خالدٍ، حدثنا حرب بن خالدٍ بن جابر بن سمرةَ، عن أبيه، عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: (من أكل من هذه البقلة المُنكرة يعني الثوم فليجلس في بيته) (1) .
_________
(1) كشف الأستار: 1/207 وقال البزار: لا نعلمه عن جابر بن سمرة إلا بهذا اللفظ قال الهيثمي: رواه البزار وفيه مجاهلي: 1/17.(2/17)
1424 - وبه قصَّةُ ماعز بطولها ورجمُه في الرابعة (1) .
1425 - وبه: (لايزال هذا الدين قائماً حتى يكون اثنا عشر خليفةً كلهم من قُريشٍ) (2) .
(زياد بن علاقة عنه)
1426 - بحديث: (إثنا عشر خليفةً كُلُّهم من قريش) وزاد الطبراني من حديث الثوري عنه (3) .
(حديثٌ آخرُ)
1427 - رواه مسلم عن أبي بكرٍ بن أبي شيبة عن عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن أشعث، عن جعفر، عن جابر بن سمرة: / (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمرنا بصيام يوم عاشوراء ويحثنا عليه، ويتعاهدنا عنده، فلما فُرِضَ رمضانُ لم يأمرنا ولم ينهنا، ولم يتعاهدنا عنده) (4) .
_________
(1) كشف الأستار: 2/218 قال الهيثمي: رواه البزار عن شيخه صفوان بن المفلس ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 6/267.
(2) كشف الأستار: 2/230؛ مجمع الزوائد: 5/191.
(3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 2/253 من عدة طرق، ومن طريق الثوري عن زياد بن علاقة بلفظ: (لا تزال أمتي على الحق ظاهرين حتى يكون عليهم اثنا عشر أميراً كلهم من قريش) ، وقال البزار: هو في الصحيح خلاف قوله: (كلهم من قريش) ثم رجع إلى بيته فأتيته فقلت: ثم يكون ماذا؟ قال ثم يكون (الهرج) . كشف الأستار: 4/115.
(4) صحيح مسلم: الصيام (صوم يوم عاشوراء) 2/794.(2/17)
(سعد أبو خالد البجلي والد إسماعيل عن جابرٍ عن سمُرَةَ)(2/18)
1428 - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لايزالُ هذا الدينُ قائماً حتى يكون إثنا عشر خليفةً كلهم من قريش) رواهُ أبو داود عن عمرو بن عثمان، عن مروان بن معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبيهِ به (1) .
1429 - ورواه الطبراني من حديث إبراهيم بن حميدٍ عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبيه زاد: (كلهم) تجتمع عليه الأُمة)) .
(سماكُ بن حربٍ الذُّهلي أبو المُغيرة
عن جابر بن سمُرةَ)
1430 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا اسرائيل، عن سماكٍ: أنه سمعَ جابر بن سمُرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن بين يدي الساعة كذابين) (2) . رواه مسلم من حديث أبي الأحوص سلام بن سُليمٍ عن سماكٍ بهِ (3) .
1431 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا إسرائيل، عن سماكٍ: أنهُ سمع جابر بن سَمُرَةَ يقول: أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بماعز بن مالكٍ رجلٍ قصير في إزاره ما عليه رداءٌ، قال: ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - متكئٌ على وسادةٍ على يسارهِ، وكلمه، وما ندري ما يُكلمهُ، وأنا بعيدٌ منهُ، بيني وبينهُ قومٌ، فقال: اذهبوا بهِ، ثم قال: رُدُّوه، فكلمهُ وأنا أسمعُ، فقال: اذهبوا بهِ فارجموهُ، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيباً وأنا أسمعهُ. قال: فقال: أفكُلَّمَا نفرنا في سبيل الله خلف أحدُهم له نبيبٌ كنبيبِ التيس يمنح إحداهُنَّ
_________
(1) سنن أبي داود: كتاب المهدي: 4/106.
(2) المسند: 5/86 من حديث جابر بن سمرة.
(3) صحيح مسلم: الفتن وأشراط الساعة: 4/2239.(2/18)
الكثبةَ (1) من اللبن، وايم الله لا أقدر على أحدهم إلا نكلتُ به) (2) . رواه أبو داود، عن أحمد بن حنبلٍ (3) .
_________
(1) يقال خلفت الرجل في أهله: إذا أقمت بعده فيهم وقمت عنده بما كان يفعله.
والنبيب: صوت التيس عند السّفاد.
والكثبة: هي القليل من اللبن وغيره. النهاية.
(2) المسند: 5/86 من حديث جابر بن سمرة.
(3) سنن أبي داود: الحدود: رجم ماعز بن مالك: 4/146.(2/19)
1432 - ورواه أيضاً الترمذيُ من حديث إسرائيل: (دخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مُتكئٌ على وسادةٍ) ثم قال الترمذيُّ: لا نعرفُ أحداً قال فيه: (على يساره ( [إلا ما روى عن] إسحاق بن منصورٍ عن إسرائيل به (1) .
قلت: فقد رواهُ عبد الرزاق عن اسرائيل (2) ،
وقد رواهُ مسلمٌ، وأبو داود، والنسائي من حديث شعبة عن سماكِ به بقصَّةِ ماعز بن مالكٍ بطوله، ورواهُ مُسلم، وأبو داود من حديث أبي عوانه، عن سماكٍ بهِ (3) .
1433 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا إسرائيل، أخبرني سماكُ: أنه سمع جابر ابن سمُرة يقول: (كان مؤذِنُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤذن ثم يُمهِل /
_________
(1) سنن الترمذي: كتاب الأدب: ماجاء في الاتكاء: 5/98. ويراجع أيضاً تحفة الأشراف للمزي: 2/149، وما بين المعكوفين تصويب منه.
(2) أخرجه الدارمي في مسنده عنه، وكذلك رواه عبد الرزاق وهو في مصنفه عن إسرائيل، وأخرجه الطبراني من طريقه.
النكت الظراف لابن حجر على تحفة الأشراف: 2/150؛ المعجم الكبير للطبراني: 2/223.
(3) صحيح مسلم: الحدود (من اعترف على نفسه بالزنا) : 3/1319.
سنن أبي داود: كتاب الحدود (باب رجم ماعز بن مالك) : 4/146.
والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/153؛ وأبو داود أيضاً: كتاب اللباس (باب في الفرش) : 4/71.(2/19)
فلا يُقيم، حتى إذا رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد خرج أقام الصلاة حين يراهُ) (1) . ورواهُ أبو داود عن عثمان ابن أبي شيبة عن شبابة (2) ، والترمذيُ عن يحيى بن موسى، عن عبد الرزاق كلاهما عن إسرائيل بهِ (3) ، ورواه مُسلم من حديث زُهير عن سماكٍ به (4) .
_________
(1) مسند أحمد: 5/86 من حديث جابر بن سمرة - رضي الله عنه -.
(2) سنن أبي داود: كتاب الصلاة (باب في المؤذن ينتظر الإمام) : 1/148.
(3) سنن الترمذي: الصلاة (باب ماجاء إن الإمام أحق بالإقامة) : 1/391. قال الترمذي: حديث جابر بن سمرة هو حديث حسن صحيح. وحديث اسرائيل عن سماك لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
(4) صحيح مسلم: المساجد (متى يقوم الناس للصلاة) : 1/423.(2/20)
1434 - حدثنا سليمان بن داودٍ، أنبأنا شعبة، عن سماكٍ. قال: سمعتُ جابر بن سمُرةُ يقول - وسُئِل عن شَيْبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (كان في رأسهِ شعراتٌ، إذا دهن رأسهُ لم تتبين، وإذا لم يَدهُنهُ تبين) (1) . رواهُ مسلم (2) والترمذي في الشمائِل والنسائي من حديث شُعبةَ (3) .
1435 - حدثنا سليمان بن داود، عن شعبة، عن سماكٍ. سمِعَ جابراً يقول: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجهر في المغرب والعشاء) (4) ويقرأُ في صلاةِ الظهر والعصر بسبح اسم ربك الأعلى ونحوها وفي الصُّبح بأطول من ذلك) (5) . رواهُ مُسلم من حديث شعبة (6) .
_________
(1) مسند أحمد: 5/86 من حديث جابر بن سمرة.
(2) صحيح مسلم: كتاب الفضائل (باب شيبه - صلى الله عليه وسلم - (: 4/1822.
(3) الترمذي في الشمائل كما في تحفة الأشراف: 2/158؛ وسنن النسائي: الزينة (الدهن) : 8/129.
(4) مابين القوسين: زائد على نص أحمد.
(5) المسند: 5/86 من حديث جابر بن سمرة.
(6) صحيح مسلم: الصلاة: القراءة في الصبح: 1/338.(2/20)
1436 - حدثنا سليمان بن داوُد، عن شريك، عن سماكٍ، عن جابر بن سمُرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر) (1) .
1437 - حدثنا سليمان بن داود، عن شريكٍ، عن سماكٍ، عن جابر
قال: (قلت لجابر بن سمُرَة: أكنت تُجالسُ النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، وكان طويل الصَّمتِ قليل الضحكِ، وكان أصحابهُ يذكرون عنده الشِعرَ وأشياء من أمورهم فيضحكون وربما تبسَّم (2)) . رواهُ الترمذي من حديث شريكٍ بهِ وقال حسنٌ صحيحٌ (3) .
1438 - حدثنا أبو قطن، أنبأنا شعبة عن سماكٍ، عن جابرٍ بن سمرة قال:
(كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشكل العين منهوس العقب) (4) . رواهُ مسلم (5) والترمذي من حديث شعبة وقال الترمذي حسنٌ صحيحٌ (6) .
1439 - حدثنا عُمر بن سعد: أبو داود الحفري عن سفيان، عن سماك، عن جابر بن سمُرَة قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطبُ قائماً، ويجلس بين الخطبتين، ويقرأُ آياتٍ، ويُذكرُ الناس) (7) . رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث سفيان الثوري به، ورواه مسلم وأبو داود من
_________
(1) المسند: 5/86 من حديث جابر بن سمرة.
(2) نفس الموضع من المسند.
(3) سنن الترمذي: الاستئذان والآداب: ماجاء في إنشاد الشعر: 5/140. وأشكل العين: في بياضها حمرة وهو محمود محبوب. ومعنى) منهوس العقب (أي قليل اللحم.
وورد في المخطوطة) أكحل (بدل أشكل والتزمنا بالنص عند أحمد.
(4) المسند: 6/86.
(5) صحيح مسلم: الفضائل: صفة فم النبي - صلى الله عليه وسلم - وعينيه وعقبيه: 4/1820.
(6) سنن الترمذي: المناقب (باب ماجاء في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - (: 5/603.
(7) المسند: 5/87 من حديث جابر بن سمرة.(2/21)
حديث أبي الأحوص عن سماك به (1) .
_________
(1) أخرجه أبو داود في الصلاة: (الخطبة قائماً) : 1/286.
والنسائي: الجمعة (السكوت في القعدة بين الخطبتين) : 3/90.
وابن ماجه: الصلاة: (ماجاء في الخطبة يوم الجمعة) : 1/351.
ومسلم: الجمعة: (ذكر الخطبتين قبل الصلاة) : 2/589.(2/22)
1440 - حدثنا أبو كامل، حدثنا [ثنا شريك، عن سماك، عن جابر بن سمرة: (أن أهل بيتٍ كانوا بالحرة مُحتاجين. قال: فماتت عندهم ناقةٌ لهم، أو بعيرهم، فرخص لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في أكلها قال: / فعصمتهم بقية شتائهم أو سنتهم] ) (1) .
1441 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا إسرائيل، عن سماك: أنه سمع جابر بن سمرة يقول: (مات رجلٌ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتاه رجلٌ، فقال: يارسول الله مات فلانٌ. قال: لم يمت. ثم أتاه الثانية ثم الثالثة فأخبرهُ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: كيف مات؟ قال: نحر نفسهُ بمشقصٍ. قال: فلم يُصلِ عليه) (2) . رواه الترمذي من حديث إسرائيل أو شريك وابن ماجة من حديث شريك كلاهما عن سماكٍ بهِ، ورواهُ أبو داود عن النفيلي، عن زُهير عن سماكٍ بهِ (3) .
1442 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة، عن سماك بن حربٍ: أنه سأل جابر بن سمرة كيف كان يصنعُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى
_________
(1) مابين المعكوفين كان بياضاً بالأصل وأثبتناه من لفظ المسند: 5/87. وأخرجه أبو داود أكثر تفصيلاً في كتاب الأطعمة (باب المضطر إلى الميتة) : 3/358.
(2) المسند: 5/87، (والمشقص) نصل إذا كان طويلاً غير عريض. ويجمع على مشاقص، النهاية: 2/490.
(3) سنن الترمذي: الجنائز: ماجاء فيمن يقتل نفسه: 3/371.
وسنن أبي داود: الجنائز: الإمام لا يصلي على من قتل نفسه: 3/206.
وسنن ابن ماجه: كتاب الجنائز: 1/488.(2/22)
الصبح؟ قال: (كان يقعد في مقعدهِ حتى تطلعُ الشمسُ) (1) رواهُ مسلمٌ من حديث شعبة بهِ، ورواهُ أيضاً أبو داود والنسائي من حديث زهيرٍ به ورواهُ مسلم والنسائيُ عن قُتيبة. زاد مسلمُ: وأبو بكر بن أبي شيبة كلاهُما عن أبي الأحوص: سلاَّم بن سُليم عن سماكٍ به (2) .
_________
(1) () ... المسند: 5/88 من حديث جابر بن سمرة - رضي الله عنه -.
(2) أخرجه أبو داود: في كتاب الأدب (باب في الرجل يجلس متربعاً) : 4/263.
والنسائي: في المجتبي (باب تعدد الإمام في مصلاه بعد التسليم) : 3/67.
ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة: (فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح وفضل المساجد) : 1/463 ووقع في المخطوطة: (أبو الأحوص) مصحفاً وصوبت من المرجعين.(2/23)
1443 - حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن سماكٍ، عن جابر بن
سمرة قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لتفتحنَّ عُصابةٌ من المسلمين،
أو المؤمنين كنز آلِ كسرى الذي في الأبيضِ. قال: وسمعتُهُ يقولُ: إن الله سمَّى
المدينة طيبةً) (1) . رواهُ مسلم من حديث شعبة نحو حديثِ أبي عوانة كلاهُما
عن سماكٍ بهِ (2) .
1444 -[حدثنا عفان] ، حدثنا أبو عوانة، عن سماكٍ، عن جابرٍ بن سمرة قال: (مات بغلٌ، وقال حماد بن سلمة: ناقةٌ عند رجلٍ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستفتيه، فزعم جابر بن سمُرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لصاحبها: [أما لَكَ] ما يُغنيك عنها؟ قال: لا. قال: اذهب فكلها) قال أبو عبد الرحمن: الصواب: (ناقة) (3) . رواهُ أبو داود من حديث حمادِ بن سلمة، عن سماك بهِ (4) .
_________
(1) المسند: 5/89، ومعنى الأبيض: ملك فارس وإنما قال لفارس الأبيض لبياض ألوانهم ولأن الغالب على أموالهم الفضة. النهاية: 1/104.
(2) صحيح مسلم: الفتن وأشراط الساعة: 4/2237.
(3) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 5/89.
(4) سنن أبي داود: الأطعمة: المضطر إلى الميتة: 3/358.(2/23)
1445 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا أيوبُ بن جابرِ، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بنا المكتوبة ولا يُطيلُ فيها، ولا يُخِفّ وسطاً بين ذلك، وكان يُؤخّرُ العتمة) (1) . رواه مسلم (2) والنسائيُّ من حديث أبي الأحوص: سلام بن سليم عن سماكٍ بن حرب به (3) .
1446 - ولمسلمٍ (4) وأبي داود (5) والنسائي (6) وابن ماجة (7) من حديث سعيد، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلي الظهر إذا دحضت (8) الشمس) .
1447 - حدثنا حُسين بن محمد، حدثنا سليمان بن قَرْم، عن سماك، عن جابر بن سمُرة قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / يخطب قائماً، فمن حدثك أنه رآهُ يخطبُ إلا قائماً فقد كذب، ولكنه رُبما خرج ورأى في الناس قلةً، ثم يثوبون، ثم يقومُ، فيخطبُ قائماً) (9) . رواه مسلم (10) وأبو داود من حديث زُهيرٍ، عن سماك بنحوه (11) .
_________
(1) المسند: 5/89 من حديث جابر بن سمرة.
(2) صحيح مسلم: المساجد ومواضع الصلاة: وقت الصلاة وتأخيرها: 1/445.
(3) سنن النسائي: المواقيت: ما يستحب من تأخير العشاء: 1/214.
(4) صحيح مسلم: المساجد ومواضع الصلاة: استحباب تقديم الظهر في أول الوقت في غير شدة الحر: 1/432.
(5) سنن أبي داود: الصلاة: وقت صلاة الظهر: 1/111.
(6) سنن النسائي: جامع ماجاء في القرآن: 2/128.
(7) سنن ابن ماجه: الصلاة: وقت صلاة الظهر: 1/211.
(8)) دحضت الشمس (أي زالت عن وسط السماء إلى جهة المغرب. النهاية 2/104.
(9) المسند: 5/89 من حديث جابر بن سرمة.
(10) صحيح مسلم: الجمعة: ذكر الخطبتين قبل الصلاة: 2/589.
(11) سنن أبي داود: الصلاة: باب الخطبة قائماً: 1/286.(2/24)
1448 - حدثنا يحيى بن أبي بُكير، حدثنا إبراهيم بن طهمان، حدثني سماك بن حرب عن جابر بن سمرة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إني لأعرف حجراً بمكة كان يُسلمُ عليَّ [قبل أن أبعث] إني لأعرفُهُ الآن) (1) . رواه مسلمٌ عن أبي بكر ابن أبي شيبة، عن يحيى بن أبي بكيرٍ به (2) . ورواه الترمذيُّ من حديثُ سليمان بن
معاذٍ عن سماكٍ به (3) .
1449 -[حدثنا عبد الله، حدثنا أبي] حدثنا عبد الله بن محمدٍ. قال أبو عبد الرحمن: وسمعتُ أنا من عبد الله بن محمد، حدثنا أبو الأحوصِ، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يؤخر صلاة العشآء الآخرة) (4) . رواه مسلم والنسائي عن قتيبة زاد مسلمٌ: ويحيى بن يحيى وأبي بكر بن أبي شيبة ثلاثتهم عن أبي الأحوص سلام بن سُليم، عن سماك بن حربٍ به.
1450 - حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، حدثنا سماكُ بن حربٍ، عن جابر ابن سمرة. قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب قائماً، ثم يقعد قعدةً لا يتكلم، ثم يقومُ فيخطبُ خطبةً أخرى على منبرهِ، فمن حدثك أنهُ رآه يخطبُ قاعداً، فلا تصدقهُ) (5) . رواهُ مسلم من حديث [أبي] الأحوصِ عن سماكٍ.
_________
(1) المسند: 5/89 من حديث جابر بن سمرة وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) صحيح مسلم: الفضائل: فصل نسب النبي - صلى الله عليه وسلم - وتسليم الحجر عليه: 4/1782.
(3) سنن الترمذي: المناقب: ماجاء في نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم - وما خصه الله به: 5/292، وقال: حسن غريب.
(4) المسند: 5/89، والحديث تقدم تخريجه في صحيح مسلم وسنن النسائي في الحديث رقم (1446) والزيادة التي في أول سند الحديث درج ابن كثير على اختصارها، وأثبتناها ليتضح التسلسل، وأبو عبد الرحمن هو عبد الله بن أحمد بن حنبل، فقد اشترك هو وأبوه في السماع.
(5) المسند: 5/90، والحديث تقدم تخريجه من مسلم في الحديث رقم (1448) .(2/25)
1451 - حدثنا محمد بن [جعفر عن] (1) شعبة وحجاج، أنبأنا شعبة عن سماكٍ بن حربٍ، عن جابر بن سمرة. قال: (صلى [رسول] (2) الله [صلى الله] (3) عليه اوسلم على ابن الدحداح - قال حجاج على أبي الدحداح - ثم أُتِي بفرسٍ معرورٍ، فعلقه رجل، فركبهُ فجعل يتوقص به (4) ونحن نتبعهُ نسعى خلفهُ. قال: فقال رجلٌ من القوم: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال كم عذقٍ (5) مُعلقٍ أو مدلى [في الجنة] (6) لأبي الدحداح قال حجاج في حديثه: قال رجل معنا عند جابر بن سمرة في المجلس: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كم في عذقٍ مُدَلى لأبي الدحداح في الجنة) . رواهُ مسلم (7) ، وأبو داود (8) ، والترمذي من حديث مالك بن مغولٍ عن سماكٍ نحوه (9) .
1452 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة، عن سماكٍ بن حربٍ، قال: سمعتُ جابر بن سمرة. قال: (رأيتُ خاتماً في ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه بيضةُ حمامٍ) (10) . رواهُ مسلم من حديث شعبة والحسن بن صالح عن سماكٍ (11) .
1453 - ورواهُ الترمذي من حديث أيوب بن جابرٍ، عن سماك
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند: 5/90.
(2) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند: 5/90.
(3) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند: 5/90.
(4) المعروري: الذي لا سرج عليه ولا غيره، واعروري فرسه إذا ركبه عرياناً ويتوقص: ينزو ويثب ويقارب الخطو، النهاية.
(5) أي من عرجون معلق بما فيه من الشماريخ، النهاية: 3/199.
(6) مابين المعكوفين سقط من الأصل، وزدناه من لفظ المسند: 5/90.
(7) صحيح مسلم: الجنائز: ركوب المصلي على الجنازة إذا انصرفت: 2/665.
(8) سنن أبي داود: الجنائز: الركوب في الجنازة: 3/205.
(9) سنن الترمذي: الجنائز: كراهية الركوب خلف الجنائز: 3/324.
(10) المسند: 5/90 من حديث جابر بن سمرة.
(11) صحيح مسلم: الفضائل: إثبات خاتم النبوة وصفته: 4/1823.(2/26)
[عن جابر ابن سمرة] قال: (كان خاتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يعني الذي بين كتفيه/ غُدَّةً حمراء مثل بيضةِ الحمامة) وقال حسنٌ صحيحٌ (1) .
_________
(1) سنن الترمذي: المناقب: ماجاء في خاتم النبوة: 5/602.(2/27)
1454 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة، عن سماكٍ. قال: سمعتُ جابر بن سمرة قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (يكون اثنا عشر خليفةً أو قال: أميراً، فقال كلمةً لم أسمعها فقال القومُ: (كلهم من قريشٍ) (1) . رواه مسلم من حديث شعبة عن حماد بن سلمة وأبي عوانة عن سماكٍ به (2) ورواه الترمذي عن أبي كريبٍ عن عمر بن عبيد عن سماكٍ به وقال حديث حسنٌ صحيح (3) .
1455 - وحدثنا بهزُ بن أسدٍ، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا سماك بن حربٍ سمعتُ جابر بن سمرة يقولُ سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (بين يدي الساعة كذابون) (4) .
1456 - حدثنا بهزُ، حدثنا حمادُ بن سلمة، عن جابر بن سمرة قال: (ماكان
في رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الشيب إلا شعرات في مفرق رأسه إذا أدهن واراهُنَّ الدُهنُ) (5) .
1457 - حدثنا أبو كامل، حدثنا زُهيرٌ، حدثنا سماك بن حربٍ، قال: حدثنا جابرُ بن سمرة: (أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب قائماً على المنبر ثم يجلسُ [ثم يقوم فيخطب قائماً فمن نبأك أنه كان يخطب قاعداً
_________
(1) المسند: 5/95 من حديث جابر بن سمرة.
(2) صحيح مسلم: كتاب الإمارة: الناس تبع لقريش والخلافة في قريش: 3/1452، 1453.
(3) سنن الترمذي: الفتن: ماجاء في الخلفاء: 4/501.
(4) المسند: 5/90 من حديث جابر بن سمرة.
(5) المسند: 5/90 من حديث جابر بن سمرة.(2/27)
فقد كذب] (1) فقد والله صليتُ معه أكثر من ألفي صلاةٍ) .
_________
(1) المسند: 5/90 من حديث جابر بن سمرة، وما بين المعكوفين استكمال لنص الحديث منه.(2/28)
1458 - حدثنا أبو كاملٍ، حدثنا زهيرٌ، حدثنا سماك بن حربٍ، قال: سألتُ جابراً عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: (كان يُخففُ ولا يُصلي صلاة هؤلاء. قال: ونبأني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الفجر) بقاف والقرآن المجيد) ونحوها) (1) . ورواه مسلم أيضاً من حديث زائدة بن قدامة عن سماك (2) .
1459 - ولأبي داود والترمذي والنسائي من حديث حماد بن سلمة عن سماكٍ عن جابر بن سمرة: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الظُهرِ والعصرِ بالسمآء والطارق) (3) .
1460 - حدثنا أبو كامل وأبو النضر. قالا: حدثنا زُهير، حدثنا سماكٍ قال: سألت جابر بن سمُرة أكنت تُجالس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم كثيراً. كان لا يقومُ من مصلاه الذي يُصلي فيه الصُبح، حتى تطلعُ الشمسُ، فإذا طلعت الشمسُ قام، وكان يطيلُ) . قال أبو النضر: (كثير الصماتْ فيتحدثون، فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويبتسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (4) . رواهُ أبو داود ومسلم والنسائي من حديث زُهير به، ورواهُ مسلم من حديث سعيد به وزاد مُسلم والنسائي من حديث أبي
_________
(1) المسند: 5/90 من حديث جابر بن سمرة.
(2) صحيح مسلم: الصلاة: القراءة في الصبح: 1/337.
(3) سنن أبي داود: الصلاة: قدر القراءة في الظهر والعصر: 1/213.
سنن الترمذي: الصلاة: القراءة في الظهر والعصر: 2/110.
وقال حديث حسن صحيح.
وسنن النسائي: الافتتاح: القراءة في الركعتين الأوليين من صلاة العصر: 2/129.
(4) المسند: 5/91 من حديث جابر بن سمرة.(2/28)
الأحوص عن سماك: (كان إذا صلى الفجر جلس في مُصلاه حتى تطلعُ الشمسُ) (1) . /
_________
(1) () ... صحيح مسلم: الفضائل: تبسمه - صلى الله عليه وسلم - وحسن عشرته: 4/1810.
وأبو داود في السنن: كتاب الأدب: الرجل يجلس متربعاً: 4/263.
والنسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 2/152.(2/29)
1461 - حدثنا أبو كاملٍ، حدثنا شريك، عن سماك، عن جابر بن سمرة: (أن أهل بيتٍ كانوا بالحرة مُحتاجين، قال: فماتت عندهم ناقةٌ لهم أو بعير لهم قال: فرخص لهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في أكلها. قال: فعصمتهم بقية شتائهم، أو سنتهم) . رواهُ أبو داود من حديث حماد بن سلمة عن سماك بن حرب به ونحوه (1) .
1462 - حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الفجر قعد في مصلاهُ، حتى تطلع الشمس قال: وكان في صلاة الفجر يقرأُ بقاف والقرآن المجيدِ وكانت صلاته بعدُ تخفيفاً) (2) .
1463 - حدثنا حسين، عن زائدة، عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطبُ [يوم الجمعة] قائماً، فمن حدثك أنهُ خطب جالساً فكذبهُ، وقال جابر: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب خطبتين، يخطب ثم يجلس، ثم يقوم، فيخطُب، وكانت خطْبةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصلاتهُ قصداً) (3) .
1464 - ولأبي داود من طريق شيبان بن عبد الرحمن عن سماك
_________
(1) الحديث تقدم تخريجه في الحديث رقم (1441) وأخرجه أبو داود في كتاب الأطعمة (باب المضطر إلى الميتة) : 3/358.
(2) المسند: 5/91 من حديث جابر بن سمرة.
(3) المسند: 5/91 من حديث جابر بن سمرة وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/29)
به: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يُطيل الموعظةَ يوم الجمعةِ إنما هنَّ كلماتٌ يسيراتٌ) (1) .
_________
(1) سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب إقصار الخطب: 1/289.(2/30)
1465 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حربٍ، عن جابر بن سمرة قال: (صليتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العيدين غير مرةٍ ولا مرتين بغير أذانٍ ولا إقامةٍ) (1) . رواهُ مسلم (2) وأبو داود (3) والترمذي من حديث أبي الأحوصِ: سلامّ بن سُليم عن سماكٍ به (4) .
1466 - حدثنا حميد بن عبد الرحمن، حدثنا زهير، حدثنا سماكُ بن حربٍ، عن جابر بن سمرة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن فلاناً قتل نفسهُ فقال: إذًا لا أُصلي عليه) (5) .
1467 - حدثنا حميد بن عبد الرحمن، حدثنا زُهيرٍ، عن سماكٍ، عن جابر ابن سمرة قال: (كان [بلال يُؤذن] إذا زالت الشمسُ لا يخرِم، ثم [لا] يُقيمُ حتى يخرج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإذا خرج أقام حين يراهُ) (6) . رواهُ مسلم من حديث زهير (7) .
1468 - حدثني يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: (كان مُؤذنُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُؤذن، ثمَّ
_________
(1) المسند: 5/91 من حديث جابر بن سمرة.
(2) صحيح مسلم: صلاة العيدين: 2/604.
(3) سنن أبي داود: الصلاة: ترك الأذان في العيد: 1/298.
(4) سنن الترمذي: العيدين صلاة العيدين بغير أذان ولا إقامة: 2/412 وقال أبو عيسى: حديث جابر بن سمرة حديث حسن صحيح.
(5) المسند: 5/91 من حديث جابر بن سمرة.
(6) المسند: 5/91 من حديث جابر بن سمرة والزيادة التي بين المعكوفات استكمال منه. وقوله: لا يخرم: أي لا يترك ذلك. النهاية: 1/291.
(7) صحيح مسلم: المساجد: متى يقوم الناس للصلاة: 1/423.(2/30)
يُمهلُ، ولا يُقيم حتى إذا رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد خرج أقام حين يراه) (1) .
_________
(1) المسند: 5/91 من حديث جابر بن سمرة.(2/31)
1469 - حدثنا أسود بن عامرٍ، حدثنا شريك، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة قال: (شهدتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من مائة مرةٍ [في المسجد] وأصحابهُ يتذاكرو الشعر، وأشياء من أمر الجاهلية فربما تبسم معهم) (1) .
1470 - حدثنا أسود/ بن عامرٍ، حدثنا شريكُ، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة: (أن ماعزاً جاء فأقرَّ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - أربع مراتٍ فأمر برجمهِ) (2) قصة ماعز بطولها. رواه مسلم وأبو داود والنسائي من حديث شعبة عن سماكٍ به (3) .
1471 - حدثنا أسود بن عامرٍ، حدثنا شريك، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رجم يهودياً ويهودية قال: ولم يكن يُؤذن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العيدين، وأنَّ رجلاً قتل نفسهُ فلم يُصلِّ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -) (4) .
1472 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شريك، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة رفعهُ قال: (لايزال هذا الدين قائماً يُقاتلُ عليه عصابةٌ، حتى تقوم الساعة) قال شريك: سمعتهُ من أخيه إبراهيم بن حربٍ، قلت لشريك: عمن ذكرهُ هُوَ لكم أنتم؟ قال: عن جابر بن سمرة) (5) .
1473 - حدثنا أبو كامل، حدثنا شريك، عن سماكٍ، عن جابر
_________
(1) المسند: 5/91، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) المسند: 5/91 من حديث جابر بن سمرة.
(3) انظر تخريج الحديثين (1432، 1433) .
(4) المسند: 5/91 من حديث جابر بن سمرة.
(5) المسند: 5/92 من حديث جابر بن سمرة.(2/31)
بن سمرة: (أن رجلاً قتل نفسهُ، فلم يصلِ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -) (1) .
_________
(1) المسند: 5/92 من حديث جابر بن سمرة.(2/32)
1474 - حدثنا بهزٌ، وعفانُ قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رجم ماعز بن مالك ولم يذكُر جلداً) (1) .
1475 - حدثنا بهز، حدثنا حماد، عن سماكٍ: (أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أتوضأُ من لُحوم الغنمِ؟ قال: إن شئت فعلتَ، وإن شئت لم تفعل. قال: أتوضأُ من لحوم الإبل؟ قال: نعم. قال فقفى ثم رجع. فقال: يارسول الله، أصلي في مباتِ الغنم؟ قال: نعم، قال: أُصلي في مبارِك الإبل قالَ: لاَ) (2) .
1476 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سُفيان، عن سماكٍ بن حربٍ قال: سمعت جابر بن سمُرة يقول: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجلسُ بين الخطبتين يوم الجُمعة، ويخطب [قائماً] وكانت صلاتهُ قصداً، وخطبته قصداً، ويقرأ آيات من القرآن على المنبرِ) (3) .
1477 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، حدثني شريك، عن سماكٍ بن حرب، عن جابر يعني ابن سمُرة قال: (جالستُه أكثر من مائة مرةٍ يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا قال الوركاني - ما كان يخطبُ إلا قائماً يخطب خطبتهُ الأولى، ثم يقعُد قعدةً، ثم يقوم فيخطب خطبتهُ الأخرى) (4) .
_________
(1) الموضع السابق.
(2) الحديث تقدم تخريجه في رقم (1419) وما بين المعكوفين سقط من الأصل، وزدناه من لفظ أحمد في المسند: 5/92.
(3) المسند: 5/93 من حديث جابر بن سمرة وما بين المعكوفين استكمال للنص منه.
(4) المسند: 5/93 من حديث جابر بن سمرة.(2/32)
1478 - حدثنا عبد الله بن عامر بن زُرارة، حدثنا شريك، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة (1) :
(أن رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -[جُرِحَ فآذته] الجراحةُ، فدبَّ إلى مشاقصٍ، فذبح [به] نفسهُ، / فلم يُصلِّ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - (، وقال: (كل ذلك أدبٌ منه) ، هكذا أملاهُ علينا عبد الله بن عامرٍ من كتابه، ولا أحسبه في هذه الرواية والزيادة إلا [من] قول شُريك قوله: (ذلك أدبٌ منهُ) (2) .
1479 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الرحمن المعلم أبو مسلمٍ، حدثنا أيوب بن جابرٍ اليمامي، يعني عن سماك بن حربٍ، عن جابر بن سمرةً، قال: (جاء جُرمقاني إلى أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أين صاحبكُم هذا الذي يزعم أنه نبيٌّ؟ لئن سألتهُ لأعلمنَّ أنبيٌّ هو أو غيرُ نبي؟ فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال الجرمقاني: اقرأ عليَّ أو قصَّ عليَّ. فتلا عليه آياتٍ من كتاب الله تبارك وتعالى، فقال الجرمقاني: هذا و [الله] الذي جاء به موسى عليه السلام) قال عبد الله بن أحمد: هذا الحديث باطل منكر (3) . تفرد بهِ.
1480 - حدثنا عبد الله، حدثني أحمد بن إبراهيم أبو علي الموصلي، حدثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حربٍ، عن جابر بن سمرة، قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أُهدِيَ له طعام أصاب منهُ، ثم بعث بفضلهِ إلى أبي أيوب - رضي الله عنه - فأُهدي له طعامٌ فيه ثوم، فبعثَ
_________
(1) المسند: 5/94 من حديث جابر بن سمرة وما بين المعكوفات استكمالاً لنص الخبر
منه.
(2) المسند: 5/94 من حديث جابر بن سمرة وما بين المعكوفات استكمالاً لنص الخبر منه.
(3) المسند: 5/94 من حديث جابر بن سمرة، والجرمقاني: في اللسان جرامقة الشام نباطها واحدهم جرمقاني. وقال الجوهري: الجرامقة: قوم بالموصل أصلهم من العجم، 1/607، وقال الهيثمي تعقيباً على قول عبد الله بن أحمد (منكر) ما فيه غير أيوب بن جابر وثقه أحمد وغيره وضعفه ابن معين وغيره، مجمع الزوائد 8/2324، وفي الميزان 1/285. قال ابن المديني: يضع حديثه وقال النسائي: ضعيف. وقال أحمد: حديثه يشبه أهل الصدق.(2/33)
به إلى أبي أيوب، ولم ينل منه شيئاً، فلم ير أبُو أيوب أثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطعام، فأتى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسأله عن ذلك، فقال: إنما تركتهُ من أجل ريحهِ. قال: فقال أبو أيوب: وأنا أكرهُ ما تكره) (1) . رواه الترمذي من حديث شعبة عن سماكٍ وقال حسنٌ صحيحٌ (2) .
_________
(1) المسند: 5/94 من حديث جابر بن سمرة.
(2) سنن الترمذي: الأطعمة: ماجاء في الرخصة في أكل الثوم مطبوخاً: 4/261، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.(2/34)
1481 - حدثنا أبو كاملٍ وهو مظفر بن مُدركٍ، حدثنا زهيرٌ، حدثنا سماكٌ ابن حربٍ، قال: حدثني جابر بن سمرة: (أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -[يخطب] قائماً على المنبر [ثم يجلس] (1) ثم يقومُ فيخطب قائماً قال: [فقال لي] جابر: فمن نبأك أنهُ كان يخطبُ قاعداً فقد كذب، فوالله لقد صليتُ معهُ أكثر من ألفي صلاةٍ) (2) .
1482 - حدثنا أسودُ بن عامرٍ، حدثنا شريك، عن سماكٍ بن حربٍ، عن جابر بن سمُرَ، قال: (كنا إذا جئنا إليه يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - جلس أحدنا حيث ينتهي) (3) .
1483 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو خيثمة: زُهيرٍ بن حربٍ، حدثنا سعيد ابن عامر، حدثنا شعبة، عن سماك يعني ابن حرب، عن جابر بن سمرة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أكل طعاماً بعث بفضلهِ إلى أبي أيوب [فبعث إليه بفضلة لم] يأكل منها فيها ثوم [فأتاه أبو أيوب] فقال: يارسول الله أحرام هو؟ قال: لا، ولكني كرهتهُ من أجل رائحته. فقال أبو أيوب: وأنا أكره ما كرهت) (4) .
_________
(1) المسند: 5/100 من حديث جابر بن سمرة، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) المسند: 5/100 من حديث جابر بن سمرة، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(3) المسند: 5/91 من حديث جابر بن سمرة.
(4) مابين المعكوفات سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند: 5/95.(2/34)
1484 - حدثنا عبد الله، حدثني [أبي، حدثنا] إبراهيم بن الحجاج الناجي، حدثنا حماد بن سلمة، [عن سماك] بن حرب، عن جابر بن سمرة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أُتي بطعامٍ أكل منه، وبعث بفضلهِ إلى أبي أيوب، فكان أبو أيوب يتتبع أثر أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيضعُ أصابعه حيث يرى أصابعه، فأُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطعامٍ [ذات يومٍ] في صفحةٍ، فوجد منها ريح ثومٍ، فلم يذقها، وبعث بها إلى أبي أيوب، فلم ير أثر أصابع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجاء، فقال: يارسول الله لم أرَ فيها أثر أصابعك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني وجدتُ منها ريح ثومٍ قال: لم تبعثُ إليَّ مالا
تأكل؟ فقال: إنه يأتيني الملكُ) (1) .
1485 - حدثنا عبد الله، عن شيبان بن أبي شيبة، حدثنا حمادُ يعني ابن سلمة، حدثنا سماك بن حرب، عن جابر بن سمُرة، قال: (كانوا يقولون يثرب، والمدينة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله تبارك وتعالى سماها طيبة) (2) . رواه مسلم والنسائي من حديث أبي الأحوص: سلام بن سُليم، عن سماكٍ (3) .
1486 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا علي بن ثابت الجزري، عن ناصح أبي عبد الله، عن سماك بن حربٍ، عن جابر بن سمرة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لأن يُؤدب الرجلُ ولدهُ، أو أحدكُم ولدهُ خيرٌ لهُ من أن يتصدق كل يومٍ بنصف صاعٍ) قال أبو عبد الرحمن:
_________
(1) المسند: 5/95، وما بين المعكوفين استكمال للخبر منه.
(2) المسند: 5/96.
(3) صحيح مسلم: الحج المدينة تنفي شرارها: 2/1007، وفي الحديث استحباب تسميتها (بطيبة وطابة) وليس فيه أنها لا تسمى بغيره، فقد سماها الله تعالى (المدينة) في مواضع من القرآن. وأخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/154.(2/35)
وهذا الحديث لم يخرجهُ أبي في مسنده من أجلِ ناصحٍ، لأنهُ ضعيف الحديث، وأملاهُ علي في النوادر (1) . تفرد به.
_________
(1) يرجع إلى الحديث في المسند 5/96 وأبو عبد الرحمن هو عبد الله بن أحمد. وناصح بن عبد الله المحلمي: أبو عبد الله قال البخاري: منكر الحديث وقال الفلاس: متروك، وقال ابن معين: ليس بشئ، وقال مرة: ليس بثقة، وقال ابن حبان: يأتي بالشئ، وعلى التوهم فلما فحش ذلك منه استحق ترك حديثه. وساق الخبر الذي أورده المصنف من مناكيره. الميزان: 4/240؛ والتاريخ الكبير: 8/122؛ والمجروحين: 3/54.(2/36)
1487 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسن بن يحيى، حدثنا عبد الصمد، حدثنا حمادُ بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن جابر بن سمرة: (أن رجلاً كان مع والده بالحرة، فقال لهُ رجل: إن ناقةً لي ذهبت فإن أصبتها فأمسكها، فوجدها الرجلُ، فلم يجئ صاحبها حتى مرضت، فقالت له امرأته: انحرها حتى نأكلها، فلم يفعل حتى نفقت، فقالت له امرأتهُ: اسلخها حتى نُقدِد (1) شحمها ولحمها، فقال: حتى أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألهُ فقال: هل عندك شئ يُغنيك عنها؟ قال: لا. قال: كلها، فجاء صاحبها بعد ذلك فقال: ألا نحرتها؟ قال: استحيتُ منك) (2) .
1488 - حدثنا عبد الله، حدثنا عثمان بن محمد، حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة. قال: (دخلتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فرأيتهُ متكئاً على مرفقهِ) (3) . /
1489 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو عمرو العنبير: عُبيد الله بن معاذٍ [بن معاذ] ، حدثني أبي، حدثنا شعبة، عن سماكٍ، قال: سألت
_________
(1) القديد: هو اللحم المملوح المجفف في الشمس. النهاية.
(2) المسند: 5/96 من حديث جابر بن سمرة.
(3) المسند: 5/97 من حديث جابر بن سمرة. والمرفقة: الوسادة.(2/36)
جابر بن سمرة عن صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: (كان أشكل العين ضليع الفم منهوس العقبِ) (1) .
_________
(1) المسند: 5/97 من حديث جابر بن سمرة؛ وأخرجه الترمذي في سننه: كتاب المناقب: باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -: 5/603 وفيه قال شعبة: قلت لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: واسع الفم، قلت: ما أشكل العينين؟ قال: طويل شق العين، قلت: ما منهوس العقب؟ قال: قليل اللحم، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.(2/37)
1490 - حدثنا عبد الله حدثنا شُجاع بن مخلدٍ: أبو الفضل، حدثنا عباد ابن العوام، عن الحجاج، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة، قال: (كان في ساقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُمُوشةٌ، وكان لا يضحكُ إلا تبسُماً، وكنتُ إذا رأيتهُ قلتُ: أكحل العينين، وليس بأكحل) (1) . رواه الترمذي من حديث حجاج بن أرطأة وقال: حسنٌ غريبٌ (2) .
1491 - حدثنا عبد الله، حدثني خلفُ بن هشامٍ، حدثنا أبو عوانة، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة، قال: مات بغلٌ عند رجل، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستفتيه. قال: فزعم جابرُ بن سمرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لصاحبها: ما لكَ ما يُغنيك عنها؟ قال: لا. قال: فاذهب فكلها) (3) .
1492 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن سُليمان بن حبيب لُوين، حدثنا شُريك، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة، قال: (كنا إذا أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - جلس أحدُنا حيثُ ينتهي) (4) .
_________
(1) المسند: 5/97 من حديث جابر بن سمرة.
(2) سنن الترمذي: المناقب: باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - 5/603. ومعنى (في ساقيه حموشه) أي دقيقهما؛ النهاية 1/440.
(3) المسند: 5/97 من حديث جابر بن سمرة وأخرجه البزار كما في كشف الأستار: 3/328.
(4) المسند: 5/98 من حديث جابر بن سمرة.(2/37)
1493 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن أبي غالبٍ، حدثنا عبد الرحمن ابن شريك، حدثني أبي، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان: في وتر، فإني قد رأيتُها فنسيتها، وهي ليلة مطر وريحٍ، أو قال قطرٍ وريحٍ) (1) .
1494 - حدثنا عبد الله، حدثني يحيى بن عبد الله، حدثنا شعبةُ، عن سماكٍ، سمعت جابر بن سمرة يقولُ: (أتى ماعزُ بن مالكٍ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني زنيتُ، فردَّهُ مرتين، ثم رجمهُ) (2) .
1495 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو إبراهيم الترجماني: إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا أبو عُمر المقري، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئةً) (3) .
1496 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو القاسم الزهري: عبد الله بن سعدٍ. قال: حدثنا أبي، وعمي. قالا: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. قال: حدثني عمر بن موسى بن الوجيه أن سماك بن حربٍ، أخبره عن جابر بن سمرة، قال: (رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج مع جنازة ثابت بن الدحداحة على فرسٍ أغَرّ مُحجَّل تحتهُ، ليس عليه سرج، معهُ الناسُ، وهُم حولهُ. قال: فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى عليه، ثم جلس، / حتى فُرِغَ منه، ثم قام فقعد على فرسه، ثم انطلق يسير حولهُ الرجال) (4) .
1497 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو القاسم الزهري، حدثنا
_________
(1) المسند: 5/98 من حديث جابر بن سمرة.
(2) المسند: 5/98 من حديث جابر بن سمرة.
(3) المسند: 5/99 من حديث جابر بن سمرة.
(4) المسند: 5/99 من حديث جابر بن سمرة.(2/38)
عمي، حدثنا شريك، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال: (من حدثك أنهُ رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب قاعداً قطُ فلا تُصدقهُ، قد رأيتهُ أكثر من مائة مرة، فرأيته يخطبُ قائماً، ثم يجلس، فلا يتكلم بشيءٍ، ثم يقوم، فيخطبُ خطبتهُ الأخرى. قلتُ: كيف كانت خُطبتهُ؟ قال: كانت قصداً. كلامٌ يعظُ به [الناس] (1) ويقرأُ آيات من كتاب
الله عز وجل) (2) .
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 5/99.
(2) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 5/99.(2/39)
1498 - حدثنا عبد الله، [حدثني الصغاني، حدثنا] (1) سلمة بن حفصٍ السعدي، قال عبد الله: وقد رأيتُ أنا سلمة بن حفصٍ، وكان يكنى أبا بكرِ من ولد سعد بن مالك أبيضَ الرأس واللحية، فحدثني عنه أبو بكر الصغاني قال: حدثنا يحيى ابن يمان، حدثنا إسرائيلُ، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة، قال: (كانت إصبعُ النبي - صلى الله عليه وسلم - متظاهرة) (2) .
1499 - حدثنا عبد الله، [حدثني أبي، حدثنا] عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا شعبة، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة، قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الظهر) والليل إذا يغشى) وفي العصر نحو ذلك، وفي الصبح أكثر من ذلك) (3) .
1500 - حدثنا أبو سعيد عن سفيان، حدثني سماك عن جابر بن سمرة، قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الغداة جلس في مُصلاه حتى تطلع الشمسُ حسناء) (4) .
_________
(1) في المخطوطة: (حدثنا عبد الله يكنى أبا بكر حدثنا) والظاهر أن الأصل: (حدثنا أبو بكر: سلمة ابن حفص) . والتزمنا بنص المسند عند أحمد في المسند.
(2) المسند: 5/100 من حديث جابر بن سمرة.
(3) المسند: 5/101، وما بين المعكوفين زدناه من لفظ المسند.
(4) المسند: 5/101 من حديث جابر بن سمرة.(2/39)
1501 - حدثنا يحيى بن آدم، عن زُهير، عن سماكِ قال: (سألت جابر بن سمرة عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الفجر بقاف ونحوها) (1) .
1502 - حدثنا وكيع، حدثني إسرائيل، عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: (رأيتها (2) مثل بيضةِ الحمامة ولونُها لون جسدهِ) (3) .
1503 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا حماد بن سلمة، عن سماك، عن جابر
ابن سمرة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأُ في الظهر، والعصر) بالسمآء ذات البروج) (والسماء والطارق) وشبهها) (4) .
1504 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب. قال: سمعتُ جابر بن سمرة قال: (أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / برجلٍ قصيرٍ أشعث ذي عضلات عليه إزارٌ، وقد زنى، فرده مرتين، ثم أمر به فرُجم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كلما نفرنا غازين في سبيل الله تخلف أحدهم له نبيبٌ كنبيب التيس يمنحُ إحداهنَّ الكثبة، إن الله إن أمكنني من أحدٍ منهم لأجعلنهُ نكالاً أو نكلتُه (قال: فحدثتُه سعيدٌ بن جبيرٍ فقال: إنه ردهُ أربع مراتٍ) (5) .
1505 - حدثنا حجاج، حدثنا شُعبةُ، عن سماك بن حرب. قال: سمعتُ جابر بن سمرة، قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بماعزِ بن مالكٍ، فذكر معناه، إلا أنه قال: تخلف أحدهم ينبُّ كنبيب التيس.
_________
(1) المسند: 5/102 من حديث جابر بن سمرة.
(2) الضمير يعود على العلامة التي كانت بين كتفيه، وهو خاتم النبوة.
(3) المسند: 5/102 من حديث جابر بن سمرة.
(4) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/103.
(5) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/103.(2/40)
قال: فحدثتهُ الحكم، فأعجبه [وقال لي: ما الكُثبة؟] فسألتُ سماكاً عن الكثبةِ فقال: اللبنُ القليلُ) (1) .
_________
(1) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/103، وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/41)
1506 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة، عن سماك (1) ، عن جابر بن سمرة، قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضليع الفم، أشكل العين منهوس العقبين. قلتُ لسماكٍ: ما ضليعُ الفم؟ قال: عظيم الفم. قلت: ما أشكل العين؟ قال: طويل شُفْر العين. قلت: ما منهوسُ العقب؟ قال: قليلُ لحم العقب) (2) .
1507 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سماكٍ، سمعتُ جابر بن سمرة، قال: سمعتُ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لتفتحن كُنوز كسرى الأبيض) قال شُعبة أو قال: (الذي في الأبيض: عصابةٌ من المسلمين) (3) .
1508 - حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد، أنبأنا سماك بن حربٍ، عن جابر بن سمرة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أُتي بطعامٍ أكل منه، وبعث بفضله إلى أبي أيوب، وكان أبو أيوب يضع أصابعه حيثُ يرى أصابع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بقصعةٍ، فوجد فيها ريح ثومٍ، فلم يذقها، وبعث بها إلى أبي أيوب، [فنظر] فلم ير فيها أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يذُقها، فأتاهُ، فقال: يارسول الله لم أر فيها أثر أصابعك؟
_________
(1) في المخطوطة (سماك عن شعبة) وهو سهو من النساخ ويخالف ما في المسند. وسماك بن حرب هو الذي روى عن جابر بن سمرة، وروى عنه شعبة بن الحجاج. يراجع تهذيب التهذيب: 4/232، 338.
(2) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/103؛ وأخرجه مسلم في الفضائل: باب صفة شعره - صلى الله عليه وسلم -: 5/189.
(3) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/103؛ وأخرجه مسلم من حديث أبي عوانة عن سماك، ومن حديث شعبة عن سماك في الفتن وأشراط الساعة: 5/766.(2/41)
فقال: إني وجدتُ منها ريح ثومٍ. قال: أتبعثُ إليَّ بما لا تأكل؟ قال: إني يأتيني الملكُ) (1) .
_________
(1) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/103.(2/42)
1509 - حدثنا عبد الله قال: سمعتُ بعض أصحابنا يقولُ عن علي بن المديني، [قال: قال لي سُفيان بن عيينة: عندك حديث أحسنُ من هذا؟ وأجودُ إسناداً من هذا؟ قال: قلت: ماهو؟ قال: حدثني عبيد الله بن أبي يزيدٍ، عن أبيه، عن أم أيوب: (أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - / نزل على أبي أيوب) فذكر هذا حديث الثوم. قال قلتُ لهُ: نعمُ شُعبة عن سماك بن حربٍ عن جابر بن سمرة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نزل على أبي أيوب) قال: فسكت (1) .
1510 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا إسرائيل، ويحيى بن آدم، حدثنا [إسرائيل، عن] سماك بن حربٍ أنه سمع جابر بن سمرة يقول: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي الصلوات الخمس كنحو صلاتكم التي تصلون، ولكنه كان يُخففُ. كانت صلاتُهُ أخفُّ من صلاتكم، وكان يقرأُ في الفجر الواقعة ونحوها من السور) (2) .
رواهُ مسلم من حديث أبي عوانة عن سماكٍ نحوه، وعنده: (ويؤخرُ العشاء) (3) .
1511 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا إسرائيل (4) وأبو نعيم، قال:
_________
(1) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/103 وهو من زيادات عبد الله بن أحمد، وما بين المعكوفين استكمال من المسند.
(2) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/104.
(3) أخرجه مسلم في كتاب المساجد: باب وقت العشاء وتأخيرها: 2/287.
(4) في المسند: (حدثني أبي، حدثنا إسرائيل) بدون واسطة. وما في المخطوطة أدق، إذ أن عبد الرزاق من شيوخ الإمام أحمد، والإمام هو الذي روى عن إسرائيل. يراجع تهذيب التهذيب: 6/310.(2/42)
حدثنا إسرائيل، عن سماك: أنه سمع جابر بن سمرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ليفتحن رهطٌ من المسلمين كُنُوز كسرى التي بالأبيض) قال: قال جابرٌ: (فكنتُ فيهم فأصابني ألفُ درهمٍ) (1) .
_________
(1) () ... من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/104.(2/43)
1512 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا إسرائيل، عن سماك: أنهُ سمع جابر بن سمُرة يقول: (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قد شمط مقدمُ رأسهِ، ولحيته، فإذ ادهن ومشط لم يتبين، وإذا شعث رأسهُ تبين، وكان كثير الشعر واللحية. فقال رجلٌ: وجههُ مثل السيف؟ فقال: لا بل مثلُ الشمس والقمر مستديراً. قال: ورأيتُ خاتمهُ عند كتفهِ مثل بيضة الحمامة يُشبه جسدهُ) (1) .
1513 - حدثنا عبد الرزاق وخلف بن الوليد قالا: حدثنا إسرائيل، عن سماكٍ: أنه سمع جابر بن سمرة يقول: (صلى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الفجر، فجعل يهوى بيده - قال خلفٌ: يهوى في الصلاة - قدامهُ، فسأله القومُ حين انصرف. فقال: إن الشيطان هُو كان يُلقى على شرر النار ليفتنني عن صلاتي، فتناولتهُ، فلو أخذتُهُ ما انفلت مني، حتى يُناط إلى سارية من سواري المسجد ينظرُ إليه ولدانُ أهل المدينة) (2) .
1514 - حدثنا يحيى بن حماد وعفانُ، قالا: حدثنا أبو عوانة، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة، قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلي الصلوات نحوا من صلاتكم، وكان يؤخر العتمة بعد صلاتكم شيئاً، وكان يُخفف الصلاة) (3) .
_________
(1) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/104.
(2) الموطن السابق.
(3) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/105.(2/43)
1515 - حدثنا سُليمان بن داود أبو داود (1) ، حدثنا سليمان بن مُعاذٍ الضبي، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن بمكة لحجراً كان يُسلم على ليالي/ بُعثْتُ إني لأعرفُهُ إذا مررتُ بهِ) (2) .
1516 - حدثنا بهزٌ وسُريجٌ، قالاَ: حدثنا حمادُ بن سلمة، عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال: (كان الناسُ يقولون) يثرب (و) المدينة (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله سماها طابةً قال سريجٌ: يثرب: المدينةُ) (3) .
1517 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا شُعبة، عن سماك بن حربٍ، عن جابر بن سمرة، قال: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال مرةً: سمعتُ جابراً يعني ابن سمرة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمى المدينة طابة) (4) .
1518 - حدثنا عبد الرحمن وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن سماكٍ- قال عفان في حديثهِ، قال: أنبأنا سماك بن حربٍ، عن جابر بن سمرة - قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأُ في الظهر والعصر) بالسمآء ذات البروج) (والسمآء والطارق) [قال عفان] : ونحوهما من السور) (5) .
_________
(1) هو أبو داود الطيالسي، من شيوخ الإمام أحمد. تهذيب التهذيب: 4/182.
(2) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/105؛ وأخرجه مسلم في أول كتاب الفضائل: 5/134.
(3) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/106.
(4) الموطن السابق.
(5) الموطن السابق، وعبارة) قال عفان (الأولى ليست في المسند، وسقطت الثانية من المخطوطة.(2/44)
(أحاديث أُخَر)
من رواية سماك بن حربٍ عن جابر بن سمرة(2/45)
1519 - الأول: قال مسلم في فضائل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حدثنا عمرو [بن حماد] بن طلحة القناد، حدثنا أسباطُ بن نصرٍ، عن سماك بن حربٍ، عن جابر بن سمرة، قال: (صليتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[صلاةَ] الأولى، ثم خرج إلى أهله، وخرجتُ معهُ، فاستقبلهُ ولدانُ المدينة، وكان يمسحُ خدي أحدهم واحداً واحداً. قال: وأما أنا فمسح خدي، فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجهما من جؤنة عطارٍ) (1) .
1520 - الثاني: قال مُسلمٌ: حدثنا أبو بكرٍ بنُ أبي شيبة، حدثنا عُبيد الله ابن موسى، عن حسن بن صالح، عن سماك بن حربٍ، عن جابر بن سمرة، عن حسن ابن صالح، عن سماك بن حربٍ، عن جابر بن سمرة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يمت حتى صلى قاعداً) (2) .
1521 - الثالث: رواهُ الترمذي من حديث ناصح بن عبد الله، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لأن يؤدب الرجل ولده خيرٌ له من أن يتصدق بصاعٍ) (3) ثم قال: غريبٌ، وناصحٌ [هو] ابن العلاءِ ضعيفٌ ووهم (4) في قوله ناصح بن العلاء إنما هو ناصحُ بن عبد الله المحلمي وهو ضعيفٌ أيضاً (5) .
_________
(1) الحديث أخرجه مسلم في الفضائل: باب طيب ريحه - صلى الله عليه وسلم - ولين مسه: 5/182، وما بين المعكوفات استكمال منه.
والجؤنة: بضم الجيم وبعدها همزة، ويجوز ترك الهمزة بقلبها واواً كما في نظائرها وهي السفط الذي فيه متاع العطار.
(2) الحديث أخرجه مسلم في صلاة المسافر: باب جواز النافلة قائماً وقاعداً: 2/276.
(3) الحديث أخرجه الترمذي في البر والصلة: باب ماجاء في أدب الولد: 4/337.
(4) في المخطوطة (يوهم) والتصويب من تحفة الأشراف: 2/160.
(5) عبارة الترمذي التي بين أيدينا تعليقاً على الحديث: وناصح هو أبو العلاء كوفي ليس عند أهل الحديث بالقوي، ولا يعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه.
وناصح شيخ آخر بصري يروي عن عمار بن أبي عمار وغيره هو أثبت من هذا، وعبارة المصنف تطابق ما نقله عن شيخه المزي في تحفة الأشراف: (2/160) نقلاً عن الترمذي وغيره.
وناصح بن عبد الله الكوفي المحلمي الحائك عن سماك بن حرب. ضعفه النسائي وغيره وقال البخاري: منكر الحديث. وقال الفلاس: متروك.
وناصح بن العلاء: أبو العلاء البصري يُعرف بن أصح البكري عن عمار بن أبي عمار وغيره، أقوال العلماء فيه لا تختلف كثيراً عن سابقه. الميزان: 4/240.(2/45)
1522 - الرابعُ: قال مُسلمٌ: حدثنا الوليد بن شُجاع [بنُ الوليد السكوني] ، حدثنا أبي، حدثنا زيادُ بن خيثمة، عن سماك بن حربٍ، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنا فرطُكم على الحوض وإن بُعد مابين طرفيه كما بين صنعاء وأيلة كأنَّ الأباريق فيه النجومُ) (1) .
1523 - الخامس: قال البزار: حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا عبد الله/ ابن صالح (2) [بن مُسلم العجلي] ، حدثنا ناصحٌ أبو عبد الله، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة، قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان يوم الفطر أكل قبل أن يخرج سبع تمراتٍ، وإذا كان يوم الأضحى لم يطعم شيئاً حتى يرجع) (3) .
وبه: (كُفِنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة أثوابٍ: بيضٍ وإزارٍ [ولفافة] وكُفِنَ عُمرُ في ثوبين) (4) .
_________
(1) أخرجه مسلم في الفضائل: باب حوض نبينا - صلى الله عليه وسلم - وصفته: 5/163.
(2) في المخطوطة (عبد الملك) والتصويب وما بين المعكوفين من المرجع ومن الميزان: 2/445.
(3) كشف الأستار عن زوائد البزار: 1/311. وفيه ناصح بن عبد الله وقد سبق الكلام عنه، ويراجع مجمع الزوائد: 2/199.
(4) قال البزار: لانعلم أحداً رواه هكذا إلا جابر بن سمرة، وناصح ضعيف كشف الأستار: 1/384.(2/46)
وبهِ: قال: (قلت: يارسول الله من يحمل رايتك يوم القيامة؟ قال:
عليُّ بنُ أبي طالبٍ) (1) تفرد بهن ناصحٌ، وهو غيرُ ناصحٍ بل هو ضعيفُ الحديث مُنكرهُ.
_________
(1) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (2/247) عن طريق ناصح عن سماك عن جابر. وقد عدّه ابن حيان من مناكير ناصح. المجروحين: 3/54.(2/47)
1524 - الثامن: قال البزار: حدثنا محمد بن جوان بن شُعبة، حدثنا إسماعيل بن أبانٍ، حدثنا قيس، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة قال: (صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر فقال: آمين، آمين، آمين، فلما نزل سُئِلَ عن ذلك. فقال: أتاني جبريلُ، فقال: رغم أنف رجلٍ أدرك رمضان، فلم يُغفر له قُل آمين، فقلت: آمين.
ورغم أنفُ رجلٍ ذُكرتَ عنده فلم يُصلِ عليك. قُل آمين، فقلتُ: آمين، ورغم
أنفُ رجلٍ أدرك أبويه أحدهما عندهُ الكبر فلم يُدخلاهُ الجنة قُل آمين، فقلتُ: آمين) (1) .
1525 - التاسعُ: رواهُ الطبراني من حديث أسباطٍ بن نصر، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة، قال: (دخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يبُولُ، فسلمتُ عليه، فلم يُردَّ عليَّ، ثم قام، فتوضأ، ثم خرج إليَّ فقال: وعليك السلامُ) (2) .
1526 - العاشر: رواه الطبراني أيضاً من حديث يُونس بن بُكير، عن عنبسة بن الأزهر، عن سماك، عن جابر بن سمرة: (كأني أنظُرُ
_________
(1) قال البزار: لا نعلمه يروي عن جابر بن سمرة إلا من هذا الوجه وقال الهيثمي: رواه البزار عن شيخه محمد بن جوان، ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا، وفي قيس بن الربيع خلاف. كشف الأستار: 4/84.
(2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 2/243، 246، من طريقين: قيس بن الربيع عن سماك، ناصح أبو عبد الله عن سماك.(2/47)
إلى شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجمتهِ يضربُ هذا، وضربَ بيده على صدره فوق ثدييه) (1) .
(عامر بن سعد بن أبي وقاص عن جابر بن سمرة)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/256، الجمة من شعر الرأس ما سقط عن المنكبين. النهاية.(2/48)
1527 - حدثنا حمادُ بن خالد، حدثنا ابن أبي ذئبٍ، عن المهاجر بن مسمارٍ، عن عامر بن سعدٍ [قال] : سألتُ جابر بن سمرة عن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لايزال الدين قائماً حتى يكون اثنا عشر خليفة من قريشٍ، ثم يخرجُ عصابةٌ من المسلمين، فيستخرجون كنز الأبيض كسرى وآل كسرى، وإذا أعطى الله أحدكم خيراً، فليبدأ بنفسهِ وأهلهِ، وأنا فرطُكم على الحوض) (1) .
1528 - حدثنا عبد الله بن محمد، قال أبو عبد الرحمن: وسمعتهُ أنا (2) من عبد الله بن محمد، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن المهاجر بن مسمارٍ، عن سعد ابن/ أبي وقاصٍ، [قال] : كتبتُ إلى جابر بن سمرة [مع غلامي] : أخبرني بشئٍ سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فكتب إليَّ سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ يوم الجمعة عشية رجم الأسلمي يقول: (لايزال الدين قائماً، حتى تقوم الساعة أو يكون اثنا عشر خليفة كلهم من قريشٍ.
_________
(1) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/86.
(2) في المخطوطة: (وسمعته أنبأنا من عبد الله) وهو تحريف من النساخ، وأبو عبد الرحمن هو عبد الله ابن أحمد بن حنبل، فالخبر سمعه الإمام أحمد من عبد الله بن محمد وسمعه ابنه عبد الله من أبيه ومن عبد الله بن محمد.(2/48)
قال: وسمعتهُ يقولُ: عُصبةُ المسلمين يفتتحون البيت الأبيض بيت كِسْرَى [وآلِ كِسرى] ) .
وسمعتُه يقول: (إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم) .
وسمعتهُ يقول: (إذا أعطى الله أحدكم خيراً، فليبدأ بنفسهِ، وأهل بيته) .
وسمعتهُ يقول: (أنا فرطكم على الحوض) (1) .
رواه مسلم من حديث ابن أبي ذِئب، وحاتم بن إسماعيل: كلاهما عن مُهاجر بن مسمارٍ به (2) .
(عامر بن شراحيل الشَّعبي جابر بن سمُرَة)
_________
(1) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/89، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) أخرجه مسلم مطولاً من حديث حاتم بن إسماعيل وابن أبي ذئب في كتاب الإمارة: باب الخلافة في قريش: 4/483؛ وأخرجه في الفضائل مختصراً: باب حوض نبينا - صلى الله عليه وسلم - وصفته: 5/163.(2/49)
1529 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، عن الشعبي، عن جابر ابن سمرة، قال: (كنتُ مع أبي أو مع ابني، قال: وذُكرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (لا يزالُ هذا الدين عزيزاً منيعاً يُنصرون على من ناوأهُم عليه إلى اثنى عشر خليفةً (، ثم تكلم بكلمةٍ أصمنيها الناسُ، فقلتُ لأبي، أو لابني: ما الكلمة التي أصمنيها الناسُ؟ قال: (كلهم من قريش) (1) .
(عائِذ بن نُصَيب عنهُ) (2)
1530 - رواهُ الطبراني من طريق قيس بن الربيع، عن عائذ بن
_________
(1) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/101.
(2) في المخطوطة: (عامر) والصواب ما أثبتناه. يراجع: المعجم الكبير والتاريخ الكبير: 7/59.(2/49)
نُصيب، [قال] : سمعتُ جابر بن سمرة يقول: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشير بإصبعهِ وهو في الصلاة. فلما سلم سمعتُهُ يقول: (اللهم إني أسألك من الخير كُله ما علمتُ منهُ وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله ما علمتُ منه وما لم أعلم) (1) .
(عبد الملك بن عُمير الكوفي عن جابر بن سمرة)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/252.(2/50)
1531 - حدثنا عبد الله بن ميمونٍ، أبو عبد الرحمن الرقي، حدثنا عبيد الله يعني ابن عمرو، عن عبد الملك بن عُمير، عن جابر بن سمرة، قال:
(سمعتُ رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أُصلي في ثوبي الذي آتي فيه أهلي؟ قال: نعم إلا أن ترى فيه شيئاً فتغسله) ، وقال أبو عبد الرحمن: قال أبي: هذا الحديثُ لا يرفعُ
عن عبد الملك (1) .
رواه ابن ماجه من حديث عُبيد الله بن عمرو به (2) .
1532 - حدثنا إبراهيم بن مهدي، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا هَلكَ كِسْرى فلا كِسْرَى بعده، وإذا / هلك قيصر فلا قيصر بعدهُ، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهُما في سبيل الله) (3) .
_________
(1) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/89.
(2) في المخطوطة (عبد الله بن عمر) والتصويب من سنن ابن ماجه. أخرجه في الطهارة: باب الصلاة في الثوب الذي يجامع فيه: 1/180؛ وأيضاً من تحفة الأشراف: 2/162.
(3) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/92.(2/50)
رواه البخاري، [عن جرير] وسفيان الثَّوري، وأبي عوانة، ثلاثتهم عن عبد الملك بن عُمير (1) .
(حديثٌ آخر)
_________
(1) الزيادة التي بين معكوفين استلزمتها صحة المعنى المراد إذ أن البخاري أخرج حديث جابر هذا عن إسحق بن إبراهيم عن جرير بن عبد الملك بن عمير في فرض الخمس: باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - أحلت لكم الغنائم: 6/219؛ وأخرجه أيضاً في المناقب من طريق سفيان الثوري عن عبد الملك: 6/625؛ ثم أخرجه في الأيمان والنذور من حديث أبي عوانة عن عبد الملك: باب كيف كانت يمين النبي - صلى الله عليه وسلم -: 11/523.(2/51)
1533 - قال البزار [أحمد بن بحيى الكوفي] ، حدثنا عُمرُ بن حفصٍ بن غياثٍ، حدثنا أبو بكر بن عياشٍ عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يوشك أن تخرجُ الطعينةُ من المدينة إلى الحيرة لا تخاف أحداً) (1) .
(حديثُ آخر)
1534 - قال الطبراني: حدثنا عبدان بن أحمد، حدثنا زيد بن الحُريش، حدثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة، عن عبد الملك بن عُمير، عن جابر بن سمرة، قال: جاء أعرابي فقال: يارسول الله ما تقول في الضب؟ قال: (مُسختْ أمة من بني إسرائيل لا أدري إلى أي الدواب مُسخت، فلا آمرُ بهِ ولا أنهى عنهُ) (2) .
(عبيد الله بن القبطية الكوفي عن جابر بن سمرة)
1535 - حدثنا يزيد، أنبأنا مسعر عن عُبيد الله بن القبطية، عن جابر بن سمرة، قال: (كنا إذا صلينا وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلنا السلام
_________
(1) كشف الأستار: 3/142.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/214.(2/51)
عليكم بأيدينا يميناً وشمالاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما بال أقوامٍ يرمون بأيديهم كأنها أذنابُ الخيل الشُّمس ألا يسكُن أحدهم، ويشير بيده على فخذه، ثم يُسلمُ على صاحبه عن يمينه وعن شماله) (1) . رواه مسلم، وأبو داود، والنسائي، من حديث مِسْعر. زاد مُسلمٍ وفُرات القزاز: كلاهما عن عبيد الله بن القبطية بهِ (2) .
_________
(1) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/86.
(2) الخبر أخرجه مسلم في الصلاة: باب الأمر بالسكون في الصلاة والنهي عن الإشارة باليد: 2/75، 76؛ وأخرجه أبو داود في الصلاة: باب في السلام: 1/262؛ وأخرجه مسلم في الصلاة: باب السلام بالأيدي في الصلاة: 3/5.(2/52)
1536 - حدثنا وكيع، حدثنا مسعرٌ، عن عبيد الله بن القبطية، عن
جابر ابن سمرة، قال: (كنا [إذا] صلينا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشار أحدنا
إلى أخيهِ عن يمينه وشماله، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ما بال أحدهم
يفعلُ هذا كأنها أذنابُ خيلٍ شمسٍ، إنما يكفي أحدُهم أن يقول هكذا، ووضع
يمينهُ على فخذه، وأشار بأصبعه يُسلم على أخيه [من] عن يمينه، ومن عن
شماله) (1) .
(حديثٌ آخر)
1537 - رواه الطبراني من طريق فُرات القزاز، عن عبيد الله بن القبطية، عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لايزالُ الإسلام ظاهراً حتى يكون اثنا عشر [أميراً أو] خليفةً كلهم من قُريشٍ (2) /) .
_________
(1) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/107. وما بين المعكوفات استكمال منه، ورواية المصنف هنا باستعمال ضمير الغائب) ما بال أحدهم (وعند أحمد: (ما بال أحدكم) .
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/206. وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/52)
(عطاءُ بن أبي ميمونة عنه)
بحديث اثنا عشر خليفةً كلهم من قريش(2/53)
1538 - رواه الطبراني، عن [عبدان بن أحمد] ، عن زيد بن الحُريش، عن روح بن عطاء، عن أبيه به (1) .
(علي بن عُمارة عنه) (2)
1539 - حدثنا عبد الله بن محمد، قال أبو عبد الرحمن: وسمعتُهُ أنا من عبد الله [بن محمد] ، قال: حدثنا أبو أسامة، عن زكريا بن سياه أبي يحيى، عن عمران بن رباح، عن علي بن عمارة، عن جابر بن سمرة، قال: (كنتُ في مجلس فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وأبي [سمرة جالس] (3) أمامي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الفُحْش والتفحُّش ليسا من الإسلام في شيءٍ، وإن أحسن الناس إسلاماً أحسنهُم خلُقاً) (4) تفرد به.
(عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعي)
(عن جابر بن سمرة)
1540 - قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ليلةٍ إضحيانٍ (5) ، فجعلتُ انظر إليه وإلى القمر، وعليه حُلةٌ حمراءُ، فإذا هو عندي أحسنُ
_________
(1) لفظ الخبر عند الطبراني: (اثنا عشر قيماً من قريش لا يضرهم عداوة من عاداهم) والزيادة تصويباً من الكبير. ومكانها بالمخطوطة: (عن عطاء) .
قال الهيثمي: فيه روح بن عطاء وهو ضعيف.
المعجم الكبير للطبراني: 2/256؛ مجمع الزوائد: 5/191.
(2) في المخطوطة: (عطاء) والصواب علي بن عمارة كما في المسند. ويراجع تهذيب التهذيب: 7/367.
(3) في المخطوطة: (وأبي أسامة) .
(4) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/89.
(5) ليلة أضحيان: مضيئة مقمرة يقال: ليلة إضحيان وإضحيانة والألف والنون زائدتان. النهاية.(2/53)
من القمر) . رواهُ الترمذي (1) في الاستئذان والنسائي عن هتادٍ، عن عبثر بن القاسم (2) ، عن أشعث بن سوار (3) ، عن أبي إسحاق به.
قال الترمذي: (هذا حديث حسنٌ غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث أشعث، ورواه شعبة والثوري، عن أبي إسحاق، عن البراء [بن عازب] : (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه حلةٌ حمراءُ في كلام أكثر من هذا، فسألتُ البُخاري عن ذلك فرأى كلا الحديثين صحيحاً) (4) .
وأما النسائي فقال: هذا الحديث خطأٌ وسوارٌ ضعيفٌ والصواب حديث البراء (5) .
(المسيبُ بن رافع عنهُ)
_________
(1) في المخطوطة: (مسلم) والتصويب من تحفة الأشراف: 2/163.
(2) في المخطوطة: (عمير) والتصويب من الترمذي ومن تحفة الأشراف. ويراجع تهذيب التهذيب: 5/136.
(3) في المخطوطة: (سيار) وأشعث بن سوار الكوفي. أقوال العلماء إلى تضعيفه أميل وليَّنه أبو زرعة وضعّفه النسائي ويحيى والدارقطني وقال ابن حبّان: فاحش الخطأ كثير الوهم. الميزان: 1/264.
(4) أورد ابن كثير كلام الترمذي مختصراً وقد اختتم كلامه بقوله: (وفي الباب عن البراء وأبي جحيفة) .
= ... أخرجه في كتاب الأدب: باب ماجاء في الرخصة في لبس الحمرة للرجال: سنن الترمذي: 5/118.
(5) أخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/163. وقد أورد عن النسائي هذا القول الذي ساقه المصنف عنه هنا.(2/54)
1541 - مرفوعاً: (لايزال هذا الدين ظاهراً لا يضرُّهُ منْ خالفهُ حتى تقوم الساعة وحتى يقوم إثنا عشر خليفةً من قُريش) رواه الطبراني من حديث إسماعيل بن عياشٍ، عن جعفر بن الحارث النخعي، عن العوامِ بن حوشبٍ، عن المسيب، عن رافع بهِ (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/215 وعبارة (حتى تقوم الساعة) لم ترد عنده.(2/54)
(معبدُ الجدلي عنهُ)(2/55)
1542 - روى الطبراني من حديث فطرٍ، عن (1) أبي خالد الوالبي، عن معبد الجدلي، عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لايزال هذا الدينُ ظاهراً لا يضرُّه من خالفهُ) (2) .
(ميسرة عن مولاه جابر بن سمرة/ مرفوعا)
1543 - (لعن الله من بدا بعد هجرةٍ، لعن الله من بدا بعد هجرةٍ إلا في فتنةٍ فإن البدو خيرٌ من المقام في فتنةٍ) رواه الطبراني من حديث أبي محمد السوائي عن عمه حرب بن خالد عن ميسرة (3) .
(النضر بن صالح عنهُ)
بحديث (اثنا عشر خليفة)
1544 - رواه الطبراني من حديث [إسحاق] الأزرق، عن عبد الملك بن
أبي سليمان عنه (4) .
(أبو بكر بن أبي مُوسى عنهُ)
(بحديث: (يكون اثنا عشر خليفة كلهم من قريش))
1545 - رواهُ الترمذي، عن أبي كريب، عن عُمرو بن عُبيدٍ،
_________
(1) في المخطوطة كلمة الطبراني غير واضحة وأيضاً فيها: فطر بن أبي خالد.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/215. وفيه: (هذا الأمر) بدل (هذا الدين) ، (ناوأه) بدلاً من (خالفه) .
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/256. قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 5/254.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 2/253.(2/55)
عن أبيه عنه. وقال: [حسن صحيح غريب يُستغرب] من حديث أبي بكر بن أبي موسى (1) .
(أبو ثور بن أبي عكرمة، وهو وهم،)
والصوابُ جعفر بن أبي ثور كما تقدم عن جده جابر بن سمرة (2)
_________
(1) الحديث أخرجه الترمذي في الفتن: باب ماجاء في الخلفاء: 4/501، وما بين المعكوفين ورد بدلاً منه في المخطوطة (سمعته يحدث) ولعلها صحفت عن العبارة التي اكتفى بنقلها عن الترمذي في تحفة الأشراف: 2/164 وهي: وقال (يستغرب من حديث أبي بكر عن جابر) .
(2) يشير المصنف بقوله: (وهو وهم) إلى ما أورده الإمام أحمد في الحديث الآتي فقد رواه مسلم من حديث أبي ثور بن عكرمة عن جده.
وجعفر بن أبي ثور السوائي: أبو ثور، واسم أبي ثور عكرمة، وقيل مسلمة وقيل مسلم، وجابر ابن سمرة جدّه من قبل أمه وقيل من قبل أبيه.
وقال ابن حبان: جعفر بن أبي ثور، وهو أبو ثور بن عكرمة، فمن لم يحكم صناعة الحديث توهم أنهما رجلان مجهولان. تهذيب التهذيب: 2/86.(2/56)
1546 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن سماك بن حربٍ، عن أبي ثور بن عكرمة، عن جده، وهو جابر بن سمرة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عن الصلاة في مبارك الإبل؟ قال: لا تصلِ. وسُئِلَ عن الصلاة في مرابض (1) الغنم؟ فقال: صَلِّ. وسئل عن الوضوء من لحوم الإبل. فقال: توضأ منه، وسئل عن الوضوء من لحوم الغنم. فقال: إن شئت توضأ وإن شئت لا تتوضأُ) (2) .
1547 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو بكر: خلادُ بنُ أسلم، حدثنا النضر بن شُميلٍ، حدثنا شعبةُ، عن سماكٍ [قال] : سمعتُ أبا ثور بن عكرمة بن جابر بن سمرة، عن جابر بن سمرة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن
_________
(1) في المخطوطة: (مبارك) وما في المسند أصح فأثبتناه.
(2) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/93.(2/56)
الصلاة في مباتِ الغنم، فرخص، وسئل عن الصلاة في مباتِ الإبل (1) ، فنهى عنه، وسُئل عن الوضوء من لحوم الإبل، فقال: توضؤوا، وسئل عن الوضوء من لحوم الغنم فقال: إن شئت فتوضأ، وأن شئت فلا) (2) تفرد به هكذا.
(أبو خالد الوالبي، واسمهُ هَرِمُ بن هُرمز)
قال الطبراني عن جابر بن سمرة (3) .
_________
(1) في المخطوطة: (مبات الخيل) وهو يخالف نص المسند.
(2) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/100، وهو من زيادات عبد الله بن أحمد ويلاحظ أنه قطع في الخبر بأن جابراً جده لأبيه.
وحديث جعفر بن أبي ثور في الوضوء من لحوم الإبل، أخرجه مسلم في الطهارة: باب الوضوء من لحوم الإبل: 1/656؛ وابن ماجه في الباب: 1/166؛ والطبراني من طرق مختلفة كلها عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة. المعجم الكبير: 2/210.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/206.(2/57)
1548 - حدثنا وكيعٌ، حدثنا فطر، عن أبي خالدٍ (1) الوالبي عن جابر [بن سمرة] / قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لايزال هذا الأمرُ مؤاتي أو مُقارباً حتى يقوم اثنا عشر خليفةً كلهم من قريش) (2) تفرد به.
1549 - حدثنا عبد الله بن محمدٍ. قال أبو عبد الرحمن: وسمعته أنا منهُ، قال: حدثنا محمد بن القاسم الأسدي، حدثنا فطر، عن أبي خالدٍ الوالبي، عن جابر ابن سمرة، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (ثلاث أخافُ على أمتي: الاستسقاء بالأنواءِ، وحيفُ السلطان، وتكذيبٌ بالقدرِ) (3) تفرد به.
_________
(1) في المخطوطة: (فطر بن أبي خالد) والصواب ما أثبتناه وهو فطر بن خليفة القرشي المخزومي مولاهم الكوفي. تهذيب التهذيب: 8/300.
(2) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/107 وهو من زيادات عبد الله بن أحمد.
(3) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/90.(2/57)
1550 - حدثنا علي بن بحرٍ، حدثنا عيسى بن يُونس، عن الأعمش، عن أبي خالد الوالبي، عن جابر بن سمرة، قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُشير بأصبعيه [ويقول] : بُعثتُ أنا والساعة كهذه (1) من هذه) تفرد به.
(حديث آخر)
1551 - في قصة تزويج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخديجة بنت خويلد في حال سُكرٍ من أبيها خُويلد. رواه البزار، عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي خالد الوالبي عن جابر بن سمرة (2) .
رواه الطبراني، عن عبد العزيز، عن عُمر بن حفص فذكره مطولاً (3) .
(أبو خالد والدُ إسماعيل بن أبي خالدٍ
عن جابر بن سمرة)
حديثه (يكون إثنا عشر خليفةً) (4) .
(أخو سماكِ بن حربٍ)
تقدم في ترجمة شعبة عن سماك وفي حديث (بين يدي الساعة
_________
(1) من حديث جابر بن سمرة في المسند: 5/92 ورد في المخطوطة: (كهاتين من هذه) وصوبت من المرجع.
(2) () ... قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن جابر، ولا أسنده عنه إلا عمر بن حفص وقد رواه غيره عن الأعمش عن أبي خالد مرسلاً. كشف الأستار: 3/237.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/209. وفيه حفص بن غياث، أيضاً قال أبو زرعة: ساء حفظه بعدما استقضى. فمن كتب عنه من كتابه فهو صالح. وقال ابن معين: جميع ما حدث به حفص ببغداد والكوفة إنما هو من حفظه. الميزان: 1/567.
(4) أبو خالد اسمه سعد وقد تقدم حديثه.(2/58)
كذابون) (1) وهو في صحيح مسلم، وقد كان لسماك أخوان وهما إبراهيم، ومحمد فالله أعلم أيُّهُما هُوَ.
* (جابرُ بن طارقٍ)
ويقال جابر بن عوف بن طارق ويقال جابرُ الأحمسي يأتي.
* (جابر بن عبد الله الأنصار)
كتبنا مسندهُ على حدةٍ وله [أحاديث] في ترجمة عبد الله بن ثعلبة بن صُعيرٍ (2) .
_________
(1) تقدم الحديث ص 660.
(2) يراجع المسند: 5/431.(2/59)
223 - (جابر بن عبد الله بن رِئاب بن النعمان بن سنان بن
عبيد بن عدي بن غنم بن كعبٍ بن سلمة الأنصاري السلمي) (1)
كان أول من أسلم من الأنصار قبل العقبة الأولى، فإنهُ كان أحد الستة الذين أسلموا في أول عام من وفودِ الأنصار، وشهد بدراً وأُحداً وما بعدها من المشاهد المشهورة المبرورة.
1552 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا محمد ابن يحيى، عن أبي سمينة، وقال الحسن بن سفيان: حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري (2) قالا: حدثنا علي بن ثابت الجحدري، حدثنا الوازع بن نافع، عن أبي سلمة، عن جابر بن رئابٍ، عن النبي
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/306؛ والإصابة: 1/212؛ والاستيعاب: 1/221؛ والتاريخ الكبير: 2/208؛ والطبقات الكبرى: 3/114؛ وثقات ابن حبان: 3/52.
(2) الصلت بن مسعود الجحدري ورد في المخطوطة: (الجزري) والضبط من تهذيب التهذيب: 4/436.(2/59)
- صلى الله عليه وسلم - قال: (مرَّ بي جبريلُ/ عليه السلام، فضحك إليَّ، وتبسَّمتُ إليه) (1) .
وقال الصلتُ: (مرَّ بي ميكاييل على جناحيه غُبارٌ، وهو راجع من طلب العدُو وأنا أصلي، فضحك إليَّ، وتبسمتُ إليه) (2) .
قال ابن الأثير وقد أسند عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير حديث (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/188. قال الهيثمي: فيه الوازع بن نافع وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 2/82.
(2) قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الوازع بن نافع وهو ضعيف مجمع الزوائد: 2/82. وقال ابن حجر في الإصابة: رواه البغوي وابن السكن وغيرهما من طريق الوازع بن نافع ثم نقل عن البغوي قوله: الوازع ضعيف جداً: 1/213.
(3) لعل ابن الأثير يرد بذلك على قول ابن عبد البر في الاستيعاب: له حديث عند ابن الكلبي عن أبي صالح عنه في قول الله عز وجل (يمحو الله ما يشاء ويثبت) لا أعلم له غيره: 1/221.(2/60)
224 - (جابر بن عتيك) (1)
وقيل جبر بن عتيك بن قيس بن الحارث بن هيشة بن الحارث بن أمية بن زيد بن مُعاوية بن مالك بن [عوف بن] عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس بن الأنصاري الأوسي، حامل لواء بني مُعاوية يوم الفتح، ويُكنى أبا عبد الله (2) ، وهو أخو جبر والحارث بن عتيك.
1553 - حدثنا، إسماعيل عن الحجاج بن أبي عثمان يعني الصوَّاف، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن ابن جابر بن عتيك الأنصاري، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن من الغيرة ما يُحبُّ الله، ومنها ما يُبغض اللهُ، ومن الخيلآء مايُحبُّ الله، ومنها ما يُبغضُ [الله] : فأما الغيرةُ التي يُحبُّ الله فالغيرة في ريبةٍ، وأما
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/309، والإصابة: 1/214؛ والاستيعاب: 1/223؛ والطبقات الكبرى: 3/37؛ والتاريخ الكبير: 2/208؛ وثقات ابن حبان: 3/52.
(2) قال ابن منده: كنيته أبو الربيع ووهمه أبو نعيم في ذلك. أسد الغابة.(2/60)
الغيرة التي يُبغض الله فالغيرة في غير الريبة، وأما الخيلآء التي يُحبُّ الله أن يتخيل (1) العبدُ بنفسهِ [لله] عند القتالِ، وأن يتخيل بالصدقةِ) (2) .
_________
(1) الغيرة: الحمية. والخيلاء بالضم والكسر الكِبَر والعجب وتخيل واختال تفعل وافتعل منه. قال ابن الأثير: أَمَّا الصدقة فأن تهزه أريحية السخاء فيعطيها طيبة بها نفسه. فلا يستكثر كثيراً، ولا يعطى منها شيئاً إلا وهو له مستقل، وأما الحرب فأن يتقدم فيها بنشاط وقوة نخوة وجنان: 2/9.
(2) من حديث جابر بن عتيك في المسند: 5/445.(2/61)
1554 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا حرب يعني ابن شدادٍ، حدثنا يحيى يعني ابن كثير، حدثنا محمد بن إبراهيم القُرشي، حدثني ابن جابر بن عتيك: أن أباهُ أخبرهُ - وكان أبوه من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن من الغيرة) فذكر معناه، وقال: (الخيلآءُ التي يُحبُّ الله اختيال الرجل في القتال، واختيالهُ في الصدقة، والخيلاء التي يُبغضُ [الله] الخيلآءُ في البغي، أو قال: في الفخر) (1) .
1555 - حدثنا عفانُ، حدثنا أبانُ، حدثنا يحيى بن أبي كثيرٍ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن ابن جابر بن عتيكٍ، عن جابر بن عتيك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن من الغيرة ما يحبُّ الله، ومنها ما يبغضُ الله، وإن من الخيلآء ما يحب الله ومنها ما يبغضُ الله: فأما الغيرة التي يُحبُّها الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة
التي يُبغضُ الله فالغيرة في غير الريبة، والخيلآء التي يُحبُّها الله فاختيالُ الرجلُ في القتال، واختيالُه عند الصدقة، والخيلاء التي يُبغض الله فاختيال الرجل في البغي والفخر) (2) .
رواه أبو داود من حديث [أبان بن] (3) يزيد العطار والنسائي من حديث الأوزاعي كلاهُما عن يحيى بن أبي كثير بِهِ (4) .
_________
(1) الموطن السابق.
(2) من حديث جابر بن عتيك في المسند: 5/446.
(3) عند أبي داود (أبان) وهو أبان بن يزيد العطار. تهذيب التهذيب: 1/101.
(4) الحديث أخرجه أبو داود في الجهاد: باب في الخيلاء في الحرب: 3/50؛ وأخرجه النسائي في الزكاة: باب الاختيال في الصدقة: المجتبي: 5/58.(2/61)
1556 -[حدثنا عبد الله، حدثني أبي، قال:] (1) قرأتُ على عبد الرحمن ابن مهدِي: مالك، عن عبد الله بن جابر بن عتيكٍ، عن جابر بن عتيكٍ قال: (جاءنا عبد الله بن عُمر في بني مُعاوية - قريةٍ من قُرى الأنصار - فقال لي: هل تدري أين صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجدكم/ هذا؟ قلتُ: نعم فأشرتُ له إلى ناحيةٍ منه. فقال لي: هل تدري ما الدعوات التي دعا بهن [فيه] ؟ فقلت: نعم، فأخبرني بهنَّ، فقلتُ: دعا بأن لا يُظهِرَ عليهم عدواً من غيرهم، ولا يهلكهم بالسنين، فأعطيهما، ودعا بأن لا يجعل بأسهُم بينهم، فمنعنيها، قال: صدقتَ، فلا يزال الهرج إلى يوم القيامة) (2) تفرد به.
1557 - حدثنا أبو نُعيم، حدثنا اسرائيلُ، عن عبد الله بن عيسى، عن جبر بن عتيك، عن عمهِ، قال: (دخلتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ميت من الأنصار، وأهلهُ يبكون عليه، فقلتُ: أتبكون وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: دعهن يبكين مادام عندهنَّ، فإذا وجب فلا يبكين) . قال جبر: فحدثتُ به عُمر بن حُميد (3) فقال: ما وجبت؟ قلت: أدخل قبرهُ) (4) تفرد به.
1558 - حدثنا روح بن مالك، عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك، عن عتيك بن الحارث بن عتيك، وهو جدُّ عبد الله بن عبد الله أبو أمهِ: أنه أخبره أن جابر بن عتيك أخبره: (أن عبد الله بن ثابت لما مات قالت ابنتهُ: والله إن كنت لأرجو أن يكون شهيداً، أَمَا
_________
(1) الزيادة التي بين معكوفين من المسند. وقد أثبتناها حتى يتضح سياق السند.
(2) من حديث جابر بن عتيك في المسند: 5/445.
(3) في المخطوطة: (عمر بن عبد العزيز وما أثبتناه من المسند.
(4) من حديث جابر بن عتيك في المسند: 5/445.(2/62)
إنك قد كنت قضيت جهازك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أَمَا إن الله قد أوقع أجرهُ على قدر نيتهِ، وما تعدون الشهادة؟ قالوا: قتلٌ في سبيل الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الشهادة سبعٌ سوى القتلِ في سبيل الله: المطعونُ شهيدٌ، والغرقُ شهيدٌ، وصاحبُ ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيدٌ، وصاحبُ الحريق شهيدٌ، والذي يموتُ تحت الهدم شهيدٌ، والمرأةُ تموتُ بجمعٍ شهيدةٌ) (1) رواهُ أبو داود والنسائي من حديث مالكٍ بهِ، ورواهُ لهُ ابن ماجة، عن أبي بكرٍ بن أبي شيبة، عن وكيع، عن أبي العميس عن عبد الله بن عبد الله بن جبرٍ بهِ (2) .
(حديثٌ آخر عنهُ)
_________
(1) من حديث جابر بن عتيك في المسند: 5/446. والجمع: بضم فسكون وتكسر الجيم بمعنى المجموع كالذخر بمعنى المذخور، قال الخطابي: أن تموت وفي بطنها ولد وهو يوافق ما في النهاية وقيل التي تموت بكراً. والمعنى أنها تموت مع جنين مجموع خلقه في رحمها. مختصر السنن وتعليقاته: 4/282.
(2) أخرجه أبو داود في الجنائز: فضل من مات في الطاعون: 3/188؛ وأخرجه النسائي في الباب أيضاً: النهي عن البكاء على الميت: المجتبي: 4/12؛ وفي الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/403؛ وأخرجه ابن ماجه في الجهاد: ما يرجى فيه الشهادة: 2/937.(2/63)
1559 - قال أبو داود في كتاب الزكاة: حدثنا عباس بن عبد العظيم، ومحمد بن المثنى قالا: حدثنا بشر بن عُمر الزهراني، حدثنا أبو الغصن: ثابت بن قيس، عن صخر بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن جابر بن عتيك، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (سيأتيكم ركبٌ مبغضون، فإذا جاءُوكم فرحبوا بهم، وخلوا بينهم وبين ما يبتغون، فإن بروا فلأنفسهم وإن ظلموا فعليها، وأرضوهم، فإن تمام زكاتكم رضاهم/ وليدعوا لكم) (1) .
_________
(1) أخرجه أبو داود في الزكاة: باب رضاء المصدق: 2/105. قال المنذري: في إسناده أبو الغصن، وهو ثابت بن قيس المدني الغفاري مولاهم، وقيل ابن عفان، قال الإمام أحمد: ثقة. وقال يحيى بن معين: ضعيف. وقال مرة: ليس بذاك صالح. وقال مرة: ليس به بأس. وقال ابن حبان: كان قليل الحديث كثير الوهم فيما يرويه. ولا يحتج بخبره إذا لم يتابعه عليه غيره، ثم قال المنذري: في الرواة خمسة كل منهم اسمه ثابت بن قيس لا يعرف فيهم من تكلم فيه غيره. انتهى. مختصر السنن: 2/202.(2/63)
225 - (جابرٌ أبو عبد الله العبدي) (1)
1560 - حدثنا الحارث بنُ مرة الحنفي أبو مرة، حدثنا نُفَيسُ، عن عبد الله
ابن جابر العبدي قال: (كنتُ في الوفد الذين أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عبد القيس، ولست منهم، وإنما كنتُ مع أبي قال: فنهاهُم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشرب في الأوعية التي سمعتم: الدُّباء والحنتمُ والنقيرُ والمُزفتُ) (2) .
226 - (جابرُ بن عوفُ بن طارقٍ، ومنه من يقولُ
جابر بن طارقِ الأحمسي في سادس الكوفيين) (3)
1561 - حدثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل: يعني [ابن] أبي خالدٍ، عن حكيم بن جابرٍ، عن أبيه. قال: (دخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) جابر بن عبيد العبدي عند ابن الأثير وابن عبد البر وعند ابن سعد: جابر بن عبد الله بن جابر العبدي وابن حبان: جابر بن عبد الله العبدي وفي الإصابة جابر بن عبد الله ويقال جابر بن عبيد ابن جابر العبدي. واختلف في اسم ابنه فقيل عبد الله وقيل عبد الرحمن وهو الذي روى عنه.
أسد الغابة: 1/308؛ والإصابة: 1/214؛ والاستيعاب: 1/224؛ والطبقات الكبرى: 7/62؛ والثقات: 3/52.
(2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 2/257. قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/58. رواه أحمد في كتاب الأشربة كما في الإصابة: 1/213.
(3) يقال أيضاً: جابر بن طارق بن أبي طارق بن عوف الأحمسي وقيل طارق بن أبي طارق. قال ابن سعد: هو أبو حكيم بن جابر. روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
أسد الغابة: 1/305؛ والإصابة: 1/212؛ والاستيعاب: 1/225؛ والطبقات الكبرى: 6/23؛ والتاريخ الكبير: 2/208؛ وثقات ابن حبان: 3/53.(2/64)
وعنده قرعٌ، فقلتُ: ما هذا؟ قال: نُكثرُ به طعامنا) (1) .
_________
(1) من حديث جابر الأحمسي في المسند: 4/352. ولفظ أحمد: (وعنده الدباء) بدل: (القرع) .(2/65)
1562 - حدثنا وكيعٌ، حدثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ عن حكيم بن جابرٍ، عن أبيه. قال: (دخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته فرأيتُ عنده قرعاً، فقلتُ: يارسول الله ماهذا؟ قال: هذا قرعٌ نكثرُ به طعامنا) (1) .
رواهُ الترمذي في الشمائل، والنسائي في الوليمة، عن قتيبة، عن حفصٍ بن غياثٍ، وابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع: كلاهُما عن إسماعيل به (2) .
227 - (جابرُ بن عُمير الأنصاري مدني) (3)
1563 - رواهُ النسائي من حديث محمد بن سلمة، وموسى بن أعين،
وأبو نعيمٍ من حديث موسى بن أعين ويزيدُ بنُ سنانٍ: كلهم عن أبي عبد الرحيم: خالد بن أبي يزيدٍ، عن عبد الرحيم بن عطاء بن صفوان عن عطاءٍ بن أبي رباحٍ. قال: رأيتُ جابر بن عبد الله وجابر بن عُمير يرتميان (4) فملَّ أحدُهما، فجلس. فقال له الآخر: أمللتَ؟ قال: نعم. فقال له الآخرُ: أَمَّا سمعتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (كل شيءٍ ليس من ذكر الله لهوٌ ولعبٌ إلاَّ أن يكون أربعةٌ: مُلاعبةُ الرجل امرأتهُ،
_________
(1) الموطن السابق.
(2) أخرجه الترمذي في الشمائل كما في تحفة الأشراف؛ والنسائي في الكبرى فيها أيضاً: 2/164؛ وأخرجه ابن ماجه في الأطعمة: باب الدباء. قال في الزوائد: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات. سنن ابن ماجه: 2/1098.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/309؛ والإصابة: 1/215؛ والاستيعاب: 1/223؛ والتاريخ الكبير: 2/208؛ وثقات ابن حبان: 3/53.
(4) يرتميان: يتباريان في الرمي بالسهام يقال: خرجت أرتمي بأسهمي ورميت بالسهم وارتميت وتراميت وتراميا. النهاية.(2/65)
وتأديبُ الرجل فرسهُ، ومشيُ الرجلُ بين الغرضين، وتعلُّمُ الرجل السباحة) (1) وهذا لفظ [إسحق بن] إبراهيم الحافظ.
ووقع في سُنن النسائي عن موسى بن أعين عن أبي عبد الرحيم: خالد بن [أبي] يزيد / عن [عبد الرحيم بن] عطاءٍ الزهري، عن عطاءِ بن أبي رباحٍ فذكرهُ. فالزُّهري هذا ليس هو بابن شهابٍ الزهري، وإنما هو عبد الرحيم بن عطاء بن صفوان الزهري المذكور، وقد رواهُ أبو نُعيم أيضاً عن محمد بن سلمة أيضاً عن [أبي] عبد الرحيم عن عبد الوهاب بن بُخْت عن عطاء بن أبي رباحٍ قال: (رأيتُ جابر بن عبد الله وجابر بن عمير يرتميان) فذكرهُ (2) .
_________
(1) أخرجه النسائي في عشرة النساء في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/404؛ وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 2/193.
(2) يراجع المعجم الكبير وتحفة الأشراف فيما أورده المصنف.(2/66)
228 - (جابر بن ماجد الصدفي) (1)
قال ابن يونس: وفَدَ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشهد فتح مصر. قال ابن الأثير: وقد اختُلف في حديثه.
1564 - فروى الأوزاعي، عن قيسٍ بن جابر الصدفي، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (سيكون بعدي خُلفاءُ ومن بعد الخُلفاءِ أمراءُ، ومن بعد الأمراء ملوك جبابرةٌ ثم يخرجُ رجلٌ من أهل بيتي يملأُ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً ومن بعده القحطاني فوالذي نفسي بيده ما هو بدونهِ) .
قال: ورواهُ ابن لهيعة، عن عبد الرحمن بن قيسٍ بن جابر عن أبيه
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/310؛ والإصابة: 1/216؛ والاستيعاب: 1/222.(2/66)
عن جده فعلى رواية الأوزاعي يكون الصحابيُّ ماجداً، وعلى رواية ابن لهيعة الصحابيُّ جابر ابن ماجدٍ (1) .
_________
(1) يراجع أسد الغابة في الموطن السابق وقال السيوطي: أخرجه ابن منده والطبراني وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر في التاريخ. جمع الجوامع: 2/2563. وقال الهيثمي: رواه الطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 5/190.(2/67)
229 - (جاحلٌ أبو مُسلم) (1)
1565 - رواهُ أبو نُعيم من طريق ابن وهب: حدثنا أبو الأشيم مُؤذن [مسجد] دمياط، عن شراحيل بن يزيد، عن محمد بن مُسلمٍ بن جاحلٍ، عن أبيه عن جده عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهُ قال: (إن أحصاهُم لهذا القرآن من أُمتي منافقُوهم) ثم لا يُعرفُ إلاَّ من هذا الوجهِ (2) .
230 - (الجارُود العبدي) (3)
وهو سيد عبد القيس، وهو الجارود بن المعلى، ويقال: ابن العلاء، واسمهُ بشرُ بن عمرو بن حنش بن المعلى أبو غياثٍ أو عتاب (4) . كان نصرانياً فأسلم، وحسُن إسلامهُ، وقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسمع
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/311؛ والإصابة: 1/216.
(2) قال ابن منده فيما نقله عنه ابن حجر في الإصابة: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. ثم قال ابن حجر عن جاحل: ذكره أبو نعيم فقال: ليست له عندي صحبة ولم يذكره أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين.
وقال محمد بن الربيع الجيزي: لا تعرف له حضور الفتح ولا خطة بمصر. تراجع
الإصابة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/311؛ والإصابة: 1/216؛ والاستيعاب: 1/247؛ والتاريخ الكبير: 2/236؛ وثقات ابن حبان: 3/59. وترجم له ابن سعد مع من كان بالبحرين من الصحابة: 5/407، ثم أعاد ترجمته مع البصريين: 7/71، وأطال في الموضعين.
(4) قيل أيضاً: أبو المنذر. وقد اختلف في اسمه وعُنيت المراجع السابقة بتتبع هذا الخلاف.(2/67)
مِنهُ، وروي عنه أحاديث.
ومن شعره قولهُ:
شهدت بأن الله حقٌ وسامحت ... بناتُ فُؤادي بالشهادة والنهض
فأبلغْ رسول الله عني رسالةً ... بأني حنيفٌ [حيث] كُنتُ من الأرض/
حديثه في ثالث البصريين، وثالث عشر الأنصار.(2/68)
1566 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا الجُريري، عن أبي العلاءِ، عن أبي مسلم الجذمي (1) ، عن الجارود. قال: قلتُ - أو قال رجل -: يارسول الله اللقطة نجدها؟ [قال: انشدها] ولا تكتُم، ولا تُغيب، فإن وجدت ربها فادفعها إليه، وإلاَّ فمالُ الله يؤتيه من يشاءُ) (2) .
1567 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن قتادة، عن أبي مُسلمٍ، عن الجارود بن المعلَّى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ضالَّة المسلم حرقُ النَّارِ) (3) .
1568 - حدثنا إسماعيل، أنبأنا سعيد الجُريري، عن أبي العلاء بن الشخير، عن مطرفٍ. قال: (حديثان بلغاني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد عرفت أني قد صدقتهما لا أدري أيُّهُمَا قَبْل صاحبه) .
حدثنا أبو مُسلم الجذمي - جذيمةُ عبد القيس - حدثنا الجارود. قال: (بينما نحنُ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، وفي الظَّهر قلةٌ
_________
(1) في المخطوطة وفي سنن الدارمي: (الجرمي) بالراء. والصواب بالذال. روى عن الجارود العبدي، وعنه أبو العالية الرياحي ومطرف وأبو العلاء يزيد ابنا عبد الله بن الشخير. تهذيب التهذيب: 12/235.
(2) الخبر أخرجه الدارمي في سننه. وما أورده المصنف هنا هو الجزء الأخير من الخبر عند الدارمي: 2/266.
(3) حرق النار: بالتحريك لهبها، وقد يسكن: أي أن ضالة المسلم إذا أخذها إنسان ليتملكها أدته إلى النار. النهاية: 1/219.(2/68)
إذ ذكر القومُ الظهر، فقلتُ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد علمتُ ما يكفينا من الظهر. قال: وما يكفينا؟ قلتُ: ذَوْدٌ نأتى عليهن في جرف فنستمتعُ بظهورهم. قال: لا، ضالة المسلم حرقُ النار، فلا تقربنها] وقال في اللقطة الضالة تجدها فانشُدْها، ولا تكتُمها، ولا تُغيب، فإذا عرفت فأدها وإلا فمالُ الله يؤتيه من يشاء) (1) .
_________
(1) من حديث الجارود العبدي في المسند: 5/80.(2/69)
1569 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سُفيان وأحمدُ الحذاءُ. قال: حدثنا سفيان، عن خالد الحذَّاء، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن مُطرفِ بن الشخير، عن الجارود العبدي يرفعهُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ضالةُ المسلم حرق النَّار فلا تقربها) (1) .
1570 - حدثنا عبد الوهاب، حدثنا خالد، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أبي مسلم الجذمي، عن الجارود: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ضالة المسلم حرق النار) (2) .
1571 - حدثنا سُليمان بن داوُد، حدثنا المثنَّى بن سعيد، عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أبي مسلم الجذمي، عن الجارود بن المعلى/ العبدي: أنه سألَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الضوالِّ فقال: (ضالة المسلمُ حرقُ النَّار) (3) .
1572 - حدثنا شُريح، حدثنا حماد يعني: ابن زيد، عن أيُّوب، عن أبي العلآء، عن أبي مُسلم عن الجارُود قال: قال رسول الله
_________
(1) الموطن السابق.
(2) الموطن السابق.
(3) من حديث الجارود العبدي في المسند: 5/80.(2/69)
- صلى الله عليه وسلم -: (ضالة المسلم حرق النار) (1) .
_________
(1) الموطن السابق.(2/70)
1573 - حدثنا بهزٌ، حدثنا همامٌ، حدثنا قتادةُ، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أبي مسلم الجذمي، عن الجارود: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ضالة المسلم حرق النار) (1) .
رواهُ النسائي من الوجوه التي ذكروها لهُ عليها ومن حديث سفيان، وشُعبة، وغيرهما، عن خالد الحذاء، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن أبي مسلم عن الجارود (2) .
(حديثٌ آخرُ)
1574 - قال الترمذي: حدثنا حميد (3) بن مسعدة، حدثنا خالد بن الحارث، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن أبي مسلم الجذمي (4) ، عن الجارود بن العلاء: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الشرب قائماً) ثم قال: حسنٌ غريبٌ وهكذا رواهُ غير واحدٍ عن سعيدٍ عن قتادة به (5) .
1575 - قال: ورُوي عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أبي مسلمٍ، عن الجارود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ضالة المسلم حرقُ النار) (6) .
_________
(1) الموطن السابق.
(2) أخرجه النسائي في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/404 في الضوال وفي اللقطة. وعنده طرق أخرى لم يذكرها المصنف.
(3) في المخطوطة: (أحمد) والصواب (حميد بن مسعدة) كما في الترمذي. ويراجع تهذيب التهذيب: 3/49.
(4) في المخطوطة: (عن أبي مسلم عن الجرمي) والصواب ما أثبتناه وقد تكرر هذا التصحيف.
(5) أخرجه الترمذي في الأشربة: النهي عن الشرب قائماً: 4/300.
(6) الخبر ساقه الترمذي تعليقاً على الحديث السابق: 4/301.(2/70)
231 - (جاريةُ بن ظفر اليمامي الحنفي) (1)
يُعدّ في الكوفيين لهُ حديثان عند ابن ماجه
1576 - أحدهما: قال ابن ماجة في الدياتِ: حدثنا عمارُ بن خالد الواسطي (2) ،
حدثنا أبو بكر بن عياش، عن دهثم بن قُرَّان (3) ، حدثني نمرانُ بن جارية، عن أبيه: (أن رجلاً ضرب رجلاً على ساعده بالسيف، فقطعها من غير مفصلٍ، فاستعدى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، [فأمر له بالدية] فقال: يارسول الله إني أريدُ القصاص، قال: خُذ الدِّيةَ بارك الله لك فيها، ولم يقضِ له بالقصاصِ) (4) رواهُ أبو نُعيم من حديث مروان بن معاوية عن دهثم بهِ.
وبهِ: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأل المقطوع أن يهب لهُ يدهُ، فقال: يارسول الله إنهما يميني؟ قال: خذ ديتها بارك الله لك فيها.
قال: (يارسول الله ما ترى في غلامٍ من بني العبيد خُماسي أوْ سُداسي؟ قال: عينه لا تُكنِى به على القوم [فكناهُ]- ثم التبس بأُمهِ - قال: / أرى أن تعتقهُ
وتنحلهُ، فإن مات ورثتهُ، وإن مُتَّ لم يرثْكَ) (5) .
1577 - الثاني: قال ابن ماجة في الأحكام: حدثنا محمدُ بن
_________
(1) في المخطوطة: (اليماني) . وله ترجمة في أسد الغابة: 1/313؛ والإصابة: 1/218؛ والاستيعاب: 1/246؛ والتاريخ الكبير: 2/237؛ وثقات ابن حبان: 3/60.
(2) في المخطوطة: (جابر بن خالد الواسطي) ولم نعثر عليه وهو يخالف ما في السنن وفيها:
(حدثنا محمد بن الصباح وعمار بن خالد الواسطي) . ويراجع بشأنه تهذيب التهذيب:
7/399.
(3) في المخطوطة: (دهشم بالشين) و (قران) محرفة وهو دهثم بن قران العكلي ويقال: الحنفي اليمامي. تهذيب التهذيب: 3/213.
(4) قال في الزوائد: في إسناده دهثم بن قران ضعفه أبو داود وقال: ليس الجارية عند المصنف سوى هذا الحديث، وليس له شئ في بقية الكتب. سنن ابن ماجه: كتاب الديات: باب مالا قود فيه: 2/880.
(5) معجم الصحابة لأبي نعيم لوحة 43، والاستكمال منه.(2/71)
الصبَّاح، وعمار بن خالد الواسطي، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن دهثم بن قُران، عن نمران بن جارية، عن أبيه: (أن قوماً اختصموا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خصٍّ كان بينهم، فبعث حُذيفة يقضي بينهم، فقضى للذين يليهم القمط، فلما رجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرهُ، فقال: أصبت وأحسنتَ) (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه في الأحكام: الرجلان يرعيان في خص: وفيه دهثم بن قران وقد سبق الكلام عليه. والقمط: حبل يشدّ به الأخصاص، سنن ابن ماجه: 2/785.(2/72)
1578 - وذكر ابن الأثير من طريق مروان بن مُعاوية، عن دهثم بن قُرَّان، عن عقيل بن دينارٍ، عن مولاهُ جارية بن ظفَر: (أن داراً كانت بين أخوين، فحظرا في وسطها حظاراً، ثم هلكا، وترك كلُّ واحدٍ منهما عقباً، فادعى عقبُ كل واحدٍ منهما أن الحظار له، فاختصما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل حُذيفة، فقضى أن الحظار لمن وجد معاقِد القمط تليه، ثم رجع، فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أصبتَ أوْ أحسنتَ) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
1579 - حدثنا بعضُ أصحابنا، عن أسد بن عمرو، عن دهثم بن قُرَّان، عن نمران بن جارية، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (خُذْ للرأسِ ماءً جديداً) (2) .
_________
(1) أسد الغابة في ترجمة جارية بن ظفر. وأخرجه البخاري في الكبير وقال: إسناده ليس بمشهور. التاريخ الكبير: 2/237.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير: 2/260. قال الهيثمي: فيه دهثم بن قران ضعفه جماعة وذكره ابن حبان في الثقات مجمع الزوائد: 1/234. نقول: ذكره ابن حبان في المجروحين أيضاً وقال: كان ممن يتفرد بالمناكير عن المشاهير، ويروي عن الثقات أشياء لا أصول لها. المجروحين: 1/295.(2/72)
232 - (جارية بن عبد المنذر بن زنبر) (1)
1580 - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (يوم الجمعة سيدُ الأيام) كذا ذكره ابن منده وقال: [قال] ابن أبي داود في روايته: عن خارجة بن عبد المنذر، وكلاهُما وهم، والصواب أن هذا أبو لُبابة بن عبد المنذر، واسمهُ رفاعة وقيل بشير، ولم يقل أحد اسمهُ جاريةُ ولا خارجة سوى ابن منده وابن أبي داود والله أعلم (2) .
233 - (جاريةُ بن قُدامة بن مالكٍ بن زهير التميمي) (3)
يقالُ: إنه عمّ الأحنف بن قيسٍ، وكان من أصحاب عليّ شهد معه صفين وكان/ سيد بني تميم، وروى عنه، وذكرهُ العجلي في التابعين، حديثه في ثالث المكيين، وثاني البصريين، وقد ذكره محمد بن سعد فيمن نزل البصرة من الصحابة، وكذلك عده من الصحابة أبو أحمد العسكري.
1581 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام - يعني ابن عُروة - قال: أخبرني أبي، عن الأحنف بن قيس، عن عمٍّ له يُقال له: جارية ابن قُدامة: (أن رجلاً قال: يارسول الله، قُل لي في الإسلام قولاً، واقلل عليَّ لعلي أعقله. قال: لا تغضب، فأعاد عليه مراراً، كل ذلك بقول: لا
_________
(1) قال ابن حجر: صوابه خارجة بن عبد المنذر. وله ترجمة في أسد الغابة: 1/313؛ والإصابة: 1/4001.
(2) هذا الرأي الذي ذكره المصنف هنا أورده ابن الأثير عن أبي نعيم في أسد الغابة.
أَمَّا حديث أبي لبابة بن عبد المنذر فأخرجه ابن ماجه وله بقية تطول، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب في فضل يوم الجمعة: 1/344.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/314؛ والإصابة: 1/218؛ والاستيعاب: 1/245؛ والتاريخ الكبير: 2/237؛ وثقات ابن حبان: 3/60. أَمَّا البخاري وابن حبان فقالا: عم الأحنف بن قيس، وأما الطبراني فقال: كان الأحنف يدعوه عمه على سبيل التعظيم له لأنهما لا يجتمعان إلا في سعد بن زيد. المعجم الكبير: 2/261؛ والطبقات الكبرى: 7/28.(2/73)
تغضبْ) . قال يحيى: قال هشام: (قلت يارسول الله) ، وهم يقولون: لم يُدْرك النبي - صلى الله عليه وسلم - (1) .
_________
(1) من حديث جارية بن قدامة في المسند: 3/488. وليس في المسند قوله: (في الإسلام) وأوردها الطبراني في روايته في المعجم الكبير: 2/261. وفي أحاديث رجال من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسند. أخرج الإمام أحمد هذا الحديث عن الأحنف عن ابن عم له: 5/370، وعن عم له: 5/372، ولم يسم في الموضعين.(2/74)
1582 - حدثنا ابن نُمير، حدثنا هشام، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس، عن عم له يقال له: جارية بن قدامة السَّعدي: (أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يارسول الله قُلْ لي في الإسلام قولاً ينفعني، واقلل عليَّ لعلي أعيهِ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تغضب، فأعاد عليه مراراً قال: لا تغضب) (1) .
1583 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن الأحنف ابن قيس بن جارية بن قُدامة قال: وخبرني عمٌّ لي: (أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يارسول الله علمني شيئاً ينفعُني، واقلل) ، فذكر الحديث، تفرد به (2) .
234 - (جاهمة بن العباس بن مرداسٍ:
أبو معاوية السلمي. حجازي) (3)
1584 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن محمد التمَّار البصري، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك العيشي، حدثنا سفيان بن حبيب، حدثنا ابن جُريج، عن محمد ابن طلحة بن يزيد بن رُكانة، عن مُعاوية بن جاهمة،
_________
(1) من حديث جارية بن قدامة في المسند: 5/34.
(2) الموطن السابق.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/315؛ والإصابة: 1/218؛ والاستيعاب: 1/251؛ وثقات ابن حبان: 3/63.(2/74)
عن أبيه. قال: (أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أستشيره في الجهاد. قال: ألكَ ولدان؟ قلت: نعم، قال: الزمهما، فإن الجنة تحت أرجلهِما) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/289. وأخرجه أحمد من حديث معاوية بن جاهمة السلمي. مسند أحمد: 3/429.(2/75)
235 - (جبارُ بن الحارث) (1)
1585 - قال أبو نعيم - رحمه الله -: حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا إبراهيم بن سُويد، عن إبراهيم/ بن غطريف بن سالم، حدثني أبي، أنه سمع أباه يحدث، عن عبد الله بن طلاسة، عن أبيه، عن عبد الجبار بن الحارث: (أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما اسمك؟ قال: جبار. قال: أنت عبد الجبار) (2) .
236 - (جبَّار بن صخر بن أُمية) (3)
ابن خنساء بن سنان بن عُبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي: أبو عبد الله. حديثه في أول الكوفيين، وكان ممن شهد العقبة، وهو الذي بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليخرُص (4) خيبر بعد مقتل عبد الله بن رواحة - رضي الله عنهما -.
1586 - حدثنا حسين بن محمد، [حدثنا] أبو أويس، عن شُرحبيل، عن جبار بن صخر الأنصاري - أحدُ بني سلمة - قال: قال
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/315. وترجم له ابن حجر في الإصابة باسم عبد الجبار بن الحارث: أبو عبيد الحدسي بفتحتين وبمهملات. الإصابة: 2/387.
(2) الخبر أخرجه ابن منده أيضاً. أسد الغابة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/316؛ والإصابة: 1/220؛ والاستيعاب: 1/227؛ وثقات ابن حبان: 3/64.
(4) يقال خرص النخلة والكرمة يخرصها خرصاً: إذا حرز ما عليها من الرطب تمراً أو من العنب زبيباً فهو من الخرص الظن. لأن الحرز إنما هو تقدير بظن والاسم الخرص بالكسر يقال: كم خرص أرضك وفاعل ذلك الخارص. النهاية: 1/288.(2/75)
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بطريق مكة -: (من يسبقُنا إلى الأثاية؟ (1) - قال أبو أويس (2) : وهو حيث نفرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيمدرُ حوضها، ويُفرطُ فيه (3) ، فيملأه حتى تأتيه؟ قال جبارٌ: فقمتُ، فقلت: أنا، قال: فاذهب، فذهبتُ، فأتيت الأثاية، فمدرتُ حوضها، وفرطتُ فيه، وملأتُهُ، ثم غلبتني عيناي، فنمتُ، فما انتبهتُ إلا برجلٍ تُنازعُهُ راحلتُه إلى الماء، ويكفها عنه، فقال: ياصاحب الحوض أُورد حوضك؟ فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: نعم. قال: فأورد راحلتهُ، ثم انصرف، فأناخ، ثم قال: اتبعني بالإداوة، فتبعتُه بها، فتوضأ، فأحسن الوضوء، وتوضأتُ معه، ثم قام فصلى، فقمتُ عن يساره، فأخذ بيدي، وحولني عن يمينه، فلم يلبث [يسيراً] أن جاء الناسُ) (4) تفرد به، وله في هذا الباب حديث [عُبادة بن] الوليد بن عُبادة عن جابر بن عبد الله الأنصاري (5) .
(حديثٌ آخر عن جبار)
_________
(1) الأثاية: موضع بطريق الجحفة إلى مكة.
(2) أبو أويس: عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك الأصبحي ابن عم الإمام وصهره على أخته، وشرحبيل بن سعد أحد شيوخه. تهذيب التهذيب: 5/280.
(3) يمدر حوضها: يصلحه بالطين المتماسك لئلا يخرج منه الماء، ويفرط فيه: يكثر من صب الماء فيه حتى يمتلئ. النهاية.
(4) من حديث جبار بن صخر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسند: 3/421.
(5) لفظه كما في الاستيعاب: (قمت عن يسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذني فجعلني عن يمينه، وجاء جبار ابن صخر، فدفعنا حتى جعلنا خلفه) : 1/228.(2/76)
1587 - قال أبو نعيم: حدثنا الحسن بن علي الورّاق، حدثنا عبد الوهاب ابن عثام، حدثنا يحيى بن عبد الله المكي، عن أبي يحيى بن شُرحبيل بن سعيد، سمعت جبار بن صخْر/ (1) البدري، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إنما نهينا أن تُرى عوراتُنا) (2) .
_________
(1) أورده (جابر بن صخر) في المخطوطة. وقد اختلف في اسمه على هذا النحو.
(2) الخبر أخرجه ابن شاهين وابن السكن وابن منده أيضاً كما في الإصابة: 1/220.(2/76)
237 - (جبرُ بن عتيك أخو جابر بن عتيك
وقيل إنه هُو، فالله أعلم) (1)
له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في البُكاء على الميت. ذكره شيخنا في التهذيب ولم يُترجم له في الأطراف (2) .
238 - (جبرٌ الأعرابي المُحاربي) (3)
1588 - ذكره ابن منده في ترجمة جبر بن عتيك، وروى بسنده إلى الأسود بن هِلال قال: (كان أعرابي يؤذن بالحيرة يقال له جبر، فقال: إن عُمان لا يمُوت حتى يلي أمر هذه الأمة، فقيل له: من أين تعلم ذلك؟ قال: لأني صليتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الفجر، فلما سلم استقبلنا بوجهين، فقال: إن ناساً من أصحابي وزنوا الليلة: فوُزن أبو بكر فوزن، ثم وُزن عُمرُ فوزن، ثم وَزِنَ عُثمانُ فوزن) (4) وقد رواه أبو عُمر، والحافظ أبو موسى المديني، وأفرد ترجمتهُ عن ترجمة جبر بن عتيك، قال ابن الأثير: وهو الصواب (5) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/317؛ والإصابة: 1/221؛ والاستيعاب: 1/228؛ وثقات ابن حبان: 3/63. وجزم به ولم يورد الخلاف الذي ورد في المصادر السابقة وهل هو وجابر رجل واحد أو هما صحابيان؟.
(2) خبر البكاء على الميت سبق تخريجه في أخبار جابر بن عتيك، وقد أورده ابن عبد البر في ترجمته بلفظ مختلف. الاستيعاب: 1/229.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/316؛ والإصابة: 1/221؛ والاستيعاب: 1/229.
(4) قال في الجامع الكبير: رواه أحمد وابن منده عن أعرابي يقال له جبر وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور، وهو متروك. جمع الجوامع: 1/2525؛ مجمع الزوائد: 9/59.
(5) قال ابن الأثير أيضاً: هذا الحديث غريب بهذا الإسناد.(2/77)
239 - (جَبَلَة بن الأزرق شاميُّ) (1)
1589 - روى أبو نعيم من حديث عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن راشد بن [سعد، عن] جبلة بن الأزرق - وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى إلى جدارٍ كثير الحجر، فلما جلس في الركنين خرجتْ عقربٌ فلدغته، فغشي عليه، فرقاهُ الناسُ، فلما أفاق قال: إن الله شفاني، وليس برُقْيَتكُم) (2) .
240 - (جَبَلةُ بن حارثة الكلبيُّ)
أخو زيد بن حارثة (3) في خامس الأنصار
1590 - حدثنا أسود، حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن جبلة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا لم [يغزُ أعطى سلاحهُ عليًّا] أو أسامة) (4) تفرد بهِ.
(حديثُ آخرُ عن جِبِلةِ بن حارثة الكلبي) /
1591 - قال: قدمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: ابعثْ معي أخي زيداً. فقال: (ها هُوذا، فإن انطلق معك لم أمنعهُ، فقال زيد:
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/318؛ والإصابة: 1/233؛ والاستيعاب: 1/239؛ والتاريخ الكبير: 2/218.
(2) في الطبراني: (كثير الأحجرة) وفي مجمع الزوائد (كبير الأحجرة) . قال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه بكر بن سهل عن عبد الله بن صالح كاتب الليث وكلاهما قد ضعف ووثق، وبقية
رجاله ثقات. وأخرجه البخاري في الكبير: 2/218؛ المعجم الكبير: 2/287؛ مجمع الزوائد: 5/109.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/318؛ والإصابة: 1/223؛ والاستيعاب: 1/238؛ وثقات ابن حبان: 3/57؛ والتاريخ الكبير: 2/217.
(4) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 2/286. وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، ورجال أحمد ثقات. مجمع الزوائد: 5/283 وما بين المعكوفين استكمال من المصدرين. وأخرجه أيضاً الحاكم في المستدرك: 3/218.(2/78)
والله لا أختارُ عليك أحداً، قال جبلة: فرأيتُ رأىَ زيدٍ أفضلَ) (1) .
رواهُ الترمذي عن الجراح بن مُخلدٍ وغير واحدٍ، عن محمد بن عُمَر [بن] الرومي، عن علي بن مُسهر، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي عمرو الشيباني، [قال] : أخبرني جبلة بن حارثة، فذكره، ثم قال: حسنٌ غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث [ابن] الرومي عن علي بن مسهرٍ كذا قال (2) .
وقد رواهُ أبو نُعيم: حدثنا محمد بن محمد بن عبد الله الحضرمي، وحدثنا محمد بن أحمد، حدثنا محمد بن عثمان، قالا: حدثنا منجاب هو أبو الحارث، عن علي ابن مسهرٍ به.
(حديثُ آخرُ عنهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه الطبراني في الكبير: 2/286.
(2) الخبر أخرجه الترمذي في المناقب: باب مناقب زيد بن حارثة: 5/676.(2/79)
1592 - رواه النسائي في اليوم والليلة من حديث شريك، عن أبي إسحاق، عن فروة، عنه، قلت: (يارسول الله علمني شيئاً ينفعني. قال: إذا أخذْت مضجعك) الحديث. ومنهم من رواهُ عن أخيه زيدٍ كما سيأتي (1) .
241 - (جُبير بن مُطعم بنُ عدي بن نوفل بنُ عب منافٍ
ابن قصي بن كلاب القرشي النوفلي: أبو مُحمد) (2)
ويقالُ: أبو عدي، كان سيداً في قريشٍ كأبيه، وكان إسلامهُ عام الفتح وقيل قبله بسنةٍ سنة خيبر، وهو الصحيحُ، وكانت وفاتهُ سنة تسع
_________
(1) يرجع في ذلك إلى تحفة الأشراف: 2/408.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/323؛ والإصابة: 1/225، والاستيعاب: 1/230؛ والتاريخ الكبير: 2/223؛ وثقات ابن حبان: 3/50؛ وتهذيب التهذيب: 2/63.(2/79)
وخمسين، وقيل سنة ثمان، وذكر ابن الجوزي أنهُ تُوفي في سنة [سبع و] خمسين، فالله أعلم.
(إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوفٍ الزُّهري عنهُ)(2/80)
1593 - حدثنا عبد الله بن محمدٍ، حدثنا ابنُ نمير وأبو أسامة (1) عن زكريا، عن سعدٍ بن إبراهيم، عن أبيه، عن جُبير بن مُطعم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لاَ حِلْفَ في الإسلام، وأَيُّمَا حِلْف كان في الجاهلية لم يزدهُ الإسلامُ إلا شدةً) (2) .
رواهُ مسلمٌ عن أبي بكر بن أبي شيبة: وهو عبد الله بن محمد، ورواه أبو داود عن أخيه عُثمان بن أبي شيبة عنهما، وعن مُحمد بن بشر: ثلاثتهم عن زكرياء بن أبي زائدة (3) . حدثنا عفان، ومحمد بن جعفر. قالا: حدثنا شُعبة عن سعد ابن إبراهيم. قال: سمعتُ [بعضَ] إخوتي عن أبي، عن جُبير بن مُطعمٍ: (أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فداءِ بدرٍ - قال ابن جعفر: في فداء المشركين وما أَسْلَمَ يومئذٍ - فدخلتُ المسجد، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأُ بالطور/ فكأنما صدع عن قلبي حين سمعتُ القرآن. قال ابنُ جعفر: فكأنما صُدِعَ قلبي حيث سمعت القرآن) تفرَّد به من هذا الوجه (4) .
1594 - وحدثنا محمد بن جعفر وبهزٌ. قالا: حدثنا شُعبة، عن
_________
(1) في المخطوطة: (ابن أسامة) والصواب ما أثبتناه. يراجع تهذيب التهذيب: 3/2.
(2) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/83.
(3) الحديث أخرجه مسلم في الفضائل: مؤاخاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه: 5/390؛ وأخرجه أبو داود في الفرائض: في الحلف: 3/129، وأخرجه مسلم وأبو داود عن ابن نمير وأبي أسامة وزاد أبو داود: (محمد بن بشر) وهذا هو ما عناه ابن كثير بقوله: (عنهما وعن محمد بن بشر ثلاثتهم) .
(4) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/83.(2/80)
سعد بن إبراهيم. قال: سمعتُ بعض إخوتي يُحدث عن أبي، عن جُبير بن مُطعِم: (أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - في فداء المشركين - وقال بهز: في فداء أهل بدر - قال ابنُ جعفر: وما أسلم يومئذٍ - قال: فانتهيتُ إليه وهو يُصلي المغرب، وهو يقرأ فيها بالطور، [فكأنما صُدع قلبي حيث سمعت القرآن، وقال بهز في حديثه:] فكأنما صُدع قلبي حين سمعتُ القرآن) (1) .
(سعيد بن المُسيب المخزومي عنهُ)
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/85 وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/81)
1595 - حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن جبير بن مطعمٍ. قال: (لما قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سهم ذي القربى من خيبر بين بني هاشمٍ، وبني المطلب جئتُ أنا وعُثمان بن عفان، فقلنا (1) : يارسول الله هؤلاء بنو هاشمٍ لا يُنكرُ فضلهم لمكانك الذي وضعك (2) الله به منهم، أرأيتَ إخواننا من بني المطلب أعطيتهم وتركتنا؟ وإنما نحن وهُم منك بمنزلةٍ واحدةٍ؟ قال: إنهُم لم يُفارقوني في جاهليةٍ، ولا إسلام، وإنما هُم بنو هاشمٍ وبنو المطلبِ شيئٌ واحدٌ. قال: ثم شبَّك بين أصابعهِ) (3) .
1596 - حدثنا عثمان بن عُمَر، حدثنا يُونس، عن الزهري، عن سعيد ابن المسيبِ قال: حدثنا جُبير بن مُطعمٍ: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يَقسِم لبني عبد شمسٍ ولا لبني نوفلٍ من الخمس شيئاً كما كان يقسم لبني هاشمٍ، وبني المطلب، وأن أبا بكرٍ كان يقسمُ الخُمس نحو ما كان
_________
(1) في المسند: (فقلت) .
(2) في المسند: (وصفك) .
(3) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/81.(2/81)
يقسمُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، غير أنهُ لم يكن يُعطي قُربى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعطيهم، وكان عمر وعثمان من بعده مثله) (1) .
رواه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة من حديث يونس، زاد البخاري: وعُقيل، ورواهُ أبو داود من حديث محمد بن إسحاق كلهم عن الزُّهري بهِ (2) . حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثني عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن الزُّهري. قال: أخبرني سعيدُ بن المسيب قال: أخبرني جُبيرُ بن مطعمٍ: (أنه جاء وعُثمان بن عفَّان يُكلمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما قسم من خُمس حُنينٍ بين بني هاشمٍ وبني المطلب، فقالاً: يارسول الله قسمت لإخوننا بني المطلب وبني عبد مناف ولم تُعطنا شيئاً، وقرابتنا مثل قرابتهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنما أرى هاشماً والمطلب شيئاً واحداً. قال جبيرٌ: ولم يقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبني عبد شمس ولا لبني نوفل/ من ذلك الخُمس كما قسم لبني هاشم وبني المطلب) (3) .
(سليمان بن صُردٍ الخُزاعي، ولهُ صحبةُ عنه) (4)
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/83.
(2) الخبر أخرجه البخاري في الخمس: 6/244؛ وأخرج أطرافه في المناقب: 6/533، والمغازي: 7/484؛ وأخرجه أبو داود في كتاب الخراج: بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى: 3/145، 146؛ والنسائي في كتاب قسم الفئ: 7/118، 119 وابن ماجه: باب قسمة الفئ: 2/961.
(3) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/85.
(4) يراجع أسد الغابة: 2/449.(2/82)
1597 - حدثنا حُجينُ بن المثنى، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سُليمان بن صُردٍ، عن جبير بن مطعم. قال: تذاكرنا غُسْلَ الجنابةِ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أما أنا فآخذُ(2/82)
[ملءَ] كفّي ثلاثاً فأصبُّ على رأسي، ثم أُفيضُ [بعد] على سائر جسدي) (1) .
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/81 وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/83)
1598 - حدثنا وكيع، وعبد الرحمن (1) ، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن سُليمان بن صُردٍ قال: (تذاكرنا الغُسلُ [من الجنابة] عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، [فقال: (أما أنا فأفيض على رأسي ثلاثاً) . وقال عبد الرحمن: ذكرت الجنابة عند النبي - صلى الله عليه وسلم -] فقال: (أما أنا فآخذُ بكفي ثلاثاً فأفيضُ على رأسي) (2) .
1599 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، سمعتُ أبا إسحاق يحدث: أنهُ سمع سُليمان بن صُردٍ يحدثُ عن جبير بن مطعمٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهُ ذكر عنده الغُسل من الجنابة، فقال: (أما أنا فأُفرغُ على رأسي ثلاثاً) (3) .
رواهُ الجماعة إلا الترمذي من غير وجهٍ، عن أبي إسحاق به منهم البخاري، وأبو داود من حديث زُهير، ومسلم، والنسائي من حديث شُعبة، ومسلم أيضاً وابنُ ماجه من حديث أبي الأحوص: كلهم عن أبي إسحاق (4) .
_________
(1) في المسند: (وكيع بن عبد الرحمن) وما في المخطوطة الصواب.
(2) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/84 واستكمال الخبر منه.
(3) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/85.
(4) الخبر أخرجه البخاري في الغسل: باب من أفاض على رأسه ثلاثاً: 1/367؛ والخبر
أخرجه أبو داود في الطهارة: باب الغسل من الجنابة: 1/62؛ ومسلم في الطهارة من الطريقين: استحباب إفاضة الماء على الرأس وغيره ثلاثاً: 1/623، 624؛ والنسائي في الطهارة:
ما يكفي الجنب من إفاضة الماء على رأسه: 1/112، 117؛ وابن ماجه: في الغسل من الجنابة: 1/190.(2/83)
(سُليمان بن مُوسى عنهُ)(2/84)
1600 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، حدثني سُليمان بن موسى، عن جُبير بن مُطعم، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: (كل عرفاتٍ موقف، وارفعوا عن بطن عُرَنة (1) ، وكل مُزدلفة موقفٌ، وارفعوا عن مُحسرٍ، وكل فجاج منىً منحرٌ (2) ، وكل أيام التشريق ذبحٌ) (3) تفرد به.
1601 - حدثنا أبو اليمان، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن سُليمان بن موسى، عن جُبير بن مطعم، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر مثله، وقال: (كلُّ أيام التشريق ذبحٌ) (4) .
(عبد الله بن باباه المكي عنه) (5)
1602 - حدثنا محمد بن عُبيد، حدثنا [محمدٌ]- يعني ابن إسحاق -، حدثنا عبد الله بن أبي نجيح، عن عبد الله بن بابيه. قال: سمعتُ جبير بن مطعم يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لأعرفنَّ يا بني عبد مناف ما منعتم طائفاً يطوفُ بهذا البيت ساعةً من ليلٍ أو نهارٍ) (6) .
_________
(1) في المخطوطة: وارفعوا عن عرفات، والتصويب من المسند. وعرنة: موضع عند الموقف بعرفات. ومحسر: وادٍ بين عرفات ومنى. النهاية.
(2) في المخطوطة عبارة ليست في المسند وهي: (وكل أيام منى منحر) .
(3) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/82.
(4) الموطن السابق.
(5) عبد الله بن باباه المكي ويقال بابيه، ويقال بابي، عن جبير بن مطعم وابن عمر وابن عمرو ويعلى ابن أمية وأبي هريرة. تهذيب التهذيب: 5/152.
(6) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/83.(2/84)
وحدثنا عبد الرزاق، وابنُ بكر (1) قالا: حدثنا ابنُ جُريج، أخبرني أبو الزبير: أنهُ سمع عبد الله بن بابيه يُخبرُ عن جبير بن مطعم، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - / حين عطاءِ هذا يابني [عبد المطلب: يابني] عبد مناف إن كان إليكم من الأمر شئٌ فلأعرفنَّ ما منعتم أحداً يُصلي عند هذا البيت أيَّ ساعةٍ شاءَ من ليلٍ أو نهارٍ (وقال ابن بكرٍ: (أن يطوف يعني بهذا البيت) (2) .
_________
(1) ابن بكر: محمد بن بكر بن عثمان البرساني روى عنه أحمد وجماعة. تهذيب التهذيب: 9/77.
(2) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/84؛ وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/85)
1603 - حدثنا سفيان، حدثنا أبو الزُّبير، عن عبد الله بن باباهُ، عن جُبير ابن مطعمٍ - يبلغُ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يابني عبد منافٍ لا يمنعنَّ أحداً طاف بهذا البيت، أو صلى أي ساعةٍ من ليل أو نهارٍ) (1) .
رواهُ الأربعة من حديث سفيان بن عُيينة بهِ، وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ (2) .
1604 - حدثنا محمد بن عمرو (3) ، أنبأنا ابن جُريج، أنبأنا أبو الزبير: أنهُ سمع عبد الله بن باباه، عن جُبير بن مُطعم، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (خير عطاءٍ هذا يابني عبد منافٍ، ويا بني عبد المطلب إن كان إليكم من الأمر شئٌ فلا أعرفن ما منعتم أحداً يطوفُ بهذا البيت أي ساعةٍ من ليلٍ أو نهارٍ) (4) .
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/80.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في المناسك: الطواف بعد العصر: 2/180؛ والترمذي في الحج أيضاً: ماجاء في الصلاة بعد العصر وبعد الصبح لمن يطوف: 3/211؛ والنسائي في الصلاة: إباحة الصلاة في الساعات كلها بمكة: 1/228؛ وفي الحج: إباحة الطواف في كل الأوقاف: 5/176؛ وابن ماجه في الصلاة: الرخصة في الصلاة بمكة في كل وقت: 1/398.
(3) في المخطوطة: (محمد بن أبي بكر) وما أثبتناه من المسند.
(4) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/81.(2/85)
1605 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن عبد الله بن باباه مولى آل حُجير بن أبي إهابٍ (1) . قال: سمعتُ جُبير بن مطعمٍ يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (يابني عبد مناف لأعرفنَّ ما منعتم طائفاً يطوفُ بهذا البيت ساعةً من ليلٍ أو نهارٍ) (2) .
(عبد الله بن أبي سليمان:
مولى عثمان بن عفان عن جبير بن مُطعمٍ)
1606 - قال أبو داود في الأدبِ: حدثنا أبو الطاهر بن السرح (3) ، أنبأنا ابن [وهبٍ] ، عن سعيد بن أبي أيوب، عن محمد بن عبد الرحمن المكي، عن عبد الله ابن أبي سُليمان، عن جبير بن مطعم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليس منا من دعا إلى عصبيةٍ، وليس منا من قاتل على عصبيةٍ، وليس منا من مات على عصبية) (4) .
ثم قال أبو داود: هذا مُرسل عبد الله بن [أبي] سليمان، لم يسمع من جُبير (5) .
(عبد الرحمن بن الأزهر عنه) (6)
1607 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا ابن أبي ذئبٍ، عن
_________
(1) ويقال: مولى يعلى بن أمية. تهذيب التهذيب.
(2) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/82.
(3) أبو طاهر: أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح الأموي، مولاهم أبو الطاهر المصري؛ تهذيب التهذيب: 1/64.
(4) الخبر أخرجه أبو داود: باب في العصبية: 4/332.
(5) قال المنذري تعليقاً على هذا القول: في إسناده محمد بن عبد الرحمن المكي قال أبو حاتم الرازي: هو مجهول. مختصر السنن للمنذري: 8/19.
(6) في المخطوطة: (عبد الرحمن بن أبي الأزهر) وهو عبد الرحمن بن أزهر الزهري أبو جبير المدني، ابن عم عبد الرحمن بن عوف، وقيل غير ذلك شهد حنيناً وروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن جبير بن مطعم. تهذيب التهذيب: 6/135.(2/86)
الزُهري، عن [طلحة بن] عبد الله بن عوف، عن عبد الرحمن بن الأزهر، عن جُبير بن مُطعم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[قال] : (إن للقرشي مثلى قُوة الرجل من غير قريش) فقيل للزُّهرى: ما عنى بذلك؟ فقال: نبل الرأي) (1) تفرد به.
(عطاءُ بن أبي رياح عنهُ)
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/81.(2/87)
1608 - قال الطبراني: حدثنا عباس بن حمدان الحنفي، حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عثمان بن الأسود، عن عطاءٍ، عن جبير بن مطعمِ. قال: (كنتُ مع قُريش في/ منزلهم دُون عرفة، فأضللتُ حماراً، فانطلقتُ أبتغيه في الناس بعرفة، فوجدتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفة) (1) .
(عليّ بنُ رباحٍ عنهُ)
1609 - روى الطبراني من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن عامر بن يحيى، عن علي بن رباحٍ، عن جبير بن مطعم. قال: (كنتُ أكرهُ أذى قُريشٍ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما أجمعوا لقتله خرجتُ من بين أظهرهم لئلا أشهد ذلك، فأتيتُ ديراً، فنزلتُ عندهم فأمر لي بضيافة ثلاثة أيام، فلما انقضتْ قال: مُروه فليذهب إن كان تاجراً، أو مسافراً، فتثاقلت (2) عن خروج، فسألني رئيسُهم ما جرى؟ فأخبرتهُ أني من بلاد إبراهيم، وأنَّ لي ابن عمٍ يزعمُ أنه نبي، وأن قومهُ قد عزموا على قتله، وأخاف أن يكونوا قد فرغوا منهُ، قال: أتعرفُ صورته؟ قلتُ: نعم. وإن عهدي به لقريبٌ. قال: فأخرج صُوراً عدةً
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/144.
(2) الخبر في الطبراني ومجمع الزوائد فيه تفصيل أكثر مما أورده المصنف هاهنا، ولكمة) فتثاقلت (غير واضحة في المخطوطة فأثبتناها أقرب ما تكون إلى الرسم والسياق.(2/87)
[فجعل يكشف صورةً صورة، ويقول: أتعرف؟] (1) فأقولُ: ليس بهذا، حتى أخرج صُورة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: هذا هُو (2) ، فقال: إنه ليقتلُ من أراد قتلهُ، وإنهُ لنبيٌ، ولا سبيل لهم عليه، فرجعتُ إلى مكة، فوجدتهم قد أخرجوه إلى المدينة، وكانت عندي ودائع لبعض من هاجر معه، فقالت قُريش: هلم أموالهم التي عندك. فقلتُ: كلا والله [ولكن دعوني أذهب] لأرُدَّها إليهم، فحلفوني أن لا آكل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعاماً، ولا أشرب له شراباً، فقدمتُ المدينة وقد جُعتُ جُوعاً شديداً، فلما رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر لي بطعامٍ، فقلتُ: إن من خبري كذا وكذا، فإن رأيتَ أنْ آكل أكلت.
فقال: لا تأكلُ لنا طعاماً، ولا تشربْ لنا شراباً) (3) .
إنتهى
الجزء التاسع من تجزئة المصنف
ويليه الجزء العاشر
بإذن الله
_________
(1) مابين المعكوفين من نص الخبر عند الطبراني.
(2) العبارة عند الطبراني: (فقلت: ما رأيت أشبه شئ من هذه الصورة به، كأنه طوله وجسمه وبعد ما بين منكبيه)
(3) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير بلفظ مختلف والمعنى واحد وفيه تفصيل أكثر من هذا قال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه مقدام بن داود، ضعفه النسائي. قال ابن دقيق العيد في الإمام: إنه وثق وهو حديث حسن. انتهى.
وفي الميزان قال محمد بن يوسف الكندي: كان فقيهاً مفتياً، ولم يكن بالمحمود في الرواية: كما أن فيه ابن لهيعة قال عنه ابن حبان: كان شيخاً صالحاً لكنه كان يدلس عن الضعفاء قبل احتراق كتبه. وكان أصحابنا يقولون: إن سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبادلة له فسماعهم صحيح، ومن سمع منه بعد احتراق كتبه فسماعه ليس بشئ. ثم قال أبو حاتم: وقد سبرت أخبار ابن لهيعة من رواية المتقدمين والمتأخرين عنه فرأيت التخليط في رواية المتأخرين عنه موجوداً، وما لا أصل له من رواية المتقدمين كثير.
نقول: وهذا الحديث ليس من رواية العبادلة عنه. مجمع الزوائد: 8/232؛ الميزان: 4/175؛ المجروحين: 2/11.(2/88)
الجُزء العاشر
بسم الله الرحمن الرحيم/
(محمد بن جُبير بن مُطعمٍ: أبو سعيد النَّوفليُّ عن أبيه)(2/89)
1610 - حدثنا سفيان، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مُطعم، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: (لا يدخل الجنة قاطعٌ) (1) .
قال: حدثنا عفان، حدثنا شعبة، أنبأنا سفيان - يعني ابن حُسين - سمعتُ الزهري يُحدث عن محمد بن جبير بن مُطعم، عن أبيه: أنَّهُ سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يقول] : (لا يدخل الجنة قاطعٌ) (2) .
1611 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يقول] : (لا يدخل الجنة قاطعٌ) (3) .
رواه البخاري في الأدب عن يحيى بن بُكير عن الليث عن عُقيل، ومُسلم من حديث مالك، ومعمر، وسفيان بن عيينة أربعتهم عن الزُّهري به، وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ ومن ذلك مسلم عن يحيى عن محمد بن رافع وعبد بن حُميد عن عبد الرزاق (4) .
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/80.
(2) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/83.
(3) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/84.
(4) أخرجه البخاري في الأدب: باب إثم القاطع: 10/415؛ ومسلم في الأدب: باب صلة
الرحم وتحريم قطعها: 5/421، 422؛ وأخرجه الترمذي في البر والصلة: ماجاء في صلة
الرحم: 4/316؛ كما أخرجه أبو داود في الزكاة عن مسدد: باب في صلة الرحم:
2/133.(2/89)
1612 - حدثنا سفيان، عن الزهري، عن محمد بن جبير، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لو كان المُطعمُ بن عديٍ حياً، فكلمني في هؤلاء النتنى (1) أطلقتهم) يعني أسارى بدرٍ (2) .
رواه البخاري وأبو داود من حديث عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري بهِ (3) .
1613 - حدثنا سفيان، عن الزهري، عن محمد [بن جبير] بن مُطعمٍ، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: (إنَّ لي أسماءً: أنا أحمدُ، وأنا محمدُ، وأنا الحاشرُ الذي يُحشرُ الناس على قدمي، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكُفر، وأنا العاقبُ، والعاقب الذي ليس بعده نبيٌ) (4) .
رواهُ البخاري، ومسلم من حديث معمرٍ، وشُعيب زاد البخاري: ومالك زاد مسلم: ومعمر وعُقيل وسفيان بن عيينة، ويونس: كلهم عن الزُّهري به وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ (5) .
1614 - حدثنا سفيان، عن الزهري، عن محمد بن جُبير بن مُطعم، عن أبيه: ( [أنه] سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأُ في صلاة المغرب بالطُّور) (6) .
_________
(1) النتنى: جمع النتن، كزمن وزمنى سماهم نتنى لكفرهم كقوله تعالى: {إنما المشركون نجس} . النهاية: 4/124.
(2) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/80.
(3) الخبر أخرجه البخاري في المغازي: 7/323؛ وأبو داود في الجهاد: المن على الأسير بغير فداء: 3/61.
(4) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/80.
(5) الخبر أخرجه البخاري في المناقب عن طريق مالك عن الزهري: باب ماجاء في أسماء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: 6/554؛ وفي التفسير من طريق شعيب عن الزهري: باب يأتي من بعدي اسمه أحمد: 8/640؛ ومسلم في الفضائل: أسماؤه - صلى الله عليه وسلم -: 5/201؛ كما أخرجه الترمذي في الأدب: ماجاء في أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم -: 5/135؛ والنسائي في الكبرى في التفسير كما في تحفة الأشراف: 2/413.
(6) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/80.(2/90)
1615 - حدثنا سُفيان، عن عمرو، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه. قال: أضللتُ بعيراً بعرفة، فذهبتُ أَطْلبهُ، فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - واقفٌ، قلتُ: إن هذا من الحُمْس (1) ما شأنهُ [ها] هُنا) .
قال سفيان مرَّة: عن عمرو، [عن محمد] (2) بن جُبير بن مُطعم، عن أبيه: (ذهبتُ/ أطلبُ بعيراً لي [بعرفة] فوجدتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقفاً، قلت: هذا من الحُمْس ما شأنهُ ها هنا؟) (3) .
رواه البخاري عن عليّ، ومسددٍ، ومُسلمٍ عن أبي بكر وعمرو الناقد، والنسائي عن قُتيبة: خمستهم عن سفيان بن عُيينة به (4) .
1616 - حدثنا يعلى - هو ابنُ عُبيد - حدثنا محمد بن إسحاق، عن الزُّهري، عن محمد بن جُبير بن مُطعم، عن أبيه قال: (قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخيف (5) من منىً، فقال: نضر الله امرأً سمع مقالتي، فوعاها، ثم أدَّاها إلى من يسمعها، فرُبَّ حامل فقهٍ لا فِقْهَ لهُ، ورُبَّ حامِل فقهٍ إلى من هو أفقه منه. ثلاثٌ لا يُغِلّ (6) عليهنّ قلبُ المؤمن: إخلاصُ العمل،
_________
(1) الحُمْس: بضم فسكون، جمع الأحمس، وهم قريش وما ولدت وكنانة وجديلة قيس. سموا الحُمْس لأنهم تحمسوا في دينهم أي تشددوا. والحماسة: الشجاعة. كانوا يقفون بمزدلفة ولا يقفون بعرفة. ويقولون نحن أهل فلا نخرج من الحرم، وكانوا لا يدخلون البيوت من أبوابها وهم محرمون. النهاية: 1/258.
(2) في المخطوطة: (قال سفيان) إنه عمرو بن جبير ... إلخ، وعمرو هو ابن دينار. فتح الباري: 3/515.
(3) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/80.
(4) الخبر أخرجه البخاري في الحج: باب الوقوف بعرفة: 3/515؛ وأخرجه مسلم في الحج: حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -: 3/357؛ والنسائي في الحج: باب رفع اليدين في الدعاء بعرفة: 5/205.
(5) الخيف: ما ارتفع عن مجرى السيل وانحدر عن غلط الجبل، ومسجد منى يسمى مسجد الخيف لأنه في سفح جبلها. النهاية: 2/8.
(6) أغل يغل: هو من الإغلال: الخيانة في كل شئ، ويروى يَغِل بفتح الياء من الغل، وهو الحقد والشحناء أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق، وروي يغل بالتخفيف من الوغول الدخول في الشر، والمعنى أن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب. فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدغل والشر. النهاية: 3/168.(2/91)
والنصيحةٌ لولي الأمر، ولزوم الجماعة فإنَّ دعوتهم تكون من ورائهمُ) (1) .
رواه ابن ماجه من حديث محمد بن إسحاق [عن الزهري] ، وفي رواية عن محمد بن إسحاق عن عبد السلام عن الزُّهري (2) .
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/80.
(2) أخرجه ابن ماجه في السنة (المقدمة) : باب من بلغ علماً: أخرجه مختصراً من الطريقين: 1/85، وأخرجه في الحج بتمامه، ومن الطريق الثاني: باب الخطيئة يوم النحر: 2/1015، وقال في الزوائد: هذا إسناد فيه محمد بن إسحق، وهو مدلس، وقد رواه بالعنعنة، والمتن على حاله صحيح.(2/92)
1617 - حدثنا أبو عامر، حدثنا زُهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن جُبير بن مُطعم، عن أبيه: أنَّ رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يارسول الله أيُّ البلدان شرٌّ؟ قال: لا أدري، فلما أتاه جبريل قال: يا جبريلُ أيُّ البلدان شرٌّ؟ قال: لا أدري حتى أسأل ربي، فانطلق جبريلُ، فمكث ما شاء الله أن يمكث [ثم جاء] فقال: يا محمد إنك سألتني أي البلدان شرٌّ؟ فقلت: لا أدري، وإني
سألتُ ربي - عز وجل - أي البلدان [شرٌّ] ؟ قال: أسواقها) (1) تفرد به.
1618 - حدثنا محمد بن كثير، حدثنا سُليمان بن كثير، عن حُصين بن عبد الرحمن، عن محمد بن جُبير بن مُطعم، عن أبيه، قال: (انشق القمرُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصار فرقتين: فرقةً على هذا الجبلِ، وفرقةً على هذا الجبل، فقالوا: سحرنا محمدٌ، فقالوا: إن كان سحرنا، فإنه لا يقدرُ أن يسحر النَّاس كُلهُم) (2) . رواه الترمذي في التفسير، عن عبد [بن حميد، عن] (3) محمد بن كثير بِهِ قال: وقد روى
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/81.
(2) الموطن السابق.
(3) في المخطوطة: (عن عبد الله بن كثير به) والتصويب من الترمذي.(2/92)
بعضُهم - يعني أبا جعفر الرازي - عن [حُصين] ، عن جبير بن محمد بن جُبير، عن أبيه، عن جده (1) .
قال شيخنا: ورواهُ محمد بن فضيل، عن حُصين، عن سالم [بن أبي الجعد] ، عن محمد بن جُبير، عن أبيه (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذي في التفسير: باب ومن سورة القمر: 5/398؛ وقوله: يعني أبا جعفر الرازي) من إضافات ابن كثير لتحديد المراد.
(2) المقصود هو الحافظ المزي وقد أورد هذا القول في تحفة الأشراف: 2/415.(2/93)
1619 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: فذكر مُحمد ابن مُسْلم، عن عُبيد الله بن شهابٍ، عن محمد بن جُبير، عن أبيه (1) ، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يخطب الناس بالخيف: نضر الله أمرأً سمع مقالتي، فوعاها، ثم أدَّاها إلى من لم يسمعها، فرُبَّ حامل فقهٍ لا فِقْهَ لهُ، ورُبَّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه، ثلاثٌ لا يُغلّ عليهن قلبُ المؤمن: إخلاصُ/ العمل، والنصيحةُ لولي الأمرِ، ولزوم الجماعة، فإن دَعْوَتَهُم تكونُ من ورائهم) (2) .
رواه ابن ماجه من حديث محمد بن إسحاق، وفي رواية عن محمد
مثلهُ (3) .
1620 - حدثنا يعقوب، [عن] ابن إسحاق، حدثني عمرو بن أبي عمرو مولى المطَّلب، عن عبد الرحمن بن الحويرث، عن محمد بن جُبير بن مُطعِمٍ، عن أبيه، مثل حديث ابن شهاب لم يزد ولم ينقُصْ (4) .
1621 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن أبيه. قال: (أخبرني
_________
(1) في المخطوطة: (عن أبيه عن جده) ولا مكان للثانية.
(2) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/82.
(3) سبق تخريج الحديث عند ابن ماجه، ويرجع إلى الحديث: 1281.
(4) الخبر أورده في المسند متصلاً بالحديث السابق ولا فاصل بينهما. المسند: 4/82.(2/93)
محمد بن جُبير أنَّ [أباه جُبير بن مُطعِمٍ أخبره: أن] امرأةً أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[فلكمته] في شيءٍ فأمر، فقالت: يارسول الله أرأيتَ إن لم أجدكَ؟ فقال: إن لم تجديني فأتي أبا بكرٍ) (1) .
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/82.(2/94)
1622 - حدثنا يعقوبُ، حدثنا أبي عن صالح، قال: قال ابنُ شهابٍ: أخبرني عُمرو بن محمد بن جُبير بن مُطعمٍ: أن محمد بن جبير قال: أخبرني جُبيرُ بن مُطعمٍ أنه بينما هو يسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعه الناس مقفلة من حُنين [علقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] (1) الأعراب [يسألونه، حتى اضطروه إلى سمرةٍ، فخطفتْ رداءه، فوقف] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: (أعطوني ردائي، فلوْ كان عددُ هذه العِضاه (2) نعماً لقسمتُهُ بينكم، ثم لا تجدوني بخيلاً، ولا كذاباً، ولا جباناً) (3) .
رواه البخاري من حديث صالح بن كيسان، وشُعيب بن أبي حمزة: كلاهما عن الزهري به (4) .
1623 - حدثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا ابن لهيعة، عن الحارث [بن يزيد، عن الحارث] بن أبي ذُيَاب [- إن شاء الله] ، عن محمد بن
_________
(1) ثلاث كلمات غير واضحة بالمخطوطة وأثبتناها من المسند.
(2) العضاه: شجر أم غيلان وكل شجر عظيم له شوك. الواحدة عضةٌ بالتاء وأصلها عضهة، وقيل واحدته عضاهه. النهاية: 3/104.
(3) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/82.
(4) الخبر أخرجه البخاري من حديث شعيب عن الزهري عن عمر بن محمد بن جبير في الجهاد: باب الشجاعة في الحرب والجبن: 6/35؛ ومن طريق صالح بن كيسان في الخمس: ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطي المؤلفة قلوبهم ... إلخ: 6/251؛ وعمر بن محمد بن جبير لم يرو عنه غير الزهري ولم يرو هذا الحديث عن محمد بن جبير غير ابنه عمر. فتح الباري وتهذيب التهذيب: 7/494.(2/94)
جُبير بن مطعم (1) ، [عن أبيه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفع رأسهُ إلى السماء فقال: أتاكم أهلُ اليمن كقطع السحاب خيرُ أهل الأرض، فقال رجل ممن كان عنده: ومنا يارسول الله؟ قال كلمة خفيِّة: إلاَّ أنتُم) (2) .
_________
(1) سقط من الأصل جزء من سند الحديث ومتنه كاملاً، وصدر سند الحديث التالي. ويظهر هذا السقط للمتتبع لطريقة ابن كثير في الإخراج عن مسند أحمد، كما أن متن الحديث الثاني لم يرو من الطريق الذي اتصل به.
(2) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/82.(2/95)
1624 - حدثنا محمد بن عُبيد، قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن الزُّهري، عن محمد بن جُبير بن مطعم، عن أبيه] قال: (قدمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فداء أهل بدرٍ، فقام، فصلى بالناس صلاة المغرب، فقرأ بالطور) (1) .
رواه الجماعة إلا الترمذي من طُرُقٍ عن الزهري، فأخرجاه من حديث مالك ومعمر وسُفيان بن عُيينة - زاد مسلم: ويُونُس - كلهم عن الزهري (2) .
1625 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن جُبير بن مُطعِمٍ، عن أبيه: (أنَّ امرأَةً أتت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - تسألهُ شيئاً، فقال لها: ارجعي إليَّ، فقالت: يارسول الله، فإن رجعتُ فلم أجدْكَ؟ - تعرض بالموت - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فإن رجعت
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/83.
(2) الخبر أخرجه البخاري في كتاب الأذان: باب الجهر في المغرب: 2/247، وفي الجهاد: باب فداء المشركين: 6/168، وفي المغازي: 7/323، وفي التفسير: سورة الطور: 8/603، وفيه زيادة لم ترد في غيره؛ وأخرجه مسلم في الصلاة من عدة طرق عن الزهري: القراءة في المغرب: 2/101، 102؛ وأخرجه أبو داود في الصلاة: باب قدر القراءة في المغرب: 1/214؛ والنسائي في الصلاة: القراءة في المغرب بالطور: 2/131، وفي التفسير في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/412؛ وابن ماجه في إقامة الصلاة: باب القراءة في صلاة المغرب: 1/272.(2/95)
فلم تجديني، فَأْتِ أبا بكر) - رضي الله عنه - (1) .
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/83، ولم يصرح فيه باسم محمد بن جبير وإنما قال: عن ابن جبير.(2/96)
1626 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزُّهري، عن محمد بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إنَّ لي أسماء أنا أحمدُ، وأنا محمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بهِ الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الله الناس على قدمي، وأنا العاقبُ) . قال معمر قلتُ للزهري: ما العاقب؟ قال: الذي ليس بعده نبيٌ (1) .
حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر/، عن الزُّهري، عن محمد بن جبير بن مُطعم، عن أبيه، وكان جاء في [فداء] الأسارى يوم بدرٍ قال: (سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأُ في المغرب بالطور) (2) .
1627 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عمر بن محمد بن عمرو بن مُطعمٍ، عن محمد بن جبير بن مطعمٍ: أن أباه أخبره: (أنه بينما هو يسير مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه الناس مقفلة من حُنين علقهُ الأعراب يسألونهُ، فاضطروه إلى سمرة، فخطف رداءهُ، وهو على راحلته، فوقف، فقال: ردوا على ردائي أتخشون عليَّ البخل؟ فلو كان عددُ هذه العِضاهِ نعماً لقسمتهُ بينكم، ثم لا تجدوني بخيلاً، ولا جباناً، ولا كذاباً) .
قال أبو عبد الرحمن: أخطأ معمرٌ في نسب عُمر بن محمد بن عمرو وهو [عمر بن] محمد بن جُبير بن مُطعمٍ (3) .
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/84.
(2) الموطن السابق.
(3) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/84. وأبو عبد الرحمن هو عبد الله بن أحمد وقد تكرر كثيراً.(2/96)
1628 - حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شُعيب، عن الزُّهري [قال] : أخبرني عمرو بنُ محمد بن جُبير بن مُطْعم: أن محمد بن جُبير قال: أخبرني جُبير بن مطعمٍ: (أنه بينما هو يسير مع النبي - صلى الله عليه وسلم -) . فذكر الحديث معنى حديث معمرٍ (1) .
1629 - حدثنا يعقوب، حدثنا ابن أخي ابن شهابٍ، عن عمه. قال: أخبرني عمرو بن محمد بن جُبير بن مُطعمٍ: أن محمد بن جُبير قال: أخبرني جُبير بن مُطعمٍ: (أنه بينا هو يسير مع النبي - صلى الله عليه وسلم - مقفلةُ من حُنين) فذكر معناه (2) .
1630 - حدثنا محمد بن بكر، أنبأنا ابن جُريج قال: أخبرني عمرو بن دينارٍ، عن جُبير بن مطعمٍ. قال: (أضللتُ جملاً لي يوم عرفة، فانطلقتُ إلى عرفة أبتغيه، فإذا بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - واقفٌ بالناس بعرفة على بعيره عشية عرفة، وذلك بعمدما أُنزل عليه) (3) .
1631 - حدثنا يزيدُ بن هارون، أنبأنا ابن أبي ذئبٍ، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن محمد بن جُبير بن مطعمٍ، عن أبيه. قال: (بينا نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطريق مكة إذ قال: يطلعُ عليكم أهلُ اليمن كأنَّهم السَّحابُ، هم خيارُ من في الأرض، فقال رجلٌ من الأنصار: ولا نحن يارسول الله؟ [فسكت. قال: ولا نحن يارسول الله؟ فسكت. قال: ولا نحن يارسول الله؟] فقال في الثالثة كلمةً ضعيفةً: إلا أنتم) تفرد به (4) .
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/84.
(2) الموطن السابق.
(3) الموطن السابق.
(4) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/84، وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/97)
1632 - قرأتُ على عبد الرحمن بن مالك، وحدثني حمادُ الخياطُ، عن مالكٍ، عن ابن شهابٍ، عن محمد بن جُبير بن مُطعمٍ، عن أبيه: أنهُ قال: (سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ بالطور في المغربِ) ، وقال حماد: (إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ) (1) .
(حديثٌ آخرُ عن أبيهِ)
1633 - قال أبو داود في السنة: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن بشارٍ، وأحمد بن سعيد الرباطي قالوا: حدثنا وهبُ بن جرير قال أحمد: / كتبناهُ من نسخته وهذا لفظهُ.
1634 - حدثنا أبي، سمعتُ محمد بن إسحاق يُحدثُ، عن يعقوب بن عُتبة، عن جُبير بن محمد [بن جُبير] بن مُطعمٍ، عن أبيه، عن جده. قال: (أتى أعرابي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يارسول الله جهدتِ الأنفسُ، وضاعت العيالُ، ونهكت الأموالُ، وهلكت الأنعامُ، فاستسق الله لنا، فإنا نستشفع بك على الله، ونستشفعُ بالله عليك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:) ويحك أتدري ما تقول؟ (وسبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما زال يُسبحُ حتى عُرفَ ذلك في وُجوه أصحابه، ثم قال: (ويحكَ إنهُ لا يستشفعُ بالله على أحدٍ، إن شأن الله أعظمُ من ذلك، ويحك أتدري ما الله. إنَّ عرشهُ على سماواته لهكذا، وأشار بأصابعهِ مثل القُبَّةِ عليه (2) ، وإنهُ ليئطُّ به أطيط الرحلِ بالراكب) . قال ابن بشار في حديثه: (إن الله
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/84، وما بين المعكوفين استكمال منه: رواه أحمد ثاني حديثين أولهما عن سعيد بن المسيب عن جبير.
(2) يئط أطيط الرحل: الأطيط صوت الأقتاب، وإنما يئط الرحل بالراكب لقوة ما فوقه وعجزه عن احتماله. النهاية: 1/35.(2/98)
فوق عرشه، وعرشُهُ فوق سماواته (وساق الحديث.
قال عبد الأعلى وابنُ المثنى وابن بشارٍ، عن يعقوب بن عُتبة، وجُبير بن محمد بن جُبير بن مطعمٍ، عن أبيه، عن جده، والحديث بإسناد أحمد بن سعيد (1) [هو الصحيح، وافقه عليه جماعة: منهم يحيى بن معين، وعلي بن المديني، ورواه جماعة عن ابن إسحق] قال أبو داود: وكان سماع عبد الأعلى، وابن المثنى، وابن بشارٍ من نسخة واحدة فيما بلغني (2) .
فقال البزَّار: الصوابُ محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن جُبير بن محمد بن جُبير، عن أبيه، عن جده وساق الحديث إلى قوله: (شأنُ الله أعظمُ من ذلك) (3) .
ورواه الطبراني عن زكريا الساجي، عن عبد الأعلى بن حماد، وعن عبد الله ابن أحمد، عن يحيى بن معينٍ، وعن مُعاذ بن المُثنى عن علي بن
_________
(1) استكمال من السنن وكان بالمخطوطة: (والحديث بإسناد أحمد بن سعيد أيضاً) .
(2) سنن أبي داود: باب في الجهمية: 4/232.
(3) يشير البزار بهذا القول إلى أن ابن إسحق (عنعن) في روايته ولم يصرح بالتحديث وابن إسحق مدلس. يوضح هذا عبارته في مختصر السنن فهي أدق وأشمل.
(قال أبو بكر البزاز:) وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجه من الوجوه إلا من هذا الوجه (، ولم يقل فيه محمد بن إسحق) وحدثني يعقوب بن عقبة (هذا آخر كلامه ثم قال المنذري:) ومحمد بن إسحق مدلس (، وإذا قال المدلس: (عن فلان) ولم يقل: (حدثنا، أو سمعت، أو أخبرنا) لا يحتج بحديثه.
وإلى هذا أشار البزار مع أن محمد بن إسحق إذا صرّح بالسماع اختلف الحفاظ في الاحتجاج بحديثه. فكيف إذا لم يصرّح به؟
وقد رواه يحيى بن معين وغيره، فلم يذكروا فيه لفظة: (به) - إنه ليئط به - وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي: وقد تفرد به يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس الثقفي الأخنسي عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم القرشي النوفلي، وليس لهما في صحيحي أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري رواية، وانفرد به محمد بن إسحق ابن يسار عن يعقوب.
وابن إسحق لا يحتج بحديثه، وقد طعن فيه جماعة من الأئمة، وكذّبه جماعة منهم. مختصر السنن للمنذري: 7/94.(2/99)
المديني كلُّهُم، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن يعقوب بن عُتبة عن جُبير [بن محمد ابن جُبير] بهِ بتمامه (1) .
(حديثٌ آخرُ عن محمد بن جبير عن أبيه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/128.(2/100)
1635 - قال: (كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجُحفةِ، فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنى رسول الله، وأن القرآن جاء من عند الله؟ قلنا: بلى يارسول الله. قال: فأبشروا فإن هذا القرآن طرفهُ بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا (1) به فإنكُم لن تهلكوا، ولن تضلوا بعده أبداً) . رواه البزارُ عن عمرو بن علي الفلاس، وعلي بن مسلمٍ قالا: حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا أبو عبادة الأنصاري، حدثنا الزهري، عن محمد بن جُبير به فذكره ثم قال البزارُ: تفرد به أبو عُبادة الأنصاري الزُّرقي (2) .
ورواهُ الطبراني، عن زكريا بن يحيى، عن الفلاس بهِ (3) .
(حديثُ آخرُ)
1636 - قال البزَّار: حدثنا عبد الله بن شبيبٍ، حدثنا أحمد بن محمد/ بن عبد العزيز، قال: وجدتُ في كتاب أبي بخطهِ: حدثنا الزُهري، عن محمد بن جُبير بن مطعمٍ، عن أبيه، قال: (كنا حول صنمٍ لنا قبل أن يُبعثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد نحرنا جزوراً إذ صاح صائحٌ منْ
_________
(1) في المخطوطة: (وطرفه بيد الله فتسلموا) وهو من خطأ النساخ.
(2) كشف الأستار: 1/77، وعبارة البزار عنده (لانعلمه يروي عن جبير إلا من هذا الوجه قال الهيثمي: فيه أبو عبادة الزرقي وهو متروك الحديث) ، مجمع الزوائد: 1/169.
وأبو عبادة الزرقي، اسمه عيسى بن عبد الرحمن هو عند أبي داود شبه متروك وعند البخاري حديثه مقلوب أو متروك الحديث. الميزان: 3/317؛ المجروحين: 2/119.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/126.(2/100)
جَوفِهِ: اسمعوا العجب، ذهب الشركُ، والرجزُ (1) ورُمي الشُّهُبِ لنبيٍ بمكة اسمهُ أحمدُ، ومُهاجرُهُ إلى يثرب) (2) ثم قال البزارُ: وإنما أدخلناهُ في المسند لأن الصحابي ذكر فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) رجز الشيطان: وساوسه وهو بكسر أوله، وأما بالفتح فهو بحر من بحور الشعر. النهاية: 2/67.
(2) كشف الأستار: 3/143. قال الهيثمي: رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شعيب وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 8/244.(2/101)
1637 - قال البزارُ: حدثنا إبراهيم بن المستمر العُرُوقي، حدثنا الصلتُ ابن محمدٍ أبو همام الحارثي، حدثنا سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن محمد ابن جُبير بن مطعمٍ، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (انطلقوا بنا إلى بني واقفٍ نزُورُ البصير [رجُل] كان مكفوفَ البصر) (1) . ثم قال تفرد بوصلهِ أبو همامٍ ورواه عبد الله مرفوعاً كما سيأتي (2) .
(حديثٌ آخرُ)
1638 - حدثنا أبو يعلى، حدثنا أبو همام: محمد بن سُليمان بن الحكم القديدي، حدثنا أبي، عن إسماعيل بن خالد الخزاعي: أن محمد بن
_________
(1) كشف الأستار: 2/389. وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) وقع في المخطوطة: (إبن همام) وتكرر والتصويب من كشف الأستار وعبارة البزار فيه:
(لا نعلم أحداً وصله عن جبير إلا أبو همام) وكان ثقة عن ابن عيينة وقد خولف في إسناده. انتهى.
وقال الهيثمي: رجال البزار رجال الصحيح غير إبراهيم بن المستمر العروقي وهو ثقة. مجمع الزوائد: 8/174.(2/101)
جُبير بن مُطْعمٍ حدثه: أنه سمع جُبير بن مُطعمٍ وهو يقول: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أتحب يا جُبيرُ إذا خرجت سفراً أن تكون من أمثلِ أصحابك هيئةً، وأكثرهم زاداً؟ فقلتُ: نعم بأبي أنت وأمي. قال: فاقرأ هذه السور الخمس: {قُلْ يَاأَيُهَا الكَافِرُونَ} و {وَإِذَا
جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتحُ} و {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِ الفَلَقِ}
و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِ النَّاسِ} وافتتح كل سورة ببسم الله الرحمن الرحيم) قال
جبير: وكنتُ غير كثير المال، فكنتُ أخرجُ مع من شاء الله أن أخرج في
السفر فأكون أبذَّهم (1) هيئةً، وأقلُهم مالاً، وزاداً، فما زلتُ منذُ علمنيهن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقرأتُ بهن أكون من أحسنهم هيئةً، وأكثرهم زاداً، حتى أرجع من سفري ذلك) (2) .
(حديثٌ آخرُ عن محمد بن جُبير عن أبيه)
_________
(1) أبذهم هيئة: من البذاذة رثاثة الهيئة واللباس.
(2) قال السيوطي: رواه أبو يعلى وأبو الشيخ عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه، وفي إسناد أبي يعلى من لم يعرفوه. جمع الجوامع: 1/111.(2/102)
1639 - قال الطبراني: حدثنا أحمدُ بن محمد بن نافع الطحان، حدثنا أحمد ابن صالح قال: وجدت [في] كتاب بالمدينة/ عند عبد العزيز بن محمد الدراوردي وإبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن عمر [بن عبد الرحمن] بن عوفٍ، عن محمد بن صالح التمار، عن الزُّهري، عن محمد بن جُبير بن مُطعم عن أبيه. قال أبو جهلٍ بن هشام حين قدم مكة مُنصرفة عن حمزة: يامعشر قريش إن محمداً قد نزل يثرب وأرسل طلائعهُ، وإنما يريدُ أن يصيب منكم شيئاً، فاحذروا أن تمروا طريقهُ، أو تُقاربوهُ، فإنهُ كالأسد الضاري، إنه حنقٌ عليكُم لأنكم نفيتموه نفي(2/102)
القردان عن المناسم (1) ، والله إن له لسحرةً. ما رأيتهُ قط، ولا رأيتُ أحداً من أصحابه إلا ومعهم الشياطين، وإنكم قد رأيتم وعرفتم عداوة ابنى قيلة (2) ، فهو عدوٌ واستعان بعدوٍ، فقال له المُطعم بن عدي: يا أبا الحكم والله ما رأيتُ [أحداً أصدق] لساناً
[ولا] أصدق [موعداً] من أخيكم الذي طردتم، وإذ قد فعلتُم الذي فعلتم،
فكونوا أكفَّ الناس عنه، فقال أبو سفيان بن الحارث: بل كُونوا أشد ما كُنتم
عليه، فإن ابني قيلة إن ظفروا بكم لم يرقبوا فيكم إلاَّ ولا ذمةً، وإن أطعمتموني ألحقوهم خير كُتانة، حتى يخرجوا محمداً من بين ظهرانيهم، فيكون وحيداً مطروداً، وأما أبناء قيلة فوالله ما هما وأهل دُهلك في الذلة إلا سواء وسأكفيكم
حدهم وقال:
سأمنحُ جانباً مني غليظاً ... على ما كان من قربٍ وبُعدِ
رجالَ الخزرجية أهل ذٌلٍ ... إذا ما كان هزلٌ بعدَ جدِّ
فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (والذي نفسي بيده لأقتُلنَّهُم ولأصَلَبَنَّهم، ولأهدينهُم وهُم كارهُون. إني رحمةٌ بعثني الله، ولا يتوفاني حتى يُظهر الله دينهُ. لي خمسةُ أسماء أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناسُ على قدمي وأنا العاقب) . ثم قال أحمدُ بن صالحٍ: أرجو أن يكون الحديث صحيحاً (3) .
_________
(1) القردان: الطبوع الذي يلصق بجسم البعير. والمناسم: جمع المنسم بكسر السين. طرف خف البعير: اللسان.
(2) ابنا قيلة: الأوس والخزرج، وقيلة اسم أم لهم قديمة وهي قيلة بنت كاهل. النهاية: 3/290.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/123 قال الهيثمي: رواه وجادة من طريق أحمد بن صالح المصري قال: وجدت في كتاب بالمدينة ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 6/67.(2/103)
(حديثٌ آخرُ)(2/104)
1640 - قال الطبراني: حدثنا علي بن إبراهيم العامري الكوفي، ثنا ضرار ابن صُرد، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن محمد (1) [بن جُبير بن مُطعم، عن أبيه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يؤذن له في شيءٍ من صلاة السفر إلا بالإقامة إلا الصبح فإنهُ كان يؤذن ويُقيم) (2) .
(حديثٌ آخرُ)
قال الطبراني: حدثنا أحمد بن شعيب النسائي، والحسين بن إسحاق التُّستري قالا: ثنا عمر بن هشام أبو أُمية الحراني قال: وجدت في كتاب عتَّاب بن بشير، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مُطعم عن أبيه جُبير سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لعثمان بن طلحة حين دفع إليه مفتاح الكعبة: (هاؤم غَيِبْهُ) قال: فلذلك يُغيبُ المِفتاح (3) .
(حديثٌ آخرُ)
1641 - رواه الطبراني من حديث قُرَّة بن عبد الرحمن، عن الزُّهري، / عن محمد بن جُبير بن مُطعم، عن أبيه مرفوعاً: (لايقولن أحدكم
_________
(1) حدث سقط من النساخ: سقط منهم حديث الأذان والإقامة في السفر، وهو حديث بالسماع كما سقط سند حديث النسائي، والحسين بن إسحق التستري وهو بطريق الوجادة. وكان هناك احتمال أن يكون الطبراني قد أخرج الحديث بهذا الإسناد في الأوسط أو الصغير ولكن المنذري قطع بأنه رواه في الكبير. مجمع الزوائد: 3/292.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/124، وقال المنذري: فيه ضرار بن صرد وهو ضعيف: 1/334.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/125، وقال المنذري: رجاله ثقات، مجمع الزوائد: 3/292.(2/104)
خَبُثَتْ نفسي، ولكن ليقل لَقَسَتْ نفسي) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/125؛ وقرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل خرج له مسلم في الشواهد، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به وقال أحمد: منكر الحديث جداً. وقال يحيى: ضعيف الحديث. الميزان: 3/388.
واللقس: الغثيان، كما في النهاية.(2/105)
1642 - من رواية محمد بن جُبير بن مطعم، عن أبيه: (إن الله يبتلي عبدهُ [بالسُّقم] حتى يُكفر عنه كل ذنبٍ) رواه الطبراني من حديث عبد الرحمن بن الحويرث عن محمد بن جُبير به (1) .
(محمد بن طلحة بن رُكانة عنهُ) (2)
1643 - حدثنا هُشيم، عن حُصين، عن محمد بن طلحة بن رُكانه، عن جُبير بن مطعم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (صلاةٌ في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاةٍ فيما سواهُ إلاَّ المسجد الحرام) (3) تفرد به.
(نافع بن جُبير بن مُطعمٍ: أبو محمد عن أبيه)
1644 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن مسعرٍ، قال: حدثني عمرو بن مُرَّة، عن [رجل عن] نافع بن جُبير بن مطعم، عن أبيه: (كان (4)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/129. وقال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث، ضعفه ابن معين ووثقه ابن حبان. مجمع الزوائد: 2/302.
(2) محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة بن يزيد بن عبد المطلب بن عبد مناف، روى عن جماعة من التابعين، وأرسل عن جبير بن مطعم مات سنة إحدى عشرة ومائة. قال ابن سعد: كان قليل الحديث. وروايته عن جبير بن مطعم عند ابن خزيمة لكن قال: أشكّ في سماعه منه. تهذيب التهذيب: 9/239.
(3) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/80.
(4) لفظ المسند: (سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في التطوع) .(2/105)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في التطوع: الله أكبر كبيراً ثلاث مراتٍ، والحمد لله كثيراً [ثلاث مرار] ، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً ثلاث مراتٍ. اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزهِ، ونفثهِ، ونفخهِ. قلت: يارسول الله ما همزه ونفثه ونفخُه؟ [قال] : أَمَّا همزهُ فالمُوتهُ التي تأخذُ ابن آدم، وأما نفخُهُ: الكبر، ونفثهُ: الشِّعْرُ) (1) .
رواه أبو داود عن مسددٍ عن يحيى (2) .
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/80 وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) سنن أبي داود: كتاب الصلاة: ما يستفتح به الصلاة من الدعاء: 1/203. والمُوتة: بضم الميم الجنون. النهاية: 4/112.(2/106)
1645 - حدثنا وكيعٌ، حدثنا مسعرٌ، عن عمرو بن مرة، عن رجل من عنزة (1) ، عن نافع بن جُبير بن مُطعمٍ، عن أبيه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً، اللهمَّ إني أعوذُ بك من الشيطان الرجيم: من همزهِ ونفثهِ، ونفخهِ قال قلتُ: ما همزهُ؟ [قال] : فذكر كهيئة المُوتَهِ [يعني] يُصرعُ قال: فما نفخُهُ؟ قال: الكِبرُ. قلت: فما نفثُهُ؟ قال الشعرُ) (2) .
1646 - حدثنا أسود بن عامر، / حدثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جُبير بن مطعم، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: (ينزلُ الله [عز وجل] في كل ليلةٍ إلى السماء الدُّنيا، فيقولُ: هل من سائلٍ فأعطيهُ؟ هل من مستغفرٍ. فأغفر لهُ؟ حتى يطلع الفجرُ) (3) .
1647 - حدثنا عفَّانُ، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا عمرو بن دينارٍ، عن نافع بن جُبير بن مُطعمٍ، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
_________
(1) سماه أبو داود في روايته فقال: (عاصم العنزي) . سنن أبي داود: 1/203.
(2) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/80.
(3) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/81.(2/106)
(ينزل الله [عز وجل] في كل ليلةٍ إلى سماء الدُنيا، فيقول: هل من سائلٍ فأعطيهُ؟ هل من مستغفرٍ. فأغفر لهُ؟ هل من تائبٍ فأتوب عليه) (1) . رواه النسائي في اليوم والليلة من حديث حماد بن سلمة، وقد رواهُ أيضاً من حديث القاسم بن عباسٍ، عن نافع بن جُبير عن رجلٍ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو أشبهُ بالصواب. قال: ولم يقُل أحدٌ عن نافع، عن أبيه غير حماد بن سلمة (2) .
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/81، وليس في المسند العبارة الأخيرة: (هل من ثائب فأثوب عليه) .
(2) هذا الذي أورده المصنف عن النسائي يطابق ماأورده شيخه الحافظ المزي في تحفة الأشراف: 2/418.(2/107)
1648 - حدثنا عبد الصمد، وعفان قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار - قال عفان: حدثنا عمرو بن دينار، عن نافع بن جُبير، عن أبيه - قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ فقال: من يكلؤُنا الليلة لا نرقدُ عن صلاة الفجر؟ فقال بلالٌ: أنا، فاستقبل مطلعَ الشمس [فضُرِبَ] على آذانهم، فما أيقظهم إلاَّ حرُّ الشمس، فقاموا، [فقادوا ركابهم] ، ثم توضئوا، وأذن بلالٌ، فصلوا الركعتين، ثم صلوا الفجر) (1) .
رواه النسائيُّ من حديث حماد بن سلمة بهِ (2) .
1649 - حدثنا حسنٌ، وعفان قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن جعفر بن أبي وحشية، وقال أحدهما جعفرُ بن إياسٍ (3) ، عن نافع بن جُبير بن مطعمٍ، عن أبيه، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (أنا محمدٌ،
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/81، والعبارة الاعتراضية التي بين شرطتين لم ترد به. ومن يكلؤنا: يعني يحفظنا ويحرسنا. وما بين القوسين من المعجم الكبير 2/139 ووقع تحريف للعبارة في المسند.
(2) الخبر أخرجه النسائي في الصلاة: كيف يقضي الغائب من الصلاة؟ المجتبي: 2/240.
(3) جعفر بن إياس هو جعفر بن أبي وحشية. تهذيب التهذيب: 2/83.(2/107)
وأحمدُ، والحاشرُ، والماحي، والخاتمُ، والعاقب) ، لم يروهِ أحدٌ من هذا الوجه، وقد تقدم من رواية الزُّهريّ عن محمد بن جُبير بن مطعم عن أبيه مثلهُ (1) .
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/81، وأخرجه الطبراني عن عبد الله بن أحمد. المعجم الكبير: 2/133.(2/108)
1650 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي (1) ، عن ابن إسحاق قال: وقد حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، عن عُثمان بن أبي سُليمان بن جُبير بن مطعم، عن عمه نافع بن جُبير بن مطعمٍ/، عن أبيه، قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن ينزل عليه، وأنه لواقفٌ بعرفة على بعيرٍ له [بعرفات مع] الناس، حتى يدفع معهم [منها] توفيقاً من الله له) (2) ، ولم يخرجوه من هذا الوجه. قد تقدم في رواية سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عن محمد بن جبير، عن أبيه مثله.
1651 - حدثنا عبد الله بن محمد، [عن حصين] : قال أبو عبد الرحمن: وسمعتُ أنا من عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن حُصين، عن عمرو بن مُرَّة، عن عَبَّاد بن عاصمٍ، عن نافع بن جُبير بن مطعمٍ، عن أبيه قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح الصلاة قال: (الله أكبر [كبيراً] ثلاثاً، والحمدُ لله كثيراً [ثلاثاً] ، وسُبحان الله بكرةً وأصيلاً [ثلاثاً] اللهم، إني أعوذُ بك من الشيطان من همزه، ونفخهِ، ونفثه) . قال حُصين: همزهُ: المُوتةُ التي تأخذ صاحب المس، ونفثهُ: الشِّعْرِ، ونفخهُ: الكبر) (3) .
_________
(1) في المخطوطة: (عن ابن عباس) وليست في المسند.
(2) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/82، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(3) () ... من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/83، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/108)
1652 - حدثنا بَهزْ بن أسدٍ، حدثنا حمادٌ، عن جعفر بن أبي وحشية، عن نافع بن جبير، عن أبيه: أنَّهُ سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (أنا مُحمد، وأحمدُ، والحاشرُ، [والماحي، والخاتم] ، والعاقب) (1) .
1653 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مُرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جُبير بن مطعم، عن أبيه، وقال يزيد بن هارون: عن نافع بن جُبير بن مُطعمٍ، عن أبيه، قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دخل في الصلاةِ، فقال: [الله أكبر. الله أكبر كبيراً] ، الله أكبر كبيراً، والحمدُ لله [بكرةً وأصيلاً ثلاثاً] ، وسبحان الله وبحمده بكرةً وأصيلاً [ثلاثاً] ، اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم: من همزه ونفثه ونفخهِ) . قال عمروٌ: همزُهُ: المُوتةُ، ونفخُهُ: الكبر، ونفثُه: الشِّعرُ (2) .
رواهُ ابن ماجه عن بُندار عن [محمد بن جعفر] ورواهُ أبو داود، عن عمرو ابن مرزُوق: كلاهُما، عن شعبة بهِ، وقد رواهُ أحمد، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الله بن إدريس، عن حصين، عن عمرو بن / مرة، عن عباد بن عاصم، عن نافع ابن جُبير بن مُطعمٍ، عن أبيه، فذكره، فوضح ما كان بينهما من رواية مسعر ورواية شُعبة بهذا الإسناد (3) .
قال شيخنا: وقد رُوي بهذا الإسناد عن جُبير قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلي الضُّحى (4) .
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/83، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/85، وما بين المعكوفات استكمال منه ولفظ المسند: (وسبحان الله بكرةً وأصيلاً) .
(3) سبق أن خرجت هذه الروايات: ابن ماجه: باب الاستعاذة في الصلاة: 1/265؛ وأبو داود:
ما يستفتح به الصلاة من الدعاء: 1/203؛ ومسند أحمد من حديث جبير بن مطعم:
4/83.
(4) يرجع في كل ذلك إلى تحفة الأشراف للحافظ المزي: 2/416.(2/109)
(حديثٌ آخر)(2/110)
1654 - رواه النسائي، عن عبد الرحمن بن محمد بن سلامٍ، عن إسحاق الأزرق، عن زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع بن جُبير، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية، لم يزده الإسلامُ إلا شدةً) (1) .
وقد تقدم فيما رواهُ مسلمٌ وأبو داود من طرقٍ، عن زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم، عن جُبير بن مُطعمٍ نفسه من غيرِ ذكر نافع (2) والله.
(حديثٌ آخرُ)
1655 - رواهُ النسائي أيضاً من حديث سفيان بن عُيينة، عن محمد بن عجلان (3) ، [عن] ابن أبي حُرَّة، وداود بن قيس القرآء، ثم سمعهُ سفيان، عن داود: كلاهما عن نافع بن جُبير، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من قال سُبحانك اللهم وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلاَّ أنتَ، أستغفرك وأتوب إليك، فإن قالها في مجلس ذكرٍ كان كالطابع يُطبع عليه، ومن قالها في مجلس لغوٍ كانت كفارة لهُ) (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائي في الكبرى (الفرائض) كما في تحفة الأشراف: 2/417.
(2) يرجع إلى تخريجات الخبر فيما تقدم.
(3) في المخطوطة: (محمد بن عجلان بن أبي حرة) . والصواب ما أثبتناه وابن أبي حرة اسمه مسلم روى عن الزبير ونافع بن جبير بن مطعم وعنه ابن عجلان وعمارة بن غزية ويحيى بن أيوب. تهذيب التهذيب: 10/128.
(4) الطابع: الخاتم. يريد أن يختم عليه ويرفع كما يفعل بالصحيفة. والخبر أخرجه النسائي في الكبرى من هذه الطرق كما في تحفة الأشراف: 2/417.
قال الهيثمي: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 10/142.
وختم به كتابه فهو آخر حديث خرجه في الزوائد: 10/423.(2/110)
رواهُ الطبراني من حديث سُفيان عن ابن عجلان عن نافع بهِ (1) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/138.(2/111)
1656 - عن نافع بن جُبير، عن أبيه، قال الترمذي في كتاب البر والصلة: حدثنا علي بن عيسى (1) بن يزيدٍ البغدادي، حدثنا شبابةُ بن سوارٍ، عن أبيه، عن ابن أبي ذئبٍ، عن القاسم بن عباسٍ، عن نافع بن جُبير بن مطعمٍ، عن أَبيه، قال: تقولون في التيهُ، وقد ركبتُ الحِمارَ، ولبستُ الشملة، وقد حلبتُ الشاة، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من فعل هذا فليس فيه من الكبر شيءٌ) ثم قال: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ (2) .
(حديثٌ آخرُ)
1657 - قال البزار: حدثنا أحمد (3) بن منصور بن سيار، حدثنا / محمد بن بُكير، حدثنا سُويد بن عبد العزيز، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سُليمان بن موسى، عن نافع بن جُبير بن مُطعم، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أيام التشريق كُلها ذبحٌ) (4) .
ثم قال: تفرَّد به سُويد بن عبد العزيز، وليس بالحافظ، والصواب: حدثناه يوسف بن موسى، حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز، حدثنا
_________
(1) في المخطوطة: (علي بن عيسى بن علي بن يزيد) ، والصواب ما أثبتناه عن تهذيب التهذيب: 7/369.
(2) أخرجه الترمذي: باب ماجاء في الكبر: 4/362.
(3) في المخطوطة: (محمد) ، والصواب ما أثبتناه. ويراجع تهذيب التهذيب: 1/83.
(4) كشف الأستار عن زوائد البزار: 2/61 ولم ترد فيه عبارة البزار الأخيرة: وأورد الهيثمي حديث جبير عند أحمد: (كل عرفات موقف) ، ثم قال وروى الطبراني في الأوسط عنه: (أيام التشريق كلها ذبح) ورجال أحمد وغيره ثقات. مجمع الزوائد: 4/24؛ مسند أحمد: 4/82.(2/111)
سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن سُليمان بن موسى، عن عبد الرحمن بن أبي حُسين عن جُبير بن مُطعمٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كُلُّ عرفاتٍ موقفٌ، وارتفعوا عن عُرنة (1) ، وكل مزدلفة موقفٌ وارفعوا عن مُحسرَّ، وكل فجاج منى منحر، وكل أيَّام التشريق ذبحٌ) قال وهذا هو الصوابُ، وإن كان ابن أبي حُسين لم يلقَ جُبيراً (2) .
قلتُ: وقد تقدم من رواية سُليمان بن مُوسى عن جُبيرٍ (3) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) في المخطوطة: (وارتفعوا عن عرفة، وارتفعوا عن مزولة) ، والتصويب من كشف الأستار.
(2) يرجع إلى الخبر في كشف الأستار: 2/27، وعبارة البزار لم ترد به.
(3) () ... يرجع إليه في المسند: 4/82، وقد مرَّ من قبل.(2/112)
1658 - عن نافع بن جُبير عن أبيه. قال البزار (1) : حدثنا عبد الله بن أحمد بن شبوبة المروزي، حدثنا سُليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، حدثنا إسماعيل بن عياشٍ، عن عبد العزيز بن عُبيد الله، عن عبد الرحمن بن نافع بن جُبيرُ، عن أبيه، عن جده: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقولُ في ركُوعه) سبحان ربي العظيم) ثلاثاً، وفي سجوده: (سبحان ربي الأعلى) ثلاثاً) . قال [البزار] : عبد العزيز بن عُبيد الله صالحُ الحديث، وليس بالقوي، وقد روى عنه أهل العلم، واحتملوهُ (2) .
_________
(1) في المخطوطة: (قال الترمذي) ولم نعثر عليه، ولم يقله أحد ممن خرج الحديث وهو بنصه عند البزار كما سيأتي.
(2) كشف الأستار عن زوائد البزار، وفيه أيضاً من قول البزار: لا نعلمه عن جبير إلا من هذا الوجه: 1/261؛ وكذا عند الهيثمي في مجمع الزوائد: 2/128؛ والخبر أخرجه الطبراني أيضاً في المعجم الكبير: 2/135.(2/112)
(حديثٌ آخرُ) /(2/113)
1659 - قال البزارُ: حدثنا عمروُ بن علي، حدثنا أبو قُتيبة (1) ، حدثنا قيس، عن منصور، عن كلاب بن علي، وقال مرَّةً: عن مُدرك بن علي، عن منصور ابن أبي سليمان، عن نافع بن جُبير، عن أبيه، قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قصر على المروة بمشقصٍ، ثم قال: (دخلت العُمرةُ في الحج إلى يوم القيامةِ (ثم قال: مُدركُ بن علي مجهولٌ وكلاب بن علي من أهل الكوفة وتفرَّد به منصور بن أبي سليمان (2) .
(حديثٌ آخرُ)
1660 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن يحيى بن منده، حدثنا أبو كريب، حدثنا فردوس الأشعري، حدثنا مسعود بن سُليمان، عن حبيب (3) / بن أبي ثابت، عن نافع بن جُبير، عن أبيه، قال: (التفتَ إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قسم علينا غنائم حُنين، وهو عند ثنية الأراكة، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ووجهُهُ مِثْلُ فلقة
القَمَرِ) (4) .
(حديثٌ آخرُ)
1661 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو كُريب، عن زكريا ابن عدي، عن حاتم بن إسماعيل، عن الجُعيد بن عبد الرحمن،
_________
(1) في المخطوطة: (ابن قتيبة) خلافاً لما في المرجع. وأبو قتيبة هو مسلم بن قتيبة الشعيري
روى عن يونس بن أبي إسحق وجماعة. وعنه عمرو بن علي الفلاس وجماعة. تهذيب التهذيب: 4/133.
(2) كشف الأستار: 2/73، وعبارة البزار: لا نعلمه عن جبير إلا بهذا الإسناد، ومدرك مجهول، ومنصور لا نحفظ له حديثاً مسنداً، وكلاب كوفي، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 2/137 وفيه زيادة.
(3) في المخطوطة: (خلف) ، وهو تصحيف ناسخ.
(4) العبارة مختلفة عما في الكبير والمعنى واحد، وقد رأينا أن نتركها على حالها سوى كلمة فلقة، فقد وردت في المعجم (شقة) . المعجم الكبير للطبراني: 2/136.(2/113)
عن يزيد بن خُصيفة (1) ، عن نافع بن جُبير، عن أبيه مرفوعاً: (ابن أختِ القوم منهم) (2) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) في المخطوطة: (سويد بن حفيصة) والتصويب من الكبير.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/136.(2/114)
1662 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن حماد البربري (1) ، حدثنا محمد بن سلام الجمحي، حدثنا [ابن] (2) دابٍ، [عن] ابن أبي ذئب، عن محمد بن نافع ٍ بن جُبير، عن أبيه، عن جدهِ قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاد سعد بن عُبادة أو سعيد ابن العاص، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُكمدُهُ بِخِرقةٍ) (3) .
(حديثٌ آخرَ)
1663 - رواهُ الطبراني من حديث داود بن قيس الفراء، عن نافع بن جُبير مرفوعاً: (إذا صلى أحدُكم إلى سُترةٍ، فليدنُ منها لا يمرُّ الشيطان بينه وبينها) (4) .
_________
(1) في المخطوطة: (محمد بن حماد الترمذي) وفي المعجم: (محمد عماد البربري) ولعله محمد بن موسى ابن حماد المعروف بالبربري مشهور مات سنة 289 وكان أخبارياً عالماً. المشتبه: ص 60.
(2) هو محمد بن داب المديني روى عن ابن أبي ذئب، كذبه ابن حبان وغيره، ورماه بعضهم بالوضع. تهذيب التهذيب: 9/153؛ الميزان: 3/540.
(3) يكمده بخرقة: التكميد أن تسخن خرقة وتضوع على العضو الوجع، ويتابع ذلك مرة بعد مرة ليسكن. وتلك الكمادة والكماد. النهاية: 4/33؛ والخبر أخرجه الطبراني في الكبير، وليس فيه ذكر لسعد بن عيادة: 2/138؛ قال الهيثمي: فيه محمد بن داب وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/298.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 2/139، قال الهيثمي: في إسناده سليمان بن أيوب الصيرفيني ولم أجد من ذكره. مجمع الزوائد: 2/59.(2/114)
(حديثٌ آخرُ)(2/115)
1664 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن النضر العسكري، حدثنا
عيسى ابن هلالٍ الحمصي، حدثنا محمد بن حمير (1) ، عن بشْر بن جبلة،
عن أبي الحسن، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جُبير، عن أبيه، قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تُسلُّ السيوف في المساجد، ولا تُنثرُ النُبُلُ في
المساجد، ولا يُحلفُ يالله في المساجد، ولا تُمنعُ القائِلةُ في المساجد، مُقيماً
ولا ضيفاً ولا تُبنى بالتصاويرُ، ولا تُزينُ بالقوارير، فإنما بُنيتْ بالأمانةِ
وشُرِّفتْ بالكرامة) (2) .
(حديثٌ آخرُ)
1665 - رواهُ الطبراني أيضاً من طريق الواقدي، عن إسحاق بن حازم، عن أبي الأسود، عن نافعٍ، عن أبيه، مرفوعاً: (لاتقامُ الحدود في المساجد) (3) .
(رجلٌ عنهُ)
1666 - حدثنا عفانُ، / حدثنا شُعبة، قال النُّعمانُ بن سالم: أخبرني رجلٌ - سماهُ - عن جُبير بن مُطعمٍ - قال: (قلتُ يارسول الله إن الناس يزعمون أنَّهُ ليس لنا أجورٌ بمكة؟ قال: فأحسبُهُ قال: كذبوا لتأتينكم
_________
(1) في المخطوطة: (محمد جبير بن بشر بن خالد) ، ومحمد بن جبير بن أنيس القضاعي: حمصي
مشهور روى عن بشر بن جبلة وعنه عيسى بن هلال الحمصي. تهذيب التهذيب:
9/134.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير: 2/139، قال الهيثمي: فيه بشر بن جبلة وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 2/25.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/140، قال الهيثمي: فيه الواقدي وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/25.(2/115)
أُجوركم، ولو كنتم في جُحرِ ثعلبٍ) (1) تفرد به.
_________
(1) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/82.(2/116)
1667 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم، عن رجلٍ، عن جُبير بن مطعم، قال: (قلتُ: يارسول الله إن الناس يزعمون أنه [ليس] لنا أجر بمكة؟ فقال: لتأتينكم أجُوركم، ولو كنتم في جُحر ضبٍ قال: فأصغى (1) إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأسهِ فقال: إن في أصحابي مُنافقين) (2) تفرد بهِ.
1668 - حدثنا بهز، حدثنا شعبة، حدثنا النعمان بن سالمٍ قال: سمعتُ إنساناً لا أحفظ اسمهُ يُحدث [عن] جُبير بن مُطعم، قال: (قلتُ يارسول الله إن أُناساً يزعمون أنهُ ليست لنا أجورٌ بمكة؟ قال: لتأتينكم أجورُكم ولو كان أحدكم في جُحرِ ثلعبٍ) (3) .
242 - (جثَّامة بن مساحقٍ بن الربيع بن قيس الكناني صحابي (4))
1669 - روى ابن منده وأبو نُعيم عنهُ: (أن عمر (5) بعثهُ إلى هِرَقل قال: فأجلستُ على شيءٍ لا أدري ما هُو، فنظرتُ فإذا هُو كرسي من ذهبٍ، فنزلتُ عنه، فضحك هِرقْلُ، فقال: لم نزلت عن كرسيٍ أكرمناك به؟ فقلتُ: إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن مثل هذا) (6) .
_________
(1) أصغى برأسه: أمالها. النهاية.
(2) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/83.
(3) من حديث جبير بن مطعم في المسند: 4/85.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/325؛ والإصابة: 1/ 226.
(5) في الأصل المخطوط: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه) ولا سند له، وما في المراجع: (رسول عمر إلى هرقل) .
(6) يرجع إلى مصدري الترجمة.(2/116)
243 - (جحدمُ بنُ فضالة الجُهني) (1)
1670 - روى ابنُ منده أبو نَعيم من طريق محمد بن عمرو بن عبد الله بن جحدم، عن أَبيه عمرو، عن أبيه، عن عبد الله عن أبيه جحدم: (أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمح رأسهُ وقال: بارك الله في جحدم، وكتب لهُ كِتاباً) (2) .
244 - (جَحْشٌ الجُهني) (3)
1671 - في ليلة القدر ليلة ثلاثٍ وعشرين، كذا رواهُ الطبراني (4) وصوابهُ ما رواهُ الزهري عن ضمرة بن عبد الله بن أنيسٍ الجُهني عن أبيه كما سيأتي في صحيح مسلم وغيرهُ (5) . /
245 - (جدارٌ الأُسلميُّ)
1672 - قال أبو بكر بن أبي عاصم، حدثنا عُمرُ بن الخطَّابِ هو السجستاني، حدثنا أبو معاذ الحكمي: سعد بن عبد الحميد بن جعفر، حدثنا
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/326؛ والإصابة: 1/227.
(2) المرجعان السابقان.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/326؛ والإصابة: 1/227.
(4) الخبر أخرجه الطبراني من حديث جحش الجهني بلفظ: (قلت يارسول الله إن لي بادية أصلي فيها، فمرني بليلة أنزلها إلى المسجد، فأصلي فيه) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنزل ليلة ثلاث وعشرين) ، وليس فيه ذكر ليلة القدر وإن فهمت ضمناً قال الهيثمي: فيه محمد بن إسحاق وهو ثقة لكنه مدلس. المعجم الكبير للطبراني: 2/988؛ مجمع الزوائد: 3/178.
(5) من حديث الزهري عن ضمرة رواه أبو داود وفيه قصة. وعند مسلم من حديث عبد الله بن أنيس وفيه حادثة الماء والطين. وليس في إسناده الزهري، ومن طريق محمد بن إسحاق أخرجه أبو داود عن ابن عبد الله بن أنيس الجهني عن أبيه وهو بلفظ الخبر عند الطبراني.
صحيح مسلم: 3/237؛ سنن أبي داود: 1/52؛ مختصر السنن: 2/110.
ويرى الحافظ ابن حجر أن اسم الصحابي صحف في السند الذي أورده ابن إسحاق (عبد الله بن جحش الجهني عن أبيه) قال: وقد أخرجه أبو داود من طريق ابن إسحاق فقال فيه: عن التميمي عن عبد الله بن أنيس الجهني عن أبيه، فسقط من الإسناد (ابن) وأبدل (جحش) بـ (أنيس) وابن عبد الله اسمه ضمرة، سماه الزهري في روايته لهذا الحديث.(2/117)
أبو الفضيل: [عباس بن الفضل] بن عمرو بن عُبيد بن الفضل بن حنظلة، عن القاسم ابن عبد الرحمن، عن الزهري، عن [يزيد] بن شجرة، عن جدارٍ: رجلٍ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلقينا عدونا، فقام، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إنكم قد أصبحتم بين أخضر وأسفر وأحمر، وفي الرحال مافيها، فإذا لقيتم عدوكم فقدماً قُدماً، ليس أحدٌ يحمل في سبيل الله إلا ابتدرت إليه ثنتان من حُور العين، فإذا حمل استترتا منه، فإذا استشهد كان أوَّل قطرةٍ [تقعُ] من دمه يُكفر الله عنه كلَّ ذنبٍ، ثم تجيئان، فتجلسان عند رأسهِ، وتمسحان الغُبار عن وجههِ، وتقولان [مرحباً] قد آن لك، ويقول: قد آن لكما) (1) . وقد روى عن يزيد بن شجرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
كما سيأتي، ورواه منصور (2) ، عن مُجاهد عنه موقوفاً عليه والله أعلم.
_________
(1) أخرجه البغوي وابن أبي عاصم وغيرهما: وقال عباس الدوري عن ابن معين: يزيد بن شجرة وله صحبة فأما حديث جداد فليس بصحيح، ولا نعلم الزهري روى عن يزيد بن شجرة شيئاً والحديث حديث منصور، وقال البغوي نحوه وزاد: ان الزهري لم يسمع من يزيد.
= ... وقال ابن الجوزي عن النسائي: هذا حديث باطل) يرجع إلى الإصابة في ذلك) . وأخرجه الطبراني في الكبير: 2/289، وقال الهيثمي: فيه العباس بن الفضل الأنصاري وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/275.
(2) في الأصل: (كما سيأتي في رواية منصور) وعبارة ابن الأثير: (ورواه يزيد بن شجرة) عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورواه منصور عن مجاهد عن يزيد من قوله ولم يرفعه. أسد الغابة.(2/118)
246 - (الجذْعُ الأنصاري) (1)
1673 - روى أبو موسى من طريق شريك بن أبي نمر، عن ابن الجذع (2) ، عن أبيه مرفوعاً: (خير أمتي الذين لم يعطوا فيبطروا، ولم يُمنعوا
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/328؛ والإصابة: 1/229.
(2) في المخطوطة: (شريك عن أبي نمر عن أبي الجذع) ، والتصويب من مصدري الترجمة.(2/118)
فيسألوا) (1) . قال أبو موسى في الصحابة: ثَعلبةٌ بن زَيْد يقال له الجذعُ، وابنه ثابتُ بن الجَذْع، فلا أدري هُو هذا أم لا؟ (2) .
_________
(1) أخرجه المحاملي في أماليه وابن شاهين وأبو موسى عن ابن الجذع، وفي بعض رواياته: (ولم يقتر عليهم) بدل: (لم يمنعوا) ؛ جمع الجوامع: 2/1785، كما يرجع إليه في مصدري الترجمة.
(2) قال ابن جبير - تعقيباً على القول -: بل هو غيره، فإن ابنه ثابت بن ثعلبة استشهد بالطائف، فلم يدرك شريك بن أبي نمر، وهذا قد صرح بالتحديث عنه فافترقا. الإصابة.(2/119)
247 - (جُذَبة) (1)
1674 - قال أبو بكر محمد بن إبراهيم بن زياد النيسابوري: حدثنا المُقدمي، حدثنا سلم بن قُتيبة، عن الذَّيال بن عُبيد بن حنظلة بن حنيفة، عن جذبة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لايُتمَ بعد [احتلام] ولا يُتْمَ على جارية إذا هي حاضتْ) . قال أبو موسى: لعله تصحيفٌ، فقد رواه مُطين عن المقدمي عن مسلم عن ذَيالٍ، عن جده حنظلة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره (2) .
248 - (الجرَّاحُ وأبو سنان/ الأشجعيان) (3)
في رابع الكوفيين.
1675 - حدثنا أبو دَاود، حدثنا هِشَام، عن قتادة عن خِلاَسٍ، عن عبد الله ابن عُقبة قال: أتى ابنُ مسعود في رجلٍ تزوَّج امرأةً، فمات
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/328؛ والإصابة في القسم الرابع: 1/267؛ وورد في المخطوطة: (جذيمة) وفي أسد الغابة بالذال المعجمة، وفي الإصابة بالمهملة.
(2) قال ابن حجر: وأظن الصواب عن حذيم. الإصابة: أسد الغاية.
(3) في المخطوطة: (الجراح أبو سنان) ، والجراح بن أبي الجراح الأشجعي له ترجمة في أسد الغابة: 1/328؛ وقال في الإصابة: ترجم له الطبراني ولم يسق له نسباً، ويقال أبو الجراح: 1/229؛ وأخرج أحاديثهما أحمد في المسند بترجمة المصنف: 4/279. وأبو سنان الأشجعي له ترجمة في أسد الغابة: 6/158؛ والإصابة: 4/96.(2/119)
عنها، ولم يفرض لها، ولم يدخُل بها. فسُئِل عنها شهراً، فلم يقُل فيها شيئاً، ثم سألوه، فقال: أقول فيها [برأيي] فإن يك خطأً فمني، ومن الشيطان، وإن يكن صواباً فمن الله: لها صدقة إحدى نسائها، ولها الميراثُ، وعليها العدةُ، فقام رجلٌ من أشجع، فقال: أشهدُ لقضيت فيها بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بروع بنت واشقٍ، قال: فقال: هلُمَّ شاهداك. فشهد الجرَّاحُ وأبو سنان رجُلان من أشجع) (1) .
رواهُ أبو داود عن القواريري، عن يزيد بن زُريع عن سعيدٍ، عن قتادة، عن خلاسٍ وأبي حسان (2)
كلاهما عن عبد الله بن عُتبة بن مسعود عن الجراح بن أبي الجراح الأشجعي به (3) ، وسيأتي بقية طرقه في ترجمة أبي سنانٍ من الكُنى إن شاء الله تعالى، وفي معقِل بن سنانٍ، وفي ترجمة عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ.
_________
(1) من حديث الجراح وأبي سنان الأشجعيان في المسند: 4/279.
(2) في المخطوطة: (يزيد بن رافع) وفيها أيضاً: (أبو الحسين) وهو يخالف ما في السنن ويزيد بن زريع العيشي، قال أحمد: كل شئ رواه يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة فلا تبال أن لا تسمعه من أحد، سماعه منه قديم، وكان يأخذ الحديث بنية.
وأبو حسان الأعرج بصري روى عن قتادة. تهذيب التهذيب: 11/325، 12/72.
(3) الخبر أخرجه أبو داود في النكاح: باب فيمن تزوج ولم يسم صداقاً حتى مات: 2/237.(2/120)
249 - (جرادُ العُقيلي) (1)
له نسخة أحاديث
1676 - تفرد بروايتها يعلى بن الأشدق، عن عبد الله بن جرادٍ، عن أبيه وهو منكر الحديث، فمنها في فضل الأزد والأشعريين، ومنها حديث
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/329؛ والإصابة: 1/229.(2/120)
في رؤية الهلال واستكمال شعبان ثلاثين، وغير ذلك (1) .
* (جُرْثُومُ بنُ ناشمٍ، ويُقال جُرهمٌ)
أو ناشبٌ، وهو أبو ثعلبة الخُشُني يأتي في الكُنى. وقد اختُلِفَ في اسمه واسم أبيه اختلافاً كثيراً.
_________
(1) يدور الضعف في هذه الأخبار حول يعلى بن الأشدق العقيلي: قال في الميزان: كان حياً في دولة الرشيد.
وقال ابن عدي: روى عن عمه عبد الله بن جراد، وزعم أن لعمه صحبة فذكر أحاديث كثيرة منكرة، وهو وعمه غير معروفين. وقال البخاري: لا يكتب حديثه. وأورد له في الميزان عدداً من منكراته.
وقال ابن حبان: كان شيخاً كبيراً لقي عبد الله بن جراد، فلما كبر اجتمع عليه من لا دين له، فدفعوا له شبيهاً بمائتي حديث - نسخة عن عبد الله بن جراد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأعطوه إياها فجعل يحدث بها وهو لا يدري. الميزان: 4/456؛ المجروحين: 3/141.(2/121)
250 - (جُرْمُوزٌ الهُجيمي) (1)
1677 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا عبيد الله: هو ابن هوذة القُريعي، أنه قال: حدثني رجلٌ سمع جرمُوزاً / الهجيمي، قال: (قلتُ يا رسول الله أوصني. قال: أوصيك أن لا يكون لعاناً) (2) تفرد به.
251 - (جَرْهَد بن زِراح بن عدي)
ابن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى، وقيل
_________
(1) جرموز الهجيمي: وقيل القريعي له ترجمة في أسد الغابة: 1/329؛ والإصابة: 1/230؛ والاستيعاب: 1/259؛ والطبقات الكبرى: 7/56؛ وثقات ابن حبان: 3/62؛ والتاريخ الكبير: 2/247.
(2) من حديث جرموز الهجيمي في المسند: 5/70، وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير من طريقين والطبراني في الكبير: 2/283.(2/121)
غير ذلك في نسبه: أبو عبد الرحمن الأسلمي الذي كان من أهل الصنعة، وشهد الحُديبية (1) .
_________
(1) جرهد بن زراح قال ابن سعد: كان شريفاً يكنى أبا عبد الرحمن، وكان من أهل الصفة، وفي خبر رواه عن الزهري قال: هو جرهد بن خويلد الأسلمي. وله ترجمة في الحلية مع أهل الصفة: 1/353؛ وأسد الغابة: 1/331؛ والإصابة: 1/231؛ والاستيعاب: 1/254؛ والتاريخ الكبير: 2/248؛ وثقات ابن حبان: 3/62.(2/122)
1678 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك بن أنس، عن أبي النضر، عن زُرعة بن عبد الرحمن بن جرهد، عن أبيه عن جده: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ به، وهو كاشفٌ عن فخذه، فقال: أَمَّا علمت أن الفخذ عورةٌ) (1) .
رواه أبو داود عن [أبي] النضر عن مالك به (2)
1679 - حدثنا سفيان عن أبي النضر، عن زُرعة بن مُسلمٍ بن جرهدٍ (3) :
(أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى جرهداً في المسجد وعليه بُردةٌ قد انكشف فخذُهُ، فقال: الفخذ عورةٌ) (4) رواهُ الترمذي عن [ابن] أبي عُمر عن سفيان به (5) .
1680 - حدثنا سفيان، حدثنا أبو الزناد، [قال: أخبرني
_________
(1) من حديث جرهد الأسلمي في المسند: 3/478.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في كتاب الحمام: النهي عن التعري: 4/39، وقد تتبع المنذري طرق الخبر عن مالك. مختصر السنن: 6/16.
(3) في الأصل المخطوط: (عن زرعة بن مسلم، حدثنا أبو الزناد عن مسلم بن جرهد)
وأبو الزناد لم يرد في سند الخبر في المسند، وإنما ورد في الخبر التالي الذي سقط أكثره سهواً من النساخ.
(4) من حديث جرهد الأسلمي في المسند: 3/478.
(5) الخبر أخرجه الترمذي في الأدب: باب ماجاء أن الفخذ عورة: 5/110، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن ما أرى إسناده بمتصل.(2/122)
آل جرهد، عن جرهد، قال: (الفخذ عورة) ] (1) .
[حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أبي الزناد] ، عن ابن جُرهدٍ، عن أبيه، قال: (مر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا كاشف فخذي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: غطها فإنها من العورة) (2) .
_________
(1) لم يثبت في المخطوطة من الخبر إلا أول السند وألصق بالخبر التالي له والتصويب من المسند: حديث جرهد الأسلمي: 3/378.
(2) من حديث جرهد الأسلمي في المسند: 3/478، واستكمل السند منه.(2/123)
1681 - حدثنا أبو عامر، حدثنا زُهير - يعني ابن محمد -، عن عبد الله ابن محمدٍ - يعني ابن عقيل -، عن عبد الله بن جرهد الأسلمي: أنه سمع أباهُ جَرْهداً الأسلمي يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (فخذ المرءِ المسلم عورةٌ) (1) .
رواهُ الترمذي عن الحسن بن علي، عن عبد الرزاق، ومن حديث ابن عقيلٍ به وقال: حسنٌ غريبٌ (2) .
1682 - حدثنا إسحاق بن عيسى، أخبرني مالكٌ، عن أبي النضر، عن زُرْعة بن جرهدٍ الأسلمي، عن أبيهِ - وكان من أصحاب الصفة - قال: (جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرأى فخذي منكشفة، فقال: خمر (3) عليك، أَمَّا علمت أن الفخذ عورةٌ) (4) .
1683 - حدثنا حُسين بن محمد، حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن زُرعة بن عبد الرحمن [بن جرهد] ، عن جرهدٍ [جده] ونفرٍ من أسلم
_________
(1) الموطن السابق.
(2) الحسن بن علي الخلال، وابن عقيل عن عبد الله بن جرهد عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وكلام الترمذي بتمامه: حديث حسن غريب من هذا الوجه. سنن الترمذي: كتاب الأدب: باب ماجاء أن الفخذ عورة: 5/111.
(3) التخمير: التغطية. النهاية.
(4) من حديث جرهد الأسلمي في المسند: 3/479.(2/123)
سواهُ ذوي رضاً: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر على جرهدٍ، وفخذهُ مكشوفةٌ في المسجد، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا جرهدُ غطِّ فخذكَ/ فإن الفخذ عورةٌ) (1) .
_________
(1) الموطن السابق، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/124)
1684 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن سفيان، قال: حدثنا أبو الزناد، عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهدٍ، عن جده جرهدٍ، قال: (مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعلىّ بُردةٌ، وقد انكشف فخذي، فقال: غطِّ فإن الفخذ عورةٌ) (1) .
252 - (جرو السدوسي) (2)
1685 - قال أبو داود الطيالسي، حدثنا شعبة، عن عمارة بن عقبة، عن محمد بن جابر، عن حفص بن المبارك، عن رجُلٍ من بني سدوسٍ يقال له جرو، قال: (أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتمرٍ من تمرِ اليمامة، فقال: أي تمرٍ هذا؟ قلنا: الجُذامي. قال: اللهم بارك لهم في الجُذامي) (3) .
253 - (جرولُ بن الأحنفِ الكندي صحابي) (4)
1686 - روى له أبو موسى المديني من طريق حفيده رجاء بن حيوة
_________
(1) الموطن السابق.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/330؛ والاستيعاب: 1/262؛ والإصابة: 1/230؛ وقال ابن حجر: براء ساكنة ثم واو، وقيل بزاي معجمة ثم همزة.
(3) الجذامي: كما في النهاية تمر أحمر اللون، والخبر أخرجه ابن منده وقال: هذا حديث حسن المخرج، وعقب عليه ابن حجر فقال: محمد بن جابر هو اليمامي ضعيف، وقد أخرج أبو نعيم هذا الحديث عن ابن منده، وكأنه لم يجده من غير طريقه، وأخرجه الطبراني عن الهرماسي بن زياد من طريق عثمان بن فايد، وقال الهيثمي: ضعيف.
الإصابة - جمع الجوامع: 1/3758؛ مجمع الزوائد: 5/40.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/331؛ والإصابة: 1/231.(2/124)
[بن]
جرول، عن أبيه، عن جده جرولٍ: (أنَّ جاريةً من سبي حُنينٍ مرَّت برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهي مُجِحٌّ (1) قال: لمن هذه؟ قالوا: لفُلان. فقال: أيطؤُها؟ فقيل: نعم. قال: كيف يصنعُ بولدها أيدَّعيهِ، وليس لهُ بولدٍ؟ أم يستعبدُهُ وهو يغذو (2) سمعهُ وبصرهُ؟ لقد هممتُ أن ألعنهُ لعنةً تدخُلُ معهُ قبرهُ) (3) .
_________
(1) المجح: الحامل المقرب التي دنا ولادها. النهاية: 1/144.
(2) في حديث آخر: لا تغذوا أولاد المشركين: أراد وطء الحبالى من السبي، فجعل ماء الرجل للحمل كالغذاء. النهاية: 3/152.
(3) يرجع إلى مصدري الترجمة، وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه خارجة بن مصعب وهو متروك. مجمع الزوائد: 4/300.(2/125)
254 - (جريرُ بن عبد الله البجلي أبُوعُمر)
وقيل أبو عبد الله (1)
1687 - وهو جريرُ بن عبد الله بن جابر وهو الشَّليلُ بن مالك بن النضر (2) بن ثعلبة بن جُشم بن عوفٍ بن خزيمة (3) بن حرب بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر [بن] عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو هو أخو الأزد بن الغوثِ بن نبت، وهم من عرب [اليمن] (4) عند ابن الكلبي. وأكثر النسابين، وقيل: أنمار بن نزار بن معد بن عدنان، هذا قول ابن إسحاق، وأُمُّهم بجيلةُ بنتُ صعبٍ بن علي بن سعد العشيرةِ.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/333؛ والإصابةت: 1/232؛ والاستيعاب: 1/232؛ والطبقات الكبرى: 6/13؛ وثقات ابن حبان: 3/54؛ والتاريخ الكبير: 2/221، وتهذيب التهذيب: 2/72.
(2) في أسد الغابة: (نصر) وفي الإصابة: (نضرة) والاستيعاب: (نضر) وفي المخطوطة: (النضر بن مالك) وليس في ترجماته ابن مالك.
(3) في الأصل: (خزيمة بن عوف) وليس في المصادر (ابن عوف) .
(4) العبارة في الأصل: (إراش بن عمرو بن أخي الأزد بن العرب) وصوبت بما يقابلها في أسد الغابة.(2/125)
أسلم جريرٌ متأخراً قيل سنة عشرٍ، وقيل قبل وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأربعين يوماً (1) ، فالله أعلم. وقد بعثهُ رسول الله / - صلى الله عليه وسلم - أميراً على خمسين ومائة من أحمس، فهدم ذا الخلصة طاغية دوسٍ، وكان لا يثبُتُ على الخيل، فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدرهِ وقال: (اللهم ثبتهُ على الخيل، واجعلهُ هادياً مهدياً) (2)
وقال: (على وجههِ مسحةُ ملكٍ) (3) .
وكان عُمرُ بن الخطاب يقول: جريرُ يوسفُ هذه الأمة (4) .
_________
(1) جزم بهذا القول ابن عبد البر في الاستيعاب، وقال ابن سعد: أسلم في السنة التي قبض فيها
النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(2) يرجع في ذلك إلى حديثه عند البخاري في الجهاد (باب حرق الدور والنخيل) بلفظ: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا تريحني من ذي الخلصة) ؟ وكان بيتاً في خثعم يسمى كعبة اليمانية ... إلخ: 6/154.
وأخرج أطرافه في ثمانية أماكن أخرى: الجهاد والمناقب والمغازي والأدب والدعوات، كما يرجع إليه في صحيح مسلم: 5/344.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/301.
(4) قيل ذلك لأنه - رضي الله عنه - كان حسن الصورة. أسد الغابة.(2/126)
1688 - قال جرير: (ما حجبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذُ أسلمتُ، ولا رآني [إلاّ] تبسَّم) (1) أخرجاهُ.
وقد شهد فتوحاً كثيرة في العراق [مع بجيلة] (2) هو أميرها، فلما وقع بين علي ومعاوية اعتزلهُما بالجزيرة، ثم كانت وفاته بالسَّراة سنة إحدى، وقيل أربعٍ، وقيل ستٍ وخمسين - رضي الله عنه - (3) .
حديثه في سابع الكوفيين.
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في الجهاد: باب من لا يثبت على الخيل: 6/161؛ وأخرج أطرافه في مناقب الأنصار والأدب. كما أخرجه مسلم في المناقب: باب فضائل جرير بن عبد الله: 5/343.
(2) جمع عمر بن الخطاب له بجيلة وأمره عليها، وسيره إلى العراق فاشترك في أكثر المواقع مع الفرس، وكان له أثر كبير في نصر القادسية، ومات عثمان وهو أمير على قرقيسياء. تراجع مصادر الترجمة وتاريخ الطبري: 4/330، 422.
(3) كما اختلف في سنة وفاته اختلف في مكان وفاته، فقيل مات بقرقيسياء وقيل بالسراة. الاستيعاب.(2/126)
(إبراهيم بن جرير بن عبد الله عن أبيه)(2/127)
1689 - قال: (كنتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتى الخلاء يقضي حاجتهُ، فأتاه جريرٌ بإداوةٍ من مآءٍ فاستنجى منها، ومسح يدهُ بالترابِ) . رواه النسائي وابن ماجه من حديث أبان بن عبد الله، حدثني إبراهيم بن جرير به فذكرهُ، وهذا لفظ ابن ماجه (1) .
(ابنهُ إسماعيل عنهُ)
1690 - قال الطبراني: حدثنا عبدانُ، حدثنا هشامُ بنُ عمار (2) ، عن سعيد بن يحيى، عن الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عُتيبة، عن إسماعيل بن جرير، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: (من صام من الشهر ثلاثة أيام، فليصُم الثلاثة أيامٍ (3) البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة) (4) .
(حديثٌ آخرُ عن إبراهيم، عن أبيه جريرٍ مرفوعاً)
1691 - (من رأى حيةً فلم يقتلها خوفاً منها فليس مني) رواه الطبراني عن أحمد بن [يحيى] الحلواني (5) ، عن سعيد بن سُليمان عن داود بن عبد الجبار عنهُ به (6) .
_________
(1) لفظ ابن ماجه: (أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - دخل الغيضة فقضى حاجته ... إلخ) . كتاب الطهارة: باب من دلك يده بالأرض بعد الاستنجاء: 1/128.
وأخرجه النسائي في الطهارة: باب دلك الأرض باليد بعد الاستنجاء: 1/41.
(2) في المخطوطة: (هشام عن عبدان حدثنا عمار) ، والتصويب من المعجم الكبير.
(3) في الكبير: (فليصم الليالي البيض) .
(4) المعجم الكبير للطبراني: 2/333.
(5) في المخطوطة: (أحمد بن الحلواني عن سعيد عن أحمد بن يحيى عن سعيد) وهو من سهو النساخ.
(6) المعجم الكبير للطبراني: 2/311، قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وداود ضعيف جداً. مجمع الزوائد: 4/46.(2/127)
(حديثٌ آخرُ)(2/128)
1692 - رواه الطبراني، عن عبد الله بن أحمد، عن سعيد بن [محمد الجرمي، حدثنا] (1) ، عن داودٍ عن إبراهيم، عن أبيه، / قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصاحب الحقِّ: (خُذْ حقك في عفافٍ [وافٍ] أو غير وافٍ) (2) .
(آخرُ)
1693 - رواهُ الطبراني أيضاً من حديث أبان بن عبد الله البجلي، عن إبراهيم، عن أبيه، قال: (بعث إليَّ علي [بنُ أبي طالب] ابن عباس والأشعث بن قيس، فقالا: إن أمير المؤمنين يقرئك السلام، ويقول لك: نعم ما أراك الله من مفارقتك مُعاوية، وإني أنزلُك مني بمنزلةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي أنزلكها فقال جريرٌ: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثني إلى اليمن أَقَاتلُهم، وأدعوهم أن يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالواها حرمت دماؤهم، وأموالهم إلا بحقها، ولا أقاتلُ أحداً يقولُ لا إله إلا الله فرجعا على ذلك) (3) .
(آخرُ)
1694 - رواهُ الطبراني عن علي بن عبد العزيز، عن مُسلم بن إبراهيم، [حدثنا] الأسود بن شيبان، عن زياد بن أبي سفيان، [حدثنا إبراهيم بن جرير البجلي] ، عن أبيه: (بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على النُصحِ لكُلِّ مُسلمٍ) (4) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: (عن سعيد بن سليمان بن يحيى الحربي) وما أثبتناه من الكبير.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/311، قال الهيثمي: فيه داود بن عبد الجبار وهو متروك، مجمع الزوائد: 4/135.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/333؛ وليس فيه: (إلا بحقها) .
(4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير وفيه قصة: 2/334، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/128)
(أنسُ بنُ مالكٍ)(2/129)
1695 - قال: (صحبتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخدمتُهُ، وصحبتُ جرير بن عبد الله البجلي، فكان يخدمني بنفسه، وقال: إني رأيتُ من فعل الأنصار برسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً [آليتُ] ألاَّ أصحب أحداً منهُم إلا خدمتهُ) أخرجاه من حديث شعبة عن يُونس بن عُبيدٍ عن ثابتٍ عن أنسٍ بهِ (1) .
(بشرُ بن حربٍ عن جرير)
1696 - قال الطَّبرانيُ: حدثنا علي بن سعيدٍ الرازي، حدثنا الحسنُ بن صالح، عن رزين العطَّار (2) ، قال: حدثنا مُحمد بن عون الزيادي (3) ، حدثنا حربُ بن شريحٍ، عن بشر بن حربٍ، عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: (شهدتُ الموسم في حجة الوداع مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبلغنا مكاناً يُقالُ لهُ غديرُ خُمٍ، فنادى: الصلاة جامعةً، فاجتمعنا: المهاجرين والأنصار، فقام وسطنا فقال: أيها الناس بم تشهدون؟ / قالوا: نشهدُ أن لا إله إلا الله. قال: ثمَّ مه؟ قالوا: وأن محمداً رسول الله. قال: فمن وليكُم؟ قالوا: الله ورسوله مولانا. قال: من وليكم؟ ثم ضرب بيده على عضُد علي، فأخذ بذراعه فقال: من يكن الله ورسولهُ مولاه فإن هذا مولاهُ، اللهم والِ من والاهُ، وعاد من عاداهُ. اللهم من أحبّهُ من الناس فكن له حبيباً، ومن أبغضه من الناس، فكن له مبغضاً. اللهم إني لا أجدُ أحداً أستودعُه في الأرض بعد العبدين الصالحين غيرك، فاقض فيه
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في الجهاد: باب فضل الخدمة في الغزو: 6/83؛ وأخرجه مسلم في الفضائل: من فضائل الأنصار: 5/379.
(2) في الطبراني: (الحسن بن صالح بن رزيق العطار) ولم نعثر عليه، وسيأتي عن الهيثمي قوله فيه: لم أعرفه.
(3) التاريخ الكبير: 1/197.(2/129)
بالحسنى) . قال بشرُ: [قلت] : من هذانِ العبدان الصالحان؟ قال: لا أدري. غريبٌ جداً، بل منكرٌ (1) .
(حُصين بن جُندبٍ أبو ظبيان الجنبي عنه في ترجمة زيد بن وهب عنهُ حميد بن هلال عنهُ)
_________
(1) المجمع الكبير للطبراني: 2/357، وقال الهيثمي: فيه بشر بن حرب وهو لين، ومن لم أعرفه أيضاً. مجمع الزوائد: 9/106.
نقول: ورواه الطبراني عن شيخه علي بن سعيد الرازي، قال الدارقطني: ليس بذاله تغدو بأشياء. الميزان: 3/131.(2/130)
1697 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمرٌ، عن قتادة، عن حُميد بن هلالٍ، عن جرير بن عبد الله البجلي: (أن رجلاً من الأنصار جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بِصُرَّةٍ من ذهبٍ تملأُ مابين أصابعه، فقال: هذه في سبيل الله، ثم قام أبو بكر فأعطى، ثم قام عُمرُ فأعطى، ثم قام المهاجرون [فأعطوا] قال: فأبرقَ وجهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى رأيتُ الإشراق على وجنتيهِ، ثم قال: من سنَّ سُنَّةً صالحة في الإسلام، فعُمل بها بعدهُ كان لهُ مثل أجورهم من غير أن ينتقص من أجورهم شيءٌ، ومن سنَّ في الإسلام سُنةً سيئةً فعُمِلَ بها بعدهُ كان عليه وزْرُها (1) ومثل أوزارهم من غير أن ينتقص من أوزارهم شيءٌ) (2) تفرد بهِ من هذا الوجه، وسيأتي من رواية ابنه المنذر عنه.
(خالدُ بن جرير عن أبيه مرفوعاً)
1698 - (من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد الرابعة فاقتلوه) . رواهُ الطبراني من حديث داود الأودي
_________
(1)) عليه وزرها (ليست في المسند.
(2) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/360.(2/130)
عن سماكٍ عنه (1) .
ومن حديث عبد الحميد بن جعفرٍ، عن [أيوب بن جرير] أبيه، عن جده: (سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المسح على الخفين. فقال: ثلاثة أيامٍ للمُسافر، وللمقيم يومٌ وليلة) (2) /.
(ربعىُّ بن حراشٍ عنهُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/335، وقال الهيثمي: فيه داود بن يزيد الأودي وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 6/277؛ والخبر أخرجه البخاري في التاريخ الكبير في ترجمة خالد بن جرير: 3/142.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/336، وقد نبه محققه إلى قوله: (عن جده) وأشار إلى أنها موجودة في جميع النسخ، تقول وهي مثبتة هنا عند ابن كثير.
وقال الهيثمي: أيوب بن جرير لم أجد من ترجمه غير ابن أبي حاتم ولم يجرح ولم يوثق. مجمع الزوائد: 1/259.(2/131)
1699 - قال الطبراني: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديري، حدثنا عبد الرزاق، عن ياسين، عن حماد بن أبي سليمان، عن ربعى بن حراشٍ، عن جرير قال: (وضأتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمسح [على] خُفَّيهِ بعدما أُنزلتْ سورة المائدة) (1) .
(زاذان أبو عُمر البزار الكوفي)
1700 - حدثنا عفَّان، حدثنا حمادُ بن سلمة، عن الحجاج، عن عمرو بن مُرَّة، عن زاذان، عن جرير بن عبد الله البجلي: أن رجلاً جاء فدخل في الإسلام، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يعلمه الإسلام] وهو في مسير له، فدخل خُفُّ بعيره في جُحْر يربوع (2) ، فوقصهُ بعيرهُ فمات فأتى
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/353، وقد تكرر هذا في أحاديث جرجر عن المسح على الخفين وأراد بهذا أن المسح على الخفين كان رخصة ثم نسخ بقوله سبحانه: (وأرجلكم إلى الكعبين) من (سورة المائدة) . يراجع مختصر السنن للمنذري: 1/115.
(2) الوقص: كسر العنق. النهاية: 5/214.(2/131)
عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: عمل قليلاً وأجر كثيراً - قاله حماد ثلاثاً - (اللحدُ لنا والشق لغيرنا) (1) .
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/357.(2/132)
1701 - حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد، حدثنا الحجاج بن ارطأة، حدثنا عُثمانُ البجلي، [عن زاذان: فذكر الحديث] (1) .
[حدثنا إسحاق بن يوسف، حدثنا أبو جناب] ، عن زاذان، عن جرير بن عبد الله قال: (خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما برزنا من المدينة إذا راكبٌ يوضعُ (2) نحونا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كأنَّ هذا الراكب إياكم يُريدُ، قال: فانتهى الرجلُ إلينا، فسلم، فرددنا عليه، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: من أين أقبلتَ؟ قال: من أهلي، وولدي، وعشيرتي. قال: فأين تُريدُ؟ قال: أُريدُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فقد أصَبتهُ.
قال: يارسول الله علمني ما الإيمان؟ قال: تشهدُ أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسولُ الله، وتُقيمُ الصلاة، وتُوتي الزكاة، [وتصوم رمضان] ، وتحجُّ البيت. قال: قد أقررتُ، ثم إن بعيرهُ دخلت يدهُ في شبكةِ (3) جُرذان فهوى بعيرهُ، وهوى الرجلُ على هامتهِ، فمات، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عليَّ بالرجلِ، فوثب إليه عمارُ بن ياسر، وحُذيفة بن اليمان، فأقعداهُ، فقالاَ: يا رسول الله قبض الرجلُ، قال: فأعرض عنهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أَمَّا رأيتما إعراضي عن الرجل؟ فإني رأيتُ/ [ملكين] يدسان في فيه من ثمارِ [الجنة] فعلمتُ أنهُ مات جائعاً، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا والله من الذين قال الله عز وجل {الَّذِينَءَامَنُوا وَلَمْ يَلبِسُوا
_________
(1) سقطت نهاية السند واتصلت بما بعده وما أثبتناه من المسند، ويرجع إليه من حديث جرير بن عبد الله: 4/357.
(2) يوضع: يسرع.
(3) شبكة جرذان: أنقابها وحجرتها تكون متقاربة بعضها من بعض. النهاية: 2/203.(2/132)
إِيمَانَهُم بِظُلمٍٍ، أُولئِكَ لَهُم الأَمْنُ، وَهُم مُهْتَدُونَ} (1) قال: ثم قال: دُونكم أخاكم. قال: فاحتملناهُ إلى الماء فغسلناهُ، وحنطناهُ، وحملناهُ إلى القبر. قال: فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جلس على شفير (2) القبر. قال: فقال: ألحدوا، ولا تشقوا، اللحدُ لنا، والشق لغيرنا) (3) . تفرد بهذا السياق.
وإنما روى ابنُ ماجة منه: (اللحد لنا والشقُّ لغيرنا من طريق شريك عن أبي اليقظان عن زاذان به (4) .
_________
(1) الآية 82 الأنعام.
(2) شفير كل شئ: حرفه. النهاية.
(3) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/359، وصدر سنده استكمال منه.
(4) الخبر أخرجه ابن ماجه في الجنائز (باب ماجاء في استحباب اللحد) وقال في الزوائد: اسناده ضعيف لاتفاقهم على تضعيف أبي اليقظان، واسمه عثمان بن عمير، والحديث من رواية ابن عباس في السنن الأربعة ومن رواية سعد بن أبي وقاص في مسلم وغيره: 1/496.(2/133)
1702 - حدثنا أسودُ بن عامرٍ، حدثنا عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء عن ثابتٍ، عن زاذان، عن جرير بن عبد الله البجلي قال: (خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة، فبينا نحن نسيرُ إذ رفع [لنا] شخصٌ) ، فذكر نحوهُ، إلاَّ قال: (وقعتْ يدُ بكرٍ في بعض تلك التي تحفرُ الجُرذانُ) وقال فيه: ( [هذا] هذا ممن عمل قليلاً وأُجرَ كثيراً) (1) .
حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي اليقظان: عثمانُ بن عُمير البجلي، عن زاذانَ، عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اللحدُ لنا، والشَّقُّ لغيرنا من أهل الكتاب) (2) رواهُ ابن ماجه عن إسماعيل بن موسى، عن شريك بن أبي اليقظان به (3) .
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/359، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/362.
(3) تقدم تحديد مصدره عند ابن ماجه.(2/133)
(زياد بن علاقة أبو مالك الكعبي
الثعلبي الكوفي عنهُ)(2/134)
1703 - حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، حدثنا زياد بن علاقة، سمعتُ جرير بن عبد الله قام يخطب يوم تُوفي المغيرةُ بن شُعبة فقال: (عليكم باتقاء الله، والوقار والسكينة، حتى يأتيكم أميرٌ، فإنما يأتيكم الآن، ثم قال: استغفروا (1) لأميركم فإنهُ كان يُحب العفو، وقال: أَمَّا بعد، فإني أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ أُبايعُك على الإسلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: واشترط عليَّ النُّصح لكلِّ مسلمٍ، فبايعته على هذا، ورب هذا البيت، إني لكم لناصحٌ جميعاً، ثم استغفر، ونزل (2) /) رواه البخاري عن محمد بن الفضل، عن أبي عوانة، وعن أبي نُعيم عن سفيان الثوري، ومُسلم والنسائي من حديث سفيان بن عيينة زاد النسائي: وشعبة: أربعتهم عن زياد به (3) .
1704 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة، عن زيادٍ بن عِلاقة،
قال: سمعتُ جريراً يقول حين مات المغيرة بن شعبة واستعمل فرأيتهُ يخطب،
فقام جرير فقال: (أوصيكم بتقوى الله وحدهُ لا شريك لهُ، وأن تسمعوا،
وتطيعوا، حتى يأتيكم أميرٌ، استغفروا للمغيرة بن شعبة غفر الله
_________
(1) في المسند: (اشفعوا لأميركم) .
(2) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/357.
(3) أخرجه البخاري عن أبي النعمان وهو محمد بن الفضل السدوسي المعروف بعارم عن أبي عوانة عن زياد في كتب الإيمان، وأخرجه عن أبي نعيم عن سفيان الثوري في الشروط: باب ما يجوز من الشروط في الإسلام: 1/139، 5/312، وفرق أطرافه أيضاً في الإيمان ومواقيت الصلاة والبيوع والشروط والأحكام.
= ... وأخرجه مسلم في الإيمان: بيان أن الدين النصيحة: 1/140؛ والنسائي من طريق سفيان بن عيينة في البيعة وفي السير في السنن الكبرى، ومن طريق شعبة في الشروط الكبرى أيضاً كما في تحفة الأشراف: 2/421.(2/134)
له، فإنه
كان يُحب العافية، أَمَّا بعد: فإني أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبايعهُ بيدي هذه
على الإسلام، فاشترط عليَّ النصح لكل مسلمٍ، فوربِّ هذا المسجد إني لكم لناصحٌ) (1) .
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/361.(2/135)
1705 - حدثنا حُسين بن محمد، حدثنا سُليمان يعني: ابن قرمٍ، عن زيادِ ابن علاقة، سمعت جريراً يقولُ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من لا يرحم لا يُرحمُ، ومن لا يغفرُ لا يُغفر له) (1) تفرد به.
1706 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن زياد بن علاقة، سمعتُ جرير بن عبد الله على المنبر يقولُ: (بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمعِ، والطاعة، واشترط عليَّ النُّصح لكُلِ مُسلمٍ، فإني لكم ناصحٌ) (2) .
1707 - حدثنا أبو سعيد، حدثنا زائدةُ، حدثنا زيادُ بن علاقة، عن جرير ابن عبد الله قال: قال لي حَبْرٌ باليمن: (إنْ كان صاحبكم نبياً فقد مات اليوم. قال جريرٌ: فمات يوم الاثنين) (3) تفرد به.
(زيدُ بن وهبٍ عنهُ)
1708 - حدثنا ابن نمير، حدثنا الأعمش، عن زيدٍ بن وهبٍ، قال: سمعتُ جريراً يقولُ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من لا يرحم الناس لا يرحمهُ الله) (4) .
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/365.
(2) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/366.
(3) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/364.
(4) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/358.(2/135)
أخرجاه في الصحيحين من حديث الأعمش عن زيد بن وهبٍ بهِ وأبي ظبيان عن جرير (1) .
_________
(1) الحديث أخرجه البخاري في الأدب: باب رحمة الناس والبهائم: 10/438؛ وأخرجه مسلم في فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم -: رحمته - صلى الله عليه وسلم - وتواضعه: 5/174.(2/136)
1709 - حدثنا أبو معاوية، حدثن الأعمش، عن زيد بن وهبٍ، قال: سمعتُ جريراً قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: / (من لا يرحم الناس) فذكر مثلهُ (1) .
رواه البخاري عن محمد بن سلامٍ عن أبي معاوية بهِ (2) .
1710 - حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا الأعمش، عن زيدٍ بن وهب، عن جرير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل) (3) .
1711 - حدثنا [أبو معاوية - هو الضرير -، حدثنا] الأعمش، عن زيد ابن وهبٍ، عن جرير بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من لا يرحم المُسلمين (4) لا يرحمه الله عز وجل) (5) .
(شقيق بن سلمة: أبو وائلٍ الأسدي الكوفي عنهُ)
1712 - حدثنا عفان، حدثنا حماد، حدثنا عاصم، بن بهدلة، عن أبي وائلٍ، عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: (قلتُ: يارسول الله اشترط عليَّ. فقال: تعبدُ الله لا تشركُ به شيئاً، وتصلي الصلاةَ المكتوبة،
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/358.
(2) الحديث أخرجه البخاري في التوحيد: 13/358.
(3) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/358.
(4) عند أحمد: (الناس (بدل) المسلمين) .
(5) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/362.(2/136)
وتؤدى الزكاة المفروضة، وتنصحُ للمسلم، وتبرأ من الكافر) (1) .
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/357.(2/137)
1713 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شُعبة، عن سُليمان، عن أبي وائلٍ، عن جرير، قال: (بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاةِ، والنُّصح لكل مُسلم، وعلى فراق المُشركِ، أو كلمةٍ نحوها) (1) .
1714 - حدثنا بهزٌ، حدثنا حمادُ بن سلمة، حدثنا عاصمُ بن بهدلة، عن أبي وائلٍ [أنَّ] جريراً قال: (يارسول الله اشترط عليَّ. قال: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتصلي الصلوات المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتنصحُ المسلم، وتبرأُ من الكافر) (2) .
1715 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن جرير: (أنه حين بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ عليه أن لا يُشرك بالله شيئاً، ويُقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، وينصح لكل مسلمٍ، ويفارق المُشرك) (3) .
وقد رواهُ النسائي من طريق أبي وائل، وفي رواية والشعبي عن جرير، وفي رواية لهُ عن [أبي] وائلٍ عن أبي نُخيلة عن جرير، وسيأتي في روايةٍ عن رجُلٍ عن جرير (4) .
1716 - حدثنا سفيان، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائلٍ، عن جريرٍ: (أن قوماً أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأعراب مُجتابي
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/358، ولفظ المسند: (أو كلمة معناها) .
(2) الموطن السابق.
(3) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/360.
(4) أخرجه النسائي في البيعة: باب البيعة على فراق المشرك. المجتبي: 7/132.(2/137)
النِّمَار (1) ، فحثَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس على الصدقة، فأبطئوا حتى رُؤي ذلك في وجهه، فجآء رجلٌ من الأنصار بقطعةٍ/ تبرٍ، فطرحها، فتتابع الناسُ على الصدقة حتى عُرفَ ذلك في وجههِ، فقال: من سنَّ سُنَّةً حسنةً، فلهُ أجرُها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقُص من أجُورهم شيء ومن سنَّ في الإسلام سنةً سيئة فعُمل بها من بعدهِ كان عليه وزرُها ووزْرُ من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيءٌ (2) .
_________
(1) مجتابي النمار: لابسيها، يقال: أجتبثت القميص أي دخلت فيه، والنمار: كل شملة مخططة من مآزر الأعراب وقد سبق شرحهما. النهاية: 1/184، 4/176.
(2) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/361.(2/138)
1717 - حدثنا وكيع، عن شريكٍ، عن عاصمٍ، عن أبي وائلٍ، عن جرير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (المهاجرون والأنصارُ أولياءُ بعضُهم لبعضٍ، والطلقاء من قريش والعتقآءُ من ثقيفٍ بعضهم أولياءُ بعضٍ إلى يوم القيامة) (1) .
قال شريك: فحدثنا الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عبد الرحمن بن هلالٍ، عن جرير، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثلهُ تفرد بهِ (2) .
1718 - حدثنا أبو سعيد، حدثنا زائدةُ، حدثنا عاصمٌ عن شقيقٍ، عن جرير، قال: (قلتُ: يارسول الله اشترط عليَّ، فأنت أعلمُ بالشرطِ. قال: أُبايعُك على أن تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة، وتنصح لكُلِ مسلمٍ، وتبرأ من المُشرِكِ (3) .
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/363.
(2) () ... الخبر أخرجه الإمام أحمد ملحقاً بالحديث السابق.
(3) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/364.(2/138)
(حديثٌ آخرُ عنه، عن جريرٍ)(2/139)
1719 - قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث سريةً قال: بسم الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسولهِ، لا تغلوا (1) ، ولا تغدروا، [ولاتُمثلوا] ، ولا تَقْتُلوا الولدانَ) (2) رواهُ أبو يعلى من حديث ابن لهيعة، عن [عبد ربه] بن سعيد عن سلمة ابن كهيلٍ عنهُ بهِ (3) .
(شهرُ بن حوشبٍ عنه)
1720 - قال الترمذي: ويُروى (4) عن شهرٍ بن حوشبٍ، قال: (رأيتُ جرير بن عبد الله توضأ [ومسح] على خفيه، فقلتُ له في ذلك؟ فقال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ، ومسح على خفيه، فقلتُ له في ذلك؟ فقال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأَ، ومسح على خفيه، فقلت: أقبل المائدة أم بعدها؟ فقال: ما أسلمت إلا بعد المائدةِ) .
1721 - حدثنا بذلك قتيبة، عن خالدٍ بن زيادٍ الترمذي، عن مقاتل بن حيان، عن شهر بن حوشبٍ، عن جرير.
قال: وروى بقيةٌ بن الوليد، عن إبراهيم بن أدهم، عن مُقاتلٍ، عن شهر بن/ حوشب، عن جرير (5) .
_________
(1) في المخطوطة: (لاتغلوا على الله) ، وليست في المعجم الكبير. والغلول: الخيانة في المغنم. تراجع النهاية: 3/168.
(2) قال الهيثمي: رواه أبو يعلى والطبراني في الثلاثة، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/317؛ المعجم الكبير للطبراني: 2/313.
(3) وردت في المخطوطة عبارة: (ويقال الضحاك خال جرير) ولا مكان لها في هذا الموضع وستأتي بعد.
(4) في الأصل المخطوط: (ومروان) مصحفة، وما أثبتناه من سنن الترمذي.
(5) الخبر أخرجه الترمذي في الطهارة: باب في المسح على الخفين: 1/156، ثم قال: أبو عيسى: وهذا حديث مفسر، لأن بعض من أنكر المسح على الخفين تأول أن مسح النبي - صلى الله عليه وسلم - على الخفين كان قبل نزول المائدة. وذكر جرير في حديثه أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - مسح على الخفين بعد نزول المائدة.(2/139)
(الضحاك بن المنذر بن جرير
ويُقال: الضحاك خالُ المنذرِ بن جرير)(2/140)
1722 - وروى النسائي من حديث ابن المُبارك، عن أبي حيان التيمي، عن الضحاك، قال: (كنتُ مع جرير في قرية فراحت البقر) الحديث رواهُ غيرُ ابن المبارك فزادَ فيه المنذر كما سيأتي (1) .
(ضمرةُ بن حبيب عنهُ)
1723 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن عمرو البزار، حدثنا عبدة (2) بن عبد الله الصفَّار، حدثنا زيد بن الحُباب، حدثنا معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيبٍ، عن جرير، قال: (قدمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد نُزول المائدةِ، فرأيتُهُ يمسحُ على الخفين) (3) .
(طارق التميمي عنهُ)
1724 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شُعبةُ، عن جابر، قال: حدثني رجلٌ عن طارق التميمي، عن جرير: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يمرُ بنساءٍ فيسلمُ عليهنَّ) (4) .
1725 - حدثنا وكيعٌ، عن شعبة، ومحمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبةُ، [عن جابر بن عبد الله] ، عن طارق التميمي، عن جرير، [قال ابن جعفر: حدثني رجل، عن طارق التميمي، عن جرير] قال: (مرَّ
_________
(1) الخبر أخرجه النسائي في الضوال في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/423.
(2) في المخطوطة: (أحمد) وإنما هو عبدة بن عبد الله بن عبدة الخزاعي الصفار، كما في المعجم الكبير وتهذيب التهذيب: 6/460.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/359.
(4) لفظ المسند أشبه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بنساء فسلّم عليهنّ) : 4/1357.(2/140)
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على نسوةٍ، فسلم عليهنَّ) تفرد بهِ (1) .
(عامر بن سعد البجلي عنه) (2)
مرفوعاً: (من لا يرحم لا يرحم)
رواه الطبراني من حديث موسى بن عقبة، عن عبد الله بن علي، عن أبي إسحاق به عنه (3) .
(عامرٌ الشعبي عنه)
_________
(1) من حديث جابر بن عبد الله في المسند: 4/463، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) في الأصل: (عامر بن شعبة) وإنما هو عامر بن سعد البجلي الكوفي عن أبي مسعود
الأنصاري وأبي قتادة وأبي هريرة وجرير بن عبد الله وغيرهم. تهذيب التهذيب: 5/64؛ المعجم الكبير.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/353.(2/141)
1726 - حدثنا موسى بن داود، وأبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزُّبير قالا: حدثنا شريكٌ، وهو ابن عبد الله، عن أبي إسحاق، عن عامرٍ، عن جريرٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن أخاكم النجاشي قد مات فاستغفروا له) تفرد به (1) .
1727 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا داوُد، عن عامر، عن جرير بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ليصدُر المتصدقُ وهو عنكم راضٍ) (2) .
رواهُ مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه من طريق داود بن أبي هندٍ بهِ (3) .
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/363.
(2) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/360.
(3) الحديث أخرجوه جميعاً في الزكاة ومسلم في: باب إرضاء الساعي ما لم يطلب حراماً: 3/131؛ والترمذي في: ماجاء في رضا المصدق: 3/30؛ وأخرجه من طريقين: مجالد عن الشعبي عن جرير، وابن عيينة عن داود عن الشعبي عنه. ثم قال: حديث داود عن الشعبي أصح من حديث مجالد، وقد ضعف مجالداً بعض أهل العلم وهو كثير الغلط، والنسائي في: باب إذا جاوز في الصدقة؛ المجتبي: 5/22؛ وابن ماجه: باب ما يأخذ المصدق من الإبل: 1/576.(2/141)
1728 - حدثنا محمد بن هُشيم، حدثنا سيار، عن الشعبي، عن جرير بن عبيد الله، [قال] : (بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة [قال: فلقنني] فقال: فيما استطعت والنُصح لكل مسلمٍ) (1) .
رواه البخاري ومسلمٌ والنسائي جميعاً عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي زاد مسلمٌ [: سُريح بن] يُونسُ كلاهُما عن هُشيم به (2) .
1729 - حدثنا محمد بن عدي، عن داود، عن الشعبي، عن جرير: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليصدر المُتصدقُ عنكم وهو راضٍ) (3) .
1730 - حدثنا هاشم [بن القاسم] ، حدثنا إسرائيل، عن جابرٍ، عن عامرٍ، عن جرير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بُني الإسلامُ على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتآء الزكاة، وحج البيتِ، وصوم رمضان) تفرد به (4) .
1731 - حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا داود - يعني بن يزيد الأودي - عن عامرٍ، عن جريرٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا أبِقَ العبدُ
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/361، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) الحديث أخرجه البخاري في الأحكام: باب كيف يبايع الإمام الناس: 13/193؛ ومسلم في الإيمان: بيان أن الدين النصيحة: 1/240؛ والنسائي في البيعة: البيعة على النصح لكل مسلم: المجتبي: 7/126؛ وفي السنن الكبرى في (السير) كما في تحفة الأشراف: 2/424.
(3) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/361.
(4) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/363.(2/142)
فلحق بالعدو فمات، فهو كافرٌ) (1) .
رواهُ أبو داود والنسائي من طرقٍ عن عامر الشعبي عنه.
(إذا أبِقَ العبدُ فقد بُرئتْ منهُ الذمة) .
وفي لفظ: (فقد حلَّ دمهُ) .
وفي لفظٍ: (لم تُقبلْ صلاتُه) رواه النسائي موقوفاً على جريرٍ فالله أعلم (2) .
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/364.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في الحدود: باب الحكم فيمن ارتد: 4/128؛ قال المنذري: أخرجه مسلم والنسائي، وساق ألفاظه المختلفة مختصر السنن: 6/199. أَمَّا النسائي فقد عند الطرق هذا
= ... الحديث بأبين: (العبد يأبق إلى أرض الشرك، وذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر جرير في ذلك الاختلاف عن الشعبي) : باب الاختلاف على أبي إسحاق: المجتبي: 7/94؛ وأخرجه مسلم في الإيمان: باب تسمية العبد الآبق كافراً: 1/256.(2/143)
1732 - حدثنا مكي، حدثنا داوُد بن يزيد الأودي، عن عامرٍ، عن جرير ابن عبد الله، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (بني الإسلامُ على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان) تفرد به (1) .
1733 - حدثنا سفيان، عن مُجالدٍ، [عن الشعبي] عن جرير، قال: (بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، والسمع والطاعة، والنصح لكل مسلم) (2) .
1734 - حدثنا أسود بن عامرٍ، حدثنا شريك، عن أبي إسحاقٍ، عن عامر، عن جرير، قال: (إذا أَبِقَ إلى أرض الشرك - يعني العبد - فقد حل بنفسه) وربما رفعه شريكٌ (3) .
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/364.
(2) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/364؛ وقد سقط من لفظ المسند: (وصوم رمضان) .
(3) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/365.(2/143)
1735 - حدثنا أبو أحمد وهو الزبيري، حدثنا شريكٌ، عن أبي إسحاق، عن عامر عن جرير - ولم يرفعهُ -، قال: (إذا أبِقَ العبدُ إلى أرض العدو فقد حل دمهُ) (1) .
1736 - حدثنا/ عبد الله بن محمدٍ قال: أبو عبد الرحمن: وسمعتهُ أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، حدثنا حفصٌ، عن داود، عن عامرٍ الشعبي، عن جريرٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أيما عبدٍ أبِقَ فقد برئتْ منهُ الذمةُ) .
1737 - حدثنا علي بن عاصم، عن منصور بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن جرير بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أيما عبدٍ أبقَ فقد برئتْ منه الذمةُ، أو فقدْ كفر) (2) .
(حديثٌ آخر)
1738 - قال الطبراني: حدثنا مُعاذ بن المُثنى، حدثنا مشددٌ، حدثنا خالد، عن الحسن بن عمارة، عن فراسٍ، عن الشعبي، عن جرير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا جاءكُم كريمٌ قومٍ فأكرموهُ) (3) .
(حديثٌ آخرُ)
1739 - قال الطبراني: حدثنا الحُسين بن إسحاق التُّستري، حدثنا علي ابن شبابة، حدثنا عمرو، وحدثني عمي الحسن بن عمرو
_________
(1) في المسند: (إسرائيل) بدلاً من: (شريك) وكلاهما روى عن أبي إسحق السبيعي ويرجع إلى الحديث في المسند من حديث جرير بن عبد الله البجلي: 4/365.
(2) في المسند: (أبق من مواليه فقد كفر) بزيادة: (من مواليه) والنص عنده ليس فيه: (أو) : 4/365.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/325.(2/144)
الفقيمي، عن جرير، قال: (لما رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا أمسكُ شيئاً إنما [أنا] أنفقهُ، قال: يا جريرُ لا عليك أن تُمسك عليك مالك، فإن لهذا الأمر مُدَّةً) (1) .
(عبد الله بن جريرٍ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/327، قال الهيثمي: فيه عمرو بن عبد الغفار الفقيمي وهو متروك. مجمع الزوائد: 4/65.(2/145)
1740 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن عمرو البزَّار، حدثنا الفضلُ بن سهلٍ الأعرج، حدثنا عبد الله بن صالحٍ العجلي، حدثنا ناصحٌ أبو العلا، عن سماكٍ، عن عبد الله بن جرير، عن أبيه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأَ ومسحعلى خُفَّيهِ) (1) .
(عبد الله بن عُبيد السبيعي)
أبو أبي إسحاق: عمرو بن عبد الله، عن جرير بن عبد الله.
مرفوعاً: (من لا يرحمُ لا يُرحمُ) (2) .
1741 - ورواية: (من لا يرحمُ الناس لا يرحمهُ اللهُ) .
رواه الطبراني من حديث إسرائيل، وشعبة، عن أبي إسحاق عن أبيه وسيأتي (3) .
(عبد الله بن عُميرة عن جريرٍ)
1742 - حدثنا روحٌ، حدثنا شعبة قال: سمعتُ سماك بن حرب قال: سمعتُ عبد الله بن عُميرة - وكان قائدَ/ الأعشى في الجاهلية -
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/336.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/353، وورد اسم جد أبي إسحاق عبد الله وإنما هو عمرو بن عبد الله بن عبيد، ويقال علي. تهذيب التهذيب: 8/63.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/354.(2/145)
يحدثُ عن جريرٍ، قال: (أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: أُبايعُكَ على الإسلام قال: (فقبض يده، وقال: والنصحِ لكل مُسلمٍ، ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنه من لا يرحمن الناس لا يرحمه الله عز وجل (تفرد بهِ من هذا الوجهِ (1) .
(عبد الله بن أبي الهُذيل عن جريرٍ)
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/366.(2/146)
1743 - حدثنا جرير قال: (جاء رجلٌ [إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -] فقال: يارسول الله ما حصلتُ من المشركين إلاَّ قينةً أُريدُ بها السوقَ، فأنا أعزِلُ عنها قال: جاءها ما قُدِّرَ لها) رواه الطبراني من حديث جعفرٍ بنُ أبي المُغيرة، عن عبد الله بن أبي الهُذيل بهِ (1) .
(عبد الرحمن بن هلالٍ العبسي الكوفي عنهُ)
1744 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن مُسلمٍ - يعني ابن صبيح-، عن عبد الرحمن بن هلالٍ العبسي، عن جرير بن عبد الله قال: (خطبنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فحثنا على الصدقة، فأبطأ الناس حتى رؤيَ ذلك في وجههِ (2) ، وقال مرَّة حتى بان، ثم إنَّ رجُلاً من الأنصار جاء بصُرةٍ، فأعطاها إياهُ، ثم تتابع الناسُ، فأعطوا حتى رُؤي في وجههِ السُّرور، فقال: من سنَّ في الإسلام سنةً حسنةً كان له أجرُها ومثلُ (3) أجرِ من عملَ بها من غير أن يُنتقَصَ من أجورهم [شيءٌ] ومن سنَّ سُنَّةً
_________
(1) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 2/328، وما بين المعكوفين استكمال منه ويختلف لفظ الطبراني في قوله: (ما خلصت من المشركين إلا بقينة) ، وفي سنده يحيى الحماني وهو ضعيف.
(2) لفظ المسند: (حتى رؤي في وجهه الغضب) .
(3) لفظ الخبر في المخطوطة على الشك في العبارة: (كان له أجرها (أو قال) كان له مثل أجر) ... إلخ. والتزامنا في النص عند أحمد.(2/146)
سيئة كان عليه وزرها، ووزر من عمل بها من غير أن يُنتقص من أوزارهم شيءٌ) وقال مرةً - يعني أبا مُعاوية -: (من غير أن يُنقص) (1) .
ورواهُ مسلم، عن يحيى بن يحيى، وأبي بكر، وأبي كُريب ثلاثتهم، عن أبي معاوية، ورواه من حديث جرير عن الأعمش عن أبي الضُّحى، وموسى بن عبد الله ابن يزيد: كلاهما عن عبد الرحمن بن هلالٍ به (2) .
ورواهُ الطبراني عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق، عن معمرٍ، عن قتادة، عن حُميد، عن عبد الرحمن، عن جرير فذكره، قال: (ثم قام أبو بكر فأعطاهُ، ثم قام عُمرُ، فأعطاهُ، ثم قام المهاجرون والأنصارُ فأعطوا، فأشرقَ وجهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (3) وذكر تمامه. /
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/361.
(2) أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى، وأبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب في كتاب العلم: باب من سن سنة حسنة أو سيئة: 5/531، ورواه عن زهير بن حرب عن جرير بن عبد الحميد عن الأعمش: عن موسى وأبي الضحى عن عبد الرحمن بن هلال في نفس الموطن كما أخرجه من الطريق التالي في الزكاة: الحث على الصدقة: 3/56.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/344، وليس في سند الطبراني: (عبد الرزاق) وفي تعليقه على الخبر: رواه عبد الرزاق.(2/147)
1745 - حدثنا يحيى، عن محمد بن أبي إسماعيل. قال: حدثنا عبد الرحمن ابن هلال العبسي. قال: قال جرير بن عبد الله. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يَسُنُّ عبدٌ سُنَّةً صالحةً [يُعْملُ بها من بعده] إلاَّ كان لهُ مثل أجر من عمل بها لا ينقُص من أجورهم [شيءٌ] ، ولا يَسُنُّ عبدٌ سنةً سيئةً يُعمل بها من بعدهِ إلا كان عليه وزْرُها، ووزْرُ من عمل بها من بعده لا ينقصُ من أوزارهم شيءٌ. قال: وأتاهُ ناسٌ من الأعراب فقالوا: يانبي الله يأتينا [ناسٌ] من مُصدقيك يظلمونا؟ قال: أرضوا مُصدقكم.(2/147)
قالوا: وإن ظلم؟ قال: أرضوا مُصدقكُم. قال جرير: فما صدر عني مُصدقٌ منذُ سمعتها من نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إلا وهو عني راضٍ. قال: وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: من يُحرمِ الرفقَ يُحْرَم الخير كُلَّهُ) (1) .
روى مسلمٌ وأبو داود والنسائي (2) قصة المصدق من طرق، عن يحيى بن إسماعيل.
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/362.
(2) الحديث أخرجه الأئمة الثلاثة في الزكاة مسلم في: باب إرضاء السعاة: 3/25؛ وأبو داود في: باب رضا المصدق: 2/106؛ والنسائي في: باب إذا جاوز في الصدقة: 5/22.(2/148)
1746 - حدثنا وكيعٌ، وأبو معاوية - وهو الضرير - قالا: حدثنا الأعمش، عن تميم بن سلمة السلمي، عن عبد الرحمن بن هلال العبسي، عن جرير بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من يحرم الرفق يُحرم الخير) (1) .
رواهُ مسلمٌ، وأبو داود، وابن ماجه من حديث الأعمش بهِ (2) .
(عبد الملك بن عُميرٍ عنهُ)
1747 - قال الطبراني: حدثنا عبد الرحمن بن مُعاوية العُتبي، حدثنا حبان ابن نافعٍ بن صخر بن جُويرية، حدثنا سعيد بن سالم القدَّاح، عن معمرٍ بن الحسن، عن بكرِ بن خُنَيسٍ، عن أبي شيبة: عن عبد الملك بن عُمير، عن جرير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لِنَفَرٍ من أصحابهِ: (إني قارئٌ عليكم آياتٍ من آخر الزُّمرِ، فمن بكى منكم
_________
(1) () ... من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/366.
(2) الخبر أخرجه مسلم من أربع طرق عن الأعمش ومن طرق أخرى في كتاب الأدب: باب فضل الرفق: 5/452؛ وأبو داود في الأدب أيضاً: باب الرفق: 3/255؛ وابن ماجه في الأدب: 2/1216.(2/148)
وجبت له الجنة، فقرأ من عندِ {وما قدرُوا الله حق قدره} إلى آخرِ السورة، فمنا من بكى ومنا من لم يبك، فقال الذين لم يبكوا: يارسول الله إنا جهدنا أن نبكي فلم نبكِ، فقال: إني سأقرؤُها عليكم فمن لم يبك فليتباكَ) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/348، قال الهيثمي: فيه بكر بن خنيش وهو متروك. مجمع الزوائد: 7/101.(2/149)
1748 - ومن حديث إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن عبد الملك، عن جرير، قال: (إنما أسلمتُ بعد نزول المائدة/ ولقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسحُ على الخفين) (1) .
ومن غير وجهٍ عن عبد الملك عن جريرٍ: (بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام والنصح لكُلِ مُسلمٍ) (2) .
(ابنه عُبيد الله بن جريرٍ عنهُ)
1749 - حدثنا محمد بن [جعفر، حدثنا] شُعبةُ، عن سماك بن حربٍ، عن عبيد الله بن جريرٍ، عن جرير، قال: (أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: أبايعك على الإسلام. فقال: فقبض يدهُ، وقال: النصحِ لكُلِّ مسلمٍ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنه من لا يرحم الناس لم يرحمه الله عزَّ وجل) تفرد بهِ (3) .
1750 - حدثنا بهزٌ، حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عُمير، عن عُبيد الله بن جرير، عن أبيه، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/348.
(2) الخبر أخرجه الطبراني من طريق زهير بن معاوية عن عبد الملك عن جرير ومن طريق الوليد بن أبي ثور عن عبد الملك عن جرير. المعجم الكبير: 2/349.
(3) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/358.(2/149)
يقولُ: (إن الله لا يرحمُ من لا يرحمُ الناس) تفرد به (1) .
_________
(1) الموطن السابق.(2/150)
1751 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شُعبة [قال] : سمعتُ أبا إسحاق يحدثُ، عن عبيد الله بن جرير، عن أبيه قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ما من قومٍ يعملُ فيهم بالمعاصي هم أعزُّ وأكثرُ ممن يعملهُ لم يغيروه إلا عمهم الله بعقابٍ) (1) .
رواهُ ابن ماجه، عن علي بن محمد، عن وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق به (2) .
ورواه أبو داود من حديث أبي إسحاق، عن ابن جريرٍ، عن جرير وسيأتي (3) .
1752 - حدثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيد الله بن جرير عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (4) ، فذكر معناهُ.
1753 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمرٌ، عن أبي إسحاق، عن عبيد الله ابن جرير، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر معناهُ (5) .
1754 - حدثنا أسودُ بن عامر، حدثني شريك، عن أبي إسحاق، عن المنذر، قال: عبد الله أظنُهُ [عن جرير] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما عمل قومٌ) فذكرهُ (6) .
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/364.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه في الفتن: باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
(3) أخرجه أبو داود في الملاحم: باب الأمر والنهي: 4/122.
(4) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/366.
(5) الموطن السابق.
(6) الموطن السابق.(2/150)
1755 - حدثنا أسودُ، حدثنا يُونسُ، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن جرير، عن أبيهِ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكره (1) .
1756 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عُبيد الله بن جرير عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من لايرحم الناس لا يرحمهُ الله) لايرحمه الله (تفردَ بهِ (2) .
(عونُ بن عبيد [بن] عُتبة عنهُ) /
1757 - (بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على النُّصحِ لكلِّ مُسلمٍ) . رواه الطبراني من حديث محمد بن عجلان عنهُ (3) .
(عيسى بن جارية عن جريرٍ)
1758 - (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسحُ على الخفين بعد نزول المائدة) . رواه الطبراني من حديث ابن لهيعة عن سعيد بن محمد [الأنصاري] عنهُ بهِ (4) .
(قيس بن أبي حازمٍ: ابو عبد الله البجلي
الأحمسيّ الكوفيّ عنهُ)
1759 - حدثنا مُعاويةُ بن عمرو، حدثنا زائدة، حدثنا بيانٌ، عن قيسٍ، عن جرير، قال: (ماحجبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذُ أسلمتُ ولا رآني إلاَّ تبسمَ) (5) .
_________
(1) الموطن السابق.
(2) الموطن السابق.
(3) لفظ الخبر عند الطبراني: (إنا بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على النصح لأهل الإسلام) ، المعجم الكبير: 2/359.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 2/368، مع اختلاف في اللفظ لا يغير المعنى.
(5) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/359.(2/151)
1760 - حدثنا محمد بن عُبيد، حدثنا إسماعيل، عن قيس، عن جرير بن عبد الله، قال: (ماحجبني [عنهُ] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا رآني إلا تبسمَ في وجهي) (1) .
رواهُ الجماعةُ إلا أبا داوُد من حديث إسماعيل بن أبي خالد زادَ البخاري، والترمذي: وبيان كلاهُما، عن الشعبي بهِ (2) .
1761 - حدثنا يزيد، حدثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن قيس بن أبي حازمٍ، قال: قال لي جريرٌ: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (منْ لا يرحمُ الناسَ لا يرحمُهُ اللهُ) (3) .
رواهُ مسلم، والترمذي من حديث إسماعيل بهِ (4) .
1762 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن إسماعيل، قال: سمعتُ قيس بن أبي حازمٍ يُحدثُ عن جريرٍ، قال: (كُنَّا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة البدرِ، فقال: إنكم سترون ربكُم عزَّ وجلَّ كما ترون القمر لا تُضامون في رُؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغْلبوا على هاتين الصلاتين قبل طُلوع الشمس، وقيل غروبها، ثم تلا هذه الآية {فسبحْ بحمدْ ربِّك قبل طُلوعِ الشمس وقبل الغروبِ} .
_________
(1) الموطن السابق.
(2) الحديث أخرجه البخاري في الجهاد: باب من لا يثبت على الخيل: 6/161؛ وأخرج طرفيه في مناقب الأنصار: باب ذكر جرير بن عبد الله، وفي سنده بيان عن قيس: 7/131؛ وفي الأدب: باب التبسم والضحك: 10/504؛ وأخرجه مسلم في الفضائل: من فضائل جرير ابن عبد الله: 5/343؛ والترمذي في المناقب: مناقب جرير: 5/678؛ وابن ماجه في السنة: فضل جرير بن عبد الله: 1/56؛ والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/428.
(3) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/360.
(4) الحديث أخرجه مسلم في الفضائل: رحمته - صلى الله عليه وسلم - وتواضعه: 5/174؛ وأخرجه الترمذي في البر والصلة: ماجاء في رحمة المسلمين: 4/323.(2/152)
قال شُعبة: لا أدري قال: (إن استطعتُم) أو لم يقُلْ؟ (1) .
رواهُ الجماعةُ من حديث إسماعيل. زاد البُخاريُ: وبيانُ كلاهُمَا عن قيس بهِ (2) .
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/360.
(2) الحديث أخرجه البخاري في الصلاة (باب فضل صلاة العصر) و (باب فضل صلاة الفجر) وأخرج أطرافه في التفسير وفي التوحيد من ثلاث طرق (بيان) في ثالثها: 2/33، 52، 8/597، 13/419؛ وأخرجه مسلم في الصلاة: باب فضل صلاتي الصبح والعصر: 2/278؛ وأبو داود في السنة: باب في الرؤية: 3/233؛ والترمذي في صفة الجنة: باب ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى: 4/687؛ وابن ماجه في السنة: باب فيما أنكرت الجهمية: 1/63؛ والنسائي في السنن الكبرى في الصلاة والنعوت والتفسير كما في تحفة الأشراف: 2/427.(2/153)
1763 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل، عن قيس، قال: قال جرير ابن عبد الله، قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا تُرِيحُنِي من ذي / الخلصةِ؟ وكان بيتاً في خثعم يُسمَّى الكعبةَ اليمانية. قال: فانطلقْتُ في خمسين ومائة فارسٍ من أحمس، وكانوا أصحاب خَيْلٍ قال: فأخبرتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنِّي لا أثبتُ على الخيل، فضرب في صدري حتى رأيتُ أَثَرَ أصابِعِهِ في صدري، وقال: اللهم ثبتهُ، واجعلهُ هادياً مهدياً، فانطلق إليها، فكسرها، وحرَّقَها، فأرسل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُبشرهُ، فقال [رسول] جرير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والذي بعثك بالحقِّ جئتك حتى تركتُها [كأنها] جملٌ أجربُ، فباركَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على خيل أحمسَ، ورجالها خمسَ مرَّات) (1) .
رواهُ البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي من حديث إسماعيل به (2) .
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/362.
(2) الخبر أخرجه البخاري في الجهاد: باب حرق الدور والنخيل: 6/154، وأخرج أطرافه في ثمانية مواضع أخرى: الجهاد والمغازي والأدب والدعوات؛ وأخرجه مسلم في الفضائل: من فضائل جرير بن عبد الله: 5/344؛ وأخرجه أبو داود في الجهاد: باب في بعثة البشراء: 3/88؛ وأخرجه النسائي في السنن الكبرى في السير والمناقب وفي اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 2/428.(2/153)
1764 - حدثنا يحيى عن إسماعيل، قال: حدثنا قيس قال: قال لي جريرُ ابن عبد الله: (كنا جُلُوساً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ نظرَ إلى القمر ليلة البدْر، فقال: [أما] أنكم سترون ربكم - عز وجل - كما ترون هذا، لا تضامُون [- أو لا تضارون، شكَّ إسماعيل] في رُؤيته، فإن استطعتم ألاَّ تُغْلُبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس، ولا بعد غُرُوبها، فافعلوا، ثم قرأ {فَسَبِحْ بِحَمْدِ رَبِكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَمسِ وَقَبلَ الغُرُوبِ} (1) .
1765 - حدثنا أبو أسامة، عن إسماعيل، عن قيسٍ، عن جرير قال: (ما حجبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذُ أسلمتُ، ولا رآني إلاَّ تبسَّمَ في وجهي) (2) .
1766 - حدثنا أسود بن عامرٍ، حدثنا شريك، عن إبراهيم بن جرير، عن قيس بن أبي حازمٍ، عن جرير، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أنهُ كان يدخُل المخرج في خُفَّيهِ، ثم يخرج فيتوضأ، ويمسح عليهما) تفرد بهِ من هذا الوجه (3) .
1767 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة - قال عبد الله: وسمعتُهُ أنا من ابن أبي شيبة - قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن قيس بن أبي حازمٍ، عن جرير قال: (بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن، فلقيتُ بها رجلين: ذا كلاعٍ
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/362، وما بين المعكوفين استكمال
منه.
(2) الموطن السابق.
(3) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/363.(2/154)
عمر، قال: وأخبرتُهما شيئاً من خبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم أقبلنا، فإذا قد رُفعَ لنا رَكبٌ من قبل المدينةِ، قال: فسألناهم ما الخبرُ؟ فقالوا: قُبضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، واستُخلف أبو بكر، والناسُ صالحون، قال: فقال لي: أَخْبِرْ صَاحِبَكَ. قال: فرجعنا فلقيتُ ذا عمرو فقال لي: يا جرير إنكم لن تزالوا بخيرٍ ما إذا هلك أميرٌ، / ثم تأمرتم في آخر، فإذا كان بالسيف غضبتُم غضب الملوك، ورضيتم رضا الملوك) (1) .
رواه البخاري عن أبي بكر بن أبي شيبة بهِ (2) .
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/363.
(2) الخبر أخرجه البخاري في المغازي: باب ذهاب جرير إلى اليمن؛ 8/76.(2/155)
1768 - حدثني يحيى، وهو ابن سعيد، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير، قال: (بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاةِ، وإيتآء الزكاة، والنُّصح لكلِ مسلمٍ (1) .
1769 - حدثنا يحيى، عن إسماعيل، حدثنا قيس، عن جرير، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من لا يرحمُ الناسَ لا يرحمهُ اللهُ) (2) .
1770 - حدثنا يحيى، عن إسماعيل، حدثنا قيس، عن جرير بن عبد الله، قال: (بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة، وإيتآء الزكاة، والنُّصحِ لكلِّ مسلمٍ) (3) .
1771 - حدثنا وكيع، حدثنا ابن أبي خالدٍ، عن قيس، عن جريرٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: (ألاَ تُرِيحُني من ذي الخلصةِ - بيتٍ لخثْعَم كان يُعبد في الجاهلية، يُسمى كعبةَ اليمانية - قال: فخرج إليه في
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/365.
(2) الموطن السابق.
(3) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/365.(2/155)
خمسين ومائة فارسٍ، قال: فخرَّبناه، أو حرقناهُ، حتى تركناهُ كالجملِ الأجربِ، وقال: ثم بعثَ جريرٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يُبشِرُهُ بذلك، فلما جاءهُ قال: والذي بعثَكَ بالحقِ يارسول الله ماجئتُك حتى تركتُها كالجمل الأجربِ. قال: فبرَّك على أحمس وعلى خيلهَا، ورجالها خمس مرَّات. قال: قلتُ: يارسول الله إني [رجل] لا أثبتُ على الخيلِ، فوضع يدهُ على وجهي، حتى وجدتُ بردها، وقال: اللهمَّ اجعلْهُ هادياً مهدياً) (1) .
_________
(1) الموطن السابق.(2/156)
1772 - حدثنا يحيى، حدثنا إسماعيل، حدثنا قيس، حدثنا جرير، قال: (ماحجبني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - منذُ أسلمتُ، ولا رآني قط إلاَّ تبسَّمَ في وجهي) (1) .
1773 - حدثنا وكيع، حدثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن قيس بن أبي حازمٍ، عن جرير بن عبد الله، قال: (كنا جُلوساً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: إنكم ستُعْرضون على ربكم، فترونه كما ترون هذا القمر، لا تُضامون في رُؤيتهِ، فإن استطعتم ألاَّ تُغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس، وقيل غُروبها، فافعلوا، ثم قرأ {فَسَبِحْ بِحَمْدِ رَبِكَ قَبلَ طُلُوعِ الشَمسِِ وَقَبلَ الغرُوُبِ} (2) .
1774 - حدثنا نصرُ بن باب (3) ، عن إسماعيل بن خالد، عن قيس، عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: (كنا نَعُدُّ الاجتماع إلى أهلِ
_________
(1) اقتصر لفظ الخبر عند أحمد على قوله: (الا تبسم) المسند: 4/ 365.
(2) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/365.
(3) في المخطوطة: (نصر بن ثابت) وهو نصر بن باب أبو سهل الخراساني تركه جماعة وقال البخاري: يرمونه بالكذب، وقال ابن حبان: لا يحتج به، وقال أحمد بن حنبل: ما كان به بأس إنما أنكروا عليه حين حدث عن إبراهيم الصائغ. الميزان: 4/250.(2/156)
الميت وصنعةِ الطعام بعد دفنهِ من النياحةِ) (1) .
رواهُ ابن ماجه عن شُجاع بن مخلدٍ وعن محمد بن يحيى عن سعيد بن منصور
كلاهما عن هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد بهِ (2) . /
(حديثٌ آلآخر عن قيس عن جرير)
_________
(1) أخرجه الإمام أحمد في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص وأخرجه في هذا الموطن محل نظر. المسند: 2/204.
(2) () ... أخرجه ابن ماجه في الجنائز: باب ماجاء في النهي عن الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام: 1/514، وصحح في الزوائد إسناده.(2/157)
1775 - قال أبو داود في الجهاد: حدثنا هنادُ بن السَّرىّ، حدثنا أبو معاوية [عن] إسماعيل، عن قيس، عن جرير بن عبد الله، قال: (بعثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[سرية] إلى خثعم، فاعتصم ناسٌ منهم بالسجود، فأسرع فيهم القتلُ، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمر لهم بنصف العقل، وقال: أنا برئٌ من كل مُسلمٍ يُقيم بين أظهُرِ المشركين. قالوا: يارسول الله لِمَ؟ قال: لا تراءَى ناراهُما) (1)
ثم قال أبو داود: رواهُ هشيم، ومعمر، وخالد الواسطي، وجماعةٌ يعني إسماعيل عن قيس لم يذكروا جريراً (2) .
ورواهُ الترمذي عن هنادٍ به كرواية أبي داود عن هنادٍ عن عبدةُ، عن إسماعيل، عن قيس مُرسلاً قال: وأكثر أصحاب إسماعيل يرويه مُرسلاً. قال البخاري: وهو الصحيح (3) .
_________
(1) لاتراءى نار لهما: قال في النهاية: يلزم المسلم ويجب عليه أن يباعد منزله عن منزل المشرك، ولا ينزل بالموضع الذي أوقدت فيه ناره تلوح وتظهر لنار المشرك إذا أوقدها في منزله ولكنه ينزل مع المسلمين في دارهم.
والترائي: تفاعل من الرؤية وإسناد الترائي إلى النار مجاز 2/54.
(2) أخرجه أبو داود: باب النهي عن قتل من اعتصم بالسجود: 3/45.
(3) الخبر أخرجه الترمذي في السير (باب ماجاء في كراهية المقام بين أظهر المشركين) وتحقيق أبي عيسى لطرق الحديث أكثر تفصيلاً مما أجمله المصنف هنا: 4/155.(2/157)
وكذا رواه النسائي عن أبي كُريب، عن أبي خالدٍ، عن إسماعيل، عن قيس مرسلاً (1) . قال الترمذي: ورواهُ حماد بن سلمة (2) ، عن حجاج بن أرطاة، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير بهِ.
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) الخبر أخرجه النسائي في المجتبي في القسامة (القود بغير حديدة) عن محمد بن العلاء وهو أبو كريب: 8/32.
(2) في المخطوطة: (خالد بن سليم) والصواب ما أثبتناه من المرجع: 4/155.(2/158)
1776 - رواه الطبراني من حديث سيفِ بن هارون، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير قال: (بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مثل ما بايع عليه النساءُ: من مات مِنَّا، ولم يأتِ شيئاً منهنَّ ضمن له الجنَّة، ومنْ مات وقد أتى شيئاً منهنَّ، وقد أُقيم عليه الحدُّ، فهو كفَّارتُه، ومن مات منَّا وأتى شيئاً منهنَّ فستر عليه فعلى [الله] حسابهُ (1) .
(حديثٌ آخرُ)
1777 - قال الطبراني: حدثنا مُحمد بن عبد الله الحضرمي،
حدثنا منجاب بن الحارث، حدثنا حُصينُ بن عُمر، عن إسماعيل [بن أبي خالد] ، عن قيس، عن جرير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من سَلَبتُ كريمتيهِ عوضتُهُ منهما الجنَّةَ) (2) .
(حديثٌ آخرُ)
1778 - رواه الطبراني من حديث حصين بن عُمَر الأحمسي،
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/302.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/303، وما بين المعكوفين استكمال منه. وقال الهيثمي: فيه حصين بن عمر ضعفه أحمد وغيره، ووثقه العجلي. مجمع الزوائد: 2/309.
وكريمتاه: عيناه.(2/158)
عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنَّ إبليس قد يَئِسَ أن يُعبدَ في أرض العرب) (1) . /
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/304. قال الهيثمي فيه حصين بن عمر الأحمس وثقه العجلي وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 10/53.(2/159)
1779 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا يحيى ابن مُطيع الشَّيباني، حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية (1) ، عن [إسماعيل عن] قيس، عن جرير، قال: (دخل عُيينةُ بنُ حصنٍ على النبي - صلى الله عليه وسلم -[وعنده رجل] ، فاستسقى فأُتِي بماء فسترهُ فشرِبَ، فقال: ما هذا؟ قال: الحياءُ والإيمانُ أُوتُهُما ومُنِعْتُموهُما) (2) .
(حديثٌ آخرُ)
1780 - قال الطبراني: حدثنا عليُّ بن سعيد [الرازي] ، حدثنا يحيى بن مطيعٍ بإسناد الذي قبلهُ: (أن عُيينة دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعندهُ عائشةُ فقال: من هذه الجالسةُ إلى جانبك؟ قال: عائشةُ: قال أفلا أنزِلُ لك عن خيرٍ منها؟ [- يعني امرأته] قالا: لا. [قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -:] اخْرُجْ فاستأذِنْ. قال: إنَّها يمينٌ عليَّ أن لا أستأذِنَ على مُضرِيٍ فقالت عائشةُ: من هذا؟ قال: هذا أحمقُ مُتَّبعٌ) (3) .
_________
(1) غير واضحة في المخطوطة: وما أثبتناه من المعجم الكبير، ويرجع إلى ترجمته في تهذيب التهذيب: 11/252.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/304، وما بين المعكوفين استكمال منه ونص الخبر في مجمع الزوائد: 5/81، يفيد أن المستسقى هو عيينة، قال الهيثمي: فيه يحيى بن مطيع الشيباني ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/305. وما بين المعكوفات استكمال منه. قال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه عن علي بن سعيد، وهو حافظ رحال قيل فيه: ليس بذاك وبقية رجاله رجال الصحيح غير يحيى بن محمد بن مطيع، وهو ثقة. مجمع الزوائد: 8/45.(2/159)
(حديثٌ آخرُ)(2/160)
1781 - قال الطبراني: حدثنا عبدان بن أحمد، حدثنا هشام بن عمارٍ، حدثنا خالد بن يزيد، حدثنا إسماعيل، عن قيس، عن جريرٍ. قال: (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو: اللهمَّ [إني] أعوذُ بك من قلبٍ لا يخشعُ، ومن دُعاءٍ لا يُسمُ، ونفسٍ لا تشبعُ) (1) .
1782 - وحدثنا عبدان، حدثنا هِشام، حدثنا مروان، عن إسماعيل، عن قيس، [عن جرير، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من يتزود في الدنيا ينفعهُ في الآخرة) ] (2) .
[حدثنا علي بن سعيد الرازي، حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار، حدثنا سهل بن عامر، حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن بيان وإسماعيل عن قيس] ، عن جرير أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفع بصرهُ إلى السماءِ فقال: (سبحان الله [ماذا يُرسلُ عليهم] من الفتن [إرسال] القطر؟) (3) .
ومن طريق عن إسماعيل، عن قيس عن جرير أحاديث.
(إن الله ليُعطى على الرفق ما لاَ يُعطى على العُنف) (4) .
و (المُعتدِى في الصدقةِ كمانعها) (5) .
(وأُمِرتُ أن أُقاتل الناسَ، حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالُوها عصمُوا مني دماءهم وأموالهُم إلا بِحقِّهَا [وحِسابُهم على الله عز وجل] (6) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/350.
(2) سقط متن الخبر من المخطوطة واستكملناه من المعجم الكبير: 2/305.
(3) امتد السقط من المخطوطة إلى سند هذا الحديث أيضاً، كما سقطت بعض الكلمات التي حصرناها بين المعكوفات. والعمدة فيما أثبتناه هو المرجع عند المصنف: المعجم الكبير للطبراني: 2/305.
(4) في المعجم الكبير للطبراني لفظ (اخرق) بدل: (العنف) وله فيه بقية: 2/306.
(5) الموطن السابق.
(6) المعجم الكبير للطبراني: 2/307، وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/160)
1783 - ومن حديث يحيى بن عبد الملك بن أبي غنِية، عن إسماعيل، عن قيس، عن جريرٍ، قال: (كان يُقال: النظرةُ الأولى لاَ يملكُها الرَّجُلُ، ولكنَّ الذي يُدمنُ النَّظرَ دساً) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
1784 - قال الطبراني: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، حدثنا محمد (2) بن إسماعيل الأحمسي، حدثنا الوليد بن القاسم، حدثنا إسماعيل، عن قيس، عن جرير، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من مات لاَ يُشركُ بالله شيئاً/ ولم يتندَّ بدمٍ حرامٍ أُدْخِلَ من أي أبوابَ الجنةِ شاءَ) (3) .
(مُجاهد بن جبرٍ عنهُ)
1785 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا زياد بن عبد الله بن عُلاثة (4) ، عن عبد الكريم بن مالكٍ الجزري، عن مُجاهدٍ، عن جرير بن عبد الله البجلي. قال: (أنا أَسلمتُ بعدما أُنزلت المائدةُ، وأنا رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسحُ بعدما أسلمتُ) (5) .
(محمد بن إبراهيم بن الحارث التَّيميّ عن جريرٍ)
1786 - (أنَّ ناساً من عُرينة أغارُوا على لِقاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمر أن تقطع أيديهم، وأرجُلُهُم، وأن تُسمر أعينهم) . رواه الطبراني عن
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/308.
(2) في المخطوطة: (يحيى) والصواب ما أثبتناه. يراجع تهذيب التهذيب: 9/58.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/309.
(4) في المخطوطة: (ابن علاقة) بالقاف، والصواب ما أثبتناه إذ أن زياد بن عبد الله بن علاثة روى عن أبيه وعن عبد الكريم الجزري وغيرهما، أَمَّا زياد بن علاقة بن مالك فروى عن جرير بن عبد الله وسمرة وغيرهما. تهذيب التهذيب: 3/377، 380.
(5) من حديث جرير بن عبد الله البجلي في المسند: 4/363.(2/161)
البزَّار، عن إسحاق بن إدريس، عن بكَّارٍ، عن عمه مُوسى بن عُبيدة، عن محمد بن إبراهيم به (1) .
(محمد بن سيرين عنهُ)
_________
(1) اللقاح: ذوات الألبان من النوق. وسمر أعينهم: أحمى لهم مسامير الحديد وكحلهم بها. يرجع إلى المادتين في النهاية.
والخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 2/358، قال الهيثمي: فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 6/294.(2/162)
1787 - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسحَ على الخُفين في حجةِ الوداع) . رواه الطبراني عن عبد الله بن أحمد عن شيبان بن فروخٍ، عن حرب بن شُريحٍ عن خالد الحذاء عنه بهِ (1) .
(مُسلم بن صبيح أبُو الضُّحى عنهُ)
1788 - قال الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، عن محمد بن [قيس] الأسدي، عن مُسلم بن صُبيح [قال] : سمعتُ جريراً يخطب يقولُ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من سنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً كان لهُ أجرُها وأجرُ من عمل بها من غير أن يَنْقُصَ من أجورهم شيئاً، ومن سنَّ في الإسلام سنةً سيئةً كان عليه إثمُها وإثمُ من عمل بها من غير أن ينقُص من آثامهم شيئاً) (2) .
(المُغيرةُ بن شُبيل البجلي الكوفي عنهُ)
1789 - حدثنا [علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم] ، عن سفيان، عن حبيب، عن المغيرة بن شُبيل، قال أبو نعيم: المغيرةُ بن
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/358، مع اختلاف في بعض لفظه.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/343، مع اختلاف بعض لفظه، وهو هنا عند ابن كثير أوضح وأتم.(2/162)
شِبْل (1) بن عوفٍ في هذا الحديث عن جرير بن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أيما عبدٍ/ أبق فقد برئتْ منه الذمةُ) (2) تفرد به.
حدثنا أبو قطن، حدثني يونُس، عن المغيرة بن شبل، قال: وقال جرير: (لما دنوت من المدينة أنختُ راحلتي، ثم حللتُ عيبتي، ثم لبستُ حُلَّتي، ثم دخلت، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فرماني الناس بالحدق، فقلت [لجليسي:] ياعبد الله ذكرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم ذكرك آنفاً بأحسنِ ذكرٍ، بينا هو خطب إذ عرض له في خطبته، وقال: يدخلُ عليكم من هذا الباب - أو من هذا الفج - من خير ذي يمنٍ، إلا أنَّ على وجههِ مسحةَ ملكٍ. قال جريرٌ: فحمدتُ الله على ما أبلاني. وقال أبو قطنٍ: [فقلت] سمعتُه منه أو سمعتهُ من المغيرة بن شبلٍ؟ قال: نعم) (3) . ورواه النسائي من حديث [الفضل] بن موسى عن يونس به (4) .
_________
(1) قيل: المغيرة بن شبيل. وقيل: ابن شل. تهذيب التهذيب: 10/261.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/352.
(3) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/359. وما بين المعكوفات استكمال منه.
(4) الخبر أخرجه النسائي في المناقب عن ابن أبي رزمة، والحسين بن حريث، كلاهما عن الفضل بن موسى. السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/431، وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/163)
1790 - حدثنا أبو نُعيم، حدثنا يونس، عن المغيرة بن شبل بن عوف (1) ، عن جرير بن عبد الله، قال: (لما دنوتُ من المدينة أنختُ راحلتي، ثم حللتُ عيبتي، ثم لبستُ حُلَّتي. قال: ودخلتُ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطبُ، فسلمت على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فرماني القوم بالحدقِ، فقلت
_________
(1) في المخطوطة: (ابن عون) والصواب: عوف. وإنما اختلف في اسم أبيه فقيل شبل، وقيل: شبيل. التاريخ الكبير: 7/317.(2/163)
لجليسي: هل ذكرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو ذكر من أمري شيئاً؟ قال: نعم ذكرك بأحسنِ ذكرٍ بينما هو يخطب إذ عُرضَ عليه في خطبته، فقال: إنه سيدخل عليكم في هذا المسجد من هذا الفج من خير ذي يمنٍ، ألا وإنَّ على وجهه مسحة ملكٍ، قال جرير: فحمدت الله عز وجل) (1) .
(المنذر بن جرير عن أبيه)
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/360 غير أنه لم يعد لفظ الخبر واكتفى بقوله: (فذكر مثله) .(2/164)
1791 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا شعبة، عن عون أبي جحيفة، عن المنذر بن جرير، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من سن في الإسلام سنةً حسنةً كان له أجرُها وأجرُ من عمل بها من بعده من غير أن ينتقص من أجروهم شيءٌ، ومن سنَّ في الإسلام سنةً سيئةً كان عليه وزرُها ووزرُ من يعمل بها من بعده
من غير أن ينتقص من أوزارهم شيءٌ) (1) .
1792 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا شُعبة، سمعتْ عون بن أبي جُحيفة، قال: سمعتُ المنذر بن جرير البجلي، عن أبيه قال: (كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدر النَّهار، فذكره إلاَّ أنهُ قال: / فأمر بلالاً فأذَّنَ، ثم دخل، ثم خرج، فصلى فقال كأنه مُذهبةٌ) (2) .
_________
(1) من حديث جرير في المسند: 4/357.
(2) الموطن السابق. وقوله: (مذهبه) بالذال المعجمة والباء الموحدة. قال ابن الأثير: هكذا جاء في سنن النسائي وبعض طرق مسلم، والرواية بالدال المهملة والنون، فإن صحت الرواية فهي من الشئ المذهب، وهو المموّه بالذهب. أَمَّا الرواية الأخرى فالمدهنة تأنيث المدهن، وهو نقرة في الجبل يجتمع فيها المطر شبه وجهه الشريف لإشراق السرور عليه بصفاء الماء المجتمع فيه. النهاية: 2/38، 53.(2/164)
1793 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عون بن أبي جُحيفة، عن المنذر بن جرير، عن أبيه. قال: (كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدر النَّهار، فجاء قومٌ حُفاةٌ عُراةٌ مجتابي النمار (1) ، أو العباء مُتقلدي السيوف، عامَّتهم من مُضَر، بل كلُّهُم من مُضَر، فتغير وجهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لِمَا رأى بهم من الفَاقة. قال: فدخل، ثم خرج، فأمر [بلالاً] فأذّن، وأقام، فصلى، ثم خطبَ، فقال: {يا أيها الناس اتقُوا ربكم الذي خلقكُمْ من نفسٍ واحدةٍ} (2) إلى آخر الآية {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} وقرأ الآية التي في الحشر: {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (3) تصدق رجلٌ من دينارهِ، من درهمهِ، من ثوبه، من صاع بُرِّه، من صاع تمرهِ، حتى قال: ولو بشق تمرةٍ. قال: فجاء رجل من الأنصار بصُرةٍ كادت يدُهُ - أو كفه - أن تعجز عنها بل قد عجزت، ثم تتابع الناسُ، حتى رأيتُ كُومين من طعامٍ، وثيابٍ، حتى رأيتُ وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتهلَّل كأنَّهُ مُذهبةٌ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من سنَّ في الإسلام سنةً حسنةً، فله أجرُها وأجرُ من عمل بها من بعده من غير أن ينتقص من أجُورهم شيءٌ، ومن سنَّ في الإسلام سنةً سيئةً كان عليه وزرُها ووزرُ من عمل بها من بعده من غير أن ينتقص من أوزارهم شيءٌ) (4) رواهُ مسلم، والنسائي من حديث شعبة، ومسلم وابن ماجه من حديث عبد الملك بن عُمير عن المنذر، عن أبيه (5) .
_________
(1) النمار: جمع نمرة، وهي كل شملة مخططة من مآزر الأعراب. واجتابوا النمار: لبسوها. النهاية.
(2) الآية الأولى من سورة النساء.
(3) الآية 18 من سورة الحشر.
(4) من حديث جرير في المسند: 4/358.
(5) الخبر أخرجه مسلم من حديث شعبة في كتاب الزكاة: باب الحث على الصدقة ولو بشق ثمرة: 3/53..ومن طريق عبد الملك بن عمير في العلم: 5/532.
كما أخرجه النسائي في الزكاة: باب التحريض على الصدقة. المجتبي: 5/56؛ وابن ماجه: باب من سن سنة حسنة أو سيئة: 1/74.(2/165)
1794 - حدثنا يحيى بن زكريا، وهو ابن أبي زائدة، حدثنا أبو حيان التيمي، عن الضحاك بن المنذر، عن (1) مُنذر بن جرير، [عن جرير] بن عبد الله. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (لا يأوى (2) الضالة إلا ضالٌّ) (3) .
1795 - حدثنا حجاج بن محمد، أنبأنا شريك، عن أبي إسحاق، عن المنذر بن جرير، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما من قومٍ يعملُون بالمعاصي، وفيهم رجلٌ أعز منهم وأمنع لا يُغيرون إلاَّ عمَّهُم الله بعقابٍ، أو أصابهم العقابِ) (4) .
حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبي حيَّان، قال: حدثني الضحاكُ خالُ المنذر بن جرير، عن منذر بن جريرٍ، [عن جرير. قال] (5) : كنتُ مع أبي جريرٍ بالبوازيج (6) في السواد، فراحت البقر، فرأى بقرةً، فأنكرها، فقال: ما هذه البقرةُ؟ قال: بقرةٌ
لحقتْ بالبقر، فأمر بها
_________
(1) في المخطوطة: (عن الضحاك به عن المنذر بن منذر بن جرير) ، والتصويب من المسند، والزيادة منه أيضاً.
(2) يأوى: من أوى يأوى، يقال: أويت إلى المنزل، وأويت غيري وآويته. وأنكر بعضهم المقصور المتعدي وقال الأزهري: هي لغة فصيحة. النهاية: 1/52.
(3) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/360.
(4) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/361. وأخرج نحوه أبو داود عن ابن جرير عن جرير. قال المنذري: ابن جرير هذا لم يسم، وقد روى المنذر بن جرير عن أبيه أحاديث واحتج به مسلم. مختصر السنن: 6/187.
(5) في المخطوطة: (جرير بن حيدر عن جرير كنت) والتصويب من المسند.
(6) البوازيج: بلد قريب تركي فتحها جرير البجلي. القاموس.(2/166)
فطُردتْ حتى توارت، ثم قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(لايأوى الضالةَ إلاَّ ضال) (1) .
وكذا رواهُ النسائي من حديث أبي حيان، عن أبي زُرعة، عن عمرو بن جرير، عن عمه المنذر بن جريرٍ، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما من قومٍ يكون بين أظهرهم من يعمل بالمعاصي هُم أعزُّ منهُ وأمنعُ لا يغيروا عليه إلا أصابهم الله منهُ بعقابٍ) (2) .
(موسى بن عبد الله بن هلالٍ عنه)
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/362؛ وأخرجه أيضاً ابن ماجه في اللقطة: 2/863.
(2) أخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/432.(2/167)
1796 - حدثنا عبد الله، [حدثني أبي] ، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن الأعمش، عن موسى بن عبد الله بن هلال العبسي، عن جرير بن عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الطُلقاءُ من قُريش، والعتقاء من ثَقِيفٍ بعضُهم أولياءُ بعضٍ في الدنيا والآخرة [والمهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة) تفرد به (1) .
(نافع بن جُبير بن مُطْعم (2) عن جرير)
1797 - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يرحم الله من لا يرحم الناس) رواه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وابنُ عمر وأحمد بن عبدة ثلاثتهم، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جُبير بهِ (3) .
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/363، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) في المخطوطة: (نافع بن جرير) والتصويب من تهذيب التهذيب: 10/404.
(3) صحيح مسلم: الفضائل: باب رحمته - صلى الله عليه وسلم - وتواضعه: 5/174.(2/167)
(همام بن الحارث عنهُ)(2/168)
1798 - حدثنا أبو مُعاوية، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن همام. قال: بال (1) جَريرُ بن عبد الله، ثم توضأ، ومسح على خُفيه [فقيل له: تفعلُ هذا وقد بُلتَ؟ قال: نعم. (رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بال، ثم توضأ ومسح على خفيه] ) (2) قال إبراهيم: فكان يعجبُهم هذا الحديث، لأن إسلامَ جريرٍ كان بعد نُزول المائدة (3) .
رواه الجماعة إلا أبا داود من حديث الأعمش بهِ (4) .
1799 - حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام. قال: رأيتُ جرير بن عبد الله يتوضأُ من مطهرة، ومسح على خُفيه، فقالوا: تمسحُ على خُفَّيك؟ فقال: (إني رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال مرةُ: يمسحُ على خفيه) فكان هذا الحديث يعجبُ أصحابُ/ عبد الله يقولون: إنما كان إسلامُه بعد نزول المائدة (5) .
1800 - حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، حدثنا سُليمانُ الأعمشُ، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث: أنَّ جرير بن عبد الله بال، وتوضأ، ومسح على خفيه، فقيل له، فقال: (قد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) في المخطوطة: (قال) مصحفاً.
(2) الاستكمال من المسند.
(3) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/358.
(4) الخبر أخرجه البخاري في الصلاة: باب الصلاة في الخفاف: 1/494.
ومسلم في الطهارة: (المسح على الخفين) : 1/556، والترمذي وقال: حسن صحيح في الطهارة: المسح على الخفين: 1/155؛ والنسائي في المجتبي: المسح على الخفين: 1/69، وفي الصلاة في الخفية: 2/57؛ وابن ماجه في السنن: ماجاء في المسح على الخفين: 1/180.
(5) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/361.(2/168)
يفعلهُ) . قال إبراهيم: كان أعجبُ ذلك إليهم أنَّ إسلام جرير كان بعد المائدة (1) .
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/364.(2/169)
1801 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شُعبة، عن سُليمان، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث: أنهُ رأى جرير بن عبد الله بال، ثم توضأَ ومسح على
خُفَّيه [فصلَّى (1) ] وسُئل عن ذلك فقال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صنعَ مثلَ
هذا) قال: وكان يُعجبهم هذا الحديثُ من أجل [أن] جريراً كان آخر من
أسلم (2) .
1802 - حدثنا محمد بن أبي عدي، عن شُعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث: (أن جريراً بال قايماً، ثم توضأ ومسح على الخفين، وصلى، فسألته عن ذلك، فذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهُ فعل [مثلَ] ذلك) (3) وقد رواه الطبراني من طريق ثم قال:
1803 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني عبد الله بن عُمر بن أبانٍ، حدثنا عُبيدة بن الأسود، حدثنا القاسم بن الوليد، عن طلحة بن مُصرفٍ، عن إبراهيم بن سعيد التيمي، عن همام بن الحارث، عن جرير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (للمسافر ثلاثةُ أيامٍ، وللمُقيم يومٌ وليلةٌ) في المسح على الخفين (4) .
(أبو إسحاق السبيعي: عمرو بن عبد الله عن جرير)
1804 - قال أبو يعلى الموصلي: حدثنا مخلدُ بن أبي زُميلٍ،
_________
(1) بياض بالمخطوطة والاستكمال من المسند.
(2) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/364.
(3) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/365.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 2/342.(2/169)
حدثنا عُبيد الله ابن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن جرير بن عبد الله البجلي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (صيام ثلاثة أيامٍ من كُل شهرٍ صيامُ الدهرِ: أيامُ البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة) رواهُ الطبراني من حديث عُبيد الله بن عمروُ بهِ (1) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/356؛ والخبر أخرجه النسائي أيضاً في الصيام: كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر: المجتبي: 4/190.(2/170)
1805 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عُيمان بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا اسرائيل، عن أبي إسحاق، عن جرير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من لم يشكر الناس لم يشكر الله) (1) . /
(حديثٌ آخرُ)
1806 - قال الطبراني: حدثنا معاذُ بن المثنى، حدثنا مُسددٌ، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن جرير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ارحمْ منْ في الأرض يرحمكَ من في السماء) (2) .
(أبو بردة بن أبي موسى عنه)
1807 - قال الطبراني: حدثنا أحمدُ بنُ عمرو البزارُ، حدثنا الفضل بن سهل الأعرج (3) ، حدثنا المعلى بن منصور، حدثنا عمروُ بن
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/356، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح: 8/181.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/356، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح: 8/187.
(3) في المخطوطة: (المهرج) والصواب ما أثبتناه. يراجع تهذيب التهذيب: 8/277.(2/170)
ثابتٍ، عن عمه، عن أبي بُردة، عن جرير بن عبد الله: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (الرفقُ فيه الزيادةُ والبركةُ، ومن يُحرِم الرفقَ يُحرَم الخير) (1) .
(أبو بكر بن عمرو بن عُتبة عن جريرٍ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/348، وقال الهيثمي: فيه عمرو بن ثابت وهو متروك. مجمع الزوائد: 8/18.(2/171)
1808 - قال الطبراني: حدثنا محمدُ بن النضر الأزدي، حدثنا مُعاوية بن عمرو، حدثنا المسعودي، عن أبي بكر بن عمرو عن جرير، قال: (بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[على الإسلام] فكفَّ يدهُ، واشترط عليَّ النُّصح لكُلِ مسلمٍ) (1) .
(أبو جميلة عنهُ)
1809 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن أبي جميلة، عن جرير، قال: (أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبايعهُ فقلتُ (2) : هات يدك واشترط عليَّ، وأنت أعلم بالشرط. فقال: أُبايعُك على أن لا تُشرك بالله شيئاً، وتُقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة، وتنصح المسلم، وتُفارق المشرك) تفرَّد بهِ (3) .
(أبو زرعة بن عمرو بن جرير عنه)
1810 - حدثنا إسماعيل، عن يونس (4) ، عن عمرو بن سعيدٍ، عن أبي زُرعة، عن عمرو بن جرير قال: قال جريرُ: (سألتُ رسول الله
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/358.
(2) في المخطوطة: (قفال) وهي لا تناسب السياق.
(3) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/365.
(4) في المخطوطة: (عن قيس) والصواب عن يونس كما في المسند وبقية المراجع الآتية.(2/171)
- صلى الله عليه وسلم - عن نظرة الفُجاءةِ فقال: اصرفْ بصرك) (1) رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي من حديث يونس بن عُبيد عن عمرو بن سعيدٍ به. قال الترمذي (2) حسنٌ صحيحٌ (3) .
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/358.
(2) في المخطوطة: (البزار) وهو سهو من الناسخ.
(3) الخبر أخرجه مسلم في الاستئذان: نظرة الفجاءة: 4/867؛ وأبو داود في النكاح: ما يؤمر به من غض البصر: 2/246؛ والترمذي في الأدب: ماجاء في نظرة المفاجأة: 5/101؛ والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/434.(2/172)
1811 - حدثنا حجاج، حدثني شُعبةٌ، عن علي بن مُدرك، / سمعتُ أبا زرعة يحدث عن جرير - وهو جدهُ -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لي [في] حجة الوداع: (ياجرير استنصت الناس، ثم قال في خُطبته: لا ترجعوا بعدي كفاراً يضربُ بعضكم رقاب بعضٍ) (1) رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه من حديث شُعبة به (2) .
1812 - حدثنا هُشيم، حدثنا يونس، عن عمرو بن سعيدٍ، عن أبي زُرعة، عن جرير بن عبد الله، قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفتل عُرفَ فرسٍ بأصبعيه، وهو يقول: الخيل معقودٌ بنواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة: الأجرُ والمغنم) (3) رواه مُسلم والنسائي من حديث يونس بن عبيد به (4) .
1813 - حدثنا هُشيمُ، أنبأنا يُونُسُ، عن عمرو بن سعيد، عن
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/358.
(2) الخبر أخرجه البخاري في العلم: باب الانصات للعلماء: 1/217، وأخرج أطرافه في المغازي والفتن والرايات، وأخرجه مسلم في الإيمان: 1/254؛ وأخرجه النسائي في الكبرى كمافي تحفة الأشراف: 2/434؛ وابن ماجه في الفتن: 2/1300.
(3) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/361.
(4) الخبر أخرجه مسلم في كتاب الامارة: فضيلة الخيل وأن الخير معقود بنواصيها: 4/536؛ والنسائي في المجتبي: باب فتل ناحية الفرس: 6/184.(2/172)
أبي زُرعة ابن عمرو بن جرير، عن جرير بن عبد الله: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن نظرة الفجاءةِ فقال: (اصرفْ بصرك) (1) .
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/361.(2/173)
1814 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن علي بن مُدرك: سمعت أبا زُرعة بن عمرو بن جرير يحدث عن جرير: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في حجة الوداع لجرير: استنصت النَّاس وقال: قال: لا ترجعوا بعدي كُفاراً يضربُ بعضكُم رقاب بعض) (1) .
1815 - حدثنا إسماعيل، أنبأنا يونس عن عمرو بن سعيد، عن أبي زُرعة ابن عمرو بن جرير قال: قال جريرٌ: (بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة وعلى أن أنصح لكُلِ مسلمٍ. قال: وكان جريرٌ إذا اشترى الشئ وكان أعجب إليه من ثمنه قال لصاحبه: تعلمن والله لما أخذنا أحبُّ إلينا مما أعطيناك، كأنهُ يريد بذلك الوفاء) (2) رواه الترمذي، وأبو داود والنسائي من حديث يونس بن عبيدٍ بهِ. حدثنا عبد الرحمن، حدثنا شعبة، عن علي بن مُدرك، عن أبي زُرعة، عن جرير، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (استنصت الناس لا ترجعوا بعدي كُفاراً يضربُ بعضكم رِقاب بعضٍ) .
(حديثٌ آخرُ)
1816 - رواهُ أبو داود، عن علي بن الحسين الدرهمي، عن عبد الله بن داود، عن بكير بن عامر، عن أبي زرعة/ [بن] عمرو بن جرير، عن جده: (أنه بال وتوضأ ومسح على الخفين [وقال: ما يمنعني
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/363.
(2) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/364.(2/173)
أن أمسح، وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمح؟ قالوا: إنما كان ذلك قبل نزول المائدة. قال: ما أسلمت إلا بعد نزول المائدة] (1) .
(حديثٌ آخر)
_________
(1) سنن أبي داود في كتاب الطهارة: باب المسح على الخفين: 1/39، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/174)
1817 - رواهُ الترمذي، عن الحسين بن حُريث، عن الفضل بن موسى، عن عيسى بن عبيد، عن غيلان بن عبد الله العامري، عن أبي زُرْعة، عن جرير، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله أوحى إليَّ: أي هؤلاء الثلاثة نزلت فهي دارُ هجرتك: المدينة، أو البحرين أو قُنسرِين) . ثم قال: غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث الفضل بن موسى تفرد به أبو عمار: الحسين بن حريث (1) .
(حديثٌ آخرُ)
1818 - قال الطبراني: حدثنا معاذُ بن المثنى، حدثنا مُسددٌ، حدثنا خالد ابن زيادٍ، حدثني أبو زرعة بن عمرو بن جرير، عن جريرٍ، قال: (لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة قال لأصحابه: انطلقوا بنا إلى أهل قُباء نسلم عليهم، فأتاهم [وسلم عليهم] ، فرحبوا به، ثم قال: يا أهل قباء إيتوني بأحجارٍ من هذه الحرة، فجمعتْ عندهُ أحجارٌ كثيرةٌ، ومعه عنزةٌ لهُ، فخط قبلتهُم (2) ، فأخذ حجراً فوضعهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذي في المناقب: باب فضل المدينة: 5/715، وقوله: (تفرد به أبو عمار) لم ترد فيما بين أيدينا من سنن الترمذي، ولكن نقلها عنه المزي في تحفة الأشراف: 2/435.
(2) في المخطوطة: (عدوله فخط بينهم) والصواب ما أثبتناه بعد الرجوع إلى المصدر. والعنزة:
مثل نصف الرمح وأكبر شيئاً، وفيها سنان مثل سنان الرمح، والعكاز قريب منها. النهاية: 3/132.(2/174)
قال: يا أبا بكر خُذْ حجراً فضعهُ إلى حجري، ثم قال: يا عُمرُ خُذْ حجراً فضعهُ إلى جنب حجر أبي بكر - رضي الله عنه -، ثم التفت فقال: يا عثمان خُذْ حجراً فضعهُ إلى جنب حجر عمر، ثم التفت إلى الناس بأُخرة فقال: وضع رجلٌ [حجره] حيث أحبَّ على ذي الخط) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/339، قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه. مجمع الزوائد: 5/177.(2/175)
1819 - رواهُ الطبراني من حديث مروان بن سالمٍ، / عن أبي زُرعة، عن جرير مرفوعاً: (من قرأ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} حتى يدخلُ المنزل نفت الفقرَ عن أهل ذلك المنزل، والجيران) (1) .
إنتهى
الجزء العاشر من (تجزئة المُصنف)
ويليه الجزء الحادي عشر
حديث آخر عن أبي زُرْعة
بإذن الله
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/340، وضعف ابن كثير إسناده في التفسير 4/569.(2/175)
الجزء الحادي عشر
بسم الله الرحمن الرحيم
(حديثٌ آخرُ عن أبي زُرعة عن جرير - رضي الله عنه -)(2/176)
1820 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن عمرو البزار، حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا خالدُ بن عمرو، حدثنا مالكٌ بن مغول، [عن] أبي زُرعة، عن جرير، قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قدمتْ عليه الوُفُودُ دعاني فباهاهُم بِي) (1) .
(أبو الضحى عنه هُو مسلم بن صُبيح) تقدم
(أبو ظبيان عنهُ)
1821 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن سليمان، سمعتُ أبا ظَبْيان يحدث عن جرير، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من لايرحم الناس لايرحمهُ الله) (2) أخرجاه في الصحيحين من حديث الأعمش عن زيد بن وهبٍ، وأبي ظبيان عن جريرٍ بهِ (3) .
وفي الطبراني من حديث شُعْبة، عن الأعمش، عن أبي ظبيانَ [عن جرير] قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من لا يرحم الناس لا يُرحم) (4) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/340، قال الهيثمي: فيه خالد بن عمرو الأموي، وهو متروك، وثقه ابن حبان. مجمع الزوائد: 9/373.
(2) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/358.
(3) الخبر أخرجه البخاري عن زيد بن وهب في الأدب: باب رحمة الناس والبهائم 10/438؛ وعن يزيد بن وهب وأبي ظبيان في التوحيد: 13/358؛ كما أخرجه مسلم في الفضائل: باب رحمته - صلى الله عليه وسلم - وتواضعه: 5/174.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 2/355، وفيه أبو مطيع البلخي يأتي ذكره في الجزء التالي.(2/176)
وقال: (إن الله كَتَبَ في أُمِّ الكتاب قبل أن يخلقَ السموات والأرض: أنا الرحمن الرحيم خلفتُ الرحم، وشققتُ لهما اسماً من أسمائي، فمن وصلها وصلتهُ، ومن قطعها قطعتهُ) (1) .
(أبو المثنى المستظل بن حُصين عنهُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/355، وفيه الحكم بن عبد الله: أبو مطيع، وهو متروك. مجمع الزوائد: 8/150. وقال ابن حبان: كان من رؤساء المرجئة ممن يبغض السنة ومنتحلها. المجروحين: 1/250.(2/177)
1822 - قال الطبراني: حدثنا عُيمان بن عُمر الضَّبي، حدثنا عبد الله بن رجاءٍ، حدثنا إسرائيل، عن شبيب بن غرقدة (1) ، عن أبي المثنى المستظل، قال: سمعتُ جرير بن عبد الله - وكان أميراً علينا - قال: (بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم إني رجعتُ، فدعاني فقال: لا أقبلُ منك حتى تُبايع والنُّصحَ لكل مسلمٍ، فبايعتهُ) (2) .
(أبو نجيلة عنه)
تقدم في ترجمة شقيق أبي وائل عنهُ.
(أبو وائل شقيق) تقدم/
(أبو أبي إسحاق عنهُ)
1823 - حدثنا أبو أحمد، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبيه، عن جرير، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من لا يرحم الناس لا يرحمهُ الله عز وجل) (3) تفرد به.
1824 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، سمعتُ أبا إسحاق
_________
(1) في المخطوطة: (عن سبيب عن عرفة عن أبي المثنى) والصواب: (شبيب بن غرقدة السلمي الكوفي) . روى عن المستظل بن حصين أبي المثنى، وسمع عروة البارقي وعبد الله بن شهاب وعنه الثوري وابن عيينة وشعبة. التاريخ الكبير: 4/231، 8/62.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/347.
(3) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/365.(2/177)
قال: كان جرير بن عبد الله في بعثٍ [بأرمينية] (1) قال: فأصابتهم مخمصةٌ، أو مجاعة. قال: فكتب جريرٌ إلى معاوية: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من لا ريحم الناس لا يرحمه الله) قال [فأرسل إليه] (2) فأتاهُ فقال: أنت سمعتَ هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. قال: فأقفِلهُم، ومتعهُم. قال أبو إسحاق: وكان أبي في ذلك الجيش فجاء بقطيفة مما متعهُ معاويةُ) (3) تفرد به.
(ابنُ جرير عنهُ)
_________
(1) استكمال من لفظ الخبر عند أحمد.
(2) بياض بالمخطوطة واستكملت بالرجوع إلى المسند.
(3) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/361.(2/178)
1825 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عبد الله المخرمي، حدثنا الصَّلتُ بن مسعودٍ الجحدري، حدثنا سفيان، قال: حدثني ابنٌ لجرير بن عبد الله، قال: (كان نعلُ جرير بن عبد الله طُولُها ذراعٌ) (1) .
1826 - حديثٌ آخرُ عنه عن أبيه مرفوعاً: (ما من قومٍ يُعمل [فيهم] بالمعاصي هم أعز منهم [وأمنع] لا يغيرون إلاَّ عمَّهُم الله بعقاب) كذا رواه أبو داود عن مسدد، عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن ابن لجرير، عن أبيه، فذكره، ورواهُ ابن ماجه من حديث وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيد الله بن جرير، عن أبيه، كما تقدم (2) .
_________
(1) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/362.
(2) لفظ الخبر في المخطوطة أقرب إلى لفظه عند ابن ماجه سوى بعض الأخطاء التي جرت
من سهو النساخ في أوله، فقد ورد هكذا: (مامن قوم يعملون بالمعاصي هم أشد
منه فلم ينكروه) ، فأجرينا تصويبه على ابن ماجه، أَمَّا لفظه عند أبي داود فهو: (ما
من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون على أن يغيروا عليه فلا يغيروا
إلا أصابهم الله بعذاب من قبل أن يموتوا) . سنن ابن ماجه: 2/1329؛ سنن أبي داود
4/122.(2/178)
ورواه سهْل بن عثمان، عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق عن عبد الله بن جرير عن أبيه (1) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) يرجع في ذلك إلى تحفة الأشراف: 2/435.(2/179)
1827 - رواهُ الترمذي، عن أحمد بن منيعٍ، عن يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن عبد الملك بن عُمير، عن ابن جريرٍ، / عن أبيه مرفوعاً: (من سنَّ في الإسلام سنةً حسنةً فاتُّبع عليها) الحديث. وقال حسن صحيح (1) . وقد رُوِي [عن] عبيد الله وعن المنذر عن أبيهما كما تقدم (2) .
(رجلٌ عنهُ)
1828 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة، عن منصور، سمعتُ أبا وائل يحدث عن رجلٍ، عن جرير أنهُ قال: (بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاةِ، وإيتآء الزكاة، والنصحِ للمسلم، وفراق المشرك) (3) تفرد بهِ. وتقدم من رواية أبي وائل عن أبي جبلة، عن جرير مثله.
(من لم يسم عنهُ)
1829 - حدثنا [أبو عبيدة بن أبي السفر، حدثنا] ابن نُمير، حدثنا إسماعيل، عن قيس، قال: بلغنا أن جريراً قال: قال [لي رسول الله
_________
(1) لفظ الخبر عند الترمذي: (من سن سنة خير فاتبع عليها ... إلخ. ومن سن سنة شرّ فاتبع عليها ... إلخ) . سنن الترمذي: 5/43.
(2) يراجع الترمذي: 5/44، والزيادة سيلتزمها السايق.
(3) من حديث جرير بن عبد الله في المسند: 4/358.(2/179)
- صلى الله عليه وسلم -] : (استنصت الناس، ثم قال: لا أُلفينكم بعد ما أرى ترجعون بعدي كُفاراً يضربُ بعضكُم رقاب بعضٍ) رواه إسماعيل، والنسائي من طريقه من حديث إسماعيل، وقد تقدم من رواية أبي زُرعة عن جرير مثلهُ (1) .
_________
(1) أخرجه النسائي في المجتبي: كتاب تحريم الدم: 7/117، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/180)
255 - (جرير، أو أبو جريرٍ، ويقال حريزٌ) (1)
1830 - قال أبو نُعيم: حدثنا حبيبُ بن الحسن، حدثنا عمرو بن حفصٍ، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا قيسُ بن الربيع، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن أبي ليلى الكندي، قال: سمعتُ ربَّ هذا الدار جريراً أو أبا جرير قال: (انتهيتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب بمنىً، فوضعتُ يدي على رحله فإذا ميسرته جلد ضائنةٍ) (2) .
256 - (جُريّ الحنفي والد نحازٍ) (3)
1831 - ذكر أبو نُعيم بسنده من طريق القاسم بن الحكم العُرني، حدثنا سلامُ الطويل، عن إسماعيل بن رافع، عن حكيم بن سلمة، حدثني رجل من بني [حنيفة] (4) يُقال له جُرَى: (أن رجلاً قال:
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/334؛ وقال ابن حجر: صوابه بالحاء المهملة آخره زاي، ذكره في الجيم البغوي وابن منده وقال: لا يثبت. الإصابة: 1/267.
(2) العبارة الأخيرة غير واضحة في المخطوطة وصوبت من أسد الغابة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة، وأورد عن ابن ماكولا أنه والد نحاز بن جري الحنفي، وأكد ضبط الاسم هكذا (جري) ابن حجر في الإصابة فقال: جرى براء بعد الجيم مصغراً. لكن البخاري ترجم النحارز فقال: نحاز بن جري الحنفي. وقال محققوه: هكذا في الأصلين وهو المرجع من عدة وجوه في اسمه واسم أبيه. ذكرها ابن ماكولا. أسد الغابة: 1/334؛ والإصابة: 1/233؛ والتاريخ الكبير: 8/132.
(4) بياض بالأصل والاستكمال من أسد الغابة والإصابة.(2/180)
يارسول الله إني [ربما] أكون في الصلاة فتقع (1) يدي على فرجي؟ فقال رسول الله: وأنا ربما كان (2) ذلك. امضِ في صلاتك) (3) .
_________
(1) في المخطوطة: (أني أكون في الصلاة فربما تقع) ، والتزمنا بلفظ الخبر في المصدرين السابقين.
(2) في المخطوطة: (واما وما ذلك) ، والتصويب من أسد الغابة.
(3) الخبر من ترجمته في أسد الغابة أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وفي الإصابة عن ابن منده فقط، وعقب عليه ابن حجر فقال: (سلام ضعيف وإسماعيل كذلك) ، أَمَّا سلام فلم يشهد له أحد بخير فيما أورده عنه الذهبي، وهو أشد ضعفاً من إسماعيل. يراجع الميزان: 1/277، 2/175.(2/181)
257 - (جُرَي بن عمرو العُذْرى، وقيل جُرير) (1)
1832 - روى أبو نعيم من طريق سُليمان بن داود اليمامي - بصري الأصل - حدثني أبو ثمامة نائل بن الضريس (2) بن ربعى، حدثني أبي عن حديث أبيه ربعى أنَّ أباهُ أُقيصر حدثه عن جُري بن عمرو العذري حدثهُ: (أنهُ أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكتب لهُ كتاباً ليس عليكم عُشرٌ ولا حشر) (3) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/335. وقال: جرى بن عمرو العذري وأورد الخلاف في اسمه جرير - جرو - جزء. وترجم له ابن حجر في الإصابة جرو بن عمر، ثم أورده في جرير وأحال إلى الأول ثم أضاف اسماً خامساً عن ابن عبد البر هو: جزاء. الإصابة: 1/230، 233؛ الاستيعاب: 1/262.
(2) في المخطوطة: (الهريش) والضبط من الإصابة.
(3) في الإصابة: أخرجه ابن منده وعقب عليه فقال: إسناده مجهول. وعند ابن الأثير: أخرجه أبو نعيم أيضاً. وقوله (ليس عليهم عشر) أي لا يؤخذ عشر أموالهم. ويقال: أراد به الصدقة. والحشر: الجلاء عن الأوطان، وقيل الخروج في النفير إذا عم وقيل: لا يحشرون إلى عامل الزكاة ليأخذ أموالهم بل يأخذها في أماكنهم.
والخبر فيه سليمان مسلم اليمامي: قال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. والقاعدة عنده أن من قال فيه هذا التعبير لا تحل رواية حديثه. النهاية لابن الأثير: 1/229، 3/97؛ الميزان: 2/202.(2/181)
258 - (جزءُ بن الحدْرجان بن مالك
له ولأبيه ولأخيه قُذَاذٌ صحبة) (1)
1833 - قال أبو نُعيم: حدثنا أبو بكر بن عبد المؤمن، حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا إسحاق بن سويد الرملي، عن هاشم بن محمد بن هاشم بن جزء بن عبد الرحمن بن جزء بن الحدرجان بن مالك، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، حدثني أبي جزء بن الحدرجان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإيمانه، وإيمان من أعطى الطاعة من أهل بيته، وهم إذ ذاك ستمائة بيتٍ، ممن أطاع الحدرجان [وآمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم -] (2) فلقيتهُ سريةٌ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جوفِ الليل، فقال لهم [قذاذ] : أنا مؤمنٌ، فلم يقبلوا [منه وقتلوه] فبلغنا ذلك، فخرجتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرتهُ، وطلبتُ ثأْري، فنزلتْ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {يَاأَيُهَا الذِينَءَامَنُوا إِذَا ضَرَبتُم في سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَنُوا} (3) الآية. فأعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألف دينارٍ دية أخي، وأمر لي بمائة ناقة حمراء، وقال: إنهُ لا يمنعني أن أصير لك المائة الناقة ديةً أخرى إلا أني لا سرية المسلمين من بعد
فيكون ذلك دية المسلمين ديتين، فرضيتُ، وسلمتُ، وعقد لي على سريةٍ من سرايا المسلمين، فخرجتُ إلى حي حاتم الطائي، فغنمتُ منهم [وأسرت أربعين امرأة] وقدمتُ بالنسوة، فهداهُنَّ الله للإسلام، فزوجهنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابهُ) (4) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/335، واسم أخيه عنده قداد بدالين مهملتين ودالين معجمتين. الإصابة: 1/233.
(2) الاستكمال من مصادر الترجمة.
(3) الآية 94 النساء.
(4) قال ابن حجر تعقيباً على الخبر بعد أن أورده في الإصابة: هذا إسناد مجهول.(2/182)
259 - (جزي أبو خُزيمة السُّلمي) (1) /
1834 - روى أبو نُعيم، عن الطبراني عن علي بن عبد العزيز، عن المُعلى
ابن مهدي، عن حِضن بن عبد الله بن عياش السُّلمي، عن مُطرفِ [ابن عبد الرحمن] ابن عبد الله بن جزء، عن حبان بن جزء، عن أبيه: (أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بأسيرٍ كان عندهم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمر له النبي - صلى الله عليه وسلم - ببردين) (2) .
260 - (جَزء غير منسوبٍ، عداده في الشاميين) (3)
1835 - قال أبو نُعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا بكر بن سهلٍ، حدثنا
عبد الله بن صالح، حدثنا معاوية بن صالح بن أسد بن وداعة حدثهُ: أن رجلاً يقال له جزءٌ أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يا رسول الله إن أهلي يُغضبوني فبم أُعاقبهم؟ فقال: تغفرُ، ثم عاد الثانية [فقال: تغفرُ] حتى قالها ثلاثاً، [قال:] فإن عاقبتَ فعاقب بقدر الذنب، واتقِ الوجه) (4) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/326؛ والإصابة: 1/234؛ وورد اسمه عند الطبراني (جزء) قال الدارقطني: أصحاب الحديث يقولون بكسر الجيم وأصحاب العربية يقولون: بعد الجيم المفتوحة زاي وهمزة. وقال عبد الغني: بفتح وكسر الزاي، وقيل بكسر الجيم وسكون الزاي.
(2) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 2/268، وقال الهيثمي: فيه جماعة لم أعرفهم، مجمع الزوائد: 5/127.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/336؛ والإصابة: 1/234؛ وورد اسمه في المخطوطة مصحفاً هكذا (حديث غير منسوب) .
(4) عند ابن الأثير أخرجه ابن منده وأبو نعيم وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 2/269. قال الهيثمي: أسد لم يدرك القصة فهو مرسل، ورجاله وثقوا كلهم وفيهم ضعف. مجمع الزوائد: 8/106.(2/183)
261 - (جُشَيْب) (1)
1836 - قال أبو نُعيمٍ: هو مجهولٌ. روى عنه ابنه إن كان صاحب أبي الدرداءِ فهو حمصي، ويُنسبُ لهُ صحبة، روى عنه سعيد بن سُويد (2) ، ثم قال أبو نُعيم: حدثنا أحمد بن إسحاق، حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان الهروي، حدثنا محمد بن يزيد السلمي، حدثنا ابن أبي فُديك، عن جهْم بن عثمان، عن ابن جُشيبٍ، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: (من تَسَمَّى باسمي يرجُو بركتي غدتْ عليه البركة، وراحت إلى يوم القيامة) (3) .
262 - (جعدَة بن خالدِ بن الصمة الجُشمي) (4)
قال ابن سعد: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حديثه في مُسندِ أحمد في ثاني المكيين، وسادس الكوفيين.
1837 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبةُ، سمعتُ أبا إسرائيل (5) ، قال: سمعتُ جعدة قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورأى / رجلاً سميناً - فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُومى إلى بطنه بيدهِ، ويقولُ: (لو كان هذا في غير هذا لكان خيراً لك) .
ثم قال: وأُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجلٍ فقالوا: هذا أراد أن يقتلك.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/337؛ والإصابة: 1/235.
(2) في المخطوطة: (يزيد بن سعيد) والتصويب من الإصابة. قال البخاري: لا يتابع في حديثه. الميزان: 2/145.
(3) يرجع إلى الخبر في ترجمته بالمصدرين السابقين.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/339؛ والإصابة: 1/236؛ والاستيعاب: 1/240؛ والتاريخ الكبير: 2/238؛ وتهذيب التهذيب: 2/81.
(5) أبو اسرائيل الجشمي، اسمه شعيب عن مولاه جعرة الجشمي وعنه شعبة، ذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب: 12/9.(2/184)
فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لم تُرَع، [لم تُرَعْ] ولو أردت ذلك لم يُسلطك الله عليَّ) (1) .
وروى النسائي في اليوم والليلة منهُ الفصل الثاني عن إسماعيل بن مسعود، عن خالدٍ، عن شعبة [عن أبي إسرائيل] (2) .
_________
(1) من حديث جعدة - رضي الله عنه - في المسند: 3/471؛ وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 2/284.
(2) يرجع في ذلك إلى تحفة الأشراف: 2/471.(2/185)
1838 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا شُعبة، حدثنا [أبو] إسرائيل في بيت قتادة، قال: سمعتُ جعدة - وهو مولى [أبي] إسرائيل - قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورجلُ يقصّ عليه رُؤيا، فذكر سِمَنهُ، وعِظمهُ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو كان هذا في غير هذا لكان خير لك) (1) .
حدثنا وكيع، حدثنا شُعبة، حدثنا أبو إسرائيل، عن شيخ لهم يُقالُ لهُ جعدةُ: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى لرجلٍ رُؤْيا قال: فبعثَ إليه، فجاء، فجعل يقُصَّها عليه، وكان الرجل عظيم البطن. قال: فجعل يقولُ بأصبعيه في بطنه: لو كان هذا في غير هذا لكان خيراً لك) (2) .
263 - (جعدةُ بن هاني الحضرميّ) (3)
أدرك الجاهلية، ونزل حمص.
1839 - روى أبو نُعيم من حديث عمرو بن إسحاق بن زُريق، حدثنا أبو علقمة: نصرُ بن علقمة، عن جنادة بنت محفوظ بن علقمة،
_________
(1) من حديث جعدة - رضي الله عنه - في المسند: 3/471.
(2) من حديث جعدة - رضي الله عنه - في المسند: 4/339؛ وأخرجه البخاري في الكبير: 2/284.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/339؛ والإصابة: 1/236.(2/185)
عن ابن عائذٍ قال: حدثنا المقدام الكندي وجعدة بن هانئ وأبو عنبة (1) : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث عمر بن الخطاب إلى رجل نصراني بالمدينة يدعوه إلى الإسلام فإن أبى عليه أن يقسم مالهُ كلهُ نصفين، فأبى فقسمهُ نصفين كذلك) (2) .
_________
(1) المقدام بن معد يكرب الكندي أسد الغابة: 5/254؛ وأبو عتبة الخولاني وأسد الغابة: 6/233.
(2) الخبر أخرجه ابن منده أيضاً كما في مصدري الترجمة.(2/186)
264 - (جعدة بن هُبيرة بن أبي وهبٍ) (1) ...
وهو ابن (2) أم هانئ أخت علي بن أبي طالبٍ وقد اختلف في صحبته (3) سكن الكوفة.
1840 - قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا عبد الله بن إدريس عن، أبيه، عن جده، عن جعدة بن هُبيرة/ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (خير القرون [قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ثم الآخرون أرْذَلُ) ] (4) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/340؛ والإصابة: 1/236، 257؛ والاستيعاب: 1/240؛ والتاريخ الكبير: 2/239.
(2) أخذ المصنف بقول ابن منده وأبي نعيم بأنه ابن بنت أم هانئ ولكن الأشهر أنه ابن أم هانئ، وقد وهمها ابن الأثير في ذلك. قال أبو عبيدة: ولدت أم هانئ من هبيرة ثلاثة بنين: جعدة، وهانئ، ويوسف. وقد ترجم له ابن حجر في القسم الأول والثاني وأطال في الثاني وقطع القول ببنوته لأم هانئ.
(3) قال الحافظ ابن حجر: له رؤية بلا نزاع، وأورد في القسم الثاني من كتابه ترجمته وخلاف الأئمة في صحبته. الإصابة: 1/257.
(4) الخبر أخرجه ابن عبد البر وابن منده وأبو نعيم والطبراني في المعجم الكبير، واستكمال الخبر منه: 2/285.(2/186)
(حديثٌ آخرُ)(2/187)
1841 - قال أبو نعيم: حدثنا سُليمان بن أحمد، حدثنا مُعاذ بن المثنى،
حدثنا مُسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، عن منصور، عن مُجاهدٍ، عن جعدة بن هُبيرة، قال: (ذُكِرَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن مولى لبني عبد المطلب يُصلي ولا ينامُ، ويصومُ ولا يفطر، فقال: (أنا أصومُ وأفطر، وأصلي وأنام ولكل عمل شرةٌ ولكل شرةٍ فترةٌ (1) ، فمن تكن فترتهُ إلى السُّنَّة فقد اهتدى، ومن تكن فترتهُ إلى غير ذلك فقد ضلَّ) (2) .
265 - (جعفر بن أبي الحكم) (3)
1842 - ذكره محمد بن [عثمان بن] أبي شيبة والحماني في الوحدان من الصحابة [روى الحماني عن عبد الله بن جعفر المخرمي، عن عبد الحكم بن صهيب. قال: (رآني جعفر بن أبي] الحكم آكل مِنْ ههنا، وههنا، فقال: مَهُ يا ابن
أخي. هكذا يأكل الشيطانُ، إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أكل لم تعدُ يدهُ [ما]
بين يديه) (4) .
_________
(1) وردت العبارة غير واضحة في المخطوطة: (ولكن بسرّ فافسره) والتصويب من الطبراني.
(2) الخبر أخرجه الطبراني في الكبير: 2/285، وأبو نعيم ورمز له السيوطي بالضعف، وأخرجه أحمد في المسند عن رجل من الأنصار قال: ذكروا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مولاه لبني عبد المطلب فقال: انها تقوم الليل وتصوم النهار ... إلخ. المسند: 5/409؛ جمع الجوامع: 1/3152.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/341؛ والإصابة: 1/236.
(4) الخبر أخرجه أبو نعيم وأبو موسى كما في أسد الغابة، وما بين المعكوفات استكمال منه، قال ابن حجر: رواه البخاري في تاريخه من وجه آخر وقال هذا مرسل. المصدران السابقان.(2/187)
266 - (جعفر بن أبي طالب الهاشمي: أبو عبد الله) (1)
1843 - وهو ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخو علي بن أبي طالبٍ - رضي الله عنه -، وكان أَسنّ (2) من عليّ بعشرِ سنين، كما أنَّ عقيلاً أسنّ من جعفرٍ بعشر سنين، وطالب أسنَّ من عُقيل بعشر سنين، أسْلم جعفر قديماً، ولكن بعدَ علي أخيه، وهاجر إلى الحبشة، وكان حجيج (3) النجاشي عن المسلمين كما سيأتي يوم
جمعهم ليتكلم معهم في أمر عيسى بن مريم عليه السلام، فقرأ عليه وعلى
القسيسين سورة مريم، فقال النجاشي: (والله ما زاد على وصف عيسى ولا هذه القشة) ، والظاهر أن إسلام النجاشي كان على يد جعفرٍ - رضي الله عنهم -، ثم كان هجرته بمن كان معهُ من المسلمين/ ومن تبعهم من المشركين والأشعريين
إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو بخيبر ويُحاصر خيبر، ففتحها الله عليهم على يديه (4) ، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (والله ما أدري بأيهما أنا أُسرُّ بقدوم جعفرِ أو
بفتح خيبر) (5) .
ويُروَى: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلهُ بين عينيه) (6) واعتمر رسول الله
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/341؛ والإصابة: 1/237؛ والاستيعاب: 1/210؛ والطبقات الكبرى: 4/22؛ والتاريخ الكبير: 2/185؛ وتهذيب التهذيب: 2/98.
(2) في المخطوطة: (أصغر) والصواب: أسن. تراجع المصادر السابقة.
(3) حجيج: فقيل بمعنى فاعل من حاججته حجاجاً ومحاجة. أي أنه المحاجج والمطالب لوقد قريش بإظهار الحجة والبرهان والدليل عليهم. النهاية.
(4) الأخبار الصحيحة أنها فتحت على يدي أخيه علي - رضي الله عنهما -، ولعل المراد عند قدومه وبين يديه.
(5) الخبر أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط والصغير، وفي رجالي الكبير أنس بن سلم، قال الهيثمي: لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه الحاكم أيضاً من طريق الواقدي وعقب عليه الذهبي في التلخيص فقال: مع
انقطاعه فيه الواقدي. المعجم الكبير: 2/108؛ مجمع الزوائد: 9/271؛ مستدرك الحاكم: 3/208.
(6) أخرجه الطبراني مرسلاً من حديث الشعبي وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، كما أخرجه الحاكم من حديث جابر - رضي الله عنه -، كما أخرجه مرسلاً من عدة طرق. صحح أحدها الذهبي في التلخيص. المعجم الكبير: 2/108؛ مجمع الزوائد: 9/272؛ مستدرك الحاكم: 3/211.(2/188)
- صلى الله عليه وسلم - عُمرة القضاءِ فدخل مكة وهو آخذٌ بزمام ناقةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يُنشِدُ شِعر عبد الله بن رواحة (1) :
خلوْا بني الكفار عن سبيلهِ ... اليوم نضربكم على تأويلهِ
كما ضربناكُم على تنزيله
ضرباً يُزيلَ الهامُ عن مقيله ... ويشغلُ الخليلَ عن خليلهِ
ولما خرجوا منها اتبعتهُم عُمارةُ بنت حمزة، فحكم بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخالتها أسماء بنت عُميسٍ (2) زوجة جعفر وقال يومئذٍ لجعفرٍ:
_________
(1) في المخطوطة: (عبد الرحمن) وهو خطأ واضح، ولم نعثر فيما لدينا من المراجع على ما يؤيد هذه الرواية، إذ أن الأخبار الكثيرة تفيد أن عبد الله بن رواحة هو الذي كان ينشر بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولابن حجر في هذا تحقيق يطمئنه إليه الباحث. فأورد حديث أنس الذي أخرجه عبد الرزاق عنه من وجهين: أحدهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء، وعبد الله بن رواحة ينشر بين يديه (خلوا بني الكفار عن سبيله) مع اختلاف في ألفاظ الترجمة.
ثم قال ابن حجر: أخرجه أبو يعلى من طريقه، وأخرجه الطبراني عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن عبد الرزاق، ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في الدلائل، وأطال في هذا، وأورد ما زعمه ابن هشام في السيرة من أن قوله (نحن ضربناكم على تأويله) من قول عمار بن ياسر.
الرواية الثانية رواية عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس أخرجها البزار والترمذي والنسائي بلفظ (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكطة في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة بين يديه يمشي وهو يقول: (خلوا بني الكفار عن سبيله) .
أضاف الصالحي إلى تخريجات الرواية الثانية من حديث أنس: أن البخاري رواها تعليقاً وأخرجها ابن حبان كما أخرجها ابن عقبة عن الزهري وابن إسحق عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم.
فتح الباري على الصحيح: 7/501؛ سبل الهدى والرشاد: 5/291.
(2) في المخطوطة (عمر) وهو خطأ واضح وقد اختلف في اسم ابنه حمزة - رضي الله عنه -، فقيل: عمارة، وقيل: أمامة، وقيل: سلمى وقيل غير ذلك. أسد الغابة: 7/199؛ سبل الهدى والرشاد: 5/296.(2/189)
(أشبهت خلقي وخُلقي) (1) فيروى أنهُ حَجَل حين سَمِعَ ذلك من الفرحِ (2) . وقد بعثهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مُؤته (3) وجعلهُ أميراً بعد زيد بن حارثة، فقُتل زيد بن حارثة فقُتيل زيدُ فأخذ الراية جعفر بن أبي طالبٍ، فقُطعت يمينهُ، فأخذها بشماله فقُطعت، ثم قُتِلَ، فوُجد في جسدهِ بضعٌ وعشرون، وقيل [بضعٌ] وتسعون (4) ضربة بسهمٍ أو سيفٍ أو رُمحٍ مُقبلاً غير مُدبر، فعوضهُ الله عن يديه جناحين يطيرُ بهما في الجنةِ، فلهذا يُقالُ لهُ (ذوالجناحين) (5) ويُقالُ لهُ (الطيارُ) (6)
لذلك، وقد شهد لهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة والشهادة فرضِى الله عنهُ، وكانتْ وفاتهُ بمؤتةِ في جمادى سنة ثمانٍ وقبرهُ مشهورٌ عند ثنيةِ الكرك، وعليه مشهدٌ هائلٌ ومزارٌ، وقد زرتُهُ هناك وعند قبره قرأنا، وحدثنا فللهِ الحمد.
وكان عُمْرهُ مابين الخمس والعشرين إلى الثلاثين، وقيل إحدى وأربعين رحمهُ وبلَّ بالرحمة ثراهُ، وجعل الجنَّة مأواهُ، وقد فَعَلَ. حديثهُ في أهل البيت وسابع الأنصار. /
_________
(1) من حديث البراء بن عازب عند البخاري باب عمرة القضاء. الصحيح بشرح فتح الباري: 7/499.
(2) من رواية محمد بن عمر الواقدي. سبل الهدى والرشاد: 5/297.
(3) في المخطوطة: (قومه) .
(4) أخرجا لبخاري من حديث ابن عمر (فعددت به خمسين بين طعنة وضربة) ، ومن حديثه أيضاً (ووجدنا ما في جسده بضعاً وتسعين من طعنة ورمية) فلينظر في قول المصنف: (وقيل) على التمريض مع هاتين الروايتين. الصحيح بشرح الفتح: 7/510.
(5) كان ابن عمر إذا حيا ابن جعفر قال: (السلام عليك يا ابن ذي الجناحين) . الصحيح بشرح الفتح: 5/515.
(6) يرجع إلى حديث أبي هريرة عند الترمذي الذي سيورده المصنف في الصفحة التالية بلفظ: (رأيت جعفراً يطير في الجنة مع الملائكة) . سنن الترمذي: 5/654..(2/190)
1844 - فقال الترمذي: حدثنا علي بن حُجْر، حدثنا عبد الله بن(2/190)
جعفر عن العلاءِ (1) ، عن أبيه، عن أبي هُريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (رأيتُ جعفراً يطيرُ في الجنةِ مع الملائكةِ) (2) .
ولقد كان [ابن] عمر إذا سلَّم على عبد الله بن جعفرٍ يقول: (السلامُ عليك يا ابن ذي الجناحين) (3) .
ويروى عن عبد الله بن جعفرٍ قال: (كنتُ إذا سألتُ علياً شيئاً فامتنع قلتُ له: بحقِّ جعفر فيُعطيني) (4) .
وفي المسند من طريق عبد الله بن مُليل عن عليّ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لم يكن قبلي نبيٌ إلاَّ وقد أُعطي سبعة وزراء ونجباءَ، وإني أُعطيتُ أربعة عشر فذكر منهم حمزة وجعفراً) (5) .
وقال أبو هريرة: (ما انتعل النعال ولا ركب المطايا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل من جعفرٍ) (6) وفي روايةٍ أخبر فيها عن كرم جعفرٍ: (فما سألناهُ شيئاً فيعطينا ما في يديه حتى إنهُ يستخرج العكَّةَ من العسل فيشقها فنلعَقُ ما فيها) (7) .
_________
(1) العلاء: بن عبد الرحمن.
(2) قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن جعفر: هو والد علي بن المديني، وفي الباب عن ابن عباس. سنن الترمذي: 5/654.
(3) في المخطوطة: (عمرا) والصواب ابن عمر، والخبر أخرجه البخاري في الصحيح: 7/515.
(4) الخبر أخرجه ابن السكن من طريق مجالد عن الشعبي عن عبد الله بن جعفر. الإصابة: 1/237.
(5) من حديث علي بن أبي طالب في المسند: 1/148، وفي إسناده كثير بن إسماعيل النواء، ضعفه أبو حاتم والنسائي، وقال ابن عدي، مفرط في التشيع وأورد الذهبي هذا الخبر من مناكيره. الميزان: 3/402.
(6) الخبر أخرجه الترمذي بلفظ إثم من هذا وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، سنن الترمذي: 5/654.
(7) أخرجه الترمذي بلفظ: (جرّة من عسل فكسرها) وأخرجه البخاري بلفظ: (العكة ليس فيها شئ فنشقها) .
الترمذي في المناقب: 5/655؛ فتح الباري: مناقب جعفر بن أبي طالب: وكتاب الأطعمة: 7/75، 9/557.(2/191)
1845 - حدثنا يعقُوبُ، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد ابن مُسلم بن عُبيد الله بن شهابٍ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، عن أُم سلمة ابنةِ أبي أُميَّة بن المغيرة المخزومية زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -. قالت: (لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خيرَ جارٍ النجاشي أَمِنَّا على ديننا، وعبدنا الله عز وجل لانُؤْذَي ولا نسمعُ شيئاً نكْرههُ، فلما بلغ ذلك قريشاً ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فتيا رجُلين جَلْدَين، وأَنْ يُهدوا للنجاشي هدايا ممَّا يستطرفُ من متاعِ مكة - وكان أعجب ما يأتيه منها إليه الأُدمُ (1) - فجمعُوا له أُدْماً كثيراً، ولم يتركوا من بطارقتهِ، بطرِيقاً إلا أهدوا له هديةً، ثم بعثوا بذلك مع عبد الله بن أبي ربيعةَ المخزومي، وعمرو بن العاص بن وائلِ السَّهمي، وأمروهما أمْرهُمُ، وقالوا لهما: ادْفعُوا إلى كل بطريقِ هديته قبل أن تُكلموا النجاشي فيهم، ثم قدما للنجاشي هداياه ثم أسألاهُ أن يُسلمهُم إليكُما قبل أن يُكلمهُم.
قالتْ: فخرجا، فقدِما على النجاشي، ونحنُ عندهُ بخير دارٍ، وخير جارٍ، فلم يبق من بطارقتهِ بطريقٌ إلا دفعا إليه هديتهُ قبل أن يُكلما النجاشي، ثم قالا لكل بطريق منهم: إنه قد ضوى (2) إلى بلدِ الملك منا غلمانٌ سُفهاء فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا دينكم، وجاءوا بدينٍ مبتدع/ [لانعرفه] نحن ولا أنتم، وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشرافُ قومهم لنردَّهم إليهم، فإذا كلمنا الملك فيهم، فأشيروا عليه أن يُسلمهم إلينا، ولا
_________
(1) الأدم: يعني الجلود، قيل الأحمر منها وقيل المدبوغ. لسان العرب: 12/9.
(2) ضوى: لجأ. القاموس.(2/192)
يُكلمهم، فإن قومهم أعلى بهم عيناً (1) وأعلم بما عابوا عليهم، فقالوا لهما: نعم.
ثم إنهما قرِّبَا هداياهم إلى النجاشي، فقبلها منهما، ثم كلماهُ فقالا لهُ: أيها الملك إنه قد صبأ إلى بلدك منا غلمانٌ سُفهاء فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدينٍ مبتدعٍ [لانعرفه] نحنُ ولا أنتَ، وقد بعثنا إليك فيهم أشرافُ قومهم من آبائهم وأعمامهم، وعشائرهم، لنردهم إليهم، فهُم أعلى بهم عيناً، وأعلم بما عابوا عليهم، وعاتبوهم فيه.
قال: ولم يكن شئٌ أبغض إلى عبد الله بن [أبي] ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع النجاشي كلامهُم، فقالت بطارقته: صدقوا أيها الملك. قومُهم أَعلى بهم [عيناً] وأعلم بما عابوا عليهم، فأسلمهم غليهما ليردوهم إلى بلادهم وقومهم، قال: فغضب النجاشيُّ ثم قال: لا هَا الله ليردوهم إلى بلادهم وقومهم، قال: فضغب النجاشي ثم قال: لا هَا الله إذا لا أُسْلمهُم إليهما، ولا أَكادُ، قوماً جاوروني، ونزلوا بلادي، واختاروني على من سواى، حتى أدعُوهم. فأسألهم ماذا يقولُ هذان في أمرهم؟ فإن كانوا كما يقولون أسلمتهُم غليهما، ورددتهم إلى قومهم، وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهم وأحسنتُ جوارهم [ما] جاورُوني.
قالت: ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعاهُم، فلما جاءهُم رسولُهُ اجتمعوا، ثم قال بعضهم لبعض: ما نقُولُ للرجل إذا جئتموهُ؟ قالوا: نقول والله ما علمنا وما أمرنا به نبينا - صلى الله عليه وسلم - كائنٌ في ذلك ما هو كائن، فلما جاءوه وقد دعا النجاشي أساقفتهُ، فنشروا مصاحفهُم حوله، فسألهُم فقال: ماهذا [الدين] الذي فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا في ديني، ولا دين قومكم، ولا دين أحدٍ من الأمم؟ وكان الذي كلمهُ جعفرُ بن أبي طالبٍ فقال لهُ: أيُّها الملك كُنَّا قوماً أهل جاهليةٍ،
_________
(1) أعلى بهم عيناً: أبصر بهم وأعلم بحالهم. النهاية.(2/193)
نعبدُ الأصنام، ونأكلُ الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطعُ الأرحام، ونسئُ الجوار، ويأكلُ القويُّ منَّاالضعيف، وكُنَّا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً/ منا رسولاً نعرفُ نسبهُ، وصدقه، وأمانتهُ، وعفافهُ، فدعانا إلى الله لنوحدهُ ونعبدهُ، ونخلعَ ما كان يَعبده آباؤنا من دُونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الأرحام، وحُسنِ الجوار، والكفِّ عن المحارم، والدماءِ، ونهانا عن الفواحش، وقولِ الزُّور، وأكل مال اليتيم، وقذفِ المُحصنةِ وأنْ نعبدَ الله لا نُشرك به شيئاً، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام.
قالت: فعدد عليه أُمور الإسلام، فصدقناهُ وآمنا بهِ، واتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده لا نُشرك به شيئاً، وحرَّمنا ما حرَّم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومُنا [فعذبونا] وفتنونا عن ديننا ليردُّونا من عبادة الرحمن إلى عبادة الأوثان، ونستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وبغوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نُظلم عندك أيُّها الملك.
قالت: فقال النجاشي: هل معك مما جآء به عن الله من شئٍ؟ قالت: فقال جعفر: نعم. فقال النجاشي: اقرأه عليَّ، فقرأ عليه صدراً من سورة (كهيعص) قالت: فبكى وألف الله النجاشي، حتى أخضل (1) لحيتهُ، وبكت الأساقفة حتى أخْضَلوا مصاحفهم، حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال النجاشي: إن هذا والذي جاء به موسى ليخرُج من مشكاةٍ واحدةَ، انطلقا فوالله لا أُسلمهُم إليكُما أبداً، ولا أكاد. قالت أم سلمة: فلما خرجنا من عنده قال عمرو بن العاص: والله لآتينهُ غداً فأحدثهُ عنهم بما يستأصل به خضراءهُم (2) . قالت: فقال له عبد الله بن أبي ربيعة
_________
(1) أخضل لحيته: بلها بالدموع. النهاية.
(2) خضراءهم: سوادهم وعامتهم.(2/194)
- وكان أتقى الرجلين فينا-: لا تفعل فإنَّ لهم أرحاماً، وإن كانوا قد خالفونا. قال: والله لأخبرنهُ أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبدٌ. قالت: ثم عدا عليه الغدَ فقال / له: أيها الملك إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولاً عظيماً، فأرسل إليهم فاسْألهم عما يقولون. قالت: فأرسل إليهم يسألهم عنهُ. قالت: ولم ينزل بنا مثلُها. فقال بعضهم لبعضٍ: ماذا تقولون في عيسى إذا سألكُم عنه؟ قالوا: نقول والله ما قال الله فيه، وما جآء به نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - كائن في ذلك ماهو كائن، فلما دخلوا عليه قال لهم: ما تقولون في عيسى بن مريم؟ فقال له جعفر بن أبي طالب: نقولُ فيه الذي جاء به نبينا - صلى الله عليه وسلم -: هو عبدهُ ورسولهُ وروحُهُ وكلمتهُ ألقاها إلى مريم العذراء البتول. قالت: فضرب النجاشي بيده إلى الأرض فأخذ منها عُوداً فقال: ما عدا عيسى بنُ مريم ما قلت هذا العُود، فتناخرت بطارقتُه حولهُ حين قال ما قال: وإن نخرتم والله اذهبوا فأنتُم سُيُومٌ بأرضي - والسيومُ الآمنون - من سبكم غرم، من سبكم غرِمَ. ما أحب أن لي دَبْرَى (1)
ذهباً وأني آذيتُ رجلاً منكم - والدبرُ بلسان الحبشة الجبل - رُدّوا عليهما هداياهُما، فلا حاجة لنا بِها، والله ما أخذ الله [مني] الرشوة [حين ردَّ على مُلكى فآخذ الرشوة] فيه، وما أطاع الناس فأطيعهم فيه.
فخرجا من عندهُ مقبوحين مردُودين مردوداً عليهما ماجاء بهِ، وأقمنا عنده بخير دارٍ مع خير جارٍ. قالت: فوالله إنا على ذلك إذ نزل به يعني من يُنازعهُ في مُلكه. قالت: فوالله ما علمنا حُزناً كان أشد من حُزنٍ حزِنَّاهُ عند ذلك تخوُّفاً أن يظهر ذلك على النجاشي، فيأتي رجلٌ لا يعرف مِنْ حقنا ما كان النجاشي يعرفُ منهُ. قالت: وسار النجاشي وبينهما عرضُ
_________
(1) دبري: هو بالقصر اسم جبل، وفي رواية: (دبرا) بفتح أوله وإسكان ثانيه مصروفاً..الأول معرفة والثاني نكرة. النهاية.(2/195)
النيل قالت: فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من رجلٌ يخرجُ حتى يحضر وقعة القوم، ثم يأتينا بالخبر؟ قالت: فقال الزبيرُ بن العوام: / أنا، فكان من أحدث القوم سناً، فنفخوا له قربةً، فجعلها في صدره وسبح حتى خرج إلى ناحية النيل التي بها مُلتقى القوم، ثم انطلق حتى حضرهُم. قالتْ: ودعونا الله للنجاشي بالظهور على عدوه والتمكين لهُ في البلدة، فاستوثق عليه أمرُ الحبشة، فكنا عنده في خيرِ منزلٍ ودارٍ، حتى قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو بمكة (1) .
(خبرٌ آخر عنه في كلمات الكَرْبِ)
_________
(1) من حديث جعفر بن أبي طالب - وهو حديث الهجرة - في المسند: 1/201 وما بين المعكوفات استكمال منه وأخرجه أيضاً في الخامس، ص 290.(2/196)
1846 - رواه النسائي في اليوم والليلة، عن يحيى بن عثمان بن سعيد، عن زيد بن يحيى بن عُبيد، عن عبد الرحمن بن ثابت عن ثوبان، عن الحسن بن الحُر أنه سمع محمد بن عجلانٍ، عن محمد بن كعب القُرَظي، عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، عن بعض أهله، عن أبيه جعفر بن أبي طالبٍ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنهُ علمهُ كلماتٍ إذا نزل به كربٌ دعا بهنَّ: لا إله إلا الله الحليم الكريم. لا إله إلا الله ربُّ العرش العظيم. لا إله إلا الله رب السموات والأرض وما بينهما ربُّ العرش الكريم) . كذا وقع للنسائي وهو يأتي (1) له.
والمحفوظ من هذا الحديث حديث عبد الله بن جعفرٍ عن عمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ كما تقدم والله أعلم.
قلتُ وينبغي أن يُورد عنه الحديث الذي رواهُ أبو داود من طريق محمد بن إسحاق.
_________
(1) اليوم والليلة للنسائي كما في تحفة الأشراف: 2/437.(2/196)
حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزُّبير، عن أبيه، قال: حدثني أبي الذي أرضعني، وكان أحدُ بني مُرَّة بن عوفٍ، قال: (والله لكأني انظر إلى جعفر بن أبي طالبٍ يوم مؤتة حين اقتحم عن فرسٍ لهُ شقراءَ فعقرها، ثم تقدم فقاتل حتى قُتل) (1) / قال ابن إسحاق، فهو أوّل من عقر في الإسلام (2) .
قلتُ: ذهب بعض العلماء أنَّهُ متى خِيفَ أن يستولى العدوُّ على شيءٍ من الخيل أو الدوابِ أو آلاتِ الحرب والأهوال التي يعجز المسلمون عن حفظها، فإنهُ يجوز إعدامُها لئلا يستولى عليها العدوُّ، فتكون لهم قوة، وقد حكاهُ الطائي عن أبي حنيفة، وغيره، واستُدِلَّ لهم بهذا عن جعفرٍ، وكنا نحرق نخيلهُم وأشجارهم إذا لم يغلبُ على الظنِّ [هوانها] (3) عليهم والله أعلم.
_________
(1) قال أبو داود: هذا الحديث ليس بالقوي، وتعقبه المحقق أحمد شاكر وانتهى إلى القول بأن الإسناد صحيح لا علة فيه. سنن أبي داود: 3/29؛ مختصر السنن للمنذري: 3/397.
(2) السيرة، لابن هشام مع الروض الأنف: 4/72.
(3) كلمة غير واضحة بالمخطوطة، وأثبتناها أقرب ما تكون إلى الرسم والسياق ويرجع إلى ما أورده الخطابي في معالم السنن من آراء العلماء في عقر الفرس تعليقاً على حديث عقر الدابة في الحرب. مختصر السنن للمنذري: 3/397.(2/197)
267 - (جعفرُ العبدي) (1)
1847 - ذكره علي بن سعيد العسكري (2) في الصحابة، وروى لهُ
_________
(1) لا يخرج كلام المصنف هنا عما أورده ابن الأثير عنه في أسد الغابة: 1/344؛ وقال ابن حجر في الإصابة: 1/268: تابعي أرسل حديثاً فذكره علي بن سعيد في الصحابة ونقل ابن حجر عن أبي موسى قوله: (إن كان هذا هو جعفر بن زيد العبدي فهو تابعي معروف وإلا فما أعرفه) وعقب على ذلك فقال: هو فقد ذكره البخاري في التاريخ، وذكر هذا الحديث في ترجمته من طريق معتمد وقال: هو مرسل. ويراجع التاريخ الكبير: 2/191.
(2) في المخطوطة: (العكبري) وهو الإمام الحافظ أبو الحسن علي بن سعيد العسكري. طبقات الحفاظ للسيوطي: 315.(2/197)
أبو موسى المديني من طريق ليث عن أبي سُليم، عن زيدٍ، عن جعفرٍ العبدي مرفوعاً: (ويلٌ للمتألمين (1) من أمتي الذين يقولون فلانٌ في الجنة، وفلانٌ في النار) .
_________
(1) في المخطوطة: (للمتألمين) ، وفي الإصابة: (للمساكين (والصواب كما في أسد الغابة والنهاية:) للمتألمين (يعني الذين يحكمون على الله ويقولون: (فلان في الجنة وفلان في النار) ، النهاية: 1/39.(2/198)
268 - (جعونه بن زيادٍ الشني) (1)
1848 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لابد من العريف والعريفُ في النار) .
ذكره أبو نعيم من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة (2) ، عن عبد الله زياد الشَّني، عن الجُلاس بن زياد الشَّني.
269 - (جُعيل الأشجعي) (3)
وسماه ابن منده جُعيل بن زيادٍ.
1849 - وقال النسائي في السير: حدثنا محمد بن رافع، حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي، وقال أبو بكر بن أبي عاصمٍ: حدثنا الحسنُ بن عليٍ، حدثنا زيد ابن الحُبابِ قالاَ: حدثنا رافع بن سلمة بن زياد بن أبي الجعد، حدثني عبد الله بن أبي الجعد، عن جعيل الأشجعي قال: (خرجتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض غزواته، وأنا على فرس عجفاء ضعيفةٍ في آخر الناس فلحقني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: سر يا صاحب
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/344؛ والإصابة: 1/239.
(2) عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة: قال أبو حاتم كان يكذب فضرّ على حديثه، وقال الدارقطني: متروك يضع الحديث. وعلق ابن حجر على الخبر فقال: عبد الرحمن: أحد الضعفاء وبقية رجاله مجهولون. الإصابة، الميزان: 2/580.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/344؛ والإصابة: 1/239؛ والاستيعاب: 1/238؛ والتاريخ الكبير: 2/249.(2/198)
الفرس. فقلتُ: يارسول الله عجفاءُ ضعيفةٌ، فرفع مخفقةً كانت معهُ، فضربها بها وقال: / اللهم بارك له فيها. قال: فلقد رأيتني ما أملكُ رأسها قُدَّامَ القومِ، ولقد بِعتُ من بطنها باثنى عشر ألفاً) (1) هذا لفظ ابن أبي عاصمٍ.
ورواهُ أبو نُعيم، عن الطبراني، عن علي بن عبد العزيز، عن محمد بن عبد الله الرقاشي مثلهُ (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/437؛ والبخاري في التاريخ الكبير: 2/249.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/280. وقال الهيثمي: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/263.(2/199)
270 - (جُفْشِيشُ بن النُّعمان أبو الخيرِ الكندي) (1)
1850 - ويقال أبو الجُفْشِيش لقبٌ واسمهُ مَعدان بن الأسود (2) بن معدي كربٍ بن ثمامة بن الأسود بن عبد الله بن الحارث بن عمرو بن مُعاوية بن الحارث ابن الأكبر بن مُعاوية بن ثور بن مرثع بن معاوية، وهو كندة قالهُ هشام بن الكلبي، ومن الناس من يقول خُفْشيش بالخآء، وهو وهمٌ.
قال الطبراني: حدثنا إبراهيم بن نائلة، حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، حدثنا الحسن بن صالح، عن أبيه، عن جُفْشيش الكندي، قال: (جآء قومٌ من كندة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: أنت منَّا وادَّعوهُ.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/345؛ والإصابة: 1/240؛ والاستيعاب: 1/264.
(2) في المخطوطة: (ابن تمامة بن معدي كرب) والتصويب من أسد الغابة.(2/199)
فقال: لا نقْفُوا أُمَّنَا، ولا ننتفي من أَبِينَا، نحنُ من ولدِ النضر بن كِنانة) (1) .
وقد رواه أبو نعيم من حديث أحمد بن يونس عن الحسن بن صالح: حدثني شيخٌ من الحي: (أن رجلاً من كِندة يقال له جُفشيش أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أنت مَنَّا. فقال: لا نقفوا أُمُّنَا ولا ننتفي من أبينا، نحن من ولد النَّضْر بن كنانة) قال ورواهُ يحيى بن آدم عن علي بن صالح، عن أبيه أنبأنا الجُفْشيش فذكر مثلهُ (2) .
(جُفَينَةُ الجُهني) (3)
_________
(1) لا نقنو أمنا: لانتهمها ولا نقذفها. وقيل معناه: لا تترك النسب إلى الآباء وننسب إلى الأمهات. النهاية: 3/270؛ ويرجع إلى الخبر في المعجم الكبير للطبراني: 2/285. قال الهيثمي: فيه إسماعيل بن عمرو البجلي: ضعفه أبو حاتم والدارقطني ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 1/195.
(2) يرجع إلى الخبر في مصادر ترجمته.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/346؛ والإصابة: 1/241؛ والاستيعاب: 1/261. وقيل اسمه جفنة النهدي ويقال: الغساني.(2/200)
1851 - قال أبو نُعيم: حدثنا سُليمان بن أحمد، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا عمرو بن عون، حدثنا أبو بكر الداهري (1) ، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عُرينة بن جُفَينة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إليه كتاباً فرقع به دلوهُ، فقالت ابنتهُ: عمدت إلى كتاب سيد العرب فرقعتَ به دلوك، فهرب فأخذ كل قليل وكثيرٍ هُوَ لهُ، ثم جاء بعدُ مُسلماً / فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [انظر ما] (2) وجدتُ من متاعك قبل قسمة السهام فخذه) (3) .
_________
(1) في المخطوطة مصحفاً: (الداهبي) وهو أبو بكر الداهري: عبد الله بن حكيم. قال في الميزان: ليس بثقة ولا مأمون: 4/499.
(2) بياض بالأصل وما أثبتناه من الإصابة.
(3) في المخطوطة: (الهام تجدة) والتصويب من الإصابة وأسد الغابة والمعجم الكبير: 2/289.(2/200)
271 - (جُمانةُ الباهلي) (1)
1852 - قال أبو موسى: الباهلي، ذكرهُ الأزدي في الصحابة، ثم روى أبو موسى عن بكر بن خُنيس، عن عاصم بن [عاصم، عن] (2) جُمانة الباهلي. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لما أذِنَ الله لموسى بالدعآء على فرعون أَمنت الملائكةُ، فقال الله قد استجبتُ لك، ودُعاءَ من جاهد في سبيل الله، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اتقوا أذى المجاهدين، فإن الله يغضب لهُم كما يغضب للرسل، ويستجيبُ لهم كما يستجيب دعآء الرُّسُل) (3) .
272 - (جمدٌ الكندي) (4)
1853 - قال حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن جمدٍ: (أنهُ قال: لأن أوتي بقصعةٍ، فأُصيب منها، أحبُّ إليَّ من أن أُبشَّرَ بغلامٍ، فأخبر بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا جمدُ إنه أنتَ أنْ قلتَ ذلك؟ فقال: نعم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنهم ثمرةُ الفؤاد، وقرةُ العين، وإنهم لمحزنة مجبنةٌ مبخلةٌ) (5) رواهُ أبو نعيم، والمشهور أن قائِل ذلك الأشعث بن قيسٍ، وشبَّهَ حمادُ بن سلمة قِلَّةَ رحمةِ الأشعث بالجماد فقال جمدٌ (6) ، وقال ابن الأثير: ولا أعرفُ في كندة من اسمهُ جمدٌ إلا أحدَ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/348؛ والإصابة: 1/242.
(2) استكمال من مصدري الترجمة. وبكر بن خنيس الكوفي العابد أكثر أقوال الأئمة إلى تضعيفه أميل. الميزان: 1/344.
(3) الخبر استدركه أبو موسى كما في الإصابة.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/349؛ وترجم له في القسم الرابع من الإصابة: 1/269.
(5) الكلمتان في المخطوطة أصابهما تحريف النساخ، وما أثبتناه من مصادر الترجمة.
(6) قال الحافظ ابن حجر تعليقاً على هذا: (وليس كذلك، بل المعروف أن الأشعث بن قيس بشر بغلام من ابنة جمد الكندي فقال ما قال. وجمد هو أحد الملوك الأربعة الذين ارتدوا فقتلوا في خلافة أبي بكر وكانت ابنة جمد تحت الأشعث) الإصابة.(2/201)
الملوك الأربعة [الذين دعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقتلوا في الردةِ كُفَّاراً] (1) كما جاء في الحديث.
_________
(1) استكمال من أسد الغابة.(2/202)
273 - (جمرةُ بن عوفٍ) (1)
أبو يزيد من أهل فلسطين
(قدم هو وأخوه حُريثٌ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمسح صدرهُ ودعا له
بالبركة) رواه أبو نعيم من طريق أولاده عنهُ (2) .
274 - (جمرةُ بن النُّعمان بن هوذة بن مالكٍ) (3) /
1854 - ابن سنان بن السباع بن دُليم (4) بن عدي بن حزاز بن كاهل
ابن عُذرة سيد قومهِ، وأول من قدِمَ بصدقتهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (5) . قال
أبو جعفر الطبري وأقطعهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُضْرَ فَرَسهِ، ورمية (6) سَوْطه من وادي القُرَى) (7) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/349؛ والإصابة: 1/242.
(2) كذا أورده ابن الأثير في ترجمته. وأضاف ابن حجر في الإصابة رواية أخرى عن الدارقطني
في المؤتلف من طريق وهاس بن علاق بن هشام بن يزيد بن جمرة قال: سمعت أبي عن
أبيه عن جده. يزيد بن جمرة: قال: (ذهبت مع أبي جمرة بن عوف) ثم قال: ابن حجر: إسناده مجهولون.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/349؛ والإصابة: 1/243؛ والاستيعاب: 1/261.
(4) في المخطوطة: (ابن إسحاق بن اتباع بن دلهم) . والتصويب من أسد الغابة.
(5) قال ابن عبد البر: قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد بنى عذرة. لا أعرفه بغير هذا. الاستيعاب.
(6) في المخطوطة محصفاً: (حصن فرسه ووهبه) . والحضر: بضم فسكون العدو يعني قدر عدو
فرسه.
(7) يراجع أسد الغابة.(2/202)
وروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أنهُ أمرَهُ بدفن الشَّعَرِ والدم) رواه أبو نُعيم (1) .
* (جميل بن بصُرة)
(العِفاري يأتي والمشهور حُميل بالحاء)
_________
(1) الخبر أخرجه أيضاً الدارقطني في المؤتلف كما رواه الواقدي. يراجع الإصابة.(2/203)
275 - (جميل بن رِدامٍ العُذُريّ) (1)
1855 - روى أبو نُعيم من طريق عتيق بن يعقوب، حدثنا عبد الملك بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزمٍ، عن أبيه، عن جده، عن عمرو بن حزم: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب كتاباً: هذا ما أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جميل بن رِدَامٍ أعطَاهُ الرمد ألا يخافهُ (2) فيها أحدٌ) وكتب علي بن أبي طالبٍ (3) .
276 - (جميل البحراني) (4)
1856 - ذكرهُ ابن الدباغ الأندلسي في الصحابة وروى من طريق مُحكم ابن صالح الضبي، عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، حدثني جميل البحراني قال: (شهدتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل موتهِ بعامٍ، وهو يقول: إني أبرأُ إلى كل ذي خُلَّةٍ من خُلَّتِهِ، ولو كنتُ مُتَّخِذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذتُ أبا بكر خليلاً، ولكن أخي وصاحبي في الغار) (5) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/350؛ والإصابة: 1/244.
(2) لا يحاقه فيها أحد: لا يخاصمه.
(3) الخبر أخرجه ابن منده أيضاً كما في الإصابة وأسد الغابة.
(4) له ترجمة في أسد الغابة (جميل النجراني) بالنون: 1/352؛ وفي الإصابة (البحراني) بالباء: 1/245؛ وكذا في جمع الجوامع: 1/2935؛ وفي المشتبه (ص 53) : جميل النحراني بالنون شيخ لأبي إسحاق.
(5) جمع الجوامع: 1/2935 مصدر الترجمة.(2/203)
277 - (جناب: أبو خابط الكِنَاني) (1)
1857 - ذكر أبو نعيم من حديث أبي عوانة: يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حدثنا محمد بن عبد الله البلوي، حدثنا عُمارة بن زيد عن عبد الله (2) ابن العلاء بن أبي نبقة، عن الزُّهري، عن سعيد بن المسيب بن خابط بن جَناب، عن أبيه. قال: (كنت بالفلاة إذ مرَّ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومرَّ علينا جيش عرمرم، فقيل: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (3) .
278 - (جنابٌ الكلبيّ) (4)
1858 - أسلم يوم الفتح، وروى عن النبي / - صلى الله عليه وسلم -: (أنهُ سمعهُ يقول لرجلٍ ربعةٍ إلى جانبهِ: إن جبريل عن يميني، وميكائِيل عن يساري، والملائكةُ قد أظلت عسكري فخُذْ في بعض هناتك (5) ، فأطرق الرجل شيئاً، ثم قال:
يارُكن مُعتمدٍ، وعصمةَ الآئذ ... وملاذ مُنتجعٍ وجارَ مُجاورِ
يامن تخيرهُ الإلهُ لخلقهِ ... فحباه بالخُلقِ الزكي الطّاهرِ
أنت النبيُّ وخيرُ عُصْبةِ آدمٍ ... يا منْ يجُودُ كفيض بحرٍ زاخرِ
ميكالُ معكَ وجبرائيل كلاهُما ... مددٌ لنصرك من عزيزٍ قاهر
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/352، وضبط اسم والده فقال: بالخاء المعجمة والباء الموحدة (خابط) ، وهو يوافق ما في المشتبه، ص 262، وفي الإصابة: حائط وتكرر هكذا: 1/245.
(2) في المخطوطة: (عبد العزيز) والصواب: عبد الله بن العلاء بن أبي نبقة بيض له ابن حاتم: مجهول. الميزان: 2/464.
(3) الخبر أخرجه ابن منده أيضاً كما في الإصابة وأسد الغابة.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/342؛ والإصابة: 1/245؛ والاستيعاب: 1/263.
(5) في المخطوطة: (تجدني هنائل) والصواب ما أثبتناه: (فخذ في بعض هناتك) . والمراد: أسمعنا بعض أشعارك. تراجع النهاية: 4/256.(2/204)
قال: قلتُ: فمن الشَّاعرُ؟ قالوا: حسان بن ثابت، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا له، وقال لهُ خيراً) (1) .
_________
(1) أورد الخبر بتمامه ابن عبد البر في الاستيعاب، وابن الأثير في أسد الغابة، واختصره ابن حجر وعقب عليه فقال: هذا طرف من حديث قبله، فلعله اختلف في نسبه.(2/205)
279 - (جُنادة بن أبي أمية الأزدي) (1)
اسمُ أبي أُميةُ مالك، وقيل كثيرٌ، ومنهم من يفرق بينهما (2)
فالله أعلم. كان يلي غزو البحر زمن عثمان إلى أيام يزيد، ورُبما شتا (3) في البحر بعض الأعوام، وتوفي سنة ثمانين، وقيل ستٍ وثمانين، وقيل سنة خمسٍ وسبعين (4) ، وقال العجلي: لم يكُ بصحابي وإنما هو من كبار التابعين سكن الأُرْدُنّ، وهذا قد صححه بعضهُم لأنَّ أكثر رواياتهِ عند الجماعة من الصحابةُ، لكن في سياق أحمد ما يدلّ على أنهُ صحابي صغير، وحديثهُ عند أحمد في خامس عشر الأنصار.
1859 - حدثنا يزيدُ بن هارون، أنبأنا محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن حُذيفة الأزدي، عن جُنادة الأزدي قال: (دخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم جمعةٍ في سبعةٍ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/353؛ والإصابة: 1/245؛ والاستيعاب: 1/242؛ والتاريخ الكبير: 2/232.
(2) ممن فرّق بينهما ابن الأثير، فترجم لثلاثة من الصحابة باسم جنادة بن أبي أمية، والخلاف في اسم أبي أمية: مالك - كثير - كبير.
قال ابن حجر: وقد فرّق ابن سعد وأبو حاتم وابن عبد البر وغير واحد بين جنادة بن أبي أمية الأزدي وبين جنادة بن مالك الأزدي. انتهى.
والطبراني فرّق بينهما أيضاً. يراجع المعجم الكبير: 2/281، 282. وفي التاريخ الكبير: اسم أبي أمية كبير وقال محققوه: وقع في الأصلين كثير. المراجع السابقة.
(3) في المخطوطة: (سبي) لا تتفق مع ترجماته، وقد ذكر ابن الأثير أنه شتا في البحر سنة تسع وخمسين: 1/353.
(4) قال البخاري: مات جنادة سنة سبع وستين. التاريخ الكبير.(2/205)
من الأزد أنا منهم. وهو يتغدى فقال: هلُمُّوا إلى الغداء. قال: فقلنا: يا رسول الله إنَّا صيامٌ. قال: أصمتُم أمس؟ قال: قلنا: لا. قال: فأفطروا، فأكلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فلما خرج وجلس على المنبر دعا بإناءٍ من ماءٍ فشرب وهو على المنبر والناس ينظرون يُريهم أنه لا يصوم يوم الجمعة) رواه النسائي من حديث محمد / بن إسحاق وغيره عن يزيدٍ به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/438 من عدة طرق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن حذيفة البارقي عن جنادة الأزدي؛ ورواه البخاري في التاريخ الكبير، وللحافظ المزي تحقيق مفيد عن سند هذا الخبر يرجع إليه من شاء التقصي في تحفة الأشراف: 2/232.(2/206)
1860 - حدثنا حجاج، حدثنا ليث، حدثنا يزيد بن أبي حبيبٍ، عن أبي الخير: أن جُنادة بن أبي أمية حدثهُ: (أن رجالاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال بعضهم: إن الهجرة قد انقطعت، فاختلفوا في ذلك. قال: فانطلقتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: يارسول الله إن ناساً يقولون: إن الهجرة قد انقطعت؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الهجرة لا تنقطع مادام الجهادُ) (1) .
280 - (جنادةُ بن أبي أُميةَ، واسم أبي أُمية كثيرٌ)
1861 - قال أبو نعيم: وهو عندي جُنادةُ بن أبي أمية الأزدي المتقدم، ثم روى أبو نعيمٍ في ترجمة هذا من طريق أبي بكر الداهري عن شهر بن حوشب عن أبي عبد الرحمن: أنهُ توضأ، فلما قام إلى الصلاة التفت عن يمينه، فقال: أترضون؟ قالوا: نعم، ثم فعل مثل ذلك عن يساره، ثم قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من أمَّ قوماً وهُمْ لهُ
_________
(1) من حديث جنادة بن أبي أمية في المسند: 4/62.(2/206)
كارهون فإنّ صلاتهِ لا تُجاوز ترقُوتهِ) (1) .
ثم ذكر أبو نُعيمٍ ثالثاً فقال جُنادة بن [أبي] أُمية الزهراني (2) .
ثم قال: شهد فتح مصر، ولي غزو البحر أيَّام مُعاوية [مات] (3) سنة ثمانين ثم قال: وهو عندي المتقدمُ ذكره، ومن فرَّق فقد وهم. [ثم] ذكره أبو نُعيمٍ: جُنادةُ ابن مالك الأزدي (4)
يُكنى أبا عبد المطلب لهُ عقب بالكوفة.
قلتُ: وهُوَ على قول من سمَّى أبا أُمية مالكاً الأول فالله أعلم.
_________
(1) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 2/282، وفيه شهر بن حوشب قال الحافظ: سنده ضعيف. الجامع الصغير يشرح فيض القدير: 6/87.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/354؛ والاستيعاب: 1/242.
(3) الزيادة التي بين معكوفين لتصح العبارة إذ أن معاوية مات سنة ستين.
(4) لخص ابن الأثير اختلاف العلماء في هذا الأسماء فقال:
وبالجملة فقد اختلفوا في ذلك: فأما أبو عمر فقد صرح بأنهما اثنان، أحدهما جنادة بن أبي أمية، وجنادة بن مالك، وروى عنه حديث النياحة، وأما أبو نعيم فإنه جعل جنادة بن أبي أمية الأزدي، وكنيته أبو عبيد الله، الذي سكن مصر وعقبه بالكوفة، ترجمه وروى عنه صوم يوم الجمعة، وجنادة بن أبي أمية، واسمه كبير، الذي روى حديث الامامة ترجمة ثانية، وجنادة بن أبي أمية الأزدي الزهراني الذي شهد فتح مصر ترجمة ثالثة، وروى عنه حديث الهجرة، ثم قال: وبعض المتأخرين، يعني ابن منده، أفرد حديث جنادة في الأمامة، وحديث الهجرة فجعلها ترجمتين تكثيراً لتراجمهم، وثلاثتهم عندي واحدة جنادة الأزدي، وجنادة الزهراني، وجنادة الذي روى حديثه حذيفة في الصوم. وأما ابن منده فجعل ابن أبي أمية ترجمتين وجنادة بن مالك ترجمة أخرى، فجعلهم ثلاثة، ولم يتكلم عليهم شئ، فدل على أنه ظنهم ثلاثة، وما أشبه كلام أبي نعيم وأبي عمر بالصحة والصواب، والله أعلم.(2/207)
1862 - وقد أورد أبو نُعيم من طريق أبي سعيدٍ في ترجمةِ هذا من طريق عُبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن مُصعب بن عبيد الله بن جُنادة، عن أبيه، عن جده جُنادة الأزدي. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ثلاث من فعل الجاهلية لا يدعهُنَّ أهلُ الإسلام: استسقاءٌ(2/207)
بالكواكب، وطعن/ في النسبِ، والنياحةُ على الميت) (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البزار والطبراني في الكبير والبخاري في التاريخ وقال: في إسناده نظر.
وقال الهيثمي: مصعب بن عبيد الله بن جنادة عن أبيه عن جده، ولم أجد من ترجم مصعباً
ولا أباه.
كشف الأستار: 1/377؛ والمعجم الكبير: 2/282؛ والتاريخ الكبير: 2/232؛ ومجمع الزوائد: 3/23؛ وجمع الجوامع: 2/1260.(2/208)
281 - (جُنادة بن جرادٍ العيلاني) (1)
(لهُ صحبة يُعد في البصريين)
1863 - قال أبو نُعيم: حدثنا سُليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن داود المكي، حدثنا عون بن الحكم بن سنان الباهلي (2) ، حدثنا زياد بن قُريع أحدُ بني عيلان بن جآوة، عن أبيه، عن جُنَادة بن جرادٍ، قال: (أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإبلٍ قد وسمتُها في أنفها، فقال: ماوجدتَ فيها عضواً تسِمهُ إلا الوجه؟ أَمَا إنَّ أمامك القِصاص؟ قال: أَمْرُها إليك يا رسول الله. فقال: أتيني بشيء ليس عليه وسم [فأتيته بابن لبون وحقة، وجعلت الميسم حيال العنق، فقال:] أخّرْ أخّرْ حتى بلغ الفَخِذَ، فقال: على بركة الله، فوسمتُها في أفخاذها وكانت صدقتها حقتين وكانت تسْعينَ) (3) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/354؛ والإصابة: 1/246؛ والاستيعاب: 1/244.
(2) في المخطوطة: (حدثنا حمدان بن داود المكي، حدثنا عون بن الحكم، حدثنا سنان الباهلي) والتصويب من الطبراني.
(3) الخبر أخرجه الطبراني في الكبير: 2/283. قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم، مجمع الزوائد: 8/110.
وقال ابن السكن: لا أعلم رواية غيره وإسناده غير معروف. وما بين المعكوفين استكطمال من المعجم الكبير.(2/208)
282 - (جُنادة بن زيد الحارثي) (1)
يُعدُّ في أعرابِ البصرة، وفي صُحبته نظرٌ.
1864 - روى أبو نعيمٍ من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، عن سودة بنتُ المتلمس، عن جدتها أُمّ المتلمس بنت جُنادة (2) ، عن أبيها جُنادة بن زيد، قال: (وفدتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: إني وافد قومي بلحارث من أهل البحرين، فادعُ الله أَنْ يُعِيننا على عدونا من ربيعة ومُضَر، حتى يُسلموا، فدعا، وكتب بذلك كتاباً، وهو عندنا) (3) .
* (جُنادةُ بن مالك تقدم)
وهو ابن أبي أُمية أيضاً إن شاء الله تعالى
283 - (جُنادة غير منسوبٍ) / (4)
1865 - روى لهُ أبو نُعيم من طريق يعقوب بن عتيق، عن عبد الملك بن محمد بن أبي بكرٍ بن محمد بن عمرو بن حزمٍ، عن أبيه، عن جده: أن عمرو بن حزمٍ قال: (كتب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لجنادة: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتابٌ من محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجُنادة وقومه ومن اتبعهُ بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأطاع الله ورسوله، وأعطى من المغانم الخُمسَ، وفارقَ المشركين، فإنَّ لهُ ذمَّةَ الله، وذمة محمدٍ) (5) . وكتبَ.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/355؛ والإصابة: 1/246.
(2) في المخطوطة: (عن جدتها بنت المتلمس بن جنادة) والتصويب من الإصابة.
(3) قال ابن حجر: إسناده ضعيف ومجهول. الإصابة.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/356؛ والإصابة: 1/247.
(5) الخبر أخرجه ابن منده أيضاً وضعف ابن حجر إسناده في الإصابة.(2/209)
284 - (جُنبذُ بنُ سبع الجُهني) (1)
يُعدُّ في الشاميين، وقيل إنهُ أبو جُمعة حبيب فالله أعلم.
وحكى ابن الأثير، عن أبي بكر الخطيب قال: رأيتُ بخط ابن الفرات، عن الأزدي، [عن أبي يعلى، عن محمد بن عابد عنه مضبوطاً] (2) هكذا وهو غايةٌ في ضبطه حُجة في نقلهِ.
1866 - وروى أبو نُعيم من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم، حدثنا حُجْر أبي خلفٍ: سمعتُ عبد الله بن عوف، سمعتُ جُنْبُذَ بن سبعٍ يقول: (قاتلتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوَّلَ النهار كافراً، وقاتلتُ معهُ آخر النهار مسلما، ونزلتْ فينا {وَلَولا رِجَالٌ مُؤمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤمِنَاتٌ} . قال كنا تسعة نفرٍ سبعة رجالٍ وامرأتين) وكذا رواهُ أبو يعلى والحسنُ بن سفيان عن محمد بن عبادٍ المكي عن أبي سعيدٍ مولى بني هاشمٍ بهِ (3) .
285 - (جُندب العلقي البجلي) (4)
وهو جندب بن عبد الله بن سُفيان العلقي (5) بطن من بجيلة: أبو عبد الله، نزل الكوفة، ثم صار إلى البصرة (6) مع مُصعب بن الزبير. فروى عنه جماعة من البصريين. وحديثُهُ عند أحمد في رابع الكوفيين.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/356؛ والإصابة: 1/247.
(2) استكمال من أسد الغابة.
(3) في مجمع الزوائد: (كنا ثلاثة رجال وتسع نسوة) . قال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات. مجمع الزوائد: 7/107.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/360؛ والإصابة: 1/248؛ والاستيعاب: 1/217؛ والتاريخ الكبير: 2/221؛ والطبقات الكبرى: 6/22.
(5) العلقي: نسبة إلى علقة بفتح العين واللام: بطن من بجيلة.
(6) قال البخاري: ثم خرج منها. التاريخ الكبير.(2/210)
(الأسودُ بن قيسٍ: أبو قيس العبدي الكوفي عنهُ)(2/211)
1867 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، / حدثنا شعبة عن الأسود بن قيسٍ: أنَّهُ سمع جُندباً البجلي، قال: (قالت امرأةٌ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أرى صاحبك إلاَّ قد أبطأ عليك؟ فنزلت هذه الآية {مَا وَدَعَكَ رَبُكَ وَمَا قَلَى وَلَلأَخِرَةُ خَيرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى} (1) . رواهُ البخاري ومسلم من حديث شعبة والثوري (2) وزُهيرٍ زاد مُسلم وسفيان بن عُيينة: أربعتهم عن الأسود بهِ (3) .
1868 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، وعفان قالا: حدثنا شُعْبةُ عن الأسود بن قيس، عن جُندب قال: (أصابَ أصبع النبي - صلى الله عليه وسلم - شيءٌ - وقال جعفرٌ: حجرٌ - فديمت فقال:
هل أنتَ إلاَّ إصبعٌ دميتِ ... وفي سبيلِ الله ما لقيتِ) (4)
رواه البخاري ومسلم من حديث أبي عوانة زاد البخاري ومسلم والنسائيُّ والثوري زاد مسلم وسفيان بن عُيينة والترمذي من حديث شعبة كلهُم عن الأسود به (5) .
_________
(1) من حديث جندب البجلي في المسند: 4/312.
(2) في المخطوطة: (الترمذي) وهو يتعارض مع السياق.
(3) الخبر أخرجه البخاري في التفسير: باب ما أودعك ربك وما قلى: 8/711، وأخرجه أيضاً في التهجر: باب ترك القيام للمريض: 3/8، وفي فضائل القرآن: 9/3؛ وأخرجه مسلم في المغازي: باب ما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - من أذى المشركين والمنافقين: 4/440؛ وأخرجه أيضاً الترمذي في التفسير من طريق سفيان ابن عيينة وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه شعبة والثوري عن الأسود بن قيس: سنن الترمذي: 5/442.
(4) من حديث جندب البجلي في المسند: 4/312.
(5) الخبر أخرجه البخاري في الجهاد: باب من ينكب في سبيل الله: 6/19؛ وفي الأدب: باب ما يجوز من الشعر: 10/537.
وأخرجه مسلم في المغازي: 4/439؛ والترمذي في التفسير كما سبق بيانه؛ والنسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 2/440.(2/211)
ورواه الطبراني من طريق عُمر بن زياد الألهاني (1) ، عن الأسود عن جُندبٍ قال: (أصابت إصبع النبي - صلى الله عليه وسلم - شجرةُ فدميت فقال:
هل أنت إلاَّ إصبعٌ دميتِ ... وفي سبيل الله ما لقيتِ
قال: فحملوهُ على سريرٍ مرمولٍ (2) بخوص أو شريطٍ، ووضع تحت رأسه مرفقةٌ من أدمٍ حشوها ليف، فأثَّر السرير في جنبه فجاء عمرُ فبكى، وقال: يارسول الله إن كسرى، وقيصر يجلسون على سرير الذهبِ ويلبسون الديباج، فقال: أَمَّا ترضون أن لهم الدنيا ولكم الآخرةُ) (3) .
_________
(1) في المخطوطة: (عمرو بن يزيد) والتصويب من الطبراني ومجمع الزوائد.
(2) مرمول: منسوج. يقال رمل الحصير وأرمله فهو مرمول. النهاية.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/175. وقال الهيثمي: فيه عمرو بن زياد وقد وثقه ابن حبان وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح: 10/327.(2/212)
1869 - حدثنا عفان، حدثنا شُعبة، أخبرني الأسود بن قيس قال: سمعتُ جندباً يحدث: (أنهُ سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى، ثم خطب فقال: من كان ذبحَ قبل أن يُصلي فليعد مكانها أُخرى، وقال مرةً أُخْرَى: فليذبح، ومن كان لم يذبح فليذبح باسم الله) (1) رواهُ البخاري ومسلمٌ من حديث شُعبة به وأبي عوانة. زاد مسلمٌ:
وزهيرٌ وسفيان بن عُيينة وأبي الأحوص خمستهُم، عن الأسود به (2) .
1870 - حدثنا عُبيدةُ بن حُميدٍ، حدثني الأسودُ بن قيسٍ، عن جُندب بن قيسٍ البجلي، ثم (3) العَلَقي: (أنهُ صلى مع رسول الله صلى/
_________
(1) من حديث جندب بن عبد الله البجلي في المسند: 4/312.
(2) الخبر أخرجه البخاري في العيدين: 2/472، وفي الذبائح والصيد: 9/630، وفي الايمان والنذور: 11/550، وفي التوحيد: 13/379؛ كما أخرجه مسلم في الأضاحي: 4/626 وما بعدها؛ كما أخرجه النسائي في الأضاحي: ذبح الناس بالمصلى: المجتبي: 7/188؛ وابن ماجه في الأضاحي: 2/1053.
(3) في المخطوطة: (عن العلقي) مصحفاً تراجع ترجمته.(2/212)
الله عليه وسلم يوم أضحى، فانصرفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هو باللحم وذبائح الأضحى، فعرفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنها ذُبحتْ قبل أن يُصلي. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من كان ذبح قبل
أن يُصلي فليذبج مكانها أُخرى، ومن لم يكن ذبح حتى صلينا فليذبح باسم الله) (1) .
_________
(1) من حديث جندب بن عبد الله البجلي في المسند: 4/312.(2/213)
1871 - حدثنا أبو نُعيم، حدثنا سفيان، عن الأسود بن قيس قال: سمعتُ جُندباً يقول: (اشتكى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فلم يَقُم ليلةً أو ليلتين أو ثلاثاً فجاءته امرأةٌ فقالت: يامحمد لم أرهُ قُرْبك منذُ ليلتين أو ثلاث، فأنزل الله {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وماقلي} ) (1) .
1872 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، وعبد الرحمن، عن الأسود بن قيسٍ العبدي قال: سمعتُ جندب بن سفيان العلقي - حيٌّ من بُجيلة - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال عبد الرحمن: (خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأضحى على قومٍ قد ذبحوا، أو نحروا، وقومٍ لم ينحروا، ولم يذبحوا، فقال: من ذبح أو نحر قبل صلاتنا فليُعدْ، ومن لم يذبح أو ينحرْ فليذبح أو ينحر باسم الله) (2) .
1873 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن الأسود بن قيس قال: سمعتُ جُندباً العلقي يحدث: (أن جبريل أبطأ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجزع. قال: فقيل لهُ، فنزلت {وَالضُحَى وَالليِلِ إِذَّا سَجَى مَا وَدَعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} .
_________
(1) لفظ الحديث هنا يطابق رواية يحيى بن آدم عن زهير عن الأسود بن قيس، أَمَّا رواية أبي نعيم عن سفيان عن الأسعد فيها اختلاف في بعض لفظ الخبر. يراجع المسند: 4/312، 313؛ والمعجم الكبير للطبراني: 2/173.
(2) من حديث جندب بن عبد الله البجلي في المسند: 4/313.(2/213)
1874 - قال: وسمعتُ جُندباً يقول: (دميتْ إصبعُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:
هل أنتِ إلا إصبعٌ دميتِ ... وفي سبيل الله ما لقيت) (1)
1875 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة، عن الأسود بن قيس [أنهُ] سمع جندباً البجلي [يحدث] أنه شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى، ثم خطب، فقال: (من كان ذبح قبْلَ أن يُصلي فليُعد مكانها أُخرى، ورُبما قال: فليذبح أُخرى، ومن لا فليذبح باسم الله) (2) .
حدثنا يزيد، أنبأنا شُعبة، عن الأسود بن قيس [قال: سمعت جندب بن سفيان] يقول: (شهدتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العيد يوم النحر، ثم خطب، فقال: من ذبح قبل أن يصلي فليعد أضحيته، ومن لم يذبح فليذبح على اسم الله عز وجل) (3) .
(أنس بن سيرين عنهُ)
1876 - قال مسلم: [حدثني] نصر بن علي الجهضمي، حدثنا بشر يعني ابن المفضل، / عن خالدٍ عن أنس بن سيرين، قال: سمعتُ جُندب بن عبد الله يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من صلى الصُّبح، فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشئٍ فإنهُ من يطلبهُ من ذمتهِ بشئٍ يدركهُ فيكبهُ في نار جهنم) وحدثنيه يعقوبُ ابن إبراهيم الدورقي، حدثنا إسماعيل، عن خالدٍ، عن أنس بن سيرين [قال] : سمعتُ جندباً القسري يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيءٍ فإنه من يطلبهُ من ذمته بشيء يدركه، ثم
_________
(1) المصدر السابق.
(2) من حديث جندب البجلي في المسند: 4/313، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(3) الموطن السابق، وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/214)
يكبُّهُ على وجهه في نار جهنم) (1) ثم رواهُ من طريق الحسن عنه كما سيأتي (2) .
(حسان بنُ حريث)
(أبو السُّوار العدوي عنهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم في كتاب المساجد: فضل صلاة الجماعة والتشديد في التخلف عنها: 2/301.
(2) صحيح مسلم: 2/302، ويراجع أيضاً المعجم الكبير للطبراني: 2/166.(2/215)
1877 - قال النسائيُّ في السير: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا معمر
ابن سُليمان، عن أبيه، وقال الطبراني: حدثنا إبراهيم بن نائلة، حدثنا محمد بن [أبي] بكر المقدمي، حدثنا معتمر، عن أبيه: أنهُ حدثهُ رجلٌ عن أبي السَّوّارِ (1) العدوي، عن جُندب بن عبد الله: (أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث رهطاً، وبعث عليهم أبا عُبيدة، فلما ذهب أبو عبيدة لينطلق بكا صبابةً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجلس، فبعث عليهم عبد الله بن جحشٍ مكانهُ، وكتب لهُ كِتاباً وأمرهُ أن لا يقرأَهُ، حتى يبلغ مكان كذا وكذا، ولا تُكرهنَّ أحداً من أصحابك على المسير، فلما قرأ الكتاب استرجع، وقال سمعاً وطاعةً لله ولرسوله، فخبرهُم الخبر، وقرأ عليهم الكتاب، فرجع رجُلانِ، ومضى بقيتهم، فلقوا ابن الحضرمي فقتلوهُ، ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجبٍ أو جمادى، فقال المشركون للمسلمين: قتلتُم في الأشهر الحُرُمِ، فأنزل الله تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} (2) الآية، وقال بعضهم: إن لم يكونوا [أصابوا] وزراً فليس لهُمْ أجرٌ. فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ
_________
(1) في المخطوطة: (حدثنا عمر عن أبيه أنه حدثه عن ابن السوار) والتصويب من الطبراني وفيه: (حدثني الحضرمي عن أبي السوار) .
(2) الآية 217 البقرة.(2/215)
هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (1) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) الآية 218 البقرة، والخبر أخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/441؛ والطبراني في المعجم الكبير: 2/162.(2/216)
1878 - رواه الطبراني من حديث مُعتمر بن سُليمان، عن أبيه، عن الحضرمي، عن أبي السوار، عن جُندبٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من صلى الغداة فلهُ ذمَّة الله) أو كما قال، وبلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ومن يُخفِر ذمتي كنتُ له خصمهُ، ومن خاصمته قصمته) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
1879 - وبه: (من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا فذاك المسلمُ له ذمةُ الله وذمةُ رسولهِ) (2) .
(الحسن بن أبي الحسن البصري عنهُ)
حدثنا عبد الصمد، حدثنا عمران - يعني القطان - قال: سمعتُ الحسن يُحدثُ عن جُندبٍ أنَّ جُندباً قال: (إن رجلاً أصابتهُ جراحةٌ، فحُمِلَ إلى بيته فآلمتْ جراحتُه، فاستخرج سهماً من كنانته، فطعن به في لبَّتِهِ، فذكروا ذلك عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال فيما يروى عن ربه عز وجل: سابقتني بنفسهِ) (3) رواهُ البخاري ومسلم من
حديث جرير بن حازم
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/162، وفيه عبيد بن عبدة النمار قال الهيثمي: لم أقف على ترجمته. مجمع الزوائد: 1/28.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/162، وإسناده كسابقه.
(3) من حديث جندب البجلي في المسند: 4/312.(2/216)
زاد مُسلمٌ: وشيبان كلاهما عن الحسن به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في الجنائز: باب ماجاء في قاتل نفسه: 3/226، في أحاديث الأنبياء: باب ما ذكر عن بني إسرائيل: 6/496، ولفظه (كان فيمن قبلكم. . به جرح ... إلخ) . أخرجه مسلم في الإيمان: باب بيان غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه، /312، 313.(2/217)
1880 - حدثنا أسود بن عامرٍ، حدثنا حمادُ بن سلمة، عن علي بن زيد، وحميدٍ، عن الحسن، عن جُندبٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من صلى صلاةَ الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكُم الله بشيءٍ من ذمَّتِهِ) (1) .
1881 - حدثنا يزيدُ بن هارون، وإسحاق بن يوسف قالا: أنبأنا داود - يعني ابن أبي هِند - عن الحسن، عن جُندبِ بن سفيان البجلي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من صلى صلاة الصُّبحِ فهو في ذمة الله عز وجل، فانظر يا ابن آدم لا يطلبنك الله من ذمتهِ بشيءٍ) (2) رواهُ مسلمٌ عن أبي بكر بن أبي شيبة، والترمذي عن محمد بن بشارٍ: كلاهُما عن يزيد بن هارون به (3) .
(حديثٌ آخرُ)
1882 - رواهُ النسائي من حديث حماد بن سلمة، عن حُميدٍ، عن الحسن عنه مرفوعاً: (لقي آدمُ موسى الحديث) (4) .
_________
(1) من حديث جندب البجلي في المسند: 4/312.
(2) من حديث جندب البجلي في المسند: 4/313.
(3) الخبر أخرجه مسلم في الصلاة: فضل صلاة الجماعة: 2/302؛ والترمذي في الصلاة: باب ماجاء في فضل العشاء والفجر في الجماعة: 1/434، وقال: حديث حسن صحيح.
(4) الخبر أخرجه النسائي في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/441؛ والطبراني في المعجم الكبير: 2/160.(2/217)
(حديثٌ آخرُ)(2/218)
1883 - قال الطبراني: حدثنا عبد الله بن أحمد وغير واحدٍ قالوا: حدثنا أبو كاملٍ الجحدري، حدثنا أبو عوانة، / عن قتادة، عن الحسن، عن جُندبٍ بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من استطاع أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كفٍ من دمٍ يُهريقهُ كأنما يذبحُ دجاجةً كُلما تقدم لبابٍ من أبواب الجنةِ حال
بينهُ وبينهُ، ومن استطاع منكُم أن لاَ يأكُل إلا طيباً فليفعل، فإنَّ أول شيءٍ يُنتنُ من
الإنسان بطنُهُ) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
1884 - قال الطبراني: حدثنا عليُّ بن المبارك الصنعاني، حدثنا زيد بن المبارك، حدثنا مروانُ بن مُعاوية، عن إسماعيل بن مُسلمٍ، عن الحسن، عن جندبٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (حدُّ السَّاحِرِ ضربةٌ بالسيف) (2) . ثم رواهُ عن محمد بن يوسف التُّركي، عن محمد بن الحسن بن سيارٍ، عن خالد العبدي عن الحسن البصري، عن جُندبٍ مرفوعاً مثلهُ (3) .
(سلمةُ بن كُهيلٍ)
أبو يحيى الحضرمي الكوفي عنه
1885 - حدثنا وكيع، وعبد الرحمن قالا: حدثنا سفيان، عن سلمة بن كُهيلٍ قال: سمعت جُندباً يقول: قال عبد الرحمن البجلي،
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/160.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/160؛ وفيه إسماعيل بن مسلم المكي ساقط الحديث متروك. الميزان: 1/248.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/161، وفي إسناده خالد بن عبد الرحمن العبد: رماه عمرو بن علي بالوضع، وكذبه الدارقطني، وقال ابن حبان: كان يسرق الحديث. الميزان: 1/633.(2/218)
[قال] : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من يُسمعُ يُسمعُ الله به ومن يُرائى يُرائى الله بهِ) (1) رواه البخاري ومسلم وابن ماجة من حديث سفيان الثوري به، زاد مسلم: وسفيان بن عُيينة كلاهما عن سلمة بن كهيل به (2) .
(حديثٌ آخر عن سلمة)
_________
(1) من حديث جندب البجلي في المسند: 4/313.
(2) الخبر أخرجه البخاري في الرقاق: باب الرياء والسمعة: 11/335، وفي الأحكام: باب من شاق شاق الله عليه: 13/128، وأخرجه مسلم في كتاب الزهد: باب تحريم الرياء: 5/835، 836؛ وأخرجه ابن ماجه في الزهد: باب الرياء والسمعة: 2/1407.(2/219)
1886 - عن جندب مرفوعاً: (ما أَسَرَّ أحدٌ سريرة إلا كساهُ الله
رداءها إن خيراً فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ) رواه الطبراني من طريق محمد بن عُبيد الله
العرزمي (1) ، وهو ضعيفٌ عن سلمة بن كهيل به (2) .
(شهرُ بن حوشب عن جُندب)
1887 - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (سيكون بعدي فتنٌ كقطع الليل المُظلم، يُصبحُ الرجلُ [فيها] مؤمناً، ويُمسي كافراً، ويُمسي مؤمناً ويُصبحُ كافراً. فقال رجل: فكيف يارسول الله نصنعُ [عند ذلك؟] قال: ادخلوا بيوتكم وأحملوا ذكركم. فقال رجلٌ: أرأيتَ إنْ دخلَ عليَّ رجلٌ أو دخلَ على أحدنا بيتهُ؟ قال: [ليُمسكْ بيده] وليكن عبد الله المقتول، ولا يكُنْ [عبد الله] القاتل. [فإنَّ الرجل يكون في فئةِ الإسلام،
_________
(1) في المخطوطة: (محمد بن عبد الله العذري) ويرجع إلى تضعيف الأئمة له في الميزان: 3/635.
(2) الخبر أخرجه الطبراني في الكبير: 2/171. قال الهيثمي: فيه حامد بن آدم وهو كذاب. مجمع الزوائد: 10/225، ويراجع الميزان: 1/447.(2/219)
فيأكلُ مال أخيه، ويسفك دمهُ، ويعصى ربهُ، ويكفرُ بخالقه، وتجبُ له النار] ) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/177، وما بين المعكوفات استكمال منه. قال الهيثمي: فيه شهر بن حوشب وعبد الحميد بن بهرام وقد وثقا وفيهما ضعف، مجمع الزوائد: 7/303، ويراجع مجمع الزوائد: 2/2409.(2/220)
1888 - رواهُ الطبراني أيضاً من حديث عبد الحميد بن بهرامٍ، عن شهر ابن حوشب، عن جُندب، قال: (إني لعند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين جاءهُ بشيرٌ من سريته، فأخبره [بالنصر الذي نصر الله سريته، وبفتح الله الذي فتح لهم] فقال: يارسول الله بينا نحن نطلب القومَ وقد هزمهم الله إذ لحقتُ رجلاً منهم [فلما حسّ أن السيف مواقعه وهو يسعى ويقول] : إني مُسلم إني مسلمٌ. فقال: أقتلتهُ؟ قال: نعم. قال: إنما كان مُتعوذاً قال: هلا شققت عن قلبهِ. قال: يارسول الله ولو شققتُ عن قلبه ما كان عليَّ هل قلبهُ إلا بضعةٌ من لحم. فقال: لا إنما يُعبر عنهُ لسانُه. فقال: صدقت يارسول الله استغفر لي. فقال: لا. قال: فمات فدفنوهُ، فأصبح على وجه الأرض. ثم دفنوه فأصبح على وجه الأرض ثلاث مراتٍ فألقوه في شعبٍ من تلك الشِعاب) (1) .
(أبو سهل الفزاري عنهُ)
1889 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن موسى الشامي، حدثنا أحمد بن عُبيد الله الغُداني، حدثنا النضر بن منصور، عن سهلٍ الفزاري،
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/176، وما بين المعكوفات استكمال منه، قال الهيثمي: في إسناده عبد الحميد بن بهرام وشهر بن حوشب. وقد اختلف في الاحتجاج بهما. مجمع الزوائد: 1/27.(2/220)
عن أبيه، عن جُندب: (فألقوه في شعبٍ من تلك الشعابِ) (1) .
_________
(1) لعله في الأوسط أو الصغير.(2/221)
1890 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن موسى الشامي، حدثنا أحمد بن عُبيد الله الغداني (1) ، حدثنا النضر بن منصور، عن سهل الفزاري، عن أبيه، عن جُنْدبٍ [قال] : (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا لقي أصحابهُ لم يُصافحهُم حتى يُسلم عليهم) (2) .
وبه: (سافرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتاهُ قومٌ، فقالوا: يارسول الله سهونا عن الصلاة فلم نُصلِّ حتى / طلعت الشمس، فقال: توضأوا وصلُّوا، ثم قال: إن هذا ليس بالسهو إنما هذا من الشيطان، فإذا أخذ أحدُكُم مضجعهُ من الليل فليقُل: بسم الله أعوذ بك من الشيطان الرجيم) (3) .
(صفوان بن مُحرز المازني البصري عنهُ)
1891 - قال مسلم في الإيمان: حدثنا أحمد بن الحسن بن خِراش، حدثنا عمرو بن عاصمٍ، حدثنا معمرٌ [قال] : سمعتُ أبي يُحدثُ عن خالد الأثج ابن أخي صفوان بن مُحرزٍ حدَّث عن صفوان بن مُحرزٍ: أن جُندب بن عبد الله البجلي بعث إلى عسغس بن سلامة زمن فتنة ابن الزُّبير قال: اجمع لي نفراً من إخوانك، حتى أُحدثهم، فبعث رسولاً إليهم، فلما اجتمعوا جاء جندبٌ، وعليه برنسٌ أصفرُ، فقال:
_________
(1) في المخطوطة: (المعداني) وتكرر، والتصويب من الطبراني والمشتبه: 450، وتهذيب التهذيب: 1/59.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/176. قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 8/36.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/176، وسهل الفزاري مجهول. مجمع الزوائد: 1/323.(2/221)
تحدثوا بما كُنتم تتحدثون به، حتى دار الحديثُ، فلما دار الحديث إليه حسر البرنس عن رأسه فقال: إني أتيتكم، ولا أُريد أن أُحدثكم إلا عن نبيكم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث بعثاً من المسلمين إلى قومٍ من المشركين، وإنهم التقوا، فكان رجلٌ من المشركين إذا شآء أن يقصد إلى رجلٍ من المسلمين قصد له فقتلهُ، وإنَّ رجلاً من المسلمين قصد غفلتهُ. قال: وكنا نتحدث أنهُ أسامة بن زيد، فلما رفع عليه السيفَ قال: لا إله إلا الله، فقتله، فلما جاء البشير إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسألهُ، وأخبرهُ حتى أخبرهُ خبر الرجل كيف صنع، فدعاهُ، فسأله فقال: لم قتلتهُ؟ قال: يارسول الله أوجَع في المسلمين، وقتل فُلاناً وفُلاناً، وسمي له نفراً، وإني حملتُ عليه، فلما رأى السيف قال: لا إله إلا الله. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أقتلتهُ؟ قال: نعم. قال: فكيف تصنعُ بلا إله إلا الله، إذا جاءت يوم القيامة؟ قال: يارسول الله استغفر لي. قال: كيف تصنعُ بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟ قال: فجعل لا يزيده على أن يقول له كيف تصنع بلا إله إلا / الله إذا جاءت يوم القيامة؟) (1) .
(طريف بن مُجالدٍ: أبو تميمة الهُجيمي عنهُ) (2)
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم في الإيمان: باب تحريم قتل المسلم بعد قوله لا إله إلا الله: صحيح مسلم: 1/292.
(2) في المخطوطة: (الجهني) والتصويب من تهذيب التهذيب: 5/12.(2/222)
1892 - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من سمع سمَّعَ اللهُ به، ومن راءَى رأَى الله به) رواه البخاري، عن إسحاق الواسطي، عن خالد، عن الجريري عنه (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في الأحكام: باب من شاق شق الله عليه: 13/128، وتمام لفظه: (ومن شاق شق الله عليه يوم القيامة) .(2/222)
(عبد الله بن الحارث النَّجراني عنه)(2/223)
1893 - سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يموت بخمسٍ [وهو يقول] : (إني أبرأُ إلى الله أن يكون لي فيكم خليلٌ، ولو كنتُ مُتخذاً من أمتي خليلاً لاتخذتُ أبا بكر خليلاً، وإن ربي اتخذني خليلاً، كما اتخذ إبراهيم خليلاً. ألاَ وإن من كان قبلكم [كانوا] يتخذون قُبورَ أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألاَ فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك) رواه مسلم (1) والنسائي عن إسحاق بن إبراهيم. زاد مسلم: وأبو بكر بن أبي شيبة كلاهُما عن زكريا بن عدي، عن عُبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أُنيسة، عن عمرو بن مُرَّة عنه (2) .
(عبد الملك بن حبيب)
هو أبو عمران الجوني يأتي
(عبد الملك بن عُمير عنه)
1894 - حدثنا وكيعٌ، عن مسعر، عن عبد الملك بن عُمير، عن جُندب ابن العلقي سمعتُ منه يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنا فرطكُم على الحوض) (3) .
1895 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن
_________
(1) في المخطوطة: (والترمذي) ولم نعثر عليه فيه، ولم يذكره المزي في تحفة الأشراف، ولابن حجر في النكت الظِراف واقتصر على ذلك مسلم والنسائي.
(2) يرجع إلى صحيح مسلم في الصلاة: (النهي عن بناء المساجد على القبور) واستكمال الخبر منه: 2/164.
وأخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/442.
(3) من حديث جندب البجلي في المسند: 4/313، ومعنى فرطكم على الحوض: متقدمكم إليه، ويقال: فرط يفرط فهو فارط إذا تقدم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدِلاء والاشية. النهاية: 3/194.(2/223)
عُمير، عن جُندبٍ، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (أنا فرطكُم على الحوض) (1) .
_________
(1) من هذه الطرق أخرجه مسلم في الفضائل: حوض نبينا - صلى الله عليه وسلم - وصفته: 5/151.(2/224)
1896 - حدثنا (1) عبد الرحمن، حدثنا زائدة، عن عبد الملك بن عُمير: أنهُ سمع جُندباً يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (أنا فرطكُم على الحوض) قال سفيان: الفرط الذي يسبق (2) . رواه البخاري ومسلم من حديث شعبة به، ورواهُ مسلم من حديث مسعرٍ وعن أحمد بن يونسٍ، عن زائدةُ كلهم عن عبد الملك بن عُمير بهِ (3) .
(حديثٌ آخرُ)
1897 - رواه النسائي، عن هلال بن العلاء عن أبيه، عن عُبيد الله بن عمرو (4) ، عن جُندبٍ، قال: قال / رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أفضل الصيام بعد [رمضان] الشهرُ الذي يدعونه المحرم) والمحفوظ حديثهُ، عن محمد بن منتشر (5) ، عن حميد بن
عبد الرحمن، عن أبي هريرة كما سيأتي (6) .
_________
(1) في المخطوطة: (حدثنا سفيان، حدثنا عبد الرحمن) وما في المسند عبد الرحمن بن زائدة عن عبد الملك، سفيان بن عيينة عن عبد الملك. المسند: 4/313.
(2) المصدر السابق.
(3) الخبر أخرجه البخاري في الرقاق: باب في الحوض: 11/464، ومسلم في الفضائل كما مرّ: 5/150.
(4) في المخطوطة: (عبد الملك بن عمير) والتصويب من تحفة الأشراف.
(5) في المخطوطة: (محمد بن المنير) والتصويب من تحفة الأشراف.
(6) الخبر أخرجه النسائي في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/445.(2/224)
(الوليدُ بن مُسلمٍ عن جُندب مرفوعاً) (1)
_________
(1) في المخطوطة: (المغيرة) وتكرر هذا في المسند وهو من سهو النساخ، فإن المغيرة بن مسلم روى عن ابن عبيد، أَمَّا الوليد بن مسلم فهو الذي روى عن جندب. تهذيب التهذيب: 10/268، 11/151.(2/225)
1898 - (إذا استأذن أحدُكُم ثلاثاً، فلم يؤذن له فليرجعْ) حدثنا أحمد بن محمد الجمال، حدثنا العباس بن محمد، حدثنا شبابة، حدثنا المغيرة بن مُسلم عن يونس بن عُبيد عن الوليد بن مسلم عن جُندب بهِ (1) .
(لاحق بن حُميد أبو مجلز عنهُ)
1899 - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قُتِلَ تحت رايةٍ عميَّة يدعو (2) عصبيةً، ويغضب لعصبيةِ فقتلتهُ جاهليةٌ) . رواه مسلم عن هُريم [بن عبد الأعلى] ، عن مُعتمر، عن أبيه، عنهُ بهِ (3) ، ورواه النسائي، عن محمد بن المثنى، عن ابن مهدي، عن عمران القطان، عن قتادة بهِ (4) . ورواه الطبراني، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه به، عن ابن مهدي، عن عمران القطان بهِ (5) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/168.
(2) في المخطوطة: (بحمية نصر (ولفظ مسلم) يدعو عصبية أو ينصر عصبية (، ولفظ النسائي: (يقاتل عصبية ويغضب لعصبية) .
وعمية: بكسر العين والميم مشددة مكسورة والباء مشددة مفتوحة، وحكى فيها الضم فعلية من الضلالة كالقتال في العصبية والأهواء. النهاية.
(3) الخبر أخرجه مسلم في الامارة (وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن) وما بين المعكوفين استكمال منه: 4/517.
(4) الخبر أخرجه النسائي في المحاربة: (التغليظ فيمن قاتل تحت راية عمية) . المجتبي: 7/113.
(5) المعجم الكبير للطبراني: 2/163.(2/225)
(أبو سهل تقدم سهواً) (1)
(أبو عبد الله الجشمي عنه)
_________
(1) أبو سهل الفزاري تقدم ص 219.(2/226)
1900 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبي، حدثنا الجريري، عن أبي عبد الله
الجُشمي، قال: حدثنا جُندبٌ، قال: (جاء أعرابي، فأناخَ راحلته (1) ، ثم عقلها، ثم صلى خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى راحلتهُ، فأطلق عقالها، ثم ركبها، ثم نادى اللهُمَّ ارحمني ومحمداً، ولا تُشرك في رحمتنا أحداً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتقولون هذا أضلّ أم بعيرهُ؟ ألم تسمعوا ما قال؟ قالوا بلى قال لقد حظرت رحمةُ الله واسعةٌ إن الله خلق مائة رحمةٍ، فأنزل رحمةً يتعاطفُ بها الخلائقُ جِنُّها وإنسُها، وبهائمها، وعنده تسع وتسعون أتقولون هو أضلُّ أم بعيره) ؟ (2) رواهُ أبو داود عن علي بن نصر عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه بهِ (3) .
(أبو عمران الجوني: عبد الملك بن حبيب عنهُ)
1901 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سلام بن أبي مُطيع، عن أبي عمران الجوني، عن جُندب. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اقرءُوا القرآن ما ائتلفت عليه قُلُوبُكم، فإذا اختلفتُم فقوموا) قال - يعني عبد الرحمن -: ولم يرفعهُ حمادُ بن زيد (4) .
_________
(1) في المخطوطة: (فأناخ راحلته فأطلق عقالها ثم ركبها) وهو يخالف ما في المسند ولا يتفق مع السياق.
(2) من حديث جندب بن عبد الله البجلي في المسند: 4/312.
(3) في المخطوطة: (عن نصر بن علي عن عبد الحميد به) والتصويب من السنن ومن تحفة الأشراف: 2/446؛ وأخرجه أبو داود في الأدب: باب من ليست له غيبة: 4/271.
(4) في المخطوطة: (يعني: حماد) وهو سهو من الناسخ. والخبر أخرجه أحمد في المسند من حديث جندب البجلي: 3/313.(2/226)
رواهُ البخاريُ عن إسحاق والفلاس كلاهُما عن ابن مهدي عن سلامٍ (1) . ورواه أيضاً من حديث حماد بن زيد وهمام وعلقمة من حديث الحارث بن عُبيد، وسعيد بن زيدٍ وهارون الأعور: كلُّهم عن أبي عمران سمعتُ جُندباً قولهُ قال ابن عون: عن أبي عمران عن عبد الله بن الصامت عن عمر قوله قال البخاري: وحديث جُندبٍ أصح وأكثرُ (2) .
رواهُ مسلم من حديث همامٍ، ويحيى بن يحيى، عن الحرث بن عُبيد، ومن حديث أبان (3) ثلاثتهم عن أبي عمران به (4) ورواهُ النسائي عن عمرو بن علي الفلاَّس بهِ، ورواهُ من حديث حجاج بن الفُرافصة وأسنده عن هارون بن موسى الأعور عن أبي عمران به، ورواهُ عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن إسحاق الأزرق، عن ابن عون كما علقه عنه البخاري (5) .
قال أبو بكر بن أبي داود: ما أخطأ ابن عون في حديث [قط إلا في] هذا الحديث والصواب عن جُندب (6) .
(حديثُ آخرُ عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري من طريقين: إسحق عن عبد الرحمن بن مهدي في الاعتصام والسنة: باب كراهية الاختلاف: 13/ 335. وعمرو بن علي الفلاس عن عبد الرحمن بن مهدي في فضائل القرآن: باب اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليكم قلوبكم: 9/101.
(2) يرجع إلى صحيح البخاري في الموطنين السابقين.
(3) في المخطوطة: (العطار أبان) وعدلناها جرياً على الأشهر.
(4) الخبر أخرجه مسلم في العلم النهي عن اتباع متشابه القرآن والتحذير من متبعيه والنهي عن الاختلاف في القرآن: 5/523.
(5) الخبر أخرجه النسائي من الطرق التي أوردها المصنف في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/444.
(6) تحفة الأشراف: 2/444.(2/227)
1902 - رواه أبو داود، والنسائي، والطبراني، وابن جرير من(2/227)
طريق سُهيل (1) بن أبي حزم، عن [أبي] عِمران، عن جُندب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قال في القُرآن برأيه، فأصاب، فقد أخطأ) قال الترمذي غريبٌ (2) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) في المخطوطة: (سهل) وهو سهيل بن أبي حزم القطعي: تكلم فيه أبو حاتم والبخاري والنسائي، وضعفه ابن معين. الميزان: 2/244.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في كتاب العلم: باب الكلام في كتاب الله بغير علم: 3/320. وقال المنذري: وقد تكلم بعض أهل العلم في سهيل بن أبي حزم (مختصر السنن للمنذري 5/249) ؛ وأخرجه الترمذي في التفسير باب ماجاء في الذي يفسر القرآن برأيه: وقال هكذا روى عن بعض أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم أنهم شددوا في هذا في أن يفسر القرآن بغير علم.
وأما الذي روى عن مجاهد وقتادة وغيرهما من أهل العلم أنهم فسروا القرآن ليس الظن بهم أنهم قالوا في القرآن أو فسروه بغير علم أو من قبل أنفسهم.
وقد روى عنهم ما يدل على ما قلنا: أنهم لم يقولوا من قبل أنفسهم بغير علم، وقد تكلم بعض أهل الحديث في سهيل بن أبي حزم.
حدثنا الحسين بن مهدي البصري، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة قال: ما في القرآن آية إلا وقد سمعت فيها بشئ.
وحدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان بن عيينة عن الأعمش قال: قال مجاهد: لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود لم احتج إلى أن أسأل ابن عباس عن كثير من القرآن مما سألت. سنن الترمذي: 5/200.(2/228)
1903 - قال الطبراني: حدثنا أبو بكر بن صدقة (1) ، حدثنا بسطامُ بن الفضل، حدثنا [أبو] عامر، حدثنا حماد بن نجيح، عن أبي عمرانٍ، عن جندب، قال: (كُنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[فتيانا] حزاورةً، فتعلمنا الإيمان، [قبل أن نتعلم القرآن] ، ثم تعلمنا القرآن فنزدادُ به إيماناً وإنكم اليوم تتعلمون القرآن قبل الإيمان) (2) .
_________
(1) في المخطوطة: (صدقة أبو بكر) .
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/165. والحزاورة: جمع حزور، وهو الذي قارب البلوغ، والتاء لتأنيث الجمع. النهاية: 1/224.(2/228)
(حديثٌ آخرُ)(2/229)
1904 - رواهُ الطبراني من حديث مُعتمرٍ بن سُليمان، عن أبيه، عن أبي عمران، عن جُندب مرفوعاً: (قال رجلٌ: والله لا يغفرُ الله لفُلانٍ قال الله [عز وجل] : من ذا الذي يتألَّى عليَّ ألاَّ أغفر لفُلانٍ. قد غفرتُ لهُ، وأحبطتُ عملك) (1) .
وفي رواية حماد بن سلمة، عن أبي عمران، عن جُندب مرفوعاً: (قال رجلٌ لا يغفرُ الله لفُلانٍ، فأوحى الله تعالى إلى نبيٍ من الأنبياء إنَّها خطيئةٌ فليستقبل العمل) (2) .
(حديثٌ آخرُ)
1905 - رواهُ الطبراني أيضاً من حديث حماد بن سلمة، عن أبي عمران قال: قلتُ لجُندب: أني بايعتُ ابن الزُّبير على [أن أُقاتل] أهل الشامِ، فقال: لعلك تقولُ أفتاني جُندبٌ [وأقتدى. قال: قلت: ما أريد ذلك، ولكني أستفتيك لتفتيني. قال: افتدِ بمالك. قال: لا يقبل مني، قال جندب:] إني كنتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غُلاماً حزوَّراً وأنَّ فُلاناً أخبرني أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (يجيءُ المقتولُ يوم القيامة مُتعلقاً بقاتِلِهِ فيقولُ الله: لمِ قتلتَ هذا؟ فيقول: في مُلْكِ فُلانٍ. فاتقِ ألا تكون ذلك الرجل) (3) .
(جُندبُ بنُ كعبٍ)
هو جُندَب الخير الغَامرِي يأتي.
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/165.
(2) الموطن السابق.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/164، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/229)
286 - (جُندب بن مكيثٍ الجهنيُ) (1)
1906 - هو جُندبُ بن مكيثٍ بن عمرو بن جراد بن يربوع بن طُحيل ابن عدي بن الربعة بن رُشدان بن قيس بن جُهينة بن زيد الجُهني أخو رافع بن مكيثٍ، وهُما صحابيان استعملهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صدقات جُهينة قال محمد بن سعدٍ سكن المدينة (2) ، وحديثهُ عند أحمد في ثاني المكيين.
1907 - حدثنا يعقوب قال: قال أبِي: حدثني محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عُتبة، عن مُسلم بن عبد الله بن جندب الجهني، عن جندب بن مكيثٍ الجُهني، قال: (بعَثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غالب بن عبد الله الكلبي - كلب ليث - إلى بني ملوح بالكديد (3) / وأمره أن يُغير عليهم، فخرج، وكنتُ معهُ في سريته، فمضينا حتى إذا كان بقديدٍ لقينا به الحارث بن مالكٍ، وهو ابن البرصاء الليثي، فأخذناه فقال: إنما جئتُ لأُسلم. فقال غالب بن عبد الله: إنْ كنتَ إنما جئتَ تُسْلم فلن يضُرك رباطُ يومٍ وليلةٍ، وإن كنتَ على غير ذلك استوثقنا منك، فأوثقهُ رِباطاً، ثم خلَّفَ عليه رجلاً أسود كان معنا، فقال: امكُث معهُ حتى نمُرَّ عليك، فإن نازعك فاجتزَّ رأسه. قال: فمضينا حتى أتينا بطنَ الكديد، فنزلنا عُشيشةً (4)
بعد العصر، فبعثني أصحابي في ربيئةٍ (5) ، فعمدتُ إلى تلٍ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/362؛ والإصابة: 1/250؛ والاستيعاب: 1/217؛ والتاريخ الكبير: 2/221؛ والطبقات الكبرى: 4/67.
(2) المقصود بهذا رافع بن مكيث، فقد أورد ابن سعد في ترجمته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه على صدقات جهينة فصدقهم، وكانت له دار بالمدينة. الطبقات الكبرى: 4/76.
(3) في المخطوطة: (الكندي) مصحفاً، وأصل الكديد التراب الناعم إذا وطئ ثار.
(4) عشيشة: تصغير عشة والعشة: النخل الصغيرة الرأس القليلة السعف أو الأشجار
المتفرقة.
(5) ربيئة: طليقة.(2/230)
يُطْلعني على الحَاضر، فانبطحتُ عليه، وذلك قبل المغرب، فخرج رجلٌ منهم، فنظر فرآني مُنبطحاً على التل، فقال لامرأته: والله إني لأرى على هذا التل سوادًا ما رأيتهُ أول النَّهار، فانظري لا تكون الكلابُ اجترَّت (1) بعض أوعيتكِ. قال: فنظرتْ، فقالت: لا والله ما فقدتُ شيئاً. قال: فناوليني سهمين من نبلي وقوسي. قال: فناولتهُ فرماني بسهمٍ وضعهُ في جَنْبي. قال: فنزعتُهُ، فوضعتهُ، ولم أتحركْ، فقال لامرأته: والله لقد خالطهُ سهماي، ولو كان دابة لتحرَّك، فإذا أصبحتِ فابتغي سهمي، فخذيهما لا تمضغهما على الكلابُ. قال: وأمهلناهم حتى راحت رائحتهُم، حتى إذا انقلبوا وعطنوا (2) وسكنوا وذهبت عتمةٌ من الليل شنناً عليهم الغارة، فقتلنا من قتلنا منهم، واستقنا النعم، فتوجهنا قافلين، وخرج صريخُ القوم إلى قومهم مُغوثاً، وخرجنا سِراعاً، حتى نَمُرَّ بالحارث ابن البرصاء وصاحبه، فانطلقنا به معنا، وأتانا صريخُ الناس، فجاءنا ما لا قبل لنا به، حتى إذا لم يكن بيننا وبينهم إلا بطن الوادي أقبل سيل الوادي حال بيننا وبينهُم، بعثهُ الله من حيثُ شاء، ما رأينا [قبل] ذلك مطراً، ولا حالاً، فجاء بماءٍ لا يقدر أحدٌ يقوم عليه، فلقد رأيناهم وُقُوفاً ينظرون إلينا ما يقدر أحدُهُم أن يتقدم، ونحن نجوزُها سراعاً، حتى أسندناها في المشلل (3) ، ثم حدرناها عنَّا فأعجزنا القوم بما في أيدينا) (4)
رواهُ أبو داود من حديث ابن إسحاق بهِ (5) .
_________
(1) في المخطوطة: (أحضرت) والتصويب من المسند.
(2) عطنوا مواشيهم: أراحوها.
(3) في المخطوطة: (الملك) والتصويب من المسند.
(4) العبارة في الأصل وقع فيها تحريف من النساخ فبدت هكذا: (فأهجرنا القوم على فجاء بين أيدينا) والتصويب من المسند حيث أخرجه أحمد من حديث جندب البجلي: 3/467..
(5) الخبر أخرجه أبو داود في الجهاد: باب في الأسير يوثق: 3/56.(2/231)
287 - (جُندبُ بن النُّعمان أبو عزيز الأزدي) (1)
1908 - روى الحافظ ابن عساكر في تاريخه [قرأت في كتاب أبي الحسن الرازي: حدثني أبو نصر ظفر بن محمد بن ظفر بن عمر بن حفص بن عمر بن سعيد ابن أبي عزيز الأزدي: سمعت أبي يذكر، عن أبيه ظفر، عن أبيه عمر، عن أبيه حفص، عن أبيه عمر، عن] (2) أبيه سعيد بن أبي عزيز، عن أبيه: أنه وَفَد على النبي - صلى الله عليه وسلم - وجعلهُ عَرِيفَ قومه. قال الحافظ أبو القاسم: وقد تُوفي بدمشق، ودُفن في دارٍ بالسطن، وهي الدار التي تُعرف بدار النخلة.
قلتُ: لست أَعرف هذه الدَّار، ولكن بالقُربِ من السطن مسجد يُعرف بمسجد النخلةِ، فلعلَّ دارهُ وُقِفَتْ بعد ذلك مسجداً فالله أعلمُ.
288 - (جندب الخير
وهو جندب الخير أبو عبد الله الأزدي قاتِل السَّاحر) (3) /
هو جُندب بن كعبٍ، وقيل: ابن زُهيرٍ، وقيل ابن عبد الله والأولُ اختيار البخاري، والبغوي، والطبراني، وابن الأثير، وغير واحد وهو
_________
(1) ترجم له ابن الأثير في الكنى مختصراً، أسد الغابة: 6/213؛ وابن عبد البر في الاستيعاب وقال: لا أعرفه: 4/143؛ وابن حجر في الأسماء والإصابة: 1/251.
(2) العبارة في الأصل: (ابن عساكر في تاريخه عن طريق أبيه) وما بين المعكوفين من الإصابة نقلاً عن ابن عساكر.
(3) جندب بن كعب الأزدي له ترجمة في أسد الغابة: 1/361؛ والإصابة: 1/250. وأطال ابن عبد البر في ترجمته، وذكر طرفاً من أخباره وخبر جندب أبي عزيز، الاستيعاب: 1/218، والتاريخ الكبير: 2/222؛ والثقات لابن حبان: 3/57.(2/232)
مختلفٌ في صُحبتهِ (1) . وأما أبو عُمر فعندهُ أن قاتل السَّاحر هو جُندب بن كعبٍ، وأما جُندب الخير فجُندب بن عبد الله بن ضبة.
_________
(1) في الإصابة: قال ابن المديني وابن حبان: له صحبة، وقال ابن سعد في خبر عن هشام الكلبي: أنه قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - جندب بن زهير وجندب بن كعب، وما أخرجه البخاري عنه في التاريخ أخبار في قتل الساحر ولم يتعرض لصحبته.(2/233)
1909 - قال الترمذي: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن مُسلمٍ، عن الحسن، عن جُندبٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (حد الساحر ضربةٌ بالسيف) ثم قال: لا نعرفهُ مرفوعاً إلاَّ من هذا الوجه، وإسماعيل بن مسلم المكي ضعيفٌ [يضعف] في الحديث من قبل حفظه قال: وإسماعيل بن مُسلم العبدي البصري قال وكيعٌ: هُو ثقةٌ وهو يروي عن الحسن أيضاً قال: والصحيح أن هذا عن جُندبٍ موقوفٌ قال: والعملُ على هذا عند بعض أهل العلم من الصحابة وغيرهم، وهو قول مالكٍ وقال الشافعي: لا يُقبل إلا إذا كان يعملُ من سحرهِ ما يبلغُ به كُفْره (1) .
وقد تقدم رواية الطبراني هذا الحديث من طريق إسماعيل بن مُسلم عن الحسن عن جُندبٍ مرفوعاً: (قتل الساحر حدُّه) أو قال: (حدُّ الساحر ضربةٌ بالسيف) (2) ثم رواه عن محمد بن يوثسف التُركي، عن محمد بن الحسن بن سيار بن خالدٍ [العبد] ، عن الحسن، عن جُندبٍ مرفوعاً مثلهُ، ولكن ساقهُ في ترجمة الحسن، عن جُندبٍ بن عبد الله البجلي العلقي (3) ، وقال في ترجمةُ جندبِ بن كعب الأزدي وقد اختلف في صُحبتهِ (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذي في الحدود: ماجاء في حد الساحر: 4/60.
(2) تقدم الحديث ص 850 والمعجم الكبير: 2/161.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 2/161.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 2/177.(2/233)
1910 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو معمر القُطيعي، حدثنا هشيم، حدثنا خالد الحذَّاء، عن أبي عثمان النهدي: أن ساحراً كان يلعب عند الوليد بن عُقبة، فكان يأخذ السيف فيذبحُ نفسهُ، ويعمل كذا، ولا يضرهُ، فقام جُندبٌ إلى السيف، فأخذهُ، فضرب عُنقهُ، ثم قرأ: {أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ} (1) .
1911 - رواه الحسن بن سُفيان، عن مخلدِ بن مالكٍ قال: حدثنا موسى نفسهُ، حدثنا سعيدُ بن محمد الورَّاق، حدثنا خالد بن عبد الوهاب الباهلي مولاهُم، عن الحسنِ، قال: (جاء جُندب وقومٌ يلعبون يأخذون بأعين الناس، فضربَ رجلاً منهم ضربةً بالسيفِ، فقتلهُ، فرُفِعَ إلى السلطان، فقال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (حد الساحر ضربةٌ بالسيفِ) (2) .
* (جُندب بن ناجية أو ناجية [بن جندب] ) (3)
وهو الصحيح كما سيأتي
* (جُندبٌ أبو ناجية) (4) /
1912 - هو الذي قبلهُ، وهو الذي عدَلَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من
_________
(1) الآية 3 الأنبياء، والخبر أخرجه الطبري في المعجم الكبير: 2/177.
(2) قال ابن حجر في الإصابة: رواه الحسن بن سفيان من وجهين عن الحسن عن جندب: 1/250. ويراجع أيضاً مستدرك الحاكم: 4/361.
(3) الزيادة من أسد الغابة: 1/363.
(4) ترجمة ابن الأثير لرجلين: جندب بن ناجية أو ناجية بن جندب على الشك ثم لجندب أبي ناجية وقال: في إسناده نظر. أَمَّا ابن عبد البر وابن حجر فقالا: ناجية بن جندب وأطالا في ترجمته وذكر أخباره، الإصابة: 3/541؛ والاستيعاب: 3/571.(2/234)
كراع
الغميم إلى الحُديبية (1) وهو الذي أخذ الهدى فدخلَ به إلى الحرمِ حتى نحرهُ فيهِ (2) .
_________
(1) يرجع إلى المعجم الكبير للطبراني: 2/179 في الخبر المروي عن جندب بن ناجية كما يرجع إليه في مصادر ترجمته.
(2) في خبر أخرجه ابن منده من حديث (أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - حين صعد الهدى فقلت: يارسول الله تبعث معي الهدى لينحر في الحرم؟ قال: وكيف تصنع؟ قلت: آخذ به في أودية لا يقدرون على. قال: وبعث به فنحرته في الحرم) أسد الغابة.(2/235)
289 - (جندبٌ مجهول) (1)
1913 - قال أبو نُعيم: وفيه مقالٌ ونظرٌ، ثم ذكر من حديث إسحاق بن إبراهيم شاذان، حدثنا سعدُ بن الصلت، حدثنا قيس، أخبرني زُهيرٌ [بن] أبي ثابت، عن ابن جُندب، عن أبيه: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (اللهم استُر عورتي، وآمن روعتي، واقض ديني) (2) .
290 - (جندرةُ بن خَيْشَنةَ) (3)
1914 - أن نُقير بن [مرة] بن عُرنة بن وايلة بن الفاكه بن عمرو [بن الحارث] بن مالكٍ بن [النضر بن كنانة بن] (4) خزيمة بن مُدركةِ قال أبو نُعيم: هكذا نسبهُ ابن أبي داود، عن أيوب بن علي بن الهيثم بن أيوب بن مسلم بن جندرة مولى بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وقيل من بني مالك بن النضر بن كنانة يُعد من أهل فلسطين قال الطبراني: جندرة
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/363؛ والإصابة: 1/251.
(2) الخبر أخرجه بقي بن مخلد وابن منده وأبو نعيم. ورمز له السيوطي بالضعف. جمع الجوامع: 1/3604؛ أسد الغابة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/364، 6/253؛ والاستيعاب في الكنى: 4/163 وأحال ابن حجر ترجمته في الأسماء على الكنى وفي الكنى على الأسماء. الإصابة: 1/251، 4/160.
(4) مابين المعكوفات استكمال من أسد الغابة.(2/235)
بن خيشنة أبو قرصافة الليثي مولى بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة (1) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: (أبو فرناصة الليثي من بني كنانة) وتكرر والتصويب من المعجم الكبير حيث أخرج الخبر: 3/17.(2/236)
1915 - حدثنا محمد بن الحسن بن قُتيبة العسقلاني، حدثنا أيوب بن علي ابن الهيصم، حدثنا زياد بن سيار، حدثتني عزةُ بنت عياضٍ بن أبي قرصافة قالت: سمعتُ جدي أبا قرصافة صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (كان بدءُ إسلامي أني كنتُ يتيماً بين أمي وخالتي، وكان أكثر ميلي إلى خالتي، وكنتُ أرعى شُويهاتٍ لي، وكان [خالتي] أكثر ما تقول: يا بني لا تمر إلى هذا الرجل - تعني النبي - صلى الله عليه وسلم - فيغويك ويُضلك.
قال: فكنتُ أخرج إلى المرعى، فأترك المرعى، وآتي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلا أزل عندهُ أسمعُ منهُ، ثم أروحُ بغنمي ضُمراً يابسات الضُّروع، فقالت لي خالتي: ما لغنمك يابسات الضُّروع؟ فقلتُ: لا أدري، ثم عُدتُ اليوم الثاني، ففعل كما فعَلَ في اليوم الأول، غير أني سمعتُهُ يقول: أيُّها الناس هاجروا / وتمسكوا بالإسلام، فإن الهجرة لا تنقطعُ ما دام الجهادُ، ثم إني رجعتُ بغنمي كما رُحتُ اليوم الأوَّل، ثم إني غدوتُ اليوم الثالث، فلم أزل عندهُ أسمعُ كلامهُ، حتى أسلمتُ، وصافحتُهُ وبايعتُهُ بيدي، وشكوتُ إليه أمر خالتي، وأمر غنمي، فقال: جئني بالشياة، [فجئتهُ بهن] ، فمسح ظهورهُنَّ وضُرُوعهنَّ، ودعا فيهن بالبركة، فامتلأنَ شحماً ولبناً، فلما دخلتُ على خالتي بهنَّ قالت: يابُني هكذا فارْعَ، قلتُ: يا خالةُ ما رعيتُ إلاَّ حيثُ رعيتُ كل يومٍ، ولكن أُخبرُكِ بقصتي، فأخبرتها بالقصة، وإتياني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأخبرتُها بسيرته، وبكلامه، فقالت [لي] أمي وخالتي [: اذهب بنا إليه] ، فذهبتُ أنا(2/236)
وأمي وخالتي، فأسلمن وبايعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، و [ما] صافحهنَّ) .
هذا ما كان من إسلامٍ [أبي] قرصافة وهجرته.
قال زياد بن سيَّار: وكان أبو قرصافة قد سكن أرض تهامة (1) .
وبهِ قال أبو قرِصافة: (لما بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا وأُمي وخالتي رجعنا منصرفين قالت لي أمي وخالتي: يا بُني ما رأينا مثل هذا الرجُل، ولا أحسن منهُ وجهاً، ولا أنقى ثوباً، ولا ألين كلاماً، ورأينا كالنُّورِ يخرجُ من فيهِ) (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 3/17 وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/18 وهو سند الحديث السابق، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 8/280.(2/237)
1916 - وبه قال أبو قرصافة قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (هل لك عقبٌ؟ قلتُ: أخٌ لي. قال: إيتني به، فرفقتُ بأخي حتى جآء معي، وكان غُلاماً صغيراً، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هرب، فضممتُ يديه ورجليه، ثم جئتُ بهِ، فأسلم وبايع وكان اسمُهُ ميسم، فكان اسمهُ حتى سمَّاهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مُسلماً) (1) .
1917 - وبه قال: (أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مستلقٍ على قفاهُ واضعاً إحدى رجليه على الأُخرى) (2) .
وبه مرفوعاً: (غفارٌ غَفَرَ اللهُ لها، وأسلمُ سالمها الله) (3) .
وبهِ: (من أحبَّ قوماً حُشرَ في زُمرتهم) (4) .
وبه: (أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كساهُ بُرْنُساً ألبسهُ إياهُ) (5) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/18، ويصدق على سنده ما قاله الهيثمي في الخبرين السابقين. مجمع الزوائد: 8/54.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/18.
(3) الموطن السابق.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 3/19.
(5) الموطن السابق.(2/237)
وبهِ: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ابْنُوا المساجد وأخْرجوا منها القُمامة/ فمن بنى لله بيتاً بنى الله لهُ بيتاً في الجنة، فقال [رجل] : يا رسول الله وهذه المساجدُ التي تُبنى في الطريق؟ [قال: نعم. وإخراج القمامة منها] مهور الحورِ العين) (1) .
_________
(1) الموطن السابق، وقد وقع في الأصل بعض الألفاظ محرفة مثل: (العامة) بدل: (القمامة) كما استكملنا النص مابين المعكوفات.(2/238)
1918 - وقال الطبراني: حدثنا محمد بن خُزَز (1) ، حدثنا أيُّوبُ بن [علي ابن الهيصم] (2) ، عن زياد بن سيَّار، عن عزَّة بنتِ عياض بن أبي قرصافة، قالت: (أسر الرُّومُ ابنًا لأبي قرصافة [فكان أبو قرصافة] إذا كان وقتُ كلِّ صلاةٍ صعدَ سُور عسقلان، ونادى يا فُلان الصلاة، فسمعهُ وهو ببلد الرُّوم) (3) .
1919 - وقال الطبراني: حدثنا يحيى [بن عثمان] بن صالح، حدثنا يونس ابن عبد الرحيم العسقلاني، حدثنا عياشُ بن مرثد الكناني، حدثني [عمي] عطيةُ بن سعيد: سمعتُ أبا قرصافة يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (اللهم لا تُخْزِني يوم البأس، ولا تُحْزني يوم القيامة) (4) .
1920 - ثم رواه من حديث ابن المبارك عن يحيى بن حسان. حدثني شيخ من بني كنانة قال: صليتُ خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمعتُهُ
_________
(1) في المخطوطة: (محمد بن الحذاء وفي الكبير غير مضبوط وهو محمد بن خزز الطبراني) بضم الخاء وفتح الزاي كما في المشتبه للذهبي، ص225.
(2) في المخطوطة: (أيوب بن يحيى) وما أثبتناه من المعجم للطبراني.
(3) المعجم الكبير للطبراني وما بين المعكوفات استكمال منه: 3/19.
(4) الموطن السابق.(2/238)
يقول (1) : (اللهم لا تخزني يوم البأس، ولا تخزني يوم القيامة) (2) .
_________
(1) من هذه الطريق: (يحيى بن حسان: حدثني شيخ من بني كنانة قال: (صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسمعته يقول ... ) . المعجم الكبير: 3/20.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/20.(2/239)
291 - (جُنْدَعُ بن عمرو بن مازن الأنصاري)
أبو جُنيدة، ومنهم من يجعله جُندباً والمشهور الأول (1)
1921 - له حديث: (من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعدهُ من النار) (2) .
وحديث غدير خُمّ وحديث: (من كُنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ، اللهم والِ من والاهُ، وعاد من عاداهُ) . قال ابن الأثير: رواه [أبو] أحمد العسكري بإسناده عن عُمارة بن يزيد، عن عبد الله بن العلاَ، عن الزُّهري عن سعيد بن جناب، عن أبي عُنفُوانة المازني قال: سمعتُ أبا جُنيدة جُندع بن عمرو بن مازن فذكرهُ (3) .
* (جُنيدُ بن سباع وقيل حبيبٌ والصحيح جُنبذٌ (4) كما تقدم)
292 - (جَهْبَلُ بن سيف: من بني الجُلاج
وقيل إنه من بني وَبَرَة) (5) .
1922 - وهو الذي ذهب / ينعى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حضر موت،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/364؛ والإصابة: 1/252؛ والاستيعاب باختصار شديد: 1/270. وفي المخطوطة: (ومنهم من يجعله جندماً) ، وما أثبتناه يتفق مع ما ورد في أسد الغابة.
(2) رواه أبو نعيم عن آدم عن حماد بن ثابت عن ابن لعبد الله بن الحارث بن نوفل عن أبيه عن جندع الأنصاري. يراجع أسد الغابة.
(3) يراجع أسد الغابة.
(4) في المخطوطة: (الصحيح حينيذ) يراجع أسد الغابة: 1/365، وقد تقدم ص 841.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/365؛ والإصابة: 1/253.(2/239)
ولذلك يقول امرؤُ القيس بن عابس (1) :
شَمِتَ البَغَايا يومَ أعْلَنَ جَهْبَلٌ ... بِنَعِيّ أحمدٍ النبي المُهتدِي (2)
_________
(1) في المخطوطة: (عامر) مصحفاً. يراجع أسد الغابة: 1/137.
(2) مصدرا ترجمته.(2/240)
293 - (جهجاهُ بن قيس)
وقيل [: ابن] سعيدُ بن سعد بن حرامٍ بن غِفَارٍ الغفاري، من أهل
المدينةِ (1) .
1923 - كان أجيراً مع عمر [بن الخطاب في] (2) غزوة المريسيع فاختصم هو وسِنانُ بن وَبْر الجُهني على المآء، فنادى جهُجاه يا للمُهاجرين ونادى سِنَانٌ يا للأنصار، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (دعُوها فإنها مُنتِنةٌ) ، وفي ذلك قال عبد الله بن أبي لئن رجعْنَا إلى المدينةِ ليُخرجَنَّ الأعزُّ منها الأَذَلَّ (3) .
ويقال: إنهُ الذي كسَرَ العصا من يد عُثمان وهو يخطب، فكسرها على رُكبتهِ فوقعت فيها الأكلةُ وتوفي بعْد عثمان بسنةٍ (4) .
1924 - قال ابن الأثير: روى عنه عطاءُ بن يسار: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[قال] : (المؤمن يأكل في معِيً واحد، والكافرُ يأكلُ في سبعةِ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/365؛ والإصابة: 1/253؛ والاستيعاب: 1/552؛ والتاريخ الكبير: 2/249؛ وثقات ابن حبان: 3/61.
ما أورده المصنف يوافق ماجاء في أسد الغابة، وقال البخاري وابن حبان جهجاه بن سعيد الغفاري. وأضاف ابن عبد البر وابن حجر قولاً ثالثاً وهو جهجاه بن مسعود.
(2) في المخطوطة: (أجبرا مع عمول) مصحفاً.
(3) قال الحافظ ابن حجر: (روى الشيخان من حديث جابر: (كنا في غزاة بني المصطلق فكسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار) الحديث. فذكر ابن عبد البر أن المهاجري هو جهجاه، وأن الأنصاري هو سنان) . الإصابة والاستيعاب.
(4) كانت هذه عصا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.(2/240)
أمْعَآء) رواهُ أبو يعلى عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كُريب عن زيد بن الحُباب، عن مُوسى بن عُبيدة، عن عبيد بن سُلَيْمان، عن عطاء بن يسارٍ بهِ (1) .
_________
(1) ورد الخبر في ترجمته عند ابن الأثير وابن عبد البر وابن حجر وقال ابن حبان: في إسناد خبره رجل ضعيف يقال له موسى بن عبيدة الربذي وقال البخاري: لم يصح حديثه.(2/241)
1925 - ويُقالُ إنَّهُ الذي قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين شَرِبَ حِلاَب سبع شياةٍ، فلما أسلم لم يستكمل حِلاَب واحدة (1) .
294 - (جهْدَمَةُ) (2)
1926 - روى أبو موسى المديني بسنده إلى محمد بن الصلتِ، حدثنا منصور بن أبي الأسودِ، عن [أبي] جناب، [عن إياد] بن لقيط، عن الجهدمةِ، قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى الصلاة وبرأسهِ ردعُ الحِناء) (3) رواه جماعة من طريق إيادٍ عن أبي رمثة البلوي (4) كما سيأتي قال. عبدان: أبو رمثة جهدمة قال ابن الأثير: لم / يقُلْهُ أحدٌ غيرُهُ (5) .
_________
(1) مصادر الترجمة.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/366؛ والإصابة: 1/270.
(3) يراجع أسد الغابة.
(4) هنا أبو رمثة البلوي، وعند ابن الأثير: التميمي، وقيل إنها واحد والاختلاف مذكور في ترجمتهما. أسد الغابة: 6/111.
(5) في المخطوطة: (رواه الجماعة) والصواب رواه الجماعة كما في أسد الغابة والخبر أخرجه أحمد في المسند من حديث أبي رمثة - رضي الله عنه -: 2/226. قال ابن شاهين تعقيباً على قول عبدان: (ألغيت حاشية بخط بعض الحفاظ على هامشه: الجهدمة: امرأة، وهي زوج بشير بن الخصاصية وقد ذكرها المصنف في النساء) انتهى. وفي ثقات ابن حبان: جهدمة امرأة بشير بن الخصاصية، يقال أن لها صحبة، الثقات: 3/67.(2/241)
295 - (جَهْرٌ أبو عبد اللهِ) (1)
1927 - قال: قرأتُ خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجهرتُ، فقال: (يا جهُرُ] اسمع ربك ولا تُسمعني) قال ابن الأثير: رواهُ ابن منده، وأبو نُعيمٍ من حديث الزُّهري، عن عبد الله بن جهرٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن أبيه به (2) .
(جَهْمٌ ويقال جاهمة في بر الوالدين كما تقدم) (3)
296 - (جهمٌ البلويُ) (4)
1928 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عبد الله
ابن محمد بن خلادٍ أبو أمية الواسطي، حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن الجهم بن مُطيع، عن علي بن جهمٍ البلوي، عن أبيه، قال: (وافينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم جُمعة فسألنا من نحن؟ فقلنا: نحن بنو عبد منافٍ قال: (أنتُم بنُو عبد الله) (5) .
297 - (جهمٌ غير منسوبٍ) (6)
1929 - روى عبد الله بن نُعيم من حديث عمرو بن شمرٍ، عن
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/367؛ والإصابة: 1/253.
(2) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 2/288 وما بين المعكوفات استكمال منه، وقال في مجمع الزوائد: عبد الله بن جهر لم أجد ذكره: 2/110.
(3) يرجع إلى لفظ الخبر عند الطبراني في المعجم الكبير: 2/289.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/367؛ والإصابة: 1/254؛ والاستيعاب: 2/245؛ وثقات ابن حبان: 3/65.
(5) لفظ الخبر في المخطوطة: (فقلنا يارسول الله ممن نحن من بني عبد مناف) وهو تحريف من النساخ والتصويب من المعجم الكبير: 2/275، وفي سنده يعقوب بن محمد الزهري وهو متروك. مجمع الزوائد: 8/53.
(6) له ترجمة في أسد الغابة: 1/368؛ والإصابة: 1/255.(2/242)
ثابت، عن مُجاهدٍ، عن أبي وائل: أن ذا الكلاع زعم أنُّهُ سمِعَ جهماً يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن حسناً وحُسَيناً سيدا شباب أهلِ الجنةِ) في حديث طويل قال أبو نُعيم: وهذا عندي هو البلوىُ المتقدم (1) .
_________
(1) قال الحافظ ابن حجر: (روى ابن أبي عزرة في مسنده من طريق ليث عن مجاهد عن أبي وائل أن ذا الكلاع ... إلخ) ، ثم قال: إسناده ضعيف أخرجه ابن منده من هذا الوجه، وجوز أبو نعيم أن يكون هو البلوى وفرّق بينهما ابن قانع. الإصابة.(2/243)
298 - (جَوْدَان أو ابن جَوْدَانَ) (1)
1930 - وهو مختلفٌ في صُحبتهِ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ قال: (من اعتذر إليه أخوه معذرةً فلم يقبلها (2) كان عليه من الخطيئة مثلُ صاحب مكسٍ) رواه أبو داود في المراسيل، وابن ماجة في الأدب من سُننهِ من حديث وكيع، عن سفيان الثوري، عن [ابن] جُريج، عن العباس بن عبد الرحمن بن مينا عنهُ بهِ، قال أبو داود في روايتهِ: عن ابن جودان فالله أعلم (3) .
قال ابن الأثير/: وروى عن الأشعث بن عُمير حديث الأسقية في حديث وفد عبد القيس (4) .
فأما جَوْن بن قتادة (5) في: (دِبَاغُ الميتة طَهُورها) فالصحيح أنه عن سلمة بن المحبق كما سيأتي.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/369؛ والإصابة: 1/256؛ والاستيعاب: 1/262؛ وثقات ابن حبان: 3/65، وقال: لا أعرف له نسباً، ولا علم لي به أكثر من روايته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيمن لا يقبل معذرة أخيه.
(2) العبارة في الأصل: (من اعتذر إلى أخوه بمدّ يده) .
(3) الخبر أخرجه أبو داود في المراسيل: ص 54؛ وتراجع أيضاً تحفة الأشراف: 2/447؛ كما أخرجه ابن ماجه في الأدب باب المعاذير: 2/1225؛ وقال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أنه مرسل، وقال أبو حاتم: جودان هذا ليست له صحبة وهو مجهول.
(4) يراجع الخبر في الإصابة وأسد الغابة.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/370؛ والإصابة: 1/256، أورده في القسم الرابع وقال: تابعي غلط بعض الرواة فوصل عنه حديث أسقط فيه صحابيه وهو حديث: (دباغ الميتة طهورها) .(2/243)
299 - (جُويريةُ العصري) (1)
1931 - قال: (كنتُ في وَفد عبد القيس فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للأشج العصري:) فيكَ خِلتان يُحبُهما الله: الحلمُ والأناةِ (روته سهلة بنتُ سُهيلٍ، حدثنا حمادةُ بنت عبد اللهِ عنهُ بهِ (2) .
300 - (الجُلاس بن صُليت اليربوعي) (3)
1932 - (أنهُ سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوُضُوءِ فقال: (واحدةٌ تُجزِئُ، أوْ اثنتان) . قال: ورأيته يتوضأُ ثلاثاً) تفرد به عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، عن مرار بنتِ مُنقذ السُّليطية، حدثتني أُمي أُم مُنقذٍ بنت الجُلاس، عن أبيها بهِ (4) .
301 - (الجُلاسُ بن عمرو الكندي) (5)
1933 - قال: (وفدتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفرٍ من قومِنا، فلما أردنا الانصراف قُلنا: يارسول الله أوصنا. قال: أنَّ لكل ساعٍ غايةً، وغاية ابن آدمِ الموتُ. فعليكم بذكر الله فإنهُ يسهلكُم ويُرغبكم في الآخرة) (6) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/370؛ والإصابة: 1/256.
(2) الخبر أخرجه الطبراني عن مزيدة العيدي، وله طرق أخرى يرجع إلى بعضها في سنن ابن ماجه.
جمع الجوامع: 2/3629؛ مجمع الزوائد: 5/388؛ سنن ابن ماجه: 2/141.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/347؛ وفي الإصابة: جلاسي بن السليط: 1/241.
(4) المرجعان السابقان.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/370؛ والإصابة: 1/242.
(6) الخبر أخرجه أبو موسى عن علي بن قرين وهو ضعيف جداً، وقال ابن حجر ومن فوقه لا يعرفون، وأخرجه البغوي عنه أيضاً ورمز السيوطي لضعفه. الإصابة. جمع الجوامع: 1/2344.(2/244)
حرف الحاء(2/245)
302 - (حابس بن سعدٍ الطائي)
ومنهم من يقولُ: حابس بن ربيعة بن المنذر بن سعد بن يثربي الطائي اليماني (1) .
1934 - روى عن أبي بكر حديث: (من صلى الصُّبح فهو في ذمة الله) وعن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنه جُبير بن نُفير، والحارث بن يزيد، وسعد بن إبراهيم - ولم يدركهُ/ وأبو الطفيل عامرٍ، وأبو عامرٍ الألهاني. ويقال: إن لهُ صحبة، وكان ممن بعثه الصديق إلى حمص، وولاهُ عمرُ قضاءها، ثم عزلهُ عنها لما أخبرهُ أنَّهُ رأى الشمس والقمر يقتتلانِ، وهُوَ مع القمر، فقال: والله لا تلي لي عملاً أبداً، وشهد صفين مع معاوية، وكان على الرجالةِ، وقُتِلَ يومئذٍ.
قال الأشترُ لعليٍ - وقد نظر إلى حابسٍ هذا - فقال: عهدي يا أمير المؤمنين بهذا مُؤمنٌ؟ فقال: وهو الآن مؤمنٌ.
وقد عدَّهُ في الصحابة الذين نزلوا الشام محمد بن سعدٍ، وأبو زُرعة الدمشقي، وابن سُمَيع، وقال البخاري وأبو حاتم وغيرُهُما: أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، والعجب أن البرقاني قال: سألت الدارقطني عن حَابِس اليماني الذي يروي عن أبي بكرٍ فقال: مجهولٌ متروك.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/375؛ والإصابة: 1/272؛ والاستيعاب: 1/359؛ والطبقات الكبرى: 7/146؛ والتاريخ الكبير: 3/108؛ وثقات ابن حبان: 3/94؛ وتهذيب التهذيب: 2/127.(2/245)
روى له أحمد في أول مُسند الشاميين، فقال: حدثنا أبو المغيرة، حدثنا حريزُ ابن عُثمان الرحبي. قال: سمعتُ عبد الله بن عامر الألهاني. قال: (دخل المسجد حابسُ بن سعد الطائي من السحر - وقد أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - فرأى الناس يُصلون في مُقدم المسجد، فقال: مُراءُونَ وربِّ الكعبة أرعبوهم فمن أرعبهم فقدْ أطاع الله ورسوله، فأتاهُم الناس فأخرجوهم قال فقال: إن الملائكة تُصلي من السحر في مُقدَّمِ المسجد) (1) تفرد به.
_________
(1) من حديث حابس بن سعد الطائي في المسند: 4/105، 109. وفي الصحاح الرعب: الخوف. يقال رعبه يرعبه كقطعة رعباً بالضم أفزعه ولا تقل: أرعبه. قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الكبير، وفيه عبد الله بن عامر الألهاني ولم أجد من ذكره. مجمع الزوائد: 2/16.(2/246)
303 - (حابس التميمي والد حية) (1)
وسماهُ ابن الأثير حابس [بن] ربيعة روى لهُ أحمد في ثاني البصريين، ومنهم من لم يُثبت لهُ صُحبة فالله أعلم.
1935 - حدثنا أبو عامر، حدثنا علي - يعني ابن المبارك - (2) عن يحيى. قال: حدثني حيةُ التميمي أن أباهُ أخبرهُ: أنهُ سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (لا شئ في الهام، والعين حقٌ، [وأصدقُ] الطير الفألُ) (3) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/375؛ والإصابة: 1/272؛ والاستيعاب: 1/360 وكلهم قال: حابس بن ربيعة التميمي، وفي ثقات ابن حبان: 3/95 قال: حابس التميمي وهو يوافق ما في التاريخ الكبير: 3/107 وابنه حية بن حابس بتحتانية مثناة. تهذيب التهذيب: 3/71.
(2) علي بن المبارك الهنائي. يراجع تهذيب التهذيب: 7/375.
(3) من حديث حابس التميمي في المسند: 5/70؛ ومن حديث حية التميمي في المسند أيضاً: 4/67.
والهام: جمع هامة والهامة: الرأس، واسم طائر وهو المراد في الحديث وذلك أنهم كانوا يتشائمون بها، وهي من طير الليل. وقيل هي البومة، وقيل كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تصير هامة فتقول: اسقوني فإن أدرك بثأره طارت. وقيل غير ذلك. تراجع النهاية: 4/258.(2/246)
1936 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا حرب، حدثنا يحيى، حدثنا حيةُ بن حابس التميمي: أن أباهُ أخبرهُ: أنهُ سمِعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (لاَ شئ في الهامِ، والعين حقٌّ، وأصدقُ الفألِ الطيرة) (1) .
رواه الترمذي في الطبِ عن عمرو بن علي، عن أبي غسَّان [العنبري] يحيى ابن كثيرٍ، عن علي بن المبارك بهِ/، ثم قال غريبٌ وقد رواهُ شيبان، عن يحيى بن كثير، عن حية، عن أبيه عن، أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: وعليّ بن المبارك وحربُ لا يذكران فيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا شئ في الهام والعين حقٌّ، وأصدق الطير الفأل) (2) .
304 - (حاتمٌ غُلام النبي - صلى الله عليه وسلم -) (3)
1937 - قال: (اشتراني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بثمانية عشر ديناراً، فأعتقني، فقُلتُ: لا أُفارقك وإن أعتقتني، فكنتُ عندهُ أربعين سنةً) رواهُ أبو موسى المديني قال ابن الأثير: إسنادهُ من أغرب الأسانيد (4) .
_________
(1) من حديث حابس التميمي في المسند: 5/70. والطيرة: التشاؤم.
ويرجع إلى الحافظ ابن حجر في فتح الباري: باب الطيرة (لا عدوى ولا طبرة) و (باب الفأل) وتعارض حديث حابس التميمي مع أحاديث البابين في اللفظ: 10/212، 214.
(2) الخبر أخرجه الترمذي في الطب: باب ماجاء أن العين حق والغسل لها: 4/397، وليس في حديثه حابس عنده العبارة الأخيرة، وهي قوله: (وأصدق الطير الفأل) .
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/376؛ والإصابة في القسم الرابع: 1/384.
(4) الخبر من رواية نصر بن شعبان بن أحمد بن نصر وكان يقول: (أنه - يعني حاتماً - أتى عليه مائة وخمس وستون سنة) وعقب عليه ابن حجر فقال: فعلى زعمه يكون حاتم المذكور عاش إلى رأس المائتين. وهذا هو المحال بعينه. الإصابة.(2/247)
305 - (حاتمٌ بن عديٍ) (1)
1938 - روى أبو موسى أيضاً من طريق ابن لهيعة، عن سالم بن غيلان، عن سُليمان بن [أبي] عثمان، عن حاتم بن عدي - أو عدي بن حاتم - الحمصي مرفوعاً: (لاتزال أُمتي بخيرٍ ما عجلوا الإفطار، وأخَّرُوا السحور) (2) .
(من اسمهُ حَارِثة)
306 - (حارثةُ بزيادة [هاء] ) (3)
وهو ابن الأضبط الذكواني يُعدُّ في أهل الجزيرة.
1939 - روى أبو نُعيم من حديث عبد الله بن يحيى بن حارثة بن الأضبط، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا
ويُوقر كبيرنا) (4) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/376؛ والإصابة أورده في القسم الرابع: 1/384. وقال ابن حجر: تابعي أرسل حديثاً ذكره عبدان في الصحابة، والتاريخ الكبير للبخاري، وقال: حاتم بن عدي الحمصي. قاله سالم بن غيلان عن سليمان بن أبي عثمان: 3/77.
(2) قال الحافظ ابن حجر: سقط منه الصحابي. والحديث في مسند أحمد من هذا الوجه عن حاتم بن عدي عن أبي ذر، وبهذا ترجمه ابن أبي حاتم عن أبيه فقال: (يروي عن أبي ذر روى عنه سليمان ابن أبي عثمان) .
ويرجع إلى حديث أبي ذر الذي أشار إليه ابن حجر في المسند: 5/147، قال الهيثمي: فيه سليمان بن أبي عثمان. قال أبو حاتم: مجهول. مجمع الزوائد: 3/154.
(3) في المخطوطة: (حارثة بن زياد، وهو ابن الأخبط المذكواني) .
والتصويب من أسد الغابة: 1/423، وأورد ابن حجر ذكره في حرف الحاء فقال: حارثة بن الأضبط، ويقال: حارثة الأضبط السلمي وأحال إلى ترجمته في حرف الألف: 1/54، 297.
(4) الخبر أخرجه أبو نعيم وأبو موسى من طريق عبد المهيمن بن الأضبط بن يحيى عن أبيه. ورواه ابن منده من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن أبي نهشل عن محمد بن مروان العقيلي عن عبد الله بن يحيى بن حارثة بن الأضبط عن أبيه عن جده، قال ابن حجر: الظاهر أن الضمير في قوله: (عن جده) يعود على يحيى. الإصابة: 1/54.(2/248)
307 - (حارثة بن عدي بن أُمية بن الضُّبيب) (1)
1940 - قال ابن عبد البر: وهو مجهُول، وقد ذكرهُ البخاريُ، روى أبو نُعيم من طريق عصمة بن كُميل (2) بن وهبٍ بن حارثة بن عدي، عن آبائه، عن حارثة بن عدي، قال: (كنتُ أنا وأخي (3) في الوفد الذين وفدُوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: / اللهم بارك لحارثة في طعامه) (4) .
308 - (حارثة بن قطن بن زابر بن كعب بن حصن
ابن عُلَيم الكلبي) (5)
روى أبو موسى عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَتبَ له: (بسم الله الرحمن الرحيم: من محمدٍ رسول الله لحارثة وحصنٍ ابني قطنٍ لأهْل المواتِ من بني
جنابٍ من الماءِ الجاري العُشْر، ومن العثرى (6) نصفُ العُشر في السنةِ، في عمائرِ كلبٍ) (7) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/427؛ والإصابة: 1/298؛ والاستيعاب: 1/286؛ والتاريخ الكبير: 3/94، وبهامشه قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: مجهول لكن نقل ابن حجر عنه قال: له صحبة وأورده الذهبي في الميزان وقال: تابعي: 1/446. والضبيب: بمعجمة وموحدة تحتا مصغراً وقد صحفت في المخطوطة: (الضب) .
(2) في المخطوطة: (عصبة بن جميل) والضبط من أسد الغابة.
(3) في المخطوطة: (كنت أنا وأبي) وما أثبتناه من مصادر الترجمة.
(4) الخبر أورده أبو بشر الدولابي وابن منده من طرق عنه. الإصابة.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/427؛ والإصابة: 1/298؛ والاستيعاب: 1/286.
(6) في الأصل المخطوط: (العنبري) والصواب ما أثبتناه، والعثرى: بفتحتين وهو منسوب إلى ما سقي من النخل سماء. وقال الجوهري: العثرى: الزرع الذي لا يسقيه إلا ماء المطر. المصباح.
(7) مصادر الترجمة.(2/249)
309 - (حارثة بن النُّعمان بن نقع بن زيد بن عُبيد
ابن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار
الأنصاري الخزرجي النجاري) (1)
شهد بدراً وما بعدها، وكان ممن ثبت يوم حُنين.
1941 - روى أبو بكر بن عاصمٍ، عن إبراهيم بن محمدٍ، عن سفيان بن عُيينة، عن الزُّهري، عن عمرة، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (دخلتُ الجنة فسمعتُ قراءة فقلت: من هذا؟ قيل: حارثةُ بن النعمان. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كذلكم البر [كذلكم البر] وكان باراً بأمه) (2) .
1942 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري قال: أخبرني عبد الله بن [عامر بن] ربيعة، عن حارثة بن النُّعمان قال: (مررت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و [معه] جبريلُ جالسٌ في المقاعد، فسلمتُ عليه، ثم أجزْتُ، فلما رجعتُ، وانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: هل رأيت الذي كان معي؟ قلتُ: نعم. قال: فإنهُ جبريلُ، وقد رد عليك السلام) . تفرد به (3) .
1943 - حدثنا أبو سعيد، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/429؛ والإصابة: 1/298؛ والاستيعاب: 1/283؛ والتاريخ الكبير: 3/93؛ وثقات ابن حبان: 3/79؛ والطبقات الكبرى: 3/51.
وقال ابن حبان: قتل يوم بدر وهو يخالف باقي المصادر.
(2) الخبر أورده النسائي في المناقب والحاكم في المستدرك: 3/208؛ وأبو نعيم في الحلية: 1/356. وقال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 9/313؛ ويراجع أيضاً جمع الجوامع: 2/1887.
(3) من حديث حارثة بن النعمان في المستدرك: 5/433 وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/250)
قال: [سمعتُ عمر مولى عفرة يحدث عن ثعلبة بن أبي مالك، عن حارثة بن النعمان قال:] قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يتخذ أحدكم [السائمة] فيشهدُ الصلاة في الجماعةِ، فيتعذرُ عليه سائمتهُ، فيقول: لو طلبتُ لسائمتي مكاناً هو أكلأ من هذا، فيتحول فلا يشهدُ الجمعة، ولا الجماعة فيطبعُ الله على قلبه) تفرَّد بهِ (1) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) الموطن السابق والاستكمال منه.(2/251)
1944 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله القرمطي العدوي، حدثنا بكرُ بن عبد الوهاب المدني، حدثنا إسماعيل بن قيس الأنصاري، حدثني عبد الرحمن ابن محمد بن أبي الرجال، عن أبيه، عن جده حارثة بن النعمان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ثلاثٌ لازماتٌ لأُمتي: الطيرةُ / والحسدُ، وسوءُ الظن) فقال رجل: ما يُذهبهنَّ يارسول الله ممن هُنَّ بهِ؟ قال: (إذا حسدْت فاستغفر الله، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا تطيرتَ فامض) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
1945 - رواه الطبراني أيضاً من حديث ابن أبي فُديكٍ، عن محمد بن عُثمان، عن أبيه. قال: (كان حارثة بنُ النعمان قد ذهب بصرهُ، فاتخذ خيطاً في مُصلاهُ إلى باب حجرته، ووضع [عنده] مكتلاً فيه تمرٌ وغيرهُ، فكان إذا جاء المسكين فسلم، فأخذ من ذلك المكتل، ثم أخذ بطرف ذلك الخيط حتى يناولهُ، فكان أهلهُ يقولون: نحن نكفيك.
_________
(1) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 3/228؛ وفيه إسماعيل بن قيس الأنصاري وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 8/78.(2/251)
فيقولُ: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (مُنَاولةُ المسكين تقى ميتة السوء) (1) . ثم قال: حدثني محمد بن عبد الله بن رُسته الأصبهاني (2) ، حدثنا علي بنُ هاشمٍ بن مرزوق الرازي، حدثنا ابن أبي فُديكٍ، عن محمد بن عُيمان، عن أبيه، عن حارثة [بن النعمان] ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مُناولةُ المسكين تقى ميتةَ السُّوءِ) (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/229.
(2) هكذا هنا وفي المجمع الكبير، والذي بين أيدينا: عبد الرحمن بن عمر بن يزيد: أبو الحسن الأصبهاني في المعروف برسته. تهذيب التهذيب: 6/234؛ الميزان: 2/579.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 3/230.(2/252)
310 - (حارثةُ بن وهب الخُزاعي) (1)
وهو أخو عُبيد الله بن عُمر بن الخطاب لأمهِ، حديثُهُ في رابع الكوفيين.
1946 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن معبدِ بن خالد، عن حارثة بن وهبٍ. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (تصدقوا فيوشكُ أنَّ الرجُلَ يمشي بصدقته، فيقول الذي أُعْطيها: لو جئتَ بها بالأمسِ قبلْتُها، وأما الآن فلا حاجة لنا فيها ولا يجدُ من يقبلها) (2) رواه البخاري، ومُسلم والنسَّائي من طُرقٍ عن شُعبة بهِ (3) . وفيها [عند] مُسلمٌ عن محمد بن المثني عن غُندرٍ (4) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/430؛ والإصابة: 1/299؛ والاستيعاب: 1/285؛ وطبقات ابن سعد: 6/16؛ وثقات ابن حبان: 3/79؛ والتاريخ الكبير: 3/93.
(2) من حديث حارثة بن وهب في المسند: 4/206.
(3) الخبر أخرجه البخاري في الزكاة: باب الصدقة قبل الرد، وباب الصدقة باليمين: 3/281، 293، وفي الفتن: 13/81؛ ومسلم في الزكاة: باب اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف: 3/47؛ والنسائي في الزكاة: باب التحريض على الصدقة: 5/57.
(4) في الأصل المخطوط: (منها مسلم عن محمد بن المنذر) والسياق يقتضي التصويب، والخبر أخرجه مسلم من ثلاث طرق: أبو بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن شعبة - ابن نمير عن وكيع عن شعبة - محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر (غندر) عن شعبة، صحيح مسلم: 3/47.(2/252)
1947 - حدثنا وكيع، عن سفيان، عن معبد بن خالد. قال: سمعتُ حارثة ابن وهبٍ الخُزاعي يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألاَ أخبركُمْ بأهلِ الجنة؟ كُلّ ضعيفٍ مُتضعفٍ لوْ يُقسم على الله لأبرَّهُ، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل جوَّاظٍ جعظري (1)
مُستكبرٍ) (2) . رواهُ البخاري، ومسلم/ والنسائي من حديث شُعبة، والبُخاري والترمذي وابن ماجة من حديث الثوري كلاهما عن معبدٍ بهِ (3) .
1948 - حدثنا وكيعُ، حدثنا شُعبةُ، عن معبد بن خالد، عن حارثةِ بن وهب. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (تصدقوا فإنَّهُ يوشكُ أحدُكم أن يخرج بصدقتهِ
ولا يجدُ من يقبلُها منهُ) (4) .
1949 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن معبدِ بن خالدٍ، عن
حارثة ابن وهبٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ كلّ ضعيفٍ مُتضعفٍ لو أقسم على الله لأبرهُ. ألا أُنبئكم بأهلِ النار؟ كلّ عُتُلٍ جواظٍ مُستكبرٍ) (5) .
_________
(1) الكلمتان محرفتان في المخطوطة. والجواظ: الجموع المنوع، وقيل الكثير اللحم المختال في مشيته، وقيل القصير البطين.
والجعظري: الفظ الغليظ المتكبر. النهاية: 1/166، 188.
(2) من حديث حارثة بن وهب في المسند: 4/306.
(3) الحديث أخرجه البخاري من طريق الثوري عن معبد بن خالد في التفسير: باب عقل بعد ذلك زنيم: 8/662؛ وفي الأدب: باب الكبر: 10/489؛ وفي الايمان والنذور من طريق شعبة: 11/541.
وأخرجه مسلم من طريق شعبة ومن طريق سفيان في كتاب صفة القيامة والجنة والنار: 5/707؛ والنسائي في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/11؛ وابن ماجه في الزهد: 2/1378؛ والترمذي في صفة جهنم: 4/717.
(4) من حديث حارثة بن وهب في المسند: 4/306.
(5) الموطن السابق.(2/253)
1950 - حدثنا مُحمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبةُ، [سمعت] أبا إسحاق يُحدثُ عن حارثة بن وهب الخزاعي. قال: (صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر ما كُنَّا وآمنة بمنىً ركعتين) (1) رواهُ البخاري من حديث شُعبة (2) ،
ومُسلم وأبو داود والنسائي من حديث زُهير بهِ (3) ، رواهُ مسلم [من حديث] أبي الأحوص كلهم عن أبي إسحاق به (4) ، ورواهُ الطبراني من طرقٍ عن أبي إسحاق كذلك، ومن حديث الأجلح عن أبي إسحاق عنهُ فذكرهُ (5) .
1951 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن وهبٍ الخزاعي. قال: (صليتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظُّهرَ، والعصرُ بمنى أكثر ما كان الناسُ وآمنه ركعتين) (6) .
(حديثٌ آخر)
1952 - رواهُ البخاري ومسلم من حديث شُعبة، عن معبد بن خالدٍ، عن حارثة بن وهبٍ. قال: سَمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
_________
(1) الموطن السابق.
(2) الخبر أخرجه البخاري في تقصير الصلاة: 2/563، وفي الحج: باب الصلاة بمنى:
3/509.
(3) الخبر أخرجه مسلم من حديث زهير وأبي الأحوص في صلاة المسافر وقصرها: 2/346؛ وأبو داود في المناسك: باب قصر الصلاة لأهل مكة: 2/220؛ والترمذي في الحج: باب ماجاء في تقصير الصلاة بمنى: 3/219. وقال أبو عيسى: حسن صحيح. كما أخرجه النسائي في الصلاة: باب الصلاة بمنى: المجتبي: 3/98.
(4) في المخطوطة: (رواه مسلم وأبو الأحوص) يرجع إلى ما أخرجه مسلم في صلاة المسافر: 2/346؛ وإلى المعجم الكبير للطبراني: 3/233.
(5) المعجم الكبير للطبراني: 3/234.
(6) من حديث حارثة بن وهب في المسند: 4/306.(2/254)
(حوضي بين صنعاء والمدينةِ قال المستوردُ: [تُرَى] فيه الآنيةُ مثل الكواكبِ) (1) .
(حديثٌ آخر)
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في الرفاق: باب في الحوض وقوله تعالى {إنا أعطيناك الكوثر} : 10/465.(2/255)
1953 - رواهُ أبو داود من حديث سفيان، عن معبدٍ، عنهُ. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يدخلُ الجنةَ الجواظُ، ولا الجعظريُّ (قال: الجوَّاظ الغليظ الفظ (1) .
(حديثٌ آخرُ)
1954 - قال الطبراني في آخر ترجمة حارثة بن وهبٍ: حدثنا إسحاقُ بن إبراهيم الدَّبري، حدثنا عبد الرزاق، عن الثوري، عن الصلتِ بن بهرام، عن الحارث بن وهبٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لاتزالُ أمتي في مسكة من دينها ما لم يكلوا الجنائز إلى أهلها) (2) .
(حديثٌ آخرُ)
1955 - ومن حديث مندل مرفوعاً: (لن تزال أُمتي على الإسلام ما لم يُؤخروا المغرب ليشتبك النجومُ مُضاهاة اليهود، و [ما] لم يُعجلوا الفجر مُضاهاة النصارى (3) ، و [ما] لم يكلوا الجنائز إلى أهلها) (4) .
_________
(1) كما أخرجه مسلم في فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم -: حوض نبينا - صلى الله عليه وسلم -: 5/157.
وفيهما: (فقال له المستورد) : ألم تسمعه قال الأواني؟ قال: لا. فقال المستورد: ترى فيه الآنية مثل الكواكب.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في الأدب: باب في حسن الخلق: 4/253.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 3/237.
(4) وردت مقدمة الخبر مكررة في المخطوطة فحذفناها إذ لا تتفق مع ما أورده الطبراني في آخر ترجمة الحارث بن وهب، يراجع المعجم الكبير للطبراني: 3/237.(2/255)
311 - (الحارثُ بنُ قيسٍ)
ويُقال: ابن وقيش العُكلي العوفي (1)
حليف الأنصار، حديثه في ثامن الأنصار ورابع الشاميين
1956 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن عبد الله بن قيس. قال: سمعتُ الحارث بن أُقيش يُحدثُ أنَّ أبا برزة قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (إن من أُمتي لمن يشفعُ لأكثر من ربيعة ومُضرٍ، وإنَّ من أُمَّتي لمن يعظُم للنار حتى يكون رُكنا من أركانها) (2) . رواهُ ابن ماجة، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الرحيم (3) بن سليمان، عن داود بن أبي هندٍ (4) .
1957 - حدثنا محمد بن أبي عدي، عن داود، عن عبد الله بن قيس. قال: سمعتُ الحارث بن أُقيشٍ. قال: كُنَّا عند [أبي] برزة (5) فحدث ليلتئذٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهُ قال: (ما مِنْ مسلمين يموتُ لهُما أربعةُ من الولد أفراطٌ إلا أدخلهُما [الله] الجنة بفضلِ رحمته. قالوا: يارسول الله، وثلاثةٌ؟ قال: وثلاثةٌ. قالوا: واثنانِ؟ قال: واثنان. قال: وإن مِنْ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/377؛ والإصابة: 1/273؛ والاستيعاب: 1/287؛ وثقات ابن حبان: 3/76؛ وطبقات ابن سعد: 7/46؛ والتاريخ الكبير: 2/261.
(2) من حديث الحارث بن أقيش في المسند: 4/212.
(3) في المخطوطة: (عبد الرحمن) ، والتصويب من ابن ماجه وتهذيب التهذيب: 6/306.
(4) الخبر أخرجه ابن ماجه في الزهد: 2/1446 وفيه: (حدثنا عبد الله بن وقيش قال: كنت عند أبي بردة ذات ليلة فدخل علينا الحارث بن أقيش، فحدثنا الحارث ليلتئذٍ) وساق الحديث.
وفي الزوائد: في إسناده عبد الله بن وقيش. ذكره ابن حبان في الثقات ثم قال: لم يرو عنه غير داود بن أبي هند، وليس إسناده بالصافي.
(5) في الأصل المخطوط: (عند بردة) وما أثبتناه من المسند، وقد سبق في لفظ ابن ماجه: (عند أبي بردة) .(2/256)
أُمتي لمن يعظُمُ للنار حتى يكون أحد زواياها، وإن من أُمتي لمن يدخُلُ الجنة بشفاعتِهِ مثلُ مضرٍ) (1) .
حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن أبي [بكر] المقدمي، حدثنا بشرُ بن المفضل، عن داود بن أبي هندٍ، عن عبد الله بن قيس، عن الحارث بن أقيشٍ. / قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما من مُسلمين يموتُ لهما أربعةٌ من الولد إلا أدخلهُما الجنة. قالوا: يارسول الله وثلاثةٌ؟ قال: وثلاثةٌ. قالوا: يارسول الله واثنان؟ قال: وإثنان. وإن من أُمتي لمن يُفطم للنار [حتى يكون أحد زواياها] (2) ، وإنَّ من أُمتي لمن يُدخلُ الجنة بشفاعتِهِ أكثرُ من مُضر) (3) .
ولابن ماجة فيه: (وإن من أمتي) إلى آخره، وقد روى هذا الحديث بكماله ابن أبي شيبة وعبد الرحيم بن سُليمان، عن داود أيضاً (4) .
(الحارث بن أوسٍ:
هو ابنُ عبد الله بن أوسٍ يأتي)
_________
(1) من حديث الحارث بن أقيش في المسند: 4/212 مع اختلاف في ترتيب العبارتين الآخرتين.
(2) الزيادة التي بين معكوفين ورد مكانها في المخطوطة: (إلى آخره) .
(3) من حديث الحارث بن أقيش في المسند: 5/312.
(4) سبق تخريج الخبر عند ابن ماجه، وقد ورد مسنده في المخطوطة على هذا النحو: (بكماله شعبة وجعفر بن سليمان وغيرهما، عن داود أيضاً) وهو يخالف ما عند ابن ماجه: 2/1446، وما في تحفة الأشراف: 3/3، والخبر أخرجه البخاري في الكبير: 2/261 وقال إسناده ليس بذلك.(2/257)
312 - الحارث بن بدلٍ
ويُقال ابن سُليمان بن بدلٍ السعدي (1)
1958 - قال: (كنتُ مع المشركين يوم حُنين، فرمانا رسول الله
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/38؛ والإصابة في القسم الرابع وقال: (يقال الحارث بن سليم بن بدل: تابعي لا صحبة له جاءت عند رواية موهومة فذكره جماعة في الصحابة كالبغوي ومطين والبارودي) : 1/385؛ وفي الاستيعاب وقال: (لا يصح حديثه لكثرة الاضطراب فيه، ولضعف محمد بن عبد الله الشعيثي المنفرد به) : 1/289.(2/257)
- صلى الله عليه وسلم - بقبضةٍ من تُرابٍ وقال: شاهتِ الوُجُوهُ، فانهزمنا، فما خُيل إلينا إلاَّ أنَّ كل شجرةٍ وحجرٍ إلاَّ في آثارنا) تفرد به محمد بن عبد الله الشعيثي عنهُ، ورواهُ الطبراني من غير وجه عنهُ (1) .
(الحارث بن برصاء) (2)
وهو الحارث بن مالك بن قيس الليثي، حجازي ويُعرفُ بابن البرصاءِ وهي أُمّهُ وقيل جدته، واسمها ريطةُ، حديثهُ في سادس الكوفيين.
_________
(1) الخبر أخرجه الطبراني من طريقين: عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن محمد بن عبد الله الشعيثي. المعجم الكبير: 3/267.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/413؛ والإصابة: 1/289؛ والاستيعاب: 1/295؛ وثقات ابن حبان: 3/73؛ والتاريخ الكبير: 2/258.(2/258)
1959 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن زكريا، عن الشعبي، عن الحارث بن مالك بن برصاء قال: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولُ يوم فتح مكة: (لا يُغزى هذا يعني بعد اليوم إلى يوم القيامة) (1) رواهُ الترمذيُّ عن محمد بن بشار (2) ، عن يحيى بن سعيدٍ به، وقال: حسنٌ صحيحٌ لا يُعرف إلا من حديث زكرياء (3) .
1960 - حدثنا محمد بن عُبيد، حدثنا زكرياءُ، عن عامرٍ. قال: قال الحارث بن مالك بن برصاء: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة وهو يقولُ: (لا يُغزى هذا البيتُ بعدها إلى يوم القيامة) (4) .
_________
(1) من حديث الحارث بن برصاء في المسند: 3/412.
(2) في الأصل المخطوط: (محمد بن المثنى) وهو يخالف ما في الترمذي وما في تحفة الأشراف: 3/7.
(3) الخبر أخرجه الترمذي في السير وعنون للباب بلفظ الحديث: 4/151.
(4) من حديث الحارث بن برصاء في المسند: 3/412.(2/258)
1961 - حدثنا سفيان بن عيينة، عن زكريا، عن الشعبي، عن الحارث بن برصاء، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تُغزَى مكةُ بعدها أبداً) قال سفيان: الحارث خُزاعي (1) . حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا زكريا، عن عامر، / عن الحارث بن مالك ابن برصاء. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم فتح مكة: (لا يُغزى هذا بعدهما [أبداً] إلى يوم القيامة) (2) .
313 - (الحارثُ بن بلالٍ) (3)
في فسخ الحج كذا رواه نُعيم بن حمادٍ، عن الدَّاراوردي، عن ربيعة، عن بلالِ بن الحارث، عن أبيهِ، والصواب ما رواهُ غيرهُ عن الدراوردي، عن ربيعة عن الحارث بنِ بلالٍ، عن أبيهِ كما تقدم (4) .
314 - (الحارثُ بن جبلة، أو جبلةُ - رضي الله عنه -
في خامس عشر الشاميين) (5)
1962 - حدثنا حجاجُ، حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن الحارث بن جبلة. قال: (قلتُ: يارسول الله علمني شيئاً أقولهُ عند منامي قال: إذا أخذتَ مضجعكَ من الليل فاقرأْ {قُلْ يَاأَيُهَا الكَافِرُونَ} فإنها براءةٌ من الشرك) (6) .
_________
(1) من حديث الحارث بن برصاء في المسند: 3/343.
(2) من حديث الحارث بن برصاء في المسند: 4/343 وما بين المعكوفين استكمال منه.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/381؛ والإصابة في القسم الرابع: 1/385.
(4) فسخ الحج: هو أن يكون قد نوى الحج أولاً ثم ينقضه ويبطله ويجعله عمرة ويحل، ثم يعود فيحرم بحجة، وهو التمتع أو قريب منه. النهاية: 3/200.
وحديث بلال بن الحارث تقدم، وهو أول حديث أخرجه المصنف له: (قلت يارسول الله فسخ الحج لنا خاصة، أم للناس عامة؟ قال: بل لنا خاصة) حـ. أ. ص.
(5) جبلة بن حارثة له ترجمة في أسد الغابة: 1/319؛ والإصابة: 1/223؛ والاستيعاب: 1/238؛ والتاريخ الكبير: 2/217؛ وثقات ابن حبان: 3/57.
(6) الخبر أخرجه النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 2/408.(2/259)
1963 - وحدثنا أسودُ، حدثنا شريك قال: (جبلةُ) ولم يشُكَّ وقال عليٌّ - يعني ابن المديني -: (جبلة بن الحارث الكلبي) . قال علي: سمعته من ابن أبي الوزير وحدثناهُ أبي عن علي قبل أن يُمتحن بالقرآن.
وقد رواهُ النسائي في اليوم والليلة من حديث شريك، عن أبي إسحاق، عن فروة، عن جبلة بن حارثة أخي زيد بن حارثة كما تقدم، وسيأتي في مُسند زيد بن حارثة أيضاً.
315 -[الحارث الأشعري: كناهُ بعضهم أبا مالك الأشعري] (1)
وسيُذكر بقية حديثه في الكنى
1964 - حدثنا عفَّان، حدثنا أبو خلفٍ موسى بن خلفٍ - كان يُعدُّ من البدلاء -، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلاَّم، عن جده ممطُورٍ، عن الحارث الأشعري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله أمر يحيى بن زكرياء بخمس كلماتٍ أن يعمل بهنَّ، وأن يأمرَ بهنَّ بني إسرائيل أن يعملوا بهنَّ، وكان أن يُبطئ، فقال له عيسى: إنك قد أُمرتَ بخمسِ كلماتٍ أن تعمل بهنَّ، وأن تأمُرَ بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فإما أن تُبلغهن، وإما أن أبلغهنَّ؟ قال: يا أخي إني أخشى إن سبقتني أنْ أعذَّبَ أو يُخسف بي.
قال: فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس، حتى امتلأ المسجدُ، وقعدوا على الشُّرف، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال: إن الله أمرني بخمس كلماتٍ أن عمل بهن وآمركم/ أن تعملوا بهن:
وأولهن أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئاً، فإن مثل ذلك مثل من
_________
(1) سقط اسم الصحابي من الأصل وله ترجمة في أسد الغابة: 1/382؛ والإصابة: 1/275؛ والاستيعاب: 1/289؛ وثقات ابن حبان: 3/75؛ والتاريخ الكبير: 2/260.(2/260)
اشترى عبداً من خالص ماله بورقٍ أو ذهبٍ، فجعل يعملُ، ويؤدي علمه إلى غير سيده، فأيكم يسرهُ أن يكون عبدهُ كذلك، وإن الله خلقكم، ورزقكم فاعبدوه، ولا تشركوا به شيئاً.
وأمركم بالصلاة، فإن الله ينصُبُ وجههُ لوجه عبده ما لم يلتفتْ، فإذا صليتُم فلا تلتفتوا.
وأمركم بالصيام، فإن مثل ذلك مثلُ رجلٍ معهُ صُرَّةٌ [من] مِسكٍ في عصابةٍ. كلهم يجد ريح المسك، وإن خلُوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك.
وأمركم بالصدقة، فإنَّ مثل ذلك مثلُ رجُلٍ أسرهُ العدوُّ، فشدوا يديه إلى عنقهِ، وقربوه ليضربوا عُنُقهُ، فقال: هل لكم أن أفتدي نفسي منكم؟ فجعل يفتدي نفسهُ منهم بالقليل، والكثير، حتى فكَّ نفسهُ.
وأمركم بذكر الله كثيراً، فإن مثل ذلك كرجُلٍ طلبهُ العدو سراعاً في أثره، فأتى حصناً حصيناً فتحصن فيه، وإن العبد أحصنُ ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل.
قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وأنا آمركُمْ بخمسٍ، الله أمرني بهن: بالجماعةِ، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، فإنهُ من خرج عن الجماعة قيد شبرٍ فقد خلع ربقة الإسلامِ من عنقهِ، إلاَّ أن يرجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جُثاء (1) جهنم. قالوا: يارسول الله وإن صام وصلى؟ قال: وإن صام وصلى، وزعم أنهُ مسلمٌ فادعوا المسلمين بما سماهم الله عز وجل المسلمين المؤمنين عباد الله عز وجل) (2) .
_________
(1) جثا: جمع جُثوة بالضم وهو الشئ المجموع. النهاية: 1/144.
(2) من حديث الحارث الأشعري في المسند: 4/202، والعبارة الأخيرة عند ابن الأثير أوضح من هذا) ادعوا بدعوى الله - عز وجل - الذي سماكم المسلمين المؤمنين: عباد الله) . أسد الغابة.(2/261)
رواهُ الترمذي في الأمثال عن محمد بن إسماعيل، عن مُوسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير به، وعن محمد بن بشار، عن أبي داود الطيالسي، عن أبان (1) ورواهُ النسائي في التفسير، في السير عن هشام بن عمار، عن محمد بن شعيب بن شابور، عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام بهِ والله أعلم (2) .
إنتهى
الجزء الحادي عشر من (تجزئة المصنف)
ويليه الجزء الثاني عشر
بإذن الله
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذي من الطريقين في الأمثال: (باب ماجاء في مثل الصلاة والصيام والصدقة) وقال عقب كل منهما: حديث حسن صحيح غريب: 5/148.
(2) الخبر أخرجه النسائي من الطريقين في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/3.(2/262)
الجزء الثاني عشر
/ بسم الله الرحمن الرحيم(2/263)
316 - (الحارث الأزدي) (1)
1965 - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان يقولُ إذا أكل: (اللهم لك الحمدُ أطعمتَ، وأسقيت، وأشبعتَ، وأوريتَ، فلك الحمدُ غير مكفورٍ، ولا مُودَّعٍ، ولا مُستغنىً عنك) كذا رواهُ أبو عُمر من حديث محمد بن أبي قيسٍ، وهو محمد بن سعيد المصلوبُ، عن عبد الأعلى بن هلالٍ عنهُ (2) .
وروى غيره عنه، قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد اجتمعتْ عليه قُريش فآذوه، ثم افشوا عنهُ فجاءتهُ ابنتهُ بماءٍ في إناءٍ، فتوضأَ منهُ وشرب، ثم قال [رفع رأسه] (3) وقال لابنته: خمرى عليك نحرك، ولا تخافي على أبيكِ غيلةً ولا ذُلاً) (4) .
_________
(1) الحارث بن الحارث الأزدي: قال ابن حجر: بسكون الزاي وقد تبدل سيناً، الإصابة: 1/275؛ والاستيعاب: 1/290؛ وأسد الغابة: 1/382؛ وثقات ابن حبان: 3/77 وقال: وقد قبل العائذي وبهذا أورد البخاري ترجمته: العائذي ومرة قال: الغامدي، التاريخ الكبير: 2/261.
(2) الخبر أخرجه ابن عبد البر مختصراً. ومحمد بن سعيد المصلوب: شامي اتهم بالزندقة وصلب ورأى الأئمة فيه لا يشهد له بخير. فقالوا: غيروا اسمه وجود ستراً له وتدليساً لضعفه فقيل: محمد بن حسان - محمد بن أبي قيس - محمد بن أبي حسان - محمد بن أبي سهل - محمد الطبري - محمد مولى بني هاشم - محمد الأردني - محمد الشامي. الميزان: 3/561.
وأخرجه الطبراني من حديث الحارث بن الحارث الغامدي. المعجم الكبير: 3/268.
(3) في المخطوطة كلمة غير واضحة، وما أثبتناه من الطبراني مع اختلاف في بعض لفظ الخبر.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 3/268، وفيه عمر بن موسى بن وجيه، وهو ضعيف، مجمع الزوائد: 5/29.(2/263)
روى غيرهُ عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الفردوس سُرَّةَ الجنة) .(2/264)
317 - (الحارث بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب
ابن وهبٍ بن حُذافة بن جُمَع القُرشي (1) ،
وأمُّهُ فاطمةُ بنتُ المُجلَّلِ (2) ولدتهُ بأرض الحبشة
[هو وأخاه] (3) محمداً، وبقي إلى أن اسْتخلفه
ابنُ الزُبير على مكة سنة ست وستين)
1966 - قال أبو داود في الصِّيام: حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزَّار، حدثنا سعيد بن سُليمان، حدثنا عبادُ، عن أبي مالكٍ الأشجعي، حدثنا حُسين ابن الحارث الجدلي - جديلة قيس - (4) [أن] أمير مكة خطب فقال: (عهد إلينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن نَنْسُكَ للرؤية، فإن لم نَرهُ، وشهد شاهد عدلٍ نسكنا بشهادتهما. قال: فسألتُ الحُسين بن الحارث من أمير مكة؟ فقال: الحارث بن حاطبٍ أخو مُحمد بن حاطبٍ، ثم قال الأميرُ: وإن فيكم من هُو أعلم بالله ورسوله مني، وشهد هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأومأ بيدهِ إلى رجلٍ. قال الحسين: فقلتُ لشيخٍ إلى جنبي من هذا الذي أومأ إليه الأميرُ؟ قال: عبد الله بن عُمر، وصدق. كان أعلم بالله منهُ. فقال: بذلك أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (5) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/385؛ والإصابة: 1/267؛ والاستيعاب: 1/291؛ والتاريخ الكبير: 2/264؛ وثقات ابن حبان: 3/77؛ وطبقات ابن سعد: 3/32.
(2) فاطمة بنت المجلل القرشية العامرية: أم جميل وهي بكنيتها أشهر. ثقات ابن حبان. أسد الغابة: 7/230.
(3) في الأصل المخطوط: (ولدنه بأرض الحبشة وأباه محمداً) ، والصواب ما أثبتناه، وقد مات حاطب بالحبشة وقدمت هي وابناها إلى المدينة في إحدى السفينتين. المصدر السابق.
(4) في المخطوطة: (جدبلة بن ظيران) مصحفاً.
(5) الخبر أخرجه أبو داود في الصيام: باب شهادة رجلين على رؤية هلال شوال: 2/301.(2/264)
(حديثٌ آخرُ)(2/265)
1967 - قال النسائي في الحدود: حدثنا سُليمان بن سلم المُصاحفي البلخي، حدثنا النضرُ بن شميل، حدثنا حمادُ، حدثنا يُوسفُ، عن الحارب بن حاطبٍ: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بلصٍ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اقتُلُوهُ. فقالوا: يارسول الله إنما سرق؟ [فقال: اقتلوه. قالوا: يارسول الله إنما سرق على عهد/ أبي بكرٍ حتى قُطعت قوائمهُ الأربع. قال: ثم سرق الخامسة فقال أبو بكر: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلم بهذا حين قال اقتلوهُ، ثم دفعهُ إلى فتيةٍ من قُريشٍ ليقتلوه. منهم عبد الله بن الزبير، وكان يُحبُّ الإمارة. فقال: أمِّرُوني عليكُم. فأمرُوهُ عليهم، فكان إذا ضرب ضربوه حتى قتلوه) (1) .
318 -[الحارث بن حاطب] (2)
ولهم صحابي آخر اسمهُ الحارث بن حاطب بن عمرو بن عُبيد بن أمية الأنصاري الأوسي (3) خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر فردهُ وأبا لُبابة من الروحآء: أبو لُبابة على المدينة، والحارث على قُباء، وضرب لهما بسهميهما وأَجرهما، ولهذا ذكره موسى بن عُقبة فيمن شهد بدراً (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائي في المجتبي: باب قطع الرجل من الساق بعد اليد: 8/83.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/386؛ والإصابة: 1/276؛ والاستيعاب: 1/290؛ وطبقات ابن سعد: 3/32.
(3) يقال أنه من بني عبد الأشهل.
(4) الخبر أخرجه ابن سعد عن الواقدي ومحمد بن اسحق. وقال ابن حجر: ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً. تراجع مصادر ترجمته.(2/265)
319 - (الحارث بن حسان البكري الذُّهلي العامري
- رضي الله عنه - (1) ، سكن الكوفة
وإنما حديثهُ عند أحمد في ثالث الكوفيين)
1968 - حدثنا أحمد، [حدثنا] (2) أبو بكر بن عياش، حدثنا عاصمُ بن أبي النُّجود، عن الحارث بن حسان البكري، قال: (قدمنا المدينة، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، وبلالٌ قائمٌ بين يديه مُتلقدٌ بالسيف بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإذا راياتٌ سودٌ، فسألتُ ما هذه الرايات؟ فقالوا: عمرو بن العاص قدم من غزاةٍ) (3) .
1969 - حدثنا عفان (4) ، حدثنا سلاَّمٌ أبو المنذر، عن عاصم بن بهدلة (5) ، عن أبي وائلٍ، عن الحارث بن حسان، قال: (مررتُ بعجوزٍ بالرَّبذةِ مُنقطعٍ بها من بني تميمٍ، قال: فقالت: أين تُريدُون؟ قال: فقلتُ: نُريدُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قالت: فاحملوني معكم، فلي إليه حاجةٌ. قال: فدخلتُ المسجد، فإذا هو غاصٌّ بالناس، فإذا راياتٌ (6)
سودٌ تخفِقُ، فقلتُ: ما شأنُ الناس اليوم؟ فقالوا: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُريدُ أنْ يبعث عمرو بن العاص وجهاً. قال: فقلتُ: يارسول الله إن رأيتَ أنْ تجعل الدهناءَ (7) حجازاً بيننا وبين بني تميمٍ، فافعل، فإنها كانت لنا
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/386؛ والإصابة: 1/276؛ والاستيعاب: 1/291؛ والتاريخ الكبير: 2/260؛ وثقات ابن حبان: 3/70؛ وطبقات ابن سعد: 6/22.
(2) في المسند: (حدثني أبي حدثنا أبو بكر بن عباس) .
(3) من حديث الحارث بن حسان البكري في المسند: 3/481، والخبر عن ابن سعد: (هذا رسول الله يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجهاً) .
(4) في المخطوطة: (حدثنا حماد) وما أثبتناه من المسند.
(5) عاصم بن بهدلة: هو عاصم بن أبي النجود. تهذيب التهذيب: 5/38.
(6)) ) ... في المسند وأسد الغابة: (رأبة سوداء) .
(7) الدهناء: موضع لتميم بنجد.(2/266)
مرةً، قال: فاستوفرت (1) العجوزُ فأخذتها الحمية، فقالت: يارسول الله أين يضطر مُضرُك؟ (2) قال: قلتُ: يارسول الله حملتُ هذه العجوز، ولا أشعر أنها كانت لي خصماً، فأعوذُ بالله أن أكون كما قال الأول. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وما قال الأولُ؟ [قال] على الخبير سقطت - يقولُ سلامٌ هذا أحمقُ يقولُ لرسول الله على الخبير سقطت - قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هيه يستطعمه (3) الحديث، قال: إن عاد أرسلوا وافدهم قبلاً (4) فنزل على معاوية بن بكرٍ شهراً يسقيه الخمر، وتغنيه الجرادتان/، فانطلق حتى أتى [على جبال] مهرة فقال: اللهم إني لم آتِ لأسيرٍ فأفديه، ولا لمريضٍ فأداويه، فاسقِ عبدك ما أنت ساقيه، واسق معاوية بن بكرٍ شهراً يشكر له الخمر التي شربها عنده. قال: فمرت سحاباتٌ سودٌ فنودي أن خُذها رمادا رمدداً (5) لا تذرُ من عادٍ أحداً (قال أبو وائل: فبلغني أنهُ إنما أُرسل عليهم من الريح كقدر ما يجري في الخاتم (6) .
كذا رواه ابن ماجه، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي بكرٍ بن عياش، عن عاصم، عن الحارث ليس بينهما أحدٌ، فهو منقطع، فإن بينهما أبا وائل كما سيأتي (7) .
_________
(1) استوفزت: تهيأت للوقوف.
(2) يضطر: مفتعل من الضر.
(3) استطعم الحديث: طلب منه يحدثه. النهاية.
(4) في أسد الغابة: (إن عادا قحطوا فأرسلوا وافدهم يستقي فنزل) والقيل: هو ما دون الملك من الكفار.
(5) رماداً رمددا: الرمد بالكسر المتناهي في الاختراق والدقة. النهاية.
(6) من حديث الحارث بن حسان البكري في المسند: 3/481.
(7) الخبر أخرجه ابن ماجه مختصراً في الجهاد: باب الرايات والالوية: 2/941.(2/267)
1970 - حدثنا زيد بن الحُباب، [قال: حدثني أبو] المنذر:(2/267)
سلاَّم بن سليمان (1) النحوي، حدثنا عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن الحارث بن يزيد البكري، قال: (خرجتُ أشكو العلاء بن الحضرمي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمررتُ بالربذة، فإذا عجوزٌ من بني تميمٍ منقطعٌ بها، فقالت لي: ياعبد الله إن لي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاجة، فهل أنت مُبلغي إليهِ، فحملْتُها، فأتيتُ المدينة، فإذا المسجدُ غاصٌّ بالناس، وإذا راياتٌ سودٌ تخفقُ، وبلالٌ متقلدٌ السيف بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: ما شأن الناس؟ فقالوا: يريدُ أن يبعث عمرو بن العاص وجهاً (2) ، قال: فجلستُ [قال: فدخل] منزلهُ - أو قال: رحلهُ - فاستأذنتُ عليه، فأذن لي، فدخلتُ فسلمتُ، فقال: هل كان بينكم وبين بني تميم شيءٌ؟ قال: قلتُ: نعم، قال: وكانت لنا الدائرةُ عليهم، ومررت بعجوزٍ من بني تميمٍ مُنقطعٍ بها، فسألتني أن أحملها إليك. وها هي بالبابِ، فأذِنَ لها، فدخلتْ، فقلتُ: يارسول الله إن رأيتَ أن تجعلَ بيننا وبين بني تميم حاجزاً فاجعل الدهناء (3) ، فحميت العجوزُ فاستوفزت، وقالت: يارسول الله فإلى أين تُضطر مُضرُك؟ فقلتُ: إنما مثلي ما قال الأولُ) معزاةٌ حملت حتفها) (4) .
حملتُ هذه ولا أشعرُ أنها كانت لي خصماً، أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عادٍ. قال: هيهِ وما وافدُ عادٍ؟ - وهو أعلمُ بالحديث منهُ لكن يستطعمُهُ - قلتُ: إن عاداً قُحطوا، فبعثوا وادفداً لهم يقال له قَيْلٌ، فمرَّ بمعاوية بن بكرٍ، فأقام عنده
_________
(1) الزيادة ليصح السياق، وقد ورد في المخطوطة أيضاً: (سلام بن سليم والصواب ما أثبتناه) . تهذيب التهذيب: 4/284.
(2) في المخطوطة: (وجمعا) وما أثبتناه من المسند.
(3) الدهناء: موضع معروف ببلاد تميم. النهاية: 2/38.
(4) معزاء حملت حتفها: مثل يُضرب لكل من أعان على نفسه بسوء تدبيره. النهاية: 1/220.(2/268)
شهراً يسقيه الخمر وتُغنيه جاريتان [يقال لهما الجرادتان] (1) ، فلما مضى الشهرُ خرج حيال تهامة فقال: اللهم إنك تعلم أني لم أجئ إلى مريضٍ فأداويه، ولا إلى أسير فأفاديهِ، اللهم اسق عاداً ما كنت تسقيه، فمرتْ به سحاباتٌ سودٌ، فنودي منها [اختر، فأومأ إلى سحابةٍ منها سوداء، فنودي منها: خُذْها رماداً رمدداً] (2) /. لا تُبقي [من عاد] أحداً. قال: فيما بلغني أنه بُعِثَ عليهم من الريح إلا قدر ما يجري في خاتمي هذا، حتى هلكوا قال أبو وائل: وصدق، فكانت المرأةُ أو الرجل إذا بعثوا وافداً لهم قالوا: لا تكن كوافدِ عادٍ) (3) .
رواهُ الترمذي عن عبد بن حميد، عن زيد بن الحباب، وعن أبي عُمر عن سفيان (4) .
والنسائي عن إبراهيم بن يعقوب، عن عفَّان، عن سلاَّم، عن عاصم، عن أبي وائلٍ، عن الحارث بن حسان (5) .
_________
(1) استكمال من المسند.
(2) بياض بالمخطوطة والاستكمال من المسند.
(3) من حديث الحارث بن حسان البكري في المسند: 3/482.
(4) الخبر أخرجه الترمذي في التفسير: باب ومن سورة الذاريات من طريقين:
- زيد بن الحباب عن سلام بن سليمان النحوي عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث.
- وسفيان عن سلام عن عاصم عن أبي وائل عن رجل من ربيعة. ثم قال: روى غير واحد هذا الحديث عن الحارث بن حسان، ويقال له الحارث بن يزيد: 5/391.
(5) الخبر أخرجه النسائي في الكبرى: (السير) كما في تحفة الأشراف: 3/4.(2/269)
320 - (الحارثُ بنُ حكيمٍ الضَّبيّ) (1)
1971 - روى أبو موسى من طريق سيف بن عُمَر، عن الصعب بن هلالٍ، عن أبيه، عن الحارث بن حكيم: (أنه قَدِمَ على رسول الله
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة في ترتيبه في حرف الحاء (الحارث بن حكيم) : 1/388، وترجم له في العين (عبد الله) : 3/215؛ وأورده ابن حجر في المكانين: حرف الحاء في القسم الرابع مختصراً: 1/386، وحرف العين في القسم الأول: 2/298.(2/269)
- صلى الله عليه وسلم - فقال: ما أسمك؟ قال: عبد الحارث. فقال: أنت عبدُ الله) (1) .
قال ابن الأثير: لا معنى لذكره هاهنا (2) ، فإنهُ إن اعتُبر في الجاهلية، فهو عبد الحارث، وإن اعتبر ما سماهُ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهو عبد الله.
قال ابن كثير: وصدق ابن الأثير - رحمه اللهُ - (3) .
_________
(1) يرجع إلى مصدري الترجمة.
(2) المقصود في ترتيبه في حرف الحاء حيث أورده باسم (الحارث بن حكيم) .
(3) عقب ابن الأثير على إخراج أبي موسى له، فقال: وقد أخرج أبو موسى أيضاً عبد الله بن زيد الضبي. وقال: وكان اسمه عبد الحارث، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله.
وأخرج أبو عمر (عبد الله بن الحارث الضبي) وقال: سماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله. وأنا أظن الثلاثة واحداً، فلم يكن فيمن أسلم من ضبة من الكثرة إلى أن تشتبه أسماؤهم وأسماء آبائهم) .
ثم بسط هذا القول وأكده في ترجمة عبد الله بن زيد الضبي. أسد الغابة: 2/215، 249.(2/270)
321 - (الحارث بن خالد بن [صخر بن عامر] بن كعب بن سعد بن تيم بن مُر القرشي التميمي) (1)
1972 - (إنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ فأُتي بماءٍ فتوضأَ) رواهُ هُشيم بن عبد الرحمن العُذري، عن موسى بن الأشعث عنهُ (2) .
322 - (الحارث بن خزمة بن عدي بن أبي غَنْم)
1972 - وهو نوفلُ بن سالم بن عوفٍ بن
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/388؛ والإصابة: 1/277؛ والاستيعاب: 1/292؛ وطبقات ابن سعد: 4/94.
(2) الخبر أخرجه ابن منده وأبو نعيم عن الحارث بن خالد القرشي، وقد أورد ابن الأثير ترجمته عقب ترجمة الحارث بن خالد بن صخر، وهو قرشي أيضاً. ورجح أن يكونا شخصاً واحداً.
والحارث بن خالد بن صخر من المهاجرين إلى أرض الحبشة وهو وامرأته ومن ولده محمد بن إبراهيم بن الحارث الفقيه. تراجع مصادر الترجمة.(2/270)
عمرو بن عوفٍ بن الخزرج: أبو بشير (1) .
وقيل: أبو خَزمة الأنصاري الخزرجي، شهد بدراً، وما بعدها، وهو الذي أتى بناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ضلت يقولُ حين أعلمهُ الله بخبرها حين قال لهُ المنافقون كيف يعلم خبر السماء، ولا يعلم أين ناقته؟ فقال: (إني لا أعلمُ إلاَّ ما علمني الله) (2) الحديث، وتوفي الحارث بن خزمة - ويقالُ ابن خزيمة وضبطه الطبري بفتح الزاي - (3) سنة أربعين، وحديثهُ في تاسع (4) مُسْنَدِ العشرة.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/389؛ والإصابة: 1/277؛ والاستيعاب: 1/293؛ وطبقات ابن سعد: 3/21؛ وثقات ابن حبان: 3/76.
(2) يراجع الروض الأنف: 4/176.
(3) في المخطوطة: (الراء) والضبط من أسد الغابة.
(4) في المخطوطة: (سادس) وترتيبه التاسع بين العشرة كما في المسند: 1/199.(2/271)
1973 - وحدثنا علي بن بحرٍ، حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير (1) ، قال: (أَتَى الحارث بن خزمة بهاتين الآيتين من آخر براءة {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ} إلى عُمر بن الخطاب، فقال: من معك على هذا؟ قال: لا أدري والله إلاَّ أني / أشهدُ لَسَمِعْتُها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[ووعيتُها، وحفظتها، فقال عمرُ: وأنا أشهدُ لسمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] ثم قال: لو كانت ثلاث آيات لجعلتُها سورةً على حدة، فانظُروا سورةً من القُرآن، فضعُوها فيها فوضعتُها في آخر براءة) (2) تفرد به.
_________
(1) في المخطوطة: (عن يحيى بن عمار عن أبيه عمار بن عبد الله) . يراجع تهذيب التهذيب: 11/234.
(2) من حديث الحارث بن خزمة في المسند: 1/199 قال الهيثمي: فيه ابن إسحق وهو مدلس وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 7/35.(2/271)
323 - (الحارثُ بن رافع بنُ مكيث) (1)
1974 - روى أبو موسى من طريق بقية، عن عُمان بن زُفَر، عن محمد بن خالد بن رافع مكيثٍ، عن عمه [الحارث بن] رافع مرفوعاً: (حُسن الملكة نماءٌ وسوء الخلق شُؤمٌ، والبِرُّ زيادةٌ في العمر) والصواب أنه عن رافع بن مكيثٍ كما سيأتي (2) .
324 - (الحارث بن أبي ربيعة المخزومي) (3)
1975 - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استسلف ثلاثين ألفاً) والصحيح أنه عبد الله ابن [أبي] ربيعة كما سيأتي (4) .
325 - (الحارث بن زُهير بن أُقيشٍ العُكلي) (5)
1976 - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب لهم: (أما بعدُ: فإنكم إن أقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأعطيتم سهم الله الصفي فأنتُم آمنون بأمان الله عز وجل)
قال ابن الأثير: هو الحارث بن أُقيشٍ المتقدم (6) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/390؛ والإصابة في القسم الرابع: 1/386 وقال أرسل حديثاً فذكره بعضهم في الصحابة، وهو تابعي عند البخاري، التاريخ الكبير: 2/269.
(2) الخبر أخرجه أبو داود عن بعض بني رائع بن مكيث عن رافع بن مكيث، وقال: المنذري فيه مجهول.
ثم أخرجه عن الحارث بن رافع بن مكيث قال: وكان رافع من جهنية قد شهد الحديبية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقال المنذري: هذا مرسل، الحارث بن رافع تابعي، وفي إسناده بقية بن الوليد وفيه مقال. سنن أبي داود: 4/341؛ مختصر السنن للمنذري: 8/50.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/391؛ والإصابة: 1/278؛ والتاريخ الكبير: 2/268 وقال ابن الأثير: الحارث بن أبي ربيعة هو ابن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي وهو عامل ابن الزبير على البصرة، وليس له صحبة.
(4) الخبر أخرجه أحمد في المسند من حديث عبد الله بن أبي ربيعة: 4/36.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/392؛ والإصابة: 1/278.
(6) وقال ابن الأثير أيضاً: (لعله اشتبه عليه - يعني أبا موسى - حيث رأى لأحدهما حديث كتاب لواحد، وهو النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورأى للثاني حديث) من مات له أربعة من الولد (فظنهما اثنين، وإنما الحديثان لواحد، وهو الحارث بن أقيش وهو ابن زهير بن أقيش - نسب مرة إلى أبيه ومرة إلى جده، والله أعلم. يراجع أسد الغابة.
وقال الحافظ ابن حجر: زعم ابن الأثير أنه الحارث بن أقيش وليس كما زعم. الإصابة.(2/272)
(الحارث بن ربعى: أبو قتادة الأنصاري يأتي في الكنى)(2/273)
326 - (الحارث بن زيادٍ الأنصاري الساعدي - رضي الله عنه -) (1)
وهو بدري نزل الكوفة، حديثه عند أحمد في أوّل المكيين وخامس الشاميين.
1977 - حدثنا يزيدُ بن هارُون، أنبأنا محمد بن عمرو، عن سعدِ بن المنذر ابن أبي حُميد الساعدي، عن حمزة بن أسيدٍ. قال: سمعتُ الحارث بن زيادٍ صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من أحبَّ الأنصار أحبهُ الله حين يلقاهُ، ومن أبغض الأنصار أبغضهُ الله حين يلقاهُ) (2) تفرد به.
حدثنا يونس بن محمد، [حدثنا] عبد الرحمن بن الغسيل، أنبأنا حمزةُ بن أُسيدٍ - وكان أبوهُ بدرياً -، عن الحارث بن زياد الساعدي الأنصاري: أنهُ أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق، وهو يُبايعُ الناس على الهجرة فقال: يارسول الله بايع هذا. قال: ومن هذا؟ قال: ابن عمي حُوط بن يزيد، أو يزيدُ بن حُوطٍ. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا أُبايعُكم إن الناس يُهاجرون إليكم، ولا تُهاجرون إليهم، والذي نفسُ محمدٍ بيدهِ لا / يُحب رجلٌ الأنصار حتى يلقى الله عز وجل إلا لقى الله تعالى
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/392؛ والإصابة: 1/279؛ والاستيعاب: 1/295؛ والتاريخ الكبير: 2/259؛ وطبقات ابن سعد: 6/10؛ وثقات ابن حبان: 3/75.
(2) من حديث الحارث بن زياد في المسند: 4/321.(2/273)
وهو يحبُّهُ، ولايبغضُ رجلٌ الأنصار حتى يلقى الله إلاَّ لقى الله وهو يبغضه) (1) تفرد به.
_________
(1) من حديث الحارث بن زياد في المسند: 3/429.(2/274)
327 - (الحارث بن زِياد)
1978 - وليس بالذي قبلهُ هو كإسمهِ (1) ، وهو مُختلفٌ في صحبته. قال
الحسن بن سفيان، والحسن بن عرفة، حدثنا قُتيبة، حدثنا الليثُ، عن مُعاوية بن صالح، عن يونس بن سيفٍ، عن الحارث بن زياد، قال الحسن بن عرفة: صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [اللهم] علم مُعاوية الكتاب، والحساب، وقِهِ العذاب) (2) .
وقد رواهُ آدم بن أبي إياسٍ، وأسدُ بن مُوسى وأبو صالحٍ، عن الليث، عن معاوية بن صالح، عن يونس عن الحارث بن زيادٍ، عن أبي رُهمٍ عن العرباض مرفوعاً مثلهُ (3) كما ذكرنا، فالله أعلم.
328 - (الحارث بن ضرار الخُزَاعي) (4)
والأشهر الحارث بن أبي ضرارٍ، وفي الطبراني: الحارث بن سرار، والصواب ماهو الأشهرُ كما ذكرناهُ، ويُكنى بأبي مالكٍ، وهو حجازيٌ،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/33؛ والإصابة: 1/386. وقال: الحارث بن زياد الشامي ذكره البغوي في الصحابة.
(2) يرجع إلى المصدرين السابقين.
(3) الخبر أخرجه البزار من هذا الطريق في مناقب معاوية وقال: لا نعلمه يروي عن العرباض بن سارية إلا بهذا الإسناد، وفيه الحارث بن زياد.
وقال الهيثمي: رواه البزار وأحمد في حديث طويل والطبراني وفيه الحارث بن زياد، ولم أجد من وثقه ولم يرو عنه غير يوسف بن زيد، وبقية رجاله ثقات.
كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/267؛ مجمع الزوائد: 9/256.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/399؛ والإصابة: 1/281؛ والاستيعاب: 1/299؛ وثقات ابن حبان: 4/76؛ والتاريخ الكبير: 2/261؛ والمعجم الكبير للطبراني: 3/274.(2/274)
وأظنهُ والد جُويرية بنتِ الحارث أم المؤمنين، وقد كان مالك [بن جذيمة وهو] (1) المُصطلق من خزاعة أخرج له أحمد في رابع الكوفيين.
_________
(1) في الأصل المخطوط: (مالك بني المصطلق) والزيادة ليصح السياق.(2/275)
1979 - حدثنا محمد بن سابق، حدثنا عيسى بن دينار، حدثني أبي: أَنَّهُ سَمِعَ الحارث بن ضرارٍ الخُزاعي قال: (قدمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعاني إلى الإسلام، فدخلتُ فيه، وأقررتُ به، فدعاني إلى الزكاةِ فأقررتُ بها، وقلت: يارسول الله أرجع إلى قومي، وأدعوهم إلى الإسلام، وأداء الزَّكاة، فمن استجاب لي جمعتُ زكاتهُ، فتُرسل إليَّ [يا] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسولاً لإبانِ (1) كذا وكذا ليأتيك ما جمعتُ من الزكاة، [فلما جمع الحارث الزكاة] (2) ممن استجاب لهُ، وبلغ الأبانَ الذي أراد
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبعث إليه احتبس عليه الرسولُ، فلم يأتِهِ، فظن الحارث أنهُ قد حدثَ فيه سُخْط من الله ورسوله، فدعا بسروات (3) قومهِ، فقال لهم: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان وقَّت لي وقتاً يُرسل [إلي] رسوله ليقبض ما كان عندي من الزكاةِ /، وليس من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخلفُ، ولا أرى حبس رسولهُ إلا من سخطةٍ كانت، فانطلقوا فنأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوليد بن عُقبة إلى الحارث ليقبض ما عندهُ مما جمعهُ من الزكاة، فلما أن سار الوليد، حتى بلغ بعض الطريق فرق فرجع، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يارسول الله إن الحارث منعني الزكاة، وأراد قتلي، فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البعث إلى الحارث، فأقبل الحارثُ بأصحابه [حتى] إذا استقل البعْثُ، وفَصَلَ من المدينة لقيهم
_________
(1) لابان كذا: إلى وقت كذا. النهاية.
(2) وردت عبارة في المخطوطة تعكر على السياق وهي: (وليس من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلف) والتزمنا بالنص عند أحمد.
(3) دعا سروات قومه: أشرافهم.(2/275)
الحارثُ، فقالوا: هذا الحارث، فلما غشيهم قال لهم: إلى من بُعثتم؟ قالوا: إليك. قال: ولمَ؟ قالوا: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[كان] بعدث إليك الوليد بن عُقبة، فزعم أنك منعتهُ الزكاة، وأردت قتلهُ. قال: [لا] والذي بعث محمداً [بالحق] ما رأيتُهُ بتةً، ولا أتاني، فلما دخل الحارث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: منعت الزكاة، وأردت قتل رسولي؟ قال: لا والذي بعثك بالحق ما رأيتهُ، ولا أتاني، وما أقبلتُ إلا حين احتبس [عليَّ رسُولُ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، خشيتُ أن تكون [كانت] سخطةً من الله ورسولهِ.
قال: فنزلت الحُجُرات {يَاأَيُهَا الذِينَءَامَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبأٍ فَتَبَيَنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمَاً بِجَهَالَةٍ فتُصبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُم نَادِمِينَ} إلى هذا المكان {فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (1) .
_________
(1) من حديث الحارث بن ضرار الخزاعي في المسند: 4/279؛ وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 3/274. قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات. مجمع الزوائد: 7/109.(2/276)
329 - (الحارثُ بن عبد الله بن أوس الثقفي ويقال
الحارثُ بن أوسٍ - رضي الله عنهُ -) (1)
1980 - حدثنا بهز، وعفان قالا: حدثنا أبو عوانة، عن يعلى بن عطاءٍ، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن الحارث بن عبد الله بن أوسٍ الثقفي، قال: (سألتُ عُمر بن الخطاب عن المرأة التي تطُوفُ بالبيت ثم تحيض. قال: ليكُنْ آخر عهدها الطواف بالبيت. قال: فقال الحارثُ:
_________
(1) الحارث بن أوس الثقفي: قال ابن سعد: له صحبة وفرق بينه وبين الحارث بن عبد الله بن أوس، وكذا فرّق بينهما أبو حاتم والبغوي وابن حبان.
أسد الغابة: 1/379، 401؛ والإصابة: 1/274، 282؛ والاستيعاب: 1/300؛ وثقات ابن حبان: 3/76، 78؛ والتاريخ الكبير: 2/263؛ والطبقات الكبرى لابن سعد: 5/375، 376.(2/276)
كذلك أفتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فقال عمر: أربتَ عن يديكَ (1) سألتني عن شيءٍ سألتَ عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكني ما أُخالفُ) (2) .
رواهُ أبو داود عن عمرو بن عون والنسائي (3) عن قُتيبة/ كلاهما عن أبي عوانة بهِ (4) .
_________
(1) قال في النهاية: حديث عمر: (اربت عن ذي يديك) أي سقطت آرابك من اليدين خاصة وقال الهدوي: معناه ذهب ما في يديك حتى تحتاج. وعقب عليه ابن الأثير فقال: وفي هذا نظر لأنه قد جاء في رواية أخرى لهذا الحديث: خررت عن يديك وهي عبارة عن الخجل مشهورة. أراد أصابك خجل أو ذم. النهاية: 1/23.
(2) من حديث الحارث بن عبد الله بن أوس في المسند: 3/416.
(3) في المخطوطة: (بالثاني) وهو تحريف من النساخ.
(4) الخبر أخرجه أبو داود عم عمرو بن عون عن أبي عوانة في المناسك: باب الحائض تخرج
بعد الإفاضة: 2/208؛ وقال المنذري: وأخرجه النسائي، والإسناد الذي أخرجه به أبو داود والنسائي حسن، وأخرجه الترمذي بإسناد ضعيف. وقال: غريب. مختصر السنن للمنذري: 2/429.
وأخرجه النسائي في الحج في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/6؛ كما أخرجه الترمذي في الحج: باب من حج أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت: 3/273.(2/277)
1981 - حدثنا أحمد بن الحجاج، وعلي بن إسحاق قالا: أنبأنا عبد الله، أنبأنا الحجاج بن أرطاة، عن عبد الملك بن المغيرة، عن عبد الرحمن بن البيلماني، عن عمرو بن أوسٍ، عن الحارث بن عبد الله بن أوسٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من حج البيت أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت) ، فبلغ حديثهُ عمر فقال لهُ: (خررت عن يدك سمعتَ عن هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم تُخبرنا بهِ) (1) .
1982 - حدثنا سُرَيج بن النُّعمان، أنبأنا عبّاد، عن الحجاج (2) ،
_________
(1) من حديث الحارث بن عبد الله بن أوس الثقفي في المسند: 3/416 وقد سبق شرح عبارة عمر - رضي الله عنه - في الحديث السابق.
(2) في المخطوطة: (عباد عن النعمان) وهو يخالف ما في المسند. وحجاج بن أرطأة من شيوخ عباد بن العوام الواسطي. تهذيب التهذيب: 5/99.(2/277)
عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي، عن عبد الرحمن بن البيلماني، عن عمرو بن أوسٍ، عن الحارث بن أوسٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من حجَّ أو اعتمرَ فليكُن آخر عهدهِ الطوافُ بالبيت) فقال لهُ عمر بنُ الخطاب: (خررت من يدك سمعتَ هذا من
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم لم تُحدثني به) (1) .
رواهُ الترمذي من حديث الحجاج بن أرطاة ثم قال: وقد خُولف الحجاجُ في بعض إسنادهِ (2) .
_________
(1) من حديث الحارث بن عبد الله بن أوس الثقفي في المسند: 3/ 417.
(2) الخبر أخرجه الترمذي في الحجج: باب من حج أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت: 3/273.(2/278)
330 - (الحارث بن عبد العُزَّى بن رِفاعة) (1)
ابن ملان بن ناصرة بن فُصيَّة بن نصرِ بن سعدٍ
ابن بكر بن هوازن: أبو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الرَّضاعةِ
1983 - قال يونس بن بُكير عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن رجالٍ من بني سعدٍ بن بكر قالوا: (قدم الحارث بن عبد العُزى مكة فقالت قريشٌ: أَمَّا تسمعُ ما يقولُ ابنك هذا؟ يزعمُ أنّ الله يبعث الناس بعد الموتِ، وأنَّ ثم جنةً وناراً، وقد فرقَ جماعتنا، وشَّتتَ أمْرنا، فأتاهُ فقال: يا بُنيَّ تقولُ ذلك؟ قال: نعم. ولو قد كان ذلك اليومُ با أَبَة أخذْتُ بيدك حتى أُعرفك حديثك اليوم، قال: فأسْلَم الحارث بعد ذلك، وحسُنَ إسلامُهُ، وكان يقول بعد أن أسلَم: لو قد أخذَ ابني بيدي فعرفني [ما قال] لم يُرسلني حتى يُدخلني الجنة) (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/404؛ والإصابة: 1/282.
(2) قال ابن الأثير: أخرجه ابن منده وأبو نعيم. أسد الغابة.(2/278)
331 - (الحارثُ بن عمرو بن الحارث الباهلي السَّهمي)
(حديثهُ في ثالث الكوفيين - رضي الله عنه -) (1)
1984 - حدثنا عفَّان، حدثنا يحيى بن آدم، عن زُرارة السهمي، حدثني أبي، عن جدي الحارث بن عمرو: (أنهُ لقى رسول / الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع، فقلتُ يارسول الله بأبي أنتَ استغفر لي، فقال: غفر الله لكم - قال وهو على ناقتهِ الغضباء - فاستدرتُ له من الشق الآخر أرجوُ أن يخُصَّني دُون القوم،
فقلت: استغفر لي. قال: غفر الله لكم. فقال رجلٌ: يارسول الله الفرائعُ، والعتائرُ؟ (2) قال: من شآء فرَّعَ، ومن شاء لم يفرع، ومن شاء عتر، ومن شاء لم يعتر. في الغنم أُضحية، ثم قال: ألا إن دماءكم، وأموالكم عليكم حرام كحُرمة يومكم هذا في بلدكم هذا) (3) .
وقال عفان مرَّةً: حدثني يحيى بن زرارة السهمي قال: حدثني أبي، عن جدهِ الحرث ورواهُ أبو داود والنسائي من حديث زُرارة بن كُريم بن الحارث بن عمرو عن جده به (4) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/407؛ والإصابة: 1/285؛ والاستيعاب: 1/301؛ وثقات ابن حبان: 3/75. قال ابن حجر: يكنى أبا مسقبة له حديث واحد أخرجه البخاري في الأدب وأبو داود والنسائي وصححه الحاكم.
(2) الفرع: أول ما تلده الناقة. كانوا يذبحونه لآلهتهم فنهى المسلمون عنه. وقيل: كان
الرجل في الجاهلية إذا تمت إبله مائة قدم بكراً فنحره لصنمه والفرع. والعتيرة: شاة
تُذبح في رجب وهذا الذي يشبه معنى الحديث ويليق بحكم الدين، وأما العتيرة التي كانت
تعترها الجاهلية، فهي الذبيحة التي كانت تذبح للأصنام، فيصب دمها على رأسها. النهاية: 3/65، 195.
(3) من حديث الحارث بن عمرو في المسند: 3/485.
(4) الخبر أخرجه أبو داود في المناسك: باب في المواقيت: 2/144.
قال المنذري: أخرجه النسائي وقال البيهقي: في إسناده من هو غير معروف مختصر السنن: 2/285؛ وأخرجه النسائي في كتاب الفرع والعتيرة: 7/148.(2/279)
* (الحارث بن عمرو الأنصاري عمُّ البراء بن عازب
أو عمه يأتي في المجاهيل في ترجمة أبي عُمارة
البراء عن عمه أو خاله حديثُهُ
في قتل من تزوج بامرأة أبيه من بعده) (1) *
* (الحارث بن عوف أبو واقد الليثي
يأتي في الكُنَى إن شآء الله تعالى)
_________
(1) الحارث بن عمرو الأنصاري: عم البراء بن عازب، وقيل خاله له ترجمة في أسد الغابة: 1/406؛ والإصابة: 1/285؛ والاستيعاب: 1/301، وحديث (قتل من تزوج بامرأة أبيه) ، أخرجه أحمد في مسند البراء بن عازب قال: (لقيني عمه، ومعه راية فقلت أين تريد؟ فقال: بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى رجل تزوج امرأة أبيه، فأمرني أن أقتله) : 4/297، وأخرجه أحمد وجماعة من طرق أخرى. المعجم الكبير للطبراني: 3/277.(2/280)
332 - (الحارث بن غَزيَّة) (1)
أو غزيةُ بن الحارث يُعد في المدنيين
1985 - قال: (سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقُول: لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهادٌ ونِيَّةٌ) .
1986 - وفي لفظ: (ولكن إنما هو الإيمانُ والنيةُ والجهاد، ومُتعة النسآء حرامٌ) رواهُ أبو نُعيم من حديث يحيى بن حمزة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن عبد الله بن رافعٍ، عنه، أو عُبيد الله بن أبي رافعٍ عنه (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/410؛ والإصابة: 1/286؛ والاستيعاب: 1/306. وساق
له ابن عبد البر في دعوة الأنصار إلى نصرة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يوم
الجمل.
(2) المراجع السابقة. والخبران أخرجهما الطبراني في المعجم الكبير: 3/273. وقال الهيثمي: في كل منهما: إسحق بن عبد الله بن أبي فروة متروك. مجمع الزوائد: 4/266، 5/250.(2/280)
333 - (الحارث بن غُطَيْفِ أوْ غضيف بنُ الحارث) (1)
في وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة. رواهُ أبو نُعيم من حديث يونس بن سيف عنه (2) .
334 - (الحارث بن قيس بن عُميرة)
صوابهُ هو قيس بن الحارث كما سيأتي في حديثهُ (3)
أسْلم وعنده ثماني نسوة، فأمرهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يختار منهن أربعاً (4) .
* (الحارث بن مالكٍ: هو ابن برصاء تقدم) (5)
335 - (الحارث بن مالك الأنصاري) (6)
1987- قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أبو كُريب،
حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد السكسكي، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن محمد بن أبي الجهم، عن الحارث بن مالك الأنصاري: (أنهُ مرَّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: كيف
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/410؛ والإصابة: 1/287؛ والاستيعاب: 1/305.
(2) خبر وضع اليد اليمنى على اليسرى أخرجه الطبراني في المعجم الكبير في طرق: 3/276؛ وأخرجه أحمد من حديث غضيف بن الحارث: 4/105؛ ومن حديث غطيف بن الحارث: 5/290.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/412؛ والإصابة: 3/243؛ والاستيعاب: 1/306.
(4) الخبر أخرجه أبو داود من حديث الحارث بن قيس الأسدي بلفظ: (أسلمت وعندي ثمان نسوة فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إختر منهن أربعاً) وفي رواية: قيس بن الحارث وصوبه بعضهم كتاب النكاح: (فيمن أسلم وعنده نساء أكثر من أربع) : مختصر السنن: 3/155، ويراجع أيضاً المعجم الكبير للطبراني: 18/359.
(5) تقدم ذكر الحارث بن برصاء، ص 886.
(6) له ترجمة في أسد الغابة: 1/414؛ والإصابة: 1/289.(2/281)
أصبحت يا حارثُ؟ قال: أصبحت مُؤمناً حقاً. قال: انظر ما تقولُ؟ فإن لكل شيءٍ حقيقةً، فما حقيقةُ إيمانك؟ قال: عزفتْ نفسي عن الدُّنيا، فأسهرتُ ليلي وأظمأتُ نهاري، وكأني أرى عرش ربي بارزاً، وكأني أنظرُ إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وإلى أهل النار يتصايحُون فيها، فقال: يا حارثُ عرفتَ فالزم ثلاثاً) (1) .
* (الحارث بن مُخلدٍ) (2)
ذكرهُ عبدانُ وابن شاهين في الصَّحابةِ، وإنما هو تابعي يروي عن أبي هُريرة في النهي، عن أدبار النساء.
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/266، مع اختلاف يسير في بعض ألفاظه. قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة، وفيه من يحتاج إلى الكشف عنه. مجمع الزوائد: 1/57.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/415؛ وأورده الحافظ ابن حجر في القسم الرابع من الإصابة، وساق الحديث الذي أشار إليه المصنف ثم قال: هذا الحديث قد أخرجه أصحاب السنن وغيرهم من طرق عن سهيل بن الحارث بن مخلد عن أبي هريرة، والحديث معروف لأبي هريرة، والحارث معروف بصحبة أبي هريرة، وقد ذكره في التابعين البخاري وابن حبان وغيرهما. الإصابة: 1/388؛ والتاريخ الكبير: 2/281؛ والثقات لابن حبان: 4/133.(2/282)
336 - (الحارث بن مُسلم بن الحارث، أو مُسلم بن الحارث التَّميمي)
حديثه في خامس الكوفيين، ورابع الشاميين. قال أبو زُرعة: الحارث بن مسلمٍ أصحُّ (1) .
1988 - حدثنا يزيد بن عبد ربه، حدثنا الوليد بن مُسلم، عن عبد الرحمن ابن حسان الكناني أن [مسلم بن] الحارث بن مُسلم التميمي حدثهُ، عن أبيه، قال: قال لي رسول الله صلى الله / عليه وسلم: (إذا صليتُ الصبح فقُل قبل أن تُكلم أحداً من الناس: - اللهم أجرني من
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/415؛ والاستيعاب: 1/196. وترجم له ابن حجر (مسلم بن الحارث) : 3/414؛ وابن حبان في الثقات: 3/381؛ والتاريخ الكبير (الحارث بن مسلم) في التابعين: 2/282.(2/282)
النار - سبع مرات، فإنَّك إن مُتَّ من يومك ذلك كتب الله لك جواراً من النار، وإذا صليت المغرب فقل قبل أن تُكلم أحداً من الناس: - اللهم [إني أسألك الجنة] أجرني من النار - سبع مراتٍ فإنك إن متَّ من ليلتك كتب الله لك جواراً من النار) (1) .
رواهُ أبو داود والنسائي في اليوم والليلة من حديث الوليد بن مُسلم، وله طُرق كثيرةٌ، وفي بعضه عن مُسلم بن الحارث فالله أعلم (2) .
_________
(1) من حديث الحارث التميمي في المسند: 4/234 وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) الحديث أخرجه أبو داود في الأدب: باب ما يقول إذا أصبح: 4/320، مرة عن مسلم بن الحارث التميمي وأخرى عن الحارث بن مسلم وأخرجه النسائي في اليوم والليلة في تحفة الأشراف: 3/8.(2/283)
1989 - حدثنا علي بن بحرٍ، حدثنا الوليد بن مُسلم، عن عبد الرحمن بن حسان الكناني، عن الحارث بن مُسلمٍ، عن أبيه: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب لهُ كتاباً بالوصاةِ له إلى من بعدهُ من وُلاة الأمر وختم عليه) (1) .
وقد رواهُ هشام بن عمارٍ، عن الوليد بن مسلمٍ، عن عبد الرحمن بن حسانٍ عن مُسلم بن الحارث بن مسلمٍ، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسلهم في سرية فلما بلغنا المُغار (2) استحثثت فرسي، فسبقتُ أصحابي، وتلقاني الحي بالرنين (3) ، فقلتُ لهم: قولوا لا إله إلا الله تحرزُوا فقالوها، وجاء أصحابي فلامُوني، وقالوا: حرمتنا الغنيمة بعد أن بردت (4) في أيدينا، فلما قفلنا ذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فدعاني فحسن ما صنعتُ، وقال: أَمَّا إنَّ الله قد كتب لك من كُلِّ إنسان منهم كذا وكذا. قالَ
_________
(1) من حديث الحارث التميمي في المسند: 4/234.
(2) المغار: بالضم موضع الغارة. النهاية: 3/175.
(3) الرنين: الصوت. النهاية: 2/106.
(4) بردت الغنيمة في أيديهم: أصبحت ثابتة مستقرة لا تعب فيها ولا مشقة.(2/283)
عبد الرحمن: فأنا نسيت [الثواب] قال: ثم قال: أَمَّا إني سأكتبُ لك كتاباً وأوصي بك من يكون من بعدي من أئمةِ المسلمين، ففعل وختم عليه، ودفعهُ إلي، قال: فلما قُبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتيتُ أبا بكرٍ بالكتاب، ففضه، وقرأهُ، وأمر لي، وختمعليه، ثم أتيتُ به عُمر، ففعل مثل ذلك، ثم عثمان، فكذلك، قال مُسلمٌ: وتوفي في خلافة عثمان، فكان الكتابُ عندنا، فلمَّا ولى عمر بن عبد العزيز أرسل إليَّ، فأتيتهُ به فأمر
لي وختم عليه، فقال: حدثني بما حدثك / به أبوك فحدثتهُ بالحديث على وجهه (1) .
(الحارث بن مُسلمٍ: أبو المغيرة القُرشي المخزومي)
كذا ذكره البخاري وأبو حاتم الرازي، وغيرهما في الصَّحابة ولم أقف له على روايةٍ (2) .
_________
(1) صدر الحديث أخرجه أبو داود. النهاية: 1/71.
في الأدب: 4/321؛ والطبراني في المعجم الكبير: 19/334. وأورده بتمامه ابن الأثير في أسد الغابة.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/416؛ والإصابة: 1/290؛ وثقات ابن حبان: 3/79؛ والتاريخ الكبير: 2/263.(2/284)
337 - (الحارث بن معاوية) (1)
1990 - له رواية مع عُبادة وأبي الدرداء حين صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بعير من المغنمِ، فأخذ منهُ وبرَهً، فقال: (ما يحل من مغانمكم ولا هذه إلاَّ الخمس، وهو مردودٌ فيكم) رواهُ الحسن عن المقدام الرهاوي عنهم كما سيأتي في مُسند عُبادة (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/417؛ والإصابة: 1/290؛ والتاريخ الكبير في التابعين: 2/288.
(2) يرجع إلى الخبر بتمامه - وفيه طول - في مسند عبادة بن الصامت عند أحمد: 5/316.(2/284)
* (الحارث بن المُعلَّى) (1)
حديثهُ في فضل الفاتحة أنَّها السبع المثاني والقرآن العظيم هو أبو سعيد ابن المُعلى يأتي في الكُنى كذا سمَّاهُ فُلَيح، عن أبيه سعيد بن الحارث، عن أبيه فذكرهُ (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/417؛ والإصابة: 1/291.
(2) الخبر أخرجه أحمد في المسند من حديث أبي سعيد بن المعلى: 3/450.(2/285)
338 - (الحارث بن نبيهٍ صحابي) (1)
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في أهل الصفةِ.
1991 - سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: (يُقتلُ ابني هذا بأرض العراق فمن أدركهُ فلينصره) رواهُ عنه ابنهُ أنس، وقُتِل أنسٌ مع الحسين، ويُروى هذا عن أنس ابنه نفسه (2) .
339 - (الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب) (3)
أسلَمَ مع أبيهِ ووُلدَ له على [عهد] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنُهُ عبد الله الذي
كان يُلقب بَبَّه (4) واستنابهُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جدة، فلهذا لم يشهد
حُنيناً، نزل البصرة، واختط بها داراً، وقد تملكها ابنهُ بعد موتِ يزيد، وتوفي
الحارثُ في هذا في آخر خلافة عُمَر، ويقالُ في أول خلافة عثمان، عن سبعين
سنةً.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/417؛ والإصابة: 1/291. وقال: والد أنس بن الحارث ولابنه
صحبة.
(2) الخبر أخرجه البغوي وابن السكن وابن منده والبارودي وابن عساكر عن أنس بن الحارث بن نبيه - قال البغوي لا أعلم روى غيره وقال ابن السكن: ليس ذا يروي إلا من هذا الوجه ولا يعرف لأنس غيره.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/419؛ والإصابة: 1/292؛ والاستيعاب 1/297؛ وثقات ابن حبان: 3/87.
(4) ببه: بفتح البائين والثانية مشددة. تهذيب التهذيب: 5/180؛ المشتبه: 45.(2/285)
روى عنه الطبراني وأبو نُعيم وغيرُهما من طريق ليث، عن علقمة، عن عبد الله [بن الحارث] عنهُ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة/ على الجنائز: (اللهم هذا عبدك، اللهم اغفر لأحيائنا وأمواتنا، وأصلح ذات بيننا، وألِّف بين قُلوبنا، اللهم هذا عبدك ولا نعلمُ إلاَّ خيراً، فاغفر لنا ولهُ) قال: [فقلت وأنا أصغر القوم:] فإن لم أعلم خيراً؟ قال: (فلا تقُل إلا ما تعلمُ) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني مع اختلاف في بعض ألفاظه: 3/283 ومابين المعكوفات استكمال منه. وقال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس. مجمع الزوائد: 3/33.(2/286)
1992 - رواهُ الطبراني من حديث عنبسة، عن عاصم، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن أبيه: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سمع المؤذن يقولُ كما يقولُ، ويقولُ في الحيعلةِ: لا حول ولا قُوةَ إلا بالله) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
1993 - رواهُ الطبراني أيضاً من حديث زُهيرٍ، عن أبي إسحاق [قال] : سألتُ آل محمد - صلى الله عليه وسلم -، وفيهم ابنُ نوفل: في كم كفنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: في حُلةٍ حمراء ليس فيها قميصٌ وجُعِلَ في قبره [سَحْقُ] قطيفةٌ. [كانت لهم] (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/238. قال الهيثمي: عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف إلا أن مالكاً روى عنه. مجمع الزوائد: 1/331.
نقول: قال في الميزان: ثم ضعفه مالك. كما ضعفه يحيى والنسائي: 2/353.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/239، وما بين المعكوفات استكمال منه. والسحق: الثوب الخلق الذي انسحق وبلى كأنه من الانتفاع به. النهاية: 2/150.(2/286)
340 - (الحارث بنُ هشام بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم القُرشي) (1)
1994 - المخزومي أخو أبي جهلٍ عمرو بن هشامٍ، وقد شهد بدراً كافراً، كان أول من فرَّ، ثم أسلم بعد ذلك، وحسُن إسلامهُ جيداً، وكان سيداً شريفاً مُطاعاً، وقد سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كيف يأتيك الوحيُ؟ فذكر له صفاتٍ منهُ. وقُتِلَ يوم اليرموك شهيداً - رضي الله عنهُ -.
لهُ عند ابن ماجه حديثٌ واحدٌ من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكرٍ، عن عبد الملك، وصوابهُ عبد الرحمن بن الحارث بن هشامٍ، عن أبيه: (أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[تزوج أم سلمة] في شوال وجمعها إليه في شوالٍ) (2) .
1995 - وروى له الطبراني آخرُ من طريق ابن وهبٍ، عن ابن سمعان، ومن طريق [رشدين بن سعد، عن عقيل] كلاهما، عن الزُّهري، عن عبد الرحمن بن سعدٍ بن المُقعد، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشامٍ، عن أبيه أنهُ قال: (قُلتُ: يارسول الله أخبرني بأمرٍ أعتصم بهِ. فقال: املك عليك هذا [وأشار إلى لسانه] ) (3) وزاد فيه
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/42؛ والإصابة: 1/293؛ والاستيعاب: 1/317؛ وثقات ابن حبان: 3/72؛ والتاريخ الكبير: 2/258.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه في النكاح: باب متى يستحب البناء بالنساء: 1/641. قال في الزوائد: في إسناده محمد بن إسحق وهو مدلس وقد عنعنه، وليس للحارث بن هشام بن المغيرة سوى هذا الحديث عن المصنف (ابن ماجه) وليس له شئ في الأصول الخمسة.
قال المزي: رواه محمد بن يزيد المستملي عن أود بن عامر بإسناده، إلا أنه قال: عبد الرحمن بدل عبد الملك وهو أولى بالصواب. تحفة الأشراف: 3/9.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 3/260، وعبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان متروك.
وقال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما جيد. مجمع الزوائد: 10/299.(2/287)
الطبراني: قال: فرأيتُ ذلك يسيراً، وكنتُ رجلاً قليل الكلام ولم أفطن فلمَّا رمتُهُ [فإذا لا شئ] أشدُّ منهُ (1) . /
341 - (الحارثُ: قال ابنُ أبي حاتمٍ: له صُحبةٌ) (2)
_________
(1) () ... العبارة وقع فيها تصحيف وما أثبتناه من الاستيعاب: 1/311.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/423؛ والإصابة: 1/296.(2/288)
1996 - روى النسائي في اليوم والليلة، عن إبراهيم بن يعقوب، عن
الحسن بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البُناني، عن حبيب بن أبي سُبيعة الضُّبعي، عن الحارث: (أن رجلاً كان جالساً عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فمر رجلٌ، فقال: يارسول الله إني أحبُّهُ في الله. قال: أعلمتهُ؟ قال: لاَ. قال: اذهب فأعلمهُ. فقال: إني أُحبك في الله. قال: أحبك الذي أحببتني لهُ) وكذا رواهُ عفانُ، وغيرهُ عن حماد ابن سلمة به، وفي رواية عن الحارث، عن رجُل، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورواهُ حُسين بن واقدٍ، وعبد الله بن الزبير أبو أحمد الزُبيري، وعُمارة بن زاذان، ومباركٌ بن فُضالة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ابن الأثير وذلك وهمٌ، وحديث حماد أشهرُ (1) .
* (الحارث بن يزيد بن سعد البكري) (2)
روى ابن الأثير من طريق عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا زيدُ بن الحباب، حدثني أبو المنذر عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن الحارث بن يزيد البكري، قال: (خرجتُ أشكو العلاءَ بن الحضرمي، فمررتُ بالرَّبذة، فإذا عجُوز من بني تميم مُنطقعٌ بها، فقالت:
_________
(1) النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 3/10؛ وأسد الغابة: 1/423.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/422؛ وأشار إليه في الإصابة: 1/296، وأحال إلى ترجمته للحارث بن حسان.(2/288)
يا عبد الله إن لي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاجةً، فهل أنت مُبْلغي إياهُ؟ فذكر الحديث كذا نسبهُ زيد بن الحُباب، وإنما هو الحارث بن حسان كما تقدم الحديث بتمامه (1) .
_________
(1) يرجع إلى الحديث من رواية الحارث بن حسان البكري الذهلي.(2/289)
341 - فأما الحارث بن يزيد الجُهني (1)
فصحابي فيما ذكرهُ عبدان، عن أحمد بن سيَّار، ولكن ليست له روايةٌ، وقد ذكر ابن الأثير أنَّهُ هو الذي كان لأبي اليسر: كعب بن عمرو عليه دينٌ، كما في رواية جابرٍ عنهُ.
342 - (الحارث المُليكي) (2)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الخيلُ معقودٌ بنواصيها الخيرُ والنَّيلُ إلى يوم القيامة،
وأهلها مُعَانُونَ عليها) رواهُ أبُو عمر من طريق يزيد بن عبد الله بن الحارث، عن أبيه عن / جده الحارث المليكي (3) .
من اسمهُ حازم
343 - (حازم الأنصاري) (4)
1997 - في حديث جابر أنَّ حازماً هذا هو الذي انصرف عن
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/422؛ والإصابة: 1/295.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/417؛ والإصابة والاستيعاب: 1/296.
(3) قال الحافظ ابن حجر تعليقاً على إخراج ابن عبد البر للخبر: أخشى أن يكون صحفه، فإن الطبراني أخرج هذا الحديث من هذا الوجه فقال: عن يزيد بن عبد الله بن غريب عن أبيه عن جده فذكره، الإصابة: 1/296، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 17/188.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/430، وترجم له ابن حجر باسم حرام الأنصاري: 1/318.(2/289)
مُعاذ حين أطال صلاة العشاء فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره، فأمره بالتخفيف، وقيل حزم بن أبي كعبٍ، وقيل حزام بن ملحان، وقيل هو سُليم كما في حديثه عند الإمام أحمد، وأنه قتل شهيداً يوم أُحدُ (1) .
_________
(1) ورد هذا الخبر في حديث جابر باسم حازم، وفي رواية أن حزام بن ملحان وفي حديث أنس: (كان معاذ بن جبل يؤم قومه فدخل حرام وهو يريد أن يسقي نخله) إلى آخر الخبر، وأخرج أبو داود من حديث جابر عن حزم بن أبي كعب أنه مرَّ بمعاذ فذكر قريباً من هذه القصة - ووردت القصة في مسند جابر من طرق كثيرة ولم يعين صاحبها مع معاذ.
يراجع المسند: 3/124، 299، 300، 308؛ والإصابة وأسد الغابة وسنن أبي داود: 1/210.(2/290)
344 - (حازم بن حرملة بن مسعود الغفاري، وقيل الأسلمي) (1)
1998- قال أبو بكر بن أبي عاصم: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا
محمد بن معن، حدثنا خالد بن سعيدٍ، حدثنا أبو زينب، عن مولاه حازم بن حرملة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله كنزٌ من كُنوز الجنة) رواهُ ابن ماجه عن يعقوب بن حُميدٍ [المدني] عن محمد بن معن (2) .
345 - (حازم بن حرام، أو حزام الخُزاعي ويقال الحِزامي) (3)
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/431؛ والإصابة: 1/299؛ والاستيعاب: 1/351؛ وثقات ابن حبان: 3/95؛ والحلية لأبي نعيم: 1/356.
(2) الحديث أخرجه ابن ماجه في الأدب: باب ماجاء في لا حول ولا قوة إلا بالله: 2/1257. وقال في الزوائد: في إسناده مقال، وأبو زينب لم يسم، ولم أرَ من خرجه ولا من وثقه، وفصل في ذلك ثم قال: ثم أن المصنف لم يخرج لحازم بن حرملة غير هذا الحديث وليس له شئ في بقية الكتب.
والخبر أخرجه أيضاً البخاري في التاريخ الكبير: 3/109؛ وأبو نعيم في الحلية: 1/357.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/431؛ والإصابة: 1/299؛ والاستيعاب: 1/352.(2/290)
1999 - روى حديثه من طريق مُدركٍ أو محمد بن سُليمان بن عُقبة ابن شبيب بن حازمٍ، عن أبيه، عن جدهِ، عن حازم: (أنه قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما اسمُك؟ قال: حازم. قال: بَلْ أنت مُطعمٌ) (1) .
346 - (حازم آخر) (2)
2000 - روى يونس عنه وأبو موسى عنه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرض زكاة الفطر طُهْراً للصائم من اللغو والرفث: من أداها قبل الصلاة كانت لهُ زكاةً، ومن أخرها بعدها كانت له صدقةً) (3) .
347 - (حاطبُ بن أبي بلتعة)
عمرو بن عُمير بن سلمة بن صعب بن سهلٍ بن العتيك بن سعَّاد بن راشدةٍ ابن جزيلة بن لخم بن عدي. حليفُ بني أسدٍ (4) من قريش ثم الزُّبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وقيل إنه من مذحج، وقيل بل كان مولى لعُبيد الله بن حُميد بن زُهير بن الحارث/ بن أسد فكاتبه، وقد أسلم قديماً، وشهد بدراً كما دلَّ عليه حديثُ مكاتبته قريشاً، واعترافه بخطأ نفسه في ذلك، كما هو ثابت في الصحيح من حديث علي - رضي الله عنه -، وفيه نزل قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
_________
(1) قال الحافظ ابن حجر: أخرجه البارودي والدولابي والعقيلي. تراجع الإصابة وأسد الغابة.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/431؛ والإصابة: 1/299.
(3) المرجعان السابقان.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/431؛ والإصابة: 1/300؛ والاستيعاب: 1/348؛ والطبقات الكبرى: 3/80؛ وثقات ابن حبان: 3/83.(2/291)
لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} الآية (1) .
وقد أرسله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جُريج بن مينا مُقوقس بن مينا، وهو مُقوقس إسكندرية، فقال له: لِمَ لَمْ يدعُ نبيكُم على الذين أخرجوهُ من بلده؟ فقال له: كما لم يدع عيسى على الذين أرادوا قتلهُ حتى رفعهُ الله إليه. فقال له: أحسنت أنت حكيم جاء من عند حكيم، وأرسل معهُ بهدية فاخرة منها بغلةٌ وخصى اسمهُ مأبُور، وثلاث جوارٍ مارية أم إبراهيم، وسيرين أم عبد الرحمن بن حسان، وأُخرى وهبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي الجهم بن حذيفة (2) ، وتوفي حاطبٌ سنة ثلاثين عن خمس وستين سنة - رضي الله عنهُ - (3) .
_________
(1) الآية 1 من سورة الممتحنة، والحديث أخرجه البخاري في المغازي: باب غزوة الفتح، وما بعث به حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة يخبرهم بغزو النبي - صلى الله عليه وسلم -: 7/519.
(2) يرجع إلى مصادر ترجمته وإلى الروض الأنف: 4/249؛ وتاريخ الطبري: 2/644.
(3) صلى عليه عثمان بن عفان - رضي الله عنهما - الطبقات الكبرى.(2/292)
2001 - روى أبو نُعيم، وغير واحدٍ من حديث يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب الحاطبي، عن أبيه، عن جده حاطبٍ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من اغتسل يوم الجمعة، ولبس أحسن ثيابهِ، وبكَّر ودنا كانت كفارةٌ إلى الجمعة الأُخرى) (1) .
348 - (حِبَّان ويقال حيَّانُ بن بُحّ الصُّدائي) (2)
2002 - قال: (كنتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ، فأذنتُ فجاء بلالٌ ليُقيم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن أخا صُداءٍ أذن، ومن أذن فهو يُقيم) رواهُ ابن لهيعة عن بكر بن سوادة، عن زياد بن نُعيم عنه.
_________
(1) الخبر أخرجه ابن منده أيضاً، الإصابة - أسد الغابة.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/437؛ والإصابة: 1/304؛ والاستيعاب: 1/264؛ وثقات ابن حبان: 3/97.(2/292)
2003 - وعنهُ في حديث طويل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا خَيْرَ في الإمارة) (1) .
349 - (حُبشِيّ بن جُنادة السَّلُولي)
وهو حُبْشي بن جُنادة بن نصر بن أُسامة بن الحارث بن مُعيط بن عمرو بن جندل بن مُرَّة بن صعصعة (2) .
ومُرَّة أخُو عامر بن صعصعة، وإنما يُنسبون إلى أُمهم سلُول بنت ذُهل [بن] شيبان، نزل الكوفة، وحديثه عند أحمد في ثالث الشاميين - رضي الله عنه -.
2004 - حدثنا يحيى بن آدم، وابن أبي بُكير/ قالا: حدثنا إسرائيل،
عن أبي إسحاق، عن حُبشي بن جُنادة - قال يحيى: وكان ممن شهد حجة
الوداع - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم اغفر للمحلقين. قالوا: يارسول
الله والمُقصرين. قال: اللهم اغفر للمحلقين. [قال] في الثالثة: والمقصرين) (3)
تفرد به.
2005 - حدثنا يحيى بن آدم، ويحيى بن أبي بُكير قالا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حُبشي بن جُنادة، قال: قال
_________
(1) مصادر الترجمة أشارت إلى أن حديثه عند البغوي وابن أبي شيبة والطبراني وضعف ولم يشر أحد منهم إلى أن الخبر أخرجه أحمد في المسند من حديث حبان بن بح الصدائي: 4/168، قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجال أحمد ثقات: 5/199؛ المعجم الكبير للطبراني: 4/42.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/438؛ والإصابة: 1/304؛ والاستيعاب: 1/391.
(3) من حديث حبشي بن جنادة السلولي في المسند: 4/165.(2/293)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من سأل من غير فقرٍ فكأنما يأكلُ الجمر) (1) .
_________
(1) من حديث حبشي بن جنادة السلوني في المسند: 4/165.(2/294)
2006 - حدثنا أبو أحمد الزُّبيري، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حُبْشي بن جُنادة: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من سأل من غير فقرٍ) فذكر مثلهُ (1) .
2007 - وقال الترمذي: حدثنا علي بن سعيد الكندي، حدثنا عبد الرحيم ابن سُليمان، عن مُجالد، عن عامرٍ [الشعبي] ، عن حُبشي بن جُنادة السلولي: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يقول] في حجة الوداع، وهو واقفٌ بعرفة، أتاهُ أعرابيٌ، فأخذ بطرف ردائهِ، فسأله إياهُ، فأعطاهُ وذهب، فعند ذلك حُرمت المسألة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: إن المسألة لا تحلُّ لغني، ولا لذي مرةٍ (2) سوى، إلا لذي فقرٍ مُدقعٍ، أو غُرمٍ مُفْظِعٍ (3) ، ومن سأل الناس ليثري به مالهُ كان خُمُوشاً (4) في وجههِ يوم القيامةِ، ورضفاً (5) يأكلهُ من جهنم، فمن [شاء فليقل ومن] شاء فليُكثرْ) .
2008 - ثُمَّ قال: حدثنا محمودُ بن غيلان، عن يحيى بن آدم، عن عبد الرحيم بن سُليمان مثلهُ، ثم قال: غريبٌ من هذا الوجه (6) .
2009 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا شَريكٌ، عن أبي إسحاق، عن حُبشي ابن جُنادة، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: (عليٌ منى، وأنا من على، ولا يؤُدى عني إلاَّ أنا أو عليٌّ) .
_________
(1) الموطن السابق.
(2) المرة: القوة والشدة، والسوى: الصحيح الأعضاء. النهاية: 4/88.
(3) المقطع: الشديد. النهاية: 3/206.
(4) الحموش: الخدوش. النهاية: 1/320.
(5) الرضف: الحجارة. النهاية: 2/85.
(6) الحديث أخرجه الترمذي في الزكاة: باب من لا تحل له الصدقة: 3/34.(2/294)
قال شريك: قُلتُ لأبي إسحاق: [أين سمعتهُ منهُ؟ قال: موضع كذا وكذا لا أحفظه] (1) .
_________
(1) من حديث حبشي بن جنادة في المسند: 4/165، وأخرجه الترمذي في المناقب: 5/636؛ والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/13؛ وابن ماجه في المقدمة: 1/44، والزيادة التي بين معكوفين من المسند.(2/295)
2010 -[ومن طريق سليمان بن قرم الضبي، عن أبي إسحاق. قال: سمعت حُبْشي بن] جُنَادة، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ يوم غدير خُم: (اللَّهُمَّ منْ كُنتُ مولاهُ فعلىٌّ مولاهُ، اللهم وآلِ من والاهُ، وعادِ من عاداهُ، وانْصُرْ من نصرهُ، وأعِنْ مَنْ أعانهُ) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
2011 - ومن حديث أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، عن أبي إسحاق، عن حُبشيٍ بن جُنادة. سمعتُ / رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول [لعليّ] : (أنتَ مني بمنزلة هارون من موسى) (2) .
(حديثٌ آخرُ)
2012 - ومن حديث عُبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حُبشي مرفوعاً: (المَعْكُ طرفٌ من الظُّلمِ) (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 4/20، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 4/20. وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الثلاثة وفيه عبد الغفار بن القاسم وهو متروك. مجمع الزوائد: 9/109.
(3) المعك: المطل يقال معكة بدينة وماعكة. والخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 4/20؛ وأخرجه أبو نعيم في الحلية وقال: غريب من حديث أبي إسحق، تفرد به عبيد الله: 4/345.(2/295)
* (حَبَّةُ بنُ جُوَين بن علي) (1)
ابن عبد نهم بن مالك بن غانمٍ بن مالكٍ بن هوازنٍ، عن عُرينة بن نُذير بن قسر بن عبقرٍ بن أنمار بن إراش البجلي، ثم العُرني هو من ضُعفاء أصحاب علي وابن مسعودٍ، وما قنع أبو العباس بن عُقدة الكوفي حتى ادعى أنَّهُ صحابي قال: شهدَ خُطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - بغدير خُم في عليّ، وهو إذ ذاك مُشركٌ أسند ذلك من طريق نصر ابن مُزاحم، عن عبد الملك بن مُسلمٍ المُلائي، عن أبيه، عن جدِه فذكره، وهذا الإسنادُ إلى حبَّة لا يُساوي حبَّة، وقد أنكر ابن الأثير على ابن عُقدة في ذلك، وقال ما سمعناهُ كيف يُتصورُ أن يُحجَّ عام حجة الوداع مُشركٌ، ولم يبق بجزيرة العرب عامئذٍ مُشركٌ، وقد كان غدير خُم في الثامن عشر من ذي الحجة بما بين مكة والمدينة، مرجعهُ عليه السلام من الحج (2) .
قلتُ: وهذا لا جواب عنه، وإنما حمل ابن عُقدة مع فرط حفظه التشيع، فنعوذ بالله من الخذلان (3) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/439؛ والإصابة أخرجه في القسم الثالث: 1/372؛ والمعجم الكبير للطبراني: 4/8.
(2) أسد الغابة: 1/439.
(3) حبه بن العرني: قال ابن حبان كان غالياً في التشيع واهياً في الحديث.
وقال البخاري: يذكر عنه سوء مذهب. وقال ابن معين لا يكتب حديثه. وثقه العجلي وروى عنه مسلمة بن كهيل. الميزان: 1/450؛ المجروحين: 1/267؛ الضعفاء للعقلي: 1/295؛ التاريخ الكبير: 3/93.(2/296)
350 - (حبَّةُ بن مُسلمٍ) (1)
2013 - روى أبو موسى من طريق عبدان: حدثنا أحمد بن سيار، حدثنا يوسف بن يعقوب العصفري، حدثنا عبد المجيد بن أبي رواد،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/440، وقال ابن حجر في القسم الرابع من الإصابة ذكره عبد الله في الصحابة وهو تابعي أرسل حديثاً: 1/389.(2/296)
أخبرني ابن جُريج قال: حُدِثت عن حبَّة بن مُسلمٍ أنَّهُ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ملعونٌ من لعب بالشطرنج، والناظرُ إليها كالآكل لحم الخنزير) (1) .
* (حبيبُ بن بُديل بن ورقاء) (2)
أورد لهُ ابنُ عُقدة بسندٍ مُظلم إلى زرٍ بن حُبيش عنه حديثُ: (من كُنتُ مولاه فعَلى مولاهُ) وهذه الأسانيد التي يُتسامحُ في إيرادها تدلُّ على جهله، وقلة عقلِهِ، وكثرة تعصُّبِهِ / للتشيع وإن كان قد ذُكر بالحفظ ولكنهُ يعدلُ من تعصبه في تشيعهِ عن الحق إلى الباطل (3) .
* (حبيبُ بن حماز في فضل المدينة
صوابهُ عن أبي ذرٍ)
_________
(1) قال ابن حجر: أخرجه ابن حزم وقال: حبة مجهول والإسناد منقطع. الإصابة.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/441؛ والإصابة: 1/304.
(3) ابن عقدة: أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، مولى بني هاشم. قال الذهبي في التذكرة:
كان إليه المنتهى في قوة الحفظ وكثرة الحديث ... خلط الغث بالسمين والخرز بالدر الثمين، وقفت لتشيعه. مما قاله الدارقطني وهو أحد الرواة عنه: أجمع أهل الكوفة أنه لم يرَ بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى ابن عقدة أحفظ منه، وأخذ عليه الإكثار من المناكير وقال حافظ: محدث ولم يكن في الدين يقوى.
وقال ابن عدي: سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث لأنه
كان يحمل شيوخاً بالكوفة على الكذب، سيروي لهم نسخاً ويأمرهم أن يحدثوا بها ثم يرويها عنهم.
نقول: لا غرابة إذن فيما علق به ابن كثير على الخبر الذي أخرجه ابن عقدة تذكرة الحفاظ: 3/55؛ الميزان: 1/136؛ طبقات الحفاظ: 348.(2/297)
351 - (حبيبُ بن زيد الكندي) (1)
2014 - روى له أبو موسى من [طريق عبد الله بن حبيب، عن أبيه حبيب بن زيد] : (أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ميراث المرأة من
_________
(1) له ترجمة في أسدالغابة: 1/444؛ والإصابة: 1/307.(2/297)
زوجها فقال: لها الرُّبع إنْ لم يكن لهُ ولدٌ، وإن كان لهُ ولدٌ فلها الثُّمن، وسألهُ عن الوُضوء) (1) .
* (حبيبُ بنُ سباعٍ. قيل إنه أبو جمعة يأتي)
_________
(1) في المخطوطة: (أبو موسى بن عمر عن أبيه عبد الله بن عمر) ، وما أثبتناه من أسد الغابة، وفي الإصابة: (من طريق علي بن قرين - أحد المتروكين - عن الحسين بن زبير الكندي، سمعت عبد الله بن حبيب الكندي يقول عن أبيه) ، وأورد له طريقاً آخر أخرجه الاسماعيلي من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة - أحد المتروكين - عن الحسين بن زيد.(2/298)
352 - (حبيب بن الضَّحاك الجُمحي) (1)
2015 - وقيل الجُهني، روى أبو موسى وابن الأثير من طريق عبد العزيز ابن عبد الصمد، عن سلمة بن حامد، عنه مرفوعاً: (أتاني جبريلٌ، وهو يبتسمُ، فقلتُ: ممَّ تضحكُ؟ قال: من رحمٍ معلقة بالعرش تدعو [الله] على من قطعها. قلتُ: كم بينهما؟ قال: خمسة عشر أباً) (2) .
353 - (حبيبُ بن فُديكٍ، ويُقال حبيبُ بن عمرو
[وقيل حبيب بن فديك] أبو فُديك السلاماني] (3) .
2016 - قال أبو بكرٍ بن عاصمٍ: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا
محمد ابن بشرٍ، عن عبد العزيز بن عمر، عن رجلٍ من سلامان بن سعدٍ، عن
أُمِهِ، عن خالها حبيبُ بن فُديكٍ: (أن أباهُ ذهب به إلى رسول
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/445؛ والإصابة: 1/307.
(2) قال ابن حجر في الإصابة: إسناده مجهول وأظنه مرسلاً، وقال السيوطي: أخرجه أبو نعيم وأبو موسى عن حبيب بن الضحاك الجمحي وضعف. جمع الزوائد: 1/87.
(3) في المخطوطة: (وقال حبيب بن عمرو بن تميم بن عمر بن نوفل) ولم يرد في مصادر ترجمته بل في: حبيب بن فديك، ابن فديك، حبيب بن عمرو السلاماني، وحبيب بن فديك بن عمرو السلاماني. أسد الغابة: 1/445، 447؛ الإصابة: 1/307، 308؛ الاستيعاب: 1/330.(2/298)
الله - صلى الله عليه وسلم -
وعيناهُ مُبيضتان لا يُبصر بهما شيئاً، فسألهُ ما أصابهُ؟ فقال: وقعتْ رجلي
على بيض حيةٍ، فأُصيب بصري. قال: فنفث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في عينه، فأبصر.
قال: فلقد رأيتُهُ وإنه ليدخل الخيط في الإبرة، وإن عينيه لمُبيضتانِ وهو ابنُ
ثمانين سنة) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/30، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 8/298.(2/299)
354 - (حبة وسواءٌ إبنا خالد الخزاعيان) (1) /
نزلا الكوفة، وإنما روى لهما أحمد في ثاني المكيين، والمدنيين - رضي الله عنهما -.
2017 - حدثنا أبو مُعاوية، حدثنا الأعمش، عن سلاَّم أبي شُرحبيلٍ، عن حبة بن خالدٍ، وسواء ابنى خالدٍ قالا: (دخلنا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو يُصلحُ شيئاً، فأعناهُ، فقال: لا تأيسا من الرزق ما تهززت (2) رؤوسُكُما، فإن الإنسان تلدهُ أمهُ [أحمر] ليس عليه قشرةٌ، ثم يرزقهُ الله عز وجل) (3) .
رواه ابن ماجه في الزُّهد عن أبي بكرٍ بن أبي شيبة عن أبي مُعاوية
بهِ (4) .
2018 -[حدثنا وكيع] ، حدثنا الأعمش، عن سلاَّمٍ بن شرحبيل، قال: سمعتُ حبة وسواءَ ابني خالدٍ يقولان: (أتينا رسول الله
_________
(1) يراجع أسد الغابة: 1/440، 2/482؛ والإصابة: 1/304؛ والاستيعاب: 1/355؛ والتاريخ الكبير: 3/92؛ وثقات ابن حبان: 3/90، 181.
(2) تهززت: تحركت كناية عن الحياة.
(3) من حديث حية وسواء ابني خالد في المسند: 3/469.
(4) الخبر أخرجه ابن ماجه في: باب التوكل واليقين: 2/1394 - قال في الزوائد: إسناده
صحيح، وسلام بن شرحبيل ذكره ابن حبان في الثقات، ولم أرَ من تكلم فيه وباقي رجال الإسناد ثقات.(2/299)
- صلى الله عليه وسلم -، وهو يعملُ عملاً،
أو يبني بناءً فأعنَّاهُ عليهِ فلما فرغ دعا لنا [وقال] : لا تأيسا من الرزق (1)
ما تهززت رؤوسكما، فإن الإنسان تلده أمهُ أحمر ليس عليه قشرةٌ، ثم يُعطيه الله، ويرزقهُ) (2) .
_________
(1) في المسند: (من الخير) .
(2) من حديث حية وسواء ابنى خالد في المسند: 3/469.(2/300)
355 - (حبيبُ بن مِحنفٍ - رضي الله عنه -
في ثالث البصريين، وصوابهُ عن أبيه
مخنف بن سُليمٍ، وستأتي بقية طرقه في ترجمة مخنفٍ) (1)
2019 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جُريج، أخبرني عبد الكريم، عن حبيب بن مخنفٍ، قال: (انتهيتُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة، وهو يقول: تعرفونها. قال: فما أدري ما رجعوا إليه. قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: على كل أهل بيتٍ أن يذبحوا شاةً في كل رجبٍ، وكُلِّ أضحى شاةً) (2) .
2020 - حدثنا مُعاذُ بن معاذ، حدثنا ابن عونٍ، أنبأني أبو رملة، عن مخنف ابن سُليمٍ قال روح الغامدي: قال: (ونحن وقوفٌ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفة: يا أيها الناسُ [إنَّ] على أهل كُل بيتٍ في كل عامٍ أضحاةً، وعتيرةً. أتدرون ما العتيرة؟ التي يُسميها الناس الرجبية) (3) .
356 - (حبيبُ بن مسلمة الفهري) (4)
وهو حبيبُ بنُ مسلمة بن مالكٍ الأكبر بن وهب بن ثعلبة/ بن واثلة
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/448؛ ويراجع: 5/128، في ترجمة أبيه كما أن له ترجمة في الإصابة: 1/309؛ والاستيعاب: 1/332.
(2) من حديث حبيب بن مخنف في المسند: 5/76.
(3) من حديث حبيب بن مخنف في المسند: 5/76.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/448؛ والإصابة: 1/309؛ والاستيعاب: 1/328؛ وثقات ابن حبان: 3/81؛ والتاريخ الكبير: 2/310.(2/300)
بن عمرو بن شيبان بن مُحارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كِنَانة القُرشي الفهري: أبو عبد الرحمن، ويقال له: حبيب الرُّوم، وحبيب الدُّروبِ لكثرة غزوه فيهم، وأخذه من أموالهم. كان قد سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واستعملهُ عُمرُ بن الخطاب على الجزيرة بعد عياض بن غنمٍ، وأرسله مُعاوية في جيش لنصرة عثمان حين حُصِر، فلما كان بوادي القُرى لقيته الخبر بقتل عثمان - رضي الله عنه -، فرجع، فكان مع معاوية في حروبه كلها، واستعمله على أرمينية، فتوفى بها سنة اثنتين وأربعين، ولم يبلغ الخمسين سنة. قال الواقدي: تُوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن ثنتي عشرة سنةً، ولم يغزُ معه، وأهل الشام يزعمون أنه غزا معه، حديثهُ في ثالث الشاميين.(2/301)
2021 - حدثنا وكيعٌ، حدثنا سفيان وعبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن يزيد بن يزيد بن جابر (1) ، عن مكحولٍ، عن زيد بن جارية (2) ، قال عبد الرزاق التميمي: عن حبيب بن مسلمة الفهري: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نفَّلَ الثُّلث بعد الخُمس) (3) .
2022 - رواهُ أبو داود عن محمد بن كثير عن سُفيان بهِ، ورواه ابن ماجه، عن أبي بكرٍ بن أبي شيبة، عن وكيع بهِ (4) .
حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جُريج، حدثني زيادُ - يعني ابن
_________
(1) في المخطوطة: (يزيد بن زيد) يراجع تهذيب التهذيب: 11/370.
(2) في المخطوطة: (زياد بن جارية) يراجع تهذيب التهذيب: 3/356.
(3) من حديث حبيب بن مسلمة الفهري في المسند: 4/159 ومعنى نقلهم: زادهم على سهامهم، وفي الحديث أنه قد بلغ بالنفل الثلث، والمسألة خلافية بين الأئمة. يراجع مختصر السنن: 4/57.
(4) الخبر أخرجه أبو داود في الجهاد: باب فيمن قال الخمس قبل النفل: 3/79؛ وأخرجه ابن ماجه في الجهاد: باب النفل: 2/951.(2/301)
سعدٍ -، عن يزيد بن يزيد بن جابرٍ، عن مكحولٍ، عن زياد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة، قال: (شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفَّلَ الثلث) (1) .
_________
(1) من حديث حبيب بن مسلمة الفهري في المسند: 4/159، قال المنذري: أنكر بعضهم أن تكون لحبيب هذا صحبة، وأثبتها له غير واحد، وقد قال في حديثه هذا: (شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) . مختصر السنن: 4/58.(2/302)
2023 - حدثنا حماد بن خالدٍ، وهو الخياط، عن معاوية - يعني ابن صالح-، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن زياد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[نفل الربع بعد الخمس في بدأته] ونفل الثلث بعد الخمس [في رجعته] (1) .
2024 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، حدثنا [سليمان ابن موسى] (2) ، عن زياد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة، قال: (شهدتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفل الثلث بعد الخمس) (3) .
2025 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان: حدثني يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن زيد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نفل الثلث بعد الخمس) (4) .
2026 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، حدثنا سُليمان بن موسى، عن زياد بن جارية، عن حبيب / بن مسلمة، قال:
_________
(1) من حديث حبيب بن مسلمة الفهري في المسند: 4/160 وما بين المعكوفات استكمال
منه.
(2) في المسند: (سليمان بن موسى عن زياد بن جارية) وسقط من المخطوطة (سليمان بن موسى) وورد بدلاً منها: (مكحول) وما أثبتناه من المسند، ويراجع تهذيب التهذيب في ترجمة سليمان بن موسى: 4/226.
(3) من حديث حبيب بن مسلمة الفهري في المسند: 4/160.
(4) من حديث حبيب بن مسلمة الفهري في المسند: 4/160.(2/302)
(شهدتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفل الثُّلث بعد الخُمس) ، وفي لفظٍ: (نفل الربع [بعد الخمس] في البدأة، والثلث في الرجعة) .
قال أبو عبد الرحمن: سمعتُ أبي يقول: ليس في الشام رجلٌ [أصحّ] حديثاً من سعيد بن عبد العزيز - يعني التنوخي - (1) وسيأتي هذا الحديث من طريق سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن سُليمان بن موسى، عن مكحولٍ، عن أبي سلام، عن أبي أمامة، عن عُبادة بن الصامت (2) .
_________
(1) وردت هنا زيادة ولم ترد عند أحمد وهي قوله: (نفل الثلث بعد الخمس) وقد مرت في الروايات السابقة. ويراجع المسند: 4/160، حديث حبيب بن مسلمة الفهري.
(2) من حديث عبادة بن الصامت في المسند: 5/319.(2/303)
357 - (حبيبٌ الفهري) (1)
2027 - أفرده بعضهم عن الأول، وهُو هُو، فروى من طريق ابن سريج، عن ابن أبي مليكة، عن حبيب الفهري، ومنهم من صرح بأنه حبيب بن مسلمة: (أنه قدم المدينة غازياً، فلحقهُ أبوهُ، فقال: يارسول الله ابنى يدي ورجلي، ولا غنى لي عنه، فقال: ارجع مع أبيك، ولعلهُ يهلك عامهُ هذا، فهلكَ، فرجعَ، وعاد من عامهِ غازياً) (2) .
358 - (حبيبٌ: أبو ضمرة) (3)
2028 - مرفوعاً: (فضل صلاة الجمع على صلاة الرجل وحدهُ خمسٌ وعشرون صلاةً، وفضلُ صلاة التطوع في البيت على فعلها في
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/447، وأخرجه ابن حجر في القسم الرابع من الإصابة: 1/390، ونقل عن البغوي قوله: (هو عندي غير حبيب بن مسلمة) كما نقل ابن الأثير عن أبي نعيم قوله: (هو حبيب بن مسلمة لا شك فيه) .
(2) المرجعان السابقان.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/445، وقال ابن حجر (حبيب الكلاعي: أبو صمدة) ، الإصابة: 1/310.(2/303)
المسجد كفضل صلاة الجماعة على المنفرد) رواهُ عبد العزيز بن ضمرة بن حبيب، عن أبيه، عن جده به. قال ابن الأثير رواه الغساني (1) .
_________
(1) أسد الغابة في الموطن السابق. وقال ابن السكن: لم أجد لحبيب ذكر إلا في هذه الرواية، واستدركه أبو علي الجباتي وابن فتحون. الإصابة.(2/304)
359 - (حُبيشُ بن خالد بن مُنقذ بن ربيعة بن أصرم) (1)
ابن ضبيش بن حزام بن حُبَيْشِيَّة بن كعب
ابن عمرو الخُزاعي ثم الكعبي: أبو صخرٍ وقيل غير ذلك في نسبه ويقال لهُ
حُبيشُ بن الأشقر، وقال ابن ماكولاَ: حُبيش هو الأشقر نفسهُ، وسماهُ ابن إسحاق خُنيس بالخاء المعجمة والنون والسين / المهملة، والأول أصح عند أهل النسب. قال ابن الأثير: وهو أَخُو أم معبدٍ، وممن روى حديثها، وكان هو وكُرْزُ بن جابر اللذين قُتِلا يوم الفتح من المُسلمين في خيل خالد بن الوليد - رضي الله عنهما -.
2029 - روى الطبراني وأبو بكر بن عاصمٍ وأبو نُعيمٍ، من حديث حرام ابن هشام بن حُبيش بن خالد، عن أبيه، عن جده حُبيشٍ، قال: (خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة، ومعهُ أبو بكر، ومولاهُ عامرٍ بن فُهيرة، ودليلهما عبد الله بن الأريقط الليثي، فمروا على خيمتي أم معبدٍ الخُزاعية، وكانت برزةً جلدةً (2) تحتبي بفناء القُبَّة، ثم تسقى، وتُطعم، فسألوها لحماً وتمراً يشترونه منها، فلم يُصيبوا عندها شيئاً من ذلك، فكان القوم مُرملين مسقتين (3) ،
فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى شاةٍ في كِسْرِ
_________
(1) يراجع بشأنه أسد الغابة: 12/451؛ والإصابة: 1/310؛ والاستيعاب: 1/391؛ وثقات ابن حبان: 3/97.
(2) برزة تحتبي بفناء القبة: كانت كهلة لا تحتجب احتجاب الشواب وهي مع ذلك عفيفة عاقلة تجلس للناس وتحدثهم. النهاية: 1/73.
(3) مسقتيين: مجدبين. إصابتهم السنة وهي القحط والجدب. النهاية.
ومرملون: فقراء نفد زادهم وأصله من الرمل كأنهم لصقوا به. النهاية: 2/104، 184.(2/304)
الخيمة (1) ، فقال: ما هذه الشاةُ يا أم معبدٍ؟ فقالت: خلَّفَها الجهد عن الغنم. فقال: هل بها من لبنٍ؟ قالت: هي أجهدُ من ذلك. قال: أتأذنين لنا أن أَحْلُبها؟ قالت: بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلباً فاحلُبها، فدعا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمى الله تعالى، ومسح ضرعها [ودعا لها في شاتها] فتفاجَّت (2) عليه، ودرَّت، واجترتُ، ودعا بإناءٍ يُربضُ الرهط (3) ، فحلب فيه ثجاً حتى علاهُ (4) البهاء ثم سقاها حتى رويتْ، وسقا أصحابهُ حتى روُوا، ثم شرب آخرهم، ثم حلب [فيه] ثانياً حتى ملأ الإناءَ، وغادرهُ عندها، ثم بايعها وارتحلوا عنها، فلم يلبث أن قدم زوجها يسوقُ أَعْنُزاً عجافاً [يتساوكن هزالاً] (5) ، فلما رأى عندها اللبن عجب منهُ، وقال: من أين هذا اللبن؟ والشاةُ عازبٌ حيال (6) ، ولا حلوبة في البيت؟ قالت: لا والله [إلا] أنهُ مر بنا رجلٌ [مباركٌ شأنه كذا وكذا، قال: صفيهِ لي يا أم معبدٍ، قالت: رأيتُ رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (7)
حسن الخُلق لم تعبهُ ثجلة، ولم تُزْرِيه صعلة (8) ، وسيمٌ قسيمٌ، في عينيه
_________
(1) كسر الخيمة: بفتح الكاف وكسرها جانب الخيمة. ولكل بيت كسران عن يمين وشمال. النهاية: 4/19.
(2) تفاجت عليه: فتحت مابين رجليها للحلب. النهاية: 3/184.
(3) يربض الرهط: يرويهم ويثقلهم حتى يناموا ويمتدوا على الأرض، ومن ربض بالمكان يربض إذا لصق به وأقام ملازما له. النهاية: 2/58.
(4) بهاء اللبن: يريق رغوته.
(5) يتساوكن هزالاً: يقال: تساوكت الإبل إذا اضطربت أعناقها من الهزال أراد أنها تتمايل من ضعفها، ويقال أيضاً: جاءت الإبل ما تساوك هزالاً: أي ما تحرك رؤوسها. النهاية: 2/194.
(6) الحيال: جمع حائل وهي التي لم تحمل.
(7) أبلج الوجه: مشرق الوجه مسفرة. النهاية: 1/92..
(8) الثجلة: ضخم البطن والصعلة: صغر الرأس وهي أيضاً الدقة والتحول في البدن، النهاية: 1/125، 2/264.(2/305)
دعجٌ (1) ، وفي أشفارهِ وطفٌ (2) ، وفي صويه صحلٌ (3) ، وفي عُنقهِ سطعٌ (4) ، وفي لحيته كثاثةٌ، أزجُ أقرنُ (5) ، / إنْ صمت فعليه الوقارُ، وإن تكلم سما وعلاهُ البهاءُ أجملُ الناس وأبهاهُ من بعيدٍ، وأحلاهُ وأحسنهُ من قريبٍ، حلو المنطق، فصلٌ لا هذرٌ ولا نزرٌ (6) ، كأنَّ منطقهُ خزراتِ نظمٍ يتحدرن (7) ،
ربعةٌ لا تشنؤه من طولٍ ولا تقحمهُ عينٌ من قصرٍ (8) ، غُصنٌ بين غُصنين، انظر الثلاثة منظراً، وأحسنهم قدراً، له رُفقاءُ يحُفون به، إن قال أنصتُوا لقوله، وإن أمر يتبادرون إلى أمره، محفودٌ محشودٌ، لا عابسٌ ولا مُفند (9) . قال أبو معبدٍ: هو والله صاحبُ قريش الذي ذُكر لنا من أمرهِ ما ذُكر بمكة، ولقد هممتُ أن أصحبهُ، ولأفعلنَّ إن وجدتُ إلى هذا سبيلاً. قال: وأصبح صوتٌ عالٍ بمكة، يسمعون الصوت، ولا يدرون [منْ] صاحبُهُ وهو يقول:
جزى الله ربُّ الناس خير جزائه ... رفيقين حلاَّ خيمتي أم معبدِ
هما نزلاها بالهُدى فاهتدتْ به ... فقد فاز من أمسى رفيق مُحمدِ
_________
(1) الدعج: شدة سواد العين في شدة بياضها. النهاية: 2/23.
(2) في أشقارة وطف: في شعر أجفانه طول. النهاية: 4/220.
(3) في صوته صحل: بالتحريك كالبحة وأن لا يكون حاد الصوت. النهاية: 2/254.
(4) سطع: إرتفاع وطول. النهاية: 2/161.
(5) أزج الحواجب: الزجج تقوس الحاجب مع طول في طرفه وامتداد.
وأقرن: أي مقرون الحاجبين وهذا يخالف الصحيح في صفة حاجبيه عليه الصلاة والسلام: سوابغ في غير فرق. من التقاء الحاجبين. النهاية: 2/121، 3/249.
(6) لاهذر ولا نزر: كلامه قصر ليس بالقليل فيدل على عي وليس بالكثير الفاسد.
(7) الربعة: بين الطويل والقصير يقال ربعة ومربوع. النهاية: 2/62.
ولا تشنؤه من طول: لا يبغض لفرط طوله. النهاية: 2/237.
(8) لا تقحمه عين من قصر: لا تتجاوزه إلى غيره احتقاراً له. النهاية: 3/231.
(9) لا عابس ولا مقند: الذي لا قند في كلامه لكبر أصابه: 3/216.(2/306)
فيا لقُصَيٍ ما روى الله عنكُمُ ... بهِ منْ فعالٍ لا تُجارى وسؤددِ
ليهن بني كعب مقام فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا اختكم عن شاتها وإنائها ... فإنكُم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاةٍ حائل فتحلبتْ ... عليه صريحاً ضرةُ الشاة مُزبد
وغادرها رهنا لديها لحالبٍ ... يُرددُها في مصدرٍ ثم موردِ
قال: فسمع بذلك حسانُ بن ثابتٍ - رضي الله عنه - فقال يُجاوبُ الهاتف /:
لقد خاب قومٌ زال عنهم نبيهم ... وقُدسَ من يسري إليهم ويفتدي
ترحل عن قومٍ فضلَّتْ عقولهم ... وحلَّ على قومٍ بُنُودٍ مُجددِ
هداهم به بعد الضلالة ربُّهم ... وأرشدهم: من يتبع الحق يرشد
وهل يستوي ضلالُ قومٍ تسفهُوا ... عمى وهداةٌ يهتدون بمهتدِ
وقد نزلت منه على أهل ... يثربٍ ركابُ هُدىً حلت عليهم بأسعد
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ... ويتلو كتاب الله في كل مسجدِ
وإن قال في يومٍ مقالةَ غائبٍ ... فتصديقها في اليوم أو في ضُحى الغدِ
ليهن أبا بكرٍ سعادةُ جدهِ ... بصحبته: من يُسعد الله يَسعَدِ
روى هذا الحديث بتمامه الحافظ أبو يعلى الموصلي في آخر مسنده في ترجمة أم معبدٍ، عن [الحكم بن أيوب] بن سُليمان بن ثابت بن بشارٍ الكعبي الخزاعي (1) ، عن عمه أيوب بن الحكم بن أيوب، عن حزامٍ
_________
(1) في المخطوطة: (محمد بن سليمان) و (الكعبي الربعي) ، وما أثبتناه من المستدرك وعند أبي نعيم: مكرم بن محرز الكعبي الخزاعي عن أبيه محرز بن مهدي.(2/307)
بن هشام به وقد ذكرتُ هذا الحديث بما شاكلهُ من المرويات وشرح غريبه في الهجرةِ من السيرة ولله الحمدُ (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 4/55، وقال في مجمع الزوائد: في إسناده جماعة لم أعرفهم كما أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة، ص 282، والحاكم في المستدرك: 3/9، وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه واستدل على صحته بدلائل عقب عليها الذهبي فقال: ما في هذه الطرق شئ على شرط الصحيح وله تخريجات أخرى يرجع إليها في سبل الهدى والرشاد للصالحي: 3/346.(2/308)
360 - (الحجاج بن عمرو بن غزية بن ثعلبة بن خنساء بن مبذولٍ بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار/ الأنصاري الخزرجي - رضي الله عنه - في ثاني المكيين (1))
2030 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، حدثنا حجاج - يعني الصواف -، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن الحجاج بن عمرو الأنصاري، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول.
2031 - وإسماعيل قال: أخبرني الحجَّاج بن أبي عثمان قال: حدثني يحيى ابن أبي كثير أن عكرمة مولى ابن عباسٍ حدثه، قال: حدثني الحجاج بن عمرو الأنصاري قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من كُسِرَ أو عَرِجَ، فقد حلَّ، وعليه حجةٌ أُخرى) . قال: فذكرتُ ذلك لابن عباس وأبي هريرة فقالا: صدق. قال إسماعيل: فحدثتُ بذلك ابن عباسٍ وأبا هُريرة فقالا: صدق) (2) .
رواهُ أصحاب السنن الأربعة من حديث الحجاج به، ورواهُ أبو داود من حديث عبد الرزاق عن معمرٍ، عن يحيى عن عكرمة، عن
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/458؛ والإصابة: 1/313؛ والاستيعاب: 1/346؛ والتاريخ الكبير: 2/370؛ وثقات ابن حبان: 3/87؛ والحيلة لأبي نعيم: 1/357.
(2) من حديث الحجاج بن عمرو الأنصاري في المسند: 3/450.(2/308)
عبد الله بن رافعٍ، عن الحجاج بن عمرو به. قال الترمذي: وكذا رواهُ معمر ومُعاوية بن سلامٍ، عن يحيى، عن عكرمة، عن عبد الله بن رافع، عن الحجاج بن عمرو قال: وسمعتُ البخاري يقول: هذا أصحُّ (1) .
_________
(1) الحديث أخرجه أصحاب السنن الأربعة في المناسك:
= ... أبو داود من طريقين أحدهما عن عبد الرزاق عن معمر وفيه زيادة: (أو مرض)) باب الإحصار) ؛ والترمذي: باب ماجاء في الذي يهل بالحج فيكسر أو يعرج: 3/268؛ والنسائي في المجتبي: فيمن أحصر بعدو: 5/156؛ وابن ماجه باب الحصر: 2/1028.(2/309)
2032 - وروى الطبراني عنهُ أنَّهُ كان يقولُ للأنصار: (أتريدون أن نقول [لربنا إذا لقيناه] : (ربنا إنا أطعنا سادتنا وكُبراءنا. فأضلونا السبيلا)) (1) .
وهو الذي كان ضرب مروان يوم الدار حتى حُمِلَ إلى داره صريعاً، وشهد مع علي - رضي الله عنه - صفين (2) .
361 - (الحجاجُ بن علاطِ بنُ خالد بنُ ثُويرة [بن حنثر] (3)
ابن هلالِ بن عُبيد بن ظفر بن سعد بن عمرو بن تيم بن بهز بن امرئ القيس بن بُهثمة بن سُليم بن منصور السُّلمي ثم البهزي: أبو محمدٍ ويقالُ: أبو عبد الله، ويُقال: أبو كلابٍ، له بالمدينة دارٌ ومسجدٌ، وهو والدُ نصر بن حجاج الذي نفاهُ عمرُ من المدينة لما رأى في ذلك من المصلحة لئلا يفتن النساء يجماله (4) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/223 وكان يقول ذلك عند القتال.
(2) تراجع مصادر ترجمته.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/456؛ والإصابة: 1/313؛ والاستيعاب: 1/344؛ وثقات ابن حبان: 3/86؛ والتاريخ الكبير: 2/370.
(4) كان جميلاً، وسمع عمر - رضي الله عنه - امرأة تنشد وتقول:
... هل من سبيل إلى خمر بأشربها ... أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج
أسد الغابة.(2/309)
وقد ذكر ابن الأثير وغير واحدٍ أن سبب إسلامه/ أنَّهُ بات مع أصحابه في جاهليتهم بوادٍ مخُوفٍ، فقالوا له: قُم فخذ لنا أماناً من سكان هذا الوادي، فقام يقولُ:
أُعيد نفسي [وأعيذ] صحبي ... من كُل جنى بهذا النقب
حتى أَؤُوبَ سالماً وركبي
فسمع قائلاً يقول: {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ} (1) فلما قدم مكة خبرهم بما سمع، فقالوا: كأنك صبأت يا أبا كلابٍ؟ فإن هذا مما زعم محمد أنهُ أُنزل عليه، فكان هذا مما وقر في صدره حتى كان إسلامهُ عام خيبر) .
وقد رجع لهُ نبأٌ عجيبٌ وسياقٌ غريبٌ كما سنذكرهُ (2) .
_________
(1) آية 33 سورة الرحمن.
(2)) ) ... أسد الغابة: 1/456، والإصابة.(2/310)
2033 - قال النسائي - رحمه الله -:
حدثنا إسحاق بن إبراهيم، هو ابنُ راهويه، وقال الطبراني: حدثنا إسحاق ابن إبراهيم هو الدبري (1) ، وقال الإمام أحمد معهُمَا: حدثنا عبد الرزاق عن معمرٍ ابن ثابت، عن أنس، فذكر قصة الحجاج بن علاط حين افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر، وكيف ذهب إلى أهل مكة فخدعهُم، وأخذ ما كان له عندهُم من الأموالِ، وكان قد أخبرهم بأن أهل خيبر قد ظفروا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه بعد استئذانه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، فاشتالها، ممن كان بمكة من المستضعفين، وسألهُ العباسُ، فأسرَّ إليه الحجاجُ بأن الله قد فتح على رسوله خيبر، واصطفى
_________
(1) في الأصل المخطوط: (هو المديني) وهو إسحق بن إبراهيم الدبري صاحب عبد الرزاق له عن عبد الرزاق أحاديث منكرة وأكثر عنه الطبراني. الميزان: 1/181.(2/310)
صفية من خيبر عروساً، وسأله أن لا يُخبر عنهُ بذلك، حتى يمضي بعد ثلاثٍ، وقد سُقنا الحديث في مسند أنسٍ بطوله، وكذلك في فتح خيبر من السيرة، إنما لم نُوردهُ ههنا بتمامه كما رواه الطبراني، لأن الإمام أحمد وأصحاب الأطرافِ إنما أوردوهُ في مسند أنسٍ بن مالك فاتبعناهم في ذلك (1) .
قال الطبراني:
_________
(1) الخبر أخرجه النسائي في السير في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف: 1/153، وأورده في مسند أنس - رضي الله عنه - وقال ابن حجر: تعليقاً عليه في النكت الظِراف: فيه شئ من رواية أنس عن الحجاج بن علاط، فينبغي التنبيه عليه في ترجمة الحجاج، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 3/220. وقال الهيثمي: رواه أحمد في مسند أنس بن مالك: 3/136، ويراجع أيضاً كشف الأستار: 2/340.(2/311)
2034 - حدثنا عبدان بن أحمد/، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عيسى بن عبد الله [الأنصاري] ، عن إبراهيم بن عثمان أبي شيبة، عن الحكم، عن مقسمٍ، عن ابن عباسٍ: (أن الحجاج بن علاط أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفهُ ذا الفقار، ودِحيةَ الكلبي أهدى لهُ بغلتهُ الشهباء) (1) .
362 - (الحجاجُ بن عامر الثُّمالي) (2)
2035 - نزل حمص، وكان ممن يقصُّ شاربه مع طرف الشَّفَةِ ويُصفرُ لحيته (3) ، وصلى خلف عمر فسجد في {إِذَا السَمَآءُ
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/221. قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير وفيه إبراهيم بن عثمان أبو شيبة وهو متروك. مجمع الزوائد: 4/153.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/445؛ والإصابة: 1/312؛ والاستيعاب: 1/346؛ والتاريخ الكبير: 2/370؛ وثقات ابن حبان: 3/87.
(3) يرجع إلى الخبر الذي أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 3/225 عن شرحبيل بن مسلم قال: (رأيت خمسة من أصحاب رسول الله يقصون شواربهم ... إلخ) . عدد منهم الحجاج بن عامر الثمالي.(2/311)
انشَقَتْ} (1) .
وقال أبو عمر بن عبد البر لهُ حديث واحد رواهُ عنه شُرحبيل بن مسلم مرفوعاً: (إياكم وكثرة السؤال، وإضاعة المال وقيل وقال: وإن تبذُلْ خيرٌ لك، وإن تمسكهُ شرٌّ لك، ولا تُلامُ على كفافٍ، وابدأ بمن تعُول) (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/225.
(2) يراجع أسد الغابة والإصابة والاستيعاب.(2/312)
363 - (الحجاج بن عبد الله النضري) (1)
2036 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن مكحولٍ، قال: حدثنا الحجاج بن عبد الله النضري، قال: (النفلُ حقٌّ نفلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (2) .
364 - (حجاجُ بن مالك بن عُويمرٍ (3)
ابن [أبي أسيدٍ بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن
ابن أسلم بن أفصى الأسلمي - رضي الله عنه - في ثاني المكيين)
2037 - حدثنا يحيى، حدثنا هشامٌ، وابنُ نُميرٍ، قال: حدثنا هشامٌ، قال:
أخبرني [عن] أبي، عن حجاج [بن حجاج] ، عن أبيه.
2038 - وقال ابن نُميرٍ: رجلٌ من أسلم - قلتُ: (يارسول الله
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/456؛ والإصابة: 1/312.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/221.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/459؛ والإصابة: 1/314؛ والاستيعاب: 1/347 ويقال: الحجاج ابن عمرو الأسلمي، ورجح ابن عبد البر وابن الأثير ما أورده المصنف، ورحج ابن حجر الثاني وترجم له البخاري باسم حجاج بن مالك ولم يذكر خلافاً. التاريخ الكبير: 2/371. وكذلك أورده ابن حبان ثم قال: ومن زعم أن للحجاج الأسلمي صحبة فقد وهم إنما سمع جابر بن الحجاج خبره عن أبيه في الرضاع. الثقات: 3/87.(2/312)
ما يُذهبُ عني مذمة الرضاع؟ قال: غُرَّةُ عبدٍ أو أمةٍ) (1) .
_________
(1) من حديث حجاج الأسلمي في المسند: 3/450 وما بين المعكوفين استكمال منه، وقوله: (مذمة الرضاع) فتح أوله والذال وكسرها ذمام الرضاع وحقه والمعنى أنها خدمتك وأنت طفل وحضنتك وأنت صغير فكافئها بخادم جزاء لها على إحسانها.
سنن الترمذي: 3/450؛ معالم السنن للخطابي مع مختصر السنن: 3/14.(2/313)
2039 - رواهُ أبو داود والترمذي، والنسائي من حديث هشام بن عُروة، عن أبيه به. وقال الترمذي: صحيحٌ (1) ، وكذلك رواه الزهري وأبو الزناد [وأبو الأسود - يتيمُ] عروة - عن عروة، عن حجاج بن حجاج عن أبيه به (2) .
2040 - وقال سفيان بن عُيينة: عن هشام، عن أبيه، عن حجاج بن أبي حجاج، فوهِمَ (3) ، ورواه النسائي أيضاً، وغيره من حديث سفيان الثوري، عن هشام، عن أبيه، عن حجاج الأسلمي، قلت: (يارسول الله ما يُذهِبُ عني مذمةُ الرضاع) فذكره (4) . /
365 - (حجاج بن منيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -) (5)
2041 - قال: (من رأيتُموه يذكُر أبا بكرٍ وعُمر بسوءٍ فإنَّما يرتدُّ
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن حجاج بن حجاج عن أبيه في كتاب النكاح: باب في الرضخ عند الفصال: 2/224، وأخرجه الترمذي في كتاب الرضاع: ماجاء ما يذهب مذمة الرضاع: 3/450؛ وأخرجه النسائي في النكاح: باب حق الرضاع وحرمته: 6/89، والخبر أخرجه البخاري في الكبير من طرق كلها تنتهي: عروة عن حجاج بن حجاج، التاريخ الكبير: 2/371.
(2) يراجع تحفة الأشراف للمزي: 3/18.
(3) قال الترمذي تعليقاً على هذا الطريق: حديث ابن عيينة غير محفوظ، سنن الترمذي: 3/451.
(4) أخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/18.
(5) الحجاج بن منيه بن الحجاج بن حذيفة السهمي، له ترجمة في أسد الغابة: 1/460؛ والإصابة: 1/314.(2/313)
عن الإسلام) رواهُ ابن قانعٍ بسنده إلى إبراهيم بن منيه بن حجاجٍ بن حُذيفة بن عامر السهمي عن أبيه عن جده فذكرهُ (1) .
_________
(1) قال ابن حجر: في إسناده غير واحد من المجهولين. الإصابة.(2/314)
366 - (حُجْر بن ربيعة بن وائلٍ الحضرمي) (1)
2042 - روى هُشيم عن عبد الجبار بن وائل بن حُجْر، عن أبيه عن جده فذكرهُ وبه عن جدهِ: (أنهُ رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجُدُ على جبهتهِ وأنفهِ) قال أبو عمر إن لم يكن قولهُ [في هذا الحديث: (عن جدهِ) ] وهمٌ فحجرٌ صحابي وإلاَّ فالحديثُ عن أبيه وائلٍ وهو صحابي بلا خلافٍ (2) .
367 - (حُجيْرُ بن أبي حُجير: أبو مخشي) (3)
روى عنه [ابنهُ مخشي] أنه [رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -] يخطب في حجة الوداع (4) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/460؛ والاستيعاب: 1/355، وأخرجه ابن حجر في القسم الرابع من الإصابة وقال: ابن عبد البر وتعلق برواية الحجاج بن أرطأة عن عبد الجبار بن وائل بن حجر عن أبيه عن جبرة (أنه رأى النبي يسجد على جبهته وأنفه) قال أبو عمر: لم يكن قوله: (عن جده) وهماً فحجر من الصحابة: وعلق ابن حجر فقال: ويحتمل أن يكون في الأصل عن ابن عبد الجبار ابن وائل عن أبيه عن جده: 1/392.
(2) هذا قول أبي عمر بن عبد البر وقد ورد في المخطوطة: (أبو محمد) وسقط من العبارة ما بين المعكوفين، وقد سبق توضيح هذا في التعليقة السابقة، يراجع الاستيعاب: 1/355.
(3) وردت الترجمة في الأصل مصحفة والتصويب من ترجماته في أسد الغابة: 1/464؛ والإصابة: 1/316؛ والاستيعاب: 1/361.
(4) الخبر أخرجه الطبراني بتمامه في المعجم الكبير: 4/40 قال الهيثمي: مخشى بن حجر لم أجد من ترجمه. مجمع الزوائد: 3/270.(2/314)
368 - (حدردٌ بن أبي حدردٍ واسمه سلامةُ بن عمير بن أبي سلامة) (1)
2043 - عن ابن وهب، عن حيوة، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عمران ابن أبي أنس، عن [أبي] حِراشٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من هجر أخاهُ سنةً فهو كسفكِ دمه) (2) .
* (حُدير أبو فوزة السُّلمي والأسلمي) (3)
حديثهُ في الدُّعاء عند رُؤية الهلال
رواهُ عثمان بن أبي العاتكة، عن رجل [يقال له] زيادٍ عنهُ (4) حُذيفة بن أسيدٍ أبو سريحة الغفاري: يأتي في الكنى - رضي الله عنه -.
369 - (حُذيفة بن أوسٍ له عقبٌ) (5)
قال ابن الأثير في أسد الغابة /
2044 - ثم قال: أنبأنا الحافظ أبو موسى كتابةً، أنبأنا أبو بكر بن الحارث [إذناً] ، أنبأنا أبو أحمد المقري، أنبأنا أبو حفص بن شاهين،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/464؛ والإصابة: 1/316؛ والاستيعاب: 1/392،
وورد في المخطوطة: (ابن عمر ابن أبي السرح عن ابن وهب) والتصويب من مصادر
الترجمة.
(2) الخبر أخرجه أحمد في المسند من حديث أبي خداش السلمي: 4/320، وهو أبو خداش بالدال ولكن جميع المصادر الأخرى ضبطته بالراء مع كسر الخاء، فقد أخرجه أبو داود في الأدب: باب فيمن يهجر أخاه المسلم: 4/279؛ وقال ابن حجر في الإصابة: أخرجه البخاري في الأدب المفرد.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/465؛ والإصابة: 1/316؛ وأورد ابن حبان في التابعين الثقات: 4/182.
(4) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير في ترجمة بشير مولي معاوية: (سمع عشرة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدهم) أبو فوزة) في رؤية الهلال (، التاريخ الكبير: 2/102 ويرجع أيضاً إلى ترجمة حدير السلمي: 3/97.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/466؛ والإصابة: 1/317؛ وثقات ابن حبان: 3/81.(2/315)
حدثنا محمد بن سُليمان الحرَّاني، حدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف العبدي، حدثنا عبد الله بن أبان بن عُثمان بن حُذيفة بن أوسٍ، عن أبيه أبانٍ، عن أبيه عثمان، عن جدهِ حُذيفة بن أوسٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من رأى مبتلى فقال) الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك بهِ، وفضلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً (إلا عافاهُ الله مما ابتلاهُ بهِ من ذلك البلاء كائناً ما كان) ثم قال ابن الأثير: ولهُ بهذا الإسناد عدة أحاديث (1) .
_________
(1) أسد الغابة: 1/466.(2/316)
370 - (حُذيفة بن اليمان العبسي: أبو عبد الله - رضي الله عنه -) (1)
2045 -[وهو حذيفة بن حِسْل] ويقال: حُسيل بن جابر بن عمرو بن ربيعة (2) ابن جروةُ بن الحارث بن مازن بن قُطيعة بن عبسٍ بن بغيض بن ربث بن غطفان أبو عبد الله العبسي، حليفُ بني عبد الأشهل من الأنصار، أسلم هو وأبوه قبل بدرٍ، وأرادَا شهودها فحلفهُما المشركون أن لاَ يشهداها، فسألاَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (نفى لهُم ونستعين عليهم بالله) (3) .
وكان أولَ مشاهدهِ أُحدٌ، وقُتِلَ أبوهُ يومئذٍ فوسعهُ المسلمون بسيوفهم خطأً، وذلك أنُّهُ جاء من ناحية المشركين فلم يعرفهُ المسلمون حتى قتلوهُ، فقال حُذيفةُ: لا تثريب يغفر الله لكم وتصدَّق بدمهِ على المسلمين. قالت
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/468؛ والإصابة: 1/317؛ والاستيعاب: 1/277؛ وثقات ابن حبان: 3/80؛ والطبقات الكبرى: 6/8؛ وتهذيب التهذيب: 2/219.
(2) مابين معكوفين سقط من المخطوطة كما ورد في نسبه: (جابر بن أسيد بن محمد بن مالك بن ربيعة) والتزمنا بما في مصادر الترجمة.
(3) الخبر أخرجه أحمد في المسند: 5/395؛ والطبراني في الكبير: 3/162.(2/316)
عائشة: فلم يَزل في حُذيفة بقية خيرٌ (1) .
وكانَ سألَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشَّرّ خشية أن يُدركهُ، وكان قد أطلعهُ على سرٍ لا يعرفهُ غيرهُ من أسمآء بعض المنافقين، كما سيأتي في مسنده، وقد كان عُمَر / لا يُصلي على جنازة لا يُصلي عليها حذيفة، وشهد فتح نهاوند، وهمذان، والري والدينور، والجزيرة، ونزلها وتزوج بها.
وقال عُمر يوماً لجلسائهِ: تمنوا. فقال بعضُهم: أتمنى ملء هذا البيت فضَّة أُنفقها في سبيل الله، وقال آخرُ: ذهباً، وقال آخرُ: دُرًّا، فقال عُمر: لكني أتمنى ملءه رجالاً مثل أبي عبيدة، ومُعاذٍ وحُذيفة استعملهُم في طاعة الله، وقد استعملهُ عُمر على المدائن، فمكث فيها ما مكث، ثم قدِمَ على الحال الذي فارقهُ عليها لم يُجدد ملبساً، ولا مركباً فاعتنقهُ عمر، والتزمهُ وقال: أنت أخي، وأنا أخُوكَ، وقد كانت وفاتُهُ بعد مقتلِ عثمان بأربعين يوماً - رضي الله عنه -.
(الأسودُ بن يزيد النخعي عن حُذيفة)
_________
(1) يرجع إلى ترجمة حسيل بن جابر في أسد الغابة: 2/16، والخبر أخرجه البخاري في المغازي: 7/361.(2/317)
2046 - قال البخاري في التفسير: حدثنا عُمرُ بن حفصٍ بن غياث، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: (كُنا جُلوساً في حلقةٍ فيها عبد الله، فجاء حُذيفةُ حتى قام علينا، فسلم ثم قال: لقد أنزل النفاقُ على قومٍ كانوا خيراً منكم) (1) رواهُ النسائي، عن محمد بن يحيى، عن عُمر بن حفصٍ بهِ (2) .
_________
(1) أخرجه البخاري في التفسير: باب أن المنافقين في الدرك الأسفل: 8/266.
(2) الخبر أخرجه النسائي في الكبرى: 3/21.(2/317)
(إيادُ بن لقيط عنهُ)(2/318)
2047 - حدثنا يحيى بن أبي بُكير (1) ، حدثنا عُبيد الله بن إيادٍ بن لقيط، قال سمعتُ أبي يذكرُ عن [إياد بن] (2) لقيط، عن حُذيفة، قال: (سُئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الساعة، فقال: عِلْمُها عند ربي، لا يُجليها لوقتها إلاَّ هُو، ولكن أُخبركُمْ بشرائطها، وما يكونُ بين يديها، [إن بين يديها] فتنةً وهرجاً. قالوا: يارسول الله الفتنةُ قد عرفناها. فالهرج ما هُو؟ قال: هُو بلسان الحبشة القتلُ. قال: ويُلقى بين الناس التناكُر، فلا يكادُ أحدٌ أن يعرف أحداً) (3) تفرد به.
(بلالُ بن يحيى العبسي الكوفي عنهُ)
2048 - حدثنا محمد بن عُبيد، حدثنا يُوسُف - يعني ابن صُهيب - عن موسى بن أبي المختار، عن بلالٍ العبسي قال: / قال حُذيفة: (ما أخيبةٌ بعد أخيبة (4) كانت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببدرٍ ما يدفع عنهم ما يدفعُ عن أهل هذه الأخبية، لا يُريد بهم قوم سوءاً إلا أتاهُ ما يشغلهم عنهُ) (5) تفرد به.
2049 - حدثنا وكيع، عن حبيب بن سُليم العبسي، عن بلال بن
_________
(1) في المخطوطة: (إبي أبي كثير) ، وما أثبتناه من المسند ويراجع تهذيب التهذيب: 11/190.
(2) الزيادة يستلزمها السند فإن الرأي عن حذيفة هو إياد بن لقيط.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/389، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(4) الأخبية: جمع خباء وهو من وبر أو صوف ولا يكون من شعر وهو على عمودين أو ثلاثة وما فوق ذلك فهو بيت. قال البزار: (عن أهل هذه الأخبية) يعني الكوفة. ولا نعلمه يروي عن بلال عن حذيفة إلا بهذا الاسناد كشف الأستار: 3/224.
(5) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/384.(2/318)
يحيى العبسي، عن حُذيفة، قال: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النعي) (1) .
_________
(1) الموطن السابق. والنعي: يقال: نعي الميت ينعاه نعياً إذا أذاع موته وأخبر به وإذا ندبه. النهاية: 4/159.(2/319)
2050 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزُّبير، حدثنا شُعبةُ بن أوس، عن بلال العبسي، عن حُذيفة، قال: (ما أخبيةٌ بعد أخبيةٍ كانت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثرُ يُدفع عنها المكروه أكثر من أخبية وُضعت في هذه البقعة، وقال: إنكم اليوم معشر الرب لتأتون أُمُوراً إنها لفي عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النِفاقُ على وجههِ) (1) تفرد به.
2051 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا حبيبُ بن سُليم العبسي، عن بلال العبسي، عن حُذيفة: (أنهُ كان إذا مات لهُ ميتٌ يقولُ: لا تؤذنوا به أحداً إني أخاف أن يكون نعياً، إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن النعي) (2) .
رواه الترمذي وابنُ ماجه من حديث حبيب بن سُليم عنهُ. وقال الترمذي: حديثٌ حسن (3) .
(حديثٌ آخر)
2052 - رواهُ البزارُ من حديث يوسف بن صُهيب، عن موسى بن أبي المختار، عن بلال بن يحيى، عن حُذيفة، قال: (إن الناس تفرقوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الأحزاب، فلم يبق معهُ إلا اثنا عشر رجُلاً، فأتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[وأنا جاثم من النوم] ، فقال: يابن اليمان. قُمْ، فانطلق إلى عسكرِ الأحزاب، فانظر إلى حالهم، فقلتُ: والذي بعثكَ
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/391.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/406.
(3) الخبر أخرجه الترمذي في الجنائز: باب ماجاء في كراهية النعي: 3/304، وابن ماجه في الجنائز أيضاً: باب ماجاء في النهي عن النهي: 1/474.(2/319)
[بالحق] ما قمتُ [إليك] إلا حياءً من البرد، فقال: انطلق [يا ابن اليمان] فلا بأس عليك من حرٍ ولا بردٍ حتى ترجع إليَّ) . فذكر انطلاقهُ إليهم وما شاهد كما سيأتي مبسوطاً (1) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) يرجع إلى الخبر بتمامه في كشف الأستار: 2/335 وما بين المعكوفات استكمال لصدره منه. وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله ثقات. وفي الصحيح لحذيفة حديث بغير هذا السياق. مجمع الزوائد: 6/136.(2/320)
2053 - قال البزار: حدثنا أحمد بن يحيى، حدثنا عُبيد الله بن موسى، حدثنا سعيدُ بن أوسٍ، عن بلالٍ بن يحيى. قال: لما قُتل عُثمان جئ إلى حُذيفة فقيل لهُ: قُتل عُثمان (1) . فقال: اسندوني، / فأسندهُ رجلٌ إلى صدره. فقال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (أبو اليقظانِ على الفطرة، أبو اليقظان على الفطرة، لا يدعُها حتى يموتَ أو يمسهُ الهرم) (2) .
(حديثٌ آخرُ)
2054 - قال البزار: حدثنا أحمد بن يحيى، حدثنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، بن ميمون، حدثنا سعيد بن حكيم، عن مُسلم بن حبيب، عن بلال العبسي، عن حذيفة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما أحسن القصد في الغنى، ما أحسن القصد في الفقر، وأحسن القصد في العبادة) (3) .
_________
(1) في كشف الأستار: (بأبا عبد الله قتل هذا الرجل، وقد اختلف الناس فيما نقول؟ فقال: استدروني ... إلخ) .
(2) قال البزار: لا نعلمه يروي عن حذيفة إلا بهذا الإسناد. كشف الأستار: 3/252. وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجالهما ثقات. مجمع الزوائد: 9/295؛ وأبو اليقظان كنية عمار بن ياسر والخبر رواه البزار والهيثمي في مناقب عمر.
(3) كشف الأستار: 4/332، وقال السيوطي: رواه البزار في مسنده ورمز له بالحسن، الجامع الصغير: 5/413، وقال الهيثمي: رواه البزار من رواية سعيد بن حكيم عن مسلم بن حبيب، ومسلم هذا لم أجد من ذكره إلا ابن حبان في ترجمة سعيد الراوي عنه. مجمع الزوائد: 10/252.(2/320)
(ثعلبة بنُ زهدَم التميمي الكُوفي ولهُ صحبة عنه) (1)
_________
(1) أسد الغابة: 1/286.(2/321)
2055 - حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي بكر بن أبي جهم، عن عُبيدالله بن عبد الله بن عُتبة، عن ابن عباس. قال: (صلى [رسول الله صلى] الله عليه وسلم صلاة الخوف بذي قردٍ (1) : أرضٍ من أرض بني سُليمٍ، فصفَّ الناس خلفهُ صفين: صفاً يُوازي العدوَّ، وصفاً خلفهُ، فصلى بالصف الذي يليه ركعةً، ثم نكص (2) هؤلاء إلى مصافِ هؤلاء، وهؤلاءِ إلى مصافِ هؤلاء، فصلى بهم ركعةً أخرى) (3) .
2056 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن الأسود بن هلالٍ، عن ثعلبة بن زهدم الحنظلي. قال: كُنا مع سعيد بن العاص بطبرستان، فقال: أيُّكم صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف؟ فقال حُذيفةُ: أنا. قال سفيان: (فوصف مثل حديث ابن عباسٍ وزيدٍ بن ثابتٍ) (4) .
2057 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن الأشعث، عن الأسود بن هِلال، عن ثعلبة بن زهدمٍ اليربوعي. قال: كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان، فقال: أيُّكُم يحفظ صلاة الخوف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال حُذيفة: أمنا، فقُمنا صفاً خلفه، وصفاً مُوازي العدو، فصلى بالذين يلُونهُ ركعةً، ثم ذهبوا إلى مصافّ أولئك، وجاء أولئك، فصلى بهم ركعةً، ثم سلم عليهم) (5) .
_________
(1) على ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر. النهاية: 3/240.
(2) في المخطوطة: (نهض) والتزمنا بالنص عند أحمد.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/385.
(4) الموطن السابق.
(5) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/399.(2/321)
رواهُ أبو داود عن مُسددٍ والنسائي، عن الفلاس: كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري به (1) .
(ثعلبة بن ضُبيعة في ترجمة محمد بن سيرين عنهُ)
(جُندبٌ عنه) /
_________
(1) الحديث أخرجه أبو داود في الصلاة: باب من قال يصلي بكل طائفة ركعة ولا يقضون: 1/16؛ والنسائي في كتاب صلاة الخوف: 3/136. وقال أبو داود:
(وكذا رواه عبيد الله بن عبد الله ومجاهد عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعبد الله بن شقيق عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويزيد الفقير وأبو موسى (قال أبو داود: رجل من التابعين ليس بالأشعري) جميعاً عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد قال بعضهم في حديث يزيد الفقير أنهم رفضوا ركعة أخرى، وكذلك رواه سماك الحنفي عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك رواه زيد بن ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فكانت للقوم ركعة (ركعة) وللنبي - صلى الله عليه وسلم - (ركعتين) .
وقال المنذري: (وأخرج البخاري من حديث عكرمة ما يشبه أن يكون مثل صلاته - صلى الله عليه وسلم - بعسفان، على خلاف هذه الرواية. والزهري أحفظ من أبي الجهم. وقال الإمام الشافعي: وإنما تركناه لأن جميع الأحاديث في صلاة الخوف مجتمعة على أن على المأمومين من عدد الصلاة ما على الإمام. وكذلك أصل الفرض في الصلاة على الناس واحد في العدد. وحديث أبي سلمة عن جابر - الذي أشار إليه أبو داود - أخرجه مسلم في صحيحه. وأخرجه البخاري تعليقاً) .
سنن أبي داود: 2/17؛ مختصر السنن للمنذري: 2/71.(2/322)
2058 - حدثنا عمرو بن عاصم، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن جُندبٍ، عن حُذيفة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا ينبغي لمُسلمٍ أن يذلَّ نفسهُ. قيل: وكيف يُذلُّ نفسهُ؟ قال: يتعرضُ من البلاء ما لا يُطيق) (1) .
رواهُ الترمذي، وابن ماجه جميعاً، عن محمد بن بشارٍ، عن عمرو بن (2) عاصم، وقال الترمذي: صحيح، وفي نسخة غريبٌ (3) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/405.
(2) في المخطوطة: (رواه الترمذي والنسائي جميعاً عن محمد بن يسار عن عمر بن عاصم) والتصويب من المرجعين الآتيين ومن تحفة الأشراف: 3/22.
(3) الخبر أخرجه الترمذي في كتاب الفتن: باب 67: 4/522 وقال: هذا حديث حسن غريب وأخرجه ابن ماجه في الفتن أيضاً: باب قوله تعالى: - يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم -: 2/1322.(2/322)
2059 - حدثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن عونٍ، عن محمد، قال: قال جُندب: (لما كان يومُ الجرعة (1) ، وثمَّ رجلٌ قال: فقال: والله ليهراقنَّ اليوم دماء. فقال الرجل: كلا والله. قال: [هلاَّ] قلت: بلى والله؟ قال: كلا والله إنهُ لحديثُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنيه. قال: قلت: والله إني لأراك جليس سُوءٍ منذُ اليوم، تسمعني أحلفُ وقد سمعتُهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تنهاني؟ قال: فإذا الرجلُ حُذيفة) (2) .
رواهُ مسلم من حديث ابن عون بهِ (3) .
(حديثٌ آخر عنهُ) /
2060 - قال البزار: حدثنا إبراهيم بن المستمر العُروقي، حدثنا عُمرُ بن حبيب، حدثنا سليمان التَّيمي، عن الحسن، عن جُندبٍ، عن حُذيفة بمثلهِ ولم يرفعهُ، ثم قال: عُمرُ بن حبيب ليس بحافظٍ (4) .
_________
(1) الجرعة: بفتح الجيم والراء وإسكطانها موضع بقرب الكوفة على طريق الحيرة. ويوم الجرعة يوم خرج فيه أهل الكوفة يتلقون والياً ولاه عليهم عثمان فردوه وسألوا عثمان أن يولى عليهم أبا موسى الأشعري فولاه. شرح النووي لمسلم: 5/743.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/399.
(3) في المخطوطة: (ابن عيينة) والصواب ابن عون كما في صحيح مسلم أخرجه في الفتن وأشراط الساعة: 5/743، ويرجع أيضاً إلى تحفة الأشراف: 3/22.
(4) كشف الأستار: 4/95، عمر بن حبيب: كان على قضاء البصرى، روى عن سليمان التميمي وغيره، قال ابن حبان: روى عنه البصريون، كان ممن ينفرد بالمقلوبات عن الإثبات حتى إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد أنها معمولة لا يجوز الاحتجاج به.
وكذبه ابن معين، وضعفه النسائي وغيره. وقال البخاري: يتكلمون فيه. المجروحين: 2/89؛ الميزان: 3/184؛ التاريخ الكبير: 6/148.(2/323)
(حديثٌ آخرُ عنهُ)(2/324)
2061 - رواهُ البزار من حديث محمد بن بكر (1) البُرساني، حدثنا الصلتُ، عن الحسن، عن جُندب، عن حُذيفة مرفوعاً: (إنما أتخوفُ عليكم رجلٌ قرأ القُرآن، حتى رُئيتْ عليه بهجتهُ، وكان رداءًا للإسلام اعتزل إلى ما شاء الله، وخرج على جارهِ بسيفهِ، ورماهُ بالشرك) ، ثم قال: إسنادُهُ حسنٌ والصلتُ رجلٌ مشهور (2) .
(حديثٌ آخرُ)
2062 - قال البزار: حدثنا الحسن بن يحيى الأزدي، حدثنا عبد الغفار بن عُبيد القرشي، حدثنا أبي، عن يُونس بن عُبيد، عن الحسن، عن جُندب، عن حُذيفة. قال: (كان الناسُ يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنتُ أسألهُ عن الشر) ثم قال: وقد رُوي من غير وجه عنهُ (3) .
(حبَّةُ العرني عنهُ) (4)
2063 - قال البزار: حدثنا علي بن المنذر، حدثنا محمد بن
_________
(1) في المخطوطة: (محمد بن أبي بكر) وهو يخالف ما في كشف الأستار والمشتبه، ص 505.
(2) كشف الأستار: 1/99، وعبارة البزار بتمامها: (لا نعلمه يروي إلا عن حذيفة) ، وإسناده حسن، والصلت مشهور، ومن بعده لا يسأل عن أمثالهم.
وقال الهيثمي: رواه البزار وإسناده حسن. مجمع الزوائد: 1/187.
(3) يشير ابن كثير بهذا إلى أن الخبر ليس من زوائد البزار وأنه روي من غير وجه عن حذيفة وأقربها ما رواه خالد السكوني عنه وقد أخرجه أحمد في المسند: 5/405، وأبو داود من وجوه: 4/96، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/23، وابن ماجه: 2/1317.
(4) ورد الاسم غير واضح في المخطوطة، وهو حبة بن جوين العرفي: أبو قدامة الكوفي، قال الطبراني: يقال أن له رؤية.
عن ابن معين والجوزجاني: ليس بثقة. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال صالح جزرة: شيخ كان يتشبع ليس هو بمتروك ولا ثبت. وسط. ووثقه العجلي وأحمد. تهذيب التهذيب: 2/176.(2/324)
الفُضيل، حدثنا مسلم بن عبد الله الأعور، عن حبَّة. قال: (اجتمع حُذيفةُ وابن مسعودٍ فقال أحدهما لصاحبه: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (تقتلُ عمار الفئةُ الباغيةُ) وصدقة الآخر) . ثم قال: لا نعلمه يُروى عن حذيفة إلا بهذا الإسناد (1) .
وقال أبو يعلى: حدثنا سُويدُ بن سعيدٍ، حدثنا علي بن مُسهرٍ، عن مسلمٍ، عن حبة. قال: قال ابن مسعود لحذيفة: إن الفتنةَ قد انقضت، ووقعت، فحدثني ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول؟ فقال: أو لم يأتكُم اليقين كتاب الله؟ سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لابن سُمية: (ويح ابن سُميَّة تقتلهُ الفئة الباغيةُ) .
(خالد بن خالد السكوني وقيل سُبيعُ بن خالدٍ عنهُ) (2)
_________
(1) كشف الأستار: 3/253.
(2) سبيع بن خالد البكري البصري: ويقال خالد بن خالد، ويقال خالد بن سبيع، وقيل: سبيعة بن خالد، ولا يصح. روى عن حذيفة. تهذيب التهذيب: 3/454.(2/325)
2064 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن قتادة، عن نصر بن عاصم الليثي، عن خالد بن خالد السكوني. قال: (خرجت زمان فتحت تُستر، حتى قدمتُ الكوفة، فدخلتُ المسجد (1) ، فإذا أنا بحلقةٍ فيها رجلٌ صدعٌ (2) من الرجال، حسنُ الثغر يُعرف فيه أنهُ من رجال أهل الحجاز قال: فقلتُ: من الرجل؟ فقال القوم: أو ما تعرفهُ؟ قلت: لا.
_________
(1) في الأصل المخطوط: (الكوفة) وما أثبتناه من المسند وهو الأشبه.
(2) المبدع من الرجال: الربعة في خلقه، وأيضاً الرجل بين الرجلين. وسيأتي تفسير في الخبر بأنه الضرب من الرجال، وهو الخفيف اللحم الممشوق المقدقد. يراجع اللسان: 4/2415؛ النهاية: 3/14.(2/325)
قالوا: هذا حُذيفة بن اليمان صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فقعدتُ، وحدث القوم. قال: إن الناس كانوا يسألون النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنتُ أسألهُ عن الشر، فأنكر ذلك القوم عليه. فقال: إني سأخبركم بما أنكرتُم [من ذلك] جاء الإسلام حين جاء، فجاء أمرٌ ليس [كأمرِ] الجاهلية، وكنتُ قد أعطيتُ في القُرآن فهماً، فكان رجالٌ يجيئون، فيسألون عن الخير، فكنتُ أسألهُ عن الشر، فقلتُ: يارسول الله [أيكون] بعد هذا الخبر شرٌ كما كان قبلهُ؟ قال: بلى - أو قال: نعم - قلتُ: فما العصمةُ يارسول الله؟ قال: السيفُ. قلت: وهل بعد هذا السيف بقيةٌ؟ قال: نعم. قال: [تكون] إمارةٌ على أقذاء (1) وهدنة على دخنٍ.
قال: قلتُ: ثم ماذا؟ قال: ثم ينشأُ دعاةُ الضلالة، فإن كان لله يومئذٍ في الأرض خليفةٌ جلد ظهرك وأخذ مالك، فألزمهُ، وإلا فمُتْ وأنت عاصٍ على جذل شجرةٍ. قال: / قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يخرجُ الدجال بعد ذلك معهُ نهرٌ ونارٌ: من وقع في نارهِ وجب أجرُهُ، وحط عنهُ وزرُهُ، ومن وقع في نهره وجب وزرُهُ وحط أجرهُ. قال: قلت: ثم ماذا؟ قالك يُنتجٌ المهرُ فلا يُركبْ حتى تقوم الساعةُ) .
الصَّدَع من الرجال: الضربُ، وقوله: (فما العصمة منه؟ قال: السيف) كان قتادة يضعُهُ على الردة التي كانت في زمن أبي بكر، وقوله: (إمارة على أقذاء وهُدنة (يقولُ: صلح، وقوله:) على دخنٍ (يقولُ: على ضغائن. قيل لعبد الرزاق: ممن التفسير؟ قال: من قتادة زعم (2) .
_________
(1) الأقذاء: جمع قدى، والقذى: جمع قذاة وهو ما يقع في العين والماء والشراب من تراب أو تبن أو نحوهما، والمراد الفساد في قلوبهم. تراجع النهاية: 3/237.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/405 وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/326)
2065 - رواه أبو داود، عن محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق به، ورواهُ أبو داود أيضاً والنسائي من حديث سُليمان بن المغيرة، عن(2/326)
حميد بن هلالٍ، عن نصر ابن عاسمٍ. قال: أتينا اليشكري في رهطٍ فذكر نحوه (1) . حدثنا بهزٌ، حدثنا أبو عوانة، حدثنا قتادة، عن نصر بن عاصمٍ، عن سُبيع بن خالدٍ. قال: (قدمتُ الكوفة زمن فتح تُستر) فذكر مثل حديث معمر قال: (حطَّ وزرُه) (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود من الطريقتين في كتاب الفتن والملاحم: باب ذكر الفتن ودلائلها: 4/96؛ وأخرجه النسائي في الكبرى: في فضائل القرآن كما في تحفة الأشراف: 3/23.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/404.(2/327)
2066 - وكذا رواه أبو داود من حديث أبي عوانة (1) به. ورواهُ أبو داود أيضاً من حديث عبد الوارث، عن أبي التياح، عن صخر بن بدْر عن سُبيع بن خالدٍ (2) ، ورواهُ حماد بن نجيح، عن أبي التياح، عن صخر، خالد بن سبيع بن خالدٍ، ورواهُ النسائي وابن ماجه من حديث أبي عامرٍ الخزاز عن حُميد بن هلال، عن عبد الرحمن بن قرط، عن حذيفة كما سيأتي (3) .
(راشد بن سعدٍ في ترجمةٍ عن عُمر بن الخطاب قرنهما
ربعى بن حراشٍ العبسي الكوفة عنه)
2067 - حدثنا سفيان بن عُيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن [ربعى خراش، عن] (4) حذيفة. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى إلى فراشه وضع يدهُ اليمنى تحت خده، وقال: رب قني عذابك يوم
_________
(1) أخرجه أبو داود في كتاب الفتن: 4/95.
(2) المرجع السابق: 4/96.
(3) أخرجه النسائي في الكبرى فضائل القرآن، كما في تحفة الأشراف: 2/23؛ كما أخرجه ابن ماجه في الفتن: باب العزلة: 2/1317.
(4) في المخطوطة: (عبد الملك بن ربعى بن عمير عن حذيفة) وما أثبتناه من المسند، ويراجع أيضاً تهذيب التهذيب: 3/236 في ترجمة ربعى بن خراش وهو بالحاء المهملة المكسورة خلافاً لما ورد مكرراً في الأصل المخطوط بالخاء.(2/327)
تبعثُ أو تجمعُ عبادك) (1) . رواه البخاري والأربعة من حديث عبد الملك بن عُمير بهِ / وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ (2) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/382.
(2) الخبر أخرجه البخاري من الدعوات: باب ما يقول إذا نام: 11/113، وأخرج أطرافه: باب وضع اليد تحت الخد اليمنى: 11/115، وباب ما يقول إذا أصبح: 11/130، ثم في كتاب التوحيد: باب السؤال بأسماء الله تعالى والاستعاذة بها: 13/378؛ كما أخرجه أبو داود في الأدب: باب ما يقال عند النوم: 4/311؛ والنسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف:
= ... 3/24؛ وابن ماجه في الدعاء: باب ما يدعو به إذا انتبه من الليل: 2/1277؛ والترمذي في الدعوات: باب ماجاء في الدعاء إذا انتبه من الليل: 5/481، وفي الشمائل عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق عن سفيان به. المختصر في الشمائل: 278.(2/328)
2068 - حدثنا سفيان [بن عيينة] ، عن زائدة (1) ، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعى بن حِراشٍ، عن حُذيفة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (اقتدوا بالذين من بعدي: أبي بكرٍ، وعُمر) (2) .
2069 - رواهُ الترمذي، من حديث سفيان بن عُيينة بهِ، وقال: حسنٌ، وابن ماجه من حديث سفيان الثوري عن عبد الملك بن عُمير، عن هلال مولى ربعى. قال الترمذيُّ: وهو أتم سياقاً من الكُلِّ (3) .
ورواهُ أبو يعلى، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيعٍ، عن سالمٍ أبي العلاء المرادي عن عمرو بن هرم، عن العبسي (4) ، وأبي عبد الله رجلٍ من أصحاب حُذيفة، عن حذيفة. قال: قال
_________
(1) في الأصل المخطوط: (سفيان بن زائدة عن عبد الملك) وهو خطأ واضح من سهو النساخ.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/382.
(3) الخبر أخرجه الترمذي في المناقب: باب مناقب أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - كليهما: 5/609؛ وابن ماجه في السنة: باب فضائل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: 1/37.
(4) في المخطوطة: (العمي) وما أثبتناه من مثل العبارة في تحفة الأشراف: 3/28، والمراد عن ربعى بن حراش.(2/328)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اقتدوا بالذين من بعدي: أبو بكر وعُمرُ، واهتدوا بهدى عمارٍ، وما حدثكُم ابنُ مسعودٍ فاقبلوه) (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو يعلى في مسنده عن مصعب الزبيري عن إبراهيم بن سعد كما في النكت الظراف على تحفة الأشراف: 3/29؛ وأخرجه الحاكم من الطريق الذي أشار إليه المصنف كما في التحفة ومستدرك الحاكم: 3/75.(2/329)
2070 - حدثنا أبو مُعاوية، حدثنا أبو مالك الأشجعي، عن ربعى بن حراشٍ، عن حُذيفة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فُضلتْ هذه الأمة على سائر الأمم
بثلاث خصالٍ: جُعلت لها الأرض مسجداً وطهوراً، وجُعلتْ صفوفها على
صفوف الملائكة. قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول ذا، وأُعطيتُ هذه الآياتُ من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يُعطها نبي قبلي (قال أبو مُعاوية: كلُّهُ عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - (1) .
رواهُ مسلم والنسائي من حديث أبي مالكٍ الأشجعي بهِ (2) .
2071 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا أبو مالكٍ الأشجعي، عن ربعى بن حراشٍ، عن حُذيفة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت) (3) .
2072 - حدثنا إسماعيل بن يونس، عن حميد بن هلال، أو عن غيره، عن ربعى بن حراشٍ، عن حذيفة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إنه ستكون أُمراءُ يكذبُونَ ويظلمُون، فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظُلمهم، فليس مني ولستُ منهُ، ولا يردُ على الحوض، ومن لم يُصدقهم
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/382.
(2) الخبر أخرجه مسلم في الصلاة: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: 2/155؛ والنسائي في فضائل القرآن في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/27.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/383.(2/329)
بكذبهم، ولا يُعينهم على ظلمهم فهو مني، وأنا منهُ وسيردُ على الحوض) (1) تفرد به.
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/384.(2/330)
2073 - حدثنا وكيعٌ، حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عُمير، عن ربعى ابن حراشٍ، عن حذيفة: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى إلى فراشه قال: باسمك / اللهم أحيا وأموتُ، وإذا استيقظ من منامه قال: الحمدُ لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور) (1) .
2074 - حدثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن إبراهيم بن مُهاجر، عن ربعى. قال: حدثني من لم يكذبني - يعني حذيفة - قال: (لقى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جبريل وهو عند أحجار المراءِ، فقال: إن أُمتك يقرءون القُرآن على سبعة أحرفٍ، فمن قرأ منهم على حرفٍ، فليقرأْ كما عُلم، ولا يرجع عنه) .
وقال ابن مهدي: (إنَّ من أُمتك الضعيف، فمن قرأ على حرفٍ، فلا يتحول منه [إلى غيره] (2) رغبة عنه) تفرد بهِ.
2075 - حدثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن عبد الملك بن عُمير، عن مولى
لربعى، عن [ربعى، عن] حُذيفة. قال: (كُنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - جُلوساً، فقال: إني لا أدري ما قدرُ بقائي فيكم، فاقتدوا بالذين [من] بعدي، وأشار إلى أبي بكرٍ وعُمر، وتمسكوا بعهدِ عمارٍ، وما حدثكم ابنُ مسعودٍ فصدقوه) (3) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/385.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/385 وما بين المعكوفين استكمال منه.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/385 وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/330)
2076 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا أبو مالكٍ الأشجعي: سعدُ بن طارقٍ، قال: حدثني ربعى بن حراشٍ، عن حُذيفة بن اليمان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لأنا أعلم بما مع الدجال من الدجال، معهُ نهران يجريان: أحدهما رأى العين ماءٌ أبيضُ، والآخر رأى العين نارٌ تأججُ، فإن أدركنَّ واحدٌ منكم، فليأتِ [النهر] الذي يراهُ ناراً، فليغمض ثم ليطاطئ رأسهُ، فليشرب، فإنه ماءٌ باردٌ، وإن الدجال ممسوح العين اليسرى عليها ظفرةٌ (1) غليظةٌ، مكتوبٌ بين عينيهِ: كافرٌ يقرؤه كلُّ مؤمنٍ كاتبٍ وغير كاتبٍ) (2) .
2077 - رواهُ البخاري، ومسلمٌ، وأبو داود من حديث عبد الملك بن عُمير، ومسلمٍ من حديث أبي مالكٍ، ومنصورٍ، ونُعيم بن أبي هندٍ: كلهم عن ربعى به.
2078 - وعند مسلمٍ من طريق أبي مالك، عن ربعى عن حُذيفة وأبي مسعودٍ عُقبة بن عمرو الأنصاري البدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوهِ (3) . وأما أبو داود فرواهُ في الملاحم من طريق منصور عن ربعى، وعن أبي مسعودٍ مرفوعاً (4) .
2079 - حدثنا يزيد بن هاروُن، حدثنا أبو مالكٍ، عن ربعى بن حراشٍ، عن حُذيفة أنهُ قدِم من عند عُمرَ. قال: (لما جلسنا إليه أمس
_________
(1) ظفرة: بفتح الظاء والفاء، لحمة تنبت عند المآقي، وقد تمتد إلى السواد فتفشيه. النهاية: 3/55.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/386.
(3) الخبر أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء: باب ما ذكر عن بني إسرائيل: 6/494؛ وفي الفتن: باب ذكر الرجال: 13/90؛ وأخرجه مسلم من طرق كثيرة يرجع إليها في كتاب الفتن وأشراط الساعة: باب ذكر الرجال: 5/782.
(4) سنن أبي داود: باب خروج الرجال: 4/115.(2/331)
سأل أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أيُّكُم سمع قول/ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفتن؟ فقالوا: نحن سمعناهُ. قال: لعلكم تعنون فتنة الرجلِ في أهله وماله؟ قالوا: أجل. قال: لستُ أسألُ عن تلك. تلك يُكفرها الصلاةُ والصيامُ والصدقة، ولكن أيكم سمع قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الفتن التي تموجُ موج البحر؟ قال: فأسكت القومُ، فظننت أنهُ إياي يُريدُ. قلتُ: أنا. قال: أنت لله، أبوك. قال: قلت: تُعرضُ الفتنُ على القلوب عرض الحصير، فأي قلبٍ أنكرها نكتتْ فيه نكتةٌ بيضاءٌ، وأي قلبٍ أشربها نكتت نكتة سوداء حتى يصير القلبُ [على قلبين] أبيض مثل الصفا لا تضرهُ فتنةُ ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود كالكوزِ مجخيا (1) [وأمالَ] كفه لايعرفُ معروفاً، ولا يُنكر منكراً إلا ما أشربَ من هواهُ) .
وحدثناه: (أن بينهُ وبينها باباً مُغلقاً يوشكُ أن يُكسر كسراً. قال عمر: كسراً لا أبا لك؟ قال: قلتُ: نعم. قال: فلو أنهُ فُتح كان لعلهُ أن يُعاد فيغلق. قلتُ: لا بل كسراً. قال: وحدثتهُ أن ذلك الباب رجلٌ يُقتلُ، أو يموتُ، حديثاً ليس بالأغاليظ) (2) .
_________
(1) قال أبو موسى: هكذا أورده صاحب التتمة. وجخى الكوز: أماله، والمشهور بالجيم قبل الخاء والمجخي: المائل عن الاستقامة والاعتدال. تشبه القلب الذي لا يعي خيراً بالكوز المائل الذي لا يثبت فيه شئ. 1/146، 282.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/386، 405.(2/332)
2080 - رواهُ مسلمُ من حديث أبي مالكٍ ونُعيم بن أبي هندٍ، عن ربعى بهِ (1) . ...
2081 - حدثنا إسحاق بن سُليمان، حدثنا كثيرٌ أبو النضر، عن ربعى بن حراشٍ. قال: انطلقتُ إلى حُذيفة بالمدائن ليالي سار الناسُ
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم في كتاب الإيمان: باب الفتن التي تموج كموج البحر: 1/353.(2/332)
إلى عثمان، فقال: يا ربعى ما فعل قومك؟ قال: قلتُ: عن أي حالهم تسألُ؟ قال: من خرج منهم إلى هذا الرجل؟ فسميتُ رجالاً فيمن خرج إليه. فقال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من فارق الجماعة، واستدل الإمارة لقي الله ولا وجه له عنده) (1) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/387.(2/333)
2082 - حدثنا محمد بن بكر، حدثنا كثير بن أبي كثير، حدثنا ربعى بن حراشٍ، عن حُذيفة أنه أتاهُ بالمدائن، فذكرهُ تفرد به (1) .
2083 - حدثنا أبو النضر، حدثنا شريك، عن عبد الملك، عن ربعى بن حراشٍ، عن حُذيفة بن اليمان. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذَ مضجعهُ من الليل وضع يدهُ اليُمني تحت خده اليُمني، ويقول: اللهم باسمك أحيا، وأموت، وإذا استيقظ من الليل قال: الحمد لله الذي أحيانا/ بعدما أماتنا، وإليه النشور) (2) .
2084 - حدثنا أبو عاصم، حدثنا كثير بن أبي كثير التيمي، حدثنا ربعى ابن حراشٍ، وإسحاق بن سُليمان. قال: حدثنا كثير، عن ربعى: أنهُ أتى حُذيفة بن اليمان بالمدائن يزُورُهُ ويزور أختهُ، فقال حُذيفة: ما فعل قومك يا ربعى؟ أخرج منهم أحدٌ؟ قال: نعم، فسمى نفراً، وذلك في زمن خُروج الناس إلى عثمان، فقال حُذيفة: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: (من خرج من الجماعة، واستذل الإمارة لقي الله ولا وجهَ لهُ عندهُ) (3) تفرد به.
2085 - حدثنا حسنٌ، عن حماد بن سلمة، عن حماد بن أبي
_________
(1) الموطن السابق.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/387.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/387.(2/333)
سُليمان (1) ، عن ربعى، عن حُذيفة: أنهُ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يخرُجُ قومٌ من النار بعدما محشتهُم النارُ يُقالُ لهم الجُهَنَّمِيُّون) (2) تفرد به.
_________
(1) في المسند: (حسن عن حماد بن أبي سليمان عن ربعى) وحماد بن سلمة وحماد بن أبي سليمان فريقان، وفي تهذيب التهذيب روى حماد بن سلمة عن حماد بن أبي سليمان فلزم ترك ما في المخطوطة على حاله. يراجع تهذيب التهذيب: 3/16.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/391.(2/334)
2086 - حدثنا حُسين بن محمدٍ، حدثنا شيبانُ، عن منصورٍ، عن ربعى بن حراشٍ، عن حُذيفة: أنهُ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لأنا أعلم بما مع الدجال منهُ: إن معهُ ناراً تُحرِق - قال حُسين مرةً تحرقُ ونهرُ ماءٍ باردٍ - فمن أدركهُ منكم فلا يهلكنَّ [به] ليُغمضْ عينيه، وليقعْ في التي يراها ناراً، فإنها نهر ماءٍ باردٍ) (1) .
2087 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا سفيان - يعني ابن عُيينة -، عن عبد الملك، عن ربعى، عن حُذيفة. قال: أتى رجلٌ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إني رأيتُ في المنام أني لقيتُ بعض [أهلِ] الكتاب، فقال: نعمَ القوم أنتُم لولا أنكم تقولون: ما شآء اللهُ وشاء محمدٌ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: (قد كنتُ أكرهُها منكُم، فقُولوا: ما شآء اللهُ ثم شاء محمدٌ) (2) .
رواهُ النسائي، وابن ماجه من حديث سفيان بن عُيينة (3) .
2088 - حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، حدثنا عبد الملك بن عُمير، عن ربعى. قال: عُقبةُ بن عمرو لحُذيفة: ألا تُحدثُنا ما سمعت
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/393 وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان: 5/393 وما بين المعكوفين استكمال منه.
(3) الخبر أخرجه النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 3/29؛ وأخرجه ابن ماجه في الكفارات: باب النهي أن يقال: ما شاء الله وشئت: 1/685.(2/334)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ؟ قال: سمعتُهُ يقولُ: (إنَّ مع الدجال إذا خرج ماءً وناراً: الذي يرى الناسُ أنَّها نارٌ فمآءٌ باردٌ، وأما الذي / يرى الناس أنهُ مآءٌ فنارٌ تُحرقُ، فمن أدرك ذلك فيكم فليقع في الذي يرى أنها نارٌ، فإنها ماءٌ عذبٌ [باردٌ] ) .(2/335)
2089 - قال حُذيفة: وسمعتهُ يقُول: (إن رجلاً ممن كان قبلكم أتاهُ ملكٌ ليقبض نفسه، فقال له: هل علمت [من] خيرٍ؟ قال: ما أعلمُ. قال له: انظر قال: ما أعلمُ [شيئاً] غير أني كنتُ أُبايعُ الناس فأجازِفُهُمْ، فأنظرُ المعسر، وأتجاوزُ عن المُعسِر، فأدخله الله الجنة) .
2090 - قال: وسمعتُهُ يقولُ: (إن رجلاً حضرهُ الموتُ، فلما أيِسَ من الحياةِ، أوصى أهلهُ إذا أنا مُتُّ، فاجمعوا لي حطباً كثيراً جزلاً، ثم أوقدُوا فيه ناراً، فإذا أكلتْ لحمي، وخلصت إلى عظمي، فامتحشْتُ (1) ، فخُذُوها فاذروها في اليم، فجمعُوا له حطباً، وفعلوا ما أمرهم، فجمعهُ الله عز وجل، وقال لهُ: لم فعلت ذلك؟ قال: من مخافتك، ومن خشيتك. قال: فغفر الله له) .
2091 - قال عُقبةُ بن عمرو: أنا سمعتُهُ يقول ذلك، وكان نباشاً (2) .
2092 - روى هذا الفصل الآخر البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه من حديث عبد الملك بن عُمير بهِ (3) .
_________
(1) امتحش: احترق والممحش احتراق الجلد وظهور العظم. ويروى بالبناء للمفعول. النهاية: 4/81.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/395 وما بين المعكوفات استكمال منه.
(3) الخبر أخرج البخاري فصوله الثلاثة في كتاب الأنبياء: باب ما ذكر عن بني إسرائيل، وأخرج أطرافه في أبواب كثيرة في الأنبياء والاستقراض والبيوع والرفاق والفتن: 4/307؛ 5/58؛ 6/494، 515؛ 11/312؛ 13/90.
= ... وأخرجه مسلم في البيوع: باب فضل أنظار المعسر والتجاوز في الاقتضاء من الموسر والمعسر: 4/69؛ والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/27؛ وابن ماجه في كتاب الصدقات: باب أنظار المعسر: 2/808.(2/335)
2093 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن أبي مالك، وابن جعفر، [حدثنا شعبة، عن مالك، عن ربعى، عن حذيفة، قال ابن جعفر: عن النبي]- صلى الله عليه وسلم - قال: قال نبيكم: (كل معروفٍ صدقة) (1) .
2094 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سُفيان، عن عبد الملك بن عُمير (2) ، عن ربعى بن حراشٍ، عن حُذيفة. قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى إلى فراشه قال: [اللهم] باسمك أموتُ و [باسمك] أحيا، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور) (3) .
2095 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عُمير، عن ربعى، عن [الطفيل، عن] حُذيفة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: [قال] في الدجال: (إن معهُ مآءً وناراً، فنارُهُ ماءٌ باردٌ، وماؤُهُ نارٌ، فلا تهلكُوا) . قال أبو مسعودٍ: وأنا سمعتُهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (4) . /
2096 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن عبد الملك بن عُمير، عن ربعى بن حراشٍ، عن حُذيفة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أن رجلاً مات، فدخل الجنة، فقيل له: ما كُنتَ تعمل؟ قال: فإما ذكَر، وإما ذَكر فقال: إني [كُنتُ] أُبايعُ الناس، فكنتُ أُنظر المعسر، وأتجوزُ في
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/397 وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) من المرجح أن الناسخ قد خلط بين سند هذا الخبر وبين الخبر السابق، فقد ورد هكذا: (حدثنا عبد الرحمن، حدثنا صدقة، حدثنا سفيان، عن أبي مالك وابن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي مالك، عن ربعى) ، وما أثبتناه من المسند.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/397 والاستكمال منه.
(4) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/399 وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/336)
السكة، أو في النقد، فغُفر له) . فقال أبو مسعودٍ: وأنا سمعتُهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/399.(2/337)
2097 - حدثنا سُليمان بن حيان، أنبأنا سفيان، عن عبد الملك بن عُمير، عن ربعى بن حراشٍ، عن حُذيفة قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذ مضجعه قال: [اللهم] باسمك أمُوتُ، وأحيا، وإذا قَام قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور) (1) .
2098 - حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن إبراهيم بن مُهاجرٍ، عن ربعى بن حراشٍ. قال: حدثني من لم يكذبني - وكان إذا قال: حدثني من لم يكذبني رأينا أنَّهُ يعني حُذيفة - قال: (لقي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل عند أحجار المرار، فقال: إن أمتك الضعيف، فمن قرأ علي حرفٍ فلا يتحول منه إلى غيره رغبةً [عنه] ) تفرد به (2) .
2099 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، وحجاج قالا: حدثنا شُعبة، عن حمادٍ، عن ربعى بن حراشٍ، عن حُذيفة - قال شعبة: رفعهُ مرةً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يُخرِجُ الله قوماً منتنين قد محشتهم النار بشفاعة الشافعين، فيدخلهم الجنة، فيسمون الجهنميون) قال حجاج: (الجهنميين) (3) تفرد به.
2100 - حدثنا أبو النضر، حدثنا شعبة، عن حمادٍ قال: سمعتُ ربعى بن حراشٍ يحدثُ عن حُذيفة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكرهُ (4) .
_________
(1) الموطن السابق.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/401 وما بين المعكوفات استكمال منه.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/402.
(4) الموطن السابق.(2/337)
2101 - حدثنا يزيدُ [بن هارون] ، أنبأنا أبو مالكٍ، حدثني ربعى، عن حُذيفة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (المعروف كُلُّهُ صدقةٌ، وإنَّ آخر ما تعلق به أهلُ الجاهلية من كلام النُّبوةِ: إذا لم تستح فاصنع ما شئت) (1) .
2102 - حدثنا محمد بن بكر، حدثنا كثيرُ بن أبي كثيرٍ، حدثنا ربعى بن حراشٍ، عن حُذيفة: أنهُ أتاهُ بالمدائن فقال له حُذيفةُ: ما فعل قومكَ؟ قال: قلتُ: عن أي بالهم تسألُ؟ قال: من خرج منهم إلى هذا الرجل - يعني عثمان - قال: قلتُ: فلانٌ، وفلانٌ، وفلانٌ. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من خرج من الجماعة، واستذلَّ السُلطان - أو قال الإمارة - لقى الله، ولا وجه لهُ عندهُ) (2) تفرد به.
2103 - حدثنا عبد الرزاق، / أنبأنا سفيان، عن عبد الملك بن عُمير، عن ربعى بن حراشٍ، عن حُذيفة قال: (كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى إلى فراشه قال: اللهم باسمك أموت، وأحيا، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور) (3) . ...
2104 - حدثنا مُصعب بن سلاَّم، حدثنا الأجلحُ، عن قيس بن أبي مسلم، عن ربعى بن حراشٍ. قال: سمعتُ حُذيفة يقول: (ضرب [لنا] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمثالاً: واحدٌ، وثلاثةٌ، وخمسةٌ، وسبعةٌ، وتسعةٌ، وأحد عشر، قال: فضرب لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها مثلاً، وترك سائرها قال: إن قوماً كانوا أهل ضعفٍ ومسكنةٍ قاتلهُم أهل تجبُّرٍ وعددٍ، فأظهرهُم الله عليهم - يعني أهل الضعف قهروا أهل التجبُّر -[فعمدوا إلى]
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/405.
(2) اللفظ عند أحمد على القطع: (واستذل الامارة) ، المسند: 5/406.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/407.(2/338)
عدوهُم، فاستعملُوهم، وسلطوهم، فأسخطوا الله عليهم إلى يوم القيامة) (1) . تفرد به.
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/407.(2/339)
2105 - حدثنا مُصعب بن سلام، حدثنا الأجْلحُ، عن نُعيمٍ بن أبي هندٍ، عن ربعى بن حراشٍ. قال: جلست إلى حُذيفة بن اليمان. وإلى أبي مسعودٍ الأنصاري، فقال أحدُهما للآخر: حدث ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: لا بل حدث أنت، فحدث أحدُهما، وصدقهُ الآخرُ. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: (يؤتى برجلٍ يوم القيامة، فيقول الله: انظروا في عملهُ، فيقول: رب
ما كنتُ أعمل خيراً [غير] أنهُ كان لي مالٌ، وكنتُ أخالطُ الناس، فمن كان
مُوسراً يسرتُ عليه، ومن كان مُعسراً أنظرتُهُ إلى ميسرةٍ، قال الله: أنا أحقُّ
من يسر، فغفر له) .
2106 - فقال: صدقت. سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: هذا.
2107 -
ثم قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (يُؤتى يوم القيامة برجلٍ قد قال لأهلهِ: إذا أنا متّ، فاحرقوني، ثم اطحنوني، ثم استقبلوا بي ريحاً عاصفاً، فاذرُوني، فيجمعه الله يوم القيامة، فيقول: لِمَ فعلت؟ قال: من خشيتك، فغفر لهُ) . قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله (1) .
(أحاديثُ أُخر، عن ربعى عن حُذيفة)
2108 - الأول: قال مُسلم: حدثنا كُريب، حدثنا ابن أبي زائدة، عن سعد بن طارقٍ، عن ربعى بن حراشٍ، عن حُذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هُدينا إلى الجمعة، وأضل الله عنها من كان / قبلنا، فكان لليهود يومُ السبتِ، وكان للنصارى يومُ الأحد [فجاء الله بنا فهدانا
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/407.(2/339)
ليوم الجمعة] ، فجعل الجُمعة والسبت والأحد، وكذلك هُم لنا تبعٌ يومَ القيامة، نحنُ الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضيُّ لهمُ قبل الخلائق) (1) .
رواهُ النسائي وابن ماجه من حديث محمد بن فُضيل بهِ (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم في الصلاة: كتاب الجمعة: 2/508 وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه النسائي في الصلاة: كتاب الجمعة: 3/72؛ وابن ماجه في: باب فرض الجمعة: 1/344؛ وأخرجه مسلم أيضاً عن محمد بن فضيل في الإيمان وفيه حديث الشفاعة: 1/473.(2/340)
2109 - الثاني: قال مُسلمٌ، وابن ماجه: حدثنا عثمان بنُ أبي شيبة، حدثنا عليُّ بن مُسهرٍ، عن سعد بن طارقٍ، عن ربعى بن حراشٍ، عن حُذيفة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن حوضي لأبعدُ من أيلةَ إلى عدنٍ، والذي نفسي بيده إني لأذُودُ عنه الرجال، كما يذُودُ الرجل الإبل الغريبة عن حوضه، قالوا: يارسول الله وتعرفنا؟ قال: نعمُ تردُون على الحوض غُرًّا محجلين من أثار الوضوءِ ليستْ لأحدٍ غيركم) (1) .
2110 - الثالث: قال أبو داود: (حدثنا] محمد بن الصباح البزار، حدثنا جريرُ بن عبد الحميد الضبي، عن منصور عن حُذيفة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تقدموا الشهر حتى ترُوا الهلال، أو تُكملوا العدَّة، ثم صُومُوا حتى تروا الهلال، أو تُكملوه العدَّةَ) (2) .
رواهُ النسائي من حديث الثوري عن منصور، عن ربعى عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكرهُ، ومن حديث حجاج بن أرطاة عن
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم في الطهارة: باب استحباب إطالة الغرّة والتحجيل في الوضوء: 1/534؛ وابن ماجه في الزهد: باب ذكر الحوض: 2/1438.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في الصوم: باب إذا أغمى الشهر: 2/298.(2/340)
منصورٍ عن ربعى مُرسلاً (1) ، ثم قال: وحجاجُ ضعيفٌ [لاتقوم به حجة] قال: ولا أعلمُ أحداً من أصحاب منصور قال في هذا الحديث عن حذيفة غير جريرٍ (2) .
_________
(1) أخرجه النسائي في المجتبي في الصوم: باب ذكر الاختلاف على منصور في حديث ربعى فيه: 4/110.
(2) هذا القول الذي أورده النسائي تعليقاً على الخبر ورد في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/28 وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/341)
2111 - الرابع: قال ابن ماجه: حدثنا عليُّ بن محمد، حدثنا أبو معاوية، حدثنا أبو مالك: سعد بن طارقٍ، عن ربعى، عن حُذيفة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يدرسُ الإسلام كما يدرُس الثوبُ وشىُ الثوب) (1) .
2112 - الخامس: قال البزارُ: حدثنا علي بن المنذِر، حدثنا محمد بن فُضيلٍ، حدثنا أبو مالك: سعد بن طارق، عن أبي حازمٍ، عن أبي هُريرة [و] عن ربعى، عن حُذيفة، قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يجمعُ الله الناس يوم القيامة، فيأتون آدمَ، فيقولون: يا أبا استفتح لنا [بابَ] الجنة، فيقولُ: وهل أخرجكُم من الجنة إلا [ذنبَ] أبيكم آدم؟ لستُ بصاحبِ/ ذلك، ائتوا إبراهيم خليل ربهِ، فيقول: ابراهيمُ: لستُ بصاحبِ ذلك، إنما كنتُ خليلاً من وراءَ وراءَ، اعمدُوا [إلى] الذي كلمه الله تكليماً، فيأتون موسى، فيقولُ: لستُ بصاحبِ ذلك، اذهبوا إلى كلمةِ الله ورُوحه عسى، فيقولُ: لست بصاحب ذلك، اذهبوا إلى محمدٍ، فيأتون محمداً - صلى الله عليه وسلم -، فشفعُ، فيُضربُ الصراطُ، فيمرُّ أولكُم كالبرقِ، [قلت: بأبي وأمي] ثم كالريح، ثم كأجاويد الخيل، ثم
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه في الفتن: باب ذهاب القرآن والعلم: 2/1344، وللحديث بقية طويلة: قال في الزوائد: إسناده حسن. رجاله ثقات.(2/341)
كالطَّير، وشدُّ الرجال تجري بهم أعمالهُم، ونبيكم على الصراطِ
يقولُ: اللهم سلِّم سلم، حتى يجتازهُ الناسُ، حتى يجئَ الرجلُ ولا يستطيع السير
إلا زحفاً، ومن جوانب الصراطِ كلاليبُ مُعلقةٌ تأخذُ من أُمِرتْ أن
تأخذهُ، فمخدوشٌ ناجٍ، ومكدوشٌ (1) في النار. ثم قال: والذي نفسي بيده إن قعر جهنم سبعين خريفاً) .
_________
(1) مكدوس: بالسين المهملة: أي مدفوع. وتكدس الإنسان إذا دفع من ورائه فسقط، ويروى بالشين المعجمة من الكدش وهو السوق الشديد. النهاية: 4/11.(2/342)
2113 - ثم قال: تفرد به ابن فُضيلٍ عن أبي مالكٍ وغيرهُ يرويه مرفوعاً (1) .
2114 - السادس: قال البزار: حدثنا رجاءُ بن الجارُود، حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا عُبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن زُبيدٍ، عن أبي بردة، عن ربعى، عن حُذيفة. قال: (من لبس ثوب حريرٍ ألبسهُ الله ثوباً من نارٍ ليس من أيامكم، ولكن من أيام الله الطوال) (2) .
2115 - السَّابع: روى من حديث كثير بن أبي كثير عن ربعى، عن حذيفة مرفوعاً: [ما] من قوم سعوا إلى سلطان الله (3) ليدلوه إلا أذلهمُ الله قبل يوم القيامة) (4) .
_________
(1) كشف الأستار مع اختلاف في ألفاظه وزيادات في رواية ابن كثير. وما بين المعكوفات استكمال منه: 4/168.
(2) كشف الأستار: 3/380. قال الهيثمي: رواه البزار عن شيخه ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/141.
(3) في الأصل المخطوط: (السلطان) وما في كشف الأستار أشبه.
(4) كشف الأستار: 2/234. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا. كثير بن أبي كثير وهو ثقة. مجمع الزوائد: 5/216.(2/342)
2116 - الثامن: ومن حديث ابن الطُّفيل: شيخ مشهور كوفي (1) حدث عنهُ جماعةٌ، عن ربعى، عن حُذيفة مرفوعاً: (يأتي على أمتي زمانٌ يتمنون الدجال مما يلقون من الفتن) (2) .
2117 - التاسع: ومن حديث نُعيم بن أبي هند، عن ربعى، عن حُذيفة مرفوعاً: (من ختم لهُ بصيامٍ [يوم] دخل الجنة) تفرد به الحسن بن أبي جعفر، عن محمد بن جُحَادة، عن نعيمٍ بهِ (3) .
2118 - العاشر: ومن حديث قيسٍ، عن منصورٍ، عن ربعىٍ، عن حُذيفة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن تحلي الذهب) .
2119 - الحادي عشر: قال أبو يعلى، حدثنا أبو عمرو بن مالكٍ البصري، حدثنا فُضيل بن سُليمان النهدي، حدثنا أبو مالكٍ الأشجعي، عن ربعى، عن حُذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (النبي لا يُورثُ) (4) .
2120 - الثاني عشر: قال أبو يعلى: حدثنا سُويدٌ بن سعيدٍ، حدثنا شيبانُ البزحمي، عن عطاء بن عجلان، / عن نُعيم بن أبي هندٍ، عن ربعى، عن حُذيفة. قال (دخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي توفاهُ الله فيه فقلتُ: كيف تجدك يارسول الله، فردَّ ما شاء الله ثم قال:
_________
(1) في الأصل المخطوط: (ابن الطفيل) ابن الطفيل: اسمه عبيد بن الطفيل، وعبارة المصنف عنه نقلاً عن البزار في سياقه لسند الخبر.
(2) كشف الأستار: 4/104، وقال البزار: لا نعلمه يروي عن حذيفة إلا بهذا الإسناد قال الهيثمي: رواه البزار ورجاله ثقات: 7/284.
(3) كشف الأستار: 1/487 قال الهيثمي: رواه البزار وهو مطول عند أحمد ورجاله موثقون: 3/183.
(4) قال السيوطي: أخرجه أبو يعلى عن حذيفة ورمز له بالضعف. الجامع الصغير: 6/296.(2/343)
ادنُ مني فدنوتُ منهُ تلقاءَ وجههِ. فقال: ياحُذيفةُ من خُتِم له بصوم يومٍ إرادة وجه الله أدخله الله الجنة. قلت: يا رسول الله أفأُسُّر هذا الحديث أم أعلنهُ؟ قال: بل أعلنه) . قال حُذيفةُ: فهو آخر شئ سمعتُهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.(2/344)
2121 - الثالث عشر: قال أبو يعلى: حدثنا كُريب، حدثنا إبراهيم، عن عباسٍ، أنبأنا روادٌ، عن سُفيان، عن منصُور، عن ربعى، عن حُذيفة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (خيركم في رأس المائتين خفيفُ الحاذِ (1) ، قيل: يارسول الله ما خفِّة الحاذ؟ قال: من لا أهل لهُ ولا مالَ) (2) .
(ربيعة السعدي عنهُ)
2122 - قال أبو يعلى، حدثنا سليمان بن الشاذكوني أبو أيوب، حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا عطيةُ، عن يعلى، حدثني عبد الله بنُ يزيد من ولد أبي هريرة، عن الضحاك البناني، عن ربيعة السعدي، حدثني أخي حذيفة بن اليمان، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (سيدةُ نساء المؤمنين فلانة (3) - سقط على أبي يعلى - وخديجة بنت خويلدٍ أوّلُ نساء المسلمين إسلاماً) (4) .
_________
(1) الحاذ والحال واحد، وأصل الحاذ طريقة المتن، وهو ما يقع عليه اللبد من ظهر الفرس، وفسره في الحديث وقد ضربه مثلاً لقلة المال والعيال. النهاية: 1/269.
(2) قال السيوطي: أخرجه أبو يعلى عن حذيفة ورمز له بالصحة ولكن المناوي ضعفه وقال: فيه رواد بن الجراح وأورد عن الدارقطني والبخاري وأحمد وابن الجوزي تضعيفه. فيض القدير: 3/497؛ الجامع الكبير: 2/1851.
(3) هنا وفي الجامع الكبير: (ثلاثة) ولا وجه له، والتصويب من الجامع الصغير، وقد وضح المحقق حبيب الرحمن الأعظمي قول المصنف: (سقط على أبي يعلى) قال ومعناه: أن أبا يعلى نسى إسمها، أو سقط اسمها من نسخة أبي يعلى. انتهى. وقد فسرها المناوي فقال: مريم ويحتمل عائشة. فيض القدير: 4/125؛ الجامع الكبير: 2/2545.
(4) رمز السيوطي له بالحسن ولم يعقب عليه المناوي في فيض القدير: 4/125.(2/344)
(زاذان عن حُذيفة)(2/345)
2123 - قال: قيل: (يارسول الله لو استخلفت) رواهُ الترمذي في المناقب من حديث شريكٍ عن أبي اليقظان. عن زاذان به، وقال: حديثٌ حسنٌ (1) .
إنتهى
الجزء الثاني عشر من (تجزئة المصنف)
ويليه الجزء الثالث عشر
(زرُّ بن حُبيش أبو مريم الأسدي الكوفي)
بإذن الله
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذي في مناقب حذيفة بن اليمان وله بقية وقد اكتفى المصنف بالإشارة إلى الحديث. سنن الترمذي: 5/675.(2/345)
الجزء الثالث عشر
/ بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن
(زر بن حُبيش: أبو مريم الأسدي الكوفي،
عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - ((2/346)
2124 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد، عن عاصم، عن زر، عن حُذيفة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (حوضي كما بين أيلة، ومُضَر آنيتهُ أكثرُ - أو قال: مثلُ [عدد] نُجُوم السمآء - ماؤُه أحلى من العسل، وأشد بياضاً من اللبن، وأبردُ من الثلج، وأطيبُ رائحةً من المسك، من شرب منهُ لم يظمأ بعدها) تفرد (1) به.
2125 - حدثنا عفان، حدثنا حمادُ بن سلمة، عن عاصم، عن [زرٍ، عن] حُذيفة. قال: (ما بين طرفي حوضي النبي - صلى الله عليه وسلم - كما بين أيلةَ، ومُضر) فذكرهُ، وكذا قال يُونُس كما قال عفان (2) .
2126 - حدثنا إسماعيل بن عُمر، حدثنا سفيان، عن عاصمٍ (3) ، عن زِرٍ، عن حذيفة. قال: (لم يُصلِّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في بيتِ المقدس، ولو صلى لكُتب عليكم صلاةٌ فيه) (4) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/390.
(2) الموطن السابق، وقد ورد في المخطوطة قوله: (كما قال عقبة) وهو سهو من الناسخ والتصويب من المسند.
(3) في الأصل المخطوط: (عاصم بن عمر) وهو من سهو النساخ وليست في المسند، وعاصم هو ابن بهدلة وهو ابن أبي النجود أحد الرواة عن زر بن حبيش. يراجع تهذيب التهذيب: 3/321، 5/38.
(4) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/390.(2/346)
رواهُ النسائي، عن محمد بن بشارٍ [عن يحيى] عن سفيان الثوري بهِ (1) . ورواه الترمذي عن ابن أبي عُمر عن سفيان بن عُيينة، عن مسعرٍ، عن عاصمٍ بهِ وقال: حسنٌ صحيح (2) .
_________
(1) في المخطوطة: (رواه الترمذي) والتصويب من تحفة الأشراف، أخرجه النسائي في الكبرى في التفسير. تحفة الأشراف: 3/31.
(2) أخرجه الترمذي: باب من سورة بني إسرائيل: 5/307.(2/347)
2127 - حدثنا عفان، حدثنا حماد، حدثنا عاصمٌ بن بهدلة، عن زرٍ، عن حُذيفة. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (أُنزل [القرآن] على سبعة أحرفٍ) (1) .
2128 - حدثنا حُسين بن محمد، حدثنا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن زرٍ بن حُبيشٍ، عن حُذيفة بن اليمان. قال: (سألتني أُمي: مُنذُ متى عهدُك بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: فقلتُ لها: مُنذُ كذا وكذا. قال: فنالت مني، وسبتني. قال: فقلتُ لها: دعيني فإني آتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأُصلي معهُ المغرب، / ثم لا أدعهُ حتى يستغفر لي ولكِ. قال: فأتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فصليتُ معهُ المغرب، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - العشاءَ ثم انفتل، فتبعتهُ، فعرض لهُ عارضٌ ففاجأهُ، ثم ذهب، فاتبعتهُ، فسمع صوتي فقال: من هذا؟ قلتُ: حُذيفة. فقال: ما لك، فحدثتهُ الأَمْرَ، فقال: غفر الله لك؟ قلتُ: حُذيفة. فقال: ما لك، فحدثتهُ الأمر، فقال: غفر الله لك، ولأمك، ثم قال: أَمَّا رأيت العارض الذي عرض لي قبلُ؟ قلتُ: بلى. قال: هو ملكٌ من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قط قبل هذه الليلة، استأذن ربهُ عز وجل أن يُسلم عليَّ، ويُبشرني أن الحسن والحُسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة) (2) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/391.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/391.(2/347)
2129 - رواهُ الترمذي والنسائي من حديث إسرائيل. قال الترمذي: حسنٌ غريبٌ لا نعرفهُ إلا من حديثه (1) .
2130 - حدثنا يُونُس، حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زرٍ بن حُبيشٍ، عن حُذيفة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أُتيتُ بالبراقِ، وهو دابةٌ أبيضُ طويلٌ يضعُ حافرهُ عند مُنتهى طرفه فلم نُزَايل ظهرهُ أنا وجبريل، حتى أتيتُ بيت المقدس، ففتحتْ لي أبواب السماء ورأيت الجنة والنار) .
قال حذيفة بن اليمان: (ولم يُصلِ في بيت المقدس) قال زر: فقلتُ: بلى قد صلى. فقال حُذيفة: وما اسمك يا أصلعُ؟ فإني أعرفُ وجهك، ولا أدري ما أسمُك. فقلتُ: زرُّ بن حُبيش. قال: وما يدريك أنه قد صلى؟ قال: فقلتُ: يقول الله [عز وجل] {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (2) قال: هل تجدهُ صلى؟ لو صلى لصليتم فيه كما تصلون في المسجد الحرام، قال زرٌّ: وربطهُ الدابة [بالحلقة] التي يربطُ بها الأنبياء؟ قال حذيفة: أو كان يخافُ أن تذهبَ منه، وقد أتاهُ الله بها) (3) .
2131 - حدثنا حسنُ بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا عاصم بن بهدلة، عن زِر بن حُبيش، عن حُذيفة بن اليمان: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أتيتُ بالبراق) فذكر معناهُ، وقال حسنٌ في حديثه - يعني
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذي في المناقب: باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام: 5/660؛ وأخرجه النسائي في المناكب الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/31.
(2) صدر سورة الإسراء.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/392 وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/348)
هذا الحديث - ورأيا الجنة والنار / وقال عفان: (وفُتِحت لهما أبوابُ السماء، ورأى الجنةَ والنَّارَ) (1) .
_________
(1) الموطن السابق.(2/349)
2132 - حدثنا عفانُ، حدثنا حمادُ، عن عاصم، عن زر بن حُبيش، عن حُذيفة بن اليمان: أنهُ قال: (مابين طرفي حوض النبي - صلى الله عليه وسلم - كما بين أيلة ومُضر، آنيتهُ أكثر، أو مِثلُ عدد نُجوم السماء، ماؤهُ أحلى من العسل، وأشد بياضاً من اللبن، وأبردُ من الثلج، وأطيب ريحاً من المسكِ، من شرب منهُ لم يظمأ بعدها أبداً) تفرد به (1) .
2133 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا عاصمُ بن بهدلة، عن زر بن حبيشٍ. قال: (تسحرتُ، ثم انطلقتُ إلى المسجد، فمررت بمنزل حُذيفة بن اليمان، فدخلتُ عليه، فأمر بلقحةٍ فحلبت، وبقدرٍ فسُخنتْ، ثم قال: أدْنُ فكُلْ، فقلتُ: إني أُريدُ الصوم [فقال: وأنا أريدُ الصوم] فأكلنا، وشربنا، ثم أتينا المسجد، فأقيمت الصلاةُ، ثم قال حُذيفة: هكذا فعل بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قلتُ: أبعد الصبح؟ قال: نعم هُو الصُّبحُ، غير أن لم تطلع الشمسُ، قال: وبين بيت حُذيفة، وبين المسجد كما بين مسجد ثابت، وبُستان حوطٍ (2) ، وقد قال حماد أيضاً: وقال حُذيفة: هكذا
صنعتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصنع بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (3) .
2134 - حدثنا مؤملٌ، حدثنا سفيانُ، عن عاصم، عن زرٍ (4) ،
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/394.
(2) بستان حوط: موضع في المدينة.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/396.
(4) في المسند: (عن نصر) ومافي المخطوطة أصح، ويؤكده ما في النسائي وابن ماجه.(2/349)
عن حُذيفة. قال: (كان بلالُ يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو يتسحرُ، وإني لأبصرُ مواقع نبلي، قلتُ: أبعدَ الصُّبحِ؟ قال: بعد الصُّبحِ إلا أنها لم تطلع الشمسُ) (1) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/399.(2/350)
2135 - رواهُ النسائي من حديث سفيان الثوري، وابن ماجه من حديث أبي بكرٍ بن عياش: كلاهُما عن عاصم به.
2136 - ورواهُ النسائي من حديث شعبة عن عدي بن ثابت عن زرٍ عن حُذيفة مرفوعاً، ومن حديث إبراهيم عن صلة بن زفرٍ، عن حُذيفة موقوفاً (1) . ثم قال: لم يرفعهُ عن عاصمٍ، فإن كان صحيحاً فمعناهُ أنهُ قرب [النهار] كقوله [عز وجل] {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} (2) أي قاربنَ [البلوغ] ولقول القائل: بلغنا المنزل أي قاربهُ (3) .
2137 - حدثنا عفان، حدثنا حمادٌ - يعني ابن سلمة - عن عاصمٍ، [عن] زرٍ، عن حُذيفة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لقيتُ جبريل عند أحجارِ المرار، فقال: ياجبريلُ إني أُرْسلتُ إلى أمَّةٍ أُميةٍ: الرجل والمرأةُ، والغُلامُ، والجاريةُ، والشيخُ الفاني الذي لا يقرأُ كتاباً قط/ قال: إن القرآن نزل على سبعة أحرفٍ) تفرد بهِ (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائي بطرقه الثلاثة في الصوم: باب تأخير السحور وذكر الاختلاف على زر فيه، المجتبي: 4/116.
وأخرجه ابن ماجه: باب ماجاء في تأخير السحور: 1/541.
(2) الآية 2، سورة الطلاق.
(3) أورده النسائي هذا القول في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/32 وما بين المعكوفات استكمال منه.
(4) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/400.(2/350)
2138 - حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصمٍ (1) ، عن زرٍ قال: قلتُ لحذيفة: (أي ساعةٍ تسحرتُم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: هو النهارُ إلاَّ أنَّ الشمس لم تطلعْ) (2) .
2139 - حدثنا زيد بن الحُباب، أنبأنا إسرائيل، أخبرني ميسرةُ بن حبيبٍ، عن المنهال، عن زرٍ، عن حُذيفة. [قال] : (قالت لي أُمي: متى عهدك بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: قلت: ما لي به عهدٌ منذ كذا وكذا. قال: فهمتْ بي، فقلتُ: يا أمه. دعيني حتى أذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا أدعهُ حتى يستغفر لي ولك. قال: فجئتهُ، فصليتُ معهُ المغرب، فلما صلى المغرب، قام يُصلي، فلم يزل يُصلي حتى صلى العشاء ثم خرج) (3) .
2140 - حدثنا يزيد، أخبرنا شريك بن عبد الله، عن عاصم (4) بن أبي النجود، عن زرٍ بن حُبيش. قال: قلتُ - يعني لحذيفة -: يا أبا عبد الله تسحرتَ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. قلتُ: أكان الرجلُ يُبصرُ مواقع نبله؟ قال: نعم هو النهارُ إلاَّ أن الشمس لم تطلعْ) (5) .
2141 - حدثنا روحٌ وعفانُ قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زرٍ بن حُبيش، عن حُذيفة قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سكةٍ من سكك المدينة يقول: أنا أحمدُ [وأنا] محمد، والحاشرُ
_________
(1) في المسند: (عن عاصم قال: قلت لحذيفة) بإسقاط زر وهو من سهو النساخ.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/400.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/400.
(4) في الأصل المخطوط: (شريك عن عبد الله بن عبد الله بن أبي النجود) وهو خطأ واضح ويخالف ما في المسند.
(5) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/405.(2/351)
والمقفي ونبي الرحمة ونبي الملحمة) (1) .
رواهُ الترمذي في الشمائل عن إسحاق عن النضر بن شميل، عن حماد بن سلمة من رواية أبي وائل، عن حُذيفة (2) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/405 وليس في المسند: (بني الملحمة) .
(2) ما أورده المصنف هنا يوافق ماجاء في تحفة الأشراف: 3/32؛ وما بين يدي من الشمائل فإن الخبر عن محمد بن طريف عن أبي بكر بن عباس عن عاصم عن أبي وائل عن حذيفة.(2/352)
2142 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا حمادٌ، عن عاصم، عن زرٍ، عن حُذيفة: (أن جبريل لقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند أحجار المراء فقال: يا جبريلُ إني أُرسلتُ إلى أمةٍ أميةٍ إلى الشيخ، والعجوز، والغلام، والجارية، والشيخ الذي لم يقرأ كتاباً قط، فقال: إن القرآن أُنزل على سبعة أحرفٍ) (1) تفرد به.
2143 - حدثنا وهبُ بن جرير، حدثنا أبي، سمعتُ عاصماً، عن زرٍ، عن حُذيفة. قال: (إن حوض النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة [شرابه] أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأبردُ من الثلج، وأطيبُ ريحاً من المسك، وإن آنيتهُ عددُ نجوم السماء) (2) تفرد به.
(حديثٌ آخرُ عنهُ عنهُ) /
2144 - قال أبو داود في كتاب الأطعمة: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جريرٌ، عن الشيباني، عن عدي بن ثابتٍ، عن زرٍ بن حُبيشٍ، عن حذيفة - أظنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: (من تفل تُجاه
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/405.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/406 وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/352)
القبلة جاء يوم القيامة تفلهُ بين عينيه، ومن أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا ثلاثاً) (1) .
وقد روى البزارُ عن يُوسُف بن موسى، عن جرير بهِ مرفوعاً: (إذا بصق أحدُكم في المسجد فلا يبصق عن يمينه، ولكن عن يساره، أو تحت قدمه) (2) .
وبِهِ: (من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا) تفرد بهما جرير وغيرهُ يرويهما موقوفين (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود: باب في أكل القوم: 3/360.
(2) كشف الأستار: 1/207. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 1/18.
(3) هو جزء من الخبر الذي أخرجه أبو داود في: باب في أكل القوم: 3/360.(2/353)
2145 - ولهُ من حديث عدي بن ثابتٍ، عن زرٍ، عن حُذيفة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم الأحزاب: (شغلونا عن الصلاة الوسطى، ملأ الله قبورهم وبيوتهم ناراً - يعني صلاة العصر -) (1) .
2146 - ومن حديث عدي عن زرٍ بن حُبيش، عن حذيفة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقى ليلة العقبة رجالاً سماهم) .
2147 - وقال البزارُ: حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا مبارك بن سعيدٍ، عن مطرف بن طريفٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍ، عن حذيفة: أنَّ عُمر سألهُ عن الفتنةِ، فذكر له الحديث بطوله.
(حديثٌ آخرُ)
2148 - روى من حديث قُدامة بن زائدة بن قُدامة، عن أبيه،
_________
(1) قال البزار: رواه عاصم عن زر عن علي، وقال عدي: عن حذيفة، كشف الأستار: 1/196. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 1/309.(2/353)
عن عاصمٍ، عن زرٍ، عن حُذيفة. قال: (قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ودعا الناس، وقال: هلموا إليّ، فأقبلوا إليه، فجلسوا. فقال: هذا رسولُ ربِّ العالمين جبريلُ نفثَ في رُوعي: أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها، وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاءُ الرزق على أن تأخذوه بمعصية الله، فإن الله لا ينالُ ما عنده إلاَّ بطاعته) ثم قال: لا يعرفُ إلا بهذا الإسناد والله أعلم (1) .
(زيد بن وهبٍ أبو سُليمان الجُهني الكوفي عن حُذيفة)
_________
(1) كشف الأستار: 2/81، وقال الهيثمي: فيه قدامة بن زائدة بن قدامة ولم أجد من ترجمه. مجمع الزوائد: 4/71.(2/354)
2149 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمشُ، عن زيد بن وهب، عن حُذيفة. قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين: قد رأيتُ أحدهما وأنا أنتظرُ الآخر.
حدثنا: (أن الأمانة / نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآنُ فعلموا من القرآن، وعلموا من السنة) .
2150 - ثم حدثنا عن رفع الأمانة. قال: (ينام الرجلُ النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوكت (1) كجمرٍ دحرجتهُ على رجلك [تراه] مُنتبراً وليس فيه شئ) . قال: ثم أخذ حصى فدحرجهُ على رجله قال: (فيصبحُ الناسُ يتبايعون لا يكادُ أحدٌ يؤدي الأمانة، حتى يُقال: إن في بني فُلانٍ رجلاً أميناً حتى يُقال للرجل ما أجلدهُ! ما أظرفهُ! ما أعقله! وما في قلبه حبةٌ من خردلٍ من إيمانٍ، ولقد أتى على زمان وما أُبالي من بايعتُ منكم إن كان مؤمناً ليردنَّهُ على إيمانُه،
_________
(1) الوكت: الأثر في الشئ. النهاية: 5/218.(2/354)
وإن كان نصرانياً أو يهودياً ليردنهُ على ساعيه، فأما اليومُ، فما كنتُ لأُبايع منكم إلا فلاناً وفُلاناً) (1) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/383.(2/355)
2151 - حدثنا وكيعٌ، حدثنا الأعمشُ، عن زيد بن وهبٍ، عن حُذيفة. قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين رأيتُ أحدهُما، وأنا انتظرُ الآخر فذكر معناهُ (1) .
2152 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شُعبةُ، عن سُليمان. قال: سمعتُ [زيد بن] وهب (2) . يحدث عن حُذيفة قال: (حدثنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين فقد رأيتُ أحدهما، وأنا أنتظر الآخر) فذكر الحديث (3) .
2153 - رواهُ البخاري، ومُسلم، والترمذي، وابن ماجه من حديث الأعمش بهِ (4) .
2154 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهبٍ، قال: (دخل حذيفةُ المسجد، فإذا رجلٌ يُصلي مما يلي أبواب
_________
(1) الموطن السابق.
(2) في الأصل المخطوط: (سمعت وهب بن سليمان) والتصويب من المسند.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/384.
(4) الخبر أخرجه البخاري في الرفاق: باب رفع الأمانة: 11/333؛ وفي الفتن: باب إذا بقي في حثالة من الناس: 13/38؛ وأخرجه مختصراً في الاعتصام: باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: 13/249.
وأخرجه مسلم من عدة طرق في كتاب الإيمان: باب رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب وعرض الفتن على القلوب: 1/351. والترمذي في الفتن: باب ماجاء في رفع الأمانة، وقال هذا حديث حسن صحيح: 4/474، وابن ماجه في الفتن أيضاً: باب ذهاب الأمانة: 2/1346.(2/355)
كندة، فجعل لا يُتم الركوع، ولا السجود، فلما انصرف قال لهُ حُذيفة: منذُ كم هذه صلاتك؟ فقال: مُنذ أربعين سنةً. [قال: فقال] له حُذيفة: ما صليت منذ أربعين سنةً، ولو مُتَّ [وهذه صلاتك] لمُتَّ على غير الفطرة التي فطر الله عليها محمداً، ثم أقبل على الرجل يُعلمهُ، فقال: إن الرجل يُخففُ في صلاته، وإنه ليتم الركوع والسجود) (1) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/284 وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/356)
2155 - رواهُ البخاري عن حفص بن عُمر، عن شعبة، عن الأعمش به.
2156 - ورواهُ النسائي من حديث مالك بن مغول عن طلحة بن مُصرفٍ عن زيد بن وهبٍ بهِ (1) .
2157 - حدثنا عفانُ، حدثنا شُعبةُ، عن عدي بن ثابتٍ، عن زيد بن وهبٍ، عن ثابت بن وديعة: (أن رجلاً من بني فزارة أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بضبابٍ قد احترشها (2) . قال: فجعل يُقلبُ ضباً منها بين يديه، فقال: أُمة / مُسخت. قال: وأكبر علمي أنه قال: ما أدري ما فعلتْ؟ قال: وما أدري لعل هذا منها؟ وقال [شعبة] : سمعتهُ، وقال حصين عن زيد بن وهبٍ عن حُذيفة. قال: وذكر شيئاً نحواً من هذا قال: فلم يأمر بهِ، ولم ينه عنه) (3) تفرد به.
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في صفة الصلاة: باب إذا لم يتم الركوع: 2/274؛ والنسائي في المجتبي: باب تطقيف الصلاة: 3/49.
(2) احترشها: الاحتراش والحرش أن تخرج الضب من جحره بأن تضربه بخشبة أو غيرها من خارجه فيخرج ذنبه ويقرب من باب الحجر يحسب أنه أفعى فحينئذٍ يهدم عليه جحره ويؤخذ. والاحتراش في الأصل الجمع والكسب والخداع. النهاية: 1/217.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/390.(2/356)
(حديثٌ آخرُ عنهُ عنهُ)(2/357)
2158 - (أنه ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثةٌ، ولا من المُنافقين إلا أربعةٌ: إن أحدهُم شيخٌ كبيرٌ لو أنهُ شرب الماء لمات. فقال رجلٌ لحُذيفة: من هؤلاء الذين يبقرُون بيُوتنا، ويسرقون أعلاقنا؟ قال: لا أولئك الفساق) رواهُ البخاري والنسائي والبزارُ من حديث إسماعيل بن خالدٍ عنهُ بهِ (1) .
(حديثٌ آخرُ)
2159 - قال البزارُ: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كُهيل، عن أبيه، عن سلمة بن كهيل، عن زيد بن وهبٍ، عن حُذيفة قال: (قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما حضرت الصلاة نزل فصلى ثم عاد فحدثنا بما هُو كائنٌ من لُدنِ مقامه إلى أن تقوم الساعة ما من امرءٍ منهم ضل أو اهتدى إلا وقد سماهُ لنا، حفظه من حفظه، ونسيهُ من نسيهُ. قال حُذيفةُ: فأما أنا فحفظتُ الشر فحفظتهُ وعرفتُ أني إذا حفظتُ الشر أجتنبتهُ فلم أقع إلا في الخير.
(حديثٌ آخرٌ)
2160 - قال البزار: حدثنا علي بن المنذر، حدثنا إسحاق بن منصورٍ، حدثنا عبد السلام، عن يزيد بن عبد الرحمن، عن عبد الملك بن ميسرة، عن زيد بن وهبٍ، عن حُذيفة. قال: قلت: يا رسول الله هل بعد هذا الخير من شرٍ. قال: نعم. وفتنة دخنٍ. قلتُ: فبعد هذا الشر من خيرٍ. قال: نعم. هُدنة على دخنٍ وجماعةٌ على أقذآءٍ.
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في التفسير: باب فقاتلوا أئمة الكفر أنهم لا أيمان لهم: 8/322؛ والنسائي في التفسير في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/33.(2/357)
قلت: فهل بعد هذا الخير من شرٍ. قال: نعم. فتنةٌ عمياء صماء ودُعاةً يدعون إلى البلاء فلأن تموت يا حُذيفةُ عاضا على جذل/ شجرةٍ خيرٌ من أن تستجيب لأحدٍ منهم) .(2/358)
2161 - ومن حديث يزيد بن عطاءٍ، عن يزيد، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن زيد، عن حُذيفة. قال: (ما أحدٌ أشبه هدياً ولا دلاً برسول الله من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع من عبد الله بن مسعود) .
(حديثٌ آخرُ)
2162 - وقال البزار: حدثنا الجراحُ بن مخلد، حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن معمرٍ عن الأعمش، عن زيدٍ بن وهبٍ، عن حذيفة. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالساً يأكل فجاء أعرابي فتناول منهُ لقمةً فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده وقال: إن الشيطان يحضرُ طعاماً ما إذا لم يذكر اسم الله عليه) الحديث. وروى عنهُ أثراً في فضل علي فيه نكارةٌ.
2163 - وعنهُ: (أن رجلاً أنكر على بعض الأُمراء شيئاً، وقال لحذيفة: ألا تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. فقال: إن ذلك لحسنٌ، وليس من السنة أن تخرج على أميرك بالسيف) (1) .
_________
(1) أخرجه البزار وفيه: حبيب بن خالد الأنصار عن الأعمش عن زيد بن وهب وقال: لا نعلم رواه عن الأعمش إلا حبيب.
وقال الهيثمي: فيه حبيب بن خالد وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. كشف الأستار: 2/251؛ مجمع الزوائد: 5/224.(2/358)
(زيد بن يُثيع عنهُ) (1)
_________
(1) في المخطوطة: (يزيد بن يتبع) ، والصواب زيد كما في كشف الأستار، وفي تهذيب التهذيب: 3/427.(2/359)
2164 - قال البزار: حدثنا إسحاق بن الضيف، حدثنا النضرُ بن شُميل، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، يُثيع، عن حُذيفة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[لأبي بكر] : (لو رأيتَ مع [أمِّ] رُومان رجلاً ما كنتُ فاعلاً به؟ قال: كنتُ والله فاعلاً به شراً. قال: وأنت ياعمر؟ قال: كنتُ والله قاتلهُ، كنتُ أقولُ لعن الله الأعجز فإنهُ خبيثٌ. قال: فنزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُم وَلَمْ يَكُنْ لَهُم شُهَدَاءُ إِلا أَنْفُسَهُم} ) (1) .
2165 - ثم قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق العطار، حدثنا أبو عاصمٍ عن سفيان، عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيعٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني مرسلاً، ولم يقُل حُذيفة (2) .
(ساعدة بن سعد بن حُذيفة عن جده)
2166 - حدثنا الطبراني: [حدثنا محمد بن عبد الله] ، حدثنا أبو كريب، حدثنا عمر بن بزيغ، حدثنا الحارث بن الحجاج، حدثنا أبو معمر [التيمي] عن ساعدة بن سعدٍ، عن حُذيفة: أن حُذيفة كان يقولُ: ما من يومٍ أقرُّ لعيني، ولا أحبُّ إليَّ من يومٍ أقومُ إلى أهلي فلا أجدُ عندهم طعاماً، ويقولون: ما نقدر على قليل ولا كثير. و [قال] : سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن الله / أشدُّ حمية للمؤمن من الدنيا من المريض
_________
(1) قال البزار: لانعلم أحد أسنده إلى النضر بن شميل عن يونس. كشف الأستار: 3/60. وقال الهيثمي: رجال ثقات. مجمع الزوائد: 7/74.
(2) كشف الأستار، الموطن السابق.(2/359)
أهلهُ من الطعام، والله أشد تعاهداً للمؤمن بالبلاء من الوالد لوالده بالخير) (1) .
(سُبيع بن خالد اليشكري عنهُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/162، والخبر أخرجه أيضاً أبو نعيم في الحلية: 1/277، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 10/285.(2/360)
2167 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شُعبة، عن أبي التياح، سمعتُ صخراً يُحدثُ، عن سُبيعٍ. قال: أرسلوني من ماءٍ إلى الكوفةِ أشتري الدوابَّ، فأتينا الكُناسة، فإذا رجلٌ عليه جمعٌ، فأما صاحبي فانطلق إلى الدوابِ، وأما أنا فأتيتهُ، فإذا [هو] حُذيفة، فسمعتهُ يقول: (كان أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسألونه عن الخير، وأنا أسألهُ عن الشرّ، فقلتُ: يارسول الله هل بعد هذا الخير من شرٍ كما كان قبلهُ شرٌّ؟ قال: نعم، قلتُ: فما العصمةُ منهُ؟ قال: بالسيف - أحسبُ أبو التياح يقولُ: السيفُ - أحسبُ قال: قلتُ: ثم ماذا؟ قال: ثم تكون هُدنةٌ على دخنٍ. قال: قلتُ: ثم ماذا؟ [قال] : ثم تكونُ دُعاةُ الضلالة، فإن رأيتَ يومئذٍ خليفة الله في الأرض فألزمهُ، وإن نهك جسمك، وأخذ مالك، فإن لم ترهُ، فاضرب في الأرض، ولو أن تموت وأنت عاضٌّ بجذل شجرةٍ. قال: قلتُ: ثم ماذا؟ قال: يخرجُ الدجالُ قال: قلتُ: فيم يجئُ به معهُ؟ قال: بنهرٍ، أو قال: ماءٍ، ونارٍ، فمن دخل نهرهُ حُطَّ أجرُهُ، ووجب وزرُهُ، ومن دخل نارهُ وجب أجرهُ وحطَّ وزرهُ. قال: قلتُ: ثم ماذا؟ قال: لو أنتجت فرساً لم يُركب فلُوّها حتى تقوم الساعة) . قال شعبة: وحدثني أبو بشرٍ في إسنادٍ لهُ عن حُذيفة عن النبي(2/360)
- صلى الله عليه وسلم -. قال: (قلتُ: يارسول الله ما هُدنةٌ على دخنٍ؟ قال: قلوبٌ لا تعودُ على ما كانت عليه) (1) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/403 وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/361)
2168 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبي، حدثنا أبو التياح. قال: حدثني صخر بن بدرٍ العجلي، عن سُبيع بن خالدٍ [الضبعي] فذكر مثل معناهُ. قال: (وحُط أجرهُ [وحط وزره] قال: (وإن نهك ظهرك، وأخذ مالك) (1) .
2169 - حدثنا يُونُس، حدثنا حماد، عن أبي التياح، عن صخر بن سُبيع ابن خالد الضبعي، فذكرهُ، فقال: (وإن نهك ظهرك، وأخذ مالك، وقال: وحُطَّ أجرهُ، وحطَّ وِزرهُ) (2) .
(سعيد عنهُ، وهو سعيد بن المُسيب
إن شاء الله تعالى وهو أعلم)
2170 - حدثنا حسنٌ، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا ابن هُبيرة: أنهُ سمع أبا تميم الجيشاني يقول: أخبرني سعيدٌ أنهُ سمع حُذيفة بن اليمان يقول: (غاب عنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً، فلم يخرج، حتى ظننا أن لن يخرج، فلما خرج سجد سجدةً، فظننا أن نفسهُ قد قبضت منها، فلما رفع رأسهُ قال: إن ربي استشارني في أُمتي ماذا أفعل بهم؟ فقلتُ: ما شئت أي رب، هُم خلقُكَ وعبادُك. فاستشارني الثانية، فقلتُ لهُ كذلك، / قال: لا أُحزنُكَ في أمتك يا محمد، وبشرني أنَّ أوَّل من يدخلُ الجنة من أمتي سبعون ألفاً، مع كل ألفٍ سبعون ألفاً ليس عليهم
_________
(1) الموطن السابق.
(2) الموطن السابق.(2/361)
حِسابٌ، ثم أرسل إليَّ فقال: ادعُ تُجَبْ، وسل تُعْطَ، فقلتُ لرسوله: أو مُعطى ربي سُؤلى؟ قال: ما أرسلني إليك [إلاَّ] ليعطيك، ولقد أعطاني ربي - ولا فخر - وغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأَخَّرَ، وأنا أمشي حياً صحيحاً، وأعطاني ألا تجوع أُمتي، ولا تُغلب، وأعطاني الكوثر، فهو نهرٌ في الجنة يسيلُ في حوضي، وأعطاني العز والنصر، والرُّعب يسعى بين يدي أُمتى الغنيمة، وأحلَّ لنا كثيراً، مما شدد علي [من] كان قبلنا، ولم يجعل علينا من حرج) (1) تفرد به.
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/393 والاستكمال منه.(2/362)
2171 - قال البزارُ: [حدثنا محمد بن معمر، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن] سعيد بن المسيب، عن حُذيفة. قال: (خيرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الهجرة والنُّصرةِ فاخترتُ الهجرة) ثم قال: لا نعلم له إسناداً غير هذا الوجه (1) .
(حديثٌ آخرُ عنه)
2172 - قال أبو يعلى: حدثنا كامل بن طلحة، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا عبد العزيز، عن أبي النضر، عن سعيد بن المسيب، عن حُذيفة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ستكون بعدي فتنةٌ، الراقدُ فيها خيرٌ من اليقظان، والمضطجعُ فيها خيرٌ من القاعد، والقاعدُ خيرٌ من القائم،
_________
(1) مابين المعكوفين استكمال للسند من كشف الأستار، وتمام قول البزار تعليقاً على الخبر: (لا نعلم رواه إلا حذيفة ولا له غير هذا الإسناد، ولا نحفظه إلا من حديث مسلم عن حماد) .
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير ابن زيد وهو حسن الحديث. كشف الأستار: 3/265؛ ومجمع الزوائد: 9/326.(2/362)
والقائم خيرٌ من الساعي، ويهلك فيها كل راكبٍ موضعٍ (1) ، وكلُّ خطيبٍ مصقع (2) ، فإن أدركتها فألصق بطنك بالأرض، حتى تستريح براً، أو يُستراحُ من فاجرٍ) (3) .
(حدبثٌ آخرٌ)
_________
(1) الموضع: المسرع.
(2) المصقع: البليغ الماهر في خطبته، الواعي إلى الفتن الذي يحرض الناس عليها. وهو مفعل من الصقع. رفع الصوت ومتابعته. النهاية: 2/269.
(3) جمع الجوامع: 2/2412.(2/363)
2173 - قال الطبراني: حدثنا المقدامُ بن داود، حدثنا عمي سعيد بن عيسى بن تليد، حدثنا مُفضل بن فُضالة، عن يعقوب بن يوسف المكي، عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شُعيب، عن سعيد بن المسيب، عن حُذيفة: (أنهم كانوا يتحدثون في العزل، فسمعهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، [فخرج عليهم] فقال: إنكم لتفعلون ذلك؟ قالوا: نعم. قال: أو لم تعلموا أن الله لم يخلق نسمةً هو بارِيها إلا وهي كائنة) (1) .
(السفر بن نُسيرٍ عنهُ)
2174 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، حدثنا السفر/ بن نسير الأزدي وغيره، عن حُذيفة بن اليمان: أنهُ قال: يارسول الله إنا كُنا في شر، فذهب الله بذلك الشر، وجاء بالخير على يديك، فهل بعد الخير من شر؟ قال: نعم. قال: ماهو؟ قال: فتنٌ كقطع الليل المُظلم يتبعُ بعضها بعضاً تأتيكُم مُشتبهةً كوجوه البقر لا تدرون أيًّا من أيٍّ) (2) تفرد به.
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/170. وقال الهيثمي: فيه المثنى بن الصباح وهو متروك عند الجمهور وقد وثقه ابن معين، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 4/297.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/391.(2/363)
(سلمة بن صُهيبة أو صُهيب أبو حذيفة الأرحبي عنه يأتي)
(سُليك بن مسحلٍ عنهُ)(2/364)
2175 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ليث، عن بلالٍ، عن شُتيرُ بن شكلٍ، عن صلة زفرٍ، عن سُليك بن مُسحلٍ الغطفاني. قالوا: (خرج علينا حُذيفة، ونحن نتحدثُ فقال: إنكم لتتكلمُون كلاماً إن كُنا لنعده على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النفاق) (1) .
(سُليم بن أسود: أبو الشعثا المحاربي عن حذيفة)
2176 - أنه قال: (إنما كان النفاقُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأما اليوم فإنما هُو الكفر [بعد] الإيمان) . رواهُ البخاري في الفتن عن خلاد بن يحيى، عن مسعرٍ عن حبيب بن أبي ثابتٍ عنه به (2) .
(سِمَاك بن حُذيفة عن أبيه)
2177 - قال البزار: حدثنا الحسن بن علي بن عفان الطوسي، حدثنا الحسن بن عطية، حدثنا قطريٌّ - يعني الحشاب -، حدثنا سماك بن حُذيفة بن اليمان، عن أبيه. قال: (كنتُ ردف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا حذيفة تدري ما حق الله على العباد؟ قلت: الله ورسولهُ أعلمُ. قال: تعبدونهُ لا تشركون (3) به شيئاً، ثم سار، فقال: ياحُذيفة. قلتُ: لبيك. [قال] : تدري ما حقُّ العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ قلتُ: الله ورسوله أعلم. قال: يغفر لهم) (4) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/384.
(2) أخرجه البخاري في الفتن: باب إذا قال عند قوم شيئاً ثم خرج فقال بخلافه: صحيح البخاري: 13/69.
(3) وفي المخطوطة: (تعبدنه لا تشركون) ، وفي المرجع: (تعبدون لا تشركوا) .
(4) قال البزار: وهذا لا نعلمه يروى عن حذيفة إلا بهذا الإسناد. كشف الأستار. 1/17.(2/364)
(حديثٌ آخرُ)(2/365)
2178 - قال البزار بإسناده المتقدم، عن حُذيفة: (دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والعباسُ عن يمينه، وفاطمة عن يساره. فقال: يافاطمة بنت رسول الله اعملي لله خيراً، فإني لا أغني عنكِ من الله شيئاً [يوم القيامة] قال ذلك ثلاث مراتٍ، ثم قال: يا عباسُ يا عمر رسول الله اعمل لله خيراً، فإني لا أغُني عنك من الله شيئاً / يوم القيامة، ثلاث مراتٍ. ثم قال: يا حذيفة ادنُ، فدنوت. [ثم قال: حُذيفة ادنُ، فدنوت] . ثم قال: ياحُذيفة من شهد أن لا إله إلا الله، وأني رسولُ الله، وآمن بما جئتُ به حرم الله عليه النار، ووجبت لهُ الجنةُ،) ومن صام رمضان يُريدُ به وجه الله والدار الآخرة ختم الله له به وحرم عليه النار، ومن تصدق بصدقةٍ يُريد بها وجه الله والدار الآخرة، ومن حج بيت الله يريدُ به وجه الله والدار الآخرة ختم الله له به وحرم عليه النارُ ووجبتْ لهُ الجنةُ) . قال: قلتُ يارسول الله أُسرُّ هذا أم أُعلنهُ؟ قال: أعلنهُ) (1) .
(سُليم بن عبد السلُولي عنهُ)
2179 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاق، [عن] سليم بن عبد السلولي. قال: (كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان، ومعهُ نفرٌ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أيُّكم صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف؟ قال حُذيفةُ: أنا. فأمُرْ أصحابك يقومون طائفتين: طائفة خلفك، وطائفةً بإزاء العدو، فتكبر ويُكبرون جميعاً، ثم تركع فيركعون جميعاً، ثم ترفع فيرفعون جميعاً، ثم تسجدُ وتسجدُ معك
_________
(1) عبارة المصنف في المرجع: (هذا لا نعلمه يروى عن حذيفة إلا بهذا الإسناد، وسماك بن حذيفة لا نعلمه إلا من هذا الحديث) : كشف الأستار: 1/24؛ والاستكمال منه، وما بين القوسين لم يرد فيه.(2/365)
الطائفةُ التي تليك، والطائفةُ التي بإزاء العدُو قيامٌ [بإزاء العدو] ، فإذا رفعت رأسك من السجود سجدوا، ثم يتأخرُ هؤلاء، ويتقدم الآخرون، فقاموا في مُصافهم، فتركع ويركعون جميعاً، ثم تسجُدُ ويسجدُ الطائفةُ التي تليك، والطائفةُ الأخرى قائمةٌ بإزاء العدو، فإذا رفعت رأسك من السجود سجدوا، ثم سلمت، ويُسلم بعضهُم على بعضٍ، وتأمرُ أصحابك إن هاجهُم هيجٌ من العدو، فقد حلَّ لهُم القتالُ والكلامُ) (1) تفرد به. /
(شقيق بن سلمة أبو عبد الله الكوفي العبسي يأتي في الكُني)
(صلة بن زفر أبو العلاء العبسي الكوفي عنهُ)
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/406.(2/366)
2180 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سُليمان - يعني الأعمش -، عن سعد بن عُبيدة، عن المستورد، عن صلة، عن حُذيفة. قال: (صليتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان يقولُ في ركوعه: سُبحان ربي العظيم، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى، وما مرَّ بآية رحمة إلا وقف عندها فسأل، ولا آية عذابٍ إلا تعوذ منها) (1) .
2181 - رواهُ مسلم والأربعة من حديث الأعمش بهِ أتمَّ من هذا (2) .
2182 - ورواه الترمذي من حديث حمادٍ بن شُعيب، عن أبي
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/382.
(2) الخبر أخرجه مسلم في الصلاة: باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل: 2/430؛ وأبو داود: باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده: 1/230؛ والترمذي: باب ما جاء في التسبيح في الركوع والسجود: 2/48. وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في
المجتبي: باب تعوذ القارئ إذا مر بآية عذاب: 2/137؛ وفي النعوت في الكبرى من طريق
آخر كما في تحفة الأشراف: 3/41؛ وابن ماجه: باب ماجاء في القراءة في صلاة الليل: 1/429.(2/366)
إسحاق، عن صلة، عن حُذيفة. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ في رُكُوعهِ: سبحان ربي
العظيم، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى ثلاثاً) (1) .
_________
(1) الذي بين أيدينا من سنن الترمذي.
أ - محمود بن غيلان عن أبي داود عن شعبة عن الأعمش قال: سمعت سعد بن عبيدة يحدث عن المستورد عن صلة بن زفر عن حذيفة.
ب- محمد بن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة. سنن الترمذي: 2/49؛ ويراجع أيضاً تحفة الأشراف: 3/41.(2/367)
2183 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن مستورد بن أحنف، عن صلة بن زُفر، عن حُذيفة. [قال: صليتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلةٍ قال: فافتتح البقرة فقرأ حتى بلغ رأس المائة، فقلتُ: يركعُ، ثم مضى حتى بلغ المائتين، فقلتُ: يركعُ، ثم مضى حتى ختمها، فقلتُ يركعُ. قال: ثم افتتح سورةُ [آل عمران حتى ختمها. قال: فقلت يركع. قال: ثم افتتح سورة] النساء، فقرأها، ثم ركع. قال: فقال في ركوعه: سُبحان ربي العظيم، قال: وكان رُكُوعه بمنزلة قيامه، ثم سجد، فكان سجودهُ مثل ركوعه، وقال في سجوده: سبحان ربي الأعلى. قال: وكان إذا مرَّ بآية رحمة سأل، وإذا مر بآيةٍ فيها عذابٌ تعوذ، وإذا مر بآيةٍ فيها تنزيهٌ سبح) (1) .
2184 - حدثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حُذيفة. قال: (جاء السيد والعاقب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالا: يارسول الله ابعثْ / معنا أمينك - وقال وكيع مرة: أميناً - قال: سأبعثُ
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/384، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/367)
معكم أميناً حق أمينٍ، فتشرف لها الناسُ، فبعث أبا عبيدة بن الجراح) (1) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/385.(2/368)
2185 - رواهُ الجماعة إلاَّ أبا داود من حديث أبي إسحاق (1) .
2186 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن سعد بن عُبيدة، عن صلة بن زُفر، عن حُذيفة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا مر بآية خوفٍ تعوذ، وإذا مر بآية رحمةٍ سأل، قال: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع قال: سُبحان ربي العظيم، وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى) (2) .
2187 - حدثنا عفان، حدثنا شُعبة، قال: سألتُ سُليمان، فحدثني عن سعد بن عُبيدة، عن المستورد، عن صلة بن زُفرٍ، عن حُذيفة: (أنه صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان يقولُ في ركوعهِ: سُبحان ربي العظيم، وفي سجودهِ: سبحان ربي الأعلى، وما مر بآية رحمةٍ إلا وقف، فسألَ، ولا بآيةِ عذابٍ إلا تعوذ) (3) .
2188 - حدثنا ابن نُمير، حدثنا الأعمش، عن سعد بن عُبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صلة بن زُفر، عن حُذيفة. قال: (صليتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةً، فافتتح) البقرة) فقلت: يركع عند المائة، قال: ثم مضى، فقلتُ: يصلي بها في ركعةٍ، فمضى، فقلتُ: يركعُ بها، ثم
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري مختصراً في مناقب أبي عبيدة: 7/93، وفي المغازي مطولاً ومختصراً: باب قصة أهل نجران: 8/93، وفي خبر الواحد: 13/232؛ ومسلم في الفضائل: 5/284؛ والترمذي في المناقب: 5/667؛ والنسائي في المناقب في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/40؛ وابن ماجه في السنة: 1/48.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/389.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/394.(2/368)
افتتح (النساء) فقرأها، ثم افتتح (آل عمران) ، فقرأها، يقرأُ مترسلاً، إذا مر بآيةٍ فيها تسبيحٌ سبح، وإذا مر بآيةٍ فيها سُؤالٌ سأل، وإذا مرَّ بتعوذٍ تعوذ، ثم ركع، فجعل يقولُ: سُبحان ربي العظيم، فكان ركوعُهُ نحواً من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمدهُ، ثم قام طويلاً قريباً ممَّا ركعَ، ثم سجدَ فجعلَ يقُولُ: سبحان ربي الأعلى، فكان سجودهُ نحواً من قيامهِ) (1) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/397.(2/369)
2189 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شُعبةُ، سمعتُ أبا إسحاق يُحدثُ، عن صلة بن زُفر، عن حُذيفة: أنه قال: (جآء أهلُ نجران إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: ابعث إلينا رجُلاً أميناً. فقال: لأبعثنَّ إليكم رجلاً أميناً حق أمينٍ. قال: فاستشرف لها الناسُ. قال: فبعث أبا عُبيدة بن الجرَّاح) (1) .
(حديثٌ آخرُ) /
2190 - عن صلة، عن حُذيفة. قال: (أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعضلةِ ساقي فقال: هذا موضع الإزار) الحديث يأتي في ترجمة مُسلم بن نذير عنهُ (2) .
(حديثٌ آخرُ)
2191 - (يُجمعُ الناسُ في صعيدٍ واحدٍ، فأولُ مدعوٍ محمد - صلى الله عليه وسلم - فيقول: لبيك وسعديك، والخيرُ في يديك، والشرُّ ليس إليك، المهدي من هديت، عبدُك بين يديك، فيك وإليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك، فهذا قوله: {عَسَى أَنْ
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/394.
(2) يأتي في ترجمة مسلم عنه من هذا الجزء، ويرجع إليه في المسند: 5/382.(2/369)
يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} ) (1) كذا رواه النسائي في التفسير من حديث شعبة عن أبي إسحاق عن صلة عن حُذيفة موقوفاً (2) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) آية 79 سورة الإسراء.
(2) الخبر أخرجه النسائي في التفسير في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/33؛ وأخرجه الحاكم في المستدرك من طريق إسرائيل عن أبي إسحق عن صلة بن زفر وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة إنما خرج مسلم حديث أبي مالك الأشجعي عن ربعى بن حراش عن حذيفة: (ليخرجن من النار) فقط. المسند: 2/363.(2/370)
2192 - رواهُ ابن ماجه من حديث أبي بكر بن عياشٍ، عن أبي إسحاق، عن صلة، عن حُذيفة. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسلم عن يمينه، وعن شماله) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
2193 - قال البزارُ: حدثنا محمد بن سعيد بن زيد بن إبراهيم التستري، حدثنا يعقوب [بن إسحق الحضرمي] ، حدثنا يزيدُ بن عطاءٍ، عن أبي إسحاق، عن صلةٍ، عن حُذيفة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الإسلامُ ثمانيةُ أسهُمٍ: الإسلام سهمٌ، والصلاةُ سهمٌ، والزكاةُ سهمٌ، وحج البيت سهمٌ، والصيام سهمٌ، والأمر بالمعروف سهمٌ، والنهي عن المنكر سهمٌ، والجهادُ في سبيل الله سهمٌ، وقد خاب من لا سهم لهُ) (2) .
ثم رواهُ محمد بن المثنى عن غُندرٍ، عن شُعبة، عن أبي إسحاق، عن صلة عن حُذيفة موقوفاً (3) .
_________
(1) مابين يدينا من سنن ابن ماجه بهذا الإسناد، وبلفظ الخبر من حديث عمار بن ياسر: باب التسليم: 1/296.
وفي تحفة الأشراف ما يؤيد كلام المصنف هنا: 3/43.
(2) كشف الأستار: 1/170، وقال الهيثمي: فيه يزيد بن عطاء وثقه أحمد وغيره، وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 1/38.
(3) لِمَ سنده ولا نعلم أسنده إلا يزيد بن عطاء. كشف الأستار: 1/170.(2/370)
(حديثٌ آخر)(2/371)
2194 - قال البزار: حدثنا سلمة بن شبيبٍ، حدثنا عمروُ بن عثمان، حدثنا موسى بن أيمن، عن ليثٍ، عن / أبي إسحاق، عن صلةَ، عن حُذيفة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن قذف المُحصنة ليهدُم عمل مائةِ سنةٍ) ثم قال: رواه جماعةٌ عن أبي إسحاق عن صِلة عن حُذيفة قولهُ (1) .
(حديثٌ آخرُ)
2195 - رواهُ البزار أيضاً من طريق الحجاج بن أرطاة، عن أبي
إسحاق، عن صلة، عن حُذيفة. قال: (أخذ علينا المشركون أن لا نُقاتل مع محمدٍ، فسألناهُ عن ذلك، قال: فُوا لهم، ونستعين بالله عليهم فذلك الذي منعنا من شهود بدرٍ) (2) .
ومن حديث أبي سنانٍ، عن أبي إسحاق، عن صلة، عن حُذيفة مرفوعاً: (أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن نستشرف العين والأّذُن) (3) .
ومن حديث محمد بن عُبيد الله عن أبي إسحاق عن صلة عن حُذيفة مرفوعاً: (من فارق الجماعة شبراً فقد فارق الإسلام) (4) .
_________
(1) قال البزار أيضاً: لا نعلم أسنده إلا ليث، ولا عنه إلا موسى بن أيمن: كشف الأستار: 1/71. وقال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، وقد يحسن حديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 6/329.
(2) الخبر أخرجه الطبراني من هذا الطريق في المعجم الكبير: 3/165.
(3) قال البزار: لا نعلمه عن صلة إلا بهذا الإسناد، ويروى عن علي من غير وجه كشف الأستار: 2/59، وقال الهيثمي: فيه محمد بن كثير القرشي الملائي وثقه ابن معين وضعفه جماعة، مجمع الزوائد: 4/19.
(4) في كشف الأستار: (عن صلة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (وفي مجمع الزوائد عن جبلة محرفاً وواضح أن رواية ابن كثير عن البزار هنا أقرب إلى الصواب حيث قال: (عن صلة عن حذيفة مرفوعاً) قال البزار: لا نعلم رواه مرفوعاً إلا محمد بن عبيد الله وقد حدث عنه شعبة وغيره وهو لين الحديث. كشف الأستار: 2/251. قال الهيثمي: فيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/224.(2/371)
فقال أبو يعلى: حدثنا رُوح بن حاتمٍ، عن هُشيمٍ، عن مجالد، عن الشعبي، عن صلة، عن حُذيفة. قال: (تعودوا الصبر، فيوشكُ أن ينزل بكُم البلآء [أما إنه لا]
يصيبنكم [أشد] مما أصابنا ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (1) .
(حديثٌ آخرُ عن صلة، عن حذيفة)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو نعيم في الحلية، وما بين المعكوفين استكمال منه، وأخرجه البزار عن زياد بن أيوب عن هشيم وقال: لا نعلم رواه عن مجالد بهذا الإسناد متصلاً إلا هشيم. كشف الأستار: 4/130؛ مجمع الزوائد: 7/282؛ حلية الأولياء: 1/283.(2/372)
2196 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا مُصرف بن عمرو اليامي (1) ، حدثنا أبو أسامة، حدثنا مُجالد (2) ، عن عامرٍ، عن صلة [ابن زفر] ، عن حُذيفة (3) . قال: (قلنا لحُذيفة: كيف عرفت أمر المنافقين؟ ولم يعرفهم أحدٌ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبو بكرٍ ولا عُمر؟ قال: إني كنتُ أسير خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنام على راحلته، فسمعتُ ناساً منهم يقولون: لو طرحناهُ عن راحلته فسمعتُهم يقولون: فاندقت عُنقه فاسترحنا منه، فسرت بينه وبينهم، وجعلتُ أقرأُ، وأرفع صوتي، فانتبه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال من هذا؟ قلتُ: حُذيفةُ. قال: من هؤلاء خلفك؟ قلت: فُلانٌ وفلانٌ، حتى عددتهم. قال: وسمعت ما قالوا؟ قلت: نعم، ولذلك سرتُ ما بينك وبينهم،
_________
(1) في الأصل المخطوط: (مصرف بن عمر اليماني) وهو يخالف ما في المرجع وهو أحد الرواة عن أبي أسامة. تهذيب التهذيب: 10/158.
(2) في الأصل المخطوط: (خالد) والصواب مجالد بن سعيد بن عمير أبو سعيد الكوفي، روى عنه أبو أسامة وخلق. تهذيب التهذيب: 10/39.
(3) في الأصل المخطوط: (صلة عن حذيفة بن زفر) وهو تخليط من النساخ.(2/372)
فقال: / إن هؤلاء فُلاناً، وفلاناً، حتى عدَّ أسماءهُم منافقون. لا تخبرن أحداً) (1) .
وقد عقد الطبراني فصلاً في تسميتهم، فروى عن الزبير بن بكارٍ أنهُ قال: (تسميةُ أصحاب العقبة، فذكر مُعتب بن قُشير [بن مليل] (2) ووديعة بن ثابت [بن عمرو بن عوف] (3) ، وجد أبو عبد الله بن قيس (4) ، والحارثُ بن يزيد الطائي، وأوس بن قيظى، والجلاسُ بن سويد، وسعد بن زرارة، وقيس بن فهدِ، وسويد وداعسٌ من بني بلحبلى، وقيس بن عمرو، وزيد بن اللصيت بن يهود، وسلامة بن الحُمام أيضاً) .
وقد ذكرتهُ مبسوطاً في غزوة تبوك من السيرة النبوية، ولله الحمد والمنة (5) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/165، وقال الهيثمي: فيه مجالد بن سعيد وقد اختلط. وضعفه جماعة. مجمع الزوائد: 1/109.
(2) في المخطوطة: (معنب بن كثير) وهو يخالف المصدر ويراجع أيضاً أسد الغابة: 5/225.
(3) في المخطوطة: (ربيعة) مصحفاً.
(4) في المخطوطة: (حميد بن عبد الله بن نبيل) وفي المعجم الكبير: (جد بن عبد الله بن نبيل) وما أثبتناه عن أسد الغابة: 1/327؛ والإصابة: 1/228.
(5) المعجم الكبير للطبراني: 3/166، وقد أورد الطبراني في الخبر مع كل واحد منهم ما نسب إليه من قول أو فعل من سِمات النفاق.
قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير من قول الزبير بن بكار كما ترى. مجمع الزوائد: 1/111.(2/373)
2197 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عُثمان بن أبي شيبة، حدثنا أحمد ابن يونس، حدثنا سعد أبو غيلان الشيباني، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن صلة، عن حُذيفة. قال: قال رسول الله(2/373)
- صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الفاجرُ في دينه، والأحمق في معيشته، والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الذي [قد] محشتهُ النارُ بذنبهِ، والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرةً يتطاولُ لها إبليسُ [رجاء أن تُصيبه] ) (1) .
(ضُبيعةُ بن الحصين عنه:
يأتي في ترجمة محمد بن سيرين عنه)
(إني لأعرفُ رجلاً لا تضُرهُ الفتنةُ) الحديث موقوفاً (2) .
(طارقُ بن شهابٍ عنه)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/168، قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وزاد فيه: (والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة لا تخطر على قلب بشر) وفي إسناد الكبير سعد ابن طالب: أبو غيلان، وثقه أبو زرعة وابن حبان، وفيه ضعف، وبقية رجال الكبير ثقات. مجمع الزوائد: 10/216.
(2) الخبر أخرجه أبو داود موقوفاً في كتاب السنة: باب ما يدلّ على ترك الكلام في الفتنة: سنن أبي داود: 4/216.(2/374)
2198 - قال البزار: حدثنا أبو كريب، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو بكرٍ ابن عياشٍ، عن الأعمش، عن سُليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهابٍ، عن حُذيفة. قال: (كُنَّا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الدجال، فقال: لفتنةُ بعضهم أخوفُ عندي من فتنة الدجال، ليس من فتنةٍ صغيرةٍ، ولا كبيرةٍ إلاَّ تُصنعُ لفتنة الدجال، فمن نجا من فتنةٍ قبلها نجا منها، والله لا يضرُّ مسلماً، مكتوبٌ بين عينيه كافرٌ) (1) .
(طلحةُ بنُ يزيدٍ أبو حمزة الأنصاري عنهُ) /
2199 - حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا يحيى بن زكريا، حدثنا
_________
(1) كشف الأستار: 4/140 وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 7/335.(2/374)
العلآءُ بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن طلحة بن يزيد الأنصاري، عن حُذيفة. قال: (أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ليلةٍ من رمضان، فقام يُصلي، فلما كبر قال: الله أكبر ذُو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمةِ، ثم قرأ البقرة، والنسآء، وآل عمران، لا يمرُّ بآيةِ تخويفٍ إلا وقف عندها، ثم ركع يقولُ: سبحان ربي العظيم مثل ما كان قائماً، [ثم رفع رأسهُ، فقال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد مثل ما كان قائماً] ، ثم سجد يقول: سُبحان ربي الأعلى مثل ما كان قائماً، ثم رفع، فقال: رب أغفر لي مثل ما كان قائماً، ثم سجد فقال: سُبحان ربي الأعلى مثل ما كان قائماً، ثم رفع رأسه، فقام، فما صلى إلا ركعتين، حتى جآء بلالٌ، فآذنهُ بالصلاةِ) (1) .
رواهُ النسائي وابن ماجة من حديث العلاء بن المُسيب بهِ. قال النسائي: طلحةُ لم يسمعهُ من حذيفة، وغيرُ العلاء يرويهِ، عن طلحة عن رجلٍ عن حُذيفة (2) .
(عابسٌ عنهُ)
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/400 وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه النسائي في المجتبي - صفة الصلاة: مسألة القارئ إذا. . . رحمة: 2/137؛ ويرجع أيضاً إلى تحفة الأشراف: 3/43؛ وابن ماجه في إقامة الصلاة: باب ما يقول بين السجدتين: 1/289.(2/375)
2200 - حدثنا يزيد، حدثنا حجاجٌ، عن عبد الرحمن بن عابسٍ، عن أبيه، عن حُذيفة. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (من شرط لأخيهِ شرطاً لا يُريدُ أن يفي لهُ به، فهو كالمُدلى حارهُ إلى غير منعةٍ) (1) . تفرد به.
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/404.(2/375)
(عامرُ الشعبيُّ عنهُ) ...(2/376)
2201 - حدثنا أسود بن عامرٍ، حدثنا إسرائيل، عن ابن أبي السفر عن
الشعبي، عن حُذيفة. قال: أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فصليتُ معهُ الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، ثم تبعتهُ وهو يُريدُ يدخلُ بعض حُجرهِ، فقام وأنا خلفهُ كأنهُ يُكلمُ أحداً. قال: ثم قال: من هذا؟ قلتُ: حُذيفةُ. قلتُ (1) أخبرني من كان معك؟ قال: جبريلُ جاءني يبشرني أن الحسن والحُسين سيدا شباب أهل الجنة. قال: قال حُذيفةُ: فاستغفر لي ولأمي. قال: غفر الله لك يا حُذيفة، ولأمك) (2) . تفرد به.
(عامر بن واثلة عنهُ: هو أبو الطُفيل. يأتي) /
(عائذُ الله بن عبد الله: هو أبو إدريس الخولاني يأتي)
(عبد الله بن زيد الجرمي أبو قلابة يأتي)
(عبد الله بن سلمة عنهُ) (3)
2202 - قال البزار: حدثنا إبراهيم بن زيادٍ الصايغ، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن حذيفة. قال: (كنتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة وعمار يقودُ به وأنا أسوق به وإذا رواحل قد عرضت تُريدُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضرب عمارُ وجوهها فإذا رجال مسلمين إثنا عشر رجلاً فلما جاوزوا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أراد القوم؟ قلت: أرادوا أن ينفردوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: هل تعرفهم؟ قلتُ: نفر) . ثم قال: لا نعلمُ
_________
(1) لفظ المسند: (قال: أتدري من كان معي؟ قلت: لا، قال: فإنه جبريل ... ) .
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/392.
(3) في المخطوطة: (مسلمة) وتكرر بعد ذلك: (مسلم) وهو عبد الله بن سلمة المرادي. تهذيب التهذيب: 5/241.(2/376)
يروى عن عبد الله بن مسلمٍ عن حذيفة إلاَّ من هذا الوجه وقد روي عن حُذيفة من غيره.
(عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي عنهُ)(2/377)
2203 - حدثنا سُليمان الهاشمي، أنبأنا إسماعيل بن جعفرٍ، أخبرني عمروٌ - يعني ابن أبي عمرو -، [عن] عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي، عن حُذيفة بن اليمان: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (والذي نفسي بيده لتأمرُن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده، ثم لتدعُنَّه، فلا يستجيب لكم) (1) .
2204 - رواهُ الترمذي عن علي بن حُجرٍ عن إسماعيل بن جعفرٍ، وعن قتيبة عن الدراوردي كلاهما عن عمرو به. وقال: حسنٌ (2) .
2205 - حدثنا سُليمان، أنبأنا إسماعيلُ، حدثنا عمرو، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي، عن حُذيفة بن اليمان: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لاتقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم، وتجتلدوا بأسيافكم، ويرث دياركم شرارُكم) (3) .
2206 - رواهُ الترمذي عن قُتيبة، وابن ماجه عن هشامٍ بن عمار: كلاهُما عن الدراوردي عن عمرو بن أبي عمرو عن عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي (4) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/388.
(2) الخبر أخرجه الترمذي في الفتن: باب ماجاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 4/468.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/389.
(4) الخبر أخرجه في الفتن: الترمذي في باب: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 4/468. وقال هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث عمرو بن عمرو. وابن ماجه في: باب أشراط الساعة: 2/1342.(2/377)
[و] عن حُذيفة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لاتقُومُ الساعةُ / حتى يكون أسْعَد الناس [بالدنيا] لُكُع ابنُ لكُع) (1) . رواهُ الترمذي عن قتيبة عن عمرو به (2) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/389.
(2) الخبر أخرجه الترمذي في الفتن: باب ماجاء في أشراط الساعة: 4/493.(2/378)
2207 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشمٍ، حدثنا سُليمان بن بلالٍ، عن عمرو بن أبي عمرو، عن [عبد الله بن] عبد الرحمن أحد بني [عبد] الأشهل، عن حُذيفة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المُنكر أو ليبعثن الله عليكم قوماً، ثم تدعونهُ، ولا يستجاب لكم) (1) .
(عبد الله بن غالبٍ عنه)
2208 - حدثنا وكيع، حدثنا اسرائيل. قال: قال أبو إسحاق، عن عبد الله ابن غالبٍ، عن حُذيفة. قال: (سيدُ ولد آدم يوم القيامة محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -) (2) تفرد به.
2209 - حدثنا حجاج، عن شريك (3) ، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن
غالبٍ، عن حُذيفة. قال: (سيد ولد آدم [يوم القيامة] محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -) (4) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/391، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/388.
(3) في المخطوطة: (شريك عن حجاج) ، والإمام أحمد روى عن حجاج بن محمد الأعور وحجاج روى عن شريك النخعي وشريك روى عن أبي إسحق السبيعي. وما أثبتناه يوافق ما في المسند. يراجع طبقات الحفاظة: 98، 147.
(4) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/388.(2/378)
2210 - حدثنا حُسين بن محمد، حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن غالب، عن حُذيفة. قال: (سيد ولد آدم [يوم القيامة] محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -) (1) .
2211 - حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن غالب، عن حُذيفة. قال: (سيد ولد آدم يوم القيامة محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -) (2) .
(عبد الله بن عمر)
2212 - قال البزار: حدثنا إبراهيم بن هانئ، حدثنا زكريا بن يحيى، حدثنا ابن فضيل، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر. قال: استسقى حُذيفةُ دهقانا فأسقاهُ في إناءٍ من فضةٍ فحذفهُ بهِ ثم قال: لو لم أتقدم إليك مرةً أو مرتين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا عن الشرب في الذهب والفضة وعن أن نلبس الحرير والديباج فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة) . ثم قال: لم يرو ابن عُمر حديثاً مسنداً من وجهٍ غير هذا الحديث.
(عبد الله بن عُكيمٍ. أبو معبد الجُهني الكوفي) (3)
2213 - قال: (كنا عند حُذيفة [بالمدائن] ، فاستسقى، فجاءهُ دهقانٌ بشرابٍ في إناءٍ من فضةٍ/ فرماهُ [به] وقال: إني أخبركم أني قد أمرتُهُ أن لا يسقيني فيه، فإنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تشربوا في إناء الذهب والفضة، ولا تلبسوا الحرير ولا الديباج، فإنه لهم في الدنيا، وهو لكم في الآخرة يوم القيامة) .
_________
(1) المصدر السابق.
(2) المصدر السابق.
(3) يراجع أبو يعلى.(2/379)
رواهُ مسلم، وهذا لفظهُ والنسائيُ من حديث سفيان بن عُيينة عن أبي فروة، عن عبد الله بن عُكيم به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم في كتاب اللباس والزينة: باب تحريم الذهب والحرير على الرجال وإباحته للنساء: 4/770، وما بين المعكوفات استكمال منه. وأخرجه النسائي في المجتبي كتاب الزينة: ذكر النهي عن لبس الديباج: 8/175.(2/380)
2214 - ولمسلم أيضاً من حديث عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح أولاً، عن مُجاهد، عن ابن أبي ليلى [و] عن مجاهد [عن عبد الرحمن بن أبي ليلى] ، عن حُذيفة، ثم حدثنا يزيد بن أبي زياد قال: سمعتُهُ من ابن أبي ليلى [عن حُذيفة] ، ثم حدثنا أبو فروة سمعت ابن عُكيم قال سفيان: فظننت أن ابن أبي ليلى إنما سمعهُ من ابن عُكيم قال: كنا مع حُذيفة بالمدائن، فذكر نحوهُ، ولم يقل: (يوم القيامة) (1) .
قلتُ الظاهر أنَّ ابن أبي [ليلى] سمعه من [حُذيفة] ليس بينهما عبد الله بن عُكيم كما سيأتي (2) .
(عبد الله بن فيروز الديلمي الرَّملي عنهُ)
2215 - قال ابنُ ماجه: حدثنا داود بن سُليمان العسكري،
حدثنا أبو هاشم: محمد بن أبي بكرٍ بن خداش، عن محمد بن محصن العُكَّاشي،
عن إبراهيم ابن أبي عبلة، عن عبد الله بن فيروز، عن حُذيفة مرفوعاً:
(لايقبلُ الله لصاحب بدعةٍ صوماً ولا صلاةً. [ولا صدقة، ولا
_________
(1) يرجع إلى هذه الروايات عند مسلم في أحاديث الباب 4/770، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) مابين المعكوفات استكمال بعد الاستئناس بمثله أعاده المصنف، كما سيأتي.(2/380)
حجاً، ولا عمرة،
ولا جهاداً، ولا صرفاً، ولا عدلاً، يخرج من الإسلام كما تخرج الشعرةُ من العجين] ) (1) .
(عبد الله بن يزيد عنه)
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه في السنة: باب اجتناب البدع والجهل: 1/19، وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/381)
2216 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شُعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن حُذيفة: أنهُ قال: (أخبرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بماهو كائنٌ إلى أن تقوم الساعةُ، فما منهُ شئٌ إلا قد سألتُهُ، إلاَّ أني لم أسأله ما يُخرج أهل المدينة من المدينة) (1) . رواهُ مسلم من حديث شُعبة (2) .
(عبد الله بن يسار الكوفي عنهُ)
2217 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن شُعبة، عن منصور، عن عبد الله بن يسارٍ، عن حذيفة، عن النبي / - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تقولوا: ماشاء الله وشاء فلانٌ، قولوا: ماشاء الله ثم شاء فُلانٌ) (3) .
2218 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، عن منصور، عن عبد الله بن يسار، عن حذيفة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلانٌ، ولكن قولوا: ما شاء الله، ثم شاء فلانٌ) (4) .
حدثنا محمد بن جعفرٍ، وحجاجٌ قالا: حدثنا شُعبة، عن منصورٍ، عن عبد الله ابن يسارٍ، عن حُذيفة: أنهُ قال: قال رسول الله
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/386.
(2) الخبر أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة: 5/741.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/384.
(4) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/394.(2/381)
- صلى الله عليه وسلم -: (لاتقولوا: ماشاء الله وشاء فُلانٌ، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلانٌ) (1) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/398.(2/382)
2219 - حدثنا محمدُ بن جعفرٍ، حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عُمير، عن ربعى بن حراش، عن الطفيل أخي عائشة لأُمها: (أن يهودياً رأى في منامهِ) فذكرهُ يعني الحديث (1) .
وقد روى من حديث عبد الله بن يسار عن قُتيلة كما سيأتي (2) .
(عبد الرحمن بن قُرط عنهُ)
2220 - (كان الناسُ يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنتُ أسألهُ عن الشر مخافة أن يُدركني) الحديث رواهُ النسائيُ عن أحمد بن حربٍ وابن ماجه عن محمد بن عُمرُ [بن علي] المقدمي كلاهما عن سعيدٍ بن عامرٍ، عن [صالح بن] رُستْم أبي عامر (3) الخزاز، عن حميد بن هلال عنهُ بهِ (4) .
(عبد الرحمن بن أبي ليلى)
(أبو عيسى الأنصاري عنهُ)
2221 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى. يحدث: أن حذيفة استسقى، فأتاهُ إنسانٌ بإناءٍ
_________
(1) الموطن السابق.
(2) في الأصل المخطوط: (قتيبة) والصواب: (قتيلة) وهي بنت صيفي - رضي الله عنها - أخرج حديثها في المسند: 6/371.
(3) في الأصل المخطوط: (أبي سعيد الخزاز) والضبط من ابن ماجه وتحفة الأشراف.
(4) الخبر أخرجه النسائي في الكبرى: (فضائل القرآن) كما في تحفة الأشراف: 3/48. وأخرج بعضه ابن ماجه في الفتن: تكون فتن على أبوابها دعاة إلى النار.. إلخ. سنن ابن ماجه: 2/1317.(2/382)
من فضةٍ، فرماهُ به، وقال: إني كُنتُ نهيتهُ فأبى أن ينتهي: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا أن نشرب في آنية الذهب والفضة، وعن لبس الحرير، والديباج، وقال: هو لكُم في الآخرة ولهُم في الدنيا) (1) . /
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/398.(2/383)
2222 - حدثنا وكيعٌ، حدثنا شُعبةُ، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حُذيفة. قال: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن لبس الحرير، والديباج، وآنية الذهب، والفضة، وقال: هو لهُم في الدنيا ولكم في الآخرة) (1) .
2223 - حدثنا وكيعٌ، حدثنا شعبة، عن الحكم، [عن عبد الرحمن بن أبي ليلى] . قال: استسقى حُذيفة من دهقان أو علجٍ (2) ، فأتاهُ بإناءِ فضةٍ، فحذفهُ بهِ، ثم أقبل على القوم، واعتذر [اعتذاراً] وقال: إني إنما فعلتُ هذا لأني كنتُ نهيتهُ قبل هذه المرة: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا عن لبس الحرير، والديباج، وآنية الذهب، والفضة، وقال: هُوَ لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة) (3) .
2224 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، حدثنا منصور، عن مُجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حُذيفة. قال: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نشرب في آنية الذهب، والفضةن وأن نأكل فيها، وأن نلبس الحرير، والديباج، وقال: هي لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة) (4) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/385، ولفظ المسند: (ولنا في الآخرة) .
(2) الدهقان: رئيس القرية ومقدم أصحاب الزراعة.
والعلج: الرجل من كفاء العجم وغيرهم. النهاية: 2/37، 3/121.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/400.
(4) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/404.(2/383)
2225 - حدثنا عليُّ بن عاصمٍ، حدثنا يزيدُ بن أبي زيادٍ، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى. قال: كنتُ مع حُذيفة بن اليمان بالمدائن، فاستسقى، فأتاهُ دهقانٌ بماءٍ في إناءٍ، فرماهُ بهِ ما يألوا أن يُصيب بهِ وجههُ، ثم قال: لولا أني تقدمتُ إليه
مرةً أو مرتين لم أفعل به هذا: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن نشرب في آنية
الذهب، والفضة، وأن نلبس الحرير، والديباج، وقال: هو لهم في الدنيا ولكم في الآخرة) (1) .
2226 - حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، حدثني أبي عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حُذيفة. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لاتشربوا في الذهب، ولا في الفضة، ولا تلبسوا الحرير، والديباج، فإنها لهُم في الدنيا، ولكم في الآخرة) (2) .
2227 - حدثنا عفانُ، حدثنا شعبة، أنبأنا الحكمُ، [قال] : سمعتُ ابن أبي ليلى: أن حذيفة كان بالمدائن، فجاءهُ دهقانٌ بقدحٍ من فضةٍ، فأخذهُ فرماهُ به، وقال: إني لم أفعل [هذا] إلا أني قد نهيتهُ، فلم ينتهِ) وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا عن الشرب في آنية الذهبِ، والفضة، والحرير، والديباج فقال: هي لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة) (3) .
2228 - حدثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن عونٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن
أبي ليلى. [قال] : أبو عبد الرحمن، قال أبي، قال مُعاذٌ. قال: حدثنا ابن عونٍ،
عن مُجاهدٍ، عن عبد الرحمن بن / أبي ليلى. قال: خرجتُ مع حُذيفة إلى بعض
هذا السواد، فاستسقى، فأتاهُ
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/408.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/390.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/396.(2/384)
دهقانٌ بإناءٍ من فضةٍ. قال: فرمى به وجههُ. قال:
قُلنا: اسكتوا اسكتوا فإنا إن سألناهُ لم يحدثنا. قال: فسكتنا، فلما كان بعد
ذلك قال: أتدرون لم رميتُ به في وجهه؟ قال: قلنا: لا. قال: إني كُنتُ نهيتُهُ. قال: فذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تشربوا في آنية الذهب، -[قال معاذ: لا تشربوا في الذهب]- ولا الفضة، ولا تلبسوا الحرير، ولا الديباج، فإنها لهم في الدنيا ولكم
في الآخرة) (1) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/397.(2/385)
2229 - رواهُ الجماعةُ إلا النسائيُ من حديث شُعبة، عن الحكم والبخاري، ومسلم، والنسائي من حديث مُجاهد كلاهما عن ابن أبي ليلى بهِ (1) .
وفي بعض هذه السياقات ما يدلُّ صريحاً على سماعه من حُذيفة لا كما ظنهُ سفيان بن عيينة من أنهُ سمعهُ من عبد الله بن عُكيم وقد تقدم ذلك في ترجمته عنه (2) .
(عبد الرحمن بن يزيد بن قيسٍ: أبو بكر النخعي
أخو الأسود عنهُ)
2230 - حدثنا حُسين بن محمد، حدثنا إسرائيل، عن أبي
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في الأطعمة: باب الأكل في إناء مفضض: 9/554، وأخرج أطرافه في الأشربة: باب الشرب في آنية الذهب: 10/94، وباب آنية الفضة: 10/96، وفي اللباس: باب لبس الحرير للرجال وقدر ما يجوز منه: 10/384، وباب افتراش الحرير: 10/291؛ وأخرجه مسلم من طرق عدة في: باب تحريم الذهب والحرير على الرجال وإباحته للنساء: 4/770؛ وأبو داود في الأشربة: باب الشرب في آنية الذهب والفضة: 3/337؛ والترمذي في الأشربة أيضاً: باب ماجاء في كراهية الشرب في آنية الذهب والفضة: 4/299؛ والنسائي في المجتبي في الزينة: باب النهي عن لبس الديباج: 8/135، وفي الوليمة في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/49؛ وابن ماجه في الأشربة: باب الشرب في آنية الفضة: 2/1130؛ وفي اللباس: باب كراهية لبس الحرير: 2/1187.
(2) تراجع المصادر السابقة وقد سبق للمصنف إبراز هذا الرأي.(2/385)
إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد. قال: أمنا حُذيفة، فقُلنا: دُلنا على أقرب الناس برسول الله - صلى الله عليه وسلم - هدياً وسمتاً ودلاً (1) نأخذُ عنهُ، ونسمعُ منهُ، فقال: (كان من أقرب الناس برسول الله - صلى الله عليه وسلم - هدياً، وسمتاً، ودلاً ابنُ أم عبدٍ، حتى يتوارى عني في بيته، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمدٍ [عليه الصلاة والسلام] أن ابن أم عبدٍ من أقربهم إلى الله زُلفةً) (2) .
_________
(1) السمت: الطريق، يقال إلزم هذا السمت. وفلان حسن السمت: حسن القصد، وفسره ابن الأثير أيضاً فقال: الدل هو الهدي والسمت عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوقار وحسن السيرة والطريقة واستقامة المنظر والهيئة. النهاية: 2/30، 179.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/395.(2/386)
2231 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، قال أبو [إسحاق: أخبرني عن عبد الرحمن بن يزيد] (1) مثلهُ وقال فيه: (وسيلةً) (2) .
2232 -
حدثنا عفان، حدثنا شعبة، عن وليد بن العيزار، عن أبي عمرو الشيباني، عن حذيفة بهذا كله.
2233 - حدثنا وكيع عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد. قال: قُلنا لحُذيفة: أخبرنا عن أقرب الناس سمتاً برسول الله - صلى الله عليه وسلم - نأخذ عنه، ونسمع منهُ. قال: (كان أشبه الناس سمتاً، ودلاً وهدياً برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنُ أم عبدٍ) (3) .
2234 - حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثنا أبو إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قُلنا لحُذيفة: أخبرنا / [برجل] قريب (4)
_________
(1) في الأصل المخطوط: (قال أبو عبد الرحمن عن إسحق مثله) والتصويب من المسند.
(2) الموطن السابق.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/401.
(4) في المخطوطة: (أخبرنا أقرب السمت) والتصويب من المسند.(2/386)
السمت والهدي والدَّلِ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنأخُذُ عنهُ؟ قال: (ما أعلم أحداً أقرب سمتاً وهدياً ودلاًّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يُواريهُ جدارُ بيته من ابن أُمّ عبدٍ) (1) .
(عبد العزيز أخوُ حُذيفة عنهُ)
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/402.(2/387)
2235 - حدثنا إسماعيل بن عُمَر، وخلفُ بن الوليد، قالا: حدثنا يحيى بن زكرياء - يعني ابن أبي زائدة - عن عكرمة [بن عمار] ، عن محمد بن عبد الله الدُّؤلي. قال: قال عبد العزيز أخو حذيفة: (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا حزبهُ أمرٌ صلى) (1) .
2236 - رواهُ أبو داود عن محمد بن عيسى، عن يحيى بن زكرياء بهِ.
2237 - رواهُ ابنُ جُريج عن عكرمة عن محمد بن عبد العزيز مُرسلاً (2) .
(عُبيد بن عُمرٍ أبو المُغيرة عنهُ)
ويقالُ عُبيد [بن] المُغيرة ويقالُ بالعكس
ويقال الوليد أبو المغيرة أو المغيرة أبو الوليد البجلي
ويقالُ الخارفي وسيأتي في الكنى أيضاً (3)
2238 - حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/388 وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في الصلاة: باب وقت قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - من الليل: 2/35، ويرجع في الطريق الثاني إلى تحفة الأشراف: 3/50.
(3) وقع الإسم في المخطوطة محرّفاً: (عبد المغيرة) ، (الوليد بن المغيرة) ، (المغيرة بن الوليد) (الحازي) والتصويب بالرجوع إلى تهذيب التهذيب: 12/245؛ وإلى تحفة الأشراف: 3/50.(2/387)
عُبيدٍ بن المغيرة، عن حذيفة. قال: (كُنتُ رجلاً ذَرِبَ اللسان عن أهلي، فقلتُ: يارسول الله قد خشيتُ أن يُدخلني لساني النار؟ قال: فأين أنت من الاستغفار؟ إني لأستغفر الله في اليوم مائةِ مرةٍ) .
قال أبو إسحاق: فذكرتهُ لأبي بُردة، فقال: (وأتوبُ إليه) (1) .
رواهُ النسائي عن الفلاس [عن] ابن مهدي به، وابن ماجه من حديث أبي بكر بن عياش (2) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/397.
(2) الخبر أخرجه النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 3/50، ومابين المعكوفين استكمال منه؛ وأخرجه ابن ماجه في الأدب: باب الاستغفار: 2/1254، وقال في الزوائد: في إسناده أبو المغيرة البجلي مضطرب الحديث عن حذيفة. قاله الذهبي في الكاشف.(2/388)
2239 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عُبيد بن المغيرة، عن حُذيفة، قال: (كان في لساني ذربٌ على أهلي، وكان ذلك لا يعدوهم إلى غيرهم، قال: فشكوت ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: وأين أنت من الاستغفار ياحُذيفة. إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة) (1) .
وقد طرفهُ النسائي في اليوم والليلة من وجوهٍ عن أبي إسحاق، وقد اضطرب الرُّواة عنه في اسم راويه عن حُذيفة فالله أعلم (2) .
(عطاء بن يسارٍ عنهُ)
2240 - قال البزار: حدثنا / إبراهيم بن هانئ، حدثنا عبد الحميد، حدثنا أبو معشرٍ، عن عمر مولى عبدة، عن عطاءٍ بن يسارٍ، عن حُذيفة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لكل أمةٍ مجوسٌ ومجوس هذه الأمة الذين يقولون لا قدر فإن مرضُوا فلا تعودُهُم وإن ماتوا فلا
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/402.
(2) يرجع في ذلك إلى تحفة الأشراف: 3/50.(2/388)
تشهدُوهُم فهُم شيعةُ الدجالِ وحقٌ على الله أن يحشرهم معهُ) ثم قال وغير أبي معشرٍ يرويه عن عُمر مولى عفرة عن رجلٍ عن حُذيفة.
(عمارُ بن ياسرٍ عنهُ)(2/389)
2241 - حدثنا أسودُ بن عامرٍ، حدثنا شعبةُ، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن قيسٍ، قال: قُلتُ لعمارٍ: أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم فيما كان من أمرِ عليٍ: أرأىٌ رأيتموهُ أم شئٌ عهد إليكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: لم يعهد إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً لم يعهده إلى الناس كافةً، ولكن حُذيفة أخبرني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (في إصحابي اثنا عشر مُنافقاً منهم ثمانيةٌ لا يدخلون الجنة حتى يلج الجملُ في سم الخياطِ) (1) .
2242 - رواهُ مسلم من حديث شُعبة: منها عن أبي بكرٍ بن أبي شيبة عن أسود بن عامر بهِ (2) .
(عمرو بن حنظلة عنهُ)
2243 - حدثنا نُمير، حدثنا الأعمشُ، عن عبد الرحمن بن مطهرٍ، عن عمرو بن حنظلة، قال حُذيفة: (والله لا تدعُ مُضرُ عبد [الله مؤمناً] إلا فتنوه، أو قتلوهُ، أو يضربهم الله، [والملائكة] والمؤمنون، حتى لا يمنعوا ذنب تلعةٍ) (3) . فقال له رجلٌ: أتقولُ هذا يا عبد الله وأنت رجلٌ من مُضر؟ قال: لا أقولُ إلا ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (4) تفرد به.
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/390.
(2) أخرجه مسلم في: كتاب صفات المنافقين وأحكامهم: 5/649.
(3) التلعة: مسيل الماء من علو إلى أسفل، وقيل يصدق على ما انحدر من الأرض وأشرف منها. ومنه الحديث: (يجئ مطر لا يمنع منه ذنب تلعة) يريد كثرته وأنه لا يخلو منه موضع ومعناها هنا في الخبر أنه تعمهم العقوبة. النهاية.
(4) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/395.(2/389)
(عمرو بن شُرحبيل عنهُ)(2/390)
2244 - قال البزارُ: حدثنا محمد بن عبد الرحمن المسروقي، [حدثنا] أبو يحيى الحماني: عبد الحميد بن عبد الرحمن، حدثنا الحسن بن أبي الحسن البجلي، عن طلحة بن مُصرفٍ، عن أبي عمارٍ، عن عمرو بن شرحبيل، عن حُذيفة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الغنم بركةٌ، والإبلُ عزٌّ لأهلها، والخيل معقودٌ بنواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة، وعبدك أخوك فأحسن إليه، وإن وجدتهُ مغلوباً فأعنهُ) ثم قال: لا يعرفُ / إلا بهذا الإسناد وأحسبُ الحسن بن أبي الحسن هذا هو الحسن بن عمارة (1) .
(عمرو بن ضرار عنهُ)
2245 - قال أبو يعلى: حدثنا أبو وائلٍ: خالد بن محمد البصري، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا خلف بن خليفة، عن إبراهيم بن سالمٍ، عن عمرو ابن ضرارٍ، عن حُذيفة. قال: (ما أنا بمثنٍ عن ذلك. قال: لم ذلك، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: يؤتى بالولاة يوم القيامة عادلهم وجائرُهُم حتى يقفوا على حر جهنم فيقولُ الله عز وجل فيكم طلبني فلا يبقى جائزٌ في حُكمهِ مرتش في قضائه مميلٍ سمعهُ أحدا الخصصيين إلا هوى في النار سبعين خريفاً) .
2246 - وقال - صلى الله عليه وسلم -: (هذا العُمالُ حرامٌ كُلَّها) .
2247 - وقال - صلى الله عليه وسلم -: (أيما رجل استعمل رجلاً على عشرة أنفسٍ علم أن في العشرة أفضل ممن استعمل فقد غش الله وغش رسولهُ وغشَّ جماعة المسلمين.
_________
(1) كشف الأستار: 2/272 وما بين المعكوفين استكمال منه، والحسن بن عمارة ضعيف. مجمع الزوائد: 5/295.(2/390)
ويؤتى الرجل الذي ضرب فوق الحد فيقول الله تعالى: عبدي لِمَ ضربت فوق ما أمرتك؟ فيقولُ: غصبتُ لك فيقولُ: أكان لغضبك أن يكون أشد من غضبي. ويؤتى بالذي قصر فيقول: عبدي لم قصرت؟ فيقولُ: رحمتهُ. فيقول: أكان لرحمتك أن تكون أشد من رحمتي) .
(عمرو بن [أبي] قرَّة الكندي) (1)
كان حذيفة يذكرُ أشياءَ قالها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الغضب
يأتي في ترجمةٍ عن سلمان (2) .
(عيزار بن حُريث عنهُ)
_________
(1) في الأصل المخطوط: (عمرو بن قرة) والتصويب من تهذيب التهذيب: 8/90.
(2) في الأصل المخطوط: (شيئاً) وفيه أيضاً: (سليمان) والصواب أشياء كما في تحفة الأشراف: 3/51؛ والخبر أخرجه أبو داود في السنة: باب النهي عن سب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: 4/215.(2/391)
2248 - حدثنا وكيع، عن يُونُس، عن العيزار بن حُريث، عن
حُذيفة. قال: (بتُّ عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقام يُصلي في ثوبٍ طرفهُ عليه، وطرفهُ على أهله) (1) .
(عيسى مولى حُذيفة)
2249 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا عبد العزيز [بن مسلم] ، حدثنا يحيى ابن عبد الله الجابر. قال: صليتُ خلف عيسى مولى لحذيفة / بالمدائن على جنازةٍ، فكبر خمساً، ثم التفت إلينا، فقال: ما وهمتُ، ولا نسيتُ، ولكن كبرتُ كما كبر مولاي ووليُّ نعمتي حذيفةُ بن اليمان: (صلى على جنازةٍ فكبر خمساً، ثم التفت إلينا فقال: ما وهمتُ، ولا
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/401.(2/391)
نسيتُ، ولكن كبرنا كما كبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جنازةٍ فكبر خمساً) (1) .
(فُلفلةُ عنهُ) (2)
_________
(1) () ... من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/406.
(2) فلفة بن عبد الله الجعفي الكوفي عن حذيفة وابن مسعود والحسن بن علي، وقد ورد اسمه في الخبر مصحفاً. يراجع تهذيب التهذيب: 8/302.(2/392)
2250 - قال الطبراني: حدثنا الحضرمي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن موسى، حدثنا شيبان، عن الأعمش، عن خيثمة عن فُلفلة الجعفي، عن حذيفة. قال: (والله لو شئتُ لحدثتكم ألف كلمةٍ تُحبوني عليها وتصدقوني فيها براً من الله ورسوله، ولو شئتُ لحدثتكم ألف كلمة تبغضوني عليها وتعاودوني وتكذبوني) (1) .
(قبيصة بن ذُؤيبٍ عنه)
2251 - قال أبو داود في الفتن: حدثنا محمد بن يحيى بن فارسٍ، حدثنا سعيد بن أبي مريم، عن عبد الله بن فروخٍ، عن أُسامة بن زيد، أخبرني ابنٌ لقبيصة ابن ذُؤيب، عن أبيهِ. قال حُذيفةُ: والله ما أدري أنسى أصحابي أم تناسوا. [والله ما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا، يبلغ مامعه ثلاثمائة فصاعداً إلا قد سماه لنا باسمه، واسم أبيه، واسم قبيلته] (2) .
(قيس بن أبي حازمٍ عن حُذيفة)
2252 - أنهُ قال: (تعلم أصحابي الخير وتعلمتُ الشرَّ) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/163 وفيه: (وتجائبوني) بدلاً من: (وتعاودني) . قال الهيثمي: رجاله موثقون. مجمع الزوائد: 1/182.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في: باب ذكر الفتن ودلائلها: 4/95، وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/392)
رواهُ البخاري عن محمد بن المثنى [عن يحيى بن سعيد] عن إسماعيل بن أبي خالدٍ عنهُ بهِ (1) .
(محمد بن سيرين: أبو بكر البصري عنهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام: 6/516.(2/393)
2253 - حدثنا وكيع، حدثنا يزيدُ بن إبراهيم، عن ابن سيرين. قال: (خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فلقيهُ حُذيفةُ، فحاد عنهُ، فاغتسل، ثم جآء، قال: ما لك؟ قال: يارسول الله كنتُ جُنباً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن المسلم لا ينجسُ) (1) . تفرد بهِ. سنذكره من جهة البزار (2) .
(حديثٌ آخر)
2254 - رواهُ أبو داود في السُّنة، عن الحسن بن علي، عن يزيد، عن هشام، عن محمد بن سيرين قال: قال حُذيفة: (ما أحدٌ من الناس تُدركهُ الفتنةُ إلا أنا أخافُها عليه إلاَّ / مُحمد بن مسلمة فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا تضرك الفتنة] ) (3) .
2255 - ورواهُ أيضاً عن عمرو بن مرزوق، عن شُعبة، عن أشعث بن سُليم، عن أبي بردة، عن ثعلبة بن ضُبيعة قال: دخلنا على حُذيفة، فقال: إني لأعرفُ رجلاً لا تضرهُ الفتنةُ شيئاً، فذكرهُ ولم يرفعهُ (4) .
2256 -[و] عن مُسددٍ عن أبي عوانة، عن أشعث، عن أبي
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/402.
(2) يأتي ذكر الخبر وتخريجه.
(3) الخبر أخرجه أبو داود في كتاب السنة: باب ما يدل على ذلك الكلام في الفتنة: 4/216، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(4) الموطن السابق.(2/393)
بُردة، عن ضُبيعة. قال: دخلنا على حُذيفة فذكرهُ بمعناهُ (1) .
(حديثٌ آخر)
_________
(1) الموطن السابق.(2/394)
2257 - قال ابن ماجه في السنة: حدثنا أحمد بن عاصم العباداني، حدثنا بشير بن ميمون [قال] : سمعتُ أشعث بن سوارٍ، عن ابن سيرين، عن حُذيفة [قال] : سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، أو لتماروا به السفهاء، أو لتصرفوا وجوه الناس إليكم، فمن فعل ذلك فهو في النار) (1) .
(محمد بن كعب القُرظي عنهُ)
2258 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن زيادٍ، عن محمد بن كعب القرظي، [قال] : (قال فتى منا من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان: يا أبا عبد الله رأيتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحبتموه؟ قال: نعم. قال: كيف كُنتم تصنعون؟ قال: والله لقد كُنا نجهدُ. قال: والله لو صحبناهُ ما تركناهُ يمشي على الأرض، ولجعلناهُ على أعناقنا. فقال حُذيفة: يا ابن أخي، لقد رأيتُنا مع رسول الله [- صلى الله عليه وسلم -] بالخندق، وصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الليل هوياً (2) ، ثم التفت إلينا فقال: من رجلٌ يقومُ، فينظر لنا ما فعل القوم؟ فشرط لهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهُ يرجعُ أدخله [الله] الجنة، فما قام رجلٌ، ثم صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هويا بعض الليل، ثم التفت إلينا فقال: من رجلٌ يقومُ، فينظر لنا
_________
(1) أخرجه ابن ماجه في: باب الانتفاع بالعلم والعمل به: 1/96؛ وفي الزوائد: إسناده ضعيف.
(2) الهوى: بفتح أوله الحين الطويل من الزمان، وقيل هو مختص بالليل. النهاية: 4/259.(2/394)
ما فعل القومُ؟ فشرط لهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الرجعة أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة، فما قام رجلٌ من القوم مع شدة الخوف وشدة الجوعِ، وشدة البرد، فلما لم يقُمْ أحدٌ دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يكن على بدٌّ من القيام حين دعاني، فقال: يا حُذيفةُ قم، فاذهب، فادخل في القوم، فانظر ما يفعلو، ولا تحدثن شيئاً حتى [تأتينا] .
/ قال: فذهبتُ، فدخلتُ في القوم والريحُ وجنود الله تفعل ما تفعلُ لا تقر لهم قدرٌ ولا نارٌ، ولا بناءٌ، فقام أبو سفيان بن حربٍ فقال: يا معشر قُريشٍ لينظر امرؤٌ جليسهُ، فقال حُذيفة: فأخذتُ بيد الرجل الذي إلى جنبي، فقلتُ: من أنت؟ فقال: أنا فلانٌ بنُ فلانٍ، ثم قال أبو سفيان: يامعشر قُريش إنكم واللهِ ما أصبحتم بدار إقامةٍ، لقد هلك الكُراعُ، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكرهُ، ولقينا من هذه الريح ما ترون، والله ما تطمئنُّ لنا قدرٌ، ولا تقوم لنا نارٌ، ولا يستمسك لنا بناءٌ، فارتحلوا فإني مرتحلٌ، ثم قال إلى جمله وهو معقولٌ، فجلس عليه، ثم ضربهُ فوثب على ثلاثٍ، فما أُطلق عقالهُ إلا وهو قائمٌ، ولولا عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تُحدثْ شيئاً حتى تأتيني، ولو شئتُ لقتلتهُ بسهمٍ.
قال حُذيفة: ثم رجعتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو قائمٌ يُصلي في مرطٍ لبعض نسائه مُرحل (1) ، فلما رآني أدخلني إلى رحله، وطرح عليَّ طرف المرط، ثم ركع، وسجد وإني لفيه، فلما سلَّم أخبرتهُ الخبر، وسمعت غطفان بما فعلت قريشٌ فانشمروا إلى بلادهم (تفرد به (2) .
_________
(1) المرط: الكساء يكون من صوف، وربما كان من خز أو غيره. والمرحل: الذي قد نقش فيه تصاوير الرحّال. النهاية: 2/73.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/392.(2/395)
(مخمل بن دماثٍ عنهُ) (1)
_________
(1) في المخطوطة: (محمد) والتصويب من التاريخ الكبير: 8/65.(2/396)
2259 - حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدثنا أبو روقٍ: عطية ابن الحارث، حدثنا مخمل بن دماثٍ. قال: غزوتُ مع سعيد بن العاص قال: فسأل الناس: من منكم شهد صلاة الخوف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال حُذيفةُ: فقلتُ: أنا (صلى بطائفةٍ من القوم ركعة، وطائفةٌ مواجهة العدو، ثم ذهب هؤلاء، فقاموا مقام أصحابهم مُواجهو العدو، وجاءتِ الطائفة الأُخرى، فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[ركعة] ثم سلم، فكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتان، ولكل طائفة ركعةٌ) (1) تفرد به.
(المستظل بن حصينٍ عنهُ) (2)
2260 - قال البزار: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي (3) ، حدثنا الحسن بن الحسين، / حدثنا قيسٌ: يعني ابن الربيع، حدثنا شبيبُ بن غرقدة (4) ، عن المستظل ابن حُصين، عن حُذيفة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كُلُّكم بنُو آدم، وآدمُ خُلِقَ من تُرابٍ، لينتهين قومٌ يفخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان) ثم قال: لا يُعرفُ إلا بهذا الإسناد (5) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/395، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) المستظل بن حصين كما أورده المصنف وقد صحّف في كشف الأستار: (المستطيل) ، يراجع التاريخ الكبير: 8/62.
(3) في المخطوطة: (أحمد بن الحسن المالكي الكوفي) وما أثبتناه من كشف الأستار وهو من شيوخ البزار.
(4) في المخطوطة: (ابن عرفة) والصواب ما أثبتناه. يراجع التاريخ الكبير: 4/231.
(5) كشف الأستار: 2/434؛ والجعلان بكسر أوله جمع الجعل بضم ثم فتح: دابة سوداء من دواب الأرض. قيل هي أبو جعران بفتح الجيم (لسان العرب: 1/638) .
وقال الهيثمي: فيه الحسن بن الحسين العوفي وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 8/88.(2/396)
(مُسلم بن نذير السعدي الكوفي عنهُ)(2/397)
2261 -[حدثنا وكيع] ، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن مُسلم بن نُذير، عن حُذيفة. قال: (أخذ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعضلة ساقي، أو ساقه، فقال: هذا موضعُ الإزار، فإن أبيت [فأسفل من ذلك، فإن أبيت] فلا حقَّ للإزار فيما دُون الكعبين) (1) .
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه من طرقٍ عن أبي إسحاق به، وقال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ (2) .
وحكى شيخنا عن بعضهم أنهُ صحف عن مُسلم بن نُذير، فقال: مسلم بن يزيد قال: وقد فرق ابن أبي حاتم بينهما (3) .
2262 - حدثنا عفان، حدثنا شُعبة، عن أبي إسحاق، سمعتُ مُسْلم بن نُذيرٍ، عن حُذيفة. قال: (أخذ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعضلة ساقي، أو بعضلة ساقه، قال: فقال: الإزار هاهُنا، فإن أبيت فههنا، فإن أبيت فلا حق للكعبين في الإزار) (4) .
2263 - حدثنا محمد [بن جعفر] ، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن مُسلم بن نُذيرٍ (5) ، عن حُذيفة. قال: (أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعضلةِ
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/400، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه الترمذي في اللباس: باب مبلغ الأزدر: 4/247؛ والنسائي من طرق في الزينة في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/53؛ وابن ماجه من طريقين في اللباس: باب موضع الأزار أين هو؟: 2/1182.
(3) فرق ابن أبي حاتم بين مسلم بن نذير السعدي الكوفي وبين من اسمه مسلم بن يزيد وقال: يكنى أبا يزيد السعدي، وهذا من تمام كلام الحافظ المزي شيخ المصنف. يراجع تحفة الأشراف: 3/53.
(4) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/396.
(5) في المسند: (مسلم بن يسار) وقد مرَّ تحقيقه.(2/397)
ساقي [أو بعضلةِ ساقهِ] فقال: هذا موضعُ الإزار، فإن أبيتَ فأسفل من ذلك، فإن أبيتَ فلا حقَّ للإزار في الكعبين) (1) .
وزاد البزارُ: (ولا حقَّ الإزار) ، ثم قال: رواهُ غير واحدٍ عن أبي إسحاق به.
(مُطرفٌ عنهُ)
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/398.(2/398)
2264 - قال البزار: حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن مطرفٍ، عن حُذيفة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فضلُ العلم [أحبُّ إلي] من فضل العبادةِ، وخيرُ دينكم الورعُ) ثم قال: تفردَ به عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عنهُ، والمعروف أن هذا من كلام مطرفٍ (1) . /
(المغيرة بن حذفٍ عنهُ)
2265 - حدثنا أسودُ بن عامرٍ، أنبأنا إسرائيل، عن الحكم بن عُتيبة. قال: حدثني المُغيرة بن حذفٍ عن حُذيفة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشرك بين المسلمين البقرة عن سبعةٍ) (2) .
2266 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، حدثنا الحكم بن عتيبة، عن المُغيرة بن حذفٍ، عن حُذيفة. قال: (شَرَكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في حجته بين المسلمين في البقرة عن سبعة) (3) تفرد به.
_________
(1) كشف الأستار: 1/85؛ ومابين المعكوفين استكمال منه، وكان في المخطوطة: (فضل الله أفضل من) وقال الهيثمي: (فيه عبد الله بن عبد القدوس وثقه البخاري وابن حبان وضعفه ابن معين) . مجمع الزوائد: 1/120.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/405.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/406.(2/398)
(المُغيرةُ: أبو الوليد [أو الوليد: أبو] المغيرة)
تقدم في ترجمة عبيدٍ عنهُ (1)
(ممطورٌ: أبو سلاَّمٍ عنهُ) (2)
_________
(1) يرجع إليه في ترجمة عبيد.
(2) ممطور أبو سلام الأسود الحبشي الأعرج الدمشقي: عن ثوبان والنعمان بن بشير وجماعة وأرسل عن حذيفة وأبي ذر وغيرهما. تهذيب التهذيب: 10/296.(2/399)
2267 - (قلت: يارسول الله إنا [كُنا] بشرٍ، فجانا الله بالخير، فهل بعد
هذا الخير من شرٍ؟ (رواهُ مسلم من حديث يحيى بن حسانٍ، عن مُعاوية بن سلام بن أبي سلامٍ ممطورٍ، عن أبيه، عن جده أبي سلامٍ بهِ (1) .
(النُّعمان بن بشير عنهُ)
2268 - رواهُ البزار من حديث إبراهيم بن داود، عن حبيب بن سلامٍ، عن النُعمان بن بشيرٍ، عن حُذيفة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (تكونُ النبوةُ فيكُم ما شاء [الله أن تكون] ، ثم يرفعُها إذا شاء [أن يرفعها] ، ثم تكون خلافةٌ على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله، [أن تكون] ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكونُ مُلكاً عضُوضاً، فتكونُ ما شاء الله ثم يرفعها الله إذا شآء أن يرفعها. ثم مُلكٌ جبرية، ثم خلافةٌ على منهاج النبوة) (2) . ثم سكت. قال: حبيب وكان عُمرُ بن عبد العزيز جالساً فلما قام قال ابن النُعمان: إني لأرجو أن يكون هذا منهُم قال: فأدخل حبيب على عمر بن عبد العزيز فحدثه فأعجبهُ ذلك.
_________
(1) الحديث بتمامه أخرجه مسلم في كتاب الإمارة: باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن: 4/515.
(2) قال السيوطي: أخرجه الطبراني وأحمد البزار والروياني، ورمز له بالضعف. جمع الجوامع: 2/1191، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/399)
(نُعيم بنُ أبي هند عنهُ) /
في ترجمة ربعى بن حراشٍ(2/400)
2269 - حدثنا حسنٌ، وعفان قالا: أنبأنا حمادُ بن سلمة، عن عثمان البتى عن نُعيمٍ - قال عفان في حديثه: ابن أبي هندٍ - عن حُذيفة. قال: (أسندتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى صدري، فقال: من قال لا إله إلا الله - قال حسنٌ: إبتغاء وجه الله - وختم الله لهُ بها دخل الجنة، ومن صام يوماً ابتغاء وجه الله خُتم لهُ بها دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله خُتِمَ لهُ بها دخل الجنة) (1) تفرد به.
(نهيك بن عبد الله السلولي عنهُ)
2270 -حدثنا أبو نعيمٍ، حدثنا يونس-يعني ابن أبي إسحاق- عن أبي إسحاق، عن نهيك بن عبد الله السلولي. قال: حدثنا حُذيفة. قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى
سُباطة قومٍ، فبال قائماً) (2) . تفرد به.
(هُزيل عن حُذيفة)
2271 - حدثنا أبو أحمد، حدثنا عبد الجبار بن العباس الشامي، عن أبي قيس - قال عبد الجبار: أراهُ عن هُزيل - قال: قام حُذيفة خطيباً في دار [عامر بن] حنظلة، فيها التميمي والمُضري. قال: (ليأتين على مضرٍ يومٌ لا يدعون لله عبداً يعبدهُ إلا قتلوه، أو ليضربنَّ ضرباً لا يمنعون ذنب تلعةٍ) فقيل: يا أبا عبد الله تقولُ هذا لقومك، أو لقومٍ أنت
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/391.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/394.(2/400)
يعني منهم؟ قال: لا أقولُ إلا ما سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ (1) . تفرد به.
(هلالٌ عنهُ) (2)
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/404.
(2) هلال: مولى ربعى بن حراش وروى عن ربعى عن حذيفة. يراجع التاريخ الكبير: 8/209؛ تهذيب التهذيب: 11/87.(2/401)
2272 - حدثنا وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن شيخ يُقال لهُ هلالٌ، عن حُذيفة. قال: (سألتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كُل شيءٍ حتى عن مسح الحصى، فقال: واحدةً أودع) (1) تفرد به.
(همامُ بن الحارث عنهُ)
2273 - حدثنا أبو مُعاوية، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن همامٍ، عن حُذيفة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يدخُلُ الجنةَ قتاتٌ) (2) .
2274 - حدثني يحيى بن سعيد القطان [أبو سعيد] الأحولُ، / عن الأعمش. قال: حدثني إبراهيم منذُ نحو ستين سنةً، عن همام [بن] الحارث. قال: مرَّ رجلٌ على حُذيفة فقيل (3) : إن هذا يرفعُ الحديث إلى الأمراء. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يقول] أو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لايدخُل الجنة قتاتٌ) (4) .
2275 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن منصورٍ، عن
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/402، 385.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/382، والفتات: النمام.
(3) في الأصل المخطوط: (قال) وما في المسند أشبه.
(4) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/389، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/401)
إبراهيم، عن همامٍ [عن حُذيفة. قال: كان رجل يرفع إلى عثمان الأحاديث من حذيفة، قال حُذيفة] : سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا يدخلُ الجنة فتاتٌ) يعني نماماً (1) .
رواهُ الجماعة إلاَّ ابن ماجه من حديث إبراهيم عن همام به (2) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/398، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه البخاري في الأدب: باب ما يكره من النميمة: 10/472؛ ومسلم في الإيمان: باب تحريم النميمة: 1/302؛ وأبو داود في الأدب: باب في القتات: 4/268؛ والترمذي في البر والصلة: ماجاء في النمام: 4/375 وقال: حسن صحيح؛ والنسائي في التفسير في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/54.(2/402)
2276 - حدثنا أبو قطنٍ، حدثنا شُعبة، عن الحكمِ، عن إبراهيم، عن همامٍ بن الحارث. قال: مرَّ رجلٌ قالوا: [هذا] يُبلغُ الأمراء. فقال حُذيفة: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا يدخلُ الجنة قتاتٌ) (1) .
2277 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا مُعاذٌ - يعني ابن هشامِ - قال: وجدتُ في كتاب أبي بخط يده، ولم أسمعهُ منهُ، عن قتادة، عن أبي معشرٍ، عن إبراهيم النخعي، عن همام، عن حُذيفة: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أُمتي كذابون ودجالون سبعةٌ وعشرون: منهم أربعُ نسوةٍ، وإني خاتم النبيين لانبي بعدي) (2) تفرد به.
2278 - حدثنا عبد الرحمن، وأبو نعيمٍ قالا: حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث. قال: كُنَّا عند حُذيفة، فقيل لهُ: إن فُلانا
يرفع الحديث إلى عثمان، فقال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا يدخلُ الجنة قتاتٌ) (3) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/392.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/396.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/397.(2/402)
2279 - حدثنا سفيان بن عُيينة، عن منصور، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث قال: كُنَّا مع حُذيفة، فمر رجلٌ، فقالوا: [إن هذا] يرفعُ الحديث إلى الأُمراءِ فقال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا يدخُل الجنة قتاتٌ) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
2280 - رواهُ البخاري في الاعتصام: عن أبي نُعيم، عن سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام قال: قال حُذيفة: (يا معشر القُراء استقيموا، فإن استقمتُم، فقد سبقتم سبقاً بعيداً، وإن أخذتم يميناً وشمالاً، فقد ضللتُم ضلالاً بعيداً) (2) . /
(حديثٌ آخرُ)
2281 - قال أبو داود: حدثنا أحمد بن سنان القطانُ، وأحمدُ بنُ الفُراتِ الرازي قال: حدثنا يعلى بن عُبيد، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همامٍ: (أنَّ حُذيفة أمَّ الناس بالمدائن على دُكانٍ، فأخذ أبو مسعودٍ بقميصه فجبذهُ، فلما فرغ من صلاته قال: ألم تعلم أنهم كانوا ينهون عن ذلك، أو يُنهى عن ذلك؟ قال: بلى قد ذكرتُ حين مددتني) (3) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/404.
(2) الخبر أخرجه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة: باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: 13/250، وورد في الأصل المخطوط زيادة: (ولن تحصوا فإن استقمتم) وزيادة: (فإن استقمتم) أوردها محمد بن يحيى الذهلي عن أبي نعيم شيخ البخاري وفقاً لما أورده ابن حجر في الشرح فأبقينا عليها. يراجع فتح الباري: 13/257.
(3) الخبر أخرجه أبو داود في الصلاة: باب الإمام يقوم مكاناً أرفع من مكان القوم: 1/163.(2/403)
(حديثٌ آخرُ)(2/404)
2282 - قال البزار: حدثنا المُفضل بن سهلٍ، حدثنا عبد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن همامٍ، عن حُذيفة. قال: (لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا جُنبٌ فأراد أن يصافحني فقلتُ: أني جُنبٌ. فقال: إن المؤمن لا ينجس) . ثم قال: رواهُ غير واحدٍ عن منصورٍ عن إبراهيم عن حُذيفة ولم نعْلم فيه غير همام وغيرُ المفضل بن سهلٍ. قلتُ: وسيأتي من حديث أبي مخلدٍ عن حُذيفة: (صافحني النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا جُنبٌ) (1) .
(الوليد بن العيزار عنهُ)
2283 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا يونس، عن الوليد بن العيزار، عن حُذيفة.
قال: ( [بت بآل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة] فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة يُصلي، وعليه طرفُ اللحاف، وعلى عائشة طرفهُ، وهي حائضٌ لا تُصلي) (2) تفرد به.
(الوليد أبو المغيرة عنهُ أو المغيرةُ: أبو الوليد
تقدم في ترجمة عبيدٍ عنهُ
لاحقُ بن حُميد: أبو مجلزٍ. يأتي (3)
(يزيد بن شريكٍ: والد إبراهيم التيمي)
2284 - كان عند حذيفة، فقال رجل: (لو أدركتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / قاتلتُ معهُ وأبليتُ، فقال له حُذيفة: أنت كُنت تفعل ذلك. لقد
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/400.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/400.
(3) ورد الاسم في الأصل المخطوط محرفاً هكذا: (لاحق بن مجلز وقيل مجلز بن حميد أبو الوليد، وقيل هو مجلز يأتي) . يراجع تهذيب التهذيب: 11/1071؛ التاريخ الكبير: 8/258.(2/404)
رأيتنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الأحزاب، وأخذتنا ريحٌ شديدةٌ) الحديث رواهُ مسلمٌ من حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن أبيه به بنحو رواية محمد بن كعب القرظي، عن حُذيفة (1) .
(أبو إدريس عنهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم في المغازي: غزوة الأحزاب: 4/429، ويرجع إلى حديث محمد بن كعب القرظي، عن حذيفة.(2/405)
2285 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن صالح - يعني ابن كيسان -
عن ابن شهابٍ. قال: [قال] أبو إدريس عائذُ الله بن عبد الله الخولاني:
سمعتُ حُذيفة يقول: والله إني لأعلمُ الناس بكلِّ فِتنةٍ هي كائنةٌ فيما
بيني، وبين [الساعة] ، وما ذلك أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثني من ذلك
شيئاً أسرَّهُ إليَّ، لم يكُنْ حدث به غيري، ولكنه - صلى الله عليه وسلم - قال وهو يُحدثُ مجلساً أنا
فيه [سئل عن الفتن] وهو يعدُ الفتن: ( [فيهن] ثلاثٌ لا يذرن شيئاً منهنَّ،
كرياح الصيف، منها صغارٌ، ومنها كبارٌ، قال حُذيفة: فذهب أُولئك الرهطُ
كُلهم غيرى) (1) .
2286 - حدثنا فزارةُ بن عمرو، وحدثنا إبراهيم بن سعدٍ، حدثنا صالح ابن كيسان فذكرهُ (2) .
2287 - حدثنا أبو اليمان، حدثنا شُعيبٌ، عن الزُّهري، قال: كان أبو إدريس عائذُ الله بن عبد الله الخولاني يقولُ: سمعتُ حُذيفة يقولُ: إني لأعلمُ الناس بكل فتنةٍ هي كائنةٌ فيما بيني وبين الساعة، وما بي أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أسرَّ إليَّ في ذلك شيئاً لم يُحدِث بهِ غيري، ولكنهُ - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - قال وهو يُحدثُ مجلساً أنا فيهم عن الفتن،
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/388.
(2) الموطن السابق.(2/405)
قال وهو يَعُدُّها: (منهن ثلاثٌ لا يكدن يذرن شيئاً، ومنهنَّ فِتن كرياح الصيف: منها صغارٌ، ومنها كبارٌ) قال حُذيفة: / فذهب أُولئك الرهطُ [كلهم] غيري) (1) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/407.(2/406)
2288 - رواهُ مسلمٌ عن حرملة، عن ابن وهبٍ، عن يُونسٍ، عن الزهري مثلهُ أو نحوهُ (1) .
(حديثٌ آخرُ)
2289 - روى البخاري ومُسلم عن محمد بن المثنى زاد البخاري: ويحيى ابن موسى. رواهُ ابن ماجه عن علي بن محمد: ثلاثتهم عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن بسر بن عُبيد الله، عن أبي إدريس، عن حُذيفة. قال: (كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنتُ أسألهُ عن الشر مخافة أن يدركني. قلتُ: يارسول الله إنا كُنا في جاهليةٍ وشرٍ) (2) . الحديث.
(أبو البختري عنهُ)
2290 - حدثنا وكيع، عن سُفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري. قال: قال حُذيفة: (كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألون عن الخير، وكنتُ أسألهُ عن الشر مخافة أن يُدركني قيل: ولِمَ فعلت ذلك؟ قال: من اتقى الشرَّ وقع في الخير) (3) . تفرد به.
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة: 5/740.
(2) الحديث أخرجه البخاري في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام: 6/615، ثم في الفتن عن محمد بن المثنى: باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة؟: 3/25؛ ومسلم في كتاب الإمارة: باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن: 4/514؛ وابن ماجه في الفتن: باب العزلة: 2/1317.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/399.(2/406)
2291 - حدثنا مُوسى بن داود، حدثنا محمد بن جابرٍ، عن عمرو بن مُرَّة، عن [أبي] البختري، عن حُذيفة قال: كُنَّا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازةٍ، فلما انتهينا إلى القبر قعد على شفير القبرِ، فجعل يُرددُ بصرهُ فيه، ثم قال: يُضغطُ المؤمنُ فيه ضغطةً تزُولُ منها حمائله، ويُملأُ على الكافر ناراً، ثم قال: ألا أُخبركم بشرِّ عباد الله؟ الفظ المُستكبر. ألا أُخبركم بخير عباد الله؟ الضعيف المستضعف ذُو الطمرين (1) لو أقسم على الله لأبرَّ الله قسمهُ) (2) تفرد به.
(أبو بردة [بن] أبي موسى عن حُذيفة) (3)
2292 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا لقي رجلاً من أصحابه مسحهُ ودعا له) الحديث رواهُ النسائي في الطهارة عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير عن الشيباني عنهُ به (4) .
(أبو ثورٍ عنهُ)
2293 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مُرة، عن أبي البختري الطائي، عن أبي ثورٍ. قال: / (بعث عُثمانُ يوم الجرعة (5) بسعيد بن العاص، قال: فخرجوا إليه فردوهُ، فكنتُ قاعداً مع أبي مسعودٍ، وحُذيفة، فقال أبو مسعودٍ: ما كنتُ أرى أن يرجع، لم يُهرقْ فيه دماً، قال: فقال حذيفة: لكن قد علمتُ لترجعن على عقبها،
_________
(1) الطمر: الثوب الخلق.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/407.
(3) في المخطوطة: (أبو بردة أبو موسى) وهو خطأ واضح.
(4) الحديث أخرجه النسائي في المجتبي: باب مماسة الجنب ومجالسته: 1/119.
(5) الجرعة: اسم موضع بالكوفة كان به فتنة في زمن عثمان بن عفان - رضي الله عنه -. النهاية: 1/156.(2/407)
لم يُهرق فيها محجمة (1) دمٍ وما علمتُ من ذلك شيئاً إلا شيئاً علمتُهُ ومحمد - صلى الله عليه وسلم - حي حتى إن الرجُل ليُصبحُ مُؤمناً ثم يُمسي وما معه منهُ شئٌ [ويمسي مؤمناً ويصبح ما معه منه شئ] يقاتل فتنة اليوم، ويقتله الله غداً يُنكس قلبُهُ تعلُوهُ أسنةٌ فقلتُ: أسفلهُ قال: أستُه) تفرد بهِ (2) .
(أبو حُذيفة، واسمهُ سلمة بن صُهيبٍ
أو صُهيبة عنهُ) (3)
_________
(1) المحجمة: القارورة التي يجمع فيها دم الحجامة.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/394.
(3) سلمان بن صهيب، ويقال: ابن صهيبة، ويقال: صهبة، ويقال: صهبان، ويقال: أصيهيب الهمداني الأرحبي، أبو حذيفة الكوفي، عن حذيفة وابن مسعود وعلي ابن أبي طالب وعائشة. تهذيب التهذيب: 4/148.(2/408)
2294 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن خيثمة، عن أبي حُذيفة - قال أبو عبد الرحمن: اسمُهُ سلمة بن الهيثم بن صُهيب من أصحاب ابن مسعودٍ - عن حُذيفة. قال: (كُنا إذا حضرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على طعامٍ لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيضعُ يدهُ، وإنا حضرنا معهُ طعاماً، فجاءت جاريةٌ كأنما تدفعُ، فذهبت تضعُ يدها في الطعام، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدها، وجاء أعرابيٌ كأنما يدفعُ، فذهب يضعُ يده في الطعام، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الشيطان يستحلُّ الطعام إذا لم يُذكر اسم الله عليه، وإنهُ جاء بهذه الجارية ليستحلَّ بها الطعام، فأخذتُ بيدها، وجاء بهذا الأعرابي ليستحل بهِ، فأخذتُ بيدهِ، والذي نفسي بيدهِ إنَّ يدهُ في يدي مع أيديهما، يعني به الشيطان) (1) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/382.(2/408)
رواهُ مسلم (1) ، عن أبي بكرٍ، وأبي كريب، وأبو داود عن عثمان بن أبي شيبة: ثلاثتهمُ عن أبي معاوية بهِ (2) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: (أبو داود) وهو خطأ من الناسخ كما سيأتي في تخريجه.
(2) الخبر أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب في الأشربة: باب آداب الطعام والشراب وأحكامها: 4/700؛ وأخرجه أبو داود عن عثمان بن أبي شيبة في الأطعمة: باب التسمية على الطعام: 3/347.(2/409)
2295 - ورواهُ مسلم والنسائي عن إسحاق بن إبراهيم، عن عيسى بن يونس، وزاد مُسلمٌ وسفيان: ثلاثتهم عن الأعمش بهِ (1) .
2296 - حدثنا عبد الرحمن، عن سُفيان، عن الأعمش، عن خيثمة، عن أبي [حُذيفة، عن] حُذيفة. قال: (كُنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / فأتى بطعامٍ، فجآء أعرابيٌّ كأنه يُطردُ، فذهب يتناولُ، فأخذ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بيده، وجاءت جاريةٌ كأنها تُطردُ، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيدها. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفسي بيده إن الشيطان لما أعييتموهُ جاء بالأعرابي، والجارية ليستحلَّ الطعام إذا لم يذكرا اسم الله عليه، ثم قال: بسم الله كُلُوا) (2) .
(أبو الرقاد عنهُ)
2297 - حدثنا وكيع، حدثنا زرُّ بن حبيبٍ الجُهني، عن أبي الرقاد العبسي، عن حُذيفة. قال: (إن كان الرجلُ ليتكلم بالكلمة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيصيرُ بها مُنافقاً، وإني لأسمعُها من أحدكم اليوم في المجلس عشر مراتٍ) (3) .
_________
(1) من هذين الطريقين أخرجه مسلم في أحاديث الباب السابق: 4/702؛ وأخرجه النسائي في الوليمة في الكبرى وفي اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 3/34.
(2) () ... من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/397.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/386.(2/409)
2298 - حدثنا عبد الله بن نُمير، حدثنا زرُّ بنُ الجُهني، حدثني أبو الرقادِ. قال: خرجتُ مع مولاي، وأنا غُلامٌ، فدفعتُ إلى حُذيفة، وهو يقولُ: (إن كان الرجلُ ليتكلمُ بالكلمة على عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيصيرُ مُنافقاً، وإني لأسمعُها من أحدكم في المقعد الواحد أربع مراتٍ لتأمرنَّ بالمعروفِ ولتنهون عن المُنكر ولتحاضنَّ على الخير، أو ليسحتنكمُ الله [جميعاً] بعذابٍ، أو ليؤمرن عليكم شراركم، ثم يدعو خياركُم، فلا يُستجاب لهم) (1) رواهُ وتفرد بهِ.
(أبو الطفيل عنهُ)
2299 - حدثنا أبو داود، حدثنا هشامٌ، عن قتادة، عن أبي الطُّفيل قال: (انطلقت [أنا وعمرو بن صليع] إلى حُذيفة. فقال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يقول] : إن هذا الحي من مُضر لا يدع لله في الأرض عبداً صالحاً إلا افتتنتهُ وأهلكتهُ، حتى يدركهم الله بجنودٍ من عنده، فيذلها حتى لا تُمنعُ ذنب تلعة) (2) تفرد به.
2300 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا أبو بكار، حدثني خلادَّ بن عبد الرحمن: أنهُ سمع أبا الطفيل يُحدثُ: أنهُ سمع حُذيفة بن اليمان يقولُ: (يا أيها الناس سلُوني، فإن الناس كانوا يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنتُ أنا أسألهُ عن الشر، إن الله بعث نبيهُ - صلى الله عليه وسلم -، فدعا الناس من الكفر إلى الإيمان، ومن الضلالة / إلى الهدى، فاستجاب لهُ من استجاب، فحيى من الحق ما كان ميتاً، ومات من الباطل ما كان حياً، ثم ذهبت النبوءة (3) ، فكانت الخلافةُ على منهاج النبوة) (4) تفرد به.
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/390 وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/390 وما بين المعكوفات استكمال منه.
(3) في الأصل المخطوط: (الخلافة) ، والتصويب من المسند.
(4) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/404 ومابين المعكوفات استكمال منه.(2/410)
2301 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزُّبير، وأبو نُعيمٍ قالا: حدثنا الوليدُ - يعني ابن جُميعْ - قال أبو نُعيم: عن أبي الطُّفيل [سُئل] جُمَيع (1) . قال: حدثنا أبو الطفيل. قال: (كان بين حُذيفة، وبين رجلٍ من أهل العقبة ما يكون بين الناس، فقال: أنشدك الله كم كان أصحابُ العقبة (2) ؟ فقال له القومُ: أخبرهُ إذ سألك. قال: إنا كُنَّا نخبرُ أنهم أربعةَ عشر - وقال أبو نُعيم: فقال الرجلُ: كُنا نُخبر أنهم أربعة عشر - قال: فإن كُنت منهم - وقال أبو نُعيم: فيهم - فقد كان القومُ خمسة عشر، وأشهدُ بالله أن اثنى عشر منهم حزبُ الله ورسوله في الحياة والممات في الحياة الدنيا ويوم يقومُ الأشهادُ. قال أبو أحمد: الأشهادُ، وعذر ثلاثة. قالوا: ما سمعنا مُنادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما علمنا ما أراد القومُ. قال أبو أحمد في حديثه: وقد كان في حرة فمشى فقال للناس: إن الماء قليلٌ، فلا يسبقني إليه أحدٌ، فوجد قوماً قد سبقوه إليه، فلعنهم يومئذٍ) (3) .
رواهُ مسلم في التوبة عن زُهير بن حرب، عن أبي أحمد الكوفي به (4) .
2302 - حدثنا عبد الله بن محمد [وسمعته أنا من عبد الله] (5) بن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة، عن الوليد بن جُميع، قال: حدثنا أبو
_________
(1) هكذا أقرب إلى رسم الكلمة في المسند، وقد اختلف في اسم الوليد بن جميع في التاريخ الكبير: 8/146، وتهذيب التهذيب: 11/138: (الوليد بن عبد الله بن جميع الزهري المكي) ؛ وفي الميزان: 4/337: (الوليد بن جميع) ثم قال: هو ابن عبد الله بن جميع.
(2) هذه العقية ليست العقية المشهورة بمعنى التي كان بها بيعة الأنصار - رضي الله عنهم -. وإنما هذه العقبة على طريق تبوك اجتمع المنافقون فيها للغدر برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك فعصمه الله منهم. يراجع النووي في شرح مسلم: 5/650.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/390.
(4) الخبر أخرجه مسلم في آخر كتاب التوبة في ذكر المنافقين: 5/650.
(5) مابين المعكوفين سقط من المخطوطة وهو كلام عبد الله بن أحمد ويعنى أنه يروي الخبر عن أبيه ويرويه أيضاً عن ابن أبي شيبة.(2/411)
الطفيل، حدثنا
حذيفة ابن اليمان. قال: (ما منعني أن أشهد بدراً إلا أني خرجتُ [أنا] وأبي
حُسيلٌ، فأخذنا كفارُ قريشٍ، فقالوا: إنكم تُريدون محمداً؟ فقلنا: ما نريدهُ
ما نُريده إلا المدينة، فأخذوا علينا عهد الله وميثاقه لننصرفنَّ إلى المدينة، ولا نُقاتلُ معهُ، فأتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرناهُ فقال: انصرفا نفى لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم) (1) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/395، وحسيل اسم والد حذيفة ويقال: حسل. أسد الغابة: 1/468.(2/412)
2303 - رواهُ مسلمٌ عن أبي كُريب عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أُسامة بهِ (1) .
2304 - حدثنا أبو نُعيم، حدثنا الوليد بن جميع، حدثنا أبو الطفيل، عن حُذيفة، قال: (خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم غزوة تبوك، قال فبلغه أن الماء قليلٌ الذي يردُهُ، فأمر مُنادياً فنادى/ في الناس: أن لا يسبقني إلى الماء أحدٌ، فأتى الماء وقد سبقهُ قومٌ، فلعنهم) (2) .
2305 - حدثنا وكيع، عن وليد بن عبد الله بن جميع، عن أبي الطفيل، عن حُذيفة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في سفرٍ، وبلغهُ عن الماء قلةٌ. فقال: لا يسبقني إلى المآء أحدٌ) (3) .
(حديثٌ آخرُ)
2306 - رواهُ الترمذي والبزار، عن أبي هاشم الرفاعي، عن محمد بن يزيد [عن محمد بن فُضيل] عن الوليد بن جُميع، عن أبي الطفيل، عن حُذيفة مرفوعاً. قال: (لاتكونوا إمعةً تقولون إن أحسن الناس
_________
(1) الخبر أخرجه مسلم في المغازي: الوفاء بالعهد: 4/428.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/400.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/406.(2/412)
أحسنا، وإن أساءوا أسأنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسنوا أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تفعلوا) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) أخرجه الترمذي بلفظ فيه بعض اختلاف في البر والصلة: باب ماجاء في الإحسان والعفو: 4/314. وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.(2/413)
2307 - رواهُ البزار من طريق عُثمان بن عُبيد، عن أبي الطفيل، عن حُذيفة مرفوعاً: (لم يبق من مُبشرات النبوة إلا الرُّؤيا الصالحة يراها المسلمُ أو ترى لهُ) (1) .
(أبو عائشة: مولى عمرو بن سعيد بن العاص
جليس أبي هريرة عن حُذيفة)
2308 - قال أبو داود في الصلاة: حدثنا محمد بن العلاء وابنُ أبي زيادٍ - المعنى قريبٌ - قال: حدثنا زيد - يعني بن حُبابٍ -، عن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحولٍ. قال: أخبرني أبو عائشة جليسُ أبي هريرة: أن سعيد بن العاص سأل أبا موسى الأشعري وحذيفة بن اليمان: كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُكبر في الأضحى والفطر؟ قال أبو موسى: كان يُكبر أربعا تكبيرةُ على الجنائز. فقال حُذيفة: صدق، فقال أبو موسى: كذلك كنتُ أكبرُ في البصرة حين كنتُ عليهم. قال أبو عائشة: وأنا حاضر سعيد بن العاص) (2) .
_________
(1) قال البزار: لا نعلمه يروى عن حذيفة إلا بهذا الإسناد وعثمان بصري. كشف الأستار: 3/11.
وقال الهيثمي: رواه الطبراني والبزار ورجال الطبراني ثقات. مجمع الزوائد: 7/173.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في الصلاة: باب التكبير في العيدين: 1/299.(2/413)
(أبو عبد الله عنهُ)(2/414)
2309 - حدثنا محمد بن عُبيد: سمعتُ سالماً المُرادي، عن عمرو بن هرمٍ الأزدي، عن [أبي] عبد الله وربعى بن حراشٍ، عن حُذيفة قال: بينا نحنُ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ قال: (إني لستُ أدري ما قدرُ بقائي فيكم، فاقتدوا بالذين من
بعدي [يشير إلى أبي بكر وعمر] واهتدوا هدى عمارٍ، وما حدثكم ابن مسعودٍ فاقبلوهُ) .
رواهُ أبو يعلى عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن سالم المرادي، عن مُرة، عن ربعى، وعن / أبي عبد الله رجلٍ من أصحاب حُذيفة عنهُ فذكره (1) .
(أبو عبد الملك عنهُ)
2310 - حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة، عن بكر بن عمرو، عن أبي عبد الملك، عن حُذيفة بن اليمان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فضلُ الدار القريبة من المسجد على الدار الشاسعة كفضل الغازي على القاعد) (2) . لم يسمعهُ عبد الملك، وإنما بلغهُ عن حُذيفة كما يأتي في آخر ترجمته (3) .
(أبو عبيدة بن حُذيفة عن أبيه) (4)
2311 - حدثنا وهب بن جرير، حدثنا هشام بن حسان، عن
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/399، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) يراجع جمع الجوامع: 2/2861.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/387.
(4) في الأصل المخطوط: (أبو عيينة عن حذيفة) وهو سهو من الناسخ.(2/414)
محمد، عن أبي عبيدة بن حُذيفة (1) ، عن حُذيفة. قال: (سأل رجلٌ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[فأمسك القوم، ثم] إن رجلاً أعطاه فأعطى القومُ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: من سن في الإسلام خيراً فاستنَّ به كان له أجرهُ ومن أجور من تبعه من غير أن ينقص من أُجورهم شيئاً، ومن سن شراً فاستن به كان عليه وزرهُ، ومن أوزار من يتبعهُ من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً) (2) .
قال البزارُ: ورواهُ [عبد الوارث عن] أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، وحديث حُذيفة أصح منهُ تفرد (3) .
(حديثٌ آخر عنهُ عن أبيه)
_________
(1) في الأصل المخطوط ورد السند على هذا الوجه: (حدثنا محمد بن موسى بن داود بن لهيعة عن بكر بن عمرو عن أبي عبد الملك) وما أثبتناه من المسند.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/387.
(3) كشف الأستار: 1/89، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلا أبا عبيدة بن حذيفة وقد وثقه ابن حبان. مجمع الزوائد: 1/167.(2/415)
2312 - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من باع داراً [و] لم يجعل ثمنها في مثلها
لم يُبارك له فيها) رواهُ ابن ماجه عن هشامٍ بن عمارٍ، وعمرو بن رافعٍ: كلاهُما عن مروان بن مُعاوية، عن أبي مالكٍ النخعي، عن يوسف بن ميمون عن أبي عُبيدة عن أبيه حُذيفة بِهِ (1) .
2313 - وكذلك رواهُ علي بن الجعد وغيرهُ عن أبي مالك النخعي بهِ (2) .
ورواهُ البزار عن محمد بن مُعمرٍ عن وهبٍ بن جرير عن شعبة عن
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه في الدهون: باب من باع عقاراً ولم يجعل ثمنه في مثله: 2/832، وقال في الزوائد: في إسناده يوسف بن ميمون ضعفه أحمد وغيره.
(2) يرجع في ذلك إلى تحفة الأشراف: 3/57.(2/415)
يزيد: أبي خالد، - وليس بالدالاني - عن أبي عبيدة عنه (1) .
(حديثٌ آخرُ) /
_________
(1) يزيد أبو خالد - وليس بالدالاني - روى عن أبي عبيدة بن حذيفة كما في تهذيب التهذيب: 12/259، ولم يشر الهيثمي إلى تخريج البزار للخبر وقال: رواه الطبراني في الكبير. وفيه الصباح ابن يحيى وهو متروك. مجمع الزوائد: 4/111.(2/416)
2314 - قال البزارُ: حدثنا يوسف بن حمادٍ، ومحمد بن مرزوق قالا: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، حدثنا هشامُ بن حسانٍ، عن محمد بن سيرين، عن أبي عبيدة، عن أبيه. قال: (نزلتْ آيةُ الكلالةِ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في مسيرٍ له، فوقف، فإذا حُذيفة [وإذا رأس ناقةِ حذيفة عند مؤتزر النبي - صلى الله عليه وسلم -] فلقاها إياهُ، فلقنها حُذيفة لعُمر، فلما كان في خلافة عمر نظر في الكلالة، وسأل عمر حذيفة عنها، فقال: لقانيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلقيتك [كما لقاني] ، والله [إني لصادق] لا أُزيدك على هذا شيئاً أبداً) ثم قال: تفرد به عبد الأعلى (1) .
(حديثٌ آخرُ)
2315 - قال البزار: حدثنا محمد بن مرزوقٍ، حدثنا عبد العزيز [بن] الخطاب، حدثنا علي بن غراب، حدثنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي عبيدة بن حُذيفة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من تشبه بقومٍ فهو منهم) ثم قال: رواهُ عن علي بن غُرابِ موقوفاً على هشامٍ (2) .
_________
(1) كشف الأستار: 3/47 وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) قال البزار أيضاً: وقد وقفه بعضهم على حذيفة. كشف الأستار: 1/86.(2/416)
(أبو عمرو الشيباني
في ترجمة عبد الرحمن بن يزيد)
(أبو قلابة عنهُ)(2/417)
2316 - حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قِلابة قال: قال أبو عبد الله لأبي مسعودٍ، أو قال أبو مسعود لأبي عبد الله - يعني حذيفة -: ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في (زعموا) ؟ قال سمعتُهُ يقولُ: (بئس مطية الرجل زعموا) (1) .
رواهُ أبو داود عن أبي بكر بن أبي شيبة به. قال الحافظ ابن عساكرٍ ولم يسمع أبو قلابة منهما (2) .
(أبو مجلزٍ عنهُ)
2317 - حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثنا قتادة، عن أبي مجلزٍ، عن حُذيفة: في الذي يقعد في وسط الحلقة، فقال: (ملعونٌ على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم -) (3) . حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبةُ وحجاج قال: حدثني شعبةُ، عن قتادة، عن أبي مجلزٍ: لاحق بن حُميدٍ، وقال حجاجٌ: سمعتُ أبا مجلزٍ يقولُ: قعد رجلٌ في وسط حلقةٍ. فقال [حذيفة] : / (ملعونٌ من قعد وسط الحلقة) قال حجاجٌ قال شعبة: لم يدرك أبو مجلزٍ حُذيفة (4) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/401.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في الأدب: باب قول الرجل: زعموا؛ وقال المنذري: ذكر الحافظ أبو القاسم الدمشقي في الأطراف أنه - يعني أبا قلابة - لم يسمع منهما - يعني حذيفة وأبا
مسعود -. سنن أبي داود: 4/294؛ مختصر السنن: 7/266.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/384.
(4) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/398، ويراجع تهذيب التهذيب: 11/171؛ في سماع أبي مجلز من حذيفة وعمر بن الخطاب.(2/417)
2318 - حدثنا وكيعٌ، [حدثنا شُعبة] ، عن قتادة، عن أبي مجلزٍ: أن رجلاً جلس وسط الحلقةِ، فقال حُذيفةُ: (لعن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الذي يجلس وسط الحلقة) (1) .
رواهُ أبو داود في الأدب عن موسى بن إسماعيل عن أبان عن قتادة، ورواهُ الترمذي عن سُويدٍ، عن عبد الله، عن شُعبة، عن قتادة وقال حسنٌ (2) .
(حديثٌ آخرُ)
2319 - قال البزار: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا أبو
أحمد، عن مندل بن علي، عن الأعمش، عن الحكم، عن أبي مجلزٍ، عن حُذيفة.
قال: (صافحني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا جُنبٌ) ثم قال: تفرد به مندلٌ عن
الأعمش (3) .
(أبو مسعودٍ عنهُ)
2320 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا أبو مالكٍ الأشجعي، عن ربعى بن حراشٍ، عن أبي مسعود الأنصاري، عن حُذيفة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كان رجلٌ ممن كان قبلكم يعمل بالمعاصي، فلما حضرهُ الموت قال لأهلهِ: إذا أنا مُت فحرقوني، ثم اطحنوني، ثم ذروني في البحر في يوم ريحٍ عاصفٍ. قال: فلما مات فعلوا. قال: فجمعهُ اللهُ
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/401.
(2) الخبر أخرجه أبو داود: باب الجلوس وسط الحلقة: 4/258؛ وأخرجه الترمذي في الأدب: باب ماجاء في كراهية القعود وسط الحلقة: 5/90.
(3) قال البزار أيضاً: (في الصحيح أنه ذهب فاغتسل قبل أن يصافحه) ، كشف الأستار: 1/163. قال الهيثمي: فيه مندل بن علي وقد وضعه أحمد ويحيى بن معين في رواية ووثقه في أخرى. مجمع الزوائد: 1/275.(2/418)
في يده فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: خوفك. قال: فإني قد غفرتُ لك) (1) تفرد به من هذا الوجه.
(أبو المغيرة الوليدُ [أو] أبو الوليد: المُغيرة عنهُ)
وهو عُبيد كما تقدم
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/388.(2/419)
2321 - حدثنا أبو أحمد، حدثنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاق، عن أبي المغيرة، عن حُذيفة. قال: (كان في لساني ذَرَبٌ على أهلي لم أَعدُهُ إلى غيره، فذكرتُ ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أين أنت من الاستغفار يا حُذيفةُ إني أستغفر / الله في اليوم مائة مرةٍ، وأتوبُ إليه. قال: فذكرتهُ لأبي بُردة بن أبي موسى، فحدثني عن أبي موسى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[قال] : إني لأستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرةٍ، وأتوبُ إليه) (1) .
2322 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سمعتُ أبا إسحاق. قال: سمعتُ الوليد أبا المغيرة، [أو المغيرة] أبا الوليد يُحدثُ: أن حذيفة قال: يارسول الله إني ذربُ اللسان وإنَّ عامة ذلك على أهلي. قال: فأين أنت من الاستغفار. [فقال] إني لأستغفر ربي في اليوم والليلة أو اليوم مائة مرةٍ) (2) .
2323 - رواهُ النسائي وابن ماجه كما تقدم في ترجمة عُبيدٍ (3) .
(أبو وائل عنهُ وهو [شقيق] ابن سلمة الأسدي) (4)
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/294 وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/396 وما بين المعكوفات استكمال منه.
(3) يرجع إلى ذلك، فيما تقدم.
(4) يراجع طبقات الحفاظ، ص 20؛ وتذكره الحفاظ: 1/60.(2/419)
2324 - حدثنا هُشيمٌ، قال الأعمش، أنبأنا [عن] أبي وائل، عن حُذيفة. قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى سُباطة قومٍ، فبال، وهو قائمٌ، ثم دعا بمآءٍ، فأتيتُهُ، فتوضأ ومسح على خفيهِ) .
رواهُ الجماعة عن الأعمش، زاد البخاري ومسلم والنسائي وشعبة كلاهما عن أبي وائلٍ بهِ قال وكيع: هذا أصح حديث رُوي عن النبي في المسح (1) .
2325 - حدثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن أبي وائلٍ، عن حُذيفة. قال: (بلغهُ أن أبا موسى كان يبولُ في قارورةٍ، ويقولُ: إن بني إسرائيل كانوا إذا أصاب أحدهم البولُ قرض ثوبهُ، أو قرض مكانهُ، قال حُذيفة: وددت أن صاحبكم لا يشددُ هذا التشديد، لقد رأيتني أتماشى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانتهينا إلى سُباطة قومٍ [فقام] يبولُ كما يبولُ أحدُكُمْ، فذهبت أتنحى عنهُ [قال: ادنه،] فدنوتُ منهُ حتى كنت عند عقبه) (2) .
2326 - حدثنا [أبو] معاوية، حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن حُذيفة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الدجال أعورُ العين اليُمنى. - أو
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في الوضوء: باب البول قائماً قاعداً: عن الأعمش عن أبي وائل، وجرير عن منصور عن أبي وائل، وشعبة عن منصور عن أبي وائل: 10/328، ثم من الطريق الأخير في المظالم: باب الوقوف والبول عند سباطة قوم: 4/117؛ كما أخرجه مسلم في الطهارة عن الأعمش عن شفيق عن حذيفة ثم عن جرير عن منصور عن أبي وائل: باب جواز البول قائماً: 1/558؛ وأبو داود في الطهارة: باب البول قائماً: 1/6؛ والترمذي في الطهارة: باب الرخصة في ذلك (أي في البول قائماً) : 1/19؛ والنسائي في الطهارة: باب الرخصة في البول في الصحراء قائماً: 1/26، وأخرجه من طريق شعبة عن سليمان عن أبي وائل؛ ثم عن شعبة عن منصور عن أبي وائل، وشعبة عن سليمان ومنصور عن أبي وائل. وأخرجه ابن ماجه في الطهارة: باب ماجاء في البول قائماً: 1/111.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/382.(2/420)
قال: اليُسرى -، جُفالُ (1) الشعر، معهُ جنةٌ ونارٌ) (2) .
رواهُ مُسلم وابن ماجه من حديث أبي معاوية (3) .
_________
(1) جفال الشعر: كثيره. النهاية.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/383؛ واللفظ عند أحمد: (أعور العين اليسرى) على القطع.
(3) الخبر أخرجاه في الفتن: مسلم في: (ذكر المجال) : 5/782؛ وابن ماجه في: باب فتنة الدجال وخروج عيسى بن مريم: 2/1353.(2/421)
2327 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن شقيقٍ، عن حُذيفة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: / (أحصُوا لي كم يلفظُ الإسلام؟ قُلنا: يارسول الله أتخافُ علينا ونحن بين الستمائة إلى السبعمائة؟ قال: فقال: إنكم لا تدرون لعلكم أن تُبْتَلُوا. قال: فابتلينا حتى جعل الرجل منا ما يصلي إلا سراً) (1) .
رواهُ البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه من حديث أبي معاوية (2) .
2328 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن مسعرٍ، حدثني واصل، عن أبي وائلٍ، عن حُذيفة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لقيهُ وهو في بعض طرقِ المدينة، فأهوى إليه. قال: قلتُ: إني جُنبٌ؟ قال: إن المؤمن لا ينجس) (3) .
2329 - حدثنا وكيع عن سُفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حُذيفة. قال: (قام فينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مقاماً، فما ترك شيئاً يكون بين
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/384.
(2) الخبر أخرجه البخاري في الجهاد: باب كتابة الإمام الناس: 6/178 وفيه: (اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس، فكتبنا له ألفاً وخمسمائة) ... الخ. وفي رواية أخرى: (فوجدناهم خمسمائة) ، وأخرجه مسلم في الإيمان: باب جواز الاستمرار بالإيمان للخائف: 1/360؛ والنسائي في السير في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/38؛ وابن ماجه في الفتن: باب الصبر على البلاء: 2/1336.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/384.(2/421)
يدي الساعة إلا ذكرهُ في مقامه ذلك، ذكرهُ من ذكرهُ، وحفظه من حفظهُ، ونسيه من نسيهُ. قال حذيفة: فإني لأرى أشياء قد كنت [نسيتها] فأعرفها كما يعرفُ الرجل وجه الرجل قد كان غائباً عنهُ، فيراهُ، فيعرفهُ) ، وقال وكيع مرةً: (فرآهُ فعرفهُ) (1) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/385.(2/422)
2330 - رواهُ البخاري ومسلم وأبو داود من حديث الأعمش به (1) .
2331 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا عبد العزيز بن مُسلم، حدثنا حُصين، عن أبي وائل، عن حُذيفة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ليردنَّ على الحوض أقوامُ فيختلجون (2) دوني، فأقولُ: رب أصحابي، رب أصحابي، فيُقال [لي] : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) (3) .
رواه البخاري ومسلم من حديث حُصينٍ (4) .
2332 - حدثنا وهب بن جريرٍ، حدثنا أبي، سمعت الأعمش، عن أبي وائل، عن حُذيفة قال: ذُكر الدجال عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (لانا لفتنةِ بعضكُم أخوفَ عندي من فتنة الدجال، ولن ينجو أحدٌ مما قبلها إلا نجا منها، وما صنعتْ فتنةٌ منذُ كانت الدنيا صغيرةٌ ولا كبيرةٌ إلا لفتنةَ الدجال) (5) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في القدر: باب وكان أمر الله قدراً مقدوراً: 11/494؛ ومسلم في الفتن وأشراط الساعة: 5/741؛ وأبو داود في أول كتاب الفتن والملاحم: باب ذكر الفتن ودلائلها: 4/94.
(2) يختلجون: يجتذبون ويقتطعون. النهاية: 1/310.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/388.
(4) الخبر أخرجه البخاري في الرقاق تعليقاً: باب في الحوض وقول الله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر} : 11/463؛ ومسلم في الفضائل: باب حوض نبينا - صلى الله عليه وسلم - وصفته: 5/157.
(5) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/389.(2/422)
2333 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سُفيان، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن/ حُذيفة. قال: (قام فينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قياماً ما ترك فيه شيئاً يكون قبل الساعةِ إلا قد ذكرهُ، حفظهُ من حفظه، ونسيهُ من نسيهُ، إني لأرى الشئ فأذكرهُ كما
يُعرفُ الرجلُ وجه الرجل غابَ عنهُ، ثم رآهُ فعرفهُ) (1) .
2334 - حدثنا معاويةُ بن عمرو، حدثنا زائدة، عن حُصين، عن شقيق. قال: سمعتُ حُذيفة. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام للتهجد يشوص (2) فاهُ بالسواك) (3) .
2335 - حدثنا هاشم، حدثنا مهدي، عن واصلٍ الأحدب (4) ، عن أبي وائل. قال: بلغ حُذيفة عن رجلٍ ينمُّ الحديث، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (لا يدخلُ الجنة نمَّام) (5) .
2336 - رواهُ مسلم عن شيبان بن فروخٍ وعبد الله بن محمد بن أسماء كلاهُما عن مهدي بن ميمون بهما به (6) .
2337 - حدثنا سُريج بن النعمان، حدثنا هُشيم، عن مُغيرة، عن أبي وائلٍ، عن ابن مسعودٍ، وحصين، عن أبي وائلٍ، عن حُذيفة. قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنا فرطكم على الحوض أنظركم ليرفع لي
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/389.
(2) يشوص فاه: يدلك أسنانه وينقيها وقيل: هو أن يستاك من سفل إلى علو. وأصل الشوص الغسل. النهاية: 2/240.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/390.
(4) سقط من المسند: (عن أبي وائل) وواصل بن حبان الأحدب الأسدي روى عن أبي وائل. تهذيب التهذيب: 11/113.
(5) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/391.
(6) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان: باب بيان غلظ تحريم النميمة: 1/302.(2/423)
رجالٌ منكم، حتى إذ عرفتهم اختلجوا دُوني، فأقولُ: رب أصحابي رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) (1) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/393.(2/424)
2338 - حدثنا محمد بن عُبيد، حدثنا الأعمش، عن منصورٍ (1) ، عن شقيق قال: قال حُذيفة: (إن أشبه الناس هدياً ودلاً وسمتاً بمحمد - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن مسعودٍ [من] حين يخرج من بيته إلى أن يرجع لا أدري ما يصنعُ [في بيتهِ] ) (2) .
رواهُ البخاري عن إسحاق بن إبراهيم عن أبي أسامة عن الأعمش به (3) .
2339 - حدثنا زائدةُ، عن الأعمش، عن شقيق. قال: كنتُ قاعداً مع حُذيفة، فأقبل عبد الله بن مسعودٍ، فقال حُذيفةُ: (إن أشبه الناس دلاً وهدياً وسمتاً برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حين يخرجُ من بيته إلى أن يرجع، فلا أدري ما يصنعُ في أهلهِ كعبد الله بن مسعودٍ، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - أن عبد الله من / أقربهم [عند الله] وسيلةً يوم القيامةِ) (4) .
2340 - حدثنا عفان، حدثنا مهدي، حدثنا واصل الأحدبُ، عن أبي وائلٍ عن حُذيفة: أنهُ رأى رجلاً لا يُتم ركوعهُ ولا سجودهُ، فلما انصرف من صلاته دعاه حذيفة، فقال له: منذُ كم صليت هذه الصلاة؟ قال: قد صليتها منذُ كذا وكذا، فقال حذيفة: ما صليت، أو قال: ما
_________
(1) في المسند: (الأعمش عن شقيق قال حذيفة) .
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/394.
(3) الخبر أخرجه البخاري في الأدب: باب الهدى الصالح: 10/509.
(4) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/394.(2/424)
صليت لله صلاةً - شك مهدي - وأحسبهُ قال: ولو مُت مُت على غير سنة محمد - صلى الله عليه وسلم -) (1) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/396.(2/425)
2341 - رواهُ البخاري عن الصلت بن محمد، عن مهدي بن ميمون به (1) .
2342 - حدثنا أبو معاوية [وابن نمير] ، حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن حُذيفة. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل يشُوصُ فاهُ) . قال ابن نمير: قلتُ للأعمش: بالسواك؟ قال نعم) (2) .
2343 - حدثنا حماد بن خالد، عن مهدي، عن واصل الأحدب، عن أبي وائل قال: قيل لحذيفة: إن رجلاً يَنُمّ الحديث، قال حُذيفة: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (لا يدخل الجنة نمامٌ) (3) .
2344 - حدثنا مُؤملٌ، حدثنا عبد العزيز - يعني ابن مُسلم -، حدثنا حُصين، عن أبي وائلٍ، عن حُذيفة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ليردن على الحوض أقوامٌ، فإذا رأيتُهم اختلجوا دوني، فأقولُ: أي رب أصحابي أصحابي، يُقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) (4) .
إنتهى
الجزء الثالث عشر من) تجزئة المصنف (
ويليه الجزء الرابع عشر
بإذن الله
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري عن الصلت بن محمد في كتاب الصلاة مرتين: باب إذا لم يتم السجود: 1/495، وأعاده في كتاب الآذان: 2/295، وأخرجه من طريق حفص بن عمر: باب إذا لم يتم الركوع: 2/274.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/397.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/399.
(4) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/400.(2/425)
الجزء الرابع عشر
/ بسم الله الرحمن الرحيم(2/426)
2345 - حدثنا وكيعٌ، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حُذيفة قال: (قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقاماً، فأخبرنا بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة، حفظهُ، ونسيهُ من نسيهُ) (1) .
2346 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن الأعمش، حدثني شقيق، سمعتُ حُذيفة ووكيعٌ، عن الأعمش، عن شقيق، عن حُذيفة، [وحدثنا محمد بن عبيد، وقال: سمعت حذيفة] . قال: كنا جُلوساً عند عُمر فقال: أيكم يحفظُ قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفتنة؟ قلت: أنا. قال: إنك لجرىءٌ عليها، أو عليه، قلت: فتنةُ الرجل في أهله وماله وولده [وجاره] يُكفرها الصلاةُ والصدقةُ والأمرُ بالمعروف، والنهي عن المنكر، قال: ليس هذا أُريد، ولكن الفتنةُ التي تمُوجُ كموج البحر، قلت: ليس عليك منها بأسٌ يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها باباً مغلقاً، فقال: أيُكسر أم يُفتح؟ قلت: بل يُكسر. قال: إذاً لا يُغلق أبداً. قُلنا: أكان عُمرُ يعلم من البابُ؟ قال: نعم. كما يعلم أن دُون غدٍ ليلةً [قال وكيع في حديثه: قال: فقال مسروق لحُذيفة: يا أبا عبد الله كان عمر يعلم ما حدثه به؟ قلنا: أكان عمر يعلم من الباب؟ قال: نعم. كما يعلم أنَّ دون غدٍ ليلةً] إني حدثتُهُ حديثاً ليس بالأغاليظ. قال: فهبنا حُذيفة أن نسألهُ من البابُ، فأمرنا مسروقاً، فسألهُ، فقال: البابُ عمر) (2) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/401.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/401.(2/426)
2347 - رواهُ الجماعة إلا أبا داود من حديث الأعمش، زاد البخاري ومسلمٌ وجامعُ بن أبي راشدٍ: كلاهُما عن شقيق أبي وائل عنهُ (1) .
2348 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن الأعمش، حدثني شقيقٌ، عن حُذيفة. قال: (كنتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في طريق [فتنحى] ، فأتى سُباطة قومٍ [فتباعدت منه، فأدناني حتى صرتُ قريباً من عقبيه] فبال قائماً، ودعا بماءٍ، فتوضأ، ومسح على خفيه) (2) .
2349 - حدثنا وكيع، حدثنا سُفيان [وعبد الرحمن عن سفيان] ، عن منصور، وحصين عن أبي وائلٍ، قال عبد الرحمن: والأعمش عن أبي وائلٍ، عن حُذيفة. قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل - وقال وكيع: للتهجد - يشوصُ فاهُ بالسواك) (3) .
2350 - حدثنا وكيع، حدثنا مسعر، / عن واصلٍ، عن أبي وائلٍ، عن حُذيفة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوهُ: (أنهُ لقى النبي - صلى الله عليه وسلم - فحاد عنهُ، فاغتسل، ثم جاء فقال: (المسلم لا ينجسُ) (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في الصلاة: باب الصلاة كفارة: 2/8، وأخرج أطرافه في الزكاة: باب الصدقة تكفر الخطيئة: 3/301، وفي الصوم: باب الصوم كفارة: 4/110، وفي المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام: 6/603، وفي الفتن: باب الفتن التي تموج كموج البحر: 13/48؛ وأخرجه مسلم من طرق في الفتن: كتاب الفتن وأشراط الساعة: 5/742؛ وأخرجه الترمذي في الفتن: الفتنة التي تموج كموج البحر: 4/524؛ والنسائي في الصلاة الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/38؛ وابن ماجه في الفتن: باب ما يكون من الفتن: 2/1305.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/402، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/402، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(4) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/402.(2/427)
2351 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن منصور، سمعتُ أبا وائلٍ يُحدثُ: أن أبا موسى كان يُشدد في البولِ قال: كان بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم [البول] يتبعهُ بالمقراض. قال حُذيفة: وددتُ أنه لا يشددُ: (لقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى، أو قال مشى إلى سُباطة قومٍ فبال، وهو قائمٌ) (1) .
2352 - حدثنا أسود بن عامرٍ، حدثنا أبو بكر، عن عاصم، عن أبي وائلٍ، عن حُذيفة: بينا أنا أمشي في طريق المدينة، قال: إذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي. قال: فسمعتهُ يقول: (أنا محمدٌ وأحمدُ، ونبيُّ الرحمة، ونبي التوبة، ونبيُّ الملاحم، والحاشر والمُقفي) (2) .
رواهُ الترمذي في الشمائل عن محمد بن طريفٍ، عن أبي بكرٍ عن عياشٍ بهِ (3) .
2353 - حدثنا عبد الصمد، عن مهدي، عن واصلٍ، عن أبي وائلٍ، عن حُذيفة: أنهُ بلغهُ أن رجلاً ينمُ الحديث، فقال حذيفة: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا يدخل الجنة نمامٌ) (4) .
2354 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثني شعبة عن حُصين، قال: سمعتُ أبا وائلٍ يحدثُ عن حذيفة. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى التهجد يشُوص فاهُ بالسواك) (5) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/402.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/402.
(3) مختصر الشمائل: باب ماجاء في أسماء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ص 394.
(4) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/406.
(5) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/407.(2/428)
(حديثٌ آخرُ)(2/429)
2355 - رواهُ البخاري في الفتن عن آدم [بن أبي إياسٍ] ، عن شُعبة، عن واصلٍ، عن أبي وائلٍ، عن حُذيفة. أنهُ قال: (إن النفاق اليوم شرٌّ منهُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنَّ أولئك أسروا نفاقهم وإن هؤلآء أعلنوا نفاقهُم) (1) .
2356 - رواهُ النسائي عن إسحاق بن إبراهيم، عن يحيى بن آدم، عن مالك بن مغولٍ عن واصلٍ الأحدب (2) . /
(حديثٌ آخرُ)
2357 - رواهُ البخاري في التفسير عن إسحاق، عن النَّضْر، عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن حُذيفة: ( {وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (3) [قال] نزلتُ في النفقةِ) (4) .
(حديثٌ آخرُ)
2358 - رواهُ ابن ماجه، من حديث أبي بكرٍ عن عياشٍ، عن عاصم، عن أبي وائلٍ: أن حذيفة (5) رأى شبث بن ربعى بزق بين يديه، فقال: [يا شبثُ. لا تبزُقْ بين يديك] فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[كان]
_________
(1) لفظ البخاري: (إن المنافقين اليوم ... ) أخرجه في الفتن: باب إذا قال عند قوم شيئاً ثم خرج فقال بخلافه: 13/68.
(2) الخبر أخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/39.
(3) الآية 195 سورة البقرة.
(4) الخبر أخرجه البخاري في التفسير: باب وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين: 8/185.
(5) في الأصل المخطوط: (أن حذيفة) وأنفقوا في سبيل الله) مثله ورأى ثبت (وهو خطأ من الناسخ عكر على سياق الخبر.(2/429)
ينهى عن ذلك [وقال: (إن الرجل إذا قام يصلي أقبل الله عليه بوجهه، حتى ينقلب أو يحدث حدث سوءٍ) ] (1) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه في الصلاة: باب المصلى يتنخم: 1/327؛ وقال في الزوائد: رجال إسناده ثقات.(2/430)
2359 - قال البزار: حدثنا الفضل بن سهلٍ، حدثنا أبو النضر: هاشم بن القاسم، حدثنا محمد بن طلحة بن مُصرفٍ، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن حُذيفة. قال: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن لبس الحرير والديباج، وأن يُشرب في آنية الذهب والفضة وقال: وهي لهم في الدنيا ولكم في الآخرة) (1) .
2360 - ثم رواهُ عن عُبيد الله بن يوسف عن عليٍ بن عابسٍ، عن الأعمش وغيره، عن أبي وائلٍ عن حُذيفة مرفوعاً مثلهُ (2) .
(حديثٌ آخرُ)
2361 - قال البزار: حدثنا الحسن بن علي بن جعفرٍ الأحمر، حدثنا داود ابن الربيع، حدثنا قيسٌ، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حُذيفة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ويلٌ للمالك من المملوك، وويلٌ للمملوك من المالك) (3) .
_________
(1) صفحة 412.
(2) صفحة 412.
(3) قال البزار: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا قيس، كشف الأستار: 4/159. وقال الهيثمي: رواه البزار وفيه من لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 10/348.(2/430)
(حديثٌ آخرُ)
في المزيد يوم الجمعة (1) ، واجتماع أهل الجنة فيه
للنظر إلى وجه ربهم الكريم
_________
(1) التعبير يشير إلى ماجاء في الخبر (فينادي منادٍ: يا أهل الجنة أخرجوا إلى دار المزيد) (هذا يوم المزيد) .(2/431)
2362 - كما ورد من حديث أنس وعبد الله بن عمرو وغيرهما وقد رواهُ البزارُ هاهُنا من حديث يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن المبارك، عن القاسم ابن مطيب، عن الأعمش، عن وائلٍ، عن حُذيفة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرهُ بطُوله وهو سياقٌ حسنٌ (1) .
قال البزارُ: [لا نعلمه يروي عن حُذيفة إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم رواهُ عن الأعمش إلا القاسم، ولا حدث به إلا يحيى، عن إبراهيم. وسمعت] أحمد بن عمر بن عُبيدة قال: ذاكرتُ عليَّ بن المديني بهذا الحديث فقال: عزيزٌ ما سمعتُهُ. وقال لي إبراهيم بن المبارك - معروفٌ من بيت أبي صلابة قومٌ مشاهيرٌ. [كانوا بالبصرة -: يروى في يوم الجمعة عن أنس وعبد الله بن عمرو، وحُذيفة وسمرة] (2) .
(حديثٌ آخرُ)
2363 - رواهُ البزارُ من حديث يزيد بن سنانٍ، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن حُذيفة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يُوشكُ أن يملأَ الله أيديكم من العجم، ويجعلهم أُسداً لا يفرُّون، فيضربون رقابكُم، ويأكلون فيئكم) (3) .
_________
(1) الخبر فيه طول أورده في كشف الأستار: 4/193: باب في نعيم أهل الجنة، وقال الهيثمي: رجال البزار رجال الصحيح: 10/415.
(2) الزيادة التي بين معكوفات استكمال من كشف الأستار.
(3) قال البزار: لا نعلمه يروي عن حذيفة إلا بهذا الإسناد، ولا رواه عن الأعمش إلا يزيد، كشف الأستار: 4/129، وقال الهيثمي: رواه البزار وفيه يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي وهو متروك: 7/311.(2/431)
(حديثٌ آخرُ)(2/432)
2364 - رواهُ البزار، حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة، حدثنا عبد الله ابن موسى، حدثنا إسرائيل، عن عاصم، عن أبي وائلٍ، عن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن بين يدي الساعة كذابين) (1) .
(حديثٌ آخر)
2365 - قال البزار: حدثنا عبد الله بن الوضاح الكوفي، حدثنا يحيى بن اليمان، حدثنا إسرائيل، عن أبي اليقظان (2) ، عن أبي وائلٍ، عن حُذيفة. قال: قالوا: يارسول الله ألا تستخلف علينا؟ قال: إني إن أستخلف عليكم فتعصون خليفتي ينزل عليكم العذابُ. قالوا: ألا تستخلفُ أبا بكرٍ؟ قال: [إن تستخلفوهُ] تجدوهُ ضعيفاً في بدنه قوياً في أمر الله. قالوا: [ألا] تستخلف عُمر؟ قال: إن تستخلفوهُ تجدوهُ قوياً في بدنه قوياً في أمرِ الله. قالوا: ألا تستخلفُ علياً؟ قال: إن تستخلفوهُ - ولن تفعلوا - يسلك بكم الطريق [المستقيم] وتجدوه هادياً مهدياً (ثم قال: لا يُعرف إلا من هذا الوجه، وأبو اليقظان اسمهُ عثمان بن عُمير (3) .
(ابنٌ لحذيفة عنهُ)
2366 - حدثنا وكيع، حدثنا أبو العميس، عن أبي بكر بن
_________
(1) قال البزار: لا نعلمه يروي عن حذيفة بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، كشف الأستار: 4/132، وقال الهيثمي: رجال البزار رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 7/332.
(2) في الأصل المخطوط: (حدثنا شريك عن أبي الطفيل عن أبي وائل) وما أثبتناه من المرجع.
(3) كشف الأستار: 2/224، وقال الهيثمي: فيه أبو اليقظان عثمان بن عمير وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/176.(2/432)
عمرو بن عتبة (1) ، عن ابنٍ لحُذيفةٍ، / عن أبيه: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دعا لرجلٍ أصابتهُ وأصابت ولدهُ وولد ولدهِ) (2) تفرد به.
_________
(1) في الأصل المخطوط: (حدثنا أبو العباس عن أبي بكر بن عمير وعنه عن ابن لحذيفة) وما أثبتناه من المسند.
وأبو العميس مصغراً: عتبة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهزلي روى عنه وكيع. تهذيب التهذيب: 7/97.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/386.(2/433)
2367 - حدثنا [أبو] نُعيمٍ، حدثنا مسعرٌ، عن أبي بكر بن عمرو بن عُتبة، عن ابنٍ لحذيفة - قال مسعرٌ: وقد ذكرهُ مرةً عن حُذيفة -: (إن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتُدرك الرجل، وولدهُ وولد ولده) (1) .
2368 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا زائدة، عن عبد الملك بن عُمير، حدثني ابن أخي حُذيفة، [عن حُذيفة] . قال: (أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلةٍ لأصلي بصلاته، فافتتح، فقرأ [قراءة] ليست بالخفيفة، ولا بالرفيعة، قراءةً حسنةً، يرتل فيها يسمعنا، قال: ثم ركع نحواً من قيامه، ثم رفع رأسهُ نحواً من ركُوعه، فقال: سمع الله لمن حمده، ثم قال: الحمد لله ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، حتى فرغ من الطول وعليه سوادٌ من الليل) قال عبد الملك: هو تطوع الليل تفرد به (2) .
(ابن عمٍ لحذيفة)
2369 - حدثنا سريح بن النعمان، حدثنا حماد، عن عبد الملك بن عُمير، قال: حدثني ابن عمٍ لحذيفة، عن حُذيفة. قال:
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/400.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/401.(2/433)
(قمتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلةٍ، فقرأ السبع الطوال في سبع ركعاتٍ، وكان إذا رفع رأسهُ من الركوع قال: سمع الله لمن حمدهُ، ثم قال: الحمد لله ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، وكان ركوعهُ نحواً من قيامه، وسجودُهُ نحواً من ركوعه. فقضى صلاتهُ وقد كادت رجلاي تنكسر) (1) تفرد به.
(مولى شُرحبيل بن حسنة عن حُذيفة)
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند مع اختلاف في بعض لفظه: 5/388.(2/434)
2370 - حدثنا هارون بن معروفٍ، قال عبد الله: وسمعتُ أنا [من] هارون، [حدثنا] ابن وهبٍ، حدثني عمرو بن الحارث: أن عمرو بن شُعيب حدثهُ: أن مولى شُرحبيل بن حسنة حدثهُ: أنهُ سمع عُقبة بن عامرٍ الجهني وحُذيفة بن اليمان يقولان: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كُل ما ردت عليك قوسك) (1) .
2371 - حدثنا حسنٌ، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا عمروُ بن الحارث، عن عمرو / بن شعيب [أنه] حدثه: أن مولى شُرحبيل بن حسنة حدثه: أنه سمع عُقبة بن عامر الجُهني، وحُذيفة بن اليمان يقولان: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كل ما ردت عليك قوسك) (2) تفرد به.
(اليشكري عنهُ)
2372 - حدثني بهزٌ، وأبو النضر، قالا: حدثنا سُليمان بن المغيرة، حدثنا حُميد - هُو ابن هلالٍ - قال أبو النضر في حديثه: حدثني حُميدٌ - يعني ابن هلالٍ- قال: حدثنا نصر بن عاصمٍ الليثي،
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/388 وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) الموطن السابق.(2/434)
قال: أتيتُ اليشكري في رهطٍ من بني ليثٍ. قال: فقال: من القومُ؟ قال: قُلنا: بنو الليث. قال: فسألناه وسألنا، ثم قُلنا: [أتيناك] نسألك عن حديث حُذيفة، قال: أقبلنا مع أبي موسى قافلين، وغلت الدوابُّ بالكوفة، فاستأذنتُ [أنا] وصاحبٌ لي أبا موسى، فأذِنَ لنا، فقدمنا الكوفة باكراً من أول النهار، فقلتُ لصاحبي: إني داخلٌ المسجد، فإذا قامت السوقُ خرجتُ إليك، قال: فدخلتُ المسجد، فإذا فيه حلقةٌ كأنما قطعتْ رءوسهم يستمعون إلى حديث رجلٍ، فقمتُ عليهم، فقلتُ لرجلٍ إلى جنبي: من هذا؟ قال: أبصريٌّ أنت؟ قلتُ: نعم. قال: قد عرفت لو كنت كوفياً لم تسل عن هذا. هذا حذيفة بن اليمان. قال: فدنوت منه فسمعتهُ يقولُ: (كان الناس يسألون عن الخير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكنتُ أسألهُ عن الشر، وعرفتُ أن الخير لن يسبقني. قلتُ: يا نبي الله أبعد هذا الخير شرٌ؟ قال: (ياحُذيفة. تعلم كتاب الله، واتبع ما فيه) . ثلاث مراتٍ. قال: قلتُ: يارسول الله أبعد هذا الخير شر؟ قال: فتنةٌ وشرٌ. قال: قلتُ: يارسول الله أبعد هذا / الشر خيرٌ؟ قال: هدنة على دخنٍ، وجماعة على أقذاء. قال قلتُ: يارسول الله الهدنة على دخنٍ ماهي؟ قال لا ترجع قلوبُ أقوامٍ على الذي كانت عليه. قال قلتُ: يارسول الله أبعد هذا الخير شرٌّ؟ قال: فتنةٌ عمياءٌ صماءُ عليها دُعاةٌ على أبواب النار، وأن تموت ياحُذيفة، وأنت عاضٌّ على جُذْلٍ خيرٌ لك من أن تتبع أحداً منهم) (1) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/386 وقد وردت في الأصل المخطوط عبارتان من تخليط النساخ والتزمنا بنص المسند.(2/435)
2373 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد، حدثنا علي بن زيد، عن اليشكري، عن حُذيفة. قال: قلتُ: يارسول الله هل بعد هذا الخير(2/435)
شرٌ. كما كان قبله شرٌّ؟ قال: يا حذيفة إقرأ كتاب الله، واعمل بما فيه، فأعرض عني، فأعدتُ عليه ثلاث مراتِ، وعلمتُ أنه إن كان خيراً اتبعتهُ، وإن كان شراً اجتنبتهُ، فقلتُ: وهل بعد هذا الخير شرٌّ؟ قال: نعم فتنةٌ عمياءُ صماءُ ودُعاةُ ضلالةٍ على أبواب جهنم. من أجابهم قذفوه فيها) (1) .
(رجلٌ من بني عبسٍ عنه)
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/406.(2/436)
2374 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة: رجلٍ من الأنصار، عن رجلٍ من عبسٍ، عن حُذيفة: (أنه صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الليل، فلما دخل في الصلاة قال: الله أكبر ذو الملكوتِ، والجبروت، والكبرياء، والعظمة. قال: ثم قرأ البقرة، ثم ركع، فكان ركوعُهُ نحواً من قيامه، وكان يقولُ: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، ثم رفع، فكان قيامهُ نحواً من ركوعهِ، وكان يقول: لربي الحمدُ، لربي الحمدُ، ثم سجد، فكان سجودُهُ نحواً من قيامه، وكان يقولُ: سُبحان ربي الأعلى، [سبحان ربي الأعلى] . فرفع رأسهُ، فكان مابين السجدتين نحواً من السجود، فكان يقولُ: رب اغفر لي. رب أغفر لي. حتى قرأ البقرة وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام) / شعبة الذي يشك في المائدة [والأنعام] ) (1) .
2375 - رواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث شُعبةُ (2) .
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/398.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في الصلاة: باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده: 1/231؛ والترمذي في الشمائل: باب عبادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ص 300؛ والنسائي في الصلاة: باب ما يقول في قيامه ذلك) يعني القيام بين الرفع من الركوع والسجود) : المجتبي: 2/157.(2/436)
(رجلٌ من الأنصار عنهُ)(2/437)
2376 - حدثنا أبو نُعيم، حدثنا سُفيان، عن عُمر بن محمد، عن عُمر مولى عُفرة، عن رجل من الأنصار، عن حذيفة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن لكل أمةٍ مجوساً، ومجوسُ هذه الأمة الذين يقولون لا قدر. فمن مرض منهم فلا تعودُوهُ، ومن مات فلا تشهدوه، وهُم شيعةُ الدجال، حقاً على الله أن يلحقهم به) (1) .
رواهُ أبو داود عن محمد بن [أبي] كثير عن سُفيان الثوري به (2) .
(بعض أصحاب أبي إسحاق عنهُ)
2377 - حدثنا عبد الرحمن، عن سُفيان، عن أبي إسحاق، قال: حدثني بعضُ أصحابنا، عن حُذيفة: أن المشركين أخذوه وأباهُ، فأخذوا عليهم ألا يقاتلوهم يوم بدرٍ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فوا لهُمْ، ونستعين الله عليهم) (3) .
(رجلٌ عنهُ)
2378 - حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا الحجاج بن فرافصة، قال: حدثني رجلٌ، عن حذيفة بن اليمان: [أنهُ] أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: بينا أنا أصلي إذ سمعتُ متكلماً يقول: (اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، بيدك الخير كلهُ، وإليك يرجع الأمر كلهُ، علانيته وسره، فإنك أهلٌ أن تحمد، إنك على كل شئ قدير، اللهم اغفر لي جميع ما مضى من ذنوبي، واعصمني فيما بقي من عمري، وارزقني
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/406.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في السنة: باب في القدر: 4/222.
(3) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/397.(2/437)
عملاً صالحاً ترضى به عني) ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ذاك ملك [أتاك] يُعلمُك تحميد ربك عز وجل) (1) تفرد به.
(رجلٌ آخرُ عنهُ)
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/395.(2/438)
2379 - حدثنا محمد بن [جعفر، حدثنا] عن منصور، عن ربعى. قال: سمعتُ رجلاً [في جنازة حُذيفة] يقول: سمعتُ صاحب هذا السرير يقول: (ما بي بأس ما سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولئن اقتتلتم لأدخلن بيتي، فلئن دُخل عليَّ لأقولن: ها، بُؤ بإثمي / وإثمك) (1) تفرد به.
2380 - حدثنا حُسين بن محمد، حدثنا شيبان، عن منصور، عن ربعى بن حراش قال: كنت في جنازةِ حُذيفة، فقال رجل من القوم: سمعتُ هذا يقول - يعني حُذيفة -: (ما بي بأسٌ فيما سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولئن اقتتلتم لأنظُرن أقصى بيتٍ من داري، فلأدخلنَّهُ، فلئن دخل عليَّ لأقولنَّ: ها، بُؤ بإثمي، وإثمك أو بذنبي وذنبك) (2) .
(حديثٌ آخرُ)
2381 - عن حُذيفة وعمارٍ رواهُ أبو داود من طريق ابن جُريج: حدثني أبو خالدٍ، عن عدي بن ثابتٍ، حدثني رجلٌ: أنهُ كان مع عمارٍ [بالمدائن] ، فأقيمت الصلاةُ، فتقدم حُذيفة، فأخذ على يديه، فاتبعهُ عمارٌ حتى أنزلهُ حُذيفةُ، فلما فرغ عمار من صلاته قال له حُذيفة: ألم تسمع رسولَ الله
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/389 وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/393.(2/438)
- صلى الله عليه وسلم -: إذا أمَّ الرجلُ القوم، فلا يقُمْ في مكانٍ أرفع من مقامهم - أو نحو ذلك -، فقال عمارُ: لذلك اتبعتُك حين أخذتَ على يدي) (1) .
(بلاغٌ لعلي بن يزيد عن حُذيفة: وهو ابن يزيد الدمشقي) (2)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في الصلاة: باب الإمام يقوم مكاناً أرفع من مكان القوم: 1/163.
(2) في الأصل المخطوط: (علي بن زيد) وتكرر وهو علي بن يزيد بن أبي هلال أبو عبد الملك الألهاني الدمشقي روى عنه بكر بن عمرو المعافري وآخرون. تهذيب التهذيب: 7/396.(2/439)
2382 - حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا حيوة، حدثني بكر بن عمرو، أن أبا عبد الملك: علي بن يزيد الدمشقي، حدثهُ: انه بلغهُ عن حُذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهُ قال: (إن أفضل الدار القريبة - يعني على المسجد - على الدار البعيدة كفضل الغازي على القاعد) (1) تفرد به.
(حديثٌ آخرُ)
2383 - قال أبو يعلى: حدثنا روح بن حاتمٍ، حدثنا هُشيم، حدثني الكوثر ابن حكيم، عن مكحول (2) . قال: بلغني عن حُذيفة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا إن بعد زمانكم هذا زماناً عضوضاً، يعضُّ الموسرُ على ما في يده حِذار الإنفاق [وقد] قال [الله تعالى] {وما أنفقتُم من شئ فهو يخلفهُ وهو خير الرازقين} (3) وسيد شرار الخلق، يُبايعون
_________
(1) من حديث حذيفة بن اليمان في المسند: 5/399.
(2) روح بن حاتم البزار بغدادي: روى عن هشيم وغيره وعنه أبو يعلى وغيره. عن ابن معين: ليس بشئ وكوثر بن حكيم: روى عن عطاء ومكحول آراء الأئمة فيه مظلمة. يراجع الميزان: 2/58، 3/416.
(3) أخرجه أبو يعلى من حديث حذيفة كما في جمع الجوامع للسيوطي: 1/3317.(2/439)
كل مضطرٍ [ألا] إن بيع المضطرين حرامٌ. ألا إن بيع المضطرين حرامٌ، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، إن كان عندك معروفٌ فعُد به على أخيك ولا تزدهُ هلاكاً إلى هلاكِهِ) (1) .
_________
(1) أخرجه أبو يعلى ... (انظر الصفحة السابقة) .(2/440)
371 - (حذيم بن حنيفة: أبو حنظلة الحنفي من أعراب البصرة/ (1) له ولأبيه وجده وابنه صحبة)
2384 - قال: (أخذ أبي حنيفة بيدي، فأتى بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:
يارسول الله إني ذُو بنين، وهذا أصغرهم قسمتُ عليه. قال: فأخذ بيدي
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومسح رأسي، وقال: بارك الله لك فيه) (2) رواهُ الطبراني
عن أحمد بن داود، عن محمد بن أبي بكرٍ المقدمي، عن ذيال بن عُبيد
- يعني ابن حنظلة -، عن جده، عن أبيه حذيمٍ، فذكرهُ. قال: فكان
حنظلة يؤتى بالإنسان الورم فيمسح بيده عليه ويقول بسم الله فيذهبُ
الورمُ (3) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: (حذيفة) والصواب حذيم بكسر فسكون ثم فتح وكثير من الأئمة ترجم له عن طريق وله حنظلة.
وله ترجمة في أسد الغابة: 1/470؛ وفي الإصابة مع ابنه حنظلة بن حذيم بن حنيفة: 1/359؛ والاستيعاب: 1/282، 1/363؛ والتاريخ الكبير: 3/37؛ وثقات ابن حبان: 3/92؛ والمعجم الكبير للطبراني: 4/7. ويراجع في ضبطه التاريخ الكبير والمشتبه: 222.
(2) () ... الخبر أخرجه أحمد في المسند: 5/67 وفيه طول من حديث حنظلة بن حذيم - رضي الله عنه - كما أخرجه البخاري في التاريخ الكبير: 3/37.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 4/7، 16، قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه، وأحمد في حديث طويل، ورجال أحمد ثقات: 9/408.(2/440)
372 - (حذيم بن عمرو السعدي في سادس الكوفيين) (1)
2385 - حدثنا علي بن بحرٍ، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن مُغيرة،
عن موسى بن زيادٍ بن حذيم السعدي، عن أبيه، عن جده حذيم بن عمرو:
أنهُ شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع، فقال: (ألا إن دماءكم
وأموالكم وأعراضكُم عليكم حرامٌ، كحرمة يومكم هذا [وكحرمة شهركم
هذا، وكحرمة بلدكم هذا] ) . قال أبو عبد الرحمن: وحدثني أبو خيثمة قال: حدثنا جريرٌ فذكرهُ مثله (2) .
2386 - وكذا رواهُ النسائي عن علي بن حجرٍ عن جرير بهِ (3) .
373 - (حرامٌ بن مُعاوية)
ومنهم من يقول: حزام بالزاي (4)
2387 - روى له أبو موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيمن فتح بابه لذوي
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/470؛ والإصابة: 1/318؛ والاستيعاب: 1/363؛ والتاريخ الكبير: 3/127؛ والمعجم الكبير للطبراني: 4/7 وكلها لم تختلف في اسمه إلا أن ابن الأثير نقل خلافاً في ضبط الاسم عند أبي نعيم ولكن الإمام أحمد أخرج حديثه باسم حذيم بن عمرو السعدي: 4/336.
(2) الخبر بطريقيه أخرجه في المسند من حديث حذيم بن عمرو السعدي. وقد سبقت الإشارة إلى ذلك: 4/336، وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير: 3/127، وما بين المعكوفين استكمال من المسند.
(3) الخبر أخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/58.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/473، وأشار إلى الخلاف في اسمه وأن عبدان قال: خزام بالزاي وترجم له ابن حجر في القسم الرابع من الإصابة: 1/393 وقال: أرسل حديثاً فذكره عبدان في الصحابة، وذكر أن ابن حاتم والبخاري والدارقطني وابن حبان قالوا: أحاديثه مراسيل.
ومنهم من قال أن حرام بن معاوية هو حرام بن حكيم الذي يروي عن عمه عبد الله بن سعد، وأخرج أحاديث أصحاب السنن. وقد فرق بينهما البخاري والدارقطني والعسكري وغيرهم وحزم ابن حزم أنه تابعي. وهناك من وهم البخاري في التفريق بينهما.
وقد ترجم البخاري في التاريخ الكبير للرجلين: 3/101، 102 وكذلك فرق فيهما ابن حبان وأوردهما في التابعين. الثقات: 4/185.
وقد أخرج الإمام أحمد في مسند عبد الله بن سعد حديثاً عن حرام بن حكيم عن عمه عبد الله ابن سعد أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: وحديثاً آخر عن حرام بن معاوية عن عمه عبد الله بن سعد قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، المسند: 4/342.(2/441)
الحاجات، أو أغلقهُ دُونهُم (1) .
_________
(1) يرجع إلى الخبر عند ابن الأثير في الترجمة.(2/442)
2388 - وقال ابن أبي حاتمٍ روايته عن [النبي - صلى الله عليه وسلم -] مُرسلة فالله أعلم (1) .
374 - (حربٌ بن أبي حربٍ) (2)
2389 - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليس على المسلمين عُشُورٌ إنما العشور على اليهود والنصاري) (3) .
2390 - كذا رواهُ وكيعٌ عن سُفيان عن عطاء بن السائب عن حرب بن عُبيد الله عن خاله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكرهُ (4) . وقال جرير بن عطاء، / عن حرب بن هلالٍ، عن أبي أمية الثعلبي (5) ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا حرره أبو موسى المديني فيما حكاه عنهُ ابن الأثير.
_________
(1) مابين المعكوفين زيادة بالرجوع إلى التاريخ الكبير: 3/102.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/474، وأخرج ابن حجر ترجمته في القسم الرابع من الإصابة: 1/393، وترجم ابن حبان لرجلين في التابعين أحدهما حرب بن عبيد الله كوفي يروي عن خال له عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وثانيهما حرب بن هلال الثقفي يروي عن أبي أمامة الباهلي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - روى عنه عطاء بن السائب. الثقات: 4/172، 173.
(3) الخبر أخرجه أحمد في المسند من حديث رجل من تغلب من طريق عطاء بن السائب عن حرب بن هلال الثقفي عن أبي أمية رجل من تغلب: 5/410.
(4) يرجع إلى ترجمته في المرجعين كما يرجع إلى ثقات ابن حبان: 4/172.
(5) في الأصل المخطوط: (أبي أمية الثقفي) ومترجموه قالوا رجل بني ثعلبة. أَمَّا ابن حبان فقال: عن أبي أمامة الباهلي. الثقات: 4/173.(2/442)
وليس من العلم الصحيح أن كل رجلٍ أرسل حديثاً يُجعل صحابياً حتى ثبتت مُعارضتهُ، فإذا أطلق الرواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أو قال: أخبرنا صحابي فحينئذٍ يحمل الاختلاف على ما ورد في الأصول، والله تعالى أعلم (1) .
_________
(1) مما يؤكد رأي ابن كثير هذا أن ابن حجر أورد ترجمته في القسم الرابع وأن ابن حبان أورده في التابعين.(2/443)
375 - (حُرملة بن زيد الأنصاري) (1)
2391 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن الفضل السقطي، حدثنا الهيثم بن خارجة، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي ذبحة، عن عطاء ابن أبي رباح، عن ابن عمر. قال: (كنتُ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءهُ حرملةُ بن زيد، فجلس بين يديه، فقال: يا رسول الله الإيمان هاهُنا، وأشار بيده إلى لسانه، والنفاقُ هاهنا، وأشار بيده إلى قلبه، ولا يذكرون الله إلا قليلاً، فسكت عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فردد عليه مراراً، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطرف لسان حرملة، وقال: اللهم ارزقهُ لساناً صادقاً، وقلباً شاكراً، وارزقهُ حبي وحب من يُحبني [وصير أمرهُ إلى الخير] ، فقال: يارسول الله إن [لي] إخواناً منافقين كنتُ رأساً فيهم أفلا أدُذلك عليهم؟ فقال: من جاءنا منهم استغفرنا لهُ كما استغفرنا لك، ومن مات منهم على دينه فالله أولى بهِ، ولا تخرق على أحدٍ ستراً) هكذا أورده الطبراني في مُعجمه واللائق إيرادهُ في مسند ابن عُمر (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/475؛ والإصابة: 1/330.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 4/5، وما بين المعكوفات استكمال منه، وقال ابن حجر في الإصابة: إسناده لا بأس به، وأخرجه ابن منده أيضاً. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح ولم يذكر من أخرج الخبر. مجمع الزوائد: 9/410.(2/443)
376 - (حرملةُ بن عمرو بن سنة الأسلمي) (1)
كان سكن ينبع
2392 - روى الطبراني عن مُعاذ بن المثنى، عن [مسدد عن] بشر بن الفضل.
2393 - وعن يحيى بن أيوب العلاف، عن سعيد بن أبي مريم، عن [يحيى ابن] أيوب المعري: كلاهُما عن عبد الرحمن بن حرملة، حدثني يحيى بن هند، عن والدي حرملة بن عمرو. قال: (حججتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرأيتهُ بعرفة، وعمى مُردفي ورسوله - صلى الله عليه وسلم - / واضعٌ إحدى أصبعيه على الأُخرى، فقلتُ لعمي: ما يقول؟ قال يقول: ارموا الجمار بمثل حصى الخذف) (2) .
377 - (حرملةُ العنبري - رضي الله عنه -) (3)
2394 - حدثنا روح، حدثنا قُرَّة بن خالد، عن ضرغامة بن عُليبة بن حرملة العنبري قال: حدثني أبي، عن أبيه. قال: (أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: يارسول الله أوصني. قال: اتق الله، وإذا كنتَ في مجلسٍ وقمت منهُ فسمعتهم يقولون ما يُعجبك فائته، وإذا سمعتُهم يقولون
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/476؛ والإصابة: 1/321؛ والاستيعاب: 1/362؛ وثقات ابن حبان: 3/91.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 4/5 مع اختلاف في بعض ألفاظه، والخبر أخرجه أحمد في المسند من حديث سنان بن سنة: 4/343، وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله ثقات: 3/258.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/475؛ والإصابة: 1/320؛ والاستيعاب: 1/361؛ والتاريخ الكبير: 3/66؛ وثقات ابن حبان: 3/91.(2/444)
ما تكرهُ فاتركهُ) (1) تفرد به، وكذا رواهُ أبو داود الطيالسي في مسنده عن قرة بن خالدٍ.
_________
(1) من حديث حرملة العنبري في المسند: 4/305، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 4/6، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير من رواية ضرغامة بن عليبة بن حرملة عن أبيه عن جده، وقد ذكره ابن أبي حاتم بما فيه ها هنا لم يزد عليه وبقية رجاله موثقون، وضرغامة وحرملة ذكرهما ابن حبان في الثقات، مجمع الزوائد: 1/317؛ وأخرج الحديث أيضاً في (باب وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات، مجمع الزوائد: 4/215.(2/445)
378 - (حرملة المدلجي، وكان يسكن ينبع) (1)
2395 - قال محمد بن سعدٍ: روى عنه ابنهُ عبد الله. قال: (قلتُ يارسول الله إنا نحب الهجرة، وأرضُنا أرفقُ بنا في المعيشة؟ فقال: إن الله لا يلتُك (2) من عملك شيئاً حيثما كنت) .
2396 - رواهُ أبو عمر، وأبو موسى (3) .
379 - (حديث [حريثُ] أبو سلمى الراعي) (4)
2397 - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (بخٍ بخٍ (5) لخمسٍ ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلا الله، [والله أكبر] ، وسبحان الله، والحمد لله، والولدُ الصالح فيتوفي فتحتسبه) كذا رواه الليث عن الوليد [بن مسلم] عن
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/476؛ والإصابة: 1/321؛ والاستيعاب: 1/362؛ والتاريخ الكبير: 3/67.
(2) لا يلتك: لا ينقصك. النهاية: 4/229.
(3) الخبر أخرجه البخاري في التاريخ الكبير: 3/67، ويراجع ابن الأثير وابن حجر.
(4) أبو سلمى: راعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسمه حريث وبذلك ينتظم ترتيبه في السياق الذي سار عليه المصنف، وله ترجمة في أسد الغابة: 1/478؛ والإصابة: 4/94؛ والاستيعاب: 4/93؛ وتهذيب التهذيب: 12/115.
(5) بخ: كلمة تقال عند المدح والرضى بالشئ، وتكرر للمبالغة. النهاية: 1/63.(2/445)
[عبد الرحمن بن يزيد] بن جابر عن أبي سلامٍ عنه، ورواه غيره عن ثوبان كما تقدم (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أحمد في المسند من حديث لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من طريق يحيى بن أبي كثير عن زيد عن أبي سلام عن مولى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: 3/443، وأعاده بإسناده في 4/247، وللحديث بقية في الموطنين، وما بين المعكوفين استكمال من أسد الغابة.(2/446)
380 - (حُريثُ بن عمرو بن عثمان
ابن عبد الله بن عُمر بن مخزوم) مرفوعاً (1)
2398 - (الكمأةُ (2) من المن [وماؤها شفاءٌ العين] ) الحديث كذا رواهُ عطاء بن السائب عن عمرو بن حُريثٍ عن أبيه، والصواب عمرو بن حُريث عن سعيدٍ بن زيد كما سيأتي (3) .
* (حريزٌ أو أبو حريزٍ، ويقال جرير بالجيم كما تقدم) (4)
381 - (حريشٌ) روى عنه حبيب بن خُدره. / (5)
2399 - قال: (كنتُ مع أبي حين رُجِمَ ماعزٌ، فلما أخذتهُ الحجارةُ أرعدتُ، فضمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسأل عليَّ من عرقه مثلُ ريح المسك) .
2400 - رواهُ أبو موسى وذكر ابن ماكولا قال: روى عنه أبو
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/478؛ والإصابة: 1/322؛ والاستيعاب: 1/312؛ والتاريخ الكبير: 3/69 وقال: يختلفون فيه.
(2) الكمأة: نبات من فصيلة الفطريات.
(3) الخبر أخرجه أحمد في مسنده من حديث سعيد بن زيد بن عمرو ابن نفيل من طريق عطاء بن السائب عن عمرو بن حريث: 1/187، 188 وأخرجه البخاري بعد قوله السابق (يختلفون فيه) عن عطاء بن السائب عن عمرو بن حريب عن أبيه عن الحسن العرفي وعبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد. التاريخ الكبير: 3/69.
(4) يرجع إلى ذلك، في: جرير.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/479؛ والإصابة: 1/323.(2/446)
بكرٍ بن عياشٍ [وروى عنه] سفيان بن عُيينة [أبياتاً] (1) .
_________
(1) قال ابن حجر: رواه عبدان والخطيب في المؤتلف، الإصابة: 1/323، وما بين المعكوفين استكمال من أسد الغابة.(2/447)
382 - (حزامٌ: والدٌ حكيمُ بن حزامٍ) (1)
2401 - ذكروا له حديثاً من طريق [هارون بن سلمان مولى] عمرو بن حريث، عن حكيم بن حزامٍ، عن أبيه: (أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صوم الدهر، فقال: صُم رمضان والذي يليه والأربعاء والخميس، فإذا أنت قد صُمْتَ الدهر [كله) وأفطرت الدهر كله] والصواب [: عن أبي موسى هارون بن سلمان] عن مسلم بن عبيد الله عن أبيه كما سيأتي (2) .
383 - (حزمُ بن أبي بن كعبٍ الأنصاري) (3)
2402 - قال أبو داود في الصلاة: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا طالب ابن حبيب، سمعتُ عبد الرحمن بن جابرٍ يُحدثُ عن حزم بن أبي [بن] كعب: أنه أتى معاذاً، وهو يُصلي بقومٍ صلاة المغرب في هذا الخبر (4) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تكن
فتاناً، فإنهُ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/3؛ والإصابة: 1/324 وقال: حزام غير منسوب، وظنه ابن الأثير والد حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد، فترجم له مستدركاً، وتعقبه الذهبي فقال: غلط عن عده، يعني في الصحابة.
(2) استكمال الحديث من مصدري الترجمة والعبارة الأخيرة وردت في المخطوطة هكذا: (والصواب عمر بن حزام عن مسلم بن عبيد الله) وما أثبتناه من المرجعين.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/42؛ والإصابة: 1/325؛ والاستيعاب: 1/388؛ والتاريخ الكبير: 3/110؛ وثقات ابن حبان: 3/94.
(4) في الأصل المخطوط: (في هذا الحر) . والصواب: (في هذا الخبر) يشير إلى الخبر المروي عن جابر والذي أورده المصنف بعد ملخصاً له.(2/447)
يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة والمسافر) (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في الصلاة: باب في تخفيف الصلاة: 1/210؛ وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير: 3/110.(2/448)
2403 - أوردهُ بعد حديث أحمد، عن سفيان، عن عمرو، عن جابر: (أن معاذا صلى فقرأ بالبقرة، فاعتزل رجلٌ فقيل لهُ: نافقت، فقال: ما نافقت، ولآتين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرهُ وقال: إنا أصحابُ نواضحٍ. فقال: يا مُعاذ لا تكن فتاناً) (1) الحديث.
384 - (حزن بن أبي وهبٍ بن عمرو بن
عائذٍ بن عمران بن مخزومٍ القرشي المخزومي
وهو جدُّ سعيد بن المسيب) (2)
2404 ... - روى البخاري وأبو داود من طريق عبد الرزاق، عن معمرٍ، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه، / عن جده: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: ما اسمك؟ قال: حزنٌ. قال: بل انت سهلٌ. قال: لا أُغيرُ اسماً سماني أهلي. قال: فلم تزل الحزونة فينا) (3) .
2405 - وقال البخاري - في باب: أيام الجاهلية -، حدثنا علي،
حدثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيدٍ [بن] المسيب عن أبيه، عن
_________
(1) سنن أبي داود: الموطن السابق.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 2/4؛ والإصابة: 1/325؛ والاستيعاب: 1/386؛ والتاريخ الكبير: 3/111؛ وثقات ابن حبان: 3/95.
(3) الخبر أخرجه البخاري في الأدب (باب اسم الحزن) : 10/574، (باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه) : 10/575 وأبو داود في الأدب (باب تغيير الاسم القبيح) : 4/289.(2/448)
جده. قال: (جآء سيل في الجاهلية فكسا ما بين الجبلين، فقال سفيان فقال: [إن] هذا لحديث له شأنٌ) (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في المناقب (باب أيام الجاهلية) وأوضح ابن حجر المراد بالشأن الذي أشار إليه فأورد ما أخرجه الشافعي في الأم بسند له عن عبد الله بن الزبير: (أن كعباً قال له وهو يعمل بناء مكة أشدده وأوثقه، فإنا نجد في الكتب أن السيول ستعظم في آخر الزمان) .
ثم قال ابن حجر: فكان الشأن المشار إليه أنهم استشعروا من ذلك السيل الذي لم يعهدوا مثله أنه بمبدأ السيول إليها. فتح الباري: 7/147، 150.(2/449)
385 - (حسان بنُ ثابت الأنصاري - رضي الله عنهُ -) (1)
وهو حسان بن ثابت بن المنذر بن حرامٍ بن عمرو بن زيد بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الجزرجي النجاري: أبو عبد الرحمن ويُقال: أبو الوليد وأبو الحسام، المدني شاعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسلم قديماً، ولم يشهد مشهداً، وذلك أنه كانت قد أصابتهُ آفة، فكان لا يستطيع أن ينظر إلى القتال، فكان معذوراً لكن كان جهادهُ في شعره.
2406 - كما ثبت في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (اهجُهُم
وجبريلُ معك) (2) وفي رواية: (إن رُوح القدس مع حسان ما ناقح عن الله وعن رسوله) (3) .
2407 - وفي سُنن أبي داود وجامع الترمذي، وقال: حسنٌ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/5؛ والإصابة: 1/326؛ والاستيعاب: 1/335؛ وثقات ابن حبان: 3/71؛ والتاريخ الكبير: 3/29.
(2) الخبر أخرجه البخاري في بدء الخلق (باب ذكر الملائكة) : 6/304 من حديث البراء بن عازب وأخرج أطرافه في المغازي (باب مرجع النبي من الأحزاب) : 7/416 وفي الأدب (باب هجاء المشركين) : 10/546.
(3) في صحيح مسلم من حديث عائشة (باب فضائل حسان بن ثابت - رضي الله عنه -) : 5/354؛ جمع الجوامع: 1/2237 وبلفظه في سنن أبي داود في الأدب (باب ماجاء في الشعر) : 4/304.(2/449)
صحيحٌ من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه وهشام بن عُروة، عن أبيه، عن عائشة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينصبُ لحسان منبراً في المسجد، فيقومُ عليه قائماً يهجو الذين يهجون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنَّ روح القُدُس مع حسان مادام ينافحُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في الأدب (باب ماجاء في الشعر) : 4/304 والترمذي في الأدب (باب ماجاء في إنشاد الشعر) : 5/138.(2/450)
2408 - وقد كان ممن تكلم في الإفك ثم تاب من ذلك، وفي سنن أبي داود: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلده الحد هو ومسطحٌ وحمنةُ بنتُ جحش) (1) .
وقد عمى بعد ذلك، وقد عُمر مائة وعشرين سنة هو وأبوه وجده وأبو جده، وقد أدرك حسانُ [الإسلام ابن ستين سنة وعُمر ستين سنة] (2) في الإسلام وقد كانت وفاته سنة أربع وخمسين بالمدينة وفيها توفي حكيم بن حزام، وحويطب ابن عبد العزيز، / وسعيد بن يربوع، وكل منهم عُمِّرَ مائة وعشرون سنة - رضي الله عنهم -، وقيل إنه مات قبل الأربعين في خلافة علي، فالله أعلم. حديثه في رابع الأنصار، وثاني المكيين.
2409 - حدثنا سُفيان بن عُيينة، عن الزُّهري، عن سعيدٍ [قال:] مر عمر بحسان وهو يُنشد في المسجد، فلحظ إليه، فقال: قد كنتُ أنشد وفيه من هو خيرٌ منك، ثم التفت إلى أبي هريرة. فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: أجب عني. اللهم أيدهُ بروح القدُس؟ قال: نعم) (3) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود من حديث عائشة في الحدود (باب حد القذف) : 4/162؛ غير أنه أورد اسم المرأة على التمريض هكذا: (قال النفيلي: ويقولون: المرأة حمنة بنت جحش) .
(2) في الأصل المخطوط: (وقد أدرك حسان ابن عمر سنة بسنة في الإسلام) وما أثبتناه ليتفق السياق مع مصادر الترجمة.
(3) من حديث حسان بن ثابت في المسند: 5/222.(2/450)
2410 - رواهُ البخاري، عن علي بن المديني، عن سُفيان.
2411 - ورواهُ مسلم، عن إسحاق بن إبراهيم، وعن [محمد بن يحيى بن] أبي عُمر، وعمرو الناقد عنهُ، وأخرجاه من حديث الزُهري عن سعيدٍ بهِ.
2412 - وفي رواية النسائي عن الزُهري عن أبي سلمة بهِ (1) .
2413 - حدثنا يعلى، حدثنا محمدُ بن عُمر، عن يحيى بن عبد الرحمن، قال: (مر عُمرَ على حسان، وهو يُنشدُ الشعر في المسجد، فقال: في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تُنشدُ الشعر؟ فقال: قد كُنتُ أُنشدُه وفيه من هو خيرٌ منك، أو كنتُ أُنشد [فيه] وفيه من هو خيرٌ منك) (2) .
2414 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم يعني ابن سعد، حدثنا ابن شهابٍ، عن سعيد بن المسيب. قال: (مرَّ عُمر على حسان، وهو يُنشد شعراً في المسجد، فقال: مهْ، فقال لهُ حسانُ: قد كنتُ أنشدهُ من هُو خيرٌ منك. قال: فانصرف عُمرُ وهو يعلم أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (3) .
2415 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمرٌ، عن الزهري، عن ابن المسيب. قال: (أنشد حسانُ وهو في المسجد، فمر به عُمرُ، فلحظه فقال حسانُ: والله لقد أنشدتُ فيه من هو خيرٌ منك، فخشى أن يرميهُ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاز وتركهُ) (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في الصلاة (باب الشعر في المسجد) : 1/548 وفي بدء الخلق (ذكر الملائكة) : 6/304 وفي الأدب (باب هجاء المشركين) : 10/546 ومسلم في الفضائل من ثلاثة طرق (من فضائل حسان بن ثابت) : 5/353 والنسائي في المساجد: (باب الرخصة في إنشاد الشعر الحسن في المسجد) المجتبي: 2/37 وفي اليوم والليلة والسنن الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/61، 62.
(2) من حديث حسان بن ثابت في المسند: 5/222.
(3) الموطن السابق.
(4) من حديث حسان بن ثابت في المسند: 5/222.(2/451)
2416 - حدثنا [معاوية بن] هشام، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن عثمان، وحدثنا قبيصةُ، عن سُفيان، عن ابن خُثيم، عن عبد الرحمن بن بهمان (1) ، عن عبد الرحمن بن حسان، عن أبيه. قال: (لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زوَّارات القُبُورِ) (2) .
386 - (حسان بن جابرٍ، أو ابن أبي جابر السُّلمي. شهد الطائف) (3)
2417 - حدثنا أبو بكر بن أبي عاصم، حدثنا محمد بن مُصفى، / حدثنا بقيةُ، عن سعيد بن إبراهيم بن أبي العطوف القرشي الحراني، عن أبي يوسف شيخ شامي. قال: سمعتُ حسان بن أبي جابرٍ. قال: (كُنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطواف فرأى رجالاً من أصحابه قد صفروا لحاهم، وآخرين قد حمروها. فقال: مرحباً بالمصفرين، والمحمرين) (4) .
2418 - ورواهُ أبو نعيم من حديث داود بن رشيد (5) عن بقية بهِ وقال: (كُنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالطائف) فذكرهُ (6) .
2419 - ورواهُ الحسن بن سفيان، عن عبد العزيز بن سلامٍ، حدثنا أبو عمران: الهيثم بن أيوب، عن سعيد بن إبراهيم بن أبي العطوف،
_________
(1) مابين المعكوفين زيادة من المسند، ومعاوية بن هشام النصار أبو الحسن الكوفي روى عن سفيان النوري وغيره، وعنه أحمد وغيره، وابن خثيم هو عبد الله بن عثمان بن خثيم القارئ المكي: 5/314، وعبد الرحمن بن بهمان حجازي روى عن جابر وعبد الرحمن بن حسان. يراجع تهذيب التهذيب: 1/218، 5/314، 6/149.
(2) من حديث حسان بن ثابت في المسند: 3/142.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/7؛ والإصابة: 1/327؛ والاستيعاب: 1/343؛ والتاريخ الكبير: 3/29؛ وثقات ابن حبان وقال: له صحبة إلا أن في إسناده خبره نظر: 3/72، وقال ابن عبد البر: روى عنه حديث واحد مسند بإسناد مجهول عن رواية بقية بن الوليد، ونقل ابن حجر عن ابن السكن قوله: في إسناده نظر وهو غير معروف.
(4) يرجع إلى الخبر في مصادر الترجمة، وأخرجه أيضاً البخاري في الكبير: 3/29.
(5) يراجع بشأنه التاريخ الكبير: 3/214.
(6) الخبر أورده البخاري أيضاً في ترجمته بالتاريخ الكبير: 3/30.(2/452)
عن أبي يوسف. قال: وقد أدرك أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (كُنا بإصطخر، فجاءنا رجلٌ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[فسمعته يقول: كُنَّا] نطوف بالبيت) فذكرهُ (1) .
_________
(1) المرجع السابق، وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/453)
387 - (حسانُ بن أبي حسانِ) في النهي عن الأوعية (1)
2420 - وعنهُ ابنه يحيى، رواهُ ابن مندة ثم قال: والصوابُ: يحيى بن حسان، [عن ابن الرسيم، عن أبيه] (2) [حسان بن أبي سنان] (3) ذكرهُ العسكري في الصحابة وروى أبو موسى وابن الأثير من حديث الحسن بن عرفة، حدثنا عُمر بن حفص العبدي، حدثنا الهيثم بن حكيم عن أبي عاصم الحبطي، عن حسان بن أبي سنان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (طالبُ العلم بين الجهال كالحي بين الأموات) (4) .
388 - (حسانُ بنُ شداد بن شهاب بن زُهير
ابن ربيعة [بن] أبي التميمي الطهوي
من أعراب البصرة وأمهُ صحابيةٌ) (5)
2421 - رواهُ الطبراني وأبو نُعيم من حديث أحمد بن علي بن الجارودي، حدثنا محمد بن سهل البصري، حدثنا يعقوب بن عُضيدة بن
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/8.
(2) مابين المعكوفين استكمال من أسد الغابة.
(3) سقط مابين المعكوفين من المخطوطة واختلطت الترجمتان سهواً من النساخ، ويرجع إلى ترجمته في أسد الغابة: 2/8؛ وفي القسم الرابع من الإصابة: 1/353 وقال: أحمد وهو من التابعين مشهور أرسل حديثاً فذكره العسكري في الصحابة وقال البخاري: كان من تجار أهل البصرة. التاريخ الكبير: 3/35.
(4) الخبر أخرجه العسكري في الصحابة وأبو موسى في الذيل عن حسان بن أبي سنان مرسلاً. جمع الجوامع: 2/2912.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 2/9؛ والإصابة: 1/327.(2/453)
عفاشٍ بن حسان بن شداد بن شهاب بن زهير بن ربيعة بن أبي سُود الطهوي، حدثني أبي عضيدة، عن أبيه عفاس، عن جده شداد: (أن / أمهُ وفدت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يارسول الله إني وفدت إليك لتدعو لِبُنَيَّ هذا أن يجعل الله فيه بركة، وأن يجعلهُ كثيراً طيباً، فتوضأ وأخذ من فضل وضوئه ومسح وجههُ وقال: اللهم اجعلهُ كثيراً طيباً وبارك لها فيه) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/50، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 5/413.(2/454)
389 - (حسان بن عبد الرحمن الضُبعي) (1)
2422 - قال أبو داود الطيالسي، عن همام، عن قتادة، عن حسان بن عبد الرحمن الضبعي. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لو اغتسلتم من المذي لكان أشد عليكم من الحيض) قال ابن أبي حاتم هذا مرسل (2) .
390 - (الحسحاس ويقالُ بإعجام الحاء والسين) (3)
2423 - روى بقية، عن يونس بن زهران عنهُ وكانت لهُ صحبةٌ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/9؛ والإصابة في القسم الرابع: 1/394 وقال: تابعي أرسل حديثاً فذكره العسكري في الصحابة وقال البخاري: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل قال همام عن قتادة. التاريخ الكبير: 3/31، وقال ابن حبان في التابعين: يروي المراسيل روى عنه قتادة. الثقات: 4/164.
(2) قال السيوطي: أخرجه العسكري في الصحابة عن حسان بن عبد الرحمن الضبعي مرسلاً. وقال ابن حجر في الإصابة: قال البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان: حديث مرسل. فيض القدير: 5/312.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/9؛ والإصابة: 21/328؛ وقد ترجم ابن الأثير لرجلين بهذا الاسم: حسحاس بن بكر وحسحاس غير منسوب ثم قال: قد جعل أبو موسى الحسحاس ترجمتين إحداهما التي قبل هذه ونسبه عن ابن ماكولا، والثانية هذه وقال: حسحاس آخر وروى للثاني الحديث الذي أورده المصنف.
وقال ابن حجر في الإصابة: والصواب أنهما واحد.
وقال ابن عبد البر بعد أن ذكره: إن كان كذلك فهو غير الخشخاش العنبري، لأن الخشخاش العنبري بالخاء المنقوطة وقد ذكره غير ابن أبي هاشم في باب الخاء المنقوطة، وهو عندي وهم والله أعلم لأن حديث ذاك غير حديث هذا. الاستيعاب: 1/397.(2/454)
مرفوعاً: (خمسٌ من لقى الله بهن دخل الجنة: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وولدٌ مُحتسبٌ) (1) .
_________
(1) يرجع إلى الخبر في مصادر الترجمة.(2/455)
391 - (ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب
[ابن عبد المطلب] بن هاشم
ابن عبد مناف بن قُصي الهاشمي القُرشي) (1)
أبو محمدٍ سبطُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ابن ابنته فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وقيل العالمين.
وهو سيدهم هُو وأخوه الحسين، وريحانتا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي سماهما حين ولدا، ولم يُسبقا إلى هذين الاسمين، وحنكهما، وبرك عليهما، وعق عنهما وكانا يُشبهانه، فالحسنُ يُشبه أعالي بدن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى سرته، والحسين يُشبهُ ما بعد ذلك، وكان الحسن أعجبهما إليه، وكان يُجلسهُ معه على المنبر، ويقول: (إن ابني هذا سيدٌ وسيصلحُ به بين فئتين عظيمتين) (2) فكان كذلك.
نزل عن الخلافة لسلطان معاوية / بعد وقائع صفين، وذلك سنة إحدى وأربعين، فحُقنت الدماءُ، وصارت الناسُ يداً واحدةً على ما
_________
(1) له - رضي الله عنه - ترجمة في أسد الغابة: 2/10؛ والإصابة: 1/328؛ والاستيعاب: 1/369؛ والتاريخ الكبير: 2/286؛ والثقات: 3/67؛ وحلية الأولياء: 2/35؛ وتهذيب التهذيب: 2/295.
(2) الخبر أخرجه البخاري في فضائل الصحابة من حديث أبي بكر: باب مناقب الحسن والحسين - رضي الله عنهما -: 7/94.(2/455)
سواهم، وأخذ الحسن من بيت المال سبعة آلاف ألف درهم، وفرض له معاوية من بيت المال كل سنةٍ ألف ألف، وجعلهُ ولي العهد من بعده، فمات قبل مُعاوية قبل سنة ثمان وأربعين، أو تسع، أو سنة خمسين، أو إحدى وخمسين، وكان مولدهُ للنصف من رمضان سنة ثلاثٍ من الهجرة على الصحيح على ما ذكره الواقدي وغيرُ واحدٍ.(2/456)
2424 - وفي صحيح البخاري عن أبي عثمان عن أسامة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُجلسهُ والحسين على ركبتيه ويقول: اللهم إني أحبهما فأحبهما) (1) .
2425 - وفي لفظ: (اللهم إني أرحمهما فارحمهما) (2) .
وفي صحيح مسلم من حديث نافع بن جُبير عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للحسن بن علي: (اللهم إني أحبُّهُ، فأحبَّ من يُحبه) (3) .
2426 - وفي الترمذي - وليس بثابت - مرفوعاً: (من أحبني وأحب هذين - يعني الحسن والحسين - وأباهُما وأمهما كان معي في درجتي في الجنة) (4) .
2427 - وكان الصديق يحملهُ على عاتقهِ [وهو يقول:] (بأبي شبيهُ بالنبي، ليس شبيهاً بعلي وعليُّ يضحكُ) رواهُ البخاري (5) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في فضائل الصحابة: باب ذكر أسامة بن زيد: 7/88، وأخرج أطرافه في: مناقب الحسن والحسين: 7/94.
(2) أخرجه البخاري في الأدب: باب وضع الصبي على الفخذ: 10/434.
(3) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة: من فضائل الحسن والحسين: صحيح مسلم: 5/285؛ الخبر أخرجه الترمذي من حديث جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن جده.
(4) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلا من هذا الوجه. سنن الترمذي: 5/645.
(5) صحيح البخاري: فضائل الصحابة: باب مناقب الحسن والحسين: 7/85.(2/456)
وفرض لهُ عُمرُ في خمسة آلاف كأبيه وأهل بدر، وقد كان الحسن جواداً كريماً ممدحاً كثير العطاء والصدقة خرج من جميع ماله لله تعالى مرتين وقاسمه ثلاث مراتٍ حتى أنه ليتصدقُ بنعلٍ ويمسك أُخرى (1) .
ومشى إلى بيت الله عدة حجاتٍ والجنائب إلى ورائه والنجائب معهُ، وتُقادُ بين يديه.
ويُقال إن سبب موته أن زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس سقتهُ سماً، فكان يُوضع الطستُ تحتهُ، ويُرفع، وتوضعُ أخرى أربعين يوماً، فقال لأخيه الحسين: يا أخي إني قد سُقيتُ السم ثلاث مراتٍ لم أُسق مثل هذه. إني لأضعُ كبدي، فقال له: من سقاك؟ فقال: وما سؤالك عن ذلك أتريد أن تُقاتلهم؟ أكلهم إلى الله.
وقد أوصى أخاه بأشياء حسنةٍ: منها أنهُ قال له: ما أظن أن الله يجمعُ لنا بين النبوة والخلافة، فلا يستحضنك أهل الكوفة ليخرجوك.
وأرسل إلى عائشة أم المؤمنين يطلب منها / أن يدفن عندها في الحجرة عند جده، فأذنتْ لهُ، وقال لأخيه: إن منعك بنو أمية، فلا تشاققهم وادفني في البقيع، فلما توفي جاءوا إلى عائشة، فأذنت لهم، فحال دون ذلك بنو أمية، فلبس الحسين لأمة حربه، ولبس مروان ومن تبعهُ لأمتهم، فقال لهم أبو هريرة: إن هذا لظلم أيُمنعُ الحسنُ أن يدفن عند أبيه والله إنه لابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكلم في ذلك مروان وناشده، فأبى فحمل الحسن ودُفن بالبقيع - رضي الله عنه -، وقبرهُ هناك مع عمه العباس معروفٌ بقبةٍ عاليةٍ حسنةٍ عليهما، كأنهما من قباب الجنة، مما اعتنى بأمرهما بنو العباس (2) .
_________
(1) حلية الأولياء: 2/37، 38.
(2) وضع القباب على القبور، ليس من السنة في شئ، فقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بتسوية القبور.(2/457)
وروى الطبراني أنه دُفن عند أمه فاطمة - رضي الله عنهما - (1) ، ويُروى أن الحسن بن علي لما احتُضر قلق فقال لهُ قائلٌ: ما يُقلقك ما هو إلا أن تُفارق روحك بدنك، فتقدم على أبويك: علي وفاطمة وجديك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخديجة، وعلى أعمامك حمزة والعباس وجعفرٍ، وعلى أخوالك القاسم والطيب والطاهر، وخالاتك رُقية وأمُ كلثومٍ وزينب، فسُرِّى عنهُ وسكن عند ذلك. ولقد بالغ الحافظ أبو القاسم الطبراني في ترجمة الحسن بن علي في مُعجمه الكبير وذكر أشياء كثيرةً في فضائله من صحاح وحسانٍ وغرائب ومنكراتٍ وموضوعاتٍ أيضاً، ولكنه مع ذلك أجاد وأفاد وأتقن فرحمه الله وبلَّ بالمغرفة والرضوان ثراهُ (2) .
(ذكر ما روى عن جده - صلى الله عليه وسلم -)
(إسحاق بن بُزُرجٍ عنه) (3)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/71.
(2) يراجع الجزء الثالث من المعجم الكبير من ص 20 - 94 أورد فيها 241 خبراً مما أشار إليه المصنف.
(3) إسحق بن بزرج: شيخ الليث بن سعد بضم الموحدة والزاي وسكون الراء بعدها جيم معقودة وقد تبدل كافاً.
قال في الميزان: له حديث في التجمل للعيد، ضعفه الأزدي. الميزان: 1/184.(2/458)
2428 - قال الطبراني: حدثنا مطلب بن شُعيب الأزدي، حدثنا عبد الله ابن صالح، حدثني الليثُ قال: حدثني إسحاق بن بزرج، عن الحسن بن علي. قال: (أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نلبس أفضل ما نجدُ، [وأن نتطيب بأجود ما نجد]
وأن نُضحي بأفضل ما نجدُ: البقرةُ عن سبعةٍ، والجزورُ عن سبعةٍ وقيل عشرةٍ، وعلينا
السكينةُ والوقار) (1) .
_________
(1) لفظ الخبر عند الطبراني: (والجزور عن عشرة) على القطع وما بين المعكوفين استكمال منه. وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن صالح وثقه الليث وضعفه أحمد وجماعة. المعجم الكبير: 3/90؛ مجمع الزوائد: 4/20.(2/458)
(إسحاق بن يسار المدني والد محمد بن إسحاق عنهُ) /(2/459)
2429 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عيدوس بن كامل البغدادي، حدثنا عبد الله بن عُمر بن أبانٍ، أنبأنا محمد بن فُضيلٍ، عن محمد بن إسحاقٍ، عن أبيه، عن الحسن بن علي: (أنه دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت فاطمة، فناولتهُ كتف شاةٍ مطبوخةٍ، فأكلها، ثم قام يُصلي، فأخذت ثيابهُ، فقالت: ألا تتوضأُ يارسول الله؟ فقال: مم يا بنية؟ قالت: قد أكلت مما مستهُ النار. فقال: إن أطيب طعامكم ما مسته النار) (1) .
(الأصبغُ بن نباتة عنهُ)
2430 - قال الطبراني: حدثنا إبراهيم بن قاسم البغوي، حدثنا إسماعيلُ ابن سيف، حدثنا جعفر بن سُليمانٍ، عن سعد بن طريفٍ، عن الأصبغ بن نباتة.
قال: دخلتُ على الحسن مع علي بن أبي طالب نعودُهُ، فقال لهُ: كيف
أصبحت يا ابن رسول الله؟ فقال: أصبحتُ بحمد الله بارئاً. فقال: كذلك
إن شاء الله. فقال الحسن: أسندوني، فأسندهُ عليٌّ إلى صدره. فقال: سمعتُ
جدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن في الجنة شجرةً يُقالُ لها [شجرة] البلوى،
يؤتى بأهل البلآء يوم القيامة، فلا يُرفع لهم ديوانٌ، ولا ينصبُ لهم ميزانٌ،
فيصبُّ عليهم الأجرُ صباً، ثم قرأ {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ
حِسَابٍ} ) (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/86؛ ولفظ الخبر فيه وفي مجمع الزوائد: 1/252 (أن أطهر طعامكم) وقال الهيثمي: فيه ابن إسحق وهو مدلس ثقة.
(2) الآية 10 سورة الزمر، ويرجع إلى الخبر في المعجم الكبير للطبراني: 3/92، وما بين المعكوفين استكمال منه.
قال الهيثمي: فيه سعد بن طريف ضعيف جداً. مجمع الزوائد: 2/305.(2/459)
(حبيبُ بن أبي ثابتٍ عنهُ ولم يُدركهُ) (1)
_________
(1) يراجع تهذيب التهذيب: 2/178.(2/460)
2431 - قال: ( [كُلاًّ] قد فعل رسولُ الله [قد] أهل حين استوت به راحلتهُ، [وقد] أهل [وهو] بالبيداء [بالأرض] قبل أن تستوي بهِ راحلتُهُ) رواه الطبراني عن علان بن عبد الصمد، عن عُمر بن محمد بن الحسن، عن أبيه عن حماد ابن شعيب، عن حبيبٍ به (1) .
(الحسن بن الحسن بن علي عن أبيه)
2432 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن رشدين المصري، حدثنا سعيد بن أبي / مريم، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا حُميد بن أبي زينب، عن حسن بن حسن ابن علي، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (حيثما كنتُم فصلوا علي فإن صلاتكم تَبْلُغُني) (2) .
(حديثٌ آخرُ)
2433 - قال الطبراني: حدثنا إبراهيم بن هاشمٍ، حدثنا كثير بن يحيى، حدثنا حفص بن عُمر الرقاشي، حدثنا عبد الله بن حسن [بن حسن] بن علي، عن أبيه، عن جده. قال: (قيل يارسول الله القومُ يأتون الدار فيستأذن واحدٌ منهم أيجزئ عنهُم جميعاً؟ قال: نعم. قيل: فإن ردَّ واحد منهم عن الجميع أيُجزئ عنهم جميعاً؟ قال: نعم. قال: فالقومُ يمرون فيُسلمُ واحدٌ منهم أيجزئ عنهم جميعاً؟ قال: نعم. قال: فإن ردَّ
_________
(1) مابين المعكوفات استكمال من المعجم الكبير: 3/89؛ مجمع الزوائد: 3/221 وقال الهيثمي: فيه حماد بن شعيب وهو ضعيف.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/82، وقال الهيثمي: فيه حميد بن أبي زينب، ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 10/162.(2/460)
واحدٌ منهم أيجزئ عنهم جميعاً؟ قال: نعم) (1) .
وبه قال: (من قرأ آية الكُرسي في دُبُرِ الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى) (2) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/82 ولفظ الخبر هنا أقرب إليه في مجمع الزوائد: 8/35، وقال الهيثمي: فيه كثير بن يحيى وهو ضعيف.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/83؛ مجمع الزوائد: 2/148.(2/461)
2434 - روى الطبراني من حديث جهم بن عثمان، عن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي، عن أبيه، عن جده مرفوعاً: (إن من موجبات المغفرة إدخال السرور على أخيك المسلم) (1) .
2435 - ومن حديث محمد بن هشام، عن عبد الله بن حسن بن حسنٍ، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (المغبونُ لا محمودٌ ولا مأجورٌ) (2) .
2436 - ومن حديث ياسين الزياتِ، عن أبي عبد الله المكي، عن عبد الله ابن حسنٍ [بن حسن] ، عن أبيه، عن جده: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى والرجالُ والنساءُ يطوفون بين يديه بغير سُترةٍ مما يلي الحجر الأسود) (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/83، وقد وردت بداية الخبر محرفة وصوبت منه، وقال الهيثمي: فيه جهم بن عثمان وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 8/193.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/83 وقال الهيثمي: فيه محمد بن هشام، والظاهر أنه محمد
ابن هشام ابن عروة. وليس في الميزان أحد يقال له محمد بن هشام ضعيف. مجمع الزوائد: 4/76.
وأشار محقق الكبير إلى إخراج البخاري في الكبير وابن عساكر للخبر من طريق محمد بن هشام القناد.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 3/84، وقال الهيثمي: فيه ياسين الزيات وهو متروك. مجمع الزوائد: 2/63.(2/461)
2437 - ومن حديث فُضالة بن حُصين، عن أبي عبد الله المدني، عن عبد الله بن حسن بن حسن، عن أبيه، عن جده مرفوعاً: (النخلُ والشجر بركةٌ لأهلها ولعقبهم [بعدهم] إذا كانوا لله شاكرين) (1) .
2438 - ومن حديث أبي داود النخعي، عن عبد الله بن حسن بن حسن، عن أبيه، عن جده مرفوعاً: (من ضحى طيبةً بها نفسهُ محتسباً أُضحيتهُ كانت له حجاباً من النار) (2) .
2439 - ومن حديث عبد الله بن محمد الجهني، عن عبد الله بن حسن ابن حسنٍ/ عن أبيه، عن جدهِ. قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتبوك فقال: (إني والله ما آمُركُم إلا بما أمركم الله بهِ، ولا أنهاكم إلاَّ عما نهى الله عنهُ، فأجملوا له في الطلب، فوالذي نفسي بيده إن رزق أحدكُم ليطلبهُ كما يطلبهُ أجلهُ، فإن تعسر عليكم منهُ شئ فاطلبوه بطاعة الله) (3) .
(خالد بن حسَّان عنهُ) (4)
2440 - قال البزارُ: حدثنا عمرو بن علي، حدثنا أبو عاصمٍ، حدثنا سكين بن عبد العزيز، عن حفص بن خالد بن حيان، عن أبيه. قال: لما قتل
علي بن أبي طالبٍ قام الحسن بن علي خطيباً فقال: (قد قتلتُم الليلة والله
رجلاً في الليلة التي أنزل فيها القرآن، وفيها رُفِعَ عيسى،
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/84، وقال الهيثمي: فيه محمد بن جامع العطار - وهو رواية عن فضالة - وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 4/86.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/84، وقال الهيثمي: فيه سليمان بن عمرو النحفي أبو داود وهو كذاب. مجمع الزوائد: 3/84.
(3) () ... المعجم الكبير للطبراني: 3/84، وقال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي ضعفه أبو حاتم. مجمع الزوائد: 3/72.
(4) في الأصل المخطوط: (خالد بن حسان) وهو خالد بن حيان الرفي، الخراز روى عن سالم بن أبي المهاجر وغيره وعنه أحمد وغيره اختلفت أقوال الأئمة فيه. تهذيب التهذيب: 3/84؛ التاريخ الكبير: 3/145.(2/462)
وفيها قُتل يوشعُ
[بن نون فتى موسى] ، وفيها تيب على بني إسرائيل، ووالله لقد كان
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعثهُ [في السرية] جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله،
وما سبقهُ أحدٌ قبلهُ ولا يدركهُ أحدٌ بعدهُ، ووالله ما ترك صفراء
ولا بيضاء إلا ثمانمائة رهمٍ، أو تسعمائة درهمٍ، أعدها لخادمٍ) ، ثم قال: لم
يرو عن حفصٍ بن خالد سوى سكين بن عبد العزيز (1) .
قلت: وسيأتي من رواية عمرُ بن حبشي نحوه، ورواهُ أبو يعلى، عن
إبراهيم ابن الحجاج الشامي عن شكر عن منصورٍ بن خالدٍ بن جابر عن أبيه عن جده (2) .
(ربيعة بن شيبان أبو الحوراء عنهُ) (3)
_________
(1) كشف الأستار: 3/205 وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) انظر رواية عمر بن حبشي عنه.
(3) في المخطوطة: (ابن سنان أبو الجرزاء) وهو ابن شيبان السعدي بمعجمة فياء وأبو الحوراء بمفتوحة وبراء ومد روى عن الحسن بن علي. تهذيب التهذيب: 3/256.(2/463)
2441 - حدثنا وكيع، حدثنا يونُس بن أبي إسحاق، عن بُريد بن
أبي مريم السلولي، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي. قال: علمني رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - كلماتٍ أقولهن في قنوت الوتر: (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني
فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر
ماقضيت، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك، وإنه لا يذلُ من واليت، تباركت [ربنا] وتعاليت) (1) .
2442 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سُفيان، عن أبي إسحاق، عن بُريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / علمهُ أن يقول في الوتر (، فذكر مثل حديثه (2) .
_________
(1) من حديث الحسن بن علي في المسند: 1/199 وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) من حديث الحسن بن علي في المسند: 1/200.(2/463)
وقد رواه النسائي من حديث موسى بن عُقبة عن عبد الله بن علي عن الحسن بن علي به (1) .
ورُوي من حديث موسى بن عُقبة، عن هشام، عن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن الحسن بن علي، فذكرهُ (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائي في الصلاة: باب الدعاء في الوتر، المجتبي: 3/206.
(2) الخبر أخرجه من هذا الطريق الحاكم في المستدرك: كتاب معرفة الصحابة: 3/172.(2/464)
2443 - حدثنا محمد بن بكر، أنبأنا ثابت، عن عُمارة، حدثني ربيعة بن شيبان أنه قال للحسن بن علي: ما تذكر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ [قال] : (أدخلني غُرفة الصدقة، فأخذتُ منها تمرةً، فألقيتها في فمي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إلقها، فإنها لا تحلُّ لنا الصدقة) ، وفي لفظ: (إلقها فإنها لا تحلُّ لنا الصدقة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا لأحدٍ من أهل بيتهِ) (1) .
2444 - حدثنا أبو أحمد هو الزبيري، حدثنا العلاء بن صالح، حدثنا بُريد ابن أبي مريم، عن أبي الحوراء. قال: كنا عند الحسن بن علي فسئل: ما عقلت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: (كنتُ أمشي معه فمر على جرين (2) من تمر الصدقة، فأخذتُ تمرةً، فألقيتها في فمي، فأدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إصبعه في فمي، فأخرجتها بلعابي، فقال بعضُ القوم: وما عليك لو تركتها؟ قال: إنا آل محمدٍ لا تحلُّ لنا الصدقة. قال: وعقلتُ عنهُ الصلوات الخمس) (3) تفرد به.
2445 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبةُ، سمعتُ بُريد بن
_________
(1) من حديث الحسن بن علي في المسند: 1/200.
(2)) ) ... الجرين: موضع تجفيف الثمر وهو كالبيدر للحنطة. النهاية: 1/158.
(3) من حديث الحسن بن علي في المسند: 1/200.(2/464)
أبي مريمٍ: يُحدثُ عن أبي الحوراء. قال: قلتُ للحسين بن علي: ما تذكرُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: (أذكر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني أخذتُ تمرةً من تمر الصدقة، فجعلتها في فيَّ، فنزعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلعابها، فجعلها في التمر، فقيل: يارسول الله ما كان [عليك] من هذه التمرة لهذا الصبي؟ فقال: إنا آل محمدٍ لا تحلُ لنا الصدقة) .(2/465)
2446 - قال وكان يقولُ: (دع ما يريبُك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبةٌ) .
2447 - قال: وكان يُعلمنا هذا الدُّعاء: (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا / يقضى عليك، وإنه لا يذلُ من واليت، [قال شعبة: وأظنه قال هذه أيضاً:) ] تباركت [ربنا] وتعاليت) . قلت لشعبة: إنك تشكُّ فيه. قال: ليس فيه شكٌّ (1) .
2448 - أَمَّا قولهُ: (إنا أهل بيت لا تحلُّ لنا الصدقةُ) فتفرد به أحمد من هذا الوجه.
2449 - وأما قولهُ: (دع ما يريبك إلى مالا يريبُك، فإن الصدق طمأنينةٌ الكذب ريبةٌ) فرواه الترمذي بهذا اللفظ.
وللنسائي منهُ: (دع ما يريبك إلى مالا يريبك) من حديث شعبة به وقال الترمذي: صحيح (2) .
2450 - وأما دعاءُ القنوت فرواهُ الأربعةُ من وجه عن أبي إسحاق
_________
(1) من حديث الحسن بن علي في المسند: 1/200 وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) الخبر أخرجه الترمذي في كتاب صفة القيامة: 4/668؛ وأخرجه النسائي في الأشربة: باب الحث على ترك الشبهات: 8/294.(2/465)
عن بريد عن أبي الحوراء ربيعة بن شيبان عن الحسن به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في الصلاة: باب القنوت في الوتر: 2/63؛ والترمذي: باب ماجاء في القنوت في الوتر: 2/328، وقال: حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والنسائي: باب الدعاء في الوتر: 3/206، وابن ماجه في: باب ماجاء في القنوت في الوتر: 1/372.(2/466)
2451 - وقد رواه النسائي عن محمد بن سلمة عن ابن وهب، عن يحيى ابن عبد الله بن سالم، عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن علي عنه فذكره بمثله (1) .
2452 - وروى من حديث موسى بن عقبة أيضاً عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن الحسن به (2) .
(زيد بن علي عن الحسن بن علي بن أبي طالب)
2453 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عبد الله ابن محمد بن سالم، حدثنا حسين بن زيد بن علي، عن الحسن بن زيد، عن أبيه، عن الحسن بن علي بن أبي طالب: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا توضأ فضل ماءً حتى يُسيلهُ على موضع السجود) (3) .
2454 - وقد رواهُ أبو يعلى عن عبد الله بن محمد بن سالمٍ به إلا أنه جعله من مسند الحسين بن علي فالله أعلم (4) .
_________
(1) الموطن السابق من النسائي.
(2) سبق تخريج الخبر من هذا الطريق. مستدرك الحاكم: 3/172.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 3/85، وقال الهيثمي: إسناده حسن. مجمع الزوائد: 1/234.
(4) قال الهيثمي: رواه أبو يعلى وإسناده حسن. مجمع الزوائد: 1/234.(2/466)
(طحربٌ عنهُ)
في رؤياهُ التي ستأتي في ترجمة أبي مريمٍ عنهُ (1)
(طلحة بن عُبيد الله العقيلي: عن الحسن بن علي)
_________
(1) طحرب: مولى الحسن بن علي قال الأزدي: لا يقوم إسناد حديثه، الميزان: 2/235، والخبر سيأتي في ترجمة ابن مريم عنه.(2/467)
2455 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن حموية أبو سيار التُّستري، حدثنا بشر
ابن مُعاذ التستري الواسطي، حدثنا يحيى بن سعيد الواسطي، حدثنا يحيى بن العلاء، عن طلحة بن عُبيد الله، عن الحسن بن علي. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: / (من أتتهُ هديةٌ وعندهُ قومٌ جُلوسٌ فهم شركاؤه فيها) (1) .
2456 - قال الطبراني في هذه الترجمة: حدثنا القاسم بن محمد الدلال، حدثنا مخول بن إبراهيم، حدثنا كامل أبو العلاء، عن عبد الله بن سليما، عن الحسن [بن علي] . قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أطعموا الطعام وأطيبوا الكلام) (2) .
(فلفلة الجعفي عنهُ)
2457 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن راشدٍ الأصبهاني، حدثنا إبراهيم ابن سعيد الجوهري، حدثنا سعيد بن الوراقُ، حدثنا فُضيلُ بن غزوان، حدثنا أبو المغيرة الذُهلي، حدثنا فلفلة الجُعفي، سمعت الحسن بن علي يقول: (رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام متعلقاً بالعرش، ورأيتُ أبا بكرٍ آخذاً بحقوى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورأيتُ عمر آخذاً بحقوى أبي بكرٍ، ورأيتُ
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/93، وقال الهيثمي: فيه يحيى بن سعيد العطاء وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 3/93.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/94، وقال الهيثمي: فيه القاسم بن محمد الدلال وهو ضعيف: 5/17.(2/467)
عثمان آخذاً بحقوى عمر، ورأيت الدم ينصبُّ من السماء إلى الأرض، فحدث الحسنُ بهذا الحديث وعنده قومٌ من الشيعة، فقالوا: وما رأيت علياً؟ فقال: ما كان أحبَّ إلي أن [أراهُ] أخذ بحقوى النبي - صلى الله عليه وسلم - من علي، ولكن رُؤيا رأيتها) (1) .
(العلاء بن عبد الرحمن عنهُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/92، وقال الهيثمي: إسناده حسن. مجمع الزوائد: 9/96.(2/468)
2458 - مرفُوعاً: (صلوا في بيوتكم، ولا تتخذوها قُبوراً ولا تتخذوا بيتي عيداً، وصلوا عليَّ وسلموا، فإن صلاتكم وسلامكُم يبلغني حيث ما كُنتُم) ، رواهُ أبو يعلى، عن موسى بن محمد الحنفي، عن أبي بكرٍ الحنفي، عن عبد الله بن نافعٍ، عن العلاء به (1) .
(عامر الشعبي عنهُ)
2459 - قال الطبراني: حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري، حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي، حدثنا أحمد بن بشرٍ، حدثنا مجالدٌ، عن الشعبي، عن الحسن ابن علي: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر [به] وفي يده [عرق] (2) يتعرقُ منهُ قال: فتناوله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنهش منه نهشةً أو نهشتين، [ثم صلى ولم يتوضأ] ) (3) .
(عبد الرحمن بن أبي عوفٍ عنهُ) /
(أنه قال لأبي الأعور السُّلمي: ألم يلعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[رِعْلاً
_________
(1) الخبر رمز له السيوطي بالضعف من رواية أبي يعلى. جمع الجوامع: 2/2738.
(2) العرق: بفتح فسكون العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم وجمعه عران بضم ثم فتح وهو جمع نادر. النهاية: 3/87.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 3/78 وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/468)
وذكوان] وعمرو بن سفيان؟) رواهُ أبو يعلى، عن أبي كُريب، عن إسحاق بن سُليمان، عن ابن عثمان عنهُ (1) .
(عطاء بن أبي رباح عن الحسن)
_________
(1) قال الهيثمي: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبي عوف وهو ثقة. مجمع الزوائد: 1/113.(2/469)
2460 - قال الطبراني: حدثنا الحسن بن إسحاق التُستري، حدثنا محمد ابن أبان الواسطي، حدثنا محمد بن الحسن المُزني، عن سعيد بن المرزبان أبي سعد، عن عطاء بن أبي رباح، عن الحسن بن علي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يحشر الناس يوم القيامة حُفاةً عُراةً، فقالت امرأةٌ: يارسول الله فكيف يرى بعضنا بعضاً؟ قال: إن الأبصار يومئذٍ [شاخصةٌ] ورفع بصرهُ إلى السماء، فقالت: يارسول الله [ادع الله] أن يستر عورتي، قال: اللهم استُر عورتها) (1) .
(عمرو بن حُبْشي عنهُ)
2461 - حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حُبشي قال: خطبنا الحسن بن عليٍ بعد قتلِ. علي فقال: (لقد فارقكُم رجلٌ بالأمس ما سبقه [الأولون بعلم] ولا أدركه الآخرون، إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليبعثهُ، ويُعطيه الراية، فلا ينصرفُ حتى يُفتح لهُ، وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادمٍ لأهلهِ) (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/90. وما بين المعكوفات استكمال منه، قال الهيثمي: فيه سعيد بن المرزبان وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 10/333.
(2) () ... من حديث الحسن بن علي في المسند: 1/199 وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/469)
(عمير بن مأمون بن زُرارة)
(ويقال مأمومُ عن الحسن بن علي) (1)
_________
(1) يرجع إلى تهذيب التهذيب: 8/149.(2/470)
2462 - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (تحفةُ الصائم الدُّهن والمجمر) . رواه الترمذي في الصيام عن أحمد بن منيعٍ، عن أبي مُعاوية، عن سعد بن طريف، عنهُ بهِ. ثم قال الترمذي: لا نعرفه إلا من حديث سعد بن طريف، وهو ضعيف (1) .
2463 - وقد رواهُ البزار (2) عن محمد بن موسى [الحرشي، عن] هُبيرة بن محمد العدوي، عن سعد الحذاء، عن عُمير بن المأمون قال: دعا ابن الزبير الحسن بن علي إلى وليمة، وذلك بعد صلاة الصبح، فلم يقم حتى طلعت الشمس (3) ، ثم قال: سمعتُ أبي وجدي - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من صلى الصبح، / ثم قعد يذكر الله، حتى تطلع الشمس جعل الله بينهُ وبين النار ستراً، ثم جاء فقال لهُ ابن الزبير: أبطأت علينا هذا اليوم يا ابن بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أَمَّا إني أجبتكم وأنا صائم، ثم قال [ها هنا تحفة] سمعتُ أبي وجدي يقول: تحفة الرجل
_________
(1) قال الترمذي أيضاً: ويقال عمير بن مأمون (ضعيف) أيضاً.
أخرج الخبر في الصيام: باب ماجاء في تحفة الصائم: 3/155؛ والخبر ضعفه السيوطي أيضاً وأخرجه الطبراني والهيثمي أيضاً من حديث الحسن بن علي. جمع الجوامع: 2/964.
وأورده صاحب الميزان وعده من مناكيره: 2/123.
(2) في الأصل المخطوط: (الترمذي) والصواب كما أثبتناه كما يتضح من المراجع.
(3) لفظ الخبر هنا عند البزار: (عمير بن المأموم قال: أتيت المدينة أزور ابنة عم لي تحت الحسن بن علي، فشهدت معه صلاة الصبح في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأصبح ابن الزبير قد أولم، فأتى رسول ابن الزبير فقال: يا ابن رسول الله إن ابن الزبير أصبح قد أولم، وقد أرسلني إليك، فالتفت إلي فقال: هل طلعت الشمس؟ قيل: لا أحسب إلا قد طلعت الشمس. قال: الحمد لله الذي أطلعها من مطلعها ثم قال: سمعت أبي وجدي ... إلخ) .(2/470)
[الصائم] الزائر أن تُغلف لحيتهُ، وتُجمر ثيابهُ (1) ، ويُذرر، وتحفة الزائرة أن تُمشط رأسُها وتجمر ثيابها وتُذرر (2) وسمعتُ أبي وجدي يقول: من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب. [آية محكمة، أو رحمة منتظرة، أو علماً مسطراً، أو لكمة تزيده هدى، أو ترده عن ردى، أو يدع الذنوب خشية أو حياء] ) (3) .
(علي بن أبي طلحة عنهُ)
_________
(1) تغلف لحيته: تلطخ بالطيب، ويجمر ثيابه: تبخر بالطيب، يذرر: يذرّ عليه الزريرة، وهو نوع من الطيب مجموع من أخلاط. تراجع النهاية واللسان.
(2) هذا الجزء الخاص بالزائرة ليس في المرجعين 60.
(3) كشف الأستار: 4/17..وقال البزار: لا نحفظه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه، وسعد الحذاء هو سعد بن طريف، وعمير بن المأموم لا نعلم روى عنه إلا سعد. وقال الهيثمي: رواه البزار وفيه سعد بن طريف الحذاء وهو متروك. مجمع الزوائد: 10/106.
وما بين المعكوفات استكمال من المصدرين. والقسم الأول من الخبر: (تحفة الصائم ... وتذرر) رواه البيهقي في شعب الإيمان وضعفه السيوطي. جمع الجوامع: 2/965.(2/471)
2464 - أنه قال لمعاوية بن خُديج: أنت السابُّ لعلي، فكأنه استحيى فقال لهُ: أَمَّا لئن وردت عليه الحوض، وما إخالك تردُهُ لتجدنهُ مشمراً الإزار [على ساقٍ] يذود المنافقين عنه ذود غريبة الإبل. قول الصادق المصدوق [وقد خاب من افترى] .
2465 - رواهُ الطبراني، عن علي بن إسحاق الوزير، عن إسماعيل بن موسى السدوسي، عن سعيد بن خيثم، عن الوليد بن يسار الهمداني، عنه (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/91، ورواه بإسناد آخر: 3/81. وقال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما علي بن أبي طلحة مولي بني أمية ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات والآخر ضعيف. مجمع الزوائد: 9/131.(2/471)
(محمد بن سيرين عنهُ)
(في القيام للجنازة ولم يدركهُ)(2/472)
2466 - رواهُ النسائي، عن قتيبة، عن حماد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين: [أن جنازة مرت بالحسن بن علي، وابن عباس، فقام الحسن، ولم يقم ابن عباس، فقال الحسن: أليس قد قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجنازة يهودي؟ فقال ابن عباس:
نعم ثم جلس (] (1) ، عن الحسن به.
2467 - وعن يعقوب بن إبراهيم، عن هُشيم، عن منصور، عن ابن سيرين به (2) .
(المسيب بن نجبة عنهُ مرفوعاً:
(الحربُ خدعةٌ))
2468 - رواه الطبراني، عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن إبراهيم بن الحسن التغلبي، عن عُبيد الله بن بكير الغنوي، عن حكيم بن جُبير، عن أبي إدريس، عن المسيب به (3) .
2469 - ورواهُ البزارُ عن صفوان بن المغلس، عن محمد بن سعيد، عن عبد الله بن بُكير به إلا أنه جعله من مسند الحسين بن علي (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائي في الجنائز: باب الرخصة في ترك القيام: المجتبي: 4/38، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) أخرجه النسائي عن يعقوب بن إبراهيم عن هشيم ثم عن يعقوب بن إبراهيم عن ابن
عليه، من غير طريق ابن سيرين ومن طريق رابع عن إبراهيم بن هارون البلثمي. المجتبي:
4/39.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 3/82. قال الهيثمي: رواه أبو يعلى وفيه حكيم بن جبير وهو متروك وضعفه الجمهور وقال أبو حاتم: محله الصدق إن شاء الله. مجمع الزوائد: 5/320.
(4) مابين أيدينا من كشف الأستار: 2/288 عن الحسن بن علي، ولكن الأصح ما أورده المصنف، فهو يوافق ما أورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 5/320. وقال: فيه حكيم بن جبير وهو
متروك.(2/472)
(معاوية بن خُديج عنهُ) /(2/473)
2470 - قال الطبراني: حدثنا أبو مُسلم الكشي، حدثنا عبد الله بن عمرو الواقفي، حدثنا شريك، عن محمد بن يزيد، عن مُعاوية بن خُديج، قال: (أرسلني مُعاوية بن أبي سُفيان إلى الحسن بن علي أخطُبُ علي يزيد بنتاً لهُ، أو أختاً له، فأتيتهُ فذكرتُ لهُ يزيد، فقال: إنا قومٌ لا تُزوج نساؤنا حتى نستأمرهن فائتها، فأتيتها، فذكرتُ لها يزيد، فقالت: لا يكون ذلك حتى يسير فينا صاحبُك كما سار فرعون في بني إسرائيل: - يذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم - فرجعتُ إلى الحسن، فقلتُ: أرسلتني إلى فلقةٍ من الفلق (1) تسمى أمير المؤمنين فرعون. فقال: يا معاوية إياك وبغضنا، فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا يبغضنا ولا يحسدنا أحدٌ إلا ذِيدَ (2) يوم القيامة عن الحوض بسياطٍ من نارٍ) (3) .
(محمدُ بنُ علي عنهُ)
2471 - حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن حجاج بن أرطاة، عن محمد بن علي، عن الحسن بن علي: (أنه مر بهم جنازة، فقام القومُ، ولم يقُم، فقال الحسنُ: ما صنعتم؟ إنما قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تأذياً بريح اليهودي) (4) .
_________
(1) الفلقة: في اللسان: الفلق والفليقة والفليق والمفلقة والفيلق والفلقى كله الداهية والأمر العجب وجاء بالفلق أي بالداهية: 5/463.
(2) ذيد يوم القيامة عن الحوض: بمعنى طرد من ذاد يذود. تراجع النهاية: 2/52.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 3/81. وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن عمرو الواقفي وهو كذاب. مجمع الزوائد: 9/172.
(4) من حديث الحسن بن علي في المسند: 1/200.(2/473)
2472 - وقد رواهُ النسائي من حديث إبراهيم بن هارون البلخي عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه وذكرهُ (1)
الطبراني من طرقٍ عدةٍ عن محمد بن سيرين عنهُ بهِ (2) .
حديثٌ آخرُ
2473 - قال الطبراني: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين (3) ، قال: قال الحسن بن علي: (لو نظرتم مابين جابوس إلى جابلق لم تجدوا رجلاً جدُّهُ نبي غيري وأخي، وإني أرى أن تجتمعوا على مُعاوية {وإن أدري لعلهُ فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حين} قال [معمر] : وجابرس وجابلق المشرقُ والمغربُ) (4) .
2474 -[وفي] الشمائل، وقال الترمذي في جامعه: حدثنا قُتيبة، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: ( [كان] الحسنُ والحسين يتختمان في يسارهما) هكذا رواهُ موقوفاً وقال صحيحٌ (5) .
(هُبيرة بن يريم عنهُ) (6) /
2475 - حدثنا وكيع، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن
_________
(1) أخرجه الطبراني في الجنائز: باب الرخصة في ترك القيام: 4/39.
ولفظه: (فكره أن تعلو رأسه جنازة يهودي فقام) .
(2) يرجع إلى المعجم الكبير: 3/86، 87.
(3) في الأصل المخطوط: (عن محمد بن علي عن الحسن) ، وما أثبتناه من المعجم الكبير ومجمع الزوائد.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 3/84. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 4/207.
(5) الخبر أخرجه الترمذي في اللباس: باب ماجاء في لبس الخاتم في اليمين: 4/228؛ وفي الشمائل كما في تحفة الأشراف: 3/64.
(6) في الأصل المخطوط: (هبيرة بن مريم) والصواب هبيرة بن يريم بوزن عظيم روى عن الحسن بن علي وغيره. تهذيب التهذيب: 11/23.(2/474)
هُبيرة بن يريم قال: خطبنا الحسنُ بن علي قال: (لقد فارقكُم رجلٌ بالأمس ما يسبقه الأولون بعلمٍ، ولا يدركه الآخرون، كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يبعثهُ بالراية: جبريلُ عن يمينه، وميكائيل عن شماله، لا ينصرفُ حتى يُفتح لهُ) (1) .
(يُوسف بن سعدٍ ويُقالُ ابنُ مازنٍ الراسي) (2)
_________
(1) من حديث الحسن بن علي في المسند: 1/199.
(2) يوسف بن سعد الجمحي مولاهم أبو يعقوب، ويقال: يوسف بن مازن وقيل هما إثنان. تهذيب التهذيب: 11/413.(2/475)
2476 - قال أبو داود الطيالسي: حدثنا القاسم بن الفضل، حدثنا يوسف ابن مازن الراسبي، قال: قام رجل إلى الحسن بن علي حين بايع مُعاوية فقال:
سودت وجوهُ المؤمنين، فقال: لا تُؤنبني - رحمك الله - فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قد أرى بني أُمية يخطبون على منبره رجُلاً رجلاً، فساءهُ ذلك فأنزل الله عز وجل {إِنَّا أَعْطَينَاكَ الكَوثَر} [يامحمد يعني] نهراً في الجنة، وأُنزلت {إِنَّا أَنْزَلنَاهُ في لَيلَةِ القَدرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيلَةُ القَدرِ لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِنْ أَلفِ شَهرٍ} [يملكها بنو أمية يامحمد] قال القاسمُ: فحسبنا ذلك فإذا هو ألف شهرٍ (1) لا يزيد ولا ينقص (،
رواه الترمذي (2) .
2477 - وقال: [غريب] والطبراني وغيرهم من حديث أبي داود به (3) .
_________
(1) في النسخة التي بين أيدينا من الترمذي: (ألف يوم) ، وما في المخطوطة أدق.
(2) الخبر أخرجه الترمذي في التفسير: من سورة القدر: 5/444. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث القاسم بن الفضيل.
= ... وقد قيل عن القاسم بن الفضل عن يوسف بن مازن والقاسم بن الفضل الحداني هو ثقة يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ويوسف بن سعد رجل مجهول، ولا نعرف هذا الحديث على هذا اللفظ إلا من هذا الوجه.
(3) الخبر أخرجه الطبراني في الكبير: 3/89؛ والحاكم في المستدرك: 3/175.(2/475)
وقد بسطت الكلام على حالهم في التفسير فمن أراد التكثير فهناك (1) .
(أبو جميلة عنهُ) (2)
_________
(1) أورد المصنف الخبر في تفسير سورة القدر، وأشار إلى تخريج الترمذي والحاكم وإلى تضعيف الترمذي لسنده، ونقل عن شيخه أبي الحجاج المزي قوله: هو حديث منكر. وأطال ابن كثير - رحمه الله - في الاستدلال على ضعفه. تفسير ابن كثير: 4/529.
(2) في الأصل المخطوط: (أبو حملة) والصواب أبو جميلة ميسرة بن يعقوب صاحب راية علي روى عن علي وعثمان والحسن. تهذيب التهذيب: 10/387.(2/476)
2478 - قال الطبراني: حدثنا محمود بن محمد الواسطي، حدثنا وهبُ بن بقية، حدثنا خالد، عن حُصين، عن أبي جميلة: (أن الحسن بن علي حين قُتِلَ علي استخلف، فبينما هو يُصلي بالناس أذ وثب عليه رجلٌ، فطعنهُ بخنجرٍ في وركهِ، فتمرض فيها شهراً، ثم قام على المنبر، فخطب فقال: يا أهل العراق اتقوا الله فينا، فإنا أمراؤكم، وضيفانكم، وأهل البيت الذي قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (1) فما زال يوميذٍ يتكلمُ حتى ما يُرى في المسجد إلا باكياً) (2) .
(أبو مريم عنهُ) (3)
2479 - قال أبو يعلى في مُسنده: حدثنا / إبراهيم بن محمد بن عرعرة، حدثنا محمد بن عباد الهناي، حدثنا البرآءُ بن أبي فضالة، حدثنا الحضرمي، عن أبي مريم ومنيع الجارود، قال: كنتُ بالكوفة، فقام الحسن بن علي خطيباً فقال: (أيها الناس، رأيتُ البارحة في المنام عجباً،
_________
(1) الآية 33 سورة الأحزاب.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/93. وقال الهيثمي: رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 9/172.
(3) أبو مريم: عبد الله بن زياد الأسدي الكوفي. روى عن عمار وابن مسعود والحسن بن علي. تهذيب التهذيب: 5/221.(2/476)
رأيتُ رب العزة عز وجل فوق عرشه، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قام عند قائمةٍ من قوائم العرش، وجاء أبو بكرٍ، فأخذ بمنكب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم جاء عُمرُ فأخذ بمنكب أبي بكرٍ، ثم جاء عثمان فأخذ بيده، فقال: يارب سل عبادك فيم قتلوني؟ قال: فانصبَّ من السماء ميزابان [من] دمٍ إلى الأرض فقيل لعلي: ألا ترى ما يُحدثُ الحسنُ؟ قال: يُحدِّثُ بما رأى) .
قال حدثنا سُفيان بن وكيع، حدثنا جميع بن عُمر بن عبد الرحمن، عن مُخالدٍ، عن طحوب العجلي، عن الحسن بن علي، قال: (لا أُقاتل بعد رُؤيا رأيتُها، رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعاً يدهُ على عُمر ورأيتْ دماء دُونهُم فقلتُ: ما هذا؟ فقيل: دمُ عُثمان يطلب الله به) (1) .
_________
(1) قال الهيثمي: رواه كله أبو يعلى بإسنادين، وفي أحدهما من لم أعرفه، وفي الآخر سفيان بن وكيع وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 9/96.(2/477)
2480 - وروى أبو يحيى عنهُ نحو ذلك كما سيأتي (1) .
(من أبناء محمد بن سيرين عنهُ)
2481 - حدثنا عفان، حدثنا يزيد: يعني ابن إبراهيم وهو التُستري، حدثنا محمد، قال: (نُبئتُ أن جنازة مرَّت على الحسن بن علي، وابن عباس، فقام الحسنُ وقعد ابنُ عباس، فقال الحسن لابن عباس: ألم تر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مرتْ به جنازة فقام؟ فقال ابن عباسٍ: بلى، وقد جلس فلم ينكر الحسن ما قال ابنُ عباسٍ) (2) .
_________
(1) صفحة 480.
(2) من حديث الحسن بن علي في المسند: 1/200.(2/477)
2482 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمرٌ، عن أيوب، عن ابن سيرين: أن ابن عباسٍ، والحسن بن عليٍ مرت بهما جنازة، فقام أحدُهما، وجلس الآخر، فقال الذي قام: (ألم تعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام؟ قال: بلى وقعد) (1) . حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن محمد: أن الحسن بن علي وابن عباسٍ رأيا جنازةً، فقام أحدُهما، وقعد الآخرُ فقال الذي قام: (ألم يقُمْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ وقال الذي لم يقُمْ: بلى وقعد) / (2) .
(أبو كبير عنهُ)
2483 - روى الطبراني من حديث عباد بن يعقوب الأسدي وهو الرواجني (3) ، حدثنا علي بن عابسٍ، عن بدر بن الخليل أبي الخليل، عن أبي كبير، قال: كُنَّا عند الحسنِ، فجاء رجُل، فقال: لقد سبَّ علياً عند مُعاوية رجلٌ يُقال مُعاوية بن خُديجٍ، فلقيه الحسنُ: فقال: ألستَ السَّابّ عليا عند ابن آكلة الأكباد؟ أَمَّا لئن وردت [عليه] الحوض وما أراك تردُهُ لتجدنهُ مُشمراً حاسراً عن ذراعين يذودُ الكفار، والمنافقين عن حوض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما تُذاد غريبةُ الإبل عن صاحبها: قول الصادق المصدوق أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -) (4) .
_________
(1) الموطن السابق.
(2) من حديث الحسن بن علي في المسند: 1/201.
(3) يراجع تهذيب التهذيب: 5/109.
(4) المعجم الكبير للطبراني، ولفظه زيادة لا تغير المعنى: 3/81. وقال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين: في أحدهما علي بن أبي طلحة مولى بني أمية ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. والآخر ضعيف. مجمع الزوائد: 9/172.(2/478)
(أبو ليلى عنهُ)(2/479)
2484 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عُثمان بن أبي شيبة، حدثنا إبراهيم [بن إسحق] الصيني، عن قيس بن الربيع، عن ليث، عن أبي ليلى، عن الحسن بن عليٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [يا أنس] إنطلق فأدع لي سيد العرب - يعني علياً - فقالت عائشة: ألست سيد العرب؟ فقال: أنا سيد ولد آدم، وعلى سيدُ العرب، فلما جاء علي أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الأنصار، فأتوهُ، فقال: يا معشر الأنصار ألا أدلكُم على ما إن تمسكتُم به لن تضلوا بعده أبداً؟ قالوا: بلى يارسول الله. قال: هذا عليُّ فأحبوهُ بحبي، وكرموهُ بكرامتي، فإن جبريل أمرني بالذي قُلتُ لكم عن الله عز وجل) (1) .
وهذا حديثٌ منكرٌ (2) .
(أبو مجلز عنهُ)
في القيام للجنازة.
2485 - رواهُ النسائي عن يعقوب بن إبراهيم، عن ابن عُلية، عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز (3) : (أن الحسن وابن عباسٍ مرتْ بهما جنازة، فقام أحدُهما وقعد الآخرُ) (4) وذكر نحوه [عن] عائشة أُم المؤمنين عنه بحديث دُعاء القنوت (5) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/88.
(2) قال الهيثمي: فيه إبراهيم بن إسحق الصيني وهو متروك. مجمع الزوائد: 9/132.
(3) في الأصل المخطوط: (يعقوب بن علي بن إبراهيم بن إسماعيل عن سليمان) وما أثبتناه من المجتبي.
(4) أخرجه النسائي في الجنائز: باب الرخصة في ترك القيام: 4/39.
(5) الخبر أخرجه الحاكم في المستدرك من طريق موسى بن عقبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن الحسن: 3/172، وتراجع تحفة الأشراف: 3/63.(2/479)
2486 - رواهُ الطبراني من حديث ابن أبي فُديك، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمهُ موسى/ بن عُقبة، عن هشامٍ بن عروة، ع، ابيه، عن عائشة به (1) .
(أبو وائل: شقيقُ بن سلمة عنهُ)
2487 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا جعفر ابن حميدٍ، حدثنا خُديج بن مُعاوية، عن أبي إسحاق، عن شقيق بن سلمة، عن الحسن بن علي، قال: (جاءت امرأةً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعها ابنانٍ لها، فأعطاها ثلاث تمراتٍ، فأعطت كل واحدٍ من ابنيها تمرةً، فأكلا تمرتيهما، ثم جعلا ينظران إليها، فشقت تمرتها نصفين بينهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قد رحمهما الله برحمتها ابنيها) (2) .
(أبو يحيى الأعرج عنهُ)
2488 - قال الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز، وأبو مسلم قالا: حدثنا حجاجُ بن منهالٍ، وحدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ، حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن ابن يحيى الأعرج، قال: (كنتُ بين الحسن والحسين ومروان بن الحكم يتسابان، فجعل الحسنُ يُسكتُ الحسين فقال مروان: أهلُ بيتٍ ملعونون، فغضب الحسنُ وقال: قلت أهل بيتٍ ملعونون، فوالله لقد لعنك الله على لسان نبيه وأنت في صُلب أبيك) (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/73.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/78. وقال الهيثمي: فيه خديج بن معاوية الجعفي وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 8/158.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 3/85. مجمع الزوائد: 5/240.(2/480)
رواهُ أبو يعلى عن إبراهيم بن الحجاج به وعن أبي مُعمرٍ، عن جريرٍ، عن عطاء بن السائب (1) .
(أُم أنيسٍ بنت الحسن عن أبيها)
_________
(1) لفظ أبي يعلى: (فقال الحسين والحسن: والله ثم والله لقد لعنك الله ... إلخ) .
قال الهيثمي: فيه عطاء بن السائب، وقد تغير. مجمع الزوائد: 5/240.(2/481)
2489 - قال الطبراني: حدثنا العباس بن حمدان الأصبهاني، حدثنا شُعيب ابن عبد الحميد الطحان، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا شيبان، عن الحكم بن عبد الله بن خطافٍ، عن أم أُنيس بنت الحسن بن علي، عن أبيها قالت: (قالوا يارسول الله أرأيت قول الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} ؟ (1) فقال: إن هذا من المكتوم، ولولا أنكم سألتموني عنهُ ما أخبرتكم إن الله وكَّلَ بي ملكين لا أُذكَرُ عند رجلٍ مسلمٍ، فيصلي عليَّ إلا قال ذانك الملكانِ: غفر الله لك، وقال الله وملائكته جواباً لذينكَ الملكين: آمين) (2) .
392 - (حُسين بن السائب الأنصاري رضى الله عنهُ) / (3)
2490 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سُفيان، حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا عاصم بن سُويد بن
_________
(1) الآية 56 سورة الأحزاب.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/89. وقال الهيثمي: فيه الحكم بن عبد الله خطاف وهو كذاب. مجمع الزوائد: 7/93.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/18؛ والإصابة في القسم الرابع: 1/394. وقال: من صغار التابعين، أرسل حديثاً فذكره الحسن بن سفيان وغيره في الصحابة. وقال ابن منده: لا يعرف له رؤية فضلاً عن الصحبة وعقب على ذلك ابن حجر فقال: لا لأبيه السائب صحبة، وإنما قيل له رؤية وذكر ابن حبان في الثقات: 4/155؛ والتاريخ الكبير في التابعين: 2/386، وقد ترجم ابن سعد للسائب بن أبي لبابة وقال: ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى عن عمر وكان قليل الحديث ثقة. الطبقات الكبرى: 5/56.(2/481)
يزيد بن جارية الأنصاري (1) ،
حدثنا رفاعة بن الحجاج الأنصاري، عن أبيه، عن حُسين السائب، قال: (لما كان ليلةُ العقبة أو ليلةُ بدرٍ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لمن معهُ: كيف تُقاتلون؟ فقام عاصم بن ثابت بن [أبي] الأقلح، فأخذ القوس وأخذ النبل وقال: أي رسول الله إذا كان القومُ قريباً من مائتي ذراعٍ أو نحو ذلك كان الرمي بالقسي، وإذا دنا القوم حتى تنالنا أو تنالهم الحجارةُ كانت المواضحةُ (2) بالحجارة، وإذا دنا القوم حتى تنالنا وتنالهم الرماحُ كانت المداعسةُ (3) بالرماح حتى تتقصف، فإذا تقصفت وضعناها وأخذنا السيوف فكانت السلة والمجالدةُ بالسيوف. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد أنزلت الحرب مُنازلةٌ. من قاتل فليُقاتل مثل عاصم) (4) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: (عاصم بن سويد بن عياش بن يزيد بن حارثة الأنصاري) ، وما أثبتناه من الميزان: 2/352. روى عنه محمد الصباح ذكره ابن عدي.
= ... وقال عثمان: سألت يحيى عنه فقال: لا أعرفه وقال أبو حاتم: روى حديثين منكرين.
(2) المواضحة: المراماة.
(3) المداعسة: المطاعنة.
(4) الخبر أخرجه أبو نعيم وابن منده، يراجع أسد الغابة، ويراجع ما أورده ابن حجر عنه في ترجمته.(2/482)
393 - (الحسينُ بن عُرفطة بن نضلة بن الأشتر)
2491 - ابن حجوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قُعين بن الحارث ابن ثعلبة بن دُودان بن أسد بن خُزيمة (1) وكان اسمهُ حسيل فسماهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُسيناً.
2492 - روى أبو موسى من طريق الدارقطني، حدثنا أحمد بن سعيدٍ، حدثنا داود بن [محمد] بن عبد الملك بن حبيب بن تمام بن
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/18؛ والإصابة: 1/332.(2/482)
حسين بن عُرفطة، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن جد الجد، عن حسين بن عُرفطة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا قمت إلى الصلاة فقُل بسم الله الرحمن الرحيم {الحَمْدُ للهِ رَبِ العَالَمِينَ} حتى تختمها و {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} إلى آخرها) (1) .
_________
(1) قال السيوطي: أخرجه الدارقطني عن داود بن محمد بن عبد الملك بن حبيب بن تمام بن حسين ابن عرفطة عن أبيه عن جده عن حسين بن عرفطة. جمع الجوامع: 1/720. وتراجع الترجمة.(2/483)
394 - الحسين بن علي بن أبي طالبٍ (1)
القرشي الهاشمي أبو عبد الله أحد السبطين الشهيدين وهُو وأخوهُ سيدا
شباب أهل الجنة/ كما تقدم إلا ابنى الخالة: يحيى وعيسى (2) .
أمهُما فاطمة بنت خاتم [الأنبياء] ورسول رب العالمين.
2493 - وُلدَ بعد أخيه، ولم يكُن بينهما إلا أن طهُرت من نفاس الحسن وحملت بالحُسين، ثم بمُحسنٍ، وقد عق عنهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأذن في آذانهما، وأقام ونشأ في بِرّه، ورفده وإحسانه، ولُطفه بهما، وبأبيهما وأمهما - رضي الله عنهم -، وهم معهُ أهل الكساء التي ألقاها (3) عليهم وقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/18؛ والإصابة: 1/332؛ والاستيعاب: 1/378، والتاريخ الكبير: 2/381؛ والثقات: 3/68؛ وتهذيب التهذيب: 2/345.
(2) يرجع في ذلك إلى الخبر الذي أخرجه ابن سعد والطبراني والحاكم وأبو نعيم في فضائل الصحابة، وابن جرير وابن عساكر من حديث أبي سعيد الخدري. جمع الجوامع: 1/88؛ المعجم الكبير للطبراني: 3/36. وقال الهيثمي: رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف. مجمع الزوائد: 5/182.
(3) في الأصل المخطوط: (أهل القنا التي لقنها) ، وما أثبتناه من الخبر الذي أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 3/54.(2/483)
وقال هُبيرة [بن يريم] عن علي بن [أبي طالب] : (من أراد أن ينظر إلى أشبهِ الخلق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عُنقهِ إلى وجههِ فلينظر إلى الحسن، ومن عُنقهِ إلى كعبه فلينظر إلى الحسين) (1) .
قال أبو بكر بن أبي شيبة: قُتل الحُسين بن علي يوم عاشوراء سنة إحدى وستين وله ثمانٌ وخمسون سنةً، وكان يخضب بالحناء والكتم (2) .
قال جعفر الصادقُ للمهدي لما قُتل علي بن أبي طالبٍ وحكى عن أبيه أن الحُسين كان يُخضب بالحناء وبالسواد وكذا غير واحد أنُّهُ كان يخضبُ بالسوادِ (3) .
وفي مقتلهِ ومبلغ سنهِ وخضابه قد بسطتُ ترجمتهُ عنهُ في التاريخ، وما ورد في صفة قتله، وما جاء في فضائله، ومآثر في الأخبار والآثار (4) ، وقد أطنب الحافظ أبو القاسم الطبراني في ترجمته في معجمه الكبير، فأجاد وأفاد وأكثر وأطيب وأطنب فأغرب، وتوسع في روايته أشياء ليست بصحيحة، ولم ينبه على كثير منها فالله أعلم.
(بشرُ بن غالب عن الحُسين بن علي)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/95 وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/98.
(3) يراجع البداية والنهاية: 8/149، وما بعدها.
(4) يرجع إلى المعجم الكبير: 3/94 - 136 حيث أورد في ترجمته 148 خبراً.(2/484)
2494 - قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يشرب] وهو قائمٌ) ، رواهُ الطبراني من حديث يونس بن بُكير، عن زياد بن المنذر عنهُ (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/133، وما بين المعكوفات استكمال منه. قال الهيثمي: فيه زياد بن المنذر وهو متروك. مجمع الزوائد: 5/80.(2/484)
(حبيب بن أبي ثابت عنهُ)(2/485)
2495 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن عمرو القطواني، حدثنا زيد بن يحيى، حدثنا أبو عتاب/ الدلال، حدثنا عمرو بن ثابت، حدثني حبيب بن أبي ثابت قال: (صنعت امرأةٌ من نساء الحُسين طعاماً في بعض أرضين فطعم، ثم رُفع [الطعام] فجاء غلامٌ له، فدعا بالطعام، فقال: لا أريده يا أبا عبد الله. [قال: لمَ] قال: أكلنا قبلُ عند [عبيد الله] بن عباسٍ. فقال الحُسين: [إن] أباهُ كان سيد قُريش. إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (يابني عبد المطلب أطعموا الطعام وأطيبوا الكلام) (1) .
(ربيعةُ بن شيبان: أبو الحوراء عنهُ)
2496 - حدثنا وكيع، حدثنا ثابت بن عمارة، عن ربيعة بن شيبان، قال: قلتُ للحُسين بن علي: ما تعقلُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: (صعدتُ معهُ عرفةً، فأخذتُ تمرةً، فلُكْتُها في فيَّ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ألقها، فإنها لا تحلُ لنا الصدقة) (2) تفرد به.
2497 - حدثنا يزيد، حدثنا شُريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق، عن بُريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسين بن علي، قال: (علمني جدي - أو قال النبي - صلى الله عليه وسلم - كلماتٍ أقولهنَّ في الوترِ) فذكر الحديث وقد تقدم هذان الحديثان عن الحسن رضي الله عنهما (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/135، وما بين المعكوفات استكمال منه. وقال الهيثمي: فيه عمرو بن ثابت البكري وهو متروك. مجمع الزوائد: 5/17.
(2) من حديث الحسين بن علي في المسند: 1/201.
(3) من حديث الحسين بن علي في المسند: 1/201.(2/485)
(سنانُ بن أبي سنانٍ عنهُ)(2/486)
2498 - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبأ لابن صيادٍ {فَارْتَقِبْ يَومَ تَأَتِي السَمَاءُ
بِدُخَانٍ مُبَينٍ} فقال: هو الدُّخ) (1) . رواه الطبراني عن الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمرٍ، عن الزهري عنهُ (2) .
(شُعيبُ بن خالد عنهُ)
2499 - حدثنا ابنُ نمير ويعلى، قالا: حدثنا حجاج يعني ابن دينار الواسطي، عن شُعيب بن خالد، عن حُسين بن علي، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن من حُسن إسلام المرءُ تركهُ مالا يعنيه، وفي لفظ قلة الكلام فيما لا يعنيه) تفرد به (3) .
(طلحة بن عُبيد الله العقيلي عنه)
2500 - مرفوعاً: (إن في الجُمعة [ساعة] لا يحجم فيها أحدٌ إلاَّ مات) . / رواهُ أبو يعلى عن جُبارة بن المغلس، عن يحيى بن العلاء (4) ، عن مروان بن سالم، عن طلحة عنهُ بهِ (5) .
_________
(1) الدخ: الدخان قال: عند رواق البيت يغشى الدخ، وفسر في الحديث أنه أراد بذلك (يوم تأتي السماء بدخان مبين) وقيل أن الدجال يقتله عيسى - عليه السلام - بجبل الدخان، فيحتمل أن يكون أراد تعريفاً بقتله لأن ابن صياد كان يظن أنه الدجال. النهاية: 2/16.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/135. وقال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 8/5.
(3) من حديث الحسين بن علي في المسند: 1/201.
(4) في المخطوطة: (يحيى بن يعلى) والصواب يحيى بن العلاء البجلي، روى عنه جبارة بن المفلس، كذبه أحمد وقال: كذاب يضع الحديث ولم يشهد له أحمد بخبر فيما أورده صاحب تهذيب التهذيب: 11/263. كما أن ابن المفلس كلام الأئمة إلى تضعيفه أميل. الميزان: 1/287.
(5) رمز السيوطي للخبر: بالصعب من إخراج أبي يعلى وحكم ابن الجوزي بوضعه. جمع الجوامع: 1/2311.(2/486)
حديث آخر عن الحُسين
مرفوعاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
أمانٌ لأُمتي من الغرق إذا ركبوا [البحر] أن يقولوا {بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} (1) الآية، {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (2) الآية رواه أبو يعلى أيضاً عن جبارة، عن يحيى بن العلاء، عن [مروان بن] سالم، عن طلحة بهِ (3) .
وبه مرفوعاً: (من ولد لهُ ولدٌ فأذَّنَ في أُذنه اليُمنى، وأقام في اليسرى لم تصبه أم الصبيان) (4) .
حديثٌ آخرُ
_________
(1) الآية 41 سورة هود.
(2) الآية 91 سورة الأنعام، 74 سورة الحج، 67 سورة الزمر.
(3) قال الهيثمي: رواه أبو يعلى عن شيخه جبارة بن المفلس وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 10/132.
= ... والخبر في الجامع الصغير ورمز لضعفه وأوضح المناوي ضعفه فقال: قال ابن حجر جبارة ضعيف وشيخه أضعف منه وشيخ شيخه كذلك والاتفاق فيهما وطلحة مجهول. فيض القدير: 2/182.
(4) أم الصبيان: الريح التي تعرض لهم فيغشى عليهم منها. النهاية: 1/42.(2/487)
2501 - رواهُ الطبراني من حديث يحيى بن سعيد العطار، عن يحيى بن العلاء، عن طلحة بن عُبيد الله، عن الحُسين، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (نعم الشئ الهدية أمام الحاجات) (1) .
(عباية بن رفاعة عنهُ)
2502 - (قال رجل: يارسول الله إني ضعيفٌ، وجبانٌ. قال: هلم إلى جهادٍ لا شوكة فيه الحجُّ) . رواهُ الطبراني عن عبد الله بن أحمد،
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/133. وقال الهيثمي: فيه يحيى بن سعيد العطار وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 4/147.(2/487)
عن إبراهيم بن الحجاج، عن أبي عوانة، عن مُعاوية بن إسحاق عنهُ (1) .
(ابنه علي بن الحسين عنهُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/135. مجمع الزوائد: 3/206.(2/488)
2503 - حدثنا عبد الملك بن عمرو، وأبو سعيد، قالا: حدثنا سُليمان بن بلال، عن عُمارة بن غزية، عن عبد الله بن علي بن الحسين، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (البخيل من ذُكرتُ عنده فلم يُصل علىّ - قال أبو سعيد: - ثم لم / يصل علي) (1) رواهُ النسائي عن سليمان بن عبيد الله، عن أبي عامر العقدي عبد الملك ابن عمرو، وعن أحمد بن الخليل، عن خالد بن مخلد، كلاهُما عن سليمان بن بلالٍ (2) ، وقد روى الترمذي عن يحيى بن موسى، عن أبي عامر العقدي فجعله من مسند علي (3) ، ورواه النسائي عن قتيبة، عن الدراوردي، عن عمارٍ، عن عبد الله بن
علي قال: قال عليٌّ فذكرهُ (4) .
2504 - حدثنا موسى بن داود، حدثنا عبد الله بن عُمر، عن ابن شهاب، عن علي بن الحُسين، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من حُسنِ إسلام المرء تركُه مالا يعنيه) (5) تفرد به.
(حديثٌ آخرُ عنهُ عن أبيه)
2505 - رواهُ أبو يعلى، عن الحسن بن عُمر بن شقيق، عن
_________
(1) من حديث الحسين بن علي في المسند: 1/201.
(2) أخرجه النسائي من الطريقين في الكبرى: فضائل القرآن، كما في تحفة الأشراف: 3/66.
(3) الخبر أخرجه الترمذي في الدعوات قول النبي - صلى الله عليه وسلم - رغم أنف رجل. وقال هذا حديث حسن صحيح غريب: 5/551.
(4) الخبر أخرجه النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 3/67.
(5) من حديث الحسين بن علي في المسند: 1/201.(2/488)
جعفر بن سُليمان، عن النضر بن حُميد الكندي، عن سعد [بن طريف] (1) الإسكافي، عن
أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، قال: (أتى جبريلُ
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يامحمد إن الله يحبُّ من أصحابك ثلاثةً فأحبِهُم: عليٌّ
وأبو ذر والمقداد ابن الأسود. قال: وأتاهُ جبريل أيضاً، فقال: يا محمد إن الجنة تشتاق إلى ثلاثةٍ من أصحابك: عليٍ وعمارٍ وسلمان) الحديث وفيه نكارةٌ شديدة
لا يصحُّ (2) .
(حديثٌ آخر عنهُ)
_________
(1) في المخطوطة: (سعيد) وهو سعد بن ظريف الإسكافي.
(2) قال الهيثمي: رواه أبو يعلى وفيه النضر بن حميد وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 9/330.
وأورده عن أبي يعلى السيوطي في جمع الجوامع: 1/90، وأورد رأي ابن كثير في تضعيف
الخبر.(2/489)
2506 - قال أبو يعلى: حدثنا [أبو يوسف المؤدب] يعقوب (1) جارُ أحمد ابن حنبل، حدثنا إبراهيم بن سعدٍ، عن عبد العزيز بن عبد المطلب، عن عبد الرحمن ابن الحارث، عن زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قتل دون حقه فهو شهيدٌ) (2) .
(حديثٌ آخرُ عنهُ)
2507 - قال الطبراني: حدثنا يوسف بن الحكم الضبي، حدثنا محمد بن بشرٍ الكندي، حدثنا عُبيد بن حُميد، حدثنا فِطَرُ بن خليفة، عن جعفر بن محمد بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قُتِلَ دون حقهِ فهو شهيدٌ) .
_________
(1) في المخطوطة: (يعقوب بن عيسى) وما أثبتناه من المسند ولفظه: (حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو يوسف المؤدب يعقوب حارثاً) .
(2) الخبر أخرجه أحمد في المسند: 1/78، من حديث علي بن أبي طالب ولفظه فيه: (دون ماله) وهو يوافق ما أورده الهيثمي: وقال: رجاله ثقات: 6/244.(2/489)
(حديثٌ آخرُ عنهُ)(2/490)
2508 - قال الطبراني: حدثنا يُوسف بن الحكم الضبي، حدثنا محمد بن بشير الكندي، حدثنا عُبيدة بن حُميد، حدثنا فطر بن خليفة، عن [أبي] جعفر بن محمد [بن علي] بن الحُسين، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من ذُكرتُ عندهُ فحظر الصلاة على حُظِرَ (1) طريق الجنة) (2) . /
(حديثٌ آخرُ)
2509 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن الفضل، عن سعيد بن سُليمان، حدثنا الهياج بن بسطام، حدثنا عنبسة، عن محمد بن سُليمان، عن علي بن
الحُسين، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (اعتكافُ عشرٍ من رمضان بحجتين وعُمرتين) (3) .
2510 - ومن حديث عليّ بن قادم، عن عبد السلام بن حرب، عن يحيى ابن سعيدٍ، عن علي بن الحُسين، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا ترفعوني فوق حقي، فإن الله اتخذني عبداً قبل أن يتخذني رسولاً) (4) .
2511 - ومن حديث عبد الجبار بن العلاء، عن عبد الله بن ميمونٍ
_________
(1) في المخطوطة: (فخطر) ، وفي المرجع: (فخطئ (، وفي مجمع الزوائد: (فخطئ) ، وفي النهاية: حظرت الشئ إذا حرمته وهو راجع إلى المنع: 1/239.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/128. وقال الهيثمي: فيه بشير بن محمد الكندي وهو
ضعيف: 10/164، وقد أورد اسمه هكذا والصواب ما في المخطوطة. يراجع الميزان:
3/491.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 3/128. وقال الهيثمي: فيه عنبة بن عبد الرحمن القرشي متروك. مجمع الزوائد: 3/173.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 3/128. قال الهيثمي: إسناده حسن. مجمع الزوائد: 9/21.(2/490)
القداح، عن جعفر بن محمدٍ، عن أبيه، عن جده، عن الحُسين: بقصة وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطولاً جدا (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/128. وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن ميمون القداح وهو ذاهب الحديث. مجمع الزوائد: 9/35.(2/491)
2512 - ومن حديث بشر بن عبد الله بن عمرو بن سعيدٍ، عن محمد بن عليٍ بن الحُسين، عن أبيه، عن جده مرفوعاً في فضل ماءِ الهندباءِ ودُهن البنفسج وهو مُنكر جداً (1) .
2513 - وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا شيبانُ بن عبد الرحمن، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحُسين عن أبيه، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوصى بثلاثٍ أن ينفذ جيش أسامة وأن لا يخرج من المدينة.
(محمدُ بن علي عنهُ)
2514 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابنُ جُريج، سمعتُ محمد بن علي يزعُم، عن حُسين وابن عباس، أو عن أحدهُما: أنهُ قال: (إنما قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من
أجل جنازةِ يهودي مُرَّ بها عليه، فقال: آذاني ريحُها) . تفرد به وتقدمه مثلهُ عن الحسن (2) .
(المُطلب بن عُبيد الله بن حنطبٍ)
2515 - قال: (لما أُحيط بالحُسين بن علي قال: ما اسمُ هذا المكان؟ قالوا: كربلاء، قال: صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي كربٌ وبلاء) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/130. وقال الهيثمي: فيه أرطاه بن الأشعث وهو ضعيف جداً. مجمع الزوائد: 5/44، وأورده مرة أخرى وقال: منعم بالوضع: 5/170، وما جاء في البنفسج أورده ابن الجوزي في الموضوعات: 3/64.
(2) من حديث الحسين بن علي في المسند: 1/201.(2/491)
رواه الطبراني عن علي
ابن سعيد الرازي، عن يعقوب بن حميد، عن سُفيان بن حمزة، / عن كثير بن زيد عنه (1) .
(يوسف بن الصباغ عنهُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/133. وقال الهيثمي: رواه الطبراني بأسانيد وقال: يعقوب بن حميد: ضعيف. مجمع الزوائد: 9/189.(2/492)
2516 - قال أبو يعلى: حدثنا منصور بن أبي مُزاحم، حدثنا عمر بن شبيب، عن يوسف [بن ميمون] الصباغ، عن الحسين - قالا ولا أعلم إلا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: (من شهد أمراً فكرههُ كان كمن غاب عنه، ومن غاب عن أمرٍ فرضى بهِ كان كمن شهدهُ) (1) .
(أبو حازم الأشجعي عنه)
2517 - قال الطبراني: حدثنا الدبري، حدثنا عبد الرزاق، عن الثوري، عن سالمٍ بن أبي حفصة، عن أبي حازم قال: (شهدتُ حُسيناً حين مات الحسنُ، وهو يدفعُ في قفا سعيد بن العاصِ ويقول: تقدم فلولا [أنها] السنةُ ما قدمتُك، وسعيد يومئذٍ أمير [على] المدينة) (2) .
(أبو سعيد الكوفي التيمي عنه، وعن أخيه)
(عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من لبس مشهوراً)
(من الثياب أعرض الله عنه يوم القيامة))
2518 - رواهُ الطبراني، عن عبد الله [بن محمد] بن النُعمان
_________
(1) قال الهيثمي: رواه أبو يعلى، وفيه عمر بن شبيب وثقه ابن معين في رواية وضعفه الجمهور، وكذلك يوسف بن ميمون الصباغ وثقه ابن حبان وغيره وضعفه الجمهور. ومنصور بن أبي مزاحم ثقة. مجمع الزوائد: 7/290.
(2) في الأصل المخطوط: (أمير الكوفة) ، والصواب ما أثبتناه من المعجم الكبير: 3/136، ومجمع الزوائد: 3/31 وقال: رجاله موثقون.(2/492)
البصري، عن سُفيان [بن وكيع] ، عن إسماعيل، عن أبانٍ الوراق، عن زياد بن المنذر، عن أبي سعيد التيمي عنهما به (1) .
(أبو هشام القناد عنهُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/134. قال الهيثمي: فيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/135.(2/493)
2519 - يرفعهُ: (المغبونُ لا محمود ولا مأجورُ) رواهُ أبو يعلى عن كامل ابن طلحة، عن أبي هشام فذكره (1) .
(البهزي عنه)
2520 - قال: سألتُ الحُسين عن تشهد علي قال: هو تشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (التحيات و [الصلوات] الطيبات والغاديات والرائحات الزاكيات الطاهرات لله) . رواهُ الطبراني من حديث عمرو بن هاشم، عن عبد الله بن عطا، عن البهزي به (2) .
(سُكينة بنتُ الحسين عن أبيها)
2521 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (حملةُ القرآن عُرفاءُ أهل الجنة يوم القيامة) / رواه مسعدة بن سعد العطار المكي، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي،
حدثنا إسحاق بن إبراهيم مولى جُميع بن حارثة، حدثني عبد الله بن ماهان
الأزدي، عن قايد مولى عبيد الله بن [أبي] رافع، حدثتني سُكينة بنت الحُسين
عن أبيها (3) .
_________
(1) الخبر أورده الذهبي من مناكير أبي هشام القناد بتخريج أبي يعلى وقال: كان يتبع الحسين، حدث عنه كامل بن طلحة لا يعرف وخبره منكر. الميزان: 4/588.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/134. وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وقال فيه: (والناعمات السابقات) ورجال الكبير موثقون. مجمع الزوائد: 2/141.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 3/132. وقال الهيثمي: فيه إسحق بن إبراهيم بن سعد المدني وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 7/161.(2/493)
(ابنتهُ فاطمة عنهُ)(2/494)
2522 - حدثنا وكيع وعبد الرحمن قالا: حدثنا سُفيان عن مُصعب بن محمد، عن يعلى بن أبي يحيى، عن فاطمة بنت الحُسين، عن أبيها - قال عبد الرحمن: عن حُسين بن علي - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (للسائل حقٌّ وإن جاء على فرسٍ) (1) .
2523 - رواهُ أبو داود عن محمد بن كثير عن سُفيان الثوري به.
2524 - ورواهُ أيضاً من حديث زُهير، عن شيخ بمكة رأى سُفيان عندهُ، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، عن علي مرفُوعاً (2) .
2525 - وقال شيخنا في الأطراف: ورواهُ يحيى بن أيوب المصري، عن
مُصعب بن محمد بن شُرحبيل، عن يحيى بن [أبي] يعلى، عن محمد بن علي بن الحُسين، عن فاطمة، عن أبيها، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وأمهُ [هي] أم عبد الله بنت الحسين ابن عليٍ.
2526 - قال: وروى الواقديُّ، عن محمد بن مُسلمٍ، عن يحيى بن أبي يعلى، عن عبد الله بن جعفرٍ، حديثاً غير هذا. قال: وروى عكرمة [بن عمار] عن الهرماس بن زيادٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (للسائل حق وإن جاء على فرسٍ) (3) .
2527 - حدثنا يزيد وعبادُ بن عبادٍ قالا: أنبأنا هشام [بن أبي هشام]- قال عبادُ بن زياد: عن أمه، [عن] فاطمة ابنة الحُسين، عن أبيها الحُسين بن علي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما من مُسلمٍ ولا مُسلمةٍ
_________
(1) من حديث الحسين بن علي في المسند: 1/201.
(2) الخبر أخرجه أبو داود من الطريقين في الزكاة: باب حق السائل: 2/126.
(3) تحفة الأشراف للحافظ المزي: 3/65، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/494)
تُصاب بمصيبةٍ، فيذكُرها وإن طال عهدها) - قال عبادُ: (وإن قدم عهدُها) فيحدثُ لذلك استرجاعاً إلا جدد الله [له] عند ذلك، فأعطاهُ مثل أجرها يوم أُصيب بها) (1) .
_________
(1) من حديث الحسين بن علي في المسند: 1/201، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/495)
2528 - رواهُ ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيعٍ [بن الجراح] ، عن هشامٍ بن زيادٍ به (1) .
2529 - وقال إسماعيل بن عُلية ويزيد بن هارون، عن هشام بن زيادٍ، عن أبيه، عن فاطمة، عن أبيها (2) . /
(حديثٌ آخرُ)
2530 - قال أبو يعلى: حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا الفرج بن فُضالة، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن [أمه] فاطمة بنت الحسين، عن أبيها: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تُديموا النظر إلى المجذمين، وإذا كلمتموهم فليكن بينكم وبينهم قدرُ رمحٍ) (3) .
(حديثٌ آخرُ)
2531 - قال الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا القعنبي، حدثنا خالد بن إلياس، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه في الجنائز: 1/510. وقال في الزوائد: في إسناده ضعف لضعف هشام بن زياد.
(2) يرجع في ذلك إلى تحفة الأشراف: 3/67.
(3) الخبر أخرجه أحمد في مسنده من حديث علي بن أبي طالب من رواه عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبو إبراهيم البرجماتي عن فرج بن فضالة. المسند: 1/78.
= ... وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى والطبراني وفي إسناد أبي يعلى الفرج بن فضالة وثقه أحمد وضعفه النسائي وغيره وبقية رجاله ثقات، وفي إسناد الطبراني يحيى الحماني وهو ضعيف وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/101. المعجم الكبير للطبراني: 3/131.(2/495)
عثمان، عن فاطمة بنت الحُسين، عن أبيها، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله يحب أعالي الأمور وأشرافها، ويكره سفاسفها) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/131. وقال الهيثمي: فيه خالد بن الياس ضعفه أحمد وابن معين والبخاري والنسائي وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 8/188.(2/496)
2532 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا موسى ابن عبد الرحمن البكري، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن القرشي، عن عائشة بنت طلحة، عن فاطمة بنت الحُسين، عن أبيها: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[قال] : (لا تطرقُوا الطير في أوكارها، فإن الليل أمانٌ لها) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
2533 - قال الطبراني: حدثنا يحيى بن عبد الباقي، حدثنا محمد بن سُليمان: لُوين، حدثنا عبد الحميد بن سُليمان، عن عُمارة بن غزية، عن فاطمة بنت الحُسين، عن أبيها: أن عبد الله بن عمرو [جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (يارسول الله] : أمن الكِبر أن ألبس الحلة الحسنة؟ قال: لا. قال: أمِنَ الكبر أن أركب الناقة النجيبة؟ قال: لا. قال: أمِنَ الكبر أن أصنع طعاماً فأدعو إليه أقواماً يأكلون عندي ويمشون خلف عقبي؟ (2) قال: لا. قال: فما الكبر؟ قال: بطر الحق وغمطُ الناس) (3) /.
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/131. وقال الهيثمي: فيه عثمان بن عبد الرحمن القرشي وهو متروك. مجمع الزوائد: 4/3.
(2) في المخطوطة: (عتبى) ، وفي الطبراني: (عقبى (، وفي مجمع الزوائد: (يمشون خلفي ويأكلون عندي) .
(3) في الطبراني والزوائد: (أن تسفه الحق وتغمض الناس) .
= ... وبطر الحق: هو أن يجهل ما جعله الله حقاً من توحيده وعبادته باطلاً، وقيل هو أن يتجبر عند الحق فلا يراه حقاً، وقيل هو أن يتكبر عن الحق فلا يقبله. النهاية: 1/83.
والغمط: الاستهانة والاستحقار، وهو مثل الغمص، والخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 3/132. وقال الهيثمي: فيه عبد الحميد بن سليمان وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/133.(2/496)
395 - (حُصينُ بن أوسٍ ويُقال: ابن قيسٍ) (1)
ابن حُجير [بن صخر] بن بكر بن صخر بن نهشلٍ بن دارمٍ أبو زياد التميمي النهشلي يُعد في أعراب البصرة.
2534 - قال النسائي: حدثنا إبراهيم بن المستمر العروقي، حدثنا الصلت ابن محمد، حدثني غسان بن الأغر بن الحُصين النهشلي، حدثني عمي زياد بن الحُصين عن أبيه: أنه قدِم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ادْنُ مِني، [فدنا منه] فوضع يده على ذُؤابته، [ثم أجرى يده] وسمت (2) عليه ودَعَا لهُ) (3) .
2535 - رواهُ أبو نُعيم والطبراني من حديث موسى بن المُعَلى، عن الأغر، وقال: قدمتُ المدينة فقلتُ يارسول الله مُرْ أهل الوادي أن يُعينوني ويحسنوا إليّ فأمرهم بذلك، ثم قال: ادن فذكره (4) .
* (حُصين بن بدرٍ. هو الزبرقان يأتي)
396 - (حصين بن جندبٍ) (5)
2536 - قال: (كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فشكا إليه قومٌ، فقالوا:
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/24؛ والإصابة: 1/335؛ والاستيعاب: 1/334؛ والتاريخ الكبير: 3/1؛ وثقات ابن حبان: 3/88.
(2) سمت عليه: سمى عليه من التسمية بمعنى الدعاء.
(3) الخبر أخرجه النسائي في الزينة: باب الزؤابة: المجتبي: 8/116.
(4) الخبر أخرجه الطبراني في الكبير: 4/37؛ والبخاري في التاريخ الكبير: 3/1.
وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط، وفي إسناده جماعة لم أجد من ترجمهم. مجمع الزوائد: 4/83.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 2/24؛ والإصابة: 1/336؛ والتاريخ الكبير: 3/3.(2/497)
[إنَّا] نمنا حتى طلعت الشمسُ، فأمرهُم أن يؤذنوا، ويُقيموا، فإن ذلك من الشيطان، ويتعوذوا من الشيطان) . رواهُ أبو نُعيمٍ من حديث عبد الله بن حارث الليثي، عن عبد الله بن عبد الرحمن [قال] : لقيته بالكوفة، عن جُندبِ بن حُصينٍ عن أبيه بهِ (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن منده أيضاً وقال ابن حجر: في إسناده من لا يعرف. أسد الغابة: 2/24؛ الإصابة: 1/336.(2/498)
397 - حُصين بن عُبيد بن خلفٍ بن عبد نُعْم بن
حذيفة بنُ جهمة بن حُبشية بن كعب بن ربيعة الخُزاعي
والد عمران بن حُصين رضي الله عنهما (1)
2537 - قال الترمذي: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا أبو معاوية، عن شبيب، عن الحسن، عن عمران بن حُصين، قال: (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي: يا حُصين / كم تعبدُ اليوم إلهاً؟ قال: سبعةً: ستةً في الأرض، وواحداً في السماء. قال: فمن الذي تعبدُ لرغبتك ورهبتك؟ قال: الذي في السماء. فقال: ياحُصين أَمَّا إنك إن أسلمت علمتك كلمتين تنفعانك، فلما أسلم قال: يارسول الله علمني الكلمتين. قال: قُل اللهم ألهمني رُشدي، وقني شرَّ نفسي) لم يذكرهُ أصحاب الأطراف إلا في مسند عمران، وأسنده أبو نُعيم في ترجمته (2) .
2538 - وروى النسائي في اليوم والليلة، وأبو نُعيم وغيرهُما من
_________
(1) في الأصل المخطوط: (خلف بن عبيد بن حرب بن خزيمة بن ربيعة) ، وما أثبتناه من أسد الغابة التزمنا بما فيه ماعدا (ربيعة) لأنه مثبت في بعض أصوله.
وله ترجمة في أسد الغابة: 2/26؛ والإصابة: 1/337؛ والاستيعاب: 1/333؛ والتاريخ الكبير: 3/1؛ وثقات ابن حبان: 3/88.
(2) الخبر أخرجه الترمذي في الدعوات: 70، وقال: هذا حديث غريب وقد روى هذا الحديث عن عمران بن حصين من غير هذا الوجه. سنن الترمذي: 5/519.(2/498)
حديث منصور عن ربعى، عن عمران بن حُصين، عن أبيه أنه قال: يا محمد كان عبد المطلب خيراً لقومه منك، كان يطعمهم الكبد والسنام، وأنت تنحرهم. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله أن يقول قال: فما تأمرني أن أقول؟ قال: قل اللهم قني شرَّ نفسي، واعزم لي على أرشد أمري، فلما أسلم قال: ما أقول الآن؟ قال: قُل اللهم اغفر لي ما قدمت وما اسررت، وما أعلنتُ وما أخطأتُ، وما عمدتُ وما علمتُ وما جهلت) (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 3/68؛ وأخرجه أحمد أيضاً في المسند من حديث عمران بن حصين: 4/444.(2/499)
398 - (حُصين بن عوف الخثعمي) (1)
2539 - قال: قُلْتُ: (يارسول الله إن أبي أدركهُ الحجُّ ولا يستطيع أن يحج [إلا معترضاً] . قال: [فصمت ساعة ثم قال:] ) حُجّ عن أبيك) . رواه ابن ماجة، والحسن بن سُفيان، عن محمد بن عبد الله [بن نمير] ، عن أبي خالد الأحمر، عن محمد ابن كُريب، عن أبيه، عن [ابن] عباس، حدثني [حُصين] بن عوف فذكرهُ (2) .
2540 - ورواهُ أبو نُعيم من حديث موسى بن عُبيدة، عن أخيه عبد الله ابن عُبيدة، عن حُصين بن عوفٍ: أنه قال: (يارسول الله [إن] أبي شيخ كبيرٌ، وقد عَلِمَ شرائع الإسلام، ولا يستمسك على الراحلة، أفأحج عنهُ؟ قال: أرأيت لو كان عليه دينٌ أكنت قاضيه؟ قال: نعم.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/26؛ والإصابة: 1/338؛ والاستيعاب: 1/333؛ والتاريخ الكبير: 3/1؛ وثقات ابن حبان: 3/88.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه في المناسك: باب الحج عن الحي إذا لم يستطع: 2/970. وقال في الزوائد: في إسناده محمد بن كريب قال أحمد: منكر الحديث يجئ بعجائب عن حصين بن عوف. وقال البخاري: منكر الحديث. فيه نظر وضعفه غير واحد.(2/499)
قال: فدين الله أحق. قال: فحج عن أبيه وهو حيٌ) (1) فالله أعلم /.
* (حُصينُ بن محصن بن النُّعمان
ابن عبد بن كعب
ابن عبد الأشهل الأنصاري) (2)
_________
(1) الخبر أخرجه أيضاً الطبراني في المعجم الكبير: 4/31، وفي إسناده بكار بن عبد الله الربذي وعمه موسى بن عبيدة الربذي وهما ضعيفان.
(2) قال ابن حجر: ذكره ابن شاهين وساق نسبه ولكنه أورد في ترجمته حديثاً لغيره. وقال عبدان: سمعت إبن سيار يقول أنه من الصحابة. وذكره في الصحابة أبو أحمد العسكري. الإصابة: 1/338.(2/500)
399 -[حصين بن محصن الأنصاري الخطمي] (1)
ذكره عبدان، عن أحمد بن سياد في الصحابة، روى لهُ ابن شاهين وابنُ الأثير حديثاً يأتي في روايته عن عمته في حق الزوج (2) .
400 - (حصين بن مشمت بن شدادٍ) (3)
ابن زُهير بن النمر [بن مرة] بن جمان بن عبد العزى بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي الجماني.
2541 - روى له ابن خزيمة والحسن بن سُفيان، وأبو بكر بن أبي عاصم، عن أبيه حُصين: (أنهُ وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبايعه على الإسلام وصدق إليه صدقة ماله، وأقطعهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - مياهاً عدةً:
_________
(1) سقط اسمه من المخطوطة، واتصل الخبر الذي أشار إليه المصنف في ترجمته بالذي سبقه. وله ترجمة في أسد الغابة: 2/28؛ والإصابة: 1/338؛ والتاريخ الكبير: 3/5.
(2) لم يذكر الرواة اسم عمته بل قالوا: عمة حصين بن محصن: أسد الغابة: 7/429. وقال البخاري: سمع عمته. سمع منه بشير بن سيار. التاريخ الكبير: 3/6؛ وأسد الغابة: 7/429.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/28؛ والإصابة: 1/338؛ والاستيعاب: 1/334؛ وثقات ابن حبان: 3/89؛ وعده هو وحصين بن وحوح شخصاً واحداً.(2/500)
بالمروثِ (1) ، وإسناد جراد منها الأصيهب، ومنها الماغرة ومنها أهواء ومنها الثماد ومنها السديرةُ، وشرط على حُصين بن مُشمت فيما قطع لهُ ألا يعقر مراعاهُ، ولا يُباع ماؤهُ، وشرط على حُصين ألاَّ يبيع ماءه، ولا يمنع فضلهُ) .
فقال زُهير بن عاصم بن حُصين في ذلك:
إن بلادي لم تكن أملاساً ... بهن خط القلمُ الأنفاسا (2)
من النبي حيثُ أعطى الناسا ... فلم يدع لبساً ولا التباساً
وزاد أبو عاصم في حديثه: وقال أبو نُجيلة:
أعوذ بالله وبالسرى وبالكاتبين من النبي ... من حادث حل على عادي (3)
_________
(1) المروث كإسناد جراد ماء في ديار بني تميم عند المروث وبقربه أيضاً الأصيهب والثماد. أسد الغابة: 2/28.
(2) الأملاس: جمع ملس، المكان المستوي. والأنفاس: جمع نِفس بكسر النون، وهو المراد. اللسان.
(3) يرجع إلى الخبر في مصادر الترجمة، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 4/34. وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. مجمع الزوائد: 6/9؛ وأخرجه البخاري في الكبير ولم يذكر. التاريخ الكبير: 3/2.(2/501)
401 - (حُصين بن نضلة الأسدي) (1)
2542 - ذكر أبو نُعيم من حديث عتيق بن عبد الرحمن، حدثنا عبد الملك
ابن أبي بكر بن [محمد بن] عمرو بن حزمٍ، عن أبيه، عن جده عمرو بن حزمٍ: أن رسول / الله - صلى الله عليه وسلم - كتب لحُصين بن نضلةً الأسدي كتاباً: (بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتابٌ من محمدٍ رسول الله
_________
(1) في المخطوطة: (ابن فضلة) وتكرر، وله ترجمة في أسد الغابة: 2/29؛ والإصابة: 1/339. وقال ابن حجر: ذكر ابن الكلبي في الجمهرة في نسب خزاعة: حصين بن نضلة بن زيد وقال: إنه كان سيد أهل زمانه ومات قبل الإسلام.(2/501)
لحُصين بن نضلة أن له ثرمداً وكنفاً لا يُخافهُ فيه أحدٌ وكتب المغيرةُ بن شعبة) (1) .
_________
(1) قال ابن منده: لا يعرف إلا من هذا الوجه. واختلف الضبط (ترمد وكفيف) ، وترمد اسم شعب بأجأ لبني ثعلبة. مصدرا الترجمة.(2/502)
402 - (حُصين بن وحوح الأنصاري) (1)
2543 - روى حديثه أبو داود، وأبو نُعيم من غير وجهٍ، عن عيسى بن يونس، عن سعيد بن عثمان البلوي، عن عزرة.
2544 - وفي روايةٍ لأبي داود عُروة بن سعيد الأنصاري (2) ، عن أبيه، عن حُصين بن وحوح: أن طلحة بن البراء لما لقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعل يلصق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويُقبلُ قدميه وقال: مُرني يارسول الله بما أحببت، لا أعصى لك أمراً، فعجب لذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[وهو غلام] وقال لهُ: اذهب فاقتل أباك، فذهب مُولياً ليفعل، فدعاهُ وقال: إني لم أُبعث بقطيعة رحمٍ، ومرض طلحةُ بعد ذلك، فأتاهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليعودهُ في الشتاء في بردٍ وغيمٍ، فقال لأهله إني لأرى طلحة قد حدث فيه الموت، فآذنوني به أصلي عليه، وعجلوهُ، فما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - بني سالم بن عوفٍ حتى تُوفي وجنَّ عليه الليل، وكان فيما قال [طلحة] : ادفنوني، وألحقوني بربي عز وجل، ولا تدعو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإني أخاف عليه اليهود أن يُصاب في سببي، فأخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أصبح، فجاء حتى وقف على قبره، فصفَّ الناس معه، ثم رفع يديه ثم
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/29؛ والإصابة: 1/340؛ والاستيعاب: 1/334؛ والتاريخ الكبير. وقال: له صحبة: 3/1.
(2) وفي المخطوطة: (عزرة عن سعيد) وقد اختلف في اسم عزرة فقيل: عروة بن سعيد. وما أثبتناه من المرجع ومن المعجم الكبير والميزان: 2/64.(2/502)
قال: اللهم الق طلحة تضحكْ إليه ويضحك إليك (هذا لفظ أبي نُعيم واختصرهُ أبو داود (1) .
_________
(1) الخبر بلفظه أخرجه الطبراني في الكبير: 4/33؛ وما بين المعكوفات استكمال منه. وقال الهيثمي: عزا صاحب الأطراف - يعني الحافظ المزي - بعض هذا إلى أبي داود ولم أره، ورواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن: 3/37.
= ... والخبر أخرجه أبو داود مختصراً كما قال ابن كثير، ولكنه أخرجه مختصراً، وقد نص على ذلك الحافظ المزي: أخرجه في الجنائز: باب التعجيل بالجنازة وكراهية حبسها: 3/200.(2/503)
403 - (حُصين بن يزيد بن جُري بن قطنٍ
ابن زنكل الكلبي يُكنى أبا رجاءٍ) / (1)
2545 - قال أبو نعيم وأبو حاتم الرازي: حدثنا رضوان بن إسحاق، حدثنا أبو العلاء جُبير الأسود الحبشي، وكان قد أتت عليه مائةٌ وأربعٌ وثلاثون سنة، عن مولاهُ أبو رجاء حُصين بن يزيد. قال: (ما رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضاحكاً إنما كان يبتسم، وكان - صلى الله عليه وسلم - يشدُّ الحجر على بطنه) رواهُ أبو نُعيم من حديث علي بن محمد بن أبي الصلت عن جُبير أبي العلاء عن مولاهُ به بدون شد الحجر (2) .
404 - (حُصين غير منسوبٍ) (3)
2546 - أنهُ سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (مامن والٍ [يلي] عشرةً إلا جئ به يوم القيامة مغلولاً معذباً أو مغفوراً لهُ) .
ورواهُ أبو نُعيم من حديث سُليمان بن مسلمة، عن يزيد بن سلمة العبدي، عن عبد الجبار بن عُمر، عن عطاء الخراساني، عن الوليد بن بجير، عن الحارث بن محمد عنهُ به.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/30؛ والإصابة: 1/340. وقال: ذكره الطبري ولم يخرج حديثه، ويرجع في ذلك إلى الكبير: 4/35.
(2) الخبر أخرجه ابن منده وأبو نعيم، ويرجع إلى الخبر في مصدري الترجمة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/30؛ والإصابة: 1/340.(2/503)
405 - (حضرمي بن عامر بن مجمع بن موله بن همام
ابن ضب بن كعب بن القين بن مالك بن ثعلبة
ابن دودان بن أسد بن خزيمة وقد تبع قومه)
2547 - وكان المتكلم لهم، وكان يُقالُ لهم بنو الزنية، فسماهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنو الرشدة، فأبوا أن يحولوا اسمهم، وقد أسلموا وتعلموا القرآن، وكتب لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - كتاباً، وأنشدوه شعراً وقد طول ابن الأثير في ترجمته (1) .
406 - (حفصُ بن السائب) (2)
2548 - قال ابن شاهين: حدثنا علي بن الفضل بن طاهر البلخي، حدثنا إسحاق بن هياج، عن محمد بن جعفر [البلخي] ، عن هارون بن حفصٍ بن السائب، عن أبيه. قال: (سماني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حفصاً) (3) .
407 - (الحكم بن الحارث السلمي) / (4)
صحابي جليلٌ غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير ما غزوةٍ (5) .
2549 - قال الحسن بن سفيان: حدثنا سنانُ، عن عوف، عن كهمسٍ بن الحسن، عن عطية، عن الدعاء، حدثنا الحكم بن الحارث السلمي: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغزوتُ معهُ غزواتٍ آخرها خيبر -
_________
(1) أسد الغابة: 2/31؛ والإصابة: 1/341.
(2) أسد الغابة: 2/31؛ والإصابة: 1/341.
(3) يرجع إلى ترجمته في أسد الغابة والإصابة.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 2/34؛ والإصابة: 1/343؛ والاستيعاب: 1/319؛ والتاريخ الكبير: 2/331؛ وثقات ابن حبان: 3/85.
(5) قال البخاري وابن عبد البر: ثلاث غزوات، ورجح ابن الأثير أنها سبع غزوات.(2/504)
يقولُ: (من أخذ من طريق المسلمين شبراً جاء به يحملهُ من سبع أرضين) ، رواهُ أبو نعيم من طرقٍ، عن محمد بن حمران، عن عطية الدعاء بهِ (1) .
(آخرُ)
_________
(1) الخبر أخرجه الطبراني أيضاً في المعجم: 3/215. وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير والصغير: وفيه محمد بن عقبة السدوسي وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم وتركه أبو زرعة: 4/176، وفي حديث آخر من طريق عطية الدعاء قال: عطية الدعاء لم أعرفه: 3/44.(2/505)
2550 - وقال الحسن بن سفيان: حدثنا محمد بن عقبة السدوسي، وقال أبو بكرة، عن أبي عاصم، قالا: حدثنا محمد بن حُمران، حدثنا عطية الدعاء، عن الحكم بن الحارث - وكان قد غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزواتٍ - قال: (بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع السلب، فمر بي بعد تخلفت - وفي لفظ خلأت - (1) راحلتي، وأنا أضربُها فقال: لا تضربها [وقال] حُلّ (2) ، فقامت فسارات مع الناس) (3) .
2551 - وكذا رواه الحسن بن سفيان عن شبابٍ بن عوفٍ عن كهمس عن عطية به.
(آخرُ)
2552 - قال الحسن بن سفيان: حدثنا شُعيب بن أشعث، حدثنا أبو جناب القصاب، حدثنا حبيب بن حزم بن الحارث السلمي. قال: (كان عطاء عمي [في ألفين] فإذا خرج عطاؤُه قال لغلامه: انطلق فاقض عنا ما
_________
(1) الخلاء للنوق، كالحران للدواب. النهاية.
(2) حل: زجر للإبل للسير.
(3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 3/215. وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 9/11، ويراجع قوله في عطية الدعاء.(2/505)
علينا، فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (من ترك ديناراً فكية، ومن ترك دينارين فكيتين) .(2/506)
2553 - وروى الطبراني من حديث محمد بن حُمران، عن عطية، عنه به: غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث غزواتٍ، وقال لنا: (إذا دفنتموني ورششتم على قبري الماء فقُوموا على قبري واستقبلوا القبلة وادعوا لي) (1) ، قال أبو نعيم ورواهُ حُميدُ بن سعدة عن محمد بن حمران وزاد: (واشتروا كفناً بثلاثمائة درهمٍ: قميص وعمامةٌ وثلاث لفائف) .
408 - (حكم بن حزنٍ الكُلفي)
2554 - قال البُخاري: يُقال إنه تميمي، وقال غيرهُ: في كُلفةِ هوازن في رابع الشاميين فالله أعلم (2) .
2555 - حدثنا الحكم بن موسى - قال عبد الله: وسمعتهُ من الحكم - قال: حدثنا شهابُ بن خِراشٍ. قال: حدثني: شُعيب بن زُريقٍ الطائفيُّ. قال: كُنتُ جالساً عند رجلٍ يُقالُ لهُ الحكم بن حزنٍ الكلفي، وله/ صُحبةٌ من النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فأنشأ يحدثنا. قال: قدمتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم - سابع سبعةٍ أو تاسع تسعةٍ. قال: فأذن لنا، فدخلنا، فقلنا: يارسول الله أتيناك لتدعو لنا بخير، قال: فدعا لنا بخيرٍ، وأمر بنا فأنزلنا، وأمر لنا بشئ من تمرٍ، والشأن إذ ذاك دُون. قال: فلبثنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أياماً شهدنا فيها الجُمعة، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوكأ على قوسٍ، أو قال: على عصاً، فحمد الله وأثنى عليه كلماتٍ خفيفاتٍ طيباتٍ مباركاتٍ، ثم
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/215. وقال الهيثمي: فيه عطية الدعاء ولم أعرفه. مجمع الزوائد: 3/44.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 2/34؛ والإصابة: 1/343؛ والاستيعاب: 1/319؛ والتاريخ الكبير: 2/331؛ وثقات ابن حبان: 3/85؛ وتهذيب التهذيب: 2/425.(2/506)
قال: (يا أيها الناسُ إنكُم لن تفعلوا، ولن تطيقوا كل ما أُمرتم به، ولكن سددوا وأبشروا) (1) .
_________
(1) من حديث الحكم بن حزن الكلفي في المسند: 4/212.(2/507)
2556 - حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا شهاب بن خراشٍ بن حوشب قال: حدثني شُعيب بن زُريق الطائفي قال: جلستُ عند رجل لهُ صحبةٌ من النبي - صلى الله عليه وسلم - يُقالُ لهُ الحكم بن حزن الكُلفي، فأنشأ يحدث فذكر معناهُ.
2557 - وكذا رواهُ أبو داود، عن سعيد بن منصور بهِ وقال: ثبتني فيه بعض أصحابنا (1) .
409 - (الحكم بن أبي الحكم)
2558 - قال: (تواعدنا أن نغدر برسول الله - صلى الله عليه وسلم - (الحديث قال أبو عمرُ: مجهولٌ لا أعرفهُ بغير هذا وعنه قيس بن جبتر، عن بنت الحكم بن أبي العاص، عن أبيها (2) .
_________
(1) تكملة كلام أبي داود: (وقد كان انقطع من القرطاس) . قال المنذري: في إسناده شهاب بن خراش أبو الصلت الحوشبي، قال ابن المبارك: ثقة. وقال الإمام أحمد وأبو حاتم الرازي: لا بأس به، وقال يحيى بن معين: ليس به بأس، وقال ابن حبان: كان رجلاً صالحاً، وكان ممن يخطئ كثيراً حتى خرج عن حد الاحتجاج إلا عند الاعتبار.
والخبر أخرجه أبو داود في الصلاة: باب الرجل يخطب على قوس: سنن أبي داود: 1/287؛ مختصر السنن: 2/18.
(2) تمام كلام ابن عبد البر: مجهول لا أعرفه بأكثر من حديث مسلمة بن علقمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن قيس بن حبتر عنه قال: تواعدنا أن نغدر برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأيناه سمعنا صوتاً خلفنا ظننا أنه مابقي بتهامة جبل إلا تفتت فغشى علينا. الاستيعاب: 1/317.
وتعقبه ابن الأثير فقال: هذا الحديث روي بهذا الإسناد عن قيس بن حبتر عن بنت الحكم بن أبي العاص عن أبيها ويرد في إسمه. أسد الغابة: 2/35. ولم يرجح ابن حجر هذه الأقوال. الإصابة: 1/343.(2/507)
410 - (الحكم بن رافع بن سنانٍ)
له ولأبيه صحبة
2559 - قال أبو نُعيم: حدثنا محمد بن الحسن بن كوازٍ، حدثنا محمد بن غالب بن حرب، حدثنا النُّعمان بن شُبيل، حدثنا عبد الله بن جعفرٍ المخزومي، عن عبد الحكيم بن صُهيب، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع. قال: رآني الحكم وأنا غُلام آكل من هاهنا وهاهنا فقال: ياغلام لا تأكل هكذا كما يأكلُ الشيطان (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أكل لم تعدُ أصابعُه بين يديه) قال أبو نُعيم جعفر هذا هو والد عبد الحميد بن جعفرٍ (1) .
(حديثٌ آخرُ)
2560 - قال الواقدي: حدثنا ابن أبي الزناد، عن ابن الحارث عبد الرحمن، عن ابن عباسٍ، عن ابن أبي ربيعة، عن عمرو بن الحكم بن رافع بن سنانٍ - وهُو عم عبد الحميد بن جعفر - حدثني بعض عمومتي وآبآي أنَّهُم كانت عندهُم ورقة يتوارثونها في الجاهلية حتى جاء الإسلام، فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جئناهُ بها فقرأت عليه فإذا فيها بسم الله وقوله الحق وقول الظالمين / في ثنايا هذا ذكرٌ لأمة تأتي في آخر الزمان يأتزرون على أوساطهم ويتوضئون على أطرافهم ويخوضون البحار إلى أعدائهم فلهم صلاة لو كانت في قوم نوحٍ ما أهلكوا بالطوفان، ولو كانت في عادٍ ما أهلكوا بالريح، ولو كانت في ثمود ما أهلكوا بالصيحة، فبسم الله وقولهُ الحق. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ضعُوها بين ظهري المصحف (وقد
_________
(1) قال الهيثمي: رواه الطبراني - وأسنده إلى الحكم الغفاري - وفيه النعمان بن شبيل، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/27.(2/508)
رواهُ أبو نُعيم عن شيخ عن أبي سعيد بن الأعرابي، عن عباس الدوري، عن سعيد بن عبد الحميد بن جعفر، عن أبي الزناد به.
(الحكم بن سعيد بن العاص بن أمية)
هو عبد الله بن [سعيد] يأتي (1)
_________
(1) يرجع في ذلك إلى الخبر الذي أخرجه البخاري في التاريخ الكبير من طريق عبيد بن عبد الرحمن، أبو سلمة البصري عن الحكم بن سعيد قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما اسمك؟ قال: أنا الحكم. قال: بل أنت عبد الله. قلت: فأنا عبد الله. ثم قال البخاري: عبيد فيه بعض النظر. التاريخ الكبير: 2/330.(2/509)
411 - الحكم بن سفيان، أو سفيان بن الحكم،
أو أبو الحكم [الثقفي] رضي الله عنه (1)
في ثالث الشاميين وثاني عشر الأنصار وحكى البخاري عن بعض ولده أنهُ
لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - (2) .
2561 - حدثنا يحيى بن سعيد، [حدثنا سفيان] وعبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سُفيان وزائدة، عن منصور، عن مجاهد، عن الحكم بن سفيان [أو سفيان] بن الحكم. قال عبد الرحمن في حديثه: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بال، وتوضأ، ونضح فرجهُ بالماء) ، وقال يحيى في حديثه: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بال ونضح فرجهُ) (3) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/35؛ والإصابة: 1/345؛ والاستيعاب: 1/319.
وقال ابن عبد البر: اختلف أصحاب منصور في اسمه وهو معدود في أهل الحجاز، له حديث واحد في الوضوء مضطرب الإسناد، يقال أنه لم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وسماعه منه عندي صحيح، لأنه نقله الثقات منهم الثوري ولم يخالفه من هو في الحفظ والاتقان مثله. وثقات ابن حبان: 3/85.
(2) أطال البخاري في بيان اضطراب الخبر المروي من طريقه وختم أخباره بالخبر الذي أورده المصنف. التاريخ الكبير: 2/329.
(3) من حديث الحكم بن سفيان أو سفيان بن الحكم في المسند: 5/408.(2/509)
2562 - حدثنا أسودُ بن عامر، حدثنا شريكٌ، قال: سألتُ أهل الحكم ابن سفيان فذكروا: أنهُ لم يُدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -.
2563 - قال أبو عبد الرحمن (1) : ورواهُ شعبة ووهبٌ، عن منصور، عن مُجاهد، عن الحكم بن سُفيان، عن أبيه: (أنَّهُ رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -) .
2564 - وقال غيرهما: عن منصور، عن مجاهد، عن الحكم بن سُفيان، قال: (رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم -) (2) وذكره.
2565 - وكذا رواهُ أبو داود عن نصرٍ بن عاصم، عن مُعاوية بن عمرو، عن زائدة، عن منصور بهِ ومثلهِ (3) .
وفيه اختلافٌ كثير قد بسطهُ شيخنا في تهذيبه وأطرافه أيضاً فالله أعلم (4) .
2566 - حدثنا عبد الله: وجدتُ في كتاب أبي بخطِّ يده: حدثنا يعلى بن عُبيدٍ، حدثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن [الحكم بن سفيان أو سفيان بن الحكم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بال ثم نضح فرجهُ] (5) ، [حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا] سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن رجل من ثقيف، وهو الحكم بن سُفيان أو سُفيان بن
الحكم. قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالَ، ثم نضح فرجه) (6) .
_________
(1) أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن أحمد كما سبق التنبيه إليه.
(2) من حديث الحكم بن سفيان أو سفيان بن الحكم في المسند: 5/408.
(3) الخبر أخرجه أبو داود في الطهارة: باب في الانفتاح: 1/43.
(4) تحفة الأشراف: 3/70.
(5) هذا الخبر أورده في المسند متصلاً بالحديث السابق وقد فصل بينهما المصنف بما أورده عن أبي داود والحافظ المزي. وما بين المعكوفين استكمال من المسند: 5/409.
(6) في الأصل المخطوط: (بال ثم توضأ ونضح على فرجه) والتزمنا بالنص عند أحمد. ومابين المعكوفين استكمال منه. المسند: 5/409.(2/510)
2567 - حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي الحكم، أو الحكم ابن سُفيان الثقفي. قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالَ ثم توضأ ونفح فرجهُ) (1) .
2568 - حدثنا أسودُ بن عامر. قال: قال شريك: سألتُ أهل الحكم بن سُفيان فذكروا أنهُ لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - (2) . /
412 - (الحكم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب
وقيل الصلت بن حكيم) (3)
2569 - لهُ حديثٌ واحدٌ: (لاتقدموا بين أيديكم في صلاتكم وجنائزكُم سُفهاءكم) رواهُ ابن وهب، عن حرملة بن عمران، عن عبد العزيز بن حيان بهِ) (4) .
413 - (الحكم بن أبي العاص بن أُمية بن عبد شمس
ابن عبد مناف بن مُضي القرشي الأموي) (5)
2570 - والد مروان بن الحكم، جد آلِ مروان خلفاء بني أُمية، وهو عم عثمان [وأخوه] من الأم، وهو الطريدُ لأنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان قد طردهُ إلى الطائف (6) ، وقد اختلف في سببه: قيل لأنهُ كان يُحاكي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعا عليه، فلم يزل يختلج ويرتعش في مشيته حتى مات، ثم
_________
(1) من أحاديث أبي الحكم أو الحكم بن سفيان في المسند: 3/4120.
(2) الموطن السابق.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/36؛ والإصابة: 1/345؛ والاستيعاب: 1/314.
(4) الخبر أخرجه أبو موسى عن عبدان. أسد الغابة: 2/36؛والإصابة: 1/345.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 2/37؛ والإصابة: 1/345؛ والاستيعاب: 1/317؛ وثقات ابن حبان: 3/84.
(6) يرجع في ذلك إلى المصادر الثلاثة الأولى والمعجم الكبير للطبراني: 3/214.(2/511)
أراهُ عثمان في خلافته، فكان مما أنكر عليه، وله في ذلك تأويل، وقد ورد في ذمه ولعنه أحاديث لا تثبت والله أعلم (1) ، وله حديث حسنٌ مسندٌ عنهُ.
_________
(1) وافق ابن حجر المصنف فقال: لم يثبت ذلك انظر المعجم الكبير للطبراني: 3/214؛ الإصابة: 1/345.(2/512)
2571 - قال الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق التُّستري، حدثنا الحسن ابن قزعة، حدثنا مسلمةُ بن علقمة، عن داود بن أبي هندٍ، عن الشعبي، عن قيس ابن جُبير، قال: قالت بنت الحكم: قلتُ لجدي الحكم: ما رأيتُ قوماً كانوا أعجز [ولا أسوأ] رأياً في أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منكم يابني أُمية. فقال: لا تلومينا يابنية، فإني لا أُحدثكِ إلا ما رأيتُ بعيني هاتين، قلنا: والله ما نزال نسمع صوت هذا الصابئ يعلو في مسجدنا، فتواعدنا لهُ حتى نأخذهُ، فتواعدنا إليه، فلما رأيناهُ [سمعنا] صوتاً ظننا أنه ما بقي بتهامة جبلٌ إلا تفتت علينا، فما عقلنا حتى قضى صلاتهُ، ورجع إلى أهله، فتواعدنا ليلةً أُخرى، فلما جاء نهضنا إليه، فرأيتُ الصفا والمروة التقتا إحداهما بالأخرى، فحالتا بيننا وبينهُ، فوالله ما نفعنا ذلك) (1) .
414 - (الحكم بن أبي العاص الثقفي
أخو عثمان بن أبي العاص
عدادهُ في البصريين (2)
2572 - روى أبو نُعيم من حديث القاسم بن الفضل، عن
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/213 وما بين المعكوفات استكمال منه. وقال الهيثمي: رجاله ثقات غير بنت الحكم فلم أعرفها. مجمع الزوائد: 8/227.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 2/38؛ والإصابة: 1/345؛ والاستيعاب: 1/316؛ والتاريخ الكبير: 2/331.(2/512)
معاوية بن قُرة، قال: قال لي الحكم بن أبي العاص الثقفي: قال لي [عمر بن الخطاب] : إن في يدي مالاً لأيتام، قد كادت الصدقةُ أن تأتي عليه، فهل عندكُم مُتجر. قال: قلتُ: نعم. قال: فأعطاني عشرة آلاف فغبتُ عنه ماشاء الله، ثم رجعتُ إليه. فقال: ما فعل مالُنا؟ قلتُ: هوذا قد بلغ مائة ألف. قال: لا حاجة لنا به رُدّ إلينا رأس مالنا) (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو نعيم وابن منده وابن عبد البر. أسد الغابة.(2/513)
415 - (الحكم بن عبد الله الثقفي) (1)
2573 - (أن امرأة قالت: يارسول الله إن ابني هذا عُرِض له كذا) رواهُ عبد الله بن موسى عن إسرائيل، عن الحكم بن عمرو عن يعلى بن مرة عنهُ، والمحفوظ رواية الأعمش عن المنهال بن مرة عن [ابن] يعلى بن مرَّة عن أبيه كما سيأتي (2) . /
إنتهى
الجزء الرابع عشر من (تجزئة المصنف)
ويليه الجزء الخامس عشر
بإذن الله
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/39؛ والإصابة: 1/346.
(2) قال ابن الأثير: في إسناد حديثه نظر. أسد الغابة.(2/513)
الجزء الخامس عشر
بسم الله الرحمن الرحيم(2/514)
416 - (الحكم بن عمرو بن الشريد) (1)
2574 - قال: (صليتُ خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - فعطس رجلٌ، فقلتُ: رحمك الله) الحديث.
2575 - كذا رواهُ الحسن بن سُفيان، عن محمد بن المثنى: أن ابن الشريد هو الحكم بن عمرو بن الشريد: صلى خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره، وقد اختلف في اسمه والمشهور ذكره في الأبناء (2) .
417 - (الحكم بن عمرو الغفاري) (3)
2576 - وهو أخو رافع بن عمرو، نزل البصرة، وقد استعملهُ زياد على خراسان، ففتح بلاداً كثيرة، وغنم مغانم جمة، وكتب [إليه] زياد في بعض الغزوات يقولُ لهُ: (إن أمير المؤمنين معاوية كتب إليَّ أن أكتب إليك أن تصطفي له البيضاء والصفراء، ولا تقسمها بين الناس) ، فكتب إليه الحكم: (إني وجدتُ كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين، وإنهُ والله لو كانت السماء والأرض رتقا (4) على عبدٍ ثم اتقى الله لجعل لهُ فرجاً
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/39؛ والإصابة: 1/346.
(2) تراجع الإصابة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/40؛ والإصابة: 1/346؛ والاستيعاب: 1/314؛ والتاريخ الكبير: 2/328؛ وثقات ابن حبان: 3/84.
(4) رتق الفتق، يرتقه رتقاً: ضمه ولأمه. والرتق: الضم خلقة كان أو صنعة ويوصف به فيقال: شيئان رتق، أي ذوا رتق أو مرتوقان. معجم ألفاظ القرآن الكريم: 1/453.(2/514)
ومخرجاً) ثم قسم الأموال كلها بين الناس، ثم قال: اللهم إن كان لي عندك خيرٌ فاقبضني إليك فمات بمروٍ في خُراسان سنة خمسين) (1) .
(جعفر بن عبد الله عنهُ)
_________
(1) يراجع أسد الغابة.(2/515)
2577 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن داود المكي، حدثنا النعمان بن شبل الباهلي، حدثنا عبد الله بن جعفر المخرمي، عن عبد الكريم بن صُهيب، [عن جعفر بن عبد الله] . قال: رآني الحكم - قال النُّعمان: أظنهُ ابن عمرو الغفاري - وأنا آكل، وأنا غلامٌ من هاهنا وهاهنا، فقال: يا بني لا تأكل [هكذا] . هكذا يأكل الشيطان. (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا وضع يدهُ في القصعة، أو في الإناء لم تجاوز أصابعهُ موضع كفهِ) (1) .
(حبيبُ بن عبد الله الأزدي عنهُ)
2578 - حدثنا عبد الصمد، أنبأنا حمادُ، أنبأنا يُونس وحُميد، عن الحسن: أن زياداً استعمل الحكم الغفاري على جيش فأتاه عمرانُ بن حُصين [فلقيه بين الناس] فقال: أتدري لم جئتك؟ قال لهُ: لِمَ؟ قال: هذ تذكر قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للرجل الذي قال لهُ أميرهُ: قع في النار، فأدرك فاحتبس، فأخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (لو وقع فيها لدخلا النار جميعاً، لا طاعة في معصية الله) ؟ قال: نعم. [قال] : إنما أردتُ أن أذكرك هذا الحديث (2) ، تفرد به.
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/211، وما بين المعكوفات استكمال منه. وقال الهيثمي: فيه النعمان ابن شبل وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/27.
(2) من حديث الحكم بن عمرو الغفاري في المسند: 5/66.(2/515)
2579 - وبه قال الحكم بن عمرو الغفاري: (دخلتُ أنا وأخي رافع بن عمرو على أمير المؤمنين عُمر بن الخطاب، وأنا مخضوبٌ بالحناء وأخي مخضوبٌ بالصفرة/ فقال لي عُمر بن الخطاب: هذا خضابُ الإسلام، وقال لأخي رافع: هذا خضاب الإيمان) تفرد به (1) .
الحسن البصري عنهُ
2580 - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (يقطعُ الصلاة الكلبُ والحمارُ والمرأةُ) ، رواه الطبراني من حديث محمد بن أبي بكر المقدَّمي، عن عمرو بن ذريحٍ عن حوشب عن الحسن بهِ (2) .
(الحسن بن قيس عنهُ)
2581 - حدثنا محمد بن أبي عدي، عن أبي سليمان، عن أبي تميمة (3) ، عن دُلجة بن قيس: أن الحكم الغفاري قال لرجلٍ أو قال لهُ رجلٌ: (أتذكُرُ حين نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النقير والمقير، أو أحدهما، وعن الدُّباء والحنتم (4) ؟ قال: نعم وأنا شهيدٌ على ذلك) ، تفرد به.
قال أبو عبد الرحمن: حدثني بعض أصحابنا. قالَ: (سمعتُ عارماً
_________
(1) من حديث الحكم بن عمرو الغفاري في المسند: 5/67، أخرجه من طريق هاشم، عن عبد الصمد بن حبيب بن عبد الله الأزدي عن أبيه عن الحكم بن عمرو الغفاري.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/211. وقال الهيثمي: فيه عمرو بن ذريح ضعفه أبو حاتم ووثقه ابن معين وابن حبان وبقية رجاله ثقات.
(3) في الأصل المخطوط: (عن سفيان عن قتيبة) ، وما أثبتناه من المسند، ويراجع في شأن دلجة بن قيس. التاريخ الكبير: 3/260.
(4) النقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينتبذ فيه التمر ويلقى عليه الماء ليصير نبيذاً مسكراً، والنهي واقع على ما يعمل فيه. والمقير: الإناء المطلي بالقار. والدباء: القرع كان ينتبذون فيها فتسرع الشدة في الشراب. والحنتم: جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة. ثم استمتع فيها فقيل للخزف كله حنتم. تراجع النهاية والمصباح.(2/516)
يقُول: تدري لم سُمي دُلجة؟ قلنا: لا. قال: أدلجوا (1) به إلى مكة، فوضعته أمه في الدلجة في ذلك الوقت فسمي دلجة) (2) .
_________
(1) الدلجة: بالضم والفتح، السير في الليل. النهاية.
(2) من حديث الحكم بن عمرو الغفاري في المسند: 4/213.(2/517)
2582 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن التيمي، عن [أبي تميمة] ، عن دُلجة بن قيس: أن رجلاً قال للحكم الغفاري، أو قال الحكم للرجُل: (أتذكُر يوم نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على النقير والمُقير، أو أحدهما، والدُّباء والحنتم؟ قال: نعم، وأنا شهيدٌ على ذلك) (1) .
(سوادةُ بن عاصمٍ عنهُ: في فضل
طهور المرأة هو أبو حاجب يأتي) (2)
(عبد الله بن الصامت عن الحكم)
2583 - حدثنا بهزٌ، حدثنا سُليمان بن المغيرة، حدثنا حُميد يعني ابن
هلال، عن عبد الله بن الصامت. قال: (أراد زياد أن يبعث عمران بن حُصين على خُراسان. فأبي عليهم. فقال لهُ أصحابهُ: أتركت خراسان أن تكون عليها؟ قال: فقال: إني والله ما يسُرني أن أصلي بحرها، وتصلون ببردها. إني أخافُ إذا كنتُ في نحور العدو أن يأتيني [كتاب من] زياد فإن أنا مضيتُ هلكتُ، وإن رجعتُ ضُربتْ عُنقي. قال: فأراد الحكم بن عمرو الغفاري عليها. قال: فإنقاد لأمرهِ. قال: فقال عمران: ألا أحدٌ يدعو لي الحكم، قال: فانطلق الرسول. قال: فأقبل الحكمُ إليه. قال: / فدخل عليه، فقال عمرانُ للحكم: أسمعت
_________
(1) من حديث الحكم بن عمرو الغفاري في المسند: 4/213.
(2) في الأصل المخطوط: (سواد - وأبو خارجة) ، والصواب سواده بن عاصم العنزي البصري. ويقال: الغفاري. وقال البخاري: ولا أراه يصح. التاريخ الكبير: 4/184؛ تهذيب التهذيب: 12/64.(2/517)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (لاطاعة لأحدٍ في معصية الله (؟ قال: نعم. فقال عمران: الحمد لله [أو الله أكبر] ) تفرد به (1) .
(حديثٌ آخرَ)
_________
(1) من حديث الحكم بن عمرو الغفاري في المسند: 5/66، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/518)
2584 - قال الطبراني: حدثنا إسحاق الدَّبري، عن عبد الرزاق، عن [ابن] التميمي (1) ، حدثني سليمان بن المغيرة، عن حُميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، قال: (صلى الحكمُ بن عمرو الغفاري بالناس في سفرٍ، وبين يديه سُترةٌ، فمرت حَميرٌ بين يدي أصحابه، فأعاد بهم الصلاة، فقالوا: أراد أن يصنع كما صنع الوليد بن عقبة إذ صلى بأصحابه الغداة أربعاً، ثم قال: أزيدكُم، فلحقتُ بالحكم، فذكرتُ ذلك لهُ، فوقف حتى تلاحق القومُ، فقال: إني أعدتُ لكُم الصلاة من أجل الحمير التي مرت بين أيديكُم، فضربتموني مثلاً لابن أبي مُعيط، وإني أسأل الله أن يُحسن سيرتكُم، وأن يُحسن بلاغكُم، وأن ينصركم على عدوكم، وأن يُفرق بيني وبينكم، فمضوا، فلم يروا في وجههم ذلك إلا ما يُسرون بهِ، فلما أن فرغوا مات) (2) .
(محمد بن سيرين عنهُ)
2585 - حدثنا سليمان بنُ حربٍ، حدثنا حماد - يعني ابن زيدٍ-، عن
أيوب، عن محمد، قال: استُعمل الحكمُ بن عمرو على خراسان قال: فتمناهُ عمرانُ ابن حُصين، حتى قيل لهُ: يا أبا نُجيد ألا
_________
(1) الزيادة من الكبير، والتميمي هو سليمان بن بلال وابنه أيوب. يراجع تهذيب التهذيب: 1/404، 4/175.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/209.(2/518)
ندعوهُ لك؟ قال: لا، فقام عمرانُ بنُ حُصين، فلقيهُ بين الناس، فقال: تذكُرُ يوم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الله) ؟ قال: نعم. قال عمرانُ: الله أكبر (1) .
_________
(1) من حديث الحكم بن عمرو الغفاري في المسند: 5/66.(2/519)
2586 - حدثنا يزيد يعني ابن هارون، أنبأنا هشام، عن محمد، قال: جاء رجلٌ إلى عمران بن حُصين، ونحن عندهُ فقال: (استعمل الحكم [بن عمرو] الغفاري على خُراسان، فتمناهُ عمران، حتى قالَ رجلٌ من القوم: ألا ندعوهُ لك؟ قال: لا، ثم قام عمران، حتى لقيهُ بين الناس، فقال عمران: إنك قد وُليتَ أمراً من أمر المسلمين عظيماً، ثم أمرهُ، ونهاهُ، ووعطهُ، ثم قال: هل تذكُرُ يوم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:) لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق (؟ قال الحكم: نعم. قال عمرانُ: (الله أكبر) (1) .
2587 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا يزيد - يعني ابن إبراهيم - قال: سألت محمداً عن حديث عمران بن حُصين فقال: / [نُبئتُ أن عمران بن حُصين قال] للحكم الغفاري - وكلاهما من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل تعلم يوم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا طاعة في معصية الله؟ قال: نعم. قال عمران: الله أكبر الله أكبر) (2) .
2588 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمرُ، عن غير واحد منهم أيوب، عن ابن سيرين: (أن زياداً استعمل الحكم بن عمرو الغفاري، فقال عمرانُ بن حُصين: وددت أن ألقاهُ قبل أن يخرجُ. قال: فلقيه، قال: فقال عمرانُ: أَمَّا علمت أو ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا
_________
(1) الموطن السابق.
(2) الموطن السابق، وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/519)
طاعة لأحدٍ في معصية الله) ؟ قال: بلى. قال: فذاك الذي أردتُ أن أقول لك) (1) ، وكذا رواهُ جماعة (2) .
(أبو المعلى عنهُ)
_________
(1) من حديث الحكم بن عمرو الغفاري في المسند: 5/67.
(2) قال الهيثمي: رواه الطبراني باختصار والبزار. مجمع الزوائد: 5/226؛ المعجم الكبير للطبراني: 3/208، 209، 211؛ مستدرك الحاكم: 3/443.(2/520)
2589 - قال الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق التُّستري، حدثنا [عبد الله بن] معاوية الجمحي، حدثنا جميل بن عُبيد الطائيُّ قال أبو المعلى، قال: قال الحكم بن عمرو: يا طاعونُ خُذني إليك، فقال رجل من القوم: لم تقولُ هذا وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا يتمنين أحدُكُمُ الموت) ؟ فقال: قد سمعتُ ما سمعتُم، ولكني أُبادر ستاً: بيعَ الحكم، وكثرة الشُّرط، وإمارة الصبيان، وسفك الدماء، وقطيعة الرحم، ونشئاً يكون في آخر الزمان يتخذون القرآن مزامير) (1) .
(ابن ابنه عنهُ)
2590 - قال الطبراني: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا محمد بن أبي السري، حدثنا مُعتمر بن سُليمان، حدثني ابن ابن الحكم بن عمرو قال: [حدثني جدي، قال:] كُنتُ عند الحكم [بن عمرو الغفاري] حين جاءه رسول [علي ابن أبي طالب] فقال لهُ: إنَّ علياً يقول لك: إنكَ أحقُّ من أعاننا على هذا الأمر، فقال لهُ: إني سمعتُ
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/211. وقال الهيثمي: أبو المعلى لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 10/206.
والخبر أخرجه الحاكم في المستدرك وقال: أبو المعلى عن الحسن قال: قال الحكم بن عمرو الغفاري: 3/443.(2/520)
خليلي ابن عمك - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (إذا كان الأمر هكذا أن اتخذُ سيفاً من خشب) فقد اتخذتُ سيفاً من خشبٍ (1) .
(رجلٌ عن الحكم)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/210. قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه. مجمع الزوائد: 7/301.(2/521)
2591 - حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شُعبة، عن عاصم / الأحول، عن أبي حاجبٍ، عن الحكم بن عمرو: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يتوضأ الرجُلُ من سؤر المرأة) (1) .
2592 - حدثنا سليمان بن داود، حدثنا شُعبة، عن عاصم الأحول: سمعتُ أبا حاجبٍ يُحدث، عن الحكم بن عمرو الغفاري: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن
يتوضأ الرجلُ بفضلِ وضوءِ المرأةِ) (2) .
وفي لفظ: (نهى أن يتوضأ بفضلها لا يدري بفضل وضوئها أو فضل سُؤرها) (3) .
2593 - حدثنا سُفيان بن عُيينة، قال عمرو - يعني ابن دينار - قلتُ لأبي الشعثاء: إنهم يزعمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لُحومِ الحُمرِ، قال: يا عمرو أبى ذلك البحرُ وقرأ: {قُلْ لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ} (4) ياعمرو، أبى ذلك، قد كان يقول ذلك الحكمُ بن عمرو الغفاري، يعني يقول: أبى ذلك علينا البحر ابن عباسٍ) (5) .
_________
(1) من حديث الحكم بن عمرو الغفاري في المسند: 4/213.
(2) من حديث الحكم بن عمرو الغفاري في المسند: 5/66.
(3) لفظ الخبر أخرجه في المسند من طريق عبد الصمد عن شعبة عن عاصم عن أبي حاجب عنه: 4/213.
(4) آية 145 سورة الأنعام.
(5) من حديث الحكم بن عمرو الغفاري في المسند: 4/213.(2/521)
رواهُ البخاري، عن علي بن المديني عن سُفيان بن عيينة بهِ (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في كتاب الذبائح والصيد: باب لحوم الحمر الأنسية: 9/654.(2/522)
2594 - ورواهُ أبو داود، عن إبراهيم بن الحسن، عن حجاج، عن ابن جُريج، عن عمرو بن دينار به (1) .
2595 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا سليمان التيمي، عن أبي حاجبٍ، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من بني غفارٍ: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يتوضأَ الرجلُ من فضل وضوء المرأة) ، وفي لفظ: (من فضل طهور المرأة) (2) .
2596 - وكذا رواهُ الترمذي، عن محمود بن غيلان، عن وكيع، عن سُفيان الثوري، عن سُليمان التيمي بهِ (3) .
(حديثٌ آخرُ)
2597 - رواهُ الدارقطني، عن قيس بن الربيع، عن عاصم بن سليمان، عن سوادة بن عاصم، عن الحكم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت) (4) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود من حديث عابر بن عبد الله في النهي، ثم عقب عليه بذكر الحكم وابن عباس: كتاب الأطعمة: باب في لحوم الحمر الأهلية: 3/356.
(2) من حديث الحكم بن عمرو الغفاري في المسند: 5/66، ولم يرد فيه تردد في لفظ الخبر، وإنما يأتي ذلك عند الترمذي.
(3) الخبر أخرجه الترمذي في الطهارة: باب ماجاء في كراهية فضل طهور المرأة. وقال الترمذي: هذا حديث حسن وأبو حاجب اسمه سواد بن عاصم.
(4)) ) ... الخبر أخرجه الطبراني من هذا الطريق في المعجم الكبير: 3/25؛ وأخرجه أحمد بلفظ أطول من هذا، ومن طريق مختلف من حديث الحكم الغفاري: 4/213. قال الهيثمي: رجالهما ثقات. مجمع الزوائد: 5/59.(2/522)
418 - (الحكم بن عُمير الثُّمالي)
2598 - وسماهُ أبو عمرُ الحكم بن عمرو (1) وروى عنه أحاديث منكرة، والصحيح ما ذكرناهُ الحكم بن عُمير، وقد روى له الطبراني أحاديث جمة: منها المنكرة وغيرها.
فروى من حديث بقية، عن عيسى بن إبراهيم، عن موسى بن أبي حبيب، عنه مرفوعاً: (إذا اغتسل أحدُكم فظهر من ذكره شئٌ فليتوضأ) (2) .
وبه: (الصبر والاحتسابُ هُنَّ عتق الرقاب، ويُدخلُ الله صاحبهن الجنة بغير حسابٍ) (3) .
وبه: (أحبُّ الأعمال إلى الله من أطعم مسكيناً من جُوعٍ، أو دفع عنهُ مغرماً، أو كشف عنهُ كربة) (4) . /
وبه: (لا تمثلوا بشئ [من خلق الله عز وجل] فيه روحٌ) (5) .
وبهِ: (استحيوا من الله حق الحياء، واحفظوا الرأس وما حوى،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/39؛ والإصابة: 1/347؛ والاستيعاب: 1/319، وورد اسمه في المخطوطة نقلاً عن ابن عبد البر: (ابن عمير) وما أثبتناه من المصدر وثقات ابن حبان: 3/85؛ وقد ترجم ابن الأثير لرجلين: الحكم بن عمرو، والحكم بن عمير، وقال عن كل منهما: كان يدربا.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/217. وقال الهيثمي: فيه بقية بن الوليد وهو مدلس وقد عنعنه. مجمع الزوائد: 1/275. وفي الخبر التالي قال عن عيسى بن إبراهيم القرشي متروك.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 3/217. وقال الهيثمي: فيه عيسى بن إبراهيم القرشي وهو متروك: مجمع الزوائد: 10/284، وفيه بقية بن الوليد أيضاً.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 3/218. وقال الهيثمي: فيه سليمان بن سلمة الجنائزي وهو ضعيف: مجمع الزوائد: 3/116، وفيه أيضاً بقية وعيسى بن إبراهيم.
(5) المعجم الكبير للطبراني: 3/218. قال الهيثمي: فيه سليمان بن سلمة الجنائزي وهو متروك: مجمع الزوائد: 6/249، وسنده أيضاً كسابقيه.(2/523)
والبطن وما وعى، واذكُروا الموت والبلا، فمن فعل ذلك فقد استحيا، وكان جزاؤُه جنةُ المأوى) (1) .
وبه: (تبركْ بالقرآن فهو كلامُ الله) (2) .
وبه: (الأمرُ المفطعُ، والحمل المُضلعُ، والشرُّ الذي لا ينقطع: إظهارُ البدع) (3) .
وبهِ: (قُصُّوا الشوارب مع الشفاه) (4) .
وبهِ: (غضوا الأبصار، واهجروا الدُّعار، واجتنبوا أعمال أهل النار) (5) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/219. قال الهيثمي: فيه عيسى بن إبراهيم القرشي وهو متروك: مجمع الزوائد: 10/284، والخبر أخرجه أبو نعيم في الحلية: 1/358.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/219؛ ولفظ الخبر فيه: (ينزل) وهو تصحيف وما أورده المصنف أشبه، وهو يوافق لفظ الخبر في جمع الجوامع من إخراج الطبراني وابن نافع عنه: 2/930.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 3/219. وقال الهيثمي: فيه بقية بن الوليد وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 1/118.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 3/219. وقال الهيثمي: فيه عيسى بن إبراهيم بن طهمان وهو متروك. مجمع الزوائد: 5/167.
(5) أخرجه الطبراني كما في جمع الجوامع: 2/3427، ورمز لضعفه في الصغير: 4/403. وأوضح المناوي ضعفه بما لا يخرج عما ذكره الهيثمي في هذا السند.(2/524)
2599 - وروى الطبراني من حديث الحُسين بن إسحاق، عن أحمد بن نُعمان الفراء، عن يحيى بن يعلى، عن موسى بن أبي حبيب، عن الحكم، عن عُمير الثُّمالي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (للصف الأول فضلٌ على الصفوف) (1) .
_________
(1) الخبر أورده السيوطي في الصغير من إخراج الطبراني في الكبير ورمز لضعفه وقال المناوي: فيه يحيى بن يعلى ضعيف. فيض القدير: 5/290. وقال المناوي أيضاً: أخرجه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/92.(2/524)
وبِهِ: (من أتى إليكُم معروفاً فكافئُوه وإن لم تجدوا فادعوا لهُ) (1) .
وبِهِ: (إذا قمتم إلى الصلاة فارفعوا أيديكم، ولا تخالف آذانكم، ثم قولوا: الله أكبر سُبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، وإن لم تزيدوا على التكبير أجزاكُم) (2) .
وبِهِ: (كُنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طعامٍ، فتناول رجلٌ من القوم خادم أهل البيت منديلاً، فناوله ثوبهُ ليمسح به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تمسح بثوبِ من لم تكسُ) (3) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/218. وقال الهيثمي: فيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 8/182.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/218؛ وجمع الجوامع من إخراج البارودي والطبراني: 1/726. وقال الهيثمي: فيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 2/102.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 3/219. قال الهيثمي: فيه راوٍ لم يسم. مجمع الزوائد: 5/30. وأوضح أن إسناد الخبر كسابقيه.(2/525)
2600 - قال أبو نُعيم: حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حفصٍ، عن أبي حُصين محمد بن الحسين، حدثنا إبراهيم بن حبيب في مسجد بني جمان سنة خمسٍ وعشرين ومائتين، عن موسى بن أبي حبيب، عن الحكم بن عُمير - وكان بدرياً - قال: (صليتُ خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجهز في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم في صلاة الليل، وصلاة الغداة، وصلاة الجمعة) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
2601 - مرفوعاً: (إذا قلت) الحمد لله رب العالمين) فقد شكرت
_________
(1) أخرجه أبو نعيم وابن منده وأخرجه ابن عبد البر عن الحكم بن عمرو، وأخرجه ابن أبي عاصم فقال: الحكم بن عمير. أسد الغابة: 2/41.(2/525)
الله فزادك (، رواهُ ابن جرير من طريق موسى بن [أبي] حبيب عنهُ (1) .
(الحكم بن مُرة صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (2) /
_________
(1) يرجع إلى تفسير الطبري.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 2/41؛ والإصابة: 1/348. ونقل عن ابن منده قوله: في صحبته وإسناد حديثه نظر.(2/526)
2602 - (إنهُ رأى رجلاً يُصلي، فإساء الصلاة، وانفتل، فقال لهُ: صلِ.
فقال: قد صليتُ، فأعاد عليه مراراً، فقال: والله لتصلين، والله لا يُعصى الله جهاراً) ، رواهُ أبو نعيم من حديث الحكم بن فُضيل، عن شيبة بن مُساورٍ
عنهُ (1) .
419 - (الحكم بن مينا) (2)
2603 - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر عُمر أن يجمع لهُ قُريشاً فقال لهم: إن أولى الناس بي المُتقون، فأبصروا لا يأتي الناسُ بالأعمال يوم القيامة، وتأتون [بالدنيا تحملونها] فأصدَّ عنكُم بوجهي، ثم قرأ {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ} (3) الآية) . رواهُ أبو بكر بن أبي عاصمٍ، عن المقدمي، عن أبي بكر [الحنفي] ، عن عبد الحميد بن جعفرٍ، عن سعيد المقبري، عن أبي الحويرث عنهُ به (4) .
وقد رواهُ أبو يعلى، عن المقدمي، عن أبي بكر، عن عبد الحميد، عن أبي الجواب، عن الحكم بن منهالٍ فذكرهُ قال. فقال ابن الأثير: [أبو الجواب بدل أبي الحويرث، وقال منهال بدل] مينا [والمشهور أبو
_________
(1) يرجع إلى مصدري الترجمة.
(2) الحكم بن مينا الأنصاري ترجم له ابن الأثير في أسد الغابة: 2/42، وابن حجر في الإصابة: 1/348، وعده البخاري في جملة التابعين. التاريخ الكبير: 2/343.
(3) الآية 68، سورة آل عمران.
(4) قال ابن الأثير: كذا رواه أبو موسى. أسد الغابة: 2/41.(2/526)
الحويرث، والحكم بن مينا] كما ذكره البخاري يعني في التاريخ (1) .
_________
(1) كانت العبارة محرفة من المخطوطة فصوبت من الأصل. ويراجع التاريخ الكبير: 2/343.(2/527)
420 - (الحكم: أبو شبث) (1)
2604 - (أن رجلاً من أسلم أُصيب فرقاهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (كذا رواهُ أبو نعيم من حديث محمد بن يحيى، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم بن شبث بن الحكم، عن أبيه به.
421 - (الحكم: أبو عبد الله الأنصاري الزُّرقي، جدُّ مُطيع) (2)
2605 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صعد المنبر يوم الجمعة استقبلنا بوجهه) رواهُ أبو القاسم البغوي، عن محمد بن عبد الملك، عن محمد بن القاسم، عن مطيع أبي يحيى، عن أبيه، عن جده وهو الحكم وكان قد شهد أحداً (3) .
422 - (الحكم أبو مسعودٍ) (4)
2606 - في النهي عن الصوم في أيام التشريق. صوابهُ عن أمية
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة، وضبط ابنه شيئاً بفتحتين وقال: كذا رأيته مضبوطاً، وقد ذكره ابن ماكولا فقال: وأما شبيث بضم الشين وفتح الباء المعجمة بواحدة وبعدها ياء معجمة بإثنين من تحتها ثم ثاء معجمة بثلاث فهو شبيث بن الحكم بن مينا. يروى عن أبيه.
وأما ابن حجر فقال: هو ابن مينا. أسد الغابة: 2/36؛ الإصابة: 1/348.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 2/39. وقال ابن حجر: الحكم الأنصاري جد مطيع، وهو من أعمام مسعود بن الحكم الزرقي، ذكره البغوي وابن السكن وغيرهما في الصحابة، وكناه ابن منده أبا عبد الله. الإصابة: 1/348.
(3) روى هذا الخبر عنه مطيع بن فلاك بن الحكم عن أبيه عن جده الحكم. وفي الإصابة مطيع بن قلان بن الحكم. المصدران السابقان.
(4) الحكم أبو مسعود الزرقي في أسد الغابة: 2/42. وقال: روى عنه ابنه مسعود، في حديثه اختلاف؛ وفي الإصابة: الحكم بن الربيع بن عامر بن خالد بن عامر بن رزيق الأنصاري الزرقي والد مسعود. الإصابة: 1/344.(2/527)
كما سيأتي، ويروى عن أمه العجماء عن بديل بن ورقاء (1) .
_________
(1) أفاض الحافظ ابن حجر وابن الأثير في بيان الاختلاف على رواة هذا الخبر عن الحكم. المرجعان السابقان.(2/528)
423 - (حكيم بن حزام، رضي الله عنه) (1)
2607 - ابنُ خويلد بن أسد بن عبد العُزى بن قُصي بن كلاب أبو خالد القرشي الأسدي المكي، وأُمُّهُ فاختةُ بنتُ زهير [بن الحارث] بن أسد بن عبد العزى، وعمتهُ خديجة بنتُ خويلد زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأم أولادهِ سوى إبراهيم ولدتهُ أمهُ في جوف الكعبة قبل الفيل بثنتي عشرة سنةً وأسلم عام الفتح، وقد كان أشد الناس حُبًّا / لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومع هذا تأخر إسلامهُ لما يشاءُ الله عز وجل.
2608 - قال البُخاري: قال إبراهيم بن المنذر: عاش ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام (2) ، وقد ذكر غير واحد في تاريخ وفاته سنة خمس أو بضعٍ وخمسين، وأكثرُ ما قيل سنة ستين فالله أعلم.
2609 - وكان من سادات الناس في الجاهلية والإسلام، لهُ مكارم ومآثرٌ وفضائل، وممادح. أعتق الكثير وتصدق بالجزيل، وأطعم الجم الغفير، فقال لهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أسلمت على ما أسلفت من خيرٍ) (3) وذكروا أنه وقف مرةً بعرفاتٍ ومعه مائة رقيةٍ في رقابهم الأطواق الفضة
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/45؛ والإصابة: 1/349؛ والاستيعاب: 1/320؛ والتاريخ الكبير: 3/11؛ وثقات ابن حبان: 3/70.
(2) التاريخ الكبير: 3/11. وقال ابن الأثير: قولهم أنهُ وُلد قبل الفيل ومات سنة أربع وخمسين، وعاش ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام: فهذا فيه نظر، فإذا أسلم سنة الفتح فيكون
= ... له في الاشراك أربع وسبعون سنة، واستطرد في بيان ذلك إلى أن قال: وعلى كل تقدير في عمره ما أراه يصح والله أعلم. أسد الغابة: 2/46.
(3) الخبر أخرجه البخاري في الزكاة: باب من تصدق في الشرك ثم أسلم: 3/301، وأخرج أطرافه في البيوع والعتق والأدب.(2/528)
المنقوشُ فيها عتقاءُ الله من حكيم بن حزام، وأهدى ألف شاةٍ ومائة بدنةٍ بجلالها، وباع دار الندوة من مُعاوية بمائة ألفٍ، فقيل لهُ بعت مكرمةَ قُريش! (1) فقال: (ذهبت المكارم كلها إلا التقوى) وتصدق بثمنها رضى الله عنهُ وقال: والله لقد ابتعتها في الجاهلية بزق خمرٍ. روى ذلك الطبراني في ترجمته ومُعجمه مع غيره (2) .
_________
(1) قال ذلك له عبد الله بن الزبير. يراجع أسد الغابة.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/186، 187.(2/529)
2610 - حدثنا عبد الله. قال: وجدتُ في كتاب أبي بخطِ يده: حدثنا سعيد - يعني ابن سُليمان - حدثنا عباد بن العوام، عن سُفيان بن حُسين، عن الزُّهري، عن أيوب بن بشير الأنصاري، عن حكيم بن حزامٍ: (أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصدقات أيها أفضلُ؟ قال: [علي] ذي الرحم الكاشح) (1) .
(حبيب بن أبي ثابت عنهُ)
2611 - قال الترمذي في البيوع: حدثنا أبو كريبٍ، حدثنا أبو بكر بن عياشٍ، عن أبي حُصين، عن ابن أبي ثابت، عن حكيم بن حزام: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث حكيم بن حزام يشتري لهُ أضحية بدينار. فقال: فاشترى أضحية، فربح فيها ديناراً، فاشترى أخرى مكانها، فجاء بالأضحية والدينار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ضحّ بالشاة، وتصدق بالدينار) .
ثم قال: لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وحبيبٌ لم يسمع عندي من حكيم (2) .
_________
(1) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/402؛ والكاشح: العدو الذي يضمر عداوته ويطوى عليها كشحه أي باطنه. النهاية: 4/21.
(2) الخبر أخرجه الترمذي في البيوع: باب 34: 3/549.(2/529)
2612 - ورواهُ (1) أبو داود عن محمد بن كثير [العبدي] ، عن سُفيان الثوري، عن أبي حُصين، عن شيخ من أهل المدينة، عن حكيم بن حزام، فذكر نحوه (2) .
2613 - حزام عن أبيه حكيم بن حزامٍ.
2614 - قال: (ابتعتُ طعاماً من طعام الصدقة، فربحتُ فيه قبل أن أقبضه، فأتيتُ / النبي - صلى الله عليه وسلم -. فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ: لا تبعهُ حتى تستوفيه) . رواهُ النسائي، عن سُليمان بن منصورٍ، عن [أبي] الأحوص، عن عبد العزيز [بن رُفيع] ، عن عطا بن أبي رباحٍ، عن حزام بهِ (3) .
2615 - وقد رواهُ النسائيُّ أيضاً من حديث ابن جُريج، عن عطاءٍ، عن عبد الله بن عصمة [الجشمي] (4) ، عن حكيم به.
وعن عطاء عن صفوان بن موهب عن عبد الله بن محمد بن ضيقي عن حكيم به كما سيأتي (5) .
(حديثٌ آخر عنهُ عن أبيه)
2616 ... - قال أبو يعلى: حدثنا عُبيد بن جناد [الحلبي] ، حدثنا عبيد الله [بن عمرو] ، عن زيد بن أبي أنيسة، عن زيد بن رُفيع، عن حزام بن حكيم ابن حكيم بن حزام، عن حكيم. قال: (خطب رسول الله
_________
(1) في الأصل المخطوط: (وقال: رواه أبو داود) فبدأ كأن هذا متصل بكلام الترمذي السابق وليس منه.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في البيوع: باب في المضارب يخالف: 3/256.
(3) لفظ النسائي: (حتى تقبضه) أخرجه في البيوع: باب بيع الطعام قبل أن يستوفي: المجتبي: 7/250، والاستكمال منه.
(4) الموطن السابق.
(5) الموطن السابق.(2/530)
- صلى الله عليه وسلم - النساء، فوعظهن وأمرهُنَّ بتقوى الله والطاعة لأزواجهن، وأن يتصدقن، وقال: إن منكن من يدخل الجنة - وجمع أصابعهُ - وجُلُّكنَّ خطبُ جهنم - وفرق بين أصابعه - فقالت امرأةٌ: ولم يارسول الله؟ قال: [لأنكنَّ] تكفرن العشير، وتكثرن اللعن، وتُستوفن الخير) (1) .
(حديثٌ آخرُ عنهُ عن أبيه مرفوعاً)
_________
(1) الخبر أخرجه الطبراني في الكبير: 3/196، وما بين المعكوفات استكمال منه. وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه زيد بن رفيع وهو ضعيف: 4/314.(2/531)
2617 - (إنكم قد أصبحتُم في زمان كثيرٌ [فُقهاؤه] ، قليلٌ خُطباؤه، كثير [مُعطوه، قليلٌ] سُؤالهُ [العمل فيه خيرٌ من العلم، وسيأتي زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه، كثيرٌ سؤالهُ، قليل] معطوهُ، العلم فيه خيرٌ من العمل) ، رواهُ الطبراني من حديث عثمان بن عبد الرحمن، عن صدقة، عن زيد بن واقدٍ، عن العلاء بن الحارث، عن خزام بهِ (1) .
[زفر بن وثيمة النصري عنهُ] (2)
2618 - حدثنا حجاج، حدثنا الشعيثي، عن زفر بن وثيمة، عن حكيم ابن حزام. قال: (المساجد لا يُنشدُ فيها الأشعارُ، ولا تُقام فيها الحدود، ولا يستقادُ فيها) لم يرفعه يعني حجاج (3) .
وقد رواهُ أبو داود في الحدود، عن هشام بن عمار، عن صدقة بن
_________
(1) الخبر سقط منه الكثير، وعبثت به أيدي النساخ، وقد استكملناه في الأصل في المعجم الكبير للطبراني: 3/197؛ ومن مجمع الزوائد: 1/127. وقال الهيثمي: فيه عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي وهو ثقة إلا أنه قيل فيه: يروي عن الضعفاء، وهذا من روايته عن صدقة بن خالد وهو من رجال الصحيح، وتعقبه في الحاشية فقال: بل صدقة المذكور في إسناده هو ابن عبد الله السمين وهو ضعيف خبراً.
(2) زيادة استلزمها السياق.
(3) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/434.(2/531)
خالد، عن الشعيثي، عن زفر [بن وثيمة] ، عن حكيم قال: (نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - (فذكره (1) .
وكذلك رواهُ وكيع، عن محمد بن عبد الله الشعيثي عن العباس بن عبد الرحمن عن حكيم فذكرهُ مرفوعاً (2) .
[عروة وسعيد بن المسيب عنهُ]
_________
(1) سنن أبي داود: باب إقامة الحد في المسجد: 4/167.
(2) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/434.(2/532)
2619 - حدثنا سفيان، عن الزهري، سمع عروة وسعيد بن المسيب يقولان: سمعنا حكيم بن حزام يقول: (سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاني، ثم سألته، فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: إن هذا المال خضرةٌ حلوةٌ فمن أخذُه بحقه بُورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يُبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خيرٌ من اليد السُّفلى) (1) .
رواهُ البخاري ومسلم والترمذي والنسائي من وجه، عن الزهري به (2) ،
وفي بعض روايات الطبراني أن ذلك كان يوم حُنين (3) .
_________
(1) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/434.
(2) الخبر أخرجه البخاري مختصراً في الزكاة من طريق هشام بن عروة عن أبيه: باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى: 3/294، وأخرجه عنهما في فرض الخمس مطولاً وفيه موقفه مع أبي بكر وعمر - رضي الله عنهم -: باب ماكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس: 6/249؛ ومثله في الوصايا: باب تأويل قوله تعالى (من بعد وصية يوصي بها أو دين) : 5/377.
وفي كتاب الرفاق عنهما أيضاً: باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا المال خضرة حلوة: 11/258.
وأخرجه مسلم في الزكاة: باب اليد العليا خير من اليد السفلى: 3/74؛ والترمذي في كتاب صفة القيامة: باب 29: 4/641، وقال: هذا حديث صحيح؛ والنسائي في الزكاة: باب اليد العليا: 5/45؛ ومن وجه آخر: باب مسألة الرجل في أمر لابد منه: 5/75؛ وفي الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/75.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 3/188.(2/532)
(صفوان بن مُحرز عن حكيم)(2/533)
2620 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أتسمعون ما أسمع؟ قالوا: ما نسمعُ من شيءٍ. قال: إني لأسمعُ أطيط [السماء] وما تُلام أن تئط [وما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم] (1) .
2621 - حدثنا وكيع، / حدثنا محمد بن عبد الله الشعيثي، عن العباس ابن عبد الرحمن المدني، عن حكيم بن حزامٍ. قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: (لاتُقام الحدود [في المساجد] ولا يستقادُ فيها) تفرد بهِ من هذا الوجه (2) .
[عبد الله بن الحارث بن نوفل القرشي عنهُ]
2622 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا سعيد - يعني ابن أبي عروبة - عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث الهاشمي، عن حكيم بن حزام. قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: (البيعان بالخيار مالم يتفرقا، فإن صدقا وبينا رُزِقا بركة بيعهما، وإن كتما وكذبا مُحق بركةُ بيعهما) (3) . رواهُ الجماعة إلا ابن ماجه من حديث قتادة به (4) .
_________
(1) أخرجه الطبراني من طريقين عن صفوان في المعجم الكبير: 3/201، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 3/204.
(3) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/434.
(4) الخبر أخرجوه في البيوع: البخاري في: باب إذا بين البيعان ولم يكتما ونصحا: 4/309،
وأخرج أطرافه: باب ما يمحق الكذب والكتمان في البيع: 4/312، وباب: كم يجوز
الخيار: 4/326، وباب: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا: 4/328، وباب: إذا كان البائع بالخيار
هل يجوز البيع: 4/333؛ ومسلم في: باب ثبوت خيار المجلس للمتبايعين: 4/23، 24؛ وأبو داود: باب في خيار المتبايعين: 3/273؛ والترمذي في: باب ماجاء في البيعين بالخيار
مالم يتفرقا: 3/539، وقال: هذا حديث صحيح؛ والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/75.(2/533)
2623 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا قتادة عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن حكيم بن حزام: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (البيعان بالخيار مالم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بُورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا مُحقت بركةُ بيعهما) (1) .
2624 - حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن حكيم بن حزام: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (البيعان بالخيار مالم يتفرقا) - قال (2) : وجدتُ في كتاب [أبي] : (الخيارُ ثلاث مراتٍ) - فإن صدقا وبينا فعسى أن يربحا ربحاً، وإن كذبا [وكتما] مُحقت بركة بيعهما) (3) .
2625 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وابن جعفر قالا: حدثنا شعبة، عن قتادة، - قال ابن جعفر في حديثه: سمعتُ أبا الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن حكيم [بن حزام] ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (البيعان بالخيار مالم يتفرقا، أو حتى يتفرقا، فإن صدقا وبينا بُورك لهما [في بيعهما] وإن كتما وكذبا مُحقت بركة بيعهما) وقال ابن جعفر: (محق) (4) .
2626 -[حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن حكيم بن حزام: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (البيعان بالخيار مالم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بُورك لهما
_________
(1) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/402.
(2) القائل: هو عبد الله بن احمد: 30 -
(3) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/403، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(4) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/403 والاستكمال منه.(2/534)
في بيعهما، وإن كذبا وكتما محق بركة بيعهما) ] (1) .
_________
(1) من المرجح أن هذا الخبر الذي يليه سقطا من المخطوطة، وقد وردت العبارة هكذا: (حدثنا محمد ابن جعفر، حدثنا سعيد بن رملة قال: (مالم يتفرقا) ، رواه الجماعة إلا ابن ماجه من حديث قتادة فالله أعلم) ، وعبارة المصنف الأخيرة قد سبقت من قبل، وخرجنا الخبر عند الجماعة.
والحديث أخرجه أحمد في المسند من حديث حكيم بن حزام: 3/403.(2/535)
2627 -[حدثنا محمد بن جعفر عن مثله، قال: (ما لم يتفرقا) ] (1) .
[عبد الله بن عصمة الجشمي عنهُ]
2628 - حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا هشام يعني الدستوائي، حدثنا يحيى ابن أبي كثير، عن رجل أن يوسف بن ماهك أخبره: أنَّ عبد الله بن عصمة [أخبره أن] حكيم بن حزامٍ أخبره. قال: قلتُ: (يا رسول الله إني أشتري بيوعاً فما يحل لي منها وما يحرمُ عليَّ؟ قال: إن اشتريت بيعاً فلا تبعهُ حتى تقبضُه) (2) .
وكذلك رواهُ النسائي من حديث هشام الدستوائي بهِ (3) .
2629 -[حدثنا أحمد بن زهير التستري، حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة، حدثنا عبيد الله] بن موسى، حدثنا شيبان، عن يحيى - يعني ابن كثير -، عن يعلى بن حكيم، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عصمة، عن حكيم بن حزام. قال/: قُلتُ: (يارسول الله
_________
(1) هذا الخبر الذي نرجح سقوطه من المخطوطة أخرجه أحمد في الموطن السابق.
(2) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/402.
(3) الخبر أخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/76.(2/535)
إني أبتاع هذه البيوع [وأبيعها] فما يحل لي منها وما يحرم عليَّ منها؟ فقال: لا تبيعن شيئاً حتى تقبضه) (1) .
_________
(1) بداية السند سقطت من المخطوطة، وورد بدلاً منها: (حدثنا حماد، حدثنا حسن بن موسى) وورد الخبر هكذا: (يابن أخرى لاتبيعن) ... إلخ، ويرجع إليه في المعجم الكبير للطبراني: 3/196.(2/536)
2630 - حدثنا روح، حدثنا ابنُ جريج، أخبرني عطاء أنَّ صفوان بن موهب أخبره، عن عبد الله بن محمد بن صيفي، عن حكيم بن حزام: أنه قال [لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألْم] يأتني، أو ألم يبلغني، أو كما شاء الله تعالى أنك تبيع الطعام؟ قال: بلى يارسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تبع طعاماً حتى تشتريه، وتستوفيه) . قال عطاء: وأخبرني أيضاً عبد الله بن عصمة الجشمي: أنه سمع حكيم ابن حزام يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (1) .
2631 - وكذا رواه النسائي من حديث ابن جريج به قال ابن جُريج: أخبرني عطاء عن عبد الله بن عصمة، عن حكيم به (2) .
2632 - حدثنا عتاب، حدثنا [ابن زياد، حدثنا] عبد الله يعني ابن مُبارك، أنبأنا الليث بن سعدٍ، حدثني عبيد الله بن المغيرة، عن عراك بن مالك أن حكيم بن حزامٍ قال: (كان محمد - صلى الله عليه وسلم - أحب رجلٍ في الجاهلية إليَّ، فلما تنبأ وخرج إلى المدينة شهد حكيم بن حزام الموسم، وهو كافر، فوجد حُلةً لذي يزنٍ تُباع، فاشتراها بخمسين ديناراً ليُهديها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقدم بِها عليه المدينة، فأرادهُ على قبضها منهُ هديةً فأبى، قال
_________
(1) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/403.
(2) الخبر أخرجه النسائي في البيوع: باب بيع الطعام قبل أن يستوفي: 7/252.(2/536)
عُبيد الله: حسبتُ أنهُ قال: إنا لا نقبلُ شيئاً من المشركين، ولكن إن شئت أخذناها بالثمن، فأعطيتهُ حين أبى عليَّ الهدية) (1) .
_________
(1) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/402.(2/537)
2633 - وقد روى الطبراني من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن حكيم. قال: خرجتُ إلى اليمن فابتعتُ حُلَّةَ ذي يزنٍ، فأهديتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المُدَّةِ التي كانت بينهُ وبين قُريش، فقال: (لا أقبل هدية مُشركٍ [فردها] فبعتُها، فاشتراها ولبسها، ثم خرج بها إلى أصحابهِ فما رأيتُ شيئاً أحسن منه فيها، فما ملكتُ نفسي أن قُلتُ:
ما ينظرُ الحكام بالفضلِ بعدما ... بدا واضحٌ من [ذي] غرةٍ وحجول
إذا قايسوهُ المجد أرْبى عليهمُ ... كمستفرغٍ ماء الذناب سجيلُ
قال فسمعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني، فالتفت اليِّ يبتسم، ثم دخل فكساها أسامة بن زيدٍ) (1) .
2634 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عُروة بن الزبير، عن حكيم. قال: قلتُ: (يارسول الله أرأيتَ أموراً كنتُ أتحنثُ بها في الجاهلية من عتاقة وصلة رحم هل لي فيها أجرٌ؟ / فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أسلمتَ على ما أسلفتَ من خير) (2) أخرجاه في الصحيحين من حديث الزُّهري عن عُروة، وأخرجاه من حديث هشام عن أبيه بهِ (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/193. وقال الهيثمي: فيه يعقوب بن محمد الزهري وضعفه الجمهور وقد وثق: مجمع الزوائد: 8/278؛ وأخرجه الحاكم في المستدرك ولم يورد شعراً وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. المستدرك: 3/478.
(2) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/402.
(3) الخبر أخرجه البخاري عن عروة عنه في الزكاة: باب من تصدق في الشرك ثم أسلم: 3/301، وفي البيوع: باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه: 4/411، وفي الأدب: باب من وصل رحمه في الشرك ثم أسلم: 10/424؛ وعن هشام عن أبيه عنه في العتق: باب عتق المشرك: 5/169.
وأخرجه مسلم من الطريقين في الإيمان: باب بيان حكم عمل الكافر إذا أسلم بعده: 1/327، 328.(2/537)
2635 - حدثنا عثمان بن عُمر، أنبأنا عن يونس، [عن الزهري، عن عروة] : أن حكيم بن حزام أخبره. قال: قلتُ: (يارسول الله أرأيت أموراً كنت أتحنثُ بها في الجاهلية؟ فقال: أسلمت على ما أسلفت) والتحنُّثُ: التعبدُ (1) .
2636 - حدثنا وكيع [قال: سمعتُ] هشام بن عروة، عن أبيه، عن حكيم ابن حزام. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى، وابدأ بمن تعُول، من يستغن يُغنه الله، ومن يستعفف يعُفُّهُ الله) (2) .
2637 - رواهُ البخاري عن موسى بن إسماعيل، عن وُهيب عن هشامٍ به (3) .
وروى عن هشامٍ، عن أبيه عن أبي هريرة كما سيأتي (4) .
قُرئ على سُفيان، سمعتُ هشام، عن أبيه، عن حكيم بن حزامٍ. قال: أعتقتُ في الجاهلية أربعين محرراً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أسلمت على ماسبق لك من خير) (5) .
2638 - حدثنا ابن نُميرٍ، أنبأنا هشامٌ عن أبيه، عن حكيم بن
_________
(1) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/402.
(2) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/403.
(3) الخبر أخرجه البخاري في الزكاة: باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى: 3/294.
(4) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/434.
(5) () ... في المسند: (هشام عن حكيم بن حزام) ، يراجع تهذيب التهذيب: 11/48.(2/538)
حِزام. سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (اليد العليا خيرٌ من اليد السُّفلى وليبدأ [أحدكم] بمن يعولُ، وخيرُ الصدقة ما كان عن ظهر غنىً، ومن يستغن يُغنهِ اللهُ، ومن يستعفَّ يُعفهُ اللهُ، فقلتُ: يارسول الله ومنك؟ [قال] : ومني، قال حكيم: قلتُ لا تكونُ يدي تحت [يد] رجلٍ من العرب أبداً) (1) .
_________
(1) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/434.(2/539)
2639 - وحديثه عنهُ: (سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأعطاني، ثم سألتهُ، فأعطاني) الحديث تقدم لفظهُ، وإسنادُهُ في ترجمة سعيد بن المُسيب وأخرجه الجماعة إلاَّ ابن ماجه من حديث الزهري، عن سعيد عن عُروة عن حكيم (1) .
(حديثٌ آخرُ)
2640 - قال أبو يعلى: حدثنا زكريا بن يحيى، حدثنا روحُ، حدثنا صالح ابن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة، عن حكيم. قلتُ: يارسول الله أدْويةٌ كنا نتداوى بها، ورُقى نسترقي بها، وتُقى كنا نتقي بها هل تُردُّ من قدر الله [شيئاً] ؟ فقال: (هي [من] قدرُ الله) (2) .
(محمد بن سيرين عنهُ)
2641 - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لهُ: (لا تَبِع ما ليس عندك) ، رواهُ النسائي عن عمران بن يزيد، عن مروان الفزاري، عن عوفٍ (3) .
_________
(1) تقدم الحديث ص 511، كما سبق تخريجه عند الجماعة إلا ابن ماجه.
(2) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 3/192. وقال الهيثمي: رواه الطبراني، وفيه صالح بن أبي الأخضر وهو ضعيف لا يعتبر حديثه. مجمع الزوائد: 5/85.
(3) الخبر أخرجه النسائي في الشروط في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/78.(2/539)
وآخر عن محمد بن سيرين بهِ. قال الترمذي: كذا رواهُ عوف وهشام بن حسان عن ابن سيرين، عن حكيم (1) . /
وقال شيخنا: روى عن ابن سيرين عن أيوب عن يوسف بن ماهك عن حكيم كما سيأتي (2) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) قال الترمذي: وهذا حديث مرسل. إنما روى ابن سيرين عن أيوب السختياني عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام. سنن الترمذي: 3/527.
(2) هذا القول للترمذي كما سبق وإنما نقله المزي عنه في تحفة الأشراف: 3/78.(2/540)
2642 - عن محمد بن سيرين، عن حكيم. قال: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شرطين في بيع) ، رواهُ أبو يعلى عن زكرياء بن يحيى عن هُشيم، عن منصور عن محمد بن سيرين بهِ (1) .
2643 - حدثنا يزيد [أنبأنا ابن] أبي ذئب، عن مُسلم بن جندب (2) ، عن حكيم بن حِزامٍ، قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المال فألحفتُ، فقال: [ياحكيم] ما أكثر مسألتك، يا حكيم إن هذا المال خضرةٌ حُلوةٌ، وإنما هو مع ذلك أوساخُ أيدي الناس، ويدُ الله فوق يد المعطي [ويدُ المعطي فوق يد المعطي] وأسفل الأيدي يد المعطي) (3) .
2644 - حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا عمرو بن عثمان [قال] : سمعتُ موسى بن طلحة أن حزام حدثهُ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (خيرُ
_________
(1) الخبر أخرجه الطبراني في الكبير: 3/207 بأتم من هذا قال: (نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أربع خصال في البيع: عن سلف وبيع، وشرطين في بيع، وبيع ما ليس عندي، وربح ما لم يضمن) . قال الهيثمي: فيه العلاء بن خالد الواسطي وثقه ابن حبان وضعفه موسى بن إسماعيل. مجمع الزوائد: 4/85.
(2) في الأصل المخطوط: (مسلم بن حبيب) خلافاً لما في المسند، وقد روى مسلم بن جندب الهزلي عن حكيم بن حزام وأبي هريرة. يراجع تهذيب التهذيب: 10/124.
(3) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/402، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/540)
الصدقةِ، أو أفضلُ الصدقة ما أبقت، غنىً، واليدُ العليا خيرٌ من اليد السُّفلى، وابدأ بمن تعُولُ) (1) . رواهُ مسلم عن بندارُ، ومحمد بن حاتم وأحمدُ بن عبدة والنسائي، عن عمرو بن عليّ أبعتهُم عن يحيى بن سعيد القطان بهِ (2) .
_________
(1) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/434.
(2) الخبر أخرجه مسلم في الزكاة: باب اليد العليا خير من اليد السفلى: 3/74؛ والنسائي في الزكاة أيضاً: باب أي الصدقة أفضل: المجتبي: 5/51.(2/541)
2645 - حدثنا محمد بن عتبة، عن عمرو بن عُثمان، عن موسى بن طلحة، عن حكيم بن حُزامٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أن خير الصدقة ما كان عن ظهر غنىً، واليدُ العُليا خيرٌ من اليد السُّفلى، وابدأ بمن تعُولُ) (1) .
حدثنا هشيم بن بُشير، حدثنا يونس، عن يوسف بن ماهكٍ، عن حكيم. قال: قلتُ: يارسول الله يأتيني الرجلُ يسألني البيع ليس عندي ما أبيعهُ ثم أبتاعهُ من السوق؟ فقال: (لا تَبِع ماليس عندك) (2) .
ورواهُ أصحابُ السُّنن الأربعة من طُريقٍ عن أبي بشرٍ: جعفر بن أبي وحشية حسَّنها الترمذي. قال الترمذيُّ: ورُوي عن محمد بن سيرين عن أيوب عن حكيم، وعن محمد بن سيرين عن حكيم كما تقدم (3) .
_________
(1) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/402.
(2) الموطن السابق.
(3) أخرجنا هذه العبارة عن ترتيبها في المخطوطة، فقد وردت فيها عقب حديث (خير الصدقة) ، السابق والخبر أخرجوه في البيوع:
أبو داود في: باب الرجل يبيع ما ليس عنده: 3/283.
والترمذي في: باب كراهية بيع ماليس عندك: 3/525، وحسنه وأطال في تتبع طرقه.
والنسائي في: باب بيع ما ليس عند البائع: 7/254، وأخرجه في الشروط في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/79، وأخرجه ابن ماجه في التجارات: باب النهي عن بيع ماليس عندك وعن ربح ما لن يضمن: 2/737.
وقد عقب الترمذي على تخريجاته للخبر فقال: ورواية عبد الصمد أصح، يعني عبد الصمد عن يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين عن أيوب عن يوسف بن ماهك عن حكيم. سنن الترمذي: 3/528.(2/541)
2646 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا أيوب، عن يوسف بن ماهك، عن حكيم بن حزام قال: (نهاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن أبيع شيئاً ليس عندي) قال أيوبُ أو قال: (سلعةً ليست عندي) (1) .
2647 - حدثنا يحيى بن آدم، عن شعبة، حدثنا أبو بشرٍ، عن يُوسف بن ماهك، عن حكيم بن حزام، قال: / قلتُ: يارسول الله صلى الله عليك يُطلبُ مني المتاعُ وليس عندي أفأبيعه له؟ قال: لا تبع ما ليس عندك) (2) ، رواه الترمذي والنسائي من طرقٍ عن أيوب بهِ وقال حسنٌ (3) .
قال شيخنا: ورواهُ أبو داود الطيالسي، وسيف بن مسكين عن شعبة عن أبي بشر عن يوسف بن مهران، [والمحفوظ قول غندر والله أعلم] (4) .
(شيخ من أهل المدينة عنه)
2648 - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثهُ يشتري لهُ أُضحيةً بدينارٍ) الحديث. رواهُ أبو داود عن محمد بن كثير عن الثوري حدثني أبو حُصين عن شيخ من أهل المدينة فذكرهُ (5) .
وقد تقدم ما رواهُ الترمذي من حديث أبي بكر بن عياشٍ، عن أبي
_________
(1) من حديث حكيم بن حزام في المسند: 3/402.
(2) الموطن السابق.
(3) سبق تخريج الخبر.
(4) العبارة التي بين معكوفين من المصدر، وقد ورد بدلاً منها في المخطوطة: (والصبان بن ماهك كما تقدم) . تحفة الأشراف: 3/79.
(5) سبق تخريج الحديث، سنن أبو داود: 3/256.(2/542)
حُصينٍ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ عن أبيه عن حكيم به (1) .
_________
(1) في الترمذي: (عن حبيب بن أبي ثابت عن حكيم بن حزام) بدون واسطة أبيه، ويؤكده تعقيب أبي عيسى على الخبر فقال: حديث حكيم بن حزام لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وحبيب بن أبي ثابت لم يسمع عندي من حكيم بن حزام، فلعل قول المصنف هنا: (عن أبيه) من سهو النساخ. سنن الترمذي: 3/549.(2/543)
424 - (حكيم بن معاوية النُّميري) (1)
قال البخاري في صحبته نظر حديثهُ عند أهل حمصٍ.
2649 - قال أبو عيسى الترمذي: حدثنا علي بن حُجرٍ، حدثنا إسماعيل ابن عياشٍ، عن سُليمان بن سُليم، عن يحيى بن جابرٍ، عن مُعاوية بن حكيم، عن عمه حكيم بن مُعاوية. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا شُؤم، وقد يكونُ اليُمنُ في الدار ِ،
والمرأة، والفرس) (2) .
2650 - وقد رواهُ بقية عن سُليمان بن سُليم وجُنادة عن يحيى بن جابر، عن مُعاوية عن أبيه (3) .
(حديثٌ آخرُ)
2651 - قال الطبراني: حدثنا بكر بن سهلٍ، حدثنا عبد الله بن صالحٍ، حدثنا مُعاويةُ بن صالح، عن السفر بن نُشير، عن حكيم بن معاوية: أنهُ أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يارسول الله بم أرسلك ربنا؟ قال: (أن تعبدَ الله لا تُشركُ به شيئاً، وتُقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة، وكلُّ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/47؛ والإصابة: 1/350؛ والاستيعاب: 1/322. وقال أبو عمر: كل من جمع في الصحابة جمعه فيهم، والذي بين يدينا من التاريخ الكبير للبخاري: 3/11، قوله: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال ابن حبان: له صحبة. الثقات: 3/71.
(2) () ... أخرجه الترمذي في الأدب: باب ماجاء في الشؤم: 5/127.
(3) يرجع في ذلك إلى تحفة الأشراف: 3/80؛ والخبر أخرجه ابن ماجه في النكاح عن حكيم بن معاوية عن عمه محمد بن معاوية. وقال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. سنن ابن ماجه: 1/642.(2/543)
مُسلمٍ من مُسلمٍ حرامٌ يا حكيم بن معاوية. هذا دينُك أينما تكنْ يكفك) (1) . رواهُ أبو بكر بن أبي عاصمٍ، عن عبد الوهاب بن نجدة، عن بقية بن الوليد، عن سعيد بن سنانٍ، / عن يحيى بن جابرٍ، عن معاوية بن حكيم، عن أبيه فذكر مثلهُ (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/207. قال الهيثمي: في إسناده السفر بن نسير وهو ضعيف، وروايته عن حكيم أظنها مرسلة والله أعلم. مجمع الزوائد: 1/45.
(2) هذا الخبر والذي قبله اختلف المحدثون في إسناده إلى الصحابي:
- حكيم بن معاوية النجدي.
- حكيم أبو معاوية بن حكيم، ذكره ابن أبي خيثمة في الصحابة، وغلطه في ذلك ابن عبد البر.
- حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري والصحابي هنا هو معاوية بن حيدة، أخرج ابن عبد البر الخبر عن بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة ثم قال: فهذا هو الحديث الصحيح الإسناد الثابت المعروف. وناقضه في ذلك ابن الأثير. يراجع الاستيعاب وأسد الغابة.(2/544)
2652 - قال أبو نُعيم وروى عبد الله بن رجاء الحمصي، عن السفر بن نسير، عن يحيى بن جابرٍ، عن معاوية بن حكيم، عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل على أصحابه [فقال] : إن عبداً أتاهُ اللهُ مالاً وولداً فقال إذا مُتُ فاحرقوني (الحديث.
425 - (حُليس بن زيدٍ بن صفوان الضبي) (1)
2653 - قال سيف بن عمر: وفد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمسح رأسه، فقال: يارسول الله إني أظلمُ فأنتصرُ؟ فقال: العفوُ أحق ما عمل به. قال: وأُحسد وأكافئُ؟ فقال: ومن يُطيق مكافأة أهل النعم ومن حسد الناس لم يُشْف غيظهُ) . ذكرهُ أبو موسى (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/48؛ والإصابة: 1/351.
(2) المرجعان السابقان.(2/544)
426 - (حُليس يُعد في الحمصين) (1)
2654 - روى عنه أبو الزاهرية. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (أُعطيت قريشٌ مالم يُعط الناسُ، أُعْطُوا ما مُطرتْ به السماءُ وما جرت به الأنهارُ وما سالت به السُّيول) (2) .
427 - (حمزةُ بن عمرو بن عويمر بن الحارثُ
الأعرج بن سعد بن رِزاح بن عدي
ابن سهل بن مازنٍ بن الحارث بن سلامان [بن أسلم] بن أفعى
ابن حارثة أبو صالح ويقالُ أبو محمد الأسلمي رضي الله عنه) (3)
2655 - حدثنا محمد بن بكر، حدثنا ابن جُريج، أخبرني زياد - يعني ابن سعد - أن [أبا] الزناد قال: أخبرني حنظلة بن علي، عن حمزة بن عمرو بن سلامان (4) الأسلمي صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حدثنا: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه ورهطاً معهُ إلى رجلٍ من غُدرة، فقال: إن قدرتم على فُلان فحرقوهُ بالنار، فانطلقوا حتى إذا تواروا عنه ناداهم، أو أرسل في أثرهم، فردوهم، فقال: إن أنتم قدرتم عليه فاقتلوه، ولا تحرقوه بالنار، فإنه إنما يُعذبُ بالنار ربُّ النار) (5) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/49؛ والإصابة: 1/351.
(2) أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده وأبو نعيم عن الحليس كما في جمع الجوامع، ورمز السيوطي لضعفه في الجامع الصغير وقال: عن حليس بزنة جعفر. جمع الجوامع: 1/1103؛ فيض القدير: 2/2.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/55؛ وقال ابن عبد البر حمزة بن عمر الأسلمي: 1/276؛ وتتبع ابن حجر الاختلاف في ذكره والرواية عنه وأرجع الخطأ في هذا الاختلاف إلى الطبراني. الإصابة: 1/354؛ المعجم الكبير للطبراني: 3/1523؛ ثقات ابن حبان: 3/70؛ التاريخ الكبير: 3/46.
(4) ليس في المسند: (سلامان) وهو وارد في نسبه.
(5) من حديث حمزة بن عمرو الأسلمي في المسند: 3/494.(2/545)
2656 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جُريج، أخبرني زياد: أنَّ أبا الزِناد أخبرهُ، فقال: أخبرني حنظلة / بن علي الأسلمي: أنَّ حمزة بن عمرو الأسلمي صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - حدثهُ: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثهُ ورَهطا معهُ سريةً إلى رجل، فذكر معناهُ (1) .
2657 - رواهُ أبو داود عن سعيد بن منصور، عن مُغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزنادِ، عن محمد بن حمزة، عن أبيه أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرهُ على سريةٍ فذكرهُ (2) .
2658 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، عن سُليمان بن يسارٍ، عن حمزة بن عمرو الأسلمي (3) : أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصوم في السفر فقال: (إن شئت صُمت، وإن شئت أفطرتَ) (4) .
2659 - وقد رواه الطبراني عن جعفر الفريابي، عن أبي جعفر النُّضيلي بهِ، ولفظهُ عن حمزة: (قلتُ يارسول الله إني صاحب ظهر أُعالِجُه أُسافِرُ عليه وأكربه. وإنهُ ربما صادفني هذا الشَّهرُ - يعني رمضان - وأنا أَجِد القُوَّة، وأنا شابٌّ، فأجد أن أصوم يارسول الله أهون علي من أن أُؤخره، فيكون ديناً علي، أفأصوم يارسول الله أعظمُ لأجري أم أُفطر؟ قال: (أي ذلك شئت ياحمزة) (5) .
_________
(1) الموطن السابق.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في الجهاد: باب كراهية حرق العدو بالنار: 3/54.
(3) أورد في الأصل المخطوط زيادة ليست من سند الخبر وهي: (وحدثنا عبد الملك بن عمرو، حدثنا هشام عن قتادة عن سليمان بن يسار عن حمزة بن عمرو الأسلمي) .
(4) من حديث حمزة بن عمرو الأسلمي في المسند: 3/494.
(5) المعجم الكبير للطبراني: 3/160.(2/546)
2660 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن سُليمان بن يسارٍ، عن حمزة الأسلمي أنه رأى رجلاً على جملٍ ادمٍ يتبعُ رحال الناس بمنىً،
ونبي الله - صلى الله عليه وسلم - شاهدٌ والرجل يقولُ: لا تصوموا هذه الأيام، فإنها أيام أكل وشرب) قال قتادة: فذكر لنا أن ذلك المنادي كان بلالاً (1) . رواهُ النسائي عن هنادٍ، عن عبده عن سعدٍ به (2) .
2661 - حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا المُغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، حدثني محمد بن حمزة الأسلمي، عن أبيه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمَّرهُ على سرية، فخرجتُ فيها، فقال: إن وجدتم فلاناً فأحرقوهُ بالنار، فلما وليتُ ناداني، فقال: إن أخذتموهُ فاقتلوهُ، فإنَّهُ لا يُعذبُ بالنار إلا ربُّ النَّارِ) / (3) رواهُ أبو داود عن سعيد به (4) .
2662 - حدثنا عتابٌ، حدثنا عبد الله، وعلي بن إسحاق، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، أنبأنا أسامة بن زيد، أخبرني محمد بن حمزة: أنَّهُ سمع أباهُ يقولُ: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (على ظهر كُلِّ بعيرٍ شيطانٌ، فإذا ركبتموها، فسموا الله، ثم لا تقصروا عن حاجاتكُم) (5) . رواهُ النسائي عن عباس العنبري، عن عبد الله بن موسى، عن أسامة به لله (6) .
_________
(1) من حديث حمزة بن عمرو الأسلمي في المسند: 3/494.
(2) قال الحافظ المزي: لعله في الكبرى. تحفة الأشراف: 3/83.
(3) من حديث حمزة بن عمرو الأسلمي في المسند: 3/494.
(4) الخبر أخرجه أبو داود في الجهاد: باب كراهية حرق العدو بالنار: 3/54، وقد تقدم.
(5) من حديث حمزة بن عمرو الأسلمي في المسند: 3/494.
(6) الخبر أخرجه النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 3/83.(2/547)
(حديثٌ آخرُ عنهُ)(2/548)
2663 - قال الطبراني: سمعتُ مُصعب بن إبراهيم بن حمزة الزُّبيري، حدثنا أبي (ح) . وحدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا إبراهيم بن حمزة، حدثنا [سفيان ابن] حمزة، عن كثير بن زيد، عن محمد بن حمزة بن عمرو، عن أبيه، قال: أنفِر بنا (1) ، ونحن في سفرٍ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ليلةٍ ظلماءَ دحمة (2) ، فأضاءت أصابعي،
حتى جمعوا عليها ظهرهُم، وما سقط من متاعهم، وإن أصابعي لتنير) (3) .
(حديثٌ آخرَ)
2664 - ورواهُ أيضاً من حديث سُفيان بن حمزة، عن كثير بن زيدٍ، عن محمد بن عمرو، عن أبيه، قال: (كان طعامُ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدُورُ على يدي أصحابه: هذا ليلةٌ، وهذا ليلةٌ قال: فدار على ليلة. فصنعتُ طعام أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتركت النحى، ولم أوكه (4) وذهبتُ بالطعام إليه، فتحرك النِّحىُ فأهريق ما فيه، فقلتُ: على يدي أُهريق طعامُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ [فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
_________
(1) يقال: أتقرنا: أي تفرقت إبلنا، وأتقربنا: أي جعلنا منفرين ذوي إبل نافرة. النهاية: 4/163.
(2) في المخطوطة: (حمة) ، وفي الطبراني ومجمع الزوائد: (دجمة) . ويقال ليلة دحمة: أي مظلمة شديدة الظلمة. النهاية: 2/15.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 3/159. وقال الهيثمي: رجاله ثقات، وفي كثير بن زيد اختلاف. مجمع الزوائد: 9/411.
(4) في الأصل المخطوط: (فصنعت الطعام فنزلت بالنحى فلم أوله) ، وهناك بياض بالأصل، وما أثبتناه من الكبير للطبراني.
والنحى بالكسر: زق السمن ولم يوكه: لم يشد رأسه بالوكاء، وهو الخيط الذي يشد به لئلا يسقط منه شئ. النهاية: 4/228.(2/548)
(ادْنُه (فقلت: لا أستطيعُ يارسول الله] فلما رجعت إذا النِّحىُ يقولُ: قبقب، فقلتُ: مه فنظرتُ، فإذا هو قد مُلئَ إلى ثديين، فاجتذبتهُ، فجئتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أَمَّا إنَّكَ لو تركتهُ فمُلئ إلى فِيه، ثم أوكى) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/159، مجمع الزوائد: 8/310.(2/549)
2665 - وفي رواية من طريق أبي بكر بن محمد بن حمزة بن عمرو، عن أبيه، عن جده: أن ذلك كان في غزوة تبوك، وأنَّهُ قال لهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لو تركتهُ لسال وادياً سمناً) (1) .
ثم قال الطبراني بعد فراغه من ترجمة حمزة بن عمرو الأسلمي: حمزة بن عمرو ليس بصحيح أخطأ به شريك (2) .
2666 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا منجاب، حدثنا شريك، عن هشام بن عروة، عن حمزة بن عمرو، قال: (أكلتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعاماً، فقال: ( [كل بيمينك و] كُل مما يليك، وسمِّ الله) (3) . قال منجاب: أخطأ شريكُ، أنبأنا علي بن مشهرٍ عن هشام بن عروة عن أبيه/ عن عمر بن أبي سلمة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثلهُ (4) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/159؛ مجمع الزوائد: 6/191.
(2) في الأصل المخطوط: (حمزة بن عمير، حمزة بن عمر وليس بصحيح) ؛ وفي الطبراني لم يضبط عبارة المصنف، وبالرجوع إلى ابن حجر في الإصابة قال بعد أن نقل عن أبي نعيم ترجمته عن عمر: (لم يخطئ فيه أبو نعيم بل المخطئ الطبراني حيث أورده في آخر ترجمة حمزة بن عمرو، وإنما حدث به مطين فقال: حمزة بن عمر بغير واو كما رواه الطبراني) . المعجم الكبير للطبراني: 3/161؛ الإصابة: 1/354.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 3/161؛ وما بين المعكوفين استكمال منه.
(4) الموطن السابق.(2/549)
428 - (حملُ بن مالك بن النابغة بن جابر بن
ربيعة بن كعب بن الحارث بن كثير بن هند بن
طابخة بن لحيان بن هُذيل بن مُدركة الهُذلي أبو نضلة
المدني نزيل البصرة رضي الله عنه) (1)
2667 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جُريج، حدثنا عمرو بن دينار: أنهُ سمع طاوُساً يخبرُ عن ابن عباسٍ، عن عُمر: (أنهُ نشد قضاء النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك (2) ، جاء حمل بن مالكٍ بن النَّابغة فقال: كنتُ بين بيتي امرأتي، فضربت إحداهُما الأُخرى بمسطحٍ، فقتلتها وجنينها، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنينها بغُرةٍ، وأن تُقتل بها، فقلتُ لعمر: ولا أخبرني عن أبيه بكذا وكذا. فقال: لقد شكلتني) (3) . رواهُ أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث ابن جريجٍ (4) .
زاد أبو داود وسفيان، زاد النسائي وحماد عن عمرو بن يسارٍ ولم يذكر حمادٌ ابن عباسٍ (5) .
2668 - زاد أبو داود أيضاً: عن سُليمان بن عبد الرحمن التَّمار، عن عمرو بن طلحة، عن أسباط، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عباس في قصة حميل ابن مالك. قال: قال: فأسقطت غُلاماً فذكر
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/58؛ والإصابة: 1/355. وقال ابن عبد البر: ويقال: حملة ذكره مسلم بن الحجاج فيمن روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من أهل المدينة وغيره، الاستيعاب: 1/366؛ وقال البخاري: له صحبة، التاريخ الكبير: 3/108؛ ثقات ابن حبان: 3/94.
(2) يعني دية الجنين.
(3) من حديث حمل بن مالك في المسند: 4/79.
(4) الخبر أخرجه أبو داود في الديات: باب في دية المكاتب: 4/193؛ والنسائي في القسامة: باب قتل المرأة بالمرأة: 8/19؛ وابن ماجه في الديات: باب دية الجنين: 2/882.
(5) أخرجه في القسامة: باب دية جنين المرأة: 8/41.(2/550)
الحديث. قال ابن عباس: كان اسم إحداهما مُليكة والأخرى أُم غطيفٍ (1) .
_________
(1) أخرجه أبو داود في الباب: 4/192.(2/551)
429 - (حُميل بن بعرة بن وقاصٍ أبو بصرة الغِفَاري) (1)
له ثلاثة أحاديث:
2669 - الأوّل منها رواه مسلم والنسائي عن قُتيبة، عن الليث، وأخرجهُ مسلم أيضاً من حديث محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب كلاهما، عن خير ابن نُعيم الحضرمي، عن عبد الله بن هُبيرة السبائي، عن أبي تميم الجيشاني عنه. قال: (صلى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالمُخمص صلاة العصر ثم قال: إن هذه الصلاة عُرضت على من كان قبلكم [فضيعوها، فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين، ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد، والشاهد: النجم] (2) .
2670 - رواهُ أبو داود من الثاني حديث سعيد بن أبي أيوب، والليث كلاهُما عن يزيد بن أبي حبيب، عن كُليب بن ذُهلٍ، عن عبيد بن جبر، قال [جعفر ابن جبر] : كُنتُ مع أبي بصرة الغفاري صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفينة من الفُسطاط في رمضان، فرُفِعَ، ثم قَرُبَ غداهُ، فلم يُجاوز البيوت، حتى دعا بالسُّفرةِ. قال: أفطرت. قلتُ: أليس ترى البيوت؟ قال أبو بصرة: أترغب عن / سُنةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فأكَلَ) (3) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/61؛ وفي الإصابة: ابن نصرة أبو نصرة: 1/358؛ والتاريخ الكبير: 3/123.
(2) الخبر أخرجه مسلم من طريقيه في الصلاة: باب الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها: 2/478، 479؛ وأخرجه النسائي في المواقيت: باب تأخير المغرب: 1/208.
والمخمص: قال ياقوت في معجمه 5/73: طريق في جبل عير إلى مكة.
(3) الخبر أخرجه أبو داود في الصوم: باب متى يفطر المسافر إذا خرج: 2/318.(2/551)
[الثالث: رواه النسائي في اليوم والليلة عن واصل بن عبد الأعلى الأسدي، عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إني راكب إلى يهود فمن انطلق معي فإن سلموا عليكم، فقولوا: وعليكم) ] (1) .
_________
(1) سقط الحديث من المخطوطة، وأخرجه النسائي كما في تحفة الأشراف: 3/85، وأخرجه
ابن ماجه في الأدب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي عبد الرحمن الجهني: باب رد
السلام على أهل الذمة: 2/1219. وقال في الزوائد: في إسناده ابن إسحق وهو مدلس،
وليس لأبي عبد الرحمن هذا سوى هذا الحديث عند المصنف وليس له شئ في بقية الكتب
الستة.(2/552)
430 - (حنطبُ بن الحارث بن عُبيد بن عُمر
ابن مخروم القرشي المخزومي) (1)
أسلم يوم الفتح
2671 - روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أنه رأى أبا بكر وعُمر مُقبلين، فقال: هذان السمعُ والبصرُ) . رواهُ ابن أبي فُديك، عن المغيرة بن عبد الرحمن - وليس بالثقة بالمخزومي صاحب الرأي. ذاك ثقة وهذا ضعيف - (2) عن المُطلب بن عبد الله ابن حنطب، عن أبيه، عن جده.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/62؛ والإصابة: 1/358؛ والاستيعاب: 1/358.
(2) يقصد المصنف بالجملة الاعتراضية أن المغيرة بن عبد الرحمن هذا غير المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي أحد فقهاء المدينة. والذي أشار إليه المصنف إلى تضعيفه هو المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام من ولد حكيم بن حزام روى عن جماعة منهم المطلب بن عبد الله بن حنطب. تهذيب التهذيب: 10/266.
قال ابن عبد البر مشيراً إلى هذا الخبر الذي روى عنه في مصادر ترجمته: له حديث واحد إسناده ضعيف. وقال ابن حجر: اختلف في إسناده اختلافاً كثيراً. الاستيعاب: 1/385؛ الإصابة: 1/358.(2/552)
431 - (حنظلة بن حذيم بن حنيفة: له ولأبيه وجده صحبة)
حديثه في ثاني البصريين (1) .
2672 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا ذيال بن عُبيد (2) بن حنظلة. قال: سمعتُ حنظلة بن حذيم، حدثني أنَّ جده حنيفة قال لحذيم: إجمع لي بني، فإني أُريدُ أن أُوصي، فجمعهم، فقال: إن أوَّل ما أُوصى أن ليتيمي هذا الذي في حجري مائة من الإبل التي كنا نُسميها في الجاهلية المطيبة، فقال حذيم يا أبت إني سمعتُ بنيك يقولون: إنما نُقرُّ بهذا عند أبينا، وإذا مات رجعنا فيهِ. قال: فبيني وبينكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال حذيم: رضينا. قال: فارتفع حذيم وحنيفة وحنظلة ومعهُم غُلامٌ رديف لحذيم، فلما أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - سلموا عليه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما رفعك يا أبا حذيم؟ قال: هذا وضرب بيده على فخذ حذيمٍ فقال: إني خشيتُ أن يفجأني الكبرُ أو الموتُ، فأردتُ أن أوصي، وإن قلتُ: إن أوَّل ما أُوصي أن ليتيمي هذا الذي في حجري مائةً من الإبل التي كُنَّا نُسميها في الجاهلية المطيبة، فغضب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -[حتى رأينا الغضب في وجهه، وكان قاعداً فجثا على ركبتيه] وقال: لا لا لا الصدقةُ خمسٌ وإلا فعشرٌ، وإلا فخمسَ عشرةَ، وإلا فعشرُون،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/63؛ والإصابة: 1/359؛ والاستيعاب: 1/282؛ والتاريخ الكبير: 3/37؛ وثقات ابن حبان: 3/92.
(2) في المسند ابن عتبة وفي المخطوطة: (زيان بن عتبة) ، والتصويب من المصادر الأخرى ومن التاريخ الكبير: 3/261. قال: ذيال بن عبيد بن حنظلة بن حزيم بن حنيفة: يعد في البصريين سمع جده حنظلة.(2/553)
وإلا فخمسٌ وعشرون، وإلا فثلاثون، وإلا فخمسٌ وثلاثون، فإن كثرت فأربعُون. قال: فودعوهُ ومع اليتيم عصا وهو يضربُ بها جملاً فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: عظُمت هذه هراوةُ يتيم، قال حنظلة: فدنا بي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن لي بنين ذوي لحى وإن هذا أصغرهُم، فادعُ الله لهُ، فمسح رأسهُ وقال: بارك الله فيك أو قال لهُ: بُورك فيك.
قال ذيالُ: فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوارم وجهُهُ، أو بالبهيمة الوارمة الضرع، فيتفُلُ على يديه ويقول: بسم الله، ويضع يدهُ على رأسهُ، ويقُولُ على موضع كفِّ رسول الله / - صلى الله عليه وسلم -، فيمسحهُ عليه، وقال ذيال: فيذهب الورمُ) (1) . تفرد به.
_________
(1) من حديث حنظلة بن حزيم في المسند: 5/67.(2/554)
432 - (حنظلة بن الربيع بن صيفي بن رباح بن
الحارث بن مُخاشن بن معاوية بن شُريف بن جروة بن
أسيدٍ بن عمرو بن تميم التميمي الأُسيدي أبو ربعى - رضي الله عنه - (
وهو ابن أخي أكثم بن صيفي في صالث الشاميين
وسادس الكوفيين (1)
2673- حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن حنظلة الأُسيدي:
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من حافظ على الصلوات الخمس: على وضوئها، ومواقيتها، وركوعها، وسجودها، يراها حقاً لله عليه حرم على النار) (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/65؛ والإصابة: 1/359؛ والاستيعاب: 1/279؛ والتاريخ الكبير: 3/36؛ وثقات ابن حبان: 3/92. وهو حنظلة الكاتب.
(2) من حديث حنظلة الكاتب الأسيدي في المسند: 4/267.(2/554)
2674 - حدثنا عبد الصمد وعفان قالا: حدثنا همَّام، حدثنا قتادة، عن حنظلة الكاتب قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من حافظ على الصلوات الخمس: ركوعهن، وسجودهن، ووضوئهن، ومواقيتهن، وعلم أنَّهُنَّ حقُّ من عند الله دخل الجنة، أو قال: وجبت لهُ الجنةُ) (1) .
2675 - حدثنا وكيع، حدثنا سُفيان، عن أبي الزناد، عن المُرقع بن صيفي، عن حنظلة الكاتب قال: (غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمررنا على امرأةٍ مقتولةٍ، وقد اجتمع عليها الناسُ، فأفرجوا لهُ، فقال: ما كانت هذه تُقاتل، ثم قال لرجلٍ: انطلقُ إلى خالد بن الوليد، فقُلْ لهُ: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمُركَ أن لا تقتلَ ذرية ولا عسيفاً) (2) .
2676 - رواهُ ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، والنسائي، عن عمرو بن علي، ومحمد بن المثنى كلاهُما عن [عبد الرحمن عن] سُفيان الثوري به (3) .
2677 - حدثنا حُسين بن محمد بن أبي الزناد، عن أبيه، عن المرقع بين صيفي بن رباح أخي حنظلة الكاتب قال: أخبرني جدي: أنهُ خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الحديث (4) .
2678 - حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، حدثنا ابن أبي الزناد،
_________
(1) الموطن السابق.
(2) من حديث حنظلة الكاتب الأسيدي في المسند: 4/178.
(3) الخبر أخرجه ابن ماجه في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/86؛ وابن ماجه في الجهاد: باب الغارة والبيات وقتل النساء والصبيان: 2/948؛ ونقل عن أبي بكر بن أبي شيبة قوله: يخطئ الثوري فيه.
(4) من حديث حنظلة الكاتب الأسيدي في المسند: 4/178.(2/555)
[عن أبي الزناد] ، قال: أخبرني المرقع بين صيفي بن رباح: أن جدهُ رباحٌ بن ربيعة أخبرهُ فذكره (1) .
(رياحٌ أخو حنظلة)
_________
(1) من حديث حنظلة الكاتب الأسيدي في المسند: 4/178.(2/556)
2679 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا ابنُ جُريجٍ، أُخبرتُ عن أبي الزناد. قال: أخبرني مُرقع بن صيفي التميمي شهد على جدهِ رياح بن الربيع الحنظلي الكاتب أخبرهُ: أنهُ خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاةٍ، فذكر مثل حديث ابن [أبي] الزناد (1) .
2680 - حدثنا أبو عامر، حدثنا المغيرةُ بن عبد الرحمن عن أبي الزناد [قال] : أخبرني المرقع بن صيفي، عن جده رياح بن ربيع أخي حنظلة الكاتب: / أنهُ أخبرهُ: أنهُ خرج مع رسول الله [- صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث] (2) .
[حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، قال: حدثني مرقع بن صيفي قال: حدثني جدي رباح بن ربيع أخي حنظلة الكاتب أنه خرج مع رسول الله]- صلى الله عليه وسلم - في غزاةٍ على مُقدمتهِ خالد بن الوليد، فذكر رباحاً وأصيلة فذكر الحديث (3) .
2681 - رواهُ أبو داود والنسائي من حديث عمرُ بن مُرقعٍ عن أبيه به (4) .
_________
(1) من حديث حنظلة الكاتب الأسيدي في المسند: 4/346.
(2) من حديث حنظلة الكاتب الأسيدي في المسند: 4/346، وما بين المعكوفين سقط من
المخطوطة.
(3) سقطت مقدمة السند واتصل الخبر بسابقه، وما أثبتناه من المسند من حديث حنظلة الكاتب: 4/346.
(4) الخبر أخرجه أبو داود في الجهاد: باب في قتل النساء: 3/53؛ والنسائي في الكبرى: في السير من وجوه كما في تحفة الأشراف: 3/86.(2/556)
2682 - حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا عمران - يعني القطان -، عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن حنظلة الأُسيدي، قال: قلتُ: (يارسول الله إنا إذا كُنَّا كأنا نرى الجنة رأى عين، فإذا فارقناك كُنّا على غير ذلك؟ فقال: والذي نفسي بيده لو كنتم تكونون [على الحال التي تكونون] عليها عندي لصافحتكم الملائكة ولأظلتكُم بأجنحتها) (1) .
رواهُ مسلم والترمذي وابن ماجه من غيرُ وجه عن سعيد الجُريري عن أبي عُيمان [النهذي] به، ورواهُ الترمذي عن عباس العنبري عن أبي داود الطيالسي (2) .
2683 - حدثنا أبو أحمد الزُّبيري، حدثنا سُفيان عن الجُريري، عن أبي عثمان، عن حنظلة قال: (كُنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكرنا الجنة والنار حتى كانا رأْى عينٍ، فقمتُ إلى أهلي فضحكتُ، ولعبتُ مع أهلي وولدي، فذكرتُ ما كنتُ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرنا الجنة والنار، حتى كأنا رأى عينٍ، فذهبتُ [إلى أهلي] فضحكت، ولعبتُ مع أهلي وولدي، فقال: إنا لنفعلُ ذلك، فذهبتُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكرتُ لهُ [ذلك] فقال: يا حنظلة لو كنتم تكونون [في بيوتكم] كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة، وأنتُم على
_________
(1) سقط من المسند قوله: (كأنا نرى الجنة رأى العين) ، وسقط من المخطوطة ما بين المعكوفين. والخبر من حديث حنظلة الكاتب في المسند: 4/346.
(2) الخبر أخرجه مسلم في التوبة من طرق: باب فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة: 5/563؛ والترمذي في صفة القيامة: باب 59: 4/666؛ وابن ماجه في الزهد: باب المداومة على العمل: 2/1416.(2/557)
فُرُشكُم، وبالطرق ياحنظلةُ ساعة وساعة) (1) .
_________
(1) من حديث حنظلة الكاتب في المسند: 4/346.(2/558)
2684 - حدثنا أبو نُعيم، حدثنا سُفيان، حدثنا سعيد الجُريري، عن أبي عثمان النهدي، عن حنظلة التميمي الأُسيدي الكاتب. قال: (كُنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكرنا الجنة والنار، حتى كأنا رأْى عينٍ، فأتيتُ أهلي وولدي، فضحكتُ، ولعبتُ، وذكرتُ الذي كنا فيه، فخرجت، فلقيت أبا بكرٍ، فقلتُ: نافقْتُ. نافقتُ. فقال: إنا لنفعلُ ذلك، فأتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكرتُ لهُ ذلك. فقال: ياحنظلةُ لو كُنتمُ تكونون كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكةُ على فُرشكم أو في طُرقكم، أو كلمةً نحو هذا هكذا - قال: هُو يعني سُفيان - ياحنظلةُ ساعة وساعةً) (1) . /
رواهُ مسلم والترمذيُّ وابن ماجه من حديث سعيد بن إياس الجُريري بِهِ (2) .
433 - (حنظلةُ بن عليّ) (3)
2685 - قال أبو نُعيم: وليس بمحفوظٍ. ثم روى من طريق سليمان بن
داود، عن عبد الوارث، عن حُسين المعلم، عن عبد الله بن بُريدة، عن حنظلة بن علي: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: (اللهم آمنْ روعي، واستْرُ عورتي، واحفظ أمانتي، واقْض ديني) (4) .
_________
(1) من حديث حنظلة الكاتب في المسند: 4/278.
(2) تقدم تخريج الحديث عند الأئمة الثلاثة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/67. وقال ابن حجر: حنظلة بن علي الأسلمي تابعي أرسل حديثاً فذكره ابن منده في الصحابة. وقد ذكره في التابعين البخاري وابن حبان والعجلي وغيرهم: الإصابة (القسم الرابع) : 1/396؛ التاريخ الكبير: 3/38.
(4) الخبر أخرجه ابن منده وأبو نعيم عن حنظلة بن علي الأسلمي مرسلاً كما في جمع الجوامع: 1/3650.(2/558)
434 - (حنظلة بن عمرو الأسلمي) (1)
2686 - ذكره الحسن بن سفيان في الأفراد، ثم روى عن الحسين بن مهدي، عن عبد الرزاق، عن [ابن] جُريج، عن زياد بن سعدٍ، عن أبي الزناد، عن حنظلة بن عمرو: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثنا إلى رجلٍ من عُذْرةَ، فقال: إن وجدتموهُ، فحرقوهُ بالنار، ثم قال: اقتلوهُ فإنَّهُ لا يُعذِّبُ بالنار إلا رب النار (قال أبو نُعيم وغيرهُ: والصواب حمزةُ بن عمرو الأسلمي كما تقدم (2) .
435 - (حنظلة الثَّقفي) (3)
2687 - قال أبو نُعيم: مجهول. وذكرهُ أبو نُعيم من طريق عبد الرحمن بن عائد عن غضيف بن الحارث، عن قدامة وحنظلة (4) الثقفيين قالا: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ارتفع النهارُ، وذهب كُلُّ أحدٍ وانقلبَ الناسُ خرجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد يُصلي ركعتين، أو أربعاً ينظرُ هل يرى أحداً، ثم ينصرفُ) (5) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/67؛ والإصابة: 1/361.
(2) أخرجه أحمد في المسند كما تقدم تخريجه عن حمزة بن عمرو الأسلمي، قال ابن حجر بعد أن أشار إلى الطرق المختلفة للخبر وكأنه يرد على أبي نعيم قال: كل ذلك لا ينفي الاحتمال. الإصابة: 1/361.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/63؛ وقال ابن حجر: حنظلة بن أبي حنظلة الثقفي: 1/359.
(4) في الأصل المخطوط: (عبد الرحمن بن عائد بن عسيف بن الحنظلة عن حنظلة الثقفي وثقافة) والتصويب من الإصابة.
(5) قال ابن السكن: سنده حمصي وهو غير مشهور، الإصابة. ويراجع أيضاً أسد الغابة.(2/559)
436 - (حنظلة العبشمي) (1)
2688 - روى أبو موسى من طريق أبان [القطان] ، عن قتادة عن أبي [العالية، عن] حنظلة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: (ما من قومٍ جلسُوا يذكرون
الله إلا ناداهم مُنادٍ من السماء: قومُوا فقد غُفر لكم، وبُدلت سيئاتكُم حسنات) (2) .
437 - (حنيفة الرُّقاشي عم أبي حُرة) (3)
2689 - روى أبو نُعيم من طريق حماد بن سلمة، عن واصل بن عبد الرحمن (4) ، عن أبي حُرة، عن عمه حنيفة مرفوعاً: لا يحلّ دَمُ امرئٍ مُسلم إلا بطيب نفس [منه] ) (5) .
قلتُ: فقد روى أبو داود من طريق علي بن زيد بن جُدعان، عن أبي حُرة الرقاشي - وقد سماهُ أبو حاتم وغيرهُ حنيفة - عن عمه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -[قال] : (فإن خفتُم نُشُوزهُنَّ فاهجروهن في المضاجع) [قال حماد: يعني النكاح] (6) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/67؛ والإصابة: 1/362.
(2) قال ابن حجر في الإصابة: في إسناده إلى قتادة ضعف، ويراجع أيضاً أسد الغابة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/69؛ والإصابة: 1/362.
(4) في الأصل المخطوط: (واصل بن عبد الأعلى) ، وما أثبتناه من أسد الغابة، ويراجع تهذيب التهذيب: 11/104.
(5) يرجع إليه في أسد الغابة. والخبر جزء الخبر الطويل الذي أخرجه أحمد في المسند من حديث أبي حرة الرقاشي عن عمه: 5/72، وهو من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي حرة الرقاشي عن عمه. ويراجع أيضاً المعجم الكبير للطبراني: 4/60. أخرجه عن حنيفة الرقاشي عم أبي حرة.
(6) الخبر أخرجه أبو داود في النكاح: باب في ضرب النساء: 2/245، وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/560)
وقد روى عن أبي حرة أيضاً سلمة بن دينار/ والد حماد بن سلمة، وضعفه يحيى بن معين ووثقه أبو داود فالله أعلم، وقيل: اسم أبي حرة حكيم بن أبي يزيد وقيل: حنيفة كاسم عمه، وقد اختلف في اسمه وتوثيقه أيضاً (1) .
_________
(1) يراجع تهذيب التهذيب: 3/64.(2/561)
438 - (حُنين مولى العباس)
2690 - كان أولاً للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان يشربُ من الماء الذي يتساقط من أعضاءِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الوضوء، فشكرهُ على ذلك ووهبهُ عمه العباس، فأعتقهُ، رواهُ أبو نُعيم، وغيرهُ من حديث أبي حُنين أخي إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن [ابنة أخيه] عن خالٍ لها يُقالُ له [ابن] الشاعر عنهُ (1) .
439 - (حوشبُ صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - (
هو حوشبُ بن طخية ويقال طخمة ابن عمرو (2)
2691 - ابن شُرحبيل بن عُبيد بن عمرو بن حوشب بن الأظلوم بن ألهان ابن شداد بن زُرعة بن قيس بن صنعا بن سبأ الأصغر الحميري، ويُعرف بذي ظليم. أسلم في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأرسل إليه جرير بن عبد الله البجلي يُحرضُ على قتال الأسود العنسي، ذكرهُ قتادةُ وكان فيمن شهد صفين مع معاوية، وقد قال لعلي فيما قاله: اتق الله واحقن الدماء ونترك لك عراقك، وتترك لنا شامنا، فقال لهُ علي: لو كانت
_________
(1) يراجع أسد الغابة: 2/69؛ الإصابة: 1/362؛ والاستيعاب: 1/396؛ وأخرج البخاري خيره في التاريخ الكبير: 3/104؛ وثقات ابن حبان: 3/93.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 2/70؛ والإصابة في القسم الثالث: 1/382؛ والاستيعاب: 1/394.(2/561)
المداهنة [تسعُني في دين الله] لفعلتُها، ولكن لم يرض الله من أهل القُرآنِ [بالسكوت والأدهان] حتى يقضي الله أمرهُ.(2/562)
2692 - وكان حوشبُ ممن قُتِلَ يوم صفين، وقال أبو عُمُر بن عبد البر: له حديث في موت الولد. رواهُ ابن لهيعة عن عبد الله بن هُبيرة، عن حسان بن كُريب عنهُ (1) .
2693 - وقد قال الإمام أحمدُ: حدثنا يحيى بن إسحاق من كتابه، أنبأنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن هُبيرة، عن حسان بن كُريب: أنَّ غُلاماً منهم تُوفي، فوجد عليه أبواهُ أشد الوجد، فقال حوشبٌ صاحبُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ألا أُخبركُم / بما سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعتهُ يقولُ في مثل ابنك: (إن رجُلاً من أصحابه كان لهُ ابنٌ قد دبَّ، أو أدب، وكان يأتي مع أبيه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم إن ابنهُ تُوفي، فوجد عليه أبوه قريباً من ستة أيامٍ، لا يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا أرى فُلاناً؟ قالوا: يارسول الله إنَّ ابنه تُوفي، فوجد عليهِ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا فُلان أتُحبُّ لو أنَّ ابنك عندك الآن كأنشط الصبيان نشاطاً؟ أتُحبُّ أن ابنك عندك أجرأ الغُلمان جراءةً؟ أتحبُّ أنَّ ابنك عندك كهلاً كأفضل الكهُولِ؟ أو يُقالُ لك: ادخل الجنة ثواب ما أُخذِ منك) (2) تفرد به.
2694 - قلتُ وقد فرق أبو نُعيم وابن الأثير بين راوي هذا الحديث وبين حوشب ذي ظليم، وعندي أنهما واحدٌ كما قالهُ أبو عمر بن عبد البر، فإن الحديث في موت الولد ذكرهُ أبو عُمر في ترجمة حوشب ذي ظُليم فهو هذا (3) .
_________
(1) يراجع الاستيعاب: 1/394، ومابين المعكوفين استكمال من مصادر الترجمة.
(2) من حديث حوشب صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسند: 3/467.
(3) يراجع ابن الأثير: 2/71.(2/562)
440 - (حوشبُ: أبو يزيد الفهري) (1)
2695 - قال أبو نُعيم مجهولٌ، روى حديثهُ ابنُهُ. أخبرنا أبو عمرُ بن حمدان والحسنُ بن سُفيان، حدثنا إبراهيم بن المستمرُ، حدثنا الحكم بن الريان، حدثنا الليث بن سعدٍ، حدثني يزيدُ بن حوشب الفهري عن أبيه. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (لو كان جُريج الراهبُ فقيهاً عالماً لَعِلم أنَّ إجابته [دعاءِ أُمه أولى] من عبادة ربه) (2) .
441 - (حُوطُ بن قرواش بن حصين)
2696 - ابن ثُمامة بن [شبث بن] حدردٍ من أعراب البصرة، ذكر [ابن الأثير] أنه قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وبايعه وذكر الحديث وقال: هو مجهولٌ (3) .
442 - (حَوْلِى)
ذكره الأزدي وقال / ابن ماكولا: خولى بالخاء المُعجمة (4) .
2697 -روى أبو مُوسى المديني والأزدي من حديث وكيع، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيدٍ، عن رجلٍ يُقالُ لهُ حولى. قال:
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/72؛ والإصابة: 1/363.
(2) في الإصابة قال ابن منده: غريب تفرد به الحكم بن الريان عن الليث، وفي حاشية عن الدمياطي أسند الحديث إلى حوشب ذي ظليم، وساق نسبه وقال ابن حجر: وهو عجيب. وفي الجامع الصغير: أخرجه الحسن بن سفيان والحكيم بن نافع عن حوشب الفهري، أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ورمز السيوطي لضعفه.
ونقل المناوي عن البيهقي قوله: هذا إسناد مجهول، وقول الذهبي في الصحابة: هو مجهول. فيض القدير: 5/325.
(3) يراجع أسد الغابة: 2/73. وقال ابن حجر: روى ابن منده من طريق حاتم بن الفضل بن سالم بن جون بن غياث بن حوط بن قراوش، وساق الخبر ولم يعلق عليه. الإصابة: 1/363.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 2/73؛ والإصابة: 1/397.(2/563)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنكم ستجدون أجناداً جُنداً بالشام وجُندا باليمن وجنداً بالعراق) الحديث. والمحفوظ في هذا حديث أبي مُسهُرٍ عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد الله بن حوالة كما سيأتي (1) .
_________
(1) قال ابن حجر في القسم الرابع: ذكره أبو الفتح الأزدي في الوحدان وأخطأ في ذلك لأنه ابن حوالة واسمه عبد الله، ونقل عن ابن عساكر من مقدمة تاريخه قوله: وهم فيه وكيع فأسقط منه رجلاً وصحف اسم الصحابي، ثم أخرجه من طريق أبي مسهر عن ربيعة فقال عن أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن حوالة، وأطال في شرح ذلك.
والخبر أخرجه مطولاً الطبراني في الكبير، والحاكم في المستدرك عن عبد الله بن حوالة كما في جمع الجوامع: 1/2635؛ وفي شأن عبد الله بن حوالة يراجع المستدرك: 3/491.(2/564)
443 - (حُويطب ويقال: حوطب (1) بن عبد العزى بن [أبي] قيس)
ابن عبد وُدٍ بن نصر بن مالكٍ بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالبٍ بن فهرٍ ابن مالك أبو محمد ويُقال أبو الأصبع القرشي العامري أحد المعمرين (2) بمكة وممن نصبه عُمر بن الخطاب لتجديد أنصاب الحرم (3) .
2698 - أسلم عام الفتح، وأعطاهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة من الإبل من غنائم حُنين. قال الواقدي: عاش ستين سنةً في الجاهلية وستين في الإسلام، وكانت وفاتهُ سنة خمسين بالمدينة، وقيل بالشام، قال ابنُ معينٍ: لا أحفظُ لهُ حديثاً ثابتاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا قال.
2699 - وقد روى مُسددٌ، حدثنا عبد الوارث، عن حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن حويطب بن عبد العزى: أن رفقةً أقبلت من
_________
(1) أورده الطبراني في المعجم الكبير بالمهملة والمعجمة الفوقية: 4/262.
(2) في الأصل كلمة غير واضحة، وما أثبتناه أقرب إلى رسم الكلمة وإلى المقام إذ أنه عمر مائة وعشرين سنة ستين في الجاهلية وستين في الإسلام.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/75؛ والإصابة: 1/364؛ والاستيعاب: 1/384؛ والتاريخ الكبير: 3/127؛ وثقات ابن حبان: 3/96؛ وتهذيب التهذيب: 3/66؛ والمعجم الكبير للطبراني: 3/185.(2/564)
مصر فيها جَرسٌ، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقطعوه، ثم كَرِه الجرسَ، ثم قالَ: (إن الملائكة لا تصحب رفقة فيها جرسٌ) كذا رواهُ أبو نُعيم من طريقه، وهذا الإسناد صحيح ولله الحمدُ (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه مسدد وابن قانع والبارودي وأبو نعيم عن حوطب أو حويطب بن عبد العزى، وصحح. قال البغوي: وما له غيره. وقال ابن قانع: هو حوطب أخو حويطب ابن عبد العزى. جمع الجوامع: 1/1988.
= ... وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير عن خوظ بن عبد العزى، ويقال خوط: 4/262.
قال الهيثمي: رواه البزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 5/174.
ومن هذا يرى الباحث أن الطبراني أخرج خبر الجرس عن حوط بن عبد العزى في الجزء الرابع، وأخرج حديث المرأة التي عاذت بالكعبة من زوجها عن حويطب بن عبد العزى في الكبير أيضاً: 3/185.(2/565)
2700 - وأما الطبراني إنما روى من طريق ابن أبي نجيح، عن أبيه عنهُ. قال: (كُنَّا جُلُوساً عند الكعبة في الجاهلية فجاءت امرأةٌ تعُوذُ بالكعبة [من زوجها] فجاء زوجها فمد يده فيها إليها فشُلَّت / يدهُ، فلقد رأَيته وإنه [في الإسلام] لأشلّ) (1) ، قلتُ وإنما روى لهُ البخاري ومُسلم والنسائي من طريق السائب بن يزيد عنهُ ابن السعدي (2) .
444 - (حيانُ بن أبجر الكناني) (3)
طبيبٌ ماهرُ. يُقالُ: لهُ صحبةٌ. وشهد مع على صفين.
2701 - لم يروِ عنهُ الطبراني سوى قوله: (دع الدواء ما احتمل جسمُكَ الدّاء) (4) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/185، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) التاريخ الكبير: 3/127.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/76؛ والإصابة: 1/364. وقال البخاري: حيان جد ابن أبجر، التاريخ الكبير: 3/58. وقال ابن حبان: حبان بن الأبجر الكناني له صحبة. الثقات: 3/97، والاستيعاب وقال: له صحبة: 1/363.
(4) المعجم الكبير للطبراني، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 5/86. وأخرجه البخاري في الكبير: 3/58.(2/565)
(وأنَّهُ بَقَر بطن امرأةٍ بنى فيها فداواها) (1) .
_________
(1) الموطن السابق من المعجم الكبير. وقال الهيثمي: فيه جابر الجعفي، وهو ضعيف، وقد وثق، مجمع الزوائد: 5/99؛ ولفظ المخطوطة: (بطن امرأة صابها) ، وما أثبتناه من مجمع الزوائد، والكلمة مصحفة في المعجم.(2/566)
2702 - وروى لهُ أبو نُعيم من طريق محمد بن سعيد الهمذاني، حدثنا أحمد بن محمد بن عمرو بن رباح الزهري، حدثنا محمد بن الحضرمي، حدثنا عبد الله ابن جبلة بن حيان بن أبجر، عن أبيه، عن جده حيان. قال: (كُنَّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وأنا أُوقدُ تحت قدرٍ لي فيها لحم ميتةٍ، فأُنزل عليه تحريم الميتة فأكفيت القدور) (1) .
* (حيان بن بُحٍ مُترجمٌ في الأصل يأتي) (2)
445 - (حيان بن أبي جبلة الجُشمي
ويقال حبانُ بالباء) (3)
2703 - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (كُلُ أحدٍ أحقُّ بماله من ولده ووالده والناسُ أجمعين) رواهُ أبو موسى وعبدان من حديث عبد الرحمن بن يحيى عنهُ (4) .
_________
(1) يراجع أسد الغابة والإصابة.
(2) حيان بن بح الصدائي اختلف في ضبطه بفتح الحاء وكسرها. أسد الغابة: 2/76.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/77. وقال ابن حجر: ذكره عبدان في الصحابة فوهم، إنما هو تابعي معروف وصحف اسمه، وإنما هو بكسر مهملة بعدها موحدة. وترجم له في القسم الثالث والرابع من الإصابة: 1/372، 398.
(4) الخبر أخرجه البيهقي في شعب الإيمان كما في فيض القدير، ورمز له السيوطي بالصحة، واستدرك عليه الذهبي في المهذب فقال: لم يصح مع انقطاعه. فيض القدير: 5/9.(2/566)
446 - (حيَّان بن ضمرة) (1)
2704 - قال عبدانُ عن أبي حاتم الرازي: حدثنا معاذُ بن حسان - وكان يسكُنُ برذعة (2) - حدثنا إبراهيم بن محمد الأسلمي، عن شرحبيل بن سعدٍ، عن حيان بن ضمرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (نُهينا أن نرى عوراتنا) .
قال أبو موسى المديني: إنما هو جبار بن صخر، وقد وهم ابن شاهين فيه أيضاً فقال: حيان بن صخرٍ (3) .
(حيانُ بن قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة وهو النابغة الجعدي) . اختلف في اسمه فقيل هذا وقيل غيره. / وسيأتي في آخر حرف النون إن شاء الله تعالى (4) .
(حيان بن ملَّة أخو أُنيف اليماني)
تقدم ذكرهُ مع أخيه وهما من أهل فلسطين لهما وفادة كما تقدم (5) .
447 - (حيان بن نملة أبو عمران الأنصاري) (6)
2705 - ذكرهُ البخاري في الصحابة وخالفهُ غيرهُ.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/77. وقال ابن حجر في القسم الرابع من الإصابة: حبان بن صخر السلمي، وأورد الخلاف الذي ساقه المصنف: 1/398.
(2) برذعة: بلدة في أقصى أذربيجان. معجم البلدان: 1/379.
(3) يرجع في ذلك إلى أسد الغابة والإصابة.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 2/77، وأشار إلى اسمه ابن حجر في الجزء الأول من الإصابة: 1/364؛ وأطال في ترجمته في حرف النون، وذكر الخلاف في اسمه: 3/537.
(5) يرجع في ذلك إلى حرف الألف من الجزء الأول.
(6) له ترجمة في أسد الغابة: 2/78؛ والإصابة: 1/365. وقال: لم أرَ من سمى أباه نملة إلا ابن منده والاستيعاب، ولم ينسبه، واكتفى بقوله: والد عمران بن حيان: 1/363؛ وصنع صنيعه الطبراني في المعجم الكبير: 4/41؛ والبخاري في التاريخ الكبير: 3/53.(2/567)
2706 - وروى أبو نُعيم من حديث مروان بن معاوية، حدثنا حُميد بن علي الرقاشي، عن عمران بن حيان، عن أبيه: (أنهُ رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[خطب] يوم فتح خيبر نهى أن يُباعَ من المغنم شئٌ حتى يُقسم، وعن الحبالى أن يُوطئن [حتى يضعن] ، وعن الثمرة [أن تباع] حتى يتبين صلاحُها ويُؤمن عليها العاهةُ) (1) .
448 - (حيدة) (2)
قال أبو نعيم: مجهول.
ذكره بعض المتأخرين - يعني ابن منده -.
2707 - رُوي من مُسنده عن عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداشٍ، حدثنا أبو مسعود الزجاج، عن حبيب بن حسان، عن طلق بن حبيب: أنهُ سمع جدهُ: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (تُحشرون يوم القيامة حُفاةً عُراةً عُزلاً، وأولُ من يُكسى إبراهيم الخليل، يقولُ الله تعالى: اكسوا إبراهيم خليلي، ليعلم الناسُ فضله ثم يُكسى الناس على قدر الأعمال) (3) .
_________
(1) يرجع إلى الخبر في الإصابة وأسد الغابة، وأخرجه أيضاً الطبراني في المعجم الكبير: 4/41، وما بين المعكوفات استكمال منه. قال الهيثمي: عمران لم يروِ عنه غير حميد. مجمع الزوائد: 4/101.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 2/79؛ والإصابة: 1/366.
(3) قال ابن حجر: رواه ابن السكن والاسماعيلي وابن منده، ثم نقل عن ابن السكن قوله: لعله والد معاوية بن حيدة، وعلى ذلك ابن حجر فقال: والذي أظنه أنه سقط ابن طلق وحيدة شئ، فإن هذا الحديث معروف من رواية معاوية بن حيدة، رواه عنه ابنه حكيم بن معاوية من رواية بهز بن حكيم عن أبيه ومن رواية غير بهز بن حكيم. ويرجع إلى الخبر في الجامع الكبير للسيوطي: 2/962.(2/568)
449 - (حية بن حابس التميمي)
(ويُقالُ حبة بالباء) (1)
2708 - روى أبو يعلى: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حرب بن شدادٍ، عن يحيى بن أبي كثير، عنهُ: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (لا شئ في الهام، والعين حقّ، وأصدق الطيرة الفألُ) ، كذا وقع في هذه الرواية، والصوابُ ما رواهُ علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن حبة، عن حابسٍ، عن أبيه، وكذلك رواهُ عبد الله بن رجاء، عن حرب بن شدادٍ، عن يحيى عنهُ، عن أبيه والله أعلم (2) .
450 - (حيان بن بُحّ الصُّدائي رضي الله عنهُ) (3)
نزل مصر وحديثه في ثالث الشاميين
2709 - حدثنا حسن، [حدثنا] ابن لهيعة، حدثنا بكر بن سوادة، عن زياد ابن نُعيم، عن حبان بن بُحّ الصُّدائي/ صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن قومي كفروا، فأُخبرتُ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جهز (4) إليهم جيشاً، فأتيتهُ، فقلتُ: إن قومي على الإسلام، فقال: أكذلك؟ فقلتُ: نعم. قال: فاتبعتُهُ ليلتي إلى الصباح، فأذنتُ بالصلاة لما أصبحتُ،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/79، وترجم له ابن حجر بموحدة نقلاً عن ابن أبي عاصم وخطأه في ذلك وقال: إنه حية بتحتانية مثناة من تحت لا بموحدة. الإصابة: 1/389، وترجم له البخاري في التابعين. وقال سمع أباه وأفاض في بيان طرق الخبر الذي رواه عن أبيه في ترجمة حابس. التاريخ الكبير: 3/107، 135.
(2) يرجع إلى طرق الخبر هذه وغيرها عند البخاري في التاريخ الكبير في ترجمة حابس:
3/107.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/76؛ والإصابة: 1/313. وقال: حيان بكسر أوله على المشهور وقيل بفتحها وهو بالموحدة وقيل بالتحتانية.
(4) في المخطوطة: (بعث) والتزمنا بنص المسند.(2/569)
وأعطاني إناء، فتوضأتُ منهُ، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - أصابعهُ في الإناء، فانفجرت عُيوناً، فقال: من أراد منكم أن يتوضأ، فليتوضأ، فتوضأتُ، وصليتُ، وأمرني عليهم، وأعطاني صدقتهم، فقام رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: فُلانٌ ظلمني، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا خير في الإمرة لمُسلمٍ، ثم جاء رجلٌ يسألُ صدقةً، فقال لهُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الصدقة صداعٌ في الرأس، وحريقٌ في البطن - أو داءٌ - فأعطيتهُ صحيفتي - أو صحيفة إمرتي وصدقتي - فقال: ما شأنك؟ فقلتُ: كيف أقبلها وقد سمعتُ منك ما سمعتُ؟ فقال: هو ما سمعت) (1) . تفرد به.
_________
(1) من حديث حبان بن بح الصدائي في المسند: 4/168، وأخرجه الطبراني في الكبير: 4/42. وقال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وفيه ضعف وبقية رجال أحمد ثقات. مجمع الزوائد: 5/199.(2/570)
حرف الخاء
* (خارجة بن خالد)
والصحيح جبلةُ بن خارجة كما تقدم (1)
حديثه {قل يا أيها الكافرون} براءة من الشرك (2)
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/83؛ والإصابة في القسم الرابع: 1/465؛ والاستيعاب: 1/422؛ وثقات ابن حبان: 3/111.
(2) قال ابن حجر: ذكره ابن حبان وغير واحد في الصحابة وهو وهم نشأ عن تصحيف وانقلاب، فأخرجوه من طريق شريك عن أبي إسحق عن قرة بن نوفل عن خارجة بن جبلة في قراءة (قل هو الله أحد) هكذا قال بشر بن الوليد عن شريك. وقال سعيد بن سليمان بن جبلة بن حارثة وهو الصواب. الإصابة؛ ويراجع أسد الغابة أيضاً ومستدرك الحاكم: 2/538.(2/571)
451 - (خارجة بن جزءٍ العُذري) (1)
2710 - (سمعتُ رجلاً بتبُوك يقولُ: يارسول الله أيُباضعُ أهلُ الجنّة؟ قال: يُعطى الرجلُ منهم من القُوة الواصلة أكثر من سبعين منكم) .
رواهُ أبو نُعيم من حديث حاتم بن يحيى بن صالح عن جدي عن سعيد بن سنان عن ربيعة الجُرشي عنهُ (2) .
_________
(1) خارجة بن جزء العذري ويقال: ابن جزى بفتح الجيم وقيل بكسرها وبالزاي المكسورة وقيل بسكونها.
له ترجمة في أسد الغابة: 2/83؛ والإصابة: 1/399؛ والاستيعاب: 1/422.
(2) قال ابن حجر: أخرج حديثه ابن السكن وابن منده والبيهقي في الشعب والخطيب في المؤتلف. الإصابة: 1/399.(2/571)
452 - (خارجة بنُ حُذافة بن غانم بن عامر
ابن عبد الله بن عبيد بن عُويج بن عدي
ابن كعب بن لُؤي القرشي العدوي) (1)
كان أحد فرسان الإسلام، يُعد بألفٍ / أمدَّ به عُمرُ عمرو بن العاص (2) فشهد فتح مصر، وكان ينوب عنه في الصلاة فقتلهُ الخارجي ظاناً أنه عمرو، فلما فطِن لذلك قال: أردتُ عمراً وأرادَ اللهُ خارجة، ولهذا قال بعض الشعراء:
وليتها إذ فدت عمراً بخارجةٍ ... فدت علياً بمن شاءت من البشر
وكان ذلك يوم قُتل علي بن أبي طالب يوم جُمعة السابع عشر من رمضان سنة أربعين.
له حديث واحد في خامس عشر الأنصار، رضي الله عنه.
2711 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن راشد الزوفي، عن عبد [الله] بن [أبي] مُرة الزوفي، عن خارجة بن حُذافة العدوي. قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات غداةٍ فقال: (لقد أمركم الله بصلاةٍ هي خيرٌ لكم من حُمر النَّعم. قلنا: وما هي يارسول الله؟ قال: الوتر فيما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر) .
2712 - حدثنا هاشمُ، حدثنا ليث، عن يزيد بن [أبي] حبيب، عن عبد الله بن راشد الزوفي، عن عبد الله بن أبي مُرة الزوفي،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/83؛ والإصابة: 1/399؛ والاستيعاب: 1/420؛ والتاريخ الكبير: 3/203؛ وثقات ابن حبان: 3/11. وقال: إسناد خبره مظلم لا يعرف سماع بعضهم من بعض وهي عبارة البخاري في التاريخ الكبير أيضاً. تهذيب التهذيب: 3/74.
(2) كتب عمرو بن العاص إلى عمر يستمده بثلاثة آلاف فارس فأمده بخارجة بن حذافة والزبير بن العوام والمقداد بن الأسود، المصادر الثلاثة الأولى.(2/572)
عن خارجة بن حُذافة قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله قد أمركم بصلاةٍ هي خيرٌ لكم من حُمرُ النَّعم، جعلها الله لكم فيما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر) .(2/573)
2713 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري، عن عبد الله بن أبي مرة، [عن] رجلٍ من قومه، عن خارجة بن حُذافة القُرشي ثم أحد بني عدي بن كعب قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصُّبح فقال: (لقد أمركم الله الليلة بصلاةٍ هي خيرٌ لكم من حُمر النَّعم. قال فقلتُ: ماهي يارسول الله؟ قال: الوتر فيما بين صلاة العشاء إلى طلوع الشمس) (1) .
2714 - رواهُ أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث الليث بن يزيد ابن أبي حبيب بهِ، وقال البخاري: لا يُعرفُ سماع بعضهم من بعض، وقال الترمذي: لا يُعرف إلاَّ من حديث يزيد، وقد رواهُ ابن لهيعة عن زر بن عبد الله الزوفي، عن عبد الله بن أبي مرة، عن خارجة (2) .
_________
(1) إسناد الخبر بطرقه الثلاثة يرجح أنه من إخراج الإمام أحمد بن حنبل. ولم نعثر عليه في المسند، ولم يعثر عليه بعض الباحثين: (يراجع هامش المعجم الكبير: 4/238) ، ولكن عزاه بعض الأئمة إلى الإمام أحمد، وصنيع المصنف يؤكد ذلك، فإذا صح عدم وروده في المسند كان لهذا الكتاب فضل الحفاظ على أحاديث سقطت من مصادرها المتداولة اليوم، والخبر أخرجه الطبراني في الكبير من أربع طرق وبألفاظ لا تختلف عما أورده المصنف: المعجم الكبير: 4/237؛ وأخرجه أيضاً الحاكم في المستدرك من طريق الليث وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، رواته مدنيون ومصريون ولم يتركاه إلا لما قدمت من تفرد التابعي عن الصحابي ووافقه صاحب التلخيص فيما ذهب إليه ومستدرك الحاكم: 1/306.
= ... وأخرجه البيهقي من عدة طرق أيضاً في بعضها ابن لهيعة، ثم أورد بسنده عن البخاري قوله: لا يعرف لإسناده - يعني لإسناد هذا الحديث - سماع بعضهم من بعض. وهي عبارة أوردها المصنف فيما يأتي عن البخاري: السنن الكبرى للبيهقي: 2/469، 478.
(2) الخبر أخرجه الثلاثة في الصلاة: أبو داود في: باب استحباب الوتر: 2/61؛ والترمذي في: باب ماجاء في فضل الوتر: 2/314؛ وابن ماجه: باب ماجاء في الوتر: 1/369.(2/573)
453 - (خارجة بن حصنٍ بن حُذيفة بن بدر بن عمرو ابن جُوية
ابن لوذان بن ثعلبة بن عدي
ابن فزارة أبو أسماء الفزاري) (1)
2715 - وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد تبوك مع قومه، فشكوا إليه قحط المطر، قال [المدائني] عن أبي معشرٍ، عن يزيد بن رومان قال: قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خارجةُ بن حصن والحُرّ بن قيس فشكوا إليه الجدوبة، والضيق، والجهد، وذهاب الأموال، وقالوا: إشفع لنا إلى ربك. فقال: (إن الله ليرى جهدكُم / وأزلكُم (2) ، وقرب غياثكم، فقال رجل: لن تعدم من ربٍ [يراك] خيراً، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: اللهم اسقنا غيثاً مُغيثاً هنيئاً مريئاً عاجلاً غير رائثٍ نافعاً غير ضارٍ، سُقيا رحمةٍ لا سُقيا عذابٍ، لا هدم ولا غرق، اللهم اسقنا الغيث وانصُرنا على الأعداء) (3) .
* (خارجة بن عبد المنذر) (4)
حديث: (سيد الأيام يوم الجمعة) إنما هو رفاعة بن عبد المنذر كما سيأتي (5) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/84؛ والإصابة: 1/399؛ والاستيعاب: 1/422.
(2) الأزل: الشدة والضيق. الإصابة.
(3) الطبقات الكبرى لابن سعد: 1/42، القسم الثاني، ويراجع أيضاً أسد الغابة والإصابة.
(4) خارجة بن عبد المنذر الأنصاري اسم أبي لبابة، وقيل الصواب رفاعة بن عبد المنذر، وقيل بشير ويقال. رفاعة ومبشر أخواه. ترجمته في أسد الغابة: 2/87؛ والإصابة: 1/400؛ وترجم له ابن عبد البر باسم رفاعة: 1/503؛ وباسم بشير: 1/150؛ والبخاري باسم رفاعة وقال: له صحبة. التاريخ الكبير: 3/322.
وقال ابن حبان: رفاعة بن عبد المنذر، شهد بدراً هو وأخواه مبشر وأبو لبابة. الثقات: 3/124؛ تهذيب التهذيب: 12/214.
(5) من حديث أبي لبابة بن عبد المنذر في المسند: 3/430.(2/574)
454 - (خارجةُ بن عمرو حليفُ أبي سُفيان) (1)
2716 - روى أبو نُعيم من حديث جُنادة، عن عبد الحميد بن بهرام، عن [شهر بن حوشب، عن خارجة بن عمرو] أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وهو على العضباء: (أيها الناس إن الصدقة لا تحل لي، ولا لأهل بيتي) (2) .
* (خارجة بن عمر الجمحي) (3)
(ليس لوارث وصية) . إنما هو عمرو بن خارجة كما سيأتي (4) .
* (خارجة بن النُعمان) (5)
2717 - (كان تنورنا وتنور رسول الله واحدٌ، وما حفظتُ {ق والقرآن المجيد} إلاَّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطبُ بها كُلَّ جُمعةٍ) .
_________
(1) خارجة بن عمرو: حليف أبي سفيان، وهذه الصفة للتفرقة بينه وبين خارجة بن عمر الجمحي. له ترجمة في أسد الغابة: 2/87؛ والإصابة: 1/401.
(2) الخبر أخرجه أحمد في المسند عن عبد الرزاق عن سفيان عن ليث عن شهر بن حوشب. قال: أخبرني من سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن ابن أبي ليلى أنه سمع عمرو بن خارجة. قال ليث في حديثه: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على ناقته ... إلخ، وللحديث بقية عنده.
حديث عمرو بن خارجة في المسند: 4/186؛ وجمع الجوامع: 1/1874.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/87؛ والإصابة: 1/401.
(4) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير وله بقية عنده: 4/239. قال الهيثمي فيه عبد الملك بن قدامة الجمحي: وثقه ابن معين وضعفه الناس. مجمع الزوائد: 4/214؛ وأخرجه أحمد في المسند من حديث عمرو بن خارجة: 4/187، 238.
وقال ابن حجر في الإصابة: روى الطبراني من طريق عبد الملك بن قدامة الجمحي عن أبيه عن خارجة بن عمرو (وساق الحديث) ، ثم نقل عن أبي موسى قوله: هذا الحديث يعرف لعمرو بن خارجة - يعني فلعله قلب وعقب ابن حجر على ذلك بما يلي: - قلت: حديث عمرو بن خارجة أخرجه أحمد وأصحاب السنن، ومخرجه مغاير لمخرج حديث خارجة بن عمرو. فالظاهر أنه آخر.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 2/88؛ والإصابة في القسم الرابع: 1/466.(2/575)
كذا رواهُ بعضهم من رواية عبد الله بن محمد بن معن عنه، والصواب عبد الله بن محمد عن بنت حارثة بن النعمان كما سيأتي (1) .
_________
(1) قال ابن حجر في الإصابة: هو خطأ نشأ عن تصحيف وسقط. والصواب أُم هشام بنت حارثة بن النعمان. والواهم فيه محمد بن حبيب شيخ العسكري - الحديث - وهذا مشهور من رواية شعبة
= ... ابن حبيب عن عبد الله بن محمد بن معين عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان. والحديث عند مسلم وأبي داود.
والخبر أخرجه مسلم في صلاة الجمعة وخطبتها عن عمرة عن أخت عمرة، وعن محمد بن معين عن بنت لحارثة بن النعمان: 2/523؛ وأبو داود في الصلاة: باب الرجل يخطب على قوس، كما هو عند مسلم: 1/288؛ والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 13/109.(2/576)
455 - (خالد بن أسيدٍ أخو عتاب) (1)
2718 - قال: (أهلَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين راح إلى منى) . رواهُ أبو نُعيم من حديث عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن عبد الرحمن بن خالد بن أسيد، عن أبيه (2) .
456 - (خالد بن [أبي] جبلٍ)
ويُقال: ابن جبل العدواني عداده في أهل الحجاز (3)
2719 - قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا مروان بن مُعاوية (ح) ، وقال أبو نُعيم: حدثنا عبد الله بن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا مروان بن مُعاوية، حدثنا
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/89؛ والإصابة: 1/401؛ والاستيعاب: 1/410. وقال ابن حبان: توفي بمكة يوم الفتح. الثقات: 3/100.
(2) الخبر أخرجه ابن منده كما في الإصابة وقال: لا يعرف إلا بهذا الإسناد. وقال ابن حجر: فيه أبو الربيع السمان وغيره من الضعفاء. يراجع أيضاً أسد الغابة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/91؛ والإصابة: 1/402؛ والاستيعاب: 1/414. وقال البخاري: خالد بن جبل العدواني. التاريخ الكبير: 3/288؛ وفرق ابن حبان بين خالد بن جبل العدواني، وخالد بن أبي جبل الثقفي. الثقات: 3/105.(2/576)
عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، حدثنا عبد الرحمن بن خالدٍ بن أبي جبلٍ، عن أبيه: (أنه أبصر النبي - صلى الله عليه وسلم - في مُشرق (1) ثقيف، حين أتاهم يبتغي عندهم النصر قائماً على قوسٍ، وهو يقرأ {والسَمَاءِ وَالطَارِقِ} حتى ختمها. قال: فوعيتها في الجاهلية، وأنا مُشركٌ، ثم قرأتها في الإسلام، قال: فدعتني ثقيفٌ، فقالوا: ماذا سمعت من هذا الرجل؟ فقرأتها عليهم، فقال من معهم من قريشٍ: نحن أعلمُ بهذا الرجل، لو كان ما يقولُ حقا لاتبعناهُ) (2) .
ورواه إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، وهشام بن عمار، ودُحيمٌ، عن مروان ابن معاوية، قال ابن إسحاق وهشام عن خالد بن [أبي] جبلٍ: قال أبو نُعيم: رواهُ أبو عاصمٍ عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، قال ابن الأثير: ورواهُ البخاري في تاريخه عن المسندي، عن مروان قال خالد بن جيل بكسر الجيم والياء المثناة من تحت والله أعلم (3) . /
_________
(1) يقال لسوق الطائف المشرق. النهاية: 2/216.
(2) من حديث خالد العدواني في المسند: 4/235.
(3) قال البخاري في الكبير: قال عبد الله الجعفي. وعبد الله بن محمد الجعفي هو المسندي. التاريخ الكبير: 3/138؛ وتهذيب التهذيب: 12/361؛ ويراجع أيضاً المعجم الكبير للطبراني: 4/234؛ ومجمع الزوائد: 7/136؛ وأسد الغابة: 2/91.(2/577)
457 - (خالد بن حكيم بن حزام) (1)
أسلم عام الفتح هُو وأبوهُ واخوته عبد الله، وهشام، ويحيى.
2720 - روى أبو نُعيم من حديث النفيسي وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة وعلي بن المديني كلهم عن سُفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي نجيح، عن خالد بن حكيم: أن أبا عبيدة ضرب رجلاً في جزيةٍ من
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/92؛ والإصابة: 1/403؛ والاستيعاب: 1/414؛ والتاريخ الكبير: 3/143.(2/577)
أهل الشام، فنهاهُ خالدٌ، فقيل لهُ: أغضبت أبا عُبيدة؟ فقال: إني لم أُرد أن أغضبهُ، ولكن ولكني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (إن أشدَّ الناس عذاباً يوم القيامة أشدهم عذاباً في الدنيا) .(2/578)
2721 - رواهُ الطبراني عن الحضرمي، عن أبي كُريب، عن سُويد بن عمرو الكلبي، عن حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار بهِ (1) .
ورواهُ أحمد عن سُفيان، عن ابن أبي نجيح، عن خالد بن حكيم، عن خالد ابن الوليد كما سيأتي (2) .
458 - (خالد بن الحواري الحبشي) (3)
له صحبة.
2722 - روى أبو نُعيم، عن الطبراني، عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، حدثنا إسحاق بن الحارث قال: رأيتُ خالد بن الحواري رجلاً من الحبشة في أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى أهلهُ، فلما فرغ أخذتهُ الوفاةُ فقال: اغسلوني غُسلين غسلةً للجنابة وغسلةً للموت) (4) .
وكذلك رواهُ محمد بن عثمان عن إسماعيل بن إبراهيم، ومثل هذا لا يقوله إلا عن توقيفٍ اللهم إلا أن يكون قالهُ اجتهاداً احتياطاً للعبادة والله أعلم.
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/232، وأخرجه البخاري في الكبير أيضاً.
(2) من حديث خالد بن الوليد في المسند: 4/90.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/92؛ والإصابة: 1/404؛ والاستيعاب: 1/415.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 4/333. وقال الهيثمي: إسحق لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 3/23.(2/578)
459 - (خالدُ بن رافعٍ) (1)
2723 - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لابن مسعودٍ: (لا يكثُرُ همكَ. ما يقدر يكُن، وما ترزق يأتك) . رواهُ سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن يزيد، عن عياش بن عباس أن عبد بن مالك المُعافري حدثهُ أن جعفر بن عبد الله بن الحكم حدثهُ، عن خالد بن رافع بهِ.
2724 - قال أبو نُعيم: رواهُ ابن لهيعة عن عياش، عن مالك بن عبد الغافقي/ حدثهُ عن جعفر قال: حدثني ابن مسعودٍ (2) .
قال: وروى سعيد بن أيوب ويحيى بن أيوب عن عباسٍ، عن مالك بن عبدٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ثلاثٌ من كن فيه فقد وُقِيَ الشح: من أدى الزكاة، وقرى الضيف، وأعطى في النائبة) (3) .
460 -[خالد بن زيد بن جارية] (4)
2725- رواهُ أبو نُعيم من حديث فضالة بن يعقوب بن إبراهيم بن إسماعيل
ابن مجمع، عن خالد بن يزيد بن حارثة به (5) . قال البخاري
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/93؛ والإصابة: 1/404؛ والتاريخ الكبير: 3/148. وأورده ابن حبان في التابعين وقال: يروي المراسيل. الثقات: 4/201.
(2) الخبر أخرجه البيهقي أيضاً في شعب الإيمان عن مالك بن عبادة، وفي القدر عن ابن مسعود، ورمز السيوطي لضعفه، ونقل المناوي عن العلائي قوله: حديث غريب فيه يحيى بن أيوب احتجا به وفيه مقال. فيض القدير: 6/419. وتراجع الإصابة أيضاً.
(3) أخرجه الطبراني وأبو نعيم عن خالد بن زيد بن حارثة الأنصاري، كما في الجامع الكبير للسيوطي: 2/1284، ويرجع إليه في الجامع الصغير أيضاً برقم: 3320. وقال ابن حجر: الاضطراب فيه من عياش بن عباس فإنه ضعيف.
(4) سقط اسم الصحابي في المخطوطة واتصل إسناده بمن قبله، وله ترجمة في أسد الغابة: 2/94. وقال: هو ابن أخي زيد بن جارية الأنصاري. وفي الإصابة: 1/406؛ وأورده البخاري في التابعين: 3/149.
(5) الخبر أخرجه الطبراني في الكبير: 4/241؛ وأبو نعيم عن خالد بن زيد بن حارثة الأنصاري كما في جمع الجوامع: 2/1284. وقال الهيثمي: فيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 3/68.(2/579)
خالد هذا تابعي. وقال ابن أبي عاصم وغيره: هو صحابي (1) والله [أعلم] .
_________
(1) تراجع مصادر الترجمة.(2/580)
461 - (خالد بن زيد) (1)
2726 - مرفوعاً: (من قرأ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} إحدى عشرة مرةً بنى الله لهُ قصراً في الجنة) ، قال عمر: إذا نُكثر. قال: (الله أمن وأوسعُ أو أفضلُ وأوسع) . رواهُ أبو موسى من حديث حُسين بن أبي زينب عن أبيه عنهُ (2) .
* (خالد بن زيد: أبو أيوب الأنصاري) يأتي في الكُنى
(خالد بن سعدٍ) (3) :
(فيمن تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة) صوابهُ عامرُ بن سعيد عن أبيه كما سيأتي (4) .
462 - (خالد بن صخرٍ) (5)
2727 - قال أبو موسى، وكان من مهاجرةِ الحبشة، وروى من حديث موسى بن محمد بن إبراهيم [الحارث بن] خالد بن صخرٍ، عن
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/96؛ وفي الإصابة: خالد بن زيد الأنصاري.
(2) الخبر أخرجه أيضاً ابن زنجويه وفيه: (عشر بن مرة) ، ورمز له السيوطي بالضعف.
وقال أبو موسى: ذكر بعض أصحابنا أنه غير أبي أيوب الأنصاري. فيض القدير: 6/202.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/97؛ والإصابة في القسم الرابع وقال: خالد بن سعيد: 1/466.
(4) قال ابن حجر في الإصابة ذكره عبدان وهو خطأ عن تصحيف وسقط. وقد أخرجه أحمد في مسنده عن مكي بن إبراهيم عن هاشم فقال: عن عامر بن سعد عن أبيه لا ذكر لخالد فيه، وهكذا أخرجه الشيخان وأبو داود من طرق عن هاشم بن هاشم. ويراجع سنن أبي داود: 4/8؛ الصحيح بشرح الفتح: 10/238.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 2/99، وفي القسم الرابع من الإصابة: 1/469.(2/580)
أبيه، عن جده، عن خالد بن صخرٍ. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشهدُ الجنائز، ويعودُ المرضى، ويُجيب الدعوة، وذكر أنهُ خطب بني عمرو بن عوف يوم جُمعة بقُباءَ، ووعظهم في أنهم كانوا في الجاهلية يحملون الكل ويكلفون اليتيم، ويفعلون المعروف، حتى إذ أتاكم الله بالإسلام إذا أنتم تحصنون الأموال. وفيما يأكُلُ ابن آدم أجرٌ وفيما يأكلُ الطير أجرٌ. قال: فانصرفوا، فما منهم من أحدٍ إلا هدم / في حائطه ثُلمةً، أو ثُلمتين، وذكر أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى يومئذٍ بعد في الجمعة ركعتين لم يُصلهما قبل ولا بعدُ، وأنهُ خطبهم بعد الصلاة (1) .
_________
(1) قال عبدان: لم أجد لخالد بن صخر ذكراً إلا في هذا الحديث. وعقب على ذلك ابن حجر في الإصابة فقال: هو الصواب، وكان الحارث بن خالد من مهاجرة الحبشة.
وأما ابن الأثير فقد نقل تردد أبي موسى في ذكره، ثم قال: فمع هذا لا يبقى للشك وجه فهو ابن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم لا شبهة فيه. إلا أنه لا صحبة له وإنما الصحبة لأبيه الحارث. المصدران السابقان.(2/581)
463 - (خالد بن الطُفيل بن مُدرك الغفاري) (1)
2728 - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث جدهُ مُدركاً إلى مكة ليأتي بأبنتهِ، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ركع وسجد قال: اللهم إني أعوذُ برضاك من سخطك، ومُعافاتك من عُقوبتك، وبك منكَ لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك) . رواهُ أبو مسلم البغوي، عن حمزة بن مالك الأسلمي، عن عمهِ سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد عنهُ به.
_________
(1) قال ابن الأثير: ذكره ابن منيع في الصحكابة وفيه نظر وقال ابن حجر: لم يورده ابن منيع إلا في ترجمة مدرك وكلام ابن منده يوهم أنه ذكر خالداً في الصحابة، وليس كذلك. أسد الغابة - الإصابة.(2/581)
464 - (خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي) (1)
2729 - روى أبو نُعيم من حديث عيسى بن المختار، عن [عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن] (2) بن أبي ليلى، عن عكرمة بن خالد، عن أبيه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئلَ عن بيع الخمر فقال: (لعن الله اليهود حُرمتْ عليهم الشحومُ فأكلوا أثمانها) (3) .
2730 - ومن حديث ثابت بن يزيد، عن هلال بن خباب، عن عكرمة ابن خالد، عن أبيه: أنه سمع من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من صام رمضان، وستاً من شوالٍ، والأربعاء والخميس دخل الجنة) . وروى حماد بن سلمة، عن عكرمة بن خالد، عن أبيه أو عمه، وقال الطبراني: عن أبيه عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا وقع الطاعونُ بأرضٍ، وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منهُ، وإذا وقع بأرضٍ ولستم بها فلا تدخلوا عليه) (4) .
465 - (خالد بن عبد الله بن حرملة المدلجي) (5)
مختلف في في صُحبتهِ قال ابن منده: فلا يصح له صحبة.
2731 - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (خيركم المدافع عن بيته ما لم
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/100؛ والإصابة: 1/408؛ والاستيعاب: 1/410؛ ثقات ابن حبان: 3/103؛ المعجم الكبير للطبراني: 4/232.
(2) في الأصل المخطوط: (المختار عن علي أبي ليلى) ؛ يراجع تهذيب التهذيب: 8/229.
(3) الخبر له شاهد من حديث ابن عباس وأبي هريرة وجابر في المسند: 1/25، 293، 322، 2/362، 3/370؛ ويراجع أسد الغابة: 2/100.
(4) من حديث عكرمة بن خالد المخزومي عن أبيه أو عم عمه عن جده في المسند: 4/177، 186؛ وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 4/232. وقال الهيثمي: وإسناد أحمد حسن. مجمع الزوائد: 2/315.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 2/101؛ والإصابة: 1/408 وفيه: يقال له ولأبيه ولجده صحبة. وقال الهيثمي: لا أدري له صحبة أو لا؟ والتاريخ الكبير: 3/159. وقال الطبراني: اختلف في صحبته، المعجم الكبير: 4/235.(2/582)
يأثم) . رواهُ أبو نُعيم والطبراني وابن أبي عاصم من حديث سحيل بن محمد الأسلمي، عن أبيه عنهُ (1) .
_________
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير وفيه قصة: 4/235، وفي رواية ابن أبي عاصم وجماعة في سياق هذه القصة: (رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعسفان) وليس في رواية الطبراني: (رأيت) ، وهذا ما رجحه البخاري فقال: (روى سحبل عن أبيه عن خالد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. مرسل) .
وقد أطال ابن حجر في بيان اختلاف روايات هذا الخبر.
تراجع الإصابة: 1/408؛ والتاريخ الكبير: 1/409.(2/583)
466 - (خالد بن عبد العُزَّى/ الخزاعي أبو خُناش حجازي) (1)
2732 - نزل (2) به النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو بالجعرانة، فذبح لهُ شاةً، فأكل منها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه، وعيال خالدٍ، وكانوا كثيراً، وأفضلوا) . رواهُ أبو نُعيم عن الطبراني عن محمد بن الصائغ عن أبي مالك بن أبي [فارة] الخزاعي، عن أبيه، عن أبيه، عن جده: مسعود بن خالدٍ، عن خالد بن عبد العُزّى بهِ (3) .
467/1 - (خالد بن عبد الله بن الحجاج السُلمي)
وقيل الخزاعي مختلف في صُحبته (4)
2733 - مرفوعاً: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله أعطاكم [عند
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/102؛ والإصابة: 1/409؛ وعنده وعند ابن حبان: (أبو خناس) ؛ وفي أسد الغابة والمشتبه: 208: (أبو خناش) .
وقال النسائي: أبو محرش، قال ابن حجر: وهو قوي، فإن أبا خناس كنية إبنه مسعود. وقال ابن حبان: له صحبة. الثقات: 3/104.
(2) بداية الخبر غير واضحة بالمخطوطة وما أثبتناه من الإصابة.
(3) يرجع إلى الخبر في الإصابة. وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير، وفيه من لم أعرفه: 3/279.
(4) قيل اسمه خالد بن عبيد الله وهو الأكثر. له ترجمة في أسد الغابة: 2/102؛ والإصابة: 1/409؛ والاستيعاب: 1/413.(2/583)
وفاتكم ثلث أموالكم] (1) زيادةً في أعمالكم) . رواهُ أبو بكر بن عاصم، حدثنا عبد الوهاب [بن نجدة الحوطي] ، حدثنا ابن عياشٍ، عن عُقيل بن مُدركٍ، عن الحارث بن خالدٍ بن عبد الله عن أبيه بهِ، ورواهُ أبو عمر بن عبد البر وقال: مجهولون لا تقوم به حجة (2) .
* (خالد بن العداء) صوابهُ العداء بن خالد كما سيأتي (3)
_________
(1) الاستكمال من الطبراني، وفي المخطوطة كلمتان غير واضحتين مكان المستكمل.
(2) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 4/235. وقال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن. مجمع الزوائد: 4/212.
(3) أسد الغابة: 4/3، وهو بوزن العطاء؛ والإصابة: 2/466.(2/584)
2734 - حديثه: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس بعرفة قائماً في الركنين) (1) .
467/2 - (خالد بن عدي الجُهني رضي الله عنه
في خامس عشر الأنصار) (2)
2735 - حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، حدثنا سعيد، حدثني [أبو] الأسود أن بُكير بن عبد الله بن الأشج أخبره أن بسر بن سعيدٍ أخبرهُ عن خالد بن عدي، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهُ قال: (من بلغه من أخيه معروف من غير إشرافٍ، ولا مسألةٍ
فليقبلهُ، ولا يُردهُ، فإنما هو رزقٌ ساقهُ الله إليه) تفرد به (3) .
2736 - حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا سعيد بن أبي أيوبٍ،
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في المناسك: باب الخطبة على المنبر بعرفة: 2/189، من طريقين عن العداء ابن خالد ومن طريق عن خالد بن العداء بن هوذه.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 2/102؛ والإصابة: 1/409؛ والاستيعاب: 1/415؛ وثقات ابن حبان: 3/105؛ المعجم الكبير للطبراني: 4/233.
(3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 4/233؛ وأبو يعلى في مسنده: 2/226؛ ولفظه في المخطوطة: (من جاءه) والتزمنا بما في المرجعين.(2/584)
حدثني أبو الأسود، عن بُكير بن عبد الله، عن بُسرٍ بن سعيدٍ، عن خالد بن عدي الجُهني. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (من بلغهُ معروفٌ عن أخيه من غير مسألة ولا إشراف نفسٍ، فليقبلهُ فإنما هو رزق ساقه الله إليه) (1) .
_________
(1) من حديث خالد بن عدي الجهني في المسند: 4/220. قال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير، ورجال أحمد رجال الصحيح.(2/585)
468 - (خالد بن عُرفطة بن أبرهة)
ويقال: ابن أبرهة بن سنان القُضاعي العُذُرى (1)
قال البخاري/: وهو حليف بني زهرة كوفي وناب فيها عن سعد، وأرسلهُ معاوية في سرية فقتل ابن الحرساء الذي جمع على معاوية، ومات سنة إحدى وستين عام قُتِل الحُسين، وحديثه في سابع الأنصار وثاني الكوفيين.
2737 - حدثنا عبد الرحمن بن [مهدي، حدثنا] حماد بن سلمة، عن علي ابن زيد، عن أبي عثمان، عن خالد بن عُرفطة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ياخالد إنها ستكونُ [بعدي] فِتَن، وأحداثٌ واختلافٌ، فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول، لا القاتل، فافعل) (2) تفرد به.
2738 - حدثنا حجاج، حدثنا شعبة، عن جامع بن شدادٍ. سمعتُ عبد الله بن يسار قال: كنتُ جالساً مع سليمان بن صردٍ، وخالد بن عُرفطة قال: فذكروا رجلاً مات من بطنه، فقال: فكأنهما
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/102؛ والإصابة: 1/409؛ والاستيعاب: 1/413؛ والتاريخ الكبير: 3/138؛ وثقات ابن حبان: 3/104؛ والمعجم الكبير للطبراني: 4/225.
(2) من حديث خالد بن عرفطة في المسند: 5/292.(2/585)
اشتهيا أن يُصليا عليه، قال فقال أحدهما للآخر: ألم يقُل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: (من قتلهُ بطنهُ، فإنهُ لن يُعذب في قبره) ؟ قال الآخر: بلى (1) .
_________
(1) من حديث خالد بن عرفطة في المسند: 5/292.(2/586)
2739 - رواهُ النسائي من حديث شعبة ورواه الترمذي من حديث أبي سنانٍ سعيدٍ بن سنانٍ الشيباني عن أبي إسحاق، عن سُليمان بن صُردٍ، عن خالد بن عُرفطة وقال حسنٌ غريبٌ (1) .
2740 - حدثنا عبد الله بن محمدٍ، حدثنا محمد بن بشرٍ، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، حدثنا خالد بن سلمة، حدثنا مُسلم: [مولى خالد بن عرفُطة أن خالد بن عُرفُطة] (2) أبو عبد الرحمن قال: سمعتُ [أنا] من عبد الله بن [محمد] أبي شيبة مولى خالد بن عُرفطة أن خالد بن عُرفطة قال للمختار: هذا رجلٌ كذاب، ولقد سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من جهنم) (3) تفرد به.
* (خالد بن فضاء) (4)
2741 - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أحسن الناس قراءة الذين سمعتُم قرأت رأيتم أنهُ يخشى الله) . رواهُ أبو موسى من طريق حماد بن زيد، عن هشام بن حسانٍ، عن محمد بن سيرين عنهُ.
_________
(1) الخبر أخرجه في الجنائز في: باب من قتله بطنه: 4/80؛ والترمذي في: باب من جاء في الشهداء من هم: 3/368.
(2) مابين المعكوفين استكمال من المسند، ووقع مكانه في المخطوطة: (حدثنا مسلم، حدثنا خالد) .
(3) من حديث خالد بن عرفطة في المسند: 5/292.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 2/106. وقال ابن حجر في القسم الرابع من الإصابة: تابعي أرسل حديثاً فذكره علي بن سعيد العسكري من طريق حماد بن زيد إلى آخر ما أورده المصنف: 1/469. وقال البخاري: روى عن حماد بن زيد، زاد ابن أبي حاتم: روى عن إياس بن معاوية. التاريخ الكبير: 3/167.(2/586)
469 - (خالد بن مُغيث) (1)
2742 - ذكره ابن أبي عاصم في الصحابة فقال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله أبو بشرٍ، حدثنا أبو سعيد الجُعفي، حدثني ابن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن شيبة، [عن شيبة] بن نصاحٍ. حدثهُ، عن خالد بن مُغيث - وهو من الصحابة - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (رأيتُ قزمان وهو مُتلفع في خميلةٍ [في النار] يُريدُ أسود غلَّ يوم خيبر) /.
قال أبو نعيم هُوَ سعيد بن [أبي] هلالٍ عن شيبة بن نصاحٍ (2) .
470 - (خالدُ بن نافع: أبو نافع الخُزاعي)
ممن بايع تحت الشجرة (3)
2743 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (سألتُ ربي ثلاثاً فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدةً: سألتهُ أن لا يُعذبكم بعذابٍ عذب به من كان قبلكم، فأعطانيها، وسألتهُ أن لا يُسلط عليكم عدواً يستبيحكُم، فأعطانيها. وسألتهُ أن لا يجعل بأسكم بينكم فمنعنيها) . رواهُ أبو نعيم والحسن بن سُفيان من حديث أبي مالك الأشجعي، عن نافع بن خالد، عن أبيه به (4) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/108؛ والإصابة: 1/417.
(2) مابين المعكوفات استكمال من أسد الغابة. وقد عقب ابن حجر على سند الخبر فقال: شيبة لم يلحق أحداً من الصحابة فيكون الانقطاع في روايته عن خالد. وأما خالد فثبت في نفس الإسناد أنه من الصحابة. الإصابة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/108؛ والإصابة: 1/412، مختصراً ثم أعاد ترجمته محققاً في آخر من اسمه خالد فقال: خالد الخزاعي والد نافع: 1/416، وقطع بذلك ابن عبد البر: 1/413؛ وابن حبان في الثقات: 3/104؛ والبخاري في التاريخ الكبير: 3/138؛ والطبراني في المعجم الكبير: 4/228.
(4) الخبر أخرجه الطبراني في الكبير: 4/228، مع اختلاف يسير في بعض لفظه لا يؤثر في المعنى. وقال الهيثمي: رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح غير نافع بن خالد، وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يخرجه أحد ورواه البزار. يراجع كشف الأستار: 4/99.(2/587)
* (خالد بن نضلة: أبو برزة الأسلمي)
كذا سماهُ الهيثم بن عدي، وسماه غيره غير ذلك كما سيأتي في الكنى.(2/588)
471 - (خالد بن الوليد: بن المغيرة بن عبد الله بن عُمر
ابن مخزومٍ بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي
القرشي المخزومي: أبو سُليمان ويُقال: أبو الوليد) (1)
فارسُ الإسلام، ومقدم عساكره، أمهُ لُبابة الصُّغرى بنت الحارث أخت لُبابة الكبرى امرأة العباس أمُّ أولادهِ، وميمونة بنت الحارث أم المؤمنين. كان إليه في الجاهلية القبة وأعنه الخيل - قال الزُّبير بن بكار - فالقبة الخيمة الكبيرة التي يجمعون فيها جهاز الجيوش، وأعنهُ الخيل أنَّهُ مقدم الجيوش.
ولما أسلم بعد الحديبية، وقبل حُنين هو وعمرو بن العاص وطلحة بن أبي طلحة استمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أميراً مُقدماً كما كان، وسماهُ سيفاً من سيوف الله، فشهد خيبر وعُمرةُ القضاء كما سيأتي في حديثٍ عنهُ.
وقال الواقدي: إنما أسلم من أول يوم من صفرٍ سنة ثمانٍ، وحضر مؤته وتأمَّر من غير إمرةٍ بعد مقتل زيد وجعفر وابن رواحة، ففتح الله عليه، وخلص بالمؤمنين من أيدي الكافرين، ويومئذٍ سماهُ سيفاً من سيوف الله تعالى (2) ، وشهد الفتح وبعثهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى العُزَّى بنخلة بين مكة
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/109؛ والإصابة: 1/413؛ والاستيعاب: 1/405؛ والتاريخ الكبير: 3/136؛ والطبقات الكبرى: 4/1، القسم الثاني؛ وثقات ابن حبان: 3/101؛ والمعجم الكبير للطبراني: 4/120؛ وتهذيب التهذيب: 3/124.
(2) يرجع إلى صحيح البخاري في المناقب وفي المغازي: باب غزوة مؤته من أرض الشام: 7/100، 512.(2/588)
والمدينة، فهدمها، وقيل وقتل شياطينها امرأةً ناشزةً شعرها، وقطع نخلتها، وكانت طويلة شاهقة، فكانوا يعبدونها (1) .
وبعثهُ إلى بني جذيمة، فلم يُحسنوا يقولوا أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فحسب أنهم يستهزئون بالإسلام، فقتلهم، فوادهُم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - / وقال: (اللهم إني أبرأُ إليك مما صنع خالدٌ) ، ومع هذا فلم يعزلهُ، وإن كان قد أخطأ خالدٌ في الاجتهاد (2) .
وقد استمر بهِ الخليفة الصديق أميراً مُقدماً في أهل الردَّة، حتى ردهم عن غيهم آخذاً منهم ما كانوا يمنعونهُ من الزكوات، ثم أرسلهُ إلى مسيلمة، وبني حنيفة، فهزمهم، وردهم عن كفرهم، وقتل الكذاب المتنبئ مُسيلمة - لعنه الله - وأوقع فيمن هُنالك من الأحياء المخالفة للحق بأساً شديداً، وقتلاً ذريعاً، ثم مازال وما انفك وما برح حتى تمهدت جزيرة العرب بعدما كان قد أشرف أكثرهم على العطب، فقوَّم بسنانه وحُسامهِ ما اعوجَّ من أقوالهم وأفعالهم هدى الله على يديه بما تلاه عليهم من الآيات البينات والحجج الوافيات المحمدية النبوية قلوبهم، وستر عيوبهم، ثم بعثهُ الصديق إلى العراق لقتال كسرى وجنوده وجيوشه ومرازبته، ففتح في أقصر مدةٍ إلى الأنبار، وأرغم أُنوف من هُنالك من الكفار، وتبارز هو وهرمز أكبر نواب كسرى، فما كان بأسرع من قتله، وانقض إلى الأرض، ونزل عن فرسه، فجعلهُ تحت يده اليُسرى فأوقعه وهو يختلج، واستدعى بغذائِهِ، فأكل والجيوش واقفة متصافةٌ على حالها الحسن، المجوسُ مائة ألفٍ والمسلمون خمسة آلافٍ، ثم نهض وركب
_________
(1) الطبقات الكبرى لابن سعد: 2/105.
(2) صحيح البخاري، كتاب المغازي: باب بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني جذيمة: 8/56.(2/589)
فرسهُ، وحمل على الجيوش فكسرهم، وأسرهُمْ حتى دارت الطواحين بدمائهم، ثم جاءهُ كتابُ الصديق يأمرهُ أن يستنيبُ على العراق، وأن يقدم إلى الشام، فيكون الأمير على من بهِ من المسلمين المجهزين لقتال الروم، فاخترق البرية في خمسة أيامٍ، وأصبح في أطراف الشام على الماء، ثم جاء مُسرعاً، فوجدهم مُحاصري بُصْرَى، فما ألبثها حتى فتحها صُلحاً، ثم جاء دمشق، فاقتحمها عنوةً لكنهُم خدعوا أبا عبيدة، فأخذوا لهم منهُ أماناً وهو لا يشعر بما كان من أمرِ خالد، وقد بسطنا الكلام في هذا كلهُ في كتابنا (البداية والنهاية) (1) ثم جاءت أيام [عمر] فعزل خالداً عن الأمرة وولى أبا عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح، وأمرهُ أن لا يقطع في الحرب أمراً إلا بمشورة خالد، رضي الله عنهما.
وذكرنا والطبري (2) أيضاً أنه لحس سُمًّا وهو بالحيرة، فقال: بسم الله خير الأسماء، بسم الله رب الأرض والسماء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئٌ في الأرض ولا في السماء، وهو السميعُ العليم، ثم انتحى فأطرق ساعةً، وعرق، ثم سُرّى عنهُ، وما ضرَّهُ / فتهول الفُرسُ من ذلك، وصالحوهُ على ما أراد رضي الله عنه (3) .
ولما حضرته الوفاة قال: (لقد شهدت كذا وكذا موقعاً، وما في جسدي موضع إلا وفيه ضربةٌ بسيف، أو طعنةٌ برمحٍ، أو رميةٌ بسهمٍ وهأنا أموتُ كما تموت العير، فلا نامت عيون الجُبناء) ، ثم أوصى بخيله وسلاحهِ في سبيل الله، وقد فعل ذلك في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى
_________
(1) البداية والنهاية: 7/20.
(2) في الأصل المخطوط الطبراني، والصواب ما أثبتناه، وقد أورد ابن جرير هذا الخبر مطولاً في تاريخه: 3/363.
(3) البداية والنهاية: 6/347؛ والطبراني مختصراً: 4/124.(2/590)
قال: (وأما خالد فإنهم يظلمون خالداً، وقد احتبس أدراعهُ واعتاده في سبيل الله) (1) .
وذكر الطبراني أن قوماً دخلوا عليه وقد احتضر وقالوا: إنهُ في السوق فقال: [نعم] والله نستعين على ذلك (2) .
وكانت وفاته بقرية على ميل من حمص. قال الواقدي: وقد دُثرت تلك القرية، وذلك في سنة إحدى وعشرين، وقال دُحيمُ وغيرهُ: بالمدينة سنة ثنتين وعشرين، والصحيح الأول والمشتمل على قبره مشهورٌ بالقرب من حمص، وقد تأسف عمر عليه كثيراً وقال: (دعهن يبكين أبا سُليمان ما لم يكن نقعٌ أو لقلقة) (3) ،
وقال: رحم الله أبا سليمان لقد عاش فقيراً، ومات شهيداً، وما عند الله خيرٌ له. ولقد كان يُحبُّ أن يُذل الشرك وأهلهُ، وإن كان الشامتُ به متعرضاً لمقت الله، ثم قال: قاتل الله أخا بني تميم ما أشعره حيث قال:
فقل الذي يبقى خلاف الذي مضى ... تهيا لأخرى مثلها فكأن قد
فما عيش من قد عاش بعدي بنافعي ... ولا موت من قد مات قبلي بمخلدي
حديثه في أول الشاميين، رضي الله عنهُ
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري ومسلم في الزكاة. صحيح البخاري: 3/331؛ وصحيح مسلم: 3/10.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 4/125.
(3) قال ابن الأثير: النفع رفع الصوت، وقيل أراد شق الجيوب.
واللقلقة: الجلبة كأنه حكاية الأصوات إذا كثرت. أسد الغابة.(2/591)
2744 - قُلتُ: في الصحيح قوله - صلى الله عليه وسلم -: (أخذَ الراية زيدٌ، وأُصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها ابن رواحه فأُصيب، ثم أخذها سيف من سيوف الله، ففتح الله عليه) (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في المناقب: 7/100؛ وفي المغازي: باب غزوة مؤتة من أرض الشام: 7/512.(2/591)
وفي المسند عن وحشي بن حربٍ، عن أبي بكرٍ الصديق مرفوعاً: (نِعمَ [عبد الله و] أخو العشيرة خالد بن الوليد، وسيف من سيوف الله [سله الله عز وجل على الكفار والمنافقين] ) (1) وسيأتي في مسنده عن أبي عبيدة مثلهُ.
_________
(1) من حديث أبي بكر الصديق في المسند: 1/8، وما بين المعكوفات استكمال منه. وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجالهما ثقات. مجمع الزوائد: 9/348.(2/592)
2745 - وفي حديث عامر الشعبي، عن عبد الله بن أبي أوفى مرفوعاً: (خالد سيفٌ من سيوف الله صبهُ الله على الكُفَّار) (1) .
رواهُ أبو يعلى عن شُريحٍ، عن محمد بن زكريا، عن إسماعيل، عن قيس. قال: وأُخبرتُ أن رسول الله صلى?الله???عليه?وسلم?قال?? (لا?تؤذوا?خالداً، ?فإنه?سيفٌ?من?سيوف?الله?صبهُ?الله?على?الكُفار) ??رواهُ?أبو?يعلى?عن?شريحٍ (2) ?
وقال علي بن الجعد، عن شريك، عن عاصمٍ، عن أبي وائل. قال: كتب خالد إلى أهل فارس: (بسم الله الرحمن الرحيم، من خالد بن الوليد إلى رستم ومهران وملأ فارس: سلامٌ على من اتبع الهدى. أَمَّا بعدُ فإنا ندعوكم إلى الإسلام، فإن أبيتم فأعطوا الجزية عن يدٍ وأنتم صاغرون. فإن أبيتم فإن معي قوماٍ يحبون القتل في سبيل الله كما تحبُّ فارسٌ الخز. والسلامُ على من اتبع الهدى) (3) .
_________
(1) قال الهيثمي: رواه الطبراني في الصغير والكبير باختصار والبزار بنحوه ورجال الطبراني ثقات. مجمع الزوائد: 9/349؛ المعجم الكبير للطبراني: 4/121؛ كشف الأستار: 3/266؛ خالد بن الوليد: الطبقات: 4/1.
(2) قال الهيثمي: رواه أبو يعلى، ولم يسم الصحابي، ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 9/349.
(3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 4/123 وفيه: (كما يحب فارس الخمر) . قال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن أو صحيح. مجمع الزوائد: 5/310.(2/592)
قال أبو يعلى: حدثنا شريح بن يُوسف، عن يحيى بن زكريا، عن إسماعيل، عن قيس. قال: قال خالد بن الوليد: (ما ليلةٌ تُهدى إليَّ فيها عروسٌ أنا لها مُحبٌّ وأُبشرُ فيها بغلام بأحبَّ إليَّ من ليلةٍ شديدة الجليد في سريةٍ من المهاجرين أُصبحُ بها العدو) (1) رضي الله عنه.
_________
(1) قال الهيثمي، رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 9/350.(2/593)
2746 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن سلمة بن كُهيلٍ: سمعتُ محمد بن عبد الرحمن يُحدث، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن الأشتر. قال: (كان بين عمار وخالدٍ بن الوليد كلامٌ، فشكاهُ عمارٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنهُ من يُعاد عماراً يعادِهِ الله، ومن يُبغضه الله، ومن يسبُّهُ يسبُّهُ الله) . هذا أو نحوهُ (1) .
2747 - رواهُ النسائي من طريق أبي داود الطيالسي، عن شُعبة، ومن حديث الحسن بن عُبيد الله، عن محمد بن شدادٍ كما عن عبد الرحمن بن يزيد بهِ (2) .
(سياق آخر لرواية الأشتر عن خالد بن الوليد)
2748 - قال أبو يعلى الأزرق بن علي، حدثنا حسانُ [بن إبراهيم] ، حدثنا محمد بن سلمة، عن أبيه: أنهُ سمع أبا يحيى يقولُ: حدثنا عمرانُ بن أبي الجعد، عن عبد الرحمن بن يزيدٍ، عن الأشتر. قال: ابتدأنا خالد بن الوليد من غير أن نسألهُ، فقال: ما عَملتُ عملاً أخوف عندي من أن يُدخلني النار من شأن عمارٍ. قال: قُلنا: يا أبا سُليمان وما هو؟ قال: (بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناسٍ من أصحابه إلى حيٍ من [أحياء] العرب فأصبتهُم، وفيهم أهلُ بيت من المسلمين، فكلمني
_________
(1) من حديث خالد بن الوليد في المسند: 4/90.
(2) الخبر أخرجه النسائي في المناقب في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/113.(2/593)
عمارٌ في أُناسٍ من أصحابهِ. فقال: أرسلهم، فقلتُ: حتى آتي بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فإن شاء أرسلهم، وإن شاء صنع فيهم ما أراد، فدخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستأذن عمارُ، فدخل، فقال: يارسولَ الله / ألم تر إلى خالدٍ فعل وفعل؟ فقال خالد: أَمَّا والله لولا مجلسك ما سبني ابنُ سمية. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اخْرُج ياعمارُ، فخرج، وهو يبكي، فقال: ما نصرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -[على] خالدٍ. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا أجبت الرجُلَ؟ فقلتُ: يارسول الله ما منعني منهُ إلا محقرته. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنهُ من يحقر عماراً يحقرهُ الله، ومن يسبُّ عماراً يسبهُ الله، ومن ينتقصْ عماراً ينتقصهُ الله. قال: فخرجتُ فاتبعتهُ فكلمتهُ حتى استغفر لي) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/132. وقال الهيثمي: رواه الطبراني مطولاً ومختصراً بأسانيد منها ما وافق أحمد ورجاله ثقات. مجمع الزوائد: 9/294.(2/594)
2749 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جُبير بن نُضير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعي، وخالدُ بن الوليد: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يُخمس السَّلبَ) (1) .
2750 - رواهُ أبو داود عن سعيد بن منصورٍ، عن إسماعيل بن عياشٍ، عن صفوان بن عمرو به: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى بالسلب للقاتل ولم يخمسه) (2) .
2751 - حدثنا سُفيان بن عُيينة، عن عمرو - يعني ابن دينار -، عن [ابن] أبي نجيح، عن خالد بن حكيم بن حزام. قال: تناول أبو عبيدة رجلاً بشئ، فنهاهُ خالدُ بن الوليد. فقال: أغضبت الأمير؟ فأتاهُ،
_________
(1) من حديث خالد بن الوليد في المسند: 4/90.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في الجهاد: باب في السلب لا يخمس: 3/77.(2/594)
فقال: إني لم أُرد أن أغضبك، ولكني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة أشدُّ الناس عذاباً [للناس] في الدنيا الدُّنيا) تفرد به (1) .
_________
(1) من حديث خالد بن الوليد في المسند: 4/90، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/595)
2752 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم. [قال: أنبأنا أبي] ، حدثنا صالح بن كيسان، قال: حُدِّثَ ابنُ شهابٍ عن أبي أمامة بن سهلٍ، عن ابن عباسٍ: أنه أخبره: أن خالد بن الوليد أخبرهُ: أنه دخل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - على ميمونة بنت الحارث - وهي خالتهُ -، فقدمتْ إلى رسول الله لحم ضبٍ جاءت به أم حُفيدٍ بنت الحارث (1) من نجدٍ، وكانت تحت رجلٍ من بني جعفر، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يأكل شيئاً حتى يعلم ما هو، فقال بعض النسوة: ألا تخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يأكل؟ فأخبرتهُ أنه لحم ضبٍ، فتركه، فقال خالد: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحرامٌ هو؟ قال: لا، ولكنه طعامٌ ليس في قومي، فأجدُني أعافهُ. قال خالد: فاجتررتهُ، فأكلتهُ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظُرُ) .
2753 - قال ابن شهاب: وحدثه الأصمُّ - يعني يزيد بن الأصم - عن ميمونة / وكان في حجرها (2) .
2754 - حدثنا مالك، عن شهابٍ، عن أبي أُمامة بن سهل، عن عبد الله ابن عباسٍ، وخالد بن الوليد: أنهما دخلا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنت ميمونة، فأتى بضبٍّ محنوذٍ (3) ، فأهوى إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
_________
(1) أم حفيد: هي أخت أم المؤمنين ميمونة واسمها هزيلة بنت الحارث الهلالية. أسد الغابة: 7/319.
(2) من حديث خالد بن الوليد في المسند: 4/88.
(3) محنوذ: مشوي. النهاية.(2/595)
فقال بعضُ النسوة: أخبروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما يريد أن يأكل. فقالوا: هو ضبٌّ يارسول الله، فرفع يده، فقلتُ: أحرامٌ هو يارسول الله؟ فقال: لا، ولكن لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافُه. قال خالد: فاجتررته، فأكلتهُ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر) (1) .
_________
(1) من حديث خالد بن الوليد في المسند: 4/88.(2/596)
2755 - حدثنا عتاب، حدثنا عبد الله - يعني ابن المبارك-، حدثنا يونس، عن الزهري. قال: أخبرني أبو أُمامة بن سهلٍ بن حُنيف الأنصاري: [أن ابن عباسٍ أخبره: أنّ خالد بن الوليد الذي يُقال له: سيف الله أخبره أنه دخل مع] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهي خالة خالد وابن عباسٍ، فوجد عندها ضباً محنوذاً قدمت بهِ أُختها حفيدةُ بنت الحارث من نجدٍ، فقدمت الضب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[وكان قلما يقدم يده لطعام حتى يحدث به، ويسمى له، فأهوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده] إلى الضب، فقالت امرأةٌ من النسوة الحضور: أخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما قدمتن إليه، قُلنَ: هُو الضبُّ يارسول الله، فرفع يدهُ [عن الضب] . فقال خالدُ بن الوليد: أحرامٌ هو يارسول الله، فرفع يدهُ [عن الضب] . فقال خالد بن الوليد: أحرامٌ هو يارسول الله؟ قال: لا، ولكن لم يكُن بأرض قومي، فأجدني أعافهُ، قال خالد: فاجتررتهُ فأكلتهُ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظرُ إليّ، فلم ينهني) (1) .
رواهُ الجماعة إلاَّ الترمذي من طريق الزهري به. ورواهُ البخاري ومسلمٌ من طريق مالك ويُونس بن يزيد زاد البخاري: ومعمرُ، وزاد [مسلم] وصالح [بن] كيسان، ورواهُ النسائي أيضاً وابن ماجه من حديث الزبيدي
_________
(1) من حديث خالد بن الوليد في المسند: 4/89.(2/596)
كلهم عن الزهري بهِ (1) .
وقد ذكره غير واحدٍ في مسند ابن عباس كما سيأتي.
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري من طريق محمد بن مقاتل عن ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن ابن عباس عن خالد في الأطعمة: باب ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يأكل حتى يسمي له فيعلم ماهو: 9/534.
وفي الأطعمة أيضاً عن علي بن عبد الله عن هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري: باب الشواء وقول الله تعالى) فجاء بعجل حنيذ) (أي مشوي) : 9/542.
وفي الذبائح والصيد عن عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب: باب الضب: 9/663.
وأخرجه مسلم في الصيد والذبائح من أربع طرق كلها عن ابن شهاب الزهري، ومن طرق أخرى أحدها طريق صالح بن كيسان: باب إباحة أكل الضب: 4/615، وما بعدها؛ وأخرجه أبو داود في الأطعمة: باب في أكل الضب: 3/353؛ وأخرجه النسائي من طريق الزبيري عن الزهري وعن صالح بن كيسان عن الزهري في الصيد والذبائح: باب الضب: 7/174؛ وفي الوليمة في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/111؛ وابن ماجه في الصيد: باب الضب: 2/1079.
يرجع إلى البخاري في المواطن الثلاثة السابقة.(2/597)
2756 - حدثنا حُسين بن علي الجُعفي، عن زائدة، عن عبد الملك بن عُمير. قال: استعمل عُمرُ أبا عُبيدة بن الجراح على الشام، وعزل خالد بن الوليد، فقال خالدُ بن الوليد: بُعثَ عليكم أمينُ هذه الأمة، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (أمين هذه الأمة أبو عُبيدة بن الجراح) قال [أبو عبيدة بن الجراح: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (خالدُ سيفٌ من سيوف الله، ونعم فتى العشيرة) (1) تفرد به.
2757 - حدثنا / عفان، حدثنا أبو عوانة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عزرة بن قيسٍ، عن خالدٍ بن الوليد. قال: كتب إلى أمير المؤمنين حين [ألقى] الشام بوانيةُ بثنيةً - (2) [وشك] عفان مرة، [فقال] حين
_________
(1) من حديث خالد بن الوليد في المسند: 4/90.
(2) ألقى الشام بوانية: خيره وما فيه من السعة والنعمة، والبواني في الأصل أضلاع الصدر، وقيل الأكتاف والقوائم، الواحدة بانية والبثنية: حنطة منسوبة إلى البثنة وهي ناحية من رستاق دمشق، وقيل هي الناعمة اللبنة من الرملة اللبنة وقيل هي الربدة والمعنى أنها صارت زبدة وعسلاً. النهاية: 1/60، 99.(2/597)
ألقى الشام كذا وكذا - فأمرني أن أسير إلى الهند - والهندُ في أنفُسنا يومئذٍ البصرة - قال: وأنا لذلك كارهٌ قال: فقام رجلٌ فقال لي: يا أبا سُليمان اتق الله ولا تتوان، فإن الفتن قد ظهرت. قال: فقال: وابنُ الخطاب حي؟ إنما تكونُ بعدهُ، والناسُ بذي بليان، أو بذي بلى (1) بمكان كذا وكذا، فينظر الرجل، فيتفكر: هل يجدهُ مكاناً لم ينزل به مثل ما نزل بمكان الذي هو فيه من الفتنة والشر، فلا يجده. قال: وتلك الأيام التي ذكر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بين يدي الساعة أيامُ الهرج، فنعوذُ بالله أن تدركنا وإياكُم تلك الأيام) (2) .
_________
(1) بذي بليان: أي إذا كانوا طوائف وفرقاً من غير إمام وكل من بعد عنه حتى لا تعرف موضعه فهو بذي بلى وهو من بلَّ في الأرض إذا ذهب. أراد ضياع أمور الناس بعده. النهاية: 1/95.
(2) من حديث خالد بن الوليد في المسند: 4/90، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 4/137.(2/598)
2758 - حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوامُ بن حوشب، عن سلمة بن كُهيلٍ، عن علقمة، عن خالد بن الوليد قال: (كان بيني وبين عمار بن ياسر كلامٌ، فأغلظت لهُ في القول، فانطلق عمار يشكوني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فجاء خالدٌ وهو يشكوهُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فجعل يُغلظ لهُ، ولا يزيدُ إلا غلظةً، والنبي - صلى الله عليه وسلم - ساكتٌ لا يتكلمُ، فبكى [عمار] وقال: يارسول الله ألا تراهُ؟ فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسهُ وقال: (من عادى عماراً عاداهُ الله، ومن أبغض عماراً أبغضهُ الله. قال خالدُ: فخرجت فما كان من شئٍ أحب إليَّ من رضا عمارٍ، فلقيتهُ، فرضى) (1) .
_________
(1) من حديث خالد بن الوليد في المسند: 4/89.(2/598)
قال عبد الله: (سمعتهُ من أبي مرتين) (1) .
رواهُ النسائي عن محمد بن أبان، وأحمد بن سُليمان كلاهُما عن يزيد بن هارون به (2) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: (سمعته من أبي مرة بن حبيب رواه النسائي) ، والصواب ما أثبتناه. يراجع الموطن السابق من المسند.
(2) الخبر أخرجه النسائي في المناقب في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/113.(2/599)
2759 - حدثنا أحمد بن عبد الملك (1) ، حدثنا محمد بن حرب - يعني الأبرش -، حدثنا سُليمان بن سليم: أبو سلمة (2) ، عن صالح بن يحيى بن المقدام، عن جده المقدام بن معد يكرب (3) . قال: غزونا مع خالد بن الوليد الصائفة فقرم (4) أصحابنا إلى اللحم، فسألوني رمكة (5) لي، فدفعتها إليهم، فنحرُوها، [ثم] قلتُ: مكانكم حتى آتي خالداً، فأسألهُ. قال: فأتيتهُ، فسألتهُ، فقال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة خيبر، فأسرع الناسُ في حظائر يهود، فأمرني أن أُنادي: الصلاة جامعةً، ولا يدخل الجنة إلا مُسلم، ثم قال: أيُّها الناس قد أسرعتُم في حظائر يهود ألا لا تحل أموالُ المُعاهدين إلا بحقها، وحرامٌ عليكم لُحُوم الحُمُر الأهلية، وخيلها، وبغالها، وكل ذي ناب من السبع، وكل ذي مخلب من الطير) (6) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: (أحمد بن عبد الله) ، وهو يخالف ما في المسند. ويراجع تهذيب التهذيب: 1/57.
(2) في الأصل المخطوط: (سليمان بن سلمة أبو سالم) والصواب ما أثبتناه من المسند وتهذيب التهذيب: 4/195.
(3) في الأصل المخطوط: (المقدام بن معن بن كريب) ، والتصويب من المسند ومن تهذيب التهذيب: 10/287.
(4) قدم أصحابنا: اشتدت شهوتهم إلى اللحم. يراجع النهاية: 3/246.
(5) الرمكة: بفتحتين الأنثى في البراذين. الصحاح.
(6) من حديث خالد بن الوليد في المسند: 4/89.(2/599)
وهكذا رواهُ أبو داود عن عمرو بن عثمان عن محمد بن حرب بهِ (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في الأطعمة: باب النهي عن أكل السباع: 3/356.(2/600)
2760 - حدثنا يزيد بن عبد ربه، / حدثنا بقية بن الوليد، حدثني ثور بن يزيد، عن صالح بن يحيى بن المقدام بن معدى كرب، عن أبيه، عن جده، عن خالد ابن الوليد قال: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكل لحوم الخيل والبغال والحمير) (1) .
2761 - وقد رواهُ أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث بقية به، وقال أبو داود: هو منسوخ، وقال النسائي لم يحدث به غير بقية وأظنُّهُ منسوخاً لقوله في حديث جابر الذي هو أصح من هذا وأدلّ في لحوم الخيل (2) .
2762 - حدثنا علي بن بحرٍ، حدثنا محمد بن حرب الخولاني، حدثنا أبو سلمة الحمصي، عن صالح بن يحيى بن المقدام، [عن ابن المقدام] ، عن جده المقدام ابن معدي كربٍ. قال: غزوت مع خالد بن الوليد الصائفة، فقرم أصحابي إلى اللحم، فقالوا: أتأذن لنا أن نذبح رمكةً لهُ؟ قال: فخيلوها (3) . قال: قلتُ:
مكانكُم حتى آتي خالد بن الوليد، فأسألهُ عن ذلك، فأتيتهُ، فأخبرتهُ خبر
أصحابي، فقال: غزوتُ
_________
(1) من حديث خالد بن الوليد في المسند: 4/89.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في الأطعمة: باب في أكل لحوم الخيل: 3/352. وقال أبو داود أيضاً: لا بأس بلحوم الخيل، وليس العمل عليه. وقال أيضاً: قد أكل لحوم الخيل جماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم ابن الزبير، وفضالة بن عبيد، وأنس بن مالك، وأسماء ابنة أبي بكر، وسويد بن غفلة، وكانت قريش في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تذبحها.
وأخرجه النسائي في الصيد: باب تحريم لحوم الخيل: المجتبي: 7/178؛ ويرجع إلى ما نقله المصنف عنه في تحفة الأشراف: 3/112؛ وإلى حديث جابر الذي أشار إليه المجتبي: باب الإذن في أكل لحوم الخيل: 7/177؛ وأخرجه ابن ماجه في الذبائح: باب لحوم البغال: 2/1066.
(3) خيلوها: ربطوها بالخيالة. المصباح.(2/600)
مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك، فأسرع الناسُ في
حظائر يهود، فقال: يا خالد ناد في الناس: إن الصلاة جامعةٌ لا يدخل
الجنة إلاَّ مسلم، ففعلتُ، فقام في الناس، فقال: أيها الناسُ ما بالكم
أسرعتم في حظائر يهود؟ ألا لا تحل أموالُ المعاهدين إلا بحقها، وحرامٌ عليكم
حُمر الأهلية، والإنسية وخيلها، وبغالها، وكل ذي نابٍ من السباع و [كل
ذي] مخلبٍ من الطير) (1) .
(حديثٌ آخر عن خالد بن الوليد)
رواهُ البخاري من حديث إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن قيس بن أبي حازمٍ، عنه رضي الله عنه.
_________
(1) من حديث خالد بن الوليد في المسند: 4/89، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/601)
2763 - قال: (اندقت في يدي يوم موته تسعةُ أسيافٍ، وما ثبت في يدي إلا صفيحةٌ يمانية) (1) .
(حديثٌ آخر عنهُ) /
2764 - رواهُ ابن ماجه من حديث الوليد بن مسلم، عن شيبة بن الأحنف، عن أبي سلامٍ الأسود، عن أبي صالح [الأشعري] ، عن أبي عبد الله الأشعري، عن خالد بن الوليد، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة،
وعمرو ابن العاص: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أتموا الوضوء ويل للأعقابِ
من النار) (2) .
(حديثٌ آخر عنهُ)
2765 - قال الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري في المغازي: باب غزوة مؤته من أرض الشام: 7/515.
(2) سنن ابن ماجه: كتاب الطهارة وسننها: باب غسل العراقيب: 1/155.(2/601)
سعيد بن منصور، عن هُشيم، حدثنا عبد الحميد بن جعفرٍ، عن أبيه: أن خالد بن الوليد فقد قلنسوةً له يوم اليرموك، فقال: أطلبوها، فلم يجدوها. [فقال: اطلبوها فوجدوها] فإذا هي قلنسوة خلقةٌ (1) ، فقال خالد: اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحلق رأسه، فابتدر الناسُ جوانب شعرهِ فسبقتهم إلى ناصيته، فجعلتُها في هذه القلنسوة، فلم أشهد قتالاً وهي معي إلا رُزِقْتُ النصر) (2) .
(حديثٌ آخر عنهُ)
_________
(1) هكذا عند الطبراني وفي المخطوطة: (خليفة) ، وفي الصحاح: ملحفة خلق وثوب خلق أي بال يستوي فيه المذكر والمؤنث.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 4/122. قال الهيثمي: رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه ورجالهما رجال الصحيح وجعفر سمع من جماعة من الصحابة فلا أدري سمع من خالد أم لا. مجمع الزوائد: 9/349.(2/602)
2766 - روى أبو يعلى، عن داود بن رشيدٍ، عن الوليد بن مسلمٍ، عن شيبة [بن الأحنف، عن] أبي سلامٍ (1) ، عن أبي صالح [الأشعري] ، عن أبي عبد الله الأشعري، عن أمراء (2) الأجنادِ: خالد، ويزيد، وشرحبيل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يُصلي لا يتم ركوعه، ولا سجوده، فقال: (لو مات هذا [على حاله هذه] لمات على غير ملة محمدٍ، فأتموا الركوع، والسجود، فإن مثل من لا يُتم ركوعهُ، ولا سجودهُ كمثل الجائع لا يأكل إلا التمرتين لا يُغنيان عنهُ شيئاً) (3) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: (عن شيبة ابن أبي سلام) وهو يخالف ما في المصدر وشيبة بن الأحنف الأوزاعي الشامي روى عن أبي سلام الأسود. يراجع تهذيب التهذيب: 4/375.
(2) في المعجم الكبير أن أبا عبد الله الأشعري روى الخبر عن أمراء عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وشرحبيل بن حسنة سمعوه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 4/136. وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى. مجمع الزوائد: 2/421؛ وأخرجه البيهقي من هذا الطريق بأتم من هذا، ثم أضاف إلى رواته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يزيد بن أبي سفيان. السنن الكبرى للبيهقي: 2/89.(2/602)
* (خالد بن يزيد بن حارثة، ويُقال: ابن زيدٍ
ابن جارية تقدم. والله أعلم) /(2/603)
472 - (خالد بن يزيد المُزني) (1)
2767 - روى أبو نُعيم من طريق سُليمان الشاذكوني، عن محمد بن
عُمر: هو الواقدي، عن خالد بن إلياس، عن معاذٍ الجهني، عن خالد بن يزيد
المدني - وكانت لهُ صحبة - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما من أهل بيتٍ تروحُ عليهم بالدمن (2) الغنم إلا كانت الملائكةُ تصلي عليهم ليلتهم ويومهم حتى يُصبحوا) (3) .
473 - (خالد بن يزيد بن معاوية) (4)
2768 - ذكرهُ عبدانُ في الصحابة وذلك وهمٌ فاحشٌ، فإن أباه ليست لهُ صحبة. إنما ولد أبوهُ سنة خمس وعشرين. وإنما اشتبه عليه بما رواهُ الليث بن سعدٍ، عن سعيدٍ بن أبي هلالٍ، [عن علي بن خالد] : أن أبا أُمامة مر بخالد بن يزيد بن مُعاوية، فقال: حدثنا ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: سمعتهُ يقولُ: (كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/113، وترجم له في الإصابة خالد بن زيد المزني: 1/406؛ وفي التاريخ الكبير: 3/149.
(2) الدمن: جمع دمنة وهي ما نذ من الإبل والغنم بأبوالها وأبعارها - ذي تلبدة في مرابضها. النهاية: 2/32.
(3) بالمخطوطة: بثينة، على خطأ فاحش كذا: ويبدو أن هناك سقطاً في العبارة. والله أعلم.
والذي ذكره خليفة بن خياط هو خالد بن زيد المزني - ذكره فيمن نزل البصرة من الصحابة، والخطأ الذي أشار إليه المصنف هو ما ورد في تحريف الإسم وإسناد الخبر إلى خالد بن يزيد بدلاً من خالد بن زيد.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 2/113؛ وترجم ابن حجر في القسم الرابع من الإصابة: 1/469.(2/603)
شُرود البعير [على أهله] ) ، فاعتقد عبدان أن أبا أمامة قال لخالد وإنما القائل خالد ليس إلا والله أعلم (1) .
* (خالد الخزاعي) (2)
هُو ابن نافع أبو نافع تقدم
_________
(1) يؤيد ما ذهب إليه المصنف ما علق به ابن حجر على الخير في الإصابة قال: ظن - عبدان - أن الضمير يعود على خالد، وليس كذلك بل إنما على المشار إليه وهو أبو أمامة. والحديث حديثه، وليس لخالد ولا لأبيه صحبة. الإصابة: 1/470.
(2) خالد بن نافع الخزاعي له ترجمة في أسد الغابة: 2/108؛ والاستيعاب: 1/415؛ وخالد الخزاعي والد نافع في الإصابة: 1/416، وقد تقدمت ترجمته وتخريج حديثه.(2/604)
2769 - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى والناسُ حوله صلى صلاة خفيفةً تامة الركُوع والسجود. قال: فجلس ذات يومٍ، فأطال الجُلُوس، حتى أومأ بعضنا إلى بعض أن اسكتوا، فإنه يوحى إليه، وفي رواية أبي يعلى: يُقرأ عليه. فقلنا له في ذلك، [قال] : (لا، ولكنها صلاةُ خشية ورهبةٍ، سألتُ الله عز وجل [فيها ثلاثاً] فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة) . الحديث كما تقدم (1) .
وقد رواه ابن جرير في تفسيره بلفظٍ آخر فقال: حدثنا [زياد بن] عبيد الله / المزني، حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، حدثنا أبو مالك، حدثني نافع بن خالد الخزاعي، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاةً خفيفة فأتم الركوع والسجود، فقال: قد كانت صلاة رغبةٍ ورهبةٍ سألتُ الله عز وجل فيها ثلاثاً أعطاني اثنتين ومنعني واحدة: سألتُ الله أن لا يُصيبكم بعذابٍ أصاب به من قبلكم، فأعطانيها، وسألتُ الله أن لا يُسلط عليكم عدواً يستبيح بيضتكم، فأعطانيها، وسألت الله أن لا يلبسكم شيعاً
_________
(1) يرجع إليه، فيما تقدم من ترجمته.(2/604)
ويذيق بعضكم بأس بعضٍ فمنعنيها. قال أبو مالك: فقُلتُ لهُ: أبوك سمع هذا من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: نعم. سمعتهُ يحدث بها القوم أنهُ سمعها من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) . ورواه أبو بكر بن مردوية في تفسيره من حديث أبي مالك، عن نافع، عن أبيه قال: وكان [أبوه] (1) من أصحاب الشجرة فذكر هذا الحديث (2) .
(خالد العدواني*
هو ابن أبي جبلٍ كما تقدم)
_________
(1) مابين معكوفين استكمال من المرجع.
(2) الخبر أخرجه الطبراني في تفسير الآية 65 من سورة الأنعام. جامع البيان: 5/144. الخبر أخرجه المصنف في تفسيره: 2/141.(2/605)
2770 - حدثنا عبد الله بن محمد: قال عبد الله: وسمعتهُ أنا من عبد الله ابن محمد بن أبي شيبة. قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عبد الرحمن بن خالد العدواني، عن أبيه: أنهُ أبصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مشرق ثقيفٍ وهو قائمٌ على قوس أو عصىً حين أتاهم يبتغي عندهُم [النصر] قال: فسمعتهُ يقرأ {والسماء والطارق} حتى ختمها، قال: فوعيتها في الجاهلية، وأنا مشرك، ثم قرأتُها في الإسلام قال: فدعتني ثقيف فقالوا: ماذا سمعت من هذا الرجل؟ فقرأتها عليهم، فقال من معهم من قريش: نحنُ أعلم بصاحبنا لو كنا نعلم ما يقولُ حقاً لاتبعناه (تفرد به (1) .
إنتهى
الجزء الخامس عشر من) تجزئة المصنف (
ويليه الجزء السادس عشر
بإذن الله
_________
(1) تقدمت ترجمة خالد العدواني وقد أورد الخبر معها بتمامه.(2/605)
الجزء السادس عشر
/ بسم الله الرحمن الرحيم(2/606)
474 - (خباب بن الأرت) (1)
ابن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن [سعد بن] زيد مناةُ بن تميم أبو محمد، ويقالُ أبو يحيى، ويقال: أبو عبد الله التميمي الأصل. أصابهُ سبيٌ في الجاهلية، فكان مولى لآل أنمار أوْ لأم أنمار بنت سباع الخزاعية، ثم كان من حُلفاء بني زهرة فهو تميمي النسب خزاعي الولاء زُهري الحلف، وقيل إنه مولى عتبة بن غزوان، والصحيح أنهُ مولى عُتبة غيره.
أسلم خباب قديما. قيل سادس ستةٍ (2) ، وكان ممن يعذب في الله مع صُهيبٍ وبلالٍ وعمارٍ وسُمية أم عمار وأضرابهمُ، وكانوا يُخرجونهم في الرمضاء على وجوههمُ، فيتلقون الأرض بأكفهم، ويضعون الصخر على صدورهم إلى غير ذلك من أنواع العذاب، حتى يرجعوا عن الإسلام ويعترفوا بإلاهية الأصنام، فكانوا يأبون ذلك أشد الإباء، ويصبرون على ذلك مُحتسبين، ومنهم من أجاب مُكرهاً معذوراً، فكان بلالُ وخبابُ ممن لزم التوحيد، وقد شكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو متوسد بُردةُ في ظل الكعبة، فسألوه أن يدعو لهم فسلاهم، وأمرهُمْ بالصبر وسلاهم
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/114؛ والإصابة: 1/416؛ والاستيعاب: 1/423؛ والتاريخ الكبير: 3/215؛ والطبقات الكبرى: 3/116؛ وثقات ابن حبان: 3/106؛ وتهذيب التهذيب: 3/133؛ والحلية لأبي نعيم: 1/143.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 4/62.(2/606)
بأن من كان قبلهُم يُنشرون ولا يرجعون عن دينهم (1) .
مات خبابُ سنة سبع وثلاثين على الصحيح وهو أوَّل من دفن بظاهر الكُوفة وصلى عليه عليٌ على الصحيح (2) .
(أنس بن مالك عن خبابٍ)
_________
(1) يرجع إلى الحديث الذي أخرجه البخاري بسنده عنه في المناقب: 6/619.
(2) المعجم الكبير: 4/63.(2/607)
2771 - قال البزارُ: حدثنا عبد الله بن جعفر البرمكي، حدثنا إسحق بن
يوسفٍ، حدثنا القاسم بن عثمان، عن أنس، عن خبابٍ، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك: بعُمر بن الخطاب، أو بأبي جهلٍ ابن هشام) (1) .
[حارثة بن مضرب عن خباب]
2772 - حدثنا أسود بن عامرٍ، حدثنا شريكٌ، عن أبي إسحاق، عن حارثة. قال: أتينا خباباً نُعودُهُ فقال: لولا أني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (لايتمنين أحدكم الموت لتمنيتهُ) (2) .
2773 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن أبي إسحاق، عن حارثة ابن مُضرب (3) قال: دخلتُ على خبابٍ وقد اكتوى، فقال: (ما أعلم أحداً لقى من البلاء ما لقيتُ [لقد كنت وما أجد درهماً على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن لي في ناحية بيتي هذا أربعين ألفاً] ولولا أن رسول الله / - صلى الله عليه وسلم - نهانا أن نتمنى الموت لتمنيته) (4) .
_________
(1) جمع الجوامع: 1/6317.
(2) من حديث خباب بن الأرت في المسند: 5/109.
(3) في الأصل المخطوط: (ابن مصرف) . والصواب من أثبتناه من المسند ومن تهذيب التهذيب: 2/166.
(4) من حديث خباب بن الأرت في المسند: 5/110 وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/607)
2774 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مُضرب قال: دخلتُ على خبابٍ، وقد اكتوى سبعاً. فقال: (لولا أني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لايتمنى أحدُكم الموت لتمنيتهُ، ولقد رأيتني مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أملك درهماً، وإن في جانب بيتي الآن أربعين ألف درهم) ، قال: ثم أُتي بكفنهِ، فلما رآهُ بكى، وقال: لكن حمزة لم يجد كفناً إلا بُردة [ملحاء] (1) إذا جُعلت على رأسه قلصت (2) عن قدميه، وإذا جُعلت على قدميه قلصت عن رأسهِ، فغطى رأسهُ، وجُعِلَ على رجليه الإذخر (3) . رواهُ الترمذي وابن ماجه من حديث شريك القاضي ورواهُ الترمذي من حديث شعبة كلاهما عن أبي إسحاق به وقال صحيحٌ (4) .
[سعيد بن وهب الهمداني عن خباب]
2775 - حدثنا سليمان بن داود، أنبأنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعتُ سعيد بن وهبٍ يقولُ: سمعتُ خباباً يقول: (شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرمضاء فلم يُشكنا) قال شُعبة: يعني في الظُهر (5) .
_________
(1) بردة ملحاء: بردة فيها خطوط سود وبيض. النهاية: 4/105.
(2) قلصت: ارتفعت. النهاية.
(3) الأذخر: حشيشة طيبة الرائحة تسقف بها البيوت فوق الخشب. النهاية: 1/22؛ والخبر أخرجه أحمد من حديث خباب بن الأرت: 5/113.
(4) الخبر أخرجه الترمذي من الطريق الأول في الزهد: باب 40: 4/651، ومن الطريق الثاني في الجنائز: باب النهي عن التمني للموت: 3/292؛ وابن ماجه في الزهد: باب في البقاء والخراب: 2/1394.
(5) المراد أنهم شكوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرّ الشمس وما يصيب أقدامهم منه إذا خرجوا إلى
صلاة الظهر وسألوه تأخيرها قليلاً فلم يشكهم أي لم يجيبهم إلى ذلك ولم يزل شكواهم.
النهاية: 2/334.
والخبر أخرجه أحمد في المسند من حديث خباب بن الأرت: 5/108.(2/608)
2776 - حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، وابن جعفر. قال: حدثنا شُعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهبٍ، عن خباب. قال: (شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[شدة] الرمضاء فلم يُشكنا - يعني في الصلاة -) (1) .
2777 - رواهُ مسلم والنسائي من حديث زُهير بن مُعاوية، عن أبي إسحاق السبيعي به (2) .
(سُليمان بن أبي هند عنهُ)
2778 - (شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[شدة الحر] (3) في جباهنا وأكفنا فلم يُشكنا) . رواهُ الطبراني عن عبد الله بن أحمد، عن إبراهيم بن الحجاج، عن وهيب، عن محمد جُحادة، عنه بهِ (4) .
[شقيق بن سلمة عن خباب]
2779 - حدثنا يحيى، سمعتُ الأعمش، قال: سمعتُ شقيقاً، قال: حدثنا خباب (ح) وأبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، [عن شقيق] سمعتُ خباباً قال: (هاجرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نبتغي وجه الله، فوقع (5) أجرنا على الله، فمِنَّا من مضى لم يأكلُ من أجره شيئاً [منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحدٍ، فلم نجد شيئاً نكفنه فيه إلا نمرةً، كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فأمرنا
_________
(1) من حديث خباب بن الأرت في المسند: 5/110.
(2) الخبر أخرجه مسلم في الصلاة: باب استحباب تقديم الظهر في أول الوقت: 2/266؛ وأخرجه النسائي في الصلاة: كتاب المواقيت: أول وقت الظهر: 1/198.
(3) في الأصل المخطوط: (الرمضاء في وجوهنا) ، وما أثبتناه من المصدر.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 4/92.
(5) في المسند: (فوجب) .(2/609)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نغطي بها رأسه، ونجعل على رجليه إذْخراً] ، ومنا من اينعت له ثمرتُها فهو يهدبها يعني يجنيها) (1) .
_________
(1) من حديث خباب بن الأرت في المسند: 5/109، وما بين المعكوفين استكمال للنص منه، ويراجع النهاية: 4/242.(2/610)
2780 - حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: سمعت الأعمش يروي عن شقيقٍ، عن خبابٍ، قال: (هاجرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئاً منهم مُصعبُ بن عُمير قُتِلَ يوم أحدٍ، فلم نجد لهُ ما نكفنه إلا نمرةً إذا غطوا بها رأسهُ بدت رجلاهُ، وإذا غطينا رجليه بدا رأسهُ، فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: غطوا رأسهُ، وجعلنا على رجليه إذخراً، قال: ومنا من أينعت لهُ ثمرتها فهو يهدبُها) (1) . رواهُ الجماعة إلا ابن ماجه من طريق، عن سليمان بن مهران الأعمش وشقيق (2) بن سلمة أبي وائل به (3) .
(صلةُ بن زُفر عنهُ)
2781 - قال الطبراني: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، /
_________
(1) من حديث خباب بن الأرت في المسند: 5/111، مع اختلاف يسير في بعض لفظه مما لا يغير المعنى.
(2) الأصل المخطوط: (عن سليمان بن مهران عن الأعمش وسفيان بن سلمة أبي وائل) وسليمان ابن مهران هو الأعمش وشقيق ابن سلمة هو أبو وائل وقد تكرر ذكرهما كثيراً.
(3) الخبر أخرجه البخاري في الجنائز: باب إذا لم يجد كفناً إلا ما يواري رأسه أو قدميه غطى رأسه: 3/142، وأخرج أطرافه من مناقب الأنصار: باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة: 7/226، 253، وفي المغازي: باب غزوة أحد: 7/354، وباب من قتل من المسلمين يوم أحد: 7/375، وفي الرقاق: باب مايجوز في زهرة الدنيا والتنافس فيها: 11/245، وباب فضل الفقر: 11/273؛ وأخرجه مسلم في الجنائز: باب كفن الميت: 2/603، 604 - وأبو داود في الجنائز أيضاً: باب كراهية المغالاة في الكفن: 3/199؛ والترمذي في المناقب: مناقب مصعب بن عمير - رضي الله عنه -: 5/692 وقال: هذا حديث حسن صحيح؛ والنسائي في الجنائز: باب القميص في الكفن: 4/32.(2/610)
حدثنا أصبغ ابن الفرج، حدثنا ابن وهبٍ، أخبرني مسلمة بن علي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن صلة بن زفر، عن خبَّاب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الخيلُ ثلاثةٌ: فرسٌ للرحمن، وفرسٌ للإنسان، وفرسٌ للشيطان. فإما فرسُ الرحمن فما اتُّخذ في سبيل الله، وقوتل عليه أعداءُ الله، وأما فرسُ الإنسان فما استبطن (1) وتُحمِّل عليه، وأما فرسُ الشيطان فما روهن عليه وقُومر عليه) (2) .
(عامر بن شراحيل الشعبي عنهُ)
_________
(1) استبطن: طلب ما في بطنها من النتاج. النهاية: 1/84.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 4/93. وقال الهيثمي: فيه مسلمة بن علي وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 5/260.(2/611)
2782 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني، حدثنا خالد بن يوسف السمتي، حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة (1) ، عن الشعبي، عن خباب ابن الأرث. قال: (لم يكُن أحدٌ إلاَّ أُعطى ما سألوهُ يوم عذَّبهم المشركون إلا خباب ابن الأرت، كان يُضجعونه على الرضف فلم يستقلوا (2) منه شيئاً. قال: وأُتي بكفنه [ونُشر عليه قباطى بيض] (3) فبكى، فقالوا: ما يُبكيك يا أبا عبد الله وأنت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ذكرتُ مُصعب بن عُمير، لكن مُصعب بن عُمير لم يتعجل شيئاً [من طيباته] كفن في بردةٍ، فلم نجد شيئاً نكفنهُ فيه، وكان
_________
(1) في الأصل المخطوط: (يوسف التميمي حدثنا أبو عوانة عن معين) وما أثبتناه من المصدر.
(2) الرضف: الحجارة المحماة على النار.
(3) في الأصل المخطوط: (وقيس عليه) ، وما أثبتناه من المصدر.
وقباطى: ثياب مصرمة رقيقة بيضاء. النهاية.(2/611)
إذا غطينا بها رأسهُ بدت رجلاه، وإذا غطينا رجليه بدا رأسهُ، حتى جعلنا عليه شيئاً من الإذْخر ونبات الأرضِ) (1) .
(عباد أبو الأخضر عن خبابٍ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/89 والاستكمال منه.(2/612)
2783 - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يأتي فراشهُ قط حتى يقرأ: {قُلْ يَاأَيُهَا الكَافِرُونَ} حتى يختمها) .
رواه الطبراني من حديث جابر الجعفي، عن معقل الزبيدي، عن عباد أبي الأخضر به (1) .
رواهُ البزارُ من حديث خبابٍ الخزاعي كما سيأتي (2) .
(عباد بن نُسيٍ الكندي قاضي الأُردن عنهُ)
2784 - عنهُ مرفوعاً: (إياك والخمرَ، فإنها تفرعُ (3) الخطايا كما تفرع شجرتها الشجر) . رواهُ ابن ماجه هكذا في الأشربة عن عباس بن عثمان الدمشقي، عن الوليد بن مُسلم، عن منير بن الزبير عنهُ به (4) .
2785 - وروى الطبراني: عن الحسن بن جرير، عن هشام بن عمار، عن منير بن الزبير، عن عُبادة بن نُسي، عن خبابٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا خباب خمسٌ إن عملت بهنَّ رأيتني، وإن لم تعملْ بهنَّ لم ترني: تعبدُ الله لا تُشرك به شيئاً، وإن قطعت وحُرقت، وتُؤمن
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/93. وقال الهيثمي: فيه جابر الجعفي وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 10/121.
(2) يرجع في ذلك إلى حديث جابر الخزاعي، ص 597.
(3) نفرع الخطايا: في النهاية: يكاد يفرع الناس طولاً أي يطولهم ويعلوهم، والمراد أن الخمر تزيد على الخطايا خطراً كما تزيد شجرة الكرم على الأشجار طولاً.
(4) سند أخرجه ابن ماجه في أول كتاب الأشربة: باب الخمر مفتاح كل شر. قال في الزوائد: في إسناده منير بن الزبير الشامي الأزدي وهو ضعيف. سنن ابن ماجه: 2/1119.(2/612)
بالقدر. [قلت: يارسول الله وما الأيمانُ بالقدر؟ قال:] تعلم أن ما أصابك لم يكُن ليُخطئك وما أخطأك لم يكن ليُصيبك. / ولا تشرب الخمر، فإن خطيئتها تفرعُ الخطايا كما أن شجرتها تعلق (1) الشجر. وبرَّ والديكَ، وإن أمراك أن تخرج من كل شئ من الدنيا. وتعتصم بحبل الجماعة، فإن يد الله على الجماعة [يا] خبابُ إنك إن رأيتني يوم القيامة لم تُفارقني) (2) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: (تعلوا) ، وما أثبتناه من المصدر.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 4/93، وما بين المعكوفات استكمال منه. وفيه منير بن الزبير الشامي وهو ضعيف.(2/613)
2786 - حدثنا روح، حدثنا أبو يونس القضيري، عن [عبد الله بن خباب، عن أبيه] ، عن سماك بن حربٍ، عن عبد الله بن خباب بن الأرت. قال: حدثني أبي خباب بن الأرت قال: (إنا لقُعودٍ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بابه ننتظرُ أن يخرج إلينا لصلاة الظهر إذ خرج علينا، فقال: اسمعوا. فقلنا: سمعنا، ثم قال: اسمعوا. قالوا: سمعنا. قال: [إنه] سيكون عليكُم أمراءُ، فلا تُعينوهُم على ظلمهم، ولا تصدقوهم بكذبهم، فإنه من أعانهم على ظلمهم، وصدقهم على كذبهم، فلم يرد على الحوض) (1) تفرد به.
2787 - حدثنا علي بن عياشٍ [الحمصي] ، حدثنا شعيب بن أبي حمزة [ح] وأبو اليمان، أنبأنا شُعيب بن أبي حمزة: قالوا: وقال الزهري: حدثني [عبد الله ابن] عبد الله بن الحارث بن نُوفل، عن عبد الله بن خبابٍ، عن أبيه خبابٍ بن الأرث مولى بني زهرة - وكان قد شهد بدراً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهُ قال: (راقبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[في
_________
(1) من حديث خباب بن الأرت في المسند: 5/111، ولفظ الخبر هنا أتم مما أورده صاحب
المسند.(2/613)
ليلة صلاها كلها] حتى كان مع الفجر سلم النبي - صلى الله عليه وسلم - من صلاته جاءه خباب، فقال لهُ: بأبي أنت وأُمي، لقد صليت الليلة صلاةً ما رأيتُك صليت [نحوها] ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [أجل] إنها صلاةُ رغبٍ ورهبٍ. سألت ربي ثلاث خصالٍ فأعطاني اثنتين ومنعني واحدةً، سألتُ ربي تبارك وتعالى ثلاث خصالٍ، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدةً: سألتُ] [ربي] تبارك وتعالى أن لا يُهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا، فأعطانيها، وسألتُ ربي أن لا يظهر علينا عدواً من غيرنا، فأعطانيها، وسألتُ ربي أن يُلبسنا شبعاً فمنعنيها) (1) .
_________
(1) مابين المعكوفات استكمال من المسند، والعبارة الأخيرة من الخبر وردت هكذا: (وسألت ربي أن يرفع بأسهم فمنعنيها) ، والتزمنا بما في المسند، والخبر من حديث خباب بن الأرت:
5/108.(2/614)
2788 - حدثنا عبد الله: سمعتُ أبي يقول: (عليٌّ بن عياشٍ سمع هذا الحديث من شُعيب بن أبي حمزة سماعاً) (1) .
2789 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن صالح، قال ابنُ شهابٍ: أخبرني عبد الله [بن عبد الله] بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن خبابٍ بن الأرت أن خباباً قال: (رمقتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاة صلى بها، حتى إذا كان مع الفجر، فلما سلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صلاته جاءهُ خبابٌ فقال: يارسول الله بأبي أنت وأُمي، لقد صليتَ فذكر مثل حديث شُعيبٍ (2) . /
2790 - رواه الترمذي والنسائي من حديث الزهري بهِ، وقال الترمذي حسنٌ صحيحٌ (3) .
_________
(1) المسند: 5/109.
(2) من حديث خباب بن الأرت في المسند: 5/109.
(3) الخبر أخرجه الترمذي في الفتن: باب ماجاء في سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثاً في أمته: 4/471؛ وأخرجه النسائي في الصلاة: باب إحياء الليل. المجتبي: 3/176.(2/614)
2791 - حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب، عن حُميد بن هلال، عن رجل من عبد القيس كان مع الخوارج، ثم فارقهُم. قال: فدخلوا قريةً، فخرج عبد الله ابن خبابِ [ذُعرا يجر] رداءه، فقالوا: لم تُرعْ [قال: و] الله لقد روعتموني، قالوا: أنت عبد الله بن خباب صاحبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. قالوا: فهل سمعت أباك يحدثُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، سمعتهُ يحدثُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهُ ذكر فتنةً القاعدُ في خيرٌ من القائمُ، والقائمُ في خيرٌ من الماشي، والماشي في خيرٌ من الساعي. قال: فإن أدركت ذلك فكن عبد الله [المقتول. قال أيوب: ولا أعلمه إلا قال: (ولا تكنْ عبد الله] القاتل. قالوا: أأنت سمعت هذا من [أبيك عن] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. قال: فقدموه على ضفةِ النهر، فضربوا عنقهُ، فسال دمُهُ كأنهُ شراك نعلٍ، وما ابذقر (1) وبقُروا [أمَّ] ولده عمَّا في بطنها) (2) .
2792 - حدثنا أبو النضر، حدثنا سليمان، عن حُميد بن هلالٍ نحوه. إلا أنهُ قال: ابذعر (3) - يعني لم يتفرق -، وقال: لا تكن عبد الله القاتل. وكذلك قال بهز أيضاً تفرد بهِ (4) .
(عبد الله بن سخبرة أبو مُعمر يأتي)
(عبد الله بن [أبي] الهذيل عنهُ)
2793 - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن بني إسرائيل لما هلكوا
_________
(1) أبذقر وابذعر: بمعنى تفرق وتبدد. يراجع النهاية: 1/69؛ واللسان: 1/238.
(2) من حديث خباب بن الأرت في المسند: 5/110، ويراجع أيضاً المعجم الكبير للطبراني: 4/68.
(3) في المسند: (أبذقر) في الروايتين ولعله: (أبذعر) في الثانية.
(4) الموطن السابق.(2/615)
قصوا) . رواهُ
الطبراني من حديث أبي أحمد الزبيري، عن الثوري عن الأجلح عنهُ به (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/92. قال الهيثمي: رجاله موثقون، واختلف في الأجلح الكندي. والأكثر على توثيقه. مجمع الزوائد: 1/189.(2/616)
2794 - ومن حديث أبي أسامة (1) عن الأجلح عنهُ، قال: (دخلتُ على خبابٍ، فرأيتُ في منزلهِ دراهم مكشوفة [فقلت: ما هذا؟] فقال: بعتُ ضيعتي الفُلانية، وقد أنفقتها، وما أرى أحداً أحقَّ بهِ مني) (2) .
عمروُ بن شُرحبيل أبو ميسرة
2795 - (دخلتُ على خبابٍ أعودُهُ، فقال: لولا أني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ:) لايتمنين أحدُكُم الموت لتمنيتهُ) . رواه الطبراني، عن أحمد بن زُهير، عن محمد بن عثمان بن كرامة، عن عُبيد الله بن موسى، عن فطرٍ (3) ، عن أبي إسحاق عنهُ بهِ (4) .
(عمرو بن عبد الرحمن عنهُ)
2796 - مرفوعاً: (إذا صُمتم فاستاكوا بالغداة، ولا تستاكوا بالعشي، فإنهُ ما من صائمٍ تيبس شفتاهُ بالعشي إلا كانتا نوراً بين يديه (5)
_________
(1) في المخطوطة: (ثمامة) وأبو أسامة هو حماد بن أسامة. تهذيب التهذيب: 3/9.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 4/92 والاستكمال منه.
(3) فطر: هو ابن خليفة روى عن أبي إسحاق.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 4/86.
(5) في المصدر: (عينية) .(2/616)
يوم القيامة) . رواهُ الطبراني من حديث كيسان: أبي عُمر القصار (1) ، عنه، عن خباب (2) .
[قيس بن أبي حازمٍ عن خبابٍ]
_________
(1) في المخطوطة: (العطار) وإنما هو: كيسان أبو عمر القصار. يراجع تهذيب التهذيب: 8/454.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 4/90. وقال الهيثمي: وفيه كيسان أبو عمر وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وأخرجه البيهقي وقال كيسان. مجمع الزوائد: 3/164؛ السنن الكبرى: 4/274.(2/617)
2797 - / قال: أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في ظل الكعبة متوسداً بردةً لهُ، فقُلنا: يارسول الله أدْع الله لنا واستنصره قال: فاحمر لونهُ أو تغير فقال: (لقد كان من قبلكم يُحفرُ له الحفيرةُ ويجاءُ بالمنشار، فيوضع على رأسه، فيُشق ما يصرفُه عن دينه، ويمشطُ بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحمٍ أو عصبٍ، ما يصرفهُ عن دينه وليتمنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكبُ ما بين صنعاء إلى حضر موت ما يخشى إلا الله والذئب على غنمة ولكنكم تستعجلون) (1) .
2798 - حدثنا يزيد، أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: أتينا خباب بن الأرت نعُوده، وقد اكتوى في بطنه سبعاً، فقال: (لولا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به، فقد طال بي مرضي، ثم قال: إن أصحابنا الذين مضوا لم تنقصهم الدنيا شيئاً، وإنا أصبنا بعدهُمْ ما لا نجدُ لهُ موضعاً إلا التراب) (2) .
2799 - إلى هُنا رواهُ البُخاري ومُسلم والنسائي من طُرق عن إسماعيل به (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/72؛ وأخرجه من عدة طرق عن قيس بن أبي حازم عن خباب بن الأرت.
(2) صدر حديث خباب بن الأرت في المسند: 5/110.
(3) الخبر أخرجه البخاري في المرضى: باب تمني المريض الموت: 10/127، وأخرج أطرافه في الدعوات: باب الدعاء بالموت والحياة: 11/150، وفي الرقاق: باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها: 11/244، وفي التمني: باب ما يكره من التمني: 13/220؛ وأخرجه مسلم في الدعوات: كراهية تمني الموت: 5/538؛ والنسائي في الجنائز: باب الدعاء بالموت: 4/4.(2/617)
ومن ثم إلى قوله: (وشكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو مُتوسدٌ بُردة لهُ في ظل الكعبة، فقُلنا: يارسول الله ألا تستنصرُ لنا؟ فجلس مُحمرا وجههُ، فقال: (والله لقد كان من قبلكم يؤخذ فتجعل المناشير على رأسه، فيُفرق بفرقتين ما يصرفهُ ذلك عن دينه، وليتمنَّ الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب ما بين صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه) (1) .
_________
(1) بقية الخبر السابق من حديث خباب في المسند: 5/110، وسقط من الخبر قوله بعد الجزء الأول: (وكان يبني حائطاً () فقال) : وأن المرء المسلم يؤجر في نفقته إلا في الشئ ليجعله في التراب) .(2/618)
2800 - حدثنا محمد بن يزيد، أنبأنا إسماعيل (1) ، فذكر معناهُ إلا أنهُ قال: (لم تنقصهم الدنيا شيئاً، ويُمشطُ بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه لا يصرفه عن دينه شيءٌ) (2) .
2801 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن إسماعيل، حدثني قيسٌ، قال: أتيتُ خباباً أعودُهُ، وقد اكتوى سبعاً في بطنه، فسمعتُهُ يقولُ: لولا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا أن ندعو بالموت لدعوتُ به) (3) .
ثم ذكر حديث وكيع: حدثنا ابن أبي خالد، عن قيس، قال: دخلتُ على خبابٍ نعودهُ، وهو يبني حائطاً لهُ، فقال: (المسلمُ يؤجرُ في كل شيءٍ إلا ما يجعلُ في هذا التراب، وقد اكتوى سبعاً في بطنهِ وقال:
_________
(1) في المخطوطة: (الربيع) خلافاً لما في المسند.
(2) من حديث خباب بن الأرت في المسند: 5/111، وعبارة المسند: (ما دون عظمة من لحم وعصب) .
(3) من حديث خباب بن الأرت في المسند: 6/395.(2/618)
لولا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا أن ندعو بالموت/ لدعوتُ بهِ) (1) .
(مُجاهد عنهُ)
_________
(1) من حديث خباب بن الأرت في المسند: 5/109 والاستكمال منه.(2/619)
2802 - قال الطبراني: حدثنا أبو خليفة، حدثنا إبراهيم بن بشارٍ الرمادي، عن سُفيان، عن أبي نجيح، عن مُجاهد، عن خبابٍ، قال: (بعثنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في سريةٍ، فأصابنا العطشُ، وليس معنا ماء [فتنوختْ] ناقةٌ لبعضنا، فإذا بين رجليها مثلُ السقاء فشربنا من لبنها) (1) .
2803 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سُفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروقٍ، قال: قال خبابُ بن الأرت: كنتُ قيناً بمكة، فكنتُ أعمل للعاص بن وائلٍ، فاجتمعت لي عليه دراهمُ، فجئتُ أتقاضاها، فقال: لا أقضيك حتى تكفُر بمحمدٍ، قلت: والله لا أكفر بمحمد حتى تموتَ، ثم تُبعث. قال: فإذا بُعثت كان لي مالٌ وولدٌ، [فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -] فأنزل الله تبارك وتعالى {أَفَرَأَيْتَ الذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتِينَ مَالاً وَوَلَدَاً} حتى بلغ {فَرْدَاً} (2) .
[مسرور بن الأجدع، عن خباب]
2804 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن مُسلمٍ، عن مسروقٍ، عن
خبابٍ قال: (كُنتُ رجلاً قيناً، وكُنتُ أعمل للعاصِ بن وائلٍ، فجئتُ أتقضاهُ، فقال: لا أعطيك حتى تكفُرَ بمحمدٍ، فقلتُ: والله لا أكفرُ بمحمدٍ حتى تموت ثم تُبعثَ، قال: فضحك، ثم قال:
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/90. قال الهيثمي: فيه إبراهيم بن بشار الرمادي وفيه ضعف وقد وثق. مجمع الزوائد: 6/210.
(2) من حديث خباب بن الأرت في المسند: 5/110، وما بين المعكوفين استكمال منه، والآية 77 (سورة مريم) .(2/619)
سيكون لي مالٌ وولدٌ فأُعطيك حقك، فأنزل الله {أَفَرَأَيْتَ الذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتِينَ مَالاً وَوَلَدَاً أطلَعَ الغَيبَ أَمِ اتَخَذَ عِنْدَ الرَحْمَنِ عَهْدَاً} الآية) (1) .
رواهُ البخاري، ومُسلم، والترمذي، والنسائي من طرق عن الأعمش به (2) .
(مسلم بن السائب عنهُ)
وقيل: مُسلم بن السائب بن خبابٍ وهو الصوابُ.
_________
(1) من حديث خباب بن الأرت في المسند: 5/111 مع اختلاف في بعض ألفاظه.
(2) الخبر أخرجه البخاري في البيوع: باب ذكر القيد والحداد: 4/317، وأخرج أطرافه في الاجارة: باب هل يؤاجر الرجل نفسه من مشرك في أرض الحرب: 4/452، وفي الخصومات: باب التقاضي: 5/77، وفي التفسير في أربعة أبواب متعاقبة من تفسير الآية 77 من سورة مريم: 8/429؛ 430، 431.
وأخرجه مسلم في كتاب صفة القيامة والجنة والنار: 5/663؛ والترمذي في التفسير: باب ومن سورة مريم: 5/318 وقال: هذا حديث حسن صحيح.
والنسائي في التفسير في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/118.(2/620)
2805 - (قالوا: يارسول الله، كيف نستغفر) . اختُلِف فيه على خالد
ابن [مخلد عن] سعيد بن زياد المُكتب مولى زهرة، عن سُليمان بن يسارٍ، عن
مُسلم بن السائب بن خبابٍ، أو عن خبابٍ فالله أعلم، وهو عند النسائي بالروايتين (1) .
_________
(1) النسائي في الخبر في اليوم والليلة من طريقين: سليمان بن يسار عن مسلم بن السائب عن خباب ابن الأرت.
سليمان عن مسلم بن السائب بن خباب.
وأيّد ابن حجر تصويب المصنف للطريق الثاني فقال: الخطأ في رواية النسائي الأولى إنما هو ممن قال: ابن الأرت، لا ممن قال عن خباب، لاحتمال أن يكون أراد ابن الأرت وهو السائب. فيكون من أرسله فقال عن مسلم بن السائب بن خباب. ومن وصله قال: عن مسلم بن السائب عن أبيه، وخباب في الحالين هو صاحب المقصورة لا ابن الأرت - وصفوة القول أن هذا الخبر أخرجه النسائي متصلاً ومرسلاً وأن الرواية المرسلة أصحّ عند المصنف وعند ابن حجر. يراجع تحفة الأشراف والنكت الظراف: 3/118.(2/620)
(هُبيرة ابن يريم عن خبابٍ)(2/621)
2806 - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم عاشوراء: (أيها الناسُ من كان منكم أكل فلا يأكُل بقية يومِهِ، ومن نوى منكم الصيام فليصُم) . رواه الطبراني من طريق أبي داود الطيالسي، عن أيوب بن جابر، عن أبي إسحاق السبيعي عنهُ به (1) .
ومن طريق حُديج بن مُعاوية، عن أبي إسحاق به (2) .
2807 - وقد رواهُ أبو يعلى عن إسحاق بن إبراهيم / عن محمد بن جابر عن أبي إسحاق عن خبابٍ فذكرهُ، والله أعلم (3) .
(يحيى بن جعدة عنهُ)
2808 - قال: عاد خباباً أناسٌ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: أبشر يا أبا عبد الله تردُ على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - الحوض، فقال: كيف [بها أو] بهذا، وأشار إلى أعلى بيته، وأسفله، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنما يكفي أحدكُم إذا كان في الدنيا مثلُ زاد الراكب) .
رواهُ الطبراني من حديث [أبي بكر بن] أبي شيبة، وغيره عن سُفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عن يحيى بن جعدة (4) .
(يزيد بن بلالٍ عنهُ)
في تسوك الصائم أول النهار لا آخره
2809 - رواهُ البزار عن إبراهيم بن سعدٍ، عن عبد الصمد بن
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/86. وقال الهيثمي: فيه أيوب بن جابر وثقه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. مجمع الزوائد: 3/186.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 4/86.
(3) المصدر السابق وتحقيقاته.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 4/89. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير يحيى بن جعدة وهو ثقة. مجمع الزوائد: 10/254.(2/621)
[النعمان، عن] كيسان: أبي عُمر عنهُ، عن خبابٍ مرفوعاً، وعنهُ عن علي موقُوفاً (1) .
(أبو أمامة [الباهلي] عنهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه الطبراني في الكبير، والبيهقي في السنن. وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير ورفعه عن خباب ولم يرفعه عن علي. المعجم الكبير: 4/90؛ والسنن الكبرى: 4/274؛ مجمع الزوائد: 3/164.(2/622)
2810 - قال الطبراني: حدثنا يحيى بن عُثمان بن صالح، حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق، حدثنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، [عن علي بن يزيد] ، عن القاسم، عن أبي أُمامة، قال: دخلتُ أنا ونفرٌ [معي] على خبابٍ بن الأرت، وقد اكتوى في جنبه، فقُلنا اكتويت؟ فقال: نعمُ. سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (يدخُلُ الجنة من أُمتي سبعون ألفا بغير حسابٍ لا يرقون، ولا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون) (1) .
وبهِ عن أبي أُمامة، عن خبابٍ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما أنفق المؤمنُ نفقةً إلا أُجِرَ فيها، إلا ما يُنفق في هذا التُرابِ) (2) .
(أبو الكنود الأزدي عنه)
2811 - روى ابن ماجه، والطبراني، وأبو يعلى، والبزارُ من حديث أسباط بن نصر، عن السُّدي، عن أبي سعيد الأزدي، عن أبي الكنود، عن خبابٍ في قوله تعالى: {وَلاَ تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/64، وفيه علي بن يزيد الألهاني، وهو ضعيف، وعبيد الله بن زحر قال الذهبي هو إلى الضعف أقرب. الميزان: 3/6، 161.
(2) المصدر السابق.
(3) الآية 52 سورة الأنعام.(2/622)
2812 - قال: (جاء الأقرعُ بن حابسٍ وعُيينة بن حصين، فوجدوا النبي - صلى الله عليه وسلم - قاعداً مع بلالٍ، وصُهيبٍ، وعمار [وخباب] في أُناسٍ من ضُعفاء المؤمنين، فحقروهم، فخلوا برسول الله، وقالوا: إنا نحبُّ أن تجعل لنا فيك مجلساً تعرِفُ [لنا بهِ] العرب فضلنا، فإن وفود العرب تأتيك، فنستحي [أن يرونا قعوداً مع هؤلاء العبيد، فإذا نحنُ جئناكَ فأقمهم عنا، فإذا / نحن فرغنا فأقعدهم إن شئت، فقال: نعم. قالوا: فاكتب بيننا وبينك كِتاباً، فدعا بالصحيفة، ودعا علياً ليكتُبَ، فبينا نحن قُعودٌ ناحيةً إذ نزل جبريلُ بهذه الآيات إلى قوله: {كَتَبَ رَبُّكُم عَلَى نَفسِهِ الرَحْمَةَ} فرمى [رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] بالصحيفة ودعانا، [فأتيناه وهو] يقول: (سلام عليكم) فدنونا منهُ، حتى وضعنا رُكبنا على رُكبتهِ، فكان بعد ذلك يقعد معنا حتى يقوم، ولا
يقوم حتى نقوم قبلهُ) (1) .
(أبو ليلى الكنديُّ عنهُ)
2813 - روى ابن ماجه في السنة من حديث وكيع، عن سُفيان الثوري، عن أبي إسحاق، [عن] ابن أبي ليلى الكندي، عن خباب: أنهُ جاء إلى عُمر، فقالَ: إدنهُ، فما أحدٌ أحق بهذا المجلس منك إلاَّ عمارٌ [فجعل خباب يريه آثاراً بظهره مما عذبه المشركون] (2) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبراني في الكبير: 4/87؛ وابن ماجه في الزهد: باب مجالسة الفقراء: 2/1382. وقال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. وقد روى مسلم والنسائي والمصنف (إبن ماجه) بعضه من حديث مسعد بن أبي وقاص، والخبر أخرجه أبو نعيم في الحلية: 1/146.
وقد علق المصنف على الخبر في تفسيره فقال: هذا حديث غريب، فإن هذه الآية مكية، والأقرع ابن حابس وعيينه إنما أسلما بعد الهجرة بدهر. تفسير ابن كثير: 2/135.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه في المقدمة (فضائل خباب) : 1/54 وقال في الزوائد: إسناده صحيح.(2/623)
2814 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سُليمان، قال: سمعتُ عمارة بن عُمير يُحدثُ عن أبي معمرٍ، قال: (سألنا خباباً أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأُ في الظهر؟ قال: نعم. قال: فمن أين كُنتم تعلمون؟ قال: بتحريك لحيتهِ) (1) .
2815 - حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن عمارة بن عُمير، عن أبي معمرٍ، قال: قُلنا لخبابٍ: بأي شئ كُنتم تعرفون قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الظهر والعصر؟ قال: باضطراب لحيته) (2) .
2816 - حدثنا عبد الرحمن عن سُفيان، عن الأعمش، عن عمارة،
عن أبي معمرٍ، عن خبابٍ، قال: قيل لهُ: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأُ في
الظهر والعصر؟ قال: نعم. قيل لهُ: بأي شئٍ كنتم تعلمون ذلك؟ قال: باضطراب لحيته) .
وابن جعفر قال: حدثه شُعبة، عن سُليمان، قال: سمعتُ عمارة بمعناه (3) .
2817 - حدثنا أبو مُعاوية، حدثنا الأعمش، وابن نُمير، قال: أنبأنا الأعمش عن عُمارة، عن أبي معمرٍ، قال: قلتُ لخبابٍ: (هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم. قُلنا: فبأي شئ كنتم تعرفون ذلك؟ قال: باضطراب لحيته) (4) .
_________
(1) من حديث خباب بن الأرت في المسند: 5/109.
(2) من حديث خباب بن الأرت في المسند: 5/109.
(3) المصدر السابق.
(4) من حديث خباب بن الأرت في المسند: 5/110، 112.(2/624)
2818 - رواهُ البخاري، وأبو داود والنسائي وابن ماجه من طُرقٍ عن سُليمان بن مهران: الأعمش بهِ (1) .
(رجلٌ عن خبابٍ)
2819 - قال أبو يعلى: حدثنا أبو عُبيدة بن الفضل، عن عياض، حدثنا أبو سعيد، حدثنا المسعودي، عن يُونس بن خبابٍ، عن رجل، عن خبابٍ بن الأرث، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله يقُول: إن عبداً أصححتُ لهُ جسمهُ، وأوسعتُ عليه في الرزق، فأتى عليه خمسُ حججٍ لا يأتين إليَّ فيهن لمحروم) (2) .
(ابنةُ خباب عن أبيها)
2820 - قال الطبراني (3) : حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، حدثنا مكحولٌ بن إبراهيم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن [بن زيد القائشي] ، عن ابنة خباب، عن / أبيها قالت: (خرج أبي في غزاةٍ، ولم يترك لنا إلاَّ شاةً، وقال: إذا أردتم أن تحلبوها، فأتوا بها أهل الصُّفةِ، فانطلقتُ بها، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاعتقلها، فحلب ملءَ القدح، وقال: اذهبي فأتني بأعظم إناءٍ عندكم، فما وجدت
_________
(1) الخبر أخرجه الأربعة في الصلاة: البخاري في كتاب الآذان: باب رفع البصر إلى الإمام في الصلاة: 2/232؛ وأخرج أطرافه في: باب القراءة في الظهر: 2/244، وباب القراءة في العصر: 2/245، وباب من خافت القراءة في الظهر والعصر: 2/261، وأخرجه أبو داود في: باب ماجاء في القراءة في الظهر: 1/212؛ وابن ماجه في: باب القراءة في الظهر والعصر: 2/270؛ والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/116.
(2) جمع الجوامع: 1/1728.
(3) في الأصل المخطوط: (البراء) ، والصواب الطبراني، كما في مجمع الزوائد: 8/312.(2/625)
إلا الجُفنة التي نعجن فيها. قالت: فحلب حتى ملأها، ثم قال: اذهبوا فاشربوا، واسقوا جيرانكم، وإذا أردتِ أن تحلبيها، فأتيني بها. قالت: فكنتُ آتي بها إليه، فيحلبها، فأخصبنا حتى قدم أبي، فأخذها أبي، فاعتقلها، فعادت إلى لبنها الأوّل. فقالت لهُ أُمي: أفسدت علينا شاتنا. إن كانت لتحلبُ ملءَ هذه الجفنة. قال: ومن كان يحلبها؟ قالت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: وتُريدون مني بركة يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعظم بركةً من يدي) (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه أحمد في المسند: 5/111؛ من حديث خباب بن الأرت بلفظ مختصر عما أورده المصنف. وقال الهيثمي: أخرجه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح، غير عبد الرحمن بن زيد القابش وهو ثقة. مجمع الزوائد: 8/312.(2/626)
475 - (خبابُ: أبو إبراهيم الخزاعي، رضي الله عنهُ) (1)
2821 - سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (اللهم استر عورتي، وآمن روعتي، واقض ديني) . رواهُ الطبراني عن محمد بن الفضل السقطي، عن حُسين بن عبد الأول، عن زيد بن الحُباب، عن قيس بن مجزأة بن ثورٍ، عن إبراهيم بن خبابٍ [الخزاعي] ، عن أبيه خباب (2) .
476 - ( [خباب] أبو السائب) (3)
روى ابن منده وأبو نُعيم من حديث عبد العزيز بن عمران، عن
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/114. وقال ابن حجر: فرق الطبراني بينه وبين خباب بن الأرت ثم قال: واستدركه أبو موسى، ولم أره في التجريد ولا أصله. الإصابة: 1/417.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 4/94. وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفه، وله شاهد عن أبي سعيد عند أحمد. مجمع الزوائد: 10/180.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/117؛ وفي الإصابة: 1/417: روى ابن منده من طريق عبد العزيز ابن عمران عن عبد الله بن السائب عن أبيه عن جده قال: (رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إلخ. وقال - ابن منده -: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وجزم ابن عبد البر في الاستيعاب: 1/424 أنه مولى فاطمة بنت عتبة أدرك الجاهلية واختلف في صحبته، وقال البخاري في ترجمة ابنه السائب: خباب: أبو مسلم صاحب المقصورة ويقال: مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة الفرس له صحبة. التاريخ الكبير: 4/156.(2/626)
عبد الله بن السائب بن خباب، عن أبيه، عن جده، قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكلُ قديداً متكئاً على سريرٍ، ثم يشرب من فُخارةٍ) .(2/627)
2822 - قال أبو نُعيم: صوابهُ ابن عبد الله بن السائب عن أبيه عن
جده.
477 - (خباب الزبيدي) (1)
2823 - قال البزارُ: حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأزدي، حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا إسرائيل (2) ، عن جابر، عن معقل الزبيدي، عن عباد [أبي] الأخضر، عن خباب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا أخذت مضجعك فاقرأ: {قُلْ يَاأَيُهَا الكَافِرُونَ} وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذ مضجعه قرأ {قُلْ يَاأَيُهَا الكَافِرُونَ} حتى يختمها) (3) . وقد تقدم رواية الطبراني لهذا الحديث عن عباد عن خبابٍ بن الأرت ولكن هكذا ترجم البزارُ هذا الصحابي، فقال: خبابُ الزبيديُ ولم ينسبه في الإسناد فالله أعلم (4) .
478 - (خبيبٌ) : وهو ابنُ إسافٍ
ويقال: ابن يسافِ بن عِنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن
_________
(1) له ترجمة في الإصابة: 1/417.
(2) في الإصابة: (عن شريك) .
(3) قال ابن حجر في الإصابة: أخرجه البغوي وغيره من رواية يحيى الحماني عن شريك، فلم يتركوا فوق عياد بن أخضر راوياً، والخبر أورده الهيثمي عن (خباب) ولم ينسبه ثم قال: رواه البزار وفيه جابر الجعفي، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 10/121.
(4) يرجع إلى ترجمة خباب بن الأرت.(2/627)
جُسم بن الحارث بن الخزرج بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي الأنصاري، رضي الله عنهُ (1) .
أول مشاهده بدر وأسلم في / أثناء الطريق إليها، وجُرح يومئذٍ حتى مال سيفهُ فردَّهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن تفل عليه، وقتل يومئذٍ أُمية بن خلف، وتزوج حبيبة بنت خارجة بن زيد بعد الصديق. له حديث واحدٌ.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/118؛ والإصابة: 1/418؛ والاستيعاب: 1/432؛ والتاريخ الكبير: 3/209؛ وثقات ابن حبان: 3/108؛ والطبقات الكبرى: 3/85.(2/628)
2824 - حدثنا يزيد، أنبأنا المُستلم بن سعيد الثقفي، [عن عباد] ، حدثنا خُبيب بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده، قال: (أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يُريد غزواً أنا ورجلٌ من قومي، ولم نُسلم، فقلنا: إنا نستحي أن يشهد [قومنا] مشهداً لا نشهده معهم، فقال: أوَ أسلمتم؟ قلنا: لا. قال: فإنا لا نستعين بالمشركين على المُشركين. قال: فأسلمنا، وشهدنا معهُ فقتلتُ رجلاً، وضربني ضربةً، وتزوجتُ بابنته بعد ذلك، فكانت تقول: لا عدمت رجلاً وشحكَ هذا الوشاح. فأقول: لا عدمتِ رجلاً عجل بأبيكِ إلى النار) (1) تفرد به.
* (خُبيب بن الحارث مقراف الذنوب)
صوابهُ جُبيب بالجيم كما تقدم (2)
479 - (خُبيب: أبو عبد الله الجهني) (3)
في فضل {قل هو الله أحد} والمعوذين
_________
(1) من حديث جد خبيب في المسند: 3/454.
(2) لم يذكر من قبل، ولعله سقط من الأصل، وحبيب بن الحارث مذكور في حديث عائشة من رواية هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: (جاء حبيب بن الحارث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يارسول الله إني رجل مقراف الذنوب) ... إلخ. الاستيعاب: 1/255؛ والإصابة: 1/224؛ وأسد الغابة: 1/221، 2/119.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/119؛ والإصابة: 1/419.(2/628)
رواهُ ابن أبي ذئب عن أسيدٍ [بن أبي أسيد] ، عن مُعاذ بن عبد الله بن خُبيب، عن أبيه، عن جده.
المشهور: عن معاذٍ، عن أبيه عبد الله كما سيأتي (1) .
_________
(1) قال ابن الأثير نقلاً عن أبي نعيم: رواه روح بن القاسم، وحفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن معاذ بن عبد الله عن أبيه من دون جده. ثم قال: قلت: قد رواه عبد الله بن وهب عن أبي ذئب فقال: معاذ بن عبد الله بن خباب عن أبيه عن جده وذكره الطبراني وابن قانع وابن السكن في الصحابة.
وقال ابن حجر في الإصابة: أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي والطبراني وعبد بن حميد، وغيرهم لم يقولوا عن جده. تراجع الإصابة وأسد الغابة وسنن أبي داود: 4/321.(2/629)
480 - (خداش بن سلامة وهو أبو سلامة السُّلمي) (1)
نزل الكوفة، له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثٌ واحدٌ: ( [أوصى امرأ بأمه، أوصى امرأ بأمه، أوصى امرأً بأمه] أوصى امرأً بأبيه، أوصى امرأً بمولاه الذي يليه وإن كان عليه أذاةٌ يؤذيه) ، وكذلك رواهُ الثوري عن منصور عن عُبيد الله عن أبي سلامة (2) .
ورواهُ ابن الأثير من طريق أحمد، عن عفان، عن أبي عوانة، عن منصور، عن عبيد الله بن علي، عن عُرفطة [السلمي] ، عن أبي سلامة بهِ (3) .
_________
(1) قال ابن الأثير: يقال ابن أبي سلامة السلامي، أسد الغابة: 2/124، وهو الذي عند ابن السكن كما قال صاحب الإصابة: 1/420، وأورد غير ذلك من أوجه الاختلاف في نسبه، وله ترجمة بمثل ذلك في الاستيعاب: 1/424؛ وثقات ابن حبان: 3/107؛ والتاريخ الكبير: 3/218.
(2) الخبر أخرجه أحمد في المسند من حديث خداش أبي سلامة: 4/311، كما أخرجه البخاري في الكبير عن جرير عن منصور عن عبيد الله بن علي وعن ابن أبي شيبة عن شريك عن منصور،
= ... وعن وكيع عن سفيان عن منصور وغير ذلك. التاريخ الكبير: 3/218، 219؛ كما أخرجه الطبراني في الكبير: 4/260 وما بين المعكوفين استكمال للخبر من ابن الأثير.
(3) أسد الغابة: 2/124.(2/629)
481 - (خِراش بن أُمية) (1)
2825 - قال البزار: حدثنا صفوان بنُ أبي المغلس (2) ، حدثنا محمد بن عُمر، حدثنا بُكير بن مسمارٍ، عن عبد الله بن خراشٍ بن أُمية (3) الخزاعي، عن أبيه، قال: (كنتُ أطلبُ حاجةً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قُلتُ: فإن لم أجدك؟ قال: فأتِ أبا بكرٍ. قلتُ: فإن لم أجدهُ؟ قال: فعُمرَ. قُلت: فإن لم أجدهُ؟ قال: فعثمان. قلتُ: فإن لم أجده] ؟ فسكتَ، فأعدت ذلك [عليه مرتين أو] ثلاثاً يقول ذلك، فقلتُ في نفسي. ذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاءُ) (4) .
* (خديج بن رافع والد رافع بن خُدج)
2826 - وقع في نسخة للنسائي وقفتُ عليها. [ووقع في الأطراف عن] (5) ابن عساكر في حديث [النهي عن] كراء المزارع من رواية مجاهد عن رافع ابن خديج عن أبيه (6) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/125؛ والإصابة: 1/420؛ والاستيعاب: 1/427؛ وثقات ابن حبان: 3/107.
(2) في كشف الأستار: (صفوان بن المفلس) ولم نعثر عليه.
(3) في كشف الأستار: (عبد الله بن خداش بالدال) ، وفي المخطوطة: (خراش عن أمية) . والتصويب من مصادر الترجمة ومجمع الزوائد.
(4) كشف الأستار: 2/223. وقال الهيثمي: رواه البزار وفيه الواقد، ومن لم أعرفه. مجمع الزوائد: 5/177.
(5) مابين المعكوفين استكمال من الإصابة ليتصل السياق.
(6) قال ابن حجر في الإصابة: 1/420، ذكره البغوي ومن تبعه في الصحابة، وأوردوا له حديث فيه وهم. ثم أورده الأخبار الموهمة في ذلك وقال: رواه عبد الوارث عن ليث عن عباية عن أبيه عن جده فالاضطراب فيه من ليث، فإنه اختلط، والحديث حديث رائع بين خديج، كما في رواية حماد بن مسلمة وهو في الصحيحين من وجه آخر عن عبابة، والخبر الذي أشار إليه ابن كثير عند النسائي أخرجه في المزارعة عن علي بن حجر عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم ابن مالك الجزري عن مجاهد قال: أخذت بيد طاوس حتى أدخلته على رافع بن خديج، فحدثته عن أبيه، وأخرج النسائي هذا الخبر من طريق عمرو بن دينار قال: كان طاوس يكره أن يؤاجر
= ... أرضه فقال له مجاهد: (اذهب إلى ابن رافع بن خديج فاسمع حديثه) .
قال الحافظ المزي: وهذا هو الصواب، ولا أعلم لخديج صحبة فضلاً عن رواية - والذي في الأصول الصحيحة من النسائي: (فأدخلته على ابن رافع بن خديج) فإنه سقط (ابن) من النسخة التي نقل منها. المجتبي: 7/21 وما بعدها؛ تحفة الأشراف: 3/121.
وفي المرجعين مع الإصابة مجال يفيد الباحثين.(2/630)
482 - (خراش بن مالك) (1)
2827 - قال: (احتجم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: لقد عظُمت أمانةُ رجل قام على أوداجِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[بحديدة] . رواه أبو موسى العسكري من حديث محمد بن إسحاق، عن عبد [الله بن بجرة الأسلمي به] (2) .
483 - / (الخرباقُ السُلمي) (3)
قال: (صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر فنسى) الحديث رواهُ سعيدُ بن بشير، عن قتادة، عن محمد بن سيرين، عنهُ، والصواب: محمد بن سيرين عن أبي هريرة في قصة ذي اليدين، واسمه الخرباقُ كما سيأتي في ترجمة ذي اليدين (4) .
484 - (خرشة بن الحارث المرادي) (5)
2828 - وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثه في ثالث الشاميين.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/127؛ والإصابة: 1/422.
(2) مابين المعكوفين استكمال من المصدرين السابقين. قال في التجريد: له تابعي.
(3) له ترجمة في الإصابة: 1/422؛ ويراجع المعجم الكبير للطبراني: 4/259.
(4) الخبر أخرجه أحمد في المسند من حديث عمران بن حصين: 4/427؛ والطبراني في المعجم الكبير من هذا الطريق: 4/259.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 2/127؛ والإصابة: 1/423؛ والاستيعاب: 1/439؛ والتاريخ الكبير: 3/213؛ وثقات ابن حبان: 3/113؛ والطبقات الكبرى: 7/194.(2/631)
2829 - حدثنا حسن، [حدثنا] ابن لهيعة، حدثنا يزيد بن أبي حبيب،
عن خرشة [بن الحارث]- وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(لا يشهدن أحدكم قتيلاً لعله أن يكون قُتل مظلوماً، فيصيبه السخط) تفرد
به (1) .
485 - (خرشةُ بن الحر) (2)
حديثه في أول الشاميين
2830 - حدثنا علي بن بحر، حدثنا محمد بن حمير الحمصي، حدثنا ثابت ابن عجلان، قال: سمعتُ أبا كثير المحاربي، قال: سمعتُ خرشة الحُر يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ستكون [من] بعدي فتنةٌ النائم فيها خيرٌ من اليقظان، والقاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الساعي، فمن أتت عليه فليمش بسيفه إلى صفاةٍ فليضربه بها، حتى ينكسر، ثم ليضطجع لها حتى تنجلي عما انجلت) تفرد به (3) .
_________
(1) من حديث خرشة بن الحارث في المسند: 4/167، والخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 4/259. وقال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وهو حسن الحديث. مجمع الزوائد: 7/300.
(2) خرشة بن الحر الفزاري، وقيل المحاربي، وقيل الأزدي، وهم واحد عند ابن كثير في أسد الغابة: 2/127؛ وهما عند ابن حجر في الإصابة: 1/423 رجلان، واستدل بخبر الفتنة عند أحمد والبغوي والطبراني وآخرين من طريق أبي كثير المحاربي قال: سمعت خرشة فوقع في رواية الطبراني خرشة المحاربي، وفي رواية أحمد خرشة بن الحر، وفي رواية الآخرين: خرشة بن الحارث، واستند أيضاً إلى أن البخاري فرق بين خرشة بن الحارث الصحابي وبين خرشة بن الحر التابعي. ويراجع الاستيعاب: 1/439، 441؛ والتاريخ الكبير: 3/213.
(3) من حديث خرشة بن الحر في المسند: 4/106؛ وأخرجه الطبراني من حديث خرشة المحاربي: 4/258؛ وأبو يعلى من حديث خرشة عن النبي، ولم ينسبه مسند أبي يعلى: 2/225. وقال الهيثمي: فيه أبو كثير المحاربي ولم أعرفه. مجمع الزوائد: 7/300.(2/632)
486 - (خُريم بن أوس بن حارثة بن لام بن عمرو) (1)
ابن طريف بن عمرو بن ثُمامة بن مالك بن جدعاء بن ذُهل بن رُومان بن جُندب بن خارجة بن سعد بن فُطرة بن طي [الطائي] لقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مُنصرف من غزوة تبوك، فأسلم.
2831 - قال الطبراني: حدثنا عبدان بن أحمد، وأحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار، ومحمد بن موسى بن حماد البربري، قالوا: حدثنا أبو السكين: زكريا بن يحيى، حدثني عم [أبي] زحر بن حصنٍ، عن جده جُندب بن مُنهب قال: قال خُريمُ ابن أوس بن حارثة بن لام: (كُنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال العباسُ بن عبد المطلب: يارسول الله إني أُريدُ أن أمتدحك. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: هاتِ لا يفضُضِ الله فاكَ. فأنشأ يقول:
من قبلها طبت في الظلال وفي ... مُستودع حيث يُخصفُ الورقُ (2)
ثم هبطت البلاد لا بشرٌ أنت ... ولا مُضغة ولا علقُ (3)
بل نُطفة تركبُ السفينة وقد ... ألجمَ نسراً وأهلهُ الغرقُ (4)
تُنقلُ من صالبٍ إلى رحمٍ ... إذا مضى عالمٌ بدا طبقُ / (5)
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/129؛ والإصابة: 1/424؛ والاستيعاب: 4/426؛ وثقات ابن حبان: 3/113.
(2) كناية عن الجنة حيث خصف آدم وحواء عليهما من ورق الجنة. النهاية: 1/296.
(3) المراد لن تبلغ هذه الأشياء حين أهبط الله آدم من الجنة.
(4) نسر: هو صنم قوم نوح الذي ورد في الآية الكريمة: (ولا يغوث ويعوق ونسراً) حيث أغرقهم الطوفان.
(5) الصالب: الصلب، وهو قليل الاستعمال. والطبق: القرن. قال في النهاية. يقول: إذا مضى قرن بدا قرن. النهاية: 2/271، 3/32.(2/633)
حتى احتوى بيتك المهيمنُ من ... خندفَ علياءَ تحتها النُّطُقُ (1)
وأنت لما وُلدت أشرقت الأ ... رضُ وضاءتْ بنورك الأُفُقُ
فنحن في ذلك الضياء [وفي الـ ... ــنورِ] وسُبْلِ الرشاد نخترقُ
ثم روى الطبراني عن عبدان، ومحمد بن موسى، عن زكريا، عن زحر، عن حُميد. قال: قال خُريم: سمعتُ رسول الله يقول: ( [هذه] (2) الحيرة البيضاء قد رفعت [لي] ، وهذه الشيماء بنت بُقيلة الأزدية على بغلةٍ شهباء معتجرة بخمارٍ أسود، فقلتُ: يارسول الله إن دخلنا الحيرة فوجدتُها على هذه الصفة فهي لي؟ قال: هي لك، قال: ثم ارتدت العربُ، فلم يرتد أحدٌ من طئ، فكُنا نقاتلُ قيساً على الإسلام، وفيهم عُيينةُ بن حصنٍ، وتُقاتل بني أسدٍ، وفيهم طُليحة بن خود الفقعسي، فامتدحنا خالدُ بن الوليد، فكان فيما قال فينا:
جزى الله عنا طيئاً في ديارها ... بمعترك الأبطالِ خير جزاءِ
هُم أهل رايات السماحة والندى ... إذا ما الصبا ألوت بكلِّ خباءِ
هُم ضربوا قيساً على الدين بعدما ... أجابوا مُنادي ظلمة وعماءِ
قال: ثم سار خالد إلى مُسيلمة وأصحابه أقبلنا إلى ناحية البصرة، فلقينا هرمزٌ) بكاظمة) في جمعٍ كثير عظيم، فبرز لهُ خالدُ، ودعا إلى
_________
(1) خندف: في الأصل لقب ليلى بنت عمران بن الحاف بن قضاعة سميت بها القبيلة. والمهيمن: الشاهد أي بيتك الشاهد بشرفك وقيل أراد بالبيت نفسه لأن البيت داخل قد حل به صاحبه، وقيل أراد بيته وشرفه والمهيمن من الهيمنة كأنه قال: حتى احتوى شرفك الشاهد بفضلك عليا الشرف من نسب ذوي خندف التي تحتها النطق: 4/254.
والنطق: جمع نطاق، وهي أعراض من حبال بعضها فوق بعض، شبهت بالنطق التي يشد بها أوساط الناس. ضربه مثلاً في ارتفاعه وتوسطه في عشيرته وجعلهم تحته بمنزلة الجبال. النهاية: 4/154، 254.
(2) الحيرة: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النجف كانت مسكن ملوك العرب في الجاهلية. معجم البلدان: 2/328.(2/634)
البزار، فبرز له هُرمزُ، فقتلهُ خالدٌ وكتب بذلك إلى أبي بكرٍ، فنفله سلبهُ، فبلغتْ قلنسوته مائة ألفٍ، وكانت الفرسُ إذا شرُفَ الرجل منهم جعلت قلنسوتهُ بمائة ألفٍ.
قال: ثم سرنا على طريق الطَّفِ (1)
حتى دخلنا الحيرة، فكان أول من تلقانا بها الشيماءُ بنتُ بقيلة الأزدية على بلغة شهباء معتجرةً بخمارٍ أسود كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتعلقت بها، فقلتُ: هذه وهبها لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعاني خالد عليها البينة، فأتيته بها فسلمها إليَّ، ونزل إلينا أخوها عبد المسيح، فقال لي: بعنيها، فقلتُ: لا أنقصها عن عشر مائة، فدفع إلي ألف درهمٍ، فقال لي: لو قُلت لي مائة ألفٍ لدفعتها إليك، فقلتُ: ما [أحسب أن] مالاً أكثر من عشر مائةٍ. قال: وبلغني في غير هذين الحديثين أن الشاهد بن محمد بن مسلمة، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما (2) .
_________
(1) () ... الطف: أرض من ضاحية الكوفة في طريق البرية. معجم البلدان: 4/36.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 4/252. قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم، وأبو السكين صدوق له أوهام لينة بسببها الدارقطني وزحر بن حصين لا يعرف. مجمع الزوائد: 8/218.(2/635)
487 - (خُريم بن أيمن) (1) /
2832 - روى أبو موسى من طريق عبدان، حدثنا محمد بن أيوب، حدثنا حُميد بن داود، حدثنا أبي، حدثنا [خُريم بن] كعب بن خُريم [بن أيمن بن زرعة] ، عن أبيه، عن جده: أن رجلاً قال: يارسول الله إني قد كبرت على خلال الإسلام فاتخذ لي خلةً تجمع خلال الإسلام،
_________
(1) في الأصل المخطوط: (خريم بن أيمن بن أبجر) ولم يذكر ابن الأثير (إبن أبجر) في نسبه. أسد الغابة: 2/130.(2/635)
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لايزال لسانك رطباً من ذكر الله، [فقال الرجل] : ويكفيني؟ قال: نعم ويفضُل عنك) (1) .
_________
(1) المصدر السابق، وما بين معكوفين استكمال منه، وبنحوه أخرجه أحمد في المسند من حديث عبد الله بن بسر المازني: 4/188، 190.(2/636)
488 - (خُريم بن فاتكٍ بن الأخرم بن شداد بن عمرو
ابن الفاتك بن القُليب بن عمرو بن أسد بن خُزيمة الأسدي:
أبو يحيى، ويُقال: أبو أيمن) (1)
شهد هو وأخوهُ بدراً في قول البخاري وغيرهُ، وهو الصحيح، وقيل إنما أسلما عام الفتح، نزل الرقة، وحديثهُ عند أحمد في ثالث المكيين، وخامس وسادس الكوفيين.
2833 - حدثنا هيثم (2) بن خارجة، حدثنا محمد بن أيوب، عن ميسرة بن خالد، قال: سمعتُ أبي [سمع] خُريم بن فاتك الأسدي يقول: (الشام سوطُ الله في الأرض، ينتقم بهم ممن يشاءُ، وحرام على مُنافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم، ولن يموتوا إلاَّ هماً أو غماً أو غيظاً أو حزناً) تفرد به (3) .
ورواهُ أبو يعلى عن داود أسيد عن الوليد بن مسلم عن محمد بن أيوب.
2834 - حدثنا محمد بن عُبيد، حدثني سفيان العصفري، عن
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/130؛ والإصابة والإستيعاب: 1/424؛ والتاريخ الكبير: 3/224؛ وثقات ابن حبان: 3/11.
(2) في الأصل المخطوط: (هشيم بن خارجة) وهو هيثم بن خارجة الخراساني، حدث عنه البخاري وأحمد. تهذيب التهذيب: 11/93.
(3) من حديث خريم بن فاتك في المسند: 3/499 وليس فيه: أوهما.(2/636)
أبيه، عن حبيب بن النعمان الأسدي [، ثم أحد بني عمرو بن أسد، عن خُريم بن فاتك الأسدي] ، قال: (صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةَ الصبح، فلما انصرف قام قائماً، فقال: (عُدلتْ شهادةُ الزور الإشراك بالله، ثم تلا هذه الآية: {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} (1) .
_________
(1) من حديث خريم بن فاتك في المسند: 4/321، وما بين المعكوفات استكمال منه. الآية 30 سورة الحج.(2/637)
2835 - رواهُ أبو داود عن يحيى بن موسى، وابنُ ماجة عن أبي بكرٍ عن أبي شيبة، كلاهُما عن محمد بن عُبيد (1) .
2836 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أبي إسحاق، عن شمر، عن خُريم - رجل من بني أسد - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لولا أن فيك اثنتين كُنت أنت، قال: إن واحدةً تكفيني. قال: تُسبلُ إزارك وتُوفر شعرك. قال: لا جرم والله لأفعل) (2) تفرد به.
2837 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو بكر، عن أبي إسحاق، عن [شمر ابن] عطية، عن خريم بن فاتك الأسدي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (نعم الرجلُ أنت ياخُريم لولا خلتان فيك. قلتُ: وما هُما يارسول الله؟ [قال] : إسبالك إزاك، وإرخاؤك شعرك) (3) .
حدثنا معاوية بن عمرو، [حدثنا زائدة، حدثنا الركين بن الربيع بن عُميلة الفزاري عن أبيه، عن يسير بن عميلة، عن خريم بن فاتك
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في الأقضية: باب في شهادة الزور: 3/305؛ وابن ماجه في الأحكام: باب شهادة الزور: 2/794.
(2) من حديث خريم بن فاتك في المسند: 4/321.
(3) من حديث خريم بن فاتك في المسند: 4/322، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/637)
الأسدي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -] قال: (من أنفق نفقة في سبيل الله تضاعف لهُ بسبعمائة ضعفٍ) (1) .
2838 ... - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا شيبان بن عبد الرحمن الأسدي، عن الركين بن الربيع، عن أبيه، عن عمه فلان بن عميلة، عن خُريم بن فاتك/ الأسدي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الناسُ أربعةٌ، والأعمالُ ستةٌ: فالناسُ مُوسعٌ عليه في الدنيا والآخرة، وموسعٌ عليه في الدنيا مقتورٌ عليه في الآخرة، ومقتورٌ عليه في الدنيا [موسعٌ عليه في الآخرة، وشفى في الدنيا] والآخرة.
والأعمال مُوجبتان (2) ، ومثلٌ بمثلٍ، وعشرة أضعافٍ، وسبعمائة ضعفٍ: فالموجبتان من مات مُسلماً مؤمناً لا يُشرك بالله شيئاً، فوجبت لهُ الجنة، ومن مات كافراً وجبت له النارُ، ومن هَمَّ بحسنةٍ، فلم يعملها فعلم الله أنه قد أشعرها قلبهُ وحرص عليها كُتبتْ له حسنةٌ، ومن هم بسيئةٍ لم يعملها لم تُكتب عليه، وإن عملها كتبتْ عليه واحدةٌ، ولم تُضاعف عليه، ومن عمل حسنةً كانت بعشر أمثالها، ومن أنفق نفقةً في سبيل الله كانت لهُ بسبعمائة ضعفٍ) (3) .
_________
(1) من حديث خريم بن فاتك في المسند: 4/345؛ ومابين المعكوفات استكمال لسند الخبر منه.
(2) موجبتان: تعني موجبة من أوجب يقال: أوجب الرجل إذا فعل فعلاً وجبت له به الجنة أو النار. النهاية: 4/194.
(3) من حديث خريم بن فاتك الأسدي في المسند: 4/345؛ وما بين المعكوفين استكمال منه.(2/638)
2839 - حدثنا أبو النضير، حدثنا المسعودي، عن الركين بن الربيع، عن أبيه، عن خُريم بن فاتك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الأعمال ستةٌ) فذكرهُ (1) .
_________
(1) من حديث خريم بن فاتك الأسدي في المسند: 4/346.(2/638)
2840 - حدثنا أبو داود في الفتن: حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا أبي، [حدثنا] شهاب بن خراسٍ، عن القاسم بن غزوان، عن إسحاق بن راشدٍ، حدثني عمرو بن وابصة [الأسدي، عن أبيه وابصة] ، عن ابن مسعودٍ: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره (1) .
489 - (خُزيمة بن ثابت)
ابن الفاكهِ بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيانٍ بن عامر بن خطمة [بن
جشم] بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي (2) ، [يكنى] أبا عمارة [وهو] ذو الشهادتين، شهد بدراً، ومابعدها، وحضر مع علي [الجمل] وصفين ولم يقاتل [فيهما] فلما قُتل عمارٌ (3) سل سيفهُ وقاتل حتى قُتِلَ.
(إبراهيم بن سعدٍ عنهُ)
2841 - حدثنا وكيع، عن سُفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن إبراهيم ابن سعدٍ، عن سعد بن مالك، وخُزيمة بن ثابتٍ، وأُسامة بن زيد. قالوا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الطاعون رجزٌ، أو عذابٌ عُذِّبَ بهِ
_________
(1) الضمير يعود على حديث ابن مسعود، وهو متصل بحديث أبي بكرة عند أبي داود بلفظ: (أنها ستكون فتنة يكون المضطجع فيها خير من الجالس) ... إلخ.
وفي حديث ابن مسعود زيادة قال: (قتلاها كلهم في النار) وقال فيه: (قلت متى ذلك يا ابن مسعود؟ قال تلك أيام الهرج حيث لا يأمن الرجل جليسه) ... إلخ.
وفي هذا الخبر: فلما قتل عثمان طار قلبي مطاره، فركبت حتى أتيت دمشق، فلقيت خريم بن فاتك، فحدثته، فحلف بالله الذي لا إله إلا هو لسمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما حدثته ابن مسعود) . أخرجه أبو داود في الفتن: باب في النهي عن السعي في الفتنة: 4/99.
(2) () ... له ترجمة في أسد الغابة: 2/133؛ والإصابة: 1/425؛ والاستيعاب: 1/417؛ والتاريخ الكبير: 3/205؛ وثقات ابن حبان: 3/107؛ وطبقات ابن سعد: 6/33.
(3) لما قتل عمار في صفين قال خزيمة: (سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: تقتل عماراً الفئة الباغية) ، ثم سلَّ سيفه وقاتل حتى قتل. تراجع مصادر الترجمة.(2/639)
قومٌ، فإذا وقع بأرضٍ وأنتمُ بها فلا تخرجوا منها، وإذا سمعتم بهِ بأرضٍ فلا تدخلوا عليه) (1) . رواهُ مُسلم (2) .
(عبد الله بن هرمى مختلف في صحبته (3) . عن خزيمة)
_________
(1) من حديث خزيمة بن ثابت في المسند: 5/213.
(2) الخبر أخرجه مسلم في: باب الطاعون والطيرة والكهانة ونحوها: صحيح مسلم: 5/67.
(3) عبد الله بن هرمى والأكثر هرمى بن عبد الله. ووقع في المخطوطة: (مختلف في نسخته) وهو سهو من النساخ، والصواب ما أثبتناه. يراجع أسد الغابة: 5/394؛ والإصابة: 3/615؛ وتهذيب التهذيب: 11/28.(2/640)
2842 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا حجاج، عن عمرو بن شُعيب، عن
عبد الله بن هرمى، عن خُزيمة بن ثابت الأنصاري، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
(لا يستحي الله من الحق. لا تأتوا النساء في أعجازهن) . و [في] رواية: (أدبارهن) (1) .
(ابنهُ عُمارة بن خُزيمة عنهُ)
2843 - حدثنا محمد بن بشر، حدثنا هشامُ بن عروة، عن عمر بن / خزيمة المدني، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري، [عن أبيه] (2) : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر الاستطابه، فقال: (ثلاثة أحجارٍ ليس فيها رجيعٌ) (3) . رواهُ أبو داود، وابن ماجه (4) .
_________
(1) من حديث خزيمة بن ثابت في المسند: 5/213.
(2) في المسند: (عمرو بن خزيمة عن خزيمة بن ثابت) والزيادة من سنن أبي داود، ويراجع تهذيب التهذيب في ترجمة عمرو بن عمرو خزيمة: 8/28.
(3) () ... من حديث خزيمة بن ثابت في المسند: 5/213.
(4) الخبر أخرجه في الطهارة أبو داود: باب الاستنجاء بالحجارة: 1/10؛ وابن ماجه: باب الاستنجاء بالحجارة والنهي عن الروث والرمة: 1/114. وتراجع الزيادات التي أوردها الحافظ المزي لهذا الخبر في تحفة الأشراف: 3/124.(2/640)
2844 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا أبو جعفر الخطمي، عن عمارة بن خُزيمة بن ثابت: أن أباهُ قال: (رأيتُ في المنام كأني أسجُدُ على جبهة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرتُ بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -[فقال:] إن الروح لا تلقى الروح، فأقنع النبي - صلى الله عليه وسلم - رأسه هكذا، فوضع جبهته على جبهة النبي - صلى الله عليه وسلم -) (1) .
رواهُ النسائي في الرؤيا (2) .
2845 - حدثنا الحسن بن موسى [الأشيب، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الأسود: أنه سمع عروة يحدث] عن عُمارة بن خُزيمة الأنصاري، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (يأتي الشيطانُ الإنسان، فيقولُ: من خلق السماوات؟ فيقول: الله، ثم يقولُ: من خلق الأرض؟ فيقول: الله، حتى يقول: من خلق الله؟ فإذا وجد أحدُكم ذلك، فليقُلْ آمنت بالله ورسوله) (3) . تفرد به.
(حديثٌ آخر عنه عن أبيه)
2846 - قال أبو يعلى: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحُباب، حدثني محمد بن زُرارة بن خُزيمة، حدثني عُمارة، عن أبيه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اشترى فرساً من سواء بن قيس المحاربي (4) فجحدهُ فشهد لهُ خُزيمة بن ثابت، فقال لهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما حملك على الشهادة ولم تكن معنا حاضراً؟ قال: صدقتُك بما جئت به، وعملتُ
_________
(1) من حديث خزيمة بن ثابت في المسند: 5/214.
(2) الخبر أخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 3/128.
(3) من حديث خزيمة بن ثابت في المسند: 5/214.
(4) وقيل: سواء بن الحارث النجاري. يراجع أسد الغابة: 2/482؛ والمعجم الكبير للطبراني.(2/641)
أنك لا تقولُ إلا حقاً، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: من شهد له خُزيمةُ
أو شهد عليه فحسبُهُ شهادة خُزيمة مقام أربع شهداء) (1) .
(عُمارة بن عثمان بن سهل بن حُنيف عن خُزيمة)
_________
(1) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 3/101؛ والخبر أخرجه أبو داود بمعناه وفيه: (شهادة خزيمة بشهادة رجلين) ، سنن أبي داود: 3/308، كتاب الأقضية.(2/642)
2847 -[حدثنا محمد بن جعفر] ، حدثنا شُعبة، حدثني أبو جعفر المديني - يعني الخطمي -، قال: سمعتُ عمارة بن عثمان بن سهل بن حنيف يُحدثُ، عن خُزيمة بن ثابت: (أنه رأى في المنام أنهُ يُقبل النبي، فأخبرهُ، فناوله النبي - صلى الله عليه وسلم -[فقبل] جبهته) (1) . رواهُ النسائي عن بندار، عن محمد بن جعفر (2) .
(عمرو بن ميمون عنهُ)
في المسح على الخفين: (ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر)
(حفيدة محمد بن عمارة عنهُ) /
2848 - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (يقتل عماراً الفئةُ
_________
(1) من حديث خزيمة بن ثابت في المسند: 5/214، وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) في الأصل المخطوط: كلمة (جعفر) غير واضحة، ومن المرجح أنها في الأصل: (محمد بن جعفر: غندر) ، ولعل في العبارة سقطاً أو تحريفاً من النساخ، ولم يرد في تحفة الأشراف ذكر لرواية هذا الخبر عند النسائي، وإنما الخبر الذي يليه في المسح على الخفين من هذا الطريق عند ابن ماجه. ويبدو أن أصل العبارة هكذا:
(خبر آخر:
رواه أبو داود والترمذي من طريق أبي عبد الله الجدلي عنه ورواه ابن ماجه عن بندار عن غندر عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن إبراهيم التميمي عن الحارث بن سويد عن عمرو بن ميمون عنه في المسح على الخفين) ... إلخ.
ويراجع تحفة الأشراف: 3/123؛ سنن أبي داود: 1/40؛ سنن الترمذي: 1/158؛ سنن ابن ماجه: 1/184.(2/642)
الباغية) (1) تفرد به.
وقد ذكر عنهُ في المسح على الخُفين من طرقٍ كثيرة (للمسافر ثلاثةُ [أيام] ولياليهنَّ وللمقيم يومٌ وليلة) (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 3/98. قال الهيثمي: فيه أبو معشر وهو لين. مجمع الزوائد: 7/242.
(2) سبق تخريج الخبر عند أبي داود والترمذي وابن ماجه، ويرجع إلى مسند أحمد من حديث خزيمة ابن ثابت: 5/213، 214، 215.(2/643)
490 - (خُزيمة بن جزء بن شهاب العبدي)
من عبد القيس يعد في البصريين (1)
2849 - قال الترمذي في الأطعمة: حدثنا هناد، حدثنا أبو معاوية،
[عن إسماعيل بن مسلم، عن عبد الكريم بن أبي المخارق أبي أمية، عن حِبان
ابن جزءٍ، عن أخيه] خُزيمة بن جزءٍ، قال: (سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكل
الضَّبُع. فقال: أو يأكلُ الضبع أحدٌ؟ وسألتهُ عن أكل الذئبِ، فقال: أو يأكل
الذئب أحدٌ [فيه خيرٌ] ؟ قلتُ: ما تقولُ في الضب؟ قال: لم آكلهُ ولم أُحرمهُ. قلتُ: ما تقول في الثعلب؟ قال: ومن يأكل الثعلب؟ قلت: فالأرنب. قال: لا أكلهُ ولا أُحرمهُ) (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/135؛ والإصابة: 1/426؛ والاستيعاب: 1/419. وقال ابن عبد البر: روى عنه حديثاً واحداً في الضب يختلف إسناده ومتنه، وروى عنه أخوه حيان بن جزي. انتهى. هذا وقد ترجموا لرجلين:
خزيمة بن جزي السلمي صاحب حديث الضبع.
خزيمة بن جزي بن شهاب العبدي الذي روى عنه حديثاً واحداً في الضب.
وقال ابن الأثير عند ترجمة الثاني: وقد ذكر ابن منده وأبو نعيم حديث الضب في خزيمة بن جزي السلمي وذكر الاختلاف ولم يذكره أبو عمر بن عبد البر هناك وإنما ذكره هاهنا، وما أقرب قولهما من الصواب.
(2) الخبر أخرجه الترمذي في قصة الضبع والذئب وقال: هذا حديث ليس إسناده بالقوي، لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن مسلم عن عبد الكريم بن أبي أمية، وقد تكلم أهل الحديث في إسماعيل وعبد الكريم.
كتاب الأطعمة: باب ماجاء في أكل الضبع: 4/252، واستكمال السند منه وإلى قوله: (فيه خير) ينهي بها الخبر عنده وما زاد المصنف ورد عند ابن ماجه. أخرجه مقطعاً زاد فيه ما أورده المصنف في الضب والثعلب والأرنب، كتاب الصعيد: 2/1078، 1081.(2/643)
491 - (خُزيمة بن معمر الأنصاري (1) [الخطمي] )
2850 - قال: (رُجمتْ إمرأةٌ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال الناسُ: حُبط عملها، فقال: (بل هو كفارةُ ذنوبها، وتُحشر على ما سوى ذلك) . رواهُ أبو نُعيم وفي إسناده اضطرابٌ (2) .
492 - (الخشخاش العنبري وهو ابن جنابٍ) (3)
2851 - وكان من المؤلفين، وكانوا إذا ملك أحدُهُم ألَفَ بعير فقأ عين فحلها وحرمه. قال: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعي ابنٌ لي، فقال: ابنك هذا؟ قال: قُلتُ: نعم. قال: لا تجني عليه ولا يجني عليك) (4) . رواهُ ابن ماجه.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/136؛ والإصابة: 1/428؛ والاستيعاب: 1/418؛ والتاريخ الكبير: 3/206.
(2) الخبر أخرجه البخاري في الكبير وأظهر إضطراب رواياته، وأخرجه الطبراني في الكبير: 4/102، 118 عن خزيمة بن معمر، وأخرج نحوه عن خزيمة بن ثابت، وقال عبد البر في الاستيعاب: في إسناده اضطراب كثير.
(3) الخشخاش بن الحارث وقيل: ابن مالك، وقيل: ابن جناب بن الحارث بن أخيف. له ترجمة في أسد الغابة: 2/136؛ والإصابة: 1/428؛ والاستيعاب: 1/448؛ والتاريخ الكبير: 3/225.
(4) الخبر أخرجه أحمد في المسند من حديث الخشخاش العنبري: 4/344، 5/81؛ والبخاري في الكبير؛ وابن ماجه في الديات: باب لا يحني أحد على أحد: 2/890؛ وفي الزوائد: اسناده كلهم ثقات إلا هشيماً كان يدلس، وليس للخشخاش سوى هذا الحديث الموجود عند ابن ماجه، وليس له في بقية الأصول الخمسة. ويراجع أيضاً المعجم الكبير للطبراني: 4/257.(2/644)
493 - (خُفافُ بن إيماء بن رحضَة بن خُرْبة بن خلاف
ابن حارثة بن غِفَار الغِفاري رضي الله عنهُ) (1)
كان سيد قومه في الجاهلية، وإمامهم في الإسلام، لهُ ولأبيه وجده صُحبة، وشهد بيعة الرضوان، ومات أيام عُمر.
2852 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمد بن إسحاق، عن خالد بن عبد الله بن حرملة، عن الحارث بن خُفافٍ، عن أبيه خُفافٍ الغفاري، قال: (ركع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة، ثم رفع رأسهُ، فقال: غفارُ غفر الله لها، وأسلم سالمها الله، وعُصيةُ عصيت الله ورسولهُ، اللهم العنْ [بني] لِحيان، اللهم العن رِعْلاً وذكواناً، ثم كبر، ووقع ساجداً [قال خفاف: فجعلت لعنة الكفرة من أجل ذلك] ) (2) .
رواهُ مسلمٌ (3) وقال البُخاري في المغازي، عن إسماعيل، عن مالك، عن زيد ابن أسلم، عن أبيه، قال: (خرجنا مع عُمر إلى السُّوق، فلحقت عُمر امرأةٌ شابةٌ، فقالت: يا أمير / المؤمنين هلك زوجي، وترك صبيةً صغاراً، والله ما [يُنضجُون كُراعاً ولا] لهم زرعٌ ولا ضرعٌ، وخشيتُ أن يأكلهم الضبعُ (4) ، وأنا ابنةُ خفافِ بن إيماء [وقد] شهد أبي الحديبية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوقف معها عُمرُ، ولم يمض وقال: مرحباً بنسبٍ قريبٍ، ثم انصرف إلى بعير ظهيرٍ (5) كان مربوطاً في الدار، فحمل غرارين
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/138؛ والإصابة: 1/452؛ والاستيعاب: 1/433؛ والتاريخ الكبير: 3/214؛ وثقات ابن حبان: 3/109.
(2) من حديث حفاف بن إيماء في المسند: 4/57، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(3) الخبر أخرجه مسلم من ثلاث طرق في الصلاة: استحباب القنوت في جميع الصلوات: 2/323.
(4) الضبع: السنة المجدية وقد تقدم.
(5) بعير ظهير: قوي الظهر معد للحاجة. فتح الباري.(2/645)
ملأهما طعاماً، وجعل بينهما نفقةً وثياباً، ثم ناولها بخطامهُ، وقال: اقتاديه فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخيرٍ، فقال رجلٌ: أكثرت لها يا أمير المؤمنين، فقال: ثكلتك أُمُّك (1) ، والله إني لأرى أبا هذهِ وأخاها قد حاصرا حصناً زماناً فافتتحاه، ثم أصبحنا نستفئ سُهْماتنا (2)) (3) .
_________
(1) ثكلتك أمك: هي كلمة تقولها العرب للإنكار ولا تريد بها حقيقتها. فتح الباري.
(2) تستفئ سهماتنا: نسترجع أنصباءنا. فتح الباري.
(3) الخبر أخرجه البخاري في المغازي: باب غزوة الحديبية: 7/445.(2/646)
494 - (خُفاف بن عُمير بن الحارث بن عمرو بن الشريد
ابن رباح بن يقظة بن عُصبية بن خُفاف
ابن امرء القيس بن بُهثة بن سُليم أبو خُرَاشة السلمي) (1)
ويُقالُ لهُ خُفاف بن نُدبة، وهو ابن عم صخر وخنساء وكان أسود حالكاً، وهو أحد أغربة العرب، وكان شاعراً مشهوراً، أسلم عام الفتح و [شهد] حُنيناً والطائف، وكان بيده رايةُ سُليم، وكان أحد الفُرسان الشجعان، وقد ثبت على إسلامه زمن الردة، رضي الله عنه.
2853 - قال ابن عبد البر: ولم يرو إلا حديثاً واحداً: قُلتُ: (يا رسول الله أين تأمرني أن أنزل؟ أعلى قُرشى أم أنصاري أم أسلمي أم غفاري؟ فقال: يا خُفاف ابتغ الرفيق قبل الطريق، فإن عرض لك أمرؤٌ نصرك، وإن احتجت إليه رفدك) (2) .
من اسمه خلدة، وخُليد، وخلف، وخُنيس، وخواتُ، وخلادُ.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/138؛ والإصابة: 1/452؛ والاستيعاب: 1/434؛ وثقات ابن حبان: 3/609؛ وطبقات ابن سعد: 4/18.
(2) الاستيعاب: 1/437. أسد الغابة.(2/646)
(خلدة الأنصاري الزُّرقي) (1)
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/144؛ والإصابة: 2/454؛ والاستيعاب: 1/460.(2/647)
2854 - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (يا [خلدة] ادعُ لي إنساناً يحلب ناقتي، فجاءهُ رجلٌ فقال له: ما اسمك؟ قال: حرب. قال: اذهب. فجاءهُ آخرُ فقال: ما اسمك؟ قال: يعيشُ. قال: احلبها يا يعيش) . رواهُ ابن عبد البر من حديث عُمر بن عبد الله بن خلدة، عن أبيه عن جده (1) .
* (خلف بن مالك بن عبد الله بن غفارٍ)
تقدم في حرف الألف/ (2)
495 - (خُليد الحضرمي)
أحد الصحابة، روى عنه عبدان: (أنهُ كان يجعل الرجال من وراء النساء، والنساء مما يلي الإمام في الجنائز) (3) .
496 - (خُنَيس الغفاري) (4)
2855 - قال: كُنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعُسفان، فجاء أصحابهُ
_________
(1) الاستيعاب: 1/461؛ قال الحافظ ابن حجر: له شاهد في الموطأ عن يحيى بن سعيد مرسل أو معضل. الإصابة.
(2) هو المعروف بأبي اللحم تقدم في صدر الجزء الأول.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/144، وترجم له ابن حجر باسم خليس المصري وقال: ذكره الباوردي. وعبدان في الصحابة وهو غلط نشأ عن تصحيف وسقط فإنهما أخرجاه من طريق حماد بن سلمة عن حميد بن بكر بن عبد الله أن رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال له خليد من أهل مصر كما يجعل الرجال ... إلخ. والمحفوظ عن حميد عن بكر بن عبد الله بن سلمة بن مخلد. الإصابة: 1/472.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 2/148؛ والإصابة: 1/457، وقال: يقال: أبو خنيش وأورده في الكنى وقال: لا يعرف اسمه: 4/53؛ والاستيعاب في الكنى: 4/54.(2/647)
يشكون إليه الجوع، واستأذنوه في نحر ظهورهم (، الحديث رواهُ أبو نُعيم من حديث إبراهيم ابن عبد الرحمن عنهُ (1) .
_________
(1) الخبر حسنه ابن عبد البر وساق ابن حجر له من الشواهد ما يؤيده. المصادر السابقة.(2/648)
497 - (خواتُ بن جُبير بن النُّعمان بن أمية)
ابن إمرئ القيس، وهو البُركُ بن ثعلبة بن عمرو
ابن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي أبو عبد الله (1)
2856 - أحدُ فُرسان الإسلام شهد بدراً وأُحداً وما بعدهما. قال ابن إسحاق وغيره: لم يشهد بدراً تعذر من وجع في الطريق، فضرب له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهمهِ وأجره، وتوفى بالمدينة سنة أربعين عن أربع وتسعين، وكان يخضبُ [بالحناء والكتم] وهو صاحب ذات النحيين (2) التي كانت تبيعُ السمن في الجاهلية، وهي من بني تيم الله جاءها، ومعها ظرفان، ففتح أحدهما وذاقهُ وأمسكها إياهُ وهو غير مُوكٍ (3) عليه، ثم فتح الآخر وذاقهُ، ثم أمسكها إياهُ بيدها الأخرى، ثم استقضاها فلم تُرسل النحيين، ولم يُمكنها دفاعهُ عنها، فضربت بها العربُ المثل فقالوا: (أشغل من ذات النحيين) (4) .
2857 - وقد قال الحافظ أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/148؛ والإصابة: 1/457؛ والاستيعاب: 1/442؛ والتاريخ الكبير: 3/216؛ وطبقات ابن سعد: 3/44.
(2) النحى: زفة للسمن.
(3) موك: اسم فاعل من أوكى السقاء: شد رأسه بالوكاء وهو الخيط الذي يشد به. النهاية: 4/228.
(4) هذه القصة حديثة في جاهليته وفي الخبر التالي ما يفيد تبدل حاله بالإسلام حتى دعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالرحمة.(2/648)
حدثنا الهيثم ابن خالد، وقال الطبراني: وحدثنا أبو غسان: إلى زيد بن أسلم يُحدث أن خوَّات ابن جُبير قال: نزلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمر الظهران، فخرجتُ من خبائي، فإذا أنا بنسوةٍ يتحدثن، فأعجبنني، فرجعتُ، فاستخرجتُ عيبتي فلبستُ حُلَّةً، وجئتُ فجلستُ معهُنَّ، وخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، من قبته فقال: (يا أبا عبد الله ما يُجلسُك معهن؟ فلما رأيتُ رسول الله هِبتُهُ، فاختطفت وقُلتُ: يارسول الله جملٌ لي شرد / فأنا أبتغي لهُ [قيداً] فمضى، واتبعتهُ، فألقى إلي رداءهُ، فدخل الأراك، كأني أنظرُ إلى بياض متنه في خُضرة الأراك، فقضى حاجتهُ، وتوضأ، فأقبل والماء يقطر من لحيته على صدره، فقال: (أبا عبد الله ما فعل شراد جملك؟ (قال: ثم ارتحلنا، فجعل لايلحقُني في المسير إلا قال: (السلام عليك يا أبا عبد الله ما فعل شرادُ ذلك الجمل؟) فلما رأيتُ ذلك تعجلتُ إلى المدينة، واجتنبتُ المسجد والمجالسة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما طال ذلك تحينتُ ساعة خلوة المسجد، فأتيتُ المسجد، وقمتُ أصلي، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بعض حُجرهِ، فجاء فصلى ركعتين خفيفتين، وطولتُ رجاء أن يذهب ويدعني، فقال: طول أبا عبد الله ما شئت أن تُطول، فلستُ قائماً حتى تنصرف، فقلتُ في نفسي: والله لأعتذرن إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولأبرئن صدرهُ، فلما انصرفتُ قال: (السلام عليك يا أبا عبد الله، ما فعل شرادُ ذلك الجمل؟ (فقلتُ: والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك الجملُ منذ أسلمتُ، فقال: (رحمك الله ثلاثاً (ولم يعد لشئ مما كان) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/242. وقال الهيثمي: رواه الطبراني من طريقين، ورجال أحدهما رجال الصحيح غير الجراح بن مخلد وهو ثقة. مجمع الزوائد: 9/401.(2/649)
(حديثٌ آخر)(2/650)
2858 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن حماد إلى خواتٍ، قال: (مات رجلٌ، فأوصى إليَّ، وكان فيما أوصى به أم ولدٍ وامرأةٌ حُرةٌ، فوقع بينهما كلامٌ، فقالت لها [المرأة] : يالكعاءُ غداً يؤخذُ بأذنك فتُباعين في السوق، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (لا تُباع) (1) .
وقال: (مرضتُ فعاداني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما برأْتُ قال لي: (صح جسمُكَ ياخوات فِ بما وعدته) . فقلتُ: ماوعدتُ الله شيئاً. فقال: إنهُ ليس من مريضٍ يمرضُ إلاَّ نذر شئئاً أو نوى شيئاً من الخير [فف] بما وعدته) (2) .
وقال: (ما أذكر قليله فكثيرهُ حرامٌ) (3) .
* (خوطُ بن عبد العُزَّى) (4)
2859 - (أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرت بهِ رفقةٌ من مُضر معهم جرسٌ فقال: لا تقرب الملائكةُ رُفقة معهم جرسٌ) . رواهُ أبو نُعيم. وقد تقدم (5) . /
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/343. وقال الهيثمي: فيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 4/249.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 4/234؛ والخبر فيه قاصر على الجزء الأخير: (إنه ليس من مريض بمرض) .. إلخ. وما عند المصنف أدق وهو موافق لنص الخبر في مجمع الزوائد: 4/190. وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن إسحق الهاشمي ضعفه العقيلي.
(3) المعجم الكبير للطبراني: 4/234. وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن إسحق الهاشمي. قال العقيلي: له أحاديث لا يتابع منها على شئ. مجمع الزوائد: 5/57.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 2/150 وقد تقدم ذكره في الحاء المهملة، خوط بن عبد العزى في هذا الجزء.
(5) يرجع إلى تخريج الخبر في ترجمة خوط في هذا الجزء.(2/650)
498 - (خولى الأنصاري بن أبي خولى بن عمرو بن خيثمة
ابن الحارث بن معاوية بن عوف بن سعد بن خُعفى الجُعفي) (1)
2860 - كذا قال ابن هشام (2) ، وشهد بدراً ومات في خلافة عمر.
روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (يا أبا هريرة أطِب الكلام، وأطعم الطعام، وأفش السلام، وتهجد بالليل والناس نيام، تدخل الجنة بسلامٍ) (3) .
وحديثُ: (إذا تغير الزمان فعليك بالشام) (4) .
499 - (خويلد بن عمرو الخزاعي هو أبو شُريح الخزاعي) (5)
2861 - روى له الطبراني قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقُل خيراً أو ليصمت) (6) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/150؛ والإصابة: 1/458؛ والاستيعاب: 1/428.
(2) ما أورده ابن عبد البر عن ابن هشام هو: (حولى ابن أبي خولى العجلي) ثم قال: (والأكثرون يقولون: خولى بن أبي خولى، واسم أبي خولى عمرو بن زهير) . يراجع الاستيعاب.
(3) أورد ابن حجر هذا الخبر في ترجمة خولى غير منسوب، وقال: فرَّق ابن أبي حاتم بينه وبين خولى بن أبي خولى وجمعهما ابن منده فتردد ابن عبد البر.
وذكر أن ابن أبي حاتم أورد الخبر في ترجمة خولى غير المنسوب وقال: أخرجه بقي بن مخلد في مسنده من طريق عبد الله بن عبد الجبار الحمصي عن أنيس بن الضحاك بن محمد عن أبيه. الإصابة: 1/458.
(4) وهم ابن حجر من زعم أن الخولى بن أبي خولى حديثاً في سكنى الشام. المصدر السابق.
(5) قيل اسمه: كعب بن عمرو، وقيل: عمرو بن خويلد، وقيل غير ذلك. أسد الغابة: 2/152؛ والإصابة في الكنى: 4/101؛ والاستيعاب: 1/441.
(6) الخبر أخرجه أحمد من حديث أبي شريح الخزاعي بأتم من هذا في المسند: 4/31، 6/384؛ وابن ماجه في الأدب: 2/1211؛ والبيهقي والنسائي كما في الجامع الصغير: 6/209؛ ورمز له السيوطي.(2/651)
ولهم خويلدُ بن عمرو الأنصاري، بدري ليس هذا (1) .
(خلاد بن السائب) : يأتي في ترجمة السائب بن خلادٍ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/152؛ والإصابة: 1/458.(2/652)
500 - (خلاد بن سُويد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي)
وهو جد خلاد بن السائب أو أبو السائب بن خلادٍ (1)
2862 - روى أبو نُعيم من حديث المطلب بن عبد الله بن حنطبٍ، عن إبراهيم بن خلاد بن سُويد، عن أبيه: جاء جبريل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (يامحمد كن عجاجاً ثجاجاً) (2) . قتل يوم قريظة ألقت عليه امرأةٌ من اليهود حجراً، فقتلته، فقتلت دون النساء.
501 - (خلاد: أبو عبد الله) (3)
2863 - (أنهُ دخل المسجد، فصلى، ثم جاء، فسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لهُ: ارجع فصلِ فإنك لم تُصل) ، الحديث وأصله في الصحيحين (4) .
_________
(1) هو والد خلاد بن السائب على قول وجده على قول، وقد جعلهما ابن عبد البر رجلين: أحدهما خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد، والثاني خلاد بن سويد. يراجع أسد الغابة: 2/142؛ والإصابة: 1/454؛ والاستيعاب: 1/416.
(2) العج: رفع الصوت بالتلبية. والثج: سيلان دماء الهدى والأضاحي. النهاية: 1/135، 3/69.
والخبر أعله ابن حجر في الإصابة وأخرج جزء منه أبو داود في الحج. سنن أبي داود: 2/162.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/143، خلاد غير منسوب والد عبد الله. وقال ابن حجر في الإصابة: 1/453: خلاد بن رافع بن مالك الخزرجي وقال: قيل إنه السئ صلاته. وقال ابن عبد البر: خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان شهد يد رافع أخيه رفاعة بن رافع الزرقي. الاستيعاب: 1/416.
(4) ذكر ابن حجر أن حديث المسئ هو حديث رفاعة بن رافع، ويرجع إليه في صحيح مسلم: 2/31 من حديث أبي هريرة في الصلاة، وأبي داود: 1/226؛ ومن حديث رفاعة بن رافع عند أبي داود من عدة طرق: 1/227.(2/652)
502 - (خلاد: أبو عبد الله الأنصاري) (1)
2864 - (أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذن لأم ورقة أن تؤُم أهل دارها وكان لها مؤذن) ، كذا رواهُ الحارث بن أبي أسامة، [عن عبد العزيز بن أبان، عن الوليد بن عبد الله بن جميع، عن عبد الرحمن بن خلاد] ، عن خلاد، عن أُم ورقة (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/140؛ والإصابة: 1/454.
(2) مابين المعكوفين استكمال من مصدري الترجمة. وقال ابن حجر في الإصابة: (كذا قال عبد العزيز، وهو ضعيف، والحديث موثوق من رواية عبد الرحمن بن خلاد عن أم ورقة، كذلك أخرجه أبو داود وغيره) ، والخبر أخرجه أبو داود في الصلاة: باب إمامة النساء: 1/161.(2/653)
حرف الدّال(2/655)
503 - (دارم بن أبي دارم الجرشي، ونسبه أبو عمرٍ إلى تميم) (1)
قال أبو نُعيم: في إسناد حديثه نظر.
2865 - حدثنا أبو عمر بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا علي ابن حجر (2) ، حدثنا إبراهيم بن مُطهَّر / الفهري، عن أبي المليح، عن الأشعث (3) ابن دارم، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أُمَّتى خمسُ طبقات كُلُّ طبقة أربعون سنةً، فالطبقة الأولى أنا ومن معي أهل علمٍ ويقين إلى الأربعين، والطبقة الثانية أهل نعم وتقوى إلى الثمانين، والطبقة الثالثة تواصلٌ وتراحمٌ إلى العشرين ومائة، والطبقة الرابعة أهلُ تقاطعٍ ومظالم - أو تدابر - إلى الستين ومائة، والطبقةُ الخامسة أهلُ هرجٍ ومرجٍ إلى المائتين حفظ امرؤٌ نفسهُ) (4) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/157؛ والإصابة: 1/472؛ والاستيعاب: 1/479.
(2) في الإصابة: (على بن حجر) ، وعقب عليه ابن حجر فقال: كأنه تصحف على أبي عمر: 1/473.
(3) في بعض المراجع: الأشيب بن دارم، والراوي عنه هو الأشعث بن دارم. يراجع أسد الغابة.
(4) الخبر أخرجه الحسن بن سفيان، وابن منده والإسماعيلي في الصحابة. وقال ابن عبد البر: في إسناده ضعف. وقال أبو نعيم في إسناده نظر. جمع الجوامع: 1/1359. والإصابة.(2/655)
* (داود بن بلال [بن بلبل] ) (1)
ويُقالُ: ابن أُحيحة بن الجُلاح بن الحُريش بن جحجبي: أبو ليلى والد عبد الرحمن [بن أبي ليلى] وهو أنصاري أوسي وسيأتي في الكنى، وقد اختلف في اسمه.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/157؛ والاستيعاب: 1/474؛ وأخرجه ابن حجر في الكنى وقال: قيل اسمه بلال وقيل بليل بالتصغير، وقيل داود بن بلال وقيل أوسى وقيل يسار وقيل أيسر وقيل اسمه كفينه. الإصابة: 4/169.(2/656)
2866 - وقد روى أبو نُعيم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلي تطوعاً فسمعتُهُ يقولُ: (اللهم أجرني من النار ويلٌ لأهل النار) (1) .
504 - (دحية الكلبي رضي الله عنه) (2)
2867 - وهو دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة، بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف بن بكر بن عوف بن عُذرة بن زيدٍ: زيد اللاَّت [بن رُفيدة] بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبي.
شهد بدراً وما بعدها، وكان جبريل ينزل ويتبدى على صورته كثيراً. قال ابن الأثير: وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قيصر، فآمن على يديه، وامتنع بطارقته، فأخبر بذلك دحيةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعا لهُ أن يُثبت
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: (صليت إلى جنب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاة تطوع فسمعته يقول ... إلخ) ، كتاب الصلاة: باب الدعاء في الصلاة: 1/232.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 2/158؛ والإصابة: 1/473؛ والاستيعاب: 1/472؛ وطبقات ابن سعد: 4/184؛ والتاريخ الكبير: 3/254؛ وثقات ابن حبان: 3/117.(2/656)
مُلكه، وشهد دحية اليرموك، وسكن الحرة وتُوفي أيام معاوية حديثُه في سابع الكوفيين.(2/657)
2868 - حدثني محمد بن عُبيد، حدثنا عمر من آل حُذيفة، عن الشعبي، عن دحية الكلبي، / قال: قلتُ: يارسول الله ألا أحمل لك حماراً على فرسٍ فتُنتج لك بغلاً فتركبها؟ فقال: إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون) . تفرد به (1) .
2869 - حدثنا حجاج ويونس قالا: حدثنا الليث، حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، [عن] منصور الكلبي، عن دحية بن خليفة: أنهُ خرج من قرية [من دمشق مرة إلى قدر قرية عقبة من الفسطاط وذلك ثلاثة أميال] في رمضان، ثم إنهُ أفطر، وأفطر معه ناسٌ، وكره آخرون أن يُفطروا، فلما رجع إلى قريته قال: والله لقد رأيتُ اليوم أمراً ما كنتُ أظن أني أراهُ، أن قوماً رغبوا عن هدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، يقول ذلك للذين صاموا، ثم قال عند ذلك: اللهم اقبضني إليك) .
رواهُ أبو داود عن عيسى بن حمادٍ، عن الليث به (2) .
(حديثٌ آخر عنهُ)
2870 - قال أبو داود في اللباس: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، وأحمد ابن سعيد الهمداني قالا: حدثنا ابن وهبٍ، عن ابن لهيعة، عن [موسى بن جُبير: أن عُبيد الله بن عباس حدثه] عن خالد بن
_________
(1) من حديث وحيد الكلبي في المسند: 4/311.
(2) الخبر أخرجه أبو داود في الصيام: باب قدر مسيرة ما يفطر فيه: 2/319، وما بين المعكوفات استكمال منه.(2/657)
يزيد بن معاوية، عن دحية بن خليفة: أنهُ قال: (أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقباطي، فأعطاني منها قبطية، وقال: اصدعها صدعتين، فاقطع أحدهما فميصاً، وأعطِ الآخر امرأتك تختمر بهِ، فلما أدبر قال: وأمرُ امرأتك أن تجعل تحتهُ قميصاً لا يصفُها) (1) .
(حديثٌ آخر عنهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في باب في لبس القباطى للنساء: 4/64.(2/658)
2871 - رواهُ أبو نعيم عن دحية، قال: (بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتابٍ إلى قيصر، فقمتُ بالباب، فقلتُ: أنا رسولُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ففزعوا لذلك، فدخل عليه الآذنُ، فقال: هذا رجل بالباب يزعم أنه رسولُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأذِن، فدخلتُ فأعطيتهُ الكتاب، فقرئ عليه:
بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى قيصر صاحب الروم.
قال: فلما قُرئ عليه نخر ابنُ أخيه، وقال: قدم نفسه، فلما فرغ من الكتاب، وخرجوا من عنده أدخلني عليه، وأرسل إلى الأسقُف، فقرأ عليه الكتاب، فقال لهُ الأسقف: هذا الذي كُنا ننتظر، وبشر به عيسى، فقال لهُ قيصرُ: فما تأمُرني؟ قال: أَمَّا أنا / [فإني] مُصدقه ومتبعهُ، وقال قيصر: أَمَّا أنا فإني إن فعلتُ ذهب مُلكي، فلما خرجنا من عنده أرسل إلى أبي سفيان، فسألهُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: كيف نسبهُ فيكم؟ فساق الأسئلة والأجوبة كما ذكر البخاري (1) .
قال: ثم دعاني، فقال: أبلغ صاحبك أني أعلم أنه نبي، ولكن لا أترك مُلكي. قال: وأما الأسقفُ، فكانوا يجتمعون إليه كل [أحد، فيخرج
_________
(1) يرجع في ذلك إلى حديث ابن عباس في بدء الوحي، وقد أخرج البخاري أطرافه في أحد عشر موضعاً من الصحيح: 1/31.(2/658)
إليهم، فيحدثهم ويذكرهم] فمكث مدة لا يخرج إليهم ويعتل أنه عليلٌ، فقالوا لهُ: إنا قد أنكرنا غيبتك منذ اليوم بهذا العربي، فإما أن تخرج إلينا وإما أن ندخل إليك فنقتلك، فقال لي الأسقف: خُذ هذا الكتاب واذهب إلى صاحبك وأخبرهُ أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأني قد آمنتُ به وصدقتهُ، واتبعتهُ، وبلغه ما ترى. قال: فخرج عليهم فقتلوهُ.
قال: ثم رجع دحية إلى المدينة فوجد عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رُسلَ صاحب صنعاء خمسة عشر رجُلاً أرسلهم من جهة كسرى ليحملوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى، أو يلتزم بالجزية. قال: فأجلهُم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسة عشر يوماً، ثم قال: اذهبوا إلى صاحبكم فأخبروهُ أن ربي قد قتل ربه الليلة، فأخبروا صاحب صنعاء فأحصى تلك الليلة، فوجد كسرى قد قُتِلَ تلك الليلة) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 4/266. قال الهيثمي: فيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف، وأخرجه البزار من حديث يحيى أيضاً كما في كشف الأستار: 3/117. وقال الهيثمي: عن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة عن أبيه وكلاهما ضعيف. مجمع الزوائد: 5/306، 307.
ولفظ الخبر عند المصنف فيه بعض خلاف عن النصين بما لا يغير المعنى.(2/659)
2872 - رواهُ أبو نعيم أيضاً، عن دحية الكلبي قال: قدمتُ الشام فأهديتُ للنبي - صلى الله عليه وسلم - فاكهةً يابسةً من فُستق ولوزٍ وكعكٍ، فوضعهُ بين يديه، فقال: (اللهم إيتني بأحب أهلي إليك يأكل معي من هذا، فطلع العباسُ، فقال: ادنُ ياعمُّ، فإني سألتُ الله أن يأتيني بأحب أهلي إليه يأكل من هذا، فجئت، فجلس، فأكل) .(2/659)
وروى الطبراني عن دحية، قال: (أهديتُ لرسول/ الله - صلى الله عليه وسلم - جبة صُوفٍ وخُفين، فلبسهما حتى تخرقا، ولم يسأل عنهما أذُكيتا أم لا؟) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 4/267. وقال الهيثمي: فيه عيينة بن سعد عن الشعبي، وعنه يحيى بن الضريس ولم أعرفه. وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد: 5/139.(2/660)
505 - (دُخان أبو شُعبة الهُذلي) (1)
2873 - حدثنا العباس بن الفضل البصري، عن هذيل بن مسعود الباهلي، حدثنا شعبة بن دُخان الهُذلي، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن هذا الشِّعر سجعٌ من كلام العرب، به يُعطى السائلُ، وبه يُكظمُ الغيظُ، وبه يؤتى القومُ في ناديهم) (2) .
506 - (درهم أبو زيادٍ) (3)
2874 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو أحمد: عبد الرحمن بن الحارث الغنوي، حدثنا أبو محمد بن هارون الغنوي الحضرمي، حدثنا محمد بن يحيى القطيعي، حدثنا يحيى بن ميمون أبو أيوب القُرشي، حدثنا درهمُ بن زياد [بن درهم] ، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اختضبوا بالحناء فإنهُ يزيدُ في جمالكُم، وشبابكُم، ونكاحكُم) (4) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: (الذهلي) ، والتصويب من المراجع قال ابن الأثير: لا تصح له رؤية ولا صحبة، وفي إسناد حديثه وهم. أسد الغابة: 2/158.
(2) الخبر أخرجه أبو نعيم عن شعبة بن الدخان بن التوأم عن أبيه عن جده، وللخبر طريق آخر عن العباس بن الفضل عن هذيل بن مسعود الباهلي عن محمد بن شعبة بن دخان عن رجل من أهل اليمن عن رجل من هذيل عن أبيه. قال ابن الأثير: وهو الصواب. جمع الجوامع: 1/2548، 553.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/159؛ والإصابة: 1/474.
(4) الخبر أخرجه أبو نعيم في المعرفة. قال المناوي: درهم وأبوه لم يدخلا التهذيب ولا رجال المسند ولا ثقات ابن حبان. وجده درهم ذكره الذهبي في تجريده، وذكر له هذا الحديث وتقدمه ابن خزيمة في الصحابة.
وعبد الرحمن بن الحارث العنزي لا يعتمد عليه، ويحيى بن ميمون البصري قال الفلاس: كذاب. فيض القدير: 1/208؛ جمع الجوامع: 1/260؛ الميزان: 2/555.(2/660)
507 - (درهم: أبو معاوية، رضي الله عنه) (1)
قال أبو نُعيم: حدثنا سُليمان بن أحمد، حدثنا عباس الأسقاطي، حدثنا سُليمان بن حربٍ، حدثنا محمد بن طلحة، عن مُعاوية بن درهم، عن أبيه أنه قال: (يارسول الله جئتُكَ أستفتيكَ في الغزو. قال: ألكَ أُمٌّ؟ قال: نعم. قال: فالزمها) (2) .
508 - (دعامة بن عزيز بن عمرو بن ربيعة
ابن عمران بن الحارث السدوسي والد قتادة)
كذا نسبهُ عمرو بن علي الفلاس (3)
2875 - قال أبو نُعيم: لا تصح له صُحبةٌ، ثم روى من طريق محمد بن
جامع القطار، عن عُبيس بن ميمون، عن قتادة عن أبيه: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يقول] : (الحمى سجن الله في الأرض، وهي حظُّ المؤمن من النار) ، ثم قال: هذا تصحيفٌ والصحيح ما رواهُ سُليمان / بن داود الشاذكوني، عن عُبيس عن قتادة عن أنس مرفوعاً، وهو الصواب (4) .
_________
(1) في المخطوطة: (ابن معاوية) ، والصواب ما أثبتناه، له ترجمة في أسد الغابة: 2/159. والإصابة في ترجمة جاهمة بن العباس بن مرداس، أورده في اختلاف سند الخبر: 1/218.
(2) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 4/271؛ ولابن حجر تحقيق مفيد في هذا الخبر وطرقه، وعلق على الخبر عند الطبراني فقال: هذه قصة جاهمة - بن العباس بن مرداس - بعينها، فإن جاهمة تحرف بدرهم ووقع في نسبه محمد بن طلحة فوهم في اسم جده. وإلا فهي قصة أخرى وقعت لآخر. الإصابة: 1/219.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/159؛ والإصابة في القسم الرابع: 1/480. وقال ابن حجر: ذكره ابن منده وهو خطأ نشأ عن تصحيف بمثل ما أورده المصنف هنا. وفي عبيس يراجع الميزان: 3/26.
(4) المصدران السابقان.(2/661)
509 - (دغفل بن حنظلة بن يزيد بن عبدة
ابن عبد الله بن ربيعة بن عمرو بن
شيبان بن ذُهلٍ بن ثعلبة بن عكابة
ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل) (1)
2876 - وقد كان أعلم الناس بالعربية وأنساب العرب والعجم، وقد قال لهُ معاوية: كيف عرفت هذا كلهُ؟ قال: بلسانٍ سئول، وقلب عقولٍ. قال: فعلم يزيد من هذا.
قال أبو نُعيم: دغفل بن حنظلة الشيباني نسابة العرب مختلف في صحبته.
2877 - ثم روى عن قتادة، عن الحسن، عن دغفلٍ، قال: (قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن خمس وستين سنةً) (2) .
2878 - وقال: (كان على النصارى صوم رمضان، وكان عليهم ملكٌ، فمرض، فقالوا: لئن شفاهُ الله لنزيدن عشراً، ثم كان عليهم ملكٌ بعده [يأكل اللحم فوجع فاه] فقالوا: لئن شفاهُ الله لنزيدن سبعة أيام، ثم كان عليهم ملكٌ، فقال: ماندع من هذه الثلاثة أيام أن نُتمها ونجعل صومنا في الربيع، ففعل، فصارت خمسين يوماً) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/160؛ والإصابة: 1/475؛ والاستيعاب: 1/477؛ والتاريخ الكبير: 3/254؛ وتهذيب التهذيب: 3/210. وفي بعض المصادر: حنظلة بن زيد. وفي الأخرى: (ابن يزيد) .
(2) قال حرب: قلت لأحمد: له صحبة؟ قال: ما أعرفه. وقال الأثرم عن أحمد: من أين له صحبة، كان صاحب نسب قيل له: قد روى حديث فيض النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن خمس وستين قال: نعم، وحديث علي كان على النصارى صوم قال: قال أحمد: لا أعلم روى عنه غيرهما وحديث سن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال البخاري: لا يتابع عليه ولا يعرف سماع الحسن من دغفل ولا يعرف لدغفل إدراكه النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال ابن عباس وعائشة ومعاوية: توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن ثلاث وستين وهذا أصح. التاريخ الكبير: الإصابة.(2/662)
510 - (دُكين [بن] سعد الخثعمي
ويُقال المُزني رضي الله عنه)
حديثه في ثالث الشاميين (1) .
2879 - حدثنا وكيع، حدثنا إسماعيل [بن أبي خالد] ، عن قيس [بن أبي حازم] ، عن دُكين بن سعد الخثعمي، قال: أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونحن أربعون وأربعمائة [راكب] نسألهُ الطعام، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لعُمر: (قم فأطعمهم) . قال: يارسول الله ما عندي إلا ما يُقيظني (2) والصيبة - والقيظُ في كلام العرب أربعة أشهر - قال: (قُم فأطعمهم) . قال عُمر: سمعاً وطاعةً. قال: / فقام عُمر، وقُمنا معهُ فصعد بنا إلى غُرفةٍ لهُ، فأخرج المفتاح من حجرته (3) ، ففتح الباب - قال دُكين: فإذا في الغُرفة من التمر شبيه بالفصيل الرابض (4) - قال: شأنكم. قال: فأخذ كل واحدٍ منا حاجتهُ ما شاء. قال: ثم التفت، وإني لمن آخرهم. فكأن لم نرزأ منهُ تمرةً) (5) ذكرهُ من طُرقٍ بمعناه (6) .
_________
(1) دكين بن سعيد أو سعد الخثعمي: له ترجمة في أسد الغابة: 2/161؛ والإصابة: 1/476؛ وطبقات ابن سعد: 6/24؛ والاستيعاب: 1/475؛ والتاريخ الكبير: 3/255.
(2) يقيظني: يكفيني زمان شدة الحر. يقال: قيظني هذا الشئ وشتاني وصيفني. النهاية.
(3) حجزته: مشدّ إزاره. النهاية.
(4) الفصيل الرابض: الفصيل من أولاد الإبل الذي انفصل عن أمه وأكثر ما يستعمل في الإبل وقد يستعمل في البقر. والرابض: الجالس المقيم. النهاية.
(5) لم نرزأ منه ثمرة: لم نأخذ منه ثمرة. النهاية.
(6) الخبر أخرجه أحمد في المسند من حديث دكين بن سعيد الخثعمي: 4/174، واستكمال الأسماء من أسد الغابة وما بعدها من المسند ولفظه فيه: (فأعطهم (بدل) فأطعمهم) وأخرجه أبو داود مختصراً في الأدب: باب اتخاذ الغرف: 4/360؛ والبخاري في الكبير: 3/255.(2/663)
511 - (دُلجةُ بن قيسٍ) (1)
2880- قال لي الحكم الغفاري: (أتذكرُ يوم نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدباء
والحنتم والنقير؟ قلت: نعم وأنا شاهد) (2) .
512 - (دُليمٌ) (3)
أنهُ سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن السُّكرُكة (4) فنهاه عنها، [وأخبر أنه شراب يصنعه من القمح] (5) .
513 - (ديلم الحُميري، رضي الله عنه) (6)
حديثه عن خامس الشاميين
2881 - وقيل فيروز بن يسعٍ بن سعدٍ بن ذي جناب بن
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/162، وقال ابن الأثير: لا تصح له صحبة. وقال ابن حجر في القسم الرابع من الإصابة: 1/480، تابعي مشهور ذكره ابن منده وهو خطأ وأوضحه في التاريخ الكبير: 3/260، روى عن الحكم الغفاري.
(2) مرجع الخطأ عند أبي حجر في سند هذا الخبر هو في قوله: (قال الحكم بن عمرو الغفاري: أتذكر يوم نهى ... إلخ) . ثم قال: رواهُ غير واحد عن دلجة أن رجلاً قال للحكم وهو الصواب.
ويرجع إلى الخبر على هذا الوجه من المسند من حديث الحكم بن عمرو العفاري: قال لرجل، أو قال له رجل: أتذكر ... إلخ. المسند: 4/212.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/162؛ والإصابة في القسم الرابع: 1/480.
(4) السكركة: الغبيراء، وهي نوع من الخمور يتخذ من الذرة. قال الجوهري هي خمر الحبش، وهي لفظة حبشية. النهاية: 2/171.
(5) قال ابن الأثير: كذا رواه ابن لهيعة ورواه ابن إسحق وعبد الحميد بن جعفر عن يزيد فقالا: ديلم وهو الصحيح، وكذا أخرجه أبو داود في السنن: 3/328، كتاب الأشربة.
(6) ديلم بن أبي ديلم، وديلم بن فيروز الحميري الجيشاني وقيل غير ذلك يرجع إلى ترجمته في أسد الغابة: 2/163؛ والإصابة: 1/477؛ والاستيعاب: 2/475؛ وثقات ابن حبان وقال: ديلم بن هوشع الحميري له صحبة وهو الذي يقال له: فيروز الديلمي: 3/118؛ وقال البخاري: في إسناده نظر: التاريخ الكبير: 3/248؛ ولابن حجر في الإصابة تحقيق جيد انتهى إلى أن فيروز الديلمي غير ديلم الحميري وقال: معللاً للوهم الذي وقع في إسميهما: كان سبب الوهم فيه أن كلاً من فيروز الديلمي وديلم الحميري سأل عن الأشربة.(2/664)
مسعود بن إن ابن شحر بن هُوشع وقيل غير ذلك وهو قاتل الأسود العنسي المتنبي لعنهُ الله، وحمل رأسه ليقدم به على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هو قد قُبض، فقدم به على أبي بكرٍ، والمشهور أن ديلم غيرُ فيروز كما سيأتي.(2/665)
2882 - حدثنا الضحاك بن مخلد، حدثنا عبد الحميد -يعني ابن جعفر-، حدثنا يزيد بن أبي حبيب، حدثنا مرثد بن عبد الله اليزني، حدثنا الديلمي (1) أنهُ سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (إنا بأرض باردةٍ، وأنا لنستعين بشرابٍ يُصنع لنا من القمح؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُسكرُ؟ قال: نعم. قال: فلا تشربوه. فأعاد عليه فقال لهُ مثل ذلك. قال: فإنهم لا يصبرون عنهُ. قال: فإن لم يصبروا فاقتلهُم) (2) .
2883 - ذكرهُ من طُرقٍ وقال أبو نُعيم: ديلم بن فيروز قاتل الأسود.
(حديثٌ آخرُ) /
2884 - قال أبو نُعيم عن الديلمي الحميري: لما أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأس الأسود الكذاب قلنا: يارسول الله قد علمت من نحن، ومن أين نحنُ، وإلى من نحن؟ قال: (إلى الله ورسوله) . قُلنا: يارسول الله إن لنا أعناباً، فماذا نصنعُ [بها] ؟ فقال: (زببوها) . قُلنا: وما نصنع بالزبيب؟ قال: (انبذوهُ على غذائكم، واشربوهُ على عشائكم، وانبذوه على عشائكم، واشربوه على غذائكم، وابنذوه في الشنان (3) [ولا تنبذوه في
_________
(1) في المخطوطة: (حبيب بن عبد المزني، حدثنا الديلم) والتصويب من المسند.
(2) من حديث الديلمي الحميري في المسند: 4/231.
(3) الشنان: الأسقية من الأدم وغيرها، وأكثر ما يقال ذلك في الجلد الرقيق أو البالي من الجلود. مختصر السنن: 5/278.(2/665)
القلل] ولا تدعوهُ حتى يهلك، فإنه إذا تأخر عن عصيره صار خلاً) (1) .
(وعنهُ قال)
_________
(1) مابين المعكوفات استكمال من لفظ الخبر في أسد الغابة، والخبر أخرجه أبو داود في الأشربة: باب صفة النبيذ: 3/334؛ عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه. وقد التبس على بعض المحدثين راوي هذا الخبر براوي الخبر السابق وهو ديلم الحميري.
قال ابن حجر: الحديثان وإن اشتركا في كونهما فيما يتعلق بالأشربة فهما سؤالان مختلفان عن نوعين مختلفين وإنما أتى الوهم على من اختصر فقال: له حديث في الأشربة فلم يعلم مراده بذلك.
وبعد أن استقصى أسباب الوهم الذي أوقع في هذا اللبس قال: والحاصل أن الذي سأل عن الأشربة التي تتخذ من القمح هو ديلم بن هوشع وحديثه في المصريين، وانفرد أبو الخير مرثد المصري بالرواية عنه وهو حميري من جيشان. وأما الديلمي الذي روى عنه ولده عبد الله فحديثه في التابعين واسمه فيروز وهو الذي قتل الأسود العنسي. وأما أبو وهب الجيشاني فتابعي آخر. الإصابة: 1/478.(2/666)
2885 - كُنَّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ فصلى على راحلته فنزل رجلٌ يصلي بالأرض فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من هذا المخالف خالف الله. قال الديلمي: فما مات ذلك الرجل حتى فارق الإسلام.
514 - (دينارٌ: جد عدي بن ثابت بن دينار)
2886 - قالهُ ابن إسحاق وقال غيره: قيس الخُطمي (1) .
2887 - روى عنهُ أبو داود في المستحاضة: (تدع الصلاة أيام أقرائها، ثم تغتسل، وتصلي، والوضوء عند كل صلاة) .
2888 - فزاد عثمان: (وتصوم) ؟ قال وهو ضعيف.
ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث شريك به. قال الترمذي:
_________
(1) وقع تصحيف في اسمه واسم حفيده، وصحح من المراجع. له ترجمة في أسد الغابة: 2/164؛ والاستيعاب: 1/476؛ وفي الإصابة مختصراً: 1/478.(2/666)
سألتُ البخاري عن اسم جده فلم يعرفهُ فذكرتُ قول ابن معين فلم يعبأ به (1) .
(حديثٌ آخر عنهُ)
_________
(1) الخبر أخرجه أبو داود في الطهارة: باب من قال: تغتسل من طهر إلى طهر: 1/80؛ وأخرجه الترمذي: باب ما جاء أن المستحاضة تتوضأ لكل صلاة: 1/220؛ وابن ماجه: 1/204؛ وتعليق الترمذي على الخبر أتم مما أورده المصنف. ويراجع أيضاً مختصر السنن للمنذري: 1/191.(2/667)
2889 - رواهُ الترمذي وابن ماجه من حديث شريك، عن أبي اليقظان، عن عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده رفعهُ: (العُطاسُ، والنُّعاسُ، والتثاؤُب في الصلاة، والحيضُ والقيءُ، والرُّعاف من الشيطان) . ثم قال الترمذي: غريبٌ لا نعرفهُ إلا من حديث شريك (1) .
إنتهى
الجزء السادس عشر من (تجزئة المصنف) /
ويليه الجزء السابع عشر
بإذن الله
_________
(1) الخبر أخرجه الترمذي في الأدب: باب ماجاء أن العطاس في الصلاة من الشيطان: 5/87؛ وأخرجه الترمذي في الصلاة: باب ما يكره في الصلاة: 1/311. وقال في الزوائد: في إسناده أبو اليقظان واسمه عثمان بن عمير أجمعوا على ضعفه.(2/667)
حرف الذال
الجزء السابع عشر
/ بسم الله الرحمن الرحيم(2/669)
515 - (ذابل بن الطُّفيل بن عمرو السدوسي) (1)
2890 - قال: جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مصلاهُ فقدم عليه خُفافُ بن نضلة، فذكر الحديث بطوله. رواهُ أبو نعيم هكذا من طريق عبد الله بن محمد البلوي (2) .
516 - (ذُباب بن الحارث (3)
ابن عمرو بن مُعاوية بن الحارث بن ربيعة
ابن بلال [بن أنس الله] بن سعد العشيرة]
ذكره ابن شاهين في الصحابة وذكره ابن منده في دلائل النبوة.
2891 - فروى من طريق يحيى بن هانئ بن عُروة، عن أبي خيثمة: عبد الرحمن بن [أبي] سبرة، عنه أنهُ وقف عند صنمٍ لهُمْ،
_________
(1) () ... له ترجمة في أسد الغابة: 2/167؛ والإصابة: 1/480.
(2) قال المرزباني في معجم الشعراء: وفد خفاف بن نضلة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنشده من أبيات:
... إني أتاني في المقام مخبر ... من جن وجرة في الأمور موات
... يدعو إليك لياليا ولياليا ... ثم أجزاك وقال لست بآت
... فركبت ناحية أضرّ بمتنها ... كيما أراك فتفرج الكربات
ويروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استحسنها.. إلخ.
أخرجه أيضاً أبو سعد النيسابوري في شرف المصطفى والبيهقي في الدلائل.
وقال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، ولا تعرف له رواية ولا ذكر. أسد الغابة: 2/139؛ والإصابة: 1/453.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 2/167؛ والإصابة: 1/481.(2/669)
فقال لهُ: اسمع يا ذُبابُ العجب العُجاب بُعِث محمد بالكتاب، وهو يدعو بمكة فلا يُجاب، فلم يكُن إلا قليلاً حتى بُعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فذهبتُ إليه فأسلمتُ بعدما كسرت الصَّنم. وقال في ذلك:
تبعتُ رسول الله إذ جاء بالهدي ... وخلفتُ فرّاصا بدار حوانِ
شددتُ عليه شدةً فكسرتهُ ... كأنْ لم يكُن والدهرُ ذو حدثان
كذا رواه أبو موسى (1) .
_________
(1) الخبر أورده المصنف في اختصار، ورواه ابن حجر في الإصابة وابن الأثير في أسد الغابة بأتم من هذا. وفيه أن الصنم كان لسعد العشيرة يقال له قراص، وكان لسادنه أتى من الجن يخبره بما يكون فأتاه ذات يوم فأخبره بشئ فنظر إلي فقال: يا ذباب ياذباب. اسمع العجب العجاب. والخبر رواه يحيى بن هاني من طريق ابن الكلبي وهو متروك. المرجعان السابقان. الميزان: 3/556.(2/670)
517 - (ذكوان أو طهمانُ أو مهرانُ) (1) /
2892 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ الصدقة لا تحل لأهل بيتي) (2) .
518 - (ذُو الأصابع، رضي اللهُ عنه) (3)
2893 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو صالح الحكم بن موسى، حدثنا ضمرة ابن ربيعة، عن عُثمان بن عطاء، عن أبي عمران، عن ذي
_________
(1) ذكوان: مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له ترجمة في أسد الغابة: 2/169؛ والإصابة: 1/483؛ والاستيعاب: 1/483؛ وثقات ابن حبان: 3/121؛ وفي اسمه خلاف أكثر مما ذكره المصنف.
(2) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 4/274، وفي إسناده أم كلثوم قال الهيثمي: لم أرَ من روى عنها غير عطاء بن السائب وفيه كلام. مجمع الزوائد: 3/90.
(3) ذو الأصابع التميمي، ويقال الخزاعي، وقيل الجهني، له ترجمة في أسد الغابة: 2/170؛ والإصابة: " 1/484؛ والاستيعاب: 1/484؛ والتاريخ الكبير: 3/264؛ وثقات ابن حبان: 3/119. وقال الطبراني: وهو ذو الزائد. المعجم الكبير: 4/281.(2/670)
الأصابع. قال: قُلنا يارسول الله إن ابْتُلينا بعدك بالبقاء فأين تأمُرنا؟ قال: (عليك بالبيت المقدس لعلهُ أن ينشأ لك ذُريةٌ يغدون إلى ذلك المسجد ويروحُون) (1) ، تفرد به.
_________
(1) من حديث ذي الأصابع في المستند: 4/67؛ وهو من زوائد عبد الله بن أحمد وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 4/281. قال البخاري: إسناده ليس بالقائم. التاريخ الكبير: 3/265.(2/671)
519 - (ذو الجوشنِ الضبابي، رضي الله عنهُ) (1)
وهو والد الشمر [بن] ذي الجوشن الذي قتل الحُسين بن علي سمي ذو الجوشن لنتوء صدره، نزل الكوفة وكان شاعراً ماهراً، واسمهُ أوس، وقيل شُرحبيل ابن الأعور بن عمرو بن معاوية، وهُو الضباب بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الكلابي.
2894 - قال: (قُلنا: يارسول الله قد أتيتك بابن فرس) . الحديث.
2895 - حدثنا عصام بن خالد (2) ، حدثنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني، عن أبيه، عن جده، عن ذي الجوشن، قال: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن فرغ من أهل بدرٍ بابن فرسٍ لي [يقال لها: القرحاء] ، فقلتُ: يارسول الله جئتُك بابن القرحاء لتتخذهُ. فقال: (لا حاجة لي فيه، ولكن إن شئت أن أقيضك به المختارة من دُرُوع بدرٍ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 2/171؛ والإصابة: 1/485؛ والاستيعاب: 1/488؛ والتاريخ الكبير: 3/266؛ وثقات ابن حبان: 3/120.
(2) في المسند: حدثني أبو صالح: الحكم بن موسى، حدثنا عيسى بن يونس ... إلخ. وفي سنن أبي داود: مسدد عن عيسى بن يونس وعصام بن خالد الحضرمي روى عنه أحمد بن حنبل أيضاً. تهذيب التهذيب: 7/194.(2/671)