فعلتُ) ؟ قلتُ: ما كنتُ لأقيضهُ اليوم بغُرة (1) . قال: (فلا حاجةَ لي فيه) .
ثم قال: (يا ذا الجوشن ألا تُسلُم فتكون من أول هذا الأمر) ؟ قلتُ: لا. قال: (ولم؟ قلتُ: إني رأيتُ قومك قد ولعوا بك. قال: فكيف بلغك عن مصارعهم ببدر؟ قال: قلتُ: قد بلغني. قال [: فإنا نُهدي لك] . قلتُ: إن تغلب على الكعبة وتقطنها. قال: لعلك إن عشت أن ترى ذلك. ثم قال: يابلال خُذْ حقبة الرجل فزودهُ من العجوة، فلما أدبرتُ قال: إنه من خير [فرسان] بني عامر. قال: فوالله إني لبأهلي بالفوز إذ أقبل راكب، فقلتُ: من أين؟ قال: من مكة. قلتُ: ما فعل الناس؟ قال: قد غلب/ عليها محمد - صلى الله عليه وسلم -. قال: قلتُ هبلتني (2) أمي فوالله أسلم يومئذٍ ثم [أسأله الحيرة] لأقطعنيها) . رواهُ أبو داود في الجهاد عن مسددٍ، عن عيسى ابن يونس به (3) .
_________
(1) في المسند: (بعدة) وما أثبتناه من السنن. والغرة: الفرس.
(2) هبلتني أمي: ثكلتني.
(3) الخبر أخرج قسمه الأول أبو داود في الجهاد: باب في حمل السلاح إلى أرض العدو: 3/92، وأخرجه أحمد بتمامه من حديث ذي الجوشن الضبابي: 4/67.(2/672)
520 - (ذو الزوائد الجُهني) (1)
قال أبو أمامة سهل بن حُنيف: هو أوّل من صلى الضُّحى، عداده في
المدنيين.
2896 - قال أبو داود: حدثنا هشام بن عمارٍ (2) ، عن سُليم بن مطيرٍ، عن أهل وادي القُرى، عن أبيه: سمعتُ رجلاً يقول: سمعتُ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/174؛ والإصابة: 1/486؛ والاستيعاب: 1/484؛ والتاريخ الكبير: 3/265؛ وثقات ابن حبان: 3/119.
(2) في المخطوطة: (هشام عن عروة عن سليمان بن مطر) خطأ.(2/672)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع فأمر الناس ونهاهُم، ثم قال: ( [اللهم] هل بلغتُ) ؟ قالوا: نعم. قال: (اللهم اشهد) ، ثم قال: (إذا تجاحفت (1) قُريش الملك فيما بينها، وعاد العطاء أو كان
رُشاً عن دينكم فدعوهُ) . قالوا: من هذا؟ قالوا: هذا ذو الزوائد صاحب رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - (2) .
_________
(1) تجاحفت قريش الملك: تقاتلوا على الملك، يقال: تجاحفت القوم في القتال: إذا تناول بعضهم بعضاً بالسيوف. النهاية: 1/145.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في الخراج: باب في كراهية الافتراض في آخر الزمان: 3/138؛ وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير: 3/265.(2/673)
521 - (ذو الغُرة الجُهني) . ويُقال: الطائي ويُقال: الهلال
اسمه يعيش وقيل هو البرآءُ وليس بشئٍ
وإنما سُمي ذا الغرَّة لبياض في جبهته (1)
2897 - روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أعرابياً عارضهُ فقال: (يارسولُ الله تُدرمُنا الصلاةُ [ونحن] في أعطان الإبل أنُصلي فيها؟ قال: لا. قال: أنتوضأ من لحومها؟ قال: نعم. قال: أنُصلي في مرابض الغنم؟ قال: نعم. قال: أنتوضأُ من لحومها؟ قال: لا) . تفرد به أحمد (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/175؛ والإصابة: 1/486؛ والاستيعاب: 1/484.
(2) الخبر أخرجه أحمد من حديث ذي الغرة في المسند: 4/67، 5/112.(2/673)
522 - (ذو اللحية، واسمهُ شُريح بن عامر (1) بن عوف بن كعب
ابن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر (2) ذو كلاع
الحميري الكلابي حديثهُ في خامس المكيين) (3)
2898 - حدثنا عبد الله، [حدثني أبي] ، حدثني يحيى بن معينٍ، حدثنا أبو عبيدة [-يعني الحداد-] ، حدثنا عبد العزيز بن مُسلم، عن يزيد بن أبي منصور، عن ذي اللحية (4) الكلابي: أنهُ قال: (يا رسول الله أتعملُ في أمرٍ مستأنفٍ أو في أمرٍ قد فرغ منهُ (5) / قال: بل في أمر قد فُرغ منهُ. قال: ففيم العمل؟ قال: كُلٌّ ميسرٌ لما خُلِق له) ، تفرد به (6) .
523 - (ذو مخبرٍ، ويقالُ مخمر) (7)
وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ويُقالُ إنهُ ابن أخي النجاشي أرسلهُ إليه ليخدمهُ عن عمه ومعه هدايا كثيرةٌ.
2899 - حدثنا محمد بن مصعبٍ: هُو القرقساني، حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن خالد بن معدان، عن جُبير بن نُفير، عن ذي مخمرٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (تُصالحون الرُّوم صُلحاً
_________
(1) في المخطوطة: (عابد) مصحفاً.
(2) في المخطوطة: (عامر بن ربيعة) مخالفاً لما في مصادر الترجمة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/177؛ والإصابة: 1/487؛ والاستيعاب: 1/488؛ والتاريخ الكبير: 3/265؛ وثقات ابن حبان: 3/130.
(4) في المخطوطة: (ابن أبي مطر عن أبي اللحية) والتصويب من المسند.
(5) في المخطوطة: (أو فيما مضى) والتزمنا بلفظ الخبر في المسند.
(6) من حديث ذي اللحية الكلابي في المسند: 4/67.
(7) له ترجمة في أسد الغابة: 2/178؛ والإصابة: 1/488؛ والاستيعاب: 1/483؛ والتاريخ الكبير: 3/264؛ وثقات ابن حبان: 3/119؛ وطبقات ابن سعد: 7/141.(2/674)
آمنا، وتغزون أنتم وهم عدوا من ورائهم، فتسلمون، وتغنمون، ثم تنزلون بمرج ذي تُلُولٍ، فيقومُ رجلٌ من الروم، فيرفع الصليب، ويقول: ألا غلب الصليب، فيقومُ إليه رجلٌ من المسلمين فيقتلهُ، فعند ذلك تُغْدرُ الروم، وتكون الملاحمُ فيجتمعون إليكم، فيأتونكم [في] ثمانين غاية (1) مع
كل غايةٍ عشرةُ آلافٍ) (2) .
هكذا رواهُ أبو داود [وا] بنُ ماجه عن الأوزاعي بهِ (3) .
_________
(1) الغابة: والراية سواء ومن رواه بالباء الموحدة أراد به الأجمة، تشبه كثرة رماح العسكر بها. النهاية: 3/180.
(2) من حديث ذي مخمر الحبشي في المسند: 4/90.
(3) الخبر أخرجه أبو داود في الملاحم: باب ما يذكر من ملاحم الروم: 4/109، وأخرجه مختصراً في الجهاد: باب في صلح العدو: 3/86؛ وأخرجه ابن ماجه في الفتن: باب الملاحم: 2/1319. قال في الزوائد: إسناده حسن.(2/675)
2900 - حدثنا أبو النصير، حدثنا جرير، عن يزيد بن صُليج، عن ذي مخمرٍ- وكان رجلاً من الحبشة يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (كُنا معهُ في سفرٍ، فأسرع السير حتى انصرف - وكان يفعلُ ذلك لقلة الزاد - فقال لهُ قائلٌ: يارسول الله قد انقطع الناسُ وراءك، فحُبس وحُبس الناسُ معهُ، حتى تكاملوا إليه، فقال: هل لكم [أن] نهجع هجعةً؟ فنزل ونزلوا، فقال: من يكلؤنا الليلة؟ فقلتُ: أنا جعلني الله فداءك، فأعطاني خطام ناقتهِ، فقال: هاك لا تكونن لكع (1) . قال: فأخذتُ بخطامِ ناقةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبخطام ناقتي، فتنحيتُ غير بعيدٍ فخليتُ سبيلهما يرعيان، فإني كذلك أنظرُ إليهما، حتى أخذني النومُ، فلم أشعرُ بشئٍ حتى وجدت حر الشمس على وجهي، فاستيقظت فنظرت يميناً وشمالاً، فإذا بالراحلتين مني غير بعيدٍ، فأخذتُ بخطام ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) اللكع: عند العرب العبد، ثم استعمل في الحمق والذم. النهاية: 4/65.(2/675)
[وبخطام] ناقتي، فأتيتُ أدنى القوم، فأيقظتهُ، فقلتُ لهُ: أصليتُم؟ قال: لا، فأيقظ/ الناسُ بعضهم بعضاً، حتى استيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يابلال هل [لي] في الميضأة ماءٌ؟ يعني الإداوة. قال: نعم جعلني الله فداءك، فأتاهُ بوضوءٍ فتوضأ لم يَبُل التراب، ثم أمر بلالاً فأذَّنَ، ثم قام النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى ركعتين قبل الصبح، وهو غير عجلٍ، ثم [أمره فأقام الصلاة، فصلى وهو غير عجلٍ] فقال لهُ قائلٌ: فرطنا؟ قال: لا قبض الله أرواحنا وقد ردها إلينا وقد صلينا) (1) .
رواهُ أبو داود من غير وجهِ (2) .
وعن ذي مخمرٍ: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (كان هذا الأمرُ في حميرٍ فنزعهُ الله منهم وجعلهُ في قُريشٍ، وسيعود إليهم) (3) ، تفرد به.
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) من حديث ذي مخمر الحبشي في المسند: 4/91، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في الصلاة: باب من تاه عن الصلاة أو نسيها: 1/121، 122.
(3) من حديث ذي مخمر الحبشي في المسند: 4/91.(2/676)
2901 - قال الطبراني: حدثنا يحيى بن عبد الباقي، حدثنا [محمد] بن عوف [الحمصي، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثني سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية] ، عن ذي مخمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -[قال:] (إن الله - عز وجل - اطلع [إلى أهل المدينة وهي] بطحاء قبل أن تعمر [ليس] فيها مدرة ولا وَبَرة، فقال: يا أهل يثرب إني مُشترطٌ [ثلاثاً] وسائق إليكم(2/676)
من كُل الثَّمراتِ: لا تعصى ولا تغلى [ولا] تكرى فإن فعلتِ شيئاً من ذلك تركتك كالجزور لا [يمنع] من أكلهُ) (1) .
_________
(1) لفظ الحديث عبثت به أيدي النساخ والتصويب وما بين المعكوفات من المعجم الكبير للطبراني: 4/280؛ ومجمع الزوائد: 3/299. وقال الهيثمي: فيه سعيد بن سنان الشامي، وهو
ضعيف.(2/677)
524 - (ذو اليدين، رضي الله عنهُ) (1)
2902 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن المثنى، حدثنا معدى بن سُليمان، حدثنا شُعيب بن مطير، عن أبيه [مُطير - ومطيرٌ] حاضر يُصدقُه مقالته - قال: كيف كنتُ أخبرتُك؟ قال: يا أبتاهُ أخبرتني أنك لقيك ذو اليدين بذي خُشُبٍ (2) فأخبرك: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم إحدى صلاتي العشى وهي العصر، فصلى ركعتين، وخرج سُرعانُ الناس، وهُم يقولون أقصرت الصلاةُ [أقصرت الصلاة] فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتبعهُ أبو بكر وعُمر، وهما مُسنديه، فلحقهُ ذو اليدين، فقال: يا رسول الله أقصُرت الصلاةُ أم نسيت؟ فقال: ما قصرت الصلاةُ ولا نسيتُ، ثم أقبل على أبي بكرٍ وعُمرَ، فقال: ما يقولُ ذو اليدين؟ فقالا: صدق يارسول الله فرجع [رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وثاب] الناسُ، فصلى ركعتين، ثم سلم، وسجد سجدتي السهو) (3) ، تفرد بهِ وقال: (سُئل الحسين بن علي ماكان منزلة أبي بكرٍ وعمر من رسول الله؟ قال كمنزلتها الساعة) (4) . /
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/179؛ والإصابة: 1/489؛ والاستيعاب: 1/491؛ وثقات ابن حبان: 3/120 ويقال: هو الخرباق من بني سليم، وفرق بينهما ابن حبان: 3/114.
(2) ذو خشب: وادٍ على مسيرة ليلة من المدينة. النهاية.
(3) الخبر من زوائد عبد الله بن أحمد في المسند: 4/77،) حديث ذي اليدين) .
(4) الموطن السابق، وهو من زوائد عبد الله أيضاً.(2/677)
525 - (ذُؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كُليب بن أصرم
ابن عبد الله بن قُمير بن حُبيشة بن سلول بن كعب
ابن عمرو بن لحيٍ واسمهُ ربيعة بن حارثة
ابن عمرو الخزاعي الكعبي وقيل غير ذلك في نسبه) (1)
2903 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد (2) ، عن قتادة، عن سنان بن سلمة، عن ابن عباس: أن ذؤيباً أبا قبيصة حدثهُ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يبعثُ بالبدن، فيقولُ: (إن عطب منها شئٌ، فخشيت عليه، فانحرها، واغمس نعلها في دمها، واضرب به صفحتها، ولا تأكلُ منها شيئاً ولا أحدٌ من رفقتك) (3) .
رواهُ مُسلم وابن ماجه (4) .
526 - (ذؤيب بن شعثن بن قرط بن جناب بن الحارث
ابن جهمة وقيل ابن خزيمة بن عدي بن جُندب بن عنبر
ابن عمرو بن تميم العنبري) (5)
2904 - روى الطبراني وأبو نُعيم من حديث عطاء بن خالد بن الزبير بن عبد الله بن رُديح بن ذؤيب العنبري، عن أبيه، عن جده، عن أبيه عن أبيه، [رُديح، عن أبيه] ذؤيب: أن وفد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مروا
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/181؛ والإصابة: 1/490؛ والاستيعاب: 1/481؛ والتاريخ الكبير: 3/262؛ وثقات ابن حبان: 3/120.
(2) في المخطوطة: (شعبة) وما أثبتناه من المسند.
(3) من حديث ذؤيب أبي قبيصة بن ذؤيب في المسند: 4/225.
(4) الخبر أخرجاه في المناسك: مسلم في: باب ما يفعل بالهدي إذا عطب في الطريق: 3/461؛ وابن ماجه: باب في الهدي إذا عطب: 2/1036.
(5) ذؤيب العنبري: قيل ابن شعتم، أبو رديح وقيل: شعتن بن قرط بن جناب بن الحارث بن خزيمة وقيل: قرط بن خفاف بن الحارث بن جهمة، له ترجمة في أسد الغابة: 2/182؛ والإصابة: 1/490؛ والاستيعاب: 1/482؛ وثقات ابن حبان: 3/121.(2/678)
بأُم زُبيب فأخذوا زريبتها (1) ، فلحق ابنُها زُبيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر ذلك لهُ، فأخذ من الذي أخذها صاعاً من شعير وسيفاً ومنطقة ودفع ذلك إليه، وقال: بارك الله لك فيه. وبارك لهُ فيك، وبارك لأمك فيك) (2) .
_________
(1) الزريبة: الطنفسة وقيل البساط ذو الخمل وتُكسر زايها وتُفتح وتُضم، وجمعها زرابي. النهاية: 2/124.
(2) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 4/273، وما بين المعكوفين استكمال منه، وفيه طول: باب القضاء باليمين والشاهد: 3/309. وقال الخطابي: إسناده بذلك. وقال الهيثمي: تعليقاً على طريق الطبراني: فيه من لم أعرفهم. مختصر السنن للترمذي: 5/230؛ مجمع الزوائد: 10/47.(2/679)
2905 - وبه إلى ذُؤيب: أن عائشة قالتْ: يارسول الله إني أُريدُ أن عتق مُحرراً من بني إسماعيل قصداً، فقال: انتظري حتى يجئ فيء بني العنبر غدا. فجاء [فيء العنبر] فقال: خُذي منهم أربعة صباحٍ ملاح لا تخبأُ منهم الرؤوس. قال: فأخذتْ جدي رُديحاً، وأخذت ابن عمي سمرة، وأخذت ابن عمي رخيا، وأخذت خالي زُبيباً، ثم رفع يدهُ ومسح رؤوسهم وبرك عليهم ثم قال: يا عائشة هؤلاء [من] بني إسماعيل قصداً) (1) /.
2906 - وروى أبو نُعيم أيضاً، عن أبي ذؤيب: أنهُ أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى رأسه شعرٌ قائمٌ، قال: ما اسمكَ؟ قال: الكلابي. قال اسمك ذُؤيب. قال: بارك الله فيك ونفع بك أبويك) (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/273. قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 10/47.
(2) أورده ابن حجر في ترجمته من طريق ابن منده وأحاديثه كلها من طريق ذريته. الإصابة: 1/490.(2/679)
حرف الراء(2/681)
527 - (راشد بن حُبيشٍ، رضي الله عنه) (1)
قال أبو نُعيم: مُختلف في صُحبته، وقد ذكرهُ أحمدُ، وابن جرير في الصحابة، والصحيح، أنه يَروي عن عُبادة حديثهُ عند أحمد في ثالث المكيين.
2907 - حدثنا محمد بن بكرٍ، حدثنا سعيدٌ، يعني ابن أبي عروبة -، عن قتادة، عن مُسلم بن يسار، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن راشد بن حُبيش: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على عُبادة بن الصامت يعودهُ في مرضه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أتعلمون من الشهيدُ من أُمتي؟) فأرم (2) القومُ، فقال عبادة: اسندوني، فأسندوه. فقال: يا رسول الله الصابرُ المُحتسب. فقال: (إن شهداء أُمتي إذاً القليل: القتلُ في سبيل الله شهادةٌ، والطاعون شهادةٌ، والغرقُ شهادةٌ، والبطن شهادةٌ، والنفساءُ يجُرها ولدها بسُرره (3) إلى الجنة) . قال وزاد فيها أبو العوام سادن بيت المقدس: (والحرق والسيلُ) ، تفرد به أحمد (4) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/187؛ والإصابة: 1/494. وقال البخاري: عن عبادة التاريخ الكبير: 3/293؛ وما أورده ابن حبان في التابعين، الثقات: 4/233.
(2) أرم القوم: سكتوا ولم يجيبوا ويروى أزم بالزاي بمعناه. النهاية: 2/105.
(3) السرة: ما يبقى بعد القطع مما تقطعه القابلة.
والسرر: ما تقطعه وهو السر بالضم أيضاً. النهاية: 2/157.
(4) من حديث راشد بن حبيش في المسند: 3/489.(2/681)
528 - (راشد بن حفص، ويُقال: ابن عبد ربه السلمي)
(أبو أثيلة، كان اسمهُ ظالماً فسماهُ رسولُ الله راشداً
وأقطعهُ أرضاً برُهاطٍ، ذكرهُ مُسلم في الصحابة) (1)
2908 - وروى أبو نُعيم من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثني خالي
محمد بن إبراهيم، عن راشد بن حفص بن [عمر بن] عبد الرحمن [بن عوف] : (كان جدي من قبل أُمي كان يُدعى في الجاهلية ظالماً قال لهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أنت راشد) (2) .
2909 - وروى أيضاً من حديث/ حكيم بن عطاء الظفري من بني سُليم، عن أبيه، عن جده راشد بن عبد ربه، قال: (كان الصنمُ الذي يُقالُ لهُ سواعُ بالمعلاة) (3) ، الحديث بطولهِ. وقال: كان اسمي ظالماً فسماني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - راشداً (4) .
وذكر ابن الأثير أنهُ أسلم وكسر الصنم، وذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما فتح مكة جعل يُشير إلى الأصنام فتساقطُ لوجوهها، وأن راشداً قال في ذلك شعراً:
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/187. وقال ابن حجر في الإصابة: خلط ابن عبد البر ترجمته بترجمة راشد بن عبد ربه السلمي وهو غيره فيما يظهر لي، بل المحقق التعدد لأن هذا هذلي، الإصابة: 1/494؛ والاستيعاب: 1/538؛ والتاريخ الكبير: 3/291؛ وثقات ابن حبان: 3/127.
ورهاط: موضع على ثلاث ليال من مكة، وقال قوم: وادي رهاط في هذيل، وقال ابن الكلبي: اتخذت هذيل سواعاً ربا برهاط من أرض ينبع، وينبع عرض من أعراض المدينة. معجم البلدان: 3/107.
(2) الخبر أخرجه البخاري في الكبير من هذا الطريق، وما بين المعكوفات استكمال منه:
3/291.
(3) المعلاة: موضع بين مكة وبدر. أسد الغاية.
(4) يراجع أسد الغابة.(2/682)
قالت: هلُم إلى الحديث فقلتُ: لا ... يأبى عليك الله والإسلامُ
لو [ما] شهدت محمداً وقبيلةُ ... بالفتح حين تكسرُ الأصنامُ
لرأيت نور الله أضحى ساطعاً ... والشركُ يغشى وجهه الإظلامُ (1)
_________
(1) يراجع إلى أسد الغابة: 2/187؛ ونسبت هذه الأبيات إلى فضالة بن عُمير بن الملوح، سيرة ابن هشام: 2/417؛ وأورد بيتين منهما في ترجمة فضالة. أسد الغابة: 4/364.(2/683)
529 - (رافع بن بشير) (1)
2910 - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالك (تخرج نارٌ تسوق الناس إلى المحشر) . رواهُ أبو عُمر من طريق ابنهِ بشير عنهُ (2) .
530 - (رافع بن خديج [بن رافع] بن عدي بن زيد
ابن حُشم [بن حارثة] بن الحارث بن الخزرج بن عمرو
ابن مالك بن الأوس الأوسي الخزرجي) (3)
استصغر يوم بدر، وشهد أُحداً والخندق، وأصابهُ يوم أحدٍ سهمٌ، فنزعه وبقي النَّصلُ إلى أن انتقض عليه سنة أربع وسبعين، فكان فيه حتفه عن ستٍ وثمانين سنةً. حديثهُ في ثاني المكيين وثاني الشاميين.
(ابنهُ أُسيدُ بن رافع بن خديج عن أبيه)
2911 - قال الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق التُّستري، حدثنا
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/189؛ وترجم له ابن حجر في القسم الرابع من الإصابة. وقال رافع ابن بشر السلمي: قلبه بعض الرواة وإنما هو بشر بن رافع: 1/529؛ وترجم له ابن عبد البر كما في أسد الغابة، رافع بن بشير السلمي: 1/500.
(2) قال أبو عمر: مضطرب فيه. الاستيعاب: 1/500. وقال ابن حجر: ذكر ابن شاهين أن الذي قلبه علي بن ثابت. الإصابة.
(3) () ... له ترجمة في أسد الغابة: 2/190؛ والإصابة: 1/495؛ والاستيعاب: 1/495؛ والتاريخ الكبير: 3/299؛ وثقات ابن حبان: 3/121؛ وتهذيب التهذيب: 3/229.(2/683)
حرملة [بن يحيى] عن ابن وهبٍ، أخبرني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن ابن شهابٍ، عن أُسيد بن رافع، عن أبيه، قال: (نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نُكرى الأرض ببعض ما فيها) (1) .
ثم رواهُ من حديث ابن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث، عن بُكير عن رافعٍ نحوهُ (2) . /
(أسيد بن ظُهير عنهُ) (3)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/316.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 4/301؛ أخرجه من طريق بكير بن عبد الله عن نافع عن ابن عمر: (كنا نكري الأرض حتى سمعنا حديث رافع بن خديج ... إلخ) .
(3) في الأصل المخطوط: (إبنه أسيد بن ظهير) وإنما هو أسيد بن ظهير بن رافع قيل أنه أخي رافع بن خديج وقيل ابن عمه. تهذيب التهذيب: 1/349.(2/684)
2912 - حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن، حدثنا مجاهد [قال] : حدثني أُسيد ابن أخي (1) رافع بن خديج قال: قال رافع بن خديج: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أمرٍ كان لنا نافعاً. وطاعةُ الله ورسوله أنفعُ لنا. فقال: (من كانتْ لهُ أرض فليزرعها، فإن عجز عنها فليزرعها أخاهُ) ، قال أبو عبد الرحمن: قال أبي: هذا سعيد بن عبد الرحمن الزبيدي حدث عنه سفيان الثوري وحكام (2) .
2913 - وفي رواية: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهاكم [عن أمر كان لكم نافعاً، وطاعةُ الله وطاعةُ رسوله أنفع لكم: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهاكم] عن الحقل [ويقول: من استغنى عن أرضه فليمنحها أخاه أو ليدعْ وينهاكم عن] المزابنة، والمزابنة أن يكون [الرجل] لهُ المالُ العظيمُ من النخل، فيأتيه
_________
(1) في الأصل المخطوط: (أسيد بن أبي رافع) والتصويب من المسند.
(2) من حديث رافع بن خديج في المسند: 3/463.(2/684)
الرجلُ، فيقولُ: قد أخذتهُ بكذا وكذا وسقاً من تمرٍ) (1) .
[وكان أحدنا إذا استغنى] عن أرضه أعطاها بالثلث والربع والنصف ويشترط ثلاث جداولَ العُصارة وما سقى الربيع [وكان العيش إذ ذاك شديداً، وكان يعمل فيها بالحديد، وما شاء الله، ويصيب منها منفعة] (2) .
(إياسُ بن خليفة عنهُ)
_________
(1) لفظ الخبر هذا جاء ترتيبه في المسند متأخراً عن القسم التالي من كلام رافع، وهو حديث رافع بن خديج في المسند: 3/464، وما بين المعكوفين استكمال من المصدر.
(2) هذا القسم جاء في المسند مقدمة للخبر وقد أبقينا عليه مع استكماله حيث لا يتأثر المعنى بهذا التغيير. المصدر السابق.(2/685)
2914 - (أنَّ علياً أمر عماراً أن يسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المذي، فقال: (يغسلُ مذاكيرهُ ويتوضأ) . رواهُ الطبري من طريق الواقدي عن إبراهيم بن نافع [المكي] عن ابن أبي نجيح عن عطاء، عنهُ به (1) .
(بُشير بن يسارٍ مولي بني حارثة عنهُ)
2915 - حدثنا أبو أسامة، حدثنا الوليد بن كثير، حدثنا بُشير بن يسار مولي بني حارثة (2) : أنَّ رافع بن خديج وسهل بن أبي حثمة حدثاهُ: (أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المزابنة: التمر بالتمر إلا العرايا [فإنه قد أذِن لهم] ) (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/341.
(2) في الأصل المخطوط: (مولى بني هاشم) ، والصواب ما أثبتناه. تهذيب التهذيب: 1/472.
(3) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/140، وما بين المعكوفين استكمال منه.
والعرايا: جمع عرية، اختلف في تفسيرها فقيل: أنه لما نهى عن المزابنة، وهو بيع التمر في رؤوس النخيل بالتمر رخص في جملة المزابنة في العرايا، وهو أن من لا تدخل له من ذوي الحاجة يدرك الرجل، ولا نقد بيده يشتري به الرطب لعياله ولا نخل له يطعمهم منه، ويكون قد فضل من قوته
= ... تمر فيجئ إلى صاحب النخل فيقول له: بعنى تمر نخلة أو نخلتين بخرصها من التمر فيعطيه ذلك الفاضل من التمر بتمر تلك النخلات ليصيب من رطبها مع الناس، فرخص فيه إذا كان دون خمسة أوسق. النهاية: 3/89.(2/685)
رواهُ البخاري ومسلم (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في المساقاة: باب الرجل يكون له ممر أو شرب في حائط أو في نخل: 5/50؛ وفي البيوع عن سهل: 4/387؛ وأخرجه مسلم في البيوع: باب تحريم بيع الرطب بالتمر إلا العرايا: 4/34.(2/686)
2916 - حدثنا يونس، حدثنا حماد - يعني ابن زيد -، حدثنا يحيى بن سعيد، عن بُشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة، ورافع بن خديج: أن عبد الله ابن سهلٍ، ومُحيصة بن مسعودٍ أتيا خيبر في حاجةٍ لهُما، فتفرقا، فقُتل عبد الله بن سهل، ووجدوه مقتولاً. قال: فجاء محيصةُ وحُويصة ابنا مسعودٍ، وجاء عبد الرحمن ابن سهلٍ أخو القتيل، وكان أحدُهما أكبرُ، فلما أتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبدأ الذي أولى بالدم [وكانا هذين أسن] ، فقال: كبر كبر. قال: فتكلما في أمر صاحبهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (استحقوا صاحبكم أو قتيلكم بأيمان خمسين/ منكم، قالوا: يارسول الله أمرٌ لن نشهدهُ فكيف نحلف؟ قال: فتبرؤكم يهودُ بخمسين أيماناً منهم، فقالوا: قومٌ كفارٌ. قال: " فوداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قبله) (1) .
رواه الجماعة إلا ابن ماجه (2) .
_________
(1) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/142. وفي نهاية الخبر: (قال: فدخلت مربداً لهم فركضتني ناقة من تلك الإبل التي رواها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجلها ركضة) .
(2) الخبر أخرجه البخاري مختصراً في الصلح: باب الصلح مع المشركين: 5/305؛ وأخرجه بتمامه مع اختلاف في بعض ألفاظه في الجزية والموادعة: 6/275؛ وبلفظ أقرب إلى لفظ المصنف هنا في الأدب: 10/535، ثم في الديات: 12/229، وفي الأحكام: باب كتاب الحاكم إلى عماله، والقاضي إلى أمنائه: 13/184.
وأخرجه أبو داود في الديات: باب القتل بالقسامة: 4/177، وفي الباب طرق أخرى للخبر. والترمذي في الديات: باب ماجاء في القسامة: 4/30 وقال: هذا حديث حسن صحيح؛ والنسائي في الكبرى في القضاء، وعدة أبواب أُخر كما في تحفة الأشراف: 4/91.(2/686)
(جعفر بن مقلاصٍ عنهُ)(2/687)
2917 - قال الطبراني: حدثنا أبو يزيد القراطيسي، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي بكر الديري، عن جعفر بن مقلاصٍ، عن رافع، عن خديج: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم بدرٍ: (والذي نفسي بيده لو أن مولوداً ولد في فقه (1) أربعين سنة من أهل الدين يعمل بطاعة [الله] كُلها، ويجتنب (2) المعاصي كُلَّها إلى أنْ يُردَّ إلى أرذل العمر - أو قال يُردَّ [إلي] أن لا يعلم بعد علمٍ شيئاً لم يبلغ أحدكُم هذه الليلة) وقال: إن الملائكة الذين شهدوا بدراً في السماء أفضلُ ممن تخلف منهُم) (3) .
(حنظلة بن قيس الزرقي عنهُ)
2918 - حدثنا قُتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن ربيعة بن [أبي] عبد الرحمن، عن حنظلة الزرقي، عن رافع، عن خديج: (أنَّ الناس كانوا يُكرون المزارع في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالماذيانات (4) وما سُقي بالربيع (5) وشئ من التبن، فكره رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كراء المزارع [بهذا] ونهانا عنها. قال رافع: لا بأس بكرائها بالدراهم والدنانير) (6) .
_________
(1) في المخطوطة: (وُلد من عمر أربعين) ، والتصويب من المصدر ومن مجمع الزوائد.
(2) في المخطوطة: (ويجتنبوا معاصي الله) .
(3) المعجم الكبير للطبراني: 4/338. وقال الهيثمي: فيه جعفر بن مقلاص ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 6/106.
(4) الماذيانات: جمع ماذيان، وهو النهر الكبير وليست بعربية وهي سوادية، وقد تكرر في الحديث مفرداً ومجموعاً. النهاية: 4/86.
(5) الربيع: النهر الصغير، والاربعاء جمعه. النهاية: 2/61.
(6) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/142.(2/687)
أخرجاهُ، ورواهُ الجماعة من طرقٍ إلا الترمذي (1) .
(رفاعةُ عن أبيه رافع يأتي في ترجمة ابنه عبابة)
(ابن رفاعة عن جده رافع بن خديج)
(رُفيعٌ: أبو العالية عنهُ في كفارة المجلس)
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في الحرث والمزارعة: باب من غير ترجمة: 5/9، وأخرجه في الشروط: باب الشروط في المزارعة: 5/323؛ وأخرجه مسلم في كراء الأرض: 4/50؛ وأبو داود في البيوع: باب في المزارعة: 3/258؛ والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/141؛ وابن ماجه في الأحكام من طرق عدة: 2/819، 820، 821.(2/688)
2919 - رواه النسائي في اليوم والليلة من غير وجه متصلاً، ومرسلاً،
وموقوفاً عليه، ورواهُ أبو داود عنه عن أبي برزة الأسلمي كما سيأتي (1) .
(السائب بن يزيد عنهُ)
2920 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، / عن إبراهيم، عن عبد الله بن قارظ، عن السائب بن يزيد، عن رافع بن خديجٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (كسب الحجام خبيث، ومهر البغي خبيث، وثمن الكلب خبيث) (2) . رواهُ مسلم (3) .
وقال: (أفطر الحاجم والمحجوم) رواهُ الترمذي (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 3/142، وأخرجه أبو داود عن أبي برزة الأسلمي في الأدب: باب في كفارة المجلس: 4/265.
(2) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/141.
(3) الخبر أخرجه مسلم في البيوع من عدة طرق: 4/76؛ وأخرجه أيضاً أبو داود: 3/266؛ والترمذي: باب ماجاء في ثمن الكلب: 3/565؛ والنسائي في السنن الكبرى، كما في تحفة الأشراف: 3/143.
(4) الخبر أخرجه الترمذي في الصوم: باب كراهية الحجامة للصائم، وقال: حديث حسن صحيح: 3/136.(2/688)
(سعيد بن رافعٍ عن أبيه مرفوعاً)
(التمسوا الجار قبل الدار والرفيق قبل الطريق) ، رواهُ الطبراني (1) .
(سعيد بن فيروز أبو البختري الطائي)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/319. وقال الهيثمي: فيه ابان بن المحبر وهو متروك. مجمع الزوائد: 8/164.(2/689)
2921 - قال الطبراني: حدثنا عثمان بن عُمر الضبي، حدثنا عمرو بن مرزوق، حدثنا شُعبة، عن عمرو بن مُرة، عن أبي البختري، عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الناسُ خيرٌ وأصحابي خيرٌ) فقال زيد بن ثابت ورافع بن خديج: (صدق) وهم [عند] مروان [بن الحكم] (1) .
(سعيد بن المُسيب عنهُ)
2922 - (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المحاقلة والمزابنة) ، رواهُ أبو داود والترمذي (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/341، وما بين المعكوفات استكمال منه، ووقع تحريف في اسم أبي البختري صوب منه أيضاً. والخبر أخرجه أحمد في المسند: 3/22، وذكر فيه القصة، بأوضح من هذا. وقال الهيثمي: رجالهما رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 10/17.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في البيوع: 3/261؛ والذي بين أيدينا من صحيح الترمذي وسنن النسائي وتحفة الأشراف أن الخبر أخرجه النسائي مرسلاً ومتصلاً. سنن النسائي: 7/37، 234؛ وأخرجه ابن ماجه في الأحكام: باب الزراعة بالثلث والربع: 2/819؛ وتمام الحديث عنده وعند أبي داود: (إنما يزرع ثلاثة: رجل له أرض فهو يزرعها، ورجل منح أرضاً فهو يزرع ما مُنح، ورجل استكرى أرضاً بذهب أو فضة) .
والمحاقلة: مختلف فيها: قيل هي إكتراء الأرض بالحنطة، وقيل هي المزارعة على نصيب معلوم كالثلث والربع ونحوهما، وقيل هي بيع الطعام في سنبلة بالبر، وقيل بيع الزرع قبل إدراكه. والمزابنة: بيع الرطب في رؤوس النخل بالتمر. النهاية: 1/245، 2/121.(2/689)
2923 - وقال عمرو بن شعيب: كنتُ عند سعيد بن المسيب جالساً، فذكروا أن قوماً يقولون: قدر الله كل شئ [ما خلا] (1) الأعمال. قال: فوالله ما رأيتُ سعيد بن المسيب غضب في موعظةٍ غضباً أشد منهُ، حتى هم بالقيام، ثم سكن، فقال: تكلموا فيه، فوالله لقد سمعتُ فيهم حديثاً كفاهم [به] شراً، ويحهُم لو يعلمون، قلت: يرحمك الله يا أبا محمد وما هُو؟ فنظر إليَّ وقال: وقد سكن [بعض] غضبه وقال: حدثني رافع بن خديج: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (يكون قومٌ من أمتي يكفرون بالله وبالقرآن وهم لا يشعرون، كما كفرت اليهودُ والنصارى) قال: قُلتُ: جُعلتُ فداك يارسول الله، وكيف ذاك؟ قال: (يُقرون ببعض القدر (2) ويكفرون ببعضه) . قال: قلتُ: ثم ما يقولون؟ قال: (يقولون الخيرُ من الله والشر من إبليس فيقرون على ذلك كتاب الله، ويكفرون بالقرآن [بعد] الإيمان والمعرفة، فما يلقى أُمتي منهم من العداوة والبغضاء والجدال. أولئك زنادقةُ هذه الأمة [في] زمانهم يكون ظلم السلطان/ فيا لهُ من ظُلم وحيف وأثرةٍ. ثم يبعثُ الله طاعوناً، فيفنى عاميتهم، ثم يكون الخسفُ [فما أقل] من ينجو منهم. المؤمن يومئذٍ قليلٌ فرحهُ، شديدٌ غمهُ، ثم يكون المسخُ، فيمسخ الله عامة أولئك قردة وخنازير، ثم يخرج الدجال على أثر ذلك قريباً، ثم بكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى بكينا لبكائه، قُلنا: ما يُبكيك؟ قال: رحمةً لهم الأشقياء لأن فيهم المتعبد، ومنهم المتهجدُ مع أنهم ليسوا بأول من سبق إلى هذا القول، وضاق بحمله ذرعاً. إن عامة من هلك من بني إسرائيل بالتكذيب بالقدر.
قُلتُ: جعلت فداك يارسول الله فقُلْ لي ما الإيمان بالقدر؟ قال
_________
(1) في الأصل المخطوط: (في الأعمال) وهو يخالف المرجع ومجمع الزوائد.
(2) في الأصل المخطوط: (القرآن) وما أثبتناه من المرجع ومن مجمع الزوائد.(2/690)
تؤمن بالله وحده وأنه لا يملك أحدٌ بعدهُ ضراً ولا نفعاً، وتُؤمن بالجنة والنار، وتعلم أن الله خالقهما قبل خلق الخلق، ثم خلق خلقه فجعل منهم من شاء للجنة، ومن شاء للنار عدلاً، ذلك منهُ فكل يعملُ لما فُرغ له منهُ، وهو صائرٌ لما فُرغ منهُ) . فقلتُ: صدق الله ورسولهُ (1) .
(سُليمان بن يسار عنهُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/290. وقال الهيثمي: رواه الطبراني بأسانيد في أحسنها ابن لهيعة وهو لين الحديث. مجمع الزوائد: 7/197؛ وما بين المعكوفات استكمال من المصدرين.(2/691)
2924 - حدثنا إسماعيل، عن أيوب، عن يعلى بن حكيم، عن سُليمان بن يسارٍ، عن رافع، قال: كنا نحاقلُ بالأرض على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنُكريها على الثلث والربع والطعام المُسمى. قال: فجاءنا ذات يوم رجلٌ من عمومتي، فقال: (نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن المحاقلة) (1) ، رواهُ مسلم.
(سهل بن رافع عنهُ)
2925 - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرَّ به، فناداهُ، فخرج [إليه، فمشى معه] حتى أتى المسجد، ثم رجع، فاغتسل، ثم جاء، فقال: يارسول الله إنك دعوتني وأنا أُجامعُ فنزعتُ قبل أن أفرُغَ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنما الماءُ من الماء، ثم قال رسولُ الله بعد ذلك: إذا جاوز الختانُ الختان فقد وجب الغُسلُ) ، رواهُ الطبراني عن محمد بن رزيق، عن أبي طاهر بن
_________
(1) الخبر أخرجه أحمد من حديث رافع بن خديج في المسند: 3/465؛ ومسلم في البيوع: باب كراء الأرض: 4/50، ولفظ الحديث اختصر نهايته عما في المرجعين بما لا يغير المعنى.(2/691)
السرح، عن رشدين بن سعدٍ، عن مُوسى بن أيوبٍ، عن سهلٍ بن رافعٍ به (1) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/316؛ وما بين المعكوفين استكمال منه وفيه اختلاف في بعض ألفاظه بما لا يغير المعنى، وأخرجه أحمد أيضاً من حديث رافع مع اختلاف في بعض لفظه: 4/143. وقال الهيثمي: فيه رشدين بن سعد وهو ضعيف.(2/692)
2926 - رواهُ الطبراني أيضاً من حديث محمد بن يعلى زُنبور (1) ، عن موسى بن عُبيدة، عن عيسى/ بن سهل بن رافعٍ، عن أبيه، عن جده: (نهى رسولُ الله عن المحاقلة، والمزابنة، والمنابذة، وأن يقول الرجلُ للرجل: اتبع هذا بنقد (2) ، واشتره بالنسيئة، حتى يبتاعه ويحررهُ (3) ، وعن كالئٍ بكالئ ودينٍ بدينٍ) (4) .
2927 - ومثلهُ عن طاوسٍ.
(عاصم بن عُمر عنهُ)
2928 - عن رافع بن خديجٍ قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (العامل في الصدقة بالحق لوجه الله كالغازي في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته) (5) تفرد به.
_________
(1) في المخطوطة: (محمد بن يعلع) ، والتصويب من المرجع ومن تهذيب التهذيب: 9/533.
(2) مكان هذه الجملة في المخطوطة: (يعني وأبيعك) .
(3) في المخطوطة: كلمتان غير واضحتين، وما أثبتناه من المرجع.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 4/317.
(5) الخبر أخرجه أحمد من حديث رافع بن خديج في المسند: 3/465.(2/692)
(حفيد [عباية] (1) بن رفاعة بن رافع بن خديج عنه)
_________
(1) يراجع تهذيب التهذيب: 5/136.(2/693)
2929 - حدثنا سعيد بن عامر، حدثنا شُعبة، عن سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج. قال: قُلتُ: يارسول الله إنا لاقُوا العدو غداً، وليس معنا مدىً؟ فقال: (ما أنهر الدم، وذُكِرَ اسمُ الله عليه فكل، ليس السنَّ والظفر، وسأحدثك. أَمَّا السنُّ فعظْمٌ، وأما الظفرُ فمدى الحبشة. قال: (وأصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهباً فند منها بعيرٌ، فسعوا له، فلم يستطيعوا، فرماهُ رجلٌ بسهمٍ، فحبسهُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش، فما غلبكُم، فاصنعوا به هكذا) (1) .
2930 - رواهُ الجماعة من حديث سفيان الثوري، وأبي عوانة (2) .
وعنه: (إن الحُمَّى من فور (3) جهنم فأبردُوها بالماء) (4) .
2931 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة، عن جده رافع بن خديج، قال: كُنَّا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بذي الحليفة
_________
(1) من حديث رافع بن خديج في المسند: 3/463.
(2) الخبر أخرجه البخاري في الشركة: باب قسمة الغنم: 5/131، وأخرج أطرافه في: باب من عدل عشرة من الغنم بجزور في القسم: 5/139، وفي الجهاد: باب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في
= ... المغانم: 6/188؛ وفي الذبائح: 9/623، 631، 633، 638، 672، 673؛ وأخرجه
مسلم في الأضاحي: باب جواز الذبح بكل ما نهر الدم: 4/638 من عدة طرق في
الباب؛ وأخرجه أبو داود في الأضاحي أيضاً: باب في الذبيحة بالمروة: 3/102؛ وأخرجه
الترمذي في الأحكام والفوائد: باب ماجاء في الزكاة بالقصب وغيره: 4/81، ومن
عدة طرق أخرى: 4/82، واعاده في السير؛ وأخرجه النسائي في الحج في الكبرى كما
في تحفة الأشراف: 3/148؛ وفي المجتبي في الصيد: باب الأنسية تستوحش: 7/169،
وفي الأضاحي: 7/155؛ وابن ماجه في الأضاحي كذلك: 2/1048، وفي الذبائح:
2/1061.
(3) فور جهنم: وهجها وغليانها. النهاية: 3/218.
(4) من حديث رافع بن خديج في المسند: 3/463؛ وأخرجه الجماعة إلا أبا داود. تحفة الأشراف: 3/149.(2/693)
من تهامة، فأصبنا غنماً وإبلاً. قال: فعجل القومُ فأغلُوا بها القُدور، [فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم -] فأمر بها فأكفيتْ، ثم قال: عدلُ (1) عشيرةٍ من الغنم بجزورٍ) (2) .
_________
(1) العدل: بالكسر والفتح بمعنى المثل، وقيل هو بالفتح ما عادله من جنسه، وبالكسر ما ليس من جنسه، وقيل بالعكس. النهاية: 3/72.
(2) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/140.(2/694)
2932 - وعن عباية بن رافع بن خُديج: (أن جدهُ لما مات ترك جاريةً [وناضحاً] وغلاماً حجاماً وأرضاً، [فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] في الجارية نهى عن كسبها [قال شعبة] : مخافةَ أن تبغى. وقال: ما أصاب الحجام [فاعلفه الناضح] وفي الأرض ازرعها أو دعها) (1) .
(حديثٌ آخر عن رافع بن خديج)
2933 - قال: (جاء جبريل أو ملكٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما تعدُّون من شهد بدراً فيكُم؟ قالوا: خيارُنا. قال: كذلك هُمْ عندنا خيارُ الملائكة) (2) .
(حديثٌ آخرُ) /
2934 - رواهُ الطبراني عن رافع: أنهُ دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ابن نعيمان يعودُهُ، فجعل يقولُ: (أذهب البأس ربُّ الناس إله الناس) (3) .
_________
(1) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/141.
(2) من حديث رافع بن خديج في المسند: 3/465. والخبر أخرجه ابن ماجه في السنة: فضل أهل بدر: 1/56.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 4/327. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد:
5/114.(2/694)
(حديثٌ آخرُ عن رافعٍ)(2/695)
2935 - قالَ: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: (الصدقةُ ترد سبعين باباً من السُّوء) (1) .
2936 - وقال: (المؤمنون عند شروطهم فيما أُجلَّ) (2) .
2937 - وعن رافعٍ: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى الهلال قال: هِلالَ [خيرٍ و] رُشدٍ ثلاثاً. ثم قال: اللهم [إني] أسألك خير هذا الشهر وخير القدر، وأعوذ بك من شره) ثلاث مراتٍ (3) .
2938 - ومن حديث بقية عن رافع: (خرج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (تحدثوا وليتبوأ من كذب عليَّ متعمدا مقعده من النار) . قلتُ: يارسول الله إنا لنسمعُ منك أشياء فنكتُبها؟ قال: (اكتبوا ولا حرج) (4) .
2939 - ومن حديث وائل: (سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أيُّ الكسب أفضلُ؟ قال: عملُ الرجل بيده، وكُلّ بيعٍ مُبرر) (5) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/327. وقال الهيثمي: فيه حماد بن شعيب وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 3/109.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 4/327، ولفظ الخبر عنده وعند الهيثمي: (المسلمون) . وقال الهيثمي: فيه حكيم بن جبير وهو متروك. وقال أبو زرعة: محله الصدق إن شاء الله. مجمع الزوائد: 4/205.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 4/329. وقال الهيثمي: إسناده حسن، مجمع الزوائد: 10/129.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 4/329، ولفظ الخبر فيه: (من جهنم) . وقال الهيثمي: فيه أبو مدرك: روى عن رفاعة بن رافع وعنه بقية ولم أر من ذكره. مجمع الزوائد: 1/151.
(5) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/141؛ وأخرجه الطبراني في الكبير: 4/329؛ وفيه المسعودي. قال الهيثمي: ثقة ولكنه اختلط وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 4/60.(2/695)
(عبد الله بن عُمر عنهُ)(2/696)
2940 - (نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن المزارع فتركها ابن عمر وكان لا يكريها) (1) . رواهُ مُسلمٌ، وأبو داود، وابن ماجه، والنسائي من طرقٍ (2) .
(عبد الله بن عمرو بن عثمان عنهُ)
2941 - حدثنا يحيى بن غيلانٍ، حدثنا رشدين، عن يزيد بن عبد الله، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو [بن حرم، عن عبد الله بن عمرو] ، عن رافع بن خديجٍ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنهُ ذكر مكة. قال: (إن إبراهيم حرَّمَ مكة، وإني أُحرمُ مابين لابتيها) (3) . رواهُ مُسلم (4) .
(ابنُهُ عبد الله بن رافعٍ عن أبيه)
2942 - حدثنا الضحاك بن مخلدٍ، عن عبد الواحد بن نافع الكلابي من أهل البصرة، قال: مررتُ بمسجدٍ بالمدينة، فأُقيمت الصلاةُ، فإذا شيخٌ، فلام المؤذن، وقال: أَمَّا علمت أن أبي أخبرني:
_________
(1) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/140.
(2) الخبر أخرجه مسلم من عدة طرق في البيوع: باب كراء الأرض: 4/48، وما بعدها.
وأبو داود: 3/259؛ والنسائي في المزارعة: 7/36؛ وابن ماجه في الرهون: باب كراء الأرض: 2/820.
(3) للمراجعة ص 652: الحرة، وهي الأرض ذات الحجارة السود. والمدينة مابين حرتين عظيمتين. والخبر أخرجه أحمد من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/141، واستكمال السند منه.
(4) صحيح مسلم بشرح النووي: 3/511؛ كتاب الحج: باب فضل المدينة ودعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها بالبركة.(2/696)
(أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر بتأخير هذه الصلاة) قال/ قلتُ: من هذا الشيخ؟ قالوا: عبد الله بن رافع بن خديج (1) ، تفرد به.
(عبد الرحمن (2) بن رافع بن خديج عن أبيه)
_________
(1) من حديث رافع بن خديج في المسند: 3/463.
(2) في الأصل المخطوط: (عبد الله) ، وإنما هو عبد الرحمن، أَمَّا عبد الله فقد سبق. يراجع المعجم الكبير: 4/283.(2/697)
2943 - قال: (جئت أنا وعمي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -[وهو يريد بدراً] فقلتُ: يارسول الله إني أُريدُ أن أخرج معك، فجعل يقبض يدهُ ويقول: إني استصغرك ولا أدري ما تصنع إذا لقيت القوم، فقلتُ: أتعلمُ أني أرمي من رمى؟ فردني) (1) ، وبهذا الإسناد: (لا تكذبوا عليّ فإن كذبا عليَّ ليس ككذب على أحدٍ) (2) .
2944 - وروى الطبراني بسنده عن [هرير بن عبد الرحمن بن] رافع بن خديج [عن أبيه، عن جده] قال: (لما كان يوم الأحزاب لم يكن حُصن أحصن من حصن بني حارثة، فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - النساء والصبيان، والذراري فيه، وقال: (إن ألمَّ بكنَّ [أحدٌ] فألمعن بالسيف، فجاءهن رجلٌ من بني ثعلبة بن سعد يُقالُ له: بجدان على فرسٍ، [حتى كان في أصل الحصن] فجعل يقولُ لهنَّ أنزلن خير لكن، فحركن السيف فرآه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فابتدر الحصن [قومٌ، فيهم] رجلٌ [من بني
_________
(1) العبارة الأخيرة وردت محرفة في الخبر هكذا: (ألم نعلم من ربي فيردني) . والتصويب من المعجم الكبير للطبراني: 4/283، ومابين المعكوفين استكمال منه.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 4/318. وقال الهيثمي: فيه رفاعة بن الهرير ضعفه ابن حبان وغيره. مجمع الزوائد: 1/148.(2/697)
حارثة] يُقال لهُ ظهير بن رافع فقال: يابجدان ابرُزْ إليَّ، فبرز إليه، فقتله، وأخذ برأسهِ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (1) .
(عبد الرحمن بن أبي نُعمٍ عنهُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/318، والاستكمال منه، ورجاله ثقات، كما في مجمع الزوائد: 6/133.(2/698)
2945 - (أنهُ زرع [أرضاً] فمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يسقيها، فسأله:) لمن الزرعُ؟ ولمن الأرضُ؟ فقال: زرعي، وبذري، وعملي لي الشطر ولبني فلانٍ الشطرُ. فقال: (أربيتما) فردَّ الأرض إلى أهلها وخذ نفقتك) . رواهُ أبو داود عن هارون (1) .
(عُبيد بن رفاعة الزُّرقي عنهُ) (2)
2946 - قال الطبراني: حدثنا المُطلب بن شُعيب، حدثنا عبد الله [بن صالح، حدثني الليث، حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي أمية الأنصاري، عن عُبيد بن رفاعة الزُّرقي] ، عن رافع بن خديج، قال: (دخلتُ يوماً على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندهم [قدرٌ] تفور [لحماً] فأعجبتني شحمةٌ [فأخذتها] فازدردتُها، فاشتكيتُ عليها سنةً، ثم إني / ذكرتهُ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إنهُ كان فيها [نفس] سبعة [أناسي] ثم [مسح] بطني فألقيتها خضراء، فوالذي بعثهُ بالحق ما اشتكيتُ بطني حتى الساعة) (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في البيوع: باب التشديد في المزارعة: 3/261.
(2) في الأصل المخطوط: (عبد الله) خلافاً لما في المرجع وتهذيب التهذيب: 7/56.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 4/336، وما بين المعكوفات استكمالاً منه. قال الهيثمي: فيه أبو أمين الأنصاري ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا. مجمع الزوائد: 10/295.(2/698)
(عُثمان بن سهلٍ: وصوابُه عيسى بن سهل)
عن جده رافع بن خديج(2/699)
2947 - (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كراء المزارع) رواهُ أبو داود (1) .
(عُثمان بن محمد)
2948 - عن رافع بن خديج: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى الحُمرة قد ظهرت، فكرهها، فلما مات رافع بن خديج جعلوا على سريره حُمرة وهي قطيفة حمراء فتعجب الناسُ) (2) .
(عطاء بن أبي رباح عنهُ)
2949 - روى أحمد [عن أسود بن عامر والخزاعي: قالا: حدثنا شريك عن أبي إسحاق، عن عطاء] ، عن رافع بن خديج، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: (من زرع في أرض قوم [بغير إذنهم] فليس لهُ من الزرع شئٌ وتردُّ عليه نفقته) .
[قال الخزاعي: (ما أنفقه، وليس له من الزرع شئٌ) ] (3) وأخرجه من طرقٍ أبو داود والترمذي (4) نحوه.
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في البيوع: باب التشديد في المزارعة: 3/261 ولفظه: (قال: إني ليتيم في حجر رافع بن خديج وحججت معه فجاء أخي عمران بن سهل فقال: أكرينا أرضنا فلانة بمائتي درهم فقال: دعه، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن كراء الأرض) ، وأخرجه النسائي في المزارعة وقال: (عن عيسى بن سهل بن رافع) : 7/47.
(2) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/141.
(3) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/141.
(4) الخبر أخرجه أبو داود في البيوع: باب في زرع الأرض بغير إذن صاحبها: 3/261؛ وأخرجه الترمذي في الأحكام: باب فيمن زرع في أرض قوم بغير إذنهم: 3/639، وقال: هذا حديث حسن غريب؛ وأخرجه ابن ماجه في الرهون: باب من زرع في أرض قوم بغير إذنهم: 2/824.(2/699)
(حديثٌ آخر عنهُ)(2/700)
2950 - خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنهانا عن أمرٍ كان لنا نافعاً) . يأتي في ترجمة مجاهد (1) .
(عطاء أبو النجاشي يأتي في الكنى) (2)
[عمر بن عُبيد الله بن رافع عن رافع] (3)
2951 - قال الواقدي: حدثنا خارجة بن عبد الله بن سليمان [بن] زيد ابن ثابت، عن عمرو بن عُبيد الله بن رافع، عن رافع، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [الود الذي يتوارث في أهل الإسلام] (4) .
(عيسى بن سهل بن رافع عن جده) /
2952 - روى الطبراني من حديث عبد الله بن المبارك، عن سعدٍ بن يزيد ابن [أبي] شجاع، حدثني عيسى بن سهل بن رافع، قال: حججتُ مع جدي وأنا يتيمٌ، فجاءه أخي فقال: إنا أكرينا أرضنا فلاناً بمائتي درهم، فقال: يا بُني دع عنك ذلك فإن الله سيجعل لكم زرعاً غيرهُ. (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا عن كراء الأرض) (5) .
_________
(1) يرجع إلى حديث الباب في المجتبي: 7/40.
(2) هو عطاء بن صهيب الأنصاري: أبو النجاشي مولي رافع بن خديج. تهذيب التهذيب: 7/208.
(3) استكمال من المعجم الكبير للطبراني: 4/332.
(4) بياض في الأصل والاستكمال من المرجع السابق، قال الهيثمي: فيه محمد بن عمر الواقدي وهو متروك. مجمع الزوائد: 10/280.
(5) المعجم الكبير للطبراني: 4/332.(2/700)
(القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عنهُ)(2/701)
2953 - مرفوعاً: (لا قطعٌ في ثمرٍ ولا كثرٍ) (1) .
رواه النسائي عن محمد بن خالد [بن] خلى، [عن أبيه] ، عن سلمة بن عبد الملك العوصي، [عن الحسن بن صالح] ، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن رافع به (2) .
(القاسم بن عاصم عنهُ)
2954 - في النهي عن كراء المزارع: رواهُ البزار، عن عبدان، عن وهب ابن [بقية، عن خالد بن] عبد الله، عن حُميدٍ عنهُ (3) .
(مجاهد المكي عنهُ)
2955 - حدثنا عفان، حدثنا شُعبة، قال الحكم: أخبرني عن مجاهد، عن رافع بن خديج، قال: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحقل) قال قلتُ: ما الحقلُ؟ قال: الثلثُ والربع، فلما سمع ذلك إبراهيمُ كره الثلث والربع، ولم ير بأساً بالأرض البيضاء يأخذها بالدراهم (4) .
2956 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن رافع بن خديج، قال: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نستأجر الأرض بالدراهم المنقودة، أو بالثلث، أو بالربع) . كذا رواهُ النسائي،
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/293، وأخرجه أحمد من حديث رافع في المسند: 3/463، 464، 4/142. والكثر بفتحتين: جُمار النخل. النهاية: 4/152.
(2) الخبر أخرجه النسائي في المجتبي: كتاب قطع السارق: باب ما لا قطع فيه: 8/79.
(3) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 4/342؛ وجاء في المخطوط: (عن وهب بن عبد الله عن خالد عن حميد) .
وإنما هو وهب بن بقية: روى عن خالد بن عبد الله، تهذيب التهذيب: 11/159.
(4) من حديث رافع بن خديج في المسند: 3/464.(2/701)
عن محمد بن المثنى وبندار عن عبد ربه. ومن حديث شعبة / عن عبد الملك بن ميسرة عنهُ بهِ. ومن حديث إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد بهِ (1) .
وقد رواهُ الترمذي من حديث أبي حُصين، عن مجاهد، عن رافعٍ. وقال الترمذي: فيه اضطراب يُروى عن رافع، عن عُمُومتهِ، وعن ظُهير بن رافع أحد عُمومتهِ، وروى على روايات مختلفةٍ (2) .
(محمد بن سهلٍ بن أبي خثمة عنهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه النسائي في المجتبي: كتاب المزارعة: 7/31 وما بعدها؛ وأخرجه أحمد في المسند من حديث رافع بن خديج من الطريق الأول بلفظ فيه بعض اختلاف: 3/465.
(2) أخرجه الترمذي في الأحكام: باب من المزارعة: 3/658.(2/702)
2957 - قال: (قدمتْ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفُودُ العرب، فلم يقدم [علينا] وفدٌ أقسى قُلوباً ولا أحرى أن يكون الإسلامُ لم يقر [في] قلوبهم من بني حنيفة) . رواهُ الطبراني من طريق محمد بن عُمر الواقدي، عن عبد الله بن نوح عنهُ (1) .
وبه قال رافع: (فكان الرجالُ بن عنفُوة (2) من الخشوع ولزوم قراءة القرآن والخير فيما يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شئٌ عجبٌ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يومٍ والرجالُ في نفرٍ، فقال: أحدُ هؤلاء النفر في النار. قال رافع: فنظرتُ فإذا أبو هُريرة، وأبو أروى، والطفيل بن عمرو،
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/337. قال الهيثمي: فيه محمد بن عمر الواقدي وهو ضعيف: 10/71.
(2) في المخطوط: (الرجل من عنفوه) ، وفي المعجم الكبير: (كان بالرجال بن غتمويه) ، والرجال: كشداد بن عنفوه قدم في وفد بني حنيفة ثم ارتد فتبع مسيلمة. قتله زيد بن الخطاب يوم اليمامة ووهم من ضبطه بالحاء المهملة. القاموس.(2/702)
والرجال بن عنفوة، فجعلتُ أقولُ: من هذا الشقي؟ قال: فلما توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وارتدت بنو حنيفة، وافتتن الرجالُ، وشهد لمسيلمة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه أشركهُ معه في الأمر من بعده. قال فقلتُ: ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو حقٌّ. قال: وكان الرجال يقولُ: هُما كبشان انتطحا فأحبهُما إلينا كبشُنا) (1) .
(محمد بن سيرين عنهُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/338. قال الهيثمي: رواه الطبراني، وقال فيه الرحال بالحاء المهملة المشددة، وهكذا قاله الواقدي والمدائني وتبعهما عبد الغني بن سعيد، ووهم في ذلك، والأكثرون قالوا إنه بالجيم: الدارقطني وابن ماكولا.
وفي إسناد هذا الحديث الواقدي، وهو ضعيف: 8/289.(2/703)
2958 - قال النسائي: حدثنا حميد بن مسعدة، حدثنا عبد الوهاب/ الثقفي، عن هشام بن حسان، عن محمد ونافع قالا: أخبرَ رافعٌ: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن كراء المزارع) (1) .
(محمد بن مُسلم بن شهاب الزُّهري عنهُ)
2959 - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن كراء الأرض والمزارع) . الحديث رواهُ النسائي من حديث شعيب (2) وعبد الكريم بن الحارث عن الزهري، عن رافع
وفيه كلامٌ لسعيد بن المُسيب (3) .
2960 - وقد رواهُ ابن لهيعة بن أبي يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شهابٍ، عن أُسيد بن رافع عنهُ (4) .
_________
(1) يرجع إلى المجتبي: كتاب المزارعة: 7/44.
(2) في المخطوطة: (شعبة) ، وما أثبتناه من المرجع ومن تحفة الأشراف: 3/156.
(3) () ... المجتبي: كتاب المزارعة: 7/42، وكان ابن المسيب يقول: (ليس باستكراء الأرض بالذهب والورق بأس) .
(4) تحفة الأشراف: 3/156.(2/703)
(محمد بن يحيى بن حبانٍ عنهُ)(2/704)
2961 - حدثنا يزيد، حدثنا يحيى، عن محمد بن يحيى بن حبانٍ، عن رافع ابن خديج: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (لا قطع في ثمرٍ ولا كثرٍ) (1) .
2962 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن يحيى بن سعيدٍ، عن محمد بن يحيى بن حبان. قال: سرق غُلامُ النُّعمان الأنصاري نخلاً صغاراً، فرُفع إلى مروان، فأراد أن يقطعهُ، فقال رافع بن خديجٍ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يُقطع في الثمر ولا [في] الكثر) . قال شُعبةُ: قلتُ ليحيى: ما الكثرُ؟ قال: الجُمار (2) .
2963 - رواهُ أبو داود، والنسائي من حديث حمادٍ زاد أبو داود: ومالك (3) . زاد النسائي: وشعبة وسُفيان وأبي عوانة، وزُهيرُ عن سعيد القطان كُلهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري به (4) . /
وسيأتي من رواية يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى، عن [عمه واسع بن حبان] (5) ، عن رافع، وتقدم من رواية القاسم عنهُ (6) .
(محمود بن لبيد الأنصاري عنه)
2964 - حدثنا يزيد، أنبأنا محمد بن إسحاق، أنبأنا ابن عجلان،
_________
(1) من حديث رافع بن خديج في المسند: 3/463.
(2) من حديث رافع بن خديج في المسند: 3/464.
(3) الخبر أخرجه أبو داود من طرقه في الحدود: باب مالا قطع فيه: 4/126.
(4) الخبر أخرجه النسائي في المجتبي: كتاب قطع السارق: باب مالا قطع فيه: 8/79؛ وفي الكبرى عن شعبة كما في تحفة الأشراف: 3/156.
(5) في المخطوطة: (عن عمر بن رافع) ، والتصويب من تحفة الأشراف: 3/156؛ والنسائي في أحاديث الباب: في المجتبي: 8/80.
(6) يرجع إلى ص.(2/704)
عن عاصم بن عُمر، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال يزيد: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (أصبحوا بالصبح فإنهُ أعظمُ للأجر، أو لأجرها) (1) .
_________
(1) من حديث رافع بن خديج في المسند: 3/465.(2/705)
2965 - حدثنا أبو خالد الأحمر، أنبأنا ابن عجلان، عن عاصم بن عُمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أسفروا بالفجرِ، فإنه أعظم للأجر أوْ لأجرها) (1) .
2966 - رواهُ أبو داود، والنسائي، وابن ماجه من حديث محمد بن عجلان.
2967 - والترمذيُّ من حديث محمد بن إسحاق، كلاهُما عن عاصم بن عُمر بن قتادة الأنصاري، عن محمود بن لبيدٍ، عن رافعٍ بن خديج الأنصاري (2) .
2968 - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (العاملُ بالحقِّ على الصدقة كالغازي في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته) (3) .
2969 - رواهُ أبو داود، والترمذي، وابن ماجه من حديث محمد بن إسحاق، زاد الترمذي: ويزيد بن عياضٍ كلاهُما عن عاصم بن
_________
(1) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/142.
(2) الخبر أخرجوه في الصلاة: أبو داود: باب في وقت الصبح: 1/115؛ والترمذي من حديث ابن إسحق: باب ماجاء في الأسفار بالفجر: 1/289؛ وأشار إليه من رواية ابن عجلان وقال: حديث رافع بن خديج، حديث حسن صحيح: 1/290؛ والنسائي في المجتبي: باب الإسفار: 1/218؛ وابن ماجه: باب وقت صلاة الفجر: 1/220.
(3) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/143.(2/705)
عُمر بهِ، وقال الترمذي حسنٌ (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في الخراج: باب في السعاية على الصدقة: 3/132؛ والترمذي في الزكاة: ما جاء في العامل على الصدقة بالحق: 3/28؛ وابن ماجه في الزكاة أيضاً: باب ماجاء في عمال الصدقة: 1/578.(2/706)
2970 - حدثنا أسباط بن محمد، حدثنا هشامُ بن سعدٍ، عن زيد بن أسلم،
عن محمود بن لبيد، عن بعض أصحاب (1) النبي - صلى الله عليه وسلم -[قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -] : (أسفروا بالفجر/ فإنهُ أعظمُ للأجر) (2) .
2971 - حدثنا سفيان، عن [ابن] عجلان، عن عاصم بن عُمر بن قتادة، عن محمود بن لبيدٍ، عن رافع بن خديجٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أصبحوا بالصُّبحِ، فإنه أعظم لأُجوركم، أو أعظم للأجر) (3) .
(حديثٌ آخر عنهُ)
2972 - قال ابن ماجه: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا إسماعيل ابن عياشٍ، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عُمَر بن قتادة، عن محمودٍ بن لبيدٍ، عن رافع بن خديجٍ. قال: (أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بني عبد الأشهل، فصلى بها المغرب في مسجدنا، ثم قال: اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم) (4) .
_________
(1) في المخطوطة: (عن بعض أصحاب رافع بن خديج) خلافاً لما في المسند.
(2) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/143 والاستكمال منه.
(3) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/140.
(4) الخبر أخرجه ابن ماجه في الصلاة: باب ماجاء في الركعتين بعد المغرب: 1/368؛ وفي الزوائد: إسناده ضعيف لأن رواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين ضعيفة، وعبد الوهاب كذاب. قال السندي: بل الصحيح أن روايته عن غير الشاميين ضعيفة.(2/706)
(حديثٌ آخرُ)(2/707)
2973 - قال الطبراني: حدثنا مُوسى بن هارون، حدثنا الهيثمُ بن خارجة، حدثنا إسماعيل بن عياشٍ، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عُمر بن قتادة، عن محمود بن لبيدٍ، عن رافع بن خديجٍ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أحب الله عبداً حماهُ الدُّنيا كما يظل أحدكُم يحيى سقيمُه الماء) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
2974 - رواهُ الطبراني أيضاً من حديث عاصم، عن محمود بن رافعٍ مرفوعاً: (إن أخوف ما أخافُ عليكم الشركُ الأصغرُ. قالوا: وما هُوَ يارسول الله؟ قال: الرياءُ يُقال لهُم اذهبوا إلى الذين كُنتم تُراءُون فاطلبوا ذلك منهم) (2) .
(مُعاوية بن عبد الله بن جعفرٍ عنهُ) /
2975 - (أكل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عُضْوا، ثم صلى ولم يتوضأ) . رواهُ الطبراني من حديث الواقدي، عن الحسن بن يزيد عنه (3) .
(نافع بن جُبير عنهُ)
2976 - حدثنا سُريجٌ، حدثنا فُليحٍ، عن عتبة بن مُسلمٍ، عن نافع بن جُبيرٍ. قال: خطب مروانُ الناس فذكر مكة وحُرمتها، فناداه
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/298. وقال الهيثمي: إسناده حسن. مجمع الزوائد: 10/285.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 4/299 مع اختلاف في بعض لفظه بما لا يغير المعنى.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 4/337. وقال الهيثمي: فيه الواقدي وهو كذاب. مجمع الزوائد: 1/152.(2/707)
رافع بن خديج، فقال: إن مكة إن تكن حرماً، فإن المدينة حرمٌ، حرمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مكتوبٌ عندنا في أديم خولاني. إن شئت أن نقرئكهُ فعلنا، فناداهُ مروانُ: أجل قد بلغنا ذلك) (1) . تفرد به.
_________
(1) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/141؛ والخبر أخرجه مسلم في المناسك: باب فضل المدينة ودعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها بالبركة: 3/511.(2/708)
2977 - رواهُ الطبراني عن مُعاذ، عن القُعنبي، عن سُليمان بن بلالٍ، عن عُتبة، عن نافع، عن رافع: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرَّم مابين لابتي المدينة) (1) .
(نافع: مولى عبد الله بن عُمر)
في ترجمة ابن عُمر عنه
يعني النهي عن المزارعة
(هرير بن عبد الرحمن بن رافع)
2978 - عن جده رافع: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كسبِ الأمة حتى يعلم من أين هو) . رواهُ أبو داود في البيوع عن أحمد بن صالح عن [ابن] أبي فُديكٍ، عن عُبيد الله بن هريرٍ، عن أبيه به (2) .
(واسع بن حبان بن مُنقذ عن رافع)
2979 - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا قطع في ثمرٍ ولا كثرٍ) . رواهُ الترمذي
والنسائي عن قُتيبة، عن الليث، عن يحيى بن سعيدٍ، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، عن رافعٍ.
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/305.
(2) أخرجه أبو داود: باب في كسب الأمة: 3/267.(2/708)
2980 - وكذا رواهُ النسائي/ وابن ماجه من حديث سفيان الثوري، عن يحيى بن سعيد بهِ.
2981 - ورواهُ النسائي، عن محمد بن علي بن ميمون، عن سعيد بن منصور، عن الدراوردي، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أبي الميمون، عن رافع. ثم قال: وهذا خطأٌ، وأبو الميمون لا أعرفهُ (1) .
2982 - وقد رواهُ مالكٌ وغيرهُ عن ابن سعيد، عن محمد بن يحيى، عن رافع من غير واسطةٍ بينهُما (2) .
(يحيى بن إسحاق عن عمه رافع)
2983 - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا اضطجع أحدُكُم فيضطجع على شقه الأيمن، ثم يقولُ: اللهم أسلمتُ نفسي إليك، [ووجهت وجهي إليك] ، وألجأتُ ظهري إليك، [وفوضت أمري إليك] ، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك [أؤمن بكتابك وبرسلك] . فإن مات من ليلتهِ دخل الجنة) . رواهُ الترمذي في الدعوات والنسائي من حديث عُثمان بن عُمر، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير عنهُ. وقال الترمذي: حسنٌ غريبٌ (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذي في الحدود: باب ماجاء لا قطع في ثمر ولا كثر: 4/52؛ وأخرجه النسائي من الوجوه التي أوردها المصنف في كتاب قطع السارق: باب مالا قطع فيه، من المجتبي: 8/80، 81؛ وابن ماجه في الحدود: باب لا يقطع في ثمر ولا كثر: 2/865، وقال في الزوائد: في إسناده عبد الله بن سعيد المغيري، وهو ضعيف.
(2) هذه عبارة الترمذي باختصار تعليقاً على الخبر عنده: 4/53. ويرجع إلى الخبر عند مالك: باب ما لا قطع فيه: الموطأ: 4/163.
(3) الخبر أخرجه الترمذي في: باب ماجاء في الدعاء إذا أوى إلى فراشه: 5/468، واستكمال الخبر منه؛ وأخرجه النسائي في اليوم والليلة، كما في تحفة الأشراف: 3/160.(2/709)
(أبو النجاشي
واسمه عطاء بن صهيب عنه)(2/710)
2984 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، حدثنا أبو النجاشي قال: حدثني
رافع بنُ خديجٍ. قال: (كُنا نُصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة العصر، ثم ننحرُ الجزور، فتقسمُ عشر قسمٍ، ثم تُطبخُ فنأكلُ لحماً نضجاً قبل أن تغيب الشمسُ) .
2985 - قال: (و [كنا] نصلي المغرب على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فينصرفُ أحدنا وإنه لينظُرُ إلى مواقع نبلهِ) (1) .
2986 - رواهُ البخاري ومسلمٌ. وابن ماجه من حديث الأوزاعي به (2) .
2987 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا أيوبُ بن عُتبة (3) ، / حدثنا عطاء: أبو النجاشي، حدثنا رافع بن خديج. قال: (لقيني (4) عمي ظُهير بن رافع، فقال: يا ابن أخي، قد نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أمرٍ كان بنا رافقاً. قال: قلتُ: ما هُوَ يا عمُّ؟ قال: نهانا أن تُكرى محاقلنا - يعني أرضنا التي بصرار (5) - قال: [قلت] : يا عم طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحقُّ. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. بم تُكرُها؟ (6) قال: بالجداول
_________
(1) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/141.
(2) الخبر أخرجوه في الصلاة مختصراً: البخاري: باب وقت المغرب: 2/40؛ ومسلم في الباب: 2/281؛ وابن ماجه: 1/224.
(3) في المخطوطة: (هاشم بن الضب حدثنا أيوب عن عتبة) والتصويب من المرجع.
(4) في المخطوطة: (حدثني) وما أثبتناه من المسند.
(5) صرار: بالصاد المهملة المكسورة، موضع على ثلاثة أميال من المدينة من طريق العراق. النهاية: 2/259.
(6) في المسند: (ثم) وما في المخطوطة الصواب.(2/710)
الرب (1) وبالأصواع من الشعير. قال: فلا تفعلوا ازرعُوها، أو أزرعُوها. قال: فبعنا أموالنا بصرارٍ) . [قال عبدُ الله بن أحمد] : وسألتُ أبي عن أحاديث رافع بن خديج، فمرةً يقولُ: (نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - (ومرة يقولُ: (عن عمية) . فقال: كُلها صحاح وأحبُّها إليَّ حديث أيوب (2) .
_________
(1) هكذا هنا وفي المسند. ولعلها) الربيع (أو) الربع) .
(2) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/143.(2/711)
2988 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عكرمةُ، عن أبي النجاشي: مولي رافع بن خديج. قال: سألتُ رافعاً بشئ فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (من كانت له أرضٌ فليزرعها، فإن لم يزرعها فليزرعها أخاهُ، فإن لم يفعل، فليدعها) . فقلتُ له: أرأيت إن تركتهُ وأرضي؟ فإن زرعها، ثم بعث إليَّ من التبن؟ فقال: لا تأخذ منها شيئاً، ولا تبناً. قلتُ: لم أُشارطهُ إنما أهدى إلي شيئاً؟ قال: لا تأخذ منه شيئاً) (1) .
رواهُ مسلم من حديث عكرمة بن عمار والنسائيُّ من حديث يحيى بن أبي كثير كلاهُما عن أبي النجاشي به (2) .
(أبو سلمة بن عبد الرحمن عنهُ)
2989 - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المحاقلة والمزابنة) . رواهُ النسائيُّ / وابن ماجه من حديث محمد بن عجلان، والترمذي من حديث محمد بن إسحاق، زاد الترمذي: من حديث محمد بن إسحاق كلاهُما عن
_________
(1) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/141.
(2) الخبر أخرجه مسلم من هذا الطريق في البيوع: باب كراء الأرض: 3/52؛ والنسائي في المجتبي: كتاب المزارعة: 7/46.(2/711)
عاصم بن عُمر بن قتادة به، وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ (1) .
(أبو الميمون عنهُ)
تقدم في ترجمة واسعٌ عنهُ (2)
(أبو العالية عنهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه النسائي في المزارعة: ذكر الأحاديث المختلفة في النهي عن كراء الأرض بالثلث إلخ: 7/36.
(2) تقدم حديثه، ص 707.(2/712)
2990 - (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لايقوم من مجلس حتى يقول: سُبحانك اللهم وبحمدك، استغفرك وأتوبُ إليك. ثم يقولُ: فيها كفارةٌ لما يكون في المجلس) . رواهُ الطبراني من حديث مصعب بن حبان عن أخيه [مقاتل بن حيان] ، عن الربيع ابن أنسٍ عنه (1) .
(أبو عُفير عنهُ)
2991 - قال: (منعنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن نُكري المحاقل) . والمحاقلُ فضولٌ يكون في الأرض (2) .
2992 - رواهُ الطبراني عن المطلب بن شُعيب، عن عبد الله بن صالح، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عنهُ بهِ (3) .
(حديثٌ آخرُ)
2993 - قال مُسلم في فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم -: حدثنا عبد الله بن الرُّومي، وعباس بن عبد العظيم، وأحمد بن جعفر المعقري. قالوا:
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/342. قال الهيثمي: رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 10/141.
(2) في المخطوطة: (والمحاقل تكون فضول من الأرض) والتعديل من المرجع.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 4/339.(2/712)
[حدثنا] النضر بن محمد، حدثنا عكرمةُ بن عمارٍ، عن أبي النجاشي، عن رافع بن خديجٍ. قال: (قدم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهُم يأبُرون النَّخل (1) .
(ابن رافع بن خديج)
_________
(1) تمام الخبر: (فقال: ما تصنعون؟ قالوا: كنا نصنعه. قال: لعلكم لو لم تفعلوا كان خيراً، فتركوه فنفضت، أو فنقصت. قال: فذكروا ذلك له، فقال: إنما أنا بشر. إذا أمرتكم بشئ من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشئ من رأي فإنما أنا بشر) قال عكرمة: أو نحو هذا. قال المعقري: (فنفضت) ولم يشك.
صحيح مسلم بشرح النووي: 5/212: باب وجوب امتثال ما قاله شرعاً دون ما ذكره - صلى الله عليه وسلم - من معايش الدنيا.(2/713)
2994 - حدثنا وكيع، عن عُمر بن ذرٍ، عن مُجاهد، عن ابن رافع بن خديج، عن أبيه. قال: جاءنا/ من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليوم عن أمر كان يرفُق بنا، وطاعةُ الله ورسوله أرفقُ بنا. نهانا أن نزرع [إلا أرضاً] يملكُ أحدُنا رقبتها، أو منحة رجلٍ) (1) .
2995 - رواهُ مسلم عن يحيى بن يحيى، عن حمادٍ، عن عمرو بن دينارٍ، عن مجاهدٍ (2) .
2996 - ورواهُ أبو داود من حديث عمرو بن ذرٍ، عن مُجاهد بهِ (3) .
2997 - ورواهُ النسائي من حديث عبد الكريم بن مالك الجزري، عن مُجاهد بهِ (4) .
_________
(1) من حديث رافع بن خديج في المسند: 3/465، والاستكمال منه.
(2) الخبر أخرجه مسلم في البيوع: باب كراء الأرض: 4/53.
(3) الخبر أخرجه أبو داود في البيوع: باب التشديد في المزارعة: 3/260.
(4) الخبر أخرجه النسائي في المزارعة: ذكر الأحاديث المختلفة في النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع ... إلخ) : 7/32.(2/713)
(بعضُ ولد رافع عنهُ)(2/714)
2998 - حدثنا قُتيبة بن سعيد، حدثنا رشدين بن سعدٍ، عن موسى بن أيوب الغافقي، عن بعض ولد رافعٍ بن خديج، عن رافع بن خديج. قال: ناداني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا على بطن إمرأتي، فقمتُ، ولم أنزل، فاغتسلتُ، وخرجتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرتهُ أنك دعوتني وأنا على بطن امرأتي، فقُمتُ ولم أنزل، فاغتسلتُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [ (لا عليك] الماءُ من الماء) قال رافع: (ثم أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -[بعد ذلك] بالغُسل) (1) . تفرد به.
(عمُّ محمد بن يحيى بن حبَّان: هو واسعٌ تقدم) (2)
(رجل من بني حارثة عنهُ)
2999 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق. قال: حدثني محمد بن عمرو بن عطاءٍ: أن رجلاً من بني حارثة: أن رافع بن خديج حدثهم: أنهم خرجوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -[في سفرٍ. قال: فلما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] للغداء، قال: علق كلُّ رجلٍ بخطام ناقته ثم أرسلها تهُز في الشجر. قال: ثم جلسنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورحالنا / على أباعرنا. قال: فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسهُ فرأى أكيسةً لنا فيها خيوطٌ من عهنٍ أحمر. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا [أرى] هذه الحُمرة قد علتكُم؟ قال: فقمنا سراعاً لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى نفر بعضُ إبلنا، فأخذنا الأكيسة فنزعناها منها) (3) .
_________
(1) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/143، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) ص.
(3) من حديث رافع بن خديج في المسند: 3/463، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/714)
رواه أبو داود عن محمد بن العلاء، عن أبي أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عمرو بن عطاء (1) .
(عمرةُ بنتُ عبد الرحمن عنهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في اللباس: باب في الحمرة: 4/53.(2/715)
3000 - قال الطبراني: حدثنا علي بن المبارك الصنعاني، حدثنا إسماعيل ابن أبي أُويس، حدثني محمد بن عبد الرحمن بن ردادٍ (1) العامري، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن رافع بن خديج: أنهُ كان جالساً عند منبر مروان بمكة، فخطب الناس، فذكر مكة وفضلها، ولم يذكر المدينة، فوجد رافعٌ في نفسه، فقام إليه فقال: أيهذا المتكلم. أراك قد أطنبت في مكة، فذكرت فيها فضلاً، وما سكت عنه من فضلها أكثر، ولم يذكر المدينة، وإني أشهد لسمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (المدينة خيرٌ من مكة) (2) .
(امرأتهُ عنه)
3001 - قال الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا حجاج بن منهالٍ، وحدثنا محمد بن محمد بالتَّمار، حدثنا أبو الوليد، ومحمد بن كثيرٍ، حدثنا عمرو بن مرزوقٍ الواشحي (3) ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد بن رافع بن خديج، عن جدته - وهي امرأة رافع بن
_________
(1) في المخطوطة: (ابن إدريس) ، والصواب (أويس) . وفيها أيضاً: (إبن رواد) والصواب رداد. الميزان: 3/623.
(2) () ... المعجم الكبير للطبراني: 4/343. قال الهيثمي: فيه محمد بن عبد الرحمن بن رداد، وهو مجمع على ضعفه: 3/299، تقول: وقد أورد الخبر في الميزان من مناكيره وقال: ليس بصحيح، وقد صح في مكة خلافه: 3/623.
(3) في المخطوطة: (مسروق الواسطي) ، والتصويب من الميزان: 3/288.(2/715)
خديج: (أن رافعاً رمى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحدٍ/ أو يوم خيبر - شك عمرو - بسهمٍ في ثندوته (1) فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يارسول الله أنتزع السهم. فقال: (يا رافعُ إن شئت نزعت السهم والقطبة (2) جميعاً، وإن شئت نزعتُ السهم وتركتُ القُطبة، وشهدتُ لك يوم القيامة أنك شهيدٌ) . فنزع السهم، وترك القُطبة، فعاش بها حتى مات في خلافة مُعاوية، فانتقض [به] الجُرحُ، فمات بعد العصر، فجمع لهُ ابن عُمر من حول المدينة من القرى وصلى عليه، وجلس عند رأس القبر، فصرختْ مولاةٌ لهُ، فقال ابن عمر: ما للسفيهة من أحدٍ؟ لا تُؤذي الشيخ، فإنهُ لا قبل لهُ بعذابِ الله) (3) .
_________
(1) الثندوة: بفتح أوله وضم الدال. والثندوتان للرجل كالثديين للمرأة. النهاية: 1/135.
(2) القطبة، والقطب: نصل السهم. النهاية: 3/262.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 4/282. قال الهيثمي: امرأة رافع إن كانت صحابية وإلا فإني لم أعرفها، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/345.(2/716)
531 - (رافع بن رفاعة) (1)
ابن (2) رافع بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زُريق الأنصاري الخُزاعي الزرقي، رضي الله عنه.
قال أبو عمر: لا تصح صُحبته، وإسنا حديثه في كسب الحجام غلط.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/191؛ والإصابة: 1/496؛ والاستيعاب: 1/500.
(2) حديث خلط من النساخ في هذا المكان من المخطوطة. فأورد ترجمة رافع مجزأة وكرر اسمه مما يوهم بأنهما رجلين: فقد ذكر (رافع بن رفاعة) فقط ثم أورد الحديث الآتي بعده فقال: (حدثنا هاشم بن القاسم ... ) إلى آخر الخبر. فقوله: (ابن رافع بن العجلان) إلى قوله: (قال أحمد) منقولة من كلام المصنف الذي جاء بعد الترجمة الثانية، وقد وصلنا كلام المصنف بعضه إلى بعض طبقاً للخطة التي سار عليها في سائر التراجم.(2/716)
3002 - قال أحمد: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عكرمة - يعني ابن عمار -، حدثني طارق بن عبد الرحمن القُرشي، قال: (جاء رافعُ بن رفاعة إلى مجلس الأنصار، فقال: لقد نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شئ كان يرفق بنا في معايشنا، فقال: نهانا عن كراء الأرض. قال: (من كانت لهُ أرضٌ فليزرعها، أو ليزرعها أخاه، أو ليدعها (، ونهانا عن كسب الحجام، وأمرنا أن نطعمه نواضحنا، ونهانا عن كسب الأمة إلاَّ ما عملت بيدها، وقال هكذا بأصابعه نحو الخبز، والغزل، والنفش) (1) .
[حديثٌ آخر] (2)
3003 - عن عكرمة بن عمار، حدثني طارق بن عبد الرحمن القُرشي، قال:
جاء رافع بن رفاعة إلى مجلس الأنصار، فقال: (نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليوم - فذكر أشياء -. قال: ونهى عن كسب الأمة إلاَّ ما عملت بيدها، وقال هكذا بيده نحو الخُبز والغزل والنفش) .
_________
(1) من حديث رافع بن خديج في المسند: 4/340.
والنفش: ندف القطن والصوف. وإنما نهى عن كسب الإماء لأنه كانت عليهن ضرائب، فلم يأمن أن يكون منهن الفجور، ولذلك جاء في رواية: (حتى يعلم من أين هو؟) . النهاية: 4/165.
(2) من الخلط الذي وقع فيه النساخ أن ورد بعد الخبر في هذا الموضع ما يلي:
(رافع بن سنان أبو سلمة)
(ويقال أبو الحكم الأنصاري)
(يأتي في الكنى إن شاء الله)
(رافع بن عمرو المزني - رضي الله عنه -)
(رافع بن رفاعة بن رافع [بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري الخزاعي الزرقي. قال أبو عمر: لا تصح صحبته وإسناد حديثه في كسب الحجام غلط. قال أحمد] وهذا هو من سهو النساخ لا شك، وقد نقلنا العبارة التي بين معكوفين إلى مكانها من أول الترجمة كما نبهنا إلى ذلك من قبل، وحذفنا الباقي حيث يرد في ترتيبه من الكتاب.(2/717)
وهكذا رواهُ أبو داود في البيوع، عن هارون بن عبد الله، عن هاشم بن القاسم (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود: باب في كسب الإماء: 3/267. قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي في الإشراف - عقيب هذا الحديث - رافع هذا غير معروف. وقال غيره: مجهول. مختصر السنن للترمذي: 5/76.(2/718)
3004 - قال شيخنا: ورافع هذا غير معروفٍ، والمعروف حديثُ هُريرٍ ابن عبد الرحمن بن رافع بن خديج عن جده (1) .
* (رافع بن سنان: أبو الحكم الأنصاري
يأتي في الكنى - إن شاء الله) (2)
532 - (رافع بن عمرو المُزني، رضي الله عنه
وهو أخو عائدٍ. سكنا البصرة) (3)
3005 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، حدثنا المشمعل (4) ،
حدثني عمرو بن سُليم (5) المُزني: أنهُ سمع رافع بن عمرو المُزني، قال:
_________
(1) شيخه هو الحافظ المزي قاله في تحفة الأشراف: 3/162؛ وحديث هرير بن عبد الرحمن تقدم ص 707.
(2) تقدمت الإشارة إلى أن هذه الترجمة وردت في ثنايا الخبرين السابقين وجاء فيها: (رافع بن سنان: أبو سلمة، ويقال أبو الحكم) ولم نعثر فيما لدينا من المراجع على كنية (أبو سلمة) وإنما هو أبو الحكم الأنصاري.
أسد الغابة: 2/192؛ الإصابة: 1/497؛ الاستيعاب: 1/498؛ ثقات ابن حبان: 3/121؛ تهذيب التهذيب: 3/231؛ تحفة الأشراف: 3/162.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/194؛ والإصابة: 1/498؛ والاستيعاب: 1/496؛ والتاريخ الكبير: 3/302؛ وثقات ابن حبان: 3/122.
(4) في المخطوطة: (إسماعيل) والصواب ما أثبتناه.
والمشمعل بن إياس ويقال: ابن عمرو بن إياس المدني البصري روى عن عمرو بن سليم المزني حديث (العجوة من الجنة) . تهذيب التهذيب: 10/156.
(5) في المخطوطة: (ابن سليمان) ، والصواب ما أثبتناه.
= ... وعمرو بن سليم المزني روى عن رافع بن عمرو المزني حديث (العجوة والصحوة من الجنة) روى عنه المشمعل. تهذيب التهذيب: 8/44.(2/718)
سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ:
(العجوة والشجرة من الجنة) ، وفي لفظ (والصخرة) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) من حديث رافع بن عمرو المزني في المسند: 3/426، 5/31، والخبر أخرجه ابن ماجه في الطب: باب الكمأة والعجوة: 2/1143.
وقيل أراد بالشجرة الكرمة، وقيل يحتمل أن يكون أراد شجرة بيعة الرضوان بالحديبية لأن أصحابها استوجبوا الجنة. والمراد بالصخرة صخرة بيت المقدس. النهاية: 2/206، 254.(2/719)
3006 - رواهُ أبو داود، عن رافع بن عمرو المزني. قال: (أقبلتُ مع أبي وأنا غُلامٌ وصيفٌ (1) أو فوق ذلك في حجة الوداع، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطبُ الناس [على بغلة شهباء] وإذا علي بن أبي طالب يُعبر عنهُ، والناسُ بين جالسٍ وقائمٍ، وجلس أبي وتخللتُ/الركبان، حتى أتيتُ البغلة، فأخذتُ بركابهِ، ووضعتُ يدي على ركبتيه، فمسحتُ حتى الساق، حتى بلغتُ بها القدم، ثم أدخلتُ كفي بين النعل والقدم، فيخيل إليَّ [الساعة] أني أجدُ برد قدميه على كفي) . رواهُ الطبراني وأبو داود (2) .
533 - (رافع بن عمرو [بن مجدع] الغفاري
أخو الحكم بن عمرو رضي الله عنه) (3)
3007 - حدثنا بهز، وأبو النضر، وعفان. قالوا: حدثنا
_________
(1) الوصيف: الغلام دون المراهق. المصباح.
(2) الخبر أخرجه أبو داود مختصراً في المناسك: باب أي وقت يخطب يوم النحر: 2/198؛ والطبراني في المعجم الكبير: 5/5.
(3) في المخطوطة: (العطفاني) ، والصواب ما أثبتناه. له ترجمة في أسد الغابة: 2/194؛ والإصابة: 1/498؛ والاستيعاب: 1/499؛ والتاريخ الكبير: 3/302؛ وثقات ابن حبان: 3/123.(2/719)
سُليمان بن المغيرة، عن حُميد، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذرٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن من بعدي من أُمتي قوماً يقرءون القرآن لا يُجاوزُ حلاقيمهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، ثم لا يعودون إليه [هم] شرُّ الخلق والخليقة. قال ابن الصامت: فلقيتُ رافع [بن عمرو الغفاري] فقلتُ: (ما حديث سمعته من أبي ذر كذا وكذا، فذكرتُ لهُ هذا الحديث] . فقال: وأنا سمعتهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (1) .
رواهُ مسلم، وابن ماجه من حديث سُليمان بن المغيرة (2) به.
حدثنا مُعتمرٌ، سمعتُ ابن أبي الحكم الغفاري، سمعتُ جدتي، [عن عمّ] أبي (3) رافع الغفاري. قال: (كُنتُ وأنا غلامٌ أرمي نخلاً للأنصار، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، [فقيل: إن ههنا غُلاماً يرمي نخلنا، فأتى بي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -] فقال: ياغُلام لم ترمي النخل؟ قلتُ: آكلُ. قال: فلا ترم النخل وكُلْ ما يسقُطُ من أسافلها، ثم مسح رأسي، وقال: اللهم أشبع بطنهُ) (4) .
رواهُ أبو داود بن ماجة والترمذي وقال: حسنٌ غريبٌ.
_________
(1) الخبر أخرجه أحمد من حديث رافع بن عمرو المزني: 5/31 وفيه: (قال ابن الصامت: فلقيت رافعاً، قال بهز: أخا الحكم بن عمرو فحدثته هذا الحديث. قال: وأنا أيضاً قد سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) .
وعلى هذا فرافع المزني ورافع الغفاري، لم يقرن بهما الإمام أحمد.
(2) في المخطوطة: (ابن النضر) والتصويب من المرجعين، والخبر أخرجه مسلم في الزكاة: باب الخوارج شر الخلق والخليفة: 3/120؛ وأخرجه ابن ماجه في المقدمة: باب في ذكر الخوارج: 1/60.
(3) من حديث رافع بن عمرو المزني في المسند: 5/31، وتجدر الإشارة إلى أن رواية أحمد هي: (حدثتني جدتي عن عم أبي رافع بن عمرو الغفاري) .
(4) الخبر أخرجه أبو داود في الجهاد: باب من قال: إنه يأكل مما سقط: 3/39؛ والترمذي في البيوع: باب ماجاء في الرخصة في أكل الثمرة للمار بها: 3/575؛ وابن ماجه في النجارات: باب من مر على ماشية قوم أو حائط، هل يصيب منه وفيه: (حدثتني جدتي عن عم أبيها: 2/771.(2/720)
534 - (رافع بن عُميرٍ) (1)
3008 - روى الطبراني، عن رافع بن عُمير، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (قال الله تعالى لداود عليه السلام: (ابن لي بيتاً في الأرض) فبنى داود بيتاً لنفسه قبل البيت الذي أُمر به، فأوحى الله إليه: (ياداودُ نصبت بيتك/ قبل [بيتي] ؟ قال: يارب هكذا قلت فيما قضيت:) من ملك استأثر (، ثم أخذ في بناء المسجد، فلما تم السور سقط ثلثاه، فشكا ذلك إلى الله، فأوحى الله إليه، لا يصلح أن تبنى لي بيتاً. قال: أي رب ولمَ؟ قال: لما جرى على يديك من الدماء. قال: أي رب أو لم يكن ذلك في مرضاتك وهواك ومحبتك؟ قال: بلى ولكنهم عبادي، وأنا أرحمهم، فشق ذلك عليه، فأوحى الله تعالى إليه: لا تحزن فإني سأقضي بناءهُ على يدي ابنك سُليمان، فلما مات داود عليه السلام أخذ سُليمان يبني، فلما تم قرب القرابين، وذبح الذبائح، وجمع بني إسرائيل، فأوحى الله إليه: (قد أرى سرورك ببنيان بيتي فسلني أعطك. قال: أسألك ثلاث خصال: حكماً يُصادفُ حكمك، وحكماً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي، ومن أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدتهُ أمه. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أَمَّا اثنتين فقد أعطيهما، وأنا أرجو أن يكون قد أعطى الثالثة) (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/195؛ والإصابة: 1/498؛ وثقات ابن حبان: 3/124.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 5/12؛ والخبر أخرجه ابن حبان في الثقات في ترجمة رافع بن
عمير، ثم رواه عنه في المجروحين في ترجمة محمد بن أيوب الرملي، وعده من منكراته:
يراجع المجروحين: 1/300. وقال ابن الجوزي: حديث موضوع محال تتنزه الأنبياء عن
مثله، ثم قال: محمد بن أيوب يروي الموضوعات لا يحل الاحتجاج به. الموضوعات: 1/200.(2/721)
535 - (رافعٌ بن مكيث بن عمرو بن جرادٍ بن يربوع
ابن طحيل بن عدي بن الربعة بن رشدان
ابن قيس بن جُهينة الجُهني: شهد الحُديبية) (1)
3009 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن عُثمان بن زُفر، عن بعض بني رافع بن مكيثٍ، عن رافع بن مكيث [-وكان ممن شهد الحديبية-] : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (حُسن الخلق نماءٌ، وسوءُ الخلق شؤمٌ، والبرُّ زيادةٌ في العُمر، والصدقةُ تدفعُ ميتة السوء) (2) . رواهُ أبو داود (3) .
536 - (رافع بن يزيد الثقفي) (4)
مرفوعاً: (إياكُم والحُمرة وكُلَّ ثوبٍ فيه شُهرةٌ) ورواهُ أبو نعيم / (5)
_________
(1) مكيث بوزن عظيم، له ترجمة في أسد الغابة: 2/200؛ والإصابة: 1/499؛ والاستيعاب: 1/500؛ وقال ابن حبان: كنيته أبو زرعة، وهو أحد الأربع الذين كانوا يحملون لواء جهينة يوم الفتح. الثقات: 3/122؛ والتاريخ الكبير: 3/302.
(2) من حديث رافع بن مكيث في المسند: 3/502.
(3) الخبر أخرجه أبو داود مختصراً من طريقين في كتاب الأدب: باب في حق المملوك: 4/341 بلفظ: (حسن الملكة نماء، وسوء الخلق شؤم) عن الطريق الأول قال المنذري: فيه مجهول، وعن الثاني قال: هذا مرسل وفي إسناده بقية بن الوليد، وفيه مقال. مختصر السنن للمنذري: 8/49.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 2/201؛ والإصابة: 1/500؛ ونقل عن ابن السكن قوله: لم يذكر في حديثه سماعاً ولا رؤية ولست أدري أهو صحابي أم لا؟ ولم أجد له ذكر إلا في هذا الحديث، يعني حديث الحمرة. وله ترجمة في الاستيعاب: 1/500.
(5) قال الجوزقاني في كتاب الأباطيل: هذا حديث باطل وإسناده منقطع. وعقب عليه ابن حجر فقال: قوله باطل مردود فإن أبا بكر الهذلي - أحد رواة الخبر - لم يوصف بالوضع. ثم قال ابن حجر: غايته أن المتن ضعيف. وهكذا رمز له السيوطي بالضعف. الإصابة: 1/500.(2/722)
537 - (رباحُ بن الربيع أخو حنظلة الكاتب
رضي الله عنه) (1) /
3010 - (أنهُ خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوةٍ غزاها، وعلى مقدمته خالدُ بن الوليد، فمرَّ رباح وأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - على امرأةٍ مقتولةٍ، [مما أصابت المقدمةُ] فوقفوا ينظرون إليها ويتعجبون من خلقها، حتى لحقهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فانفرجوا عنها، فوقف عليها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (ما كانت هذه لتقاتل، ثم قال لأحدهم: إلحق خالداً فقل لهُ: لا تقتل امرأةً ولا عسيفاً) (2) .
رواهُ أبو داود والنسائي وابن ماجه وخرجوه من طُرقٍ (3) .
538 - (رباحٌ: أبو عُبيدة شاميٌ) (4)
3011 - روى عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من احتجب عن الناس لم يحتجب من النار) . رواهُ أبو نُعيمٍ رحمه الله (5) .
_________
(1) رباح: بالباء الموحدة الخفيفة وقيل بمثناة تحتية، له ترجمة في أسد الغابة: 2/202؛ والإصابة: 1/501؛ والاستيعاب: 1/520؛ وثقات ابن حبان: 3/127. وقال: من زعم أنه رياح بن الربيع فقد وهم. وقال البخاري: لم يثبت، التاريخ الكبير: 3/314.
(2) من حديث رباح بن الربيع في المسند: 3/488؛ وما بين معكوفين استكمال منه، ولفظه عنده أيضاً: (لا تقتلون ذرية ولا عسيفاً) .
(3) الخبر أخرجه أبو داود في الجهاد: باب في قتل النساء: 3/53؛ وأخرجه النسائي في السير في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/166؛ وأخرجه ابن ماجه من حديث حنظلة الكاتب من طريق القدري، وأخرجه من حديث رياح بن الربيع نحوه، ثم قال: قال أبو بكر بن أبي شيبة: يخطئ الثوري فيه: 2/948.
(4) في أسد الغابة: (أبو عبدة) 2/202، وفي الإصابة: (أبو عبيدة بن رياح) : 1/502.
(5) الخبر أخرجه ابن منده. وقال أبو نعيم في ترجمة رياح: ذكره بعض المتأخرين ولم يخرج له شيئاً. أسد الغابة: 2/203.(2/723)
539 - (الربيعُ بن زيادٍ، ويُقالُ: ربيعة بن زيد
ويُقال ابن يزيدٍ [السلمي] ) (1)
3012- روى لهُ أبو داود في المراسيل والنسائي والطبراني عن الحارثي عنه.
قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير إذ أبصر غُلاماً من قُريشٍ يسيرُ معتزلاً (2) عن الطريق، فدعاهُ، فقال: مالك اعتزلت عن الطريق؟ فقال: كرهتُ الغُبار. قال: فلا تعتزله، والذي نفسي بيده إنهُ لذريرة الجنة) (3) .
540 - (الربيع بن قارب العبسي) (4)
3013 - روى [أبو عليّ الغساني، عن] (5) عبد الله بن القاسم بن حاتم بن عقبة بن عبد الرحمن/ بن مالك بن عنبسة بن عبد الله بن الربيع بن قارب، حدثني أبي، عن أبيه، عن أبي جده: (أن أباهُ ربيعاً
_________
(1) في الأصل المخطوط: (الربيع ويقال ربيعة بن زياد، ويقال ابن زبير) ، والتصويب من المراجع.
له ترجمة في أسد الغابة: 2/207؛ والإصابة: 1/505؛ ونقل عن البغوي قوله: لا أدري له صحبة أم لا؟.
وقال ابن عبد البر: ربيعة بن زياد الخزاعي، ويقال: ربيع. ثم أورد الخبر الآتي مختصراً وقال: في إسناده مقال. الاستيعاب: 1/512؛ والتاريخ الكبير: 3/287.
(2) في المخطوطة: (ساما شيخا متحنيا) وهو تحريف من النساخ.
(3) كلمتان غير واضحتين في المخطوطة: والذريرة: نوع من الطيب مجموع من أخلاط. النهاية: 2/44.
والخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 5/66. وقال الهيثمي: رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 5/287؛ وأخرجه أبو داود في المراسيل في فضل الجهاد: 33؛ وأخرجه النسائي في السير في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/167.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 2/208؛ والإصابة: 1/505. وورد اسمه في المخطوطة: (الربيع بن عازب) وصحح من المرجعين.
(5) مابين المعكوفين ورد غير واضح في المخطوطة، وأثبتناه من المرجعين.(2/724)
وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسماهُ عبد الرحمن، وكساهُ بُرداً وحملهُ عن ناقةٍ) (1) .
_________
(1) قال ابن حجر: استدركه أبو علي الغساني، وقال: حديثه عند ولد ولده عبد الله بن القاسم. الإصابة.(2/725)
541 - (ربيع الأنصاري) (1)
3014 - روى الطبراني من حديث أبي بكر وعثمان بن [أبي] شيبة، عن جرير، عن عبد الملك بن عُمير، عن ربيع الأنصاري. قال: (عاد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ابن [أخي] جبرٍ الأنصاري، فجعل أهلهُ يبكون عليه، فقال [لهم جبرٌ] : لا تؤذوا رسول [الله] بأصواتكُم، فقال: [رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -] : دعهن يبكين مادام حياً، فإذا وجبت فليسكتن. فقال قائلٌ: ما كُنا نرى أن [يكون موتك] على فراشك حتى تُقتل في سبيل الله مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أومَا الشهادة إلا [في] القتل في سبيل الله. إن شُهداء أُمتي إذاً لقليلٌ. إن الطعن والطاعون شهادةٌ، والبطن شهادةٌ، والنفساء بجُمع (2) شهادةٌ، والحرق شهادةٌ، والغرق شهادةٌ، [والهدم شهادةٌ] ، وذات الجنب شهادةٌ) (3) .
_________
(1) الربيع الأنصاري الزرقي: له ترجمة في أسد الغابة: 2/205؛ والإصابة: 1/505؛ والاستيعاب: 1/518. وقال ابن عبد البر: لا أقف على نسبه.
(2) المرأة تموت بجمع: بضم الجيم، أي تموت وفي بطنها ولد، وقيل التي تموت بكراً. والجمع: بمعنى المجموع كالذخر بمعنى المذخور. والمعنى أنها ماتت مع شئ مجموع فيها غير منفصل عنها من حمل أو بكارة. النهاية: 1/176.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 5/65. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 5/300.(2/725)
542 - (ربيعٌ الجرمي) (1)
3015 - روى الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا القاسم بن أبي شيبة، حدثنا مُرجى (2) بن رجاءٍ، حدثنا مُسلم بن عبد الرحمن [الحرمي] (3) ، عن سوادة بن الربيع. قال: (انطلقتُ وأبي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمر لنا بذودين (4) ، وقال: مُرْ بنيكَ فليقلموا أظافيرهم (5) لا يعقروا [بِها ضُروع] مواشيهم إذا حلبوا) (6) .
من اسمه ربيعةُ
543 - (ربيعة بن أكثم بن سخيرة بن عمرو) (7)
3016 - ابن بُكير بن عامر بن غنمٍ بن ذُودان بن أسد بن خُزيمة الأسدي
حليف بني أمية، شهد بدراً وهو ابن / ثلاثين سنة، قالهُ موسى بن عقبة وابن إسحاق، وشهد أحداً والخندق [والحديبية] ، وقُتِلَ
_________
(1) في الأصل المخطوط: (الخدري) والتصويب من المراجع له ترجمة في أسد الغابة: 2/206؛ والإصابة: 1/505؛ وقال ابن حبان: والد سوادة بن الربيع. له صحبة. الثقات: 3/131.
(2) في المخطوطة: (مسلم) وفي المعجم الكبير: (سلمة بن رجل) وفي المسند: المرجى بن رجاء اليشكري، وسلمة وهو ابن رجاء التميمي: أبو عبد الرحمن الكوفي، ومن المرجح أنه مرجى طبقاً لما جاء في المسند ومجمع الزوائد، تهذيب التهذيب: 4/144؛ 10/83.
(3) تهذيب التهذيب: 4/132.
(4) الذود من الإبل: مابين الثنتين إلى التسع، وقيل ما بين الثلاث إلى العشر.
(5) الكلمتان غير واضحتين في المخطوطة. النهاية: 2/52.
(6) المعجم الكبير للطبراني: 5/64؛ والخبر أخرجه أحمد بنحوه من حديث سوادة بن الربيع قال: (أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألته ... إلخ) . المسند: 3/483. وقال الهيثمي تعليقاً على الخبر عند الطبراني: فيه مرجى بن رجاء وثقه أبو زرعة وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. مجمع الزوائد: 5/168.
(7) له ترجمة في أسد الغابة: 2/208؛ والإصابة: 1/506؛ والاستيعاب: 1/512؛ والطبقات الكبرى: 3/67.(2/726)
بخيبر. قال أبو بكر الشافعي عن سعيد بن المسيب، عن ربيعة بن أكثم: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمُرنا بالجهاد للشهادة) (1) .
_________
(1) قال ابن عبد البر: - تعليقاً على خبر أورده عنه من طريق سعيد بن المسيب -: لا يحتج بحديثه هذا، لأن من دون سعيد بن المسيب لا يوثق بهم لضعفهم، ولم يره سعيد، ولا أدرك زمانه بمولده، لأنه ولد في زمن عمر. الاستيعاب: 1/514.(2/727)
544 - (ربيعةُ بن أمية بن خلف الجمحي) (1)
3017 - روى الطبراني، قال: (كان ربيعةُ بن أمية بن خلف بن أمية هو الذي يصرخُ يوم عرفة [تحت لبة ناقته] فأمرهُ أن يصرخ: أيها الناس أتدرون أي شهرٍ هذا؟ قالوا: الشهر الحرام. قال: فإن الله حرم عليكُم دماءكُم وأموالكم إلى يوم القيامة كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) (2) .
545 - (ربيعة بن رواءٍ العنسي) (3)
3018 - قال الطبراني: حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، حدثنا عيسى بن محمد بن عبد العزيز، [عن أبيه] ، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمدٍ، عن أبيه: أن ربيعة بن رُواءٍ العنسي قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوجدهُ يتعشى، فدعاهُ إلى العشاء، فأكل، فقال لهُ: أتشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبدهُ ورسوله؟ فقال ربيعةُ: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبدهُ ورسوله. قال له: راغباً أم راهباً؟ قال ربيعة: أَمَّا الرغبة فوالله ما
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/209؛ وأخرجه ابن حجر في القسم الرابع من الإصابة. وقال: ورد أنه ارتد في زمن عمر بن الخطاب. كما أورد عنه أخباراً مظلمة: 1/530. وله ترجمة في ثقات ابن حبان: 3/128.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 5/63؛ مجمع الزوائد: 3/270.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/212؛ والإصابة: 1/508.(2/727)
هي في يدك، وأما الرهبةُ فوالله إنا لببلادٍ ما تبلغها جيوشك، ولا خيولك، ولكني خوفتُ فخفتُ وقيل لي آمن فآمنتُ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( [رُبَّ خطيبٍ] من عنس) ، فأقام يختلفُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم جاءه فودعهُ، فقال لهُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أحسست حساً فوائل
إلى أهل قريةٍ) . فخرج فأحس حساً، فوأل إلى أهل قريةٍ فمات بها) (1) . /
_________
(1) وقع في الخبر ألفاظ مصحفة، والعبارة الأخيرة دخلها تحريف النساخ. وصوب من المرجعين: المعجم الكبير للطبراني: 5/63. وقال الهيثمي: رواه الطبراني مرسلاً وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف ولم يسمع من أبيه. مجمع الزوائد: 9/394.
وقوله: وائل بمعنى الجأ يقال: وآل يئل فهو وائل إلى لجأ إلى موضع ونجا. النهاية: 4/189.(2/728)
546 - (ربيعةُ بين السكن أبو رُويحة القزعي من أهل فلسطين) (1)
3019 - ذكرهُ موسى بن سهل الرملي في الصحابة. [روى الدولابي وابن منده من طريق أبي عُبيد الله: عبد الجبار بن محرز بن عبد الجبار بن أبي رويحة] ، عن أبيه، عن جده، عن أبي رُويحة: ربيعة بن السكن. قال: (قدمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعقد لي رايةً) ، ذكرهُ أبو نُعيم (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/213؛ والإصابة: 1/508؛ وقال ابن حبان: ربيعة بن السكن الخثعمي. مات ببيت جبريل، له صحبة. الثقات: 3/129.
(2) يراجع الإصابة وأسد الغابة.(2/728)
547 - (ربيعة بن عامر بن بجاد الأزدي
وقيل: الأسدي وقيل: إنه ديلي) (1)
من رهط ربيعة بن عبادٍ سكن فلسطين
3020 - روى ابن المبارك، [عن يحيى بن حسان من أهل بيت المقدس، وكان شيخاً كبيراً حسن الفهم] ، عن ربيعة بن عامر. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام) (2) .
رواهُ النسائيُ من حديث ابن المبارك به (3) .
548 - (ربيعة بن عباد الديلي، رضي الله عنه) (4)
3021 - حدثنا عبد الله، حدثنا مسروقُ بن المرزُبان الكُوفي، حدثنا ابن
أبي زائدة. قال: [قال ابن إسحق: فحدثني حُسين بن عبد الله بن عُبيد الله بن العباس] . قال: سمعتُ ربيعة بن عباد الدُّؤلي. قال: إني لمعَ أبي رجلٌ شاب أنظُر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبع القبائل،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/312؛ والإصابة: 1/509؛ والاستيعاب: 1/509؛ والتاريخ الكبير: 3/280؛ وثقات ابن حبان: 3/129. وقالا: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: الخبر.
(2) من حديث ربيعة بن عامر في المسند: 4/177، وما بين المعكوفين استكمال منه.
وقوله: ألظوا: بمعنى ألزموه وأثبتوا عليه وأكثروا من قوله، والتلفظ به في دعائكم. النهاية: 4/58.
(3) الخبر أخرجه النسائي في النعوت وفي التفسير في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/167.
(4) ربيعة بن عباد بكسر العين وفتح الباء مخففة، وقيل بضم العين، وقيل بالتشديد له ترجمة في أسد الغابة: 2/213؛ والإصابة: 1/509؛ والاستيعاب: 1/509.
وفرق ابن حبان بين ربيعة بن عباد بكسر ثم فتح، وبين عباد بالفتح ثم التشديد. وقال: من زعم أنه ربيعة بن عباد فقد وهم. الثقات: 3/128؛ وهو يوافق ما جاء في التاريخ الكبير: 3/280.(2/729)
وراءهُ رجلٌ أحولُ وضئٌ ذو جُمَّة (1) ، يقف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على القبيلة، فيقولُ يا بني فُلان إني رسولُ الله إليكم آمركُم أن تعبدُوا الله، ولا تشركوا به شيئاً، وأن تُصدقوني، وتمنعوني حتى أُنفذ عن الله ما أمرني به، فإذا فرغ رسول الله من مقالتهِ قال الآخرُ من ورائه: يابني فُلان إن هذا يريدُ [منكم] أن تسلُخوا اللات والعُزى، وحُلفاءكم من الحي من بني مالكٍ بن أُقيش (2) إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تسمعوا لهُ ولا تتبعوهُ، قلتُ لأبي: من هذا؟ قال: هذا أبو لهبٍ عمُّه) (3) .
_________
(1) الجمة: من شعر الرأس ما سقط على المنكبين. النهاية: 1/178.
(2) أقيش: كزبير أبو حي من عكل. القاموس.
(3) من حديث ربيعة بن عباد الديلي في المسند: 3/492، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/730)
3022 - وفي رواية: (عبد العُزَّى بن عبد المطلب) (1) .
3023 - وساقهُ [بألفاظ] مُتعددةٍ في بعضها يقولُ: (أبو لهبٍ وراءهُ: هذا يُريدُ أن تتركوا دين آبائكُم) (2) .
3024 - وفي أُخرى يقولُ أبو لهبٍ: (لا يصُدنكمُ عن دين آبائكم) (3) .
3025 - وفي طريق: (يتبعهُ [في] فجاجِ ذي المجازِ ويقولُ: إنَّهُ صابئ كاذبٌ. فقلتُ: من هذا؟ قالوا: هذا عمه أبو لهبٍ) (4) . وفي روايةٍ: (يتبعهُ حيثُ ذهبَ) .
_________
(1) إحدى طرق الحديث في المسند: 3/493.
(2) المرجع السابق: 3/492.
(3) المرجع السابق.
(4) المرجع السابق.(2/730)
3026 - قال أبو الزناد: قلتُ لربيعة بن عبادٍ: إنك يومئذٍ كُنتُ صغيراً. قال: لا والله إني يومئذٍ لأعقلُ وإني لأزفرُ القربة أي أحملُها) (1) .
آخر المجلد الأول
والحمد لله الذي هدانا لهذا
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم (2)
_________
(1) من حديث ربيعة بن عباد الديلي في المسند: 4/341.
(2) آخر المجلد الأول من النسخة الخطية.(2/731)
بسم الله الرحمن الرحيم(2/733)
549 -[ربيعة بن عُثمان بن ربيعة التيمي] (1)
يعد في الكوفيين
3027 - روى أبو نعيم حديث محمد بن مسلم بن وارة، عن يحيى بن صالح الوُحاظي (2) ، حدثنا أبو حمزة الخراساني، عن عثمان بن حكيم، [عن ربيعة بن] عثمان. قال: (صلى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجد الخيف من منى، [فحمد الله وأثنى عليه] ، وقال: نضَّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها، فبلغها من لم يسمعها، [فربَّ حامِل فِقْه إلى] من هو أفقه منه، وربَّ حامل فقهٍ غير فقيه. ثلاثٌ لا يُغَلُّ (3) عليهن قلبُ مؤمن: إخلاصُ العمل لله، والنُّصح لأئمة المُسلمين، ولزوم جماعهم (4) .
550 - (ربيعة بن الغار) (5)
ويُقالُ لهُ ربيعة بن [عمرو الجُرشي] (6) مختلف في صحبته، قُتل يوم
_________
(1) بياض بالأصل: وأثبتناه من مراجع الترجمة في أسد الغابة: 2/214؛ والإصابة: 1/509.
(2) في المخطوطة: (الوساطي) والتصويب من تهذيب التهذيب: 11/229.
(3) يغل: من الإغلال، وهو الخيانة. ويروى يغل بفتح أوله من الغل وهو الحقد والشحناء. والمعنى أن المؤمن لا يخون في هذه الخصال، أو لا يصدر عنه ذلك. يراجع النهاية: 3/168.
(4) الخبر أخرجه ابن منده كما في جمع الجوامع) مخطوط: 1/853) ، ويراجع أيضاً أسد الغابة والإصابة في ترجمته وما بين المعكوفات استكمال من المراجع، فهي بياض بالأصل.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 2/215؛ والإصابة: 1/510؛ والاستيعاب: 1/510؛ وطبقات ابن سعد: 4/44. وقال الطبراني: هو جد هشام بن الفاز: 5/61.
(6) بياض بالأصل والاستكمال من المراجع.(2/733)
مرج راهط سنة أربع وستين (1) . قال ابن أبي حاتم: ربيعة بن عمرو الجرشي: قال بعضُ الناس له صُحبة، ولا صُحبة لهُ.
_________
(1) روى البخاري في التاريخ الكبير: 3/281: لما وقعت الفتنة قال الناس: ننظر إلى هؤلاء النفر فما صنعوا افتدينا بهم (يزيد بن الأسود الجرشي، وابن نمران، وربيعة بن عمرو) فلحق يزيد بن الأسود بالساحل، وكان ربيعة بن عمرو مع الضحاك بن قيس الفهري فقتل، وكان ابن نمران مع مروان فسلم.(2/734)
3028 - قال الطبراني: حدثنا يحيى بن أيوب العلاف المصري (1) ، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا ابن لهيعة، حدثني الحارث بن يزيد: أنهُ سمع ربيعة الجُرشي يقول: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (استقيموا ونعما إن استقمتم، وحافظوا على الوضوء فإن خير عملكم الصلاةُ، وتحفظوا من الأرض، فإنها أمكم، وإنه ليس أحد عامل عليها خيراً أو شراً إلا وهي مُخبرة) (2) .
3029 - ومن حديث ريحان بن سعيد، عن عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عطية: أنهُ سمع ربيعة بن الجرشي يقول: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى فقيل لهُ: لتنم عينُك، ولتسمع أذُنك، وليعقلُ قلبك. قال: فنامت عيني، وسمعتُ أّذُني، وعقل قلبي. قال: فقيل لي: سيدٌ بني دارا، وصنع مأدبة، وأرسل داعياً، فمن أجاب الداعي دخل الدار، وأكل من المأدبة، ورضى عنهُ السيد، ومن لم يُجب الداعي لم يدخل الدار، ولم يأكل من المأدبة، وسخط عليه السيد، فالسيد الله، والداعي محمدٌ، والمأدبة الجنة) (3) .
_________
(1) في المخطوطة: (يحيى بن عمر الجلاب المغري) والتصويب من المرجع.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 5/61. قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وهو ضعيف.
(3) لفظة المأدبة وردت في المخطوطة: (المائدة) وهو يخالف اللفظ في المصدرين.
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 5/61. وقال الهيثمي: إسناده حسن، مجمع الزوائد: 8/260.(2/734)
3030 - من حديث ابن لهيعة، عن عُبيد الله بن أبي جعفر، عن رجل حدثه، عن ربيعة الجُرشي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من كتم غُلولاً / فهو مثله) (1) .
551 - (ربيعة بن الفراس يُعد في المصريين) (2)
قال: ابن لهيعة عن بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم، عن ربيعة بن الفراس: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (يسير حي حتى يأتوا بيتاً تُعظمه العجم (3) مستتراً فيأخذون من ماله، ثم يغيرون عليكُم أهل المدينة (4) حتى ترد سيوفهم) . رواهُ أبو نعيم من حديث ابن لهيعة (5) .
552 - (ربيعة بن كعب بن مالك الأسلمي) أبو فراس (6)
يُعد في خامس المكيين والمدنيين
(نُعيم المجمر عنهُ)
3031 - حدثنا أبو اليمان، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن نُعيم بن المجمر،
_________
(1) كلمة (غلولا) وردت في المخطوطة: (قولا) ، والتصويب من المصدرين.
والخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 5/62. وقال الهيثمي: فيه ابن لهيعة ورجل لم يسم، وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 5/339. والغلول: الخيانة في المغنم. وكل من خان في شئ خفية فقد نحل. وسميت غلولا لأن الأيدي مغلولة أي ممنوعة، مجعول فيها غلّ. النهاية: 3/168. والمراد أن من يتستر على الغال فهو في حكم الغال.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 2/215؛ والإصابة: 1/511. وقال البخاري: ربيعة بن الفارس. التاريخ الكبير: 3/281، 288.
(3) في المخطوطة: (العجم) وهو يوافق ما في أسد الغابة وفي الإصابة: (العجم) .
(4) من أسد الغابة: (أهل إفريقية) .
(5) في أسد الغابة زيادة في آخر الخبر هي: (يعني النبل) .
(6) له ترجمة في أسد الغابة: 2/216؛ والإصابة: 1/511؛ والاستيعاب: 1/506؛ والتاريخ الكبير: 3/280؛ وثقات ابن حبان: 3/128.
ونعيم: المجمر: هو نعيم بن عبد الله المجمر المدني مولى آل عمر بن الخطاب.
والمجمر صفة لعبد الله، ويطلق على ابنه نعيم مجازاً، ضبط بكسر الميم وإسكان الجيم، ويقال: بفتح الجيم وتشديد الميم الثانية، قيل له ذلك لأنه كان يجمر مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. تهذيب التهذيب: 10/465.(2/735)
عن ربيعة بن كعب. قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: (سلني أُعطكَ) . فقلتُ: يارسول الله أنظرني انظر في أمري. قال: (فانظر في أمرك) . قال: فنظرتُ: فقلتُ إن أمر الدنيا ينقطعُ، فلا أرى شيئاً خيراً من شئ آخذهُ لنفسي [لآخرتي] ، فدخلتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: [ما حاجتك؟ فقلتُ] : يارسول الله اشفع لي إلى ربك [فليعتقني] من النار، فقال: (من أمرك بهذا؟) فقلتُ: لا والله يارسول الله ماأمرني به أحدٌ، ولكني نظرتُ في أمري. فرأيتُ أنَّ الدنيا [زائلةٌ من أهلها، فأحببت أن] آخذ لآخرتي. قال: (فأعني على نفسك بكثرة السجود) (1) .
_________
(1) من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي في المسند: 4/59، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/736)
3032 - حدثنا [عبد الله] ، حدثنا أبي، [حدثنا يعقوب، حدثنا أبي] ، عن ابن إسحاق. قال: حدثني محمد بن عمرو بن عطاء، عن نُعيم بن مُجمر، عن ربيعة ابن كعب. قال: (كُنتُ أخدُمُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقومُ لهُ في حوائجه نهارى أجمع، حتى يُصلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشاء الآخرة، فأجلسُ ببابه [إذا دخل بيته، أقولُ لعلها أن تحدث لرسول الله]- صلى الله عليه وسلم - حاجة، فما أزالُ أسمعهُ يقولُ: سُبحان الله سُبحان الله سُبحان الله وبحمده [حتى أمل] فأرجع، أو يغلبني عيني، فأرقد. قال: فقال لي يوماً لما يرى [من خفتي] له وخدمتي إياه: يا ربيعةُ سلني أعطك. قال: فقلتُ: أنظرُ في أمري يارسول الله ثم أعلمك ذلك، قال: ففكرتُ في نفسي [فعرفت] أن الدنيا منقطعةٌ وزائلةٌ، وأن لي فيها رزقاً سيكفيني، ويأتيني. قال: فقلتُ: أسألُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لآخرتي فإنه من الله عز وجل بالمنزل الذي هُو به. / قال: فجئتهُ فقال: ما فعلت يا ربيعة؟ فقلتُ: نعم يارسول الله أسألك أن تشفع لي إلى ربك [فيعتقني] من النار، قال: فقال: من أمركَ بهذا ياربيعة؟ فقلتُ: لا والله، والذي بعثك بالحق ما أمرني به أحدٌ ولكنك لما قلت سلني أعطك، وكنت بالمنزل من الله الذي أنت به، نظرتُ في أمري، فعرفتُ أن الدنيا منقطعةٌ زائلةٌ وأن لي فيها(2/736)
رزقاً سيأتيني، فقلتُ: أسألُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لآخرتي. قال: فصمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طويلاً، ثم قال: إني فاعلٌ فأعني على نفسك بكثرة السجود) (1) .
_________
(1) من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي في المسند: 4/59، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/737)
3033 - وروى مُسلم، وأبو داود والنسائي من حديث الأوزاعي، زاد النسائي: ومعمر، ورواهُ الترمذي من حديث هشام الدستوائي وابن ماجه من حديث ثوبان: كلهم عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سُلمة بن عبد الرحمن، عن ربيعة بن كعب بهِ (1) .
[أبو سلمة بن عبد الرحمن عنه]
3034 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، [عن الزهري] ، عن يحيى بن أبي [كثير] ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ربيعة بن
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم في الصلاة مختصراً: باب فضل السجود والحث عليه: 2/125؛ وأبو داود: باب وقت قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - من الليل: 2/35؛ وأخرجه النسائي من حديث الأوزاعي في: فضل السجود: المجتبي: 2/180؛ ومن حديث معمر والأوزاعي: باب ذكر ما يستفتح به القيام: 3/170؛ وفي اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 3/168. وأخرجه الترمذي في الدعوات: باب ماجاء في الدعاء إذا انتبه من الليل: 5/480. وقال: هذا حديث حسن صحيح؛ وابن ماجه في الدعاء: باب ما يدعو إذا انتبه من الليل: 2/1276.(2/737)
كعب الأسلمي. قال: (كُنتُ أنامُ في حُجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكنتُ أسمعه إذا قام من الليل يُصلي يقولُ: الحمد لله رب العالمين [بعد الهوى من الليل، ثم] يقولُ: سُبحان الله العظيم وبحمده [بعد الهوى من الليل] ) (1) .
_________
(1) من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي في المسند: 4/57، وما بين المعكوفات استكمال من نظيره. والهوى: بفتح فكسر: الحين الطويل من الزمان، وقيل: هو مختص بالليل.(2/738)
3035 - حدثنا عبد الملك بن عمرو، حدثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة. قال: حدثني ربيعة بن كعب الأسلمي. قال: (كنتُ أبيتُ عند باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُعطيه وُضوءه، فأسمعُه بعد هُوى من الليل يقولُ: سمع الله لمن حمده، وأسمعهُ بعد هُوِى من الليل يقول: الحمد لله رب العالمين) (1) .
3036 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا هشام الدستوائي، حدثنا يحيى ابن أبي كثير، عن أبي يلمة بن عبد الرحمن، عن ربيعة بن كعب الأسلمي. قال: (كُنتُ أبيتُ عند باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُعطيه وضوءه. فأسمعه الهوى من الليل يقولُ: سمع الله لمن حمده، والهوى من الليل يقول: الحمد لله رب العالمين) (2) .
3037 - حدثنا أبو النضر: هاشم بن القاسم، حدثنا المبارك - يعني ابن فضالة - حدثنا أبو عمران الجوني، عن ربيعة بن كعب الأسلمي. قال: (كُنتُ أخدمُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي: يا ربيعةُ ألا تزوجُ؟ قال: قلتُ: والله يارسول الله ما أُريدُ أن أتزوج. ما عندي مايُقيم / المرأة، وما أُحبُّ أن يشغلني عنك شئٌ، فأعرض عني، فخدمته
_________
(1) من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي في المسند: 4/57.
(2) المصدر السابق.(2/738)
ما خدمته، ثم قال لي الثانية: ياربيعة ألا تتزوج؟ فقلتُ: ما أُريد أن أتزوج ما عندي ما يُقيم المرأة، وما أحب أن يشغلني عنك شئٌ، فأعرض عني، ثم رجعتُ إلى نفسي فقلتُ: والله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما يُصلحني في الدنيا والآخرة أعلمُ مني، والله لئن قال لي: تزوج لأقولن نعم يارسول الله مُرني بما شئت. قال: فقال: ياربيعة ألا تزوجُ؟ فقلتُ: بل مُرني بما شئت. قال: انطلق إلى آل فُلان - حي من الأنصار، وكان فيهم تراخٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقل لهم: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسلني إليكم يأمركم أن تُزوجوني فُلانة -[لامرأةٍ منهم - فذهبتُ] ، فقلتُ لهم: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسلني [إليكم يأمركم أن تزو] جوني فُلانة، قالوا: مرحباً برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبرسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله لا يرجعُ رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بحاجته، فزوجوني، وألطفوني (1) ،
وما سألوني البينة، فرجعتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حزيناً، فقال لي: ما لَكَ ياربيعةُ؟ فقلتُ: يارسول الله أتيتُ قوماً كراماً فزوجوني وأكرموني [وألطفوني] وما سألوني البينة، وليس عندي صداقٌ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [يا بُريدة الأسلمي] اجمعوا له وزن نواةٍ من ذهبٍ، قال: فجمعوا لي وزن نواةٍ من ذهبٍ، فأخذتُ ما جمعوا لي، فأتيتُ به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: اذهب بهذا إليهم، فقل: هذا صداقُها، فأتيتُهم، فقلتُ: هذا صداقها، فرضُوه، وقبلوه، وقالوا: كثيرٌ طيبٌ، قال: ثم رجعتُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -[حزيناً] فقال: يا ربيعةُ ما لَكَ حزينٌ؟ فقلتُ: يارسول الله ما رأيت قوماً أكرم منهم، رضوا بما أتيتهم، وأحسنوا، وقالوا: كثيرٌ طيبٌ، وليس عندي [ما أُولم] قال: يابُريدة اجمعوا لهُ شاةً. قال: فجمعوا لي كبشاً عظيماً سميناً، فقال لي رسول الله
_________
(1) ألطفوني: يقال: ألطفه بكذا، بره به، والاسم اللطف بفتحتين. وجاءتنا لطفه من فلان بفتحتين أي هدية. الصحاح..(2/739)
- صلى الله عليه وسلم -: اذهب إلى عائشة فقُل لها [فلتبعث] بالمكتل الذي فيه الطعام. قال: فأتيتها، فقلتُ لها ما أمرني به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقالت: هذا المكتل فيه تسعةُ آصعٍ شعير، لا والله إن أصبح لنا طعام [غيره، خذه فأخذته] . قال: فأتيتُ به النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأخبرتهُ بما قالت عائشة. فقال: اذهب بهذا إليهم، فقل لهم: ليصبح هذا عندكم خُبزاً، فذهبتُ إليهم، وذهبت بالكبش، ومعي أناسٌ من أسلم، فقال: ليصبح / هذا عندكم خُبزاً، وهذا طبيخاً، فقالوا: أَمَّا الخبز فسنكفيكموه، وأما الكبش فاكفُونا أنتم، فأخذنا الكبش أنا وأناسٌ من أسلم، فذبحناه، وسلخناه، وطبخناه، فأصبح عندنا خبزٌ ولحمٌ، فأولمتُ ودعوتُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاني أرضاً بعد ذلك، [وأعطاني أبو بكر] أرضاً، وجاءت الدنيا، فاختلفنا في عذق (1)
نخلة، فقلتُ: إنما هي في حدي، وقال أبو بكر: هي في حدى، فكان بيني وبين أبي بكر كلامٌ، فقال لي أبو بكر: هي في حدى، فكان بيني وبين أبي بكر كلامٌ، فقال لي أبو بكر كلمةً كرهها وندم، فقال لي: ياربيعةُ ردَّ عليَّ مثلها، حتى تكون قصاصاً، قال: قلتُ: لا أفعلُ. فقال أبو بكر: لتقولن أو لأستعدين عليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: ما أنا بفاعلٍ، قال: ورفض الأرض وانطلق أبو بكر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وانطلقتُ أنا [أتلوه في] أناس من أسلم، فقالوا: رحم الله أبا بكر في أي شيءٍ يستعدي عليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذي قال لك ما قال؟ قال: فقلتُ: أتدرون ما [هذا؟] هذا أبو بكر [الصديق] هذا ثاني اثنين [وهذا] ذو شيبة المسلمين، إياكم [لا يلتفت] فيراكُم تنصروني عليه، فيغضب، فيأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيغضب لغضبه، فيغضب الله [عز وجل] لغضبهما، فيهلك ربيعةُ. قالوا: ما تأمرنا؟ قال: ارجعوا. قال: فانطلق أبو بكر [رضي الله عنهُ] إلى رسول
_________
(1) العزق: بالفتح النخلة. وبالكسر العجرون بما فيه الشماريخ..النهاية: 3/77.(2/740)
الله - صلى الله عليه وسلم - فتبعتهُ وحدي، حتى أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فحدثه الحديث كما كان، فرفع إلى رأسه، فقال: يا ربيعةُ ما لَكَ وللصديق؟ فقلتُ: يارسول الله كان كذا، كان كذا، قال لي كلمةً كرهها، فقال لي: قُل كما قلتُ، حتى يكون قصاصا، فأبيتُ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أجل [فلا ترد] عليه، ولكن قُلْ: غفر الله لك يا أبا بكر، فقلتُ: غفر الله لك يا أبابكر. قال الحسن: فولى أبو بكر. رضي الله عنه. وهُو يبكي) (1) .
_________
(1) من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي في المسند: 4/58؛ وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/741)
553 - (ربيعة بن لقيط) (1)
3038 - قال: (لما قدم [رسولُ] صاحب الرُّوم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأله فرساً، فأعطاه [فتكلم في ذلك بعض الصحابة] فقال: إنه سيسلُبها منه رجلٌ من المسلمين) . رواهُ أبو موسى من حديث الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب عنهُ وقال: لا يعلم لربيعة هذا صُحبة إنما يروى عن ابن حوالة (2) .
554 - (ربيعة بن لهيعة، ويقال لهاعة الحضرمي) (3)
3039 - ذكر أبو نعيم من حديث يعقوب [بن محمد] / الزهري،
_________
(1) قال ابن الأثير: ذكره أبو الحسن العسكري في الأفراد، وقال أبو موسى: ربيعة هذا يروي عن ابن حوالة وغيره، ولا يعلم له صحبة. أسد الغابة: 2/217. وترجم له ابن حجر في القسم الرابع وقال: تابعي معروف أرسل حديثاً فذكره أبو علي العسكري. الإصابة: 1/531. وقال البخاري: ربيعة بن لقيط التجيبي عن عبد الله بن حوالة يعد في المصريين. التاريخ الكبير: 3/283.
(2) المصادر السابقة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/217؛ والإصابة: 1/511؛ والاستيعاب: 1/515.(2/741)
عن زرعة
ابن [مغلس] الحضرمي: حدثني أبي، عن أبيه: فهد بن ربيعة بن لهيعة، عن أبيه. قال: (وفدتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأديتُ إليه زكاتي، وكتب إليّ كتاباً:) بسم الله الرحمن الرحيم. لربيعة بن لهيعة) ... الحديث (1) .
_________
(1) المصادر السابقة.(2/742)
555 - (ربيعة بن وقاص) (1)
3040 - روى أبو نعيم من حديث محمد بن سنان القزاز، عن محبوب (2) ابن الحسن، عن [أبان، عن] أنس، عن ربيعة بن وقاص. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ثلاثة مواطن لا تُردُ فيها دعوةُ العبد: رجلٌ يكونُ في برية حيثُ لا يراهُ أحدٌ [إلا الله، فيقوم يصلي] فيقولُ الله لملائكته: أرى عبدي يعلم أن له رباً يغفر الذنوب. انظروا ما يطلب؟ فتقول الملائكةُ: يُطلب رضاك، ومغفرتك، فيقولُ الله تعالى: اشهدوا على أني قد غفرتُ له.
ورجلٌ يكونُ معه فئةٌ فيفرّ عنه أصحابه، ويثبتُ هو مكانه، فيقولُ الله لملائكته: [انظروا ما يطلب عبدي؟ فتقول الملائكة: يا ربنا بذل مهجة نفسه لك يطلب رضاك، فيقولُ:] اشهدوا أني قد غفرتُ له.
ورجلٌ يقومُ من آخر الليل فيقول اللهُ: أليس قد جعلت الليل سكناً والنوم سُباتاً، فقام عبدي يُصلي من الليل؟ فقال: انظروا، فماذا يطلبُ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/218؛ والإصابة: 1/512.
(2) محبوب بن الحسن: هو محمد بن الحسن بن هلال بن أبي زينب، لقبه محبوب. تهذيب التهذيب: 9/119.(2/742)
عبدي؟ فيقولون: رضاك ومغفرتك، فيقولُ اشهدوا أني قد غفرتُ له) (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن الأثير كاملاً في أسد الغابة: 2/218 وقال: في حديثه نظر، وأخرجه ابن منده وأبو نعيم في الصحابة كما في جامع الأحاديث: 3/683. وقال ابن منده: لا نعرفه إلا من هذا الوجه وعقب عليه ابن حجر فقال: إسناده ضعيف. الإصابة.(2/743)
556 - (ربيعة القرشي) (1)
3041 - (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[واقفاً] في الجاهلية [بعرفات مع]
المشركين، ورأيتهُ في الإسلام واقفاً في ذلك الموقف، فعلمتُ [أنَّ] الله وفقه لذلك) .
3042 - رواهُ أبو نعيم عن أبي عمرة بن حمدان، عن الحسن بن سفيان، عن إسحاق، عن جرير، عن عطاء بن السائب، عن ابن لهيعة، عن أبيه: رجل من قريش.
3043 - قال أبو نعيم: رواهُ ربيعة بن عباد، يعني المتقدم، والله أعلم (2) .
557 - (ربيعة الكلابي) (3)
3044 - (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ فأسبغ الوضوء) . كذا وقع
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/216. وقال ابن حجر: ذكره ابن أبي خيثمة وقال: لا أدري من أي قريش هو، الإصابة: 1/513؛ والاستيعاب: 1/512.
(2) قال البغوي: لا يروى إلا بهذا الإسناد. وقال ابن حجر: عطاء اختلط، وجرير ومسعود سمعا منه بعد الاختلاط، وقد أخرج ابن جرير هذا الحديث في ترجمة ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، فلم يصنع شيئاً، وحكى ابن فتحون أنه قيل فيه ربيعة بن قريش. الإصابة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/217؛ وترجم له ابن حجر في القسم الرابع من الإصابة: 1/531.(2/743)
لي في سنن أبي مسلم الكجي (1) ، عن سليمان بن داود، عن سعيد بن خُثيم، عن ربعية بنت عياض قالت: حدثني ربيعة الكلابي، فذكره (2) .
وقد رواه جماعة، عن سعيد، عن ربعية: حدثني جدي عبيدة بن عمرو الكلابي: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ وأحسن الوضوء) (3) .
* (رتن الهندي)
ادعى أن له صحبة في حدود الستمائة، ورووا عنهُ نُسخة موضوعة لا أصل لها، ولا وجود لهذا المذكور بالكلية بل هو شئ/ اختلقه بعض الجهلة، وقد جمع شيخنا عبد الله المدني الحافظ خبراً فيه، وسماهُ إبليس اللعين (4) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: (المكي) وهو: أبو مسلم الكجي: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن كج البصري صاحب السنن. طبقات الحفاظ للسيوطي: 273.
(2) ما أورده هنا يوافق ماجاء في أسد الغابة وفي الإصابة: (عن ربيعة بنت عياض حدثني عياض حدثني ربيعة الكلابي) .
(3) المصدران السابقان.
(4) قال ابن حجر: ظهر على رأس القرن السادس، فادعى الصحبة، ولم أجد له في المتقدمين في كتب الصحابة ولا غيرهم ذكراً، وقد تتبع أباطيله في الإصابة من أول 532 إلى آخر 538 من الجزء الأول من القسم الرابع من حرف الراء.
وقال الذهبي: رتن الهندي، وما أدرك ما رتن، شيخ دجال بلا ريب ظهر بعد الستمائة فادعى الصحبة والصحابة لا يكذبون وهذا جرئ على الله ورسوله. الميزان: 2/45.(2/744)
558 - (رجاء بن الجُلاس، ويُقالُ: زيد بن الجُلاس) (1)
3045 - روى أبو عُمر من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، عن أم بلح، عن أم الجُلاس، عن أبيها رجاء بن الجلاس: (أنه سأل
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/218، وترجم له ابن حجر فقال: رجاء بن الجلاس في زيد بن الجلاس، وفي الموطن الذي أحال إليه قال: زيد بن الجلاس في رجاء بن الجلاس. الإصابة: 1/513، 563، وصنع صنيعه ابن الأثير، ولكنه أورد حديثه في المكانين. أسد الغابة: 2/218، 280.(2/744)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخليفة بعده، فقال: أبو بكر) ، وهذا إسناد ضعيف [لا يشتغل بمثله] (1) .
_________
(1) مابين المعكوفين استكمال من كلام ابن الأثير في أسد الغابة، وهي عبارة ابن عبد البر أيضاً في الاستيعاب: 1/531.(2/745)
559 - (رجاء الغنوي) (1)
3046 - له صحبة، وأصيبت يدهُ يوم الجمل، روت عنهُ سلامة، ويُقال ساكتة بنت الجعد مرفوعاً: (من رزقه الله حفظ كتابه، فظن أن أحداً أُوتي أفضل مما أوتي، فقد صغر أفضل النعم، ومن لم يستشف بالقرآن فلا شفاء لهُ) ، رواهُ أبو نعيم. وزعم أن رجاء اسم امرأة صحابية والله أعلم (2) .
560 - (رزين بن أنس السُّلمي من أعراب البصرة) (3)
3047 - قال أبو يعلى: حدثنا أبو وائل: خالد بن محمد البصري، حدثنا فهد بن عوف [في منزل] بني عامر (4) ، حدثنا نائل بن مطرف بن رزين بن أنس، حدثني أبي، عن جدي رزين بن أنس. قال: (لما أظهر الله الإسلام كانت [لنا بئر فخفنا أن يغلبنا] عليها من حولنا، فأتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكتب لنا كتاباً:
(من محمدٍ رسول الله: أَمَّا بعد، فإن لهم بئرهم إن كان صادقاً، وإن لهم دارهم إن كان
صادقاً) . قال: [فما
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/219؛ والإصابة: 1/513؛ والاستيعاب: 1/530؛ والتاريخ الكبير: 3/311.
(2) قال ابن عبد البر: لا يصح حديثه، والخبر أخرجه البخاري في التاريخ الكبير، روته عنه ساكنة بنت الجعد الغنوية. التاريخ الكبير: 3/311.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/221؛ والإصابة: 1/515؛ والاستيعاب: 1/534. وقال ابن حبان: يقال إن له صحبة. الثقات: 3/130.
(4) (في منزل بني عامر) عبارة لم ترد عند الطبراني، واستكمالها من أسد الغابة.(2/745)
قاضينا] إلى أحد من قُضاة المدينة إلا قضوا لنا به) (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 5/74. وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه فهد بن عوف: أبو ربيعة، وهو كذاب، مجمع الزوائد: 6/9. وقال أيضاً في المجمع: 5/336: رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم.(2/746)
561 - (رزين بن مالك بن سلمة بن ربيعة)
[ابن الحارث بن سعد بن عوف بن يزيد بن بكير بن عمير بن علي بن جسر] بن محارب بن خصفة [بن قيس عيلان] ، له وفادةٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، روى حديثه الحافظ أبو الحسن الدارقطني (1) .
562 - (الرسيم العبدي من أهل هجر، رضي الله عنهُ) (2)
حديثه في ثالث المكيين
3048 - حدثنا عبد الله، [حدثني أبي] . قال عبد الله: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبد الرحيم بن سُليمان، عن يحيى بن الحارث التيمي، عن يحيى بن [غسان] التيمي، عن ابن الرسيم، عن أبيه أنهُ قال: (وفدنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنهانا عن الظروف. قال: ثم قدمنا عليه، فقُلنا: إن أرضنا أرضٌ [وخمة] (3) . قال: فقال: اشربوا فيما شئتُم. من شاء أوكى (4) سقاءه على إثم) تفرد به (5) .
3049 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا عبد العزيز بن مسلم: أبو
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/221؛ والإصابة: 1/515.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 2/221؛ والإصابة: 1/515.
(3) يقال: شئ وخم أي وبئ، وبلدة وخمة ووخيمة إذا لم توافق ساكنها. الصحاح.
(4) أوكى سقاءه: شد السقاء بالوكاء، وهو الخيط الذي يمنع ما في القربة أن يخرج. تراجع النهاية: 4/229.
(5) من حديث ابن الرسيم عن أبيه في المسند: 3/481.(2/746)
زيد، عن يحيى بن عبد الله التيمي، عن يحيى بن غسان التيمي، عن أبيه. قال: (كان أبي في الوفد الذين وفدوا إلى رسول الله صلى?الله??عليه?وسلم?من?عبد?القيس، ?فنهاهُم?عن?هذه?الأوعية، ?قال?فأتخمنا (1) ثم أتيناه العام المقبل، قال: فقلنا: يارسول الله إنك نهيتنا عن هذه الأوعية، فأُتخمنا. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (انتبذوا فيما بدا لكم، ولا تشربوا مُسكراً، فمن شاء أوكى سقاءهُ على إثم) (2) تفرد به.
_________
(1) أتخمنا: أصله من التخمة بالتحريك: الذي يصيبك من الطعام إذا استوخمته. تاؤُه مبدلة من واو ووخم الرجل بالكسر: أي اتخم، وأتخمه الطعام على أفعله وأصله أوخمه. اللسان: 7/4791.
(2) من حديث ابن الرسيم عن أبيه في المسند: 3/481.(2/747)
563 - (رشدان الجهني) (1)
3050 - قال: (قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما اسمك؟ فقلتُ: غيان. قال: بل أنت رشدان) . كذلك رواهُ أبو نعيم، وغيره وحديث وهب بن عمرو ابن مسلم بن سعد بن وهب بن رشدان، عن أبيه، عن جده فذكره (2) .
564 - (رُشيد بن مالك أبو عميرة السعدي التميمي) (3)
3051 - قال: (كُنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتاه رجلٌ) بطبق عليه تمرٌ) فقال: ماهذا [أهدية أم صدقة] ؟ فقال: صدقة. فقال: فقدمه إلى
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/222؛ والإصابة: 1/515؛ والاستيعاب، وقال: رجل مجهول ذكره بعضهم في الصحابة الرواة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: 1/535. وقال البخاري: رشدان له صحبة، أو راشد، ولم يزد على ذلك. التاريخ الكبير: 3/339.
(2) وقال ابن الأثير: هذا الرجل لا أصل لذكره. وقال ابن السكن: إسناده مجهول. المراجع السابقة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/222؛ والإصابة: 1/516؛ والاستيعاب: 1/522؛ والتاريخ الكبير: 3/334؛ وثقات ابن حبان: 3/127.(2/747)
القوم. قال: [والحسن صغير يتعفر بين يديه، قال: فأخذ الصبيُّ تمرةً، فجعلها في فيه، قال: ففطن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأدخل إصبعه في فِي الصبي، فانتزع التمرة، فقذف بها ثم قال: إنا - آل محمد - لا نأكلُ الصدقة] (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أحمد في المسند من حديث أبي عمير: 3/489؛ والطبراني في المعجم الكبير: 5/75؛ والبخاري في الكبير: 3/334. وفي رواية أخرى عند أحمد: عن أبي عميرة، أسيد بن مالك. قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الكبير، إلا أن أحمد سماه أسيد بن مالك، وسماه الطبراني رشيد بن مالك وفيه حفصة بنت طلق، ولم يرو عنها غير معروف بن واصل، ولم يوثقها أحد. مجمع الزوائد: 3/89.(2/748)
565 - (رعية السُّحيمي) (1)
3052 - حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق، [عن سفيان] ، عن
أبي إسحاق، عن أبي عمرو [الشيباني] . قال: (جاء رعية السحيمي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أُغير على ولدي ومالي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أَمَّا المالُ فقد اقتُسم، وأما الولدُ فاذهب معهُ يابلال، فإن عرف ولدهَ، فادفعه [إليه] . قال: فذهب معه فأراه إياه، فقال: تعرفه؟ قال: نعم. فدفعه، فذهب إليه) . قال سفيان: يرون أنه أسلم قبل أن يُغار عليه (2) .
3053 - حدثنا محمد بن بكر، حدثنا إسرائيل، حدثنا أبو إسحاق، عن الشعبي، عن رعية السُّحيمي. قال: كتب إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في أديمٍ أحمر، فأخذ كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرقع به دلوه، فبعث
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/223؛ والإصابة: 1/516؛ والاستيعاب: 1/536؛ وهو بكسر أوله وتسكين ثانيه وقيل بضم أوله بالتصغير. المشتبه: 320. وقال الطبري: رعية الهجيمي. وقال ابن عبد البر: صحف في نسبه وإنما هو السحيمي. وما بين يدينا من المعجم الكبير لا تصحيف فيه: 5/77.
(2) من حديث رعية - رضي الله عنه - في المسند: 5/285.(2/748)
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سرية فلم يدعوا له رائحةً، ولا سارحةً، ولا أهلاً، ولا مالاً إلاَّ أخذوه، وانفلت عُرياناً على فرسٍ له، ليس عليه قشره (1) حتى انتهى إلى ابنته وهي متزوجة في بني هلال، وقد أسلمت، وأسلم أهلها، وكان مجلس القوم بفناء بيتها، فدار حتى دخل عليها/ من وراء البيت، قال: فلما رأته ألقت عليه ثوباً وقالت: مالك؟ ال: كل الشر قد نزل بأبيك ما تُرك له رائحةٌ، ولا سارحةٌ، ولا أهلٌ، ولا مالٌ إلا وقد أخذ. قالت: دُعيت إلى الإسلام. قال: أين بعلك؟ قالت: في الإبل. قال: فأتاه، قال: ما لك؟ فقال: كل الشر، قد نزل به، ما تُرك له رائحةٌ ولا سارحة ولا أهلٌ، ولا مالٌ إلا وقد أُخذ، وأنا أريد محمداً أبادره قبل أن يقسم أهلي ومالي. قال: فخذ راحلتي برحلها. قال: لا حاجة لي فيها. قال: فأخذ قعود الراعي، وزوده إداوةً من ماء. قال: وعليه ثوبٌ إذا غطي به وجهه خرجت استه، وإذا غطى استه خرج وجههُ، وهو يكرهُ أن يُعرف، حتى انتهى إلى المدينة، فعقل راحلته، ثم أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان [بحذائه] حيث يُصلي، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفجر قال: يارسول الله ابسُط يدك فلأبايعك. قال: فبسطها، فلما أراد أن يضرب عليها قبضها إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ففعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك ثلاثاً، [قبضها إليه] ويفعله، فلما كانت الثالثةُ قال: من أنت؟ قال: رعية السُّحيمي.
قال: فتناول النبي - صلى الله عليه وسلم - عضده، ثم رفعه، ثم قال: يا معشر المسلمين هذا رعيةُ السحيمي الذي كتبتُ إليه، فأخذ كتابي فرقع به دلوه، فأخذ يتضرع إليه، قلتُ: يارسول الله أهلي ومالي. قال: أَمَّا المالُ فقد قُسم، وأما أهلك فمن قدرت عليه منهم، [فخرج] فإذا ابنهُ قد عرف
_________
(1) ليس عليه قشره: ليس عليه ثيابه. تراجع النهاية: 3/254.(2/749)
الراحلة، وهو قائم عندها، فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: هذا ابني، فقال: يابلال أخرج معه، فسلهُ: أبوك هذا؟ [فإن] قال نعم [فادفعه إليه، فخرج بلال إليه فقال: أبوك هذا؟ قال: نعم] فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال (1) : يارسول الله ما رأيتُ أحداً أستعير إلى صاحبه. فقال: ذلك جفاء الأعراب) (2) تفرد به.
_________
(1) القائل هو بلال - رضي الله عنه -. واستعبر: يعني بكى. النهاية.
(2) من حديث رعية - رضي الله عنه - في المسند: 5/285. قال الهيثمي: رواه أحمد بإسنادين أحدهما رجاله رجال الصحيح وهو هذا والآخر مرسل عن أبي عمرو الشيباني ولم يقل عن رعية. مجمع الزوائد: 6/205.(2/750)
566 - (رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان) (1)
ابن عمرو بن عامر بن زُريق الأنصاري الخزرجي الرُّزقي رضي الله عنه. شهد بدراً، وما بعدها، وحديثه في سادس الكوفيين، ومات في أول خلافة معاوية.
3054 - حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن خُثيم، عن إسماعيل بن عُبيد ابن رفاعة، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مولى القوم منهم، وابن أُختهم منهم، وحليفهم منهم) (2) .
3055 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن ابن خُثيم، عن إسماعيل بن عُبيد بن رفاعة، عن أبيه، عن جده. قال: (جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قُريشاً، فقال: هل فيكم من غيركم؟ قالوا: لا إلاَّ ابنُ أُختنا،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/225؛ والإصابة: 1/217؛ والاستيعاب: 1/501؛ والتاريخ الكبير: 3/319؛ والطبقات الكبرى: 3/130؛ وثقات ابن حبان: 3/125.
(2) من حديث رفاعة بن رافع الزرقي في المسند: 4/340.(2/750)
وحليفُنا، ومولانا. فقال: ابن أُختكم منكم، وحليفكم / [منكم] ومولاكُم منكم، إن قريشاً أهلُ صدقٍ وأمانةٍ، فمن بغى لها العواثر (1) أكبه اللهُ في النار لوجهه) (2) .
وكذا رواهُ الطبراني من حديث ابن خُثيم بِهِ: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعمر: اجمعْ لي قومك، فجمعهم [فلما أن حضروا باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليه عُمر، فقال: قد جمعتُ لك قومي، فسمع ذلك] الأنصارُ، وقالوا: قد نزل في قريش الوحي، فجاء المستمعُ والناظرُ ما يقولُ لهم؟ فخرج عليهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -[فقام بين أظهرهم] فقال: هل فيكم من غيركم؟ قالوا: نعم حليفُنا، وابن أختِنا، ومولانا. فقال: حليفنا منا، ومولانا منا، وابنُ أُختنا منا [ألستم تسمعون أن أوليائي يوم القيامة المتقون فإن] كُنتم أولئك [فذاك] وإلا فانظروا، ولا يأتِ الناسُ يوم القيامة بالأعمالِ، وتأتون بالأثقال، فيُعرض عنكم، ثم نادى: أيُّها الناس إن قُريشاً أهلُ أمانة منْ [بغاهم العواثر] ، أكبه الله لمنخريه قالها ثلاثاً) (3) .
_________
(1) العواثر: جمع عاثر، وهي حبالة الصائد، أو جمع عاثرة، وهي الحادثة التي تعثر بصاحبها، من قولهم عثر به الزمان إذا أخنى عليهم.
ويروى العواثير: جمع عاثور. وهو المكان الوعث الخشن لأنه يعثر فيه. وقيل هو حفرة تحفر ليقع فيها الوحش فيُصاد. النهاية: 3/98.
(2) من حديث رفاعة بن رافع الزرقي في المسند: 4/340.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 5/37، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/751)
3056 - حدثنا عفان، حدثنا [بشْر: يعني] ابن المفضل، عن عبد الله بن عثمان بن خُيم، عن إسماعيل بن عُبيد بن رفاعة بن رافع الزُّرقي، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (حليفنا منا، ومولانا منا، وابن أُختنا منا) تفرد به.(2/751)
3057 - حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن عمرو، عن علي بن يحيى ابن خلاد الزُّرقي، عن رفاعة بن رافع الزُّرقي - وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (جاء رجلٌ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جالسٌ في المسجد، فصلى قريباً منه، ثم انصرف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلم عليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أعد صلاتك، فإنك لم تصلِ. قال: فرجع فصلى كنحو مما صلى، ثم انصرف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلم عليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أعد صلاتك فإنك لم تُصلِ، فرجع فصلى بنحو مما صلى، ثم انصرف إلى النبي [- صلى الله عليه وسلم -] فقال له: [أعد] صلاتك فإنك لم تصل، فقال: يارسول الله علمني كيف أصنعُ، قال: إذا استقبلت القبلة، فكبر، ثم اقرأ بأم القرآن ثم اقرأ بما شئت، فإذا ركعت فاجعل راحتيك [على] ركبتيك، وأمدُد ظهرك ومكن لركوعك، فإذا رفعت رأسك فأقِم صُلبك، حتى ترجع العظامُ إلى مفاصلها، وإذا سجدت فمكن لسجودك، فإذا رفعت رأسك فاجلس على فخذك اليسرى، ثم اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة) (1) .
(حديثٌ آخر)
3058 - حدثني عبد الله، حدثني أبي [قال] : قرأتُ على عبد الرحمن بن مهدي: مالك عن نُعيم بن عبد الله المجمر، عن علي بن يحيى الزُّرقي، عن أبيه، عن رفاعة بن رافع الزُّرقي. قال: (كُنا نصلي وراء رسول الله صلى الله عليه / وسلم، فلما رفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه من الركعة وقال: سمع الله لمن حمده. قال رجلٌ وراءه: ربنا لك الحمدُ
_________
(1) من حديث رفاعة بن رافع الزرقي في المسند: 4/340، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/752)
حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من المتكلم آنفاً؟ قال الرجل: أنا يارسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد رأيت بضعةً وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أولاً) (1) .
رواهُ البخاري وأبو داود، عن القعنبي (2) ، عن مالك والنسائي والطبراني من حديث مالك به (3) .
_________
(1) من حديث رفاعة بن رافع الزرقي في المسند: 4/340، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) في الأصل المخطوط: (التميمي) والصواب القعنبي. وهو: عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي: عن مالك وشعبة والليث وغيرهم، وعنه البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم. تهذيب التهذيب: 6/31.
(3) الخبر أخرجه البخاري في كتاب الأذان: باب فصل (اللهم ربنا لك الحمد) : 2/284؛ وأبو داود في الصلاة: باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء: عن القعنبي وعن قتيبة بن سعيد وسعيد بن عبد الجبار: 1/204، 205؛ والنسائي في صفة الصلاة: باب ما يقول المأموم: 2/154؛ والطبراني في المعجم الكبير: 5/32.(2/753)
3059 - وفي الطبراني أيضاً من حديث رفاعة بن يحيى الزُّرقي، عن معاذ ابن رفاعة بن رافع، عن أبيه: أنهُ صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب، فعطس رفاعة، فقال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مُباركاً فيه، [مباركاً عليه، كما يحب ربُّنا ويرضى] ، فلما انصرف قال: من المتكلمُ في الصلاة؟ فقال رفاعة: وددتُ أني خرجتُ من مالي، وأني لم أشهد [مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاتك] تلك الصلاة حين قال: من المتكلم في الصلاة؟ فقلتُ: أنا يارسول الله. قال: كيف قلت؟ فأعدتُ ذلك، فقال والذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضعةٌ وثلاثون ملكاً أيهم يصعد بها) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 5/32؛ وأخرجه البيهقي أيضاً في السنن الكبرى: 2/95، وما بين المعكوفات استكمال منهما.(2/753)
3060 - حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا ابنُ عجلان، حدثنا علي بن يحيى ابن خلاد، عن أبيه، عن عمه -[وكان بدرياً]- قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فدخل رجلٌ فصلى في [ناحية] المسجد، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يرمقه، ثم جاء] فسلم، فرد عليه، وقال: ارجعْ فصلِّ، فإنك لم تُصلِّ، قال مرتين [أو ثلاثاً] ، فقال له في الثالثة [أو في الرابعة] : والذي بعثك بالحق لقد أجهدت [نفسي] فعلمني، وأرني، فقال لهُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: إذا أردت أن تُصلي فتوضأ فأحسن وُضوءك ثم استقبل القبلة، ثم كبر، ثم اقرأ، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفعْ حتى تطمئن قائماً، ثم اسجدُ حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم اسجدُ حتى تطمئن ساجداً، ثم قُمْ، فإذا أتممت صلاتك على هذا فقد أتممتها وما انتقصت من هذا من شئ فإنما تنقص من صلاتك) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
3061 - قال: (جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما تعدون أهل بدرٍ فيكم؟ قال: من أفضل المُسلمين. قال: وكذلك من شهد بدراً من الملائكة) .
رواهُ البخاري عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، عن يحيى بن سعيد، عن مُعاذ بن رفاعة بن رافع الزُّرقي، عن أبيه، وكان من أهل بدرٍ فذكره (2) ، ومن طريق آخر بهِ.
وقال أيضاً: حدثنا آدمُ، حدثنا شُعبة، عن حُصين [بن
_________
(1) من حديث رفاعة بن رافع الزرقي في المسند: 4/340؛ وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه البخاري في المغازي: باب شهود الملائكة بدراً: 7/312؛ وأخرجه في الباب عن سليمان بن حرب وعن إسحق بن منصور.(2/754)
عبد الرحمن] ، عن عبد الله بن شداد قال: (رأيتُ رفاعة / وكان من أهل بدر) (1) .
(حديثٌ آخر)
_________
(1) أخرجه البخاري في المغازي في الباب السابق: 7/319.(2/755)
3062 - قال الترمذي في البيوع: حدثنا يحيى بن خلف، حدثنا بشرُ بن المفضل، عن عبد الله بن عُثمان بن خُثيم، عن إسماعيل بن عُبيد بن رفاعة، عم أبيه، عن جده: (أنهُ خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المُصلى، فرأى الناس يتبايعون، فقال: يا معشر التُّجار، فاستجابوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورفعوا أعناقهم، وأبصارهم إليه، فقال: إن التُّجار يُبعثون يوم القيامة فجاراً إلا من اتقى الله، وبرَّ وصدق) (1) .
وكذا رواهُ ابن ماجه (2) من حديث عبد الله بن عثمان بن خُثيم به، وقال الترمذي: حسنٌ صحيح.
(حديثٌ آخر)
3063 - روى النسائي، عن زياد بن أيوب، عن [مروان بن معاوية، عن عبد الواحد بن أيمن، عن عُبيد بن رفاعة، عن أبيه. قال: (لما كان يوم أحد، وانكفأ المشركون، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: استووا حتى أثني على ربي) ] (3) .
ورواه الطبراني من حديثه: حدثنا عبد الواحد بن أيمن، عن عُبيد بن رفاعة الزُّرقي، عن أبيه. قال: (لما كان يوم أحُدٍ وانكفأ المشركون، قال
_________
(1) صحيح الترمذي: باب ماجاء في التجار، وتسمية النبي - صلى الله عليه وسلم - إياهم: 3/505.
(2) أخرجه ابن ماجه في التجارات: باب التوقي في التجارة: 2/726.
(3) الخبر أخرجه النسائي في اليوم والليلة من طريقين أحدهما مرسل كما في تحفة الأشراف: 3/171، وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/755)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (استووا حتى أثني على ربي عز وجل) . قال: فصاروا خلفهُ صفوفاً، فقال: (اللهم لك الحمد كلُّه، لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت، ولا مُضل لمن هديت، ولا مُقرب لما باعدت، ولا مبعد لما قربت، ولا مُعطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت. اللهم ابسط علينا من فضلك، وبركاتك، ورحمتك، ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المُقيم يوم العيلة، والأمن يوم الخوف، اللهم عائذٌ بك من شر ما أعطيتنا، وشر ما منعتنا، اللهم [توفنا مُسلمين] وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين. اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، ويُكذبون رسلك. اللهم قاتل الكفرة أهل الكتاب. إله الحق) (1) .
(حديثٌ آخر)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 5/40؛ وما بين المعكوفات استكمال منه، وأخرجه أحمد من حديث عبد الله الزرقي، ويقال عبيد بن رفاعة الزرقي: 3/424. وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 6/121.(2/756)
3064 - رواهُ الطبراني من حديث مُعاذ بن رفاعة، عن أبيه: أن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: (اللهم اغفر للأنصار [ولأبناء الأنصار] ولذراريهم ولجيرانهم) (1) .
(حديثٌ آخر)
3065 - رواهُ الطبراني من حديث معاذ بن رفاعة بن رافع، عن أبيه. قال: (لما كان يوم بدرٍ تجمع الناس على أُمية بن خلفٍ، فأقبلتُ
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 5/33؛ وفي إسناده هشام بن هارون، قال الهيثمي: رواه البزار والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح غير هشام بن هارون وهو ثقة، مجمع الزوائد: 10/40. ويراجع أيضاً كشف الأستار: 3/306، وما بين المعكوفين استكمال من الطبراني.(2/756)
إليه، فنظرتُ إلى قطعةٍ من درعه قد انقطعت من تحت إبطه، قال: فأطعُنه بالسيف فيها طعنةً فقتلته، ورُميتُ بسهمٍ يوم بدرٍ ففقئت عيني، فبصق فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ودعا فما آذاني منها شئ) (1) .
(حديثٌ آخر)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 5/34، وأخرجه البزار أيضاً. كشف الأستار: 2/316. قال الهيثمي: فيه عبد العزيز بن عمران، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 6/82.(2/757)
3066 - قال الطبراني: / حدثنا مُطلب بن شُعيب الأزدي، حدثنا عبد الله ابن صالح، حدثني الليثُ، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن عمر بن حية، عن عُبيد ابن رفاعة: أن زيد بن ثابت كان يقص، فقال: في قصصه: إذا خالط الرجلُ المرأة، فلم يُمنِ فليس عليه غسلٌ، فليغسل فرجهُ، وليتوضأ، فقام رجلٌ من المجلس، فذكر ذلك لعمر بن الخطاب، فقال عمر: ائتني به لأكون عليه شهيداً، فلما جاء قال: ياعدو نفسه أنت تُفتي الناس بغير علمٍ. فقال: يا أمر المؤمنين، والله ما ابتدعتُه، ولكني سمعتُ ذلك من أعمامي. قال: أي أعمامك؟ قال: أُبيُّ بنُ كعب ورفاعة بن رافع، وأبو أيوب، فقال رفاعة - وكان حاضراً -: يا أمير المؤمنين [لاتنهره يا أمير المؤمنين] ، فقد كنا والله نصنع هذا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: هل علمتم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أطلع على شئ من ذلك؟ فقال: لا. فقال علي بن أبي طالب: يا أمير المؤمنين إن هذا الأمر لا يصلح فقال: من أسأل بعدكم يا أهل بدرٍ الأخيار؟ فقال عُثمان: أرسل إلى أُمهات المؤمنين، فأرسل إلى حفصة، فقالت: لا أعلم. فأرسل إلى عائشة فقالت: إذا جاوز [الختانُ الختان فقد] وجب الغُسل، ثم أفاضوا في ذكر العزل، فقالوا: لا بأس به، فسار [رجل] صاحبه،(2/757)
فقال: ما هذه المناجاة؟ فقال أحدهما: يزعم أنها الموءودة الصغرى. فقال علي: إنها لا تكون [موءودة حتى تمر بسبع تارات] قال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ طِينٍ} الآية (1) . قال: فتفرقوا على قولِ علي بن أبي طالب أنهُ لا بأس بهِ) (2) .
(حديثٌ آخر)
_________
(1) الآية 12 من سورة المؤمنون.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 5/34؛ وأخرجه أحمد من حديث رافع بن رفاعة عن أبي بن كعب في المسند: 5/115، وما بين المعكوفات استكمال من الطبراني.(2/758)
3067 - قال الطبراني: حدثنا المقدام بن داود، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثني عُبيد الله بن أبي جعفر، عن بُكير بن عبد الله [بن الأشج] ، عن خلاد بن السائب، عن رفاعة الأنصاري: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تقرأُ في الصبح بدون عشرين آيةً، ولا في العشاء بدون عشر آيات) (1) .
(حديثٌ آخر)
3068 - قال الطبراني: حدثنا عمرو بن حفص السدوسي، حدثنا عاصم ابن علي، حدثنا أبو معشر، عن إبراهيم بن عُبيد بن رفاعة بن رافع، عن أبيه، عن جده. قال: أقبلنا يوم بدرٍ، ففقدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنادت الرفاقُ بعضها بعضاً: أفيكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فوقفنا، حتى جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معه عليُّ بن أبي طالب، فقالوا: يارسول الله فقدناك/، فقال: (إن أبا حسنٍ وجد مغصاً في بطنهِ فتخلفتُ عليه) (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 5/36. قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة، واختلف في الاحتجاج به، مجمع الزوائد: 2/119.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 5/39. قال الهيثمي: فيه أبو معشر: نجيح، وهو ضعيف يكتب حديثه. مجمع الزوائد: 6/69.(2/758)
(حديثٌ آخر ذكره ابن رافع)(2/759)
3069 - قال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا يعقوب بن محمد، حدثنا عبد العزيز بن عمار. قال: حدثنا رفاعةُ بن يحيى الأنصاري، عن معاذ بن رفاعة بن رافع، عن أبيه. قال: (خرجتُ أنا وأخي خلاد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدرٍ على بعيرٍ لنا أعجف، حتى إذا كُنا بموضع البريد الذي خلف الروحاء فبرك بنا بعيرُنا، فقلنا: اللهم لك علينا لئن أديتنا إلى المدينة لننحرنه، فبينا نحن كذلك إذ مر بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما لكما؟ فأخبرناه أنه برك علينا، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتوضأ ثم بصق في وضوئه، ثم صب على رأس البكرِ ثم على عُنقه، ثم على [حاركه] (1) ثم على سنامه، ثم على عجزه، ثم على ذنبه، ثم قال: اللهم احمل رافعاً وخلاداً، فمضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقمنا نرتحلُ، فارتحلنا فأدركنا النبي - صلى الله عليه وسلم - على رأس المنصف (2) وبكرُنا أولُ الركب، فلما رآنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحك فمضينا حتى أتينا بدراً، حتى إذا كُنا قريباً من بدر برك علينا، فقلنا الحمدُ لله فنحرناه وتصدقنا بلحمه) (3) .
_________
(1) الحارك: ما يلي العنق.
(2) المنصف: الموضع الوسط بين الموضعين. النهاية: 4/149.
(3) كشف الأستار: 2/310. قال الهيثمي: رواه البزار بتمامه والطبراني ببعضه، وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك. مجمع الزوائد: 6/74.(2/759)
* (رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر (1) :
هو أبو لبابة يأتي في الكنى)
_________
(1) في الأصل المخطوط: (ابن زيد) ، والصواب ما أثبتناه. أسد الغابة: 2/230.(2/760)
567 - (رفاعة بن عرابة الجُهني، ويُقال العُذري أبو عرابة
رضي الله عنه) (1)
3070 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا هشام الدستوائي، [عن يحيى] ابن كثير، عن [هلال بن أبي ميمونة] ، عن عطاء بن يسار، عن رفاعة الجهني، قال: أقبلنا (2) مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى إذا كُنا بالكديد، أو قال بقُديد، فجعل رجالٌ منا يستأذنون إلى أهليهم، فيأذن لهم، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحمد الله، وأثنى عليه [ثم] قال: ما بالُ رجال يكون شق الشجرة التي تلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبغض إليهم من الشق الآخر، فلم نر عند ذلك من [القوم إلا باكياً] فقال رجلٌ: إن الذي يستأذنك بعد هذا لسفيه، فحمد الله وقال: حينئذٍ أشهد عند الله [لا] يموت عبدٌ يشهدُ أن لا إله إلا الله وأني رسولُ الله صدقاً من قلبه ثم [يسدد إلا سلك] في الجنة. قال: وقد وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أُمتي سبعين ألفاً لا حساب عليهم، ولا / عذاب وإني لأرجو ألا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم، ومن صلح من آبائكم وأزواجكُم وذُرياتكم مساكن في الجنة، وقال: إذا مضى نصفُ الليل، أو قال ثلثا الليل ينزل الله، عز وجل، إلى السماء الدنيا، فيقول الله: [لا] أسأل عن عبادي أحداً غيري، من ذا الذي يستغفرني، فأغفر له، من ذا الذي يدعوني فأستجيبَ له، من
_________
(1) رفاعة بن عرابة، وقيل: عدادة، له ترجمة في أسد الغابة: 2/231؛ والإصابة: 1/519؛ والاستيعاب: 1/504؛ والتاريخ الكبير: 3/321؛ وثقات ابن حبان: 3/125.
(2) في الأصل المخطوط: (سافرنا) والتزمنا بالنص عند أحمد.(2/760)
ذا الذي يسألني أُعطيه، حتى يتفجر الصُّبح) (1) .
_________
(1) من حديث رفاعة بن عرابة الجهني في المسند: 4/16، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/761)
3071 - رواه النسائي وابن ماجه من حديث الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير به (1) .
3072 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن رفاعة بن عرابة الجُهني. قال: (صدرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة، فجعل الناسُ يستأذنونه) ، فذكر الحديث.
3073 - قال: فقال أبو بكر: (إن الذي يستأذنك بعد هذه لسفيه في نفسي، ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - حمد الله، وقال خيراً، ثم قال: أشهد عند الله - وكان إذا حلف قال: (والذي نفس محمد بيده (- ما من عبد يؤمن بالله [واليوم والآخر] ثم يُسدد إلا سلك في الجنة) فذكر الحديث (2) .
3074 - رواهُ النسائي وابن ماجه من حديث الأوزاعي (3) .
_________
(1) الخبر للنسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 3/172.
وأخرجه ابن ماجه مختصراً في الصلاة: باب ماجاء في أي ساعات الليل أفضل: 1/434؛ وفي الزوائد: في إسناده محمد بن مصعب: ضعيف، قال صالح بن محمد: عامة أحاديثه عن الأوزاعي مقلوبة.
(2) من حديث رفاعة بن عرابة الجهني في المسند: 4/16، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(3) الخبر هو طريق آخر للذي قبله، وقد مر أن النسائي أخرجه في اليوم والليلة، وأخرجه ابن ماجه مختصراً من طريقين كلاهما عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير في الكفارات: باب يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي يحلف بها: 1/676.
= ... وفي الزوائد: إسناده ضعيف بالإسنادين. ففي الأول محمد بن مصعب، وهو ضعيف. وفي الثاني عبد الملك بن محمد الصنعاني، لكن الحديث رواه النسائي في عمل اليوم والليلة بإسنادين: أحدهما على شرط الشيخين، والثاني على شرط البخاري.
قال: ورفاعة هذا ليس له عند المصنف سوى هذا الحديث، وليس له في الأصول الخمسة شئ أصلاً. انتهى.
نقول يراجع حديثه السابق عندهما.(2/761)
3075 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير. قال: حدثني هِلال بن أبي ميمونة - رجلٌ من أهل المدينة -، عن عطاء بن يسار، عن رفاعة بن عرابة الجُهني، قال: (أقبلنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كُنَّا بالكديد أو قال بقُديد) فذكر الحديث (1) .
3076 - حدثنا يحيى [بن] سعيد، حدثنا هشام - يعني الدستوائي-، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، حدثنا عطاء بن يسار: أن رفاعة الجُهني قال: (أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى إذا كنا بالكديد، أو قال: بقُديد جاء رجالٌ يستأذنون إلى أهليهم، فيؤذن لهم، قال: فحمد الله، وأثنى عليه، وقال خيراً) وقال: ما بالكم يكون شقُّ الشجرة التي تلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبغض إليكم من الشق الآخر؟ قال: فلم أر عند ذلك من القوم إلا باكياً، قال: فقال رجل: يا رسول الله إن الذي يستأذنك بعد هذا لسفيهٌ. قال: فحمد الله، وقال خيراً) (2) . وقال: أشهد عند الله لا يموت عبدٌ شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله صادقاً من قلبه، ثم يُسدد إلا سلك في الجنة، ثم قال: / وعدني ربي، عز وجل، أن يُدخل الجنة من أُمتي سبعين ألفاً بغير حسابٍ، وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوؤا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذُراريكم مساكن في الجنة، وقال: إذا أمضى نصفُ الليل، أو قال: ثلثُ الليل ينزلُ [الله] إلى السماء الدنيا، فيقول: لا أسأل [عن] عبادي أحداً غيري. من ذا الذي يستغفرني فأغفر له، من ذا الذي يدعوني
_________
(1) من حديث رفاعة بن عرابة الجهني في المسند: 4/16.
(2) مابين القوسين لم يرد في المسند.(2/762)
فأستجيب له، من ذا الذي يسألني، فأعطيه، حتى ينفجر الصُّبح) (1) .
*) رفاعة بن يثربي هو أبو رمثة يأتي في الكنى)
_________
(1) من حديث رفاعة بن عرابة الجهني في المسند: 4/16، وما بين المعكوفات استكمال
منه.(2/763)
568 - (رفاعةُ غير منسوب) (1)
3077 - بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أُنادي أن لا تشربوا في المقير (
رواه عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن. رواهُ أبو نعيم (2) .
569 - (رُقاد بن ربيعة العقيلي) (3)
3078 - قال الطبراني حدثنا محمدُ بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أحمد بن كثير البجلي، حدثنا يعلى بن الأشدق. قال: أدركتُ عدة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم رُقاد بن ربيعة، قال: (أخذ منا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -[من الغنم من المائة شاةً، فإن زادت فشاتين، وذكر الإبل] (4) .
570 - (رُقيبةُ بن عُقيبة) (5)
ويُقال: عُقيبة بن رُقيبة
روى أنه جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آخر يوم من رجب يُودعه، فقال: أين تريد؟ قال: أريد [سفراً] . قال: تريدُ [أن تمحق ربحك وتخسر وتمحق بركتك] ؟ قال: لا يارسول الله. قال: فأقم حتى يُهل
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/234؛ والإصابة: 1/520.
(2) الخبر أخرجه ابن منده وأبو نعيم. قال ابن حجر: إسناده ضعيف.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/235؛ والإصابة: 1/520.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 5/75، وما بين المعكوفين استكمال منه إلا قوله: (وذكر الإبل) فقد أوردها ابن الأثير في أسد الغابة. أخرج الخبر عن ابن منده وأبي نعيم.
قال الهيثمي: فيه أحمد بن كثير البجلي، ولم أجد من ذكره. مجمع الزوائد: 3/74.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 2/235؛ والإصابة: 1/520.(2/763)
الهِلال [وتخرج يوم الإثنين أو يوم الخميس، وعليك بالدُّلُجات] فإن [فيه] ملائكةً موكلون بالسيارة) . رواهُ أبو نعيم من طريق مكي بن إبراهيم، وابن منده، والخطيب (1) .
_________
(1) قال ابن حجر: روى حديثه ابن منده والخطيب في الجامع من طريق مكي بن إبراهيم. أَمَّا الخطيب فقال، عمن حدثه: عن الحسن بن هارون أو هارون بن الحسن. وأما ابن منده فقال:
عن مكي عن هارون، ولم يذكر الواسطة. إلى آخر ما أورده مما يدل على اضطراب الخبر. الإصابة.(2/764)
571 - (رُكانة بنُ عبد يزيد) (1)
ابن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قُصي، وهو الذي صارع النبي - صلى الله عليه وسلم - فصرعه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. يأتي في ترجمة يزيد بن رُكانة.
572 - (رَكْبٌ المصري) (2)
3079 - قال الطبراني: [حدثنا أحمد بن رشدين] المصري، حدثنا يوسف ابن عدي، حدثنا يوسف بن عدي، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عنبسة بن سعيد ابن غُنيم الكلاعي بن نُصيح العبسي، عن ركب المصري. قال: قالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (طُوبى لمن تواضعَ في غير منقصة، وذل في نفسه من غير مسكنة، وأنفق مالاً جمعه [من] غير معصية، ورحم المساكين أهل / المسكنة، وخالط أهل [الفقه] والحكمة، طُوبى لمن ذل في نفسه
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/236؛ والإصابة: 1/520؛ والاستيعاب: 1/531؛ والتاريخ الكبير: 3/337.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 2/237؛ والإصابة: 1/521؛ والاستيعاب: 1/534؛ والتاريخ الكبير: 3/338؛ وثقات ابن حبان: 3/130.
قال ابن عبد البر: له حديث حسن فيه آداب، وليس بمشهور في الصحابة وقد أجمعوا على ذكره فيهم. وعقب عليه ابن حجر فقال: إسناد حديثه ضعيف، ومراد ابن عبد البر بأنه حسن لفظه، وقد أخرجه البخاري في تاريخه والبغوي والبارودي وابن شاهين والطبراني وغيرهم. قال ابن منده: لا يعرف له صحبة. وقال البغوي: لا أدري أسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - أم لا. وقال ابن حبان: يقال إن له صحبة إلا أن إسناده لا يعتمد عليه. وهو من حديث أهل الشام.(2/764)
[وطاب] كسبهُ، وأصلح سريرته، وعزل عن الناس شرهُ، طُوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك [الفضل] من قوله) (1) .
ثم رواهُ عن عبدان بن أحمد، عن هِشام بن عمار، عن إسماعيل بن عياش: حدثنا المطعم بن المقدام، عن نُصيح العبسي، عن ركب المصري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره.
وكذلك رواهُ الحافظ ابن عساكر في ترجمة المطعم بن المقدام، عن نُصيح عنه بِهِ (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 5/68. وقال الهيثمي: رواه الطبراني من طريق فصيح العبسي عن ركب، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 10/229.
(2) يرجع إلى ما أوردناه عن هؤلاء الأئمة وغيرهم في ترجمته، وأخرجه أيضاً في السنن الكبرى: 4/182.(2/765)
573 - (رُومان بن بعجة بن زيد بن عُميرة بن معبد الجذامي) (1)
3080 - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب لرفاعة بن زيد كتاباً إلى قومه:) أه من أقبل منهم فهو آمنٌ، ومن أدبر فله أمان شهرين) . رواه ابن شاهين من طريق ابن إسحاق، عن حُميد بن رومان بن بعجة، عن أبيه فذكره (2) .
574 - (رُويبةُ والد عُمارة بن رُويبة) (3)
3081 - حديثه في الصلاة قبل طُلوع الشمس وقبل غروبها (4) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/238؛ والإصابة: 1/522.
(2) المصدران السابقان.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/239، وترجم له ابن حجر في القسم الرابع من الإصابة: 1/541.
(4) حديث: (لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) . أخرجه أحمد في المسند من حديث عمارة بن رويبة: 4/136. وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي من حديثه. جامع الأحاديث: 5/369.(2/765)
وفي الإشارة في الدعاء (1) والمشهور أنهما من رواية عُمارة نفسه، عن
النبي - صلى الله عليه وسلم -.
_________
(1) الخبر أخرجه أحمد في المسند من حديث عمارة بن رويبة: 4/335. وأخرجه أبو داود من حديثه في الصلاة: باب رفع اليدين على المنبر: 1/289.(2/766)
575 - (رُويفع بن ثابت بن السكن بن عدي) (1)
ابن حارثة الأنصاري النجاري، رضي الله عنهُ، أمره مُعاوية على بلاد المغرب، فغزا طرابلس عبر إفريقية، توفي ببرقة سنة ست وخمسين، وقبره بها معروف. حديثه في أول الشاميين.
(حنش الصنعاني عنهُ)
3082 - حدثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة وقُتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن حنش الصنعاني، عن رُويفع بن ثابت. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يحلُّ لأحدٍ - وقال قتيبة: (لرجلٍ - أن يسقى ماءه ولد غيره، ولا يقع على أمةٍ حتى تحيض، أو يبين حملُها) (2) .
3083 - حدثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن حنش الصنعاني، عن رُويفع بن ثابت. قال: (نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن توطأ الأمةُ حتى تحيض، وعن الحبالى حتى يضعن ما في بطُونهن) (3) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/239؛ والإصابة: 1/522؛ والاستيعاب: 1/500؛ والتاريخ الكبير: 3/338؛ وثقات ابن حبان: 3/126.
(2) من حديث رويفع بن ثابت الأنصاري في المسند: 4/108.
(3) من حديث رويفع بن ثابت الأنصاري في المسند: 4/108.(2/766)
3084 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. قال: حدثني يزيد ابن أبي حبيب، عن أبي مرزوق مولى تُجيب، عن حنش الصنعاني. قال: غزونا مع رُويفع بن ثابت الأنصاري قريةً من قرى المغرب، يُقال لها جربة (1) ، فقام فينا خطيباً، فقال: أيها الناس إني لا أقولُ / [فيكم] إلا ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، قام [فينا] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فقال: (لا يحلُّ لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر، أن يسقى ماءه زرع غيره - يعني إتيان الحبالى من السبايا -، وأن يُصيب امرأةً ثيباً من السبى حتى يستبرئها - يعني إذا اشتراها - وأن يبيعَ مغنما حتى يُقسم، وأن يركب دابة من فئ المُسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه، وأن يلبس ثوباً من فئ المُسلمين حتى إذا أخلقه ردهُ فيه) (2) .
ورواه الترمذي عن عُمَر بن حفص، عن ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن ربيعة بن سُليم، عن بُسر بن عُبيد الله، عن رُويفع بهِ، وقال حسنٌ (3) .
3085 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، [حدثني] عُبيد الله ابن أبي جعفر المصري. [قال] : حدثني من سمع [حنشاً الصنعاني] يقول: سمعتُ رُويفع [بن ثابت الأنصاري] يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر [فلا
_________
(1) جربة: بفتح ثم بسكون والباء الموحدة الخفيفة، قرية بالمغرب لها ذكر كثير في كتاب الفتوح. معجم البلدان: 2/118.
(2) من حديث رويفع بن ثابت الأنصاري في المسند: 4/108، وما بين قوسين غير واضح بالأصل، وأثبتناه من المسند.
(3) الخبر أخرجه الترمذي في النكاح: باب ماجاء في الرجل يشتري الجارية وهي حامل: 3/428؛ وأخرجه أبو داود في: باب وطء السبايا، في النكاح أيضاً: 2/248.(2/767)
يبتاعن] ذهباً بذهب إلاَّ وذناً بوذن [ولا ينكح سبياً من] السبي حتى تحيض) (1) .
_________
(1) من حديث رويفع بن ثابت الأنصاري في المسند: 4/109؛ وما بين المعكوفات غير واضح بالمخطوطة واستكملناه من المرجع.(2/768)
3086 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد. قال: حدثني حنشٌ. قال: كُنا مع رُويفع [بن ثابت] في غزوة جربة، فقسمها علينا، وقال [لنا] رُويفع: من أصاب من هذا السبي فلا يطؤها حتى تحيض، فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا يحل لرجل أن [يسقى ماءه ولد غيره] ) (1) .
3087 - حدثنا يحيى بن إسحاق من كتابه، أنبأنا ابن لهيعة، عن عياش بن عباس، عن شييم بن بيتان (2) ، عن أبي سالم، عن شيبان بن أُمية، عن رُويفع بن ثابت الأنصاري: أنه غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: (فكان أحدُنا يأخذُ الناقة على النصف مما يغنم، حتى إن لأحدنا القدح والآخر النصل والريش) (3) .
3088 - حدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا المفضل، حدثني عياش بن عباس: أن شييم بن بيتان أخبره: أنه سمع شيبان القتباني يقول: استخلف مسلمة بن
مخلد رُويفع بن ثابت الأنصاري على أسفل الأرضِ. قال: فسرنا معه. قال: قال
[لي] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يارويفع
_________
(1) من حديث رويفع بن ثابت الأنصاري في المسند: 4/109، وما بين المعكوفات غير واضح بالمخطوطة واستكملناه من المرجع.
(2) شييم بن بيتان القتباني البلوي المعين: بكسر أوله وفتح ثانيه وإسكان ثالثه، وبيتان بلفظ مثنى بيت، والقتباني بكسر القاف وسكون ثانيه: عن أبيه وجنادة بن أبي أمية ورويفع بن ثابت، وعنه عياش بن عباس. تهذيب التهذيب: 4/379.
(3) من حديث رويفع بن ثابت الأنصاري في المسند: 4/108؛ والقدح: بكسر الكاف وإسكان الدال: السهم. النهاية.(2/768)
لعل الحياة ستطولُ بك بعدي، فأخبر الناس أنهُ من عقد لحيته (1) أو تقلد وتراً (2) ، أو استنجى برجيع دابةٍ، أو بعظم، فإن محمداً
برئٌ منه) (3) .
ورواهُ أبو داود والنسائي من حديث عياش بن عباسٍ القتباني، عن / شييم ابن بيتان: أخبره عن شيبان بن أمية، وقال النسائي إنه سمع رُويفع بن ثابت، رضي الله عنه (4) .
_________
(1) عقد لحيته: قيل هو معالجتها حتى تتعقد وتتجعد، وقيل كانوا يعقدونها في الحروب فأمرهم بإرسالها، وكانوا يفعلون ذلك تكبراً وعجباً. النهاية: 3/113.
(2) تقلد وتراً: في الخبر قلدوا الخيل ولا تقلدوها الأوتار أي قلدوها طلب أعداء الدين والدفاع عن المسلمين، ولا تقلدوها طلب أوتار الجاهلية وذخولها التي كانت بينكم. والأوتار: جمع وتر بالكسر وهو الدم وطلب الثأر. يريد جعلوا ذلك لازماً لها في أعناقها لزوم القلائد للأعناق. وقيل أراد بالأوتار جمع وتر القوس أي لا تجعلوا في أعناقها الأوتار فتختنق. لأن الخيل ربما رعت الأشجار فنشبت الأوتار ببعض شعبها فخنقتها. وقيل غير ذلك. النهاية: 3/272.
(3) من حديث رويفع بن ثابت في المسند: 4/109.
(4) الخبر أخرجه أبو داود في الطهارة: باب ما ينهى عنه أن يستنجى به: 1/9؛ وأخرجه النسائي في الزينة: باب عقد اللحية: 8/117، المجتبي.(2/769)
3089 - حدثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة، عن عباش بن عباس، عن شييم بن بيتان. قال: كان مسلمة بن مخلد على أسفل الأرض. قال: فاستعمل رُويفع بن [ثابت الأنصاري فسرنا معه] من شريك إلى كوم علقام، أو من كوم علقام إلى شريك، قال: قال رُويفع بن ثابت: كنا نغزو على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيأخذ أحدُنا جملَ أخيه على أن له النصف مما يغنم، قال حتى إن أحدنا ليطير له القدح وللآخر النصل والريش. قال: فقال رُويفع بن ثابت: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا رُويفع لعل الحياة ستطولُ بك، فأخبر الناس أنه من عقد(2/769)
لحيته، أو تقلد وتراً، أو استنجى برجيع دابةٍ أو عظمٍ فقد برئ مما أنزل الله على محمد - صلى الله عليه وسلم -) (1) .
رواه النسائي في الزينة، عن محمد بن سلمة، عن ابن وهب، عن حيوة بن شُريح، وذكر آخر قبله، عن عياش بن عباس القتباني أنه سمع رويفع بن ثابت يقول (2) .
_________
(1) من حديث رويفع بن ثابت الأنصاري في المسند: 4/108، ووقع فيه كثير من الألفاظ الغامضة صححت وأثبتت من المرجع.
(2) تقدم تخريج الحديث عند النسائي في الحديث السابق: 8/117 في المجتبي.(2/770)
3090 - حدثنا حسن بن موسى الأشيب، أنبأنا ابن لهيعة، حدثنا عياش ابن عباس، عن شييم بن بيتان، قال: حدثنا رُويفع بن ثابت. قال: كان أحدُنا في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأخذ جمل أخيه على أن يعطيه النصف مما يغنمُ وله النصف حتى إن أحدنا ليطير له النصلُ والريش، والآخر القدحُ، ثم قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا رويفعُ لعل الحياة تطولُ بك، فأخبر الناس أنه من عقد لحيته أو تقلد وتراً، أو استنجى برجيع دابةٍ أو عظم، فإن محمداً - صلى الله عليه وسلم - منه برئ) (1) .
(ابن شُريح الحضرمي عنهُ)
3091 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا بكر بن سوادة، عن زياد بن نُعيم، عن وفاء الحضرمي، عن رُويفع بن ثابت الأنصاري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من صلى على محمد وقال اللهم أنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة، وجبت له شفاعتي) . تفرد بهِ (2) .
_________
(1) من حديث رويفع بن ثابت الأنصاري في المسند: 4/108.
(2) () ... من حديث رويفع بن ثابت الأنصاري في المسند: 4/108.(2/770)
(أبو الخير عنهُ)(2/771)
3092 - حدثنا قُتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير. قال: عرض مسلمة بن مخلد - وكان أميراً على مصر - على رُويفع ابن ثابت أن يوليهُ العُشور، فقال: إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن صاحب المكس في النار) (1) .
(أبو مرزوق عنهُ)
3093 - حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدثني محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي مرزوق مولى تُجيب - وتُجيب بطن من كندة -، عن رُويفع بن ثابت الأنصاري. قال: كنتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح حُنيناً فقام فينا خطيباً، فقال: (لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقى ماءه زرع غيره، ولا أن يبتاع مغنماً حتى يُقسم، ولا أن يلبس ثوباً من فئ المسلمين حتى إذا أخلقه ردهُ فيه، ولا يركب دابةً من فئ المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه) (2) . وقد رواه أبو داود من حديث محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي مرزوق، عن حنش، عن رويفع ... كما تقدم (3) .
576 - (رئاب المُزني) (4)
3094 - روى أبو نعيم من حديث الفُرات بن أبي الفُرات، عن الفضل بن طلحة، عن مُعاوية بن مُرَّة بن رئاب، عن أبيه. قال: (كُنتُ
_________
(1) من حديث رويفع بن ثابت الأنصاري في المسند: 4/109.
(2) من حديث رويفع بن ثابت الأنصاري في المسند: 4/108.
(3) الخبر سبق تخريجه ص 766، أخرجه أبو داود من هذا الطريق في النكاح: باب في وطء السبايا: 2/248.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 2/240؛ والإصابة: 1/541.(2/771)
مع أبي حين أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوجده محلول الإزار، فأدخل يده في جيبه، فوضع يده على الخاتم) (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 5/76. قال ابن حجر: في رواية الحسن بن سفيان عن أبيه قال: (كنت مع أبي حين أتى) ، والصواب في هذا ما رواه ابن نافع وغيره، من طريق فرات بن أبي الفرات عن معاوية بن قرة بن إياس بن رئاب عن أبيه قال: (كنت مع أبي) . فالصحبة لإياس، ولقرة، لا لرئاب. الإصابة.(2/772)
577 - (رياح ويُقال رباح بن الربيع أخو حنظلة بن الربيع) (1)
والله أعلم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
_________
(1) رباح بن الربيع بالباء الموحدة أكثر. أسد الغابة: 2/202.(2/772)
الجُزء الثامن عشر
حرف الزاى
* (زَارٍعُ بْنُ عَامِرٍ العَبْدِى: أبو وازع)
ويقال هو زارع يأتى فى الواو (1)
_________
(1) أورده ابن الأثير وغيره باسم الزارع: 2/245 أسد الغابة، وأعاده باسم الوازع بن الزراع 5/430. قال ابن عبد البّر: روت عنه ابنة أم أبان بنت الوازع بن الوازع عن جدّه الزراع حديثًا حسنًا. الاستيعاب: 1/587.(3/5)
577- (زَاهِر بن الأسود بن حَجَّاج بن قَيْس) (1)
[ابن عَبْد بن دِعْبل] بن أنس ابن خُزَيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن الأفصى الأسلمى: أبو مجزأة. صاحبى جليل، شهد الحديبية، بايع تحت الشجرة، وسكن الكوفة. قال الواقدى: وكان من أصحاب عمرو بن الحمق (2) ، تفرد بالرواية عنه البخارى.
3095- قال البخارى فى المغازى: حدثنا عبدا لله بن محمد، حدثنا أبو عامر، / حدثنا إسرائيل، عن مجزأة بن زاهر الأسلمى ـ وكان ممن شهد الشجرة ـ، قال: «إِنِىّ لأُوقِدُ تحتَ القِدْرِ بَلُحوم الحُمُرِ إذْ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/245؛ والإصابة: 1/542؛ والاستيعاب: 1/575؛ والتاريخ الكبير: 3/442؛ وثقات ابن حبّان: 3/143؛ والطبقات الكبرى: 6/20.
(2) المقصود أنه عاش الى خلافة عثمان، لأن عمرو بن الحمق كان خرج على عثمان وكان فى صفوف على بن أبى طالب - رضي الله عنهم -. تراجع الإصابة: 2/532.(3/5)
نَادَى مُنَادِى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ رسولَ الله يَنْهاكم عَن لُحُومِ الحُمُرِ» (1) .
(حديثٌ آخر)
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى: باب غزوة الحديبية: 7/451؛ وقد تعقب الداودى ما وقع هنا، فقال: هذا وهم، فإن النهى عن لحوم الحمر الأهلية لم يكن بالحديبية وإنما كان بخيبر. وأجاب ابن حجر على ذلك فقال: ليس فى السياق أن ذلك كان فى يوم الحديبية، وإنما ساق البخارى الحديث فى الحديبية لقوله فيه: «وكانَ ممن شهد الشجرة» ولم يتعرض لمكان النداء بذلك. فتح البارى فى شرح الحديث.(3/6)
3096- قال البزار ـ بعدما روى الحديث الأول من طريق إسرائيل ـ: وحدثنا إبراهيم [بن زياد] ، حدثنا على بن حكيم الأودى، حدثنا شريك، عن مجزأة ابن زاهر، عن أبيه زاهر: سمعت منادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يومَ عاشوراء] ، وهو يقول: «مَنْ كانَ صائمًا اليومَ فلُيِتمَّ صَوْمَه، ومَنْ لم يكن صَائِمًا فَلْيِتمَّ ما بَقِىَ مِنْ يَوْمه أو لِيَصُمْ» (1) .
578 - (زاهر بن حَرَام الأَشْجَعى) (2)
شهد بدرًا.
3097- قال الطبرانى: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عبد الرازق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس.
_________
(1) كشف الأستار عن زوائد البزّار: 1/490، وقال: لا نعلم روى زاهر إلا هذا وآخر. وأخرج الطبرانى هذا الخبر وسابقه فى المعجم الكبير: 5/316، وقال البزّار: «رجال البزّار ثقات» . وما بين المعكوفات استكمال من كشف الأستار، ويرجع للخبر فى التاريخ الكبير: 3/442.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/245؛ والإصابة: 1/542؛ والاستيعاب: 1/575. وقال ابن حبّان: يُقال: ابن حزام، الثقات: 3/142؛ والتاريخ الكبير: 3/442، وقال ابن عبد البر: شهد بدرًا، وعقب عليه ابن حجر فقال: لم يوافق عليه، وقيل إنه تصحف عليه لأنه وصف بكونه بدريًا.(3/6)
حدثنا على بن عبد العزيز، حدثنا فياض، عن رافع بن سلمة: سمعت أَبى يحدّث، عن سالم، عن رجل من أشجع يقال له: زاهر بن حرام: أنه كان من أهل البادية، وكان يهدى الى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الهدية من البادية، فيجهزه النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يخرج، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ زَاهِرًا بادِيَتُنَا، ونحنُ حَاضِرتُه» .
وكان النبى - صلى الله عليه وسلم - يحبه، وكان رجلاً دميمًا، فأتاه النبى - صلى الله عليه وسلم - فى السوق وهو يبيع متاعًا له، فاحتضنه من خلفه، وهو لا يبصره فقال: أرسلنى، من هذا؟ فالتفت، فرأى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فجعل لا يأْلو ما الصق ظهره بصدر النبى - صلى الله عليه وسلم - حين عرفه، وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ يَشْتَرِى العَبْدَ؟» فقال الرجل [يا رسول الله] إذا والله تجدنى كأسدًا، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لكن أَنْتَ عِنْدَ الله غَالٍ» (1) .
لفظ عبد الرازق، وقد رواه البزار من حديث رافع بن سلمة به وقال: « [لكنك] عند الله رَبِيحٌ» وقال: «لِكُلِّ حَاضِرة باديةٌ، وباديةُ آل محمدٍ زاهرُ بن حرام» (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير بلفظ مختصر عن هذا: 5/315. وبهذا اللفظ أخرجه أحمد من حديث أنس فى المسند: 3/161؛ وأبو يعلى فى مسنده: 6/174؛ والترمذى فى الشمائل: ص261؛ وقال الهثمى: رواه أحمد وأبو يعلى والبزّار، ورجال أحمد رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 9/368؛ كشف الأستار: 3/272.
(2) قال البزّار: لا نعلمه يروى عن زاهر إلا بهذا الإسناد، وقد ذكر قصّته معمر عن ثابت، عن أنس أيضَا. كشف الأستار: 3/271.(3/7)
579- (زائدة أوْ مَزْيَدة بن حَوَالة العَنَزِى ـ - رضي الله عنه - ـ) (1)
3098- حدثنا يزيد، أنبأنا كهمس بن الحسن، حدثنا
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/246؛ والإصابة: 1/542؛ والاستيعاب مختصرًا: 1/588.(3/7)
عبد الله بن شقيق، حدثنى رجل من عنزة يقال له زائدة أو مزيدة بن حوالة، قال: «كنا مَعَ النبى - صلى الله عليه وسلم - فى سَفَرٍ من أَسْفاره، فَنَزَلَ النَّاسُ مَنْزِلاً، ونَزَلَ النبىُّ - صلى الله عليه وسلم - فى ظِلّ دَوْحَةٍ، فرآنى وأنا مُقْبلٌ مِنْ حَاجَة لى، وليس/ غَيْرُه وغَيْرُ كاتبه، فقال: أنكتبك يا ابنَ حَوَالة؟ قلت: علامَ يا رسول الله؟ قال: فَلَهَا عِّنِى، وأَقْبَلَ على الكاتب، [قال: ثم دنوت دون ذلك، فقال: أَنكتبك يا ابن حَوَالة؟ قلت: عَلاَمَ يا رسول الله. قال: فَلَها عّنِى وأقبل على الكاتب] ، قال: ثم جئت، فأقمتُ عَلَيْهما، فإذا فى صدر الكتاب أبو بكر، وعمر، فظننت أنهما لن يكتبا إلا فى خير، فقال: أنكتبك يا ابن حوالة؟ قلت: نعم يا نبى الله، قال: يا ابن حوالة كيف تصنع فى فتنة تثور فى أقطار الأرض كأَنَّها صَيَاصِى (1) بقرٍ؟ قال: [قلت] : أَصْنَعُ ماذَا يا رسولَ الله؟ قال: عليكَ بالشَّام، ثم قال: كَيْفَ تَصنعُ فى فِتْنةٍ كأَنَّ الأولى فيها نفجة (2) أرنب؟ قال: فَلاَ أَدْرى كيف؟ قال فى الآخرةِ؟ ولأن أكونَ عَلِمتُ كيفَ قالَ فى الآخرة أَحَبُّ إلىَّ من كذا وكذا» (3) .
_________
(1) كأنها صياصى بقر: أى قرونها، واحدتها صيصية بالتخفيف، شبه الفتنة بها لشدتها وصعوبة الأمر فيها. وكل شىء يمتنع به ويتحصن فهو صيصية. النهاية: 3/9.
(2) كأن الأولى فيها نفجة أرنب: أى كوثبتة من مجثمه. يريد تقليل مدتها. النهاية: 4/161.
(3) من حديث زائدة أو مزيدة بن حوالة فى المسند: 5/33.(3/8)
580- (زَبَّان بن قَيْسور الكُلْفى) (1)
روى حديثه الدَّارقطنى، وقال عبد الغنى: زَبَّار بالراء، وهو ابن قيسور، ويقال: ابن قسور الكلفى روى له أبو عمر وأبو موسى بإسناد
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/246؛ والإصابة: 1/543؛ والاستيعاب: 1/587.(3/8)
غريب لا يثبت عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عنه حديثًا طويلاً غريبًا من جهة لفظه ومعناه (1) .
_________
(1) أشار ابن عبد البر إلى خبره قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو نازل بوادى الشوحط» ، ثم قال: حديثه غريب فيه ألفاظ من الغريب كثيرة، وهو عند إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحق، عن يحي بن عروة بن الزبير عن أبيه عنه، وهو حديث ضعيف الإسناد، ليس دون إبراهيم بن سعد من يحتجّ به فيه، وهو عندهم منكر. الاستيعاب.(3/9)
581- (زِبْرِقَان بن أَسْلم) (1)
3099 - كان فى الجيش الذين قاتلوا الحسين، وقد بارزه الحسين، فقال: «مَن أنت؟ قال: أَنَا الحسين. فقال: [انصرف يا بنّى] فواللهِ لقد رايتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -[مُقْبِلاً من ناحية قباء على] ناقة حَمْراء، وأنت قدامه (2) ، فما كنت لألقَى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -[بدمك] » رواه أبو نعيم وقال: لا يصحّ له صُحبة (3) .
582- (الزُّبَيْر بن عبد الله الكِلاَبى
[من بنى كِلاب ابن ربيعة] بن عامر بن صَعْصَعة) (4)
3100 - قال: «رأَيتُ غَلَبةَ فَارِسَ، الرُّومَ، ثم رأيتُ غلبةَ الرُّومِ فَارِسَ، ثم رأيتُ غلبَةَ المسلمين فارسَ، والرُّومَ: كلّ ذلك فى خَمْسَ عَشْرةَ سنة» رواه يعقوب ابن سفيان، عن صفوان بن صالح، عن الوليد بن
_________
(1) هو من آل ذى لعوة، وذو لعوة قيل من أقيال حمير. له ترجمة فى أسد الغابة: 2/246؛ والإصابة: 1/544.
(2) فى المخطوطة: «وأنت صغير» وما أثبتناه من المرجعين.
(3) المصدران السابقان. ويلاحظ هنا أن ترجمة الزبرقان بن بدر سقطت فى ترتيبها من الكتاب ومن المرجح أنها أسقطت سهوًا من النساخ.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/249؛ والإصابة: 1/544؛ والاستيعاب: 1/585.(3/9)
مسلم عن أسيد الكلابى، عن العلاء بن الزبير، عن أبيه فذكره (1) .
روى الأحنف بن قيس عنه فى مناشدة عثمان له وطلحة وغيرهما.
_________
(1) قال ابن عبد البر: لا أعلم له لقاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكنه أدرك الجاهلية، وعاش إلى آخر خلافة عمر، وأورد هذا الخبر بسنده عنه وقال ابن حجر: ذكره أبو الحسن بن سميع فى الطبقة الثانية من تابعة أهل الشام. المصادر السابقة.(3/10)
583- (الزُّبير بن العَوَّام بن خُوَيلد ابن أَسَد
بن عَبْد العُزَّى بن قُصَى) (1)
فهو ابن أخى خديجة، وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان ممن أسلم قديمًا بعد الصديق بأربعة، وقيل بخمسة، وكان عمره إذ ذاك خمس عشرة سنة على المشهور، / ولا خلاف أنه لم يبلغ العشرين، وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، وقال عروة: «إنه أول من سل سيفًا فى سبيل الله» (2) ، وشهد بدرًا، وما بعدها، ولما ندب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم [بنى قريظة] فانتدب الزبير ثلاثُا، فقال: «إِنَّ لِكُلّ بنى حَوَاريًّا، وحَوَارِىَّ (3) الزُّبير [وفضائله] كثيرة جدًّا» ، وقد شهد فتح الشام، وحضر اليرموك، وحمل يومئذ على صفين من الروم (4) . وكان يوم الجمل مع طلحة بن عبد الله فى صحبة عائشة أم المؤمنين [مقاتلاً لعلى] وقتل الزبير بوادى السباع، قتله عمرو بن جرموز ـ قبحة الله ـ وذلك سنة ست وثلاثين عن أربع وستين سنة وقيل ست أو سبع وخمسين سنة، وقد احتوت
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/249؛ والإصابة: 1/545؛ والإستيعاب: 1/580؛ والطبقات الكبرى: 3/70؛ والتاريخ الكبير: 3/409: والحلية لأبى نعيم: 1/89.
(2) الحلية لأبى نعيم: 1/89.
(3) صحيح مسلم بشرح النووى: 5/281.
(4) صحيح البخارى بشرح فتح البارى: 7/80.(3/10)
تركته على [خمسين] ألف وثمانمائة ألف درهم. هذا هو الحساب المحرّر لا ما قاله البخارى [من أّنَّه ألف] ألف ومائتا ألف (1) .
وبيان ما ذكرناه أنه أخرج ما كان عليه ألفى ألف ومائتا ألف، ثم أخر ثلث ماله الذى أوصى به، ثم نال كل امرأة من نسوانه (2) ألف ألف ومائتا ألف، فجملة التركة ما ذكرناه، وقد بسطت ترجمته فى النهاية بما فيه كفاية، والحمد لله والمنة، وكان - رضي الله عنه - طويلاً أشقر إذا ركب الدابة تخط رجلاه الأرض روى الطبرانى من حديث هشام عن أبيه فذكره (3) .
(البهى عنه)
_________
(1) يرجع إلى حديث هشام بن عروة عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير فى فرض الخمس: باب بركة الغازى فى ماله حيًا وميتُا مع النبى - صلى الله عليه وسلم - وولاة الأمر: 6/277؛ وقد قام ابن حجر بالتوسع فى شرح الحديث فوفاه حقه وسيأتى تحقيقه فى موطنه ص14، ولفظة «خمسين» بين المعكوفين بالرجوع كلام المصنّف هناك.
(2) كان للزبير أربع نسوة.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 1/118؛ ويراجع أيضاً البداية والنهاية: 7/249.(3/11)
3101- قال البزار: حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنا محمد بن ميمون (1) ، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا وائل بن داود، عن البَهىّ، عن الزبير بن العوام، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة: «لا يُقْتلُ بَعْد هذا اليَومِ بها أحدٌ صبرًا إلا رجل قتل عثمانَ بنَ عَفَّان» (2) .
_________
(1) فى الأصل المخطوط: «عبد الله بن شعيب، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن ميمون» وما أثبتاه من المرجع. ويراجع أيضًا الميزان: 2/438.
(2) كشف الأستار: 3/181. وقال البزّار: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد عن الزبير. وقال الهثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط والبزذار باختصار. وفى إسناد الطبرانى أبو
خيثمة مصعب بن سعيد، وفى إسناد البزّار عبد الله بن شبيب وكلاهما ضعيف. مجمع الزوائد. 9/99.(3/11)
(الحسن عنه)(3/12)
3102- حدثنا عفان، حدثنا المبارك، حدثنا الحسن، قال: جاء رجل إلى الزبير بن العوام، فقال: أقتل لك عليا؟ قال: لا، وكيف تقتله ومعه الجنود؟ قال: ألحق به فأفتك به. قال: لا إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ الإِيمانَ قَيَّد (1) الفَتْكَ لا يَفْتِكُ مُؤمنٌ» تفرد به (2) .
3103- حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا مبارك بن فضالة، حدثنا الحسن، قال: «أَتى رجلٌ الزّبيَر بنَ العَوّام، / فقال: أَلاَ أَقْتل لك عليًّا؟ قال: وكيفَ تَسْتطيعُ قَتْله ومَعَهُ الناسُ» فذكر معناه (3) .
3104- وحدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب، عن الحسن، قال: قال رجل للزبير: ألا أقتل لك عليا؟ فقال: كيف تقتله؟ قال: أفتك به. قال: لا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الإِيمانُ قَيّدَ الفَتْكَ لا يَفْتِكُ مُؤمٌن» (4) .
3105- حدثنا أسود بن عامر، حدثنا جرير، قال: سمعت الحسن، قال: قال الزبير بن العوام: نزلت هذه الآية، ونحن متوافرون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَأتَّقُوا فِتْنَةَ لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمُ خَاصَّةً} (5) فجعلنا نقول: ما هذه الفتنة؟ وما نشعر أنها تقع حيث وقعت (6) .
رواه النسائى فى التفسير عن إسحاق بن إبراهيم، عن ابن مهدى، عن جرير [ابن حازم] (7) .
_________
(1) قيد الفتك: أى أن الإيمان يمنع عن الفتك، كما يمنع القيد عن التصرف فكأنه جعل الفتك مقيدًا. النهاية: 3/288.
(2) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/166.
(3) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/166
(4) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/167.
(5) الآية 25، سورة الأنفال.
(6) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/167.
(7) أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/178.(3/12)
(زَيْد بن خَالد [الجهنى] عنه فى ترجمته عن عثمان)
(سُفيان بن وَهْب عنه) (1)
_________
(1) سفيان بن وهب الخولانى. يراجع أسد الغابة: 2/410.(3/13)
3106- حدثنا عتاب، حدثنا عبد الله، أخبرنى عبد الله ابن عقبة ـ وهو عبد الله بن لهيعة بن عقبة ـ حدثنى يزيد بن أبى حبيب، عمن سمع عبد الله بن المغيرة ابن أبى بردة يقول: سمعت سفيان بن وهب الخولانى يقول: لما افتتحنا مصر بغير عهد قام الزبير بن العوام، فقال: يا عمرو بن العاص اقسمها، فقال عمرو: لا أقسمها، فقال الزبير: والله لتقسمنها كما قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر، قال عمرو: والله لا أقسمها حتى أكتب إلى أمير المؤمنين، وكتب إلى عمر، فكتب إليه عمر: أن أقرها حتى يغزو منها حبل الحبلة (1) .
(ابنه عبد الله بن الزبير عنه)
3107- حدثنا سفيان عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن ابن الزبير، عن الزبير، قال: «لمَّا نزلت {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} (2) قال الزُّبَيُر: أَىْ رسولَ الله مَعً خُصُومَتِنَا فى الدنيا؟ قال: نعم، ولمّا نَزَلَتْ {ثَّم لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعيِم} (3) قال الزبير: أى رسول الله أى نعيم نسأل عنه؟ وإنما يعنى هما الأسودان التمر والماء قال: أما إن ذلك سيكون» (4) .
_________
(1) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/166. وقوله: «حتى يغزو منهاحبل الحبلة» يريد حتى يغزو منها أولاد الأولاد، ويكون عامًا فى الناس والدواب، أى يكثر المسلمون فيها بالتوالد، فإذا قسمت لم يكن قد انفرد بها الآباء دون الأولاد، أو يكون أراد المنع من القسمة حيث علقه على أمر مجهول. النهاية: 1/198.
(2) الآية 31، سورة الزمر.
(3) الآية 8، سورة التكاثر.
(4) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/164.(3/13)
3108- رواه الترمذى فى التفسير، وابن ماجه فى الزهد، جميعًا عن محمد ابن يحيى بن أبى عمر عن سفيان به (1) .
3109- حدثنا أبو أسامة، حدثنا هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، قال: «لما كان يوم الخندق كنت أنا وعمر بن أبى سلمة فى الأطم (2) الذى فيه نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أطم حسان، فكان/ يرفعنى وأرفعه، فإذا رفعنى عرفت أبى حين يمر الى بنى قريظة، وكان يقاتل مع النبى - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق، فقال: من يأتى قريظة فيقاتلهم فقلت له حين رجع: يا أبتِ تالله إن كنت لأعرفك حين تمر ذاهبًا الى بنى قريظة. قال: يا بنى أما والله إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليجمع لى أبويه جميعاً يفدينى بهما. يقول: فداك أبى وأمى» (3) .
رواه الجماعة إلا أبا داود من حديث هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن أبيه، وفى رواية للنسائى: عن هشام بن عروة عن أخيه عبد الله بن عروة عن عمه عبد الله بن الزبير (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى تفسير سورة التكاثر، وقال: هذا حديث حسن، صحيح الترمذى: 5/448؛ وأخرجه ابن ماجه: باب معيشة أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم -: 2/1392.
(2) الأطم: بالضم بناء مرتفع، وجمعه آطام. النهاية:
(3) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/164.
(4) الخبر أخرجه البخارى فى فضائل الصحابة: باب مناقب الزبير بن العوام: 7/80؛ وأخرجه مسلم فى الفضائل: من فضائل طلحة والزبير رضى الله عنهما: 5/281، 282؛ وأخرجه الترمذى مختصرًا فى المناقب: باب مناقب الزبير بن العوام - رضي الله عنه -: صحيح الترمذى: 5/646، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه النسائى فى المناقب فى الكبرى، وأخرجه من طريق عبده بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أخيه عبد الله بن عروة، عن عمه عبد الله بن الزبير فى اليوم والليلة كما فى تحفة الإشراف: 3/178؛ وأخرجه ابن ماجه فى المقدمة: فضل الزبير: 1/45.(3/14)
(حَديثٌ آخر عنهُ)(3/15)
3110- حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن جامع بن شداد، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه. قال: قلت [للزبير ـ - رضي الله عنه - ـ] : ما لى لا أسمعك تحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما أسمع ابن مسعود وفلانًا وفلانًا؟ قال: أما إنى لم أفارقه منذ أسلمت، ولكنى سمعت منه كلمة: «مَنْ كَذَبَ عَلىَّ مُعَتَمدَا فَلْيَتَبوَّأْ مَقْعَدَهُ من النار» (1) .
3111- رواه البخارى، والنسائى، وابن ماجه من حديث شعبة وأبو داود عن عمر بن عون، قال: أخبرنا خالد الطحان، عن بيان بن بشر، عن وبرة بن عبد الرحمن، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عبد الله بن الزبير عن أبيه (2) .
3112- حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن إبن إسحاق، حدثنى يحيى بن عباد ابن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يؤمئذٍ: «أَوْجَبَ (3) طلحةُ» . حين صنع برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما صنع به، حين برك له طلحة فصعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ظهره» (4) .
3113- حدثنا عتاب بن زياد، حدثنا عبد الله ـ يعنى ابن المبارك ـ أنبأنا هشام ابن عروة عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، قال:
_________
(1) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/165.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى العلم: باب إثم من كذب على النبى - صلى الله عليه وسلم -: 1/200؛ والنسائى فى العلم أيضًا فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/179؛ وابن ماجه فى المقدمة: باب التغليظ فى تعمد الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: 1/14؛ وأخرجه أبو داود فى العلم: باب التشديد فى الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: 3/219.
(3) أوجب: فعل فعلاً وجبت له به الجنة. النهاية: 4/194.
(4) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/165.(3/15)
«كنت يوم الأحزاب جعلت أنا وعمر ابن أبى سلمة مع النساء، فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف الى بنى قريظة مرتين أو ثلاثة، فلما رجع قلت: يا أبت رأيتك تختلف. قال وهل رأيتنى يا بنى؟ قال: قلت: نعم. قال: فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ يَأْتِى بَنِى قُرَيْظة، فَيأتينى بِخَبرهم؟ فانطلقتُ، فلما رجعتُ جَمَعَ لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه فقال: فِدَاكَ أبى وأُمّى» (1) .
_________
(1) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/166.(3/16)
3114- حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا/ شعبة، عن جامع بن شداد، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه. قال: قلت لأبى الزبير ابن العوام: ما لك لا تحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ما فارقته منذ أسلمت، ولكنى سمعت منه كلمة، سمعته يقول: «مَنْ كَذَبّ عَلىَّ مُتَعَمِدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ منَ النار» (1) .
2115- حدثنا ابن نمير، حدثنا محمد ـ يعنى ابن عمروـ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير بن العوام. قال: لما نزلت هذه السورة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} (2) . قال الزبير: أى رسول الله أيكرر علينا ما كان بيننا فى الدنيا مع خواص الذنوب؟ قال: نعم ليكررن عليكم، حتى يؤدى إلى كل ذى حق حقه قال الزبير: والله إن الأمر لشديد» (3) .
_________
(1) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/166.
(2) الآيتان 30، 31 من سورة الزمر.
(3) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/167.(3/16)
3116- رواه الترمذى فى التفسير عن محمد بن يحيى بن أبى عمر، عن سفيان عن محمد بن عمرو بن علقمة به وقال حسن صحيح (1) .
3117- حديث «أَنه خَاصم رَجُلاً فى شِرَاج (2) الحرّة» . رواه النسائى من حديث الزهرى، عن عروة، عن أخيه، عن أبيه (3) .
والمشهور رواية ذلك عن عروة، عن أخيه، عن عبدا لله من مسنده، وهو فى صحيح البخارى، وسنن الأربعة، كذلك رواه البخارى أيضًا عن عروة عن الزبير (4) .
3118- حديث آخر رواه البخارى، والترمذى عن حديث هشام بن عروة، قال: أوصى الزبير إلى ابنه عبد الله صبيحة الجمل قال: «يا بنى ما منى عضو إلا قد جرح مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى انتهى ذاك إلى فرجه» هذا لفظ الترمذى (5) .
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى: باب ومن سورة الزمر: صحيح الترمذى: 5/370.
(2) الشراج: جمع شرجة، وهى مسيل الماء من الحرة إلى السهل. النهاية 2/211.
(3) الخبر أخرجه النسائى من هذا الطريق فى آداب القضاء: الرخصة للحاكم الأمين أن يحكم وهو غضبان: 8/209.
(4) الخبر أخرجه البخارى من طريق الزهرى عن عروة عن أخيه عبد الله بن الزبير فى المساقاة: باب سكر الأنهار: 5/34؛ ومن هذا الطريق مسلم فى الفضائل: باب وجوب اتّباعه - صلى الله عليه وسلم -: 5/204؛ وأبو داود فى الأقضية: أبواب من القضاء: 3/315؛ والترمذى فى الأحكام: باب ما جاء فى الرجلين يكون أحدهما أسفل من الآخر فى الماء: 3/635، وقال: هذا حديث حسن صحيح؛ والنسائى فى القضاة، وفى التفسير فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/326؛ وابن ماجه فى المقدمة: باب تعظيم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتغليظ على من عارضه: 1/7؛ وفى الرهون: باب الشرب من الأدوية ومقدار حبس الماء: 2/829.
وأخرجه البخارى عن عروة عن أبيه فى الصلح: باب إذا أشار الإمام بالصلح فأبى حكم عليه بالحكم البين: 5/209.
(5) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب: (مناقب الزبير بن العوام - رضي الله عنه - (، وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث حماد بن زيد. صحيح الترمذى: 5/647.(3/17)
وأما البخارى فقال فى روايته، عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، قال: «لما وقف الزبير يوم الجمل دعانى، فقمت إلى جنبه فقال: يا بنى إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم، ولا أرانى إلا سأقتل اليوم مظلومًا. ثم ذكر وصيته إليه بطولها فى قضاء دينه، وهو ألفا ألف ومائتا ألف، ووصيته بالثلث بعد ذلك، ثم قسم التركة بعد ذلك فأصاب كل امرأة من نسائه ألف ألفٍ ومائتا ألف. ثم عقد البخارى جملة التركة على خمسين ألف ألف ومائتى ألف. والصواب تسعة وخمسون ألف ألف، وثمانمائة ألف والله أعلم (1) .
(حَديثٌ آخر)
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى فرض الخمس: باب بركة الغازى فى ماله حيًا وميتًا مع النبى - صلى الله عليه وسلم - وولاة الأمر: 6/227.
وقد حقق ابن حجر جملة التركة فقال: قرأت بخط القطب الحلبى عن الدمياطى أن الوهم إنما وقع فى رواية أبى أسامة عند البخارى فى قوله فى نصيب كل زوجة إنه ألف ألف ومائتا ألف، وأن الصواب أنه ألف ألف سواء بغير كسر. وإذا اختص الوهم بهذه اللفظة وحدها خرج بقية ما فيه على الصحة، لأنه يقتضى أن يكون الثمن أربعة آلاف ألف، فيكون ثمنًا من أصل اثنين وثلاثين، وإذا انضم إليه الثلث صار ثمانية وأربعين، وإذا انضم إليها الدين صار الجميع خمسين ألف ألف ومائتى ألف.
وهذا التحقيق يتفق مع ما انتهى إليه ابن كثير. يراجع فتح البارى: 6/233.(3/18)
3119- رواه الطبرانى، والبزار من طريق محمد بن دينار، عن هشام، عن أبيه، عن أخيه عبد الله، عن أبيه الزبير مرفوعًا: «لا تحرم المصة، ولا المصتان، / ولا الإملاجة ولا الإملاجتان» (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 1/124. وقال الهيثمى: رواه أبو يعلى والطبرانى، وفيه محمد بن دينار الطاحى وثقة أبو زرعة وأبو حاتم وابن حبان، وقد ضعف، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 4/261، وقوله: «والإملاجة والأملاجتان» زيادة وردت عند أبى يعلى: 2/46، والإملاجة الملجة. يقال: ملج الصبى أمه يملجها ملجًا إذا رضعها. والملجة والإملاجة المرة. يعنى أن المصة والمصتين لا يحرمان ما يحرمه الرضاع الكامل. النهاية: 4/105.(3/18)
(حَديثٌ آخر)(3/19)
3120- رواه الطبرانى أيضًا من حديث عبد الملك بن يحيى بن عباد بن عبد الله ابن الزبير، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله ابن الزبير، عن أبيه مرفوعًا: «الأرض أرض الله، والعباد عباد الله، فحيث وجد أحدكم خيرًا فليتق الله وليقم» (1) .
(عبد الله بن مسلمة عنه)
3121- حدثنا كثير بن هشام، أنبأنا هشام، عن أبى الزبير، عن عبد الله بن سلمة، أو مسلمة ـ قال كثير: وحفظى سلمة ـ عن على، أو عن الزبير. قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبنا، فيذكّرنا بأيّام الله حتى نَعْرِف ذلك فى وَجْهه، وكأَنهُ نَذيِرُ قومٍ يُصَبِّحهم الأمُر غدوة، وكانَ إذَا كانَ حديثَ عَهْدٍ بجبريل ـ - عليه السلام - ـ لم يتبسم ضاحكًا حتى يرتفع عنه» (2) . تفرد به.
(عبد الله بن عامر عنه)
قال يعقوب بن شيبة: هو عبد الله بن عامر بن كريز، وقال ابن أبى حاتم: يحتمل أن يكون ابن ربيعة (3) .
3122- حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا سليمان ـ يعنى التيمى ـ، عن أبى عثمان، عن عبد الله بن عامر، عن الزبير بن العوام: «أن رجلاً حمل على فرس يقال لها غمرة أو غمراء، قال: فوجد فرسًا أو مُهرًا يباع
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 1/124. وقال الهيثمى: فى إسناده مجاهيل. مجمع الزوائد: 6/325.
(2) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/167.
(3) يراجع تهذيب التهذيب: 5/272، 276؛ وتحفة الأشراف: 3/182.(3/19)
فنسبت إلى تلك الفرس، فنهى عنها» (1) .
ورواه ابن ماجه عن يحيى بن حكيم عن يزيد بن هارون به (2) .
(عبد الله بن عمر عنه)
_________
(1) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/164.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الصدقات: باب من تصدق بصدقة فوجدها تباع، هل يشتريها: 2/800. وفى الزوائد: إسناده صحيح.(3/20)
2123- سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: « {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} فى الدُّنيا والآخرة» .
رواه البزار عن إبراهيم بن المستمر العروقى، عن عبد الرحمن بن سليم بن حيان عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن عمر به (1) .
(عبد الرحمن بن عوف عن الزُّبير)
3124- قال: «رأيت هندًا كاشفةً عن ساقها يوم أحد كأنى أنظر إلى خدم (2) ساقها، وهى تحرض الناس» (3) . رواه الطبرانى من حديث ابن شهاب عن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، عن أبيه [عن] عبد الرحمن بن عوف به.
(ابنه عُرْوَة بن الزُّبير عنه)
3125- حدثنا حفص بن غياث، عن هشام، عن أبيه، عن الزبير بن العوام. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لأَنْ يَحْمِلَ الرَّجُل حَبْلاً
_________
(1) قال البزار: لا نعلمه يروى عن الزبير إلا بهذا الإسناد، ولا روى ابن عمر عنه إلا هذا، كشف الأستار: 3/46. وقال الهيثمى: فيه عبد الرحمن بن سليم بن حبان ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزائد: 7/12.
(2) الخدم: جمع خدمة يعنى الخلخال، ويجمع على خدام أيضًا. النهاية: 1/284.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 6/114.(3/20)
فَيَحْتَطِبَ به، ثم يَجِىءُ فَيَضَعَهُ فى السُّوق. فَيَبِيْعَهُ، ثم يَسْتَغَنِى به، فَيُنْفِقَهُ على نَفْسِهِ خيرٌ له مِنْ/ أَنْ يَسْأَلَ الناسَ أَعْطَوْهُ أوْ مَنَعُوه» (1) .
رواه البخارى، وابن ماجه من حديث وكيع، زاد البخارى: ووهيب كلاهما عن هشام به (2) .
_________
(1) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/164.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الزكاة: باب الاستعفاف عن المسألة: 3/335. وأخرج أطرافه فى البيوع: باب كسب الرجل وعمله بيده: 4/304، وفى المساقاة من طريق وهيب: باب بيع الحطب والكلأ: 5/46، وأخرجه ابن ماجه فى الزكاة: باب كراهية المسألة: 1/588.(3/21)
3126- حدثنا محمد بن كناسة، حدثنا هشام بن عروة، عن عثمان بن عروة، عن أبيه، عن الزبير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «غَّيِرُوا الشَّيْبَ، ولا تَشَبَّهوا باليهود» (1) .
رواه النسائى عن حميد بن مخلد عن محمد بن كناسة به، ومنهم من أرسله عن عروة (2) .
ورواه الثورى، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا (3) .
ورواه عيسى بن يونس، عن هشام، عن أبيه، عن ابن عمر كما سيأتى (4) .
3127- حدثنا عبد الله بن الحارث ـ من أهل مكة مخزومى ـ، حدثنى محمد ابن عبد الله بن إنسان ـ وأثنى عليه خيرًا ـ عن أبيه، عن
_________
(1) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/165.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الزينة: باب الإذن بالخضاب: 8/119.
(3) فى الأصل المخطوط: «الترمذى» ، وصوبت كما فى تحفة الأشراف: 3/185.
(4) قال النسائى تعليقًا على هذا الطريق، والطريق السابق من حديث الزبير: كلاهما غير محفوظ. المجتبى: 8/119.(3/21)
عروة بن الزبير، عن الزبير، قال: «أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لِيَّة (1) ، حتى إذا كنا عند السدرة وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى طرف القرن الأسود حذوها فاستقبل نخبًا (2) ببصره ـ يعنى واديًا ـ، ووقف حتى اتفق (3) الناس كلهم، ثم قال: «إن صيد وج (4) وعضاهه حرم محرم لله، وذلك قبل نزوله الطائف وحصارة ثقيف» (5) .
رواه أبو داود فى الحج عن حامد بن يحيى عن عبد الله ابن الحارث (6) .
_________
(1) ليّة: بكسر اللام وتشديد المثناة جبل قرب الطائف أعلاه لثقيف، وأسفله لنصر بن معاوية، مّر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند انصرافه من حنين يريد الطائف، وأمر وهو بلية بهدم حصن مالك بن عوف قائد غطفان. معجم البلدان: 5/30؛ مختصر السنن للمنذرى: 2/442.
(2) نخب: وروى بفتحتين: واد من الطائف على ساعة مر به النبى - صلى الله عليه وسلم - من طريق يُقال لها الضيقة، ثم خرج منها على نخب، حتى نزل تحت سورة يقال لها الصادرة. معجم البلدان: 5/275.
(3) حتى اجتمع الناس.
(4) وجع: موضع بناحية الطائف، وقيل هو اسم جامع لحصونها، وقيل اسم واحد منها، يحتمل أن يكون على سبيل الحمى له، ويحتمل أن يكون حرمه فى وقت معلوم ثم نسخ. النهاية: 4/195.
(5) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/165.
(6) الخبر أخرجه أبو داود فى المناسك: باب فى مال الكعبة: 2/215؛ ومختصر السنن للمنذرى: 2/442؛ والخبر أخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: ترجمة محمد بن عبد الله بن إنسان: وقال: لم يتابع عليه: 1/140.(3/22)
3128- حدثنا سليمان بن داود الهاشمى، أنبأنا عبد الرحمن ـ يعنى ابن أبى الزناد ـ عن هشام، عن عروة. قال: أخبرنى أبى الزبير: أنه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى، حتى إذا كادت أن تشرف على القتلى قال: فكرة النبى - صلى الله عليه وسلم - أن تراهم، فقال: المرأة المرأة. قال الزبير: فتوسمت أنها أمى صفية، قال: فخرجت أسعى إليها، فأدركتها قبل أن(3/22)
تنتهى إلى القتلى. قال: فلدمت (1) فى صدرى، وكان امرأة جلدة. قالت: إليك لا أرض لك. قال: فقلت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عزم عليك قال: فوقفت، وأخرجت ثوبين معها، فقالت: هذان ثوبان جئت بهما إلى أخى حمزة، فقد بلغنى مقتله، فكفنوه فيهما، قال: فجئنا بالثوبين ليكفن فيهما حمزة، فإذا إلى جنبه رجل من الأنصار قتيل قد فعل به كما فعل بحمزة. قال: فوجدنا غضاضةً وحياءً أن نكفن حمزة فى ثوبين والأنصارى لا كفن له، فقلنا لحمزة ثوب، وللأنصارى ثوب، فقدرناها، فكان أحدهما أكبر من الآخر. قال: فأقرعنا بينهما، فكفنا كل واحد فى الثوب الذى صار له» (2) تفرد به.
_________
(1) لدمت فى صدرى: ضربت ودفعت. النهاية: 4/55.
(2) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/165.(3/23)
3129- حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب، عن الزهرى، أخبرنى عروة بن الزبير: أن الزبير كان يحدث: أنه خاصم رجلاً من الأنصار قد شهد/ بدرًا إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فى شراج الحرة كانا يسقيان بها كلاهما، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - للزبير: اسقِ، ثم أرسل إلى جارك، فغضب الأنصارى، وقال: يا رسول الله أن كان ابن عمتك، فتلون وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال للزبير: اسقِ، ثم احبس الماء، حتى يرجع إلى الجدر فاستوعى (1) النبى - صلى الله عليه وسلم - حينئذ للزبير حقه في صريح الحكم.
_________
(1) استوعى حقه: استوفاه كله مأخوذ من الوعاء. النهاية: 4/222.(3/23)
قال عروة: فقال الزبير: والله ما أحسب هذه الآية أنزلت إلا فى ذلك: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} (1) .
رواه البخارى من حيث الزهرى (2) .
_________
(1) الآية 65 سورة النساء. والخبر أخرجه أحمد من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/165.
(2) الخبر أخرجه البخارى من حديث الزهرى فى الصلح: باب إذا أشار الإمام بالصلح، فأبى حكم عليه بالحكم البين: 5/309، وفى التفسير الآية: 8/254.(3/24)
3130- حدثنا وكيع، وابن نمير قالا: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن جده ـ قال ابن نمير: عن الزبير ـ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدكُم أَحْبُلَه، فيأتىَ الحَبَل، فَيَجِىءَ بِحُزْمةٍ من حَطَبٍ على ظَهْرِهِ، فَيبيعَها فيستغنىَ بثمنها خيرٌ له من أن يَسألَ النَّاسَ أَعْطَوْه أَوْ مَنَعُوه» (1) .
(حَديثٌ آخر)
3131- رواه البخارى عن إبراهيم بن موسى، عن هشام بن يوسف، عن معمر، عن هشام بن عروة. قال: «كان فى الزبير ثلاث ضربات بالسيف إحداهن فى عاتقه. قال: إن كنت لأدخل أصابعى فيها. قال ضرب ثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك قال عروة: وقال لى عبد الملك بن مروان حين قتل عبد الله بن الزبير: يا عروة هل تعرف سيف الزبير؟ قلت: نعم، قال: فما فيه؟ قلت: فيه فلة فلها يوم بدر، قال (2) .
_________
(1) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/167.
(2) هو شطر بيت مشهور للنابغة الذبيانى وتمامه:
... ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب(3/24)
صدقت (بهن فلول من قراع الكتائب) [ثم رده على عروة قال هشام: فأقمناه بيننا ثلاثة آلاف، وأخذه بعضنا، ولوددت أنى كنت أخذته] (1) .
وبه: «أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا للزبير يوم اليرموك: ألا تشد فنشد معك؟ فقال: إنى إن شددت كذبتم. فقالوا: لا نفعل، فحمل [عليهم حتى شق صفوفهم، فجاوزهم وما معه أحد، ثم رجع مقبلاً، فأخذوا بلجامه، فضربوه ضربتين على عاتقه] (2) بينهما ضربة أصيب بها يوم بدر، قال عروة: فكنت أدخل أصابعى [فى تلك الضربات ألعب وأنا صغير] (3) .
وروى البخارى فى المغازى عن فروة بن مغراء، عن على بن مسهر، عن هشام، عن أبيه قال: «كان سيف/ الزبير محلى بفضة، وكان سيف عروة محلى بفضة» (4) .
وروى أيضًا فى المغازى عن عبيد بن إسماعيل، عن أبى أسامة، عن هشام، عن أبيه. [قال] : «قال الزبير: لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص، وهو مدجج لا يرى منه إلا عيناه، وهو يكنى أبا ذات الكرش، فقال: أنا أبو ذات الكرش، فحملت عليه بالعنزة، [فطعنته فى عينه، فمات، قال هشام: فأخبرت أن الزبير قال: لقد وضعت رجلى
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى: باب قتل أبى جهل: 7/299، وما بين المعكوفين استكمال منه. وقوله «أقمناه» : أى ذكرنا قيمته. تقول: قومت الشىء وأقمته أى ذكرت ما يقوم مقامه من الثمن. فتح البارى: 7/300.
(2) العبارة التى بين معكوفين وقع مكانها فى المخطوطة: «فحمل على صفوف الروم، وتأخروا حتى اخترق الصفوف، ثم مرة ثانية، قال عروة: فجرح جرحين» وما أثبتناه من لفظ الخبر عند البخارى.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى: باب قتل أبى جهل: 7/299، والعبارة التى بين معكوفين وقع مكانها بالمخطوطة: «فيها ألعب وأنا نائم معه فى الفراش» .
(4) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى: باب قتل أبى جهل: 7/299.(3/25)
عليه، ثم تمطأت فكان الجهد أن نزعتها، وقد انثنى طرفاها. قال عروة: فسأله إياها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأعطاه، فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها، ثم طلبها أبو بكر فأعطاه، فلما قبض أبو بكر سأله إياها عمر، فأعطاه إياها، فلما قبض عمر أخذها، ثم طلبها عثمان منها، فأعطاه إياها، فلما قتل عثمان وقعت عند آل على، فطلبها عبد الله بن الزبير، فكانت عنده حتى قتل] (1) .
(حديثٌ آخر)
فى غَشَيَانِ النُّعاسِ يومَ أحدٍ
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى: باب حدثنى خليفة: 7/314، وما بين المعكوفين استكمال للخبر من المرجع.(3/26)
3132- مثل حديث أنس، عن أبى طلحة ورواه الترمذى فى التفسير، عن عبد بن حميد، عن روح بن عبادة، عن حماد بن سلمة، عن هشام، عن أبيه، عن الزبير به وقال حسن [صحيحٍ] (1) .
(حديثٌ آخر)
3133- رواه البزار: حدثنا بشر بن آدم، حدثنا عمرو بن عاصم الكلابى، حدثنى عبيد الله بن الوازع، عن هشام، عن أبيه، عن الزبير. قال: «عرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفاً يوم أحد، فقال: مَنْ يَأْخُذ هذَا [السيف] بحَقَهِ؟ فقام أبو دُجَانه [سماك ابن خرشة، فقال: يا رسول الله أنا آخذه بحقه. فما حقّه؟ قال: فأَعطاه إياه، وخرج واتبعته، فجعل لا يمّر
_________
(1) لفظ حديث أنس عن أبى طلحة قال: «رفعت رأسى يو أحد، فجعلت أنظر، وما منهم يومئذٍ أحد إلا يميد ـ يميل ـ تحت جحفته من النعاس، فذلك قول - عز وجل - {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً} .
والخبر أخرجه الترمذى فى التفسير: باب ومن سورة آل عمران: 5/229.
وحديث أبى طلحة الذى رواه عنه أنس أخرجه البخارى فى تفسير الآية: 8/228.(3/26)
بشىء إلا أفراه وهتكه حتى أتى نسوة فى سفح الجبل ومعهن هند، وهى تقول:
نحن بنات طارق ... نمشى على النمارق
والمسك فى المفارق ... إن تقبلوا نعانق
أو تدبروا تفارق ... فراق غير وامق
فحملت عليها، فنادت بالصحراء فلم يجبها أحد، فانصرفت. فقلت: كل صنيعك قد رأيته، فأعجبنى غير أنك لم تقتل المرأة. قال: إنّها نادت فلم يجبها أحد] ، فكرهت أن أضرب بسيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة لا ناصر لها» (1) .
(حديثُ آخر)
_________
(1) () الخبر رواه المصنّف مختصراً وما أثبتناه بين معكوفين بالرجوع إلى لفظ الخبر عند البزّار كما فى كشف الأستار: 2/322. وقال البزّار: لا نعلم رَواه بهذا اللفظ إلا الزبير، ولا نعلمه إلا بهذا الإسناد. تفرّد به الوازع وقال الهيثمى: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 6/109.(3/27)
3134- رواه البزار من حديث هشام، عن أبيه، عن الزُّبير. قال: «نَحَرْنَا فَرَساً على عَهْد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فأكلناه» (1) .
(حديثُ آخر)
3135- رواه البزار أيضاً من حديث [يحيى] بن عروة، عن أبيه عن الزبير: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «اللَّهُمَّ بارِكْ لِى فى دِينى الذى هو عِصْمةُ أَمْرِى، وفى آخِرَتى التى إليها مَصيرى، وفى دُنْيَاى التى فيها
_________
(1) كشف الأستار: 3/326. وقال البزّار رواه أبو أسامة عن هشام عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبى بكر. وقال الهيثمى رواه البزار عن شيخه زكريا بن يحيى بن أيوب، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/46.(3/27)
بلاغى (1) ، واجْعَل حياتى زِيَادةً لى فى كلّ خَيْر، واجْعَل الموتَ راحةً لى من كل شرّ» (2) .
وبه حديث عمرو بن صفوان، عن عروة، عن أبيه مرفوعاً: «لغدوة فى سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها» (3) .
(عَكْرمة عنه)
حدّثنا سفيان، قال عَمرو: وسمعتُ عكْرمةَ {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ} (4) وقُرئ على سفيان عن الزُّبير {نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} قال: نخلة (5) ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَلّى العشاء الآخرة كَادو يكونون عليه لبداً. قال سفيان: ألبد بعضهم على بعض كاللبد بعضه على بعض» تفرد به (6) .
(قُحَافَةُ بن رَبيعة عنه)
_________
(1) فى الأصل المخطوط: «معاشى» والتزمنا بما فى المرجعين.
(2) كشف الأستار: 4/57. وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح غير صالح بن محمد جزرة وهو ثقة. مجمع الزوائد: 10/181.
(3) الخبر أخرجه أبو يعلى فى مسنده: 2/39. وقال الهيثمى: رواه أبو يعلى والبزار وفيه عمرو بن صفوان المزنى ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/285.
(4) الآية 29، سورة الأحقاف.
(5) نخلة: واد بين مكّة والطائف.
(6) من حديث الزبير بن العوّام فى المسند: 1/167. ويراجع أيضاً تفسير ابن كثير: 4/162.(3/28)
3136- روى الطبرانى من حديث بَقيِيَّة، عن نُمَير بن يزيد القينى (1) ، عن أبيه، عن قُحَافة بن رَبِيعة، عن الزبير: «أَنَّ رسولَ الله
_________
(1) فى الأصل المخطوط: «عوف بن يزيد الكلبى» وهو تصحيف من النسّاخ ونمير بن يزيد القينى شامى روى عن قحافة بن ربيعة، وقيل عن أبيه عن قحافة، وعنه بقية بن الوليد. ذكره ابن حبان فى الثقات. تهذيب التهذيب: 10/476.(3/28)
- صلى الله عليه وسلم - اسْتَتْبَعَهُ إلى وَفْدِ الجِنّ (1) / قال: فمشى بنا حتى خَنَسَتْ (2) عنّا جبالُ المدينة كلها [وأقصينا إلى أرض قرار] ، فإذا رجال طوال كأنهم الرماح مستدفرى ثيابهم بين أرجلهم، فأصابتنى رعد شديدة، حتى ما تمسكنى رجلاى من الفرق [فلما دنونا منهم خط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإبهام رجله فى الأرض خطًّا، فقال لى: اقعدْ فى وَسَطه] فلمّا جلستُ فيه ذهَبَ عنى ما أجد، فذهب فتلا عليهم القرآن بصوت رفيع، ثم جائنى، وقد طلع الفجر، فقال [: رشد أولئك من وفد قوم. هم] وفد نصيبين، سألونى الزاد، فجعلت لهم كل عظم وروثة» قال الزبير: فلا يحل لأحد أن يستنجى [بعظم، ولا روثة] أبداً (3) .
(قَيْس بن أبى حَازِم)
_________
(1) لفظ الخبر عند الطبرانى فى هذا الموطن هنا: «صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلا الصبح فى مسجد المدينة، فلما انصرف قال: أيكم يتبعنى إلى وقد الجن الليلة؟ فأسكت القوم، فلم يتكلم منهم أحد. قال ذلك ثلاثاً، فمر بى يمشى، فأخذ بيدى، فجعلت أمشى معه حتى خنست عنا جبال المدينة» الخ.
وقد أجمل المصنف هذا القدر فى العبارة التى أوردها.
(2) خنست عنّا: تأخرت واختفت. اللسان.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 1/125. وما بين المعكوفات استكمال منه وهنا بعض العبارات اختصرها المصنف. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير وإسناده حسن ليس فيه غير بقية، وقد صرّح بالتحديث. مجمع الزوائد: 1/209.(3/29)
3137- سمعت الزبير بن العوام يقول: «من أستطاع أن يكون له خبءٌ من عمل صالح فليفعل» . رواه النسائى فى المواعظ عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن إسماعيل عن أبن أبى حازم عنه به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/185؛ وأخرجه أيضاً الضياء فى المختارة. جامع الأحاديث: 6/94.(3/29)
(حديث مَالِكَ بن أَوْس بن الحَدَثَان عنه)(3/30)
3138- حدثنا سفيان عن عمرو، عن الزهرى، عن مالك بن أوس. قال: سمعت عمر يقول لعبد الرحمن، وطلحة، والزبير، وسعد: نشدتكم بالله الذى تقوم به السموات والأرض ـ وقال سفيان مرة: «الذى بإذنه تقوم السماء والأرض ـ أعلمتم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّا لا نُورَثُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» ؟ قال: قالوا: اللهم نعم» (1) .
3139- رواه الجماعة إلاّ ابن ماجه من حديث الزهرى وقد تقدم فى ترجمة مالك بن أوس عن عمر به (2) .
(مُسْلم بن جُنْدَب عنه)
3140- حدّثنا يزيد، أنبأنا ابن أبى ذئب، عن مسلم بن جندب، عن الزبير. قال: «كنا نصلى مع النبى - صلى الله عليه وسلم - الجمعة، ثم ننصرف، فنبتدر نحو الآجام (3) ، فلا نجد إلا قدر موضع أقدامنا» قال يزيد: الآجام هى الآطام (4) . تفرد به.
_________
(1) من حديث عمر بن الخطاب فى المسند: 1/25.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى فرض الخمس وهو حديث طويل وفيه قصة: 6/197، وفى المغازى: باب حديث بنى النضير: 6/334، وفى النفقات: باب حبس الرجل قوت سنة على أهله، وكيف نفقات العيال: 9/502، وفى الفرائض: باب قول النبى - صلى الله عليه وسلم - لا نورث ما تركنا صدقة: 12/6، وفى الاعتصام: باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلو فى الدين والبدع: 13/277؛ وأخرجه مسلم فى الجهاد: باب حكم الفئ: 4/362؛ وأبو داود فى الخراج والإمارة: باب صفايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأموال: 3/139؛ والترمذى فى السير. باب ما جاء فى تركة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وقال: وفى الحديث قصة طويلة، وهذا حديث حسن صحيح غريب من حديث مالك بن أنس: 4/158؛ وأخرجه النسائى فى الفرائض فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/185.
(3) نبتدر نحو الآجام: نسرع إليها نلتمس الظل فيها. يراجع اللسان.
(4) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/164؛ وفى مجمع الزوائد: «فما نجد من الظل» وقال: رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، وفيه رجل لم يسم: 2/183؛ ويراجع مسند أبى يعلى: 2/41.(3/30)
(حديث مطرف عنه)(3/31)
3141- حدّثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم، حدثنا شداد ـ يعنى ابن سعيد ـ، حدثنا غيلان بن جرير، عن مطرف. قال: قلنا للزبير: يا أبا عبد الله ما جاء بكم ضيعتم الخليفة حتى قتل، ثم جئتم تطلبون بدمه؟ فقال الزبير: إنا قرأناها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبى بكر وعمر وعثمان {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّة} (1) لم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت منا حيث وقعت» (2) تفرد به.
(حديث المنذر بن الزُّبير عن أبيه)
3142- حدثنا عتاب، حدثنا عبد الله، حدثنا فليح بن محمد، عن المنذر بن الزبير، عن أبيه: «أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أعطى الزبير سهماً، وأمه سهماً، وفرسة سهمين» (3) تفرد به
(مّيْمون بن مِهْران عن الزُّبير)
3143- ولم يدركه: «أنه كانت عنده أم كلثوم بنت عقبة، فقالت له وهى حامل: طيب نفسى بتطليقة، فطلقها تطليقة، ثم خرج إلى الصلاة، فرجع فإذا هى قد وضعت، / فقال: ما لها؟ خدعتنى خدعها الله، ثم أتى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «سَبَقَ الكتابُ أَجَلَه، اخْطُبْها إلى نَفْسِها» .
_________
(1) الآية 25 سورة الأنفال.
(2) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/165
(3) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/166.(3/31)
رواه ابن ماجه فى الطلاق عن محمد بن عمر بن هياج، عن قبيصة، عن سفيان، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه عن الزبير به (1) .
(نافع بن خُبَير بن مُطْعِم عن الزّبير
[فى ترجمة العبَّاسٍ] بن عَبْد المطَّلب)
(هشام بن عُروة عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه: باب المطلقة الحامل إذا وضعت ذا بطنها بانت: 1/653. وفى الزوائد: «رجال إسناده ثقات، إلا أنه منقطع، وميمون بن مهران: أبو أيوب روايته عن الزبير مرسلة، قاله المزى فى التهذيب» .
قال البخارى فى التاريخ الكبير عن عبيد الله بن عمرو: «ولد ميمون سنة أربعين ومات سنة ثمان عشرة ومائة» : 7/338.
وهذا يؤيدّ قول المصنّف: «ولم يدركه» إذ أنه ولد بعد مقتل الزبير - رضي الله عنه -. يراجع أيضاً طبقات الحفاظ للسيوطى، ص39.(3/32)
3144- «أن الزبير ضرب أسماء بنت أبى بكر، فصاحت بابنها عبد الله، فأقبل، فلما رآه الزبير قال: أمك طالق إن دخلت، فقال عبد الله: أتجعل أمى عرضة ليمينك؟ فاقتحم عليه فخلصها منه، فبانت.
قال عروة: ولقد كنت غلاماً ربما بشعر منكبى الزبير» .
هكذا رواه الطبرانى عن أحمد بن زيد بن هارون، عن إبراهيم بن المنذر الخزاعى، عن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة، عن هشام فذكره (1) .
(يَعيش بن الوليد بن هشام عنه)
3145- حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا هشام، عن يحيى بن أبى كثير، عن يعيش ابن الوليد بن هشام وأبو معاوية شيبان، عن يحيى بن
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 1/121. قال الهيثمى: فيه عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة وهو ضعيف: 4/339.(3/32)
أبى كثير، عن يعيش بن الوليد بن هشام، عن الزبير بن العوام. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «دَبَّ إليكم داءُ الأُممِ قَبْلَكُم: الحسّدُ والبَغْضَاءُ، والبغضاءُ هى الحالِقَةُ. حالقةُ الدّيِن لا حَالِقَةُ الشَّعْرِ، والَّذى نفسُ محمدٍ بيدِهِ لا تُؤْمِنُوا حتى تَحَابُّوا. أَفَلاَ أنبئكم بشىءٍ إِذَا فَعَلُتُموه تحاببتُم؟ أَفْشُوا السَّلام بينَكم» (1) .
وقد رواه الترمذى من حديث يحيى بن أبى كثير به (2) .
_________
(1) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/164.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى صفة القيامة (باب 56) عن سفيان بن وكيع، عن عبد الرحمن بن مهدى، عن حرب بن شدّاد، عن يحيى بن أبى كثير، عن يعيش بن الوليد أن مولى للزبير حدّثه: أن الزبير بن العوّام حدّثه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال:..الخ.
وقال الترمذى: هذا حديث قد اختلفوا فى روايته عن يحيى بن أبى كثير، فروى بعضهم عن يحيى بن أبى كثير، عن يعيش بن الوليد، عن مولى الزبير، عن النبىّ - صلى الله عليه وسلم -، ولم يذكروا فيه عن الزبير. صحيح الترمذى: 4/664.(3/33)
3146- حدثنا عبد الرحمن، أنبأنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبى كثير: أن يعيش بن الوليد. حدثه: أن مولى لآل الزبير حدثه أن الزبير بن العوام حدثه:
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «دَبَّ إليكم دَاءُ الأُممِ قبلَكُم: الحَسَدُ والبَغْضاءُ.
والبَغْضَاءُ هى الحَالِقَةُ. لا أقولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ، ولكن تَحْلقُ الدينَ، والّذى
نَفْسِى بِيَدِهِ، أو والذى نَفْس محمد بيده لا تَدْخُلوا الجنَّةَ حَتى تُؤْمِنُوا،
ولا تُؤْمنُوا حتى تَحَابُّوا. أَفَلا أُنْبِئُكم بما يُثَّبِتُ ذلك لكم؟ أَفْشُوا السَّلام
بينَكم» (1) تفَّردَ به.
3147- حدّثنا إبراهيم بن خالد، حدّثنا رَبَاح، عن مَعْمر، عن يحيى بن أبى كَثِير، عن يَعيش/ بن الوليد بن هشام، عن مَوْلىً لآل الزُّبير ابن العوّام حَدّثُه: أَنَّ النبىَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «دبَّ إليكم» فذكره (2) .
_________
(1) من حديث الزبير بن العوّام فى المسند: 1/167.
(2) من حديث الزبير بن العوّام فى المسند: 1/167.(3/33)
(أَبُو البَخْتَرىّ عنه)
قوله عمر له، ولِطَلحة، وعبد الرّحمن بن عَوْف، وسعد: «أنشدكم الله أسمعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «كلُّ مالِ نَبِىٍ صَدقَةٌ إلا ما أَطعمَهُ إِنَّا لا نُورثُ» وبه قصة.
رواه التّرمذى فى الشَّمائل من حديث شُعبة، عن عَمْرو بن مُرَّة، عنه (1) ، وفى رواية عنه، عن رجل عن الزُّبير (2) .
(عن أَبِى حُكَيْم: مَوْلى الزُّبير عن الزُّبير)
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى الشمائل: باب ميراث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ص438.
(2) من هذا الطريق أخرجه أبو داود فى الخراج والإمارة: باب فى صفايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأموال: 3/144.(3/34)
3148- عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما مِنْ صَبَاحٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فيه إِلاَّ وَمُنادٍ يُنَادِى سُبْحان الملكِ القُدُّوسِ» رواه الترمذى فى الدَّعوات من حديث موسى بن عبيدة، عن محمد بن ثابت عنه به، فقال غريبٌ (1) .
(أبو يَحْيَى: مولى آل الزُّبير عنه)
3149- حدثنا يزيد بن عبد ربه، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنى جبير بن عمرو القرشى، حدثنى أبو سعد الأنصارى، عن أبى يحيى مولى آل الزبير ابن العوام، عن الزبير بن العوام، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «البلادُ بِلاَدُ الله والِعبَادُ عِبَادُ الله، فحيثُما أَصَبْتَ خَيْراً فأقم» (2) تفرد به.
3150- حدثنا يزيد، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنى جبير بن عمرو، عن أبى سعد الأنصارى، عن أبى يحيى: مولى آل الزبير بن
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى: باب فى دعاء النبى - صلى الله عليه وسلم - وتعوذه دبر كل صلاة: 5/562.
(2) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/166.(3/34)
العوام، عن الزبير بن العوام. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بعرفة يقرأ هذه الآية {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (1) وأنا على ذلك من الشاهدين يا رب» (2) . تفرد به.
حديث مَوْلى الزُّبير عنه مَرْفوعاً:
«دّبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلكم» هو يعيش بن الوليد تقدم (3) .
(أُمُّ عَبْدِ الله بن عَطَاء وجَدّتُهُ عنه)
_________
(1) الآية 18، سورة آل عمران.
(2) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/166.
(3) تقدم الخبر وتخريجه ص32 من هذا الجزء.(3/35)
3151- حدّثنا يَعْقوب، حدثنا أبى، عن محمد بن إسحاق، حدثنى عبد الله ابن عطاء بن إبراهيم: مولى الزبير، عن أمه، وجدته أم عطاء قالتا: والله لكأننا ننظر إلى الزبير بن العوام حين أتانا على بغلة له بيضاء فقال: يا أم عطاء «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نَهَى المسلمين أَنْ يَأْكُلُوا مِنْ لُحُومِ نُسُكهم فوقَ ثَلاَث» ، فقلتُ: بأبِى أنتَ، فكيف نَصْنعُ بما أُهْدِىَ إلينا؟ فقال: أمَّا مَا أُهْدى لكُنَّ فَشَأنكنَّ به (1) . /
(مولى لآلِ الزُّبير)
مضى فى ترجمة يَعيش [عن] رجُل عنه
3152- «أن عمر قال له ولطلحة وسعد [وعبد الرحمن] بن عوف: ألم تعلموا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كل مال النبىّ صدَقَةٌ إلاّ ما أطعمه فى أهله وكَسَاهم. إِنَّا لا نُورث» قالوا: بلى.
_________
(1) () من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/166.(3/35)
3153- رواه أبو داود عن عمرو بن مرزوق، عن شعبة، عن عمرو بن مرة عن أبى البخترى، عن رجل، عن الزبير به، وقد تقدم عن أبى البخترى عنه بلا واسطة وهذا أصح (1) .
(حَديث من سمع الزبير)
3154- حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن أبى ذئب، حدثنا مسلم بن جندب، حدثنى من سمع الزبير بن العوام يقول: «كنا نصلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجمعة، ثم نبادر، فما نجد من الظل إلا موضع أقدامنا. [أو قال: «فما نجد من الظل موضع أقدامنا» ] (2) .
584- (الزبير بن أبى هالة) (3)
3155- روى عنه البهى: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يُقْتلن قرشىٌّ بعدَ اليوم صَبْراً» .
وقد تقدم فى ترجمة الزبير بن العوام عند البزار، وقد قال ابن أبى حاتم: إنما هذا ابن أبى هالة فالله أعلم.
وكذا روى هذا الحديث فى ترجمته أبو نعيم، عن أبى عمرو ابن حمدان، عن الحسين بن سفيان، عن أبى خثيمة، عن مصعب بن سعيد، عن سيف بن عمر، عن عيسى بن يونس، عن وائل بن داود عن البهىّ عنه (4) .
_________
(1) تقدم تخريج الحديث عند أبى داود ص11 من هذا الجزء.
(2) من حديث الزبير بن العوام فى المسند: 1/167. وما بين المعكوفين استكمال منه.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/252. وقال ابن حجر: الزبير بن أبى هالة التميمى: الإصابة: 1/546.
(4) تقدم تخريج الخبر عند البزار، كشف الأستار: 3/181؛ ومجمع الزوائد: 9/99 وقال ابن حجر: «روى ابن منده من طريق عيسى بن يونس، عن وائل بن داود، عن البهى، عن الزبير بن أبى هالة» وساق الخبر ثم قال: أخرجه ابن عدى فى الكامل فى ترجمة مصعب بن سعيد وقال: كان يحدث عن الثقات بالمناكير. الإصابة.(3/36)
585- (زُرَارة بن جِزْى بن عَمْرو) (1)
3156- رَوَى عنه المغيرةُ بن شعبة ثم قال أبو نعيم: حدّثنا أَبُو عمرو ابن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنى الشعيثى: وهو محمد بن عبد الله، عن زفر بن وثيمة، عن المغيرة بن شعبة: أن زرارة بن جزءى قال لعمر بن الخطاب: «إن النبى - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى الضحاك بن سفيان الكلابى أن ورث امرأة أشيم الضبابى من دية زوجها» (2) .
586- (زُرَارةُ غير منسوب أبو عَمْرو) (3)
3157- قال أَبو نعيم: حدّثنا الطَّبرانى، حدثنا عَبْدان بن أَحْمد، حدثنا إبراهيم ابن المسْتمر العُروقى، حدثنا قُرّة بن حَبيب، حدثنا جرير بن حازم، عن سعيد بن عمرو بن جعدة المخزومى، عن ابن زرارة، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَّهُ قَرَأَ هذه الآية {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ
_________
(1) قال ابن ماكولا: «يقول المحدثون بكسر الجيم وسكون الزاى» ، وقال ابن عبد البر: جزء بالكسر، وجزء بالفتح.
له ترجمة فى أسد الغابة: 2/254؛ والإصابة: 1/547؛ والاستيعاب: 1/578؛ وأورد البخارى الاختلاف فى سماعه التاريخ الكبير: 3/438.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 5/318. وقال الهيثمى: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 4/230. والخبر أخرجه أصحاب السنن من حديث الضحّاك، وأخرجه مالك عن الزهرى عن أنس. تراجع الإصابة: 1/52؛ وسنن أبى داود: 3/129.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/255؛ والإصابة: 1/548. وقال زرارة الأنصارى.. كتاب بن منده أبا عمرو بإنبه عمرو.(3/37)
شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (1) قال: نَزَلَتْ ف أنُاسٍ من أُمَّتى فى آخر الزَّمان يُكذّبون بقدر الله» .
_________
(1) جزء من الآية 48 والآية 49 من سورة القمر.(3/38)
587-[زرارة بن عَمْرٍو النَّخَعِىّ
وأظّنه زرارة بن قيس النخعى] (1)
قلت: / الذى دلَّ على الظن أنَّ هذا الصَّحابىّ زرارة بن قيس ابن الحارث بن عدى بن الحارث بن عوف، بن جشم، بن كعب بن قيس بن سعد بن مالك بن النخع: أبو عمرو النخعى هكذا نسبه أبو موسى المدينى، وذكره الطبرانى، والمكى، وأبو عمر وغيرهم فيمن وفد من النخع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد كان نصرانياً فأسلم، وذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه رأى رويا فى الطريق أتانا له كان تركها حاملاً فى الحى. ولدت جدياً أسفع أحوى (2) وكأنَّ ناراً خرجت من الأرض، فحالت بينى وبين ابن لى يقال له عمرو، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألك جارية تسر حملاً؟ قال: نعم. قال: فإنها ولدت غلاماً وهو ابنك، قال: فأنى له أسفع أحوى؟ قال: ادن منى أبك برص تكتمه؟ قال: والذى بعثك بالحق ما علمه أحد قبلك. قال [فهو ذاك] وأما النار فإنها فتنة تكون [بعدى، قال: وما
_________
(1) ما بين المعكوفين أضفناه ليتصل كلام المصنف بعد. إذ لا صلة بآخر الخبر السابق: «يكذبون بقدر الله» وما جاء بعده، ومن المرجح أن ترجمة زرارة بن قيس النخعى سقطت أيضاً. وزرارة بن عمرو النخعى: له ترجمة فى أسد الغابة: 2/254؛ والإصابة: 1/547؛ والاستيعاب: 1/579. قال ابن الأثير بعد أن ترجم لزرارة بن قيس النخعى وساق خبر الرؤيا: «هذا زرارة الذى تقدم فى ترجمة زرارة بن عمرو الذى أخرجه أبو عمر وذكر فيه حديث الرؤيا، وإنما جعلتهما ترجمتين اقتداء بأبى عمر لئلا نخل بترجمة ذكرها أحدهم، ولئلا يرى بعض الناس زرارة بن قيس، فيظن أننا لم نخرجه، فذكرناه وذكرنا أنهما واحد» الخ.. ولعل هذا يوضح قول المصنف: «الذى دل على الظن.. الخ» .
(2) أسفع أحوى: أسود ليس بشديد السواد. النهاية: 1/273.(3/38)
الفتنة يا رسول الله؟ قال:] يَقْتُلُ الناسُ إِمَامَهم، ويَشتَجِرون اشْتِجَار أَطْباق الرأْس (1) حتى يكون دمُ المؤمِن عِنْد المؤمن أَحْلَى من الماء، وكل يَحْسب أَنَّهُ مُحسن إِنْ متَّ أَدَركْتَ ابْنَك، وإِنْ مَاتَ ابنُكَ أَدْرَكَتْكَ. قال: فادعُ الله أَنْ لا تُدْرِكنى، فدعا له» . رواه هشام بن الكلبى عن رجل من حرم عن رجل منهم عنه (2) .
(من اسمه زُرْعَة وزَعْبَل وذُكْرَة وزَكَرِيَّا)
_________
(1) يشتجرون اشتجار أطباق الرأس: أى عظامه، فإنها متطابقة مشتبكة كما تشتبك الأصابع. أراد التحام الحرب والاختلاط فى الفتنة. النهاية: 3/32.
(2) قال ابن الأثير: «أخرج أبو عمر هذا الحديث فى زرارة بن عمرو، وأخرجه أبو موسى فى زرارة بن قيس، وق نسب الكلبى عمرو بن زرارة وقال: هو أول خلق الله خلع عثمان وبايع علياً وأبوه زرارة الوافد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» . تراجع مصادر الترجمة.(3/39)
588- (زُرْعَةُ بن خَلِيفة) (1)
3158- قال أبو زُرعة الَّرازى: حدثنا موسى بن الحكم أبو عمران الخراسانى، عن محمد بن زياد الراسبى، عن زرعة بن خليفة. قال: «أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلمنا، وأسهم لنا، فلما انصرف صلى بنا العشاء فقرأ بـ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} و {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} رواه أبو نعيم من حديث محبوب بن مسعود، وأبى هشام البصرى عن أبى المعدل الجرجانى عن زرعة بن خليفة فذكره إلا أنه قال فقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/256؛ والإصابة: 1/549.
(2) قال ابن السكن ـ كما فى الإصابة ـ: لولا أن أبا زرعة حدث به ما ذكرته، فليس فى إسناده من يعرف غيره وغير شيخنا. يراجع أسد الغابة أيضاً.(3/39)
* (زَرْعَة بن سَيْف بن ذِى يَزَن قَيْلٌ مِنْ أقْيال اليمن) (1)
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/256. وترجم له ابن حجر فى القسم الثالث من الإصابة: 1/577 وهم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام ولم يرد فى خبر قط أنهم اجتمعوا بالنبىّ - صلى الله عليه وسلم -.(3/40)
3159- أبو نعيم من طريق أولاده عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إليه كتاباً فيه فرائض الزكاة، والخمس والجزية وغير ذلك (1) .
* (زُرْعَةُ بن عَبْد الله البَيَاضِىّ) (2)
3160- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يُحب ابن أدمَ الحياةَ، والموتُ خيرٌ له من الفِتَن، ويُحب كَثْرةَ / المالِ، وقِلَّةُ المالِ أقلّ لِلْحِساب» . رواه أبو موسى من طريق روح بن عبادة، عن ابن جريح، عن أبى الحويرث (3) .
(حَديث زَعْبَل)
3161- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تَهَادُوا وتزاوَرُوا، فإِنَّ الزّيَارة تَبُثُّ المودَّةَ والهدية تَسُلّ السَّخيمة» رواه أبو موسى، والحسين البغدادى من طريق
_________
(1) قال ابن حجر بعد أن أشار إلى الخبر: له ذكر فى ترجمة الحارث بن عبد كلال. وكلام ابن الكلبى يدل على أن زرعة هذا نسب إلى جده الأعلى، وأن بينه وبين سيف خمسة آباء، فإنه فى ذرية ذى يزن: النعمان بن قيس بن عفير بن سيف بن ذى يزن. ومن ولده عفير بن زرعة بن عفير بن الحارث بن النعمان. كان سيد حمير بالشام أيام عبد الملك بن مروان، فزرعة المذكور فى الحديث المذكور هو ابن عفير المذكور، وبينه وبين سيف عدة آباء. الإصابة: 1/578.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/257. وقال البخارى: عن مولى لمعمر التيمى، عن أسماء بنت عميس. التاريخ الكبير: 3/441.
(3) قال أبو موسى: زرعه هذا قدروى عن أسماء بنت عميس وعن التابعين وقال ابن حجر: سئل أبو حاتم عن زرعة البياضى الذى روى عنه عن أبو الحويرث هل له صحبة؟ فقال: لا أعلم له صحبة تهذيب التهذيب: 3/326.(3/40)
مسلم بن إبراهيم عن الحارث بن عبيد أبى قدامة عن زعبل (1) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/258. وقال ابن حجر فى القسم الرابع من الإصابة: تابعى مجهول أرسل حديثاً فذكره أبو موسى متعلقاً بما أورده الخطيب فى تكملة المؤتلف بسند لا بأس به إلى أبى قدامة بن الحارث بن عبيد عن زعبل ثم عقب على ذلك فقال: أبو قدامة لم يلق أحداً من الصحابة ولا من كبار التابعين. الإصابة: 1/584.(3/41)
589- (زُكْرَةُ بن عبد الله) (1)
3162- ذكره أبو حاتم وأبو الحسن العسكرى فى الأفراد ونسبه أبو الفتح الأزدى، وروى له أبو عمر وأبو موسى من طريق بقية عن عمرو بن عتبة، عن أبيه، عن زياد بن سمية. قال سمعت زكرة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لو أَعْرفَ قَبْر يَحْيى بن زكريا لزُرْتُه» (2) .
* (زكريّا بن عَلْقمة)
صوابه كرز بن علقمه كما سيأتى
590- (زَمْل بن عَمْرو) (3)
3163- زَمْلُ بن عمرو وقيل ابن ربيعه العذرى. روى حديثه هشام بن الكلبى، عن الشرقى بن القطامى، عن مدلج بن المقداد العذرى، عن عمه عمارة بن جزى، عن زمل. قال: سمعت صوتاً من صنم فذكر الحديث. ولما وفد على رسول - صلى الله عليه وسلم - وآمن به عقد له لواء
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/259؛ والإصابة: 1/550؛ والاستيعاب: 1/588.
(2) قال ابن عبد البرّ: هو حديث ليس إسناده بقوى، وقال أبو حاتم: زياد بن سمية هذا ليس هو الأمير المشهور الذى أدّعاه معاوية.
والخبر أخرجه الديلمى عن زكرة كما فى جمع الجوامع. جامع الأحاديث: 5/415.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/259؛ والإصابة: 1/551. وقال ابن عبد البر: زميل ويقال زمل بن ربيعة الضنى ثم العذرى: 1/588.(3/41)
على قومه أو كتب له كتاباً فلم يزل معه ذلك حتى شهد به صفين مع معاوية وقد قتل يوم مرج راهط (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن سعد من طريق هشام بن الكلبى فى وفد عذرة وفيه ثلاثة أبيات من الشعر أنشدها زمل حين وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومسلم: الطبقات الكبرى: 1/66 قسم2، ومدار خبره على هشام بن الكلبى. ووقعة مرج راهط سنة أربع وستين كانت بين مروان بين الحكم وبين الضحاك بن قيس الفهرى بالقرب من دمشق. يراجع أيضاً مصادر الترجمة، ومعجم البلدان: 3/21.(3/42)
591- (زِنْبَاع بن سَلاَمة) (1)
زِنْبَاع بن سَلاَمة أَبُو رَوْح بن زِنْباع الجُذَامىَ، ويقال إِنَّه زِنْباع بن رَوْح بن سَلاَمة، وقد تقدّم تمام نسبة فى ترجمة روح.
3164- روى له ابن ماجه، عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن إسحاق بن
منصور، عن عبد السلام، عن إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة، عن سلمة بن
روح ابن زنباع، عن جده: أنه قدم على النبى - صلى الله عليه وسلم - وقد خصى غلاماً له فأعتقه النبى - صلى الله عليه وسلم - بالمثلة» (2) .
3165- وقد قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق، عن معمرن عن ابن جريح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: «أَنَّ زِنْبَاعاً وَجَدَ غلاماً له مع جاريته، فقطع ذكره، وجدع أنفه، فأتى العبد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر ذلك له،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/260؛ والإصابة: 1/551؛ والاستيعاب: 1/587.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الديات: باب من مثل بعبده فهو حر: 2/894، وفى الزوائد: فى إسناده ضعف، لضعف إسحق بن أبى فروة.(3/42)
فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - لزِنْباع: ما حملك على ما فعلت؟ فقال: فعل كذا وكذا. فقال للعبد اذهب فأنت حر» (1) .
* (زُهَيْر بن الأقمر) (2)
_________
(1) الخبر أخرجه أحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص فى المسند: 2/182، وله بقية.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/261. وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من الإصابة، وقال: تابعى معروف 1/584. وأورده البخارى فى التابعين: التاريخ الكبير: 3/428.(3/43)
3166- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِيَّاكم والظُّلم فإِنَّ الظُّلمَ ظلماتٌ يومَ القيامة» رواه أبو موسى من طريق عَمْرو بن مرة/ عن عبد الله بن الحارث عنه ثم قال: هو تابعى، وليس بصحابى وقد ذكره ابن شاهين فى الصحابة (1) .
* (زُهَير بن عبد الله الشَّنوِىّ) (2)
وقيل: زُهير بن أبى جبل، وقيل: محمد بن زهير بن أبى جبل.
3167- قال ابن المبارك، عن شعبة، عن عمران الجونى عن زهير بن أبى جبل. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ رَكَبَ البحرَ وهو يَرْتجّ فلا ذمَة له، ومَنْ ماتَ على ظهر بيت ليس عليه ما يستره فلا ذمة له» .
_________
(1) وفى أسد الغابة أيضاً: إنما يروى هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص. ويرجع إليه فى المسند من حديثه: 2/190، 195، ومن حديث عبد الله بن عمر: 2/106، ومن حديث أبى هريرة: 2/431.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/262؛ والإصابة: 1/585 فى القسم الرابع؛ والاستيعاب: 1/578؛ والتاريخ الكبير: 3/426. والشنوى: من أزد شنوءة.(3/43)
قال أبو نعيم: ورواه غندر عن شعبة فقال: محمد بن زهير بن أبى جبل، ورواه حماد بن سلمة عن أبى عمران عن زهير بن عبد الله، رفعه مثله (1) .
_________
(1) أخرجه البخارى فى التاريخ الكبير من طريقين: من طريق أبى عمران الجونى عن زهير عن رجل من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «من باب على إجار فوقع برئت منه الذمة، ومن ركب البحر حين يغتلم فهلك برئت منه الذمة» .
والطريق الآخر: عن شعبة عن أبى عمران: سمعت محمد بن زهير بن أبى جبل، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: التاريخ الكبير: 3/426.
وبنحو الطريق الأول أخرجه أحمد فى المسند: 5/79، وعن زهير بن عبد الله عن بعض أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم -: 5/271.(3/44)
592- (زُهَيْر بن عثمان الثَّقَفِىّ الأعور) (1)
سكن البصرة، وحديثه فى ثانى البصريين
3168- حدثنا بهز، حدثنا همام، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد الله بن عثمان الثقفى: أن رجلاً أعور من ثقيف ـ قال قتادة: كان يقال له معروف أى يثنى عليه خيراً ـ يقال له زهير بن عثمان: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «الوليمة حق، واليوم الثانى معروف، واليوم الثالث سمعة ورياء» (2) .
3169- حدثنا عبد الصمد، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن الحسن، عن عبد الله بن عثمان الثقفى، عن رجل أعور من ثقيف ـ قال قتادة: وكان يقال له معروف إن لم يكن اسمه زهير بن عثمان فلا أدرى ما
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/264؛ والإصابة: 1/544؛ والاستيعاب: 1/577؛ والتاريخ الكبير: 3/425.
(2) من حديث زهير بن عثمان فى المسند: 5/28. وأخرجه البخارى فى التاريخ الكبير، وقال: لم يصح إسناده، ولا يعرف له صحبة. التاريخ الكبير: 3/425.(3/44)
اسمه ـ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الوليمةُ أَوَّلَ يومٍ حَقٌّ، والثَّانى مَعْروف، والثالث سُمعة ورياء» (1) .
ورواه أبو داود أيضاً عن مسلم بن إبراهيم، عن هشام، عن قتادة: عن سعيد ابن المسيب بالقصة.. الحديث.
ورواه النسائى أيضاً عن محمد بن عبد الأعلى، عن يزيد بن زريع، عن يونس ابن عبيد، عن الحسن. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره مرسلاً (2) .
_________
(1) من حديث زهير بن عثمان فى المسند: 5/28.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الأطعمة: باب فى كم تستحب الوليمة: 3/341. وأورد الخبر بطريقته فى الباب وذكر القصة فى الطريق الأول قال: «قال قتادة: وحدثنى رجل أن سعيد بن المسيب دعى أول يوم فأجاب، ودعى اليوم الثانى فأجاب، ودعى اليوم الثالث فلم يجب، وقال: أهل سمعة ورياء» .
ومن طريق مسلم بن إبراهيم قال: «فدعى اليوم الثالث فلم يجب، وحصب الرسول» ، كما أخرجه النسائى فى الوليمة فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/189.(3/45)
593- (زُهير بن عَلْقمة ويقال ابن أبى علقمة الثَّقَفِىّ) (1)
قال الطبرانى: ثقفى، وقال أبو نعيم: بجلى.
3170- روى سعيد بن منصور والطبرانى وأبو نعيم وغير واحد من حديث عبيد الله بن لقيط، حدثنا إياد، عن زهير بن علقمة: «جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[فى ابن لها مات، فكأن القوم
_________
(1) فرق بعض الأئمة بين زهير بن علقمة وبين زهير بن أبى علقمة. ورجح ابن الأثير أنهما واحد ويرجع إلى ترجمته فى أسد الغابة: 2/264؛ والإصابة: 1/544؛ والاستيعاب: 1/578؛ والتاريخ الكبير: 3/426؛ والطبرانى فى المعجم الكبير فترجم لزهير بن علقمة الثقفى وقال: كان ينزل الكوفة ويقال البجلى: 5/314.(3/45)
عنفوها] فقالت: [يا رسول الله] / إنه مات لى ابنان منذ دخلت فى الإسلام سوى هذا، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «واللهِ لقد احتظرت من النار احتظاراً شديداً» (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 5/314. وما بين المعكوفات استكمال منه ومن مصادر الترجمة، وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 3/7.(3/46)
594- (زُهَيْر بن أبى عَلْقمة الضُّبَعِىّ، نزل الكوفة) (1)
3171- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ الله يُحب أَنْ يَرَى أَثرَ نِعمته على عَبْده، ولا يُحبَ الُبؤس والتَّباؤُس» . رواهُ أو نعيم من حديث خلاد بن يَحْيى، عن سفيان عن أسلم المنقرى عنه (2) .
595- (زُهير بن عَمْرو الهلالى)
3172- بحديث: «لما نزل قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (3) رواه مسلم والنسائى من طريق سليمان التيمى، عن أب عثمان النهدى عنه، وعن قبيصة ابن مخارق الهلالى وسيأتى فى ترجمة قبيصة من مخارق (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/265؛ والإصابة: 1/555. وقال: فرق أبو نعيم بينه وبين الذى قبله وعمل البخارى يشعر بأنهما واحد. والمعجم الكبير للطبرانى: 5/315.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى التاريخ الكبير فى ترجمة زهير بن علقمة البجلى: 3/427.
وأخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 5/315. وقال الهثمى: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/132.
(3) آية 214، سورة الشعراء.
(4) الخبر أخرجه مسلم فى الإيمان: باب قوله تعالى: وأنذر عشيرتك الأقربين: 1/484، من حديث قبيصة بن المخارق وزهير بن عمرو قالا. وأخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما أخرجه فى التفسير فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/189؛ وأخرجه أحمد فى المسند: 5/60 من حديث قبيصة بن مخارق وقال: عن قبيصة بن مخارق وزهير بن عمرو.(3/46)
* (زِيادُ بن جَارية) (1)
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/268؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من الإصابة: 1/586؛ والتاريخ الكبير: 3/348.(3/47)
3173- مرفوعاً: «من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من جمر جهنم، قالوا: وما يغنيه يا رسول الله؟ قال: ما يغديه ويعشيه» . رواه ابن أبى عاصم عن أحمد بن عبود عن مروان بن محمد عن مدرك بن سعد عن يونس بن حلبس عنه به (1) .
596- (زياد بن الحارث الصُّدَائى - رضي الله عنه -) (2)
3174 - حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن زياد، عن زياد بن نعيم الخضرمى، عن زياد بن الحارث الصدائى: أنه أذن، فأراد بلال أن يقيم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا أَخَا صُدَاء إِنَّ الَّذِى أَذَّن فهو يقيم» (3) .
3175 - حدثنا محمد بن يزيد الواسطى، حدثنا (4)
الإفريقى، عن زياد بن نعيم الحضرمى، عن زياد بن الحارث الصدائى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَذّنْ يَا أَخَا صُدّاء، فَأَذَّنْتُ، وذلك حين أضاء الفجرُ قال: فلمّا توضَّأَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَامَ إلى الصَّلاة، فأرادً بلالٌ أَنْ يُقِيمَ، فقال
_________
(1) مصادر الترجمة.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/269؛ والإصابة: 1/577؛ والمعجم الكبير للطبرانى:
5/302.
(3) من حديث زياد بن الحارث الصدائى: 4/169.
(4) فى المسند: «محمد بن يزيد الواسطى الإفريقى» ، وما فى المخطوطة أصح مما يرجح أن لفظة «حدثنا» سقطت من المطبعة.
ومحمد بن يزيد الواسطى روى عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقى، وروى عنه أحمد وابن معين، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقى، سيرد فى سند الحديث عند الترمذى وأبى داود. يراجع تهذيب التهذيب: 9/527.(3/47)
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: يُقيمُ أخُو صُدَاء إنَّ مَنْ أَذَّنَ فهو يُقيم» (1) .
_________
(1) من حديث زياد بن الحارث الصدائى: 4/169.(3/48)
3176 - ورواه داود، والترمذى، وابن ماجه من حديث الإفريقى به (1) .
3177- ورواه أبو داود، عن القعبنى، عن عبد الله بن عمر بن غانم، عن الإفريقى، عن زياد بن نعيم عنه. قال: «أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعته» ، فذكر حديثاً طويلاً. قال: «فأتاه رجل فقال: أعطنى من الصدقة، فقال: إن الله لم يرض بحكم نبى ولا غيره فى الصدقات حتى حكم فيها هو / فجزأها ثمانية أجزاء فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك حقك» (2) .
597- (زِيَاد بن سَبْرة اليَعْمُرى) (3)
3178- حدثنا محمد، عن أحمد أبو جعفر المروزى، حدثنا القاسم بن عروة عن عيسى بن يزيد الكنانى، عن عبد الملك بن حذيفة:
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود: باب فى الرجل يؤذن ويقيم آخر: 1/140؛ والترمذى فى: باب ما جاء أن من أذن فهو يقيم: 1/383. وقال الترمذى: وحديث زياد إنما نعرفه من حديث الإفريقى، والإفريقى هو ضعيف عند أهل الحديث. ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره، وقال أحمد: لا أكتب حديث الإفريقى. وقال الترمذى: ورأيت محمد بن إسماعيل يقوى؛ أمره، ويقول: هو مقارب الحديث والعمل على هذا عند أكثر العلم أن من أذن فهو يقيم؛ وأخرجه ابن ماجه أيضاً فى: باب السنة فى الآذان: 1/236.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى موطنين: جزءاً منه فى الصلاة الخاص بالأذان والإقامة وقد مر، وجزءاً منه فى الزكاة: باب من يعطى من الصدقة وحد الغنى: 2/117. والخبر أخرج قسماً كبيراً منه البيهقى فى السنن الكبرى: 1/381؛ ورواه الحافظ المزّى بطوله فى تهذيب الكمال، ورواه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم فى كتاب فتوح مصر، ونقله عنه بتمامه المحقق الشيخ أحمد شاكر بهامش سنن الترمذى: 1/386، ويرجع إليه أيضاً فى المعجم الكبير للطبرانى: 5/302.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/269؛ والإصابة: 1/557.(3/48)
أن زياد بن سبرة اليعمرى قال: «أقبلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى وقف على ناس من أشجع وجهينة، فمازحهم، وضحك معهم، فوجدت فى نفسى، فقلت: يا رسول الله تضاحك أشجع وجهينة؟ فغضب ورفع يديه، فضرب بهما منكبى، ثم قال: أما إنهم خير من بنى فزارة، وخير من بنى الشريد، وخير من قومك. أولاء استغفروا الله، فلما حدثت الردة لم يبق من اولئلك الذين خير عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدٌ إلا ارتد، وجعلت أتوقع ردة قومى، فأتيت عمر، فأخبرته، فقال: لا تخافن أما سمعته يقول: أولاء استغفروا الله تعالى؟» (1) .
* (زياد بن سعد السلمى) (2)
_________
(1) أشار إليه ابن حجر فى الإصابة وذكر أنه من رواية ابن أبى عاصم والطبرى وأخرجه ابن الأثير بتمامه من إخراج أبى نعيم وأبى موسى.
(2) له ترجمة فى اسد الغابة: 2/270؛ وأخرجه فى الإصابة فى القسم الرابع غير منسوب، وقال: تابعى معروف ذكره ابن قانع، وسقط من روايته شيخة، الإصابة: 1/586.(3/49)
3179- «حضرت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بعض أسفاره، وكان لا يراجع بعد ثلاث» . وعنه محمد بن جعفر بن الزبير أورده ابن قانع ونقل ابن الأثير عن الأشيرى الأندلسى أنه قال: المشهور بالصحبة أبوه وجده (1) .
598- (زِيَاد بن عِيَاض، وقيل عِيَاض) (2)
3180- قال: «كل شىء رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله رأيتكم
_________
(1) رواية محمد بن جعفر بن الزبير عن زياد بن سعد بن ضميرة السلمى، أخرجها أبو داود فى السنن فى الديات: باب الإمام يأمر بالعفو فى الدم: 4/171. وقال المنذرى: سعد بن ضميرة، ووالده ضميرة بن سعد لهما صحبة وشهدا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حنيناً. مختصر السنن للمنذرى: 6/301.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/273؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الثالث: (المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، ولم يرد فى خبر قط أنهم اجتمعوا بالنبى - صلى الله عليه وسلم - ولا رأوه سواء أسلموا فى حياته أم لا) : 1/581. وقال ابن عبد البر: اختلف فى صحبته: الاستيعاب: 1/566؛ وله ترجمة فى التاريخ الكبير: 3/365.(3/49)
تفعلونه غير أنكم لا تغتسلون فى العيدين» . رواه أبو نعيم من حديث شريك، عن مغيرة، عن الشعبى عنه، والصواب عياض بن زياد كما سيأتى، تفرد به (1) .
_________
(1) قال ابن حجر: هذا وهم. فيه شريك عن مغيرة. إنما المحفوظ من هذا عن الشعبى عن عياض الأشعرى، وقد رواه عن شريك على الصواب. أخرجه البغوى وغيره فى ترجمة عياض من طريق شريك. يراجع الإصابة.(3/50)
599- (زِيَاد بن لَبِيد) (1)
3181- زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدى بن أمية بن بياض ابن عامر بن زريق أبو عبد الله الأنصارى الخزرجى البياضىّ ـ - رضي الله عنه - ـ خرج إلى رسول الله وأقام معه بمكة وأقام بها حتى هاجر إلى المدينة، فكان يقال له مهاجرى أنصارى شهد العقبة وبدراً وأحداً والخندق، ومات أول أيام معاوية.
3182- حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبى الجعد، عن زياد بن لبيد. قال: ذكر النبى - صلى الله عليه وسلم - شيئاً فقال: «وذاك عند أَوَان ذَهَاب العِلْم» قال: قلنا: يا رسول الله. وكيفَ يَذْهبُ العلم ونحن نَقْرأُ القرآن ونُقْرِئُهُ أبناءَنا ويُقْرئُهُ أبناؤُنا أبناءَهم إلى يوم القيامة؟ قال: «ثكَلتْكَ أُمُّك يا ابن أُمّ لَبِيد/ إنْ كنتُ لأُراك منْ أُفْقهِ رجلٍ بالمدينة، أَوَلَيْسَ هذه اليهود والنَّصارى يقرأون التوراةَ والإنجيل لا يَنْتَفِعون مما فيهما بشىءٍ؟» (2) .
رواه ابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة عن وكيع به (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/273؛ والإصابة: 1/588؛ والاستيعاب: 1/564؛ وثقات ابن حبّان: 3/141؛ والطبقات الكبرى: 3/131.
(2) من حديث زياد بن لبيد فى المسند: 4/160.
(3) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الفتن: باب ذهاب القرآن والعلم: 2/1344. وقال فى الزوائد: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات إلا أنه منقطع. قال البخارى فى التاريخ الصغير: «لم يسمع سالم بن أبى الجعد من زياد بن لبيد، وتبعه على ذلك الذهبى فى الكاشف، وقال: ليس لزياد عند المصنف سوى هذا الحديث، وليس له شىء فى بقية الكتب» انتهى. وعبارة البخارى فى الصغير هى: وهو مرسل لا يصح. التاريخ الصغير: 1/41.(3/50)
3183- حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعْبة، عن عمرو بن مُرَّة. قال: سمعت سالم بن أبى الجعْد يُحدّث، عن ابنِ لَبِيد الأَنصارى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هذا أوان ذهابِ العلم ـ قال شعبةُ: أو قال: هذا أوان انْقِطاع العلم ـ فقلت: وكيفَ وفينا كتابُ الله نُعَلِمه أَبناءَنا، ويعلّمه أبناؤُنا أبناءَهم؟ قال: ثكَلتْكَ أُمُّكَ ابنَ لَبِيد ما كنتُ أَحْسَبك إلاَّ من أَعْقل أهلِ المدينة؟ أليس اليهودُ والنَّصارى فيهم [كتاب الله تعالى؟ قال شعبة: أو قال: أليس اليهود والنصارى فيهم] التوراة والإنجيل ثم لم ينتفعوا منه بشىءِ؟ أو قال: أَلْيس اليهودُ والنَّصارى أو أهْل الكتاب. شعبةُ يقول ذلك فيهم كتابُ الله عّزَّ وَجَلّ» (1) .
600- (زِيَاد بن نعيم الحَضْرمّى) (2)
3184- حدثنا قُتَيبة بن سَعِيد، حدثنا ابن لَهِيعة، عن يزيد بن أبى حَبِيب، عن أبى مَرْزوق، عن المغيرة بن أبى بُرْدة، عن زِياد بن نُعَيم الحضْرَمى. قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أربعٌ فَرضَهُنَّ اللهُ فى الإِسلام، فمن جاء بثلاثِ لم يُغْنينَ عَنْه شَيْئاً، حتى يأتى بِهنَّ جميعاً: الصَّلاة، والزّكاة، وصيام رمضان، وحّجّ البيت» (3) . تفرد به.
_________
(1) من حديث زياد بن لبيد فى المسند: 4/219. وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/274؛ والإصابة: 1/559؛ والتاريخ الكبير: 3/376.
(3) من حديث زياد بن نعيم الحضرمى فى المسند: 4/200.(3/51)
601- (زِيَاد أبو الأَغر الَّنهْشلىّ) (1)
3185- «أَنَّهُ قَدِمَ بِعِيرٍ عليها قمح ليبيعها فى المدينة. فلقيَهُ النبىّ - صلى الله عليه وسلم -، فوصّى الناس به» . رواهُ أبو نعيم من حديث أبى الهيثم القصّاب عن غسان بن الأغر بن زياد النهشلى عن أبيه عن جدّه. والصّواب ما رواه أبو سلمة وموسى بن إسماعيل، والصلت بن محمد، عن غسان بن الأغر، عن زياد بن الحصين، عن أبيه فذكر الحديث (2) .
602- (زياد مولى سعد) (3)
3186- قال:» رأيت رسول الله - رضي الله عنه - أَوْضَع فى وادى مُحَسّر» . رواهُ الواقدى عن أَبى بكر بن أبى سَبْرة عن الحُلَيْس بن هشام بن عُتْبة بن أَبى وقّاص عنه (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/268. وترجم له ابن حجر فى حصين بن أوس وقال: زياد بن حصين عن حصين بن قيس، وفى رواية أخرى: زياد بن حصين عن أبيه. وعن نعيم بن حصين السدوسى عن عمه زياد عن جده، وهناك احتمالات أخرى. الإصابة: 1/235.
(2) هذا ما ذكره ابن الأثير تعليقاً على الخبر فى ترجمة زياد النهشلى: 2/274.
وأخرج خبره أيضاً فى ترجمة حصين بن أوس: 2/24. واستوفى ابن حجر تخريجات الخبر فى حصين بن أوس: 1/235. والخبر أخرج بعضه النسائى فى المجتبى: كتاب الزينة (باب الذؤابة) : 8/116. أخرجه من حديث غسان بن الأغر بن حصين النهشلى قال: حدّثنى عمّى زياد بن الحصين عن أبيه.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/270؛ والإصابة: 1/559؛ والتاريخ الكبير: 3/357؛ وأخرجه ابن حبّان فى التابعين الثقات: 4/255.
(4) أوضع فى وادى محسر: يقال وضع البعير يضع وضعاً وأوضعه راكبه إيضاعاً إذا حمله على سرعة السر. ومحسر: واد بين عرفات ومنى. النهاية: 4/81، 216.
والخبر أخرجه البزّار من حديث سعد بن أبى وقاص وقال: لا نعلمه عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وأبو بكر هذا هو ابن أبى سبرة لين الحديث وقال الهيثمى: فيه أبو بكر بن أبى سبرة وهو كذّاب. كشف الأستار: 2/9؛ مجمع الزوائد: 3/257.(3/52)
* (زِيَادَة بن جَهْوَر) (1)
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/275،، 268. وقال ابن حجر فى القسم الرابع: استدركه ابن الأثير وعزاه لابن ماكولا وللعسكرى، والصواب زيادة: 1/586. وترجم له باسم زيادة بن جهور اللخمى وأشار إلى خبره: 1/582.(3/53)
3187- زِيَادة بن جَهْوَر اللَّخْمِى شهد فتح مصر وروى أبو نعيم من حديث حذاقى بن حُميد بن المستنير بن مساور بن حُذَاقى بن عامر بن عياض بن مُحَرق [اللَّخمى] عن أبيه حُميد، عّنْ/ خاله [أخى أُمّه وهو] خالد بن موسى، عن أبيه، عن جدّه زيادة بن جّهْوَر. قال: ورد علىَّ كتابُ النبىّ - صلى الله عليه وسلم -[فيه: بسم الله الرّحمن الرّحيم] أمّا بعد، فإنى أذكَرُكَ الله واليوم الآخر، أمّا بعد فَلُيوضعنَّ كلُّ دينٍ دَانَ به الناسُ إلاَّ الإسلام فأعلم ذلك» (1) .
انتهى
الجزء الثامن عشر من «تجزئة المصنف»
وليه الجزء التاسع عشر
بإذن الله
_________
(1) أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 5/308 وفيه زيادة، وما بين المعكوفات استكمال من أسد الغابة.(3/53)
الجُزء التاسع عشر
من اسمه زيد
* (زيد بن أبى أَرْطاة) (1)
ابن عُوَيمر بن عِمْران بن الحْلَيْس بن سِنَان ابن لابِى بن معيص بن عامر بن لؤى.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/276؛ والإصابة فى القسم الرابع: 1/587؛ وأخرجه البخارى فى التابعين. وقال: سمع جبير بن نفير. التاريخ الكبير: 3/287.(3/54)
3188- روى له الأشير فيما أسندوا له على الاستيعاب من طريق جُبَير بن نُفَير، عن زيد بن أرطاة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنكم لن تتقرَّبوا إلى الله بشىء أفضلَ مما خرج منه يعنى القرآن» (1) .
603- (زيد بن أرقم) (2)
3189- زَيْد بن أَرْقم بن زَيْد بن قَيْس بن النّعمان بن مالك الأغر بن ثعلبة ابن كعب بن الخَزْرج بن الحارث بن الخَزْرج بن ثَعْلبة الأنصارى الخزرجى. اختُلفَ فى كُنيته على أقوال. قيل: أبو عمر، أَو أبو عامر، أو أبو سَعيِد، أو أبو سَعْد أو أبو أُنَيْسَة. استُضْغِر يوم أُحد، وشهد
_________
(1) قال ابن حجر: هذا الحديث معروف من رواية معاوية بن صالح عن العلاء عن زيد بن أرطاة عن جبير بن الحارث عن جبير بن نفير عن زيد بن أرطاة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً. فكأنه انقلب على ابن قانع. الإصابة.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/276؛ والإصابة: 1/560؛ والاستيعاب: 1/556؛ والطبقات الكبرى: 6/10؛ والتاريخ الكبير: 3/385؛ والثقات: 3/139.(3/54)
ما بعدها يُرْوَى عنه أَنَّه شَهِدَ سَبْع عَشْرَة غزوة، وشهِدَ مع عَلِىّ صِفّين، وتوفى سنة ثمان وستين.
وقد نزل القرآن بتصديق ما أخبر به عن المنافقين، وحديثه فى سابع وثامن الكوفيين (1) ـ - رضي الله عنه - ـ.
(أنس بن مالك عنه)
_________
(1) سيأتى الخبر بعد فى مسنده ويرجع إليه فى مسند أحمد: 4/368؛ والمعجم الكبير للطبرانى: 5/198.(3/55)
3190- روى البخارى فى التَّفسير من حديث موسى بن عُقْبة، عن عبد الله بن الفضْل، عن أنس بن مالك. قال: «حَزِنْتُ على من أصيبَ بالْحَرَّةِ (1) ، فكتب الىَّ زيدُ بن أرقم: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: اللِّهمَّ اغْفِرْ للأنصار، ولأبناء الأنصار» ، [وشك ابن الفضل فى] أبناء أبناء الأنصار. [فسأَل أنساً بعض من كان عنده، فقال: هو الذى يقول رسول - صلى الله عليه وسلم -، هذه الذى أوفى الله له بأذنه] (2) .
(إياس بن أَبى رملة الشامى عنه)
3191- حدثنا عبد الرّحمن، حدثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن إِياس بن أَبى رَمْلة الشامى. قال: شهدت معاوية سأل زيد بن أرقم: شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عيدين اجتمعا؟ قال: نعم،
_________
(1) وقعة الحرة كانت سنة ثلاث وستين. لما خلع أهل المدينة بيعة يزيد بن معاوية فأرسل إليهم يزيد جيشاً كبيراً يقوده مسلم بن عقبة المرى، فهزمهم واستباح المدينة، وقتل من الأنصار عدداً كثيراً وكان أقصى حينئذ بالبصرة. فبلغه ذلك فحزن على من أصيب من الأنصار، فكتب إليه زيد بن أرقم ـ وكان يؤمئذٍ بالكوفة يسليه. والحرة أرض بظاهر المدينة كان بها هذه الوقعة. فتح البارى: 8/651.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى باب قوله: هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ينقضوا: 8/650.(3/55)
«صلَّى العيدَ أوَّلَ النَّهَارٍ، ثم رَخَّصَ فى الجُمعِة، فقال: مَنْ شَاءَ أَنْ يُجمّعَ فَلْيُجَمّع» (1) .
رواه أبو داود عن محمد بن كثير، والنسائى عن عمرو بن على عن ابن مهدى، وابن ماجه عن نصر بن على، عن أبى أحمد: ثلاثتهم عن إسرائيل به (2) .
(ثابت بن مرداس عنه)
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/372.
(2) الخبر أخرجه ثلاثتهم فى الصلاة: أبو داود فى: باب إذا وافق يوم الجمعة يوم عيد: 1/281؛ والنسائى فى: باب الرخصة فى التخلف عن الجمعة لمن شهد العيد: 3/158؛ وابن ماجه فى: باب ما جاء فيما إذا اجتمع العيدان فى يوم: 1/415.(3/56)
3192- روى الطبرانى من حديث حرام بن عثمان عنه، عن زيد بن أرقم. قال: لمّا أتى ابن زياد برأس الحسين جعل يجعل قضيباً معه فى عينه / وأَنْفه، فقلت: ارفع قضيبك فلقد رأيت فم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى موضعه» (1) .
(ثُمَامة بن عقبة المُحَلّمِىّ الكوفى عنه)
3193- حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش: أنَّ ثُمَامة بن عُقْبَة المُحَلّمِىّ قال: سمعت زَيْد بن أَرْقم يقول: قال لى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرجلَ من أَهْل الجنّةِ يُعْطَى قُوَّة مائة رجلٍ فى الأَكلِ والشُّربِ والشَّهْوة والجماع» ، فقال رجل من اليهود: فإِنَّ الذى يأكلُ ويَشْربُ تكون له الحاجةُ؟ قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «حاجةُ أَحدِهم عَرَقٌ يَفيِضُ من جِلْدِهِ، فإِذَا بطنه قد ضَمُر» (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/238، 234 وقال الهيثمى: فيه حرام بن عثمان وهو متروك. مجمع الزوائد: 9/195.
(2) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/371.(3/56)
3194- حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن ثُمامة بن عقبة، عن زيد بن أرقم. قال: «أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ من اليهود، فقال: يا أبا القاسم أَلَسْتَ تَزْعُم أَنَّ أهلَ الجنّةِ يَأْكُلُون فيها، ويَشْربون؟ ـ وقال لأَصْحَابه: إِنْ أقرَّ لى بهذه خَصَمتُهُ (1) ـ قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بلى والَّذى نَفْسى بِيَدَهَ إِنَّ أَحَدَهم لَيُعْطَى قُوّة مائة رَجُلٍ فى المَطْعَم والمشْرب والشَّهوة والجماع، فقال اليهودى: فإِنَّ الذى يَأكلُ ويَشْربُ تكون له الحاجة؟ قال: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: حَاجَةُ أحدهم عَرَقٌ يَفيضُ من جُلودِهم مِثْلُ رِيح المسْكِ، فإذا البطنُ قد ضَمُر» (2) .
رواه النسائى عن على بن حجر، عن على بن مسهر، عن الأعمش به (3) .
(حَديثٌ آخر)
3195- عن ثُمَامة بن عُقْبة، عن زيد بن أَرقم. قال: « [كان رجل يدخل على النبى - صلى الله عليه وسلم - فعَقَد له عُقداً، فوضعه فى] بئر رجل من الأنصار فكان يألم لذلك، فأتاه ملكان يَعُودانه فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه] ، فقال [أحدهما] لصاحبه: أتدرى ما وجعه؟ فلان [الذى يدخل عليه] عقد له عقداً [فألقاه فى] بئر فلان الأنصار [فلو أرسل رجلاً وأخذ العقد] لوجد الماء قد أصْفَرّ. قال: فبعث رجلاً، فأخذ العقد فحلها، فبرأ، وكان الرجل بعد ذلك يدخل على النبى - صلى الله عليه وسلم -، فما رآهُ فى وجهه، ولا حدث به» .
_________
(1) يقال: خاصمه فخصمه: من باب ضرب أى غلبه فى الخصومة. الصحاح.
(2) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/367.
(3) الخبر أخرجه النسائى فى التفسير فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/191.(3/57)
ورواه [الطبرانى] من حديث جرير وشَيْبان عن الأعمش عن ثُمَامة عن زيد به (1) .
(ثوير بن أبى فاختة عن زيد بن أرقم)
_________
(1) الخبر عبثت به أيدى النساخ، وسقط منه الكثير، وقد أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير من عدة طرق من حديث ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم. ويرجع إلى الطريقين اللذين أشار إليهما ابن كثير فيه: 5/201. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 6/281.(3/58)
3196- فى خطبة غدير خم: «من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» .
رواه الطبرانى من حديث سليمان بن قرم عن هارون بن سعد عن ثوير به (1) .
(حبيب بن أبى ثابت عنه)
3197- قال التّرمذى فى حديثه: / حدثنا عَلِىّ بن المنذر، حدثنا محمد بن الفضيل، حدثنا الأعمش، عن عطية، عن أبى سعيد، والأعمش عن حبيب بن أبى ثابت، عن زيد بن أرقم. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنّى تَارِكٌ فيكم مَا إِنْ تمسَّكْتُم به لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِى، أَحدُهما أَعظمُ من الآخر: كِتابُ الله حَبْلٌ مَمْدودٌ من السَّماء إلى الأَرض، وَعِتْرتى أَهْلُ بيتى، ولن يَتَفَرَّقَا حتى يَرِدَا عَلَىَّ الحوضَ، فَانْظُروا كيفَ تخلفونى فيهما» (2) ثم قال: حسنٌ غريب.
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/220. وفى إسناده ثوير بن أبى فاختة ضعيف رمى بالرفض لم يشهد له أحد بخبر فيما أورده الذهبى فى الميزان: 1/375.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب: باب فى مناقب أهل بيت النبىّ - صلى الله عليه وسلم -: صحيح الترمذى: 5/663.(3/58)
(حَبيب بن يَسَار الكندى الكوفى عنه)(3/59)
3198- حدثنا يحيى بن سَعِيد، عن يوسف بن صُهَيْب ووَكيعٍ. قال: حدثنا يوسف، عن حبيب بن يسار، عن زيد بن أرقم، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ لَمْ يأخذ مَنْ شَارِبِهِ فَلَيْس مِنَّا» (1) .
3199- رواه الترمذى عن محمد بن بَشَّار، والنسائى عن عبد الله بن محمد ابن إسحاق: كلاهما عن يحيى بن سعيد، ورواه من حديث عبيدة بن حميد زاد النسائى: حدثنا المعتمر، عن يوسف به وقال الترمذى: حسن صحيح (2) .
3200- حدثنا محمد بن عبيد وأبو المنذر، قالا: حدثنا يوسف بن صُهَيب. قال أبو المنْذر فى حديثه: قال: حدثنى حَبِيب بن يَسَار، عن زيد بن أرقم. قال: «لقد كنا نقرأ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ كان لاْبنِ آدم واديان من ذَهبْ وفضَّة لابْتَغى إليهما آخرَ، ولا يَمْلأُ بطنَ ابنِ آدم إلاَّ التُّرابُ، وَيُتوبُ الله على مَنْ تَاب» (3) تفرد به.
(حُوطٌ العَبِدىّ عَنْه)
3201- سألتُ زيدَ بن أَرقم عن لَيْلة القَدْرِ، فقال: «ما أشُكُّ وما أمترى أَنها ليلةُ سَبعَ عشرةَ، لَيْلة نَزلَ القرآن، ويوم الْتَقَى الجمْعَان» (4) .
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 3/366.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى الأدب باب ما جاء فى قص الشارب: 5/93؛ وأخرجه النسائى عن عبيدة بن حميد فى الطهارة: باب قص الشارب: المجتبى: 1/19؛ وعن عبد الله بن محمد بن إسحاق فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/192؛ وعن المعتمر بن سليمان فى الزينة: باب إحفاء الشارب: المجتبى: 8/112.
(3) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/368.
(4) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 5/225. وقال الهيثمى: وحوط، قال البخارى: حديثه منكر: مجمع الزوائد: 3/178؛ والخبر أخرجه البخارى فى التاريخ الكبير وعبارته هناك: هذا حديث منكر لا يتابع عليه: 3/91.(3/59)
(الخليل أو ابنُ الخليل عنه
يَأْتى فى ترجمة عبد الله بن الخليل)
(خَلِيفةُ بن الحُصَيْن عن زيد بن أَرْقم)(3/60)
3202- بقصة عبد الله بن أُبىّ، وأصحابه فى نزول القرآن فيهم الحديث بطوله رواه الطبرانى من حديث قيس بن الربيع عن الأغر بن الصباح عنه (1) .
(زِياد بن مُطَرّف عنه)
3203- قال الطبرانى: [حدثنا] علىّ بن سعيد الّرازى، حدثنا إبراهيم بن عيسى التنوخى، حدثنا يحيى بن يَعْلى الأَسْلمى، حدثنا عمّار بن زُرَيق، عن أَبى إسحاق، عن زياد بن مُطَرّف، عن زيد بن أرْقم ـ وربما لم يَذكرْ زيد بن أرقم ـ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مَن أحبَّ أن يحيا حياتى، ويموت موتى ويسكن جَنَّةَ الخُلْدِ التى وَعَدَنِى رَبِىّ فإن ربّى غَرسَ/ قَصباتِها بيده، فليتولَّ علىَّ بن أَبى طالبٍ، فإنه لن يُخْرجَكم مِنْ هَدْيى، ولَنْ يُدْخلكم فى ضَلاَلة» حديث منكر جدّاً وإسناده ضعيف (2) .
(زيدٌ القَصَّار عنه)
3204- قال: «جاء رجلٌ، فقال: يا رسولَ الله إنَّ ابنَ مسعود أَقرأَنِى سُورةً، وأَقْرأَنِيها أُبىُّ بن كعب، وأقرانيها زيد بن أرقم فاختلفت
_________
(1) الخبر أخرجه بتمامه الطبرانى فى المعجم الكبير: 5/222. والمراد بالقرآن سورة المنافقين. وفيه ضعف. مجمع الزوائد: 7/125.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/220. وقال الهيثمى: فيه يحيى بن يعلى الأسلمى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 9/108؛ الميزان: 4/415؛ المجروحين: 3/120.(3/60)
قراءتهم، فقراءة أيهم آخذ؟ فقال علىّ وهو إلى جانبه: لِيَقْرأْ كلُّ إنْسانٍ كما عُلّمَ، كلٌ حسنُ وجميل» .
رواه الطبرانى: من طريق عبيد الله بن موسى، عن عيسى بن القرطاس عنه (1) .
(سعد بن إياس: أَبو عمرو الشَّيْبْانى. سيأتى فى الكنى) (2)
(صُبَيح: مولى أُمّ سَلمة، ويقال: مَوْلَى زَيْد عنه) (3)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/224. قال الهيثمى: فيه عيسى بن قرطاس وهو متروك. مجمع الزوائد: 7/154.
(2) تهذيب التهذيب: 3/468.
(3) صبيح: مولى أم سلمة، ويقال مولى زيد بن أرقم، روى عنه وعنها رضى الله عنهما. تهذيب التهذيب: 4/409.(3/61)
3205- روى الترمذى وابن ماجه من حديث أسباط بن نصر، عن السدى، عن صبيح، عن زيد بن أرقم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعلىَ، وفاطمة، والحسن، والحسين: «أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُم سِلْم لمَن سَالَمتُم» .
ثم قال: حديث [غريب] لا نعرفه إلاَّ من حديث صُبَيح وليس بمعروف (1) .
قال شيخنا: وقد رواه ابن الحَجَّاف، عن مُسلم بن صُبَيْح، عن زيد بن أَرقم (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب: باب فضل فاطمة بنت محمد - صلى الله عليه وسلم -: 5/699، وما بين المعكوفين استكمال منه. وأخرجه ابن ماجه فى المقدمة: فضل الحسن والحسين ابنى على بن أبى طالب رضى الله عنهم: 1/52.
(2) قاله شيخة المزّى فى تحفة الأشراف: 3/193. ومن هذا الطريق أخرجه الحاكم فى المستدرك: 3/149.(3/61)
(طاوس اليمانى عنه)(3/62)
3206- حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جُرَيج، أخبرنى حَسَن بن مُسلم، عن طاوس. قال: قدم زَيْد بن أَرْقم، فقال له ابنُ عباس، يَسْتذْكِرُهُ: «كيف أَخْبَرْتَنى عن لَحْمٍ أُهْدىَ للنبىَ - صلى الله عليه وسلم -، وهو حَرَام؟ قال: نعم أَهْدَى له رَجلٌ عضواً مِنْ لَحْمِ صَيْدٍ فَرَدَّه، وقال: إنَّا لا نأكله إِنّا حُرُم» (1) .
رواه مسلم، والنسائى من حديث يحيى بن سعيد، زاد النسائى: وأبى عاصم كلاهما عن ابن جريج به (2) .
3207- حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، وابن بكر. قال: أخبرنا إبن جريج، أخبرنى حسن بن مسلم، عن طاوس قال: قدم زيد بن أرقم، فكان ابن عباس يستذكره: كيف أخبرتنى عن لحم؟ ـ قال ابن بكر: أهدى للنبى - صلى الله عليه وسلم - حراماً ـ وقال عبد الرزاق: أهدى للنبى - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: نعم أهدى له عضوٌ ـ قال ابن بكر: أهدى رجل عضواً من لحم صيد ـ فرده عليه، وقال: إنا لا نأكله إنا حُرُمٌ (3) .
(طَلحةُ بن يَزِيد أبو حَمْزة عنه)
3208- حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن عمرو/ ين مرة، عن طلحة: مولى قرظة، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما أَنْتم بِجُزْءٍ من مائة ألفِ جُزْءٍ مِمَّن يَرِدُ عَلَىَّ الحوض يومَ
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/367.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الحج: باب تحريم الصيد البرى المأكول للمحرم: 3/276؛ وأخرجه النسائى: باب ما لا يجوز للمحرم أكله من الصيد: 5/144.
(3) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/374.(3/62)
القِيَامةِ» . قال: فقلنا لِزَيْد: وكم أنتم يَوْمئذٍ؟ فقال: ما بين السّتمائة إلى السبعمائة (1) .
رواه أبو داود عن حفص بن عمر النّمرى عن شُعبة عن عَمْرو بن مرّة به (2) .
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/367.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى السنة: باب فى الحوض: 4/237.(3/63)
3209- حدثنا وَكيع، حدثنا شُعبة، عن عَمْرو بن مُرّة، عن أبى حَمزة مولى الأنصار، عن زَيْد بن أَرْقم. قال: «أَوَّل مَنْ أَسْلَم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علىّ» (1) .
رواه الترمذى، والنسائى من حديث شُعبة، وقال التّرمذى: حسنٌ صحيح (2) .
3210- حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مُرَّة قال: سمعت أبا حمزة (3) يحدث عن زيد بن أرقم قال «أول من صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَلِىُّ» . قال عَمْرو: فذكرت ذلك لإبْراهيم فأنكَر ذلك، وقال: أبو بكر (4) .
3211- حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة. قال سمعت أبَا حمزة مولى الأنصار. قال: سمعت زَيْد بن أَرْقم. قال: «كَّنا عِندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فى مَنْزِلٍ نَزَلوه فى مَسِيرةٍ، فقال: ما أَنتم
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/368.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب: مناقب على بن أبى طالب - رضي الله عنه -: 5/642. وفى الخبر: «قال عمرو بن مرة: فذكرت ذلك لإبراهيم النخعى فقال: أول من أسلم أبو بكر الصديق» . وأخرجه النسائى فى المناقب فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/194.
(3) أبو حمزة: هو طلحة بن يزيد الأيلى. تهذيب التهذيب: 5/29.
(4) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/368. وقد مرّ أن إبراهيم هو إبراهيم النخعى.(3/63)
بجزءٍ من مائة ألف جزءٍ ممن يرد على الحوض من أمتى» قال: قلت: كم كنتم يومئذ؟ قال: كنا سبع مائة أو ثمانمائة (1) .
رواه أبو داود عن حفص بن عمر، عن شعبة (2) .
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/369.
(2) تقدم تخريج الخبر عند أبى داود، ص62.(3/64)
3212- حدثنا حُسَين، حدثنا شُعْبة، عن، عمرو بن مرة، سمعت: أبا حمزة رجلاً من الأنصار، قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: «أول من صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَلِىٌّ» قال عمرو: فذكرت ذلك لإبراهيم، فأنكره وقال: أبو بكر (1) .
3213- حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبى حمزة، عن زيد بن أرقم. قال: «أول من أسلم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَلِىُّ بن أبى طالبٍ» ، فذكرت ذلك للنخعى، فأنكره، وقال: أبو بكر ـ - رضي الله عنه - ـ أول من أسلم مع النبى - صلى الله عليه وسلم - (2) .
3214- حدثنا عَفَّان، حدثنا شعبة. قال: عمرو بن مرة: أخبرنى: قال: سمعت أبا حمزة: أنه سمع زيد بن أرقم. قال: «كُنَّا مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى سَفَرٍ فَنَزَلَ مَنْزِلاً، فسمعته يقول: «مَا أنتم بِجُزْءٍ مِنْ مائةِ أَلْفِ جُزْءٍ مِمَّن يَرِدُ عَلَىَّ الحوضَ مِنْ أمَّتى» . قال: كم كنتم يومئذٍ؟ قال: سبعمائة أو ثمانمائة (3) .
3215- حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة. قال: سمعت أبا حمزة. قال: «قالت الأنصارُ: يا رسول الله إنَّ لكل نبىٍ
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/370.
(2) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/371.
(3) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/371.(3/64)
أتباعاً وإنا قد اتبعناك، فادع الله أن يجعل أَتْباعنا منَّا. قال: فَدَعَا لهم أَنْ يَجْعَلَ أَتْبَاعهم مِنهم» . قال/ فَنَمَيْتُ (1) ذلك إلى ابن أبى ليلى، فقال: زعم ذلك زيد يعنى ابن أَرقم (2) .
رواه البخارى عن آدم عن شعبة وعن محمد بن بشّار عن غندر عن شعبة (3) .
(عامر بن شَرَاحبيل الشَّعْبىّ عنه)
_________
(1) يقال: نميت الحديث أنميه إذا بلغته على وجه الإصلاح وطلب الخير. النهاية 4/178.
(2) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/373.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى مناقب الأنصار: باب أتباع الأنصار: 7/114، أخرجه من الطريقين فى الباب.(3/65)
3216- قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن زهير التُّسْتَرى، حدثنا محمد بن عبيد ابن ثعلبة، حدثنا أبو يحيى الحمانى، حدثنا عبد الأعْلى بن أبى المسَاور، عن الشعبى، عن زيد بن أرقم. قال: «أَرْسَلَنِى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبى بكر، فَبَشّرتُه بالجنة، ثم أرسلنى إلى عُمَر، فبشَّرتُهُ بالجنّة، ثم أَرْسلَنى إلى عُثمان، فبشرته بالجنة على بلوى تصيبه. قال: فأخذ [عثمان] بيدى، فانطلق حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله ما هذه البَلْوَى التى تُصِيبنى؟ فوالله ما تَعَنَّيتُ، ولا تَمَنَّيتُ، ولا مَسِستُ فرجى (1)
_________
(1) تعنيت: بالعين المهملة فى الطبرانى، ومجمع الزوائد، والنهاية: 4/111؛ وبالغين المعجمة فى خبر عن عثمان عند ابن ماجه: 1/113 من الغناء.
والتعنى: التطلى بالعنية وهو بول فيه أخلاط تطلى به الإبل الجربى. النهاية: 3/136.
والتمنى: التكذب تفعل من منى يمنى إذا قَدر لأن الكذب يقدر الحديث فى نفسه ثم يقوله. النهاية: 4/111.(3/65)
بيمينى منذ أسلمت، ولا زننيت فى جاهلية، ولا إسلام، فقال [له] : إِنَّ اللهَ مُقَمّصُكَ قَمييصاً، فَإِنْ أَرَادَكَ المنافقون عَلَى خَلْعِهِ فلا تَخْلَعْهُ» (1) .
(عامر بن وَاثِلة عنه ـ هو أبو الطُّفيل يأتى)
(عبد الأعلى عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/218. وقال الهيثمى: فيه عبد الأعلى بن أبى المساور، وقد ضعفه الجمهور، ووثق فى رواية عن يحيى بن معين، والمشهور عنه تضعيفه. مجمع الزوائد: 9/56.(3/66)
3217- حدثنا أَسْود بن عامر، حدثنا إسرائيل، عن عبد الأَعلى، قال: صَلَّيْتُ خَلْفَ زَيْد بن أَرْقم على جَنَازة، فكَّبر خَمْساً، فقام إليه أبو عيسى: عبد الرحمن بن أبى ليلى، فأخذ بيده، فقال: نسيت؟ قال «لا ولكن صليت خلف أبى القاسم خليلى - صلى الله عليه وسلم -، فكبر خمساً، فلا أتركها أبداً» (1) . تفرد به.
(عبد الله بن بريدة عنه)
3218- حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن مطر، عن عبد الله بن بريدة. قال: شك عبيد الله بن زيادة فى الحوض، فأرسل، إلى زيد بن أرقم، فسأله عن الحوض، فحدثه حديثاً مونقاً أعجبه، فقال له «سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: لا. ولكن حدَّثَنيه أخِى» (2) . تفرد به.
(عبد الله بن الحارث عنه)
3219- حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عاصم الأحول، عن عبد الله بن الحارث، عن زيد بن أرقم. قال: كان رسول
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/370.
(2) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/374.(3/66)
الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اللَّهم إِنّى أعوذُ بك من العَجْز، والكَسَل، والهَرَم، والجُبْن، والبُخْل، وعَذّاب القَبْر. اللَّهم آتِ نَفْسى تَقْوَاها، وزكّها أنتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاها. أَنتَ وَلِيّها ومَوْلاها. اللَّهم إِنِى / أعوذُ بك من قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، ونَفْسٍ لا تَشَبْعُ، وعِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ، ودَعْوَةٍ لاَ يُسْتَجَابُ لها» قال: فقال زيد بن أرقم: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُعَلّمُنَاهُنَّ، ونحنُ نعلمكموهن (1) .
رواه مسلم والنسَّائى من حديث عاصم (2) .
(عبد الله بن الخليل عنه)
_________
(1) () من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/371.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى الأدعية: 5/569؛ والنسائى فى: الاستعاذة من دعاء لا يستجاب: 8/252.(3/67)
3220- حدثنا سفيان بن عُيَنْنة، عن الأَجْلح، عن الشَّعْبى، عن عَبْد الله بن أبى الخليل، عن زَيْد بن أَرقم: أَنَّ نَفَراً وَطئوا امرأة فىطهر، فقال على ـ - رضي الله عنه - ـ لاثنين: أتطيبان نفساً لذا؟ فقالا: لا. فأقبل على الآخرين، فقال: أتطيبان نفساً لذا؟ فقالا: لا. فقال: أنتم شركاء متشاكسون، فقال: إنى مقرع بينكم، فأيكم قرع أغرمته ثلثى الدية، وألزمته الولد. قال فذكر ذلك للنبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: لا أعلم إلا ما قال على» (1) .
رواه أبو داود والنسائى من حديث الأجلح بن عبد الله الكندى به، وروياه من حديث شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن الشعبى، عن الخليل أو ابن الخليل، عن على موقوفاً.
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود من طرقه الثلاثة فى الطلاق: باب من قال بالقرعة إذا تنازعوا فى الولد: 2/281؛ والنسائى من طرق أربعة فى الطلاق أيضاً: باب القرعة فى الولد إذا تنازعوا فيه، وذكر الاختلاف على الشعبى فيه فى حديث زيد بن أرقم: 6/150، وأخرجه من طريق خامس عن أبى الخليل أو ابن أبى الخليل ولم يذكر زيد بن أرقم ولم يرفعه: 8/151. المجتبى.(3/67)
3221- حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا هشيم، أنبأنا الأجلح، عن الشعبى، عن أبى الخليل، عن زيد بن أرقم: «أن علياً أتى فى ثلاثة نفر إذ كان فى اليمن اشتركوا فى ولد، فأقرع بينهم، فضمن الذى أصابته القرعة ثلثى الدية، وجعل الولد له، قال زيد بن أرقم: فأتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته بقضاء على ـ - رضي الله عنه - ـ، فضحك حتى بدت نواجذه» (1) .
(حديث آخر)
3222- وقال أبو يعلى: حدثنا أحمد بن عيسى، حدثنا ابن وهب، أنبأنا عمر ابن قيس، عن عطاء، عن أبى الخليل، عن زيد بن أرقم، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّهُ سُئِلَ عن صِيَام عرفه فقال: «يكفّرِ السنةَ التى أنتَ فيها، والتى بَعْدَها» (2) . قال عُمَرُ بن قيس: وحدّثنى نافع: أّنَّ ابنَ عُمر كان يَعْرِفُ فَضْلَ عَرَفة ولكَّنهُ كانَ لا يَصُومُهُ لأَنَّهُ كان يسافر.
(عبد الله بن زيد بن أرقم عن أبيه)
3223- مرفوعاً: «من قال دبر كل صلاةٍ: سبحان رَبّكَ ربّ العِزَّ عَمّا يَصِفُون وسَلاَمٌ على المُرسَلين، والحمدُ للهِ ربّ العَالمين، فَقَد اكْتَالَ بالجريب الأَوْفَى من الأَجر» . رواه الطبرانى عن أَحمد بن رشْدِين، عن عَبْد المنعم بن بشير الأنصارى عن عبد الله بن محمد الأنسى، عن عبد الله بن زيد، عن أبيه به (3) .
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/374.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير من حديث أبى الخليل عن زيد بن أرقم: 5/228. وفى مسند الطبرانى رشدين بن سعد وفيه كلام وقد وثق. مجمع الزوائد: 3/190.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 5/240. وقال الهيثمى: فيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف جداً. مجمع الزوائد: 10/102.(3/68)
(عبد خير عنه)(3/69)
3224- «أُتَى علىّ باليمن فى ثلاثةٍ وَقَعوا على امرأةٍ» الحديث.
رواه أبو داود/ والنسائى عن خُشَيش بن اَصْرم، وابن ماجه عن إسحاق بن مَنْصور كلاهما عن عبد الّرزّاق، عن سفيان الثَّورى عن صالح الهَمْدَانى عن الشَّعبى (1) عنه وسيأتى.
(عبد الرَّحمن بن أَبى ليلى الكوفى عنه)
3225- حدثنا يحيَى بن سَعِيد، عن شُعْبة، حدثنى عَمْرو بن مُرّة، عن ابن أبى لَيْلى: أنَّ زيدَ بن أرقم كان يُكّبِر على جَنَائِزنَا أَرْبَعاً، وأَنَّهُ كَبَّرَ على جنازة خمساً، فسالوه، فقال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُكَبّرٍها، أو كَّبرها النبى - صلى الله عليه وسلم -» (2) .
رواه مسلم، وأبو داود، والترمذى، وابن ماجه من حديث شعبة به (3) .
3226- حدثنا حسين، حدثنا شعبة، أخبرنى عمرو بن مرة. قال: سمعت ابن أبى ليلى يحدث، عن زيد بن أرقم. قال: «كنا إذا جئناه قلنا: حدثنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: إِنَّا قّدْ كّبِرْنَا وَنَسِينَا،
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الطلاق: باب من قال بالقرعة إذا تنازعوا فى الولد: 2/281؛ والنسائى: باب القرعة فى الولد إذا تنازعوا فيه: 6/150؛ وفى القضاء فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/197؛ وأخرجه ابن ماجه فى الأحكام: باب القضاء بالقرعة: 2/786.
(2) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/367.
(3) الخبر أخرجوه فى الجنائز: مسلم فى: الصلاة على القبر: 2/621؛ وأبو داود: باب التكبير على الجنازة: 3/210؛ والترمذى: ما جاء فى التكبير على الجنازة: 3/326، وقال: حديث زيد بن أرقم حديث حسن صحيح؛ وابن ماجه: باب ما جاء فيمن كبر خمساً: 1/482؛ وأخرجه النسائى أيضاً: باب عدد التكبير على الجنازة: 4/59.(3/69)
والحديثُ عَنْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شَدِيدٌ» (1) .
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/370.(3/70)
3227- حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عَمرو بن مُرة، عن ابن أبى ليلى قال: قلنا لِزَيْد بن أرقم: حدثنا. قال: «كَبِرْنَا ونَسِينَا، والحَديِثُ عَنْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - شَدِيدٌ» (1) .
3228- رواه ابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن غندر [ومحمد بن بشار] : بُنْدار، عن ابن مهدى: كلاهما عن شعبة به (2) .
(حديث آخر)
3229- حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبى ليلى. قال: كان زيدٌ يكبر عل جنائزنا أربعاً، وإنه كبر على جنازة خمساً، فسألته فقال: «كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُكِّبٍرها» (3) .
3230- حدثنا عفان، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة. قال: سمعت ابن أبى ليلى. قال: قلنا لزيد بن أرقم حدثنا. قال: «كَبِرْنا، وَنَسِينَا، والحديثُ عَلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - شَديِدٌ» (4) .
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/370.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى المقدمة: باب التوقى فى الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: 1/11.
(3) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/372.
(4) الموطن السابق.(3/70)
(حديث آخر)(3/71)
3231- «قال الأنصار: يا رسول الله لكل نبى أتباع» الحديث كما تقدم فى ترجمة أبى حمزة طلحة بن يزيد عنه (1) .
(حديث آخر)
3232- «لمّا قال عبدُ الله بن أُبىّ ما قال جئتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتُهُ» الحديث.
علقه البخارى عقب رواية محمد بن كعب عنه، وقال ابن أبى زائدة عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عنه، وأسنده النسائى عن إسحاق بن إبراهيم، عن يحيى بن آدم، عن يحيى بن زكريا بن أبى زائدة به (2) .
(عبد الرّحمن بن مُطْعم: أبو المنهال عنه يأتى)
(عبد الرحمن/ بن مُلّ أبو عُثْمان النَّهْدى عنه)
3233- عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فى «التَّعوّذ من البُخل، والكَسَل، والعَجْز، والهَرَم، وعَذَاب القبر» رواه مسلم والنسائى من حديث عاصم
_________
(1) تقدم تخريج الحديث ص56، وهو عند أحمد: 4/363؛ وعند البخارى: 7/114. والإحالة إليه إذ فى نهاية الخبر قوله: «فنميت ذلك إلى بن أبى ليلى، فقال: زعم ذلك زيد ـ يعنى ابن أرقم» .
(2) الخبر أخرجه البخارى فى التفسير: باب قوله {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ} : 8/646.
وبيان قول المصنف يتضح بالرجوع إلى الحديث عند البخارى فقد روى الخبر عن «محمد بن كعب القرظى قال: سمعت زيد بن أرقم» إلى تمام الحديث، ثم قال عقيبه: «وقال ابن أبى زائدة، عن الأعمش، عن عمر، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن زيد بن أرقم، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -» .
اخرجه النسائى فى التفسير فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/198.(3/71)
الأحول عن عبد الله بن الحارث وأبى عثمان النهدى عن زيد بن أرقم كما تقدم (1) .
(عبد العزيز بن حكيم عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى الأدعية: 5/596؛ والنسائى فى الاستعاذة: 8/252. وقد تقدم تخريج الخبر. والخبر أخرجه الترمذى من حديث أبى عثمان، عن زيد بن أرقم مقطعاً وقال: هذا حديث حسن صحيح. صحيح الترمذى: الدعوات: 5/566.(3/72)
3234- حدثنا أسود بن عامر، أنبأنا جعفر الأحمر، عن عبد العزيز بن حكيم قال: «صَلَّيْتُ خَلْف زَيْد بن أَرْقم على جَنَازة، فكَّبر خَمْساً، ثم التفت فقال: «هكذا كَّبرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوْ نبيّكم - صلى الله عليه وسلم -» (1) تفرد به.
(عَبْد خَيْر الحضرمى عنه)
ولعلّه عبد الله بن أبى الخليل الذى مَضَى وكأَنَّ اسمه لم يُضْبَط (2) .
3235- حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن أجلح، عن الشعبى، عن عبد خير الحضرمى، عن زيد بن أرقم. قال: «كان على باليمن، فأتى بامرأة وطئها ثلاثة نفر فى طهر واحد، فسأل اثنين: أتقران لهذا بالولد؟ فلم يقرا، ثم سأل اثنين: أتقران لهذا بالولد؟ فلم يقرا، ثم سأل اثنين حتى فرغ: يسأل اثنين اثنين عن واحد، فلم يقروا، ثم أقرع بينهم،
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/371.
(2) ما ذهب إليه المصنف من اسمه لم يضبط هو الصواب، فقد ترجم البخارى لعبد الله بن خليل الحضرمى عن زيد بن أرقم عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فى القرعة، عن الشعبى وقال: لا يتابع عليه. وعن عبد الرزاق من طريق الشعبى أيضاً قال: عن عبد خير الحضرمى عن زيد، ثم ترجم لعبد الله بن أبى الخليل وقال: سمع علياً، ثم قال: وأحسبه قال بعضهم: ابن الخليل. التاريخ الكبير: 5/79، وهذا يؤكد الاضطراب فى ضبط اسمه. ويراجع أيضاً الميزان: 2/414، وقد أوضح هذا الاضطراب أيضاً العقيلى فى الضعفاء الكبير: 2/244.(3/72)
فألزم الولد الذى خرجت عليه القرعة، وجعل عليه ثلثى الدّية، فرفع ذلك إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فضحك حتى بدت نواجذة» (1) .
رواه أبو داود والنسائى عن خشيش بن أصرم، وابن ماجه عن إسحاق بن منصور: كلاهما عن عبد الرزاق، وقد تقدم فى رواية عبد الله بن أبى الخليل، ويأتى من رواية على بن ذرى عن زيد بن أرقم (2) .
(عطاء بن أبى رباح عنه)
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/373.
(2) الخبر أخرجه أبو داود والنسائى فى الطلاق: أبو داود فى: باب من قال بالقرعة إذا تنازعوا فى الولد: 2/281؛ والنسائى فى: باب القرعة فى الولد إذا تنازعوا فيه: 6/150؛ وأخرجه النسائى فى القضاء أيضاً كما فى تحفة الأشراف: 3/197؛ وابن ماجه فى الأحكام فى: باب القضاء بالقرعة: 2/786، كما تقدم ص60.
وفى المخطوطة: «على بن ذريح» والمشهور على بن ذرى الحضرمى كما فى المشتبه فى الرجال للذهبى ص286، وفيما بين يدينا من المعجم الكبير: على بن ذرى وفى خبر عنه: على بن ذريح. المعجم الكبير: 5/194. ويأتى فى المخطوطة بعد: «على بن ذريح، ولا خلاف فى ذلك إذ أن «ذرى» مرخم ذريح» .(3/73)
3236- حدثنا عفان ومؤمل، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا قيس بن سعد، عن عطاء: أن ابن عباس قال: «يا زيد بن أرقم أما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهدى له عضو صيد وهو محرم، فلم يقبله؟ قال: نعم» . قال مؤمل: «فرده النبى - صلى الله عليه وسلم -، وقال: إنا حرم؟ قال: نعم» (1) .
رواه أبو داود والنسائى من حديث حماد بن سلمة به (2) .
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/369.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى المناسك: باب لحم الصيد للمحرم: 2/180، وفى نسخة عنده: «عضد صيد» ، وأخرجه النسائى فى: باب ما لا يحوز للمحرم أكله من الصيد: 5/144.(3/73)
3237- حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا قيس، عن عطاء أن ابن عباس قال: «يا زيد بن أرقم. أما علمت أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أُهْدِى له عُضوُ صَيد وهو مُحْرمٌ فلم يقبله؟ قال: بلى» (1) . /
(حديث آخر)
3238- قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، حدثنا هارون ابن إسحاق الهمدانى، حدثنا المحاربى، عن سلام بن مسكين، عمن حدثه، عن عطاء، عن زيد بن أرقم. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ حَجَّ عَنْ أَبيه أو عن أُمِّهِ أَجْزَأ ذلك عنه وعنهما» (2) .
(حديث عطية العوفى عنه)
3239- حدثنا محمد بن ربيعة، عن خالد أبى العلاء الحفاف، عن عطية، عن زيد بن أرقم. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كيفَ أَنَعَمَ وصَاحِبُ القَرْن قد الْتَقَم القَرْنَ، وحَتَى جَبْهَته وأَصْغَى السَّمْعَ. مَتَى يُؤمر؟ قال: فَسَمعَ ذلك أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَشَقَّ عليهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قولوا حَسْبنا الله وَنِعْمَ الوكيل» (3) .
3240- حدثنا أبو أحمد، حدثنا خالد بن طهْمان أبو العلاء، عن عطية العوفى، عن أبى سعيد الخدرى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فذكر معناه (4) .
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/371.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/226. وقال الهيثمى: فيه راو لم يسم. مجمع الزوائد:
3/282.
(3) الحديث عن قرب النفخ فى الصور، أخرجه أحمد فى المسند من حديث زيد بن أرقم: 4/374. وقال الهيثمى: رجاله وثقوا على ضعف فيهم: 10/330.
(4) الموطن السابق.(3/74)
3241- حدثنا ابن نمير، حدثنا عبد الملك ـ يعنى ابن أبى سُليمان ـ، عن عطية العوفى قال: سألتُ زيد بن أرقم فقلت له: إن خَتَناً لى حدثنى عنك بحديث فى شأن علىّ ـ - رضي الله عنه - ـ يوم غدير خم (1) ، فأنا أحب أن أسمعه منك، فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم، فقلت له: ليس عليك منى بأس، فقال: نعم كنا بالجحفة، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلينا ظهرا، وهو آخذ بعضد علىٍّ ـ - رضي الله عنه - ـ، فقال: «أَيُّها الناس، أَلَستُم تَعْلمونَ أَنّى أَوْلَى بالمؤمنين من أَنْفُسِهم؟ قالوا: بلى. قال: فمَن كنتُ مَوْلاه فعلىٌّ مَوْلاه» ، قال: فقلتُ له: هل قال: اللَّهمَّ وَالِ مَنْ وَالاه وعَادِ مَنْ عَادَاهُ؟ قال: إنما أخبرك كما سمعت (2) .
(على بن ذريح الحضرمى) (3)
عن علىّ فى الثلاثة نفر الذين وقعوا على امرأة فى طهر واحد، وتنازعوا فى الولد، كما تقدم فى رواية ابن الخليل، وعبد خير. عنه رواه الطبرانى من طريق محمد بن سالم عن عامر الشعبى عنه به (4) .
(علىَ بن ربيعة عنه)
3242- حدثنا أسود بن عامر، حدثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن على بن ربيعة، قال: لقيت زيد بن أرقم، وهو داخل على
_________
(1) غدير خم: موضع بين مكة والمدينة تصب فيه عين ماء، وذكر ياقوت أسباباً كثيرة لتسميته ونقل عن الحازمى قوله: «خم واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير، وعنده خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» . النهاية: 1/322؛ معجم البلدان: 2/389.
(2) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/368.
(3) تقدم الاختلاف فى ضبط اسمه، وما رجحناه من أن «ذرى» مرخم ذريح.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 5/195، وقد تقدم ص57، 58، 63.(3/75)
المختار (1) ، أو خارج من عنده، فقلت له: أسمعت رسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنِّى تاركٌ فيكم الثّقلَين» ؟ قال: نعم. تفرد به (2) .
(حديث آخر عنه) /
_________
(1) المختار بن أبى عبيد الثقفى: قال الذهبى: لا ينبغى أن يروى عنه شىء لأنه ضال مضل وهو صاحب الكوفى شيعى متطرف. يراجع تاريخ الطبرى/ ج5؛ الميزان: 4/80.
(2) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/371.(3/76)
3243- قال البزار: حدثنا ميمون بن الأصبغ النصيبى، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا حسام بن مصك، عن قتادة، عن على بن ربيعة، عن زيد بن أرقم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «نِعْمَ المرُ بِلاَلٌ، وهو سَيٍدّ الشُّهداء والمؤّذّنِون أَطْولُ النّاسِ أَعْنَاقاً يومَ القيامِة» .
ثم قال: تفرد به حسام بن مصك وهو بصرى روى عنه جماعة واحتملوا حديثه (1) .
(عمرو بن دينار عنه)
3244- قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، حدثنا أبو بكر ابن أبى شيبة، حدثنا شبابة، عن المغيرة بن مسلم، عن عمرو بن دينار عن زيد بن أرقم. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المرأَةُ لاَتُؤَدِى حقَّ الله عَلَيها حَّتى تُؤَدّى حَقَّ زَوْجِها كله لو سألها وهى على ظَهر قَتَب لم تمنَعْهُ نَفْسَها» (2) .
_________
(1) كشف الأستار: 3/254، غير أنه قال: «عن الحسن بن ربيعة» وما عند المصنف أقرب إلى الصواب. وحسام بن المصك بن ظالم قال ابن حبان: يقال له ابن شيطان. يروى عن أبى معشر وقتادة. كان كثير الخطأ فاحش الوهم حتى خرج عن حد الاحتجاج به. المجروحين: 1/272؛ الميزان: 1/477.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/227. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح خلا المغيرة بن مسلم وهو ثقة، مجمع الزوائد: 4/308؛ والقتب للجمل كالإكاف لغيره. ومعناه الحث لهن على طاعة أزواجهن. النهاية: 3/227.(3/76)
(عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعى عنه يأتى)
(القاسم بن عوف الشيبانى الكوفى عنه)(3/77)
3245- حدثنا وكيع، حدثنا هشام الدَّستوائى عن القاسم بن عوف الشيبانى، عن زيد بن أرقم. قال: «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أهل قباء وهم يصلون الضحى، فقال: «صَلاة الأَوَّابين إذَا رَمِضَت الفِصَال من الضُّحَى» (1) .
3246- حدثنا إسماعيل بن عُليّة، أنبأنا أيوب، عن القاسم الشيبانى: أن زيد ابن أرقم رأى قوماً يصلون فى مسجد قباء من الضحى، فقال: أما لقد علموا أن الصلاة فى غير هذه الساعة أفضل؟ إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ صَلاةَ الأَوّابين حين تَرْمَضُ (2) الفِصَال من الضُّحَى» وقال مرّة: «وأُناسٌ يُصَلُّون» (3) . رواه مسلم عن أبى بكر بن أبى شيبة، وإبراهيم: كلاهما عن إسماعيل بن عُلَّية عن أيوب، ومن حديث هِشام الدّستوائى كلاهما عن القاسم به.
3247- حدثنا أسباط، حدثنا سعيد، وعبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، عن القاسم الشيبانى، عن زيد بن أرقم. قال: قال رسول الله
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/366. ومعنى رمضت الفصال أن تحمى الرمضاء وهى الرمل فتبرك الفصال من شدة حرّها وإحراقها أخفافها والفصال: جمع فصيل من أولاد الإبل. النهاية: 1/103، 2/203.
(2) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/367.
(3) ما بين أيدينا من صحيح مسلم: زهير بن حرب وابن نمير قالا: حدثنا إسماعيل هو ابن علية، وطريق آخر: زهير بن حرب: حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن أبى عبد الله، وليس فى الطريقين ذكر لأبى بكر بن أبى شيبة: باب صلاة الأوابين حين ترمض الفصال: 2/400، 401.
ولكن ما فى تحفة الأشراف يؤكد ما أورده المصنف: 3/201، ولعل خطأ وقع فى المطبوعة.(3/77)
- صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ هذه الحُشُوشُ (1) مُحْتَضره فإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُم أَنْ يَدخُل فَلْيَقُلْ اللَّهمَّ إِنِّى أَعُوذُ بك من الخُبْث والخبائِث» (2) . رواه أبو داود وابن ماجه من حديث سعيد بن أبى عروبة به، ورواه شعبة عن قتادة عن النضر/ بن أنس، عن زيد مرفوعا (3) .
_________
(1) الحشوش: بضم الحاء المهملة وشينين معجمتين يعنى الكتف ومواضع قضاء الحاجة الواحد حش بالفتح، وأصله من حش البستان، لأنهم كثيراً ما يتغوطون فى البساتين. النهاية: 1/230؛ ومعنى محضرة: يحضرها الجن والشياطين. النهاية: 1/236.
(2) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/373.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الطهارة: باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء: 1/2، أخرجه من طريق شعبة عن قتادة. وأخرجه ابن ماجه فى الطهارة وسننها فى الباب: 1/108، من طريق سعيد عن قتادة، ومن طريق قتادة عن النضر عن زيد بن أرقم.(3/78)
3248- حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، عن القاسم الشيبانى، عن زيد بن أرقم: أن نبى الله - صلى الله عليه وسلم - أتى على مسجد قباء أو دخل مسجد قباء بعدما أشرقت الشمس، فإذا هم يصلون فقال: «إِنَّ هذهِ صلاةُ الأَوَّابين كَانُوا يُصَلُّونَها إِذَا رَمِضَت الفِصَال» (1) .
(حديث آخر)
3249- قال البزار: حدثنا إبراهيم بن هانئ، حدثنا عبد الله بن يزيد الدمشقى، حدثنا صدقة بن عبد الله، عن سعيد بن أبى عروبة، عن قتادة، عن القاسم بن عوف الشيبانى، عن زيد بن أرقم. قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل إلى الشام، فلما قدم قال: يا رسول الله إنى رأيت أهل الكتاب يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم. ألا نسجد لك؟
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/374.(3/78)
فقال: «لا، ولو كنتُ آمِراً أَحداً أَنْ يَسْجدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ المرأَةَ أَنْ تَسْجدَ لِزَوْجِهَا» (1) .
ثم رواه من وجه آخر عن صدقة ـ قال: وليس بالقوى وقد كتب عنه أهل العلم ـ قال: وروى عن القاسم عن ابن أبى أوفى، وعن القاسم عن ابن أبى ليلى عن معاذ (2) .
(قُطْبة بن مالك عنه)
_________
(1) كشف الأستار: 2/179. وقال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى فى الكبير والأوسط، وأحد إسنادى الطبرانى رجاله رجال الصحيح خلا صدقة بن عبد الله السمين: وثقة أبو حاتم وجماعة، وضعفه البخارى وجماعة. مجمع الزوائد: 4/310؛ ويراجع المعجم الكبير للطبرانى: 5/236.
(2) الموطن السابق.(3/79)
3250- حدثنا وكيع، حدثنا مسعر، عن أبى أيوب مولى لبنى ثعلبة، عن قطبة بن مالك. قال: سب أمير من الأمراء عليا ـ - رضي الله عنه - ـ فقام زيد بن ارقم، فقال: «أما إن قد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن سب الموتى، فلم تسب عليا وقد مات» (1) . تفرد به.
3251- حدثنا محمد بن بشر، حدثنا مسعر، عن الحجاج مولى بنى ثعلبة، عن قطبة بن مالك، عن زياد بن علاقة، قال: نال المغيرة بن شعبة من علىٍ فقال له زيد بن أرقم: قد علمتَ أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينهى عن سب الموتى، فلم تسب عليًّا، وقد مات ـ - رضي الله عنه - ـ» (2) . تفرد به.
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/371.
(2) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/369.(3/79)
(محمّدُ بن كَعْب الُقرَظىّ عنه)(3/80)
3252- حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن محمد بن كعب القرظى، عن زيد بن أرقم. قال: كنت مع رسول الله - رضي الله عنه - فى غزوة، فقال
عبد الله بن أبى: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. قال:
فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته. قال: فحلف عبد الله بن أبى أنه لم يكن شىءٌ
من ذلك. قال: فلامنى قومى، وقالوا: ما أردت إلى هذا؟ قال: فانطلقت فنمت
كئيباً أو حزينا. قال: فأرسل إلى نبى الله - صلى الله عليه وسلم - /، أو أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:
«إنَّ اللهَ قَدْ أَنْزَلَ عُذرك وصَدَّقَك. قال: فنزلتْ هذه الآية {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لاتُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْقَضُّوا} حتى بلغ {لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ} (1) .
رواه البخارى، والترمذى، والنسائى من حديث شعبة (2) .
3253- حدثنا هاشم، حدثنا شعبة، عن الحكم. قال: سمعت محمد بن كعب القرظى قال: سمعت زيد بن أرقم قال: «لما قال عبد الله بن أُبَىّ ما قال: «لا تنفقوا على من عند رسول الله» ، أو قال: «لئن رجعنا إلى المدينة» قال: فسمعته، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت ذلك له. قال: فلامنى ناس من الأنصار قال: وجاء هو فحلف ما قال ذاك، فرجعت إلى المنزل فنمت. قال: فأتانى رسولُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أو بلغنى، فأتيت النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن الله عز وجل قد صدقك، وعذرك،
_________
(1) الآية 8، سورة المنافقين.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى التفسير: باب قوله {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ} : 8/646؛ والترمذى (فى تفسير سورة المنافقين) ، وقال: هذا حديث حسن صحيح: 5/417؛ والنسائى فى التفسير فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/201.(3/80)
فنزلت هذه الآية {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّه} .(3/81)
3254- قال عبد الله: حدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبى، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن محمد بن كعب القرظى، عن زيد بن أرقم عن النبى - صلى الله عليه وسلم - نحوه (1) .
3255- حدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبى، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبى حمزة (2) ، عن زيد بن أرقم، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - نحوه (3) .
(مُرَقّع التميمى عنه)
3256- «صليت مع زيد بن أرقم على جنازة، فكبر خمساً، ثم قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جنازةٍ، فكبر خمساً، فلا أتركها أبداً» . رواه الطبرانى من حديث ليث بن أبى سليم عنه (4) .
(معاوية عنه)
3257- حدثنا سليمان بن داود، حدثنا شعبة، عن أبى عبد الله الشامى، قال: سمعت معاوية يخطب يقول: يا أهل الشام حدثنى الأنصارى ـ قال شعبة يعنى زيد بن أرقم ـ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تَزَالُ طائفةٌ من أُمَّتى على الحقِّ ظَاهِرين، وإِنّى لأَرْجو أَنْ تكونوا هم يا أهلَ الشام» (5) .
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/370.
(2) أبو حمزة: هو محمّد بن كعب القرظى. تهذيب التهذيب: 9/420.
(3) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/37.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 5/225.
(5) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/369.(3/81)
(ميمون أَبو عَبْد الله عنه)(3/82)
3258- حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن ميمون أبى عبد الله، عن زيد بن أرقم. قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبواب شارعة فى المسجد. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً: «سُدُّوا هذه الأَبْوابَ إِلاَّ/ بَابَ عَلى» قال: فتكلّم فى ذلك النّاسُ. قال: فقامَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «فحمّدَ اللهَ وأَثْنَى عليه، ثم قال: أَمّا بعد فإِنى أُمِرْتُ بِسَدّ هذه الأبوابِ غَيْرَ باب علىّ، فقال فيه قَائلكم، وإِنِى والله ما سددتُ شَيْئاً، وَلاَ فَتَحُتهُ، ولكنِى أُمِرت بِشَىْءٍ فَاتَّبعْتُهُ» (1) تفرد به.
3259- حدثنا أبو داود، حدثنا شُعبة، عن خالد الحذاء. قال: سمعت أبا عبد الله مَيْموناً يحدث عن زيد بن أرقم: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أمَرهم أنْ يَتَدَاوَوْا مِنْ ذات الجَنْب بالعُود الهندىّ والزيت» (2) .
رواه الترمذى والنسائى عن بُنْدار، عن أبى داود الطَّيالسى عن شُعْبة. وأَخْرجاه من حديث قَتَادة، عن أبى عبد الله بن ميمون به.
ورواه ابن ماجه عن عبد الرحمن بن عبد الوهاب، عن يعقوب بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن ميمون عن أبيه به، وقال الترمذى: حسن صحيح.
ولفظهم: «أنه كان ينعت الزيت والورس من ذات الجنب» (3) .
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/369.
(2) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/369. وذات الجنب: هى الدبيلة والدمل الكبيرة التى تظهر فى باطن الجنب وتنفجر إلى داخل، وقلما يسلم صاحبها. النهاية: 1/181.
(3) الخبر أخرجه الترمذى فى الطب، عن محمد بن بشار من طريق قتادة عن أبى عبد الله (ميمون) عن زيد بن أرقم، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وعن رجاء العدوى من طريق شعبة عن خالد الحذاء عنه به، وقال: حسن غريب صحيح لا نعرفه إلا من حديث ميمون عن زيد بن أرقم ـ الطب: ما جاء فى دواء ذات الجنب: 4/407.
وأخرجه النسائى فى الطب فى الكبرى كما فى تحفة الاشراف من طريق محمد بن بشار عن أبى داود عن شعبة: 3/202؛ وأخرجه ابن ماجه: باب دواء ذات الجنب: 2/1148.(3/82)
3260- حدثنا سفيان، حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبى عبيد، عن ميمون أبى عبد الله. قال: قال زيد بن أرقم ـ وأنا أسمع ـ: نزلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوادٍ يقال له وادى خُمّ، فأمر بالصلاة، فصلاها بهجير قال: فخطبنا وظلل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثوبٍ على شجرة سمرةٍ من الشمس فقال «ألستم تعلمون أوْ ألستم تشهدون أنى أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال فمن كنت مَوْلاه فإن عليًّا مولاة. اللهم وَالٍ مَنْ وَلاه وعَادٍ مَنْ عَادَاه» (1) . تفرد به.
3261- حدثنا على بن عبد الله، حدثنا معاذ، حدثنى أبى، عن قتادة، عن أبى عبد الله، عن زيد بن أرقم. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينعت الزيت، والورس من ذات الجنب قال قتادة: يلده من جانبه الذى يشتكيه (2) .
3262- حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعْبة، عن ميمون أبى عبد الله قال: كنت عند زيد بن أرقم، فجاء رجل من أقصى الفسطاط، فسأله عن داء فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَلَسْتُ أَوْلَى بالمؤمنين من أَنْفسهم؟ قالوا: بَلى، قال: مَنْ كنتُ مَوْلاه فعلىٌّ مَوْلاَ» .
قال ميمون: فحدّثنى بعض القوم عن زيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالك «الَّلهمَّ وَالِ مَنْ وَلاهُ وعَادِ مَنْ عاداه» (3) تفرد به.
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/372.
(2) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/372. والورس نبت أصفر يصبغ به ويلد به: يسقاه فى أحد شدقى الفم. تراجع النهاية: 4/55، 204.
(3) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/372.(3/83)
3263- حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن ميمون أبى عبد الله قال: سمعت زيد بن أرقم قال: «غزا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - تسعَ عَشْرةَ غَزْوَةً، / وغزوت معه سبع عشرة غزوة» (1) . تفرد به من ذا الوجه.
(حديث آخر)
3264- رواه الطبرانى من حديث عوف وغيره، عن ميمون أبى عبد الله، عن زيد بن أرقم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعلى: «أَنْتَ مّنِى بمنزِلةِ هارون من موسى» (2) .
(النَّضْر بن أنس بن مالك الأنصارى البَصْرى عنه)
3265- حدثنا سُليمان بن داود، حدثنا شعبة، عن قتادة، سمعت النضر بن أنس يحدث عن زيد بن أرقم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الَّلهمَّ اغْفِر للأَنصار، ولأبناء أبناء الأنصار» (3) .
رواه مسلم من حديث شعبة (4) .
3266- حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حمَّاد بن سلمة، عن على بن زيد، عن النضر بن انس: أن زيد بن أرقم كتب إلى أنس بن مالك زمن الحرة يعزيه فيمن قتل من ولده وقومه، وقال: أبشرك ببشرى من الله عز وجلّ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الّلهمَّ اغْفْرِ للأَنصار،
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/374.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى من طريق عوف عن ميمون ومن طريق هارون بن سعد عن ميمون، المعجم الكبير للطبرانى: 5/230. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى بإسنادين فى أحدهما ميمون أبو عبد الله البصرى. وثقة ابن حبان، وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 9/111.
(3) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/369.
(4) الخبر أخرجه مسلم فى الفضائل: من فضائل الأنصار: 5/375.(3/84)
ولأَبناءِ الأنصار، ولأَبناءِ أبناءِ الأنصار، وأغْفِرْ لِنِسَاءِ الأنصار، ولِنِساءِ أبناء الأَنصار، ولِنِساءِ أبناءِ أبناءِ الأنصار» (1) .
رواه الترمذى عن أحمد بن منيع، عن هشيم، عن على بن زيد به، وقال: حسن صحيح (2) .
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/370.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب: باب فى فضل الأنصار وقريش: 5/712.(3/85)
3267- حدثنا محمد بن جعفر، عن شُعبة وحَجّاج. قال: حدّثنى شُعبةُ، عن
قتادة، عن النَّضْر بن أنس، عن زَيْد بن اَرْقم. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الَّلهمَّ اغْفِرْ للأنصار، ولأَبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار» (1) .
حدثنا ابن مهدى، حدثنا شعبة، أخبرنى قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد ابن ارقم: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكر مثله (2) .
3268- حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، وحجاج. قال: حدثنى شعبة،
عن قتادة عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ هذه الحُشُوش مُحْتَضرةٌ، فإِذا دَخَلَ أحدُكم، فَلْيقُل: الَّلهمَّ إِنِى أَعوذُ بك من الخُبْثِ والخَبائِث» (3) .
وكذا رواه أبو داود، والنسائى، وابن ماجه من حديث شعبة. زاد النسائى: وسعيد بن أبى عروبة: كلاهما عن قتادة به (4) .
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/372.
(2) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/372، وقد ورد هذا الخبر فى المخطوطة متأخراً عن مكانه مفصولاً بالحديث الآتى بعد فأعدناه إلى مكانه كما هو فى المسند.
(3) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/369.
(4) الخبر أخرجه أبو داود من حديث شعبة: باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء: 1/2؛ وابن ماجه من حديثه فى الباب: 1/108؛ والنسائى من طريق شعبة، وسعيد بن أبى عروبة فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 3/202.(3/85)
وقد تقدم من رواية شعبة عن قتادة عن القاسم بن عوف عن زيد بن
أرقم (1) .
_________
(1) يرجع إليه ص77.(3/86)
3269- حدثنا ابن مهدى، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم: أن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ هذه الحشُوشَ مُحتضَرَةٌ، فإِذَا دَخَلَ/ أحدُكم الخلاءَ فَلْيقُلْ أَعوذُ باللهِ من الخُبْثِ والخَبائِث» (1) .
رواه الطبرانى من طريق سعيد بن أبى عروبة، عن قتادة به «إن هذه الحشوش محتضرة فإذا دخل أحدكم الغائط فليقل: أعوذ بالله من الرجس النجس: الشيطان الرجيم» (2) .
(نُفّيْع: أبو داود النخعى عنه يأتى)
[يحيى بن جعدة عنه] (3)
3270- قال البزار: حدثنا الفضل بن سهل، حدثنا عبيد بن إسحاق، حدثنا كامل بن العلاء، حدثنا حبيب بن أبى ثابت، عن يحيى بن جعدة، عن زيد بن أرقم. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما بَعَثَ اللهُ نَبِيًّا قَطّ إلاّ عاشَ نِصْفَ الذى عاشّ النبىُّ الذى كان قَبْلَهُ» . ثم قال البزار: لا يروى إلا بهذا الإسناد (4) .
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/373.
(2) ما بين أيدينا من المعجم الكبير: 5/232، هذا اللفظ من حديث شعبة عن قتادة عن النضر. وأما رواية سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن النضر فليس فيها ذكر الشيطان الرجيم.
(3) من السهو الذى وقع فيه النساخ فى هذا المكان أن قدموا ترجمة «نفيع أبو داود النخعى» عن ترتيبها وأسقطوا ترجة يحيى بن جعدة. ويراجع بشأنهما تهذيب التهذيب: 10/470، 11/192.
(4) كشف الأستار: 3/101.(3/86)
3271- وقد رواه الطبرانى عن علىّ بن عبد العزيز، عن أبى نعيم، عن كامل أبى العلاء به. وزاد أنه قال: ذلك فى خطبة غدير خم، وذكر فيها «من كنت مولاه فعلى مولاه» .
3272- وقوله: «إِنى تَاركٌ فيكم الثقلين» (1) . قلت: وهو حديث منكر جداً ومن ضعفه أن يكون عيسى بن مريم [- عليه السلام -] قد عُمر قبل رفعه مائة وستًّا وعشرين سنة، وهذا خلاف المشهور من أنه رفع وله ثلاث وثلاثون سنة، ثم إذا ضعف هذا العدد على هذا الوجه أدى إلى تضعيف أعداد لا تنحصر، ولو لم يضعف إلا بأعداد الرسل الذين عدتهم كما جاء فى حديث أبى ذر فى صحيح ابن حبان ثلاثمائة وثلاثة عشر، دع أعداد الأنبياء، كما ورد فى حديثه مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً (2) .
هذه رقعة الشطرنج التى أولها واحد إذا ضوعفت إلى أربع وستين ضعفاً، فلا يكاد يضبطه اللفظ، ولا الذهن من ألوف ألوف الألوف، فكيف بما أوله ستون، أو ثلاث وستون، أو خمس وستون ثم يضاعف إلى المئات، أو ألوف، أو مائة ألف مرة أو أزيد لكانت الدنيا كلها لا تتسع لِعُشْر عُشْرِ عُشْرِ كذا كذا مرةً من ذلك والله أعلم. / وما نشَأَ إلا هذا إلاَّ من تقدير صحة (3) هذا الحديث، فليس هو بصحيح من جهة متنه ولا من جهة سنده أيضاً، لان عبيد بن إسحاق العطار ضعفه الجمهور، وتابعه
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/192، ولفظه عنده: «وإنى تارك فيكم ما لن تضلوا بعده» ولكنا نرجح أن رواية المصنف أثبت إذ أن الحاكم أخرجه من حديث حبيب بن أبى ثابت عن أبى الطفيل عن زيد بن أرقم باللفظ الذى أورده ابن كثير. والخبر بتمامه أخرجه فى المستدرك وصححه ولم يعقب عليه الذهبى فى التلخيص: 3/109.
(2) الخبر صححه ابن حبان كما قال ابن حجر فى فتح البارى: 6/381.
(3) كأن ابن كثير يشير إلى تصحيح الحاكم للحديث وترك الذهبى التعقيب عليه كما تقدم.(3/87)
غيره (1) ، فالله أعلم. وكذلك كامل هذا قد تكلّم فيه آخرون والله أعلم (2) .
(يزيد بن حيان التيمى الكوفى عنه)
_________
(1) عبيد بن إسحاق العطار: يقال له: عطار المطلقات. قال البخارى: عنده مناكير، وقال الأزدى: متروك الحديث، وقال ابن عدى: عامة حديثه منكر، وأما أبو حاتم فرضيه وهذا أحسن أقوال الأئمة فيه.
الميزان: 3/18؛ المجروحين: 2/176؛ التاريخ الكبير: 5/441؛ الضعفاء الكبرى للعقيلى: 3/115.
(2) كامل بن العلاء: أبو العلاء الكوفى. قال ابن حبان: كان ممن يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل من حيث لا يدرى، فلما فحش ذلك من افعاله بطل الاحتجاج بأخباره. ووثقه ابن معين، وقال النسائى ليس بالقوى، وكان ابن مهدى لا يحدث عنه شيئاً قط. المجروحين: 1/226؛ الميزان: 3/400؛ التاريخ الكبير: 7/244.(3/88)
3273- حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أبى حيان التيمى، حدثنى يزيد بن حيان التيمى. قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم (1) إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً، رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت معه، لقد رأيت يا زيد خيراً كثيراً، حدثنا ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال يا ابن أخى والله لقد كبرت سنى وقدم عهدى، ونسيت بعض الذى كنت أعى من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما حدثتكم فاقبلوه، وما لا فلا تكلفونيه. [ثم] قال: «قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَوماً خَطِيباً فِينَا بماءٍ يُدْعَى خُمًّا بينَ مكَّةَ والمدينةِ، فحمِدَ الله، وأَثْنَى عليه، ووعظ، وَذَكَّر، ثم قال: أَمَّا بَعْدُ أَيُّها الناس إِنَّمَا أَنا بَشرٌ يُوشِكُ أَنْ يأْتِيَنى رسولُ رَبّى، فَأُجِيبَ، وإِنِّى تاركٌ فيكم ثَقَلَيْن: أَوَّلهُما كتابُ الله عَّز وجلّ فيه الهدّى، والنُّورُ، فخُذُوا بِكتابِ اللهِ واسْتَمْسِكُوا به، فَحَثَّ على كتابِ الله، ورَغَّبَ فيه،
_________
(1) يقال له: عمرو بن مسلم أيضاً. تهذيب التهذيب: 8/104.(3/88)
وقال: وأَهْلُ بَيْتى أُذكِّركم الله فى أهلِ بَيْتى، أُذكِّركم اللهَ فى أَهْلِ بَيْتى، أُذكِّركم الله فى أَهْلِ بَيْتى، فقال لُه حُصَيْن: ومَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يا زَيْد؟ أَليسَ نِسَاؤُهُ من أهل بيِتِه؟ قال: إِنَّ نِساءَهُ مِنْ أَهْلِ بيِتِه، ولكنَّ أَهْلَ بَيِتِه مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ. قال: ومَن هم؟ قال: هم آل علىّ، وآل عُقَيلٍ، وآل جَعْفر، وآل عَبَّاسٍ. قال: أَكُلُّ هؤلاء حُرِمَ الصَّدّقَةَ؟ قال: نعم» .(3/89)
3274- قال يزيد بن حيان: حدثنا زيد بن أرقم فى مجلسه ذلك. قال: بعث إلى عبيد الله بن زياد، فأتيته فقال: ما أحاديث تحدثها وترويها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا نجدها فى كتاب الله؟ تحدث أن له حوضا فى الجنة. قال: قد حدثناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ووعدناه. قال: كذبت ولكنك شيخ قد خرقت. قال: إنى قد سمعته أذناى، ووعاه قلبى من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ كَذَبَ علىَّ مُتَعَمّداً فَليتبوَّأْ مَقْعَدَهُ/ من جَهَنم» ، وما كذبت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
3275- وحدثنا زيد فى مجلسه قال: «إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار حتى يكون الضرس من أضراسه كأحد» (1) .
3276- رواه مسلم، وأبو داود، والنسائى من حديث أبى حيان به.
3277- ورواه مسلم أيضاً عن محمد بن بكار، عن حسان بن إبراهيم، عن سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان به (2) .
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/366.
(2) الخبر أخرجه مسلم بتمامه عن زهير بن حرب وشجاع بن مخلد، وعن محمد بن بكار ومن طرق أخرى فى الفضائل: من فضائل على بن أبى طالب - رضي الله عنه -: 5/272، 273، 274؛ وأخرجه النسائى فى الفضائل فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/203.(3/89)
3278- ولفظ أبى داود مختصر: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبهم فقال: «أمَّا بعد» (1) .
3279- حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم. قال: «سحر النبى - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ مِن اليهودِ، فاشْتكَى ذلك أَيَّاماً قال: فجاءَهُ جبريلُ ـ - عليه السلام - ـ، فقال: إِنَّ رجلاً من اليهود سَحَرَكَ، عَقَدَ لكَ عُقّداً عُقَداً فى بئر كَذَا وكَذَا، فأَرْسِلْ إليها مَنْ يَجىء بها، فبعَثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عليَّا، فاسْتَخْرجها، فجاء بها، فَحَّللها، قال: فقام رسولُ - صلى الله عليه وسلم - كأَنَّمَا نُشِطً (2) من عِقَال، فَمَا ذَكرَ ذلك لليهودىّ، ولا رآه فى وَجْهِهِ قط حتى مات» (3) .
رواه النسائى عن هناد، عن أبى معاوية (4) .
(أبو إسحاق السَّبيعى عنه)
3280- حدثنا وَكِيع، حدثنا إسرائيل، وأبى، عن أبى إسحاق قال: سألت زيد بن أرقم: كم غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: تسع عشرة غزوة، وغزوت معه سبع عشرة، وسبقنى بغزاتين» (5) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب: باب فى الرجل يقول فى خطبته: أما بعد؛ وقال المنذرى: أخرجه مسلم فى أثناء الحديث الطويل فى فضائل أهل البيت. وهذا ما عناه المصنف. سنن أبى داود: 4/294؛ مختصر السنن للمنذرى: 7/267.
(2) كثيراً ما يجىء فى الحديث كما جاء هنا: «نشط من عقال» قال فى النهاية: وليس بصحيح، وفى الروايات الأخرى: «كأنما أنشط من عقال» أى حل، يقال: نشطت العقدة إذا عقدتها، وأنشطتها وأنشطتها إذا حللتها. النهاية: 4/145.
(3) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/367.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى تحريم الدم: المحاربة (باب سحرة أهل الكتاب) ولم يذكر فيه علياً، - رضي الله عنه -: 7/103.
(5) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/368.(3/90)
رواه البخارى، ومسلم، والترمذى: من حديث أبى إسحاق (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى أول كتاب المغازى: باب غزوة العشيرة: 7/279، وأخرج طرفيه فى: باب حجة الوداع: 8/107، باب كم غزا النبى - صلى الله عليه وسلم -: 8/153؛ وأخرجه مسلم فى الجهاد: باب عدد غزوات النبى - صلى الله عليه وسلم -: 4/476؛ وأخرجه أيضاً فى المناسك: باب بيان عدد عمر النبى - صلى الله عليه وسلم -: 3/391؛ وأخرجه الترمذى فى الجهاد ما جاء فى غزوات النبى - صلى الله عليه وسلم - وكم غزا: 4/194، وقال: هذا حديث حسن صحيح.(3/91)
3281- حدثنا يحيى بن آدم، ويحيى بن أبى بكير قالا: حدثنا إسرائيل عن أبى إسحاق. قال: سمعت زيد بن أرقم قال: خرجت مع عمى فى غزاة، فسمعت عبد الله بن أبى بن سلول يقول لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فذكرت ذلك لعمى، فذكره عمى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحدثته، فأرسل إلى عبد الله بن أبى بن سلول وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فكذبنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصدقه، فأصابنى هم لم يصبنى مثله قط، وجلست فى البيت، فقال عمى: ما أردت إلى أن كذبك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومقتك. قال: حتى أنزل الله عز وجل {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} قال: فبعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: إن الله عز وجل قد صدقك» (1) . /
رواه البخارى، والترمذى من حديث إسرائيل، والبخارى أيضاً، ومسلم والنسائى من حديث زهير: كلاهما عن أبى إسحاق: عمرو بن عبد الله السبيعى (2) .
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/373.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى التفسير فى أول سورة المنافقين كما مر ص70، أخرجه من حديث إسرائيل عن أبى إسحاق عنه: 8/644، وأخرج أطرافه فى باب: اتخذوا أيمانهم جنة يجتنون بها: 8/646، وباب قوله: وإذا قيل لهم تعالوا: 8/648. ومن حديث زهير بن معاوية عن أبى إسحاق فى: وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم: 8/647؛ وأخرجه مسلم من حديث زهير بن معاوية، عن أبى إسحاق فى كتاب صفة المنافقين وأحكامهم: 5/645؛ وأخرجه الترمذى عن إسرائيل، عن أبى إسحاق فى التفسير (من سورة المنافقين) : 5/415، وقال: هذا حديث حسن صحيح؛ وأخرجه النسائى من طريق زهير فى التفسير فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/199.(3/91)
3282- حدثنا حسن بن موسى، حدثنا زهير، حدثنا أبو إسحاق: أنه سمع زيد بن أرقم يقول: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى سفر، فأصاب الناس شدة، فقال عبد الله بن أبى لأصحابه، لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فأتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته بذلك، فأرسل إلى عبد الله بن أبى، فسأله فاجتهد يمينه ما فعل، فقالوا: كذب زيد يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوقع فى نفسى مما قالوا حتى أنزل الله تصديقى فى {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} قال: كانوا رجالاً أجمل شىء» (1) .
3283- حدثنا حسن بن موسى، حدثنا زهير، عن أبى إسحاق. قال: سألت زيد بن أرقم: «كم غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: سبع عشرة غزوة» .
3284- قال وحدثنى زيد بن أرقم: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزا تسع عشرة وأنه حج بعدما هاجر حجة واحدة. حجة الوداع» قال أبو إسحاق: وبمكة أخرى» (2) .
3285- حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبى إسحاق. قال: لقيت زيد بن أرقم، فقلت: كم غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال:
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/373.
(2) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/370.(3/92)
تسع عشرة. قلت: كم غزوت أنت معه؟ قال: سبع عشرة غزوة. فقلت: فما أول غزوة غزا؟ قال: ذات العسيرة أو العشيرة» (1) .
_________
(1) ذات العشيرة، أو العسيرة ويقال أيضاً: العشير، وهو موضع من بطن ينبع ولابن حجر تحقيق فى أول غزوة غزاها - صلى الله عليه وسلم -، فتح البارى: 7/279؛ والنهاية: 3/98؛ والخبر أخرجه أحمد فى المسند من حديث زيد بن أرقم: 4/373.(3/93)
3286- حدثنا حجاج، عن يونس بن أبى إسحاق، وإسماعيل بن عمر قال: حدثنا يونس بن أبى إسحاق، عن أبى إسحاق، عن زيد بن أرقم الأنصارى، قال: «أصابنى رمد، فعادنى رسول الله لو كانت عيناك لما بهما ما كنت صانعاً؟ قال: قلت: لو كانتا عيناى لما بهما صبرت، واحتسبت. قال: لو كانت عيناك لما بهما، ثم صبرت، واحتسبت للقيت الله عز وجل ولا ذنب لك» . قال إسماعيل: «ثم صبرت، واحتسبت لأوجب الله تعالى لك الجنة» (1) .
رواه أبو داود عن النفيلى عن حجاج (2) .
(حديث آخر عنه)
3287- «لما نزل قوله تعالى: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (3) / جاءَ ابن أم مكتوم يشكو ضرارته (4) فأنزل الله {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} رواه الطبرانى عن محمد بن عبد الله الحضرمى، عن أبى
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/375.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الجنائز: باب فى العيادة من الرمد: 3/186، أخرجه مختصراً.
(3) الآية 95 من سورة النساء.
(4) الضرارة: ها هنا العمى. النهاية: 3/16؛ وقد اختصر المنصف الخبر فى هذا الموطن ولفظه فى المرجع: «جاء ابن أم مكتوم، فقال: يا رسول الله أما لى رخصة؟ قال: لا قال ابن أم مكتوم: اللهم إنى ضرير فرخص لى» الخ.(3/93)
كريب، عن أبى إسحاق بن سليمان، عن أبى سنان [الشيبانى] ، عن أبى إسحاق عنه به. المعروف أن هذا الحديث من رواية زيد بن ثابت كما سيأتى (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/215، وقال الهيثمى: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 7/9.(3/94)
3288- وروى الطبرانى من حديث موسى بن عثمان، عن أبى إسحاق، عن زيد مرفوعاً: «من كذب على متعمداً فليتبوَّأ مقعده من النار» (1) .
3289- وبه عن زيد والبرآء مرفوعاً: «إن دماءكم، وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا فى بلدكم هذا» (2) .
3290- وبه عنهما مرفوعاً: «إن الصدقة لا تحل لى، ولا لأهل بيتى، لعن الله من ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه، والولد للفراش، وللعاهر الحجر، وليس لوارث وصية» (3) .
3291- ومن حديث حبيب [بن حبيب] أخى حمزة الزيات، عن أبى إسحاق، عن عمرو ذى مر (4) وزيد بن أرقم: أن رسول الله
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/215، وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط وقال: لم يروه عن أبى إسحاق إلا موسى بن عثمان الحضرمى وعقب على ذلك: قلت: وهو متروك شيعى. مجمع الزوائد: 1/146.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/216، وقال الهيثمى: فيه موسى بن عثمان الحضرمى وهو متروك. مجمع الزوائد: 7/295.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 5/216، وضعفه الهيثمى كسابقه. مجمع الزوائد: 5/15.
(4) فى الأصل المخطوط: «عمرو بن مرة» ، وفى الطبرانى: «عمرو بن ذى مر» ، وما أثبتناه من تهذيب التهذيب: 8/120، قال:
عمرو ذو مر الهمدانى الكوفى: عن على وغيره فى قصة غدير خم، وعنه أبو إسحاق السبيعى وحده. قال البخارى: لا يعرف. وقال ابن عدى: هو من جملة مشايخ أبى إسحاق المجهولين الذين لا يحدث عنهم غيره.(3/94)
- صلى الله عليه وسلم - قال: «يا علَّى أَلاَ أُعلِّمك كلماتٍ دعاءً تَدْعو به، لو كانَ عَلَيْك مِثْلُ عَدَدِ الذَّرّ ذُنوباً لَغُفِرَ لك. على أَنَّهُ مَغْفُورٌ لك. قل: اللهمّ لا إلَه إلاَّ أَنْتَ الحكيم الكَريم تباركتَ ربَّ العرشِ العظيم» (1) .
(أبو بكر بن أَنَس عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/217؛ قال الهيثمى: فيه حبيب بن أبى حبيب أخو حمزة الزيات، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 10/180.(3/95)
3292- حدثنا يزيد، أنبأَنا حماد بن سَلَمة، عن على بن زيد، عن أبى بكر ابن أنس. قال: كتب زيد بن أرقم إلى أنس بن مالك يعزيه عمن أصيب من ولده، وقومه يوم الحرة، فكتب إليه أبشرك ببشرى من الله عز وجل. سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اللهمَّ اغْفِرً للأَنْصَارِ، ولأَبناءِ الأَنصارِ، ولأَبناء أبناءِ الأنَصارِ، ولنساءِ الأَنصارِ، ولنساءِ أبناءِ الأَنصارِ، ولنساءِ أبناءِ أبناءِ الأَنصارِ» (1) . تفرد به من ذا الوجه.
(أبو حمزة: مولى الأنصار، وهو طلحة تقدم) (2)
(أو الخليل: تقدم فى عبد الله بن أبى الخليل) (3)
(أبو داود النخعى الكوفى عنه)
3293- حدثنا يزيد بن هارون، أنبأَنا سلام بن مسكين، عن عائذ الله المجاشعى، عن أبى داود، عن زيد بن أرقم. قال: قلت، أو قالوا: «يا رسول الله ما هذه الأضاحى؟ قال: سنة أبيكم إبراهيم - عليه السلام -. قالوا ما لنا منها؟ قال: بكل شعرةٍ حسنةُ. قالوا: يا رسول الله
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/374.
(2) طلحة بن يزيد: أبو حمزة الأنصارى، تقدم ص62 وما بعدها.
(3) يرجع إليه ص67 وما بعدها.(3/95)
فالصوف؟ قال: بكل شعرةٍ من الصوف حسنة» (1) .
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/368.(3/96)
3294- رواه ابن ماجه عن محمد / بن خلف، عن آدم بن أبى إياس، عن
سلام بن مسكين (1) . ورواه الطبرانى عن على بن عبد العزيز عن مسلم بن إبراهيم عنه (2) .
(أبو سعيد، ويقال: أبو سعد الأزدى الكوفى عنه)
3295- «غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان معنا أناس من الأعراب، فكنا نبتدر الماء» الحديث فى قصة عبد الله بن أبى والمنافقين. رواه الترمذى فى التفسير عن عبد بن حميد، عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدى عنه. وقال حسن [صحيح] ورواه الطبرانى مطولا (3) .
(حديث آخر عنه)
3296- مرفوعاً: «من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة،
_________
(1) الخبر أخرجه إن ماجه فى الأضاحى: باب ثواب الأضحية. وقال فى الزوائد: فى إسناده أبو داود، واسمه نفيع بن الحارث، وهو متروك، واتهم بوضع الحديث. سنن ابن ماجه: 2/1045.
(2) ما بين أيدينا من المعجم الكبير: 5/223 أن الطبرانى أخرج عن أحمد بن داود المكى، عن القاسم بن سلام بن مسكين، عن أبيه؛ وعن محمد بن عبد الله الحضرمى، عن هدية بن خالد، عن سلام بن مسكين. وكلا الطريقين عن أبى داود، عن زيد بن أرقم.
أما الخبر الذى رواه عن علىَ بن عبد العزيز، عن مسلم بن إبراهيم فلفظه: «من قال لا إله إلاّ الله مخلصاً دخل الجنة» .
(3) () الخبر أخرجه الترمذى: باب ومن سورة المنافقين: 5/415، 416، 417؛ وأخرجه الطبرانى مطولاً أيضاً. المعجم الكبير: 5/210.(3/96)
وإخلاصة أن يحجزه عما حرم الله عليه» (1) .
_________
(1) حق هذا الحديث أن يتقدم على ترجمة أبى سعيد الأزدى، لأنه من رواية أبى داود: نفيع عن زيد بن ارقم، رواه عن على بن عبد العزيز كما أشرنا إلى ذلك من قبل. المعجم الكبير للطبرانى: 5/223.(3/97)
3297- وروى من حديث عمر بن الصبح ـ وهو كذاب ـ عن خالد بن ميمون، عن أبى داود: نفيع بن الحارث الأزدى الأعمى ـ وهو ضعيف أيضاً وكذاب ـ عن زيد بن أرقم مرفوعا: «لا تنزلوا عبادى [العارفين] الموحدين من المذنبين الجنة أو النار، حتى أكون أنا الذى أنزلهم بعلمى فيهم، ولا تكلفوا من ذلك ما تكلفوا، ولا تحاسببوا العباد دون ربهم» (1) .
3298- وقال الطبرانى أيضاً: حدثنا العباس بن حمدان الحنفى، حدثنا أحمد ابن سنان الواسطى، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن عبيد الله عن نفيع، أو أنفع، عن زيد بن أرقم. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الله مع القاضى ما لم يَحِف عَمْداً يُسَدّده للخير ما لم يَرُدّ غَيْره» (2) .
_________
(1) فى إسناد الخبر: محمد بن يعلى: زنبور وهو ضعيف. وعمر بن الصبح متروك كذبه ابن راهوية، ونفيع أبو داود متروك
والخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 5/223؛ ومجمع الزوائد: 10/193؛ وحق الخبر أن يأتى فى ترتيبه بعد ترجمة نفيع أبى دواد، وهذا أيضاً ينطبق على الخبر الآتى بعد. فهى ثلاثة أخبار ترجح أن تأخيرها من عمل النساخ.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/224؛ وقال الهيثمى: فيه أبو داود الأعمى ونسب إلى الكذب. مجمع الزوائد: 4/194.(3/97)
(أبو سليمان المؤذن (1) عنه)
_________
(1) فى الأصل المخطوط: «أبو سليمان المؤدب» ، وهو أبو سلمان المؤذن: مؤذن الحجاج. اسمه يزيد بن عبد الملك عن زيد بن أرقم. قال الدارقطنى: مجهول. تهذيب التهذيب: 12/1140.(3/98)
3299- حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شريك، عن عثمان بن أبى زرعة، عن أبى سلمان المؤذن. قال: توفى أبو سريحة (1) فصلى عليه زيد بن أرقم، فكبر أربعاً، وقال: «كذا فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (2) . تفرد به.
(حديث آخر عنه)
3300- «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» . رواه الطبرانى من طريق أبى إسرائيل، عن الحكم، عن أبى سليمان عن زيد به (3) .
[أبو الضحى: مسلم بن صبيح عنه] (4)
3301- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنى تاركٌ فيكم الثَّقلين: كتابَ الله، وعثرتى، ولن يَتَفَّرقا حتى يَردا عَلَىَّ الحوضَ» (5) .
_________
(1) أبو سريحة: بوزن عجيبة. ابن أسيد الغفارى: اسمه حذيفة شهد الحديبية وذكر فيمن بايع تحت الشجرة. الإصابة: 1/317.
(2) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/370.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 5/196؛ وللحديث بقية عنده. قال الهيثمى: فيه أبو سليمان ولم أعرفه إلا أن يكون بشير بن سلمان، فإن كان فهو ثقة، وبقية رجاله ثقات؛ نقول: وأبو سليمان: زيد بن وهب الجهنى الكوفى روى عنه الحكم بن عتيبة وأبو إسحاق السبيعى وغيرهما. تهذيب التهذيب: 3/427؛ مجمع الزوائد: 9/107.
(4) سقط الاسم من المخطوطة ويراجع المعجم الكبير للطبرانى: 5/190، وتهذيب التهذيب: 12/136.
(5) المعجم الكبير للطبرانى: 5/190؛ قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبى. المستدرك: 3/148.(3/98)
وقال يوم غدير خم: «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» (1) .
«ورأيته دعا، فرفع يديه، حتى رأيت بياض إبطيه» . رواه الطبرانى من غير وجه عن الحسن بن عبيد الله عن أبى الضحى به/ (2) .
(أبو الطفيل عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/191.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/191؛ وفى إسناده ضعيفان.(3/99)
3302- حدثنا حسين بن محمد، وأبو نعيم قالا: حدثنا فطر، عن أبى الطفيل. قال: جمع على الناس فى الرحبة، ثم قال لهم: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يومَ غديرِ خُمّ ما سَمِعَ لمَا قَامَ، فقامَ ثلاثون مِنَ النَّاسِ.
قال أبو نعيم: فقام ناس كثير، فشهدوا حين أخذ بيده، فقال للناس: «أتعلمون أنى أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال: من كنت مولاه، فعلى مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» قال: فخرجت وكأن فى نفسى شيئاً، فلقيت زيد بن أرقم، فقلت له: إنى سمعت عليا يقول كذا وكذا! قال: فما تنكر «قد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ذلك له» (1) .
رواه الترمذى عن محمد بن بشار، عن غندر، عن شعبة سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبى سريحة أو زيد بن أرقم ـ شك شعبة ـ فذكره وقال: حسن غريب، ورواه النسائى عن محمد بن المثنى، عن يحيى بن حماد، عن أبى عوانة، عن سليمان، عن
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/370.(3/99)
حبيب بن أبى ثابت، عن أبى الطفيل، عن زيد بن أرقم به (1) .
(أبو عبد الله: تقدم فى ميمون) (2)
(أبو عمرو الشيبانى: سعد بن إياس عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى: مناقب على بن أبى طالب - رضي الله عنه -: 5/633؛ رواه مختصراً وعبارته التى بين أيدينا: «هذا حديث حسن صحيح» ومن المرجح أن رواية ابن كثير أدق فهى توافق ما فى تحفة الأشراف. وأبو سريحة هو حذيفة بن أسيد الغفارى صاحب النبى - صلى الله عليه وسلم -.
وأخرجه أيضاً النسائى فى المناقب فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/195.
(2) تقدم فى ميمون: ص82.(3/100)
3303- حدثنا يحيى بن سعيد عن المنهال، عن إسماعيل. حدثنى الحارث بن شبيل، عن أبى عَمْرٍ والشَّيْبَانِى، عن زيد بن أرقم. قال: «كان الرجل يكلم صاحبه على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الحاجة فى الصلاة، حتى نزلت هذه الآية: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (1) فأمرنا بالسكوت» (2) .
رواه الجماعة إلاّ ابن ماجه من طرق عن إسماعيل بن أبى خالد به (3) .
_________
(1) جزء من الآية 238، سورة البقرة.
(2) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/368.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى الصلاة: كتاب العمل فى الصلاة: باب ما ينهى من الكلام فى الصلاة: 3/72؛ وفى التفسير: باب وقوموا لله قانتين، أى مطيعين: 8/198؛ وأخرجه مسلم من عدة طرق، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن الحارث بن شبيل، عن أبى داود فى: باب النهى عن الكلام فى الصلاة: 1/249؛ والترمذى فى الصلاة: باب ما جاء فى نسخ الكلام فى الصلاة: 2/256، وقال: حديث زيد بن أرقم حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم. كما أخرجه فى التفسير: 5/218؛ وأخرجه النسائى فى المجبتى: باب الكلام فى الصلاة: 3/16؛ وفى التفسير فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/193.(3/100)
(أبو ليلى عنه)(3/101)
3304- بحديثه: «من كنت مولاه، فعلى مولاه» رواه الطبرانى من حديث عاصم بن مهجع عن يونس بن أرقم عن الأعمش عنه به (1) .
(أبو مسلم البجلى عنه)
3305- حدثنا إبراهيم بن مهدى، حدثنا معتمر. قال: سمعت داود الطفاوى يحدث عن أبى مسلم البجلى، عن زيد بن أرقم. قال: «كان نبى الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فى دبر صلاته: «اللهم رَبَّنَا وربَّ كلِّ شىءْ أَنَا شَهِيدٌ أَنَّكَ أَنتَ الرّب وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لك» قال إبراهيم مرتين: «ربنا ورب كل شىءٍ أنا شهيد أن محمداً عبدك ورسولك، ربنا ورب كل شىء أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة. اللهم ورب كل شىءٍ اجعلنى مخلصاً لك، وأهلى فى كل ساعة من الدنيا والآخرة / ذا الجلال والإكرام، اسمع واستجب الله الأكبر الأكبر الله نور السموات والأرض، الله الأكبر الله الأكبر حسبى الله ونعم الوكيل، الله الأكبر الأكبر» (2) .
رواه أبو داود، والنسائى من حديث المعتمر (3) .
(حديث آخر عنه)
3306- قال ابو يعلى: حدثنا محمد بن يحيى [بن] (4) أبى سمينة البغددى، حدثنا معتمر، سمعت داود الطفاوى يحدث عن أبى مسلم البجلى، عن زيد بن أرقم: سمعت قوماً يقولون: انطقوا بنا إلى هذا
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/221.
(2) من حديث زيد بن أرقم لفى المسند: 4/369.
(3) الخبر أجرجه أبو داود فى الصلاة: باب ما يقول الرجل إذا سلم: 2/83؛ والنسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 3/205.
(4) محمد بن يحيى بن أبى سمينة: اسمه مهران البغدادى. تهذيب التهذيب: 9/510.(3/101)
الرجل، فإن يكن نبيا كنا أسعد الناس به، وإن يكن ملكاً عشنا تحت جناحه، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فانتهوا إلى حجره فجعلوا ينادون: يا محمد يا محمد، فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} (1) فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأذنى، وقال: صدق الله قولك» (2) .
(أبو مصعب المكى عنه)
_________
(1) الآية 4، سورة الحجرات.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 5/239؛ وقال الهيثمى: فيه داود بن راشد الطفاوى وثقه ابن حبان، وصفعه ابن معين، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 7/108.(3/102)
2307- قال البزار: حدثنا بشر بن معاذ: أبو سهل العقدى، حدثنا عون بن عمرو القيسى (1) ، حدثنا أبو مصعب المكى. قال: أدركت زيد بن أرقم والمغيرة بن شعبة، وأنس بن مالك يحدثون: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما كان ليلة بات فى الغار أمر الله ـ تبارك وتعالى ـ شجرة فنبتت فنسجت على وجه الغار، وأمر حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار، وأتى المشركون من كل بطن حتى إذا كانوا من النبى - صلى الله عليه وسلم - مقدار أربعين ذراعاً [معهم قسيهم وعصيهم] تقدم رجل منهم، فنظر فرأى الحمامتين، فرجع فقال لأصحابه: ليس فى الغار شىءٌ رأيت حمامتين على فم الغار، فعرفت أن ليس فيه أحد، فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله، فعرف أن الله قد درأ بهما عنه فسمت (2) عليهما، وفرض جزاءهما، وأتخذ فى حرم الله فرخين
_________
(1) فى كشف الأستار: «عوين» ، وهو مما ورد فى اسمه؛ وعون بن عمرو: أخو رياح بن عمرو بصرى، قال ابن معين: لا شىء، وقال البخارى: عون بن عمرو القيسى جليس لمعتمر منكر الحديث مجهول؛ وأورد الخبر فى الميزان من مناكيره، وقال: أبو مصعب مجهول. الميزان: 3/306.
(2) سمت عليهما: التسميت الدعاء. النهاية: 2/179.(3/102)
ـ فأحبه قال: فأصل كل حمام فى الحرم من فراخهما» ثم قال: تفرد به عون بن عمرو، وهو رجل من أهل البصرة مشهور، وهو أخو رياح، ولم يحدث عن أبى مصعب غيره (1) .
(أبو المنهال: عبد الرحمن بن مطعم المكى عنه)
_________
(1) كشف الأستار: 2/299؛ وما بين معكوفين استكمال منه. وقال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى وفيه جماعة لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 6/52.(3/103)
3308- حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن حبيب ـ يعنى ابن أبى ثابت ـ عن أبى المنهال. قال: سمعت زيد بن أرقم والبراء بن عازب يقولان: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الذهب بالورق/ دينا» (1) .
3309- حدثنا عفان وبهز قالا: حدثنا شعبة، قال بَهْزٌ فى حديثه: حدثنى حبيب بن أبى ثابت. قال: سمعت أبا المنهال رجلاً من بنى كنانة قال: سألت البراء عن الصرف، فقال: سل زيد بن أرقم، فإنه خير منى وأعلم. قال: سألت زيد بن أرقم، فذكر الحديث (2) .
3310- حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، أخبرنى عمرو بن دينار، وعامر بن مصعب، سمعا أبا المنهال. قال: سألت البراء بن عازب وزيد بن أرقم فذكر نحوه (3) .
رواه البخارى، ومسلم، والنسائى من حديث ابن جريج به (4) .
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/368.
(2) يقصد الحديث السابق بلفظه، وهو من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/368.
(3) الموطن السابق.
(4) الخبر أخرجه البخارى فى البيوع: باب التجارة فى البز وغيره: 4/297؛ وأخرجه أطرافه فيه: باب بيع الورق بالذهب نسيئة: 4/382؛ وفى الشركة: باب الاشتراك فى الذهب والفضة وما يكون فيه الصرف: 5/134؛ وفى مناقب الأنصار: 7/272.
وأخرجه مسلم فى البيوع: النهى عن بيع الورق بالذهب ديناً: 4/100؛ والنسائى من طرق كلها عن أبى المنهال: باب بيع الفضة بالذهب نسيئة: 7/246.(3/103)
وباقى طرقه فى ترجمته عن البراء (1) .
_________
(1) تحفة الأشراف: 2/30، 3/198؛ وقد مر فى مسند البراء بن عازب.(3/104)
3311- حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، أخبرنى حسن بن مسلم، عن أبى المنهال ـ ولم يسمعه منه ـ أنه سمع زيداً، والبراء فذكر الحديث (1) .
3312- حدثنا عفان، حدثنا شعبة، أخبرنى حبيب بن أبى ثابت، قال: سمعت أبا المنهال قال: سألت البراء بن عازب، وزيد بن أرقم عن الصرف، فقال: فهذا يقول: سل هذا، فإنه خير منى وأعلم، وهذا يقول: سل هذا، فإنه خير منى وأعلم فسألتهما، فكلاهما يقول: «نَهَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن بَيْع الَورقِ بالذَّهَبِ دَيْناً» (2) .
3313- حدثنا روح، أنبأنا ابن جريج، أخبرنى عمرو بن دينار، وعامر بن مصعب أنهما سمعا أبا المنهال يقول: سألت البراء بن عازب، وزيد بن أرقم فقالا: كنا تاجرين على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألنا النبى - صلى الله عليه وسلم - عن الصرف، فقال: «إِنْ كَأنَ يداً بِيَدٍ فلا بأْسَ، وإِنْ كان نَسِيئةً فلا يَصلح» (3) .
3314- حدثنا بهز، حدثنا شعبة، أخبرنى حبيب بن أبى ثابت، قال: سمعت أبا المنهال: رجلاً من بنى كنانة، فقال: سألت البراء بن عازب وزيد بن أرقم، قال: سألت هذا، فقال: ائت فلاناً، فإنه خير منى، وسألت الأخر فقال مثل ذلك، فقال مثل ذلك، فقالا: «نهى رسول الله = - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الورق بالذهب دينا» (4) .
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/368.
(2) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/371.
(3) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/372.
(4) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/372.(3/104)
3315- حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، أخبرنى حسن بن مسلم، عن أبى المنهال ـ ولم يسمعه منه ـ: أنه سمع زيد بن أرقم والبراء بن عازب يقولان: سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الصرف: «إِذَا كانَ يَداً بِيَدٍ فَلاَ بَأْسَ وإِذَا كانَ دَيْناً فَلاَ يَصْلح» (1) .
3316- حدثنا محمد بن جعفر، وبهز قالا: حدثنا شعبة، عن حبيب، قال: سمعت أبا المنهال ـ رجلاً من بنى كنانة ـ قال: سألت البراء بن عازب عن الصرف، فقال: سل البراء فإنه خيرٌ منى وأعلم، قال: فقالا جميعاً: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / عن بيع الورق بالذّهب دينا» (2) .
(أبو هارون العبدى عنه)
3317- مرفوعاً قال يوم غدير خم: «من كنت مولاه فعلى مولاه. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» . رواه الطبرانى عن محمد بن عبد الله الحضرمى، عن جهور بن منصور، عن خلف بن خليفة عن أبى هارون به (3) . ورواه من حديث حماد بن زيد، عن أبى هارون، عن رجل، عن زيد (4) .
(أبو وقاص أحد المجاهيل عنه)
3318- قال أبو داود: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو عامر، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن على بن عبد الأعلى، عن أبى النعمان، عن
_________
(1) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/373.
(2) من حديث زيد بن أرقم فى المسند: 4/374.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 5/231، واقتصر فيه على العبارة الأولى.
(4) المصدر السابق. وهو أتم من سابقه.(3/105)
أبى وقاص، عن زيد بن أرقم، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِذَا وَعَدَ الرَّجلُ أَخاُ وَمِن نِيَّتِهِ أَنْ يَفِىَ له، فلم يَفِ، ولم يَجِئْ للميعاد، فلا إِثْمَ عليه» (1) .
رواه الترمذى عن محمد بن بشار عن أبى عامر به، وقال: غريب، وإسناده ليس بالقوى: على بن عبد الأعلى ثقة، وأبو النعمان مجهول، وأبو وقاص مجهول (2) . قبال شيخنا: ورواه مهران بن أبى عمر، عن علّى بن عبد الأعلى، عن أبى النعمان عن أبى وقاص عن سلمان فذكره (3) .
(رجل من حضرموت عنه: فى ترجمة عبد الله بن الخليل عنه) (4)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب: باب فى العدة: 4/299.
(2) أخرجه الترمذى فى كتاب الإيمان: باب ما جاء فى علامة المنافق: 5/20.
(3) تحفة الأشراف لشيخه الحافظ المّزى: 3/205.
(4) هو حديث النفر الثلاثة الذين أقرع بينهم: الخبر أخرجه النسائى فى المجتبى: باب القرعة فى الولد إذا تنازعوا فيه: 6/150.(3/106)
3319- قال الطبرانى: حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوى، حدثنا أمية بن بسطام، حدثنا معتمر بن سليمان، حدثنا ثابت بن زيد، عن رجل، عن زيد بن أرقم. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ يُحبّ الصَّمتَ عِنْدَ ثلاث: عند تلاوة القرآن، وعند الزَّحْف، وعندالجنازة» (1) .
(أُنَيْسَةُ بنتُ زَيْد بن أرقم عن أَبِيها)
3320- «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عليه وسلّم دَخَلَ عليه يَعُودُهُ مِنْ مَرَضٍ، فقال: لَيْسَ عَلَيْكَ من مَرَضِك هذا بَأسٌ، ولكنْ كَيْفَ بكَ إِذَا عُمِّرتَ بَعْدِى فَعَمِيتَ؟ قال: إِذاً أَصْبِرُ وَأَحْتَسِب. قال: إِذاً تَدْخلُ
_________
(1) المعجم الكبر للطبرانى: 5/242؛ وقال الهيثمى: فيه رجل لم يسمَّ. مجمع الزوائد: 3/29.(3/106)
الجنَّةَ بِغير حسابٍ. قالت: فَعَمىَ بعدَما ماتَ النبى - صلى الله عليه وسلم -، ثم ردَّ اللهُ عليه بَصَرهُ، ثم مات» .
رواه أبو يعلى عن أمية بن بسطام، عن معتمر، عن ثابت بن زيد، عن حمادٍ عن أنسية به (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) فى الأصل المخطوط: «ثابت عن يزيد عن حمادة» ، وفى الطبرانى: «نباتة بنت برير عن حمادة عن أنيسة» ، وثابت بن زيد بن ثابت بن زيد بن أرقم» ؛ فى خبر آخر قال: «حدثتنى عمتى أنيسة» ، قال ابن حبّان: الغالب على حديثه الوهم، لا يحتج به إذا انفرد. والخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 5/240؛ الميزان: 1/364.(3/107)
3321- قال أبو يعلى: حدثنا أمية عن معتمر، عن ثابت، عن حماد، عن أنيسة: أن زيداً دخل على المختار فقال: يا أبا عامرٍ (1) ، لو سبقت لرأيت جبريل وميكائيل؟ فقال: حقرت/ ونقرت (2) أنت أهون على الله من ذلك. كذاب مفتر على الله وعلى رسوله» (3) .
(حديث آخر)
3322- رواه الطبرانى بسنده إلى عباد بن العوام، عن سعيد بن أبى عروبة، عن ثابت بن زيد، حدثتنى عمتى أنيسة بنت زيد بن أرقم: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الذّهبُ والحريرُ حِلٌّ لإِناث أُمَّتى، وحرام على ذكورِها» (4) .
_________
(1) أبو عامر كنية زيد بن أرقم.
(2) حقرت ونقرت: يُقال به نقير أى قروح وبُثر، ونَقِر أى صار نقيراً، كذا قاله أبو عبيد. وقال الجوهرى: نقير اتباع حقير. النهاية: 4/169.
(3) أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 5/241؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى وفيه ثابت بن زيد، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 7/333.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 5/240؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى وفيه ثابت بن زيد بن ثابت بن أرقم، وهو ضعيف. 5/143.(3/107)
(حديث آخر)(3/108)
3323- رواه الطبرانى: من حديث حبيب بن زيد بن خلاد الأنصارى، عن أنيسة، عن أبيها زيد بن أرقم: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَمرَ بالشَّجَرات فَقُمَّ ما تَحْتَها، وَرُشَّ، ثم خَطَبنا، فواللهِ ما منْ شَىءٍ يكونُ إلى يوم القِيامة إلاَّ قَدْ أَعْلَمنا به، ثم قال: «يا أَيُّها الناسُ مَنْ أَوْلَى بكُم من أَنْفسكم؟ قُلنا: اللهُ ورسولهُ أَوْلَى بِنَا من أَنْفُسِنا. قال: فمَنْ كنتُ مَوْلاهُ فهذا مَوْلاه» يَعْنى عَليًّا ـ - رضي الله عنه - ـ، ثم أخَذَ بِيِدِهِ، فقال: «اللهمَّ وَالِ مَنْ وَالاه وعَادِ مَنْ عَادَاهُ» (1) .
(أم معبد عنه)
«أنَّ النبى - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عن الدُّبَاء، والمُزَفَّت، والنَّقِير» . رواه الطبرانى عن يَحيى الجابر عنها (2) .
_________
(1) الخبر فيه بعض ألفاظ غير واضحة فى المخطوط استقيناها من المعجم الكبير للطبرانى: 5/240؛ قال الهيثمى: رواه الطبرانى وفيه حبيب بن خلاد الأنصارى ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 9/105.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير من طريقين: 5/242؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى وفيه أم معبد، ولم أعرفها، وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات. مجمع الزوائد: 5/61.
والدباء: القرتع واحدها دباءة كانوا ينتبذون فيها فتسرع الشدة فى الشراب، وتحريم الانتباذ فى هذه الظروف كان فى صدر الإسلام ثم فسخ وهو المذهب، وذهب مالك وأحمد إلى بقاء التحريم.
والمزفت: الإناء الذى طلى بالزفت. والنقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينتبذ فيه التمر ويلقى عليه الماء ليصير نبيذاً مسكراً. والنهى واقع على ما يعمل فيه لا على اتخاذ النقير. النهاية: 2/10، 127؛ 4/169.(3/108)
* (زيد بن إسحاق) (1)
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/277؛ وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من الإصابة: 1/587؛ والتاريخ الكبير فى التابعين: 3/388.(3/109)
3324- روى الطبرانى بسنده إلى عبد الله بن لهيعة، عن زيد بن إسحاق، قال: «أَدْرَكَنى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على باب المسْجد، فقال: أَلاَ أَدُلك على كَنْزٍ من كٌنوزِ الجنَةِ؟ لا حَوْلَ ولا قُوَّةً إلا بالله» .
فإما أن يكون سقط بينهما رجل، أو سقط الصحابى (1) .
604- (زيد بن أبى أًوْفى الأَسلمى (2)
أخو عبد الله بن أبى أوفى)
3325- روى له الطبرانى وأبو نعيم من طريق عبد المؤمن بن عباد بن عمرو [العبدى] ، عن يزيد بن معن، عن عبد الله بن شرحبيل، عن رجل من قريش، عن زيد بن أبى أوفى، قال: «دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد، فجعل يقول: أَيْنَ فلانٌ أَيْنَ فلان؟ فذكر حديثاً طويلاً فى مُؤاخاة النبى - صلى الله عليه وسلم - بين أبى بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة والزبر، وسعد وعمار، وسلمان وأبى الدرداء وذكر فضل كل واحد منهم بما يطول ذكره، وقد استقصاه أبو نعيم.
فمن ذلك قوله لأبى بكر: «لو كُنْتُ متّخذاً من أَهْل الأَرض خليلاً
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 5/256؛ وأخرجه أبو موسى عن الطبرانى وقال: لعله سقط رجل، أو سقط الصحابى، وعقب على ذلك ابن حجر فقال: سقطا جميعاً. الإصابة: 1/587؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى، وقد سقط من الأصل المسموع وغيره من بين ابن لهيعة وبينه. مجمع الزوائد: 10/98.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/277؛ والإصابة: 1/560؛ والاستيعاب: 1/559؛ والتاريخ الكبر: 3/386؛ وثقات ابن حبان: 3/140.(3/109)
لأَّتخذتُكَ، وأنتَ مِنِّى بِمَنْزِلةِ قَمَيصى مِنْ جَسَدِى» (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى بطولة فى المعجم الكبير: 5/251؛ قال ابن عبد البرّ فى الاستيعاب: روى حديث المؤاخاة بتمامه إلا أن فى إسناده ضعفاً. وقال البخارى: لا يتابع عليه، ولا يعرف سماع بعضهم من بعض. التاريخ الصغير: 1/217.(3/110)
605- (زيد بن بولى: أبو يسار مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (1)
3326- روى أبو داود: / عن موسى بن إسماعيل، والترمذى عن محمد بن إسماعيل البخارى، عن موسى بن إسماعيل، عن حفص بن عمر الشنى، عن أبى عمر ابن مرة، عن بلال بن يسار بن زيد [مولى النبى - صلى الله عليه وسلم -] ، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَال: أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِى لا إِله إِلاَّ هُوَ الحىَّ القَيومَ [وأتوب إليه] غُفَرَ له، وإنْ كانَ قَدْ فَرَّ منَ الزَّحْفِ» قال الترمذى: غريبٌ لا نعرفه إلاَّ من هذا الوجه (2) .
606- (زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان) (3)
ابن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار: أبو سعيد، ويقال: أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو خارجة الأنصارى الخزرجى ـ - رضي الله عنه - ـ.
كان أحد القراء وأحد الفَرْضِيّين، وممّن يكتبُ الوَحْى بين يدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذى ندَبهُ الصَّديِق لجمع القرآن لعدالته، وعلمه، ويُقال إنَّ المصحَفَ الإِمَام الذى بالشَّام كان بخطِّه. فالله أعلم. قتلَ أَبوه يوم
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/278؛ والإصابة: 1/561؛ والاستيعاب: 1/564؛ والتاريخ الكبير: 3/379؛ وثقات ابن حبان: 3/140.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة: باب فى الاستغفار: 2/85؛ وأخرجه الترمذى فى الدعوات: باب فى دعاء الضيف: 5/568؛ وما بين المعكوفات استكمال منهما.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/278؛ والإصابة: 1/561؛ والاستيعاب: 1/551؛ والتاريخ الكبير: 3/380؛ والطبقات الكبرى: 2/115وثقات بن حبان: 3/135؛ وتهذيب التهذيب: 3/399.(3/110)
بُعَاث (1) وله ستّ سنين، وقَدِم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وله إحدى عشرة سنة، فلم يشهد بدراً لصغر سنه ولا أحداً على الصحيح، وأول مشاهده الخندق، وقد أمره الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يتعلم كتاب بهود ليقرأ فيهم إليه، فتعلمه فى خمسة عشر يوماً، ولازم كتابة الوحى بين يدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واشتهر بذلك، ثم كتب لأبى بكر وعمر بعد، واستخلفه عمر على المدينة حين قدم الشام، وصحب عثمان، وكتب فى زمانه له المصاحف الأئمة، وكان يرى فضل على، ولم يشهد معه شيئاً من مشاهده.
وفى النسائى من طريق أبى قلابة عن أنس مرفوعاً: «أرحم أمتى أبو بكر» الحديث. إلى أن قال: «,اَفْرضهم زَيْد» (2) ، فاعتمد الشافعى هذا الحديث، ورجح بقول زيد ما اختلف فيه الصحابة من الفرائض.
وقد اختلف فى وفاته فقيل: فى سنة اثنتين أو ثلاث أو خمس وأربعين، وقيل إحدى أو اثنتين أو خمس وخمسين بالمدينة، وصلّى عليه مروان، وقد قال أبو هريرة: مات اليوم حبر هذه الأمة، وقال ابن عباس: دفن اليوم علمٌ كثير، وقد كان ابن عباس يأخذ له الركاب إذا ركب. /
(أبَان بن عثمان عنه)
_________
(1) يوم بعاث: يوم معروف كان فيه حرب بين الأوس والخزرج فى الجاهلية. وبعاث: موضع فى نواحى المدينة كان به هذه الوقائع. لسان العرب: 1/307؛ معجم البلدان: 1/451.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب: مناقب معاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبى عبيدة بن الجراح رضى الله عنهم: 5/664.(3/111)
3327- حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا شعبة، حدثنا عمر بن(3/111)
سليمان من ولد عمر بن الخطاب، عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، عن أبيه: أن زيد بن ثابت خرج من عند مروان نحواً من نصف النهار، فقلنا: ما بعث إليه الساعة إلا لشىءٍ سأله عنه، فقمت إليه، فسألته، فقال: أجل سألنا عن أشياء سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «نَضَّر الله امرأً سَمِعَ مِنَّا حديثاً فحفِظَهُ، حتى يُبَلِّغه غيرَه، فإِنَّهُ رُبَّ حَامِل فِقْهٍ ليس بِفقيهٍ، وَرُبَّ حاملِ فِقْهٍ إلى مَنْ هُوَ أَفْقًهُ مِنْهُ» (1) .
_________
(1) هى أربعة أخبار أخرجها الإمام أحمد فى المسند بسند واحد، وهذا أولها: 5/183؛ وقد فصل ابن كثير هذا الخبر ليوضح تخريج الأئمة له.(3/112)
3328- رواه أبو داود عن مسدد والنسائى عن أحمد بن عبد الله بن الحكم: كلاهما عن يَحيى بن سعيد به (1) .
ورواه الترمذى عن محمود بن غيلان عن أبى داود عن سعبة به، وقال: حسن (2) .
«ثلاث خصال لا يُغل (3)
عليهن قَلْبُ مسلم أبداً: إخلاصُ العملٍ لله
_________
(1) الخبر أخرجاه فى العلم: أبو داود فى: فضل نشر العلم: 3/322؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/206.
(2) أخرجه الترمذى فى العلم أيضاً: باب ما جاء فى الحث على تبليغ السماع: 5/33؛ وقال: حديث زيد بن ثابت حديث حسن.
(3) لا يُغل: من الإغلال وهو الخيانة فى كل شىء، ويروى: يَغِلّ بالفتح من الغل وهو الحقد والشحناء: أى لا يدخله حقد يزيله عن الحق، ويروى يَغِلُ بالتخفيف من الوغول وهو الدخول فى الشر.
والمعنى أن هذه الخلال الثلاثة تستصلح بها القلوب، فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والرغل والشر. النهاية: 3/168.(3/112)
ومناصَحَه وُلاة الأَمْرِ، ولزومُ الجماعَةِ، فإِن دَعْوتَهم تُحيط (1) من ورائهم» (2) .
_________
(1) دعوتهم تحيط من ورائهم: أى تحدق بهم من جميع جوانبهم يقال: حاطه وأحاط به. النهاية: 1/277.
(2) هذا هو الخبر الثانى الذى أخرجه أحمد بسند السابق فى المسند من حديث زيد بن ثابت: 5/183.(3/113)
3330 - وقال: «مَنْ كانَ هَمّه الآخرةَ جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ، وجَعَلَ غِنَاهُ فى قَلْبِهِ، وأتَتهُ الدّنْيا وهى رَاغِمةٌ، ومن كانت نيته الدنيا فرق الله عليه ضيعته، وجعل فقره بين عينيه، ولم يَأتِهِ من الدّنيا إلاّ ما كُتِبَ له» (1) .
3331 - «وسَألَنَا عن الصَّلاةٍ الوسْطَى، وهى الظهر» (2) .
وروى ابن ماجه منه من قوله: «مَنْ كانت الدُّنيا هَمَّهُ، فرّق الله عليه أَمْرَهُ وجعل فقرَه بين عَيْنية» . عن بُنْدَار عن غُنْدر عن شعبة به (3) .
(أَنَسُ بن مالك - رضي الله عنه -، عنه)
3332 - حدثنا يحيى، عن هشام، حدثنا قتادة، عن أنس، عن زيد بن ثابت، قال: «تسحرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرجنا إلى المسجد، فأقيمت الصلاةُ» قلت: كم كان بينهما؟ قال: قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية (4) .
_________
(1) الخبر الثالث وهو فى الموطن السابق.
(2) الخبر الرابع فى الموطن السابق.
(3) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الزهد: باب الهم بالدنيا: 2/1375؛ وقال فى الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات.
(4) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/182.(3/113)
رواه الجماعة عنه إلاَّ أَبَا داود من حديث قَتَادة به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجوه فى الصيام، البخارى فى: باب قدركم بين السحور والصلاة الفجر: 4/138؛ ومسلم فى: فضل السحور واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر: 3/151؛ والترمذى فى: باب ما جاء فى تأخير السحور: 3/75، وقال: حديث زيد بن ثابت حديث حسن صحيح وبه يقول الشافعى وأحمد وإسحاق: استحبوا تأخير السحور.
وأخرجه النسائى فى باب: ذكر اختلاف هشام وسعيد على قتادة فى قدر ما بين السحور وصلاة الصبح: 4/117؛ وابن ماجه فى باب ما جاء فى تأخير السحور: 1/540.(3/114)
3333 - حدثنا سليمان بن داود، حدثنا عمران، عن قتادة، عن أنس،
عن زيد بن ثابت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اطَّلَع قَبَلَ اليمن فقال: «اللَّهمَّ أَقْبِلْ
بِقُلوبهم» . واطّلَعَ مِنْ قِبَلِ كذا، فقال: «اللَّهمّ أَقْبل بقلوبهم، وبارِكْ لَنَا فى
صَاعِنَا ومُدّنا» (1) .
رواه الترمذى من حديث أبى داود سليمان بن داود الطيالسى وقال حسن غريب لا نعرفه إلاّ من حديث عمران القَطَّان عن قتادة (2) .
قال الحافظ ابن عساكر وقد رواه إبراهيم بن طهمان عن حجاج بن حجاج عن قتادة (3) .
3334 - حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن أنسٍ، عن زيد بن / ثابت: «أَنَّهُ تَسَخَّرَ مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ثم خَرَجْنَا إِلى الصَّلاة، قال: قلت لزيدٍ: كم بْيَن ذلك؟ قال: قَدْرُ قِرَاءة خَمْسين آية» .
3335 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام، قال: حدثنا قتادة،
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/185.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب: باب فى فضل اليمن: 5/726.
(3) يرجع إليه فى تحفة الأشراف للمزّى: 3/207.(3/114)
عن أنس، عن زيد بن ثابت (1) .
ويزيد قال: أنبأنا همام، عن قتادة، عن أنس، عن زيد.
ووكيع قال: حدثنا الدستوائى، عن قتادة، عن أنس، عن زيد بن ثابت، قال: «تَسَحَّرْنا مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وخرجنا إلى المسجِد، وأُقِيمت الصلاة» ، فقلتُ: كم بينهما؟ قال: قَدْرُ ما يَقْرأُ الرَّجلُ خمسين آية» .
قال: قال يزيد فى حديثه: فقلت لزيد: كم كان قدر ما بينهما؟ قال: نحوا من خمسين آية (2) .
_________
(1) ح: هذا الحرف مصطلح عليه بين الأئمة علامة على التحويل والانتقال من سند إلى آخر. وهذا يدل على أن الإمام روى هذا الخبر من هذه الطرق الثلاثة وكلها تنتهى إلى قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت.
(2) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/186.(3/115)
3336 - حدثنا وكيع، حدثنا الدستوائى، عن قتادة، عن أنس، عن زيد بن ثابت قال:» تسحرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرجنا إلى المسجد، فأقيمت الصلادة «قلت: كم كان بينهما؟ قال: قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية « (1) .
3337 - حدثنا بَهزْ بن أسد أَبو الأَسْود، حدثنا همام، عن قتادة، عن أنس، عن زيد بن ثابت: «أَنه تسحر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: خرجْنَا حتى أَتَيْنَا الصَّلاة» قال أَنَس: قلتُ لِزَيدٍ: كم كان بين ذلك؟ قال: قَدْرُ قِراءةِ خمسين آية، أو سِتّين آية» (2) .
3338 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا أبو هلال (3) ، حدثنا قتادة، عن أنس ابن مالك، عن زيد بن ثابت، قال: «مررت بنبى الله
_________
(1) المرجع السابق.
(2) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/188.
(3) أبو هلال: الراسبى محمد بن سليم. تهذيب التهذيب: 9/195.(3/115)
- صلى الله عليه وسلم -، وهو يَتَسحَّرُ يأْكلُ تَمْراً، فقال: تعالَ فكلْ، فقلتُ: إِنّى أُريدُ الصَّومَ، فقال: وأَنَا أَريد ما تريد، فأَكَلْنا، ثم قُمْنا إلى الصَّلاة، فكان بَيْن ما أكلنا وبَيْنَ أَنْ قُمنا إلى الصَّلاة قَدْر ما يَقْراُ الرَّجلُ خَمسْين آية» (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/192.(3/116)
3339 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبى، حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا عمران القطان، حدثنا قتادة، عن أنسن عن زيد بن ثابت، قالك «نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قِبَلَ اليمن، فقال: اللهمَ أَقْبِلْ بقلوبهم، ونظرَ قِبلَ العراقِ فقال: اللهمّ أَقْبِلْ بِقلوبهم، ونظرَ قِبَلَ الشام، فقال: اللهمَّ أَقْبِل بقُلوبهم، وباركْ لَنَا فى صَاعِنا ومُدّنا» (1) .
ثم روى من حديث منصور بن زاذان، عن قتادة، عن أَنَس: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دَعَا لأُمَّتِهِ، فقال: «اللهمَّ أَقْبِل بقُلوبهم، إلى دِينك، وحُطَّ مِنْ أَوْزارِهم برحمتك» ، ولم يذكر زيد بن ثابت (2) .
(حديث آخر)
3340 - قبال أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن الضحاك (3) ، عن نِبْرَس، عن ثابت، عن أَنَس بن مالك، عن زيد بن ثابت، قال: «أُقِيمت الصَّلاةُ، فخرجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - / وأَنَا
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/164، وقد تقدم الحديث ص114.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/164؛ قال الهيثمى: فيه أبو شيبة، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 10/69.
(3) الضحاك بن نبراس الأزذى الجهضمى، روى عن ثابت البنائى وعنه أسد بن موسى وعبيد الله بن موسى. تهذيب التهذيب: 4/455.(3/116)
معَهُ فقاربَ بين الخُطَا وَقَال: إِنَّمَا فَعَلتُ هذا لِيَكْثر [عدد] خُطَاى فى طلب الصلاة» (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/126؛ قال الهيثمى: فيه الضحاك بن نبراس وهو ضعيف: 2/32.(3/117)
3341 - وقد رواه الطبرانى من وجهٍ موقوفاً على زيد وعلى أَنَس أيضاً (1) .
(بدر بن خالد عنه)
3342 - قال: وقف علينا زيد بن ثابت يوم الدار (2) ، فقال: ألا تستحيون مم تستحى منه الملائكة؟ قلنا: وما ذاك؟ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَرَّ بى عثمانُ وعِندِى ملكٌ من الملائكة، فقال: شهيد يقتله قومه، إنا لنستحى منه» قال بدر: فانصرف منا طائفة من الناس رواه الطبرانى من حديث ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن أبى الجويرية عن بدر به (3) .
(بسر بن سعيد المدنى عنه)
3343 - حدثنا عفان، حدثنا وهيب، وحدثنا موسى بن عقبة، قال: سمعت أبا النَّضر يحدث، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن ثابت: أنَّ النبى - صلى الله عليه وسلم - اتخذ حجرة فى المسجد من حصير، فصلى فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليالى، حتى اجتمع إليه ناسٌ ثم فقدوا صوته، فظنوا أنه قد نام،
_________
(1) أخرجه الطبرانى من طريق السرى بن يحيى، عن ثابت، ولم يرفعه السرى؛ قال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح. المعجم الكبير: 5/126؛ مجمع الزوائد: 2/32.
(2) يوم الدار: يوم حصار عثمان فى داره ثم قتله.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 5/178؛ قال الهيثمى: فيه محمد بن إسماعيل الوسواس، وكان يضع الحديث. مجمع الزوائد: 9/82.(3/117)
فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم، فقال: ما زَال بكم الذى رأيتُ مِنْ صَنِيعكم حتى خَشيت أنْ يُكْتب عليكم، ولو كُتبَ عليكم ما قُمْتُم به، فَصَلُّوا أيُّها الناسُ فى بيوتكم، فإِنَّ أفضلَ صلاةِ المرءِ فى بَيْتِهِ إلاَّ الصَّلاةَ المكتوبة» (1) .
رواه البخارى فى الاعتصام عن إسحاق، عن عفان ومسلم من حديث وهيب عن موسى بن عقبة. وأخرجاه وأبو داود، والترمذى من حديث عبد الله بن سعيد ابن أبى هند. زاد أبو داود: عن إبراهيم بن أبى النضر كلاهما عن أبى النضر (2) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/182.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الاعتصام: باب ما يكره من كثرة السؤال، ومن تكلف ما لا يعنيه: 13/264. وأخرجه مسلم فى الصلاة: باب استحباب صلاة النافلة فى البيت: 2/438؛ وأخرجوه من حديث عبد الله بن سعيد: البخارى فى الأدب: باب ما يحوز من الغضب والشدة لأمر الله: 10/517؛ وأخرجه بإسنادين أحدهما تعليقاً وكلاهما من طريق عبد الله بن سعيد. ومسلم من طريقه فى الباب السابق له: 2/437؛ وأبو داود فى الصلاة: باب فضل التطوع فى البيت: 2/69؛ وأخرجه مختصراً فى الصلاة أيضاً من طريق إبراهيم بن أبى النضر، عن أبيه أبى النضر ـ سالم بن أبى أمية التيمى ـ باب صلاة الرجل التطوع فى بيته: 1/274؛ والترمذى فى الصلاة: باب ما جاء فى فضل صلاة التطوع فى البيت: 2/312، وقال: حديث زيد بن ثابت حديث حسن، ثم أورد الاختلاف فى رواية الحديث. ومن طريق أبى النضر أخرجه البخارى: باب صلاة الليل: 2/214.(3/118)
3344 - ورواه النسائى من حديث ابن جريج عن موسى بن عقبة عن بسر عن زيد مرفوعاً ولم يذكر أبا النضر.
3345 - وعن قتيبة عن مالك عن أبى النضر عن بسر عن زيد موقوفاً: «أفضل الصلاة صلاة المرء فى بيته إلا المكتوبة» (1) .
_________
(1) أخرجه النسائى فى المجتبى مرفوعاً فى أول كتاب قيام الليل وتطوع النهار: 3/161، من طريق موسى بن عقبة عن أبى النضرب، عن بسر بن سعيد.
ومن طريق موسى بن عقبة، عن بسر بالفصل الأخير من الخبر، ولم يذكر أبا النضر؛ وعن قتيبة، عن مالك، عن أبى النضر موقوفاً فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/208.(3/118)
3346 - حدثنا وكيع، حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبى هند، عن سالم أبى النضر، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن ثابت: «أنَّ النبى - صلى الله عليه وسلم - كان بِحُجرة، فكان يخرج يصلّى فيها، ففطن له أَصْحابُه، فكانوا يُصَلُّون بصلاتِهِ» (1) .
3347 - حدثنا محمد بن بشر، حدثنا محمد بن عمرو (2) ، حدثنى موسى بن عقبة، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن ثابت، قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةً، فسمع أهل المسجد صلاته. قال: فكثر الناس الليلة الثانية، فخفى عليهم صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، / فجعلوا يستأنسون ويتنحنحون. قال: فاطلع عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «مَا زِلْتُم بالذى تَصْنَعُونَ حتى خَشِيتُ أَنْ يُكتب عليكم، ولو كُتَبِتْ عليكم ما قُمتُم بها وإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلاةِ صلاةُ المرْءِ فى بَيْتِه إلاَّ الصَّلاةَ المكتوبة» (3) .
3348 - وكذلك رواه النسائى عن عَبْد الله بن محمد بن تَميم، عن حجّاج عن ابن جُرَيج، عن موسى، عن بُسْر، عن زيد بالفصل الأَخير منه لم يذكر أبا النَّضْر (4) .
3349 - وحدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا ابن لهيعة. قال: كتب إلى موسى ابن عقبة يخبرنى عن بسر بن سعيد، عن زيد بن ثابت: «أَنَّ
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/183.
(2) محمد بن بشر بن الفرافصة العبدى الكوفى، ومحمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثى المدنى، روى عن موسى بن عقبة وعنه محمد بن بشر العبدى. تهذيب التهذيب: 9/73، 375؛ 10/360.
(3) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/184.
(4) تقدم تخريج الخبر فى الحديث الأسبق؛ فى الكبرى عن تحفة الأشراف: 3/208.(3/119)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احْتجمَ فى المسْجد» ، فقلت لابن لهيعة: فى مسجد بيته؟ قال: لاَ فى مسجد النبى - صلى الله عليه وسلم -» (1) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/185.(3/120)
3350 - حدثنا وكيعٌ، حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبى هند، عن سالم أبى النضر، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَفْضَلُ صَلاَةِ المِرْءِ فى بَيْتِه إلاَّ المكتوبَةَ» (1) .
3351 - حدثنا مكى، حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبى هند، عن أبى النضر، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن ثابت الأنصارى. قال: «احتجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى المسجد حجرة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرجُ من الليل، فيصلى فيها، فصلوا معه بصلاته، ـ يعنى رجالاً ـ وكانوا يَأتون كل ليلة، حتى إذا كان ليلةً من الليالى لم يخرج إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتنحنحوا، ورفعوا أصواتهم قال: فخرج إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتنحنحوا، ورفعوا أصواتهم قال: فخرج إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مغضباً. قال: فقال لهم: «أَيُّهَا النَّاسُ ما زَالَ بكم صَنِيعُكم حتى ظَنَنْتُ أَنْ سُيُكْتَبَ عليكم، فَعَليكُم بالصَّلاةِ فى بُيُوتكم، فإِنَّ خَيْرَ صلاةِ المرْءِ فى بَيْتِهِ إِلاَّ المكتوبةَ» (2) .
ورواه البخارى عن مكى بن إبراهيم، ورواه أبو داود عن هارون بن عبد الله عنه (3) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/186.
(2) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/187.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى الأدب عن مكّى بن إبراهيم تعليقاً، وعن محمد بن زياد موصولاً: باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله تعالى: 10/517؛ وقد سبق ذكر ذلك ص108 كما سبق تخريجه عند أبى داود فى الصلاة: باب فضل التطّوع فى البيت: 2/69.(3/120)
(ثابت بن الحجاج عنه)(3/121)
3352 - حدثنا كثير بن جعفر، حدثنا ثابت بن الحجاج. قال: قال زيد بن ثابت: «نَهَانَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَن المُخَابَرَةِ» (1) . قلت: وما المخابرةُ؟ قال: قال: يُؤَجِرّ الأَرضَ بَنصْفٍ، أو بثلثٍ، أو بربع (2) . رواه أبو داود، عن أبى بكْر بن أبى شَيْبة، عن عُمَر بن أَيُّوب، عن جعفر بن بُرْقان به» (3) .
3353 - حدثنا فياض بن محمد أبو محمد الرقى، عن جعفر ـ يعنى ابن
برقان ـ، عن ثابت بن الحجاج. قال: قال زيد بن ثابت: «نَهَانَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المُخَابرة» فقال: قيل له: ما المخابرة؟ قال: أن نأخذَ الأَرضَ بِنِصْفٍ، أو بثلث أو بربع، أو بِأَشبْاه هذا (4) .
(حديث آخر)
3354 - قال الطبرانى: حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا يحيى بن عيسى، عن الاعمش، عن ثابت بن عبيد، عن زيد بن ثابت. قال: قال رسول / الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهُ يَأْتِينِى كُتُبٌ مِنَ النَّاسِ، ولا أُحبّ أَنْ يَقْرَأَها كُلُّ أَحَدٍ، فهل تَسْتَطيعُ أَنْ تعَلّم كِتَابَ السُّرْيانّية؟ قلت: نعم. فتعلَّمتُها فى سبعة عشرَ يوماً» (5) .
_________
(1) المخابرة: قيل هى المزارعة على نصيب معين كالثلث والربع وغيرهما، كما فسّرت فى الحديث، والخبرة: بضم الخاء النصيب، وقيل: هو من الخبار: بفتح الخاء الأرض اللينة، وقيل أصل المخابرة من خيبر لأن النبى - صلى الله عليه وسلم - أقرّها فى أيدى أهلها على النصف من محصولها، فقيل خابرهم أى عاملهم فى خيبر. النهاية: 1/280.
(2) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/187.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى البيوع: باب فى المخابرة: 3/262.
(4) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/187.
(5) المعجم الكبير للطبرانى: 5/173.(3/121)
(مولاه ثابت بن عبيد الكوفى عنه)(3/122)
3355 - حدثنا جرير، عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد. قال: قال زيد بن ثابت: قال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تحسُ السُّرْيَانّيةَ؟ إنّها تَأْتِينى كتبٌ. قال: قلت: لا. قال: فتعلَّمْهَا، فتعلَّمْتُها فى سَبْعةَ عشَرَ يَوْماً» تفرد به من هذا الوجه (1) .
(حجر بن قيس المدرى اليمانى عنه)
3356 - حدثنا سفيان، عن عمرو، عن طاوس، عن حجر المدرى، عن زيد بن ثابت: «أَنَّ النبىَّ - صلى الله عليه وسلم - جَعَلَ العُمْرَى (2) لِلْوَارث» ، وقال مرّة: «قَضَى بالعمرى» (3) .
3357 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن حجر المدرى، عن زيد بن ثابت. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «العمرى للوارث» (4) .
3358 - حدثنا عبد الرزاق، وابن أبى بكر. قالا: حدثنا ابن جريج.
وروح قال: حدثنا ابن جريج. قال: أخبرنى عمرو بن دينار: أن طاوساً أخبره: أن حجراً المدرى أخبره: أنه سمع زيد بن ثابت يقول
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/182.
(2) العمرى: يقال أعمرته الدار عمرى أى جعلتها له يسكنها مدة عمره، فإذا مات عادت إلىّ، وكذا كانوا يفعلون فى الجاهلية، فأبطل ذلك وأعلمهم أن من أعمر شيئاً أو أرقبه فى حياته فهو لورثته من بعده، وقد تعاضدت الروايات على ذلك. والفقهاء مختلفون: فمنهم من يعمل بظاهر الحديث، ويجعلها تمليكاً. ومنهم من يجعلها كالعارية ويتأول الحديث. النهاية: 3/127.
(3) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/182.
(4) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/189.(3/122)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «العُمْرَى فى الميراث» (1) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/189.(3/123)
3359 - حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا رباح، عن عمر بن حبيب. قال: حدثنا عمرو بن دينار، عن طاوس، عن حجر المدرى، عن زيد بن ثابت. قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَرْقُبُوا (1) فَمَنْ أَرْقَبَ فَسَبيل الميرَاث» (2) .
3360 - حدثنا عبد الله بن الحارث، عن شبل، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن حجر المدرى، عن زيد بن ثابت. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَعْمَرَ عُمْرَى فهى لمِعِمَرِه مَحْيَاهُ، ومَمَاتَهُ، لا تَرْقُبُوا، فَمَنْ أَرْقَبَ شيئاً فهو سَبِيل الميراث (3) .
3361 - وهكذا رواهُ أبو داود، والترمذى، وابن ماجه من طرق عن عمرو ابن دينار، زاد النسائى: وعبد الله بن طاوس كلاهما عن طاوس عنه.
3362 - وروى عن طاوس عن رجل عن زيد، وعن طاوس عن زيد نفسه، وعن طاوس عن الحجورى، عن ابن عباس كما سيأتى (4) .
_________
(1) الرقبى: أن يقول الرجل للرجل: قد وهبت لك هذه الدار، فإن مت قبلى رجعت إلى، وإن مت قبلك فهى لك. وهى فعلى من المراقبة، لأن كلا منهما يرقب الآخر. واختلاف الفقهاء فيها كالعمرى وقد مرت فى الصفحة السابقة. النهاية: 2/95.
(2) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/189.
(3) المرجع السابق.
(4) الخبر أخرجه أبو داود فى البيوع: باب فى الرقبى: 3/295؛ وأشار إليه الترمذى عقب حديث سمرة بلفظ: «العمرى جائزة لأهلها أو ميراث لأهلها» : 3/623، ولعله صحف على النساخ وأصله: «النسائى» بدلاً من «الترمذى» (تراجع تحفة الأشراف: 3/209) .
وبلفظه عند ابن كثير، أخرجه النسائى فى كتاب العمرى من طريق عمرو بن دينار، عن حجر المدرى، عن زيد بن ثابت. المجتبى: 6/229.
كما أخرجه عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه فى الرقبى: باب ذكر الاختلاف على أبى الزبير: المجتبى: 6/228.
وعن طاوس، عن رجل، عن زيد فى كتاب الرقبى: 6/226؛ وفى الباب نفسه عن طاوس، عن زيد: 6/226.
وعن طاوس، عن الحجورى ـ وهو حجر المدرى ـ عن ابن عباس فى كتاب العمرى: 6/229؛ وفى الكتابين طرق أخرى لمن أراد من الباحثين. والخبر أخرجه ابن ماجه فى الهبات. باب العمرى: 2/796.(3/123)
(حميد بن هلال عنه)(3/124)
3363 - مرفوعاً: «من طلب عند أخيه طلبة بغير بينة، فالمطلوب أولى باليمين» رواه الطبرانى عن عبيد بن غنام، عن أبى بكر بن أبى شيبة عن حجاج الصواف عنه به (1) .
(حميد الخراط عنه)
3364 - قال أبو يعلى: حدثنا سهل بن رنجلة، حدثنا عبد المنعم المصرى بن أبى سودة، عن حميد الخراط، عن زيد بن ثابت. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من صلى على جنازة فله قيراط، ومن مشى معها حتى تدفن فله قيراطان» . /
(ابنه أبو زيد: خارجة بن زيد عنه)
3365 - حدثنا سريج، قال: حدثنا ابن أبى الزناد، عن أبيه، عن خارجه بن زيد: أنًّ زيد بن ثابت قال: «رَخَّصَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فى
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/177؛ والخبر أخرجه البيهقى فى السنن الكبرى: 10/253.(3/124)
بَيْع العَرَايا (1) أَنْ تُبَاع بِخَرْصها كَيْلا» (2) .
ورواه أبو داود عن أحمد بن صالح والنسائى عن الحارث بن مسكين: كلاهما عن ابن وهب، عن يونس، عن إبن شهاب، عن خارجة، عن أبيه به نحوه (3) .
_________
(1) العرايا: جمع عرية فعلية بمعنى مفعولة من عَرَاه يعروه إذا قصده، ويحتمل أن تكون فعيلة بمعنى فاعلة من عَرِى يَعْرَى إذا خلع ثوبه. كأنها عُرّيت من جملة التحريم فَعرِيَت أى خرجَت.
وذلك أنه تكرر فى الحديث أنه رخص فى العرايا، فقيل: لما نهى عن المزابنة وهو بيع التمر فى رؤوس النخل بالتمر رخص فى جملة المزابنة فى العرايا، وهو أن من لا نخل له من ذوى الحاجة يدرك الرطب ولا نقد بيده يشترى يشترى به الرطب لعياله، ولا نخل له يطعمهم منه، ويكون قد فضل له من قوته تمر، فيجىء إلى صاحب النخل فيقول له: يعنى ثمر نخلة أو نخلتين بخرصها من التمر، فيعطيه ذلك الفاضل من التمر بثمر تلك النخلات ليصيب برطبها مع الناس، فرخص فيه إذا كان دون خمسة أوسق. النهاية: 3/89.
(2) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/181.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى البيوع: باب فى بيع العرايا: 3/251؛ والنسائى: باب بيع الكرم بالزبيب، المجتبى: 7/234، وله طرق أخرى عنده؛ وأخرجه فى الشروط فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/211.(3/125)
3366 - حدثنا أبو أحمد، حدثنا كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله. قال: تَمَارَوْا فى القراءة فى الظُّهر، والعصر، فأرْسَلوا إلى خارجة بن زيد، فقال: قال أبى: «قام أو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُطِيل القيامَ، ويحرِك شَفَتَيْه، فقد أَعْلم ذلك لم يكُن إلاَّ لِقراءة» فأَنا أفعل (1) . تفرد به.
3367 - حدثنا أبو عامر، عن ابن أبى ذئب، عن الزهرى، عن عبد الملك ابن أبى بكير، عن خارجة بن زيد، عن زيد بن ثابت: أنَّ النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «توضئوا ممّا مَسَّتِ النّار» (2) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/182.
(2) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/184.(3/125)
3368 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق. قال: حدثنى الزهرى، عن خارجة بن زيد، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَبِيعُوا التَّمرةَ حتى يَبْدُوَ صَلاَحها» (1) تفرد به.
3369 - اللهم إلا أن يكون من تمام الرخصة فى بيع العرايا، فقد رواه أبو داود، والنسائى من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزهرى به كما تقدم والله أعلم (2) .
3370 - ولفظ الطبرانى من طريق النعمان بن راشد، عن الزهرى، عن خارجه، عن أبيه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ تَبَيِعُوا الثّمَارَ حتَّى يَطْلع الثُّرَيّا» (3) .
3371 - حدثنا سليمان بن داود، حدثنا عبد الرحمن، عن أبى الزناد، عن الأعرج، عن خارجة بن زيد: أن أباه زيداً أخبره: أنه لما قدم النبى - صلى الله عليه وسلم - المدينة، قال زيد: ذهب بى إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأعجب بى، فقالوا: يا رسول الله هذا غلام من بنى النجار معه مما أنزل الله عليك بضع عشرة سورةً، فأعجب ذلك النبى - صلى الله عليه وسلم -، وقال: «يا زَيْدُ تَعَلَّمْ لِى كتابَ يَهُود، فإَنّى واللهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِى» قال زيد: فتعلَّمتُ لهُ كِتَابهم ما مَرَّت بى خَمْسَ عَشْرةَ ليلةً، حتى حّذَقْتُهُ (4) ، وكنتُ أَقرأُ له كُتُبَهم إِذا كَتَبُوا إِليه، وأُجيبُ عَنْهُ إِذَا كَتبَ (5) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/185.
(2) تقدم تخريج خبر الترخيص فى بيع العرايا عن أبى داود والنسائى فى الصفحة السابقة 114.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 5/142.
(4) حذق: من باب ضرب يقال: حذق الصبى القرآن والعمل إذا مهر الصحاح.
(5) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/186.(3/126)
3372 - علقهُ البخارى عن خارجة، فقال: وقال خارجة عن أبيه فذكره. ورواه أبو وداود فى العلم عن أَحمد بن يونس، والترمذى (1) فى الاستئذان عن علىّ بن حُجْر: كلاهما عن عد الرَّحمن بن أبى الزّناد، عن أبيه عن خارجة عن أبيه به وقال الترمذى: حسن صحيح (2) . /
3373 - حدثنا سُرَيج بن النّعمان، حدثنا ابن أَبى الزِّناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، عن زيد بن ثابت قالك «أُتِىَ بى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَقدمَهُ المدينة» فذكر نحوه (3) .
3374 - حدثنا عبد الله قال: وجدت هذا الحديث فى كتاب أبى بخط يده: حدثنا الحكم بن نافع، أنبأنا شعيب، عن الزهرى، أخبرنى خارجة بن زيد أن زيد بن ثابت قال: لما نسخنا المصاحف، فقدت آيةً من سورة الأحزاب. قد كنت أسمع النبى - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها، فالتمستها، فلم أجدها مع أحدٍ إلاَّ مع خزيمة بن ثابت الأنصارى الذى جعل النبى - صلى الله عليه وسلم - شهادته شهادة رجلين: قول الله - عز وجل - {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} (4) .
رواه البخارى، والترمذى، والنسائى من حديث الزهرى وقال: حسن
_________
(1) فى الأصل المخطوط: «والنسائى» والصواب «الترمذى» كما سيأتى، ويراجع أيضاً تحفة الأشراف: 3/210.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الأحكام: باب ترجمة الحكام، وهل يجوز ترجمان واحد: 13/185. وأخرجه أبو داود فى العلم: باب رواية حديث أهل الكتاب: 3/318؛ وأخرجه الترمذى فى الاستئذان: باب ما جاء فى تعلّم السريانية: 5/67؛ قال الحافظ المزى: وحديث الترمذى أتم. تحفة الأشراف: 3/210.
(3) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/186.
(4) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/188؛ والآية 23 من سورة الأحزاب.(3/127)
صحيح لا نَعْرفه إِلاَّ من حديث الزُّهرى (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الجهاد: باب قول الله عز وجل {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا} : 6/21، وأخرج أطرافه فى المغازى: 7/356؛ والتفسير: 8/518؛ وفضائل القرآن: 9/11؛ وأخرجه الترمذى فى تفسير سورة التوبة: 5/284؛ والنسائى فى التفسير فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/211.(3/128)
3375 - حدثنا حَجَّاج، حدثنا ليثٌ، حدثنى عَقيل، عن ابن شهاب: أَنَّهُ قال: أخبرنى عب الملك بن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أن خارجة بن زيد الأنصارى أخبره: أن أباه زيد بن ثابت قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «توَضَّئُوا مِمّا مَسَّتِ النَّار» (1) .
3376 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب، أخبرنى خارجة ابن زيد: أنه سمع زيد بن ثابت يقول: «فقدت آيةً من سورة الأحزاب حين نسخنا المصاحف، قد كنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت؛ فَألحقتها فى سورتها فى المصحف» (2) .
3377 - حدثنا عبد الرزاق [وأبو بكر] . قال: قرأتُ فى كتاب معمر،
عن الزهرى، عن عبد الملك بن أبى بكر، عن خارجة، عن زيد بن ثابت: «عن
النبى - صلى الله عليه وسلم -: «فى الوضوءِ مما مَسَّتِ النّارُ (3) .
3378 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهرى، عن خارجة بن زيد، أو وغيره: أن زيد بن ثابت قال: «لمّا كتبت المصاحف فقدت آيةً كنت أسمعها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوجدتها عند خزيمة الأنصارى {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} إلى:
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/188.
(2) المصدر السابق.
(3) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/189؛ وما بين معكوفين استكمال منه.(3/128)
{تَبْدِيلاً} قال: فكان خزيمة يدعى ذا الشهادتين، أجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهادته بشهادة رجلين» . قال الزهرى: وقتل يوم صفين مع على (1) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/189.(3/129)
3379 - حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهرى، عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: توضئوا مما مست النار» (1) .
حدثنا إسماعيل بن عمر، حدثنا ابن أبى ذئب، عن ابن شهاب، عن عبد الملك بن/ أبى بكر، عن عبد الرحمن، عن خارجة بن زيد، عن زيد بن ثابت: أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «توضَّئوا ممَّا مَسَّتِ النار» (2) .
3380 - حدثنا يونس بن محمد، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله ابن أبى الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد. قال: قال زيد بن ثابت: «قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، ونحن نتبايع الثمار قبل أن يبدو صلاحها، فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خصومةً، فقال: ما هذا؟ فقيل له: هؤلاء ابتاعوا الثمار يقولون أصابنا الدمان (3) والقشام (4) . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فَلاَ تَبَايَعُوها حتى يَبْدُوَ صَلاَحُها» (5) .
3381 - حدثنا سليمان بن داود، أنبأنا عبد الرحمن بن أبى
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/190.
(2) المصدر السابق.
(3) الدمان: بالفتح وتخفيف الميم فساد الثمر وعفنه قبل إدراكه حتى يسود وقيل بالضم قال ابن الأثير: وكأنه أشبه لأن ما كان من الأدواء والعاهات فهو بالضم كالسعال والزكام. النهاية: 2/32.
(4) القشام: بالضم أن ينتفض ثمر النخلة قبل أن يصير بلحاً. النهاية: 3/255.
(5) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/190.(3/129)
الزناد، عن خارجة بن زيد. قال: قال زيد بن ثابت: «إنى قاعد إلى جنب النبى - صلى الله عليه وسلم - يوماً إذ أوحى إلأيه. قال: وغشيته السكينة. قال: ووقع فخذه حين غشيته السكينة قال زيد: فلا والله ما وجدت شيئاً قط أثقل من فخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم سرى عنه، فقال: اكتب يا زيد، فأخذت كتفاً، فقال: اكتب {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ} كلها إلى قوله {أَجْرًا عَظِيمًا} فكتبت ذلك فى كتفٍ، فقام حين سمعها ابن أم مكتوم، وكان رجلاً أعمى، فقام حين سمع فضيلة المجاهدين، وقال: يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد ممن هو أعمى وأشباه ذلك؟ قال زيد: فوالله ما مضى كلامه أو ما هو إلا أن قضى كلامه غشيت النبى - صلى الله عليه وسلم - السكينة، فوقعت فخذه على فخذى، فوجدت من ثقلها كما وجدت فى المرة الأولى، ثم سرى عنه، فقال: اقرأ فقرأت عليه لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ} (1) . فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} قال زيد: فكتبتها فوالله لكأنى أنظر إلى ملحقها عند صدعٍ كان فى الكتف» (2) .
_________
(1) الآية 95 من سورة النساء وملحقها بين «المؤمنين» و «المجاهدون» : لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون فى سبيل الله.. إلى آخر الآية.
(2) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/190.(3/130)
3382 - حدثنا سريج، أنبأنا ابن أبى الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، قال: قال زيد بن ثابت: «أنزل الله على رسوله، وأنا إلى جنبه» فذكر نحوه (1) .
رواه أبو داود عن سعيد بن منصور عن عبد الرحمن بن أبى الزناد به: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} (2) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/191.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الحروف والقراءات: 4/32.(3/130)
حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب عن الزهرى، أخبرنى عبد الملك بن أبى بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أن خارجة بن زيد بن ثابت أخبره: أن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «تَوَضَّئُوا ممَّا مَسَّتِ النَّارُ» (1) . /
(أحاديث أخر من رواية خارجة بن زيد عن أبيه)
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/191.(3/131)
3383 - فالأول: قال أبو داود فى الفتن: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا حماد، أنبأنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبى الزناد، عن مجالد بن عوف: أن خارجة بن زيد قال: سمعت زيد بن ثابت فى هذا المكان يقول: «أنزلت هذه الآية {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا} (1) بعد التى فى الفرقان {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقّ} (2) بستة أشهر» (3) .
وكذلك رواه النسائى عن عمرو بن على، عن مسلم بن إبراهيم به (4) .
ومن حديث موسى بن عقبة عن أبى الزناد عن خارجة به لم يذكر عنهما مجالد ابن عوف (5) .
_________
(1) الآية 93 سورة النساء.
(2) الآية 68 سورة الفرقان.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الفتن والملاحم: باب فى تعظيم قتل المؤمن: 4/104. قال المنذرى: فى إسناده عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبى الزناد، وهو الملقّب بعباد فرش مولاهم. ويقال ثقفى مدنى نزل البصرة، أخرج له مسلم عن الزهرى، واستشهد به البخارى، وتكلّم فيه غير واحد، وقال الإمام أحمد: روى عن أبى الزناد أحاديث مناكير. مختصر السنن: 6/152.
(4) الخبر أخرجه النسائىفى المحاربة ـ تحريم الدم: باب تعظيم الدم: 7/81.
(5) ومن هذا الطريق فى الباب السابق. المجتبى: 7/80.(3/131)
ورواه جهم بن أبى الجهم، عن أبى الزناد، عن خارجة، عن أبيه (1) .
ورواه عبد الرحمن بن إسحاق عن أبى الزناد عن مجالد، عن زيد بن ثابت (2) .
قال سعيد بن ابى مريم عن ابن أبى الزناد عن أبيه قال: أخبرنا عوف بن مجالد الحضرمى ـ وكان أمر أصدق ـ ونحن عند خارجة بن زيد قال: قلت لزيد بن ثابت فذكره (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 5/149.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/166.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 5/165؛ ويراجع أيضاً تحفة الأشراف: 3/212.(3/132)
3384 - الثانى: رواه أبو داود عن أبى الطاهر بن السرح، عن ابن وهب، عن أبى صخر، عن يزيد بن عبد الله [بن قسيط] ، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه. قال: «قرأت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النجم، فلم يسجد فيها» (1) .
وسيأتى فى رواية عطاء بين يسار (2) عنه.
3385 - الثالث: رواه الترمذى من حديث ابن أبى الزناد، عن أبيه، عن خارجة ابن زيد بن ثابت، عن أبيه: «أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تجرد لاهلاله واغتسل» (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة: باب من لم يرَ السجود فى المفصل: 2/58.
(2) فى الأصل المخطوط: «عطاء بن أبى رباح» والصواب: «ابن يسار» كما فى السنن: 2/58؛ وتحفة الأشراف: 3/212؛ وكما سيأتى عند ذكر أحاديث.
(3) أخرجه الترمذى فى الحج: باب ما جاء فى الاغتسال عند الإحرام: 3/183.
وقال: هذا حديث حسن غريب، وقد استحبّ قوم عن أهل العلم الاغتسال عند الإحرام. وبه يقول الشافعى. انهى.(3/132)
3386 - الرابع: رواه الترمذى فى الشمائل، والطبرانى من حديث الليث، عن أبى عثمان الوليد بن أبى الوليد، عن سليمان بن خارجة، عن أبيه قال: دخل نفرٌ على زيد بن ثابت، فقالوا: حدثنا أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: ماذا أحدثكم. كنت جاره وكتبت له الوحى، وكان إذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره [معنا] (1) .
3387 - الخامس: رواه النسائى فى التفسير عن زكريا يحيى، عن محمد بن أبى عمر، عن سفيان، عن أبى الزناد، عن خارجة، عن أبيه. قال: «المسجد الذى أسس على التقوى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (2) .
3388 - السادس رواه ابن ماجه من حديث على بن عروة [البارقى] ، عن يونس بن يزيد، عن أبى الزناد/، عن خارجة، عن أبيه. قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتبوك نشترى ونبيع، وهو يرانا لا ينهانا» (3) .
3389 - السابع: قال الطبرانى: حدثنا محمد بن على المروزى، حدثنا أحمد ابن زرعة، عن أبى غزية، عن ابن أبى الزناد، عن أبيه،
_________
(1) أخرجه الترمذى فى الشمائل كما فى تحفة الأشراف: 2/213؛ والطبرانى فى المعجم الكبير: 5/154؛ وقال الهيثمى: إسناده حسن: 9/17.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/214؛ وأخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير من طرق أحدها عن سفيان بن عيينة، عن أبى الزناد، عن جارجة: 5/145.
(3) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الجهاد: باب الشراء والبيع فى الغزو: 2/943. وقال فى الزوائد: إسناده ضعيف لضعف على بن عروة البارقى وسنير بن داود.(3/133)
عن خارجة، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِذَا وَقَعَت الحدودُ فلا شُفْعة» (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/148؛ قال الهيثمى: فيه عبد الرحمن بن أبى الزناد وهو ضعيف، وقد وثق. مجمع الزوائد: 4/159.(3/134)
3390 - الثامن: ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الحربُ خدعة» . رواه الطبرانى من طريق محمد بن عجلان، عن أبى الزناد عن خارجة به (1) .
3391 - التاسع: قال الطبرانى: حدثنا العباس بن الفضل الإسفاطى، حدثنا عبد الجبار بن سعيد المساحقى، حدثنا مالك بن أنس، عن أبى الزناد، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسم للفرس سهمين وللرجل سهماً» (2) .
3392 - العاشر: رواه الطبرانى من حديث خالد بن إلياس، عن أبى الزناد، عن خارجة، عن أبيه: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عن النَّفْخِ فى السُّجود، وعن النَّفْخِ فى الشَّراب» (3) .
3393 - الحادى عشر: ومن حديث أبى الزناد، عن خارجة، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ هذا المالَ خَضِرةٌ حُلْوة» (4) .
3394 - الثانى عشر: وبه أن قال: «ليس يوم عاشورا هذا الذى
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/149؛ وقال الهيثمى: فيه فضالة بن المفضل وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/320.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/149؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الجبار بن سعيد المساحقى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/342.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 5/150؛ وقال الهيثمى: فيه خالد بن إلياس وهو متروك: 2/83.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 5/151.(3/134)
يقوله الناس إنما كان يوم تستر فيه الكعبة، وتقلس (1) فيه الحبشة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[وكان] يدور فى السنة. [فكان الناس يأتون فلاناً اليهودى فيسألونه، فلما مات اليهودى أتوا زيد بن ثابت فسألوه] » (2) .
_________
(1) فى المعجم الكبير: «تقلس» ، وفى مجمع الزوائد: «تغلس» وما فى المخطوطة أشبه.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/152؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير، ولا أدرى ما معناه، وفيه عبد الرحمن بن أبى الزناد، وفيه كلام كثير، وقد وثق مجمع الزوائد: 3/187، وما بين المعكوفات استكمال منها:
وفى تعليقة على المجمع قال: الحمد لله. الذى يتبادر إلى ذهنى أن معناه أن زيد بن ثابت كان يذهب إلى أن عاشورا يوم فى السنة، لا أنه اليوم العاشر منا لمحرم، وكان من كان على رأيه فى ذلك يسألونه رجلاً من اليهود ممن عنده علم من الكتاب الأول عن ذلك اليوم بعينه من طريق الحساب، فكان يخبرهم، فلما مات كان علم حساب ذلك عند زيد بن ثابت، فكانوا يسألونه عنه. وهى مسألة غريبة جداً كما فى هامش الأصل.(3/135)
3395 - الثالث عشر: قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن زهير (1) ، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور، حدثنا عبد الرحمن بن يحيى العدوى (2) ، حدثنا مالك، عن أبى الزناد، عن خارجة بن زيد، عن أبيه. قال: «جاء رجل من الأعراب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَسأَلهُ أَرضاً بين جبلين، فكتب له بها، فأسلم، ثم أتى قومه، فقال: أسلموا قد جئتكم من عند رجلٍ يعطى عطية من لا يخاف الفاقة» (3) .
_________
(1) فى المعجم: «أحمد بن إبراهيم التسترى» ، وفى بعض النسخ: «أحمد بن زهير التسترى» .
(2) فى الميزان: عبد الرحمن بن يحيى العذرى، وما أورده هنا يوافق المعجم الكبير.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 5/152؛ قال الهيثمى: فيه عبد الرحمن بن يحيى العدوى وقيل فيه مجهول. وبقية رجاله وثقوا. والخبر أورده العقيلى فى ترجمة عبد الرحمن بن يحيى العذرى عن مالك مع خبر آخر، وقال: ليس لهما أصل من حديث مالك، ولا يتابع هذا الشيخ عليهما. الضعفاء الكبير للعقيلى: 2/351.(3/135)
3396 - الرابع عشر: ومن حديث أبى أمية بن يعلى، [عن أبى الزناد] ، عن عمرو بن وهب عن خارجة، عن زيد قال: زيد بن ثابت: «قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الآمة ثلاثاً وثلاثين، وفى المنقلة خمس عشرة، وفى الموضحة خمساً، وقضى فى عين الدابة بربع ثمنها» (1) .
3397 - الخامس عشر: ومن حديث ابن لهيعة، حدثنى أبو النضر، عن خارجة، عن أبيه: أن أم العلاء قالت لعثمان بن مظعون: طب نفساً فى الجنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وما يُدْريِيك؟ واللهِ ما أَدْرِى وأنا رسول الله ما يُفْعَل به» (2) .
3398 - السادس عشر: قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عبد الله بن عرس المصرى حدثنا/ يحيى بن سليمان المدينى، حدثنا إسماعيل بن قيس، عن أبيه، عن خارجة، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما أَسْكر كثير فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ» (3) .
3399 - السابع عشر من حديث عبد الله (4) بن عامر الأسلمى، عن أبى الزناد، عن سعيد بن يسار، عن خارجة، عن أبيه: أن رسول الله
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/153 وقال الهيثمى: فيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 6/298.
والأمة: الشجة التى بلغت أم الرأس وهى الجلدة التى تجمع الدماغ. والمنقلة: التى يخرج منها صغار العظام وتنتقل عن أماكنها، وقيل التى تنقل العظم أى تكسره.
والموضحة: التى تبدى وضح العظم أى بياضه. النهاية: 1/43؛ 4/172، 216.
(2) لفظ الخبر عند الطبرانى: «أن عثمان بن مظعون لما قبر قالت أم العلاء: طب أبا السائب نفساً إنك فى الجنة، فسمعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: من هذه؟ الخ. المعجم الكبير للطبرانى: 5/153؛ وقال الهيثمى: رجاله ثقات وفى بعضهم خلاف. مجمع الزائد: 9/302.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 5/154؛ وقال الهيثمى: فيه إسماعيل بن قيس بن سعد وهو ضعيف جداً. مجمع الزوائد: 5/57.
(4) فى الأصل المخطوط: «عطية» ، والصواب: «عبد الله» كما فى المعجم والمجمع.(3/136)
- صلى الله عليه وسلم - قال: ألا أَدُلّكم على كنزٍ من كنوز الجنَّة؟ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ» (1) .
(الزبرقان بن عمرو بن أمية الضمرى عنه)
فى ذكر الصلاة الوسطى: تقدم فى ترجمته عن أسامة بن زيد (2) :
(زهرة عنه) (3)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/155؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الله بن عامر الأسلمى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 10/98.
(2) يرجع إلى الخبر فى الجزء الأول من هذا الكتاب.
(3) فى الأصل المخطوط: «زهير» ، والصواب: «زهرة» كما فى تحفة الأشراف: 3/214؛ وهو زهرة غير منسوب، عن زيد بن ثابت، وعنه الزبرقان بن عمرو. قال الدارقطنى: زهرة مجهول. تهذيب التهذيب: 3/342.(3/137)
3400 - أنه سئل عن الصلاة الوسطى قال: «هى الظهر كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصليها بالهجير» . رواه النسائى عن عمرو بن علىّ، عن أبى داود، عن ابن أبى ذئب، عن الزبرقان، عن زهرة عنه به، وروى عن الزبرقان، عن عروة، عن زيد بن ثابت كما سيأتى (1) .
(سعد بن مالك بن سنان: أبو سعيد الخدرى عنه يأتى)
(سعيد بن المسيب عنه)
3401 - فى الصلاة الوسطى قال: «الظهر» رواه النسائى من حديث ابن أبى ذئب، عن الزهرى عنه به (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/214؛ ومن طريق الزبرقان، عن عروة، عن زيد بن ثابت؛ أخرجه أبو داود: باب فى وقت صلاة العصر: 1/112، وسيأتى تفصيل ذلك ص153، ومن حديثه فى المسند: 5/183.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/214.(3/137)
3402 - وزاد الطبرانى: «فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَلّيِها بالهَجير، [والناس فى قائلتهم وأسواقهم] ، فلم يكن يصلى معه إلا الصف، فأنزل الله {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} (1) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليَنْتهُنَّ أوْ لأُحرِّقَنَّ بيوتهم» (2) .
(حديث آخر)
3403 - عن سعيد بن المسيب، عن زيد. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أَدُلّكم عَلَى كَنْزٍ مِن كُنوزِ الجنَّةِ؟ [تكثيرون من قول] لاَ حَوْلَ وَلا قُوَّةَ باللهِ» (3) .
(حديث آخر)
3404 - روى الطبرانى من طريق الدَّرَاوّرْدى، عن يونس بن يوسف، بن حماس (4) ، عن سعيد بن زيد: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الثمار حتى تنجو من العاهة» (5) .
(سليمان بن زيد بن ثابت عن أبيه)
3405 - قال الطبرانى: حدثنا الحسين بن إسحاق، حدثنا فروة بين عبد الله ابن سلمة الأنصارى بالأبواء، حدثنا هارون بن يحيى الحاطبى،
_________
(1) الآية 238 من سورة البقرة.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 5/131، وفيه قصة؛ وما بين المعكوفين استكمال منه؛ ولفظ الخبر فى الأصل المخطوط: «لقد هممت أن..» ، وما أثبتناه من المرجع.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 5/131؛ قال الهيثمى: فيه عبد الله بن عامر الأسلمى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 10/98، وقد مر نظيره.
(4) فى المخطوطة: «عن حماد» ، وفى المرجع: «بن خماس» ؛ وهو يونس بن يوسف بن حِمَاس الليثى المدنى وقيل يوسف بن يونس، روى عن عمه وسعيد بن المسيب، وعنه الدراوردى. تهذيب التهذيب: 11/452.
(5) المعجم الكبير للطبرانى: 5/131.(3/138)
حدثنى زكريا بن إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل بن زيد بن ثابت، عن أبيه إسماعيل، عن عمه سليمان ابن زيد بن ثابت. قال: قال زيد بن ثابت: «غدونا [يوماً غدوة من الغدوات] مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى إذا كنا فى مجمع طرق المدينة، فبصرنا بأعرابى أخذ بخطام بعيرة حتى وقف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[ونحن حوله] ، فقال: السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته/، فرد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: كَيْفَ أَصْبَحتَ؟ قال: ورَغا البعيرُ، وجاء رجلٌ كأَنَّهُ حَرَسِىّ، فقال: يا رسول الله هذا الأَعْرابىّ سَرَقَ هذا البَعيرَ، فَرَغَا البعيُر سَاعةً] وَحَنَّ، فأَنصَتَ لهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يسمعُ رُغَاءهُ وحنينهُ، فلمّا هدَأ البعير أقبل النبى - صلى الله عليه وسلم -] فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - للحرسى: انصرف عنه فإن هذا البعير شهد أنك كاذبٌ، فانصرف، وأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الأعرابى، وقال: أى شىءٍ كنت تقولُ [حينَ جئْتَنى] ؟ فقال: قلتُ ـ بأبى أنتَ وأُمِّى ـ: اللهمَّ صَلِّ على محمد حتى لا تَبقَى صلاةْ، وبارِك على محمد حتى لا تَبقى بَرَكة، اللهمَّ وسَلِّم على محمد حتى لا يَبقى سلام، وأرْحَمْ محمداً حتى لا تَبقى رحمةٌ. فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ اللهَ أبداها [لى] والبعيرُ يَنْطق بعذرك وإنَّ الملائكة قد سَدُّوا الأُفق» (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/156؛ قال الهيثمى: فيه من لم أعرفه، مجمع الزوائد: 9/10؛ وما بين المعكوفات استكمال من المرجعين.(3/139)
3406 - رواه الطبرانى من طريق عقيل [بن خالد] ، عن الزهرى، عن سعيد ابن سليمان بن زيد بن ثابت، عن أبيه، عن جده. قال: «كنت أكتب الوحى بين يدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان يشتد نفسه(3/139)
ويعرق عرقاً شديداً [مثل الجمان] ، ثم يسرى عنه، فيملى على فأكتبه، ثم أقرأه عليه، فإن كان فيه سقط أصلحه، ثم أخرج به إلى الناس» (1) .
(سليمان بن يسار أبو أيوب عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/157؛ وفى ألفاظه بعض اختلاف وما بين المعكوفات استكمال منه.(3/140)
3407 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سمعت حاضر بن المهاجر الباهلى، سمعت سليمان بن يسار يحدث عن زيد بن ثابت: «أن ذئباً نيب فى شاة فذبحوها بمروه، فرخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى أكلها» (1) .
رواه النسائى عن بندار، وابن ماجه عن بكر بن خلف كلاهما عن محمد بن جعفر (2) .
(سهل بن أبى حثمة عنه)
3408 - قال البخارى: وقال الليثُ، عن أبى الزناد، عن عروة بن الزبير يحدث عن سهل بن أبى حثمة الأنصارى من بنى حارثة: أنه حدثه، عن زيد بن ثابت. قال: «كان الناس فى عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبايعون الثمار فإذا جذ الناسُ، وحضر تقاضيهم قال المبتاع: إنه أصاب الثمر الدمان، أصابه مرض أصابه قشام ـ عاهات يحتجون بها ـ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ لما كثرت عنده الخصومة فى ذلك ـ: فإمّا لا، لا تتبايعوا حتى يبدو صلاح الثمر ـ كالمشورة يشير بها لكثرة خصومتهم» .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/183.
ونيب فى الشاة: أنشب أنيابه فيها، والناب: السن التى خلف الرباعية. والمروة: حجر أبيض يراق، وقيل هى التى يقدح بها النار. النهاية.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الضحايا: باب إباحة الذبح بالمروة: المجتبى: 7/198؛ وابن ماجه فى الذبائح: باب ما يذكى به: 2/1060.(3/140)
3409 - قال: «وأخبرنى خارجة بن زيد أن زيد بن ثابت لم يكن يبيع ثمار أرضه حتى تطلع الثريا فيتبين الأحمر من الأصفر» .
قال/ أبو عبد الله: ورواه على بن بحر ـ هو ابن برى ـ حدثنا حكام، حدثنا عنبسة عن زكريا عن أبى الزناد، عن عروة عن سهل عن زيد (1) . وقد رواه أبو داود عن أحمد بن صالح، عن عنبسة بن خالد عن يونس بن زيد عن أبى الزناد به (2) .
(شرحبيل بن سعد عنه) (3)
3410 - حدثنا أبو سعيد مولى بن هاشم، حدثنا عبد الرحمن بن أبى الرجال، عن شرحبيل. قال: أخذت نهساً بالأسواف (4) ، فأخذه منى زيد بن ثابت، فأرسله، وقال: «أما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرم ما بين لابتيها» (5) ؟ تفرد به (6) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى تعليقاً كما ذكر المصنف. أخرجه فى البيوع: باب الثمار قبل أن يبدو صلاحها: 4/393. وقد تقدم تفسير الدمان والفشام ص118.
وقوله: «حتى تطلع الثريا» المراد حتى تطلع مع الفجر، وطلوعها صباحاً إذان بابتداء فصل الصيف، وذلك عند اشتداد الحر فى بلاد الحجاز، وابتداء نضج الثمار. وقد روى أبو داود من طريق عطاء، عن أبى هريرة مرفوعاً قال: «إذا طلع النجم صباحاً رفعت العاهة عن كل بلد» ، وفى رواية: «رفعت العاهة عن الثمار» . والنجم هو الثريا. يراجع فتح البارى: 4/395.
(2) أخرجه أبو داود فى اليبوع: باب فى بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها: 3/352.
(3) شرحبيل بن سعد الخطمى، روى عن زيد بن ثابت وأبى رافع وأبى هريرة وأبى سعيد والحسن بن علىّ. تهذيب التهذيب: 4/320.
(4) النهس: بضم النون مشددة: طائر يشبه الصرد يديم تحريك رأسه وذنبه يصطاد العصافير، ويأوى إلى المقابر. والأسواف: موضوع بالمدينة. النهاية: 4/186.
(5) لابتا المدينة: اللابة الحرة. وهى الأرض ذات الحجارة السود. والمدينة ما بين حرتين عظيمتين. النهاية: 4/68.
(6) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/181.(3/141)
3411 - حدثنا على بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنى زياد بن سعد الخراسانى، سمع شرحبي بن سعد يقول: أتانا زيد بن ثابت، ونحن فى حائطٍ لنا، ومعنا فخاخ ننصب بها، فصاح بنا، وطردنا، وقال: «ألم تعلموا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرم صيدها» (1) تفرد به.
3412 - حدثنا إبراهيم بن أبى العباس، حدثنا عبد الرحمن بن أبى الزناد، عن شرحبيل بن سعد قال: وجدنى زيد بن ثابت فى الأسواف ومعى طيرٌ اصطدته، قال: فلطم قفاى، وأرسله من يدى، وقال: «أما علمت يا عدوَّ نفسك أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حَرَّمَ ما بين لأَبَتَيْها» (2) تفرد به.
(ضمرة بن حبيب عن زيد بن ثابت)
بالدعاء الذى سيأتى من رواية ضمرة عن أبى الدرداء عن زيد (3) .
(طاوس عن زيد بن ثابت)
حديث: «الرُّقَبى جائزة» .
وحديث: «العُمْرَى مِيراثٌ» .
3413 - رواهما النسائى من حديث سفيان الثورى، عن ابن أبى نجيحٍ، عنه به.
3414 - وفى رواية عن طاوس عن رجل، أو هو حجر المدرى عن زيد بن ثابت.
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/190.
(2) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/192.
(3) الخبر سيأتى فى ترجمة أبى الدرداء، عن زيد بن ثابت ص154.(3/142)
3415 - وفى رواية عن طاوس عن الحجورى عن ابن عباس كما سيأتى (1) .
(عامر بن سعد بن أبى وقاص عنه)
3416 - مرفوعاً: «إذا وقع الطاعون بأرض فلا تدخوها، وإذا كنتم بها فلا تخرجوا منها» . رواه الطبرانى عن أحمد بن محمد بن الجهم السمرى (2) ، عن أزهر بن جميل، عن حاتم بن وردان، عن عبد الرحمن ابن إسحاق، عن الزهرى عنه (3) .
(عباد بن شيبان الأنصارى عنه)
3417 - قال/ ابن ماجه فى السنة: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وعلى بن محمد قالا: حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا ليث بن أبى سليم، عن يحيى بن عباد: أبى هبيرة الأنصارى، عن أبيه، عن زيد بن ثابت. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نَضَّرَ اللهُ أمْرَأً سَمِع مَقالَتِى فبلَّغها، فَرُبَّ حامِلِ فقْهٍ غير فقيه، ورُبَّ حاملِ فِقْهٍ إلى مَنْ هو أَفقَهُ مِنه» زاد على بن محمد: «ثلاثٌ لا يُغَلُّ عليهِنَّ قلبُ امْرِئٍ مُسلمٍ: إِخْلاصُ العمَلِ لله، والنُّصحُ لأَئمَّةِ المسلمين، ولُزُومُ جَمَاعتهم» (4) .
_________
(1) الخبر الأول أخرجه النسائى فى كتاب الرقبى: باب ذكر الاختلاف على أبى نجيح فى خبر زيد بن ثابت، المجتبى: 6/226؛ والثانى فى الكتاب: باب ذكر الاختلاف على أبى الزبير، المجتبى: 6/227.
وقد سبق تخرج الخبرين فى ترجمة حجر بن قيس الحجورى المدرى، عن زيد بن ثابت. ومن حديثه عن ابن عباس. المجتبى: 6/229.
(2) السمرى: بكسر السين المشددة وفتح الميم شيخ للطبرانى. المشتبه، ص370.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 5/160.
(4) الخبر أخرجه ابن ماجه فى المقدمة: باب من بلغ علماً: 1/84.(3/143)
(عبد الله بن عبد الرحمن عنه)(3/144)
3418 - قال: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَتُمَارُوا فى القُرآن فإِنَّ المرِاء فيه كُفْرٌ» . رواه الطبرانى من طريق ابن أبى فُدَيك، عن ابن مَوْهب عنه به (1) .
(أبو عبد الرحمن بن عُمَر بن الخطاب عنه)
يأتى فى الجزء العشرين إن شاء الله ـ - رضي الله عنه - ـ وكرَّمه.
انتهى الجزء التاسع عشر من «تجزئة المنصف»
ويليه الجزء العشرون بإذن الله
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/169؛ وقال الهيثمى: رجاله موثقون. مجمع الزوائد: /157.
والمراء: الجدال. والتمارى والممارة المجادلة على مذهب الشك والريبة. ويقال للمناظرة مماراة لأن كل واحد منهما يسترج ما عند صاحبه ويمتريه كما يمترى الحالب اللبن من الضرع.
قال أبو عبيد: ليس وجه الحديث عندنا على الاختلاف فى التأويل، ولكنه على الاختلاف فى اللفظ، وكلاهما منزل مقروء به، فإذا جحد كل مهما قراءة صاحبه لم يؤمن أن يكون ذلك يخرجه إلى الكفر، لأنه نفى حرقاً انزله على نبيه.
وقيل إنما جاء هذا فى الجدال والمراء فى الآيات التى فيها ذكر القدر ونحوه من المعانى على مذهب أهل الكلام وأصحاب الأهواء والآباء دون ما تضمنته من الأحكام وأبواب الحلال والحرام، فإن ذلك قد جرى بين الصحابة فمن بعدهم من العلماء. وذلك فيما يكون الفرص منه والباعث عليه ظهور الحق لتبع دون الغلبة والتعجيز. والله أعلم. النهاية: 4/91.(3/144)
الجُزء العشرون
(أبو عبد الرحمن: عبد الله بن عمر بن الخطاب
عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه -)(3/145)
3419 - حدثنا محمد بن مصعب، حدثنا الأوزاعى، عن الزهرى، عن سالم، عن ابن عمر، عن زيد بن ثابت: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص فى بيع العرايا أن تباع بخرصها، ولم يرخص فى غير ذلك» (1) .
3420 - حدثنا إسماعيل، أنبأنا أيوب، عن نافع. قال: وقال ابن عمر: حدثنى زيد بن ثابت: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص فى بيع العرايا بخرصها» (2) .
3421 - حدثنا [إسماعيل، حدثنا أيوب، عن نافع، وقال ابن عمر: حدثنى] (3) زيد بن ثابت: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص فى بيع العرايا بخرصها» (4) .
3422 - حدثنا سفيان، عن الزهرى، عن سالم، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع الثمر بالثمر، فأخبرهم زيد بن ثابت: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص فى العرايا» (5) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/182.
(2) المصدر السابق.
(3) فى الأصل المخطوط: «حدثنا سفيان، عن الزهرى، عن سالم، عن ابن عمر، عن زيد بن ثابت» ، وهذا هو سند الخبر التالى وقد التبس على النساخ وما أثبتناه من المسند.
(4) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/182.
(5) المصدر السابق.(3/145)
3423 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، حدثنى نافع، عن ابن عمر، عن زيد بن ثابت. قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المحاقلة والمزابنة» (1) .
3424 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن زيد ابن ثابت: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص لصاحب العرية أن يبيعها بخرصها» (2) .
3425 - حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا عبيد الله عن نافع، عن ابن عمر، عن زيد بن ثابت: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص فى بيع العرايا بخرصها كيلاً» (3) .
3426 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر قال: أخبرنى زيد بن ثابت: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص فى العرية أن تؤخذ بمثل خرصها تمراً يأكلها أهلها رطباً» (4) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/185.
والمحاقلة: مختلف فيها، قيل هى اكتراء الأرض بالحنطة. هكذا جاء مفسراً فى الحديث وهو والذى يسمى الزراعون المحارثة. وقيل هى المزارعة على نصيب معلوم كالثلث والربع ونحوها. وقيل هى بيع الطعام فى سنبله بالبر. وقيل بيع الزرع قبل إدراكه وإنما نهى عنها لأنها من المكبل. ولا يجوز فيه إذا كان من جنس واحد إلا مثلاً بمثل ويداً بيد. وهذا مجهول لا يدرى أيهما أكثر.
والمزابنة: بيع الرطب فى رؤوس النخل بالتمر. وأصله من الزَّبْن وهو الدفع. كأن كل واحد من المتبابعين يزبن صاحبه عن حقه بما يزداد منه. وإنما نهى عنها لما يقع من الغبن والجهالة. النهاية: 1/245؛ 2/121.
(2) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/186.
والخرص: يقال: خرص النخلة والكرمة يخرصها خرصاً إذا حزر ما عليها من الرطب تمراً، ومن العنب زبيباً. فهو من الخرص الظن لأن الحزر إنما هو تقدير بطن. النهاية: 1/288.
(3) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/188.
(4) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/190.(3/146)
3427 - حدثنا يزيد، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر، عن زيد بن ثابت: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عن المُزَابَنَةِ والمُحَاقلَةِ إلاَّ أَنَّهُ رَخَّصَ لأَهْلِ العَرَايا أن يَبِيعُوها بِمثْلِ خَرْصِها» (1) .
3428 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن إبن إسحاق. قال: حدثنى أبو الزناد عن عبيد بن حنين، عن عبد الله بن عمر. قال: قدم رجل من أهل الشام بزيت فساومته فيمن ساومه من التجار، حتى ابتعته منه. قال: فقام إلى رجل فربحنى فيه حتى أرضانى. قال: فأخذت بيده لأضرب عليها، فأخذ رجل بذراعى من خلفى، فالتفت إليه، فإذا زيد بن ثابت، فقال: لا تبعه حيث ابتعته حتى تحوزه إلى رحلك، «فإن رسول - صلى الله عليه وسلم - / نهى عن ذلك» فأمسكت يدى» (2) .
رواه أبو داود من حديث ابن إسحاق (3)
3429 - حدثنا محمد بن يزيد، أنبأنا سفيان بن حسين، عن الزهرى، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تُبَاع ثمرةٌ بِثَمرةٍ، ولا تُبَاعُ ثمرةٌ حتى يَبْدُوَ صَلاَحُها» . قال: فلقى زيد بن ثابت عبد الله بن عمر، فقال: «رخص
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى عرايا» قال سفيان: «العرايا نخل كانت توهب للمساكين فلا يستطيعون أن ينتظروا بها، فيبيعونها بما شاءوا من ثمره» (4) .
وروى النسائى من حديث محمد بن رافع، [عن أبى النضر] ، عن
_________
(1) المصدر السابق.
(2) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/191.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى البيوع: باب فى بيع الطعام قبل أن يستوفى: 3/282.
(4) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/192.(3/147)
شعبة، [عن قتادة، عن سعيد بن المسيب] عنه أنه قال: «الصلاة الوسطى صلاة الظهر» (1) .
(ابن فَيْروز الدَّيلمى أبو بشر عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الصلاة فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/219؛ وما بين المعكوفات استكمال منه.(3/148)
3430 - قال أبو داود فى السنة: حدثنا محمد بن كثير، حدثنا سفيان، عن أبى سنان، عن وهب بن خالد، عن ابن الديلمى. قال: أتيت أبى بن كعب فقلت له: وقع فى نفسى شىءٌ من القدر، فحدثنى بشىء لعل الله تعالى أن يذهبه من قلبى، قال: لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو وغير ظالم لهم، ولو ورحمهم كانت رحمته خيراً لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبا فى سبيل الله تعالى ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لدخلت النار» . قال: ثم أتيت عبد الله بن مسعود، فقال مثل ذلك، ثم أتيت حذيفة بن اليمان، فقال مثل ذلك.
قال: ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثنى عن النبى - صلى الله عليه وسلم - بمثل ذلك (1) .
رواه ابن ماجه عن علىّ بن محمد بن سليمان عن أبى سنان (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى السنة: باب فى القدر: 3/225، عن ابن الديلمى؛ وقال المنذرى: ابن الديلمى هو أبو بسر بالسين المهملة والباء المضمومة. ويقال بشر بالشين المعجمة وكسر الباء والأول أصح واسمه عبد الله بن فيروز.
وقال: فى إسناده أبو سنان: سعيد بن سنان الشيبانى وثقه يحيى بن معين وغيره. وتكلم فيه الإمام أحمد وغيره. مختصر السنن: 7/69.
(2) أخرجه ابن ماجه فى المقدمة: باب فى القدر: 1/29.(3/148)
(عبد الله بن يَزِيد: خَطْمِىُّ، ولهُ صُحْبة عنه)(3/149)
3431 - حدثنا بهز، حدثنا شعبة، قال: عدى بن ثابت أخبرنى، عن عبد الله ابن يزيد، عن زيد بن ثابت: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى أحد، فرجع أناس
خرجوا معه، فكان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم فرقتين: فرقة تقول بقتلهم، وفرقة تقول: لا» .
3432 - وقال ابن جعفر:» فكان الناس فيهم فرقتين: فريقاً يقولون بقتلهم، وفريقاً يقول: لا «.
3433 - قال بهز: «فأنزل الله عز وجل {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} (1) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنها طيْبَةُ (2) وإنَّها تَنْفِى الخَبَثَ كما تَنْفِى النَّارُ خَبَثَ الفِضَّةِ» (3) .
3434 - حدثنا عَفّان، وقال فيه: سمعت عبد الله بن يزيد، فذكر معنى حديث بهز (4) .
3435 - رواه البخارى، ومسلم، والترمذى، والنسائى من حديث شعبة به (5) /.
_________
(1) الآية 88، سورة النساء.
(2) طيبة: هى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام، سماها عليه الصلاة والسلام طيبة وطابة، وهما من الطيب، لأن المدينة كان اسمها يثرب والثرب الفساد فنهى أن تسمى به وسماها طيبة وطابة. النهاية: 3/50.
(3) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/187.
(4) المصدر السابق.
(5) الخبر أخرجه البخارى فى فضائل المدينة: باب المدينة تنفى الخبث: 4/96؛ وأخرج طرفيه فى المغازى: غزوة أحد: 7/356، وفى التفسير: 8/256؛ وأخرجه مسلم فى المناسك مختصراً: المدينة تنقى خبثها: 3/530، وفى صفة المنافقين وأحكامهم: 5/648.
وأخرجه الترمذى فى تفسير سورة النساء: 5/239، وقال: هذا حديث حسن صحيح. والنسائى فى التفسير فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/220.(3/149)
3436 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة. قال: عدى بن ثابت أخبرنى قال: سمعت عبد الله بن يزيد، عن زيد بن ثابت. قال: «لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أحدٍ رجع ناسٌ خرجوا معه، فكان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرقتين: فرقةً تقول نقتلهم، وفرقةً تقول لا، فنزلت {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ} قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّها طَيْبةُ، وإِنَّها تَنْفِى الخبثَ كما تَنْفِى النَّارُ خَبَثَ الفِضَّة» (1) .
2436- حدثنا فياض بن محمد، حدثنا جعفر، حدثنا شعبة، عن عدى بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن زيد بن ثابت: أنه قال فى هذه الآية {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} قال: «رجع ناس من أصحاب
النبى - صلى الله عليه وسلم -، فكان الناس فيهم فرقتين: فريق يقولون: نقتلهم، وفريق يقولون لا. قال: فنزلت هذه الآية {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} فقال: «إنها طيبة، وإنها تنفى الخبث دما تنفى النار خبث الفضة» (2) .
(حديثٌ آخر)
3438 - قال الطبرانى: حدثنا: حدثنا محمد بن محمد الجذوعى، حدثنا على ابن نصر بن علىّ، حدثنا عثمان بن اليمان، حدثنا عبد الصمد بن سليمان، حدثنى يحيى بن عبد الحميد، عن عبد الله بن يزيد، عن
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/187، وعنده إضافة بلفظ ابن جعفر لم يذكرها المصنف.
(2) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/188.(3/150)
زيد بن ثابت. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «أَعْطِ زَكَاةَ رأْسِكَ معَ النَّاسِ، وإنْ لم تَجِد إلاَّ صَاعاً مِنْ حِنْطَة» (1) .
(عبد الرحمن بن شُمَاسَة المصرى عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/130، وقال الهثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط إلا أنه قال: «وإن لم تجد إلا خيطاً» ، وفيه عبد الصمد بن سليمان الأزرق، وهو ضعيف: 3/81.(3/151)
3439 - حدثنا حسن، بن لهيعة، حدثنا يزيد ابن أبى حبيب، عن ابن شماسة، عن زيد بن ثابت. قال: بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً حين قال: «طُوبَى لِلشَّام، طُوبى لِلشَّام» قلت: ما بال الشام؟ قال: «الملائكةُ بَاسِطُوا أَجنِحَتِها على الشَّام» (1) .
3440 - حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا يزيد بن أبى حَبيب: أَنَّ عبد الرَّحمن بن شُمَاسَة أخبره: أَنَّ زيدَ بن ثابت قال: بينَا نحن عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - نُؤَلّفُ القرآن من الرّقاع إذْ قال: «طُوبَى لِلشَّام» قيل: ولِمَ ذلك يا رسول الله؟ قال: «إِن ملائكة الرَّحمن باسِطةٌ أَجنِحتها عليه» (2) .
رواه الترمذى عن بندار، عن وَهْب بن جرير بن حازم، عن أبيه: سمعت يحيى ابن أيوب، فذكره، ثم قال: حديث غريب لا نَعْرفه إلاَّ مِنْ حديث يحَيى بن أيّوب (3) .
قال الحافظ ابن عساكر: قد رواه عَمْرو بن الحارث، وابن لَهِيعة عن يزيد بن أبى حَبِيب (4) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/184.
(2) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/184.
(3) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب: باب الشام واليمن: 5/734.
(4) يراجع تحفة الأشراف للمزى: 3/221.(3/151)
(عبد الرَّحمن بن أبى ليْلى عنه)(3/152)
3441 - «كنتُ أكتب الوَحْى [لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -] ، فإنِى لواضعٌ القلمَ، على أُذُنِى إِذْ أُمِرَ بالقتَال، فجاء أَعْمى، فشكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / فأنزل الله {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَج} (1) . رواهُ الطبرانى من حديث محمد بن جابر عن أَبِى فَرْوة عنه به (2) .
(عُبَيد بن السبَّاق المدنى عنه)
3442 - حدثنا أَبو كامل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن عبيد بن السباق، عن زيد بن ثابت. قال: «أَرْسَلَ الىَّ أَبو بكر مَقْتَلَ أَهْل اليَمَامة، فإذَا عمر عنده جالسٌ، فقال أَبو بكر لزيد بن ثابت: إِنَّك غلام شاب عاقل لا نتهمك: قد كنت تكتب الوحى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتتبع القرآن، فاجمعه. قال زيد: فوالله لو كلفونى نقل جبل من الجبال ما كان أثقل على مما أمرنى به من جمع القرآن، فقلت: أتفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: هو والله خير، فلم يزل أبو بكر يراجعنى، حتى شرح الله صدرى بالذى شرح له صدر أبى بكر وعمر» (3) .
3443 - رواه البخارى، والترمذى، وسيأتى من حديث الزهرى (4) .
_________
(1) الآية 17 من سورة الفتح.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/172، وفى لفظه بعض اختلاف لا يؤثر على المعنى.
قال الهيثمى: فيه محمّد بن جابر السحيمى وهو ضعيف، يكتب حديثه وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 7/107.
(3) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/188.
(4) الخبر أخرجه البخارى فى التفسير: باب ـ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ـ من الرأفة: 8/344؛ وفى فضائل القرآن: باب جمع القرآن: 9/10؛ أخرجهما مطولين وفيهما ذكر تدوين الآية «آخر التوبة» .
وأخرجه الترمذى فى التفسير أيضاً (سورة التوبة) : 5/283؛ وأخرجه النسائى فى فضائل القرآن فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/221.(3/152)
(عُرْوة بنُ الُّزبير بن العَّوام عنه)(3/153)
3444 - حدثنا إسماعيل، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبى عبيدة بن محمد بن عمار، عن الوليد بن أبى الوليد، عن عروة بن الزبير. قال: قال زيد بن ثابت: «يَغْفِر الله لرافع بن خَديِج، أنا والله أعلم بالحديث منه، إنما أتى رجلان قد اقتتلا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنْ كانَ هذا شأنَكُم فَلا تكْرُوا المزارع. قال: فسمع رافعٌ قوله: لا تكْرُوا المزارع» .
رواه أبو داود عن أبى بكر بن أبى شيبة، والنسائى عن الحسين بن محمد، وابن ماجه عن يعقوب بن إبراهيم الدورقى.
3445 - ثلاثتهم عن إسماعيل بن إبراهيم بنُ عَليّة به (1) .
ورواه النسائى من حديث عبد الرحمن بن إسحاق به (2) .
3446 - يحدث عن عُروة بن الزبير، عن زيد بن ثابت قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلِّى الظهر بالهاجرة، ولم يكن يُصَلِّى صلاةً أَشدّ على أصحاب النبىّ - صلى الله عليه وسلم - منها، فنزلتْ {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} (3) وقال: «إنَّ قبلَها صَلاَتين، وبَعْدها صَلاتين» (4) .
وقال أبو داود والنسائى جميعاً عن محمد بن المتنى عن غندر به وقد
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى البيوع: باب فى المزارعة: 3/257؛ والنسائى فى المزارعة، المجتبى: 7/47؛ وابن ماجه فى الرهون: باب ما يكره من المزارعة: 2/822.
(2) لعله فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/222.
(3) الآية 238 من سورة البقرة.
(4) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/183.(3/153)
رواه الزبرقان عن زهرة والزبرقان عن أسامة بن زيد مرسلاً (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة: باب فى وقت صلاة العصر: 1/112؛ والنسائى فى الصلاة فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/222؛ وأخرجه البيهقى من حديث الزبرقان، عن عروة، عن زيد بن ثابت، وعن الزبرقان، عن زهرة: كنا جلوساً عند زيد بن ثابت. السنن الكبرى: 1/458؛ والزبرقان بن عمرو بن أمية الضمرى، ويقال: ابن عبد الله بن عمرو بن أمية. ويراجع أيضاً تحفة الأشراف: 3/222.(3/154)
3447 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام قال: أخبرنى أبى أن زيد بن ثابت، أو أبا أيوب قال لمروان: ألم أرك قصرت سجدتى المغرب؟ «رأيت والنبى - صلى الله عليه وسلم - يَقْرأُ فيها بالأعراف» (1) .
وقد رواه النسائى عن محمد بن سلمة عن بن وهب عن عمرو بن الحارث، عن أبى الأسود عن عروة عنه به (2) .
3448 - وقد/ رواه ابن أبى ملكية عن عروة [عن مروان] عن زيد وسياتى (3) .
3449 - حدثنا إسماعيل، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبى عبيدة بن محمد بن عمار، عن الوليد بن أبى الوليد، عن عروة بن الزبير. قال: قال زيد بن ثابت: يغفر الله لرافع بن خديج. أنا والله أعلم بالحديث منه: إنما أتى رجلان قد اقتتلا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنْ كان هذا شأْنَكم، فلا تَكْرُوا المزارعَ» قال: فسمع رافعُ قوله: «لا تكْرُوا المَزارع» (4) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/185.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الصلاة: القراءة فى المغرب بالمص، المجتبى: 2/131.
(3) الخبر أخرجه النسائى أيضاً فى الباب السابق. المجتبى: 2/131.
(4) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/187.(3/154)
(عَطاء بن يَسَار عنه)(3/155)
3450 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن أبى ذئب، عن يزيد بن قسيط، عن عطاء بن يسار، عن زيد بن ثابت. قال: «قرأتُ علَى النبى - صلى الله عليه وسلم - النَّجمَ فلم يسجد» (1) .
3451 - حدثنا وكيع، ويزيد، قالا: أنبأنا ابن أبى ذئب، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن عطاء بن يسار، عن يزيد بن ثابت. قال: «قرأتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - {والنَّجمَ} فلم يَسْجُدْ فيها» ، قال يَزيد: «قرأتُ عندَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (2) .
رواه البخارى عن آدم، عن ابن أبى ذئب، ورواه أبو داود عن وكيع عنه.
رواه البخارى، ومسلم، والترمذى، والنسائى من حديث إسماعيل بن جعفر كلاهما عن يزيد بن قسيط به (3) .
3452 - قال الطبرانى: حدثنا حفص بن عمر الرقى، حدثنا أبو حذيفة، حدثنا زهير بن محمد، حدثنا شريك بن عبد الله بن أبى نمر،
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/183، وقد تكرر سند الحديث مرتين فى الأصل المخطوط فحذفناه حتى لا يعكر صفو السياق.
(2) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/186.
(3) الخبر أخرجه البخارى من حديث آدم بن أبى إياس، عن ابن أبى ذئب، ومن حديث إسماعيل بن جعفر فى سجود القرآن: باب من قرأ السجدة ولم يسجد: 2/554.
وأخرجه أبو داود من حديث وكيع، عن ابن أبى ذئب فى الصلاة: باب من لم يَر السجود فى المفصل: 2/58؛ ومن هذا الطريق أخرجه الترمذى: باب ما جاء من لم يسجد فيه: 2/466؛ ومن حديث إسماعيل بن جعفر؛ أخرجه مسلم فى: سجود التلاوة: 2/221؛ والنسائى فى: ترك السجود فى النجم: 2/124.
وقال الترمذى: حديث زيد بن ثابت حديث حسن صحيح. وساق بعده أهم مذاهب العلماء فى وجوب السجود ومن ترخص فى ذلك.(3/155)
عن عطاء بن يسار،
عن زيد بن ثابت: أنه قال عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بِئْسَ الشىءُ الإِمارةُ. فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نِعْمَ الشىء الإمارةُ لِمَنْ أَخذَها بِحَقّها، وبئس الشىء الإِمارةُ لمَن أَخَذَها بِغَيْرِ حَقّهَا، فتكون عليه حَسْرةً يومَ القِيامة» (1) .
(عُميرة بن عَدِىّ [الكندى] (2) عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/138؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 3/303.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/138؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى عن شيخه حفص بن عمر بن الصباح الرقى: وثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 5/200.(3/156)
3453 - كُنَّا نقرأُ: «لا تَرْغبوا عَن آبائِكم، فإنه كُفرٌ بكم» . رواه الطبرانى عن إسحاق الدّيرى، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب بن عميرة/ بن عدى، عن أبيه (1) .
(القاسم بن حسان الكوفى عنه)
3454 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شريك، عن ركين، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنّى تاركٌ فيكم خليفتَين: كتابَ الله حَبْلٌ ممدودٌ ما بين السَّماء والأرضِ، أو ما بين السّماء إلى الأرض، وعِتْرتى أهلَ بَيْتى، وإِنَّهما لن يَتَفَرَّقَا حتى يرِدا عَلَّى الحوض» (2) . تفرد به.
_________
(1) ترجم المصنف له: «عميرة بن عدى» ، وفى الطبرانى: «عدى بن عميرة الكندى» ، وفى سند الخبر: «عدى بن عدى» ، وفى مجمع الزوائد أخرج الخبر عن أيوب بن عدى بن عدى، عن أبيه أو عمه. وقال: رواه الطبرانى فى الكبير وأيوب بن عدى وأبوه أو عمه لم أرَ من ذكرهما؛ والخبر فى المصدرين فيه قصة. المعجم الكبير للطبرانى: 5/130؛ مجمع الزوائد: 1/97.
(2) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/181.(3/156)
3455 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبى بكر بن أبى الجهم بن صخير، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس. قال: «صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةَ الخَوْفِ بِذىِ قَرَدٍ أرضٍ من أَرْضٍ بَنى سُلَيم (1) ، فصفَّ الناسَ خَلْفَهُ صَفَّيْن: صَفًّا يُوَازى العدُوَّ، وَصَفًّا خَلْفَهُ، إلى مَصَافِّ هؤلاء، وهؤلاء إلى مَصَافِّ هؤلاء، فصلَّى بهم ركعةً أُخْرى» (2) .
3456 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن الركين الفزارى، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى صَلاةَ الخَوْفِ» فذكر مثل حديث ابن عبّاس (3) .
3457 - رواه النسائى عن عَمْرو بن علّى، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت فى صلاة الخوف [بمثل صلاة] ثعلبة بن زهدم عن حذيفة (4) .
(القاسم بن محمد عنه مرفوعاً)
3458 - «إِنَّ بِلاَلاً يُؤَذّن بِلَيلٍ، فكُلُوا واشْرَبوا، حتى يُؤَذّنَ ابنُ أُمَ
_________
(1) بذى قرد: بفتحتين، ماء على ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر. النهاية: 3/240.
(2) أورد الإمام أحمد بين حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/183، وهو من حديث ابن عباس ربط المصنف بينه وبين الخبر الآتى بلفظه عن زيد بن ثابت.
(3) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/183.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى صلاة الخوف: المجتبى: 3/136؛ أخرجه بعد الخبر الذى سبقه عن ثعلبة ابن زهدم قال: كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان، فقال: أبكم صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا فقام حذيفة، نصف الناس خلفه صفين..» الخ.
,إنما قال ابن كثير عبارته الأخيرة لأن النسائى أورد خبر زيد بن ثابت فقال: «عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مثل صلاة حذيفة» .(3/157)
مَكْتوم» رواه الطبرانى من حديث يَزيد بن عَياض، عن إسماعيل بن أبى حكيم، عن القاسم (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/135؛ وقال الهيثمى: فيه يزيد بن عياض وهو متروك. مجمع الزوائد: 3/154.(3/158)
3459 - عنه مرفوعاً: «لاَ تَبِيعُوا الثَّمرةَ حتى يَبْدُوَ صَلاَحُهَا» رواه الطبرانى أيضاً من حديث ابن أَبى الزناد عن أبيه، عن خَارجه، والقاسِم بن محمد، عن زيد بن ثابت (1) .
(قَبِيصَة بن ذُؤَيْب عنه)
3460 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأَنا معمر، عن الزهرى، عن قبيصة بن ذويب، عن زيد بن ثابت قال: «كنتُ أكُتبُ لِرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال اكُتبْ {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (2) فجاء عبد الله بن أم مكتوم، فقال: يا رسول الله أحب الجهاد فى سبيل الله، ولكن بى من الزمانة ما قد ترى (3) ، وقد ذهب بصرى، قال زيد: فثقلت فخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فخذى، حتى خشيت/ أن ترضها (4) . فقال: اكتب {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (5) تفرد به.
3461 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا بن لهيعة، حدثنا عبد الله بن هبيرة. قال: سمعت قبيصة بن ذؤيب يقول: إن عائشة أخبرت
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/135.
(2) الآية 95 من سورة النساء.
(3) الزمانة: الآفة والمرض يدوم زماناً طويلاً.
(4) ترضها: تدقها أو تكسرها.
(5) الآية 95 من سورة النساء. والخبر من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/184.(3/158)
آل الزبير: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى عندها ركعتين بعد العصر فكانوا يصلونها. قال قبيصة: قال زيد بن ثابت: يغفر الله لعائشة نحن أعلم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عائشة إنما كان ذلك لأن أناساً من الأعراب أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهجير فقعدوا يسألونه، ويفتيهم حتى صلى الظهر، ولم يصلِ ركعتين، ثم قعد يفتيهم حتى صلى العصر، فانصرف إلى بيته، فذكر أنه لم يصل بعد الظهر شيئاً، فصلاهما بعد العصر، يغفر الله لعائشة، نحن أعلم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عائشة، نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة بعد العصر» (1) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/185.(3/159)
3462 - حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن قبيصة بن ذؤيب، عن عائشة: أنها أخبرت آل الزبير فذكر معناه (1) . تفرد به.
(قيس: والد محمد بن قيس المدنى)
3463 - أنَّ رجلاً سألَ زيد بن ثابت عن شىء فقال عليك أبا هريرة. الحديث رواه النسائى فى العلم عن محمد بن إبراهيم، عن الفضل بن العلاء، عن إسماعيل بن أمية، عن محمد بن قيس عن أبيه به (2) .
(مولاه: كثير بن أفلح الأنصارى المدنى عنه)
3464 - حدثنا عثمان بن عمر، أنبأنا هشام، عن محمد، عن كثير بن أفلح، عن زيد بن ثابت. قال: «أُمِرْنا أَنْ نُسَبّحَ فى دُبُرِ كلّ صَلاةٍ ثلاثاً وثلاثين ونُحَمِّد ثلاثاً وثلاثين ونُكبٍر أَرْبعاً وثلاثين، فَأُتِىَ رجلٌ
_________
(1) المصدر السابق.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى العلم فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/225.(3/159)
فى المنام من الأنصار، فقيل له: أمركم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تسبحوا فى دبر كل صلاة كذا وكذا؟ قال الأنصارى فى منامه: نعم. قال: فاجعلوها خمساً وعشرين خمساً وعشرين واجعلوا فيها التهليل، فلما أصبح غدا على النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فافعلوا» (1) .
رواه النسائى عن موسى بن حزام، عن يحيى بن آدم، عن عبد الله بن إدريس، عن هشام وهو ابن حسان، عن محمد، وهو ابن سيرين عنه (2) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/184.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الصلاة: نوع آخر من عدد التسبيح، المجتبى: 3/64؛ ولفظه فيه: «فقال: اجعلوها كذلك» .(3/160)
3465 - حدثنا روح، حدثنا هشام، عن محمد، عن كثير بن أفلح، عن زيد ابن ثابت. قال: «أمرنا/ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نسبح فى دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، ونحمده ثلاثاً وثلاثين تحميدة ونكبر أربعاً وثلاثين تكبيرة» . قال فرأى رجلٌ فى المنام فقال: «أمرتم بثلاث وثلاثين تسبيحة، وثلاثٍ وثلاثين تحميدة، وأربعٍ وثلاثين تكبيرةً فلو جعلتم فيها التهليل، فجعلتموها خمساً وعشرين، فذكرت ذلك للنبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: قد رأيتم فأفعلوا أو نحو ذلك» (1) .
(كثير بن الصلت الكندى المدنى عنه)
3466 - حدثنا محمد جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن كثير بن الصلت. قال: كان ابن العاص، وزيد بن ثابت يكتبان المصاحف، فمروا على هذه الآية، فقال زيد: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الشَّيْخُ، والشَّيْخَهُ إذَا زَنَيَا فَأرْجُمُوهُمَا أَلْبتَّةَ» فقال عمر:
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/190.(3/160)
لما أنزلت هذه أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: أكتبنيها. قال شعبة: فكأنه كره ذلك، فقال عمر: ألا ترى أن الشيخ إذا لم يحصن جلد، وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم» (1) . رواه النسائى عن محمد بن المثنى عن غندر به (2) .
(المثنى عنه)
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/183.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى السنن الكبرى: فى الرجم من عدة طرق كما فى تحفة الأشراف: 3/225.(3/161)
3467 - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِذَا أكلَ أحدُكم فَلْيَلْعَقْ أَصَابَعهُ، فإِنَّهُ لاَ يَدْرِى فى أىَّ طعامه تكون البركةُ» . رواه الطبرانى عن على بن العزيز، عن أبى نعيم، عن عبد السلام بن حرب، عن إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة، عن خبير ابن المثنى، عن أبيه، عن زيد به (1) .
(محمد بن سيرين عنه)
3468 - حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن ابن سيرين، عن زيد ابن ثابت: «أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نَهَى أَنْ يُصَلَّى إذا طَلَعَ قَرْنُ الشَّمسٍ، أَوْ غَابَ قَرنُنها، وقال: إِنَّها تطلُلعُ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطان، أَوْ مِنْ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيطان» (2) تفرد به.
(محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عنه)
3469 - حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا ابن أبى ذئب، عن
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/169؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى، وجبير وأبوه لم أعرفهما، وبقية رجاله حديثهم حسن. مجمع الزوائد: 5/28.
(2) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/190.(3/161)
عقبة بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن زيد بن ثابت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَعَنَ اللهُ اليهودَ اتَّخَذوا قبورَ أنبيائهم مَساجِد» ، تفرد به (1) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/184.(3/162)
3470 - حدثنا عبد الملك بن عمرو، حدثنا إبن أبى ذئب، وعثمان بن عمر. قال: أَنبأنا ابن أبى ذئب، عن عقبة بن عبد الرحمن، / عن محمد بن عبد الرحمن ابن ثوبان، عن زيد بن ثابت: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «قَاتَلَ اللهُ اليهودَ» وقال عثمان: «لعن الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» (1) .
(محمد بن عكرمة عنه)
3471 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكى، حدثنا يعقوب ابن حميد بن كاسب، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن عكرمة بن عبد الرحمن، عن زيد بن ثابت: أنه قال: رحم الله رافع بن خديج. إنما جاء رجلان يتهاتران فى شأن المزارع، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «إِنْ كانَ هذا شَأْنَكم، فلا تُكْروها» (2) .
(مروان بن الحكم بن أبى العاص الأموى عنه)
حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن صالح، قال ابن شهاب: حدثنى سهل بن سعد الساعدى: أنه قال: رأيت مروان بن الحكم جالساً فى المسجد، فأقبلتُ حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره:
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/186.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/169؛ وفى الأصل المخطوط بعض ألفاظ غير واضحة اعتمدنا فيها على الطبرانى.(3/162)
«أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أملى عليه {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ} فذكر الحديث ذكره بعد حديث قبيصة الذى كتبه عنه عبد الرزاق (1) .
رواه البخارى من حديث إبراهيم بن سعد، والنسائى من حديث عبد الرحمن ابن إسحاق، كلاهما عن الزهرى به. ورواه الترمذى من حديث عبد الرحمن، والنسائى أيضاً عن محمد بن يحيى: كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه (2) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/184؛ وحديث قبيصة الذى عناه المصنف تقدم ص158.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الجهاد بالسند الذى أورده المصنف: باب قول الله عزوجل {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ..} الآية 6/45؛ وفى التفسير: 8/259؛ وأخرجه الترمذى فى التفسير: 5/242؛ والنسائى فى الجهاد: باب فضل المجاهدين على القاعدين: 6/8 من الطريقين معاً.(3/163)
3472 - حدثنا سليمان بن داود، أنبأنا عبد الرحمن بن أبى الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن مروان بن الحكم. قال: قال لى زيد بن ثابت: «ألم أرك الليلة خففت القراءة فى سجدتى المغرب؟ والذى نفسى بيده إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليقرأ فيهما بطولى الطوليين» (1) .
3473 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا ابن جريج، عن ابن أبى ملكية. قال: أخبرنى عروة بن الزبير: أن مروان أخبره: أن زيد بن ثابت قال له: «ما لى أراك تقرأ فى المغرب بقصار السور؟ قد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ فيها بطولى الطوليين» . قال ابن أبى ملكية: وما طولى الطوليين؟ قال: الأعراف (2) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/187؛ وقوله: طولى الطوليين: الطوليين تثنية الطولى. والمراد أنه كان يقرأ فيها بأطول السورتين الطويلتين يعنى الأنعام والأعراف. والسبع الطوال هى البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والتوبة. النهاية: 3/47.
(2) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/188.(3/163)
رواه البخارى عن أبى عاصم، وأبو داود عن الحسن بن على، عن عبد الرزاق والنسائى عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث: ثلاثتهم عن ابن جريج به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجوه فى الصلاة: البخارى: باب القراءة فىالمغرب: 2/246؛ وأبو داود فى الباب: 1/215؛ والنسائى فى: القراء فى المغرب بألمص، المجتبى: 2/131.(3/164)
3474 - حدثنا عبد الرزاق، وابن أبى بكر قالا: أنبأنا ابن جريج قال: سمعت عبد الله بن أبى ملكية يحدث يقول: أخبرنى عروة بن الزبير/ أن مروان أخبره. قال: قال لى زيد بن ثابت: «ما لك تقرأ فى المغرب بقصار المفصل، لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ فى صلاة المغرب بطولى الطوليين» قال: قلت لعروة: ما طولى الطوليين؟ قال: الأعراف (1) .
(حديث آخر)
3475 - قال الطبرانى: حجاج بن عمران السدوسى، حدثنا عمرو بن الحصين العقيلى، حدثنا محمد بن عبد الله بن علاثة، حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد ابن معدان، قال: سمعت عبد الملك بن مروان يحدث عن أبيه، عن زيد بن ثابت قال: أصابنى أرق من الليل فشكوت ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «قُل: اللَّهم غارتِ النُّجومُ، وهدَأَت العيونُ وأنتَ حىٌّ قيوم يا حىّ يا قيوم أنم عَيْنى وأَهدئ ليلى» . قال: فقلتُها فذهبَ عَنّى (2) .
وكذا رواهُ أبو يعلى الموصلى وقال: «أنتَ حى قيوم لا تأخذك سنةٌ ولا نومٌ» (3) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/189.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/134.
(3) قال الهيثمى: رواه الطبرانى، وفيه عمرو بن الحصين العقيلى وهو متروك. مجمع الزوائد: 10/128.(3/164)
(المطلب بن عبد الله عنه)(3/165)
3476 - حدثنا أبو أحمد، حدثنا كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله، قال: دخل زيد بن ثابت على معاوية، فحدثه حديثاً، فأمر إنساناً أن يكتب فقال: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى أَنْ نَكُتبَ شيئاً من حديثِهِ» فمحاه (1) .
رواه أبو داود عن نصر بن على، عن أبى أحمد به (2) .
3477 - حدثنا وكيع، حدثنا كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله، عن زيد بن ثابت: أنه سئل عن القراءة فى الظهر والعصر، فقال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُطيلُ القيام ويحركُ شَفَتَيْه» (3) .
(حديث آخر)
3478 - قال الطبرانى: حدثنا عمرو بن أبى الطاهر بن السرح، حدثنا يحيى ابن بكير، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبى عمرو، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن زيد بن ثابت، قال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «لقد أوصانى جبريل بالجار حتى ظننتُ أنَّهُ سَيُورِّثه» (4) .
(ابن مكحول وغيره عنه)
3479 - حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن مكحول، وعطية، وضمرة، وراشد، عن زيد بن ثابت: أنه سئل عن
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/182.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى كتاب العلم: باب كتابة العلم: 3/318.
(3) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/186.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 5/168؛ وقال الهيثمى: فيه المطلب بن عبد الله بن حنطب وهو ثقة، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 8/165.(3/165)
زوج، وأخت لأم، وأب، فأعطى الزوج النصف، والأخت النصف، فكلم فى ذلك، فقال: «حضرتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى بذلك» (1) .
[حديث آخر]
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/188.(3/166)
3480 - قال زيد بن ثابت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «نَضَّرَ اللهُ عبداً سمع مقالتى فحملها إلى غيره، فرُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه. / ثلاثٌ لا يُغلَّ عليهنَّ قلبُ مُسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمة المسلمين، ولزوم جماعة المؤمنين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم، ومن كانت الدنيا همه نزع الله الغنى من قلبه، وجعل فقره بين عينيه وشتت الله عليه ضيعته، ولم يأته من الدنيا إلا ما رزق، ومن كانت الآخرة همه جعل الله الغنى فى قلبه، ونزع فقره من بين عينيه وكف عليه ضيعته وأتته الدنيا وهى راغمة» . رواه الطبرانى من حديث ليث بن أبى سليم عن محمد بن وهب عن أبيه به (1) .
(أبو البخترى عنه)
3481 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبى البخترى الطائى، عن أبى سعيد الخدرى، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لما نَزَلَتْ هذه الآية {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} قال: قرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ختمها، وقال: الناس حيز، وأنا وأصحابى حيز، وقال: لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهادٌ ونيةٌ» ، فقال له مروان: كذبت، وعنده رافع بن خديج، وزيد بن ثابت وهما قاعدان معه على
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/172.(3/166)
السرير فقال أبو سعيد: لو شاء هذان لحدثاك، فرفع عليه مروان الدرة ليضربه، فلما رأيا ذلك قال: صدق (1) . تفرد به.
(أبو الدرداء عنه)
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/187؛ وفى اللسان: كل ناحية على حدة حيز بتشديد الياء.(3/167)
3482 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا أبو بكر، حدثنى ضمرة بن حبيب بن صهيب، عن أبى الدرداء، عن زيد بن ثابت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمه دعاءً، وأمرهُ أن يتعاهد به أهله كل يوم حين تصبح: «لبَّيك اللهمَّ لبَّيك، وسعديك، والخير فى يديك، ومنك، وبك، وإليك. اللهم ما قلت من قولٍ أو نذرت من نذرٍ، أو حلفت من حلف فمشيئتك بين يديه، ما شئت كان، وما لم تشأْ لم يكن، ولا حول، ولا قوة إلا بك، إنك على كل شىءٍ قديرٌ، وما صليت من صلاة فعلى من صليت، وما لعنت من لعنة فعلى من لعنت، إنك أنت وليى فى الدنيا والآخرة، توفنى مسلماً، وألحقنى بالصالحين، أسألك اللهمّ الرضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد الممات، ولذة نظر إلى وجهك، وشوقاً إلى لقائك، من غير ضراء مضرة ولا فتنةٍ مضلة، أعوذ بك اللهم أن أظلم أو أظلم أو أعتدى أو يعتدى على، أو اكتسب خطيئةً محبطة، أو ذنباً لا يغفر، اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ذا الجلال والإكرام، فإنى أعهد إليك فى هذه الحياة الدنيا، وأشهدك وكفى بك شهيداً أنى أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك، لا شريك لك/ لك الملك، ولك الحمد، وأنت على كل شىءٍ قدير، وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك، وأشهد أن وعدك حق، ولقاءك حق، والجنة حق، والساعة آتية لا ريب فيها، وأنت تبعث(3/167)
من فى القبور، وأشهد أنك إن تكلنى إلى نفسى تكلنى إلى ضيعةٍ، وعورةٍ وذنبٍ، وخطيئةٍ، وأنى لا أثق إلا برحمتك، فأغفر لى ذنبى كله إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وتب على إنك التواب الرحيم» (1) تفرد به.
(أبو سعيد الخدرى عنه)
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/191.(3/168)
3483 - حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا داود، عن أبى نضرة، عن أبى سعيد الخدرى. قال: «لما توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام خطباء الأنصار، فجعل منهم من يقول: يا معشر المهاجرين إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استعمل رجلاً منكم قرن معه رجلاً منا، فنرى أن يلى هذا الأمر رجلان: أحدهما منكم، والآخر منا. قال: فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك. قال: فقام زيد بن ثابت، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان من المهاجرين وإنما الإمام يكون من المهاجرين، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام أبو بكر، فقال: جزاكم الله خيراً من حى يا معشر الأنصار وثبت قائلكم، ثم قال: والله لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم» (1) .
3484 - حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا أبو مسعود الجريرى، عن أبى نضرة، عن أبى سعيد الخدرى، عن زيد بن ثابت. قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى حائط من حيطان المدينة فيه أقبر (2) ، وهو على بغلته فحادت به وكادت أن تلقيه، فقال: من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟ فقال
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/185.
(2) الأقبر: جمع قبر، وهو قياس جمع قلة.(3/168)
رجل: يا رسول الله قوم هلكوا فى الجاهلية، فقال: لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله عز وجل أن يسمعكم عذاب القبر، ثم قال لنا: تعوذوا بالله من عذاب جهنم، قلنا: نعوذ بالله من عذاب جهنم، ثم قال: تعوذوا بالله من فتنة المسيح الدجال، فقلنا: نعوذ بالله من فتنة المسيح الدجال، ثم قال: تعوذوا بالله من عذاب القبر، فقلنا: نعوذ بالله من عذاب القبر قال: تعوذوا بالله من فتنة المحيا والممات، فقلنا: نعوذ بالله من فتنة المحيا والممات» (1) .
رواه مسلم فى صفة أهل النار عن يحيى بن أيوب، وأبى بكر بن أبى شيبة، عن إسماعيل بن علية، عن سعيد بن إياس أبى مسعود الجريرى به (2) .
(أبو صالح السمان عنه)
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/190.
(2) الخبر أخرجه مسلم: عرض مقعد الميت من الجنّة أو النّار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه: 5/720.(3/169)
3485 - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى باليمين مع الشاهد» رواه/ الطبرانى عن إسماعيل بن محمد بن المهاجر المصرى، عن حرملة، عن ابن وهب، عن عثمان بن الحكم الجذامى، حدثنى زهير بن محمد، عن سهل بن أبى صالح، عن أبيه به (1) .
(أبو عبد الله الجدلى عنه)
3486 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَلاَ أُخبرُكم بأَهْل الجنّة؟ [قالوا:
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/167؛ وقال الهيثمى: فيه عثمان بن الحكم الجذامى. قال أبو حاتم: ليس بالمتقن وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 2/202.(3/169)
بلى يا رسول الله، قال:] كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتلٍ جواظ» (1) من حديث هشام بن عبد الرحمن عن معد بن خالد عنه به (2) .
(أبو عبد الله السبائى)
_________
(1) العتل: الشديد الجافى، والفظ الغليظ من الناس. وقيل: الأكول المنوع، وقيل: الجافى الخلق اللئيم الضريبة. وقيل: الشديد من الرجال والدواب. وقيل: هو الشديد الخصومة. والجداظ: الجموع المنوع، وقيل الكثير اللحم المختال فى مشيته. وقيل: القصير البطين. اللسان: 4/2800؛ النهاية 1/188.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/174؛ وقال الهيثمى: إسناده حسن. مجمع الزوائد: 10/265، وما بين المعكوفين استكمال منهما.(3/170)
3487 - قال أبو يعلى، حدثنا الأزرق بن على بن الجهم البصرى، حدثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبى عبد الله السبائى. قال: «بينا أنا جالس عند زيد وهو جالس فى مجلس بنى الأرقم فجاء رجل من مراد على بغلة. قال: أفى القوم زيد؟ فقال القوم: هذا زيد. فقال: أنشدك بالله الذى لا إله إلا هو أسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقال زيد: نعم» . قال الحافظ الضياء ومن خطة نقلت ذكر هذا الإسناد عن زيد ويريد بن أرقم وهو والله أعلم زيد بن أرقم.
(أبو نضرة عنه مرفوعاً)
3488 - «صلاة الجميع تفضل على صلاة الرجل وحده أربعاً(3/170)
وعشرين [سهماً] إلى صلاته خمساً وعشرين» . رواه الطبرانى من طريق الربيع بن بدر، عن الجريرى عنه (1) .
(أبو هريرة عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/177؛ وقال الهيثمى: فيه الربيع بن بدر وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/38. وقال السيوطى فى الجامع الكبير: رواه الطبرانى، عن زيد بن ثابت وعبد الرزاق عنه موقوفاً. جامع الأحاديث: 4/436.(3/171)
3489 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن الحسين الأنماطى، حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيرى، حدثنا ابن أبى حازم، [عن عبد الله بن عامر] ، عن الأعرج، عن أبى هريرة، عن زيد بن ثابت. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَزَال اللهُ فى حَاجَةِ العَبْد ما دَام العَبْدُ فى حَاجَةِ أَخيِه» (1) .
رواه من طريق عبد الله بن عامر الأسلمى، عن أبى الزناد، عن الأعرج، عن أبى هريرة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - من غير ذكره زيد بن ثابت (2) .
(ابن الديلمى: واسمه عبد الله بن فيروز عنه)
3490 - حدثنا قُرَّان بن تمام، عن أبى سنان الشيبانى، عن وهب الحمصى، عن ابن الديلمى. قال: «أتيت أبى بن كعب، فقلت له: إنه قد وقع فى نفسى من القدر شىءٌ فأحب أن تحدثنى بحديث لعل الله أن يذهب عنى ما أجد. قال: لو أن الله عز وجل عذب أهل السماوات، وأهل الأرض عذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/127؛ وقال الهيثمى: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 8/193.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/128.(3/171)
رحمته لهم خيراً من أعمالهم، ولو كان أحد لك ذهباً، فأنفقته فى سبيل الله، ثم لم تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ما تقبل منك، ولو مت على غير ذلك دخلت النار، ولا عليك أن تلقى أخى عبد الله بن مسعود، فتسأله، فلقى عبد الله، فقال له مثل ذلك، ثم لقى حذيفة بن اليمان، فقال له مثل ذلك.
ثم لقى زيد بن ثابت، فقال له مثل ذلك إلا أنه حدثه عن نبى الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/189.(3/172)
3491 - حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا سفيان، حدثنا أبو سنان: سعيد بن سنان، حدثنا وهب بن خالد، عن ابن الديلمى قال: لقيت أبى بن كعبٍ، فقلت: يا أبا المنذر إنه قد وقع فى نفسى شىءٌ من هذا القدر، فحدثنى بشىءٍ لعله يذهب من قلبى، قال: لو أن الله عذب أهل سماواته، وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت
رحمته لهم خيراً من أعمالهم، / ولو أنفقت جبل أحد ذهباً فى سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير لدخلت النار» .
قال: فأتيت حذيفة، فقال لى مثل ذلك، وأتيت ابن مسعود، فقال لى مثل ذلك، وأتيت زيد بن ثاب، فحدثنى عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك (1) .
_________
(1) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/182.(3/172)
رواه أبو داود عن محمد بن كثير عن سفيان الثورى به، ورواه ابن ماجه من حديث أبى سنان به (1) .
(ابن شماسة وهو عبد الرحمن تقدم) (2) .
(ابن أخى كثير بن الصلت عنه فى ترجمة كثير تقدم) (3) .
(رجل عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى السنة: باب فى القدر: 4/225؛ وأخرجه ابن ماجه فى المقدمة أتم مما عند أبى داود ومما فى المسند: باب القدر: 1/29.
(2) ص 151 من هذا الجزء.
(3) ص 160 من هذا الجزء.(3/173)
3492 - {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} الآية، تقدم من رواية شعبة، عن أبى إسحاق، عن البراء عن رجل لعله حجر المدرى عنه (1) .
3493 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان ـ إملاء علينا ـ عن ابن أبى نجيح، عن طاوس، عن رجل، عن زيد بن ثابت: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جَعَل الرُّقَبى للوارث» (2) .
3494 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن ابن أبى نجيح، عن طاوس، عن رجلٍ، عن زيد بن ثابت: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعل الرقبى للذى أرقبها، والعمرى للذى أعمرها» (3) .
(أم سعد: ابنته، أو امرأته عنه)
3495 - قال: دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين يديه كاتب،
_________
(1) يرجع إليه فى الجزء الأول، ص 328.
(2) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/186.
(3) من حديث زيد بن ثابت فى المسند: 5/189.(3/173)
فسمعته يقول: «ضع القلم على أذنك، فإنه أذكر للمملى» . رواه الترمذى فى الاستئذان عن قتيبة، عن عبد الله بن الحارث، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد به، ثم قال: إسناد ضعيف، وعنبسة بن عبد الرحمن، ومحمد بن زاذان يضعفان (1) .
قال شيخنا فى الأطراف: روى هياج بن بسطام، عن عنبسة، عن محمد، عن أم سعد بنت زيد بن ثابت حديثاً آخر، وروى سعيد بن زكريا، عن عنبسة، عن محمد، عن أم سعد الأنصارية امرأة زيد بن ثابت عن النبى - صلى الله عليه وسلم - حديثاً آخر (2) .
_________
(1) قال الترمذى أيضاً: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. صحيح الترمذى: 5/67.
(2) تحفة الأشراف للمزّى: 3/227، وجاء فيه: قاله الذهبى فى ميزان الاعتدال فى ترجمة محمد بن زاذان.
ومحمد بن زاذان: قال البخارى: لا يكتب حديث. وقال الترمذى: منكر الحديث؛ وقال الدارقطنى: ضعيف؛ وأورد الذهبى عدة أحاديث من مناكيره منها هذا الخبر الذى أشار إليه الحافظ المزى ولفظه: «ليس على من أسلف مالاً زكاة» ، ثم أورد قول ابن عدى: لا أعلم يروى عنه غير عنبسة، وعنبسة ضعيف. الميزان: 3/546. وأورد العقيلى من ترجمة محمد بن زاذان ثلاثة أخبار من مناكيره كلها من حديث أم سعد أو أم سعد الأنصارية. الضعفاء الكبير: 4/69. ويراجع أيضاً ترجمة أم سعد بنت زيد بن ثابت فى الإصابة: 4/456.(3/174)
607- (زيد بن جارية بن عامر بن مجمع العطاف) (1)
ابن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصارى الأوسى، ثم العمرى.
3496 - روى عثمان بن عبد الله بن زيد بن جارية، عن عمه عمر بن زيد ابن جارية، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استصغره يوم
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/280؛ والإصابة: 1/562؛ والاستيعاب: 1/555؛ والتاريخ الكبير: 3/386؛ وثقات ابن حبان: 3/140.(3/174)
أحد، واستصغر معه البراء [بن عازب] ، وزيد بن أرقم، وسعد بن حبته (1) ، وأبا سعيد الخدرى، وقد كان/ أبوه جارية من المنافقين: كان يلقب حمار الدار، وكان من أهل مسجد الضرار، وإمامهم فيه.
وشهد زيد خيبر وأسهم له فيها، وشهد صفين مع على، وتوفى قبل ابن عمر، فترحم عليه، وروى أبو عمر من طريق أبى الطفيل عنه حديثاً فى الصلاة على النجاشى، وإنما رواه أبو نعيم فى ترجمة زيد بن خارجة كما سيأتى (2) .
_________
(1) سعد بن حبتة: هو سعد بن بجير، وقيل: بجير بن معاوية بن قحافة، وجبته هى أمه. أسد الغابة: 2/339.
(2) قال ابن الأثير: أخرج أبو نعيم ها هنا ـ ترجمة زيد بن خارجة ـ وحده حديث أبى الطفيل، عن زيد بن خارجة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فى الصلاة على النجاشى؛ وأخرجه أبو عمر، عن زيد بن جارية، وهو هناك. وأما ابن منده فلم يذكره فى واحد منهما. أسد الغابة: 2/284.(3/175)
608- (زيد بن حارثة بن شراحيل) (إلخ) (1)
تقدم نسبه فى ترجمة ابنه أسامة الحب بن الحب (2) .
وقد كان لخديجة أولاً، فوهبته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل النبوة، فأعتقه وتبناه، فكان يقال له: زيد بن محمد، ولم يزل ذلك حتى أنزل الله: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} الآية (3) ، ولهذا قال له رسول الله
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/281؛ والإصابة: 1/563؛ والاستيعاب: 1/544؛ والطبقات الكبرى: 3/27؛ والتاريخ الكبير: 3/379؛ وثقات ابن حبان: 3/134.
(2) يرجع إلى ترجمة ابنه رضى الله عنهما.
(3) أخرج البخارى من حديث ابن عمر فى التفسير: «أن زيد بن حارثة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد، حتى نزل القرآن: {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} صحيح البخارى: 8/517، والآية 5 من سورة الأحزاب.(3/175)
- صلى الله عليه وسلم - مرجعه من عمرة القضاء: «أنت أخونا ومولانا» (1) .
وقد أسلم زيد قديماً، حتى قيل إنه أول من أسلم، والصحيح: من الموالى، وهاجر وشهد بدراً، وما بعدها إلى أن بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام ثمان أميراً على جيش إلى البلقاء فأتوا الروم فالتقى هنالك بجمع عظيم فقتل هناك عن خمس وخمسين سنة، فتأمر بعده بالنص النبوى جعفر بن أبى طالب، فقتل، ثم عبد الله بن رواحة، بالنص النبوى فقتل أيضاً، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد، ففتح الله عليه (2) .
وقد صرح الله باسم زيد فى القرآن، ولم ينص على اسم رجل من الصحابة غيره (3) ، وقد كان أبيض أحمر، وكان ابنه أسامة كأمه أم أيمن أسود كالليل. حديثه فى ثالث الشاميين ـ - رضي الله عنه - ـ.
_________
(1) يرجع إلى الخبر فى الصحيح: كتاب المغازى: باب عمرة القضاء، وهو جزء من حديث البراء عن عازب فى أول الباب: 7/499.
(2) يرجع إلى حديث أنس فى الصحيح: كتاب المغازى: باب غزوة مؤتة من أرض الشام: 7/512.
(3) الآية 37 من سورة الأحزاب.(3/176)
3498 - حدثنا حسن، حدثنا إبن لهيعة، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن أسامة بن زيد، عن أبيه زيد بن حارثة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أنَّ جبريلَ أَتَاهُ فى أَوَّل ما أوحى إليه، فَعَلَّمَهُ الوُضوءَ والصَّلاَةُ، فلما فرغ من الوضوءِ أَخَذَ غَرْفَةً من ماءٍ فَنَضَحَ بها فرجه» (1) .
رواه ابن ماجه من حديث ابن لهيعة (2)
_________
(1) حديث زيد بن حارثة فى المسند: 4/161.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الطهارة: باب ما جاء فى النضج بعد الوضوء: 1/157؛ وفى الزوائد: أسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.(3/176)
(حديث آخر)(3/177)
3499 - رواه النسائى، والبزار من طريق أبى أسامة، ورواه الطبرانى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن أبى أسامة، ورواه أبو يعلى، عن محمد بن سيار، عن عبد الوهاب بن عبد الخير: كلاهما عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب. قال: حدثنا أسامة بن زيد، عن أبيه زيد بن حارثة. قال: «خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وهو مردفى فى يوم حار/ ومعنا شاةٌ قد ذبحناها، وأصلحناها، فلقيه زيد بن عمرو بن نفيل فحيا كل واحدٍ منهما الآخر، فذكر له زيد [بن عمرو] (1)
كيف ذهب إلى الشام فى طلب الدين، وأن أحبار الشام أخبروه أنه سيبعث نبى بأرض الحجاز. وذكر أنه قربت إليه السفرة، فلم يأكل منها شيئاً، وذكر تمسح زيد بذلك الصنم، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهاه عن ذلك، قال: ثم أنزل الله على رسول الله. وتوفى زيد بن عمرو بن نفيل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنه يبعث أمة وحده» وفى ألفاظ البزار «نكارة» فالله أعلم (2) .
_________
(1) الزيادة التى بين قوسين لتوضيح السياق، فالقائل هو زيد بن عمرو بن نفيل، والضمير فى «له» يعود إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - وذلك أن المصنف يروى الخبر ملخصاً له، وهو فى المصادر:
«فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: يا زيد ما لى أرى قومك قد شنفوك وكذبوك؟ قال: والله يا محمد ذلك لغير ثائرة كانت منى إليهم، ولكنى خرجت أبتغى هذا الدين» الخ.
(2) الخبر رواه المصنف ملخصاً ويرجع إليه فى المعجم الكبير للطبرانى: 5/86؛ وكشف الأستار، عن زوائد البزار: 3/283؛ وقال: لا نعلم رواه عن النبى - صلى الله عليه وسلم - ومسلم إلا زيد بن حارثة بهذا الإسناد، ومستدرك الحاكم: 3/216، وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ومن تأمل هذا الحديث عرف فضل زيد وتقدمه فى الإسلام قبل الدعوة. ووافقه الذهبى. وقال الهيثمى: رجال أبى يعلى والبزار وأحد أسانيد الطبرانى رجال الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة. وهو حسن الحديث. مجمع الزوائد: 9/418.(3/177)
(حديث آخر)(3/178)
3500 - قال البزار: حدثنا محمد بن عامر الأنطاكى، حدثنا يحيى بن محمد ابن سابق، حدثنا زياد بن الحسن بن فرات القزاز، عن أبيه، عند جده (1) ، عن
أبى الطفيل، عن زيد بن حارثة. قال: «قال النبى - صلى الله عليه وسلم - لبعض أصحابه:
انطلق، [فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه معه حتى دخلوا بين حائطين فى
زقاق طويل، فلما انتهوا إلى الدار إذا مرأة قاعدة وإذا قربة عظيمة] (2) ملأى
ماء، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: أرى قربة، ولا أرى حاملها، فأشارت المرأة إلى قطيفة [فى ناحية الدار، فقاموا إلى القطيفة، فكشفوها] فإذا تحتها إنسان [فرفع رأسه] فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: شاه الوجه، فقال: يا محمد لن تُفحش على؟ فقال: قد خَبَأت لك خبئاً، فأخبرنى ما هو؟ وكان قد خبأ سورة الدخان. فقال: الدخ. فقال: اخسأ، ما شاء الله كان ثم انصرف» . ثم قال البزار: روى بعضه أبو الطفيل [نفسه] عن
النبى - صلى الله عليه وسلم - (3) .
(حديث آخر)
3501 - رواه البزار عن أبى كريب، عن يونس بن بكير، عن يونس بن أبى إسحاق، عن أبيه، عن البراء، عن زيد بن حارثة. قال:
_________
(1) فى المرجع: «زياد بن الحسن بن الفرات عن أبى الطفيل» ، وما فى المخطوطة أقرب إلى الصواب إذا أن زياد بن الحسن روى عن أبيه وجده. تهذيب التهذيب: 3/362.
(2) ما بين معكوفين أثبتناه من كشف الأستار ومجمع الزوائد، واللفظ الذى أورده المصنف فيه اختصار يرجع أن بعض ألفاظه سقط من سهو النساخ. فقد ورد أوله هكذا: «انطلق، فانطلقوا، أتوا حائطاً، فإذا قربة ملأى، فقال: أرى قربة ولا أرى حاملها، فأشارت المرأة إلى القطيفة، فكشفها فإذا تحتها إنسان، فقال له النبى - صلى الله عليه وسلم -: شاه الوجه» الخ..
(3) كشف الأستار: 4/143؛ وأخرجه الطبرانى بلفظ فيه بعض اختلاف. المعجم الكبير: 5/88؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط وفيه زياد بن الحسن بن الفرات ضعفه أبو حاتم ووثقه ابن حبان.(3/178)
قلت: «يا رسول الله آخيت بينى وبين حمزة بن عبد المطلب» . ثم قال: لا يروى إلا بهذا الإسناد (1) .
(حديث آخر عن زيد بن حارثة - رضي الله عنه -)
_________
(1) كشف الأستار: 2/388؛ وأخرجه الطبرانى أيضاً فى المعجم الكبير: 5/85؛ وقال الهيثمى: رجال البزار رجال الصحيح، وكذلك أحد إسنادى الطبرانى: 8/171.(3/179)
3502 - قال الطبرانى: حدثنا عبدان، حدثنا أحمد بن سليمان بن أحمد الواسطى، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عروة بن الزبير، عن أسامة بن زيد بن حارثة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بَشرّ المشَّائين فى الظُّلَم إلى المساجدِ بنورٍ يوم القيامة ساطعٍ» (1) .
(حديث آخر)
3503 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد [بن حنبل] ، حدثنا أبى، حدثنى أبو أسامة، عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب: كلاهما عن أسامة بن زيد بن حارثة، عن أبيه. قال: «طُفْتُ معَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يومٍ، فمسستُ بعض الأصنام، فقال لى النبى - صلى الله عليه وسلم -: لا تمسها» وذكر الحديث، وهو قطعة من حديث زيد بن عمرو بن نفيل المتقدم (2) .
(حديث آخر)
3504 - قال الطبرانى: حدثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقى،
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/86؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط والكبير وفيه ابن لهيعة وهو مختلف فى الاحتجاج به. مجمع الزوائد: 2/30.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/88؛ وما بين المعكوفين استكمال منه، وقصة زيد بن عمرو بن نفيل تقدمت ص 177.(3/179)
حدثنا محمد ابن محبب: أبو همام/ الدلال، عن إبراهيم بن طهمان، عن جابر ـ هو الجعفى ـ عن عامر الشعبى، عن هذيل وشرحبيل، عن زيد بن حارثة. قال: «تصدقت بفرس لى، فرأيت ابنتها تقام (1) فى السوق، فأردت أن أشتريها، فأتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فسألُتهُ عنها» (2) .
_________
(1) تقام فى السوق: يقال: قام المتاع بكذا أى تعدلت قيمته به، والقيمة الثمن الذى يقاوم به المتاع أى يقوم مقامه. المصباح 714.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/89؛ وقال الهيثمى: فى إسناده جابر الجعفى وهو ضعيف. وقد وثقه شعبة والثورى. وإسناده مرسل. مجمع الزوائد: 4/109.(3/180)
3505 - وحدثنا محمد بن الليث الجوهرى، حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع، حدثنا أبى، حدثنا زياد بن خيثمة، عن داود بن أبى هند، عن أبى العالية، عن زيد بن حارثة: «أنه حمل على فرسٍ فى سبيل الله، وأنى وجدته بعد يباع بثمنٍ يسير مهزول مضروب، وقد عرفت عرفة» . فذكره (1) .
(حديث آخر)
3506 - قال الطبرانى: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديرى، حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن كثير بن أبى كثير، عن على بن عبد الله، عن زيد ابن حارثة: أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن وقت صلاح الصبح، فقال: «صلها معنا اليوم وغداً، فلما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقاع نمرة من الجحفة (2) صلاها حين طلع أول الفجر، فلما كان بذى طوى أخرها حتى قال الناس: قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ لو صلينا، فصلى
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/89؛ وقال الهيثمى: إسناده مرسل. مجمع الزوائد: 4/109.
(2) ثمرة: ناحية بعرقة نزل بها النبى - صلى الله عليه وسلم -، والجحفة: كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل. يراجع معجم البلدان: 2/111، 5/304.(3/180)
أمام الشمس، ثم أقبل على الناس، فقال: ما قلتم؟ قالوا: قلنا يا رسول الله لو صلينا. فقال: لو فعلتم لأصابكم عذاب، ثم دعا السائل فقال: وقتها ما بين صلاتى» (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/90؛ قال الهيثمى: على بن عبد الله بن عباس لم يدرك زيد بن حارثة: 2/317.(3/181)
3507 - ورواه أبو يعلى بإسناد آخر عن سعد بن يحيى بن سعد عن أبيه عن ابن جريج (1) .
609 - (زيد بن خارجة بن زيد بن أبى زهير بن مالك) (2)
ابن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصارى الخزرجى.
وهو الذى تكلم بعد الموت فى زمان عثمان كما رواه الطبرانى وغيره (3) .
شهد أبوه بدراً قيل: وهو أيضاً، وقتل أبوه يوم أحد، وحديثه فى سادس عشر من مسند العشرة.
3508 - حدثنا على بن بحر، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا عثمان بن حكيم، حدثنا خالد بن سلمة: أن عبد الحميد بن عبد الرحمن
_________
(1) قال الهيثمى: رواه أبو يعلى والطبرانى فى الكبير. مجمع الزوائد: 2/317.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/284؛ والإصابة: 1/565؛ والاستيعاب: 1/561؛ والتاريخ الكبير: 3/383؛ وثقات ابن حبان: 3/137.
(3) الخبر أخرجه الطبرانى بسنده، عن النعمان بن بشير قال: «بينما زيد بن خارجة يمشى فى بعض طرق المدينة إذ خرّ ميتاً بين الظهر والعصر، فنقل إلى أهله وسجى بين بردتين وكساء، فلما كان بين المغرب والعشاء اجتمع نسوة من الأنصار يصرخن حوله إذ سمعوا صوتاً من تحت الكساء يقول: أنصتوا أيها الناس مرتين» ، فى خبر طويل يرجع إليه فى المعجم الكبير: 5/249؛ ومجمع الزوائد: 5/179.(3/181)
دعا موسى بن طلحة حين عَرَّس على ابنه، فقال: يا أبا عيسى كيف بلغك فى الصلاة على النبى - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال موسى: سألت زيد بن خارجة عن الصلاة على النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال زيد: سألت النبى - صلى الله عليه وسلم - بنفسى، فقلت: «كيف الصلاة عليك؟ قال: صلوا واجتهدوا. ثم قولوا اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد/ كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد» (1) .
رواه النسائى من حديث عثمان بن حكيم. وسيأتى من رواية موسى بن طلحة عن أبيه طلحة بن عبيد الله (2) .
وقد رجح على بن المدينى، وأحمد بن حنبل روايته عن زيد بن خارجة على روايته عن أبيه فالله أعلم (3) .
(حديث آخر)
_________
(1) حديث زيد بن خارجة فى المسند: 1/199.
(2) الخبر أخرجه النسائى من طريق عثمان بن حكيم عن خالد بن سلمة، عن موسى بن طلحة، عن زيد بن خارجة.
ومن طريق مجمع بن يحيى، عن عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه قال: قلنا: «يا رسول الله كيف الصلاة عليك» الخ.
ومن طريق شريك، عن عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه: أن رجلاً أتى نبى الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «كيف نصلى عليك يا نبى الله؟» الخ.
كل ذلك فى المجتبى: باب نوع آخر، من أبواب كيف الصلاة على النبى - صلى الله عليه وسلم -: 3/41.
ومن الطريق الأول أخرجه النسائى أيضاً فى اليوم والليلة، وفى النعوت فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/229.
(3) قال ابن المدينى: لا أرى خالد بن سلمة إلا قد حفظه. وسئل أحمد بن حنبل عن مجمع بن يحيى وعثمان بن حكيم فقال: لا أعلم عثمان بن حكيم إلا أثبت منه. تحفة الأشراف: 3/229.(3/182)
3509 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا أبى، حدثنا معاوية ابن هشام، حدثنا سفيان، عن حمران بن أعين، عن أبى الطفيل، عن إبن خارجة.(3/182)
وحدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، عن سعيد بن عمرو الأشعثى، حدثنا عيسى بن القاسم، عن سفيان، عن حمران بن أعين، عن أبى الطفيل عن ابن خارجة، قال: لما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موت النجاشى قال: «إن أخاكم قد توفى، فخرج فَصَفَفْنا [خلفه] فصلينا، وما نرى شيئاً» (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/248؛ وقال الهثمى: فيه حمران بن أعين. وثقه أبو حاتم وضعفه ابن معين، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 3/39.(3/183)
3510 - وقد روى الطبرانى، وابن أبى الدنيا، وغيرهما من طريق حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير: أن زيد بن خارجة بينما هو يمشى فى بعض طرق المدينة إذ خرج ميتاً فحمل إلى منزله، فسجى، واجتمع عنده بعض النسوة. قال: «فبينا أنا أصلى فى جنب البيت ركعتين، وكان ذلك بين العشائين إذ سمع صوت من تحت الكساء الذى عليه، فكشفوا عنه فقال: السلام عليكم أنصتوا أنصتوا فسبح النسوة وأنا فى الصلاة، ثم قال: محمد رسول الله النبى الأمى خاتم النبيين، كان ذلك فى الكتاب الأول، ثم قيل على لسانه صدق، صدق، صدق.
أبو بكر الصديق خليفة رسول الله كان ضعيفاً فى بدنه قوياً فى دينه كان ذلك فى الكتاب الأول، ثم قيل على لسانه: صدق، صدق، صدق.
عمر بن الخطاب الذى كان لا يخاف فى الله لومةَ لائم قوى فى جسده قوى فى أمر الله كان ذلك فى الكتاب الأول، ثم قيل على لسانه، صدق، صدق، صدق.
عثمان بن عفان أمير المؤمنين رحيم بالناس مضتْ اثنتان، وبقى أربع، فاختلف الناس ولا نظام لهم، [وأبيحت الأحماء ـ يعنى تنتهك المحارم ـ](3/183)
ودنت الساعة، وأكل الناس بعضهم بعضاً، بئر أريس وما بئر أريس. ثم قال: السلام عليك عبد الله بن رواحة هل أحسست بى خارجة وسعداً» .
قال شريك: هما أبوه وأخوه (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى من طريقين، ولفظ المصنف فى أول الخبر فيه بعض اختلاف لايغير مجمل القصة. وأورده الهيثمى فى مجمع الزوائد: 5/179، 7/230؛ وقال: رواه الطبرانى فى الكبير الأوسط باختصار كثير بإسنادين، ورجال أحدهما فى الكبير ثقات. وما بين المعكوفين من المرجعين.(3/184)
609- (زيد بن خالد الجهنى: أبو عبد الرحمن،
وقيل أبو زرعة وقيل أبو طلحة - رضي الله عنه -) (1) .
3511 - شهد الحديبية وكان معه لواء قومه يوم الفتح، حديث فى ثالث الأنصار وثانى الشاميين/ توفى سنة ثمان وسبعين بالمدينة، وقيل بالكوفة، له خمسة وثمانون سنة.
(أيوب بن خالد عن زيد بن خالد)
3512 - قال الطبرانى: حدثنا الحسين بن عليل العنزى، حدثنا أبو كريب، عن زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة الربذى: أخبرنى أيوب بن خالد الأنصارى، عن زيد بن خالد الجهنى، قال: «كنت أنا وصاحب لى يوم خيبر فى المتعة (2) نُمَاكس امرأةً فى الأجل، وتماكسنا (3) ، فأتانا آتٍ، فأخبرنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرم نكاح المتعة،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/284؛ والإصابة: 1/565؛ والاستيعاب: 1/558؛ والطبقات الكبرى: 4/66؛ والتاريخ الكبير: 3/384؛ وثقات ابن حبان: 3/139.
(2) المتعة: النكاح إلى أجل معين، وقد كان مباحاً فى أول الإسلام، ثم حرم وهو الآن جائز عند الشيعة. النهاية: 4/76.
(3) مأخوذ من المماكسة فى البيع، وهو انتقاص الثمن واستحطاطه. النهاية: 4/103.(3/184)
وحرم أكل كل ذى نابٍ من السباع، والحمر الإنسية» (1) .
(بشر بن سعيد المدنى عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/294؛ وقال الهيثمى: فيه موسى بن عبيدة الربذى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 4/266.(3/185)
3513 - حدثنا إسماعيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن محمد بن عبد الله ابن عمرو بن هشام، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد الجهن. قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: «لاَتَمْنعُوا إماءَ اللهِ المَسَاجدَ، وَلْيَخْرُجْنَ نَفِلات» (1) تفرد به.
3514 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا حرب، حدثنى يحيى قال، حدثنا أبو سلمة، حدثنى بسر بن سعيد قال: حدثنى زيد بن خالد الجهنى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ جَهَّزَ غَازياً فَقَدْ غَزَا، ومَنْ خَلَفَ غازياً فى أهلهِ بخيرٍ فقد غَزَا» (2) .
رواه الجماعة إلا ابن ماجه من حديث يحيى بن أبى كثير، ورواه مسلم والنسائى من حديث ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج، عن بسر ابن سعيد به (3) .
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/192؛ وقوله: ثفلات: أى تاركات للطيب. النهاية.
(2) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/193.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى الجهاد: باب فضل من جهز غازياً أو خلفه بخير: 6/49؛ وأخرجه مسلم من طريق يحيى بن أبى كثير، ومن طريق ابن وهب فى كتاب الإمارة: باب فضل إعانة الغازى فى سبيل الله وخلافته فى أهله بخير: 4/558؛ وأبو داود فى الجهاد: باب ما يجزئ من الغزو: 3/12؛ والترمذى فى كتاب فضائل الجهاد: باب ما جاء فى فضل من جهز غازياً، أخرجه من أربع طرق منها طريقان عن يحيى بن أبى كثير، وقال: هذا حديث حسن صحيح. صحيح الترمذى: 4/169؛ والنسائى من الطريقين فى الجهاد: باب فضل من جهز غازياً، المجتبى: 6/38.(3/185)
3515 - حدثنا ربعى - يعنى ابن إبراهيم -، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد الجهنى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَمْنَعُوا إماءَ اللهِ المسَاجِدَ، وَلْيَخْرُجْنَ نَفِلات» (1) تفرد به.
3516 - حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبى فديك، حدثنى الضحاك بن عثمان، عن أبى النضر: مولى عمر بن عبيد الله، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد الجهنى: أن رسول - صلى الله عليه وسلم - سئل عن اللقطة، فقال: «عَرّفْهَا سنةً، فإن جاءَ باغِيها فأَدّها إليه، وإلاّ فَاعْرِف عِفَاصَهَا ووكاءها (2) ، ثم كلها، فإن جاء باغيها فأدها إليه» (3) .
3517 - رواه مسلم والأربعة من حديث الضحاك بن عثمان، وقال الترمذى: صحيح غريب (4) .
3518 - حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير الأشج، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد الجهنى، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / قال: «مَن جَهَّزَ غَازِياً فى سَبِيل اله فَقَدْ غَزَا، ومَن خَلفَهُ فقد غَزَا» (5) .
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/193.
(2) الوعاء: الدعاء الذى تكون فيه النفقة من جلد أو خرقة أو غير ذلك من العفص وهو الصنى والعطف. والوكاء: الخيط الذى تشد به الصرة والكيس وغيرهما. النهاية: 3/110؛ 4/238.
(3) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/193.
(4) الخبر أخرجه مسلم فى اللقطة: باب وجوب تعريف اللقطة: 4/322. وأخرجه أبو داود فى كتاب اللقطة: 2/135؛ والترمذى فى الأحكام: باب ما جاء فى اللقطة وضالة الإبل والغنم: 3/647؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف للمزى: 3/230؛ وابن ماجه فى كتاب اللقطة: باب اللقطة: 2/838.
(5) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/115.(3/186)
3519 - حدثنا روح، حدثنا الحسين المعلم، حدثنا يحيى بن أبى كثير، عن أبى سلمة، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد الجهنى: أن نبى الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ جَهَّزَ غَازِياً فى سبِيلِ الله فقد غَزَا، ومِنْ خَلَفَ غَازياً فى أهلهِ بخير فقد غزا» (1) .
3520 - حدثنا أبو بكر الحنفى، حدثنا الضحاك بن عثمان، عن أبى النضر، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد الجهنى. قال: سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن اللقطة فقال: «عَرّفْها سنةً، فإِن اعْتَرَفتْ (2) ، فَأَدّهَا، وَإِلاّ فاعْرِفْ عِفَاصَها، وَوِكَاءَها، وعَدَدَها، وإلاّ فَكُلْها، فَإِن اعْترفَتْ فأَدّها» (3) .
3521 - حدثنا سفيان، عن سالم: أبى النضر، مولى عمر بن عبيد الله بن معمر، عن بسر بن سعيد. قال: أرسلنى أبو جهم بن أخت أبى بن كعب إلى زيد بن خالد أسأله: ما سمع فى المار بين يدى المصلى. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول «لأنْ يَقُومَ أَرْبَعين ـ لا أدرى من يوم، أو شهر أو سنة ـ خير له من أن يمر بين يديه» (4) .
هكذا وقع ها هنا. قال شيخنا فى الأطراف: والمحفوظ حديث سالم أبى النضر عن بسر بن سعيد: أن زيد بن خالد أرسله إلى أبى جهيم يسأله ماذا سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى المار بين يدى المصلى؟ (5) .
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/116.
(2) اعترف: يقال: عرف فلان الضالة أى ذكرها، وطلب من يعرفها، فجاء رجل يعترفها: أى يصفها بصفة يعلم أنه صاحبها. النهاية: 4/116.
(3) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/116.
(4) المرجع السابق.
(5) تحفة الأشراف للحافظ المزى: 3/231.(3/187)
3522 - قال: ورواه ابن ماجه، عن هشام بن عمار، عن سفيان، عن سالم أبى النضر، عن بسر بن سعيد. قال: أرسلونى إلى زيد بن ثابت أسأله عن المرور بين يدى المصلى.. الحديث (1) . قال: وتابعه أبو بكر بن أبى شيبة، وغيره، عن سفيان وكذلك قال عبد الرزاق عن الثورى، ومالكٍ عن أبى النضر.
ثم قال شيخنا: ومن جعل الحديث من مسند زيد بن خالد فقد وهم. والله أعلم (2) .
3523 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا على بن المبارك الهنائى ـ بصرى ثقة ـ عن يحيى بن أبى كثير، عن أبى سلمة، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد الجهنى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من جَهَّزَ غَازياً فَقَدْ غَزَا، ومن خلف غَازياً فى أَهْلِهِ فقد غَزَا» (3) .
(حديث آخر)
3524 - رواه الطبرانى من طريق ابن لهيعة، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد قال: قال
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الصلاة: باب المرور بين يدى المصلى؛ وأخرجه فى الباب أيضاً من الطريق الذى أخرجه بن أحمد وبلفظه. سنن ابن ماجه: 1/304.
(2) الحق ما ذهب إليه الحافظ المزى فى تحفة الأشراف: 3/231:
فقد أخرج البخارى هذا الخبر من طريق بسر بن سعيد: «أن زيد بن خالد أرسل إلى أبى جهيم يسأله» : كتاب الصلاة: باب إثم المار بين يدى المصلى: 1/584؛ وأخرجه مسلم من طريقين على هذا النحو: باب سترة المصلى: 2/143؛ وأبو داود: باب ما ينهى عنه من المرور بين يدى المصلى: 1/186؛ والترمذى: كراهية المرور بين يدى المصلى: 2/158، وقال: حديث أبى جهيم حسن صحيح. والنسائى فى: باب التشديد فى المرور بين يدى المصلى وسترته، المجتبى: 2/52، وقد مر تخريج ابن ماجه له من الطريق.
(3) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/117.(3/188)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن بَلَغَهُ مَعْروفٌ مِنْ أَخِيه مِنْ غَيْر مَسْألةٍ، ولا إِشْرَافٍ (1) ، فَلْيَقْبَلْهُ، فإنما هو رِزْقٌ سَاقهُ الله إليه» (2) .
(ابنه خالد بن زيد بن خالد الجهنى عنه) /
_________
(1) ولا إشراف: أراد ما جاءك منه وأنت غير متطلع إليه ولا طامع فيه. النهاية. 2/214.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/286؛ وقال الهيثمى: فيه ابن لهيعة وفيه كلام. مجمع الزوائد: 3/101.(3/189)
3525 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ابن أبى طالب، عن خالد بن زيد بن خالد الجهنى، عن أبيه زيد بن خالد: أنه سأل النبى - صلى الله عليه وسلم -، أَوْ أَنَّ رجلاً سأل النبى - صلى الله عليه وسلم - عن ضَالّة راعى الغنم قال: «هى لك، أو للذئب. قال: يا رسول الله ما تقول فى ضالة راعى الإبل؟ قال: وما لك ولها. معها سقاؤها، وحذاؤها (1) ، وتأكل من أطراف الشجر. قال: يا رسول الله ما تقول فى الورق (2) إذا وجدتها؟ قال: اعلم وعَاءَها وَوِكاءَهَا وعَدَدَهَا، ثم عَرّفْها سنةً، فإن جاء صاحبها فَادْفَعْها إليه، وإِلاّ فهى لك أوْ استمتع بها، أو نحو هذا» (3) تفرد به من هذا الوجه.
(خلاد بن السائب عنه)
3526 - حدثنا وكيع، حدنا سفيان، عن عبد الله بن أبى لبيد، عن المطلب ابن عبد الله بن حنطب، عن خلاد بن السائب، عن زيد بن
_________
(1) معها سقاؤها وجذاؤها: الحذاء بالمد النعل. أراد أنها تقوى على المشى وقطع الأرض وعلى قصد المياه وورودها، ورعى الشجر، والامتناع عن السباع المفترسة شبهها بمن كان معه حذاء وسقاء فى سفره. وهكذا ما كان فى معنى الإبل من اخيل والبقر والحمير. النهاية: 1/211.
(2) الورق: بكسر الراء وقد تسكن الفضة.
(3) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/115.(3/189)
خالد الجهنى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «جَاءَنِى جِبْريلُ فقال: يا محمد مُرْ أَصْحَابكَ فَلْيَرْفَعُوا أَصْواتهم بالتلبية، فإنها من شعائر الحج» (1) .
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/192.(3/190)
3527 - رواه ابن ماجه عن على بن محمد بن وكيع به (1) .
قال شيخنا: كذلك رواه موسى بن عقبة، عن عبد الله بن أبى لبيد (2) .
3528 - وقال فيه: [ورواه] معاوية بن هشام [وقبيصة] عن سفيان، عن عبد الله بن أبى لبيد، عن المطلب، عن خلاد بن السائب، عن أبيه عن زيد بن خالد به (3) .
3529 - وقال: [رواه] مالك، وابن جريج، وسفيان بن عُيَنْنة، عن عبد الله ابن أبى بكر بن حزم، عن عبد الملك بن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن خلاد بن السائب، عن أبيه عن النبى - صلى الله عليه وسلم - (4) .
3530 - وروى عن سفيان الثورى، عن عبد الله بن أبى بكر،
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى المناسك: باب رفع الصوت بالتلبية: 2/975.
(2) من هذا الطريق أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 5/261.
(3) يرجع إلى هذين الطريقين فى المعجم الكبير للطبرانى: 5/260، 261.
(4) من طريق مالك، عن عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم؛ أخرجه أبو داود فى المناسك: باب كيف التلبية: 2/162.
ومن طريق ابن جريج البيهقى فى السنن الكبرى: 4/42.
ومن طريق سفيان بن عيينة، الترمذى: باب ما جاء فى رفع الصوت بالتلبية: 3/182؛ والنسائى فى الباب، المجتبى: 5/115؛ وابن ماجه فى الباب أيضاً: 2/975.(3/190)
عن خلاد، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -[ليس فيه (عبد الملك) ولا (السائب) ] (1) .
وروى عن الثورى أيضاً عن عبد الله بن أبى بكر، عن خلاد بن السائب عن أبيه عن زيد بن خالد، فالله أعلم (2) .
(زيد بن أسلم عنه)
_________
(1) قال الترمذى: حديث خلاد عن أبيه حديث صحيح، وروى بعضهم هذا الحديث عن خلاد بن السائب، عن زيد بن خالد، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. ولا يصح والصحيح هو عن خلاد بن السائب، عن أبيه، وهو خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد الأنصارى، عن أبيه. صحيح الترمذى: 3/183، ومن طريق خلاد عن أبيه أخرجه الحاكم. المستدرك: 1/450؛ والبيهقى فى السنن الكبرى: 4/42.
(2) تحفة الأشراف للمزى: 3/232.(3/191)
3531 - حدثنا سريج، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا عبد العزيز: يعنى الدراوردى، عن زيد بن أسلم، عن زيد بن خالد الجهنى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من صلى سَجْدّتين لا يسهو فيهما غَفَر الله له ما تقدم من ذنبه» (1) تفرد به.
(السائب بن خلاد عنه)
فى رفع الصوت بالتلبية، تقدم فى ترجمة أبيه خلاد بن السائب عن زيد بن خالد (2) .
(السائب بن يزيد عنه)
3532 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكر (3) ، قالا: حدثنا ابن جريج. / قال: سمعت أبا سعيد الأعمى يخبر عن رجلٍ يقال له السائب
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/194.
(2) يرجع إلى تفصيل الخبر ص189.
(3) ابن بكر: محمد بن بكر بن عثمان البرسانى: روى عن ابن جريج وغيره، وعنه أحمد وغيره. تهذيب التهذيب: 9/77.(3/191)
مولى الفارسيين، وقال ابن بكر: مولى لفارس، وقال حجاج: مولى الفارسى (1) : عن زيد بن خالد: أنه رآه عمر ابن الخطاب، وهو خليفة ركع بعد العصر ركعتين، فمشى إليه فضربه بالدرة وهو يصلى كما هو، فلما انصرف قال زيد: يا أمير المؤمنين، فوالله لا أدعهما أبداً بعد أن رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصليهما. قال: فجلس إليه عمر، وقال: يا زيد بن خالدٍ لولا أنى أخشى أن يتخذها الناس سلماً إلى الصلاة حتى الليل لم أضربْ فيهما» (2) تفرد به.
(سعيد بن المسيب عنه)
_________
(1) وفى التاريخ الكبير: مولى القايين عن زيد بن خالد: 4/153.
(2) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/115.(3/192)
3533 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن محمد بن إسحاق، حدثنى عمارة ابن عبد الله بن طعمة، عن سعيد بن المسيب، عن زيد بن خالد الجهنى. قال: «قسم النبى - صلى الله عليه وسلم - فى أصحابه غنماً للضحايا، فأعطانى عتوداً (1)
جذعاً من المعز، قال: فجئته به، فقلت: يا رسول الله إنه جذع؟ قال: ضَحّ به، فَضَحَّيتُ به» (2) .
رواه أبو داود من حديث ابن إسحق به (3) .
_________
(1) () العتود: الصغير من أولاد المعز إذا قوى وروعى وأتى عليه حول والجمع أعتدة.
والجذع: من أسنان الدواب ما كان شاباً فتياً، وهو من البقر والمعز ما دخل فى السنة الثانية، وقيل من الضأن ما تمت له سنة وفيه اختلاف. النهاية: 1/150، 3/65.
(2) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/194.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الأضاحى: باب ما يحوز من السن فى الضحايا: 3/95.(3/192)
(سفيان بن هانى: هو أبو سالم الجيشانى عنه يأتى) (1)
(صالح مولى التوأمة عنه) (2)
_________
(1) ص210.
(2) صالح: مولى التوءمة بنت أمية بن خلف، وهو صالح بن نبهان. وصالح بن أبى صالح. روى عن أبى الدرداء وعائشة وأبى هريرة وابن عباس وزيد بن خالد وغيرهم. وعنه ابن أبى ذئب وابن جريج والسفيانان وغيرهم. تهذيب التهذيب: 4/405.(3/193)
3534 - حدثنا حجاج، وعثمان بن عمر، قالا: حدثنا ابن أبى ذئب، عن صالح، قال عثمان: مولى التوأمة، عن زيد بن خالد الجهنى. قال: «كنا نصلى مع النبى - صلى الله عليه وسلم - المغرب، وننصرف إلى السوق، ولو رمى أحدنا بالنبل ـ قال عثمان: رمى بنبل ـ لأبصر مواقعها» (1) .
3535 - حدثنا ابن الأشجعى، قال: أبى، عن سفيان، عن صالح: مولى التوأمة. قال: سمعت زيد بن خالد الجهنى قال: «كنتُ أصلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب، ثم أخرج إلى السوق، فلو أرمى لأبصرت مواقع نبلى» (2) تفرد به.
3536 - حدثنا أبو النضر، ثنا إبن أبى ذئب، عن صالح: مولى التوأمه، عن زيد بن خالد الجهنى. قال: «كنا نصلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب، ثم ننصرف إلى السوق، ولو رمى بنبل لأبصرت مواقعها» (3) تفرد به.
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/114.
(2) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/115.
(3) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/117.(3/193)
(عبد الله بن عمرو بن عثمان عنه، وصوابه
عبد الرحمن بن أبى عمرة [كما] سيأتى) (1)
_________
(1) عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموى: روى عن أبيه وابن عمر وابن عباس وعبد الرحمن ابن أبى عمرة والحسين بن على وغيرهم، وعنه ابنه محمد المعروف بالديباج والزهرى وأبو بكر بن حزم وغيرهم. وعبد الرحمن بن أبى عمرة روى عن أبيه وعثمان بن عفان وعبادة بن الصامت وزيد بن خالد وغيرهم وعنه جماعة منهم عبد الله بن عمرو بن عثمان كما سيأتى ص183. تهذيب التهذيب: 5/338؛ 6/242.(3/194)
3537 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، أنبأنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن زيد بن خالد الجهنى. قال: قال رسول الله صلى الله/ عليه وسلم: «خَيْرُ الشهادةِ مَا شَهِدَ بها صَاحبها قبل أن يُسألها» (1) تفرد به.
3538 - حدثنا صفوان بن عيسى، أنبأنا محمد بن عمارة، عن أبى بكر بن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن زيد بن خالد الجهنى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ألا أخبركم بخير الشهادة؟ الذين يَبْدونَ بشهادتهم من غَيْرِ أنْ يُسْأَلُوا عنها» (2) .
3539 - حدثنا إسماعيل، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن محمد بن أبى بكر بن حزم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عمرو بن عثمان، عن زيد بن خالد الجهنى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خير الشهادة من شهد بها صاحبها قبل أن يسألها» (3) تفرد به.
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/192.
(2) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/116.
(3) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/117.(3/194)
(عبد الله بن قيس بن مخرمة
بن المطلب القرشى عنه)(3/195)
3540 - قرأت على عبد الرحمن (1) : مالك، عن عبد الله بن أبى بكر: أن عبد الله بن قيس أخبره، عن زيد بن خالد الجهنى: أنه قال: «لأرمقن الليلة صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتوسدت عتبته أو فسطاطه، فصلى ركعتين خفيفتين، ثم ركعتين طويلتين، ثم صلى ركعتين، وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما ثم أوتر، فذلك ثلاث عشرة» .
قال عبد الله. وحدثنا مصعب. قال: حدثنى مالك، عن عبد الله بن أبى بكر، عن أبيه: أن عبد الله بن قيس بن مخرمة أخبره عن زيد بن خالد الجهنى، فذكر الحديث، ولم يذكر عبد الرحمن فى حديث مالك: «عن أبيه» والصواب ما روى مصعب، عن أبيه.
3541 - وكذا حدثنا أبو موسى الأنصارى. قال: حدثنا معن. قال: حدثنا مالك عن عبد الله بن أبى بكر، عن أبيه: أن عبد الله بن قيس بن مخرمة أخبره، عن زيد بن خالد الجهنى.
والصواب: ما قال مصعب، ومعن: «عن أبيه» ولم يذكر عبد الرحمن فيه: «عن أبيه» ووهم فيه (2) .
_________
(1) عبد الرحمن: هو ابن مهدى الإمام العلم. روى عن مالك وخلق وعنه أحمد وخلق. يراجع تهذيب التهذيب: 6/279.
(2) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/193؛ وقد أورد أحمد الخبر بثلاثة أسانيد كلها عن مالك:
أولها: ما قرأه على عبد الرحمن بن مهدى وفيه: عبد الله بن أبى بكر عن عبد الله بن قيس مباشرة دون واسطة.
والطريقان الآخران: مصعب عن مالك. ومعن عن مالك، وفيهما عبد الله بن أبى بكر، عن أبيه، عن عبد الله بن قيس. وقد رجح المصنف روايتى مصعب ومعن. ووهم عبد الرحمن بن مهدى فى روايته وهو الصواب. ويرجحه أن ما أخرجه مالك فى الموطأ يوافقه (الموطأ: 1/251) ويرجحه أيضاً تخريج الحديث الآتى بعد.(3/195)
3542 - وقد رواه مسلم، والترمذى، والنسائى عن قتيبة وأبو داود عن القعنبى، عن مالك عن عبد الله بن أبى بكر، عن أبيه عن عبد الله بن قيس (1) .
3543 - وكذلك رواه الترمذى عن إسحاق بن موسى، عن معن، عن مالك، وابن ماجه عن عبد السلام بن عاصم، عن عبد الله بن نافع بن ثابت عن مالك به (2) .
(ابنه عبد الرحمن بن زيد بن خالد عنه)
3544 - حدثنا يزيد، أنبأنا ابن أبى ذئب، عن مولى لجهينة، عن عبد الرحمن بن زيد بن خالد، عن أبيه: «أنه سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - / ينهى عن النهبة، والخلسة» (3) .
تفرد به.
3545 - حدثنا هاشم بن القاسم، عن ابن أبى ذئب. قال: حدثنى مولى لجهينة، عن عبد الرحمن بن زيد بن خالد الجهنى، يحدث عن أبيه: «سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن النهبة والخلسة» (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم: صلاة النبى - صلى الله عليه وسلم - ودعاؤه بالليل: 2/442؛ والترمذى فى الشمائل، والنسائى فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/232، ثلاثتهم عن قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن عبد الله بن أبى بكر، عن أبيه، عن عبد الله بن قيس، عن زيد بن خالد.
وأخرجه أبو داود: باب فى صلاة الليل: 2/47، القعنبى عن مالك.. الخ.
(2) أخرجه الترمذى فى الشمائل كما فى تحفة الأشراف: 3/232؛ وابن ماجه: باب ما جاء فى كم يصلى بالليل: 1/432.
(3) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/193؛ والنهبة: ما ينتهب والنهب الغارة والسلب والخلسة: ما يؤخذ سلباً ومكابرة. النهاية: 1/310، 4/184.
(4) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/117.(3/196)
ورواه الطبرى من طريق يزيد بن هارون وقال: «نهى عن النهبة والمثلة» (1) .
(عبد الرحمن بن أبى عمرة الأنصارى الملائى عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/294.(3/197)
3546 - حدثنا أبو نوح: قراد، حدثنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن أبى بكر، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، عن ابن أبى عمرة، عن زيد بن خالد الجهنى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ألا أُخبركم بخَيْرِ الشُّهداءِ؟ الذى يأتى بشَهادته قَبْل أن يُسألها أو يُخبر بشهادته قبل أن يُسألها» (1) . رواه مسلم عن يحيى بن يحيى [قال: قرأتُ على] مالك (2) .
ورواه أبو داود، والترمذى والنسائى من حديث مالك به. وقال الترمذى فى روايته: عن أبى عمرة، وقال: ابن أبى عمرة أصح (3) .
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/193.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى الأقضية: باب بيان خير الشهداء: 4/313، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الأقضية: باب فى الشهادات: 3/304، ولأبى داود والمنذرى تعليقات وإيرادات فى استنباط حكم الشهادة ورأى بعض العلماء فى ذلك: مختصر السنن لمنذرى: 5/215.
وأخرجه الترمذى فى الشهادات: باب ما جاء فى الشهداء أيهم خير: 4/544؛ أخرجه من طريق الأنصارى، عن معن، عن مالك وفيه: «عن أبى عمرة الأنصارى» ، ثم من طريق أحمد بن الحسن، عن عبد الله بن مسلمة وقال: «ابن أبى عمرة» ، ثم قال: واختلفوا على مالك فى رواية هذا الحديث: فروى بعضهم عن أبى عمرة، وروى بعضهم عن ابن أبى عمرة، وهو عبد الرحمن بن أبى عمرة الأنصارى. وهذا أصح لأنه قد روى من غير حديث مالك عن عبد الرحمن بن أبى عمرة عن زيد بن خالد، وقد روى عن ابن أبى عمرة عن زيد بن خالد غير هذا الحديث، وهو حديث صحيح أيضاً. وأبو عمرة مولى زيد بن خالد الجهنى، وله حديث الفلول. وأكثر الناس يقولون: عبد الرحمن بن أبى عمرة. وسيأتى تخريج الترمذى للخبر من غير طريق مالك.
والخبر أخرجه النسائى فى القضاء فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/233؛ وأخرجه ابن ماجه فى الأحكام: باب الرجل عنده الشهادة لا يعلم بها صاحبها: 2/792.(3/197)
3547 - حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا مالك، عن عبد الله بن أبى بكر، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أبى عمرة الأنصارى، عن زيد بن خالد الجهنى ـ إن شاء الله ـ قال إسحاق. قال: إن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَلاَ أُخْبُركم بخَيْرِ الشُّهداء؟ الذى يأتى بالشَّهادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسألها» (1) .
3548 - حدثنا زيد بن الحباب، حدثنى أبى بن عباس بن سهل بن سعد الساعدى، قال: حدثنى أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: حدثنى عبد الله ابن عمرو بن عثمان بن عفان، قال: حدثنى خارجة بن زيد بن ثابت الأنصارى، قال: حدثنى عبد الرحمن بن أبى عمرة الأنصارى، قال: حدثنى زيد بن خالد الجهنى: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «خيرُ الشُّهُودِ مَنْ أَدَّى شَهَادَتَهُ قَبْلَ أَنْ يُسْألها» (2) .
3549 - رواه الترمذى وابن ماجه من حديث زيد بن الحباب، وقال الترمذى: حسن غريب (3) .
(حديث آخر)
3550 - قال البزار: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو عامر، حدثنا عبد العزيز ابن محمد، عن يزيد بن الهاد، عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عبد الرحمن بن أبى عمرة، عن زيد بن خالد، قال: قال رسول الله
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/115.
(2) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/193.
(3) الخبر أخرجه الترمذى فى الشهادات: باب ما جاء فى الشهداء أيهم خير: 4/545؛ وأخرجه ابن ماجه فى الأحكام كما سبق بيانه: 2/792.(3/198)
- صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَانَ يُؤْمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلُكْرمْ ضَيْفَهُ، ومَنْ كَانَ يُؤمْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْم الآخر فليَقُلْ خَيْراً أَوْ لَيِسكُتْ، والضِّيَافَةُ ثَلاثُةُ أَيَّامٍ فَمَا زَادَ فَهُوَ صَدَقَةٌ» (1) . /
(عبد الرحمن بن عمرو بن عثمان عنه:
تقدم فى ترجمة عبد الله بن عمرو بن عثمان)
(عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عنه)
_________
(1) كشف الأستار: 2/390؛ وأخرجه الطبرانى أيضاً فى الكبير: 5/266؛ وقال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى، ورجال البزار رجال الصحيح: 8/176.(3/199)
3551 - قرأت على عبد الرحمن: مالك، [قال أبى] : وحدثنا إسحاق، عن مالك، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، عن زيد بن خالد الجهنى، قال: «صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةَ الصُّبْح بالحُدَيْبيَة على إِثْر سَمَاء كانت من الليل (1) ، فلما انصرف أقبل على النَّاس. قال: هَلْ تَدْرُون ماذا قال رَبّكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: أصبح من عبادى مُؤْمنٌ بى ـ قال إسْحاق: كافِرٌ
بالكَوْكَبِ ـ ومُؤْمِنٌ بالكَوْكبِ كَافٌر بى، وأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنا بِنَوءِ (2) كذا، وكذا، فذلك كَافرٌ بِى مُؤمِنٌ بالكوكب» (3) .
رواه الترمذى وأبو داود عن القعنبى، زاد البخارى: وإسماعيل بن أبى أويس، ومسلم عن يحيى بن يحيى، والنسائى عن محمد بن سلمة،
_________
(1) إثر سماء: أى إثر مطر، وسمى المطر سماء لأنه ينزل من السماء. النهاية: 2/184.
(2) النوء: ويجمع على أنواء، وهى ثمان وعشرون منزلة. ينزل القمر كل ليلة فى منزلة منها وكانت العرب تزعم أن سقوط المطر مترتب على منازل القمر، وينسبونه إليها، فيقولون مطرنا بنوء كذا. النهاية: 4/178.
(3) من حديث زيد بن خالد فى المسند: 4/117.(3/199)
عن ابن القاسم: كلهم عن مالك به.
ورواه البخارى عن مسدد والنسائى عن قتيبة: كلاهما عن سفيان بن عيينة.
والبخارى عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال: كلاهما عن مال: عن صالح بن كيسان به (1) .
_________
(1) أخرجه البخارى فى الأذان، عن عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن صالح بن كيسان: باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم: 2/333؛ وأخرج أطرافه: فى الاستسقاء عن إسماعيل بن أبى أويس، عن مالك، عن صالح بن كيسان: باب قوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} : 2/522. ثم فى المغازى عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن صالح بن كيسان: باب غزوة الحديبية: 7/439؛ وفى التوحيد مختصراً عن مسدد، عن سفيان، عن صالح: 13/466.
وأخرجه مسلم فى الإيمان باب بيان كفر من قال مطرنا بالنوء: 1/258.
وأخرجه أبو داود فى الطب: باب فى النجوم: 4/16.
وأخرجه النسائى عن قتيبة، عن سفيان بن عيينة فى الاستسقاء: كراهية الاستمطار بالكواكب: 3/133؛ وأخرجه فى اليوم والليلة من هذا الطريق ومن طريق محمد بن سلمة، عن ابن القاسم كما فى تحفة الأشراف: 3/238.(3/200)
3552 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، عن زيد بن خالد. قال «صلى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الصُّبح بالحدَيْبية فى إِثْر سَماء» فذكر الحديث (1) .
3553 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا مالك، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله، عن زيد بن خالد، وأبى هريرة: «أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئلَ عن الأَمَةِ تَزْنِى، ولم تُحْصَنْ، قال: اجْلِدهَا، فإِنْ زَنَتْ فَاْجلِدْهَا، قال فى الثالثة، أوْ فى الرَّابعة: فإِنْ زَنَتْ فَبِعْها ولو بِضَفيِرٍ» والضفير الحبل (2) .
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/115.
(2) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/117.(3/200)
3554 - رواه البخارى، ومسلم، وأبو داود والنسائى من حديث مالك. زاد البخارى: وسفيان بن عيينة، وصالح بن كيسان ثلاثتهم، عن الزهرى.
3555 - ورواه النسائى أيضاً وابن ماجه من حديث سفيان. زاد النسائى: ويونس، ويحيى بن سعيد: كلهم عن الزهرى به (1) .
3556 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا معمر، أنبأنا ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة المعنى (2) .
3557 - وحدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن زيد بن خالد، وأبى هريرة. قالا سئل النبى - صلى الله عليه وسلم - عن الأمة فذكر الحديث /، وقال فى الثالثة، أو الرابعة: «فإن زنت فبعها ولو بضفير» الزهرى شك (3) .
3558 - حدثنا سفيان، حدثنا صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، عن زيد بن خالد الجهنى: مطر الناس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فلما أصبحوا قال: «ألم تسمعوا ما قال ربكم عز وجل
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى ابيوع: باب بيع العبد الزانى: 4/369؛ وأخرج أطرافه فى البيوع أيضاً: باب بيع المدبر: 4/421، وفى العتبق: باب كراهية التطاول على الرفيق وقوله عيدى..: 5/178؛ وفى الحدود: باب إذا زنت الأمة: 12/162.
وأخرجه مسلم فى الحدود: باب حد الزنا: 4/288؛ وأبو داود فى الحدود أيضاً: باب فى الأمة تزنى ولم تحصن: 4/160؛ والترمذى: باب ما جاء فى الرجم على الثيب: 4/40؛ والنسائى فى السنن الكبرى بطرق مختلفة فى الرجم كما فى تحفة الأشراف: 3/237؛ وابن ماجه فى الحدود: باب إقامة الحدود على الإماء: 2/857.
(2) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/117.
(3) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/117؛ ولفظ عند أحمد أشار العبارة الأخيرة ولم يذكرها.(3/201)
الليلة؟ قال: ما أنعمت على عبادى نعمة إلا أصبح بها قوم كافرين بالذى آمن بى» (1) .
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/116، ولفظ الخبر فى المخطوطة ليس فيه: «بالذى آمن بى» .(3/202)
3559 - حدثنا سفيان، عن الزهرى: أخبرنى عبيد الله بن عبد الله: أنه سمع أبا هريرة، وزيد بن خالد الجهنى، وشبلا (1)
ـ قالوا: «كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام رجلٌ، فقال: أنشدك الله إلا قضيت بيننا بكتاب الله، فقام خصمه، وكان أفقه منه، فقال: صدق اقض بيننا بكتاب الله، وائذن لى، فأتكلم، قال: قل، قال: إن ابنى كان عسيفاً (2) على هذا، وإنه زنى بامرأته، فافتديت منه بمائة شاة وخادم، ثم سألت رجالاً من أهل العلم فأخبرونى أن على ابنى جلد مائة، وتغريب عام، وعلى امرأة هذا الرجم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والذى نفسى بيده لأقضين بينكما بكتاب الله عز وجل: المائة شاه والخادم رد عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام وعلى امرأة هذا الرجم (3) ، وآغد يا أنيس
_________
(1) هذا يوضح مدى دقة الأئمة المحدثين فى الرواية، فسفيان بن عيينة ـ رحمه الله ـ يذكر أن ما قاله بعض الرواة هو: «شبل بن معبد» ، وما حفظه هو: «شبل» فقط وشبل بن معبد المزنى،
وقيل: ابن خليد وقيل: ابن خالد. وهو أخو أبى بكرة لأمة، وهم أربعة أخوة لأم واحدة اسمها سمية. وقد أخرج ابن الأثير هذا الخبر فى ترجمته وقال: لم يتابع ابن عيينة على شبل فى هذا الحديث. وقال ابن معين: أخطأ ابن عيينة فى هذا، فظنه شبل بن معبد الذى شهد على المغيرة، والصواب أنه شبل بن حامد.
وقال ابن حجر: الحديث عند أصحاب السنن من طريق ابن عيينة فقالوا فيه: شبل ولم يذكروا أباه، وأخرجه البخارى ومسلم فلم يذكر شبلاً، ورواه النسائى من طريق آخر عن الزهرى، فقال: عن شبل، عن عبد الله بن مالك الأوسى، ثم قال: هذا هو والصواب، وحديث ابن عيينة خطأ. أسد الغابة: 2/503؛ الإصابة: 2/164.
(2) العسيف: الأجير. النهاية.
(3) عبارة: «وعلى امرأة هذا الرجم» ليست فى المسند.(3/202)
ـ رجل من أسلم ـ على امرأة هذا فإن اعترفت، فارجمها، فغدا عليها فاعترفت فرجمها» (1) .
رواه الجماعة من طرق متعددة عن الزهرى به (2) .
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/115.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى أربعة عشر باباً من الصحيح: منها عن طريق الزهيرى، عن عبيد الله بن عتبة، عن أبى هريرة وزيد بن خالد يرجع إليها فى الوكالة: 4/491؛ والشروط: 5/323؛ والصلح: 5/301؛ والنذور: 11/523؛ والحدود: 12/136، 160، 162؛ والأحكام: 13/185؛ وخبر الواحد: 13/233؛ والاعتصام 13/249.
وأخرجه من طريق الزهرى، عن زيد بن خالد ولم يذكر أبا هريرة فى الحدود: 12/156 والشهادات 5/255.
وأخرجه مسلم فى الحدود من عدة طرق كلها عن الزهرى به: باب حد الزنا: 4/281؛ والترمذى فى الحدود أيضاً: باب ما جاء فى الرجم على الثيب: 4/39؛ والنسائى فى الرجم، والقضاء، والشروط، والتفسير فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/236.
وأبو داود فى الحدود: باب المرأة التى أمر النبى - صلى الله عليه وسلم - برجمها جهينة: 4/153؛ وابن ماجه فى الحدود: باب حد الزنا: 2/852.(3/203)
3560 - حدثنا سفيان عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبى هريرة، وزيد بن خالد وشبل، قالوا: سئل النبى - صلى الله عليه وسلم - عن الأمة تزنى قبل أن تحصن قال: «اجلدوها، فإن عادت فاجلدوها، فإن عادت فبيعوها ولو بضفير» (1) .
3561 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبى هريرة، وزيد بن خالد: أن رجلاً جاء إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «إن ابنى كان عسيفاً على هذا، فزنا بامرأته، فأخبرونى أن على ابنى الرجم، فافتديت منه بوليدة، ومائة شاة، ثم أخبرنى أهل العلم أن على ابنى جلد مائة وتغريب عام. وأن على امرأة هذا الرجم» .
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/116.(3/203)
حسبت أنه قال: فاقض بيننا بكتاب الله، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «والذى نَفْسى بِيَدِهِ لأَقْضِيَنَّ بينكُما بكتابِ اله: أمَّا الغنمُ والوليدةُ فَرَدٌّ عليك، وأمّا ابنك فَعَلَيْهِ جَلْدُ مائة وتَغْريبُ عام، ثم قال لرجل من أسلم يُقال له أُنَيْس: قُمْ يا أُنَيْس فَسَل امرأةَ هذا/ فإِن اعترفَتْ فَارْجُمها» (1) .
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/115.(3/204)
3562 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن زيد بن خالد الجهنى. قال: «لعن رجل ديكا صاح عند النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَلْعَنْهُ فإِنَّهُ يَدْعُو إلى الصَّلاةِ» (1) . رواه أبو داود والنسائى من حديث صالح بن كيسان به (2) .
3563 - حدثنا يزيد، أنبأنا عبد العزيز (3) بن عبد الله بن أبى سلمة، عن صالح بن كيسان، وأبو النضر. قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبى سلمة، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن زيد بن خالد الجهنى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَسُبُّوا الدّيكَ فإِنَّهُ يَدْعو إلى الصَّلاةِ» .
قال أبو النضر: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ سَبّ الدّيكِ، وقال: إنَّهُ يُؤَذّنُ بالصَّلاة» (4) .
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/115.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب: باب ما جاء فى الديك والبهائم: 4/327؛ وأخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 3/239.
(3) فى المسند: «حدثنا يزيد بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبى سلمة» ، وما فى المخطوطة هو الصواب: فقد روى الإمام أحمد الخبر عن يزيد بن هارون، وهو من شيوخه ورواه يزيد بن هارون عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبى سلمة الماجشون، وهو من شيوخ يزيد، ورواه عبد العزيز بن عبد الله عن صالح بن كيسان. يراجع تهذيب التهذيب: 6/343؛ 11/366.
(4) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/192.(3/204)
(حديث آخر)(3/205)
3564 - قال أبو يعلى، حدثنا عمرو بن الحسين، حدثنا فضل بن سليمان، عن موسى بن عقبة بن إسحاق، عن يحيى عن عبد الله بن الفضل الهاشمى، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن زيد بن خالد الجهنى. قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً ينادى أيام التشريق: «ألا إني هذه الأيام أيام أكل وشرب ونكاح» .
(عبيدة بن سفيان الحضرمى عنه)
فى النهى عن التصاوير. قال شيخنا: والمحفوظ رواية زيد بن خالد عن أبى طلحة: زيد بن سهل كما سيأتى (1) .
3565 - وقد رواه الطبرانى عن محمد بن المثنى، عن إبراهيم بن أبى الوزير، عن عبد العزيز، عن عبد الرحمن بن أبى عمرة، عن بسر بن سعيد، عن عبيدة بن سفيان، عن زيد بن خالد. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَدْخل الملائكة بَيْتاً فيه كلبٌ، ولا صُورة. قال وسمعْتُهُ يقول: «إلاَّ رَقْماً فى ثَوْبٍ» (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/239؛ أخرجه من طريقين:
عن صفوان بن عمرو، عن عبد الوهاب بن نجدة، عن عبد العزيز بن محمد، عن عبد الرحمن بن أبى عمرة، عن بسر بن سعيد، عن عبيدة بن سفيان، عن زيد بن خالد.
عن أحمد بن سليمان، عن عبد الله بن محمد النفيلى، عن عبد العزيز بن محمد بالإسناد السابق، لكنه قال: عن مخرمة بن سليمان بدل عبيدة بن سفيان.
ومن هنا كان تعقيب الحافظ المزى على الطريق الثانى فقال: وهو خطأ فإن مخرمة ابن سليمان لا يروى عن زيد بن خالد، ولا يروى عنه بسر بن سعيد، ثم قال ما ملخصه أن المحفوظ هو رواية زيد بن خالد، عن أبى طلحة الأنصارى، رضى الله عنهما: رؤى عنه فى اللباس وفى بدء الخلق عند البخارى، وفى اللباس عند مسلم وأبى داود، وفى الزينة عند النسائى.
(2) الخبر أخرجه فى المعجم الكبير من عدة طرق، عن زيد بن خالد، عن أبى طلحة: 5/97.(3/205)
(عروة بن الزبير عنه)(3/206)
3566 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق. قال: حدثنى محمد بن مسلم الزهرى، عن عروة بن الزبير، عن زيد بن خالد الجهنى. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتوَضَّأْ» (1) تفرد به.
(عطاء بن أبى رباح عنه)
3567 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الملك. قال: حدثنا عطاء، عن زيد/ ابن خالد الجهنى، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ فَطَّرَ صَائماً كانَ لهُ، أوْ كُتِبَ لهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائمِ منْ غَيْرِ أَنْ يَنْقَص مِنْ أجر الصَّائم شىءٌ، ومَن جَهَّزَ غَازِياً فى سبيل الله كان له، أَو كُتبَ له مثلُ أجْر الغَازِى فى أَنَّهُ لا يَنْقُص مِنْ أَجْرِ الغَازِى شَىءٌ» (2) .
رواه الترمذى، والنسائى وابن ماجه: من حديث عبد الملك، وهو ابن أبى سليمان، زاد النسائى وابن ماجه: ومحمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، وزاد ابن ماجه: وحجاج: ثلاثتهم عن عطاء به، وقال الترمذى: [حسن] صحيح (3) .
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/194.
(2) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/192.
(3) القسم الخاص بالصيام من الخبر أخرجه الترمذى فى الصوم: باب ما جاء فى فضل من فطر صائماً: 3/162؛ وما بين المعكوفين استكمال منه. وابن ماجه فى الصوم: باب فى ثواب من فطر صائماً: 1/555؛ جمع الطرق الثلاثة فى لفظ واحد من طريق عطاء. وأخرج النسائى قسيمه فى الصوم فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/239، والقسم الخاس بالجهاد أخرجه الترمذى فى فضائل الجهاد: باب ما جاء فى فضل من جهز غازياً: 4/169، 170؛ وابن ماجه فى الباب: 2/922.(3/206)
3568 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الملك، عن عطاء، عن زيد بن خالد الجهنى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صَلُّوا فى بُيوتكم، ولا تَتَّخِذُوها قُبُوراً» (1) .
3569 - حدثنا ابن نمير، قال أبى: ويعلى، قال أبى: ويزيد. قال (2) : حدثنا عبد الملك، عن عطاء، عن زيد بن خالد الجهنى، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ فَطَّرَ صَائِماً كُتبَ لهُ مِثْلُ أَجْرِهِ إلاَّ أَنَّهُ لاَ يَنْقُص مِنْ أَجْرِ الصَّائم شَىءٌ ومَنْ جَهَّزَ غَازِياً فى سبيل الله، أوْ خلفه فى أهله كُتِبَ لهُ مِثلُ أَجْرِهُ إلاَّ أنه لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الغَازى شىْءٌ» ويزيد قال «أنبأنا» إلا أنه قال: «من غير أن لا ينتقص» (3) .
رواه الترمذى وابن ماجه من حديث عبد الملك، زاد الترمذى والنسائى ومحمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى كلاهما عن عطاء به. وقال الترمذى: حسن صحيح (4) .
3570 - حدثنا إسحاق بن يوسف، أنبأنا عبد الملك، عن عطاء، عن زيد بن خالد الجهنى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَتَّخذُوا بُيُوتكم قُبوراً، صَلُّوا فيها، ومَنْ فَطَّرَ صَائماً كُتِبَ لهُ مثلَ أَجْرِ الصَّائم إلاَّ أَنَّهُ لا يَنْقصُ من أَجْرِ الصَّائمِ شَىْءٌ ومَنْ جَهَّزَ غَازِياً فى سَبيل الله أَوْ خَلَفَهُ فى
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/192.
(2) فى المسند اقتصر فى بداية السند على قوله: «حدثنا عبد الله، حدثنا أبى، حدثنا يعلى، حدثنا عبد الملك» ، ولكنا آثرنا أن نترك السند كما ورد فى الأصل المخطوط لقوله فى نهاية الخبر: «ويزيد قال: أنبأنا إلا أنه قال» ، الخ. وهذا يرجح أن ابن نمير ويزيد بن هارون ويعلى كلهم من شيوخ الإمام أحمد فى هذا الخبر.
(3) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/114.
(4) يرجع إلى تخريجه عند الأئمة الثلاثة فى الصفحة السابقة.(3/207)
أَهْلِهِ كُتِبَ لهُ مِثْل أَجْرِ الغَازى فى أَنَّهُ لاَ يَنْقُص مِنْ أَجْر الغَازى شىءٌ» (1) .
(عطاء بن يسار عنه)
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/116.(3/208)
3571 - حدثنا أبو عامر، حدثنا هشام ـ يعنى ابن سعد ـ، عن زيد ـ يعنى ابن أسلم ـ عن عطاء بن يسار، عن زيد بن خالد الجهنى: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ تَوَضَّأَ فأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثم صَلَّى ركعتين لا يَسْهُو فِيهما غَفَرَ اللهُ لهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبهِ» (1) .
رواه أبو داود عن أحمد بن حنبل به (2) .
ورواه بعضهم عن هشام بن سعد، عن زيد [بن أسلم] عن عطاء عن زيد بن خالد أو أبى هريرة (3) .
(يزيد: مولى المنبعث عنه)
3572 - حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن/ قال: حدثنى يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهنى. قال: جاء أعرابى إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - بلقطة، فقال: «عرفها سنة، ثم اعرف عفاصها، ووكاءها، فإن جاء أحدٌ يخبرك بها، وإلا فاستنفقها» قال: يا رسول الله: فضالة الغنم؟ قال: «لك أو لأخيك أو للذئب» ، قال: يا رسول الله ضالة الإبل؟ قال: «فتغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/117.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة: باب كراهية الوسوسة وحديث النفس: 1/238.
(3) الخبر رواه عبيد بن أسباط، عن هشام بن سعد كما فى تحفة الأشراف: 3/240.(3/208)
قال: «ما لكَ ولها معها حذَاؤُها، وسِقَاؤُها تَرِدُ الماءَ وتأْكُلُ الشَّجر» (1) .
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/117، ويرجع إلى ما علقنا عليه فى غريب الحديث ص174، 177.(3/209)
3573 - رواه الجماعة من حديث ربيعة به، وقال الترمذى حسن صحيح (1) .
3574 - حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن يزيد: مولى المنبعث، قال يحيى: أخبرنى ربيعة أنه قال عن زيد بن خالد، فسألت ربيعة، فقال: أخبرنيه عن زيد ابن خالد: «سئل النبى - صلى الله عليه وسلم - عن ضالة الإبل، فغضب، واحمرت وجنتاه، وقال: ما لك ولها؟ معها الحذاء والسقاء، ترد الماء، وتأكل الشجر، حتى يجىء ربها.
وسئل عن ضالة الغنم، فقال: خذها فإنما هى لك، أو لأخيك، أو للذئب.
وسئل عن اللقطة، فقال: اعرف عفاصها، ووكاءها، وعرفها سنة، فإن اعترفت، وإلا فاخلطها بمالك» (2) .
رواه مسلم، وأبو داود والنسائى من حديث يحيى بن سعيد. زاد أبو داود: وعبد الله بن يزيد عن يزيد مولى المنبعث.
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى العلم: باب الغضب فى الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره: 1/186؛ وأخرجه أطرافه فى المساقاة: 5/46؛ وفى اللقطة: 5/80، 84، 91، 93؛ وفى الطلاق: 9/430؛ وفى الأدب: 10/517؛ ومن طريق سليمان بن بلال عن يحيى، عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد فى اللقطة: 5/83.
وأخرجه مسلم من عدة طرق فى اللقطة: 4/317، وما بعدها؛ وأبو داود فى كتاب اللقطة أيضاً: 2/135؛ والترمذى فى الأحكام: باب ما جاء فى اللقطة وضالة الإبل والغنم: 3/464، وأخرجه النسائى فى الضوال واللقطة فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/242؛ وأخرجه ابن ماجه فى اللقطة: باب ضالة الإبل والبقر والغنم: 2/836.
(2) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/116.(3/209)
وفى رواية للنسائى وابن ماجه: يحيى بن سعيد، عن ربيعة، عن يزيد. والصواب: يحيى بن سعيد وربيعة عن يزيد به، والله أعلم (1) .
(أبو حرب بن زيد بن خالد عن أبيه)
_________
(1) يرجع إلى تخريجات الخبر فى الحديث السابق، فقد شملت الخبر من هذه الطرق ويرجع أيضاً إلى تحفة الأشرف: 3/241.
وصفوة القول أن الخبر روى من طريق ربيعة، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد؛ وروى عن يحيى بن سعيد، عن يزيد، عن زيد، وروى من طريق يحيى بن سعيد، عن ربيعة، عن يزيد، عن زيد. وهو طريق من طرق الخبر عند النسائى وابن ماجه والطحاوى أيضاً، كما ذكره ابن حجر فى الفتح وقال: فجعل ربيعة شيخ يحيى لا رفيقة. ثم استطرد فى ذكر طرق الخبر وقال:
فالحاصل أن من رواه عن يحيى، عن يزيد، عن زيد، عن زيد يكون قد سوى الإسناد فإن يحيى إنما سمع ذكر زيد فيه بواسطة ربييعة. ويحتمل أن يكون يحيى لما حدث به سفيان كان ذاهلاً عنه ثم ذكره لما حدث به سليمان بن بلال. فتح البارى: 5/83.(3/210)
3575 - خذها فإنما هى لك أو لأخيك أو للذئب قال: «أرسلنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «بَشّرِ النَّاس أَنَّهُ مَنْ قَالَ لا إلهَ إلاّ الله، فَلَهُ الجنَّةُ، وأَنَّهُ مَن دَخَلَ القبرَ بلا إلهَ إلاّ الله خَلَّصَهُ مِنَ النَّارِ» . رواها النسائى فى اليوم والليلة من طريق قدامة بن محمد الحشرمى، عن مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن أبى حرب، عن أبيه به (1) .
(أبو سالم الجيشانى واسمه سفيان بن هانئ عنه)
3576 - حدثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة. [قال عبد الله: قال أبى] : حدثنا سريج: هو ابن النعمان. قال: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن
_________
(1) يرجع إليه فى تحفة الأشراف: 3/243؛ وجمع الجوامع: 2/850. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير ورجاله موثقون: 1/18.(3/210)
أبى سالم الجيشانى، عن زيد بن خالد الجهنى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ آوَى ضَاَّلةً فهو ضال ما لم يُعَرّفْها» (1) .
رواه مسلم عن أبى/ الطاهر ويونس بن عبد الأعلى والنسائى عن الحارث بن مسكين ثلاثتهم عن ابن وهب [عن عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة] (2) .
(أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عون عنه)
_________
(1) من حديث زيد بن خالد فى المسند: 4/177، وما بين معكوفين استكمال منه للإيضاح.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى اللقطة: 4/324؛ والنسائى فى الضوال فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/232، وما بين معكوفين استكمال منه.(3/211)
3577 - حدثنا يعلى ومحمد ابنا عبيد قال: حدثنا محمد بن إسحاق،
عن محمد بن إبراهيم، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن زيد بن خالد
الجهنى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ ـ قال محمد: «لَوْلاَ أَنْ يُشَقّ
على أُمَّتى ـ لأَخَّرتُ صَلاةَ العشاءِ إلى ثلث الليلِ، وَلأَمَرْتُهم بالسّوَاكِ عند
كلّ صلاة» (1) .
3578 - رواه أبو داود، والترمذى، والنسائى من حديث محمد بن إسحاق وقال الترمذى: صحيح.
وقال النسائى: قد رواه محمد بن عمرو، وهو أصلح من ابن إسحاق عن أبى سلمة عن أبى هريرة (2) .
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/114.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الطهارة: باب السواك: 1/12؛ وأخرجه الترمذى فى الباب وقال: وحديث أبى سلمة عن أبى هريرة وزيد بن خالد، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - كلاهما عندى صحيح. ثم قال: وأما محمد بن إسماعيل ـ البخارى ـ فزعم أن حديث أبى سلمة عن زيد بن خالد أصح. صحيح الترمذى: 1/34، 35. وأخرجه النسائى فى الصوم فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/244.(3/211)
3579 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا حرب ـ يعنى ابن شداد ـ، عن يحيى. قال: حدثنا أبو سلمة، وحدثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبى سلمة، عن زيد بن خالد الجهنى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ على أُمَّتى لأَمَرْتُهم بالسّوَاك عندَ كلّ صلاةٍ. قال: فكان زيدٌ بن خَالدٍ يَضَعُ السّوَاك منه مَوْضِعَ القلمِ من أُذُنِ الكَاتبِ كلَّمَا قَامَ إلى الصَّلاةِ اسْتَاك» (1) .
3580 - حدثنا على بن ثابت، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم ابن الحارث التيمى، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن زيد بن خالد الجهنى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِى لأَمَرْتهم بالسّواك عند كل صلاةٍ» .
قال: فكان زيد يروح إلى المسجد وسواكه على أذنه موضع قلم الكاتب، ما تقام صلاةٌ إلاّ استاك قبل أن يصلى (2) .
(أبو صالح السمان عنه)
3581 - حدثنا على بن عياش، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنى يحيى بن سعيد، أخبرنى يعقوب بن خالد، عن أبى صالح السمان ـ قال يحيى: ولا أعلم إلا أنه قال: عن زيد بن خالد ـ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «قُرَيْشٌ، والأَنصَارُ، وأَسْلَمُ، وغفِارُ أَوْ غِفَار وَأَسْلَم، ومَنْ كانَ من أَشْجَعِ وجُهَينة، أوْ جُهَينَة وأَشْجع: حُلَفَاءُ مَوَالِى لَيْس لهم مِنْ دُون الله ولا رسوله مَوْلىً» (3) تفرد به.
_________
(1) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/116.
(2) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/193.
(3) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/193.(3/212)
(مولاه أبو عمرة الجهنى عنه)(3/213)
3582 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أبى عمرة، عن زيد بن خالد الجهنى: أن رجلاً من أشجع من أصحاب النبى صلى الله/ عليه وسلم توفى يوم خيبر، فذكر ذلك للنبى - صلى الله عليه وسلم -:، فقال: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبكم» ، فتغيرت وجوه الناس من ذلك، فقال: «إنَّ صَاحِبَكم غَلَّ (1) فى سَبِيلِ الله، فَفَتَّشْنَا مَتاعَهُ، فَوَجَدْنَا خَرَزاً من خَرَز يهود ما يساوى درهمين» (2) .
رواه أبو داود، والنسائى، وابن ماجه من حديث يحيى بن سعيد الأنصارى (3) محمد بن رمح.
3583 - حدثنا ابن نمير، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى، ويزيد. قال: أنبأنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى، عن ابن أبى عمرة، عن أبى عمرة: أنه سمع زيد بن خالد الجهنى ـ قال يزيد: إن أبا عمرة مولى زيد بن خالد الجهنى: أنه سمع زيد بن خالد الجهنى يحدث ـ أن رجلاً من المسلمين توفى بخبير، وأنه ذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبكم» ، فَتغيرت وجوه القوم لذلك، فلما رأى الذى بهم قال: «إن صاحبكم غل فى سبيل الله» ففتشنا متاعه، فوجدنا خرزاً من خرز اليهود ما يساوى درهمين» (4) .
_________
(1) غل فى الغنم يغل غلولاً. وهو الخيانة فى المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القيمة وكل من خان فى شىء خفية فقد غلّ، وسميت غلولاً لأن الأيدى فيها مغلولة أى ممنوعة مجعول فيها غل. النهاية: 3/168.
(2) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 5/192.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الجهاد: باب فى تعظيم الغلول: 3/68؛ وأخرجه النسائى فى الجنائز: باب الصلاة على من غل: 4/52؛ وابن ماجه فى الجهاد: باب الغلول: 2/950.
(4) من حديث زيد بن خالد الجهنى فى المسند: 4/114.(3/213)
610- (زيد بن خريم) (1)
قال أبو نعيم: مجهول.
3584 - ثم روى من طريق على بن مسهر، عن سعيد بن عبيد بن زيد بن خريم، عن أبيه، عن جده: «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المسح على الخفين، فقال: ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ للْمُسَافر، ويَوْمٌ ولَيْلَة للْمُقيم» (2) .
611- (زيد بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى) (3)
ابن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب بن لوى: أبو عبد الرحمن القرشى العدوى، أخو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنهماـ، كان أسن من عمر، وأسلم قبله، وهاجر، وشهد بدراً، وما بعدها، وكانت بيده راية المهاجرين يوم اليمامة فتقدم بها إلى نحو العدو وقتل بيده الرجال بن عنفوة الذى كان قد أسلم، ثم ارتد، فصدق مسيلمة، وشهد له بأنه قد أشرك فى النبوة مع رسول الله محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -، فسبب الرجال بن عنفوة فتنة عظيمة لأتباع مسيلمة، فقتله زيد يومئذ، ثم قتل زيد، فأخذ الراية بعده سالم مولى أبى حذيفة، فقتل أيضاً.
وقد حزن عمر على أخيه حزناً شديداً، وقال: ـ رحمه الله ـ لقد سبقنى إلى الحسنيين: إلى الإسلام، وإلى الشهادة، وكان يقول: ما هبت الصبا إلا أذكرتنى زيد ابن الخطاب، وقال لمتمم بن نويرة: لو/ كنت أحسن الشعر لقلت فى أخى كما قلت فى أخيك مالك. فقال: يا أمير
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/285؛ والإصابة: 2/565.
(2) قال ابن الأثير: فى إسناد حديث نظر. المرجعان السابقان.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/285؛ والإصابة: 1/565؛ والاستيعاب: 1/541؛ والطبقات الكبرى: 3/274؛ والتاريخ الكبير: 3/379؛ وثقات ابن حبان: 3/136.(3/214)
المؤمنين لو أعلم أن أخى صار إلى ما صار إليه أخوك لم أرثه. فقال: ما عزانى أحدٌ بمثل ما عزيتنى به.
وكان الذى قتله أبو مريم الحنفى، وقد أسلم فيما بعد، واعتذر إلى عمر، وقال: يا أمير المؤمنين أكرمه الله على يدى، ولم يهنى بيده، وقد استقضاه عمر ـ - رضي الله عنه - ـ، وقيل إن الذى قتله إنما هو سلمة بن صبيح ابن عم أبى مريم فالله أعلم.(3/215)
3585 - له حديث واحد فى النهى عن قتل هوام البيوت من الحيات من طريق الزهرى، عن سالم، عن أبيه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اقْتُلوا الحيّات» فرآنى أبو لبابة أو زيد بن الخطاب أطارد حية» ، فقال: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن عوامر البيوت» (1) . وسيأتى الحديث فى مسند أبى لبابة (2) .
3586 - وقد رواه الطبرانى من طريق زمعة بن صالح، وغيره، عن الزهرى، عن سالم، عن أبيه. قال: «فرآنى أبو لبابة، وزيد بن الخطاب فقالا: «إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عن قتل الهوام» .
(حديث آخر)
3587 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الرحمن بن خلاد الدورقى، حدثنا محمد ابن حزام الضبعى، حدثنا إسماعيل بن محمد أبو عامر الأنصارى، حدثنا عبد العزيز ابن مسلم، عن أبى جناب الكلبى، عن
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى برد الخلق: باب قول الله تعالى {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} : 6/347؛ ولفظه: «نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت وهى العوامر. وأخرجه مسلم فى كتاب قتل الحيات وغيرها: 5/88 وما بعدها، وأخرجه أبو داود فى الأدب: باب فى قتل الحيات: 4/364.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 5/81.(3/215)
عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن أبيه. قال: «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة نحو المقابر، فقعد إلى قبر، فرأيناه كأنه يناجى، فقام يمسح الدموع من عينيه، فقام إليه عمر بن الخطاب، فقال: بأبى وأمى ما يبكيك؟ فقال: استأذنت ربى فى زيارة قبر أمى، وكانت والدة» ، ولها [قبلى] حق، أن أستغفر لها، فنهانى، ثم أومأ إلينا أن اجلسوا، فجلسنا فقال: إنى كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فمن شاء منكم أن يزور، فليزر، وإنى كنت نهيتكم عن ادخار لحوم الأضاحى فوق ثلاثة أيام، فكلوا، وادخروا ما بدا لكم، وإنى كنت نهيتكم عن ظروف، وأمرتكم بظروفٍ، فانتبذوا فإن الآنية لا تحرم شيئاً ولا تحله واجتنبوا المسكر» (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/82؛ قال الهيثمى: فى إسناده من لم أعرف. مجمع الزوائد:
3/58.(3/216)
612- (زيد بن سعنة ـ بالنون على الأكثر ويقال بالياء) (1) .
أحد أحبار يهود/ أسلم وحسن إسلامه، وشهد مشاهد كثيرة، وتوفى مقبلاً مع النبى - صلى الله عليه وسلم - من تبوك.
وقد ذكرنا فى دلائل النبوة سبب إسلامه: روى الحسن بن سفيان، عن محمد ابن المتوكل، وأبى بكر بن عاصم: كلاهما عن الوليد بن مسلم، عن محمد بن حمزة ابن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه، عن جده عبد الله بن سلام: «قال زيد ابن سعنة: لم يبق من علامات النبوة شىءٌ إلاّ وقد عرفتها فى وجه محمد - صلى الله عليه وسلم - حين نظرت إليه إلا اثنتين لم
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/288؛ والإصابة: 2/566؛ والاستيعاب: 1/563.(3/216)
أخبرهما منه: «يسبق حلمه غضبه» ، «ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً» . فكنت ألطف به لأخبر ذلك، فجاءه أعرابى، فقال: إن بنى فلان قد أسلموا، وقد أصابتهم سنة (1) ، وشدة، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشىءٍ تعينهم به فعلت. فلم يكن عنده شىء، فدنوت منه، فذكرت أن أسلفه ثمانين ديناراً فى تمر، فأعطاها لذلك الأعرابى، فلما دنا الأجل، فلم يبق إلا يومان أو ثلاثة جئت إليه، وقد صلى على جنازة، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فى نفر من أصحابه، فأخذت بمجامع ثوبه، ونظرت إليه بوجه غليظ، وقلت: لما تقضنى حقى يا محمد؟ فإنكم ولله ـ ما علمتكم بنى عبد المطلب ـ لسيئى القضاء مطل، قال: ونظرت إلى عمر فإذا عيناه تدوران فى وجهه، وقال: يا عدو الله لولا ما أحاذر من عظمه لضربت الذى فيه عيناك، قال: فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عمر فى سكون وتبسم، ثم قال: يا عمر أنا وهو إلى غير هذا منك أحوج: تأمره بحسن الاقتضاء وتأمرنى بحسن القضاء، ثم قال: يا عمر اذهب به فاقضه حقه وزده عشرين صاعاً مكان ما روعته. قال: فذهب بى فأعطانى فأسلمت» (2) .
_________
(1) السنة: الجدب. يقال: أخذتهم السنة إذا أجدبوا وأقحطوا، وهى من الأسماء الغالبة نحو الدابة فى الفرس، والمال فى الإبل. وقد خصوها بقلب لامهاء تاء فى اسنتوا إذا أجدبوا. النهاية: 2/188.
(2) الخبر أورده المصنف هنا مختصراً للقصة. وقد أورده ابن الأثير فى ترجمته..وأورد ابن حجر الخبر ملخصاً وفى نهايته قال: «وفى آخره فقال زيد بن سعنة: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وآمن وصدق، وشهد مع النبى - صلى الله عليه وسلم - مشاهده، واستشهد فى غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر. ورجال الإسناد موثقون» .
وقوله: «واستشهد فى غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر» يتعارض مع ما ذكره ابن الأثير وابن كثير من أنه توفى مقبلاً إلى المدينة.
وخبر إسلامه أخرجه بطوله الحاكم فى المستدرك: 3/604؛ والطبرانى فى المعجم الكبير: 5/253.(3/217)
* (زيد بن الصامت ويقال ابن النعمان أبو عياش الزرقى: يأتى) (1)
_________
(1) مشهور بكنيته ويأتى فى الكنى إن شاء الله.(3/218)
613- (زيد بن عامر الثقفى من أهل الطائف - رضي الله عنه -) (1) .
3588 - قال: قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلمت فقال لتميمٍ الدارى: سلنى، فسأله بيت عينون ومسجد (2) إبراهيم، وقال لى: سلنى، فقلت: أسألك الأمن والأمان لى ولولدى، فأعطانى ذلك. / رواه أبو نعيم من طريق أبى بشر الدولابى، عن أبى إسحاق بن يزيد، عن عمرو بن إسماعيل بن عبد العزيز، عن أبيه عن يزيد بن عامر، عن أخيه (3) .
614- (زيد بن عبد الله الأنصارى) (4)
3589 - قال: «عرضنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رقية الحية، فأذن فيها. وقال: إنما هى مواثيق» عن الحسن البصرى عنه. رواه أبو نعيم (5) .
615- (زيد بن عمير الكندى) (6) .
3590 - روى الحافظ أبو موسى من طريق ابنته عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال له: «يا زَيْد جَاءَ اللهُ بالإسلامِ، وأذهبَ نَخْوَةَ الجاهلية،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 292؛ والإصابة: 1/568.
(2) بيت عينون: أو قرية عينون: قرية مشهورة عند بيت المقدس. يراجع أسد الغابة فى ترجمة تميم بن أوس: 1/256؛ ومعجم البلدان: 4/180.
(3) الخبر أخرجه ابن مندوه وأبو نعيم. أسد الغابة: 2/292؛ والإصابة: 1/568.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/293؛ والإصابة: 1/568؛ والاستيعاب: 1/564؛ والتاريخ الكبير: 3/385؛ وثقات ابن حبان: 3/141.
(5) قال ابن السكن: لم نجد حديثه إلا من هذا الوجه، وليس بمعرف فى الصحابة، تراجع الإصابة. والخبر أخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: 3/386، وأشار إليه ابن حبان فى الثقات.
(6) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/297؛ والإصابة: 1/570.(3/218)
والمسلمون إخوة مَضَرهم كَيمنِهم، وربيعهم كَيَمَنهم، وعَبْدهم وحَرّهم إخوة، فاعلمن ذلك» (1) .
* (زيد بن كعابه صوابه يزيد بن كعابه) كما سيأتى
* (زيد بن عب، أو كعب بن زيد) كما سيأتى
* (زيد بن لبيد: صوابه زياد بن لبيد كما تقدم) (2)
_________
(1) قال ابن حجر فى الإصابة: ذكره ابن السكن، وأشار إلى حديثه، ولم يخرجه، وأخرجه أبو موسى من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، أحد المتروكين.
(2) تقدم ص50.(3/219)
616- (زيد أبو الحسن) (1)
3591 - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَا بَقىَ مِنْ كَلاَم الأنبياء إلاّ قولُ النّاس: إذَا لَمْ تَسْتَح فَاصْنَعْ مَا شِئْت» . رواه أبو ونعيم من طريق محمد بن عجلان، عن حكيم: رجلٍ من أهل البصرة، عن أبى مسعود عتبة بن عمرو عنه به (2) .
617- (زيد: أبو عبد الله) (3)
3592 - روى أبو ونعيم من حديث محمد بن إسماعيل بن أبى فديك، عن صالح بن عبد الله بن صالح، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن زيد، عن أبيه، عن جده زيد. قال: وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشية عرفة فقال: «يا أَيُّها الناسُ إنَّ الله قد تَطَوَّلَ عَلَيكم فى يَومْكم هذا،
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/284؛ والإصابة: 1/573.
(2) جمع الجوامع كما فى جامع الأحاديث: 5/641.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/294؛ والإصابة: 1/573.(3/219)
فَوَهَبَ مسيئكم [لمحسنكم] وأعطى مُحسنكم ما سأل، وغَفَرَ لكم ما كان بَينَكُمْ، ادْفَعُوا على بركةِ الله» (1) .
_________
(1) يرجع إليه فى المصدرين السابقين. وعقب على الخبر فى الإصابة فقال: «قلت: قال البخارى: صالح بن عبد الله منكر الحديث» .(3/220)
618- (زيد: أبو عبد الله) (1) .
قال أبو نعيم مجهول.
3593 - وروى أبو القاسم البغوى، عن محمد بن زياد أبى فروة، حدثنا ابن شهاب، عن طلحة بن زيد، عن ثور بن زيد، عن عبد الله بن زيد، عن أبيه. قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أكْرموا الخُبْزَ فَإنَّ اللهَ أَنْزَلَ مَعَهُ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ وأَخْرَجَ لَهُ بَرَكات الأَرض» (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/294؛ والإصابة: 1/574.
(2) عقب ابن حجر على الخبر فقال: «قال ابن المدينى: طلحة بن زيد كان يضع الحديث» . وفى الجامع الكبير: أخرجه ابن منده عن عبد الله بن زيد، عن أبيه: 1/1258؛ وفى الجامع الصغير: ابن منده عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، ولعله ابن زيد وطرق الخبر كلها ضعيفة مضطربة، وبعضها أشد فى الضعف من بعض. كما قال السخاوى. ونقل عن ابن معين قوله: أول هذا الحديث حق وآخره باطل، وأورده ابن الجوزى فى الموضوعات. فيض القدير: 2/92؛ الموضوعات لابن الجوزى: 2/290.(3/220)
حرف السين/
من اسمه سابط، وسابق، وسالم(3/221)
619- (سأبط بن أبى حميضة بن عمرو بن وهب بن حذافة ابن جمح القرشى الجمحى: أبو عبد الرحمن) (1) .
3594 - قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، حدثنا يحيى الحمامى، حدثنا أبو بردة الكندى، حدثنا علقمة بن مرثد، عن ابن سابط، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَلْيذكْر مُصِيبَتهُ بى، فَإنَّهَا مِنْ أَعظم المصَائب» (2) .
3595 - حدثنا عبد الله بن المنذر العاقولى، حدثنا أبو طلحة: أحمد بن محمد ابن عبد الكريم، حدثنا يزيد والبغوى، حدثنا كامل: أبى نجيح، حدثنا قطبة الكناس، عن الحسن بن عمارة، عن طلحة، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ البيتَ الّذى يُذكر اسمُ الله فيه لَيُضئ لأهل السَّماء كما تضىءُ النجومُ لأهل الأرض» (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/305؛ والإصابة: 2/2؛ والاستيعاب: 2/127.
(2) قال ابن حجر فى الإصابة: إسناده حسن، لكن اختلف فيه على علقمة، وقال السيوطى فى جمع الجوامع: أخرجه تقى بن مخلد، والباوردى، وابن شاهين، وابن قانع، وأبو نعيم فى المعرفة عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبيه. وحسن. جامع الأحاديث: 6/273؛ وأخرجه الطبرانى فى الكبير: 7/199 وفيه أبو بردة ضعفه غير ابن حبان. مجمع الزوائد: 3/2 وأخرجه الطبرانى فى الكبير: 7/199 وفيه أبو بردة ضعفه غير ابن حبان. مجمع الزوائد: 3/2.
(3) الخبر رمز له السيوطى بالضعف وقال فى الكبير: رواه أبو نعيم فى المعرفة، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبيه وضعف. جمع الجوامع: 1/1770؛ فيض الغدير: 2/325.(3/221)
وقال ابن معين: عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط، سابط جده وفيه نظر (1) .
* (سابق مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (2) .
_________
(1) نقل هذا القول ابن الأثير وابن عبد البر، وأضاف إلى ذلك ابن حجر قوله: إن الصحبة والرواية لأبيه عبد الله بن سابط وبذلك جزم البغوى. الإصابة.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/305، وترجم له ابن حجر فى القسم الرابع من الإصابة: 2/119، وقال: ذكره خليفة بن خياط فى الصحابة فى موالى النبى - صلى الله عليه وسلم -، وكناه أبا سلام وهو وهم.(3/222)
3596 - روى ابن مهدى، عن شعبة، عن أبى عقيل (1) : هاشم بن بلال قاضى واسط، عن أبى سلام، عن سابق، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِح، وحِينَ يُمْسى: رَضِيتُ باللهِ ربًّا، وبالإسْلامِ ديناً، وبمحمد نَبيًّا كان حَقًّا على الله أن يُرْضِيَهُ يومَ القيامة» .
3597 - والمحفوظ رواية أحمد عن أسود، عن شعبة، عن أبى عقيل، عن سابق ابن ناجية، عن أبى سلام، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - كما سيأتى (2) .
_________
(1) أبو عقيل: هاشم بن بلال، ويقال: ابن سلام: أبو عقيل الدمشقى قاضى واسط. يقال إنه من ولد أبى سلام الحبشى. روى عن سابق بن ناجية وعنه الثورى وشعبة ومسعر وهشيم بن بشير، وقال ابن سعد: يقال: سلام كان ثقة.
وكان فى الأصل المخطوط: سالم بن بلال. وهو يخالف ما فى مسند أحمد: 4/337، وتهذيب التهذيب: 11/17.
(2) الخبر أخرجه أحمد من الطريق الذى ذكره ابن كثير، وأخرجه أيضاً عن وكيع، عن مسعر، عن أبى عقيل، عن أبى سلام، عن سابق ثم عن هاشم بن القاسم، عن القاسم، عن شعبة، عن أبى عقيل هاشم بن بلال، عن سابق بن ناجية، عن أبى سلام. حديث خادم النبى - صلى الله عليه وسلم - فى المسند: 4/337.(3/222)
620- (سالم بن أبى سالم: أبو هند الحجام
ويقال: اسم أبى هند: سنان) (1) .
3598 - قال: «حجمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فشربت دمه، فقال أما علمت أن الدم كله حرام» .
رواه أبو نعيم من طريق القاسم بن الحكم العرنى، عن يوسف بن صهيب عن أبى الحجاف عنه (2) .
621- (سالم مولى أبى حذيفة) (3) .
ويقال له سالم بن عبيد، ويقال: سالم بن معقل أبو عبد الله، أحد قراء المهاجرين وساداتهم، شهد بدراً، وما بعدها، وقتل يوم اليمامة، وكان أصله من إصطخر، وقد أعتقته مولاته ثُبيتة بنت يعار بن زيد بن عبيد الأنصارية، وكانت تحت أبى حذيفة بن عتبة بن ربيعة، فتولاه فنسب إليه، وقد تبناه أولاً، ثم لما قطع ذلك أرضعته زوجته سهلة بنت سهيل بن عمرو، وهو كبير، فصار والداً لها بالرضاع/ وذلك خاص به عند الجمهور خلافاً لعائشة ـ رضى الله عنها ـ (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/309؛ وقال ابن حجر: سالم الحجام: 2/6؛ وقال ابن عبد البر: سالم رجل من الصحابة الاستيعاب: 2/72.
(2) قال السيوطى: أخرجه ابن منده عن سالم الحجام. جمع الجوامع: 1/1312، ويراجع أيضاً مصادر الترجمة.
(3) له الترجمة فى أسد الغابة: 2/307؛ والإصابة: 2/6؛ والاستيعاب: 2/70؛ والطبقات الكبرى: 3/60؛ والتاريخ الكبير: 4/107؛ وثقات ابن حبان: 3/158.
(4) الخبر أخرجه أحمد فى المسند: 6/356 من حديث القاسم بن محمد عن سهلة امرأة أبى حذيفة وأخرجه الطبرانى من حديث القاسم، عن عائشة. المعجم الكبير: 7/68؛ 24/290.
ويرجع ما روى عن عائشة رضى الله عنها واختلاف الأئمة عدد الرضعات المحرمة وشروط التحريم فى الصحيح بشرح الفتح: 9/140 وما بعدها.(3/223)
3599 - استمع النبى - صلى الله عليه وسلم - لقراءته، فقال: الحمد لله الذى جعل فى أمتى مثلك (1) ، وقال عمر: لو كان سالم مولى أبى حذيفة حياً ما جعلتها شورى (2) ومناقبة كثيرة.
وقد وقع لنا من روايته حديث ولله الحمد، وقد رواه الحافظ أبو بكر بن أبى الدنيا فى كتاب الأهوال.
3600 - وقال: حدثنا عبد الله بن جرير المعلى، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا بشر بن مطر بن حكيم بن دينار، سمعت عمرو بن دينار وكيل آل الزبير يحدث: [عن] مالك بن دينار، حدثنى شيخ من الأنصار، عن سالم مولى أبى حذيفة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليجاء بأقوام يوم القيامة معهم من الحسنات مثل جبال تهامة، حتى إذا جىء بهم جعل الله أعمالهم هباءً ثم أكبهم فى النار «. فقال سالم: يا رسول الله جل [لنا] هؤلاء القوم، والذى بعثك بالحق لقد خفت أن أكون منهم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَمَا إِنَّهم كانوا يُصَلُّونَ، ويَصُومُونَ، ويأخذُونَ عنه من اللّيل، لكّنهم كانوا إذا عَرَضَ لهم شىء مِنْ شَرٍ حرامًا أخذوه فَأَدْحضَ اللهُ أعمالهم» . قال مالك بن دينار: هذا النفاق ورب الكعبة. فأخذ المعلى بن زياد الفردوسى بلحية مالك وقال: صدقت يا أبا يحيى.
3601 - ورواه أبو نعيم عن عبد الله بن حصين عن إسماعيل بن عبد الله، عن مسلم بن إبراهيم، عن بشر بن مطر بن حكيم بن دينار
_________
(1) الخبر أخرجه البزار من حديث عائشة؛ وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح. كشف الأستار: 3/254؛ مجمع الزوائد: 9/300.
(2) الحلية لأبى نعيم: 1/177؛ تاريخ الطبرى: 4/227.(3/224)
القطعى، عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، وهو ضعيف. وشيخه مجهول فالله أعلم (1) .
_________
(1) الحلية لأبى نعيم. رواه عن محمد بن أحمد بن على، عن أحمد بن الهيثم، عن مسلم بن إبراهيم.. الخ. وما بين المعكوفات استكمال منه: 1/177. وقال ابن حجر: أخرجه ابن منده من طريق عطاء بن أبى رباح، عن سالم نحوه، وفى السندين جميعاً ضعف وانقطاع. وقال ابن أبى حاتم: لا أعلم روى عنه ـ يعنى سالماً ـ شىء. الإصابة.(3/225)
622- (سالم بن عبيد الأشجعى من أهل الصفة مسكنه الكوفة) (1)
وحديثه فى خامس عشر الأنصار.
3602 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدثنا منصور، عن هلال بن يساف، عن رجل من آل خالد بن عرفطة، عن آخر، قال: كنت مع سالم بن عبيد فى سفر، فعطس رجل، فقال: السلام عليكم، فقال: عليك وعلى أمك، ثم سار. فقال: لعلك وجدت (2) فى نفسك؟ قال: ما أردت أن تذكر أمى. قال: لم أستطع إلا أن أقولها.
كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى سفر، فعطس رجل، فقال: السلام عليك، فقال: عليك وعلى أمك، ثم قال: «إِذَا عَطَسَ أَحدُكم، فَلْيَقُل الحمدُ للهِ على كل حالٍ، أَو الحمد للهِ ربِ العالمين، وَلْيَقُلْ له: يَرْحمكم الله، أو يَرْحمك الله ـ شَكَّ يحيى ـ وَلْيَقُلْ: يَغْفِرُ اللهُ لِى وَلكُم» (3) . /
3603 - وهذا رواه النسائى عن بندار، عن يحيى القطان به.
3604 - وكذلك رواه على بن المدينى عن يحيى به.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/310؛ والإصابة: 2/5؛ والاستيعاب: 2/72؛ والطبقات الكبرى: 6/82؛ والتاريخ الكبير: 4/106؛ وثقات ابن حبان: 3/158؛ والحلية لأبى نعيم: 1/371.
(2) وجدت فى نفسك: غضبت.
(3) من حديث سالم بن عبيد فى المسند: 6/7.(3/225)
3605 - ورواه أبو داود الطيالسى عن ورقاء عن منصور، عن هلال، عن خالد بن عرفطة، عن سالم.
3606 - وكذا رواه أبو داود السختيانى عن تميم بن المنتصر، عن إسحاق ابن يوسف، عن ورقاء.
3607 - ورواه أيضاً النسائى من حديث جرير عن شعبة عن هلال عن سالم.
وكذا رواه الترمذى والنسائى أيضاً عن محمود بن غيلان، عن أبى أحمد، عن سفيان، عن منصور، عن هلال عن سالم فذكره (1) .
(حديث آخر عن سالم بن عبيد)
3608 - فى وفاة النبى - صلى الله عليه وسلم -، ودفنه، والاختلاف فى ذلك، وقول الصديق {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} (2) . الآية كما بسطناه فى موضعه.
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود من طريقين: هلال بن يساف: كنا مع سالم. وهلال بن يساف، عن خالد بن عرفطة، عن سالم. كتاب الأدب: باب ما جاء فى تشميت العاطس: 4/307؛ وأخرجه الترمذى فى الأدب أيضاً: باب ما جاء كيف تشميت العاطس: 5/82، وقال: هذا حديث اختلفوا فى روايته عن منصور، وقد أدخلوا بين هلال بن يساف وسالم رجلاً.
وقد أوضح البخارى هذا الاضطراب فرواه عن منصور من خمسة طرق مختلفة: عن هلال كنا مع سالم ـ عن هلال عن رجل عن سالم ـ عن هلال، عن خالد بن عرفطة، عن سالم ـ عن هلال، عن رجل، عن رجل، عن سالم ـ عن منصور: كنا مع سالم. التاريخ الكبير: 4/106. وقال المنذرى تعقيباً على الخبر من طريق خالد بن عرفطة: يشبه أن يكون خالد هذا مجهولاً، فإن أبا حاتم الرازى قال: لا أعرف أحداً يقال له خالد بن عرفطة إلا واحداً: الذى له صحبة. مختصر السنن للمنذرى: 7/307.
ويتضح أيضاً اضطراب السند من روايات النسائى له فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 3/253.
(2) الآية 144 من سورة آل عمران.(3/226)
3609 - رواه الترمذى فى الشمائل وابن ماجه فى الصلاة مختصراً عن نصر ابن على، عن عبد الله بن داود، عن سملة بن نبيط، عن نعيم بن أبى هند، عن نبيط ابن شريط عنه به (1)
3610 - ورواه النسائى فى الوفاة عن قتيبة، عن حميد بن عبد الرحمن، عن سلمة بن نبيط به (2) .
* (سالم بن وابصة) (3) .
3611 - سمعت رسول الله يقول: «إنَّ شَرَّ هذِهِ السِبّاع الأَثْعلُ» ـ يعنى الثعلب:
رواه أبو نعيم من حديث بقية، حدثنى مبشر بن عبيد عن الحجاج [بن أرطاة] عن فضيل بن عمرو عنه (4) .
623- (سالم مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (5)
«أَنَّ أَزْواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كن يَجْعَلنَ رُءوسَهنَّ أربع قرون، فإذَا
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى الشمائل وفيه طول. مختصر الشمائل: 417؛ وأخرجه ابن ماجه فى الصلاة: باب ما جاء فى صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى مرضه: 1/390؛ وفى الزوائد: هذا إسناد صحيح ورجال ثقات.
(2) أخرجه النسائى فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/254.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/311؛ وقال: مجهول ذكره الطبرى فيمن روى عن النبى - صلى الله عليه وسلم - من بنى أسد. وهكذا ذكره ابن حجر فى الإصابة ثم قال: إن كان وابصة أباه فهو ابن معبد فلا صحبة لسالم. إن كان هو ابن معبد فليس بمجهول وأبوه مجهول فى الصحابة. وقال ابن حبان فى الثقات من التابعين: سالم بن وابصة بن معبد. الإصابة: 2/6؛ الثقات: 4/306.
(4) قال ابن حجر فى الإصابة: هذا إسناد ضعيف جداً، وفى جمع الجوامع: 1/2248؛ أخرجه ابن سعد عن سالم بن وابصة.
(5) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/309؛ وقال ابن حجر: سلمى خادم للنبى - صلى الله عليه وسلم -، تبعاً لابن شاهين وأبى موسى الذى أخرج الوارد له من طريق جعفر الصادق، عن أبيه، عن سلمى خادم النبى - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: وسلمى امرأة، وهى أم رافع زوجة أبى رافع، فظن أن قوله: خادم النبى - صلى الله عليه وسلم - رجلاً، وليس كذلك وذكر ابن شاهين وأبو موسى من طريقه أن الراوى قال مرة فى هذا الحديث: عن سالم خادم النبى - صلى الله عليه وسلم -، فكأنه تغير من سلمى والله أعلم.(3/227)
اغتسلنَ جِمَعْنَهُنَّ على أوساط رُءوسِهِنَّ» رواه أبو نعيم من حديث عمر بن هارون عن جعفر بن محمد عن أبيه عنه (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 7/71؛ وقال الهيثمى، رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط، وفيه عمر بن هارون، وقد ضعفه أكثر الناس، ووثقه قيبة وغيره. مجمع الزوائد: 1/272.(3/228)
624- (السائب بن خباب: أبو مسلم المدنى، صاحب المقصورة) (1)
مولى فاطمة بنت عتبة قال البخارى: يقال له صحبة، حديثه فى ثانى المكيين.
3612 - حدثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الله بن مالك: أن محمد بن عمرو بن عطاء حدثة: قال: رأيت السائب يشم ثوبه، فقلت، فقلت له: مم ذلك؟ قال: إنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لاَ وُضُوءَ إِلاَّ مِنْ رِيحٍ أَوْ سَمَاع» (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/313؛ والإصابة: 2/9؛ والاستيعاب: 2/103؛ والتاريخ الكبير: 4/151.
والأرجح عندهم: أبو مسلم، ويقال أبو عبد الرحمن، ويقال صاحب المقصورة استعمله عثمان على المقصورة ورزقه دينارين فى كل شهر، ويقال أيضاً مولى فاطمة بنت عتبة، وقال ابن عبد البر مرجحاً: مولى قريش. أما ابن حبان فقد ذكره فى التابعين وقال: يروى عن ابن عمر، ولد سنة خمس وعشرين، ومات سنة تسع وتسعين، وفرق بينه وبين صاحب المقصورة. الثقات: 4/327.
(2) من حديث السائب بن خباب فى المسند: 3/426.(3/228)
3613 - رواه ابن ماجه من طريق محمد بن عمرو بن عطاء عن السائب ولم ينسبه (1) .
فذكره ابن عساكر فى ترجمة السائب بن يزيد قال شيخنا: ووهم فى ذلك (2) . /
انتهى
الجزء العشرون من تجزئة المصنف
ويليه الجزء الحادى والعشرون
(السائب بن خلاد: أبو سويد ـ رضى الله عنه)
بإذن الله
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الطهارة: باب لا وضوء إلا من حدث: 1/172؛ وفى الزوائد: فى إسناده عبد العزيز وهو ضعيف، ويرجع إليه أيضاً فى المعجم الكبير للطبرانى: 7/166.
وما بين أيدينا من سنن ابن ماجه أنه نسبه فقال: السائب بن يزيد.
(2) قال ابن حجر فى الإصابة: روى له ابن ماجه حديث «لا وضوء» ولم ينسبه فى روايته لكن المشهور، ووقع فى نسخة: السائب بن يزيد، وعليهما اعتمد ابن عساكر، ونسبه أحمد من طريق محمد بن عمرو بن عطاء عنه، فقال: عن السائب بن خباب، وقال البغوى: لا أعلم له سنداً غيره.
وأضاف إلى ذلك فى النكت الظراف: أن الوهم إنما وقع من ابن ماجه، لأنه فى مسند شيخه ابن أبى شيبة: «السائب بن خباب» والله أعلم. تحفة الأشراف مع النكت الظراف: 3/260.(3/229)
الجُزء الحادى والعشرون(3/230)
625- (السائب بن خلاد) (1)
ابن سويد بن ثعلبة الأنصارى الخزرجى المدنى: أبو سهلة ـ - رضي الله عنه - ـ، حديثه فى خامس المكيين.
3614 - حدثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة، عن حبان بن واسع (2) ، عن خلاد بن السائب الأنصارى: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دعا جعل باطن كفيه إلى وجهه» (3) تفرد به.
3615 - حدثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة، عن حبان بن واسع، عن خلاد بن السائب الأنصارى: «أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سأل جعل باطن كفيه إليه، وإذا استعاذ جعل ظاهرهما إليه» (4) تفرد به.
3616 - حدثنا سفيان بن عيينه، عن عبد الله بن أبى بكر، عن عبد الملك بن أبى بكر بن الحارث، عن خلاد بن السائب بن خلاد، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: «أَتَانِى جبريلُ ـ - عليه السلام - ـ، فقال: مُرْ
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/314؛ والإصابة: 2/10؛ والاستيعاب: 2/103؛ والتاريخ الكبير: 4/150؛ وثقات ابن حبان: 3/173
(2) حبان بن واسع بن حبان المازنى الأنصارى بفتح الحاء المهملة فيهما. التاريخ الكبير: 3/112.
(3) من حديث السائب بن خلاد أبو سهلة فى المسند: 4/56.
(4) الموطن السابق.(3/230)
أَصْحَابك فَلْيَرْفَعُوا أَصواتَهم بالإهلال» (1) . رواه أبو داود، عن القعنبى، عن مالك، ورواه الترمذى عن أحمد بن منيع، والنسائى. عن إسحاق ابن إبراهيم، وابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة ثلاثتهم (2) : عن سفيان بن عيينة. كلاهما (3) عن عبد الله بن أبى بكر به، وقال الترمذى: حسن صحيح (4) .
وقد تقدم من رواية خلاد بن السائب عن زيد بن خالد (5) .
_________
(1) من حديث السائب بن خلاد أبو سهلة فى المسند: 4/56.
(2) ثلاثتهم يعنى أحمد بن منيع. وإسحاق بن إبراهيم، وأبو بكر بن أبى شيبة، فقد روى الثلاثة عن سفيان بن عيينة.
(3) كلاهما: يعنى مالكاً، وسفيان بن عيينة فقد رويا الخبر عن عبد الله بن أبى بكر.
(4) الخبر أخرجوه فى الحج «المناسك» : أبو داود فى: باب كيف التلبية: 2/162؛ والترمذى فى: باب ما جاء فى رفع الصوت بالتلبية: 3/182؛ والنسائى فى: باب رفع الصوت بالإهلال: 5/125؛ وابن ماجه فى: باب رفع الصوت بالتلبية: 2/975.
(5) يرجع إلى اخبر من هذا الطريق ص189.(3/231)
3617 - حدثنا وكيع، حدثنا أسامة بن زيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن خلاد بن السائب، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ زَرَعَ زَرْعاً، فأَكلَ مِنْهُ الطَّيْرُ أو العَافِية كان له صدقة» تفرد به (1) (2) .
3618 - قرأتُ على عبد الرحمن بن مهدى: مالك، وحدثنا روح، قال: حدثنا مالك ـ يعنى ابن أنس ـ، عن عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عبد الملك بن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن خلاد بن السائب الأنصارى، عن
_________
(1) العافية والعافى: كل طالب رزق من إنسان أو بهيمة أو طائر، وجمعها العوافى، وقد تقع العافية على الجماعة. النهاية: 3/111.
(2) من حديث السائب بن خلاد: أبو سهلة، فى المسند: 4/55.(3/231)
أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَتَانِى جبريُل، فَأَمَرَنى أَنْ آمُرَ أَصْحابى ـ أوْ مَنْ مِعى ـ أنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتهم بالتَّلْبِية، أو بالإهْلال» يريدُ أَحدهما (1) .
حدثنا محمد بن بكر، أنبأنا ابن جريج.
_________
(1) من حديث السائب بن خلاد: أبو سهلة، فى المسند: 4/56.(3/232)
3619 - وروح قال: [حدثنا] ابن جريج، قال: كتب إلى عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يقول: حدثنى عبد الملك بن أبى بكر بن الحارث: أنه حدث خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد الأنصارى/ عن أبيه السائب بن خلاد: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أَتَانِى جبريلُ فقال: إنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْمُرَ أَصْحَابَكَ أَنْ يَرْفَعُوا أَصواتهم بالتَّلبية والإِهلال» وقال روح: «بالتلبية، أو بالإهلال» قال: لا أدرى أينا وهم أنا، أو عبد الله بن وهب، أو خلاد فى الإهلال، أو والتلبية (1) .
3620 - حدثنا سريح بن النعمان، حدثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة الجذامى، عن صالح بن خيوان (2) عن أبى سهلة: السائب بن خلاد: أن رجلاً أم قوماً فبسق (3) . فى القبلة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين فرغ: «لا يُصَل لكم» ، فأراد بعد ذلك أن يصلى لهم فمنعوه، وأخبروه بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
_________
(1) المرجع السابق.
(2) صالح بن خيوان السبائى المصرى: روى عن أبى سهلة السائب بن خلاد وعقبة بن عامر وابن عمر، وعنه بكر بن سوادة الجذامى. تهذيب التهذيب: 4/388.
(3) بسق: بالسين هكذا فى الأصل وفى المسند وهى لغة فى بزق وبصق. النهاية: 1/78.(3/232)
فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «نعم» وحسبت أنه قال: «إنك آذيت الله عز وجل» (1) .
_________
(1) من حديث السائب بن خلاد: أبو سهلة، فى المسند: 4/56.(3/233)
3621 - رواه أبو داود عن أحمد بن صالح عن ابن وهب به (1) .
3622 - حدثنا أنس بن عياض الليثىّ أبو ضمرة، حدثنى يزيد بن خصيفة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى صعصعة، عن عطاء بن يسار، عن السائب بن خلاد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ أَخَافَ أَهْلَ المدينة ظُلماً أخافهُ الله، وعليه لعنةُ الله، والملائكة، والناس أجمعين، لا يَقْبلُ الله منهُ يومَ القيامةِ صرفاً (2) ولا عدلاً» (3) .
3623 - حدثنا عفان، حدثنا حماد - يعنى ابن سلمة - عن يحيى بن سعيد، عن مسلم بن أبى مريم، عن عطاء بن يسار، عن السائب بن خلاد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ أَخَافَ أَهلَ المدينةِ أَخَافَهُ الله عز وجل وعليه لعنةُ الله، والملائكة، والناس أجمعين. لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً» (4) .
رواه النسائى عن يحيى بن حبيب بن عربى عن حماد بن سلمة به (5) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة: باب فى كراهية البزاق فى المسجد: 1/130.
(2) الصرف: التوبة، وقيل النافلة، والعدل: الفدية، وقيل الفريضة. النهاية: 2/259.
(3) من حديث السائب بن خلاد: أبو سهلة، فى المسند: 4/55.
(4) من حديث السائب بن خلاد: أبو سهلة، فى المسند: 4/55.
(5) الخبر أخرجه النسائى فى الحج فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/255.(3/233)
3624 - حدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا رشدين، حدثنى يزيد بن عبد الله ـ يعنى ابن أبى الهاد ـ عن أبى بكر بن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن السائب بن خلاد، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: «مَا مِنْ شَىءٍ يُصيبُ المؤمن حتى الشوكة تُصيبُهُ إلاَّ كتبَ الله له بها حسنةً، أوْ حطَّ عنهُ بها خَطِيئةً» (1) تفرد به.
3625 - حدثنا عبد الصمد، حدثنى أبى، حدثنا يحيى بن سعيد، عن مسلم ابن أبى مريم، عن عطاء بن يسار، عن السائب بن خلاد. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَخَافَ أَهْلَ (2) المدينةِ أَخافهُ الله، وعليه لَعْنةُ اللهِ، والملائكةِ، والناسِ أَجْمعِين. لا يقبل اللهُ منه صَرْفاً ولا عَدْلاً» (3) .
3626 - حدثنا/ سليمان بن داود الهاشمى، أنبأنا إسماعيل بن جعفر. قال: أخبرنى يزيد، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى صعصعة (4) الأنصارى: أن عطاء بن يسار أخبره: أن السائب بن خلاد أخا بنى الحارث بن الخزرج أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ أَخَافَ أَهْلَ المدينةِ ظَالماً أَخَافَهُ اللهُ، وكانت عليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين. لا يُقْبَلُ منهُ عدلٌ، ولاَ صَرْفٌ» (5) .
_________
(1) من حديث السائب بن خلاد: أبو سهلة، فى المسند: 4/56.
(2) اللفظ عند أحمد: «من أخاف المدينة» .
(3) من حديث السائب بن خلاد: أبو وسهلة، فى المسند: 4/56.
(4) فى المسند: عبد الرحمن بن أبى صعصعة الأنصارى، وذكره المصنف عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى صعصعة. وهما واحد فمن المحدثين من يسقط عبد الرحمن من نسبه، ومنهم من ينسبه هو والى جده، فيقول: عبد الرحمن بن أبى صعصعة: روى عن أبيه وعطاء بن يسار وغيرهما، وعنه يحيى بن سعيد ومالك وغيرهما. تهذيب التهذيب: 6/209.
(5) من حديث السائب بن خلاد: أبو سهلة، فى المسند: 4/56.(3/234)
3627 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبى لبيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن السائب بن خلاد: أن جبريل أتى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «كُنَّ عَجَّاجاً ثَجَّاجاً» والعج التلبية، والثج نحر البدن» (1) . تفرد به.
626- (السائب: أبو عبد الله، وهو السائب بن أبى السائب) (2)
وهو صيفى وقيل نميلة بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومى العائذى المكى، وابنه عبد الله قارئ أهل مكة ـ - رضي الله عنه - ـ.
3628 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا إسرائيل، عن إبراهيم ـ يعنى ابن مهاجر ـ عن مجاهد، عن السائب بن عبد الله. قال: جىء بى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة، جاء بى عثمان بن عفان وزهير، فجعلوا يثنون عليه، قال: فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُعْلمونى به قد كان صاحبى فى الجاهلية» . قال: نعم يا رسول الله فنعم الصاحب كنت. قال: فقال: «يا سائب انظر أخلاقك التى كنت تصنعها فى الجاهلية فاصنعها فى الإسلام: اقر الضيف، وأكرم اليتيم، وأحسن إلى جارك» (3) . رواه النسائى عن إسحاق بن إبراهيم المروزى، عن أبى هشام
_________
(1) من حديث السائب بن خلاد: أبو سهلة، فى المسند: 4/56.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/315؛ والإصابة: 2/10؛ والاستيعاب: 2/100؛ والتاريخ الكبير: 4/151؛ وعند ابن حبان: السائب بن عبد الله بن أبى السائب. الثقات: 3/173. وقد ورد فى الأصل المخطوط: «السائب أبى عبد الله» وقد اختلف فيه على أنه «السائب بن عبد الله» كما أورده ابن حبان وكما ورد فى بعض الروايات وحديثه فى المسند عنون له الإمام أحمد: «ابن عبد الله» ووردت أحاديثه مرة هكذا ومرة السائب بن أبى السائب.
(3) من حديث السائب بن عبدا لله فى المسند: 3/425.(3/235)
المغيرة بن سلمة المخزومى، عن وهيب، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، عن السائب به.(3/236)
3629 - ورواه أبو داود وابن ماجه من حديث سفيان الثورى [عن إبراهيم] ابن مهاجر، عن مجاهد عن قائد السائب عن السائب فذكره (1) .
3630 - حدثنا روح، حدثنا سيف، قال: سمعت مجاهداً يقول: كان السائب ابن أبى السائب العابدى شريك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الجاهلية. قال: فجاء النبى - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة، فقال: «بِأَبِى وأُمّى لا تُدَارِى، وَلاَ تُمَارى» (2) .
3631 - حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد عن السائب بن أبى السائب: /أنه كان يُشاركُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل الإسلام فى التجارةِ، فَلمّا كانَ يوم الفتح جاءه، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «مرحباً بأخى وشريكى، كانَ لا يدارى، ولا يمارى. يا
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 3/256، وما بين المعكوفين استكمال منه؛ وأخرجه ابن ماجه فى التجارات: باب الشركة والمضاربة: 2/768؛ وأبو داود فى الأدب: باب كراهية المراء: 4/260.
وقال المنذرى: والسائب هذا قد ذكره بعضهم أنه قتل كافراً يوم بدر. قتله الزبير بن العوام، وذكر بعضهم أنه أسلم وحسن إسلامه، وهذا هو المعول عليه. وقد ذكره غير واحد من الأئمة فى كتب الصحابة.
وهذا الحديث قد اختلف فى إسناده اختلافاً كبيراً.
وذكر أبو عمر: يوسف بن عبد البر النمرى: أن هذا الحديث مضطرب جداً. منهم من يجعله للسائب بن أبى السائب. ومنهم من يجعله لأبيه، ومنهم من يجعله لقيس بن السائب، ومنهم من يجعله لعبد الله ـ يعنى ابن السائب ـ وهذا اضطراب لا تقوم به حجة. والسائب بن أبى السائب من المؤلفة قلوبهم. مختصر السنن: 7/187.
(2) من حديث السائب بن عبد الله فى المسند: 3/425.(3/236)
سائب كنت تعمل أعمالاً فى الجاهلية لا تقبل منك، وهى اليوم تقبل منك» وكان ذا سلف وصلةٍ (1) .
_________
(1) من حديث السائب بن عبد الله فى المسند: 3/425. والسلف: القرض الذى لا منفعة فيه للمقرض غير الأجر والشكر وعلى المقترض رده كما أخذه. والصلة: كناية عن الإحسان إلى الأقربين من ذوى النسب والاصهار، والتعطف عليهم، والرفق بهم، والرعاية لأحوالهم وكذلك إن بعدوا أو أساءوا. النهاية: 2/175؛ 4/213.(3/237)
3632 - حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن إبراهيم ـ يعنى ابن مهاجر ـ، عن مجاهد، عن قائد السائب، عن السائب: أنه قال للنبى - صلى الله عليه وسلم -: «كنتَ شَريكى، فكنتَ خَيْرَ شريكٍ. كنت لا تُدَارى، ولا تمارى» (1) .
وكذا رواه أبو داود، وابن ماجه من حديث الثورى به (2) .
3633 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا ثابت - يعنى أبا زيد -، حدثنا هلال - يعنى ابن خباب -، عن مجاهد عن مولاه: أنه حدثه: أنه كان فيمن يبنى الكعبة فى الجاهلية قال: ولى حجر أنا نحته بيدى أعبده من دون الله، فأجئ باللبن الخاثر (3) الذى أنفسه على نفسى (4) فأصبه عليه، فيجئ الكلب، فيلحسه، ثم يشغر (5) ، فيبول، فبنينا حتى بلغنا موضع الحجر، وما يرى الحجر أحدٌ، فإذا هو وسط حجارتنا مثل رأس الرجل يكاد يتراءى منه وجه الرجل، فقال بطنٌ من قريش: نحن نضعه،
_________
(1) من حديث السائب بن عبد الله فى المسند: 3/425.
(2) تقدم تخريج الحديث عندهما ص 236.
(3) اللبن الخاثر: من خثر يخثر وبابه قتل خثورة بمعنى ثخن واشتد وخثر يخثر من باب تعب ومن باب قرب لغتان فيه. المصباح.
(4) أنفسه على نفسى، يقال: نفست بالشىء بالكسر: بخلت به، ونفست عليه الشىء نفاسة إذا لم تره له أهلاً. النهاية: 4/164.
(5) شغر الكلب شغراً من باب نفع: رفع إحدى رجليه ليبول. المصباح.(3/237)
وقال آخرون: نحن نضعه، فقالوا: اجعلوا بينكم حكماً، فقالوا: أول رجل يطلع من الفج، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: أتاكم الأمين، فقالوا له، فوضعه فى ثوب، ثم دعا بطونهم، فأخذوا بنواحيه معه، فوضعه هو - صلى الله عليه وسلم - (1) ، تفرد به.
_________
(1) من حديث السائب بن عبد الله فى المسند: 3/425.(3/238)
3634 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا سفيان، عن إبراهيم، عن مجاهد، عن قائد السائب، عن السائب، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم» (1) .
رواه النسائى عن محمد بن المثنى عن ابن مهدى به.
وسيأتى عن مجاهد عن ابن عمر، وعن عائشة (2) .
627- (السائب بن سويد) (3) .
3635 - قال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو بكر بن أبى عاصم، حدثنا يعقوب بن حميد، حدثنا عبد الله بن موسى المدنى، حدثنا أسامة بن زيد، عن محمد بن كعب القرظى، عن السائب بن سويد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من شىءٍ يُصيبُ منْ زَرْع أحدِكم من العَوَافى إلاَّ أنَّ الله يكتبُ له بها أجراً» (4) .
_________
(1) المصدر السابق.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/257.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/316؛ والإصابة: 2/10؛ والاستيعاب: 2/105.
(4) قال البغوى: لا أعلم له غيره. ويرجع إلى الخبر فى مصادر ترجمته، وبنحوه أخرجه الحسن بن سفيان والبغوى والباوردى والطبرانى وأبو نعيم، كما فى جمع الجوامع من حديث خلاد بن السائب ورمز له بالضعف. جامع الأحاديث: 5/707.(3/238)
628- (السائب بن عبد الله المخزومى) (1) .
3636 - وقع فى مسند أحمد من طريق مُجَاهد/ عن السائب بن عبد الله. قال: «جىءَ بى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة فجعل عثمان وغيره يثنون علىَّ، فقال: « [لا تعلمونى به] كان شريكى» الحديث كما تقدم (2) .
3637 - وروى سفيان وغيره عن ابن جريج، عن يحيى بن عبيد، عن أبيه، عن السائب بن عبد الله. قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الركنين يقول: «ربنا آتنا فى الدنيا حسنةً، وفى الآخرة حسنةً وقنا عذابَ النار» والصواب ما رواه الجمهور عن ابن جريج، عن يحيى، عن أبيه، عن عبد الله بن السائب كما سيأتى والله أعلم (3) .
629- (السائب بن عبد الرحمن) (4)
«أن خالته ذهبت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعا له، فبلغ اربعاً وتسعين سنة» كذا رواه ابن منده عن محمود بن آدم، عن الفضل بن
_________
(1) قال ابن حجر: قيل هو ابن صيفى، وقيل غيره. الإصابة: 2/10، ولا يختلف ما أورده ابن الأثير عما ذكره ابن حجر. أسد الغابة: 2/316.
وقد مر أن ابن حبان ترجم له باسم السائب بن عبد الله بن أبى السائب بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشى وفى التعليقات عليه: أبو السائب اسمه صيفى كما فى الجمهرة وغيره الثقات: 3/173، وقد جمع الإمام أحمد أحاديث السائب بن عبد الله والسائب بن أبى السائب وترجم له بالاسم الأول كما مر.
(2) تقدم تخريج الحديث ص235.
(3) الخبر أخرجه الطبرانى فى الإصابة: 2/11؛ وعن عبد الله بن السائب، أخرجه أبو داود فى المناسك: باب الدعاء فى الطواف: 2/179؛ وأخرجه النسائى فى المناسك فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/347.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/317؛ وترجم له فى الإصابة: 2/12 السائب بن يزيد، وكذلك ابن عبد البرّ فى الاستيعاب: 2/105.(3/239)
موسى، عن جعيد بن عبد الرحمن، عن السائب. قال أبو ونعيم: وهذا وهم إنما هو السائب بن يزيد (1) .
_________
(1) تراجع مصادر الترجمة.(3/240)
630- (السائب بن أبى لبابة بن عبد المنذر) (1)
3638 - روى أبو نعيم، والطبرانى من طريق الزهرى، عن حسين بن السائب بن أبى لبابة، عن أبيه. قال: لما تاب الله على أبى لبابة، قال: قلت: «يا رسول الله إنى أهجر دار قومى التى أصبت فيها الذنب وانخلع من مالى كله صدقةً، فقال: يجزى عنك الثلث» فتصدقت بالثلث (2) .
631- (السائب بن تميلة) (3)
3639 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صَلاَةُ القَاعِدِ على النِّصفِ من صلاة القَائم» وعنه مجاهد. قال أبو وعمر: لا أعرفه بغير هذا.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/319، وترجم له ابن حجر فى القسم الثانى: 2/105، وقال: ذكر ابن سعد أنه ولد فى عهد النبى - صلى الله عليه وسلم -. وقال ابن حبان فى ثقات التابعين: وروى له أبو داود حديثاً من طريق الحسين بن السائب بن أبى لبابة، عن أبيه، وقال ابن عبد البرّ مثل قول ابن سعد. الاستيعاب: 2/105. ثقات ابن حبان: 4/325.
(2) الخبر أخرجه أبو داود من طريق الزهرى، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه أنه قال للنبى - صلى الله عليه وسلم -، أو أبو لبابة أو من شاء الله: إن من توبتى إلخ ومن طريق الزهرى قال: أخبرنى ابن كعب بن مالك قال: كان أبو لبابة، فذكر معنى الحديث. قال أبو داود: رواه يونس، عن ابن شهاب، عن بعض بنى السائب بن أبى لبابة، ورواه الزبيدى عن الزهرى، عن حسين بن السائب بن أبى لبابة مثله؛ أخرجها أبو داود فى الإيمان والنذور: باب فيمن نذر أن يتصدق بماله: 3/240، ويرجع إلى الطريق الذى أورده المصنف فى مصادر الترجمة.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/320؛ والإصابة: 2/12؛ والاسيتعاب: 2/105.(3/240)
قلت: وقد تقدم هذا الحديث فى ترجمة ابن أبى السائب والله أعلم (1) .
_________
(1) تقدم تخريج الخبر فى المسند، عند النسائى فى السنن الكبرى ص220، من حديث السائب بن أبى السائب. وقال ابن حجر تعقيباً على كلام ابن عبد البر الذى أورده المصنف فقال: ذكر ابن منده أن السائب يقال له: السائب بن نميلة فإن ثبت فهو هذا الإصابة.(3/241)
632- (السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة) (1)
أو عائد بن الأسود بن عبد الله بن الحارث، ويعرف بابن أخت نمر، وهو أزدى ويقال كندى ويقال هذلى، وهو حليف أمية بن عبد شمس، ولد فى السنة الثانية من الهجرة، ومات سنة إحدى وتسعين، وحديثه فى ثانى الممكيين.
3640 - حدثنا يزيد بن عبد ربه، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنى الزبيدى، عن الزهرى، عن السائب بن يزيد: «أنه لم يكن يقص (2) على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا أبى بكر، وكان أول من قص تميم الدارى استأذن عمر بن الخطاب أن يقص على الناس قائماً، فأذن له عمر» (3) تفرد به.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/321 والإصابة: 2/12؛ والاستيعاب: 2/105، والتاريخ الكبير: 4/150؛ وثقات ابن حبان: 3/171.
(2) يقص: بالبناء للمفعول. وفى الخبر: لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مختال أى لا ينبغى ذلك إلا لأمير يعظ الناس ويخبرهم بما مضى ليعتبروا، أو مأمور بذلك فيكون حكمه حكم الأمير ولا تكسباً، أو يكون القاص مختالاً، يفعل ذلك تكبراً على الناس، أو مرائياً يرائى الناس بقوله وعمله، لا يكون وعظه وكلامه حقيقة. النهاية: 3/208.
وبسبب القسم الأخير لم يكن الصحابة يتعرضون للوعظ فلما أراد تميم أن يعظ لما اقتضاه حال المسلمين استأذن عمر. والله أعلم.
(3) من حديث السائب بن يزيد فى المسند: 3/449.(3/241)
3641 - وروى الطبرانى من حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى/ حبيب، عن الزهرى، عن السائب [بن يزيد] : «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبا بكر لم يتخذا قاضياً، وأول من استقضى عمر، وقال له: رد عنى الناس فى الدرهم، والدرهمين» (1) .
ومن حديث صالح بن أبى الأخضر، عن الزهرى، عن السائب [بن يزيد] . قال: كانت الدية على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائةً من الإبل: أربعة أسنان: خمس وعشرون حقة (2) ، وخمس وعشرون جذعةً (3) ، وخمس وعشرون بنت لبون (4) ، وخمس وعشرون بنت مخاضٍ (5) ، فلما كان عمر، ومصر الأمصار، قال: ليس كل الناس يجدون الإبل، فتقوموا [الإبل أوقية أوقية: فكانت أربعة آلاف درهم،] ثم غلت فقومت بوقيتين، ثم غلت، فقومت بثلاث أواق (6) الإبل.
وقال: على أهل الإبل
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/178؛ قال الهيثمى: فيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 4/196.
(2) الحقة: من الإبل ما دخل فى السنة الرابعة إلى آخرها، وسمى بذلك لأنه استحق الركوب والتحميل ويجمع على حقاق وحقائق. النهاية: 1/244.
(3) الجذعة: أصل الجذع من أسنان الدواب، وهو ما كان شاباً فتياً. فهو من الإبل ما دخل فى السنة الخامسة. النهاية: 1/150.
(4) بنت اللبون، وابن اللبون: وهما من الإبل ما أتى عليهما سنتان ودخل فى الثالثة فصارت أمه لبوناً أى ذات لبن، لأنها تكون حملت حملاً آخر ووضعته. النهاية: 4/47.
(5) بنت مخاض: المخاض اسم للنوق الحوامل. واحدتها خلفه. وابن المخاض، وبنت المخاض ما دخل فى السنة الثانية لأن أمه لحقت بالمخاض أى الحوامل وإن لم تكن حاملاً النهاية: 4/83.
(6) الخبر أورده المصنف مختصراً له. ولفظه فى الكبير: «ثم غلت الإبل، فقال عمر، - رضي الله عنه -: قوموا الإبل، فقومت الإبل أوقيةونصف، فكانت ستة آلاف درهم، ثم غلت الإبل، فقال عمر - رضي الله عنه -: قوموا الإبل، فقومت أوقيتين، فكانت ثمانية آلاف درهم، ثم غلت الإبل، فقال عمر - رضي الله عنه -: قوموا الإبل، فقومت ثلاثة أواق، فكانت اثنى عشر ألفاً» ، وليس فى مجمع الزوائد الشطر الخاص بتقويمها أوقيتين.(3/242)
مائة، وعلى أهل الذهب ألف دينار، وعلى أهل الدراهم اثنا عشر ألفاً، وعلى أهل الحلل مائتا حلة، وعلى أهل الضأن ألف ضائنة، وعلى أهل المعز ألفا شاة [وعلى أهل البقر مائتا بقرة] (1) .
_________
(1) المعجم الكبر للطبرانى: 7/179؛ وقال الهيثمى: فيه أبو معشر نجيح، وصالح بن أبى الأخضر، وكلاهما ضعيف. مجمع الزوائد: 6/297، وما بين المعكوفات استكمال من الطبرانى.(3/243)
3642 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق. قال: حدثنى محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهرى، عن السائب بن يزيد ابن أخت نمر. قال: «لم يكن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلاَّ مؤذن واحد فى الصلوات كلها، فى الجمعة، وغيرها: يؤذن ويقييم. قال: كان بلالٌ يؤذن إذا جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر يوم الجمعة، ويقيم إذا نزل، ولأبى بكر، وعمر ـ رضى الله عنهما ـ حتى كان عثمان» (1) .
3643 - رواه البخارى والأربعة من حديث الزهرى، وعندهم: وزاد عثمان النداء الثالث على الزوراء (2) .
_________
(1) من حديث السائب بن يزيد فى المسند: 3/449.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى كتاب الجمعة: باب الأذان يوم الجمعة: 2/393؛ وأخرج أطرافه فى: باب المؤذن الواحد يوم الجمعة: 2/395؛ باب الجلوس على المنبر عند التأذين، باب التأذين عند الخطبة: 2/396.
وأخرجه أبو داود من طرق كلها عن ابن شهاب، عنه فى الصلاة: باب النداء يوم الجمعة: 1/258؛ والترمذى فى الصلاة: ما جاء فى أذان الجمعة: 2/392؛ والنسائى فى كتاب الجمعة: باب الأذان للجمعة؛ 3/82؛ وابن ماجه فى الصلاة: باب ما جاء فى الأذان يوم الجمعة: 1/359؛ والزوراء: دار فى السوق يقال لها الزوراء، وقال البخارى: الزوراء موضع السوق بالمدينة.
والمقصود بالنداء الثالث النداء الأول، سماه ثالثاً لأنه زيد على النداءين وإن كان هو الأول فى الوقوع. لأنه يبدأ به قبل خروج الإمام. يراجع فتح البارى.(3/243)
3644 - حدثنا سفيان، عن الزهرى، عن السائب بن يزيد. قال: خرجت مع الصبيان إلى ثنية الوداع نتلقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك» .
وقال سفيان مرة: «أذكر مقدم النبى - صلى الله عليه وسلم - لما قدم النبى - صلى الله عليه وسلم - من تبوك» (1) .
رواه البخارى، وأبو داود، والترمذى، وصححه عن غير واحد، عن سفيان ابن عيينة به (2) .
3645 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن إدريس، وأبو شهاب، عن محمد بن إسحاق، عن بن شهاب الزهرى، عن السائب بن يزيد ابن أخت نمر. قال: «ما كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا مؤذن واحد إذا قعد على المنبر، ويقيم إذا نزل، وأبو بكر كذلك، وعمر كذلك ـ رضى الله تعالى عنهما ـ» (3) .
3646 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن مبارك، عن يونس، عن الزهرى، عن السائب بن يزيد: أن شريحاً الحضرمى ذكر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «ذاك رجل لا/ يتوسد (4) القرآن» (5) .
_________
(1) من حديث السائب بن يزيد فى المسند: 3/449.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الجهاد: باب استقبال الغزاة: 6/191؛ وفى المغازى: باب كتاب النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى: 8/126؛ وأبو داود فى الجهاد: باب فى التلقى: 3/90؛ والترمذى: باب ما جاء فى تلقى الغائب إذ قدم: 4/216.
(3) من حديث السائب بن يزيد فى المسند: 3/449.
(4) لا يتوسد القرآن: يحتمل أن يكون مدحاً وذماً، فالمدح معناه أنه لا ينام الليل عن القرآن ولم يتهجد به، فيكون القرآن متوسداً معه، بل هو يداوم قراءته ويحافظ عليها.
والذم معناه لا يحفظ من القرآن شيئاً، ولا يديم قراءته، فإذا نام لم يتوسد معه القرآن. وأراد بالتوسد النوم. النهاية: 4/290.
(5) من حديث السائب بن يزيد فى المسند: 3/449.(3/244)
3647 - رواه النسائى عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك به (1) . كذا قال شيخنا ورواه عبد الله بن صالح، عن الليث، عن يونس، عن ابن شهاب عن السائب: أن مخرمة بن شريح ذكر (2) . حدثنا على بن إسحاق، أنبأنا عبد الله، أنبأنا يونس بن يزيد، عن الزهرى: أخبرنى السائب بن يزيد، فذكر مثله (3) .
3648 - حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب، عن الزهرى. قال: حدثنى السائب ابن يزيد ان أخت نمر: أبن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا عَدْوىَ ولا صَفَر، ولا هَامة» (4) .
3649 - رواه مسلم عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبى اليمان به (5) .
3650 - حدثنا وكيع، حدثنا ابن أبى ذئب، عن الزهرى، عن السائب بن يزيد. قال: «كان الأذان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الصلاة: كتاب قيام الليل وتطوع النهار: باب وقت ركعتى الفجر وذكر الاختلاف على نافع: 3/214. المجتبى.
(2) تحفة الأشراف للحافظ المزى: 3/262.
(3) من حديث السائب بن يزيد فى المسند: 3/449.
(4) لا صفر: كانت العرب تزعم أن فى البطن حية يقال لها الصفر تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه وأنها تعدى، فأبطل الإسلام ذلك.
وقيل أراد النسىء الذى كانوا يفعلونه فى الجاهلية، وهو تأخير المحرم إلى صفر ويجعلون صفر هو الشهر الحرام، فأبطله.
والهامة: الرأس، واسم طائر وهو المراد فى الحديث. وذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها، وهى من طير الليل، وقيل هى البومة، وقيل كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذى لا يدرك بثاره تصير هامة، فتقول: اسقونى، فإذا أدرك بثاره طارت. وقيل غير ذلك، وقد نفاه الإسلام: النهاية: 2/266، 4/258؛ والخبر من حديث السائب بن يزيد فى المسند: 3/499.
(5) الخبر أخرجه مسلم فى الطب: باب لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صقر: 5/72.(3/245)
وأبى بكر، وعمر أذانين، حتى كان زمن عثمان، فكثر الناس فأمر بالأذان الأول بالزوراء» (1) .
_________
(1) من حديث السائب بن يزيد فى المسند: 3/450.(3/246)
3651 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن يوسف، عن السائب بن يزيد قال: «حج أبى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى حجة الوداع، وأنا ابن سبع سنين» (1) .
3652 - رواه البخارى عن عبد الرحمن بن يونس، عن حاتم بن إسماعيل، ورواه الترمذى عن قتيبة به بمثله، وقال: حديث صحيح (2) .
3653 - وروى النسائى بإسناده، عن قتيبة حديث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثمن الكلب خبيث» الحديث بتمامة وقد تقدم من رواية السائب عن رافع بن خديج (3) .
3654 - حدثنا هارون بن معروف - قال عبد الله: وسمعته أنا من هارون - قال: أنبأنا ابن وهب. قال: حدثنا عبد الله بن الأسود القرشى: أن يزيد بن خصيفة حدثه، عن السائب بن يزيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تزال أمتى على الفطرة ما صلوا المغرب قبل الطلوع النجوم» (4) تفرد به.
_________
(1) من حديث السائب بن يزيد فى المسند: 3/449.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى كتاب جزاء الصيد: باب حج الصبيان: 4/71؛ وأخرجه الترمذى فى الحج: باب ما جاء فى حج الصبى: 3/256.
وأخرجه الترمذى فى الحج: باب ما جاء فى حج الصبى: 3/256.
(3) الخبر أخرجه النسائى فى السنن الكبرى، عن على بن المنذر الكوفى، عن ابن فضيل، عن محمد بن إسحق، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن السائب. تحفة الأشراف: 3/260؛ ويرجع إلى حديث رافع بن خديج فى الجزء الثانى ص 227.
(4) من حديث السائب بن يزيد فى المسند: 3/449.(3/246)
3655 - حدثنا مكى بن إبراهيم، حدثنا الجعيد، عن يزيد بن أبى خصيفة، عن السائب بن يزيد قال: «كنا نؤتى بالشارب فى عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفى إمرة أبى بكر، وصدراً من إمرة عمر، فنقوم إليه فنضربه بإيدينا، ونعالنا، وأرديتنا، حتى كان صدراً من امرة عمر، فجلد فيها أربعين، حتى إذا عتوا فيها وفسقوا جلد ثمانين» (1) .
3656 - رواه البخارى عن المكى بن إبراهيم، والنسائى عن محمد بن إسماعيل، عن المكى بن إبراهيم به (2) .
3657 - حدثنا مكى، حدثنا الجعيد، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد: «أن امرأة جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا عائِشَةُ أَتَعْرِفينَ هذه؟ قالت: لا يا نَبِىَّ الله. / فقال: هذه قينة بنى فلان تحبين أن تغنيك؟ قالت: نعم. قال: فأعطاها طبقاً فغنتها، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: قد نفخ الشيطان فى منخريها» (3) .
3658 - رواه النسائى فى عشرة النساء عن هارون بن عبد الله عن المكى بن إبراهيم به (4) .
3659 - حدثنا سفيان، حدثنا يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد - إن شاء الله - أن النبى - صلى الله عليه وسلم - ظاهر (5) بين درعين يوم أحد»
_________
(1) من حديث السائب بن يزيد فى المسند: 3/449.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الحدود: باب الضرب بالجريد والنعال: 12/66؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/264.
(3) من حديث السائب بن يزيد فى المسند: 3/449.
(4) أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/264.
(5) ظاهر بين درعين: جمع وليس إحداهما فوق الأخرى. وكأنه من التظاهر التعاون والتساعد النهاية: 3/58.(3/247)
وحدثنا به مرةً أخرى فلم يَسْتثن فيه» (1) .
رواه الترمذى فى الشمائل عن ابن أبى عمر والنسائى فى السير عن عبد الله ابن محمد الضعيف، وابن ماجه عن هشام بن عمار ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة به (2) .
_________
(1) من حديث السائب بن يزيد فى المسند: 3/449؛ ومعنى لم يستثن أنه روى الخبر علىالقطع لم يقل: «إن شاء الله» .
(2) الخبر أخرجه الترمذى عن أحمد بن أبى عمر: باب ما جاء فى صفة درع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مختصر الشمائل ص124؛ وفى تحفة الأشراف. رواه عن محمد بن يحيى بن أبى عمر، وهو أقرب: تهذيب التهذيب: 1/63، 9/518؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/263؛ وابن ماجه فى الجهاد: باب السلاح: 2/938؛ وفى الزوائد: إسناده صحيح على شرط البخارى.(3/248)
3660 - حدثنا يونس، حدثنا ليث، عن يزيد بن الهاد، عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر قال: بلغنى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا مِنْ إنسانٍ يكونُ فى مَجْلِس، فيقول حين يُريد أن يقوم {سُبْحَانك اللَّهمّ وبِحَمْدِكَ لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ أَسْتَغْفِركَ وأتوبُ إليك} إلا غفر له ما كان فى ذلك المجلس» .
3661 - فحدثت هذا الحديث يزيد بن خصيفة فقال: هكذا حدثنى السائب ابن يزيد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) انفرد به.
(حديث آخر)
3662 - عن السائب بن يزيد: رواه البخارى، ومسلم، والترمذى، والنسائى عن قُتيبة، عن حاتم بن إسماعيل، عن الجعد بن عبد الرحمن، عن السائب ابن يزيد.
قال: «ذهبت بى خالتى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: « [إنّ]
_________
(1) من حديث السائب بن يزيد فى المسند: 3/450.(3/248)
ابن أختى وجع، فمسح رأسى، ودعا لى [بالبركة ثم] توضأ، فشربت من وضوئه، ثم قمت [إلى] خلف ظهره، فنظرت إلى خاتم النبوه مثل زر الحجلة» (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى عن قتيبة بن سعيد فى الدعوات: باب الدعاء للصبيان بالبركة، ومسح رؤوسهم: 11/150، وما بين المعكوفات استكمال منه وعنده وعند مسلم: «فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه مثل زر الحجلة» .
وأخرجه مسلم فى الفضائل: إثبات خاتم النبوة وصفته: 5/195؛ والترمذى فى المناقب: باب فى خاتم النبوة: 5/602؛ وفى الشمائل: باب خاتم النبوة، ص53؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/258.(3/249)
3663 - ورواه البخارى أيضاً، عن إسحاق بن إبراهيم، عن الفضل بن موسى، عن الجعيد بن عبد الرحمن] قال: رأيت السائب بن يزيد ابن أربع وتسعين سنةً جلداً معتدلاً فقال: «قد علمت ما متعت به ـ سمعى، وبصرى ـ إلا بدعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذهبت بى خالتى إليه» فذكره (1) .
(حديث آخر)
3664 - رواه البخارى والنسائى من طريق القاسم بن مالك عن الجعيد بن عبد الرحمن عنه: «كان الصاع على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مدًّا وثُلثاً بمدكم اليوم» (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى عن إسحاق بن إبراهيم فى المناقب: باب بغير ترجمة: 6/560؛ وهذا الخبر أحد أطراف الحديث الذى قبله، ولهما طرق أخرى فى الوضوء، عن عبد الرحمن بن يونس، عن حاتم بن إسماعيل: باب استعمال فضل وضوء الناس: 1/296، وفى المناقب عن محمد بن عبيد الله، عن حاتم: باب خاتم النبوة: 6/561؛ وفى المرضى، عن إبراهيم بن حمزة، عن حاتم: باب من ذهب بالصبى المريض ليدعى له: 10/127.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الكفارات: باب صاع المدينة ومد النبى - صلى الله عليه وسلم - وبركته: 11/597؛ وفى الاعتصام: باب ما ذكر النبى - صلى الله عليه وسلم - وحض على اتفاق أهل العلم.. الخ: 13/304؛ وأخرجه النسائى فى الزكاة: باب كم الصاع: 5/40.(3/249)
«وكان السائب قد حج به فى ثقل النبى - صلى الله عليه وسلم -» (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) هذه العبارة زادها عمرو بن زرارة فى حديثه، وأخرجها البخارى فى الحج، كتاب جزاء الصيد: باب حج الصبيان: 4/71، وتراجع التحفة: 3/259.(3/250)
3665 - «كنا نُؤْتى بالشَّارب» .
الصحيح أنه برواية الجعيد عن يزيد بن خصيفة عن السائب كما تقدم فى رواية البخارى والنسائى (1) .
(حديث آخر) /
3666 - رواه النسائى من حديث محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عبد الله، [وعن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن عمر
ابن عبد الله] عن عمه إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: كلهم عن السائب عن
النبى - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: «ثَمنُ الكلبِ خَبِيثٌ» . وقد تقدم من رواية السائب عن رافع
ابن خديج (2) .
(حديث آخر)
3667 - رواه الطبرانى من حديث رشدين بن سعد، عن يونس، وعقيل، عن الزهرى، عن السائب بن يزيد: فى خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الأنصار بسبب غنائم حنين بطولها (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الحدود فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف، وقد مر تخريجه عند البخارى والنسائى من طريق آخر ص227.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الحدود فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/257، 264 ويرجع إليه من حديث رافع بن خديج فى الجزء الثانى.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/179؛ قال الهيثمى: فيه رشد بن سعد، وحديثه فى الرقاق ونحوها حسن، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 10/30.(3/250)
(حديث آخر)(3/251)
3668 - رواه الطبرانى من حديث يزيد بن عبد الملك، عن يزيد بن خصيفة، عن أبيه، عن السائب: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع جوارى يقلن: فحيونا نحييكم، فقال: « [لا تقلن هكذا ولكن] قلن: حيانا وإياكم، فقال رجل: أترخص لهن يا رسول الله فى الغناء؟ فقال: [نعم] إنه نكاح لا سفاحٌ أشهدوا النكاح» (1) .
3669 - وبه مرفوعاً: «من لبس الصوف أو حلب الشاه، أو أكل مع من ملكت يمينه، فقد برئ من الكبر» (2) .
3670 - وبه: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما مات ابنه الطاهر بكى، وقال: تدمع العين، ويحزن القلبُ، ولا نعصى ربنا» (3) .
3671 - ومن حديث ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب مرفوعاً: «بحسب المرء [أن] يدعو أن يقول: اللهم اغفر لى وارحمنى، وأدخلنى الجنة» (4) .
3672 - ومن حديث ابن وهب، عن عبد الله بن الأسود
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/181؛ وقال الهيثمى: فيه يزيد بن عبد الملك النوفلى وهو ضعيف، ووثقه ابن معين فى رواية. مجمع الزوائد: 4/290. وما بين المعكوفات استكمال من المرجعين واللفظ فيهما أيضاً: «أترخص للناس فى هذا» .
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/181؛ وقال الهيثمى: فيه يزيد بن عبد الملك النوفلى منكر الحديث جداً. مجمع الزوائد: 1/98، وقد أورد المصنف الحديث مختصراً، وأيضاً فاللفظ فيهما: «فليس فى قلبه ـ إن شاء الله ـ الكبر» بدلاً من العبارة الأخيرة.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/171؛ وقال الهيثمى: فيه يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلى وهو ضعيف: 3/18، ولفظ الخبر مختلف فيهما بما لا يغير المعنى.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 7/182؛ وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث: 10/180.(3/251)
القرشى، عن يزيد ابن خصيفة، عن السائب بن يزيد مرفوعاً: «لا تزال أمتى على الفطرة ما صلوا المغرب قبل اطلاع النجوم» (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/182؛ وقال الهيثمى: رجاله موثقون. مجمع الزوائد: 1/310.(3/252)
3673 - ومن حديث يزيد بن عبد الملك، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب مرفوعاً: «من شرب مسكراً ـ ما كان ـ لم تقبل له صلاة أربعين يوماً» (1) .
(حديث آخر عن السائب)
3674 - قال الطبرانى: حدثنا الحسين بن إسحاق، حدثنا هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة عن إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فَضّلْتُ عَلَى الأَنبياءِ (2) بخَمْس: بُعثتُ إلى النَّاسِ كافةً، وَادُّخِرَتْ شَفَاعَتِى لأُمَّتى، ونُصِرْتُ بالرُّعبِ شهْراً أَمَامِى، وشهراَ خَلْفِى، وجُعلَتْ لى الأَرضُ مَسجداً وطَهُوراً، وأُحِلَّتْ لى الغَنَائِمُ، ولم تَحِلَّ لأَحدٍ قَبْلى» (3) .
3675 - وبه عن السائب قال: «اشتكيت فحملت/ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرأيته يرقينى القرآن، وينفث على به» (4) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/183؛ وقال الهيثمى: فيه يزيد بن عبد الملك النوفلى وهو متروك. ونقل عن ابن معين فى رواية: لا بأس به. وضعفه فى روايتين. مجمع الزائد: 5/71
(2) فى الأصل المخطوط: «فضلت على الناس» وما أثبتناه من المرجعين الآتيين.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/183؛ وقال الهيثمى: فيه إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة وهو متروك. مجمع الزوائد: 8/259.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 7/184.(3/252)
(حديث آخر)(3/253)
3676 - قال الطبرانى: حدثنا على بن عبد العزيز. قال: [حدثنا] القعنيى، عن الدراوردى.
3677 - وحدثنا على بن المبارك الصنعانى، حدثنا إسماعيل بن أبى أويس، حدثنا سليمان بن بلال. قال: حدثنا سعد بن سعيد الأنصارى، سمعت السائب بن يزيد يقول: «فرضت الصلاة ركعتين ركعتين ثم زيد فى صلاة الحضر، وأقرت صلاة السفر» إسناده صحيح (1) .
(حديث آخر)
3678 - قال الطبرانى: حدثنا يحيى بن عثمان، حدثنا نعيم بن حماد، عن حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن يوسف، عن السائب بن يزيد مرفوعاً: «من كذب على متعمداً فليتبوَّأْ مَقْعَده من النار» (2) .
(حديث آخر)
3679 - قال الطبرانى: حدثنا موسى بن هارون، عن قتيبة، عن حاتم، عن الجعيد، سمعت السائب بن يزيد. قال: «كنا فى زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبى بكر وبعض زمن عمر لا نجلد فى الخمر، حتى عتوا فيها، فجلد عمر أربعين، فلم ينتهوا فجلد ثمانين، وقال: إنه إذا سكر افترى وقال البهتان» (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/184؛ وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 2/155.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/185؛ وقال الهيثمى: رجاله موثقون. مجمع الزوائد: 1/147.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/186؛ وما جاء فى المخطوطة أصح مما ورد فى النسخة المطبوعة من الكبير لما وقع فيها من تصحيفات.(3/253)
(حديث آخر)(3/254)
3680 - وقال: حدثنا إبراهيم بن متوية (1) ، حدثنا الحسين بن حريث، عن الفضل بن موسى، عن الجعيد، عن السائب، قال: «أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسارق، فقال: ما إخاله سرق، فقال: بلى، فكرر مراراً، فقال: اذهبوا به، فاطعوه، ثم ائتونى به فقطعوه، ثم جاءوا به، فقال: [ويحك تب إلى الله، فقال:] تبت إلى الله، فقال: اللهم تب عليه» (2) .
(حديث آخر)
3681 - ومن حديث أبى معشر، عن يوسف بن يعقوب، عن السائب بن يزيد قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخرج عبد الله بن خطل (3)
من تحت أستار الكعبة، فقتله، وقال: «لا يقتل قرشى صبراً بعد اليوم» (4) .
3682 - ومن حديث خالد بن يزيد العمرى، عن يزيد بن
_________
(1) متوية: فى الأصل غير واضح، وهو إبراهيم بن محمد بن متوية كما فى الكبير، ويراجع المشتبه للذهبى: 569.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 7/187؛ وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 6/448.
(3) فى المعجم الكبير: «عبد الله بن حنظل» والصواب ما أثبتناه وقد اختلف فى اسم ابن خطل فقيل: عبد الله، وقيل هلال، وقيل عبد العزى.
والسبب فى إهدار دمه أنه كان مسلماً، فبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصدقاً وبعث معه رجلاً من الأنصار، وكان معه مولى يخدمه، وكان مسلماً، فنزل منزلاً، فأمر المولى أن يذبح تيساً ويصنع له طعاماً، فنام، واستيقظ ولم يضع له شيئاً، فعدا عليه فقتله، ثم ارتد مشركاً. وكان يهجو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت له قينتان تعنيان بالهجاء.
ولابن حجر فى هذا المقام تحقيقات تفيد الباحثين. فتح البارى: 4/60.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 7/188؛ وقال الهيثمى: فيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 6/175.(3/254)
عبد الملك النوفلى، عن أبيه، عن السائب مرفوعاً: «نعم السحور التمر» ، وقال: «يرحم الله المتسحرين» (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/189؛ وقال الهيثمى: فيه يزيد بن عبد الملك النوفلى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 3/151.(3/255)
3683 - وبه: «نعم الإدام الخل» (1) .
وبه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل قلب الحصى فى صلاته: «ليس لك من صلاتك إلا ذلك» (2) .
(حديث آخر)
3684 - عن السائب بن يزيد رواه الطبرانى بسنده من رواية الزبير بن الحارث، عن السائب بن يزيد. قال: «قبل النبى - صلى الله عليه وسلم - حسناً، فقال له الأَقْرعُ بن حابس: لقد ولد لى عشرُ ما قبلت واحداً منهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَرحمُ اللهُ مَنْ لاَ يَرْحم [الناس] » (3) .
633- (سبرة بن أبى سبرة، واسمه
يزيد بن مالك بن عبد الله) (4) .
ابن ذوبب بن سلمة بن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفى بن سعد العشيرة.
3685 - له، ولأبيه، ولأخيه عبد الرحمن صحبة حديثه فى آخر الثالث من مسند الشاميين، وهو عم خيثمة بن عبد الرحمن، ويقال/
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/189؛ ومجمع الزوائد: 5/43، وضعفه لما سبق.
(2) لفظ المصنف يختلف عما أورده الطبرانى والهيثمى بما لا يغير المعنى. ويرجع إليه فى المعجم الكبير للطبرانى: 7/189؛ ومجمع الزوائد: 2/87 وضعفه لما سبق.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/191؛ وقال الهيثمى: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 8/156.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/323؛ والإصابة: 2/14؛ والاستيعاب: 2/76؛ والتاريخ الكبير: 4/188.(3/255)
جده، والأول أصح والله أعلم. وترجمته فى الأصل حديث خيثمة بن عبد الرحمن عن أبيه (1) .
_________
(1) هكذا فى المسند: 4/178.(3/256)
3686 - حدثنا وكيع، حدثنى يونس بن أبى إسحاق، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: «كان اسم أبى فى الجاهلية عزيزاً، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن» (1) .
3687 - حدثنا وكيع، حدثنا أبى، عن أبى إسحاق، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مِنْ خَيْر أَسمائكم عَبْد اله، وعَبْدالرَّحمن، والحارث» (2) . تفرد به.
3688 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا وكيع، عن أبى إسحاق، عن خيثمة ابن عبد الرحمن بن سبرة: أن أباه عبد الرحمن ذهب مع جده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما اسْمُ ابِنكَ؟» فقال: عزيز فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُسَمِّمهِ عَزِيزاً، ولكن سَمِهِ عبد الرَّحمن» . ثم قال: «إنَّ خَيَرَ الاسماء عبد الله، وعبدُ الرحمن، والحارث» (3) .
3689 - حدثنا سريح بن النعمان، حدثنا زياد، أو عباد، عن الحجاج، عن عمير بن سعيد، عن سبرة بن أبى سبرة، عن أبيه: أنه أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما ولدك» ؟ قال: فلان، وفلان، وعبد العزى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هو عبد الرحمن. إن أحق أسمائكم [أو من خير
_________
(1) من حديث خيثمة بن عبد الرحمن عن أبيه فى المسند: 4/178.
(2) من حديث خيثمة بن عبد الرحمن عن أبيه فى المسند: 4/178.
(3) المرجع السابق.(3/256)
أسمائكم] إنْ سَمَّيتم عبد الله وعبد الرحمن والحارث» (1) .
_________
(1) المرجع السابق، وما بين المعكوفين استكمال منه.(3/257)
3690 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا يونس، عن أبى إسحاق، عن خيثمة. قال: ولد جدى غلاماً سماه عزيزاً، فأتى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: ولد لى غلام. قال: «فما سَمَّيْته؟» قال: قلت: عزيزاً. قال: «بل هو عبد الرحمن. قال أبى: فهو» (1) تفرد به.
* (سبرة بن فاتك، ويقال سمرة يأتى) (2)
624- (سبرة بن أبى فاكه - رضي الله عنه -، ويقال سبرة بن الفاكه)
ويقال ابن الفاكهة، ويقال ابن أبى الفاكهة، وهو أسدى ويقال مخزومى. سكن الكوفة، وحديثه فى ثالث المكيين (3) .
3691 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا أبو عقيل ـ يعنى الثقفىّ عبد الله بن عقيل ـ حدثنا موسى بن المثنى. قال: أخبرنى سالم بن أبى الجعد، عن سبرة بن أبى فاكهة. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنَّ الشَّيطان قَعَدَ لاْبِنِ آدمَ بِأَطْرُقِهِ (4) فقَعَد لهُ بطريق الإسلام، فقال له: أُتسْلِمُ وتَذَرُ ديِنَك، وديِنَ آبائك، وآباء آبائك؟ قال: فَعَصَاهُ، فأسْلَم، ثم قَعَدَ لهُ بِطَريق الهِجْرة، قال: أَتُهَاجِرُ وتَذَرُ أَرْضَكَ وسَمَاءَك، / وإنَّمَا مِثل
_________
(1) من حديث خيثمة بن عبد الرحمن عن أبيه فى المسند: 4/178.
(2) يأتى ص672 فى نهاية هذا الجزء.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/324؛ والإصابة: 2/14؛ والاستيعاب: 2/76؛ والتاريخ الكبير: 4/187؛ وثقات ابن حبان: 3/176؛ وتهذيب التهذيب: 3/453.
(4) أطرق: جمع طريق على التأنيث، لأن الطريق تذكر وتؤنث، فجمعه على التذكير أطرقة، كرغيف وأرغفه، وعلى التأنيث أطرق، كيمين وأيمن. النهاية: 3/37.(3/257)
المهاجر كمَثَل الفَرسِ فى الطول (1) . قال: فعصَاهُ، فهاجر، قال: ثم قَعَدَ لهُ بطريق الجهاد، فقال له: هو جَهْدُ النَّفس والمال، تُقَاتل فتُقتل، فُتنكح المرأة، ويقسمُ المالُ. قال: فَعَصاهُ، فجاهد» ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فمَن فَعَلَ ذلك مِنْهم فمات كانَ حقاً على الله أنْ يُدْخله الجنةَ، أو قُتلَ كانَ حقًّا على الله أَنْ يُدْخلهُ الجنة، [وإن غرقَ كان حقًّا على اللهِ أنْ يُدخله الجنّة] ، أو وَقَصَتْهُ دَابَّتهُ كانَ حقًّا على الله أن يدخله الجنة» (2) . وكذلك رواه النسائى فى الجهاد عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى عن أبى النضر هاشم بن القاسم به (3) .
_________
(1) الطول: بالكسر الحبل الطويل يشد أحد طرفيه فى وتد أو غيره، والطرف الآخر فى يد الفرس، ليدور فيه ويرعى، ولا يذهب لوجهه. النهاية: 3/48.
(2) من حديث سبرة بن أبى فاكه فى المسند: 3/483.
(3) أخرجه النسائى فى المجتبى: باب ما لمن أسلم وهاجر وجاهد: 6/19.(3/258)
3692 - قال شيخنا: وكذلك رواه أبو بكر بن أبى شيبة، عن محمد بن فضيل، عن موسى بن المسيب أبى جعفر الثقفى.
3693 - ورواه طارق بن عبد العزيز، عن محمد بن عجلان، عن موسى، عن سالم، عن جابر بن أبى سبرة فالله أعلم (1) .
(سبرة بن معبد الجهنى) (2) .
ويقال له: سبرة بن عوسجة بن حرملة بن سبرة، وسيأتى بقية نسبه فى ترجمة عوسجة.
_________
(1) يراجع تحفة الأشراف للحافظ المزى: 3/264؛ وليس ذكر لأبى بكر بن أبى شيبة. ويراجع تخريجه فى جمع الجوامع: 1/1850.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/325؛ والإصابة: 2/14؛ والاستيعاب: 2/75؛ والتاريخ الكبير: 4/187. وفرق ابن حبان بين سبرة ابن عوسجة ابو الربيع وبين سبرة بن معبد الجهنى والد الربيع بن سبرة أبو ثرية. الثقات: 3/176؛ وتهذيب التهذيب: 3/453.(3/258)
أبو الربيع، ويقال: أبو بلجة، ويقال أبو ثرية قال ابن الأثير بالثاء المثلثة المضمومة ويقال بفتحها والأول أصح ـ - رضي الله عنه - ـ وحديثه فى أول مسند المكيين.(3/259)
3694 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن ربيع بن سبرة، عن أبيه: «أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَن مُتْعَة النّساء يومَ الفتح» (1) .
3695 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبى، حدثنا إسماعيل بن أمية، عن الزهرى، قال: تذاكرنا عند عمر بن عبد العزيز المتعة: متعة النساء، فقال ربيع بن سبرة: سمعت أبى يقول: «سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى حجة الوداع ينهى عن نكاح المتعة» (2) .
3696 - رواه مسلم، وأبو داود، والنسائى من طرقٍ شتى عن الربيع بن سبرة عن أبيه.
3697 - وممن روى عن الربيع ابناه عبد العزيز، وعبد العزيز، وعبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، وابنه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وعمارة [بن غزية] والزهرى.
3698 - ورواه مسلم، والنسائى عن قتيبة، عن الليث عنه (3) .
_________
(1) من حديث سبرة بن معبد فى المسند: 3/404
(2) المرجع السابق.
(3) الخبر أخرجه مسلم من هذه الطرق وغيرها فى النكاح حكم نكاح المتعة: 3/556؛ وفى سياق الخبر قصة وفيه ألفاظ مختلفة.
وأخرجه أبو داود: باب فى نكاح المتعة: 2/226؛ أخرجه مختصراً من طريقين؛ والنسائى عن قتيبة عن الليث فى: تحريم المتعة، فى المجتبى: 6/103؛ وفى الكبرى من طرق كثيرة أورد فى بعضها القصة بتمامها كما فى تحفة الأشراف: 3/266؛ وأخرجه ابن ماجه أيضاً باب النهى عن نكاح المتعة: 1/631، وأورد قصته هو وابن عمه مع المرأة التى استمتع بها.(3/259)
3699 - حدثنا زيد بن الحباب، حدثنى عبد الملك بن الربيع بن سبرة الجهنى، عن أبيه، عن جده. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا بلغ الغلام سبع سنين أمر بالصلاة، فإذ بلغ عشراً ضرب عليها» (1) .
حدثنا زيد، أخبرنى عبد الملك بن الربيع بن سبرة، عن أبيه، عن جده. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا صَلَّى أَحدُكم فَلْيَسْتَترْ لِصَلاته ولو بسهمٍ» (2) تفرد به. /
3700 - حدثنا زيد بن الحباب، حدثنى عبد الملك بن الربيع بن سبرة الجهنى، عن أبيه، عن جده. قال: «نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نُصَلّىَ فى أَعْطَانِ الإبل، وأَنْ نُصَلّىَ فى مُرَاح الغنم» (3) .
3701 - رواه ابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة عن زيد بن الحباب (4) .
3702 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا عبد الملك بن الربيع بن سبرة، عن أبيه، عن جده. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سُتْرة الرجل فى الصلاةِ السهم، فإِذَا صَلَّى أحُدكم فَلْيَسْتتر بسهم» (5) تفرد به.
3703 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا عبد الملك بن الربيع بن سبرة، عن أبيه، عن جده: أنه قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نُصَلّى فى
_________
(1) من حديث سبرة بن معبد فى المسند: 3/404.
(2) من حديث سبرة بن معبد فى المسند: 3/404.
(3) المصدر السابق.
(4) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الصلاة: باب الصلاة فى أعطان الإبل ومراح الغنم: 1/253؛ ولفظه عنده: لا يصلى فى أعطان الإبل، ويصلى فى مراح الغنم، ذكره صاحب الزوائد ولم يتكلم على إسناده.
(5) من حديث سبرة بن معبد فى المسند: 3/404.(3/260)
أَعْطَان الإِبل، وحَضَّ أنْ نُصَلّىَ فى مُرَاح الغَنَم، ونهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المُتْعة» (1) .
_________
(1) المرجع السابق.(3/261)
3704 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، [عن الربيع بن سبرة عن أبيه: «أنَّ النبى - صلى الله عليه وسلم - حرم متعة النساء] » (1) .
3705 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، أخبرنى عبد العزيز بن عمر، عن الربيع بن سبرة، عن أبيه. قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة من حجة الوداع حتى إذا كنا بعسفَان (2) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ ـ شك عبد العزيز ـ: أىْ رسول الله عَلّمْنَا تعليمَ قَوْمٍ كأَنما وُلدُوا اليوم، عُمْرتُنا هذه لعامنا هذا أم للابد؟ قال: لا بل للأبد؛ فلما قدمنا مكة طفنا بالبيت، وبين الصفا والمروة ثم أمرنا بمتعة النساء، فرجعنا إليه، فقلنا: إنهن قد أبين إلاّ إلى أجلٍ مُسمى. قال: فافعلوا. قال: فخرجتُ أنا وصاحب لى: على برد، وعليه برد فدخلنا على امرأةٍ، فعرضنا عليها أنفسنا، فجعلت تنظر إلى برد صاحبى، فتراه أجود من بردى، وتنظر إلى فترانى أشب منه، فقالت: برد مكان برد، واختارتنى، فتزوجتها عشراً ببردى، فبت معها تلك الليلة، فلما أصبحت غدوت إلى المسجد، فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو وعلى المنبر يقول: من كان منكم تزوج امرأة إلى أجل فليعطها ما سمى لها ولا يسترجع مما أعطاها شيئاً،
_________
(1) المرجع السابق، وما بين المعكوفين استكمال منه، ومن المرجح أن المصنف أدمج الخبرين فى خبر واحد، وفرق بين بداية الإسنادين فيهما، واكتفى بالمطول منهما بما فيه قصة. وآثرنا فصلهما كما وردا فى المسند.
(2) عسفان: قرية جامعة بين مكة والمدينة. النهاية: 3/96.(3/261)
وليفارقها، فإن الله تبارك وتعالى قد حرمها عليكم إلى يوم القيامة» (1) رواه أبو داود عن هناد عن يحيى بن أبى زائدة عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز به (2) .
_________
(1) من حديث سبرة بن معبد فى المسند: 3/404.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الحج: باب فى الإقران: 2/159، ولم يذكر فيه خبر المتعة.(3/262)
3706 - حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا عمارة بن غزية الأنصارى، حدثنا الربيع بن سبرة الجهنى، عن أبيه. قال: «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح، فأقمنا خمس عشرة من بين ليلة ويوم، قال: فأذن لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / فى المتعة قال: فخرجت أنا وابن عم لى فى أسفل مكة، أو قال فى أعلى مكة، فلقينا فتاة من بنى عامر بن صعصعة كأنها البكرة العنطنطة (1) وأنا قريب من الدمامة، وعلى برد جديد غض وعلى إبن عمى برد خلق، قال: فقلنا لها: هل لك أن يستمتع منك أحدنا؟ قال: وهل يصلح ذلك؟ قال: قلنا: نعم. قال: فجعلت تنظر إلى ابن عمى، فقلت لها إن بردى هذا جديد غضّ، وبرد ابن عمى هذا خلق محٌّ، قالت: (2) برد ابن عمك هذا لا بأس به. قال: فاستمتع منها، فلم نخرج من مكة حتى حرمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (3) .
3707 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة. قال: سمعت عبد ربه بن سعيد يحدث، عن عبيد بن محمد بن عمر بن عبد العزيز، عن الربيع بن سبرة عن أبيه ـ يقال له السبرى ـ، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أنهُ أمرهم بالمتعة. قال: فخطبت أنا ورجلٌ امرأةً، قال: فلقيت النبى - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) العَنَطْنَطَة: الطويلة العنق، مع حسن قوام. النهاية: 3/133.
(2) ثوب مح: ثوب خلق. النهاية: 4/81.
(3) من حديث سبرة بن معبد فى المسند: 3/405.(3/262)
بعد ثلاثٍ، فإذا هو يحرمها أشد التحريم، ويقول فيها أشد القول، وينهى عنها أشد النهى» (1) .
_________
(1) من حديث سبرة بن معبد فى المسند: 3/405.(3/263)
3708 - رواه النسائى من حديث قتيبة (1) .
3709 - حدثنا يونس، حدثنا ليث ـ يعنى ابن سعد ـ قال: حدثنى الربيع بن سبرة، عن أبيه سبرة الجهنى قال: «أذن لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى المتعة، فقال: فانطلقت أنا ورجل هو أكبر منى سناً من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى امرأة من بنى عامر (2) كأنها بكرة عيطاء (3) فعرضنا عليها أنفسنا، فقالت: ما تبذلان؟ قال كل واحد منا: ردائى. قال: وكان رداء صاحبى أجود من ردائى، وكنت أشب منه قال: فجعلت تنظر إلى رداء صاحبى، ثم قالت: أنت ورداؤك تكفينى. قال: فأقمت معها ثلاثاً قال: ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من كان عنده من النساء التى تمتع بهن شىءٌ فليخل سبيلها. قال: ففارقتها» (4) .
رواه مسلم، والنسائى، عن قتيبة، عن الليث به (5) .
3710 - حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهرى، عن الربيع بن سبرة، عن أبيه. قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نكاح المتعة» (6) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى النكاح: تحريم المتعة، المجتبى: 6/203، وقد تقدم تخريجه ص238.
(2) لفظ المسند: «فلقينا فتاة من بنى عامر» الخ.
(3) العيطاء: الطويلة العنق فى اعتدال. النهاية: 3/142.
(4) من حديث سبرة بن معبد فى المسند: 3/405.
(5) تقدم تخريجه عند مسلم فى النكاح: باب حكم نكاح المتعة: 3/556، وعند النسائى مرتين ص259.
(6) من حديث سبرة بن معبد فى المسند: 3/405.(3/263)
3711 - حدثنا وكيع، حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز. قال: أخبرنى الربيع بن سبرة الجهنى، عن أبيه. قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما قضينا عمرتنا قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اسْتَمْتِعُوا مِنْ هَذِهِ النّسَاءِ» قال: والاستمتاعُ عِنْدَنا يومئذٍ التَّزْويج، قال: فعَرضْنا ذلك على النساءِ فأَبينَ إلاَّ أن يُضْرب بَيْنَنَا وَبَيْنَهُنَّ أجلٌ، قال: فذكرْنَا ذلك/ للنبىّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «افعلوا» ، فانطلقت أنا وابن عم لى، ومعه بردة، ومعى بردةٌ، وبردته أجود من بردتى وأنا أشبُّ منه، فأتينا امرأةً، فعرضْنَا ذلك عليها، فَأَعْجَبَها شَبَابِى، وأعْجبها بُرْد ابنْ عمى، فقالت: بُرْدٌ كَبُردٍ، قال: فتزوجتها، وكان الأجل بينى وبينها عَشراً. قال: فبت عندها تلك الليلة، ثم أصبحت غادياً إلى المسجد، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الباب والحجر يخطب الناس يقول: «ألا أيها الناس قد كنت أذنت لكم فى الاستمتاع من هذه النساء ألا وإن الله تبارك وتعالى قد حرم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شىء فليخل سبيلها، ولا تأخذوا مما آتيتمهوهن شيئاً» (1) .
3712 - رواه مسلم، والنسائى، وابن ماجه من حديث عبد العزيز به (2) .
636- (سخبرة الأزدى) (3)
3713 - قال الترمذى: حدثنا محمد بن حميد الرازى، حدثنا
_________
(1) من حديث سبرة بن معبد فى المسند: 3/405.
(2) تقدم تخريجه ص259.
(3) ورد فى المخطوطة قبل ذكر سخبرة: «سبرة بن فاتك، ويقال سمرة يأتى» وهذه ترجمة مكررة وردت فى ترتيبها ص236، ولا مكان لها هنا. وهو لا شك من سهو النساخ.
وسخبرة الأزدى: له ترجمة فى أسد الغابة: 2/327، وربما قيل الأسدى والإصابة: 2/16؛ والتاريخ الكبير: 4/210.(3/264)
محمد بن المعلى، عن زياد بن خيثمة، عن أبى داود، عن عبد الله بن سخبرة، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ طَلَبَ العِلْمَ كانَ كَفَّارةً لِمَا مَضَى» .
ثم قال: هذا حديث ضعيف الإسناد، وأبو داود اسمه: نفيع الأعمى يضعف فى الحديث ولا يعرف لعبد الله بن سخبرة شىء ولا لأبيه (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى العلم: باب فضل طلب العلم: 5/29، وتمام عبارة الترمذى عن نفيع الأعمى: «تكلم فيه قتادة وغير واحد من أهل العلم» .(3/265)
3714 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو بكر الطلحى، حدثنى أحمد بن على الإسدى، حدثنا محمد بن حمكان، حدثنا محمد بن المعلى، عن زياد بن خيثمة، عن أبى داود، عن عبد الله بن سخبرة، عن سخبرة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أُعطْىَ فَشَكَرَ، وابْتُلى فَصَبر، وَظَلَم فاسْتَغفْر، وظُلم فغفَر، ثم سكت. قيل: فما له يا رسولَ الله؟ قال: {أُولئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهَتَدُون} (1) .
* (سراج بن مجاعة بن مرارة: أبو هلال السلمى) (2)
3715 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو جعفر محمد، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، حدثنا محمد بن بكار، حدثنا عنبسة بن عبد الواحد،
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 7/163؛ والبيهقى فى شعب الإيمان كما فى الجامع الصغير ويرمز السيوطى لحسنه وفى التقريب: فى إسناد حديثه ضعف. فيض القدير: 6/22.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/328؛ والإصابة: 2/17؛ والتاريخ الكبير: 4/205؛ وثقات ابن حبان: 3/182؛ وترجم له أيضاً فى التابعين وقال: يروى عن أبيه، وله صحبة. روى عنه ابنه هلال بن سراج: 4/346.(3/265)
حدثنا الرجيل بن أياس بن هلال بن سراج بن مجاعة، عن عمه هلال ابن سراج بن مجاعة، عن أبيه سراج: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطى سراج بن مجاعة أرضاً باليمامة يقال لها غورة، وكتب له كتاباً: من محمد رسول الله لمجاعة بن مرارة من بنى سليم إنى أعطيتك الغورة، فمن حاجة فيها فليأتنى» وكتب زيد كذا عندى بخط أبى نعيم عن عمه/ هلال وصوابه عن جده (1) .
_________
(1) يرجع إلى الخبر عند ابن الأثير وابن حجر. وقد أخرج أبو داود من طريق هلال بن سراج، عن أبيه سراج، عن أبيه مجاعة حديثاً فى الخراج: باب فى بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذى القربى: 3/151، وفى الخبر قصة. وقال المنذرى: قيل إن مجاعة هذا لم يرو عنه غير ابنه سراج بن مجاعة. مختصر السنن: 4/228.(3/266)
637- (سراج أبو مجاهد) (1)
مولى تميم الدارى، سرج مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسماه سراجاً، كان اسمه فتحاً.
3716 - قال أبو نعيم: حدثنا الحسن بن أبى الحسن العسكرى بمصر، حدثنا عبد الرحمن بن أحمد الفهرى، حدثنا سلامة بن سعيد بن زياد، حدثنا يزيد بن عباس ابن حكيم بن خيار بن عبد الله بن يحيى بن على بن مجاهد بن سراج، حدثنى أبى، عن أبيه، عن جده، عن أبيه على بن مجاهد، عن سراج ـ وكان اسمه فتحاً ـ، قال: «قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن خمسة غلمان لتميم الدارى، وكانت تجارتهم الخمر، فلما نزل تحريم الخمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنى فشققتها» (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/328؛ والإصابة: 2/17؛ والاستيعاب: 2/132.
(2) يرجع إليه فى مصادر الترجمة الثلاثة وقال ابن حجر ـ بعد أن أخرج الخبر من طريقين ـ: أغفل ابن منده وغيره ذكر «فتح» فى حرف الفاء، ولم يستدركه أبو موسى، بل ذكره هناك تابعياً من أهل اليمن، وروى عن صحابى لم يسمه.(3/266)
* (سراقة بن سراقة) (1)
قال أبو نعيم: مجهول.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/329؛ والإصابة: 2/18.(3/267)
3717 - ثم روى من طريق عبد الله بن عمرو الواقعى وهو ضعيف (1) ، عن عبد الله بن عمرو بن زهير الكجى، عن يعقوب بن عتبة، عن عبد الواحد بن عوف، عن سراقة بن سراقة، قال: «أصاب سنان بن سلمة نفسه يوم خيبر بالسيف، فلم يجعل له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دية» .
قال أبو نعيم: وهذا وهم والواقعى ضعيف، وإنما الذى أصاب نفسه عامر بن سنان عم سلمة بن الأكوع (2) .
638- (سراقة بن مالك بن جعشم) (3)
ابن مالك بن عمرو بن تيم بن مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة أبو سفيان، أمير بنى مدلج، كان يسكن قُدَيْداً، وهو الذى لحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليرده إلى قريش، فغاصت قوائم فرسه فى الأرض، فسأل الأمان، فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتاباً، فكان عنده حتى أسلم عام الفتح (4) .
_________
(1) قال ابن المدينى: كان يضع الحديث. وكذبه الدارقطنى. وقال بن عدى: هو إلى الضعف أقرب. أحاديثه مقلوبة. الميزان: 2/468.
(2) خبر عامر بن سنان أخرجه البخارى فى المغازى: باب غزوة خيبر: 7/463، ويرجع إلى الخبر الذى أورده المصنف فى مصدرى الترجمة.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/331؛ والإصابة: 2/19؛ والاستيعاب: 2/119؛ والتاريخ الكبير: 4/208؛ وثقات ابن حبان: 3/180.
(4) يرجع فى ذلك إلى حديثه الذى أخرجه البخارى فى المناقب: باب هجرة النبى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة: 7/238؛ وأخرجه أحمد فى المسند: 4/175، والطبرانى فى المعجم الكبير: 7/156.(3/267)
وقد ظهر إبليس فى صورته يوم بدر لمشركى قريش، وقال: {إِنِّى جَارٌ لَكُمْ} (1) ، وهو الذى ألبسه عمر بن الخطاب تاج كسرى وسواريه ومنطقته وسيفه، وقال: قل الحمد لله الذى سلب ذلك كسرى وألبسه أعرابياً من بنى مدلج، ويقال إنه كان دميم الخلقة دقيق الساعدين، وكانت وفاته سنة أربع وعشرين، وقيل بعد مقتل عثمان، حديث فى ثالث الشاميين.
_________
(1) يرجع فى ذلك إلى تفسير القرطبى للآية 48 سورة الأنفال، وإلى تفسير فى ابن كثير: 2/317.(3/268)
3718 - حدثنا وكيع، حدثنا مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس، عن سراقة بن مالك بن جعشم. قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيباً فى الوادى فقال: «ألاَ إنَّ العُمْرة دَخلت فى الحج إلى يوم القيامة» (1) .
3719 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا/ شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس، عن سراقة بن مالك بن جعشم: أنه قال: يا رسول الله أرأيت عمرتنا هذه ألعامنا هذا أم للأبد؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بل للأبد» (2) .
3720 - رواه النسائى عن بندار عن غندر به، ورواه بعضهم عن عبد الملك ابن ميسرة عن النزال بن سبرة عن سراقة فالله أعلم (3) .
_________
(1) من حديث سراقة بن مالك بن جعشم فى المسند: 4/175.
(2) المصدر السابق.
(3) الخبر أخرجه النسائى فى مناسك الحج: باب إباحة فسخ الحج بعمرة لمن لم يسق الهدى: 5/140؛ وأخرجه ابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة، وعلى بن محمد، كلاهما عن وكيع، عن مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة: فى المناسك: باب التمتع بالعمرة إلى الحج: 2/991، ويرجع إلى الطرق الأخرى فى تحفة الأشراف: 3/269.(3/268)
3721 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا شعبة، عن عبد الملك. قال: سمعت طاوساً يحدث عن سراقة بن مالك بن جعشم الكنانى ـ ولم يسمعه منه كذا فى الحديث ـ أنه سأل النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله عمرتنا هذه لعامنا هذا أو للأبد؟ قال: «للأبد» (1) .
3722 - رواه النسائى من حديث شعبة كما تقدم، وعن هناد، عن عبدة، عن ابن أبى عروبة، عن مالك بن دينار، عن عطاء، عن سراقة (2) ، وروى عن عطاء عن طاوس عن سراقة، وروى عن عطاء عن جابر بن عبد الله (3) .
(عبد الرحمن بن مالك يأتى) (4)
(حديث عروة عنه)
3723 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن عروة بن الزبير، عن سراقة بن مالك: أنه جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى وجعه فقال: «أرأَيتَ الضَّالَّة تَردُ على حَوْضِ إِبلى هل لى أَجْرٌ إنْ أَسْقِيَها؟ قال: نعم. فى الكَبِد الحَرَّى (5) أَجْرٌ» (6) .
_________
(1) من حديث سراقة بن مالك بن جعشم فى المسند: 4/175.
(2) تقدم تخريج النسائى للخبر فى الصفحة السابقة. وأخرجه فى الباب ايضاً عن هناد. المجتبى: 5/140.
(3) تحفة الأشراف: 3/269.
(4) يأتى بعد حديث عروة. وعبد الرحمن بن مالك بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو المدلجى. روى عن أبيه وعمه سراقة. روى عنه الزهرى وثقه النسائى وابن حبان، وقال ابن حجر: إنما روى عن أبيه، عن سراقة. لم أر له رواية عن سراقة نفسه. هم اختلفوا على الزهرى فى حديثه، فقيل عن سراقة بإسقاط ذكر أبيه. تهذيب التهذيب: 6/263.
(5) الحرى: فعلى من الحر، وهى تأنيث حران، وهما للمبالغة، يريد أنها لشدة حرها قد عطشت، ويبست من العطش، والمعنى أن فى سقى كل ذى كبد حرى أجراً. وقيل أراد بالكبد الحرى حياة صاحبها، لأنه إنما تكون كبده حرى إذا كان فيه حياة. يعنى فى سقى كل ذى روح من الحيوان. النهاية: 1/215.
(6) من حديث سراقة بن مالك بن جعشم فى المسند: 4/175.(3/269)
3724 - حدثنا يعلى، أخبرنا محمد ـ يعنى ابن إسحاق ـ، عن الزهرى، عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم، عن أبيه، عن عمه سراقة. قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الضالة من الإبل تغشى حياضى هل لى من أجر أسقيها؟ قال: نعم. فى كل ذات كبد حراء أجر» (1) .
رواه ابن ماجه، عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن عبد الله بن نمير، عن محمد بن إسحاق به (2) .
3725 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمد بن إسحاق، عن الزهرى، عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم، عن أبيه، عن عمه سراقة بن مالك بن جعشم قال: «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الضالة الإبل تغشى حياضى قد لطتها (3) من الإبل هل لى من أجر فى شأن ما أسقيها؟ قال: نعم فى كل ذات كبد حرى أجر» (4) .
رواه ابن ماجه من حديث ابن إسحاق (5) .
3726 - حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهرى: أخبرنى عبد الرحمن ابن مالك المدلجى ـ وهو ابن أخى سراقة بن جعشم ـ: أن أباه أخبره: أنه سمع سراقة يقول: «جاءنا رسل كفار قريش يجعلون فى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفى أبى بكر دية كل واحدٍ منهما لمن قتلهما، أو أسرهما، فبينا أنا جالس فى مجلسٍ/ من مجالس قومى قومى بنى مدلج أقبل
_________
(1) من حديث سراقة بن مالك بن جعشم فى المسند: 4/175.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الأدب: باب فضل صدقة الماء: 2/1215؛ وفى الزوائد: فى إسناده محمد بن إسحق، وهو مدلس.
(3) لطتها: منعتها من الإبل، يقال: لط وألط إذا منع. النهاية: 4/57.
(4) من حديث سراقة بن مالك بن جعشم فى المسند: 4/175.
(5) تقدم تخريجه فى الحديث السابق.(3/270)
رجل منهم حتى قام علينا، فقال: يا سراقة إنى رأيت آنفاً أسودة (1) بالساحل، إنى أراها محمداً وأصحابه، قال سراقة: فعرفت أنهم هم، فقلت: إنهم ليسوا بهم، ولكن رأيت فلاناً وفلاناً انطلق آنفاً. قال: ثم لبثت فى المجلس ساعة حتى قمت، فدخلت بيتى فأمرت جاريتى أن تخرج لى فرسى، وهى من وراء أكمة فتحبسها على، وأخذت برمحى، فخرجت به من ظهر البيت، فخططت برمحى الأرض وخفضت عالية الرمح، حتى أتيت فرسى، فركبتها فرفعتها تقرب بى (2) ، حتى رأيت أسودتهما، فلما دنوت منهم حيث يسمعهم الصوت عثرت بى فرسى، فخررت عنها، فقمت فأهويت بيدى إلى كنانتى، فاستخرجت منها الأزلام (3) ،
فاستقسمت بها أضربهم أم لا؟ فخرج الذى أكره أن لا أضر بهم، فركبت فرسى، وعصيت الأزلام فرفعتها تقرب بى، حتى إذا دنوت منهم عثرت بى فرسى فخررت عنها، فقمت فأهويت بيدى إلى كنانتى فأخرجت الأزلام، فاستقسمت بها، فخرج إلى أكره أن لا أضربهم، فعصيت الأزلام، وركبت فرسى، فرفعتها تقرب بى، حتى إذا سمعت قراءة النبى - صلى الله عليه وسلم -، وهو لا يتلفت، وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت يدا فرسى فى الأرض، حتى بلغت الركبتين، فخررت عنها، فزجرتها فنهضت، فلم تكد
_________
(1) أسودة: جمع قلة لسودا وهو الشخص لأنه يرى من بعيد أسود. النهاية: 2/190.
(2) رفعتها: كلفتها المرفوع من السير: وهو فوق الموضوع، ودون العدو، يقال: ارفع دابتك: أى أسرع بها. وتقرب بى: تعدو بى عدواً دون الإسراع. النهاية: 2/92؛ 3/238.
(3) الأزلام: جمع الزلم بتشديد الزاى مع الضم أو الفتح. وهى القداح التى كانت فى الجاهلية. عليها مكتوب الأمر والنهى: افعل، ولا تفعل. كان الرجل منهم يضعها فى وعاء له، فإذا أراد السفر أو الأمر المهم أدخل يده فأخرج منها زلماً، فإن خرج الأمر مضى لشأنه، وإن خرج النهى كف عنه ولم يفعله. النهاية: 2/130..(3/271)
تخرج يديها، فلما استوت قائمة إذ لا أثر بها عثان (1) ساطع فى السماء مثل الدخان» .
قال معمر: قلت لأبى عمرو بن العلاك: ما العثنان؟ فسكت ساعة، ثم قال: هو الدخان من غير نار.
_________
(1) بها عثان ساطع: العثان بضم العين الدخان، ويجمع على عواثن على غير قياس. النهاية: 3/69.(3/272)
3727 - قال الزهرى فى حديثه «فاستقسمت بالأزلام، فخرج إلى أكره أن أضرهم، فناديتهما بالأمان، فوقفوا، وركبت فرسى، حتى جئتهم، فوقع فى نفسى حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أنه سيظهر أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم من أخبار سفرهم، وما يزيد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد، والمتاع، فلم يرزءونى (1) شيئاً، ولم يسألونى إلا أن أخف عنا، فسألته أن يكتب لى كتاب موادعة آمن به، فأمر عامر بن فهيرة، فكتب لى رقعة من أديم، ثم مضى» (2) .
3728 - رواه البخارى عن يحيى بن بكير، عن الليث، عن عقيل عن الزهرى به (3) .
3729 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن صالح، وحدث ابن شهاب أن عبد الرحمن بن مالك أخبره: أن أباه أخبره: أن سراقة/ بن جعشم دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى وجعه إلى توفى فيه. قال: فطفقت أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ما أذكر ما أسأله عنه، فقال: اذكره، فكان
_________
(1) لم يرزءونى شيئاً: لم يأخذوا منى شيئا. أصله النقص. النهاية: 2/78.
(2) من حديث سراقة بن مالك بن جعشم فى المسند: 4/175.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى المناقب: باب هجرة النبى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة: 7/238.(3/272)
مما سألته عنه أن قلت: «يا رسول الله الضالة تغشى حياضى، وقد ملأتها ماءً لإبلى فهل لى من أجر أن أسقيها؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم فى سقى كل كبدٍ حرى أجر لله عز وجل» (1) .
_________
(1) من حديث سراقة بن مالك بن جعشم فى المسند: 4/175.(3/273)
3730 - حدثنا مكى بن إبراهيم، حدثنا داود ـ يعنى ابن يزيد ـ، قال: سمعت عبد الملك الزراد (1) يقول: سمعت النزال بن سبرة ـ صاحب على ـ يقول: سمعت سراقة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «دخلت العمرة فى الحج إلى يوم القيامة» قال: «وقرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى حجة الوداع» . تفرد به من هذا الوجه (2) .
3731 - حدثنا عبد الله بن يزيد المقرى، حدثنا موسى بن على، قال: سمعت أبى يقول: بلغنى عن سراقة بن مالك المدلجى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: «يا سُرَاقةُ أَخبرك بأهل الجنَّة، وأهل النار؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: أما أَهْلُ النَّارِ فَكُلُّ جَعْظَرِىّ جَوّاظ (3) مستكبر، وأما أهل الجنة الضُّعَفاء المغْلوبون» (4) .
3732 - حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا موسى بن على، قال: سمعت أبى يقول: بلغنى عن سراقة بن مالك: أنه حدث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: «يا سُراقة ألا أدُلُّك على أعظم الصَّدقة؟ [أو من أعظم
_________
(1) الزراد: نسبة إلى صناعة الزرد وهو الدروع واسمه عبد الملك بن يسرة الهلالى الكوفى. تهذيب التهذيب: 6/426.
(2) من حديث سراقة بن مالك بن جعشم فى المسند: 4/175.
(3) الجعظرى: الفظ الغليظ المتكبر، وقيل هو الذى ينتفخ بما ليس عنده وفيه قصر. والجواظ: الجموع المنوع، وقيل الكثير اللحم المختال فى مشيته، وقيل القصير البطين. النهاية: 1/166، 188.
(4) من حديث سراقة بن مالك بن جعشم فى المسند: 4/175.(3/273)
الصدقة] ؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: «ابنتك مردودة إليك ليس لها كاسب غيرك» (1) .
_________
(1) من حديث سراقة بن مالك بن جعشم فى المسند: 4/175؛ وما بين المعكوفين استكمال منه.(3/274)
3733 - رواه ابن ماجه، عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن زيد بن الحباب، عن موسى بن على به (1) .
(حديث آخر)
3734 - رواه أبو داود فى الأدب، عن أحمد بن عمرو بن السرح، عن أيوب بن سويد، عن أسامة بن زيد: أنه سمع سعيد بن المسيب يحدث عن سراقة بن مالك، قال: خطبنا النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: «خيركم المدافع عن عَشِيرتَهِ ما لم يَأْثَمْ» (2) .
(حديث آخر)
3735 - رواه الترمذى عن على بن حجر، عن إسماعيل بن عياش، عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن سراقة بن مالك، قال: «حضرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقيد الأب من ابنه، ولا يقيد الإبن من أبيه» . ثم قال: لا نعرفه من حديث سراقة إلا من هذا الوجه والمثنى ضعيف. وقد رواه الحجاج بن أرطاة، عن عمرو بن
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الأدب: باب بر الوالدين والإحسان إلى البنات: 2/1209؛ وفى الزوائد: رجال إسناده ثقات إلا على بن رباح ـ والد موسى بن على ـ لم يسمع من سراقة.
(2) الخبر أخرجه أبو داود: باب فى العصبية: 4/331، وقال: أيوب بن سويد ضعيف. وقال ابن معين: ليس بشىء كان يسرق الحديث. وقال المنذرى: فى سماع سعيد بن المسيب من سراقة المدلجى نظر. وأطال فى بيان ذلك. مختصر السنن للمنذرى: 8/18.(3/274)
شعيب، عن أبيه، عن جده، عن عمر عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، وروى عن عمرو بن شعيب مرسلا (1) . /
(حديث آخر)
_________
(1) مما قاله الترمزى أيضاً تعليقاً على الخبير: «ليس إسناده بصحيح. والمثنى بن الصباح يضعف فى الديث» ، ثم قال أيضاً: «هذا حديث فيه اضطراب» . صحيح الترمذى: كتاب الديات: باب ما جاء فى الرجل يقتل ابنه. يقاد منه أم لا: 4/18.(3/275)
3736 - قال ابن ماجه فى السنة: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عطاء بن مسلم الخفاف، حدثنا الأعمش، عن مجاهد، عن سراقة بن جعشم، قال: قلت: «يا رسول الله العمل فيما جف به القلم، وجرت به المقادير أم فى أمر مستقبل؟ قال: بل فيما جف به القلم وجرت به المقادير، وقال: كل ميسر لما خلق له» (1) .
* (سعد بن الأخرم الطائى الكوفى مختلف فى صحبته يأتى)
عن أبيه، أو عمه، وهو أقرب، كما جزم به بعضهم. يأتى:
وسعد يروى عن ابن مسعود حديث: «لا تتخذوا الضيعة، فترغبوا فى الدنيا» ، وعنه ابنه المغيرة يأتى (2) .
* (سرباتك ملك الهند)
3737 - ذكر عنه أنه قال: أتت على تسعمائة سنة، وخمس وعشرون سنة، ورزعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسل إليه كتاباً مع عشرة من أصحابه منهم أسامة، وحيفة، وسفينه، وصهيب، وعمرو بن العاص،
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى المقدمة: باب فى القدر: 1/35؛ وفى الزوائد: فى إسناده مغال.
(2) هذه ترجمة وردت فى غير ترتيبها مما يرجع أن ورودها هنا من سهو النساخ، وقد أعاد ترجمته ص278.(3/275)
وأبو موسى الأشعرى، وأنه قبل كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأسلم فنقله ابن الأثير عن أبى موسى الحافظ، ورواه عن مكى بن أحمد البردعى، عن إسحاق بن إبراهيم الطوسى أنه قال: رأيت سرباتك ملك الهند بمدينة قنوج فذكره.(3/276)
3738 - وقد أنكر ابن الأثير على الحافظ أبى موسى المدينى أنه أرسل هذا.
3739 - وكذلك يقول ابن كثير: وما هذا إلا رتن الهندى أحد من ادعى له الصحبة فى حدود الستمائة، وهذا مبلغ فى الكذب من ذلك، فإنه لا يعرف أن أحداً من هؤلاء الصحابة المسمين فى هذا السياق دخل إلى بلاد الهند، لا فى حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا بعد وفاته أيضاً والله أعلم (1) .
639- (سرق بن أسد الجهنى) (2)
3740 - ويقال الدئلى، ويقال إنه أنصارى سكن الإسكندرية، وكان اسمه الحباب، فابتاع راحلتين من أعرابى وتغيب بثمنهما، فلما وجده رفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما حملك على ذلك يا سرق؟ فقال: قضيت بهما ديناً كان على، فقال: اقضه ثمنهما، فقال: ليس معى شىء، فيروى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للأعرابى: اذهب فبعه، فذهب به إلى
_________
(1) قال ابن الأثير: لولا شرطنا أننا لا نخل بترجمة ذكروها، أو وأحدهم لتركنا هذه أول أمثالها. أسد الغابة: 2/333.
وأخرجه ابن حجر فى القسم الرابع من الإصابة، وقد أورد فيه من ذكر فى كتب معرفة الصحابة على سبيل الوهم والغلط. ونقل عن الذهبى قوله: هذا كذب واضح. الإصابة: 2/122.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/333، وفيه: قال أبو أحمد العسكرى: هو سرق مخفف بوزن غدر وفسق، وأصحاب الحديث يقولون سرق مشدد الراء والصواب تخفيفها. الإصابة: 2/20؛ والاستيعاب: 2/132.(3/276)
السوق، فجعل بعض الناس يساومه ليفتديه منه، فأعتقه الأعرابى ـ يعنى خلى سبيله ـ / فمن الناس من يطعن فى صحة هذا الحديث. ومن الناس من حمله على بيع منافعه، وأغرب ما حكى عن بعض الأئمة الكبار أنه البيع الحقيقى، وزعم الحافظ أبو أحمد العسكرى أنه سرق بالتخفيف على وزن غدر وفسق وإن أهل الحديث يشدون الراء والصواب التخفيف كما قال والمشهور خلافه.(3/277)
3741 - له عند ابن ماجه (1) حديث واحد رواه فى الأحكام من سننه عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن يزيد بن هارون، عن جويرية بن أسماء عن عبد الله بن يزيد مولى المنبعث، عن رجل من أهل مصر، عن سرق: «أن رسول الله أجاز شهادة الرجل، ويمين الطالب» (2) فيه رجل منهم لم يسم، ولكن له شاهد فى صحيح مسلم (3) .
640- (سريع بن الحكم السعدى التميمى) (4)
3742 - روى أبو نعيم من حديث إبراهيم بن فهد، عن سهل بن وقاص بن سريع بن وقاص بن سريع بن الحكم، حدثنا عمى سريع بن سريع، عن عمى كريز ابن أبى وقاص: أن أباه حدثه: أن أباه سريع بن الحكم حدثه، قال: «خرجت فى وفد بنى تميم حتى قدمنا على
_________
(1) فى المخطوطة عند أحمد. والصواب ما أثبتناه كما يتضح فيما يأتى.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه: باب القضاء بالشاهد واليمين: 2/793؛ وفى الزوائد: التابعى مجهول، ولم يخرج لسرق هذا غير هذا الحديث الذى أخرجه المصنف.
(3) يشير المصنف إلى حديث ابن عباس: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى يمين وشاهد» ، أخرجه فى الأقضية من الصحيح: 4/301، وللإمام النووى تعليق مفيد فى مذاهب أئمة الصحابة وغيرهم فى هذه المسألة.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/334؛ والإصابة: 2/21.(3/277)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فأدينا إليه صدقات أموالنا» الحديث بطوله هكذا قال أبو نعيم ومن خطه نقلت (1) .
_________
(1) قال ابن منده: هذا حديث غريب تفرد به سهل، وأخرجه البارودى وابن السكن من طريق سهل بن وقاص. الإصابة، أسد الغابة.(3/278)
641- (سعد بن الأخرم الطائى الكوفى: مختلف فى صحبته) (1)
عن أبيه أو عمه وهو الأقرب كما جزم به بعضهم وسعد يروى عن ابن مسعود حديث: {لاَ تَتَّخِذُوا الضَّيعة فَترغَبوا فى الدُّنيا} وعنه ابنه المغيرة (2) .
3743 - حدثنا عبد الله صالح، عن الحكم بن موسى، حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن المغيرة بن سعد، عن أبيه، أو عن عمه. قال: «أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم - بعرفة، وأخت بزمام ناقته، أو خطامها، فدفعت عنه، فقال: «دعوه فأرب ما جاء به» ، قلت: دلنى على عمل يقربنى من الجنة، ويباعدنى من النار، قال: فرفع رأسه إلى السماء ثم قال: «لئن كنت أو جزت فى الخطبة لقد أعظمت أو طولت. تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة، وتحج البيت، وتصوم رمضان، وتأتى إلى الناس ما تحب أن يأتوه إليك، وما كرهت لنفسك فدع الناس منه. خل عن زمام الناقة» تفرد به (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/335، وقال: عن أبيه أو عمه، وساق الخبر المسند إليه، ثم قال: رواه عمرو بن على بسند عن عمه ولم يشده. وفى الإصابة: 2/21، والاستيعاب: 2/49 مثل هذا الاضطراب. وأخرجه البخارى من التابعين. التاريخ الكبير: 4/54.
(2) الخبر أورده الترمذى فى الزهد: ما جاء فى الهم فى الدنيا وجهاً: صحيح الترمذى: 4/565، وقال: هذا حديث حسن.
(3) الخبر أورده أصحاب التراجم الثلاثة، وقال ابن عبد البر: يختلف فى صحبته ويختلف فى حديثه؛ وأخرجه الطبرانى فى الكبير: 6/60.
وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل فى زياداته على المسند من حديث ضرار بن الأزور. ولكنه أخرجه عن المغيرة بن سعد، عن أبيه أو عن عمه. المسند: 4/76.(3/278)
[وهو فى خامس المكيين وقد رواه عبد الله بن داود عن الأعمش، فقال: عن عمه، ولم يشك] (1) .
(سعد بن الأطول بن عبد الله بن خالد بن واهب بن غياث) / (2)
ابن عبد الله بن سعية بن عدى بن عوف بن غطفان بن قيس بن
جهينة الجهنى، يكنى أبا مطر، نزل البصرة، حديثه فى أول البصريين، وثانى الشاميين ـ - رضي الله عنه - ـ.
_________
(1) العبارة التى بين معكوفين وردت متأخرة فى ثنايا ترجمة سعد بن الأطول. ولا مكان لها هناك، فنقلناها إلى ترتيبها من كلام المصنف عن سعد بن الأخرم. وقد أصاب هذه الترجمة كثير من سهو النساخ.
ويرجع فى بيان صلة العبارة بابن الأخرم إلى أسد الغابة فقد أوردها هكذا:
«رواه عمرو بن على، عن عبد الله بن داود، عن الأعمش، فقال: عن عمه، ولم يشك ذكره أبو أحمد العسكرى» . أسد الغابة: 2/335.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/258؛ والإصابة: 2/22؛ والاستيعاب: 2/47؛ والتاريخ الكبير: 4/45؛ وثقات ابن حبان: 3/152.(3/279)
3744 - حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن جعفر، [عن أبى نضرة] ، عن سعد بن الأطول. قال مات أخى، وترك ثلاثمائة دينار، وترك ولداً صغاراً، فأردت أن أنفق عليهم، فقال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ أَخَاكَ مَحْبُوسُ بِدَيْنِهِ، فَاقْضِ قَضَيْتُ عنه، ولم يبقَ إلاَّ امْرأَةٌ تدّعى ديناريْن، ولَيْست لها بَيِّنَةٌ. قال: «أَعْطِها فإِنَّها صَادٍقة» (1) .
3745 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا
_________
(1) من حديث سعد بن الأطول فى المسند: 4/136.(3/279)
عبد الملك بن جعفر، عن أبى نضرة، عن سعد بن الأطول: أن أخاه مات، وترك ثلاثمائة درهم، وترك عيالاً، فأردت أن أنفقها على عياله، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ أَخَاكَ مَحْبُوسٌ بِدَيْنِهِ، فَاقْضِ عَنْه» فقال: يا رسول الله قد أديت عنه إلا دينارين ادعتهما امرأة وليس لها بينة؟ قال: «فأَعْطها فإنَّها مُحقَّةٌ» (1) .
_________
(1) من حديث سعد بن الأطول فى المسند: 5/7.(3/280)
3746 - رواه ابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة عن عفان به (1) .
3747 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن الجريرى، عن أبى نضرة عن رجل من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - بمثله (2) .
(حديث آخر عنه)
3748 - قال الحسن بن سفيان، حدثنا واصل بن عبد الله بن بدر (3) بن واصل بن عبد الله بن سعد بن الأطول: حدثنى أبى قال: «كان عبد الله بن سعد يخرج يزور أصحابه بتستر (4) فيقيم يوم دخوله، والثانى، ويخرج فى الثالث، فيقال له: لو أقمت؟ فيقول: سمعت أبى
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الصدقات: باب أداء الدين عن الميت: 2/813.. وقال فى الزوائد: إسناده صحيح: عبد الملك أبو جعفر ذكره ابن حبان فى الثقات، وباقى رجال الإسناد صحيح. وليس لسعد هذا فى الكتب الستة سوى هذا الحديث الواحد.
(2) من حديث سعد بن الأطول فى المسند: 5/7.
(3) فى المخطوطة: «ابن زيد» وما أثبتناه من المراجع.
(4) تستر: مدينة بخوزستان فتحت فى عهد عمر، - رضي الله عنه -. معجم البلدان: 2/29.(3/280)
يقول: سمعت رسول - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عن التَّنَاءَة (1) ، فمن أقام ببلاد الخراج ثلاثاً فقد تَنَأَ فأنا أكره أن أقيم» (2) .
_________
(1) يقال: تنأ إذا أقام بالبلد فلا ينفر مع الغزاة؛ وفى الخبر: من تنأ فى أرض العجم فعمل نيروزهم ومهرجانهم حشر معهم. النهاية: 1/119.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 6/57؛ وأبو يعلى فى مسنده: 3/81؛ وقال الهيثمى: رواه أبو يعلى، وفيه جماعة لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 5/254.(3/281)
642- (سعد بن تميم: أبو بلال السكونى، ويقال الأشعرى) (1)
وكان ابنه بلال يؤم بجامع دمشق، ويعظ الناس من قبله. وكان جهير الصوت.
3749 - قال لى أبو بكر بن أبى عاصم: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، عن عمرو بن شراحيل، عن بلال بن سعد، / عن أبيه. قال: قلت: «يا رسول الله أى الناس خير؟ قال: أَنا وأَقْرانى. قلت: ثم ماذا؟ قال: القرن الثانى. قلت: ثم ماذا؟ قال: القرن الثالث. قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يكون قَوم يشهدون ولا يستشهدون، ويحلفون ولا يستحلفون، ويؤتمنون ويخونون» .
رواه أبو أحمد الحاكم عن محمد بن مروان، وهو ابن خريم، عن هشام بن عمار به. وكذا رواه الحسن بن سفيان عن هشام بن عمار. ورواه الطبرانى عن أبى زرعة الدمشقى عن أبى مسهر، عن صدقة بن خالد به (2) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/340؛ والإصابة: 2/22؛ والاستيعاب: 2/52؛ والتاريخ الكبير: 4/46؛ وثقات ابن حبان: 2/153.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 6/54؛ وقال الهيثمى: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 10/19.
تقول: ولكن هشام بن عمار اختلفت أقوال العلماء فيه فوثقه ابن معين وقال النسائى: لا بأس به، وقال أبو داود: حدث بأربعمائة حديث لا أصل لها، وقال صالح جزرة: كأن يأخذ الدراهم على الرواية. الميزان: 4/302.(3/281)
3750 - وأما الحديث الثانى الذى أشار إليه أبو زرعة الدمشقى، فرواه الحافظ ابن عساكر من طريق الطبرانى: حدثنا محمد بن حاتم المروزى، حدثنا حبان ابن موسى، حدثنا ابن المبارك، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن بلال بن سعد، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَيْنَ بنوك؟ قال: ها هم أُولاء. قال: فائتنى بهم، فأمرتُ أهلى فألْبسوهم قُمُصاً، بيضاً، ثم أتيتُهُ بهم، فقال: اللهم إنى أعيذهم بك من الكُفر، والضَّلالة والفَقْر الذى يُيب بنى آدم» (1) .
وقد رواه الحافظ ابن عساكر أيضاً من طريق الحسين بن الحسن المروزى عن ابن المبارك، ومن حديث هشام بن عمار عن صدقة بن خالد، ومن طريق الوليد بن مسلم وعتبة بن علقمة: كلهم، عن ابن جابر عن بلال بن سعد: «أن أباه لما احتضر قال له: أى بنى أين بنوك؟ قال بلال: فأمرت أهلى، فألبسوهم قمصاً بيضاً، ثم أتيته بهم فقال: اللهم أعذهم من الكفر وضلال العمل، والسب والفقر إلى بنى آدم» وهذا أشبه من المرفوع والله أعلم (2) .
3751 - قال الحاكم أبو عبد الله: لم يرو عنه سوى ابنه بلال، وقد روى ابن عساكر عن شداد بن عبد الله القارى الدمشقى، وعلى بن أبى جميلة أنهما قالا: كان سعد بن تميم يقوم بهم فى شهر رمضان، وكان صوته يسمع من الأدراع.
قلت: وكذلك حكى عن أبيه بلال ـ رحمهما الله ورضى عنهما ـ.
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/55؛ وقال الهيثمى: إسناده حسن. مجمع الزوائد: 9/414.
(2) قال ابن حجر: كأن رفعه وهم. الإصابة.(3/282)
3752 - حديث ثالث: قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا عثمان بن إسماعيل عن عمران الدمشقى، حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الله بن العلاء بن زيد وغيره: أنهما سمعا بلال بن سعد يحدث، عن أبيه سعد. قال: «قيل يا رسول الله ما للخليفة بعدك؟ قال: مثل الذى لى ما/ عدل فى الحكم وأقسط فى القسط، ورحم ذا الرحم، فمن فعل غير ذلك، فليس منى، ولست منه: يريد الطاعة فى الطاعة، والمعصية فى المعصية» (1) .
* (سعد بن جنادة أبو عطية العوفى سكن الكوفة) (2)
3753 - روى أبو نعيم فى حديث محمد بن محمد مرزوق، حدثنا سعد بن محمد بن الحسن بن عطية [بن سعد] بن جنادة، حدثنا عمى الحسين بن الحسن بن عطية قاضى بغداد، حدثنا يونس بن نفيع، حدثنى سعد بن جنادة. قال: «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فعلَّمنى {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وعلمنى سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر، وقال: هن الباقيات الصالحات» (3)
قال وبهذا الإسناد نحو عشرة أحاديث.
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/55؛ وأخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: 4/46؛ وقال الهيثمى: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/231، وفى لفظ المصنف زيادة لم ترد فى هذه المراجع.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/341؛ والإصابة: 2/22، وقال: ذكره ابن السكن والباوردى فى الصحابة.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 6/62؛ وقال الهيثمى: فيه الحسين بن الحسن العوفى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 7/166.(3/283)
3754 - ثم قال: أنبأنا خثيمة بن سليمان فيما كتب إلى [.....] (1)
حدثنا أبى، حدثنا حجار بن مسلم الراسبى، عن محمد بن الحسن بن عطية، عن أبيه، عن جده عطية، عن أبيه سعد بن جنادة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما شىء أكرم على الله من عبد مؤمن لو أقسم على الله لأبره» (2) .
643- (سعد بن أبى ذباب الدوسى: حجازى ـ - رضي الله عنه - ـ) (3)
حديثه فى ثالث الأنصار.
3755 - حدثنا صفوان بن عيسى، أنبأنا الحارث بن عبد الرحمن، عن منير ابن عبد الله، عن أبيه، عن سعد بن أبى ذباب. قال: «قدمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلمت، وقلت: يا رسول الله اجعل لقومى ما أسلموا عليه من أموالهم، ففعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واستعملنى عليهم، ثم استعملنى أبو بكر من بعده، ثم استعملنى عمر من بعده» تفرد به (4) .
ورواه أبو نعيم مطولاً جداً.
* (سعد بن ذويب) (5)
3756 - قال: لما كان فتح مكة أمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس إلا أربعة نفر: عكرمة بن أبى جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن
_________
(1) غير واضح بالأصل. ولم نعثر على حجار بن مسلم الراسبى.
(2) أورده ابن الأثير فى أسد الغابة وقال: أخرجه ابن منده وأبو نعيم: 2/341.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/347؛ وقال ابن حجر: ابن أبى ذئاب. الإصابة: 2/26؛ والاستيعاب: 2/50؛ والتاريخ الكبير: 4/45؛ وثقات ابن حبان: 3/153.
(4) من حديث سعد بن أبى ذباب فى المسند: 4/79؛ وأخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: 4/45؛ والطبرانى فى المعجم الكبير: 6/53؛ وقال الهيثمى: فيه منير بن عبد الله وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 3/77.
(5) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/347؛ والإصابة: 2/26.(3/284)
صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبى سرح الحديث. وكذا رواه الحافظ أبو موسى من حديث السدى عن مصعب ابن سعد عن أبيه (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى المحاربة: باب الحكم فى المرتد: 7/97؛ أخرجه عن مصعب بن سعد، عن أبيه وفيه: «فاستبق إليه سعيد بن حريث» .
ومن هذه الطريق أخرجه أبو داود فى الجهاد: باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام: 3/59؛ ونقل فى الإصابة من بعض طرق الحديث أنه قال: «استبق إليه سعيد بن ذؤيب وعمار بن ياسر»(3/285)
644- (سعد بن أبى رافع) (1)
3757 - قال: دخل على رسال الله - صلى الله عليه وسلم - يعودنى، فوضع يده بين ثديى، حتى وجدت بردها على فؤادى، وقال: أنت/ رجل مفئود (2) فأت الحارث بن كلدة، فإنه رجل يتطبب، فليأخذ خمس تمرات من عجوة المدينة فليجأهن بنواهن ثم ليدلك بهن» كذا رواه يونس بن الحجاج، عن ابن عيينة، عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد قال: قال سعد بن أبى رافع (3) .
3758 - ورواه إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه عن جده فذكر نحوه (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/348؛ والإصابة: 2/26؛ وثقات ابن حبان: 3/149.
(2) المفئود: الذى أصيب فؤاده، ويجأهن يرضهن.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 6/61؛ وقال الهيثمى: فيه يونس بن الحجاج الثقفى ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/88.
(4) الخبر أخرجه أبو داود من حديث سعد بن أبى وقاص فى الطب: باب فى تمر العجوة:
4/7.(3/285)
* (سعد بن زرارة)
(حديث الشكر عند النعم: هو أسعد بن زرارة كما تقدم) (1)
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/350؛ والإصابة: 2/27؛ والاستيعاب: 2/42. قال ابن عبد البر: هو جد عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد. قيل إنه أخو أسعد بن زرارة وفيه نظر. وأخشى أن لا يكون قد أدرك الإسلام، لأن أكثرهم لم يذكره، وأورد ابن الأثير حديث الشكر عن ابن منده بإسناده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوماً وهو يحدث عن ربه عز وجل: «ما أحب الله من عبده عند ذكر شىء من النعم أفضل ما أحب أن يذكره بما هداه له من الإيمان به وملائكته وكتبه ورسله، وإيماناً بقدرة خبره وشره» .
والخبر أخرجه أبو ونعيم، عن أسعد بن زرارة، ووهم فيه من أخرجه عن سعد وقد أورد ابن حجر شواهد على صحبته، ولكن صنيع ابن كثير يفهم أنه يرجح أنه لا صحبة له. والله أعلم.(3/286)
645- (سعد بن زيد بن مالك بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل الأنصارى الأشهلى) (1)
3759 - قال: «لما نعيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه خرج متلفعاً فى أخلاق ثياب، حتى جلس على المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس: أحفظونى فى هذا الحى من الأنصار، فإنهم كرشى وعيبتى (2) ، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم» .
3760 - رواه أبو نعيم من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبى حبيبة عن زيد ابن سعد بن زيد عن أبيه فذكره (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/351؛ والإصابة: 2/28؛ والاستيعاب: 2/46.
(2) الأنصار كرشى وعيبتى: أراد أنهم بطانته وموضع سره وأمانته والذين يعتمد عليهم فى أموره. النهاية: 4/15.
(3) قال ابن الأثير: رواه أبو نعيم وحده، وقد اختلف الأئمة فى سعد هذا فقيل هو سعد بن زيد بن سعد الأشهلى «الآتى» ، وقال ابن عبد البر: أظنهما اثنين وقد أخرج الطبرانى فى الكبير هذا الحديث من طريق ابن أبى حبيبة، عن زيد بن سعد، عن أبيه: 6/40. وقال الهيثمى: زيد بن سعد ابن زيد الأشهلى لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 10/36.(3/286)
(سعد بن زيد بن سعد الأشهلى وهو الأول) (1)
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/350؛ الإصابة: 2/27؛ وأورد ابن عبد البر ترجمة واحدة له
ولسابقه، وقال أظنهما اثنين. الاستيعاب: 2/46؛ والتاريخ الكبير: 4/48؛ وثقات ابن حبان: 3/149.(3/287)
3761 - حدثنا هارون الخطابى، حدثنا أبو مسلم الكشى، حدثنا عبد الله ابن عبد الوهاب الحجبى، حدثنا إبراهيم بن جعفر الأنصارى، حدثنا رجل منا، يقال له سليمان بن محمود من ولد بن مسلمة، عن سعد بن زيد بن سعد الأشهلى: أنه أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفاً من نجران، أو أهدى إليه، فأعطاه محمد بن مسلمة وقال: «جَاهَدْ بهذا فى سبيل الله، فإِذا اختلَفَتْ أَعْناقُ النَّاس، فاضْرب به الحجرَ، ثم ادْخل بَيْتك، وكُنْ حِلْساً مُلْقىَ حتى تقتلكَ (1) يَدٌ خاطئة أو تأتيك مَنِيَّة قاضية» (2) .
* (سعد بن ضمرة السلمى) (3)
ويقال الضمرى، له ولأبيه صحبة، ويقال ضميرة بن سعد يأتى، له حديث واحد أن محكم بن جثامة قتل عامر الأشجعى الحديث بتمامه كما سيأتى (4) .
_________
(1) كن حلسا ملقى، وكن حلس بيتك أى إلزمه. النهاية: 1/249.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 6/39؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط ورجال الكبير ثقات. مجمع الزوائد: 7/301.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/355؛ والإصابة: 2/29؛ي والاستيعاب: 2/53؛ والتاريخ الكبير: 4/50؛ وثقات ابن حبان: 3/151.
(4) سيأتى ذلك فى ترجمة ضميرة فى الجزء الرابع ص252 من المجلد الثانى من المخطوطة.(3/287)
646- (سعد بن عائذ هو سعد القرظ المؤذن) (1)
قال ابن الأثير: وهو ومولى عمار بن ياسر.
3762 - قال ابن ماجه: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عبد الرحمن بن سعد/ ابن عمار (2) بن سعد مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حدثنى أبى، عن أبيه، عن جده: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِلاَلاً أَنْ يَجْعَلَ إِصْبَعَيْهِ فى أُذُنَيْه، وقال: إِنَّهُ أَرْفَعُ لِصَوْتك» (3) . وبهذا الإسناد: «أن أذان بلال كان مثنى مثنى، وإمامته مفردة» (4) .
3763 - وبه: «كان يؤذن يوم الجمعة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان الفىء مثل اشراك» (5) .
3764 - وبه: «كان إذا خطب فى الحرب خطب على قوسٍ» [وإذا خطب فى الجمعة خطب على عصا] » (6) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/355؛ والإصابة: 2/29؛ والاستيعاب: 2/54؛ والتاريخ الكبير: 4/46؛ وثقات ابن حبان: 3/153.
(2) فى الأصل المخطوط: «عامر بن سعد» خلافاً لما فى المرجع، وسعد القرظ روى عنه ابناه عمار وعمر. ويراجع بشأنه تهذيب التهذيب: 7/401.
(3) فى الزوائد: رواه الترمذى بإسناد صححه، وإسناد المصنف ضعيف لضعف أولاد سعد. سنن ابن ماجه: 1/236.
(4) ضعفه فى الزوائد كسابقة، وقال: معناه فى صحيح البخارى. سنن ابن ماجه: 1/241.
(5) فى الزوائد: فى إسناده عبد الرحمن بن سعد، أجمعوا على ضعفه، وأما أبوه فقال ابن القطان: لا يعرف حاله ولا حال أبيه. سنن ابن ماجه: 1/350 والفىء: الظل وقوله: «الفىء مثل الشراك» : الشراك أحد سيور النعل التى تكون على وجهها، وقدره ها هنا ليس على معنى التحديد والمثلية ولكن زوال الشمس لا يبين إلا بأقل ما يرى من الظل. وكان حينئذٍ بمكة هذا القدر. النهاية: 2/217.
(6) ضعفه فى الزوائد كسابقيه. سنن ابن ماجه: 1/351، وما بين المعكوفين استكمال منه.(3/288)
3765 - وبه: «كان يكبر فى العيدين فى الأولى سبعاً قبل القراءة، وفى الثانية خمساً قبل القراءة» (1) .
3766 - وبه: «كان يكبر بين أضعاف الخطبة يكثر التكبير فى خطبة العيدين» (2) .
وبه: «كان يخرج إلى العيد ماشياً، ويرجع ماشياً» (3) .
وبه: «كان إذا خرج إلى العيد سلك على دار سعيد بن أبى العاص، ثم على أصحاب الفساطيط، ثم أنصرف فى الطريق الأخرى. طريق بنى زريق، ثم يخرج على دار عمار بن ياسر، ودار أبى هريرة إلى البلاط» (4) .
وبه: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذبح أضحيته عند طرف الزقاق [طريق بنى زريق بيده بشفرة « (5) .
وقد روى هذه الأحاديث كلها الحسن بن زيد، عن هشام بن عمار به، فجعلها كلها سياقاً واحداً (6) .
_________
(1) سنن ابن ماجه: 1/407.
(2) سنن ابن ماجه: 1/409.
(3) ضعفه فى الزوائد كتضعيفه لسابقيه سنن ابن ماجه: 1/411.
(4) الفساطيط: الخيام، والبلاط، اسم لموضع بالمدينة. والمراد أنه يخرج إلى المصلى من طريق، ويعود من طريق أخرى ليعمر الطريقان بالذكر.
وقد نبه فى الزوائد على ضعف الخبر لما سبق ذكره. سنن ابن ماجه: 1/412.
(5) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الأضاحى: باب من ذبح أضحيته بيده: 2/154، وما بين معكوفين استكمال منه.
(6) هكذا صنع الطبرانى فروى هذه الأحاديث وغيرها فى سياق واحد عن بشر بن موسى، عن الحميدى، عن إسحاق بن أبى حسان الأنماطى، عن هشام بن عمار. المعجم الكبير للطبرانى: 6/48.(3/289)
(حديث آخر)(3/290)
3767 - عن سعد القرظ قال: «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قباء فى قلة من الناس، وليس معه بلال فأخذ زنج النضح (1) يتراطنون. وكان بلال إذا قدم ينادى بالصلاة فيجتمعون، فصعدت، فأذنت، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قدم، فاجتمع الناس، وذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمسح رأسى، وبارك على، وقال: إذا غاب بلالٌ فأذن أنت. قال: فأذن بلال، واستأذن منه» (2) .
647- (سعد بن عبادة الأنصارى الخزرجى ـ - رضي الله عنه - ـ) (3)
ابن دليم بن حارثة بن خزيمة [أو] ابن أبى خزيمة ويقال ابن حزام بن خزيمة ابن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصارى الخزرجى أحد النقباء ليلة العقبة. وذكره الواقدى و [ابن] الكلبى: كلاهما فيمن شهد بدراً، ولم يذكره فيهم ابن إسحاق، ولا موسى بن عقبة، وشهد ما بعدها، وكانت راية الأنصار معه يوم الفتح، ثم انتزعت منه وكانت له جفنة تدار مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث دار من لحم وثريد. وكان رئيساً فى قومه كريماً ممدحاً/ كأبيه وجده، وابنه قيس،
_________
(1) زنوج النضج: الزنوج الذين يتولون نواضح الإبل.
(2) الخبر فيه اختلاف فى بعض ألفاظه عما أورده الطبرانى والهيثمى. ففى الطبرانى: «أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان أى ساعة أتى قباء أذن بلال بالأذان لأن يعلم الناس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد جاء» . وفيه أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال لسعد لما أذن «ما حملك على أن تؤذن يا سعد؟» .
وفيه رد سعد بقوله: «بأبى وأمى رأيتك فى قلة من الناس. ولم أر بلالاً معك، ورأيت هؤلاء الزنوج ينظر بعضهم إلى بعض، وينظرون إليك، فخشيت عليك منهم. المعجم الكبير للطبرانى: 6/50؛ ومجمع الزوائد: 1/336؛ وضعفه لضعف عبد الرحمن بن سعد بن عمار.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/356؛ والإصابة: 2/30؛ والاستيعاب: 2/35؛ والطبقات الكبرى: 3/144؛ والتاريخ الكبير: 4/44؛ وثقات ابن حبان: 3/148.(3/290)
وقتلته الجن وهو يغتسل فى قرية بحوران، وزعم بعضهم أنها المنيحة (1) وفيه نظر، وكان ذلك فى خلافة أبى بكر ـ رضى الله عنهم أجمعين ـ سنة ست عشرة (2) . حديثه فى سابع وخامس عشر الأنصار.
(ابنه إسحاق بن سعد بن عبادة عنه)
_________
(1) حوران: بالفتح كورة واسعة من أعمال دمشق من جهة القبلة. وهى الآن مدينة مشهورة.
ومنيحة: من قرى دمشق بالغوطة وبها مشهد يقال إنه قبر سعد بن عبادة، فقال ياقوت: والصحيح أن سعداً مات بالمدينة. معجم البلدان: 2/217، 5/317.
(2) اختلف فى سنة وفاته فقيل أيضاً سنة خمس عشرة، وقيل أربع عشرة، وقيل سنة إحدى عشرة.(3/291)
3768 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبى شميلة. قال: حدثنى رجلٌ عن سعيد الصراف، أو هو سعيد الصراف، عن إسحاق بن سعد ابن عبادة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ هذا الحىَّ من الأَنْصَارِ مِحنةٌ: حُبُّهم إيمانٌ، وبُغضُهم نِفَاقٌ» .
3769 - قال عفان: وقد حدثنا به مرة وليس فيه شك أملّه علىّ أولاً على الصحة (1) .
3770 - حدثنا يونس، حدثنا حماد ـ يعنى ابن زيد ـ حدثنا عبد الرحمن بن أبى شميلة، عن رجل رده إلى سعيد الصراف، عن إسحاق بن سعد بن عبادة، عن أبيه سعد بن عبادة. قال: قال رسول الله
_________
(1) من حديث سعد بن عبادة فى المسند: 6/7؛ وقوله: أمله على: يقال أمل الشىء قاله فكتب، وأملاه كأمله، ويراجع اللسان ففى المادة فائدة لغوية جليلة: 7/4271.(3/291)
- صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ هذا الحىَّ مِن الأَنْصارِ مِحنَةٌ: حُبُّهم إيمانٌ، وبُغْضُهم نِفَاقٌ (1) تفرد به.
(الحسن عنه)
_________
(1) من حديث سعد بن عبادة فى المسند: 5/285؛ وسعيد الصراف: حجازى روى عن إسحاق بن سعد بن عبادة، وعطاء بن أبى رباح، وعنه عبد الرحمن بن أبى شميلة ويحيى بن عبد الله بن أبى عمرة. ذكره ابن حبان فى الثقات وقال ابن المدينى: مجهول لم يرو عنه غير عبد الرحمن. تهذيب التهذيب: 4/104.(3/292)
3771 - حدثنا هاشم، أنبأنا المبارك، عن الحسن، عن سعد بن عبادة. قال: «مر بى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: دُلَّنِى عَلَى صَدَقةٍ. قال: اسْقِ الماءَ» (1) .
3772 - حدثنا حجاج قال: سمعت شعبة يحدث، عن قتادة. قال: سمعت الحسن يحدث، عن سعد بن عبادة: «أن أمه ماتت، فقال: يا رسول الله إن أمى ماتت أفأتصدق عنها؟ قال: نعم. قال: فأى الصدقة أفضل؟ قال: سقى الماء» قال: فتلك سقاية آل سعد بالمدينة.
قال شعبة: فقلت لقتادة: من يقول: «فتلك سقاية آل سعدٍ» ؟ قال: الحسن (2) .
رواه أبو داود، والنسائى من حديث شعبة عن قتادة عن الحسن زاد أبو داود: وسعيد بن المسيب عن سعد بن عبادة به (3) ، ورواه حميد بن أبى الصعبة عنه، وسيأتى فى الورقة (4) .
_________
(1) من حديث سعد بن عبادة فى المسند: 5/284.
(2) () من حديث سعد بن عبادة فى المسند: 6/7.
(3) الخبر أخرجه أبو وداود فى الزكاة: باب فى فضل سقى الماء: 2/129؛ والنسائى فى الوصايا: فضل الصدقة عن الميت والاختلاف على سفيان: 6/214.
(4) فى المخطوطة: «حميد بن أبى صفية» ، وتكرر وسيأتى تصويبه محققاً ص276.(3/292)
(أبنه سعيد بن سعد عنه)(3/293)
3773 - حدثنا أبو عامر، حدثنا زهير، عن عبد الله بن محمد، عن عمرو بن شرحبيل، أنبأنا سعيد بن سعد بن عبادة، عن أبيه، عن جده سعد بن عبادة: «أن رجلاً من الأنصار أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أَخْبِرْنا عن يَوْمِ الجمَةِ، ماذا فيه من الخير؟ قال: فيه خَمْسُ خِلاَلٍ: فيه خَلِقَ آدُم، وفيه أُهْبطَ آدمُ، وفيه توفّى الله آدمُ، وفيه سَاعَةٌ لا يَسْأَلُ الله عبدٌ فيها شَيْئاً إلاَ آتاه اللهُ إيّاه ما لم يَسْأَلْ مَأْثَماً، أو قَطِيعةَ رَحمٍ، وفيه تَقُومُ السَّاعةُ/ ما من مَلَكٍ مُقَرَّب، ولا سَمَاء ولا أَرْضٍ، ولا جِبَالٍ، ولا حَجَرٍ إلاّ وهو يُشْفقُ من يَوْم الجُمعة» (1) تفرد به.
(سعيد بن المسيب عنه)
3774 - حدثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم، حدثنا سليمان بن المغيرة،
حدثنا حميد بن هلال، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن عبادة: أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: «قُمْ عَلَى صَدَقَةِ بنى فلانٍ، وانْظُر لا تَأْتى يومَ القِيَامةِ بِبَكْرٍ
تَحْمِلُهُ على عَاتِقِكَ، أَوْ على كَاهِلِكَ له رُغَاء يومَ القِيامة. قال: يا رسول الله اصرفها عنى فصرفها عنه» (2) . تفرد به.
(حديث آخر)
3775 - رواه أبو داود عن محمد بن كثير عن همام بن يحيى ورواه النسائى وابن ماجه من حديث وكيع عن هشام الدستوائى: كلاهما
_________
(1) من حديث سعد بن عبادة فى المسند: 5/284؛ قال الهيثمى: فيه عبد الله بن محمد بن عقيل وفيه كلام وقد وثق وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 2/163.
(2) من حديث سعد بن عبادة فى المسند: 5/285؛ قال الهيثمى: رواه أحمد والبزار والطبرانى فى الكبير، ورجاله ثقات إلا أن سعيد بن المسيب لم ير سعد بن عبادة. كشف الأستار: 1/294؛ مجمع الزوائد: 3/85.(3/293)
عن قتادة، عن سعيد بن المسيب: أن سعد بن عبادة. قال: «يا رسول الله أى الصدقة أحب إليك؟ قال: الماء» (1) .
وكذلك رواه أبو داود عن محمد بن عرعرة عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد ابن المسيب، والحسن عن سعد بن عبادة، فذكره كما تقدم (2) .
ورواه من حديث أبى إسحاق عن رجلٍ عن سعد بن عبادة كما سيأتى (3) .
(حديث آخر)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الزكاة: باب فى فضل سقى الماء: 2/129؛ وأخرجه النسائى فى الوصايا: فضل الصدقة عن الميت: 6/213؛ المجتبى وابن ماجه فى الأدب: باب فضل صدقة الماء: 2/1214.
(2) أخرجه أبو داود فى الباب السابق من الزكاة: 2/129.
(3) سنن أبى داود: 2/130.(3/294)
3776 - رواه الطبرانى من طريق سعيد بن أبى عروبة، عن قتادة، عن سعيد ابن المسيب: «أن سعداً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُصَلّىَ على أُمِهِ، فصلى عَلَى قَبْرها بَعْد شهر» (1) .
(حديث طارق عنه) (2)
3777 - قال البزار: وجدت فى كتابى عن زياد (3) بن أيوب،
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/24؛ والخبر أخرجه الترمذى من هذا الطريق فى الجنائز: باب ما جاء فى الصلاة على القبر: 3/347؛ وأخرجه البيهقى وقال: وهو مرسل صحيح: السنن الكبرى: 4/48.
(2) طارق: هو وابن شهاب بن عبد شمس الأحمسى: رأى النبى - صلى الله عليه وسلم - وروى عنه مرسلاً. وعن الخلفاء الأربعة وبلال وحذيفة وغيرهم وعنه مخارق الأحمسى وغيره. تهذيب التهذيب: 5/3.
(3) فى كشف الأستار: نبار بن أيوب. وما جاء عن المصنف هنا أقرب إلى الصواب. فإن زياد بن أيوب بن زياد البغدادى المعروف بدلوية كانت له مع حصين بن عمر الأحمسى مواقف وقد حكى عنه أن الإمام أحمد نهاه عن أن يحدث عن حصين بن عمر. يراجع تهذيب التهذيب: 2/385؛ 3/355.(3/294)
حدثنا حصين ابن عمر، حدثنا مخارق، عن طارقٍ، عن سعد بن عبادة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا سَعْدُ عَلَيْكَ السَمعُ والطَّاعَةُ فى عُسْركَ، ويُسْرك ومَنْشَطِكَ ومَكْرهك [وأن لا تُنازع الأمر أهله] إلاَّ أن يدعوك إلى خلاف ما فى كتاب الله فإن دعوك إلى خلاف [ما فى] كتاب الله، فاتبع كتاب الله» .
ثم قال: لم نكتبه إلا من هذا الوجه، وحصين بن عمر لين، وقد روى عنه أهل العلم واحتملوه (1) .
(عبد الله بن عباس عنه)
_________
(1) كشف الأستار: 2/244، وما بين المعكوفات استكمال منه. وليس فيه قوله: «وقد روى عنه أهل العلم واحتملوه وحصين بن عمر آراء العلماء فيه مظلمة. الميزان: 1/553، وقال الهيثمى: رواه البزار، وفيه حصين بن عمر وهو ضعيف جداً. مجمع الزوائد: 5/227.(3/295)
3778 - حدثنا عفان، حدثنا سليمان بن كثير: أبو داود، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن سعد بن عبادة: أنه أتى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن أمى ماتت، وعليها نذرٌ أفيجزئ عنها أن أعتق عنها؟ قال: «أعتق عن أمك» (1) .
ورواه / النسائى، عن هارون بن عبد الله، عن عفان به وعن [محمد ابن] عبد الله ابن يزيد عن سفيان بن عيينة. ومن حديث الأوزاعى كلاهما عن الزهرى (2) به.
قال شيخنا: وقد رواه جماعة عن الزهرى، عن عبيد الله، عن ابن عباس: أن سعداً، فذكره، فجعلوه من مسند ابن عباس (3) .
_________
(1) من حديث سعد بن عبادة فى المسند: 6/7.
(2) الخبر أخرجه النسائىمن طرقه الثلاثة وغيرها فى الوصايا: باب فضل الصدقة عن الميت: المجتبى: 6/212.
(3) تحفة الأشراف: 3/275، ويراجع النسائى فى الموطن السابق.(3/295)
3779 - وروى الطبرانى من حديث ابن جريج عن يعلى بن مسلم (1) ، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن سعد. قال: «يا رسول الله إن أمى توفيت وأنا غائب، فهل ينفعها إن تصدقت عنها؟ قال: نعم. قال: فأشهدك أن حائطى المخراف صدقة عنها» (2) .
(حفيده عمرو بن قيس بن سعد عن كتابه)
3780 - حدثنا أبو سلمة الخزاعى، حدثنا سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عمرو بن قيس بن سعد بن عبادة، عن أبيه: أنهم وجدوا فى كتب، أو فى كتاب سعد بن عبادة: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَضى باليمين مع الشَّاهد» (3) .
3781 - وقد رواه الترمذى، عن يعقوب بن إبراهيم الدورقى، عن الدراوردى، عن ربيعة: أخبرنى ابن لسعد بن عبادة. قال: وجدنا فى كتاب سعد «أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قضى باليمين مع الشاهد» (4) .
(عيسى بن فائد عن سعد بن عبادة)
3782 - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: مَا مِنْ امْرئٍ يَقْرأُ القُرآنَ ثم يَنْسَاهُ إلاّ لَقَى الله عزّ وجلّ يومَ القِيَامة أجذم» .
_________
(1) فى النسخة التى بين أيدينا من الطبرانى: «على بن مسلم» وهو متأخر لم يدرك عكرمة، توفى 253 هـ. والصواب ما فى المخطوطة يعلى بن مسلم بن هرمز المكى أحد الرواة عن عكرمة. تهذيب التهذيب: 7/382؛ 11/405.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/22، وقوله: «المخراف» لعله من المخزف وهو القطعة الصغيرة من النخل. أو جماعة النخل ما بلغت. يراجع اللسان: 3/1139.
(3) من حديث سعد بن عبادة فى المسند: 5/285.
(4) الخبر أخرجه الترمذى فى الأحكام: باب ما جاء فى اليمين مع الشاهد: 3/618.(3/296)
3783 - رواه أبو داود فى الصلاة عن محمد بن العلاء أبى كريب، عن ابن إدريس، عن يزيد بن أبى زياد، عن عيسى بن فائد عنه به (1) .
3784 - قال شيخنا: رواه شعبة وجرير بن عبد الحميد، وخالد بن عبد الله، ومحمد بن فضيل، عن يزيد بن أبى زياد، عن عيسى بن فائد، عن رجل، عن سعد ابن عبادة: إلاّ أن شعبة قال: عن سعيد بن إياد ـ يعنى بدل سعد بن عبادة وقال مرة: عن عيسى بن لقيط ـ بدل عيسى بن فائد ـ قال شيخنا: وهو من أوهام شعبة.
3785 - وقال أبو بكر بن عياش، عن يزيد بن أبى زياد، عن عيسى بن فائد، عن عُبادة بن الصَّامت ولم يتابع عليه.
3786 - ورواه وكيع عن أصحابه، عن يزيد عن [عيسى بن فائد عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً] (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة: باب التشديد فيمن حفظ القرآن ثم نسيه: 2/75؛ قال المنذرى: فى إسناده يزيد بن أبى زياد الهاشمى مولاهم الكوفى، كنيته أبو عبد الله، لا يحتج بحديثه، وقال عبد الرحمن بن أبى حاتم: عيسى بن فائد روى عمن سمع سعد بن عبادة، فهو على هذا منقطع أيضاً.
وقال أبو عبيد: الأجذم المقطوع اليد، وقال ابن قتيبة: الأجذم ها هنا المجذوم. وقال الأعرابى: معنا أنه يلقى الله خالى اليدين عن الخير، كنى باليد عما تحويه اليد. وقال آخر: معناه لقى الله لا حجة له. مختصر السنن للمنذرى مع المعالم: 2/139.
(2) يرجع فى كل ذلك إلى تحفة الأشراف: 3/274، وإلى بعض هذه الطرق التى أشار إليها الحافظ المزى فى المعجم الكبير للطبرانى: 6/27، 28. وقد علق ابن حجر فى النكت الظراف على قول الحافظ المزى: «مرسلاً» ، فقال: الأولى أن يقول معضلاً، فإنه سقط منه الرجل المبهم والصحابى.(3/297)
(رجل عنه)(3/298)
3787 - حدثنى محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يزيد بن أبى زياد، عن عيسى، عن رجلٍ، عن سعد بن عبادة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «مَا مِنْ أَمِير عَشْرةٍ إِلاَّ/ أتى الله عزّ وجلّ مَغْلولاً يومَ القيامة لا يُطْلقه إلاَّ العدلُ، وما مِنْ أَحَدٍ يتعلّم القرآنَ، ثم نَسيَهُ إلاَّ لَقٍىَ اللهَ أَجْذم» (1) .
3788 - حدثنا عبد الله، حدثنى أبى، حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا خالد، عن يزيد بن أبى زياد، عن عيسى بن فائد، عن رجل، عن سعد بن عبادة قال: سمعته غير مرة، ولا مرتين يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا مِنْ أَمير عَشْرة إلاَّ يُؤْتَى به يَوْمَ القِيَامة مَغْلُولاً لا يفكُّه من ذلك الغُلّ إلاَّ العَدْلُ» (2) .
(رجل آخر عنه)
3789 - قال أبو داود: حدثنا محمد بن كثير، حدثنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن رجل، عن سعد بن عبادة أنه قال: «يا رسول الله إنَّ أُمَّ سَعْد ماتت فأىّ الصَّدَقة أفضل؟ قال: الماء. فحفَرَ بئراً وقال: هذِهِ لأُمّ سَعْدٍ» (3) .
(حديث آخر)
3790 - رواه النسائى من طريق مالك، عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة، عن أبيه، عن جده:» أن سعداً
_________
(1) من حديث سعد بن عبادة فى المسند: 5/284.
(2) من حديث سعد بن عبادة فى المسند: 5/285
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الزكاة: باب فى فضل سقى الماء: 2/130.(3/298)
خرج [مع النبى - صلى الله عليه وسلم -] فى بعض مغازيه، وحضرت أمه الوفاة» الحديث، وليس هذا بمتصل. اللهم إلاَّ أنْ يكون من رواية سعيد بن سعد بن عبادة فله أحاديث ستأتى فى مسنده (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الوصايا: باب إذا مات الفجاءة: هل يستحب لأهله أن يتصدقوا عنه؟» : 6/210. ... ... ... ... =
= ... قال ابن حجر فى النكت الظراف: جزم بعضهم بأن هذا الحديث من مسند سعيد بن سعد بن عبادة بناء على أن الضمير فى قوله: «عن جده» يعود على عمرو بن شرحبيل. إذ لو وعاد على «سعيد» لكان الحديث من مرسل شرحبيل، وعلى التقديرين فلا يعود على سعد بن عبادة إلا بضرب من التجوز بأن يراد بالجد الجد الأعلى، وقد جزم البخارى بأن عمرو بن شرحبيل يروى عن جده سعيد بن سعد بن عبادة، ولسعيد صحبة. تحفة الأشراف: 3/276.(3/299)
3791 - رواه ابن ماجه من طريق محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عبد الله ابن الأشج، عن أبى أمامة بن سهل بن حنيف، عن [سعيد بن] سعد بن عبادة. قال: «كان بين أبياتنا رجلٌ مُخْدَجٌ (1) ضعيف، [فلم يرع إلاَّ وهو على أمة من إماء الدار يخبث بها، فرفع شأنه سعد بن عبادة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجلد بعثكال (2) فيه مائة شمراخ» الحديث (3) . والصواب ما رواه النسائى، وابن ماجه أيضاً من حديث ابن إسحاق، عن أبى أمامة، عن سعيد بن سعد بن عبادة كما سيأتى، ورواه محمد بن عجلان، عن يعقوب، عن
_________
(1) مخدج: ناقص الخلق. النهاية 1/283.
(2) العثكال: العذق من أعزاق النخل الذى يكون فيه الرطب يقال: عثكال، وعثكول، وإثكال، وأثكول. النهاية. 3/68.
(3) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الحدود: باب الكبير والمريض يجب عليه الحد: 2/859، وقد اختصر المصنف لفظه، وفيه: «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اجلدوه ضرب مائة صوت، قالوا: يا نبى الله. هو أضعف من ذلك، لو ضربناه مائة صوت مات، قال: فخذوا له عثكالاً..» الخ.(3/299)
أبى أمامة أسعد بن سهل بن حنيف معه، وكذلك رواه غير واحد عنه كما تقدم (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) الخبر من هذا الطريق أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/15؛ وابن ماجه فى الحدود، وقال فى الزوائد: مدار الإسناد على محمد بن إسحاق وهو مدلس، وقد رواه بالعنعنة. سنن ابن ماجه: 2/860.(3/300)
3792 - قال البزار: حدثنا عمرو بن مالك، حدثنا سعيد بن سالم القراح، حدثنا عبد الله بن زياد بن سمعان، حدثنا عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة، عن أبيه، عن جده. قال: قدم طعام فنزع الشيطان بينهم وحلف كل إنسان أن لا يأكل منه فقلت: اخسئوا الشيطان وكلوا طعامكم ثم رجعت/ فأخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: اخسئوا الشيطان، فقلت: يا رسول الله قد فعلنا.
(حديث آخر)
3793 - وروى الطبرانى من طريق [عبد الرحمن بن عمرو بن] شرحبيل، عن أبيه، عن جده، عن سعد: أن رجلاً قال: يا رسول الله أرأيتَ إنْ رأيتُ على بطن امرأتى رجلاً أضر به بالسيف؟ فقال: «أى بينةٍ أعظم من السيف؟ ثم رجع فقال: كتاب ربنا هذا، فقال سعد بن عبادة: يا رسول الله أى بينة أعظم من السيف؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[كتاب الله، وشاهد ثمة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:] يا معشر الأنصار انظروا إلى سيدكم حملته الغيرة على أن يخالف كتاب الله، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أن سعداً [رجل غيور] ما تزوج امرأة ثيباً قط، ولا طلق امرأةً فتجاسر(3/300)
أحد منا أن يتزوجها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أتعجبون من غيرة سعد، أنا أغير منه، والله أغير منى، فقال رجل: على [أى شىء] يغار الله؟ فقال: يغار على رجل يجاهد فى سبيل الله يخالف (1) إلى أهله» (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) يخالف إلى أهله: جاء فى اللسان: هو يخالف إلى امرأة فلان أى يأتيها إذا غاب عنها: 2/1239.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/28؛ وقال الهيثمى: رواه أحمد والطبرانى، ورجال أحمد ثقات، وقال أيضاً: رواه أحمد فى حديث طويل فى التفسير فى سورة النور، وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف (مجمع الزوائد: 4/328؛ 6/258؛ 7/74) وما بين لدينا من المسند أخرجه أحمد من حديث ابن عباس فى تفسير سورة الثور، وهو حديث طويل أورد فيه قصة الملاعنة: 1/238؛ وأخرجه أيضاً من حديث المغير بن شعبة قال سعد بن عبادة: 4/248.(3/301)
3794 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة، حدثنا ضرار ابن صرد: أبو نعيم الطحان، حدثنا عبد العزيز بن محمد، حدثنا عمارة بن غزية، حدثنا حميد بن أبى الصعبة (1) ، عن سعد بن عبادة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: «أَلا أَدُلّك على صَدَقةٍ خَفيفةٍ مُؤْنَتُها، عظيم أَجْرُها؟ قال: ما هى؟ قال: تَسْقِى الماءَ» فكان سَعْد يَسْقى الماء (2) .
(حديث آخر)
3795 - رواه الطبرانى أيضاً من طريق طلحة اليامى، عن هذيل بن شرحبيل، عن سعد بن عبادة. قال: «استأذنت على النبى
_________
(1) فى الأصل المخطوط: «حميد بن أبى صفية» ، وتقدم مثل هذا الخطأ وحميد بن أبى الصعبة. قال البخارى: عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مرسل، قاله عبد العزيز بن محمد عن عمارة بن غزية وترجم له ابن حبان فى الثقات، وقال: روى عنه عمارة بن غزية وأهل مصر. التاريخ الكبير: 2/358؛ الثقات: 6/193.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/26؛ وقال الهيثمى: فيه ضرار بن صرد وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 3/132.(3/301)
- صلى الله عليه وسلم - فوقفت على الباب، فأشار إلى: أن تباعد، ثم قال: إنما جعل الاستئذان من أجل البصر» (1) .
ثم رواه عن المقدام بن داود، عن أسد بن موسى، عن سفيان بن عيينة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن سعد بن عبادة فذكره (2) .
* (سعد بن عبد الله) (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/26، وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 8/44.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/28.
(3) فى الأصل المخطوط: «ابن عبادة» ، وهو سهو من النساخ. وله ترجمة فى أسد الغابة، وقال ابن الأثير: مجهول: 2/358؛ وفى الإصابة: 2/30.(3/302)
3796 - قال: «سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} (1) فقال: إنهم قوم من بنى تميم، ولولا أنهم أشد الناس قتالاً للأعور الدجال لدعوت الله عليهم أن يهلكهم» قال ابن منده: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه (2) .
648- (سعد بن عمارة: أحد بنى سعد بن بكر) (3)
ذكره البخارى فى الصحابة.
_________
(1) الآية 4 من سورة الحجرات.
(2) الخبر أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابن حجر إضافة إلى قول ابن منده: ويعلى ـ بن الأشدق ـ متروك الحديث. المرجعان السابقان.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/362. وأورد فى الإصابة ترجمته وساق الاختلاف فى نسبه وخيره فقال: سعد بن عمارة الثعلبى: رجل من بنى ثعلبة بن سعد ومن طريق الطبرانى: أحد بنى سعد بن بكر: 2/31.
واختلف الرواية عند البخارى فقال: سعد بن عمارة أحد بنى سعد بن بكر، له صحبة وسابقة، وسعيد بن عمارة وله صحبة، وكلاهما عن ابن إسحق وصحح الرواية الأولى. التاريخ الكبير: 4/44.(3/302)
3797 - وروى/ عن طريق محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبى بكر، ويحيى بن سعيد الأنصارى: أن رجلاً قال لسعد بن عمارة: «أوصينى، فقال: إذا قمت إلى الصلاة، فأسبغ الوضوء، فإنه لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا إيمان لمن لا صلاة له، واترك طلب كثير من الحاجات لأنه فقر حاضر، وأجمع (1) اليأس مما فى أيدى الناس، فإنه هو الغنى، وانظر ما يعتذر منه من القول والفعل فاجتنبه» (2) .
وروى عنه سليمان بن حبيب أنه أوصى بنيه بذلك، وهذا كلام حسن متلقى من كلام النبوة (3) .
649- (سعد بن أبى سعد المدى) (4)
3798 - «أنَّ رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العزل؟ فقال: «ما يقدر فى الرحم يكن» .
3799 - رواه أبو وداود الطيالسى عن شعبة عن أبى الفيض عن عبد الله ابن مرة عنه (5) .
650- (سعد بن قيس العنزى ويقال القرشى) (6)
3800 - قال إبن الأثير: وسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد الخير.
_________
(1) الإجماع: إحكام النية والعزيمة. النهاية: 1/177.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الكبير: 4/45؛ والطبرانى فى المعجم الكبير: 6/54؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى وفيه عبيد الله بن سعد عن أبيه ولم أرَ من ترجمهما. ولكنه قال فى موطن آخر: رواه الطبرانى ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 1/228؛ 10/236.
(3) قال ابن الأثير: أخرجه ابن منده وأبو نعيم. أسد الغابة.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/353؛ والإصابة: 2/28، وكلاهما اختصره جداً. وقد أورده المصنف فى غير ترتيبه ولعله سهو ومن النساخ.
(5) بهذا اللفظ أخرجه البغوى عن أبى سعيد الزرقى كما فى جمع الجوامع. جامع الأحاديث: 5/761.
(6) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/364؛ والإصابة: 2/32.(3/303)
3801 - وروى عن الحسن البصرى مرفوعاً: «يقول الله يا ابن آدم صل لى أول النهار أربعاً أكفك آخره» (1) .
3802 - وروى عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزهرى، عن أبى خزامة، عن الحارث بن سعد، عن أبيه: أنه قال: «يا رسول الله أرأيت أدوية يتداوى بها ورقى نسترقى بها؟ هل ينفع ذلك من قدر الله؟ قال: هو من قدر الله» (2) .
3803 - رواه جماعة عن يونس عن الزهرى عن أبى خزامة أحد بنى الحارث ابن سعد أنه قال: «يا رسول الله» الحديث (3) .
وهذا آخر المجلد الأول من نسخة الأول
ولله الحمد والمنة
نهار الأحد ثامن شهر ربيع أول
_________
(1) قال ابن الأثير وابن حجر: أخرجه ابن منده وأبو نعيم (المصدران السابقان) ، وبلفظه أخرجه أحمد من حديث أبى الدرداء وأبى مرة الطائفى ونعيم بن هماز الغطفانى. المسند: 5/286؛ مجمع الزوائد: 2/235، 236.
(2) أخرجه ابن منده وأبو ونعيم. أسد الغابة.
(3) المرجع السابق.(3/304)
* (سعد بن مالك أبو سعيد الخدرى/
كتبنا مسنده على حدة ولله الحمد) (1)
_________
(1) هذا من الأجزاء المفقودة من الكتاب. تراجع المقدمة.(3/305)
651- (سعد بن أبى وقاص) (1) .
سعد بن أبى وقاص: مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب: أبو إسحاق الزهرى ـ - رضي الله عنه - ـ. أسلم قديماً سابع سبعة، وهو إبن تسع عشرة سنة، وهو أحد العشرة، وواحد من الستة أصحاب الشورى.
وهو أول من رمى بسهمٍ فى سبيل الله، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الَّلهمَّ سَدّدْ رَمْيته وأَجب دَعْوَتَهُ» (2) فكان سديد الرمى، شديدة، مجاب الدعوة، وهاجر قبل النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، وشهد بدراً، وأحداً، وجمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ أبويه له فقال: «ارم فداك أبى وأمى» (3) .
وهو الذى فتح المدائن، ودخل إيوان كسرى فصلى فيه صلاة الفتح ثمانى ركعات، وفتح عامة تلك البلاد، وهو الذى كوف الكوفة، وكانت وفاته بأرضه بالعقيق، فحمل إلى المسجد، فصلى عليه فيه مروان (4) ، وأزواج النبى - صلى الله عليه وسلم -، وذلك فى سنة إحدى وخمسين، وقيل ست، وقيل
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/366؛ والإصابة: 2/33؛ والاستيعاب: 2/18؛ والطبقات الكبرى: 3/97؛ والتاريخ الكبير: 4/43.
(2) الخبر أخرجه الحاكم فى المستدرك: 3/500؛ وقال: تفرد به يحيى بن هانى بن خالد الشجرى، وهو شيخ ثقة من أهل المدينة ووافقه الذهبى فى التلخيص.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى فضائل الصحابة: مناقب سعد: 7/83؛ وأخرج أطرافه فى المغازى: 7/358.
(4) مستدرك الحاكم: 3/496.(3/305)
سبع وقيل ثمانٍ وخمسين، وقيل نيف على السبعين وقيل على الثمانين، وهو آخر العشرة وفاة، وقيل إنه آخر المهاجرين موتاً فالله أعلم، وكان قد أوصى أن يكفن فى جبة له خلق (1) كان قد لقى بها المشركين يوم بدر، وقال إنما كنت أخبؤها لهذا اليوم (2) .
(إبنة إبراهيم بن سعد عنه)
_________
(1) يقال: ملحفة خلق وثوب خلق يستوى فيه المذكر والمؤنث أى بال. الصحاح.
(2) يرجع إلى الخبر الذى أخرجه الحاكم عن ابن شهاب الزهرى. المستدرك: 3/496.(3/306)
3804 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم. قال: سمعت إبراهيم بن سعد يحدث، عن سعد، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال لعلى: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تكُونَ منى بِمَنْرِلةِ هارون من مُوسى» (1) .
رواه البخارى ومسلم والنسائى وابن ماجه عن بندار زاد مسلم وأبو بكر بن أبى شيبة وأبو وموسى: ثلاثتهم عن عبد ربه (2) .
3805 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن حبيب بن أبى ثابت، عن إبراهيم ابن سعد، عن سعد بن مالك، وخزيمة بن ثابت، وأسامة بن زيد قالوا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ هذا الطَّاعونَ رِجْزٌ (3) وبَقِيّةٌ مِنْ
_________
(1) من حديث أبى إسحاق سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/174.
(2) الخبر أخرجه فى الفضائل: مناقب على: 7/71؛ ومسلم فى فضائل على: 5/269؛ والنسائى فى الفضائل الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/277؛ وابن ماجه فى المقدمة: فضل على بن أبى طالب: 1/42.
وسيأتى من حديثه الذى رواه عنه ابنه مصعب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى تبوك، واستخلف علياً فقال ـ على - رضي الله عنه - ـ أتخلفنى فى الصبيان والنساء، فقال له النبى - صلى الله عليه وسلم -: «ألا ترضى» ، الحديث وهو يوضح المناسبة لهذا القول.
(3) الرجز: العذاب. النهاية: 2/68.(3/306)
عذابٍ، عُذّبٍ به قومٌ قبلكم، فإذا وقَعَ بأرضٍ وأنتم بها، فلا تَخْرجُوا منها فِرَاراً منه، وإذَا سَمِعْتُم به بأرضِ فلا تَدْخلوا عليه» (1) .
تقدم سياق طرقه فى ترجمة إبراهيم عن أسامة (2) .
_________
(1) من حديث أبى إسحاق سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/182.
(2) تقدم فى الجزء الأول.(3/307)
3806 - ورواه مسلم عن وهب بن بقية عن خالد بن عبد الله، / عن أبى إسحاق [الشيبانى] عن حبيب بن أبى ثابت به (1) .
(حديث آخر)
3807 - رواه النسائى عن محمد بن سليمان لوين، عن إبن عيينة، عن عمرو ببن دينار، عن أبى جعفر محمد بن على، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه. قال: «كنا جلوساً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده قومٌ إِذْ دخل علىٌّ، فلمَّا دخلَ خَرَجُوا» (2) .
(إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عنه)
3808 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمى، أنبأنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن سعد بن أبى وقاص. قال: «لقد رأيت عن يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعن يساره يوم أحدٍ رجلين عليهما ثيابٌ بيض يقاتلان عنه كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد» (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى الطب: باب الطاعون والطيرة والكهانة ونحوها: 5/67، وله عنده طرق أخرى كثيرة، وما بين معكوفين زيادة من المرجع.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى المناقب فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/278.
(3) () من حديث أبى إسحاق سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/171.(3/307)
أخرجاه من حديث إبراهيم به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى: باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما: 7/358؛ وأخرجه مسلم فى الفضائل: باب إكرام النبى - صلى الله عليه وسلم - بقفال الملائكة معه: 5/163.(3/308)
3809 - حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا مسعر، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه عن سعد بن أبى وقاص. قال: «إنى رأيت عن يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعن شماله يوم أحدٍ رجلين عليهما ثيابٌ بيضٌ لم أرهما قبل، ولا بعد» (1) .
3810 - وأخرجاه من حديث مسعر به (2) .
3811 - حدثنا يعقوب وسعد قالا: حدثنا أبى، عن أبيه، عن جده، قال سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن. قال: سمعت سعد بن أبى وقاص يقول: «لقد رأيت عن يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويساره يوم أحدٍ رجلين عليهما ثياب بيض يقاتلان عنه كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد» (3) .
(إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبى وقاص عن جده، ولم يدركه)
حديث دعوة ذى النون، سيأتى فى ترجمة محمد بن سعد عن أبيه (4) .
(الأحنف بن قيس عنه: بقصة مناشدة عثمان لعلى وطلحة
تقدم فى ترجمة الأحنف عن عثمان) (5)
_________
(1) من حديث أبى إسحق سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/177.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى اللباس: باب الثياب البيض: 10/282؛ ومسلم فى الفضائل: باب إكرام النبى - صلى الله عليه وسلم -..: 5/163.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/171.
(4) كلمة «النون» غير واضحة بالأصل. وسيأتى الخبر ص374.
(5) يرجع إليه فى الجزء الأول.(3/308)
(بسر بن سعيد الحضرمى المدنى عنه) (1)
_________
(1) فى الأصل المخطوط: «بشر» بالشين المعجمة، وتكرر والصواب بالمهملة. يراجع تهذيب التهذيب: 1/437.(3/309)
3812 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث بن سعد، عن عياش بن عباس، عن بكير بن عبد الله، عن بسر بن سعيد: أن سعد بن أبى وقاص قال عند فتنة عثمان بن عفان: أشهد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنها ستكونُ فِتْنَةٌ القَاعِدُ فيها خَيْرٌ منَ القَائِم، والقَائمُ خَيْرٌ من الماشى، والماشى خَيْرٌ منَ السَّاعى. قال: أَفرأَيتَ إِنْ دخلَ علىَّ بيتى، فَبَسَطَ يده إلى ليَقْتُلنى؟ قال: كُنْ كابنِ آدم» (1) / رواه الترمذى وقال: حسن، قال: ورواه بغضهم عن الليث، فزاد فى إسناده رجلاً (2) .
(بكر بن قرواش عنه) (3) .
3813 - حدثنا سفيان، عن العلاء بن أبى العباس، عن أبى الطفيل، عن بكر ابن قرواش، عن سعد، قيل لسفيان: عن النبى
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/185.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى الفتن: باب ما جاء تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم: 4/486. ومعنى قوله: «كن كابن آدم» لا تمدن إليه يدك بالقتل، بل قل (لئن بسطت إلى يدك لتقتلنى ما أنا بباسط يدى إليك لأقتلك) .
(3) بكر بن فرواس: قال البخارى: فيه نظر، سمع منه أبو الطفيل، قال لى على ـ بن المدينى ـ لم أسمع بذكره إلا فى هذا ـ يعنى حديث ذى الثدية ـ قال فى الميزان: الحديث منكر.
وقال العجلى: تابعى من كبار التابعين، من أصحاب على، كان ثقة، وذكر ابن حبان فى الثقات. التاريخ الكبير: 2/94؛ الثقات: 4/75؛ الضعفاء للعقيلى: 1/151؛ الميزان: 1/347.(3/309)
- صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. قال: «شيطان الردهة يحتدره يعنى رجلاً من بجيلة» (1)
تفرد به.
(جابر بن سمرة عنه)
_________
(1) قال فى النهاية: ذكر ذا الثدية، فقال: شيطان الردهة يحتدره رجل من يحيله. والردهة النقرة فى الجبل يستنقع فيها الماء، وقيل الردهة قلة الرابية. وفى خبر آخر من حديث على: وأما شيطان الردهة فقد كفيته بصيحة سمعت لها وجيب قلبه، قيل: أراد به معاوية، لما انهزم أهل الشام يوم صفين وأخلد إلى المحاكمة.
والخبر أخرجه فى المسند من حديث سعد بن أبى وقاص. المسند: 1/179؛ النهاية: 2/77.(3/310)
3814 - حدثنا سفيان، عن عبد الملك، سمعه من جابر بن سمرة: «شكا أهل الكوفة سعداً إلى عمر، فقالوا: إنه لا يحسن يصلى، قال: الأعاريب؟ والله ما آلو بهم صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الظهر، والعصر، أركد (1) فى الأوليين، وأحذف فى الأخريين، فسمعت عمر ـ - رضي الله عنه - ـ يقول: كذلك الظن بك يا أبا إسحاق» (2) .
3815 - رواه البخارى، ومسلم، والنسائى من حديث عبد الملك بن عمير، وأخرجاه وأبو داود من حديث شعبة عن أبى عون: محمد بن عبد الله الثقفى عن جابر بن سمره عن سعد به (3) .
_________
(1) أركد فى الأوليين: أسكن وأطيل القيام فى الركعتين الأوليين من الصلاة الرباعية، وأحذف: أخفف فى الأخريين. النهاية: 2/100.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/179.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى الصلاة من طريق عبد الملك بن عمير مطولاً وفيه قصة من أصابته دعوة سعد: باب وجوب القراءة للأمام والمأموم فى الصلوات كلها، صحيح البخارى: 2/236؛ وأخرجه فى الباب مختصراً من طريقه، كما أخرجه ومن طريق أبى عون: باب يطول فى الأوليين، ويحذف فى الأخريين: 2/251؛ وأخرجه مسلم من طريقهما: باب القراءة فى الظهر والعصر: 2/94، 95؛ والنسائى من طريقهما أيضاً: باب الركود فى الركعتين الأوليين، المجتبى: 2/135؛ وأبو داود من طريق أبى عون: باب تخفيف الأخريين: 1/213.(3/310)
3816 - حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة. قال: «شكا أهل الكوفة سعداً إلى عمر، فقالوا: لا يحسن يصلى، فذكر ذلك عمر له، فقال: أما صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقد كنت أصلّى بهم أَرْكُدُ فى الأُولَيَيْن، وأَحْذف فى الأُخْرَيَيْن، قال: ذلك الظنّ بك يا أبا إسحاق» (1) .
3817 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبى عون، عن جابر بن سمرة.
وبهز وعفان قالا: حدثنا شعبة، أخبرنى أبو عون.
قال بهز: سمعت جابر بن سمرة قال: «قال عمر لسعد: شكاك الناس فى كل شىءٍ، حتى فى الصلاة. قال: أما أنا فأمد فى الأوليين، وأحذف فى الأخريين ولا آلو ما اقتديت به من صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال عمر: ذاك الظن بك، أو ظنى بك» (2) .
3818 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة. قال: «شكا أهل الكوفة سعداً إلى عمر، فقالوا: لا يحسن يصلى، فسأله عمر. قال: إنى أصلى بهم صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أركد فى الأوليين، وأحذف فى الأخريين. قال: ذلك الظن بك يا أبا إسحاق» (3) .
(جابر بن عبد الله عنه)
3819 - «قال سعد بن أبى وقاص لرجل: لا جمعة لك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لِمَ يا سَعْدُ؟» : فقال: لأَنَّهُ كانَ يَتَكلَّمُ وأَنتَ تخطبُ،
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/180.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/175.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/176.(3/311)
فقال رسول الله/ - صلى الله عليه وسلم -: صدق سَعْدٌ» .(3/312)
3820 - كذا رواه أبو يعلى فى مسند سعد، عن أبى هشام الرفاعى، عن أبى أسامة، عن مجالد، عن عامر، عن جابر به (1) .
3821 - وهذا ينبغى أن يذكر فى مسند جابر والله أعلم وإسناده حسن (2) .
(الحسن البصرى عن سعد)
3822 - قال: «أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تغولت [لنا] الغُولُ، أو إذَا رأينا الغولَ ننادى بالآذان» .
رواه البزار من حديث يونس وغيره عن الحسن به (3) .
(حسين، ويقال حسيل، ويقال عبد الرحمن بن حسين عن سعد بحديث فى الفتن كما رواه بسر بن سعيد عنه كما تقدم) (4) .
_________
(1) مسند أبى يعلى: 2/66، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعامر هو الشعبى. والخبر أخرجه البزار وقال: لا نعلمه عن جابر إلا بهذا الإسناد، وقال الهيثمى: فيه مجالد بن سعيد وقد ضعفه الناس، ووثقه النسائى فى رواية. كشف الأستار: 1/308؛ مجمع الزوائد: 2/185.
(2) هذا هو رأى المصنف وقد عرفت ما فيه.
(3) قال البزار: لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا نعلم سمع الحسن من سعد شيئاً. وقال الهيثمى: رجاله ثقات إلا أن الحسن لم يسمع من سعد فيما أحسب.
والمراد ادفعوا شرها بذكر الله. كشف الأستار: 4/34؛ مجمع الزوائد: 10/134، النهاية: 3/176.
(4) قال ابن حبان فى الثقات: حسين بن عبد الرحمن الأشجعى، روى عنه أهل الكوفة، وقال البخارى: وقال بعضهم: عبد الرحمن بن حسين؛ وأضاف فى التهذيب: «حسيل» روى عنه سويد بن سعيد، وحديث الفتن تقدم ص309. التاريخ الكبير: 2/381؛ الثقات: 4/156؛ تهذيب التهذيب: 2/343.(3/312)
(خارجة بن سعد عن أبيه)(3/313)
3823 - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعلى: لا يَحِلّ لأَحدٍ أَنْ يُجْنِبَ فى هذا المسجد غَيْرى، وغَيرك» .
3824 - رواه البزار عن إبراهيم بن سعيد الجوهرى، عن إسماعيل بن أبى أويس، عن أبيه، عن الحسن بن زيد، عن خارجة به (1) .
(خيثمة عنه)
3825 - قال أبو يعلى: حدثنا موسى بن محمد بن حيان، حدثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر الطحان، حدثنا غسان بن بشر الكاهلى، عن مسلم، عن خيثمة، عن سعد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سد أبواب الناس [فى المسجد، وفتح باب على، فقال الناس فى ذلك، فقال: «ما أنا فتحته ولكن الله فتحه» (2) .
_________
(1) قال البزار: لا نعلمه يروى عن سعد إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم روى عن خارجة إلا الحسن؛ وقال الهيثمى: خارجة لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. كشف الأستار: 3/198؛ مجمع الزوائد: 9/115.
(2) مسند أبى يعلى: 2/61، وفى إسناده محمد بن إسماعيل بن جعفر منكر الحديث يتكلمون فيه كما قال أبو حاتم، وغسان بن بشر مجهول، ومسلم الملائى ضعيف. وخيثمة بن عبد الرحمن بن أبى سبرة لم يسمع من سعد وللحديث شواهد بعضها عن سعد وعن زيد بن أرقم وابن عباس وجابر وابن عمر.
وقد ناقشها ابن الجوزى وتعقب رجالها ثم قال:
هذه الأحاديث كلها من وضع الرافضة قابلوا بها الحديث المتفق على صحته فى: سدوا الأبواب إلا باب أبى بكر؛ أخرجه البخارى ومسلم، وأخرج البخارى من حديث ابن عباس «نحوه» . الصحيح بشرح الفتح: 1/558؛ الموضوعات لابن الجوزى: 1/366.(3/313)
(دينار: أبو عبد الله القراظ: يأتى فى الكنى) (1)
(ذكوان أبو صالح السمان عنه)
_________
(1) دينار: أبو عبد الله القراظ: عن معاذ وسعد بن أبى وقاص وأبى هريرة وعنه عمرو بن يحيى وزيد ابن أسلم وغيرها.
قال أبو حاتم الرازى: روى عن سعد بن أبى وقاص، ولا ندرى سمع منه أم لا. وذكره ابن حبان فى الثقات. تهذيب التهذيب: 3/217.(3/314)
3826 - قال: «مرَّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أدعو يا صبعى، فقال: أحَدْ أحَدْ» .
رواه أبو وداود عن زهير بن حرب، والنسائى عن محمد بن عبد الله المخرمى كلاهما عن أبى معاوية عن الأعمش عنه (1) .
3827 - ورواه بعضهم عن الأعمش عن ذكوان عن أبى هريرة به كما سيأتى.
(راشد بن سعد الحمصى عنه)
3828 - حدثنا عصام بن خالد، حدثنى أبو بكر ـ يعنى ابن أبى مريم ـ عن راشد بن سعد، عن سعد بن أبى وقاص، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: «لا تَعْجز أُمَّتى عنْدَ ربِى بأَنْ يُؤَخّرها نِصْفَ يوم» قال: وسألتُ راشداً هل بلغَكَ ماذا النّصف اليوم؟ قال: خمسمائة سنة تفرد به (2) .
3829 - حدثنا أبو اليمان/ حدثنا أبو بكر بن عبد الله، عن راشد بن سعد، عن سعد بن أبى وقاص، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
_________
(1) الخبر أخرجاه فى الصلاة: أبو داود فى: باب الدعاء: 2/80؛ والنسائى فى باب النهى عن الإشارة بإصبعين، وبأى إصبع يشير، المجتبى: 3/33. ولفظ أبى داود: «بأصبعى» كما ورد فى المخطوطة، وعند النسائى: «بأصابعى» .
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/170.(3/314)
«إنّى لأَرْجو أنْ لا يَعْجِز أُمتَّى عنْدَ رَبّى أن يُؤخّرِهم نصفَ يَوْمِ» قيل لسعدٍ: وكَمْ نِصْفُ يوم؟ قال: خمسمائة سنةٍ (1) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/170(3/315)
3830 - حدثنا أبو اليمان، حدثنا أبو بكر بن عبد الله، عن راشد بن سد، عن سعد بن أبى وقاص. قال: «سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُم} (1) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما إنها كائنة، ولم يأت تأويلها بعد» (2) .
رواه الترمذى عن الحسن بن عرفة، عن إسماعيل بن عياش، عن أبى بكر بن عبد الله وهو إبن أبى مريم به وقال: حديث حسن غريب (3) .
(رفيع أبو العالية عنه)
3831 - بحديث: «من ادعى إلى غير أبيه» يأتى فى ترجمة أبى عثمان عنه (4) .
(زياد بن جبير بن حية عنه)
3832 - روى أبو داود فى الزكاة: عن محمد بن سوار المصرى، عن عبد السلام بن حرب، عن يونس بن عبيد، عن زياد بن جبير، عن سعد بن أبى وقاص. قال: «لما بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النساء قامت امرأةٌ
_________
(1) الآية 65 سورة الأنعام.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/170.
(3) الخبر أخرجه الترمذى فى التفسير: باب: ومن سورة الأنعام: 5/261.
(4) أبو عثمان النهدى يأتى ص409.(3/315)
جليلة كأنها من نساء مضر، فقالت: يا رسول الله إنا كل (1) على آبائنا وأبنائنا، وأزواجنا، فما يحل لنا من أموالهم؟ قال: الرطب (2) تأكلنه، وتهدينه» .
_________
(1) الكل: العيال. النهاية: 4/32.
(2) الرطب: بتشديد الراء مفتوحة، قال أبو داود: ارطب: الخبز والبقل والرطب. وفى النهاية: أراد ما لا يدخر ولا يبقى كالفواكه والقول والأطبخة، وإنما خص الرطب لأن خطبه أيسر، والفساد إليه أسرع فإذا ترك ولم يؤكل هلك ورمى، بخلاف اليابس إذا رفع وادخر، فوقعت المسامحة فى ذلك بترك الاستئذان، وأن يجرى على العادة المستحسنة فيه، وهذا فيما بين الآباء والأمهات والأبناء دون الأزواج والزوجات، فليس لأحدهما أن يفعل شيئاً إلا بإذن صاحبه. النهاية: 2/86.(3/316)
3833 - قال أبو داود: وكذا رواه الثورى عن يونس (1) .
(زياد بن علاقة عن سعد)
قال أبو عبد الرحمن (2) : وجدت هذا الحديث فى كتاب أبى بخط يده.
3834 - حدثنى عبد المتعالى بن عبد الوهاب، حدثنى يحيى بن سعيد [الأموى] . قال أبو عبد الرحمن: وحدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد، حدثنا أبى، حدثنا المجالد، عن زياد بن علاقة، عن سعد بن أبى وقاص، قال: «لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة جاءته جهينة، فقالوا: إنك قد نزلت بين أظهرنا، فأوثق (3) لنا، حتى نأتيك وتؤمنا، فأوثق لهم، فأسلموا. قال: فبعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى رجب ـ ولا نكون
مائة ـ
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى: باب المرأة تتصدق من بيت زوجها. ورواية المصنف هنا: «وأزواجنا» =
= ... على القطع، ولكن رواية أبى داود على الشك حيث قال: «على آبائنا وأبنائنا ـ قال أبو داود: وأرى فيه: (وأزواجنا) . سنن أبى داود: 2/131.
(2) أبو عبد الرحمن: هو وعبد الله بن أحمد بن حنبل وقد مر مثله. ورواية الخبر عن طريق الوجادة.
(3) الميثاق: العهد.(3/316)
وأمرنا أن نغير على حى من بنى كنانة إلى جنب جهينة، فأغرنا عليهم، وكانوا كثيراً، فلجأنا إلى جهينة، فمنعونا، وقالوا: لم تقاتلون فى الشهر الحرام؟ فقلنا: / إنما نقاتل من أخرجنا من البلد الحرام فى الشهر الحرام، فقال بعضنا لبعض: ما ترون؟ فقال بعضنا: نأتى نبى الله - صلى الله عليه وسلم -، فنخبره، وقال قوم: لا بل نقيم ها هنا، فقلت أنا فى أناس معى: لا بل نأتى عير (1) قريش فنقتطعها، فانطلقنا إلى العير، وكان الفىء (2) إذ ذاك من أخذ شيئاً فهو له، فانطلقنا إلى العير، وانطلق أصحابنا إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأخبروه الخبر، فقام غضباناً محمر الوجه، فقال: أذهبتم من عندى جميعاً، وجئتم متفرقين؟ إنما أهلك من كان قبلكم الفرقة، لأبعثن عليكم رجلاً ليس بخيركم أصبركم على الجوع والعطش، فبعث علينا عبد الله بن جحش الأسدى، وكان أول أمير أمر فى الإسلام» (3) تفرد به.
(زيد بن أسلم عنه)
_________
(1) العير: إبلهم ودوابهم التى كانوا يتاجرون عليها. النهاية: 3/143.
(2) الفىء: ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد. النهاية: 3/220.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/178.(3/317)
3835 - حدثنا سريح بن النعمان، حدثنا عبد العزيز ـ يعنى الدراوردى ـ عن زيد بن أسلم، عن سعد بن أبى وقاص. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حتى يَخْرُجَ قَومٌ يأكلونَ بِأَلْسِنتهم كما يَأكلُ البقُر بِأَلْسنَتها» (1) . تفرد به.
انتهى
الجزء الحادى والعشرون من تجزئة المصنف
ويليه الجزء الثانى والعشرون (زيد أبو عياش)
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/184.(3/317)
الجُزء الثانى والعشرون
وبه نستعين
(زيد أبو عَيَّاشٍ عنه) (1) /
_________
(1) زيد بن عياش: أبو عياش الزرقى، ويقال: المخزومى، ويقال: مولى بنى زهرة المدنى، روى عن سعد بن أبى وقاص. تهذيب التهذيب: 3/423.(3/318)
3836 - حدثنا ابن نمير، حدثنا مالك بن أنس، حدثنى عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان، عن أبى عياش، عن سعد بن أبى وقاص. قال: «سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرطب بالتمر، فقال: ينقص الرطب إذا يبس؟ قالوا: بلى، فكرهه» (1) .
3837 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن مالك، عن عبد الله بن يزيد، عن زيد بن أبى عياش. قال: سئل سعد بن أبى وقاص عن البيضاء بالسلت (2) فكرهه، وقال: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأل عن الرطب بالتمر، فقال: يَنْقصُ إذا يَبِسَ؟ قالوا: نعم. قال: فَلاَ إِذًا» (3) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/175.
(2) البيضاء: الحنطة، وهى السمراء أيضًا. والسلت: ضرب من الشعير أبيض لا قشر له، وقيل: هو نوع من الحنطة. النهاية: 1/104؛ 2/172.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/179.(3/318)
فرواه الأربعة من حديث مالك به وقال الترمذى حسن صحيح (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الثلاثة فى البيوع: أبو داود فى: باب فى التمر بالتمر: 3/251؛ والترمذى فى: باب ما جاء فى المحاقلة والمزابنة: 3/519؛ والنسائى فى: باب اشتراء التمر بالرطب، المجتبى: 7/236؛ وأخرجه ابن ماجه فى التجارات: باب بيع الرطب بالتمر: 2/761.(3/319)
3838 - ورواه أبو داود من حديث يحيى بن أبى كثير والنسائى من حديث إسماعيل بن أمية كلاهما عن عبد الله بن يزيد به، ولفظ أبى داود بهذا الإسناد: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الرطب بالتمر نسيئة» (1) .
3839 - ورواه أسامة بن زيد عن عبد الله بن يزيد به موقوفًا على سعد (2) .
3840 - حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الله بن يزيد، عن أبى عياش. قال: سئل سعد عن بيع سلتٍ بشعير أو شىء من هذا، فقال: «سئل النبى - صلى الله عليه وسلم - عن تمر برطبٍ، فقال: تنقص الرطبة إذا يبست؟ قالوا: نعم. قال: فلا إذًا» (3) .
(السَّائِب بن يزيد عنه)
3841 - «صحبت سعدًا من مكة إلى المدينة، فما سمعته يحدث بحديث واحد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» .
رواه ابن ماجه فى السنة عن بندار، عن عبد الرحمن، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد عنه به (4) .
_________
(1) الخبر أخرجاه فى الباب السابق. سنن أبى داود: 3/251؛ والمجتبى: 7/236.
(2) تحفة الأشراف للمزى: 3/283.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/179.
(4) الخبر أخرجه فى المقدمة (السنة) : باب التوقى فى الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سنن ابن ماجه: 1/12.(3/319)
(سعيد بن المسيب عنه)(3/320)
3842 - حدثنا عفان، حدثنا حماد ـ يعنى ابن سلمة ـ، أنبأنا على بن زيد، عن سعيد بن المسيب. قال: قلت لسعد بن مالك: إنى أريد أن أسألك عن حديثٍ، وأنا أهابك أن أسألك عنه. فقال: لا تفعل يا ابن أخى. إذا علمت أن عندى علمًا، فاسألنىعنه ولا تهابنى. قال: فقلت: قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلى حين خلفه بالمدينة فى غزوة تبوك. فقال سعد: «خلف النبى - صلى الله عليه وسلم - عليًا فى المدينة فى غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله أتخلفنى فى الخالفة فى النساء/ والصبيان؟ فقال: أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى؟ قال: بلى يا رسول الله، فأدبر على مسرعًا كأنى أنظر إلى غبار قدميه يسطع» .
3843 - وقد قال حماد: فرجع على مسرعًا (1) .
3844 - وقد رواه مسلم والنسائى من حديث يوسف بن الماجشون، عن محمد بن المنكرد، عن سعيد بن المسيب به (2) .
3845 - ورواه النسائى من حديث قتادة، عن سعيد به (3) .
3846 - وأخرجه الترمذى من حديث يحيى بن سعيد الأنصارى عن سعيد ابن المسيب به، وقال: حسن صحيح ويستغرب من حديث يحيى بن سعيد (4) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/173.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى الفضائل: من فضائل على بن أبى طالب - رضي الله عنه -، صحيح مسلم: 5/267؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/286.
(3) أخرجه النسائى فى الكبرى، يراجع تحفة الأشراف: 3/286.
(4) الخبر أخرجه الترمذى فى: مناقب على بن أبى طالب - رضي الله عنه -: 5/641.(3/320)
3847 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد ابن المسيب. قال سعد بن مالك: «جمع لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه يوم أحد» (1) .
رواه الجماعة إلا أبا داود من حديث يحيى بن سعيد الأنصارى، زاد البخارى: وهاشم بن هاشم، عن سعيد بن المسيب به (2) .
وروى عن يحيى بن سعيد عن على (3) .
3848 - حدثنا سويد بن عمرو، وحدثنا أبان، حدثنا يحيى، عن الحضرمى ابن لاحق، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا هَامة، ولا عَدْوَى، ولا طِيَرة إِنْ يَكُنْ فَفِى المرأَةِ، والفرسِ، والدّار» (4) .
رواه أبو داود فى الطب عن موسى بن إسماعيل عن أبان بن يزيد، عن يحيى ابن أبى كثير به (5) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/174.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى المناقب: باب مناقب سعد بن أبى وقاص: 7/83؛ وأخرجه أطرافه من الطريق فى المغازى: غزوة أحد: 7/358؛ ومن طريق هاشم بن هاشم السعدى فى الباب.
وأخرجه مسلم فى فضائل سعد بن أبى وقاص: 5/277؛ والترمذى فى الأدب: باب ما جاء فى فداك أبى وأمى: 5/130، وقال: حسن صحيح؛ وفى مناقب سعد: 5/650؛ والنسائى فى المناقب فى الكبرى وفى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 3/285؛ وابن ماجه فى المقدمة: فضل سعد بن أبى وقاص: 1/47.
(3) الخبر من حديث على، أخرجه مسلم والترمذى وابن ماجه وغيرهم. مسلم بشرح النووى: 5/276؛ صحيح الترمذى: 5/130، 650؛ سنن ابن ماجه: 1/47.
(4) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/174؛ ولفظ المسند: «والدابة» بدلاً من: «الفرس» وما فى المخطوطة يوافق اللفظ عند أبى داود مع اختلاف فى الترتيب. والهامة والعدوى تقدم التعليق عليهما ص226.
(5) سنن أبى داود: باب فى الطيرة: 4/19.(3/321)
3849 - حدثنا سويد بن عمرو الكلبى، حدثنا أبان، حدثنا يحيى، عن الحضرمى بن لاحق، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذَا كان الطَّاعونُ بأَرضٍ فلا تَهْبِطُوا عليه، وإذا كان بأرضٍ وأنتم بها فلا تَفِرُّوا منه» (1) تفرد به.
3850 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن على بن زيد، سمعت سعيد ابن المسيب. قال: قلت لسعد بن مالك: إنك إنسان فيك حدة، وأنا أريد أن أسألك، فقال: ما هو؟ قال: قلت: حديث على. قال: فقال: إن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال لعلىٍ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تكونَ مِنِى بِمَنْزِلهِ هارون مِنْ مُوسى؟ قال: رضيتُ، رضيتُ، ثم قال: بَلَى. بَلَى» (2) .
3851 - حدثنا سفيان، عن على بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن سعد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعلى: «أَنْتَ مِنّى بمنزِلة هارون من موسى. قيل لسفيان: غير أَنَّهُ لا نَبىَّ بَعْدِى؟ قال: قال: نعم» (3) .
3852 - حدثنا إسماعيل، أنبأنا هشام الدستوائى، عن يحيى بن أبى كثير، عن الحضرمى بن لاحق، عن سعيد بن المسيب. قال: سألت سعد بن أبى وقاص عن الطيرة، فانتهرنى، وقال: من حدثك؟ فكرهت أن أحدثه/ من حدثنى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا عَدْوىَ، ولا طِيرَة، ولا هَامَ. إنْ تكن الطّيِرةُ فى شَىْءٍ ففى الفَرسِ، والدَّارِ، والمرأةِ، وَإِذَا سمعتُم بالطَّاعونِ بأرضٍ فلا تَهْبِطُوا، وَإِذَا كانَ بأَرْضٍ وأَنتم بها فلا تَفِرُّوا منه» (4) تفرد به.
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/186.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/175.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/179.
(4) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/180.(3/322)
3853 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، سمعت سعد بن أبى وقاص يقول: «لقد رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عثمان بن مظعون التبتل، ولو أذن له فيه لاختصينا» (1) .
3854 - رواه الجماعة إلا أبا داود من طرق عن الزهرى به (2) .
3855 - حدثنا حجاج، أنبأنا ليث، حدثنى عقيل، عن ابن شهاب: أخبرنى سعيد بن المسيب: أنه سمع سعد بن أبى وقاص. قال: «أراد عثمان بن مظعون أن يتبتل، فنهاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو أجاز ذلك له لاختصينا» (3) .
3856 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن قتادة، وعلى بن زيد بن جدعان. قال: حدثنا بن المسيب. قال: حدثنى إبن سعد بن مالك، حدثنا عن أبيه، قال: فدخلت على سعدٍ، فقلت: حديثاً حدثنيه عنك حين استخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليًا على المدينة؟ فغضب، وقال: من حدثك، فكرهت أن أخبره أن ابنه حدثنى به، فيغضب عليه، ثم قال: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خرج فى غزوة تبوك استخلف عليًا على المدينة، فقال على لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله ما كنت أحب أن تخرج
_________
(1) التبتّل: الانقطاع عن النساء وترك النكاح، وهو المراد هنا. النهاية: 1/59.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/183.
(3) الخبر أخرجوه فى النكاح، البخارى: باب ما يكره من التبتل والخصاء: 9/117؛ ومسلم: باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة: 3/549؛ والترمذى: باب ما جاء فى النهى عن التبتّل، وقال: حسن صحيح: 3/385؛ والنسائى فى الباب، المجتبى: 6/48؛ وابن ماجه فى الباب أيضًا: 1/593.(3/323)
وجهًا إلا وأنا معك، فقال: أو ما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبى بعدى» (1) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/177.(3/324)
3857 - حدثنا يعقوب، سمعت أبى يحدث، عن محمد بن عكرمة، عن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبى وقاص: أن أصحاب المزارع فى زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا يكرون مزارعهم بما يكون على السواقى من الزرع وما سعد (1) بالماء مما حول النبت فجاءوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاختصموا فى بعض ذلك، فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكروا بذلك، وقال: اكروا بالذهب والفضة» (2) .
3858 - حدثنا يزيد، أنبأنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبى لبيبة، عن سعيد ابن المسيب، عن سعد بن مالك. قال: «كنا نكرى الأرض على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما على السواقى (3) من الزرع، / وبما سعد بالماء منها فنهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، وأذن لنا، أو رخص بأن تنكريها بالذهب والورق (4) .
_________
(1) سعد بالماء: ما جاء من الماء سيحًا لا يحتاج إلى دالية، وقيل معناه: ما جاء من غير طلب. النهاية: 2/162.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/178.
(3) السواقى: جمع السقى والسقية: النخل الذى يسقى بالسوانى أى الدوالى: والمراد بما ينبت حول السواقى. وهو خلاف المساقاة وهى فى النخل والكروم على الثلث والربع وما أشبهه يقال: ساقى فلان نخله أو كرمه، إذا دفعه إليه واستعمله فيه، على أن يعمره ويسقيه، ويقوم بمصلحته من الإبار وغيره، فما أخرج الله منه فللعامل سهم من كذا وكذا سهمًا مما تغله. والباقى للمالك، وأهل العراق يسمونها المعاملة. اللسان: 3/2044.
(4) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/182.(3/324)
3859 - رواه أبو داود عن عثمان بن أبى شيبة، عن يزيد بن هارون به، ورواه النسائى، عن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم، عن يعقوب بن إبراهيم به، وروى عن سعيد عن رافع بن خديج (1) .
3860 - حدثنا على بن عبد الله، حدثنى محمد بن طلحة التيمى من أهل المدينة، حدثنى أبو سهيل: نافع بن مالك، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبى وقاص. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للعباس: «هذا العَبّاسُ بنُ عبد المطّلب أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفًّا وَأَوْصَلُها» (2) .
3861 - رواه النسائى عن حميد بن مخلد، والنسائى عن على بن عبد الله، وهو المدينى (3) به.
(حديث آخر عنه)
3862 - أنه قال: «ما أسلم أحد فى اليوم الذى أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام وإنى لثالث الإسلام» .
3863 - رواه البخارى عن إسحاق، عن أبى أسامة، وعن إبراهيم بن موسى، عن يحيى بن أبى زائدة، ورواه ابن ماجه عن
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى البيوع: باب فى المزارعة: 3/258. وأخرجه النسائى فى المزارعة: باب ذكر الأحاديث المختلفة فى النهى عن كراء الأرض بالثلث والربع واختلاف الفاظ الناقلين للخبر، المجتبى: 7/38؛ وتقدم حديث رافع بن خديج فى مسنده.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/185.
(3) وقع فى الأصل المخطوط: «رواه مسلم» ، وهو سهو من الناسخ، ولعله التبس عليه لما وردت الكلمة فى لقب حميد بن مخلد.
والخبر أخرجه النسائى فى المناقب فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف والنكت الظراف: 3/288.(3/325)
مسروق بن المرزبان، عن يحيى ابن أبى زائدة كلاهما عن هاشم بن هاشم، عن سعيد بن المسيب، عن سعد به (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المناقب: باب مناقب سعد بن أبى وقاص: 7/83؛ وفى مناقب الأنصار: باب إسلام سعد بن أبى وقاص - رضي الله عنه -: 7/170؛ وأخرجه ابن ماجه فى المقدمة: باب فضل سعد بن أبى وقاص: 1/47.(3/326)
3864 - رواه البزار من حديث أسامة بن حسن، عن يحيى بن سعيد، عن الزهرى، عن سعيد، عن سعد قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لأُعْطِينَّ الرَّاية رَجُلاً يُحِبُّه الله ورسوله فأعطاها عليًا» (1) .
(حديث آخر)
3865 - رواه البزار من حديث سفيان بن عيينة، عن على بن زيد، عن سعيد، عن سعد. قال: قلت: يا رسول الله من أنا؟ قال: «أَنْتَ سَعْد بن مالك بن وهيب بن عَبْد مناف، مَنْ قَال غَيْرَ هذا فعليه لَعْنةُ الله» (2) .
(حديث آخر)
3866 - قال البزار: حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا على بن هاشم بن البريد، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبى سهيل بن مالك، عن سعيد ابن المسيب، عن سعد. قال: «دخلت على
_________
(1) الخبر أخرجه ابن جرير من حديثه كما فى جمع الجوامع: 2/219.
(2) قال البزار: لا نعلمه يروى مرفوعًا إلا عن سعد، ولا نعلم له إسنادًا غير هذا، ولا نعلم رواه عن على بن زيد إلا ابن عيينة. كشف الأستار: 3/206؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى والبزار مسندًا ومرسلاً، ورجال المسند وثقوا. مجمع الزوائد: 9/153.(3/326)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والحسن والحسين يلعبان على بطنه، فقلت: أتحبهما؟ فقال: وما لى لا أحبهما وهما ريحانتاى» . ثم قال: تفرد به عباد (1) .
(سليمان بن أبى عبد الله عنه)
_________
(1) قال البزار: لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا نعلم حدث به إلا عباد عن على، ولا نعلم روى أبو سهيل عن سعيد إلا هذا الحديث وآخر. كشف الأستار: 3/225.(3/327)
3867 - حدثنا عفان، حدثنا جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن سليمان بن أبى عبد الله. قال: رأيت سعد بن أبى وقاص أخذ رجلاً يصيد فى حرم/ المدينة الذى حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلبه ثيابه، فجاء مواليه، فقال: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرم هذا الحرم، وقال: من رأيتموه يصيد فيه شيئًا فله سلبه» ، فلا أرد عليكم طعمة أطعمنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكنكم إن شئتم أعطيتكم ثمنه.
وقال عفان مرة: إن شئتم أعطيتكم ثمنه أعطيتكم (1) .
رواه أبو داود، عن موسى بن إسماعيل، عن جرير بن حازم به (2) .
(شريح بن عبيد الحضرمى: أبو الصلت الحمصى عنه)
3868 - قال أبو داود فى الملاحم: حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا أبو المغيرة، حدثنى صفوان، عن شريح بن عبيد، عن سعد بن أبى وقاص، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إِنِى لأَرْجُو أَنْ لاَ تَعْجِز أُمَّتى
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/170.
(2) موسى بن إسماعيل: هو أبو سلمة التبوذكى، روى عن جرير بن حازم وغيره (تهذيب التهذيب: 10/333) ، والخبر أخرجه أبو داود فى المناسك: باب فى تحريم المدينة: 2/217.(3/327)
عِنْدَ رَبّها أَنْ يُؤَخّرهم نِصْفَ يَوْمٍ» قيل لسعد: وكم نصف يوم؟ قال: خمسمائة سنة (1) . وقد تقدم مثله عن راشد بن سعد عنه.
(شريح بن هانئ بن يزيد بن نهيك الكندى الكوفى عنه) (2)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى: باب قيام الساعة: 4/125 وسكت عنه كما سكت عنه المنذرى. مختصر السنن: 6/192.
(2) شريح بن هانى بن يزيد: قال البخارى: ابن كعب الحارثى، وفى التهذيب: ابن نهيك أو الحارث ابن كعب الحارثى: أدرك النبى شريح بن هانى بن يزيد: قال البخارى: ابن كعب الحارثى، وفى التهذيب: ابن نهيك أو الحارث بن كعب الحارثى: أدرك النبى - صلى الله عليه وسلم - ولم يره. كان من أصحاب على. التاريخ الكبير: 4/228؛ تهذيب التهذيب: 4/330.(3/328)
3869 - روى مسلم والنسائى من حديث سفيان الثورى، وإسرائيل، وابن ماجه من حديث قيس بن الربيع: ثلاثتهم عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن سعد ابن أبى وقاص: فى قوله تعالى {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِي} (1) : «نزلت فى كنت أنا وابن مسعود منهم، [وبلال] ورجل من هذيل، ورجلان نسيت اسماهما، قال المشركون: اطرد هؤلاء [لا يجترئون علينا] فوقع فى نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[ما شاء الله أن يقع] وحدث به نفر، فأنزل الله عز وجل {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِي} الآية» (2) .
(حديث آخر)
3870 - رواه البزار من حديث قيس، عن المقدام [بن شريح] ،
_________
(1) الآية 52 من سورة الأنعام.
(2) يختلف سياق الخبر بعض الاختلاف عما لدينا من المصادر، وفى المخطوطة بعض ألفاظ غير واضحة، والزيادات التى بين معكوفات استكمال من نص الخبر عند مسلم. وفيه من الاختلاف أيضًا قوله: «وحدث به نفر» ، وفى مسلم: «فحدث نفسه» ، وفى ابن ماجه: «فدخل قلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك ما شاء الله أن يدخل» .
مسلم فى الفضائل: فضائل سعد بن أبى وقاص: 5/278؛ وابن ماجه فى الزهد: باب مجالسة الفقراء: 2/1383؛ والنسائى فى المناقب فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/288.(3/328)
عن أبيه، عن سعد: «كان الناس يسألون النبى - صلى الله عليه وسلم - عن الشىء وهو حلال، فلا يزالون يسألون عنه حتى يحرم عليهم» (1) .
(ابنه عامر بن سعد عنه)
_________
(1) صدر الخبر عند البزار: «كان الناس يتساءلون عن الشىء من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو ... إلخ» ، وقال: تفرد به قيس عن المقدام؛ وقال الهيثمى: فيه قيس بن الربيع وثقه شعبة وسفيان، وضعفه أحمد ويحيى بن معين وغيرهما. كشف الأستار: 1/110؛ مجمع الزوائد: 1/158.(3/329)
3871 - حدثنا أبو بكر الحنفى: عبد الكبير بن عبد المجيد، حدثنا بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد: أن أخاه عمر انطلق إلى سعد فى غنم له خارجًا من المدينة، فلما رآه سعد قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب، فلما أتاه قال: يا أبت أرضيت أن تكون أعرابيًا فى غنمك، والناس يتنازعون فى الملك بالمدينة، فضرب سعد صدر عمر، وقال: اسكت فإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ العَبْدَ التَّقِىَّ الغَنِىَّ الخَفِىَّ» (1) .
3872 - رواه مسلم فى آخر الكتاب عن إسحاق بن إبراهيم، وعباس العنبرى به (2) . /
3873 - حدثنا أبو عامر، حدثنا فليح، عن عبد الله بن عبد الرحمن ـ يعنى ابن معمر ـ. قال: حدث عامر بن سعد عمر بن
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/168.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى الزهد؛ وقال الثورى: المراد بالغنى غنى النفس. هذا هو الغنى المحبوب، وأشار القاضى إلى أن المراد الغنى بالمال.
وأما الخفى: فبالخاء المعجمة، وروى بالمهملة، ومعناه بالمعجمة الخامل المنقطع إلى العبادة والاشتغال بأمور نفسه. ومعناه بالمهملة الوصول للرحم اللطيف بهم وبغيرهم من الضعفاء. والصحيح بالمعجمة. مسلم بشرح النووى: 5/820.(3/329)
عبد العزيز، وهو أمير على المدينة: أن سعدًا قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمْراتِ عَجْوةٍ ما بَيْن لاَبَتى المدينةِ على الرّيقِ لمِ يَضُرّه يَوْمَهُ ذَلك شَىءٌ حتى يُمْسِى، [قال فيح: وأظنه قال:] وإن أكلها حين يمسى لم يضره شىء حتى يصبح» ، فقال عمر: أنظر يا عامر ما تحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: أشهد ما كذبت على سعدٍ، وما كذب سعد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (1) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/168؛ وما بين معكوفين استكمال منه.(3/330)
3874 - رواه مسلم عن القعنبى عن سليمان بن بلال عن عبد الله بن عبد الرحمن به، وأخرجاه فى الأطعمة، وأبو داود والنسائى من طريق عن هاشم بن
هاشم عن عامر بن سعد به (1) .
3875 - حدثنا أبو عامر، حدثنا عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد ابن سعد، عن عامر بن سعد: أن سعدًا ركب إلى قصره بالعقيق (2) ، فوجد غلامًا يخبط شجرًا (3) ، أو يقطعه، فسلبه، فلما رجع
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم عن القعنبى فى الأطعمة: كتاب الأشربة، باب فضل تمر المدينة. وفى الباب من طريق مروان بن معاوية الفزارى، وأبى بدر شجاع بن الوليد كليهما عن هاشم بن هاشم، عن عامر، عن سعد لا يقولان: سمعت رسول - صلى الله عليه وسلم -، وعن أبى أسامة عن هاشم بن هاشم: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وفى طرق الخبر كلها اقتصر على القسم الأول من الحديث.
وأخرجه البخارى فى الأطعمة: باب العجوة: 6/569؛ وأخرج أطرافه فى الطب: باب الدواء للعجوة للسحر: 10/238؛ وفى: باب شرب السم والدواء به وما يخاف منه والخبيث: 10/247.
وأبو داود فى الطب: باب فى تمر العجوة: 4/8؛ والنسائى فى الوليمة فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/300.
(2) العقيق: واد من أودية المدينة مسيل للماء، وهو الذى ورد ذكره فى الحديث أنه وادٍ مبارك. النهاية: 3/117.
(3) الخبط: ضرب الشجر بالعصا ليتناثر ورقها، واسم الورق الساقط خبط بالتحريك، وهو من علف الإبل. النهاية: 1/280.(3/330)
سعد جاءه أهل الغلام، فكلموه أن يرد ما أخذ من غلامهم، فقال: معاذ الله أن أرد شيئًا نفلنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبى أن يرد عليهم (1) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/168.(3/331)
3876 - رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد كلاهما: عن أبى عامر به (1) .
3877 - حدثنا حسن، حدثنا إبن لهيعة، حدثنا يزيد بن أبى حبيب، عن داود بن عامر بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو أَنَّ ما يُقِلُّ ظُفُرٌ مِمَّا فى الجنّةِ بَدَا لَتَزخْرفَتْ له ما بَيْنَ خَوَافِقِ السماوات والأَرضِ، ولو أَنَّ رجلاً مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ اطّلعَ فَبَدَا سِوَارُهُ لَطَمَسَ ضَوْءُهُ ضَوْءَ الشَّمْسِ كما تَطْمِسُ الشَّمسُ ضَوْءَ النُّجومِ» (2) .
رواه الترمذى عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن ابن لهيعة به، وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديثه (3) .
3878 - حدثنا أبو سلمة الخزاعى (4) ، أنبأنا عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل ابن محمد، عن عامر بن سعد، [عن سعد] . قال: «ألحدوا
_________
(1) أبو عامر: هو العقدى؛ والخبر أخرجه مسلم فى الحج: باب فضل المدينة ودعاء النبى - صلى الله عليه وسلم - فيها بالبركة: 3/514.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/169.
(3) الضمير فى قوله: «من حديثه» يعود إلى ابن لهيعة. والخبر أخرجه الترمذى فى صفة الجنة: باب ما جاء فى صفة أهل الجنة: 4/678.
(4) فى الأصل المخطوط: «أبو مسعود بن سلمة» ، والصواب ما أثبتناه وهو يوافق ما فى المسند، وأبو سلمة اسمه منصور بن سلمة بن عبد العزيز بن صالح: أبو سلمة الخزاعى الحافظ البغدادى: روى عبد الله بن جعفر وغيره، وروى عنه أحمد بن حنبل وغيره. تهذيب التهذيب: 10/308.(3/331)
لى لحدًا، وانصبوا على اللبن (1) نصبًا، كما صنع برسول الله - صلى الله عليه وسلم - (2) .
_________
(1) اللحد: الشق الذى يعمل فى جانب القبر لوضع الميت، لأنه قد أميل عن وسط القبر إلى جانبه، يقال: لحدت وألحدت. واللبن: جمع لبنة، وهى التى يبنى بها الجدار. النهاية: 4/47، 50.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/169.(3/332)
3879 - رواه مسلم، والنسائى، وابن ماجه من حديث عبد الله بن جعفر المسورى (1) .
3880 - حدثنا إبن مهدى، حدثنا عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد، عن أبيه، عن سعد، فذكر مثله، ووافقه أبو سعيد على عامر بن سعد كما قال الخزاعى (2) .
3881 - حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا مالك ـ يعنى بن أنس ـ، عن سالم أبى النضر، عن عامر بن سعد بن أبى وقاص. قال: سمعت أبى يقول: «ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لحىٍ من/ الناس يمشى: «إنه فى الجنة» إلا لعبد الله بن سلام» (3) .
رواه البخارى، عن عبد الله بن يوسف، عن مالك ومسلم عن زهير بن حرب، عن إسحاق بن عيسى، عن مالك، والنسائى عن [عمرو بن] منصور، عن أبى مسهر، عن ملك به (4) .
_________
(1) الخبر أجده فى الجنائز: مسلم فى: باب اللحد ونصب اللبن على الميت: 2/628؛ والنسائى فى: باب اللحد والشق، المجتبى: 4/66؛ وابن ماجه فى: باب ما جاء فى استحباب اللحد: 1/496.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند، أورده عقب الحديث السابق: 1/169.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/169.
(4) الخبر أخرجاه فى الفضائل: البخارى فى: باب مناقب عبد الله بن سلام - رضي الله عنه -: 7/128؛ ومسلم فى الباب: 5/350؛ وأخرجه النسائى فى المناقب فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/293؛ وما بين معكوفين استكمال منه.(3/332)
3882 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن وهيب، عن أبى واقد الليثى، عن عامر بن سعد، عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «تُقْطَعُ الْيَدُ فى ثَمَنِ المِجَن» (1) .
رواه ابن ماجه من حديث وهيب عن أبى واقد، واسمه صالح بن محمد بن زائدة به (2) .
3883 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا الفضيل بن سليمان، حدثنا محمد
ابن أبى يحيى، عن أبى إسحاق بن سالم، عن عامر بن سعد، عن سعد بن أبى
وقاص، قال: «ما بَينَ لاَبَتَى (3) المدينةِ حَرَامٌ قد حَرَّمَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كما
حَرَّمَ إِبراهيمُ مَكَّة. اللَّهمَّ اجْعَل البركةَ فيها بَرَكَتين، وبارك لهم فى صَاعِهم وَمُدّهم» (4) .
تفرد به من هذا الوجه، وقد رواه مسلم من وجه آخر نحوه (5) .
3884 - حدثنا على بن إسحاق، أنبأنا عبد الله، أنبأنا ابن لهيعة، عن يزيد ابن أبى حبيب، عن داود بن عامر بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه، عن جده، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَوْ أَنَّ مَا يُقِلّ ظُفر مِمّا فى الجنّةِ بَدَا لَتَزخْرَفَتْ لَهُ خَوَافِقُ السماوات والأَرض، ولو أَنَّ رجلاً
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/169.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الحدود: باب حد السارق: 2/862؛ وقال فى الزوائد: فى إسناده أبو واقد، وهو ضعيف، ضعفه غير واحد، وأصل الحديث فى الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة وأبى هريرة وابن عمر رضى الله عنهم، وفى أبى واقد يرجع إلى تهذيب التهذيب: 4/401.
(3) لابتا المدينة: اللابة: الحرة، وهى الأرض ذات الحجارة السود التى ألبستها لكثرتها وجمعها لابات، والمدينة ما بين حرتين عظيمتين. النهاية: 4/68.
(4) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/169.
(5) الخبر أخرجه مسلم من طريق عامر بن سعد، عن أبيه فى المناسك: باب فضل المدينة ودعاء النبى - صلى الله عليه وسلم - فيها بالبركة: 3/512.(3/333)
مِنْ أَهل الجنَّةِ اطَّلعَ فَبَدَتْ أَساوِرُهُ لَطَمس ضَوْءُهُ ضَوءَ الشَّمسِ كما تَطْمِس الشَّمسُ ضَوْءَ النُّجوم» (1) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/171.(3/334)
3885 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال له: «إِنَّكَ مَهْمَا أَنْفَقتَ على أَهْلِكَ مِنْ نَفَقَةٍ فَإِنَّكَ تُؤْجر فيها، حتَّى اللَّقمة تَرْفَعهَا إلى فى امرأتك» (1) .
3886 - حدثنا وكيع، حدثنا مسعر وسفيان، عن سعد بن إبراهيم ـ قال سفيان عن عامر بن سعد، وقال مسعر عن بعض آل سعد عن سعد ـ: «أن النبى - صلى الله عليه وسلم - دخل عليه يعوده، وهو مريض بمكة، فقلت: يا رسول الله أوصى بمالى كله؟ قال: لا. قلت: فبالشطر؟ قال: لا قلت: فبالثلث؟ قال: الثلث، والثلث كبير، أو كثير، إنك أن تدع وارثك غنيًا خير من أن تدعه فقيرًا يتكفف الناس، وإنك مهما أنفقت على أهلك من نفقةٍ فإنك تؤجر فيها، حتى اللقمة ترفعها إلى فى امرأتك. قال: ولم يكن له يومئذٍ إلا إبنة، فذكر سعد الهجرة، فقال: يرحم الله ابن عفراء (2) ولعل الله يرفعك حتى ينتفع بك قوم، ويضر بك آخرين» (3) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/172.
(2) () رواية: «يرحم الله ابن عفراء» تخالف ما وقع فى الروايات الأخرى، ومنها عند البخارى من طريق الزهرى: «لكن البائس سعد بن خولة» (صحيح البخارى: 3/164) ، وقد حقق ابن حجر هذا الموضوع فقال:
«كذا وقع فى هذه الرواية فى رواية أحمد والنسائى من طريق عبد الرحمن بن مهدى عن سفيان. قال الداودى: «قوله «ابن عفراء» غير محفوظ» ، وقال الدمياطى: «هو وهم، والمعروف «ابن خولة» ، ولعل الوهم من سعد بن إبراهيم فإن الزهرى أحفظ منه، وقال فيه «سعد بن خولة» ، ثم قال: وجزم الليث بن سعد فى تاريخه عن يزيد بن أبى حبيب بأن سعد بن خولة مات فى حجة الوداع» ، وهو الثابت فى الصحيح. يراجع الصحيح بشرح الفتح: 5/364؛ وأسد الغابة: 2/343.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/172.(3/334)
3887 - رواه البخارى، ومسلم، والنسائى من حديث سفيان الثورى به (1) .
3888 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، وأبو سعيد قالا: حدثنا عبد الله/ بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد، [قال أبو سعيد: حدثنا إسماعيل بن محمد] ، عن عامر ابن سعد، عن أبيه. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال أبو سعيد: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه، حتى يرى بياض خده ويسلم عن يساره حتى يرى بياض خده (2) .
3889 - رواه مسلم (3) ، والنسائى من حديث عبد الله بن جعفر [وعبد الله ابن جعفر] هذا [لا بأس به] وهو المسورى، وليس بالمدينى ذلك ضعيف قاله النسائى (4) ورواه ابن ماجه من حديث مصعب بن ثابت والترمذى كلاهما عن إسماعيل بن محمد بن سعد به (5) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الوصايا: باب أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يتكفنوا الناس: 5/363؛ وفى النفقات: باب فضل النفقة على الأهل: 9/497؛ وليس فيه ذكر لسعد بن خولة أو ابن عفراء. وأخرجه مسلم فى الوصية: 4/162؛ والنسائى فى الوصايا أيضًا: باب الوصية بالثلث، المجتبى: 6/201.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/172، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(3) فى الأصل المخطوط: «رواه البخارى» والصواب: مسلم كما سيأتى، ويرجع إلى تحفة الأشراف: 3/289.
(4) عبد الله بن جعفر المسورى: وثقه أحمد، وقال يحيى: صدوق ليس به بأس وليس بثبت، وقال ابن حبان: كثير الوهم مستحق الترك.
وعبد الله بن جعفر بن نجيح المدينى: والد على بن المدينى، أقوال الأئمة فيه مظلمة، وقال ابنه على: أبى ضعيف. الميزان: 2/401، 403.
(5) الخبر أخرجوه فى الصلاة: مسلم فى: باب السلام للتحليل من الصلاة عند فراغها: 2/229؛ والنسائى فى: باب السلام، المجتبى: 3/52، وما بين المعكوفات استكمال منه لتتقارب العبارتان، غير أنه قال: «متروك الحديث» بدلاً من قوله هنا: «ذلك ضعيف» .
وأخرجه ابن ماجه فى: باب التسليم: 1/296؛ وأما الترمذى فأشار إليه فى: باب ما جاء فى التسليم فى الصلاة: 2/89.(3/335)
3890 - حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن سعد، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال: «جاء النبى - صلى الله عليه وسلم - يعوده، وهو بمكة، وهو يكره أن يموت بالأرض التى هاجر منها، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: يرحم الله سعد بن عفراء يرحم الله سعد بن عفراء ولم يكن له إلا ابنة واحدة، فقال: يا رسول الله أوصى بمالى كله، قال: لا. قال: فالنصف؟ قال: لا. قال: فالثلث؟ قال: الثلث، والثلث كثير إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالةً يتكففون الناس فى أيديهم إنك مهما أنفقت من نفقةٍ فإنها صدقة حتى اللقمة ترفعها إلى فى امرأتك، ولعل الله أن يرفعك فينتفع بك ناس، ويضر بك آخرون» (1) .
3891 - حدثنا يعلى، حدثنا عثمان بن حكيم، عن عامر بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه. قال: «أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى مررنا على مسجد بنى معاوية، فدخل، فصلى ركعتين، وصلينا معه، وناجى ربه عز وجل طويلاً. قال: سألت ربى ثلاثًا: سألته أن لا يهلك أمتى بالغرق، فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتى بالسنة (2) ، فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها» (3) .
3892 - رواه مسلم من حديث عثمان بن حكيم به (4) .
3893 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهرى، عن عامر بن سعد ابن أبى وقاص، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/173.
(2) السنة: القحط والجدب.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/175.
(4) الخبر أخرجه مسلم فى الفتن وأشراط الساعة: 5/740.(3/336)
مِنْ أكبرِ المسلمين فى المسلمين جُرْمًا رجلاً سأَلَ عن شَىْءٍ وَنَقَّرَ عنه، حتى أَنْزَلَ اللهُ فى ذلك الشىءِ تَحريمًا مِنْ أَجْلِ مسألته» (1) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/176.(3/337)
3894 - رواه البخارى، ومسلم وأبو داود من حديث الزهرى به (1) .
3895 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهرى، عن عامر بن سعد/ ابن أبى وقاص، عن أبيه. قال: «أعطى نبى الله - صلى الله عليه وسلم - رجالاً، ولم يعط رجلاً منهم شيئًا، فقال سعد: يا نبى الله أعطيت فلانًا، وفلانًا، ولم تعط فلانًا شيئًا، وهو مؤمن، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: أو مسلم، حتى أعادها سعد ثلاثًا، والنبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: أو مسلم، ثم قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: إِنِى لأُعْطِى رِجالاً، وأَدَعُ مَنْ هو أَحَبُّ إلىّ مِنْهم، فلا أُعْطيه شَيْئًا مخافةَ أَنْ يُكِبُّوا فى النَّارِ على وُجُوههم» (2) .
3896 - رواه البخارى، ومسلم، وأبو داود، والنسائى من حديث الزهرى به (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الاعتصام: باب ما يكره من كثرة السؤال، ومن تكلف ما لا يعنيه: 13/264؛ وأخرجه مسلم من طرق كلها عن الزهرى فى فضائل النبى - صلى الله عليه وسلم -: باب توقيره - صلى الله عليه وسلم - وترك إكثار سؤاله من غير ضرورة: 5/206؛ وأبو داود فى السنة: باب لزوم السنة، وفى نسخة: باب من دعا إلى السنة: 4/201.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/176.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى الإيمان: باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة: 1/79، وفى الزكاة: باب قوله تعالى {لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً} : 3/340؛ وأخرجه مسلم فيهما: باب تألف قلب من يخاف على إيمانه لضعفه: 1/362، باب إعطاء المؤلفة ومن يخاف على إيمانه: 3/96.
وأخرجه أبو داود فى السنة مطولاً ومختصراً: باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه: 4/220؛ والنسائى فى الإيمان وشرائعه: باب تأويل قوله عز وجل {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} ، المجتبى: 8/92؛ وفى الكبرى فى التفسير كما فى تحفة الأشراف: 3/298.(3/337)
3897 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال: «أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتل الوزغ (1) وسماه فويسقًا» (2) .
3898 - رواه أبو داود عن أحمد بن حنبل، ومسلم عن إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد: ثلاثتهم عن عبد الرزاق (3) به، ورواه [ابن وهب عن] يونس عن الزهرى عن عامر (4) ، ورواه يونس عن الزهرى عن عروة عن عائشة كما سيأتى (5) .
3899 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن عامر بن سعد ابن أبى وقاص، عن أبيه. قال: «كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى حجة الوداع، فمرضت مرضًا أشفيت (6) على الموت، فعادنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله إن لى مالاً كثيرًا، وليس يرثنى إلا إبنة لى أفأوصى بثلثى مالى، قال: لا. قلت: بشطر مالى؟ قال: لا. قلت: بثلث مالى؟ قال: الثلث، والثلث كثير إنك يا سعد أن تدع ورثتك أغنياء خير لك من أن تدعهم عالةً يتكففون (7) الناس. إنك يا سعد لن تنفق نفقةً
_________
(1) الوزغ: جمع وزغة بالتحريك، وهى التى يقال لها سام أبرص، والخمس الفواسق يقتلن فى الحل والحرم سماها بذلك على سبيل الاستعارة لخبثها وقيل لخروجها من الحرمة فى الحل والحرم. النهاية: 3/200؛ 4/208.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/176.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب: باب فى قتل الأوزاغ: 4/366؛ ومسلم فى قتل الحيات وغيرها: باب استحباب قتل الوزغ: 5/96.
(4) فى الأصل المخطوط: «عن عروة» ، والعبارة هكذا تكون مكررة والتصويب من النكت الظراف على التحفة قال: «وقد رواه ابن وهب عن يونس، عن الزهرى فقال: أراه عن عامر بن سعد، عن أبيه» . تحفة الأشراف: 3/299.
(5) تحفة الأشراف: 3/299.
(6) أشفيت على الموت: أشرفت عليه.
(7) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/176.(3/338)
تبتغى بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى اللقمة تجعلها فى فى امرأتك. قال: قلت: يا رسول الله أخلف بعد أصحابى؟ قال: إنك لن تتخلف تعمل عملاً تبتغى به وجه الله إلا ازددت به درجة، ورفعة، ولعلك تخلف حتى ينفع الله بك أقوامًا، ويضر بك آخرين، اللهم أمض لأصحابى هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة رثى له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان مات بمكة» (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى: حجة الوداع: 8/109؛ وفى الدعوات: باب الدعاء برفع الوباء والوجع: 11/179؛ وفى مناقب الأنصار: باب قول النبى - صلى الله عليه وسلم -: اللهم امض لأصحابى هجرتهم، ومرثيته لمن مات بمكة: 7/269؛ وفى الجنائز: باب رثاء النبى - صلى الله عليه وسلم - سعد بن خولة: 3/164؛ وفى المرضى: باب ما رخص للمريض أن يقول: 10/123؛ وفى الفرائض: باب ميراثا البنات: 12/14؛ ومختصرًا فى الإيمان: 1/136، وأخرجه الباقون فى الوصايا: مسلم: 4/159؛ وأبو داود فى: باب ما جاء فيما لا يجوز للموصى فى ماله: 3/112؛ والترمذى: باب ما جاء فى الوصية بالثلث: 4/430؛ والنسائى: باب الوصية بالثلث: 6/201؛ وابن ماجه فى الباب: 2/903.(3/339)
3900 - رواه الجماعة من حديث الزهرى.
3901 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمد بن إسحاق، عن داود بن عامر ابن سعد بن مالك، عن أبيه، عن جده. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهُلم يكنْ نَبىّ إلاَّ وَصَفَ الدَّجّالَ لأمته، وَلأَصِفَنَّهُ صفةً لم يَصِفْها أحدٌ كان قبلى، إِنّه أَعور وإنَّ الله عزّ وجلّ ليس بأعور» (1) . تفرد به.
3902 - حدثنا عبد الملك بن عمرو، حدثنا فليح، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر. قال: حدث عامر بن سعدٍ عمر بن/ عبد العزيز، وهو أمير على المدينة: أن سعدًا قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/176.(3/339)
«مَنْ أَكلَ سَبْعَ تَمْراتِ عَجْوةٍ ما بين لاَبَتى المدينة حين يُصبح لم يضرَّه يَومَه ذلك شَىْءٌ حتى يُمْسى» قال فليح: وأظنه قد قال: «وإن أكلها حين يمسى لم يضره شىء حتى يصبح» قال: فقال عمر: يا عامر أنظر ما تحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال عامر: والله ما كذبت على سعد، وما كذب سعد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/177.(3/340)
3903 - حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا مالك ـ يعنى إبن أنس ـ، حدثنا أبو النضر، عن عامر بن سعد. قال: سمعت أبى يقول: «ما سمعتُ النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول لحىٍ يمشى إنه فى الجنة إلا لعبد الله بن سلام» (1) .
3904 - حدثنا هارون بن معروف، فسمعته أنا من هارون. قال: حدثنا عبد الله بن وهب، حدثنى مخرمة، عن أبيه، عن عامر بن سعد بن أبى وقاص. قال: سمعت سعدًا، وناسًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يقولون: كان رجلان أخوان فى عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] وكان أحدهما أفضل من الآخر، فتوفى الذى هو أفضلهما، ثم عمر الآخر بعده أربعين ليلةً، ثم توفى، فذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضل الأول على الآخر، فقال: ألم يكن يصلى؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فكان لا بأس به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما يدريكم ماذا بلغت به صلاته، ثم قال عند ذلك: إنما مثل الصلاة كمثل نهرٍ جارٍ بباب رجل غمرٍ عذبٍ يقتحم فيه كل يوم خمس مراتٍ فما ترون يبقى ذلك من درنه» (2) تفرد به.
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/177.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/177.(3/340)
3905 - حدثنا ابن أبى عدى، عن ابن إسحاق، [ويعقوب، حدثنا أبى، عن أبى إسحاق] ، حدثنى عبد الله بن محمد. قال يعقوب بن أبى عتيق، عن عامر بن سعد، حدثه، عن أبيه سعد. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِذَا تنخّمَ أحدُكم فى المسْجِدِ فَلْيُغَيّبْ نُخَامته أَنْ تُصِيبَ جلْدَ مُؤمن، أو ثوبَهُ فَتُؤذيه» (1) تفرد به.
3906 - حدثنا سفيان، عن الزهرى، عن عامر بن سعد، عن أبيه: يبلغ به النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أَعْظمُ المسلمين فى المسلمين جُرْمًا مَنْ سأل عن أَمرٍ لم يُحَرَّم فَحُرّم على النّاسِ مِنْ أجل مسألته» (2) .
3907 - حدثنا سفيان، عن الزهرى، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال: «مَرِضتُ بمكّة عامَ الفّتْح مرضًا شديدًا أشرفتُ منه علَى الموت، فأتانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودنى، قلت: يا رسول الله إن لى مالاً كثيراً، وليس يرثنى إلا ابنتى، أفأتصدق بثلثى مالى؟ ـ قال سفيان مرةً: أتصدق بمالى كله؟ ـ قال: لا. قال: أفأتصدق بثلثى مالى؟ قال: لا. قال: قلت: فالشطر؟ قال: لا. قلت: فبالثلث؟ قال: الثلث، والثلث كثير، / إنك أن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالةً يتكففون الناس، إنك لن تنفق نفقةً إلا أجرت فيها، حتى اللقمة ترفها إلى فى امرأتك. قلت: يا رسول الله أخلف عن هجرتى؟ قال: إنك لن تخلف بعدى، فتعمل عملاً تريد به وجه الله إلا ازددت به رفعةً، ودرجة، ولعلك أن تخلف، حتى ينتفع بك أقوام، ويضر بك آخرون، اللهم
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/179.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/179.(3/341)
أمض لأصحابى هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة ـ يرثى له أن مات بمكة» (1) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/179.(3/342)
3908 - حدثنا يحيى، حدثنا محمد بن عمرو. قال: حدثنى مصعب بن ثابت، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد بن مالك. قال: «كان النبى - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه، وعن شماله، حتى يرى بياض خديه» (1) .
3909 - حدثنا يونس بن محمد، حدثنا ليث، عن الحكيم بن عبد الله بن قيس، عن عامر بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمعُ المؤذّنَ: وأَنَا أشهدُ أنْ لاَ إله إلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأَنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، رَضِيتَ بالله ربًّا، وبمحمد رسولاً، وبالإسلام دينًا غفر له ذنبه» (2) .
3910 - حدثناه قتيبة. قال: عن الحكيم بن عبد الله بن قيس (3) .
رواه مسلم وأبو داود، والترمذى، والنسائى عن قتيبة، ومسلم أيضًا وابن ماجه عن محمد بن رمح: كلاهما عن الليث (4) به.
3911 - حدثنا ابن نمير، عن عثمان ـ يعنى ابن حكيم ـ قال: أخبرنيه عامر ابن سعد، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنّى أُحَرّم
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/180.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/181.
(3) الموطن السابق.
(4) الخبر أخرجه مسلم من الطريقين فى الصلاة: باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه: 2/13؛ وأبو داود: باب ما يقول إذا سمع المؤذن: 1/145؛ والترمذى فى الباب: 1/411، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث الليث بن سعد عن حكيم بن عبد الله بن قيس، والنسائى فى الأذان: باب الدعاء عند الأذان: 2/22؛ وابن ماجه فيه: باب ما يقال إذا أذن المؤذن: 1/238.(3/342)
ما بين لاَبَتَىْ المدينة أن يُقْطع عِضَاهُهَا (1) ، أوْ أَنْ يُقتل صَيْدُها، وقال: المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يخرج منها أحد رغبةً عنها إلا أبدل فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها (2) وجهدها إلا كنت له شهيدًا، أو شفيعًا يوم القيامة» (3) .
_________
(1) العضاه: شجر أم غيلان، وكل شجر عظيم له شوك الواحدة عضة بالتاء وقيل واحدتها عضاهة. النهاية: 3/104.
(2) اللأواء: الشدة وضيق المعيشة. النهاية: 4/43.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/181.(3/343)
3912 - رواه مسلم، والنسائى من حديث عثمان بن حكيم (1) .
3913 - حدثنا إبن نمير، عن عثمان. قال: أخبرنى عامر بن سعد، عن أبيه: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل ذات يوم من العالية، حتى إذا مر بمسجد بنى معاوية دخل فركع ركعتين، وصلينا معه، ودعا ربه طويلاً ثم انصرف إلينا، فقال: سألت ربى ثلاثًا، فأعطانى اثنتين، ومنعنى واحدةً: سألت ربى أن لا يهلك أمتى بسنةٍ، فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتى بالغرق، فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها» (2) .
3914 - حدثنا يزيد، أنبأنا محمد بن إسحاق، عن داود بن عامر بن سعد بن مالك، عن أبيه، / عن جده. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لأصفن الدجال صفةً لم يصفها من كان قبلى: إنه أعور، والله ليس بأعور» (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى الحج: باب فضل المدينة ودعاء النبى - صلى الله عليه وسلم - فيها بالبركة: 3/512؛ والنسائى فى المناسك فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/295.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/181.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/182.(3/343)
3915 - حدثنا يزيد، أنبأنا ابن أبى ذئب، عن الزهرى، عن عامر بن سعد ابن امالك، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: أنه أتاه رهط فسألوه، فأعطاهم إلا رجلاً منهم. قال سعد: فقلت: يا رسول الله أعطيتهم وتركت فلانًا، والله إنى لأراه مؤمنًا. فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: أو مسلمًا، فرد عليه سعد ذلك ثلاثًا مؤمنًا، ورد عليه النبى - صلى الله عليه وسلم -: أو مسلمًا، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - فى الثالثة: «والله إنى لأُعْطى الرجلَ العَطَاءَ لَغَيْرُهُ أَحَبُّ إلىَّ منه خوفًا أنْ يُكبّه الله على وَجْهه فى النار» (1) .
3916 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا جرير ـ يعنى ابن حازم ـ، عن عمه جرير ـ يعنى ابن زيد ـ، عن عامر بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه. قال: قلت: «يا رسول الله أوصى بمالى كله؟ قال: لا. قلت: فثلثيه؟ قال: لا. قلت: فنصفه؟ قال: لا. قلت: فالثلث؟ قال: الثلث، والثلث كبير. أحدكم يدع أهله بخيرٍ خير له من أن يدعهم عالةً [على] أيدى الناس» (2) .
3917 - حدثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا إسماعيل بن محمد، عن عامر بن سعد: أن سعدًا قال فى مرضه: «إذا أنا مت فألحدوا لى لحدًا، واصنعوا بى مثل ما صنع برسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (3) .
3918 - حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد بن زياد، أنبأنا عثمان بن حكيم، حدثنى عامر بن سعد، عن أبيه. قال: قال رسول الله
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/182.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/184؛ وما بين معكوفين استكمال منه.
(3) الموطن السابق، وقد سبق بيان المقصود باللحد ص302.(3/344)
- صلى الله عليه وسلم -: «إنّى أُحرّم ما بَيْن لاَبَتى المدينة كما حَرَّم إِبراهيم حَرَمَهُ: لا يُقْطع عِضَاهُها، ولا يُقْتَل صَيْدُها، ولا يَخْرجُ منها أَحَدٌ رغبةً عنها إلاّ أبدلَها الله خَيْرًا منه، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ولا يُرِ يدهم أحدٌ بِسُوءٍ إلاَّ أَذَابَهُ الله ذَوْبَ الرَّصاص فى النار أَوْ ذَوْبَ الملح فى المَاء» (1) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/184.(3/345)
3919 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول له (1) ـ وخلفه فى بعض مغازيه ـ فقال على: يا رسول الله أتخلفنى مع النساء والصبيان؟ فقال: يا على أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدى.
3920 - وسمعته يقول يوم خيبر: «لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فتطاولنا لها فقال: ادعو لى عليًا، فأتى به أرمد، فبصق فى عينه، ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه» .
3921 - ولما نزلت هذه الآية {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا/ وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ} (2) دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليًا، وفاطمة، وحسنًا، وحسينًا فقال: «اللهم هؤلاء أهلى» (3) .
3922 - رواه الترمذى، ومسلم عن قتيبة، زاد مسلم: ومحمد بن عباد (4) كلاهما عن حاتم (5) .
_________
(1) الضمير يعود إلى على بن أبى طالب - رضي الله عنه -.
(2) جزء من الآية 61 من سورة آل عمران.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/185.
(4) فى الأصل المخطوط: «محمد بن رمح» ، والتصويب من المرجع، قال: «وتقاربا فى اللفظ» .
(5) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب: مناقب على بن أبى طالب - رضي الله عنه -، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. صحيح الترمذى: 5/638؛ وأخرجه مسلم من الطريقين جميعًا فى فضائل الصحابة: من فضائل على بن أبى طالب - رضي الله عنه -: 5/268.(3/345)
3923 - حدثنا يزيد، أنبأنا أبو معشر، عن موسى بن عقبة، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه وعن شماله» (1) .
3924 - حدثنا روح، حدثنا ابن عون، عن محمد بن محمد بن الأسود، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال: «لما كان يوم الخندق، ورجل يترس (2) جعل يقول بالترس هكذا، فوضعه فوق أنفه، ثم يقول هكذا يسفله بعد قال: فأهويت إلى كنانتى، فأخرجت منها سهمًا مدمى (3) فوضعته فى كبد القوس، فلما قال هكذا يسفل الترس رميت فما نسيت وقع القدح على كذا وكذا من الترس. قال: وسقط. فقال (4) : برجله، فضحك نبى الله - صلى الله عليه وسلم -، أحسبه قال: حتى بدت نواجذه» . قال قلت: لم «قال» لفعل الرجل (5) ؟
3925 - رواه الترمذى فى الشمائل عن بندار، عن الأنصارى، عن ابن عون به (6) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/186.
(2) يترس: يتستر بالترس.
(3) المدمى من السهام: الذى أصابه الدم، فحصل فى لونه سواد وحمرة مما رمى به العدو، ويطلق على ما تكرر الرمى به، والرماة يتبركون به، وقال بعضهم: هو مأخوذ من الدامياء وهى البركة. النهاية: 2/32.
(4) قال برجله: فحص برجله إذ إن السهم أصاب منه مقتلاً، والعرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال، وتطلقه على غير الكلام واللسان، فتقول: قال بيده أى أخذ وهكذا. النهاية: 3/285.
(5) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/186.
(6) يرجع إلى تحفة الأشراف: 3/295.(3/346)
(أحاديث أخر من رواية عامر عن أبيه)(3/347)
3926 - الأول: رواه النسائى فى اليوم والليلة من طريق عبد الله بن جعفر المسورى، وعبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن مخرمة: كلاهما عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عمه عامر بن سعد، عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال يوم أحد: «أَنْبِلُوا سَعْدًا، ارْمِ رَمَى الله لك، ارّمِ فِدَاك أَبِى وأُمّىِ» (1) .
3927 - الثانى: قال أبو داود فى الجهاد: حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن أبى فديك، حدثنى موسى بن يعقوب، عن ابن عثمان ـ قال أبو داود: وهو يحيى بن الحسن بن عثمان ـ عن أشعث بن إسحاق بن سعد، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال: «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة نريد المدينة، فلما كنا قريبًا من عزورا (2) نزل، ثم رفع يديه، فدعا الله تعالى ساعةً، ثم خر ساجدًا، فمكث طويلاً، ثم قام، فرفع يديه فدعا الله ساعةً، ثم خر ساجدًا، فمكث طويلاً ثم قام فرفع يديه ساعة ثم خر ساجدًا، ذكره أحمد ثلاثًا ـ. قال: إنى سألت ربى وشفعت لأمتى، فأعطانى ثلث أمتى، فخررت ساجدًا شكرًا لربى، ثم رفعت رأسى، فسألت ربى لأمتى، فأعطانى ثلث أمتى، فخررت لربى ساجدًا شكرًا، ثم قمت، فسألت ربى لأمتى فأعطانى الثلث الآخر، فخررت ساجدًا لربى عز وجل» .
_________
(1) يرجع إلى تحفة الأشراف: 3/290؛ وفى تعليقه على أصل من أصول التحفة: عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن مخرمة: وصوابه: عبد الله بن عبد الرحمن بن المسور ابن مخرمة. ولكنه فى التهذيب يوافق الأصل. تهذيب التهذيب: 5/293.
(2) عزورا: بفتح فسكون ففتح مقصور، ويقال عزور مثل قسور: هى ثنية بالجحفة عليها الطريق من المدينة إلى مكة.(3/347)
3928 - قال أبو داود: أشعث بن/ إسحاق أسقطه أحمد بن صالح حيث حدثنا به، فحدثنى به عنه موسى بن سهل الرملى (1) .
3929 - الثالث: رواه النسائى فى الأشربة. من حديث الضحاك بن عثمان، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَنْهَاكُم عَنْ قَلِيلٍ مَا أَسْكَرَ كَثِيُرهُ» (2) .
3930 - الرابع: رواه النسائى: عن عباس العنبرى عن أبى بكر الحنفى (3) : عبد الكبير بن عبد المجيد، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه: فى مرضه وعيادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له، وأمره له بالوصية بالثلث (4) .
3931 - الخامس: رواه النسائى فى المناقب، وفى القضاء: من حديث أبى عامر العقدى، عن محمد بن صالح، عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن عامر بن سعد، عن أبيه: «أن سعد بن معاذ حكم على بنى قريظة أن يقتل منهم كل من جرت عليه الموسى» (5) الحديث.
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى: باب فى سجود الشكر: 3/89؛ وقال المنذرى: فى إسناده موسى بن يعقوب الزمعى، وفيه مقال. مختصر السنن: 4/86.
(2) الخبر أخرجه النسائى: باب تحريم كل شراب أسكر كثيره: 8/268.
(3) أبو بكر الحنفى: الصغير واسمه عبد الكبير بن عبد المجيد، وقد صرح باسمه فى المجتبى. يراجع تهذيب التهذيب: 12/43.
(4) الخبر أخرجه فى: باب الوصية بالثلث، المجتبى: 6/202؛ ولخصه المصنف هنا اعتمادًا على ورود لفظه فى روايات سابقة.
(5) الخبر أخرجه فى الموطنين كليهما فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/293.(3/348)
3932 - السادس: رواه مسلم من طريق سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد، عن أبيه بحديث: «أنت منى بمنزلة هارون من موسى» (1) وقد تقدم من رواية سعيد، عن سعد (2) .
3933 - السابع: رواه الترمذى، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن المعلى بن أسد، عن وهيبٍ، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن أبيه: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بوضع اليدين، ونصب القدمين» .
قال الترمذى: رواه يحيى القطان، وغير واحدٍ، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد مرسلاً وهو أصح [من حديث وهيبٍ] (3) .
3934 - الثامن: رواه النسائى فى اليوم والليلة: من حديث محمد بن مسلم ابن عائد المدينى، عن عامر بن سعد، عن أبيه: «أن رجلاً جاء ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى، فقال حين انتهى إلى الصف: الحديث (4) .
3935 - التاسع: رواه الترمذى فى الاستئذان، عن محمد بن بشار، عن أبى عامر [العقدى] ، عن خالد بن إلياس، عن صالح بن أبى حسان. قال: سمعت سعيد ابن المسيب يقول: «إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا ـ أراه قال: أفنيتكم ـ ولا تشبهوا باليهود» ، قال صالح: فذكرت
_________
(1) صحيح مسلم بشرح النووى: 5/267.
(2) تقدم الخبر ص320.
(3) الخبر أخرجه الترمذى فى الصلاة: باب ما جاء فى وضع اليدين ونصب القدمين فى السجود: 2/67؛ وما بين المعكوفين استكمال منه.
(4) اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 3/296.(3/349)
ذلك لمهاجر بن مسمار، فقال: حدثنيه عامر بن سعد، عن أبيه عن النبى - صلى الله عليه وسلم - مثله إلا أنه قال: «نظفوا أفنيتكم» .
قال: غريب وخالد بن إلياس يضعف ويقال إبن إياس كذا فى خط المصنف (1) .
وقال: «تجمع الأكناف فى دورها» .
رواه أبو يعلى من حديث خالد، وزاد بعد قوله: «ولا تشبهوا باليهود» : «وتجمع» (2) . /
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى الاستئذان (الأدب) : باب ما جاء فى النظافة: 5/111؛ والاختلاف الذى ورد فى ضبط (خالد) جاء فى سياق الإسناد عند الترمذى وهو خالد بن إلياس، ويقال: إياس بن صخر بن أبى الجهم العدوى المدنى. قال أحمد: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بشىء ولا يكتب حديثه، وقال ابن عبد البر: ضعيف عند جميعهم. تهذيب التهذيب: 3/80.
(2) مسند أبى يعلى: 2/122؛ والخبر أورده ابن حبان من منكرات خالد بن إلياس، وقال: يروى الموضوعات عن الثقات ـ لا يحل أن يكتب حديثه إلا على جهة التعجب المجروحين: 1/279.(3/350)
3936 - العاشر: رواه البخارى، عن مكى بن إبراهيم، عن هاشم بن هاشم، عن عامر، عن أبيه. قال: «لقد رأيتنى وإنى لثلث الإسلام» (1) .
3937 - وللبخارى من حديث هاشم عن عامر عن أبيه فى الوصية بالثلث (2) .
3938 - ومن طريقه عن عامر، عن أبيه حديث: «من تصبح سبع تمرات» (3) قد تقدم.
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المناقب: مناقب سعد بن أبى وقاص الزهرى: 7/83.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الوصايا: باب الوصية بالثلث: 5/369.
(3) أخرجه البخارى فى الطب: باب الدواء بالعجوة للسحر: 10/238.(3/350)
(حديث آخر من رواية عامر بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه)(3/351)
3939 - قال البزار: حدثنا محمود بن بكر (1) بن عبد الرحمن، حدثنا أبى، حدثنا عيسى بن المختار، عن محمد بن أبى ليلى، عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن عامر بن سعد، عن سعد: أنه خطب امرأة بمكة، وهو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ليت عندى من رآها، أو من يخبر عنها! فقال رجل مخنث يقال له (هيت) : أنا أنعتها لك: إذا أقبلت قلت: تمشى بأربع، وإذا أدبرت قلت: تمشى بثمانٍ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَلاَ أَرَى هَذَا يَعْرِفُ النِسَاءَ؟ وكان يدخل على سودة، فنهاها أن يدخل عليها، فلما قدم المدينة نفاه» ، فكان كذلك حتى كان إمرة عمر، فجهد، فكان يرخص له أن يدخل المدينة فيتصدق عليه كل جمعة.
3940 - ثم قال تفرد به كل من روايته عن الآخر (2) .
(حديث آخر)
3941 - قال البزار: حدثنا زيد بن أخرم، ومحمد بن عثمان بن مخلد، قالا: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا إبراهيم بن سعد، [عن الزهرى، عن
_________
(1) فى الأصل المخطوط: «عمرو بن بكير بن عبد الرحمن» ، وفى كشف الأستار: «محمود بن بكر بن عبد الرحمن» ولم نعثر على ولد بكر بن عبد الرحمن: وبكر بن عبد الرحمن روى عن ابن عمه عيسى بن المختار (تهذيب التهذيب: 1/458) ، وفى ترجمة عيسى بن المختار قال الذهبى: «تفرد عنه ابن عمه بكر بن عبد الرحمن» . تهذيب التهذيب: 8/229.
(2) قال البزار: «لا نعلم أحدًا رواه عن سعد غلا ابنه عامر، ولا عنه إلا مجاهد، ولا عنه إلا عبد الكريم، ولا عنه إلا ابن أبى ليلى، ولا عنه إلا عيسى بن المختار، ولا رواه إلا بكر، ولا نعلم أسند مجاهد عن عامر إلا هذا» .
كشف الأستار: 2/189، وعبارة ابن كثير الأخيرة أجملت هذا القول كما ترى؛ والخبر ضعفه الهيثمى فى مجمع الزوائد: 4/276.(3/351)
عامر بن سعد] ، عن أبيه: «أن أعرابيًا قال: يا رسول الله أين أبى؟ قال: فى النار ... قال: فأين أبوك؟ قال: حيث ما مررت بقبر كافر فبشره بالنار» ثم قال: انفرد به يزيد بن هارون (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) كشف الأستار: 1/64؛ قال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 1/117، وما بين معكوفين استكمال من كشف الأستار.(3/352)
3942 - قال البزار: حدثنا محمد بن مرزوق بن بكير، حدثنا ضرار بن صرد، حدثنا عبد العزيز الدراوردى، عن محمد بن عبد الله ابن أخى الزهرى، عن عمه الزهرى، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال: « [رأيت] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى السبحة (1) على راحلته حيث ما توجهت به، ولا يفعل ذلك فى المكتوبة» .
3943 - ثم قال: تفرد به ابن أخى الزهرى عنه وغيره يرويه عنه (2) عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه (3) .
(حديث آخر)
3944 - قال البزار: حدثنا محمد بن معتمر، حدثنا يعقوب بن محمد، حدثنا صالح [بن محمد بن صالح] ، حدثنى أبى، عن سعد بن
_________
(1) السبحة تطلق على صلاة النافلة، يقال: قضيت سبحتى وهى من التسبيح كالسخرة من التسخير، وإنما خصت النافلة بالسبحة وإن شاركتها الفريضة فى معنى التسبيح، لأن التسبيحات فى الفرائض نوافل، فقيل لصلاة النافلة سبحة لأنها نافلة كالتسبيحات والأذكار فى أنها غير واجبة. النهاية: 2/141.
(2) الضمير يعود على الزهرى وقد صرح به فى المرجع فقال: يروية عن الزهرى.
(3) كشف الأستار: 1/232، وما بين معكوفين استكمال منه. ولفظ الحديث فيه بعض اختلاف لا يغير المعنى. وقال الهيثمى: فيه ضرار بن صرد وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/162.(3/352)
إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال: لما مرت جنازةسعد بن معاذ قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «لقد اهتز له العرش» (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) قال البزار: لا نعلمه يروى عن سعد إلا بهذا الإسناد، وقال الهيثمى: فيه يعقوب بن محمد الزهرى، وقد ضعفه الجمهور، ووثقه على ضعفه، وصالح بن محمد بن صالح التمار لم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
وما بين معكوفين من كشف الأستار: 3/257؛ مجمع الزوائد: 9/309.(3/353)
3945 - رواه البزار: من حديث إسحاق [بن محمد الفروى] ، عن عبد الله/ ابن جعفر، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد، عن أبيه: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظاهر (1) بين درعين يوم أحدٍ» (2) .
وبه: «شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدرًا وقال: « [وما لى] إلا شعرة واحدة، ثم أكثر الله لى من اللحى بعد» .
ثم قال: قوله: «عن شعرة واحدة» يعنى بنتاً واحدة، ثم أكثر الله له الولد بعد (3) .
3946 - وبه قال: بعثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأستخبر له خبر قومٍ، فذهبت وأنا أسعى، حتى صرت إلى القوم، ثم جئت [وأنا أمشى] على هيئتى، فسألنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقلت: كرهت أن أجىء وأنا
_________
(1) ظاهر بين درعين: جمع وليس إحداهما فوق الأخرى، وكأنه من التظاهر التعاون والتساعد. النهاية: 3/59.
(2) قال البزار: لا نعلم صحابيًا رواه أعلى من سعد، ولا نعلمه عنه إلا من هذا الوجه. وقال الهيثمى: فيه إسحاق بن أبى فروة وهو ضعيف، وما بين معكوفين استكمال من كشف الأستار: 2/322؛ مجمع الزوائد: 6/108.
(3) قال البزار: لا نعلم رواه إلا سعد، ولا روى عنه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه. وما بين المعكوفين استكمال من كشف الأستار: 3/206.(3/353)
أسعى، فيظن القوم أنى قد فررت، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ سَعْدًا لمجرّبٌ» (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) ما بين معكوفين استكمال من المرجع، وفيه زيادة فى لفظة لا تغير المعنى. وقال البزار: لا نعلمه عن النبى - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد. كشف الأستار: 3/207.(3/354)
3947 - قال البزار: حدثنا محمد بن سلام المؤدب، حدثنا محمد بن عمر بن واقد، حدثنا محمد بن إسماعيل، عن محمد بن سعد، عن أبيه، عن عامر بن سعد، عن أبيه: «أن رجلاً قال: يا رسول الله إنى هلكت: أفطرت فى شهر رمضان متعمدًا. قال: أعتق رقبة. قال: لا أجد. قال: صم شهرين متتابعين. قال: لا أقدر. قال: فأطعم ستين مسكينًا» .
3948 - ثم قال: تفرد به الواقدى وقد تكلم فيه أهل العلم (1) .
(حديث آخر)
3949 - قال البزار: حدثنا أحمد بن أبان وأحمد بن عبدة، عن الدراوردى، عن سهيل بن [أبى صالح، عن] محمد بن مسلم بن عائذ، عن عامر بن سعد، عن أبيه: «أن رجلاً جاء إلى الصلاة [والنبى - صلى الله عليه وسلم - يصلى بنا] ، فلما انتهى إلى الصف قال: اللهم آتنى أفضل ما تؤتى عبادك الصالحين، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة قال: من المتكلم آنفًا؟ قال الرجل: أنا. قال: إذًا يعقر جوادك وتستشهد فى سبيل الله» (2) .
_________
(1) قال الهيثمى: فيه الواقدى، وفيه كلام كثير، وقد وثق. مجمع الزوائد: 3/168؛ كشف الأستار: 1/483.
(2) ما بين المعكوفات استكمال من المرجع، وقال البزار: لا نعلم روى مسلم بن عائذ، ولا محمد بن مسلم بن عائذ، عن عامر، عن أبيه غلا هذا ولا يروى عن سعد إلا بهذا الإسناد. كشف الأستار: 2/281.(3/354)
(حديث آخر)(3/355)
3950 - روى البزار: من حديث خالد بن إلياس، عن مهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخرج إلى العيد ماشيًا، ويرجع ماشيًا فى طريق غير [الطريق] الذى خرج فيه» (1) .
(حديث آخر)
3951 - ومن حديث أحمد بن محمد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن مهاجر، عن عامر، عن أبيه: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى العيد بغير آذان، ولا إقامة، وكان يخطب خطبتين قائمًا يفصل بينهما بجلسةٍ» (2) .
(حديث آخر)
3952 - قال البزار: حدثنا عمر بن حفص الشيبانى، حدثنا ابن وهب، حدثنا أبو صخر، عن أبى حازم، عن ابن سعدٍ ـ وأحسبه ـ عامرًا، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ الإسلامَ بَدَأَ غَرِيبًا وسيعودُ غَرِيبًا [كما بدأ] فطُوبَى للغُرباء» (3) . /
_________
(1) لفظه فى المرجع: «ويرجع فى طريق» الخ، وليس فيه كلمة «ماشيًا» ، قال البزار: لا نعلمه عن سعد غلا بهذا الإسناد، وخالد ليس بالقوى والمهاجر صالح الحديث مشهور، روى عنه حاتم بن إسماعيل وغيره. كشف الأستار: 1/312، والخبر ضعفه الهيثمى لأن فى إسناده خالد بن إياس وقال: هو متروك. مجمع الزوائد: 2/200.
(2) الحديث مروى بطريق الوجادة، قال أحمد بن محمد بن عبد العزيز: «وجدت فى كتاب أبى: حدثنى مهاجر بن مسمار» .
وقال البزار: لا نعلمه عن سعد إلا بهذا الإسناد. كشف الأستار: 1/315، وما بين المعكوفين استكمال منه. وقال الهيثمى: فى إسناده من لم أعرفه. مجمع الزوائد: 2/203.
(3) قال البزار: لا نعلمه يروى عن سعد إلا بهذا الإسناد. وقال الهيثمى: رواه أحمد والبزار وأبو يعلى، ورجال أحمد وأبى يعلى رجال الصحيح. كشف الأستار: 4/98؛ والاستكمال منه. مجمع الزوائد: 7/277.(3/355)
(حديث آخر)(3/356)
3953 - قال البزار: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، حدثنا يعقوب بن محمد، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن أبيه، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى بالولد للفراش» (1) .
(حديث آخر)
3954 - قال البزار: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، حدثنا سعيد بن أسد بن موسى، حدثنا خالد بن سليمان الزيات ـ رجل من أهل العراق ـ حدثنا هاشم بن موسى، حدثنا بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ فى النَّارِ حَجَرًا [يُقالُ له (وَيْلٌ) ] يصعد عليه العرفاء (2) ويتركون فيه» (3) .
(حديث آخر)
3955 - ومن حديث الحسن بن عثمان، عن عامر بن سعد، عن ابيه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمن مُكَفَّرٌ» (4) .
_________
(1) قال البزار: لا نعلمه عن سعد إلا بهذا الإسناد. كشف الأستار: 2/197؛ وقال الهيثمى: فيه عبد العزيز بن عمران، وهو متروك. مجمع الزوائد: 5/13.
(2) العرفاء: جمع عريف وهو القيم بأمور القبيلة، أو الجماعة من الناس، يلى أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم، والخبر فيه تحذير من التعرض للرياسة لما فى ذلك من الفتنة، وأنه إذا لم يقم بحقه أثم واستحق العقوبة. النهاية: 3/86.
(3) ما بين معكوفين استكمال من كشف الأستار، وقال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن سعد بهذا الإسناد: 1/428.
(4) الخبر فسره البزار فقال: يعنى تكفر نعمته، لأن ابن أبى الدنيا ذكر أحاديث مثل هذا فى مثل هذا الباب، ثم قال: لا نعلم رواه عن النبى - صلى الله عليه وسلم - إلا سعد، ولا روى عن سعد إلا من هذا الوجه. كشف الأستار: 2/384.(3/356)
(حديث آخر)(3/357)
3956 - قال البزار: حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا شجاع بن الوليد، حدثنا هاشم بن هاشم، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنباوة [أو بالنباة] (1) يقول: «يُوشِكُ أَنْ تَعْرِفُوا أَهْلَ الجنَّةِ مِنْ أَهلِ النَّار، قالوا: يا رسول الله بم؟ قال: بالثَّناءِ الحسنِ والثّنَاءِ السَّيىء» (2) .
(حديث آخر)
3957 - من رواية هاشم بن هاشم، عن عامر بن سعد، عن أبيه: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوضع (3) فى وادى محسر» (4) .
(حديث آخر)
3958 - قال البزار: حدثنا محمد بن مسكين، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا حاتم بن إسماعيل، حدثنى حمزة بن أبى محمد، عن بجاد بن موسى، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال: قال رسول الله
_________
(1) النباوة: موضع بالطائف، وفى الحديث: خطب النبى - صلى الله عليه وسلم - يومًا بالنباوة من الطائف. معجم البلدان: 5/257.
(2) قال البزار: لا نعلمه يروى عن سعد إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم رواه عن سعد إلا عامر، ولا عنه إلا هاشم، ولا عنه إلا شجاع، ولم نسمعه إلا من ابن عرفة. كشف الأستار: 4/231.
(3) أوضع: يقال: وضع البعير يَضَع وَضْعًا، وأوضعه راكبه إيضاعًا إذا حمله على سرعة السير؛ ومحسر: واد بين عرفات ومنى. النهاية: 4/81، 216.
(4) قال البزار: «لا نعلمه عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» ، وقد رواه عن هاشم بن هاشم أبو بكر العامرى. قال عنه البزار: أبو بكر هذا هو ابن أبى سبرة لين الحديث. كشف الأستار: 2/29.(3/357)
- صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَخَذَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا بِغَيرِ حَقّهِ طُوِقَه يومَ القيامةِ مِنْ سَبْع أَرضين، ولم يُقْبل منه صَرْفٌ، ولا عَدْل.
ومَن أدّعى إلى غير أَبِيه، وإلى غير مَوَاليه فقد كَفَر» قال أبو بكر البزار: يعنى النعمة (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) قال البزار: لا نعلمه عن سعد بهذا التمام، وهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد. وقد أورد القسم الأول من الخبر فى كشف الأستار: 2/135. والخبر بتمامه أخرجه أبو يعلى بإسناده، مسند أبى يعلى: 2/89؛ وقال الهيثمى: رواه أبو يعلى والبزار والطبرانى فى الأوسط وفيه حمزة بن أبى محمد: ضعفه أبو حاتم وأبو زرعة وحسن الترمذى حديثه. مجمع الزوائد: 4/175.(3/358)
3959 - قال أبو يعلى: حدثنا موسى [بن محمد] بن حبان، حدثنا محمد بن أبى الوزير: أبو المطرف (1) ، عن عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد، عن عامر ابن سعد، عن أبيه. قال: «أمر العبد أن يسجد على سبعة آراب (2) منه: وجهه، وكفيه، وركبتيه، وقدميه، أيها لم يضع فقد انتقص» (3) .
_________
(1) فى الأصل المخطوط: محمد بن أبى الوزير، حدثنا أبو المطرف، وهو سهو من النساخ، ومحمد بن عمر بن مطرف الهاشمى مولاهم أبو المطرف بن أبى الوزير. روى عن عبد الله بن جعفر المخرمى وغيره. تهذيب التهذيب: 9/362.
(2) آراب: أى أعضاء، واحدها إرب بالكسر والسكون. النهاية: 1/24.
(3) مسند أبى يعلى: 2/60؛ وقال الهيثمى: فيه موسى بن محمد بن حبان ضعفه أبو زرعة. مجمع الزوائد: 2/124.(3/358)
(عبد الله بن ثعلبة عنه
بحديث يأتى فى ترجمته) (1)
(عبد الله بن حبيب عنه
هو أبو عبد الرحمن السلمى يأتى) (2)
(عبد الله بن الرقيم الكنانى عنه)
_________
(1) يأتى فى حرف العين إن شاء الله فى ترجمة عبد الله بن ثعلبة عن النبى - صلى الله عليه وسلم -.
(2) يرجع إليه ص408.(3/359)
3960 - حدثنا حجاج، حدثنا فطر، عن عبد الله بن شريك، عن عبد الله ابن الرقيم الكنانى. قال: خرجنا إلى المدينة زمن الجمل، فلقينا سعد بن مالك بها، فقال: «أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسد الأبواب الشارعة/ فى المسجد، وترك باب على» (1) تفرد به.
(عبد الله بن السائب:
هو عبد الرحمن بن السائب يأتى) (2)
(عبد الله بن أبى سلمة عنه)
3961 - حدثنا يحيى بن أبى عجلان، عن عبد الله بن أبى سلمة: أن سعدًا سمع رجلاً يقول: لبيك ذا المعارج، فقال: إنه لذو المعارج، ولكنا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا نقول ذلك» (3) تفرد به.
(عبد الله بن عمر بن الخطاب عنه)
3962 - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح على الخفين» .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/175.
(2) يرجع إليه ص362.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/171.(3/359)
3963 - رواه البخارى: عن أصبغ، عن ابن وهب، عن عمر بن الحارث، عن سالم أبى النضر، عن أبى سلمة، عن ابن عمر عنه.
3964 - وكذلك رواه النسائى من حديث ابن وهب، وعلقه البخارى، وأسنده أحمد والنسائى عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابى سلمة، عن سعد به (1) كما سيأتى.
(عبد الله والد حمزة عنه)
3965 - حدثنا أبو أحمد الزبيرى، حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبى ثابت، عن حمزة بن عبد الله، عن أبيه، عن سعد. قال: لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى غزوة تبوك خلف عليًا، فقال له: أتخلفنى؟ قال له: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنّى بِمَنْزِلة هَارون من مُوسى، إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِىَّ بَعْدِى» (2) .
(عبد الله ويقال: عبيد الله بن أبى نهيك عنه)
3966 - حدثنا وكيع، حدثنا سعيد بن حسان المخزومى، عن ابن أبى مليكة، عن عبيد الله بن أبى نهيك، عن سعد بن أبى وقاص. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَم يَتَغَنَّ (3) بالقُرآن» .
_________
(1) الخبر أخرجه متصلاً ومعلقاً وفيه قصة (باب المسح على الخفين) : 1/305؛ وأخرجه النسائى فى الباب من الطريقين: 1/70؛ وأخرجه أحمد بلفظ: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال فى المسح على الخفين: «لا بأس بذلك» ، المسند: 1/169.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/184.
(3) لم يتغن بالقرآن: لم يستغن به عن غيره، يقال: تغنيت، وتغانيت، واستغنيت، وقيل: أراد من لم يجهر بالقراءة. النهاية: 3/173.(3/360)
قال وكيع: يعنى يستغنى به (1) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/172.(3/361)
3967 - حدثنا حجاج، أنبأنا الليث، وأبو النضر. قال: حدثنا ليث، حدثنى عبد الله ابن أبى مليكة القرشى، ثم التيمى، عن عبد الله بن أبى نهيك، عن سعد ابن أبى وقاص، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَم يَتَغَنَّ بالقُرآن» (1) .
3968 - رواه أبو داود عن قتيبة ويزيد بن خالد بن موهب وأبى الوليد الطيالسى ثلاثتهم عن الليث به (2) .
3969 - حدثنا سفيان، عن عمرو، سمعت ابن أبى مليكة، عن عبيد الله بن أبى نهيك، عن سعد بن أبى وقاص. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَم يَتَغَنَّ بالقُرآن» (3) .
(عبد الرحمن بن جبير عنه)
3970 - حدثنا أبو سعيد: مولى بنى هاشم، حدثنا عبد الله بن لهيعة، حدثنا بكير بن عبد الله بن الأشج: أنه سمع عبد الرحمن (4) بن جبير يحدث: أنه سمع سعد/ ابن أبى وقاص يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ستكونُ فِتْنَةٌ القاعِدُ فيها خَيْرٌ من القائم، والقائمُ فيها خَيْرٌ من
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/175.
(2) الخبر أخرجه أبو داود بطرقه فى الصلاة: باب استحباب الترتيل فى القراءة: 2/74.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/179.
(4) فى المسند: «عبد الرحمن بن حسين» ، وفى الأصل المخطوط: «جبير» . وتكرر: يراجع تهذيب التهذيب: 6/154.(3/361)
الماشى، ويكون الماشى فيها خير من الساعى» قال: وأراه قال: «والمضطجع فيها خير من القاعد» (1) تفرد به.
(عبد الرحمن بن السائب)
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/168.(3/362)
3971 - ويقال: عبد الله، وقيل: إنه ابن أبى نهيك، عن سعد. قال: «إن هذا القرآن نزل بحزنٍ، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنوا به، فمن لم يتغن به فليس منا» .
3972 - رواه ابن ماجه عن عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان، عن الوليد بن مسلم، عن أبى رافع، عن ابن أبى مليكة عنه به (1) .
3973 - وسيأتى من حديث مالك، وعمرو بن دينار عن ابن أبى مليكة عن عبد الله، أو عبيد الله بن أبى نهيك، عن سعد (2) .
(عبد الرحمن بن مل عنه
هو أبو عثمان النهدى عنه يأتى) (3)
(عروة بن الزبير عنه)
3974 - حدثنا وكيع، حدثنا هشام، عن أبيه، عن سعد: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - دخل عليه يعوده، وهو مريض، فقال: يا رسول الله ألا أوصى بمالى كله؟ قال: لا. قال: فبالشطر؟ قال: لا. قال: فبالثلث؟ قال: الثلث، والثلث كثير، أو كبير» (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى إقامة الصلاة والسنة فيها: باب فى حسن الصوت بالقرآن: 1/424؛ وفى الزوائد: فى إسناده أبو رافع. اسمه إسماعيل بن رافع ضعيف متروك.
(2) قد سبق إيراد هذه الطرق ص329.
(3) يرجع إليه ص374.
(4) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/172.(3/362)
رواه النسائى عن إسحاق بن إبراهيم، عن وكيع (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الوصايا: الوصية بالثلث، المجتبى: 6/203.(3/363)
3975 - وقد رواه محمد بن ربيعة الكلابى، عن هشام، عن أبيه عن عائشة: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى سعدًا يعوده» (1) .
(عكرمة عنه)
3976 - حدثنا عبد الوهاب الثقفى، عن خالد، عن عكرمة، عن سعد بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم أحد: «إِرْمِ فِدَاكَ أَبِى وَأُمِى» تفرد به (2) .
(علقمة بن قيس عنه)
3977 - قال أبو داود: حدثنا عثمان بن أبى شيبة، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة. قال: قال عبد الله (3) : «علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة فكبر، ورفع يديه، فلما ركع طبق (4) يديه بين ركبتيه» قال: فبلغ ذلك سعدًا، فقال: صدق أخى قد كنا نفعل هذا ثم أمرنا بهذا يعنى الإمساك على الركبتين (5) .
_________
(1) أخرجه النسائى أيضًا من هذا الطريق فى الموطن السابق.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/186.
(3) عبد الله: هو ابن مسعود وإذا أطلق عبد الله عند المحدثين فهو ابن مسعود.
(4) يقال: يطبق فى صلاته: وهو أن يجمع بين أصابع يديه ويجعلها بين ركبتيه فى الركوع والتشهد. النهاية: 3/32، وقال السيوطى: كان الناس فى صدر الإسلام يطبقون أيديهم ويشبكون أصابعهم ويضعونها بين أفخاذهم، ثم نسخ ذلك وأمروا برفعها إلى الركب. المجتبى: 2/144، 332.
(5) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة: افتتاح الصلاة: 1/199.(3/363)
3978 - رواه النسائى عن نوح بن حبيب، عن عبد الله بن إدريس به (1) .
وسيأتى من رواية مصعب بن سعد عن أبيه (2) .
(عمر بن الحكم عن سعد)
3979 - قال البزار: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، حدثنا موسى بن عبيدة، / عن عمر بن الحكم، عن سعد. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صَلاَةٌ فى مَسْجِدِى هذا أَفْضَلُ مِن أَلفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إلاَّ المَسجِدَ الحرام» (3) .
(حديث آخر)
3980 - رواه البزار، عن محمد بن المثنى، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبى حبيب، عن عمر بن الحكم، عن سعد، مرفوعًا: «لو أن ما أقل ظفر من الجنة برز لأهل الدنيا لزخرفت له ما بين خوافق السماوات والأرض، ولو أن رجلاً من أهل الجنة أطلع يده لطمس ضوء سواره ضوء الشمس» (4) .
(عامر بن خارجة بن سعد عن جده) (5)
3981 - «أن قومًا اشتكوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قحط المطر،
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الصلاة: باب التطبيق: 2/144.
(2) يرجع إلى الخبر ص392.
(3) قال البزار: تفرد به موسى بن عبيدة. كشف الأستار: 1/214؛ وموسى بن عبيدة الربذى لم يشهد له أحد بخبر فيما أورده عنه صاحب الميزان: 4/213.
(4) الخبر أخرجه أحمد والترمذى والبزار، كما فى جامع الأحاديث: 5/383؛ مسند أحمد: 1/171؛ صحيح الترمذى: 4/678.
(5) فى الأصل المخطوط: عمر بن خارجة، وهو سهو كما سيأتى فى تحقيق الخبر، وقد أشار محقق كشف الأستار إلى أن هذا التصحيف وقع فى الأصل الذى اعتمد عليه.(3/364)
فأمرهم أن يجثوا على الركب، قال: قولوا يا رب يا رب ففعلوا فسقوا حتى أحبوا أن يكشف عنهم» (1) .
(ابنه عمر بن سعد عنه
[و] يأتى [فى] ترجمة أخيه محمد بن سعد) (2)
_________
(1) قال البزار: لا نعلمه يروى إلا عن سعد، وليس له عن سعد إلا هذا الطريق، وعامر لا أحسبه سمع من جده شيئًا. كشف الأستار: 1/319. والخبر أخرجه البخارى فى الكبير وقال: فى إسناده نظر، التاريخ الكبير: 6/457؛ وقال الهيثمى: عن عمر بن خارجة بن سعد، عن جده سعد، وأورد الخبر، ثم قال: هذا لفظه عند البزار، وقال الطبرانى فى الأوسط: عامر بن خارجة بن سعد، عن أبيه، عن جده سعد، ثم أورد الخبر بنحوه، ثم قال: والصواب رواية الطبرانى وقوله: «عامر» كذلك ذكره الذهبى فى ترجمة عامر بن خارجة، وضعفه مجمع الزوائد: 2/214، ولم يزد الذهبى والعقيلى عما قاله البخارى فى الكبير. الميزان: 2/359؛ الضعفاء الكبير للعقيلى: 3/308.
(2) يرجع فى ذلك إلى الخبر الذى أخرجه النسائى عن محمد بن سعد، عن عمر بن سعد بلفظ: قتال المسلم كفر وسبابه فسوق، ص347.(3/365)
3982 - حدثنا عبد الرحمن، وعبد الرزاق ـ المعنى ـ قالا: أنبأنا سفيان، عن أبى إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن عمر بن سعد، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عَجَبْتُ مِنْ قَضَاءِ الله تعالى لِلْمؤْمن: إِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ حَمِدَ ربَّهُ [وشكر، وإِنْ أَصابَتْهُ مصيبةٌ حَمِدَ ربَّهُ] وَصَبَرَ: المؤْمنُ يُؤْجَرُ فى كلّ شىْءٍ حتى اللّقمة يَرْفَعُها إلى فِى امْرأَته» (1) .
رواه النسائى، عن قتيبة، عن أبى الأحوص، عن أبى إسحاق [عن العيزار بن حريث] به (2) .
3983 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن أبى إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن عمر بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه. قال:
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/173؛ والاستكمال منه.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 3/306، وما بين معكوفين استكمال منه.(3/365)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عَجِبتُ للمؤمن إذا أصابه خيرٌ حَمِدَ اللهَ وشَكَرَ، وإنْ أَصابَتْهُ مُصِيبةٌ حَمِدَ اللهَ وصَبَرَ، فَالمؤمنُ يُؤْجر فى كلّ أَمْرِه، حتى يُؤجر فى اللُّقمةِ يَرْفَعُها إلى فِى امْرأَتِهِ» (1) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/173.(3/366)
3984 - حدثنا يعلى، ويحيى بن سعيد. قال يحيى قال: حدثنى رجل كنت أسميه، فنسيت اسمه، عن عمر بن سعد. قال: كانت لى حاجة إلى أبى سعدٍ، قال: وحدثنا أبو حيان، عن مجمع، قال: كان لعمر بن سعد إلى أبيه حاجة، فقدم بين يدى حاجته كلامًا مما يحدث الناس يوصلون (1) لم يكن يسمعه، فلما فرغ قال: يا بنى قد فرغت من كلامك؟ قال: نعم، قال: ما كنت من حاجتك أبعد، ولا كنت فيك أزهد منى منذ سمعت كلامك هذا، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «سَيَكُونَ قَوْمٌ يأكلون بأَلْسِنَتهم كما تأكل البقرة من الأرض» تفرد به (2) .
3985 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن أبى/ إسحاق، عن عمر بن سعد. قال: حدثنا سعد بن أبى وقاص. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قِتَالُ المسْلم كُفْرٌ، وسِبَابُه فُسُوقٌ، وَلاَ يَحِلُّ لمسلمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِة أَيَّام» (3) .
3986 - رواه النسائى عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق به (4) .
_________
(1) يوصلون: يتوسلون. النهاية: 4/214.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/175.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/176.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى المحاربة: تحريم الدم: باب قتال المسلم، المجتبى: 7/111.(3/366)
3987 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهرى، عن عمر بن سعد، أو غيره: أن سعد بن مالك قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ يُهِنْ قُرَيْشًا يُهِنْهُ اللهُ عزّ وجلّ» تفرد به (1) .
3988 - حدثنا عبد الملك بن عمرو، حدثنا كثير بن زيد الأسلمى، عن المطلب، عن عمر بن سعد، عن أبيه: أنه جاءه ابنه عامر فقال: أى بنى أفى الفتنة تأمرنى أن أكون رأسًا؟ لا والله حتى أعطى سيفًا: إن ضربت به مؤمنًا نبا عنه، وإن ضربت به كافرًا قتله، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الله يحب الغنى الخفى التقى» (2) .
3989 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبى إسحاق عن العيزار، عن عمر بن سعد، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: «عَجِبتُ لِلمسلم إذا أصابه خيرٌ حَمِدَ اللهَ وشَكَرَ، وإنْ أَصابَتْهُ مُصِيبةٌ احْتَسَبَ وصَبَرَ، المسلمُ يُؤْجر فى كلّ شَىْءٍ حتى فى اللُّقمةِ يَرْفَعُها إلى فيه» (3) .
3990 - حدثنا وكيع، حدثنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن العيزار بن حريث العبدى، عن عمر بن سعد، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عَجِبتُ للمؤمن إذا أصابه خيرٌ حَمِدَ اللهَ، وشَكَرَ، وإنْ أَصابَتْهُ مُصِيبةٌ احْتَسَبَ، وصَبَرَ: المؤمنُ يُؤْجر فى كلّ شَىْءٍ حتى فى اللُّقمةِ يَرْفَعُها إلى فيه» (4) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/176.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/177.
(3) الموطن السابق.
(4) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/182.(3/367)
(غنيم عنه)(3/368)
3991 - حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا سليمان التيمى، قال: حدثنى غنيم، قال: سألت سعد بن أبى وقاص عن المتعة فقال: «فَعَلْنَاها وهذا كافرٌ بِالْعُرُشِ يَعْنِى مُعَاوية» (1) .
3992 - رواه مسلم عن أبى بكر بن أبى شيبة عن يحيى بن سعيد به، ومن طرق أخر عن سليمان بن طرخان التيمى به (2) .
(القاسم بن عبد الله بن ربيعة بن قائف عنه)
3993 - فى قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ} (3) رواه النسائى فى التفسير من حديث شعبة عن يعلى بن عطاء عنه (4) .
(قيس بن أبى حازم عنه)
3994 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن إسماعيل. قال: سمعت قيس بن أبى حازم. قال: قال سعد بن أبى وقاص: «لَقَدْ رأيتنى سابع سبعةٍ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما لنا طعام إلا ورق الحبلة (5) حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة، ما يخالطه شىء ثم أصبحت بنو
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/181. والمقصود بالعرش: بيوت مكة كما صرح بذلك فى رواية مسلم. والعرش: بضم العين والراء جمع عريش كقليب وقلب، ويقال أيضًا عروس وهى جمع عرس كفلس وفلوس. وفى الخبر: أن عمر - رضي الله عنه - كان إذا نظر إلى عروش مكة قطع التلبية.
والمراد بالكفر: وهو مقيم فى بيوت مكة. يقال اكتفر الرجل إذا لزم الكفور وهى القرى، وقد يكون المراد ومعاوية يومئذٍ كافر على دين الجاهلية. شرح النووى لمسلم: 3/263.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى المناسك: باب جواز التمتع: 3/263.
(3) الآية 106 من سورة البقرة.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى التفسير فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/309.
(5) الحبلة: بضم فسكون ثمر السمر يشبه اللوبياء، وقيل هو ثمر العضاه.(3/368)
أسد يعزرونى (1) على الإسلام، لقد خسرت إذًا وضل سعيى» (2) .
_________
(1) تعزرنى: توقفنى، والتعزير: التوقيف على الأحكام والفرائض، وقال ابن جرير: معناه تقومنى وتعلمنى، ومنه تعزيز السلطان، وهو تقويمه بالتأديب، وقال الجرمى: معناه اللوم والعتب، وقيل: معناه توبخنى على التقصير فيه. شرح النووى لمسلم: 5/822.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/174. والعبارة الأخيرة لأنهم كانوا وشوا به إلى عمر، وقال: لا يحسن يصلى، كما سيأتى عند البخارى، وبنو أسد بن خزيمة هم الذين شكوه وآذوه بأن اتهموه بالتقصير.(3/369)
3995 - حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا إسماعيل، حدثنا قيس/ [قال] : سمعت سعد بن مالك يقول: «إنى لأول العرب رمى بسهمٍ فى سبيل الله، ولقد رأيتنا (1) نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما لنا طعام نأكله إلا ورق الحبلة، وهذا السمر، حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط (2) ، ثم أصبحت بنو أسد يعزرونى على الدين، لقد خبت إذًا وضل عملى» (3) .
رواه الجماعة إلا أبا داود من حديث إسماعيل بن أبى خالد، زاد الترمذى: وبيان ابن بشر، كلاهما عن قيس بن أبى حازم عنه به، وقال الترمذى: حسن صحيح غريب من حديث بيان (4) .
_________
(1) فى المسند: أتينا نغزو، وما عند المصنف أشبه، وهو يوافق الروايات الأخرى.
(2) ما له خلط: بكسر الخاء يعنى ما يختلط بعضه ببعض من شدة جفافه وتفتته. فتح البارى: 7/84.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/181.
(4) الخبر أخرجه البخارى فى المناقب: مناقب سعد بن أبى وقاص: 7/83، وفى نهاية الخبر: «وكانوا وشوا به إلى عمر، قالوا: لا يحسن يصلى» ، وأخرجه أيضًا فى الأطعمة: ما كان النبى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يأكلون: 9/548؛ وفى الرقاق: كيف كان عيش النبى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وتخليهم عن الدنيا: 11/282؛ وأخرجه مسلم فى الزهد: 5/281؛ والترمذى فى الزهد أيضًا: باب ما جاء فى معيشة أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم -: 4/582؛ وأخرجه النسائى فى المناقب وفى الرقاق فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/309؛ وأخرجه ابن فى المقدمة: السنة: 1/47، أخرجه مختصرًا.(3/369)
(حديث آخر)(3/370)
3996 - قال البزار: حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو معاوية، حدثنا إسماعيل، عن قيس، عن سعد. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَزَال طائفةٌ من أُمَّتى ظاهرين على الحقّ إلى يومِ القِيَامةِ» (1) .
3997 - وبه عن سعد: «أنه صلى فنهض فى الركعتين، فسبح الناس به، فمضى فى صلاته، ولم يجلس، ثم قال حين انصرف: أترونى كنت أجلس، إنما صنعت كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صنع» (2) .
3998 - ومن حديث جعفر بن عون، عن إسماعيل، عن قيس، عن سعد. قال: سمعنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أدعو، فقال: «اللَّهمَّ اسْتَجِبْ له إِذَا دَعاكَ» (3) .
(حديث آخر)
3999 - قال البزار: حدثنا محمد بن إسماعيل البخارى، حدثنا عبد الله بن عثمان، حدثنا أبو حمزة السكرى، عن جابر، عن المغيرة بن
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم بلفظ: «لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة» ، وبوب له فى الجهاد: باب قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق ... الخ» : 4/585؛ وأخرجه بهذا اللفظ أبو يعلى فى مسنده: 2/118، وله شواهد من حديث المغيرة بن شعبة. جامع الأحاديث: 7/419، 488.
(2) قال البزار: قد رواه غير واحد، عن إسماعيل، عن قيس، عن سعد موقوفًا ورواه المغيرة بن شبل، عن قيس، عن المغيرة بن شعبة. كشف الأستار: 1/277؛ وقال الهيثمى: قال أبو عثمان عمرو بن محمد بن الناقد: لم نسمع أحدًا يرفع هذا الحديث غير أبى معاوية، رواه أبو يعلى والبزار ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 2/151؛ مسند أبى يعلى: 2/103.
(3) قال البزار: تفرد بهذا الإسناد جعفر بن عون. كشف الأستار: 3/207؛ وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 9/153.(3/370)
شبيل، عن قيس بن أبى حازم، عن سعد: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوتر بركعةٍ» (1) .
(مالك بن أوس بن الحدثان عنه)
_________
(1) قال البزار: لا نعلمه عن سعد مرفوعًا إلا من حديث المغيرة، وهو كوفى مشهور، حدث عنه جماعة. كشف الأستار: 1/355؛ وقال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى فى الأوسط، وفيه جابر الجعفى، وثقة الثورى وغيره وضعفه الأئمة. مجمع الزوائد: 2/242.(3/371)
4000 - حدثنا سفيان عن عمرو (1) ، عن الزهرى، عن مالك بن أوس. قال: سمعت عمر يقول لعبد الرحمن بن عوف، وطلحة، والزبير، وسعد: أنشدتكم الله الذى تقوم به السماء والأرض ـ وقال مرة: الذى بإذنه تقوم السماء والأرض ـ أعلمتم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّا لا نُورَثُ ما تركْنَا صَدَقَة؟ قالوا: اللهم نعم» (2) .
رواه الجماعة إلا ابن ماجه، وقد تقدم تمامه فى ترجمته عن عمر (3) .
_________
(1) فى المسند: سفيان عن الزهرى، وما عند المصنف أشبه، ويوافق ما فى سنن أبى داود: 3/141.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/179.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى فرض الخمس: 6/197؛ وفى المغازى: باب حديث النضير: 7/334؛ وفى النفقات: باب حبس الرجل قوت سنة على أهله وكيف نفقات العيال: 9/502؛ وفى الفرائض: باب قول النبى - صلى الله عليه وسلم -: لا نورث ما تركنا صدقة: 12/6؛ وفى الاعتصام: باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلو فى الدين والبدع: 13/277. كل ذلك يورد فيه قصة طويل. وأخرجه مسلم فى المغازى: باب حكم الفىء: 4/362؛ وأبو داود فى الخراج والإمارة: باب صفايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأموال: 3/139، 141؛ والترمذى فى السير: باب ما جاء فى تركة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: 4/158، أخرجه من طريق مالك، وقال الترمذى: وفى الحديث قصة طويلة، وهذا حديث حسن صحيح غريب من حديث مالك بن أنس، والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 8/103.(3/371)
(مجاهد بن [جبر أبو] (1) الحجاج عنه)
_________
(1) تهذيب التهذيب: 6/42.(3/372)
4001 - حدثنا عفان، حدثنا عبد الوارث، حدثنا أبى نجيح. قال: سألت طاوسًا عن رجل رمى الجمرة بست حصياتٍ، فقال: ليطعم قبضةً من طعام. قال: فلقيت مجاهدًا، فسألته، وذكرت له قول طاوس، فقال: رحم الله أبا عبد الرحمن أما بلغه قول سعد بن مالك. قال: «رمينا الجمار، أو الجمرة/ فى حجتنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم جلسنا نتذاكر، فمنا من قال: رميت بستٍ، ومنا من قال: رميت بسبعٍ، ومنا من قال: رميت بثمانٍ، ومنا من قال رميت بتسعٍ، فلم يروا بذلك بأسًا» (1) .
4002 - حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا أبو شهاب، عن الحجاج، عن بن أبى نجيح، عن مجاهد، عن سعد بن مالك. قال: «طفنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمنا من طاف سبعًا، ومنا من طاف ثمانيًا، ومنا من طاف أكثر من ذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا حرج» ، تفرد به (2) .
(حديث آخر)
4003 - رواه أبو داود: عن إسحاق بن إسماعيل، عن سفيان، عن عبد الله ابن أبى نجيح، عن مجاهد، عن سعدٍ. قال: مرضت فعادنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوضع كفه بين ثديى ... الحديث (3) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/168.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/184.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الطب: باب فى تمرة العجوة: 4/7؛ وتمامه: «حتى وجدت بردها على فؤادى فقال: «إنك رجل مفئود، ائت الحارث بن كلدة أخا ثقيف، فإنه رجل يتطبب، فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة، فليجأهن بنواهن، ثم ليدلك بهن» .(3/372)
(ابنه محمد بن سعد عنه)(3/373)
4004 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا الحجاج بن أرطاة، عن يحيى بن عبيد البهرانى، عن محمد بن سعد. قال: وكان يتوضأ بالزاوية (1) ، فخرج علينا ذات يوم من البراز (2) ، فتوضأ ومسح على خفيه، فتعجبنا، وقلنا: ما هذا؟ قال: حدثنى أبى: «أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل مثل ما فعلت» (3) تفرد به.
4005 - حدثنا أبو داود سليمان، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، حدثنا إبن شهاب، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن محمد بن سعد، عن أبيه. قال: استأذن عمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعنده جوارٍ، وقد علت أصواتهن على صوته، فأذن له، فبادرن فذهبن، فدخل عمر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك، فقال عمر: أضحك الله سنك يا رسول الله، بأبى أنت وأمى؟ قال: «عجبت لجوارٍ كن عندى، فلما سمعن حسك بادرن، فذهبن» ، فأقبل عليهن، فقال: أى عدوات أنفسهن، والله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ كنتن ـ أحق أن تهبن منى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «دَعْهُنَّ عَنْكَ يا عمر، فوَاللهِ إِنْ لَقِيَكَ الشَّيْطانُ بِفَجّ قَطّ إلاَّ أَخَذَ فَجًّا غَيْرَ فَجّكَ» (4) . رواه البخارى، ومسلم، والنسائى من حديث إبراهيم بن سعد به (5) .
_________
(1) الزاوية: موضع قرب المدينة على فرخين منها، ويطلق على مواضع أخرى. معجم البلدان: 3/128.
(2) البراز: بالفتح اسم للفضاء الواسع كنوا به عن فضاء الغائط، كما كنوا عنه بالخلاء، لأنهم كانوا يتبرزون فى الأمكنة الخالية من الناس. النهاية: 1/73.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/186.
(4) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/187.
(5) الخبر أخرجه البخارى فى بدء الخلق: باب صفة إبليس وجنوده: 6/339؛ وفى فضائل الصحابة: باب مناقب عمر بن الخطاب: 7/41؛ وفى الأدب: باب التبسم والضحك: 10/503؛ ولفظه: «وعنده نسوة من قريش» .
وأخرجه مسلم فى فضائل الصحابة: فضائل عمر: 5/257؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى وفى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 3/312.(3/373)
4006 - حدثنا روح ـ أملاه علينا ببغداد ـ حدثنا بن أبى حميد، عن إسماعيل ابن محمد بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه، عن جده سعد بن أبى وقاص. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مِنْ سَعَادَةِ ابنِ آدَمَ اسْتِخَارتُهُ اللهَ، ومِنْ سَعَادَةِ إبنِ آدَمَ رِضَاهُ بما قَضَاهُ اللهُ عزّ وجلّ، ومِنْ شِقْوة ابنِ آدَمَ تَرْكُهُ اسْتخارة الله، ومِنْ شِقْوةِ ابنِ آدمَ سَخَطُه بما قَضَى الله/ عزَّ وجَلَّ» (1) .
4007 - رواه الترمذى فى القدر، عن بندار، عن أبى عامر، عن محمد بن أبى حميد به، وقال: غريب لا أعرفه إلا من [حديث محمد بن أبى حميد] ، وليس هو بالقوى عند أهل الحديث (2) .
4008 - حدثنا روح، حدثنا محمد بن أبى حميد، حدثنا إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه، عن جده. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مِنْ سَعَادَةِ ابنِ آدَمَ ثلاثةٌ، [ومِنْ شِقْوة ابنِ آدَمَ ثلاثةٌ] ، مِنْ سَعَادَةِ ابنِ آدَمَ المْرأَةُ الصَّالحةُ، والمَسْكَنُ الصَّالح، والمرْكَبُ الصَّالح، ومِنْ شِقْوةِ ابنِ آدمَ المْرأَةُ السُّوءُ، والمَسْكَنُ السُّوءُ، والمرْكَبُ السُّوءُ» (3) .
4009 - حدثنا روح، حدثنا محمد بن أبى حميد المدنى، حدثنا إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه، عن جده. قال:
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/168.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى القدر: باب ما جاء فى الرضا بالقضاء: 4/455، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/168.(3/374)
أمرنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أنادى أيام منى: «إنَّها أَيَّامُ أَكْلٍ، وشُرْبٍ، فَلاَ صَوْمَ فيها ـ يَعنى أَيَّامَ التَّشْرِيق» ـ (1) تفرد به.
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/169.(3/375)
4010 - حدثنا إسماعيل بن عمر، حدثنا يونس بن أبى إسحاق الهمدانى، قال: حدثنى إبراهيم بن محمد بن سعد. قال: حدثنى والدى محمد عن أبيه سعدٍ. قال: مررت بعثمان بن عفان فى المسجد، فسلمت عليه فملأ عينيه منى، ثم لم يرد على السلام، فأتيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فقلت: يا أمير المؤمنين. هل حدث فى الإسلام شىء؟ مرتين. قال: لا، وما ذاك؟ قلت: لا إلا أنى مررت بعثمان آنفًا فى المسجد، فسلمت عليه فملأ عينيه منى، ثم لم يرد على السلام. قال: فأرسل عمر إلى عثمان، فدعاه، فقال: ما منعك أن لا تكون رددت على أخيك السلام؟ قال عثمان: ما فعلت. قال سعد: قلت: بلى. قال: حتى حلف وحلفت. قال: ثم إن عثمان ذكر، فقال: بلى وأستغفر الله، وأتوب إليه، إنك مررت بى آنفًا، وأنا أحدث نفسى بكلمةٍ سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لا والله ما ذكرتها قط إلا تغشى بصرى وقلبى غشاوة. قال: قال سعد: فأنا أنبئك بها: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر لنا أول دعوة، ثم جاء أعرابى فشغله، حتى قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاتبعته، فلما أشفقت أن يسبقنى إلى منزله ضربت بقدمى الأرض، فالتفت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: من هذا؟ أبو إسحاق؟ قال: قلت: نعم يا رسول الله قال: فمه؟ قال: قلت: لا والله إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة، ثم جاء هذا الأعرابى فشغلك. قال: نعم. دعوة ذى النون إذ هو فى بطن الحوت {لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي(3/375)
كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (1) فإنه لم يدع بها مسلم ربه فى شىء قط/ إلا استجاب له» (2) .
_________
(1) جزء من الآية 87 من سورة الأنبياء.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/170.(3/376)
4011 - رواه الترمذى فى الدعوات، والنسائى فى اليوم والليلة من حديث يونس بن أبى إسحاق. زاد النسائى: ومحمد بن مهاجر كلاهما عن إبراهيم به بعضه دعوة ذى النون إلى آخره. قال الترمذى: ورواه جماعة عن يونس عن إبراهيم عن سعد لم يذكروا عن أبيه (1) .
4012 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن صالح. قال ابن شهاب: أخبرنى عبد الحميد بن عبد الرحمن بن محمد، عن زيد: أن محمد بن سعد بن أبى وقاص أخبره: أن أباه سعد بن أبى وقاص قال: استأذن عمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن، فلما استأذن قمن يبتدرن الحجاب، فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعنى فدخل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك، فقال عمر: أضحك الله سنك يا رسول الله؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عَجِبْتُ من هؤلاء اللاَّتِى كُنَّ عِنْدِى، فلما سَمِعْنَ صَوْتَك ابْتَدَرْنَ الحِجَاب» قال عمر: فأنت يا رسول الله ـ كنت ـ أحق أن يهبن، ثم قال عمر: أى عدوات أنفسهن أتهبننى ولا تهبن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلن: نعم أنت أغلظ وأفظ (2) من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والَّذى نَفْسِى بيدِهِ مَا لَقِيَكَ
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى الدعوات مختصرًا: 5/529؛ قال: «دعوة ذى النون إذ دعا وهو فى بطن الحوت ... » الخ. وقد أجمل المصنف هنا ما عقب به الترمذى على الخبر. وأخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 3/313.
(2) أفعل التفضيل استعمل هنا على غير بابه، والمراد: أنت غليظ فظ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس كذلك.(3/376)
الشَّيْطَانُ قَطْ سَالِكًا فجًّا إلاَّ سَلَكَ فَجًّا غيرَ فَجّكَ» قال يعقوب: ما أحصى ما سمعته يقول: حدثنا صالح عن ابن شهاب (1) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/171.(3/377)
4013 - حدثنا عبد الرحمن، عن همام، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن محمد بن سعد، عن أبيه: «أن النبى - صلى الله عليه وسلم - دخل عليه بمكة، وهو مريض، فقال: إنه ليس لى إلا ابنة واحدة، فأوصى بمالى كله؟ فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: لا. قال: فأوصى بنصفه؟ قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: لا؟ قال: فأوصى بثلثه؟ قال: الثلث والثلث كثير» (1) .
رواه النسائى، عن محمد بن المثنى، عن حجاج بن منهال، عن همام به (2) .
4014 - حدثنا بهز، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن أبى غلاب، عن محمد ابن سعد بن مالك، عن أبيه: «أن النبى - صلى الله عليه وسلم - دخل عليه» ، فذكر مثله، وقال عبد الصمد: كثير يعنى الثلث (3) .
4015 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد، عن أبيه، عن سعد. قال: ألحدوا لى لحدًا وانصبوا على كما فعل برسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (4) . رواه النسائى عن الفلاس، عن ابن مهدى به (5) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/172.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الوصايا، المجتبى: 6/204.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/173.
(4) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/173.
(5) الفلاس: هو عمرو بن على. والخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/315.(3/377)
4016 - وقد تقدم ما رواه عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل، عن عامر بن سعد عن أبيه فذكره (1) .
4017 - حدثنا محمد بن بكر/ أنبأنى محمد بن أبى حميد، أخبرنى إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه، عن جده، قال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا سَعْدُ قُمْ فَأَذّنْبِ منًى: إنَّها أَيَّامُ أَكلٍ وشُربٍ، وَلاَ صَوْمَ فيها» تفرد به (2) .
4018 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، وحجاج. قال: حدثنى شعبة، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن محمد بن سعد، عن سعد، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لأَنْ يَمْتَلِىءَ جَوْفُ أَحَدِكم قَيْحًا يَرِيهُ (3) خَيٌر لهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِىءَ شِعْرًا» .
4019 - قال حجاج سمعت يونس بن جبير (4) .
رواه مسلم، وابن ماجه عن بندار، عن يحيى، عن شعبة، زاد مسلم: وأبى موسى كلاهما عن غندر، زاد إبن ماجه: ويحيى كلاهما: عن شعبة (5) .
_________
(1) يرجع إلى الخبر وإلى تعليقاته ص331.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/174.
(3) يريه: هو من الورى الداء يقال: وَرَى يَوْرى فهو مَوْرِىّ إذا أصاب جوفه الداء. قال الأزهرى: الورى مثل الرمى: داء يدخل الجوف، وقال الجوهرى: ورى القيح جوفه يريه وَرْيًا أكله، وقال قوم: يصيب رئته. يراجع النهاية: 4/207.
(4) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/175.
(5) الخبر أخرجه مسلم فى كتاب الشعر، عن محمد بن المثنى وهو أبو موسى، ومحمد بن بشار: بندار كلاهما عن محمد بن جعفر غندر، عن شعبة، عن قتادة: 5/113. وأخرجه ابن ماجه عن بندار، عن يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر غندر، كلاهما عن شعبة ... سنن ابن ماجه: 2/1237.(3/378)
4020 - ورواه الترمذى عن بندار، عن يحيى، عن شعبة به، وقال الترمذى: حسن صحيح (1) .
4021 - حدثنا حسن، حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن محمد بن سعد ابن مالك، عن سعد بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لأَنْ يَمْتَلِىءَ جَوْفُ أَحَدِكم قَيْحًا حتّى يَرِيهُ خَيٌر لهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِىءَ شِعْرًا» (2) .
4022 - حدثنا بهز، حدثنا شعبة، حدثنا قتادة، عن يونس بن جبير، عن محمد بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لأَنْ يَمْتَلِىءَ جَوْفُ أَحَدِكم قَيْحًا وَدَمًا، خَيٌر لهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِىءَ شِعْرًا» (3) .
4023 - حدثنا على بن بحر، حدثنا عيسى بن يونس، عن زكريا، عن أبى إسحاق، عن محمد بن سعد بن مالك، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «قِتَالُ المُسْلِم كُفْرٌ، وَسِبَابُه فِسْقٌ» (4) .
رواه النسائى من حديث إسرائيل، وابن ماجه من حديث شريك كلاهما: عن أبى إسحاق به (5) .
4024 - حدثنا يحيى، عن شعبة، عن قتادة، عن يونس بن
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى الأدب: باب ما جاء لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحًا خير من أن يمتلىء شعرًا: 5/141.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/175.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/177.
(4) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/178.
(5) الخبر أخرجه النسائى فى المحاربة فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/314؛ وابن ماجه فى الفتن: باب سباب المسلم فسوق وقتاله كفر: 2/1300؛ وفى الزوائد: إسناده صحيح. رجاله ثقات.(3/379)
جبير، عن محمد ابن سعد، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لأَنْ يَمْتَلِىءَ جَوْفُ الرّجل قَيْحًا خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَمْتَلِىءَ شِعْرًا» (1) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/181.(3/380)
4025 - حدثنا يزيد، أنبأنا إبراهيم بن سعد، وهاشم بن القاسم، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان ـ قال هاشم فى حديثه: قال: حدثنى صالح ابن كيسان، وقال يزيد: عن صالح ـ، عن الزهرى، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن محمد بن سعد، عن أبيه. قال: «دخل عمر بن الخطاب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعنده نسوة من قريش يسألنه، ويستكثرن رافعاتٍ أصواتهن، فلما سمعن صوت عمر انقمعن (1) وسكتن، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر: يا عدوات أنفسهن تهبننى، ولا تهبن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقلن: إنك أفظ من رسول/ الله - صلى الله عليه وسلم - وأغلظ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا عمر ما لقيك الشيطان سالكًا فجًّا إلا سلك فجًّا غير فجك» (2) .
4026 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن محمد ابن سعد بن مالك، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ يَحِلّ لمسْلمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ» (3) تفرد به.
4027 - حدثنا محمد بن بشر، حدثنا إسماعيل بن أبى خالد، عن محمد بن سعد، عن أبيه سعدٍ. قال: «خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو
_________
(1) انقمعن: تغيبن ودخلن فى بيت، أو من وراء ستر، وأصله من القِمْع الذى على رأس الثمرة. أى يدخلن فيه كما تدخل الثمرة فى قمعها. النهاية: 3/277.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/182.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/183.(3/380)
يضرب بإحدى يديه على الأخرى، ويقول: «الشَّهُر هكذا وهكذا، ثم نَقَصَ إصْبعهُ فى الثّالثة» (1) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/184.(3/381)
4028 - حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، عن إسماعيل، عن محمد بن سعد، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: «الشَّهْرُ هكذا، وهكذا عَشْرٌ وعَشْرُ، وتِسْعٌ مَرَّة» (1) .
4029 - حدثنا الطالقانى، حدثنا ابن المبارك، عن إسماعيل، عن محمد بن سعد، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الشَّهْرُ هكذا وهكذا وهكذا: يَعْنِى تِسْعًا وعشرين» (2) .
4030 - رواه مسلم عن أبى بكر بن أبى شيبة، والنسائى عن إسحاق بن إبراهيم، وابن ماجه عن محمد بن عبد الله بن نمير: ثلاثتهم عن محمد بن بشر به.
4031 - ورواه مسلم، والنسائى أيضًا من حديث زائدة، ومن حديث ابن المبارك به (3) .
4032 - قال النسائى: قد رواه يحيى وغيره عن إسماعيل، عن محمد مرسلاً، وذاك أصح (4) .
_________
(1) الموطن السابق.
(2) الموطن السابق.
(3) الخبر أخرجوه فى الصوم: مسلم بطرقه فى: باب بيان أن الشهر يكون تسعًا وعشرين: 3/141؛ والنسائى: باب ذكر الاختلاف على إسماعيل فى خبر سعد بن مالك فيه، المجتبى: 4/112؛ وابن ماجه: باب ما جاء: «الشهر تسع وعشرون» : 1/530.
(4) المجتبى: 4/112؛ وتحفة الأشراف: 3/312.(3/381)
(حديث آخر)(3/382)
4033 - رواه البخارى: عن محمد بن عزيرٍ، ومسلم عن الحسن بن على، وعبد بن حميد ثلاثتهم: عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن أبيه، عن جده. قال: «قسم النبى - صلى الله عليه وسلم - قسمًا» الحديث نحو حديث الزهرى عن عامر عن أبيه (1) .
(حديث آخر)
4034 - رواه الترمذى: من حديث إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهرى، عن محمد بن أبى سفيان [الثقفى] ، عن يوسف بن الحكم، عن محمد بن سعد، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللهُ» ثم قال: غريب (2) .
(محمد بن عبد الله بن الحارث
ابن نوفل بن عبد المطلب عنه)
4035 - قرأت على عبد الرحمن: مالك، [قال:] (3) وحدثنا عبد الرزاق، أنبأنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب: أنه حدثه: أنه سمع سعد بن أبى وقاص، والضحاك بن قيس عام حج معاوية بن أبى سفيان، وهما
_________
(1) الخبر أخرجاه فى الزكاة: البخارى فى: باب قوله تعالى: {لا يسألون الناس إلحافاً} : 3/340؛ ومسلم فى: باب إعطاء المؤلفة ومن يخاف على إيمانه: 3/98؛ وأخرجه مسلم أيضًا فى الإيمان: باب زيادة طمأنينة القلب بتظاهر الأدلة: 1/364؛ وحديث الزهرى عن عامر، عن أبيه تقدم ويرجع إلى لفظه ص337.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب: باب فضل الأنصار وقريش: 5/714.
(3) قرأت، وقال: الضمير فيها يعود على أحمد بن حنبل.(3/382)
يذكران التمتع بالعمرة إلى الحج، فقال الضحاك: لا يصنع ذلك إلا من/ جهل أمر الله، فقال سعد: بئسما قلت يا ابن أخى، فقال الضحاك: فإن عمر بن الخطاب قد نهى عن ذلك، فقال سعد: «قد صنعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصنعناها معه» (1) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/174.(3/383)
4036 - رواه الترمذى، والنسائى جميعًا عن قتيبة عن مالك به، وقال الترمذى: صحيح (1) .
(محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحضين (2) عنه)
4037 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، حدثنى محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين: أنه حدث عن سعد بن أبى وقاص: أنه كان يصلى العشاء الآخرة فى مسجد رسول الله صلى الله [عليه وسلم، ثم يوتر بواحدة لا يزيد عليها، قال: فيقال له: أتوتر بواحدة، لا تزيد عليها يا أبا إسحاق؟ فيقول: نعم. إنى سمعت رسول الله ـ - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الذى لا يَنامُ حتى يُوتِر حازمٌ» ] (3) .
[ (مصعب بن سعد بن أبى وقاص: أبو زرارة عن أبيه)
4038 - حدثنى عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد، عن أبيه: «أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أتى بقصعةٍ،
_________
(1) الخبر أخرجاه فى الحج: الترمذى فى: باب ما جاء فى التمتع: 3/176؛ والنسائى فى الباب: 5/118.
(2) التاريخ الكبير: 1/156.
(3) سقط لفظ الخبر من الأصل المخطوط، كما سقطت ترجمة مصعب بن سعد واتصل سند هذا الخبر بلفظ الخبر التالى عن مصعب. والتصويب بعد الرجوع المسند. وهو من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/170.(3/383)
فأكل منها، ففضلت فضلة، فقال رسول الله] صلى الله عليه وسلم: «يَجِىءُ رجلٌ من هذا الفَجّ من أَهْلِ الجنَّةِ يأكلُ هذه الفَضْلَةَ» قال سعد: وكنت تركت أخى عميرًا يتوضأ، قال: فقلت: هو عمير، قال: فجاء عبد الله بن سلام، فأكلها» تفرد به (1) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/169.(3/384)
4039 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عاصم بن أبى النجود، عن مصعب بن سعد، عن أبيه. قال: قلت: «يا رسول الله أى الناس أشد بلاءً؟ قال: الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل، فالأمثل من الناس، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان فى دينه صلابة زيد فى بلائه، وإن كان فى دينه رقة خفف عنه، وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشى على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة» (1) .
رواه الترمذى، والنسائى عن قتيبة، زاد النسائى ويحيى بن عربى كلاهما: عن حماد بن زيد، عن عاصم به، وقال الترمذى: حسن صحيح.
4040 - وفى نسخة للترمذى: عن شريك بدل حماد فالله أعلم. ورواه بن ماجه عن يوسف بن حماد، ويحيى بن درست كلاهما: عن حماد بن زيد عن عاصم به (2) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/172.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى الزهد: باب ما جاء فى الصبر على البلاء: 4/601؛ والنسخة التى بين أيدينا: «قتيبة عن حماد بن زيد» ، وأورد فى تحفة الأشراف: «عن شريك» ، وفى تعليقه عليه: «فى النسخة المكتوبة عن المحبوبى، عن شريك» . وأخرجه النسائى من طريقيه فى الطب فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/318. وأخرجه ابن ماجه فى الفتن: باب الصبر على البلاء: 2/1334.(3/384)
4041 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبى عبد الله: مولى جهينة. قال: سمعت مصعب بن سعد يحدث، عن سعد، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكم أَنْ يَكْسِبَ فى اليومِ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قالوا: ومَن يُطِيقُ ذلك؟
قال: «يُسبّحُ مائةَ تَسْبِيحةٍ، فيكتبُ له ألفُ حَسَنَةٍ ويُمْحَى عنه ألفُ سيِئةٍ» (1) .
رواه مسلم، والترمذى، والنسائى من طرق، عن موسى الجهنى: وهو أبو عبد الله، هذا عن مصعب به، وقال الترمذى: حسن صحيح (2) .
4042 - حدثنا أسود بن عامر، أنبأنا أبو بكر، عن عاصم بن أبى النجود، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن مالك. قال: قلت: «يا رسول الله قد شفانى الله اليوم من المشركين، فهب لى هذا السيف، قال: إن هذا السيف ليس لك، ولا لى. ضعه/، قال: فوضعته، ثم رجعت، قلت: عسى أن يعطى هذا السيف من لم يبل بلائى. قال: إذا رجل يدعونى من ورائى. قال: قلت: قد أنزل فى شىء؟ قال: كنت سألتنى السيف، وليس هو لى، وإنه قد وهب لى، فهو لك. قال: وأنزل الله
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/174.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى الذكر والدعاء: فضل التهليل والتسبيح والدعاء: 5/549؛ وأخرجه الترمذى فى الدعوات: باب 59: 5/510؛ والنسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 3/318.
وموسى الجهنى: موسى بن عبد الله، ويقال: ابن عبد الرحمن الجهنى: أبو سلمة، ويقال: أبو عبد الله الكوفى. روى عن مصعب بن سعد وغيره، وعنه شعبة وعلى بن مسهر ومروان بن معاوية ويحيى بن سعيد ومحمد بن عبد الله بن نمير: وهم رواة الخبر عنه وغيرهم. تهذيب التهذيب: 10/354.(3/385)
عز وجل هذه الآية: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} (1) تفرد به.
_________
(1) الآية صدر سورة الأنفال. والخبر من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/178.(3/386)
4043 - حدثنا إسماعيل ـ يعنى ابن إبراهيم ـ، أنبأنا هشام الدستوائى، عن عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد. قال: قال سعد: «يا رسول الله أى الناس أسد بلاءً» ؟ قال: الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، حتى يبتلى العبد على قدر دينه ذاك، فإن كان صلب الدين ابتلى على قدر ذاك ـ وقال مرة: أشد بلاءً ـ، وإن كان فى دينه رقة ابتلى على قدر ذاك ـ وقال مرة: على حسب دينه ـ، قال: فما تبرح البلايا عن العبد، حتى يمشى فى الأرض يعنى، وما إن عليه من خطيئته، قال أبى، وقال مرة: عن سعد قال: قلت: يا رسول الله (1) .
4044 - حدثنا يحيى بن سعيد عن موسى الجهنى، حدثنى مصعب بن سعد، عن أبيه: أن أعرابيًا أتى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: علمنى كلامًا أقوله: قال: «قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم: خمسًا» قال: هؤلاء لربى، فما لى؟ قال: «قل: اللهم اغفر لى، وارحمنى، وارزقنى، واهدنى، وعافنى» (2) .
رواه مسلم عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن على بن مسهر وعبد الله بن نمير كلاهما: عن موسى الجهنى به (3) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/180.
(2) الموطن السابق.
(3) الخبر أخرجه مسلم فى الذكر والدعاء: فضل التهليل والتسبيح والدعاء: 5/548.(3/386)
4045 - حدثنا أبو عبد الرحمن: مؤمل بن إسماعيل، وعفان المعنى قالا: حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا عاصم، عن مصعب بن سعد، عن أبيه: «أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أتى بقصعةٍ من ثريدٍ، فأكل، ففضل منه فضلة، فقال: يدخل من هذا الفج رجل من أهل الجنة يأكل هذه الفضلة، قال سعد: وكنت قد تركت أخى عمير بن أبى وقاص، وقد تهيأ لأن يأتى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فطمعت أن يكون هو، فجاء عبد الله بن سلام فأكلها» (1) تفرد به.
حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبان، حدثنا عاصم فذكر معناه إلا أنه قال: فمررت بعويمر بن مالك.
4046 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عاصم بن بهدلة، حدثنى مصعب بن سعد، عن أبيه. قال: قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أىُّ النّاسِ أشدُّ بلاءً؟ قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الأنبياء ثم/ الأمثل، فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان فى دينه رقة ابتلى على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد، حتى يتركه يمشى على الأرض، وما عليه خطيئة» (2) .
4047 - رواه الترمذى، والنسائى وابن ماجه من حديث حماد بن زيد به، وقال الترمذى: حسن صحيح، وفى نسخة أخرى: شريك بدل حماد (3) .
4048 - حدثنا عبد الله بن نمير، ويعلى قالا: حدثنا موسى ـ يعنى الجهنى ـ، عن مصعب بن سعد، عن أبيه. قال: «جاء إلى
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/183.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/185.
(3) تقدم تخريج الحديث عند الثلاثة ص352.(3/387)
النبى - صلى الله عليه وسلم - أعرابى، فقال: يا نبى الله علمنى كلامًا أقوله، فقال: قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله رب العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم. قال: هؤلاء لربى فما لى؟ قال: قل: اللهم اغفر لى، وارحمنى واهدنى، وارزقنى» .
قال ابن نمير: قال موسى: أما «عافنى» فأنا أتوهم وما أدرى (1) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/185.(3/388)
4049 - رواه مسلم عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن على بن مسهر وعبد الله ابن نمير، عن موسى به (1) .
4050 - حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنى موسى، عن مصعب بن سعد، قال: حدثنى أبى، قال: كنا جلوسًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُم أَنْ يَكْسِبَ كلَّ يَومٍ ألفَ حَسَنةٍ؟ فسألهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: يا نبى الله كيف يكسب أحدنا ألف حسنةٍ؟ قال: يُسبّحُ مائَةَ تَسْبيحةٍ، فيُكتبُ له ألفُ حسنةٍ، أَوْ يُحَطّ عنه ألف خطيئةٍ» (2) .
4051 - حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا موسى، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: كنا جلوسًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُم أَنْ يَكْسِبَ كلَّ يَومٍ ألفَ حَسَنةٍ؟ فسألهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كيف يكسب أحدنا يا رسول الله كل يوم ألف حسنةٍ؟ قال: يُسبّحُ مائَةَ تَسْبيحةٍ، فيُكتبُ له ألفُ حسنةٍ، أَوْ يُحَطّ عنه ألف خطيئةٍ» (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى الذكر والدعاء: فضل التهيل والتسبيح والدعاء: 5/548.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/185.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/185.(3/388)
4052 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سماك، عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: «أنزلت فى أربع آيات: يوم بدر: أصبت سيفًان فأتى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله نفلنيه (1) ، قال: ضعه، ثم قام، فقال: يا رسول الله [نفلنيه، فقال: ضعه، ثم قام، فقال: يا رسول الله] نفلنيه أجعل كمن لا غناء له. فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: ضعه من حيث أخذته، فنزلت هذه الآية: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} (2) .
قال: وضع رجل من الأنصار طعامًا، فدعانا، فشربنا الخمر حتى انتشينا، فتفاخرت/ الأنصار وقريش، فقالت الأنصار: نحن أفضل منكم، وقالت قريش: نحن أفضل منكم، فأخذ رجل من الأنصار لحى جزور (3) فضرب به أنف سعدٍففزره (4) ، قال: فكان أنف سعدٍ مفزوراً. قال: فنزلت هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (5) .
قال: وقالت أم سعد: أليس الله قد أمرهم بالبر، فوالله لا أطعم طعامًا، ولا أشرب شرابًا حتى أموت، أو تكفر بمحمدٍ، فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا (6) فاها بعصًا، أو جروها (7) . قال: فنزلت هذه الآية
_________
(1) نفلنيه: اعطنيه هبة لى زيادة على القدر المستحق. مسلم بشرح النووى: 4/349.
(2) صدر سورة الأنفال.
(3) الجزور: الجمل ذكرًا كان أو أنثى. إلا أن اللفظ مؤنثة. تقول: هذه الجزور وإن أردت ذكرًا. النهاية: 1/160.
(4) فزره: شقّه. النهاية: 3/199.
(5) الآية 90 من سورة المائدة.
(6) الشَّجْر: مفتح الفم، وشجروا فاها: أدخلوا فى شجرة عودًا حتى يفتحوه به. النهاية: 2/205.
(7) أوجروها: صبّوها فى وسط الفم. الصحاح.(3/389)
{وَوَصَّيْنَا الأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً} (1) .
قال: ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سعدٍ، وهو مريض يعوده، فقال: يا رسول الله أوصى بمالى كله؟ قال: لا. قال: فبثلثيه؟ قال: لا. قال: فبثلثه؟ [قال] : فسكت» (2) .
_________
(1) الآية 8 من سورة العنكبوت.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/185، وما بين معكوفين استكمال منه.(3/390)
4053 - رواه مسلم، والترمذى، عن [الحسن] بن موسى، وبندار، عن غندر به بطوله، ورواه أبو داود والنسائى عن هناد، عن أبى بكر بن عياش، عن عاصم بن أبى النجود، عن مصعب به (1) .
4054 - حدثنا روح، حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، سمعت مصعب ابن سعد يحدث، عن أبيه سعد بن أبى وقاص: أنه كان يأمر بهذا الدعاء ويحدث به عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهمَّ إِنّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخٍلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم بطوله مع اختلاف فى الترتيب، وفى بعض لفظه: فى الفضائل: فضل سعد بن أبى وقاص - رضي الله عنه -: 5/278؛ وأخرجه فى الجهاد: باب الأنفال: 4/347؛ وأخرجه أبو داود فى الجهاد مختصرًا: باب فى النفل: 3/77، والترمذى فى التفسير: من سورة الأنفال: 5/268، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه سماك بن حرب، عن مصعب أيضًا؛ وأخرجه أيضًا فى تفسير سورة العنكبوت: 5/341؛ وأخرجه النسائى فى التفسير فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/317.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/186.(3/390)
4055 - رواه البخارى عن آدم عن شعبة، ورواه النسائى أيضًا من حديث شعبة (1) .
وسيأتى من حديث عمرو بن ميمون، عن سعد (2) .
4056 - حدثنا حجين بن المثنى وأبو سعيد. قالا: حدثنا إسرائيل، عن أبى إسحاق. قال أبو سعيد: حدثنا أبو إسحاق، عن مصعب بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه: أنه حلف باللات والعزى، فقال له أصحابه: قد قلت هجرًا (3) ، فأتى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن العهد كان حديثًا، وإنى حلفت باللات والعزى، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «قُلْ لاَ إله إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ ثلاثًا، وَانْفُلْ عن شِمَالك ثَلاَثًا، وتَعَوَّذْ باللهِ مِنَ الشَّيْطان الرَّجيم، وَلاَ تَعُدْ» (4) .
4057 - رواه النسائى وابن ماجه من حديث أبى إسحاق به (5) .
4058 - حدثنا يحيى، وعبد الله بن نمير (6) ، عن موسى
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الدعوات: باب التعوذ من عذاب القبر: 11/174؛ باب التعوذ من البخل: 11/178؛ باب الاستعاذة من أرذل العمر، ومن فتنة الدنيا، ومن فتنة النار: 11/181؛ باب التعوذ من فتنة الدنيا: 11/192.
وأخرجه النسائى فى الاستعاذة: الاستعاذة من الجبن، المجتبى: 8/224؛ الاستعاذة من فتنة الدنيا: 8/234؛ الاستعاذة من أرذل العمر: 8/239؛ وفى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 3/317.
(2) أخرجه النسائى فى الاستعاذة: الاستعاذة من سوء العمر، المجتبى: 8/239.
(3) الهجر: بضم فسكون: الفحش يقال أهجر فى منطقة يهجر إهجارًا إذا أفحش وكذلك إذا أكثر الكلام فيما لا ينبغى، والهجر: بالفتح الخلط فى الكلام والهذيان. النهاية: 4/240.
(4) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/186.
(5) الخبر أخرجه النسائى فى الإيمان والنذور: باب الحلف باللات والعزى، المجتبى: 7/8؛ وأخرجه ابن ماجه فى الكفارات: باب النهى أن يحلف بغير الله: 1/678.
(6) ليس فى المسند: «وعبد الله بن نمير» ولكنه أشار إليه فى نهاية السند كما سيأتى مما يجعل رواية المصنف أدق.(3/391)
الجهنى، حدثنى مصعب بن سعد، حدثنى أبى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَيَعْجِزُ أحدُكم أَنْ يَكْسِبَ كلَّ/ يومٍ ألفَ حَسَنةٍ؟ فقال رجلٌ من جُلسائِه: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنا ألفَ حسَنَةٍ؟ قال: يسبِحُ مائة تَسْبيحةٍ يُكْتبُ له ألفُ حسنةٍ، أَوْ يُحَطّ عنه أَلْفُ خَطِيئةٍ» .(3/392)
4059 - وقال إبن نمير أيضًا: «أَو يحط عنه» ويعلى أيضًا: «أو يحط» (1) .
4060 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدثنى سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد. قال: أنزلت فى أربع آياتٍ.
قال: قال أبى أصبت سيفًا، قلت: يا رسول الله نفلنيه، قال: ضعه، قلت: يا رسول الله نفلنيه أجعل كمن لا غناء له، قال: ضعه من حيث أخذته، فنزلت: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الأَنْفَال} (2) قال: وهى فى قراءة ابن مسعود كذلك: قل (3) الأنفال.
وقالت أمى: أليس الله يأمرك بصلة الرحم وبر الوالدين؟ والله لا آكل طعامًا، ولا أشرب شرابًا حتى تكفر بمحمد، فكانت لا تأكل حتى يشجروا فمها بعصًا، فيصبوا فيه الشراب، قال شعبة: أراه قال: والطعام، فنزلت {وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ} (4) وقرأ، حتى بلغ {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/180.
(2) صدر سورة الأنفال.
(3) من المرجّح أن أصل الرواية: «يسألونك الأنفال» ولكن لفظ الخبر هنا، وفى المسند: «عن» ، وقد أورد الزمخشرى فى تفسيره: قرأ ابن مسعود: «يسألونك الأنفال» أى يسألك الشبان ما شرطت لهم من الأنفال. الكشاف: 2/112؛ وهكذا تتضح عبارة المصنف: وهى قراءة ابن مسعود.
(4) () الآيتان 14، 15 من سورة لقمان.(3/392)
4061 - ودخل على النبى - صلى الله عليه وسلم - وأنا مريض قلت: يا رسول الله أوصى بمالى كله، فنهانى، قلت: النصف، قال: لا. قلت: الثلث، فسكت، فأخذ الناس به.
وصنع رجل من الأنصار طعامًا، فأكلوا، وشربوا وانتشوا من الخمر ـ وذلك قبل أن تحرم ـ، فاجتمعنا عنده، فتفاخروا وقالت الأنصار: الأنصار خير، وقالت المهاجرون: المهاجرون خير، فأهوى [له] رجل بلحى جزورٍ، ففزر أنفه، فكان أنف سعدٍ مفزورًا، فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِر} (1) إلى قوله {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} (2) .
4062 - حدثنا يحيى، عن إسماعيل، عن الزبير بن عدى، عن مصعب بن سعد. قال: صليت مع سعدٍ، فقلت بيدى هكذا ـ ووصف يحيى التطبيق ـ (3) فضرب بيدى، وقال: «كُنَّا نَفْعلُ هَذا، فَأُمِرْنا أَنْ نَرْفَعَ إلى الرّكبِ» (4) .
4063 - حدثنا وكيع، حدثنا ابن أبى خالدٍ، عن الزبير بن عدى، عن مصعب بن سعد. قال: كنت إذا ركعت وضعت يدى بين ركبتى، قال: فنهانى أبى سعد بن مالك، وقال: «إِنَّا كُنَّا نَفْعَلُهُ فَنُهِيْنا عنه» (5) .
_________
(1) الآيتان 90، 91 من سورة المائدة.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/181، ويرجع إلى غريب الحديث ص388، 392.
(3) التطبيق: تقدم بيانه ص363.
(4) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/181.
(5) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/182.(3/393)
4064 - رواه النسائى، وابن ماجه من حديث إسماعيل بن أبى خالد.
4065 - ورواه البخارى عن أبى الوليد، عن شعبة، وأبو داود عن حفص ابن عمر، عن شعبة.
4066 - ورواه مسلم، والترمذى، والنسائى عن قتيبة، عن أبى عوانة، ومسلم أيضًا، عن خلف بن هشام/ عن أبى الأحوص، وعن ابن أبى عمر، عن سفيان كلهم، عن أبى يعفور (1) ، عن مصعب به (2) .
4067 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبى وقاص. قال: خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليا فى غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله تخلفنى فى النساء والصبيان؟ قال: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنّى بمَنزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسى، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ نَبِىَّ بَعْدِى» (3) .
4068 - رواه مسلم والنسائى عن بندار، ومحمد بن المثنى، زاد مسلم: وأبى بكر بن أبى شيبة: ثلاثتهم عن محمد بن جعفر به.
_________
(1) أبو يعفور الأكبر، كما حققه ابن حجر، واسمه واقد العبدى. تهذيب التهذيب: 12/281.
(2) الخبر أخرجه الجماعة فى الصلاة:
البخارى فى: باب وضع الأكف على الركب فى الركوع: 2/273؛ ومسلم من طرقه فى: باب الندب إلى وضع الأيدى على الركب فى الركوع: 2/168؛ وأبو داود فى: باب تفريع أبواب الركوع والسجود، ووضع اليدين على الركبتين: 1/229؛ والترمذى فى الباب: 2/44؛ والنسائى فى نسخ التطبيق: 2/144؛ وابن ماجه فى الباب: 1/283.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/182.(3/394)
4069 - ورواه البخارى عن مسدد، وعن يحيى، وعلقمة عن أبى داود الطيالسى.
4070 - ورواه مسلم أيضًا عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه: كلهم عن شعبة به (1) .
4071 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير،
عن مصعب، عن سعد بن أبى وقاص: أنه كان يأمر بهؤلاء الخمس، ويخبر بهن
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهمَّ إِنّى أَعُوذُ بكَ منَ البُخْلِ، وأَعُوذُ بكَ منَ الجُبْنِ،
وأَعُوذُ بكَ أَنْ أُرَدَّ إلى أَرْذَلِ العُمُرِ، وأَعُوذُ بكَ مِنْ فِتْنَةِ الدّنيا، وأَعُوذُ بكَ مِنْ
عَذَابِ القَبْرِ» (2) .
4072 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن مصعب ابن سعد، عن أبيه. قال: «حلفت باللات والعزى، فقال أصحابى: قد قلت هجرًا، فأتيت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: إن العهد كان قريبًا، وإنى حلفت باللات والعزى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قُلْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ: ثلاثًا، ثم انْفُثْ عن يَسَارِكَ ثلاثًا، وتعوَّذْ، ولاَ تَعُدْ» (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى: باب غزوة تبوك، (وهى غزوة العسرة) ، وقال عقيبه: «وقال أبو داود: حدثنا شعبة، عن الحكم: سمعت مصعبًا» عقب على ذلك ابن حجر فقال: أراد بيان التصريح بالسماع، وطريق أبى داود هذه ـ وهو الطيالسى ـ وصلها أبو نعيم فى المستخرج، والبيهقى فى الدلائل. فتح البارى: 8/112.
وأخرجه مسلم بطرقه فى الفضائل: من فضائل على بن أبى طالب - رضي الله عنه -: 5/268؛ والنسائى فى المناقب فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/317.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/183.
(3) الموطن السابق.(3/395)
(حديث آخر)(3/396)
4073 - رواه البخارى: عن سليمان بن حرب، عن محمد بن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن مصعب بن سعد، عن أبيه: أنه رأى له فضلاً على من دونه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هَلْ تُنْصروُنَ، وَتُرْزَقُون إِلاَّ بِضُعَفائِكم» (1) .
4074 - رواه النسائى من حديث مسعر، عن طلحة بن مصرف (2) .
(حديث آخر)
4075 - رواه البخارى والنسائى أيضًا من حديث شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مصعب بن سعد. قال: «سألتُ أبى عن قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً} (3) هم الحرورية (4) ؟ قال: لا هم اليهود، والنصارى» الحديث (5) .
(حديث آخر)
4076 - قال أبو داود: حدثنا عثمان بن أبى شيبة، حدثنا أحمد بن المفضل، حدثنا أسباط بن نصر [قال] : زعم السدى، عن
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الجهاد: باب من استعان بالضعفاء والصالحين فى الحرب: 6/88.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الجهاد أيضًا: باب الاستنصار بالضعيف، بلفظ: «إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها: يدعونهم، وصلاتهم، وإخلاصهم» . المجتبى: 6/37.
(3) الآية 103 من سورة الكهف.
(4) الحرورية نسبة إلى حروراء، وهى القرية التى كان ابتداء خروج الخوارج على علىّ منها.
(5) الخبر أخرجه البخارى فى التفسير: باب: «قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً» : 8/425؛ وأخرجه النسائى فى التفسير فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/320.(3/396)
مصعب بن سعد، / عن سعد. قال: «لما كان يوم الفتح أمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس إلا أربعة نفرٍ، وامرأتين، فسماهم: وابن أبى سرح، فذكر الحديث.
قال: وأما ابن أبى سرح فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان، فلما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس إلى البيعة جاء به، [حتى أوقفه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] فقال: يا نبى الله بايع عبد الله، فرفع رأسه، فنظر إليه ثلاثًا كل ذلك بأبى فبايعه بعد ثلاثٍ، ثم قال (1) لأصحابه، فقال: أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآنى كففت يدى عن بيعته فيقتله؟ فقالوا: ما ندرى يا رسول الله [ما فى نفسك] ألا أومأت لنا بعينك؟ فقال: إنه لا ينبغى لنبى أن تكون له خائنة الأعين» (2) . رواه النسائى عن القاسم بن زكريا، عن أحمد بن المفضل. ورواه البزار فى حديث له طوله جدًا (3) .
(حديث آخر)
_________
(1) عند أبى داود: «ثم أقبل على أصحابه» .
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الجهاد: باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام: 3/59؛ وقال المنذرى: فى إسناده إسماعيل بن عبد الرحمن السدى، وقد احتج به مسلم وتكلم فيه غير واحد، وفى إسناده أيضًا أسباط بن نصر، وقد احتج به مسلم فى صحيحه، وتكلم فيه غير واحج. مختصر السنن للمنذرى: 4/22.
(3) أخرجه النسائى فى تحريم الدم ـ المحاربة ـ: باب الحكم فى المرتد، المجتبى: 7/95؛ وأخرجه البزار بنحو الخبر عند النسائى وقال: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد عن سعد. كشف الأستار: 2/343.(3/397)
4077 - قال أبو داود فى الأدب: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، حدثنا عفان، عن عبد الواحد بن زياد، عن سليمان الأعمش، عن مالك بن
الحارث. قال الأعمش: وقد سمعتهم يذكرون عن(3/397)
مصعب بن سعد عن أبيه، قال الأعمش: ولا أعلمه إلا عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «التُؤَدَةُ فى كلّ شَىْءٍ إلاَّ فى عَمَلِ الآخِرَةِ» (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) الخبر أخرجه فى: باب فى الرفق: 4/255؛ وقال المنذرى: لم يذكر الأعمش فيه من حدثه، ولم يحزم برفعه، وذكر محمد بن طاهر الحافظ هذا الحديث بهذا الإسناد وقال: فى روايته انقطاع وشك. مختصر السنن للمنذرى: 7/178.(3/398)
4078 - روى النسائى: عن زكريا بن يحيى، عن الحسن بن عرفة، عن المبارك بن سعيد، عن موسى الجهنى، عن مصعب بن سعد، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما يَمْنعُ أَحدَكم أَنْ يُكَبّرَ فى دُبُرِ كلِ صلاةٍ عَشْرًا، ويُحَمِد عَشْرًا» . وقد رواه يعلى بن عبيد عن موسى الجهنى عن موسى، عن أبى زرعة عن أبى هريرة (قوله) قال النسائى: وهو الصواب، وقال: موسى الثانى لا أعرفه (1) .
(حديث آخر)
4079 - رواه النسائى: عن سويد بن [نصر] ، عن ابن المبارك، عن سفيان بن دينار، عن مصعب. قال: «كانت لسعدٍ كروم وأعناب كثيرة» (2) الحديث موقوف.
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 3/321؛ ويستكمل كلام النسائى عن موسى من حاشية بخط الحافظ المزى على بعض النسخ أوردها محقق الكتاب فى نفس الموطن.
(2) تمام الخبر: «وكان له فيها أمين، فحملت عنبًا كثيرًا، فكتب إليه: إنى أخاف على الأعناب الضيعة، فإن رأيت أن أعصره عصرته. فكتب إليه سعد: إذا جاءك كتابى هذا فاعتزل ضيعتى، فو الله لا أئتمنك على شىء بعده أبدًا، فعزله عن ضعيته» .
أخرجه النسائى فى الأشربة: باب الكراهية فى بيع العصير: 8/294؛ والخبر موقوف.(3/398)
(حديث آخر)(3/399)
4080 - قال ابن ماجه فى السنة: حدثنا أزهر بن مروان، حدثنا الحارث بن نبهان، حدثنا عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد، عن أبيه. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خِيَارُكُم مَنْ تعلَّمَ القُرْآنَ، وَعَلَّمَهُ. قال: وأَخَذَ بِيَدِى، فأَقْعَدَنى فى هذا المقعد» (1) .
(حديث آخر)
4081 - رواه ابن ماجه: بإسناده الذى قبله: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ فى صلاة الصبح (2) يوم الجمعة {الم تَنْزِيلُ} {وهل أتى} (3) .
(حديث آخر)
4082 - قال البزار: حدثنا/ إبراهيم بن زياد الصائغ، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا على بن هاشم، عن الأعمش، عن أبى إسحاق، عن مصعب بن سعد، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يُطْبعُ المؤمنُ عَلَى خَلَّةٍ غَيْرِ الخِيَانَة، وَالكَذِبِ» (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى: باب فضل من تعلم القرآن وعلمه: 1/77؛ وفى نهايته: «فأقعدنى مقدى هذا أقرىء» ؛ وفى الزوائد: إسناده ضعيف.
(2) لفظه عند ابن ماجه: «صلاة الفجر» .
(3) أخرجه ابن ماجه فى الصلاة: باب القراءة فى صلاة الفجر يوم الجمعة: 1/289؛ وضعف فى الزوائد إسناده لاتفاقهم على ضعف الحارث بن نبهان.
(4) قال البزار: روى عن سعد من غير وجه موقوفًا، ولا نعلم أسنده إلا على ابن هاشم بهذا الإسناد. كشف الأستار: 1/69؛ وقال الهيثمى: رواه البزار وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 1/92.(3/399)
(حديث آخر)
(عن مصعب بن سعد، عن أبيه سعد بن أبى وقاص)(3/400)
4083 - قال البزار: حدثنا محمد بن مسكين، حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا عكرمة بن إبراهيم، عن عبد الملك بن عمير (1) ، عن مصعب بن سعد، عن أبيه: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله تعالى {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} (2) قال: «هم الذين يؤخرونها عن وقتها» .
ثم قال: [لا نعلم أحدًا أسنده إلا] عكرمة بن إبراهيم، [وهو لين الحديث] وقد رواه الثقات الحفاظ موقوفًا على سعد (3) .
(حديث آخر)
4084 - قال البزار: حدثنا حاتم بن الليث الجوهرى، حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب، عن أبيه: رفعه: «عليكم بالرمى، فإنه خير ـ أو من خير ـ لهوكم» . ثم قال: تفرد برفعه حاتم وهو عند الثقات موقوف (4) .
_________
(1) فى الأصل المخطوط: «عبد الملك بن إبراهيم» ، والتصويب من المرجع ومن تهذيب التهذيب فى ترجمة عبد الملك بن عمير: 6/411؛ ومسند أبى يعلى: 2/140.
(2) الآية 5 من سورة الماعون.
(3) ما بين المعكوفات استكمال من كشف الأستار: 1/198؛ وقال الهيثمى: رواه البزار وأبو يعلى مرفوعًا بنحو هذا، وموقوفًا، وفيه عكرمة بن إبراهيم: ضعفه ابن حبان وغيره، ثم لخص كلام البزار الذى أورده المصنف تعليقًا على الخبر. مجمع الزوائد: 1/325. والخبر أخرجه أبو يعلى من طريق عكرمة بن إبراهيم، عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب مرفوعًا أيضًا: 2/140؛ والبيهقى موقوفًا ومرفوعًا. السنن الكبرى: 2/214.
(4) كشف الأستار: 2/279؛ وقال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى فى الأوسط، ولفظه: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عليكم بالرمى فإنه خير لكم» ، ورجال البزار رجال الصحيح خلا حاتم بن الليث، وهو ثقة؛ وكذلك رجال الطبرانى. مجمع الزوائد: 5/268.(3/400)
(حديث آخر)(3/401)
4085 - رواه البزار: من حديث عمرو بن محمد العنقزى، عن خلاد بن مسلم، عن عمرو بن قيس الملائى، [عن عمرو بن مرة] ، عن مصعب بن سعد، عن أبيه: [فى قوله تعالى {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (1) . قال: فنزل القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فتلا عليهم زمانًا] فقالوا: يا رسول الله، لو قصصت علينا، فأنزل الله: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} (2) .
[فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا، فأنزل الله ـ عز وجل ـ: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً} (3) كل ذلك تؤمرون بالقرآن، أو تؤدبون بالقرآن.
قال خلاد: ـ وزاد فيه:] قالوا: لو ذكرتنا، فأنزل الله: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّه} (4) . تفرد به خلاد بن مسلم (5) .
_________
(1) الآيتان 1، 2 من سورة يوسف، وما بين أيدينا من كشف الأستار: «ألم» وهو خطأ واضح والصواب: «الر» ويراجع تفسير ابن كثير: 2/467.
(2) الآية 3 من سورة يوسف.
(3) الآية 23 من سورة الزمر.
(4) الآية 16 من سورة الحديد.
(5) كشف الأستار: 4/69، وما بين المعكوفات استكمال منه. وأخرجه أبو يعلى، مسند أبى يعلى: 2/87.(3/401)
(حديث آخر)
ومن حديث قنان بن عبد الله، عن مصعب، عن أبيه ـ مرفوعًا ـ: «مَنْ آذَى عَليًّا فَقَدْ آذَانِى» (1) .
إنتهى
الجزء الثانى والعشرون من «تجزئة المصنف»
ويليه الجزء الثالث والعشرون
(معاذ التيمى، عن مسعد بن أبى وقاص)
بإذن الله
_________
(1) قال البزار: لا نعلمه يروى عن سعد إلا بهذا الإسناد: كشف الأستار: 3/200؛ وقال الهيثمى: رواه أبو يعلى والبزار باختصار، ورجال أبى يعلى رجال الصحيح، غير محمود بن خداش وقنان، وهما ثقتان. مجمع الزوائد: 9/129.(3/402)
الجُزء الثالث والعشرون
/ وهو حسبى
(معاذ التيمى عنه)(3/403)
4086 - حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا إبراهيم ـ يعنى ابن سعد ـ، عن أبيه، عن معاذ التيمى. قال: سمعت سعد بن أبى وقاص يقول: سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «صلاتان لا يُصَلَّى بعدهما: الصبحُ حتى تَطُلعَ الشَّمسُ، والعَصْرُ حتَّى تَغْرُبَ الشَّمسُ» (1) .
4087 - حدثنا يونس بن إبراهيم، عن أبيه، عن رجل من بنى تيم يقال له معاذ، عن سعد بن أبى وقاص: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر مثله (2) تفرد به.
(مكحول عنه)
4088 - حدثنا وكيع، حدثنا محمد بن راشد، عن مكحول، عن سعد بن مالك. قال: «قلتُ يا رسول الله، الرجل يكون حامية القوم أيكون سهمه، وسهم غيره سواء؟ قال: ثكلتك أمك ابن أم سعد، وهل ترزقون، وتنصرون إلا بضعفائكم» . تفرد به من هذا الوجه (3) ، وقد تقدم من رواية إبنه مصعب عنه، رواه البخارى والنسائى (4) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/171.
(2) الموطن السابق.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/173.
(4) تقدم إيراد مثل هذا الخبر وتخريجه ص396، وهو فى المسند: 1/183؛ وفى صحيح البخارى: 6/88؛ وفى المجتبى: 6/37.(3/403)
(هزيل بن شرحبيل عنه)(3/404)
4089 - قال أبو داود: حدثنا عثمان بن أبى شيبة، عن جرير. وحدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا حفص، عن الأعمش، عن طلحة، عن هزيل قال: جاء رجل ـ قال عثمان: سعد ـ فوقف على [باب] النبى - صلى الله عليه وسلم - يستأذن [فقام على الباب]ـ قال عثمان مستقبل الباب ـ فقال له النبى - صلى الله عليه وسلم -: هكذا ـ عنك ـ أو قال: هكذا: فإنما الاستئذان من النظر» (1) .
ثم رواه عن أبى داود الحفرى عن سفيان، عن الأعمش، عن طلحة، عن رجل، عن سعد عن النبى - صلى الله عليه وسلم - نحوه (2) .
(ابنه يحيى بن سعد عنه)
4090 - حدثنا عفان، حدثنا سليم بن حيان، حدثنى عكرمة بن خالد، حدثنى يحيى بن سعد، عن أبيه. قال: ذكر الطاعون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «رِجْزٌ أُصِيبَ بهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فإِذَا كانَ بأَرْضٍ فَلاَ تَدْخُلُوها، وإِنْ كانَ بها، وأنتم بها، فَلاَ تَخْرُجُوا منها» (3) .
4091 - حدثنا عبد الصمد، وعفان قالا: حدثنا سليم بن حبان، حدثنا عكرمة بن خالد. قال عفان: حدثنى عن يحيى بن سعد، عن سعد: أن الطاعون ذكر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «إِنَّهُ رِجْز أُصِيبَ به مَنْ كان قبلكم، فَإِذَا كان/ بأَرْضٍ، فلا تَدْخُلوها، وإذا كنتم بأرضٍ وهو بها، فلا تَخْرُجُوا منها» (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب: باب فى الاستئذان: 4/344.
(2) الموطن السابق.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/173.
(4) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/176.(3/404)
(يوسف بن الحكم عنه)(3/405)
4092 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنى صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن محمد بن أبى سفيان بن العلاء بن جارية، عن يوسف ابن الحكم أبى الحجاج، عن سعد بن أبى وقاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَهَانَ قُرَيشًا أهانَهُ الله» (1) .
4093 - وحدثنا أبو كامل مرة أخرى، قال: حدثنى صالح بن كيسان، عن إبن شهاب، عن محمد بن أبى سفيان بن العلاء بن جارية، عن يوسف بن الحكم أبى الحجاج [عن محمد بن سعد، عن أبيه سعد.
قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ أَهَانَ قُرَيشًا أهانَهُ الله، مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُريشٍ أَهَانَهُ الله» (2)
تفرد به.
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/183.
(2) الخبر أخرجه فى المسند فى نسق واحد مع الحديث السابق: 1/183، ولكنه ورد فى المخطوطة فيه بعض اختلاف هكذا:
«عن محمد بن سفيان بن العلاء بن جارية، عن يوسف بن الحكم: أى الحجاج، عن سعد بن أبى وقاص قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من أهان قُريشًا أهانه الله، من يريد هوان قريش أهانه الله» .
ويوسف بن الحكم: أبو الحجاج: روى عن محمد بن سعد، وقيل عن سعد نفسه، قال العجلى: ثقة، وإنما روى حديثًا واحدًا عن محمد بن سعد، عن أبيه: «من أراد هوان قريش» . تهذيب التهذيب: 11/410.
ومن المرجح أن المسند قد سقط منه: «يوسف بن الحكم أبو الحجاج» وسقط من المخطوطة: «محمد بن سعد عن أبيه سعد» .
فيكون الإمام أحمد قد روى الخبر عن أبى كامل مرة عن يوسف أبى الحجاج عن سعد ومرة أخرى عن يوسف أبى الحجاج، عن محمد بن سعد، عن أبيه، وبهذا يتضح قول الإمام «مرة أخرى» .
ويؤكد هذا أن أبا يعلى أخرجه من الطريق الثانى: عن يوسف بن الحكم أبى الحجاج بن يوسف، عن محمد بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه. مسند أبى يعلى: 2/113.
وتجدر الإشارة إلى أن لفظ الخبر فى المسند وأبى يعلى: «من يرد هوان قريش أهانة الله» وهو لفظ يختلف عن الرواية الأولى، والله أعلم.(3/405)
(أبو بكر بن حفص عنه)(3/406)
4094 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا حسن بن إبراهيم بن المهاجر، عن أبى بكر ـ يعنى ابن حفص ـ فذكر قصة قال سعد: إنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «نِعْمَ الميتَةُ أَنْ يَمُوتَ الرجلُ دُونَ حَقّهِ» (1) تفرد به.
(أبو سلمة بن عبد الرحمن عنه)
4095 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمى، حدثنا إسماعيل ـ يعنى إبن
جعفر ـ، أخبرنى موسى بنعقبة، عن أبى النضر: مولى عمر بن عبيد الله بن معمر، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن سعد بن أبى وقاص: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال فى المسح على الخفين: «لا بَأْسَ بذلك» (2) .
4096 - حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا موسى بن عقبة. قال: سمعت أبا النضر يحدث عن أبى سلمة، عن سعد بن أبى وقاص حديثًا رفعه إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - عن المسح على الخفين: «أَنَّهُ لا بأس به» (3) .
4097 - علقه البخارى عن موسى بن عقبة بصيغة الجزم، ورواه النسائى عن قتيبة، عن إسماعيل بن جعفر، عن موسى بن عقبة.
4098 - وقد تقدم من رواية أبى سلمة عن ابن عمر عن سعد فالله أعلم (4) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/184.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/169.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/169.
(4) يرجع إلى تخريج الحديث عند البخارى معلقاً ومتصلاً، وإلى تخريج النسائى له ص328.(3/406)
(أبو عبد الله القراظ عنه واسمه دينار)(3/407)
4099 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن عمر بن نبيه، حدثنى أبو عبد الله القراظ، سمعت سعد بن مالك، [يقول: سمعت] النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ أَرادَ/ أَهْلَ المدينةِ بِدَهْمٍ (1) أوْ بِسُوءٍ أَذَابَهُ اللهُ كما يَذُوبُ المِلْحُ فى الماء» (2) .
4100 - رواه النسائى، عن الفلاس. عن يحيى بن سعيد به (3) .
4101 - حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا أسامة بن زيد، حدثنا أبو عبد الله القراظ: أنه سمع سعد بن مالك، وأبا هريرة يقولان: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم بَارِكْ لأَهْلِ المدينةِ فى مَدِينَتِهم، وَبَارِكْ لهم فى صَاعِهِمْ، وَبَارِكْ لهم فى مُدّهم. اللهم إِنَّ إِبراهيمَ عَبْدُكَ، وَخَلِيلُكَ، وإِنّى عَبْدُك، ورسولُكَ، وإِنَّ إِبراهيم سألَك لأَهْلِ مكّةَ، وإِنّى أَسأَلُكَ لأَهْل المدينةِ، كما سألك إبراهيم لأهل مكّةَ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ، إنَّ المدينَةَ مُشْبَكةٌ بالملائكةِ على كَلّ نَقَبٍ منْها مَلَكَان يَحْرُسانِها. لاَ يَدْخُلها الطَّاعُونُ، ولاَ الدَّجَّالُ، مَنْ أَرَادَها بِسُوءٍ أَذَابَهُ اللهُ كما يَذُوبُ المِلحُ فى الماء» (4) .
_________
(1) من أراد أهل المدينة بدهم: أى بأمر عظيم وغائلة من أمر يدهمهم أى يفجأهم. النهاية: 2/38.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/180؛ وأخرجه مسلم فى الحج: 3/522.
(3) الخبر أخرجه النسائى عن عمرو بن على الفلاس فى المناسك فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/281.
(4) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/182.(3/407)
ورواه مسلم عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن عبيد الله بن موسى، عن أسامة ابن زيد به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى الحج: باب تحريم إرادة أهل المدينة بسوء: 3/532؛ وأسامة بن زيد: هو الليثى مولاهم المدنى. روى عن الزهرى ونافع مولى ابن عمر وغيرهما وروى عنه القطان وابن المبارك والثورى وغيرهم. تهذيب التهذيب: 1/208.(3/408)
4102 - حدثنا سليمان بن داود، أنبأنا عبد الرحمن ـ يعنى ابن أبى الزناد ـ، عن موسى بن عقبة، عن أبى عبد الله القراظ، عن سعد بن أبى وقاص: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «صَلاةٌ فى مَسْجِدِى هذا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فيمَا سِوَاهُ إِلاَّ المسْجِدَ الحَرامَ» (1) تفرد به.
(أبو عبد الرحمن السلمى:
واسمه عبد الله بن حبيب عنه)
4103 - حدثنا الحسين بن على، عن زائدة، عن عطاء بن السائب، عن أبى عبد الرحمن السلمى. قال: قال سعد: «فِىَّ سن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثلث: أتانى يعودنى. قال: فقال لى: أوصيت؟ قال: قلت: نعم جعلت مالى كله فى الفقراء، والمساكين، وابن السبيل. قال: لا تفعل، قلت: إن ورثتى أغنياء. قلت: الثلثين؟ قال: لا. قلت: فالشطر؟ قال: لا. قلت: الثلث؟ قال: الثلث، والثلث كثير» (2) .
رواه الترمذى فى الجنائز عن قتيبة، والنسائى عن إسحاق بن إبراهيم كلاهما عن جرير عن عطاء بن السائب، وقال الترمذى: حسن صحيح (3) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/184.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/174.
(3) الخبر أخرجه الترمذى: باب ما جاء فى الوصية بالثلث والربع: 3/296؛ وأخرجه النسائى فى الوصايا. المجتبى: 6/203.(3/408)
(أبو عثمان النهدى: واسمه عبد الرحمن بن مل عنه)(3/409)
4104 - حدثنا هشام، أنبأنا خالد، عن أبى عثمان. قال: لما ادعى زياد (1) لقيت أبا بكرة. قال: فقلت: ما هذا الذى صنعتم؟ إنى سمعت سعد بن أبى وقاص يقول: سمع أذنى من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / وهو يقول: «مَنْ ادَّعَى أبًا فى الإسلام غَيْر َأَبِيه، وهو يَعلمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيه، فالجنَّةُ عليه حَرَامٌ» قال: فقال أبو بكرة: وأنا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (2) .
4105 - أخرجاه من حديث خالد به (3) .
4106 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول. قال: سمعت أبا عثمان. قال: سمعت سعدًا ـ وهو أول من رمى بسهمٍ فى سبيل الله ـ وأبا بكرة ـ تسور حصن الطائف فى ناسٍ، فجاء إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - ـ فقالا: سمعنا النبى - صلى الله عليه وسلم -، وهو يقول: «مَن ادَّعَى إلى أَبٍ غَيْرِ أَبِيهِ، وهو يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ، فالجنَّةُ عليه حرامٌ» (4) .
_________
(1) زياد: هو زياد بن سمية، وهى أمه، وهى أم أبى بكرة أيضًا، وكانت سمية أمة للحارث بن كلدة، فزوجها لمولى عبيد، فأتت بزياد على فراشه، وهم بالطائف قبل أن يسلم أهل الطائف. فلما كانت خلافة عمر بن الخطاب أعجب أبو سفيان بزياد وهو يتكلم عن أمير المؤمنين، وكان بليغًا، ولمح بكلام يفهم منه أنه أبوه فلما كانت خلافة على كان زياد على فارس من قبله، وأراد معاوية استقطابه فأطعمه فى أن يلحقه بأبى سفيان، فأصفى زياد إلى ذلك، فادعاه معاوية، وانتقل إليه، وأمره على البصرة ثم على الكوفة وأكرمه وكان عندئذ يدعى زياد بن أبى سفيان وكان كثير من الصحابة والتابعين ينكرون ذلك على معاوية محتجين بحديث: «الولد للفراش» والمسألة مشهورة تناولها الفقهاء والمحدثون. يراجع فتح البارى: 12/54.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/169.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى الفرائض: باب من ادعى إلى غير أبيه: 12/54؛ وأخرجه مسلم فى الإيمان: بيان حال إيمان من رغب عن أبيه: 1/250؛ وخالد: هو ابن مهران الحذاء.
(4) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/174.(3/409)
4107 - رواه البخارى عن بندار عن غندر به، ورواه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه من حديث عاصم الأحول به (1) .
4108 - قال البخارى: وقال هشام بن يوسف: أنبأنا معمر عن عاصم، عن أبى العالية أو أبى عثمان سمعت ـ سعدًا وأبا بكرة فذكره (2) .
4109 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن عاصم قال: حدثنى أبو عثمان النهدى قال: سمعت ابن مالك يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنِ ادَّعى إِلى غَيْرِ أَبيهِ، وهو يَعْلُم، فالجَنَّةُ عليهِ حَرامٌ» (3) .
4110 -[حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا عاصم الأحول، عن أبى عثمان النهدى. قال: قال سعد، وقال مرة: سمعت سعدًا يقول: سمعته أذناى، ووعاه قلبى من محمد - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَّهُ مَن ادَّعى إلى غيرِ أَبيهِ، وهو يعلمُ أَنَّهُ غير أبيه، فالجنَّةُ عليهِ حَرامٌ» ] قال: فلقيت أبا بكرة، فحدثته، فقال: وأنا سمعته أذناى ووعاه قلبى من محمد - صلى الله عليه وسلم - (4) .
(حديث آخر)
4111 - أخرجه البخارى: ومسلم من حديث معتمر بن سليمان، [عن أبيه] ، عن أبى عثمان. قال: «لم يبق مع النبى - صلى الله عليه وسلم - فى [بعض]
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى: باب غزوة الطائف: 8/45؛ ومسلم فى الإيمان: باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه: 1/252؛ وأخرجه أبو داود فى الأدب: باب فى الرجل ينتمى إلى غير مواليه: 4/330؛ وابن ماجه فى الحدود: باب من ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه: 2/870.
(2) أخرجه البخارى فى نسق واحد مع الحديث السابق. فتح البارى: 8/45.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/174.
(4) ما بين معكوفين استكمال من المسند، وقد أخرجه من حديث سعد بن أبى وقاص: 1/174.(3/410)
تلك الأيام التى قاتل فيها غير سعدٍ وطلحة» عن حديثهما (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى فضائل الصحابة: باب ذكر طلحة بن عبيد الله: 7/82؛ وأخرجه أيضًا فى المغازى: باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا: 7/359؛ وأخرجه مسلم فى الفضائل: من فضائل طلحة والزبير رضى الله عنهما: 5/280.(3/411)
4112 - قال البزار: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا داود ابن أبى هند، عن أبى عثمان، عن سعد. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَزَالُ أَهْلُ الغَرْبِ ظاهرين على الحقّ إلى يومِ القيامةِ» (1) .
ومن حديث داود عن أبى عثمان عن سعد مرفوعًا: «تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشى» (2) .
(أبو عياش الزرقى: هو: زيد بن عياش تقدم) (3)
(ابن لسعدٍ عنه يأتى إن شاء الله تعالى)
(ابن شهاب عنه منقطع)
4113 - حدثنا حجاج، أنبأنا ليث قال: حدثنى عقيل، عن ابن شهاب، عن سعد بن أبى وقاص. قال: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يطرق الرجل أهله بعد صلاة العشاء» (4) تفرد به.
_________
(1) الخبر أخرجه أبو يعلى عن ابن أبى سمينة، عن عبد الوهاب، عن داود بن أبى هند، عن أبى عثمان؛ وأخرجه مسلم فى الإمارة وقد تقدم. مسند أبى يعلى: 2/118.
(2) من هذا الطريق أخرجه أبو يعلى فى مسنده: 2/121 وقد تقدم؛ وأخرجه الحاكم وقال: هذا الحديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ولم يعقب عليه فى التلخيص، مستدرك الحاكم: 4/441.
(3) يرجع إليه ص318.
(4) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/175.(3/411)
(ثلاثة من ولد سعد عنه)(3/412)
4114 - حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا أيوب، عن عمرو بن سعيد، عن حميد بن عبد الرحمن الحميرى، عن ثلاثة من ولد سعد، عن سعد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليه يعوده، وهو مريض، وهو بمكة، فقلت: يا رسول الله قد خشيت أن أموت بالأرض التى هاجرت منها كما مات سعد بن خولة، فادع الله أن يشفينى، فقال: «اللَّهمَّ [اشفِ سعدًا، اللهمَ اشفِ سَعدًا اللهمَّ اشفِ سَعْدًا] فقال: يا رسول الله إن لى مالاً كثيرًا، وليس لى وارث إلا إبنةً أفأوصى بمالى كله؟ قال: لا. قال: فأوصى بثلثيه؟ قال: لا. قال: فأوصى بنصفه؟ قال: لا. قال: فأوصى بثلثه؟ قال: الثلث والثلث كثير. إن نفقتك من مالك لك صدقة، وإن نفقتك على عيالك لك صدقة، وإن نفقتك على أهلك لك صدقة، وإنك أن تدع أهلك بعيش، أو قال: بخيرٍ، خير من أن تدعهم يتكففون الناس» (1) . رواه مسلم من حديث أيوب، ومن حديث محمد بن سيرين عن حميد بن عبد الرحمن به (2) .
(ابن سعد عنه)
4115 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن سعدٍ، عن سعدٍ، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «فى الطَّاعونِ إِذَا وَقَعَ بأرضٍ، فلا تَدْخُلوها، وإِنْ كُنْتم بها فَلاَ تَفِرُّوا منه» .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/168، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى الوصايا: باب الوصية بالثلث: 4/163، 164.(3/412)
قال شعبة: وحدثنى هشام أبو بكر أنه عكرمة بن خالد (1) تفرد به.
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/175؛ وعكرمة بن خالد بن العاص روى عن أبيه وأبى هريرة وابن عباس وابن عمر وغيرهم وعنه قتادة وجماعة وهو غير عكرمة مولى ابن عباس. تهذيب التهذيب: 7/258.(3/413)
4116 - حدثنا هارون بن معروف ـ قال أبو عبد الرحمن (1) : وسمعته أنا من هارون ـ. أنبأنا عبد الله بن وهب، أخبرنى أبو صخر: أن أبا حازم حدثه، عن ابنٍ لسعد بن أبو وقاص. قال: سمعت أبى يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: «إِنَّ الإيمانَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كما بَدَأَ، فَطُوبَى يومئذٍ لِلْغُرباءِ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ، والّذى نَفْسى أَبِى القاسم بيده لَيَأْرِزَنَّ (2) الإِسلامُ بَيْنَ هذين المسجِدين كما تَأْرِزُ الحيّةُ فى جُحْرِها» (3) تفرد به.
(حديث آخر)
4117 - «سمعنى أبى وأنا أقول: اللهم إنى أسألك الجنة الحديث: «سيكون قوم يعتدون فى الدعاء» .
4118 - رواه أبو داود عن مسدد، عن يحيى، عن شعبة، عن زياد بن مخراق، عن أبى نعامة (4) ، / عن ابنٍ لسعدٍ به (5) .
_________
(1) أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن أحمد بن حنبل. كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
(2) يأرز إلى المدينة: ينضم إليها ويجتمع بعضه إلى بعض فيها. النهاية: 1/24.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/184.
(4) أبو نعامة: بفتح النون: عيسى بن سوادة.
(5) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة: باب الدعاء، عن ابن لسعد: «قال: سمعنى أبى وأنا أقول: اللهم إنى أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها، وكذا، وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها، وأغلالها، وكذا، وكذا، فقال: يا بنى إنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «سيكون قوم يعتدون فى الدعاء» ، فإياك أن تكون منهم: إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها، وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر» . سنن أبى داود: 2/77.(3/413)
4119 - وفى رواية عن مولى لسعدٍ عنه كما سيأتى، وفى رواية عن مولى لسعدٍ [عن ابنٍ لسعدٍ] عن سعد (1) .
4120 - والمحفوظ فى هذا ما رواه سعيد الجريرى الرقاشى عن أبى نعامة عن عبد الله بن مغفل كما سيأتى (2) .
(حديث آخر)
4121 - قال البزار: حدثنا على بن المنذر، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا يونس بن [أبى] إسحاق، عن عبد الله بن جابر، [عن ابن أخى سعد بن مالك، عن سعد. قال: سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يظهرُ المسلمون على الروم، ويظهرُ المسلمونَ على فارس، ويظهرُ المسلمونَ على جزيرة العرب» .
قال [البزار] لم يرو عنه سوى يونس بن أبى إسحاق (3) .
(ابن اخْ لسعدٍ عنه)
4122 - حدثنا أبو سعيد، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، عن ابن أخٍ لسعدٍ، عن سعد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لبنى ناجية: «أَنَا منْهم، وَهُمْ مِنّى» (4) تفرد به.
_________
(1) أخرجهما أحمد من حديث سعد بن أبى وقاص بنحو الحديث السابق فى المسند: 1/172، 183؛ وما بين المعكوفين استكمال منه. ومن تحفة الأشراف: 3/323.
(2) حديث عبد الله بن مغفل: أنه سمع ابنه بنحو حديث سعد السابق. أخرجه أبو داود فى الطهارة: باب الإسراف فى الماء: 1/24.
(3) سقط الخبر من النساخ، ولولا أن إسناده لم يتكرر لتعذر العثور عليه. أخرجه البزار فى الهجرة والمغازى: باب ظهور الإسلام، كشف الأستار: 2/357، وما بين المعكوفات استكمال منه، ومن مجمع الزوائد: 6/14؛ وقال الهيثمى: رواه البزار وفيه من لم يسم.
(4) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/169؛ وبنو ناجيه: ابن سامة ابن غالب بن نهر بن مالك. معجم البلدان: 5/250.(3/414)
4123 - حدثنا محمد بن جعفر، وذكر الحديث بقصةٍ فيه، فقال ابن أخى سعد: قد ذكروا بنى ناجية عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «هُم حَىُّ مِنَى، وأَنا مِنْهم» ولم يذكر فيه سعدًا انفرد به (1) .
(بعض آل سعد عنه)
4124 - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليه يعوده فى مرضه» (2) .
4125 - رواه النسائى من حديث مسعر، عن سعد بن إبراهيم، عن عامر ابن سعد، عن أبيه بأتم من هذا كما تقدم (3) والله أعلم.
(مولى لسعدٍ عنه)
4126 - حدثنا أبو النضر، حدثنا شعبة، قال: زياد بن مخراق، أخبرنى: قال: سمعت قيس بن عباية يحدث، عن مولى لسعد بن أبى وقاص، [قال أبى: وحدثنا محمد ابن جعفر، حدثنا شعبة، عن زياد بن مخراق، قال: سمعت قيس بن عباية القيسى يحدث عن مولى لسعد بن أبى وقاص] ، عن إبن لسعد: أنه كان يصلى. وكان يقول فى دعائه: اللهم إنى أسألك الجنة، وأسألك من نعيمها، وبهجتها، ومن كذا وكذا، ومن كذا وكذا، [وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها ومن كذا وكذا] ، قال: فسكت عنه سعد، فلما صلى قال له سعد: تعوذت من شرٍ عظيم، وسألت نعيمًا عظيمًا، أو قال طويلاً ـ شعبة شك ـ قال
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/169؛ وقال الهيثمى: رواه أحمد متصلاً ومرسلاً عن ابن أخ لسعد ولم يسمه، وبقية رجالهما رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 10/50؛ وليس فى لفظ المسند: «وأنا منهم» .
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الوصايا: باب الوصية بالثلث، المجتبى: 6/202.
(3) تقدم الخبر من هذا الطريق ص334.(3/415)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهُ سيكونُ قومٌ يَعْتَدونَ فى الدُّعاءِ وقرأ {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (1) .
قال شعبة: لا أدرى قوله {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} هذا من قول سعد، أو قول النبى - صلى الله عليه وسلم -.
وقال له سعد: قل اللهم أسألك الجنة، وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار، وما قرب إليها من قولٍ أو عملٍ (2) .
_________
(1) الآية 55 من سورة الأعراف.
(2) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/183.(3/416)
4127 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا شعبة، عن زياد بن مخراق، سمعت أبا عباية، عن مولى لسعد: أن سعدًا سمع إبنًا له يدعو وهو يقول: اللهم إنى أسألك الجنة، ونعيمها، / وإستبرقها، ونحوًا من هذا، وأعوذ بك من النار، وسلاسلها، وأغلالها، فقال: لقد سألت الله خيرًا كثيرًا، وتعوذت بالله من شر كثيرٍ، وإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنه سيكون قوم يعتدون فى الدعاء» وقرأ هذه الآية {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} ، وإن حسبك أن تقول: اللهم إنى أسألك الجنة، وما قرب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأعوذ بك من النار، وما قرب إليها من قولٍ أو عملٍ» (1) .
4128 - وكذا رواه أبو داود من حديث شعبة. وفى رواية: عن شعبة، عن زياد بن مخراق، عن أبى نعامة، عن مولى لسعد، عن ابن سعدٍ، عن أبيه فذكره (2) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/172.
(2) تقدم ذكر الخبر عند أبى داود وعند الإمام أحمد ص413.(3/416)
وقدمنا أن المحفوظ فى هذا ما رواه سعيد الجريرى، وغيره عن أبى نعامة، عن عبد الله بن مغفل كما سيأتى فى مسنده (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) تقدم إيراد هذه الرواية من حديث عبد الله بن مغفل عند أبى داود، ويرجع إليها،
ص413.(3/417)
4129 - قال أبو داود فى كتاب الحج: حدثنا عثمان، عن يزيد بن هارون، عن ابن أبى ذئب، عن صالح مولى التوءمة، عن مولى لسعد: أن سعدًا وجد عبيدًا من عبيد المدينة يقطعون من شجر المدينة فأخذ متاعهم. الحديث (1) .
(رجل عن سعدٍ: فى ترجمة هزيل [بن شرحبيل] عنه) (2)
(رجل آخر عنه)
«كل مال النبى صدقة» تقدم فى ترجمة رجل عن الزبير بن العوام (3) .
(قهرمان لسعدٍ عنه)
4130 - عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ مَنَعَهُ اللهُ فَضْلَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ» .
رواه أبو يعلى عن عثمان بن أبى شيبة، عن جرير، عن أبى عبد الرحيم عنه به (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه المدينة فى: باب تحريم المدينة: 2/217؛ وقد تقدم إخراجه عند أبى داود من طريق آخر ص327.
(2) يرجع إلى ذلك ص404.
(3) يرجع إلى الخبر المروى عن الزبير وسعد بن أبى وقاص ص30.
(4) مسند أبى يعلى: 2/142؛ وقال الهيثمى: فيه من لم يسم. مجمع الزوائد: 4/124.(3/417)
(إبنته عائشة عنه)(3/418)
4131 - حدثنا أبو سعيد: مولى بنى هاشم، حدثنا سليمان بن بلال، حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها: أن عليًا خرج مع النبى - صلى الله عليه وسلم - حتى جاء ثنية الوداع، وعلى يبكى يقول: تخلفنى مع الخوالف؟ قال: «أوما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة» (1) تفرد به من ذا الوجه.
4132 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن الجعد بن أوسٍ (2) ، حدثتنى عائشة إبنة سعدٍ قالت: قال سعد: «اشتكيت شكوى لى بمكة، فدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودنى، قال: فقلت: يا رسول الله إنى قد تركت مالاً، وليس لى إلا إبنة واحدة/ أفأوصى بثلثى مالى وأترك لها الثلث؟ قال: لا. قال: أفأوصى بالنصف وأترك لها النصف؟ قال: لا. قال: فأوصى بالثلث وأترك لها الثلثين. قال: الثلث والثلث كثير. ثلاث مرات. قال: فوضع يده على جبهته، فمسح وجهى وصدرى وبطنى، وقال: اللهم اشف سعدًا وأتم له هجرته فما زلت يخيل إلى بأنى أجد برد يده على كبدى حتى الساعة» (3) .
رواه النسائى من حديث يحيى القطان، ورواه البخارى عن مكى بن إبراهيم عن الجعيد بن عبد الرحمن بن أوس به (4) .
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/170.
(2) الجعد بن أوس: هو الجعد بن عبد الرحمن بن أوس، ويقال أويس الكندى، ويقال: الجعيد أيضًا مصغرًا وقد مر فى الحديث السابق هكذا. يراجع تهذيب التهذيب: 2/80.
(3) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/171.
(4) الخبر أخرجه النسائى فى الفرائض بتمامه وفى الطب فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/325؛ وأخرجه النسائى فى المرضى: باب وضع اليد على المريض: 10/120.(3/418)
4133 - حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا هاشم، عن عائشة بنت سعد، عن سعدٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْع ِتَمراتٍ مِنْ عَجْوةٍ لم يَضُرَّهُ ذلكَ اليومَ سُمُّ، ولا سِحْرٌ» (1) تفرد به.
4134 - حدثنا مكى، حدثنا هاشم، عن عامر بن سعد بن أبى وقاص، عن سعدٍ، فذكر الحديث مثله [قال عبد الله: وقال أبى:] ، حدثناه أبو بدرٍ، عن هاشم، عن عامر بن سعد (2) .
4135 - قال أبو نعيم: لقيت سفيان بمكة، فأول من سألنى عنه قال: كيف شجاع ـ يعنى: أبا بدر (3) ـ تفرد به.
(حديث آخر عن عائشة بنت سعد عن أبيها)
4136 - روى أبو داود، والترمذى، والنسائى من حديث ابن وهب، عن [عمرو بن الحارث، عن] سعيد بن أبى هلال عن خزيمة، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها: «أنه دخل مع النبى - صلى الله عليه وسلم - بيت امرأة، وبين يديها نوى، أو حصى تسبح به، فقال: ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا، أو أفضل؟ قالت: نعم. قال: قوللى سبحان الله عدد ما خلق فى السماء، وسبحان الله عدد ما خلق فى الأرض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله كما هو أهله (4) ، والله أكبر مثل ذلك، ولا
_________
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/181.
(2) الموطن السابق، وما بين المعكوفين استكمال منه، وقد درج المصنف على حذفها من أول السند اختصارًا، وأثبتناها ليتضح السياق.
(3) قد أحسن المصنف صنعًا إذ أورد هذا الخبر عقب الحديث المروى من طريق أبى بدر ليتضح مغزاه، إذ أنه فى المسند فرق بينهما بأخبار كثيرة لم يرد فيها ذكر لشجاع بن الوليد بن قيس السكونى: أبى بدر الكوفى، وكان سفيان يقول: ليس بالكوفة أعبد منه. تهذيب التهذيب: 4/313؛ المسند: 1/182.
(4) الفظ عند أبى داود والترمذى: «وسبحان الله عدد ما هو خالق» .(3/419)
إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك» (1) .
(حديث آخر عنها عن أبيها)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة: باب التسبيح بالحصى: 2/80؛ وأخرجه الترمذى فى الدعاء: باب فى دعاء النبى - صلى الله عليه وسلم - وتعوذه دبر كل صلاة: 5/562؛ وقال: حسن غريب من حديث سعد. وأخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 3/325.(3/420)
4137 - عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ يَكيدُ أَهْلَ المدينةِ أَحَدٌ إِلاَّ أنْمَاعَ كما يَنْمَاعُ المِلحُ فى الماءِ» رواه البخارى عن الحسين بن حريث، عن الفضل بن موسى، عن الجعيد عنها (1) .
(حديث آخر)
4138 - «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذ طريق الفرع أهل إذا استقلت به راحلته، وإذا أخذ طريق أحدٍ أهل إذا أشرف على جبل البيداء» رواه أبو داود عن محمد بن إسحاق عن أبى الزناد (2) تفرد به.
(حديث آخر)
4139 - رواه الترمذى فى الشمائل: عن أحمد بن نصر، عن إسحاق بن محمد الفروى، عن عبيدة بنت نابل، عن عائشة بنت سعد عن أبيها: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يشرب قائمًا» (3) . /
(حديث آخر عنها عن أبيها)
4140 - عنها عن أبيها قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «افْتَرقَتْ بَنُو إِسْرائيلَ على إِحْدَى وسَبْعين مِلَّةً، ولَنْ تَذْهَبَ اللَّيالى والأَيَّام حتى تَفْتَرِقَ
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى فضائل المدينة: باب إثم من كاد أهل المدينة: 4/94.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى المناسك: باب فى وقت الإحرام: 2/151.
(3) يرجع فى ذلك إلى تحفة الأشراف: 3/326.(3/420)
أُمَّتِى عَلَى مِثْلِها» . رواه البزار من حديث أبى بكر بن عياش، عن موسى بن عبيدة عن أخيه عبد الله عنها (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) قال البزار: لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا نعلم روى عن عبد الله بن عبيدة، عن عائشة، عن أبيها إلا هذا. كشف الأستار: 4/97؛ وقال الهيثمى: فيه موسى بن عبيدة الربذى، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 7/259.(3/421)
4141 - رواه البزار من حديث الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبى هلال، عن عائشة، عن أبيها: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وَأبْدَأْ بِمَنْ تَعُول» (1) .
(حديث آخر)
4142 - قال البزار: حدثنا هلال بن بشرٍ، حدثنا محمد بن خالد بن عثمة (2) ، حدثنا موسى بن يعقوب، حدثنا مهاجر بن مسمار، عن عائشة، عن أبيها: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيدى (3) ، فقال: الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ من كنت وليه فإن عليًا وليه» (4) .
_________
(1) كشف الأستار: 1/433؛ قال الهيثمى: رواه البزار عن محمد بن عبد الله التيمى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 3/98.
(2) محمد بن خالد بن عثمة الحنفى البصرى، وعثمة أمه: روى عن موسى بن يعقوب وجماعة، وعنه هلال بن بشر وجماعة. تهذيب التهذيب: 9/142.
(3) لفظ المخطوطة: «أخذ بيدى» ، وفى كشف الأستار: «أخذ بيد سعد» ، وفى مجمع الزوائد: «أخذ بيد على» وهو المشهور، ولكننا أبقينا النص لأنه من زوائد البزار ويتفق مع ما نقل عنه.
(4) قال البزار: لا نعلمه يروى عن عائشة بنت سعد عن أبيها إلا من هذا الوجه، ولا نعلم روى المهاجر، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها إلا هذا. كشف الأستار: 3/187، وقال الهيثمى: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 9/107.(3/421)
(حديث آخر)(3/422)
4143 - قال البزار: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، حدثنا إسحاق بن محمد، حدثتنى عبيدة بن نابل، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما بَيْنَ بَيْتِى ـ أَوْ قَبْرِى ـ ومِنبرى رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ» (1) .
(حديث آخر)
4144 - قال البزار: حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنا إسحاق الهروى بإسناده الأول مرفوعًا: «من قتل دون ماله فهو شهيد» (2) .
4145 - وبه: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى يوم فتح مكة ثمان ركعات يطيل [فيها القراءة] والركوع» (3) .
4146 - ومن حديث عثمان بن عبد الرحمن، عن عبيدة، عن عائشة، عن أبيها: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجد تمرتين، فأخذ واحدة، وأعطانى أخرى» (4) .
_________
(1) قال البزار: روته عبيدة وجناح: مولى ليلى عن عائشة بنت سعد، عن أبيها، كشف الأستار: 2/56. قال الهيثمى: رواه البزار والطبرانى فى الكبير ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 4/9. وعقب عليه العلامة حبيب الرحمن الأعظمى. فقال فى تعليقاته على كشف الأستار: قلت: كلا. بل فيه إسحاق بن محمد الفروى وليس بثقة وإن خرج له البخارى. يراجع أيضًا المعجم الكبير للطبرانى: 1/147.
(2) قال البزار: لا نعلمه يروى عن سعد إلا بهذا الإسناد، كشف الأستار: 2/364؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الصغير والبزار، وإسناد الطبرانى جيد. مجمع الزوائد: 6/244.
(3) لفظ المخطوطة: «يطيل بينهن الركوع» وما أثبتناه من المرجعين. قال البزار: لا نعلمه عن سعد إلا بهذا الإسناد. كشف الأستار: 1/336؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/236.
(4) قال البزار: لا نعلمه عن سعد إلا من هذا الوجه. كشف الأستار: 2/130. وبنحوه أخرجه أبو يعلى فى مسنده: 2/137؛ قال الهيثمى: رواه البزار وأبو يعلى ثم قال: فيه عثمان بن عبد الرحمن الطرائفى، وهو ثقة، وفيه ضعف. مجمع الزوائد: 4/170.(3/422)
4147 - ومن حديث سعيد بن محمد بن المسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف، حدثتنى عائشة بنت سعد، عن أبيها: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قرأ {قُلْ اللهُ أَحَدٌ} فكأنما قرأ ثلث القرآن» (1) .
(حديث آخر)
4148 - رواه البزار: عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن عثمان ابن عبد الله بن عبد الرحمن، عن عائشة، عن أبيها: فى شهوده أحدًا ورميه عليه السلام وجوه المشركين بالحصى مراراً، ورميه هو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنبله حتى نفذ، وقوله عليه السلام: «اللَّهمَّ سَدِدْ رِمْيَتَهُ وَأَجِبْ دَعْوتَهُ» (2) . آخر مسند سعد بن مالك.
652- (سعد بن محيصة) (3)
4149 - «قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن على أهل/ الحوائط حفظها بالنهار، وعلى أهل المواشى حفظها بالليل» .
_________
(1) قال البزار: لا نعلمه يروى عن سعد إلا بهذا الإسناد. كشف الأستار: 3/84؛ وقال الهيثمى: فيه زكريا بن عطية، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 7/148.
(2) الخبر أورده فى كشف الأستار بطوله: 2/323؛ وقال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، وقال الهيثمى: فيه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصى، وهو متروك. مجمع الزوائد: 6/113.
(3) سعد بن محيصة، وقيل سعيد، وقيل ساعدة، قال ابن الأثير: له ولأبيه صحبة، وقال ابن حجر: سعد ابن محيصة بن مسعود بن كعب الأنصارى الأوسى، قال البغوى: ذكره محمد بن إسماعيل فى الصحابة ولم أجد له حديثًا. وقال الزرقانى فى شرحه للموطأ: حرام بن سعد بن محيصة التابعة الثقة، جده صحابى معروف، وأبوه ـ يعنى سعدًا ـ قيل له صحبة أو رؤية، وروايته مرسلة. أسد الغابة: 2/370؛ الإصابة: 2/36؛ شرح الزرقانى للموطأ: 4/37.(3/423)
4150 - كذلك رواه معمر، عن الزهرى، عن حرام بن سعد بن محيصة عن أبيه، ولم يقل أكثر أصحاب الزهرى: عن أبيه (1) .
653- (سعد بن المدحاس) (2)
يعد فى الحمصيين
4151 - قال أبو نعيم: حدثنا مالك بن محمد بن حيان، حدثنا أحمد بن هارون بن روح، حدثنا سليمان بن عبد الحميد الحمصى، حدثنى أبو علقمة: نصر ابن خزيمة، عن أبيه، عن نضر بن علقمة، عن أخيه محفوظ، عن عبد الرحمن بن عائذ. قال: قال سعد بن المدحاس: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ عَلِمَ شِيْئاً فَلا يَكْتُمْهُ، وَمَنْ دَمَعَتْ عَيْنَاه مِنْ خَشْيَةِ اللهِ فَلا يَحلّ له أَنْ يَلِجَ النَّارَ أَبَداً إِلاَّ تَحِلَّة القَسم، وَمَنْ كَذبَ علىَّ مُعَتَمِّداً فلْيتبوَّأْ مَقْعَده مِنَ النَّارِ» (3)
_________
(1) الخبر أخرجه مالك فى الموطأ عن ابن شهاب، عن حرام بن سعد بن محيصة: أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط رجل فأفسدت فيه، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلخ. وقال الزرقانى: قال بن عبد البر: هكذا رواه مالك وأصحاب ابن شهاب عنه مرسلاً، ورواه عبد الرزاق عن معمر، عن الزهرى، عن حرام، عن أبيه ـ وهى الرواية التى ساقها المصنف ـ ولم يتابع عبد الرزاق على ذلك، وأنكر عليه قوله: عن أبيه. وقال أبو داود: قال محمد بن يحيى الذهبى: لم يتابع معمر على ذلك، فجعل الخطأ من معمر، والحديث من مراسيل الثقات، وتلقاه أهل الحجاز وطائفة من العراق بالقبول، وجرى عمل أهل المدينة عليه؛ وأخرجه الطبرانى وتلقاه أهل الحجاز وطائفة من العراق بالقبول، وجرى عمل أهل المدينة عليه؛ وأخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 6/58. الموطأ بشرح الزرقانى: 4/36؛ ويراجع أيضًا الإصابة.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/371؛ والإصابة: 2/36؛ والثقات لابن حبان: 3/154.
(3) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 6/69؛ وقال الهيثمى: فيه سليمان بن عبد الحميد قال النسائى: كذاب، وقال ابن حبان: صدوق، ووثقه ابن حبان. مجمع الزوائد: 1/163.(3/424)
654- (سعد بن مسعود الثقفى) (1)
4152 - قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أى المؤمن أكيس، قال: «أكْثَرُهم لِلموتِ ذكْرًا، وأَحْسنُهم له استِعْدادًا» .
رواه ابن المبارك عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر عنه (2) .
655- (سعد بن معاذ بن النعمان
بن امرئ القيس بن زيد) (3)
ابن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت واسمه عمرو بن مالك بن الأوس بن الأنصارى الأوسى، ثم الأشهلى، وكان سيد قومه بنى عبد الأشهل، بل والأوس كلهم، بل كان صديق الأنصار كما كان أبو بكر صديق المهاجرين.
أسلم لإسلامه جميع بنى عبد الأشهل، وكان ذلك قبل الهجرة على يدى مصعب بن عمير (4) ، وشهد بدرًا، وقال يومئذٍ حين استشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسلمين: «واللهِ يا رسول الله لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ولو سرت بنا إلى برك الغماد لسرنا معك إنا لصبر عند
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/372؛ والإصابة: 2/37؛ والاستيعاب: 2/49؛ والتاريخ الكبير: 4/50.
(2) أخرجه ابن المبارك وأبو بكر فى الغيلانيات كما فى جمع الجوامع، وقال السيوطى: قيل إنه تابعى. وله شاهد من حديث ابن عمر عند الطبرانى والحاكم وأبى نعيم فى الحلية. جمع الجوامع: 2/1242.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/373؛ والإصابة: 2/37؛ والاستيعاب: 2/27؛ والتاريخ الكبير: 4/43؛ وثقات ابن حبان: 3/146؛ والطبقات الكبرى: 2/3.
(4) لما أسلم سعد بن معاذ على يدى مصعب بن عمير، ثم خرج حتى أتى بنى عبد الأشهل، وكان مما قاله لهم: «كلام رجالكم ونسائكم على حرام حتى تؤمنوا بالله وحده وتشهدوا أن محمدًا رسول الله، وتدخلوا فى دينه، فما أمسى من ذلك اليوم فى دار بنى عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا أسلم» . الثقات لابن حبان: 1/98، وتراجع مصادر الترجمة.(3/425)
اللقاء» (1) ، وكان على باب العريش يومئذ معه فرس السبق، وشهد أحدًا.
ويوم الخندق ورمى فى أكحله (2) يومئذٍ فبقى منها شهرًا حتى مات، وقد دعا الله، عز وجل، أن لا يميته حتى يشفيه من بنى قريظة، فقدر الله أنهم حصرهم بعد وقعة الخندق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزلوا على حكم سعد بن معاذ، لأنهم ظنوا أن يحسن فيهم، لأنهم كانوا أحلاف الأوس، فبعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجىء به على حمار من المسجد من خيمةٍ/ كان ضربها عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليعوده من قريب فأقبل وقومه من الأوس حوله يقولون له: أحسن فى مواليك يا سعد، فجعل لا يرد عليهم شيئًا، فلما أدبروا قال: لقد آن لسعد أن لا يأخذه فى الله لومة لائمٍ، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقبلاً قال لمن حوله: «قوموا إلى سيدكم» ، وفى رواية: «إلى خيركم» . فأجلسوه إلى جنب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك، فأحكم فيهم بما شئت، فقال: وحكمى فيهم نافذ؟ فقال المسلمون: نعم، فالتفت إلى الجانب الذى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال وهو معرض استحياءً منه وإجلالاً له: وعلى من ها هنا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم، فقال: أحكم بقتل مقاتلتهم، وسبى ذراريهم ونسائهم» ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «حَكمتَ فِيهم بِحُكْمِ اللهِ» ، وفى رواية: «من فوق سبعة أرقعة» (3) فقتلوا فى صبيحة ذلك اليوم وكانوا قريبًا من ثمانمائة مقاتل لعنهم الله ورضى عن سعد.
_________
(1) السيرة لابن هشام: 2/203؛ والثقات لابن حبان: 1/158؛ وبرك الغماد: موضع وراء مكة بخمس ليال، وقيل بلد باليمن.
(2) الأكحل: عرق فى وسط الذراع يكثر فصده. النهاية: 4/10.
(3) يرجع إلى حديث أبى سعيد الخدرى فى صحيح البخارى: 7/411؛ وإلى ثقات ابن حبان: 1/276؛ وعند ابن حبان: وهم ما بين ستمائة إلى تسعمائة.(3/426)
ثم كانت وفاته بعد هذا بقليل: انفجر جرحه فجعل يغذو منه الدم حتى مات رحمه الله (1) ، فغسل وكفن، وصلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبر كما ثبت عنه فى الصحيحين: «أنه اهتز له عرش الرحمن» (2) ، وأخبر «أنه شيعه سبعون ألف ملكٍ» (3) وكان ذلك فى سنة خمس من الهجرة. وقد روى البخارى حديثًا واحدًا، وهو من عزيز (4) الحديث وأعظمه، قال البخارى فى كتاب دلائل النبوة.
_________
(1) يرجع فى ذلك إلى حديث عائشة رضى الله عنها فى صحيح البخارى: 7/411؛ وإلى ثقات ابن حبان. ويغذو منه الدم: يسيل منه.
(2) من حديث جابر فى مناقب سعد بن معاذ فى البخارى: 7/123، ومن حديثه فى الباب عند مسلم: 5/330.
(3) الخبر أخرجه البزار من حديث ابن عمر، كما فى كشف الأستار: 3/256؛ وقال الهيثمى: رواه البزار بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 9/308.
(4) العزيز من الحديث هو الذى يرويه اثنان فأكثر، وسمى بذلك إما لقلة وجوده وإما لكونه عز أى قوى بمجيئه من طريق آخر. شرح نخبة الفكر لابن حجر ص5؛ مقدمة ابن الصلاح ص395.(3/427)
4153 - حدثنا أحمد بن إسحاق، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود. قال: «انطلق سعد بن معاذ معتمرًا، فنزل على أمية بن خلفٍ: أبى صفوان، وكان أمية إذا انطلق إلى الشام، فمر بالمدينة نزل على سعدٍ، فقال أمية لسعد: انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت، فطفت، فبينا سعد يطوف إذا أبو جهل، فقال: من هذا الذى يطوف بالكعبة؟ فقال سعد: أنا سعد، فقال له أبو جهل: أتطوف بالكعبة آمنًا، وقد آويتم محمدًا وأصحابه؟ فقال: نعم فتلاحيا بينهما، فقال أمية لسعد: لا ترفع صوتك على أبى الحكم، فإنه سيد أهل الوادى، ثم قال سعد: والله لئن منعتنى أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام، وجعل(3/427)
أمية يقول لسعد: لا ترفع صوتك، وجعل يمسكه، فغضب سعد، / فقال: دعنا عنك فإنى سمعت محمدًا - صلى الله عليه وسلم - يزعم أنه قاتلك. قال: إياى؟ قال: نعم. قال: والله ما يكذب محمد إذا حدث، فرجع أمية إلى امرأته، فأخبرها بما قال (1) سعد، فقالت: فوالله ما يكذب محمد، قال: فلما خرجوا إلى بدر، وجاء الصريخ، قالت له امرأته: أما ذكرت ما قال أخوك اليثربى؟ قال: فأراد أن لا يخرج، فقال له أبو جهل: إنك من أشراف الوادى فسر يومًا، أو يومين، فسار معهم [يومين] فقتله الله» (2) .
_________
(1) لفظ الخبر عند البخارى فى هذا الموضع: «فرجع إلى امرأته، فقال: أما تعلمين ما قال أخى اليثربى؟ قال: وما قال؟ قال: زعم أن محمدًا يزعم أنه قاتلى» ، وفى الرواية الأخرى فى المغازى بنحو هذا إلا أنه قال: «يا أم صفوان ألم ترى ما قال لى سعد؟» .
(2) الخبر أخرجه البخارى فى المناقب: باب علامات النبوة فى الإسلام: 6/629.(3/428)
4154 - رواه البخارى أيضًا فى المغازى، عن أحمد بن عثمان، عن شريح ابن مسلمة، عن إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبى إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود، عن سعد بن معاذ، فذكر القصة (1) ، وقد بسطناها فى وقعة بدر من السيرة ولله الحمد والمنة.
656- (سعد بن معاذ، أو معاذ بن سعد) (2)
4155 - «أن جارية كعب بن مالك كانت ترعى غنمًا بسلع، فأصيبت شاة منها، فأدركتها فدكتها بحجرٍ، فسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى: باب ذكر النبى - صلى الله عليه وسلم - من يقتل ببدر: 7/282.
(2) سعد بن معاذ أو معاذ بن سعد هكذا على الشك فى الموطأ وصحيح البخارى عن مالك، عن نافع، عن رجل من الأنصار، عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ. ذكره ابن منده وأبو نعيم وابن فتحون فى الصحابة. أسد الغابة: 5/201؛ الإصابة: 3/428.(3/428)
فقال: كلوها» . وسيأتى فى مسند سعد بن مالك (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الذبائح والصيد: باب ذبيحة المرأة والأمة: 9/632؛ وأخرجه مالك فى الموطأ: كتاب الذبائح، الموطأ بشرح الزقانى، 3/82.(3/429)
657- (سعد بن المنذر الأنصارى، - رضي الله عنه -) (1)
4156 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا حبان بن واسع، عن أبيه، عن سعد بن المنذر الأنصارى أنه قال: «يا رسول الله أقرأ القرآن فى ثلاثٍ قال: «نعم» . وكان يقرأ حتى توفى» (2) ، تفرد به.
* (سعد بن هذيل أو هذيم) (3)
4157 - قلت: يا رسول الله أرأيت رقًى نسترقى بها، وأدوية نتداوى بها أترد من قدر الله؟ فقال: «هى من قدر الله» (4) .
تقدم فى ترجمة سعد بن قيس العنزى (5) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/277؛ والإصابة: 2/38؛ والاستيعاب: 2/48؛ والتاريخ الكبير: 4/50؛ وقال البخارى: رواه ابن لهيعة ولم يصح حديثه. وعقب على ذلك ابن حجر فقال: قلت: أخرجه ابن المبارك فى الزهد عن ابن لهيعة، وأخرجه الحسن بن سفيان والبغوى من طريق بن لهيعة.
(2) هكذا أورده ابن حجر وابن الأثير فى ترجمته، وقد تقدم قول البخارى: رواه ابن لهيعة ولم يصح حديثه. التاريخ الكبير: 4/50.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/379؛ وقال ابن عبد البر: والد بن الحارث بن سعد لم يرو عنه أحد غير ابنه. الاستيعاب: 2/48؛ وترجم له ابن حجر فى القسم الرابع من الإصابة: 2/123 ووهم ابن عبد البر فيما ذهب إليه.
(4) قال ابن الأثير: رواه الليث بن سعد، وسليمان بن بلال، وابن المبارك وغيرهم عن يونس، عن الزهرى، عن أبى قزيمة: أحد بنى الحارث بن سعد، عن أبيه وهو الصواب. وقال ابن حجر: سعد لا رواية له فى هذا الحديث أصلاً. فإنه لم يتأخر حتى جاء الإسلام، ولو كان كما ظن لكانت الصحبة للحارث بن سعد وأطال فى بيان ذلك ثم قال: وسعد بن هذيم المذكور جد قبيلة كبيرة. يراجع أسد الغابة والإصابة.
(5) يرجع إليه ص303.(3/429)
658- (سعد بن وائل بن عمرو
العبدى الجذامى الرملى) (1)
4158 - قال أحمد بن عمير بن جوصاء الحافظ الدمشقى (2) ، حدثنا موسى ابن سهل، عن إبراهيم بن كلثوم، عن عبد الله بن كثير بن سعد، حدثنى أبو معاوية الحكم بن سفيان العبدى، سمعت سعد بن وائل يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إله إلاَّ اللهُ وأَنَّ مُحَمّدًا رَسولُ اللهِ فَلَهُ الجَنَّةَ» (3) .
قال أبو نعيم: رواه اسحاق بن سويد، عن إبراهيم بن كلثوم، عن عبد الله بن كثير، عن أبى معاوية، عن رجل من قريظة، عن سعد بن وائل مرفوعًا نحوه. /
659- (سعد بن وهب الجهنى) (4)
4159 - قال: قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ما اسمك؟» فقلت: غيان، وقومى ينزلون بمكان يقال له غواء، فقال: «بل أنت رشدان، ومنزل قومك برشاد» ، كذا رواه أبو عمر بن عبد البر من طريق [وهب بن عمرو بن سعد] بن وهب عن أبيه عن جده به (5) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/379؛ والإصابة: 2/39؛ والاستيعاب: 2/53. واقتصر فى التاريخ الكبير على اسمه فقط فى الصحابة: 4/46.
(2) ورد اسمه غير واضح بالمخطوطة ويراجع بشأنه الميزان: 1/125.
(3) الخبر أخرجه الباوردى وابن منده من حديثه كما فى جمع الجوامع. جامع الأحاديث: 6/425.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/379؛ والاستيعاب: 2/55؛ وترجم له ابن حجر باسم رشدان الجهنى: 1/515؛ وقال البخارى: رشدان له صحبة أو راشد. التاريخ الكبير: 3/339.
(5) الخبر أخرجه أبو عمر فى ترجمته فى الاستيعاب. وقال ابن حجر فى الإصابة: ساق بن السكن حديثه مطولاً، وقال: إسناده مجهول. وقال ابن الأثير: هذا الرجل لا أصل لذكره فى الصحابة. تراجع مصادر الترجمة.(3/430)
660- (سعد: أبو زيد) غير منسوب (1)
4160 - قال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو بكر بن أبى هاشم، حدثنا دحيم، حدثنا أبو بكر بن أبى نهيك، عن ابن أبى خيثمة، عن زيد بن سعد، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما نعيت إليه نفسه خرج متلفعًا فى أخلاق ثيابٍ عليه، حتى جلس على المنبر، فسمع الناس به، وأهل السوق، فحضروا المسجد، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «يا أيها الناس احفظونى فى هذا الحى من الأنصار، فإنهم كرشى الذى آكل منه وعيبتى فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم» (2) .
661- (سعد أبو محمد الأنصارى) (3) غير منسوب
4161 - قال أبو نعيم: حدثنا على بن أحمد بن على المقدسى، حدثنا عبد الله ابن محمد بن مسلم، حدثنا دحيم، حدثنا ابن أبى فديك، عن حماد بن أبى حماد، عن إسماعيل بن محمد بن سعد الأنصارى، عن أبيه، عن جده: أن رجلاً من الأنصار قال: يا رسول الله أوصنى وأوجز، قال: «عَليكَ بِالْيَأسِ مِمَّا فى أَيْدى النَّاسِ، وإيَّاكَ والطَّمَعَ فإِنَّهُ الفَقْر الحَاضِرُ، وَصَلّ صَلاتَكَ وأَنْتَ مُوَدّعٌ، وإيَّاكَ وما يُعْتذرُ مِنْهُ» (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/353؛ والإصابة: 2/41؛ والاستيعاب: 2/52.
(2) الخبر أخرجه أبو نعيم وابن منده وابن عبد البر. قال ابن الأثير: أخرجه أبو نعيم فى هذه الترجمة: وأخرجه فى ترجمة سعد بن زيد بن مالك. فلا أدرى لم جعل له ترجمة ثانية، وأما ابن منجه وأبو عمر فلم يخرجا هذا الحديث إلا هذه الترجمة حسب أسد الغابة.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/370؛ والإصابة: 2/42.
(4) الخبر أخرجه الحاكم عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه، عن جده وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. المستدرك: 4/326. وأورده السيوطى فى الجامع الصغير عن سعد، وقال المناوى: صنيع المصنف أنه سعد ابن أبى وقاص، فإنه المراد عندهم إذا أطلق، لكن ذكر أبو نعيم أنه سعد أبو محمد الأنصارى غير منسوب، ثم قال: ورواه الرويانى فى مسنده والهيثمى فى الترغيب من حديث إسماعيل بن إبراهيم الأنصارى عن أبيه، عن جده. فيض الغدير: 4/329.(3/431)
662- (سعد مولى أبى بكر الصديق، - رضي الله عنه -) (1)
4162 - حدثنا سليمان بن داود ـ يعنى أبا داود الطيالسى ـ، حدثنا أبو عامر الخزاز، عن الحسن، عن سعد مولى أبى بكر. قال: قدمت بين يدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تمرًا، فجعلوا يقرنون، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقرنوا» (2) .
4163 - رواه ابن ماجه عن بندار، عن أبى داود الطيالسى به (3) .
4164 - حدثنا سليمان بن داود، حدثنا أبو عامر، عن الحسن، عن سعد: مولى أبى بكر ـ وكان يخدم النبى - صلى الله عليه وسلم -، وكان تعجبه حدمته ـ فقال: «يا أبا بكر أعتق سعدًا أتتك الرجال، أتتك الرجال» ، قال أبو داود: يعنى السبى (4) ، تفرد به/.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/340؛ والإصابة: 2/39؛ والاستيعاب: 2/38؛ والتاريخ الكبير: 4/47؛ زاد البخارى من طريقه عن الحسن: «أخبرنى صاحب زاد النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن عون: واسمه سفينة» .
(2) من حديث سعد مولى أبى بكر رضى الله عنهما: 1/199.
(3) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الأطعمة: باب النهى عن قرآن الثمر، وفيه: «وكان يخدم النبى - صلى الله عليه وسلم -، وكان يعجبه حديثه» ، وفى الزوائد: هذا إسناد صحيح. رجاله ثقات، وليس لسعد عند المصنف غير هذا الحديث، وليس له شىء فى بقية الكتب الستة. سنن ابن ماجه: 2/1106.
(4) من حديث سعد مولى أبى بكر رضى الله عنهما فى المسند: 1/199؛ وفى المسند: «أتتك الرجال» بفوقيين وهو يوافق ما فى مسند أبى يعلى: 3/144؛ وفى أسد الغابة: «أيتك» بتحتية فمثناة فوقية، وما فى الأولين يوافق تفسير أبى داود بأن المقصود السبى. والرواية الأخرى يكون المقصود: صرت للرجال أبًا. يراجع اللسان: 1/16.(3/432)
663- (سعد: مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)
ويقال عبيد (1)
4165 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن عثمان، حدثنا رجل فى حلقة أبى عثمان، قال: حدثنى سعد مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنهم أمروا بصيام يوم، فجاء رجل بعض النهار، فقال: يا رسول الله إن فلانة وفلانة قد بلغهما الجهد، فأعرض عنه، فذكر الحديث (2)
كما سيأتى فى مسند عبيد مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تفرد به. وقع الحديث فى الأصل فى ترجمة عبد الله بن ثعلبة بن صعير (3) .
* (سعد: مولى عمرو بن العاص) (4)
4166 - قال: تشاجر رجلان فى آيةٍ، فارتفعا إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/349؛ والإصابة: 2/40؛ والاستيعاب: 2/48. وأخرجه فى المسند: «عبيد» ثم على الشك: «سعد أو عبيد» . المسند: 5/430.
(2) من حديث عبيد: مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى المسند؛ أخرجه فى مسند عبد الله بن ثعلبة بن صعير، وأحاله إلى حديث عبيد الذى رواه عن يزيد، عن سليمان وابن أبى عدى، عن سليمان المعنى، عن رجل حدثهم فى مجلس أبى عثمان النهدى ـ قال ابن أبى عدى: عن شيخ فى مجلس أبى =
= ... عثمان ـ عن عبيد مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أن امرأتين صامتا، وأن رجلاً قال: يا رسول الله إن ها هنا امرأتين قد صامتا، وإنهما قد كادتا أن تموتا من العطش، فأعرض عنه، أو سكت، ثم عاد ـ وأراه قال: بالهاجرة ـ قال: يا نبى الله إنهما والله قد ماتتا، أو كادتا أن تموتا، قال: ادعهما، قال: فجاءتا، قال: فجىء بقدح، أو عس، فقال لإحداهما: قىء فقائت قيحًا أو دمًا ولحمًا، حتى قاءت نصف القدح، ثم قال: إن هاتين صامتا عما أحل الله، وأفطرتا على ما حرم الله عز وجل عليهما: جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس» ، وقد جاء فى المخطوطة: «عن سليمان» والتصويب من المسند. المسند: 5/431، 432.
(3) أخرجه أحمد فى مسند عبد الله بن ثعلبة بن صعير. المسند: 5/432.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/362، وقال ابن الأثير: أخرجه يوسف القطان وغير فى الصحابة، ولا يصح وفى الإصابة: 2/41؛ وأورد ما قاله ابن الأثير نقلاً عن ابن منده؛ وأخرجه ابن حبان فى التابعين وقال: يروى المرسيل روى عنه محمد بن إبراهيم التيمى. الثقات: 4/300.(3/433)
فقال: «لا تُمَارُوا فى القرآنِ فإِنَّ مِرَاء فيه كُفْر» .
رواه أبو نعيم وابن منده من حديث يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم عنه (1) .
_________
(1) قال السيوطى فى جمع الجوامع: أخرجه الطبرانى عن زيد بن ثابت، عن الحسن بن سفيان، عن سعد مولى عمرو بن العاص، وقيل إنه تابعى. جامع الأحاديث: 7/335؛ وأخرجه أحمد فى مسند عمرو بن العاص، عن أبى قيس مولى عمرو بن العاص، عن عمرو. المسند: 4/204. ومن حديثه قال أبو قيس: سمع عمرو بن العاص رجلاً يقرأ آية. المسند: 4/205، وله طرق أخرى عنده.(3/434)
664- (سعد: الدليل، - رضي الله عنه -) (1)
4167 - حدثنا عبد الله، حدثنا مصعب بن عبد الله: هو الزبيرى، حدثنى أبى، عن فائد مولى عبادل. قال: خرجت مع إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبى ربيعة، فأرسل إبراهيم بن عبد الرحمن بن سعد، حتى إذا كنا بالعرج أتانا بن لسعد ـ وسعد الذى دل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على طريق ركوبة (2) ـ، فقال إبراهيم: أخبرنى ما حدثك أبوك؟ قال ابن سعد: حدثنى أبى: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاهم، ومعه أبو بكر، وكانت لأبى بكر عندنا بنت مسترضعة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أراد الاختصار فى الطريق إلى المدينة، فقال له سعد: هذا الغائر من ركوبة، وبه لصان من أسلم يقال لهما المهانان، فإن شئت أخذنا عليهما، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: خذ بنا عليهما، قال سعد: فخرجنا حتى إذا أشرفنا إذا أحدهما يقول لصاحبه: هذا اليمانى، فدعاهما رسول الله
_________
(1) سعد الدليل: أو سعد العرجى: دليل النبى - صلى الله عليه وسلم - لما هاجر إلى المدينة من العرج إليها، وقيل إنه من بلعرج بن الحارث بن كعب بن هوازن. له ترجمة فى أسد الغابة: 2/360؛ والإصابة: 2/41؛ والاستيعاب: 2/48.
(2) ركوبة: ثنية معروفة بين مكة والمدينة عند العرج. سلكها النبى - صلى الله عليه وسلم -. النهاية: 2/100.(3/434)
- صلى الله عليه وسلم -، فعرض عليهما الإسلام، فأسلما، ثم سألهما عن أسمائهما، فقالا: نحن المهانان؛ فقال: بل أنتما المكرمان، وأمرهما أن يقدما عليه المدينة، فخرجنا حتى أتينا ظاهر قباء، فتلقى بنو عمرو بن عوف، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: أين أبو أمامة أسعد بن زرارة؟ فقال سعد بن خيثمة: أصاب قتلى يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفلا أخبره لك، ثم مضى، حتى إذا طلع/ على النخل فإذا الشرب مملوء فالتفت النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى أبى بكر فقال: يا أبا بكر هذا المنزل. رأيتنى أنزل على حياض كحياض بنى مدلجٍ» (1) ، تفرج به.
(حديث آخر)
_________
(1) من حديث سعد الدليل - رضي الله عنه -، وهى من زيادات عبد الله بن أحمد فى المسند: 4/74.(3/435)
4168 - قال الواقدى: حدثنا هاشم بن عاصم الأسلمى، عن عبد الله
ابن سعد العرجى، عن أبيه. قال «كنت دليل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العرج إلى
المدينة، فرأيته يأكل متكئًا» ، قال أبو نعيم: رواه فائد مولى عباد، عن ابن سعد مطولاً (1) .
من اسمه سعيد
665- (سعيد بن بجير الجشمى الحمصى) (2)
4169 - قال محمد بن عبد الله الطغان، حدثنا محمد بن داود الرملى، حدثنا أبو ذكوان، سمعت أبا حبيب، عن أبيه، [عن جده] : سليم بن سعيد ـ رجل من بنى جشم ـ يقول: سمعت أبى يقول: «قدمت
_________
(1) أورده ابن حجر فى الإصابة: 2/41.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/382؛ والإصابة: 2/44.(3/435)
مع أبى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما اسمك؟ قلت: علان. قال: لا بل أنت سليم» . كذا ذكره أبو نعيم، وليس لسعيد فيه رواية (1) .
_________
(1) رواه ابن السكن وابن منده كما فى مصدرى ترجمته.(3/436)
666- (سعيد بن البخترى) (1)
4170 - ذكره ابن خزيمة فى الصحابة قائلاً: حدثنا عمر بن محمد بن الحسن، حدثنا أبى، حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن بكير الطائى، عن سعيد بن البخترى: أنه كان يضرب غلاماً له، فجعل يتعوذ بالله، فمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أعوذ [برسول] الله، فتركه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أعاذ بالله، فلم تتركه وأعاذ بى، فتركته. الله أمنع لعائذه، فقال: أشهدك أنه حر لوجه الله، قال: فلو لم تفعل لسفعت وجهك النار.
4171 - قال أبو نعيم: ومن خطه نقلت هذا: «أعاذ بالله» ، ولم يثبت (2) .
667- (سعيد بن حاطب) (3)
هو: سعيد بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشى الجمحى.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/383؛ والإصابة: 2/44.
(2) ما بين معكوفين استكمال من مصدرى الترجمة، والخبر أخرجه ابن منده وأبو نعيم. قال ابن حجر: عن ابن منده: لا يصح، ثم عقب على الخبر فقال: أخشى أن يكون وقع فيه تحريف، وأن يكون فى الأصل عن سعد أبى البخترى ـ وهو تابعى معروف ـ فيكون أرسل هذا، والسبب فى هذا أننى لا أعرف لبكير الطائى لقاء أحد من الصحابة، والمتن مشهور لأبى مسعود الأنصارى. الإصابة.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/384؛ والإصابة: 2/45؛ وقال ابن حجر: ذكره البخارى فى الصحابة ولم نعثر عليه فى التاريخين الكبير والصغير، وقال ابن حبان: ليس يصح له عندى صحبة، ولذلك أدخلناه فى كتاب التابعين وقد وهم من زعم أن له صحبة. الثقات: 4/277.(3/436)
4172 - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج، فيجلس على المنبر يوم الجمعة، فإذا أذن المؤذن قام فخطب» ، كذا رواه البخارى فى التاريخ، وأبو نعيم وابن منده من حديث ابن أبى زائدة، عن صالح بن صالح عنه (1) .
668- (سعيد بن حريث) (2)
أخو عمرو بن حريث، وكان أسن من/ أخيه عمرو وشهد فتح مكة، وهو ابن خمس عشرة سنة، ونزل الكوفة، ومات بها، وقبره هناك - رضي الله عنه -.
4173 - حدثنا ابن نمير، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ـ يعنى ابن مهاجر ـ، عن عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث قال: حدثنى أخى سعيد بن حريث، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ بَاعَ عِقَارًا كانَ قَمِنًا (3) أَنْ لا يُبَارَكَ لَهُ إلاَّ اَنْ يَجْعَلَهُ فى مِثْلِهِ، أَوْ غَيْره» (4) .
4174 - حدثنا وكيع، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ـ يعنى ابن مهاجر ـ، عن عبد الملك بن عمير، عن سعيد بن حريث. أخ لعمرو بن حريث قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ بَاعَ دَارًا أَوْ عَقَارًا، فَلم يَجْعَلْ ثَمنَها فى مِثْله كانَ قَمِنًا أَنْ لا يُبَارَك لَهُ فيه» (5) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن حبان فى ترجمته بلفظ فيه بعض اختلاف، وأورده ابن الأثير وابن حجر فى ترجمته أيضًا.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/384؛ والإصابة: 2/45؛ والاستيعاب: 2/14. وقال البخارى: له صحبة، لم يثبت حديثه التاريخ الكبير: 3/454؛ وثقات ابن حبان: 3/156.
(3) قمنا: خليقًا وجديرًا. النهاية: 3/278.
(4) من حديث سعيد بن حريث أخى عمرو بن حريث فى المسند: 3/467.
(5) من حديث سعيد بن حريث فى المسند: 4/307.(3/437)
رواه ابن ماجه من حديث إسماعيل بن إبراهيم به، وعن أبى بكر بن أبى شيبة، عن وكيع به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى كتاب الرهون: باب من باع عقارًا ولم يجعل ثمنه فى مثله: 2/832؛ وفى الزوائد تعليقًا على طريقى الحديث: فى إسناده حديث سعيد بن حريث: إسماعيل بن إبراهيم ضعفه البخارى وأبو داود وغيرهما. قال: ليس لسعيد بن حريث فى الكتب الخمسة شىء، ولا للمصنف سوى هذا الحديث.(3/438)
669- (سعيد بن حيدة القشيرى: والد كندير) (1)
4175 - روى أبو نعيم من حديث خالد بن عبد الله، عن داود بن أبى هند، عن عباس بن عبد الرحمن، عن كندير بن سعيد، عن أبيه. قال: «حججتُ فى الجاهلية، فإذا رجل يطوف بالبيت، وهو يرتجز ويقول:
يا رب رد راكبى محمدًا
قال فقلت: من هذا؟ قالوا: عبد المطلب بن هاشم ذهبت إبل له فأرسل ابن ابنه فى طلبها، ولم يرسله قط فى حاجة إلا جاء بها، وقد احتبس عليه، فما برحت حتى جاء النبى - صلى الله عليه وسلم - وجاء بالإبل فقال: يا بنى لقد حزنت عليك حزنًا لا تفارقنى أبدًا» .
4176 - ثم قال: رواه خارجة بن مصعب، وعلى بن عاصم، عن داود نحوه.
قلت أنا: كان عمر النبى - صلى الله عليه وسلم - حين وفاة جده عبد المطلب ثمان سنين، ويبعد إرساله فى طلب إبل شردت، ولعل مرسله فى طلبها عمه أبو
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/385؛ وثقات ابن حبان: 3/156، وقال فى الإصابة: سعيد بن حيوة ويقال: حيدة وبالأول جزم ابن أبى حاتم والعسكرى وغيرهما. وقال ابن عبد البر: سعيد بن حيوة الباهلى أدرك الجاهلية هو أبو كندير بن سعيد له حديث واحد ليس يعرف فى قصة عبد المطلب إذ فقد النبى - صلى الله عليه وسلم - وهو صغير. الاستيعاب: 2/17، وترجم له البخارى فى الصحابة: سعيد والد كندير. التاريخ الكبير: 3/454.(3/438)
طالب، فالله أعلم، ثم ليس فى هذا السياق ما يستفاد منه حكم بل، ولا ما يدل على مقصد راويه، لأنه لم يكن سعيد إذ ذاك مسلمًا، ولم يثبت رؤيته عليه السلام بعد البعثة (1) .
_________
(1) قال ابن حجر تعقيبًا على الخبر: لم أره فى شىء من طرق حديثه أنه لقى النبى - صلى الله عليه وسلم - بعد البعثة (الإصابة) والخبر أخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: 3/454.(3/439)
670- (سعيد بن أبى راشد) (1)
4177 - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّ فى أُمَّتِى خَسْفًا، وَمَسْخًا، وَقَذْفًا» .
رواه أبو نعيم عن أبى عمرو بن حمدان، عن الحسن بن سفيان، عن أبى كريب، عن عمرو بن مجمع، عن يونس بن خباب، عن عبد الرحمن بن سابط عنه (2) . /
671- (سعيد بن ربيعة) (3)
4178 - قال: «قدم وفد ثقيف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فضرب لهم قبةً فى المسجد، فأسلموا فى النصف من رمضان، فأمرهم أن يصوموا ما استقبلوا، وما أمرهم أن يقضوا ما فاتهم» .
رواه ابن منده وأبو نعيم من حديث إبراهيم بن المختار، عن
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/385؛ وإصابة: 2/45؛ والاستيعاب: 2/17؛ وثقات ابن حبان: 3/157.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 6/83؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى والبزار بنحوه وفيه عمرو بن مجمع وهو ضعيف: 8/11، ويرجع إليه عنه البزار فى كشف الأستار: 4/145.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/386 والإصابة: 2/45.(3/439)
محمد بن إسحاق، عن عيسى بن عبد الله عنه (1) . قال أبو نعيم: أراه مرسلاً (2) .
* (سعيد بن زيد بن سعد الأشهلى) (3)
_________
(1) يختلف لفظ الخبر فى الإصابة: «فأمرهم أن يصوموا ما استقبلوا، ويقضوا ما فاتهم» عما ورد هنا وفى أسد الغابة ونقل ابن الأثير عن أبى نعيم قوله: صوابه ما رواه عطية بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفى، عن بعض وفدهم قال: «كان بلال يأتينا حين أسلمنا وصمنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بقى من رمضان بفطورنا وسحورنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» .
وللخبر شاهد من حديث سفيان بن عطية بن ربيعة الثقفى؛ أخرجه الطبرانى فى الكبير وفيه إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس كما قال الهيثمى. المعجم الكبير للطبرانى: 7/80؛ مجمع الزوائد: 3/149.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/387؛ ونقل عن أبى نعيم قوله: وهم فيه بعض المتأخرين، وصوابه سعد ابن زيد، وأحال ترجمته فى الإصابة على سعد بن زيد: 2/46.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى الكبير: 4/48؛ من حديث سعد بن زيد بن سعد الأشهلى، وأخرجه ابن حبان أيضًا فى ترجمته. الثقات: 3/149.(3/440)
4179 - «أنه أهدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفًا» . كذا ذكره ابن منده، قال أبو نعيم: وصوابه سعد بن زيد كما تقدم (1) .
672- (سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل) (2)
ابن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب بن لؤى القرشى العدوى أبو الأعور، ويقال أبو ثور، والأول أشهر وكان ابن عمر عمر بن الخطاب، وزوج أخته فاطمة بنت الخطاب، وقد تزوج عمر بأخت سعيد ابن زيد: عاتكة بنت زيد، تزوجها بعد أن قتل عنها عبد الله بن أبى بكر بالطائف، وكان سعيد هذا أحد العشرة المشهود المقطوع لهم بالجنة (3) ، وإنما لم يذكره عمر فى أهل الشورى لئلا يحابى
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/387؛ والإصابة: 2/46؛ والاستيعاب: 2/2؛ والتاريخ الكبير: 3/452.
(2) مستدرك الحاكم: 3/440، وسيأتى من حديثه عند الترمذى وغيره. صحيح الترمذى: 5/648.
(3) مستدرك الحاكم: 3/438. المعجم الكبير للطبرانى: 1/149.(3/440)
بالخلافة لكونه ابن عم عمر بن الخطاب والله أعلم.
وقد أسلم سعيد قديمًا قبل عمر هو وزوجته فاطمة بنت الخطاب، وعلى يدها أسلم عمر كما هو مبسوط فى سيرة عمر، وهاجر وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين أبى ابن كعب، ولم يشهد بدرًا على الصحيح لأنه كان هو وطلحة قد بعثهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ناحية الشام يتجسسان أخبار العير، فوقعت الوقعة فى غيبتهما، فضرب لهما سهمهما، وأجرهما (1) ، وشهد ما بعدها، وكان ممن افتتح الشام ودمشق وما معها، واليرموك، وكانت وفاته سنة خمسين، وقيل إحدى وخمسين، وقيل ثمانٍ وخمسين، وهو بعيد. وولى غسله وكفنه وحنطه عبد الله بن عمر، قيل وسعد بن أبى وقاص، فأما الذى صلى عليه فابن عمر لا محالة، وكان لسعيد بن زيد من العُمْير رإذ ذاك فوق السبعين، ودفن بالعقيق، وقيل بالمدينة، فرحمه الله ورضى عنه.
(حميد بن عبد الرحمن بن عوف عنه)
بحديث: «أبو بكر فى الجنة، / وعمر فى الجنة» إلى آخره كما سيأتى فى ترجمة الذى بعده.
_________
(1) فى الأصل المخطوط: «عمر بن سعيد» والتصويب من الأصل ومن تحفة الأشراف: 4/4؛ وتهذيب التهذيب: 8/39.(3/441)
4180 - رواه الترمذى، وابن ماجه من حديث ابن أبى فديك، عن موسى ابن يعقوب الزمعى، عن عمر بن سعيد، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن سعيد بن زيد به.(3/441)
قال الترمذى: قال البخارى: هذا أصح من رواية من قال عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه (1) .
(رياح بن الحارث عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب: مناقب عبد الرحمن بن عوف: 5/648؛ وقد أخرج قبله من طريق عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنحوه، ثم قال الترمذى: سمعت محمدًا يقول: هو أصح من الحديث الأول. والخبر أخرجه النسائى فى الكبرى من هذا الطريق كما فى تحفة الأشراف: 4/4. أما ابن ماجه فأخرجه من طريق رياح بن الحارث النخعى الكوفى، عن سعيد بن زيد فى المقدمة: فضائل العشرة: 1/48.(3/442)
4181 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن صدقة بن المثنى. قال: حدثنى جدى: رياح بن الحارث: أن المغيرة بن (1) شعبة كان فى المسجد الأكبر، وعنده أهل الكوفة عن يمينه، وعن يساره، فجاء رجل يدعى سعيد بن زيد فحياه المغيرة، وأجلسه عند رجليه على السرير، فجاء رجل من أهل الكوفة، فاستقبل المغيرة، فسب وسب، فقال: من يسب هذا يا مغيرة؟ قال: يسب على بن أبى طالب. قال: يا مغير بن شعب يا مغير بن شعب (2) . ثلاثًا ألا أسمع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسبون عندك لا تنكر، ولا تغير فأنا أشهد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما سمعت أذناى، ووعاه قلبى من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنى لم أكن أروى عنه كذبًا يسألنى عنه إذا لقيته: أنه قال: أبو بكر فى الجنة، وعمر فى الجنة، وعلى فى الجنة، وعثمان فى الجنة، وطلحة فى الجنة، والزبير فى الجنة، وعبد الرحمن بن عوف فى الجنة، وسعد بن مالك فى الجنة، وتاسع المؤمنين فى الجنة، ولو شئت أن أسميه لسميته، قال: فضج أهل
_________
(1) فى المسند: «حدثنى رياح بن الحارث بن المغيرة أن شعبة كان فى المسجد» وهو خطأ مطبعى وما فى المخطوطة الصواب.
(2) نداء مرخم للمغيرة بن شعبة يستوى فيه لغتا من ينتظر ومن لا ينتظر.(3/442)
المسجد يناشدونه
ياصاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من التاسع؟ قال: ناشدتمونى بالله، والله العظيم أنا تاسع المؤمنين، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - العاشر، ثم أتبع ذلك يمينًا قال: والله لمشهد شهده رجل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغبر فيه وجهه أفضل من عمل أحدكم ولو عمر عمر نوح عليه السلام» (1) .
رواه أبو داود والنسائى، وابن ماجه من حديث صدقة بن المثنى به. ورواه النسائى عن محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد به (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) من حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فى المسند: 1/187.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى السنة: باب فى الخلفاء: 4/211؛ وأخرجه النسائى فى المناقب فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/5؛ وأخرجه ابن ماجه فى المقدمة: باب فضائل العشرة: 1/48، كما سبقت الإشارة إليه.(3/443)
4182 - قال البزار: حدثنا بشر بن آدم، حدثنا جعفر بن سلمة، حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن صدقة بن المثنى، عن رياح بن الحارث، عن سعيد بن زيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / قال: «مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» (1) .
(طلحة بن عبد الله بن عوف عنه)
4183 - حدثنا سفيان، قال: هذا حفظناه عن الزهرى، عن طلحة بن عبد الله بن عوف، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِه فهو شَهِيدٌ ـ قالَ ـ وَمَنْ ظَلَمَ مِن الأَرْضِ شِبْرًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِين» (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه البزار من طريقين، وأخرجه أبو يعلى من الطريق الذى أورده المصنف؛ وقال الهيثمى: رواه البزار وأبو يعلى وله عندهما إسنادان، أحدهما رجاله موثقون. كشف الأستار: 1/114؛ مسند أبى يعلى: 2/257؛ مجمع الزوائد: 1/143.
(2) من حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فى المسند: 1/187.(3/443)
4184 - حدثنا يزيد، أنبأنا محمد بن إسحاق، عن الزهرى، عن طلحة بن عبد الله بن عوف. قال: أتتنى أروى بنت أويس فى نفرٍ من قريش فيهم (1) عبد الرحمن بن عمرو بن سهل فقالت: إن سعيد بن زيد قد انتقص من أرضى إلى أرضه ما ليس له، وقد أحببت أن تأتوه فتكلموه. قال: فركبنا إليه، وهو بأرضه بالعقيق، فلما رآنا قال: قد عرفت الذى جاء بكم وسأحدثكم بما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعته يقول: «مَنْ أَخَذَ مِنَ الأَرْضِ ما لَيْسَ لَهُ طَوّقه اللهُ إلى السَّابِعَةِ مِنَ الأَرْضِ يومَ القِيامَةِ، ومَنْ قُتِلَ دونَ مالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» (2) .
4185 - رواه النسائى وابن ماجه من حديث سفيان بن عيينة، زاد النسائى: ومحمد بن إسحاق، كلاهما عن الزهرى به (3) .
4186 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمى، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبى عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن طلحة بن عبد الله بن عوف، عن سعيد بن زيد. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قُتِلَ دونَ مالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دونَ دِيِنِه فَهُوَ شَهِيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دونَ دَمِه فَهُوَ شَهِيدٌ» (4) .
_________
(1) فى الأصل المخطوط: «طلحة بن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل» خلافًا لما فى المسند فليس فيه: «طلحة» وإنما هو عبد الرحمن بن عمرو بن سهل، وهو الأشبه وقد روى عبد الرحمن عن عثمان وسعد وسعيد بن زيد وعنه ابنه عمرو وطلحة بن عبد الله بن عوف وغيرهما. وقد تتبع ابن حجر سند الخبر وليس فيه ذكر لطلحة بن عبد الرحمن ولم أعثر عليه. تهذيب التهذيب: 6/235.
(2) من حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فى المسند: 1/189.
(3) الخبر أخرجه النسائى فى المحاربة: باب من قتل دون ماله، المجتبى: 7/106؛ وابن ماجه فى الحدود: باب من قتل دون ماله فهو شهيد: 2/861.
(4) من حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فى المسند: 1/190.(3/444)
4187 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن أبيه، عن أبى عبيدة بن محمد بن عمار، عن طلحة بن عبد الله بن عوف، عن سعيد بن زيد، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر مثله (1) .
4188 - رواه أبو داود، والترمذى، والنسائى من حديث إبراهيم بن سعد به (2) .
(عامر الشعبى عنه)
4189 - قال: أشهد على سعيد بن زيد: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرت به جنازة، فقام» . رواه البزار عن عمرو بن على، عن أبى داود الطيالسى، عن شعبة، عن جابر الجعفى، عن الشعبى به (3) .
(عامر بن سعد البجلى عنه) /
قال لما جاء نعى النجاشى، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اسْتَغْفِروُا لَهُ» .
4190 - رواه البزار عن تميم بن المنتصر، عن إسحاق بن يوسف، عن شريك، عن أبى إسحاق به ثم قال: رواه بعضهم عن أبى إسحاق، عن عامر الشعبى (4) .
_________
(1) المرجع السابق.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى السنّة: باب فى قتال اللصوص: 4/246؛ وأخرجه الترمذى فى الديات: باب ما جاء: من قتل دون ماله فهو شهيد، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهكذا روى غير واحد عن إبراهيم بن سعد نحو هذا، ويعقوب هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهرى (صحيح الترمذى: 4/30) ، وأخرجه النسائى فى المحاربة: باب من قاتل دون أهله، باب من قاتل دون دينه، المجتبى: 7/107.
(3) قال البزار: لا نعلمه عن سعيد بن زيد إلا من هذا الوجه. كشف الأستار: 1/393؛ وقال الهيثمى بعد أن نقل كلام البزار: وقال بعضهم عن أبى سعيد بن زيد، وفيه جابر الجعفى، وفيه كلام. مجمع الزوائد: 3/27.
(4) الخبر أخرجه أبو نعيم كما فى جمع الجوامع: 2/222؛ وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند الطبرانى فى الأوسط كما فى مجمع الزوائد: 9/420.(3/445)
(عباس بن سهل بن سعد عنه)(3/446)
4191 - عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «مَن اقتطعَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ظُلْمًا طَوَّقَهُ [اللهُ إيَّاهُ يومَ القِيامَةِ] مِنْ سَبْعِ أَرَضِين» .
4192 - رواه مسلم عن يحيى بن أيوب، وقتيبة، وعلى بن حجر ثلاثتهم عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن عباس عنه به (1) .
(عبد الله بن ظالمٍ عنه)
4193 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن حصين، ومنصور، عن هلال بن يساف، عن سعيد بن زيد. قال: [وكيع مرة: قال] منصور: [عن سعيد بن زيد، وقال مرة:] حصين، عن ابن ظالم، عن سعيد بن زيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «اسْكُنْ حِرَاءُ، فَمَا عَلَيْكَ إلاَّ نَبِىُّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ» ، قال: وعليه النبى - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلى، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن، وسعيد ابن زيد (2) .
4194 - رواه أصحاب السنن الأربعة من حديث حصين به، وقال الترمذى: حسن صحيح.
4195 - وفى رواية النسائى من طريق سفيان، عن حصين، عن
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى المساقاة والمزارعة: باب تحريم الظلم وغصب الأرض وغيرها: 4/131، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) من حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فى المسند: 1/187، وما بين المعكوفات استكمال منه، وابن ظالم هو عبد الله بن ظالم المازنى.(3/446)
هلال، عن ابن حيان، عن عبد الله بن ظالم به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى السنّة: باب فى الخلفاء: 4/211؛ والترمذى فى المناقب: مناقب سعيد ابن زيد: 5/651؛ والنسائى فى المناقب أيضًا فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/7؛ وابن ماجه فى المقدمة: فضائل العشرة: 1/48.(3/447)
4196 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن حصين، عن هلال بن يسافٍ، عن عبد الله بن ظالم. قال: خطب المغيرة بن شعبة فنال من على، فخرج سعيد بن زيد، فقال: ألا تعجب من هذا يسب عليًا. أشهد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا كنا على حراء، أو أحد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اثْبُتْ حِرَاءُ أَوْ أحد، فإنَّما عَلَيكَ نَبِىّ، أو صِدِّيقٌ، أو شَهِيدٌ» فسمى النبى - صلى الله عليه وسلم - العشرة، فسمى أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعليًا، وطلحة، والزبير، وسعدًا، وعبد الرحمن بن عوف، وسمى نفسه سعيدًا (1) .
4197 - حدثنا على بن عاصم، قال حصين: أنبأنا عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم المازنى. قال: لما خرج معاوية من الكوفة استعمل المغيرة بن شعبة. قال: فأقام خطباء يقعون فى على. قال: وأنا إلى جنب سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، فغضب، فقام فأخذ بيدى، فتبعته، فقال: ألا ترى إلى هذا الرجل الظالم لنفسه الذى يأمر بلعن رجلٍ من أهل الجنة، فأشهد على التسعة أنهم فى الجنة ولو شهدت على العاشر لم آثم. قال: قلت: وما ذاك؟ قال: قال رسول الله/ - صلى الله عليه وسلم -: «اثْبُتْ حِرَاءُ فإنّهُ لَيْسَ عَليكَ إلاَّ نبىُّ أو صِدِّيقٌ، أَو شَهِيدٌ» ، قال: قلت: من هم؟ فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلى، والزبير،
_________
(1) من حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فى المسند: 1/188.(3/447)
وطلحة، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن مالك، قال: ثم سكت. قال: قلت: ومن العاشر؟ قال: قال: أنا (1) .
_________
(1) من حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فى المسند: 1/189.(3/448)
4198 - حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، حدثنا حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم (1) التميمى، عن سعيد بن زيد بن عمرو ابن نفيل. قال: أشهد أن عليًا من أهل الجنة. قلت: وما ذاك؟ قال: هو فى التسعة، ولو شئت أن أسمى العاشر سميته. قال: أهتز حراء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اثْبُتْ حِرَاءُ فإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إلا نَبِىّ، أو صِدِّيق، أو شَهِيدٌ» .
قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر، وعمر، وعلى، وعثمان، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، وأنا، يعنى سعيدًا نفسه (2) .
4199 - حدثنا حماد بن أسامة، أخبرنى مسعر عن عبد الملك بن ميسرة، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد. قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتنًا كقطع الليل المظلم. أراه قال: «قَد يَذْهب النّاسُ فيها أَسْرَعَ ذَهَابٍ» ، قال: فقيل: أكلهم هالك أم بعضهم؟ قال: «حَسْبُهم أو بِحَسْبِهِم القَتل» (3) .
4200 - تفرد به وإسناده جيد قوى صحيح حسن، وكذا رواه أبو داود الطيالسى، عن وائدة، عن حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن
_________
(1) عبد الله بن ظالم التميمى المازنى عن سعيد بن زيد، وقع فى المسند: «التيمى» وما فى المخطوطة الصواب. يراجع التاريخ الكبير: 5/124؛ وتهذيب التهذيب: 5/269.
(2) () من حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فى المسند: 1/189.
(3) من حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فى المسند: 1/189.(3/448)
يساف، عن عبد الله ابن ظالم، عن سعيد بن زيد: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - بمثله (1) .
(عبد الله بن عمر عنه مرفوعًا)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الفتن من طريق أبى الأحوص عن منصور، عن هلال بن يساف، عن سعيد؛ وفى نهايته قال سعيد: «فرأيت إخوانى قتلوا» : باب ما يرجى فى القتل، سنن أبى داود: 4/105؛ وأخرجه أبو يعلى فى مسنده: 2/247.(3/449)
4201 - «من ظلم قيد (1) شبرٍ من الأرض طوقه من سبع أرضين فى يوم القيامة» . رواه البزار من طريق عبد الله بن عمر العمرى، عن نافع عنه (2) .
(عبد الرحمن بن الأخنس عنه)
4202 - حدثنا وكيع، حدثنا شعبة، عن الحر بن الصباح، عن عبد الرحمن ابن الأخنس. قال: خطبنا المغيرة بن شعبة فنال من على، فقام سعيد بن زيد فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «النبى فى الجنة، وأبو بكر فى الجنة، وعمر فى الجنة، وعثمان فى الجنة، وعلى فى الجنة، وطلحة فى الجنة، والزبير فى الجنة، وعبد الرحمن ابن عوف فى الجنة، وسعد فى الجنة» ، ولو شئت أن أسمى العاشر (3) .
4203 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، / وحجاج. قال: حدثنى شعبة، عن الحر بن الصباح، عن عبد الرحمن بن الأخنس: أن المغيرة بن شعبة خطب فنال من على، قال: فقام سعيد بن زيد، فقال:
_________
(1) قيد شبر: قدر شبر. النهاية: 3/288.
(2) الخبر أخرجه من هذا الطريق أبو يعلى فى مسنده: 2/251؛ وأبو نعيم فى الحلية: 1/96.
(3) من حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فى المسند: 1/188.(3/449)
أشهد أنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الجنة، وأبو بكر فى الجنة، وعمر فى الجنة، وعثمان فى الجنة، وعلى فى الجنة، وعبد الرحمن فى الجنة، وطلحة فى الجنة، والزبير فى الجنة، وسعد فى الجنة» ، ثم قال: إن شئتم أخبرتكم بالعاشر، ثم ذكر نفسه (1) .
_________
(1) الموطن السابق.(3/450)
4204 - رواه أبو داود والترمذى والنسائى من حديث شعبة، زاد النسائى والحسن بن عبيد الله، كلاهما عن الحر بن الصباح به. وقال الترمذى: حسن (1) .
(عبد الرحمن بن عمرو بن سهل عنه)
4205 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن طلحة بن عبد الله بن عوف، عن عبد الرحمن بن سهل، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: أنه سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ سَرَقَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِين» .
قال معمر: وبلغنى عن الزهرى ـ ولم أسمعه منه ـ زاد فى هذا فى الحديث: «ومَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِه فَهُوَ شَهِيدٌ» (2) .
4206 - حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب، عن الزهرى، حدثنى طلحة بن عبد الله بن عوف: أن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل أخبره:
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى السنة: باب فى الخلفاء: 4/211؛ والترمذى فى المناقب: مناقب سعيد بن زيد: 5/652؛ والنسائى فى المناقب فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/7.
(2) من حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فى المسند: 1/188.(3/450)
أن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرضِ شِبْرًا فإنّه يُطَوّقُه مِن سَبْع أَرَضِين» (1) .
_________
(1) من حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فى المسند: 1/189.(3/451)
4207 - رواه البخارى، عن أبى اليمان به (1) .
4208 - قال شيخنا: وكذلك رواه مالك، ويونس، وعبد الرحمن بن خالد ابن مسافر، وأبو أويس عن الزهرى به.
4209 - قال شيخنا: ورواه أحمد بن حنبل، عن يزيد بن هارون، وابن خزيمة، عن محمد بن يحيى، عن يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن الزهرى، عن طلحة. قال: «أتتنى أروى بنفر من قريش» ـ قال محمد بن يحيى: لا أعلم يزيد إلا قال: فيهم عبد الرحمن بن سهل ـ، فقالت: إن سعيد بن زيد انتقص من أرضى إلى أرضه ما ليس له، [وقد أحببت أن تاتوه فتكلموه] ، قال: فركبنا إليه، وهو بأرضه بالعقيق، فقال: قد علمت ما جاء بكم، وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ ظَلم شِبْرًا من الأرض طُوِّقه إلى السّابِعَة من الأَرضَين يومَ القيامة، ومَنْ قُتِلَ دُونَ مالِه فهو شَهيد» .
قال ابن خزيمة: [إن كان ابن إسحاق سمع هذا الخبر من الزهرى، ففيه دلالة واضحة على صحة رواية ابن عيينة، عن الزهرى] وفيه دلالة على صحة سماع طلحة من سعيد بن زيد/ كما رواه سفيان بن عيينة عن الزهرى عنه (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المظالم: باب إثم من ظلم شيئًا من الأرض: 5/103.
(2) يرجع إلى أقوال شيخه الحافظ المزى فى تحفة الأشراف: 4/8؛ وإلى إخراج أحمد بن حنبل له من طريق يزيد بن هارون فى المسند: 1/188، وما بين المعكوفات استكمال من التحفة.(3/451)
4210 - وروى الترمذى من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهرى، عن طلحة، عن عبد الرحمن بن عمرو، عن سعيد بن زيد مرفوعًا: «مَنْ قُتِلَ دُون مالِه فَهُوَ شَهيدٌ» وقال حسن صحيح (1) .
(عبد الرحمن بن مل: أبو عثمان النهدى عنه)
4211 - حديث: «ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء» تقدم فى روايته عن أسامة بن زيد مرفوعًا (2) .
(عبد الكريم بن عبد الرحمن بن عوف بن سهل عنه)
مرفوعًا: «للجار حق» .
4212 - رواه البزار عن محمد بن إسحاق البغدادى، عن يعقوب بن محمد الزهرى، عن أنس بن عياض، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عنه به (3) .
(عروة بن الزبير عنه)
4213 - حدثنا يحيى، عن هشام، وابن نمير. قال: حدثنا هشام، حدثنى أبى، عن سعيد بن زيد، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - ـ قال ابن نمير: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ قال: «مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ظُلمًا طُوِّقه يومَ القِيَامَةِ إلى سَبْعِ أَرَضِين» ، قال ابن نمير: «مِنْ سَبْع أَرَضين» (4) . أخرجاه فى الصحيحين من حديث هشام بن عروة به.
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى الديات: باب ما جاء فى: من قتل دون ماله فهو شهيد: 4/28.
(2) الخبر أخرجه مسلم والترمذى ويرجع إليه فى مسند أسامة بن زيد.
(3) قال الهيثمى: رواه البزار، وفيه: إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 8/164؛ وقد وقع اضطراب فى اسم عبد الكريم فى كشف الأستار: 2/381.
(4) من حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فى المسند: 1/188.(3/452)
(حديث آخر)(3/453)
4214 - من رواية عروة، عن سعيد بن زيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فهىَ له، وليسَ لِعِرْق ظالم حَقٌّ» . رواه أبو داود، عن محمد بن المثنى، والترمذى، عن محمد بن بشار والنسائى، عن محمد بن يحيى بن أيوب: ثلاثتهم عن عبد الوهاب الثقفى، عن أيوب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، وقال الترمذى: حسن غريب، قال: وقد رواه بعضهم عن هشام، عن أبيه مرسلاً (1) .
وهكذا رواه النسائى عن عيسى بن حماد، عن الليث، عن يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلاً. قال الليث: كتبت إلى هشام، فكتب إلى مثل حديث يحيى.
4215 - وقد رواه أبو داود من حديث محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عروة، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال مثله، قال عروة: فلقد حدثنى الذى حدثنى بهذا الحديث وأكثر ظنى أنه أبو سعيد أن رجلين اختصما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: غرس أحدهما نخلاً فى أرض الآخرن الحديث.
قال: فلقد رأيت أصول/ النخل تضرب بالفؤوس وإنها لنخل عم (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى الخراج والإمارة والفئ: باب فى إحياء الموات: 3/178؛ وأخرجه الترمذى فى الأحكام: باب ما ذكر فى إحياء أرض الموات: 3/653؛ والنسائى فى إحياء الموات، وهو من أبواب السنن الكبرى: 4/10.
(2) يرجع إلى الخبر فى سنن أبى داود مع اختلاف فى السياق إذ أن لابن إسحاق فى الخبر روايتين: كتاب الخراج: باب فى إحياء الموات: 3/178.(3/453)
4216 - قال شيخنا: وقد روى عن عروة، عن عائشة كما سيأتى (1) .
(عمرو بن حريث عنه)
4217 - حدثنا معتمر بن سليمان، سمعت عبد الملك بن عمير، عن عمرو ابن حريث، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: أن نبى الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الكَمْأَةُ مِن المَنِّ (2) ، ومَاؤُها شِفاءٌ لِلْعَيْن» (3) .
4218 - حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن عطاء بن السائب، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «الكَمْأَةُ مِن المَنِّ، ومَاؤُها شِفاءٌ لِلْعَيْن» (4) .
4219 - رواه الجماعة إلا أبا داود من طريق عبد الملك بن عمير به (5) .
4220 - حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنى أبى، حدثنا عطاء بن
_________
(1) تحفة الأشراف: 4/10.
(2) الكمأة: واحدها كمء على غير قياس، والكمء نبات ينقض الأرض فتخرج كما يخرج الفطر. اللسان: 6/3926؛ والمن: يعنى هى مما من الله بن على عباده، وقيل شبهها بالمن وهو العسل الحلو الذى ينزل من السماء عفوًا بلا عاج وكذلك الكمأة فيها ببذر ولا سقى. النهاية: 4/111.
(3) من حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فى المسند: 1/187.
(4) الموطن السابق.
(5) الخبر أخرجه البخارى فى التفسير: باب وظللنا عليهم الغمام: 8/163، وباب: ولما جاء موسى لميقاتنا: 8/303؛ وفى الطب: باب المن شفاء العين: 9/163. وأخرجه مسلم من عدة طرق: باب فضل الكمأة ومداواة العين بها: 4/740 وما بعدها؛ وأخرجه الترمذى فى الطب: باب ما جاء فى الكمأة والعجوة: 4/401، وقال: هذا حديث حسن صحيح. والنسائى فى الطب فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/12؛ وابن ماجه فى الطب: باب الكمأة والعجوة: 2/1142.(3/454)
السائب، عن عمرو بن حريث، حدثنى سعيد بن زيد، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «الكَمْأَةُ مِن السَّلْوَى، ومَاؤُها شِفاءٌ لِلْعَيْن» (1) .
_________
(1) فى مسند أحمد: 1/187: «عن عمرو بن حريث قال: حدثنى أبى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» وما فى المخطوطة أشبه إذ أن الحديث من مرويات عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد.(3/455)
4221 - حدثنا عمر بن عبيد، عن عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد، قال: سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الكَمْأَةُ مِن المَنِّ، ومَاؤُها شِفاءٌ لِلْعَيْن» (1) .
4222 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد. قال: خرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفى يده كمأة، فقال: «تدرون ما هذا؟ هذا من المن، وماؤها شفاء للعين» «الكَمْأَةُ مِن المَنِّ، ومَاؤُها شِفاءٌ لِلْعَيْن» (2) .
4223 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، قال: سمعت عمرو بن حريث. قال: سمعت سعيد بن زيد يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الكَمْأَةُ مِن المَنِّ، ومَاؤُها شِفاءٌ لِلْعَيْن» (3) .
4224 - حدثنا محمد بن جعفر، قال شعبة: أخبرنى الحكم بن عتيبة، عن الحسن العرنى، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال شعبة: لما حدثنى به الحكم ولم أنكره من حديث عبد الملك (4) .
_________
(1) من حديث سعيد بن زيد فى المسند: 1/188.
(2) من حديث سعيد بن زيد فى المسند: 1/188.
(3) المصدر السابق.
(4) المصدر السابق.(3/455)
4225 - حدثنا أبو سعيد، حدثنا قيس بن الربيع، حدثنا عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث. قال: قدمت المدينة، فقاسمت أخى، فقال سعيد بن زيد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يُبَارَكُ فى ثَمَن أَرْضٍ وَلا دَارٍ لا يُجْعَل فى أَرْضٍ وَلا دَارٍ» ، تفرد به (1) .
4226 - حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، حدثنى من سمع عمرو بن حريث، يحدث عن سعيد بن زيد. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يا مَعْشَرَ العَرَبِ احْمَدُوا اللهَ الّذى رَفَعَ عَنْكُم العُشُور» (2) ، تفرد به.
(قيس بن أبى حازم عنه) /
4227 - «لقد رأيتنى وإن عمر لموثقى وأخته على الإسلام ولو أن أحد أرفض لما صنعتم بعثمان» . رواه البخارى من طرق، عن إسماعيل بن أبى خالد عنه به (3) .
_________
(1) من حديث سعيد بن زيد فى المسند: 1/190.
(2) من حديث سعيد بن زيد فى المسند: 1/190.
(3) هكذا لفظ المصنف وهو يوافق ما فى تحفة الأشراف: 4/13، ولكن البخارى أخرجه فى ثلاثة مواطن أتم من هذا: ... ... ... ... =
= ... فى مناقب الأنصار: باب إسلام سعيد بن زيد - رضي الله عنه -: 7/176، وباب إسلام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: 7/178، وكتاب الإكراه: باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر: 12/315.
والرواية الأولى: «والله لقد رأيتنى وإن عمر لموثقى على الإسلام قبل أن يسلم عمر، ولو أن أحدًا أرفض للذى صنعتم بعثمان لكان محقوقًا أن يرفض» ، وفسر ابن حجر: «لو أن أحدًا افض» أى زال من مكانه، وفى الروايتين الأخيرتين «انقض» أى سقط، وفى رواية الكشميهنى «انفض» بالنون والفاء وهو بمعنى الأول.(3/456)
(قيس بن أبى علقمة عنه)(3/457)
4228 - مرفوعًا: «إن كذبًا على ليس ككذب على أحدٍ، من كذب على متعمدًا فيتبوأ مقعده من النار» . رواه البزار عن عمرو بن مالك، عن يوسف بن خالد، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبيه عنه به (1) .
(محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عنه)
4229 - عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ طُوِّقَه مِنْ سَبْعِ أَرَضِين» وفيه قصة.
4230 - رواه مسلم عن حرملة (2) [بن يحيى] ، عن [عبد الله بن] (3) وهب، عن عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه به (4) .
(نوفل بن مساحق عنه)
4231 - حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى حسين، قال: بلغنى أن لقمان كان يقول: يا بنى لا تعلم العلم لتباهى به العلماء، أو تمارى به السفهاء، وترائى به فى المجالس، فذكره، وقال: حدثنا نوفل بن مساحق، عن سعيد بن زيد،
_________
(1) كشف الأستار: 1/113.
(2) زيادة من مسلم.
(3) زيادة من مسلم يستلزمها السياق.
(4) أخرجه مسلم فى المساقاة والمزارعة: باب تحريم الظلم وغصب الأرض وغيرها: 4/131؛ والقصة أن أروى خاصمته فى بعض داره فقال الحديث، ثم قال: اللهم إن كانت كاذبة فاعم بصرها، واجعل قبرها فى دارها. قال فرأيتها عمياء تلتمس الجدر، تقول: أصابتنى دعوة سعيد بن زيد، فبينما هى تمشى فى الدار مرت على بئر فى الدار فوقعت فيها، فكانت قبرها.(3/457)
عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إِنَّهُ مِنْ أرْبَى الرِّبَا الإسْتِطَالة (1) فى عِرْض المُسْلمِ بِغَيْرِ حَقّ، وإِنَّ هذه الرّحم شُجْنة (2) من الرَّحمن عَزّ وجلَّ، فَمَنْ قَطَعها حرَّم اللهُ عَليهِ الجَنَّةَ» (3) .
_________
(1) الاستطالة فى عرض المسلمين: احتقارهم والترفع عليهم والوقيعة فيهم. النهاية: 3/48.
(2) شجنة من الرحمن: قرابة مشتبكة كاشتباك العروق شبهه بذلك مجازًا واتساعًا. وأصل الشجنة بالضم والكسر شعبة فى غصن من غصون الشجر. النهاية: 2/206.
(3) من حديث سعيد بن زيد فى المسند: 1/190.(3/458)
4232 - روى أبو داود منه فى كتاب الآداب: «مِنْ أرْبَى الرِّبَا الإسْتِطَالة فى عِرْض المُسْلمِ بِغَيْرِ حَقّ» ، عن محمد بن عوف، عن أبى اليمان به (1) .
(ابنه هشام عنه)
4233 - حدثنا يزيد، حدثنا المسعودى، عن نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد ابن عمرو بن نفيل، عن أبيه، عن جده. قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة هو وزيد ابن حارثة، فمر بهما زيد بن عمرو بن نفيل، فدعواه إلى سفرة لهما، فقال: يا بن أخى إنى لا آكل ما ذبح على النصب، قال: فما رئى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك أكل شيئًا مما ذبح على النصب. قال: قلت: يا رسول الله إن أبى كان كما قد رأيت وبلغك، ولو أدركك لآمن بك، واتبعك، فاستغفر له، قال: نعم، فاستغفر له فإنه يبعث يوم القيامة أمةً واحدةً» (2) ، تفرد به.
_________
(1) أخرجه أبو داود فى: باب فى الغيبة: 4/269.
(2) من حديث سعيد بن زيد فى المسند: 1/189.(3/458)
(هلال بن يساف الأشجعى الكوفى عنه)(3/459)
4234 - قال أبو داود فى كتاب الفتن: / حدثنا مسدد، حدثنا أبو الأحوص، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن سعيد بن زيد. قال: كنا عند النبى - صلى الله عليه وسلم - فذكر فتنةً فعظم أمرها، فقلت، أو قالوا: يا رسول الله لئن أدركتنا هذه لتهلكنا، قال: «كلا إن بحسبكم القتل» ، قال سعيد: فرأيت إخوانى قتلوا (1) .
(يحنس (2) عن سعيد بن زيد)
4235 - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للحسن: «اللهمَّ إِنِّى أُحِبّه، فأحبَّه» . رواه البزار: حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد السلام بن حريث عن يزيد بن أبى زياد عنه به (3) .
4236 - وقد رواه الطبرانى عن على بن عبد العزيز، عن أبى نعيم، عن عبد السلام، عن يزيد بن أبى زياد، عن زيد بن يخنس، عن سعيد بن زيد فذكره مرفوعًا (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى: باب ما يرجى فى القتل: 4/105.
(2) فى المخطوطة: «يوحنس» فقط. وعند البزار: «يوحش» ، وعند الهيثمى «يزيد بن يحنس» . مجمع الزوائد: 9/176؛ وهو يوافق ما عند الطبرانى. والصواب ما عند المصنف، ويحنس بن أبى موسى وهو بضم أوله وفتح المهملة وتشديد النون المفتوحة ثم مهملة كما فى التقريب وفى الخلاصة: بضم أوله وفتح المهملة وكسر النون آخره معجمة، وهو مولى مصعب بن الزبير روى عن عمر ابن الخطاب والزبير بن العوام وأبى هريرة وأبى سعيد وابن عمر وعائشة وأنس. تهذيب التهذيب: 11/174.
(3) قال البزار: لا نعلمه يروى عن سعيد بن زيد إلا بهذا الإسناد. كشف الأستار: 3/229.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 1/152.(3/459)
(أبو سلمة عنه)(3/460)
4237 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا ابن أبى ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن أبى سلمة: أن مروان قال: اذهبوا فأصلحوا بين هذين ـ لسعيد بن زيد وأروى ـ، فقال سعيد بن زيد: أترونى أخذت من حقها شيئًا؟ أشهد أنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ أَخَذَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا بِغَيْرِ حَقِّهِ طُوِّقه مِنْ سَبْع أَرَضِينَ، ومَنْ تَوَلَّى مَوْلى قومٍ بِغَيْرِ إذْنِهم فعليهِ لعنةُ اللهِ، ومَن اقْتَطَعَ مَال امْرِئٍ مُسْلمٍ بِيَمين فَلا باركَ اللهُ له فيها» (1) .
4238 - حدثنا يزيد، أنبأنا ابن أبى ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن أبى سلمة. قال لنا مروان: انطلقوا فأصلحوا بين هذين ـ سعيد بن زيد وأروى بنت أويس ـ، فأتينا سعيد بن زيد، فقال: أترونى أنى قد انتقصت من حقها شيئًا؟ أشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ طُوِّقه مِنْ سَبْع أَرَضِينَ، ومَنْ تَوَلَّى قومًا بِغَيْرِ إذْنِهم فعليهِ لعنةُ اللهِ، ومَن اقْتَطَعَ مَال أَخِيه بِيمينه فَلا باركَ اللهُ له فيها» (2) .
[جدة رباح بن عبد الرحمن بن أبى سفيان] (3)
4239 - روى حديثهما الترمذى وابن ماجه من طريق أبى ثفال المرى واسمه ثمامة بن وائل بن حصين، عن رباح بن عبد الرحمن بن أبى
_________
(1) من حديث سعيد بن زيد فى المسند: 1/188.
(2) من حديث سعيد بن زيد فى المسند: 1/190.
(3) زيادة يقتضيها السياق والنسق الذى سار عليه المصنف، وبالرجوع إلى تحفة الأشراف: 1/14.(3/460)
سفيان بن حويطب، عن جدته، وهى اسماء بنت سعيد بن زيد عن أبيها: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا وُضُوءَ لِمَنْ لم يذك اسمَ اللهِ عليهِ» (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى الطهارة: باب ما جاء فى التسمية عند الوضوء: 1/37، وقال: وفى الباب عن عائشة وأبى سعيد وأبى هريرة وسهل بن سعد وأنس، ثم نقل أبو عيسى عن أحمد بن حنبل قوله: لا أعلم فى هذا الباب حديثًا له إسناد جيد. وأخرجه ابن ماجه فى الباب: 1/140.(3/461)
4240 - قال شيخنا: وقد رواه الدراوردى، عن رباح بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبى/ هريرة، وله شاهد من رواية يعقوب بن سلمة، عن أبيه، عن أبى هريرة (1) .
(أبو الطفيل عنه مرفوعًا)
4241 - «اسكن حراء فإنما عليك نبى، أو صديق، أو شهيد» ، ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلى، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، وأنا.
رواه الطبرانى من حديث ثابت بن الوليد بن عبد الله بن جميع، عن أبيه، عن أبى الطفيل به (2) .
(أبو غطفان بن طريف عنه مرفوعًا)
4242 - «من قتل دون ماله فهو شهيد» .
رواه الطبرانى من حديث ابن لهيعة، عن محمد بن زيد بن مهاجر عنه به (3) .
_________
(1) أستاذه هو الحافظ المزى كما سبقت الإشارة إليه غير مرة، نقله عنه من تحفة الأشراف: 4/14؛ ويراجع الشاهد فى السنن الكبرى للبيهقى: 1/43.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 1/153.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 1/153.(3/461)
(ابنته أسماء بنت سعيد بن زيد عنه)
ذكر حديثها فى مسند النساء غير مسماة، وهى جدة رباح بن عبد الرحمن والله أعلم (1) .
_________
(1) الضمير يعود إلى الإمام أحمد، وقد ذكر لها ثلاثة أحاديث فى مسنده يرجع إليها فى حديث جدة رباح بن عبد الرحمن رضى الله عنها. المسند: 6/382.(3/462)
673- (سعيد بن زياد الطائى) (1)
4243 - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج امرأةً من بنى غفار فرأى بكشحها بياضًا» ، الحديث كذا وقع فى رواية الخطيب وأنه صحابى وقال غيره سعيد بن زيد وقيل زيد بن كعب وقيل كعب بن زيد (2) .
674- (سعيد بن سعد بن عبادة - رضي الله عنه -) (3)
4244 - حدثنا يونس، حدثنا أبو معشر، عن عبد الوهاب، عن عمرو بن شرحبيل بن سعد بن عبادة، يحدث عن أبيه، عن جده، قال: حضر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد بن عبادة، فقال: يا رسول الله إن وجدت على بطن امرأتى رجلاً أضربه بسيفى؟ قال: أى بينة أبين من السيف؟ قال: «كتاب الله» ، ثم رجع عن قوله، قال: «كتاب الله والشهداء» ، قال سعد: يا رسول الله أى بينة أبين من السيف؟ قال: «كتاب الله
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/386؛ وأما ابن حجر فترجم له باسم زيد بن كعب أو كعب بن زيد على الشك: 1/570.
(2) هكذا نقل المصنف عن صاحب أسد الغابة. وقال ابن حجر: روى حديثه البغوى من طريق القاسم ابن مالك عن جميل بن زيد قال: صحبت شيخًا من الأنصار يقال له كعب بن زيد أو زيد بن كعب فحدثنى أن رسول الله ... إلخ. ثم قال: ومن طريق أبى معاوية عن جميل بن زيد بن كعب ولم يشك، ثم أورد عدة روايات أخرى تدل على اضطراب الخبر. المرجعان السابقان.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/389؛ والإصابة: 2/46؛ والاستيعاب: 2/16؛ والتاريخ الكبير: 3/455؛ والثقات لابن حبان: 3/156.(3/462)
والشهداء» ، قال سعد: يا رسول الله أى بينة أبين من السيف؟ قال: «كتاب الله والشهداء يا معشر الأنصار هذا سيدكم استفزته الغيرة، حتى خالف كتاب الله» ، قال [رجل: يا رسول الله إن سعدًا غيور، وما طلق قط امرأة قد قدر أحد منا أن يتزوجها لغيرته] ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سعد غيور، وأنا أغير منه، والله أغير منى» ، قال رجل: على أى شىء يغار الله؟ قال: «على رجلٍ يُجاهِدُ فى سَبيلِ اللهِ يُخالف إلى أهلِه» (1) ، تفرد به.
_________
(1) رواه الطبرانى فى الكبير: 6/28؛ قال فى مجمع الزوائد: 6/329؛ رواه أحمد والطبرانى ورجال أحمد ثقات. وقال فى: 4/258، رواه أحمد فى حديث طويل فى التفسير فى سورة النور وفيه أبو معشر بن نجيح وهو ضعيف. وقال محقق المعجم الكبير: لم أره فى المسند تقول: وقد فتشنا عليه فى مظانه فلم نعثر عليه.(3/463)
4245 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمد بن/ إسحاق، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن أبى أمامة بن سهل بن حنيف، عن سعيد بن سعد بن عبادة قال: كان بين أبياتنا رويجل ضعيف سقيم محدج فلم يرع الحى إلا وهو على أمةٍ من إمائهم يخبث بها. قال فذكر ذلك سعد بن عبادة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان ذلك الرويجل مسلمًا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اضْرِبوه حَدَّه» ، فقالوا: يا رسول الله إنه أضعف مما تحسب، ولو ضربناه مائة قتلناه، فقال: «خُذُوا له عثكالاً فيه مائة شمراخ ثمّ اضربوه بِهِ ضَرْبَةً واحِدَةً» . قال: ففعلوا.
4246 - حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن أبى أمامة بن سهل، عن سعيد بن سعد بن عبادة. قال: كان بين أبياتنا إنسان مخدج ضعيف لم يرع أهل(3/463)
الدار إلا وهو على أمة من أهل الدار يخبث بها، وكان مسلمًا فرفع شأنه سعد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «اضربوه حَدَّه» ، فقالوا: يا رسول الله إنه أضعف من ذلك إن ضربناه مائة قتلناه، فقال: «خُذُوا له عِثْكالاً فيهِ مائة شِمْراخ، فاضربوه ضَربَةً واحِدَةً وخلّوا سَبيله» (1) .
_________
(1) حديث سعيد بن سعد بن عبادة فى المسند: 5/222.(3/464)
4247 - هكذا رواه النسائى، وابن ماجه من حديث محمد إسحاق، وقد رواه محمد بن عجلان، عن يعقوب بن الأشج، عن أبى أمامة أسعد بن سهل، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. وكذا رواه غير واحدٍ عن أبى أمامة كما تقدم والله أعلم (1) .
675- (سعيد بن سويد بن قيس بن عامر
بن عباد أو عبيد وهو الصواب) (2)
ابن أبجر وهو خدرة الأنصارى الخدرى
4248 - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأل عن اللقطة؟ فقال: «عرفها سنة ثم احفظ عفاصها ووكاءها، ثم استنفع بها أو قال: أصب بها حاجتك» . رواه أبو نعيم من طريق الأوزاعى، عن ثابت بن عمير، عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن، قال: حدثنى عبد الملك بن سعيد بن سويد، عن أبيه به. ثم قال: والمحفوظ الصحيح حديث ربيعة، عن يزيد مولى
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/15؛ وأخرجه ابن ماجه فى الحدود: باب الكبير والمريض يجب عليه الحد: 2/859، قال فى الزوائد: مدار الإسناد على محمد بن إسحاق، وهو مدلس، وقد رواه بالعنعنة ويراجع بشأنه تحفة الأشراف.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/390؛ والإصابة: 2/47؛ والاستيعاب: 2/13.(3/464)
المنبعث، عن زيد بن خالد، قلت: قد يكون ربيعة من الوجهين بلا منافاة والله أعلم (1) .
* (سعيد بن العاص) (2)
هو سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصى القرشى الأموى، ولد عام الهجرة وقتل أبوه يوم بدرٍ كافرًا قتله على بن أبى/ طالب، ثم كان هو من سادات قريش وأجوادها وكان يقال له ذو التاج لكبر عمامته، وقد استعمله عثمان على الكوفة بعد عزله الوليد بن عقبة، وافتتح طبرستان وجرجان، وكذلك افتتح أذربيجان بعد نقضها للعهد، ولما قتل عثمان لزم بيته ولم يشهد الجمل ولا صفين، ولما استقر الأمر لمعاوية جاءه فاعتذر إليه فعذره واستعمله على المدينة بعد مروان، وكان من مكارمه أن يصر صرر الدنانير فيلقيها بين يدى المصلين ليلة الجمعة بالكوفة، فكثر المصلون ليالى الجمع. وكان إذا سأل السائل ما ليس عنده كتب له بذلك دينًا عليه إلى الميسرة، وكانت وفاته سنة تسع وخمسين، - رضي الله عنه -.
_________
(1) قال ابن حجر: روى الأوزاعى عن ثابت بن عمير، عن ربيعة، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد، عن أبيه. ثم روى الحديث وقال: والمشهور رواية ربيعة عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهنى، فإن كان المحفوظ فلعبد الملك صحبة أو رؤية إن كان أرسل عن أبيه. نقول: ذكر ذلك ابن حجر لأن سعيدًا ذكر أنه استشهد بأحد.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/391؛ والإصابة: 2/47؛ والاستيعاب: 2/8.(3/465)
4249 - روى له أبو داود فى المراسيل، من طريق الضحاك بن عثمان، عن أيوب بن موسى، عنه. قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج من المدينة قصر الصلاة بالعقيق» ، الحديث (1) .
_________
(1) يرجع فى ذلك إلى تحفة الأشراف: 4/16.(3/465)
4250 - وقال الترمذى: حدثنا نصر بن على، حدثنا عامر بن أبى عامر الخزاز، حدثنا أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا نَحَلَ وَالِدٌ ولده (1) أفضل من أدب حَسَن» .
ثم قال: غريب لا نعرفه إلا من حديث عامر بن أبى عامر، وهو عندى مرسل (2) .
4251 - قال شيخنا: وقد رواه عبيد الله بن جرير بن جبلة، عن يحيى بن يونس المعلم، عن صالح بن رستم وهو أبو عامر الخزاز، عن أيوب بن موسى، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده (3) .
676- (سعيد بن عامر) (4)
ابن حذيم بن سلامان بن ربيعة بن عريج بن سعد بن جمح القرشى الجمحى، شهد خيبر وما بعدها، وكان من زهاد الصحابة، وقد استعمله عمر على حمص فبلغه أنه يعتريه لمم فاستدعاه، فسأله عن ذلك فقال: لا، إلا أنه لما صلب خبيب بن عدى كنت حاضرًا فدعا وهو على جذعه على مشركى قريش فلا أذكر ذلك إلا أخذتنى فترة حتى يغشى على فقال: ارجع إلى عملك فاستعفى عمر، فأعفاه، وقيل إنه ألزمه بها، فلم يزل عليها حتى مات بها، وقيل بالرقة، وقيل بقيسارية سنة تسع عشرة، وقيل سنة عشرين، وقيل سنة إحدى وعشرين، وله من العمر أربعون سنة، رحمه الله.
_________
(1) فى صحيح الترمذى: «ما نحل والد ولدا نحلا أفضل» الخ.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى البر والصلة: باب ما جاء فى أدب الولد: 4/337.
(3) تحفة الأشراف للحافظ المزى: 4/17.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/393؛ والإصابة: 2/48؛ والاستيعاب: 2/12؛ والتاريخ الكبير: 3/453. وقال: حديثه مرسل.(3/466)
4252 - قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا جرير، عن يزيد بن أبى/ زياد، عن عبد الرحمن بن سابط الجمحى. قال: دعا عمر بن الخطاب رجلاً من بنى جمح يقال له سعيد بن عامر بن جذيم، فقال له: إنى مستعملك على أرض كذا وكذا، فقال: لا تفتنى يا أمير المؤمنين، فقال: والله لا أدعك قلدتموها فى عنقى وتتركونى، فقال عمر: ألا نفرض لك رزقًا؟ قال: قد جعل الله فى عطائى ما يكفينى دونه، قال: وكان إذا خرج عطاؤه ابتاع لأهله قوتهم وتصدق ببقيته، فتقول له امرأته: أين فضل عطائك؟ فيقول: قد أقرضته، فأتاه ناس فقالوا: إن لأهلك عليك حقًا، وإن لأصهارك عليك حقًا. فقال: ما أنا بمتأثر عليهم ولا بملتمس رضا أحد من الناس لطلب الحور العين، لو أطلعت خيرة من خيرات الجنة لأشرقت لها الأرض كما تشرق الشمس. وما أنا بالمتخلف عن العتق الأول بعد أن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يجمعُ اللهُ عَزّ وجلَّ النّاس لِلحساب فيجىء فقراء المؤمنين يُزفون كما يزفّ الحمام فيقال لهم: قفوا للحساب، فيقولون: ما عندنا حساب ولا أتيتمونا [شَيْئًا] . فيقول ربّهم عَزّ وجلّ: صَدقَ عِبادِى، فيفتح لهم باب الجَنَّة، فيدخلونَها قَبْلَ النّاسِ بِسبعين عامًا» .
4253 - قال أبو نعيم: وكذا رواه إسماعيل بن زكريا، ومحمد بن فضيل، وسعيد بن يزيد، عن يزيد بن أبى زياد به مثله (1) .
4254 - ثم رواه الطبرانى: حدثنا الحسين بن أحمد بن بسطام، حدثنا أبو كريب، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبى زائدة، حدثنا شعبة، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن ابن سابط. قال: قال سعيد بن
_________
(1) حلية الأولياء لأبى نعيم: 1/246، وما بين معكوفين استكمال منه.(3/467)
عامر: ما أنا بمتخلف عن العتق الأول بعد الذى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يجىء فقراء المسلمين يوم القيامة على كورهم، فيقال لهم: قفوا للحساب، فيقولون: ما أعطيتمونا شيئًا فتحاسبونا عليه فيدخلون الجنة قبل الناس بأربعين سنةً» (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/71.(3/468)
4255 - قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة، حدثنا عبد الحميد بن صالح، حدثنا أبو معاوية، عن موسى الصغير، عن عبد الرحمن بن سابط، عن سعد بن جذيم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لو أَنَّ امرأةً مِنَ الحورِ العَيْنِ أخرجَتْ يَدَها لوجد ريحها كلّ ذِى روح، فأنا أدعهن لكن، والله لأنتن أحرى أن أدعكنّ لهنّ منهنّ لكن ثمّ قال: ورواه عبد الله بن عمر الجعفى وجعفر بن شريح عن أبى معاوية مطولاً، قال: ورواه مالك بن دينار، عن شهر بن حوشب، عن سعيد بن عامر نحوه (1) .
وهذا الذى قد قال: قد رواه ابن الأثير فى أسد الغابة من طريق محمد بن يحيى، عن عبد الله بن نوح، عن مالك بن دينار، عن شهر بن حوشب. قال: لما قدم عمر حمص سأل عن فقرائها، فكتب له: سعيد بن عامر. [قال: من سعيد بن عامر؟ فقالوا: الأمير، قال: أميركم فقير] ، فقالوا: نعم، إنه لا يمسك شيئًا، فبعث إليه بألف دينار، فدخل منزله وهو يسترجع، فقالت له امرأته: ما بالك؟ أمات/ أمير المؤمنين، فقال: أعظم، فقالت: فأمر من الساعة؟ قال: بل أعظم، أتتنى الفتنة،
_________
(1) حلية الأولياء لأبى نعيم: 1/247.(3/468)
دخلت على. قالت: فاصنع فيها ما شئت، فصر صررًا، وتصدق بها على المجاهدين، فقالت له: هلا كنت حبست منها شيئًا تستعين به؟ فقال لها: إنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لوْ أَنَّ امرأة مِنَ الجَنَّةِ اطّلعَت إلى الأرضِ لملأت الأرض من ريح المسك» فإنى والله لا أختاركن عليهن (1) .
_________
(1) ما بين المعكوفات من المرجع، وقد اختصر المصنف بعض ألفاظ الخبر بما لا يضير المعنى. أسد الغابة: 2/394.(3/469)
677- (سعيد بن عبيد الثقفى الطائفى) (1)
4256 - ذكره ابن منده. وروى من حديث محمد بن عبد الله بن حوشب: حدثنا إسماعيل بن طريح، حدثنا إسماعيل بن سعد بن عبيد الثقفى، حدثنى أبى، عن جدى: أن أبا سفيان رماه بسهمٍ فأصابه فى عينه فأتى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «إنْ شِئْتَ دعوت الله فردّ عليكَ عينك وإن شِئْتَ فعين فى الجنَّة» ، فقال: عين فى الجنة (2) .
678- (سعيد بن عبيد القارئ) (3)
4257 - كان يدعى بذلك فى زمان النبى - صلى الله عليه وسلم - وكان قد لقى عدوًا فانهزم منهم، فقال له عمر: هل لك فى الشام لعل الله أن يمن عليك بالشهادة؟ قال: لا، إلا العدو الذى فررت منهم، فلما كان يوم القادسية
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/395؛ والإصابة: 2/49.
(2) قال ابن منده: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. نقل هذا عنه صاحب الإصابة وعلق عليه فقال: فيه لفظة منكرة، فإن أبا سفيان فى حصار الطائف كان مسلمًا فكيف يرمى سعيدًا إن كان سعيد مسلمًا، وأظن الصواب أن أبا سفيان رماه سعيد. ثم ساق الأدلة. الإصابة: 2/49.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/396؛ والإصابة: 2/50.(3/469)
خطبهم فقال: انا لاقو العدو غدًا إن شاء الله، وإنا مستشهدون، فلا تغسلوا عنا دمًا ولا تكفنونا إلا فى ثوبٍ كان علينا (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/85؛ قال الهيثمى: رجال رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 3/23.(3/470)
679- (سعيد بن نوفل) (1)
عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فى الإستئذان
4258 - رواه على بن زيد بن جدعان، عن عمار بن أبى عمار عنه، قال أبو نعيم: هو مرسل (2) .
680- (سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم) (3)
القرشى المخزومى أبو الحكم، ويقال أبو هود، ويقال أبو عبد الرحمن، أسلم قبل الفتح، وقيل هو من مسلمة الفتح، وكان اسمه صرحًا، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعيدًا، وأعطاه من سهم المؤلفة خمسين بعيرًا، وكانت وفاته بالمدينة سنة أربع وخمسين، وله من العمر مائة وأربع وعشرون سنة، وكان قد أصيب بصره، فأتاه عمر يعزيه فى ذلك، وقال له: لا تدع الجمعة، ولا الجماعة فى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ليس لى قائد، فبعث إليه عمر بقائد من السبى. /
4259 - روى له أبو داود حديثًا واحدًا فى الجهاد، عن أبى كريب (4) ، عن زيد بن الحباب، عن عمرو بن عثمان بن
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/400؛ والإصابة: 2/51.
(2) نقل ابن حجر عن الدار قطنى أن كلامه يدل على أنه سعيد بن الحارث أخو نوفل. الإصابة: 2/51.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/401؛ والإصابة: 2/51؛ والاستيعاب: 2/14؛ والتاريخ الكبير: 3/453؛ وثقات ابن حبان: 3/155.
(4) أبو كريب: هو محمد بن العلاء بن كريب الكوفى. تهذيب التهذيب: 12/212.(3/470)
عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومى، حدثنى جدى عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم فتح مكة: «أربعةٌ لا أؤمنهم فى حلّ وَلا حرم» . فذكر قصة ابن خطل، والحارث بن نفيل، وابن أبى سرح، وقينتين كانتا لمقيس (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود فى باب: قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام؛ وقال أبو داود: لم أفهم إسناده من ابن العلاء كما أحب. سنن أبى داود: 3/59.(3/471)
4260 - وروى أبو نعيم من حديث زيد بن الحباب بإسناده المتقدم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: «أينا أكبر أنا أوْ أنت؟» فقال: أنت أكبر وخير [منى] وأنا أقدم سنًا فسماه سعيدًا وقال: «الصرم قد ذهب» (1) .
681- (سعيد بن يزيد الأزدى من أزد بن الغوث) (2)
هكذا هو بخط الحافظ أبو نعيم، وهو من أزد بن الغوث.
4261 - روى أبو نعيم من حديث الليث بن سعد، عن يزيد بن أبى حبيب، عن أبى الخير، عن سعيد بن يزيد: أن رجلاً قال: يا رسول الله أوصنى؟ قال: «أوصيك أن تستحى من الله كما تستحى من الرجل الصالح من قومك» .
ثم قال: رواه ابن لهيعة عن يزيد بن أبى حبيب مثله (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 6/80؛ وقال الهيثمى: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 8/53.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/401؛ والإصابة: 2/52؛ والاستيعاب: 2/18.
(3) الخبر رواه الطبرانى فى المعجم الكبير: 6/84؛ وفى المخطوط «كما تستحى رجلاً صالحًا» والتزمنا بما فى الكبير.(3/471)
682- (سعيد أبو عبد العزيز الشامى) (1)
4262 - قال أبو نعيم: حدثنا ابن أحمد الغطريفى، حدثنا إبراهيم بن عبد الله المخرمى، حدثنا صالح بن مالك، حدثنا أبو الصباح، حدثنا عبد العزيز بن سعيد، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن خمسة نفرٍ كانوا فى سفرٍ فخطب بهم رجل منهم يوم الجمعة، فلم يعب ذلك عليهم (2) .
ومن حديث بقية، وغيره، عن عبد الغفور بن عبد العزيز بن سعيد، عن أبيه، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أوقدَ نارَ الْفِتْنَةِ جَعَلَهُ اللهُ وقودها ولعنَ قائِدها وسائقها» .
683- (سفيان بن أسد ويقال بن أسيد،
وأسيد الحضرمى) (3)
4263 - روى أبو داود فى كتاب الأدب، عن حيوة بن شريح الحضرمى، عن بقية، عن ضبارة بن مالك الحضرمى، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن سفيان بن أسيد. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كُبرت خيانةً أَنْ تُحَدِّث أخاكَ حَديثًا هُوَ لَكَ بِهِ مصدِّق، وأنتَ له بِهِ كاذِبٌ» (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/395؛ والإصابة: 2/52، 4/129.
(2) قال ابن الأثير: أخرجه ابن منده وأبو نعيم. أسد الغابة.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/403؛ والإصابة: 2/53؛ والاستيعاب: 2/68؛ والتاريخ الكبير: 4/86؛ وثقات ابن حبان: 3/183.
(4) الخبر أخرجه أبو داود فى: باب فى المعاريض: 4/293؛ وقال المنذرى: فى إسناده بقية بن الوليد وفيه مقال. مختصر السنن للمنذرى: 7/265.(3/472)
(سفيان بن الحكم أو الحكم بن سفيان) (1) /
فى الإنفتاح بعد الوضوء، تقدم حديثه فى الحكم بن سفيان.
_________
(1) يرجع إليه فى ترجمة الحكم بن سفيان.(3/473)
684- (سفيان بن أبى زهير) (1)
واسم أبى زهير القرد، قال على بن المدينى: وقيل سفيان بن نمير بن مرارة بن عبد الله بن مالك بن نضر بن الأزد بن الغوث الأزدى التسترى من أزد شنوءة، وقيل إنه نميرى، - رضي الله عنه -، له مسند فى رابع الأنصار.
4264 - حدثنا حماد بن خالد، حدثنا مالك، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، عن سفيان بن أبى زهير، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «مَنْ اقْتَنَى كَلْبًا لا يُغْنِى مِنْ زَرْع، أو ضَرْع، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كلَّ يَوْمٍ قيراطٌ» ، قال السائب: فقلت لسفيان: أنت سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم ورب هذا المسجد (2) .
رواه البخارى ومسلم وابن ماجه من حديث مالك، والبخارى من حديث سليمان بن بلال، ومسلم والنسائى من حديث إسماعيل بن جعفر ثلاثتهم عن يزيد عن خصيفة به (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/404؛ والإصابة: 2/54؛ والاستيعاب: 2/67؛ والتاريخ الكبير: 4/86؛ وثقات ابن حبان: 3/183.
(2) () من حديث سفيان بن أبى زهير فى المسند: 5/219.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى الحرث والمزارعة: باب اقتناء الكلب للحرث: 5/5؛ كما أخرجه فى بدء الخلق: باب إذا وقع الذباب فى شراب أحدكم: 6/360؛ وأخرجه مسلم من طريقيه فى البيوع: باب الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخه: 4/85؛ والنسائى فى الصيد والذبائح: باب الرخصة فى إمساك الكلب للماشية: 7/165. كما أخرجه ابن ماجه فى الصيد: باب النهى عن اقتناء الكلب إلا كلب صيد أو حرث أو ماشية: 2/1069.(3/473)
4265 - حدثنا روح، حدثنا مالك بن أنس، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد: أنه سمع سفيان بن أبى زهير ـ وهو رجل من شنوءة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ يحدث ناسًا معه عند باب المسجد يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ اقْتَنَى كَلْبًا لا يُغنى عَنْهُ زَرْعًا، وَلا ضَرْعًا، نقص من عملِهِ كلَّ يَوْمٍ قيراط» ، قال: أنت سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أى ورب هذا المسجد (1) .
4266 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جريج، أخبرنى هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن سفيان بن أبى زهير البهزى. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يفتح اليَمَن فيأتى قومٌ يَبسُّون (2) فيتحملون بأهليهم ومن
أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون» (3) .
4267 - رواه مسلم عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق به (4) .
4268 - حدثنا إسحاق بن عيسى، أخبرنى مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن سفيان بن أبى زهير. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يُفْتح اليمنُ، فيأتى قومٌ يَبِسُّون» ، فذكر الحديث (5) .
4269 - رواه البخارى عن عبد الله بن يوسف، عن مالك. ورواه
_________
(1) من حديث سفيان بن أبى زهير فى المسند: 5/220.
(2) يبسون: يقال: بسست الناقة وأبسستها إذا سقتها وزجرتها، وقلت لها بس بس بكسر الباء وفتحها. النهاية: 1/78.
(3) من حديث سفيان بن أبى زهير فى المسند: 5/220.
(4) الخبر أخرجه مسلم فى الحج: باب ترغيب الناس فى سكنى المدينة عند فتح الأمصار: 3/533.
(5) من حديث سفيان بن أبى زهير فى المسند: 5/220.(3/474)
النسائى من حديثه، ورواه مسلم والنسائى من غير وجه عن هشام، عن عروة به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى من هذا الوجه فى فضائل المدينة: باب من رغب عن المدينة: 4/90؛ وأخرجه مسلم فى الحج: باب ترغيب الناس فى سكنى المدينة عند فتح الأمصار: 3/533؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/19.(3/475)
4270- حدثنا يونس، حدثنا حماد ـ يعنى ابن زيد ـ، عن هشام/ بن عروة، عن عبد الله بن الزبير، عن سفيان بن أبى زهير. قال ابن الزبير: أخبرت أنه بالموسم، فأتيته، فسألته، فأخبرنى، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «تَفْتَحون الشَّام فيجىء أقوامٌ يَبِسُّون» ، قال كلها فتحوا وقال: يبسون (1) .
4271 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمى، أنبأنا إسماعيل ـ يعنى ابن جعفر ـ، أخبرنى يزيد بن خصيفة: أن بسر بن سعيد أخبره: أنه سمع فى مجلس الليثين يذكرون أن سفيان أخبرهم: أن فرسه أعيت بالعقيق وهو فى بعث بعثهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرجع إليه يستحمله فزعم سفيان ـ كما ذكروا ـ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج معه يبتغى له بعيرًا، فلم يجده إلا عند أبى جهم بن حذيفة العدوى، فسامه له، فقال له أبو جهم: لا أبيعكه يا رسول الله، ولكن خذه فاحمل عليه ما شئت، فزعم أنه قد أخذه منه، ثم خرج حتى إذا بلغ بئر الإهاب (2) زعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: يوشك البنيان أن يأتى هذا المكان، ويُوشِكُ الشَّام أن يُفْتتح فيأتيه رجالٌ من أهل هذا البلد فيعجبهم ريفه ورخاؤه والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يَعْلَمون، ثمّ يُفتح العِراق، فيأتى قومٌ يَبِسُّونَ، فيتحمّلون بأهليهم، ومن
_________
(1) من حديث سفيان بن أبى زهير فى المسند: 5/220.
(2) بئر الإهاب: موضع قرب المدينة. يراجع معجم البلدان: 1/283.(3/475)
أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، إن إبراهيم دعا لأهل مكة وإنى أسأل الله أن يبارك لنا فى صاعنا، وأن يبارك لنا فى مدنا مثل ما بارك لأهل مكة» ، تفرد به من هذا الوجه (1) .
_________
(1) من حديث سفيان بن أبى زهير فى المسند: 5/219.(3/476)
685- (سفيان بن عبد الله بن أبى ربيعة
ابن الحارث بن مالك بن حطيط) (1)
ابن جشم بن ثقيف الثقفى الطائفى، نائبها لعمر بن الخطاب بعد عثمان بن أبى العاص لما صرفه عمر عنها إلى نيابة البحرين. حديثه فى أول المكيين، وتاسع الكوفيين، - رضي الله عنه -.
4272 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن سفيان، عن أبيه، قال: يا رسول الله أخبرنى بأمر فى الإسلام لا أسأل عنه أحدًا بعدك. قال: «قُلْ آمنتُ بِاللهِ ثمّ اسْتَقِمْ» . قال: يا رسول الله. فأى شىء أتقى. قال: فأشار بيده إلى لسانه (2) . رواه النسائى عن بندار، عن عبد ربه (3) .
4273 - حدثنا هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن سفيان الثقفى، عن أبيه: أن رجلاً قال: يا رسول الله مرنى فى الإسلام أمرًا لا أسأل عنه أحدًا بعدك. قال: «قُلْ آمنتُ بِاللهِ ثمّ اسْتَقِمْ» . قال قلتُ: فما أتقى. قال: فأومأ إلى لسانه (4) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/405؛ والإصابة: 2/54؛ والاستيعاب: 2/66؛ والتاريخ الكبير: 4/86؛ وثقات ابن حبان: 3/182.
(2) من حديث سفيان بن أبى زهير فى المسند: 3/413.
(3) الخبر أخرجه النسائى فى التفسير وفى الرقائق فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/20.
(4) من حديث سفيان بن أبى زهير فى المسند: 4/384؛ وفيه من الزيادة: «وقد قال هشيم: قلت يا رسول الله» .(3/476)
4274 - حدثنا وكيع، وأبو معاوية/ قالا: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن سفيان بن عبد الله الثقفى. قال: قلت: يا رسول الله قل لى فى الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا غيرك ـ قال أبو معاوية: بعدك ـ. قال: «قُلْ آمنتُ بِاللهِ ثمّ اسْتَقِمْ» (1) .
رواه مسلم من حديث هشام به (2) .
4275 - حدثنا على بن إسحاق، أنبأنا عبد الله ـ يعنى ابن المبارك ـ، أنبأنا معمر، عن الزهرى، عن عبد الرحمن بن ماعز، عن سفيان بن عبد الله الثقفى، قال: قلت: يا رسول الله حدثنى بأمر أعتصم به. قال: «قُلْ ربِّى اللهُ ثمّ استقِم» ، قال قلت: يا رسول الله ما أخوف ما تخوف على. قال: فأخذ بلسان نفسه ثم قال: «هذا» (3) .
رواه الترمذى عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك به وقال: حسن صحيح (4) .
4276 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم ـ يعنى ابن سعد ـ، قال: حدثنى ابن شهاب، ويزيد بن هارون، أنبأنا إبراهيم ـ يعنى ابن سعد (5) ـ، حدثنى ابن شهاب، عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز العامرى، عن سفيان بن عبد الله الثقفى. قلت: يا رسول الله [حدثنى بأمرٍ
_________
(1) من حديث سفيان بن أبى زهير فى المسند: 3/413.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى الإيمان: باب جامع أوصاف الإسلام: 1/213.
(3) من حديث سفيان بن أبى زهير فى المسند: 3/413.
(4) الخبر أخرجه الترمذى فى الزهد: باب ما جاء فى حفظ اللسان: 4/607، وقال الترمذى أيضًا: «وقد روى من غير وجه عن سفيان بن عبد الله الثقفى» .
(5) إبراهيم: بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهرى: عن أبيه وصالح بن كيسان والزهرى وهشام بن عروة وغيرهم، وعنه الليث وقيس بن الربيع وغيرهما. تهذيب التهذيب: 1/121.(3/477)
أعتصم به. قال: «قُلْ رَبِّى اللهُ ثمّ استقِمْ» ، قال: قلت: يا رسول الله] ما أكبر ما تخاف على. قال: فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلسان نفسه ثم قال: «هذا» .
قال يزيد فى حديثه: بطرف لسان نفسه (1) .
وكذا رواه النسائى وابن ماجه من حديث إبراهيم بن سعد به (2) .
_________
(1) من حديث سفيان بن أبى زهير فى المسند: 3/413، وما بين معكوفين استكمال للخبر من المسند.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/20.(3/478)
686- (سفيان بن عطية الثقفى الطائفى
وقال ابن أبى خيثمة هو عطية بن سفيان) (1)
4277 - قال: قدمت فى وفد ثقيف فأنزلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى المسجد ولم يأمرهم بقضاء ما فات من رمضان (2) .
* (سفيان بن أبى العوجاء، هو أبو ليلى الأنصارى) يأتى (3)
687- (سفيان بن قيس بن أبان
الثقفى الطائفى أخو وهب بن قيس) (4)
4278 - قال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/406؛ والإصابة: 2/55؛ والاستيعاب: 2/67؛ وقال البخارى وابن حبان: عطية بن سفيان بن عبد الله الثقفى. التاريخ الكبير: 7/10؛ الثقات: 3/307.
(2) رواه ابن إسحاق عن عيسى بن عبد الله بن عطية بن سفيان بن ربيعة الثقفى، عن بعض وفدهم. الروض الأنف: 4/185؛ وقال ابن حجر: هو المحفوظ، الإصابة؛ وقال البخارى: عن الوفد الذين جاءوا النبى - صلى الله عليه وسلم -. التاريخ الكبير. وفى المعجم الكبير: 7/80: قدم وفدنا الخ.
(3) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/406؛ والإصابة: 2/56؛ ويأتى فى الكنى.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/407؛ والإصابة: 2/56؛ والاستيعاب: 2/67؛ وجمع البخارى بينه وبين أخيه قيس فى ترجمة واحدة: 4/86؛ وثقات ابن حبان: 3/182.(3/478)
بكر بن عاصم، حدثنا عمرو بن على، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الطائفى، حدثنى عبد ربه بن الحكم. قال: حدثتنى أميمة بنت رقيقة عن أمها رقيقة. قال: لما جاء النبى - صلى الله عليه وسلم - يبتغى النصر من الطائف، فدخل عليها، وأخرجت له شرابًا من سويق، فقال: «يا رقيقة لا تعبدى طاغيتهم، ولا تصلى لها» ، قالت: إذًا يقتلونى. قال: «فإذا قالوا لك، فقولى ربى رب هذه الطاغية وإذا صليت فوليها ظهرك» . قالت: ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عندها. قالت أميمة بنت رقيقة. فأخبرنى أخواى سفيان ووهب ابنا قيس بن أبان/ قالا: لما أسلمت ثقيف خرجنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «ما فعلت أمكما؟» قلنا: هلكت على الحال الذى تركتها عليه. فقال: «لقد أسلمت أمكما إذًا» (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: 4/87 عن أميمة، عن أخويها سفيان ووهب؛ وأخرجه الطبرانى عن أميمة، عن أمها رقيقة أنها أخبرتها. وفيه: فأخبرنى أخواى. المعجم الكبير للطبرانى: 7/93.(3/479)
688- (سفيان بن مجيب) (1)
فى صفة جهم «أن فيها سبعين ألف وادٍ» (2) .
4279 - ذكره أبو نعيم، وابن منده، وابن قانع، وقال البخارى وابن أبى حاتم، والدار قطنى، وأبو عمر بن عبد البر، وابن ماكولا: هو نفير بن مجيب وسيأتى فى حرف النون.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/407؛ والإصابة: 2/57، وقال: ويقال نفير بن مجيب ونقل عن ابن عساكر أن سفيان أصح، وقال ابن عبد البر: نفير بن مجيب الثمالى شامى كان من قدماء الصحابة: 3/561، وجزم البخارى بذلك: التاريخ الكبير: 8/124.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الكبير، ويرجع إليه أيضًا فى مصادر ترجمته.(3/479)
689- (سفيان بن همام المحاربى
ابن محارب بن خصفة بن قيس بن عيلان) (1)
4280 - قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا أبو بكر بن أبى عاصم، حدثنا الجراح بن مخلد القزاز، حدثنا روح بن جميل: أبو محمد العنزى الخواص، حدثنا يزيد بن فضل بن عمرو بن سفيان المحاربى، عن أبيه، عن جده، قال: قال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنْهِ قَوْمكَ عن نَبِيذ الجرّ (2) فإنّه حرامٌ من اللهِ ورَسوله» (3) .
690- (سفيان بن وهب أبو أيمن الخولانى) (4)
شهد فتح مكة، وحضر فتح مصر، وإفريقية، واستوطن المغرب، وتوفى سنة ثنتين وثمانين، وكان يرسل ذؤابةً من ورائه.
4281 - حدثنا حسن، [حدثنا] ابن لهيعة، حدثنى أبو عشانة: أن سفيان بن وهب الخولانى، حدثه: أنه كان تحت ظل راحلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حجة الوداع، أو أن رجلاً حدثه ذلك، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هَل بلغتُ» فظننا أنه يريدنا فقلنا: نعم، ثم أعاده ثلاث مرات وقال فيما يقول: «روحة فى سبيل الله خير من الدنيا
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/409؛ والإصابة: 2/57، وقال: من محارب عبد القيس، وقيل من محارب خصفة، وجزم ابن عبد البر بأنه من عبد القيس. الاستيعاب: 2/68.
(2) الجر: والجرار جمع جرة، وهو الإناء المعروف من الفخار وأراد النهى عن الجرار المدهونة لأنها أسرع فى الشدة والتخمير. النهاية: 1/156.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 7/81.
(4) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/410؛ والإصابة: 2/58؛ والاستيعاب: 2/68؛ والتاريخ الكبير: 4/87؛ وثقات ابن حبان: 3/183.(3/480)
وما فيها، وغدوة فى سبيل الله خير من الدنيا وما فيها، وإن المؤمن على المؤمن حرام عرضه وماله ونفسه حرمة كحرمة هذا اليوم» ، تفرد به (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) من حديث سفيان بن وهب الخولانى فى المسند: 4/168.(3/481)
4282 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا حرملة، عن ابن وهب، أخبرنى ابن شريح: أنه سمع سعيد بن شمر السبائى، سمعت سفيان بن وهب الخولانى يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تأتى المائة وَعَلَى وَجهِ الأَرْضِ أحدٌ باقٍ» (1) .
إنتهى
الجزء الثالث والعشرون من «تجزئة المصنف»
ويلية الجزء الرابع والعشرون
بإذن الله
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير من طريقين: 7/82.(3/481)
الجُزء الرابع والعشرون
/ بسم الله الرحمن الرحيم، وبه ثقتى(3/482)
691- (سفينة أبو عبد الرحمن: مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (1)
وكان لأم سلمة، فأعتقته، واشترطت عليه خدمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واختلف فى اسمه فقيل عبس وقيل رومان، وقيل مهران، وقيل اسمه سفينة بن مارفنة، وكان [من] مولدى العرب، ويقال كان من أبناء فارس، والمشهور أن سفينة لقب كما سيأتى بيانه فى الحديث عنه.
4283 - وقد روى عنه محمد بن المنكدر، وأبو ريحانة، وغيرهما. قال: «ركبنا فى البحر فانكسرت بنا السفينة، فركبت على لوحٍ منها، فألقانى فى جزيرة فيها أجمة، فيها أسد، فقلت: يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فطأطأ رأسه، وجعل يدفعنى بجنبه أو بكتفه حتى أوقفنى على الطريق، فجعل يهمهم، فظننت أنه يودعنى» (2) .
وهذا من أشهر كرامات الأولياء أكرمهم الله ورضى عنهم.
(بريدة بن سفيان عن سفينة)
4284 - قال البزار: حدثنا عبد الأعلى بن واصل، حدثنا عون بن
سلام، حدثنا سهل بن شعيب، حدثنا بريدة بن سفيان، عن سفينة
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/411؛ والإصابة: 2/58؛ والاستيعاب: 2/129؛ والتاريخ الكبير: 4/209؛ وثقات ابن حبان: 3/180.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 7/94، والبزار كما فى كشف الأستار: 3/271؛ وأبو نعيم فى الحلية: 1/369.(3/482)
ـ وكان
خادمًا للنبى - صلى الله عليه وسلم - ـ، قال: أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - طوائر، فصنعت له بعضها،
فلما أصبح أتيته بها، فقال: «مِنْ أين لك هذا؟» ، فقلت: من الذى أوتيت به
أمس. فقال: «الم أقل لك لا تدخرون لغدٍ طعامًا. لكل يومٍ رزقه» ، ثم قال:
«اللهم أدخل على أحب خلقك إليك يأكل معى من هذا الطير» . فدخل على فقال: «اللهم والى» .
(ثابت البجلى عن سفينة)
بحديث الطير وقصة على
رواه أبو يعلى، عن عبيد الله القواريرى، عن يونس بن أرقم، عن مطر بن أبى خالد، عنه به (1) .
(الحسن البصرى عن سفينة)
_________
(1) كشف الأستار: 3/193؛ وفيه: اللهم ولى. والخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 7/95؛ وقال الهيثمى: أخرجه البزار والطبرانى باختصار ورجال الطبرانى رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة. مجمع الزوائد: 9/126.(3/483)
4285 - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى سفر وراحلة عليها زائدة، فجاء صفوان بن المعطل، فقال: إنى قد جئت، فأطعمنى، فقال: حتى يأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وينزل للناس، فيأكل، فقال هكذا بالسيف، فكشف عرقوب الراحلة. قال: وكان إذ حز بهم أمر قالوا: احبس أول احبس أول، فوقفوا وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرأى ما صنع صفوان فقال له: «اخرج» ، وأمر الناس أن يسيروا، / فجعل صفوان يتبعهم ويعرضهم فى رحالهم، ويقول: إلى أين أخرجنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلى النار أخرجنى، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه بذلك فقال: «إِنَّ صَفْوان خَبيثُ اللِّسانِ طيّب القَلْب» .(3/483)
(سعيد بن جمهان عنه)(3/484)
4286 - حدثنا بهز، حدثنا حماد بن سلمة، وعبد الصمد، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا سعيد بن جمهان، عن سفينة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الخِلافَةُ ثَلاثونَ عَامًا، ثمّ يكونُ بَعْدَ ذلِكَ الملكُ» .
قال سفينة: أمسك خلافة أبى بكر سنتين، وخلافة عمر عشر سنين، وخلافة عثمان اثنتا عشرة سنةٍ، وخلافة على ست سنين (1) .
رواه أبو داود والترمذى، والنسائى من طرقٍ، عن سعيد بن جمهان به، وقال الترمذى: حسن لا نعرفه إلا من حديثه (2) .
4287 - حدثنى إسحاق بن عيسى، حدثنا حماد بن زيد، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة: أنه كان يحمل شيئًا كثيرًا، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنت سفينة» (3) ، تفرد به.
4288 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد ـ يعنى ابن سلمة ـ، عن سعيد بن جمهان، قال: سمعت سفينة يحدثن: أن رجلاً ضاف على بن أبى طالب، فصنعوا له طعامًا، فقالت فاطمة: لو دعونا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأكل معنا؟ فأرسلوا إليه، فجاء فأخذ بعضادتى الباب، فإذا قرام (4) قد ضرب به فى ناحية البيت، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجع، فقالت
_________
(1) من حديث أبى عبد الرحمن سفينة فى المسند: 5/220.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى السنة: باب فى الخلفاء: 4/211؛ والترمذى فى الفتن: باب ما جاء فى الخلافة: 4/503؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/22.
(3) حديث أبى عبد الرحمن سفينة فى المسند: 5/220.
(4) القرام: الستر الرقيق، وقيل الصفيق من صوف ذى ألوان، وقيل: القرام الستر الرقيق وراء الستر الغليظ. النهاية: 3/246.(3/484)
فاطمة لعلى: اتبعه، فقل له ما رجعك؟ قال: فتبعه، فقال: ما رجعك يا رسول الله؟ قال: «إِنَّهُ لَيْسَ لى أَوْ لَيْسَ لنبىّ أن يدخُلَ بَيْتًا مزوّقًا» (1) ، تفرد به.
_________
(1) حديث أبى عبد الرحمن سفينة فى المسند: 5/220.(3/485)
4289 - حدثنا زيد بن الحباب، حدثنى حماد ـ يعنى ابن سلمة ـ، عن سعيد ابن جمهان. قال: حدثنى سفينة: أبو عبد الرحمن. قال: سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الخِلافَةُ ثَلاثونَ عامًا ثمّ الملك» فذكره (1) .
4290 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا سعيد بن جمهان، عن سفينة. قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى سفرٍ فكلما أعيا بعض القوم ألقى على سيفه وترسه ورمحه، حتى حملت من ذلك شيئًا كثيرًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنتَ سَفينة» (2) ، تفرد به.
4291 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا سعيد بن جمهان، حدثنا سفينة أبو عبد الرحمن، أن رجلاً أضافه على بن أبى طالب، فصنع له طعامًا، فقالت فاطمة: لو دعونا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فذكر نحو حديث أبى كامل، فدعوه فجاء فوضع يده على عضادتى الباب فرأى قرامًا فى ناحية البيت، فرجع، فقالت فاطمة لعلى: الحقه فقل له: لم رجعت/ يا رسول الله؟ فقال: «إِنَّهُ لَيْسَ لى أَنْ أَدخُلَ بَيْتًا مزوّقًا» (3) .
_________
(1) حديث أبى عبد الرحمن سفينة فى المسند: 5/221.
(2) المصدر السابق.
(3) حديث أبى عبد الرحمن سفينة فى المسند: 5/221.(3/485)
4292 - رواه أبو داود، عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، ورواه ابن ماجه، عن (1) عبد الرحمن بن عبد الله الجزرى، عن عفان (2) .
4293 - حدثنا أبو كامل بمعناه، قال: «إنه ليس لى، أو ليس لنبى أن يدخل بيتًا مزوقًا» (3) .
حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا سعيد بن جمهان، عن سفينة: أبى عبد الرحمن. قال: «أعتقتنى أم سلمة واشترطت على أن أخدم النبى - صلى الله عليه وسلم - ما عاش» (4) .
رواه أبو داود، عن مسدد، عن عبد الوارث، عن سعيد، ورواه النسائى، وابن ماجه من حديث حماد بن سلمة عنه (5) .
4294 - حدثنا أبو النضر، حدثنا حشرج بن نباته العبسى الكوفى، حدثنا سعيد بن جمهان. قال: حدثنى سفينة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الخِلافَةُ فى أمّتى ثَلاثونَ سَنَةً، ثمّ ملكًا بَعْدَ ذلِكَ» .
ثم قال لى سفينة: أمسك خلافة أبى بكر، وخلافة عمر، وخلافة عثمان، وأمسك خلافة على، ثم قال: فوجدناها ثلاثين سنةً، ثم نظرت
_________
(1) فى الأصل المخطوط: عبد الله بن عبد الرحمن، والصواب ما أثبتناه وهو يوافق المرجع.
(2) الخبر أخرجاه فى الأطعمة: أبو داود فى: باب إجابة الدعوة إذا حضرها مكروه: 3/344؛ وابن ماجه فى: باب إذا رأى الضيف منكرًا رجع: 2/1115.
(3) من حديث أبى عبد الرحمن سفينة فى المسند: 5/222.
(4) من حديث أبى عبد الرحمن سفينة فى المسند: 5/221.
(5) الخبر أخرجه أبو داود فى العتق: باب فى العتق على الشرط: 4/22؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/22؛ وأخرجه ابن ماجه فى العتق أيضًا: باب من أعتق عبدًا واشترط خدمته: 2/844.(3/486)
بعد ذلك فى الخلفاء، فلم أجده يتفق لهم ثلاثون. قلت لسعيد: أين لقيت سفينة؟ قال: لقيته ببطن نخلة فى زمن الحجاج، فأقمت عنده ثلاث (1) ليالٍ أسأله عن أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت له: ما اسمك؟ قال: ما أنا بمخبرك، سمانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سفينة. قلت: ولم سماك سفينة؟ قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه أصحابه، فثقل عليهم متاعهم، فقال لى: ابسط كساءك فبسطته فجعلوا فيه متاعهم، ثم حملوه على، فقال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «احْمل فإنّما أنتَ سَفِينة» ، فلو حملت يومئذٍ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة ما ثقل على إلا يجفوا (2) .
_________
(1) فى المسند: «ثمان ليال» .
(2) من حديث أبى عبد الرحمن سفينة فى المسند: 5/221.(3/487)
4295 - حدثنا أبو النضر، حدثنا حشرج، حدثنى سعيد بن جمهان، عن سفينة: مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أَلا إنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِىٌّ قَبْلِى إلاَّ قَدْ حذر الدّجال أُمّته، هو أَعْوَر عَيْنه اليُسْرى، بِعَيْنِهِ اليُمْنى ظَفْرَة غَليظَة مَكتوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْه: كافر، يخرج معه واديان أحدهما جنّة، والآخر نار، فَنَارُهُ جنّة وجَنَّته نارٌ، معه مَلَكان من المَلائِكَة يُشْبِهان نبيين مِنَ الأَنبياء، ولو شِئْتُ لسمّيتهُما بأسمائِهما، وأَسماءِ آبائِهِما، واحدٌ مِنْهُما عَن يَمينِهِن والآخرُ عَن شمالِه، وذلك فتنةٌ، فيقولُ الدّجالُ: ألست بربّكم؟ ألست أحيى وأُميت؟ فيقولُ لهُ أحد الملكين: كذبتَ ما يَسْمعه أحدٌ مِنَ النّاسِ إلا صاحبهُ، فيقولُ لَهُ: صدقتَ، فيسمعهُ النّاسُ، فيظنونَ أنّما يُصَدِّقُ الدّجالَ، وذلك فِتْنَة، ثمّ يَسيرُ حتّى يأْتى المَدينة، فَلا يُؤْذن لَهُ فيها، فيقُولُ: هذه قرية ذاك الرّجل،(3/487)
ثمّ يَسيرُ حتّى يأتى الشّام/ فيهلكُه اللهُ عَزّ وجلَّ عندَ عَقَبة أَفِيق» (1) ، تفرد به.
_________
(1) أفيق: بفتح فكسر قرية من حوران فى طريق الغور فى أول العقبة المعروفة بعقبة أفيق. معجم البلدان: 1/232. والخبر من حديث أبى عبد الرحمن سفينة فى المسند: 5/221.(3/488)
4296 - حدثنا بهز، حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة. قال: كنا فى سفرٍ. قال: فكان كلما أعيا رجل ألقى على ثيابه: ترسًا، أو سيفًا، حتى حملت من ذلك شيئًا كثيرًا. قال: فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أنتَ سَفينة» (1) .
4297 - حدثنا بهز، حدثنا حماد، أنبأنا سعيد بن جمهان، حدثنى سفينة: أن رجلاً ضاف عليًا، فصنع له طعامًا، فقالت فاطمة: لو دعوت النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأكل معنا، فجعوناه، فجاء فأخذ بعضادتى الباب، وقد ضربنا قرامًا فى ناحية البيت سترًا، فلما رآه رجع. قالت فاطمة لعلى: الحقه فانظر ما رجعه؟ قال: ما ردك يا نبى الله؟ قال: «لَيْسَ لنبىٍّ أَنْ يَدخُلَ بَيْتًا مزوّقًا» (2) .
(حديث آخر)
4298 - قال البزار: حدثنا رزق الله بن موسى، حدثنا مؤمل، حدثنا
حماد ابن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة: أن رجلاً قال: يا رسول الله
رأيت كأن ميزانًا دلى من السماء فوزنت بأبى بكر فرجحت بأبى بكر، ثم
وزن أبو بكر بعمر، فرجح أبو بكر، ثم وزن
_________
(1) من حديث أبى عبد الرحمن سفينة فى المسند: 5/222.
(2) من حديث أبى عبد الرحمن سفينة فى المسند: 5/222.(3/488)
عمر بعثمان، فرجح عمر، ثم
رفع الميزان. قال: فأولها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: «خِلافَةُ نبوّة، ثمّ يؤتى اللهُ
الملكَ مَن يَشاء» (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) كشف الأستار: 2/223؛ وقال الهيثمى: فيه مؤمل بن إسماعيل وثقه ابن معين وابن حبان، وضعفه البخارى وغيره، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/178.(3/489)
4299 - قال أبو يعلى: حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا حشرج بن أسامة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضع حجرًا ثم قال: ليضع أبو بكر حجرة إلى جنب حجرى، ثم قال: ليضع عمر حجرة إلى جنب حجر أبى بكرن ثم قال: ليضع عثمان حجرة إلى جنب حجر عمر، ثم قال: «هؤلاء الخُلَفاء من بَعْدى» . هذا أو نحوه حفظته من حفظى (1) .
(حديث آخر)
4300 - قال البزار: حدثنا السكن بن سعيد، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبى، وحدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان جالسًا فمر رجل على بعير وبين يديه قائد، وخلفه سائق، فقال: «لَعَنَ اللهُ القائِدَ والسّائِقَ والرّاكِبَ» (2) .
(صهيب عن سفينة)
4301 - قال البزار: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا على بن المبارك، حدثنى يحيى بن أبى كثير، حدثنا
_________
(1) أخرجه أيضًا ابن عدى والبيهقى وابن عساكر كما فى جمع الجوامع: 2/402.
(2) كشف الأستار: 1/63؛ وقال الهيثمى: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 1/113.(3/489)
عمرو بن هارون، عن صهيب، عن سفينة: أنه أساط (1) دم جزورٍ بجذل، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك. فقال: «أَنِهرَ الدم؟» قال: نعم، فأمر بأكلها (2) .
(عبد الرحمن بن سفينة)
_________
(1) أشاط دم جزور بجذل: أى سفك وأراق يعنى أنه ذبحها بعود. النهاية: 2/246.
(2) كشف الأستار: 2/69؛ وقال الهيثمى: رواه أحمد ورجال أحمد رجال الصحيح، إلا أنه من رواية يحيى بن أبى كثير عن سفينة: 4/33؛ وهو يشير إلى أن يحيى بن أبى كثير لم يسمع من أحد من الصحابة.(3/490)
4302 - قال البزار: حدثنا محمد بن سفيان بن محمد المسعرى، حدثنا محمد ابن الحجاج، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سفينة، عن أبيه، عن جده: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - تعبد قبل أن يموت واعتزل/ النساء حتى بقى كأنه شن (1) .
(عمر بن سفينة عن أبيه)
4303 - قال أبو داود والترمذى: حدثنا الفضل بن سهل، حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدى، عن بريه بن عمر بن سفينة، عن أبيه، عن جده، قال: أكلت مع النبى - صلى الله عليه وسلم - لحم حبارى.
قال الترمذى: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه (2) .
_________
(1) كشف الأستار: 2/122؛ وقال الهيثمى: رواه البزار من رواية محمد بن عبد الرحمن بن سفينة، عن ابيه، عن جده، ولم أجد من ذكرهما، وفيه محمد بن الحجاج. قال يحيى بن معين: ليس بثقة. مجمع الزوائد: 2/270.
(2) الخبر أخرجه أبو داود فى الأطعمة: باب فى أكل لحم الحبارى: 3/354؛ وأخرجه الترمذى فى الشمائل كما فى تحفة الأشراف: 4/22.(3/490)
(حديث آخر)(3/491)
4304 - رواه أبو نعيم من طريق النضر بن طاهر، عن بريه بن عمر، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع.
(حديث آخر)
4305 - قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن على بن جعفر، حدثنا الحسين بن الكميت، حدثنا محمد بن زياد بن فروة، حدثنا محمد بن إسماعيل ـ يعنى ابن أبى فديك ـ، حدثنى بريه بن عمر بن سفينة، عن أبيه، عن جده: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - احتجم ثم قال لى: «اِذْهَبْ بالدَّمِ فادْفُنْهُ مِنَ الطَّيْرِ والدّوابَ» . قال: فبعدت عنه فشربته. قال: فسألنى فأخبرته فضحك (1) .
4306 - ورواه البزار، عن إسحاق بن حاتم، عن ابن أبى فديك (2) .
4307 - وبهذا الإسناد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نَهى أن يُسَافَر بِالقرآن إلى أرضِ العدوِّ مَخافَةَ أَن يَنَاله العدوّ» (3) .
(عمران البجلى عنه)
4308 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شريك، عن عمران
_________
(1) قال الهيثمى: رواه الطبرانى: وعنده فى آخره مضحك. ورجال الطبرانى ثقات. مجمع الزوائد: 8/270.
(2) كشف الأستار: 3/144.
(3) كشف الأستار: 2/272؛ وقال الهيثمى: فيه إبراهيم بن عمر بن سفينة وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/256.(3/491)
البجلى، عن مولى لأم سلمة قال: كنت مع النبى - صلى الله عليه وسلم - فى سفر، فانتهينا إلى وادٍ. قال: فجعلت أعبر الناس أو أجملهم، فقال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما كنتَ اليومَ إلا سفينَة» أو «ما أنتَ إلاّ سَفينَةً» . قيل لشريك: هو سفينة مولى أم سلمة (1) ، تفرد به.
(يحيى بن أبى كثير عنه، وهو منقطع)
_________
(1) من حديث أبى عبد الرحمن سفينة فى المسند: 5/221.(3/492)
4309 - حدثنا وكيع، عن على ـ يعنى ابن المبارك ـ، عن يحيى، عن سفينة: أن رجلاً ساط ناقته بجزل، فسأل النبى - صلى الله عليه وسلم -، فأمرهم باكلها (1) ، تفرد به.
(أبو ريحانة عنه)
4310 - حدثنا على بن عاصم، حدثنى أبو ريحانة، قال: أبى وسماه على: عبد الله بن مطر. قال: أخبرنى سفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يوضئه المد ويغسله الصاع من الجنابة (2) .
4311 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا أبو ريحانة، عن سفينة صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغتسل بالصاع ويتطهر/ بالمد» (3) .
رواه مسلم، وابن ماجه عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن إسماعيل بن علية، وأخرجه الترمذى من حديثه، ورواه مسلم من حديث
_________
(1) من حديث أبى عبد الرحمن سفينة فى المسند: 5/220؛ وسبق أن أشير إلى أن يحيى بن أبى كثير لم يسمع من أحد من الصحابة.
(2) من حديث أبى عبد الرحمن سفينة فى المسند: 5/222.
(3) المصدر السابق.(3/492)
بشر بن المفضل، كلاهما عن أبى ريحانة، عنه به. وقال الترمذى: حسن صحيح (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الثلاثة فى الطهارة: مسلم: باب القدر المستحب من الماء فى الغسل: 1/622؛ والترمذى: باب فى الوضوء بالمد: 1/83؛ وابن ماجه فى: باب ما جاء فى مقدار الماء للوضوء والغسل من الجنابة: 1/99.(3/493)
4312 - قالت: أدركت جدى سفينة شيخًا كبيرًا قد ربط على عينه خرقةً، وقال: دعانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: عصمك الله وعصم ولدك من الشيطان، وكان اسمى عبس فسمانى سفينة. رواه أبو نعيم عن أبى أحمد الغطريفى، عن جعفر بن محمد بن حبيب.
(قتادة عنه)
4313 - قال: «كان آخر ما وصى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم» ، الحديث.
رواه النسائى، عن قتيبة، عن أبى عوانة، عن قتادة، عنه به. ورواه أيضًا عن محمد بن عبد الله بن المبارك، عن يونس بن محمد، عن شيبان. قال: حدثنا عن سفينة فذكره، وسيأتى هذا الحديث من رواية سفينة، عن مولاته أم سلمة (1) .
692- (سكين الضمرى) (2)
4314 - قال البزار: حدثنا الهيثم بن صفوان بن هبيرة، حدثنا أبى، حدثنا ابن جريج، عن سهيل بن أبى صالح، عن أبيه، عن سكين الضمرى: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «المؤمِنُ يأْكُلُ فى مِعًى واحدٍ
_________
(1) يرجع فى كل ذلك إلى تحفة الأشراف: 4/23.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/412؛ والإصابة: 2/59؛ والاستيعاب: 2/127؛ والتاريخ الكبير: 4/198؛ وثقات ابن حبان: 3/168.(3/493)
والكافِرُ يأكلُ فى سَبْعَةِ أمعاء» ، ثم قال: تفرد به صفوان بن هبيرة، عن ابن جريج. وقد روى سهل عن أبيه، عن أبى هريرة هذا الكلام (1) .
* (سكينة) (2)
أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو أن الدين معلّق بالثُّريّا لتناوَله رِجالٌ من أبناءِ فارِس» ..
_________
(1) كشف الأستار: 3/340؛ وقال الهيثمى: رواه البزار عن شيخه الهيثم بن صفوان بن هبيرة، ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/33؛ والخبر أخرجه البخارى فى الكبير وقال: لا يصح. التاريخ الكبير: 4/199.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/412؛ والإصابة فى القسم الرابع: 2/128.(3/494)
4315 - قال سكينة: وأوصانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن لا أسأل أحدًا شيئًا. كذا رواه أبو موسى المدنى من طريق الحسن بن عبيد الله بن عبد الله، عن زياد أو ابن زياد بن سكينة، عن أبيه، عن جده، ثم قال: وهذا وهم والصواب ابن عبيد بن الأسود بن سويد بن زياد بن سفينة، عن أبيه، عن جده، الأسود، عن أبيه، عن جده سفينة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - (1) .
(سلمان بن عامر الضبى. يأتى بعد سلمان الفارسى إن شاء الله)
693- (سلمان الفارسى، - رضي الله عنه -) (2) /
أبو عبد الله مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأن عتقه كان على يديه، وكذلك إسلامه، ويقال له: سلمان الخير وسلمان بن الإسلام.
_________
(1) كذا فى أسد الغابة فى ترجمته، ونقل هذا القول فى الإصابة عن أبى موسى ثم قال: قلت: وقد رويناه من طريق عبد الغنى بن سعيد المصرى بإسناده، عن أبى حاتم كذلك، وزاد فى أوله أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لأبى أيوب: لا تعيده بالفارسية. الإصابة: 2/128.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/417؛ والإصابة: 2/62؛ والاستيعاب: 2/56؛ والتاريخ الكبير: 4/135؛ وثقات ابن حبان: 3/157؛ والحلية لأبى نعيم: 1/185.(3/494)
4316 - وجاء فى حديث فيه نظر، عن عمرو بن عوف، قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «سَلْمان منّا أهلُ البَيْت» (1) .
4317 - وفى الترمذى من حديث أبى ربيعة الإيادى، عن الحسن، عن أنس مرفوعًا: «الجنّة تشتاق إلى ثلاثة: علىّ وعمّار وسَلْمان» (2) .
4318 - وفى ابن ماجه من حديثه عن بريدة، عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنّ اللهَ أمرَنى بحبّ أربعَةٍ علىّ وسَلْمان وأبِى ذرّ والمِقْداد» (3) .
وقد كان من أبناء فارس من رامهرمز وقيل من جى وهى [مدينة] أصبهان (4) . قال بن الأثير: كان (5) اسمه مابه بن بوذخشان بن مورسلان بن بهبوذان بن فيروز بن سهرك بن ولدآب الملك، وكان أبوه دهقانًا، وكان هو ممن يوقد النار فرأى نصارى يتعبدون فى كنيسةٍ لهم فأعجبه سمتهم فتنصر معهم. وصحب واحدًا بعد واحد بلغ عددهم أحد عشر معلمًا ومربيًا ثم تنقلت به الأحوال حتى سكن المدينة، فلما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسلم على يديه كما سيأتى بيانه فى الحديث، وكان أول
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 6/260؛ وقال الهيثمى: فيه كثير بن عبد الله المزنى، وقد ضعفه الجمهور وحسن الترمذى حديثه وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 6/130؛ وعلق محقق الجامع فقال: نسبه الشافعى وأبو داود إلى الكذب.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب: باب مناقب سلمان الفارسى: 5/667؛ وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن صالح.
(3) الخبر أخرجه ابن ماجه فى المقدمة: باب فضل سلمان وأبى ذر والمقداد: 1/53. وتمامه عنده: «وأخبرنى أنه يحبهم» قيل يا رسول الله: من هم؟ قال: «على منهم» ، يقول ذلك ثلاثًا: «وأبو ذر وسلمان والمقداد» .
(4) زيادة من أسد الغابة.
(5) فى الأصل: «كان أبوه وكان اسمه» ، والتصويب من أسد الغابة.(3/495)
مشاهده الخندق، وهو الذى أشار بحفره، وشهد ما بعده، وشهد فتح العراق، ودعاهم بلسانهم إلى الله تعالى. وعاش دهرًا طويلاًأكثر ما قيل ثلثمائة وخمسون سنة. وأقل ما قيل مائتان وخمسون سنة، حكى على ذلك الإجماع العباس بن يزيد البحرانى.
وكان شيخنا الذهبى يشكك فى ذلك يقول: لعله لم يجاوز المائة. وكان شيخنا المزنى يبعد قول الذهبى ويرجح الأول. توفى سنة خمس وثلاثين فى آخر خلافة عثمان. وقيل سنة ست وثلاثين فى أول خلافة على. وقيل فى خلافة عمر والأول أقوى والله أعلم. حديثه فى رابع عشر وسادس عشر الأنصار.
(أنس عن سلمان)(3/496)
4319 - قال ابن ماجه فى الزهد: حدثنا الحسن بن أبى الربيع الجرجانى، حدثنا عبد الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس بن مالك. قال: اشتكى سلمان/ فعاده سعد بن أبى وقاص، فرآه يبكى، فقال له سعد: ما يبكيك يا أخى؟ أليس قد صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ أليس أليس. فقال سلمان: ما أبكى واحدةً من اثنتين، ما أبكى ضنا للدنيا، ولا كراهية للآخرة، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلى عهدًا، فما أرانى إلا قد تعديت. قال: وما عهد إليك؟ قال: عهد إلى أنه يكفى أحدكم مثل زاد الراكب، ولا أرانى إلا قد تعديت، وأما أنت يا سعد فاتق الله عند حكمك إذا حكمت، وعند قسمك إذا قسمت، وعند همك إذا هممت» .
قال ثابت: فبلغنى أنه ما ترك إلا بضعةً وعشرين درهمًا مع نفقةٍ كانت عنده (1) .
_________
(1) قال فى الزوائد: فى إسناده جعفر بن سليمان الضبعى، وهو وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين فقد قال ابن المدينى: هو ثقة عندنا. أكثر عن ثابت أحاديث منكرة، وقال البخارى فى الضعفاء: يخالف فى بعض حديثه، وقال ابن حبان فى الثقات: كان يبغض أبا بكر وعمر، وكان يحيى بن سعيد يستضعفه. سنن ابن ماجه. كتاب الزهد: باب الزهد فى الدنيا: 2/1373.(3/496)
(حديث آخر)(3/497)
4320 - عن أنس، عنه مرفوعًا: «ما من مسلم يدخل على أخيه المسلم، فيلقى له وسادةً إكرامً له إلا غفر له» . رواه الطبرانى من حديث معلى (1) بن مهدى العكبرى، عن عمران بن خالد وثابت عنه (2) .
(أوس بن ضمعج عن سلمان الفارسى)
4321 - قال: «نفضلكم بفضل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ننكح نسائكم» . رواه الطبرانى عن إبراهيم بن سعيد الجوهرى، عن أبى أحمد الزبيرى، عن عبد الجبار بن العباس، عن أبى إسحاق به (3) .
(بريدة عن سلمان)
4322 - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة» . رواه الطبرانى من حديث الحسين بن واقد، عن ابن بريدة، عن أبيه (4) .
_________
(1) فى الأصل يعلى بن مهدى، والصواب معلى كما فى الطبرانى ومعلى بن مهدى سكن الموصل، وحدث عن ابن عوانة وشريك وعنه أبو يعلى وجماعة. قال أبو حاتم: ياتى أحيانًا بالمناكير، وعقب عليه الذهبى فقال: هو من العباد الخيرة صدوق فى نفسه. الميزان: 4/151.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/278؛ وقال الهيثمى: فيه عمران بن خالد الخزاعى، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 8/174.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 6/319 وقال الهيثمى: رجاله ثقات، والمقصود العرب كما فى المرويات الأخرى. مجمع الزوائد: 4/275.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 6/279؛ والخبر مروى بالمعنى. قال الهيثمى: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 3/90.(3/497)
(حامية أو جابية بن رئاب عنه) (1)
_________
(1) فى المخطوطة: جاثمة. والتصويب من التاريخ الكبير: 3/128، وفى تعليقه عليه قال: قال ابن ماكولا ذكره عبد بن حميد فى تفسير سورة المائدة.(3/498)
4323 - سألت سلمان عن قول الله تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانا} ، فقال دع القسيسين فى البيع والحرب. «أقرأنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {ذَلِكَ بِأَنَّ منْهُمْ صِدِّيْقِينَ وَرُهْبانًا} » .
رواه البزار عن بشر بن آدم، عن نصير بن أبى الأشعث، عن الصلت الدهان، عن حامية به (1) .
(الحارث بن عمير عنه)
4324 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الأرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدة، فَما تَعَارَفَ مِنْها ائتَلَفَ، ومَا تَنَاكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ» . رواه الطبرانى من حديث عبد الأعلى بن ابى المساور، عن عكرمة عنه به (2) .
(الحسن عنه)
4325 - حدثنا هشيم، عن منصور، عن الحسن. قال: لما احتضر سلمان بكا، وقال: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلينا عهدًا، / فتركنا ما عهد إلينا: «أن يكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب» . قال: فنظرنا فيما ترك، فإذا قيمة ما ترك بضعة وعشرون درهمًا أو بضعة وثلاثون درهمًا، تفرد به (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 6/326؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى وفيه يحيى الحمانى ونصير بن زياد، كلاهما ضعيف. مجمع الزوائد: 7/17.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/324، وفيه قصة ولفظه فيه: «فما تعارف منها فى الله ائتلف» الخ. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى بأسانيد ضعيفة. مجمع الزوائد: 10/273.
(3) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/438.(3/498)
(حصين بن جندب أبو ظبيان الحسنى عنه: يأتى فى الكنى)
(زاذان عنه)(3/499)
4326 - حدثنا عفان، حدثنا قيس بن الربيع، حدثنا أبو هاشم، عن زاذان، عن سلمان. قال: قرأت فى التوراة: بركة الطعام الوضوء قبله. قال: فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبرته بما قرأت فى التوراة فقال: «بركةُ الطَّعامِ فى الوضوءِ قَبْلَه والوضوءِ بَعْدَه» (1) .
4327 - رواه أبو داود: عن موسى بن إسماعيل، عن قيس بن الربيع، وأخرجه الترمذى من حديثه وقال: لا نعرفه إلا من حديثه وهو ضعيف (2) .
4328 - وبه: «من مات فى أحد الحرمين (3) استوجب شفاعتى وكان يوم القيامة من الآمنين» (4) .
4329 - ومن حديث الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن أبى هاشم، عن زاذان، عن سلمان مرفوعًا: «إن فى الجنة قيعانًا، فأكثروا غرسها» ، قالوا: وما غرسها يا رسول الله؟ قال: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» (5) .
_________
(1) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/441؛ وفيه: «بركة الطعام فى الوضوء بعده» ، وهو يوافق ما فى الترمذى.
(2) الخبر أخرجاه فى الأطعمة: أبو داود فى: باب فى غسل اليد قبل الطعام: 3/345؛ والترمذى فى: باب ما جاء فى الوضوء قبل الطعام وبعده: 4/281.
(3) فى الأصل المخطوط: «من تاب من أخذ الخيل» وهو خطأ من الناسخ، والتصويب من المرجع.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 6/294؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الغفور بن سعيد وهو متروك. مجمع الزوائد: 2/319.
(5) المعجم الكبير للطبرانى: 6/295؛ وقال الهيثمى: فيه الحسين بن علوان وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 10/90.(3/499)
4330 - ومن حديث عمرو بن خالد، عن أبى هاشم، عن زاذان، عن سلمان. قال: عادنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «يا سَلْمان، كَشَفَ اللهُ ضرّك، وغَفَرَذِنْبَكَ، وعافاكَ فى دِينك، وجَسَدك إلى أجلكَ» (1) .
4331 - وبه: «مَنْ أَطعمَ مَريضًا شَهْوته أطعمَهُ اللهُ مِنْ ثِمَارِ الجَنَّة» (2) .
4332 - وبه: ما كان أحد أحب إليهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا إذا كتبوا إليه كتبوا: «من فلانٍ إلى محمد رسول الله» (3) .
4333 - ومن حديث محمد بن رستم، عن زاذان، عن سلمان مرفوعًا: «مَنْ أَحب الحسن والحسين أحببته، ومن أحببته أحبه الله، ومن أبغضهما أبغضته ومن أبغضته أبغضه الله» (4) .
(حديث آخر عن زاذان عن سلمان)
4334 - قال الطبرانى: حدثنا الحسن بن على الفسوى، حدثنا خلف بن عبد الحميد السرخسى، حدثنا أبو الصباح: عبد الغفور بن سعيد الأنصارى، عن أبى هاشم الرمانى، عن زاذان، عن سلمان، عن النبى
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/295؛ وقال الهيثمى: فيه عمرو بن خالد القرشى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/299.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/295؛ وقال الهيثمى: فيه أبو خالد: عمرو بن خالد وهو كذاب متروك. مجمع الزوائد: 5/97.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 6/295؛ وقال الهيثمى: فيه قيس بن الربيع وثقه الثورى وشعبة وضعفه غيرهما وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 8/98.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 6/296؛ وقال الهيثمى: فيه يحيى الحمانى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 9/181.(3/500)
- صلى الله عليه وسلم - قال: «ثَلاثةٌ من الجاهلية: الفخر بالأحساب، والطَّعْنَ فى الأَنسابِ، والنِّياحَة» (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/293؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الغفور أبو الصباح وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 3/13.(3/501)
4335 - وبه «ما من عبدٍ يريد أن يرتفع فى الدنيا/ درجةً، فارتفع إلا وضعه الله فى الآخرة أكبر منها» ، ثم قرأ: {وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ
تَفْضِيلاً} (1) .
[وبه] : «من سره أن لا يجد له الشيطان [عنده] طعامًا ولا مقيلاًولا مبيتًا فليسلم إذا دخل بيته و [يسم] على طعامة» (2) .
4336 - وبه: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نفدى سبايا المسلمين ونعلى شأنهم (3) . [ثم قال] : «مَن تَرَكَ مالاً فلورثته، ومن تركَ دينًا فعلىّ وعلى الولاةِ مِنْ بَعْدى من بيتِ [مالِ] المُسْلمنَ» (4) .
(حديث آخر)
4337 - قال البزار: حدثنا هلال بن بشر، حدثنا ابو موسى، حدثنا أبو هاشم، عن زاذان، عن سلمان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلى: «مُحبّك مُحِبِّى ومُبغضك مُبْغِضِى» (5) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/294.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/294؛ ولفظ المخطوط: «فليسم إذا دخل بيته وعلى طعامة» والتزمنا بلفظ الطبرانى.
(3) لفظ الطبرانى: «ونعطى سائلهم» وهو أشبه.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 6/294، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(5) رواه الطبرانى فى المعجم الكبير: 6/292؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الملك الطويل وثقه ابن حبان وضعفه الأزدى وبقية رجاله وثقوا، ورواه البزار. مجمع الزوائد: 2/319.(3/501)
4338 - ومن حديث أبى هاشم، عن زاذان، عن سلمان. قال: «رعفت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمرنى أن أحدث وضوءًا» (1) .
(زيد بن وهب عنه مرفوعًا)
4339 - «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» . رواه الطبرانى من حديث على ابن المدينى، عن سعيد بن محمد الوراق، عن موسى الجهنى، عنه به (2) .
(سعيد بن فيروز عنه، هو أبو البخترى يأتى)
(سعيد بن المسيب عن سلمان مرفوعًا)
4340 - «ليكن بلاغ أحدكم كزاد الراكب» . رواه الطبرانى من حديث على بن زيد، عنه (3) .
4341 - وبه: «من فطر صائمًا فى رمضان من كسب حلال صلت عليه الملائكة» (4) .
4342 - ومن حديث هلال الوراق، عن سعيد، عن سلمان مرفوعًا: «من كذب على متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار، ومن رد حديثًا بلغه عنى فليتبوأ مقعده من النار، وأنا خصمه، وإذا لم تعرفوا الحديث فقولوا الله أعلم» (5) .
_________
(1) رواه الطبرانى فى المعجم الكبير: 6/293.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/289.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 6/320.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 6/321.
(5) المعجم الكبير للطبرانى: 6/321.(3/502)
(سلامة العجلى عنه)(3/503)
4343 - بقصته الطويلة كرواية ابن عباس فيها: «وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة» .
رواه الطبرانى من حديث داود بن أبى هند، عن سلمان عنه (1) .
(شرحبيل بن السمط عنه، يأتى فى ترجمة رجلٍ عنه)
(شقيق عنه)
4344 - حدثنا عفان، حدثنا قيس بن الربيع، حدثنا عثمان بن سابور ـ رجل من بنى أسد ـ، عن شقيق أو نحوه ـ شك قيس ـ، أن سلمان دخل عليه رجل، فدعا له بما كان عنده. فقال: «لولا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا أو لولا أن نهينا أن يتكلف أحدنا لصاحبه لتكلفنا لك» (2) ، تفرد به.
(حديث آخر) /
4345 - رواه الطبرانى، عن موسى بن زكريا، عن عمرو بن الحصين،
عن عبد العزيز بن مسلم، عن الأعمش، عن أبى وائل (3) ، عن سلمان مرفوعًا:
«إذا رَجَفَ قَلْبُ المُسْلِمِ فى سَبيلِ اللهِ تَحَاتُّ خَطاياهُ كما تحاتّ عِذقُ
النَّخْلَة» (4) .
(شهر بن حوشب عنه)
4346 - قال ابن ماجه فى اللباس: حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة،
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/296؛ وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح غير سلامة العجلى، وقد وثقه ابن حبان. مجمع الزوائد: 9/343.
(2) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/441.
(3) أبو وائل: هو شقيق بن سلمة.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 6/288.(3/503)
حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن ابن أبى سليم، عن شهر بن حوشب، عن سلمان. قال: كان لبعض أمهات المؤمنين شاة فماتت، فمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها فقال: «ما ضَرّ أَهْلَ هذهِ لَو انْتَفَعوا بإهابِها» (1) .
(عامر بن عبد الله عنه)
إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلينا، قال: «لِيَكف المؤمِنُ مِنْكُم كَزادِ الرّاكِب» .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه: باب لبس جلود الميتة إذا دبغت: 2/1193.(3/504)
4347 - رواه الطبرانى من حديث ابن وهب، عن أبى هانىء، عنه به (1) .
(عامر بن عطية عنه)
مرفوعًا: «أطول الناس شبعًا فى الدنيا أطولهم جوعًا يوم القيامة، والدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» .
4348 - رواه الطبرانى من حديث موسى الجهنى، عن زيد بن وهب (2) .
(عبد الله بن عباس عنه)
4349 - حدثنا يحيى بن زكريا بن أبى زائدة، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن ابن عباس. قال: حدثنى سلمان. قال: «أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم - بطعام، وأنا مملوك، فقلت: هذه صدقة، فأمر أصحابه، فأكلوا، ولم يأكل، ثم
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/329.
(2) المصدر السابق.(3/504)
أتيته بطعام، فقلت: هذه هدية أهديتها لك أكرمك بها، فإنى رأيتك لا تأكل الصدقة، فأمر أصحابه فأكلوا، وأكل معهم» (1) ، تفرد به.
_________
(1) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/439.(3/505)
4350 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق. قال: حدثنى عاصم ابن عمر بن قتادة الأنصارى، عن محمود بن لبيد، عن عبد الله بن عباس، عن سلمان (1) . قال: كنت رجلاً فارسيًا من أهل أصبهان (2) ، من أهل قريةٍ منها يقال لها: جى (3) ، وكان أبى دهقان قريته، وكنت أحب خلق الله إليه، فلم يزل به حبه إياى، حتى حبسنى فى بيته كما تحبس الجارية، واجتهدت فى المجوسية حتى كنت قطن (4) النار التى يوقدها لا يتركها تخبو ساعة. قال: وكانت لأبى ضيعة عظيمة، فشغل فى بنيان له يومًا، قال لى: يا بنى إنى قد شغلت فى بنيانى اليوم عن ضيعتى، فاذهب فاطلعها، وأمرنى فيها ببعض ما يريد، فخرجت أريد الضيعة فمررت/ بكنيسةٍ من كنائس النصارى، فسمعت أصواتهم فيها، وهم يصلون، وكنت لا أدرى ما أمر الناس لحبس أبى إياى فى بيته. فلما مررت بهم سمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون.
قال: فلما رأيتهم أعجبتنى صلاتهم ورغبت فى أمرهم، وقلت: والله هذا والله خير من الذى (5) نحن عليه، فوالله ما تركتهم حتى غربت
_________
(1) فى المسند: حدثنى سلمان الفارسى حديثه من فيه.
(2) أصبهان: منهم من يفتح الهمزة وهم الأكثر وكسرها آخرون وهى مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها ويسرفون فى وصف عظمتها حتى يتجاوزوا الحد. وأصبهان اسم للإقليم بأسره وهو المقصود هنا. معجم البلدان: 1/206.
(3) جى: كانت مدينة أصبهان أولاً. المرجع السابق.
(4) قطن النار: خازنها وخادمها أراد أنه كان لازماً لها لا يفارقها من قطن فى المكان أى لزمه، ويروى بفتح الطاء جمع قاطن. النهاية: 3/265.
(5) فى المسند: هذا والله خير من الدين الذى نحن عليه.(3/505)
الشمس، وتركت ضيعة أبى، ولم آتها، فقلت لهم: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: بالشام. ثم رجعت إلى أبى، وقد بعث فى طلبى وشغلته عن عمله كله. قال: فلما جئته قال: أى بنى أين كنت. ألم أكن عهدت إليك ما عهدت؟ قال: قلت: يا أبت مررت على قومٍ يصلون فى كنيسةٍ لهم، فأعجبنى ما رأيت من دينهم، فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس. قال: أى بنى ليس فى ذلك الدين خير، دينك ودين آبائك خير منه، قال قلت: كلا والله إنه لخير من ديننا. قال: فخافنى، فجعل فى رجلى قيدًا، ثم حبسنى فى بيته.
قال: وبعثت إلى النصارى، فقلت لهم: إذا قدم عليكم ركب من الشام تجار من النصارى، فأخبرونى بهم، قال: فقدم عليهم ركب من الشام تجار من النصارى، قال: فأخبرونى بهم، قال: فقلت لهم: إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم، فآذنونى بهم، قال: فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم [أخبرونى بهم] فألقيت الحديد من رجلى، ثم خرجت معهم، حتى قدمت الشام، فلما قدمتها، قلت: من أفضل أهل هذا الدين؟ قالوا: الأسقف (1) فى الكنيسة. قال: فجئته. فقلت: إنى قد رغبت فى هذا الدين. وأحببت أن أكون معك أخدمك فى كنيستك، وأتعلم منك، وأصلى معك. قال: فادخل، فدخلت معه. قال: وكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة، ويرغبهم فيها، فإذا جمعوا إليه منها شيئًا كثيرًا اكتنزه لنفسه، ولم يعطه المساكين، حتى جمع سبع قلالٍ من ذهب وورق، قال: وأبغضته بغضًا شديدًا، لما رأيته يصنع، ثم مات، فاجتمعت إليه النصارى، ليدفنوه، فقلت لهم: إن هذا كان رجل
_________
(1) الأسقف: العالم والرئيس من علماء النصارى. النهاية: 2/169.(3/506)
سوء يأمركم بالصدقة، ويرغبكم فيها، فإذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئًا. قالوا: وما علمك بذلك؟ قال: قلت: أنا أدلكم على كنزه. قالوا: فدلنا عليه، فأريتهم موضعه. قال: فاستخرجوا منه سبع قلالٍ مملوءة ذهبًا وورقًا. قال: فلما رأوها قالوا: والله لا ندفنه أبدًا، قال: فصلبوه، ثم رجموه بالحجارة، ثم جاءوا برجلٍ آخر، فجعلوه مكانه.
قال: يقول سلمان: فما رأيت رجلاً لا يصلى الخمس أرى أنه أفضل منه/ أزهد فى الدنيا، ولا أرغب فى الآخرة، ولا أدأب ليلاً أو نهارًا منه. قال: فأحببته حبًا لم أحبه من قبله، فأقمت معه زمانًا، ثم حضرته الوفاة، فقلت له: يا فلان إنى كنت معك، وأحببتك حبًا لم أحبه من قبلك، وقد حضرك ما ترى من أمر الله، فإلى من توصنى به وما تأمرنى؟ قال: أى بنى والله ما أعلم اليوم أحدًا على ما كنت عليه. لقد هلك الناس وبدلوا، وتركوا أكثر ما كانوا عليه إلا رجل بالموصل (1) ، وهو فلان، فهو على ما كنت عليه، فالحق به. قال: فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل، فقلت له: يا فلان إن فلانًا أوصانى عند موته أن ألحق بك، وأخبرنى أنك على أمره. قال لى: أقم عندى. فأقمت عنده، فوجدته خير رجلٍ على أمر صاحبه. قال: فلم يلبث أن مات، فلما حضرته الوفاة، قلت: يا فلان إن فلانًا أوصى بى إليك، وأمرنى باللحوق بك، وقد حضرك من أمر الله ما ترى، فإلى من توصى بى، وما تأمرنى؟ قال: أى بنى والله ما أعلم رجلاً على ما كنا عليه إلا رجلاً بنصيبين (2) وهو
_________
(1) الموصل: مدينة عظيمة باب العراق ومفتاح خراسان ومنها يقصد إلى أذربيجان. يراجع معجم البلدان: 5/223.
(2) نصيبين: الأكثر يجعلونها بمنزلة من لا ينصرف من الأسماء، ومن العرب من يجعلها بمنزلة الجمع فيعربها فى الرفع بالواو وفى الجر والنصب بالياء، وهى مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام. يراجع معجم البلدان: 5/288.(3/507)
فلان فالحق به. قال: فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين، فجئت فأخبرته خبرى، وما أمرنى به صاحبى.
قال: فأقم عندى، فأقمت عنده، فوجدته على أمر صاحبيه، فأقمت مع خير رجل، فوالله ما لبث أن نزل به الموت، فلما احتضر قلت له: يا فلان إن فلانًا كان أوصى بى إلى فلان ثم أوصى بى فلان إليك، فإلى من توصى بى، وما تأمرنى؟ قال: أى بنى والله ما أعلم أحدًا بقى على أمرنا، آمرك أن تأتيه إلا رجلاً بعمورية (1) فإنه على مثل ما نحن عليه، فإن أحببت فأته فإنه على أمرنا. قال: فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية، وأخبرته خبرى. قال: أقم عندى، فأقمت مع رجل على هدى أصحابهن وأمرهم. قال: واكتسبت حتى صارت لى بقرات وغنيمة. قال: ثم نزل به أمر الله، فلما حضر قلت له: يا فلان إنى كنت مع فلان، فأوصى بى فلان إلى فلانٍ، وأوصى بى فلان إلى فلان وأوصى بى فلان إليك، فإلى من توصى بى، وما تأمرنى؟ قال: يا بنى والله ما أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه ولكنه قد أظلك زمان نبى هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج من أرض العرب مهاجرًا إلى أرض بين حرتين (2) بينهما نخل به علامات لا تخفى، يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، إن استطعت أن تلحق تلك البلاد فافعل. قال: ثم مات وغيب فمكثت بعمورية ما شاء الله/ أن أمكث، ثم مر بى نفر من كلب (3) تجارًا، قلت لهم: تحملونى إلى
_________
(1) عمورية: بلد من بلاد الروم. معجم البلدان: 4/158.
(2) بين حرتين: تثنية حرة، والحرة: أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كبيرة. وتقع المدينة بين حرتين عظيمتين. يراجع اللسان: 2/829.
(3) كلب: اسم قبيلة من قبائل العرب.(3/508)
أرض العرب وأعطيكم بقراتى هذه وغنيمتى هذه؟ قالوا: نعم. فأعطيتهموها وحملونى، حتى إذا قدموا بى وادى القرى (1)
فظلمونى فباعونى من رجلٍ من اليهود عبدًا، فمكثت عنده، ورأيت النخل، ورجوت أن تكون البلد الذى وصف لى صاحبى، ولم يحق لى فى نفسى، فبينما أنا عنده قدم علينا ابن عم له من المدينة من بنى قريظة، فابتاعنى منه، فاحتملنى إلى المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها، فعرفتها بصفة صاحبى، فأقمت بها، وبعث الله رسوله، وأقام بمكة ما أقام لا أسمع له بذكرٍ مع ما أنا فيه من شغل الرق، ثم هاجر إلى المدينة، فوالله إنى لفى رأس عذق (2) لسيدى أعمل فيه بعض العمل، وسيدى جالس، إذ أقل ابن عم له وقف عليه، فقال: فلان قاتل الله بنى قيلة (3) والله إنهم الآن لمجتمعون بقباءٍ على رجلٍ قدم عليهم من مكة اليوم يزعم أنه نبى، قال: فلما سمعتها أخذتنى العرواء (4) حتى ظننت سأسقط على سيدى. قال: ونزلت عن النخلة، فجعلت أقول لابن عمه ذلك: ماذا تقول؟ ماذا تقول؟ قال: فغضب سيدى فلكمنى لكمة شديدة، ثم قال: ما لك ولهذا؟ أقبل على عملك. قال: قلت: لا شىء إنما أردت أن أستثبت عما قال، وقد كان عندى شىء قد جمعته، فلما أمسيت أخذته، ثم ذهبت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بقباء (5)
فدخلت عليه، فقلت له: إنه قد بلغنى أنك رجل صالح،
_________
(1) واد القرى: واد بين الشام والمدينة وهو بين تيماء وخيبر. معجم البلدان: 4/338..
(2) العذق: بالفتح النخلة وبالكسر العرجون بما فيه من الشماريخ، ويجمع على عذاق. النهاية: 3/77.
(3) بنو قيلة: الأوس والخزرج قبيلتا الأنصار. وقيلة اسم أم لهم قديمة. النهاية: 3/290.
(4) العرواء: برد الحمى. النهاية: 3/90.
(5) قباء: قرية على ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة، بها مسجد التقوى وهى مساكن بنى عمرو بن عوف. يراجع معجم البلدان: 4/302..(3/509)
ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة، وهذا شىء كان عندى للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم، قال: فقربته إليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: «كُلوا» ، وأمسك يده فلم يأكل، قال فقلت فى نفسى: هذه واحدة، ثم انصرفت عنه، فجمعت شيئًا ثم تحول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، ثم جئت به، فقلت: إنى رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية أكرمتك بها. قال: فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها، وأمر أصحابه فأكلوا، ثم قال: فقلت فى نفسى: هاتان اثنتان. قال: ثم جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ببقيع الغرقد (1) ، قال: وقد تبع جنازة من أصحابه عليه شملتان (2) له، وهو جالس فى أصحابه، فسلمت عليه، ثم استدرت أنظر إلى ظهره لأرى الخاتم الذى وصف لى صاحبى، فلما رآنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استدرته عرف أنى استثبت فى شىء وصف لى. قال: فألقى رداءه عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم، فعرفته، فانكببت عليه أقبله وأبكى، فقال لى/ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تحول» . فتحولت، فقصصت عليه حديثى كما حدثتك يا بن عباس، فأعجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسمع ذلك أصحابه، ثم شغل سلمان الرق، حتى فاته مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدر وأحد. قال: ثم قال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كاتبْ يا سَلْمانُ» فكاتبت صاحبى على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير (3) ، وأربعين أوقية. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أعينوا أخاكُم» فأعانونى بالنخل: الرجل بثلاثين ودية (4) ،
والرجل بعشرين، والرجل بخمس عشرة، والرجل بعشرة يعنى الرجل بقدر ما عنده، حتى اجتمعت
_________
(1) بقيع الغرقد: مقبرة أهل المدينة. معجم البلدان: 4/194.
(2) الشملتان: تثنية شملة كساء يتغطى به ويتلفف فيه. النهاية: 2/236.
(3) الفقير: الحفر واحدها فقرة بضم أوله. النهاية: 3/209.
(4) الودية: ويجمع على ودى صغار النخل. النهاية: 4/203..(3/510)
لى ثلثمائة ودية، فقال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اذْهب يا سَلْمان ففقر لها، فإذا فرغت فأتنى، فأكون أنا أضعها بيدى. قال: ففقرت لها وأعاننى أصحابى، حتى إذا فرغت منها جئته فأخبرته فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معى إليها، فجعلنا نقرب له الودى ويضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده، فوالذى نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحدة، فأديت إليه النخل، وبقى على المال، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المغازى، فقال: «ما فعل الفارسى المكاتب؟» ، قال: فدعيت له، فقال: «خذ هذه فأد بها ما عليك يا سلمان» . قال: قلت: وأين تقع هذه يا رسول الله مما على؟ قال: «خذها فإن الله سيؤدى بها عنك» ، قال: فأخذتها فوزنت لهم منها، والذى نفس سلمان بيده أربعين أوقية فأوفيتهم حقهم وعتقت، فشهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق، ثم لم يفتنى معه مشهد (1) ، تفرد به.
(حديث آخر)
_________
(1) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/441.(3/511)
4351 - عن ابن عباس، عن سلمان، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا تَزَوّجَ أحدُكم امرأةً فكانَ ليلةَ البِنَاء فلْيُصَلّ ركعتَيْن، وَلْيَأْمرها فَلْتُصَلِّ معه ركعَتَيْن فإنَّ اللهَ جاعِلٌ فى البَيْتِ خَيْرًا» .
رواه البزار: حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الحجاج بن فروخ، حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن سلمان مرفوعًا به (1) .
4352 - ورواه الطبرانى من حديث الحجاج بن فروخ به مطولاً:
_________
(1) كشف الأستار: 2/169؛ قال الهيثمى: فى إسناده الحجاج بن فروخ وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 4/291.(3/511)
أنه تزوج فى كندة، فلما كان ليلة دخوله إذا البيت منجد (1) [وإذا فيه نسوة] ، فقال: أتحولت الكعبة إلى ها هنا؟ أم البيت حرم، أمرنا خليلى - صلى الله عليه وسلم - أن لا نتخذ من المتاع إلا أثاثًا كأثاث المسافر وأن لا نتخذ من النساء إلا ما ننكح، فخرج النسوة، ودخل على أهله، فقال: يا هذه أطيعينى أم تعصينى؟ قالت: بل أطيعك فيما شئت، فقال: إن خليلى أمرنا إذا دخل أحدنا على أهله أن يصلى وتصلى معه ويدعو، وتؤمن، ففعل، وفعلت، فلما أصبح جلس مع القوم، فقال رجل: كيف أصبحت؟ كيف/ رأيت أهلك؟ فسكت، فقال الثانية، فقال: ما بال أحدكم يسأل عما وارته الحيطان والأبواب إنما يكفى أحدكم يسأل عن الشىء أجيب أم سكت عنه» (2) .
(عبد الله بن وديعة عنه)
_________
(1) منجد: مزين بالنجاد، وفى حديث عبد الملك: أنه لبث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده والأنجاد جمع نجد وهو متاع البيت من فرش ونمارق وستور. النهاية: 4/137.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/277.(3/512)
4353 - حدثنا حجاج بن محمد، حدثنا ابن أبى ذئب، عن سعيد المقبرى. قال: أخبرنى أبى، عن عبد الله بن وديعة، عن سلمان الخير، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يومَ الجُمْعَة، ويتطهَّرُ ما اسْتَطاعَ من طُهْرٍ، ويَدَّهِن من دُهْنه، أو يمس مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثمّ يَرُوحُ إلى المَسْجِد، فَلا يُفَرِّق بين اثْنين، ثمّ يُصلّى ما كَتَبَ اللهُ لَهُ، ثمّ يُنْصِتُ لِلإمام إذا تكلّم إلاَّ غُفِرَ له ما بَيْنَهُ، وبَيْنَ الجُمْعَةِ الأُخرى» (1) .
4354 - حدثنا أبو النضر، عن ابن أبى ذئب، عن سعيد المقبرى. قال: أخبرنى أبى، عن عبد الله بن وديعة، عن سلمان الخير:
_________
(1) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/438.(3/512)
أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يَغْتَسِلُ الرّجُلُ يومَ الجُمْعَة، ويتطهَّرُ ما اسْتَطاعَ من طُهْرٍ، ثمّ يَدَّهِنُ من دُهْنه أو يمس مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثمّ يَرُوحُ، فَلم يُفَرِّق بين اثْنين، ثمّ يُصلّى ما كَتَبَ لَهُ، ثمّ يُنْصِتُ إذا تكلّم الإِمام إلاَّ غُفِرَ له ما بَيْنَهُ، وبَيْنَ الجُمْعَةِ الأُخرى» (1) .
رواه البخارى، عن آدم بن أبى إياس، عن ابن أبى ذئب، وكذلك رواه الإمام مالك عن سعيد المقبرى، عن عبد الله بن وديعة به. والضحاك بن عثمان، عن سعيد المقبرى. ورواه ابن ماجه من حديث محمد بن عجلان، عن سعيد المقبرى، عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن أبى ذر، وروى، عن المقبرى، عن أبى هريرة، وعن سعيد، عن أبيه، عن أبى هريرة (2) .
(عبد الرحمن بن مسعود عنه)
_________
(1) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/440.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى الجمعة: باب الدهن للجمعة: 2/370؛ وباب لا يفرق بين اثنين يوم الجمعة: 2/392؛ وليس لعبد الله بن وديعة فى البخارى سوى هذا الحديث، وهو من الأحاديث التى تتبعها الدار قطنى على البخارى، وذكر أنه اختلف فيه على سعيد المقبرى فرواه ابن أبى ذئب عنه هكذا، ولابن حجر كلام طويل مفيد فى تخريج الحديث وطرقه المختلفة يمكن للباحث أن يرجع إليه: 2/371كما يمكن أن يرجع إلى ما ذكره المصنف فى تحفة الأشراف: 4/28؛ والخبر أخرجه ابن ماجه فى الصلاة من حديث أبى ذر: باب ما جاء فى الزينة يوم الجمعة: 1/349.(3/513)
4355 - «نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتكلف للضيف ما ليس عندنا» .
4356 - رواه الطبرانى، من حديث عبد الرحمن بن مسعود عنه (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/332.(3/513)
(عبد الرحمن بن مل عنه،
هو أبو عثمان النهدى يأتى فى الكنى)
(عبد الرحمن بن يزيد عنه)(3/514)
4357 - حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن سلمان. قال: قال بعض المشركين وهم يستهزءون به: إنى لأرى صاحبكم يعلمكم حتى الخراءة. قال سلمان: أجل، أمرنا أن لا نستقبل القبلة، ولا نستنجى بأيماننا، ولا نكتفى بدون ثلاثة أحجار ليس فيها رجيع ولا عظيم» (1) .
4358 - رواه مسلم، عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن وكيع، وأبى معاوية، كلاهما عن الأعمش به، وعن أبى موسى، عن ابن مهدى/ عن سفيان، عن الأعمش، ومنصور، كلاهما عن إبراهيم به. ورواه الأربعة من حديث الأعمش به (2) .
4359 - حدثنا أبو سعيد، حدثنا زائدة، حدثنا منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد. قال: حدثنا رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: قال رجل: إنى لأرى صاحبكم يعلمكم كيف تصنعون حتى إنه ليعلمكم إذا أتى أحدكم الغائط. قال: قلت: نعم أجل ولو سخرت إنه ليعلمنا كيف يأتى أحدنا الغائط وإنه ينهانا أن يستقبل أحدنا
_________
(1) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/437.
(2) الخبر أخرجه مسلم بطرقه فى الطهارة: باب الاستطابة: 1/546؛ وأخرجه الأربعة فى الطهارة أيضًا: الترمذى فى: باب الاستنجاء بالحجارة: 1/24، حديث سلمان فى هذا الباب حديث حسن صحيح. وأبو داود فى: باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة: 1/3؛ والنسائى فى باب النهى عن الاستنجاء باليمين: 1/40؛ وابن ماجه فى: باب الاستنجاء بالحجارة والنهى عن الروث والرمة: 1/114.(3/514)
القبلة وأن يستدبرها وأن لا يستنجى أحدنا بيمينه، وأن يتمسح أحدنا برجيعٍ ولا عظم، وأن يستنجى بأقل من ثلاثة أحجار» (1) .
_________
(1) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/437.(3/515)
4360 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا سفيان، عن منصور، والأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن سلمان الفارسى. قال: قال له المشركون: إنا نرى صاحبكم يعلمكم حتى يعرفكم الخرآء؟ قال: أجل «إنه ينهانا أن يستنجى أحدنا بيمينه، أو يستقبل القبلة، وينهانا عن الروث والعظام، وقال: لا يستنجى أحدكم بدون ثلاثة أحجار» (1) .
4361 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن سلمان. قال: قال المشركون: إن هذا ليعلمكم كل شىء حتى إنه ليعلمكم الخراءة! قال: قلت: لئن قلتم ذلك «لقد نهانا أن نستقبل القبلة، أو نستدبرها، أو نستنجى بأيماننا أو يكتفى أحدنا بدون ثلاثة أحجار أو يستنجى أحدنا برجيع أو عظم» (2) .
4362 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن ابن يزيد قال: قيل لسلمان: قد علمكم نبيكم كل شىء حتى الخراءة! قال: أجل «نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو ببول أو نستنجى باليمين أو يستنجى أحدنا بأقل من ثلاث أحجار أو نستنجى برجيع أو عظم» (3) .
_________
(1) المصدر السابق.
(2) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/438؛ واكتفى الإمام أحمد فى لفظ الحديث بالإحالة على ما سبقه.
(3) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/439.(3/515)
(عطاء بن يسار عنه)(3/516)
4363 - قال البزار: حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا سعد بن محمد، حدثنا على بن غراب، عن سعيد بن الجر، عن سلمة بن كلثوم، عن عطاء بن يسار، عن سلمان، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «منْ اتَّخَذَ مِنَ الخدمِ غَيْر ما يَنْكح، ثمَ بَغَيْن فعليهِ مِنَ الإِثمِ مِثْلُ آثَامِهنّ مِنْ غَيْر أَنْ يَنْقُصَ مِنْ آثَامِهنَّ شَىْءٌ» (1) .
(حديث آخر)
4364 - قال الطبرانى: حدثنا إسحاق الدبرى، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان الثورى، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عطاء بن يسار، عن سلمان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَدْخل الجنّةَ أَحَدٌ إِلاَّ بِجَواز {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} هذا كِتابٌ مِن اللهِ لِفُلان ابن فُلان، أَدْخِلُوه جَنَّةً عَالِيَةً قُطُوفُها دَانِيَةٌ» (2) . /
(عطية بن عامر الجهنى عنه)
4365 - قال ابن ماجه: حدثنا سليمان بن داود العسكرى، حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا سعيد بن محمد الثقفى، عن موسى الجهنى، عن زيد بن وهب، عن عطية بن عامر الجهنى. قال: سمعت سلمان ـ وأكره على طعام يأكله ـ فقال: حسبى. إنى سمعت رسول الله
_________
(1) الخبر رمز له السيوطى بالضعف، الجامع الصغير بشرح فيض القدير: 6/26؛ وقال المناوى: فيه عطاء بن يسار، عن سلمان الفارسى. قال عبد الحق: وعطاء لم يعلم سماعه منه، فإن فيه سعيد بن الجر ولا أعلم له وجودًا إلا هنا، وفيه سلمة بن كلثوم يروى عنه جمع، ومع ذلك فهو مجهول الحال.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/333؛ قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط، ولم يتكلم على الخبر. مجمع الزوائد: 10/398.(3/516)
- صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنّ أَكْثَرَ النَّاسِ شِبَعًا فى الدُّنْيا أطوَلُهم جُوعًا يومَ القِيامَةِ» (1) .
ورواه أبو يعلى عن إسحاق بن إبراهيم، وأبى معمر، كلاهما عن سعيد بن محمد بن مثله، وزاد فيه: أخبرنا سلمان «أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» .
(عمرو بن أبى قرة: سلمة بن معاوية الكندى عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه ابن حبان فى الأطعمة: باب الاقتصاد فى الأكل وكراهية الشبع، وقال فى الزوائد: فى إسناده سعيد بن محمد الوراق الثقفى ضعفوه ووثقه ابن حبان والحاكم. سنن ابن ماجه: 2/1112.(3/517)
4366 - حدثنا أبو أسامة، أخبرنى مسعر. قال: حدثنى عمر بن قيس، عن عمرو بن أبى قرة الكندى. قال: عرض أبى على سلمان أخته فأبى، وتزوج مولاةً له يقال لها بقيرة، فبلغ أبا قرة أنه كان بين سلمان وحذيفة شىء، وأتاه يطلبه، فأخبر أنه فى مبقلة له، فتوجه إليه، فلقيه معه زبيل فيه (1) بقل قد أدخل عصاه فى عروة الزبيل، وهو على عاتقه، قال: أبا عبد الله ما كان بينك وبين حذيفة؟ قال: يقول سلمان {وَكَانَ الْأِنْسَانُ عَجُولاً} (2) فانطلقا حتى أتيا دار سلمان، فدخل سلمان الدار فقال: السلام عليكم، ثم أذن فإذا نمط (3) موضوع على بابٍ، وعند رأسه لبنات، وإذا قرطان، فقال: اجلس على فراش مولاتك التى تمهد لنفسها، ثم أنشأ يحدثه، قال: إن حذيفة كان يحدث بأشياء كان
_________
(1) الزبيل كأمير وسكين وقنديل وقد يفتح: القفة أو الجراب أو الوعاء. القاموس: 3/399.
(2) الإسراء: آية 11.
(3) نمط: ويجمع على أنماط ضرب من البسط له خمل رقيق. النهاية: 4/177.(3/517)
يقولها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى غضبه لأقوام فأسأل عنها فأقول: حذيفة أعلم بما يقول، وأكره أن تكون ضغائن بين أقوامٍ، فأتى حذيفة، فقيل له إن سلمان لا يصدقك، ولا يكذبك بما تقول، فجاءنى حذيفة، فقال: يا سلمان، يا ابن أم سلمان، قلت: يا حذيفة بن أم حذيفة، لتنتهين أو لأكتبن إلى عمر، فلما خوفته بعمر تركنى، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من ولد آدم أنا فأيّمَا عبدٍ مؤمن لعنُتهُ لعنةً أوْ سببْتُه سَبَّةً فى غَيْرِ كُنْههِ (1) فأَجْعَلها عَليه صَلاة» (2) .
رواه أبو داود، عن أحمد بن يونس، عن زائدة، عن عمر بن قيس الماصر به (3) .
_________
(1) فى غير كنهه: كنه الأمر حقيقته وقيل وقته وقيل غايته، والأرجح أن يكون المعنى: فى غير أن يبلغ الغاية التى يستحق بها اللعن. تراجع النهاية: 4/36.
(2) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/439.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى السنّة: باب النهى عن سبّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: 4/215.(3/518)
4367 - حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، حدثنا عمر بن قيس الماصر، عن عمرو بن أبى قرة. قال: كان حذيفة بن اليمان بالمدائن، فكان يذكر أشياء قالها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء حذيفة إلى سلمان، فيقول سلمان: يا حذيفة إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يغضب، فيقول، / ويرضى، فيقول، فقد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب، فقال: «أَيُما رجلٍ من أمّتى سَببته سَبّة فى غَضبِى أو لعنته لعنة فإنّما أنا مِنْ ولدِ آدم، أَغْضبُ كما يَغْضَبُون، وإنّما بعثنى رحمةً لِلْعَالمين، فأَجعلها صَلاةً عَليهِ يومَ القِيامَة» (1) .
_________
(1) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/437.(3/518)
(القاسم بن عبد الرحمن عنه)
مرفوعًا: «إذا زار أحدكم أخاه، فألقى له شيئًا يقيه التراب وقاه الله النار» .(3/519)
4368 - رواه الطبرانى من حديث سويد بن عبد العزيز، عن أبى عبد الله البحرانى عنه به (1) .
(قرثع الضبى عنه)
4369 - حدثنا هشيم، عن مغيرة، عن أبى معشر، عن إبراهيم، عن قرثع الضبى، عن سلمان الفارسى. قال: قال لى النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أَتَدْرِى ما يومُ الجمعَةِ؟» قلت: هو اليوم الذى جمع الله فيه أباكم. قال: قال: «لكنّى أَدْرِى ما يومُ الجمعَة؟ لا يَتَطهّر الرجلُ فيحسن طَهُوره، ثمّ يأتى الجمعة فينصت حتّى يَقْضِىَ الإمَامُ صَلاتَه إلاَّ كان كَفّارة له مَا بَيْنَه وبَيْن الجمعة المقبلة ما اجتنَبْت المقتلة» (2) .
4370 - حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن أبى معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن قرثع الضبى، عن سلمان الفارسى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَتَدْرِى ما يومُ الجمعة؟» قال قلت: [نعم] (3) لا أدرى، زعم سأله الرابعة أم لا؟ قال قلت: هو اليوم الذى جمع فيه أبوه أو أبوكم، قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أَلا أُحَدِّثكم (4) عن يومِ الجُمعَةِ. لا يَتطهّر رجلٌ مُسْلِم، ثم يَمْشِى إلى المَسْجِد، ثم يُنْصِت، حتّى
_________
(1) فى الطبرانى: «من التراب ... عذاب النار» ، المعجم الكبير: 6/332؛ وفيه سويد بن عبد العزيز متروك. فيض القدير: 1/366.
(2) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/439.
(3) زيادة من المسند.
(4) فى المسند: «أحدثك» .(3/519)
يَقْضى الإِمامُ صَلاتَه إلاَّ كانَ كفّارة لما بَيْنَها وبَيْنَ الجمعة التى بعدها ما اجتنبت المقتلة» (1) . رواه النسائى، عن إبراهيم بن يعقوب، عن عفان به، ومن حديث مغيرة وغيره عن أبى معشر به (2) .
(كعب بن عجرة عنه)
_________
(1) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/440.
(2) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/34.(3/520)
4371 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقى، حدثنا هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد، حدثنا هشام بن الغار، عن عبادة بن نسى، عن كعب ابن عجرة: أن سلمان مر به، وهو مرابط بخراسان (1) فقال: ألا أحدثك حديثًا يكون عونًا لك على رباطك؟ قال: بلى. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «رِبَاطُ يَوْم فى سَبِيل الله خَيْر من صِيَام شَهْر وَقِيَامه» (2) .
(محفوظ بن علقمة الحضرمى الشامى عنه)
4372 - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ فقلب جبة صوفٍ كانت عليه فمسح بها وجهه» .
رواه ابن ماجه/ من حديث مروان بن محمد (3) ، عن يزيد بن السمط، عن الوضين ابن عطاء، عن محفوظ (4) . ومنهم من أدخل بينهما يزيد بن مرثد فالله أعلم (5) .
_________
(1) فى الكبير: بأرض فارس.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/271.
(3) فى الأصل: «مرزوق بن الطاهرى» والتصويب من ابن ماجه.
(4) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الطهارة: باب المنديل بعد الوضوء وبعد الغسل: 1/158؛ وفى اللباس: باب لبس الصوف: 2/1180؛ وفى الزوائد: إسناده صحيح ورواته ثقات وفى سماع محفوظ من سليمان نظر.
(5) تحفة الأشراف: 4/34.(3/520)
(محمد بن سيرين عنه)(3/521)
4373 - مرفوعًا: «لا تخصوا ليلة الجمعة بقيامٍ، ولا يومها بصيامٍ» .
رواه البزار، عن يوسف بن موسى، عن مهران بن أبى عمر، عن سفيان، عن هاشم عنه به.
وقد رواه الطبرانى عن الزهرى، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، قال: كان أبو الدرداء يحيى ليلة الجمعة، ويصوم يومها، فأتاه سلمان يمنعه من ذلك، وكان أخاه، فجاء أبو الدرداء، فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عُوَيْمِر سَلْمان [أعلم] مِنْكَ، لا تَخُصَّنَّ لَيْلَهَ الجُمعَةِ بِصَلاةٍ وَلا يَوْمَها بِصِيَامٍ» (1) .
(محمد بن عدى)
4374 - مرفوعًا: «من سبح الله تسبيحةً، أو حمده تحميدة، أو هلله تهليلةً، أو كبره تكبيرةً، غرس له نخلةً فى الجنة أصلها ياقون أحمر، مكللةً بالزبرجد طلعها كثدى الأبكار، أحلى من العسل، وألين من الزبد» .
رواه الطبرانى من حديث محمد بن حمزة، عن الخليل بن مرة، عن عبد الكريم عنه به (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/267؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 3/200.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/326؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى وفيه محمد بن عدى، عن سلمان ولم أعرفه وجماعة ضعفاء وثقوا. مجمع الزوائد: 10/90.(3/521)
(محمد بن المنكدر عنه)(3/522)
4375 - قال الترمذى فى الجهاد: حدثنا ابن أبى عمر، حدثنا سفيان، حدثنا محمد بن المنكدر، قال: مر سلمان الفارسى بشرحبيل بن السمط وهو فى مرابط له، وقد شق عليه وعلى أصحابه، فقال: ألا أحدثك يا ابن السمط بحديثٍ سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: بلى. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «رِبَاطُ يَوْمٍ فى سَبِيلِ اللهِ أَفْضلُ ـ أَوْ قال: خَيْرٌ ـ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامه، ومَنْ ماتَ فِيه وُقِىَ فِتْنَةَ القَبْرِ ونُمِىَ له عملُه إلى يومِ القِيامَةِ» . ثم قال حسن وسيأتى فى ترجمة زكريا عنه مثله، وكذا فى ترجمة ابن أبى زكريا أيضًا (1) .
(مسروق بن الأجدع عنه)
4376 - «إذا قام العبد فى الصلاة وضعت ذنوبه على رأسه فتفرق عنه كما تفرق عذوق النخلة، يمينًا وشمالاً» . رواه الطبرانى من حديث أبان بن أبى عياش، عن سعيد بن جبير عنه به (2) .
(أبو الأزهر عنه) /
4377 - قال البزار: حدثنا عمرو بن على، ويحيى بن حكيمة قالا: حدثنا مكى بن إبراهيم، حدثنا موسى بن عبيدة، عن أبى الأزهر، عن سلمان: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يعود رجلاً من الأنصار، فلما دخل عليه وضع يده على جبهته، فقال له: «كيف نجدك؟» فلم يحر إليه شيئًا، فقيل: يا رسول الله إنه عنك مشغول، فقال: «خَلُّوا بَيْنِى وبَيْنَهُ» ،
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى فضائل الجهاد: باب ما جاء فى فضل المرابط. سنن الترمذى: 4/188.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/289؛ قال الهيثمى: فيه أبان بن أبى عباس، ضعفه شعبة وأحمد وغيرهما ووثقه مسلم العلوى وغيره. مجمع الزوائد: 1/300.(3/522)
فخرج النساء من عنده، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده، فأشار المريض أن أعد يدك حيث كانت، ثم ناداه: «يا فلان ما تجد؟» فقال: أجدنى بخير. وقد حضرنى اثنان أحدهما أسود، والآخر أبيض، فقال: «أيهما أقرب منك؟» قال: الأسود. فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الخَيْرَ قَلِيلٌ وَإِنَّ الشَّرَّ كَثِيرٌ» ، فقال: متعنى منك يا رسول الله بدعوةٍ. فقال: «اللهمّ اغْفِر الكثيرَ وأَنْم القَلِيلَ» ، قال: «ما ترى؟» فقال: خيرًا بأبى أنت وأمى أرى الخير ينمو، والشر يضمحل، وقد استأخر عنى الأسود. قال: «أَىّ عَملك كانَ أَمْلَك بِكَ؟» قال: كنت أسقى الماء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اسْمَعْ يا سَلْمَانُ هل تُنْكِرُ مِنِّى شَيْئًا؟» قال: نعم بأبى أنت وأمى، قد رأيتك فى مواطن ما رأيتك على مثل حالك اليوم. قال: «إنى أعلم ما يلقى؟ ما منه عرق إلا وهو يألم الموت على حدته» .
قال البزار: موسى بن عبيدة كان مشغولاً بالعبادة ولم يرو عن أبى الأزهر غيره (1) .
(أبو البخترى: واسمه سعيد بن فيروز عنه)
_________
(1) رواه الطبرانى فى الكبير، عن البزار: 6/230؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والبزار بنحوه، وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/226.(3/523)
4378 - حدثنا أبو الزبير: محمد بن عبد الله، حدثنا إسرائيل، عن عطاء بن السائب، عن أبى البخترى، عن سلمان: أنه انتهى إلى حصن، أو مدينة، فقال لأصحابه: دعونى أدعهم كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوهم، فقال: إنما كنت رجلاً منكم، وهدانى الله للإسلام، فإن أسلمتم فلكم ما لنا، وعليكم ما علينا، وإن أبيتم، فأذنوا بالجزية وأنتم صاغرون، فإن أبيتم نابذناكم على سواءٍ إن الله لا يحب الخائنين،(3/523)
ففعل ذلك بهم ثلاثة أيامٍ، فلما كان اليوم الرابع غدا الناس إليها ففتحوها (1) .
_________
(1) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/440.(3/524)
4379 - رواه الترمذى عن قتيبة، عن أبى عوانة، عن عطاء بن السائب به، وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عطاء، وسمعت البخارى يقول: أبو البخترى لم يدرك سلمان (1) . /
4380 - حدثنا على بن عاصم، عن عطاء بن السائب، عن أبى البخترى. قال: حاصر سلمان قصرًا من قصور فارس، فقال له أصحابه. يا أبا عبد الله ألا تنهد إليهم؟ قال: لا، حتى أدعوهم كما كان يدعوهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فأتاهم فكلمهم. قال: أنا رجل فارسى وأنا منكم، والعرب يطيعونى، فاختاروا إحدى ثلاثٍ: إما أن تسلموا، وإما أن تعطوا الجزية عن يدٍ وأنتم صاغرون غير محمودين. وإما أن ننابذكم فنقاتلكم. قالوا: لا نسلم، ولا نعطى الجزية ولكنا ننابذكم، فرجع سلمان إلى أصحابه قالوا: ألا تنهد إليهم؟ قال: لا. قال: فدعاهم ثلاثة أيامٍ، فلم يقبلوا، فقاتلهم ففتحها (2) .
4381 - حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن أبى البخترى: أن سلمان حاصر قصرًا من قصور فارس، فقال لأصحابه: دعونى حتى أفعل كما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إنى امرؤ منكم، وإن الله رزقنى الإسلام، وقد ترون طاعة العرب، فإن أنتم أسلمتم وهاجرتم إلينا، فأنتم بمنزلتنا،
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى السير: باب ما جاء فى الدعوة قبل القتال: 4/119؛ ولكلام الترمذى بقية تفيد الباحث.
(2) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/444.(3/524)
يجرى عليكم ما يجرى علينا، وإن أنتم أسلمتم وأقمتم فى دياركم فأنتم بمنزلة الأعراب، يجرى لكم ما يجرى لهم، ويجرى عليكم ما يجرى عليهم، فإن أبيتم وأقررتم بالجزية، فلكم ما لأهل الجزية، وعليكم ما على أهل الجزية، عرض عليهم ثلاثة أيام، ثم قال لأصحابه: انهدوا إليهم ففتحها (1) .
(أبو الجعد الضمرى عنه)
_________
(1) () من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/441.(3/525)
4382 - أنه مر على ابن السمط، فأخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «رِبَاط يَوْمٍ فى سَبِيلِ اللهِ أَفْضَلُ مِن صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيامه» . الحديث رواه الطبرانى من حديث محمد بن عمرو بن علقمة، عن عبيدة بن سفيان، عن أبى الجعد به (1) .
(أبو الخليل عنه مرفوعًا)
4383 - «سمتيهما الحسن والحسين باسمى. ابنى هارون شبر وشبير» . رواه الطبرانى من حديث برذعة بن عبد الرحمن عنه به (2) .
4384 - وبه مرفوعًا: «إذا ظهر القول، وخزن العمل، واختلفت الألسنة، وتباغضت القلوب، وقطع كل ذى رحمٍ رحمه، فعند ذلك أصمهم الله وأعمى أبصارهم» (3) . /
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/285.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/323؛ قال الهيثمى: فيه بردعة بن عبد الرحمن وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 8/52.
(3) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير من طريق آخر، فهو عن أبى عمرو البصرى عن سلمان. المعجم الكبير: 6/323؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الأوسط والكبي، وفيه جماعة لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 7/287.(3/525)
(أبو راشد العبسى عنه)(3/526)
4385 - قال البزار: حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا بشر بن عبيدة، حدثنا مسلمة بن الصلت، حدثنا عمر بن يزيد الأزدى، حدثنا أبو راشد العبسى، قال: سألت سلمان الفارسى عن التشهد، فقال: أعلمك كما علمنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ بيدى فعلمنى التشهد حرفًا حرفًا «التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله» . قال: «يا سلمان قلها فى صلاتك ولا تزد فيها حرفًا واحدًا، ولا تنقص منها حرفًا» (1) .
(أبو زكريا الخزاعى عنه)
4386 - حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق، عن زائدة، عن محمد ابن إسحاق، عن جميل بن أبى ميمونة، عن أبى زكريا الخزاعى، عن سلمان: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «رِبَاطُ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ فى سَبِيلِ اللهِ كَصِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامه إنْ ماتَ جَرَى عَلَيْه أَجْرُ المُرابِط، حتّى يُبْعَث ويُؤمن الفتان» ، تفرد به (2) .
(أبو سبرة الجعفى، صحابى. عنه)
4387 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد، عن عمرو البزار، حدثنا عباد بن أحمد العرزمى، حدثنا عمى محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه،
_________
(1) الخبر أخرجه أيضًا الطبرانى فى المعجم الكبير: 6/323؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير والبزار، وفيه بشر بن عبيد الله الدارسى كذبه الأزدى. وقال ابن عدى: منكر الحديث. وذكره ابن حبان فى الثقات. مجمع الزوائد: 2/143.
(2) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/440.(3/526)
عن عمران بن مسلم، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن أبى سبرة، عن سلمان الفارسى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا سَلْمانُ أَكْثِر أَنْ تَقُولَ: يا ربّ اقْضِ عنِّى الدَّينَ وأَغْنِنِى مِنَ الْفَقْرِ» (1) .
(أبو سخيلة عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/286.(3/527)
4388 - قال الطبرانى: حدثنا على بن إسحاق الوزير الأصبهانى، حدثنا إسماعيل بن موسى السدى، حدثنا عمر بن سعيد، عن فضيل بن مرزوق، عن أبى سخيلة، عن أبى ذر وسلمان قالا: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيد على فقال: «إِنَّ هَذَا أَوّلُ مَنْ آمَنَ بِى، وهذا أوّلُ مَن يُصَافِحنى يومَ القِيَامَة، وهذا الصِّدِّيق الأَكْبَر، وهذا فارُوق هذهِ الأُمَّة يَفْرِقُ بَيْنَ الحقِّ والْبَاطِل، وهذا يَعْسوب المؤمنين والمال يعسوب الظَّالمين» . وهذا حديث منكر جدًا (1) .
(أبو الطفيل عنه) /
4389 - حدثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا شريك، عن عبيد المكتب، عن أبى الطفيل، عن سلمان. قال: «كان النبى - صلى الله عليه وسلم - يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة» .
قال عبد الله: وحدثنا على بن حكيم، أنبأنا شريك بن عبيد المكتب بإسناده نحوه، تفرد به (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/329؛ وقال الهيثمى: رواه البزار عن أبى ذر وحده وفيه عمر بن سعيد المصرى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 9/102، والخبر ذكره ابن الجوزى فى الموضوعات: 1/344.
(2) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/437.(3/527)
حديث آخر(3/528)
4390 - رواه الطبرانى، عن شريك القاضى، عن عبيد المكتب، عن سلمان قال: أعطانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل هذه [من] ذهبٍ فلو وضع أحد فى كفة، ووضعت فى أخرى لرجحت به، وكانت فكاك رقبتى» (1) .
(حديث آخر)
4391 - رواه الطبرانى، من حديث عبد الله بن عبد القدوس، عن عبيد المكتب، عن أبى الطفيل، عن سلمان. قال: «كنت من أهل جى من قوم يعبدون الخيل» ، وذكر تمام القصة كرواية ابن عباس عنه (2) .
(أبو سعيد الخدرى عنه)
4392 - قال الطبرانى: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمى، حدثنا إبراهيم ابن الحسن الثعلبى، حدثنا يحيى بن يعلى، عن ناصح بن عبد الله، عن سماك بن حرب، عن أبى سعيد الخدرى، عن سلمان الفارسى. قال: قلت: يا رسول الله لكل نبى وصى، فمن وصيك؟ فسكت عنى فلما كان بعد زمان قال: «يا سلمان» ، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «تَعْلَمُ مَنْ وَصِىّ مُوسى؟» ، قلت: نعم يوشع بن نون، قال: «لم؟» ، قلت: لأنه كان أعلمهم حينئذٍ. قال: «وَصِيّى وَمَوْضِعُ سِرِّى،
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/280.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/280؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الله بن عبد القدوس التيمى، ضعفه أحمد والجمهور، ووثقه ابن حبان، وربما أغرب، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 9/339؛ وحديث ابن عباس عنه تقدم ص464 من هذا الجزء.(3/528)
وَخَيْرُ مَنْ أَتْركُ بَعْدِى، ومُنْجِز وَعْدِى وَيَقْضِى دَيْنِى علىٌّ بنُ أَبِى طَالِب» .
قال أبو القاسم الطبرانى: قوله «وصيى» يعنى أنه أوصاه فى أهله لا بالخلافة، وقوله: «وخير من أترك بعدى» يعنى من أهل بيته - صلى الله عليه وسلم -.
قلت: بل هذا الحديث منكر جدًا، ولا يصح سنده قولاً واحدًا. ففى رجاله من لا يرعف رأسًا وفيهم المتكلم فيه بأشياء وفى تأويله الطبرانى بقدر صحة الحديث ـ وإن كان غير صحيح ـ نظر. والله أعلم (1) .
(أبو ظبيان واسمه حصين بن جندب عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/271؛ قال الهيثمى: فى إسناده عبد الله وهو متروك. مجمع الزوائد: 10/114؛ وقد جزم المصنف بضعف الحديث، وشاركه كثير من العلماء، ففى نسخة الفاتح من الطبرانى تعليق هذا نصه: من أين لك هذا يا أبا القاسم، والحديث ليس بصحيح، ولو كان صحيحًا لم يقبل التأويل الخ. والخبر أورده ابن الجوزى فى الموضوعات وتكلم عن طرقه المختلفة. الموضوعات: 1/374.(3/529)
4393 - حدثنا شجاع بن الوليد، قال: ذكره قابوس بن أبى ظبيان، عن أبيه، عن سلمان. قال: قال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: / «يَا سَلْمانُ لا تُبْغِضْنِى فَتُفَارق دِينكَ» ، قال: قلت: يا رسول الله، وكيف أبغضك وَبِكَ هَدَانا اللهُ؟ قال: «تُبْغِضُ العربَ فَتُبْغِضُنِى» (1) .
رواه الترمذى، عن محمد بن يحيى الأزدى، وأحمد بن منيع وغير واحدٍ، كلهم عن أبى بدرٍ شجاع بن الوليد، وقال الترمذى: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديثه (2) .
_________
(1) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/440.
(2) الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب: باب مناقب فى فضل العرب: 5/723.(3/529)
(أبو عثمان النهدى عنه، واسمه عبد الرحمن بن مل)(3/530)
4394 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا على بن زيد، عن أبى عثمان. قال: كنت مع سلمان الفارسى تحت شجرةٍ، وأخذ منها غصنًا يابسًا فهزه حتى تحات ورقه، ثم قال: يا أبا عثمان ألا تسألنى لم أفعل هذا؟ قلت: ولم تفعله؟ فقال: فعل بى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا معه تحت شجرةٍ فأخذ منها غصنًا يابسًا، فهزه، حتى تحات ورقه، فقال: «يا سلمان ألا تسألنى لم أفعل هذا؟» قلت: ولم تفعله؟ فقال: «إن المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه كما يتحات هذا الورق، وقال {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} » تفرد به (1) .
4395 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا سليمان التيمى، عن أبى عثمان النهدى، عن سلمان. قال: «إن الله ليستحى أن يبسط العبد يديه يسأله فيهما خيرًا، فيردهما خائبتين» (2) .
4396 - ورواه أبو داود والترمذى وابن ماجه من حديث جعفر بن ميمون صاحب الأنماط، عن أبى عثمان، عن سلمان، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فذكره وقال الترمذى: حسن غريب، وقد رواه بعضهم فلم يرفعه (3) .
4397 - حدثنا يزيد، حدثنا رجل فى مجلس عمرو بن عبيد:
_________
(1) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/437.
(2) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/438.
(3) الخبر أخرجه أبو داود فى الصلاة: باب الدعاء: 2/78؛ وأخرجه الترمذى فى الدعوات: باب 105؛ صحيح الترمذى: 5/556؛ وابن ماجه فى الدعاء أيضًا: باب رفع اليدين فى الدعاء: 2/1271، وقوله: «ورواه بعضهم فلم يرفعه» تتمة كلام الترمذى.(3/530)
أنه سمع أبا عثمان يحدث بهذا عن سلمان الفارسى، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - بمثله. قال يزيد: سموه لى. قالوا: هو جعفر بن ميمون. قال عبد الله، قال أبى يعنى جعفر صاحب الأنماط (1) .
وكذا رواه أبو داود، والترمذى وابن ماجه، من حديث جعفر بن ميمون (2) .
_________
(1) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/438. وجعفر بن ميمون أبو على ويقال أبو العوام الأنماطى بياع الأنماط، روى عن عبد الرحمن بن أبى بكرة وأبى تميمة الهجيمى، وأبى عثمان النهدى وغيرهم، وعنه ابن أبى عروبة والسفيانان ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم. قال أحمد: ليس بقوى فى الحديث، وقال ابن معين: ليس بتراك، وقال فى موضع آخر: صالح الحديث. وقال مرة: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: صالح وابن شاهين فى الثقات. تهذيب التهذيب: 2/108.
(2) قد مر تخريج الأئمة الثلاثة للخبر.(3/531)
4398 - حدثنا يزيد، أنبأنا حماد بن سلمة، عن على بن زيد، عن أبى عثمان النهدى. قال: كنا مع سلمان تحت شجرةٍ، فأخذ غصنًا منها، فنفضه، فتساقط ورقه، فقال: ألا تسألنى عما صنعت؟ فقلنا: أخبرنا. فقال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى ظل شجرةٍ، فأخذ منها غصنًا، فنفضه فتساقط ورقه، فقال/: «ألا تسألونى عما صنعت؟» قلنا: أخبرنا يا رسول الله. قال: «إنَّ العَبْدَ المُسْلم إذَا قامَ إلى الصَّلاةِ تَحَاتَّتْ عَنْهُ خَطَايَاه كَما تَحاتُّ وَرَقُ هذِهِ الشَّجَرَةِ» تفرد به (1) .
4399 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن سليمان، عن أبى عثمان، عن سلمان، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ اللهَ خَلق مائةَ رَحْمَةٍ، فَمِنها رَحْمةٌ يَتَراحَمُ بِها الخلقُ فَبِها تَعْطِفُ الوُحوشُ عَلى أَوْلادِها وأَخَّرَ تسْعَةً وَتَسْعين إلَى يَوْمِ القِيَامَةِ» (2) .
_________
(1) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/438.
(2) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/439.(3/531)
4400 - رواه مسلم من حديث سليمان التيمى، وداود بن أبى هند، عن أبى عثمان، عن سلمان مرفوعًا (1) بمثله أو نحوه.
4401 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا على بن زيد، عن أبى عثمان النهدى، عن سلمان. قال: كاتبت أهلى على أن أغرس لهم خمسمائة فسيلةٍ، فإذا علقت فأنا حر. قال: فأتيت النبى - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له قال: «اغْرِسْ، وَاشْتَرِطْ لهم فإذا أَرَدْتَ أَنْ تَغْرِسَ فآذِنِّى» . قال: فآذنته قال: فجاء فجعل يغرس بيده إلا واحدة غرستها بيدى، فعلقن إلا الواحدة. تفرد به (2) .
(حديث آخر)
4402 - قال البزار: حدثنا العباس بن أبى طالب، حدثنا سنجاب بن الحارث، حدثنا حفص غياث، حدثنا أبو عثمان، عن سلمان، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثَلاثَةٌ لا يَدْخلونَ الجنَّةَ: الشيخُ الزَّانِى، والإِمامُ الكَذَّاب، والعائِل المزْهُو» (3) .
(حديث)
4403 - عن أبى عثمان، عن سلمان، قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الجراد فقال: «أَكْثر جُنُود اللهِ لا آكُله وَلا أُحَرِّمه» .
رواه أبو داود وابن ماجه من حديث أبى العوام الجزار زاد أبو داود:
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم فى التوبة: سمة رحمة الله تعالى وأنها تقلب غضبة: 5/596، 597.
(2) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/440.
(3) قال الهيثمى: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح غير العباس بن أبى طالب وهو ثقة. مجمع الزوائد: 6/255.(3/532)
وسليمان التيمى كلاهما عن أبى عثمان، قال أبو داود: ورواه المعتمر، عن أبيه، وحماد بن سلمة، عن أبى العوام الجزار لم يذكر سلمان (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود من طريقيه فى الأطعمة: باب فى أكل الجراد: 3/357، 358؛ وأخرجه ابن ماجه فى الصيد: باب صيد الحيتان والجراد: 2/1073.(3/533)
4404 - رواه الترمذى، وابن ماجه جميعًا، عن إسماعيل بن موسى، عن سيف بن هارون، عن سليمان التيمى، عن أبى عثمان، عن سلمان. قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن السمن والجبن والفراء فقال: «الحَلاَلُ ما أَحلَّ اللهُ فى كِتَابه، والحَرَامُ ما حَرَّمَ اللهُ فى كِتَابِه، وما سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ مِمَّا عَفَا عَنْهُ» .
قال الترمذى: ورواه سفيان، عن سليمان التيمى، عن أبى عثمان، عن سلمان قوله وهو أصح (1) .
(حديث آخر)
4405 - رواه البخارى فى الهجرة، عن الحسن بن عمر بن شقيق، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبى عثمان، عن سلمان: «أنه تداوله بضعة عشر من رب إلى/ رب» (2) . موقوف.
(حديث آخر)
4406 - رواه البخارى فى الهجرة أيضًا، عن الحسن بن مدرك،
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى اللباس: باب ما جاء فى لبس الفراء: 4/22؛ وعبارة الترمذى ذكرها المصنف ملخصًا لها، وللكلام بقية تفيد الدارس. وأخرجه ابن ماجه فى الأطعمة: باب أكل الجبن والسمن: 2/1117.
(2) الخبر أخرجه البخارى فى مناقب الأنصار: باب إسلام سلمان الفارسى - رضي الله عنه -: 7/277.(3/533)
عن يحيى بن حماد، عن أبى عوانة، عن عاصم، عن أبى عثمان، عن سلمان أنه قال: «فترة بين محمد وعيسى ستمائة سنةٍ» (1) موقوفًا أيضًا.
(حديث آخر)
_________
(1) المرجع السابق.(3/534)
4407 - رواه البخارى، عن محمد بن يوسف، عن الثورى، عن عوف، عن أبى عثمان، عن سلمان: أنه قال: «أنا من رام هرمز» موقوف (1) .
(حديث آخر)
4408 - عن أبى عثمان، عن سلمان أنه قال: «لا تكونن أول داخلٍ إلى السوق» . الحديث تقدم فى ترجمته عن أسامة بن زيد (2) .
(حديث آخر)
4409 - رواه الترمذى، من حديث يحيى بن الضريس، عن أبى مودود، واسمه فضة البصرى، عن سليمان التيمى، عن أبى عثمان، عن سلمان، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يَرُدُّ القَضَاءَ إلاَّ الدُّعاءُ وَلا يَزِيدُ فى الْعُمرِ إلاَّ البرُّ» وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن الضريس (3) .
(حديث آخر)
4410 - رواه النسائى، عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك،
_________
(1) المرجع السابق.
(2) لعل صحة العبارة فى ترجمة أسامة بن زيد، والخبر أخرجه مسلم فى الفضائل: من فضائل أم سلمة رضى الله عنها: 5/317.
(3) الحديث أخرجه الترمذى فى القدر: باب لا يرد القدر إلا الدعاء: 4/248.(3/534)
عن سليمان التيمى، عن أبى عثمان، عن سلمان: أنه قال: «إذا كان الرجل فى أرض فتوضأ، فإن لم يجد الماء يمم، فينادى بالصلاة، فيقيمها ثم يصليها إلا أم من جنود الله صفًا» .
قال عبد الله: وزادنى سفيان، عن داود، عن أبى عثمان، عن سلمان: «يَرْكَعُونَ بركوعِهِ وَيَسْجُدُون بِسُجُودِهِ ويُؤَمِّنُون على دُعَائِهِ» (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) الخبر أخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/32.(3/535)
4411 - رواه ابن ماجه فى التجارات، عن إبراهيم بن المستمر العروقى، عن أبيه، عن عيسى بن ميمون، عن عون العقيلى، عن أبى عثمان، عن سلمان، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. قال: «مَنْ غَدَا إِلى صَلاةِ الصُّبْحِ غَدَا بِرَايَةِ الإِيمَان، ومَنْ غَدَا إلى السُّوقِ غَدَا بِرَايَةِ إِبْليس» (1) .
(حديث آخر)
4412 - قال البزار، من حديث الحسن بن أبى جعفر، عن ثابت، عن أبى عثمان، عن سلمان: أن رجلاً دخل المسجد، والنبى - صلى الله عليه وسلم - قد صلى، فقال: «أَلا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذا فيُصَلّى مَعَهُ» (2) .
(حديث آخر)
4413 - قال البزار: حدثنا محمد بن المؤمل، حدثنا عمرو بن يحيى، حدثنا سهيل، عن عاصم، عن أبى عثمان، عن سلمان: أن
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى التجارات: باب الأسواق ودخولها: 2/751؛ وفى الزوائد: فى إسناده عيسى بن ميمون متفق على تضعيفه.
(2) قال الهيثمى: رواه البزار وفيه الحسين بن الحسن الأشقر وهو ضعيف جدًا، وقد وثقه ابن حبان. مجمع الزوائد: 2/45؛ وأخرجه الطبرانى عن البزار. المعجم الكبير: 6/312.(3/535)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما تَعُدُّون الشُّهداء فيكم؟» قالوا: القتل فى سبيل/ الله شهادة. قال: «والغَرَقُ، والحرق، والمرأة يَقتلها ولدها» (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) قال الهيثمى: رواه البزار. مجمع الزوائد: 5/301؛ وروى الطبرانى نحوه. المعجم الكبير: 6/303.(3/536)
4414 - عن أبى عثمان، عن سلمان مرفوعًا، رواه البزار، عن محمد بن حرب، عن إسحاق بن يوسف، عن الجريرى عنه به. «يقول الله إِذا تَقَرَّبَ عَبْدِى إِلىَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إليهِ بَاعًا، وَإذا تَقَرَّبَ إلىَّ ذِرَاعًا تَقَرّبتُ إِليْهِ بَاعًا، وَإذا أتَانى يَمْشِى أَتيتُه أُهَرْول» (1) .
عن أبى عثمان: أن سلمان كتب إلى أبى الدرداء: يا أخى عليك بالمسجد فالزمه، فإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «المَسْجِدُ بَيْتُ كلِّ تَقىّ» . رواه البزار، عن عبد الله بن معاوية، عن صالح، عن الجريرى عنه (2) .
(حديث آخر)
4415 - رواه البزار من طريق السرى بن يحيى، عن سليمان التيمى، عن أبى عثمان، عن سلمان بمثل حديث قتادة، عن عقبة، عن عبد الغافر، عن أبى سعيد، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَّ رَجُلاً لم يَعْمل خَيْرًا قط، فقالَ لبنيهِ إذا أنا مِتُّ فأَحْرِقونى» الحديث (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 6/312.
(2) الخبر أخرجه الطبرانى فى الكبير: 6/313؛ وقال الهيثمى: فيه صالح المرى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/22.
(3) حديث أبى سعيد أخرجه البخارى فى التوحيد: باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّه} : 13/466؛ قال الهيثمى: ورواه البزار فأحاله على حديث أبى سعيد الخدرى الذى فى الصحيح قال مثله ولم يسق متنه. مجمع الزوائد: 10/196. وأخرجه الطبرانى من حديث سلمان. المعجم الكبير: 6/306.(3/536)
(حديث آخر)(3/537)
4416 - قال البزار: حدثنا حميد بن الربيع، حدثنا على بن عاصم، حدثنا سليمان التيمى، عن أبى عثمان، عن سلمان، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «قالَ اللهُ تَعالى لابْن آدَم: يَا بْن آدَم. ثَلاثٌ: وَاحِدَةٌ لِى، وَوَاحِدَةٌ لَكَ، وَوَاحِدَةٌ بَيْنِى وَبَيْنَك، فأمَّا الّتِى لى فَتَعْبُدنى لا تُشرِك بِى شَيْئًا، وأمّا الّتى لَكَ فمَا عَمِلتَ مِنْ عَمَلٍ جَزَيْتُك بِهِ فَإِنْ أَعْقِرْه فأَنا الغَفُور الرَّحيم، وأمّا الّتى بَيْنى وَبَيْنك فمنك الدَّعاء والمسألة وعلىَّ الاسْتِجابة والعَطَاء» (1) .
(حديث آخر)
4417 - حدثنا البزار، حدثنا عبد الله بن إسحاق العطار، حدثنا خالد بن حمزة العطار، حدثنا عثمان [بن أبى غياث] . قال: حدثنا أبو عثمان، عن سلمان، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «يَجِىء الرّجُلُ من الحَسَناتِ يومَ القِيامَةَ ما يَظُنّ أنّه يَنْجُو بِها، فَلا يَزَالُ بِهِ مَنْ قَدْ ظَلَمَهُ، فيُؤخذ من حَسَناتِهِ حَتّى لا يَبْقى له حَسَنةٌ، ثمّ يَجِىء مَنْ قد ظلمه، فيؤخذ من سَيِّئات المَظلومُ فَتُوضَع على سَيِّئَاتِه» (2) .
(حديث آخر)
4418 - عن أبى عثمان، عن سلمان مرفوعًا: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم
_________
(1) قال الهيثمى: رواه البزار عن حميد بن الربيع، عن على بن عاصم، وكلاهما ضعيف وقد وثقا، وقال أيضًا: فى إسناده حميد بن الربيع وثقه غير واحد لكنه مدلس وفيه ضعف. مجمع الزوائد: 10/149، 1/51؛ والخبر أخرجه الطبرانى أيضًا. المعجم الكبير: 6/311.
(2) أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير: 6/316 عن البزار، وقال الهيثمى: رواه الطبرانى والبزار عن عبد الله بن إسحاق العطار، عن خالد بن حمزة ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 10/353.(3/537)
أشيمط زانٍ، وعائل مستكبر، ورجل جعل بضاعته لا يشترى إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه» . رواه الطبرانى عن محمد بن عبد الله الحضرمى، عن سعيد بن عمرو الأشعثى، عن حفص، عن غياثٍن عن عاصم الأحول عنه به (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/301؛ وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 4/78.(3/538)
4419 - قال الطبرانى: / حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبى، حدثنا هشام بن لاحق: أبو عثمان المدائنى سنة خمسٍ وثمانين ومائة، عن عاصم الأحول، عن أبى عثمان، عن سلمان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَهْلُ المَعْرُوفِ فى الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ المَعْرُوفِ فى الآخِرَة. وَأَهْلُ المُنْكَرِ فى الدّنيا أَهْلُ المُنْكَرِ فى الآخِرَةِ» (1) .
4420 - وبه قال: استأذنت الحمى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «مَنْ أنتِ؟» قالت: أنا الحمى أبرى اللحم وأمص الدم. قال: «اذْهَبِى إلى أَهْل قُبَاء فَأْتِهِمْ» فجاءوا وقد اصفرت وجوههم فقال: «ما شِئْتُم إِنْ شِئْتُم دَعَوْتُ الله فَدَفَعَها عَنْكُم، وإنْ شِئْتُم تركتموها فأَوْهَنَتْ بَقِيَّةَ ذُنوبكم» قالوا: فدعها (2) .
وبه قال: جاء رجل، فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال: «وعليك السلام ورحمة الله» ، ثم جاء آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، فقال: «وعليك السلام ورحمة الله وبركاته» ، [ثم جاء
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/301؛ وقال الهيثمى: فيه هشام بن لاحق تركه أحمد وقواه النسائى، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 7/273.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/302.(3/538)
آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وعليك» فقال الرجل: يا رسول الله أتاك فلان وفلان فحييتهما بأفضل مما حييتنى؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] : «إنّك لم تدع شَيْئًا فأردّ عليك أزيد منه، وقد قال الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} (1) . [فرددت عليك التحية] » (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) الآية 86 من سورة النساء.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/302؛ وكلام الهيثمى فيه كسابقه. مجمع الزوائد: 8/33؛ وما بين المعكوفات استكمال من المعجم.(3/539)
4421 - قال الطبرانى: حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا أبو معاوية، عن عاصم، عن أبى عثمان، عن سلمان قال: «تُعْطَى الشّمسُ يومَ القيامَةِ حَرّ عَشْر سَنِين، ثمّ تُدْنى مِنْ جَماجِمِ النّاس» وذكر الحديث فى استشفاع الناس برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذهابه، وسجوده بين يدى الله عز وجل وتشفيعه له قال: وذلك المقام المحمود (1) .
(حديث آخر)
4422 - قال الطبرانى: حدثنا إبراهيم بن بندار، حدثنا محمد [بن سهل] بن عسكر، عن محمد بن يوسف، عن الثورى، عن عاصم، عن أبى عثمان، عن سلمان، فذكر حديثًا فيه: «أَنَّ مَعَاد الطَّعام والشَّراب كمَعَادِالدُّنيا يقومُ أحدُكم إلى خَلْف بَيْتِه فَيُمسك على أَنْفه» (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/303؛ وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 10/372.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/304؛ وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 10/288.(3/539)
(حديث آخر)(3/540)
4423 - وروى من حديث أبى عبد الله البصرى، عن سليمان، عن أبى عثمان، عن سلمان، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «البَرَكَةُ فى ثَلاثَةٍ: فى الْجَماعَةِ، والثَّرِيد، والسَّحُور» (1) .
4424 - ومن حديث سهل بن زياد، عن سليمان، عن أبى عثمان، عن سلمان، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يمنعنَّ أحدَكُم نِدَاءُ بِلالٍ عَن سَحُورِه، فإِنَّه يُنَادى ليَرْجع قَائِمُكم الّذى فى الصّلاة، ويُوقظ نائِمُكم» (2) .
4425 - ومن حديث يزيد بن سفيان بن عبد الله بن رواحة، عن/ سليمان، عن أبى عثمان، عن سلمان مرفوعًا: «ذَنْبٌ لا يُغْفَرُ، وهو الشِّرْك، وذنبٌ لا يُتْرَك وهو ظُلم العِبَاد، وذَنْبٌ يُغْفَر وهُو ظُلم العَبْد لنفسِه، بينَهُ وبَيْنَ اللهِ عزّ وجلّ» (3) .
4426 - ومن حديث محمد بن الزبرقان، عن سليمان، عن أبى عثمان، عن سلمان مرفوعًا: «مَنْ أَكَلَ الطِّينَ فَقَدْ أَعانَ عَلى قَتْلِ نَفْسِهِ» (4) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/308؛ وقال الهيثمى: فيه أبو عبد الله البصرى. قال الذهبى: لا يعرف وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 3/151.
(2) المعجم الكبير للطبرانى: 6/310؛ وقال الهيثمى: فيه سهل بن زياد وثقه أبو حاتم وفيه كلام لا يضر. مجمع الزوائد: 3/153.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 6/310؛ واللفظ فيه بعض اختلاف لا يغير المعنى، وقال الهيثمى: فيه يزيد بن سفيان بن عبد الله بن رواحة وهو ضعيف. تكلم فيه ابن حبان وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 10/348.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 6/311؛ وقال الهيثمى: فيه يحيى بن يزيد الأهوازى، جهله الذهبى من قبل نفسه وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 5/45.(3/540)
4427 - ومن حديث سعيد بن زربى، عن ثابت، عن أبى عثمان، عن سلمان مرفوعًا: «مَنْ تَوَضَّأَ فى بَيْتِهِ، فأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثمّ أَتى المَسْجِدَ فَهُو زَائِر الله، وحَقّ على المزُورِ أَنْ يُكْرمَ الزَّائِرَ» .
وكذا رواه من طريق داود بن أبى هند، عن أبى عثمان (1) .
ومن حديث شداد (2) أبى طلحة، [عن الجريرى] ، عن أبى عثمان، عن سلمان، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: «ما رَفَعَ قومٌ أَيْديهم إلى اللهِ عزّ وجلّ يَسْأَلُونَه شَيْئًا إلاّ كانَ حَقًّا على اللهِ أَنْ يَضَعَ فى أَيْديهِم الّذى سَألُوا» (3) .
(حديث آخر)
4428 - قال الطبرانى: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا إبراهيم بن الحسن العلاف، حدثنا عبيس بن ميمون، عن عون بن أبى شداد، عن أبى عثمان، عن سلمان، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنّ الإِسْلامَ بَدَأَ غَرِيبًا، وسَيَعُودُ غَرِيبًا» (4) .
(أبو العلاء عنه)
4429 - قال الطبرانى: أظنه يزيد بن عبد الله بن الشخير (5) ، عن
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/311، 313 وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 2/31.
(2) فى الأصل: «بندار» وهو خلاف المرجع، وشداد بن سعيد أبو طلحة الراسبى يرجع إليه فى تهذيب التهذيب: 4/316.
(3) المعجم الكبير للطبرانى: 6/312؛ قال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 7/169.
(4) المعجم الكبير للطبرانى: 6/314؛ وقال الهيثمى: فيه عبيس بن ميمون وهو متروك. مجمع الزوائد: 7/279.
(5) يزيد بن عبد الله الشخير العامرى: أبو العلاء البصرى روى عن أبيه وأخيه مطرف وسمرة بن جندب وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم، وعنه سليمان التيمى وسعيد الجريرى وقتادة وغيرهم. تهذيب التهذيب: 11/341.(3/541)
سلمان مرفوعًا: «عَلَيْكُم بِقِيام اللَّيل، فإنَّه دَأْبُ الصَّالِحين قَبْلَكم ومقربة لَكُم إلى ربّكم ومَكْفرةٌ للسيِّئاتِ ومَنْهاة عن الإِثْم، ومَطْرَدة الدّاء عن الجَسَدِ» . رواه الطبرانى، عن هاشم بن مرثد، عن صفوان بن صالح، عن عبد الرحمن [بن سليمان] بن أبى الجون، عن الأعمش عنه به (1) .
(أبو عمرو البصرى عنه)
مرفوعًا: «الأَرْوَاح جُنود مُجَنّدة، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» .
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/317، وما بين معكوفين استكمال منه؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الرحمن بن سليمان بن أبى الجون، وثقه دحيم وابن حبان وابن عدى وضعفه أبو داود وأبو حاتم. مجمع الزوائد: 2/251.(3/542)
4430 - رواه الطبرانى عن على بن عبد العزيز، عن محمد بن عمار الموصلى، عن عيسى بن يونس، [عن محمد بن عبد الله بن علاثة] ، عن الحجاج بن القرافصة عنه به (1) .
(أبو قرة الكندى عنه)
4431 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إسرائيل، حدثنا أبو إسحاق، عن أبى قرة الكندى، عن سلمان الفارسى. قال: كنت من أبناء أساورة فارس، فذكر الحديث. قال: فانطلقت ترفعنى أرض، وتخفضنى أخرى، حتى مررت على قوم من الأعراب، فاستعبدونى، فباعونى، حتى اشترتنى امرأة، فسمعتهم يذكرون النبى - صلى الله عليه وسلم - / وكان العيش عزيزًا،
_________
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 6/323؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى بأسانيد ضعيفة. مجمع الزوائد: 10/273.(3/542)
[فقلت لها هبى لى يومًان فقالت: نعم، فانطلقت فاحتطبت حطبًا، فبعته، فصنعت طعامًا، فأتيت النبى - صلى الله عليه وسلم - فوضعته بين يديه، فقال: ما هذا؟ قلت: صدقة. فقال] لأصحابه: كلوا» ، ولم يأكل، قلت: هذه [من علاماته] (1) ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث، فقلت لمولاتى: هبى لى يومًا. قالت: نعم، فانطلقت، فاختطبت حطبًا، فبعته بأكثر من ذلك، فصنعت طعامًا، فأتيته به، وهو جالس بين أصحابه، فوضعته بين يديه، فقال: «ما هذا؟» قلت: هدية، فوضع يده وقال لأصحابه: «خذوا بسم الله» . وقمت خلفه فوضع رداءه، فإذا خاتم النبوة، فقلت: أشهد أنك رسول الله، فقال: «وما ذاك» فحدثته عن الرجل، فقلت: أيدخل الجنة يا رسول الله، فإنه حدثنى أنك نبى، فقال: «لَنْ يَدْخُل الجنَّةَ إلاّ نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ» فقلت: يا رسول الله إنه أخبرنى أنك نبى أيدخل الجنة؟ فقال: «لَنْ يَدْخُل الجنَّةَ إلاّ نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ» (2) تفرد به.
(أبو مسلم: مولى زيد بن صوحان عنه)
_________
(1) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/438؛ وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/439.(3/543)
4432 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا داود ـ يعنى ابن أبى الفرات ـ، حدثنا محمد بن زيد، عن أبى شريح، عن أبى مسلم: مولى زيد بن صوخان العبدى. قال: كنت مع سلمان الفارسى، فرأى رجلاً قد أحدث، وهو يريد أن ينزع خفيه، فأمره سلمان أن يمسح على خفيه، وعلى عمامته، ويمسح بناصيته وقال سلمان: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح على خفيه، وعلى خماره» .
4433 - رواه ابن ماجه، عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن(3/543)
يونس بن محمد المؤدب، عن داود بن أبى الفرات به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الطهارة: باب ما جاء فى المسح على العمامة: 1/186.(3/544)
4434 - حدثنا عبد الرحمن المقرى وعفان قالا: حدثنا داود بن أبى الفرات، عن محمد بن زيد، عن أبى شريح، عن أبى مسلم: مولى زيد بن صوحان العبدى. قال: كنت مع سلمان الفارسى، فرأى رجلاً قد أحدث، وهو يريد أن ينزع خفيه للوضوء، فأمره سلمان أن يمسح على خفيه، وعلى عمامته، وأن يمسح بناصيته، وقال سلمان: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح على خفيه، وعلى خماره» (1) . رواه ابن ماجه، عن أبى بكر، عن يونس، عن داود به (2) .
(أبو هريرة عنه)
4435 - قال البزار: حدثنا أحمد بن [يحيى الصوفى] (3) ، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا حميد: مولى آل علقمة، عن عطاء، عن أبى هريرة، عن سلمان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ/ قال: اللَّهُمّ إنّى أشهدك وأُشْهد ملائكتك وحملةَ عَرْشِكَ، وأُشْهَد مَنْ فى السَّمَوات [والأَرض] بأنّك أنتَ اللهَ لا إله إلاّ أنتَ وَحْدَك لا شَرِيكَ لَكَ، وأَشْهد أَنَّ مُحَمّدًا عَبْدُك ورسولُك، مَنْ قالَها مرّة أَعْتَق ثُلثه من النَّارِ، ومَنْ قَالَها مرَّتين أَعْتَقَ ثُلثيه مِنَ النَّارِ، ومَنْ قالَها ثَلاثًا أَعْتق كلّه من النَّار» (4) .
_________
(1) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/440.
(2) سبق تخريجه فى الحديث السابق.
(3) بياض بالأصل وما أثبتناه من المعجم الكبير.
(4) الخبر أخرجه الطبرانى من طريقين. المعجم الكبير: 6/270؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى بإسنادين فى أحدهما أحمد بن إسحق الصوفى ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 10/87.(3/544)
(أبو الوقاص عنه)(3/545)
4436 - قال: حدثنى سلمان. قال: دخل أبو بكر وعمر، رضى الله عنهما، على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «مِنْ خِلالِ الْمُنَافِق إِذَا حدّثَ كَذَب، وَإذا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإذا ائْتُمِنَ خَانَ» ، قال: فخرجا من عنده وهما ثقيلان، فلقيتهما، فقال: ما شأنكما؟ فذكر له ذلك، فقال: هلا سألتماه عن معناه؟ فقال: رهبنا، فدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر له ما ذكراه، فقال: «قد حدثتهما ولم أضعه على الوضع الذى وضعاه. المنافق إذا حدث، وهو يحدث نفسه أنه يكذب، وإذا وعد وهو يحدث نفسه أنه يخلف، وإذا ائتمن وهو يحدث نفسه وهو يخون» .
4437 - رواه البزار عن يوسف بن موسى، عن مهران بن أبى عمر، عن على بن عبد الأعلى، عن أبى النعمان عنه به (1) .
(ابن أبى زكريا الخزاعى، وقيل أبو زكريا كما تقدم
وقيل عبد الله بن أبى زكريا (2)
كما يأتى لعله فى ترجمة رجل عنه)
4438 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا ابن أبى جعفر، عن أبان بن صالح، عن ابن أبى زكريا الخزاعى، عن سلمان الخير: أنه سمعه يحدث شرحبيل بن السمط، وهو مرابط على
_________
(1) الخبر أخرجه الطبرانى من هذا الطريق. المعجم الكبير: 6/331؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير وفيه أبو النعمان عن أبى الوقاص وكلاهما مجهول. قاله الترمذى، وبقية رجاله موثقون. مجمع الزوائد: 1/108.
(2) عبد الله بن أبى زكريا الخزاعى أبو يحيى الشامى، واسم أبى زكريا إياس بن يزيد وقيل زيد بن إياس وكان من فقهاء أهل دمشق من أقران مكحول. روى عن أم الدرداء ورجاء بن حيوة، وأرسل عن أبى الدرداء وعبادة وسلمان ومعاوية. تهذيب التهذيب: 5/218. وحديث أبى زكريا مر ص526.(3/545)
الساحل يقول سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ رَابَط يومًا أَوْ لَيْلَةً كانَ لَهُ كَصِيَام شَهْرٍ للقَاعِد، ومَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فى سَبِيلِ اللهِ أَجْرَى اللهُ لَهُ أَجْرَهُ والّذى كانَ يَعْمَلُ أَجْر صَلاتِهِ وصِيَامِهِ وَنَفَقِتهِ وَوُقِىَ من فَتّانِ القَبْرِ، وأَمِنَ مِن الفَزَعِ الأكبر» تفرد به (1) . من ذلك الوجه وقد تقدم مثله فى ترجمة محمد بن المنكدر عن سلمان (2) .
(رجل من عبد القيس عنه)
_________
(1) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/440.
(2) تقدم حديث محمد بن المنكدر ص522.(3/546)
4439 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، قال: حدثنى يزيد بن أبى حبيب، عن رجل من بنى عبد القيس، عن سلمان، قال: لما قلت وأين/ تقع هذه من الذى على يا رسول الله أخذها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلبها على لسانه، ثم قال: «خُذْها فَأَوْفهم مِنْها» . فأخذتها، فأوفيتهم منها حقهم كله أربعين أوقية. تفرد به (1) .
(رجل من بنى عبد قيس عنه)
4440 - قال أبو يعلى: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبى البخترى، عن رجل من بنى عبد قيس. قال: كنت مع سلمان، فمررنا بدجلة، فقال: يا أخا بنى قيس انزل فاشرب، فنزل فشرب، ثم قال: انزل فاشرب، فنزل فشرب، ثم قال: يا أخا بنى قيس ما نقص شرابك من دجلة؟ قلت: ما أعنى أن ينقصى شرابى من دجلة. قال: كذلك العلم لا يفنى فعلمك بما ينفعك. قال ثم ذكر كنوز كسرى، قال: إن الذى أعطاكموه وخولكموه
_________
(1) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/444.(3/546)
وفتحه لكم ليمسك خزائنه، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - حى، وقد كانوا يصبحون وما عندهم دينار، ولا درهم، ولا مد من طعام ففيم ذاك يا أخا بنى قيس، فقال: إن الذى أعطاكموه وخولكموه لممسك خزائنه، ومحمد حى، وقد كانوا يصبحون وما عندهم دينار ولا درهم، ولا مد من طعامٍ ففيم ذاك يا أخا بنى قيس.
(رجل عنه)(3/547)
4441 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا ابن ثابت ابن ثوبان قال: حدثنى حسان ابن عطية، عن عبد الله بن أبى زكريا، عن رجل، عن سلمان، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: رباط يوم وليلةٍ أفضل من صيام شهرٍ وقيامه صائمًا لا يفطر، وقائمًا لا يفتر وإن مات مرابطًا جرى عليه كصالح عمله حتى يبعث ووقى عذاب القبر» (1) .
4442 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا ابن ثوبان، قال: حدثنى من سمع خالد بن معدان يحدث، عن شرحبيل بن السمط، عن سلمان مثل ذلك (2) .
وقد رواه مسلم والنسائى من حديث الليث عن أيوب بن موسى، عن مكحول. ورواه مسلم والنسائى أيضًا من حديث ابن وهب، عن عبد الرحمن بن شريح، عن عبد الكريم بن الحارث، عن أبى عبيدة بن عقبة، كلاهما عن شرحبيل ابن السمط، عن سلمان به (3) .
_________
(1) () من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/441.
(2) المرجع السابق.
(3) الخبر أخرجه مسلم فى الإمارة من طريقيه: باب فضل الرباط فى سبيل الله عز وجل: 4/578؛ وأخرجه النسائى فى الجهاد: فضل الرباط، المجتبى: 6/33.(3/547)
(آل أبى قرة عنه)(3/548)
4443 - حدثنا يحيى بن زكريا، حدثنى أبى، عن ابن إسحاق، عن آل أبى قرة، عن سلمان. قال: كنت قد استأذنت مولاتى/ فى ذلك فطيبت لى، فاحتطبت حطبنًا، فبعته فاشتريت ذلك الطعام (1) ، تفرد به.
694- (سلمان بن عامر) (2)
ابن أوس بن حجر بن عمرو بن الحارث بن تيم بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر الضبى، نزل البصرة، ومات بها. قال مسلم بن الحجاج: ليس فى الصحابة ضبى غيره - رضي الله عنه -.
(محمد بن سيرين عنه)
4444 - حدثنا هشيم، حدثنا يونس، عن ابن سيرين، عن سلمان بن عامر. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دمًا وأميطوا عنه الأذى» (3) .
4445 - حدثنا عفان، حدثنا حماد ـ يعنى ابن سلمة ـ، حدثنا أيوب وحبيب ويونس وقتادة، عن محمد بن سيرين، عن سلمان بن عامر الضبى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «فى الغُلاَم عَقِيقتُه فأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى» (4) .
_________
(1) من حديث سلمان الفارسى فى المسند: 5/439.
(2) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/416؛ والإصابة، والاستيعاب: 2/62؛ والتاريخ الكبير: 4/136؛ وثقات ابن حبان: 3/158.
(3) من حديث سلمان بن عامر الفارسى فى المسند: 4/18.
(4) المصدر السابق.(3/548)
4446 - حدثنا يونس، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن سلمان بن عامر، رفعه إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «فى الغُلاَم عَقِيقَةٌ فأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى» (1) .
4447 - حدثنا يونس، حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، وقتادة، عن محمد ابن سيرين، عن سلمان بن عامر الضبى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مع الغُلاَم عَقِيقتُه فأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا وأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى» (2) .
رواه البخارى فى العقيقة، عن أبى النعمان، عن حماد بن زيد، وعلقه عن أصبغ، عن ابن وهب، عن جرير بن حازم، كلاهما: عن أيوب، وعلقمة، عن حماد ابن سلمة، عن أيوب، وقتادة، وحبيب بن الشهيد كلهم، عن محمد بن سيرين. وقفه حماد بن زيد، ورفعه الآخرون. قال: ورواه يزيد بن إبراهيم، عن محمد بن سيرين، عن سلمان قوله. قال: وقال غير واحد: عن عاصم، وهشام، عن حفصة عن الرباب، عن سلمان، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - (3) . وقد رواه أبو داود والترمذى، عن الحسن بن على، عن عبد الرزاق، عن هشام بن حسان به. ورواه الترمذى أيضًا عن الحسن بن على، عن عبد الرزاق، عن سفيان عن عاصم به. وقال: صحيح (4) .
4448 - ورواه النسائى من حديث سفيان بن عيينة، ورواه
_________
(1) المصدر السابق.
(2) المصدر السابق.
(3) () الخبر أخرجه البخارى من هذه الطرق فى العقيقة: باب إماطة الأذى عن الصبى فى العقيقة: 9/590؛ وفى الخبر المروى عن أصبغ، عن حبيب بن أبى الشهيد قال: «أمرنى ابن سيرين أن أسأل الحسن: ممن سمع حديث العقيقة، فسألته فقال: من سمرة بن جندب» .
(4) الخبر أخرجه أبو داود فى الضحايا: باب فى العقيقة: 3/106؛ وأخرجه الترمذى من طريقين فى الأضاحى: باب الأذان فى أذن المولود: 4/97.(3/549)
النسائى أيضًا، عن محمد بن المثنى، عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن أيوب وقتادة وحديث ابن الشهيد، ويونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين (1) .
_________
(1) السنن الكبرى للنسائى كما فى تحفة الأشراف: 4/24.(3/550)
4449 - ورواه ابن ماجه من حديث هشام عنه (1) .
4450 - حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن ابن عون، وسعيد، عن محمد بن سيرين، عن سلمان بن عامر، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَعَ الغُلاَم عَقِيقتُه فأَرِيقُوا عَنْهُ الدم، وأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى» . قال: وكان ابن سيرين يقول إن لم تكن إماطة الأذى حلق الرأس فلا أدرى ما هو؟ (2) /
4451 - حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن ابن سيرين، عن سلمان بن عامر الضبى: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَعَ الغُلام عقيقُته فأَهريقُوا عَنْهُ الدَّمَ وأَميطُوا عَنْهُ الأَذَى» .
(حفصة بن سيرين عنه)
4452 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام، حدثتنى حفصة، عن سلمان بن عامر، قال: سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَعَ الغُلاَمِ عَقيقُته فأَهرِيقُوا عَنْهُ دَماً وأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى» ، وقال: وسمعته يقول: «صَدَقتك عَلَى المِسْكين صَدَقَةٌ وهى عَلى ذِى الرَّحم ثِنْتَان: صَدقةٌ وصلة» (3) .
4453 - رواه البخارى، والأربعة فى فضل العقيقة من حديث
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الذبائح: باب العقيقة: 2/1056.
(2) من حديث سلمان بن عامر فى المسند: 4/18.
(3) المصدر السابق.(3/550)
هشام، وهو ابن حسان، عن حفصة، عن الرباب، عن سلمان، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - (1) .
_________
(1) سبق تخريج الخبر عند البخارى والترمذى وأبى داود والنسائى وابن ماجه.(3/551)
4454 - حدثنا محمد بن جعفر وابن نمير، قال: أنبأنا هشام، عن حفصة بنت سيرين، عن سلمان بن عامر الضبى: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - ـ قال ابن نمير إنه سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول:: «معَ الغُلاَمِ عقيقُته فأَهْريقُوا عَنْهُ الدّم، وأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى» (1) .
4455 - حدثنا يزيد، أنبأنا هشام، عن حفصة، عن سلمان بن عامر. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الصَّدَقَةُ عَلى المِسكين صَدَقَةٌ وَعَلى ذِى الرَّحِمِ اثْنَتَان: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ» (2) .
4456 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عاصم، عن حفصة، عن سلمان، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ وَجَدَ تَمْراً فَلْيُفْطِر عَلَيه، فإِنْ لم يَجِدْ تَمْراً فَلْيُفْطِر عَلى الماءِ، فإِنَّ الماءَ طهورٌ» (3) .
وقد علقه الترمذى، عن شعبة به قال: والصحيح: حفصة، عن الرباب، عن سلمان (4) .
(الرباب الضبية عنه)
4457 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا هشام، عن حفصة، عن الرباب الضبية، عن سلمان بن عامر الضبى أنه قال: «إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على الماء، فإن الماء طهور» ، قال
_________
(1) من حديث سلمان بن عامر فى المسند: 4/17.
(2) من حديث سلمان بن عامر فى المسند: 4/18.
(3) المصدر السابق.
(4) الخبر أخرجه الترمذى فى الصوم: باب ما جاء ما يستحب عليه الإفطار: 3/69.(3/551)
هشام، وحدثنى عاصم الأحول أن حفصة رفعته إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - (1) .
_________
(1) من حديث سلمان بن عامر فى المسند: 4/17.(3/552)
4458 - حدثنا محمد بن أبى عدى، عن ابن عون، عن حفصة بنت سيرين، عن أم الرائح ابنة صليع، عن سلمان بن عامر الضبى: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «الصَّدقةُ عَلى المِسكينِ صَدَقَةٌ وإنَّها عَلى ذِى الرحم اثنتان إنّها صَدقةٌ وصِلَةٌ» (1) .
4459 - حدثنا سفيان بن عيينة، عن عاصم، عن حفصة، عن الرباب، عن سلمان بن عامر الضبى، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - / قال: «لِيُفْطِرْ ـ يَعْنى أحدَكُم ـ عَلى تَمْرٍ، فإِنْ لَمْ يَجدْ فَلْيُفْطِر على الماء فإِنَّه طهورٌ، وَمَعَ الغُلام عَقِيقته فأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى، وأَرِيقُوا عَنْهُ دَماً والصَّدقة عَلى ذِى القُرْبَى ثِنْتان صَدَقَةٌ وَصِلةٌ» (2) .
4460 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن حفصة، عن الرباب: أم الرائح ابنة صليع، عن سلمان بن عامر الضبى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا أَفْطَرَ أحدُكُم فَلْيُفْطِر عَلى تَمْرٍ فإنْ لَمْ يَجِد فَلْيُفْطِر على ماءٍ فإنّه طَهور» (3) .
4461 - رواه الأربعة من حديث حفصة، عن أم الرائح الرباب بنت صليع، عن عمها سلمان بن عامر الضبى به (4) .
_________
(1) من حديث سلمان بن عامر فى المسند: 4/18.
(2) من حديث سلمان بن عامر فى المسند: 4/17.
(3) المصدر السابق.
(4) الخبر أخرجوه فى الصوم: أبو داود فى: باب ما يفطر عليه: 2/305؛ والترمذى فى: باب ما جاء ما يستحب عليه الإفطار: 3/69؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/25؛ وابن ماجه: باب ما جاء على ما يستحب الفطر: 1/542.(3/552)
4462 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا عاصم، عن حفصة، عن الرباب، عن سلمان بن عامر الضبى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذا أَفْطَرَ أحدُكُم فَلْيُفْطِر عَلى تَمْرٍ، فإنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِر عَلى ماءٍ فإنّه طَهور» (1) .
4463 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا هشام، عن حفصة بنت سيرين، عن الرباب، عن سلمان بن عامر. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُم فَلْيُفْطِرْ عَلى تَمْرٍ، فإنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ بِمَاءٍ فإنَّ الماءَ طَهُور» .
وقال: «مَعَ الغُلاَم عَقِيقَتُهُ فأَهْريِقُوا عَنْهُ دَماً، وأَميطُوا عَنْهُ الأَذَى» . وقالَ: «الصَّدَقَةُ عَلى المِسْكين صَدَقَةٌ وهى على ذى الرَّحم اثنتان: صَدَقَةٌ وَصِلةٌ» (2) .
4464 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا عاصم، عن حفصة، عن الرباب، عن سلمان بن عامر الضبى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذَا أَفْطَرَ أحدُكُم فَلْيُفْطِرْ عَلى تَمْرٍ، فإِنْ لَمْ يَجِدْ تَمْراً فَلْيُفْطِرْ عَلى ماءٍ فإنّه لَهُ طهور» (3) .
4465 - حدثنا وكيع، حدثنا ابن عون، عن حفصة بنت سيرين، عن الرباب: أم الرائح بنت صليع، عن سلمان بن عامر الضبى. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الصَّدَقة على المِسْكين صَدقةٌ وهى عَلى ذِى القُربى اثْنتان صَدَقةٌ وَصِلةٌ» (4) .
_________
(1) من حديث سلمان بن عامر فى المسند: 4/18.
(2) المصدر السابق.
(3) المصدر السابق.
(4) من حديث سلمان بن عامر فى المسند: 4/17.(3/553)
* (سلمان بن الأكوع: يأتى فى الأبناء)
انتهى
الجزء الرابع والعشرون من «تجزئة المصنف»
ويليه الجزء الخامس والعشرون
(سلمة بن الأكوع)
بإذن الله(3/554)
الجُزء الخامس والعشرون(3/555)
695- (سلمة بن الأكوع) (1)
قال يزيد بن أبى هند: كان يتوضأ بالماء المسخن، وكان إذا فرغ من وضوئه يذيب المسك فى يده، ثم يمسح به لحيته، وهو سلمة بن عمرو الأكوع، واسم الأكوع سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن مالك سلامان بن أسلم الأسلمى: أبو إياس، ويقال أبو عامر، وأبو مسلم، وكان شجاعاً رامياً، وبطلاً فارساً وراجلاً، وكان ممن بايع يوم الحديبية وبايع مرتين بل ثلاثاً على أن لا يفر، وفى رواية: على الموت، وكان يسكن المدينة ثم الربذة (2) ، ثم عاد إلى المدينة، ومات بها سنة أربع وستين وقيل وسبعين، وهو الصحيح عن ثمانين سنة، حديثه فى رابع المكيين ورابع عشر الأنصار.
(ابنة إياس عنه)
4466 - حدثنا وكيع، حدثنا أبو عميس، عن إياس بن سلمة، عن أبيه. قال: «بارزت رجلاً فقتلته، فنفلنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلبة» (3) .
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/423؛ والإصابة: 2/66؛ والاستيعاب: 2/87؛ والتاريخ الكبير: 4/69؛ وثقات ابن حبان: 3/162؛ والطبقات الكبرى: 4/38.
(2) الربذة: من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من قديد تريد مكة. معجم البلدان: 3/24.
(3) من حديث سلمة ابن الاكوع فى المسند: 4/45.(3/555)
رواه ابن ماجه، عن على بن محمد، عن وكيع، عن أبى العميس، وعكرمة بن عمار كلاهما عن إياس به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الجهاد: باب المبارزة والسلب: 2/946؛ وفى الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات.(3/556)
4467 - حدثنا وكيع، حدثنا عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً (1) يأكل بشماله، فقال: «كل بيمينك» ، فقال: لا أستطيع، فقال: «لا استطعت» ، قال: فما رجعت إليه (2) .
رواه مسلم فى الأشربة، عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن زيد بن الحباب، عن عكرمة بن عمار به (3) .
4468 - حدثنا وكيع، حدثنا عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه. قال: قتلت رجلاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَتَلَ هَذا؟» قالوا: ابن الأكوع، قال: «له سلبة» (4) .
4469 - رواه أبو داود عن الحسن بن على، عن أبى نعيم. ورواه البخارى عن أبى نعيم، عن أبى عميس، ورواه النسائى من حديث أبى العميس، وعكرمة بن عمار، ثلاثتهم عن إياس به (5) .
_________
(1) هذا الرجل هو بسر الأشجعى كما صرحت به بعض الروايات عن سلمة ص557. تراجع ترجمته فى أسد الغابة: 1/215.
(2) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/45.
(3) الخبر أخرجه مسلم فى الأشربة: باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما: 4/704.
(4) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/46.
(5) الخبر أخرجه أبو داود فى الجهاد: باب فى الجاسوس المستأمن: 3/48؛ والبخارى فى الجهاد أيضاً: باب الحربى إذا دخل دار الإسلام بغير أمان 6/168؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/37.(3/556)
4470 - حدثنا وكيع، حدثنا عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه قال: «كان للنبى - صلى الله عليه وسلم - غلام يسمى رباحاً» تفرد به (1) .
4471 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا يعلى بن الحارث، قال: سمعت إياس بن سلمة بن الأكوع يحدث، عن أبيه. قال: «كنا نصلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجمعة، ثم نرجع، فلا نجد للحيطان فيئاً يستظل فيه» (2) .
رواه الجماعة إلا الترمذى من طرق عن يعلى بن الحارث به (3) . /
4472 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا عكرمة بن عمار، عن إياس ابن سلمة، عن أبيه. قال: «بيتنا هوازن مع أبى بكر الصديق، وكان أمره علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (4) .
4473 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه. قال: «كان شعارنا ليلة بيتنا فيها هوازن مع أبى بكر الصديق ـ أمره علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أمتْ أمتْ، وقتلت بيدى ليلتئذ سبعة أهل أبيات» (5) .
4474 - حدثنا بهز، حدثنا عكرمة بن عمار اليمامى، حدثنا إياس بن سلمة ابن الأكوع: أن أباه حدثه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لرجل يقال له بسر بن راعى العير أبصره يأكل بشماله فقال: «كل
_________
(1) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/46.
(2) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/46.
(3) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى، والباقى فى الصلاة: البخارى: باب غزوة الحديبية: 7/449؛ ومسلم فى: باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس: 2/512؛ وأبو داود: باب فى وقت الجمعة: 1/284؛ والنسائى فى الباب: 3/81؛ وابن ماجه: 1/350.
(4) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/46.
(5) المصدر السابق.(3/557)
بيمينك» ، فقال: لا أستطيع، فقال: «لا استطعت» ، قال: فما وصلت يمينه إلى فيه بعد. وقال أبو النضر فى حديثه: ابن راعى العير من أشبع (1) .
_________
(1) المصدر السابق.(3/558)
4475 - حدثنا بهز، حدثنا عكرمة ـ يعنى ابن عمار ـ، عن إياس بن سلمة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سَلَّ عَلَيْنَا السَّيْفَ فَلَيْس مِنّا» (1) . رواه مسلم، عن أبى بكر بن أبى شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، عن مصعب بن المقدام، عن عكرمة بن عمار به (2) .
4476 - حدثنا بهز، عن عكرمة بن عمار، حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع. قال: حدثنى أبى قال: كنت قاعداً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعطس رجل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَرحَمك اللهُ» ، ثم عطس أخرى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الرجُلُ مَزْكُوم» (3) . رواه مسلم، والأربعة من حديث عكرمة بن عمار (4) .
4477 - حدثنا بهز، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إياس بن
_________
(1) المصدر السابق.
(2) الخبر أخرجه مسلم فى الإيمان: باب قول النبى - صلى الله عليه وسلم - من حمل علينا السلاح فليس منا: 1/298.
(3) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/46.
(4) الخبر أخرجه مسلم فى الزهد: باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب: 5/840؛ وأبو داود فى الأدب: باب كم مرة يشمت العاطس: 4/308؛ وفى مثل هذا الباب أخرجه الترمذى: 5/84؛ وفيه: «ثم عطس الثانية والثالثة» ، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وعنده أيضاً: «قال له فى الثالثة» ثم قال: هذا أصح من حديث ابن المبارك وأخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/37؛ وأخرجه ابن ماجه فى الأدب: باب تشميت العاطس: 2/1223؛ ولفظه: «يشمت العاطس ثلاثاً فما زاد فهو مزكوم» .(3/558)
سلمة، حدثنى أبى. قال: خرجنا مع أبى بكر بن أبى قحافة، وأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علينا، فقال: غَزَوْنا فَزَارَة فلمَّا دَنَوْنا مِنْ المْاءِ، أَمَرنَا أَبو بَكر فَعَرَّسْنا (1) ، قال: فلما صلينا الصبح أمرنا أبو بكر فشننا الغارة، فقتلنا على الماء من قتلنا، قال سلمة: ثم نظرت إلى عنق (2) من الناس فيه الذرية والنساء نحو الجبل، وأنا أعدو فى آثارهم، فخشيت أن يسبقونى إلى الجبل، فرميت بسهمٍ، فوقع بينهم وبين الجبل، قال: فجئت بهم أسوقهم إلى أبى بكر، حتى أتيته إلى الماء، وفيهم امرأةٌ من فزارة عليها قشع (3) من أدم، ومعها ابنة لها من أحسن العرب، قال فنفلنى أبو بكر بنتها، قال: فما هتكت ثوباً حتى قدمت المدينة، ثم بت فلم أكشف لها ثوباً، قال: فلقينى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى السوق، فقال لى: «يا سَلَمةُ هَبْ لِى المرأة» ، قال فقلت: يا رسول الله والله إنها أعجبتنى وما كشفت لها ثوباً، قال: فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتركنى حتى إذا كان من الغد/ فلقينى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى السوق فقال: «يا سَلَمةُ هَبْ لِى المرأةَ للهِ أَبُوك» ، فقال: قلت: يا رسول الله والله أعجبتنى ما كشفت لها ثوباً، وهى لك يا رسول الله، فبعث بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل مكة، وفى أيديهم أسارى من المسلمين ففداهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتلك المرأة (4) .
رواه مسلم، وأبو داود، والنسائى، وابن ماجه، من حديث عكرمة بن عمار (5) .
_________
(1) التعريس: نزول المسافر آخر الليل. النهاية: 3/80.
(2) عنق من الناس: جماعة منهم. النهاية: 3/134،
(3) القشع: الفرو الخلق. النهاية: 3/255.
(4) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/46.
(5) الخبر أخرجه مسلم فى الجهاد والسير: التنفيل وفداء المسلمين بالأسارى: 4/359؛ وأخرجه أبو داود فى الجهاد: باب الرخصة فى المدركين يفرق بينهم: 3/64؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/38؛ وابن ماجه فى الجهاد: باب فداء الأسارى: 2/949.(3/559)
4478 - حدثنا قران بن تمام، عن عكرمة اليمامى، عن إياس بن سلمة، عن أبيه. قال: «خرجت مع أبى بكر فى غزاة هوازن فنفلنى جارية فاستوهبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبعث بها إلى مكة، ففدى بها أناساً من المسلمين» (1) .
4479 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا عمر بن راشد اليمامى، حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَسْلَمُ سَالَمَها اللهُ، وغِفَار غَفَرَ اللهُ لَهَا، أَما والله، مَا أَنا قُلْتُه ولكن الله قالهُ» (2) تفرد به.
4480 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا عكرمة، حدثنا إياس، حدثنى أبى. قال: قدمنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحديبية، ونحن أربع عشرة مائة، وعليها خمسون شاة لا ترويها، فقعد الله - صلى الله عليه وسلم - على حيالها، فإما دعا وإما بسق (3) ، فجاشت فسقينا، واستقينا. قال: ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا بالبيعة فى أصل الشجرة، فبايعه أول الناس، وبايع، وبايع، حتى إذا كان فى وسط من الناس. قال: «يا سلمة بايعنى» . قال: قد بايعتك فى أول الناس يا رسول الله، قال: «وأيضاً» فبايع، ورآنى عزلاً (4) فأعطانى جحفة أو درقة (5) ، ثم بايع وبايع، حتى إذا كان فى آخر الناس. قال: «ألا تبايعنى» قال: قلت: يا رسول الله الله قد بايعتك أول
_________
(1) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/47.
(2) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/47.
(3) بسق: لغة فى بزق وبصق. النهاية: 1/79.
(4) فرآنى عزلاً أى ليس معى سلاح، والجمع أعزال كجنب وأجناب. النهاية: 3/93.
(5) الدرقة: هى الجحفة وهى ترس من جلود ليس فيه خشب ولا عقب. اللسان: 2/1263.(3/560)
الناس وأوسطهم وآخرهم، قال: «وأيضاً فبايع» ، فبايعته ثم قال: «أين درقتك أو جحفتك التى أعطيتك» ، قال: قلت: يا رسول الله لقينى عمى عامر عزلاً، فأعطيته إياها، قال: فقال: «إنك كالذى قال اللهم ابغنى حبيبا هو أحب إلى من نفسى» ، وضحك ثم إن المشركين راسلونا الصلح، حتى مشى بعضنا إلى بعض. قال: وكنت تبيعا لطلحة بن عبيد الله أحس (1) فرسه، وأسقيه، وآكل من طعامه، وتركت أهلى ومالى مهاجراً إلى الله ورسوله، فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة، واختلط بعضنا ببعض أتيت الشجرة فكسحت شوكها، وانبطحت فى ظلها، فأتانى أربعة من أهل مكة، فجعلوا وهم مشركون يقعون فى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتحولت عنهم إلى شجرة أخرى، وعلقوا سلاحهم، واضطجعوا، فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادى: / يا آل المهاجرين.
قتل ابن زنيم، فاخترطت سيفى، فشددت على الأربعة فأخذت سلاحهم، فجعلته ضغثا (2) ثم قلت: والذى أكرم محمداً لا يرفع رجلٌ منكم رأسه إلا ضربت الذى ـ يعنى فيه عيناه ـ فجئت أسوقهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجاء عمى عامر بن مكرز يقود به فرسه يقود سبعين حتى وقفناهم فنظر إليهم، فقال: دعوهم يكون لهم بدو الفجور، عفا عنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنزلت {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} (3) ثم رجعنا إلى المدينة، فنزلنا منزلاً يقال له لحى جمل (4) ، فاستغفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن رقى الجبل فى تلك الليلة، وكان طليعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فرقيت تلك الليلة
_________
(1) أحس فرسه: حس الدابة يحسها حساً نفض عنها التراب، والمراد يتعهد الفرس ويرعاه. يراجع اللسان.
(2) ضغثا: أى حزمة. النهاية: 3/21.
(3) الآية 24 من سورة الفتح.
(4) لحى جمل: موضع بين مكة والمدينة. معجم البلدان 5/15.(3/561)
مرتين، أو ثلاثة، ثم قدمنا المدينة، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بظهره مع غلامه رباح، وأنا معه، خرجت بفرس طلحة أبدية (1) على ظهره، فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن بن عيينة الفزارى، قد أغار على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانتسفه أجمع وقتل راعيه (2) .
_________
(1) أبديه: أبرزه مع الإبل إلى مواضع الكلأ. النهاية: 1/68.
(2) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/48.(3/562)
4481 - حدثنا عبد الرحمن بن يزيد، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إياس ابن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال: «نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلاً، فجاء عين المشركين ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يتصبحون، فدعوه إلى طعامهم، فلما فرغ الرجل ركب على راحلته، ثم ذهب مسرعاً لينذر أصحابه، قال سلمة: فأدركته فأنخت راحلته، وضربت عنقه فغنمنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلبه» (1) .
4482 - وكذا رواه مسلم بطوله من طريق عكرمة بن عمار، ورواه أبو داود من حديثه مختصراً (2) .
4483 - حدثنا حماد بن خالد، عن أيوب بن عتبة، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذَا حَضَرَت الصَّلاةُ والْعَشَاءُ فَابْدَءُوا بِالْعَشاء» (3) تفرد به.
4484 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عكرمة، حدثنى إياس بن سلمة بن الأكوع، قال: حدثنى أبى قال: غزوت مع رسول
_________
(1) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/49.
(2) أخرجه مسلم فى الجهاد والسير: باب استحقاق القاتل سلب القتيل: 4/358؛ وأخرجه أبو داود فى الجهاد: باب فى الجاسوس المستأمن: 3/49.
(3) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/49.(3/562)
الله - صلى الله عليه وسلم - هوازن. قال: فبينما نحن نتضحى ـ وعامتنا مشاة فينا ضعفة ـ إذ جاء رجلٌ على جملٍ أحمر، فانتزع طلقاً من حقبه (1) فقيد به جمله ـ رجل شاب ـ ثم جاء يتغدى مع القوم، فلما رأى ضعفهم، ورقة ظهرهم خرج إلى جمله، فأطلقه، ثم أناخه، فقعد عليه، ثم خرج يركضه، واتبعه رجل من أسلم، من صحابه النبى - صلى الله عليه وسلم - على ناقة ورقاء، هى أمثل ظهر القوم، فاتبعه. قال: وخرجت أعدو فأدركته، ورأس الناقة عند ورك الجمل، وكنت عند/ ورك الناقة، ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل، فأنخته، فلما وضع ركبته إلى الأرض اخترطت سيفى فأضرب به رأسه، فندر (2) ، فجئت براحلته وما عليها أقوده، فاستقبلنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الناس مقبلاً، قال: «مَنْ قَتَلَ الرّجلَ؟ قالوا: ابن الأكوع. قال: «له سلبه أجمع» (3) .
_________
(1) انتزع طلقاً من حقبة: الطلق بالتحريك قيد من جلود أى أنه انتزعه من حقيبته، وهى الزيادة التى تجعل فى مؤخر القتب، والوعاء الذى يجمع الرجل فيهزاده. النهاية: 1/243، 3/42.
(2) نور: سقط. النهاية: 4/134.
(3) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/49.(3/563)
4485 - رواه مسلم وأبو داود من حديث عكرمة بن عمار (1) .
4486 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن عكرمة بن عمار. قال: حدثنى إياس بن سلمة: أن أباه أخبره: أن رجلاً عطس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له النبى - صلى الله عليه وسلم -: «يَرْحَمُكَ اللهُ» ، ثم عطس الثانية أو الثالثة، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «إنّه مَزْكُوم» (2) .
_________
(1) سبق تخريج الخبر عند مسلم: 4/358؛ وأبى داود: 3/49.
(2) من بقية حديث ابن الأكوع فى المسند: 4/50.(3/563)
4487 - حدثنا يحيى، حدثنا عكرمة، حدثنى إياس بن سلمة، عن أبيه: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يأكل بشماله، فقال: «كُلْ بِيَمِينك» ، قال: لا أستطيع. قال: «لا اسْتَطَعْتَ» . قال: فما وصلت إلى فيه بعد (1) .
4488 - حدثنا جعفر بن عون، حدثنا أبو عميس، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه. قال: جاء عين للمشركين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فلما طعم انسل، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عَلَى الرَّجُلِ اقْتُلُوا» ، قال: فابتدر القوم قال: وكان أبى يسبق الفرس شداً قال: فسبقتهم إليه، فأخذ بزمام ناقته أو بخاطمها. قال: ثم قتله. قال: فنفله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلبه (2) .
4489 - حدثنا بهز، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هوازن وغطفان، فبينما نحن كذلك إذ جاءه رجل على جمل أحمر، فانتزع شيئاً من حقب البعير فقيد به البعير ثم جاء يمشى، حتى قعد معنا يتغدى، قال: فنظر فى القوم فإذا ظهرهم فيه قلة، وأكثرهم مشاة، فلما نظر إلى القوم خرج يعدو، قال: فأتى بعيره، فقعد، قال: فخرج يركضه، وهو طليعة للكفار، فاتبعه رجل منا من أسلم على ناقة له ورقاء، قال إياس: قال أبى: فاتبعته أعدو على رجلى. قال: ورأس الناقة عند ورك الجمل قال: ولحقته، فكنت عند ورك الناقة. قال: وتقدمت حتى كنت عند
_________
(1) من بقية حديث ابن الأكوع فى المسند: 4/50.
(2) المصدر السابق.(3/564)
ورك الجمل، ثم تقدمت، حتى أخذت بخطام الجمل، فقلت له إخ (1) فلما وضع الجمل ركبته إلى الأرض اخترطت سيفى فضربت رأسه فندر، ثم جئت براحلته أقودها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستقبلنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع الناس، قال: «مَنْ قَتَلَ هذا الرّجل؟» قالوا: ابن الأكوع، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «لهُ سلبه اجمع» (2) .
_________
(1) إخ: كلمة تقال البعير إذا زجر ليبرك ولا فعل له، ولا يقال: أخخت الجمل ولكن أنخته. اللسان: 1/35.
(2) من بقية حديث ابن الأكوع فى المسند: 4/51.(3/565)
4490 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عكرمة / بن عمار، حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه. قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر إلى فزارة، وخرجت معه، حتى إذا دنونا من الماء عرس أبو بكر، حتى إذا صلينا الصبح أمرنا فشننا الغارة، فوردنا الماء فقتل أبو بكر من قتل، ونحن معه، قال سلمة: فرأيت عنقاً من الناس فيهم الذرارى فخشيت أن يسبقونى إلى الجبل، فأدركتهم، فرميت بسهم بينهم وبين الجبل، فلما رأوا السهم قاموا فإذا امرأة من فزارة عليها قشع من أدم معها بنت من أحسن العرب، فجئت أسوقهن إلى أبى بكر، فنفلنى أبو بكر ابنتها، فلم أكشف لها ثوباً، حتى قدمت المدينة، ثم باتت عندى، قلم أكشف لها ثوباً، حتى لقينى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى السوق فقال: «يَا سَلَمةُ هَبْ لِى المرأَةَ» ، قال: يا نبى الله والله لقد أعجبتنى وما كشفت لها ثوباً، قال: فسكت حتى إذا ما كان الغد لقينى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى السوق ولم أكشف لها ثوباً، فقال: «يا سلمة هب لى المرأة لله أبوك» ، قلت: يا رسول الله لك هى، قال: فبعث بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل مكة ففدى بها أسارى من المسلمين كانوا فى أيدى المشركين (1) .
_________
(1) من بقية حديث ابن الأكوع فى المسند: 4/51.(3/565)
4491 - حدثنا أبو النضر، حدثنى عكرمة، حدثنى إياس بن سلمة، أخبربنى أبى قال: بارز عمى يوم خيبر مرحباً اليهودى فقال مرحب:
قد علمت خيبر بأنى مرحب ... شاكى السلاح بطل مجرب
إذا الحروب ... أقبلت تلهب
فقال عمى عامر:
قد علمت خيبر أنى عامر ... شاكى السلاح بطل مغامر
فاختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحب فى ترس عامر، وذهب يسفل (1) له، فرجع السيف على ساقه، فقطع أكحله (2) فكانت فيه نفسه، قال سلمة بن الأكوع، فلقيت أناساً من صحابة النبى - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: بطل عمل عامر، قتل نفسه. قال سلمة: فجئت إلى نبى الله - صلى الله عليه وسلم - أبكى، قلت: يا رسول الله بطل عمل عامر، قال: «من قال ذلك؟» قلت: ناسٌ من أصحابك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كَذَبّ مَنْ قالَ ذَلِكَ بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتين إنّه حينَ خَرَجَ إلى خَيْبَر جَعَلَ يَرْتَجِزُ بأَصْحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - وفيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ?وفيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسوق الركاب وهو يقول/:
تالله لولا الله ما اهتدينا ... وما تصدقنا ولا صلينا
إن الذين قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا ... فثبت الأقدام إن لاقينا
وأنزلن سيكنةً علينا
_________
(1) يسفل له: يصوب له. أساس البلاغة: 1/444.
(2) الأكحل عرق فى وسط الذراع. النهاية: 4/10.(3/566)
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ هذا؟» قال: عامر يا رسول الله. قال: غفر لك ربك، قال: وما استغفر لإنسان قط يخصه إلا استشهد، فلما سمع ذلك عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله لو متعتنا بعامر، فقدم، فاستشهد. قال سلمة: ثم إن نبى الله - صلى الله عليه وسلم - أرسلنى إلى على، فقال: «لأُعْطَيِنّ الرايةَ اليومَ رَجُلاً يحبّ الله ورسوله أو يحُّبه الله ورَسوله» ، قال فجئت به أقوده أرمد فبصق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى عينه، ثم أعطاه الراية، فخرج مرحب يخطر بسيفه، فقال:
قد علمت خيبر أنى مرحب ... شاكى السلاح بطل مجرب
إذا الحروب ... أقبلت تلهب
فقال على بن أبى طالب، كرم الله وجهه:
أنا الذى سمتنى أمى حيدرة ... كليث غابات كريه المنظرة
أوفيهم بالصاع كيل السندره (1)
ففلق رأس مرحب بالسيف، وكان الفتح على يديه (2) ، تفرد به.
_________
(1) اكيلكم بالسيف كيل السندرة: أقتلكم قتلاً واسعاً ذريعاً والسندرة مكيال واسع قيل ويحتمل أن يكون اتخذ من السندرة وهى وهى شجرة يعمل منها النبل والقسى. النهاية: 2/185.
(2) من بقية حديث ابن الأكوع فى المسند: 4/51.(3/567)