقتيبة، عن يعقوب، وفيه: «بُعِثْتُ أنا والسَّاعة كَهَاتيْن» (2) .
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 333.
(2) الخبر أخرجه مسلم من طريقيه في نسق واحد في الفتن (باب قرب الساعة) ولفظه: «بعثت أنا والساعة هكذا» : مسلم بشرح النووى: 5/ 810.(4/135)
ورواه البخارى وأبو داود، والنسائى من حديث عبد العزيز بن أبى حازم عن أبيه (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى في الطلاق، فتح البارى: 9/ 439؛ وفى الأدب في فضل من يعول يتيمًا: 10/ 436؛ وأخرجه أبو داود في الأدب (باب فيمن ضم اليتيم) : سنن أبى داود: 4/ 338؛ وأخرجه الترمذى في البر والصلة (باب ما جاء في رحمة اليتيم وكفالته) : صحيح الترمذى: 4/ 320.(4/136)
5015 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبى حازم، حدثنى سهل بن سعد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال يوم خيبر: «لأُعطِينَ هذه الرَّاية غَدًا رجُلاً يفتَحُ اللهُ على يديْهِ، يُحِب اللهَ ورسوله، ويحبّهُ اللهُ ورسوله» ، فبات الناس يدوكون (1) ليلتهم أيهم يعطاها؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلهم يرجو أن يعطاها؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: «أين على بن أبى طالب؟» فقال: هو يا رسول الله يشتكى عينيه. قال: «فأرسلو إليه» ، فأتى به، فبصق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عينيه، ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علىّ: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: «انفُذ عَلَى رسلِك (2) حتى تَنْزلَ بساحَتِهم ثم ادعُهُم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقَّ اللهِ فيهِ، فواللهِ لأنْ يَهْدِى الله بكَ رجُلاً واحدًا خير لك منْ أن يكون لك حُمُرُ النّعَم» (3) .
رواه البخارى، ومسلم، والنسائى عن قتيبة به، وأخرجه البخارى
_________
(1) فبات الناس يدوكون: يخوضون ويموجون فيمن يدفعها إليه، يقال: وقع الناس في دوكة، ودوكة - بالفتح والضم - أى في خوض واختلاط. النهاية: 2/ 35.
(2) على رسلك: أثبت ولا تعجل. يقال لمن يتأنى ويعمل الشىء على هينته. النهاية: 2/ 81.
(3) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 333.(4/136)
ومسلم والنسائى من حديث عبد العزيز بن ابى حازم عن أبيه (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى في الجهاد. فتح البارى: 6/ 111، 114. وفى فضائل الصحابة: 7/ 70، وفى المعازى: 7/ 476؛ وأخرجه مسلم في فضائل على بن أبى طالب، ومسلم بشرح النووى: 5/ 271.(4/137)
5016 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن ابى حازم سمعت سهلا يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أنا فَرَطكُمُ (1) على الحَوْضِ، ومن وَرَدَ شَرِبَ، ومن شرب لمْ يَظْمَأ بعده أبدًا، وليردنَّ علىَّ أقوامٌ أعرِفُهُم، ويعرفونى، ثم يحال بينى وبينهم» .
قال أبو حازم: فسمعه النعمان بن ابى عياش، وأنا أحدثهم هذا الحديث، فقال: هكذا سمعت سهلاً يقول؟ قال: فقلت: نعم. قال: وأنا أشهد على أبى سعيد الخدرى لسمعت يزيد، فيقول: «إنهم منّى» ، فيقال: إنك لا تدرى ما عملوا بعدك. فأقول: «سُحقًا سحقًا لمنْ بدَّلَ بَعْدِى» (2) .
رواه مسلم عن قتيبة والبخارى عن يحيى بنت بكير، عن يعقوب به، وكذا رواه مسلم أيضاً عن هارون بن سعد، عن ابن وهب عن أسامة بن زيد عن أبى حازم به (3) .
حدثنا عفان، حدثنا عمرو بن على: سمعت أبا حازم عن سهل بن سعيد، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «من توكَّلَ لى ما بِيْنَ لَحْييهِ وما بين رجليه توكَّلتُ له بالجنَّةِ» (4) .
_________
(1) فرطكم على الحوض: أى متقدمكم إليه، يقال: فرط يفرط فهو فارط وفرط إذا تقدم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء، ويهيء لهم الدلاء والأرشية. النهاية: 3/ 194.
(2) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 333.
(3) الخبر أخرجه البخارى في الرقاق (باب في الحوض) : فتح البارى: 11/ 464، وفى اول كتاب الفتن: 13/ 3؛ وأخرجه مسلم في الفضائل (باب حوض نبينا - صلى الله عليه وسلم - وصفته) : مسلم بشرح النووى: 5/ 151، 152.
(4) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 333.(4/137)
رواه البخارى في المحاربين / عن خليفة بن خياط، وفى الرقاق عن محمد بن أبى بكر [المقدمىِ] ، والترمذى في الزهد عن محمد بن عبد الأعلى: ثلاثتهم عن عمرو ابن على به، وقال الترمذى: حسن صحيح غريب (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى في الرقاق عن المقدمى (باب حفظ اللسان) : فتح البارى: 11/ 308؛ وعنه وعن خليفة بن خياط في المحاربين (باب فضل من ترك الفواحش) : 12/ 113؛ وأخرجه الترمذى (باب ما جاء في حفظ اللسان) : صحيح الترمذى: 4/ 606.(4/138)
5017 - حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا مالك، عن أبى حازم، عن سهل ابن سعد الساعدى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُتى بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام: «أتأذن لى أن أعطى هؤلاء؟» فقال: لا والله لا أوثر بنصيبى منك أحدًا قال: فَتَلَّه (1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يده (2) .
رواه البخارى، والنسائى، وعن قتيبة، زاد البخارى، وإسماعيل بن عبد الله، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن قزعة، ومسلم عن يحيى بن يحيى: كلهم عن مالك به، وهو في الصحيحين من حديث عبد العزيز ابن أبى حازم، عن أبيه، وعند البخارى من حديث محمد بن مطرف (3) .
5018 - حدثنا شريج بن النعمان، حدثنا ابن أبى حازم،
_________
(1) تله: ألقاه. النهاية: 1/ 118.
(2) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 333.
(3) الخبر أخرجه البخارى في أول كتاب المساقاة. فتح البارى: 5/ 29، وفى (باب من رأى أن صاحب الحوض والقربة أحق بمائة) : 5/ 42، وفى المظالم (باب إذا أذن له أو أحله ولم يبين كم هو) : 5/ 102، وفى الهبة (باب هبة الواحد للجماعة) و (باب الهبة المقبوضة وغير المقبوضة) : 5/ 225، وفى الأشربة (باب هل يستأذن الرجل من عن يمينه في الشرب ليعطى الأكبر) : 10/ 86؛ وأخرجه مسلم في الأشربة (باب استحباب إدارة الماء واللبن ونحوهما على يمين المبتدئ) : مسلم بشرح النووى: 4/ 713.(4/138)
خبرنى [أبى] ، عن سهل بن سعد: «أن امرأة أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببردة منسوجة فيها حاشيتاها. قال سهل: وهل تدرون ما البردة؟ قالوا: نعم هى الشملة. قال: نعم فقالت: يا رسول الله نسجت هذه بيدى فجئت بها لأكسوكها، فأخذها النبى - صلى الله عليه وسلم - محتاجا إليها، فخرج علينا، وإنها لإزاره، فجسها فلان بن فلان: رجل سماه، فقال ما أحسن هذه البردة اكسنيها يا رسول الله، قال: «نعم» . فلما دخل طواها، وأرسل بها إليه، فقال له القوم: والله ما أحسنت. كسيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محتاجًا إليها، ثم سألته إياها، وقد علمت أنه لا يرد سائلا، فقال: والله ما سألته لألبسها، ولكن سألته إياها لتكون كفنى يوم أموت، قال: فكانت كفنه يوم مات» (1) .
رواه البخارى عن القعنبى، وابن ماجه عن هشام بن عمار: كلاهما، عن عبد العزيز بن أبى حازم، عن أبيه، ورواه البخارى عن سعد ابن إبراهيم عن محمد ابن مطرف عن ابى حازم. ورواه البخارى والنسائى من حديث يعقوب بن عبد الرحمن (2) .
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 333؛ وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) الخبرأخرجه البخارى في الجنائز (باب من استعد الكفن في زمن النبى - صلى الله عليه وسلم - (: فتح البارى: 3/ 143؛ =
= ... وعن سعد بن إبراهيم في لاأدب (باب حسن الخلق والسخاء) : 10/ 455، وعن يعقوب بن عبد الرحمن في البيوع: 3/ 318، وفى اللباس: 10/ 275؛ وأخرجه النسائى في الزينة (باب لبس البرود) : المجتبى: 8/ 180؛ وابن ماجه في أول كتاب اللباس: سنن ابن ماجه: 2/ 1176.(4/139)
5019 - حدثنا هارون [بن معروف] ، وسمعت أنا من هارون، أنبأنا ابن وهب، حدثنى أبو صخر: أن ابا حازم حدَّثه، قال: سمعت سهل بن سعد الساعدى، قال: شهدت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجلسًا وصف(4/139)
فيه الجنة حتى انتهى، ثم قال في آخر حديثه: «فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت. / ولا على قلب بشر خطر» . ثم قرأ هذه الآية {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (1) .
رواه مسلم عن هارون بن سعيد، وهارون بن معروف: كلاهما عن ابن وهب به (2) .
_________
(1) آيتان 16، 17 السجدة. والخبر من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 334، وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) أخرجه مسلم في صفة الجنة. مسلم بشرح النووى: 5/ 689.(4/140)
5020 - حدثنا ربعى بن إبراهيم، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبى حازم: أن سهل بن سعد قال: «رأيت فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد أحرقت قطعة من حصير ثم أخذت تجعله على جرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذى بوجهه، قال: وأتى بترس فيه ماء فغسلت عنه الدم» (1) .
5021 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد الساعدى، قال: سمعته يحدث: أن امرأة جاءت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الحديث، وقال: «فهل تقرأ من القرآن شيئًا» ؟ قال: نعم. قال: «ماذا؟» قال: سورة كذا، وسورة كذا، قال: «فقد أملكتكها (2) بما معك من القرآن» ، قال: فرأيته يمضى، وهى تتبعه (3) .
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 334.
(2) الملاك والإملاك: التزويج، وعقد النكاح. وقال الجوهرى: لا يقال ملاك. النهاية: 4/ 108.
(3) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 334.(4/140)
5022 - حدثنا يزيد، أنبأنا أبو غسان: محمد بن مطرف، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الرَّجُلَ ليعملُ بعملِ أهلِ النارِ، وإنَّه لمنْ أهلِ الجنَّة، وإن الرجلَ ليعملُ بعمل أهلِ الجنَّة، وإنه لمنْ أهلِ النَّار، وإنَّمَا الأعمالُ بالخواتيم» (1) .
رواه البخارى عن ابن أبى مريم، وعلى بن عياش، عن محمد بن مطرف به (2) .
ورواه مسلم عن قتيبة عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبى حازم به: «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس» الحديث (3) .
5023 - حدثنا روح، وإسماعيل بن عمر، قالا: حدثنا مالك؟، «إن كان ففى الفرس، وفى المرأة، وفى المسكن» يعنى الشؤم (4) .
رواه البخارى في الطب عن القعنبى، والبخارى أيضًا في النكاح عن عبد الله ابن يوسف: كلاهما عن مالك (5) .
ورواه ابن ماجه من حديث مالك به (6) .
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 335.
(2) الخبر أخرجه البخارى في الرقاق (باب الأعمال بالخواتيم وما يخاف منها) . وفى القدر (باب العمل بالخواتيم) : فتح البارى: 11/ 330، 499.
(3) الخبر أخرجه مسلم في القدر (كيفية خلق الآدمى في بطن أمه) : مسلم بشرح النووى: 5/ 505.
(4) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 335
(5) الخبر أخرجه البخارى في النكاح عن عبد الله بن يوسف عن مالك عن ابى حازم (باب ما يتقى من شؤم المرأة) ، وأخرجه في الجهاد - لا في الطب - (باب ما يذكر من شؤم الفرس) : فتح البارى 6/16، 1379؛ وأخرجه مالك فى الطب عن القعبنى عن مالك وعن أبى بكر بن أبى شيبة عن الفضل بن دكين عن هشام بن سعد. مسلم بشرح النووى: 5/ 81.
(6) يرجع إلى الخبر عند ابن ماجه في النكاح (باب ما يكون فيه اليمن والشؤم) : سنن ابن ماجه: 1/642.(4/141)
قال شيخنا المزى: لم نجد رواية البخارى في الصحيح عن القعنبى، ولم يذكره أبو مسعود، وإنما ذكره خلف وحده (1) .
_________
(1) يرجع إلى قول الحافظ المزى - رحمه الله - في تحفة الأشراف: 3/ 119؛ وقد علق على
هذا القول الحافظ ابن حجر في النكت الظراف: «قلت: هو في الجامع في جميع النسخ لكن في الجهاد لا في الطب، فإن كان أبو مسعود لم يقل إنه في الجهاد فقد وهم، وكذا المزى، وإن كان خلف عزاه للطب دون الجهاد فقد وهم أيضًا نبه على ذلك القطب الحلبى» . انتهى هامش التحفة.
نقول: والقول ما ذهب إليه ابن حجر، فقد أخرج البخارى في الجهاد كما سبق بيانه، فتح البارى: 6/ 60؛ ولعله التبس على السادة الحفاظ رواية مسلم للحديث في الطب: 5/ 81 كما قد ذكرنا، رحمهم الله جميعًا، وجزاهم عنا خير الجزاء.(4/142)
5024 - حدثنا عبد الله، [حدثنى أبى] ، حدثنى يحيى بن معين، حدثنا هشام ابن يوسف، عن معمر.
وحدثنا أبى، حدثنا على بن بحر، حدثنا هشام بن يوسف، حدثنا معمر، عن ابى حازم، عن سهل بن سعد: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «يدْخُلَ الجنَّة من أُمَّتِى سبْعُون ألْفًا / أو [قال] : سبعمائةِ ألفٍ بغيرِ حِساب» تفرّد به من هذا الوجه (1) .
وقد رواه البخارى عن سعيد بن أبى مريم، عن محمد بن مطروف به، وأخرجاه من حديث عبد العزيز بن ابى حازم عن أبيه، ورواه البخارى من حديث الفضيل بن سليمان عن أبى حازم (2) .
5025 - حدثنا علىُّ بن بحر، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 335؛ وما بين معكوفات استكمال
منه.
(2) الخبر أخرجه البخارى من طريق سعيد بن أبى مريم في الرقاق (باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب) ، من طريق عبد العزيز بن أبى حازم في الرقاق أيضًا (باب صفة الجنة والنار) ، ومن طريق الفضيل بن سليمان في بدء الخلق (باب ما جاء في صفة أهل الجنة وأنها مخلوقة) : فتح البارى:
6/ 319، 11/ 406، 411؛ وأخرجه مسلم: 1/ 494.(4/142)
مصعب بن ثابت، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد الساعدى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المُؤمنُ مألَفَةٌ، ولا خَيْرِ فيمنْ لا يألّفَ ولا يؤلَف» تفرد به (1) .
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 335.(4/143)
5026 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا محمد بن مطرف، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «منْبَرِى على تُرعَة (1) من تُرَعِ الجنَّة» . فقلت له: ما الترعة يا أبا العبَّاس؟ قال: الباب (2) .
رواه البخارى عن سعيد بن أبى مريم (3) عن محمد بن مطرف به. «أنا فرطُكم في الحوض» وفيه حديث النعمان بن أبى عباس عن أبى سعيد (4) .
5027 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمى، وإسحاق بن عيسى، قالا: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن، عن ابى حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ للصائمينَ بابًا في الجنَّةِ يُقال له الرَّيَّانُ لا يدخل منهُ غَيْرُهم، إذا دَخَلَ آخرهُم أُغلِقَ عليه. من دخلَ منْهُ شَرِبَ، ومن شرب منه لمْ يظمأ أبدًا» (5) .
رواه البخارى عن سعيد بن أبى مريم عن محمد بن مطرف به (6) .
_________
(1) الترعة: في الأصل الروضة على المكان المرتفع خاصة، فإذا كانت في المطئن فهى روضة، قال القتيبى: معناه أن الصلاة والذكر في هذا الموضع يؤديان إلى الجنة، فكأنه قطعة منها، النهاية:
1/ 113.
(2) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 335.
(3) في الأصل المخطوط: «سعد بن إبراهيم» ، والتصويب من البخارى.
(4) أخرجه البخارى في الرقاق (باب في الحوض) : 11/ 464 وفيه حديث النعمان بن أبى عياش.
(5) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 335.
(6) أخرجه البخارى في بدء الخلق (باب صفة أبواب الجنة) : فتح البارى: 6/ 328.(4/143)
5028 - حدثنا وكيع بن الجراح، حدثنا سفيان، عن أبى حازم، عن سهل ابن سعد الساعدى.
وعبد الرحمن قال: حدثنا سفيان، عن أبى حازم عن سهل بن سعد الساعدى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «غَدْوَةٌ أوْ رَوْحَةٌ في سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ من الدُّنْيَا وما فيها» (1) .
رواه البخارى عن قبيصة عن سفيان الثورى، ومسلم، والنسائى من حديثه به (2) .
5029 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد [وعبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن أبى حازم، عن سهل ابن سعد] ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «التَّسبِيح في الصلاةِ للرِّجَال، والتصفيق للنِّسَاءِ» (3) .
رواه البخارى عن يحيى، عن وكيع به (4) .
5030 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، وإسحاق بن يوسف الأزرق، قالا: حدثنا سفيان، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ» (5) .
رواه مسلم عن زهير بن حرب، والترمذى عن بندار: كلاهما عن
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 335.
(2) الخبر أخرجه البخارى من هذا الطريق في الجهاد (باب الغدوة والروحة في سبيل الله) : فتح البارى: 6/ 14؛ وأخرجه مسلم في الباب، مسلم بشرح النووى: 4/ 546؛ والنسائى فيه: المجتبى: 6/14.
(3) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 335، وما بين معكوفين استكمال منه.
(4) الخبر أخرجه البخارى من هذا الطريق في العمل في الصلاة (باب التصفيق للنساء) : فتح البارى: 3/ 77.
(5) من حديث أبى مالك سهل بن سعد الساعدى في المسند: 5/ 336.(4/144)
ابن مهدى به وقال الترمذى: حسنٌ صحيح (1) . /
_________
(1) أخرجاه في الصوم: مسلم بشرح النووى: 3/ 152؛ وصحيح الترمذى: 3/ 73.(4/145)
5031 - حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: «كنا نقيل ونتغذى بعد الجمعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (1) .
رواه البخارى، وأبو داود، عن محمد بن كثير، عن سفيان الثورى، عن أبى حازم، ورواه الترمذى من حديث عبد الله بن جعفر المدينى عن أبى حازم عن أبيه (2) .
وروى البخارى عن سعيد بن أبى مريم (3) ، عن محمد بن مطرف، عن ابى حازم نحوه (4) .
5032 - حدثنا بهز، حدثنا حماد - يعنى ابن سلمة -: أنبأنا أبو حازم، عن سهل بن سعد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بنى عمرو بن عوف في لحاء [- أى خصام-] كان بينهم، ليصلح بينهم، فحضرت صلاة العصر (5) ، فقال بلال لأبى بكر: أقيم وتصلى بالناس؟ فقال ابو بكر: نعم. فأقام بلال وتقدم أبو بكر ليصلى بالناس، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخترق الصفوف، فصفح القوم - وكان أبو بكر لا يكاد يلتفت في
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 336.
(2) الخبر أخرجه البخارى عن محمد بن كثير في الاستئذان، رواه مختصرًا (باب القائلة بعد الجمعة) : فتح البارى: 11/ 69؛ وأخرجه أبو داود في الجمعة (باب في وقت الجمعة) : سنن أبى داود: 1/ 285؛ وأخرجه الترمذى (باب ما جاء في القائلة يوم الجمعة) : صحيح الترمذى: 2/ 403.
(3) في الأصل المخطوط: «عن إبراهيم» ، والتصويب من البخارى.
(4) أخرجه من هذا الطريق في الجمعة (باب قوله تعالى: {إذا قضيت الصلاة فانتشرو في الأرض} ) و (باب القائلة بعد الجمعة) : 2/ 427، 428.
(5) في المسند: «فحضرت الصلاة» ، وقد حددت في الروايات الأخرى بأنها صلاة العصر.(4/145)
الصلاة - فلما أكثروا التفت أبو بكر، فإذا هو برسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخترق الصفوف، فتأخر أبو بكر، وأومأ إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن مكانك، فتأخر أبو بكر وتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلى بهم، فلما أتم صلاته، قال: «يا أبا بكر ما لك إذ أومأت إليك لم تقم؟» فقال: ماكان لابن أبى قحافة أن يؤم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما لكم إذا نابكم أمرٌ صفَّحتم: سبحوا فإنما التصفيح للنساء» (1) .
هذا في الصحيحين من غير وجه عن أبى حازم، من حديث مالك وغيره (2) .
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 336.
(2) يرجع إلى أكثر هذه الطرق ص 127.(4/146)
5033 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن مالك، عن ابى حازم، عن سهل ابن سعد. قال: «كان الناس يُؤمرون أن يضعوا اليمنى على اليسرى في الصلاة» . قال أبو حازم: ولا أعلمه إلا ينمى ذلك. قال أبو عبد الرحمن: ينمى: يرفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (1) .
رواه البخارى عن القعنبى، عن مالك به.
[قال أبو حازم] : لا أعلمه [إلا أنه] ينمى ذلك إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، وقال إسماعيل: ينمى [ولم يقل: ينمى عن النبى - صلى الله عليه وسلم -] (2) .
5034 - قرأت على عبد الرحمن: مالك، وحدثنا إسحاق، قال: أنبأنا مالك عن أبى حازم، عن سهل بن سعد الساعدى: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - جاءته امرأة، فقالت: يا رسول الله إنى وهبت نفسى لك، فقامت
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 336.
(2) الخبر أخرجه البخارى في الصلاة (باب وضع اليمنى على اليسرى) : فتح البارى: 2/ 224، وما بين المعكوفات استكمال منه ومن تحفة الأشراف: 4/ 120.(4/146)
قيامًا طويلاً، فقام رجلٌ، فقال: يا رسول الله زوجنيها إن لم يكن لك بها حاجة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هل عِنْدِكَ من شىٍْ تُصْدِقُها إيَّاه؟» فقال: ما عندى إلا إزارى هذا. فقال / النبى - صلى الله عليه وسلم -: «إن أعطيتها إزارك جلست لا إزار لك فالتمس شيئا» ، فقال: ما أجد شيئا. فقال: «التمس ولو خاتمًا من حديد» فالتمس، فلم يجد شيئا، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هل معك من القرآن شي؟» قال: نعم. سورة كذا، وسورة كذا يسميها، فقال له النبى - صلى الله عليه وسلم -: «زوجتكها بما معك من القرآن» (1) .
رواه البخارى عن عبد الله بن يوسف، وأبو داود عن القعنبى: كلاهما عن مالك به (2) .
ورواه الترمذى، والنسائى من وجهين آخرين، عن مالك به، وقال الترمذى: حسن صحيح (3) .
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 336.
(2) أخرجه البخارى من هذا الوجه في الوكالة وفى النكاح وفى التوحيد كما سبق بيانه. فتح البارى: 4/ 486، 9/ 190، 13، 402؛ وأخرجه أبو داود في النكاح (باب في التزويج على العمل يعمل) : 2/236.
(3) أخرجه الترمذى في النكاح: 3/ 412؛ وأخرجه النسائى في أول الباب وفى (باب الكلام الذى ينعقد به النكاح) : المجتبى: 6/ 45، 76، وليس عنده ذكر لمالك ولعله في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 118.(4/147)
5035 - قرأت على عبد الرحمن: مالك، عن أبى حازم بن دينار، عن سهل ابن سعد الساعدى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذهب إلى بنى عمرو بن عوف ليصلح بينهم، فذكر الحديث، قال: فأشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن امكث مكانك، فرفع أبو بكر يديه إلى السماء فحمد الله على ما أمره به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك، ثم استأخر أبو بكر؟، حتى استوى في(4/147)
الصف، وتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى، فذكر مثل معنى حديث حماد بن سلمة (1) .
رواه البخارى عن عبد الله بن يوسف، ومسلم عن يحيى بن أبى يحيى، وأبو داود، عن القعنبى: ثلاثتهم عن مالك به (2) .
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 337.
(2) الخبر أخرجه البخارى في الصلاة كما سبق بيانه. فتح البارى: 2/ 167؛ وأخرجه مسلم (باب تقديم الجماعة من يصلى بهم إذا تأخر الإمام) : 2/ 66؛ وأبو داود (باب التصفيق في الصلاة) : 1/ 247.(4/148)
5036 - حدثنا يونس، حدثنا العطاف بن خالد، حدثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: «غَدْوَةٌ في سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ منَ الدُنْيَا وما فيها، وروْحَة في سَبِيلِ اللهِ خيرٌ من الدنيا وما فيها، وموضع سَوْطٍ في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها» (1) .
رواه الترمذى عن قتيبة، عن العطاف به، وقال: حسن صحيح (2) ورواه البخارى، عن على، عن سفيان، عن أبى حازم (3) .
5037 - حدثنا حسين، حدثنا محمد بن مطرف، عن أبى حازم، عن سهل ابن سعد: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول «روحة فى سبيل الله» ، فذكر معناه (4) .
5038 - حدثنا إسماعيل بن عمر، حدثنا مالك، عن أبى
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسن: 5/ 337.
(2) الخبر أخرجه من هذا الطريق في بدء الخلق (ما جاء في فضل الغدوة والرواح في سبيل الله) : صحيح الترمذى: 4/ 180.
(3) الخبر أخرجه البخارى من هذا الطريق في بدء الخلق (باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة) فتح البارى: 6/ 319.
(4) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 337.(4/148)
حازم، عن سهل ابن سعد أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لايزالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطر» (1) .
_________
(1) الموطن السابق.(4/149)
5039 - حدثنا حسين، حدثنا محمد بن مطرف، عن أبى حازم، عن سهل ابن سعد، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «بعثتُ والسَّاعة هكذا» وأشار بأصبعيه السبَّابة والوسطى (1) .
رواه البخارى عن سعيد بن ابى مريم، عن محمد بن مطرف به (2) .
5040 - حدثنا حجين بن المثنى (3) ، حدثنا عبد العزيز / - يعنى ابن أبى سَلَمة -، عن أبى حازم القاص، عن سهل بن سعد الساعدى صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آتٍ، فقال: إن بنى عمرو بن عوف قد اقتتلوا وتراموا بالحجارة، فخرج إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلح بينهم، وحانت الصلاة، فجاء بلال إلى ابى بكر الصديق، فقال: أتصلى، فأقيم الصلاة؟ قال: نعم. قال: فأقام بلال الصلاة، وتقدم أبو بكر، فلما دخل في الصلاة وصف الناس وراءه، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حيث ذهب، فجعل يتخلل الصفوف، حتى بلغ الصف الأول، ثم وقف، وجعل الناس يصفقون ليؤذنوا أبا بكر برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان أبو بكر لا يلتفت في الصلاة، فلما أكثروا عليه التفت، فإذا هو برسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفه مع الناس، فأشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن اثبت، فرفع يديه كأنه يدعو، ثم استأخر القهقرى، حتى جاء الصف فتقدم رسول الله
_________
(1) الموطن السابق.
(2) الخبر أخرجه البخارى من هذا الطريق في الرقاق (باب قول النبى - صلى الله عليه وسلم -: بعثت أنا والساعة كهاتين) : فتح البارى: 11/ 347.
(3) حجين: - مصغرًا آخره نون - بن المثنى اليمامى، روى عن الليث ومالك وغيرهما، وعنه أحمد ويحيى بن معين وغيرهما. تهذيب التهذيب: 2/ 216.(4/149)
- صلى الله عليه وسلم -، فصلى بالناس، فلما فرغ من صلاته، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما بالكم ونابكم شىء في صلاتكم فجعلتم تصفقون، إذا ناب أحدكم شىء في صلاته فليسبح، فإنما التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء» ثم قال لأبى بكر: «لم رفعتَ يديك؟ ما منعك أن تثبتَ حيثُ أشرتُ إليك؟» قال: رفعت يدى لأنى حمدت الله على ما رأيت منك، ولم يكن ينبغى لابن أبى قحافة أن يؤم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (1) .
رواه البخارى ومسلم عن قتيبة. زاد البخارى: والفضل: كلاهما عن عبد العزيز به (2) .
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 338.
(2) الخبر أخرجه البخارى من طريق قتيبة بن سعيد عن عبد العزيز عن ابى حازم في العمل في الصلاة (باب رفع الأيدى في الصلاة لامر ينزل به) وعن قتيبة عن يعقوب عن أبى حازم في السهو (باب الإشارة في الصلاة) : فتح البارى: 3/ 87، 107؛ وأخرجه مسلم في الصلاة، مسلم بشرح النووى: 2/ 68.(4/150)
5041 - حدثنا أبو المنذر، حدثنا مالك، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «كان الشؤم في المرأةِ، والفَرسِ والمسْكِن» (1) .
5042 - حدثنا موسى بن داود، قال: قُرئ على مالك: أنبأنا أبو حازم، عن سهل بن سعد أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أُتى بشرابٍ، فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن شماله الأشياخُ، فقال للغلام: «أتأذن لى أن أعطيه هؤلاء» ؟ فقال: والله يا رسول الله ما كنت لأوثر بنصيبى منك أحدًا (2) .
5043 - حدثنا عصام بن خالد، أبو النضر، قالا: حدثنا العطاف بن خالد، عن ابى حازم، عن سهل بن سعد الساعدى، قال:
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد الساعدى في المسند: 5/ 338.
(2) من حديث أبى مالك سهل بن سعد الساعدى في المسند: 5/ 338.(4/150)
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أبو النضر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «غدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها، وروحة في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما فيها، وموضع سوطٍ / في الجنة - قال أبو النضر: من الجنة - خير من الدنيا وما فيها» (1) .
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد الساعدى في المسند: 5/ 339.(4/151)
5044 - حدثنا إسحاق بن عيسى، أخبرنى مالك، عن أبى حازم، عن سهل ابن سعد: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يزال الناسُ بخير ما عجَّلُوا الفِطْرِ» (1) .
5045 - حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا عبد العزيز بن أبى حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد: سُئل عن المنبر من أى عُودٍ هو؟ قال: أما والله إنى لأعرف من أى عودٍ هو، وأعرف من عمله، وأى يوم [صنع وأى يوم] وُضع، ورأيت النبى - صلى الله عليه وسلم - أول يوم جلس عليه: أرسل النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى امرأة لها غلام نجار، فقال لها: «مُرى غلامَكِ النَّجَارَ أن يعْمَلَ لى أعْوادًا أجلِسُ عليها إذَا كلَّمتُ النَّاسَ» . فأمرته فذهب إلى الغابة، فقطع طرفاء فعمل المنبر ثلاث درجات، فأرسلت به إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فوضع في موضعه هذا الذى ترون، فجلس عليه أول يومٍ
_________
(1) طرفاء: قال ابن سيدة الطرفة: شجرة، وهى الطرف، والطرفاء جماعة الطرفة: شجر. وقال سيبويه: الطرفاء واحدة وجمع، والطرفاء اسم للجمع، وقال أبو حنيفة: الطرفاء من العضاه. وهدبه مثل هدب الأثل، وليس له خشب، وإنما يخرج عصيًا سمحة في السماء؛ وللسان في هذا كلام يطول: 4/ 2661.
قال ابن حجر: في الرواية الأخرى: «من أثلة الغابة» ولا مغايرة بينهما، فإن الأثل هو الطرفاء وقيل يشبه الطرفاء وهو أعظم منه.
والغابة بالمعجمة وتخفيف الموحدة موضع من عوالى المدينة جهة الشام، وأصلها كل شجر ملتف. فتح البارى: 2/ 399.(4/151)
وُضع، فكبَّر وهو عليه، ثم ركع، ثم نزل القهقرى، فسجد وسجد الناس معه، ثم عاد، حتى فرغ، فلمَّا انصرف قال: «يأيها الناس إنما فعلتُ هذا لتأتموّا بى، ولتعلموا صلاتى» ، فقيل لسهل: هل كان من شأن الجذع ماي قول الناس؟ قال: قد كان منه الذى كان.
رواه البخارى ومسلم عن قتيبة زاد مسلم: ويحيى بن يحيى: كلاهما عن عبد العزيز (1) .
قال شيخنا: ورواه ابن لهيعة، عن عمارة بن غزية، عن عباس بن سهل عن أبيه أتم من هذا، وقال فيه: وكان بالمدينة نجار واحد يقال له ميمون (2) .
ورواه البخارى، ومسلم، وأبو داود، والنسائى عن قتيبة، عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبى حازم (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى من هذا الطريق في الصلاة (باب الاستعانة بالنجار والصناع في أعداد المنبر والمسجد) ، وفى البيوع (باب النجار) : فتح البارى: 1/ 543، 4/ 319؛ وأخرجه مسلم في الصلاة (باب جوار الخطوة والخطوتين في الصلاة) : 2/ 183.
(2) تحفة الأشراف: 4/ 111.
(3) أخرجه البخارى من هذا الطريق في الصلاة (باب الخطبة على المنبر) : فتح البارى: 2/ 397؛ وأخرجه النسائى (باب الصلاة على المنبر) : المجتبى: 2/ 45.(4/152)
5046 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد الساعدى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «رِباطُ يوم في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها» (1) .
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 339.(4/152)
رواه البخارى والترمذى من حديث عبد الرحمن به، وقال الترمذى: حسن صحيح (1) .
وأخرجاه مع النسائى من حديث سفيان الثورى عن أبى حازم (2) .
وأخرجاه من حديث عبد العزيز بن أبى حازم عن أبيه (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى من هذا الطريق في الجهاد (باب فضل رباط يوم في سبيل الله) : فتح البارى: 6/ 85؛ وأخرجه الترمذى في فضائل الجهاد (باب ما جاء في فضل المرابط) : صحيح الترمذى: 4/ 188.
(2) الخبر أخرجه البخارى من طريق الثورى في الجهاد (باب الغدوة والروحة في سبيل الله) و (باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة) : فتح البارى: 6/ 14، 319؛ وأخرجه مسلم في الجهاد والسير (فضل الغدوة والروحة في سبيل الله) : 4/ 546؛ وأخرجه النسائى في الجهاد (فضل غدوة في سبيل الله عز وجل) : المجتبى: 6/ 14.
(3) من هذا الطريق أخرجه البخارى في الرقاق (باب مثل الدنيا في الآخرة) : فتح البارى: 11/ 232؛ وأخرجه مسلم في الباب السابق له: 4/ 545.(4/153)
5047 - حدثنا هاشم [بن القاسم] ، حدثنا عبد الرحمن - يعنى ابن عبد الله دينار -، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا فرطكم على الحوض، من ورد على شرب (1) ، ومن شرب لم يظمأ بعد (2) أبدًا، / أبصرت أن لا يرد على أقوام أعرفهم، ويعرفونى، ثم يحال بينى وبينهم» .
قال فسمعنى النعمان بن أبى عياش أحدِّثُ به، فقال: وأشهد أن أبا سعيد الخدرى يزيد فيه فيقول: «وأقول: إنهم أمتى، أو منى، فيقال: إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك، أو ما بدلوا بعدك، فأقول: سحقًا لمن بدل بعدى» (3) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: «فشرب منه» والتعديل من المسند.
(2) ليس في لفظ المسند كلمة: «بعد» .
(3) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 339.(4/153)
رواه البخارى من حديث محمد بن مطرف، عن أبى حازم به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى في الرقاق (باب في الحوض) : فتح البارى: 11/ 464.(4/154)
5048 - حدثنا يونس، حدثنا عمران بن يزيد القطان (1) - بصرى - عن ابى حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ منْبَرِى على تُرعَة منْ تُرع الجنَّة» . تفرد به بهذا اللفظ بهذا الوجه (2) .
5049 - حدثنا حسين بن محمد عن مسلم، عن عباد بن إسحاق، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد: أن رجلا منْ أسلم جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنه قد زنى بمرأة سماها، فأرسل النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى المرأة، فدعاها, فسألها عما قال، فأنكرت فحدَّهُ، وتركها» (3) .
رواه أبو داود، عن عثمان بن أبى شيبة، عن طلق بن غنام، عن عبد السلام ابن حفص، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد (4) .
5050 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن ابى حازم، عن سهل بن سعدٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ أهلَ الجنَّةِ لَيَترَاءْونَ الغُرفَةَ في الجنَّةِ كما تَرَاءوْن الكَوْكَبَ الدُّرِّى (5) في السَّمَاء» ، قال فحدث بذلك النعمان بن أبى عياش، فقال: سمعت أبا سعيد الخدرى، يقول: «كما تراءون الكوكب الدرى في الأفق الشرقى أو الغربى» (6) .
_________
(1) في تهذيب التهذيب: عمران بن داود العمى القطان البصرى: 8/ 13.
(2) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 339.
(3) الموطن السابق.
(4) الخبر أخرجه أبو داود في الحدود (باب إذا أقرأ الرجل بالزنا ولم تقر المرأة) : سنن أبى داود: 4/ 159.
(5) نص المسند خال من لفظه: «الدرى» .
(6) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 340.(4/154)
وكذا رواه مسلم عن قتيبة به (1) .
وكذا رواه البخارى عن القعنبى، عن عبد العزيز بن أبى حازم، عن أبيه به (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم في (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها) : مسلم بشرح النووى: 5/ 690.
(2) الخبر أخرجه البخارى من هذا الطيرق في الرقاق (باب صفة الجنة والنار) : فتح البارى: 11/ 416.(4/155)
5051 - حدثنا أحمد بن الحجاج، أنبأنا عبد الله، أنبانا مصعب بن ثابت، حدثنى ابن ثابت، حدثنى أبو حازم: سمعت سهل بن سعد الساعدى يحدث عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إن المؤمن من أهلِ الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس» تفرد به (1) .
(أحاديث أُخر من رواية أبى حازم: سلمة بن دينار،
عن سهل بن سعد الساعدى)
الأول:
5052 - قال الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه في كتاب الزهد من متنه: / حدثنا هشام بن عمار، وإبراهيم بن المنذر الخزامى، ومحمد بن الصباح، قالوا: حدثنا أبو يحيى: زكريا بن منظور، حدثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذى الحليفة، فإذا هو بشاةٍ ميتةٍ شائلة برجلها، فقال: «أترون هذه هينةً على صاحبها؟
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 340 وقد تكرر بعد هذا الحديث الخبر الذى أورده عن يونس عن عمران بن يزيد القطان: «منبرى هذا ... الخ» وقد تقدم ص 154.(4/155)
فوالذى نفسى بيده للدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها، ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضةٍ ما سقى كافرًا منها قطرةً أبدًا» (1) .
رواه الترمذى عن قتيبة، عن عبد الحميد بن سليمان، عن أبى حازم به: «لو كانت الدنيا تعدل [عند الله] (2) جناح بعوضةٍ ما سقى كافرًا منها شربة ماءٍ» . ثم قال: صحيح غريب من هذا الوجه (3) .
_________
(1) سنن ابن ماجه: 2/ 1376؛ وفى الزوائد: إسناده زكريا بن منظور، وهو ضعيف، وفيه: إن أصل المتن صحيح.
(2) في الأصل: «تزن» ، والتعديل وما بين معكوفين من الترمذى.
(3) صحيح الترمذى (باب ما جاء في هوان الدنيا على الله عز وجل) : 4/ 560.(4/156)
الثانى:
5053 - قال ابن ماجه: إبراهيم بن محمد الحلبى، حدثنا يحيى بن الحارث، عن زهير بن محمد،، عن ابى حازم، عن سهل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لِيُبَشِّرِ المَشَّاؤونَ في الظُّلَم إلى المساجِد بِنُورٍ تامٍ يَوْمَ القِيَامة» (1) .
قال شيخنا: ورواه عبد الله بن محمد بن ناجية، عن إبراهيم [بن محمد] عن يحيى [بن الحارث] عن زهير [بن محمد] ومحمد بن مطرف جميعًا عن أبى حازم به (2) .
الثالث:
5054 - رواه النسائى، من حديث زيد بن أبى أنيسة، عن ابى حازم، عن سهل: «أُتِى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجل قد زنى، فأمر به فجرد فإذا هو مقعد» الحديث (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه في الصلاة (باب المشى إلى الصلاة) : 1/ 256.
(2) تحفة الأشراف: 4/ 104، وما بين معكوفات استكمال منه.
(3) الخبر أخرجه النسائى في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 104(4/156)
الرابع:
5055 - رواه النسائى أيضًا، من حديث الليث، عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحى، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد. قال: «لمَّا كان يوم أُحدٍ وانصرف المشركون خرج النساء إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -» فذكر الحديث في مداواة الجرحى (1) .
الخامس:
5056 - قال ابن ماجه في الزهد: حدثنا أبو عبيدة بن أبى السفر، حدثنا شهاب بن عباد، حدثنا خالد بن عمرو القرشى، حدثنا سفيان الثورى، عن ابى حازم، عن سهل بن سعد، قال: أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ، فقال: يا رسول الله دُلنى على عملٍ إذا عملته أحبَّنى الله، وأحبَّنى الناس، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «ازْهَدْ في الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللهُ وازْهَدْ فيما في أيْدِى النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ» (2) .
السادس:
5057 - قال ابن ماجه: حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عبد الحميد بن سليمان أخو فليح، حدثنا أبو حازم. قال: كان سهل ابن سعد يقدم فتيان قومه يصلون بهم، فقيل له: تفعل هذا ولك من القدم ما لك؟ فقال: إنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) الخبر اخرجه النسائى في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 105.
(2) سنن ابن ماجه (باب الزهد في الدنيا) : 2/ 1373، وفى الزوائد: في إسناده خالد بن عمرو، وهو ضعيف متفق على ضعفه، واتهم بالوضع، وأورد له العقيلى هذا الحديث، وقال: ليس له اصل من حديث الثورى، لكن قال النووى عقب هذا الحديث: رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة. أهـ. ويراجه الضعفاء الكبير للعقيلى: 2/ 10.(4/157)
يقول: «الإمَام ضَامنٌ، فإنْ أحْسَنَ فَلَه ولهُم، وإنْ أسَاء فَعَليْه، ولا عَلَيْهم» (1) .
_________
(1) الخبر اخرجه ابن ماجه في لاصلاة (باب من أحق بالإمامة) ، وفى الزوائد: في إسناده عبد الحميد، اتفقوا على ضعفه، سنن ابن ماجه: 1/ 314.(4/158)
السابع:
5058 - قال ابن ماجه: حدثنا هارون بن سعيد الأيلى، حدثنا عبد الله
ابن وهب، أخبرنى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبى حازم عن / سهل بن سعد: أن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إنَّ هّذّا الخَيْرَ خَزَائنٌ ولتلكَ الخَزَئن مفَاتِيحُ، فَطُوبى لِعَبْدٍ جَعَله اللهُ مِفْتَاحًا للخَيْرِ، مِغْلاقًا للشَّرِّ، وويلٌ لِعَبْدٍ جَعَلهُ اللهُ مِفْتَحًا للشَّرِّ مِغْلاقًا للخَيْرِ» (1) .
الثامن:
5059 - رواه ابن ماجه، عن أبى مصعب: أحمد بن ابى بكرٍ المدنى. عن عبد الرحمن بن زيد بن اسلم، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « [يكون] في آخرِ أُمَّتِى خَسْفٌ ومَسْخٌ، وقَذْفٌ» (2) .
التاسع:
5060 - قال البخارى: حدثنا قتيبة، حدثنا عبد العزيز بن ابى حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد، قال: «دعا أبو أسد الساعدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عرسه، فكانت امرأته يومئذ خادمهم، وهى العروس
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه في المقدمة (باب من كان مفتاحًا للخير) ، وفى الزوائد: إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن، سنن ابن ماجه: 1/ 87.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه في الفتن (باب الخسوف) ، وفى الزوائد: إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن ابن زيد بن اسلم، سنن ابن ماجه: 2/ 1350.(4/158)
قال سهل: تدرون ما صنعت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ أنقعت له تمرات من الليل، فلما أكل سقته إياه» وكذلك رواه مسلم في الأشربة، عن قتيبة (1) .
وزعم خلف أن البخارى رواه أيضًا في كتاب الأشربة عن على بن المدينى عن عبد العزيز.
قال شيخنا: ولم نجد ذلك في الصحيح (2) .
ورواه ابن ماجه عن محمد بن الصباح عن عبد العزيز. وقال (3) .: رواه البخارى أيضًا في النكاح، عن سعيد بن ابى مريم، عن محمد بن مطرف: أبى غسان المدنى، عن أبى حازم به.
ورواه مسلم، عن محمد بن سهل بن عسكر عن سعيد بن ابى مريم (4) .
وكذا رواه البخارى في النكاح، ومسلم والنسائى جميعًا عن قتيبة، زاد البخارى في الأشربة: ويحيى بن بكير: كلاهما عن يعقوب بن عبد الرحمن الرازى عن أبى حازم به (5) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى من هذا الطريق في النكاح (باب حق إجابة الوليمة والدعوة) : فتح البارى: 9/ 240؛ وأخرجه مسلم في الأشربة (باب إباحة النبيذ الذى لم يشتد) : مسلم بشرح النووى: 4/ 690.
(2) الخبر أخرجه البخارى في الإيمان والنذور عن علىّ عن عبد العزيز عن ابيه، وقد نبه على هذا ابن حجر في النكت الظراف على التحفة، كما نبه على هذا محقق التحفة، ويراجع فتح البارى: 11/ 568؛ وتحفة الأشراف: 4/ 111.
(3) الكلام للحافظ المزى في تحفة الأشراف: 4/ 122.
(4) الخبر أخرجه البخارى من طريق سعيد بن ابى مريم أبى غسان محمد بن مطرف عن ابى حازم في (باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس) : فتح البارى: 9/ 151؛ وأخرجه مسلم في الباب السابق له: 4/ 691؛ وأخرجه ابن ماجه في النكاح (باب الوليمة) : سنن ابن ماجه: 1/ 616.
(5) الخبر أخرجه البخارى ايضًا في النكاح عن يحيى بن بكير عن يعقوب بن عبد الرحمن (باب النبيذ والشراب الذى لا يسكر في العرس) ، وعن قتيبة عن يعقوب بن عبد الرحمن في الأشربة (باب الأنتباذ في الأوعية والثور) ، ثم رواه أيضًا عن قتيبة عن يعقوب في الأشربة (باب نقيع التمر ما لم يسكر) : فتح البارى: 9/ 251، 10/ 56، 62؛ وأخرجه النسائى في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 126.(4/159)
العاشر:
5061 - رواه البخارى في الاستئذان، ومسلم في الفضائل عن قتيبة، زاد البخارى في الفضائل عن القعنبى: كلاهما عن عبد العزيز بن أبى حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد.
قال: ما كان لعلى اسم أحب إليه من أبى تراب، وإن كان ليفرح إذا دعى به. جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت فاطمة، فلم يجد عليًا في البيت، فقال: «أين ابنُ عَمِّكَ» ؟ قالت: كان بينى وبينه شىء فغاضبنى، فخاصمنى (1) فخرج، ولم يقل عندى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإنسان: «انْظُر أيْنَ هُو؟» فجاءه، فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقدٌ، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه، فأصابه تراب، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسحه عنه، ويقول: «قُمْ أبًا تُرَابٍ، قُمْ أبَا تُرابٍ» هذا لفظ البخارىّ فى كتاب الاستئذان (2) .
الحادى عشر:
5062 - قال البخارى في كتاب النكاح، حدثنا إبراهيم بن حمزة، حدثنا اابن ابى حازم [عن أبيه] ، عن سهل. قال: مر رجل على
_________
(1) فخاصمنى: ليست في نص البخارى.
(2) الخبر أخرجه البخارى في الصلاة (باب نوم الرجال في المسجد) ، وفى الاستئذان (باب القائلة في المسجد) عن قتيبة عن عبد العزيز عن أبيه، وفى فضائل الصحابة (باب مناقب على) عن القعنبى عن عبد العزيز عن ابيه، وفى الأدب (باب التكنى بأبى تراب) عن خالد بن مخلد عن سليمان عن أبى حازم. فتح البارى: 1/535، 7/70، 10/ 587، 11/ 70؛ وأخرجه مسلم في الفضائل (من فضائل علىّ بن أبى طالب - رضىالله عنه -) : مسلم بشرح النووى: 5/ 274.(4/160)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / قال: «ما تَقُولُون في هَذَا؟» قالوا: حرى إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، وإن قال أن يستمع، قال: ثم سكت، فمر رجلُ من فقراء المسلمين، قال: «ما تقولون في هذا؟» قالوا: حرى إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يستمع، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هذا خيرٌ من مِلءِ الأرضِ مِثلَ هَذَا» .
ثم رواه البخارى في الرقاق عن إسماعيل بن عبد الله، وابن ماجه عن محمد بن الصباح، عن عبد العزيز بن أبى حازم به (1) .
_________
(1) أخرجه البخارى فى (باب الأكفاء فى الدين) ، وأخرجه فى الرقاق (باب فضل الفقر) : فتح: 9/132، 11/273؛ وأخرجه أبن ماجه (باب فضل الفقر) : فتح: 9/132، 11/273؛ وأخرجه أبن ماجه (باب فضل الفقراء) : 2/137، وما بين معكوفين استكمال من البخارى.(4/161)
الثانى عشر:
5063 - قال البخارى في الصوم: حدثنا سعيد بن أبى مريم، حدثنا [أبو غسان: محمد بن مطرف، قال: حدثنى] (1) أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: «أنزلت {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَد} (2) ، ولم ينزل {من الفجر} وكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله الخيط الأبيض، والخيط الأسود، ولا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتُهما، فأنزل الله تعالى {مِنَ الفَجرِ} فعلموا أنه إنما يعنى الليل من النهار» (3) .
رواه مسلم من حديث ابن ابى مريم، عن محمد بن مطرف
_________
(1) في الأصل المخطوط: «حدثنا سعيد بن إبراهيم، حدثنا أبو حازم عن أبيه عن سهل» ، والتصويب وما بين معكوفين استكمال من البخارى في الصوم والتفسير.
(2) 187 سورة البقرة.
(3) الخبر أخرجه البخارى في الصوم (باب قول الله تعال {وكلوا واشربوا ... الخ} وفى تفسير للآية. فتح البارى: 4/ 132، 8/ 182.(4/161)
به، ورواه مسلم عن عبيد الله بن عمر [القواريرى] عن فضيل بن سليمان، عن أبى حازم (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم من طريقيه) باب صفة الفجر التي تتعلق به أحكام الصوم) : مسلم بشرح النووى: 3/ 145.(4/162)
الثالث عشر:
5064 - رواه البخارى، عن محمد بن عبيد الله، عن عبد العزيز بن أبى حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد، قال: «كنت أتسحر في أهلى، ثم تكون سرعتى أن أدرك السجود مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (1) .
قال خلف في أطرافه، وكذلك رواه البخارى عن أبى حازم.
قال شيخنا: ولم نجد ذلك في الصحيح (2) .
الرابع عشر:
5065 - قال البخارى في الاستئذان: حدثنا عبد الله بن مسلمة، حدثنا ابن ابى حازم، عن أبيه، عن سهل، قال: «كنا نفرح يوم الجمعة. قلت: ولم؟ قال: كانت لنا عجوز ترسل إلى بضاعة - قال ابن مسلمة: نخل بالمدينة - فتأخذ من أصول السلق، فتطرحه في قدر، وتكركر عليه حبّات من شعيرٍ، فإذا صلينا الجمعة انصرفنا، فسلمنا
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى من هذا الطريق (باب تعجيل السحور) : فتح البارى: 4/ 137.
(2) المقصود أن خلفًا ذكر في اطرافه أن البخارى أخرجه من طريق آخر وهو طريق قتيبة بن سعيد، وهذا ما عناه الحافظ المزى بقوله: لم تجده في الصحيح. ولا ذكره أبو مسعود. والبخارى أخرج هذا الخبر من طريق آخر في المواقيت عن إسماعيل بن ابى أويس عن أخبه. عن سليمان عن ابى حازم، وليس فيه ذكر لقتيبة.
يراجع فتح البارى: 2/ 54؛ وتحفة الأشراف: 4/ 115؛ وفتح البارى في تعليق ابن حجر على قول الحافظ المزى: 4/ 138.(4/162)
عليها فتقدمه لنا، فنفرح من أجله، وما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة» .
تفرد البخارى بأوله، ورواه البخارى أيضًا عن سعيد بن ابى مريم، عن محمد ابن مطرف، عن أبى حازم، ومن قوله: «ما كنا نتغدى أو نقيل إلا بعد الجمعة» . ورواه البخارى، ومسلم، والترمذى، وابن ماجه: من حديث أبى حازم، ورواه البخارى، والنسائى من حدثي يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبى حازم (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى من طريق عبد الله بن مسلمة عن ابن أبى حازم في الاستئذان كما ذكر المصنف (باب تسليم الرجال على النساء والنساء على الرجال) . وأخرجه من طريق ابن أبى مريم عن ابى غسان: محمد بن مطرف في الجمعة (باب قول الله تعالى {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض} و) باب القائلة بعد الجمعة) . وأخرجه من طريق يعقوب بن عبد الرحمن في المزارعة (باب ما جاء في الغرس) . وفى الأطعمة (باب السلق والشعير) : فتح البارى: 2/ 427، 428، 5/ 27، 9/ 544، 11/33، وله طرق أخرى عنده.
والخبر لأخرجه مسلم في الصلاة (باب صلاة الجمعة حين زوال الشمس) : مسلم بشرح النووى: 2/ 512؛ وأخرجه الترمذى (باب ما جاء في القائلة يوم الجمعة) : 2/ 403، والنسائى في الكبرى كمافى تحفة الأشراف: 4/ 127؛ وابن ماجه في (باب ما جاء في وقت الجمعة) : سنن ابن ماجه: 1/ 350.(4/163)
الخامس عشر:
5066 - رواه البخارى في الهجرة عن القعنبى، عن ابن أبى حازم، عن أبيه عن سهل بن سعد، قال: «ما عدوا من مبعث النبى - صلى الله عليه وسلم -، ولا من وفاته، وما عدوا إلا من مقدمه المدينة» (1) . /
السادس عشر:
5067 - قال الترمذى في الحج: حدثنا هناد، حدثنا إسماعيل بن
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى في مناقب الأنصار (باب التاريخ. من أبن أرخوا التاريخ) : فتح البارى: 6/ 267.(4/163)
عياش، عن عمارة بن غزية، عن أبى حازم عن سهل بن يعد. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من مسلم يلبى إلا لبى [من] عن يمينه أو [عن] شماله من حجر، أو شجر، أو مَدَرٍ [حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا] (1) »
رواه ابن ماجه عن هشام بن عمار، عن إسماعيل بن عياش به (2) .
ورواه الترمذى أيضًا من حديث عبيدة بن حميد، عن عمارة بن غزية به (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى في الحج (باب ما جاء في فضل التلبية والنجر) : صحيح الترمذى: 3/ 180.
(2) أخرجه ابن ماجه في المناسك (باب التلبية) سنن ابن ماجه: 2/ 974.
(3) صحيح الترمذى في الباب السابق: 3/ 181.(4/164)
السابع عشر:
5068 - رواه البخارى في الرقاق عن سعيد بن أبى مريم، ومسلم عن أبى بكر ابن ابى شيبة، عن خالد بن مخلد كلهم عن محمد بن جعفر ابن أبى كثير، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يُحْشَرُ النَّاسُ يومَ القِيَامةِ على أرْضٍ بيْضَاءَ عَفْرَاء كقرصةِ النقىِّ» . قال سهل، او غيره: «ليس فيها معلمٌ لأحد» (1) .
الثامن عشر:
5069 - قال البخارى في الأشربة: حدثنا سعيد [بن ابى مريم] ، حدثنا أبو غسان: محمد بن مطرف، حدثنا أبو حازمٍ، عن سهل
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى (باب يقبض الله الأرض يوم القيامة) : فتح البارى: 11/ 372؛ قال ابن حجر: والغير المبهم لم أقف على تسميته، والمعلم: هو الشىء الذى يستدل به على الطريق، قال الخطابى: يريد أنها مستوية. فتح البارى: 11/ 375؛ وأخرجه مسلم في صفة القيامة والجنة والنار (باب البعث والنشور وصفة الأرض يوم القيامة) : 5/ 659.(4/164)
ابن سعد، قال: ذكر للنبى - صلى الله عليه وسلم - امرأة من العرب، فأمر أبا أسيد الساعدى أن يرسل إليها، فأرسل إليها، فقدمت فنزلت في أجم بنى ساعدة، فخرج النبى - صلى الله عليه وسلم - حتى جاءها، فدخل عليها، فإذا امرأة منكسة رأسها، فلما كلمها النبى - صلى الله عليه وسلم -، قالت: أعوذ بالله منك، فقال: «قد أعذتك منى» فقالوا لها: أتدرين من هذا؟ قالت: لا. قالوا: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء ليخطبك، قالت: كنت أنا أشقى من ذلك، فأقبل النبى - صلى الله عليه وسلم - يومئذ حتى جلس في سقيفة بنى ساعدة هو وأصحابه، ثم قال: «اسقنا يا سهل» ، قال: فأخرجت لهم هذا القدح، فأسقيتهم فيه، فأخرج لنا سهل ذلك القدح فشربنا منه، قال: ثم استوهبه عمر بن عبد العزيز بعد ذلك فوهبه له» (1) .
رواه مسلم فيه عن محمد بن سهل وأبو بكر بن إسحاق كلاهما: عن سعيد ابن أبى مريم (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى (باب الشرب في قدح النبى - صلى الله عليه وسلم - (: فتح البارى: 10/ 98؛ وأخرجه أيضاً في الطلاق: 9/ 356.
(2) أخرجه مسلم في الأشربة 0باب إباحة النبيذ الذى لم يشتد) : مسلم بشرح النووى: 4/ 691.(4/165)
التاسع عشر:
5070 - قال البخارى في الأدب: حدثنا سعيد بن ابى مريم، حدثنا أبو غسان: هو محمد بن مطرف، حدثنى أو حازم، عن سهل، قال: أُتى بالمنذر بن أبى أُسيد حين ولد إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -. فوضعه على فخذه - وأبو أسيد جاس - فلها النبى - صلى الله عليه وسلم - بشىء بين يديه، فأمر أبو أسيد بابنه، فاحتمل عن فخذ النبى - صلى الله عليه وسلم -، فاستفاق النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال:(4/165)
«أين الصبى؟» فقال أبو اسيد: قلبناه يا رسول الله، قال: «ما اسمه؟» قال: فلان: قال: «لكن أسمه المنذر» ، فسماه يومئذ المنذر (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى (باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه) : فتح البارى: 10/ 575؛ وأخرجه مسلم في الآداب (استحباب تحنيك المولود عند ولادته) ، من طريق ابن أبى مريم عن ابى غسان. مسلم بشرح النووى: 4/ 856.(4/166)
العشرون:
5071 - رواه البخارى / عن سعيد بن أبى مريم، عن محمد بن مطرف: أبى غسان، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد: أنه قال: «كان بين جدار المسجد مما يلى القبلة، وبين المنبر ممر الشاه» (1) .
الحادى والعشرون:
5072 - رواه أبو داود في الجهاد، عن الحسن بن على، عن سعيد بن أبى مريم، عن موسى بن يعقوب الزمعى عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «ثِنْتَان لا تُرَدَان - أوْ قَلّمَا تُرَدَّان -: الدُّعاءُ عند النداء وعند البأس حينَ يُلحَم (2) بعْضَهُم بَعْضًا» .
قال موسى: وحدثنى: رزق - أو رزيق - بن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبى حازم، عن سهل، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «وَوَقت المطر» (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى من هذا الطريق في الاعتصام. فتح البارى: 13/ 304؛ وأخرجه من طريق عمرو بن زرارة عن عبد العزيز بن أبى حازم عن أبيه في الصلاة: 1/ 574.
(2) حين يلحم بعضهم بعضًا: أى يشتبك الحرب بينهم، ويلزم بعضهم بعضًا، النهاية: 4/ 52.
(3) الخبر أخرجه أبو داود (باب الدعاء عند اللقاء) : سنن أبى داود: 3/ 21؛ ووردت في المخطوطة: «تحت المطر» والتعديل من السنن، وليس لرزق أو رزيق إلا هذا الحديث، وحديث آخر منقطع، تهذيب التهذيب: 3/ 274.(4/166)
الثانى والعشرون:
5073 - قال أبو داود في اللُّقطة: حدثنا جعفر بن مسافر، حدثنا ابن أبى فديك، حدثنا موسى بن يعقوب الزمعى، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد أخبره، أن على بن أبى طالب دخل على فاطمة، وحسن وحسين يبكيان، فقال: ما يبكيكما؟ قالت: الجوع، فخرج على، فوجد دينارًا بالسوق، فجاء إلى فاطمة فأخبرها، فقالت: اذهب إلى فلان اليهودى، فاشتر لنا دقيقًا، فجاء اليهودى، فاشترى به دقيقًا، فقال اليهودى: أنت ختن هذا الذى يزعم أنه رسول الله؟ قال: نعم. قال: فخذ دينارك ولك الدقيق، فخرج علىّ حتى جاء به فاطمة، فأخبرها، فقالت: اذهب إلى فلان الجزار، فخذ لنا بدرهم لحمًا، فذهب فرهن الدينار بدرهم لحمَا، [فجاء به] فعجنت، ونصبت، وخبزت، وأرسلت إلى أبيها، فجاءهم. فقالت: يا رسول الله أذكر لك. فإن رأيته لنا حلالا أكلناه، وأكلت [معنا] : من شأنه كذا وكذا، فقال: «كُلُوا باسم اللهِ» فأكلوا. بينما هم مكانهم إذا غلام ينشد الله والإسلام الدِّينَار، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدُعى له، فسأله، فقال: سقط منى في السوق، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا علىّ اذهب إلى الجزار، فقل له إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لك أرسل إلىَّ بالدينار، ودرهّمُك عَلىَّ» ، فأرسل به، فدفعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في اللقطة كما ذكر المصنف. سنن أبى داود: 2/ 138، وما بين معكوفين استكمال منه.
وقال المنذرى: في إسناده موسى بن يعقوب الزمعى، قال يحيى بن معين: ثقة. وقال ابن عدى: وهو عندى لا بأس به ولا برواياته. وقال أبو عبد الرحمن النسائى: ليس بالقوى.
وفى رواية الإمام الشافعى: «أنه أمره أن يعرفه فلم يعترف، فأمره أن يأكله» ، وذكر البيهقى علىّ - رضي الله عنه - من رواية أبى سعيد، وسهل بن سعد، وفيهما: أن عليًا أنفقه في الحال، ولم تمض مدة، وقتال: والأحاديث في اشتراط المدة في التعريف أكثر وأصح إسنادًا من هاتين الروايتين، ولعله أنفقه قبل مضى مدة التعريف للضرورة، وفى حديثهما ما دل عليها. وللكلام بقية في هذا الموطن، يراجع مختصر السنن للمنذرى: 2/ 272.(4/167)
الثالث والعشرون:
5074 - رواه البخارى، ومسلم جميعًا في صفة الجنة عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبى هشام: المغيرة بن سلمة (1) ، عن وهيب بن خالد، عن ابى حازم، عن سهل بن سعد، وعن أبى حازم، عن النعمان بن أبى عياش، عن أبى سعيد، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إنَّ فِى الجنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّهَا مائَةَ عَامٍ [لا يقطعها] (2) .
الرابع والعشرون:
5075 - قال ابن ماجه، حدثنا محمد بن الصَّبَّاح، وعمرو بن رافع: أبو حُجر القزوينى (3) / قالا: حدثنا يعقوب بن الوليد بنب أبى هلال المدنى، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكلُ الرُّطَبَ بالبَطِّيخ (4) .
(ابن أبى ذُباب: هو عبد الله بن عبد الرحمن بن
الحارث بن سعد بن أبى ذباب الدوسى (5) . عنه)
5076 - حدثنا ربعى بن إبراهيم، حدثنا عبد الرحمن بن
_________
(1) في الأصل المخطوط: «عن ابى هشام عن المغيرة بن سلمة» ، والتصويب من المراجع ومن تحفة الأشراف: 4/ 125؛ ويراجع تهذيب التهذيب: 10/ 261.
(2) الخبر أخرجه البخارى في الرقاق (باب صفة الجنة والنار) : فتح البارى: 11/ 415، 416؛ وأخرجه مسلم في (الجنة وصفة نعيمها وأهلها) : 5/ 689.
(3) يراجع تهذيب التهذيب: 8/ 32.
(4) الخبر أخرجه في الأطعمة (باب القثاء والرطب يجمعان) : سنن ابن ماجه: 2/ 1104.
(5) في الأصل المخطوط: «القزوينى» ، وما أثبتناه من تهذيب التهذيب: 5/ 292؛ والتاريخ الكبير: 5/ 132.(4/168)
إسحاق، عن عبد الرحمن بن معاوية، عن ابن أبى ذباب، عن سهل بن سعد، قال: «ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاهرًا يديه يدعو على منبر، ولا غيره. ما كان يدعو إلا يضع يديه حذو منكبيه، ويشير بأُصبعه إشارة» . تفرد به (1) .
(أم محمد بن أبى يحيى عنه)
_________
(1) من حديث أبى مالك سهل بن سعد في المسند: 5/ 337.(4/169)
5077 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا الفضيل - يعنى ابن سليمان -، حدثنا بن أبى يحيى، عن أمه. قالت: «سمعت سهل ابن سعد الساعدى يقول: سقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدى من بضاعة» تفرد به (1) .
757 - (سهل بن أبى سهل) (2)
5078 - ذكر لنا الشيخ أبو عمر بن عبد البر في استيعابه من طريق سعيد ابن ابى هلال عنه عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «تَهَادُوْا، فَإنَّها تُذْهِبُ الأضْغَانَ» (3) .
_________
(1) الموطن السابق.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 473؛ وترجم له ابن حجر في القسم الرابع من حرف السين،
وقال تعقيبًا على الخبر الذى أورده له ابن عبد البر من طريق سعيد بن أبى هلال: سهل
تابعى، وسعيد لم يلق أحدًا من الصحابة. الإصابة: 2/ 132؛ وله ترجمة في الاستيعاب:
3/ 98؛ وأخرجه البخارى في التابعين، وأورده محققوه خلافًا في اسمه وشخصه. التاريخ الكبير: 4/ 101.
(3) الاستيعاب: 2/ 98.(4/169)
758 - (سهل بن صخر الليثى، وقيل سهيل) (1) .
عداده في المدنيين، سكن البصرة
5079 - قال إبراهيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن جعفر الرازى، حدثنا أبو بكر بن أبى الأسود، حدثنا يوسف بن خالد السمتى، حدثنى أبى، عن جده، قال: قال لى سهل بن صخر - وكان صاحب النبى - صلى الله عليه وسلم -: «يا بنى إذا ملكت ثمن عبد، فاشتريه، فإن الجدود في نواصى الرجال» (2) . ورواه بعضهم مرفوعًا (3) .
759 - (سهل بن قيس المزنى: مدنى) (4) .
5080 - روى أبو نعيم من حدثي محمد بن إسماعيل المقرى، حدثنا موسى ابن جعفر بن إبراهيم، حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزنى، عن عامر ابن عبد الله المزنى، عن سهل بن قيس المزنى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس علىَ مَنْ أسْلَفَ مَالاً زَكَاةٌ» (5) .
760 - (سهل بن قيس الأنصارى) (6) .
5081 - روى أبو أحمد العسكرى من حديث موسى بن إسماعيل. / حدثنا طالب بن حبيب بن سهل بن قيس، حدثنى أبى، قال: خرجت مع أبى أيام الحرة، فأصابه حجر، فقال: تعس من أفزع
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 473؛ والإصابة: 2/ 88؛ والاستيعاب: 2/ 98.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى في المعجم الكبير: 6/ 127.
(3) يرجع إليه في أسد الغابة. وقد أخرجه الثلاثة: 2/ 373.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 476؛ والإصابة 2/ 90.
(5) قال ابن منده: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، الإصابة: 2/ 90.
(6) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 476؛ والإصابة 2/ 90؛ وقال: وأظنه سهل بن قيس بن ابى كعب ابن الغين.(4/170)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: وما ذاك، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «منْ أفْزَعَ الأنْصَارَ فَقَدْ أفْزَعَ مَا بَيْنَ هَذيْن» وأشار إلى جنبيه (1) .
فأما سهل بن قيس بن ابى كعب: عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن كعب بن سلمة الأنصارى السلمى، فذاك ممن شهد بدرًا وقتل يوم أحد (2) .
_________
(1) أسد الغابة: 2/ 476؛ ووقعه الحرة كانت في ايام يزيد بن معاوية سنة 64 بالمدينة.
(2) له ترجمة في اسد الغابة: 2/ 476، ووقع في بعض الألفاظ غموض في الأصل صوبت منه؛ وله ترجمة أيضًا في الإصابة: 2/ 90؛ والاستيعاب: 2/ 91.(4/171)
761 - (سهل بن مالك) (1) .
5082 - قال أبو نعيم: هو اخو كعب بن مالك، سكن المدينة، ثم روى من حديث سهل بن يوسف بن سهل بن مالك، عن ابيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رجع من حجة الوداع صعد المنبر، فحمد الله. وأثنى عليه، ثم قال: «يَا أيُّهَا النَّاسُ أُشْهِدكم أنِّى راضٍ عن أبِى بَكْر الصِّدِّيق. وأنَّ أبَا بَكْر لم يَسُؤنى قَط، فاعْرِفُوا له ذَلِك»
يا أيها الناس إنى راض عن عمر، وعثمان، وعلىّ، وعن طلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، والمهاجرين الأولين فاعرفوا ذلك لهم.
يا ايها الناس إن الله [عز وجل قد] غَفَر لأهل بدر والحديبية.
_________
(1) له ترجمة في اسد الغابة: 2/ 476؛ والإصابة: 2/ 90؛ والاستيعاب: 2/ 98. وقال: يقال سهل ابن عبيد بن قيس. ولا يصح سهل بن عبيد. ولا سهل بن مالك. ولا تثبت لأحدهما صحبة ولا واية. يقال إنه حجازى سكن المدينة لم يرو عنه إلا ابنه مالك بن سهل أو يوسف بن سهل.(4/171)
يا ايها الناس احفظونى في أصحابى، وأصهارى، وأختانى، لا يطلبنكم الله بمظلمة أحدٍ منهم.
يا ايها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين، وإذا مات أحدٌ منهم، فقولوا خيرًا» . ثم رواه من حديث سيف بن عمر التميمى الأسدى، عن أبى همام سهل بن يوسف بن سهل بن مالك، وقال من معه: من الحديبية (1) .
_________
(1) () الخبر أخرجه الطبرانى في الكبير: 6/ 126. وقد أطال ابن حجر في التعقيب عليه ووهمه، وضعف الخبر من كل وجه، وأطال ابن عبد البر كذلك في تضعيف الخبر، وقال: حديث منكر موضوع، يقال فيه إنه من الأنصار ولا يصح، وفى إسناد حديثه مجهولون ضعفاء معروفون، يدور على سهل ابن يوسف بن مالك بن سهل عن أبيه عن جده، وكلهم لا يعرف. الإصابة: 2/ 90؛ والاستيعاب 2/ 99.(4/172)
762 - (سهل أبو إياس الأنصارى) (1) .
5083 - روى أبو بكر بن ابى شيبة، وغيره، عن مصعب بن المقدام:
حدثنا محمد بن إبراهيم المدنى، عن إياس بن سهل الأنصارى، عن أبيه، عن
النبى - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: «لأنْ أُصَلِّىَ الفَجْر، ثم أجلِسَ في مَجْلِس أذكر اللهَ فيه
أحَبُّ إلىّ من أنْ أَشُدَ على الجِيَادِ في سَبِيلِ اللهِ مِنْ حِين أُصلِّى الفَجْرَ حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ»
قال ابو نعيم: رواه بعضهم عن عباس [بن] سهل بن سعد عن أبيه (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 466؛ والإصابة: 2/ 91؛ وقال: ذكره البخارى في الصحابة.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى في الكبير: 6/ 125؛ وقال ابن حجر: في إسناده محمد بن أبى حميد، وهو ضعيف، ووقع عند البغوى: محمد بن إبراهيم. فقال: لا أعرف من هو، وهو فيما أحسب. الإصابة: 2/ 91.(4/172)
763 - (سهيل بن بيضاء بن وهب بن ربيعة [بن عمرو بن
عامر بن ربيعة] بن هلال بن أُهيب بن
مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر) (1) .
وأمه البيضاء: هى دعد بنت الجحدم بن أمية بن ضبة بن الحارث بن فهر.
قال أبو نعيم: هو بدرى توفى في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وصلى عليه وعلى أخيه سهل في المسجد.
5084 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا [أبو] بكر بن مضر، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن سعيد بن الصلت، عن سهيل بن البيضاء. قال: بينما نحنُ في سفر مع النبى - صلى الله عليه وسلم -، وأنا رديفه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا سهيل بن البيضاء» ورفع صوته مرتين، أو ثلاثًا، كل ذلك يجيبه سهيل، فسمع الناس صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فظنوا أنه يريدهم، فحبس من كان بين يديه، ولحقه من كان خلفه، حتى إذا اجتمعوا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّهُ منْ شَهِدَ أنْ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ حرّمَهُ الله على النَّار، وأوجَبَ لَهُ الجنَّةَ» (2) . تفرد به.
5085 - حدثنا يعقوب، سمعت أبى يحدث عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن سهيل بن بيضاء أنَّه قال: نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، وأنا رديفه: «يا سهيل بن بيضاء» رافعًا صوتَه مِرَارًا؛ حتى سمع من خلفنا ومن أمامنا، فاجتمعوا وعلموا أنه يريد أن
_________
(1) وردت بعض كلمات غير واضحة في الأصل المخطوط صححت من المصادر، وله ترجمة في أسد الغابة: 2/ 477، وأحال إلى نسب أخيه: 2/ 466؛ والإصابة: 2/ 91؛ والاستيعاب: 2/ 107؛ والتاريخ الكبير: 4/ 103.
(2) من حديث سهيل بن البيضاء في المسند: 3/ 451؛ وما بين معكوفين استكمال منه.(4/173)
يتكلم بشىء: «أنه من قال لا إله إ لا الله أوجب الله له [بها] الجنة وأعتقه بها من النار» تفرد به (1) .
_________
(1) من حديث سهيل بن البيضاء في المسند: 3/ 466.(4/174)
5086 - حدثنا هارون، حدثنا ابن وهب، قال حيوة: حدثنا يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن سعيد بن الصلت، عن سهيل بن البيضاء - من بنى عبد الدار - قال: بينما نحن في سفر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فذكر معناه. تفرد به (1) .
ورواه أبو نعيم من حديث الليث، والدراوردى، عن يزيد بن الهاد.
قال: ورواه عن يزيد بن لهيعة، ويحيى بن معين، وحيوة بن شريح، وسعيد بن يسار قال: ورواه بعضهم عن سعيد بن الصلت عن عبد الله بن أنيس عن سهيل بن بيضاء (2) .
764 - (سهيل بن سعد: أخو سهل بن سعد) (3) .
5087 - قال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، وهو وهم - يعنى ابن منده - فإنه روى عن محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشخجى، حدثنا عبد الرحمن بن سلام، حدثنا عمرو بن قيس، عن سعد بن سعيد - أخى يحيى بن سعيد -، عن حفص بن عاصم، سمعت سهيل بن سعد - أخا سهل بن سعد - يقول: دخلت المسجد والنبى - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة. فصليت، فلما انصرف رآنى أركع ركعتين، فقال: «ما هاتان الركعتان؟» فقلت: يا رسول الله [جئت] وقد أقيمت الصلاة، فأحببت أن
_________
(1) من حديث سهيل بن البيضاء في المسند: 3/ 467.
(2) تراجع الإصابة في ترجمة سهيل بن السمط: 2/ 92؛ والمعجم الكبير للطبرانى: 6/ 257.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 478؛ والإصابة 2/ 92.(4/174)
أدرك معك الصلاة، ثم أصلى، فسكت، وكان إذا رِضِىَ شيئًا سَكَتَ» .
وقال أبو نعيم: والصحيح ما رواه سفيان بن عيينة، وابن [نمير وغيرهما] عن سعد بن سعيد، عن / محمد بن إبراهيم، عن قيس بن عمرو - جدَّ سعد بن سعيد - قال: انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكره (1) .
(من اسمه سويد، تقدم على من اسمه سهل، وهذا موضعه)
(من اسمه سيابه، وسيدان، وسيف وسيمويه)
_________
(1) يرجع إلى الخبر والتعليقات عليه في أسد الغابة: 2/ 478.(4/175)
765 - (سيابة بن عاصم بن شيبان بن خزاعى)
ابن محارب بن مرة بن هلال السلمى) (1) .
قال ابو نعيم: وفد هو وابن أخيه الجحاف بن حكيم من الكوفة، وكانا يمانيين، وله بناحية الرُّها وسروج عقب كثير (2) .
5088 - حدثنا حسين بن الحسن، حدثنا الحسن يبن على الفسوى، حدثنا محمد بن الصبَّاح، حدثنا هشيم، عن [يحيى] سعيد، عن عمرو بن سعيد بن العاص، حدثنى سيابة بن عاصم: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال يوم حنين: «أنَا ابنُ العَوَاتِكِ» (3) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 495؛ وترجم له مع الضبط في الإصابة: 2/ 102؛ والاستيعاب: 2/ 128؛ والتاريخ الكبير: 4/ 209.
(2) سرج: بلدة قريبة من حرّان، والرها: مدينة بالجزيرة فوق حرّان، معجم البلدان: 3/ 106، 216.
(3) الخبر اخرجه الطبرانى في الكبير: 7/ 201؛ وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح، مجمع الزوائد: 8/ 218. ولكن ابن حجر ضعف إسناد الخبر. الإصابة 2/ 102.(4/175)
766 - (سيار بن روح، أو روح بن سيار) (1) .
5089 - قال أبو نعيم: كذا ذكره ابن منده، وإنما هو روح بن سيار، روى بقية عن مسلم بن زياد، قال: «رأيت أربعة من الصحابة يرخون العمائم من خلفهم، وثيابهم إلى الكعبين: أنس [بن مالك] ، وفُضالة [بن عبيد] ، وأبو المنيب، وروح بن سيار، أو سيار بن روح» (2) .
767 - (سيدان: أبو عبد الله) (3) .
5090 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا عبد الوارث بن إبراهيم أبو عبيدة العسكرى، حدثنا يونس بن موسى الشامى، حدثنا الحسين بن حماد، حدثنا عبيد الله بن الغسيل، عن عبد الله بن سيدان، عن أبيه، قال: أشرف النبى - صلى الله عليه وسلم - على أهل القليب، فقال: «يا أهل القليب هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟» قالوا: يا رسول الله وهل يسمعون؟ قال: «يسمعون كما تسمعون ولكنهم لا يجيبون» (4) .
768 - (سيف بن معد يكربٍ) (5) .
5091 - ذكر أبو نعيم عن يحيى بن معين: حدثنا على بن ثابت، عن الحارث بن سليمان، حدثنى غير واحدٍ من بنى جبلة، عن سيفٍ،
_________
(1) له ترجمة في اسد الغابة: 2/ 496؛ وترجم له ابن حجر باسم روح بن سيار: 1/ 521.
(2) الخبر أخرجه البخارى في الكبير: 4/ 159؛ وهو في تراجمه أيضًا.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 496؛ والإصابة: 2/ 103..
(4) الخبر أخرجه الطبرانى في المعجم الكبير: 7/ 197؛ وقال الهيثمى: عبد الله بن سيوان مجهول. مجمع الزوائد: 6/ 91.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 497؛ والإصابة: 2/ 104، وقالا: سيف بن قيس بن معد يكرب؛ والاستيعاب: 2/ 131؛ والتاريخ الكبير: 4/ 169، وقالا: من ولد قيس بن معد يكرب.(4/176)
وهو من ولد سيف ابن معد يكرب، قال: «قلت: يا رسول الله هب لى أذان قومى، فوهبه لى» .
وقال ابن الكلبى: سيف بن قيس بن معد يكرب الكندى أخو الأشعث بن قيس وفد إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، / فأمره أن يُؤذِّن لهم، فلم يزل يؤذن لهم حتى مات (1) .
وقد ذكر ابن الأثير وأبو نعيم وغير واحدٍ من السلف في الصحابة.
(سيف بن ذى يزنٍ ملك اليمن)
في الصحابة
ولم ير النبى - صلى الله عليه وسلم -، ولكنه بشر جده عبد المطلب بوجوده وبنوته، وقد ذكرنا ما جرى له في استرجاعه مُلك اليمن إلى قومه من أيدى الحبشة، واستنصاره كِسرى على ذلك.
_________
(1) أورده في ترجمته في أسد الغابة: 2/ 497؛ وأخرج بعضه البخارى في التاريخ الكبير: 4/169.(4/177)
5092 - وأمَّا حديث عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس: أن ملك ذى يزن أهدى إ لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلة اشتريت بثلاثين قلوصًا، فلبسها فهذا المهدى ليس سيف بن ذى يزن، وإنما هو آخر ملك لليمن وما أظن أن سيفًا بن ذى يزن أدرك نبوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فضلا عن أن يدرك زمن الهجرة، وعندى في إدراكه، زمن مولده عليه السلام نظر والله أعلم.(4/177)
769 - (سيمويه البلقاوى) (1) .
كان نصرانيا شماسًا فأسلم، وحسن إسلامه وعاش مائة وعشرين سنة.
5093 - قال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، وسليمان ابن أحمد، قالا: حدثنا محمد بن يحيى بن منده، حدثنا صالح ابن قطن البخارى، حدثنا محمد بن سكين الأزدى، حدثنا منصور بن صبيح أخو الربيع، حدثنى سيمويه، قال: «رأيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، وسمعت من فيه إلى أذنى، وحملنا القمح من البلقاء إلى المدينة، فبعنا، وأردنا أن نشترى التمر من تمر المدينة، فمنعونا، فأتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرناه، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - للذين منعونا: «أما يَكْفِيكم رُخصُ هذا الطَعَامِ عليكم بغلاءِ هذا التمر الذى يحملون. ذروهم يحملونه» ، قال ابن منده: وقد رأيته في فوائد محمد بن حصفا، عن صالح بن قطن (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 498؛ والإصابة: 104، وقال: يقال سيماء البلقاوى؛ والاستيعاب: 2/ 133.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى في الكبير: 7/ 201؛ وقال الهيثمى: فيه جماعة لم أجد من ترجمهم. مجمع الزوائد: 4/ 99.(4/178)
حرف الشين(4/179)
770 - (شبل) (1) /
مضى في ترجمة عبيد الله بن عبد الله، عن أبى هريرة وشبل [بن خليد وَ] زيد ابن خالد الجهنى في الجلد، والتعذيب، والرَّجم، رواه أحمد عن سفيان، عن الزهرى، عن عبيد الله عنهم، وقد تقدم بتمامه في مسند زيد بن خالد - رضي الله عنه -
وشبل هذا هو ابن معبد (2) ، ويقال ابن خليد، او خالد.
والمشهور ما ذكره الطبرانى أنه شبل بن معبد بن عبيد بن الحارث بن عمرو ابن على بن اسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار البجلى، وهو أخو أبى بكرة نفيع بن الحارث ونافع بن علقمة، وزياد بن أبيه لأبيهم [وأمهم] سمية، وهم أربعتهم الذين غدوا على المغيرة بن شعبة بما شهدوا به عند عمر بن الخطاب، فلما [لم] تطابق شهادة زياد لشهادتهم، جلد الثلاثة حد القذف، وترك زيادًا (3) .
5094 - فأما شبل الذى روى عنه ابنه عبد الرحمن (4) :
_________
(1) يرجع إلى الخبر من حديث أبى هريرة في المسند: 2/ 422.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 503؛ والإصابة: 2/ 136؛ والاستيعاب: 2/ 153.
(3) الخبر أخرجه الطبرانى في الكبير: 7/ 372؛ وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد 6/ 280.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 502؛ وأخرجه ابن حجر في القسم الرابع من الإصابة: 2/ 170؛ والاستيعاب: 2/ 152.(4/179)
«أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن نقرات الغراب» .
وله حديث آخر: «لا تقوم الساعة حتى يؤخذ نعل قرشى فيقال: هذا نعل قرشى» .
فقال ابن الأثير: لا يعرف هو ولا ابنه، ولا يصح حديثه. قال أبو عمرو بن عبد البر من طريق يعلى بالمقام، وهو منكرٌ جدًا (1) .
_________
(1) عقب ابن حجر على كلام ابن عبد البر فقال: فأما قوله: «ليس بمعروف ولا ابنه» فمردود، لأن عبد الرحمن بن شبل صحابى معروف مخرج له في السنن. وصحح حديثه في نقرة الغراب ابن خزيمة وغيره، وأخرجه أيضًا أحمد وأصحاب السنن والحاكم والبغوى وابن شاهين عن عبد الرحمن ابن شبل، ليس فيه عن أبيه.
وحديث نعل القرشى أخرجه البغوى في ترجمة عبد الرحمن بن شبل من طريق عبد الحميد بن جعفر عن عمه، عن ابن عبد الرحمن بن شبل عن أبيه، فلعل هذا مسند أبى عمر، سقط من نسخته لفظ «ابن» . الإصابة: 2/ 170.
نقول: والشواهد ترجح كلام ابن حجر، فالخبر الأول أخرجه أبو داود والنسائى وابن ماجه. مختصر السنن للمنذرى: 1/ 408؛ وأخرجه أحمد من حديث عبد الرحمن بن شبل في المسند: 3/ 428.(4/180)
771 - (شبث بن سعد البلوى: صحابى) (1) .
5095 - شهد فتح مصر، قاله ابن يونس. قال: ولا يعلم له رواية. ويقال: شيث بن سعد، فذكره ابن الأثير فيمن اسمه شبث، قال وروى عن لهيعة، عن الوليد ابن أبى الوليد، عن ابان، عن شبث بن سعد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: «يخرج للعبدِ يوْمَ القِيَامةِ كِتَابٌ فيه حَسَناتُه» الحديث. كذا ذكره أبو نعيم في كتاب الصحابة وهو عنده بخطه (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 502؛ والإصابة: 2/ 136.
(2) المرجعان السابقان.(4/180)
772 - (شبيب بن ذى الكلاع) (1) .
5096 - أنه صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح فتردد في آية من سورة الروم. وعنه عبد الملك بن عمير، قال ابن عبد البر: وهو حديث مضطرب الإسناد (2) .
773 - (شيب بن غالب الكندى) (3) /
5097 - قال ابن الأثير: صحابى له في المسح على الخفين، رواه ابن منده وأبو نعيم (4) .
774 - (شيب بن نعيم) (5) .
5098 - قال الطبرانى: حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا سويد بن سعيد: حدثنا بقية بن الوليد، عن أبى بكر بن أبى مريم، عن راشد بن سعد، عن شبيب بن نعيم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أمُّ مَلْدَمٍ تأْكُلُ اللَّحْمَ وتَشْرَبُ الدَّمَ، بَرْدُها وحَرُّها من جهنم» (6) .
_________
(1) له ترجمة في اسد الغابة: 2/ 504؛ وترجم له ابن حجر في القسم الرابع من الإصابة: 2/ 170؛ والاستيعاب: 2/ 167.
(2) عقب ابن حجر على الخبر فقال: المعروف أنه شبيب بن أبى روح، أو شبيب بن نعيم أبو روح الكلاعى الحمصى. ثم قال: وأما الحديث فأخرجه ابن قانع هكذا، وسقط من إسناده رجل، وقد رواه الحفاظ من طريق عبد الملك بن عمير، عن شبيب أبى روح، عن رجل له صحبة. ومنهم من سماه الأغر. وتفرد أبو الأشهب بإسقاط الصحابى، فصارت روايته معتمد من ذكر شبيبًا في الصحابة، وهو وهم. الإصابة: 2/ 170؛ ويراجع التاريخ الكبير بشأن شبيب أبى روح: 4/ 231.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 504؛ والإصابة: 2/ 137.
(4) أسد الغابة: 2/ 504.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 504؛ والإصابة: 2/ 137.
(6) المعجم الكبير للطبرانى: 7/ 375؛ وقال الهيثمى: فيه بقية بن الوليد وهو مدلس. مجمع الزوائد: 2/ 206.(4/181)
775 - (شجرة الكندى) (1) .
5099 - قال ابن الأثير: روى الأحوص بن جواب، عن خالد بن طهمان، عن شجرة الكندى، قال: شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جنازة، فأثنى الناس عليها خيرا، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يدفن، فأتاه جبريل، فقال: يا محمد إن هذا الرجل ليس كما أثنوا، وإن الله قد قبل شهادتهم عليه، وغفر له ما لا يعلمون» أخرجه
أبو موسى (2) .
* (شداد بن أسامة، وهو شداد بن الهاد يأتى)
776 - (شداد بن أسيد السلمى - رضي الله عنه -) (3) .
5100 - قال الحافظ أبو القاسم الطبرانى: حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا على بن المدينى.
وحدثنا أحمد بن عمرو البزار، حدثنا عبدة بن عبد الله [الصفار] (4) قال: حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا عمرو بن قيظى (5) بن عامر بن شداد بن أسيد السلمى المدنى، حدثنى أبى، عن جده شداد أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعه على الهجرة، فاشتكى، فقال: «ما لك يا شداد؟»
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 506 والإصابة: 2/ 139.
(2) أسد الغابة: 2/ 506؛ ونقل ابن حجر عن سعيد بن يعقوب الأصبهانى قوله: لا أدرى له صحبة أم لا. الإصابة: 2/ 139.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 506؛ والإصابة: 2/ 139، والاستيعاب: 2/ 136، وحكى في «أسيد» الفتح والضم قال الفتح أكثر.
(4) في الأصل المخطوط: «عبيد الله» ، والتصويب وما بين معكوفين من الطبرانى وتهذيب التهذيب: 6/ 460.
(5) في الأصل المخطوط: «عمر» ، والتصويب وضبط لفظه «قيظى» من المشتبه ص 520.(4/182)
قال، قلت: اشتكيت يا رسول الله، ولو شربت من ماء بطحان (1) لبرأت.
قال: «فما يمنعك؟» قلت: هجرتى. قال: «فاذهب فأنت مهاجر حيث ما كنت» .
هذا حديث غريب الإسناد، وقد كانت الهجرة إنما هى إلى المدينة، وبطحتن بالمدينة، فكيف يلتئم هذا مع هذا؟ لينظر في ذلك (2) .
_________
(1) بطحان: بالضم ثم السكون - كذا يقوله المحدثون أجمعون، وحكى أهل اللغة بطبحان بفتح أوله وكسر ثانيه وهو وادٍ بالمدينة، وهو أحد أوديتها الثلاثة وهى العقيق وبطحان والقناة، معجم البلدان: 1/ 446.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى في المعجم الكبير: 7/ 327؛ وقال الهيثمى: فيه جماعة لم أعرفهم،
مجمع الزوائد: 5/ 254؛ وأخرجه البخارى في التاريخ الكبير: 4/ 225؛ وقال ابن
عبد البر: تفرد بحديثه زيد بن الحباب وتتبع ابن حجر الاضطراب في سند الخبر. والإصابة: 2/ 139.(4/183)
777 - (شداد بن اوسٍ بن ثابت بن المنذر:
أبو يعلى، وقيل أبو عبد الرحمن) (1) .
الأنصارى الخزرجى، وهو ابن أخى حسان بن ثابت، وعن مالك: أنه ابن عمه، والصحيح، وكان من العبادة، والزهد، والخوف على جانب عظيم، وكان مقامه في بيت المقدس.
5101 - وقد روى / الطبرانى من طريق يعلى بن شداد، عن أبيه: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره بالمقام ببيت المقدس، ليكون هو وولده أئمة فيه» وهو منطر جدًا (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/ 507؛ والإصابة: 2/ 139؛ والاستيعاب: 2/ 135؛ والتاريخ الكبير: 4/ 224؛ وثقات ابن حبان: 3/ 185.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/ 347؛ وقال الهيثمى: فيه جماعة لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 9/ 411.(4/183)
وحكى ابن منده، عن موسى بن عقبة أنه شهد بدرًا، والصحيح أن أباه هو الذى شهدها.
قال عبادة بن الصامت: كان شداد، ممن أوتى العلم والحلم» (1) .
وكانت وفاته سنة إحدى وأربعين، وقيل ثمان وخمسين، وقيل سنة أربع وستين، وله من العمر خمس وسبعون سنة - رضي الله عنه - وحديثه في المسند يأتى للشاميين.
(أسامة بن عمير الهذلى، عن شداد)
_________
(1) أسد الغابة: 2/ 507.(4/184)
5102 - روى الطبرانى من طريق حجاج بن أرطاة: ابى المليح بن أسامة، عن أبيه، عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «الخِتَانُ سُنَّةٌ للرِجَالِ مَكْرَمَةٌ للنِسَاء» (1) . الحجاج ضعيف.
(بشير بن كعب عنه)
5103 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن حسين المعلم، حدثنى عبد الله بن بريدة، عن بشير بن كعب، عن شداد بن أوس، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى، وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بالنعمة، وأبوء لك بذنبى، فاغفر لى إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» .
قال: «إن قالها بعدما يصبح موقنًا بها ثم مات كان من أهل الجنة، وإن قالها بعدما يمسى موقنًا بها ثم مات كان من أهل الجنة» (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/ 329؛ وقال ابن الملقن في البدر المنير: هذا الحديث ضعيف مرة، وهو مروى من طرق وأورد محققو الطبرانى طرقه.
(2) من حديث شداد بن أوس في المسند: 4/ 122.(4/184)
5104 - حدثنا محمد بن ابى عدى، حدثنا حسين - يعنى المعلم -، عن عبد الله بن بريدة، عن بشير بن كعب، عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سيدُ الاسْتِغْفَار: اللَّهُم أنتَ رَبِّى لا إلهَ إلا أنتَ خَلَقْتَنِى، وأنا عبْدُك، وأنا على عهْدُكَ وَوَعْدُك ما استَطَعتُ، أعوذُ بكَ من شرِّ مَا صَنَعْتُ، وأبوءُ لكَ بِنعْمَتِكَ علىَّ، وأبوءُ لكَ بِذنْبِى، فاغْفِر لى إنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أنتِ» .
قال: «من قالها بعد ما يصبح موقنًا بها فمات من يومه كان من أهل الجنة، وإن قالها بعدما يمسى موقنًا بها فمات من ليلته كان من أهلِ الجنة» (1) .
5105 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبى، حدثنا حسين، عن ابن بريدة، حدثنى بشير بن كعب العدوى: أن شداد بن أوس حدثه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «سيد الاستغفار» فذكر الحديث (2) .
رواه البخارى / والنسائى من طرق عن حسين بن ذكوان المعلم. ورواه النسائى أيضًا من حديث عبد الله بن بريدة، عن شداد نفسه، والصواب ما تقدم، ورواه بعضهم عن الوليد بن ثعلبة، عن عبد الله بن بريدة، عن ابيه كما سبق في مسند بريدة (3) .
_________
(1) من حديث شداد بن أوس في المسند: 4/ 124.
(2) من حديث شداد بن أوس في المسند: 4/ 125.
(3) الخبر اخرجه البخارى في الدعوات (باب أفضل الاستغفار) و (باب ما يقول إذا أصبح) : فتح البارى: 11/ 97؛ 130؛ وأخرجه النسائى في الاستعاذة (باب الاستعاذة من شر ما صنع) : المجتبى: 8/ 246؛ وفى اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 4/ 140؛ ويرجع إلى الطريق الآخر عند الحافظ المزى في التحفة.(4/185)
(جبير بن نفير الحضرمى عنه)(4/186)
5106 - بحديث: «هذا أوان رفع العلم» سيأتى في ترجمته، عن عوف بن مالك - رضي الله عنه - (1) .
وحديثه عنه في الإسراء بطوله كيفيته في أحاديث الإسراء في أول سورة سبحان من دلائل النبوة للبيهقى (2) .
وكذلك رواه الطبرانى، والبزار بطوله من طريق عبد الله بن سالم عن الزبيدى، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن جبير بن نفير، عن شداد به، وفيه: أنه عليه السلام أنزله جبريل يصلى بالمدينة، ثم بمدين (3) عند شجرة موسى، ثم ببيت لحم حيث ولد عيسى، ثم ببيت المقدس وقد صححه البيهقى، وله شاهد في النسائى عن انس بن مالك، وقد بسطنا ذلك هناك، وقال البزار لا يعرفه عن شداد إلا من هذا الوجه (4) .
(حسان بن عطية عنه)
5107 - حدثنا روح، حدثنا الأوزاعى، عن حسان بن عطية،
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى تعليقًا عقب حديث أبى الدرداء قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فشخص ببصره إ لى السماء، ثم قال: «هذا أوان يختلس العلم من الناس» ، وأخرجه في العلم (باب ما جاء في ذهاب العلم) : صحيح الترمذى: 5/ 31؛ وأخرجه النسائى في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 8/ 211.
(2) قال ابن كثير في التفسير - بعد أن ساق الحديث بطوله: هكذا رواه البيهقى من طريقين عن ابى إسماعيل الترمذى به، ثم قال بعد تمامه: هذا إسناد صحيح, تفسير ابن كثير: 3/ 13.
(3) مدين على بحر القُلزم محاذية لتبوك، على نحو من ست مراجل، معجم البلدان: 5/ 77.
(4) الخبر أخرجه الطبرانى في المعجم الكبير: 7/ 338؛ وأخرجه البزار وقال: لا نعلمه يروى عن شداد إلا بهذا الإسناد، كشف الأستار: 1/ 35؛ وقال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى في الكبير: وفيه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، وثقة يحيى بن معين وضعفه النسائى. مجمع الزوائد: 1/ 73.(4/186)
قال: كان شداد بن أوس في سفر، فنزل منزلا، فقال لغلامه: ائتنا بشفرة (1) نعبث بها، فأنكرت ذلك عليه، فقال: ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلا وأنا أخطِمُها (2) وأزمها (3) غير كلمتى هذه، فلا تحفظوها على، واحفظوا ما أقول لكم: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذَا كَنَزَ النَّاسُ الذَّهَبَ والفِضَّةَ، فاكْنِزُوا هَؤلاَء الكَلِمات: اللهم إنى أسألُكَ الثَّبَاتَ في الأمرِ، والعزِيمةَ على الرُّشْدِ، وأسألُكَ شُكْرَ نعْمَتِكَ، وأسألكَ حُسنَ عبادَتِكَ، وأسألُكَ قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، وأسألُكَ من خيْرِ ما تَعْلَم، [وأعوذُ بِكَ منْ شرِّ ما تعْلَم] ، وأستغْفِرُكَ لما تَعْلَمُ إنَّكَ أنْتَ علاَّمُ الغُيوبِ» (4) تفرد به أحمد، ولم يخرجوه، وعندى في سماع حسان منه انظر، والله أعلم (5) .
فقد رواه الطبرانى من طريق سويد بن عبد العزيز، عن الأوزاعى، عن حسان ابن عطية، عن أبى عبيد الله مسلم بن مشكم (6) عن شداد به مثله، فهذا هو الصواب، والله أعلم (7) .
_________
(1) الشفرة: السكين العريضة.
(2) أخطمها: أى أربطها وأشدها. يريد الاحتراز فيما يقوله، والاحتياط فيما يلفظ به. النهاية: 1/ 305.
(3) أزمها: يعمل لها زمام كزمام الناقة لتقاد به. وهى بمعنى ما سبق. يراجع النهاية: 2/ 132.
(4) من حديث شداد بن أوس فى المسند: 4/ 123.
(5) اتهم حسان بالقدر، وكان من العباد، ولم تذكر له رواية عن شداد بن أوس. تهذيب التهذيب: 2/251، والميزان 1/ 479.
(6) في الأ صل المخطوط: «مسلم بن مسلم» ، والتصويب من تهذيب التهذيب: 10/ 138.
(7) المعجم الكبير للطبرانى: 7/ 345.(4/187)
(الحسن البصرى، عن شداد) /(4/188)
5108 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن خالد الراسبى، حدثنا مهلب بن العلاء، حدثنا شعيب بن بيان الصفار، حدثنا عمران القطان، عن قتادة، عن الحسن. عن شداد بن أوس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: الفقر أزين على المؤمن من العذار (1) الحسن على الفرس» (2) .
وبه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أول ما تفقدون من دينكم الأمانة» (3) .
وبه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أوّلُ ما يُرفَعُ منَ النَّاسِ الخُشوعُ» (4) .
5109 - وحدثنا عبيد العجلى (5) ، حدثنا زكريا بن يحيى المدائنى، حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا المغيرة بن مسلم، عن مطر الوراق، عن الحسن، عن شداد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أفطرَ الحاجِمُ والمحْجُوم» (6) .
_________
(1) العذران من الفرس كالعارضين من وجه الإنسان، ثم سمى السير الذى يكون عليه من اللجام عذرًا باسم موضعه النهاية: 3/ 76.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/ 353؛ والحديث رمز له السيوطى بالضعف. قال الحافظ العراقى: سنده ضعيف، والمعروف أنه من كلام عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، رواه ابن عدى في الكامل، وقال في اللسان عن ابن عدى: إنه حديث منكر.
وقال المناوى: الفقر في الأصل عدم المال وقلته، وعند أهل التصوف عبارة عن الزهد والعبادة، فيسمون من اتصف بذلك فقيرًا فيض القدير: 4/ 463.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/ 353؛ وقال الهيثمى: فيه المهلب بن العلاء ولم أجد من ترجمة، وبقية رجاله ثيقات. مجمع الزوائد: 2/ 145.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 7/ 354.
(5) في المخطوط: «عبد العجل» ، والتصويب من الطبرانى.
(6) المعجم الكبير للطبرانى: 7/ 354.(4/188)
(شراحيل بن آدة عنه. هو أبو الأشعثِ الصنعانى يأتى)
(ضمرة بن حبيب عنه)(4/189)
5110 - حدثنا على بن إسحاق، حدثنا عبد الله - يعنى ابن المبارك - أنبأنا أبو بكر بن ابى مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الكيِّسُ (1) من دانَ نَفْسَه، وعَمِلَ لِمَا بعْدَ الموْتِ، والعَاجِزُ منْ أتبَع نفْسَهُ هَوَاهَا، وتمَنَّى على اللهِ» (2) .
وهكذا رواه الترمذى من حديث ابن المبارك، وعسى بن يونس، وابن ماجه من حديث بقية ثلاثتهم، عن أبى بكر بن أبى مريم به، وقال الترمذى: حسن (3) .
(عبادة بن نسى عنه)
5111 - حدثنا زيد بن الحباب، حدثنى عبد الواحد بن زيد، أنبأنا ابن نسى، عن شداد بن أوس: أنه بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: شيئًا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله، فذكرته فأبكانى، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أتخوَّف عّلّى أمَّتى الشِّرْكَ، والشَّهْوَة الخفِيَّة» . قال: قلت: يا رسول الله أتشرك أمتك من بعدك؟ قال: «نَعَمْ أمَا إنَّهم لا يعْبُدون شَمْسًا، ولا قَمَرًا، ولا حجرًا، ولا وَثًنا، ولكنْ
_________
(1) الكيس: العاقل. النهاية: 4/ 42.
(2) من حديث شداد بن أوس في المسند: 4/ 124.
(3) الخبر أخرجه الترمذى في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع؛ وقال معنى قوله: من دان نفسه. يقول: حاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب يوم القيامة. صحيح الترمذى: 4/ 638؛ وأخرجه ابن ماجه في الزهد (باب ذكر الموت والاستعداد له) : 2/ 1422.(4/189)
يراؤون بأعْمَالِهم، والشَّهْوَة الخفِيَّةُ أن يُصْبِحَ أحَدُهم صائمًا، فتعرضُ له شَهْوة من شَهَواته، فيترك صوْمهَ» (1) .
رواه ابن ماجه. عن محمد بن خلف العسقلانى، عن رواد بن الجراح، عن عامر بن عبد الله، عن الحسن بن ذكوان، عن عبادة بن نسى به (2) ، وسيأتى من روايته / عن شداد نحوه.
(عبد الرحمن بن سابط عنه)
بحديث: «أفطرَ الحاجِمُ، والمحْجُوم» .
_________
(1) من حديث شداد بن أوس في المسند: 4/ 123.
(2) الخبر اخرجه ابن ماجه في الزهد. وفى الزوائد: فى إسناده عامر بن عبد الله لم ار من تكلم فيه. وباقى رجال الإسناد ثقات. سنن ابن ماجه: 2/ 1406.(4/190)
5112 - رواه الطبرانى من طريق ليث بن أبى سليم عنه (1) .
(عبد الرحمن بن غنم عنه)
هو ابن غنم الآتى بعد ذلك (2) وقدك ساق له حديثين: أحدهما:
5113 - «لتجدون شرار هذه الأمة [على] سَنَنَ من كان قبلهم من أهلِ الكتابِ حَذو القَذَّةِ بالقذة» (3) .
والثانى في المراءاة بالأعمال أنها شرك.
وهما من إفراد أحمد (4) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/ 356، ووقع في المخطوطة: «ليث بن إبراهيم» ، وهو ابن أبى سليم، واسمه: أيمن. او أنس أو زياد أو عيسى، تهذيب التهذيب: 8/ 465.
(2) يأتى ص 210.
(3) مسند أحمد: 4/ 125؛ المعجم الكبير للطبرانى: 7/ 338؛ واللفظ فيهما: «ليحملن» . وما بين معكوفين استكمال منهما.
(4) مسند أحمد: 4/ 127.(4/190)
وله عند ابن ماجه حدثي آخر: «من قتل المرأة عمدًا» سنورده بتمامه فيما سيأتى.
(عثمان بن ربيعة بن الهدير التيمى:
والد ربيعة [بن عثمان] عن شداد بن أوس)
حديث: «ألا أدلك على سيد الاستغفار؟ اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت» الحديث بتمامه كما تقدم في رواية بشير بن كعب عنه.(4/191)
5114 - رواه الترمذى في الدعوات، عن الحسين بن حريث، عن عبد العزيز بن أبى حازم، عن كثير بن زيد، عن عثمان بن ربيعة عنه به، وقال: حسن غريب من هذا الوجه (1) .
(عمر بن ربيعة، عن شداد)
بحديث سيد الاستغفار.
5115 - رواه الطبرانى، من حديث سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عنه.
وأظنه تصحيفًا من عثمان بن ربيعة إما من الطبرانى، أو من الناسخ (2) .
(عنبسة بن ابى سفيان عن شداد)
5116 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكى، حدثنا يعقوب ابن حميد، حدثنا إسحاق (3) بن إبراهيم - مولى مزينة -،
_________
(1) صحيح الترمذى: 5/ 467.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/ 355؛ وعمر بن ربيعة: أبو ربيعة عن الحسن قال أبو حاتم: منكر الحديث. الميزان: 3/ 196؛ ولم تذكر له رواية إلا عن الحسن.
(3) في الأصل المخطوط: «إبراهيم بن إبراهيم» خلافًا لما في المعجم الكبير وإسحاق بن إبراهيم بن سعيد الصواف مولى مزينة. تهذيب التهذيب: 1/ 214.(4/191)
عن صفوان بن سليم، عن داود بن صالح، عن معاوية بن سعيد، عن عنبسة، بن ابى سفيان، قال: قال شداد ابن أوس - وهو ابن أخى حسان ابن ثابت الأنصارى، وهو افتتح إيليا لمعاوية بن أبى سفيان وهو يراجع معاوية، فذكر الإمارة - فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الإمارة، فقال: «أوَّلُها ملامَةٌ، وثَانِيها نَدَامةٌ، وثالثها عَذَابٌ من اللهِ يَوْ مَ القِيَامةِ إلا مَنْ رَحِمَ، وعَدَلَ، وقَال هَكَذا وهكذا بِيَدِه بالمَال» ، ثم سَكَتَ مَا شَاء اللهُ، ثم / قال: «كيف بالعدلِ مَعَ ذَوِى القُرْبى» (1) .
(عمرو بن مرثد، عنه، هو أبو أسماء الرَّحبى سيأتى)
(كثير بن مرة، عن شداد)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/ 355؛ قال الهيثمى: فيه إسحق بن إبراهيم المزنى، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/ 200.(4/192)
5117 - قال الطبرانى: حدثنا أبو يزيد الحوطى، حدثنا يحيى بن صالح الوحاظى، حدثنا أبو مهدى: سعيد بن سنان، عن أبى الزاهية، عن أبى شجرة: كثير ابن مرة، عن شداد بن اوس: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يَا أيُّها النَّاسُ إنَّ الدُّنيَا عَرَضٌ حاضرٌ يأكلُ منه البرُّ، والفاجرُ، وإن الآخرةَ وعْدٌ صادقٌ يحْكُم فيها مَلِكٌ قاهرٌ [يُحِق بها الحق] ويُبْطِلَ البَاطِلَ. أيُّها النَّاسُ كُونُوا من أبْناء الآخِرَةِ، ولا تَكُونُوا منْ أبْنَاء الدُّنيا، فَإن كل أُمِّ يتْبَعُها ولَدُها» (1) .
(محمود بن الربيع، عن شداد)
5118 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس الأصبهانى، حدثنا أبو مسعود الرازى، حدثنا سهيل بن عبد ربه السندى،
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/ 345؛ وما بين معكوفين استكمال منه.(4/192)
حدثنا عمرو بن قيس، عن غيلان (1) بن جامع، عن حميد بن قيس الشامى، عن محمود بن الربيع، عن شداد ابن أوس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ اللهَ إذا جَمَعَ الأوَّلينَ، والآخرينَ يومَ القِيَامةِ في بَقِيعٍ وَاحدٍ ينفُذُهم (2)
البَصَر، ويُسْمِعُهم الدَّاعى، يقول: أنَا خَيْر شريكٍ مَنْ كَانَ عَمِلَ في دار الدُّنيا كَان لى فيه شَريكٌ، فأنَا أدَعُهُ اليوْمَ، ولا أقْبَل اليومَ إلا خالِصًا، ثم قرأ {إِلا عِبَادَ اللهِ المُخلَصِينَ} (3) {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} (4) .
(محمود بن لبيدٍ عنه)
_________
(1) في الأصل المخطوط: «عيدان بن جامع» ، خلافًا للمرجع وهو غيلان بن جمع بن أشعث المحاربى. تهذيب التهذيب: 8/ 252.
(2) ينفذهم البصر: يقال نفذنى بصره: إذا بلغنى وجاوزنى، ونفذت القوم: إذا خرقتهم ومشيت في وسطهم فإن جزتهم حتى تخلفهم قلت: نفذتهم بلا ألف، وقيل المراد ينفذهم بصر الرحمن حتى يأتى عليهم كلهم، وقيل: أراد ينفذهم بصر الناظر لاستواء الصعيد.
قال أبو حاتم: أصحاب الحديث يروونه بالذال المعجمة، وإنما هو بالمهملة أى يبلغ أولهم وآخرهم حتى يراهم كلهم، ويستوعبهم، من نفذ الشيء وأنفذته النهاية: 4/ 163.
(3) الآية الأولى: الصافات 40، 74، 128، 160، والآية الثانية الكهف 110.
(4) أخرجه الطبرانى في المعجم الكبير: 7/ 348.(4/193)
5119 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا قزعة، حدثنا حميد الأعرج، عن الزهرى، عن محمود بن لبيد، عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذَا حَضَرْتُم مَوْتاكُم فأغْمِضوا البَصَرَ، فَإنَّ البَصَرَ يتبع الرُّوحَ، وقُولوا هَيْرًا، فإنَّه يُؤمنُ عَلَ مَا قَال أهْلَ الميِّت» (1) .
رواه ابن ماجه من حديث قزعة، وهو ابن سويد به (2) .
_________
(1) من حديث شداد بن أوس في المسند: 4/ 125.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه في الجنائز (باب ما جاء في تغميض الميت) ، وفى الزوائد إسناده حسن، لأن قزعة بن سويد مختلف فيه، وباقى رجاله ثقات. سنن ابن ماجه: 1/ 467.(4/193)
وحديثه عنه مرفوعًا: «ليس بالكذاب من قال خيرا، أو نمى خيرا» (1) .
وكذا حديث: «من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين، ومن قتل دون فهو شهيد» (2) .
رواهما الطبرانى من طريق / قزعة بن سويد، عن يحيى بن جرجة، عن الزهرى، عن محمود بن لبيد، عن شداد بهما وعنهما، وفى أسانيدهما ضعف (3) .
وقال البزار في حديثه: «ليس بالكذاب من قال خيرًا أو نمى خيرًا» إنما يرويه الزهرى عن حميد بن عبد الرحمن، عن أمه ام كلثوم بنت عقبة.
قلت: كذلك رواه الجماعة إلا ابن ماجه، عن الزهرى (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى في المعجم الكبير: 7/ 349؛ ويقال: نميت الحديث أنميته إذا بلغته على وجه الإصلاح. وطلب الخير فإذا بلغته وجه الإفساد والنميمة قلت نميته بالتشديد. النهاية: 4/ 178.
والخبر أورده الهيثمى وزاد فيه: «ليس بالكاذب - من أصلح بين الناس ... الخ» ؛ وقال: رواه الطبرانى في الكبير والأوسط وفيه يحيى بن جرجة، وثقة ابن حبان وغيره، وقزعة بن سويد الراوى عنه وثقة ابن معين وغيره، وبقية رجال إحدى الطريقين رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 8/ 81.
(2) أخرجه الطبرانى في المعجم الكبير: 7/ 350؛ وقال الهيثمى في قزعة بن سويد مثل قوله في الحديث السابق. مجمع الزوائد: 4/ 176.
(3) أما قزعة بن سويد فقد قال البخارى: ليس بذاك القوى، ولابن معين فيه قولان، فوثقة مرة وضعفه أخرى، وبقية أقوال الأئمة فيه مظلمة، وأما يحيى بن جرجة فقال الذهبى: لا يعرف. حدث عن الزهرى بحديث معروف. قال ابن عدى: أرجو أنه لابأس به. وعقب عليه الذهبى فقال: ما حدث عنه غير ابن جريج. الميزان: 3/ 389؛ 4/ 367، وبهذا يتضح ما ذهب إليه ابن كثير.
(4) يراجع تحفة الأشراف: 13/ 102.(4/194)
(مكحول، عن شداد بن أوس يأتى بعد المغيرة)
(المغيرة بن سعيد بن نوفل، عن شداد)
بحديث سيد الاستغفار.(4/195)
5120 - رواه الطبرانى عن الحسين بن إسحاق، عن عثمان بن أبى شيبة، عن زيد بن الحباب، عن كثير بن زيد، عنه به (1) .
ورواه أبو يعلى الموصلى عن أبى بكر بن ابى شيبة عن زيد بن الحباب به.
(مكحول عن شداد بن أوس)
5121 - بحديث منكر طويل في المولد وشق الصدر، رواه أبو يعلى في مسنده من طريق عمر بن الصبح (2) أحد الكذابين، عن ثور بن يزيد، عن مكحول به، وهو حديث موضوع.
إنتهى
الجزء الثامن والعشرون من "تجزئة المصنف"
يتلوه يزيد بن عبد الله بن الشخير
في الجزء التاسع والعشرين
بإذن الله
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى في المعجم الكبير: 7/ 356.
(2) عمر بن الصيح الخراسانى: ليس بثقة ولا مأمون، قال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث على الثقات، ولا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب لأهل الصناعة فقط. وقال الأزدى، كذاب، المجروحين: 2/ 88؛ والميزان: 3/ 206.(4/195)
الجُزء التاسع والعشرون
(يزيد بن عبد الله بن الشخير: ابو العلاء
العامرى، عن شداد)
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في صلاته: «اللَّهم إنّى أسْألُك الثَّباتَ في الأمْرِ» . إلى آخره.(4/196)
5122 - رواه النسائى من حديث حماد بن سلمة، عن سعيد بن إياس الجريرى، عن يزيد، عن شداد (1) .
ورواه سفيان الثورى، عن سعيد الجريرى، عن العلاء بن الشخير، عن رجل من بنى حنظلة، عن شداد به كما سيأتى (2) ، وتقدم من رواية حسان بن عطية، عن شداد مثله.
(ابنه: يعنى ابن شداد عنه)
5123 - حدثنا الحكم بن نافع: أبو اليمان، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن راشد بن داود، عن يعلى بن شداد. قال: حدثنى ابى شداد ابن أوس - وعبادة بن الصامت حاضر يصدقه - قال: كنا عند النبى
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى في الصلاة: المجتبى: 3/ 46 وتمامه: «والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم» .
(2) الخبر أخرجه الترمذى في الدعوات، وقال: هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه صحيح الترمذى: 5/ 476.(4/196)
- صلى الله عليه وسلم -، فقال: «هلْ فِيكُم غَرِيبٌ؟» يعنى أهل الكتاب، فقلنا: لا يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمر بغلق الباب، وقال: «ارفعوا أيديكم وقولا لا إله إلا الله» ، فرفعنا أيدينا ساعة، ثم وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده، ثم قال: «الحمد لله، اللَّهم بعثتنى بهذه الكلمة، وأمرتنى بها، ووعدتنى عليها الجنة، وإنك لا تخلف الميعاد» ، ثم قال: «أبشروا فإن الله قد غفر لكم» تفرد به، ولم يخرجوه ولا بأس بإسناده (1) .
_________
(1) من حديث شداد بن أوس في المسند: 4/ 124؛ وأخرجه الطبرانى في المعجم الكبير: 7/ 347؛ وقال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى والبزار ورجاله موثقون. مجمع الزوائد: 1/ 18.(4/197)
5124 - قال أبو داود في كتاب الصلاة: جدثنا قتيبة، حدثنا مروان بن معاوية، عن هلال بن ميمون الرملىـ، عنت يعلى بن شداد بن أوس، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «خالفوا اليهود، فإنهم لا يصلون في نعالهم، ولا خفافهم» (1) .
(حديث آخر)
5125 - رواه الطبرانى من طريق ابن لهيعة، عن عمارة بن غزية ـ، عن يعلى بن شداد بن أوس، عن أبيه، قال: «كنا نعد الرياء على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الشرك الأصغر» (2) .
5126 - حدثنا حسن [بن] الأشيب، حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا عبيد الله بن المغيرة، عن يعلى بن شداد ابن أوس. قال: قال شداد ابن أوس: «كان أبو ذر يسمع الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[فيه الشدة،]
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في (باب الصلاة في النعل) : سنن أبى داود: 1/ 176.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/ 346.(4/197)
ثم يخرج إلى قومه سيلم، [لعله يشدد] عليهم، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرخص فيه بعد، فلنم يسمعه [أبو ذر فيتعلق] أبو ذر بالأمر الشديد» (1) .
(أبو إدريس الخولانى، عن شداد)
_________
(1) من حديث شداد بن أوس في المسند: 4/ 125.(4/198)
5127 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الرحمن بن مسلم الرازى، حدثنا عبد المؤمن بن على عن عبد السلام بن حرب، عن برد بن سنان، عن مكحول، عن أبى إدريس. قال: أخبرنى غير واحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، منهم شداد بن أوس، وثوبان: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «رفع القلم في الحد عن الصغير حتى يكبر، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق، وعن المعتوه الهالك» (1) .
(أبو أسماء الرحبى: واسمه عمرو بن مرثد عنه) (2)
5128 - حدثنا عبد الرازق. قال معمر: أخبرنى أيوب عن أبى قلابة، عن أبى الأشعث، عن أبى أسماء الرحبى، عن شداد بن أوس: ان النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله زوى (3) لى الأرض، حتى رأيت مشارقها، ومغاربها، وإن ملك أمتى سيبلغ ما زوى لى منها، وإنى أعطيت الكنزين الأبيض والأحمر، وإنى سألت ربى عز وجل لا يهلك أمتى بسنة (4) بعامة، وألا يسلط عليهم عدوًا فيهلكهم بعامة، وألا
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى في المعجم الكبير: 7/ 344؛ وقال الهيثمى: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 6/ 251.
(2) في الأصل: «عمرو بن زيد» ، والتصويب من تهذيب التهذيب: 8/ 99.
(3) زوى لى الأرض: جمعها. النهاية: 2/ 135.
(4) لا يهلك أمتى بسنة عامة: أى بقحط عام يعم جميعهم. والباء في بعامة زائدة زيادتها في قوله تعالى {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} ويجوز ألا تكون زائدة. وقد أبدل عامة من سنة بإعادة الجار. اللسان: 5/ 3113؛ والنهاية: 3/ 129.(4/198)
يلبسهم (1) شيعًا ولا يذيق بعضهم بأس بعض، وقال: يا محمد إنى إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإنى قد أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة بعامة، ولا أسلط عليهم عدوًا ممن سواهم، فيهلكوهم بعامة، حتى يكون بعضهم يهلك بعضًا، وبعضهم يقتل بعضًا، وبعضهم يسبى بعضًا»
قال: وقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «وإنى لا أخاف على أمتى إلا الأئمة المضلين، فى وضع السيف في أمتى لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة» . هذا حديث صحيح ولم يخرجوه (2) .
_________
(1) يلبسهم شيعًا: اللبس: الخلط، يقال: لبست الأمر بالفتح ألبسه: إذا خلطت بعضه ببعض، أى يجعلهم فرقًا مختلفين. النهاية: 4/ 46.
(2) من حديث شداد بن أوس في المسند: 4/ 123.(4/199)
5129 - حدثنا عبد الرازق، حدثنا معمر، عن أيوب، عن أبى قلابة، عن ابى الأشعث، عن أبى أسماء، عن شداد بن أوس، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: «أفْطِر الحَاجِم والمَحْجُوم» (1) .
_________
(1) المصدر السابق.(4/199)
5130 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا عاصم الأحول، عن عبد الله بن زيد: أبى قلابة، عن أبى الأشعث الصنعانى، عن أبى أسماء الرحبى، عن شداد بن أوس، قال: مررت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثمان عشرة ليلة خلت من رمضان، فأبصر رجلاً يحتجم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أفْطَرَ الحَاجِم والمحْجُوم» (1) .
5131 - حدثنا محمد بن يزيد، حدثنا أبو العلاء - يعنى القصاب - عن قتادة، عن أبى قلابة، عن أبى أسماء، عن شداد بن
_________
(1) المصدر السابق.(4/200)
اوس. قال: كنت مع النبى - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة. قال: وذلك لثمان عشرة خلون من رمضان فأبصر / رجلاً يحتجم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أفطرَ الحَاجِمُ والمحْجُوم» (1) .
حاشية: قال النسائى: قتادة لا نعلمه سمع من أبى قلابة شيئا (2) .
5132 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد بن أبى عروبة، عن عاصم الأحول، عن أبى قلابة، عن أبى الأشعث الصنعانى ـ، عن أبى أسماء الرحبى، عن شداد بن أوس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أفطر الحاجم والمحجوم» (3) .
5133 - حدثنا محمد بن فضيل، عن داود بن ابى هند، عن عبد الله بن زيد - وهو أبو قلابة -، عن [أبى] الأشعث الصنعانى، عن أبى أسماء الرحبى، عن شداد بن أوس، قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علىَّ وأنا أحتجم في ثمان عشرة خلون من رمضان، فقال: «أفطر الحاجِمُ والمحْجُوم» (4) .
رواه النسائى من طرق، عن أبى قلابة: عبد الله بن زيد الجرمى البصرى، وقد اختلف عليه فيه، وقد رُئى للنسائى في اسانيد المسند. قال النسائى: ولا نعلم قتادة سمع من أبى قلابة شيئا.
وقد رواه يزيد بن هارون، عن أبى العلاء عن قتادة عن شهر، عن بلال، وسيأتى من رواية أبى قلابة، عن أبى الأشعث، عن شداد بلا
_________
(1) من حديث شداد بن أوس في المسند: 4/ 124.
(2) نقل هذا القول عن عمرو بن على أيضًا قال: لم يسمع قتادة من أبى قلابة. تهذيب التهذيب: 8/ 355
(3) من حديث شداد بنؤ أوس في المسند: 4/ 124.
(4) المصدر السابق.(4/200)
واسطة أبى أسماء فالله أعلم (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى في الصوم في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 4/ 146. رواه من طرق متعددة ونقل عن النسائى قوله عقيب حديث قتادة: قتادة لا نعلمه سمع من أبى قلابة شيئا. وقال أيضًا: اختلف فيه على أبى قلابة، وعلى عاصم الأحول وعلى غيرهم.(4/201)
5134 - حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا [ابن [عياش، عن راشد بن داود، عن أبى أسماء الرحبى، عن شداد، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «سَيَأْتِى مِنْ بَعْدِى أَئِمّةٌ يُمِيتُون الصَّلاةَ عَنْ وَقْتِهَا، فَصَلُّوا لِوَقْتِهَا، واجْعَلوا صَلاتَكُم مَعَهُم سُبْحَةً» (1) . تفرد به أخمد، وإسناده جيد قوى (2) .
وذكر الحافظ ابن عساكر أن النسائى روى من طريق أبى قلابة، عن أبى الأشعث، عن أبى أسماء عن شداد حديث: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كلِّ شَىْءٍ» .
قال شيخنا المزى: وقد وهم ابن عساكر فى ذلك، والصواب عن أبى قلابة، عن أبى أسماء، عن أبى الأشعث، عن شداد، هكذا عو فى عدة أصول من طرق مختلفة عن النسائى (3) .
قلت وسيأتى.
(حديث آخر عنه)
5135 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدصنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا أشعث بن عبد الرحمن الجرمى،
_________
(1) من حديث شداد بن أوس فى المسند: 4/124.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الضحايا (باب الأمر بإحداد الشفرة) : المجتبى لنسائى: 7/199، وهو عن على بن حجر، عن إسماعيل، عن خالد، عن أبى قلابة، عن أبى الأشعث، عن شداد، وهذا يؤكد ما ذهب إليه الحافظ المزّى فى تحفة الأشراف: 4/147.
(3) من حديث شداد بن أوس فى المسند: 4/124.(4/201)
عن أبى قلابة، عن أبى أسماء، عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الله كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّماواتِ وَالأَرْضَ بِأَلْفَى عتام وَأَنْزَلَ فيه آيتين خَتَمَ بِهِمَا سُورةَ الْبَقَرة، لا يُقْرَأنِ فى دارٍ ثَلاثَ لَيَلٍ، فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ» (1) .
(أبو الأشعث الصنعانى الشامى (2)
واسمه شراحيل بن آدة عنه) /
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 7/342؛ وقال الهيثمى: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 6/312.
(2) هو من صنعاء الشام وقيل من صنعاء اليمن. تهذيب التهذيب: 4/319.(4/202)
5136 - حدثنا إسماعيل بن غبراهيم، أنبأنا خالد عن أبى قلابة. عن أبى الأشعث، عن شداد بن أوس: أنه مر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن الفتح على رجل يحتجم بالبقيع لثمان عشرة خلت من رمضان، وهو آخذ بيدى، فقال: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُوم» (1) .
5137 - حدثنا يونس عن حماد بن زيد، حدثنا أيوب، عن أبى قلابة، عن أبى الاشعث، عن شداد بن أوس، قال: بينما أنا أمشى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بعض طرق المدينة لثمان عشرة مضت من رمضان، وهو آخذ بيدى، فمر على رجل يحتجم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُوم» (2) .
5138 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول، عن أبى قلابة، عن أبى الأشعث، عن شداد بن أوس: أن
_________
(1) من حديث شداد بن أوس فى المسند: 4/122.
(2) من حديث شداد بن أوس فى المسند: 4/124.(4/202)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرَّ على رجل يحتجم فى رمضان، فقال: «أّفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُوم» (1) .
رواه أبو داود، والنسائى من حديث أيوب به، زاد النسائى: وخالد الحذاء، وعاصم الأحول، ومنصور كلهم: عن أبى قلابة عن أبى الأشعث عن شداد.
قال أبو داود: ورواه خالد الحزاء عن أبى قلابة بإسناد أيوب مثله.
وقال شيخنا الحافز المزى- تغمّده الله برحمته- فى كتابه الأطراف: اختلف فيه على أبى قلابة، فقيل عنه هكذا، وقيل: عنه عن شداد بن أوس، وثوبان، وقيل: عنه عن أبى أسماء، عن ثوبان كما تقدم، وقيل: عنه عن أبى أسماء، عن شداد [ابن أوس] (2) ، وقيل: عنه عن أبى الأشعث عن أبى أسماء، عن شداد كما سيأتى (3) .
_________
(1) من حديث شداد بن أوس فى المسند: 4/124.
(2) فى الأصل: «عن أبى قلابة أسماء عن بندار» ، والتصويب وما بين معكوفين من تحفة الأشراف.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الصوم (باب فى الصائم يحتجم) : سنن أبى داود: 2/308؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى التحفة. ويرجع إليه وإلى قول الخافظ المزى فى تحفة الأشراف: 4/141.(4/203)
5139 -[حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة] ، عن خالد الحذاء، عن أبى قلابة، عن أبى الاشعث (1) ، عن شداد بن أوس، قال: ثنتان حفظتهما من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[أنه قال:] «إنَّ الله كَتَبَ الإحْسَانَ عَلَ كُلِّ شَىْءٍ فَإِذَا قَتَلْتم فَأَحْسِنوا الْقِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُم، فَأَحْسِنُوا
_________
(1) الأصل فى المخطوط: «حدثنا إسماعيل عن خالد» ، وما بين معكوفين استكمال من المسند.(4/203)
الْذَّبْحَةَ، وَلْيَحِدَّ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِح ذَبِيحَتَهُ» (1) .
رواه مسلم، وأهل السنن الأربعة: من طرق عن خالد الحذاء به، قال الترمذى: حسنٌ صحيحٌ، ووقع فى بعض روايات النسائى زيادة أبى أسماء الرحبى بين أبى الأشعث، وشداد، وأظن ذلك وهمًا من بعض الرواة والله أعلم (2) .
_________
(1) من حديث شداد بن أوس فى المسند: 4/125.
(2) الخبر أخرجه مسلم من عدة طرق. كلها عن خالد الحذاء فى الصيد والذبائح (الأمر بإحسان الذبح والقتل وتحديد الشفرة) : مسلم بشرح النووى: 4/622؛ وأخرجه الترمذى فى الديات رباب ما جاء فى النهى عن المثله) : صحيح الترمذى: 4/23. وأخرجه أبو داود فى الضحايا (باب فى النهى أن تصير البهائم والرفق بالذبيحة) : سنن أبو داود: 3/100؛ وأخرجه الترمذى فى الديات (باب ما جاء فى الهى عن المثله) : صحيح الترمذى: 4/23. وأخرجه النسائى فى الضجايا (باب الأمر بإحداد الشفرة) : المجتبى: 7/199 و (باب المنغلقة التى لا يقدر على أخذها) : المجتبى: 7/201 وفيه أبو أسماء الرحبى. و (باب حسن الذبح) : المجتبى: 7/202؛ وفى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/141؛ وأخرجه ابن ماجه فى الذبائح (باب إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح) : سنن ابن ماجه: 2/1058.(4/204)
5140 - حدثنا هشيم بن خارجة، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن راشد بن داود الصنعانى، عن أبى الأشعث الصنعانى: أنه راح إلى مسجد دمشق، وهجر بالرواح، فلقى شداد بن أوس. والصنابحى معه. فقلت: أين تريدان- يرحمكما الله- قالا: نريد ها هنا إلى أخ لنا مريض نعوده. فانطلقت معهما حتى دخلا على ذلك الرجل (1) ، فقالا له: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت بنعمة. فقال له شداد: أبشر بكفارات السيئات وحط الخطايا، فإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنَّ الله تعالى يَقُولُ: إِنِّى إذَا ابْتَلَيْتُ/ عَبْدًا مِنْ عِبَادِى مُؤْمِنًا، فَحَمَدَنِى عَلَى
_________
(1) من حديث شداد بن أوس فى المسند: 4/125.(4/204)
ما ابْتَلَيْته، فَإِنَّه يَقُومُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلك كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّه مِنَ الْخَطَايَا، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: أنَا قَيَّدْتُ عَبْدِى، وابْتَلَيْتُه، فَأَجْرُوا لَهُ كَمَا كُنْتُم تُجْرُون له وهو صًحِيحُ» (1) .
وهذا حديثٌ صحيح، ولم يخرجوه فى كتبهم، ولا واحدٌ منهم.
_________
(1) من حديث شداد بن أوس فى المسند: 4/123؛ وأخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 7/336؛ وقال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى فى الكبير والأوسط كلهم من رواية إسماعيل بن عياش عن راشد الصنعانى. وهو ضعيف فى غير الشاميين. مجمع الزوائد: 2/303.(4/205)
5141 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا قزعة بن سويد الباهلى، عن عاصم ابن مخلد، عن أبى الاشعث الصنعانى، قال أبى: حدثنا الأشيب فقال: عن أبى عاصم، عن أبى الأشعث، عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَضَ بَيْتَ شِعْرٍ بَعْدَ العِشَاء الآخِرَةِ لم تُقْبلْ له صلاةُ تلك اللَّيْلَة» (1) .
وهذا الم يخرجوه، ولا يصح، لأن قزعة بن سويد بن حجير بن بيان الباهلى: أبا محمد البصرى لا يحتج به لتضعيف الأكثرين له. وشيخه عاصم بن مخلد لا يعرف إلا من هذا الحديث والله أعلم (2) .
وقال البزار: لا نعلمه يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه (3) .
_________
(1) من حديث شداد بن أوس فى المسند: 4/125.
(2) قزعة بن سويد أكثر أقوال الأئمة فيه مظلمة. قال ابن حبان: كان كثير الخطأ، فأحسبن الوهم، فلما كثر ذلك فى روايته سقط الاحتجاج بأخباره. وعاصم بن مخلد: قال الذهبى لا يعرف، وأورد الخبر من منكراته، تهذيب التهذيب: 8/376؛ والميزان: 3/389، 2/357.
(3) تمام كلام البزار: وعاصم لا نعلم روى عنه إلا قزعة، وقزعة ليس به بأس، ولكن ليس بالقوى، وقد حدث عنه أهل العلم، وروى عنه هذا الحديث يزيد بن هارون وغيره. وكشف الأستار: 2/454.(4/205)
(حديث آخر عنه)(4/206)
5142 - قال ابن ماجه، فى باب فى فضل الجمعة: حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا الحسين بن على، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبى الأشعث الصنعانى، عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُم يَوْمُ الْجُمُعُةِ: فيه خُلِقَ الله آدَمَ، وفيه النَّفْخَةٌ، وفيه الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا فيه من الصَّلاةِ عَلَىَّ، فَإنَّ صَلاتَكُم مَعْرُوضَةٌ عَلَىَّ» ، فقال رجلٌ: يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يعنى بليت، فقال: «إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِياءِ» (1) .
هكذا رواه ابن ماجه ها هنا منفردًا به. قال شيخنا المزى: وهو وهم، والصواب ما رواه فى كتاب الجنائز. عن أبى بكر بن ابى شيبة، وأبو داود فى الصلاة، عن هارون بن عبد الله، والحسن بن علىّ، والنسائى فيه، عن إسحاق بن منصور: أربعتهم عن حسين بن علىّ، وهو الجعفى عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبى الأشعث الصنعانى، عن أوس بن أوس الثقفى، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث كما تقدم (2) . كذلك رواه الإمام أحمد عن الحسين بن على به (3) .
قلت: الظاهر أن شيخنا وهم ابن ماجه فى جعله لهذا الحديث هو رواية شداد ابن أوس، والعجيب أن البزار رواه فى مسند شداد عن بشر بن
_________
(1) سنن ابن ماجه: 1/345.
(2) الخبر أخرجه أبو داود من حديث أوس بن أوس فى (باب فضل يوم الجمعة، وليلة الجمعة) : 1/275؛ وأخرجه النسائى فى الصلاة (باب إكثار الصلاة على النبى - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة) : المجتبى: 3/75؛ وأخرجه ابن ماجه (باب ذكر وفاته ودفنه - صلى الله عليه وسلم - (: 1/524. وقد تكرر قول الحافظ المزى فى توهيم ابن ماجه فى هذا. تحفة الأشراف: 2/4، 4/142.
(3) من حديث شداد بن أوس فى المسند: 4/8.(4/206)
خلف العسكرى، وعبده بن عبد الله، وسعد بن بحر القراطيسى: ثلاثتهم عن حسين الجعفى، عن ابن جابر، عن أبى الأشعث عن شداد (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) قال ابن حجر فى النكت الظراف: ذكر البخارى وأبو حاتم وتبعهما ابن حبان أن حسين بن على الجعفى غلط فى عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، فظنه عبد الرحمن بن يزيد جابر، وأن هذا الحديث عن ابن تميم، لا عن ابن جابر، ولا يكون قول هؤلاء صحيحًا. هامش تحفة الأشراف: 2/3؛ ثم أورد ما يؤيد قول الحافز المزى. ورواية البزار للخبر من الطرق التى ذكرها المصنف. تحفة الأشراف: 4/143.(4/207)
5143 - قال الطبرانى: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصى (1) ، حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن راشد بن/ داود، عن أبى الأشعث، عن شداد بن أوس، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ غَسَّل، وَاغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَغَدَا فابْتَكَرَ، ثم جَلَسَ قَرِيبًا مِنَ الإمام، فَاسْتَمَعَ، وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُل خَطْوَةٍ خَطَاهَا عَمَلُ سَنَةٍ: صِيَامُهَا، وَقِيَامُهَا» (2) .
(حديث آخر عنه)
5144 - رواه الطبرانى، من طريق إسماعيل بن عياش، حدثنى محمد بن يزيد الرحبى، عن أبى الأشعث، عن شداد بن أوس، قال: قال [لى] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [ «يا شدَّادَ بنَ أَوْسٍ] إذَا رَأَيْتَ النَّاسَ قَد اكْتَنَزوا الذَّهبَ والْفِضَّةَ، فَاكْنِزْ هَؤُلاء الكَلِمَاتِ: اللَّهُمّ إِنِّى أَسْأَلُكَ
_________
(1) فى الأصل المخطوط: «إبراهيم بن محمد بن عوف الجمحى «، والتصويب من المشتبه ص 454، وقال: شيخ للطبرانى؛ وفى الميزان: 1/63، قال: غير معتمد.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/335؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الوهاب بن الضحاك، وهو متروك. مجمع الزوائد: 2/178.(4/207)
[الثباتَ] فِى الأَمْرِ» إلى آخره كما سيأتى فى ترجمة الحنظلى عن شدَّاد (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/335. وما بين المعكوفات استكمال منه.(4/208)
5145 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى. حدثنا إسماعيل ابن أبى الحارث. حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا خارجة بن مصعب، عن خالد الخذاء، عن أبى قلابة، عن أبى الأشعث، عن شداد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ (1) أَحَدِكُم، فَلاَ يَمْشِى فى نَعْلٍ وَاحِدٍ» (2) .
(أبو الخير عن شداد بن أوس)
بحديث منكر فى قتل عثمان بن عفان.
5146 - رواه أبو يعلى من طريق موسى بن إبراهيم المروزى (3) أحد الهزليين عن الليث عن يزيد بن ابى حنيف عنه به.
_________
(1) الشسع: أحد سيور النعل، وهو الذى يدخل بين الإصبعين ويدخل طرفه فى الثقب الذى صدر النعل المشدود فى الزمام. والزمام السير الذى يعقد فيه الشسع. وإنما نهى عن المشى فى نعل واحدة لئلا تكون إحدى الرجلين أرفع من الأخرى. ويكون سببًا للعقار. ويقبح المنظر ويعاب فاعله. النهاية: 2/220.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/336؛ وقال الهيثمى: فيه خارجة بن مصعب وهو متروك. مجمع الزوائد: 5/139.
(3) موسى بن إبراهيم المروزى: كذّبه يحيى. وقال الدارقطنى وغيره متروك، وأورد الذهبى خبرين من بلاياه. الميزان: 4/199.(4/208)
(أبو عبيد الله مسلم بن مشكم عنه)
بحديث: «اللَّهُمّ إنِّى أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِى الأَمْرِ» إلى آخره.(4/209)
5147 - رواه الطبرانى من طريق هشام بن عمار، عن سويد بن عبد العزيز، عن الأوزاعى، عن حسان بن عطية، عن أبى عبيد الله، عن شداد به كما تقدم فى ترجمة حسان بن عطية عن شداد (1) .
(أبو مُصَبَّحٍ المقرئى) (2)
5148 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن جعفر بن سفيان الرقى، حدثنا
أيوب ابن محمد الوزان، حدثنا مروان بن معاوية الفزارى، حدثنا محمد بن
أبى قيس الشامى، عن أبى مصبح الحمصى، قال: جلست إلى نفر من
أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم شداد بن أوس، وثوبان يتذاكرون، فقالوا: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْخَيْرِ، وأنهُ لَمُنَافِقٌ» . قالوا:
يا رسول الله كيف يكون منافقًا وهو مؤمن بك؟ [قال:] «يَلْعَنُ الأَئِمّةَ وَيَطْعَنُ عَلَيْهِم» (3) . /
(أبو المليح عن شداد)
5149 - روى الطبرانى، وابو يعلى من حديث الحجاج بن أرطأة، عن رجل، عن أبى المليح، عن شداد بن أوس، قال: قال
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/345.
(2) فى المخطوطة: «الفزارى «، وأبو مصبح المقرئى الرويانى الأوزاعى الحمصى. مصبح بموحدة مكسورة بعد الصاد المهملة المفتوحة، والمقرئى: بفتح الميم والراء بينهما قاف وهمزة قبل ياء النسبة. وقيل بضم الميم نسبة إلى مقرى قرية تحت جبل قاسيون من نواحى دمشق. تهذيب التهذيب: 12/237؛ والمشتبه: 609.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/346؛ وقال الهيثمى: فيه محمد بن أبى قيس الشامى، ولم أعرفه. مجمع الزوائد: 5/249.(4/209)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الْخِتَانُ سُنَّةٌ لِلْرِجالِ مَكْرَمةٌ لِلْنِسَاءِ» فيه ضعف ومتهم (1) .
(ابن غنم عنه) (2)
_________
(1) ابو المليح الهذلى: قال فى الميزان: 4/576: حرّج له الحاكم فى المستدرك فى كتاب الدعاء، واعترف أنه فى عداد المجهولين.
والخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير، وقال ابن عبد البر: هذا الحديث يدور على حجاج بن أرطأة. وليس ممن يحتج به. وقال ابن القطان: هذا حديث منقطع الإسناد. المعجم الكبير وهامشه: 7/329.
(2) ابن غنم: عبد الرحمن بن غنم مختلف فى صحبته. تهذيب التهذيب: 6/250.(4/210)
5150 - حدثنا هاشم، عن عبد الحميد- يعنى ابن بهرام-، حدثنا شهر بن حوشب، حدثنى ابن غنم: أن شداد بن أوس حدثه، عن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَيُحْمَلَنَّ شِرَارُ هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَ سَنَن الذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهم أَهْلِ الكِتَاب خّذْوَ القُذّة بالقُذّة» (1) .
5151 - حدثنا أبو النضر، حدثنا عبد الحميد- يعنى ابن بهرام- قال: قال شهر بن حوشب: قال ابن غنم: دخلنا مسجد الجابية (2) أنا وأبو الدرداء لقينا عبادة ابن الصامت، فأخذ يمينى بشماله، وشمال أبى الدرداء بيمينه، فخرج يمشى بيننا ونحن ننتجى (3) ، والله
_________
(1) من حديث شداد بن أوس فى المسند: 4/125.
والقذة: بضم القاف ريش السهم. والمعنى أن شرار هذه الأمة يركبون طريقة من كان قبلهم من أهل الكتاب حذو القذة بالقذة، أى كما تقدر واحدة منهما على قدر صاحبتها وتقطع، ويضرب مثلاً للشيئين يستويان ولا يتفاوتان. النهاية: 3/236.
(2) فى الأصول: «المدينة» ، والتصويب من المسند.
والجابية: بكسر الباء وياء مخففة قرية من أعمال دمشق من ناحية الجولان وبالقرب منها تل يسمّى تل الجابية، وفى هذا الموضع خطب عمر - رضي الله عنه - خطبته المشهورة. معجم البلدان: 2/91.
(3) ننتجى: المناجى المخاطب للإنسان والمحدّث له، يقال: ناجاه يناجيه مناجاة فهو مناج، والنجى فعيل منه، وقد تناجيا مناجاة وانتجاء، وفى الحديث: لا ينتجى اثنان دون صاحبهما أى لا يتساران منفردين عنه. النهاية: 4/13.(4/210)
أعلم فيما نتناجى- وذاك قوله- فقال عبادة بن الصامت: لئن طال بكما عمر أحدكما أو كلاكما ليوشكان أن تريا الرجل من ثبج (1) المسلمين- أى من وسط-[قرأ] القرآن على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم -، فأعاده وأبداه، وأحل حلاله، وحرم حرامه، ونزل [عند] منازله، أو قرأه على لسان أخيه قراءة على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم -، فأعاده وأبداه، وأحل حلاله وحرم حرامه، ونزل عند منازله لا يحور نحوى فيكم إلا كما يحور رأس الحمار الميت (2) .
قال: فبينما نحن كذلك إذ طلع شداد بن أوسٍ، وعوف بن مالك، فجلسا إلينا، فقال شداد: إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: «مِنَ الشَّهْوَةِ الخَفِيَّة وَالشِّرْكِ» . فقال عبادة بن الصامت، وأبو الدرداء: اللهم غفرًا أو لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد حدثنا أن الشيطان قد يئس أن يعبد فى جزيرة العرب؟ فأما الشهوة الخفية فقد عرفناها، هى شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها. فما هذا الشرك الذى تخوفنا به يا شداد؟ فقال شداد: أرأيتكم لو رأيتم رجلاً يصلى لرجلٍ؟ أو يصوم أو يتصدق له؟ أتزون أنه قد أشرك قالوا: نعم والله إنه من صلى لرجلٍ أو صام له، أو تصدق له لقد أشرك. فقال شداد: فإنى قد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يقول: «] مَنْ صَلَّى يُرَائِى، فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ صَامَ يُرَائِى فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ يُرائِى فَقَدْ أَشْرَكَ» .
_________
(1) ثبج المسلمين: أى من وسطهم، وقيل من سراتهم وعليتهم. النهاية: 1/124.
(2) لا يحور فيكم. . . إلخ: أى لا يرجع فيكم بخير، ولا ينتفع بما حفظه من القرآن كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبه. النهاية: 1/269.(4/211)
فقال عوف بن مالك عند ذلك: افلا يعمد/ إلى ما ابتغى فيه وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص له ويدع ما يشرك به؟ فقال شداد عند ذلك: فإنى [قد] سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُول: [أَنَا خَيْرُ] قَسِيم لِمَنْ أّشْرَكَ بِى، [مَنْ أَشْرَكَ بى] شَيْئًا فإن حشده عمله قَلِيلَه وَكَثِيرُه لِشَريكه الذى أشرك به، وأَنَا عَنْهُ غَنِىٌ» .
هذا إسنادٌ حسن، ولم يخرجوه (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) من حديث شداد بن أوس فى المسند: 4/125، وما بين معكوفات استكمال منه.(4/212)
5152 - قال ابن ماجه: حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو صالح، عن ابن لهيعة، عن ابن أنعم، عن عبادة بن نسى، عن عبد الرحمن بن غنم، قال: حدثنا معاذ ابن جبل، وأبو عبيدة بن الجراح وعبادة بن الصامت، وشداد بن أوس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الْمَرْأَةُ إِذَا قَتَلَتْ عَمْدًا لا تُقْتَلُ حَتَّى تَضَعَ مَا فِى بَطْنِهَا، إِنْ كَانَتْ حَامِلاً، وَحَتَّى تُكَفِّلَ وَلَدَهَا، وَإِنْ زَنَتْ لَمْ تُرْجَمْ حَتَّى تَضَعَ مَا فِى بَطْنِهَا، وَحَتَّى تُكَفِّلَ وَلَدَهَا» تفرد به ابن ماجه وفيه نظر (1) .
(حديث آخر)
5153 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام البيرونى (2) : مكحول، حدثنا إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكى، قال: سمعت أبى يحدث، عن ثور بن يزيد، وغالب بن عبد الله عن مكحول، عن ابن غنم، عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الكَيِّسُ
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الديات (باب الحامل يجب عليها القود) ، وفى الزوائد: فى إسناده ابن أنعم: ضعيف. وكذلك الراوى عنه عبد الله بن لهيعة: سنن ابن ماجه: 2/899.
(2) شيخ لابن حبان أكثر الرواية عنه.(4/212)
مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، والْعَاجِزُ مَنْ اتبع نَفْسَهُ هَوَاهَا، وَتَمَنَّى عَلَى الله عَزّ وَجَل» (1) .
وقد تقدم عن ضمرة بن حبيب، عن شداد مثله (2) .
(الحنظلى عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/338.
(2) تقدم ص 189.(4/213)
5154 - قال يزيد بن هارون: أنبأنا أبو مسعود [الجريرى] ، عن أبى العلاء ابن الشخير، عن الخنظلى، عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَأْوِى إلى فِرَاشِهِ، فَيَقْرَأُ سُورَةً مِنْ كِتَابِ الله إلاَّ بَعَثَ الله إِلَيْهِ مَلَكًا يَحْفَظُه مِنْ كلِّ شَىْءٍ يُؤْذِيهِ [حَتَّى يَهُبَّ متى هَبَّ] » (1) ، قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا كلمات ندعو بهن فى صلاتنا- أو قال: فى دبر صلاتنا- «اللَّهُمّ إِنِّى أَسْأَلُكَ الثَّباتَ فِى الأَمْرِ، وَأَسْأَلُكَ عَزِيمَةَ الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، ولِسَانًا صَادِقًا، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِما تَعْلَمُ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ» (2) .
رواه الترمذى فى الدعوات، عن محمود بن غيلان، عن أبى أحمد الزبيرى عن سفيان الثورى. عن الجريرى، عن أبى العلاء، عن رجلٍ من بنى حنظلة، عن شداد به (3) .
_________
(1) من حديث شداد بن أوس فى المسند: 4/125، وما بين معكوفات استكمال منه.
(2) من حديث شداد بن أوسٍ فى المسند وهو فى سابق سند الحديث السابق: 4/125.
(3) صحيح الترمذى: 5/476، وقال: هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه، والجريرى: هو سعيد بن إياس: أبو مسعود الجريرى وأبو العلاء: اسمه يزيد عن عبد الله بن الشخير.(4/213)
ورواه النسائى من حديث هلال بن حق [علن الجريرى] ، عن أبى العلاء عن رجلين من بنى حنظلة، عن شداد بالقصة/ الأولى منه (1) .
وقد تقدم من رواية حسان بن عطية، ويزيد بن عبد الله أبى العلاء عن شداد نفسه مثله مرفوعًا، وكذلك من رواية أبى الأشعث (2) .
(من اسمه حدث أبا قلابة، عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/148.
(2) تقدم ص 187.(4/214)
5155 - حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب، عن أبى قلابة، عمن حدثه، عن شداد بن أوسٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى على رجلٍ يحتجم فى البقيع لثمان عشرة خلت من رمضان، وهو آخذ بيدى، فقال: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ» (1) .
قد تقدم من رواية ابى قلابة عن أبى الأشعث، عن أبى أسماء، عن شداد (2) ، والله أعلم.
253- (شداد بن شرحبيل الأنصارى (3)
ويقال: الجهنى: أبو عقبة الجهنى)
5156 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقى، وخير (4) بن عرفة المصرى، قالا: حدثنا حيوة بن
_________
(1) من حديث شداد بن أوس فى المسند: 5/125.
(2) تقدم ص 199..
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/508؛ والإصابة: 2/140؛ والاستيعاب: 2/137، وقال: شداد بن شرحبيل الجهنى ووهمه ابن حجر؛ والتاريخ الكبير: 4/224؛ وثقات ابن حبان: 3/186..
(4) فى الأصول: «حسين» ، والتصويب من الطبرانى..(4/214)
شريح الحمصى. حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا حبيب بن صالح، حدثنى عياش بن مؤنس، عن شداد بن شرحبيل الأنصارى، قال: «مهما نسيت فإنى لم أنس أنى رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا يصلى، ويده اليمنى على اليسرى قابضًا عليها» (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 7/328؛ وأخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: 4/224؛ وقال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى فى الكبير وفيه عياش بن مؤنس، ولم أجد من ترجمة، وقال البزار: لم يرو شداد بن شرحبيل عن النبى - صلى الله عليه وسلم - إلا هذا الحديث. مجمع الزوائد: 2/104؛ وكشف الاستار: 1/253..(4/215)
254- (شداد بن عمرو بن حسل بن الأجبَّ) (1)
ابن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك: أبو المستورد الفهرى.
5157 - قال الطبرانى: حدثنا الحسين بن السميذع الأنطاكىّ ونعيم بن محمد الصورى، قالا: حدثنا موسى بن أيوب النصيبى، حدثنا الوليد بن مسلم. حدثنا سفيان (2) ، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن قيس ابن أبى حازم، عن المستورد ابن شداد، عن أبيه، قال: «أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم - فأخذت بيده، فإذا هى ألين من الحرير، وأبرد من الثلج» (3) .
_________
(1) فى الأصل: «ابن شرحبيل» ، والتصويب من المرجع. له ترجمة فى أسد الغابة: 2/509؛ والإصابة: 2/141.
(2) فى الأصل: «شيبان» ، ولم ترد فى الطبرانى، وأثبتناها مصوبة من الإصابة قال: هو الثورى: 2/141.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/328؛ وقال ابن حجر فى الإصابة: إسناده على شرط الصحيح؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط ورجال الكبير رجال الصحيح، غير موسى بن أيوب النصيبى، وهو ثقة. مجمع الزوائد: 8/282.(4/215)
(شداد بن عوف) (1)
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/509؛ والإصابة: 2/141..(4/216)
5158 - قال ابن الأثير: روى عمارة بن غزية، عن يعلى بن شداد بن عوف، عن أبيه، قال: «كنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعد الشرك الأصغر الرياء» .
رواه [أبو] أحمد العسكرى (1) .
قلت: قد تقدم من رواية يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه مثله (2) . /
256- (شداد بن الهاد - رضي الله عنه -) (3)
فى ثالث المكيين والمدنيين
وهو شداد بن أسامة بن عمرو بن عبد الله، بن جابر بن بشر بن عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الليثى، والهادى هو أسامة، وقيل عمرو، وإنما قيل له ذلك لأنه كان يوقد النار بالليل للأضياف.
عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال شيخنا (4) .
وقال ابن الأثير: كان زوج سلمى بنت عميس أخت أسماء بنت عُميس، وهى أخت ميمونة بنت الحارث لأمها سكن المدينة، ثم تحول إلى
_________
(1) أسد الغابة: 2/509..
(2) قال ابن حجر: هكذا رواه ابن الأثير. وأنا أظن أن قوله: «عوف» تصحيف سمعى، وإنما هو أوس، فإن المتن مشهور من رواية يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه. الإصابة: 2/141؛ وتراجع الخبر ص 197..
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/509؛ الإصابة: 2/141؛ والاستيعاب: 2/135؛ والتاريخ الكبير: 4/224؛ وثقات ابن حبان: 3/186؛ وجزم البخارى بصحبته، أما ابن حبان فقال: يقال أن له صحبة.
(4) تحفة الأشراف: 4/148.(4/216)
الكوفة، وهو والد عبد الله بن شداد (1) -رضى الله عنهما-.
_________
(1) عبد الله بن شداد، قال ابن عبد البر" ولد على عهد النبى - صلى الله عليه وسلم -. ثقة من كبار التابعين، خرج مع القراء فة ولاية الحجاج وقتل. أسد الغابة: 3/275؛ تهذيب التهذيب: 5/251..(4/217)
5159 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا جرير بن حازم، عن محمد بن [عبد الله بن] (1) ابى يعقوب، عن عبد الله بن شداد، عن أبيه، قال: «خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى إحدى صلاتى العشى: الظهر أو العصر، وهو حامل الحسن أو الحسين. فتقدم النبى - صلى الله عليه وسلم -، فوضعه، ثم كبر للصلاة، فصلى، فسجد بين ظهرانى صلاته سجدة أطالها، قال: إنى رفعت رأسى فإذا الصبى على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو ساجد، فرجعت فى سجودى، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة. قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهرانى صلاتك سجدة أطلتها، فظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك؟ قال: «كلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، ولكِنّ ابْنِى ارْتَحَلَنِى، فَكَرِهْتُ أّنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِى حَاجَتَهُ» (2) .
رواه النسائى من حديث يزيد بن هارون به (3) .
(حديث آخر عنه)
5160 - رواه النسائى والطبرانى من حديث ابن جريج، أخبرنى عكرمة بن خالدٍ، عن ابن أبى عمار. عن شداد بن الهاد: أن رجلاً من
_________
(1) فى الاصول: «محمد بن أبى يعقوب» ، وفى المسند: «محمد بن يعقوب» . وهو محمد بن عبد الله بن أبى يعقوب التميمى الضبى البصرى. وقد ينسب إلى جده، روى عن جماعة منهم عبد الله بن شداد بن الهاد. تهذيب التهذيب: 9/284..
(2) من حديث شداد بن الهاد فى المسند: 6/467..
(3) الخبر أخرجه النسائى فى الصلاة (باب هل يجوز أن تكون سجدة أطول من سجدة) : المجتبى: 2/182..(4/217)
الأعراب جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فآمن به، واتبعه، وقال: أهاجر معك، فأوصى النبى - صلى الله عليه وسلم - به بعض أصحابه، فلما كانت غزوة خيبر-أو قال: حُنين- (1) غنم النبى - صلى الله عليه وسلم - سبيًا فقسم، وقسم له، فأعطى أصحابه ما قسم له، وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا له: قسم قسمة لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذه، فجاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا محمد ما هذا؟ فقال: «قِسْمٌ، قَسَمْتُه لَكَ» ، فقال: ما على هذا اتبعتك، ولكنى اتبعتك على أن أُرمى إلى ههنا- وأشار إلى حلقيه- بسهم، فأموت، فأدخل الجنة/، فقال: «إِنْ تَصْدُقِ الله يَصْدُقْكَ» . فلبثوا قليلاً، ثم نهضوا فى قتال العدو، فأتوا به يحمل حيث أصابه سهم حيث أشار. فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أَهُوَ هُوَ؟» قالوا: نعم قال: «صَدَقَ الله فَصَدَقَهُ» فكفنه النبى - صلى الله عليه وسلم - فى جبة النبى - صلى الله عليه وسلم -، ثم قدمه، فصلى عليه، فكان مما ظهر من صلاته عليه: «اللَّهُمّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فى سَبِيلِ الله، فَقُتِلَ شَهِيدًا، أَنَا عَلَيْه شَهِيدٌ» (2) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) ليس فى المجتبى تحديد للغزوة..
(2) () الخبر أخرجه النسائى فى الجنائز (باب الصلاة على الشهداء) : المجتبى: 4/94؛ ويرجع إليه فى المعجم الكبير للطبرانى: 7/326..(4/218)
5161 - قال النسائى: حدثنا محمد بن يحيى بن محمد، حدثنا محمد بن موسى- وهو ابن أعين-، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا طلحة بن يحيى، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، أخبرنى شداد بن الهاد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا أَحَدٌ أَعْظَمُ عِنْدَ الله مِنْ رَجُلٍ مُؤْمِنٍ يُعَمِّر فى الإسلام» . وذكر من تهليله وتسبيحه (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/149..(4/218)
وقد رواه من حديث وكيع، عن طلحة بن يحيى، عن إبراهيم بن محمد
ابن طلحة، عن عبد الله بن شداد، قال طلحة بن عبد الله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«مَا أَحَدٌ أَفْضَلُ عِنْدَ الله مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَمَّرُ فِى الإسْلامِ يُكَبِّرهُ، وَيُهَلّلهُ، وَيُسَبِّحْهُ، ويحمده» .
قال شيخنا فى أطرافه: ورواه عبد الله بن داود عن طلحة بن يحيى. عن إبراهيم- مولى لهم- عن عبد الله بن شداد، عن طلحة وسيأتى (1) .
* (شداد: أبو المستورد: هو ابن عمرو تقدم) (2)
(شراحيل بن مرة الهمدانى) (3)
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/149؛ ويرجع إليه أيضًا فى جامع الأحاديث.: 5/617. قال السيوطى: أخرجه النسائى من حديث شداد بن الهاد. ورمز له بالضعف..
(2) يرجع إليه ص 215.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/511؛ والإصابة: 2/142؛ والاستيعاب: 2/156.(4/219)
5162 - قال الطبرانى: حدثنا أبو حصين: محمد بن الحسين الوادعى القاضى، ومحمد بن عثمان بن ابى شيبة، قال: حدثنا عبادة بن زياد الأسدى، حدثنا قيس بن الربيع، عن أبى إسحاق، عن أبى البخترى، عن حجر بن عدى، قال: سمعت شراحيل بن مرة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعلىّ: «أَبْشِرْ يَا عَلِى حَيَاتُكَ وَمَوْتُكَ مَعِى» .
فيه غرابة شديدة إسناداً ومتنًا (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/369؛ قال الهيثمى: رواه الطبرانى وإسناده حسن. مجمع الزوائد: 9/112.(4/219)
257- (شراحيل الكندى) (1)
5163 - قال ابن عبد البر، وابو نعيم، وابن الأثير: هو ابن مرة المتقدم، وفرق ابن منده بينهما، وعندى أنه الصواب، وأن هذا لا يعرف له رواية مرفوعة، وإنما روى عنه عمرو بن قيس: «أنه صلى على جنازة فجعلهم ثلاثة صفوف» (2) . /
258- (شراحيل المنقرى: صحابى يعد فى الحمصين) (3)
5164 - روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: «مَنْ مَاتَ لَهُ أَوْلادٌ فِى سَبِيلِ الله دَخَلَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهم الجنَّة» .
أورده ابن الأثير من طريق أبى بكر بن أبى عاصم. حدثنا محمد بن عوف. حدثنا [محمد بن] إسماعيل بن عياش. عن أبيه. عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد الله بن محمد، عن ابن أبى عاصم بعد لفظه على- ما رأيت بخط أبى نعيم-: «مَنْ تَوَفَّى وَلَهُ أَوْلادٌ فِى سَبِيلِ الله دَخَلَ بِفَضْلِ حَسَنَتِهم الجنَّة» .
قال: فأتيته فاستفتيته قال: نعم، وما أنفقته على ولدك، فهو لك صدقة، قال أبو نعيم: رواه عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش نحوه (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/510؛ والإصابة: 2/142.
(2) المرجعان السابقان.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/511؛ والإصابة: 2/142، وقال: يقال ابن المنقر، والمنقرى أكثر؛ والاستيعاب: 2/156.
(4) يرجع إلى بعض لفظه فى أسد الغابة: 2/511؛ وقال ابن حجر: إسناده ضعيف. الإصابة: 2/142.(4/220)
259- (شُرحبيل بن أوس - رضي الله عنه - فى خامس الشاميين) (1)
5165 - حدثنا على بن عياش، وعصام بن خالد، قالا: حدثنا حريز، حدثنى نمران بن مخمر (2) وقال: عصام بن مخبر، عن شرحبيل بن أوس- وكان من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، فإنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، فَإنْ عَادَ فَاجْلِدُوه، فَإنْ عَادَ فَاقْتُلُوه» تفرد به وإسناده حسن (3) .
260- (شرحبيل حسنة - رضي الله عنه -) (4)
وهو شرحبيل بن عبد الله بن المطاع بن عبد الله بن الغطريف بن عبد العزى ابن جثامة بن مالك بن ملازم بن مالك بن رهم بن سعد بن يشكر بن مبشر بن الغوث بن مر- أخى تميم بن مر- وقيل إنه كندى، وقيل تميمى: أبو عبد الله، ويقال ابو عبد الرحمن، وأبو واثلة، صحابى
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/511 هـ والإصابة: 2/143، وقال: شرحبيل بن أوس الكندى؛ والاستيعاب: 2/143؛ والتاريخ الكبير: 4/250؛ وثقات ابن حبان: 3/188..
(2) فى الأصول وفى مسند أحمد: عمران بن مخمر. وقال البخارى: نمران بن مخمر عن شرحبيل بن أوس عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قاله حريز بن عثمان، وفى تهذيب التهذيب أن تمران بن مخمر أحد الرواة الذين روى عنهم حريز بن عثمان الرحبى، وفى أسد الغابة: حدثنى نمران. التاريخ الكبير: 8/120؛ وتهذيب التهذيب: 2/237.
(3) من حديث شرجبيل بن أوس فى المسند: 4/234؛ وأخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 7/366؛ وقال الهيثمى: فيه عمران بن محمد؛ ويقال: مخبر، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال لاصحيح. مجمع الزوائد: 6/277، نقول: لعله تصحف عليه لأن البخارى ذكر نمران ابن خمر كما مر.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/512؛ والإصابة: 2/143؛ والاستيعاب: 2/139؛ والتاريخ الكبير: 4/247؛ وثقات ابن حبان: 3/186. أصيب فى طاعون عمواس وهو مشهور.(4/221)
جليل قديم الأسلام ممن هاجر إلى أرض الحبشة، وكان أحد أمراء الأجناد الذين بعثهم الصديق لفتح الشام، وطعن هو وأبو عبيدة فى يوم واحد فى طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، وله من العمر سبع وستون سنة، وحديثه فى رابع الشاميين.(4/222)
5166 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يزيد بن خمير، عن شرحبيل ابن شفعة (1) ، قال: وقع الطاعون، فقال عمرو بن العاص: إنه رجس، فتفرقوا عنه، / فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة، فقال: لقد صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعمرو أضل من بعير أهله: أنه دعوة نبيكم، ورحمة ربكم وموت الصالحين قبلكم، فاجتمعوا له، ولا تفرقوا عنه، فبلغ عمرو بن العاص، فقال: صدق (2) .
5167 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، قال: يزيد بن خمير أخبرنى،
[قال:] سمعت شرحبيل بن شفعة يحدث عن عمرو بن العاص: أن الطاعون وقع
فقال عمرو ابن العاص: إنه رجس، فتفرقوا عنه، فقال شرحبيل بن حسنة:
إنى قد صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعمرو أضل من جمل أهله- وربما قال شعبة:
أضل من بعير أهله- وإنه قال: إنها رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت
الصالحين قبلكم، فاجتمعوا له، ولا تفرقوا عنه، فبلغ ذلك عمرو بن العاص،
فقال: صدق (3) .
5168 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن شهر، عن عبد الرحمن بن غنم، قال: لما وقع الطاعون بالشام خطب
_________
(1) فى الأصول: «شرحبيل بن حسنة» خلافًا للمسند وهو شرحبيل بن شفعة الرحبى وهو الراوى عن شرحبيل بن حسنة. يراجع تهذيب التهذيب: 4/324.
(2) () من حديث شرحبيل بن حسنة فى المسند: 4/196.
(3) من حديث شرحبيل بن حسنة فى المسند: 4/196.(4/222)
عمرو بن العاص الناس، فقال: إن هذا الطاعون رجس، فتفروقوا عنه فى هذه الشعاب، وفى هذه الأودية، فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة، قال: فغضب، فجاء، وهو يجر ثوبه معلق نعله بيده، فقال: صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمر أضل من حمار أهله، ولكنه رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، ووفاة الصالحين قبلكم (1) .
_________
(1) من حديث شرحبيل بن حسنة فى المسند: 4/195.(4/223)
5169 - حدثنا سعيد- مولى بنى هاشم-، حدثنا ثابت، حدثنا عاصم بن أبى منيب: أن عمرو بن العاص قال فى الطاعون فى آخر خطبة خطب الناس، فقال: «إن هذا رجس مثل السيل من ينكبه أخطأه، ومثل النار من ينكبها أخطأته، ومن أقام أحرقته وآذنه، فقال شرحبيل بن حسنة: إن هذا رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وقبض الصالحين قبلكم» .
تفرد به أحمد، والإسنادان إلى الصحابى صحيحان، ولله الحمد (1) .
(حديث آخر عنه)
5170 - رواه ابن ماجه، من حديث أبى عبد الله الأشعرى، عنه، وعن خالد بن الوليد، ويزيد بن أبى سفيان، وعمرو بن العاص: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَتِمُّوا الْوُضُوءَ ويْلٌ لِلأَعْصَابِ مِنَ النَّارِ» . تقدم فى ترجمة خالد بن الوليد (2) .
_________
(1) من حديث شرحبيل بن حسنة فى المسند: 4/196؛ وأورد الهيثمى ألفاظ الخبر وقال: رواها أحمد، وروى الطبرانى فى الكبير بعضه، وأسانيد أحمد حسان صحاح. مجمع الزوائد: 2/312؛ ويرجع إلى الطبرانى فى الكبير: 7/365.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الطهارة (باب غسل العراقيب) : سنن ابن ماجه: 1/155؛ وفى الزوائد: إسناده حسن، ما علمت فى رجاله ضعفًا..(4/223)
(حديث آخر عنه)(4/224)
5171 - قال أبو نعيم- ومن خطه نقلت-: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا/ الحسن بن سفيان، حدثنا [أبو الطاهر] ابن السرح عن رشدين بن سعد، عن موسى بن أيوب، عن عمر بن عبد الرحمن، عن شرحبيل بن حسنة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فى ركعتين من الصلاة فلم يقعد حتى فرغ من صلاته، فسجد سجدتين، ثم سلم» .
رشدين بن سعد لضعفه (1) [ضعف الخبر]
261- (شرحبيل بن السمط بن الأسود بن جبلة الكندى) (2)
كان على حمص، وصلى عليه حبيب بن مسلمة سنة ثلاث وستين (3) ذكر بعض المتأخرين أنه صحابى، وأنه مختلف فى صحبته. هذا لفظ أبو. نعيم.
5172 - ثم أورد من طريق يحيى بن حمزة، عن نصر بن علقمة: أن عمير بن الأسود، وكثير بن مرة، قالا: إن ابا هريرة، وابن
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 7/366. والعبارة الأخيرة وردت بالمخطوطة: «رشدين عن راشد لضعفه» . ورشدين بن سعد المهرى قال النسائى: متروك. وقال أحمد ابن معين: ليس بشىء. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال الجوزجانى: عنده مناكير كثيرة. وقال أحمد: لا يبالى عمن حدث، ليس به بأس فى الرقاق. وقال: ارجو أنه صالح الحديث. الميزان: 2/49.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/513؛ والإصابة: 2/143؛ والاستيعاب: 2/141؛ والتاريخ الكبير: 4/248. وقال: له صحبة. وأورد له أخبارًا كثيرة، وأما ابن السكن فقال تعقيبًا على قول البخارى: يقال إنه وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأما ابن حبان فترجم له فى الصحابة وأعاد ترجمته فى التابعين الثقات: 3/187، 4/364؛ وترجم له ابن سعد فى الطبقة الأولى من أهل الشام بعد أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. الطبقات الكبرى: 7/155.
(3) لم يقع بين يدينا أنه مات فى هذه السنة، ولعل الأصل: وسنه. وقد جزم ابن الأثير بالقول بأنه توفى سنة أربعين، وصلى عليه حبيب بن مسلمة. ثم قال: وحبيب توفى اثنين وأربعين. أسد الغابة: 2/514.(4/224)
السمط كانا يقولان: «لا يزال المسلمون (1) فى الأرض، حتى تقوم الساعة» وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاتَزَالُ طَائِفَةٌ قَوَّامَةٌ عَلَى أَمْرِ الله لا يَضُرُّهَا مَنْ خَالَفَهَا» (2) .
_________
(1) فى المخطوطة: «المنكر» . والمثبت من البخارى.
(2) الخبر أخرجه البخارى من هذا الطريق فى التاريخ الكبير: 4/248.(4/225)
262- (شرحبيل بن عبد الرحمن: أبو عبد الرحمن) (1)
ويقال: أبو عقبة الجُعْفِى، يعد فى أعراب البصرة.
5173 - قال الطبرانى: حدثنا العباس بن الفضل الاسفاطى، حدثنا أبو عون الزيادى، حدثنا حماد بن يزيد (2) ، عن مخلد بن عقبة ابن شرحبيل، عن جده شرحبيل. قال: كنا جلوسًا عند النبى - صلى الله عليه وسلم - إذ جَاءَهُ أعرابى طويل ينتفض. قال: يا رسول الله شيخ كبير به حمى تفور تزيره القبور. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «شَيْخٌ كَبِيرٌ به حُمَّى تَفُورُ هِىَ لَهُ كَفَّارَةٌ وَطَهُورٌ» ، فأعادها عليه النبى - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مراتٍ، أو أربعًا، فقال: «أمَا إذْ أَبَيْتَ فهى كما تَقُولُ وَمَا قَضَى الله كائنٌ» .
قال: فما أمسى من الغد إلا ميتًا له شاهدٌ فى الصحيح (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/514؛ والإصابة: 2/144؛ وترجم له البخارى وابن عبد البر: شرحبيل الجعفى. التاريخ الكبير: 4/250؛ والاستيعاب: 2/144؛ وقال ابن حبان: شرحبيل أبو عبد الرحمن الجعفى. يقال إن له صحبة. الثقات: 3/188.
(2) فى المخطوطة: «حماد بن زيد» خلافًا للطبرانى، قال البخارى:: سمع مخلدًا، سمع منه يونس بن محمد. التاريخ الكبير: 3/21.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/366؛ وقال الهيثمى: فيه من لم أعرفه. مجمع الزوائد: 2/307؛ ويرجع إلى شاهده من حديث ابن عباس فى فتح البارى: كتاب المرضى (باب عيادة الأعراب) : 10/118.(4/225)
وبه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ تَعَذَّرَتْ عَلَيْهِ الصَّنْعَة (1) فَعَلَيْهِ بِعَمَّان» (2) .
_________
(1) هنا وفى الطبرانى: الضيعة، وفى جامع الأحاديث: التجارة: 6/135. وعند الهيثمى: الصنفة.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/367؛ وقال الهيثمى: فيه من لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 10/62، وقد أورد الخبر فى فضائل مدائن الشام.(4/226)
5174 - ثم قال الطبرانى: حدثنا عبدان بن أحمد، حدثنا الفضل بن سهل الأعرج، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا حماد بن يزيد. حدثنا مخلد بن عقبة بن شرحبيل، عن جده عبد الرحمن، عن أبيه. قال: «أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبكفى (1) سلعة، فقلت: يا رسول الله هذه السلعة قد آذتنى تحول بينى وبين قائمة السيف، أن أقبض عليه، وعن عنان الدابة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ادْنُ مِنِّى» ، فدنوتُ/ منه، فقال: «افْتَحْ يَدَكَ» ، ففتحتها، [ثم قال:: «اقْبِضْهَا» ، فقبضتها، قال: «ادْنُ منِّى» فدنوتُ منه، قال: «افْتَحْهَا» ففتحتها] ، فنفث فى كفى. ثم وضع يده على السلعة، فما زال يطحنها حتى رفع عنها، وما أرى أثرها (2) .
789- (شرحبيل بن غَيْلان بن سلمة الثَّقَفِىّ الطَّائفى) (3)
5175 - كان فى وفد ثقيف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وروى عنه فى
_________
(1) السلعة: بكسر السين المشددة: غدة تظهر بين الجلد واللحم إذا غمزت باليد تحركة. النهاية: 2/175.
(2) () المعجم الكبير للطبرانى: 7/367، وما بين معكوفين استكمال منه، ويبدو أن النص عند المصنف أشبه.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/515؛ والإصابة: 2/145؛ والاستيعاب: 2/144؛ وقال ابن سعد: كان فى الوفد الذين قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومات سنة ستين. الطبقات الكبرى: 5/371؛ وثقات ابن حبان: 3/187..(4/226)
الاستغفار بين السجدتين (1) . قال ابن شاهين: توفى سنة ستين.
_________
(1) ليس إسناد حديثه مما يحتج به. قال ابن عبد البر ونقل العبارة عنه فى لاإصابة وأسد الغابة.(4/227)
790- (شرحبيل بن معد يكرب الكندى: يعرف بعفيف) (1)
له حديث سيأتى فى حرف العين.
5176 - قال أبو نعيم حديثه عند [ابن] إسحاق، عن يحيى بن [أبى] الأشعث الكندى، عن إسماعيل بن إياس بن عفيف، عن أبيه، عن جده: أنه قدم تاجرًا إلى مكة فى أول الدعوة (2) .
(شرحبيل بن الأعور الضبابى ويعرف بذى الجوشن) (3)
5177 - قال ابن المبارك: لأنه كان ناتىء الصدر: أبو شمر تقدم فى حرف الذال، وإنما أورده الطبرانى فى حرف الشين، فنبهنا عليه ليُعلم (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/516؛ والإصابة: 2/487؛ والاستيعاب: 3/163؛ والتاريخ الكبير: 7/74؛ وثقات ابن حبان: 3/311؛ أخرجوه فى عفيف، وفى المشتبه: عفيف بضم العين وتشديد الياء المكسورة ص 465، قال فى الإصابة: الفتح أشهر..
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الكبير وقال: لا يتابع فى هذا. التاريخ الكبير: 7/74؛ وقال ابن عبد البر: حسن جدًا وله طرق أخرى ذكرها فى الإصابة. وقال العقيلى: لم يصح حديثه ولم يثبت. الضعفاء الكبير للعقيلى: 1/79.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/171؛ الإصابة: 1/485؛ والاستيعاب: 1/488؛ والتاريخ الكبير: 3/266؛ وثقات ابن حبان: 3/120؛ كلهم أخرجوه فى «ذو الجوس الضبابى» وأعاده ابن حبان فى حرف الشين: 3/188.
(4) يراجع المعجم الكبير للطبرانى: 7/368.(4/227)
791- (شرحبيل: أبو مصعب) (1)
5178 - أورده القاضى أبو أحمد العسال (2) فى الصحابة، وروى عنه ابنه مصعب أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن ابْتاع سَرِقَةً أَوْ خِيَانةً، وهو يَعْلَمُ أَنَّهَا سَرِقَةٌ، أَوْ خِيَانَةٌ فَقَدْ شَرِكَ فِى عَارِهَا وّإِثْمِهَا» أخرجه أبو موسى. هذا لفظ ابن الأثير فى [أسد] الغابة (3) .
792- (شرحبيل: غير منسوب) (4)
قال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، وزعم أن له ذكرًا فى الصحابة، وقال: هو مجهول.
5179 - ثم أورد أبو نعيم من طريق موسى بن عبيدة، عن أخيه عبد الله، عن أبى مليكة. عن شرحبيل. قال: «لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فى النصف من صفر جاءه جبريل، فقال: صَلَوَاتُ الله، وَبَرَكَاتُهُ، وَرَحْمَتُه عليك، قد بَلَّغْتَ رِسَالَةَ رَبِّك، وَصَدعْتَ بِالَّذِى أُمِرْتً به» (5) .
(من اسمه شريح من الصحابة- رضى الله عنهم-)
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/516؛ والإصابة: 2/145. وقال: شرحبيل: غير منسوب.
(2) فى المخطوطة: الشال. وفى أسد الغابة: العسّال. وفى الإصابة: الغسانى؛ قال الذهبى فى المشتبه: الحافظ أبو أحمد العسال: محمد بن أحمد القاضى مشهور ثبت ص 458.
(3) أسد الغابة: 2/516؛ وقال ابن حجر: إسناده ضعيف. الإصابة: 2/145.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/516؛ والإصابة: 2/145.
(5) المرجعان السابقان.(4/228)
793- (شريح بن ابرهة الحميرى اليافعى) (1)
شهد فتح مصر/
5180 - قال الطبرانى: [حدثنا] أحمد بن عبد الكريم الزعفرانى حدثنا عبد الواحد بن عبد الله الأنصارى، حدثنا شرقىُّ بن قطامى (2) ، عن عمرو بن قيس، عن محل بن وداعة، عن شريح بن أبرهة، قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكبر أيام التشريق حتى يخرج من منى يكبر فى دبر كل صلاةٍ» (3) .
ورواه من وجه آخر عن الشرقى بن قطامى به: «رايت رسو ل الله - صلى الله عليه وسلم - كبر فى ايام التشريق من صلاة الظهر يوم النحر، حتى خرج من منى» .
ليس له عند الطبرانى سوى هذا الحديث، وليس فى المعجم غيره ممن اسمه شريح (4) .
5181 - وقد أورد له الحافظ أبو نعيم حديثًا آخر، فقال- ومن خطه نقلت-: وأخبرنا خثيمة بن سليمان- فيما أجازنى-: حدثنا أحمد بن محمد أبو عبد الله الصوفى، حدثنا عبد الله بن حرب الليثى، حدثنا الفضل بن عبد الله بن (5) عمرو بن قيس الملائى، عن الملحم بن وداعة
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/516؛ والإصابة: 2/145.
(2) قال البخارى: ليس عنده كثير حديث. التاريخ الكبير: 4/254.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/374.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 7/273؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فىالكبير والأوسط؛ وفيه شرقى ابن القطامى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 3/264؛ وقال ابن حجر: إسناده ضعيف. الإصابة.
(5) فى المخطوطة: «الفضل بن عبيد الله» ، وما أثبتناه من الإصابة..(4/229)
اليمامى، سمعت شريحًا الحميرى يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فى حجة الوداع حين استقرت به أخفاف الإبل: «لَبَّيك اللَّهُمّ لَبَّيك، لَبَّيك لا شَرِيكَ لك لَبَّيكً، إنَّ الحَمْدَ وَالْنِعْمَةَ لَكَ، والْمُلْكَ لا شَرِيكَ لَكَ» .
ثم قال أبو نعيم: والصواب محل بن وداعة، ثم ذكر ابو نعيم بعده (1) .
_________
(1) يراجع الإصابة: 2/145.(4/230)
794- (شريح بن الحارث الكندى قاضى العراق) (1)
ولاه عمر القضاء وله أربعون سنة، أدرك النبى - صلى الله عليه وسلم -[ولم يلقه يكنى] (2) أبا أمية، وهو شريح بن الحارث [بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر] بن الرائش [ابن الحارث] (3) بن ثور الكندى (4) ، توفى سنة ثمان وسبعين (5) وله مائة وعشرون سنة، وكان فائقًا شاعرًا كوسجًا (6) - هذا لفظه ومن خطه نقلت-.
5182 - ثم قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن مسلم، حدثنا أحمد بن على الابار، حدثنا [على] بن عبد الله بن معوية بن ميسرة بن شريح القاضى، حدثنا أبى، عن أبيه، عن شريح، قال: «جاء شريح إلى رسول
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/517؛ والإصابة: 2/146؛ والاستيعاب: 2/148؛ وأوردوا القول فى اختلاف الأئمة فى اسمه وصحبته. قال البخارى: يروى عن عمر. التاريخ الكبير: 4/228؛ وأخرجه ابن حبان فى التابعين: 4/352.
(2) فى المخطوطة كلمة غير واضحة. وما أثبتناه من مصادر ترجمته.
(3) هناك خلاف كثير فى اسمه، وما بين معكوفين استكمال من المشهور الذى أورده ابن الأثير. أسد الغابة.
(4) أسد الغابة: 2/516؛ وقال ابن حجر: إسناده ضعيف. الإصابة: 2/145.
(5) قيل: سنة سبع وثمانين، وقيل: ست وسبعين، وقيل: سبع وتسعين، وقيل: تسع وتسعين، وقال البخارى: ثمانى وسبعين. تراجع مصادر الترجمة.
(6) الكوسج: الذى لحيته على ذقنه لا على العارضين. المنجد ص 749.(4/230)
الله - صلى الله عليه وسلم -[فأسلم] ، فقال: يا رسول الله إن لى أهل بيت ذوى عدد باليمن، فقال له، «جى بهم» فجاء بهم، وقد قبض النبى - صلى الله عليه وسلم -.
قلت: وهذا إسناد غريب، والمشهور عند الجمهور أن شريحًا القاضى تابعى جليل كبير محترم، وليس صحابيًا إذ لم تثبت له رؤية، والله أعلم (1) .
_________
(1) أورد الخبر ابن الأثير. ولكنه جزم بأنه أدرك النبى - صلى الله عليه وسلم -. ولم يره. ونقل فى الإصابة عن ابن منده هذا القول. وقال ابن حجر تعقيبًا عليه: هذا هو المشهور. ثم نقل عن ابن السكن تأكيد هذا القول. أسد الغابة؛ الإصابة.(4/231)
795- (شريح بن [أبى] شريح: حجازى) (1)
5183 - قال ابن الأثير: روى عنه أبو الزبير، وعمرو بن دينار. أنه أدرك النبى - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: / «كُلُّ شَىْءٍ فى الْبَحْرِ مَذْبُوحٌ» ، قال: فذكر ذلك لعطاء، فقال: أما الطير فأرى أن نذبحه.
قال أبو حاتم: له صحبة, أخرجه الثلاثة هذا لفظه، وقد روى البخارى فى الأدب عنهما من قوله (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/518؛ والإصابة: 2/146. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) أسد الغابة: 2/518؛ والخبر أخرجه البخارى موقوفًا فى الذبائح والصيد ولم نعثر عليه فى الأدب (باب قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ} : 9/614. ولفظه: وقال شريح صاحب النبى - صلى الله عليه وسلم -.
قال ابن حجر: وصله المصنف فى التاريخ، وابن منده فى المعرفة من رواية ابن جريج عن عمرو ابن دينار وأبى الزبير أنهما سمعا شريحًا صاحب النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول. ثم قال: وأخرجه الدارقطنى وأبو نعيم فى الصحابة مرفوعًا من حديث شريح، والموقوف أصح. فتح البارى: 9/616؛ ويرجع إليه فى التاريخ الكبير: 4/228.(4/231)
796- (شريح الحضرمى) (1)
5184 - روى أبو نعيم من طريق الزهرى، عن السائب بن يزيد، قال: «ذكر شريح الحضرمى عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال «ذَلِكَ رَجُلٌ لا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ» (2) .
797- (شريح: غير منسوب) (3)
صحابى. قال ابن عبد البر: لا أدرى أهو أحدُ هؤلاء أم [آخرُ غيرهم؟] (4) .
5185 - روى واصل الأحدب، عن أبى وائل، عن شريح: رجلٍ من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يَقُولُ الله عزَّ وجلَّ: ابنَ آدَمَ امْشِ إِلَىَّ أُهَرْوِلُ إِلَيْكَ» الحديث كذا قال ابن الأثير (5) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/518؛ والإصابة: 2/147؛ والاستيعاب: 2/145.
(2) الخبر أخرجه النسائى من هذا الطريق فى الصلاة (باب وقت ركعتى الفجر. وذكر الاختلاف على نافع) : المجتبى: 3/214؛ وقوله: «لا يتوسد القرآن» قال صاحب النهاية: يحتمل أن يكون مدحًا وذمًا. فالمدح معناه أنه لا ينام الليل عن القرآن ولم يتهجد. فيكون القرآن متوسَّدًا معه. بل هو يداوم قراءته ويحافظ عليها. والذم معناه: لا يحفظ من القرآن شيئًا. ولا يديم قراءته فإذا نام لم يتوسد معه القرآن. وأراد بالتهجد: النوم. النهاية: 4/209.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/520؛ والغصابة: 2/148؛ والاستيعاب: 2/147.
(4) فى المخطوطة: «أم لا» . والتعديل من الاستيعاب.
(5) يرجع إلى الخبر عند ابن عبد البر فى الاستيعاب: 2/147؛ وأسد الغابة: 2/520؛ قال ابن حجر موضحًا: وكان قدم ذكر شريح الحضرمى. وشريح الحجازى وشريح بن عامر. وشريح بن أبى وهب. الإصابة.(4/232)
798- (الشريد [بن] سُويد الثقفى - رضي الله عنه -) (1) .
5186 - شهد بيعة الرضوان، وحديثه فى تاسع الكوفيين من مسند أحمد - رحمه الله-.
(عطاء بن أبى رباح، عن الشريد)
5187 - (قال الطبرانى: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن إبراهيم بن عمر المكى: سمعت عطاء بن أبى رباح بمكة (2) يقول: جاء الشريد بن سويد إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح، فقال: يا رسول الله إنى نذرت إن فتح الله عليك مكة أن أصلى فى بيت المقدس، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «هَا هُنا فَصَلِّ» ثلاث مراتٍ (3) .
(عمرو بن رافع عنه)
5188 - قال الطبرانى: حدثنا عبدان بن أحمد، حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد (4) ، حدثنى أبى. حدثنى أبو يونس القشيرى، حدثنا سماك بن حرب أن عمرو بن رافع حدثه- وكان مولى لأبى سفيان- أن الشريد بينما هو يمشى بين منى والشعب فى حجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التى حج، قال: فإذا وقع ناقة خلفى. فالتفت فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعرفنى [فقال: «الشَرِيد؟» فقلت نعم. قال: «أَلا أَحْمِلُك خَلْفِى
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/520؛ والإصابة: 2/148؛ والاستيعاب: 2/163؛ والتاريخ الكبير: 4/259؛ وثقات ابن حبان: 3/188.
(2) «بمكة» كلمة لم ترد فى المعجم الكبير.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/383؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير مرسلاً؛ ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 4/192.
(4) فى المخطوطة: «عبد الوارث بن عبد المجيد» . وهو عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد البصرى. تهذيب التهذيب: 6/443.(4/233)
يَا شَرِيدُ؟
قلت: بلى يا رسول الله. ما بى إعياءٌ ولا لغوب، ولكن ألتمس البركة [فى مركبى] مع رسول الله، فقال: / «يَا شَرِيدُ هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بن أَبِى الصَّلْتِ [شىْءٌ؟] » ، قلت: أنا أروى [الناس] . قال: «هَاتِ» ، فأنشدته، فإذا سكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سَكَت، وإذا قال: «إِيهِ» أنشدته، حتى إذا طال ذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: «عّنْدَ الله عِلْمُ أُميَةَ بنِ أَبِى الصَّلْتِ» (1) .
(ابنه: عمرو بن الشريد عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/383، وما بين معكوفات استكمال منه.(4/234)
5189 - حدثنا على بن بحر، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا ابن جريجٍ، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه، قال: مر بى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا جالس هكذا- وقد وضعت يدى اليسرى خلف ظهرى، واتكأت على ألية يدى- فقال: «أَتَقْعُدُ قِعْدَةَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم» (1) .
رواه أبو داود عن على بن بحر به (2) .
5190 - حدثنا أبو أحمد، حدثنا عبد الله- يعنى ابن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الثقفى الطائفى- قال: سمعت عمرو بن الشريد يذكر عن أبيه، قال: استنشدنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من شعر أمية [بن ابى الصلت] فأنشدته، وكلما أنشدته بيتًا، قال: «هِى» ، حتى أنشدته مائة قافية، فقال: «إِنْ كَادَ لَيُسْلِمُ» (3) .
_________
(1) من حديث الشريد بن سويد الثقفى فى المسند: 4/388.
(2) الخبر أخرجه ابو داود فى الأدب (باب فى الجلسة المكروهة) : سنن أبى داود: 4/263.
(3) من حديث الشريد بن سويد فى المسند: 4/388.(4/234)
رواه مسلم فى الشعر، والترمذى فى الشمائل، وابن ماجه: من حديث أبى يعلى: عبد الله بن عبد الرحمن به (1) . وأخرجه مسلم، والنسائى من حديث سفيان ابن عيينة كما سيأتى وليس له عن أبى يعلى سوى هذا الحديث الواحد (2) .
_________
(1) مسلم بشرح النووى: 5/110؛ وأخرجه الترمذى فى الشمائل كما فى تحفة الأشراف: 4/150؛ وسنن ابن ماجه 2/1236؛ وقال النووى: هيه بكسر الهاء وإسكان الياء وكسر الهاء الثانية. قالوا والهاء الأولى بدل من الهمزة، وأصله إيه كلمة للاستزادة من الحديث المعهود. قال ابن السكيت: هى للاستزادة من حديث أو عمل معهودين. ولفظ أحمد بدون الهاء الأخيرة على التخفيف كما فى اللسان. تقال للإغراء بالشىء: 7/4743..
(2) مسلم بشرح النووى: 5/110؛ والنسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/150.(4/235)
5191 - حدثنا وكيع، حدثنا وبر بن أبى دليلة شيخ من أهل الطائف (1) ، عن محمد بن ميمون بن مسيكة- وأثنى عليه خيرًا- عن عمرو بن الشريد، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَىُّ (2) الْواحِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُبَتَه» .
قال وكيع: عرضه: شكايته، وعقوبته: حبسه (3) . وكذا رواه النسائى، وابن ماجه من حديث وكيع، وأخرجه أبو داود والنسائى أيضًا من حديث عبد الله بن المبارك كلاهما: عن وبر به (4) .
_________
(1) فى تهذيب التهذيب: وبرة. وفى المسند كما فى الأصل: وبر وهو يوافق المشتبه ص 658، ودليلة بضم الدال مصغرًا.
(2) اللّىّ: المطل. النهاية: 4/71.
(3) من حديث الشريد بن سويد الثقفى فى المسند: 4/388.
(4) الخبر أخرجه النسائى من طريقيه فى البيوع (باب مطل الغنى) : المجتبى: 7/278؛ وابن ماجه فى الصدقات (باب الحبس فى الدين والملازمة) : سنن ابن ماجه: 2/811؛ وأخرجه أبو داود فى الأقضية (باب فى الحبس فى الدين وغيره) : سنن أبى داود: 3/313.(4/235)
5192 - حدثنا مكى بن إبراهيم، حدثنا ابن جريجٍ، أخبرنى إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، أنه سمعه يخبره عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان إذا وجد الرجل راقدًا على وجهه ليس على عجزه شىء ركضه برجله، وقال: «هِىَ أَبْغَضُ الرّقْدَة إلَى الله عزّ وجَلّ» .
لم يخرجوه وإسناده قوى على شرط الصحيح (1) .
5193 - حدثنا روح، حدثنا حسين المعلم، والخفاف، قال: أنبأنا حسين، عن عمرو بن شعيب، عن عمرو بن اشريد. عن أبيه: الشريد بن سويد: أن رجلاً، قال: يا رسول الله - قال الخفاف-: قلت يا رسول الله أرض ليس لأحد فيها شرك، ولا قسم إلا الجوار؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: / «الْجَارُ أَحَقُّ بسقبه (2) مَا كَانَ» (3) .
رواه النسائى فى البيوع، وابن ماجه من طريق حسين المعلم به، وأخرجه النسائى من طرقٍ أخرى عن عمرو بن الشريد، عن أبيه (4) .
ومنهم من أرسله عن عمرو بن الشريد (5) .
رواه النسائى أيضًا من طريق حسين المعلم وأيضًا عن عمرو بن
_________
(1) من حديث الشريد بن سويد الثقفى فى المسند: 4/388.
(2) السقب: بالسين والصاد فى الأصل القرب. يقال: سقبت الدار وأسقبت أى قربت. ويحتج بهذا الحديث من أوجب الشفعة للجار. وإن لم يكن مقاسمًا، أى أن الجار أحق بالشفعة من الذى ليس بجار. ومن لم يثبتها للجار تأول الجار على الشريك، فإن الشريك يسمى جارًا، ويحتمل أن يكون أراد أنه أحق بالبر والمعونة بسبب قربه من جاره. النهاية: 2/168.
(3) من حديث الشريد بن سويد الثقفى فى المسند: 4/389.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى البيوع (باب ذكر الشفعة وأحكامها) : المجتبى: 7/282؛ وفى الشروط الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/152؛ وأخرجه ابن ماجه فى كتاب الشفعة (باب الشفعة بالجوار) : 2/834.
(5) تحفة الأشراف: 4/152.(4/236)
شعيب، عن أبيه، عن جده مرفوعًا كما سيأتى إن شاء الله تعالى (1) .
_________
(1) المرجع السابق.(4/237)
5194 - حدثنا الضحاك بن مخلد، حدثنى وبر بن أبى أبى دليلة، أخبرنى محمد بن عبد الله بن ميمون بن مسيكة، أخبرنى عمرو بن الشريد، حدثنى أبى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « [لَىُّ] الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ، وَعُقُوبَتَهُ» (1) .
رواه أبو داود فى القضايا، والنسائى فى البيوع، عن نصر بن عبد الله بن المبارك، والنسائى أيضًا، وابن ماجه فى الأحكام من حديث وكيع: كلاهما عن وبر ابن أبى دليلة به (2) .
5195 - حدثنا روح. حدثنا زكريا بن إسحاق، حدثنا إبراهيم بن ميسرة: أنه سمع عمرو بن الشريد، يقول: قال الشريد: كنت ردفًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لى: أَمَعَكَ من شعر أمية بن ابى الصلت شَىْءٌ؟» قلت نعم، قال: «فَأَنْشِدْنِى» ، فأنشدته [بيتًا] فلم يزل يقول لى كلما أنشدته بيتًا، «إِيهِ» : حتى أنشدته مائة بيتٍ، قال: ثم سكت النبى - صلى الله عليه وسلم - وَسَكَتُّ (3) .
5196 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا شؤيك، عن يعلى بن عطاء، عن عمرو ابن الشريد، عن أبيه، قال: لما قدم على النبى - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ مجذوم من ثقيف ليبايعه، فأتيت النبى - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له، قال: «ائتِهِ فَأَخْبِرْه أَنِّى قَدْ بَايَعْتُهُ، فَلْيَرْجعْ» (4) .
_________
(1) من حديث الشريد بن سويد الثقفى فى المسند: 4/389.
(2) تقدم تخريج الخبر عند الأئمة الثلاثة ص 235.
(3) من حديث الشريد بن سويد الثقفى فىالمسند: 4/389. وما بين معكوفين استكمال منه.
(4) من حديث الشريد بن سويد فى المسند: 4/389.(4/237)
رواه مسلم، والنسائى، وابن ماجه فى الطب من حديث هشيم، زاد مسلم: وشريك كلاهما عن يعلى بن عطاء به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم من طريقيه (باب اجتناب المجذوم) : مسلم بشرح النووى: 5/87؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/151؛ وابن ماجه (باب الجذام) : 2/1172 أخرجه باختصار..(4/238)
5197 - حدثنا إسحاق بن سليمان، حدثنا عبد الله: أبو يعلى الطائفى، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه [وأبو عامر، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى، قال: سمعت عمرو بن الشريد يحدث عن أبيه] (1) ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الجارُ أَحَقُّ بِسَقْبِه» .
قال أبو عامر فى حديثه: «المَرْءُ أَحَقُّ» (2) .
رواه النسائى من حديث عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى: «المَرْءُ أَحَقُّ بِسَقْبِهِ مَا كَانَ» (3) .
5198 - حدثنا عبد الواحد الحداد: أبو عبيدة، عن خلف- يعنى
ابن مهران-، حدثنا عامر الأحول، عن صالح بن دينار، عن عمرو بن
الشريد، سمعت الشريد يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا عَبَثًا عَجَّ (4) إلى الله يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْهُ يقولُ: يا رَبِّ إنَّ فُلانًا قَتَلَنِى عَبَثًا وَلَمْ يَقْتُلْنِى لِمَنْفَعَةٍ» (5) .
رواه النسائى فى الذبائح، عن محمد بن داود المصيصى، عن
_________
(1) ما بين معكوفين استكمال من المسند، وابو عامر: هو عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدى البصرى. تهذيب التهذيب: 6/409.
(2) من حديث الشريد بن سويد فى المسند: 4/389.
(3) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/152.
(4) عج: رفع صوته. النهاية: 3/69.
(5) من حديث الشريد بن سويد الثقفى فى المسند: 4/389.(4/238)
أحمد بن حنبل به (1) .
ورواه الطبرانى من حديث أبى بكر بن عياش، عن أبان بن صالح بن دينار، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه عنه [- صلى الله عليه وسلم -] (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الضحايا لا فى الذبائح: (باب من قتل عصفورًا بغير حقها) : المجتبى: 7/211؛ وقد نبه على ذلك محقق تحفة الأشراف أيضًا: 4/153.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/379، وما بين معكوفين زيادة لتوضيح السياق.(4/239)
5199 - حدثنى هشيم/ بن بشير (1) ، عن يعلى بن عطاء، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه، قال: كان فى وفد ثقيف رجلٌ مجذوم، فأرسل إليه النبى - صلى الله عليه وسلم -: «ارْجِعْ، فَقَدْ بَايَعْتُكَ» (2) .
5200 - حدثنا سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد عن أبيه، أو عن يعقوب بن عاصم: [إنه] سمع الشريه يقول: أبصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يجر إزاره، فأسرع [إليه] أو هرول، فقال: «ارْفَعْ إِزَارَكَ، وَاتَّقِ الله» ، قال: إنى أحنف (3) تصطك ركبتاى، قال «ارْفَعْ إِزَارَكَ، فَإِنَّ كُلُّ خّلْقِ الله حَسَنٌ» .
فما رؤى [ذلك] الرجل بعد إلا إزاره يصيب أنصاف ساقيه، أو إلى أنصاف ساقيه.
إسناده صحيح، ولم يخرجوه وشكه فى أى الرجلين أخبره، ولا يضره، والله أعلم (4) .
_________
(1) غير واضحة بالأصل والضبط من تهذيب التهذيب: 11/59.
(2) من حديث الشريد بن سويد الثقفى فىالمسند: 4/390.
(3) أحنف: الحنف إقبال القدم بأصابعها على القدم الأخرى. النهاية: 1/265.
(4) من حديث الشريد بن سويد الثقفى فىالمسند: 4/390، وما بين معكوفات استكمال منه؛ والخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 7/377؛ وقال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى، ورجال أحمد رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 5/124.(4/239)
5201 - حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه- إن شاء الله- أو يعقوب بن عاصم- يعنى عن الشريد كذا حدثناه أبى- قال: أردفنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفه، فقال: «هَلْ مَعَكَ من شعر أمية شَىْءٌ؟» قلت نعم، قال: «فَأَنْشِدْنِى» . قال: فأنشدته، قال: «هِيهِ» . فلم يزل يقول «هِيهِ» . حتى أنشدته مائة بيتٍ (1) .
5202 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن حسين المعلم، حدثنا عمرو بن شعيب، حدثنى عمرو بن الشريد، عن أبيه الشريد بن سويد، قال: قلت: يا رسول الله أرض ليس لإحد فيها شريك، ولا قسيم إلا الجوار؟ قال: «الجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِه مَا كَانَ» (2) .
5203 - وقال الطبرانى: حدثنا أحمد بن زهير التسترى، حدثنا عبده بن عبد الله الصفار. حدثنا [أبو] داود الحفرى (3) . عن يونس بن الحارث الطائفى. عن عمرو بن الشريد. عن أبيه، قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقضى بالشفعة فى البئر، والدار، والحائط قبل أن يقسم» .
(حديث آخر)
5204 - قال النسائى: أنبأنا محمد بن يحيى بن عبد الله، أنبأنا محمد بن عبد الله الرقاشى، أنبأنا يزيد بن زريع، عن محمد بن إسحاق.
_________
(1) من حديث الشريد بن سويد الثقفى فى المسند: 4/390.
(2) من حديث الشريد بن سويد الثقفى فى المسند: 4/390.
(3) غير واضحة بالأصل:، وما بين معكوفين استكمال من الطبرانى. وأبو داود الحفرى اسمه: عمر بن سعيد بن عبيد أبو داود الحفرى الكوفى وحفر بفتحتين موضع بالكوفة. تهذيب التهذيب: 7/452.(4/240)
عن عبد الله بن عتبة ابن عروة بن مسعود الثقفى، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذَا شَرِبَ الخَمْرَ، فَاجْلِدُوه، ثم إنْ شَرِبَ فَاجْلِدُوه، ثم إنْ شَرِبَ فَاجْلِدُوه، ثم إنْ شَرِبَ فَاقْتُلُوه» (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فىالكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/154.(4/241)
5205 - قال النسائى: حدثنا يعقوب بن سفيان، عن إبراهيم بن المنذر، حدثنا القاسم [بن رشدين بن عمير، عن مخرمة بن بكير] (1) ، عن أبيه، عن عمرو بن الشريد: أنه سمع الشريد- وهو ابن سويد- يقول: رجمت امرأة فى عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما فرغنا منها جئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت يا رسول الله قد رجمنا هذه الخبيثة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كَفّارَةَ مَا صَنَعْتَ» .
5206 - ثم رواه عن أحمد بن عمرو بن السرح (2) ، عن ابن وهب، عن مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن عمرو بن الشريد [ولم يذكر الشريد] ، قال: «رجمت امرأة فى عهد/ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» فذكره، ثم قال النسائى: عمرو بن الشريد ليست له صحبة [عندنا] والقاسم بن رشدين لا أعرفه، ويشبه أن يكون مدنيًا، ومخرمة بن كثير لم يسمع من أبيه (3) .
_________
(1) فى الأصول: «القاسم بن زكريا» ، والتصويب والاستكمال من المرجع.
(2) أحمد بن عمرو: هو أبو الطاهر بن السرح كما ورد فى التحفة. تهذيب التهذيب: 1/64.
(3) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/154.(4/241)
(حديث آخر عنه)(4/242)
5207 - قال الطبرانى: حدثنا خير (1) بن عرفة المصرى، حدثنا عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا ابن لهيعة، عن عمران بن ربيعة الصدفى، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح على الخُفَّيْن» (2) .
(حديث آخر عنه)
5208 - قال الطبرانى: حدثنا المقدام بن داود، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا حاتم بن إسماعيل، حدثنا عبد الله بن هرمز (3) ، عن يزيد بن أبى الفتيان، عن عمرو ابن الشريد، عن أبيه. قال: جاء رجل إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - يسأله عن شىء من أمر الإبل، فقال: «انْحَرْ سَمِينها، وَاحْمِلْ عَلَى (4) نجِيبِهَا، واحلب يَوْمَ الماء، وادْخُل الجنَّة بِسَلامٍ» (5) .
(عمرو بن شعيب عنه)
5209 - حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن عمرو بن شعيب، عن الشريد بن سويد الثقفى: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ مِنْ غَيْرِه» (6) .
_________
(1) فى الأصول: «حسين» ، والتصويب من الطبرانى.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/380؛ وقال الهيثمى: فيه ابن لهيعة وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 1/257.
(3) فى المخطوطة: «عبد الله بن مؤمن» وفى الطبرانى: «عبيد الله بن هرمز» ، وهو: عبد الله بن هرمز اليمانى الفدكى روى عن يزيد بن أبى الفتيان وعنه حاتم بن إسماعيل. تهذيب التهذيب: 6/62.
(4) فى الطبرانى: «نحيفتها» . وما فى الأصل يوافق ما فى مجمع الزوائد.
(5) المعجم الكبير للطبرانى: 7/381؛ وقال الهيثمى: إسناده حسن. مجمع الزوائد: 3/107.
(6) من حديث الشريد بن سويد الثقفى فى المسند: 4/388.(4/242)
الصواب: أن بين عمرو بن شعيب والشريد عمرو بن الشريد كما تقدم، والله أعلم (1) .
(يعقوب بن عاصم بن عروة عنه)
_________
(1) يراجع المعجم الكبير للطبرانى: 7/382.(4/243)
5210 - حدثنا روح، حدثنا زكريا بن إسحاق، أنبأنا إبراهيم بن ميسرة: أنه سمع يعقوب بن عاصم بن عروة يقول: سمعت الشريد، قال: «أشهد لأفضت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفات، فما مست قدماه الأرض حتى أتى جمعًا» .
وقال مرة: «لَوَقَفْتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفات فما مست» .
قال أبى حيث قال روح: «وقفت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» املاءً من كتابه (1) .
ورواه أبو داود فىالحج، عن محمد بن المثنى، عن روح بن عبادة به.
قال شيخنا: وهو فى رواية. ابن العبد، وأبى بكر بن داسة ولم يذكره أبو القاسم يعنى فى أطواف السنن (2) .
(أبو سلمة عنه)
5211 - حدثنا عبد الصمد، أنبأنا، احماد بن سلمة، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، عن الشريد: أن أمه أوصت أن يعتقوا عنها رقبة مؤمنة، فسال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك: فقال: عندى جارية سوداء نوبية، فأعتقها عنها فقال: «ائْتِ بِهَا» فدعوتها، فجاءت، فقال لها:
_________
(1) من حديث الشريد بن سويد فى المسند: 4/189.
(2) تحفة الأشراف: 4/153.(4/243)
«مَنْ رَبُّكِ؟» قالت: الله. [قالَ] : «مَنْ أَنَا؟» قالت: / أنت رسول الله، قال: «أْعِتقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ» (1) .
_________
(1) من حديث الشريد بن سويد الثقفى فىالمسند: 4/188.(4/244)
5212 - حدثنا مهنأ بن عبد الحميد- قال أبى: كنيته أبو شبل (1) -، قال: حدثنا حماد- يعنى ابن سلمة-، عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، عن الشريد: أن أمه أوصت أن يعتق عنها رقبة، فقال: يا رسول الله إن أمى أوصت أن يعتق عنها رقبة مؤمنة، وعندى جارية نوبية سوداء؟ فقال: «ادْعُ بِهَا» فجاء بها، فقال لها النبى - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ رَبُّكِ؟ «قالت: الله. قال: «مَنْ أَنَا؟» قالت: أنت رسول الله. قال: «اعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ» (2) .
رواه أبو داود فى الإيمان، عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، والنسائى فى الوصايا من حديث حماد بن سلمة.
قال أبو داود: خالد بن عبد الله [أرسله] لم يذكر الشريد (3) .
* (شُرَيْط بن أنس بن مالك بن هلال الأشجعى) (4)
جد سلمة بن نبيط بن شريط، شهد هو وابنه نبيط خطبة حجة الوداع، وسيأتى ذلك فى مسند ابنه نُبيط.
_________
(1) فى الأصول: «مهرى» . وفى المسند: «مهنى» . وفى التهذيب والمشتبه: «مهنأ» . وهو مهنأ بن عبد الحميد أبو شبل. ويقال: أيو سهل البصرى. تهذيب التهذيب: 10/330؛ ويراجع المشتبه ص 618.
(2) من حديث الشريد بن سويد الثقفى فىالمسند: 4/389.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الإيمان والنذور (باب فى الرقبة المؤمنة) : سنن أبى داود: 3/230؛ ووقع فى المخطوطة: خالد بن سلمة. والتصويب من السنن ومن تحفة الأشراف: 4/151؛ والخبر أخرجه النسائى (باب فضل الصدقة عن الميت) : المجتبى: 6/211.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/521؛ وقال فى الإصابة: 2/148 بفتح أوله..(4/244)
(من اسمه شريك، وشطب (1) ، وشعبة، وشعيب وشفى)
(شريك بن حنبل العنسى) (2)
قال البخارى، وأبو حاتم الرازى: لا صحبة له.
_________
(1) قال محقق أسد الغابة: لم أعثر على ضبط له.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/522؛ والإصابة: 2/149؛ والاستيعاب: 2/152؛ وأخرجه البخارى فى التابيعن: 4/237؛ وتبعه ابن حبان فى الثقات: 4/360 واختلفوا فى ضبطه: «العنسى» بالنون أو بالباء كما ورد فى أصل المصنف: «الكندى» ولم ترد عندهم.(4/245)
5213 - روى الحافظ ابو نعيم من حديث شعبة، ويونس بن أبى إسحاق، عن عمير بن قميم التغلبى، عن شريك بن حنبل العنسى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ- وفى رواية: الْبَقْلَةِ الخَبيثَة- فلا يَقْربنّ مَسْجِدَنا» يعنى الثوم.
قال ورواه قيسٌ، وأبو وكيعٍ، وغيرهما عن أبى إسحاق نحوه هكذا قال.
وقال ابن الأثير: رواه قيس بن الربيع، وأبو وكيع عن ابى إسحاق عن عمير ابن قميم عن على بن أبى طالب (1) .
قلت: وروى أبو داود، والترمذى من حديث أبى إسحاق، عن شريك بن حنبل عن على مرفوعًا فى النهى عن أكل الثوم إلا مطبوخًا، ثم حكى الترمذى عن على وشريك بن حنبل كراهية أكل البصل والثوم النى وحكى ابن حزم عنهما بتحريمه (2) .
_________
(1) قالوا: حديثه مرسل. وقال أبو حاتم والعسكرى: لا يثبت له صحبة. ورجح البخارى روايته عن على. مصادر الترجمة.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الأطعمة (باب فى أكل الثوم) عن شريك، وقال: شريك بن حنبل. سنن أبى داود: 3/361؛ وأخرجه الترمذى فى الأطعمة أيضًا (باب ما جاء فى الرخصة فى الثوم مطبوخًا) وقال: هذا الحديث ليس إسناده بذلك القوى، وقد روى هذا عن علىّ قوله، وروى عن شريك بن حنبل عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً. صحيح الترمذى: 4/262، ويراجع فى رواية التحريم نيل الأوطار على المنتقى: 2/172..(4/245)
799- (شريك بن طارق بن سفيان ابن قرط التميمى الحنظلى) (1)
ذكره محمد بن سعد وخليفة بن خياط ممن نزل الكوفة من الصحابة.
5214 - قال الطبرانى: حدثنا عثمان بن عمر الضبى، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا إسرائيل، عن زيادة بن علاقة، عن شريك بن طارق. قال: قال رسول الله صلى الله / عليه وسلم: «لَنْ يَدْخُلَ الجنَّةَ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِعَمَلِهِ» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «وَلا أَنَا. إلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِى الله بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ» (2) .
ثم رواه من حديث أبى معاوية: شيبان، وأبى عوانة: الوضاح، والوليد بن أبى ثور عن زياد بن علاقة به مثله (3) .
(حديث آخر عنه)
5215 - قال الطبرانى: حدثنا المقدام بن داود، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا شيبان، عن زياد بن علاقة، عن شريك بن طارق. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلاَّ لَهُ شَيْطَانٌ» . قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أَنَا إلاَّ أنَّ اللهَ أَعَانَنِى عَلَيْه فَأَسْلَمَ» (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/523؛ والإصابة: 2/150؛ والاستيعاب: 2/151؛ والتاريخ الكبير: 4/239؛ وثقات ابن حبان: 3/188.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/369؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 10/357.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/369؛ 370؛ والخبر أخرجه البخارى فى الكبير. التاريخ الكبير: 4/239.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 7/370؛ والخبر أخرجه البزار، وقال: لا نعلم روى شريك عن النبى - صلى الله عليه وسلم - إلا حديثين، كشف الاستار: 3/146؛ وقال الهيثمى: رجال البزار رجال الصحيح. مجمع الزوائد 8/225.(4/246)
* (شريك بن واثلة الهذلى) (1)
روى قصة حمل بن مالك فى دية الجنين لعمر بن الخطاب.
_________
(1) له ترجة فى أسد الغابة: 2/524؛ والإصابة: 2/151.(4/247)
5216 - ساقها ابن شاهين بسنده إلى محمد بن إسحاق، عن الزهرى، قال: حدثت عن المغيرة بن شعبة: أنه قص على عمر قصة حمل ابن مالك رواية عن شريك بن واثلة (1) .
* 800- (شريك: رجلٌ من الصحابة غير منسوب) (2)
5217 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن شعيب الأصبهانى، حدثنا حفص بن عمر المهرقان، حدثنا عامر بن إبراهيم، عن يعقوب القمى (3) ، عن عنبسة، عن عيسى بن جارية، عن شريك: رجلٌ من الصحابة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «مَنْ زَنَى خَرَجَ مِن الإِيمَانِ، وَمَن شَرِبَ الْخَمْرَ غَيْرَ مُكْرَه ولا مُضْطَرٍ خَرَجَ مِنْه الإِيمَان، وَمَن انْتَهَبَ نُهْبَةً يَسْتَسِرّ فيها النَّاسَ خَرَجَ مِنْهُ الإِيمَانُ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْه» (4) .
801- (شطب الممدود: ابو طويل كندى نزل الشام) (5)
5218 - قال الطبرانى: حدثنا أبو زيدٍ: أحمد بن يزيد الحوطى،
_________
(1) الخبر ورد فى المصدرين السابقين، قال: حدثت عن المغيرى بن شعبة قال: قدمت على عمر بن الخطاب، فوجدته لا يورث الجدتين. . إلخ..
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/524؛ والإصابة: 2/152.
(3) هو يعقوب بن عبد الله بن سعد أبو الحسن القمى: بضم القاف وتشديد الميم. تهذيب التهذيب: 11/390.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 7/371؛ وأورد الهيثمى بعضه وقال: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه جماعة لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 1/101؛ وأخرج البخارى بعضه وسكت عنه. التاريخ الكبير: 4/237.
(5) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/524، وفى هامشه: لم أعثر على ضبطه؛ والإصابة: 2/152؛ ونقل عن البغوى قوله: أظن أن الصواب عن عبد الرحمن بن جبير أن رجلاً أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - طويلاً شطبًا- والشطب يعنى فى اللغة الممدود- فظنه الراوى اسمًا فقال فيه: عن شطب أبى طويل. وله ترجمة فى الاستيعاب: 2/167.(4/247)
حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان بن عمرو، حدثنا عبد الرحمن بن جبير، عن أبىالطويل: شطبٍ الممدود: أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ارأيت رجلاً عمل الذنوب كلها، ولم يترك [منها] شيئًا، وهو فى ذلك لم يترك حاجةً ولا داجةً (1) إلا أتاها فهل لذلك من توبة؟ قال: «فَهَلْ أَسْلَمْتُ» قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنك رسوله، قال: «نَعَمْ تَفْعل الْخَيْراتِ، وَتَتْرُكُ السَّيِّئَاتِ، فَيَجْعَلُهُنّ اللهُ لَكَ حَسَنَاتٍ كُلُّهُن» ، قال: وغدراتى، وفجراتى؟ قال: «نعم» ، فقال: الله أكبر، فما زال يكبر حتى توارى (2) .
_________
(1) قال الخطابى: الحاجة: القاصدون البيت. والداجة: الراجعون. النهاية: 2/13؛ وفى هامش مجمع الزوائد: 10/202 صغيرة ولا كبيرة.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/375؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى والبزار بنحوه. ورجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن هارون أبى نشيط وهو ثقة. مجمع الزوائد: 10/202.(4/248)
802- (شعبة بن التوأم الضبى: مختلف فى صحبته) (1)
5219 - روى حديثه جرير بن عبد الحميد فى مسنده، عن مغيرة بن مقسم، عن أبيه. عن شعبة بن التوأم الضبى: أن قيس بن عاصم سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحلف، قال: «لا حِلْفَ فِى الإِسْلامِ وَتَمسَّكُوا بِحِلْفِ الْجَاهِلِيّة» . قال ابن الأثير: أكثر الرواة يقولون: شعبة، عن قيس بن عاصم، وهو الصحيح (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/525؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف الشين وقال: تابعى معروف، ونقل عن أبى أحمد العسكرى قوله: كان مولده فى عهد عمر. الإصابة: 2/172.
(2) المرجعان السابقان.(4/248)
803- (شعيب بن عمرو الحضرمى: مختلف فى صحبته) (1)
5220 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن الصقر السكرى، حدثنا يعقوب ابن حميد بن كاسب، حدثنا سلمة بن رجاء، حدثنا عائذ ابن شريح: أنه سمع أنس بن مالك، وشعيب بن عمرو، وناجية بن عمرو، قالوا: رأينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخضب» .
رواه ابن أبى عاصم، عن ابن كاسب به، وقال: «يصبغ بالحناء» ، قال ابن عمر بن عبد البر: لا يصح هذا الحديث (2) .
804- (شفى بن ماتع: أبو عثمان الأصبحى) (3)
(مختلف فى صحبته)
قال الطبرانى، له حديث واحد طويل عند الطبرانى.
5221 - قال الطبرانى: حدثنا أبو يزيد القراطيسى، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن ثعلبة بن مسلم، عن ايوب بن بشير العجلى، عن شفى ابن ماتع الأصبحى، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «أَرْبَعَةٌ يُؤْذُونَ أَهْلَ النَّارِ عَلَى مَا بِهِمْ مِنَ الأَذَى، يَسْعَوْنَ بَيْنَ الحَمِيمِ والْجَحِيم يَدْعُون بِالْوَيْل والثُّبُور.
ويقول أَهْلُ النَّارِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا بَال هَؤُلاءِ قَدْ آذَوْنَا عَلَى مَا بِنَا مِنْ الأَذَى؟ قال: فَرَجُلٌ مُغْلَقٌ عَلَيْهِ تَابُوتٌ مِنْ جَمْرٍ، وَرَجُلٌ يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ،
_________
(1) فى المخطوطة: «شعبة» ، والصواب ما أثبتناه عن مصادر ترجمته وقد ترجم له فى أسد الغابة: 2/526؛ والإصابة: 2/153؛ والاستيعاب: 2/172.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/375؛ وقال الهيثمى: فيه عائذ بن شريح وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/161؛ ويراجع الاستيعاب..
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/526؛ والإصابة: 2/173؛ أخرجه فىالقسم الرابع من حرف الشين وقال: ماتع بمثناة مكسورة، مشهور فى التابعين, وأخرجه البخارى فى التابعين. التاريخ الكبير: 4/266؛ وتبعه ابن حبان وقال: ابن ماتح، ويقال ماتع. الثقات: 4/371.(4/249)
وَرَجُلٌ يَسِيلُ فُوهُ قَيْحًا وَدَمًا، وَرَجُلٌ يَأْكُلُ لَحْمَهُ.
قال: فَيُقَالُ لِصَاحِبِ التَّابُوتِ: ما بَال الأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأّذَى؟ قال: فيقول: إنَّ الأَبْعَدَ مَاتَ، وفِى عُنُقِه أَمْوَال [إلى] النَّاسِ مَا يَجِدُ لَهَا قَضَاءً أَوْ وَفَاءً.
ثم يقال للذى يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ: مَا بَالُ الأَبْعَدَ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأذَى؟ فيقول:
ثم يقال للذى يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ: مَا بَالُ الأَبْعَدَ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأذَى؟ فيقول: إنَّ الأَبْعَدَ كَانَ لا يُبَالِى أَيْنَ أصَابَ الْبَوْلَ مِنْهُ لا يَغْسِلُهُ.
ثم يقال للذى يسيل فوه قيحًا ودمًا: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: (إن الأبعد كان ينظر إلى كل كلمة خبيثة يستلذها كما يستلذ الزنى.
قال: ثم يقال للذى يأكل لحمه: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟)
فيقول: / إن الأبعد كان يأكل لحوم الناس» .
رواه أبو بكر بن أبى الدنيا. عن داود بن عمرو الضبى، عن إسماعيل بن عياش بإسناده مثله. أو نحوه. ثم لم يرو له الطبرانى سواه (1) .
(حديث آخر عنه)
رواه الحافظ أبو نعيم فى كتاب الصحابة له، وهو عندى بخطه، ولله الحمد والثناء كثيرًا، فقال:
_________
(1) () ما بين خاصرتين لم يرد فى لفظ الطبرانى. كما لم يرد عند الهيثمى. ولعل هذا هو السر فى قول الهيثمى: هكذا فى الأصل المسموع. لأنه استبعد اكتمال لفظه. فيكون ابن كثير قد حفظ النص كاملاً. فأورده فى كتابه فهو مرجع فى هذا الخبر. المعجم الكبير للطبرانى: 7/372؛ ومجمع الزوائد: 1/209. وقال أيضًا: رجاله موثوقون.(4/250)
5222 - حدثنا أبو جعفر بن محمد المقرى، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، حدثنا عبد الجبار بن عاصم، حدثنا إسماعيل بن(4/250)
عياش، عن ثعلبة بن مسلم، عن أيوب بن بشير العجلى، عن شفى الأصبحى، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إنَّ فِى السَّمَاءِ أرْبَعَةَ أمْلاكٍ، يُنَادُون مِنْ أَقْصَاهَا إلَى أَدْنَاهَا: يا صَاحِبَ الْخَيْرِ أَبْشِر، ويا صَاحِبَ الشَّرِّ أقْصِر، ويقولُ الآخرُ: اللَّهُمّ أَعْطِ مُنْفق مال خَلَفًا، ويقولُ الآخرُ: اللَّهُمّ أَعْطِ مُمْسِكَ مَالِ تَلَفًا» (1) .
ولم يورد له سواه أيضًا، وله شاهدٌ فى الصحيح، وصعلبة هذا ذكره ابن حبان فى الثقات، وروى له أبو داود، وشيخه لا أعرفه، ولا أعرف فيه جرحًا فهو مجهول عندى، وربنا المعين؛ والله أعلم (2) .
* (شَرِيقٌ: والد حَبِيبَةٍ) (3)
له ذكر فى بديل بن زرقاء. قال ابن الأثير: لم يتابع أحدٌ عبد الله بن أحمد على جعله شريقًا هذا (4) .
_________
(1) أسد الغابة: 2/526.
(2) ثعلبة بن مسلم: قال فىالميزان: عن أبى بن كعب. وعنه إسماعيل بن عياش بخبر منكر. الميزان: 1/371؛ ويراجع الثقات: 4/99.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/521؛ والإصابة: 2/149.
(4) المرجعان السابقان.(4/251)
805- (شُقْرَانُ: مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنه -) (1)
واسمه صالح بن حدير (2) وكان [عبدًا] حبشيًا لعبد الرحمن بن عوف، فاشتراه منه النبى - صلى الله عليه وسلم -، وأعتقه.
5223 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا مسلم بن خالد، عن عمرو بن يحيى المازنى، عن أبيه، عن شقران: مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/527؛ والإصابة: 2/153؛ والاستيعاب: 2/165؛ والتاريخ الكبير: 4/268؛ وثقات ابن حبان: 3/189.
(2) فى الإصابة وتهذيب التهذيب: 4/360: صالح بن عدىّ.(4/251)
قال: «رأيته- يعنى النبى - صلى الله عليه وسلم - متوجهًا إلى خيبر على حمارٍ يصلى عليه يومىءُ إيماء» تفرد به أحمد، ولا يأمر بإسناده، والله أعلم (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) من حديث شقران- مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى المسند: 3/495.(4/252)
5224 - رواه الترمذى فى الجنائز، عن زيد بن أخزم، عن عثمان بن فرقد، عن جعفر بن محمد، قال: وأخبرنى [عبيد الله بن] أبى رافع، قال: سمعت شقران يقول: «أَنَا والله طَرَحْتُ الْقَطِيفَةَ تَحْتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فِى الْقَبْر» .
قال: وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: الذى ألحد قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو طلحة، والذى ألقى القطيفة تحته شقران، ثم قال: حسنٌ غريبٌ (1) .
806- (شَكَلُ بن حُمَيْدٍ: وهو أبو شُتَيْرٍ - رضي الله عنه -) (2)
فى أول المكيين والمدنيين/
5225 - حدثنا وكيعٌ، حدثنا سعد بن أوس، عن بلال بن يحيى- شيخٌ لهم (3) ، عن شتير بن شكل، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله علمنى دعاءً أنتفع به، قال: «قُلْ: اللَّهُمّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ
_________
(1) تمام قول الترمذى: حديث شقران حديث حسن غريب. ذلك أنه روى الخبرين فى نسق واحد: جعفر بن محمد عن أبيه. وجعفر بن محمد عن عبيد الله بن ابى رافع عن شقران؛ أخرجه الترمذى فىالجنائز. صحيح الترمذى: 3/356؛ وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/528؛ والإصابة: 2/154؛ والاستيعاب: 2/162؛ والتاريخ الكبير: 4/264؛ وثقات ابن حبان: 3/190.
(3) بلال ابن يحيى العيسى الكوفى: روى عن حذيفة بن اليمان، وعلىّ بن ابى طالب، وأبى بكر بن حفص، وشتير بن شكل. قال ابن معين: ليس به بأس. تهذيب التهذيب: 1/505.(4/252)
سَمْعِى، وَبَصَرِى، وَقَلْبِى، وَمَنِيّتى» (1) .
_________
(1) من حديث شكل بن حميد فىالمسند: 3/429.(4/253)
5226 - حدثنا أبو أحمد (1) ، حدثنا سعد بن أوس، عن بلال بن يحيى العبسى، عن شتير بن شكل، عن أبيه: شكل بن حميد، قال: أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الحديث (2) .
ورواه أبو داود فى الصلاة، عن أحمد بن حنبل به، والترمذى فى الدعوات عن أحمد بن منيع، عن أبى أحمد، والنسائى فى الاستعاذة عن عبيد بن وكيع، عن أبيه به، وعن الحسن بن إسحاق، عن أبى نعيم، عن سعد بن أوس به.
وقال الترمذى: حسن غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه.
قال أبو نعيم: ورواه ليثٌ وحبيب بن حاتم، عن بلال بن يحيى، كما رواه سعد بن أوسٍ (3) .
* (شمغون أبو ريحانة: يأتى فى الكُنى)
هو بالغين المعجمة، وربما أهملها بعضهم، وهو صحابى جليل شهد فتح دمشق، وسكن بيت المقدس (4) .
_________
(1) فى المسند: حدثنا أحمد. يراجع تهذيب التهذيب: 9/254؛ كما يراجع سند الخبر عند الترمذى.
(2) من حديث شكل بن حميد فىالمسند: 3/429.
(3) الخبر أخرجه أحمد (باب فى الاستعاذة) وهو آخر أبواب الصلاة. سنن أبى داود: 2/92؛ وأخرجه الترمذى (باب 75) : صحيح الترمذى: 5/523؛ وأخرجه النسائى (باب الاستعاذه من شر السمع والبصر) و (باب الاستعاذة من شر البصر) و (باب الاستعاذة من شر الذكر) : المجتبى: 8/224، 227، 228، 235.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/529؛ والإصابة: 2/156؛ وقال: بمعجمتين ويقال بمهملتين، وبمعجمة وعين مهملة.(4/253)
* (شَنْتَمٌ)
كذا ضبطه أبو القاسم البغوى فى مسنده، وقال: لم أسمع بهذا إلا فى هذا الحديث، والصواب شُيَيْمٌ كما سيأتى والله أعلم (1) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/530؛ والإصابة: 2/157، وقال: بوزن أحمد ضبطه الدارقطنى، والبغوى، وابن السكن.(4/254)
807- (شِهَابُ بن خرفة) (1)
5227 - روى الحافظ أبو نعيم من طريق عبد الله بن الوليد العبسى، حدثنى ابن شهاب بن خرفة، عن أبيه، قال: قال لى النبى - صلى الله عليه وسلم -: «مَا اسْمُكَ؟» قلت: شهاب ابن خرفة، قال: «أَنْتَ مُسْلم بن عبد الله» (2) .
808- شهاب بن مالك اليمامىّ) (3)
5228 - قال ابن الأثير: روى بقبر- ويقال نفير، أو بعثر- ابن عبد الله بن شهاب بن مالك، عن أبيه، عن جده: شهاب: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[وكان وفد إليه] فقالت له امرأة اسمها أم كلثوم: ألا تسلم علينا يا رسول الله؟ فقال: «إِنَّكِ مِنْ قَبِيلٍ يُعلِّلُ الكثيرَ، وَتَمْنَع مَا لا يَفِيهَا. وَتَسْأَل عَمَّا لا يَعْنِيهَا (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/531؛ وفى الإصابة: 2/158، وأحال ترجمته على حرف الميم. وفى حرف الميم: 3/415 أحال على حرف الشين.
(2) أخرجه ابن منده وأبو نعيم. أسد الغابة: 2/531.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/531؛ والإصابة: 2/158؛ والاستيعاب: 2/145.
(4) أسد الغابة: 2/532؛ وما بين معكوفين استكمال منه. وقال ابن حجر: رواه علىّ بن سعيد العسكرى، والبغوى. مابين قانع. الإصابة: 2/158.(4/254)
809- (شهاب بن المجنون) (1)
عداده فى أهل الكوفة، ويقال اسمه شبيب، وقيل شتير، وقيل كليب، فالله أعلم.
روى الترمذى فى / الدعوات، من طريق عاصم بن كليب.
5229 - وقال الطبرانى: حدثنا على بن عبد العزيز، حدثنا معلى بن أسد العمىّ، حدثنا محمد بن عمران، حدثنا أبو معدان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن جده- يعنى شهاب بن المجنون- قال: دخلت المسجد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعٌ يده على فخذه يشير بالسبابة، ويقول: «يا مُقَبِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِى عَلَى دِينكَ» . وقال الترمذى غريب (2) .
810- (شهاب: رجلٌ من الصحابة كان نزل مصر) (3)
5230 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن معاذ الحلبى، حدثنا القعنبى، حدثنا معتمر بن سليمان، عن سلم بن أبى الذيال (4) ، عن أبى سنان ـ رجل من أهل
المدينة ـ سمع جابر بن عبد الله يحدث، عن شهاب- رجلٌ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان نزل مصر-: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ سَتَرَ عَلَى مُؤْمِنٍ عَوْرَةً فَكَأَنَّمَا أَحْيَى مَيِّتًا» (5) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/532؛ والغصابة: 2/158؛ والاستيعاب: 2/145؛ وقالوا: الجرمى وأضاف ابن كثير: من جرم بن ريّان.
(2) الخبر أخرجه الترمذى (باب 125) : صحيح الترمذى: 5/573؛ والطبرانى فى المعجم الكبير: 7/374.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/532؛ والإصابة: 2/159؛ والاستيعاب: 2/145.
(4) فى المخطوطة: «مسلم بن أبى الديان» ، والتصويب من تهذيب التهذيب: 4/129.
(5) المعجم الكبير للطبرانى: 7/374.(4/255)
811- (شهاب القرشى: مولاهم، سكن حمص) (1)
5231 - قال ابن الأثير: روى عبد الرحمن بن عائذ، قال: قال عبد الله بن زغب: «كان شهاب القرشى أقرأه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن كله، وكان عامة الناس بحمص يقترئون منه» .
أخرجه ابن منده، وابو نعيم (2) .
812- (شويفع: غير منسوب) (3)
5232 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن خالد الراسبى، حدثنا أبو ميسرة النهاوندى، حدثنا الوليد بن مسلم الحرانى، حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عمرو ابن شويفع، عن أبيه، عن جده: شويفع. قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لَمْ يَسْتَحِ مِمَّا قَالَ، أَوْ قِيلَ لَهُ، فَهُوَ لِغَيْر رُشْدِه، أو حَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ عَلَى غَيْرِ طُهْرٍ» ، قال ابن الأثير: وروى هذا الحديث عن أبى هريرة (4) .
813- (شيبان بن مالك: أبو يحيى الأنصارى) (5)
5233 - قال الطبرانى: حدثنا عمرو بن حفص السدوسى، حدثنا عاصم بن على، حدثنا قيس بن الربيع، عن أشعث بن سوار، عن يحيى بن عباد، عن جده شيبان: أنه غدا إلى المسجد، فجلس إلى
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/531؛ والإصابة: 2/159.
(2) قال ابن منده: غريب تفرد به نصر بن خزيمة. المرجعان السابقان.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/533؛ والإصابة: 2/159.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 7/376؛ واللفظ عند ابن كثير؛ ويراجع أسد الغابة: 2/533.
(5) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/533؛ والغصابة: 2/160؛ والاستيعاب: 2/138؛ والتاريخ الكبير: 4/252؛ وثقات ابن حبان: 3/188، ولم يرد فيهما ذكر مالك وإنما قالا: أبو يحيى. وأضاف الطبرانى: جد أبى هبير. المعجم الكبير: 7/373.(4/256)
[بعض] حجر النبى - صلى الله عليه وسلم - فسمع صوته، فقال: «أبا يحيى؟» قال: نعم، قال: «ادْخُلْ» فدخل، فإذا النبى - صلى الله عليه وسلم - يتغذَى، فقال: «هَلُمَّ إلى الْغَدَاءِ» ، / فقال: يا رسول الله إنى أريد الصيام، قال: «وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ إنَّ مُؤَذِّنَنَا فِى بَصَرِه سُوءٌ أَذَّنَ قَبْلَ الْفَجْرِ» (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/373، وما بين معكوفين استكمال منه، وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط. وفيه قيس بن الربيع. وثقه شعبة والثورى، فيه كلام. مجمع الزوائد: 3/153.(4/257)
814- (شيبة بن عبد الرحمن السلمى: مختلف فى صحبته) (1)
5234 - قال ابن الأثير: روى عبد الصمد بن سليمان الأزرق البصرى، عن أبيه، عن شيبة بن عبد الرحمن السلمى. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمى الشاة بركة.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى (2) .
* (شيبة بن عتبة بن ربيعة) (3)
هو أبو هاشم بن عتبة يأتى فى الكُنى إن شاء الله تعالى.
815- (شيبة بن عثمان بن أبى طلحة بن عبد العزى) (4)
ابن عثمان بن عبد الدار بن قصى العبدرى: أبو عثمان الحجبىّ - رضي الله عنه -.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/534؛ والإصابة: 2/161.
(2) المرجعان السابقان.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/534.
(4) فى المخطوطة: «عبد الله بن عبد العزيز» ، والتصويب من مصادر ترجمته، وله ترجمة فى أسد الغابة: 2/534؛ والإصابة" 2/161؛ والاستيعاب: 2/158؛ والتاريخ الكبير: 4/241؛ وثقات ابن حبان: 3/186.(4/257)
أسلم عام الفتح، وسلم إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مفتاح الكعبة، وشهد حُنينًا، وأبلى بلاءً حسنًا، توفى سنة أربع وستين (1) . وقيل بقى إلى أيام يزيد.
_________
(1) أكثر الأقوال أنه مات سنة تسع وخمسين آخر خلافة معاوية. وقيل سنة سبع وخمسين. وقيل سنة ثمان وخمسين، وقيل: عاش إلى خلافة يزيد بن معاوية.(4/258)
5235 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن واصل الأحدب، عن أبى وائل. قال: جلست إلى شيبة بن عثمان، فقال: جلس عمر بن الخطاب فى مجلسك هذا، فقال: هممت أن لا أدع فى الكعبة صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها بين الناس، قال: قلت: ليس ذلك لك، فقد سبقك صاحباك، فلم يفعلا ذلك، فقال: هما المرْءان يفتدى بهما (1) .
5236 - حدثنا عبد الرحمن. عن سفيان، عن واصل، عن أبى وائل. قال: «جلست إلى شيبة [بن عثمان] فى هذا المسجد. فقال: جلس إلى عمر مجلسك هذا، فقال لقد هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها بين المسلمين. قال: قلت: ما أنت بفاعل. قال: لم؟ قال: قلت: لم يفعله صاحباك. قال هما المرءان يفتدى بهما» (2) .
رواه البخارى عن قبيصة بن عقبة. عن سفيان الثورى، ومن حديث ابن مهدى، وخالد بن الحارث عنه (3) .
ورواه أبو داود عن أحمد بن حنبل، وابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة: كلاهما عن عبد الرحمن بن محمد المحاربى، عن أبى إسحاق
_________
(1) من حديث شيبة بن عثمان الحجبى فى المسند: 3/410.
(2) المصدر السابق، والاستكمال منه.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى الحج (باب كسوة الكعبة) ، وفى الاعتصام (باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (: فتح البارى: 3/456. 13/ 249.(4/258)
الشيبانى، عن واصل الأحدب به (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) الخبر أخرجاه فى الحج: فى (باب فى مال الكعبة) : سنن أبى داود: 2/215؛ وسنن ابن ماجه: 2/1040.(4/259)
5237 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن النضر الأزدى، حدثنا محمد بن سعيد الأصبهانى، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن عبد الرحمن بن الزجاج، قال: قلت لشيبة: «يا أبا عثمان إنهم يزعمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل الكعبة، ولم يُصل فيها، فقال: كذبوا/ لقد صلى ركعتين بين العمودين، ثم ألصق بهما بطنه، وظهره» (1) .
(حديث آخر)
5238 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن خالد الراسبى، حدثنا محمد بن عبيد ابن حسان، حدثنا محمد بن حمران، أخبرنى أبو بشر، عن مسافع بن شيبة، عن أبيه شيبة، قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكعبة. فصلى ركعتين، فرأى فيها تصاوير، فقال: «يَا شَيْبَةُ اكْفِنِى هذه» فاشتد ذلك على شيبة، فقال له رجلٌ من أهل فارس: إن شئت طليتها، ولطختها بزعفران، ففعل (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/357؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الرحمن بن الزجاج ولم أجد من ترجمه. مجمع الزوائد: 3/295.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/359؛ وقال الهيثمى: مسافع لم أجد من ترجمه. مجمع الزوائد: 3/295.(4/259)
(أحاديث أُخَر عن شيبة بن عثمان)(4/260)
5239 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن العباس المؤدب، حدثنا محمد بن بكير الحضرمى، وحدثنا عبدان بن محمد المروزى، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أيوب بن جابر، عن صدقة بن سعيد، عن مصعب بن شيبة، عن أبيه، قال خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين- والله ما أخرجنى الإسلام، ولا معرفة به، ولكنى أنفت أن تظهر هوازن على قريش- فقلت وأنا واقف معه: يا رسول الله إنى لأرى خيلاً بلقاء، فقال: «يَا شَيْبَةُ إنه لا يَرَاهَا إلاَّ كافرٌ» فضرب بيده على صدرى، ثم قال: «اللَّهُمّ اهْدِ شَيْبَةَ» ، ثم ضربها الثانية، وقال: «اللَّهُمّ اهْدِ شَيْبَةَ» ، ثم ضربها الثالثة، وقال: «اللَّهُمَ اهْدِ شَيْبَةَ» ، قال: فوالله ما رفع يده من صدرى من الثالثة. حتى ما كان أحد من خلق الله أحب إلى منه.
قال: فالتقى الناس والنبى - صلى الله عليه وسلم - على ناقة، أو بغلة، وعمر آخذ بلجامه، والعباس [بن عبد المطلب] آخذ بِثَفَرِ (1) دابته فانهزم المسلمون، فنادى العباس بصوت له جهير، فقال: أين المهاجرون الأولون؟ أين أصحاب [سورة البقرة و] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول قدمًا:
«أَنَا الْنَّبِىُّ لا كَذِب أَنَا ابْنُ عَبْدُ المطَّلِبْ»
قال: فعطف المسلمون، فاصطكوا بالسيوف، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «الآن، حَمِىَ الوَطِيسُ» (2) . قال فهزم الله المشركون (3) .
_________
(1) ثفر الدابة: الذى يجعل تحت ذنبها. النهاية: 1/130.
(2) الوطيس: شبه التنور، وقيل: الضراب فى الحرب، وقيل: الوطء الذى يطس الناس أى يدقهم. وقال الأصمعى: هو حجارة مدورة إذا حميت لم يقدر أحد أن يطأها.
ولم يسمع هذا الكلام من أحد قبل النبى - صلى الله عليه وسلم -. وهو من فصيح الكلام. عبر به عن اشتباك الحرب. وقيامها على ساق. النهاية: 4/220.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/357؛ وقال الهيثمى: فيه أيوب بن جابر، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 6/183.(4/260)
(حديث آخر عنه)(4/261)
5240 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن النضر الأزدى، حدثنا ابن الأصبهانى، حدثنا ابن المبارك، عن أبى بكر الهذلى، عن عكرمة. قال: قال شيبة بن عثمان: لما غزا النبى - صلى الله عليه وسلم - حنينًا، تذكرت أبى وعمى قتلهما حمزة وعلى، فقلت: اليوم أدرك ثأرى من محمد، فجئته فإذا العباس عن يمينه عليه درع بيضاء كأنها الفضة، فكشف عنها العجاج (1) ، فقلت: عمه لن يخذله، فجئت عن يساره، فإذا أنا بأبى سفيان/ بن الحارث، فقلت: ابن عمه ولن يخذله، فجئته من خلفه، فدنوت، ودنوت، حتى إذا لم يبق إلا أن أُسَوِّرَه (2) سورة بالسيف رفع لى شواظ من نار، كأنه البرق، فخفت أن يمحشنى (3) ، فنكصت القهقرى، فالتفت إلىَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: «تَعَال يَا شَيْبُ» ، فوضع يده على صدرى، فاستخرج الله الشيطان من قلبى، فرفعت إليه بصرى، وهو أحب إلىَّ من سمعى ومن بصرى، ومن كذا، فقال: «يَا شَيْبُ قَاتِلِ الْكُفَّارَ» ن ثم قال: «ياعباسُ اصْرُخْ بِالْمُهَاجِرِينَ الَّذين بَايَعُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَبِالأَنْصَارِ الَّذِينَ آوَوْ وَنَصَرُوا» . قال: فما شبهت عطفة الأنصار إلا بالبقر على أولادها.
قال: فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكأنه حرجةٌ (4) ، قال: فلرواح الأنصار كانت عندى أخوف عليه من رماح الكفار. ثم قال: «يَا عبَّاسُ نَاوِلْنِى [من الْبَطْحَاءِ» ،] فأفقَهُ الله البغْلةَ كلامَه، فأخْفَضَت به حتى كَادَ بَطْنُهَا
_________
(1) العجاج: الغبار. الصحاح.
(2) أسوره: أرتفع إليه وآخذه. النهاية: 2/191.
(3) يمحشنى: يحرقنى. النهاية: 4/81.
(4) الحرجة: بالتحريك مجتمع شجر ملتف كالغيضة. النهاية: 1/213.(4/261)
يمس الأرض، فتناول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحصباء، فنفخ فى وجوههم وقال: «شَاهَتِ الْوُجُوهُ حَم لا يُنْصَرُونَ» (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/358؛ وقال الهيثمى: فيه ابو بكر الهذلى، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 6/184.(4/262)
5241 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنى أحمد بن محمد بن أيوب- صاحب المغازى-. حدثنا أبو بكر بن عياش، عن ثابت الثمالى، عن محيصة، عن شيبة بن عثمان. قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى مسجد. فقال: «ثَلاثُ لا يُغِلُّ (1) عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ: إِخْلاَصُ العَمل، والنُّصْح لأَئمّةِ الْمُسْلِمين، وَلُزُوم جَمَاعَتِهم، فإنْ دَعْوتهم تُحيطُ (2) من وَرَائِهم» (3) .
(حديث آخر عنه)
5242 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن يزداد التوزى. حدثنا محمد بن سليمان. حدثنا سفيان بن عيينة. عن عبد الله بن زرارة. عن مصعب بن شيبة. عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا انْتَهَى
_________
(1) لا يغل عليهم قلب مؤمن: هو من الإغلال الخيانة فى كل شىء، ويروى يغل: بفتح الياء من الغل وهو الحقد والشحناء. أى لا يدخله حقد يزيله عن الحق. وروى يغل بالتخفيف من الوغول: الدخول فى الشر. والمعنى: أن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب. فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدغل والشر. وعليهن فى موضع الحال، تقديره لا يغل كائنًا عليهن قلب مؤمن. النهاية: 3/168.
(2) دعوتهم تحيط من ورائهم: تحدق بهم من جميع جوانبهم. النهاية: 1/271.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/357.(4/262)
أَحَدُكُم إِلَى الْمَجْلِس. فَإِنْ وُسِّعَ لَهُ فَلْيَجْلِسْ، وَإلا فَلْيَنْظُر إلى أَوْسَعَ مَكَانٍ يَرَى فَلْيَجْلِسْ فِيه» (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/360؛ وقال الهيثمى: إسناده حسن. مجمع الزوائد: 8/59.(4/263)
816- (شيبة بن ابى كثير الاشجعى) (1)
5243 - روى الطبرانى وغيره من طريق محمد بن عمر الواقدى، عن أخيه شملة بن عمر، عن عمر بن شيبة بن أبى كثير، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خَدَرُ الْوَجْهِ من النَّبِيذِ تَتَنَاثَرُ مِنه الْحَسَنَات» (2) .
وروى [من طريق] يحيى بن عمير المدنى، عن عمر بن شيبة بن أبى كثير، عن أبيه: أنه قَتَلَ امْرأَتَهُ خَطَأً، فَلَمْ يُورثه منها (3) . /
817- (شُيَيْم: أبو عاصم السهمى وقيل: أبو سعيد) (4)
5244 -[روى أبو نعيم بسنده عن ابنه] : أنه كان فى جيش عيينة بن حصن حين يمر يهود خيبر. فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نصف ثمر خيبر، لى أن يرجع. فأبى، فسمعنا صوتاً من العسكر: أيها الناس، أهلكم، أهلكم، فرجعوا لا ينتظرون، وأقمنا، فبعثنا العيون يمينًا وشمالاً، فلم نسمع لذلك الصوت أثرًا، وما تراه كان إلا من السماء (5) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/536؛ والإصابة: 2/162.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/363؛ ورواه البغوى وابن قانع، وقال الهيثمى: فيه الواقدى وهو ضعيف جدًا؛ وقد وثق. مجمع الزوائد: 5/72.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/363؛ وقال الهيثمى: عمر بن شيبة قال أبو حاتم: مجهول. مجمع الزوائد: 4/230.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/536؛ والإصابة: 2/162.
(5) ألفاظ الخبر غير واضحة بالأصل. واعتمدنا على ابن الأثير. وابن حجر فى استكمال الخبر. المرجعان السابقان.(4/263)
5245 - وروى شقيق أبو ليث، عن عاصم بن شييم عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سجد وقعت ركبتاه على الأرض قبل أن تبلغ كفاه (1) .
_________
(1) ألفاظ الخبر كسابقه غير واضحة، وقد استكملناها من ابن الأثير وقال: أخرجه أبو نعيم وابن منده هكذا، وقد فرق بعضهم بين شييم أبى عاصم، وشنتم أبى سعيد، فقال فى أبى عاصم: شنتم بالنون والتاء فوقها نقطتان، وقال فى أبى سعيد: شييم بيائين مثناتين من تحتها. أسد الغابة: 2/536.(4/264)
حرف الصاد(4/265)
818- (صُحَارُ بن عياش، وقيل: عباس،
وقيل: صُحار بن صخر بن شراحبيل بن منقذ) (1)
[ابن حارثة العبدى الديلى] ، روى عنه ابناه: عبد الرحمن وجعفر، ومنصور بن أبى منصور.
5246 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن الجريرى، عن ابى العلاء بن الشخير، عن عبد الرحمن بن صحار العبدى، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَقُوم السَّاعةُ حتَّى يُخْسَفَ بِقَبَائِلَ، فيقال: من بقى مِنْ بَنِى فُلانٍ؟» فعرفت حين قال: «قبائل» أنها العرب، لأن العجم تنسب إلى قراها (2) .
5247 - حدثنا سليمان بن داود الطيالسى، قال: وحدثنا الضحاك بن يسار، حدثنا يزيد بن عبد الله بن الشخير، حدثنا عبد الرحمن بن صحار العبدى، عن أبيه، قال: استأذنت النبى - صلى الله عليه وسلم - أن يأذن لى فى جرة أنتبذ فيها، فرخص لى فيها، أو أذن لى فيها (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/9؛ والإصابة: 2/176؛ والاستيعاب: 2/200؛ وقال البخارى: صحارى بن صخر العبدى: 4/327؛ وثقات ابن حبان: 3/194.
(2) من حديث صحار العبدى فى المسند: 3/483؛ واستعنا بالمسند فى استكمال غير الواضح فى المخطوطة.
(3) من حديث صحار العبدى فى المسند: 3/483.(4/265)
5248 - حدثنا وكيع، حدثنا الضحاك بن يسار، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن عبد الرحمن بن صحار العبدى، عن أبيه، قال: / قلت: يا رسول الله إنى رجل مستقام (1) ، فائذن لى فى جريرة فأنتبذ فيها، قال: فأذن لى فيها (2) .
5249 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا الجريرى، عن أبى العلاء بن الشخير، عن عبد الرحمن بن صحار العبدى، عن أبيه: قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخْسَفَ بِقَبَائِلَ، حتَّى يقال: مَنْ بَقِى مِنْ بَنِى فُلانٍ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يَعْنِى الْعَرَبَ. لأَنّ العجم إنَّمَا تُنْسَبُ إِلَى قُرَاهَا (3) .
إسناد هذين الحديثين قوى صحيح وليسا فى شىء من الكتب الستة من هذا الوجه (4) .
819- (صخر بن جبرٍ الأنصارىّ) (5)
ذكره الطبرانى فى الكبير (6) ولم يسند عنه شيئًا.
5250 - قال ابن الأثير: وروى أبو موسى المدينى، من طريق الحسن بن سالم، عنه حديثًا فى فسخ الحج إلى العمرة، قال: قدمنا لأربع مضين من ذى الحجة مهلين بالحج، فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنقضنا
_________
(1) المستقام: بكسر الميم: الكثير السقم. الصحاح..
(2) من حديث صحار العبدى فى المسند: 5/31..
(3) المصدر السابق.
(4) هذه الأخبار أخرجها الطبرانى فى الكبير: 8/87؛ وروى البزار بعضها والطبرانى بعضها. كشف الأستار: 3/348. 4/145.
(5) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/9؛ والإصابة: 2/178.
(6) الكلمة غير واضحة بالأصل، وما أثبتناه أقرب إلى الرسم، يراجع المعجم الكبير للطبرانى: 8/31.(4/266)
حجنا، وجعلناه عمرة، وطفنا بالبيت، وسعينا بين الصفا والمروة، وأحللنا مما يحل من الحرام، وأصبنا ما يصيب الحلال من النساء والطيب، حتى إذا كان يوم التروية غدونا من الغد إلى عرفات، أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتممنا حجنا فقال أحدنا: كيف نذهب إلى عرفات وهذا ذكر أحدنا يقطر منيًا، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكرهه، وقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ بَلَغَنِى مَا تَقُولُونَ، وَلَوْلا أَنَّ الْهَدْىَ كَانَ مَعِى لَكُنْتُ رَجُلاً مِنْكُم، ولكِن لا أُحِلّ حتَّى يَبْلُغَ الْهَدْىُ محلّه» (1) .
_________
(1) أسد الغابة: 3/9.(4/267)
820- (صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس
ابن عبد مناف بن قصى ابو سفيان الأموى) (1)
أسلم بمكة يوم الفتح.
5251 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِى سُفْيَان فَهُوَ آمِنٌ» (2) .
وشهد حُنَيْنًا، وأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة من الإبل، وأربعين أوقية، وشهد حصار الطائف وفقئت عينه يومئذ، ثم شهد اليرموك، ففقئت عينه الأخرى فعمى، وتوفى سند إحدى، وقيل أربع وثلاثين، وصلى عليه عثمان بن عفان بالمدينة، وله من العمر ثمان وثمانون سنة، وهو والد [أم] حبيبة أم المؤمنين، ومعاوية سلطان الإسلام، يأتى فى مسند عبد الله بن عباس حديث هرقل.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/10؛ والإصابة: 2/178؛ والاستيعاب: 2/190، والتاريخ الكبير: 4/310؛ وثقات ابن حبان: 3/193؛ وغلبت عليه كنيته.
(2) مسلم بشرح النووى: 4/414.(4/267)
821- (صخر بن صعصعة: أبو صعصعة) (1)
5252 - روى له أبو نعيم بسند لم يثبته. [ادعى الهيثم بن سهل بن عبد الله] (2) : أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أمره أن ينادى فى الناس: «لا يَصْحَبُنَا مُضْعِفٌ، ولا مُصْعبٌ» ، فعمد رجل من المنافقين إلى قعود له، فركبه، فلما اختلط الظلام شددنا على راحلته، حتى أصبحنا، فأتينا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «يَا صَخْرُ» ، قلت لبيك وسعديك. . . إلخ (3) .
822- (صخر بن عيلة بن عبد الله ابن ربيعة الأحمسى - رضي الله عنه -) (4)
حديثه فى رابع الكوفيين
5253 - حدثنا وكيع، حدثنا ابان بن عبد الله البجلى، حدثنا عمومتى، عن جدهم: صخر بن عيلة: أن قومًا من بنى سليم فروا عن أرضهم حين جاء الإسلام، فأخذتها، فأسلموا، فخاصمونى فيها إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فردها عليهم. وقال: «إذا أَسْلم الرَّجُل، فَهُوَ أَحَقُّ بِأَرْضِه. وَمَالِهِ» (5) .
وفى إسناده رجل لم يسم (6) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/11؛ والإصابة: 2/180.
(2) العبارة غير واضحة بالأصل، وما أثبتناه من الإصابة.
(3) العبارة غير واضحة بالأصل، وما أثبتناه أقرب إلىالرسم، بالرجوع إلى ابن الأثير. أسد الغابة: 3/11؛ وقال: المضعف: الذى دابته ضعيفة. والمصعب: الذى دابته صعبة لم يرضها.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/12؛ والإصابة: 2/180؛ والاستيعاب: 2/191؛ والتاريخ الكبير: 4/310؛ وثقات ابن حبان: 3/192.
(5) من حديث صخر بن عيلة فى المسند: 4/310.
(6) المعجم الكبير للطبرانى: 8/29.(4/268)
(حديث آخر)(4/269)
5254 - قال أبو داود فى كتاب الخراج: حدثنا عمر بن الخطاب: ابو حفصٍ (1) ، حدثنا الفريابى، حدثنا أبان، قال عمر: وهو ابن عبد الله بن أبى حازم، قال: حدثنى عثمان بن أبى حازم، عن أبيه، عن جده: صخر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزا ثقيفًا، فلما أن سمع ذلك صخر ركب فى خيل يمد النبى - صلى الله عليه وسلم -، فوجد نبى الله - صلى الله عليه وسلم - قد انصرف، ولم يفتح، فجعل صخر يومئذ عهد الله، وذمته أن لا يفارق هذا القصر حتى ينزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يفارقهم حتى نزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكتب إليه صخر: أما بعد، فإن ثقيفًا قد نزلت على حكمك يا رسول الله، وأنا مقبل إليهم، وهم فى خيل، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة جامعة. فدعا لأحمس عشرة دعوات: اللَّهم بَارِكْ لأَحْمَسَ فى خَيْلِهَا ورِجَالِهَا» .
وأتاه القوم، فتكلم المغيرة بن شعبة. فقال: يا نبى الله، إن صخرًا أخذ عمتى، ودخلت فيما دخل فيه المسلمون. فدعاه، فقال: «يا صَخْرُ، إن القَوْمَ إذَا أَسْلَمُوا
_________
(1) عمر بن الخطّاب السجستانى القسيرى: أبو حفص نزيل الأهواز، روى عن محمد بن يوسف الفريابى وغيره وعنه أبو داود وغيره. تهذيب التهذيب: 7/441.(4/269)
أَحْرَزُوا دِمَاءَهم وأمْوَالهم فَادْفَعْ إلى المغِيرَةِ عَمَّته» ، فدفعها إليه.
وسأل نبى الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا لِبَنِى سُلِيْم قَدْ هَرَبُوا عن الإسلام وتَركوا ذلك الماء؟» فقال: يا نبى الله أنزلنيه أنا وقومى، قال: «نَعم» فأنزله، وأسلم- يعنى السلميين- فأتوا صخرًا، فسِألوه أن يدفع إليهم الماء، فأبى، فأتوا النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا نبى الله أسلمنا، وأتينا صخرًا، ليدفع إلينا ماءنا فأبى علينا، فأتاه، فقال: «يَا صَخرُ إنَّ القومَ إذَا أسْلِمُوا أحْرَزُوا أمْوَالَهُم وَدِمَاءَهم، فَادْفَعْ إلى القَوْمِ ماءهم» ، قال: نعم يا نبى الله، فرأيت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتغير عند ذلك حمرة حياء من أخذه الجارية، وأخذه الماء (1) .
/823- (صخر بن قدامة العقيلىّ) (2)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى (باب فى إقطاع الأرضين) : سنن أبى داود: 3/175، وقال أبو القاسم بالغوى: ليس لصخر بن العيلة غير هذا الحديث فيما أعلم. وقال المنذرى: فى إسناده أبان بن عبد الله بن أبى حازم. ثم أورد أقوال العلماء فيه. مختصر السنن للمنذرى: 4/262.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/14؛ والإصابة: 2/180، والاستيعاب: 2/192.(4/270)
5255 - قال ابن الأثير: روى حماد بن زيد، عن أيوب، عن الحسن، عن صخر بن قدامة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يُولَدُ مَوْلُودٌ بَعْدَ الْمِائةِ [سنةٍ لله فيه] (1) حاجةٌ» ، قال أيوب: فلقيت صخر بن قدامة فسألته عن الحديث فلم يعرفه أخرجه الثلاثة (2) .
قلت: رواه الطبرانى عن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهرى. ومحمد بن جعفر بن أعين كلاهما: عن خالد بن خداش. عن حماد بن زيد به، وليس عنده زيادة قول أيوب (3) .
_________
(1) فى المخطوطة: «بعد المائة به فى» ، والتصويب من المرجع.
(2) أسد الغابة: 3/14.
(3) الخبر أخرجه فى المعجم الكبير: 8/31، وليست فيه زيادة قول أيوب كما قال المصنف، لكن أورده ابن حجر عن الطبرانى وابن شاهين بهذه الزيادة، ثم قال: قال ابن شاهين: هذا حديث منكر، وهذا البغدادى- يعنى محمد بن جعفر بن أعين- لا أعرفه. الإصابة: 2/180؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى عن شيخه أحمد بن القاسم بن مساور ومحمد بن جعفر بن أعين، ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح، ويحتمل أنه أراد: لا يولد لأخد بعد أن يكمل من العمر مائة سنة ولد فى الغالب، فإن ولد له، فلا يعيش الولد حتى يؤدبه، فيتعلم المعاصى، والله أعلم. مجمع الزوائد: 8/159.(4/270)
824- (صخر بن القعقاع الباهلى: خال سويد بن حجير) (1)
5256 - قال الطبرانى: حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوى. حدثنا إبراهيم بن الحجاج الشامى، حدثنا قزعة بن سويد الباهلى، حدثنا أبى: سويد، حدثنى خالى، قال: لقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين عرفة والمزدلفة فأخذت بخطام ناقته، فقلت: يا رسول الله، ما يقربنى من الجنة، ويباعدنى من النار؟ فقال: «أَمَا والله لَئِن كُنْتَ أوْجَزْتَ فى المسألة لَقَدْ عَظَّمْتَ وَأَطْوَلْتَ. أَقم الصَّلاةَ المَكْتُوبةَ، وأَدَّ الزَكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وحُجَّ الْبَيْتَ، وَمَا أَحْبَبْتَ أَنْ يَفْعَلَهُ النَّاسُ بِكَ، فَافْعَلْهُ بِهِمْ، وَمَا كَرِهْتَ أَنْ يَفْعَلَهُ النَّاسُ بِكَ فَدَعْ النَّاسَ مِنْهُ، خَلَّ خِطَام النَّاقَةِ» .
قال إبراهيم بن الحجاج، وخالى صخر بن القعقاع الباهلى (2) .
825- (صخر الغامدى - رضي الله عنه -) (3)
وغامد بطن من بطون الأزد فى مواضع من أول المكيين والمدنيين.
5257 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن عمارة بن حديد البجلى، عن صخر الغامدى، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «اللَّهُمّ بَارِكْ لأُمَّتِى فِى بَكُورِهَا» .
قال: وكان النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث سرية بعثها أول النهار، وكان
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/14؛ والإصابة: 2/181.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 8/31.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/15، وقال: صخر بن وداعة الغامدى؛ وفى الإصابة: 2/181، وأورد الخلاف فى اسم أبيه؛ والاستيعاب: 2/191، ووافق ابن الأثير فى اسم أبيه. وقال البخارى: صخر الغامدى، يقال أبو وداعة. التاريخ الكبير: 4/310؛ وقال ابن حبان: صخر بن وديعة الغامدى الأزدى، ويقال: ابن وداعة. الثقات: 3/193.(4/271)
صخر رجلاً تاجرًا، فكان لا يبعث غلمانه إلا من أول النهار، فكثر ماله حتى كان لا يدرى أين يضع ماله (1) .
_________
(1) من حديث صخر الغامدى فىالمسند: 3/416.(4/272)
5258 - حدثنا هشيم، أنبأنا يعلى بن عطاء، عن عمارة بن حديد، عن صخر الغامدى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمّ بَارِكْ لأُمَّتِى فِى بَكُورِهَا» .
قال: وكان إذا بعث سرية، أو جيشًا بعثهم من أول النهار، قال: وكان صخرٌ رجلاً تاجرًا، وكان يبعث غلمانه [من] أول النهار [قال: فأثرى وكثر ماله] (1) .
5259 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، قال: يعلى بن عطاء أنبأنى، قال: سمعت عمارة بن حديد- رجلٌ من بجلة-، / قال: سمعت صخر الغامدى- رجلٌ من الأزد- أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «اللَّهُمَ بَارِكْ لأُمَّتِى فِى بَكُورِهَا» .
قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث سرية بعثهم أول النهار، وكان صخرٌ رجلاً تاجرًا، وكان له غلمان، فكان يبعث غلمانه من أول النهار، فكان كثر ماله، حتى لا يدرى أين يضعه (2) .
هكذا رواه أبو داود والترمذى والنسائى وابن ماجه وقال الترمذى: حسن لا يعرف لصخر غير هذا الحديث (3) .
_________
(1) من حديث صخر الغامدى فى المسند: 3/417، وما بين معكوفات استكمال منه.
(2) من حديث صخر الغامدى فىالمسند: 3/432.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الجهاد (باب فى الابتكار فى السفر) : سنن أبى داود: 3/35؛ وقال: وهو صخر بن وداعة؛ وأخرجه الترمذى فى البيوع (باب ما جاء فى التبكير بالتجارة) : صحيح الترمذى: 3/508؛ وأخرجه النسائى فى البيوع أيضًا كما فى تحفة الاشراف: 4/161؛ وأخرجه ابن ماجه فى التجارات (باب ما يرجى من البركة فى البكور) : سنن ابن ماجه: 2/752.(4/272)
قال شيخنا: وقد رواه عفان بن مسلم عن عمرو بن مساور، عن أبى جمرة الضبعى، عن ابن عباس، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - (1) .
(حديث آخر عن صخر الغامدى)
_________
(1) تحفة الأشراف: 4/161.(4/273)
5260 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبى مريم، حدثنا محمد بن يوسف الفريابى، حدثنا سفيان بن عيينة، عن يعلى بن عطاء، عن عمارة بن حديد، عن صخر- وقد أدرك النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ، فَتُؤذُوا الأَحْيَاءَ» (1) .
* (صخر: ابو حازم الأحمسى) (2)
مختلف فى صحبته، يأتى فى الكنى)
826- (صرم بن يربوعٍ: صحابى) (3)
سماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعيدًا.
5261 - قال الحافظ أبو نعيم: حدثنا ابو بكر: أحمد بن القاسم بن الريان اللكى (4) ، حدثنا أحمد بن محمد بن الجعد، حدثنا أحمد بن
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/29؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والصغير، وقال: عن النبى - صلى الله عليه وسلم - الكفار الذين أسلم أولادهم، وفيه عبد الله بن سعيد بن أبى مريم وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 8/76.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/10؛ وقال ابن حجر: صخر، يقال: هو اسم أبى حازم، والد قيس، والراجح أن اسمه عوف، وأما صخر أبو حازم فهو ابن العيلة. الإصابة: 2/181.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/17؛ وترجم له ابن حجر وابن عبد البر: سعيد بن يربوع. الإصابة: 2/51؛ والاستيعاب: 2/15..
(4) غير واضح بالأصل، والتصويب من الميزان، قال: له جزء عال، رواه عنه أبو نعيم الحافظ. الميزان: 1/128.(4/273)
محمد سنان القطان، حدثنا زيد بن الحباب، عن عبد الرحمن بن الصرم وعمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن الصرم، حدثنى جدى، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «أّيُّنَا أَكْبَرُ أَنا أَوْ أَنْتَ؟» فقال: أنت أكبر منى وأخير، وأنا أقدم سناً منك، فسماه سعيدًا، وقال: «الصَّرْمُ قَدْ ذَهب» (1) .
_________
(1) أسد الغابة: 3/17؛ وتراجع الإصابة: 2/51.(4/274)
827- (صرمة العذرى - رضي الله عنه -) (1) /
5262 - قال الطبرانى: حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطى، حدثنا عمرو ابن عون الواسطى، حدثنا عبد الحميد بن سليمان، سمعت ربيعة بن أبى عبد الرحمن يحدث، عن صرمة العذرى. قال: غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنى المصطلق، فأصبنا كرائم العرب، فأرغبنا فى التمتع وقد اشتدت علينا العزوبة، فأردنا أن نستمتع ونعزل، فقال بعضنا لبعض: ما ينبغى لنا أن نصنع هذا، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا، حتى نسأله، فسألناه، فقال: «اعْزِلُوا أَوْ لا تَعْزِلُوا، مَا كَتَبَ اللهُ مِنْ نَسَمةٍ هِىَ كَائِنَةٌ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ إلاَّ وَهِىَ كَائِنَةٌ» .
وهذا أسنادٌ جيد قوى ولله الحمد (2) .
* (صدى بن عجلان، أبو أمامة الباهلى)
يأتى فى الكُنى
يتلوه الصعب بن جثامة فى الجزء الثلاثين
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/19؛ والإصابة: 2/184؛ والاستيعاب: 2/199؛ وضبطه غير واضح فى الاستيعاب، ولكن قال ابن حجر: ذكره أبو عمر بالفاء بدل الميم.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 8/89؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الحميد بن سليمان وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 4/297، والاستكمال منهما.(4/274)
الجُزء الثلاثون
بسم الله الرحمن الرحيم(4/275)
828- (الصعب بن جَثَّامَةَ) (1)
واسمه يزيد بن قيس بن ربيعة بن عبد الله بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكنانى الليثى: حليف قريش، وأمه زينب بن حرب بن أمية، أخت أبى سفيان، وكان ينزل بودان (2) والأبواء وتوفى فى خلافة الصديق.
حديثه فى الرابع والخامس من المكيين والمدنيين - رضي الله عنه -.
5263 - حدثنا عبد الله، حدثنى أبو حميد الحمصى: أحمد بن محمد بن المغيرة ابن يسار، حدثنا حيوة، حدثنا بقية، عن صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، قال: لما فتحت إصطخر (3) ، فإذا منادٍ: ألا أن الدجال قد خرج، قال: فلقيهم الصعب بن جثامة، قال: فقال: لولا ما تقولون لأخبرتكم إنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يَخْرُجُ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/20؛ والإصابة: 2/184؛ والاستيعاب: 2/198؛ والتاريخ الكبير: 4/322؛ وثقات ابن حبان: 3/195.
(2) ودان: بالفتح بين مكة والمدينة، قرية جامعة من نواحى الفرع، بينها وبين هرش ستة أميال، وبينها وبين الأبواء نحو ثمانية أميال، قريبة من الجحفة.
والأبواء: قرية من أعمال الفرع من المدينة، بينها وبين الجحفة مما يلى المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً. معجم البلدان: 1/79، 5/365.
(3) إصطخر: بلدة بفارس، وهى من أعيان حصونها ومدنها، معجم البلدان: 1/211.(4/275)
الْدَجَّالُ حَتَّى يُذْهلَ النَّاسُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَحَتَّى تَتْرَكَ الأَئِمّةُ ذِكْرَهَ عَلَى الْمَنَابِرِ «لا بأس بإسناده، ولم يخرجه (1) .
_________
(1) الخبر من روايات عبد الله بن أحمد فى المسند من حديث الصعب بن جثامة. المسند: 4/71.(4/276)
5264 - حدثنا سفيان، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة. قال: مر بى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا بالأبواء أو بودان، فأهديت له من لحم حمار وحش وهو محرم، فرده على، فلما رأى فى وجهى الكراهة. قال: «إِنَّهُ لَيْسَ بِنَا رَدٌّ عَلَيْكَ وَلَكِنَّا حُرُمٌ» وسمعته يقول: «لا حِمَى إلاَّ لله، ولِرَسُولِهِ» .
وسُئل عن أهل الدار من المشركين يبيتون (1) فيصاب من نسائهم وذراريهم: فقال: «هُمْ مِنْهُمْ» ، ثم يقول الزهرى: ثم نهى عن ذلك بعد.
هذه ثلاثة أحاديث بهذا الإسناد (2) .
فأما حديثه الأول فى إهداء الحمار، فقد رواه الجماعة إلا أبا داود من طرق متعددة عن الزهرى به (3) وممن رواه عنه مالك بن أنس (4) .
_________
(1) سئل عن أهل الدار يبيتون: أى يصابون ليلاً، وتبيت العدو: هو أن يقصد فى الليل من غير أن يعلم، فيؤخذ بغتة، وهو البيات. النهاية: 1/102.
(2) من حديث الصعب بن جثامة فى المسند: 4/37.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى الحج (باب أهدى للمحرم حمارًا وحشيًا حيًا لم يقبل) ، وفى الهبة (باب قبول الهبة) ، و (باب من لم يقبل الهدية لعلة) : فتح البارى: 4/31، 5/202، 220؛ وأخرجه مسلم فى الحج من عدة طرق (باب تحريم الصيد المأكول البرى للمحرم) : 3/273 وما بعدها؛ وأخرجه الترمذى فى الحج (باب ما جاء فى كراهية لحم الصيد للمحرم) : صحيح الترمذى: 3/197؛ وقال: حسن صحيح، ثم استكمل فقه الموضوع؛ وأخرجه النسائى فى المناسك فى الباب: المجتبى: 5/144؛ وأخرجه ابن ماجه فيه أيضًا، سنن ابن ماجه: 2/1032.
(4) الموطأ بشرح الزرقانى: 2/281.(4/276)
وأما حديثه الثانى: «لاَ حِمَى إلاَّ لله وَلِرَسُولِهِ» ، فرواه البخارى وأبو داود، والنسائى من حديث الزهرى أيضًا (1) .
وأما حديثه الثالث: «سئل عن أهل الدار من المشركين يبيتون» فرواه الجماعة من طريق الزهرى أيضًا (2) .
قرأت على عبد الرحمن بن مهدى: مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن/ عبد الله، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة الليثى: أنه أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو بالأبواء أو بودان حمارًا وحشيًا، فرده عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأى ما فى وجهى، قال: «إِنَّا لَمْ نَرُدّ عَلَيْكَ إلاَّ أَنَّا حُرُمٌ» (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الشرب (باب لا حمى إلا لله) ، وفى الجهاد (باب أهل الدار يبيتون) : فتح البارى: 5/44، 6/146؛ وأخرجه أبو داود فى الخراج (باب فى الأرض يحيمها الإمام أو الرجل) : سنن أبى داود: 3/180؛ وأخرجه النسائى فى السير فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/186.
(2) الخبر أخرجه البخارى فىالجهاد (باب أهل الدار يبيتون) : فتح البارى: 6/146؛ وأخرجه مسلم فى الجهاد والسير (جواز قتل الصبيان والنساء فى البيات) : مسلم بشرح النووى: 4/342 وما بعدها؛ وأخرجه أبو داود فى الجهاد (باب فى قتل النساء) : سنن أبى داود: 3/54؛ وأخرجه الترمذى فى السير بلفظ مختلف لا يغير المعنى، وقال: حسن صحيح. صحيح الترمذى: 4/137؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الاشراف: 4/185؛ وأخرجه ابن ماجه فى الجهاد (باب الغارة والبيات، وقتل النساء والصبيان) : سنن ابن ماجه: 2/947.
(3) من حديث الصعب بن جثامة فىالمسند: 4/38.(4/277)
5265 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، أخبرنى عمرو بن دينار: أن ابن شهاب أخبره، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن الصعب ابن جثامة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قيل له: لو أن خيلاً أغارت من الليل، فأصابت من أبناء المشركين؟ قال: «هُمْ مِنْ آبَائِهِمْ» (1) .
_________
(1) المرجع السابق.(4/277)
5266 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عتبة، عن بن عباس، عن الصعب بن جثامة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لاّ حِمَى إلا لله وَلِرَسُولِهِ» (1) .
5267 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة، قال: قلت: يا رسول الله إنا نصيب فى البيات من ذرارى المشركين؟ قال: «هُمْ مِنْهُمْ» (2) .
5268 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة، قال: مر بى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا بالأبواء فأهديت له حمار وحشٍ، فرده علىّ. فلما رأى الكراهية فى وجهى، قال: «إِنَّهُ لَيْسَ بِنَا رَدٌّ عَلَيْكَ، وَلَكِنَّ حُرُمُ» (3) .
5269 - حدثنا محمد بن بكر، حدثنا ابن جريج، أخبرنى ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن عباس، عن الصعب بن جثامة: أنه قال: مر بى، وأنا بالأبواء أو بودان، فأهديت له حمار وحش، فرده علىّ، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكراهية فى وجهى، قال: «إّنَّهُ لَيْسَ بِنَا رَدُّ عَلَيْكَ، وَلَكِنَّا حُرُمٌ» .
قلت لابن شهاب: الحمار عقير (4) ؟ قال: لا أدرى (5) .
_________
(1) المرجع السابق.
(2) المصدر السابق.
(3) من حديث الصعب بن جثامة فى المسند: 4/38.
(4) عقير: مجروح بمعنى أنه صاده من قبل. اللسان.
(5) من حديث الصعب بن جثامة فى المسند: 4/38.(4/278)
5270 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا ابن أبى ذئب، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة: أنه أهدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمار وحشٍ، وهو محرم، فذكره (1) .
5271 - حدثنا عبد الله [حدثنى أبى؛ حدثنا] (2) محمد بن أبى بكر- وهو المقدمى-، حدثنا محمد بن ثابت العبدى، حدثنا عمرو بن دينار، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة: أنه أهدى إلى رسول الله/ - صلى الله عليه وسلم - لحم صيدٍ، فلم يقبله، فرأى ذلك فى وجه الصعب، فقال: «إِنَّهُ لَم يَمْنَعنا أَنْ نَقْبَلَ مِنْكَ إلا أنا كُنَّا حُرُمًا» .
قال: وسُئل عن الخيل يوطئها أولاد المشركين بالليل، فقال: «هُمْ [- يعنى من] آبائهمْ» .
وقال: لا حِمَى إلا لله وَلِرَسُولِهِ» (3) .
5272 - حدثنا عبد الله، حدثنى أبو خيثمة: زهير بن حرب، حدثنا سفيان، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، [عن ابن عباس] ، عن الصعب بن جثامة. قال: مر بى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا بالأبواء، أو بودان، فأهديت له لحم حمار وحشٍ، وهو محرم، فرده علىّ فلما رأى فى وجهى الكراهية، قال: «لَيْسَ بِنا رَدُّ عَلَيْكَ، وَلَكِنَّا حُرُمٌ» .
_________
(1) المصدر السابق.
(2) استكمال من المسند ليصح السياق، وفى الأصل: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبى بكر.
(3) من حديث الصعب بن جثامة فى المسند: 4/71، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/279)
قال: وسمعته يقول: «لا حِمَى إلا لله وَلِرَسُولِهِ» .
قال: وسئل عن [أهل] الدار من المشركين، فيبيتون، فيصاب من نسائهم، وأولادهم (1) وذراريهم، قال: «هُمْ مِنْهُمْ» (2) .
_________
(1) النص عند أحمد: «من نسائهم وذراريهم» فقط.
(2) من حديث الصعب بن جثامة فى المسند: 4/71، وما بين معكوفات استكمال منه.(4/280)
5273 - حدثنا عبد الله، [حدثنى أبى، قال] : حدثنى مصعب- هو الزبيرى- (1) ، حدثنى عبد العزيز بن محمد، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله ابن عياش المخزومى، عن ابن شهاب، عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس، عن الصعب ابن جثامة الليثى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمى البقيع (2) ، وقال: «لا حِمَى إلا لله، ولِرَسُولِهُ» (3) .
5274 - حدثنا عبد الله، حدثنى مصعب بن عبد الله، حدثنى مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن [عتبة بن] مسعود، عن عبد الله ابن عباس، عن الصعب بن جثامة الليثى، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمارًا وحشيًا، وهو بالأبواء أو بودان، فرده رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما فى وجهى، قال: «إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إلاَّ أَنَّا حُرُمٌ» (4) .
_________
(1) فى الأصول: هو الزهرى، خلافًا للمسند، وهو مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام: أبو عبد الله الزبيرى. تهذيب التهذيب: 10/162.
(2) البقيع من الأرض: المكان المتسع، ولا يسمى بقيعًا إلى وفيه شجر، أو أصولها، وبقيع الفرقد: موضع بظاهر المدينة فيه قبور أهلها كان به شجر الفرقد فذهب. النهاية: 1/90.
(3) من حديث الصعب بن جثامة فى المسند: 4/71، وما بين معكوفين استكمال منه.
(4) المصدر السابق، والاستكمال منه.(4/280)
5275 - حدثنا عبد الله، [حدثنى أبى] ، حدثنى منصور بن أبى مزاحم، حدثنا أبو أوس: عبد الله بن أوس، سمعت منه فى خلافة المهدىِّ، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة، قال: أهديت للنبى - صلى الله عليه وسلم - حمارًا عقيرًا وحشيًا بودان- أو قال: بالأبواء فرده علىّ، فلما رأى شدة ذلك فى وجهى، قال: «إِنَّا إنَّما رَدَدْنَاهُ عَلَيْكَ لأَنَّا حُرُمٌ» (1) .
5276 - حدثنا عبد الله، [حدثنى أبى] ، حدثنى عبيد الله بن عمرو القواريرى، قال: حدثنا حماد بن يزيد سمعت صالح بن كيسان يحدث عن عبيد الله ابن عبد الله، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينما هو بودان إذ أتاه الصعب [بن جثامة]- أو رجلٌ- ببعض حمار وحش، فرده عليه، فقال: «إِنَّا حُرُمٌ لا نَأْكُلُ الْصَّيْدَ» (2) . /
5277 - حدثنا عبد الله، حدثنى محمد بنى أبى بكر، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عمرو بن دينار عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا حِمَى إلاَّ لله ولِرَسُولِهِ» (3) .
5278 - حدثنا عبد الله، حدثنى محمد بن أبى بكر، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عمرو [بن دينار] ، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة، قال: قيل: يا رسول الله إن خيلنا أوطئت أولاد المشركين؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هُمْ مِنْ آبائِهِمْ» (4) .
_________
(1) من حديث الصعب بن جثامة فى المسند: 4/71، وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) المصدر السابق؛ وما بين معكوفات استكمال منه.
(3) المصدر السابق.
(4) المصدر السابق.(4/281)
5279 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن أبى بكر، حدثنا حماد، عن عمرو ابن دينار، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة، قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بودان بحمار وحش، فرده، وقال: «إِنَّا حُرُمٌ لا نَأْكُلُ الصَّيْدَ» (1) .
5280 - حدثنا عبد الله، حدثنى أبى، حدثنا عامر بن صالح الزبيرى (2) سنة ثمانين ومائة، حدثنى يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا حِمَى إلا لله وَلِرَسُولِهِ» (3) .
5281 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو حميد، حدثنا عبد الوهاب بن نجدة (4) ، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا جعفر بن الحارث، عن محمد ابن إسحاق، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس، عن الصعب ابن جثامة، قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدار من المشركين نغشاها بياتًا فكيف بمن يكون تحت الغارة من الولدان؟ قال: «هُمْ مِنْهُم» (5) .
5282 - حدثنا عبد الله، حدثنى إسحاق بن منصور الكوسج- (6)
_________
(1) من حديث الصعب بن جثامة فى المسند: 4/71.
(2) فى المخطوطة: «الزهرى» ، والتصويب من المسند، وهو: عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام: الزبيرى أبو الحارث. تهذيب التهذيب: 5/71.
(3) من حديث الصعب بن جثامة فى المسند: 4/71.
(4) فى الأصول: «عبد الله بن محمد» والتصويب من المسند، وهو: عبد الوهاب بن نجدة الحوطى. تهذيب التهذيب: 6/453.
(5) من حديث الصعب بن جثامة فى المسند: 4/72.
(6) هو إسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج: أبو يعقوب التميمى المروزى نزيل نيسابور. تهذيب التهذيب: 1/249.(4/282)
من أهل مرو- فى سنة ثمان وعشرين ومائتين، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، أخبره الصعب بن جثامة: سُئل
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أهل الدار من المشركين يبيتون فيصاب من نسائهم، وذراريهم؟ قال: «هُمْ مِنْهُمُ» (1) .
_________
(1) من حديث الصعب بن جثامة فى المسند: 4/72.(4/283)
5283 - حدثنا عبد الله، حدثنى إسحاق بن منصور، أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن الصعب ابن جثامة، قال: قلت: يا رسول الله إنا نصيب فى البيات من ذرارى المشركين؟ قال: «هُمْ مِنْهُمْ» (1) .
5284 - حدثنا عبد الله، حدثنى إسحاق بن منصور، حدثنا يعقوب بن إبراهيم- يعنى ابن سعد-، حدثنا أبى، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب: أن عبيد الله بن عبد الله أخبره، أن ابن عباس أخبره: أن الصعب بن جثامة أخبره: أنه أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - / حمار وحش، وهو بودان، فرده عليه، فلما رأى ما فى وجهى. قال: «إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إلا أَنَّا حُرُمٌ» (2) .
5285 - حدثنا عبد الله، حدثنى إسحاق بن منصور، حدثنا يعقوب بن إبراهيم- يعنى ابن سعد-، حدثنى أبى، عن صالح- يعنى ابن كيسان-، عن بن شهاب: أن عبيد الله بن عبد الله أخبره: أن ابن عباس أخبره: أن صعب بن جثامة أخبره: أنه أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمار وحشٍ، وهو بودان، فرده عليه، فلما رأى ما فى وجهى، قال:
_________
(1) المصدر السابق.
(2) المصدر السابق.(4/283)
«إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إلاَّ أَنَّا حُرُمٌ» (1) .
_________
(1) من حديث الصعب بن جثامة فى المسند: 4/72؛ وفى المخطوطة: «الكراهية رده» ، والتصويب من المسند.(4/284)
5286 - حدثنا عبد الله، حدثنى إسحاق، أنبأنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن أخى بن شهاب، عن عمه: أخبرنى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن عبد الله ابن عباس كان يقول: سمعت الصعب بن جثامة بن قيس الليثى يقول: أهديت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمار وحشٍ بالأبواء فرده، فلما عرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى وجهى كراهية ردع قال: «إِنَّهُ لَيْسَ بِنَا رَدٌّ عَلَيْكَ ولَكِنَّا حُرُمٌ» (1) .
5287 - حدثنا عبد الله، حدثنى إسحاق بن منصور، أنبأنا أبو اليمان: الحكم بن نافع، أنبأنا شعيب، عن الزهرى، أخبرنى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ابن مسعود: أن عبد الله بن عباس أخبره: أنه سمع الصعب بن جثامة الليثى- وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخبر: أنه أهدى النبى - صلى الله عليه وسلم - حمار وحشٍ بالأبواء، أو بودان، والنبى - صلى الله عليه وسلم - مُحْرم، فرده النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال الصعب: فلنا عرف النبى - صلى الله عليه وسلم - فى وجهى رده هديتى، قال: «لَيْسَ بِنا رَدٌّ عَلَيْكَ، وَلَكِنَّا حُرُمٌ» (2) .
5288 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن سليمان بن حبيب: لُوَيْنٌ، حدثنا حماد بن يزيد، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أقبل حتى إذا كان بودان أهدى له أعرابى لحم صيد، فرده، قال: «إِنَّا لا نَأْكُلُ الصَّيْدَ» (3) .
_________
(1) من حديث الصعب بن جثامة فى المسند: 4/72
(2) من حديث الصعب بن جثامة فى المسند: 4/72.
(3) المصدر السابق.(4/284)
5289 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن سليمان، حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة: أنه أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - بحمار وحشٍ، فرده عليه، وقال: «إِنَّا حُرُمٌ لاَ نَأْكُلُ الصَّيْدَ» (1) .
5290 - حدثنا عبد الله، حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا مسلم بن خالد، عن الزهرى، عن [عبيد الله بن] عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة، أنه قال: يا رسول الله نغشى الدار، أو الديار، من المشركين ليلاً معهم نساؤهم وصبيانهم فنقتلهم؟ قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «هُمْ مِنْهُمْ» (2) .
5291 - حدثنا عبد الله، حدثنى أبى، حدثنا أبو القاسم بن أبى الزناد، عن الزنجى (3) . / قال: رأيت الزهرى صابغًا رأسه بالسواد (4) .
5292 - حدثنا عبد الله، حدثنى إسحاق بن منصور الكوسج، أنبأنا بن شميل- يعنى النضر-، حدثنا محمد - هو ابن عمرو-، عن الزهرى، عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن الصعب ابن جثامة الليثى، قال: كان يحدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحاديث.
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لاَ حِمَى إلاَّ لله وَلِرَسُولِهِ» .
قال: وأهديت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمار وحشٍ، وهو محرم، فرده على، فعرف ذلك فى وجهى، فقال: «إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إلاَّ أَنَّا حُرُمٌ» .
_________
(1) من حديث الصعب بن جثامة فى المسند: 4/73.
(2) من حديث الصعب بن جثامة فىالمسند: 4/73.
(3) فى الأصول: «القونجى» ، والتصويب من المسند. والزنجى هو: مسلم بن خالد بن فروة. وروى عن زيد بن أسلم والزهرى وغيرهما. تهذيب التهذيب: 10/128.
(4) مسند أحمد: 4/73.(4/285)
وسألته عن أولاد المشركين، فقال: «اقْتُلْهُمْ مَعَهُمْ» ، قال: وقد نهى عنهم يوم خيبر (1) .
_________
(1) من حديث الصعب بن جثامة فى المسند: 4/73.(4/286)
5293 - حدثنا عبد الله، حدثنى إسحاق بن منصور، حدثنا عبد الله بن الزبير- يعنى الحميدى-، حدثنا سفيان، حدثنا الزهرى، أخبرنى عبيد الله بن عبد الله: أنه سمع ابن عباس يقول: أخبرنى الصعب بن جثامة الليثى: قال: سمعت رسول الله» - صلى الله عليه وسلم - وسئل عن أهل الدار من المشركين، فيبيتون، فيصاب من نسائهم وذراريهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هُمْ مِنْهُمْ» .
وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لاَ حِمَى إلاَّ للهِ وَلِرَسُولِهِ» .
وأهديت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحم حمار وحشٍ. وهو بالأبواء أو بودان، فرده علىّ، فلما رأى الكراهية فى وجهى، قال: «إِنَّا لَيْسَ مِنَّا رَدٌّ عَلَيْكَ، وَلَكِنَّا حُرُمٌ» .
قال سفيان: حدثنا عمرو بن دينار بحديث الصعب هذا عن الزهرى قبل أن نلقاه فقال فيه: [ «هُمْ] مِنْ آبائِهِمْ» ، فلما قدم علينا الزهرى تفقدته فلم يقل، وقال: «هُمْ خَيْرٌ مِنْهُم» (1) .
5294 - حدثنا عبد الله، حدثنى داود بن عمرو: وأبو سليمان الضبى، حدثنا عبد الرحمن [بن] أبى الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عبيد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن الصعب ابن جثامة، قال: قلت: يا رسول الله الدار من دور المشركين يصبحها
_________
(1) من حديث الصعب بن جثامة فى المسند: 4/73؛ وما بين معكوفين استكمال منه.(4/286)
الغارة فنصيب الولدان تحت بطون الخيل، ولا نشعر، قال: «إنَّهُم مِنْهُمْ» (1) .
_________
(1) من حديث الصعب بن جثامة فى المسند: 4/73.(4/287)
5295 - حدثنا عبد الله، حدثنى إسحاق بن منصور، أنبأنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهابٍ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس، عن الصعب بن جثامة الليثى: أنه أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو بالأبواء أو بودان حمارًا وحشيًا، فرده عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما فى وجهى، قال: «لَمْ نَرُدُّه عَلَيْكَ إلاَّ أَنَّا حُرُمٌ» (1) .
5296 - حدثنا عبد الله، / حدثنا إسحاق، حدثنا روح بن عبادة مثله: يعنى عن مالك، وقال روح: وجهه (2) .
5297 - حدثنا عبد الله، [حدثنى أبى، قال] : حدثنا إسحاق، حدثنا أبو نعيم، حدثنا ابن عيينة، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ حِمَى إلاَّ للهِ وَلِرَسُولِهِ» (3) .
829- (الصعب بن مِنْقَرٍ) (4)
5298 - روت عنه ابنته أم البنين أنه استحفر النبى - صلى الله عليه وسلم - يعنى أنه طلب أن يأذن له أن يحفر بئرًا فأحفره، وأمره أن لا يمنع أحدًا، فحفر
_________
(1) المرجع السابق.
(2) المرجع السابق.
(3) المرجع السابق.
(4) فى الأصول: «الصعب بن منقذ» مصحفًا وله ترجمة فى أسد الغابة 3/21 والإصابة: 2/184.(4/287)
بئرًا، فجاءت مالحة، فأعطاه سهمًا، فوضعه فيها فعذبت.
هكذا قال ابن الأثير، ولم يعزه إلى كتابٍ (1) .
_________
(1) استدرك ابن حجر عن ابن الأثير هذا الحديث وقال: وقد سبق إلى ذكره أبو على بن السكن، وله عنده تخريجات أخرى. المرجعان السابقان.(4/288)
830- (صعصعة بن معاوية بن حصين بن عبادة) (1)
ابن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مرة عم الأحنف بن قيس، وأخو جزء بن معاوية التميمى السعدى البصرى: صحابى جليل، حديثه فى ثانى البصريين، وزعم ابن عساكر أنه صعصعة ابن ناجية، والصحيح أنه غيره كما ستراه.
وحكى ابن الأثير الخلاف فى صحبة صعصعة هذا، والصحيح أنه صحابى. قال ابن حبان: مات فى ولاية الحجاج على العراق (2) .
5299 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا جرير بن حازم، أنبأنا الحسن، عن صعصعة بن معاوية: عم الفرزدق: أنه أتى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقرأ عليه {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} ، قال: «حَسْبِى لاَ أُبَالِى أَنْ لاَ أَسْمَعَ غَيْرَهَا» (3) .
5300 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا جرير، سمعت الحسن، قال: حدثنا صعصعة بن معاوية- عم الفرزدق-، قال: قدمت على النبى - صلى الله عليه وسلم - فسمعته يقرأ هذه الأية، فذكر معناه (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/21؛ والإصابة: 2/185؛ والاستيعاب: 2/195؛ والتاريخ الكبير: 4/320، ولم يذكر له صحبة. وترجم له ابن حبان فى التابعين: 4/383.
(2) نقول: ذكر ابن حبان أنه تابعى كما حدد زمان وفاته، فليتأمل. الثقات: 4/383.
(3) من حديث صعصعة بن معاوية فى المسند: 5/59.
(4) المرجع السابق.(4/288)
5301 - حدثنا عفان، حدثنا جرير بن حازم، سمعت الحسن، قال: قدم عم الفرزدق: صعصعة المدينة: لما سمع: [ {فَمَنْ يَعْمَلْ] مِثْقَالَ ذًرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًا يَرَهُ} ، قال: «حَسْبِى لاَ أُبَالِى أَنْ لاَ أَسَمَعَ غَيْرَ هَذَا» (1) .
ورواه النسائى عن إبراهيم بن يونس بن محمد، عن أبيه، عن جرير به، قال شيخنا ولم يذكره أبو القاسم (2) .
831- (صعصعة بن ناجية بن عقال) (3)
ابن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم: جد الفرزدق/ الشاعر، كان ينزل البصرة.
5302 - روى الطبرانى من حديث العلاء بن الفضل بن عبد الملك، حدثنا عباد بن كسيب (4) : أبو الخشاب العنبرى، حدثنى طفيل بن عمر الربعى- ربيعة بن مالك بن حنظلة أخوه عُجيف-، عن صعصعة بن ناجية- وهو جد الفرزدق بن غالب بن صعصعة-، قال: قدمت على النبى - صلى الله عليه وسلم -، فعلمنى الإسلام، فاسلمت، وعلمنى آيات من القرآن، فقلت: يا رسول الله، إنى عملت أعمالاً فى الجاهلية، فهل لى [فيها] من أجر، قال: «وَمَا عَمِلت؟» فذكر قصته إلى أن قال: وظهر الإسلام، وقد أحييت ثلاثمائة وستين من الموءُودة أشترى كل موءُودة
_________
(1) المرجع السابق، وما بين معطوفين استكمال للنص.
(2) الخبر أخرجه النسائى فىالكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/187.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/22؛ والإصابة: 2/186؛ والاستيعاب: 2/194؛ والتاريخ الكبير: 4/319؛ وثقات ابن حبان: 3/194.
(4) عبادة بن كسيب: عن الطيفيل بن عمرو، قال البخارى: لا يصح حديثه سمع طفيل بن عمرو، وروى عنه العلاء بن الفضل. التاريخ الكبير: 6/40؛ والميزان: 2/275.(4/289)
بناقتين عَشْرَاوَيْن وجملٍ، فهل فى ذلك من أجر؟ فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: [لك] أَجْرُهُ إذْ مَنَّ الله عَلَيْكَ بِالإِسْلامِ» .
قال عباد: ومصداق قول صعصعة [قول] الفرزدق.
وجدى الذى منع الوائدات فأحيى الوئيد ولم يوأد (1)
(حديث آخر عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/91، وورد فى الأصل بيت الشعر هكذا:
وجدى الذى منع الوليدات فأحيا الوليد فلم يوذن هما.
والتصويب من المرجع ومن الهيثمى، وما بين معكوفات استكمال منهما. والخبر أخرجه البزار، ولم يعقب عليه، وقال الهيثمى: فيه الطفيل بن عمرو التميمى. قال البخارى، لا يصح حديثه. وقال العقيلى: لا يتابع عليه. كشف الأستار: 1/55؛ ومجمع الزوائد: 1/94.(4/290)
5303 - قال الطبرانى: حدثنا بكر بن فضيل (1) البصرى، حدثنا محمد بن مرزوق، حدثنا عبد الله بن حرب، حدثنى إبراهيم بن أسعد- يلقب بابن داحة-، حدثنى عقار بن شبه عقال بن صعصعة بن ناجية المجاشعى، حدثنى أبى، عن جدى، عن أبيه: صعصعة بن ناجية، قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله ربما فضلت لى الفضلة خبأتها للنائبة وابن السبيل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اُمُّك وَأَبَاكَ وَأُخْتَك، وَأَخَاكَ، وَأَدْنَاكَ أَدْناك» (2) .
* (الصَّعِقُ: أبو عبد الله) (3)
قال الحافظ أبو موسى المدنى: لا أدرى له صحبة أم لا.
_________
(1) فى المجتمع: مقبل.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 8/92؛ وقال الهيثمى: فيه من لم أعرفه. مجمع الزوائد: 3/120.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/23؛ والإصابة: 2/187.(4/290)
ثم روى له بإسناده، عن عبد الله بن الصعق، عن أبيه مرفوعًا: «لا تَغْضَبُوا، وَلا تَسْخَطُوا فِى كَسْر الآنِيَة، فَإِنَّ لها أجالاً كأجال الإِنسِ» (1) .
_________
(1) قال ابن حجر: إسناد ضعيف. المرجعان السابقان.(4/291)
832- (صفوان بن أمية بن [خلف بن وهب بن] حذافة بن جمح:
أبو وهب) (1)
وقيل: أبو أمية الجمحى، وهو أخو كلدة بن حنبل لأمه، وكانت جمحية. هرب عام الفتح، ثم استؤمن له، وسيره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة أشهر (2) وشهد معه حُنِيْنًا، وهو مشرك، ثم أسلم فحسن إسلامه، وكان من سادات قريش ومطعميهم، وتوفى سنة ثنتين وأربعين، وقيل قبلها.
5304 - حدثنا يزيد بن هارون/، أنبأنا شريك، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أمية بن صفوان بن أمية، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعار منه يوم حُنين أدراعًا، فقال: أغصبًا يا محمد؟ فقال: «بَلْ عَارِيَّةٌ (3) مَضْمونَة» ، قال: فضاع بعضها، فعرض عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يضمنها له، فقال: أنا اليوم يا رسول الله فى الإسلام أرغب (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/23؛ والإصابة: 2/187؛ والاستيعاب: 2/183؛ والتاريخ الكبير: 4/304؛ وثقات ابن حبان: 3/191.
(2) توضيحًا لهذا القول: أنه لما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأمان رجع، ووقف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وناداه فى جماعة من الناس: يا محمد إن هذا وهب بن عمير يزعم أنك أمنتنى على أن لى مسير شهرين، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنزل أبا وهب» فقال: لا حتى تبين لى. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «انزل ولك مسير أربعة أشهر» . أسد الغابة.
(3) عارية: العارية يجب ردها إجماعًا مهما كانت عينها باقية، فإن تلفت وجب ضمان قيمتها عند الشافعى، ولا ضمان فيها عند أبى حنيفة، والعارية مشددة الياء كأنها منسوبة إلى العار، لأن طلبها عار وعيب. النهاية: 3/138.
(4) من حديث صفوان بن أمية فى المسند: 6/465.(4/291)
5305 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا سليمان- يعنى ابن قرم- (1) ، عن سماك، عن حميد (2) : - ابن أخت صفوان بن أمية-، عن صفوان بن أمية، قال: كنت نائمًا فى المسجد على خميصة لى، فسرقت، فأخذنا السارق، فرفعناه إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأمر بقطعه، فقلت: يا رسول الله أفى خميصة ثمن ثلاثين درهمًا؟ أنا أهبها له أو أبيعها له، قال: «فَهَلاَّ كَانَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِى بِهِ» (3) .
رواه أبو داود، والنسائى من حديث سماك به (4) .
قال أبو داود: ورواه زائدة، عن سماك، عن جعيد بن جحير، قال: نام صفوان، ورواه مجاهد: أنه كان نائمًا، فجاء سارق فسرق خميصة من تحت رأسه، ورواه [أبو] سلمة بن عبد الرحمن [قال: فاستله من تحت رأسه، فاستيقظ فصاح به فأخذ، ورواه الزهرى عن] صفوان بن [عبد الله] ، قال: فنام فى المسجد وتوسد رداءه. وهكذا رواه.
وهو فى الموطأ عن الزهرى (5) .
_________
(1) سليمان بن قرم بن معاذ التيمى وغيره الضبى: روى عن أبى إسحاق السبيعى. وعطاء بن السائب وغيرهما، وعنه الثورى وغيره. تهذيب التهذيب: 4/312.
(2) فى المسند: «جعيد» ، وما فى المخطوطة «حميد» . قال الذهبى: حميد ابن أخت صفوان ابن أمية، ما حدّث عنه سوى سماك بن حرب وفيه خلاف. الميزان: 1/618؛ ويراجع سنن أبى داود: 4/138.
(3) من حديث صفوان بن أمية فى المسند: 3/401.
(4) من حديث صفوان بن أمية فىالمسند/3/401.
(5) أخرجه مالك فى الموطأ (باب ترك الشفاعة للسارق إذا بلغ السلطان) : الموطأ بشرح الزرقانى: 4/158.(4/292)
وهو عند ابن ماجه من حديث مالكٍ (1) .
وأخرجه النسائى أيضًا من حديث عطاء وعكرمة، عن صفوان بن أمية به (2) .
ورواه الطبرانى من حديث رجاء [بن حيوة] ويزيد بن صفوانٍ عنه (3) .
_________
(1) هو عند ابن ماجه فى الحدود (باب من سرق من الحرز) : سنن ابن ماجه: 2/865.
(2) له طرق كثيرة عند النسائى. يراجع كتاب قطع السارق: المجتبى: 8/60 وما بعدها؛ كما أخرجه فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/189.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 8/58. وقد جاء بعد هذه العبارة فى المخطوط قوله: «ورواه مسلم والترمذى من حديث يونس بن يزيد به. . .» إلى آخر العبارة التى وردت للمصنف تعليقًا على الخبر الآتى. فقمت بوضعها فى مكانها. بخاصة أنه ليست لمسلم ولا للترمذى رواية لحديث سارق الخميصة.(4/293)
5306 - حدثنا زكريا بن عدى، أنبأنا ابن المبارك، عن يونس، عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب، عن صفوان بن أمية، قال: أعطانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حُنَيْن، وأنه لأبغض الناس إلىَّ، فما زال يعطينى حتى صار وإنه لأحب الناس إلىَّ (1) .
ورواه مسلم، والترمذى من حديث يونس بن يزيد به، وقال الترمذى: رواه معمر [عن غيره] عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب: أن صفوان قال: أعطانى. قال الترمذى: وكأن هذا [الحديث] أصح وأشبه. يعنى رواة معمر (2) .
_________
(1) من حديث صفوان بن أمية فى المسند: 6/465.
(2) العبارة قمنا بتأخيرها إلى مكانها المناسب كما قد ذكرنا من قبل. والخبر أخرجه مسلم فى الفضائل (سخاؤه - صلى الله عليه وسلم - (: مسلم بشرح النووى: 5/170؛ وأخرجه الترمذى فى الزكاة (باب ما جاء فى إعطاء المؤلفة قلوبهم) : صحيح الترمذى: 3/44، وما بين معكوفين استكمال من الترمذى.(4/293)
5307 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد- يعنى ابن عروبة-، عن قتادة، عن عطاء، عن طارق بن مرقع، عن صفوان ابن أمية: أن رجلاً سرق بردة، فرفعه إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأمر بقطعه، فقال: يا رسول الله قد تجاوزت عنه، قال: «فَلَوْلا كَانَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِى به يَا أَبَا وَهْبٍ» .
فقطعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
رواه النسائى عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه به (2) .
5308 - حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا ابن طاوس، عن أبيه، عن صفوان بن أمية: أنه قيل له: «لاّ يَدْخُلُ الجنَّة/ إلاَّ مَنْ هَاجَرَ» .
قال: فقلت: لا أدخل منزلى، حتى آتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسأله، فأتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، إن هذا سرق خميصة لى- لرجلٍ معه- فأمر بقطعه، فقال: يا رسول الله فإنى قد وهبتها له، قال: «فَهَلاَّ قَبْلَ أَمْ تَأْتِينِى بِه» ، قال: قلت: يا رسول الله إنهم يقولون: «لا يدخل الجنة إلا من هاجر» فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا هِجْرَةَ بَعْدَ [فتح] مكةَ، ولكنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، فّإِذَا اسْتُنْفِرْتُم، فَانْفِرُوا» (3) .
رواه النسائى من حديث وهيب، ولم يذكر الخميصة (4) .
5309 - حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا التيمى- يعنى سليمان-، عن أبى عثمان- يعنى النهدى-، عن عامر بن مالك، عن
_________
(1) من حديث صفوان بن أمية فىالمسند: 6/465.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى القطع (الرجل يتجاوز للسارق) : المجتبى: 8/61.
(3) من حديث صفوان بن أمية فىالمسند: 6/165؛ وما بين معكوفين استكمال منه.
(4) أخرجه النسائى فى البيعة (باب ذكر الاختلاف فى انقطاع الهجرة) : المجتبى: 7/130؛ وأخرجه فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/191.(4/294)
صفوان بن أمية، قال: «الطَّاعون، والبطن، والغرق، والنفساء شهادة» .
قال: حدثنا ابو عثمان مرارًا، وقد رفعه إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - (1) .
_________
(1) من حديث صفوان بن أمية فى المسند: 6/465.(4/295)
5310 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا سليمان- يعنى التيمى-، عن أبى عثمان- يعنى النهدى-، عن عامر بن مالك، عن صفوان بن أمية، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «الطَّاعُون شَهَادَةٌ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ، وَالْبَطْنُ [شَهَادَةٌ] ، والنُّفَسَاءُ [شَهَادَةٌ] » (1) .
5311 - حدثنا محمد بن عدى، عن سليمان، عن أبى عثمان، عن عامر بن مالك، عن صفوان بن أمية، قال: «الطَّاعُون، وَالْبَطْنُ، وَالْغَرَقُ، والنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ» .
قال سليمان: حدثنا به- يعنى أبا عثمان- مرارًا ورفعه مرة إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - (2) .
5312 - حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم، عن عبد الله بن الحارث، قال: زوجنى أبى فى ولاية عثمان، فدعا نفرًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء صفوان بن أمية، وهو شيخ كبير، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «انْهَسُوا اللحم نَهْسًا، فَإِنَّهُ أَهْنَاُ وأَمْرأُ، أو أشْهَى وَأَمرأُ» . قال سفيان: الشك منى أو منه (3) .
ورواه الترمذى من حديث سفيان بن عيينة، وقال: لا نعرفه إلا من حديث عبد الكريم: ابى أمية (4) .
_________
(1) من حديث صفوان بن أمية فى المسند: 6/466، وما بين معكوفات استكمال منه.
(2) من حديث صفوان بن أمية فى المسند: 6/466.
(3) من حديث صفوان بن أمية فى المسند: 6/464.
(4) الخبر أخرجه الترمذى فى الأطعمة (باب ما جاء أنه قال: انهسوا اللحم) : صحيح الترمذى: 4/276، وتمام كلامه: «وقد تكلم بعض أهل العلم فى عبد الكريم المعلم، منهم أيوب السختيانى من قبل حفظه» .
نقول: هو عبد الكريم بن أبى المخارق: أبو أمية المعلم البصرى نزل مكة، عن أنس بن مالك وغيره، وعنه عطاء ومجاهد وغيرهما وقد اختلفت فيه أقوام العلماء. تهذيب التهذيب: 6/376.(4/295)
قال شيخنا: رواه عثمان بن عبد الرحمن الجمحى، عن محمد بن زياد الجمحى، عن الفضل بن عباس، عن صفوان بن أمية (1) .
(طريق أخرى)
_________
(1) تحفة الأشراف: 4/190.(4/296)
5313 - قال أبو داود فى كتاب الأطعمة: حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا ابن علية، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن ابن معاوية، عن عثمان بن أبى سليمان، عن صفوان بن أمية، قال: كنت آكل مع النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ اللحم من العظم، فقال: إَدْنِ العَظمَ مِنْ فِيكَ، فَإِنَّهُ أَهْنَأُ/ وَأَمْرَأُ» ، قال أبو داود: وعثمان لم يسمع صفوان (1) .
5314 - حدثنا روح، حدثنا محمد بن أبى حفصة، حدثنا الزهرى، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان، عن أبيه: أن صفوان بن أمية بن خلف قيل له: هلك من لم يهاجر، قال: فقلت: لا أصل إلى أهلى، حتى آتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فركبت راحلتى، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله زعموا أنه هلك من لم يهاجر، قال: «كَلاَّ أَبَا وَهْبٍ، فَارْجِعْ إلى أباطِح مكة» وهذا إسناد حسن، وليس هو فى الكتب من هذا الوجه (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود (باب فى أكل اللحم) : سنن ابى داود: 3/350، وقال المنذرى معقبًا: فهو منقطع، وفى إسناده أيضًا من فيه مقال. مختصر السنن: 5/305.
(2) من حديث صفوان بن أمية فى المسند: 3/401؛ وللخبر بقية تحكى قصة سارق الخميصة.(4/296)
(حديث آخر عن صفوان بن أمية)(4/297)
5315 - قال ابن ماجه: حدثنا الحسن بن أبى الربيع الجرجانى، أنبأنا عبد الرزاق، أخبرنى يحيى بن العلاء: أنه سمع بشر بن نمير: أنه سمع مكحولاً يقول: إنه سمع يزيد بن عبد الله: أنه سمع صفوان بن أمية، قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء عمرو بن مرة، فقال: يا رسول الله إن الله قد كتب علىَّ الشقوة، فما أرانى أرزق إلا من دفى بكفى، فأذن لى فى الغناء فى غير فاحشة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاّ آذَنُ لَكَ، ولا كَرَامَةَ، ولا نُعْمَةَ عَيْنٍ، كَذَبْتَ، أَىْ عَدُوَّ الله، لَقَدْ رَزَقَكَ الله طَيِّبًا حَلالاً، فَاخْتَرْتَ مَا حّرَّمَ اللهُ عَلَيْكَ مِنْ رِزْقِهِ مَكَانَ مَا أَحَلَّ الله لَكَ مِنْ حَلالِهِ، وَلَوْ كنْتُ تَقَدَّمْتُ إِلَيْكَ لَفَعَلْتُ بِكَ وَفَعَلْتُ، قُمْ عَنِّى، وَتُبْ إلى الله، أَمَا إنَّكَ إِنْ فَعَلتَ بَعْدَ التَّقْدِمَةِ إِلَيْكَ ضَرَبْتُكَ ضَرْبًا وَجِيعًا، وَحَلَقْتُ رَأْسَكَ مُثْلَةً، وَنَفَيْتُكَ مِنْ أَهْلِكَ، وَأَحْلَلْتُ سَلْبَكَ نُهْبَةً لِفِتْيَانِ أَهْلِ المدِينَةِ «فقام عمرو، وبه من الشر والخزى ما لا يعلمه إلا الله.
فلما ولى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هَؤُلاءِ الْعُصَاةُ. مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ بِغَيْرِ تَوْبَةٍ حَشَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا كَانَ فى الدُّنْيَا مُخَنَّثًا عُرْيَانًا لا يَسْتَتِرُ مِنَ النَّاسِ بِهُدْبَة كُلَّمَا قَامَ صُرِعَ» (1) .
هذا حديث منكر جدًا أحسبه أن يكون موضوعًا، فإن يحيى بن العلاء وشيخه متروكان إجماعًا. قال الإمام أحمد بن حنبل: كان يحيى
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فىالحدود (باب المخنثن) : سنن ابن ماجه: 2/872؛ وفى الزوائد: فى إسناده بشر بن نمير البصرى، قال فيه يحيى القطان: كان ركنًا من أركان الكذب. وقال أحمد: ترك الناس حديثه، وكذا قال غيره، ويحيى بن العلاء قال أحمد: يضع الحديث، وقريب منه ما قال غيره.(4/297)
ابن العلاء يضع الحديث، وبشر بن نمير أسوأ حالاً منه (1) .
وقد روى الطبرانى هذا الحديث عن محمد بن العباس المؤدب، عن الحسن بن أبى الربيع به.
وزاد بعد قوله: «كُلَّمَا قَامَا صُرِعَ» ، فقام عرفطة بن نهيك التميمى (2) ، فقال: يا رسول الله إنى وأهل بيتى مرزوقون/ من هذا الصيد ولنا فيه قسم وبركة، وهو مشغلة عن ذكر الله، وعن الصلاة فى جماعة، وبنا إليه حاجة أفتحله أو تحرمه؟ فقال: «أُحِلُّهُ. إِنَّ الله قَدْ أَحَلَّهُ. نِعْم العَمَلُ، والله أَوْلَى بِالْعُذْرِ، قَدْ كَانَتْ لله قَبْلِى رُسُلٌ كُلُّهُم يَصْطَادُ، أَوْ يَطْلُبُ الصَّيْدَ، وَيَكْفِيكَ مِنَ الصَّلاةِ فِى جَمَاعَةٍ إِذَا غِبْتَ عَنْهَا فِى طَلَبِ الرِّزْقِ حُبُّكَ الجَمَاعَةَ، وَأَهْلَهَا، وَحُبُّكَ ذِكْرَ الله وَأَهْلَهُ، وابْتَغِ عَلَى نَفْسِكَ وَعِيَالِكَ حَلالاً، فَإِنَّ ذَلِكَ جِهَادٌ فى سَبِيلِ اللهِ، واعْلَمْ أَنَّ عَوْنَ الله فِى صَالِح التِّجَارَةِ» (3) .
إنما سقته مع العلم بوضعه لأنه تمام ما قبله (4) .
وقد قال شيخنا فى أطرافه: وقد روى محمد بن ثور، عن يحيى ابن العلاء بهذا الإسناد هذا الحديث. يعنى ما تقدم من رواية ابن ماجه، وحديثًا آخر (5) .
_________
(1) يراجع أسد الغابة: 4/25.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 8/60.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه بشر بن نمير، وهو متروك. مجمع الزوائد: 4/63.
(4) تحفة الأشراف: 4/191.
(5) المرجع السابق.(4/298)
(صفوان بن أمية: صحابى آخر)
سُلّمِىّ من حلفاء (1) بنى أسد بن خزيمة قتل هو وأخوه مالك باليمامة، وقد شهد أخوه بدرًا، واختلف فى شهوده، هو لم يرو عنه شىءٌ وإنما ذكرناه تمييزًا (2) .
_________
(1) فى الأصول: «مسلمى بنى خلفاء» ، والتصويب من أسد الغابة.
(2) أسد الغابة: 3/25.(4/299)
833- (صفوان بن عسَّالٍ المُرادِى) (1)
صحابى جليل غزا اثنتى عشرة غزوة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحديثه فى أول الكوفيين.
(حذيفة بن أبى حذيفة عنه يأتى)
5316 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا عاصم بن بهدلة، عن زر ابن حبيش، قال: غدوت على صفوان بن عسال المرادى أسأله عن المسح على الخفين، فقال: ما جاء بك؟ قلت: ابتغاء العلم. قال: ألا أبشرك؟ - ورفع الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ المَلائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتِهَا لِطالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ» ، فذكر الحديث (2) .
5317 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا همام، حدثنا عاصم بن بهدلة، حدثنى زر بن حبيس، قال: وفدت فى خلافة عثمان بن عفان، وإنما حملنى على الوفادة لقى أبى بن كعب، وأصحاب رسول الله
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/27؛ والإصابة: 2/189؛ والاستيعاب: 2/189؛ والتاريخ الكبير: 4/304؛ وثقات ابن حبان: 3/191.
(2) من حديث صفوان بن عَسَّال فى المسند: 4/239.(4/299)
- صلى الله عليه وسلم - فلقيت صفوان بن عسال، فقلت: هل رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، وغزوت معه اثنتى عشرة غزوة (1) .
_________
(1) المرجع السابق.(4/300)
5318 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا سفيان، عن عاصم، عن زر بن حبيش، قال: أتيت صفوان بن عسال المرادى/ فسألته عن المسح على الخفين، فقال: كنا نكون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيأمرنا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام إلا من جنابة [ولكن] من غائطٍ وبولٍ، ونومٍ. وجاء أعرابى جهورى الصوت فقال: يا محمد الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» (1) .
وقد رواه الترمذى، وصححه، والنسائى، وابن ماجه من طرق عن عاصم بن بهدلة، وهو ابن أبى النجود به، وفيه زيادات هى عند أصحاب السنن، وسيأتى فى المسند مجموعه (2) .
5319 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن عاصم بن أبى النجود، عن زر بن حبيش. قال: أتيت صفوات بن عسال المرادى، فقال: ما جاء بك؟ قال: فقلت: جئت أطلب العلم، قال: فإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ فِى طَلَبْ الْعِلم إلاَّ وَضَعَتْ لَهُ الْمَلائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا بِمَا يَصْنَعُ» .
_________
(1) من حديث صفوان بن عَسَّال فى المسند: 4/239.
(2) الخبر أخرجه الترمذى من طريقين فى الدعوات مطولاً وفيه زيادات (باب فضل التوبة والاستغفار) ، وفى الزهد من طريقين أيضًا (باب ما جاء أن المرء مع من أحب) ، وفى الطهارة (باب المسح على الخفين للمسافر والمقيم) : صحيح الترمذى: 1/158. 4/596. 5/545؛ وأخرجه النسائى فى الطهارة من عدة طرق منها (التوقيت فى المسح على الخفين) : المجتبى 1/71، 82؛ وفى الكبرى كما فى تحفة الاشراف: 4، 192؛ وأخرجه ابن ماجه فى الطهارة (باب الوضوء من النوم) : سنن ابن ماجه: 1/161؛ وله مقتصرًا علىالزيادة فى الفتن: 2/1352.(4/300)
قال: جئت أسأل عن المسح على الخفين، قال: [نعم] كنت فى الجيش الذى بعثهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمرنا أن نمسح على الخفين إذا نحن أدخلناهما على طهر ثلاثًا إذا سافرنا يومًا وليلةً إذا أقمنا، ولا نخلعهما من غائطٍ، ولا بولٍ، ولا نومٍ (1) ، ولا نخلعهما إلا من جنابة» .
قال: وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّ بِالْمَغْرِبَ بَابًا مفتوحًا للتوبة مَسِيرَتُه سَبْعُون سَنَةً لا يُغْلَقُ حتَّى تَطْلُع الشَّمْسُ مِنْ نَحْوِهِ» (2) .
_________
(1) «ولا نخلعهما من غائط ولا بول ولا نوم» ليست من نص أحمد.
(2) من حديث صفوان بن عَسَّال فى المسند: 4/239.(4/301)
5320 - حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا عاصم: سمع زر بن حبيش، قال: أتيت صفوان بن عسال المرادى، فقال: ما جاء بك؟ قلت: ابتغاء العلم، قال: فإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يطلب. قلت: حَكَّ فى نفسى مسح الخفين؟ - قال سفيان مرة: أو فى صدرى- بعد الغائط والبول، وكنت امرأ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتيتك أسألك: هل سمعت منه شيئًا فى ذلك؟ قال: نعم، كان يأمرنا إذا كنا سفرًا، أو مسافرين أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيامٍ، ولياليهن إلا من جنابة، ولكن من غائط، وبول ونومٍ.
قال: قلت له: هل سمعته يذكر الهوى؟ قال: نعم. بينما نحن معه فى مسير إذ ناداه أعرابى بصوت جهورى، فقال: يا محمد، فقلنا: ويحك اغضض من صوتك [فإنك] قد نهيت عن ذلك، فقال: والله لا أغضض من صوتى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هَاءَ» / وأجابه على نحوٍ من مسألته، - وقال سفيان مرة: وأجابه نحوًا مما تكلم به، فقال: أرأيت رجلاً أحب قومًا ولما يلحق بهم؟ قال: «هُوَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» ،(4/301)
قال: ثم لم يزل يحدثنا حتى قال: «إِنَّ مِنْ قِبلِ المغرب بابًا مَسِيرَة عَرْضِهِ سَبْعُون أَوْ أَرْبَعُون فَتحه الله لِلتَّوْبَةِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماوَاتِ، وَالأَرضَ، وَلا يُغْلِقه حتى تَطْلُع الشَّمسُ منه» (1) .
_________
(1) من حديث صفوان بن عَسَّال فى المسند: 4/239.(4/302)
5321 - حدثنا يونس، حدثنا حماد- يعنى ابن سلمة-، عن عاصم، عن زر، عن صفوان بن عسال: أن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إِنَّ الْمَلائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتِهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا طَلَبَ» (1) .
5322 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حناد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، قال: أتيت صفوان بن عسال المرادى، فقال: ما جاء بكَ؟ قلت: ابتغاء العلم، فقال: بلغنى:: «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يفعل» .
فذكر الحديث، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» .
قال: فما برح يحدثنى حتى حدثنى: «أَنَّ اللهَ جَعَلَ بِالْمغرِبِ بَابًا مَسِيرَةُ عَرْضِهِ سَبْعُون عامًا لِلتَّوبَةِ لا يُغلَقُ حتَّى تطلع الشمس من قبلع، وذلك اللهِ- عز وجلّ-: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا} (2) .
5323 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدثنى عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن صفوان بن عسال، قال: قال رجلٌ من اليهود لآخر: انطلق بنا إلى هذا النبى، قال: لا تقل هذا، فإنه لو سمعها كان له أربع أعين، قال: فانطلقا إليه، فسألناه عن هذه الآية
_________
(1) المرجع السابق.
(2) من حديث صفوان بن عَسَّال فى المسند: 4/241؛ ويرجع إلى الآية 158 سورة الأنعام.(4/302)
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} (1) ، قال: «لاَ تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ التى حَرَّمَ اللهُ إلاَّ بِالْحقِّ، وَلاَ تَزْنُزا، ولاَ تَفِرُّوا مِنَ الزَّحْفِ، ولاَ تَسْحَرُوا، ولاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا، ولاَ تُدْلُوا بِبَرِىءٍ إلى ذى سُلطانٍ لِيَقْتُله، وَعَليكم خاصَّةً يهودَ: أنْ لا تَعْدُوا فى السَّبْتِ» ، فقالا: نشهد أنك رسول الله (2) .
_________
(1) آية 101 سورة الإسراء.
(2) من حديث صفوان بن عَسَّال فى المسند: 4/240.(4/303)
5324 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، وحدثنا يزيد، أنبأنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت عبد الله بن سلمة يحدث عن صفوان بن عسال، قال يزيد: المرادى، قال: قال يهودى لصاحبه: اذهب بنا إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - وقال يزيد: إلى هذا النبى - صلى الله عليه وسلم -، حتى نسأله عن هذه الآية: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} . فقال: لا تقل له نبى، فإنه إن سمعك/ لصارت له أربعة أعين، فسألاه، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَزْنُزا، وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ التى حَرَّمَ اللهُ إلاَّ بِالْحقِّ، ولاَ تَسْحَرُوا، ولاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا، ولاَتَمْشُوا بِبَرِىءٍ إلى ذى سُلطانٍ لِيَقْتُله، وَلاَ تَقْذِفُوا مُحْصَنَةً، أو قال: تَفِرُّوا مِنَ الزَّحْفِ، - شُعْبةٌ الشَّاكُّ- وَأَنْتُم يَا يهودَ عَلَيْكُم خَاصَّةً أنْ لا تَعْدُوا» .
قال يزيد: «لاَ تَعْتَدُوا فِى السَّبْتِ» فقبَّلا يده ورجله.
قال يزيد: فقبَّلا يديه ورجليه، وقال: نشهد أنك نبى، قال: «فَمَا يَمْنَعُكُما أَنْ تَتْبَعَانِى؟» . قالا: إن داود دعا أن لا يزال من ذريته نبى، وإنا نخشى، قال يزيد: إن أسلمنا أن تقتلنا يهود (1) .
_________
(1) من حديث صفوان بن عَسَّال فى المسند: 4/239.(4/303)
رواه الترمذى، والنسائى، وابن ماجه من طرقٍ، عن شعبة به، وقال الترمذى: حسنُ صحيحٌ (1) .
(عبد الله بن مسعود عنه: يأتى قريبًا إن شاء الله)
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى الاستئذان (باب ما جاء فى قبلة اليد والرجل) . وفى التفسير: (باب: ومن سورة بنى إسرائيل) : صحيح الترمذى: 5/77، 305؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/192؛ وأخرجه ابن ماجه مختصرًا فى الأدب (باب الرجل يقبل يد الرجل) : سنن ابن ماجه: 2/1221.(4/304)
5325 - حدثنا أسود بن عامر، أنبأنا زهير، عن ابى روق الهمدانى: أن أبا الغريف، قال: قال صفوان بن عسال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى سرية، قال: «سِيرُوا باسم الله فِى سَبِيلِ اللهِ تُقاتِلُون أَعْدَاءَ اللهِ، لاَ تَغْلُوا، لا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وَلِلْمُسافِر ثلاثةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ إذا أَدْخَلَ رِجْلَيْهِ عَلَى طَهْرٍ، وَلِلْمُقِيم يومٌ وَليْلَة» (1) .
5326 - حدثنا يونس، وعفان، قالا: حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا أبو روق: عطية بن الحارث، حدثنا أبو الغريف- قال عفام: أبو الغريف عبد الله بن خليفة- (2) ، عن صفوان بن عسال المرادى، قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى سرية، فقال: «اغْزُوا باسم الله فِى سَبِيلِ اللهِ، لاَ تَغْلُوا، وَلا تَغْدِرُوا، ولا تُمثِّلُوا، لا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وَلِلْمُسافِر ثلاث: مسحٌ عَلَى الخُفَّيْنِ، وَلِلْمُقِيم يومٌ وَليْلَة» .
قال عفان فى حديثه: بعثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (3) .
_________
(1) من حديث صفوان بن عَسَّال فى المسند: 4/240.
(2) فى تهذيب التهذيب: عبيد الله بن خليفة. وما فى المخطوطة يوافق المسند: «عبد الله» . تهذيب التهذيب: 12/198، 7/10.
(3) من حديث صفوان بن عَسَّال فى المسند: 4/240.(4/304)
5327 - حدثنا سريج، حدثنا عبد الواحد، عن أبى روقٍ: عطية بن الحارث، حدثنا عبد الله بن خليفة، عن صفوان بن عسال، قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى سرية، فذكر حديث يونس (1) .
(حديث آخر)
وهو من رواية عبد الله بن مسعود عنه/
5328 - رواه النسائى، فى الزينة، عن أبى بكر: أحمد بن علىّ القاضى، عن شيبان بن فروخ، عن الصعق بن حزن، عن علىّ بن الحكم البنانى، عن المنهال بن عمرو، وعن زر بن حبيش، عن ابن مسعود، قال: حدثنى صفوان بن عسال، قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو فى المسجد متكىء على بردٍ له أحمر (2) .
رواه الطبرانى من طريق شيبان بن فروخ به، وزاد فى آخره السؤال عن طلب العلم، وعن المسح على الخفين (3) .
قال شيخنا المزى فى أطرافه: قال الحافظ أبو بكر الخطيب: ذكر عبد الله بن مسعود فى هذا الإسناد زيادة غير صحيحة، لأن زرًّا سمعه من صفوان نفسه وكذلك رواه عاصم بن أبى النجود، وحبيب بن أبى ثابت وزبيد بن الحارث اليامى، ومحمد بن سوقة، وأبو سعد البقال، عن زر بن حبيش (4) .
_________
(1) المرجع السابق.
(2) الخبر أخرجه النسائى فىالكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/193.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 8/63. وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 1/131.
(4) تحفة الأشراف للحافظ المزى: 4/194.(4/305)
(حديث آخر عنه)(4/306)
5329 - قال ابن ماجه: حدثنى بسر بن آدم، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنى الوليد بن عقبة، عن حذيفة بن ابى حذيفة، عن صفوان ابن عسال، قال: «صببت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الماء فى السفر، والحضر للوضوء» (1) .
(حديث آخر عنه)
5330 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا صالح بن مالك، حدثنا عبد الأعلى بن أبى المساور، حدثنا عاصم بن أبى النجود، عن زر بن حبيش، قال: أتينا صفوان بن عسال، فقال: أزائرين؟ قلنا: نعم: فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ زَارَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ خَاضَ فِى رِيَاضِ الجَنَّةِ، حَتَّى يَرْجعَ وَمَنْ عادَ أخاه المؤمِنَ خاضَ فى رياضِ الجنَّةِ حَتَّى يرجعَ» (2) .
(حديث آخر عنه)
5331 - قال الطبرانى: حدثنا الحسن بن إسحاق التسترى، حدثنا المسيب ابن واضح، حدثنا أبو إسحاق الفزارى، عن ابن عجلان، عن عاصم [بن بهدلة] ، عن زر، عن صفوان، قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على غلامٍ من اليهود، وهو مريض، فقال: «أَتَشْهَدُ أَنْ لاَ إله إلاَّ الله؟» قال: نعم. قال: «أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمدًا رسولُ الله؟» قال: نعم. ثم قبض
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الطهارة (باب الرجل يستعين على وضوئه فيصب عليه) : سنن ابن ماجه: 1/138، واللفظ عنده: فى الوضوء.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 8/80؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الأعلى بن أبى المسادر، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/298.(4/306)
فوليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى غسلوه ودفنوه. فى ترجمة الصلصال عنه (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/81؛ وقال الهيثمى: إسناده حسن. مجمع الزوائد: 2/324. والعبارة الأخيرة غير واضحة.(4/307)
5332 - رواه الطبرانى: من حديث حماد بن يزيد بن أبى يزيد، عن عاصم، عن زر، عن صفوان بن عسال، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ للهِ دِيكًا رَأْسُهُ تحتَ العرشِ وَجَنَاحُه فى الهَوَاءِ، وَبَرَاثِنُه فى الأَرْضِ، فَإِذَا كَانَ فى الأَسْحار، وَأَدْبَار/ الصَّلَوات حَفَقَ بِجَناحِهِ، وَصَفَّق بِالتَّسْبيح، فَتَصيح الدِّيكَةُ عِنْد ذَلك» (1) .
(حديث آخر عنه)
5333 - قال الطبرانى: محمود بن محمد الواسطى، حدثنا عمر ابن صالح بن جبيرة الواسطى، حدثنا المشمعل بن ملحان (2) ، عن عطاء ابن عجلان، عن عاصم، عن زر، عن صفوان، قال: بينا نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ سمع رجلاً يؤذن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عَلى الفِطرةِ» ، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله. قال: «شَهِدَ بِالحَقِّ» ، قال: أشهد أن محمدًا رسول الله، فقال: «خَرَجَ مِنَ النَّارِ» (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/81؛ وقال الهيثمى: فيه عاصم بن بهدلة وهو ضعيف وقد وثق. مجمع الزوائد: 8/134.
(2) فى المخطوطة: «ابن سلمان ... » خلافًا للطبرانى. يراجع تهذيب التهذيب: 10/157.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 8/81؛ وقال الهيثمى: فيه عطاء بن عجلان وهو متهم بالكذب، متروك الحديث. مجمع الزوائد: 1/336.(4/307)
(حديث آخر عنه)(4/308)
5334 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل، حدثنا محمد بن بكار، حدثنا يحيى بن عقبة بن ابى العيزار (1) ، عن إدريس الأودى، وابن أبى ليلى كلاهما: عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن صفوان بن عسال: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - سجد فى {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} (2) .
(حديث آخر عنه)
5335 - رواه الطبرانى من طريق عيسى (3) بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن زر، عن صفوان بن عسال، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، فذكر حديثه فى كتاب التوبة وفيه فى المسح على الخفين، وفى طلب العلم، كما تقدم إلى أن قال:
وقالت العرب: يا رسول الله أَيْمُ (4) يعط الله عبدًا خلة واحدة خير؟ قال: «حُسْنَ خُلُقٍ» ، ثم قالوا له: أَتَتَدَاوَى؟ قال: «هَل عَلِمْتم أَنَّ الذى أنزل الدَّاءَ أَنْزَلَ الدَّواءَ، وَلَمْ يُنْزِل دَاءً إلاَّ أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً إلاَّ دَاءًا واحِدًا» ، قالوا له: يا نبى الله فما هو؟ قال: «الهَرَمُ» .
له شاهد فى الصحيح (5) .
_________
(1) فى الأصول: «يحيى بن عتبة عن أبى الفزار» خلافًا للطبرانى، ويراجع الميزان: 4/397.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 8/82. وقال الهيثمى: فيه يحيى بن عقبة بن أبى العيزار، وهو ضعيف جدًا. مجمع الزوائد: 2/286.
(3) فى المخطوطة: «محمد» خلافًا للمسند. وهو عيسى بن عبد الرحمن بن أبى ليلى الأنصارى الكوفى، عن زر وغيره. تهذيب التهذيب: 8/219.
(4) أيم: أصله أىّ. النهاية: 1/54.
(5) المعجم الكبير للطبرانى: 8/82؛ وقال الهيثمى: فيه إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة، وهو متروك. مجمع الزوائد: 5/85.(4/308)
(حديث آخر عنه)(4/309)
5336 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقى، وعبدان بن أحمد، قالا: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا مسلمة بن على (1) ، عن الأوزاعى، عن يحيى بن أبى كثير، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن صفوان بن عسال، قال: حرضنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على طلب العلم قبل ذهابه، فقال رجلٌ: كيف يذهب وقد تعلمناه وعلمناه أبناءنا؟ فغضب، وقال: «أَوَ لَيْسَ التَّوْراةُ والإِنْجِيلُ فى أَيْدِى أهل الكِتابِ فهل أَغْنَى عَنْهم شَيْئًا؟» له شاهد تقدم (2) .
834- (صفوان بن قُدَامَةَ التَّمِيمىّ المَرَئِىّ) (3)
من بنى امرئ القيس بن زيد مناة، هاجر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأهله وذويه، ومن يليه (4) ، وممن معه ابناه: عبد العزَّى، وعبد نهم، فغير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسماهما، فسمى هذا عبد الرحمن، وسمى الآخر عبد الله/ وقال ابن أخيه: نصر بن قدامة:
تحمل صفوان، فأصبح غاديًا ... بأبنائه عمدًا وخلى المواليا
صلاب الذى يبقى وآثرت غيره ... فشتان ما يفنى وما كان باقيا
فأصبحت مختارًا لأمر مفندٍ ... وأصبح صفوان بيثرب ثاويًا
_________
(1) فى المخطوطة: «سلمة بن معلى عن الهمدانى» ، خلافًا للطبرانى وهو: مسلمة بن على بن خلف الدمشقى، روى عن الأوزاعى. تهذيب التهذيب: 10/146.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 8/84؛ وقال الهيثمى: فيه مسلمة بن على الخشنى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 1/201.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/28؛ والإصابة: 2/189؛ والاستيعاب: 2/189.
(4) الذى فى المراجع أنه دعا قومه وبنى أخيه معه، فأبوا عليه. فخرج وتركهم.(4/309)
بأبنائه جار الرسول: محمدٍ ... مجيبًا له إذ جاء بالحق داعيًا (1)
_________
(1) أوردها ابن الأثير فى ترجمته، وروى ابن حجر بعضها. أسد الغابة، الإصابة.(4/310)
5337 - قال الطبرانى: حدثنا موسى بن هارون، وأحمد بن إبراهيم بن عنبر المصرى. قال: حدثنا موسى بن ميمون بن موسى المرئى، حدثنى أبى ميمون بن موسى عن أبيه، عن جده، عن عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة، قال: هاجر صفوان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعه على الإسلام، فمد إليه النبى - صلى الله عليه وسلم - يده، فمسح عليها، فقال صفوان: إنى أحبك يا رسول الله، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» (1) .
835- (صَفْوَان بنُ مُحَمّدٍ أو محمد بنُ صَفْوَان) (2)
قال الطبرانى: وقيل محمد بن صفوان.
5338 - قال الطبرانى: حدثنا على بن عبد العزيز عن حجاج بن منهال، حدثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبى هند الشعبى، عن صفوان ابن محمد: أنه أتى غنمة فصاد أرنبين، فذبحهما بمروة (3) فأتى بهما النبى - صلى الله عليه وسلم - فعلقهما، فقال: يا رسول الله إنى ذبحتهما بمروة؟ فقال: «كُلْهُمَا» (4) .
قال ابن الأثير: كذا رواه ابن قانع، عن إبراهيم بن عبد الله، عن
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/85. وعلق عليه فقال: فيها موسى بن ميمون المرئى، وهو ضعيف.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/29؛ والإصابة: 2/190، وترجم له فى محمد بن صفوان: 3/375؛ والاستيعاب: 2/190.
(3) المروة: حجر أبيض براق، وقيل هى التى يقدح بها النار. النهاية: 4/41.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 8/86.(4/310)
حجاج بن منهال، وقال: صفوان بن محمد (1) ، ولم يشك.
قال: ورواه شعبة وغيره عن عاصم الأحول، عن الشعبى، عن محمد بن صفوان، قال: وبعض الرواة قال: أبو صفوان بن محمد (2) .
_________
(1) فى الأصول: «صفوان بن محمد» ، وعند ابن الأثير: «صفوان بن عبد الله» . وما فى المخطوطة أشبه، لأن الخلاف يدور بين الرواة: هل هو صفوان بن محمد أو محمد بن صفوان؛ أو أبو صفوان بن محمد.
(2) أسد الغابة: 3/29؛ والخبر أخرجه أحمد من حديث محمد بن صفوان فى المسند: 3/471؛ وأبو داود فى الأضاحى (باب فى الذبيحة بالمروة) على الشك: محمد بن صفوان، أو صفوان بن محمد: سنن أبى داود: 3/102؛ وأخرجه النسائى فى الصيد والذبائح عن أبى صفوان (باب الأرنب) ، وفى الضحايا عن محمد بن صفوان على القطع (باب إباحة الذبح بالمروة) : المجتبى: 7/174، 198؛ وأخرجه ابن ماجه عن محمد بن صفوان (باب الأرنب) : سنن ابن ماجه: 2/1080.(4/311)
836- (صفوان بن مَخْرَمَة بن نوفل) (1)
ابن أهيب بن عبد مناف بن زهرة أخو المسور بن مخرمة الزهرى - رضي الله عنه -، حديثه فى ثانى الكوفيين.
5339 - حدثنا وكيع، عن بشر بن سليمان، عن القاسم بن صفوان، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «أبْرِدُوا بالظُّهْرِ فَإِنَّ شِدَّةَ الحرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنّمَ» (2) .
5340 - حدثنا يعلى، حدثنا أبو إسماعيل- يعنى بشيرًا- (3) ، عن القاسم بن صفوان الزهرى، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَبْرِدُوا بِصَلاةِ الظُّهْرِ، فَإِنَّ الحرَّ مِنْ فَيْح جَهَنَّم» . تفرد به أحمد (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/29؛ والإصابة: 2/190؛ والاستيعاب: 2/188؛ والتاريخ الكبير: 4/305؛ وثقات ابن حبان: 3/191.
(2) من حديث ابن صفوان الزهرى عن أبيه فى المسند: 4/262.
(3) هو بشير بن سلمان الكندى: أبو إسماعيل الكوفى. تهذيب التهذيب: 1/465.
(4) من حديث ابن صفوان الزهرى عن أبيه فى المسند: 4/262.(4/311)
وقال أبو حاتم: لا يعرف القاسم إلا من حديث بشير بن سلمان (1) . /
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: 4/305، ولم يعلق عليه؛ وأما القاسم بن صفوان بن مخرمة الزهرى فقال: روى عن أبيه. روى عنه الشعبى وبشير بن سلمان وأشعث. يعد فى الكوفيين. التاريخ الكبير: 7/161.(4/312)
837- (صفوان بن المعطل السلمى) (1)
حديثه فى ثامن الأنصار.
هو صفوان بن المعطل بن رخصة بن المؤمل بن خزاعى بن محارب بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور السلمى، ثم الذكوانى، هكذا نسبه الكلى، وخالفه غيره فى نسبه، أسلم قديمًا، وقال الواقدى: شهد الخندق، وما بعدها، وهو الذى تكلم أهل الإفك بسببه فى عائشة- رضى الله عنهما-، فبرأها الله مما قالوا، وبرأه أيضًا، وقد كان شجاعًا مقدامًا، كان يكون على الساقة، وقد كان كثير النوم، ربما غلبة حتى تطلع الشمس كما شكت ذلك امرأته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «إِنَّا أَهْلَ بَيْتٍ كَذَلك. قال: فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصلّ» (2) .
وقد أثنى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو على المنبر، فقال: « [ولقد ذكروا رجلاً] (3) مَا عَلِمتُ عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْرًا وَمَا كَانَ يَدْخُل عَلَى أَهْلِى إِلاَّ مَعِى» (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/30؛ والإصابة: 2/190؛ والاستيعاب: 2/187؛ والتاريخ الكبير: 4/305؛ وثقات ابن حبان: 3/192.
(2) يرجع إلى الخبر عند أحمد فى المسند، قال: جاءت امرأة صفوان بن المعطل إلخ. المسند: 3/80.
(3) مكان العبارة غير واضح بالمخطوطة، وما أثبتناه من البخارى.
(4) أخرجه البخارى وغيره. فتح البارى: 7/433.(4/312)
ثم كانت وفاته أن قتل شهيدًا بأرمينية مع عثمان بن أبى العاص سنة تسع عشرة، وقال ابن إسحاق: بالجزيرة عند شمشاط، وقيل ببلاد الروم سنة تسع وخمسين (1) - رحمه الله - وقيل سنة ستٍ، والأول أصح.
(سعد المقبرى عنه)
_________
(1) الذى فى أسد الغابة سنة ثمان وخمسين: 3/30.(4/313)
5341 - حدثنا عبد الله، حدثنى محمد بن أبى بكر المقدمى، حدثنا حميد بن الأسود، حدثنا الضحاك بن عثمان، عن المقبرى، عن صفوان بن المعطل أنه سأل النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا نبى الله، إنى أسألك عما أنت به عالم، وأنا به جاهل: من الليل والنهار ساعة تكره فيها الصلاة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ فَصَلِّ، فإِنَّ الصَّلاةَ مَحْضُورَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حتَّى تَعْتَدِلَ عَلَى رَأْسِكَ مِثْلَ الرُّمْحِ، فَإِذَا اعْتَدَلَتْ عَلَى رَأْسِكِ، فَإِنَّ تِلْكَ السَّاعَةَ تُسْجَرُ فيها نَارُ جَهَنّم، وَتُفْتَح فيها أَبْوابُها، حتَّى تَزُولَ عَن حَاجِبكَ الأَيْمَن، فَإِنْ زَالَتْ عَنْ حَاجِبِك الأَيْمَنِ فَصَلِّ فَإِنَّ الصَّلاةَ مَحْضُورةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى تُصَلِّى العَصْرَ» (1) .
5342 - حدثنا عبد الله، حدثنى أبو حفص: عمرو بن علىّ بن بحر بن كثير السقا، حدثنا أبو قتيبة، حدثنا عمرو بن نبهان، حدثنا سلام: أبو عيسى، حدثنا صفوان بن المعطل. قال: خرجنا حجاجًا، فلما كنا بالعرج إذا نحن بحية تضطرب، فلم تلبث أن ماتت، فأخرج لها رجلٌ خرقة/ من عيبته، فلفها فيها، فدفنها، وخد لها فى الأرض، فلما أتينا مكة فإنا لبالمسجد الحرم إذ وقف علينا شخص، فقال: أيكم
_________
(1) من حديث صفوان بن المعطل فىالمسند: 5/312.(4/313)
صاحب عمرو بن جابر؟ قلنا: ما نعرفه. قال: أيكم صاحب الجان؟ قالوا: هذا. قال: أما إنه جزاك الله خيرًا، أما إنه كان من آخر التسعة موتًا الذين أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستمعون القرآن (1) .
_________
(1) من حديث صفوان بن المعطل فى المسند: 5/312.(4/314)
5343 - حدثنا عبيد الله بن عمر القواريرى، حدثنا عبد الله بن جعفر، أخبرنى محمد بن يوسف، عن عبد الله بن الفضل. عن أبى بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث، عن صفوان بن المعطل السلمى، قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى سفر، فرقمت صلاته، ليلةً فصلى العشاء الآخرة، ثم نام، فلما كان نصف الليل استيقظ، فتلا الآيات العشر: آخر سورة آل عمران، ثم تسوك [ثم توضأ ثم قام] ، فصلى ركعتين، فلا أدرى أقيامه أم ركوعه أم سجوده أطول، ثم انصرف فنام ثم استيقظ فتلا الآيات ثم تسوك، ثم توضأ، ثم قام فصلى ركعتين، لا أدرى أقيامه أم ركوعه أم سجوده أطول؟ ثم انصرف، فنام، ثم استيقظ، ففعل ذلك، ثم لم يزل يفعل كما فعل أول مرة حتى صلى عشرة ركعة (1) .
تفرد به عبد الله، ولم يرو واحدٍ منهم: أبوه أحمد، ولا أحدٌ من أصحاب السنن الستة (2) .
(وهذا حديثٌ آخر عنه لم يروه عبد الله)
5344 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن يحيى المروزى، حدثنا
_________
(1) من حديث صفوان بن المعطل فى المسند: 5/312. وهو من زيادات عبد الله بن أحمد على أبيه فى المسند.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 8/61؛ وقال الهيثمى: رواه عبد الله بن أحمد فى زوائد المسند، وفيه عبد الله بن جعفر، والد علىّ بن المدينى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/272.(4/314)
سعيد بن سليمان، عن إسماعيل بن عياش، حدثنا ابن وهب، عن مكحول، عن صفوان بن المعطل، قال: «بعثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنادى: أنْ لاَتَنْبِذُوا فى الجرّ» (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/63؛ وقال الهيثمى: مكحول لم يدرك صفوان، وبقية رجاله ثقات.
والجر والجرار: جمع جرة وهو الإناء المعروف من الفخار وأراد بالنهى عن الجرارة المدهونة لأنها أسرع فى السدة والتخمير. النهاية: 1/156.(4/315)
838- (صفوان، أو ابن صفوان) (1)
5345 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن عمرو القطرانى، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت صفوان أو ابن صفوان، قال: «بعث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلَ سراويل (2) فوزن لى، فأرجح لى» .
السند جيد، والشك فى اسم الصحابى لأن جميعهم ثقات (3) .
839- (الصلت: أبو زبيد، حجازى مختلف فى صحبته) (4)
5346 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو الحسن على بن محمد بالمدينة فى آخرين، قالوا: حدثنا أحمد بن محمد بن حكيم، حدثنا محمد بن/ محمد
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/32؛ والإصابة: 2/192.
(2) رجل سراويل: هذا كما يقال: اشترى زوج خف، وزوج نعل، وإنما هما زوجان، يريد: رجلى سراويل، لأن السراويل من لباس الرجلين، وبعضهم يسنى السراويل رجلاً. النهاية: 2/70.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 8/86، وفيه تعليقات مفيدة حول صاحب الخبر.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/32؛ وقال ابن حجر: الصلت بن معد يكرب بن معاوية الكندى، والد كثير بن الصلت. الإصابة: 2/192.(4/315)
ابن مسلمة بن زرارة، حدثنا عاصم بن يزيد الغمرى، عن محمد بن المعتب الجرشى، عن الصلت بن زبيد ابن الصلت: سمعته يحدث، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعمله على الخرض (1) ، فقال: «أَثْبِتْ لَنَا النِّصْفَ، وأَبْقِ لَهُم النِّصْفَ، فَإِنَّهُم يَسْرِقُونَ، ولاَ نَصِل إِلَيْهم» ، قال: لم يثبته إلا من هذا الوجه (2) .
_________
(1) الخرص: خرص النخلة والكرمة يخرصها (من باب نصر) إذا حرز ما عليها من الرطب تمرًا ومن العنب زبيبًا، فهو من الخرص الظن. النهاية: 2/288.
(2) الخبر أخرجه ابن منده وأبو نعيم. اسد الغابة: 3/32.(4/316)
840- (الصَّلت: أبو كُليْبٍ) (1)
أنه أسلم، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحلق عنه شعر الكفر.
5347 - كذا رواه سهل بن إبراهيم الجارودى، عن سليمان ابن مروان العبدى، عن إبراهيم بن أبى يحيى، عن عثيم بن كليب، عن أبيه، عن جده، فذكره.
قال أبو نعيم الأصبهانى: وهذا وهم، والصواب ما رواه غير واحد عن عثيم ابن كثير بن كليب، عن أبيه، عن جده كما سيأتى (2) .
841- (الصَّلصَالُ بن الدَّلَهْمَسِ)
ابن جندلة المحتجب بن الأغر بن الغضنفر بن تيم بن ربيعة بن نزار: أبو الغضنفر (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/32.
(2) المرجع السابق.
(3) فى المخطوطة: «صلصال بن الداعس بن جميل بن جندلة بن بحلمه بن مثقل بن عامر بن المجتبى بن الأغر بن الغضنفر بن تيم بن ربيعة ابن أبى الغضنفر» ، وما أثبتناه من ترجمته فى أسد الغابة: 3/33؛ والإصابة: 2/193؛ وقال ابن حبان: الصلصال بن الدلهمس بن حمل بن جندلة بن يحيلة بن منقذ بن المحتجب بن الأغر بن الغضنفر بن تيم بن ربيعة بن نزار بن معد، له صحبة، حديثه عند ابنه الضوء. الثقات: 3/196.(4/316)
5348 - قال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد، حدثنا على بن سعيد العسكرى، حدثنا محمد بن الضوء بن الصلصال بن الدلهمس، وساق نسبه إلى آخره، حدثنى أبى، عن أبيه صلصال بن دلهمس، قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو فى حشدٍ من أصحابه، فقال لنا: «إِنَّ عُبادَةَ بنَ الصَّلْتِ عَلِيلٌ فقُومُوا بِنَا لِنَعُودَهُ» ووثب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا، فاتبعناه، فاجتاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجلٍ من اليهود يموت ابن له، فمال إليه، فقال: «يَا يَهُودِىّ هَلْ تَجِدُونِى عِنْدَكُم مَكْتُوبًا فى التَّوْرَاةِ؟» فأومأ اليهودىّ إليه برأسه: أى لا، فقال ابن اليهودى: بلى، والله يا رسول الله إنهم ليجدونك عندهم مكتوبًا، ولقد طلعت حين طلعت، وإن فى يده لسفرًا من التوراة يقرأ فيه صفتك، وصفة أصحابك، وذكرك، فلما رآك ستره عنك، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك محمد عبده ورسوله، فما تكلم بغيرها حتى قضى نحبه.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَقِيمُوا عَلَى أخِيكُم حَتَّى تَقْضُوا مِنْ حَقّه» . قال: فحلنا بين اليهودى وبينه وواريناه/ وانصرفنا (1) .
ثم قال: غريب لا نعرفه إلا بهذا الإسناد.
وهى نسخة بنحو عشرة أحاديث. له شاهدٌ فى الصحيح عن أنسٍ وغيره (2) .
842- (صلة بن أشيم العدوى: من عدىّ الرّباب) (3)
5349 - شهد سجستان، فقتل بها سنة خمس وثلاثين، وله مائة
_________
(1) قال ابن الأثير: أخرجه ابن منده وأبو نعيم. أسد الغابة: 3/33.
(2) يرجع إلى حديث أنس فى صحيح البخارى: 3/219.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/34؛ وترجم له ابن حجر فى القسم الثالث من حرف الصاد: 2/200؛ وقال البخارى: صلة بن أشيم: أبو الصهباء العدوى البصرى. التاريخ الكبير: 4/321؛ وأطال أبو نعيم فى ذكر أخباره. الحلية: 2/237.(4/317)
وثلاثون سنة وقد جاء فى حديث مرفوع: «أَنَّهُ يَدْخُلُ بِشَفَاعَتِهِ الجنةَ كَذَا، وَكَذَا» . ذكره الحافظ أبو موسى المدينى (1) .
وقال ابن الاثير- رحمه الله-: وروى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن صلة بن أشيم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ صَلَّى صَلاَةً وَلاَ يَذْكُرُ فِيهَا شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، لَمْ يَسْأَلِ اللهَ شَيْئًا إلاَّ أَعْطَاهُ» (2) .
_________
(1) أسد الغابة: 3/34؛ وأخرجه أبو نعيم، الحلية: 2/241.
(2) تابعى مشهور أرسل حديثًا- وساق هذا الحديث- ثم قال: أخرجه ابن شاهين. الإصابة: 2/200؛ ويرجع إليه أيضًا فى أسد الغابة: 3/34.(4/318)
843- (صلة بن الحارث الغفارىّ) (1)
5350 - قال الطبرانى: حدثنا بشر بن موسى، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرى، عن حيوة بن شريح، حدثنا الحجاج بن شداد الصنعانى: أن ابا صالح: سعيد ابن عبد الرحمن الغفارى، حدثه: أن سليم بن عنبر التجيبىّ كان يقص على الناس، وهو قائم، فقال له صلة ابن الحارث الغفارى- وهو من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والله ما تركنا عهد نبينا، ولا قطعنا أرحامنا حتى قمت أنت وأصحابك بين أظهرنا» (2) .
844- (صنابحى بن الأعسر البجلى - رضي الله عنه -) (3)
حديثه فى سادس الكوفيين
5351 - حدثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل: [أنه] سمع قيسًا
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/34؛ والإصابة: 2/193؛ والاستيعاب: 2/199؛ والتاريخ الكبير: 4/321؛ وثقات ابن حبان: 3/194.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 8/88؛ وقال الهيثمى: إسناده حسن. مجمع الزوائد: 1/189؛ والخبر أخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: 4/321.
(3) مختلف فى اسمه هل هو: الصنابح بن الأعسر الأحمسى، وهو غير الصنابحى الذى روى عن أبى بكر الصديق، وقال ابن حجر: الصواب فى ابن الأعسر أنه صنابح بغير ياء، وفى الآخر بإثبات الياء. وهو عند الإمام أحمد: الصنابحى الأحمسى، وأبو عبد الله الصنابحى، وقال اليخارى: صنابح بن الأعسر أصح يعنى من الصنابحى. التاريخ الكبير: 4/327؛ وثقات ابن حبان: 3/196؛ وأسد الغابة: 3/35؛ والإصابة: 2/194؛ والاستيعاب: 2/201؛ ومسند أحمد: 4/348، 351.(4/318)
يقول: سمعت الصنابحى الأحمسى يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أَلاَ إِنِّى فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوضِ، وَإِنِّى مُكَاثِرٌ بِكُمْ الأُمَمَ، فَلاَ تَقْتَتِلُنَّ بَعْدِى» (1) .
_________
(1) من حديث ابى عبد الله الصنابحى فى المسند: 4/349، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/319)
5352 - حدثنا يحيى بن سعيد ووكيع، قالا: حدثنا إسماعيل، حدثنى قيس، عن الصنابحى الأحمسى، - قال وكيع فى حديثه: الصنابحى- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنِّى مُكَاثِرٌ بِكُمْ الأُمَمَ، فَلاَ تَقْتَتِلَنَّ بَعْدِى» (1) .
5353 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن إسماعيل ابن أبى خالد، قال: سمعت قيس بن (2) أبى حازم، قال: سمعت الصنابحى البجلى، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَمُكَاثِرٌ بِكُمْ الأُمَمَ، - قال شعبة: أو قال: النَّاسَ- فَلاَ تَقْتَتِلَنَّ بَعْدِى» (3) .
5354 - حدثنا ابن نمير، حدثنا إسماعيل عن قيس، عن الصنابحى/ الأحمسى [مثله] (4) ، حدثنا عباد بن حبيب بن
_________
(1) من حديث الصنابحى الأحمسى فى المسند: 4/351؛ وتجدر الإشارة إلى أن صنيع الإمام أحمد فى الخبرين أنه أورد الخبر الأول تحت ترجمة أبى عبد الله الصنابحى، وأورد الخبر الثانى تحت ترجمة الصنابحى الأحمسى فكأنه فرق بينهما أما المصنف فاعتبرهما رجلاً واحدًا.
(2) فى الأصل المخطوط: «عن إسماعيل عن أبى خالد» ، والتصويب من المرجع.
(3) من حديث الصنابحى الأحمسى فى المسند: 4/351.
(4) من حديث الصنابحى الأحمسى فى المسند: 4/351؛ وما بين معكوفين استكمال منه.(4/319)
المهلب بن ابى صفرة المهلبى: أبو معاوية، عن مجالد بن سعيد، عن قيس بن أبى حازم، عن الصنابحى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنِّى مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ، فَلا تَرْجِعُنَّ بَعْدِى كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ [رِقَابَ] بَعْضٍ» (1) .
_________
(1) من حديث الصنابحى الأحمسى فى المسند: 4/351؛ وما بين معكوفين استكمال منه.(4/320)
5355 - حدثنا يونس، عن حماد بن زيد- يعنى عن مجالد، عن قيس- (1) ، عن الصنابحى، وربما قال: الصنابح (2) .
5356 - حدثنا يعقوب، حدثنى أبى، عن ابن إسحاق، قال: وحدثنا عبد الله- يعنى ابن المبارك-، قال: أنبأنا إسماعيل بن أبى خالد، عن قيس بن أبى حازم، عن الصنابحى، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكره.
قال يزيد بن هارون: الصنابحى رجلٌ من بجيلة من أحمس (3) .
ليس له فى المسند سواه، ولم يرو له ابن ماجه غيره أخرجه فى الفتن من سننه عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، ومحمد بن بشر كلاهما: عن إسماعيل به (4) .
(حديث آخر عنه)
5357 - قال الطبرانى: حدثنا على بن عبد العزيز، حدثنا ابن الأصبهانى، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن مجالد بن سعيد، عن
_________
(1) الجملة الاعتراضية توضيح من ابن كثير، ولم ترد فى المسند.
(2) من حديث الصنابحى الأحمسى فى المسند: 4/351.
(3) من حديث الصنابحى الأحمسى فى المسند: 4/35.
(4) سنن ابن ماجه: 2/1300؛ وفى الزوائد: إسناده صحيح. ورجاله ثقات وليس للصنابحى هذا عند المصنف سوى هذا الحديث، وليس له شىء فى بقية الكتب الستة.(4/320)
قيس بن أبى حازم، عن الصنابح (1) ، قال: أبصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناقة حسنة فى إبل الصدقة، فقال: «قَاتَلَ الله صَاحِبَ هَذِهِ النَّاقَةِ» ، فقال: يا رسول الله إنى ارتجعتها ببعير من حاشية الإبل، فقال: «فَنَعَمْ إِذًا» (2) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) فى المخطوطة: «الصنابحى» ، وما أثبتناه من المرجع.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 8/94؛ والخبر أخرجه ابن أبى شيبة فى مصنفه: 3/125.(4/321)
5358 - قال الطبرانى: حدثنا جعفر بن محمد الفريابى، حدثنا إسحاق بن راهوية، حدثنا وكيع، عن الصلت بن بهرام، عن الحارث بن وهب، عن الصنابح. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَزَالُ أُمَّتِى فِى مُسْكةٍ مِنْ دِينِهَا مَا لم يَنْتَظِرُوا بِالْمَغْرِب اشْتِباك النُّجُومِ مُضَاهَاةَ الْيَهُودِ، مَا لم يُؤَخِّرُوا الْفَجْرَ مُضَاهَاةَ الْنَّصْرانِيّةِ» (1) .
وهذان الحديثان بهذين الإسنادين حسنان لا بأس بهما، والله أعلم.
845- (صهيب بن سنان: من النمر بن قاسط - رضي الله عنه -) (2)
قال ابن إسحاق: هو صهيب بن سنان بن خالد بن عبد عمرو بن طفيل بن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن أسلم ابن أوس مناة بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة ابن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان الربعى النمرىّ: ابو يحيى
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/94؛ وقال الهيثم: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 1/311.
(2) له ترجمة فى أسد الغابى: 3/36؛ والإصابة: 2/195؛ والاستيعاب: 2/174؛ والطبقات الكبرى: 3/161؛ والتاريخ الكبير: 4/315؛ وثقات بن حبان: 3/193.(4/321)
كما جاء فى الحديث أنه/ - عليه السلام- كناه بها (1) ، ويقال أبو غسان الرومىّ (2) ، مولى عبد الله بن جدعان التيمى، ويقال حليفه، وإنما قيل له الرومى لأن الروم سبته فى بلاد الجزيرة، وكان أبوه وعمه عاملين لكسرى على الأبلة، وكان حال شبابه صغيرًا، فنشأ عند الروم، فكان فى لسانه عجمة شديدة، وكان شكله يشبههم من حمرة لونه، وصهوبته، ثم اشترته بنو كلب، فباعوه بمكة، فاشتراه عبد الله بن جدعان، فأعتقه ويقال: بل هرب من الروم بعدما كبر، فحالف ابن جدعان، ثم لما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آمن به، وصدقه، واتبعه، وأظهر دينه، وكان الحال شديدًا فعذب فى الله عذابًا شديدًا، هو وبلال، وخباب، وأمثالهم. فصبروا. ثم لما هاجر النبى - صلى الله عليه وسلم - قدم هو وعلىّ إلى المدينة، ورسول الله بقباء بعد، وقد اعترضه فى هجرته جماعة من كفار مكة، فصانعهم عن نفسه، ودينه بماله المدفون عندهم بمكة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «رَبِح الْبَيْعُ صُهَيْبُ» مرتين، وأنزل الله فى ذلك {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} (3) .
_________
(1) الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/162؛ والمعجم الكبير للطبرانى: 8/38؛ وسيأتى فى المسند وعند ابن ماجه.
(2) تهذيب التهذيب: 4/438.
(3) الآية 207 من سورة البقرة؛ والخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 8/36.(4/322)
5359 - وفى الحديث من طريق عمارة بن زاذان. عن ثابت. عن أنس مرفوعًا: « [السُّبَّاقُ أَرْبَعةٌ: أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ، وصُهَيْبٌ سابِقُ الرُّومِ، وبِلالٌ سَابِقُ الْحَبَشِ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ الْفُرْسِ» (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البزار والطبرانى والحاكم عن أنس؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى، ورجاله رجال الصحيح، غير عمارة بن زاذان، وهو ثقة وفيه خلاف. مجمع الزوائد: 9/305؛ جامع الأحاديث: 4/354؛ وقال البزار: لا نعلم رواه ثابت عن أنس إلا عمارة، كشف الأستار: 3/219.(4/322)
وقد كان هو الذى يصلى بالناس بعد مقتل عمر، حتى انعقدت لعثمان، وكانت وفاته بالمدينة فى شوال سنة ثمان وثلاثين، وله سبعون، وقيل جاز الثمانين.
حديثه فى خامس الكوفيين. وسادس عشر الأنصار.
(ابنه حمزة عنه)(4/323)
5360 - حدثنا عبد الرحمن ببن مهدى، عن زهير، عن عبد الله ابن محمد بن عقيل، عن حمزة بن صهيب: أن صهيبًا كان يُكنى أبا يحيى، ويقول إنه من العرب، ويطعم الطعام الكثير، فقال له عمر بن الخطاب: يا صهيب ما لك تُكنى أبا يحيى، وليس لك ولد، وتقول إنك من العرب، وتطعم الطعام الكثير وذلك سَرَفٌ فى المال؟
فقال صهيب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنانى ابا يحيى، وأما قولك فى النسب، فأنا رجلٌ من النمر بن قاسط من أهل الموصل، ولكنى سُبيت غلامًا صغيرًا وقد عقلت/ أهلى وقومى، وأما قولك فى الطعام، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «خِيَارُكُم مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَرَدَّ السَّلامَ» . فذلك الذى يحملنى على أن أطعم الطعام (1) .
رواه بن ماجه: عن أبى بكر بن أبى شيبة. عن يحيى بن أبى بُكير، عن زهير- وهو بن محمد- به وهذا إسناد حسن ولله الحمد (2) .
5361 - حدثنا زكريا بن عدى، حدثنا عبيد الله بن عمرو، حدثنا عبد الله ابن محمد بن عقيل، عن حمزة بن صهيب، عن أبيه. قال: فقال
_________
(1) من حديث صهيب فى المسند: 6/16.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الأدب (باب الرجل يكنى قبل أن يولد له) واقتصر على حديث الكنية: سنن ابن ماجه: 2/1231؛ وفى الزوائد: إسناده حسن، لأن عبد الله بن محمد مختلف فيه.(4/323)
لعمر: أما قولك: إكتنيت وليس لك ولد، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنانى أبا يحيى، وأما قولك: فيك سرف فى الطعام، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «خَيْرُكُم مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ أَوْ الَّذَين يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ» (1) .
(زياد بن صَيْفِىّ بن صهيب عن جده صهيب)
_________
(1) من حديث صهيب فى المسند: 6/16؛ ووردت فى المخطوطة عبارة: «من أطعم الطعام» مكررة، والتصويب من المسند.(4/324)
5362 - روى ابن ماجه فى الأحكام عن إبراهيم بن المنذر، عن يوسف بن محمد بن صيفى، عن عبد الحميد بن زياد بن صيفى، عن أبيه، عن جده صهيب، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّمَا رَجلٍ يَدِينُ دَيْنًا وهُو يُجْمِعُ أَنْ لاَ يُوَفِّيَهُ لَقِى الله سَارِقًا» (1) .
وسيأتى من حديث شعيب بن عمرو، عن صهيب، ومن حديث صيفى بن صهيب، عن أبيه به.
(زيد بن أسلم عنه)
5363 - حدثنا بهز، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا زيد بن أسلم: أن عمر بن الخطاب، قال لصهيب: «لولا ثلاث خصال فيك لم يك بك بأسٌ، قال: وما هن، فوا الله ما نراك تعيب شيئًا، قال: اكتناؤك بأبى يحيى، وليس لك ولد، وادعاؤك إلى النمر بن قاسط، وأنت رجلٌ أَلْكن، وأنك لا تمسك المال» .
قال: «أما اكتنائى بأبى يحيى، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنانى بها، فلا أدعها حتى ألقاه، وأما ادِّعائى إلى النمر بن قاسط، فإنى امرؤ منهم،
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه (باب من أدان دينًا لم ينو قضاءه) : سنن ابن ماجه: 2/806.(4/324)
ولكن استرضع لى بالأبلة، فهذه اللكنة من ذلك، وأما المال، فهل ترانى أنفق إلا فى حقٍ» (1) تفرد به.
زيد عن عمر منقطع، ولكن هذا من أحسن ما يروى، لأن الظاهر أنه سمعه من أبيه أسلم.
ثم وقفت على رواية الطبرانى له من طريق ربيعة بن عثمان، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن صهيب، فذكره بأبسط منه (2) . /
(سعيد بن المسيب عن صهيب)
قال النسائى فى كتابه الزينة (الرخصة فى خاتم الذهب للرجال) :
_________
(1) من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 4/333.
(2) يراجع تهذيب التهذيب: 3/395 بشأن زيد بن أسلم، والمعجم الكبير للطبرانى: 8/37.(4/325)
5364 - حدثنا محمد بن يحيى بن محمد بن كثير، حدثنا سعيد بن حفص النفيلى، حدثنا موسى بن أعين، عن عيسى بن يونس، عن الضحاك بن عبد الرحمن، عن عطاء الخراسانى، عن سعيد بن المسيب. قال: قال عمر لصهيب: ما لى أرى عليك خاتم الذهب؟ فقال: فقد رآه من هو خيرٌ منك فلم يعبه. قال: من هو؟ قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
قال أبو عبد الرحمن: وهذا حديث منكر (2) .
(حديث آخر عن سعيد عنه)
5365 - قال الطبرانى: أنبأنا عبد الله بن الحسن المصيصى، حدثنا محمد بن يزيد بن سنان الرهاوى، سمعت أبى يقول: سمعت عطاء ابن أبى رباحٍ [يقول:] سمعت مجاهدًا [يقول:] سمعت [سعيد بن
_________
(1) المجتبى للنسائى: 8/143.
(2) تحفة الأشراف: 4/196.(4/325)
المسيب يقول: سمعت] صهيبًا يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنْ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ» (1) .
وسيأتى من رواية أبى (2) المبارك عن صهيب، وقد ضعفه الترمذى (3) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/36.
(2) فى المخطوطة: «ابن المبارك» ، والتصويب من الترمذى ومن تحفة الأشراف: 4/201.
(3) الخبر أخرجه الترمذى فى فضائل القرآن قال: هذا حديثٌ ليس إسناده بالقوى. وقد خولف وكيع فى روايته. وقال محمد أبو فروة: يزيد بن سنان الرهاوى ليس بحديثه بأس إلا من رواية ابنه محمد عنه. فإنه يروى عنه مناكير. واستكمل تعليقه على الخبر إلى أن قال: وأبو المبارك رجلٌ مجهول. صحيح الترمذى: 5/180.(4/326)
5366 - قال الطبرانى: أحمد بن محمد المعينى (1) الأصبهانى، حدثنا زيد بن الحريش، حدثنا يعقول بن محمد، حدثنا حصين بن حذيفة حدثنى ابى وعمومتى، عن سعيد بن المسيب، عن صهيب. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُم سَبِخَةً بَيْنَ ظَهْرَانَىْ حَرَّةٍ. فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ هَجَر، أَوْ يَكُونَ يَثْرِبٌ» .
وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، وخرج معه أبو بكر، وكنت قد هممت بالخروج معه، فصدنى فتيان من قريش. فجعلت ليلتى تلك أقوم لا أقعد. فقالوا: قد شغله الله عنكم ببطنه، ولم أكن شاكيًا. فناموا. فخرجت فلحقنى منهم أناس بعدما سرت يريدون ردى، فقلت لهم: هل لكم أن أعطيكم أوراقًا من ذهبٍ [وحلة سيراء لى بمكة وتخلون سبيلى، وتوثقون لى] فخلوا سبيلى، فقدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو بقباء قبل أن يتحول منها، فلما رآنى، قال: «رَبِحَ الْبَيْعُ أيا يحيى»
_________
(1) الضبط: من المشتبه ص 607 وهو خلاف الطبرانى.(4/326)
ثلاثًا، فقلت: يا رسول الله: ما سبقنى إليك أحدٌ، وما أخبرك إلا جبريل - عليه السلام - (1) .
(شعيب الأنصارىّ المدنىّ عن صهيب) (2) /
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/36؛ وقال الهيثمى: فيه جماعة لم أعرفهم، وما بين معكوفين استكمال من الهيثمى. مجمع الزوائد: 6/60.
(2) فى المخطوطة: سليم» ، والتصويب من المرجع، ومن تحفة الأشراف: 4/196، وقد سبق للمصنف على الوجه الصحيح.(4/327)
5367 - قال ابن ماجه فىالأحكام: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا يوسف ابن محمد بن صيفى بن صهيب، عن عبد الحميد بن زياد ابن صيفى، عن شعيب بن عمرو، عن صهيب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّما رَجٌلٍ يَدِينُ دَيْنًا، وَهُوَ يُجْمِعُ أَنْ لاَ يُوَفِّيَهُ لَقِىَ اللهَ سَارِقًا» (1) .
وقد تقدم من رواية زياد بن صيفىّ عن صهيب (2) .
(صالح بن صهيب، عن أبيه)
5368 - قال ابن ماجه: حدثنا الحسن بن الخلال، حدثنا بشر بن ثابت البزار، حدثنا نصر بن القاسم، عن عبد الرحيم بن داود، عن صالح بن صهيب، عن أبيه. قال: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثَلاَثٌ فِيهنَّ الْبَرِكَةُ: الْبَيْعُ إلى أَجَلٍ، والمُقَارَضَةٌ، وَأَخْلاطُ الْبُرِّ بِالشَّعِيرِ لِلْبَيْتِ لاَ لِلْبَيْعِ» (3) .
_________
(1) سنن ابن ماجه: 2/805.
(2) يرجع إليه ص 324 من هذا الجزء.
(3) فى الزوائد: فى إسناده صالح بن صهيب. مجهول. وعبد الرحيم بن داود قال العقيلى: حديثه غير محفوظ. أ. هـ. قال السندى: ونصر بن القاسم قال البخارى: حديثه مجهول. والخبر أخرحه ابن ماجه فى التجارات (باب الشركة والمضاربة) : سنن ابن ماجه: 2/768.(4/327)
(ابنه صيفىّ عنه)(4/328)
5369 - حدثنا (1) أبو النضر، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن عبد الحميد بن صيفىّ، عن أبيه، عن جده، قال: إن صهيبًا قدم على النبى - صلى الله عليه وسلم -، وبين يديه تمرٌ وخبزٌ، قال: «ادْنُ فكُلْ» ، قال: فأخذ يأكلُ من التمر. قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهُ بِعَيْنِكَ رَمَدٌ» ، فقال: يا رسول الله إنَّما آكُلُ من الناحية الأخرى. قال: فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (2) .
وقد رواه ابن ماجه فى الطب، عن عبد الرحمن بن عبد الوهاب، عن موسى بن إسماعيل، عن ابن المبارك، عن عبد الحميد بن صيفى، عن أبيه، عن صهيب.
وهذا أحسن من قوله فى رواية أحمد، عن أبيه، عن جده: إنَّ صهيبًا (3) .
(حديث آخر عن أبيه صهيب)
5370 - قال ابن ماجه فى اللباس: حدثنا أبو هريرة الصيرفى: محمد بن فراس، حدثنا عمر بن الخطاب بن زكريا الراسبى، حدثنا دفاع ابن دغفل السدوسى، عن عبد الحميد بن صيفى، عن أبيه، عن جده صهيب الخير. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ أَحْسَنَ مَا اخْتَضَبْتُمْ بِهِ لَهَذَا السَّوادُ، أَرْغَبُ لِنِسَائِكُمْ فِيكُمْ، وَأَهْيَبُ لَكُمْ فى صُدُورِ عَدُوِّكُمْ» (4) .
_________
(1) فى الأصل المخطوط: «قال» ، وما أثبتناه من المرجع.
(2) من حديث عبد الحميد بن صيفى عن أبيه عن جده فى المسند: 4/61.
(3) الخبر أخرجه ابن ماجه (باب الحمية) . وفى الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. سنن ابن ماجه: 2/1139.
(4) فى الزوائد: إسناده حسن. وعقب محقق السنن على الخبر فقال: هذا الحديث معارض لحديث النهى عن السواد. وهو أقوى إسنادًا، وأيضًا النهى يقدم عند المعارضة. ويرجع إلى الخبر فى (باب الخضاب بالسواد) : سنن ابن ماجه: 2/1197.(4/328)
وقد روى الطبرانى لصيفى، عن أبيه أحاديث كثيرة فيها غرابة.
فى «صَلاةِ الجَمَاعَةِ تَعْدلُ صَلاةَ الرَّجُلِ وَحْدَه خَمْسًا وَعِشْرسنَ دَرَجَةً» (1) .
و «عَلَيْنكُم/ بِالحِجامَةِ فى جَوْزَة الْقَمَحْدُوَةِ (2) فَإِنَّها دَوَاءٌ مِنْ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ دَاءً مِنْها الجنونُ والجُذَامُ، وَالْبَرَصُ، وَوَجَعُ الأَضْرَاسِ» (3) .
وقوله - عليه السلام - لأبى بكر: «لَعَلَّكَ آذيته، فَإِنْ كُنْتَ قَدْ آذَيْتَهُ (4) فَقَدْ آذَيْتَ اللهَ وَرَسُولَهُ» (5) .
وحديثًا فى الهجرة طويلاً فيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبا بكرٍ بعثا إليه من الغار ليهاجر معهما فوجده الرسول (6) يصلى فرجع (7) .
ومنها قوله: ما فاتنى موقف، ولا مشهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا تركته بينى وبين العدو قط، وقد صحبته قبل أن يوحى إليه (8) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/41؛ وقال الهيثمى: فيه من لم يسم. مجمع الزوائد: 2/38.
(2) القمحدوه: الهنة الناشزة فوق القفا، وهى بين الذؤابة والقفا منحدرة عن الهامة. إذا استلقى الرجل أصابت الأرض من رأسه والجمع قماحد. والقمحدوه أيضًا أعلى القذال. اللسان: 6/3735.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 8/42؛ وقال الهيثمى: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/94.
(4) فى الأصل المخطوط: «لعلك أغضبته فإن كنت أغضبته، فقد أغضبت ... إلخ» والتعديل من المرجعين، وهو أشبه.
(5) المعجم الكبير للطبرانى: 8/42؛ وقال الهيثمى: فيه محمد بن الحسن ابن زبالة وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 9/305.
(6) الرسول: هو أبو بكر فقد كان رسول النبى - صلى الله عليه وسلم - إليه كما يتضح من سياق الخبر.
(7) المعجم الكبير للطبرانى: 8/43؛ وقال الهيثمى: فيه محمد بن الحسن بن زبالة، وهو متروك. مجمع الزوائد: 6/64.
(8) المعجم الكبير للطبرانى: 8/43؛ وقال الهيثمى: فيه محمد بن الحسن بن زبالة، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 9/306، وليس فى المرجعين عبارة «وقد صحبته قبل أن يوحى إليه» .(4/329)
(عبد الله بن عمر عنه)(4/330)
5371 - حدثنا حجاج بن محمد، حدثنا ليث- يعنى ابن سعدٍ- حدثنى بكير- يعنى ابن عبد الله بن الأشج-، عن نابل (1) : صاحب العباء، عن عبد الله بن عمر، عن صهيب صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: مررت برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يصلى، فسلمت، فرد [إلىّ] إشارةً، وقال:: لاَ أَعلَمُ إلاَّ أَنَّهُ [قال:] إشارة باصبعه (2) .
رواه أبو داود، والترمذى، والنسائى، عن قتيبة، عن الليث به، وقال الترمذى: حسنٌ لا نعرفه إلى من حديث بكير (3) .
وقال النسائى: نابل ليس بالمشهور، قلت: روى عن بكير بن [عبد الله و] صاح بن عبيدٍ ووثقه النسائى فى رواية عنه، وكذلك ابن حبان، وقال البرقانى: قلت للدارقطنى: أَثِقَةٌ هو؟ فأشار بيده أن لا (4) .
(عبد الرحمن بن أبى ليلى عنه)
5372 - حدثنا وكيعٌ. عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن صهيبٍ، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحرك شفتيه أيام حُنيْنٍ بشىءٍ لم يكن يفعله قبل ذلك، قال: فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -:
_________
(1) نابل بموحدة بعد الألف صاحب العباء. ويقال: صاحب الشمال والشمال جمع شملة، ويقال: صاحب الأكسية. روى عن أبى هريرة وابن عمر. وعنه بكير بن عبد الله بن الأشج وصالح بن عبيد. تهذيب التهذيب: 10/397.
(2) من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 4/332؛ وما بن معكوفات استكمال منه.
(3) الخبر أخرجوه فى الصلاة: أبو داود فى (باب رد السلام فى الصلاة) : سنن أبى داود: 1/243؛ والترمذى فى (باب ما جاء فى الإشارة فى الصلاة) : صحصح الترمذى: 2/203؛ والنسائى فى (باب رد السلام والإشارة فى الصلاة) : المجتبى: 3/6.
(4) يرجع إلى هذه الأقوال فى تهذيب التهذيب: 10/398؛ وما بين معكوفين استكمال منه ليصح المعنى.(4/330)
«إِنَّ نَبياً كَانَ فيمَنْ كان قَبْلَكُم أَعْجَبَتْهُ أُمّتُهُ، فقال: لَنْ يَرومَ هَؤُلاءِ شَىءٌ فَأَوْحَى الله تعالى إليه: خَيِّرْهُم بَيْنَ إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِم عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِم، فَيَسْتَبِيحَهُم، أَوْ الجُوعَ، أوِ المَوْتَ، قال: فقالوا: أَمَّا الْقَتْلُ [أَو الجُوعُ] فَلا طَاقَةَ لَنَا بِهِ، ولكنْ الموتُ» .
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فَمَاتَ فى ثَلاثٍ سَبْعُونَ أَلْفًا» .
قال: فقال: «فَأَنَا أَقُولُ الآنَ اللَّهُمّ بِكَ/ أُحَاوِلُ، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ» تفرد به أحمد، وإسناده على شرط مسلمٍ (1) .
_________
(1) من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 4/332؛ وأخرجه الطبرانى فى الكبير: 8/48؛ وأخرجه الدارمى مختصرًا: سنن الدارمى: 2/216.(4/331)
5373 - حدثنا بهز، وحجاج، قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابتٍ، عن عبد الرحمن بن ابى ليلى، عن صهيبٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عَجِبْتُ مِنْ أَمْرِ الْمُؤْمِن: إِنَّ أَمْرَ المُؤْمِنِ كُلُّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأحدٍ إلا لِلْمُؤْمِنِ: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءَ شَكَرَ كَانَ ذَلِكَ خَيْرًا، وإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ فَصَبَرَ كَانَ ذَلِكَ خَيْرً لَهُ» (1) .
رواه مسلم عن هداب وشيبان بن فروخ كلاهما: عن سليمان بن المغيرة (2) .
5374 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا حماد بن سلمة، عن ثابتٍ البنانى، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ نُودُوا: يَا أَهْلَ الجنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ مَوْعِدًا لَمْ تَرَوْهُ، قالوا: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُحُوهَنَا؟ وتُزَحْزِحْنَا عَنِ النَّارِ؟ وَتُدْخِلْنَا
_________
(1) من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 4/332.
(2) أخرجه مسلم فى الزهد، وهداب هو ابن خالد الأزدى. مسلم بشرح النووى: 5/844.(4/331)
الْجَنَّةَ؟ قال فَيَنْكَشِفُ الحِجابُ، فَيَنْظُرونَ إِلَيْهِ، فَوَا اللهِ مَا أَعْطَاهُم اللهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِم مِنْهُ» ، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (1) .
وقال مرة: إذا أدخل أهل الجنة (2) .
_________
(1) الآية 26 من سورة يونس. والخبر من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 4/332.
(2) لم ترد العبارة الأخيرة فى سياق الخبر عند أحمد.(4/332)
5375 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن عبد الرحمن بن ابى ليلى، عن صهيبٍ، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نُودِىَ: يَا أَهْلَ الجنَّةِ إِنَّ لَكُم عِنْدَ الله مَوْعِدًا، فقالوا: أَلِمْ يُثْقِلْ مَوَازِينَنَا، وَيُعْطِينَا كُتَبَنَا بِأَيْمَانِنَا، وَيُدخِلُنَا الجنَّةَ، وَيُنَجِّينَا مِنَ النَّارِ؟ فَيُكشَفُ الحِجَابُ، قَال فَيتَجَلَّى [الله- عزَّ وجلَّ-] لَهُم، قال: فَمَا أَعْطَاهُم اللهُ شَيْئًا أَحَبَّ مِن النَّظَرِ إِلَيْه» (1) .
رواه مسلم والترمذى والنسائى، وابن ماجه من غير وجهٍ عن حماد ابن سلمة. قال الترمذى: إنما أسنده حماد بن سلمة [ورفعه] ورواه سليمان ابن المغيرة، عن ثابتٍ، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قوله (2) .
وقال ابن مسعود: وكذلك رواه حماد بن زيد وسليمان بن المغيرة، وحماد بن واقدٍ، عن ثابتٍ، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قوله (3) .
_________
(1) من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 4/332.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى الغيمان (باب غثبات رؤية المؤمنين فى الآخرة ربهم) : مسلم بشرح النووى: 1/426؛ وأخرجه الترمذى فى صفة الجنة فى الباب: صحيح الترمذى: 4/687؛ وما بين معكوفين استكمال منه لعبارته؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/198؛ وأخرجه ابن ماجه فى المقدمة (باب فيما أنكرت الجهمية) : سنن ابن ماجه: 1/67.
(3) تحفة الأشراف: 4/198.(4/332)
5376 - حدثنا عفان- من كنانة-، حدثنا سليمان- يعنى ابن المغيرة-، حدثنا ثابتٌ، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن صهيب. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى همس شيئًا لا نفهمه، ولا يحدثنا به. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فَطِنْتُمْ» ؟ قال وائل: نعم.
قال: «فَإِنِّى قَدْ ذَكَرْتُ نَبِيًا مِنَ الأَنْبِيَاءِ أُعْطِىَ جُنودًا مِنْ قَوْمِهِ، فقال: مَنْ يُكَافىءُ هَؤُلاءِ أَوْ مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلاءِ، أَوْ كَلِمَةً شَبِيهَةً بِهَذِهِ- شَكّ سُلَيْمَانُ-، قال: فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: اخْتَرْ لِقَوْمِكَ بَيْنَ إِحْدَى/ ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ [عَلَيْهِمْ] عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، أَوِ الجُوعَ، أَوِ المَوْتَ. قال: فَاسْتَشَارَ قَوْمَهُ فى ذَلِكَ، فقالوا: أَنْتَ نَبِىُّ الله نَكِلُ ذَلِكَ إِلَيْكَ، فَخِرْ لَنَا. قال فَقَامَ إلى صَلاتِهِ، قال: وَكَانُوا يَفْزَعُونَ إذَا فَزِعُوا إلى الصَّلاةِ، قال: فَصَلَّى، قال: أَمَّا عَدُوٌّ مِنْ غَيْرِهِم فَلاَ، أَوِ الجُوعَ فَلاَ، وَلَكِنِ المَوْتَ. قال: فَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ [المَوْتُ] ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، فَهَمْسِى الَّذى تَرَوْنَ أَنِّى أَقُولُ اللَّهُمَّ يَا ربِّ بِكَ أُقَاتِلُ، وَبِكَ أَصاوِلُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ» (1) .
حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة بهذا الحديث سواء بهذا الكلام كله، وبهذا الإسناد، ولم يقل فيه: «كانوا إذا فزعوا [فزعوا] إلى الصلاة (2) .
5377 - حدثنا عفان من كتابه: حدثنا سليمان، حدثنا ثابتٍ، عن بن أبى ليلى، عن صهيب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عَجِبْتُ لأَمْرِ الْمُؤْمِن. إِنَّ أَمْرَ المُؤْمِنِ كُلُّهُ لَهُ خَيْرٌ، لَيْسَ ذَلِكَ لأحدٍ إلا لِلْمُؤْمِنِ:
_________
(1) من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 4/333، وما بين معكوفات استكمال منه.
(2) من حديث صهيب بن سنان فىالمسند: 4/333، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/333)
إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءَ شَكَرَ وَكَانَ خَيْرًا، وإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ وكَانَ خَيْرً» (1) .
_________
(1) المصدر السابق,(4/334)
5378 - حدثنا عفان، حدثنا حماد- يعنى ابن سلمة-، حدثنا ثابتٌ، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن صهيبٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أيام حُنين يحرك شفتيه بعد صلاة الفجر بشىءٍ لم نكن نراه يفعله، فقلنا: يا رسول الله إنا نراك تفعل شيئًا لم تكن تفعله، فما هذا الذى تحرك شفتيك؟ قال: «إِنَّ نَبِيًا فِيمَن كَانَ قَبْلَكُم أَعْجَبَتْهُ كَثْرَةَ أُمَّتِهِ، قال: لَن يَرُومَ هَؤُلاءِ شَىْءٌ، فَأَوْحَى الله إليه أن خَيِّرْ أُمَّتَكَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ نُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَهُم، أَوِ الجُوعَ، وَإِمَّا أَنْ أُرْسِلَ عَلَيْهِمُ المَوْتَ، [فَشَاوَرَهُمْ، فقالوا: أَمَّا العَدُوٌّ فَلاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ، وَأَمّا الجُوعَ فَلاَ صَبْرَ لَنَا عَلَيْهِ، وَلَكِنِ المَوْتَ] . فَأَرْسَلَ عَلَيْهِمُ المَوْتَ، فَمَاتَ مِنْهُمْ فِى ثَلاثَةِ أَيَّامٍ سَبْعُونَ أَلْفًا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فَأَنَا أَقُولُ الآن حَيْثُ رَأَى كَثْرَتُهم: اللَّهُمَّ بِكَ أُحَاوِلُ، وَبِكَ أَصاوِلُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ» (1) .
5379 - حدثنا عفان، حدثنا حماد، أنبأنا ثابتٌ. عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن صهيبٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} .
قال: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَى مُنادٍ: يَا أَهْلَ الجنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزُكُمُوهُ، فَيَقُولُونَ: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ يُثْقِلْ مَوَازِينَنَا؟ وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ وَيُدْخَلِنَا الجَنَّةَ، وَيُخْرِجنَا مِنَ النَّارِ؟
_________
(1) من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 4/333، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/334)
قال: فَيُكَشَفَ لهم الحِجابُ، فَيَنْظُرونَ إِلَيْهِ، قال: فَوَا اللهِ مَا أَعْطَاهُم شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِم مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ، وَلا أَقَرَّ لأعينهم» (1) .
_________
(1) من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 4/333.(4/335)
5380 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، أنبأنا سليمان بن المغيرة، عن ثابتٍ، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن صهيبٍٍ/ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عَجِبْتُ مِنْ قَضَاءِ اللهِ للْمُؤْمِن: إِنَّ أَمْرَ المُؤْمِنِ كُلُّهُ خَيْرٌ، ولَيْسَ ذَلِكَ إلا لِلْمُؤْمِنِ: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءَ فَشَكَرَ كَانَ خَيْرًا لَهُ، وإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ فَصَبَرَ كَانَ خَيْرً لَهُ» (1) .
5381 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن صهيبٍ، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى همس شيئًا لا نفهمه، ولا يخبرنا به. قال: «أَفَطِنْتُم لِى؟» ، قلنا: نعم. قال: «َإِنِّى ذَكَرْتُ نَبِيًا مِنَ الأَنْبِيَاءِ أُعْطِىَ جُنودًا مِنْ قَوْمِهِ، فقال: مَنْ يُكَافىءُ هَؤُلاءِ أَوْ مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلاءِ، أَوْ غَيْرِهَا مِنَ الْكَلامِ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ أَنِ اخْتَرْ لِقَوْمِكَ إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، أَوِ الجُوعَ، أَوِ المَوْتَ، فَاسْتَشَارَ قَوْمَهُ فى ذَلِكَ، فقالوا: أَنْتَ نَبِىُّ الله وَكُلُ ذَلِكَ إِلَيْكَ، خِرْ لَنَا، فَقَامَ إلى الصَّلاةِ- وَكَانُوا إذَا فَزِعُوا فَزِعُوا إلى الصَّلاةِ- فَصَلَّى مَا شَاءَ الله، قال: ثم قال: أَىْ رَبِّ أَمَّا عَدُوٌّ مِنْ غَيْرِهِم فَلاَ، أَوِ الجُوعَ فَلاَ، وَلَكِنِ المَوْتَ، فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، فَهَمْسِى الَّذى تَرَوْنَ أَنِّى أَقُولُ: اللَّهُمَّ يَا ربِّ بِكَ أُقَاتِلُ، وَبِكَ أَصاوِلُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ» (2) .
_________
(1) من حديث صهيب فى المسند: 6/15.
(2) من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 6/16.(4/335)
5382 - حدثنا روح، حدثنا حماد، عن ثابتٍ، عن عبد الرحمن ابن أبى ليلى، عن صهيبٍ أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا لقى العدو: «اللَّهُمّ بِكَ أَحُولُ، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ» (1) .
5383 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابتٌ، عن عبد الرحمن ابن أبى ليلى، عن صهيبٍ، قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعدٌ مع أصحابه [إذ ضحك] ، فقال: «أَلاَ تَسْأَلُونِى مِمَّ أَضْحَكُ؟» ، قالوا: يا رسول الله ومم تضحك؟ قال: «عَجِبْتُ لأَمرِ المُؤْمِن إِنَّ أَمْرَهُ كُلُّهُ خَيْرٌ إِنْ أَصَابَهُ مَا يُحِبُّ حَمِدَ الله، فَكَانَ لَهُ خَيْرٌ، وَإِنْ أَصَابَهُ مَا يَكْرَهُ فَصَبَرَ كَانَ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ كلُّ أَحَدٍ أَمْرُهُ كُلُّهُ [لَهُ] خَيْرٌ إلاَّ الْمُؤْمِنَ» .
وقد حدثناه عفان أيضًا، قال: حدثنا سليمان، قال: حدثنا ثابتٌ هذا اللفظ بعينه، واراه وهم، هذا لفظ حمادٍ، وقد حدثنا، قال: حدثنا سليمان، قال: حدثنا نحوًا من لفظ عبد الرحمن، عن سليمان، وذلك من كتابه قرأه علينا (2) .
5384 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابتٌ، عن عبد الرحمن ابن أبى ليلى، عن صهيب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ، فَلَمَّا كَبِرَ السَّاحِرُ قال لِلْمَلِكِ: إِنِّى قَدْ كَبِرَتْ سِنِّى، وَحَضَرَ أَجَلِى، فَادْفَعْ إِلَىَّ غُلامًا لأُعَلِّمَهُ السِّحْرَ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ غُلامًا كَانَ يُعَلِّمُه السِّحرَ، وَكَانَ [بَيْنَ] السَّاحِرِ وَبَيْنَ المَلِكِ رَاهِبٌ، فَيَأْتِى الْغُلامُ/ عَلَى الرَّاهِبِ، فَسَمِعَ مِنْ كَلامِهِ، فَأَعْجَبَهُ نَحْوُهُ وكلامه، فَكَانَ إذا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ، وقال: مَا حَبَسَكَ؟ وإذا أتى
_________
(1) من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 6/16.
(2) المرجع السابق، وما بين معكوفات استكمال منه.(4/336)
أهلَهُ ضَرَبُوهُ، وقالوا: مَا حَبَسَكَ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ، فقال: إذَا أَرَادَ السَّاحِرُ أن يَضربك فقل: حبَسَنِى أَهْلِى، وإذا أرادَ أَهْلُكَ أَنْ يَضْرِبُوكَ فقل حَبَسَنِى السَّاحِرُ.
قال: فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى ذاتَ يَوْمٍ عَلَى دَابَّةٍ، فَظِيعَةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ، فَلا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَجُوزُوا، فقال: اليومَ أَعْلَمُ أَمْرُ الرَّاهبِ أَحَبُّ إلى [اللهِ] أَمْ أَمْرُ السَّاحِرِ، فَأَخَذَ حَجَرًا، فقال: اللَّهُم إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أحبَّ إِلَيْكَ وَأَرْضَى لَكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَجُوز النَّاسُ، وَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا، وَمَضَى. فَأَخْبَرَ الرَّاهبَ بِذَلِكَ، فقال: أَىْ بُنَىَّ أَنْتَ أَفْضَلُ مِنِّى، وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى، فَإِن ابْتُلِيتَ فَلا تَدُلَّ عَلَىَّ.
فَكَان الغُلامُ يُبْرِئُ الأكمَهَ، وَسَائِرَ الأَدْواءِ وَيَشْفِيهُمْ، وَكَانَ جَليسٌ لِلْمَلِكِ، فَعَمِىَ، فَسَمِعَ بِهِ، وَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرةٍ. فقال: اشْفِنِى وَلَكَ مَا هَا هُنَا أَجْمَعُ، فقال: مَا أَنَا أَشْفِى إِنَّمَا يَشْفِى اللهُ، وَإِنْ آمَنْتَ بِهِ دَعَوْتُ الله فَشَفَاكَ، وَآمَنَ، فَدَعَا الله، فَشَفَاهُ، ثم أتَى الملك فَجَلَسَ مِنْهُ نحوَ مَا كانَ يجلسُ، فقال له الملك: يا فُلانُ مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟ فقال: رَبِّى، [قال: أنا؟ قال: لا، ولكن ربّى] وربك الله، قال: أوَ لَك: رَبٌّ غَيْرِى؟ قال: نعم، فلم يزل يعذبه حتى دله على الغلام، فبعث إليه فقال: أىْ بنى [قد] بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ أَنْ تُبْرِئ الأكمَهَ، والأَبْرَصَ، وهذه الأَدواء؟ قال: ما أَشفى أنا أحدًا، ما يشفى إلا الله، قال: أنا؟ قال: لا، قال: أو لك ربُّ غيرى؟ قال: نعم ربّى وربك الله، فأخذه أيضًا بالعذاب، فلم يزل به حتى دله على الراهب، فأتى بالراهب، فقال: ارجع عن دينك، فأبى، فوضع المنشار فى مفرق رأسه، حتى وقع شقّاه [وقال للأعمى: ارجع عن دينك، فأبى، فوضع المنشار فى مفرق(4/337)
رأسه حتى وقع شقّاه] فى الأرض، وقال للغلام: ارجع عن دينك، فأبى فبعث به [مع نفرٍ] إلى جَبَلِ كذا وكذا، وقال: إذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه، وإلا فدهدهوه (1) من فوقه، فذهبوا به، فلمَّا عَلَوْا به الجبل، قال: اللهمّ اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبلُ، فدُهدهوا أجمعون وجاء الغلام يتلمس، حتى دخل على الملك، فقال: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله، فبعث به مع نفر فى قُرْقُورٍ (2) ،
فقال: إذا لججتم به البحر، فإن رجع عن دينه، وإلا فغرقوه، فلَجِّجُوا بِهِ البحر، فقال الغلام: اللهم اكفنيهم بما شئت، فغرقوا أجمعون، وجاء الغلام يتلمس، حتى دخل على الملك، فقال: ما فعل أصحابك؟ فقلا: كفانيهم الله، ثم قال الملك: إنك لست بقاتلى حتى تفعل ما آمُرُك به. فإن أنت/ فعلت ما آمُرُك به قتلتنى، وإلاَّ فإنَّكَ لا تستطيعُ قتلى. قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس فى صعيدٍ واحدٍ. ثم تصلبنى على جذعٍ، فتأخذ سهمًا من كنانتى، ثم [قل] : بِسْمِ اللهِ رَبِّ الغُلامِ، فإنَّك إذا فعلت ذلك قتلتنى، ففعل، ووضع السَّهْمَ فى كَبِدِ قوسه، ثم رماه، وقال: بسم الله [رب] الغلام، فوضع السهم فى صدغه، فوضع الغلام يده على موضع السهم، ومات، فقال النَّاسُ: آمنا برب الغلام، فقيل للملك: أرأيت ما كنت تحذرُ، فقد والله نزل بك، قد آمن النَّاسُ كلهم، فأمر بأفواه السكك، فخُدِّدَت فيها الأخدود، وأضرمت فيها النيران، وقال: من رجع عن دينه، فدعوه، وإلا فأقحموه فيها، قال: فكانوا يتعادون فيها، ويتدافعون، فجاءت امرأةٌ بابن لها تُرضعه، فكأنها
_________
(1) دهدهوه: دحرجوه. النهاية: 2/37.
(2) القرقور: السفينة العظيمة. النهاية: 3/246..(4/338)
تقاعست أن تقع فى النار، فقال الصَّبىُّ: يا أماه اصبرى، فإنك على الحق (1) .
وكذلك رواه مسلم، والنسائى من حديث حماد بن سلمة، زاد النسائى: وحماد بن زيد، والترمذى، من حديث عبد الرزاق، عن معمر كلهم: عن ثابتٍ به نحوه، وقال الترمذى: حسن غريب (2) .
قلت: وقد بسطناه فى تفسير سورة البروج (3) .
(كعب بن ماتع الحميرى، وهو كعب الأخبار عن صهيبٍ الرومىّ)
_________
(1) من حديث صهيب فى المسند: 6/16، وما بين معكوفات استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى الزهد (باب قصة أصحاب الأخدود) : مسلم بشرح النووى: 5/848؛ وأخرجه الترمذى فى تفسير سورة البروج: 5/437؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى واليوم والليلة كما فى تحفة الاشراف: 4/199.
(3) تفسير ابن كثير: 4/493.(4/339)
5385 - قال النسائى فى كتاب السير: حدثنا محمد بن نصر، حدثنا أيوب ابن سليمان، حدثنا أبو بكر [بن أبى أويس] ، عن سليمان [ابن بلال] ، عن أبى سهيل بن مالك، عن أبيه: أنه كان يسمع قراءة عمر بن الخطاب، وهو يؤم الناس فى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من دار أبى جهم، وقال كعب الأحبار: والذى فلق البحر لموسى إن صهيبًا حدثنى: أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يرى قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها: «اللَّهُمّ رَبّ السَّمَواتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ، وَرَبّ الأَرْضِين السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ، وَرَبَّ الشَّياطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ، وَرَبَّ الرِّياحِ وَمَا ذَرَيْنَ، فإنا نَسْأَلُكَ خير هذهِ القَرْيَةِ، وَخَيْرَ أَهْلِهَا، وَنَعُوذُ بَكَ مِنْ شَرِّهَا، وشَرَّ أَهْلِهَا، وشَرِّ مَا فيها» .(4/339)
وحلف كعبٌ بالذى فلق البحر لموسى إنها كانت دعوات داود حين يرى قرية (1) .
ورواه النسائى أيضًا من حديث موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبى مروان، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن مغيث، قال: قال كعبٌ: فذكره، قال النسائى: وأبو مروان هذا ليس بالمعروف (2) .
قلت: هو أسلمى مختلف فى اسمه، وصحبته فعده الواقدى وابن جرير فى الصحابة، ووثقه العجلى وابن حبان، وذكراه فى التابعين (3) .
ثم روى النسائى هذا الحديث من طريق/ محمد بن إسحاق [قال] : حدثنى من لا أتهم، عن عطاء بن أبى مروان، عن أبى مغيث بن عمرو، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، فذكره (4) .
(حديث آخر عن كعبٍ، عن صهيبٍ)
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى السير فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/201، وما بين معكوفات استكمال منه؛ وأخرجه الطبرانى فى الكبير: 8/39.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/200.
(3) أبو مروان الأسلمى: مختلف فى صحبته، وقيل اسمه سعيد، وقيل مغيث، وقيل عبد الله بن مصعب، وقيل غير ذلك، روى عن على وأبى ذر وأم المطاع الأسلمية- ولها صحبة- وكعب الأحبار وعبد الرحمن بن مغيث وأبى المغيث بن عمرو على خلاف فيه. وعنه ابنه عطاء وعبد الرحمن بن عطاء، ويرجع إلى الأقوال التى ساقها المصنف عنه فى تهذيب التهذيب: 12/330؛ وإلى الثقات لابن حبان: 5/585.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/201.(4/340)
5386 - قال الطبرانى: حدثنا على بن المبارك الصنعانى، حدثنا إسماعيل بن ابى أويس، حدثنا ابن أبى الزناد، عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبى مروان، [عن أبيه] ، عن كعب الأحبار، قال: إنا نجد فى التوراة أن داود نبى الله - عليه السلام - كان إذا انصرف من(4/340)
صلاته قال: «اللهم أصلح لى دينى الذى هو عصمة أمرى، وأصلح لى دنيايى التى جعلت فيها معاشى، اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بعفوك من نقمتك، وأعوذ بك منك، لا مانع لما أعطيت، ولا معطى لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك جده» .
قال كعب الأحبار: وأخبرنى صهيبٌ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينصرف بهذا الدعاء من صلاته (1) .
التوراة فى اصطلاحهم اسم جنس لكل كتاب متقدم يدخل فيه توراة موسى، وما بعدها من كتب الأنبياء. ليعلم ذلك.
(حديث آخر عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 8/38؛ كما أخرجه النسائى فى الصلاة (نوع آخر من الدعاء عند الانصراف من الصلاة) : المجتبى: 3/62.(4/341)
5387 - قال الطبرانى: حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوى، حدثنا عمرو بن الحصين العقيلى، حدثنا الفضيل بن سليمان، حدثنا موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبى مروان، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن مغيث، عن كعب الأحبار، حدثنى صهيبٌ، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو [يقول] : «اللَّهُمَّ لَسْتَ بِإَلهٍ اسْتَحْدَثْنَاهُ، ولاَ بِرَبٍّ ابْتَدَعْنَاهُ، وَلاَ كَانَ لَنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ إِلَهٍ نَلْجَأُ إِلَيْهِ، وَنَذّرَكَ، وَلاَ أَعَانَكَ عَلَى خَلْقِنَا أَحَدٌ فَنَشْرَكَهُ فِيكَ، تَبَارَكْتَ، وَتَعَالَيْتَ» .
قال كعب: «وهكذا كان نبى الله داود عليه السلام يدعو» (1) .
هذا حديثٌ غريب جدًا (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/39.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى. وفيه عمرو بن الحصين العقيلى وهو متروك. مجمع الزوائد: 10/179، 183.(4/341)
(أبو ليلى عن صهيبٍ)(4/342)
5388 - (قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، حدثنا محمد بن يحيى بن أبى سمينة.
وحدثنا أحمد بن عمرو البزار، حدثنا محمد بن بشار بندار، قالا: حدثنا عثمان ابن عمر، حدثنا النهاس بن قهم (1) ،
حدثنا القاسم بن عوف الشيبانى. عن بن أبى ليلى، عن أبيه، عن صهيبٍ، أن معاذ بن جبل لما قدم الشام رأى اليهود يسجدون لأحبارهم، وعلمائهم، ورأى النصارى يسجدون لأساقفتهم، [فلما قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجد له، فقال: «مَا هَذَا يَا مُعَاذ؟» فقال: إنى قدمت الشام، فرأيت اليهود يسجدون لعلمائهم وأحبارهم، ورأيت النصارى يسجدان لقسيسيهم] ورهبانهم، فقلت: مَا هَذا؟ قالوا: تحية للأنبياء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كَذَبُوا عَلَى أَنْبِيَائِهِم، كَمَا حَرَّفُوا كِتَابَهُم، لَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا» / (2) .
_________
(1) الأسماء غير واضحة بالمخطوطة: والضبط من الطبرانى.
ومحمد بن بشار بندار روى عن عثمان بن عمر بن فارس، وروى عثمان عن النهاس بن قهم القيسى أبو الخطاب البصرى. يراجع بشأنهم تهذيب التهذيب: 7/142، 9/70، 10/478.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 8/35؛ وما بين معكوفين استكمال منه؛ ورواه البزار وقال: اختلف فى روايته: فرواه قتادة عن القاسم، عن زيد بن أرقم- ورواه هشام عن القاسم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبيه عن معاذ، وقال النهاس: عن القاسم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبيه عن صهيب. وأحسب الاختلاف من جهة القاسم؛ لأن كل من رواه عنه ثقة. كشف الأستار: 2/179؛ وقال الهيثمى: رواه البزار وفيه النهاس بن قهم وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 4/309.(4/342)
(أبو المبارك- أحد المجاهيل- عن صهيبٍ، ولم يدركه)(4/343)
5389 - قال الترمذى: فى فضائل القرآن: حدثنا محمد بن إسماعيل الواسطى، حدثنا وكيعٌ، عن أبى فروة: يزيد بن سنان، عن أبى المبارك، عن صهيبٍ، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنْ اسْتَحَلّ مَحَارِمَهُ» .
ثم قال: [هذا حديثٌ ليس] إسناده بالقوى. وروى محمد بن يزيد ابن سنانٍ، عن أبيه هذا الحديث، فزاد فى [هذا] الإسناد: عن مجاهد، عن سعيد بن المسيب، عن صهيبٍ، ولا يتابع [محمد بن يزيد] على روايته، وهو ضعيفٌ، وأبو المبارك شيخ مجهول (1) .
وكذا قال أبو حاتم الرازى: هو مجهول، وقد ذكره ابن حبان فى الثقات (2) .
(رجلٌ من النمر بن قاسط عنه)
5390 - حدثنا هشيم، أنبأنا عبد الحميد بن جعفر، عن الحسن ابن محمد الأنصارى، قال: حدثنى رجلٌ من النمر بن قاسطٍ، قال: سمعت صهيبَ بن سنانٍ يحدث، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّمَا رَجُلٍ أَصْدَقَ امْرَأَةً صَدَاقًا، والله يَعْلَمُ أَنَّهُ لا يُرِيدُ أَدَاءَهُ إِلَيْهَا، فَغَرَّهَا بِاللهِ،
_________
(1) صحيح الترمذى: 5/180. وما بين معكوفات استكمال منه؛ وأبو المبارك روى عن عطاء بن رباح. وأرسل عن صهيب. وروى عنه أبو فروة: يزيد بن سنان الرهاوى. قال الترمذى: مجهول، وذكره ابن حبان فى الثقات. تهذيب التهذيب: 12/220؛ وأورد صاحب الميزان هذا الخبر فى ترجمة أبى المبارك ثم قال: محمد بن يزيد الذى جود سنده ليس بعمدة كأبيه. ثم ناقش طرق الخبر إلى أن قال: فأبو المبارك لا تقوم به حجة لجهالته. الميزان: 4/567.
(2) لفظ أبى حاتم: هو شبيه بالمجهول. تهذيب التهذيب: 2/220.(4/343)
وَاسْتَحَلَّ فَرْجَهَا بِالْبَاطِلِ، لَقِىَ اللهَ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَهُوَ زَانٍ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ ادَّانَ مِنْ رَجُلٍ دَيْنًا والله يَعْلَمُ مِنْهُ أَنَّهُ لاَ يُرِيدُ أَدَاءَهُ إليه، فَغَرَّه بِاللهِ، واسْتَحَلَّ مَالَهُ بِالْبَاطِلِ لَقِىَ الله يَوْمَ يَلْقَاه، وَهُوَ سَارِقٌ» ، تفرد به أحمد من هذا الوجه (1) .
وقد تقدم فيما رواه ابن ماجه من طريق زيادٍ بن صيفىّ عن جده صهيب مرفوعًا مثله (2) .
ورواه الطبرانى من حديث صيفىّ بن صهيب عن أبيه كما ها هنا سواء فلعله هذا المبهم والله أعلم (3) .
_________
(1) من حديث صهيب بن سنان من النمر بن قاسط فى المسند: 4/332.
(2) يرجع إلى حديثه عند ابن ماجه ص 257.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 8/40؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وعمرو بن دينار هذا متروك. مجمع الزوائد: 4/131.(4/344)
846- (صهيبُ بن النعمان) (1)
5391 - قال الطبرانى: حدثنا الحسن بن على المعمرى (2) ، حدثنا أيوب بن محمد الوراق، حدثنا محمد بن مصعب القرقسانى، حدثنا قيس بن الربيع، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن صهيب بن النعمان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فَضْلُ صَلاةِ الرَّجُلِ فِى بَيْتِهِ عَلَى صَلاتِهِ حَيْثُ يَرَاهُ النَّاسُ كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى النَّافِلَةِ (3) »
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/39؛ والغصابة: 2/196؛ والاستيعاب: 2/182.
(2) فى الاصل المخطوط: «الحسن بن على العمرى» ، خلافًا للطبرانى، والصواب: المعمرى الحافظ واسع العلم والرحلة، سمع على بن المدينى وشيبان والطبقة وله غرائب وموقوفات يرفعها. الميزان: 1/504.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 8/53؛ وقال الهيثمى: فيه محمد بن مصعب القرقسانى ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه أحمد: 2/247.(4/344)
وهذا غريبٌ من هذا الوجه، والمراد من ذلك صلاة النافلة، كما ثبت فى الصحيحين عن زيد بن ثابت: «أفضل الصلاة صلاة المرء فى بيته إلا المكتوبة» (1) . /
_________
(1) يرجع إلى حديث زيد بن ثابت فى صحيح البخارى بشرح فتح البارى: 2/214.(4/345)
847- (صُؤَابٌ: رجلٌ من الصحابة) (1)
كان لا يأكل حتى يحضر سماطة يتيم أو يتيمان.
5392 - رواه أبو نعيم، عن أحمد بن محمد بن يوسف، عن أبى القاسم البغوى: حدثنا على بن مسلم، حدثنا عبد الصمد، حدثنا همام- جارٌ لنا يُكنى أبا أيوب-، قال: كان ها هنا رجلٌ من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم -، يقال له: صؤاب كان لا يضع خوانة إلا دعا يتيمًا أو يتيمين (2) . والله أعلم، والحمد لله.
آخر الجزء الثلاثين، والله أعلم بالصَّواب
وفيه إلى آخر حرف الصاد
ويليه الجزء الحادى والثلاثين
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/40؛ وقال ابن حجر: بضم أوله وبهمزة على الواو ضبطه ابن نقطة. الإصابة: 2/196.
(2) المرجعان السابقان.(4/345)
الجُزء الحادى والثلاثون
حرف الضاد(4/347)
848 - (الضَّحَّاكُ بنُ أبى جَبِيرَةٍ) (1)
5393 - قال الحافظ أبو يعلى الموصلى فى مسنده: حدثنا هدبة، وإبراهيم ابن الحجاج، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبى هند، عن الشعبى، عن الضحاك بن أبى جبيرة، قال: كانت لهم ألقاب فى الجاهلية، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً بلقبه، فقيل له: يا رسول الله إنه يكرهه، فأنزل الله تعالى {وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ} (2) .
كذا شرحها أبو يعلى، وساق الحديث فى مسنده، وقد رواه إسماعيل ابن علية، وبشر بن المفضل، وحفص بن غياث، وشعبة: عن داود بن أبى هند، عن الشعبى، عن أبى جبيرة بن الضحاك، قال الترمذى: أبو جبيرة بن الضحاك (3) أخو ثابت بن الضحاك.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/45؛ وقيل: أبو جبيرة بن الضحاك؛ وفى الإصابة: 2/205، 217؛ والاستيعاب: 2/208؛ وقال ابن عبد البر: قال قوم: إن الضحاك بن أبى جبيرة هو الضحاك بن خليفة؛ وله ترجمة عن ابن حبان. الثقات: 3/199.
(2) الآية 11 من سورة الحجرات، ويرجع إلى الخبر عند ابن الأثير وابن حجر فى موطنى الترجمة.
(3) فى الأصل المخطوط: «قال الترمذى: هو ابن جيدة واخوه» . والتصويب من أسد الغابة. صحيح الترمذى: 5/388.(4/347)
قال القعدىّ: وسيأتى فى كتاب الكُنى من مسند أحمد (1) .
وهو عند أصحاب السنن كذلك أيضًا (2) .
وأبوه الضحاك بن خليفة بن ثعلبة بن عدى بن كعب بن عبد الأشهل الأنصارى الأشهلى، وهو صحابى جليل جدًا، ولا يعرف له رواية (3) .
849 - (الضحاك بن زمل الجهنى) (4)
قال الطبرانى: ويقال: عبد الله بن زمل.
_________
(1) الخبر أخرجه أحمد من مسند أبى جبيرة بن الضحاك الأنصارى عن عمومته. مسند أحمد: 4/69، 5/380؛ ومن حديث أبى جبيرة بن الضحاك قال: فينا نزلت فى بنى سلمة ... . إلخ. المسند: 4/260.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب (باب فى الألقاب) : سنن أبى داود: 4/290؛ والترمذى فى تفسير الآية: صحيح الترمذى: 5/388؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 9/138؛ وابن ماجه فى الأدب (باب الألقاب) : سنن ابن ماجه: 2/1231.
(3) قال ابن الأثير: هو أبو ثابت بن الضحاك، وأبو أبى جبيرة. أسد الغابة: 3/460؛ وكرر هذا القول ابن حجر فى ترجمته له فى القسم الرابع من الإصابة: 2/217.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/47؛ وأخرجه ابن حجر فى عبد الله وقال: ليس بمعروف فى الصحابة. الإصابة: 2/311.(4/348)
5394 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن النضر العسكرى، وجعفر ابن محمد الفريابى، قالا: حدثنا الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحرانى (1) ، حدثنا سليمان بن عطاء القرشى الحرانى، عن مسلمة بن عبد الله، عن عمه أبى مشجعة بن ربعى الجهنى (2) ، عن ابن زمل الجهنى. قال: كان النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الصبح. قال وهو ثانٍ رجله: «سُبْحَانَ اللهِ، وَبِحَمْدِهِ، وَأَسْتَغْفِرُ الله إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً» سبعين مرة، ثم
_________
(1) يراجع بشأنه المشتبه ص 591، قال: حدث عنه جعفر الفريابى.
(2) فى المخطوطة: «أبو شجعة» خلافًا للطبرانى. ويراجع تهذيب التهذيب: 12/237.(4/348)
يقول: «سَبْعُون بِسُبْعمائةٍ، ولاَ خَيْر فِيمَنْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ فى يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ سَبعمائة» ، ثم يستقبل الناس بوجهه.
وكان يعجبه الرؤيا، فيقول: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُم شَيْئًا؟» قال: ابن زمل، قلت: أنا يا نبى الله، قال: «خَيْرًا تَلْقَاهُ، وشَرًّ تُوقَاه، وَخَيْرًا لَنَا، وَشَرًّ عَلَى أَعْدَائِنَا، وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالمين، واقْصُصْ رُؤْيَاكَ» ، فقلت: رأيت جميع الناس على طريقٍ [رحبٍ] سهل لاحبٍ (1) والناس على الجادة منطلقين، فبينما هم كذلك إذ أشفى ذلك (2) الطريق على مرج لم تر عيناى مثله، يزف رفيفًا (3) ويقطر نداه، فيه
من أنواع/ الكلإ فكأنى بالرعلة (4) الأولى حتى أشفوا على المرج كبروا، ثم
ركبوا رواحلهم فى الطريق فمنهم المرتع، ومنهم الآخذ الضغث، ومضوا على
ذلك.
ثم قدم عظم (5) الناس، فلما أشفوا على المرج كبروا، وقالوا: خير المنزل، فكأنى أنظر إليهم يمينًا وشمالاً، فلما رأيت ذلك لزمت الطريق، حتى آتى أقصى المرج، فإذا أنا بك يا رسول الله على منبر فيه سبع درجات، وأنت فى أعلاها درجة، وإذا عن يمينك رجلٌ آدم سنل (6) أقنى، إذا هو تكلم يسمو فيفرع (7) الرجال طولاً، وإذا عن
_________
(1) الطريق اللاحب: الطريق الواسع المنقاد الذى لا ينقطع. النهاية: 4/50.
(2) أشفى عليه: أشرف عليه، ولا يكاد يقال أشفى إلا فى الشر. النهاية: 2/229.
(3) فى النهاية: 2/92: فى حديث بن زمل: لم تر عينى مثله قط يرف رفيفًا يقطر نداه: يقال للشىء إذا كثر ماؤه من النعمة والغضاضة حتى يكاد يهتر. رف يرف رفيفًا.
(4) فى الأصل المخطوط: «فأتى لهما من علمه» . خلافًا للطبرانى؛ وفى النهاية: 2/87: فى حديث بن زمل: فكأنى بالرعلة الأولى حين أشفوا على المرج كبروا، ثم جاءت الرعلة الثانية، ثم جاءت الرعلة الثالثة. يقال للقطعة من الفرسان رعلة. ولجماعة الخيل رعيل.
(5) عظم الناس: معظمهم. النهاية: 3/108.
(6) غير واضحة بالأصل ومختلفة الضبط فى المراجع.
(7) يفرع الناس طولاً: أى يطولهم ويعلوهم. النهاية: 3/195.(4/349)
يسارك رجلٌ (1) تياز ربعة كثير خيلان (2) الوجه، كأنما جمم شعره بالماء (3) ، إذا هو تكلم أصغيتم له إكرامًا له، وإذا أنا بشيخٍ (4) أشبه الناس بك خلقًا ووجهًا، كلكم تؤمونه، وتريدونه، وإذا أمام ذلك ناقة عجفاء شارفٌ (5) ، وإذا أنت يا رسول الله كأنك تتقيها.
قال: فانتفع لون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم سرى عنه، وقال: «أَمَّا مَا رَأَيْتَ مِنَ الطَّرِيق السَّهْلِ الرَّحْبِ اللاَّحِب، فَذَاكّ مَا حُمِلْتُم عَلَيْهِ مِنَ الْهُدَى، فَأَنْتُم عَلَيْهِ، وَأَمَّا المَرَجُ، الَّذِى رَأَيْتَ فَالْدُّنْيَا وَغَضَارَةُ عَيْشِهَا، مَضَيْتُ أَنَا وَأَصْحَابى، فَلَمْ نَتَعَلَّقْ بِهَا [شَيْئًا] وَلَمْ نُرِدْهَا، وَلَمْ تُرِدْنَا.
ثُم جَاءَتِ الرَّعْلَةُ الثَّانِيَةُ بَعْدَنَا، وَهُمْ أَكْثَرُ مِنَّا أَضْعَافًا فَمِنْهُم المُرْتِعُ، وَمِنْهُم الآخِذُ الضَّغْثَ، وَنَحْوَهُ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ جَاءَ عُظْمُ النَّاسِ فَمَالُوا فِى الْمَرْج يَمِينًا وَشِمَالاً. [فَإِنّا لله وإِنَّا إليه راجعون] وَأَمَّا أنتَ فَمَضَيْتَ عَلَى طَرِيقَةٍ صَالِحَةٍ، فَلَنْ تَزَلْ عَلَيْهَا حَتَّى تَلْقَانِى، وأَمَّا المنبر الذى رَأَيتَ فِيهِ سَبْعَ دَرَجَاتٍ وَأَنَا فِى أَعْلاهَا دَرَجَةً، فَالْدُّنْيَا سَبْعَةُ آلافِ سَنَةٍ وَأَنَا فِى آخِرهَا أَلْفًا، وَأَمَّا الذى رأيت عَلَى يَمِينِى الآدَمُ الششل. فَذَاكَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ إِذَا هـ تَكَلَّمَ يَعْلُو الرِّجَالَ بِفَضْلِ كَلامِ الله (6) ، والذى رأيت عن يسارى التارى الرَّبْعَةُ الْكَثِيرُ خِيلانِ الْوَجْهِ كَأَنَّمَا جُمِّمَ شَعْرُهُ
_________
(1) فى الطبرانى: «تار» ، وفى مجمع الزوائد: «تاز» . والتياز كشداد: القصير الغليظ الشديد. القاموس: 2/174.
(2) الخيلان: جمع خال وهو الشامة فى الجسد، ومنه كان المسيح- عليه السلام- كثير خيلان الوجه. النهاية: 2/9.
(3) جمم شعره بالماء: أى جعل جمة ويروى بالحاء المهملة. النهاية: 1/179.
(4) فى الطبرانى: «وإذا أمامك شيخٌ» ، وفى مجمع الزوائد: «وإذا أمامكم شيخ» .
(5) العجفاء: المهزولة، والشارق: الناقة المسنة. النهاية: 2/214، 3/70.
(6) فى الطبرانى: «بفضل صلاح الله إياه» .(4/350)
بِالْمَاءِ فَذَاكَ عِيسَى بنُ مَرْيَن عَلَيْهِ السَّلامُ نُكْرِمُهُ لإِكْرَامِ الله إِيَّاهُ، وَأَمَّا الشَّيْخُ الَّذِى رَأَيْتَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِى خَلْقًا وَوَجْهًا، فَذَاكَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ، كُلُّنَا نَؤُمُّهُ وَنَقْتَدِى به، وأَمَّا النَّاقَةُ الَّتِى رَأَيْتَ، وَرَأَيْتَنِى أَتَّقِيهَا فَهِىَ السَّاعَةُ عَلَيْنَا تَقُومُ ولا نبىَّ (1) بَعْدِى، ولا أُمَّةَ بَعْدَ أُمَّتِى» .
قال: «فما سأل رسول/ الله - صلى الله عليه وسلم - عن رؤيا بعدها إلا أن يجىء رجلٌ يحدثه بها» (2) .
تفرد به سليمان بن عطاء هذا وقال فيه البخارى، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وابن عدى: هو منكر الحديث، وقال ابن حبان: يروى عن مسلمة، عن عمه أشياء موضوعة (3) .
_________
(1) فى الاصل: «علّنا نعم لأمتى» ، والتصويب من المرجعين.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 8/361؛ وقال الهيثمى: فيه سليمان بن عطاء القرشى، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 7/184. وما بين معكوفات استكمال منه.
(3) سليمان بن عطاء بن قيس القرشى: أبو عمر الجزرى. روى عن مسلمة بن عبد الله الجهنى، وعبد الله بن دينار البهرانى، يرجع إلى أقوال الأئمة بشأنه فى تهذيب التهذيب: 4/211؛ والتاريخ الكبير: 4/28؛ وقال ابن حبان: يروى عن مسلمة بن عبد الله الجهنى عن عمه أشياء موضوعة لا تشبه حديث الثقات، فلست أدرى التخليط فيها منه أو من مسلمة، ثم ساق حديث ابن زمل وعده من مناكيره، كما ساق عدة أحاديث أخرى لا تقل نكارة عن هذا الخبر: المجروحين: 1/329.(4/351)
850- (الضحاك بن سفيان بن عوف) (1)
ابن كعب بن أبى بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبو سعيد الكلابى.
كان من الشجعان المعدودين بمائة فارس، وكان يكون على رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشتملاً بالسيف، وكان أميرًا على بنى سليم يوم الفتح،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/47؛ والإصابة: 2/206؛ والاستيعاب: 2/206؛ والتاريخ الكبير: 4/331؛ وثقات ابن حبان: 3/198.(4/351)
وكانوا تسعمائة يعدهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألفًا بأميرهم. حديثه فى ثانى المكيين، والمدنيين.(4/352)
5395 - حدثنا [أحمد] بن عبد الملك، حدثنا حماد بن زيد عن على بن زيد ابن جدعان، عن الحسن، عن الضحاك بن سفيان الكلابى: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال له: «يَا ضَحَّاكُ مَا طَعَامُكَ؟» قال: يا رسول الله، اللحم واللبن. قال: «ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى مَاذَا؟» قال: إلى ما قد علمت، قال: «فَإِنَّ الله عَزّ وَجَلّ ضَرَبَ مَا يَخْرُجُ مِنْ بَنِى آدَمَ مَثَلاً لِلْدُّنْيَا» (1) . تفرد به وإسناده حسن.
5396 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب: أن عمر بن الخطاب، قال: ما رأى الدية إلا للعصبة لأنهم يعقلون عنه فهل سمع أحدٌ منكم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى ذلك شيئًا؟» فقال الضحاك بن سفيان الكلابى- وكان استعمله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الأعراب- كتب إلىَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَنْ أُوَرِّثَ امْرَأَةَ أَشيْمٍ الضَّبَابِىِّ مِنْ دِيَّةِ زَوْجِهَا» .
فأخذ بذلك عمر بن الخطاب (2) .
5397 - حدثنا سفيان، قال: سمعته من الزهرى، عن سعيد: أن عمر قال: الدية للعاقلة، ولا ترث المرأة من دية زوجها، حتى أخبره الضحاك بن سفيان الكلابى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إلىَّ: «أَنْ أُوَرِّثَ امْرَأَةَ أَشيْمٍ الضّبَابِىِّ مِنْ دِيَّةِ زَوْجِهَا» .
_________
(1) من حديث الضحاك بن سفيان فى المسند: 3/452؛ وأخرجه الطبرانى فى الكبير: 8/358؛ وقال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى ورجال الطبرانى رجال الصحيح. غير على بن زيد بن جدعان، وقد وثق. مجمع الزوائد: 10/288.
(2) من حديث الضحاك بن سفيان فى المسند: 3/452؛ وأشيم الضبابى قتل فى حياة النبى - صلى الله عليه وسلم - خطأ. أسد الغابة: 1/119.(4/352)
فرجع عمر عن قوله (1) .
رواه أهل السنن من غير وجهٍ، عن الزهرى به، قال الترمذى حسنٌ صحيحٌ (2) .
قال شيخنا المزى فى أطرافه: وروى هشام بن عمار، عن صدقة ابن خالد، عن محمد بن عبد الله الشعيثى، عن زفر بن وثيمة، عن المغيرة ابن شعبة: أن زرارة ابن جزء، قال لعمر بن الخطاب: إن النبى - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى الضحاك بن سفيان أن/ يورث امرأة أشيم من دية زوجها (3) .
وهذا أليق به أن يذكر فى مسند زرارة بن جزء، وإنما ذكرناه فى مسند الضحاك بن سفيان استطرادًا، وتبعًا لشيخنا لتعليقه بهذا الحديث.
* (الضحاك بن عرفجة السعدى: سعد تميم) (4)
أنه أصيب أنفه يوم الكلاب.
قال ابن منده، وأبو عمر، وأبو موسى المدينى، وابن الأثير: كذا قال عبد الله ابن عرادة، عن عبد الرحمن بن طرفة، عن الضحاك بن
_________
(1) من حديث الضحاك بن سفيان فى المسند: 3/452.
(2) الخبر أخرجه الثلاثة الأول فى الفرائض: ابو داود فى (المرأة ترث من دية زوجها) : سنن أبى داود: 3/129؛ والترمذى فى الباب: صحيح الترمذى: 4/425؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/202؛ وأخرجه ابن ماجه فى الديات (باب الميراث من الدية) : سنن ابن ماجه: 2/883.
(3) تحفة الأشراف: 4/203.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/48؛ والإصابة: 2/207؛ والاستيعاب: 2/209؛ وفى المخطوطة: «سعد تيم» والتصويب من أسد الغابة والاستيعاب.(4/353)
عرفجة، فذكره. قالوا: والصواب عرفجة بن أسعد، كما سيأتى فى مسنده (1) .
_________
(1) المراجع السابقة.(4/354)
851- (الضحاك بن قيس الفهرى) (1)
هو الضحاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهبٍ بن ثعلبة، بن واثلة بن عمرو ابن شيبان، بن محارب بن فهر بن مالكٍ بن النضر بن كنانة القرشى الفهرى: أبو أنيس، ويقال: أبو عبد الرحمن.
ولد فى حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل وفاته بسبع سنين، وهو أصغر من أخته فاطمة بنت قيس، ومن الناس من أنكر صحبته، والمشهور الأول، وكان على شرطة معاوية، وحضر معه حروبه واستنابه على الكوفة بعد زيادٍ أربع سنين، ثم كان عنده بدمشق حتى مات، فصلى عليه الضحاك، ثم كان مع يزيد، وابنه معاوية بن يزيد، فلما مات بايع الضحاك لعبد الله بن الزبير، فخالفه مروان، وحاربه، واقتتلا بمرج راهط، فقتل الضحاك وذلك فى سنة أربع وستين فى المنتصف من ذى حجتها.
حديثه فى سادس الأنصار، وثانى المكيين.
5398 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا حماد بن سلمة، عن على بن زيدٍ، عن أنسٍ أن الضحاك بن قيس كتب إلى قيس بن الهيثم حين مات يزيد بن معاوية. سلامٌ عليك أما بعد: فإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّ بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِم، أَوْ فِتَنًا كَقِطَعِ الدُّخَانِ يَمُوتُ فِيهَا قَلْبُ الرَّجُلِ كَمَا يَمُوتُ بَدَنُهُ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/49؛ والإصابة: 2/207؛ والاستيعاب: 2/205؛ والطبقات الكبرى: 7/130؛ والتاريخ الكبير: 4/332؛ وثقات ابن حبان: 3/199.(4/354)
وَيُمْسِى كَافِرًا، وَيُمْسِى مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ فِيهَا أَقْوَامٌ خَلاقَهُم وَدِينَهُم بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلٍ» .
وإن يزيد بن معاوية قد مات، وأنتم إخواننا، وأشقاؤنا، فلا تسبقونا بشىء حتى نختار لأنفسنا (1) .
_________
(1) لم نعثر عليه فى مسند الأنصار، وحديثه التالى وجدناه فى مسند المكيين، ولعله سقط من النسخة المطبوعة.(4/355)
5399 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا على بن زيدٍ عن الحسن: أن الضحاك [بن قيس] كتب إلى قيس بن الهيثم حين مات يزيد بن معاوية: / سلامٌ عليكم: أما بعد، فإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّ بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِم، فِتَنًا كَقِطَعِ الدُّخَانِ يَمُوتُ فِيهَا قَلْبُ الرَّجُلِ كَمَا يَمُوتُ بَدَنُهُ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيُمْسِى كَافِرًا، وَيُمْسِى مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ فِيهَا أَقْوَامٌ خَلاقَهُم وَدِينَهُم بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا، وَإِنَّ يَزِيدَ بنَ مُعَاوِيةَ قَدْ مَاتَ، وَأَنْتُم إِخْوَانُنَا وَأَشِقَّاؤُنَا، فَلاَ تَسْبِقُونَا حَتَّى نَخْتَارَ لأَنْفُسنا» ..
تفرد به أحمد، وإسناده لا بأس به، وفيه التصريح بسماعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فهو صحابى لا محالة (1) .
(حديث آخر عنه)
5400 - قال النسائى: حدثنا قتيبة، حدثنا الليث، حدثنا ابن شهاب، عن أبى أمامة: أنه قال: إن السنة فى صلاة الجنازة أن يقرأ فى
_________
(1) من حديث الضحاك بن سفيان فى المسند: 3/453؛ وأخرجه الطبرانى فى الكبير: 8/357؛ والحاكم فى المستدرك ولم يعلق عليه: 3/525؛ وقال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى من طرق فيها على بن زيد وهو سيىء الحفظ. وقد وثق. وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 7/308.(4/355)
التكبيرة الأولى بأم القرآن مخافتة، ثم يكبر ثلاثًا، والتسليم فى الآخرة (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الجنائز (باب الدعاء) : المجتبى: 3/61 وهو حديث أبى أمامة، ولا وجه لإيراده هنا إلا أن المصنف رحمه الله ساق بعده حديث الضحاك بنحوه.(4/356)
5401 - حدثنا قتيبة، حدثنا الليث، حدثنا ابن شهابٍ، عن محمد ابن سويد الدمشقى، عن الضحاك بن قيس الدمشقى بنحو ذلك (1) .
وهذا إسنادٌ حسنٌ، وليس له عند النسائى سواه، وقول الصحابى: من السنة كذا فى حكم المرفوع (2) .
(حديث آخر عنه)
5402 - قال الطبرانى: حدثنا أبو مسلم الكشى، أنبأنا أبو عمر الضرير، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا سعيد الجريرى، عن أبى العلاء بن عبد الله بن الشحير، عن الضحاك بن قيس، عن نبى الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إِذَا أَتَى الرَّجُلَ الْقَوْمَ، فَقَالُوا: مَرْحَبًا، فَمَرْحَباً بِهِ إلى يَوْمِ يَلْقَاهُ رَبُّهُ، وَإِذَا أَتَى الرَّجُلُ الْقَوْمَ، فقالوا: قَحْطًا، فَقَحْطًا لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ» وهذا إسنادٌ صحيحٌ (3) .
(حديث آخر عنه)
5403 - قال الطبرانى: حدثنا المقدام بن داود، حدثنا على بن
_________
(1) المصدر السابق.
(2) ليس للضحاك بن قيس سواه فى الكتب الستة. ولابن حجر تعليق على الخبر يرجع إليه فى النكت الظراف على تحفة الأشراف: 4/203.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 8/358؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط. ورجاله رجال الصحيح، غير أبى عمر الضرير الأكبر وهو ثقة. مجمع الزوائد: 10/371؛ والخبر أخرجه الحاكم فى المستدرك: 3/525 وسكت عنه، وقال الذهبى: على شرط مسلم.(4/356)
معبد الرقى (1) ، حدثنا عبيد الله (2) بن عمرو، عن رجلٍ من أهل الكوفة، عن عبد الملك ابن عمير، عن الضحاك بن قيس، قال: كانت بالمدينة امرأة تخفض النساء، يقال لها أم عطية، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اخْفِضِى وَلاَ تَنْهَكِى، فَإِنَّهُ أَنْصَرُ لِلْوَجْهِ، وَأَحْظَى عِند الزَّوْجِ» (3) .
أظن أن هذا المتهم فى هذا الإسناد هو محمد بن سعيد المصلوب الكذوب، فقد روى أبو داود من طريقه، عن عبد الملك بن عمير، عن أم عطية الأنصارية: أن امرأة كانت تخفض النساء بالمدينة، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَنْهَكِى، فَإِنَّ ذَلِكَ أَحْظَى لِلْمَرأَة وَأَحَب إلى البعْل» (4) .
(حديث آخر عن الضحاك بن قيس)
_________
(1) فى الاصل المخطوط: «على بن سعيد المزنى» ، وهو علىّ بن معبد بن شداد أبو الحسن، أو أبو محمد الرقى. يراجع تهذيب التهذيب: 7/384.
(2) فى الأصل المخطوط: «عبد الله» خلافًا للطبرانى وعبيد الله بن عمرو الرقى روى عنه على بن معبد الرقى. تهذيب التهذيب: 7/42.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 8/358؛ والخبر أخرجه الحاكم فى المستدرك: 3/525 وسكت عنه، كما لم يتكلم عنه الذهبى.
(4) الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب (باب ما جاء فى الختان) : سنن أبى داود: 4/368، وقال أبو داود: روى عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بمعناه، وإسناده- قال أبو داود- ليس هو بالقوى، وقد روى مرسلاً، قال أبو داود: ومحمد بن حسان مجهول وهذا الحديث ضعيف.
ومحمد بن سعيد المصلوب هو محمد بن سعيد بن حسان بن قيس، وهو محمد بن سعيد الأسدى، وهو محمد الطبرى وغير ذلك.
قال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات، ويروى عن الإثبات ما لا أصل له. يراجع بشأنه الميزان: 3/561؛ والتاريخ الكبير: 1/94؛ والمجروحين: 2/247.(4/357)
5404 - قال الحافظ أبو نعيم/ الأصفهانى- ومن خطه نقلتُ رحمه الله تعالى-: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا جعفر بن سنيد بن داود، حدثنا أبى، عن بن جريج، حدثنى محمد بن طلحة، عن معاوية(4/357)
ابن أبى سفيان أنه قال- وهو على المبنر-: حدثنى الضحاك بن قيس- وهو عدل على نفسه- أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ يَزَالُ وَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ» .
قلت: ليس هذا الحديث فى المعجم الكبير (1) .
_________
(1) أخرجه الطبرانى فى الكبير: خلافًا لما قاله المصنف. ولعله سقط من نسخته: 8/357؛ وقال الهيثمى: فيه سنيد وهو ثقة، وقد تكلم فى روايته عن الحجاج بن سليمان وهذا منها. مجمع الزوائد: 5/195؛ وأخرجه الحاكم فى المستدرك: 3/525 وسكت عنه. كما سكت عنه الذهبى.(4/358)
852- (الضحاك بن قيس بن معاوية) (1)
هو الأحنف بن قيس الحليم الصفوح، والصحيح أنه لا صحبة له، وإنما هو مخضرم، وتابعى كبير من سادات التابعين.
853- (الضحاك بن النعمان بن سعدٍ) (2)
5405 - ذكره ابن الأثير، وقال: قال أبو بكر بن [عبد الله بن محمد بن فورك القباب، أخبرنا أحمد بن عمرو بن] أبى عاصم، حدثنا كثير بن عبيد، حدثنا بقية بن الوليد، عن عتبة بن أبى حكيم، عن سليمان بن عمرو، عن الضحاك بن النعمان بن سعدٍ: أن مسروق بن وائل قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلم، وحسن إسلامه، وقال: أحب أن تبعث إلى قومى رجلاً يدعوهم إلى الإسلام، وأن تكتب إلى قومى كتابًا عسى الله أن يهديهم إليه، فأمر معاوية فكتب: «بِسْمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم. مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الأَقْيَالِ مِنْ حَضْرَمَوْتَ، بإِقَامِ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/50؛ والإصابة: 2/216؛ ويراجع أيضًا فى حرف الألف: اسد الغابة: 1/68؛ والإصابة: 1/100.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/50؛ والإصابة: 2/208.(4/358)
الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْصَدَقَةِ عَلَى التَّيعَةِ (1) ، وَلِصَاحِبهَا التَّيمَةُ (2) ، وَفِى السُّيُوفِ الْخُمْسُ، وَفِى الْبَعْلِ العُشْرُ، لاَ خِلاطَ وَلاَ وِرَاطَ (3) ،
وَلاَ شِغَارَ (4) ، وَلاَ جَلَبَ (5) ، وَلاَ جَنَن (6) ، ولاَ شِنَاقَ (7) ، والْعَوْنُ لِلسَّرَايَا
_________
(1) التيعة: شاة التيعة اسم لأدنى ما تجب فيه الزكاة من الحيوان، وكأنها الجملة التى للسعادة عليها سبيل، من تاع يتع إذا ذهب إليه، كالخمس من الإبل، والأربعين من الغنم. النهاية: 1/122.
(2) التيمة: بالكسر الشاة الزائدة على الأربعين، حتى تبلغ الفريضة الأخرى، وقيل هى الشاة تكون لصاحبها فى منزله يحتلبها وليست بسائمة. النهاية: 1/123.
(3) لا خلاط: الخلاط: مصدر خالطه يخالطه مخالطة وخلاطًا. والمراد به أن يخلط الرجل إبله بأبل غيره أو بقره أو غنمه، ليمنع حق الله منها، أو يبخس المصدق فيما يجب له. وهو معنى قوله فى الحديث الآخر: لا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة، أما الجمع بين المتفرق فهو الخلاط. وذلك أن يكون ثلاثة نفر مثلاً. ويكون لكل واحد منهم أربعون شاة. وقد وجب على كل واحد منهم شاة. فإذا أظلهم المصدق جمعوها لئلا يكون عليهم فيها إلا شاة واحدة. وأما تفريق المجتمع. فأن يكون اثنان شريكان ولكل واحد منهما مائة شاة وشاة..فيكون عليهما فى ماليهما ثلاث شياه. فإذا أظلهما المصدق فرقا غنمهما. فلم يكن على كل واحد منهما إلى شاة واحدة. والوراط أن تجعل الغنم فى وهدة من الأرض لتخفى على المصدق. مأخوذ من الورطة وهى الهوة العميقة فى الأرض. وقيل الوراط أن يغيب إبله أو غنمه فى إبل غيره وغنمه. وقيل هو أن يقول أحدهم للمصدق: عند فلان صدقة وليست عنده. النهاية: 1/311. 4/205.
(4) الشغار: نكاح معروف فى الجاهلية. يقول الرجل للرجل: شاغرنى أى زوجنى أختك أو بنتك أو من تلى أمرها. حتى أزوجك أختى أو بنتى أو من ألى أمرها ولا يكون بينهما مهر، ويكون بضع كل واحدة منهما فى مقابلة بضع الأخرى. النهاية: 2/226.
(5) الجلب: يكون فى شيئين أحدهما فى الزكاة: وهو أن يقدم المصدق على أهل الزكاة، فينزل موضعًا ثم يرسل من يجلب إليه الأموال من أماكنها ليأخذ صدقتها، فنهى عن ذلك، وأمر أن تؤخذ صدقاتهم على مياههم وأماكنهم. والثانى: أن يكون فى السباق وهو أن يتبع الرجل فرسه فيزجره ويحلب عليه ويصيح حثاله على الجرى، فنهى عن ذلك. النهاية: 1/169.
(6) الجنب: بالتحريك فى السباق أن يجنب فرسًا إلى فرسه يسابق عليه، فإذا فتر المركوب تحول إلى المجنوب، وهو فى الزكاة أن ينزل العامل بأقصى مواضع أصحاب الصدقة. ثم يأمر بالأموال أن تجنب إليه أى تحضر. النهاية: 1/180.
(7) الشناق: الشنق بالتحريك ما بين الفريضتين من كل ما تجب فيه الزكاة، وهو ما زاد على الإبل من الخمس إلى التسع، أى لا يؤخذ فى الزيادة على الفريضة زكاة إلى أن تبلغ الفريضة الأخرى، وإنما سمى شنقًا لأنه لم يؤخذ منه شىء فاشتق إلى ما يليه مما أخذ منه أى أضيف وجمع. فمعنى قوله: الاشناق: أى لا يشفق الرجل غنمه أو إبله إلى مال غيره ليبطل الصدقة. وهو مثل قوله لا خلاط. النهاية: 2/238.(4/359)
المسْلِمِين لِكُلِّ عَشرَةٍ مَا يَحْمِلُ الْقِرَاب (1) ، مَنْ أَجْبَى (2)
فَقَدْ أَرْبَى، وَكُلَّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» ، قال: وبعث إلينا رسول الله زياد بن لبيدٍ.
هذا حديثٌ غريبٌ إسنادًا، ومتنًا، والمشهور فى هذا الكتاب وائل ابن حجر، وقد تكلمنا عليه فى الأحكام (3) .
_________
(1) القراب: من التمر هو شبه الجراب يطرح فيه الراكب سيفه بغمده وسوطه. وقد يطرح فيه زاده من تمر وغيره. النهاية: 3/239.
(2) أجبى: الإجباء بيع الزرع قبل أن يبدو صلاحه، وقيل هو أن يغيب إبله عن المصدق. النهاية: 1/143..
(3) أسد الغابة: 3/50.(4/360)
854- (الضحاك الأنصارُّ: غير منسوب) (1)
5406 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن عمرو البزار، حدثنا محمد ابن عمارة/ بن صبيح، حدثنا نصر بن مزاحم، حدثنا مندل بن علىّ، عن إبراهيم بن بشير الأنصارى: أن الضحاك الأنصارى قال: لما سار النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر جعل عليًّا على مقدمته، فقال: «مَنْ دَخَلَ النَّخْلَ فَهُوَ [آمِنٌ،] فَنَادَى بها علىٌّ، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جبريل يضحك، فقال: «وَمَا يُضْحِكُكَ؟» فقال: إنى أحبه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلىّ: «إِنَّ جِبْرِيلَ يَقُولُ إِنِّى أُحِبُّكَ» ، فقال: وبلغت أن يحبنى
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/45؛ والإصابة: 2/208؛ وورد فى المخطوطة عقب الترجمة قوله: «قال الطبرانى: حدثنا المقدام بن دااود، حدثنا على بن سعيد المزنى، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن رجل من أهل الكوفة، عن عبد الملك بن عمير، عن الضحاك بن قيس قال: كانت بالمدينة امرأة تخفض النساء، يقال لها أم عطية فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» . وهذا جزء من حديث الضحاك بن قيس، وتكريره هنا من سهو النساخ فقمنا بحذفه فقد تقدم ص 356.(4/360)
جبريل؟ قال: «نَعَمْ، وَمَنْ [هُوَ] خَيْرٌ مِنْ جِبْرِيلَ: اللهُ عَزَّ وَجَلَّ» .
فيه غرابة شديدة (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/361، وما بين معكوفات استكمال منه؛ وقال الهيثمى: فيه نصر بن مزاحم وهو متروك. مجمع الزوائد: 9/126. ونصر بن مزاحم الكوفى: قال الذهبى: رافضى. جلدـ تركوه. وقال العقيلى: شيعى فى حديثه اضطراب وخطأ كثير. وبقية الأقوال فيه مظلمة. الميزان: 4/253.(4/361)
855- (ضرار بن الأزور - رضي الله عنه -) (1)
واسم الأزور مالك بن أوس بن جذيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة ابن دودان ابن أسدٍ بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
كان أحد الفرسان المشهورين، والشجعان المذكورين، وقد افتدى نفسه من الكفار بألف بعير وقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنشد.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا غُبِنَتْ صَفْقَتُكَ يَا ضِرَارُ» .
وهو الذى ضرب عنق مالك بن نويرة بأمر خالد بن الوليد، وشهد اليمامة، فأبلى بلاءً حسنًا، وقيل إنه قُتل هنالك. والمشهور أنه شهد فتح دمشق، وحضر اليرموك وقال موسى بن عقبة: قُتل بأجنادين، ويقال إنه نزل الكوفة، وقيل حَرَّانَ.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/52؛ والإصابة: 2/208؛ والاستيعاب: 20/211؛ والطبقات الكبرى: 6/25؛ والتاريخ الكبير: 4/338؛ وثقات ابن حبان: 3/200.(4/361)
وكان قد تأول هو وأبو جندل واصحابها فى الخمر ما تأولوا، فكتب أبو عبيدة فيهم إلى عمر إليه: إن استحلوها قتلوا، وإن قالوا هى حرام فاجلدوهم، فاعترفوا بتحريمها، فجلدهم أبو عبيدة.
حديثه فى خامس المكيين، ورابع، وسادس الكوفيين ولم يخرج له أحد من أهل الكتب الستة (1) .
_________
(1) خرج له البخارى فى التاريخ الكبير: 3/338.(4/362)
5407 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن سنان، عن ضرار بن الأزور: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - مر به وهو يحلب: فقال: «دَعْ دَاعِى اللَّبَنَ» (1) .
5408 - حدثنا وكيعٌ، حدثنا الأعمش، عن يعقوب بن بحير، عن ضرار بن الأزور، قال: بعثنى أهلى بلقوح (2) / إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأمرنى أن أحلبها، فحلبتها، فقال لى: «دَعْ دَاعِى اللَّبَنَ» (3) .
5409 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا زهير، عن الأعمش، عن يعقوب بن بحير (4) - رجلٌ من الحى-، قال: سمعت ضرار بن الأزور، قال: أهدينا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقحة، فحلبتها. قال: فلما أخذت لأجهدها قال: «لاَ تَفْعَلْ دضعْ دَاعِى اللَّبَنَ» (5) .
5410 - حدثنا وكيعٌ، وأبو معاوية، قالا: حدثنا الأعمش، عن يعقوب بن بحير، عن ضرار بن الأزور، قال: بعثنى أهلى بلقوح
_________
(1) من حديث ضرار بن الأزور فى المسند: 4/311؛ وأخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: 4/339.
(2) ناقة لقوح: إذا كانت غزيرة اللبن. النهاية: 4/62.
(3) من حديث ضرار بن الأزور فى المسند: 4/339.
(4) الاسم غير واضح بالأصل والضبط من المشتبه ص 47.
(5) من حديث ضرار بن الأزور فى المسند: 4/339.(4/362)
- وقال أبو معاوية بلقحةٍ- إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأتيته بها، فأمرنى أن أحلبها، [ثم] قال: «دَعْ دَاعِى اللَّبَنَ» ، قال أبو معاوية: «لا تُجْهِدَنَّهَا» (1) .
_________
(1) من حديث ضرار بن الأزور فى المسند: 4/322، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/363)
5411 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن بكار مولى بنى هاشم، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن الأعمش، عن يعقوب بن بحير، عن ضرار بن الأزور: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - مر به وهو يحلب، فقال: «ودَعْ دَاعِى اللَّبَنَ» (1) .
5412 - حدثنا عبد الله، حدثنى محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا وكيعٌ، حدثنا الأعمش، عن يعقوب بن بحير، عن ضرار بن الأزور، قال: بعثنى أهلى بلقوح إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمرنى أن أحلبها، فحلبتها، فقال: «دَعْ دَاعِى اللَّبَنَ» . لم يخرجوه، وأسانيده جيدة (2) .
5413 - حدثنا عبد الله، حدثنى أبو بكر [بن] محمد بن عبد الله، جارنا، حدثنا محمد بن سعيد الباهلى الأثرم البصرى، حدثنا سلام بن سليمان القارى، حدثنا عاصم بن بهدلة، عن أبى وائل، عن ضرار بن الأزور، قال: أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: امدد يدك أبايعك على الإسلام، قال ضرار، ثم قلت:
تركت القداح وعزف القيا ... ن والخمر تصلية وابتهالا
_________
(1) من حديث ضرار بن الأزور فى المسند: 4/76، وهو من زيادات عبد الله بن أحمد على المسند.
(2) من حديث ضرار بن الأزور فى المسند: 4/76، وهو من زيادات عبد الله بن أحمد على المسند.(4/363)
وكَرِّى المُحبَّرَ في غمرة ... وحملِي على المشركين القتالا
فيا رب لا أغبن صفقتي ... فقد بعت أهلي ومالي ابتدالا
قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «مَا غُبِنَتْ صَفْقَتُكَ يَا ضِرَارُ» . إسناده جيد، ولم يرووه (1) .
_________
(1) من حديث ضرار بن الأزور فى المسند: 4/76. وهو من زيادات عبد الله بن أحمد على المسند، والخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم: 8/356؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى وعبد الله إلا أنه قال: وحملى على المشركين- رواية الطبرانى: «وحملى على المسلمين- يدل المسلمين-. وقال فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «ما غبنت صفقتك يا ضرار» - وهي غير واردة عند الطبرانى- وقال: فى الإسناد محمد بن سعيد الباهلى- والضعيف قرشى والله أعلم. ثم قال: رواه الطبرانى بإسنادين فى أحدهما محمد بن سعيد بن زياد الأثرم، وهو ضعيف. وفي ثقات ابن حبان: محمد بن سعيد بن زياد- ولم يقل الأثرم- فإن كان هو فقد وثق، وإلا فهو الضعيف. وفى الآخر من لم أعرفه. مجمع الزوائد: 9/390.
والخبر أخرجه الحاكم فى المستدرك: 3/620، ولم يعقب عليه وسكت عنه الذهبى.(4/364)
856- (ضرار بن القعقاع) (1)
ذكره ابن منده.
5414 - فقال: روى محمد بن مرزوق، عن زيد بن بسطام بن ضرار بن القعقاع، عن أبيه، عن جده، قال: وفد أبى على النبى - صلى الله عليه وسلم -، وأنا معه، ومعنا رجالٌ كثيرٌ، فأمر النبى - صلى الله عليه وسلم - لكل رجلٍ منا ببردين.
حكاه الحافظ أبو نعيم (2) .
* (ضريح بن عرفجة (3) أو عرفجة بن ضريح،
والصواب عرفجة بن شريحٍ كما سيأتى) /
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/54؛ والإصابة: 2/208.
(2) المرجعان السابقان.
(3) أسد الغابة: 3/55؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف الصاد. الإصابة: 2/218.(4/364)
857- (ضمرة بن ثعلبة البهزى - رضي الله عنه -) (1)
سكن حمص، وكان من الشجعان، وحديثه فى سادس الكوفيين.
5415 - حدثنا شريح بن النعمان، حدثنا بقية بن الوليد، عن سليمان
ابن سليم، عن يحيى بن جابر، عن ضمرة بن ثعلبة: أنه أتى النبى - صلى الله عليه وسلم -، وعليه
حلتان من حلل اليمن، فقال: «يَا ضَمْرةُ أَتَرَى ثَوْبَيْكَ هَذَيْنِ مُدْخَلَيْكَ
الْجَنَّةَ؟» فقال: لئن استغفرت لى يا رسول الله لا أقعد حتى أنزعهما عنى،
فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمّ اغْفِرْ لِضَمْرَةَ بنِ ثَعْلَبَة» . فانطلق سريعًا حتى نزعهما
عنه.
تفرد به، ولا بأس بإسناده (2) .
(حديث آخر عنه)
5416 - قال الطبرانى: حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصى، حدثنى جدى غبراهيم بن العلاء وعمى محمد بن إبراهيم، قالا: حدثنا بقية ابن الوليد، عن أبى سلمة: سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر، عن ابن ثعلبة: أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله ادع الله لى بالشهادة، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ إِنِّى أُحَرِّمُ دَمَ [ابن] ثَعْلَبَة عَلَى المُشرِكينَ والكُفَّارِ» ، قال: فكنت أحمل فى عظم القوم، فيترائى لى النبى - صلى الله عليه وسلم - خلفهم، فقالوا: يا ابن ثعلبة إنك لتغزون وتحمل على القوم، فقال: لأن النبى - صلى الله عليه وسلم - يترائى لى من خلفهم،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/59؛ والإصابة: 2/211؛ والاستيعاب: 2/212؛ والتاريخ الكبير: 4/336؛ وثقات ابن حبان: 3/200.
(2) من حديث ضمرة بن ثعلبة فى المسند: 4/338؛ وأخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 8/369؛ وقال الهيثمى: رجاله ثقات إلا أن بقية مدلس. مجمع الزوائد: 5/136.(4/365)
فأحمل عليهم، حتى أقف عنده، ثم يترائى لى عند أصحابى، فأحمل حتى أكون مع أصحابى، قال: فعمر زمانًا من دهره.
وهذا الإسناد كالآتى قبله حسنٌ (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/369؛ وقال الهيثمى: إسناده حسن. مجمع الزوائد: 9/379.(4/366)
5417 - قال الطبرانى: حدثنا الحسن بن جرير الصورى، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقى، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم ابن زرعة، عن شريح ابن عبيد، عن أبى بحرية، عن ضمرة ابن ثعلبة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَتَحَاسَدُوا» إسناد حسنٌ، ولله الحمد (1) .
* (ضمرة بن سعد السلمى الصواب أنه ضميرة بن سعد كما سيأتى) (2)
858- (ضمرة أبو عبيد الله) (3)
5418 - قال أبو نعيم: ذكره أبو زرعة الرازى فى الوحدان.
ثم أورد عنه أبو زرعة، سليمان بن داود عن شعبة عن الفضل بن سفيان اليمانى، عن محمد بن جابر، عن عكرمة بن عمار، حدثنى أبو منهال، عن عبيد الله/ ابن ضمرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/369؛ وقال الهيثمى: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 8/78.
(2) يراجع أسد الغابة: 3/59.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/60؛ والإصابة: 2/213.(4/366)
«تَحْرُجُ حَرُورِيَّةٌ بَيْنَ أَنْهَارِ الْيَمَامَةِ» ، قلت: ليس بها أنهارٌ، قال أنها ستكون (1) .
_________
(1) أسد الغابة: 3/60؛ والحرورية طائفة من الخوارج نسبوا إلى حروراء موضع قريب من الكوفة. قال ابن منده: غريب من هذا الوجه. الإصابة: 2/213.(4/367)
859- (ضمرة: غير منسوب) (1)
5419 - قال إبراهيم بن فهد: حدثنا عبد الرحمن بن واقد، حدثنا مروان بن معاوية، عن سفيان بن حسين (2) ، عن الزهرى، عن سعيد ابن المسيب، عن ضمرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» .
قال أبو نعيم: تفرد به سفيان بن حسين عن الزهرى (3) .
860- (ضميرة بن سعدٍ: أبو سعدٍ الضمرى) (4)
ويقال السلمى، عداده فى أهل المدينة، حديثه فى ثالث البصريين وسادس عشر الأنصار، ولأبيه سعدٍ صحبة.
5420 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى (5) ، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثنى محمد بن جعفر بن الزبير، قال: سمعت زيادة بن ضميرة بن
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/63.
(2) ذكر فى الأصل: «سفيان بن جبيرة» مرة، و: «حسين بن حصين» مرة أخرى والتصويب من الإصابة.
(3) يرجع إلى الخبر فى مصدرى الترجمة.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/64؛ وترجم له ابن حجر: ضمرة بن ربيعة السلمى وأورد الخلاف فى اسمه؛ الإصابة: 2/212، 214؛ وقال ابن عبد البر: ضميرة بن سعد السلمى؛ الاستيعاب: 2/214؛ وقال البخارى: ضميرة بن سعيد ويقال: الضمرى له صحبة. التاريخ الكبير: 4/341؛ وهو فى المسند: ضمرة بن سعد: 5/112، وضمرة بن سعيد: 6/10.
(5) ليس فى المسند: «حدثنا أبى» . يراجع تهذيب التهذيب: 11/380.(4/367)
سعد السلمى (1) يحدث عن عروة بن الزبير، عن أبيه [ضمرة و] عن جده- وكانا شهدا حنينًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالا: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر، ثم عمد إلى ظل شجرة، فجلس فيه، وهو بحنين، فقام إليه الأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر يختصمان فى عامر ابن الأضبط الأشجعى: عيينة يطلب بدم عامر- وهو يومئذ رئيس غطفان- والأقرع بن حابس يدفع عن محلم بن جثامة بمكانه من خندف، فتداولا الخصومة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونحن نسمع، فسمعنا عيينة وهو يقول: والله يا رسول الله لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحر ما أذاق نسائى.
ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «بَلْ تَأْخُذُونَ الديَّةَ خَمْسِينَ فِى سَفَرِنَا هَذَا. وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا» . قال- وهو يأبى عليه-. إذ قام رجلٌ من بنى ليث يقال له مكيتل قصير مجموع. فقال: والله ما وجدت لهذا القتيل شبهًا فى غرة الإسلام إلا كغنم وردت فرميت أوائلها، فنفرت أخراها. استن اليوم وغير غدًا.
قال: فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده ثم قال: «اللَّهُمّ بَلْ تَأْخُذُونَ الديَّةَ خَمْسِينَ فِى سَفَرِنَا هَذَا، وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا» . قال: فقبلوا الدية. ثم قال: أين صاحبكم فيستغفر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فقام رجلٌ آدم ضرب (2) طويل عليه حلة قد كان تهيأ فيها/ للقتل حين جلس بين يدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «مَا اسْمُكَ؟» قال: أنا محلم بن جثامة. قال: فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده ثم قال: «اللَّهُمَّ لاَ تَغْفِرْ لِمحلمِ بنِ جَثَّامَةَ قُمْ» فقام. وهو يتلقى دمعه بفضل ردائه.
_________
(1) فى المسند: «ضمرة بن سعيد السلمى» .
(2) ضرب من الرجال: هو الخفيف اللحم الممشوق المستدق النهاية: 3/14.(4/368)
قال: فأما نحن بيننا نقول: إنا نرجو أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد استغفر له، وأما ما ظهر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهذا (1) .
وهكذا رواه أبو داود، وابن ماجه من حديث محمد بن إسحاق، إلا أن ابن ماجه، قال: عن زيد بن ضميرة عن أبيه وعمه (2) .
قال شيخنا: وصوابه زيادة بن سعد بن ضمرة (3) .
_________
(1) من حديث ضمرة بن سعيد فى المسند: 6/10، وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) الخبر أخرجاه فى الديات: أبو داود فى (باب الإمام يأمر بالعفو فى الدم) : سنن أبى داود: 4/171؛ وابن ماجه فى (باب من قتل عمدًا فرضوا بالدية) : سنن ابن ماجه: 2/876.
(3) تحفة الأشراف: 3/273 فى حديث سعد بن ضميرة السلمى.(4/369)
5421 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو عثمان: سعيد بن يحيى بن سعيد ابن أبان بن سعيد بن العاص، حدثنى أبى، حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر ابن الزبير، سمعت زيادة بن ضمرة بن سعد السلمى يحدث عن عروة بن الزبير، قال: حدثنى أبى وجدى- وكانا قد شهدا حنينًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالا: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر، ثم جلس إلى ظل شجرة، فقام إليه الأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن ابن بدر يطلب بدم الأشجعى: عامر بن الأضبط، وهو يومئذ سيد قيس، والأقرع بن حابس يدفع عن محلم بن جثامة بخندف، فاختصما بين يدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فسمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «تَأْخُذُونَ الديَّةَ خَمْسِينَ فِى سَفَرِنَا هَذَا، وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا» ، قال: يقول عيينة: والله يا رسول الله لا أدعه حتى أذيق مساءه من الحزن ما أذاق نسائى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بَلْ تَأْخُذُونَ الديَّةَ» فأبى عيينة.(4/369)
فقام رجلٌ من ليث يقال له مكتيل رجلٌ قصير مجموع، فقال: يا نبى الله ما وجدت لهذا القتيل شبيهًا فى غرة الإسلام إلا كغنم وردت. فرمى أولها فنفر آخرها، استن القوم، وغير غدا، قال: فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده. ثم قال: «بَلْ تَقْبَلُونَ الديَّةَ فِى سَفَرِنَا هَذَا خَمْسِينَ، وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا» فلم يزل بالقوم حتى قبلوا الدية.
قالوا: أين صاحبكم يستغفر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقام رجلٌ آدم طويل ضرب عليه حلة كان تهيأ للقتل. جتى جلس بين يدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فلما جلس. قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا اسْمُكَ؟» قال: أنا محلم بن جثامة. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ لا تَغْفِرْ لمحلِّم بنِ جَثَّامَة اللَّهُمَّ لا تَغْفِرْ لمحلِّم بن جَثَّامَةَ ثلاث مرات» فقام بين يديه، وهو/ يتلقى دمعه بفضل ردائه فأما نحن بيننا فنقول: قد استغفر له، ولكنه أظهر ما أظهر ليدع الناس بعضهم عن بعضٍ (1) .
وقد تقدم أن أبا داود وابن ماجه روياه من طريق ابن إسحاق كما ذكرنا، وأن الصواب زياد بن سعدٍ بن ضميرة (2) والله أعلم.
_________
(1) () من حديث ضمرة بن سعد السلمى فى المسند: 5/112.
(2) هذا الاستدراك على ابن ماجه فقط كما سبق بيانه ص 300.(4/370)
861- (ضميرة بن [أبى] ضمرة: مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (1)
5422 - قال الطبرانى: حدثنا على بن عبد العزيز، حدثنا القعنبى، حدثنا بن عبد الله بن ضميرة، عن أبيه، عن جده: أن رجلاً جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله أنكحنى فلانة.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/64؛ والإصابة: 2/214؛ والاستيعاب: 2/214؛ وثقات ابن حبان: 3/199.(4/370)
قال: مَا مَعَكَ تُصْدِقُهَا إِيَّاهُ أَوْ تُعْطِيهَا؟» قال: ما معى شىءٌ، قال: «لِمَنْ هَذَا الْخَاتَمْ؟» قال: لى. قال: «فَأَعْطِهَا إِيَّاهُ» ، قال: [وأنكحه] وأنكح آخر على سورة البقرة لم يكن عنده شىءٌ.
حسين هذا متروك، وأصل الحديث فى الصحيحين عن سهل بن سعد وغيره (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/368؛ وقال الهيثمى: حسين متروك. مجمع الزوائد: 4/281. كان حسين هذا يسكن ينبع فى مال له خارج المدينة. فخرج إليه إسماعيل بن ابى أويس. وسمع منه ورجع إلى المدينة فهجره مالك بن أنس أربعين يومًا؛ قال ابن حبان: كان رجلاً صالحًا أقلب عليه نسخة أبيه عن جده، فحدث بها ولم يعلم. المجروحين: 1/244.(4/371)
5423 - ثم قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازى، حدثنا إسماعيل بن ابى أويس، حدثنى حسين بن عبد الله بن ضميرة، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَلَمْ يَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّنَا، ولا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِنًا حَتَّى يُحِبَّ للْمُؤْمِنينَ [ما يحب] لِنَفْسِهِ» (1) .
(حديث آخر عنه)
5424 - قال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا إبراهيم بن عبد الله ابن الجنيد، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثنا ابن وهبٍ، عن بن أبى ذئب، عن حسين ابن عبد الله، عن أبيه، عن جده ضميرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بأم ضميرة، وهى تبكى، فقال: «وَمَا يُبْكِيكِ؟ أَجَائِعَةُ أَنْتِ، أَعَارِيَةٌ أَنْتِ؟» قالت: يا رسول الله فرق بينى وبين ابنى، فقال
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/368؛ وقال الهيثمى: فيه حسين بن عبد الله بن ضميرة: كذاب. مجمع الزوائد: 10/16.(4/371)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يُفَرَّقُ بَيْنَ الْوَالِدَةِ وَوَلَدِهَا» ثم أرسل إلى (1) التى عنده فرده على التى اشتراها منه، ثم ابتاعه منه.
قال ابن ذئب: ثم أقرأنى كتابًا عنده: «بِسْمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحِيم. هَذَا كِتَابٌ مِنْ محمّدٍ رسولِ اللهِ لأَبِى ضُمَيْرَةَ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَعْتَقَهُمْ، وَأَنَّهُمْ أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ إِنْ أَحَبُّوا أَقَامُوا عِنْدَ رَسولِ الله، وَإِنْ أَحَبُّوا رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِم، وَلاَ يُعْرَضُ لَهُمْ إلاَّ بِخَيْرِ» .
ثم قال البزار: لا نعرفه يروى بهذا الإسناد (2) .
ورواه أبو نعيم عن أبى عمرو بن حمدان. عن الحسين بن سفيان، عن حرملة، عن ابن وهبٍ وزاد: «مَنْ لَقِيَهُم مِن المسْلمين فَلْيَسْتَوْصِ بِهِمْ خَيْرًا» . وكتب أُبَىّ بن كعب (3) . /
_________
(1) هكذا أيضًا فى البزار «التى» .
(2) كشف الأستار: 2/87؛ وقال الهيثمى: فيه حسين بن عبد الله بن ضميرة وهو متروك كذاب. مجمع الزوائد: 4/107.
(3) أسد الغابة: 3/64؛ وأخرجه البخارى فى ترجمة حسين بن عبد الله بن ضميرة. وقال: منكر الحديث. التاريخ الكبير: 2/388.(4/372)
حرف الطاء(4/373)
862 - (طارق بن أحمر) (1)
ذكره ابن قانع فى الصحابة، وقال: روى عن عثمان بن عبد الله بن علاثة، عن طارق بن أحمر، قال: رأيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابًا فيه: «مِنْ مُحَمّد رسولِ اللهِ: لاَ تَبِيعُوا الثَّمَرَةَ حَتَّى تَيْنَعَ، وَلاَ السَّهْمَ حَتَّى يُخَمّسَ، ولاَ تَطَئُوا الْحَبَالَى حَتّى يَضَعْنَ» .
وقال الدارقطنى: طارق بن أحمر روى عن ابن عمر، وعنه عبد الكريم الجزرى، وقال ابن الأبَّار: وهذا أصح (2) .
863- (طارق بن أشيم بن مسعود الأشجعى (3)
أبو أبى مالك سعد بن طارق - رضي الله عنه - (
حديثه فى ثالث المكيين وثالث القبائل (4) .
5425 - حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا أبو مالك الأشجعى، عن أبيه: أنه سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول لقومٍ: «مَنْ وَحَّدَ اللهَ وَكَفَرَ بِمَا
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/69؛ والإصابة: 2/219؛ وقال البخارى: سمع ابن عمر. التاريخ الكبير: 4/353.
(2) أسد الغابة: 3/69؛ وأخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: 4/353.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/69؛ والإصابة: 2/219؛ والاستيعاب: 2/236؛ وقال البخارى: له صحبة. التاريخ الكبير: 4/352؛ وثقات ابن حبان: 3/202؛ والطبقات الكبرى: 6/23.
(4) غير واضحة بالأصل وهو فى مسند القبائل: 6/394.(4/373)
يُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ» .
[قال أبى] : حدثنا [به] يزيد بواسط، وبغداد. قال: سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
رواه مسلم فى الإيمان من حديث يزيد بن هارون، ومروان بن معاوية وأبى خالد الأحمر عن أبى مالك سعد بن طارق، عن أبيه به (2) .
_________
(1) صدر حديث طارق بن أشيم فى المسند: 3/472. ما بين معكوفات استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى (باب الأحكام تجرى على الظواهر والله يتولى السرائر) : مسلم بشرح النووى: 1/179، 180.(4/374)
5426 - حدثنا [أبى] وحدثنا يزيد بن هارون [ببغداد] ، حدثنا أبو مالك الأشجعى: سعد بن طارق عن أبيه: أنه سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «بِحَسْبِ أَصْحَابِى القَتْلُ» (1) .
حدثنا به بواسط: ليس فيه «سمع» صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجه (2) .
5427 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا أبو مالك الاشجعى، حدثنى أبى: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا أتاه الإنسان يقول: كيف يا رسول الله أقول حين أسأل ربى؟ قال: «قُلْ اللَّهُمَّ اغْفِر لِى، وَارْحَمْنِى، واهْدِنِى، وَارْزُقْنِى» . وقبض أصابعه الأربع إلا الإبهام، وقال: «إِنَّ هَؤُلاءِ يَجْمَعْنَ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ» .
_________
(1) الجزء الثانى من حديث طارق بن أشيم فىالمسند: 3/472. وما بين معكوفات استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 8/383؛ والبزار. كشف الأستار: 4/88؛ وقال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى بأسانيد والبزار. ورجال أحمد رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 7/223.(4/374)
وقال: وسمعته يقول للقوم: «مَنْ وَحَّدَ الله وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى الله عزَّ وَجَلَّ» (1) .
_________
(1) الجزءان الثالث والرابع من حديث طارق بن أشيم فى المسند: 3/472.(4/375)
5428 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا أبو مالك، قال: قلت لأبى: يا أبت إنك قد صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وابى بكر، وعمر، وعثمان، وعلىّ ها هنا بالكوفة قريبًا من خمس سنين: أكانوا يقنتون؟ قال: أى بنى محدث (1) .
رواه الترمذى عن أحمد بن منيع، عن يزيد بن هارون وعن صالح ابن عبد الله الترمذى، عن أبى عوانة.
والنسائى عن قتيبة، عن خلف بن خليفة. /
وابن ماجه، عن أبى بكر بن أبى شيبة عن عبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، ويزيد بن هارون خمستهم عن أبى مالك: سعد بن طارق بن أشيم. عن أبيه وقال الترمذى: حسنٌ صحيحٌ (2) .
5429 - حدثنا حسين بن محمدٍ، وشريج بن النعمان، قالا: حدثنا خلفٌ- يعنى بن خليفة-، عن أبى مالك الأشجعى، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ رَآنِى فِى الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِى» (3) .
ورواه الترمذى فى الشمائل عن قتيبة، عن خلف بن خليفة (4) .
_________
(1) من حديث طارق بن أشيم الأشجعى فى المسند: 3/472.
(2) الخبر أخرجوه فى الصلاة: الترمذى (باب ما جاء فى ترك القنوت) : صحيح الترمذى: 2/252، 253؛ والنسائى (باب ترك القنوت) : المجتبى: 2/160؛ وابن ماجه (باب ما جاء فى القنوت فى صلاة الفجر) : سنن ابن ماجه: 1/393.
(3) من حديث طارق بن أشيم فى المسند: 6/394.
(4) يراجع تحفة الأشراف: 4/206.(4/375)
5430 - حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد- يعنى [ابن] زياد- حدثنا أبو مالك الأشجعى، أخبرنى أبى: طارق بن أشيم، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلم من أسلم، يقول: «اللَّهُمّ اغْفِرْ لِى، واهْدِنِى (1) ، وارْحَمْنِى، وارْزُقْنِى» ويقول: «هَؤُلاءِ يَجْمَعْنَ لَكَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ» (2) .
ورواه مسلم فى الدعوات من حديث عبد الواحد بن زياد، ويزيد بن هارون، وابى معاوية: ثلاثتهم عن أبى مالك به (3) .
5431 - حدثنا بكر بن عيسى: أبو بشر البصرى الراسبى، حدثنا أبو عَوَانَة، حدثنا ابو مالك الأشجعى، سمعت أبى، وسألته، فقال: «كان خضابنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الورس والزعفران» إسناده صحيح، ولم يخرجوه (4) .
5432 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا خلف، عن أبى مالك، قال: كان أبى قد صلى خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن ست عشرة سنة وأبى بكر، وعمر، وعثمان. [فقلت له.] أكانوا يقنتون؟ قال: أى بنى محدث (5) .
_________
(1) لم ترد فىالمسند ووردت عند مسلم.
(2) من حديث طارق بن أشيم فى المسند: 3/472.
(3) الخبر أخرجه مسلم (باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء) : مسلم بشرح النووى: 5/549 وأخرجه ابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة (باب الجوامع من الدعاء) : سنن ابن ماجه: 2/1264.
(4) من حديث طارق بن أشيم فى المسند: 3/472؛ والخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 8/377؛ والبزار: كشف الأستار: 3/372. وقال: لا نعلمه إلا من هذا الطريق؛ وقال الهيثمى: رواه أحمد والبزار، ورجاله رجال الصحيح، خلا بكر بن عيسى، وهو ثقة. مجمع الزوائد: 5/159.
(5) من حديث طارق بن أشيم فى المسند: 6/394، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/376)
5433 - حدثنا إسماعيل بن محمد، حدثنا مروان بن معاوية، حدثنا أبو مالك الأشجعى، حدثنى أبى، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ وَحَّدَ اللهَ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ حَرَّمَ اللهُ دَمَهُ وَمَالَهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ عزّ وجلّ» (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) من حديث طارق بن أشيم فى المسند: 6/394.(4/377)
5434 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن على بن البربهارى، حدثنا شريج بن النعمان، حدثنا خلف بن خليفة، عن أبى مالك الاشجعى، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» (1) .
(حديث آخر عنه)
5435 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل، حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلى، حدثنا خلف بن خليفة، عن أبى مالك الاشجعى، عن أبيه، قال: كان ينبذ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى تور (2) من حجارة (3) .
(حديث آخر عنه)
5436 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن هشام بن أبى الدميك،
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/379؛ والخبر أخرجه البزار، كشف الأستار: 1/112؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والبزار، وفيه خلف بن خليفة، وثقه يحيى بن معين وغيره، وضعفه بعضهم. مجمع الزوائد: 1/147.
(2) التور: إناء من صفر أو حجارة كالإجانة، وقد يتوضأ منه. النهاية: 1/120.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 8/379؛ وقال الهيثمى: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/65.(4/378)
حدثنا الحسن ابن حماد الحضرمى، حدثنا مروان بن معاوية، عن ابى مالك الأشجعى، / عن أبيه، قال: كان الرجل إذا أسلم علموه الصلاة (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/380؛ وأخرجه البزار. كشف الأستار: 1/171؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى والبزار، ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 1/293.(4/378)
5437 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الله الحضرمى، وعبدان بن أحمد، والحسين بن إسحاق التسترى، وموسى بن هارون. قالوا: حدثنا أبو كامل الجحدرى، حدثنا محمد بن عبد الرحمن، حدثنا سعد بن طارق، عن أبيه، قال: رايت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف حول البيت، فإذا ازدحم الناس عليه استلم الركن بمحجن بيده (1) .
(حديث آخر عنه)
5438 - قال الطبرانى: حدثنا على بن سعيد الرازى. حدثنا الهيثم بن اليمان الرازى، حدثنا إسماعيل بن زكريا. عن أبى مالك الأشجعى. عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ فَهُوَ فِى ذمَّةِ اللهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/380؛ والخبر أخرجه البزار. كشف الأستار: 2/21. وقال: لا يعلمه إلا من هذا الطريق؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير. وفيه محمد بن عبد الرحمن بن قدامة. قال البخارى: فيه نظر. وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 3/241؛ وقال أيضًا: رواه البزار وفيه محمد بن عبد الرحمن عن أبى مالك الأشجعى. ولم أعرف محمد بن عبد الرحمن. مجمع الزوائد: 3/244.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 8/381؛ وقال الهيثمى: فيه الهيثم بن اليمان ضعفه الأزدى. وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 1/297.(4/379)
(حديث آخر عنه)
5439 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد عمرو والبزار، حدثنا عمار بن خالد الواسطى، حدثنا القاسم بن مالك المزنى، عن أبى مالك الأشجعى، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، فَإِذَا قَالُوها عَصَمُوا مِنِّى دِمَائَهُم وَأَمْوَالَهُم إلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُم عَلَى اللهِ عزَّ وجلَّ» (1) .
(حديث آخر عنه)
5440 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن [أحمد بن] أبى خيثمة، حدثنا
محمد بن عمرو بن حنانٍ الحمصى، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا محمد بن حمير،
عن محمد بن جابر، عن أبى مالك الأشجعى، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال:
«مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ، فَيَقُولُ رَبّ اغْفِر لِى ثَلاثَ مَرَّاتٍ إلاَّ غَفَرَ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ» (2) .
(حديث آخر عنه)
5441 - رواه الطبرانى أيضًا من طريق إبراهيم بن زكريا، حدثنا عبد الله ابن عثمان بن عطاء الخرسانى، حدثنا أبو مالك الأشجعى، عن أبيه، قال: كنا نجلس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونحن غلمانٌ، فلم أر رجلاً أطول صمتًا منه، وكان إذا تكلم أصحابه، فأكثروا الكلام تبسم (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/382؛ وقال الهيثمى: رجاله موثوقون. مجمع الزوائد: 1/25.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 8/383؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير من رواية محمد بن جابر عن أبى مالك. هذا ولم أر من ترجمهما. مجمع الزوائد: 2/129.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 8/ 383؛ وقال الهيثمى: فيه إبراهيم بن زكريا العجلى. وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/298.(4/379)
(حديث آخر عنه)(4/380)
5442 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن يحيى بن منده الأصبهانى، حدثنا الهيثم بن خالد البغدادى، حدثنا يحيى بن يزيد الخواص، حدثنا محمد بن مروان (1) ، عن أبى مالك الأشجعى، عن أبيه طارق، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الضِّيَافَةُ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ. فَمَا كَانَ فَوْقَ ذَلِكَ فَهُوَ مَعْرُوفٌ» (2) .
(حديث آخر عنه)
5443 - قال الطبرانى بإسناد الحديث الذى قبله: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «كلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ» (3) . /
(حديث آخر عنه)
5444 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة، حدثنا عمار ابن حالد، حدثنا القاسم بن مالك المزنى، عن أبى مالك الأشجعى، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان من أخف الناس صلاة فى تمامٍ (4) .
_________
(1) فى المخطوطة: «محمد بن مسروق» ، وما أثبتناه من المرجع.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 8/384؛ وقال الهيثمى: فيه من لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 8/176.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 8/384؛ ولم يختلف قول الهيثمى فى المسند. مجمع الزوائد: 3/137.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 8/384؛ والخبر أخرجه البزار كما فى تحفة الأشراف: 1/237؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 2/73.(4/380)
864- (طارق بن زيادٍ) (1)
قلت يا رسول الله: إن لنا نخلاً وكرمًا. الحديث.
5445 - كذا ذكره أبو عمر بن عبد البر مختصرًا من طريق سماك بن حرب، عن ثوبان بن سلمة عنه، نقله ابن الأثير (2) .
قال ابن كثير: ولهم طارقٍ بن زياد، يعد فى أهل الكوفة، روى عن على فى الخوارج، وعن إبراهيم بن عبد الأعلى فقط (3) .
أخرجه الإمام أحمد والنسائى فى الخصائص، وذكره ابن حبان فى الثقات (4) .
865- (طارق بن سويد الحضرمى) (5)
ويقال الجعفى، ومنهم من يقول: سويد بن طارق، ومنهم من يقول: طارق ابن زياد بن طارق، ومنهم من يقول: طارق بن بشر، أو بشر بن طارقٍ، والمشهور الأول: طارق بن سويد، فى رابع الكوفيين (6) .
5446 - حدثنا بهز، وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا سماك، عن علقمة، عن وائل، عن طارق بن سويد الحضرمى: أنه قال: قلت: يا رسول الله [أن] بأرضنا أعنابًا نعتصرها، فنشرب منها؟
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/69؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف الطاء؛ الإصابة: 2/238؛ والاستيعاب: 2/236.
(2) المراجع السابقة: وقال ابن حجر: إنما هو ابن سويد.
(3) هذا ما قاله البخارى فى التاريخ الكبير: 4/354.
(4) يرجع إلى الخبر فى حديث على بن أبى طالب فى المسند: 1/107؛ وإلى ثقات ابن حبان: 4/395.
(5) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/69؛ والإصابة: 2/219؛ والاستيعاب: 2/236؛ والتاريخ الكبير: 4/352؛ وثقات ابن حبان: 3/201.
(6) هو فى مسند الأنصار أيضًا. المسند: 5/292.(4/381)
قال: «لا» . فعاودته، فقال: «لا» ، فقلت: إنا نستشفى بها للمريض، فقال: «إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِشِفَاءٍ وَلَكِنَّهُ دَاءٌ» (1) .
_________
(1) من حديث طارق بن سويد فى المسند: 4/311.(4/382)
5447 - حدثنا حجاج بن محمد، ومحمد بن جعفر (1) ، قالا: حدثنا شعبة، [عن سماك] بن حرب، عن علقمة بن وائل [عن أبيه: وائل بن حجر] الحضرمى: شهد (2) النبى - صلى الله عليه وسلم -، وسأله رجلٌ من خثعم، يقال له سويد بن طارق، وقال [ابن] جعفر أو (3) طارق بن سويد الجعفى سأل النبى - صلى الله عليه وسلم - عن الخمر فنهاه. فذكر الحديث (4) .
رواه أبو داود فى الطب عن مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، ذكر طارق بن سويدٍ، أو سويدٍ بن طارقٍ، فذكره.
وأخرجه ابن ماجه فيه، عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، عن طارق بن سويد به ولم يشك، ولم يذكر أباه فالله أعلم (5) .
وسيأتى من رواية وائل بن حجر، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند مسلم والترمذى (6) . /
_________
(1) فى الأصل المخطوطة زيادة: «عن أبيه وائل» خلافًا للمسند، ولا مكان لها.
(2) فى الأصل المخطوط: «سال» ، والتصويب من المسند.
(3) فى الأصل المخطوط: «أن» ، والتصويب من المسند.
(4) من حديث طارق بن سويد فى المسند: 4/311. وما بين معكوفات استكمال منه.
(5) الخبر أخرجه ابو داود فى (باب فى الأدوية المكروهة) : سنن أبى داود: 4/7؛ وأخرجه ابن ماجه (باب النهى أن يتداوى بالخمر) : سنن ابن ماجه: 2/1157.
(6) سيأتى ذلك من حديث وائل؛ ويراجع تحفة الأشراف: 9/87.(4/382)
866- (طارق بن شهاب) (1)
ابن عبد شمس: أبو عبد الله الأخمسى البجلى الكوفى، أدرك الجاهلية ورأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وروى عنه، وغزا فى زمن الشيخين، غزا ثلاثًا وأربعين غزوة، وأنكر أبو داود سماعه من النبى - صلى الله عليه وسلم -، وكانت وفاته بعد الثمانين، وقيل بعد سنة عشرين ومائة (2) ، حديثه فى رابع الكوفيين.
5448 - حدثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن علقمة، عن طارق. قال: جاء رجلٌ إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أى الجهاد أفضل؟ قال: «كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ» (3) .
5449 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن سفيان، عن علقمة، عن طارق ابن شهاب: أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد وضع رجله فى الغرز (4) -: أى الجهاد أفضل؟ قال: «كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ» (5) .
وكذا رواه النسائى فى البيعة عن إسحاق بن منصور، عن ابن مهدى به (6) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/70؛ والإصابة: 2/220؛ والاستيعاب: 2/237؛ والتاريخ الكبير: 4/352؛ وثقات ابن حبان: 3/201.
(2) قال فى تهذيب التهذيب: 5/40: وهو وهم، وهنا أن الذى أنكر سماعه هو أبو داود. ونقل ابن ابى حاتم عن أبيه قوله: ليست له صحبة، ويرجع إلى قول أبى داود فى تحفة الأشراف: 4/207.
(3) من حديث طارق بن شهاب فى المسند: 4/314.
(4) الغرز: ركاب كور الجمل إذا كان من جلد أو خشب. وقيل هو الكور مطلقًا مثل الركاب للشرج. النهاية: 3/158.
(5) من حديث طارق بن شهاب فى المسند: 4/315.
(6) الخبر أخرجه النسائى فى (فضل من تكلم بالحق عند إمامٍ جائر) : المجتبى: 7/144.(4/383)
5450 - حدثنا عبد الرحمن، عن شعبة، وابن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن قيس بن مسلم، قال: سمعت طارق بن شهاب يقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وغزوت فى خلافة أبى بكر، وعمر بضعًا وأربعين، أو بضعًا وثلاثين من بين غزوةٍ وسرية.
وقال ابن جعفر: ثلاثًا وثلاثين، أو ثلاثًا وأربعين من غزوة إلى سرية (1) .
وهذا إسناد صحيح على شرط الجماعة، وبه إثبات صحبته - رضي الله عنه -، وفيه ما يقتضى إيمانه وشجاعته.
وقيس بن مسلم، هو العدوانى أبو عمرو الكوفى، أخرج له الجماعة، وفى الحديث الذى قبله ما يقتضى سماعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وَمُشَاهَدتهُ الحال التى سئل فيها أفضل الجهاد. فقال: «كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ» فثبتت رؤيته له، وروايته أيضًا، وسماعه خلافًا لأبى داود حيث نفاها (2) .
5451 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن يزيد بن أبى خالد، عن قيس ابن مسلم، عن طارق بن شهاب: أن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إِنَّ اللهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إلاَّ وَضَعَ لَهُ شِفَاءً. فَعَلَيْكُم بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ. فَإِنَّهَا تَرُمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ» (3) .
وكذا رواه النسائى فى الوليمة، وفى الطب عن محمد بن المثنى، عن
_________
(1) من حديث طارق بن شهاب فى المسند: 4/314.
(2) قيس بن مسلم روى عن طارق بن شهاب والحسن بن محمد بن الحنفية ومجاهد وعبد الرحمن بن أبى ليلى وإبراهيم بن جرير وسعيد بن جبير وروى عنه الأعمش وشعبة والثورى ومسعر وغيرهم. تهذيب التهذيب: 8/403.
(3) من حديث طارق بن شهاب فىالمسند: 4/315.(4/384)
ابن مهدى، وعن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن أيوب الطائى، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَّ اللهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إلاَّ أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً/ إِلاَّ السَّامَّ فَعَلَيْكُم بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ. فَإِنَّهَا تَرُمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ» .
وسيأتى فى حديث سفيان الثورى أيضًا عن قيس، عن طارقٍ، عن ابن مسعود مرفوعًا وموقوفًا مثله (1) .
_________
(1) () الخبر أخرجه النسائى من هذه الطرق فىالكبرى كما فى تحفة الأشراف: 7/62.(4/385)
5452 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارقٍ ابن شهاب، قال: رأيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، وغزوت فى خلافة ابى بكر، وعمر ثلاثًا وثلاثين، أو ثلاثًا وأربعين: من غزوة إلى سرية (1) .
5453 - حدثنا وكيعٌ، حدثنا سفيان، عن مخارق بن عبد الله الأحمسى، عن طارقٍ: أن المقداد قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: يا رسول الله إنا لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون» إسناد صحيح، ولم يخرجوه (2) .
5454 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن مخارق، عن طارقٍ بن شهاب، قال: أَجْنَبَ رجلان فتيمم أحدهما، فصلى، ولم يصل الآخر، فأتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يعب عليهما (3) .
_________
(1) من حديث طارق بن شهاب فى المسند: 4/315.
(2) من حديث طارق بن شهاب فى المسند: 4/314.
(3) من حديث طارق بن شهاب فى المسند: 4/315.(4/385)
رواه النسائى فى الطهارة عن محمد بن عبد الأعلى، عن أمية بن خالد، عن شعبة، به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى (باب التيمم لمن لم يجد الماء بعد الصلاة) : المجتبى: 1/174.(4/386)
5455 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن مخارق، عن طارقٍ بن شهاب، قال: قدم وفد بجيلة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اكْسُوا الْبَجَلِيِّينَ، وابْدَؤُوا بالأَحْمَسِيِّين» ، قال: فتخلف رجل من قيس، قال: حتى أنظر ما يقول لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فدعا لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمس مراتٍ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ» ، أَوْ اللَّهُمَّ بَارِك فِيهم» . مخارق الذى يشك (1) .
حدثنا أبو أحمد: محمد بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن مخارقٍ، عن طارقٍ، قال: قدم وفد أحمس، ووفد قيس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ابْدَؤُوا بالأَحَمَسِيِّين قَبْلَ الْقَيْسِيِّين» . ثم دعا لأحمس. فقال: «اللَّهُمَّ بَارِكْ فِى أَحْمَسَ وَخَيْلَهَا وَرِجَالِهَا» سبع مراتً (2) .
(حديث آخر عنه)
5456 - قال أبو داود: حدثنا عباس بن عبد العظيم، حدثنى إسحاق ابن منصور، حدثنى هزيم (3) ، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «الجُمْعَةُ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِى جَمَاعَةٍ إِلاَّ أَرْبَعَةً: عَبْد مَمْلُوك،
_________
(1) من حديث طارق بن شهاب فى المسند: 4/315.
(2) من حديث طارق بن شهاب فى المسند: 4/315.
(3) هزيم: هو ابن سفيان البجلى أبو محمد الكوفى. تهذيب التهذيب: 11/30.(4/386)
أَوْ امْرأة، أَوْ صَبِىّ أَو مَرِيض» .
ثم قال أبو داود: طارق قد رأى النبى - صلى الله عليه وسلم -، وهو يعد من أصحابه، ولم يسمع منه شيئًا (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة (باب الجمعة للمملوك والمرأة) : سنن أبى داود: 1/280، وقوله: «وهو يعد من أصحابه» لم ترد فيما لدى من السنن.(4/387)
5457 - قال النسائى: حدثنا إبراهيم بن/ يعقوب، حدثنا ابو الوليد، حدثنا أبو عوانة، عن رقبة [بن مصقلة] ، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: كان يوم عاشوراء لأهل يثرب يلبس فيه النساء شارتهن (1) . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خَالِفُوهُم. فَصُومُوه» .
وقد رواه عن حسين بن حريب، عن أبى أسامة، عن أبى العميس، عن قيس، عن طارق، عن أبى موسى، قال: كان يوم عاشوراء يصومه اليهود، وتتخذه عيدًا، فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «صُومُوا أَنْتُمْ» (2) .
(حديث آخر)
5458 - قال النسائى فى التفسير: حدثنا أحمد بن سليمان، حدثنا مؤمل بن الفضل، عن عيسى بن يونس، عن إسماعيل، عن طارق
_________
(1) شارتهن: لباسهن الحسن الجميل. النهاية: 2/240.
(2) الخبران أخرجهما النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/208؛ وما بين معكوفين استكمال منه؛ ويراجع تهذيب التهذيب بشأن رقبة بن مصقلة 3/286.
والخبر الثانى أخرجه أيضًا البيهقى عن طارق بن شهاب عن أبى موسى: السنن الكبرى: 4/289؛ وأخرجه أيضًا ابن حبان كما فى جمع الجوامع: 2/1604.(4/387)
ابن شهاب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يزال يذكر شأن الساعة، حتى نزلت {يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} الآية (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الاشراف: 4/208؛ والآية 42 من سورة النازعات.(4/388)
5459 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة، حدثنا فروة بن أبى المغراء (1) ، حدثنا القاسم بن مالك المزنى، عن سعيد ابن المرزبان: أبى سعد،
عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب. قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيم يختصم
الملأ الأعلى؟ قال: «فِى الدَّرَجَاتِ وَالْكَفَّارَاتِ. فَأَمَّا الدرجَاتُ فَإِطْعَامُ
الطَّعَامِ، وَإِفْشَاءُ السَّلامِ، والصَّلاةُ [بالليل] والنَّاسُ نِيَامٌ. وَأَمَّا الكَفَّاراتُ فَإِسْبَاغُ الوُضُوءِ فى السَّبَرَاتِ (2) ، وَنَقْلُ الأَقْدَامِ إِلَى الجُمُعَاتِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ
بَعْدَ الصَّلاةِ» (3) .
(حديث آخر عنه)
5460 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، حدثنا إسماعيل ابن بهرام، حدثنا الأشجعى، حدثنا سفيان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: جاءت اليهود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
_________
(1) فى الأصل المخطوط: «فروة بن أبى العشراء» والأخيرة غير واضحة. وفيما بين يدينا من المعجم الكبير: مروان بن أبى المغيرة. وفروة بن أبى المفراء «بفتح الميم» واسمه معد يكرب الكمدى أبو القاسم الكوفى: وروى عن القاسم بن مالك وغيره. وعنه محمد بن عثمان بن أبى شيبة وغيره. تهذيب التهذيب: 7/265.
(2) السبرات: جمع سبرة بسكون الباء وهى شدة البرد. النهاية: 2/142.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 8/386؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط والكبير. وفيه أبو سعد البقال. وهو مدلس. وقد وثقه وكيع. مجمع الزوائد: 1/237.(4/388)
فقالوا: ما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوها؟ فقال: «أّوَّلُ مَا يَأْكُلُونَ كَبِدُ حُوتٍ» (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/386؛ وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن بهرام. وهو ثقة. مجمع الزوائد: 10/413.(4/389)
867- طارق بن عبد الله المحاربى - رضي الله عنه - (1)
فى ثالث بالقبائل] (2)
5461 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن منصور، عن ربعى، عن طارق بن عبد الله المحاربى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا صَلَّيْتَ فَلاَ تَبْصُقْ عَنْ يَمِينِكَ، وَلاَ بَيْنَ يَدَيْكَ، وابْصُقْ خَلْفَكَ، وَعَنْ شِمَالِكَ إِنْ كَانَ فَارِغًا، وَإِلاَّ فَهَكَذَا» ، وذلك تحت قدميه.
ولم يقل وكيع، ولا عبد الرزاق: «وَابْصُقْ خَلْفَكَ» ، وقالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (3) .
رواه أبو داود فىالصلاة، عن هناد، عن أبى الأحوص، عن منصور به.
والترمذى عن بندار، والنسائى عن عبيد الله بن سعيد كلاهما: عن يحيى بن سعيد القطان.
ورواه/ ابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة كلاهما: عن سفيان الثورى عن منصور به، وقال الترمذى: حسنٌ صحيحٌ (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/71؛ والغصابة: 2/220. وقال: من محارب خصفة؛ والاستيعاب: 2/236؛ والطبقات الكبرى: 6/26؛ وثقات ابن حبان: 3/202.
(2) سقطت من الأصل. ما أثبتناه من المسند: 6/396.
(3) من حديث طارق بن عبد الله فىالمسند: 6/396.
(4) الخبر أخرجوه فى لاصلاة: أبو داود فى (باب كراهية البزاق فى المسجد) : سنن ابى داود: 1/128؛ وأخرجه الترمذى فى الباب: 2/460؛ وأخرجه النسائى فى (الرخصة للمصلى أن يبصق خلفه أو تلقاء شماله) : المجتبى: 2/40؛ وأخرجه ابن ماجه فى (باب المصلى يتنخم) : سنن ابن ماجه: 1/326.(4/389)
5462 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور، سمعت ربعى بن حراش، عن طارق بن عبد الله، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إِذَا صَلَّيْتَ فَلاَ تَبْصُقْ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَلاَ عَنْ يَمِينِكَ، وَلَكِنْ ابْصُقْ تِلْقَاءَ شِمَالِكَ إِنْ كَانَ فَارِغًا، وَإِلاَّ فَتَحْتَ قَدَمِكَ، وَادْلُكْهُ» (1) .
5463 - عبيدة بن حميد، حدثنى منصور، عن ربعى، عن حراش، عن طارق ابن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَبْصُقْ أَمَامَكَ، وَلاَ عَنْ يَمِينِكَ، وَلَكِنْ مِنْ تِلْقَاءَ شِمَالِكَ، أَوْ تَخْتَ قَدَمِكَ، ثُمّ ادْلُكْهُ» (2) .
(حديث آخر عنه)
قال النسائى فى كتاب الزكاة {أيتهما اليد العليا؟} :
5464 - حدثنا يوسف بن عيسى المروزى، حدثنا الفضل بن موسى المروزى السينانى (3) ، حدثنا يزيد: وهو ابن زياد بن ابى الجعد، عن جامع بن شداد، عن طارق المحاربى، قال: قدمنا المدينة. فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم على المنبر يخطب الناس يقول: «يَدُ الْمُعْطِى الْعُلْيَا، وابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ: أُمَّكَ، وَأَبَاكَ، وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ» مختصرٌ. هذا لفظ النسائى (4) .
_________
(1) من حديث طارق بن عبد الله فىالمسند: 6/396.
(2) المرجع السابق.
(3) غير واضحة بالأصل، وفى المجتبى: «الفضل بن موسى فقط وهو الفضل بن موسى السينانى- نسبة إلى سينان قرية من خراسان- أو عبد الله المروزى» . تهذيب التهذيب: 8/286.
(4) المجتبى: 5/45.(4/390)
(حديث آخر عنه)(4/391)
5465 - رواه النسائى فى الديات بإسنادِ الذى قبله سواء عن طارق: أن رجلاً قال: يا رسول الله، هؤلاء بنو ثعلبة الذين قتلوا فلانًا فى الجاهلية، فخذ لنا بثارنا، فرفع يديه حتى رأينا بياض إبطيه، وهو يقول: «لاَ تَجْنِى أُمّ عَلَى وَلَدٍ مَرَّتَيْنِ» (1) .
ورواه ابن ماجه، عن أبى بكر بن ابى شيبة، عن عبد الله بن نمير، عن زيادٍ، عن جامع [بن شداد] عن طارقٍ: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه، حتى رأيت بياض إبطيه، يقول: «أَلاَ لاَ تَجْنِى أُمّ عَلَى وَلَدٍ. إَلا لاَ تَجْنِى أُمّ عَلَى وَلَدٍ» (2) .
(حديث آخر عنه)
5466 - قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا زكريا بن يحيى [بن] (3) حموية، حدثنا سنان ابن هارون، عن يزيد بن زياد بن أبى الجعد: أخبرنى أبو صخر: جامع ابن شداد، قال: كان رجلٌ منا يقال له طارقٌ، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسوقِ ذى المجاز، وهو على دابته، وقد دمى عرقوبها، وهو يقول: «يا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله تُفْلِحُوا» .
ورجلٌ خلفه يرميه بالحجارة، وهو يقول: هذا الكذاب فلا تسمعوا
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى (باب هل يؤخذ أحد بجريرة غيره؟) : المجتبى: 8/48.
(2) الحبر أخرجه ابن ماجه فى (باب لا يجنى أحد على أحد) : سنن ابن ماجه: 2/890؛ وفى الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
(3) فىالأصل: «زكريا بن يحيى وحموية» ، والتصويب من تهذيب التهذيب. روى زكريا بن يحيى بن حموية عن سنان بن هارون اليرجمى، وروى سنان عن يزيد بن زياد بن أبى الجعد: 4/243.(4/391)
منه، فسئل عنه، فقيل إن هذا المقدم، فمحمد، وأما هذا الذى خلفه فأبو لهب/ عمه يرميه.
قال: ثم قدمنا بعد ذلك، فنزلنا قرب المدينة، فتجمع علينا رجلٌ، فقال: «من أين أقبلتم» فقلنا: من الربذة أو من حولها، فقال: «هل معكم شىءٌ تبيعون؟» قلنا: نعم هذا البعير. قلنا: بكم؟ قال: «بكذا وكذا وسقا من تمر» ، قال: فأخذ بخطامه، ودخل المدينة، فقلنا: أى شىءٍ صنعنا؟ بعنا بعيرنا من رجلٌ لا ندرى من هو، قال: ومعنا ظعينة فى جانب الخباء، فقالت: أنا ضامنة لثمن البعير. لقد رأيت وجه رجلٌ مثل القمر ليلة البدر، لا يخيس (1) بكم.
فلما أصبحنا أتانا رجلٌ، قال: أنا رسولُ رسولِ الله إليكم، وكان معه تمرٌ، وقال: إنه يأمركم أ، تأكلوا من هذا التمر، حتى تشبعوا وأن تكتالوا حتى تستوفوا، قال: ففعلنا.
ثم دخلنا المدينة، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، وهو يقول: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ: أُمَّكَ. وَأَبَاكَ، وَأُخْتُكَ، وَأَخَاكَ، وأَدْنَاكَ أَدْنَاكَ» .
فضج ناس من الأنصار من أسفل المنبر، فقالوا: يا رسول الله هؤلاء ناسٌ من بنى ثعلبة من يربوع أصابوا منا دمًا فى الجاهلية. فخذ لنا بثأرنا، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رافعًا يديه حتى رأيت بياض إبطيه، وهو يقول: «أَلاَ لاَ تَجْنِى أُمٌّ عَلَى وَلَدٍ» .
قال أبو نعيم: ورواه أبو جنابٍ: يحيى بن ابى حية (2) عن جامع ابن شداد مثله مطولاً.
_________
(1) لا يخيس بالعهد: لا يخلفه. النهاية: 2/8.
(2) غير واضح بالأصل. يراجع تهذيب التهذيب: 11/201.(4/392)
ثم روى عن الطبرانى عن على بن عبد العزيز، عن أبى نعيم، عن أبى جنابٍ فذكره، ولم أره فى المعجم الكبير، وهو حديث جامع لأحاديث تقدم كثيرٌ منها، وهى شاهدة له بالحسن، والله أعلم (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 8/376؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه أبو جناب الكلبى وهو مدلس. وقد وثقه ابن حبان. وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 6/22.
نقول: قال ابن حبان: كان ممن يدلس على الثقات. سمع من الضعفاء. . فالترق به المناكير التى يرويها عن المشاهير، فوها يحيى بن سعيد القطان وحمل عليه أحمد بن حنبل حملاً شديدًا. المجروحين: 3/111. والخبر أخرجه أيضًا الدارقطنى ووثق فى المغنى رجاله. سنن الدارقطنى: 3/44.(4/393)
868- (طارقُ بن عبيد) (1)
5467 - روى أبو نعيم من طريق الكلبى عن أبى صالح، عن بن عباس، قال: قال طارق بن عبيد، ومالك بن الدخشم، وأبو اليسر: يا رسول الله إنك قلت: من جاء بأسيرٍ فله كذا وكذا، ومن قتل قتيلاً فله كذا وكذا، وقد قتلنا سبعين، واسرنا سبعين، ثم ذكر اختلافهم فى الكلام، ثم تلى قوله تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ} الآيات (2) .
869- (طارقُ بن علقمة بن أبى رافع) (3)
5468 - قال (4) الطبرانى: حدثنا الحسن بن حماد (5) بن فضالة الصيرفى، حدثنا أبو حفص: عمرو بن علىّ، حدثنا أبو عاصم، حدثنا
_________
(1) () له ترجمة فى أسد الغابة: 3/71؛ والإصابة: 2/220.
(2) المرجعان السابقان. ويراجع ابن كثير فى تفسيره: 2/284؛ والآية صدر سورة الأنفال.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/72؛ والإصابة: 2/221.
(4) فى المخطوطة: «حدثنا» ، وهو سهو من النساخ.
(5) فى الأصل: «الحسن بن خالد» ، وما أثبتناه من الطبرانى.(4/393)
ابن جريج، أخبرنى عبيد الله بن ابى يزيد: أن عبد الرحمن بن طارق بن علقمة أخبره عن [أبيه: أن] رسول الله صلى الله/ عليه وسلم كان إذا جاء مكة عند دار يعلى بن منبه استقبل البيت، ودعا (1) .
قال أبو نعيم الأصفهانى: كذا قال أبو عاصم، وروح عن ابن جريج (2) [فقالا: عن أبيه] .
وقال البرسانى فى حديثه: عن عمه مكان أبيه.
وقال عبد الرزاق: عن ابن جريج عن [أمه بدل] أبيه (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/388؛ وهو فى المسند من حديث رجل عن عمه (عبد الرحمن بن طارق بن علقمة أخبره عن عمه) : المسند: 4/61، 5/374. وفيه قال روح عن أبيه وقال بكر: عن أمه. وقال الهيثمى: عبد الرحمن هذا لم أجد من وثقه ولا جرحه. وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد.
(2) فى المخطوطة: «ابن جرير» ، والتصويب من أسد الغابة.
(3) يرجع إلى هذه الأقوال فى أسد الغابة: 3/72، وما بين معكوفات استكمال منه.(4/394)
870- (طِخْفَةُ بن قيس الغفارىّ (1) ، - رضي الله عنه -)
ويقال طغفة ويقال طهفة أيضًا (2) . حديثه فى ثالث عشر الأنصار.
5469 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا زهير- يعنى ابن محمد- (3) ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن نعيم بن عبد الله، عن
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/73؛ ورجح ابن حجر طهفة. الإصابة: 2/235؛ والاستيعاب: 2/239؛ والتاريخ الكبير: 4/365، وثقات ابن حبان: 3/205.
(2) قال ابن عبد البر: اختلف فيه اختلافًا كثيرًا، واضطرب فيه اضطرابًا شديدًا، فقيل طهفة بن قيس بالهاء، وقيل طخفة بن قيس بالخاء، وقيل طغفة بالغين، وقيل طقفة بالقاف والفاء، وقيل قيس بن طخفة، وقيل يعيش بن طخفة عن أبيه، وقيل عبد الله بن طخفة عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، وقيل طهفة عن أبى ذر. الاستيعاب؛ وحكى البخارى كثيرًا من هذا الاضطراب,
(3) زهير بن محمد التميمى: أبو المنذر الخراسانى روى عنه عبد الرحمن بن مهدى وجماعة. تهذيب التهذيب: 3/348.(4/394)
أبى طخفة الغفارى، قال: أخبرنى أبى: أنه ضاف (1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع نفرٍ، فبتنا عنده، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الليل يطلع، فرآه منبطحًا على وجهه، فركضه برجله، وأيقظه، وقال: «هَذِهِ ضِجْعَةُ أَهْلِ النَّارِ» (2) .
_________
(1) ضاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يقال ضيفت الرجل إذا نزلت به فى ضيافته. النهاية: 3/30؛ وطخفة كان من أصحاف الصفة كما ذكر مترجموه.
(2) من حديث طخفة الغفارى فى المسند: 5/426.(4/395)
5470 - حدثنا محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن يعيش بن صهفة الغفارى، عن أبيه، قال: ضفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيمن تضيفه من المساكين. فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الليل يتعاهد ضيفه، فرآنى منبطحًا على بطنى، فركضنى برجله وقال: «لاَ تَضْطَجعْ هذه الضَّجْعَةَ، فَإِنَّهَا ضَجْعَةٌ يَبْغَضُهَا اللهُ عزّ وجلّ» (1) .
5471 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام الدستوائى عن يحيى بن أبى كثير، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن يعيش بن طخفة بن قيس الغفارى، قال: كان أبى من أصحاب الصفة، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[بهم] . فجعل الرجل ينقلب [بالرجل] ، والرجل [بالرجلين] حتى بقيت خامس خمسة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «انْطَلِقُوا، فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ إلَى بَيْتِ عَائِشَةَ، فقال: «يَا عَائِشَةُ أَطْعِمِينَا» . فجاءت بحشيشةٍ (2) ، فأكلنا، ثم جاءت بحيسة مثل القطاة، فأكلنا، ثم قال: «يَا عَائِشَةُ اسْقِينَا» ، فجاءت بِعُسٍ (3) فَشَرِبْنَا، ثم جاءت بقدح صغير فيه
_________
(1) من حديث طخفة الغفارى فى المسند: 5/426.
(2) الحشيشة: طعام يتخذ من البر المطحون بعض الطحن. ثم يوضع عليه لحم أو تمر. سنن أبى داود: 4/309.
(3) العس: القدح الكبير: النهاية: 3/95.(4/395)
لبن، فشربنا،
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنْ شِئْتُمْ بِتّمْ، وَإِنْ شِئْتُمْ انْطَلِقُوا إلى المَسْجِدِ» ، فقلنا: بل ننطلق إلى المسجد، قال، فقال: فبينا أنا من السحر مضطجع على بطنى إذ رجل يحركنى برجله، فقال: «إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ يَبْغَضُهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ» . فنظرت، فإذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
وكذا رواه أبو داود فى الأدب، والنسائى فى الوليمة عن محمد بن المثنى، عن معاذ بن هشام الدستوائى عن أبيه به، ورواه النسائى أيضًا. وابن ماجه من حديث الأوزاعى، عن يحيى بن ابى كثير، عن أبى/ سلمة، عن قيسٍ بن طخفة، وقال ابن ماجه: عن قيس بن طهفة، عن أبيه به (2) .
_________
(1) من حديث طخفة بن قيس الغفارى فى المسند: 3/429.
(2) الخبر أخرجه أبو داود (باب فى الرجل ينبطح على بطنه) : سنن ابى داود: 4/309؛ وأخرجه النسائى من طرق مختلفة فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/209؛ وأخرج ابن ماجه طرفًا منه فى الصلاة (باب النوم فى المسجد) : سنن ابن ماجه: 1/248. وطرفًا منه فى الأدب (باب النهى عن الاضطجاع على الوجه) : 2/1227. وهو فى طرقة كلها: يعيش بن قيس طخفة حدثه عن أبيه، قيس بن طخفة الغفارى عن أبيه. ثم ابن طخفة الغفارى عن أبى ذر؛ وما أثبتناه من تجفة الأشراف.(4/396)
5472 - حدثنا هاشم- يعنى ابن القاسم-. حدثنا أبو معاوية- يعنى شيبان-؛ عن يحيى بن أبى كثير، عن أبى سلمة، قال: أخبرنى يعيش بن طخفة بن قيس (1) ، عن أبيه- وكان أبوه من أعل الصفة- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَا فُلاَنُ انْطَلْقْ بِهَذَا مَعَكَ» . ذكر معناه (2) .
5473 - حدثنا يزيد، أنبأنا ابن أبى ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، قال: بينا أنا جالس مع أبى سلمة بن عبد الرحمن إذ طلع علينا
_________
(1) فى المخطوطة: «يعيش بن قيس بن طحفة» ، والتصويب من المسند.
(2) من حديث طخفة بن قيس الغفارى فى المسند: 3/430.(4/396)
رجل من بنى غفار: ابن لعبد الله بن طهفة، فقال أبو سلمة: ألا تخبرنا عن خبر أبيك؟
قال: حدثنى ابى: عبد الله بن طهفة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا كثر الضيف عنده، قال: «لِيَنْقَلِبْ كُلُّ رَجُلٍ بِضَيْفِهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ اجْتَمَعَ عِنْدَهُ ضِيفَانٌ كَثِيرٌ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لِيَنْقَلِبْ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ جَلِيسِهِ» . قال: فكنت ممن انقلب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فلما دخل، قال: «يَا عَائِشَةُ هَلْ مِنْ شَىْءٍ؟» قالت: نعم، حويسة كنت أعددتها لإفطارك. قال: فجاءت بها فى قعيبة لها، فتناول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها قليلاً. فأكله. ثم قال: «خُذُوا بِسْمِ اللهِ» ، فأكلنا منها حتى ما ننظر إليها. ثم قال: «هَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَرَابٍ؟» قالت: نعم، لبينة كنت أعددتها لك. قال: «هَلُمِّيهَا» فجاءت بها. فتناول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرفعها إلى فِيهِ، فشرب قليلاً، ثم قال: «اشْرَبُوا بِسْمِ اللهِ» ، فشربنا، حتى والله ما ننظر إليها.
ثم خرجنا، فأتينا المسجد، فاضطجعت على وجهى، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعل يوقظ الناس: «الصَّلاةَ الصَّلاةَ» ، وكان إذا خرج يوقظ الناس للصلاةِ، فمر بى، وأنا على وجهى، فقال: «مَنْ هَذَا؟» فقلت أنا عبد الله بن طهفة، فقال: «إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ يَكْرَهُهَا اللهُ» (1) .
_________
(1) () من حديث طخفة الغفارى فى المسند: 5/426؛ وتكرر فى الأصل ذكر طخفة بالخاء، وما أثبتناه من المسند.(4/397)
871- (طرفة: والد تميم) (1)
5474 - روى سعيد القرشى، من طريق سفيان، عن سماك، عن تميم بن طرفة، عن أبيه، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع يده اليمنى
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/74؛ والإصابة: 2/223، وقال: طرفة الطائى.(4/397)
على اليسرى فى الصلاة.
ثم قال: لا أدرى له صحبة أم لا؟ وقال أبو حاتم الرازى: إنما هو سماك، عن قبيصة بن هلب، عن أبيه، قالا: عن النبى - صلى الله عليه وسلم - (1) .
_________
(1) المرجعان السابقان؛ وأخرجه أحمد فى مسنده من طريق سماك بن حرب، عن قبيصة بن هلب، عن أبيه: 5/226، وهو من هذا الطريق عند الترمذى وابن ماجه كما فى تحفة الأشراف: 9/73؛ وقبيصة من الهلب قال ابن المدينى: مجهول لم يرو عنه غير سماك، وقال النسائى: مجهول. وقال العجلى: ثقة وذكره ابن حبان فى الثقات. تهذيب التهذيب: 8/350.(4/398)
872- (طريح بن سعيد بن عقيبة: أبو إسماعيل الثقفى) (1)
5475 - أورده محمد بن عوف الحمصى فى الصحابة وروى عبد الله بن حرب، حدثنا إسماعيل بن طريح، عن أبيه، قال: / رمى أبو سفيان جده: سعيد بن عقبة يوم الطائف، فأصاب عينه، [فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] ، فقال: هذه عينى أصيبت فى سبيل الله، فقال: «إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ اللهَ فَرُدّتْ عَلَيْكَ، وَإِنْ شِئْتَ فَعَيْنٌ فِى الجنَّةِ» ، فقال: عينٌ فى الجنة (2) .
873- (طعمة بن أُبَيْرِقٍ) (3)
ابن عمرو بن حارثة بن ظفر بن الخزرج شهد المشاهد إلا بدرًا.
5476 - قال ابن الأثير: روى خالد بن معدان عنه، قال: كنت
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/74؛ وأورده ابن حجر فى القسم الرابع من حرف الطاء. الإصابة: 2/238.
(2) المرجعان السابقان، وما بين معكوفين استكمال من أسد الغابة، وقد عقب ابن حجر على السند بما يضعفه، ولا يشهد لطريح بخير.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/75؛ والإصابة: 2/224.(4/398)
أمشى قدَّام النبى - صلى الله عليه وسلم -، فسأله رجلٌ: ما فضل من جامع أهله محتسبًا؟ قال: «غَفَرَ اللهُ لَهُمَا ألْبَتَّةَ» (1) .
_________
(1) قال ابن الأثير: أخرجه أبو موسى، وقال: كذا أورده، وطعمة يتكلم فى إيمانه، وأضاف ابن حجر: وإسناده ضعيف. المرجعان السابقان.(4/399)
874- (الطُّفيل بن سخبرة - رضي الله عنه -) (1)
ويقال الطفيل بن عبد الله بن الحارث بن سخبرة بن جرثومة بن عادية بن مرة بن الأوس بن النمر بن عثمان بن نصر بن زهران بن كعب ابن الحارث بن كعب بن عبد الله بن نصر بن الأزد الأزدى حليف قريش، وهو أخو عائشة أم المؤمنين وأخيها عبد الرحمن لأمهما أم رومان. خلف عليها أبو بكر بعد أبيه. حديثه فى ثانى البصريين. وقال الطبرانى: هو الطفيل بن سخبرة الدوسى.
5477 - حدثنا بهز، وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعى بن حراش، عن طفل بن سخبرة: أخى عائشة لأمها: أنه رأى فيما يرى النائم كأنه مر برهط من اليهود، فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن اليهود. قال: أنتم القوم لولا أنكم تزعمون أن عزيرًا (2) ابن الله. فقالت اليهود: أنت القوم لولا أنكم [تقولون:] ما شاء الله، وما شاء محمد.
ثم مر برهطٍ [من] النصارى، فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن النصارى، قال: إنكم أنتم القوم لولا أنكم تقولون: المسيح ابن الله.
_________
(1) ينسب إلى جده، له ترجمة فى أسد الغابة: 3/77؛ والإصابة: 2/224؛ والاستيعاب: 2/229؛ وقال البخارى: الطفيل أخو عائشة أم المؤمنين، قال على بن نصر: هو ابن سخبرة. التاريخ الكبير: 4/363؛ وقال ابن حبان: له صحبة. الثقات: 3/203؛ والمعجم الكبير للطبرانى: 8/388.
(2) فى المخطوطة: «ابن عبد الله» خلافًا للمسند.(4/399)
قالوا: وأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، فلما (1) أصبح أخبر بها من أخبر، ثم أتى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره، فقال: «هَلْ أَخْبَرْتَ بِهَا أَحَدًا؟» قال عفان: قال: نعم، فلما صلوا خطبهم فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: «إِنَّ طُفَيْلاً رَأَى رُؤْيَا، فَأَخْبَرَ بِهَا مَنْ أَخْبَرَ مِنْكُم، وَإِنَّكُم تَقُولُونَ كَلِمَةً كَانَ يَمْنَعُنِى الْحَيَاءُ مِنْمُم أَنْ أَنْهَاكُم عَنها، قال: لاَ تَقُولُوا مَا شَاءَ اللهُ، وَشَاءَ محمّدٌ، وَلَكِنْ قُولُوا مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ» (2) .
وهكذا رواه ابن ماجه، عن محمد بن عبد الملك بن أبى الشوارب، عن ابى عوانة، عن عبد الملك عن عمير به (3) .
قال شيخنا: وتابعه شعبة، وحماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير (4) .
ورواه الطبرانى من حديثهما؛ ومن حديث زيد بن أبى/ أنيسة أيضًا، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعى، عن الطفيل، فذكر مثله (5) .
وقال سفيان بن عيينة عن عبد الملك، عن ربعى، عن حذيفة ووهم
_________
(1) فى المخطوطة: «قلنا» ، والتصويب من المسند.
(2) من حديث طفيل بن سخبرة فى المسند: 5/72؛ وما بين معكوفين استكمال منه. ولفظ المسند ليست فيه العبارة الأخيرة: «ولكن. . . إلخ» وما أثبته المصنف أشبه، ولها مشاهد عند الطبرانى فى الكبير: 8/390.
(3) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الكفارات (باب النهى أن يقال: ما شاء الله وشئت) : سنن ابن ماجه: 1/685؛ وفى الزوائد: رجال الإسناد ثقات على شرط البخارى.
(4) يراجع الباب السابق عند ابن ماجه، وتحفة الأشراف: 4/211.
(5) المعجم الكبير للطبرانى: 8/388.(4/400)
فى ذلك، وقال أبو نعيم وابن الأثير: ورواه معمر عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة، فالله أعلم (1) .
_________
(1) يراجع أسد الغابة: 3/78؛ وأخرجه البخارى عن محمد بن عرعرة قال: حدثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن ربعى بن حراش عن الطفيل أخة عائشة، وعن عبد الله بن عصمان عن أبيه عن شعبة ... إلخ. وقال علىّ: سفيان عن عبد الملك عن ربعى عن حذيفة؛ قال البخارى: والأول أصح. التاريخ الكبير: 4/363.(4/401)
875- (الطفيل ابن أخى جويرية) (1)
روى عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فيمن لبس الحرير.
5478 - رواه الحسن بن سوار، عن شريك، عن جابر (2) ٍ، عن خالته (3) : أم عثمان عنه، قال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين يعنى ابن منده (4) .
من اسمه طلحة
876- (طلحة بن البراء) (5) .
ابن عمير بن وبرة بن ثعلبة بن غنم بن سرى بن سلمة بن أنيفٍ البلوىّ، حليف لبنى عمرو بن عوفٍ من الأنصار، كان حدثًا حين قدم
_________
(1) هى جويرية بنت الحارث زوج النبى - صلى الله عليه وسلم -.
لها ترجمة فى أسد الغابة: 3/76؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف الطاء؛ الإصابة: 2/239.
(2) جابر: هو الجعفى. الإصابة.
(3) فى الإصابة: «عن عمته أم عثمان» ، وما أثبته المصنف يتفق مع أسد الغابة.
(4) أسد الغابة: 3/76؛ والإصابة: 2/239؛ وقال ابن حجر: وهو وهم من الحسن فى قوله: «سمع النبى - صلى الله عليه وسلم -» ، وإنما رواه الطفيل عن عمته جويرة، كذلك أخرجه أحمد فى مسنده.
نقول: وهو فى المسند من حديث جويرة: 6/430.
(5) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/82؛ والأصابة: 2/226؛ والاستيعاب: 2/226؛ والطبقات الكبرى: 4/73.(4/401)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فكان يلزمه، وُيَقَبِّل وقَدَمَ الله - صلى الله عليه وسلم -.(4/402)
5479 - قال الطبرانى: حدثنا الحسن بن جرير الصورى، حدثنا هشام بن خالد الدمشقى، حدثنا عبد ربه بن صالح، عن عروة بن رويم، عن أبى مسكين، عن طلحة بن البراء أنه أتى النبى - صلى الله عليه وسلم -. فقال: ابسط يدك أبايعك. قال: «عَلاَمَ؟» قلت: على الإسلام. قال: «وَإِنْ أَمَرْتُكَ بِقَطِيعَةِ وَالِدَتكَ؟» قلت: لا.
ثم عدت إليه فى الثانية، والثالثة، وكان له والدة، وكان من أبر النسا بها، فقال له النبى - صلى الله عليه وسلم -: «يَا طَلْحَةُ إِنَّهُ لَيْسَ فِى دِينِنَا قَطِيعَةُ الرَّحِمِ، وَلَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِى دِينِك رَيْبَةٌ» ، فأسلم، فحسن إسلامه، ثم إنه مرض، فعاده النبى - صلى الله عليه وسلم -، فوجده مغمًى عليه، فقال: «مَا أَظُنُّ طَلْحَةَ إِلاَّ مَقْبُوضًا مِنْ لَيْلَتِهِ، فَإِنْ أَفَاقَ، فَأَرْسِلُوا إِلَىَّ» . فأفاق طلحة فى جوف الليل، فقال: ما عادنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: بلى، وأخبروه بما قال، فقال: لا ترسلوا إليه فى هذه الساعة فتلسعه دابة أو يصيبه شىءٌ ولكن إذا أصبحتم فاقرؤوه منى السلام، وقولوا له أن يستغفر لى، ثم قبض.
فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح سأل عنه، فأخبروه بموته، وبما قال: فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه، ثم قال: «اللَّهُمَّ الْقَهْ، وَهُوَ يَضْحَكُ إِلَيْكَ، وَأَنْتَ تَضْحَكُ إِلَيْهِ» (1) .
وفى سنن أبى داود: من حديث عروة بن سعيد الأنصارى، عن أبيه، عن حصين بن وحوحٍ: أن طلحة بن البراء مرض، فعاده (2) رسول
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/372؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى مرسلاً وعبد ربه بن صالح لم أعرفه. وبقية رجاله وثقوا. مجمع الزوائد: 9/365.
(2) لفظ أبى داود: «فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوده» .(4/402)
الله - صلى الله عليه وسلم -، وساق القصة/ بنحو مما ذكر، تقدم (1) .
وقد ذكرنا فى كتاب الجنائز فى تعجيل إخراج الميت، والمبادرة إلى الذهاب به إلى ربه عز وجل.
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الجنائز (باب التعجيل بالجنازة وكراهية حبسها) : سنن أبى داود: 3/200، ولفظه مختصر عما تقدم.(4/403)
5480 - وقال أبو نعيم: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة، حدثنا علىّ بن المدينى، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا ابو معشر، عن محمد بن كعب، عن طلحة بن البراء أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: « [اللهمّ] القَ طَلْحَةَ وَأَنْتَ تَضْحكُ إِلَيْهِ، وَهُوَ يَضْحَكُ إِلَيْكَ» .
وهذا منقطع بين محمد بن كعب، وبينه، وكذلك ما بينه وبين أبى مسكين المتقدم، لأنه مات فى حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهما تابعيان، وقد يكونان سمعاه من غير واحدٍ من الصحابة، والله أعلم (1) .
877- (طلحة بن أبى حدردٍ (2) وهو الزرقى)
شهد بيعة الشجرة.
5481 - قال أبو نعيم: حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان العنبرى (3) ، حدثنا عبد الرحمن بن حصين العنانى، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن طلحة
_________
(1) أسد الغابة؛ الإصابة؛ وما بين معكوفين منهما.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/83؛ والإصابة: 2/227؛ والاستيعاب: 2/226؛ والتاريخ الكبير: 4/345؛ وأخرجه ابن حبان فى التابيعن وقال: يروى المراسيل الثقات: 4/494؛ ومن نسبه قال: الأسلمى.
(3) يراجع تهذيب التهذيب: 11/266.(4/403)
الزرقى، عن أبيه- وكان من أصحاب الشجرة- قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى المهل (1) ، قال: «اللَّهُمَّ أَهِلّه عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ، والسَّلامَة وَالإسْلامِ. رَبِّى وَرَبَّكَ الله» (2) .
وقال ابن الأثير: طلحة بن أبى حدرد الأسلمى، وقد تقدم نسبه فى ترجمة أبيه: أبى حدرد، واسمه سلامة (3) .
روى معمر بن سليمان، وشبيب، عن ليث بن أبى سليم، عن عبد الملك بن أبى حدرد، عن أخ له يقال له طلحة، قال: أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت له أنى مررت بنفر من اليهود، فقالوا: ما شاء الله.
أخرجه الثلاثة، قال أبو عمر: حديثه عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أن مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعة أَنْ يَرَوْا الهِلاَلَ يَقُولُون هو ابنُ لَيْلَتَيْنِ، وهو ابنُ لَيْلَةٍ» ، ولم يذكر الحديث الأول وقد تقدم معناه فى طفيل بن عبد الله بن سخبرة. هذا لفظ ابن الأثير (4) .
_________
(1) المهل: موضع الهلال. النهاية: 4/252.
(2) الخبر أخرجه الترمذى من حديث طلحة بن عبيد الله فى الدعوات (باب ما يقول عند رؤية الهلال) : صحيح الترمذى: 5/504.
(3) أسد الغابة: 3/83.
(4) المصدر السابق: وأخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: 4/345.(4/404)
878- (طلحة بن داود) (1)
5482 - قال أبو القاسم الطبرانى: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديرى، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، أخبرنى عنبسة: مولى طلحة بن داود: أنه سمع طلحة ابن داود يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نِعْمَ المُرْضِعُونَ أَهْلُ عُمان» يعنى الأزد (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/84؛ والإصابة: 2/228.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 8/373؛ وقال الهيثمى: فيه عنبسة مولى طلحة بن داود، ولم أعرفه. وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 10/50.(4/404)
قال أبو موسى المدينى: وقد رواه سعيد القرشى، عن عبد الله بن أحمد، عن عباس بن يزيد، عن عبد الرازق فخالف فيه خلافًا بعيدًا، وقال: «نِعْمَ الْمُرْضِعُونَ أَهْلُ نَعْمَانَ» ونعمان/ وادٍ بعرفات، وزعم سعيد أنه لا صحبة لطلحة بن داود هذا، فالله أعلم (1) .
_________
(1) أسد الغابة: 3/84؛ والإصابة باختصار: 2/228.(4/405)
879- (طلحة بن عبيد الله: أبو محمدٍ - رضي الله عنه -) (1)
مناقب طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعبٍ بن سعدٍ ابن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان القرشى: أبى محمدٍ التيمى، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.
بنص الحديث الصحيح المروى من طرق متعددة كما أوردناها فى ترجمته فى كتابنا التاريخ عند مقتله يوم واقعة الجمل، فى جمادى الآخرة سنة ستٍ وثلاثين، وقد استكمل من العمر يومئذٍ أربعًا وستين سنة - رضي الله عنه -.
وكان أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد السنة أصحاب الشورى الذين نص عليهم عمر، وقال توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو عنهم راضٍ، وأحد الخمسة الذين أسلموا من سادات الصحابة على يدى أبى بكر الصديق، وكان يقال له ولأبى بكر: القرينان، لأن نوفل بن خويلدٍ ابن العدوية قرنهما فى حبلٍ ليمنعهما من صلاتهما حين بلغه إسلامهما،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/85؛ والإصابة: 2/229؛ والاستيعاب: 2/219؛ والطبقات الكبرى: 3/152؛ والتاريخ الكبير: 4/344؛ وتهذيب التهذيب: 5/20.(4/405)
وكان يقال له طلحة الخير، وطلحة الجودِ، وطلحة الفياض، وقد شهد المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بدرًا، فإنه كان بالشام، فضرب له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهمه، وأجره، وقد أبلى يوم أحد بلاءًا حسنًا، وأصيبت يده يومئذٍ، ورقاها رسول الله.
وكان جماعة من الصحابة يقولون عن يوم أحدٍ: ذاك يوم كان كله لطلحة، ولما طأطأ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لينهض على تلك الصخرة يوم أحد. قال: «أَوْجَبَ طَلْحَةُ» وسيأتى من رواية ابى موسى عنه، قال: سمَّانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحدٍ طلحة الخير، ويوم حنين طلحة الجودِ، ويوم العسرة طلحة الفياض.(4/406)
5483 - ومن حديث ابنيه موسى وعيسى عنه الحديث الآخر: «طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ» وفى الحديث الآخر: «طَلْحَةُ والْزُبَيْر جَارَاىَ فى الجنَّة» رواه الترمذى من حديث عقبة بن علقمة، عن على مرفوعًا (1) وجاء من غير وجه عن علىّ: إنى لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان ممن قال الله تعالى {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} (2) .
5484 - وروى حماد بن سلمة عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب أن رجلاً نال من هؤلاء (3) فدعا عليه سعد فجاءت بختية فتخبطته حتى قتلته/.
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى مناقب طلحة، صحيح الترمذى: 5/644؛ وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
(2) آية 47 سورة الحجر.
(3) الخبر أورده ابن الأثير بسنده: أن رجلاً كان يقع فى علىّ وطلحة والزبير، فجعل سعد بن مالك- ابن أبى وقاص- ينهاه، ويقول: لا تقع فى إخوانى، فأبى، فقام سعد فصلى ركعتين، ثم قال: اللهم إن كان مسخطًا لك فيما يقول فأرنى فيه آفة. . . إلخ. أسد الغابة: 3/89.(4/406)
5485 - وقال البغوى: حدثنا داود بن رشيدٍ، حدثنا مكى بن إبراهيم، عن الصلت بن دينار، عن أبى نضرة، عن جابر مرفوعًا: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيدٍ يَمْشِى عَلَى رِجْلَيْهِ فَلْيَنْظُر إلى طَلْحَة بنِ عُبَيْدِ الله.
ولما قتل يوم الجمل فى العاشر من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين رماه رجل (1) فى ركبته، فانتظم مع ساقه بطن الفرس، فجمع به، فجعل يقول: إلى عباد الله، فأنزل عنه، فمات فى المعركة، وجاء علىِّ بعد الواقعة فجعل يمسح التراب عن وجهه، وجعل يقول: يعز على أبا محمد أن أراك مجدلاً تحت نجوم السماء، ثم قال: إلى أشكو عجرى وبجرى (2) .
ثم دفن هناك، ثم لما قدمت ابنته: عائشة البصرة رآه رجل فى المنام، فشكا إليه نداوة قبره، فنطروه بعد نيف وثلاثين سنة، فما وجدوا قد تغير فيه سوى شعيرات من لحيته أكرمه الله وأرضاه، ورضى عنه، ودفن بالبصرة فى قبر اشترى له بها (3) .
روى عنه بنوه: إسحاق، وعمران، وعيسى، ومحمد، وموسى، ويحيى، وإبراهيم بن الحارث (4) ، وجابر بن عبد الله، والحارث بن عبد الرحمن (5) ، وربيعة بن الهدير، وعامر الشعبى- ولم يسمع منه-،
_________
(1) فى الخبر الذى أورده ابن الأثير أن الذى رماه فى ركبته هو مروان بن الحكم. أسد الغابة: 3/88.
(2) عجرى وبجرى: همومى وأحزانى. النهاية: 1/60.
(3) فى خبر سعد قال: اشتروا دارًا من دور أبى بكرة فدفنوه بها، الطبقات الكبرى: 3/159.
(4) لم يرد ذكره فيمن روى عنه، مع أن المصنف أشفع ذكره بقوله، وقد تقدم على الجميع، يراجع تهذيب التهذيب: 5/20.
(5) الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد أرسل عن طلحة. تهذيب التهذيب: 2/147.(4/407)
وعبد الله بن شدادٍ، وعبد الملك الزبيرى (1) ، وعبيد الحميرى، وقيس بن أبى حازم، ومالك بن أوس بن الحدثان، ومالك بن أبى عامر، والحارث بن عبد الرحمن (2) ، وابن إياس، وأبو سلمة بن عبد الرحمن- قيل ولم يسمع منه-، وأبو عثمان النهدى، وأبو هريرة، وأعرابى له صحبة وامرأته سُعْدى.
(إبراهيم بن الحارث عنه)
وقد تقدم على الجميع
_________
(1) () عبد الله الزبيرى أحد المجاهيل. تهذيب التهذيب: 6/430.
(2) الحارث: غير واضح بالأصل وهو الخارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد أرسل عن طلحة. تهذيب التهذيب: 2/148.(4/408)
5486 - قال البزار: حدثنا عبد الله بن شبيب (1) ، حدثنا عبد الله بن نافع ابن ثابت بن عبد الله بن الزبير، حدثنى محمد بن عبد الرحمن العامرى، عن أبى بكر ابن [عبد الله- يعنى ابن] أبى سبرة-، عن عمرو بن [أبى] عمرو، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبيه، عن طلحة بن عبيد الله، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فى طريق مكة: «خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ أَحْنَاهُ عَلَى طِفْلٍ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ» .
ثم قال: لا نعلم يروى عن طلحة إلا بهذا الإسناد، وأبو بكر بن عبد الله لين الحديث (2) .
_________
(1) فىالمخطوطة: «شعيب» ، والتصويب من المرجع وفيها عبيد الله بن نافع عن ثابت، والتصويب منه أيضًا.
(2) كشف الأستار: 2/155؛ وقال الهيثمى: فيه أبو بكر بن أبى سبرة وهو متروك. مجمع الزوائد: 4/270؛ وما بين معكوفات من البزار.(4/408)
حديث الأحنف بن قيس عن طلحة بن عبيد الله فى ترجمته عثمان ابن عفان كما سيأتى. /
( [أسلم عن طلحة] بن عبيد الله فى فضل عثمان) (1)
«إِنَّ لِكُلِّ نَقبِىّ رفِيقًا [من أمته فى الجنّة] وعُثْمَانُ رفيقى فى الجنّةِ» .
_________
(1) غير واضح بالأصل، وما أثبتناه من البزار.(4/409)
5487 - رواه البزار عن محمد بن المثنى، عن القاسم بن الحكم، عن أبى عبادة الرزقى، عن زيد بن اسلم، عن أبيه به (1) .
(حديث إسحاق بن [طلحة بن] عبيد الله عن أبيه)
5488 - قال ابن ماجه فى كتاب الحج: حدثنا هشام [بن عمار] ، حدثنا الحسن بن يحيى الخشنى، عن عمر بن قيس، عن طلحة ابن [يحيى، عن] عمه: إسحاق بن طلحة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الحَجُّ جِهَادٌ، والعُمْرَةُ تَطَوُّعٌ» (2) .
(جابر بن عبد الله عنه)
5489 - قال النسائى فى اليوم والليلة من سنة المكيين (3) : أخبرنا
_________
(1) كشف الأستار: 3/179، وقال: رواه طلحة بن عبيد الله وعثمان ولا نعلم روى أسلم عن عثمان غير هذا الحديث، وما بين معكوفات استكمال منه؛ وقال الهيثمى: روى النسائى بعضه بإسناد منقطع، ورواه أبو يعلى وعبد الله والبزار وفى إسناد عبد الله والبزار أبو عبادة الزرقى، وهو متروك، وأسقطه أبو يعلى من السند. مجمع الزوائد: 9/91؛ ويراجع مسند أبى يعلى: 2/28.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى (باب العمرة) : سنن ابن ماجه: 2/995، وقال فى الزوائد: فى إسناده ابن قيس المعروف بمندل، ضعفه أحمد وابن معين، وغيرهم، والحسن أيضًا ضعيف.
(3) هكذا.(4/409)
ابن عبد ربه: يحيى بن موسى البلخى (1) ، حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا مجالد، عن الشعبى، عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت عمر ابن الخطاب يقول لطلحة: ما لى أراك شعثت واغبررت منذ توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. لعلك إنما بك- يا طلحة- إمرة ابن عمك؟ فقال: معاذ الله، ولكنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنِّى لأَعْلَمث كَلِمَةً لا يَقُولُهَا رَجُلٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلاَّ وَجَدَ رُوحَهُ لَهَا رَوْحًا (2) حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ جَسَدِهِ، وَكَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . فلم أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها، ولم يخبرنى بها، فذلك الذى دخلنى، فقال عمر: فأنا أعلمها. قال: ولله الحمد ماهى. قال: التى قالها لعمه: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» . قال طلحة: صدقت.
ثم رواه النسائى من حديث الشعبى، عن ابن طلحة عنه، ويحيى ابن طلحة عنه كما سيأتى بقوله عن يحيى بن طلحة عن أمه عن طلحة، ومن حديث الشعبى عن طلحة.
وقد ذكرته فى مسند عمر بن الخطاب، وهو أليق من ذكره فى مسند طلحة، ولكنى اتبعت شيخنا فى أطرافه (3) .
_________
(1) فى المخطوطة: «ابن عبيد الله يحيى بن موسى حدثنا البلخى» وهو يحيى بن موسى ابن عبد ربه بن سالم أبو زكريا البلخى، روى عن ابن عيينة وعبد الله بن نمير وغيرهما. تهذيب التهذيب: 11/289.
الإمرة بالكسر: الإمارة. وسيأتى تفسيره فى الخبر الآتى، يعنى إمارة أبى بكر. اللسان: 1/128.
(2) الروح: الاستراحة من غم القلب والفرح والسرور عن اليقين والاطمئنان. مسند أبى يعلى. هـ: 2/14.
(3) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/212، 216؛ وأخرجه أحمد من طريق جابر بن عبد الله من حديث عمر بن الخطاب فى المسند: 1/28؛ وأخرجه من طريق عامر الشعبى عن يحيى بن طلحة عن أبيه من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/161؛ وأخرجه أبو يعلى من طريق الشعبى عن جابر، قال سمعت عمر يقول لطلحة: مسند أبى يعلى: 2/13.(4/410)
(الحارث بن عبد الرحمن عن طلحة ولم يدركه)(4/411)
5490 - قال الترمذى: حدثنا أبو هشام: محمد بن يزيد الرفاعى، حدثنا يحيى بن اليمان، عن شيخٍ من بنى زهرة، عن الحارث ابن عبد الرحمن، عن طلحة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لِكُلِّ نَبِىّ رَفِيقٌ، وَرَفِيقِى فى الجنَّةِ عُثْمَانُ» .
ثم قال: غريبٌ وليس إسناده بالقوى، وهو منقطعٌ (1) .
قال شيخنا: ورواه أبو عبادة الزرقى، عن زيدٍ بن اسلم، عن أبيه، عن طلحة، وفيه قصة (2) /.
[ربيعة بن عبد الله بن الهدير عن طلحة] (3)
5491 - حدثنا على بن عبد الله، حدثنى محمد بن معنٍ الغفارى، أخبرنى داود بن خالد بن دينار: أنه مر هو ورجلٌ يقال له أبو يوسف من بنى تيمٍ، على ربيعة بن أبى عبد الرحمن، قال: قال له أبو يوسف: أنا لنجد عند غيرك من الحديث ما لا نجده عندك؟ فقال: أما إن عندة حديثًا كثيرًا، ولكن ربيعة بن الهدير قال- وكان يلزم طلحة بن عبيد الله-: إنه لم يسمع طلحة يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا قط غير حديث واحد.
قال ربيعة بن أبى عبد الرحمن، قلت له: وما هو؟ قال طلحة: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى [إذا] أشرفنا على حَرَّة (4) وَاقِمٍ، قال:
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى مناقب عثمان - رضي الله عنه -: 5/624.
(2) تحفة الأشراف: 4/212.
(3) زيادة يستلزمها المقام.
(4) حرة واقم: إحدى حرتى المدينة وهى الشرقية. سميت برجل من العماليق اسمه واقم وقيل واقم اسم أطم من آطام المدينة إليه تضاف الحرة. معجم البلدان: 2/249.(4/411)
فدنونا منها، فإذا قبورٌ بمحنية (1) ، فقلنا: يا رسول الله قبورُ إخواننا هذه؟ قال: «قُبُورُ أَصْحَابِنَا» .
ثم خرجنا حتى إذا جئنا قبورَ الشهداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هَذِهِ قُبُورِ إِخْوَانِنَا» (2) .
ورواه أبو داود فى الحج عن حامد بن يحيى، عن محمد بن معنٍ به (3) .
(زيد بن خالد عنه يأتى فى حديث زيد عن عثمان) (4)
(السائب بن يزيدٍ عنه)
_________
(1) بمحنية: أى بحيث ينعطف الوادى. النهاية: 1/267.
(2) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/161.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى آخر كتاب الحج (باب زيارة القبور) : سنن أبى داود: 2/218.
(4) فى المخطوطة: «زيد بن عثمان» ، والتصويب من تحفة الأشراف: 4/312، 7/253.(4/412)
5492 - صحبت طلحة، وسعدًا، والمقداد (1) ، وابن عوف، فما سمعت أحدًا منهم يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلاَّ أنى سمعت طلحة يحدث عن يوم أحدٍ.
رواه البخارى فى الجهاد، عن قتيبة (2) ، وفى المغازى عن عبد الله ابن أبى الأسود كلاهما: عن حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن يوسف عنه به (3) .
_________
(1) فى المخطوطة: «المغفار» ، والتصويب من المرجع.
(2) فى المخطوطة: «قبيصة» ، والتصويب من المرجع.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى (باب من حدث بمشاهد فى الحرب) : فتح البارى: 6/36؛ وفى (باب غزوة أحد) : 7/359.(4/412)
(عامر الشعبى عنه)
ولم يرو له [إلا] بحديث (1) عمر لطلحة، كما تقدم فى ترجمة جابر عن طلحة.
(عبد الله بن شداد عنه)
_________
(1) فى المخطوطة: «ولم يرو له بحديث بن عمر» ، وما أثبتناه يستلزمه السياق.(4/413)
5493 - حدثنا وكيع، حدثنى طلحة بن يحيى، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عبد الله بن شداد: أن نفراً من بنى عذرة ثلاثة أتوا النبى - صلى الله عليه وسلم -، فاسلموا، قال: فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ يَكْفِيهِمْ؟» قال طلحة: أما. قال: فكانوا عند طلحة، فبعث النبى - صلى الله عليه وسلم - بعثًا، فخرج فيه أحدهم، فاستشهد، قال: / ثم بعث بعثًا فخرج فيه آخر، فاستشهد، ثم مات الثالث على فراشه. قال طلحة: فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندى فى الجنة، فرأيت الميت على فراشه أمامهم، ورأيت الذى استشهد أخيرًا يليه، ورأيت الذى استشهد أولهم آخيرهم، قال: فدخلنى من ذلك، فأتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت ذلك له، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْ ذَلِكَ، لَيْسَ أَحَدٌ أَفْضَلَ عِنْدَ اللهِ مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَمِّرُ فِى الإِسْلاَمِ، لَتَسْبِيحِهِ، وَتَكْبِيرِهِ، وَتَهْلِيلِهِ» (1) .
ورواه النسائى فى اليوم والليلة من حديث وكيع به. وقد تقدم روايته له عند شداد بن الهاد مرفوعًا (2) .
_________
(1) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/163.
(2) تحفة الأشراف: 4/214؛ ويرجع إلى الخبر عند شداد بن الهاد؛ ص 219.(4/413)
(عبد (1) الله بن عبيد الله بن أبى مليكة عنه)
_________
(1) فى المخطوطة: «عبيد الله بن عبيد الله» ، والتصويب من المسند؛ ويراجع تهذيب التهذيب: 5/306.(4/414)
5494 - حدثنا وكيعٌ، حدثنا نافعٌ بن عمر وعبد الجبار (1) بن ورد، عن ابن ابى مليكة، قال: قال طلحة بن عبيد الله: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «نِعْمَ أَهْلُ البَيْتِ عَبْدُ اللهِ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأُمُ عَبْدِ اللهِ» (2) .
حدثنا عبد الرحمن، حدثنا نافع بن عمر، [وعبد الجبار بن الورد] ، عن ابن مليكة، قال: قال طلحة بن عبيد الله: لا أحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا إلا أنى سمعته يقول: «إِنَّ عَمْرُو بنَ العَاصِ مِنْ صَالِحِ قُرَيْشٍ» .
قال: وزاد عبد الجبار بن ورد، عن ابن ابى مليكة، عن طلحة قال: «نِعْمَ أَهْلُ الْبَيْتِ عَبْدُ اللهِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأُمُّ عبدِ الله (3) .
وقال الترمذى: لا نعرفه إلا من حديث نافع بن عمر، وهو ثقة، وليس إسناده بمتصل، وابن أبى مليكة لم يدرك طلحة (4) .
قال شيخنا: كذا قال، وفى سنن أبى داود عنه، قال: رأيت عثمان يتوضأ، قال: ووفاة عثمان قبل وفاة طلحة (5) .
5495 - حدثنا محمد بن بكر، حدثنا ابن جريج، حدثنى محمد
_________
(1) فى المخطوطة: «نافع بن عمرو بن الجبار بن ورد» ، والتصويب من المسند؛ ويراجع تهذيب التهذيب: 6/105.
(2) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/161.
(3) المصدر السابق، وما بين معكوفين استكمال منه.
(4) الخبر أخرجه الترمذى فى مناقب عمرو بن العاص. صحيح الترمذى: 5/688.
(5) تحفة الأشراف: 4/214.(4/414)
ابن المنكدر، عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمىّ (1) ، عن أبيه: عبد الرحمن بن عثمان، قال: كنا مع طلحة بن عبيد الله، ونحن حرم، فأهدى له طير- وطلحة راقدٌ-، فَمِنَّا من أكل، ومنا من تورع، فلم يأكل، فلما استيقظ طلحة وفق (2) من أكله، وقال: أكلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (3) .
_________
(1) فى المخطوطة: «معاذ بن عبد الرحمن عن عثمان التيمى» ، خلافًا للمسند؛ ويراجع تهذيب التهذيب: 10/192.
(2) وفق من أكله: دعا له بالتوفيق، واستصوب فعله. النهاية: 4/223.
(3) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/161. وقد درج الناسخ على أن يصحف عبيد الله فينسخها عبد الله.(4/415)
5496 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، حدثنى محمد بن المنكدر، عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمى، عن أبيه (1) ، قال: كنا مع طلحة بن عبيد الله- ونحن حرم- فأهدى له طيرٌ- وطلحة راقدٌ-، فمنا من أكل ومنا من تورع، فلما استيقظ طلحة وفق من أكله، وقال: أكلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (2) .
رواه/ مسلم فى الحج عن زهير بن حرب، والنسائى فيه عن عمرو ابن على كلاهما: عن يحيى بن سعيدٍ القطان به (3) .
_________
(1) عن أبيه: لم ترد فى المسند فى هذه الرواية، وما عند أبى كثير أشبه لأن معاذًا روى عن أبيه، وروى أبوه عبد الرحمن بن عثمان عن عمه طلحة بن عبيد الله. تهذيب التهذيب: 6/227، 10/192.
(2) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/162.
(3) الخبر أخرجه مسلم (باب تحريم الصيد البرّى المأكول للمحرم) : مسلم بشرح النووى: 3/281؛ والنسائى (باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد) : المجتبى: 5/143.(4/415)
[قيس بن أبى حازم عنه](4/416)
5497 - حدثنا وكيعٌ، عن إسماعيل، قال: قال قيس: رأيت طلحة يده شلاء وقى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحدٍ (1) .
[مالك بن أوس بن الحدثان عنه]
5498 - حدثنا سفيان، عن عمرو، عن الزهرى، عن مالك بن أوس، قال: سمعت عمر يقول لعبد الرحمن، وطلحة، والزبير، وسعدٍ: نشدتكم الله الذى تقوم به السماء والأرض- وقال سفيان مرة: الذى تقوم بإذنه- أعلمتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: « [إنا] لاَ نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» . قالوا: اللهم نعم (2) .
وهذا فى صحيح البخارى (3) .
(عبد الرحمن بن مُلّ: أبو عثمان النهدى عنه)
لم يبق مع النبى - صلى الله عليه وسلم - فى بعض تلك الأيام التى قاتل فيها غير طلحة، وسعدٍ، عن حديثهما تقدم فى ترجمة سعدٍ (4) .
(عبد الملك الزبيرى- أحد المجاهيل- عن طلحة)
5499 - قال ابن ماجه فى الأطعمة: حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحى، حدثنا نقيب بن حاجبٍ، عن أبى سعيد، عن عبد الملك
_________
(1) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/161. والزيادة يستلزمها السياق.
(2) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/162. وما بين معكوفات استكمال منه ومن تحفة الأشراف: 4/218.
(3) يرجع إلى الخبر فى المغازى (باب حديث بنى النضير) : فتح البارى: 7/334، وهو مواطن أخرى من الصحيح من حديث عمر - رضي الله عنه -.
(4) الخبر أخرجه البخارى فى المناقب (باب ذكر مناقب طلحة) : فتح البارى: 7/82؛ وفى المغازى (باب غزوة أحد) : 7/359.(4/416)
الزبيرى، عن طلحة، قال: دخلت على النبى - صلى الله عليه وسلم - وبيده سفرجلة فقال: «دُونَكَهَا يَا طَلْحَةُ فَإِنَّهَا تَجُمُّ الْفُؤَادَ» (1) .
وقد روى هذا من طريق موسى، ويحيى، عن أبيهما طلحة، وقد رواه الحافظ يعقوب بن شيبة الدوسى، عن أحمد بن منصور، عن سليمان ابن أيوب بن سليمان ابن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه، عن جده سليمان، عن جده موسى، عن أبيه طلحة، قال يعقوب: هذه نسخة فيها سبعة عشر حديثًا كلها عندى صحاح (2) .
(عبيد الحميرى عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه فى (باب أكل الثمار) : سنن ابن ماجه: 2/1118؛ وفى الزوائد: فى إسناده عبد الملك الزبيرى مجهول.
(2) تحفة الأشراف: 4/216.(4/417)
5500 - قال البزار: حدثنا محمد بن عبد الرحيم صاعقة، حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا خارجة بن مصعب، عن عبد الله بن عبيد الحميرى، عن أبيه، قال: كنت عند عثمان حين حوصر، فقال: ها هنا طلحة، فقال طلحة: نعم، فقال: أنشدك الله أما علمت أنا كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ بِيَدِ صَاحِبِهِ» (1) ، فأخذت بيد فلانً، وأخذ فلانٌ بيد فلانٍ، وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدى، وقال: «هَذَا جَلِيسِى فِى الدُّنْيَا وَوَلِيِّى فِى الآخِرَةِ» ، فقال: اللهم نعم (2) .
_________
(1) لفظ البزار: ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه.
(2) كشف الأستار: 3/180، وقال: لا نعلمه يروى عن عثمان. ولا عن طلحة إلا بهذا الإسناد؛ وقال الهيثمى: رواه البزار، وفيه خارجة بن مصعب، وهو متروك، قيل فيه كذّاب، وقيل فيه: مستقيم الحديث، وقد ضعفه الأئمة: أحمد وغيره. مجمع الزوائد: 9/87.(4/417)
(عيسى بن طلحة عن أبيه)(4/418)
5501 - قال الترمذى/ فى التفسير، وفى المناقب، حدثنا أبو كريبٍ، حدثنا ابن بكير، عن طلحة بن يحيى، عن موسى، وعيسى ابنى طلحة، عن أبيهما: أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا لأعرابى جاهل: سل عمن قضى نحبه من هو؟ [وكانوا لا يجترئون هم على مسألته يوقرونه ويهابونه] فسأله، فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه.
قال طلحة: ثم اطلعت من باب المسجد، وعلىّ ثياب خضر، فلما [رآنى] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[قال] : «أَيْنَ السَّائِلُ [عَمَّن قَضَى نَحبَهُ] » . قال: أنا. فقال: «هَذَا مِمَّنْ قَضَى نَحبَهُ» ثم قال: حسنٌ غريب لا نعرفه إلا من حديث يونس بن بكيرٍ (1) .
(حديث آخر عنه)
5502 - قال ابن ماجه فى الحج: حدثنا هشام بن عمار، أنبأنا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن محمدٍ (2) بن إبراهيم التيمى، عن عيسى بن طلحة عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاه حمار وحشٍ وأمره أن يفرقه فى الرفاق، وهم محرومون (3) .
قال الخافظ يعقوب بن شيبة: تفرد به سفيان بن عيينة، وخالفه مالك وحماد ابن زيد، ويزيد بن هارون، وغيرهم. فَرَوَوْهُ عن يحيى بن سعيدٍ، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن عمير بن
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى تفسير سورة الأحزاب، وفى مناقب طلحة. صحيح الترمذى: 5/350، 645.
(2) فى المخطوطة: «يحيى» مصحفًا، والتصويب من المرجع.
(3) أخرجه ابن ماجه (باب الرخصة فى الصيد إذا لم يصد له) : سنن ابن ماجه: 2/1033؛ وفى الزوائد: رجاله ثقات.(4/418)
سلمة، عن رجل من بهز، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، وقالوا جميعًا: فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر أن يفرقه فى الرفاق، وهم مُحرِمون (1) .
( [قيسٌ] بنُ أبى حازم عنه) (2)
رأيت يد طلحة شلاء وقى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحدٍ.
_________
(1) علل يعقوب بن شيبو هذا الاختلاف فقال: أحسبه أراد أن يختصره فأخطأ فيه. كما فى تحفة الأشراف: 4/217؛ ويرجع إليه عند مالك فى الموطأ بشرح الزرقانى: 2/277.
(2) بياض بالاصل، ويلاحظ أنه سبق أن ورد فى غير ترتيبه ص 342.(4/419)
5503 - رواه البخارى، وابن ماجه من حديث وكيع، زاد البخارى: وخالد ابن عبد الله كلاهما: عن إسماعيل بن أبى خالدٍ عنه (1) .
( [مالك بن أوْسٍ] بن الحَدَثَانِ عنه) (2)
بحديث: «لاَ نُورِثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» . فى ترجمة عن عمر، وقد كتبناه مرتبًا على أبواب الفقه فى مجلد كبير، ولله الحمد (3) .
(مالك بن ابى عامر عنه)
5504 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا مالك، عن عمه، عن أبيه، أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول: جاء أعرابى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: «خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِى يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ» . قال: هل علىَّ غيرهن؟ قال: «لاَ» .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى غزوة أحد، وفى مناقب طلحة بن عبيد الله، فتح البارى: 7/82، 359؛ وأخرجه ابن ماجه فى المقدمة (فضل طلحة) : سنن ابن ماجه: 1/46.
(2) بياض بالأصل، وقد سبق أو أورده المصنف فى غير ترتيبه، ولعله اضطراب من النسّاخ ص 342.
(3) يرجع إلى الخبر ص 342 عند البخارى.(4/419)
وسأله عن الصوم، فقال «صِيَامُ رَمَضَانَ» قال: هل [علىَّ] غيره؟ قال:
«لاَ» .
وذكر الزكاة، قال: هل علىَّ غيرها؟ قال: «لا» ، قال والله لا أزيد
عليهم، ولا أنقص منهن، فقال رسول الله صلى / الله عليه وسلم: «قَدْ أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ» (1) .
رواه البخارى، ومسلم، وأبو داود، والنسائى من غير وجهٍ عن مالك، ومن حديث إسماعيل بن جعفر كلاهما: عن أبى سهيل بن مالك ابن أبى عامر، عن أبيه به (2) .
_________
(1) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/162. وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه البخارى من طريق مالك عن أبى سهيل فى الإيمان (باب الزكاة من الإسلام) . والشهادات (باب كيف يستحلف) : فتح البارى: 1/106، 5/287، ومن طريق إسماعيل بن جعفر عن أبى سهيل فى الصوم (باب وجوب صوم رمضان) ، وفى الحيل (باب فى الزكاة) : فتح البارى: 4/102، 12/330؛ وأخرجه مالك فى الإيمان من الطريقين (باب الصلوات المفروضة) : مسلم بشرح النووى: 1/141؛ وأبو داود فى أول كتاب الصلاة وفى الإيمان والنذور (باب فى كراهية الحلف بالآباء) : سنن ابى داود: 1/106، 3، 223؛ وأخرجه النسائى فى الصلاة (باب كم فرضت فى اليوم والليلة) ، وفى الصوم (باب وجوب الصيام) ، وفى الإيمان (باب الزكاة) : المجتبى: 1/184، 4/97، 8/104.(4/420)
5505 - (1) قال الترمذى فى المناقب: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمى، حدثنا أحمد بن أبى شعبة الحرانى، عن محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التميمى، عن مالك ابن أبى عامر، قال: جاء رجلٌ إلى طلحة، فقال: يا أبا محمدٍ أرأيت هذا اليمانى- يعنى أبا هريرة- أهو أعلم بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منكم؟ نسمع منه ما لا نسمع (2) منكم؟ أو يقول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما
_________
(1) فى المخطوطة بياض يسع كلمتين لعلهما" «حديث آخر عنه» .
(2) العبارة فى المخطوطة: «فسمع ما لم يسمع أحد منكم» ، والتصويب من المرجع.(4/420)
لم [يقل؟ قال: أما أن يكون سمع من رسول الله ما لم نسمع، فلا أشك غلا أنه سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم] نسمع، وذاك أنه كان مسكينًا لا شىء له، ضيفًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يده مع يد رسول الله، وكنا نحن أهل بيوتاتٍ، وغنى، وكنا نأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرفى النهار، فلا نشك أنه سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم نسمع، ولا نجد أحدًا فيه خيرٌ يقول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقل.
ثم قال الترمذى: هذا حديث حسن غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق، وقد رواه يونس بن بكير وغيره عنه (1) .
( [مُجَبّرُ] (2) بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى مناقب أبى هريرة، وما بن معكوفين استكمال منه. صحيح الترمذى: 5/684.
(2) ما بين معكوفين بياض بالأصل، واثبتناه بالرجوع إلىالمسند والميزان: 3/621.(4/421)
5506 - حدثنا يزيد بن عبد ربه، حدثنا الحارث بن عبيدة، حدثنى محمد بن عبد الرحمن بن مجبر، عن أبيه، عن جده: أن عثمان أشرف على الذين حصروه، فسلم عليهم، فلم يردوا عليه، فقال عثمان: أفى القوم طلحة؟ قال طلحة: نعم، قال: فإِنَّا للهِ، وَإِنَّا إِلَيْهِ راجعون، أُسلم على قومٍ أنت فيهم، فلا تردون؟ قال: قد رددتُ، قال: ما هكذا الرد أسمعك ولا تسمعنى يا طلحة. نشدتك الله أسمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لاَ يُحِلُّ دَمَ المُسْلِم إلاَّ وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلاثٍ: أَنْ يَكْفُرَ بَعْدَ إِيمَانِهِ، أَو يَزْنِى بَعْدَ إِحْصَانِهِ، أَوْ يَقْتُلَ نَفْسًا فَيُقْتَلُ بِهَا» ، قال: اللهم نعم، فكبر عثمان، فقال: والله ما أنكرت الله منذ عرفته، ولا زنيت فى جاهلية ولا الإسلام، وقد تركته فى الجاهلية تَكَرَُهًا، وفِى الإسلام تَعَفُّفًا، ولا قتلتُ نفسًا يحل بها قتلى» .(4/421)
وهذا إسنادٌ جيد، ولم يخرجوه (1) . /
(محمد بن طلحة عن أبيه)
_________
(1) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/163.(4/422)
5507 - قال البزار: حدثنا على بن شبيب، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا محمد ابن الضحاك بن عثمان، عن أبيه، عن محرمة بن سليمان، عن إبراهيم بن محمد ابن طلحة، عن أبيه، عن جده طلحة بن عبيد الله، قال: كان نفر من المشركين حول الكعبة، فيهم أبو جهل، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوقف عليهم، فقال: «قَبُحَتِ الْوُجُوهُ» فَخَرِسُوا، فما منهم أحد تكلم بكلمة، وقد نظرت إلى أبى جهل، وهو يعتذر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أمسك عنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ اُمِسِكُ عَنْكُمْ أَوْ أَقْتلكُمُ» . فقال أبو جهل: أنت تقدر على ذلك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهُ يَقْتُلُكُمُ» (1) .
(موسى بن طلحة عن أبيه)
5508 - حدثنا عمر بن عبيد، [حدثنا زائدة] ، حدثنا سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: كنا نصلى، والدواب تمر بين أيدينا، فذكرنا ذلك للنبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «مِثْلُ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ تَكُونْ بَيْنَ يَدَىْ أَحَدِكُمْ ثم لاَ يَضُرُّه مَا مَرَّ عَلَيْه» ، وقال عمر مرة: «بين يديه» (2) .
_________
(1) كشف الأستار: 3/130، وقال: لا نعلمه يروى عن طلحة بن عبيد الله إلا بهذا الإسناد؛ وقال الهيثمى: رواه البزار عن شيخه على بن شبيب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 8/288.
(2) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/161، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/422)
5509 - حدثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يستر المصلى؟ قال: «مِثْلُ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ» (1) .
5510 - حدثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مثله (2) .
وهكذا رواه مسلم، والترمذى، وابن ماجه، من حديث عمر بن عبيد، وأبو داود عن محمد بن كثير، عن إسرائيل: كلاهما عن سماك بن حرب به (3) .
5511 - حدثنا بهز، وعفان، قالا: حدثنا أبو عوانة، عن سماك، عن موسى ابن طلحة، عن أبيه، قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قوم فى رؤوس النخل، فقال: «مَا يَصْنَهُ هِؤُلاءِ؟» قالوا: يلقحونه يجعلون الذكر فى الأنثى، قال: «مَا أَظُنُّ ذَلِكَ يُغْنِى شَيْئًا» ، فأخبروا بذلك، فتركوه، فأخبر النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «إنْ كَانَ يَنْفَعْهُمْ فَلْيَصْنَعُوهُ، فَإِنَى إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا، فَلاَ تُؤاخِذُونِى بِالظَّنِّ، وَلكِنْ إِذَا أَخْبَرْتُكُم عَنِ اللهِ بِشَىْءٍ فَخُذُوهُ، فَإِنِّى لَمْ أَكْذِبْ عَلَى اللهِ شَيْئًا» (4) .
_________
(1) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/162. ولفظ المسند: مثل آخره الرحل. وهى بالمد الخشبة التى يستند إليها الراكب من كور البعير، ومنه قوله فى الخبر: إذا وضع أحدكم بين يديه مثل آخرة الرحل فلا يبال من مر. وراءه. النهاية: 1/20.
(2) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/162.
(3) الخبر أخرجوه فى الصلاة: مسلم فى (باب سترى المصلى) : مسلم بشرح النووى: 2/135؛ وأبو داود فى (باب ما يستر المصلى) : سنن ابى داود: 1/183؛ والترمذى فى (باب ما جاء فى سترة المصلى) وقال: حديث طلحة حسن صحيح. صحيح الترمذى: 2/156، وأخرجه ابن ماجه فى الباب: سنن ابن ماجه: 1/303.
(4) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/162.(4/423)
ورواه مسلم فى فضائل النبى - صلى الله عليه وسلم - عن أبى كامل، وقتيبة كلاهما: عن أبى عوانة، وابن ماجه فى الأحكام من حديث إسرائيل كلاهما عن سماك به (1) .
(حديث آخر عنه)
فى «أَنَّ طَلْحَةَ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ» . /
تقدم فى رواية أخيه عيسى، عن أبيه من رواية الترمذى أيضًا (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى) باب وجوب امتثلا ما قاله شرعًا دون ما ذكره - صلى الله عليه وسلم - من معابس الدنيا) : مسلم بشرح النووى: 5/212؛ وأخرجه ابن ماجه فى الأحكام- كتاب الرهون- (باب تلقيح النخل) : سنن ابن ماجه: 2/825.
(2) يرجع إليه ص 418.(4/424)
5512 - حدثنا محمد بن بشر، حدثنا مجمع بن يحيى الأنصارى، حدثنى عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله كيف الصلاة عليك؟ قال: «قُلِ اللَّهُمّ صَلِّ عَلَى محمّدٍ، وَعَلَى آلِ محمّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيم إَنّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى محمّدٍ وَعَلَى آلِ محمّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» (1) .
رواه النسائى عن إسحاق بن إبراهيم عن محمد بن بشر به، ومن حديث شريك، عن عثمان بن موهب به، وقد تقدم رواية النسائى له من حديث خالد بن سلمة، عن موسى بن طلحة، عن زيد بن خارجة وقد مضى (2) .
_________
(1) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/162.
(2) وردت هذه العبارة فىالمخطوطة متأخرة عن مكانها، إذ وضعها الناسخ بعد الحديث التالى، وهو سهو وبالرجوع إلى المجتبى وإلى تحفة الأشراف وفق الله بوضعها فى مكانها. والخبر أخرجه النسائى من الطريق الأول فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/22؛ ومن الطريق الأخرى فى الصلاة (باب كيف الصلاة على النبى - صلى الله عليه وسلم - (: المجتبى: 3/41.(4/424)
5513 - حدثنا عبد الرحمن، عن زائدة، عن سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ، ثم يُصَلِّى» (1) .
5514 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا إسرائيل، عن سماك: أنه سمع موسى بن طلحة يحدث عن أبيه، قال: مررت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى نخل المدينة، فرأى اقوامًا فى رؤوس النخل يلقحون النخل، فقال: «مَا يَصْنَعُ هَؤُلاءِ» ، قال: يأخذون من الذكر فيجعلونه (2) فى الأنثى يلقحونه به، فقال: «مَا أظُنَّ [ذَلِكَ] يُغْنِى شَيْئًا» فبلغهم، فتركوه، ونزلوا عنها، فلم تحمل تلك السنة شيئًا، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إِنَّما هُوَ ظَنٌ ظَنَنْتُه، إِنْ كَانَ يَغْنِى] شَيْئًا] فاصْنَعُوا، فإنما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُم، وَالظَّنُّ يُخْطِىءُ وَيُصِيبُ، وَلَكنْ مَا قُلْتُ لَكُمْ قال اللهُ فَلَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللهِ» (3) .
(حديث آخر عنه)
5515 - قال البزار: ابو كامل، حدثنا الحارث بن نبهان، حدثنا عطاء بن السائب، عن موسى بن طلحة عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لَيْسَ فِى الخَضْرَوَاتِ صَدَقَةٌ» .
_________
(1) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/162.
(2) لفظ المسند: «فيحطون» .
(3) من حديث طلحة بن عبيد الله فىالمسند: 1/162، وما بين معكوفات استكمال منه.(4/425)
ثم قال: رواه جماعة، عن موسى بن طلحة مرسلاً، ولا نعلم أحدًا وصلة إلا الحارث بن نبهان (1) .
قلت وهو ضعيف الحديث بل متروك (2) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) كشف الأستار: 1/419؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط والبزار، وفيه الحارث بن نبهان، وهو متروك، وقد وثقه ابن عدى. مجمع الزوائد: 3/68.
(2) قال ابن حبان: كان من الصالحين الذين غلب عليهم الوهم. حتى فحش خطؤه. وخرج عن حد الاحتجاج به، ونقل عن ابن معين قوله: ليس بشىء. المجروحين: 1/222؛ وقال البخارى: منكر الحديث. التاريخ الكبير: 2/384.(4/426)
5516 - قال: سمانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحدٍ طلحة الخير، ويوم ذى العشيرة طلحة الفياض، ويوم حنين طلحة الجُود.
رواه أبو بكر بن ابى عاصم، عن الحسن بن على بن سليمان بن عيسى بن موسى [بن طلحة] بن عبيد الله، حدثنى أبى عن جده، عن موسى بن طلحة عن أبيه فذكره (1) . /
(أحاديث أخرى عن أبيه)
5517 - روى الطبرانى: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا سليمان بن أيوب بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، حدثنى أبى، عن جدى، عن موسى بن طلحة، عن أبيه: طلحة بن عبيد الله، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نسخة فيها عدة أحاديث-: «مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 1/112؛ والحاكم فى المستدرك: 3/374، وما بين معكوفين استكمال منه.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 1/114؛ وقال الهيثمى: فيه من لم أعرفهم، وسليمان بن أيوب الطلحى وثق وضعف. مجمع الزوائد تعليقًا على هذا السند: 9/148.(4/426)
«إِنَّ مِنَ التَّوَاضُع الرِّضا بالدُّونِ مِنْ شَرَفِ المَجالِس» (1) .
«النّاكِحُ فِى قَوْمه كَالْمُعَشِّبِ فِى دَارِهِ (2) »
«مَا كَانَتْ نُبُوَّةٌ قَط إلاَّ كَانَ بَعْدَهَا قَتْلٌ وَصَلْبٌ» (3) .
«عَمْرُو بنُ العَاصِ مِنْ صَالِحِى قُرِيْشٍ» (4) .
«يا عَمْرُو إِنَّكَ لَذُو رَأْىٍ سَدِيدٍ فِى الإِسلامِ» (5) .
«أَيُّمَا رَجُلٍ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ لَمْ تَجُزْ صًلاتَهُ أُذُنَهُ» (6) .
«مَنْ أَولى مَعْرُوفًا فَلْيَذْكُرْهُ، فَمَنْ ذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ، وَمَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ» (7) .
أنه كان على رحلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطيبه (8) .
لما حملت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد على الصخرة، واستتر من المشركين، أومأ بيده إلى خلف ظهره، وقال: «هَذَا جِبْرِيلُ أَخْبَرَنِى أَنَّهُ لاَ يَرَاكَ فِى هَوْلٍ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلاَّ اسْتَنْقَذَكَ مِنْهُ (9) .
لما كان يوم أحد أصابنى سهم، فقلت: حسِّ (10) ، فقال رسول
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 1/114.
(2) المرجع السابق.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 1/115.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 1/115.
(5) المرجع السابق.
(6) المرجع السابق؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير من رواية سليمان بن أيوب الطلحى، قال فيه ابو زرعة: عامة أحاديثه لا يتابع عليها، وقال صاحب الميزان: صاحب مناكير، وقد وثق. مجمع الزوائد: 2/68.
(7) المعجم الكبير للطبرانى: 1/115.
(8) المعجم الكبير للطبرانى: 1/116.
(9) المعجم الكبير للطبرانى: 1/116.
(10) حس: بكسر السين والتشديد: كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما مضه وأحرقه غفلة كالجمرة، والضربة ونحوها. النهاية: 2/227.(4/427)
الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ بِسْمِ اللهِ لَطَارَتْ بِكَ الْملائِكَةُ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ» (1) .
«مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيدٍ مَنْ أهْلِ الجنَّةِ فِلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَة» (2) .
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رآنى، قال: «سَلَفِى فِى الدُّنْيَا وَسَلَفِى فِى الآخِرَةِ» (3) .
«طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ» (4) .
ألقى إلى سفرجلة وقال: «دُونَكَهَا أَبَا محمدٍ فَإِنَّهَا تُشُدُّ القَلْبَ، وَتُطَيِّبُ النَّفْسَ، وَتُذْهِبُ بِطَحَاءةِ (5) الصَّدْرِ (6) .
وقد حكى شيخنا المزى عن الحافظ يعقوب بن شيبة حكمًا بصحة هذه النسخة (7) .
(يحيى بن طلحة عن أبيه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 1/116.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 1/117.
(3) المرجع السابق.
(4) المرجع السابق.
(5) طخاءة القلب وطخاه ما يغشاه من ظلمة وغيم مثل القمر. النهاية: 33؛ واللسان: 4/2648.
(6) المعجم الكبير للطبرانى: 8/118.
(7) يرجع إلى ما قاله الحافظ المزى تعليقًا على خبر السفرجلة عند ابن ماجه من طريق عبد الملك الزبيرى. تحفة الأشراف: 4/216.(4/428)
5518 - حدثنا أسباط، حدثنا مطرف، عن عامر، عن يحيى ابن طلحة، عن أبيه، قال: رأى عمر طلحة بن عبيد الله ثقيلاً، فقال: ما لك يا أبا فلان لعلك ساءتك إمرة ابن عمك؟ قال: لا إلا أنى سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا ما منعنى أن أسأله عليه إلا القدرة عليه، حتى(4/428)
مات سمعته يقول: «إِنِّى لأَعْلَمُ كَلِمةً لاَ يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إلاَّ أَشْرَقَ لَهَا لَوْنُه، ونَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ» .
فقال عمر: إنى لأعلمها. / قال: وما هى؟ قال: أتعلم كلمة [هى] أعظم من كلة أمر بها عمه عند الموت: «لا إله إلا الله» ، قال طلحة: صدقت هى والله هى (1) .
_________
(1) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/161.(4/429)
5519 - حدثنا إبراهيم بن مهدى، حدثنا صالح بن عمر، عن مطرف، عن الشعبى، عن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، عن أبيه: أن عمر رآه كئبًا، فقال: مالك يا ابا محمد كئبًا لعله ساءتك إمرة ابن عمك- يعنى أبا بكر- قال: لا وأثنى على أبى بكر، ولكنى سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: كَلِمَةٌ لاَ يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إلاَّ فَرَّجَ اللهُ عَنْه كُرْبَتَهُ، وَأَشْرَقَ لَوْنُهُ» فما منعنى أن أسأله عنها إلا القدرة عليها حتى مات، فقال له عمر: إنى لأعلمها، فقال طلحة: وما هى؟ فقال له عمر: هل تعلم كلمة هى أعظم من كلة أمر بها عمه: «لا إله إلا الله» ، فقال طلحة هى والله هى (1) .
وسيأتى من رواية يحيى عن أمه سعدى عن أبيه (2) .
5520 - حدثنا أبو عامر، حدثنا سليمان بن سفيان المدائنى، حدثنى بلال ابن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، عن أبيه، عن جده: إن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى الهلال، قال: «اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ، والسَّلامةِ والإِسْلامِ، رَبِّى وَرَبّك الله» (3) .
_________
(1) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/161.
(2) يرجع إليه ص 436.
(3) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/162؛ وجاء فى المخطوطة: «بالأمن والإيمان» وما أثبتناه من المسند.(4/429)
رواه الترمذى فى الدعوات، عن بندار، عن ابى عامر العقدى. وليس عنده: عن جده وقال: حسنٌ غريبٌ (1) .
قال شيخنا: ووقع فى بعض النسخ: عن أبيه، عن جده، عن طلحة، وهو وهم (2) وسيأتى من رواية يحيى، عن أمه سعدى، عن أبيه (3) .
(حديث آخر عن يحيى، عن أبيه)
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى (باب ما يقول عند رؤية الهلال) : صحيح الترمذى: 5/504.
(2) تحفة الأشراف: 4/220.
(3) يأتى فى أحاديث النساء عنها.(4/430)
5521 - قال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا عمران بن هارون (1) البصرى- وكان شيخًا مستورًا، وكان عنده هذا الحديث وحده، وكان نزل ناحية الخريبة (2) ، وكان الناس ينتابونه فى هذا الحديث يسمعون منه، وقبل أن نولد نحن- قال: حدثنا عبد الله بن محمد القرشى، حدثنا محمد بن طلحة بن يحيى بن طبحة، عن أبيه، عن جده، عن طلحة بن عبيد الله، قال: تمشى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معنا بمكة، وهو صائم، وقد أجهده الصوم فحلبنا له ناقة لنا فى قعب. وصببنا عليه عسلاً نكرم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند فطره، فلما غابت الشمس ناولناه القعب، فلما ذاقه قال بيده، كأنه يقول: «مَا هَذَا؟. قلنا: لبنًا وعسلاً أردنا أن نكرمك به- أحسبه قال- «أَكْرَمَكَ اللهُ بِمَا أَكْرَمْتَنِى» ، أو دعوة هذا معناها. ثم
_________
(1) فى المخطوطة: «عمران بن موسى» ، وما أثبتناه من المرجع.
(2) الخريبة: بلفظ تصغير خربة موضع بالبصرة، معجم البلدان.(4/430)
قال: «مَن اقْتَصَدَ أَغْنَاهُ اللهُ، وَمَنْ بَذَّرَ أَفْقَرَهُ اللهُ، وَمَنْ تَوَاضَعَ رَفَعَهُ اللهُ، وَمَنْ تَجَبَّرَ قَصَمَهُ اللهُ» (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) كشف الأستار: 4/223؛ وقال: لا نعلمه يروى عن النبى - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد، ولم نسمعه إلا من عمران؛ وقال الهيثمى: رواه البزار، وفيه ممن أعرفه اثنان. مجمع الزوائد: 10/252.(4/431)
5522 - قال البزار: حدثنا أحمد بن/ عبد الجبار، حدثنا يونس ابن بكير، حدثنا طلحة بن يحيى، عن عيسى ويحيى ابنى طلحة، عن أبيهما طلحة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الوسم أن يوسم فى الوجه، قال: ومر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببعير قد وسم فى وجهه، فقال: «لَوْ كَانَ أَهْلُ هَذَا البعير عَزَلُوا النَّارَ (1) عَنْ وَجْهِ هَذِهِ الدَّابَّةِ» ، فقلت: لأسمن أبعد مكان (2) ، فوسمت فى عجب الذنب.
ثم قال: لا نعرفه إلا بهذا الإسناد (3) .
وروى من حديثه عن أبيه حديث السفرجلة (4) .
(حديث آخر عنه عن أبيه)
5523 - قال البزار: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبيد الله بن محمد القرشى، حدثنى عبد الرحمن بن حماد، عن طلحة بن يحيى،
_________
(1) فى المخطوطة: «لو كان إلى هذا نحو هذه النار» ، وفى كشف الأستار: «حد التى حد هذا» وأشار إلى تصحيفها فى التعليقات، وما أثبتناه من المرجعين الآتيين.
(2) فى المخطوطة: «لا سمن الفخذ فى الصيد فكان» ، والتصويب من البزار.
(3) كشف الأستار: 2/442؛ والخبر أخرجه أبو يعلى فى مسنده: 1/21؛ وقال الهيثمى: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزار. مجمع الزوائد: 8/110.
(4) تقدم الخبر ص 428.(4/431)
عن أبيه، عن جده، قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تفسير: «سُبْحَانَ اللهِ» ، فقال: «تَنْزِيهِ اللهِ مِنَ السُّوءِ» (1) .
(أبو إياسٍ عنه)
_________
(1) كشف الأستار: 4/14؛ وقال: لا نعلمه يروى عن طلحة متصلاً إلا بهذا الإسناد؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الرحمن بن حماد الطلحى وهو ضعيف بسبب هذا وغيره. مجمع الزوائد: 20/94.(4/432)
5524 - قال البزار: حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا الحسين بن الحسن، حدثنا رفاعة بن إياس، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت عليًّا يقول يوم الجمل لطلحة: أنشدك الله [يا طلحة] أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ، وعَادِ مَنْ عَادَاهُ» ، قال: بلى، قال: فذكره وانصرف، ثم قال: ورفاعة لم يرو عنه سوى حسين بن الحسن (1) .
قلت: ويبعد أن يكون هو محفوظًا، فالله أعلم (2) .
(أبو سلمة بن عبد الرحمن عنه)
قال ابن المدينى، وابن معين: ولم يسمع منه، وكذا قال البزار (3) .
5525 - حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبى سلمة، قال: نزل رجلان من أهل اليمن على طلحة بن عبيد الله، فقتل أحدهما مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم مات على فراشه، فرأى طلحة بن عبيد الله أن الذى مات
_________
(1) كشف الأستار: 3/186، والعبارة الأخيرة لم ترد فيه.
(2) قال الهيثمى: رواه البزار، ونذير- والد إياس- تفرد عنه ابنه. مجمع الزوائد: 9/107؛ وفى الميزان: نذير الضبى عن على مجهول. الميزان: 4/248.
(3) تحفة الأشراف: 4/221.(4/432)
على فراشه دخل الجنة قبل الآخر بحين، فذكر ذلك طلحة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كَمْ مَكَثَ [فى الأرضِ] بَعْدَهُ؟» قال: حَوْلاً، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صَلَّى أَلْفًا وَثَمَانِمَائِةِ صَلاةٍ، وَصَامَ رَمَضَان» (1) .
_________
(1) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/161؛ وما بين معكوفين استكمال منه.(4/433)
5526 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا بكر بن مضر، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن طلحة ابن عبيد الله: أن رجلين قدما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان إسلامهما جميعًا، وكان أحدهما أشد جهادًا من صاحبه، فغزا المجتهد منهما، فاستشهد/ ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم توفى، قال طلحة: فرأيت فيما يرى النائم كأنى عند باب الجنة، إذا أنا بهما وخرج خارج من الجنة، فإذن للذى توفى الآخر منهما، ثم خرج، فأذن للذى استشهد، ثم رجعا إلىَّ، فقالا لى: ارجع فإنه لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث به الناس، فعجبوا لذلك، فيلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «مِنْ أَىِّ ذَلّكَ تَعْجَبُونَ؟» قالوا: يا رسول الله هذا كان أشد اجتهادًا، ثم استشهد فى سبيل الله، ودخل هذا الجنة قبله، فقال: «أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً؟» قالوا: بلىـ، قال: «وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ، فَصَامَهُ» قالوا: بلى، قال: «وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا سَجْدَةً فى السَّنِةِ؟» قالوا: بلى، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فَلَما بِيْنَهُمَا أَبْعَدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ» (1) .
_________
(1) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/163.(4/433)
وقد رواه ابن ماجه فى الرؤيا عن محمد بن رمح عن الليث، عن ابن الهاد به (1) .
قال الحافظ: أبو بكر البزار: وقد رواه من طريق زياد بن عبد الله، وغيره عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، عن طلحة ابن عبيد الله، فوصل الحديث، قال: ورواه غير واحدٍ عن محمد ابن عمرو، عن أبى سلمة، عن طلحة. وكذلك رواه محمد بن إبراهيم، عن أبى سلمة، عن طلحة، ورواه سليمان بن أيوب الطلحى، عن أبيه، عن جده، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، وقد صححه من هذا الوجه الحافظ يعقوب بن شيبة (2) .
(أعرابى عن طلحة)
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه (باب تعبير الرؤيا) : سنن ابن ماجه: 2/1293؛ وفى الزوائد: رجال إسناده ثقات، إلا أنه منقطع.
(2) يرجع إلى تحفة الأشراف: 4/216، 221.(4/434)
5527 - حدثنا يعقوب، حدثنا ابى، عن ابن إسحاق، قال: حدثنى سالم بن ابى أمية: أبو النضر، قال: جلس إلىَّ شيخٌ من بنى تميمٍ فى مسجد البصرة، ومعه صحيفة له فى يده- قال: وفى زمان الحجاج- فقال لى: يا عبد الله أترى هذا الكتاب مغنيًا عنى شيئًا عند هذا السلطان؟ قال: فقلت: وما هذا الكتاب؟ قال: هذا كتاب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتبه لنا أن لا يتعدى علينا (1) فى صدقاتنا. قال: فقلت: لا والله ما أظن أنه يغنى عنك شيئًا وكيف كان شأن هذا الكتاب؟ قال: قدمت المدينة مع أبى، وأنا غلامٌ شابٌ بإبل لنا نبيعها، وكان أبى
_________
(1) فىالمخطوطة: «لا يتعدا لنا» ، والتصويب من المسند.(4/434)
صديقًا لطلحة بن عبيد الله التيمى، فنزلنا عليه (1)
فقال له ابى: اخرج معى فبع لى إبلى هذه، قال: فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يبيع حاضرٌ لبادٍ، ولكنى سأخرج معك، فأجلس، وتعرض إبلك، فإذا رضيت من رجلٍ وفاءً وصدقًا ممن ساومك أمرتك ببيعه، قال: / فخرجنا إلى السوق، فوقفنا ظهرنا، وجلس طلحة قريبًا منا فساومنا الرجال حتى إذا أعطانا رجلٌ ما نرضى قال له أبى: أبايعه؟ قال: نعم قد رضينا لكم وفاءه فبايعوه، فبايعناه، فلما قبضنا مالنا، وفرغنا من حاجتنا، قال أبى لطلحة: خذ لنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابًا أن لا يتعدى علينا فى صدقاتنا، قال: فقال: هذا لكم ولكل مسلم، قال: على أنى أحب أن يكون عندى من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابٌ، قال: فخرج، حتى جاء بنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله هذا الرجل من أهل البادءة صديق لنا، وقد أحب أن تكتب له كتابًا أن لا يتعدى عليه فى صدقته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هَذَا لَهُ وَلِكُلِّ مُسْلِمٍ» قال: يا رسول الله إنه قد أحب أن يكون عنده منك كتابًا على ذلك، قال: فكتب لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الكتاب (2) .
ورواه أبو داود فى البيوع: عن موسى بن إسماعيل، عن حماد عن محمد بن إسحاق (3) به وهذا أبسط (4) .
_________
(1) فى المخطوطة: «فنزل علينا» ، والتصويب من المسند..
(2) من حديث طلحة بن عبيد الله فى المسند: 1/163.
(3) فى المخطوطة: «عن حماد بن محمد عن إسحاق» ، والتصويب من المرجع.
(4) الخبر أخرجه أبو داود (باب فى النهى أن يبيع حاضر لباد) ، أخرجه مختصرًا جدًا، ولعل هذا تفسير لقول ابن كثير، وهذا أبسط. سنن ابى داود: 3/270.(4/435)
(سُعْدَى بنت عَوْفٍ المُرِّيِّةُ)
صحابية عن زوجها طلحة بن عبيد الله بحديث: «مَرَّ عُمَرُ بِطَلْحَةَ، فقال: مَا لِى أراك كَئِيبًا» ، كما تقدم بتمامه.
كذلك رواه النسائى فى اليوم والليلة، وابن ماجه فى ثواب التسبيح جميعًا عن هارون بن إسحاق الهمدانى، عن محمد بن عبد الوهاب القناد، عن مِسْعَرٍ (1) ، عن إسماعيل بن ابى خالد، عن الشعبى، عن يحيى بن طلحة، عن أمه سعدى، عن أبيه (2) ، فذكره، وقد تقدم فى ترجمة جابر، ويحيى، عن طلحة.
آخر الجزء الحادى والثلاثون من «تجزئة المصنف»
ويليه الجزء الثانى والثلاثين
_________
(1) فى المخطوطة: «محمد بن عبد الوهاب الهاد عن سعد» ، والتصويب من تحفة الأشراف وابن ماجه.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/222؛ وأخرجه ابن ماجه فى (باب فضل لا إله إلا الله) : سنن ابن ماجه: 2/1247.(4/436)
الجُزء الثانى والثلاثون
وبِهِ ثِقَتِى
قال والدى: و [من] (1) الصحابة آخرُ اسمُه:
_________
(1) زيادة يستلزمها السياق.(4/437)
880- (طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ الله) (1)
ابن مسافع بن عياض بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تَيْمِ ابن مُرَّة، وهو قرشى تيمىّ، ويقال له: طلحة الخير أيضًا، وقد اشتبه أمره على كثير من المفسرين فظنوه طلحة بن عبيد الله أحد العشرة، وليس به.
هذا الذى نزل فيه قولُهُ تعالى {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً} (2) . لأنه كان قد قال: لَئِنْ مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأَتَزَوَّجَنَّ عائشة، فنزلت الآية. كذا ذكره ابن شاهين وأبو موسى المدينى، وابن الأثير فى كتاب [أسد الغابة] (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/90، والإصابة: 2/230
(2) الآية 53 سورة الأحزاب.
(3) مصدر الترجمة.(4/437)
881- (طلحة بن عبد الله وقيل: ابن مالك) (1)
قد سَمَّاه الطبرانى طلحة، وسماه فى موضع آخر طُلَيْحَة بن عمرو النضرى، وساق هذا الحديث بتمامه من طريق ابن ابى هند (2) .
وقال البزار: طلحة بن عمرو البصرى سكن البصرة، ولم يرو سوى هذا الحديث (3) .
5528 - قال الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنى أبى، حدثنا داود- يعنى ابن أبى هند-، عن أبى حرب- هو ابن أبى الأسود (4) -. أن طلحة حدثه_ وكان من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: أّتَيْتُ المدِينَةَ، وَلَيْسَ لِى بِهَا مَعْرِفَةٌ، فَنَزَلْتُ فى الصُّفَّةِ مَعَ رَجُلٍ، وَكَانَ بَيْنِى وَبَيْنَهُ كُلَّ يَوْمٍ مُدٌ مِنْ تَمْرٍ، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يومٍ، فلما انصرف، قال رجل من أصحاب الصفة: يا رسول الله أحرق بطوننا التمر، وتخرقت عنا الخُنُفُ (5) ، فصعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخطب، ثم قال: «والله لَوْ وَجَدْتُ خُبْزًا أَوْ لَحْمًا لأطْعَمْتُكُمُوهُ، أَمَا إِنَّكُم تُوشِكُونَ أَنْ تُدْرِكُوا، وَمَنْ أَدْرَكَ ذَلكَ مِنكم أَنْ يُرَاحَ عَلَيكم بِالجَفَانِ، وتلبسون مَثْلَ أّسْتَارِ الْكَعْبَة» .
قال فَمَكَثْتُ أنا وصاحبى ثمانية عشر يومًا وليلة ما لنا طعامٌ إلا
_________
(1) الترجمة غير واضحة بالأصل، وما أثبتناه بالاستعانة بترجماته.
له ترجمة فى أسد الغابة، طلحة بن عمرو: 3/90، والإصابة: 2/231، والاستيعاب: 2/225، والتاريخ الكبير: 4/344، وثقات ابن حبان: 3/204.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 8/371.
(3) كشف الأستار: 4/260.
(4) إضافة من المصنف ليست فى المسند، وهو أبو حرب بن أبى الأسود الدئلى البصرى. تهذيب التهذيب: 12/69.
(5) الخنف: جمع خنيف، وهو نوع غليظ من أردأ الكتّان، أراد ثيابًا تعمل منه كانوا يلبسونها. النهاية: 2/4.(4/438)
البُرَيْر (1) . حتى جئنا إلى إخواننا من الأنصار فواسَوْنا، وكان خير ما أصبنا هذا التمر (2) .
ورواه الطبرانى، والبزار من غير وجه عن داود بن أبى هند، عن أبى حرب ابن أبى الأسود، عن طلحة بن عمرو، فذكره، وقال البزار ليس له سواه (3) .
_________
(1) البرير: تمر الأراك إذا اسود وبلغ، وقيل هو اسم له فى كل حال. النهاية: 1/73.
(2) من حديث رجل يسمّى طلحة وليس بطلحة بن عبيد الله، فى المسند: 3/487..
(3) كشف الأستار: 4/259، المعجم الكبير للطبرانى: 8/371، وقال الهيثمى: رجال البزار رجال الصحيح، غير محمد بن عثمان العقيلى وهو ثقة. مجمع الزوائد: 10/322.(4/439)
882- (طلحة بن نُضَيْلَة) (1)
5529 - قال ابن الأثير: أورده أبو بكر بن على، وروى بإسناده
عن الأوزاعى، عن أبى عبيد- حاجب سليمان [بن عبد الملك]-. عن القاسم/
ابن مُخَيْمِرة، عن طلحة بن نضيلة، قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سَعَّر لنا، فقال:
«لا يَسْأَلُنِى الله عَنْ سُنَّةٍ أَحْدَثْتُهَا فِيكُم لم يَأْمُرْنِى بِهَا، وَلَكِنْ سَلُوا الله مِنْ
فَضْلِهِ» .
وقد رواه أبو المغيرة، ومحمد بن كثير، عن الأوزاعى، وقالا: عن ابن نضيلة، ولم يسمياه وكذا ذكره ابن منده فيمن لم يسم من الصحابة [وأخرجه] أبو عمر وأبو موسى (2) .
_________
(1) فى المخطوطة: «ابن فصيلة «وتكرر، وطلحة غير واضحة، والتصويب من أسد الغابة، له ترجمة به: 3/92، والإصابة: 2/231؛ والاستيعاب: 2/227.
(2) أسد الغابة؛ وما بين معكوفات استكمال منه: 3/92؛ وقال ابن حجر: رواه ابن قانع والطبرانى من طريق عمرو بن هاشم، عن الأوزاعى فلم يسمه، وأخرجه الطبرانى من طريق المفضل بن يونس عن الأوزاعى، فقال فى روايته عن أبى نضيلة، وكانت له صحبة ولم يسمه. إلخ ما ساقه فى هذا المقام، الإصابة: 2/231.(4/439)
883- (طلحة بن مالك الخُزَاعىّ، ويقال: اللَّيْثِىّ) (1)
5530 - قال الترمزى فى المناقب: حدثنا يحيى بن موسى، حدثنا سليمان بن حرب، عن محمد بن أبى زَرِين، عن أمه، قالت: كانت أم الجرير إذا مات أحد من العرب اشتد عليها [فقيل لها: إنك نراك إذا مات رجل من العرب اشتد عليك] ، قالت: سمعت مولاى يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ هَلاكُ الْعَرَبِ» .
قال محمد بن أبى زرين: ومولاها طلحة بن مالك.
ثم قال الترمزى: غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث سليمان بن حرب (2) .
وهكذا رواه ابْنَا أبى شيبة عنه، ورواه الطبرانى عن أبى خليفة وأبى مسلم الكّشِّى عنه (3) .
884- (طلحة بن معاوية السُّلْمِىّ) (4)
5531 - قال الطبرانى: حدثنا عُبَيد بنُ غنَّامٍ، حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن طلحة بن معاوية السلمى، عن أبيه، قال أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/91، والإصابة: 2/231؛ والتاريخ الكبير: 4/344؛ وثقات ابن حبان: 3/204.
(2) الخبر أخرجه الترمزى فى (باب مناقب فى فضل العرب) : صحيح الترمزى: 5/724، وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) ابنا أبى شيبة هما أبو بكر وعثمان كما فى تحفة الأشراف: 4/223، ويراجع المعجم الكبير للطبرانى: 8/370.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/91؛ والإصابة: 2/239، ترجم له فى القسم الرابع من حرف الطاء؛ والاستيعاب: 2/226؛ والتاريخ الكبير: 4/344؛ وثقات ابن حبان: 3/204.(4/440)
فقلت: يا رسول الله إنى أريد الجهاد فى سبيل الله تعالى، فقال: «أُمُّكَ حَيَّةٌ؟» فقلت: نعم، فقال: «الْزَمْ رِجْلَهَا فَثَمَّ الجَنَّةُ» إسناده حسنٌ (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/372؛ رواه الطبرانى عن ابن إسحاق وهو مدلس عن محمد بن طلحة، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح، مجمع الزوائد: 8/138؛ وقال ابن حجر: الوهم فيه أن محمد بن طلحة لا قرابة بينه وبين طلحة بن معاوية بن جاهمة. الإصابة: 2/239.(4/441)
885- (طلحة السُّحَيْمِىّ)
5532 - أورد له أبو بكر بن أبى على، وأبو موسى، من طريق يحيى بن ابى كثير، عن عكرمة، عن طلحة السحيمى، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «لا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى صَلاَةِ رَجُلٍ لا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِى الرّكُوعِ وَالْسُجُودِ» (1) .
886- (طلحة: أخو عبد الملك) (2)
5533 - قلت: يا رسول الله إنى مررت [على ملاء من] اليهود، فقلتُ: أى قوم أنتم لولا أنكم تقولون عُزَيْرٌ ابن الله، فقالوا: وأى قومٍ أنتم لولا أنكم تقولون: ما شاء [الله] وشاء محمد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صَدَقُوا قَد نَهَيْتُكُمْ [فَلاَ تَفْعَلوا] » .
هكذا رواه سعيد القرشى من طريق مُعْتَمِر، عن ليث، عن عبد الملك بن عُمَيْر، عن أخيه، قال أبو موسى: وهذا خطأ إنما هو عبد الملك
_________
(1) أسد الغابة: 3/85؛ وقال ابن حجر: هذا الحديث أخرجه أحمد والطبرانى فى ترجمته طلق بن علىّ هو السحيمى، الإصابة: 2/239 ورمز له السيوطى الضعف من حديث طلق. جامع الأحاديث: 7/532؛ ويراجع حديث طلق فى المسند: 4/22.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/85؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع، وقال: استدركه أبو موسى فوهم فيه، الإصابة: 2/239.(4/441)
ابن عُمَيْر، عن رِبْعِى ابن خِرَاشٍ، عن الطفيل بن [عبد الله بن] سَخْبَرَة كما تقدم، وكذلك/ تقدم فى ترجمة طلحة بن ابى حدرد (1) .
_________
(1) المرجعان السابقان، وفى الإصابة جزم ابن حجر بأنه طلحة بن أبى حدرد. ويرجع إليه ص 403.(4/442)
887- (طَلْقُ بن علىّ - رضي الله عنه -) (1)
وهو طلق بن على بن المنذر بن قيس بن عمرو، وقيل طلق بن [على بن] (2) عمرو، وقيل طلق بن قيس بن عمرو بن عبد الله بن عمرو ابن عبد العزَّى بن سُحَيْم بن مرة، بن الدُّول بن حنيفة الربعى الحنفى السحيمى اليمامى: أبو على، وهو والد قيس بن طلق، وكان أحد الوفد الذين كانوا وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يؤسس المسجد بالمدينة، وعملوا معه فيه، روى عنه ابناه قيس وخَلِدَةُ، وعبد الله بن بدر، وعبد الله ابن نوفل، وعبد الله بن النعمان، وعبد الرحمن بن على بن شيبان الحنفيون، حديثه فى رابع المكيين، وخامس عشر الأنصار.
5534 - حدثنا وكيع، حدثنا عِكْرِمَةُ بن عمار، عن عبد الله بن [زيد- أو] بدر [أنا أَشَكُّ] ، عن طلق بن على الحنفى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى صَلاَةِ عَبْدٍ لا يُقِيمُ فِيهَا صُلْبَهُ بين رُكُوعِهَا وسُجُودِهَا» (3) .
5535 - حدثنا أبو النضر، حدثنا ايوب بن عُتبة، حدثنا عبد الله ابن بدر، عن عبد الرحمن بن على بن شيبان، عن أبيه، أن رسول الله
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/92؛ والإصابة: 2/232؛ والاستيعاب: 2/240؛ والطبقات الكبرى: 5/402؛ والتاريخ الكبير: 4/358؛ وثقات ابن حبان: 3/205.
(2) استكمال من المراجع.
(3) من حديث طلحة بن على فىالمسند: 4/22.(4/442)
- صلى الله عليه وسلم -، قال: «لا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى رَجُلٍ لا يُقِيمُ صُلْبَهُ بين رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ» (1) .
_________
(1) المرجع السابق.(4/443)
5536 - حدثنى موسى بن داود، حدثنا محمد بن جابر، [عن عبد الله]
ابن بدر، عن طلق بن على، قال: وفدنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما ودعنا
أمرنى، فأتيته بأداوة من ماء فحثا (1) منها، ثم مج بها ثلاثًا ثم أوكَاها (2) ، ثم
قال: «اذْهَبْ بِهَا فَانْصَحْ مَسْجِدَ قَوْمِكَ، فَأْمُرْهُم يَرْفَعُوا بِرُءُوسِهِمْ أَنْ رَفَعَهَا
الله» قلت: إن الأرض بيننا وبينك بعيدة، وإنها تيبس، قال: «فَإِذَا يَبِسَتْ فَمُدَّهَا» (3) تفرد به أحمد.
5537 - حدثنا محمد بن يزيد، أنبأنا محمد بن جابر الحنفى، عن عبد الله بن بدر، عن طلق بن على، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «لا وِتْرَانِ فِى لَيْلَةٍ» (4) .
5538 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا مُلازِمٌ، حدثنا عبد الله بن بدر، عن قيس ابن طلق، عن أبيه: أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة فى الثوب الواحد، فأطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إزارَهُ فَطَارَقَ (5) به رداءه، ثم قام فصلى، فلما قضى الصلاة، قال: «كُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ» (6) . رواه أبو
_________
(1) حثا: غرف بيده. النهاية: 1/201.
(2) أوكاها: شد رأسها بالوكاء. النهاية: 4/229.
(3) من حديث طلحة بن على فى المسند: 4/203.
(4) تراجع مقدمة هذا الجزء، فلعلّ هذا من الأحاديث التى سقطت من النسخ المطبوعة من المسند، واستدركها ابن كثير فى الكتاب.
(5) طارق به رداءه: جعله طبقة فوق طبقة، وركبه عليه, النهاية: 3/36.
(6) من حديث طلق بن على فى المسند: 5/21.(4/443)
داود عن مُسَدَد، عن ملازم (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة (باب أثواب ما يصلى فيه) : سنن أبى داود: 1/170.(4/444)
5539 - حدثنا حمَّاد بن خالد، حدثنا أيوب بن عُتبة (1) ، عن قيس بن طلق، عن أبيه، قال: سأل رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله أَيتَوَضَّأُ أحدنا إذا مس ذَكَرَهُ؟ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّمَا هُوَ بَضْعَةٌ/ مِنْكَ، أَوْ مِنْ جَسَدِكَ» (2) .
ورواه ابو داود، عن مُسدَّد، والترمزى، والنسائى عن هَنَّاد كلاهما: عن ملازم بن عمرو، وابو داود أيضًا، وابن ماجه من حديث محمد بن جابر كلاهما: عن قيس به (3) .
5540 - حدثنا يونس، حدثنا أبان، عن يحيى- يعنى بن أبى كثير-. عن عيسى بن خثيم (4) ، عن قيس بن طلق، عن أبيه: أنه شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسأله رجل عن الصلاة فى الثوب الواحد، فلم يقل شيئًا، فلما أقيمت الصلاة طارق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين ثوبيه فصلى فيهما (5) .
_________
(1) فى المخطوطة: «أيوب عن عتبة» خلافًا للمسند، وهو أيوب بن عتبة أبو يحيى قاضى اليمامة روى عن قيس بن طلق الحنفى وجماعة. تهذيب التهذيب: 1/408.
(2) من حديث طلق بن على فىالمسند: 4/22.
(3) الخبر أخرجوه فى الطهارة: أبو داود فى (باب الرخصة فى ذلك) أى الوضوء من مس الذكر: سنن أبى داود: 1/46، 47، وأخرجه الترمزى فى الباب وقال: أحسن شىء فى هذا الباب. صحيح الترمزى: 1/131؛ والنسائى فى المجتبى: 1/84؛ وابن ماجه فى سننه: 1/163.
(4) عيسى بن خثيم الحنفى: سمع ابن عمر، وعن قيس بن طلق، روى عنه يحيى بن أبى كثير حديثه عند أهل اليمامة. التاريخ الكبير: 6/388.
(5) من حديث طلق بن علىّ فى المسند: 4/22.(4/444)
5541 - حدثنا موسى بن داود، حدثنا محمد بن جابر، عن قيس بن طلق، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ مِنِ امْرَأَتِهِ حَاجَةً، فَلْيَأْتِهَا، وَإِنْ كَانَتْ عَلَى تَنُّورِ» (1) .
ورواه الترمزى والنسائى فى عِشرة النساء كلاهما: عن هَنَّادٍ، عن مُلازِم بن عمرو، عن عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق به (2) .
5542 - حدثنا موسى بن داود، حدثنا محمد بن جابر، عن قيس بن طلق، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا رَأَيْتُمُ الهِلالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَافْطِرُوا، فَإِنْ أُغْمِىَ عَلَيْكُم، فَأَتِمُّوا الْعِدَّةَ» تفرد به (3) .
5543 - حدثنا موسى، حدثنا محمد بن جابر، عن عبد الله بن النعمان، عن قيس بن طلق، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «لَيْسَ الْفَجْرُ المُسْتَطِيلُ فِى الأُفُقِ، وَلَكِنّه المُعْتَرِضُ الأَحْمَرُ» (4) .
ورواه أبو داود عن محمد بن عيسى بن الطَّباع، والترمزى، عن هناد، وكلاهما: عن ملازم بن عمرو، عن عبد الله بن النعمان السحيمى، عن قيس بن طلق به (5) .
_________
(1) من حديث طلق بن على فى المسند: 4/23.
(2) الخبر أخرجه الترمزى فى الرضاع (باب ما جاء فى حق الزوج على المرأة) ، وقال: حسن غريب، صحيح الترمزى: 3/456؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/224.
(3) من حديث طلق بن على فى المسند: 4/23.
(4) من حديث طلق بن علىّ فىالمسند: 4/23.
(5) الخبر أخرجاه فى الصوم: أبو داود فى (باب وقت السحور) : سنن أبى داود: 2/304، وقال: هذا ما تفرد به أهل اليمامة؛ والترمزى فى (باب ما جاء فى بيان الفجر) وقال: حسن غريب والعمل على هذا عند أهل العلم، صحيح الترمزى: 3/76.(4/445)
5544 - حدثنا موسى بن داود، حدثنا محمد بن جابر، عن قيس بن طلق، عن أبيه، قال: كنت جالسًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسأله رجلٌ، فقال: مسست ذكرى، أو الرجل يمس ذكره فى الصلاة عليه وضوء؟ قال: «لا إِنَّمَا هُو مِنْكَ» (1) .
5545 - حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا محمد بن جابر، عن قيس بن طلق، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الله جَعَلَ هَذِهِ الأَهِلَّةَ مَوَاقِيتَ للنَّاسِ: صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَتِمّوا العِدَّةَ» (2) .
5546 - حدثنا قِرَانُ بن تمام، عن محمد بن جابر، عن قيس بن طلق، عن أبيه، قال: قال رجلٌ: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَيَتَوَضَّأُ أَحَدُنا إذا مَسَّ ذَكَرَهُ فى الصلاة؟ قال: «هَل هُوَ إلا مِنْكَ، أَوْ بِضْعَةٌ مِنْكَ» (3) .
5547 - حدثنا عفان، حدثنا ملازم بن عمرو السحيمى، حدثنى جدى عبد الله بن بدر، قال، وحدثنى سراج بن عقبة: أن قيس بن طلق حدثهما: أن أباه طلق بن على أتانا فى رمضان، وكان عندنا حتى أمسى، وصلى بنا القيام فى رمضان، وأوتر بنا، ثم انحدر إلى نسجد رَيْمَانَ (4) ، فصلى بهم، حتى بقى الوتر، فقدم رجلاً، فأوتر بهم وقال: سمعت نبى الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا وِتْرَانِ فِى لَيْلَةٍ» (5) . /
_________
(1) من حديث طلق بت علىّ فى المسند: 4/23.
(2) من حديث طلق بت علىّ فى المسند: 4/23.
(3) غير واضحة بالمخطوطة: وقران بن تمام الأسدى. تهذيب التهذيب: 8/367.
(4) ريمان: مخلاف باليمن. معجم البلدان: 3/114.
(5) من حديث طلق بن علىّ فى المسند: 4/23.(4/446)
ورواه أبو داود عن مسدد، والترمزى، والنسائى عن هناد بن السرى كلاهما: عن ملازم بن عمرو، وقال الترمزى: حسنٌ غريبٌ (1) .
_________
(1) الخبر أخرجوه فى الصلاة: ابو داود فى (باب فى نقض الوتر) : سنن أبى داود: 2/67، والترمزى (باب ما جاء لا وتران فى ليلة) : صحيح الترمزى: 2/333، والنسائى (باب نهى النبى - صلى الله عليه وسلم - عن الوترين فى ليلة) : المجتبى: 3/188.(4/447)
5548 - حدثنا يزيد، أنبأنا أيوب بن عتبة، عن قيس بن [طلق عن] أبيه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَمْنَعُ المَرْأَةُ زَوْجَهَا- وقَالَ يَزِيدُ مَرَّةَ: حَاجَتَهُ- وَإِنْ كَانَ عَلَى قَتَبٍ» (1) .
5549 - حدثنا يزيد، أنبأنا أيوب بن عتبة، عن قيس بن طلق، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا وِتْرَانِ فِى لَيْلَةً» (2) .
5550 - حدثنا يزيد، أنبأنا أيوب بن عتبة، عن قيس بن طلق، عن أبيه:
أن رجلاً سأل النبى - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة فى الثوب الواحد، وعلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ثوبان، فطارق بينهما، فتوشح به، ثم صلى فيه، فلما سلم، قال: «أَكُلُّكُمْ
يَجِدُ ثَوْبَيْنِ» (3) .
5551 - حدثنا أبو النَّضْرِ، حدثنا أيوب بن عتبة، حدثنا قيس بن طلق، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَمْنَعُ امرْأَةُ زَوْجَهَا وَلَوْ كَانَ عَلَى ظهر قَتَبٍ» (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى، ولم يعلق عليه محققه، المعجم للطبرانى: 8/401، وهو من الأحاديث التى استدركها ابن كثير على النسخة المطبوعة.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 8/400، وهو من استدراكات ابن كثير من النسخ المطبوعة من المسند، تراجع المقدمة.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 8/402، وقال محققه: نسبه إلى أحمد، وهو عند الطبرانى فقط، وهو عند أحمد مما سقط من النسخ المطبوعة، ومما يؤكد هذا أنه يذكر أن أحاديثه ذكرت فى موضعين، ولم نجدها فى موطن واحد.
(4) مر التعليق على مثله، وهو أيضًا من الأحاديث التى سقطت من النسخ المطبوعة وقد عزاه السيوطى إلى الإمام أحمد، جامع الأحاديث: 7/337.(4/447)
5552 - حدثنا أبو النضر، حدثنا أيوب- يعنى ابن عتبة-، حدثنا قيس بن طلق، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا وِتْرَانِ فِى لَيْلَةٍ» (1) .
5553 - حدثنا أبو النضر، حدثنا أيوب، حدثنى قيس بن طلق، عن أبيه، قال: جاء رجلٌ إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - بعد الظهر، فقال: يا نبى الله أيصلى أحدنا فى الثوب الواحد؟ قال: فسكت حتى إذا حضرت العصر حل إزاره فطارق بين مِلْحَفَتِهِ وإزاره، ثم توشح بهما على منكبيه، فلما قضى الصلاة- صلاة العصر وانصرف- قال: «أَيْنَ؟ يَعْنِى أَيْنَ هَذَا السَّائِلُ عَنْ الصَّلاةِ فِى الثَّوبِ الْوَاحِدِ؟» فقال رجلٌ: أنا يانبى الله، فقال: «أَوَكُلُّ النَّاسِ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟» (2) .
5554 - حدثنا أبو النضر، حدثنا أيوب، حدثنى قيس بن طلق، قال: حدثنى أبى: أن رجلاً جاء إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا نبى الله أَيَتَوَضَّأُ أَحَدُنَا إذا مسَّ ذَكَرَهُ؟ قال: «هَلْ هُوَ إلا بَضْعَةٌ مِنْكَ، أَوْ مِنْ جَسَدِكَ؟ (3) .
5555 - حدثنا أبو زكريا السُّلَمِى، حدثنا محمد بن جابر، عن قيس بن طلق، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ الْفَجْرُ بِالأَبْيَضِ الْمُعْتَرِضِ، وَلَكِنَّهُ الْأَحْمَرُ» (4) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/400؛ وذكر محققه أن الإمام أحمد أخرجه فى موطن واحد: 4/23؛ وهذه الرواية مما سقط من المسند.
(2) من الأحاديث التى سقطت من المسند.
(3) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 8/399، وهو لاشك من الأحاديث التى سقطت من المطبوع من المسند، وسجَّلها ابن كثير فى كتابه هذا فحفظها لنا، أجزل الله ثوابه.
(4) سقط من المسند وهو فى المعجم الكبير للطبرانى: 8/396.(4/448)
5556 - حدثنا موسى بن داود، حدثنا محمد بن جابر، عن عبد الله بن النعمان، عن قيس بن طلق، عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَيْسَ الْفَجْرُ بِالْمُسْتَطِيلِ فِى الأُفُقِ، وَلَكِنَّهُ الْمُعْتَرِضُ الأَحْمَرُ» (1) .
5557 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا ملازم، حدثنى هَوْذَةُ بن قيس، عن أبيه، عن جده، قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / يسلم عن يمينه، وعن يساره، حتى يرى بياض خده الأيمن، وبياض خده الأيسر» تفرد به (2) .
5558 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا ملازم، حدثنا عبد الله بن بدر، وسراج ابن عتبة أن عمه قيس بن طلق حدثه: أن أباه طلق بن على حدثه: أنه انطلق وفد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى أتوه، فأخبروه أن بأرضهم بيعة، واسْتَوْهَبُوهُ من طَهُورِهِ فضلةً، فدعا بماء، فتوضأ وتمضمض، ثم صبه فى إداوة، وقال: «اذْهَبُوا بِهَذَا الْمَاءِ، حتَّى إذَا قَدِمْتُمْ بَلَدَكُمْ، فَاكْسِرُوا بَيْعَتَكُم، وانْضَحُوا مَكَانَهَا مِنْ هَذَا المَاءِ، واتَّخِذُوهَا مَسْجِدًا» قال: قلنا: يا نبى الله إنا نخرج فى زمان كثير السموم (3) والحر، والماء ينشف، قال: «فمدُّوهُ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنَّهُ يَبْقَى مِنْهُ شَدِيدٌ رَطْبٌ» ، قال: فخرجنا حتى بلغنا بلدنا، فكسونا بيعتنا ونضحنا مكانها بذلك الماء، واتخذناها مسجدًا (4) .
_________
(1) المرجع السابق، وقد أورد السيوطى هذا الحديث فى الجامع الكبير: 1/879 من حديث طلق بن على وعزاه إلى الإمام أحمد ورمز له بالضعيف.
(2) قال محقق المعجم الكبير للطبرانى: 8/400، نقلاً من مجمع الزوائد: 2/145: رواه أحمد والطبرانى فى الكبير، ورجاله ثقات، ثم عقب على ذلك فقال: لم أره فى مسند أحمد.
(3) السموم: حر النهار، ويقال الريح التى تهب جارة. النهاية: 2/183.
(4) عبارة الطبرانى: «فإنه لا يزيده إلا طيبا. والخبر من الأحاديث التى وردت فى المسند فى موطن واحد وسقطت من الثانى.(4/449)
ورواه النسائى عن هناد، عن ملازم به (1) .
ورواه الطبرانى عن معاذ بن المثنى، عن مسدد، عن ملازم به، وذكر فى سياقه: أنهم كانوا ستة: خمسة من بنى حنيفة، وأن السادس [من] بنى ضبعة (2) بن ربيعة، وقال: «فأمدوه من الماء، فإنه لا يزيده إلا طيبًا، فخرجنا حتى قدمنا بلدنا، ففعلنا الذى أمرنا، وراهبنا ذلك اليوم رجل من طَىٍّ، فنادينا بالصلاة، فقال الراهب: دعوة حقٍ، ثم هرب فلم يُرِ بعد (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الصلاة (اتخاذ البيع مساجد) : المجتبى: 2/31.
(2) فى المخطوطة: «وأن موسى بن ضبيعة» ، والتصويب من الطبرانى.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 8/398.(4/450)
5559 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا ملازم، حدثنا سراج بن عقبة وعبد الله ابن بدر: أن قيس بن طلق حدثهما: أن أباه طلق بن على قال: بنيت المسجد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان يقول: «قرب اليمانى من الطين فإنه أحسنكم له مسًّا وأشدكم منكبًا» (1) .
5560 - حدثنا على بن عبد الله، حدثنا ملازم بن عمرو، حدثنى عبد الله ابن بدر، عن قيس بن طلق، عن أبيه طلق، قال: «لدغتنى عقرب عند نبى الله - صلى الله عليه وسلم -، فرقانى، ومسحها» (2) .
5561 - حدثنا على بن عبد الله- قبل أن يُهجَرَ- حدثنا ملازم ابن عمرو، حدثنى هوذة بن قيس بن طلق، عن أبيه قيس بن طلق، عن جده طلق بن على، قال: كنا إذا صلينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأينا بياض
_________
(1) قال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى فى الكبير ورجاله موثوقون. مجمع الزوائد: 2/9؛ وقال محقق المعجم: لم أره فى المسند. المعجم الكبير للطبرانى: 8/399.
(2) من حديث على بن شيبان فى المسند: 4/23.(4/450)
خده الأيمن، وبياض خده الأيسر (1) .
_________
(1) سقط الخبر من المسند، وقال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى فى الكبير ورجاله موثوقون. مجمع الزوائد: 2/145؛ وفى الكبير للطبرانى يقول محققه: لم أره فى مسند أحمد: 8/400.(4/451)
5562 - قال عبد الله: وجدت فى كتاب بخط يده: حدثنى بعض أصحابنا، قال: حدثنى ملازم، حدثنا عبد الله بن بدر، عن قيس ابن طلق، عن أبيه طلق بن على، قال: لدغتنى عقربٌ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرقانى، ومسحها، تفرد بها أحمد (1) .
5563 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا شيبان، عن يحيى بن أبى كثير، قال: حدثنى بن طلق الحنفى: أن أباه أخبره أن رجلاً جاء إلى النبى صلى/ الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله: أيصلى أحدنا فى ثوبٍ واحدٍ؟ فسكت عنه، فلما نودى بالصلاة، قال: طارق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين ثوبين فصلى فيهما (2) .
5564 - حدثنا يونس بن محمد، حدثنا أبان العطار، عن يحيى ابن عيسى بن خثيم، عن قيس بن طلق: أن أباه شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسأله رجلٌ عن الصلاة فى الثوب الواحد، فلم يقل له شيئًا، فلما أقيمت الصلاة طارق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين ثوبيه فصلى فيهما (3) .
5565 - حدثنا يونس بن محمد، حدثنا أيوب، عن قيس، عن أبيه، قال: جئت إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه يبنون المسجد، قال: فكأنه لم يعجبه عملهم، قال: فأخذت المسحاة، فخلطت بها الطين، فكأنه
_________
(1) أخرجه الطبرانى فى الكبير: 8/399، وهو مما سقط من المسند فى النسخ المطبوعة.
(2) هو مما سقط من المطبوعة. وقد مر مثله عند الطبرانى.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 8/402.(4/451)
أعجبه أخذى المسحاة وعملى، فقال: «دَعُوا الْحَنَفِىّ، والطِّينَ، فإنه أَضْبَطُكُمْ للطِّينِ» (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه أحمد وفيه أيوب بن عتبة، واختلف فى ثقته. مجمع الزوائد: 2/9؛ والخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 8/402، وقال محققه: نسبه إلى أحمد. وإنما عند الطبرانى فقط، نقول: وهذا يؤكد أن هذه الأحاديث سقطت من المطبوع.(4/452)
5566 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا ملازم بن عمرو السحيمى، حدثنا سراج بن عقبة، عن عمته خَلْدَةُ بنت طلق، قالت: حدثنى أبى طلق: أنه كان عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسًا، فجاء [صُحَارُ بنُ] عبد القيس، فقال: يا رسول الله ما ترى فى شراب نصنعه بأرضنا من ثمارنا، فأعرض عنه نبى الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى سأله ثلاث مرات، حتى قام فصلى، فلما قضى صلاته، قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ السَّائِلُ عَنْ الْمُسْكِرِ؟ لا تَشْرَبَهُ وَلا تَسْقِه أَخَاكَ المُسْلِمَ، فوَ الَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ- أَوْ كَالَّذى يُحْلَفُ به- لا يَشْرَبُهُ رجُلٌ ابْتِغَاءَ لَذَّةِ سُكْرِهِ يسْقِيهِ الله الْخَمْرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . تفرد بهما (1) .
(حديث آخر عنه)
5567 - قال الطبرانى: حدثنا عبيد بن غَنَّام، وعبدان بن أحمد، قالا: حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا ملازم بن عمرو، عن عجيبة بن عبد الحميد (2) ، عن عمه قيس بن طلق، عن أبيه طلق بن على، قال: جلسنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء وفد عبد القيس، فقال: «مَا لَكُمْ قَدِ اصْفَرَّتْ أَلْوَانُكُمْ، وَعَظُمَتْ بُطُونُكُم، وظَهَرَتْ عُرُوقُكُم؟»
_________
(1) قال محقق الطبرانى: لم أره فى مسند أحمد، وقال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى، ورجال أحمد ثقات. وما بين معكوفين منه، مجمع الزوائد: 5/70؛ ويرجع إليه عند الطبرانى فى المعجم الكبير: 8/404.
(2) عُجيبة بن عبد الحميد: حدّث عنه ملازم بن عمرو، لا يكاد يعرف. الميزان: 3/61.(4/452)
فقالوا: أتاك سيدنا فسألك عن شراب كان لنا يوافقنا، فنهيته عنه، وكنا بأرض وبية وخمة، قال: «فَاشْرَبُوا مَا بَدَا لَكُم (1) » .
فهذا رخصة لما كان خطر عظيم من الانتباذ فى الأسقية والظروف، والمنصف، ونحو ذلك لا إباحة الإسكار مطلقًا، بل كما جاء فى الحديث الآخر: «اشْرَبُوا، ولا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا» (2) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/403؛ وقال الهيثمى: فيه عجيبة بن عبد الحميد، قال الذهبى: لا يكاد يعرف، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/65.
(2) أخرجه الطبرانى من حديث ابن عمرو كما فى جمع الجوامع: 1/107، وهناك أحاديث أخرى رمز لها بالضعف.(4/453)
5568 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن عمرو الزِّئْبَقِىّ، حدثنا محمد بن مسكين اليمامى، حدثنى على بن يحيى بن إسماعيل، حدثنى أبى، عن عكرمة بن عمار، عن عبد الله بن بدر، عن عبد الرحمن/ ابن على، عن طلق بن على، قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لنا: «يُشِكُ أَنْ يَجِىءَ قَوْمٌ يَقْرَأُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَقِيهم يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ، وَطُوبَى لِمَنْ قَتَلُوهْ» ، ثم التفت إلىّ، فقال: «أمَ إنَّهُم سَيَخْرُجُونَ بِأَرْضِكَ يَا يَمَامِىُّ، فَيُقَاتِلُون بَيْنَ الأَنْهَارِ» ، قلت: بأبى وأمى يا رسول الله ما بها أنهارٌ، فقال: «أمَا إنَّهَا سَتَكُونُ» (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/405؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى من طريق علىّ بن يحيى بن إسماعيل عن أبيه ولم أعرفهما. مجمع الزوائد: 6/232.(4/453)
(حديث آخر عنه)(4/454)
5569 - قال أبو نعيم: حدثنا أحمد بن محمد بن مُقْسم، حدثنا إسحاق بن سلمة، حدثنا الحسين بن السكن، حدثنا عبد الله بن أيوب الموصلى، حدثنا عكرمة ابن عمار، عن قيس بن طلق، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَا عَلِىُّ إيَّاكَ وَالْرَأْىَ، فَإِنَّ الدِّينَ مِنَ الله، والرَّأىَ مِنَ النَّاسِ» (1) .
كذا وجدته بخطه، وهو غريب الإسناد والمتن.
(حديث آخر عنه)
5570 - قال الطبرانى: حدثنا موسى بن هارون، حدثنا حماد بن محمد الحنفى (2) ، حدثنا أيوب بن عتبة، حدثنا قيس بن طلق، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِى لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ» (3) .
(حديث آخر عنه)
5571 - قال الطبرانى: حدثنا الحسن بن على الفَسَوِىّ، حدثنا حماد بن محمد الحنفى بإسناد الذى قبله، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ يَعْلَمُهُ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ» (4) .
_________
(1) عبد الله بن أيوب بن أبى علاج متهم بالوضع كذاب مع أنه من كبار الصالحين وفيه من لم نعثر عليهم. الميزان: 2/394.
(2) فى المخطوطة: «حماد بن حسن» ، خلافًا للطبرانى. وهو فى الميزان: حماد بن محمد ضعفه صالح بن محمد الحافظ، وقال العقيلى: لم يصح حديثه، الميزان: 1/599.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 8/401؛ وقال الهيثمى: فيه أيوب بن عتبة ضعفه الجمهور، وهو صدوق كثير الخطأ. مجمع الزوائد: 8/169.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 8/401؛ وأورده الذهبى من منكراته. الميزان: 1/599.(4/454)
(حديث آخر عنه)(4/455)
5572 - قال الطبرانى: بهذا الإسناد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأ» .
ثم قال الطبرانى: لم يرو هذا الحديث عن أيوب بن عتبة إلا حماد بن
محمد، وقد روى الحديث الآخر حماد بن محمد، وكلاهما عندى صحيحان،
ويشبه أن يكون قد سمع الحديث الأول من النبى - صلى الله عليه وسلم - قبل هذا، ثم سمع
هذا بعد، فوافق حديث بُسْرَةَ وأم حبيبة، وأبى هريرة، وزيد بن خالد، وغيرهم
ممن روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأمر بالوضوء من مس الذكر، فسمع الناسخ والمنسوخ (1) .
888 - (حديث طلق بن يزيد) (2)
أو يزيد بن طلق عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إنَّ الله لا يَسْتَحِى مِنَ الْحَقِّ، لا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِى أَسْتَاهِهِنَّ» .
5573 - أورده ابن الأثير من طريق أحمد؛ عن غُنْدُرٍ، عن شعبة، عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حِطَانَ، عن مسلم بن سلام، عن طلق بن يزيد [أو يزيد] بن طلق، والصواب: مسلم عن على بن طلق (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 8/401، 402، وأورده الهيثمى، ونقل كلام الطبرانى. مجمع الزوائد: 1/245، ويرجع إلى أحاديث الباب فى هذا الموطن.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/93؛ والإصابة: 2/233.
(3) المرجعان السابقان: وأخرجه أحمد فى مسنده من حديث خزيمة بن ثابت، مسند أحمد: 5/213، 214؛ وله طرق أخرى أوردها فى جمع الجوامع: 1/1652.(4/455)
889- (طُلَيْبُ بن عَرَفَةَ بن عبد الله بن نَاشِبٍ) (1) /
5574 - قال أبو قُرَّة: موسى بن طارق، عن المثنى بن الصباح، عن كُلَيْب ابن طليب، عن أبيه: أنه قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسمعه يقول: «اتَّقِ الله فِى يُسْرِكَ وَعُسْرِكَ» رواه أبو عمر بن عبد البر (2) .
* (طِهْفَةُ بنُ قيس الغِفَارىّ تقدم) (3)
890- (طِهْفَةُ بنُ أبى زُهَيْر النَّهْدِىّ) (4)
خطيب قومه حين وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة تسع، وليست له رواية، ولكن روى خطبته، ومخاطبته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجوابه له من نمط كلامه من غير وجه، وهو من غرائب الأحاديث كما ستراه.
5575 - قال أبو نعيم- ومن خطه نقلت-: طهفة بن أبى زهير النهدى من بنى نهد بن زيد خطيب بنى نهد حين وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكره فى حديث عمران بن حصين.
ثم روى من حديث شريك بن عبد الله الخثعمى عن العوام بن حوشب، عن الحسن بن أبى الحسن البصرى، عن عمران بن حصين، قال: قدم وفد بنى نهد بن زيد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام طهية بن أبى زهير بين يدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/94؛ والإصابة: 2/233؛ والاستيعاب: 2/228.
(2) قال ابن عبد البر: لم يرو عنه غير ابنه كليب، وكليب مجهول، وأورده السيوطى فى الجامع الصغير، وردد مثل كلام ابن عبد البر غير أنه قال: لم يرو عنه إلا ابنه كليب، وهما مجهولان، فيض الغدير: 1/119.
(3) تقدم فى طخفة بن قيس الغفارى ص 394.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/96، وقال: طهفة بن زهير النهدى، وقال ابن حجر: طهية بن أبى زهير النهدى. الإصابة: 2/235؛ وله ترجمة فى الاستيعاب: طهفة بن زهير النهدى: 2/239.(4/456)
فقال يا رسول الله أتيناك من غَوْرَى تهامة على أكوار الميس، ترتمى بنا العيس، نستحلب الصبير، ونستجلب الخبير- النبات-، ونستعضد البرير، ونستخيل الرهام، ونستحيل الجهام من أرض غائلة النطا، غليظة الموطأ، قد نشف المدهن، وتيبس الجعثن، وسقط الأملوج من البكارة، ومات العسلوج وهلك الهدى، ومات الودى، برئنا [إليك] يا رسول الله من الوثن، والعنن، وما يحدث الزمن، لنا دعوة السلام، وشريعة الإسلام ما طما البحر، وقام تعار، لنا نعم همل أغفال ما تبض ببلال، ووقير كثير الرسل، قليل الرسل أصابتهما سنة حمراء موزلة ليس لها علل ولا نهل (1) .
_________
(1) نجمل هنا معانى الغريب فى حديث طهفة، وقد تكرر ذكره فى النهاية، واستعنا بها فى ضبط بعض الكلمات.
- من غورى تهامة: تثنية غور، والغور ما انخفض من الأرض.
- أكوار الميس ترتمى بنا العيس: الأكوار جمع كور بالضم، وهو رحل الناقة بأداته وكأنه السرج وآلته للفرس، والميس: شجر صلب تعمل منع أكوار الإبل ورحالها، والعيس هى الإبل البيض مع شقرة يسيرة.
- نستحلب الصبير، ونستخلب الخبير: ونستحلب الصبير: نستدر السحاب ونستخلب الخبير أى نحصده ونقطعه بالمخلب وهو المنجل والخبير النبات. =
= ... نستعضد البرير: أى نجنيه للأكل، والبرير تمر الأراك إذا اسود وبلغ، وقيل اسم له فى كل حال.
- ونستخيل الرهام: نستفعل من خلت إخال إذا ظننت أى نظنه خليقًا بالمطر وقد أخلت السحابة وأخيلتها والرهام الأمطار الضعيفة واحدتها رهمة، وقيل الرهمة أشد وقعًا من الديمة.
ونستحيل الجهام: الجهام السحاب الذى فرغ ماؤه، ونستحيله ننظر إليه هل يتحرك أم لا؟ وهو نستفعل من حال يحول إذا تحرك وقيل معناه نطلب حال مطره ويروى بالجيم أى نراه جائلا يذهب به الريح ها هنا وها هنا ويروى بالخاء المعجمة أراد لا نتخيل فى السحاب خالاً إلا المطر وإن كان جهامًا لشدة حاجتنا إليه.
- غائلة النطا: فسرها المصنف.
- نشف المدهن: فسرها المصنف.
- الجعثن: فسرها المصنف، وجاء فى النهاية، فى حديث طهفة: ويبس الجعثن: هو أصل النبات، وقيل أصل الصليان خاصة وهو نبت معروف.
- قال فى النهاية: فى حديث طهفة: سقط الأملوج: هو نوى المقل، وقيل هو ورق من أوراق الشجر يشبه الطرفاء والسرور، وقيل هو ضرب من النبات ورقة كالعيدان وفى رواية: سقط الأملوج من البكارة: جمع بكر، وهو الفتى السمين من الإبل، أى سقط عنها ما علاها من السمن برعى الأملوج، فسمى السمن نفسه أملوجًا على سبيل الاستعارة، هذا وللمصنف تفسير آخر.
- العنن: الاعتراض، يقال عن لى الشىء، أى اعترض كأنه قال: برئنا إليك من الشرك والظلم، قيل أراد به الخلاف والباطل.
- لنا نعم همل أغفال: أى مهملة لا رعاء لها. ولا فيها من يصلحها ويهديها فهى كالضالة، ومعنى أغفال: لا سمات عليها وقيل الأغفال ها هنا التى لا ألبان لها واحدها غفل وقيل الغفل الذى لا يرجى خيره ولا شره.
- تبص ببلال: أى ما يفطر منا اللبن. ...
- ووقير كثير الرسل قليل الرسل: الوقير: الغنم، وقيل أصحابها وقيل القطيع من الضأن خاصة، وقيل الغنم والكلاب والرعاء جميعًا أى أنها كثيرة الإرسال فى المرعى، والرسل: بفتح الراء، وقليل الرسل: بكسر الراء: يريد أن الذى يرسل من المواشى إلى الرعى كثير العدد لكنه قليل الرسل وهو اللبن. وقيل كثير الرسل أى شريد التفرق فى طلب المرعى وهو أشبه، لأنه قال فى أول الحديث: مات الودى وهلك المهدى يعنى الإبل، فإذا هلكت الإبل مع صبرها وبقائها على الجدب كيف تسلم الغنم وتنمى حتى يكثر عددها، وإنما الوجه ما قاله العذرى فإن الغنم تتفرق وتنتشر فى طلب المرعى لقلته.
- أصابتنا سنة حمراء مؤزلة: السنة الحمراء: شديدة الجدب لأن آفاق السماء تحمر فى سنى الجدب والقحط، والأزل: الشدة والضيق ومنه حديث طهفة أى آتية بالأزل ويروى مؤزلة بالتشديد على التكثير، نقول: وهذه الألفاظ موثقة فى النهاية، يذكرها ابن الأثير فيقول: وفى حديث طهفة. النهاية.(4/457)
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِى مُحْضِيهَا ومَحْضِيها. وَمَذْقِهَا وَفِرْقِها، وابْعَثْ رَاعِيهَا فِى الدَّثْر وَيَانِعِ الثَّمَرِ، وَافْجُرْ لَهُم الثَّمَدَ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِى الوَلَدِ، مَنْ أَقَامَ الصَّلاةَ كَانَ مُؤمِنً، وَمَنْ أَدَّى الزَّكَاةَ لَمْ يَكُن غَافِلاً، وَمَنْ شَهدَ أنْ لا إلَهَ إلا الله كَانَ مُسْلِمًا. لكُم- يَا بَنى نَهْد- ودائعَ الشِّركِ، ووضائعُ المُلْكِ مَا لَمْ يَكُنْ عَهْدٌ ولا موعد وَلا تَثَاقُلٌ عَنْ الصَّلاةِ، ولا يُلْطَطْ فِى الزَّكَاةِ، ولا يُلْحَدْ فِى/ الحَيَاةِ، من أقرّ بالإسْلام(4/458)
فَلَهُ مَا فِى الكِتَاب، ومَنْ أقَرّ بِالجِزْيَةِ فَعَلَيْهِ الرّبْوَة وَلَهُ مِنْ رسولِ الله الوَفَاء بالعهد والذّمة» (1) .
وكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع طهية بن أبى زهير. «بِسْم الله الرّحْمن الرّحيم: مِنْ مُحَمّد رسولِ الله إلى بَنِى نَهْد بن زَيدٍ: سَلامٌ عَلَى مَن اتَّبَعَ الهُدَى، وآمَنَ بالله وَرَسُولِه، عليكُم فى الوظيفةِ الفرسضة، ولكُم الفَارِضُ والفَرِيضُ، والضَّأْنُ، والفَلُوّ الضَّبِيسُ، لا يُؤكَلُ كَلَّكُمْ، ولا يُمْنَع سَرْحُكم، ولا يُحبس درَكم، ولا يعضد طَلْحُكم، ما لم تُضْمِرُوا الرِّفَاقَ، وتَأكُلُوا الرِّبَاقَ» (2) .
_________
(1) شرح القريب الذى ورد فى الخبر:
- بارك لهم فى محضها ومخضها: أى الخالص والمخموض وهو ما مخض وأخذ زبده. والمخض تحريك السقاء الذى فيه اللبن ليخرج زبده.
- مذقها وفرقها: المذق المزج والخلط، يقال مذقت اللبن فهو مذيق إذا خلطته بالماء. وفرقها بكسر الفاء وبعضهم بفتحها: مكيار يكال به اللبن.
- وابعث راعيها فى الدثر: وهى غير واضحة بالمخطوطة. وما أثبتناه بالرجوع إلى النهاية: الخصب والنبات الكثير.
- افجر لهم الثمد: الثمد بالتحريك الماء القليل، أى افجره لهم حتى يصير كثيرًا.
- الربوة: أى من تقاعد عن أداء الزكاة، فعليه الزيادة فى الفريضة الواجبة عليه كالعقوبة
له.
- ويروى: من أقر بالجزية فعليه الربوة أى من امتنع عن الإسلام لأجل الزكاة عليه من الجزية أكثر مما يجب عليه بالزكاة.
(2) شرح الألفاظ التى وردت فى كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
- لكم فى الوظيفة الفريضة: أى الهرمة المسنة، يعنى هى لكم لا تؤخذ منكم فى الزكاة، ويروى: عليكم فى الوظيفة الفريضة أى فى كل نصاب ما فرض فيه وهى رواية المصنف.
- لكم الفارض والفريض: المسن من الإبل.
- الفلو الضبيس: المهر العسر الذى لم يرض.
- لا يوكل كلكم: أى لا يوكل إليكم عاليكم، وما تطيقوه، ويروى أكلكم أى لا يفات عليكم مالكم.
- لا يمنع سرحكم: الشرح والسارح والسارحة الماشية، لا تمنع ماشيتكم من مرعى تريدونه.
- لا يحبس دركم: أى ذوات الدر، أراد أنها لا تحشر إلى المصدق ولا تحبس عن المرعى إلى أن تجتمع الماشية ثم تعد لما فى ذلك من الإضرار بها.
- لا يعضد طلحكم: لا يقطع الطلح وهو شجر عظام من شجر العضاه.(4/459)
قال أبو نعيم: روى ليث بن أبى سُلَيم، عن حبة [العرنى] عن حذيفة [بن اليمان] نحوه (1) .
تفسير ما فيه من الغريب بمقلوبها ملخصًا عن أبى نعيم وابن الأثير.
الصًّبِيرُ: السحاب المتفرق.
والرهام: القداح.
والجهام: السحاب الذى قد هراق ماءه.
والمدهن: [نقرة فى الجيل يجتمع فيها الماء] .
والجعثن: عروق الشجر.
وقوله: غائلة النطا: أى بعيدة المسافة.
وقوله: قد سقط الأُمْلُوجُ من البكارة أى قد هزلت الأبكار، فسقطت من أيديهن الدمالجَ من الجهد، وقيل الأُمْلُوجُ نوى المقل.
وقيل: نبات.
والعسلوج: عود الشجرة الذى يورق.
والودى: الفسيل.
والعنن: الخلاف.
ووقير: الرسل من الغنم ليس لها أولاد، وهى شديدة الرعى من الجوع.
طما البحر: أى ارتفع بأمواجه.
وتعار: اسم جبل.
_________
(1) يراجع أسد الغابة: 3/96، واشار إليه فى الإصابة وأشار إلى طرق ضعيفة منه: 2/236.(4/460)
والمحض، والمخض: هو اللبن ويحتمل أن يكون المراد بالمحض اللحم.
والتلطط: التردد.
والضبيس: المصعب.
وتضمروا الرفاق: يعنى النفاق.
والرباق: الربا (1) .
_________
(1) وردت هذه التفسيرات بأتم من هذا وأوضح فى أسد الغابة.(4/461)
891- (طَهْمَان: مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (1)
5576 - قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، حدثنا مُنْجابُ [بن الحارث] (2) ، حدثنا شريك عن عطاء، قال: أوصى أبى بشىء لبنى هاشم، فأتت أبا جعفر فأخبرته، فبعثنى إلى امرأة منهم ابنة لعلى كبيرة، فقالت: حدثنى مولى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقال له طهمان أو ذكوان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الصَّدَقَةُ لا تَحِلّ لِى، ولا لأَهْلِ بيتى، وَإنَّ مَوْلَى القَوْم مِنْ أَنْفُسِهِمْ» (3) .
5577 - حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا أبى (4) ، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر بن حوشب، أخبرنى إسماعيل بن أمية، عن أبيه،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/99؛ والإصابة: 2/235؛ والاستيعاب: 2/238؛ وقال ابن حجر: تقدم ذكره فى ذكوان: 1/483.
(2) فى المخطوطة: «سنجاب» خلافًا للطبرانى،، وما بين معكوفين منه، ومنجاب ين الحارث التميمى يراجع بشأنه تهذيب التهذيب: 1/297.
(3) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 4/274، وقال الهيثمى: أم كلثوم لم أر من روى عنها غير عطاء بن السائب، وفيه كلام. مجمع الزوائد: 3/90.
(4) فى المخطوطة: «سليمان بن أحمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم» ، وهو سهو من النسّاخ وما أثبتناه من المسند.(4/461)
عن جده، قال: طان غلام لهم يقال له طهمان، أو ذكوان، / فأعتق جده نصفه، فجاء العبد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: «تَعْتَقُ فِى عِتْقِكِ، وَتَرِقَّ فِى رِقَكَ» .
قال: فكان يخدم سيده حتى مات (1) .
قلت: فلعل هذا غير الأول، وهذا الحديث الثانى محمول على ما إذا كان ثقة.
_________
(1) قال عبد الرزاق: كان معمر- يعنى ابن حوشب- رجلاً صالحًا من حديث جد إسماعيل بن أمية فى المسند: 3/412؛ وقال الهيثمى: رواه أحمد وهو مرسل ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 4/248.(4/462)
حرف الظَّاء
* (ظَالِم بنُ سَارقٍ)
أو سَرَّاق بن صبح بن كِنْدِى أبو صُفْرَة الأزدى: والد المهلب بن أبى صفرة هو بكنيته أشهر، كما أورده الطبرانى وسيأتى فى الكُنى (1) .
892 - (ظالم بن عمرو: أبو الأسود الَّدئلى النَّحْوى) (2)
أول من وضع النحو عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب، [أذنَ] (3) له بذلك.
_________
(1) قال الطبرانى: أبو صفرة الأزدى. المعجم الكبير: 8/407؛ ويراجع أسد الغابة 3/103..
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/104؛ والإصابة: 2/241، ترجم له فى القسم الثانى من حرف الظاء؛ وأخرجه ابن حبان فى التابعين. الثقات: 4/400.
(3) زيادة يستلزمها السياق.(4/463)
5578 - ذكره ابن شاهين فى الصحابة، وروى بإسناده عن القاسم بن يزيد، عن سفيان، عن بكير (1) بن عطاء، عن أبى الأسود، قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو واقف بعرفة، فأتاه نفرٌ من أهل نجد فقالوا: يا رسول الله كيف الحج؟ فأمر مناديًا فنادى: «الحجُّ يَوْمُ عَرَفَةَ، مَنْ جَاءَ قَبْلَ صَلاةِ الفجر يوم عرفة فقدْ تَمّ حَجّهّ» .
_________
(1) فى المخطوطة: «بدر» ، والتصويب من أسد الغابة.(4/463)
والمعروف من هذا حديث سفيان وشعبة عن بكير، عن عبد الرحمن بن يعمر الديلى، وليس لأبى الأسود فى هذا ذكر.(4/464)
5579 - وقال عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن ابن خثيم، عن محمد بن خلف: أن أبا الأسود أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يبايع الناس يوم الفتح (1) ، وهذا أيضًا خطأ، والصواب ما رواه أبو عاصم، عن ابن جريج، عن ابن خثيم، عن محمد ابن الأسود بن خلف: أن أباه الأسود حضر النبى - صلى الله عليه وسلم -، وهو يبايع الناس. قال ابن الأثير: فسقط على الراوى الهاء من أباه، فجعله ابا الأسود.
قال: وليس لأبى الأسود صحبة، وإنما هو تابعى مشهور، وكلامه كثير الحكم والأمثال أخرجه أبو موسى (2) .
893- (ظَبْيَانُ بن كُدَادَةَ الإِبَادِىّ) (3)
5580 - قال: قال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ نَعِيمَ الدُّنْيَا يَزُولُ» .
رواه يونس بن خبَّاب، عن عطاء الخرسانىّ عنه.
قال أبو عمر: ومن شعره، قوله/:
وأشهد بالبيت العتيق وبالصفا ... شهادة من إحسانه متقبل
بأنك محمودٌ لدينا مباركٌ ... وفِىٌ أمينُ صادقُ القول مرسلُ (4)
_________
(1) فى المخطوطة: «الحج» ، والتصويب من أسد الغابة.
(2) أسد الغابة: 3/103؛ وقال ابن حجر: هاجر أبو الأسود إلى البصرة فى خلافة عمر، وولاه على البصرة. الإصابة: 2/242..
(3) يقال: كراده. وقال أبو عمر: ظبيان بن كداد الإبادى. له ترجمة فى أسد الغابة: 3/104، الإصابة: 2/241، والاستيعاب: 2/242.
(4) المراجع السابقة.(4/464)
894- (ظُهُيْرُ بنُ رافع) (1)
من عمومة رافع بن خَدِيج
وهو ظهير بن رافع بن عدى بن زيد بن جُشَم بن حارثة بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو، وهو النَّبيت بن مالك بن الأوس الأنصارى الأوسى، شهد العقبة قولاً واحدًا، وفى بدر قولان، ثم شهد أحدًا وما بعدها، وهو [عم] (2) رافع بن خديج، ووالد أسيد بن ظهير. حديثه فى ثالث الشاميين.
5581 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد بن أبى عروبة، عن قتادة. عن يعلى بن حكيم، عن سليمان بن يسار، عن رافع بن خديج، قال: كنا نحاقل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الثلث أو الربع، أو طعام مسمى، قال: فأتى بعض عمومتى، فقال: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أمر كان لنا نافعًا، وطواعية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرفع لنا، وأنفع، قال: قلنا: وما ذاك؟ قال: قال نبى الله - صلى الله عليه وسلم - «من كانَ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا، أوْ لِيَزْرِعْهَا أخَاه، وَلا يُكَارِيهَا بِثُلثٍ، ولا رُبْعٍ، ولا طَعَامٍ مُسَمّى» .
قال قتادة: وهو ظهيرٌ (3) .
وقد رواه البخارى فى المزارعة عن محمد (4) بن مقاتل عن ابن المبارك، ومسلم عن إسحاق بن منصور، عن أبى مسهر، عن يحيى بن حمزة، والنسائى عن هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، وابن
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/104؛ والإصابة: 2/241؛ والاستيعاب؛ 2/241؛ والتاريخ الكبير: 4/368؛ وثقات ابن حبان: 3/206.
(2) استكمال من مصادر الترجمة.
(3) من حديث بعض عمومة رافع بن خديج، وهو ظهير فى المسند: 4/169.
(4) فى المخطوطة: «محمد بن عبد الله بن مقاتل» ، والتصويب من البخارى؛ ويراجع تهذيب التهذيب: 9/469.(4/465)
ماجه عن دحيم، عن الوليد بن مسلم كلهم: عن الأوزاعى، عن أبى النجاشى: عطاء بن صهيب، عن رافع بن خديج، عن عمه ظهير ابن رافع به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى (باب ما كان من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - يواسى بعضهم بعضًا فى الزراعة والتمر) : فتح البارى: 5/22؛ وأخرجه مسلم فى البيوع (باب كراء الأرض) : مسلم بشرح النووى: 4/51؛ وأخرجه النسائى فى (كتاب المزارعة) : المجتبى: 7/44؛ وأخرجه ابن ماجه فى الأحكام (باب ما يكره من المزارعة) : 2/821.(4/466)
حرف العين
* (عَابِسُ بنُ عَبْسٍ الغِفَارِىّ) (1)
أو عبس بن عابس وهو الصحيح كما سيأتى فى العين.
_________
(1) () أسد الغابة: 3/109؛ والإصابة: 2/244.(4/467)
895- (عازب: والد البَرَاءِ) (1)
صحابى جليل سأل أبا بكر الصديق عن حديث الهجرة، وذلك فى صحيح البخارى، ولا أعرف له ذكرًا فى غيره، والله أعلم (2) .
896- (عاصم بنُ الحَكَمِ) (3)
5582 - قال أبو يعلى: حدثنا عمرو بن الضحاك بن مخلد، حدثنا أبى، حدثنا طالب بن مسلم بن عاصم بن الحكم، حدثنى بعض أهلى: أن جدى حدثه: أنه شهد النبى - صلى الله عليه وسلم - فى حجته فى خطبته، فقال: «أَلا إِنَّ دِمَائَكُمْ وَأَمْوَالَكُم/ عَلَيْكُم حَرَامٌ كَحُرْمَةِ هَذَا الْبَلَد فِى هَذَا الْيَوْم، ألا فَلا أَعْرِفَنَّكُمْ، تَرْجِعُون بَعْدِى كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُم
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/110؛ والإصابة: 2/244، وثقات ابن حبان: 3/311؛ وقالوا: عازب بن الحارث بن عدى الأنصارى.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى المناقب (باب علامات النبوة فى الإسلام) : فتح البارى: 6/622.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/113؛ والإصابة: 2/245.(4/467)
رِقَابَ بَعْضٍ، الا فَلْيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَإنِّى لا أَدْرِى هَلْ أَلْقَاكُم هَاهُنَا أَبَدًا بَعْدَ الْيَوْمِ، اللَّهُمّ اشْهَدْ، اللَّهُمّ بَلَّغْتُ» (1) .
وبه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ الله نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْجَمْعِ، فَقَبِلَ مِنْ مُحْسِنِهْم، وشَفَّعَ مُحْسِنُهم فى مُسِيئهم، فَتَجَاوَزَ عَنْهُم جَمِيعًا» (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو يعلى كما فى أسد الغابة: 3/113.
(2) المصدر السابق.(4/468)
897- (عاصم بن حَدْرَةَ، ويقال: حَدْرَد) (1)
5583 - قال: لم يكن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بواب قط، ولا مُشِىَ معه بوسادة، ولا أكل على خوان قط.
رواه أبو نعيم من حديث سعيد بن بشر، عن قتادة، عن الحسن عنه (2) .
898- (عاصم بن سفيان الثَّقَفِىّ) (3)
سكن المدينة
5584 - روى أبو نعيم من حديث حشرج بن نباتة، عن هشام بن حبيب، عن بشر بن عاصم، عن أبيه: أن عمر بعث إليه ليستعين به على الصدقة، فأبى، وقال: إنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: «إذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ أُتِىَ بِالْوَالِى، فَوَقَفَ عَلَى جِسْر جَهَنَّم، فَيَأْمُرُ الله الْجِسْرَ، فَيَنْتَفِضُ انْتِفَاضَةً، فَإِنْ كَانَ لله مُطِيعًا أَخَذَ بِيَدِهِ، وَأَعْطَاهُ كِفْلَيْن مِنْ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/113؛ والإصابة: 2/245؛ والاستيعاب: 3/135..
(2) المصادر السابقة، وقال ابن حجر: قال الصورى فيما قرأت فى فوائد الطيورى: لا أعلم له حديثًا غير هذا، ولا له مخرج إلا هذا.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/113؛ والإصابة: 2/246؛ والاستيعاب: 3/135؛ والتاريخ الكبير: 6/479؛ وثقات ابن حبان: 3/287.(4/468)
رَحْمَتِهِ، وَإِنْ كَانَ عَاصِيًا خُرِقَ بِهِ الْجِسْرُ، فَهَوَى فِى جَهَنَّمَ مِقْدَارَ سَبْعِينَ خَرِيفًا» .
كذا ذكره ابن الأثير عن كتاب أبى موسى المدينى (1) .
_________
(1) أسد الغابة: 3/114؛ وقال ابن عبد البر: لا يصح حديثه.(4/469)
899- (عاصم بن عَدِىّ) (1)
ابن الجد بن عجلان البلوى، ثم العجلانى حليف بنى عمرو بن عوف من الأوس، وكان سيّدَ بنى عجلان شهد بدرًا، وأُحُدًا، والخندق، وما بعد ذلك.
وقال ابن إسحاق والزهرى: لم يشهد بدرًا بنفسه، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان قد رده من الرَّوْحَاء واستعمله على العالية من المدينة، وعلى يديه جرى حديث اللعان لعويمر العجلانى، فنزلت الآية كما تقدم فى مسند سهل بن سعد (2) ، وهو أخو معن بن عدى، ووالد أبى البَدَّاح بن عاصم، ويُكنى بأبى عبد الله، ويقال: أبو عمر وأبو عمرو حديثه فى رابع عشر الأنصار، وكانت وفاته سنة خمسٍ وأربعين، وله من العُمر مائة وخمس عشرة سنة، وقيل مائة وعشرون سنة قاله ابن الأثير.
5585 - حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبى بكر، عن أبيه، عن أبى/ البداح، عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - رخص للرعاء أن يرموا يومًا، ويدعوا يومًا (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/114؛ والإصابة: 2/246؛ والاستيعاب: 3/134؛ والطبقات الكبرى: 3/35؛ والتاريخ الكبير: 6/477؛ وثقات ابن حبان: 3/286.
(2) يرجع إلى أحاديث سهل بن سعد ص 107 وما بعدها، وسيأتى ص 470.
(3) من حديث عاصم بن عدى فى المسند: 4/450.(4/469)
5586 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا مالك، عن عبد الله بن أبى بكر، عن أبيه، عن أبى البداح بن عاصم بن عدى، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص لرعاء الإبل فى البيتوتة عن منى: يرمون يوم النحر، ثم يرمون الغد، أو من بعد الغد اليومين، ثم يرمون يوم النفر (1) .
5587 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مالك، عن عبد الله بن ابى بكر، عن أبيه، عن البداح بن (2) عاصم بن عدى، عن أبيه: أنه قال: أرخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرعاء الإبل فى البيتوتة أن يرموا يوم النحر، ثم يجمعوا رمى يومين بعد النحر، فيرمونه فى أحدهما.
قال مالك: ظَنَنْتُ أنه فى الآخر منهما، ثم يرمون يوم النفر (3) .
5588 - حدثنا محمد بن بكر، أنبأنا روح، حدثنا ابن جريج، أخبرنى محمد ابن أبى بكر بن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن أبى البداح بن عاصم بن عدى، عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أرخص للرعاء أن يتعاقبوا، فيرموا يوم النحر، ثم يدعوا يومًا وليلة، ثم يرموا الغَدَ (4) .
ورواه أهل السنن الأربعة من الوجوه التى رقمنا عليها، وعند أبى داود والترمزى من رواية سفيان بن عيينة، عن محمد وعبد الله ابنى أبى بكر، عن أبيهما به، قال الترمذى: ورواية مالك أصح يعنى: عن عبد الله وحده، قال الترمذى: وهذا حديث حسنٌ صحيح (5) .
_________
(1) المرجع السابق.
(2) فى المخطوطة: أبى البراح عن عاصم، والتصويب من المسند.
(3) من حديث عاصم بن عدى فى المسند: 5/450.
(4) المرجع السابق.
(5) الخبر أخرجوه فى الحج: أبو داود (باب فى رمى الجمار) ، من طريق مالك عن عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن أبى البراح، ومن طريق سفيان عن عبد الله ومحمد ابنى أبى بكر، سنن أبى داود: 2/202، والترمذى فى صحيحه: 3/280؛ والنسائى (باب رمى الرعاء) : المجتبى: 5/221؛ وفى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/226؛ وابن ماجه (باب تأخير رمى الجمار من عذر) : سنن ابن ماجه: 2/1010.(4/470)
(حديث آخر عنه)(4/471)
5589 - رواه النسائى من حديث الزهرى، عن سهل بن سعد، عن عاصم ابن عدى، قال: جاءنى عويمر: رجلٌ (1) من بنى العجلان، فقال: يا عاصم أرأيتم رجلاً رأى مع امرأته رجلاً كيف يصنع؟ سل لى يا عاصم رسول الله، فذكر قصة اللعان (2) .
قال شيخنا المِزِّى فى الأطراف: والمحفوظ فى هذا حديث سهل بن سعد عن النبى - صلى الله عليه وسلم - كما مضى (3) .
900- (عاصم بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -) (4)
أمه جميلة بنت عاصم بن ثابت بن ابى الأفلح، وقيل أخته، وقد كانت ولادته قبل وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنتين، وكانت وفاته سنة سبعين، وكان طويلاً جسيمًا شاعرًا فصيحًا خيرًا، وقد طَلَّقَ عمر أمه، فتزوجت بعده يزيد بن جارية الأنصارى، فأولدها عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، فهو أخوه لإمه، وقد حاكمت جدته لأمه عمر إلى أبى بكر فى حضانته، فحكم به أبو بكر لجدته، / وقال لعمر: شمها لطفلها أحب إليه منك.
وهو جد عمر بن عبد العزيز لأمه: أم عاصم بنت عاصم بن عمر
_________
(1) فى المخطوطة: «كان عويمر رجلاً» والتزمنا بنص المرجع.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى (باب بدء اللعان) : المجتبى: 6/139.
(3) تحفة الأشراف: 4/227.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/115؛ والإصابة: 3/56، أخرجه فى القسم الثانى من حرف العين، والاستيعاب: 3/136؛ والتاريخ الكبير: 6/477؛ وأخرجه ابن حبان فى التابعين: 5/233.(4/471)
ابن الخطاب، فمن ثم سرى الستر إلى عمر بن عبد العزيز الأشج، ولما مات عاصم كان أخوه عبد الله بن عمر تمثل بقول الشاعر وقيل إنه له:
وليت المنايا كن خلقن عاصمًا ... فعشنا جميعًا أو ذهبن بنا معًا(4/472)
5590 - حدثنا أبو سلمة الخزاعى، حدثنا بكر بن مضر، حدثنى موسى بن جبير، عن أبى أُمامة بن سهل بن حُنَيْفٍ، عن عاصم ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلق حفصة بنت عمر، ثم ارتجعها (1) .
وهذا إسناد حسن، وهو مرسل.
وقد ذكرنا فى مسند عمر بن الخطاب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طَلَّقَ حَفْصَةَ، ثم راجعها، فلعله قد سمعه من أبيه أو أخته حفصة، والله أعلم (2) .
901 - (العاص بن هشام: أبو خالد الْمَخزُومِىّ) (3)
5591 - قال ابن الأثير: روى عكرمة بن خالد، عن أبيه، أو عمه، عن جده- يعنى العاص بن هشام-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فى غزوة تبوك: «إِذَا وَقَعَ الطَّاعُونُ بِأَرْضً وَأَنْتُم بِهَا، فَلا تَخْرُجُو مِنْهَا، وَإِذَا كُنْتُم بِغَيْرِهَا، فَلا تَقْدَمُوا عليها» (4) .
_________
(1) من حديث عاصم بن عمر فى المسند: 3/478؛ وأخرجه الطبرانى فى الكبير: 17/176.
(2) يراجع مجمع الزوائد: 9/244؛ وسيأتى فى مسند عمر - رضي الله عنه -.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/111؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين: 3/124؛ العاص بن هشام بن خالد المخزومى، جد عكرمة بن خالد.
(4) أسد الغابة: 3/111؛ وقد أطال ابن حجر فى بيان اضطراب هذا الإسناد وبيان الخطأ فيه فليراجع فى الإصابة.(4/472)
902- (عَمِرُ بن أبى أُمَيَّةَ) (1)
أخو أم سلمة أم المؤمنين، من مُسْلمةِ الفتح.
5592 - إنما روى عن أخته: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبح جنبًا ومنهم من رفعه عنه، وعنه سعيد بن المسيب (2) .
903- (عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك) (3)
ابن ربيعة بن عَنْز بن وائل، وقد اختُلِفَ فى نسبه اختلافًا كثيرًا إلى عنز
ابن وائل، وهو حليف الخطاب والد عمر، وقد أسلم قبل عمر وهاجر إلى
الحبشة، ثم المدينة، وشهد بدرًا، وما بعدها، وكانت وفاته سنة ثلاثٍ وثلاثين،
وقيل بعدها (4) .
(عبد الله بن عامر عن أبيه)
5593 - حدثنا سكن بن نافع، حدثنا صالح بن أبى الأخضر، عن الزهرى: أخبرنى عبد الله بن عامر بن ربيعة: أن اباه أخبره: أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى فى السُّبْحَةِ بالليل فى السفر على ظهر راحلته/ حيث تَوَجَّهَتْ بِهِ (5) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/118؛ والإصابة: 2/248؛ والاستيعاب: 3/11؛ وقال البخارى: حديثه عن أهل المدينة، التاريخ الكبير: 6/450.
(2) الخبر أخرجه أحمد فى مسنده من طريق سعيد بن المسيد عن عامر بن أبى أمية أخى أم سلمة عن أم سلمة: 6/304.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/121؛ والإصابة: 2/249؛ والاستيعاب: 3/4؛ والطبقات الكبرى: 3/281؛ والتاريخ الكبير: 6/445؛ وثقات ابن حبان: 3/290.
(4) ذكر ابن الأثير أنه توفى سنة اثنتين وثلاثين، أسد الغابة: 3/122، وما ذكره المصنف يوافق ما ذكره ابن حبان.
(5) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/444.(4/473)
رواه البخارى من حديث مَعْمَر، وعقيل، ومسلم من حديث يونس ثلاثتهم: عن الزهرى به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى تقصير الصلاة (باب صلاة التطوع على الدواب وحيثما توجهت) . و (باب ينزل للمكتوبة) . و (باب من تطوع فى السفر فى غير دير الصلوات) : فتح البارى: 2/573، 574، 578؛ وأخرجه مسلم فى (جواز صلاة النافلة على الدابة حيث توجهت) : مسلم بشرح النووى: 2/352.(4/474)
5594 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِى، عن محمد بن زيد التيمى، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبر، فقال: «مَا هَذَا القَبْرُ» قالوا: قبر فُلانة، قال: «أَفَلا آذَنْتُمُونِى؟» قالوا: كنت نائمًا فكرهنا أنْ نُوقِظَكَ، قال: «فَلا تَفْعَلُوا وادْعُونِى لِجَنَائِزِكُم» فصف عليها فصلى (1) .
رواه ابن ماجه فى الجنائز عن يعقوب بن حميد بن كاسب، عن الدراوردى به (2) .
5595 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله ابن عامر بن ربيعة، عن أبيه، أن رجلاً من بنى فَزَارَةَ تزوج امرأة على نعلين، فأجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نِكَاحَهُ (3) .
رواه الترمذى من حديث شعبة، وابن ماجه من حديث سفيان الثورى كلاهما: عن عاصم به، وقال الترمذى: حسنٌ صحيح (4) .
_________
(1) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/444.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى (باب ما جاء فى الصلاة على الغير) ، وفى الزوائد: أصل الحديث رواه غيره، وهذا الإسناد حسن، لأن يعقوب بن حميد مختلف فيه، سنن ابن ماجه: 1/489.
(3) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/445.
(4) الخبر أخرجه الترمذى فى النكاح (باب ما جاء فى مهور النساء) : صحيح الترمذى: 3/411؛ وقال: واختلف أهل العلم فى المهر: فقال بعض أهل العلم: المهر على ما تراضوا عليه، وهو قول سفيان الثورى، والشافعى وأحمد وقال مالك بن أنس: لا يكون المهر أقل من ربع دينار، وقال بعض أهل الكوفة: لا يكون المهر أقل من عشرة دراهم، انتهى وأخرجه ابن ماجه (باب صداق النساء) : سنن ابن ماجه: 1/608.(4/474)
5596 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، وعبد الرحمن، عن سفيان، عن عاصم ابن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لا أعد، وما لا أحصى يستاك وهو صائم، وقال عبد الرحمن: ما لا أحصى يتسوك وهو صائم (1) .
رواه أبو داود، والترمذى فى كتاب الصيام من حديث سفيان الثورى. زاد أبو داود: وشريك كلاهما: عن عاصم به، وقال الترمذى: حسنٌ (2) .
5597 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة وحجاج، قال: سمعت شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، قال: سمعت عبد الله بن عامر يحدث، عن أبيه: أن رجلاً تزوج امرأةً على نعلين، قال: فأتت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: ذاك له: قال: «أَرَضِيتِ مِنْ نَفْسِكِ، وَمَالِكِ بِنَعْلَيْنِ؟» قالت: نعم.
قال [شعبة: فقلت له: كأنه أجاز ذلك؟ قال: كأنه أجاز، قال] شعبة: ثم لقيته، فقال: «أَرَضِيتِ مِنْ نَفْسِكِ وَمَالِكِ بِنَعْلَيْنِ؟» فقالت رأيت ذلك، فقال: «وَأَنَا أَرَى ذَلِكَ» (3) .
5598 - حدثنا محمد بن جعفر، خحدثنا شعبة، وحجاج، قال: حدثنى شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، قال: سمعت عبد الله بن عامر
_________
(1) من حديث عامر بن ربيعة فىالمسند: 3/445.
(2) من حديث عامر بن ربيعة فىالمسند: 3/445.
(3) المراجع السابقة.(4/475)
ابن ربيعة يحدث عن أبيه، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ صَلَّى علىَّ صَلاةً لَمْ تَزَلِ الْمَلائِكَةُ تُصَلِّى عَلَيْهِ مَا صَلَّى علىَّ، فَلْيُقِلَّ عَبْدُ مِنْ ذَلِكَ أوْ لِيُكْثِرْ» (1) .
رواه ابن ماجه من حديث شعبة (2) .
_________
(1) المصدر السابق.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الصلاة (باب الصلاة على النبى - صلى الله عليه وسلم - (؛ وفى الزوائد" إسناده ضعيف، لأن عاصم بن عبيد الله قال فيه البخارى وغيره: منكر الحديث، سنن ابن ماجه: 1/294.(4/476)
5599 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جريج، أخبرنى عاصم ابن عبيد الله: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّهَا سَتَكُونَ أُمَرَاءُ بَعْدِى يُصَلُّونَ الْصَّلاةَ لِوَقْتِهَا، وَيُؤَخِّرُونَهَا عَنْ وَقْتِهَا، فَصَلُّوهَا مَعَهُم، فَإِنَّ صَلُّوهَا لِوَقْتِهَا/ وَصَلَّيْتُمُوهَا مَعَهُم، فَلَكُم وَلَهُمْ، وَإِنْ أَخَّرُوهَا عَنْ وَقْتِهَا فَصَلَّيْتُمُوهَا مَعَهُمْ، فَلَكُمْ وَعَلَيْهِم، مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ مَاتَ مَيْتَةَ جَاهِلِيَّةَ، وَمَنْ نَكَثَ الْعَهْدَ وَمَاتَ نَاكِثًا لِلْعَهْدِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا حُجَّةَ لَهُ» (1) .
قلت: من أخبرك بهذا؟ قال: أخبرنيه عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. تفرد به وإسناده جيد قوى (2) .
5600 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عنالزهرى، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: «رأيتُ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى على [ظهر] راحلته النوافل فى كل جهة (3)
5601 - حدثنا عبد الأعلى، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن
_________
(1) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/445.
(2) هذا قول المصنف مع أن فيه عاصم بن عبيد الله الذى مرت المقالة فيه.
(3) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/445، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/476)
عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه: أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى على راحلته حيث توجهت به (1) .
_________
(1) من حديث عامر بن ربيعة فىالمسند: 3/446.(4/477)
5602 - حدثنا يحيى، حدثنا سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله ابن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَاكُ مَا لا اَعُدُّ ولا أُحْصِى، وهو صائم (1) .
5603 - حدثنا وَكِيعٌ، عن شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا صَلَّى أَحدٌ عَلَىّ صَلاة إلا صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ مَا دَامَ يُصَلِّى عَلَىَّ، فَلْيُقِلَّ عَبْدٌ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ» (2) .
5604 - حدثنا شعيب بن حرب، حدثنا سعبة، أنبأنا عاصم بن عبيد الله، سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يحدث عن أبيه- وكان بدريًا_ عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاةً» فذكره (3) .
رواه ابن ماجه من حديث شعبة (4) .
5605 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله ابن عامر بن ربيعة، عن أبيه: أن رجلاً من بنى فَزَرَاة تزوج امرأة على نَعْلَيْن، فأجازه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (5) .
5606 - حدثنا يزيد، أنبأنا المَسْعُودِىّ، عن ابى بكر بن حَفْص
_________
(1) المرجع السابق.
(2) من حديث عامر بن ربيعة فىالمسند: 3/446.
(3) من حديث عامر بن ربيعة فىالمسند: 3/446.
(4) تقدم تخريج الخبر عند ابن ماجه فى الصفحة السابقة.
(5) من حديث عامر بن ربيعة فىالمسند: 3/446.(4/477)
ابن عمر بن سعد بن ابى وَقَّاص، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه- وكان بدريًا- قال: لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعثنا فى السَّرِيَّةِ- يا بُنى- ما لنا زادٌ إلا السَّلْف (1) من التمر فيقسمه قبضة قبضة، حتى يصير إلى تمرة تمرة، فقلت: يا أبت وما عسى أن تغنى التمرة عنكم؟ قال: لا تَقُلْ ذلك با بُنَى، فبعد أن فاختلَلْنَا (2) إليها (3) . تفرد به، وإسناده جيد.
_________
(1) ما لنا زاد إلا السلف من التمر: السلف بسكون اللام: الجراب الضخم والجمع سلوف، ويروى السلف من التمر، وهو الزبيل من الخوص. النهاية: 1/175.
(2) اختللنا إليها: احتجنا إليها فطلبناها, النهاية: 1/318.
(3) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/446.(4/478)
5607 - حدثنا محمد بن بكر، أنبأنا ابن جُرَيْج، أخبرنى عاصم بن عبيد الله، أن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «سَيَكُونَ أُمَرَاءُ بَعْدِى يُصَلُّونَ الْصَّلاةَ لِوَقْتِهَا، وَيُؤَخِّرُونَهَا، فَصَلُّوا مَعَهُم/، فَإِنَّ صَلُّوهَا لِوَقْتِهَا وَصَلَّيْتُمُوهَا مَعَهُم، فَلَكُم وَلَهُمْ، وَإِنْ أَخَّرُوهَا عَنْ وَقْتِهَا، وَصَلَّيْتُمُوهَا مَعَهُمْ، فَلَكُمْ وَعَلَيْهِم، مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ مَاتَ مَيْتَةَ جَاهِلِيَّةَ، وَمَنْ نَكَثَ الْعَهْدَ فَمَاتَ نَاكِثًا لِلْعَهْدِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا حُجَّةَ لَهُ» .
قلت: من أخبرك هذا الخبر؟ قال: أخبرنى عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه عامر بن ربيعة يُخْبِرُ عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. تفرد به (1) .
5608 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّ مُتَابَعَةً بَيْنَهُمَا تَنْفِى الْفَقْرَ وَالْذَُنوبَ كَمَا يَنْفِى الكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدَ» تفرد به وإسناده حسن (2) .
_________
(1) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/446.
(2) المرجع السابق.(4/478)
5609 - حدثنا حجاج، حدثنا ليث، حدثنى عُقَيْلٌ، عن ابن شهاب، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة: أن عامر بن ربيعة قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسبح وهو على الراحلة، وَيُومِىءُ برأسه قِبَلَ أى وجه توجه، ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع ذلك فى الصلاة المكتوبة (1) .
5610 - حدثنا أبو النضر، وحسن، قالا: حدثنا شريك، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ مَاتَ وَلَيْسَتْ عَلَيْهِ طَاعَاةٌ مَاتَ مَيْتَتً جَاهِلِيَّةً، فَإن خَلَعَهَا مِنْ بَعْدِ عَقْدِهَا فِى عُنُقِهِ لَقِىَ الله، وَلَيْسَتْ لَهُ حُجَّةٌ، الا لا يَخْلُونَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ لا تَحِلُّ لَهُ، فَإِنَّ ثَالِثَهُما الشَّيْطَانُ، إلا مَحْرَمَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُو مَعَ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، مَنْ سَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ، وَسَرَّتْهُ حَسَنتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ» .
قال حسن: «بَعدَ عَقْدِهِ إيَّاهَا فى عُنُقِهِ» (2) .
5611 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شريك، عن عاصم، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال أسود: وربما ذكر شريك عن عاصم، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ والْعُمْرَةِ، فَإنَّ مُتَابَعَةً بَيْنَهُمَا تَزِيدُ فِى العُمُرِ، والرِّزْقِ، وتَنْفِيَانِ الذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِى الكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ» (3) .
5612 - حدثنا سفيان، عن عاصم، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة يحدث عن عمر يبلغ به- وقال مَرَّةَ: عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «تَابِعُوا
_________
(1) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/446.
(2) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/446.
(3) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/446.(4/479)
بَيْنَ الْحَجِّ والْعُمْرَةِ، فَإنَّ مُتَابَعَةً بَيْنَهُمَا يَنْفِيَانِ الذُّنُوبَ، وَالْفَقْرَ، كَمَا يَنْفِى الكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ» .
قال سفيان- ليس فيه أبوه-: «يّزِيدُ فِى الْعُمْرِ مائةَ مَرَّةٍ» تفرد به (1) .
_________
(1) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/447.(4/480)
5613 - حدثنا وكيع، حدثنا أبى، عن عبد الله بن عيسى، عن أمية بن هند ابن سهل بن حُنَيْف، عن عبد الله بن عامر، قال: انطلق عامر ابن ربيعة، وسهل بن حنيف يريدان الغسل، قال: فانطلقا/ يلتمسان الخمر (1) ، قال: فوضع عامر جبة كانت عليه من صوف، فنظرت إليه، فأصبته بعينى، فنزل الماء يغتسل، قال: فسمعت له فى الماء فرقعة، فأتيته فناديته ثلاثًا، فلم يجيبنى، فأتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته، قال: فجاء يمشى فخاض الماء كأنى أنظر إلى بياض ساقيه، قال: فضرب صدره بيده، ثم قال: «اللَّهُمَّ اصْرِفْ عَنْهُ حَرَّهَا وَبَرْدَهَا، وَوَصَبَهَا» قال: فقام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُم مِنْ أَخِيهِ، أَوْ مِنْ نَفْسِهِ، أَوْ مِنْ مَالِهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيُبَرِّكْ فَإِنَّ الْعِيْنَ حَقِّ» (2) .
رواه النسائى، وابن ماجه من حديث معاوية بن هشام. عن عمار ابن زريق، عن عبد الله بن عيسى به (3) .
_________
(1) الخمر: بالتحريك كل ما ستر من شجر أو بناء أو غيره. النهاية: 1/320.
(2) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/447؛ ومعنى يبرك: يدعو له بالبركة. النهاية م 75.
(3) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/229، وأخرجه ابن ماجه مختصرًا فى الطب من حديثه ومطولاً من حديث سهل بن حنيف (باب العين) : سنن ابن ماجه: 2/1159، 1160.(4/480)
5614 - حدثنا حجاج، قال: قال ابن جريج، حدثنى يحيى ابن جرجة (1) ، عن ابن شهاب، حدثنى عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: رأى عامر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى على ظهر راحلته (2) .
قد أخرجاه من حديث ابن شهاب (3) .
5615 - حدثنا يونس بن محمد، وشريج بن النعمان، قالا: حدثنا فُلَيْجٌ، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه- قال شريج: ابن ربيعة- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارةُ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الذُّنُوبِ، والْخَطَايَا، والْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إلا الْجَنَّةَ» (4) .
(حديث آخر عنه، عن أبيه)
5616 - رواه الترمذى فى الصلاة، والتفسير، وابن ماجه فى الصلاة من حديث أبى الربيع: أشعث بن سعيد السمان البصرى، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى ليلة سوداء (5) مظلمة، فنزلنا منزلاً، فجعل الرجل يأخذ الأحجار، فنعمل مسجدًا، فلما أصبحنا إذا نحن قد صلينا إلى غير القبلة، فذكرنا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزل قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} الآية. ثم قال الترمذى: هذا حديث
_________
(1) يحيى بن جُرجة: بضم الجيم الأولى وفتح الثانية وتسكين ما بينهما: عن الزهرى، وعنه ابن جريج، المشتبه: ص 264.
(2) صدر حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/447.
(3) تقدم تخريج الحديث عندهما ص 473.
(4) بقية حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/447.
(5) لفظه: «سواداء» ليس فى المصدرين، وهناك ألفاظ أخرى مختلفة لا تغير المعنى.(4/481)
حسن، وليس إسناده بذاك لا نعرفه إلا من حديث أشعث السمان، وأشعث ضعيف فى الحديث (1) .
وشيخه أيضًا ضعفه البخارى، فقال: منكر الحديث وقال ابن معين: لا يُحتج به، وقال ابن حبان: متروك (2) .
(حديث آخر عنه عن أبيه)
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى (باب ما جاء فى الرجل يصلى لغير القبلة فى الغيم) ، وفى تفسير سورة البقرة، وليس فيما بين أيدينا من صحيح الترمذى قوله/ حسن، وإنما قال: غريب إلى آخر ما نقله المصنف عنه، وأخرجه ابن ماجه (باب من يصلى لغير القبلة وهو لا يعلم) : سنن ابن ماجه: 1/326.
(2) هذا من كلام ابن كثير، ويرجع إلى أقوال العلماء فى عاصم بن عبيد اللع إلى تهذيب التهذيب: 5/46.(4/482)
5617 - قال أبو داود: حدثنا عباس بن عبد العظيم، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا شريك، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: عطس شابٌ من الأنصار خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو فى الصلاة، / فقال: الحمد لله حمدًا كثيرًا مباركًا فيه، حتى يرضى ربنا، وبعد ما يرضى من أمر الدنيا والآخرة، فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «مَنِ الْقَائِلُ الْكَلِمَةَ؟» فَسَكَت الشَّابُ، ثم قال: «مَنْ الْقَائِلُ الْكَلِمَةُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ إلا خَيْرًا؟» (1) فقال: يا رسول الله أنا قلتها لم أرد بها إلا خيرًا، قال: «مَاتَنَاهَتْ دُونَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ» (2) .
ولفظ الطبرانى: كما يحب ربنا ويرضى، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ صَاحِبُ الْكَلِمَاتِ؟» فقال الرجل: أنا، فقال: «لَقَد
_________
(1) لفظ أبى داود: لم يقل بأسًا.
(2) الخبر أخرجه أبو داود (باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء) : سنن أبى داود: 1/205.(4/482)
رَأَيْتُ اثْنَىْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهم يَكْتُبُهَا أّوَّل» (1) به.
(حديث آخر عنه، عن أبيه)
_________
(1) له شاهد من حديث رفاعة بن رافع عند أحمد والبخارى والنسائى، ومن حديث ابن مسعود وابن عمر وأبى هريرة وعبد الله بن عمرو عند الطبرانى والبزار، جامع الأحاديث: 5/310، ومجمع الزوائد: 2/123.(4/483)
5618 - قال الطبرانى: حدثنا العبَّاس بن حمدان الحنفى الأصبهانى، حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة، حدثا عبيد الله بن موسى، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمَعٍ، عن الزهرىّ، عن عبد الله ابن عامر بن ربيعة، عن أبيهن قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «يقول: إِذَا مَرَّتْ بِأَحَدِكُم جَنَزَة فَلْيَقُمْ حَتَّى تُجَاوِزَهُ، أَوْ تُوضَعْ» (1) .
(حديث آخر عنه، عن أبيه)
5619 - قال الطبرانى: حدثنا العباس بن حمدان الحنفى الأصبخانى، حدثنى محمد بن عبد الله الجَرمِىّ، حدثنا على بن حفص المدينى، حدثنا القاسم بن عبد الله العُمرِىّ، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكلُ بثلاث أصابع ويستعين بالرابعة (2) .
(حديث آخر عنه، عن أبيه)
5620 - قال الطبرانى: حدثنا إبراهيم بن هاشم الْبغَوِىّ، حدثنا عمر بن مالكٍ.
_________
(1) الخبر أخرجه البيهقى من حديثه فى الجنائز (باب القيام للجنازة) : السنن الكبرى: 4/25؛ وأخرجه الجماعة من حديثه كما فى جمع الجوامع: 1/567.
(2) الخبر أخرجه ابزار أيضًا بزيادة: «ويلعقهن إذا فرغ» ، كشف الأستار: 3/332، وقال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى باختصار، «لعقهن» وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 5/25.(4/483)
وحدثنا محمد بن حسان المازنى، حدثنا محمد بن أبى بكر المقدسى، حدثنا عمر بن على، حدثنا [على بن عبد الله] مولى آل منظور بن سَيَّار، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالبيت، فانقطع شِسْعُ نِعْلِهِ، فأخذ رجل بِشِسع نعله فذهب يشدها فى نعل النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: «هّذِهِ أَثَرَةٌ وَلا أُحِبُّ الأَثَرَةَ» (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه البزار بلفظ: «خرجت، وأخذت نعله» : كشف الأستار: 3/157؛ وقال الهيثمى: رواه البزار وفيه من لم أعرفه، مجمع الزوائد: 9/21.(4/484)
5621 - قال الطبرانى: حدثنا عبدان بن أحمد، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد، حدثنا شعيب بن بيان، حدثنا شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة: أن رجلاً أخذ نعل رجلٍ يُغِيِّبُهَا وهو يمزح، فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «لا تَرُوعُوا الْمُسْلِمَ فَإِنَّ رَوْعَةَ الْمُسْلِمِ ظُلْمٌ عَظِيمٌ» (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
5622 - قال الطبرانى: حدثنا عَبْدَانُ بن أحمد، حدثنا محمد بن بَكّار العبسى، حدثنا/ جعفر بن عون، حدثنا عبد الله بن عمر وشفيان ابن سعيد، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا ضَحِىَ مُؤْمِنٌ حَتَّى تَغْرُبُ الشَّمْسُ إلا غَرَبَتْ بِذُنُوبِهِ حتَّى تَعُودَ كَمَا هِى» (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى عن عامر بن ربيعة، جامع الأحاديث: 7/195؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى والبزار وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 6/253.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير والبيهقى من حديث عامر بن ربيعة، ورمز له السيوطى بالحسن؛ وقال الهيثمى: فيه عاصم بن عبيد الله ضعيف، فيض الغدير: 5/453.(4/484)
وفى رواية: «مَا ضَحِىَ مُؤْمِنٌ مُلَبِّيًا حتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ إلا غَرَبَتْ بِذُنُوبِهِ فَيَعُودَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» (1) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) قال البيهقى: قال عبد الله بن عمر: قلت للثورى: من أين لك عاصم؟ قال قدم علينا الكوفة زمان عبد العزيز فحدثنا، السنن الكبدى للبيهقى: 5/43.(4/485)
5623 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن داود المكى، حدثنا محمد بن سليمان ابن القاسم المكى، حدثنا القاسم بن عبد الله بن عمر، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى فى سيل مهزور يمسك الأعلى [على الأسفل] حتى يبلغ الكعبين، ثم يرسل إلى الأسفل (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
5624 - قال الطبرانى: حدثنا الحسين بن إسحاق التسترى، حدثنا محمد بن قدامة المصّيصِى، حدثنا على بن حفص المدائنى، حدثنا القاسم بن عبد الله بن عمر، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على عثمان بن مظعون، فكبر عليه أربعًا، وقام على قبره، وحَثَى فيه ثلاث حَثَيَاتٍ (2) .
_________
(1) قال أبو عبيد: مهزور: وادى قريظة، معجم البلدان: 5/234؛ والخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير، وقال الهيثمى: فيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 4/161.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه القاسم بن عبد الله العمرى وهو متروك، مجمع الزوائد: 3/35؛ وأخرجه البزار غير أنه لم يذكر الصلاة، كشف الأستار: 1/396؛ وقال الهيثمى: شيخ البزار لم أعرفه، مجمع الزوائد: 3/45، نقول: وفيه عاصم بن عبيد الله سبق تضعيفه.(4/485)
(حديث آخر عنه عنه)(4/486)
5625 - قال الطبرانى: حدثنا الحسين بن إسحاق، حدثنا يحيى الحِمَّانِى، حدثنا على بن قادِمٍ، حدثنا شريك، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر ابن ربيعة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « [قال الله تعالى:] الرَّحِمُ شِجْنَةٌ (1) ، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَتْهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَتْهُ» .
فى إسناد هذه الأحاديث ضعفًا ولكن لمتونها شواهد فى الصحاح (2) .
(حديث آخر عنه عنه)
5626 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن سعد بن يحيى الرَّقى، حدثنا أبو فَرْوَةَ: يزيد بن محمد بن سِنان الرُّهَاوى، حدثنى أبى، عن أبيه، حدثنى عمر أبو حفص، حدثنى أبو حصين: عثمان بن عاصم الأسدى، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه: أنه أهدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رواية من خمر؛ فقال له: «يَا عَامِرٌ أّمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا حُرِّمَتْ بَعْدَك؟» قال: أفلا أبيعها لليهود؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ بَائِعَهَا كَشَارِبهَا [فَأَهْرَقَهَا] » (3) .
_________
(1) الرحم شجنة: أى قرابة مشتبكة كاشتباك العروق، وأصل الشجنة بالكسر والضم شعبة فى غصن من غصون الشجرة. النهاية: 2/206.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى وأبو يعلى بنحوه، والبزار، إلا أنه لم يقل: «قال الله» وفيه عاصم بن عبيد الله، ضعفه الجمهور، وقال العجلى: لا بأس به، مجمع الزوائد: 8/150، وما بين معكوفين استكمال منه؛ كشف الأستار: 2/375.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه يزيد بن سنان الرهاوى، وهو ضعيف, مجمع الزوائد: 4/90؛ وما بين معكوفين استكمال منه.(4/486)
(عبد الله بن عمر، عن عامر بن ربيعة)(4/487)
5627 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا ابن عَوْنٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن عامر بن ربيعة، عن النبى صلى / الله عليه وسلم، قال: «إِذَا رَأَيْتَ جَنَازَةً فَقُمْ حَتَّى تُجَاوِزَكَ» . أو قال: «قِفْ حَتَّى تُجَاوِزَكَ» .
قال: فكان ابن عمر إذا رأى جنازة قام، حتى تجاوزه، وكان إذا خرج من جنازة ولَّى ظهره إلى المقابر (1) .
5628 - حدثنا يحيى عن عبد الله، أخبرنى نافع، عن ابن عمر، عن عامر بن ربيعة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ الجَنَازَةَ، وَلَمْ يَكُنْ مَاشِيًا مَعَهَا، فَلْيَقُمْ حَتَّى تُجَاوِزَهُ، أَوْ تُوضَعَ» (2) .
5629 - حدثنا عبد الرزاق، وابو بكر، قالا، حدثنا ابن جريج، قال: سمعت نافعًا يقول: كان ابن عمر كان يَأْثِرُ (3) عن عامر ابن ربيعة أنه كان يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُم الجَنَازَةَ، فَلْيَقُمْ حِينَ يَرَاهَا حَتَّى تُخَلِّفُهُ إذَا كَانَ غَيْرَ مُتَّبِعَهَا (4) .
5630 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن سالم، عن ابن عمر، عن عامر بن ربيعة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ الجَنَازَةَ، فَلْيَقُمْ حَتَّى تُخَلِّفَهُ، أَوْ تُوضَعَ» (5) .
5631 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أيوب، عن نافه، عن ابن عمر، عن عامر بن ربيعة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مثله (6) .
_________
(1) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/445.
(2) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/445.
(3) يأثر: يروى ويحكى. النهاية: 1/16.
(4) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/445.
(5) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/445.
(6) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/445.(4/487)
5632 - حدثنا إسماعيل، أبنأنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن عامر بن ربيعة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا رَأَيْتَ جَنَازَةً، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ مَاشِيًا مَعَهَا، فَقُمْ لَهَا حَتَّى تُخَلِّفَكَ، أَوْ تُوضَعَ» .
قال: فكان ابن عمر ربما تقدم الجنازة، فقعد، حتى إذا رآها قد أشرفت قام حتى توضع، وربما سَتَرَتْهُ (1) .
5633 - حدثنا سفيان عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه، عن عامر بن ربيعة يبلغ به النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: «إِذَا رَأَيْتُم الْجَنَازَةَ، فَقُومُوا لَهَا حَتَّى تُخَلِّفَكُم، أَوْ تُوضَعَ» (2) .
5634 - حدثنا يعقوب، حدثنا ابن أخى ابن شهاب، عن عمه، أخبرنى سالم ابن عبد الله: أن عبد الله بن عمر قال: أخبرنى عامر بن ربيعة- أحد بنى عدى بن كعب- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إّذَا رَأَيْتُم الجَنَازَةَ، فَقُومُو لَهَا حَتَّى تُخَلِّفَكُم» (3) .
ورواه الجماعة من طرق، عن الزهرى، عن سالم، عن أبيه، ورواه مسلم من طرق عن نافع، عن ابن عمر (4) .
_________
(1) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/445.
(2) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/446.
(3) من حديث عامر بن ربيعة فى المسند: 3/447.
(4) الخبر أخرجوه جميعًا فى الجنائز: البخارى من الطريقين فى (باب القيام للجنازة) و (باب متى يقعد إذا قام للجنازة) : فتح البارى: 3/177، 178؛ ومسلم فى (القيام للجنازة) : مسلم بشرح النووى: 2/631، 632؛ وأخرجه أبو داود فى الباب: سنن أبى داود: 3/303؛ والترمذى فى الباب، وقال: حسن صحيح، صحيح الترمذى: 3/351؛ والنسائى فى (باب الأمر بالقيام للجنازة) : المجتبى: 4/36؛ وابن ماجه فى الباب: سنن ابن ماجه: 1/492.(4/488)
(حديث آخر عن ابن عمر عن عامر بن ربيعة)(4/489)
5635 - قال النسائى فى كتاب الركاز: حدثنا عبد الله بن سعد بن إبراهيم، حدثنا عمى: يعقوب/ بن إبراهيم، عن الليث بن سعد، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن عامر بن ربيعة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «العَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، وَالمعْدنُ جُبَارٌ، وَفِى الرِّكَاز الْخَمْسْ» (1) .
قال حمزة بن محمد الكنانى: هذا الحديث خطأ أخطأ فيه يعقوب، والصواب: الزهرى، عن ابن المسيب، وأبى سلمة، عن أبى هريرة، هكذا حكاه الحافظ ابن عساكر، وشيخنا المِزىّ فى الأطراف (2) .
904- (عامر بن أبي ربيعة) (3)
5636 - روى أبو موسى من طريق يزيد بن أبى زياد، عن عبد الرحمن بن سَابِطٍ، عن عامر بن أبى ربيعة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَظَّمُوا هَذِهِ الحُرمةَ، فَإِذَا ضَيَّعُوهَا- أَوْ قال تَرَكُوهَا- هَلَكُوا» (4) .
905- (عامر بن شَهْرٍ: ابو الكَنُودِ، أو أبو شهر) (5)
سكن الكوفة، وقد كان عاملاً على اليمن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان أحد الثلاثة الذين قاموا على الأسود العنسى الكذاب، حتى قتلوه هو
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/230؛ ويراجع جامع الأحاديث: 4/595.
(2) تحفة الأشراف: 4/230.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/123، الإصابة: 2/248.
(4) المرجعان السابقان.
(5) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/126؛ والإصابة: 2/251؛ والاستيعاب: 3/13؛ والطبقات الكبرى: 6/17؛ والتاريخ الكبير: 6/445؛ وثقات ابن حبان: 3/193.(4/489)
وفيروز الدَّيْلَمِى، ودَاذَوَيْهِ كما بسطناه فى السيرة، وكان أصله من همدان، من بطن يقال لهم بنو ناعطٍ، أو بنو البَكِيل.(4/490)
5637 - حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو سعيد- يعنى المؤذن: محمد بن مسلم ابن أبى الوضاح-. حدثنا إسماعيل بن أبى خالد، والمجالد بن سعيد، عن عامر الشعبى، عن عامر بن شهر، قال: سمعت كلمتين: من النبى - صلى الله عليه وسلم - كلمة، ومن النجاشى أخرى.
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «انْظُرُوا قُرَيْشًا، فخذوا مِنْ قَوْلِهِمْ، وّذَرُوا فِعْلَهُم» .
وكنت عند النجاشى جالسًا، فجاء ابنه من الكُتَّاب، فقرأ له آية من الإنجيل، فعرفتها، أو فقهتها، فضحكت، فقال: مم تضحك؟ أمن كتاب الله؟ فوا الله إن مما أنزل الله على عيسى بن مريم أن اللعنة تكون فى الأرض إذا كان أمراؤها الصبيان (1) .
5638 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن عيينة، عن مُجَالد، عن الشعبى، حدثنا عامر بن شهر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «خُذُوا مِنْ قَوْلِ قُرِيْشٍ، وَدَعُوا فِعْلَهُم» (2) .
5639 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شَرِيكٌ، عن إسماعيل، عن عطاء، عن عامر بن شهر، / قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «خُذُوا بِقَوْل قُرَيْشٍ، وَدَعُوا فِعْلَهُم» .
وروى أبو داود فى الخَرَاج أوله عن هناد بن [السَّرَى عن] أبى
_________
(1) من حديث عامر بن شهر فى المسند: 3/428.
(2) من حديث عامر بن شهر فى المسند: 3/260.(4/490)
أسامة عن مُجالد به (1) ، وروى قصة النجاشى فى كتاب السنة، عن إسماعيل بن عمر، عن إبراهيم بن موسى، عن ابن أبى زائدة، عن مُجالد به (2) ، قال: ولم يذكر هذا الثانى أبو القاسم، وهو فى الرواية.
قلت: قد انتظمها الإمام أحمد كما رأيت فى سياقٍ واحد.
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود (باب ما جاء فى حكم أرض اليمن) ، وما بين معكوفين استكمال منه، سنن أبى داود: 3/164.
(2) هذا القائل هو الحافظ المزى؛ يراجع تحفة الأشراف: 4/231.(4/491)
5640 - ورواه الحافظ أبو يعلى فى مسنده فأحسن سياقه جدًا، فقال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهرى، حدثنا أبو أسامة، عن مجالد، عن الشعبى، عن عامر بن شهر، قال: كانت همدان قد تحصنت فى جبل يقال له: الخَفْلُ (1) من الْحَبَشِ، قد منعهم الله به، حتى جاء أهل فارس، فلم يزالوا محاربين، حتى هم القوم الحرب، وطال عليهم الأمر، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت لى همدان: يا عامر بن شهر إنك كنت نديمًا للملوك مذ كنتَ. فهل أنت آتٍ هذا الرجل ومُرتَادٌ لنا؟ فإن رضيت لنا شيئًا فعلناه، وإن كرهت شيئًا كرهناه، فقلت: نعم.
وقدمت على النبى - صلى الله عليه وسلم -، فجلست عنده، فجاء رهطٌ، فقالوا: يا رسول الله أوصنا، فقال: «أُوصِيكُم بِتَقْوَى الله، وَأَنْ تَسْمَعُوا مِنْ قَوْلِ قُرَيْش، وَتَدَعُوا فِعْلَهُم» ، قال: فاجتذأت بذلك والله من مسألته، ورضيت أمره، ثم بدا لى أن أرجع إلى قومى، فرجعت، حتى أمر على النجاشى- وكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - صديقًا- فبينما أنا عنده جالس إذ مرَّ ابن له صغير، فاستقرأ لوحًا معه، فقرأه الغلام، فضحكت، فقال
_________
(1) الحقل: مخلاف باليمن، ويقال له حقل جهران، وقال ابن الحائك: الحقل من بلاد خولان من نواحى صعدة. معجم البلادان: 2/278.(4/491)
النجاشى: مم ضحكت؟ فوا الله لهكذا أنزل على لسان عيسى بن مريم: إن اللعنة تنزل على الأرض إذا كان أُمَرَاؤُها صبيانًا» .
قال: فرجعت، وقد سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا من النجاشى.
قال: وأسلم قومى، ونزلوا إلى السهل، وكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الكتاب إلى عمير ذى مرّان، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مالك بن مُرَارَةَ الرُّهاوى إلى اليمن جميعًا، وأسلم على ذى خَيْوَان (1) ، فقيل: إلى انطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخذ منه الأمان على أهلك، ومالك، فذكر تمام الحديث كما تقدم فى قصة ذى خيوان (2) .
* (عامر بن عبد الله بن الجَرَّاح أبو عُبَيْدة يأتى فى الكُنَى) /
* (عامر بن عمرو المُزَنِىّ هو عامر المُزَنِىّ يأتى قريبًا) (3) .
_________
(1) خيوان: أميرها وخيوان: مخلاف باليمن ومدينة بها، قال أبو يعلى الفارسى: خيوان فيعال منسوب إلى قبيلة من اليمن، وقال ابن الكلبى: كان يعوق الصنم بقرية يقال لها خيوان من صنعاء على ليلتين مما يلى مكة، معجم البلدان: 2/415.
(2) الخبر أخرجه الثلاثة: ابن منده، وأبو نعيم وابن عبد البر كما فى أسد الغابة: 3/126؛ وروى بعضه فى ذى خيوان: 2/173؛ كما أورده ابن حجر فى الإصابة مختصرًا: 2/251.
(3) يأتى فى ص 496 من هذا الجزء.(4/492)
906- (عامر بن عُمَيْر النُّمَيْرِى) (1)
شهد حجة الوداع، ونزل الكوفة.
5641 - قال ابن الأثير: روى ثابت الُبُنَانِىّ، عن أبى يزيد المَدَنِىّ، عن عامر ابن عمير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنِّى وَجَدْتُ رَبِّى مَاجِدًا، أَعْطَانِى سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، مَعَ كُلِّ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/135؛ والإصابة: 2/255.(4/492)
وَاحِدٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، فقلت: إِنَّ أُمَّتِى لا تَبْلُغُ هّذَا، فقال: أُكْمِلُهُم مِنَ الأَعْرَابِ» .(4/493)
5642 - قال: وروى موسى بن أَكْتَلَ، عن عمير النميرى، عن عمه عامر ابن عمير- وكان قد شهد حجة الوداع-: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فى مرضه: «الصَّلاةَ الصَّلاةَ» (1) .
907- (عامر بن لُدَيْنٍ) (2)
5643 - ذكره ابن شاهين فى الصحابة، وروى بسنده إلى أسد ابن موسى، عن معاوية بن صالح، عن أبى بشر: مؤذن [دمشق] ، عن عامر بن لدين" سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّ الجُمُعَةَ يَوْمُ عِيدِكُم، فَلاَ تَجْعَلُوا يَوْمَ عِيدِكُم يَوْمَ صَوْمِكُم، إلا أَنْ تَصُومُوا قَبْلَهُ، أَوْ بَعْدَهُ» .
والصواب: عامر بم لدين، عن أبى هريرة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - (3) .
908- (عامر بن قَيْسٍ) (4)
أبو بُرْدَةَ الأشعرىّ أخو أبى موسى عبد الله بن قيس الأشعرىّ، قال مُسلم: له صحبةٌ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ فَنَاءَ أُمَّتِى قَتْلاً فِى سَبِيلك بِالطَّعْنِ، وَالْطَّاعُونِ» .
5644 - رواه أبو نعيم، عن سهل بن عبد الله أبى الحسن التسترى، عن الحسين بن إدريس، عن بن أبى الشَّوَارِبِ، عن عبد
_________
(1) المرجعان السابقان.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/138؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من حرف العين، الإصابة: 3/126.
(3) المرجعان السابقان.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/137؛ والإصابة: 2/256؛ والاستيعاب: 3/11؛ وقد ورد فى غير ترتيبه، ولعله من سهو النسّاخ.(4/493)
الواحد بن زياد، عن عاصم، عن كُرَيْب بن الحارث بن أبى موسى، عنه فذكره (1) .
_________
(1) الخبر أورده البارودى عن أسامة بن شريك عن أبى موسى الأشعرى، الجامع الكبير للسيوطى: 1/360؛ وأخرجه أحمد والطبرانى فى الكبير من حديث أبى بردة الأشعرى. فيض القدير: 2/111.(4/494)
909- (عامر بن لَقِيطٍ العامرى) (1)
5645 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن عمرو القَطُرانى، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا يعلى بن الأَشْدق، حدثنى عامر بن لقيط قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُبشره بإسلام قومى، وطاعتهم، فقال: «أَنْتَ الوَفِدُ المَيْمُونُ بَارَك الله فِيكَ، وَمَسَح نَاصِيَتِى، ثم صَافَحَنِى.
قال أبو موسى: روواه غير/ القطرانى عن هاشم، عن يعلى، عن عاصم (2) .
910- (عامر بنُ لَيْلَى) (3)
من بنى ضَمْرَةَ بن غِفَارٍ.
5646 - أورد له العباس بن عقدة، من طريق عبد الله بن سنان، عن أبى الطُّفَيل، عن أبى أسيد، وعامر بن ليلى، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - حديث غدير خم بطوله، وفيه: «مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ، فَعَلِىٌ مَوْلاهُ» الحديث، ثم ترجم لآخر سماه عامر بن ليلى الغفارى، وروى عنه حديث الغدير أيضًا.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/138؛ والإصابة: 2/257.
(2) المرجعان السابقان، وقال ابن حجر: يعلى متروك، وحديث لقيط بن صبرة يشبه هذا، ولكنه معروف من رواية غير يعلى عن عاصم بن لقيط، كما فى الإصابة.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/139؛ والإصابة: 2/257.(4/494)
قال أبو موسى وابن الأثير هو الأول، وصدقَا، والحديث الأول منكر من هذا الوجه (1) .
_________
(1) المرجعان السابقان؛ وقال ابن حجر عن الخبر الأول: غريب جدًا إلا أنه قال- بعد أن أورد كلام بن الأثير: اختلاف المخرج يرجح التعدد.(4/495)
911- (عامر بن مسعود بن أمية بن خلف الجُمَحِىّ) (1)
قال مصعب (2) : هو صحابى، وقال أحمد بن حنبل: أرى له صحبة، وقال ابن معين، والترمذى (3) : لا صحبة له.
5647 - حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبى إسحاق، عن نمير ابن عُرِيْب، عن عامر بن مسعود الجمحى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الصَّوْمُ فِى الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ» (4) .
وهكذا رواه الترمذى عن بُنْدَار، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان الثورى به، ثم قال: وهذا مرسل، عامر بن مسعود لم يُدْرِكِ النبى - صلى الله عليه وسلم - (5) .
قال الحافظ ابن عساكر: وممن رواه عن أبى إسحاق كذلك إسرائيل وأبو الأحوص، وغيرهم (6) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/143؛ والإصابة: 2/260؛ والاستيعاب: 3/12؛ وقال البخارى روى عنه نمير وعبد العزيز بن رفيع، منقطع، التاريخ الكبير: 6/450.
(2) هو مصعب الزبيرى كما فى أسد الغابة.
(3) تراجع الإصابة.
(4) من حديث عامر بن مسعود الجمحى فى المسند: 4/335.
(5) الخبر أخرجه الترمذى فى الصوم (باب ما جاء فى الصوم فى الشتاء) : صحيح الترمذى: 3/153.
(6) لعله: قال الحافظ وابن عساكر: يراجع تحفة الأشراف: 4/233.(4/495)
* (عامر بن واثِلَةَ أبو الطُّفيل يأتى فى الكُنى إن شاء الله)(4/496)
912- (عامر الفُقَيْمِىّ: والد عُرْوَةَ) (1) .
5648 - قال غَاضِرَةُ بن عروة (2) ، عن أبيه، قال: قدمت المدينة فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: «إِنَّ دِينَ الله فِى الْيُسْرِ» (3) .
913- (عامر المُزَنِىّ - رضي الله عنه - (
وسماه ابن الأثير عامر المزنىّ (4)
5649 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا هلال بن عامر المزنى، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس بمِنَى على بغلة، وعليه بُردٌ أحمر، قال: رجل من أهل بدر/ بين يديه يعبر عنه، قال: فجئت حتى أدخلت يدى بين قدمه وشراكه، قال: فجعلت أعجب من بردها (5) .
5650 - حدثنا محمد بن عُبيد، حدثنا شَيْخٌ من بنى فزارة، عن هلال بن عامر المزنى، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس على بغلة شهباء، وعلى يعبر عنه (6) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/136؛ والإصابة: 2/261.
(2) مصدر الترجمة
(3) فى المخطوطة: «عامر» ، والتصويب من أسد الغابة؛ وفى الميزان غاضرة بن عروة: بصرى حدث عنه عاصم بن هلال، قال ابن المدينى: مجهول، الميزان: 3/230.
(4) العبارة مضطربة كما اضطربت أقوال الأئمة فى صاحبها، فعند ابن الأثير: عامر المزنى أبو هلال/ ثم قال: والصواب: هلال بن عامر عن رافع بن عمرو، أسد الغابة: 3/143؛ وفى الإصابة: عامر بن عمرو المزنى والد هلال ثم أورد روايات تؤكد الاضطراب فى اسم صاحبها، وقال: هو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو عائذ بن عمرو، كذلك أخرجه النسائى وأحمد وغيرواحد؛ الإصابة: 2/255؛ وأكد كلام ابن الأثير فى الاستيعاب: 3/12.
(5) من حديث عامر المزنى فى المسند: 3/477.
(6) من حديث عامر المزنى فى المسند: 3/477.(4/496)
ورواه (1) مروان بن معاوية عن هلال بن عامر، عن رافع بن عمرو كما تقدم.
قال شيخُنَا: والصواب الأول (2) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) نرجح أن العطف على عبارة سقطت من النساخ، وهى: «رواه أبو داود عن مسدد عن أبى معاوية عن هلال بن عامر عن أبيه به» وهذا الطريق هو الذى عناه الحافظ المزى بقوله: والصواب الأول، فقد أورد روايات من الخبر منها رواية أحمد بن حنبل. ثم قال هذه العبارة.
وقد أخرج أبو داود أخبارًا فى كتاب اللباس (باب فى الحمرة) ، ثم أخرج خبرين فى (باب فى الرخصة من ذلك) ، ثانيهما خبر هلال بن عامر عن أبيه، سنن أبى داود: 4/54.
(2) تحفة الأشراف: 4/235.(4/497)
5651 - قال ابن الأثير فى [أسد] الغابة: حدثنا أبو القاسم الأنماطى، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدثنا محمد بن صاعد، حدثنا محمد ابن عثمان بن أبى صفوان الثقفى، حدثنا أمية بن خالد، حدثنا شعبة، عن بسطام بن مسلم، عن عبد الله بن خليفة الغبرى، عن عامر بن عمرو: أن رجلاً أتى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فسأله، فأعطاه، فلما وضع رجله على أسْكُفَّة (1) الباب، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا فِى الْمَسْأَلَةِ مَا مَشَى أَحَدٌ إلَى أَحَدٍ يَسْأَلَهُ شَيْئًا» (2) .
914- (عامر الرّام: هو عامر الخُضْرىّ) (3)
وكان من أرمى العرب
5652 - قال أبو داود: حدثنا عبد الله بن محمد النُّفَيْلِىّ، حدثنا محمد بن سلمة، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنى رجلٌ من أهل الشام
_________
(1) أسكفة الباب: بضم الهمزة: عتبته العليا، المصباح.
(2) أسد الغابة من ترجمة عامر بن عمرو المزنى.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/121؛ قال: والخضر قبيلة من قيس عيلان؛ والإصابة: 2/261؛ والاستيعاب: 3/7؛ والتاريخ الكبير: 6/446.(4/497)
يقال له: ابو منظور، عن عمه (1) ، حدثنى عمى، عن عامر الرام أخى الخضر، قال: إنى لببلادنا إذ رفعت لنا رايات، وألوية، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: [هذا لواء] رسول الله، فأتيته، وهو تحت شجرة، وقد بسط له كساء وهو جالس عليه، وقد اجتمع إليه أصحابه (2) ،
فجلست إليهم، فذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأسقام، فقال: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إذَا أَصَابَهُ السَّقَم ثُمَّ أَعْفَاهُ الله تَعَالَى مِنْهُ كَانَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ، وَمَوْعِظَةً لَهُ فِيمَا يَسْتَقْبِلُ، وإِنُّ الْمُنَافِقَ إذَا مَرِضَ، ثُمَّ أُعْفِىَ كَانَ كَالْبَعير عَقَلَهُ أَهْلُهُ ثُمَّ أَرْسَلُوهُ، فَلَمْ يَدْرِ فِيمَ عَقَلُوهُ؟ ولم يَدْرِ فِيمَا أَرْسَلُوهُ» .
فقال رجلٌ ممن حوله: يا رسول الله، وما الأسقام، والله ما مرضت قط، فقال: «فَقُمْ عَنَّا فَلَسْتَ مِنَّا» ، فبينما نحن عنده إذ أقبل رجلٌ عليه كساء وفى يده شىءٌ، قد التف عليه، فقال: يا رسول الله إنى لما رأيتك أقبلت [إليك] فمَرَرْتُ بغيضة شجر، فسمعت فيها أصوات فراخ طائر فأخذتهن، فوضعتهن فى كسائى، فجاءت أمهن، فاستدارت على رأسى. / فكشفت لها عنهن، فوقعت عليهن معهن، فَلَفَفْتُهُنَّ بكسائى، فهن أولاء معى، فقال: «ضَعْهُنَّ عَنْكَ» ، فوضعتهن، وأبت أمهن إلا لزومهن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: «ألا تَعْجَبُونَ لِرَحِمِ أمِّ الأَفْرَاخِ فِرَاخَهَا؟» قالوا: نعم يا رسول الله، قال: «وّالَّذِى بَعَثَنِى بِالْحَقِّ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ أُمِّ الأَفْرَاخِ بِفِرَاخِهَا» ، ثم قال: «ارْجعْ بِهِنَّ حَتَّى تّضَعَهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُنَّ، وَأُمُّهُنَّ مَعَهُنَّ» فرجه بهن (3) .
_________
(1) فى المخطوطة: «عن عمر حدثنى عمر» ، والتصويب من المرجع.
(2) () فى المخطوطة: «أصحابنا» ، والتصويب من المرجع.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى أول كتاب الجنائز (باب الأمراض المكفرة للذنوب) سنن أبو داود: 3/182، وما بين معكوفات استكمال منه.(4/498)
ثم قال أبو داود: ورواه: الشاذكونى؛ فقال: عن عمه مرة واحدة (1) .
قال شَيْخُنا فى أطرافه: ورواه محمد بن حميد الرازى، عن سلمة (2) ابن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن أبى منظور، عن عمه، عن عامر الرامى (3) .
(مَنِ اسمُهُ عَائِذَ)
_________
(1) لم ترد هذه العبارة فيما لدى من سنن أبى داود: 3/182؛ كما لم ترد فى مختصر السنن للمنذرى: 4/273.
(2) فى المخطوطة: «مسلم بن الفضل» ، والتصويب من المرجع ومن مختصر السنن للمنذرى: 4/237.
(3) تحفة الأشراف: 4/237.(4/499)
915- (عائذ بن سعيد) (1)
ابن زيد بن جُنْدَب بن جابر بن زيد بن عبد الحارث بن بغيض الجسرى، حى من عنزة بن ربيعة، له وفادةٌ على النبى - صلى الله عليه وسلم -، وقتل مع على بصفين، سنة سبع وثلاثين.
5653 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن أبان الأصبهانى، حدثنا محمد بن عبادة الواسطى، حدثنا محمد بن يعقوب الزهرى، حدثنا عبد الله بن إبراهيم القرشى، عن أبى بكر بن النضر، عن أم البنين بن شراحيل العبدية، عن عائذ بن سعيد الجَسْرى، قال: وفدنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله - بأبى أنت- امسح على وجهى، وادع لى بالبركة، ففعل.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/146؛ والإصابة: 2/262؛ والاستيعاب: 3/152.(4/499)
قالت أم البنين- وهى امرأته-: ما رأيته قام من نوم قط إلا وكأن وجهه مدهن، وإن كان لَيَجْتَزِىء بالتمرات» (1) .
قال أبو نعيم: وقال بعض المتأخرين: عن أم اليسر، وهو ضعيف.
_________
(1) أخرجه الطبرانى فى المجمع الكبير: 18/21 مع اختلاف فى بعض ألفاظه بما لا يغير المعنى، وقال الهيثمى: فيه يعقوب بن محمد الزهرى، ضعفه الجمهور. وقد وثق، وفيه من لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 9/412.(4/500)
916- (عائذ بن عمرو بن هلال) (1)
ابن عبيد بن يزيد بن رواحة المزنى: أبو هُبَيْرَةَ البصرى، أخو رافع بن عمرو. شهد عائذ بيعة الرضوان تحت الشجرة، وتوفى أيام يزيد ابن معاوية، وأوصى أن يصلى عليه أبو بَرْزَة الأسلمى لئلا يصلى عليه عبد الله بن زياد، حديثه فى ثانى البصريين.
5654 - حدثنا عبد الرحمن بم مهدى، حدثنا جرير بن حازم، سمعت الحسن يقول.
ويزيد بن هارون: أنبأنا جرير بن حازم، حدثنا الحسن، قال: دخل عائذ بن عمرو- قال يزيد: وكان من صالحى أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - على عبيد بن زياد، فقال: إنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / يقول: «شَرُّ الرِّعَاء الحُطَمَةُ» (2) .
قال عبد الرحمن: فأظنه قال: فإياك أن تكون منهم، ولم يشك
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/147؛ والإصابة: 2/262؛ والاستيعاب: 3/152؛ والطبقات الكبرى: 7/20؛ والتاريخ الكبير: 7/58؛ وثقات ابن حبان: 3/313.
(2) شر الرعاء الحطمة: هو العنيف برعاية الإبل: فى السوق والأيراد والإصدار، ويلقى بعضها على بعض، ويعسفها ضربه، يضرب مثلاً لوالى السوء. النهاية: 1/237.(4/500)
يزيد، فقال: اجلس، فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد، قال: وهل كانت لهم، أو فيهم نخالة، إنما النخالة بعدهم، وفى غيرهم (1) .
رواه مسلم فى المناقب، عن شيبان بن فروخ، عن جرير (2) .
_________
(1) من حديث عائذ بن عمرو فى المسند: 5/64.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى الإمارة (باب فضيلة الأمير العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية) : مسلم بشرح النووى: 4/494.(4/501)
5655 - حدثنا روح، حدثنا بسطام بن مسلم، قال: سمعت خليفة ابن عبد الله الغُبَرىّ (1) يقول: سمعت عائذ بن عمرو المزنى، قال: بينا نحن مع نبينا - صلى الله عليه وسلم - إذا أعرابى قد ألح عليه فى المسألة، يقول: يا رسول الله أطعمنى، يا رسول الله أعطينى، قال: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل المنزل، وأخذ بعِضَادَتى (2) الحجرة، وأقبل علينا بوجهه وقال: «وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمْ فِى الْمَسْأَلَةِ، مَا سَأَلَ رَجُلٌ رَجُلاً، وَهُوَ يَجِدُ لَيْلَة تُبَيِّتُه، فَأَمَرَ لَهُ بِطَعَامٍ» (3) .
وقد رواه النسائى فى الزكاة عن محمد بن عثمان بن أبى صفوان عن أمية بن خالد، عن شعبة، عن بسطام بن مسلم، عن عبد الله بن خليفة، عن عائذ بن عمرو، فذكره (4) .
5656 - حدثنا مُهَنَّأَ بن عبد الحميد: أبو شبل، وحسن- يعنى ابن موسى- قالا: حدثنا حماد بن سلمة- المَعْنَى- عن ثابت، عن
_________
(1) هنا وفى تهذيب التهذيب: 3/161: العنبرى؛ وفى التاريخ الكبير: 3/193: خليفة بن عبد الله الغبرى سمع عائذ بن عمرو، قاله روح، حدثنا بسطام بن مسلم، وما عند البخارى أدق.
(2) عضادتا الباب: الخشبتان المتصديتان عن يمين الداخل منه وشماله، اللسان: 5/2984.
(3) من حديث عائذ بن عمرو فى المسند: 5/65.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى (باب فى المسألة) : المجتبى: 5/70.(4/501)
معاوية بن قُرَّةَ، عن عائذ بن عمرو: أن سلمان، وصُهَيْبًا، وبلالاً كانوا قُعُودًا فى أناس، فمر بهم أبو سفيان بن حرب، فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها بعد، فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش، وسيدها، فأخبر بذلك النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «يَا أَبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُم، فَلَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ عَزّ وجلّ» . فرجع إليهم، فقال: أى إخوتنا لعلكم غضبتم؟ فقالوا: لا يا أبا بكر يغفر الله لك (1) .
_________
(1) من حديث عائذ بن عمرو فى المسند: 5/64.(4/502)
5657 - حدثنا عفان، حدثنا حماد، أنبأنا ثابت، عن معاوية بن قرة، عن عائذ بن عمرو: أن صهيبًا، وسلمان وبلال كانوا قعودًا، فذكر نحوه، إلا أنه قال: فأتى النيى - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره بذلك [فقال:] يَا أَبَا بَكْرٍ (1) .
5658 - حدثنا عبد الله، [حدثنا أبى، حدثنا] (2) هَدِيَّةُ، حدثنا حماد بن سلمة مثله بإسناده (3) . رواه مسلم، والنسائى من حديث حماد ابن سلمة به (4) .
5659 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبى شِمْرٍ الضُّبَعِىّ، سمعت عائذ بن عمرو ينهى عن الدُّبَّاء والحَنْتَمِ، والمُزَقَّتِ،
_________
(1) من حديث عائذ بن عمرو فى المسند: 5/65.
(2) فى المخطوطة: «حدثنا عبد الله بن هدبة» ، خلافًا للمسند؛ ويراجع تهذيب التهذيب: 11/25 فى هدبة بن عبد الوهاب.
(3) من حديث عائذ بن عمرو فى المسند: 5/65.
(4) الخبر أخرجه مسلم فى الفضائل (من فضائل سلمان وبلال وصهيب رضى الله عنهم) :
مسلم بشرح النووى: 5/373؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف:
4/237.(4/502)
والنَّقِير، فقلتُ له: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: نعم (1) . /
_________
(1) من حديث عائذ بن عمرو فى المسند: 5/64.(4/503)
5660 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، سمعت أبا شمر الضبعى، سمعت عائذ بن عمرو، قلت (1) ليحيى بن سعيد المزنى، قال: نعم إن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الحنتم، والدباء والنقير، والمزفت. تفرد به ولم يخرجوه (2) .
5661 - حدثنا محمد بن أبى عدى، عن سليمان- يعنى التيمى- عن شيخ فى مجلس أبى عثمان، عن عائذ بن عمرو، قال: كان فى الماء قلة، فتوضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فى قدح، أو جفنة، فنصحنا به، قال: والسعيد فى أنفسنا من أصابه،
ولانراه إلا قد اصاب القوم كلهم، قال: ثم صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الضحى (3) .
5662 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبو الأشهب، حدثنا عامر الأحول، عن شيخ له، عن عائذ بن عمرو، قال: - أَحْسِبُهُ رَفَعَهُ-، قال: «مَنْ عَرَضَ لَهُ شَىءٌ مِنْ هَذَا الرِّزْقِ، فَلْيُوسِّعْ بِهِ فِى رِزْقِهِ، فَإِنْ كَانَ عَنْهُ غَنِياً، فَلْيُوَجِّهْهُ إِلَىَ مَنْ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنْهُ» (4) .
5663 - حدثنا يونس، وعبد الصمد، قالا: حدثنا أبو الأشهب، حدثنا عامر الأحول، - قال عبد الصمد: شيخٌ له-، عن عائذ بن عمرو، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال عبد الصمد: أَحْسِبُهُ رَفَعَهُ-
_________
(1) القائل هو الإمام أحمد، وفى المسند: قال أبو عبد الرحمن، يعنى عبد الله بن أحمد- قال أبى: قلت ليحيى، المسند: 5/65.
(2) من حديث عائذ بن عمرو فى المسند: 5/65.
(3) من حديث عائذ بن عمرو فى المسند: 5/64.
(4) من حديث عائذ بن عمرو فى المسند: 5/65.(4/503)
قال: «مَنْ عَرَضَ لَهُ شَىْءٌ مِنْ هّذَا الرِّزْقِ- قال يونس: «مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلا إِشْرَافٍ- فَلْيُوَسِّعْ بِهِ فِى رِزْقِهِ، فَإِنْ كَانَ عَنْهُ غَنِيًّا فَلْيُوَجِّهْهُ إلَى مَنْ هُوَ أَحْوَجُ إّلَيْهِ مِنْهُ» (1) .
_________
(1) من حديث عائذ بن عمرو فى المسند: 5/65.(4/504)
5664 - حدثنا حسن بن موسى. حدثنا أبو الأشهب، عن عامر الأحول، قال: قال عائذ بن عمرو، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «مَنْ عَرَضَ لَهُ شَىءٌ مِنْ هّذا الرِّزْقِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ، ولا إشْرَافٍ، فَلْيُوَسِّعْ بِهِ فِى رِزْقِهِ، فَإنْ كَانَ غَنِيًّ فَلْيُوَجِّهْهُ إلَى مَنْ هُوَ أَحْوَجَ إلَيْهِ مِنْهُ» (1) .
5665 - حدثنا وكيعٌ، حدثنى أبو الأشهب، [عن عامر الأحول، عن عائذ ابن عمرو، قال أبو الأشهب:] أراه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَتَاهُ اللهُ رِزْقًا مِنْ مَسْأَلَةٍ، فَلْيَقْبَلْهُ» .
قال عبد الله: سألت أبى ما الإشراف؟ قال: تقول فى نفسك سيبعث إلىّ فلانٌ، سيصلنى فلانٌ، تفرد به، وإسناده جيدٌ أثر عنه (2) .
5666 - قال البخارى فى المغازى: حدثنا محمد بن حاتم بن بزيغ، حدثنا الأسود بن عامر شاذان، عن شعبة، عن أبى جمرة الضبعى، قال: سألت عائذ بن عمرو- وكان من أصحاب الشجرة-: هل ينقض الوتر؟ قال: إذا أوترت من أوله، فلا توتر من آخره.
هكذا رواه موقوفًا عليه - رضي الله عنه -، وهى مسألة خلاف قد بسطناه فى الأحكام، ولله الحمد والمنة (3) . /
_________
(1) من حديث عائذ بن عمرو فى المسند: 5/65.
(2) من حديث عائذ بن عمرو فى المسند: 5/65، وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) أخرجه البخارى فى (باب غزوة الحديبية) : فتح البارى: 7/451، وقال ابن حجر فى التعليق عليه: وهذه المسألة اختلف فيها السلف، فكان ابن عمر ممن يرى نقض الوتر، والصحيح عند الشافعية أنه لا ينقض كما فى حديث الباب، وهو قول المالكية.(4/504)
917- (عائذ بن قُرطٍ) (1)
5667 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا الهيثم بن خارجة، حدثنا محمد بن حمير، عن عمرو بن قيس السكونى، سمعت عائذ بن قرطٍ يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَلَّى صَلاةً لا يُتِمُّهَا زِيدَ عَلَيْهَا مِنْ سُبُحَاتِهِ حَتَّى تَتِمّ» (2) .
مَن اسْمُهُ عَبَّاد
918- (عباد بن أخضر، أو أحمر) (3)
5668 - قال الطبرانى: ابو حصين القاضى، حدثنا يحيى الحمانى، حدثنا شريك، عن جابر، عن مغول الزبيدى، عن عباد بن أخضر، أو أحمر: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أخذا مضجعه قرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} حتى يختمها (4) .
919- (عباد بن بشر بن وقش الأنصارى) (5)
ابو بشر، وابو الربيع الأشهلى، أسلم قبل الهجرة على يدى مصعب بن
عمير قبل سعد بن معاذ، وأسيد بن حُضَير، وشهد بدرًا وما
_________
(1) عائذ بن قرط السكونى، له ترجمة فى أسد الغابة: 3/148؛ وفى الإصابة: 2/262، وقال: يقال الثمالى، والاستيعاب: 3/152؛ والتاريخ الكبير: 7/59، وقال: عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. اراه سمع منه.
(2) أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 18/22؛ وقال الهيثمى: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 1/291.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/149؛ والإصابة: 2/263؛ والاستيعاب: 2/457.
(4) أخرجه أبو نعيم وأبو عمر وأبو موسى كما فى أسد الغابة: 3/149؛ وأخرجه البغوى والطبرانى, الإصابة: 2/263، وفيه جابر الجعفى وتكرر الكلام عليه.
(5) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/150؛ والإصابة: 2/263؛ والاستيعاب: 2/452؛ والطبقات الكبرى: 3/16.(4/505)
بعدها، وكان فيمن
قتل كعب بن الأشرف، ولما خرج هو وأسيد بن حضير فى تلك الليلة المظلمة
من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أضاءت لهما عُصَيَّتُهُما (1) ، وقالت عائشة، قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمّ اغْفِرْ لَهُ» (2) .
وشهد يوم اليمامة وأبلى بلاءً حَسَنًا، وقتل شهيدًا عن خمس واربعين سنة (رحمه الله ورضى عنه-.)
_________
(1) فى أسد الغابة: أضاءت عصا أحدهما: 3/151.
(2) المرجع السابق، مع اختلاف فى لفظه.(4/506)
920- (عباد بن بِشْرٍ بن قَيْظِىّ) (1)
5669 - قال الطبرانى: حدثنا بن غبراهيم بن حمزة، حدثنا أبى، حدثنا إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن سلمة الحارثى، عن أبيه، عن جدته: أم أبيه نُوَيْله بن أسلم (2) - وهى من المبايعات، قالت: إنا لبمقامنا نصلى فى بنى حارثة فقال عباد بن بشر ابن قيظى: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد استقبل البيت الحرام، أو الكعبة، فتحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فصلوا الركعتين الباقيتين نحو الكعبة (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/149؛ والإصابة: 2/263.
(2) نُوَبله بنت أسلم الأنصارية، وقيل: بُدَيْلة، وقيل: نويلة. أسد الغابة: 7/44.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فىالكبير، ورجاله موثقون. مجمع الزوائد: 2/14؛ وأورده ابن الأثير وقال: أخرجه ابن منده وأبو نعيم. أسد الغابة: 3/149، 7/44.(4/506)
921- (عباد بن سنان أو شيبان أبو إبراهيم السُّلمى) (1) /
5670 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو بكر الطلحى، حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا عبد الله بن وهب، حدثنا يزيد بن عياض، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عباد بن سنان، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: «أَلاَ أُنْكِحُكَ أُمَامَةَ بِنْتَ رَبِيعَةَ بنِ الحارث؟» قال: بلى، فَأَنكَحَنِى، ولم يُشْهِدْ.
ورواه حرملة، عن ابن وهب وقال: أميمة، قال: ورواه شعبة عن العلاء بن أبى شعيب الرازى، عن رجلٍ، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن رجلٍ من بنى سليم: أنه خطب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمامة، فذكره (2) .
922- (عباد بن شُرَحبيل الغُبَرِىّ) (3)
5671 - قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة. وقال الطبرانى: حدثنا أبو زرعة: عبد الرحمن بن عمرو الدمشقى، حدثنا آدم بن أبى إياس، حدثنا شعبة.
وحدثنا أبو مسلم الكشى (4) ، وعثمان بن عمر، قالا: حدثنا عمرو بن مرزوق، حدثنا شعبة، عن أبى بشر، عن عبادة بن شرحبيل، قال:
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/153؛ وأخرجه ابن عبد البر وابن حجر فى عياد بن شيبان؛ الاستيعاب: 2/457؛ والإصابة: 2/265.
(2) المراجع السابقة، وقد أطال ابن حجر فى اضطراب الخبر واختلاف الروايات فيه.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/153؛ والإصابة: 2/265؛ والاستيعاب: 2/457.
(4) أبو مسلم الكَشِّىّ هو إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن كش الكشى، أدرك أبا عاصم النبيل والكبار. المشتبه: ص 553.(4/507)
قدمت المدينة، وقد اصابنى جوعٌ شديد، فدخلت حائطًا، فأخذتُ منه سُنبلا، فأكلته، وحملت فى ثوبى منه، فجاء صاحب الحائط، فضربنى، وأخذ ثوبى، فأتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «مَا عَلَّمْتَهُ إِذْ كَانَ جَاهلاً، ولا أَطْعَمْتَهُ إِذْ كَانَ سَاغِبًا» ، وأمر لى بنصف وَسَق من شعير وأمره، فرد ثوبى على (1) .
ورواه أوب داود، وابن ماجه من حديث شعبة، والنسائى من حديث سفيان ابن حسين كلاهما: عن أبى بشر: جعفر بن (2) أبى وحشية، سمعت عباد بن شرحبيل به (3) .
_________
(1) من حديث عباد بن شرحبيل فى المسند: 4/166؛ والمعجم الكبير للطبرانى.
(2) جعفر بن أياس، وهو جعفر بن أبى وحشية اليشكرى أبو بشر الواسطى. يراجع تهذيب التهذيب: 2/83.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الجهاد (باب فى ابن السبيل يأكل من التمر ويشرب من اللبن إذا مر به) : سنن أبى داود: 3/39؛ وأخرجه النسائى فى (باب الاستعداء) : المجتبى: 8/210؛ وابن ماجه فى التجارات (باب من مر على ماشية قوم أو حائط هل يصيب منه) : سنن ابن ماجه: 2/771.(4/508)
923- (عباد بن عمرو الديلى) (1)
وقيل الليثى يعد فى الكوفيين.
5672 - قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، حدثنا جعفر
ابن محمد الصائغ، حدثنا أبو غسان: مالك بن إسماعيل، حدثنا مسعود بن
سعد الجعفى، عن عطاء بن السائب، عن ابن عباد، عن أبيه: أنه رأى رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - فى الجاهلية واقفًا فى موقف ثم رآه بعد ما بُعث وقف فيه بعرفات، قال:
وجاء رجلٌ من بنى ليث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: الا أنشدك؟ قال: «لا»
ثلاث مرات، فأنشد فى الرابعة،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/154؛ والإصابة: 2/266.(4/508)
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ مِن
الشُّعَرَاءِ أَحْسَنَ فَقَدْ أَحْسَنْتَ» (1) . /
_________
(1) المرجعان السابقان؛ وفى الإصابة: قال ابن منده: رواه جرير عن عطاء فقال: ابن ربيعة عن عباد عن أبيه.. رواه شعيب بن صفوان عن عطاء فقال: عن ابنى ربيعة عن أبيهما. وقال ابن حجر: تقدم فيمن اسمه ربيعة بن عباد لكنه بكسر المهملة والتخفيف، وقد تقدم فى ترجمة ربيعة فى حرف الراء ما يقتضى أن لأبيه صحبة، فالظاهر أنه هذا، وتراجع الإصابة: 1/509؛ وأخرجه البخارى فى التاريح الكبير: 6/30.(4/509)
5673 - قال الطبرانى: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبرى (1) ، عن عبد الرزاق، عن قيس بن الربيع، عن الأسود بن قيس، عن ثعلبة ابن عمارة، عن أبيه، قال: ما أدرى كيف حدثنى هذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَتَوَضَّأ فَيُحْسِنُ وُضَوءِه حتَّى يَسيلَ المَاءُ عَلَى وَجْهِهِ، ثم يَغْسِلُ ذِرَاعَيْهِ حتَّى يَسِيلَ المَاءُ عَلَى مِرْفَقَيْهِ، ثم يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ حتَّى يَسِيلَ المَاءُ مِنْ قِبَلِ كِعْبَيْهِ، ثم يُصَلِّى فَيُحْسِنُ الصَّلاةَ إلا غُفِرَ لَهُ مَا سَلَف» (2) .
ثم قال الطبرانى: كذا قال الدبرى ثعلبة بن عمارة، والصواب ثعلبة ابن عبادٍ.
ثم رواه من طريق أبى الوليد الطيالسى، ويحيى الحمانى كلاهما عن الأسود بن قيس عن ثعلبة، عن عباد، عن أبيه، قال: ما أدرى كم حدثنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أزواجًا، وأفرادًا فذكره (3) .
_________
(1) الدبرى: منسوب إلى دبر محركة قرية باليمن من نواحى صنعاء ينسب إليها أبو يعقوب: إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبرى الصنعانى. معجم البلدان: 2/437؛ والصغير للطبرانى: 1/98.
(2) الخبر أخرجه عبد الرزاق عن ثعلبة بن عمارة عن أبيه، كما فى جمع الجوامع. جامع الأحاديث: 5/719.
(3) قا الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، ورواه بإسناد أخر، فقال: عن ثعلبة بن عمارة وقال: هكذا إسحاق الدبرى عن عبد الرزاق، ووهم فى اسمه، والصواب ثعلبة بن عباد، ورجاله موثوقون. مجمع الزوائد: 1/224.(4/509)
924- (عباد العَدَوِىّ) (1)
ذكره البخارى فى الصحابة، وخالفه غيره.
5674 - قال أبو نعيم: حدثنا ثابت بن محمد، عن أبى بكر بن عياش، عن عائشة بنت ضرار، عن عباد العدوى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وَيْلٌ لِلْعُرَفَاْء وَيْلٌ لِلأُمَنَاءِ» ، قال: وروى عن عباد، عن رجلٍ من الصحابة (2) .
(مَنِ اسمُهُ عُبادة)
925- (عبادة بن الأشيب العنزى) (3)
عِدَادُه فى أهل فلسطين.
5675 - روى أبو نعيم، من حديث إسحاق بن سويد الرملى، حدثنا محمد ابن جابر الخبيرى، سمعت مطرف بن أبى الخبير (4) بن المصادق يحدث عن أبيه، عن جده المصادق بن أمية العنزى، عن عبادة ابن الأشيب العنزى، قال: خرجت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلمت،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/154؛ والإصابة: 2/267.
وقد وردت بعد هذه الترجمة عبارة «بن شرحبيل العنبرى. قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة. وقال الطبرانى: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقى، حدثنا آدم بن أبى إياس حدثنا شعبة، ح. وحدثنا أبو مسلم الكشى: عثمان بن عمير النخعى» وهى عبارة مكررة ومختلطة من ترجمة عباد بن شرحبيل الغبرى ص 422، وهى لا شك من سهو النسّاخ.
(2) أسد الغابة: 3/154؛ ونقل ابن حجر عن ابن السكن قوله: لم يصح حديثه ولم يذكر سماعًا ومخرجه عن ليث بن أبى سليم أحد الضعفاء؛ الإصابة: 2/167.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/157؛ والإصابة: 2/267؛ وقال ابن عبد البر: عبادة بن الأشيم بالميم، وقال: ذكره ابن قانع فى معجمه، الاستيعاب: 2/452.
(4) فى المخطوطة: «أبى الحسن» ، والتصويب من الإصابة.(4/510)
وكتب لى كتابًا فيه: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ نَبِىّ الله لِعُبادَةَ بنِ الأَشْيَبِ الْعَنْزِى، إنِّى أَمَّرْتُكَ عَلَى قَوْمِكَ مِمَّنْ جَرَ عَلَيْهِ عُمَّالِى، وَعَمَلِ بَنِى أَبِيكَ، فَمَنْ قُرِىءَ عَلَيْهِ كِتَابِى هَذَا، فَلَمْ يُطِعْ- أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا- فَلَيْسَ لَهُ مِنَ الله مَعُونٌ» قال: فأتيت قومى فأسلموا (1) .
_________
(1) مصادر الترجمة.(4/511)
926- (عُبادَةَ بنُ الصَّامِتِ) (1)
ابن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن قوقل/ وهو بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج: أبو الوليد الأنصارى الخزرجى - رضي الله عنه -، شهد العقبة الأولى، والثانية، وكان أحد النقباء الإثنى عشر، وشهد بدرًا، وأُحُدًا، وما بعد ذلك، وكان من سادات الصحابة، سكن بيت المقدس، وكانت وفاته له، وقيل بالرملة سنة أربع وثلاثين، وقد نيف على السبعين، وقيل إنه توفى سنة خمس وأربعين، والأول أصح.
سمعت سفيان بن عيينة يسمى النقباء فسمى عبادة بن الصامت منهم. قال سفيان: عبادة عقبى، أُحْدِىٌّ، بَدْرِىٌّ، شجرىٌّ، وهو نقيبٌ.
5676 - حدثنا أبو سعيد: مولى بنى هاشم، عن حرب بن شداد، [قال:] سمعت يحيى بن ابى كثير، يقول: بلغنى أن النقباء اثنا عشر، فسمى عبادة منهم، وفيهم (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/160؛ والإصابة: 2/268؛ والاستيعاب: 2/449؛ والطبقات الكبرى: 3/93، 148، 7/113؛ والتاريخ الكبير: 6/92؛ وثقات ابن حبان: 3/302.
(2) من أخبار عبادة بن الصامت فى المسند: 5/326، وما بين معكوفين استكمال منه، واللفظ عنده ليس فيه: ومنهم.(4/511)
قرأتُ على يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسحاق، قال: عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم، بن فهر بن ثعلبة ابن غنم بن عوف بن الخزرج فى الإثنى عشر الذين بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى العقبة الأولى (1) .
(إبراهيم بن داود عن عبادة بن الصامت)
_________
(1) من أخبار عبادة بن الصامت فى المسند: 5/326.(4/512)
5677 - قال الطبرانى: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبرى، عن عبد الرزاق، عن يحيى بن العلاء، عن عبيد الله بن الوليد العجلى، عن إبراهيم بن داود، عن عبادة بن الصامت، قال" طلق جدى امرأة له ألف تطليقة، فانطلقت إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فسألته، فقال: «أَمَا اتَّقَى الله جَدُّكَ، أَمَّا ثَلاثَةٌ فَلَهُ، وأَمَّا تِسْعُمِائَةِ وَسَبْعٌ وَتِسْعُونَ فَعُدْوانٌ وظُلْمٌ إنْ شَاءَ الله عَذَّبَهُ، وإنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ» .
ورواه من وجه آخر عن إبارهيم بن عبيد الله بن عبادة بن الصامت. عن أبيه. عن جده، قال: طلق بعض آبائى امرأته ألفً. فانطلق بنوه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقالوا: يا رسول الله إن أبانا طلق أمنا ألفًا. فهل له من مخرج؟ قال: «إنَّ أَبَاكُم لَمْ يَتَّقِ الله فَيَجْعَلَ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ مَخْرَجًا، بَانَتْ مِنْهُ بِثَلاثٍ عَلَى غَيْرِ السُّنَّةِ وَتِسْعُمِائَةٍ، وَسَبْعٌ وَتِسْعُونَ إثْمٌ فِى عُنُقِهِ» (1) .
(أزهر بن عبد الله عنه)
5678 - قال الطبرانى: حدثنا جعفر بن سليمان الموصلى، حدثنا
_________
(1) قال الهيثمى: رواه كله الطبرانى، وفيه عبيد الله بن الوليد الوصافى العجلى، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 4/338، وقال السيوطى: أخرجه الطبرانى وابن عساكر عن إبراهيم بن عبيد الله بن عبادة بن الصامت عن أبيه عن جده. جمع الجوامع: 1/2029.(4/512)
عبد العزيز ابن عبد الله الأويسى (1) ، حدثنا سليمان بن بلال، حدثنا شريك ابن ابى نمر، عن الأعشى بن عبد الرحمن بن مكمل (2) ، عن أزهر بن عبد الله، عن عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «سَيَكُونُ عَلَيْكُم أُمَرَاءُ مِنْ بَعْدِى/ يَأْمُرُونَكُم بِمَا تَعْرِفُونَ، وَيَعْمَلُونَ بِمَا تُنكِرُونَ، فَلِيْسَ لأولائك عليكم طاعةٌ» (3) .
(إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة، عن جد أبيه)
_________
(1) فى المخطوطة: «الأرقعى» ، والتصويب من تهذيب التهذيب: 4/175 فيمن روى عن سليمان بن بلال التيمى.
(2) فى المخطوطة: «الاعنتى بن عبد الرحمن بن مكيل» ، والتصويب من التاريخ الكبير: 1/458.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: 1/458، وفيه: أن عبادة قال لعثمان. وأخرجه الطبرانى فى الكبير والحاكم من حديث عبادة بن الصامت، كما فى جمع الجوامع. الجامع الكبير: 4/335؛ والخبر أخرجه البزار، وقال: وهو فى الصحيح باختصار عن هذا كشف الأستار: 2/243؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه الأعشى بن عبد الرحمن ولم أعرفه، مجمع الزوائد: 5/227.(4/513)
5679 - حدثنا عبد الله، حدثنى أبو كامل الجحدرى، حدثنا الفضيل بن سليمان، حدثنا موسى بن عقبة، عن إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن عبادة بن الصامت، قال: إن من قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن المعدن جبار، والبئر جبار، والعجماء جرحها جبار والعجماء البهيمة من الأنعام، وغيرها، والجبار هو الهدر الذى لا يغرم، وقضى فى الركاز الخمس، وقضى أن ثمر النخل لمن أبرها إلا أن يشترط المبتاع.
وقضى أن مال المملوك لمن باعه إلا أن يشترط المبتاع.
وقضى أن الولد للفراش، وللعاهر الحجر.(4/513)
وقضى بالشفعة بين الشركاء فى الأرضين والدور.
وقضى لحمل بن مالك الهذلى بميراثه عن امرأته التى قتلتها الأخرى.
وقضى فى الجنين المقتول بغرة عبد أو أمة، قال: فورثها بعلها وبنوها، قال: وكان له من امرأتيه كلتيهما ولد، قال: فقال ابو القاتلة المقضى عليها: يا رسول الله كيف أغرم من لا صاح، ولا استهل، ولا شرب، ولا أكل، فمثل ذلك يطل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هَذَا مِنَ الْكُهَّانِ» .
قال: وقضى فى الرحبة تكون بين الطريق. ثم يريد أهلها البنيان فيها. فقضى [أن] يترك للطريق فيها سبع أذرع، قال: وكانت [تلك] الطريق تسمى الميتاء (1) .
وقضى فى النخلة، أو النخلتين، أو الثلاث، فيختلفون فى حقوق ذلك، فقضى أن لكل نخلة من أولئك مبلغ جريدتها حيز لها.
وقضى فى شرب النخل من السيل أن الأعلى يشرب قبل الأسفل، ويترك الماء إلى الكعبين، ثم يرسل الماء إلى الأسفل الذى يليه، فكذلك ينقضى حوائط، أو يفنى الماء.
وقضى أن المرأة لا تعطى من مالها شيئًا إلا بإذن زوجها.
وقضى للجدتين من الميراث بالسدس بينهما بالسواء، وقضى أن [من أعتق شركا فى مملوك، فعليه جواز عتقه إن كان له مال، وقضى أن] لا ضرر ولا ضرار.
_________
(1) الميتاء: بكسر الميم الطريق المسلوك، وهو مفعال من الإتيان والميم زائدة. النهاية: 4/117.(4/514)
وقضى أنه ليس لعرق (1) ظالم حق.
وقضى بين أهل المدينة فى النخل لا يمنع نقع (2) بئر، وقضى بين أهل المدينة أنه لا يمنع فضل ماء ليمنع به فضل الكلإِ.
وقضى فى دية الكبرى المغلظة بثلاثين ابنة لبون، وثلاثين حقة وأربعين خلفة (3) وقضى فىالدية الصغرى بثلاثين ابنة لبون، وثلاثين حقة/ وعشرين ابنة مخاض، وعشرين بنى مخاض ذكور، ثم غلت الإبل بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهانت الدراهم، فقوم عمر بن الخطاب إبل المدينة ستة آلاف درهم، حساب أوقية لكل بعير، ثم غلت الإبل، وهانت [الورق فزاد عمر بن الخطاب ألفين حساب أوقيتين لكل بعير، ثم غلت الإبل] وهانت الدراهم، فزاد ثمنها عمر بن الخطاب إثنى عشر ألفًا حساب ثلاث أواق لكل بعير، قال: فزاد ثلث الدية فى الشهر الحرام، وثلث آخر فى البلد الحرام، فتمت دية الحرمين عشرين ألفًا.
قال: فكان يقال: يؤخذ من أهل البادية من ماشيتهم لا يكلفون
_________
(1) ليس لعرق ظالم حق: هو أن يجىء الرجل إلى أرض قد أحياها رجل قبله، فيغرس فيها غرسًا غصبًا، ليستوجب به الأرض، والرواية لعرق بالتنوين، وهو على حذف المضاف، أى لذى عرق ظالم، فجعل العرق نفسه ظالمًا، والحق لصاحبه، أو يكون الظالم من صفة صاحب العرق وإن روى عرق بالإضافة فيكون الظالم صاحب العرق والحق للعرق، وهو أحد عروق الشجرة. النهاية: 3/77.
(2) نقع البئر: فضل مائها لأنه ينقع به العطش أى يروى وقيل النقع الماء الناقع وهو المجتمع. النهاية: 4/171.
(3) ابنة لبون: وابن اللبون: هما من الإبل ما أتى عليه سنتان، ودخل فى الثالثة، فصارت أمه لبونًا، أى ذات لبن، لأنها تكون قد حملت حملاً آخر ووضعته.
والحقة: التى دخلت فى السنة الرابعة.
والخلفة: بفتح الخاء وكسر اللام الحامل من النوق، ويجمع على خلفات وخلائف، وقد خلفت إذا حملت. النهاية: 1/244، 315، 4/17.(4/515)
الورق، ولا الذهب، ويؤحذ من كل قوم مالهم قيمة العدل من أموالهم (1) .
_________
(1) من أخبار عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/326، وهو من زيادات عبد الله بن أحمد على أبيه فى المسند.(4/516)
5680 - حدثنا عبد الله. [حدثنى ابى] ، حدثنا الصلت بن مسعود، حدثنا الفضيل بن سليمان، حدثنى موسى بن عقبة، عن إسحاق ابن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن عبادة أن قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: المعدن جبار، وذكر نحو حديث أبى كامل بطوله غير أنهما اختلفا فى الإسناد.
فقال أبو كامل فى حديثه: عن إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة: [قال: من قضاء رسول الله.
وقال الصلت: عن إسحاق بن الوليد بن عبادة] عن عبادة: أن من قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذكر الحديث (1) .
وقد روى ابن ماجه منه بعض القضاء عن أبى المغلس عبد ربه بن خالد. عن الفضيل بن سليمان به.
وقد فرقها [فى] أبواب شتى من التجارات، والأحكام، وغيرها، وقد رمزنا على ما روى من ذلك (2) .
_________
(1) () من أخبار عبادة بن الصامت فى المسند: 5/327، وما بين معكوفات استكمال منه.
(2) هذا الخبر أخرج بعضه ابن ماجه فى التجارات (باب ما جاء فيمن باع تحلاً مؤبرًا أو عبدًا له مال) : سنن ابن ماجه: 2/746؛ وبعضه فى الديات (باب الميراث من الدية) ، وفى (باب الجبار) : سنن ابن ماجه: 2/883، 891؛ وبعضه فى الأحكام فى (باب من بنى فى حقه ما يضر بجاره) ، وفى (باب الشرب من الأدوية ومقدار حبس الماء) ، وفى (باب حريم الشجر) : سنن ابن ماجه: 2/784، 830، 831؛ وفى الزوائد: فى إسناده إسحاق بن يحيى بن الوليد. وأيضًا لم يدرك بن الصامت، قاله البخارى وغيره.(4/516)
وقد طوله الطبرانى جدًا ولولا ضعف إسناده لأوردته (1) .
(حديث آخر عنه، عن عبادة)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وإسحاق بن يحيى بن عبادة لم يدرك جده عبادة. مجمع الزوائد: 4/107.(4/517)
5681 - قال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا خالد بن يوسف، حدثنا أبى، عن موسى بن عقبة، عن إسحاق بن يحيى، عن عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: مَا مِنْ رَجُلٍ يَغْزُو فِى سَبِيلِ الله، فَيَسْأَلْ الله الشهادة، فَعَلِم الله أَنَّهُ قَدْ أَخْلَصَ الدُّعَاءَ ثُمَّ يَمُوتُ إلا كَانَ لَهُ أَجْرُ الشُّهَدَاءِ، وَمَا مِنْ [مؤمن] يَخْرُجُ له مِشْيةٌ فِى سَبِيلِ الله إلا كَانَتْ لَهُ نُورٌ يوم القيَامَة» (1) .
(حديث آخر عنه)
5682 - كما قال البزار: حدثنا خالد بن يوسف، حدثنا أبى، عن موسى بن عقبة، عن إسحاق بن يحيى- أخى عبادة بن الصامت-، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أَدُلُّكُم عَلَى مَا يُكَفَّرُ اللهُ بِهِ الخَطِيئَةَ وَيَمْحُو بِهِ الذُّنُوبَ؟» قالوا بلى، قال: «إِسْبَاغُ الوُضُوءِ عِنْدَ المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخُطَا إِلَى المَسَاجِدِ، وانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُم الرِّبَاطُ، فَذَلِكُم الرِّبَاطُ» / (2) .
_________
(1) لم أجده.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى والبزار بنحوه، وشيخ البزار خالد بن يوسف السمتى عن أبيه، وهما ضعيفان، وإسحاق لم يدرك عبادة. مجمع الزوائد: 6/36.(4/517)
(حديث آخر عنه عن عمه عبادة)(4/518)
5683 - بهذا الإسناد: «ألا أَدُلُّكُم على ما يَرْفَعُ الله بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ قالوا: بلى يا رسول الله. تَحْلُمْ عَمَّنْ جَهِلَ عَلَيْكَ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَتُعْطِى مَنْ حَرَمَك، وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ» (1) .
إنتهى
الجزء الثانى والثلاثون من "تجزئَة المصنِّف"
ويليه الجُزء الثالث والثلاثون بإذن الله
_________
(1) فىالمخطوطة: «ألا أدلكم بما» ، قالوا: نعم، وتصويب الأولى من كشف الأستار: 2/398؛ والثانية من مجمع الزوائد: 8/189؛ وقال الهيثمى: رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتى وهو كذاب.(4/518)
الجُزء الثالث والثلاثون
وَبِهِ ثِقَتي/
(إسماعيل بنٌ عُبَيْدٍ الأَنصارىّ عَنْ عُبادةَ بنِ الصَّامت)(4/519)
5684 - حدثنا الحَكَم بنُ نافع أبو اليَمَانِ. حدثنا إسماعيل (1) بن عيَّاشٍ. عن عبد الله بنِ عثمان بن خُثيْمٍ. حدثنا إسماعيل بنُ عُبَيْدٍ الأنصارىّ. قال: قال عُبادة بنُ الصَّامت: بايعنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع. والطاعة فى النشاط والكسل. وعلى النفقة فى اليسر والعسر. وعلى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. وعلى أن نقول فى الله ولا نخاف لومة لائم فيه. وعلى أن نَنْصُرَ النبىَّ - صلى الله عليه وسلم - إذا قَدِمَ إلى يثرب. فَنَمْنَعَهٌ مِمَّا نَمنَعٌ منه أنفسنا وأزواجَنَا وأولادنا ولنا الجنة.
فهذه بيعةٌ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التى بايعنا عليها فمن نَكَثَ فإنما ينكثٌ على نفسه، ومن أوفى بما عاهد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَفَّى الله تبارك وتعالى له بما بايع عليه نبيه - صلى الله عليه وسلم - (2) .
5685 - حدثنا الحَكَم بنٌ نافع: أبو اليَمَانِ. حدثنا إسماعيل بن عيَّاش، عن عبد الله بنِ عثمان خٌثَيْم، حدثنا إسماعيل بنٌ عٌبَيْدٍ الأنصارىّ، فذكر الحديث، فقال عٌبادة لأبى هريرة: إنك لم تكن معنا إذ بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إنا بايعناه على السمع والطاعة فى النشاط
_________
(1) فى المخطوطة: «سعيد بن عياش» ، والتصويب من المرجع.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/315.(4/519)
والكسل، وعلى النفقة فى اليسر والعسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وعلى أن نقول فى الله ولا نخاف لومةَ لائم، وعلى أن ننصٌرَ النبى - صلى الله عليه وسلم - إذَا قَدِمَ علينا يثرب. فنمنعه مما نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا ولنا الجنة.
فهذه بيعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التى بايعنا عليها. فمن نَكَثَ فإنما ينكثٌ على نفسه. ومن أوفى بما بايع عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفَّى الله له بما بايع عليه نبيَّه - صلى الله عليه وسلم -.
فكتب معاوية إلى عثمان بن عفان: إن عٌبادة بن الصامت قد أفسد علىّ الشام، وأهله، فإما أن تكن إليك عُبادة، وإما أن أُخلِّى بينه وبين الشام، فكتب إليه أن رَحَّلْ عُبادة حتى ترجعه إلى داره من المدينة. فبعث بعُبادة حتى قَدِمَ المدينة. فدخل على عثمان فى الدار، وليس فى الدَّار غيرُ رجلٍ من السابقين، أو من التابعين قد أدرك القوم. فلم يفاجأْ عثمان إلا وهو قاعدٌ فى جنب الدَّار، فالتفت إليه. فقال: يا عُبادةَ بنَ الصامت. ما لنا ولك. فقام عُبادةَ بنُ الصامت بين ظَهْرَانَىِ الناس، فقال: / سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أبا القاسم محمدًا يقول: «إِنَّهُ سَيَلِى أُمُورَكُم بَعْدِى رِجالٌ يُعَرِّفُونكُم. ما تُنْكِرُونَ، ويُنْكِرُون عَلَيْكُمْ ما تَعْرِفُونَ، فَلا طَاعَةَ لِمَنْ عَصَى الله، فَلاَ تَعْتَلّوا بِرَبِّكُمْ» تفرد به. فلا بأس بإسناده (1) .
(الأسود بنُ ثعلبة الشَّامىّ عنه)
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/315.(4/520)
5686 - حدثنا وَكِيعٌ، حدثنا مُغِيرةُ بنُ زِيادٍ، عن عُبادة بنِ نُسَىّ، عن الأسود بن ثعلبة، عن عبادة بنُ الصَّامت، قال: عَلَّمْتُ ناسًا(4/520)
من أهل الصُّفَّةِ الكتابة، والقرآن، فأهدى إلىّ رجلٌ منهم قوسًا، فقلت: ليس لِى بمال، وأرمى عنها فى سبيل الله فسأَلتُ النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «إِنْ سَرَّكَ أَنْ تُطَوَّقَ بِهَا مِنْ نَارٍ فَاقْبَلْهَا» (1) .
وكذا رواه أبو داود عن أبى بكر بن أبى شَيْبَة، عن وَكِيعٍ، وحُمَيْدٍ بنِ عبد الرحمن الرُّؤاسىّ كلاهما: عن مُغيرةَ بن زيادٍ به، ورواه ابنُ ماجه من حديث وكيعٍ» (2) .
وهكذا رواه المُعَافى بنُ عِمْران، وعبد الله بنُ داود وأبو عاصم النَّبيل عن المغيرة بنٍ زيادٍ، ورواه بِشْرُ بنُ عبد الله بن بَشَّارٍ، عن عُبادةَ ابن نُسَىّ، عن جُنَادَةَ (3) ابنِ أبى أُمَيَّة، عن عُبادة كما سيأتى (4) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/315.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى صدر كتاب الإجازة (باب فى كسب المعلم) : سنن أبى داود: 3/264، وأخرجه ابن ماجه فى التجارات (باب الأجر على تعليم القرآن) : سنن ابن ماجه: 2/730، وفى التعليق عليه: قال السيوطى: الأولى أن يدعى أن الحديث منسوخ بحديث الرقبة الذى قبله، وحديث (إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله تعالى) ، وأيضًا فى سنده الأسود بن ثعلبة وهو لا نعرفه، قال ابن المدينى كما فى الميزان.
(3) فى المخطوطة: «عبادة بن أبى أمية «، والتصويب من تحفة الأشراف، وهو جنادة ابن أبى أمية الأزدى. يراجع تهذيب التهذيب: 3/115.
(4) تحفة الأشراف: 4/240.(4/521)
5687 - حدثنا سُرَيْجٌ، حدثنا المُعَافَى، حدثنا المغيرة بن زياد، عن عبادة بن نسى. عن الأسود بن ثعلبة عن عُبادةَ بن الصامت، قال: أَتَانى رسول الله «، وأنا مريضٌ فى ناسٍ من الأنصار يَعُودُونِى، فقال: «هَلْ تَدْرُونَ مَا الشَّهِيدُ» فسكتوا، فقال: «هَلْ تَدْرُونَ مَا الشَّهِيدُ» [فسكتوا، قال: «هَلْ تَدْرُونَ مًا الشَّهِيدُ» ] فقلت لامرأتى: أسندينى، فأسندتنى، فقلت: من أسلم ثم هاجر، ثم قتل فى سبيل الله، فهو شهيد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ شُهَداءَ أُمَّتِى إذا لَقَليلٌ:(4/521)
القَتْلُ فى سَبِيل الله شَهَادةٌ، والبَطْنُ شَهَادَةٌ والغَرَقَ شَهَادَةٌ، والنَّفَسَاءُ شَهَادَةٌ» تفرد به، ولا بأس بإسناده (1) .
(أَنَسُ بنُ مالك عنه)
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/316، وما بين معكوفين استكمال منه.(4/522)
5688 - خدثنا محمد بن أبى عَدِىّ، عن أنس، عن عُبادةَ بن الصامت، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يريد أن نخرج فيخبرنا بليلة القدر فَتَلاجى رجلان به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خَرَجْتُ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِبَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) ، فَتَلاحى رَجُلانِ، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ سَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا فى التَّاسِعَةِ أَو السَّابِعَةِ أَوِ الخَامِسَةِ» (2) .
5689 - حدثنا عَفَّان، حدثنا/ حَمَّاد، أنبأنا ثابت البُنَانِىّ، وحُمَيْد. عن أنس ابن مالك، عن عُبادة بن الصامت: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - خرج ذات ليلة على أصحابه، وهو يريد أن يخبرهم بليلة القدر، فذكرا الحديث إلا أنه قال: «فَاطْلُبُوهَا فى العَشْرِ الأَوَاخِرِ: فى تَاسِعَةٍ، أَوْ سَابِعَةٍ، أَوْ خَامِسَةٍ» (3) .
ورواه البخارى فى الإيمان والصوم، والأدب، والنَّسَائِى فى الاعتكاف من طُرق عن حُمَيدٍ، عن أنس، عن عبادة به (4) .
_________
(1) عبارة المسند: «وهو يريد أن يخبرنا بليلة القدر.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/313.
(3) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/313.
(4) الخبر أخرجه البخارى فى (باب خوف المؤمن أن يحبط عمله وهو لا يشعر) ، و (باب رفع معرفة ليلة القدر لتلاحى الناس) ، و (باب ما ينهى عن السباب اللعن) : فتح البارى: 1/113، 4/267، 10/ 465، وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/242.(4/522)
وتقدم أن مالكًا رواه عن حُمَيْدٍ، عن أنس، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى من هذا الطريق فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 1/201.(4/523)
5690 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة، سمعت أنس بن مالك يحدث عن عبادة بن الصامت، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «مَنْ أَحَبَّ لِقاءَ الله أَحَبَّ الله لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ الله كَرِهَ الله لِقَاءَهُ» (1) .
ورواه البخارى فى الرقاق، عن خجاج بن مِنْهَالٍ.
ومسلم فى الدعوات عن هُدْبَةَ كلاهما: عن همام، عن قتادة به، ورواه مسلم أيضًا عن محمد بن المُثَمّى، وبُنْدار عن غُنْدُرٍ، عن شعبة، عن قتادة به.
ورواه النسائى فى الجنائز عن محمد بن المُثَنّى به.
ورواه الترمزى فى الزهد عن محمود [بن غَيْلان] ، عن أبى داود (2) ، عن شعبة به.
ورواه هو النسائى من وجه آخر عن قتادة.
قال البخارى: واختصره أبو داود وعمرو بن مرزوق، عن شعبة، يعنى عن قتادة، قال: ورواه سعيد بن أبى عَرُوبَةَ، عن قتادة، عن زُرَارَةَ بن أَوْفَى، عن سعد ابن هشام، عن عائشة (3) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/316.
(2) ما بين معكوفين استكمال من الترمزى، وصححت لفظة: أبى داود. إذ وردت فى المخطوطة: «أيوب» .
(3) الخبر أخرجه البخارى فى (باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه) وذيل الخبر بالتخريجات التى نقلها عنه المصنف، فتح البارى: 11/357، وأخرجه مسلم فى الباب: مسلم بشرح النووى: 5/539، ورواه الترمزى من طريق محمود بن غيلان فى الزخد وفى الباب؛ وأخرجه النسائى فىالجنائز فى الباب، المجتبى: 4/19 وتراجع تحفة الأشراف: 4/241.(4/523)
5691 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة: سمعت أنس بن مالك يحدث عن عبادة بن الصامت، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «رُؤْيَا المُؤْمِنِ (1) جُزٌْ من ستّةٍ وأَربعين جزءًا من النبوّةَ» (2) . أخرجه الجماعة إلا ابن ماجه كما رمزنا لهم (3) .
قال شيخنا: رواه عبد العزيز بن المختار، وشعبة أيضًا عن ثابت. عن أنس، وكذلك رواه إسحاق بن عبد الله، وحميد [الطويل] وشُعَيْبٌ ابن الحَبْحَاب، عن أنسٍ، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - (4) .
5692 - حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا حُمَيْد، عن أنس، عن عبادة بن الصامت. قال: خرج [علينا] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يريد أن يخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان فرفعت] فقال: «خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكُم بِلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلاحَى رَجُلانِ، فَرُفِعَتْ، فالتمسُوها فى التَّاسِعَةِ، [والسَّابِعة] ، والخَامِسَة» .
حدثنا عبيدة قال: «الْتَمِسُوهَا فى التَّاسِعَةِ الَّتى تَبْقَى» (5) .
5693 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن شعبة، وحجاج، قال: حدثنى شعبة عن قتادة، عن أنسٍ، عن عبادة/بن الصامت، عن
_________
(1) لفظ المسند: «المسلم» ، وما أثبته المصنف يوافق لفظ البخارى كما سيأتى.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/316.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى التعبير (باب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة) : فتح البارى: 12/373، ومسلم فى كتاب الرؤيا: مسلم بشرح النووى: 5/121، وأخرجه أبو داود فى الأدب (باب ما جاء فى الرؤيا) : سنن أبى داود: 4/304، والترمزى فى الرؤيا (باب أن رؤيا المؤمن. . . إلخ) : صحيح الترمزى: 4/532؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/240، ولم نقف على الرمز الذى أشار غليه المصنف فيما وقع لنا من نسخ الكتاب، ولكنه مثبت فى تحفة الأشراف.
(4) تحفة الأشراف: 2/240، وما بين معكوفين استكمال منه.
(5) من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/319، وما بين معكوفات استكمال منه.(4/524)
النبى - صلى الله عليه وسلم -: [قال حجاج فى حديثه: سمعت أنسًا، عن عبادة بن الصامت، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:] «رُؤْيَا المُؤْمِن أَوِ المُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ ستّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءَا مِنَ النبوّة» (1) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/319.(4/525)
5694 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا شعبة، عن ثابت، عن أنسٍ، عن عبادة (1) ، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مثله (2) .
5695 - حدثنا عفان، وبَهْرٌ، قالا: حدثنا همام، حدثنا قتادة عن أنس، عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ الله أَحَبَّ الله لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ الله كَرِهَ الله لِقَاءَهُ» (3) .
(ثابت بن السَّمْطِ الشَّامىّ عنه)
5696 - حدثنا ابو أحمد الزبيرى، حدثنا سعد بن أوس الكاتب، عن بلال ابن يحيى العبسى (4) ، عن أبى بكر بن حفص (5) ، عن ابن مُحَيْرِيز، عن ثابت بن السمط، عن عبادة بن الصامت، قال:
_________
(1) فى المسند: «عن أنس عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، وما عند المصنف أشبه إذ أن هذا الخبر ورد فى مسند عبادة.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/319.
(3) المصدر السابق.
(4) فى المخطوطة: «العجلى» ، وفى المسند: «العنسى» ، وهو بلال بن يحيى العبسى الكوفى، روى عنه حبيب بن سليم، وسعد بن أوس، التاريخ الكبير: 2/108؛ وتهذيب التهذيب: 1/505.
(5) فى المخطوطة: «ابو بكر بن شيبة جعفر» ، خلافًا للمسند وهو: عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبى وقاص الزهرى أبو بكر المدنى مشهور بكنيته، روى عن عبد الله بن محيريز وغيره، وقد تكرر تصحيف اسمه، وهو من عمل النسّاخ لاشك. تهذيب التهذيب: 5/188.(4/525)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَيَسْتَحِلَّنَّ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى الخَمْرَ بِاسمٍ يُسَمُّنَهَا إِيَّاهُ» (1) .
ورواه ابن ماجه من حديث ثابت بن أوس (2) .
ورواه النسائى من حديث شعبة، عن أبى بكر بن حفص، عن ابن محيريز، عن رجلٍ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما سيأتى (3) .
(جابر بن عبد الله عنه)
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/318.
(2) فى المخطوطة: «من حديث شعبة وابن أوس» . ولا وجود لشعبة فى مسند حديث ابن ماجه ومن المرجح أنها محروقة عن ثابت بن أوس، والخبر أخرجه ابن ماجه فى الأشربة (باب الخمر يسمونها بغير اسمها) : سنن ابن ماجه: 2/1123؛ وتحفة الأشراف: 4/242.
(3) الخبر أخرجه النسائى فى الأشربة (باب منزلة الخمر) : المجتبى: 8/280؛ وتحفة الأشراف: 11/176.(4/526)
5697 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن محمد بن أبى بكر البصرى (1) ،
حدثنا عبد الله بن شيبة، حدثنا يحيى بن إبراهيم بن أبى قَيلة، حدثنا إبراهيم
ابن جعفر بن مَسْلَمَة، عن بشير بن عبد الله بن بشير، عن أبيه، عن جابر بن
عبد الله، وعن عبادة بن الصامت، قال: بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الطاعة فى
اليسر والعسر، والكسل والنشاط، وأن لا ننازع الأمر أهله، وأن نقوم بالحق
حيث كنا لا نخاف فى الله لومة لائمٍ (2) .
_________
(1) يراجع المعجم الصغير للطبرانى: 1/69.
(2) الخبر أخرجه البزار أيضًا باختلاف فى بعض لفظه، وقال الهيثمى: فيه يوسف بن خالد السمتى وهو ضعيف، كشف الأستار: 2/243؛ ومجمع الزوائد: 5/227.(4/526)
(جُبَيْرُ بنُ نُفَيْرِ الحَضْرَمِىّ أبو عبد الرحمن الحِمْصِىّ عنه)(4/527)
5698 - حدثنا عبد الله، حدثنى إسحاق بن منصور الكَوْسَجُ، أنبأنا محمد ابن يوسف، حدثنا ابن ثَوْبَان، عن أبيه، عن مَكْحُولٍ، عن جبير بن نفير: أن عبادة ابن الصامت حدثهم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «مَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو الله بِدَعْوَةٍ إِلاَّ أَتَاهُ الله إِيَّاهَا أّوْ كَفَّ عَنْهُ مِن السُّوءِ مِثْلَهَا مَا لَمْ يّدْعُ بِإِثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ» (1) .
رواه الترمزى فىالدعوات، عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمى، عن محمد ابن / يوسف الفريابى به، وقال: حسن صحيح من هذا الوجه (2) .
(حديث آخر عنه)
5699 - قال الطبرانى: حدثنا الحسين بن إسحاق التُّسْتَرِىّ، حدثنا محمد بن إبراهيم بن العلاء الحمصى، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنى ثوبان، قال: سمعت أبى يرده إلى مكحول، يرده إلى جبير بن نفير، يرده إلى عبادة بن الصامت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ [وَهِىَ] مِنَ الله عَلَى خَيْرِ تُحِبُّ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْكُم وَلَهَا نَعيمُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا إلا القتيلِ فِى سبيلِ الله، فَإِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ، فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى لِمَا يَرَى مِنْ ثَوابِ الله لَهُ» .
_________
(1) من أخبار عبادة بن الصامت فى المسند: 5/329، والخبر من زيادات عبد الله بن أحمد.
(2) الخبر أخرجه الترمزى (باب فىانتظار الفرج وغير ذلك) : صحيح الترمزى: 5/566؛ وفى نهاية الخبر: فقال رجل من القوم: إذا نكثر. قال: الله أكبر.(4/527)
إسناده حسن، ولم يُخَرِّجوه وله شاهد فى الصحيح (1) .
(جُنَادَةُ بن أبى أمية الأزدى الشامى عنه)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامى، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/299.(4/528)
5700 - حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعى، حدثنى عُمَيْرٍ ابن هانى العنسى. قال: حدثنى جنادة بن أبى أمية، حدثنا عبادة بن الصامت، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ تَعَارَ (1) مِنَ الَّليلِ، فقال: لاَ إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىءٍ قَدِيرٌ. سُبْحَانَ الله، والْحَمدُ لله، ولا إِلَهَ إلا الله (2) ، والله أَكْبَرُ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا بالله، ثُمَّ قال: رَبِّ اغْفِرْ لى، أو قال: ثُمَّ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ عَزَمَ فَتَوَضَّأَ، ثم صَلَّى تُقُبِّلتْ مِنْه» (3) .
رواه البخارى فى صلاة الليل، عن صَدَقَةَ بن الفضل، وأبو داود فى الأدب، عن عبد الرحمن بن إبراهيم: دُحَيْم، والترمزى فى الدعوات عن محمد بن عبد العزيز ابن أبى رِزْمَة، والنسائى فى اليوم والليلة عن محمد بن مُصَفّى بن بهلول الحمصى، وابن ماجه فىالدعاء عن دُحَيْمٍ أيضًا، أربعتهم: عن الوليد بن مسلم، وقال الترمزى: حسن صحيح غريب (4) .
_________
(1) تعار: استيقظ، ولا يكون إلا يقظة مع كلام، وقيل تمطى وأَنَّ، النهاية: 3/79؛ ولابن حجر فى هذا كلام يهم الباحثين: 3/40 فتح البارى.
(2) لم يرد فىالمسند قوله: «لا إله إلا الله» وهى من لفظ البخارى.
(3) من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/313، وفيه «تقبلت صلاته» .
(4) الخبر أخرجه البخارى فى (باب فضل من تعار من الليل فصلى) فتح البارى 3/39؛ وأبو داود فى باب ما يقول الرجل إذا تعار من الليل: سنن أبى داود: 4/314؛ والترمزى فى (باب ما جاء فىالدعاء إذا انتبه من الليل) : صحيح الترمزى: 5/480؛ والنسائى فى اليوم الليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/243؛ وابن ماجه فى (باب ما يدعو به إذا انتبه من الليل) : سنن ابن ماجه: 2/1276.(4/528)
5701 - حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعى، حدثنى عمير بن إبراهيم: أن جنادة بن أبى أمية، حدثه عن عبادة بن الصامت، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال «مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إلا الله، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسى عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ، وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقُّ، وَالْنَّارَ حَقُّ، أَدْخَلَهُ الله الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ» (1) .
5702 - حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنى ابن جابر: أنه سمع عمير بن هانى يحدث بهذا الحديث عن جنادة، / عن عبادة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثله، إلا أنه قال: «أَدْخَلَهُ الله الْجَنَّةَ مِنْ أَبْوَابِهَا الْثَّمانِيَةَ، مِنْ أّيَّهَا شَاءَ دَخَلَ» (2) .
رواه البخارى فى أحاديث الأنبياء عن صدقة بن الفضل، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعى، وابن جابر، فرفعهما عن عمير بن هانى به.
ومسلم عن داود بن رشيد، عن الوليد، عن ابن جابر به، ومن وجه آخر.
والنسائى عن الأوزاعى ورواه النسائى أيضًا من وجه آخر عن ابن جابر به (3) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/313.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/314.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى (باب قوله {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} ) : فتح البارى: 6/474؛ وأخرجه مسلم فى (عقائد التوحيد) : مسلم بشرح النووى: 1/191، وفى الباب عن أحمد بن إبراهيم الدورقى من طريق الأوزاعى؛ والنسائى فىالكبرى، وفى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/244.(4/529)
5703 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، [حدثنا الحارث] بن يزيد، عن على ابن رباح: أنه سمع جنادة بن أبى أمية يقول: سمعت عبادة بن الصامت يقول: إن رجلاً أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبى الله، أى العمل أفضل؟ قال: «الإِيمانُ بِالله، وَتَصْديق بِهِ، وَجِهاَدٌ فِى سَبِيلِهِ» ، قال: أريد أهون من هذا يا رسول الله، قال: [ «السَّمَاحَة والصَبر» ، قال: أريد أهون من ذلك يا رسول الله، قال:] «لا تَتّهِمِ الله [تبارك وتعالى] فى شَىْءٍ قَضَى لَكَ بِهِ» . إسناده صحيح ولم يُخَرِّجوه (1) .
5704 - حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنى الأوزاعى، عن عمير بن هانى أنه حدثه، عن جنادة بن أبى أمية، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عَلَيْكَ السَّمْعُ وَالْطَّاعةُ فِى عُسْرِكَ، وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٌ عَلَيْكَ، وَلا تُنَازِعُ الأمْرَ أَهْلَهُ، وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّ لَكَ» (2) .
5705 - حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن حبان أبى النضر: أنه سمع من جنادة يحدثه عن عبادة بمثله (3) .
5706 - حدثنا الوليد، حدثنى ابن ثوبان، عن عمير بن هانئ، عن جنادة بن أبى أمية، عن عبادة بن الصامت، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك، قال: «ما لَمْ يَأْمُرُوكَ بإِثْمِ بَوَاحًا» (4) .
لم يخرجوه من هذا الوجه، وإسناده على شرطهما لكن فيهما من
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/318.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/321.
(3) المصدر السابق.
(4) المرجع السابق: وقوله: بواحا: أى جهارًا من باح بالشىء يبوح به إذا أعلنه، ويروى بالراء. النهاية: 1/98.(4/530)
حديث بسر ابن سعيد، عن جنادة، عن عبادة: بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع، والطاعة، الحديث كما سيأتى (1) .
_________
(1) سيأتى تحقيقه بعد، ويراجع تحفة الأشراف: 4/245.(4/531)
5707 - حدثنا زيد بن الحباب، أنبأنا عبد الرحمن بن ثوبان عن عمير بن هانئ: أنه سمع جنادة بن أبى أمية الكندى يقول: سمعت عبادة بن الصامت يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَاهُ وَهُوَ يُرْعَدُ، فقال: «بِسْمِ الله أُرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ كُلِّ حَسَدِ حَاسِدٍ، وَكُلِّ عَيْنٍ، وَاسْمُ الله يَشْفِيكَ» (1) .
رواه ابن ماجه فى الطب عن عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير/ الحمصى، عن أبيه، عن الرحمن بن ثوبان به (2) .
5708 - حدثنا حيوة بن شريح، ويزيد بن عبد ربه، قالا: حدثنا بقية، حدثنى بجير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عمرو بن الأسود، عن جنادة بن أبى أمية: أنه حدثهم عن عبادة بن الصامت: أنه قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنِّى قد حَدَّثْتُكُمْ عَنْ الدَّجَّالِ حتَّى خّشِيتُ أَنْ لا تَعْقِلُوا: إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصيرٌ أّفْحَجُ (3) جَعْدُ أَعْوَرُ، وَمَطْمُوسُ الْعَيْنِ لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلا حَجْرَاءَ (4) فإِنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ- قالَ يزيد:
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/323.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى (باب ما يعوذ به من الحمى) : سنن ابن ماجه: 20/1165، وفى الزوائد: إسناده حسن، لأن ابن ثوبان اسمه عبد الرحمن بن ثابت، وابن ثوبان مختلف فيه وباقى رجال الإسناد ثقات.
(3) الفحج: تباعد ما بين الفخذين. النهاية: 3/185.
(4) حجراء: قال الهروى: إن كانت هذه اللفظة محفوظة فمعناها أنها ليست بصلبة متحجرة، ورويت جحراء بتقديم الجيم، ومعناها: جائرة متحجرة فى نقرتها. النهاية: 1/145، 203.(4/531)
ربكم- فَاعْلَمُوا أنَّ رَبَّكُم لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنكم لَنْ تَرَوْنَ رَبَّكُم حتى تَمُوتُوا» .
قال يزيد: «تَرَوْا رَبّكُم حَتَّى تَمُوتُوا» (1) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/324.(4/532)
5709 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا بشر بن عبد الله- يعنى بن يسار السلمى- قال: حدثنى عبادة بن نسى، عن جنادة بن أبى أمية، عن عبادة بن الصامت، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشغل، فإذا قدم رجل مهاجر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن، فدفع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً، فكان معى فى البيت أعشيه عشاء أهل البيت، فكنت أقرئه القرآن، فانصرف انصرافه إلى أهله، فرأى أن عليه حقًا، فأهدى إلى قوسًا لم ار أجود منها عودًا، ولا أحسن منها عطفًا، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: ما ترى يا رسول الله فيها؟ قال: «جَمْرَةٌ بَيْنَ كَتِفَيْكَ تَقَلَّدْتُهَا، أَوْ تَعَلَّقْتُهَا» (1) .
رواه أبو داود من حديث بقية عن بشر به (2) .
وقد تقدم رواية المغيرة بن زياد، عن عبادة بن نُسَىً، عن الأسود بن ثعلبة، عن عبادة بهذا الحديث (3) .
5710 - حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عَيَّاش، عن يزيد بن سعيد، عن أبى عطاء: يزيد بن عطاء السَّكْسَكِىّ، عن معاذ بن سعد السَّكْسَكِىّ، عن جنادة بن أبى أمية: أنه سمع عبادة بن الصامت
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/324.
(2) الخبر أخرجه ابو داود فى الإجارة (باب فى كسب العلم) : سنن أبى داود 3/265.
(3) يرجع إلى الخبر ص 520.(4/532)
يذكر أن رجلاً أتى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله ما مدة أمتك من الرخاء؟ فلم يرد عليه شيئًا حتى سأله ثلاث مرات: كل ذلك لا يجيبه، ثم انصرف الرجل، ثم إن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال: «أَيْنَ السَّائِلُ؟» فردوه عليه، فقال: «لَقَدْ سَأَلْتَنِى عَنْ شَىْءٍ مَا سَأَلَنِى عَنْهُ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِى. مُدَّةُ أُمَّتِى مِنَ الْرَّخَاءِ مائَةُ سَنَةٍ» قالها مرتين، أو ثلاثًا، فقال الرجل: يا رسول الله، فهل لذلك من أمارة أو علامة أو آية؟ فقال: «نَعَم الخَسْفُ والرَّجْفُ وإِرْسَالُ الشَّيَاطِينِ المُجْلِبَةِ (1) عَلَى الْنَّاسِ» (2) تفرد به.
/ (حديث آخر عن جنادة، عن عبادة)
_________
(1) مجلبة: مجتمعة على الحرب. النهاية: 1/168.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/325.(4/533)
5711 - قال البخارى فى كتاب الفتن: حدثنا إسماعيل، حدثنى بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن بسر بن سعيد، عن جنادة بن أبى أمية، قال: دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض، فقلنا: أصلحك الله حدث بحديث ينفعك الله به سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: دعانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعناه، فكان (1) فيما أخذا علينا أن بايعنا على السمع والطاعة فى منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا، وأثرةِ علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان (2) .
_________
(1) لفظ البخارى: «فقال» ، وما فى المخطوطة أشبه.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى (باب قول النبى - صلى الله عليه وسلم -: سترون بعدى أمورًا تنكرونها) : صحيح البخارى: 13/5.(4/533)
ورواه مسلم فى المغازى عن أحمد بن عبد الرحمن، عن ابن وهب به (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى الإمارة (باب وجوب طاعة الأمراء فى غير معصية) : مسلم بشرح النووى: 4/506.(4/534)
5712 - قال أبو داود: حدثنا هشام بن بهرام المدائنى، حدثنا حاتم بن إسماعيل، حدثنا أبو الأسباط الحارثى، عن عبد الله بن سليمان ابن جنادة (1) بن أبى أمية، عن أبيه، عن جده، عن عبادة بن الصامت، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم فى الجنازة حتى توضع فى اللحد، فمر حبر من اليهود، فقال: هكذا نفعل، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: «اجْلِسُوا خَالِفُوهُم» (2) .
ورواه الترمزى، وابن ماجه من حديث أبى الأسباط، واسمه بِشْرُ ابن رافع، وقال الترمزى: غريب، وابن الأسباط ليس بالقوى فى الحديث (3) .
5713 - قال النسائى فى اليوم والليلة: حدثنا خشيش بن أصْرَم (4) النسائى، حدثنا محمد بن الفضل عَارِم، حدثنا ثابت بن يزيد، عن
_________
(1) فى المخطوطة: «سليمان بن عبادة عن أبى أمية» ، والتصويب من المرجع.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الجنائز (باب القيام للجنازة) : سنن أبى داود: 3/204.
(3) الخبر أخرجاه فى الجنائز: الترمزى فى (باب ما جاء فى الجلوس قبل أن توضع) : صحيح الترمزى: 3/331، وابن ماجه (باب ما جاء فى القيام للجنازة) : سنن ابن ماجه: 1/493.
(4) فى المخطوطة: «حسين بن أصرم» ، والتصويب من تحفة الأشراف؛ ويراجع تهذيب التهذيب: 3/142.(4/534)
عاصم الأحول، عن سليمان- رجل من الشام-، عن جنادة بن أبى أمية، عن عبادة بن الصامت؛ قال: دخلت على النبى - صلى الله عليه وسلم - غُدوَةَ (1) ، وبه من الوجع ما يعلم [الله] شدته (2) .
(حديث آخر عنه عنه)
_________
(1) فى المخطوطة: «عدته» ، والتصويب من تحفة الأشراف.
(2) أخرجه فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/245، وما بين معكوفين استكمال منه. وكانت العبارة فى المخطوط: «ما نعلم شدته» .(4/535)
5714 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن عبد الله الإِيَادِى، حدثنا عبد الوهاب ابن يحيى المُوطِى، قال: حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا عُبَيْدُ ابن زياد، عن الأوزاعى، حدثنا جنادة بن أبى أمية، حدثنا عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهم [أَحْيِنى مِسْكِينًا] ، وأَمِتْنِى مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِى فى جُمْلَةِ المساكينِ» (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
5715 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا هارون ابن معروف، حدثنا بن وهب، عن الحارث بن نَبْهَانَ، عن محمد بن/ سعد، عن رجاء بن حَيْوَة، عن جنادة، عن عبادة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَجْعَلُوا عَلَى الْعاقِلَةِ مِنْ قَوْلِ مُعْتَرِفٍ شَيْئَا» إسناده ضعيف (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى وابن عساكر من حديث عبادة، ورمز له السيوطى بالضعف كما فى جمع الجوامع: 1/3608، وأخرجه الحاكم من حديث أبى سعيد ورمز له بالصحة وصححه الضياء فى المختارة ولكن زعم ابن الجوزى وابن تيمية وضعه، وقال ابن حجر وليس كذلك وأطال المناوى فى مناقشة ذلك. فيض القدير: 2/102.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه الحارث بن نبهان، وهو متروك. مجمع الزوائد: 6/301.(4/535)
(حديث آخر عنه عنه)(4/536)
5716 - قال الطبرانى: حدثنا معاذ بن المُثنَّى بن معاذ، حدثنا سُوَيْد بن سعد، حدثنا هارون بن معاوية، عن محمد بن أبى قيس، عن عبادة بن نُسَىّ، عن جنادة بن أبى أمية، عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال يوما وحضر رمضان: «أَتَاكُم رَمَضَانُ، [رَمَضَان] شهْرُ بَرَكَةٍ، فِيهِ خَيْرٌ (1) يُغْنِيكُمُ الله فِيهِ، فَيُنْزِلُ الرَّحمَةَ، وَيَحُطُّ الْخَطَايَا، وَيَسْتَجِيبُ فيه الدُّعاءَ وَيَنْظُرُ إِلى تَنَافُسِكُم وَيُبَاهِى بِكُم الملائكةَ فَأَرُوا الله مِنْ أَنْفُسِكم [خيرًا] فَإِنَّ الشَّقِىَّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمةَ الله» (2) .
(حديث عنه عنه)
5717 - قال الطبرانى: حدثنا أبو حنيفة: محمد بن حنيفة الواسطى، حدثنا عَمِى: أحمد بن محمد بن ماهان بن أبى حنيفة، حدثنا طلحة بن زيد، عن الوضين بن عطاء، عن عمير بن هانئ، عن جنادة، عن عبادة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «سَتَكُونُ فِتَنٌ لا يَسْتَطِيعُ المُؤْمِنُ أَنْ يُغَيِّرَ فِيهَا بِيَدٍ، ولا بِلِسَانٍ» . فقال علىّ - رضي الله عنه -: هل يُنْقِصُ ذلك من إيمانهم؟ قال: «لاّ. إِلاَّ كَمَا يُنْقِصُ القَطْرُ مِن السِّقاءِ» . قال: ولم ذلك؟ قال: «يَكْرَهُونَهُ بِقُلُوبِهِمْ» (3) .
(حُبَيْشُ بن شُرَيْح: أبو حفصة الحبشى الشامى عن عبادة)
5718 - قال أبو داود فى كتاب السنة من سننه: حدثنا جعفر بن
_________
(1) قوله: «فيه خير» لم ترد عند الهيثمى.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير. وفيه محمد بن أبى قيس. ولم أجد من ترجمة. مجمع الزوائد: 3/142.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط، وفيه طلحة بن زيد، وهو ضعيف جدًا. مجمع الزوائد: 7/275، وجمع الجوامع: 1/2830.(4/536)
مسافر الهُذَلىّ، حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا بن (1) رباح، عن إبراهيم ابن أبى عَبلَة، عن أبى حفصة، قال: قال عبادة بن الصامت لابنه: يا بنى إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّ أَوَّلَ ما خَلَقَ الله القَلَمَ. فقال له: اكْتُبْ، فقال: ربِّ وَمَا أَكْتُبُ؟ قال: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَىْءٍ حَتَّى تَقُوم السَّاعةُ» (2) .
يابنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّى» .
(الحسن عنه)
_________
(1) هو الوليد بن رباح، كما فى المسند.
(2) الخبر أخرجه أبو دادو فى (باب فى القدر) : سنن أبى داود: 4/225.(4/537)
5719 - حدثنا عبد الله، حدثنى شيبان بن أبى شيبة، حدثنا جرير بن حازم، حدثنا الحسن، قال: قال عبادة بن/ الصامت: نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {وَاللاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} (1) إلى آخر الآية، قال: فَفَعَلَ ذَلِكَ بهنَّ (2) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس، ونحن حوله- وكان إذا نزل عليه الوحى [أعرض عنا و] أعرضنا عنه، وتَرَبَّدَ وجهه، وكرب (3) لذلك- فلما رفع عنه الوحى، قال: «خُذُوا عَنِّى» . فقلنا: نعم يا رسول الله،
_________
(1) آية 15 من سورة النساء.
(2) فى المخطوطة: «بهم» ، والتصويب من المسند.
(3) كرب: أصابه الكرب فهو مكروب. النهاية: 4/14.(4/537)
قال: «قَدْ جَعَلَ الله لَهُنَّ سَبيلاً البِكْرُ بِالبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ، وَنَفْىُ سَنَةٍ، والثَّيْبُ بِالثَّيْبِ جَلْدُ مِائةٍ ثمَّ الرَّجمُ» .
قال الحسن: فلا أدرى أَمِنَ الحديث هو أم لا؟ قال: «فَإِنْ شَهِدُوا أَنَّهُما وُجدا فى لَحافٍ لا يَشْهَدُونَ عَلَى جِمَاعٍ خَالَطَهَا (1) به جَلدُ مِائَةٍ وَجُزَّتْ رُءُوسُهُما (2) .
لم يخرجوه، وهو منقطع، وإنما رواه الحسن عن حِطَّان بن عبد الله كما ستراه (3) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) الخلاط: الجماع من المخالطة. النهاية: 1/312.
(2) من أخبار عبادة بن الصامت فى المسند: 5/327، وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) سيرد من هذا الجزء ص 539، وهو فى المسند: 5/317.(4/538)
5720 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنى أبى، حدثنا أسباط بن محمد، عن الشيبانى، عن رجل من أهل البصرة، عن الحسن، قال: قال عبادة بن الصامت: ألا إنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فى مجلس الأنصار: «الذَّهبُ بِالذَّهَبِ مِثْلاً بِمِثْلٍ وَزْنًا بِوَزْنٍ يَدًا بِيَدٍ، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ رِبًا، حتى ذَكَرَ الْفِضَّةَ والشَّعِيرَ والتَّمْرَ» (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
5721 - قال الطبرانى: حدثنا. . . . . بن عبد الله الحضرمى، حدثنا عبد الله بن عامر بن زُرَارَةَ، حدثنا زياد بن عبد الله، عن منصور،
_________
(1) الخبر رواه أحمد من طرق مختلفة، يراجع المسند: 5/319، 320، وأخرجه البيهقى فى السنن الكبرى: 5/276- 277-278.(4/538)
عن خَيْثَمة، عن الحسن، عن عبادة بن الصامت، قال: قال (1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كَيْفَ أَنْتَ إِذَا كُنتَ فى حُثَالَةٍ من النَّاس، وَاخْتَلَفُوا حَتَّى يَكُونُوا هَكَذا؟» - وشبك بين أصابعه-، قال: الله ورسوله أعلم، قال «خُذْ مَا تَعْرِفُ، وَدَعْ ما تُنْكِرُ» (2) .
_________
(1) فى المخطوطة: «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» ، والتصويب من الهيثمى.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه من لم أعرف، وزياد بن عبد الله البكائى وثقة ابن حبان وضعفه جماعة. مجمع الزوائد: 7/275؛ ويراجع جمع الجوامع كما فى جامع الأحاديث: 5/130.(4/539)
5722 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، حدثنا أحمد بن أسد، حدثنا عبثر بن القاسم، عن عبيدة، عن أبى عتبة، عن الحسن، عن عبادة بن الصامت، قال: رأيت النبى - صلى الله عليه وسلم - بال، ثم توضأ ومسح على خفيه (1) .
(حديث حِطَان بن عبد الله الرّقاشى البصرى عنه)
5723 - حدثنا هشيم؛ أنبأنا منصور، عن الحسن، عن حطان ابن عبد الله الرّقاشى، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خُذُوا عَنِّى خُذُوا عَنِّى قَدْ جَعَلَ الله لَهُنَّ سَبِيلاً: البِكْرُ / بِالبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْىُ سَنَةِ. والثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْم» .
5724 - حدثنا عفان، حدثنا حماد، أنبأنا قتادة، وحميد، عن الحسن، عن حطان بن عبد الله الرّقاشىّ، عن عبادة بن الصامت: أنَّ
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فىالكبير من رواية أبى عتبة عن الحسن، ولم أجد من ذكره. مجمع الزوائد: 1/257.(4/539)
النبى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا نزل عليه الوحى كرب له وترَبَّدَ وجهُهُ، وإذا سُرِّىَ عنه قال: «خُذُوا عَنِّى خُذُوا عَنِّى ثَلاثَ مَرَّاتٍ. قَدْ جَعَلَ الله لَهُنَّ سَبِيلاً: الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ، والبِكْرُ بِالبِكْرِ الْثَيِّبُ جَلْدُ مِائَةٍ والْرَجْم والْبِكْرُ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْىُ سَنَةِ» (1) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/317.(4/540)
5725 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد عن قتادة، عن الحسن، عن حطان بن عبد الله الرقاشى، عن ابن الصامت، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحى أثر عليه كرب لذلك وتربد وجهه، فأنزل الله عليه ذات يوم، فلما سرى عنه، قال: «خُذُوا عَنِّى خُذُوا عَنِّى قَدْ جَعَلَ الله لَهُنَّ سَبِيلاً: الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ، والبِكْرُ بِالبِكْرِ الْثَيِّبُ جَلْدُ مِائَةٍ وَرَجْمٌ بِالحجارَةِ، والْبِكْرُ جَلْدُ مِائَةٍ ثمّ نَفْىُ سَنَةٍ» (1) .
5726 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن حطان بن عبد الله الرقاشى، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خُذُوا عَنِّى قَدْ جَعَلَ الله لَهُنَّ سَبِيلاً: الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ، والبِكْرُ بِالبِكْرِ الْثَيِّبُ يُجْلَدُ وَيُرْجَمُ، والْبِكْرُ يُجْلَدُ وَيُنْفَى» (2) .
5727 - حدثنا يحيى، حدثنا حجاج، سمعت شعبة يحدث عن قتادة، سمعت الحسن يحدث عن حطان بن عبد الله، عن عبادة بن الصامت، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مثله يعنى مثل حديث ابن جعفر (3) .
5728 - حدثنا عبد الله بن بكر، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن حطان بن عبد الله أخى بنى رقاش، عن عبادة بن
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/318.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/320.
(3) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/320.(4/540)
الصامت: أنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل الوحى عليه كرب لذلك وتربد وجهه، فأوحى إليه ذات يوم، فلقى ذلك، فلما سرى عنه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خُذُوا عَنِّى قَدْ جَعَلَ الله لَهُنَّ سَبِيلاً: الثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ، والبِكْرُ بِالبِكْرِ: الْثَيِّبُ جَلْدُ مِائَةٍ ثُمّ رَجْمًا بِالحجارَة، والْبِكْرُ بِالبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ ثُمّ نَفْىُ سَنَةِ» (1) .
وقد رواه مسلم، وأبو داود، والترمزى، والنسائى من حديث هشيم به، ومن طريق قتادة. وكذلك ابن ماجه من حديث قتادة إلا أنه قال: يونس بن جبير بدل الحسن (2) .
قال شيخُنا: وهو وَهْم (3) . /
(حكيم بن جابر عنه)
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/320.
(2) الخبر أخرجه مسلم فىالحدود (باب حد الزنا) : مسلم بشرح النووى: 4/265؛ وابو داود (باب فى الرجم) : سنن أبى داود: 4/144؛ والترمزى فى (باب ما جاء فى الرجم على الثيب) وقال: حسن صحيح. صحيح الترمزى: 4/41؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/247؛ وابن ماجه فى (باب حد الزنا) : سنن ابن ماجه: 2/852.
(3) تحفة لاأشراف: 4/247.(4/541)
5729 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل- يعنى ابن أبى خالد- حدثنا حكيم بن جابر، عن عبادة بن الصامت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الذَّهَبُ بِالذَّهبِ، والْفِضَّةِ بِالْفِضَّةِ مِثْلاً بِمِثْلٍ، حتَّى خَصّ الْمِلح» ، فقال معاوية: إن هذا لا يقول شيئًا لعُبادة. فقال عُبادة: أنا والله لا أبالى الاَّ أكون بأرض يكون فيها معاوية، أشهد أنِّى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ذلك (1) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/319.(4/541)
ورواه النسائى من حديث يحيى بن سعيد، وأبى أسامة، عن إسماعيل بن أبى خالد به (1) .
(حمزة بن الزبير عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى البيوع (باب بيع البر بالبر) ، و (باب بيع الشعير بالشعير) : المجتبى للنسائى: 7/240، 241.(4/542)
5730 - قال الطبرانى: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عوف، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا أبى، حدثنا محمد بن مهاجر، عن حنبل بن ميمون أبى عبد الحميد، عن خمزة بن الزبير، عن عبادة بن الصامت: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ كَلامٌ يُكَلِّمُ بِهِ الْعَبْدُ رَبَّهُ فى المَنَام» (1) .
(خالد بن مَعْدَان عنه)
قال أبو حاتم الرّازى، وابو نعيم الأصفهانى: لم يسمع منه (2) .
5731 - حدثنا حيوة بن شريح، حدثنا بقية، حدثنى بحير بن سعيد (3) ، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ فى الْعَشْرِ الْبَوَاقِى، مَنْ قَامَهُنَّ ابْتِغَاءَ حِسْبَتِهِنَّ، فَإِنَّ الله يَغْفِرُ له مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَا تَأَخَّر، وَهِى لَيْلَةٌ وِتْرٍ تِسْعٍ، أَوْ سَبْعٍ، أَوْ خَامِسَةٍ، أَوْ ثَالِثةٍ، أَوْ آخِرَ لَيْلَةٍ» .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ أَمَارَةَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَنَّهَا صَافِيَةٌ بَلْجَةٌ (4) ،
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه من لم أعرفه. مجمع الزوائد: 7/174، ويراجع جمع الجوامع كما فى جامع الأحاديث: 4/188.
(2) تهذيب التهذيب: 3/119؛ وتحفة الأشراف: 4/248.
(3) غير واضح بالمخطوطة: وهو بحير بن سعيد السحولى أبو خالد الحمصى، روى عن خالد بن معدان، ومكحول، تهذيب التهذيب: 1/421.
(4) بلجة: مشرقة، والبلخة بالضم والفتح: ضوء الصبح. النهاية: 1/92.(4/542)
كَأَنَّ فيها قَمَرًا سَاطِعًا سَاكِنَةٌ سَاجِيَةٌ لا بَرْدٌ فيها، ولا حَرٌ، ولا يَحِلّ لِكَوْكَبٍ أَنْ يُرْمَى بِهِ فيها حتَّى تُصْبِحَ، وَإِنَّ أَمَارَتَها أَنَّ الشَّمْسَ صّبِيحَتَهَا تَخْرُجُ مَستَوِيةً لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، لا يَحِلَّ لِلشَّيْطانِ أَنْ يَخْرجَ مَعَهَا يَوْمَئذٍ» (1) .
إسنادٌ حسنٌ، ولم يخرجوه إلا أنه منقطع، فإن خالد لم يسمع من عبادة.
(حديث آخر عنه عنه)
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/324.(4/543)
5732 - قال ابن ماجه فى كتاب اللباس من سننه: حدثنا أحمد ابن ثابت الجحدرى، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الأحوص/ بن حكيم. عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى فى شملة قد عقد عليها (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
5733 - قال ابن ماجه أيضًا: حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة حدثنا أبو أسامة، حدثنا الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، وعليه جبة رومية من صوف ضيقة الكمين، فصلى بنا فيها، ليس عليه شىء غيرها (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى (باب لباس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (، وفى الزوائد، مايصح سماع خالد عن عبادة، وقال أبو نعيم: لم يلق خالد عبادة، ولم يسمع منه، والأحوص ابن حكيم ضعيف: سنن ابن ماجه: 2/1176.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى اللباس أيضًا (باب لبس الصوف) ، وإسناده كما سبق: سنن ابن ماجه: 2/1180.(4/543)
(حديث آخر عنه عنه)(4/544)
5734 - قال الطبرانى: حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا أسامة، عن الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ، فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثم قَامَ إِلَى الصَّلاةِ، فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا، وَسُجُودَهَا، وَالْقِرَاءَةَ فيها، قالت: حَفِظَكَ الله كَمَا حَفِظْتَنِى، ثمّ أُصْعِدَ بِهَا إلى السَّمَاءِ ولها ضَوْءٌ ونُورٌ، وفُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّماء.
وإِذَا لَمْ يُحْسِنِ العَبْدُ الْوُضُوءَ، وَلَمْ يُتِمَّ الرُّكُوعَ، والسُّجودَ، والقِرَاءَةَ فيهَا. قالت: ضَيَّعَكَ الله كَمَا ضَيَّعْتَنِى، ثم أُصْعِدَ بها إلى السَّمَاءِ وَعَلَيْها ظُلْمَةٌ وغُلِقَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ دُونَها، ثم تُلَفّ كَمَا يُلَفُّ الثَّوبُ الْخَلَق، ثم يُضْرَبُ بِهَا وَجْه صَاحِبَها» (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
5735 - قال الطبرانى: حدثنا الربيع بن ثعلب، حدثنا أبى، حدثنا يحيى بن عقبة بن أبى الْعَيْزَار، عن محمد بن حجادة، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فى ليلةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ، وَمَنْ قَرَأَ مِائَتىْ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتينَ، وَمَنْ قَرَأَ أَرْبَعَمِائَةِ (2) آيةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُخْبِتينَ، وَمَنْ قَرَأَ أَلْفَ آيَةٍ كُتِبَ لَهُ قِنْطَارٌ: أَلْفٌ وَمائتا
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والبزار بنحوه، وفيه الأحوص بن حكيم وثقه ابن المدينى والعجلى. وضعفه جماعة، وبقية رجاله موثوقون, مجمع الزوائد: 2/122.
(2) فى الأصل المخطوط: «مايتى» ، وما أثبتناه من المرجع.(4/544)
أُوقِيَّةٍ. الأُوقِيَّةُ خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّماءِ وَالأرْضِ، وَمَنْ قَرَأَ أَلْفَىْ آيَةٍ كَانَ مِنَ الْمُوجِبينَ» .
فيه ضعف ولكنه فى الترغيب، فترخصنا فى كتابته (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
_________
(1) أخرجه السيوطى فى جمع الجوامع عن الطبرانى فى الكبير ورمز له بالضعف كما فى جامع الأحاديث: 6/448، وخالد بن معدان لم يذكر سماعًا من عبادة بن الصامت. تهذيب التهذيب: 3/118، ويحيى بن عقبة بن أبى العيزار، قال البخارى: منكر الحديث: 8/297، ولم يشهد له أحد بخير فيما أورده صاحب الميزان: 4/397.(4/545)
5736 - قال الطبرانى: حدثنا الحسين بن إسحاق، حدثنا أبو الربيع، حدثنا الصلت بن حجاج، حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه/ وسلم يشكو إليه الوحشة، فأمره أن يتخذ له زوجًا من حمام (1) .
وقد أورد الطبرانى فى هذه الترجمة أحاديث كثيرة واهية وموضوعة أضربنا عنها، فمنها حديث:
«صَخْرَةُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ عَلَى نَخْلَةٍ تَحْتَها آسِيَةُ وَمَرْيَمُ يَنْظِمان سُمُوطَ أَهْلِ الجَنَّةِ إلى يَوْمِ الْقِيامَة» .
وحديثٌ فى مدح وهب بن مُنَبِّه، وذم غيلان القدرى، وغير ذلك (2) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه الصلت بن الجراح، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح، مجمع الزوائد: 10/128.
نقول: والمذكور فى سياق الخبر الصلت بن حجاج وقد ذكره البخارى فى الكبير: 4/303.
(2) الموضوعات لابن الجوزى: 2/46.(4/545)
(خِلاسُ بن عمرو عن عبادة)(4/546)
5737 - قال الطبرانى: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدَّبَرِىّ، أنبأنا عبد الرازق، أنبأنا معمر عمن سمع عبادًا يقول: حدثنا خلاس بن عمرو، عن عبادة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الله تَطوَّلَ عَلَيْكُم فى هَذَا الْيَوْمِ، فَغَفَرَ لَكُمْ إلا التَّبِعَاتِ فيمَا بَيْنَكُمْ، وَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ، وَأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ ما سَأَلَ، فَادْفَعُوا بِسْمِ الله» .
فلما كانوا بجمع، قال: «إِنَّ الله قَدْ غَفَرَ لِصَالِحيكُمْ، وَشَفَّعَ صَالِحيكُمْ، فى طالحيكم تَنْزِلُ الْمَغْفِرَةُ فَتَعُمّكُمْ، ثمّ تُفَرِّقُ الْمَغْفِرَةُ فى الأرض، فَتَقَعُ عَلَى كُلِّ تَائِبٍ مِمَّنْ حَفِظَ لِسَانَهُ وَيَدَهُ، وإِبْلِيسُ وَجُنُودُهُ على جَبَلِ (1) عَرَفاتِ يَنْظُرونَ مَا يَصْنَعُ اله بِهِم، فَإِذَا نَزَلَتِ الْمَغْفِرَةُ دَعَا هُوَ وَجُنُودُه بالْوَيْلِ، يقول: كُنْتُ أَسْتفِزُّهُم حينًا مِنَ الدَّهْرِ، ثم جَاءَتِ الْمَغْفِرَةُ، فَتَغْشَاهُم، فَيَتَفَرَّقُونَ وَهُم يَدْعونَ بالْوَيْلِ والثُّبورِ» (2) .
(ربيعة بن ناجد الكوفى عنه)
5738 - حدثنا عبد الله، حدثنى عبد الله بن سالم الكوفى المفلوج- وكان ثقة- قال: حدثنا عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن أبى صادق، عن ربيعة بن ناجد، عن عبادة بن الصامت: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يأخذ الوبرة من جنب البعير من المغنم، ثم يقول: «مَا لِى فيه إلا مِثْلُ مَا لأَحَدِكم مِنْهُ، إيَّاكُم وَالْغُلُولَ، فَإِنَّ الغُلُولُ خِزْىٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ القِيامَةِ، أّدُّوا الْخَيْطَ وَالمخْيَطَ (3) ، وَمَا فَوْقَ ذَلِكَ،
_________
(1) فى الأصل: «بالوكيل على جبال» ، والتصويب من الهيثمى.
(2) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 2563.
(3) المخيط: بالكسر: الإبرة. النهاية: 2/8.(4/546)
وَجَاهِدُوا فِى سَبيلِ الله الْقَرِيبَ، وَالْبَعِيدَ فى الحضَرِ، وِالسَّفَرِ، فَإنَّ الجِهَادَ بابٌ مِنْ أَبْوابِ الجنَّةِ، إنَّهُ لَيُنَجِّ الله به مِنَ الهَمِّ والْغَمِّ، وَأَقِيمُوا حُدُودَ/ الله فى القَرِيبِ والبَعِيدِ، وَلا يَأخُذْكُمْ فى الله لَوْمَةَ لائِمٍ» (1) .
إنما روى ابن ماجه منه: «أَقِيمُوا حُدُودَ الله عَلَى الْقَرِيبِ، والْبَعِيدِ، وَلا تَأْخُذْكُم فى الله لَوْمَةَ لائِمٍ» ، عن عبد الله بن سالم المفلوج به (2) .
(ربيعة بن يزيد عن عبادة)
_________
(1) من أخبار عبادة بن الصامت فى المسند: 5/330، وهو من زيادات عبد الله بن أحمد على أبيه فى المسند.
(2) الخبر أخرجه بن ماجه فى الحدود (باب إقامة الحدود) . وفى الزوائد: هذا إسناد حسن صحيح على شرط ابن حبان، فقد ذكر جميع رواته فى ثقاته، سنن ابن ماجه: 2/849.(4/547)
5739 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن أنس مالك الدمشقى، حدثنا محمد بن الخليل الخُشَنِىّ، حدثنا الحسن بن يحيى الخُشَنِىّ، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة ابن يزيد، عن عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا صَلاةَ إلاَّ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَآَيَتَيْنِ مِنْ الْقُرْآنِ» (1) .
(روح بن زنباع عن عبادة)
5740 - حدثنا الحكم (2) بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن راشد بن داود الصنعانى، عن عبد الرحمن بن حسان، عن روح [ابن زنباع] ، عن عبادة بن الصامت، قال: فقد النبى - صلى الله عليه وسلم - ليلة
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط- قلت هو فى الصحيح خلا قوله: وآيتين معها- وفيه الحسن بن يحيى الخشنى، ضعفه النسائى والدارقطنى، ووثقه دحيم وابن عدى وابن معين فى رواية، مجمع الزوائد: 2/115.
(2) فى المخطوطة: إبراهيم بن نافع، والتصويب من المسند، ويراجع تهذيب التهذيب: 2/441.(4/547)
أصحابه، وكانوا إذا نزلوا أنزلوه أوسطهم (1) ، ففزعوا وظنوا أن الله اختار له أصحابًا غيرهم فإذا هم بخيال النبى - صلى الله عليه وسلم -، فكبروا حين رأوه وقالوا: يا رسول الله أشفقنا أن يكون الله اختار لك أصحابًا غيرنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا بَلْ أَنْتُمْ أَصْحابِى فى الدُّنْيَا وَالأخِرَةِ، إنَّ الله أَيْقَظَنِى، فقَال: يا محمّدُ إنِّى لَمْ أَبْعَثْ نَبِيًا، ولا رَسُولاً إلا وَقَدْ سَأَلَنِى مَسْأَلَةً أَعْطَيْتُهَا إيَّاهُ، فَسَلْ يَا محمّدُ تُعْطَهْ، فقلتُ: مَسْأَلَتِى شَفَاعَةٌ لأُمَّتِى يَوْمَ القِيَامَة» .
فقال ابو بكر: يا رسول الله وما الشفاعة؟ قال: «أقُولُ يَا رَبّ شَفَاعَتِى الّتِى اخْتَبَأَتْ عِنْدَك، فيقولُ الرَّبُّ: نَعَمْ، فَيُخْرِجُ رَبِّى بَقِيَّةَ أُمَّتِى من النار فَيَبِذَهُم فى الجنَّةِ» . إسناد حسن، ولم يخرجوه (2) .
(زيادٌ بن أبى سُوَيْدٍ عنه، فى ترجمة عثمان) (3) .
(سعيد بن كثير عن عبادة)
_________
(1) فى المخطوطة: «وسعلهم» ، والتصويب من المسند.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/325.
(3) يأتى فى ترجمة عثمان بن عفان فىالجزء السادس.(4/548)
5741 - قال الطبرانى: حدثنا مطلب بن سعيد الأزدى، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنى الليث، حدثنى عبد الله بن أبى جعفر، قال: قال بكير: حدثنى سعيد ابن كثير، عن عبادة: أنه حضر معاوية يبيع تبرًا/ بذهب، فقال له عبادة: هذا بيع لا يصلح، فقال معاوية: لا أرى لى به بأسًا، فقال عبادة: ألا أعجبكم من معاوية أخبرته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيقول: ما أرى به بأسًا (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البيهقى من طريق محمد بن سيرين أن مسلم بن يسار، وعبد الله بن عبيد الله قالا: جمع المنزل بين عبادة ومعاوية إلخ، ثم قال: وهذا الحديث لم يسمعه مسلم بن يسار من عبادة بن الصامت، إنما سمعه من أبى الأشعث الصنعانى عن عبادة، السنن الكبرى للبيهقى: 5/276؛ وأخرجه من طرق أخرى بمعناه: 5/277.(4/548)
(سعيد بن المسيّب عن عبادة)(4/549)
5742 - قال الطبرانى: حدثنا هاشم بن مزيد الطبرانى، حدثنا صفوان بن صالح، حدثنا الوليد بن مسلم، عن المثنَّى بن الصَّبَّاح، عن عمرو ابن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن عبادة بن الصامت، قال: نهانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أبيع الذهب بالذهب إلا عينًا بعينٍ، والورق بالورق إلا عينًا بعين (1) .
(سلمة بن شريح عنه)
5743 - قال الطبرانى: حدثنا يحيى بن أيوب العلاف، حدثنا سعيد بن أبى موسى، حدثنا نافع بن يزيد، حدثنا سيار بن عبد الرحمن، عن يزيد بن قَوْذَر (2) ، عن سلمة بن شريح، عن عبادة بن الصامت، قال: أوصانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبع خلال، فقال: «لا تُشْرِكُوا بالله شَيْئًا، وإنْ قُطِّعْتُمْ أوْ حُرِّقْتُمْ أوْ صُلِّبْتُمْ، ولا تَتْرُكُوا الصَّلاةَ مُتَعَمدّيِنَ، فَمَنْ تَرَكَهَا مُتَعَمِدّاً فَقَدْ خَرَجَ مِنَ المِلَّةِ، وَلا تَرْكَبُوا الْمَعْصِيَة فإنَّهَا سَخَطُ الله، ولا تَقْرَبُوا الْخَمْرَ فإنَّهَا رَأْسُ الْخَطَايَا كُلِّهَا، ولا تَفِرُّوا مِنَ الْمَوْتِ- أوِ الْقَتْلِ- وإنْ كُنْتُم فِيهِ، ولا تَعْصِ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا فاخْرُجْ، ولا تَضَعْ عَصَاكَ عَنْ أَهْلِكَ، وَأَنْصِفْهُمْ مِنْ نَفْسِكَ (3) .
_________
(1) فى السنن الكبرى للبيهقى: 5/277، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى، وذكر قصته مع معاوية.
(2) فى المخطوطة: «سكن بن عبد الرحمن عن يزيد بن قوزر» ، والتصويب من التاريخ الكبير: 8/353.
(3) أورده السيوطى فى جمع الجوامع عن الطبرانى فى الكبير. جامع الأحاديث: 7/293.(4/549)
(سلمة بن المجبر صحابى عنه)(4/550)
5744 - عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «خُذُوا عَنِّى قَدْ جَعَلَ الله لَهُنَّ سَبِيلا» إلى آخره. كما فى رواية حطان بن عبد الله، عن عبادة كذلك رواه أبو داود فى الحدود، عن محمد، عن عوف، عن الربيع بن روح بن خليد، عن محمد بن خالد- يعنى الوهبى، عن الفضل بن دلهم، عن الحسن، عن سلمة، عن عبادة به.
قال أبو داود: والفضل بن دلهم ليس بالحافظ، كان قَصَّابًا بواسط، يعنى الصواب ما رواه قتادة ويونس بن عبيد وغير واحد من الكبار الحافظين، عن الحسن، عن حطان بن عبد الله، عن عبادة به (1) .
وقد رواه الطبرانى بطوله.
5745 - فقال: حدثنا يحيى بن عبد الباقى، حدثنا محمد بن عوف، حدثنا الربيع بن روح، حدثنا محمد بن خالد، عن الفضل بن دلهم، عن الحسن، عن سلمة ابن المجبر، عن عبادة بن الصامت، قال: لما نزلت آية الرجم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو بين أصحابه، وكان إذا نزل عليه الوحى أخذه كهيئة السبات فلما انقضى الوحى استوى جالسًا فقال:
«إنَّ الله قَدْ جَعَلَ لَهُنَّ سَبيلا الثَّيِبُ بالثَّيب جَلْدُ مِائَةٍ والرَّجْم، وَالبِكْرُ بِالبِكْرِ جَلْدُ مِائةٍ وَنَفْىْ سَنَةً» .
فقال أناس لسعد بن عبادة: يا ابا ثابت قد نزلت الحدود، أرأيتك لو وجدت مع امرأتك رجلاً كيف كنت صانعًا؟ قال: كنت ضاربه بالسيف حتى يسكُنا، فأنا أذهب فأجمع أربعة فإلى ذلك قد قضى الخائب
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الحدود (باب فى الرجم) : سنن أبى داود: 4/144؛ وفيه ما أورده المصنف عنه بشأن الفضل بن دلهم، ويراجع أيضًا تحفة الأشراف: 4/247.(4/550)
حاجته؛ فأنطلق ثم أجىءُ فأقول/ رأيت فلانًا فعل كذا وكذا، فيجلدونى، ولا يقبلون لى شهادة أبدًا، قال: فضحك القوم واجتمعوا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فقالوا: يا رسول الله ألم تر إلى أبى ثابت، قلنا كذا وكذا؛ فقال كذا وكذا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كَفَى بِالسَّيْفِ شَاهِدًا» ، ثم قال: «لَوْلا أَنِّى أَخَافُ أَنْ يَتَتَابَعَ فِيهِ السَّكْرانُ والغَيْرانُ؟» فقالوا: يا رسول الله إنه أشد الناس غيرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هُوَ شَديدُ الْغَيْرَةِ، وَأَنَا أَغْيَرُ منهُ، والله أَشَدُّ غَيْرةً مِنِى وَلِذَلِكَ جَعَلَ الحُدُودَ» (1) .
(شراحيل بن [آدة أبو] الأشعث الصنعانى عنه يأتى) (2)
(شرحبيل بن السمط، عن عبادة)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه الفضل بن دلهم، وهو ثقة، وأنكر عليه هذا الحديث من هذا الطريق فقط، وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 6/265.
(2) فى المخطوطة: «شرحبيل بن الأشعث» ، والتصويب من تهذيب التهذيب: 4/319. ويقال: شراحيل بن شرحبيل بن كليب بن أدة، ويقال شراحيل بن كليب ويقال غير ذلك.(4/551)
5746 - قال الطبرانى: حدثنا على بن عبد العزيز، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير بن معاوية، حدثنا ليث بن أبى سليم، حدثنا بلال الضبى، عن شرحبيل ابن السمط الكندى، قال: دعانى عبادة ابن الصامت حين احتضر، فقال: إنه لو ما حضرنى لم أحدثك حديثًا، أريد أن أحدثكم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يَكُونُ فى آخرِ أُمَّتِى شَرَابٌ هُوَ الخَمْر يَسْتَحِلُّونَهُ بِاسْمٍ يُسَمُّنَهُ غَيْرَ الخَمْرِ» (1) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه ابن ماجه غير أنه قال: «ليشربن» مكان «ليستحلن» وفيه اختلاف فى بعض لفظه. مجمع الزوائد: 5/75.(4/551)
(حديث آخر عنه عنه)(4/552)
5747 - قال الطبرانى: حدثنا الحسين بن إسحاق التسترى، حدثنا عثمان ابن أبى شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبى بكر بن حفص، عن أبى مصبح، عن شرحبيل بن السمط، عن عبادة بن الصامت: قد دخلنا على عبد الله بن رواحة نعوده، فأغمى عليه، فقلنا: يرحمك الله إن كنا نحب أن نموت على غير هذا، وإن كنا لنرجو لك الشهادة، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نذكر هذا، فقال:
«وَفِيمَ تَعُدُّون/ الشَّهَادَةَ؟» فأزم (1) القوم، وتحرك عبد الله، فقال: ألا تحبون رسول الله؟ ثم أجابه هو، فقال: يا رسول الله تعد الشهادة فى القتل، فقال: «إِنَّ شُهَدَاء أُمَّتِى إذًا لَقَلِيلٌ. إنَّ فى القَتْلِ شَهَادَةٌ، وَفِى الطَّاعونِ شَهَادَةٌ. [وفى البَطْنِ شَهَادَةٌ] ، وَفى الغَرَقِ شَهَادَةٌ، وفى النَّفَسَاءِ يقتلها وَلَدُهَا جُمْعًا (2) شَهَادَةٌ» (3) .
(صدى بن عجلان عنه)
هو أبو أمامة الباهلى يأتى
(طاوس عنه)
5748 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الرحمن بن مسلم الرازى، حدثنا محمد بن أبى عمير العدنى، حدثنا سفيان، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه على الصدقة، فقال
_________
(1) أزم القوم: أى أمسكوا عن الكلام كما يمسك الصائم عن الطعام. النهاية: 1/30.
(2) الجمع: بضم الجيم بمعنى المجموع: المرأة تموت وفى بطنها ولد، وقيل التى تموت بكرًا. النهاية: 1/176.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى وأحمد بنحوه، ورجالهما ثقات، مجمع الزوائد: 5/299.(4/552)
له: «يا ابا الوَليد اتَّقِ [الله] لا تَأْتِ يَوْمَ القِيَامَةِ بِبَعيرٍ تَحْمِلُهُ لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةٍ لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةٍ لَهَا ثُغَاءٌ» ، فقال: يا رسول الله إن ذلك لكذلك؟ قال: «أَىْ والَّذى نَفْسِى بِيَدِهِ» ، قال: فوالذى بعثك بالحق لا أعمل على شىءٍ أبدًا (1) .
(عامر الشعبى عنه)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، ورجاله رجال الصحيح، مجمع الزوائد: 3/86.(4/553)
5749 - حدثنا سُرَيْج بن النعمان، حدثنا هُشَيْمُ، عن المغيرة، عن الشعبى، أن عبادة بن الصامت قال: سمعت - صلى الله عليه وسلم - يقول:: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَخْرُجُ فِى جَسَدِهِ جِرَاحَةٌ، فَيَتَصَدَّقُ بِهَا إلا كَفَّرَ الله عَنْهُ مِثْلَ مَا تَصَدَّقَ بِهِ» (1) .
5750 - حدثنا عبد الله، حدثنى شُجاع بن محمد، حدثنا هُشَيْم، عن مغيرة، عن الشعبى: قال: قال عبادة بن الصامت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ جُرِحَ فِى جَسَدِهِ جِرَاحَةٌ تَصَدَّقَ بِهَا كَفَّرَ الله عَنْهُ بِمِثْلِ مَا تّصَدَّقَ بِهِ» (2) .
5751 - حدثنا عبد الله، حدثنى إسماعيل: أبو مَعْمَرٍ الهذلىّ، حدثنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبى، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «مَنْ تًصَدَّقَ مِنْ جَسَدِهِ بِشَىْءٍ كَفَّرَ الله عَنْهُ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِ» (3) .
_________
(1) من حديث عبادة بن لاصامت فى المسند: 5/316.
(2) من أخبار عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/329، وهو منزيادات عبد الله بن أحمد على أبيه فى المسند.
(3) من أخبار عبادة بن الصامت فى المسند: 5/330.(4/553)
ورواه النسائى فى التفسير عن على بن حجر، جرير بن عبد الحميد به مثله (1) .
قال ابن أبى حاتم: سمعت أبى يقول: لقد سمع عامر الشعبى بالشام إلا من المقدام أبى كريمة (2) . /
(عائذُ الله بن عبد الله عنه)
هو أبو إدريس الخولانى يأتى
(عبادة بن نُسَىِّ عنه)
_________
(1) أخرجه النسائى فىالكبرى، كما فى تحفة الأشراف: 4/251.
(2) المقدام بن معد يكرب الكندى: أبو كريمة نزل حمص، روى عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. ذكره ابن سعد فى الطبقة الرابعة من أهل الشام. تهذيب التهذيب: 10/287.(4/554)
5752 - حدثنا وكيع، حدثنا هشام بن الفاز، عن عبادة بن نسى، عن عبادة بن الصامت: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا تَعُدُّونَ الشَّهيدَ فِيكُم؟» قالوا: الذى يقاتل فيقتل فى سبيل الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِى إِذاً لَقَلِيلٌ القتيل فى سبيل الله شَهِيد، والْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، والمَبْطُونُ شَهِيدٌ، والمرأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ (1) شَهيد، يعنى النَّفَسَاءَ» (2) .
(حفيدة عبادة بن الوليد بن عبادة عنه)
5753 - حدثنا سفيان، عن يحيى، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت- سمعه من جده، وقال سفيان مرة: عن جده عبادة، قال سفيان: وعبادة نقيب، وهو من السبعة- بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على
_________
(1) بجمع: بضم الجيم أى تموت وفى بطنها ولد، وقيل التى تموت بكرًا والجمع بالضم المجموع، وكسر الكسائى الجيم، والمعنى أنها ماتت مع شىء مجموع غير منفصل عنها من حمل أو بكارة. النهاية: 1/176.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/315.(4/554)
السمع والطاعة فى العسر واليسر، والمنشط والمكره، ولا ننازع الأمر أهله، نقول بالحق حيث ما كنا، لا نخاف فى الله لومة لائم، قال سفيان: زاد بعض الناس: «مَا لَمْ نَرَ كُفْرًا بَوَاحًا» (1) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/314.(4/555)
5754 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، حدثنى عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبيه الوليد، عن جده عبادة بن الصامت- وكان أحد النقباء-، قال: بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيعة الحرب، وكان عبادة من الإثنى عشر الذين بايعوا فى العقبة الأولى على بيعة النساء على السمع والطاعة فى عسرنا ويسرنا ومنشطنا (1) ومكرهنا، ولا ننازع الأمر أهله، وأن نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف فى الله لومة لائم (2) .
5755 - حدثنا وكيع، حدثنا أسامة بن زيد، عن عبادة بن الوليد بن عبادة ابن الصامت، عن جده عبادة بن الصامت، قال؛ بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة فى العسر واليسر والمنشط والمكره وأن لا ننازع الأمر أهله، وأن نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف فى الله لومة لائم (3) .
ورواه عن قُتَيْبَة، عن الليث، عن يحيى بن سعيد، عن عبادة بن الوليد، عن عبادة، /عن جده عبادة، والصواب عبادة، عن أبيه الوليد، عن جده عبادة كما سيأتى (4) .
_________
(1) المنشط: مفعل من النشاط، وهو الأمر الذى تنشط له، وتخفف إليه وتؤثر فعله، وهو مصدر بمعنى النشاط. النهاية: 4/145.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/316.
(3) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/319.
(4) من هذا الطريق أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/260؛ وسيأتى عند البخارى ومسلم والنسائى وابن ماجه.(4/555)
(عبادة بن نسى عنه مرفوعًا)
«مَنْ صَلَّى خَلْفَ إِمامٍ فَلْيَقْرَأ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ»(4/556)
5756 - رواه الطبرانى من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول عنه به.
(عبد الله بن عباد الزُّرَقِىّ عنه)
5757 - حدثنا على بن عبد الله بن جعفر، حدثنى أنس بن عياض: أبو ضمرة، حدثنى عبد الرحمن بن حرملة، عن يعلى بن عبد الرحمن بن هُرْمُز: أن عبد الله بن عبادة الزرقى أخبره: أنه كان يصيد العصافير فى بئر إهاب (1) - وكانت لهم - قال: فرآنى عبادة ابن الصامت، وقد أخذت العصفور، فينزعه منى، ويرسله، ويقول: أى بنى إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرم ما بين لابتيها كما حرم إبراهيم مكة» (2) .
5758 - حدثنا عبد الله، حدثنى أبى، حدثنى محمد بن عباد المكى، وأبو مروان العثمانى: محمد بن عثمان بن خالد، قال: حدثنا أبو ضمرة، عن بن حرملة، عن يعلى بن عبد الرحمن بن هرمز: أن عبد الله ابن عباد الزرقى أخبره: أنه كان يصيد العصافير فى بئر ابى إهاب، وكانت لهم فرآنى عبادة، وقد أخذت العصفور، فانتزعه منى وأرسله، وقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرم ما بين لابتيها كما حرم إبراهيم مكة، وكان عبادة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (3) .
إسناده جيد ولم يخرجوه.
_________
(1) إهاب بالكسر: موضع قرب المدينة. معجم البلدان: 1/283.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/317.
(3) من أخبار عبادة بن الصامت فىالمسند: 5/329.(4/556)
(ابنه عبد الله عنه)(4/557)
5759 - قال الطبرانى: حدثنا حميد بن خالد الراسبى، حدثنا أنس بن محمد الحزرى، حدثنا عبد الله بن بكر السهمى، حدثنى عبد الرحمن بن بديل العقيلى، عن عبد العزيز بن أبى رواد، عن عبد الله بن عبادة بن الصامت: أن أباه لما حضرته الوفاة قال له: يا أبتاه أوصينى، قال له: يا بنى اتق الله، واعلم أنك إن تتق الله حتى تؤمن بالله، وتؤمن بالقدر كله خيره وشره. قال: يا أبتاه وكيف لى أن أعلم ذلك؟ قال: أن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يك ليصيبك. سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ الله القَلَمَ، فقال له: اكْتُبْ، قال: مَا أَكْتُبُ؟ قال: كلَّ شَىْءٍ هُوَ كَائِنٌ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. (1) /
وسيأتى فى ترجمة ابنه الوليد عنه بمثله (2) .
(عبد الله بن عُبَيْدٍ، ويقال ابن عَتيكٍ عنه)
فى النهى عن بيع الذهب بالذهب يأتى فى ترجمة مسلم بن يسار عن عبادة (3) .
(عبد الله بن عمر بن الخطاب عنه)
5760 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقى، حدثنا حيوة بن شريح الحمصىّ (ح) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى، والبيهقى، ورمز له السيوطى بالضعف. جمع الجوامع: 1/1248، وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير بأسانيد، وفى الأوسط فى أحدها عثمان بن أبى العاتكة وهو ضعيف، وقد وثقه دحيم، وبقية رجاله ثقات وفى بعضهم كلام، مجمع الزوائد: 7/198.
(2) يأتى فى ذلك ص 589 من هذا الجزء.
(3) يرجع إليه ص 582 من هذا الجزء.(4/557)
وحدثنا محمد بن أحمد بن الوليد الأصبهانى، حدثنا سعيد بن عمرو السكونى الحمصى، قالا: حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا أبو اليسر: عبد الحميد العنبر، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عبادة بن الصامت، قال: سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هَلْ تَقْرَءُونَ خَلْفِى شَيْئٍا مِنَ الْقُرْآَنِ؟» قلنا: نعم إنا لنهذّه هذًّ، وندرسه درسًا، قال:
«لا تَفْعَلُوا إلا بِإِمِّ الْقُرْآنِ سِرًّ فى أَنْفُسِكُم» . غريب من هذا الوجه عنه به (1) .
(عبد الله بن عمرو بن قيس عنه)
وهو ابن امرأته، وكان صحابيًا، هو أبو أبى الأنصارى يأتى (2) .
(عبد الله بن محيريز عنه)
«مَنْ شَهِدَ أِنْ لا إِلَهَ إلا الله» يأتى فى ترجمة عبد الرحمن بن عسيلة (3) .
_________
(1) أخرجه الطبرانى فى الكبير عن ابن عمر عن عبادة بن الصامت، كما فى جمع الجوامع وجامع الأحاديث: 7/74؛ وأخرجه البيهقى من طرق متعددة من حديث عبادة. السنن الكبرى للبيهقى: 2/164، 165.
(2) أسد الغابة: 3/325.
(3) يرجع إليه ص 560 من هذا الجزء.(4/558)
5761 - فقال الطبرانى حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلانى، حدثنا محمد بن أيوب بن سويد الرَّملى، حدثنى أبى، عن إبراهيم بن أبى عبلة، عن بن محيريز، قال: عدنا عبادة بن الصامت. فأقبل ابو عبد الله الصنابجى، فلما رآه مقبلاً، قال: من أحب أن ينظر إلى رجل عرج به إلى السماء فنظر إلى أهل الجنة، والنار فرجع، وهو(4/558)
يعمل على ما رأى فلينظر إلى هذا؟ ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «حُرِّمتِ النَّارُ عَلَ مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إله إلا الله، وأَنِّى رسولُ الله» (1) .
(حديث آخر عنه عنه)
_________
(1) الخبر أورده ابن الأثير فى ترجمته لأبى عبد الله الصناجى. أسد الغابة: 6/193.(4/559)
5762 - قال البزار: حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد الحرَّانى، حدثنى أبى، عن سليمان بن أبى داود، عن مكحول، عن ابن محيريز ورجل أخر قد سماهُ، عن عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فى سبيل الله، ودُخَانُ جَهَنَّمَ فى جَوْفِ امْرِىءٍ مُسْلِمٍ» (1) . /
(أبو عبد الله الصنابحى عنه)
5763 - حدثنا حسين بن محمد، أنبأنا محمد بن مُطرّف، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصنابحى، قال: زعم أبو محمد أن الوتر واجب، فقال عبادة: كذب أبو محمد: أشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ الله على عِبَادِهِ مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلاّهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ، فَأَتَمَ رُكُوعَهُنَّ، وَسُجُودَهُنَّ [وَخُشُوعَهُنَّ] كَانَ لَهُ عِندَ الله عَهْدُ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَيْسَ له عِندَ الله عَهْدٌ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ» (2) .
إسناده حسن جيد، ولم يخرجوه (3) .
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط، وفيه سليمان بن أبى داود الحرانى وهو ضعيف مذكور فى ترجمة ابنه محمد، مجمع الزوائد: 5/286.
(2) من حديث عبادة بن الصامت فى المسند: 5/317، وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) الخبر أخرجه البزار والطبرانى فى الكبير بنحوه، وفيه الأحوص بن حكيم مختلف فيه، وبقية رجاله ثقات. كشف الأستار: 1/177؛ ومجمع الزوائد: 2/122.(4/559)
(عبد الرحمن بن عياد الزرقى عنه) (1)
_________
(1) فى كشف الأستار ومجمع الزوائد: عبد الله بن عباد الزرقى.(4/560)
5764 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن عمر البزار، حدثنا الحارث بن خضر العطار، حدثنا أبو ضمرة: أنس بن عياض، عن عبد الرحمن ابن حرملة، عن يعلى بن عبد الرحمن بن هرمز، عن عبد الرحمن بن عباد الزرقى، قال: كنا نصيد فأتى عبادة وقد أخذنا عصفورًا، فأطلق العصفور، وقال: ألم تعلموا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرم صيدها (1) .
تقدم مثله عن عبد الله بن عباد عنه فى مسند أحمد.
(عبد الرحمن بن أبى عمرة الأنصارى عنه)
5765 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسى، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الله بن عمران، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، حدثنى أبى جعفر بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن أبى النجارى: أنه سأل عبادة بن الصامت، عن الوِتْرِ، فقال: حسن قد عمل به النبى - صلى الله عليه وسلم -، والمسلمون من بعده، وليس بواجب (2) .
(عبد الرحمن بن عُسَيْلة أبو عبد الله الصُّنابِحِىّ عنه)
5766 - حدثنا يونس بن محمد، حدثنا ليثٌ، عن ابن عَجْلانَ، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن مُحَيْريز، عن الصنابحى: أنه قال: دخلت على عبادة بن الصامت، وهو فى الموت، فبكيتُ، فقال:
_________
(1) الخبر أخرجه البزار كما فى كشف الأستار: 2/55؛ وقال الهيثمى: رواه أحمد والبزار والطبرانى فى الكبير، وفيه عبد الله بن عباد الزرقى ولم أجد من ترجمة، وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 3/303.
(2) الخبر أخرجه البيهقى ما فىمعناه، وفيه قصة. السنن الكبرى: 2/8.(4/560)