المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال (1) والدي رحمه الله ومن خطه نقلت:
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب والحكمة، وأرسله للعالمين رحمة، فمن قبلها فيالها من نعمة، ومن ردها وبدلها صارت الرحمة نقمة، أحمده على أن جعلنا من خُدام السُنة، القائدة لخادمها إلى سبيل الجنة، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه باقيًا على الدوام، ما تعاقبت الليالي والجُمعُ والشهور والأعوام.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ولد له ولا صاحبة من الأنام، صلاة مُبوئة قائلها - مخلصاً - دار السلام ومزحزحةً. معتقدها عن النار ذات الآلام، ومبيضة وجه قائلها يوم تبيضُّ وجوه المؤمنين وتسود وجوه الكافرين اللئام.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وحبيبه وخليله سيد ولد آدم في الدارين، ورسول الله إلى الثقلين، المبعوث من الحرمين إلى مَنْ بين الخافقين، خاتم النبيين، وإمام المتقين، ومختار رب العالمين، وسيد المرسلين، الذي لا نبي بعده ولا رسول، الدائم الشريعة، فلا تحول ولا تزول، فصلوات الله تعالى وسلامه الأتمان الأكملان الأدْوَمان المستمران إلى يوم نصب الميزان، وبروز النيران، وتزخرف الجنان، على سيدنا محمد النبي الأمي العربي القرشي الهاشمي المكي الأبْطحي (2)
ثم المدني،
_________
(1) قال ذلك هو محمد بن إسماعيل بن عمر بن كثير وهو ابن مؤلف الكتاب ويرجع إلى ما كتبناه عنه مما قدمناه من ترجمة والده رحمه الله تعالى.
(2) الأبطحي: نسبة إلى بطحاء مكة وهو مسيل واديها، وهو مابين مكة ومنى، ومبتدؤه المحصب والمراد أنه عليه الصلاة والسلام من أكرم بطون قريش. فقد كانت قريش قسمين: قريش البطاح الذين ينزلون أباطح مكة وبطحاءها. وقريش الظواهر الذين ينزلون حول مكة. قال الشاعر:
... فلو شهدتني من قريش عصابة ... قريش البطاح لا قريش الظواهر
قال ابن الأعرابي: قريش البطاح هم الذين ينزلون الشعب بين أخشبي مكة. وقريش الظواهر الذين ينزلون خارج الشعب وأكرمهما قريش البطاح. سبل الهدى والرشاد 1/516.(1/55)
نبي التوبة، ونبي الرحمة، ونبي الملحمة (1) ، والعاقب والماحي، والخاتم لجميع الأنبياء والمرسلين، الذي جمع فيه محاسن من كان قبله، واختُص بفضائل لم تكن في غيره. فلهذا نسخ الله بما شرع له جميع الشرائع المتقدمة، ولم يقبل بعد بعثته من أحد من سائر الأديان عملاً إلا على ما جاء به محمد من الدين القويم، والشرع العظيم. قال الله تعالى في كتابه المبين: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا/ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ} (2) قال ابن عباس رضي الله عنه: (ما بعث الله نبياً إلا أخذ عليه الميثاق لئن بُعثَ محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، وأمره بأخذ العهد على أمته لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه) رواه البخاري (3) ، إمام المحدثين.
وقال الله تعالى وهو أصدق القائلين: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ} (4) .
ولما كان صلوات الله وسلامُه عليه في غاية الكمال خلقاً وخُلقاً وشرعاً، وأُنزل عليه الكتاب الكريم وهو القرآن العظيم، الذي هو أعظم
_________
(1) الملحمة: الحرب والقتال مأخوذ من اشتباك الناس واختلاطهم فيها كاختلاط لحمة الثوب بالسدى. والعاقب الذي ليس بعده نبي. والماحي الذي يمحو الله به الكفر. كما جاء في حديث مسلم 2/336 ويراجع سبل الهدى والرشاد 1/494، 655.
(2) آية (81) آل عمران.
(3) أسنده ابن جرير في تفسيره 6/556.
(4) آية (85) آل عمران.(1/56)
البراهين، إذ كان تنزيل العزيز الرحيم، وأنطقه الله بما أفهمهُ منه من الحكمة، وهي السنة المأثورة قولاً منه وعملاً، وتقريراً وفعلاً، غير أنها لا تتلى (1) ، ولكن تُحفظ وتروى، كما ضبطها المحفوظون من أصحابه سفراً وحضراً، ليلاً ونهاراً، سراً وجهاراً، وسألوا أزواجه - أمهات المؤمنين - عما كان يعانيه عندهن من أمور الدين، وعن صلواته في خلواته وعن قيامه في الليل البهيم، فبين ذلك للأمة أتم تبيين، وضبطن ذلك أتم ضبطٍ وحفظٍ متين، ولا سيما الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سماوات عائشة أم المؤمنين، كما بسطنا ذلك في مسندها رضي الله عنها وعنهن وعنهم أجمعين، ولهذا لم تحتج أمته إلى نبي بعده، كما كانت الأمم قبلها لا يخلو زمان عن نبي أو أكثر يسدون (2) أحكام كتابهم، ويرشدونهم إلى ما ينفعهم في معاشهم في هذه الدنيا ويوم مآبهم.
قال الله تعالى - وبه يؤمن المؤمنون -: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلاَ تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ} (3) فقال {بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ} فوكل حفظ التوراة إليهم، فلذا دخلها بعد أنبيائهم التحريف والتبديل والتأويل/ ثم أضيف إلى ذلك كله النسخُ، ولا يجوز الحكم بها، ولا التحاكم إليها، ولا الاعتماد عليها، بعد نزول القرآن العظيم المهيمن عليها وعلى ما قبلها وبعدها من الكتب السماوية، الناسخ لما فيها إلاَّ ما قُرِّرَ منها فإن الصحيح (أن شرع من
_________
(1) في الأصل (تبلى) وما أثبتناه هو الموافق للسياق.
(2) يسدون: يوثقون. يقال سد الأمر وسدده أوثقه. وتراجع المادة في اللسان 3/1968.
(3) آية (44) المائدة.(1/57)
قبلنا شَرْعٌ لنا ما لم ينسخ) كما هو المنصوص في الأصول، وكما تقرر بالمنقول والمعقول (1) .
وقال الله تعالى - وهو الذي يفرده بالعبادة الموحدُون -: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (2) فتكفل تعالى بحفظ كتابه العزيز، فلهذا لم يُهمل منه كلمةٌ بل حفظه الصحابة رضي الله عنهم من الرسول حرفاً حرفاً فيما يجهر فيه من الصلوات وما يُخفى، ومن خطبه ومواعظه المكررة [مئيناً ألفاً] (3) ، فكان منهم من جمعه كله في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - من أنصارى ومهاجري، ومنهم من قرأ أكثره، وأقل من ذلك كُلٌّ بحسبه، فكان منهم من أودعه صدره، ومنهم من ضبطه بكتبه، وقد ورد في حديث: (من كتب عني شيئاً غير القرآن فليمحه) (4) خشية أن يذهب شئ من القرآن أو يختلط بغيره بحسب أن ذلك جائز.
ثم لما قاتل الصحابة أهل الردة، وأصحاب مسيلمة، وقُتِلَ منهم نحو الخمسمائة، أشار الفاروق على الصديق بجمع القرآن خشية أن يذهب شئ من القرآن بقتل بعض القراء، فأمر زيد بن ثابت الأنصاري، فتتبع القرآن يجمعه من صدور الرجال، ومن الجريد واللخاف (5) ، وألواح الأكتاف (6) ، فلم يترك منه آية إلا جمعها، ولا شاذة ولا فاذة إلا ارتجعها، فكان ذلك في صُحفٍ مطهرةٍ، مكرمة معظمة، أيامى الصديق والفاروق. فلما كان عثمان
_________
(1) في الأصل المخطوط [بالمنقول والمنقول] والصواب ما أثبتناه.
(2) آية (9) الحجر.
(3) في الأصل كلمة غير واضحة المعنى، ولعلها (مئينا ألفاً) .
(4) أخرجه مسلم: كتاب الزهد والرقائق. باب التثبت في الحديث وحكم كتابة العلم، عن أبي سعيد الخدري 4/2298 ط الحلبي.
(5) اللخاف: هي جمع لخفة، وهي حجارة بيض رقاق النهاية 4/244. مادة (لخف) .
(6) الكتف: عظم عريض يكون في أصل كتف الحيوان، كانوا يكتبون عليه. أهـ. النهاية 4/150.(1/58)
بن عفان استدعي بتلك الصحف من عند أم المؤمنين حفصة، ورتب سورها على العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جبريل في آخر سنيه السنية، فإنه كان يُعارضه بما أوحاه إليه في كل رمضان مرة، فلما كان آخر رمضان صامه، الذي أنزل عليه فيه القرآن، عارضه مرتين (1) فكان ذلك إشارة إلى انقضاء عمر سيد الثقلين، / فكتبه أمير المؤمنين عثمان بن عفان على العرضة الأخيرة منهما، وألزم الناس أن يقرءوا على رسم ما رسمه في المصحف الإمام، وأنْفَذَ به نُسخاً إلى بقية الأمصار الكبار، ليقتدي بها الأنامُ ما بقيت الأيام.
فقابلت الأمة ذلك بالسمع والطاعة، وحرقوا عن أمره بقية المصاحف المخالفة لتلاوة الجماعة، وكانوا قد تآلبت (2) تلاوتهم، وخطاً بعضهم بعضاً، حتى كثرت القالة والشناعة، فأشار حذيفة بن اليمان على عثمان بما اعتمده من هذا الصنيع الذي لم يسبق إليه ولا يُلحق فيه، وقد أمر بمتابعته والاقتداء به صاحب الشفاعة. وودَّ علي بن أبي طالب في أيامه أن لو كان صاحب ذلك لو قُدِّر له أو قَدَر عليه، وقد بسط بفضل عثمان كف الضراعة (3) وقد أخذ التابعون لهم بإحسان عنهم تلاوة القرآن قَرْنًا بعد قرن، وجيلاً بعد جيل، وخلفاً عن سلفٍ إلى هذا الأوان.
_________
(1) يشير بذلك إلى حديث معارضة جبريل للنبي بالقرآن في رمضان الأخير مرتين، عن عائشة عن فاطمة عليهما السلام قالت: (أسر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن جبريل يعارضني بالقرآن كل سنة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلى) ، صحيح البخاري كتاب التفسير: فضائل القرآن: 9/43.
(2) يعني تمسك كل فريق بما يظنه صواباً ولو كان باطلاً، انظر لسان العرب 1/215، يشير بذلك إلى حديث حذيفة بن اليمان حين قدم على عثمان لما أفزعه اختلافهم في القراءة، فأشار على عثمان أن يجمعهم على قراءة واحدة ثابتة، انظر الحديث في صحيح البخاري في كتاب التفسير باب جمع القرآن: 9/10.
(3) يقصد بذلك ما ورد من ثناء أمير المؤمنين علي، على أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنهما وتمنيه أن لو فعل في المصاحف مثله، فقد ورد عنه أنه قال: (لو كنت الوالي وقت عثمان لفعلت بالمصاحف مثل الذي فعل عثمان) وقال أيضاً: (لا تقولوا في عثمان إلا خيراً. فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا على ملامنا) ... الخبر انظر فتح الباري جـ19 صـ 21 - 24. والإتقان في علوم القرآن للسيوطي جـ 1 صـ 240، والبرهان للزركشي جـ 1 صـ 240.(1/59)
وقد تكلمنا على ما يتعلق بالقراءات السبع في أوائل كل سورة وجزء وسُبع في أوائل كتابنا (التفسير) بما فيه كفاية لكل فاضل نحرير، ولا تزال طائفة من أمته ظاهرين بالحجة على سائل الخلق بالحق متمسكين بسنته الواردة عنه المتلقاة منه، حافظين لها، مُعولين عليها، حافظين لأسانيدها وألفاظ متون سُننها ومسانيدها، عالمين بأحوال رجالها، من ثقاتها وضعفائها، ومن يُنسب منهم إلى بدعة جرحة (1) ، أو سوء حفظ، أو عدم ضبط، أو تغفل، أو كذب، أو وضع، أو زندقة، أو انحلال، أو متأول في كذبه بنوع قُربةٍ وهو مخطئ في ذلك، كما هو مبسوط في كتب الأسماء والرجال، والتواريخ وأيام الناس.
وقد جمعتُ في ذلك كتاباً حافلاً كافياً كافلا كاملاً لأشتات ما تفرق في غيره، وسميته (بالتكميل في معرفة الثقات والضغفاء والمجاهيل) (2) / في عدة عشر مجلدات، هو كالمقدمة بين يدي كتابي هذا، الذي قد جمعته أيضاً من كتب الإسلام المعتمدة في الأحاديث الواردة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ومن ذلك الكتب الستة، وهي: الصحيحان: البخاري ومسلم، والسنن الأربع: لأبي (3) داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، ومن ذلك مسند الإمام أحمد، ومسند أبي بكر البزار، ومسند الحافظ أبي يعلى الموصلي، والمعجم الكبير للطبراني (4) رحمهم الله. فهذه عشرة كاملة.
وأذكر في كتابي هذا مجموع ما في هذه العشرة، وربما زدْتُ عليها من غيرها، وقل ما يخرج عنها من الأحاديث مما يحتاج إليه في الدين.
_________
(1) يعني جارحة.
(2) قد أشرنا في الكلام عن مؤلفاته أن هذا الكتاب لا يوجد منه سوى الجزء التاسع فقط، وهو بدار الكتب المصرية تحت رقم (24227) رمز (ب) .
(3) في الأصل المخطوط [ابن داود] ، والصواب: ما أثبتناه.
(4) هذا نص صريح يرد على من ذكر أن من أصوله ابن أبي شيبة مكان المعجم الكبير للطبراني ممن ترجم لابن كثير، كما سبقت الإشارة إليه.(1/60)
وهذه الكتب العشرة تشتمل على أوفي من مائة ألف حديث بالمكررة. وفيها الصحيح والحسن، والضعيف والموضوع أيضاً. وتشتمل على أحاديث كثيرة في الأحكام، وفي التفسير، وفي التواريخ، والرقائق، والفضائل، وغير ذلك من فنون العلم، كما قد نبه على ذلك الإمام البخاري في كتابه الجامع، وفتح أبواب الهدى وأرشد إلى مسالك النجاة وترجم كتباً وأبواباً دلت على فقه نفيس عظيم، وعلى همةٍ سامية شاهقة إلى نيل المعالي في سائر العلوم الشرعية، وعلى اطلاع عظيم من السنة النبوية والأحاديث المصطفوية، فرحمه الله من إمام، كما جعل له لسان صدق في هذه الأمة الأنام. ولكن قل ما يدخل في مصنفه من هذه الأحاديث لما شرطه في صحيحه من الشرط الذي ضاق. وتوسع مُسلم بن الحجاج بعده في الشرط، وبالغ في المناظرة والحجاج، ومع هذا بقي عليه أحاديث أخر لم يطلع عليها، وهي على شرطه، كما ستراها في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
وقد وضعت كُل حديث مما يتعلق بالأحكام، والتفسير، والتاريخ، في كتبنا الثلاثة ولله الحمد والمنة. وما كان فيه وهن شديد بينته، وموضع تحرير (1) ذلك وتقريره، والتفسير عنه في كتابي (الأحكام الكبرى) .
وسميت كتابي هذا (جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن) وهو المسند الكبير.
وشرطي فيه أني أترجم كل صحابي له رواية عن رسول الله/ - صلى الله عليه وسلم - مرتباً على حروف المعجم، وأوردُ له جميع ما وقع له في الكتب وما تيسر لي من غيرها، وبالله أستعين، وعليه أتوكل، وإليه أنيب.
_________
(1) في الأصل المخطوط (تحريم) والسياق يقتضي ما أثبتناه.(1/61)
حرف الألف
من اسمه آبي. وأبان. وأبجر. وإبراهيم. وأبزى. وأبيض. وأُبيٌّ من الصحابة رضي الله عنهم.(1/63)
1 - (آبي اللحم الغفاري) (1)
قيل اسمه حُويرث، وقيل: خلف، وقيل: عبد الله بن عبد الملك بن عبد الله ابن حارثة بن غفار بن (مُليل) (2) بن ضمرة بن بكر بن عبد مَناة ابن كنانة بن خُزيمة ابن مُدركة بن نِزَار بن إلياس بن معد بن عدنان.
وهو صحابي قديم الإسلام. وإنما لُقب بـ (آبي اللحم) لأنه كان لا يأكل اللحم ويأبى منه. وقيل كان لا يأكل ما ذبح على النُّصبِ، له حديث واحد.
1 - قال الإمام أحمد، وأبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي في (كتاب الصلاة) من سننهما (3) :
حدثنا قُتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، - هو ابن سعد - عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله، عن عمير - مولى
_________
(1) انظر ترجمته في الإصابة في تمييز الصحابة 1/13 ط: المثنى بلبنان الأولى سنة 1328هـ، وأسد الغابة في معرفة الصحابة 1/45 باب الهمزة مع الألف.
(2) في الأصل (مليك) بالكاف، والتصويب من أسد الغابة.
(3) مسند أحمد بن حنبل 5/223 دار الفكر، وسنن الترمذي: كتاب الصلاة باب ماجاء في صلاة الاستسقاء: 2/34 وسنن النسائي: كتاب الاستسقاء: باب: كيف يرفع يديه: 3/159. والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك 1/327 وقال: هذا سند صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وزاد السيوطي في الجامع الكبير 2/229 نسبته للبغوي والبارودي وأبي نعيم وسمويه في فوائده.(1/63)
آبي اللحم - عن آبي اللحم (أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستسقى عند أحجاز الزيت (1) وهو مقنع (2) يديه يدعو) .
قال الترمذي: كذا قال قتيبة في هذا الحديث: عن آبي اللحم، ولا نعرف له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا هذا الحديث.
وقد رواه [عمر بن] (3) مالك وغيره عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد ابن إبراهيم التَّيْمي عن عُمير مولى آبي اللحم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يقل: عن آبي اللحم، وكلاهما له صحبة. ورواه عبد ربه بن سعيد عن محمد بن إبراهيم قال: أخبرني من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يُسمِّهِ.
قلت: وسيأتي كل منهما في موضعه، فقد رواه أبو داود (4) من حديث عمر ابن مالك، ومن حديث عبد ربه، كما رمزنا عنهما.
_________
(1) موضع قريب من الزوراء بالمدينة المنورة. معجم البلدان 1/109.
(2) مقنع يديه: أي رافع يديه انظر جامع الأصول 6/209.
(3) في الموضعين (مالك) والزيادة في سنن أبي داود.
(4) أخرجه أبو داود: في كتاب الصلاة: باب رفع اليدين في الاستسقاء: 1/266 عن عمير مولى بني آبي اللحم.(1/64)
2 - (أبان بن سعيد) (1)
أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصي. وأمه هند، ويُقال: صفية بنت المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، عمة خالد بن الوليد. كان من وجوه قريش من بني أمية. / وكان هو الذي أجار عثمان بن عفان يوم بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرسالة إلى قريش يوم الحديبية، وأركبه فرسه، وقال: سر آمنًا حيث شئت. ثم أسلم بعد الحديبية، وشهد فتح خيبر، وقد كان في سريةٍ بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها
_________
(1) انظر ترجمته في الإصابة لابن حجر 1/13، وأسد الغابة باب الهمزة والباء وما يثلثهما: 1/46.(1/64)
أميراً. وشهد فتح دمشق، فقيل: إنه قتل يوم مرج الصفر (1) بعدها بقليل. وقيل: يوم اليرموك سنة خمس عشرة، وقيل: يوم أجْنادين (2) قبيلهما. وقيل: إنه تأخر إلى أيام عثمان، فكان ممن يُمْلى المصحف على زيد بن ثابت بأمر عثمان، فالله أعلم.
_________
(1) (مَرْج الصُّفر) موضع بغوطة دمشق كان به وقعة للمسلمين مع الروم وكانت سنة أربع عشرة. النهاية 3/37.
(2) كانت أجنادين سنة اثنتي عشرة، وقيل: ثلاث عشرة. أسد الغابة 1/47.(1/65)
2 - قال الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في مسنده: حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن ناصح، حدثنا محمد بن الحسن، حدثني سليمان بن وهب، حدثني النعمان بن برزج (1) - وكان قد أدرك الجاهلية - قال: بعث أبو بكر أبان بن سعيد إلى اليمن، وكلمه رجل في دَمٍ، فقال أبان: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد وضع كل دمٍ كان في الجاهلية) (2) .
وكذلك رواه الطبراني في المعجم الكبير عن علي بن المبارك الصنعاني، عن زيد بن المبارك، عن محمد بن الحسن بن أتش، عن سليمان بن وهب الجندي، عن النعمان، عن أبان، أنه خطب فقال: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد وضع كل دمٍ كان في الجاهلية) (3) .
_________
(1) بُرزْج: بفتح الباء وضم الراء وسكون الزاي. أسد الغابة 5/326، الإصابة 3/585.
(2) انظر كشف الأستار 2/215، وانظر مجمع الزوائد 6/293 حيث قال: وإسناد البزار ضعيف.
(3) معجم الطبراني 1/202، والجامع الكبير للسيوطي 2/229، فقد زاد إسناده للبخاري في الكبير وابن أبي داود، والبغوي وابن قانع، وغيرهم.(1/65)
3 - (أبان المحاربي، وهو العبدي أيضاً) (1)
3 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن العباس الأخرم الأصبهاني، حدثنا أسيد ابن عاصم، حدثنا سعيد بن عامر، عن أبان بن أبي عياش، عن الحكم بن حيان، [عن أبان] (2) المحاربي - وكان من الوفد الذين وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (مامن عبد مسلم يقول إذا أصبح: الحمد لله لا أشرك به شيئاً، وأشهد أن لا إله إلا الله، إلا ظلَّ تُغفر له ذنوبه حتى يُمسي، فإن قالها إذا أمسى ظل تُغفر له ذنوبه حتى يُصبح) (3) .
رواه البزار، عن محمد بن السكن الأيلي، عن سعيد بن عامر، عن أبان بن أبي عياش، وكان من العُباد فكثرت المناكير في حديثه فأبوا حفظه (4) .
4 - (إبراهيم بن الحارث)
إبراهيم بن الحارث بن خالد بن الحارث بن عامر بن كعب بن سعد بن.... ابن كعب (5) / قال أحمد بن حنبل والبخاري: كان من المهاجرين. قال البخاري: هاجر مع أبيه وقال موسى بن عبيدة: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث وكان جده من المهاجرين الأولين.
_________
(1) هو أبان المحاربي من بني محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز، ويقال له العبدي أيضاً فهو عبدي محاربي، ومحارب بطن من عبد القيس. الإصابة 1/15، أسد الغابة 1/48.
(2) الزيادة التي بين القوسين ليستقيم المعنى وبعد الرجوع إلى معجم الطبراني 1/202.
(3) الخبر في المعجم الكبير للطبراني 1/202، وهو عند ابن سعد 7/88.
(4) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 10/116، وقال: رواه البزار، وفيه أبان بن أبي عياش وهو متروك.
(5) هكذا بياض في الأصل. وصحة نسبه: إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب ابن سعد بن تيم بن مرة التيمي القرشي.
التاريخ الكبير 1/22، الإصابة 1/15، أسد الغابة 1/51.(1/66)
4 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو أحمد (الغطريفي) (1) ، حدثنا (الساجي) (2) ، حدثنا يزيد بن يوسف، عن عمرو، حدثنا خالد بن نزار، حدثنا سفيان بن عيينة،
عن محمد بن المنكدر، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه،
قال: (وجهنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية وأمرنا أن نقول إذا نحن أمسينا
وأصبحنا: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثَاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} (3) فقرأناها
فغنمنا وسلمنا) .
5 - (إبراهيم بن خَلاد بن سُويد الخزرجي وقيل أشهلىٌّ) (4) .
5 - روى أبو نعيم من طريق محمد بن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي لبيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي، عن إبراهيم بن خلاد قال: (دخل جبريل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد كن عجاجاً ثجَّاجا) (5) .
6 - (إبراهيم بن عبد الرحمن العُذْرى) (6)
ذكره الحسن بن عرفة، عن إسماعيل بن عياش، عن مُعان بن رفاعة،
_________
(1) في الأصل (الطريفي) والتصويب من الأنساب 10/56.
(2) في الأصل (الديباجي) والتصويب في المصدر السابق.
(3) الآية (115) المؤمنون، وقال الحافظ ابن حجر في ترجمته في الإصابة: الحديث أخرجه ابن منده من طريق لا بأس بها. وفي أسد الغابة أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
(4) قال ابن الأثير في أسد الغابة: ذكر أبو نعيم أنه خزرجي، وجعله ابن منده أشهلياً، وهما متناقضان، فإن عبد الأشهل قبيلة مشهورة من الأوس، إلا إن أراد نسبه إلى عبد الأشهل ابن دينار بن النجار فهو من الخزرج والصحيح: أنه خزرجي أهـ 1/52 باب الهمزة مع الباء وما يثلثهما، الإصابة 1/95.
(5) العج: رفع الصوت بالتلبية، والثج: إسالة دماء الهدي والأضاحي، النهاية 1/125، 3/69 والحديث أخرجه الطبراني في الكبير 1/314.
(6) انظر ترجمته في أسد الغابة، باب الهمزة مع الهاء وما يثلثهما 1/52، وقد جزم الحافظ ابن حجر أنه تابعي وحديثه مرسل. الإصابة 1/117.(1/67)
عن إبراهيم قال: وكان من الصحابة. قال أبو نعيم: فزاد: (وكان من الصحابة) ولم يتابع عليه.(1/68)
6 - ثم قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن حميد، ومحمد بن إبراهيم بن علي، قالا: حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا حماد بن زيد، عن بقية بن الوليد، عن مُعان بن رفاعة، عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يَحمِل هذا العلم من كُلِّ خلفٍ عُدُوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين) . ثم قال: كذا رواه الوليد بن مسلم وإسماعيل بن عياش عن مُعانٍ.
ورواه عمرُو بن هاشم عن محمد بن سليمان بن أبي كريمة عن معان عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد.
ورواهُ بقية/ أيضاً عن مسلمة بن علي عن أبي محمد السلامي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة. قال: وكُلها مضطربة غير مستقيمة (1) .
7 - إبراهيم: والد عطاء الطائفي (2)
7 - قال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو بكر بن أبي عاصم، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن يحيى بن عطاء بن إبراهيم عن أبيه عن جده - رجل من
_________
(1) القائل هو: أبو نعيم. وانظر كامل ابن عدي 1/190، وضعفاء العقيلي 4/456، وكذا قال ابن الأثير في أسد الغابة، وقال ابن حجر في الإصابة أورد ابن عدي هذا الحديث من طرق كثيرة كلها ضعيفة. وانظر التمهيد لابن عبد البر 1/58.
(2) إبراهيم: أبو عطاء الثقفي الطائفي قال أبو عمر: لم يرو عنه غير ابنه عطاء. وإسناد حديثه ليس بالقائم، ولا يحتج به ولا يصح عندي ذكره في الصحابة وحديثه عندي مرسل. أسد الغابة 1/54. وانظر الإصابة.(1/68)
الطائف - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يكلم الناس حسنا، وسمعته يقول: (قابلوا النعال) (1) .
قال أبو نعيم: يُقال إن أبا عاصم كان يَهِم في هذا فيُقدم عطاء على إبراهيم ابن عطاء عن أبيه عن جده.
فأما إبراهيم مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسيأتي في الكنى. وقد قال له الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (يا أبا رافع، إن مولى القوم من أنفسهم، وإنا لا تحل لنا الصدقة) (2) .
وأما:
_________
(1) قابلوا النعال: اجعلوا لها قبالا. والقبال زمام النعل، وهو السير الذي يكون بين الأصبعين. النهاية لابن الأثير 3/225 والحديث أخرجه الطبراني 1/135، وفي 17/170 لكنه قال هنا: يحيى بن عبيد بن عطاء عن أبيه عن جده. وانظر مجمع الزوائد 5/138. والجامع الكبير للسيوطي 1/593.
(2) أخرجه الترمذي في سننه 2/84، وقال: هذا حديث حسن صحيح وأخرجه النسائي 5/80، والحاكم في المستدرك 1/404 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.(1/69)
8 - (إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف) (1)
فقيل: إنه ولد عام الهجرة، أو قبلها بسنة، وله إدراك جيد، ولكن لم أر له رواية. ومثله:
9 - (إبراهيم بن أبي موسى الأشعري) (2)
ولد في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحنكهُ، وسماهُ إبراهيم (3) . ولا رواية له. وكذا:
_________
(1) انظر ترجمته في الإصابة 1/95، وأسد الغابة 1/53.
(2) انظر ترجمته في الإصابة 1/96، وأسد الغابة 1/53.
(3) انظر صحيح البخاري 3/215.(1/69)
10 - (إبراهيم النجار) (1)
الذي صنع المنبر النبوي. لا رواية له. وكذا:
11 - (إبراهيم بن النحام) (2)
الذي باع النبي - صلى الله عليه وسلم - مدبره بثمانمائة وأرسل بثمنه إليه لدين كان عليه. لارواية له، (وقد ورد ذكره في رواية أبي نضرة عن جابر في حنين الجذع) (3) .
12 - (إبراهيم بن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (4)
وأما السيد الشريف الحسيب النسيب الحبيب الكريم إبراهيم بن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمات قبل أبيه عليهما الصلاة والسلام بسنةٍ، يوم كُسفت الشمس، وله من العمر ستة عشر شهراً وقيل ثمانية عشر شهراً وقيل سنة وعشرة أشهر، ولهذا جاء في الحديث: (إن ابني مات في الثدي لم يتم رضاعة وإن له
مُرضعاً في الجنة) .
رواه الثوري، عن فراسٍ، عن الشعبي، عن البراء.
ورواه أحمد، عن إسماعيل، عن أيوب، عن عمرو بن سعيد، عن أنسٍ (5) . وقال الثوري: عن السدي، عن أنس، فذكره، وزاد: قال أنس: (ولو عاش لكان نبياً صديقاً) (6) /.
_________
(1) انظر ترجمته في الإصابة 1/16، وأسد الغابة 1/55.
(2) النحام: يقال له نحم ينحم بالكسر نحما ونحيما ونحمانا فهو نحام والنحيم الزحير والتنحنح. وفي الحديث: دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيم.
وقد اقترن اسم إبراهيم النحام بخير العبد المدبر وأما خبر حنين الجذع فمتعلق بإبراهيم النجار الذي صنع منبره عليه الصلاة والسلام وبذلك وردت رواية أبي نضرة عن جابر عند ابن الأثير. الإصابة 1/96، أسد الغابة 1/55، لسان العرب 6/4370.
(3) هذه العبارة - والله أعلم - محلها في الترجمة السابقة، لأن الذي ورد ذكره في رواية أبي نضرة عن جابر في حنين الجذع هو: إبراهيم النجار، لا النحام، كما يتضح في الهامش السابق.
(4) انظر ترجمته في الإصابة 1/93، وأسد الغابة 1/49.
(5) مسند أحمد 3/112، وأخرجه مسلم أيضاً 4/1808.
(6) مسند أحمد 3/133، وطبقات ابن سعد 1/140.(1/70)
ورواه كذلك إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي أوفى، وقال: (لو عاش لكان نبياً) (1) .
وستأتي كلها في مواضعها في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
وأمهُ مارية القبطية من كورة أنْصِنا (2) أهداها له المقوقس صاحب إسكندرية، مع أختها سيرين وطواشٍ (3)
اسمه مأبور.
_________
(1) الخبر أخرجه البارودي عن أنس. وابن عساكر عن جابر وعن ابن عباس وعن ابن أبي أوفى، ورمز له السيوطي بالضعف. وعقب عليه المناوي فقال:
وقضية كلام المصنف أن هذا لم يتعرض له أحد من الستة لتخريجه وإلا لما عدل إلى هذين، وهو عجب فقد رواه ابن ماجه بزيادة ولفظه (لو عاش إبراهيم لكان صديقاً نبياً ولو عاش لأعتقت أخواله من القبطه وما استرق قبطي) ورواه أحمد باللفظ الأول. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
ولكن ابن حجر وهن طريق ابن ماجه في الإصابة كما ساق عدة طرق أخرى للخبر
ووهنها.
أَمَّا ابن الأثير فقد عقب على الروايات التي أوردها في أسد الغابة برأي نقله عن أبي عمر هو: قال أبو عمر: لا أدري ما هذا القول؟ فقد ولد نوح غير نبي، ولو لم يلد النبي إلا نبياً لكان كل أحد نبياً لأنهم من ولد نوح عليه السلام.
راجع الجامع الصغير بشرح فيض القدير 5/320.
(2) انصنا بلدة قديمة على ضفة النيل الشرقية قبالة الأشمونين كان بها مقياس للنيل بعضه باق إلى الآن. معجم البلدان 1/165، محمد رسول الله للأستاذ محمد رضا 270.
ابن دقماق 5/18، التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية لابن الجيعان ص 177.
(3) طواش: يعني خادم خصى. وأما مارية فهي بنت شمعون من فواضل نساء عصرها. وكانت أمها
رومية، وكانت مارية بيضاء جعدة جميلة أهداها المقوقس سنة سبع للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فأسلمت
واستولدها ابنه إبراهيم، وتوفيت في خلافة عمر سنة 16هـ فحشد عمر الناس لشهود جنازتها ودفنت بالبقيع.
طبقات ابن سعد 8/212. أعلام النساء 5/10.(1/71)
8 - فروى أبو نعيم من حديث قتيبة عن حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لو عاش إبراهيم لوضعت الجزية عن كل قبطي) (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن سعد 1/144 عن الزهري مرسلاً ورمز له السيوطي بالضعف وقد سبق لفظه جزءاً من حديث ابن ماجه.
الجامع الصغير بشرح فيض القدير 5/321.(1/71)
قال أبو نعيم: وقد رواه أبو شيبة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: لما مات إبراهيم صلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن له لمرضِعاً ترضعهُ في الجنة) وقال: (لو عاش لعتقت أخواله القِبط فما استرق قبطيٌّ) (1) .
قلت: روينا عن معاوية بن أبي سفيان أن الحسن بن علي قال لهُ ما أسديت إلى أهل كُورَةِ أنصنا؟ فقال: سامحتهم بالجزية إكراماً لإبراهيم ابن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - (2) .
_________
(1) أخرجه ابن ماجه 1/484.
(2) أورده ابن الأثير في النهاية، وياقوت الحموي في معجم البلدان 2/276.(1/72)
13 - (أبجر بن غالب) (1)
9 - قال البزار: حدثنا عبد الرحمن بن الأسود، حدثنا معتمر بن سليمان، حدثنا عبد الله بن بشر، أن عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود حدثه، عن عُبيد بن الحسن عن عبد الرحمن بن معقل (2) عن أبجر بن غالب، قال: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يارسول الله أصابتنا سنة فنفد المال إلا الحُمُر أنأكل منها فقال: (كل وأطعم عيالك فإنما كرهت عام خيبر جوال (3) القرية) .
وهكذا رواه أبو داود الطيالسي، عن شعبة، عن عبيد بن الحسن
_________
(1) له ترجمة في الإصابة 1/117 وأسد الغابة 1/48.
(2) في المخطوطة (عبد الرحمن بن مغفل) والصواب ما أثبتناه وهو عبد الرحمن بن معقل بن مقرن المزني الكوفي أخو عبد الله الآتي بعد. روى عن علي وابن عباس وغالب بن أبجر.
تهذيب التهذيب 6/273 التاريخ الكبير للبخاري 5/349.
(3) جوال القرية: جوال جمع جالة كسامة وسوام وهي التي تأكل العذرة. النهارية 1/172.(1/72)
عن عبد الله ابن معقل (1) عن عبد الله (2) بن بشر، عن ناسٍ من مزينة (3) ، عن سيدهم أبجر، أو ابن أبجر فذكره (4) .
ورواه أحمد (5) عن غُنْدر عن شُعبة به وقال: قال غالب بن أبجر فذكره. وسيأتي في غالب بن أبجر إن شاء الله تعالى.
_________
(1) عبد الله بن معقل: كانت في المخطوطة (مغفل) وهو سهو من الناسخ وقد ورد كما
أثبتناه في مسند الطيالسي ومسند أحمد وهو أخو عبد الرحمن. التاريخ الكبير للبخاري
5/195.
(2) في مسندي أحمد والطيالسي (عبد الرحمن) والأشبه أن يكون عبد الله إذ أن عبد الله بن بشر كوفي وابني معقل كوفيان أيضاً. تهذيب التهذيب 5/160.
(3) في المخطوط (ياسر بن مزينة) والصواب (ناس من مزينة) .
(4) مسند الطيالسي ص 184.
(5) لم نجده عند أحمد. ويراجع الخبر في أسد الغابة.(1/73)
14 - (أبزَى والد عبد الرحمن بن أبزى الخُزَاعي) (1)
قيل: له ولابنه صحبة، وقيل لابنه فقط. وهذا غريب.
10 - وقد روى ابن منده من طريق بُكير بن/ معروف، عن مقاتل بن حيان، عن أبي سلمة (2) ، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس فقال: (ما بال أقوام لا يعلمون جيرانهم ولا يفقهونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم؟ وما لأقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتعظون، والذي نفسي بيده ليفعلُن ذلك أو لأعاجلنهم العقوبة) ثم نزل فدخل بيته، الحديث. وقد رواه البخاري في الوحدان من طريق بكير بن معروف به (3) .
_________
(1) انظر ترجمته في الإصابة 1/17 وأسد الغابة 1/56.
(2) هو ابن عبد الرحمن.
(3) قال ابن السكن: إسناده صالح، انظر الإصابة وراجع مجمع الزوائد 1/164 فقد رواه بأطول من هذا.(1/73)
ورواه إسحاق بن راهوية عن محمد بن أبي سهل عن بكير عن مقاتل عن علقمة بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به.
ورواه أبو نعيم عن الطبراني عن محمد بن إسحاق بن راهويه [عن أبيه] (1) ، عن محمد بن أبي سهل، عن بُكير عن مقاتل، عن علقمة بن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره، ثم قال: هذا هو الصواب، وليس لأبزى صحبة، ولا رواية، ووافقه أبو عُمر، وابن الأثير.
_________
(1) سقطت من المخطوط. وانظر أسد الغابة 1/56، وما قاله ابن حجر في الإصابة عن هذه الرواية. وراجع الجامع الكبير للسيوطي 2/230.(1/74)
15 - (أبيض بن حَمَّال) (1)
أبيض بن حمَّال بن مرثد بن ذي لحيان بن سعد بن عَوِف بن عدي بنت مالك بن زيد بن سُدَد بن زرعة بن سبأ الأصغر السَبئي المأربي. وفد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - واستقطعُه (مَاء) بِمَأرب وعاد إليها.
11 - قال أبو داود في كتاب الخراج (2) : حدثنا قتيبة بن سَعِيد (3) ، ومحمد ابن المتوكل العسقلاني - المعنى واحد - أنَّ محمد بن يحيى بن قيس المأربي حدثهم قال: أخبرني: أبي، عن ثمامة بن شراحيل، عن سُميذ بن قيس، عن شُمير. قال ابن المتوكل: ابن عبد المَدانِ، عن أبيض بن حَمَّال: أنه وفد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستقطعه الملح. قال ابن المتوكل: الذي بِمأْرِب، فقطعه له، فلما أن وَلىّ قال رجل (4) من المجلس: أتدري ما قطعت له؟ إنما
_________
(1) انظر ترجمته في الإصابة 1/17. وأسد الغابة 1/57.
(2) سنن أبي داود (كتاب الخراج - باب إقطاع الأرضين) 2/155 وأخرجه أيضاً الترمذي 2/420 والنسائي في الكبرى، كما في تحفة الأشراف 1/7، وابن ماجه 2/827. وآخرون.
(3) في المخطوطة: (قتيبة بن سعد) والصواب ما أثبتناه.
(4) هو: الأقرع بن حابس التميمي، كما صرحت به رواية ابن ماجه.(1/74)
قطعت له الماء الْعِدّ (1) . قال: فانتزعه منه. قال: وسألَهُ عمَّا يُحمَى من الأَرَاك؟ قال: ما لم تنله خِفاف (2) الإبل. قال ابن المتوكلُ: أخفاف الإبلْ.
ثم قال أبو داود: حدثنا هارون بن عبد الله عن محمد بن الحسن المخزومي قال: معنى قوله أخفاف الإبل: تأكل منها برءُوسها ويحمى ما فوقه.
ورواه/ الترمذي في الأحكام (3)
عن قتيبة، ومحمد بن يحيى بن أبي عُمر، وكلاهما عن محمد بن يحيى بن قيس.
ورواه النسائي في إحياء الموات (4) عن إبراهيم بن هارون عن محمد بن يحيى ابن قيس به. ومن حديث بقية عن ابن المبارك وسفيان عن معمر عن يحيى بن قيس المأربيّ عن أبيض بن حَمَّال به قال سفيان: وحدثني ابن الأبيض بن حمَّال، عن أبيه به مثله. ومن حديث إسماعيل بن عياش، وسفيان بن عيينة، عن عمرو بن يحيى بن قيس عن أبيه عن أبيض به نحوه.
ورواه ابن ماجه في الأحكام (5) أيضاً عن محمد بن يحيى بن أبي عمر عن فرج بن سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمّال، عن عمه ثابت بن سعيد، عن أبيه سعيد عن أبيه أبيض به نحوه.
_________
(1) الماء العد: الدائم الذي لا انقطاع لمادته وجمعه أعداد. النهاية 3/71.
(2) في النهاية: معناه أن الإبل تأكل منتهى ما تصل إليه أفواهها لأنها إنما تصل إليه بمشيها على أخفافها فيحمى ما فوق ذلك، وقيل أراد أنه يحمي من الأراك ما بعد عن العمارة ولم تبلغه الإبل السارحة إذا أرسلت إلى المراعي. النهاية 1/263.
(3) قال الترمذي: حديث أبيض بن حمال حديث غريب. والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم في القطائع يرون جائزاً أن يقطع الإمام لمن رأى ذلك.
الترمذي أبواب الأحكام - باب ماجاء في القطائع 2/420.
(4) انظر تحفة الأشراف 1/7.
(5) أخرجه ابن ماجه في (كتاب الرهون - باب إقطاع الأنهار والعيون) 2/827 ولفظ الخبر عنده أتم وأوضح. وانظر سنن الدارقطني 4/221، والدارمي 2/181.(1/75)
حديث آخر:(1/76)
12 - قال (1) أبو داود: وحدثنا محمد بن أحمد القرشي، حدثنا عبد الله بن الزبير، حدثنا فرج بن سعيد، حدثني عمي ثابت بن سعيد، عن أبيه، عن جدِّه أبيض ابن حمَّال: أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حِمَى الأراك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا حِمَى في الأراك) فقال: أراكة في (2) حِظَارِى؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا حمى في الأراك) .
قال فرج: يعني بالحِظَار. الأرض التي فيها الزرع المحاط عليها (3) .
حديث آخر:
13 - رواه أبو داود في الخراج (4) أيضاً، عن محمد بن أحمد القرشي، وهارون بن عبد الله، كلاهما عن عبيد الله بن الزبير، بإسناد الذي قبله سواء، عن أبيض بن حمال: أنهُ كلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصدقة فقال: (يا أخا سَبَأ لابد من صدقة) . الحديث في مصالحته إياه عن الجزية على
_________
(1) أخرجه أبو داود بهذا الإسناد غير أنه قال: عن ثابت بن سعيد عن أبيه عن جده عن أبيض بن حمال. سنن أبي داود كتاب الخراج - باب إقطاع الأرضين 2/156.
(2) في المخطوطة (أراك في حظارى) وصححت التزاماً بنص الخبر عن أبي داود.
(3) كانت تلك الأراكة التي ذكرها في الأرض التي أحياها قبل أن يحميها فلم يملكها بالإحياء وملك الأرض دونها إذ كانت مرعى للسارحة. النهاية 1/238.
(4) في لفظ الخبر عن أبي داود أنه أجاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (إنما زرعنا القطن يارسول الله، وقد تبددت سبأ ولم يبق منهم إلا قليل بمأرب) .
قال عبد الحق - فيما نقله الشيخ ابن القيم عنه تعليقاً على هذا -: لا يحتج بإسناد هذا الحديث فيما أعلم، لأن سعيداً لم يرو عنه فيما أرى إلا ثابت، وثابت مثله في الضعف. يعني هذا الحديث من رواية ثابت بن سعيد بن أبيض بن حمال عن أبيه عن جده. سنن أبي داود 2/147. مختصر وتهذيب السنن 4/245.(1/76)
سبعين حلة من المعافري (1) كُلَّ سنة.
حديث آخر:
_________
(1) المعافري: نسبة إلى المعافر. اسم قبيلة في اليمن لهم مخلاف تنسب إليهم الثياب المعافرية. ولفظة (الجزية) هكذا في المخطوط، وهذا وهم، والصواب (الصدقة) إذ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صالح أبيض على الصدقة لا على الجزية، ولا جزية على مسلم.(1/77)
14 - قال أبو نعيم عن أبي القاسم أحمد بن الحسن بن حطيط الأسدي حدثنا أبو الحريش أحمد بن عيسى حدثنا محمد بن أبي عمر حدثنا فرج بن سعيد عن أبيه عن أبيض/: أنه كان بوجهه حَزازة وهي القوباء (1) قد التقمت أنفه، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمسح على وجهه فلم يُمْسِ من ذلك اليوم وبوجهه أثرٌ (2) .
15 - وروى أبو نعيم أيضاً عن الطبراني (عن يحيى عن ابن عثمان (3) عن ابن لهيعة عن بكر بن سوادة عن سهل بن سعد قال: كان رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسمه أسود فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبيض) (4) .
16 - (أبيُّ بن عِمارة الأنصاري) (5)
كان ممن صلى القبلتين.
16 - قال أبو داود: حدثنا يحيى بن معين، حدثنا عمرُو بن الربيع بن طارق، حدثنا يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن رَزِين، عن محمد
_________
(1) داء معروف يتقشر ويتسع، يعالج بالريف. الصحاح 1/206.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 1/255. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 9/412 ووثق رجاله عند الطبراني.
(3) كذا، والذي في المعجم الكبير (عثمان بن صالح، عن أبيه عن ابن لهيعة) . المعجم 6/251. والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 8/155.
(4) قال ابن الأثير: تعليقاً على هذا الخبر: الصحيح أن الذي غير النبي - صلى الله عليه وسلم - اسمه غير هذا، لأن أبيض ابن حمال عاد إلى مأرب من أرض اليمن، والذي غير النبي - صلى الله عليه وسلم - اسمه نزل مصر أهـ 1/57 ترجمة / أبيض بن حمال.
(5) انظر ترجمته في الإصابة 1/19 وأسد الغابة 1/60.(1/77)
بن يزيد، عن أيوب بن قطن، عن أبيّ بن عِمارة؛ قال يحيى بن أيوب: وكان قد صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - القبلتين - أنه قال: يارسول الله أمسَحُ على الخفين؟ قال: (نعم) . قال: يوماً؟ قال: (نعم) . قال ويومين؟ قال: (ويومين) . قال) وثلاثة (؟ قال: (نعم وما شئت) .
ثم قال أبو داود: ورواهُ ابن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن ابن رَزِين، عن محمد بن يزيد، عن ابن أبي زياد، عن عُبادة بن نُسى، عن أُبَيّ بن عمارة، قال فيه: حتى أبلغ سبعًا. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (نعم ما بدا لك) . قال أبو داود: (وقد اختلف في إسناده وليس بالقوي) (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه أيضاً. قال الإمام أحمد فيما نقله البخاري عنه: رجاله لا يعرفون. وقال الدارقطني: هذا إسناد لا يثبت وجهل ابن القيم رجالهُ. سنن أبي داود 1/35. مختصر السنن للمنذري 1/117.(1/78)
17 - وقال ابن ماجه: حدثنا حرملة بن يحيى، وعمرو بن سوادٍ المصريان، قالا: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن رزين، عن محمد بن يزيد بن أبي زيادٍ، عن أيوب [بن] (1) قطنٍ عن عبادة بن نُسي، عن أُبيّ بن عمارة - وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد صلى في بيته القبلتين كلتيهما (2) - أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أمسح على الخفين؟ قال: نعم. قال: يوما؟ قال ويومين (3) . قال: وثلاثا؟ حتى بلغ سبعًا. قال له: وما بدا لك) .
_________
(1) سنن ابن ماجه والزيادة بالرجوع إليه 1/185.
(2) في المخطوطة (كلتاهما) وهو خطأ واضح.
(3) في المخطوطة [ويومين قال ويومين قال وثلاثا قال وثلاثا يعني] وقد التزمنا بنص ابن ماجه في المطبوع والمخطوط منه بدار الكتب تحت رقم (29 - حديث) خطت سنة 1166هـ، (627 - حديث) خطت سنة 1193هـ، (241 - حديث) خطت سنة 1241هـ. والحديث إسناده: ضعيف للجهالة بمحمد بن بزيد وأيوب بن قطن أَمَّا الأول: فقد قال فيه أبو حاتم والذهبي والدارقطني: مجهول وزاد الدارقطني: إسناده لا يثبت، ومحمج وأيوب والراوي عنه مجهولون (الميزان 4/67، تهذيب التهذيب 9/524) .
وأما أيوب بن قطن الفلسطيني فقال فيه أبو حاتم وأبو زرعة: لا يعرف، وقال الأزدي والدارقطني: مجهول.
وقال ابن معين إسناده مظلم. تهذيب التهذيب جـ1 صـ 410، والميزان 1/292 وقال النووي: هو حديث ضعيف باتفاق أهل الحديث.(1/78)
17 - حديث (أبي المنذر: أُبَيّ بن كعب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (1) .
17/م - حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه عن محمد بن إسحاق، فيمن شهد بدرًا: أُبَيّ بن كعب بن قيس بن عُبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاريُّ الخزرجي، سيد القُراء. قالُوا: قيل لجدهم النجار، لأنه ضرب رجلاً في وجهه بقدوم فنجره، فسمىّ النجار. وقيل لأنه اختتن بقدوم / وأمه صُهيلة بنت الأسود بن حَرام من بني النَّجار وهي عمة أبي طلحة زيد بن سهل. ويكنى أُبَي بأبي المنذر، كذلك كناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (2) . وكناه عمر بأبي الطفيل أيضًا. شهد العقبة وبدراً وقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليهنئك العلم أبا المنذر (3)) . وقال: (إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن قال: وسمَّاني لك؟ قال: نعم فذرَفَتْ عيناه (4) . وفي حديث أبي قلابة عن أنس: (أرحم أمتي بأُمتي أبو بكر قال: وأقرؤهم أبيُّ بن كعب) (5) .
وقال الواقدي: أول من كتب الوحي من الأنصار أبيّ بن كعب. وقال: وهو أول من كتب في آخر الكتاب: كتبه فلان بن فلان وقال: وأول من كتب من قريش عبد الله بن سعْد بن أبي سَرح. وكانت وفاته رضي الله عنه بالمدينة قيل: سنة تسع عشرة، وقيل: سنة عشرين، وقيل:
_________
(1) انظر ترجمته في الإصابة 1/19، والاستيعاب 1/47، وأسد الغابة 1/61 وطبقات ابن سعد 3/59، وثقات ابن حبان 3/5، والحلية لأبي نعيم 1/250.
(2) الحلية لأبي نعيم 1/250.
(3) ليهنئك العلم: وقد تخفف الهمزة لتمرأ به وتهنأ.
(4) فتح الباري 7/127. ومسلم 4/1915. والترمذي 5/330.
(5) مسند أحمد 3/281 والترمذي 5/665 وقال حسن صحيح، وابن ماجة 1/55.(1/79)
سنة ثلاثين، وقيل: سنة ثنتين وثلاثين (1) . وقال ابن عبد البر: والأكثر على أنه توفي في خلافة عمر (2) وقال ابن الأثير: الأرجح في خلافة عثمان، لأنَّ زِرًّا لقيه في أيام عثمان بن عفان (3) . قالوا: وكان أبيض الرأس واللّحية لا يُغير شيبه قلت: ومن الناس من يزعم أنه دُفن بدمشق، وَليس لهذا القول أصل يعتمد عليه.
(مارواه أنس بن مالك) عن أبيّ بن كعب
_________
(1) انظر طبقات ابن سعد 3/502.
(2) الاستيعاب 1/134.
(3) أسد الغابة 1/61.(1/80)
18 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن حميد عن أنس، عن أبي بن كعب، قال: (ماحاك في صدري شئ منذُ أسلمتُ إلاَّ أني قرأت آية وقرأهَا رجل غير قراءتي فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قلتُ: أقرأتني آية كذا؟ قال: نعم. قال: فَقَال الآخر: ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: نعم أتاني جبريل وميكائيل فقعد جبريل عن يميني، وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرفٍ، فقال: ميكائيل: استزِدهُ حتى بلغ سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ) (1) .
19 - حدثنا عبد الله بن أحمد/ (2) بن حنبل، حدثني محمد بن أبي بكر المقدّمي، حدثنا بشر بن المفضَّل، حدثنا حُميد قال: قال أنس: قال أبيٌّ: (مادخل قلبي شئ منذ أسلمت) فذكر معنى حديث أبيّ عن يحيى بن سعيد (3) .
ورواه النسائي عن يعقوب بن إبراهيم عن يحيى بن سعيد به، وعن إسحاق ابن إبراهيم عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس عن أبي (4) .
_________
(1) مسند أحمد: 5/122 ومسلم 1/561 والنسائي 2/118.
(2) في الأصل المخطوط [أحمد بن أحمد بن حنبل] وهو سهو واضح.
(3) زوائد عبد الله في المسند 5/122.
(4) النسائي: جامع ماجاء في القرآن 2/153، 154.(1/80)
قال شيخنا (1) : ورواه محمد بن جرير الطبري عن محمد بن مرزوق عن أبي الوليد عن حمّاد بن سلمة عن حميد عن أنس عن عُبادة بن الصامت عن أبيّ بن كعب. قال: (ما دخل قلبي منذ أسلمت) . معناه (2) .
_________
(1) هو أبو الحجاج المزي.
(2) مسند أحمد 5/114، 122 وتفسير ابن جرير 1/15.(1/81)
20 - حدثنا عبد الله، حدثني سويد بن سعيد، حدثنا المُعتمر عن حميد عن أنسٍ عن أبيّ بن كعب قال: (ما دخل قلبي منذ أسلمت) معناه (1) .
21 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عَبّاد المكي، حدثنا أبو ضمرة عن يونس عن الزهري عن أنس: كان أبيٌّ يحدث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (فُرِج سقف بيتي، وأنَا بمكة، فنزل جبريل فَفَرجَ صدري، ثم غسله من ماء زمزم، ثم جاء بطستٍ مَمْلُوءٍ حِكمةً وإيماناً، فأفرغها في صدري ثم أطبقه) تَفرَّد به (2) .
22 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبي - رحمه الله -، حدثنا عتابُ بن زيادٍ، حدثنا عبد الله - يعني ابن المبارك - أنبأنا موسى بن عقبة، عن عبد الرحمن بن زيد ابن عقبة، عن أنس بن مالك، قال: (كنت (3) أنا، وأبي، وأبو (4) طلحة جلوساً، فأكلنا خبزاً ولحماً (5) ، ثم دعوتُ بوضوء فقالا: لِم تتوضأ مِنْهُ من هو خيرٌ
مِنُكَ (6)) . تفرد به.
23 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمدُ بن إسحاق بن محمد المسيبي، حدثنا أنس بن عياض (7) ، عن يونس بن يزيد، قال: قال ابن شهاب: قال
_________
(1) مسند أحمد 5/122.
(2) المسند 5/122 - ورواه البخاري 1/458، ومسلم 1/48.
(3) في الأصل المخطوط: (كتت وأنا) فأسقطنا الواو ليصح السياق.
(4) في الأصل المخطوط: (وأبي طلحة) وهو خطأ من الناسخ.
(5) في لفظ المسند: (لحماً وخبزاً) .
(6) يقصد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يراجع المسند 5/129.
(7) في المخطوطة: (عباس) وما أثبتناه يطابق الخبر عند أحمد المسند 5/143.(1/81)
أنس بن مالك: كان أُبيّ بن كعب يحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (فُرِج سقف بيتي، وأنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري، ثم غسلهُ من ماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً، فأفرغها في صدري، ثم أطبقهُ، ثم أخذ بيدي فعرج بي [إلى] (1) السماء فلما جاء السماء الدنيا [فافتتح قال: من هذا؟ قال: جبريل. قال: هل معك أحد؟ قال: نعم معي محمد. قال: أُرسل إليه؟ قال: نعم، فافتح. فلما علونا السماء الدنيا] إذا رجل [قاعد] عن يمينه أسْوِدَةٌ، وعن يسارِهِ أسوِدةٌ (2) فإذا نظر قبل يمينه تَبسَّمَ، وإذا نظر قبل يساره بكى، قال: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح. قال: قلت لجبريل: من هذا/؟ قال: هذا آدم، وهذه الأسودَةُ (3) التي عن يمينه وشماله نَسمُ (4) بنيه، فأهل (5) اليمين هم أهل الجنة، والأسوِدَةُ التي عن يساره أهل النار، فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى، قال: ثم عرج بي جبريل حتى جاء (6) السماء الثانية، فقال لخازنها: افتح.
فقال له: خازنها مثل ما قال له خازن السماء الدنيا، ففتح له.
قال أنس بن مالك: فذكر أنَّهُ وجد في السموات آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم [عليهم الصلاة والسلام] (7) ولم يثبتْ لي كيفية منازلهم، غير أنه ذكر أنه وجد في السماء الدنيا آدم، وإبراهيم في السماء
_________
(1) الزيادة التي بين الحاصرتين بالرجوع إلى لفظ الحديث في المسند والزيادات التي أوردناها هكذا سقطت من الأصل المخطوط. يراجع المسند 5/143.
(2) أسودة: جمع قلة لسواد وهو الشخص يرى من بعيد أسود. والمراد جماعات متفرقة. وقد تكفل الحديث بشرحها. تراجع النهاية 2/190.
(3) في الأصل المخطوط: (هذه الأسودة عن يمينه) .
(4) النسم: نفس الروح. والنسم جمع نسمة والنسمة الإنسان. والأول أقرب إلى السياق. يراجع القاموس المحيط.
(5) في المخطوطة: (فأول) وهو خطأ واضح.
(6) في المخطوطة: (حتى إلى السماء) فالتزمنا بالنص عند أحمد.
(7) سقطت من المخطوطة. كما سقط مثيلاتها أو استبدلت بنحوها وكل ما ورد بعد أسماء الأنبياء من مثل (- صلى الله عليه وسلم - (فهي في المسند: (عليه السلام) .(1/82)
السادسة. قال أنس: فلما مر جبريل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإدريس قال: مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح. قال: قلت: من هذا (1) ؟ قال: هذا إدريس. قال: ثم مررتُ بموسى، فقال: مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح. قال: قلت: من هذا؟ قال: هذا موسى. ثم مررت بعيسى فقال: مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح. قلت: من هذا؟ قال هذا عيسى بن مريم، ثم مررت بإبراهيم، فقال: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح. قلت: من هذا؟ قال: هذا إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -.
قال ابن شهاب: وأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبّة الأنصاري كانا يقولان: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ثم عرج بي (2) حتى ظهرت بمستوى (3) أسمع صريف الأقلام.
قال: ابنُ حزم وأنس بن مالك: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فرض الله [تبارك وتعالى] على أمتي خمسين صلاة، قال: فرجعت بذلك حتى أمرّ على موسى، فقال موسى: ماذا فرض ربك [تبارك وتعالى] على أمتك؟ قلتُ: فرض عليهم خمسين صلاة. فقال لي موسى - صلى الله عليه وسلم -: راجع ربك [تبارك وتعالى] فإن أمتك لا تطيقُ ذلك. قال: فراجعت ربي [عز وجل] فوضع شطرها. فرجعتُ إلى موسى فأخبرته فقال: راجع ربك فإن أُمتك لا تطيق ذلك. فراجعتُ ربي عز وجل، فقال: هي خمسٌ وهي خمسون. لا يُبدلُ القول لدى. قال: فرجعت إلى موسى فقال: راجع ربك. فقلتُ: قد استحييت من ربي تبارك وتعالى. قال: ثم انطلق بي حتى أتى (4) سِدْرة / المنتهى. قال: فغشيها ألوانٌ ما أدري ماهي. قال: ثم أُدخلت (5)
_________
(1) في المخطوطة: (من هذا يا جبريل) والتزمنا بنص الحديث عند أحمد 5/144.
(2) () ... في المخطوطة: (ثم عرج بي جبريل) وهي زيادة عما عند أحمد ولا تناسب المقام لأن جبريل عليه السلام فارق النبي - صلى الله عليه وسلم - عند سدرة المنتهى، ثم عرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وحده.
(3) في الأصل المخطوط: (حتى ظهرت لمستوى) وصوبت بالرجوع إلى النص عند أحمد.
(4) عند أحمد: (حتى أتى بي سدرة المنتهى) .
(5) في المخطوطة: (دخلت) وعند أحمد ما أثبتناه.(1/83)
الجنة فإذا فيها جنابذ (1) اللؤلؤ وإذا ترابها المسك) . تفرد به (2) .
حديث آخر (عن أنس عن أُبَيّ)
_________
(1) الجنابذ: جمع جنبذة بضم أوله وثالثه: وهي القبة. النهاية 1/305.
(2) مسند الإمام أحمد 5/143، 144.(1/84)
24 - قال البخاري في الرقاق (1) : وقال لنا أبو الوليد: حدثنا حماد بن
سلمة، عن ثابت، عن أنس عن أبي بن كعب قال: (كنا نرى هذا من القرآن (2)
حتى نزلت {أَلْهَاكُمُ التَكَاثُرَ} . يعني: لو كان لابن آدم واديان من ذهب) .
حديث آخر عنه:
25 - قال أبو يعلى: حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي - بعبَّادَان - حدثني محمد بن العلاء الأيلي، عن يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن أنسٍ، عن أبيّ ابن كعب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: دخلتُ الجنة فرأيت فيها جنابذ من اللؤلؤ وتُرابُها المسك فقلتُ لمن هذا يا جبريل؟ قال للمؤذنين والأئمة من أمتك يا محمد (3)) . غريب جداً.
حديث (جابر بن عبد الله عن أبي بن كعب)
26 - حدثنا عبد الله [حدثني أبي] (4) حدثني أبو بكر بن أبي شيبة:
_________
(1) صحيح البخاري بشرح فتح الباري 11/255.
(2) في المخطوطة: (في القرآن) ولفظ البخاري كما أثبتناه.
والحديث مرتبط بحديث قبله عند البخاري بسنده عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لو أن لابن آدم وادياً من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب) فالإشارة في قوله: (كنا نرى هذا (لم يبينها الحديث، وقد بينها الإسماعيلي فيما رواه من طريق موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة ولفظه: (كنا نرى هذا الحديث من القرآن: لو أن لابن آدم ... إلخ) . فتح الباري 11/257.
(3) الحديث أخرجه أيضاً أبو الشيخ والديلمي. قال الديلمي: وفي الباب عن أنس وغيره.
وقد رمز السيوطي له بالصحة ولم يعقب عليه المناوي. الجامع الصغير بشرح فيض القدير 3/519.
(4) استكمال للسند بالرجوع إلى المسند 5/115.(1/84)
عبد الله بن محمد قال: حدثنا رجلُ سماه، قال يعقوب بن عبد الله الأشعري قال: حدثنا عيسى بن جارية (1) ، عن جابر بن عبد الله، عن أبي بن كعب قال: (جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل [فقال] (2) : يارسول الله. عملتُ الليلة عملاً. قال ماهو؟ قال: نسوة معي في الدار قُلن لي: إنك تقرأ ولا تقرأ فصلِّ بنا. فصليت ثمانياً والوتر؟ قال: فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فرأينا أن سكوته رضا بما كان (3)) .
_________
(1) في المخطوطة (جارحة) وفي المسند (حارثة) والصواب عيسى بن جارية الأنصاري المدني روى عن جرير البجلي وجابر بن عبد الله. التاريخ الكبير 6/385 تهذيب التهذيب 8/207.
(2) مابين المعكوفين سقط من الأصل، ونقلناه من المسند 5/115.
(3) الحديث أخرجه أحمد 5/115 في المسند وأورده الزيلعي في نصب الراية 1/14 ورواه ابن نصر في قيام الليل والطبراني في الصغير 1/108.(1/85)
27 - حدثنا عبد الله [حدثني أبي] (1) حدثني حجاج بن يوسف، حدثنا شبابةُ، عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أبيّ بن كعب: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كواهُ) (2) تفرد بهما.
(الجارود بن أبي سبرة عن أبيّ بن كعب)
28 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو سلمة الخزاعي، قالا (3) : حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت / عن الجارود بن أبي سبرة، عن أبي بن كعب. قال الخزاعيُّ في حديثه: قال لي أُبيّ بن كعب. وحدثنا عبد الله، حدثنا إبراهيم بن الحجاج، حدثنا حماد بن سلمة [عن ثابت] (4) ، عن الجارود بن أبي سبرة، عن أبي بن كعب: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بالناس، فترك آية، فقال: أيكم أخذَ عليَّ شيئاً
من قراءتي؟ فقال أبيّ: أنا يارسول
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من المخطوط، وأثبتناه من مسند أحمد 5/115.
(2) أخرجه أحمد في المسند 5/115 والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 4/79.
(3) في المخطوطة (قال) والصواب ما أثبتناه طبقاً للنص في المسند.
(4) مابين المعكوفين سقط من المخطوط، وأثبتناه من نص الخبر في المسند.(1/85)
الله. تركت آية كذا وكذا. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
[قد علمت] (1) إن كان أحدُ أخذها عليَّ فإنك أنت هو) (2) . تفرد به الحسن
عن أبي.
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من المخطوط، وأثبتناه من مسند أحمد.
(2) الحديث أخرجه أحمد في المسند 5/142 من حديث المشايخ عن أبيّ، ورواه أبو يعلى والضياء في المختارة. الجامع الكبير 2/231.(1/86)
29 - حدثنا [عبد الله حدثنا أبي حدثنا] (1) هشيم، أخبرنا يونس، عن الحسن: (أن عمر أراد [أن] ينهى عن مُتعةِ الحج، فقال له أُبيّ: ليس لك ذاك (2) ، قد تمتعنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم ينهنا عن ذلك، فأضرب [عن ذلك] عُمَرُ، وأراد أن ينهى عن حُلَلِ الحِبَرةِ (3) لأنها تُصبغ بالبول. فقال له أبي: ليس لك قد لبسهُنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولبسناهُنَّ في عهده) (4) تفرد به.
(حديث آخر)
30 - أن سَمُرَة، وعمران بن حصين تذاكرا، والحديث في ترجمة قتادة عن الحسن عن سَمُرةَ، وفي ترجمة يونس عن الحسن عن سَمَرُة (5) .
(حديث آخر)
31 - (أن عمر جمع الناس على أُبي، فكان يصلي بهم عشرين ركعة) الحديث ورواه أبو داود عن شجاع بن مخلد عن هُشيم عن يونس بن عبيدٍ عن الحسن عن أبي (6) .
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الناسخ، وكذلك ما يماثله بعد.
(2) في المخطوطة: (ذلك) والالتزام بالنص أولى.
(3) حبرة: على وزن عنبة. برد يماني. النهاية 1/328.
(4) من حديث المشايخ عن أبي في مسند أحمد 5/143.
(5) الحديث أخرجه أبو داود وابن ماجه في باب السكتة عند الاستفتاح. قال سمرة: (حفظت سكتتين في الصلاة: سكتة إذا كبر الإمام حتى يقرأ، وسكتة إذا فرغ من فاتحة الكتاب وسورة عند الركوع وقال: فأنكر ذلك عليه عمران بن حصين.
قال: فكتبوا في ذلك إلى المدينة، إلى أبيّ، فصدق سمرة) . مختصر السنن 1/376. سنن ابن ماجه 1/275.
(6) الحديث أخرجه أبو داود (في القنوت في الوتر) ولفظه: (فكان يصلي بهم عشرين ليلة، ولا يقنت بهم إلا في النصف الباقي) .
قال أبو داود: الحسن البصري ولد في سنة إحدى وعشرين، ومات عمر في أواخر سنة ثلاث وعشرين، أو في أوائل المحرم سنة أربع وعشرين. سنن أبي داود 1/331.(1/86)
(حديث)(1/87)
32 - (كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما وجهنا (1) واحد، فلما قُبض نظرنا (2) هكذا وهكذا) رواه ابن ماجه في الجنائز عن إسحاق بن منصور الكوسج، عن عبد الوهاب بن (3) عطآء الخفاف، عن عبد الله بن عون، عن الحسن عنهُ (4) وله عنه حديث آخر في ترجمة عُتيّ (5) عنه.
(خالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري عنه يأتي في الكنى) (6) /
(رفاعة بن رافع) (7)
33 -[حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قال] (8) : حدثنا يحيى بن آدم حدثنا
_________
(1) في المخطوطة: (جهتنا) ولفظ ابن ماجه ما أثبتناه.
(2)) نظرنا هكذا وهكذا (يعني تفرقت المقاصد والمهام فيميل مائل إلى الدنيا وآخر إلى غيرها.
(3) في المخطوطة: (عبد الوهاب عن عطاء) وهو سهو من الناسخ إذ هو عبد الوهاب بن عطاء الخفاف. روى عن شعبة وغيره وعنه أحمد ويحيى وغيرهما. طبقات الحفاظ 141.
(4) الحديث أخرجه ابن ماجه في كتاب الجنائز (باب ذكر وفاته ودفنه - صلى الله عليه وسلم - (وقد علق الإمام البوصيري في زوائده على الخبر بقوله: إسناده صحيح على شرط مسلم إلا أنه منقطع بين الحسن وأبي بن كعب يدخل بينهما يحيى بن ضمرة. سنن ابن ماجه 1/523.
(5) عتي بن ضمرة السعدي: له أحاديث عن أبي يرجع إليها في المسند، وقد روى عتي عن أبي وروى الحسن عن عتي. وسيورد المصنف بعد ذلك رواية عتي عنه. المسند 5/135.
(6) أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد له رواية عن أبي بن كعب أيضاً يراجع المسند 5/123.
(7) في المسند: (رافع بن رفاعة) والصواب ما أورده المصنف هنا إذ أن رافع بن رفاعة لا تصح له صحبة كما قال أبو عمر. أَمَّا أبوه رفاعة فأنصاري شهد المشاهد كلها وهو الذي حضر مجلس عمر في الخبر الوارد بعد. المسند 5/115. أسد الغابة 2/191، 225.
(8) زيادة لاستكمال سند الخبر من المسند وقد تكرر هذا الصنيع فلا تكرر التنبيه إليه.(1/87)
زهير، وابن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معمر بن أبي حبيبة (1) عن عبيد بن رفاعة بن رافع، عن أبيه - قال زهير، في حديثه: (رفاعة ابن رافع، وكان عقبيا بدرياً - قال: كنت عند عمر فقيل له: إن زيد بن ثابت يُفتي الناس في المسجد - قال زهير في حديثه:) الناس برأيه في الذي يجامع ولا يُنزِلُ. فقال له: عَجِّل به. فأتى به فقال: ياعدو نفسه أوَ قد (2) بلغت أن تُفتي في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأيك؟ قال: ما فعلتُ، ولكن حدثني عمومتي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أيُّ عمومتك؟ قال: أُبيُّ بن كعب. قال زهيرٌ: وأبو أيوب ورفاعةُ بن رافع. فالتفت إلى [عُمرُ فقال] (3) مايقول هذا الفتى؟ قال زهير في حديثه: (ماذا يقول هذا الغلام) ؟ فقلت: كُنا نفعله في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فسألتُم عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟. قال: كُنَّا نفعله على عهدهِ [فلم نغتسل] (4) قال: فجمع الناس، واتفق (5) الناس على أنَّ الماء لا يكون إلاَّ من الماء إلا رجلين: علي بن أبي طالب، ومُعاذ بن جَبل قالا: إذا جاوز الختان الختان [فقد] (6) وجب الغُسْلُ قال: فقال عليٌّ: يا أمير المؤمنين إن أعلم الناس بهذا أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل إلى حفصة.
فقالت: لا عِلم لي، فأرسل إلى عائشة فقالت: إذا جاوز الختان الختان وجب الغُسْلُ. قال فتحطم عمر يعني تغيظ. ثم قال: لا يبلغني أن أحداً فعله ولا يغتسل إلا أنهكته (7) عُقُوبةً) .
_________
(1) في المخطوطة: (سمر بن أبي حية) والصواب معمر بن أبي حبيبة كما في المسند والتاريخ الكبير 7/377.
(2) في المخطوطة: (أو لقد) .
(3) مابين المعكوفين ليس في المسند.
(4) مابين المعكوفين أثبتناه من مسند أحمد.
(5) في المخطوطة (واضعف الناس) محرفة.
(6) مابين المعكوفين أثبتناه من مسند أحمد.
(7) في المخطوطة: (لم يغتسل إلا أسكته) والتصويب بالرجوع إلى الخبر في المسند والحديث بطوله أخرجه أحمد 5/115. من حديث رافع بن رفاعة عن أبيّ بن كعب والطبراني في المعجم الكبير 5/34 وابن أبي شيبة في المصنف 1/87 وأنهكته عقوبة: بالغت في عقوبته.(1/88)
34 - حدثنا عبد الله حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معمر بن أبي حبيبة، عن عبيد بن رفاعة بن رافع، عن أبيه. فذكر نحوه ومعناه. تفرّد به.
(رفيعٌ: أبو العالية الرياحي عنه) (1) . يأتي في الكنى.
(زِرّ بْن حُبَيْشٍ عن أُبيّ) /
35 - حدثنا أبو بكر بن عياشٍ، عن عاصم، عن زِرّ قال: قلتُ لأُبي: إن عبد الله يقول في المعوذتين. فقال: (سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهما فقال: قيل لي فقلتُ. فأنا أقول كما قال (2)) .
36 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عاصم، عن زِرَ. قال: سألت أبيَّ ابن كعب عن المعوذتين. فقال: (سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عنهما فقال: قيل لي، فقلت لكم، فقولوا. قال أبيٌّ: فقال لنا النبي - صلى الله عليه وسلم -: فنحن نقول) (3) .
37 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان عن عاصم، عن زِرٍ قال: حدثني أبيُّ بن كعبٍ قال: (سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المعوذتين فقال: قيل لي، فقلت. قال أبيٌّ: فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنحن نقول (4) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: (رفيع بن أبي العالية) والتصويب من تهذيب التهذيب 12/143 وأكثر هذه الأحاديث من رواية الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي كما سيأتي في الكنى. مسند أحمد 5/115.
(2) من رواية زر بن حبيش عن أبيّ مسند أحمد 5/129.
(3) مسند أحمد 5/129.
(4) المصدر السابق والمراد أن الله تعالى أمر نبيه بقوله: (قل أعوذ برب الفلق) وقوله: (قل أعوذ برب الناس) فبلغها الرسول كما قيلت له. وهذا دليل على أنه لم ينقص من الوحي حرفاً ولم يزد فيه حرفاً.(1/89)
38 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن الزُّبير بن عدي (1) عن أبي رَزِين (2) عن زِرِ بن حُبيش عن أبي بن كعب بمثله (3) .
39 - حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم بن بهدلة، [عن زِرٍّ] (4) قال: سألت أُبياً عن المعوذتين فقال: (إني سألتُ عنهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (قيل لي، فقلت، فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنحن نقول) .
40 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا عاصم بن بهدلة [عن] (5) زر بن حُبيش. قال: قلت لأُبي بن كعب: إن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصفحه فقال: (أشهد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرني: أن جبريل - عليه السلام - (6) قال له {قُل أعوذُ برب الفلق} ، فقلتها، فقال {قل: أعوذ برب الناس} فقلتها. فنحن نقول ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -) (7) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: (الزهير بن عدي) وفي المسند: (الزبيري) والصواب ما أثبتناه.
والزبير بن عدي أبو عدي الهمداني اليامي الكوفي. قاضي الري: عن أنس وإبراهيم النخعي وطلحة بن مصرف وغيرهم. وعنه الثوري ومسعر وغيرهم. التاريخ الكبير 3/410، تهذيب التهذيب 3/317.
(2) أبو رزين هو مسعود بن مالك الأسدي: عن معاذ وابن مسعود وعلي بن أبي طالب وأبي موسى وغيرهم. وعنه عطاء والأعمش والزبير بن عدي وغيرهم. تهذيب التهذيب 10/118.
(3) مسند أحمد 5/129.
(4) الخبر في الأصل المخطوط على النحو التالي:
(عن عاصم بن بهدلة [سألت عنهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: قيل لي فقلت، فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنحن نقول] قال سألت أبيا عن المعوذتين (إلخ.
وواضح أن العبارة التي بين المعكوفين مكررة فحذفناها ليتصل السياق بعد الزيادة التي بين المعكوفين وهي [عن زر] فاتصل الخبر وطابق ما جاء في مسند أحمد 5/129.
(5) زيادة بالرجوع إلى لفظ الخبر في المسند.
(6) في المخطوطة (- صلى الله عليه وسلم -) والتزمنا بنص السند.
(7) مسند أحمد 5/129.(1/90)
41 - حدثنا عفان، حدثنا أبو (1) عَوَانة عن عاصم، عن زِرّ عن أبيّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه (2) .
وقد رواه البخاري عن قتيبة (3) وعلي بن المديني (4) : كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن عاصم، وعَبدَة بن أبي لُبابة كلاهما عن زرٍ به.
ورواه النسائي عن قتيبة (5) .
42 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن الحسين بن إشكابٍ، حدثنا محمد ابن أبي عُبيدة (6) بن معن: حدثنا أبي/ عن الأعمش، عن أبي إسحق عن عبد الرحمن ابن يزيد. قال: كان عبد الله يحُكم المعوذتين من مصاحفه، ويقول: إنهما ليستا من كتاب الله [تبارك وتعالى] . قال ال'مش: وحدثنا عاصم عن زرِّ بن حُبيش عن أبي ابن كعب قال: سألنا عنهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قيل لي فقلت (7) .
43 - حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبدة (8) وعاصم، عن زر قال: قلت [لأبي] (9) : إن أخاك يحكهما من المصحف [فلم ينكر] (10) ، قيل لسفيان: ابن مسعود؟.
_________
(1) في المخطوطة: (أبو عوانة) .
وأبو عوانة هو الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي البزار. رأى الحسن وابن سيرين وله رواية عن عاصم بن بهدلة. وعنه شعبة وابن علبة وخلق تهذيب التهذيب 11/117.
(2) مسند أحمد 5/129.
(3) أخرج البخاري الحديث عن قتيبة بن سعيد عن سفيان عن عاصم وعبدة عن زر. الصحيح بشرح فتح الباري 8/741.
(4) أخرجه البخاري فيما أخرجه من كتاب التفسير عن علي بن عبد الله (المديني) عن سفيان
عن عبدة عن زر، وعن علي عن سفيان عن عاصم عن زر. الصحيح بشرح فتح الباري 8/741.
(5) سنن النسائي: جامع ماجاء في القرآن (باب الفضل في قراءة المعوذتين) 2/158.
(6) في المخطوطة: (ابن أبي عبيد) يراجع تهذيب التهذيب 9/334.
(7) مسند أحمد 5/130 من حديث زِر عن أبي.
(8) عبدة: هو ابن سليمان الكوفي. روى عن الأعمش وعنه الثوري وابن إسحق وعدة.. ضبطه السيوطي بفتحات طبقات الحفاظ 129. التاريخ الكبير للبخاري 6/115.
(9) مابين المعكوفين أضيف من المسند.
(10) مابين المعكوفين أضيف من المسند.(1/91)
[قال: نعم. وليسا في مصنف ابن مسعود كان يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوق بهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرأهما في شئ من صلاته فظن أنهما عوذتان وأصر على ظنه وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه.
قال أبي: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: قيل لي، فقلت، فنحن نقول كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ورواه البخاري والنسائي عن قتيبة. زاد البخاري: وعلي بن المديني. كلاهما عن سفيان به] (1) .
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من المخطوطة ووضع بدلا منها عبارة مكررة أفسدت السياق هي: قيل لسفيان بن مسعود [فلم ينكره قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قيل لي فقلت: فنحن نقول كما قال - صلى الله عليه وسلم -، ورواه البخاري والنسائي عن قتيبة. زاد البخاري وعلي بن المديني كلاهما عن سفيان ابن عيينة به] يراجع المسند 5/130.(1/92)
44 - حدثنا مصعب بن سلام حدثنا الأجلح (1) عن الشعبي عن زرّ بن حُبيش عن أبي بن كعب قال: تذاكر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة القدر فقال أبي: أنا - والذي لا إله غيره - أعلم أي ليلةٍ هي: هي الليلة [التي] (2) أخبرنا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليلة سبع وعشرين تمضي من رمضان، وآيةُ ذلك أن الشمس تصبحُ الغد من تلك الليلة ترقرق (3) ليس لها شعاع. فزعم سلمة (4) بن كُهيل أن زرًّا أخبره أنه رصدها ثلاث سنين من أول يوم يدخُل (5)
_________
(1) الأجلح: يحيى بن عبد الله أبو حجية الكندي. عن الشعبي وجماعة. وعنه شعبة وجماعة. ميزان الاعتدال 4/388.
(2) زيادة من لفظ الخبر في المسند.
(3) ترقرق: تطلع الشمس ترقرق: أي تدور وتجئ وتذهب. وهو كناية عن ظهور حركتها عند طلوعها، فإنها يرى لها حركة متخيلة بسبب قربها من الأفق وأبخرته المعترضة بينها وبين الأبصار. بخلاف ما إذا علت وارتفعت. النهاية 2/95.
(4) في الأصل المخطوط: (سالم بن كهيل) والصواب ما أثبتناه.
(5) في الأصل المخطوط: (يدخل من رمضان) فحذفت (من) تمشياً مع لفظ الخبر في المسند.(1/92)
رمضان إلى آخره، فرأها تطلع صبيحة سبع وعشرين ترقرقُ ليس لها شعاع (1) .
_________
(1) مسند أحمد (من حديث أبي ذر عن أبي) 5/130 وابن أبي شيبة في المصنف 2/76. وأبو داود في السنن 2/106.(1/93)
45 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن إدريس عن الأجلح، عن الشعبي، عن زِر بن حُبيش. قال: سمعتُ أبيَّ بن كعب يقول: (ليلة سبع وعشرين هي الليلة التي أخبرنا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الشمس تطلع بيضاء ترقرقُ) (1) .
46 - حدثنا عبد الله. قال: وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا [ابن] (2)
إدريس بإسناده [عن النبي] (3) - صلى الله عليه وسلم - مثله، وزاد فيه: (ليس لها شعاعٌ) (4) .
47 - حدثنا سفيان. قال: سمعته من عبدة، وعاصم، عن زرٍ قال: (سألتُ أُبياً فقلتُ/: أبا المنذر. إن أخاك ابن مسعود [يقول] (5) من يقم الحول يُصبْ ليلة القدر؟ فقال: يرحمه الله. لقد علِمَ أنها في شهر رمضان، وأنها ليلةُ سبع وعشرين. قال: وحلفَ. قلتُ: وكيف تعلمون (6) ذلك؟ قال: بالعلامة، أو بالآية التي أخبرنا بها: [أن الشمس] (7) تطلع ذلك اليوم لا شعاعَ لها) .
48 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدثني عاصم، عن زرّ قال: قلتُ لأُبيّ: أخبرني عن ليلة القدر، فإن ابن أم عبدٍ كان يقول: من
_________
(1) المصدر السابق.
(2) في المخطوطة: (حدثنا إدريس) وهو عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي أحد الأعلام. عن هشام ابن عروة ويحيى الأنصاري. وعنه أحمد ويحيى وخلق. طبقات الحفاظ 118.
(3) زيادة من لفظ الخبر في المسند.
(4) مسند أحمد 5/130 وابن أبي شيبة في المصنف 3/76.
(5) زيادة بالرجوع إلى المسند. وبها يتضح المعنى.
(6) في المخطوطة: (تعلم) مخالفاً لما في المسند.
(7) زيادة بالرجوع إلى المسند والحديث في مسلم بأوضح من هذا 2/828.(1/93)
يقُم الحول يُصْبها قال: (يرحم الله أبا عبد الرحمن، قَدَ عَلِم أنها في رمضان، فإنها لسبعٍ وعشرين، ولكنه عَمَّى على الناس لكيلا يتكلموا. فوالذي أنزل الكتاب على محمد إنها في رمضان ليلة سبع وعشرين. قال قلت: يا أبا المنذر، وأَنَّي علمتَها؟ قال: بالآية التي أنبأنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعددنا وحفظنا، فوالله إنها لهي، ما يستثنى) (1) . قلت لزرّ: وما الآية؟ قال: إن الشمس تطلع غداة إذ كأنها طسْتٌ ليس لها شعاع (2) .
_________
(1) مايستثنى: المراد يقطع القول ويحزم به.
(2) مسند أحمد 5/130.(1/94)
49 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة [قال] (1) : سمعت عَبدةَ بن أبي لُبابة (2) يحدث عن زر (3) بن حبيش. قال: قال أُبَي: (ليلة القدر والله إني لأعلمها. قال شعبة: وأكثر علمي هي الليلة التي أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقيامها. هي ليلةُ سبعٍ وعشري) . وإنما شك [شعبة] (4) في هذا الحرف: (هي الليلة التي أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قال: وحدثني صاحبٌ لي بها عنه (5) .
50 - حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا سفيان بن سعيد، عن عاصم، عن زرٍّ قال: قال لي أبي: (إنها ليلة سبعٍ وعشرين، وإنها لهي هي - ما يستثنى - بالآية التي حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحسبنا وعددنا، فإنها لهي هي ما يستثنى) (6) .
51 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن أبي بكر المُقدمي، وخلف بن هشام البزار، وعبيد [الله] (7) بن عمر القواريري. قالوا: حدثنا حماد
_________
(1) مابين المعكوفين أثبتناه من المسند.
(2) عبدة بن أبي لبابة: أبو القاسم الدمشقي. سمع ابن عمر، وعنه الثوري وضبط ابن حجر اسمه كما أوردناه. التاريخ الكبير 6/114 فتح الباري 8/741.
(3) في المخطوطة: رزين. وهو سهو واضح.
(4) زيادة بالرجوع إلى المسند.
(5) مسند أحمد 5/130 ومسلم 2/828.
(6) المسند 5/130 من حديث زرّ عن أبيّ.
(7) في المخطوطة: (عبيد بن عمرو) والصواب ما أثبتناه يراجع المسند وطبقات الحفاظ 192.(1/94)
بن يزيد، حدثنا عاصم، عن زرّ. قال: قلت لأبي بن كعب: يا أبا المنذر أخبرني عن ليلة القدر، فإن صاحبنا - يعني ابن مسعود [إذا سئل عنها] (1) قال: من يقم الحول يصبْها قال: (لا يرحم الله أبا عبد الرحمن. أَمَّا والله / لقد عَلِم أنها في رمضان، ولكن أحبَّ أن لا تتكلوا (2) ، وإنها ليلة سبع وعشرين، لم يستْثن. قلت: أبا المنذر أنَّي علمت ذلك؟ قال: بالآية التي قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طَستٌ، حتى ترتفع) وهذا لفظ حديث المُقدمي (3) .
_________
(1) مابين المعكوفين أضيف من المسند.
(2) في المسند [أن لا يتكلوا] بالياء بدل التاء.
(3) المسند 5/131 من حديث عن أبي.(1/95)
52 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عاصم، عن زر قال: قلت لأبي بن كعب: (يا أبا المنذر أخبرني عن ليلة القدر؟ فذكر الحديث قال قلت: يا أبا المنذر أني علمت ذلك؟ قال: بالآية التي أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (1) .
53 - حدثنا عبد الله حدثني أبو يوسف يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد. قال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا جابر بن يزيد (2) بن رفاعة، عن يزيد ابن أبي سليمان. قال: سمعت زر بن حُبيش يقول: (لولا سفهاؤكم لوضعتُ يدي في أذني، ثم ناديتُ ألا إن ليلة القدر في رمضان: في العشر الأواخر: في السبع الأواخر: قبلها ثلاث، وبعدها ثلاث نباٌ منْ لم يكذِبني عن نَبأِ من لم يكذبهُ) . قلت لأبي يوسف: يعني أُبي بن كعبٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: كذا هو عندي (3) .
_________
(1) مسند أحمد 5/131 من حديث زر عن أبي.
(2) في المخطوطة [جابر بن زيد] والصواب ما أثبتناه يراجع المسند وتهذيب التهذيب 2/51.
(3) مسند أحمد 5/131 من حديث زر عن أبي.(1/95)
54 - حدثنا عبد الله. حدثني [العباس بن الوليد النِّرسِيّ] (1) حدثنا حماد ابن شعيب (2)
عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن عبد الله أنه قال في ليلة القدر: (من يَقُمِ الحول يُصبْها، فانطلقتُ حتى قَدِمتُ على عثمان بن عفان، وأردت لُقىَّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المهاجرين والأنصار. قال عاصم: فحدثني أنَّهُ لَزِم أُبي ابن كعب، وعبد الرحمن بن عوف، فزعم أنهما كانا يقومان حتى (3) تغرب الشمس، فيركعان ركعتين قبل المغرب. قال فقلت لأبَي - وكانت فيه شراسة -: اخفض لنا جناحك رحمك الله فإني إنما أتمتع منك تمتعاً قال: تريد أن لا تدع آية في القرآن إلا سألتني عنها؟ قال: وكان [لي] (4) صاحبُ صدقٍ. فَقُلتُ: يا أبا المنذر أخبرني عن ليلة القدر، فإن ابن مسعود يقول: (من يَقِمْ الحول يُصبْها. فقال: والله لقد علم عبد الله أنها في رمضان، ولكنه عَمَّى على الناس، لكيلا يتكلُوا، [والله] (5) الذي أنزل الكتاب على محمد إنها / في رمضان وإنها ليلة سبع وعشرين. فقلت: يا أبا المنذر أنَّي علمتَ ذلك؟ قال: بالآية التي أنبأنا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعددنا وحفظنا، فوالله إنها لهي.
_________
(1) في الأصل المخطوط: (حدثني الوليد الرفعى) ، وفي المسند: (العباس بن الوليد القرشي) والصواب ما أثبتناه.
والعباس بن الوليد بن نصر النرسي: أبو الفضل البصري مولى باهلة، روى عن الحمادين ويحيى القطان وجماعة، وعنه البخاري ومسلم وجماعة. تهذيب التهذيب 8/133. المشتبه في الرجال 636.
(2) في الأصل المخطوط: (حماد بن زيد) خلافاً لما في المسند. وللحديث طرق أكثرها عن حماد بن زيد ولكن هذه الرواية من طريق حماد بن شعيب الحماني الكوفي.
يراجع المسند. الحلية لأبي نعيم 4/182. الميزان التاريخ الكبير 3/25.
(3) في المخطوطة: (حين تغرب الشمس) .
(4) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند.
(5) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند.(1/96)
ما يستثنى، قال فقلت: وما الآية؟ فقال: إنها تطلع الشمس حين تطلع ليس لها شعاع حتى ترتفع) .
وكان عاصم ليلتئذٍ من السحر لا يطعمُ طعاماً، حتى إذا صلى الفجر
صعد على الصومعة، فنظر إلى الشمس حين تطلع لا شعاع لها حتى (1) تبيض وترتفع.
وهذا الحديث له طرقُ متعددة، عن زر بن حُبيش، عن أبي (2) رواه مسلم (3) من حديث الأوزاعي وشعبة عن عبدة بن أبي لُبابة، عن زر بن حُبيش، ورواه مسلم أيضاً، والترمذي، والنسائي من حديث سفيان بن عيينة، عن عَبدة وعاصم زاد النسائي: (وإسماعيل بن أبي خالد) ثلاثتهم عن زر به، ورواه أبو داود من حديث حماد بن زيد، والترمذي أيضاً من حديث أبي بكر بن عياش: كلاهما عن عاصم به، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، ورواه النسائي أيضاً من حديث أبي كُريب، عن عبد الله بن إدريس، عن الأجلحِ، وعن إسماعيل بن أبي خالد كلاهما عن الشعبي به، ورواه أيضاً عن محمد بن بشَّارٍ عن ابن مهدي به (4) .
_________
(1) في المخطوطة (حين تبيض) .
(2) مسند أحمد 5/131 من حديث زر عن حبيش عن أبي.
(3) أخرجه مسلم: كتاب الصيام: (باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها وبيان محلها وأجرى أوقات طلبها) 2/827، 828. وأبو داود 2/106 والترمذي 2/144. وقال: حسن صحيح.
(4) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه من طريق سفيان بن عيينة عن عبدة بن أبي لبابة عن زر، ومن طريق شعبة عن عبدة عن زر. وأخرجه أحمد من طرق عدة من رواية زر عن أبيّ بن كعب. وأخرجه الترمذي والنسائي وقال ابن تيمية الجد صاحب المنتقى: رواه أحمد ومسلم والترمذي وصححه. كما أخرجه أبو نعيم في الحلية. والنسائي في السنن الكبرى 1/145.
مسند أحمد 5/130، 131. صحيح مسلم 2/827، 828. سنن الترمذي 2/145. مختصر السنن للمنذري 2/109. المنتقى بشرح نيل الأوطار 4/304. حلية الأولياء لأبي نعيم 4/182، 186.(1/97)
55 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا الحجاج بن أرطأة، عن عدي(1/97)
بن ثابت، عن زرٍ بن حُبيش، عن أبي بن كعب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: (من تَبع جنازة حتى يُصلَّي عليها، ويُفرغَ منها فله قيراطان، ومن تبعها حتى يُصلَّي عليها فله قيراط، والذي نفسي بيده لهو أثقلُ في ميزانه من أحُدٍ. ورواه ابن ماجه عن عبد الله بن سعيد، عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن حجاج بن أرطأة به (1) .
_________
(1) أخرجه أحمد في المسند: 5/131 من حديث زر عن أبي ورواه الترمذي: أبواب الجنائز: ماجاء في فضل الصلاة على الجنازة 2/252، وقال: حسن صحيح.
وأخرجه ابن ماجه: الجنائز: ماجاء في ثواب من صلى على جنازة ومن انتظر دفنها 1/492.
وفي زوائد البوصيري على ابن ماجه: في إسناده حجاج بن أرطأة وهو مدلس، فالإسناد ضعيف. ولا يخفى أن إسناد أحمد فيه حجاج بن أرطأة أيضاً.(1/98)
56 - حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج قالا: حدثنا شُعبةُ، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حُبيش، عن أُبيّ بن كعب، قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله - تبارك وتعالى - أمرني أن أقرأ عليك القُرآن قال فقرأ {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ} (1) قال: فقرأ فيها: (ولَوُ أن ابن آدم سأل وادياً من مالٍ فأُعطيهُ/ لسألَ ثانياً، ولو سأل ثانياً فأُعْطِيَهُ لسأل ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا الترابُ، ويتوب اللهُ على من تاب وإن ذلك الدين [القيم] (2) عند الله الحنيفيةُ غيرُ المشركةِ، ولا اليهودية، ولا النصرانية، ومن يفعل خيراً فلن يُكفرهُ (ورواه الترمذي في المناقب عن محمود بن غيلان، عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة به، وقال حسنُ صحيح (3) .
_________
(1) الآية الأولى من سورة البينة.
(2) في الأصل المخطوط: (إن ذات الدين عند الله) والتزمنا بالنص عند أحمد.
(3) الخبر أخرجه أحمد والترمذي والحاكم من طريق زر بن حبيش عن أبي بن كعب وأخرج البخاري نحوه مختصراً عن أنس عن أبي من عدة طرق وأبو داود الطيالسي في مسنده 1/73 مسند أحمد 5/131. سنن الترمذي) أبواب المناقب) 5/370 صحيح البخاري بشرح الفتح 8/725. مستدرك الحاكم 4/244.(1/98)
57 - حدثنا عبد الله حدثني عُبيد الله بن عُمَر القواريري، حدثنا [سَلْمُ] (1)
بن قتيبة، حدثنا شُعبة، عن عاصم بن بهدلة، عن زرٍّ، عن أُبَي بن كعب قال: قال [لي] (2) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله تبارك وتعالى أمرني أن أقرأ عليك، قال: فقرأ عليَّ: {لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ رَسُولٌ مِنْ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُطَهَّرَةً فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَةُ} (3) إن الدين عند الله الحنيفيةُ غيرُ المشركة، ولا اليهودية، ولا النصرانية، ومن يفعل خيراً فلن يُكفرهُ) قال شعبة: ثمَّ قرأ آياتٍ بعدها، ثم قرأ (لو أنَّ لابن آدم واديين (4) من مالٍ لسأل وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا الترابُ) قال: ثم ختمها بما بقي منْها (5) .
58 - حدثنا حسين بنُ علي الجعفي، عن زائدة، عن عاصم عن زِرٍ، عن أُبَيّ قال: (لقى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل [عليه السلام] (6) عند أحجارِ المراء (7) قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجبريل: إني بُعثتُ إلى أمةٍ أميين فيهم الشيخ الفاني (8) والعجوز الكبيرةُ والغلامُ؟ قال: فمرهم فليقرأوا القرآن على سبعة أحرُفٍ) (9) .
_________
(1) في المخطوطة: (سالم بن قتيبة) وفي المسند: (مسلم بن قتيبة) .
والصواب: سلم بن قتيبة بن سلم الباهلي. عن عمرو بن دينار وابن سيرين وابن عون وعنه شعبة وغيره. تهذيب التهذيب 4/134.
(2) زيادة من المسند.
(3) الآيات 1 - 4 من سورة البينة.
(4) في الأصل المخطوط: (واديان) وهو سهو من الناسخ.
(5) أخرجه أحمد في المسند 5/132 ويرجع إلى ما علقنا على الخبر المشابه له ص 103.
(6) زيادة من المسند.
(7) أحجار المراء: هي قباء كما نقله صاحب النهاية عن مجاهد 1/343.
(8) الشيخ الفاني: الشيخ الهرم الذي أشرف على الموت هرما. وعند الترمذي: (الشيخ الكبير (وعند أحمد) العاصي) وهو بعيد. واللفظة غير واضحة في المخطوطة يراجع اللسان.
(9) مسند أحمد 5/132 وأبو داود الطيالسي 1/73.(1/99)
59 - حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشمٍ، حدثنا زائدة، حدثنا عاصم عن زرٍ، عن أُبَيّ بن كعب. قال أبو سعيد: (وقال حماد بن سلمة عن حذيفة) قال: (لقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل عليه السلام عند أحجار المراء) فذكر الحديث، ورواه الترمذي في القراءات عن أحمد بن منيع، عن الحسن بن موسى، عن شيبان بن عبد الرحمن عن عاصم به، وقال: حسنٌ صحيحٌ (1) .
60 - حدثنا عبد الله، حدثني وهب بن بقية، حدثنا خالد بن عبد الله الطحانُ، عن يزيد بن أبي زياد، عن زر بن حُبيش، عن أُبيّ بن كعب قال: (كم تقْرأون سُورة / الأحزاب؟ قال: بضعاً وسبعين آية. قال: لقد قرأتُهَا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل البقرة أوْ أكثر منها وإن فيها آية الرجم) (2) .
61 - حدثنا عبد الله، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، عن زرِ قال: قال لي أُبَيّ بن كعب: (كائن تقرأ سورة الأحزاب؟ أو كائن تَعُدّها؟ قال: قلت ثلاثاً وسبعين آية. قال: قط. لقد رأيتُها وإنها لتعادِلُ سورة البقرة، ولقد قرأنا فيها: (الشيخ والشيخةُ إذا زنيا فارجموهما ألبتةَ نكالاً من الله والله عليمٌ حكيمٌ) (3)
ورواه النسائي في الرجمُ عن معاوية بن صالح الأزهري، عن منصور بن أبي مزاحم، عن أبي حفصٍ يعني الأبار عن منصور بن المعتمر عن عاصم به (4) .
_________
(1) أخرجه الترمذي: أبواب القراءات: ماجاء أن القرآن أنزل على سبعة أحرف: 4/263.
(2) المسند 5/132 من حديث زر بن حبيش عن أبيّ.
(3) المسند 5/132 من حديث زر بن حبيش عن أبي، وهذا مما نسخت تلاوته وبقي حكمه. وقيل: إن الرجم ثابت بالسنة وليس بهذا القرآن المنسوخ، فإن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر، وهذا الحديث ليس بمتواتر، وما لم يتواتر فليس بقرآن قطعاً، وعليه فرجم الزاني المحصن ثابت بالسنة القولية والعناية المتواترة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن خلفائه الراشدين.
وقوله: كائن تقرأ: بمعنى كم تقرأ؟
(4) الحديث أخرجه النسائي وصححه الحاكم من حديث أبي بن كعب، كما أخرجه من حديث زيد ابن ثابت: (سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: الشيخ والشيخة) مثله. ومن رواية أبي أمامة بن سهل أن خالته أخبرته قالت: (لقد أقرأنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آية الرجم) فذكره. وأخرج النسائي أيضاً أن مروان بن الحكم قال لزيد بن ثابت: (ألا تكتبها في المصحف؟ قال: لا.) إلخ.
السنن الكبرى للنسائي 1/93 فتح الباري على الصحيح 12/143.(1/100)
62 - حدثنا عبد الله، حدثني عبيد الله بن عُمر، حدثنا يزيد بن زُريع، وعبد الأعلى. قالا: حدثنا داود، عن محمد بن أبي موسى، عن زياد الأنصاري، قال: (قلت لأُبي بن كعبٍ: لو مُتن نساءُ النبي - صلى الله عليه وسلم -[كلهن] (1) كان يحل له أن يتزوج؟ قال: وما يُحرِّم ذلك عليه؟ قلتُ لقوله: (لا يَحِلُّ لكَ النساءُ من بَعْدُ) قال إنما أُحِلّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضربٌ من النساء) تفردَ به (2) .
63 - حدثنا عبد الله حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر قال: (أتيتُ المدينة، فدخلتُ المسجد فإذا أنا بأُبَي بن كعب، فأتيتهُ فقلتُ: يرحمك الله أبا المنذر اخفض لي جناحَكَ. وكان أمرأً فيه شراسة. فسألته عن ليلة القدر فقال: ليلة القدر ليلة سبع وعشرين. قلت: أبا المنذر أَني (3) علمِتَ ذلك؟ قال: بالآية التي أخبر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعددنا وحفظنا. وآيةُ ذلك أن تطلع الشمس في صبيحتها مثل الطَّسْتِ لا شعاع لها حتى ترتفع (4)) .
64 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن بشار بُندار، حدثنا سلم (5) بن
_________
(1) مابين المعكوفين أثبتناه من نص رواية أحمد في المسند.
(2) رواه أحمد في المسند 5/132 من حديث زر بن حبيش عن أبيّ.
وما ورد مستشهداً به من القرآن الكريم جزء من آية (52) سورة الأحزاب، والمراد بها: لا يحل لك النساء من بعد ما بيناه لك في قولنا (إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين) 50 - الأحزاب.
(3) في المخطوطة: (أما) والتصويب من لفظ المسند.
(4) مسند أحمد 5/132 من حديث زر عن أبيّ.
(5) في المخطوطة: (مسلم) والصواب (سلم) وقد تقدم.(1/101)
قتيبة حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بُردهَ، عن زر بن حبيش، عن أُبي بن كعب قال: (ليلة القدر ليلة سبع وعشرين (1)) .
_________
(1) مسند أحمد 5/132 من حديث زرٍ عن أُبيّ.(1/102)
65 - حدثنا عبد الله، حدثنا روح بن عبد المؤمن المُقري. حدثنا حجاج ابن أبي الفُراتِ أخو الفُرات بن أبي الفرات/ حدثنا عاصم عن زر. عن أُبَي بن كعب. قال: (ليلة القدر ليلة سبع وعشرين لثلاثٍ يبقين) ولم يرفعهُ (1) .
(حديث آخر عن زر عن أُبَيّ)
66 - قال أبو يعلى، حدثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثنا حماد بن شعيب، عن عاصم عن زر. قال: (قرأ أُبي {وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاَ (2) } - إلا من تاب - فإن الله كان غفوراً رحيماً قال: فذكرتُ ذلك لعُمر فأتاه فسألهُ عنها فقال أخذتها منْ في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (3) [وليس لك عمل إلا الصفق بالبقيع] (4) .
(حديث آخر عنه)
67 - قال أبو يعلى: حدثنا عقبة بن مُكْرَم، حدثنا يونس، حدثنا عبد الغفار بن القاسم، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن أُبيّ بن كعب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[قال] : (يُعرفني الله نفسه يوم القيامة فأسجدُ سجدةً يرضى بها عني، ثم أَمْدَحُه مِدْحةً يرضى بها عني، ثم يُؤذَن لي في الكلام، ثمَّ تَمُرُّ أمتي على الصراط فيعربون بين ظهراني جهنم، فيمُرُّون أسرع من الطرف والسهم، وأسرع من أجود الخيل، حتى يخرج الرجل منهم يحبُو، وهي الأعمال الأعمالُ. وجهنم تسألُ المزيد، حتى يضع قدمهُ
_________
(1) مسند أحمد 5/132 من حديث زرٍ عن أُبيّ.
(2) الآية (32) سورة الإسراء، وقوله: إلا من تاب إلى آخره ... ، ليس من النص القرآني. وأمثال هذه الأحاديث لا يثبت بها القرآن لأنه لا يثبت إلا بالتواتر كما هو مقرر.
(3) الحديث أخرجه ابن مردويه أيضاً عن أُبيّ. فتح القدير للشوكاني في تفسير الآية 3/225.
(4) الزيادة من الدر المنثور 4/179.(1/102)
فيها فينزوي بعضُها إلى بعضٍ، وتقول: قط قط، وأنا أُعطَى الحوضَ. قالوا: وما الحوضُ يارسول الله؟ قال: (والذي نفسي بيده إنَّ شرابه أبيضُ من اللَّبن، وأَحلى من العسل، وأبرَدُ من الثلج، وأطيب ريحاً من المسك، وآنيتُه أكثرُ من عدد النجوم، لا يشربُ منه إنسانٌ فيظمأ أبداً، ولا يصْرف فيروَى أبداً) (1) .
(سعيد بن المسيب عن أبَيّ)
_________
(1) المسند الكبير لأبي يعلى وابن أبي عاصم في كتاب السنة 2/332.(1/103)
68 - قال ابن ماجه في كتاب السُّنَة من سننه (1) :
حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحي، أنبأنا داود بن عطاء المديني، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب/، عن سعيب بن المسيب، عن أُبيّ بن كعب. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أول مَنْ يُصافحه الحق عُمَر، وأول من يُسلِّم عليه، وأول من يأخذ بيده فيُدخِلُهُ الجنة) هذا الحديث مُنكر جداً، وما (2) أبعد أن يكون موضوعاً، والآفةُ فيه من داود بن عطاءٍ هذا (3) .
(حديث آخرُ عنه)
69 - قال أبو يعلى: حدثنا كامل بن طلحة الجحدري، حدثنا ابن لهيعة حدثنا عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن أُبَيّ بن كعب،
_________
(1) سنن ابن ماجه: المقدمة: فضل عمر رضي الله عنه: 1/39 والخبر أخرجه الحاكم: كتاب معرفة الصحابة: باب أول من يعانقه الحق يوم القيامة عمر: 3/84.
(2) في المخطوطة: (وأما أبعد) وهو سهو من الناسخ ولا تتفق مع السباق.
(3) قال في الزوائد تعليقاً على الخبر: إسناده ضعيف. فيه داود بن عطاء المديني وقد اتفقوا على ضعفه، وباقي رجاله ثقات. واتفق السيوطي مع ما ذهب إليه ابن كثير هنا، فنقل العبارة التي علق بها على الخبر والتي يميل فيها إلى الحكم على الحديث بالضعف واستبعاد القول بالوضع.
هذا وقد ترجم الذهبي في الميزان لداود بن عطاء، ونقل رأي أحمد والبخاري فيه، ثم أورد هذا الحديث من مناكيره. سنن ابن ماجه 1/39 الميزان 2/12.(1/103)
قال: (لما نزلت هذه الآية {وَأُوْلاَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} (1) قال أُبَيّ: لقد أُنزلت هذه الآية، ولا أدري أمشتركةٌ أم مبهمة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيَّةَ آيةٍ قال: {وَأُوْلاَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} قال: المتوفى عنها والمطلقة؟ قال نعم) (2) .
(سليمان بن صُرَدٍ عن أُبي بن كعبٍ)
_________
(1) جزء من الآية 4 سورة الطلاق.
(2) الحديث أخرجه الضياء في المختار وابن مردويه عن أبي بن كعب وابن جرير في تفسيره 28/143 وله طرق أخرى ويراجع فتح القدير للشوكاني 5/244.(1/104)
70 - حدثنا عبد الرحمن بنُ مهدي، حدثنا همام، عن قتادة، عن يحيى بن يَعْمر، عن سليمان بن صُردٍ، عن أُبَي بن كعبٍ. قال: (قرأت آيةً وقرأ ابن مسعود خِلاَفها، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: ألم تُقرئْني كذا وكذا؟: قال: بلى. فقال ابن مسعود: ألم تُقْرئنيها كذا وكذا [فقال] (1) بلى (2) كلاكما محسنٌ مجملٌ. قال فقلت له. فضرب في صدري، وقال: يا أُبي بن كعب إني أقْرِئت القرآن، فقيل لي: على حرفٍ أوْ [على] (3) حرفين؟ فقال الملك الذي معي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: على ثلاثة؟ فقلتُ: على ثلاثةٍ، حتى بلغ سبعة أحرفٍ ليس منها إلا شافٍ كافٍ: إن قلت: (غفوراً رحيماً) ، أو قلت: (سميعاً عليماً (، أو قلتَ:) عليماً سميعاً (فالله كذلك، ما لم تختم آية عذابٍ برحمةٍ أو آية رحمةٍ بعذابٍ) (4) .
71 - حدثنا بهزٌ، حدثنا همام، حدثنا قتادةُ، عن يحيى بن يعمر/ عن سُليمان بن صُرَدِ الخزاعي، عن أُبي بن كعب. قال: (قرأت آية، وقرأ
_________
(1) زيادة بالرجوع إلى المسند.
(2) في المخطوطة: (كلاهما) ولا يناسب السياق. والتصويب من المسند.
(3) زيادة بالرجوع إلى المسند.
(4) من حديث سليمان بن صرد عن أبي بن كعب في مسند أحمد 5/124 سنن أبي داود 2/161.(1/104)
ابن مسعود خلافها، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - (فذكر الحديث ورواه أبو داود [عن أبي الوليد] (1) الطيالسي عن همام بن يحيى به (2) .
_________
(1) في المخطوطة: (فذكر عن أبي الوليد الحديث) .
(2) من حديث سليمان بن صرد عن أبيّ بن كعب في مسند أحمد 5/124.(1/105)
72 - حدثنا عبد الله، حدثني هُدبة بن خالد القيسيُّ، حدثنا همام بن [يحيى] (1) ، حدثنا قتادة، عن يحيى بن يعمر، عن سليمان بن صُرد، عن أُبي بن كعب قال: (قرأت آية، وقرأ ابن مسعود خلافها، وقرأ رجل آخر خلافها، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - (فذكر الحديث (2) .
73 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبيد (3) الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سُقَيْر العبدي (4) ، عن سليمان بن صردٍ، عن أُبي بن كعب، قال: (سمعتُ رجلاً يقرأ، فقلتُ: من أقرأك؟ فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقلتُ: انطلق إليه، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقلتُ: استقرئْ هذا: فقال. اقرأ: فقرأ فقال: أحسنتَ. فقلت: ألم تُقرئني كذا وكذا؟ قال: بَلى. وأنت قد أحسنتَ. فقلت بيدي: قد أحسنتُ. مرتين. قال: فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده في صدري، ثم قال: اللهم أذهب عن أُبي الشك، ففضتُ عرقاً، وامتلأ جوفي فرقاً (5) . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا أبي إن ملكين أتياني. فقال أحدهما: اقرأ علي حرفٍ. فقال الآخر: زدهُ. قلت: زدني. قال: اقرأ على حرفين. قال الآخر: زده. قلتُ زدْني. قال: اقرأ علي ثلاثة أحرف.
_________
(1) زيادة بالرجوع إلى سند الحديث عند أحمد.
(2) من حديث سليمان بن صرد عن أبي بن كعب في مسند أحمد 5/124.
(3) في المخطوطة: (عبد الله) والصواب عبيد الله بن موسى بن أبي المختار العبسي - مولاهم - الكوفي عن هشام بن عروة وإسرائيل بن يونس الهمداني وغيرهما وعنه البخاري وجماعة. تهذيب التهذيب 7/50.
(4) في المخطوطة (شقير) وهو سقير العبدي: عن سليمان بن صرد وعنه أبو إسحق. يراجع المشتبه في الرجال للذهبي 263.
(5) الفرق: بالتحريك: هو الخوف والفزع أهـ النهاية 32/438.(1/105)
قال الآخر: زدْه. قلت: زدني. قال: اقرأ علي أربعة أحرف. قال الآخر:
زدهُ. قلت: زدني. قال: اقرأ علي ستة أحرفٍ. قال الآخر: زده. قلت: زدني. قال: اقرأ علي سبعة أحرف. فالقرآن أُنزل على سبعة أحرف (1) .
_________
(1) الحديث ذكره أحمد بطوله في مسنده 5/124 من حديث سليمان بن صرد عن أبيّ بن كعب. والنسائي في عمل اليوم والليلة ص 421 وأحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف كثيرة، حتى قيل بتواترها، فقد رويت عن واحد وعشرين صحابياً.(1/106)
74 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن جعفر الوكانيُّ. أنبأنا شريك، عن أبي إسحاق، عن سُليمان بن صُردٍ، عن أُبيّ بن كعبٍ رفعه / إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: (أتاني ملكان فقال أحدهما للآخر: أقرئه [قال] (1) على كم؟ قال: على حرفٍ. قال: زِده، [قال] حتى بلغ سبعة أحرف (2)) .
ورواه النسائي في اليوم والليلة عن أبي داود سُليمان بن صُردٍ به.
قال شيخنا: ورواه إسرائيل عن أبي إسحاق عن سُقَيْر العبدي عن سليمان ابن صُردٍ عن أُبي به (3) .
(سهل بنُ سعدٍ عن أبي بن كعب)
75 - حدثنا عثمان بن عُمَر (4) أنبأنا يونس، عن الزهري قال: قال سهل الأنصاري: - وكان قد أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن خمس عشرة في زمانه - حدثني أُبي بن كعب: (أن الفُتَيا التي كانوا يقولون - الماءُ من الماء - رخصة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخَّصَ بها في أول الإسلام، ثم أمَرَ [نا] (5) بالاغتسال بعدها) (6) .
_________
(1) مابين المعكوفين زيادة من المسند.
(2) من حديث سليمان بن صرد عن أبيّ بن كعب 5/125.
(3) أورده النسائي في عمل اليوم والليلة. انظر تحفة الأشراف 1/47.
(4) في المخطوطة: (عمرو) وهو عثمان بن عمر بن فارس العبدي البصري تهذيب التهذيب 7/142.
(5) في المخطوطة: (أمر) .
(6) من حديث سهل بن سعد عن أبيّ في المسند 5/115 سنن أبي داود 1/146.(1/106)
76 - حدثنا علي بن إسحاق، أنبأنا عبد الله - يعني ابن المبارك - أخبرني يونس، عن الزُّهري، عن سهل بن سعد الأنصاري - و [كان] (1) قد أدرك
النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو ابن خمسَ عشرة في زمانه - قال: حدثني أُبيٌّ: (إن الفُتيا التي كانوا يُفتُون بها في قولهم: الماءُ من الماءِ، رخصةٌ كان أرخص بها في أول الإسلام، ثم أمرنا بالاغتسال بعدها) (2) .
77 - حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري عن سهل عن أُبي [نحوه] (3) قال ابن المبارك: وأخبرني معمرٌ بهذا الإسناد نحوه (4) .
78 - حدثنا محمد بن بكر، أنبأنا ابن جُريح، قال ابن شهاب قال سهلُ بن سعدٍ - وكان قد بلغ خمس عشرة سنة حين توفى النبي - صلى الله عليه وسلم - وسَمِعَ منه - (أخبرني أُبي بن كعبٍ) وذكر نحوه (5) .
79 - حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب/ عن الزهري، قال سَهلُ بن سعد الأنصاري - كان قد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع منه وذكر أنه ابنُ خمسَ عشرة. يوم تُوفي النبي - صلى الله عليه وسلم - حدثني أبي بن كعب: (أن الفُتيا التي كانوا يُفتون بها رخصة كان النبي - صلى الله عليه وسلم - رخَّص بها في أول الإسلام، ثم أمر بالاغتسال بعد (6)) .
80 - حدثنا يحيى بنُ غيلان، حدثنا رشدين (7) ، حدثني عمرو بن
_________
(1) زيادة بالرجوع إلى المسند.
(2) () ... من حديث سهل بن سعد عن أُبي. في المسند 5/116.
(3) في الأصل المخطوط: (حبوة) والتصويب من المسند.
(4) من حديث سهل بن سعد عن أُبي في المسند 5/116. وابن أبي شيبة في المصنف 1/89.
(5) المصدر السابق.
(6) المصدر السابق.
(7) رشدين بن سعد المهري المصري الميزان 2/49. التاريخ الكبير 3/337.(1/107)
الحارث، عن ابن شهاب قال: حدثني بعض من أرضى عن سهل بن سعد [أن] (1) أُبيًّا حدثه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعلها رُخصةً للمؤمنين لقلة ثيابهم. ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عنها يعني بعد قولهم:) الماءُ من الماء (وهكذا رواه أبو داود عن أحمد بن صالحٍ، عن وهب بن عمرو بن الحارث به (2) ، وهكذا رواه الترمذي، وابن ماجه (3) من حديث يونس عن الزهري عن سهْل، وقال الترمذيُّ: (حسنٌ صحيح (4)) وعجبٌ له: كيف صحح ذلك، وهو منقطع بين الزهري وبين سهل، فإنه لم يسمعه منه كما صرح به في رواية أحمد وأبي داود بذكر الواسطة بينهما، ورواه أبو داود أيضاً عن محمد بن مهران الرازي، عن مبشر بن إسماعيل الحلبي، عن أبي غسَّان محمد بن مطرفٍ، عن أبي حازم عن سهلٍ بن سعد به (5) .
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من المسند، 5/116 من حديث سهل بن سعد عن أبي.
(2) سنن أبي داود: الطهارة: في الإكسال 1/49.
(3) سنن ابن ماجه: الطهارة: وجوب الغسل إذا التقى الختانان: 1/200.
(4) سنن الترمذي: الطهارة: ماجاء أن الماء من الماء: 1/73.
(5) وسماع الزهري ثابت عن سهل بن سعد من طرق منها الطريق الذي أورده ابن خزيمة 1/113 وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ وغيرهما.(1/108)
81 - حدثنا عبد الله بن الحارث، حدثني الأسلمي - يعني عبد الله بن عامر - عن عمران بن أبي أنس، عن سهل بن سعد، عن أُبي بن كعب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال: (هو مسجدي) (1) .
82 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد الله بن عامر الأسلمي، عن عمران بن أبي أنسٍ، عن سهلٍ بن سعدٍ، عن أبي بن كعب: (أن النبي
_________
(1) من حديث سهل بن سعد عن أبيّ في المسند 5/116.(1/108)
- صلى الله عليه وسلم -، قال) : (المسجد الذي أُسس على التقوى مسجدي هذا) . تفرد به (1) .
(سويد بن غَفَلة عن أُبي)
_________
(1) المسند 5/116 من حديث سهل بن سعد عن أبيّ، وابن أبي شيبة في مصنفه 2/373.(1/109)
83 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، وحدثنا عبد الله بن نُمير، أنبأنا سفيان عن (1) سلمةُ بن كُهيل، حدثني/ سويد بن غفلة قال: (خرجت مع زيد بن صُوحَان، وسلمان بن ربيعة، حتى إذا (2) كنا بالعُذَيب التقطتُ سوطاً، فقالا لي: أَلْقِهِ، فأبيت، فلما قدِمتُ المدينة لقيت أُبَي بن كعب، فذكرتُ ذلك [له] (3) فقال: (التقطتُ مائة دينارٍ على عَهْدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألتهُ، فقال: عَرّفها سنةً، فعرفْتُها سنةً، فلم أجِد أحداً يَعْرِفها، فقال: اعرفْ عددها، ووِكائها ووِعاءها، ثم عرّفها سنةً، فإن جاء صاحبها وإلا فهي كسبيل مالك) وهذا لفظ وكيع وقال ابن نُمير في حديثه: (فقال عَرّفها فعرفتها حولاً ثم أتيتهُ [فقال عرفها فعرفتها حولا (4) ] ثم أتيته، فقال: اعلم عِدّتها وَوِعاءها ووكاءها، فإن جاء أحدٌ يُخبرك بعِدتِها ووعائها ووكائِها فأعطهِ إياها وإلا فاستمتع بها (5)) .
84 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن سلمة بن كُهَيل، قال: سمعتُ سُويد بن غَفَلة، وحدثنا عبد الله، حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا يحيى، أنبأنا سعيد، عن شعبة، قال: حدثني سَلَمة بن كُهَيل قال: سمعت سُوَيد بن غَفَلة. قال: غزوت مع زَيْد بن صُوحان
_________
(1) في المخطوطة: (سفيان بن سلمة) وهو سهو من الناسخ.
(2) في المخطوطة: (إنا كنا) والتصويب من المسند والعذيب واد بظهر الكوفة انظر معجم البلدان.
(3) مابين المعكوفين زدناه من المسند.
(4) مابين المعكوفين سقط من المخطوط، وزدناه من لفظ المسند 5/126.
(5) من حديث سويد بن غفلة عن أبي في المسند 5/126. صحيح البخاري 3/92 مسلم 2/1350.(1/109)
وسَلمان بن رَبيعة، فوجدتُ سوطاً، فأخذته، فقالا لي: اطرحه فقلتُ: لا. ولكن أُعَرِفُهُ، فإن وجدت من يَعرِفُه، وإلا استمتعت به، فأبيا عليَّ، وأبيتُ عليهما، فلما رجعنا من غزاتنا حججت، فأتيتُ المدينة، فلقيت أبيَّ بن كعب، فذكرت له قولَهُما. وقولي لهما. فقال: (وجدتُ صُرةُ فيها مائة دينار على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] (1) فذكرتُ ذلك له. فقال: عرفها حولاً، فعرفتها فلم أجد من يَعرفُها، فأتيته فقلت: لم أجد من يَعْرِفُها، فقال: عَرّفها حولاً، فعرفتها فلم أجد من يَعرِفُها، فأتيته فقلت: لم أجد من يعرفها، فقال: عرفها حولاً ثلاث مرات - ولا أدري قال له ذلك في سنةٍ أو في ثلاث سنين - فقال لي في الرابعة: اعرِفْ عددها ووكاءها، فإن وجدت من يعرفُها. وإلا فاستمتع بها) . وهذا لفظ حديث يحيى بن سعيد، وزاد محمد بن جعفر في حديثه قال: (فلقيته بعد ذلك [بمكة] (2) ولا أدري قال ثلاثة أحوالٍ أوْ حولاً واحداً) (3) .
_________
(1) مابين المعكوفين أثبتناه من لفظ المسند 5/126.
(2) مابين المعكوفين أثبتناه من لفظ المسند 5/126.
(3) مسند أحمد 5/126 من حديث سويد بن غفلة عن أبيّ.(1/110)
85 - حدثنا عبد الله، حدثني [أبي، حدثنا] (1) أبو خيثمة، حدثنا جَريرٌ عن الأعمش، عن سلمة بن كُهَيلٍ عن سُويد بن غَفَلة. قال: كنا حجاجاً فوجدت سوطاً، فأخذته فقال القومُ: تأخُذُهُ فلعله لرجل (2) مسلم، قال فقلتُ: أوَ ليس لي أخذه فانتفعُ بهِ/ خير من أن يأكله الذئبُ، فلقيتُ أُبيّا فذكرت ذلك له فقال: (3) أحسنت، ثم قال: (التقطتُ صُرة فيها مائة دينار فأتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت ذلك له. فقال: (عرِّفها حولاً) فعرفتها حولاً، ثم أتيتُهُ، فقلتُ: قد عرفتها حولاً. قال: عرفها سنةً أخرى، ثم قال: انتفع بها واحفظ وِكاءها وخِرقَتَها، وأحصِ عددها، فإن جاء صاحِبُها) .
قال جرير: فلم أحفظ ما بعد هذا. يعني تمام الحديث (4) .
_________
(1) زيادة بالرجوع إلى المسند.
(2) في المخطوطة: (فلعله رجل مسلم) .
(3) في المخطوطة: (فقالت) ولا يناسب المقام مع سابقه.
(4) من حديث سويد بن غفلة عن أبيّ في المسند 5/127.(1/110)
86 - حدثنا عبد الله، حدثني أحمد بن أيوب بن راشد البصري، حدثنا عبد الوارث، حدثنا محمد بن جُحادة، عن سلمة بن كُهيل، عن سُويد بن غفلة، عن أُبَي بن كعب. قال: (التقطتُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة دينار، فأتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (عرفها سنة (فعرفتها سنة، ثم أتيتهُ فقلتُ [قد] (1) عرَّفتُها سنة، فقال: (عرفها سنة أخرى) . ثم أتيتهُ في الثالثة فقال: (احص عددها ووكاءها واستمتع بها (2) .
87 - حدثنا بهزٌ، حدثنا حماد بن سلمة، وحدثنا عبد الله [قال: حدثنا] (3) إبراهيم بنُ الحجاج الناجي، حدثنا حماد بن سلمة، عن سلمة بن كهيل، عن سُويد ابن غَفلة. قال: حججتُ أنا وزيد بن صُوحان، وسلمان بن ربيعة فذكر الحديث. قال: (فَعَرفتُها عامين، أو ثلاثة، قال: اعرف عددها [ووعاءها] ووكاءها واستمتع بها، فإن جاء صاحبها، فعرف عدتها ووكاءها فأَعْطها إيَّاه) (4) . ورواه البخاري (5) ومسلمٌ (6) وأبو داود والنسائي من حديث شعبة ومسلم أيضاً، وأبو داود من حديث حماد بن سلمة، ومسلم أيضاً من حديث الأعمش ومسلم أيضاً والنسائي وابن ماجه من حديث سفيان الثوري والنسائي أيضاً من حديث عبد الله بن الفضل كلهم عن سلمة بن كهيل (7) .
_________
(1) مابين المعكوفين أثبتناه من لفظ المسند.
(2) من حديث سويد بن غفلة عن أبي بن كعب في المسند 5/127.
(3) مابين المعكوفين ليس في المسند، وكانت في المخطوطة: (وحدثنا عبد الله بن إبراهيم) .
(4) من حديث سويد بن غفلة عن أبيّ بن كعب في المسند 5/127.
(5) أخرجه البخاري: كتاب اللقطة: باب إذا أخبره رب اللقطة: 3/162.
(6) أخرجه مسلم: كتاب اللقطة: 3/1348، 1349 ط: عيسى البابي الحلبي.
(7) الخبر أخرجه البخاري في كتاب اللقطة من ثلاث طرق عن شعبة، ومسلم من طرق عن شعبة ومن طرق عن حماد بن سلمة وعن سفيان. كما أخرجه أبو داود من ثلاث طرق:
قال المنذرب معلقاً على الحديث عند أبي داود: ليس في حديث البخاري ومسلم: (فعرف عددها ووعاءها ووكاءها) وفي حديث الترمذي: (فإذا جاء طالبها فأخبرك بعدتها ووعائها ووكائها فادفعها إليه) وفي حديث النسائي: (فإن جاء أحد يخبر بعددها ووعائها ووكائها فأعطها إياه) (انتهى) أَمَّا ابن ماجه فأخرج الحديث من طريق الثوري. صحيح البخاري بشرح الفتح 5/78، 91، مسلم 3/1348، 1349 تحفة الأشراف 1/18 مختصر السنن للمذري 2/265 سنن ابن ماجة 4/737.(1/111)
(صعصعةُ بنُ صُوحَان عن أُبيّ بن كعب)(1/112)
88 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا عبد العزيز [بن] محمد الدراورديُّ، حدثنا عُمارة بن غَزية، عن سلمة بن كهيل، عن
صعصعة ابن صوحان. قال: أقبل [هو] ونفرٌ معهُ فوجدوا سوطاً، فأخذه
صاحبُهُ فلم يَأمروه، ولم ينهوه، فقدمنا المدينة، فلقينا أُبي بن كعب، فسألناه
فقال: (وجدتُ مائة دينارٍ في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم -،
فقال: (عرفها حولاً) ، فكرر عليه حتى ذكر أحوالاً ثلاثة، فقلت:
يارسول الله؟ فقال: (شأنُكَ بها) انفرد به من هذا الوجه، وهو الحديث الذي قبلهُ (1) .
(الطفيل بن أُبي بن كعب عن أبيه)
89 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل، عن الطُّفيل بن أبي بن كعبٍ، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (جاءت الراجفةُ تتبعها الرادفةُ) جَاء الموت بما فيه) (2) .
ورواه الترمذي في الزهد (3) عن هنادٍ عن قبيصة عن سفيان به: كان
النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: (يا أيها الناس اذكروا الله) وذكر
تمام الحديث.
_________
(1) من حديث المشايخ عن أبي بن كعب في المسند 5/143.
(2) من حديث الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه في المسند 5/136 وفي الترمذي 4/53.
(3) الخبر أخرجه الترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع أخرجه أيضاً ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث سفيان الثوري ولفظ الترمذي وابن أبي حاتم: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: يا أيها الناس اذكروا الله. جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه) . الحلية لأبي نعيم 1/256 سنن الترمذي 4/636 تفسير ابن كثير 4/467 فتح القدير للشوكاني 5/377.(1/112)
90 - حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أُبي بن كعب، عن أبيه قال: قال رجل: (يارسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرأيت إن جعلتُ صلاتي كلها عليك؟ قال: (إذا يكفيك الله ماهمك من أمر دنياك، وآخرتك (تفرد به (1) .
91 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عامر. قالا: حدثنا زُهير - يعني ابن محمد - عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطُّفيل بن أبي بن كعبٍ، عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: (مَثَلي في النبيين كمثل رجلٍ بنى داراً، فأحسنها، وأكملها، وترك فيها موضع لَبنَةٍ لم يضعها، فجعل الناس يطوفون بالبنيان، ويتعجبُون منهُ، ويقولون: لو تمَّ موضعِ هذه اللبنة، فأنا في النبيين موضعُ [تلك] (2) اللبنةِ (ورواه الترمذي عن بندار عن أبي عامرٍ به، وقال: حسنٌ صحيحٌ (3) .
92 - حدثنا عبد الله، حدثني سعيد بن الأشعث بن سعيد السمان بن أبي الربيع أبو بكر، قال: أخبرني سعيد بن سلمة - يعني ابن أبي الحسام - حدثنا عبد الله [بن محمد] بن عقيل (4) عن الطفيل بن أُبي بن كعب، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (مَثَلي في النبيين كمثل رجُلٍ ابتنى داراً، فأحسنها، وأجملها، وأكملها، وترك منها موضع لبنة لم يضعها، فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبُون/، ويقولون: لو تم موضع هذه اللبنة) (5) .
93 - حدثنا أبو عامر، حدثنا زُهير - يعني ابن محمد - عن عبد الله بن محمد بن الطُّفيل بن أبَي بن كعب، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا
_________
(1) من حديث الطفيل بن أبي عن أبيه في المسند 5/136.
(2) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند 5/136.
(3) أخرجه الترمذي: الأمثال: باب ماجاء مثل النبي والأنبياء: 4/225.
وقال الترمذي: حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه.
(4) صواب الاسم كما في المسند [عبد الله بن محمد بن عقيل] 5/137.
(5) من حديث الطفيل بن أبيّ عن أبيه في المسند 5/137.(1/113)
كان يوم القيامة كُنتُ إمام النبيين، وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم غير فخْر) قال: (وسمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:) لولا الهجرة [لكنت] (1) امرأً من الأنصارِ، ولو سلك الناس وادياً أو شِعْباً لكنتُ مع الأنصار) (2) .
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من المسند 5/137.
(2) من حديث أبي الطفيل عن أبيه في المسند 5/137.(1/114)
94 - حدثنا زكرياء، حدثنا عُبيد الله بن عُمر، عن عبد الله بن
محمد بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا كان يوم القيامة كنتُ إمام النبيين) . فذكر معناه (1)
ورواه الترمذي (2) عن محمد ابن بشارٍ، عن أبي عامر به، ورواه ابن ماجه في
الزهد (3) عن إسماعيل بن عبد الله المدني، عن عبيد الله بن عُمر به، وقال الترمذي: حسن صحيحٌ.
95 - حدثنا زكرياءُ بن عدي، حدثنا عبيد الله بن عُمَر، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أُبي بن كعب، عن أبيه قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلي (4) إلى جذعٍ إذ كان المسجد عريشاً، وكان يخطب إلى ذلك الجذع، فقال رجل من أصحابه: يارسول الله: هل لك أن نجعل لك شيئاً تقوم عليه يوم الجمعة، حتى يراكَ الناس، وتُسْمِعهم خُطبتك؟ قال: (نعم) . فصنع له (5) ثلاث درجاتٍ اللاتي على المنبر، فلما صُنع المنبر، ووضع في موضعه الذي وضعهُ فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما (6) أراد أن يأتي المنبر مرَّ عليه، فلما جاوزه خار (7) الجذعُ حتى تصدع وانشقَّ، فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمسحهُ بيده حتى سكن، ثم رجع إلى المنبر، فكان
_________
(1) من حديث أبي الطفيل عن أبيه في المسند 5/137.
(2) أخرجه الترمذي: أبواب المناقب: ماجاء في فضل النبي - صلى الله عليه وسلم -: 5/247.
(3) أخرجه ابن ماجه: كتاب الزهد: باب ذكر الشفاعة: 2/1443.
(4) في المسند [يقرب] والصواب ما في المخطوط لموافقته لرواية ابن ماجه في السنن 1/454.
(5) في المخطوطة: (ذلك) .
(6) في المخطوطة: (فلما أن أراد) .
(7) أي سُمِعَ له صوت كصوت العشار.(1/114)
إذا صلى صلى إليه، فلما هُدم المسجد وغُيِّر أخذ الجذع أُبي بن كعب، فكان عنده حتى بلِيَ وأكلته الأرضةُ (1) وعاد رُفاثاً (2) (ورواه ابن ماجه عن إسماعيل بن عبد الله الرقي عن عبيد الله بن عُمر به (3) .
_________
(1) وهي دويبية من الأرض مثل السوس.
(2) من حديث الطفيل بن أبيّ عن أبيه في المسند 5/137.
(3) أخرجه ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة: ماجاء في بدء شأن المنبر: 1/454، وقال البوصيري في زوائده على سنن ابن ماجه: إسناده حسن أهـ ورقة) 89) مخطوط.(1/115)
96 - حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أُبي بن كعب/ عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا كان يوم القيامة كنت إمام الناس وخطيبهم وصاحب شفاعتهم ولا فخر (1)) .
97 - حدثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد بن عبد الملك (2) حدثنا عبيد الله ابن عُمر، وعن عبد الله بن محمد (3) بن عقيل، عن جابر بن عبد الله، قال: (بينا نحن صفوف خَلْفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الظهر، أو العصر إذْ رأيناه يتناول شيئاً بين يديه، وهو في الصلاة ليأخذه، ثم تناوله ليأخذه، ثم حِيلَ (4) بينهُ وبينه، ثم تأخر [وتأخرنا، ثم تأخر الثانية] وتأخرنا (5) فلما سلم قال أُبي بن كعب: يارسول الله رأيناك اليومَ تصنع في صلاتِك شيئاً لم تكن تصنعهُ. قال: (إنهُ عُرِضَتْ علي الجنةُ بما فيها من الزهرة [والنضرةِ] فتناولت قِطفاً من عِنبها لآتيكم به، ولو أخذتهُ لأكَلَ منه مَنْ بين السماء
_________
(1) من حديث الطفيل بن أبيّ عن أبيه في المسند 5/137 والترمذي 5/53.
(2) في المسند: (أحمد بن عبد الملك) فقط وفي ترجماته التي بين يدي: (أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني) تهذيب التهذيب 1/57 طبقات الحفاظ 201.
(3) في المخطوطة: (عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن محمد بن عقيل) والتصويب من المسند ومن كتب الرجال.
(4) في المخطوطة: (حفل) وهو سهو من الناسخ.
(5) في المخطوطة: (ثم تأخر وقام ثانياً وتأخرنا) والتصويب من المسند.(1/115)
والأرض، ولا ينتقصونهُ فحيل بيني وبينهُ، وعُرضت على النار، فلما وجدتُ حرَّ شُعاعها تأخرت، وأكثرُ من رأيتُ فيها النساء، اللاتي إن ائتمِنَّ أفشين وإن سئلن أخفين) (1) - قال زكرياء بن عدي: (ألحفْنَ: وإن أُعطين لم يَشكُرُنَ) - ورأيت فيها عمرو بن لحي يجر قصبهُ (2) وأشبه من رأيت [به] (3) مَعْبدُ بن أكثم. قال مَعبدُ: أيْ رسول الله يُخشى على من شبهه، فإنهُ والد. . قال: (لا. أنت مؤمنٌ، وهو كافرٌ، وهو أول من جمع العرب على الأصنام) (4) .
_________
(1) أحفين: استقصين في السؤال وبالغن فيه، وألحفن: بالغن في المسألة النهاية 1/241، 2/51.
(2) أي أمعاءه يجرها في النار النهاية 4/67.
(3) مابين المعكوفين أثبتناه من لفظ المسند.
(4) من حديث الطفيل بن أبيّ عن أبيه في المسند 5/137 مستدرك الحاكم 4/604.(1/116)
98 - حدثنا أحمد بن عبد الملك، حدثنا عُبيد الله (1) بن عُمَر، حدثنا عبد الله بن محمدٍ، عن الطفيل بن أُبَي، عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله تفرد به (2) .
99 - حدثنا عبد الله، حدثنا سعيد بن [أبي] (3) الربيع السَّمان أبو بكرٍ، أخبرني سعيد بن سلمة بن أبي الحسام المديني، حدثنا عبد الله بن محمد بن عقِيل بن أبي طالب، عن الطُفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يصلي إلى جذع إذ كان المسجد عريشا وكان يخطب الناس إلى جانب ذلك الجذع] (4) فقال رجلٌ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل لك أن أجعَلَ لك منبراً تقومُ عليه يوم الجمعة حتى يرى الناس خُطبتك؟ قال: (نعم) . فصنع له ثلاث / درجات هي التي على المنبر، فلما قُضي المنبر ووضع في موضعه الذي وضعه فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدا لرسول الله
_________
(1) في المخطوطة: (عبد الملك بن عمر) وهو عبيد الله بن عمر القواريري.
(2) من حديث الطفيل بن أبيّ عن أبيه في المسند 5/137.
(3) مابين المعكوفين أثبتناه من لفظ المسند.
(4) مابين المعكوفين أثبتناه من لفظ المسند. وما ورد في المخطوط هو: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس إلى ذلك الجذع) وواضح أن سهو النساخ هو الذي أسقط ما سقط من العبارة.(1/116)
- صلى الله عليه وسلم - أن يقوم على ذلك المنبر، فمرّ إليه، فلما أن جاوز الجذع الذي كان يخطب إليه، ويقوم إليه خارَ [إليه] (1) ذلك الجذع، حتى تصدع وانشق، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما سمع صوت الجذع فمسحه بيده، ثم رجع إلى المنبر، وكان إذا صلى مع ذلك مال إلى الجِذْع يقول الطفيل: فلما تهدم المسجدُ وغُيِّر أخذ أبوه أُبي بن كعب ذلك الجذع فكان عنده في بيته حتى بلي وأكلته الأرَضةُ (2) وعاد رفاتاً) (3) .
_________
(1) زيادة من المسند.
(2) في المسند [الأرض] .
(3) من حديث الطفيل بن أبيّ عن أبيه في المسند 5/138.(1/117)
100 - حدثنا عبد الله، حدثني هاشم بن الحارث، حدثنا عبيد الله بن عُمَر، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا كان يوم القيامة كنتُ إمام النبيين وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم غير فَخْرٍ وقال: لولا الهجرة لكنت امرءًا من الأنصار، ولو سلك الأنصار شعباً (1) لكنتُ من الأنصار (2)) .
101 - حدثنا عبد الله، حدثنا الحسن بن قَزَعة أبو علي البصري، حدثنا سفيان بن حبيب، حدثنا شعبة، عن ثُويرٍ، عن أبيه، عن الطفيل، عن أبيه: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: {وألزمهم كلمة التقوى} (3) قال: لا إله إلا الله) (4) رواه الترمذي في التفسير عن الحسن بن قزعة بهِ. فقال: غريبٌ لا نعرفه مرفُوعا إلا عن الحسن بن قزعة، وسألت عنه أبا زرعة فلم يعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه/ (5) .
102 -[حدثنا] (6) عبد الله، حدثني عُبيد الله بن عُمر القواريري، حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، حدثنا شريك عن عبد الله بن محمد
_________
(1) في المسند [واديا أو قال شِعبا] على الشك.
(2) من حديث الطفيل بن أبيّ عن أبيه في المسند 5/138.
(3) بعض آية (26) سورة الفتح.
(4) من حديث الطفيل بن أبيّ عن أبيه في المسند 5/138.
(5) سنن الترمذي) كتاب التفسير) 5/62 وابن جرير في تفسيره 26/104.
(6) مابين المعكوفين زيادة من المسند.(1/117)
ابن عقيل، عن الطُفيل بن أبي [بن كعب، عن أبيه قال: قال] (1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا كان يوم القيامة كنت إمام [النبيين وخطيبهم] (2) وصاحب شفاعتهم ولا فخر) (3) .
_________
(1) بياض في الأصل المخطوط واستكمل من المسند.
(2) في المخطوطة: (كنت إمام الناس وصاحب) والتزمنا باللفظ عند أحمد.
(3) من حديث الطفيل بن أبيّ عن أبيه في المسند 5/138 والترمذي 5/246.(1/118)
103 - حدثنا عبد الله [حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا أبو حُذيفة] (1) موسى، عن زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل ابن أُبَي، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار، ولو سلك الناس وادياً - أو شعبا - لكنت من الأنصار (2)) ورواه الترمذي عن بُنْدار عن أبي (3) عامر عن زهير به وقال: حسن (4) .
104 - حدثنا زكريا بن عدي وحدثنا أحمد بن عبد الملك الحرّاني، حدثنا عُبيد الله بن عمر، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل، عن الطفيل بن أُبي، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار، ولو سلك الناس شِعْبًا - أوْ قال واديا - لكنتُ من الأنصار، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين،
_________
(1) في المخطوطة: (حدثنا عبد الله المديني موسى) وهناك بياض يشير إلى السقط الذي استكملنا به سند الخبر من المسند.
وأبو حذيفة: موسى بن مسعود البصروي النهدي. تهذيب التهذيب 10/370، 12/69.
(2) من حديث الطفيل بن أبي عن أبيه في المسند 5/138.
(3) في المخطوطة: (ابن عامر) والصواب: (أبو عامر) .
وبندار: محمد بن بشار. وأبو عامر العقدي: عبد الملك بن عمرو.
وزهير: بن محمد التميمي الخراساني المروزي. يراجع تهذيب التهذيب.
(4) الحديث أخرجه الترمذي في المناقب (فضل الأنصار وقريش) ولفظه كلفظ أحمد.
وأخرجه البخاري: فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - (لولا الهجرة كنت امرأً من الأنصار) . وأخرجه مسلم في الزكاة: (إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام) .
سنن الترمذي 5/371 صحيح البخاري 5/38 صحيح مسلم 2/739.(1/118)
وخطيبهم (1) ، وصاحب شفاعتهم غير فخر) ، والحديث على لفظ زكريا بن عدي (2) .
_________
(1) في المخطوطة: (وخليلهم) محرفا.
(2) في المخطوطة: (زكريا بن عيسى) وهو سهو من الناسخ.(1/119)
105 - حدثنا عبد الله، حدثني عيسى بن سالم الشاشي في سنة ثلاثين ومائتين، حدثنا عُبيد الله بن عَمْرو - يعني الرَّقي -، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن [الطفيل] (1) بن أُبي بن كعب، عن أبيه قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقف (2) إلى جِذع، وكان المسجد عريشاً، وكان يخطب إلى [جنب] (3) ذلك الجذع، فقال رجال (4) من أصحابه: يارسول الله نجعل لك شيئاً تقوم (5) عليه يوم الجمعة، حتى ترى الناس - أو قال: يراك الناس - وحتى يسمع الناس (6) خطبتك؟ قال: نعم. فصنعوا له ثلاث درجات، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - كما كان يقوم [فصغى] (7) الجذع إليه، فقال له: اسكن، ثم قال لأصحابه: هذا الجذع حنّ إليّ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: [اسكن] (8) إن تشأ غرستُك في الجنة، فيأكل منك الصالحون، وإن تشأ أعيدك كما كنت رطْبا، فاختار الآخرة على الدنيا، فلما قُبض النبي - صلى الله عليه وسلم - دُفِع (9) إلى أُبَي، فلم يزل عنده حتى أكلته الأرضة) . رواه ابن ماجه عن إسماعيل (10) بن عبد الله، عن عبيد الله بن عمرو به (11) .
_________
(1) زيادة بالرجوع إلى المسند.
(2) في المسند: (لا يصلي) وتكرر ذلك من قبل.
(3) زيادة بالرجوع إلى المسند.
(4) في المخطوطة: (رجل) .
(5) في المخطوطة: (تقول) وليس ببعيد.
(6) في المخطوطة: (إليهم) .
(7) بياض بالأصل المخطوط وما أثبتناه من المسند.
(8) بياض بالأصل المخطوط وما أثبتناه من المسند.
(9) في المخطوطة: (دفعه إلى أبيّ) .
(10) في المخطوطة (المعلى) والصواب ما أثبتناه عن ابن ماجه، وعبيد الله بن عمرو الرقي.
(11) أخرجه ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: ماجاء في بدء شأن المنبر: 1/454.
وقال الإمام البوصيري في زوائده على سنن ابن ماجه: هذا إسناد حسن أهـ مخطوط الزوائد للبوصيري ورقة (89) .(1/119)
انتهى الجزء الأول من (تجزئة المصنف)
ويليه الجزء الثاني بإذن الله(1/120)
/ بسم الله الرحمن الرحيم
(عائذ الله بن عبد الله أبو إدريس الخولاني عنه)(1/121)
106 - أنه كان يقرأ {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْحَمِيَّةَ} (1) رواه النسائي عن إبراهيم بن سعيد عن شبابة، عن عبد الله بن العلاء بن زيدٍ، عن بُسر ابن عبد الله، عنه به (2) .
(عُبادة بن الصامت عن أبي بن كعبٍ)
107 - حدثنا عفان، حدثنا حماد، أنبأنا حُميد، عن أنس، عن عُبادة. أن أُبَي بن كعب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنزل القُرآن على سبعة أحرف) تفرد به (3) .
108 - حدثنا عفان، حدثنا حُميد، عن أنس بن مالك، عن عُبادة بن الصامت، عن أُبي بن كعب قال: (أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آيةً، وأقرأها آخر غير قراءة أُبيٍ فقلتُ: من أقرأكها؟ قال: أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قلت: والله لقد أقرأنيها كذا وكذا، قال أُبي: فما تخلج (4) في نفسي
_________
(1) جزء من الآية 26 من سورة الفتح.
(2) تمام الخبر كما نقله المصنف عن النسائي في التفسير: (ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام، فبلغ ذلك عمر - رضي الله عنه - فأغلط له. فقال: إنك لتعلم أني كنت أدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيعلمني مما علمه الله، فقال عمر رضي الله عنه: بل أنت رجل عندك علم وقرآن، فاقرأ وعلم مما علمك الله تعالى ورسوله) . تفسير ابن كثير 4/194 زاد في المستدرك: (فأنزل الله سكينته على رسوله) 2/225 النسائي كما في تحفة الأشراف 2/20.
(3) من حديث عبادة بن الصامت عن أبي في المسند 5/114.
(4) تخلج: يقال لا يختلجن في صدرك طعام: أي لا يتحرك فيه شئ من الريبة والشك. وفي حديث عائشة قالت: إن تخلج في نفسك شئ فدعه. النهاية 1/310.(1/121)
من الإسلام ما تخلج يومئذ، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: يارسول الله. ألم تُقْرئني آية كذا وكذا؟ قال: بلى قال: فإن هذا يزعم (1) أنك أقرأته كذا وكذا؟: فضرب بيده في صدري، فذهب ذاك، فما وجدتُ منه شيئاً بعد، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أتاني جبريلُ، وميكائيلُ، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرفٍ، فقال ميكائيل: استزده. قال: اقرأهُ على
حرفين. قال: استزدهُ، حتى بلغ سبعة أحرفٍ. قال: بكل شافٍ كافٍ) . تفرد
به (2) .
_________
(1) لفظ المسند [يدعى] .
(2) من حديث عبادة بن الصامت عن أبي في المسند 5/164.(1/122)
109 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن حميد، عن أنسٍ: أن أُبيا قال: (ماحكَّ في صدري شيءٌ منذُ أسلمتُ، إلا أني قرأت آيةً) فذكر الحديث، ولم يذكر فيه عُبادة (1) .
(حديث آخر عن عبادة عن أبي)
110 - قال الطبراني: حدثنا أبو مسلم الكشي، حدثنا حجاج بن نُصير، حدثنا أبو أمية بن يعلى الثقفي/، عن موسى بن عُقبه، عن إسحاق بن يحيى [الأنصاري] ، عن عُبادة بن الصامت، عن أُبَي بن كعب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من سره أن يُشرَّف (2) له بُنيان، وأن تُرفع له درجاتٌ، فليعْفُ عمن ظلمه، ويُعطِ من حرمه، ويصلْ من قطعه) (3) .
_________
(1) من حديث عبادة بن الصامت عن أبي في المسند 5/114.
(2) يشرف له بنيان: بالبناء للمفعول. يقال: شرف الحائط: جعل له شرفة وقصر مشرف: مطول. ومنه حديث ابن عباس: (أمرنا أن نبني المدائن شرفا) قال في النهاية: المشرف التي طولت أبنيتها بالشرف. واحدتها شرفة. اللسان 4/2242 النهاية 2/215.
(3) المعجم الكبير للطبراني 1/199 مستدرك الحاكم 4/163.(1/122)
(عبد الله بن أبي بن كعب، عن أبيه:
في ترجمة محمد بن أُبي عن أبيه) .
(عبد الله بن أبي بَصِيرٍ عن أُبَي: في ترجمة أبيه أبي بصير) (1) .
(عبد الله بن أبي الجوزاء عن أبي: في ترجمة أبي الجوزاء) (2) .
(عبد الله بن الحارث عن أُبَيّ)
_________
(1) عبد الله بن أبي بصير العبدي الكوفي: روى عن أبيّ بن كعب، وعن أبيه بصير أبي بصير الكوفي الأعمى. تهذيب التهذيب 5/161، 12/22.
(2) أبو الجوزاء: أوس بن عبد الله الربعي. تهذيب التهذيب 1/383.(1/123)
111 - حدثنا عفان، حدثنا خالد بن الحارث، وحدثنا عبد الله [قال] (1) :
وحدثنا الصَّلتُ بن مسعود الجحدري، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا عبد الحميد ابن جعفر، حدثني أبي، عن سليمان بن يَسار، عن عبد الله بن الحارث قال: وقفتُ أنا ,اُبي في ظل أُجُمِ (2) حسَّان. فقال لي أُبَي: ألا ترى الناس مختلفة أعناقُهُم في طلب الدنيا؟ قال قلتُ: بلى. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (يوشك الفُراتُ أنْ يُحْسرَ عن جبلٍ من ذهبٍ، فإذا سمع [به] (3) الناس ساروا إليه، فيقول مَنْ عِنْدَهُ: والله لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبنَّ، فيقتتلُ الناس، حتى يُقتل من كُلِّ مائةٍ تسعةٌ وتسعون) ، وهذا لفظ حديث أبِي عن عفانٍ (4) ورواه مسلم عن الفضل بن حُسين، وزيد بن يزيد الرّقاشي عن خالد بن الحارث به (5) .
112 - حدثنا عبد الله، حدثني شُجاع بن مخلد وأبو [خَيْثمة زُهير بن حرب] (6) قالا: حدثنا عبد الله بن حُمران الحُمراني، حدثنا عبد الحميد
_________
(1) زيادة من المسند.
(2) أجم: بضم أوله وثانيه وجمعها آجام هي الحصون. النهاية 1/26.
(3) زيادة من المسند.
(4) من حديث عبد الله بن الحارث عن أبي في المسند 5/139.
(5) أخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة (باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب) 4/2219، 2220.
(6) بياض بالأصل والاستكمال من المسند.(1/123)
بن جعفر، أخبرني [أبي جعفر بن عبد الله] (1) ،
عن سليمان بن يسار، عن عبد الله بن الحارث ابن [نوفل] (2) ، عن أُبَيّ بن كعب. قال: [سمعت] (3) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (يوشك الفرات أن يُحسْر عن جبل [من ذهب] (4)) فذكر الحديث (5) .
(عبد الله بن خَبَّاب عن أُبَيّ: في ترجمة عبد الرحمن بن أَبْزَى عن أبي/) .
(عبد الله بن رباح عن أبيّ)
_________
(1) بياض بالأصل. واستكمال السند من المسند، وما جاء في المسند يحتاج إلى تدقيق فهو مرة يقول: (أخبرني ابن جعفر بن عبد الله) وفي خبر يأتي بعده: (أبو جعفر بن عبد الله) .
والصواب ما أثبتناه، ففي الخبر السابق صرح فيه الراوي عبد الحميد بن جعفر بقوله: (حدثني أبي) وذلك أن عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان الأنصاري روى عن أبيه: جعفر بن عبد الله. ومن شيوخ جعفر بن عبد الله بن الحكم سليمان بن يسار الهلالي. ومن شيوخ سليمان بن يسار: عبد الله بن الحارث بن نوفل يرجع إلى تراجمهم في كتب الرجال وفي تهذيب التهذيب 6/111، 2/99، 2/228، 5/180.
(2) بياض بالأصل والزيادة من المسند.
(3) زيادة من المسند.
(4) زيادة من المسند.
(5) من حديث عبد الله بن الحارث عن أبي في المسند 5/140 مسلم في صحيحه 2/2220.(1/124)
113 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان عن سعيد الجُرَيْري عن أبي السَّليل (1) عن عبد الله بن رباح عن أُبي.
وحدثنا عبد الله، حدثني عُبيد الله القواريري، حدثنا جعفر بن سليمان، [حدثنا الجُرَيْرِىّ] (2) عن بعض أصحابه، عن عبد الله بن رباح عن أُبَيّ: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألهُ: أيّ آيةٍ في كتاب الله أعظم؟ قال: الله ورسوله أعلم. فردَّدَها مراراً، ثم قالَ أُبَي: (3) آية الكُرسي.
_________
(1) سعيد بن إياس الجريري والضبط من التهذيب. وأبو السليل: ضريب ابن نفير القيسي الجريري البصري. تهذيب التهذيب 4/5، 457.
(2) زيادة من المسند.
(3) في المخطوطة: (أي آية) تحريفاً من الناسخ.(1/124)
قال: لِيَهْنِك العلم أبا المنذر، والذي نفسي بيدِه إن لها لساناً وشفتين تُقدِسُ الملكَ عند ساقِ العرشِ (1)) وهذا لفظ حديث أبِي عن عبد الرزاق، ورواه مسلم، عن أبي بكرٍ (2) وأبو داود، عن محمد بن أنسٍ كلاهما عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن سعيد الجريري، عن أبي السليل به (3) .
(عبد الله بن عباسٍ عن أُبَيّ)
_________
(1) من حديث المشايخ عن أبيّ في المسند 5/141 المستدرك 3/304.
(2) صحيح مسلم (كتاب صلاة المسافرين وقصرها) باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي 1/555 وأبو بكر هو ابن أبي شيبة.
(3) أبو داود: كتاب الصلاة، في ثواب قراءة القرآن. (باب ماجاء في آية الكرسي) 5/337.(1/125)
114 - حدثنا الوليد بن مسلمٍ، ومحمد بن مُصْعبٍ القَرْقساني - قال الوليد: حدثني الأوزاعيُّ، وقال ابن مصعب: حدثنا الأوزاعيُّ - أنَّ الزهريَّ حدثهُ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباسٍ: (أنه تمارى هو والحرُّ بن قيس بن حِصْنِ الفزاري في صاحب موسى [عليه السلام] (1) الذي سَأل السبيل إلى لُقيه. قال ابن عباس: هو خضرٌ. إذ مرَّ بهما أُبَيّ بن كعب، فناداه ابنُ عباسٍ. فقال: إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى [عليه السلام] (2) الذي سأل السبيل إلى لُقية، فهل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر شأنهُ؟ قال: نعم سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: بينا موسى عليه السلام في ملإ من بني إسرائيل إذ قام إليه رجل، فقال: هل تعلمُ أحداً أعلم منك؟ قال: لا. فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: عبدنا خضرٌ، فسأل موسى [عليه السلام] السبيل إلى لقيه، وجعل الله [تبارك وتعالى] له الحوت آية، فقيل له إذا فقدت الحوت، فارجع، فإنك ستلقاهُ) .
_________
(1) زيادة من لفظ الخبر في المسند.
(2) في المخطوطة: (- صلى الله عليه وسلم -) .(1/125)
قال ابن مُصعب في حديثه: (فنزل منزِلاً، فقال موسى لِفتاهُ آتنا غداءَنا، لقد لقينا من / سفرنا هذا نَصبَا، فعند ذلك فقد الحوت، فارتدَّا على آثارهما قصصاً، فجعل موسى يتبع أثر الحوت في البحر، قال: فكان من شأنِهما ما قصَّ الله تبارك وتعالى في كتابه) (1) .
ورواه البخاري من حديث الأوزاعي، وصالح بن كيسان (2) ، ومسلم من حديث يُونُس كلهم عن الزهري (3) .
_________
(1) من حديث عبد الله بن عباس عن أبي في مسند أحمد 5/116.
(2) صحيح البخاري: كتاب بدء الخلق: حديث الخضر مع موسى عليهما السلام 6/431.
(3) صحيح مسلم: كتاب الفضائل: من فضائل الخضر عليه السلام 4/1852.(1/126)
115 - حدثنا محمد بن بشر العبدي، حدثنا مسْعرٌ، عن مصعب بن شيبة، عن أبي حبيب بن يعلى بن أُمية (1) ، عن ابن عباس قال: (جاء رجل إلى عُمر، فقال: أَكَلَتْنا الضبعْ - قال مسْعَرٌ: يعني السَّنَةَ (2) - قال: فقال عمر: ممن أنت؟ فما زال ينسبه، حتى عرفَهُ، فإذا هو مُوسِرٌ. فقال عمر: لو أنَّ لامرئٍ وادياً، أو واديين لابتغى إليهما ثالثاً. فقال ابن عباس: ولا يملأ جوف ابن آدم إلا الترابُ، ثم يتوبُ الله على من تاب. فقال عمرُ لابن عباس: ممن سمعت هذا؟ قال: من أُبَي. قال: فإذا كان الغداة فاغدُ عليّ. قال فرجع إلى أمهِ أمِّ الفضل، فذكر ذلك لها. فقالت: وما لك وللكلام عند عمر، وخشي ابن عباس أن يكون أُبَيّ [نسي] (3) ، فقالت له أمه إن أبيّا عسى أن لا يكون نَسِيَ فغدا إلى عمر، ومعه الدِّرة، فانطلقا إلى أبيِّ، فخرج أبي عليهما، وقد توضأ فقال: إنه أصابني مذْيٌ،
_________
(1) في المخطوطة: (عن ابن أبي حبيب عن يعلى بن أمية) والصواب ما أثبتناه وأبو حبيب بن يعلى بن أمية وهو ابن منية أيضاً وهي أمه. تهذيب التهذيب 12/68 المشتبه في الرجال 615.
(2) الضبع كناية عن السنة المجدبة وهي في الأصل الحيوان المعروف. النهاية 3/11.
(3) سقطت من الأصل واضيفت من مسند أحمد 5/117.(1/126)
فغسلتُ ذكري، أو فرجي - مِسعرٌ شك - فقال عمر: أو يُجزئ ذلك؟ قال: نعم. قال: سمعتهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. قال: وسأله عما قال ابن عباس فصدقهُ (1) رواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن بشر (2) .
_________
(1) مسند الإمام أحمد 5/117 من حديث عبد الله بن عباس عن أبيّ وسنن ابن ماجه 1/169.
(2) الخبر أخرجه ابن ماجه: مختصراً في باب الوضوء من المذي بسنده عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب 1/169.(1/127)
116 - حدثنا هشام بن عبد الملك، وعفانٌ قالا: حدثنا أبو عوانه، عن الأسودِ بن قيس، قال عفَّانُ في حديثه: حدثنا الأسود بن قيس، عن نُبَيْحٍ، عن ابن عباس: (أنَّ أبيًّا قال لعُمر: يا أمير المؤمنين إني تلقيت القُرآن ممن تلقاهُ. وقال عفانُ: ممن يتلقاهُ من جبريل [عليه السلام] وهو رطب) . تفرَّد به (1) .
117 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني محمد بن أبي بكر، حدثنا بشر بن عمر، حدثنا شعبة، عن علي بن زيد، عن يُوسف/ المكي، عن ابن عبَّاس عن أُبي قال: (آخرُ آيةٍ نزلت {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ} الآية (2) تفرد به (3) .
118 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو عثمان عمرو بن محمد بن بُكير النّاقد، حدثنا سفيان (4) بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جُبَيْر،
_________
(1) من حديث عبد الله بن عباس عن أبيّ في المسند 5/117 ونبيح: مصغراً. ابن عبد الله العنزي أبو عمرو الكوفي: عن ابن عباس وابن عمر وأبي سعيد وجابر وعنه الأسود بن قيس وأبو خالد الدالاني. تهذيب التهذيب 10/417.
(2) الآية (128) من سورة التوبة.
(3) من حديث عبد الله بن عباس عن أبيّ في مسند أحمد 5/117.
(4) في المخطوطة: (حدثنا سفيان أو البخاري زعم أو ابن عيينة) وواضح أن هذا من خطأ النساخ.(1/127)
قال: قلت لابن عباس: إن نَوْفاً الشامي (1) يقول: ليس موسى صاحب الخضِر مُوسى بني إسرائيل؟. قال: كذب نوفٌ عدو الله، حدثني أُبيَ بن كعب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أن موسى قام في بني إسرائيل خطيباً. فقالوا له: من أعلم الناس؟ قال: أنا. فأوحى الله تعالى إليه: إن لي عبداً أعلم منك. قال: رب فأرنيه. قال قيل: تأخُذُ حُوتاً، فتجعله في مكتلٍ فحيثما فقدته، فهو ثَمَّ.
قال: فأخذ حوتاً. فجعله في مكتل، وجعل هو وصاحبُه يمشيان على الساحل، حتى أتيا الصخرة رقد مُوسى، واضطرب الحوت في المكتل، فوقع في البحر، فحبس الله عز وجل عليه جرية (2) الماء، فاضطرب الماءُ، فاستيقظ موسى فقال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً. ولم يُصب موسى النصبُ حتى جاوز الذي أمره الله تبارك وتعالى به. قال: فقال: أرأيت إذ أويْنَا إلى الصخرة، فإني نسيت الحُوتَ، وما أنسانيه إلا الشيطان، فارتدا على آثارهما قصصاً، فجعلا يقصان آثارهما، واتخذ سبيله في البحر سرباً. قال: أمسك عنه جرية، فصار عليه مثل [الطاق] (3) ، فكان [للحوت] (4) سرباً، وكان لموسى عجباً. حتى انتهيا إلى الصخرة، فإذا رجل مُسجًّي عليه ثوبٌ. فسلم عليه موسى، فقال: وأنّي رأرضك السلام (5) ؟ قال: أنا موسى. قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم. [قال] : (6) أتبعك على أن تُعلمني مما عُلمت رُشداً، قال:
_________
(1) نوف الشامي: هو نوف البكالي وهو ابن امرأة كعب الأحيار. تهذيب التهذيب 10/490.
(2) جرية الماء: بالكسر حالة الجريان. النهاية 1/159.
(3) مابين المعكوفين كان بالأصل بياض، وأثبتناه من مسند أحمد 5/118.
(4) مابين المعكوفين كان بالأصل بياض، وأثبتناه من مسند أحمد 5/118.
(5) أنى بأرضك السلام: أين السلام في هذه الأرض التي لا يعرف فيها وكأنها كانت بلاد كفر. أو كانت تحيتهم بغير السلام. فتح الباري على الصحيح 1/220.
(6) في المسند: (نعم أتبعك) .(1/128)
ياموسى إني على علم من الله تبارك وتعالى لاتعلمه، وأنت على علمٍ من الله علمكه الله [لا أعلمه] (1) قال: فانطلقا يمشيان على الساحل، فمرَّت سفينةٌ، فعرفوا الخَضرِ، فحُمل بغير نَوْلٍ. فلم يُعجبْهُ. ونظر إلى السفينة، فأخذ القدوم يريد أن يكسر منها لوحاً، فقال: حُملنا بغير نولٍ/، وتُريد أن تَخْرقها لتُغْرق أهلها. قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا؟. قال: إني نسيت.
وجاء عصفُورٌ فنقر في البحر، قال الخضر: ما يَنْقص علمي ولا علمك من عِلم الله إلا كما نقص هذا العصفورُ من هذا البحر.
فانطلقا حتى أتَيا أهل قرية [استطعما أهلها (2) ] (فأبوا أن يضيّفوهُما، فرَأَى غلاماً. فأخذ رأسه، فانتزعهُ فقال: أقتلْتَ نَفْساً زكيةً بِغَيْرِ نَفْسٍ، لقد جئت شيئاً نُكْراً. قالم ألمْ أقُلٍ لك إنَّكَ لَنْ تستطيع معي صبْراً؟ قال سفيان: قال عمرٌ: وهذه أشدُ من الأولى. قال: فانطلقا فإذا جدارٌ يريد أن ينقضَّ، فأقامَهُ، وأرانا سفيان يديه هكذا رفعاً، فوضع راحتيه، فرفعهما ببطن كَفَّيهِ رفعا فقال: لو شئِت لاتخذت عليه أجراً. قال: هذا فِرَاقٌ بيني وبينك قال ابن عباس: كانت [الأولى] (3) نِسياناً. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يَرحَم الله مُوُسَى، لو كان صبر حتى يقُص علينا من أمرِه) (4) .
رواه البخاري، ومُسلم، والترمذي، والنسائي من حديث سفيان
_________
(1) زيادة من نص الخبر عند البخاري آثرنا إثباتها ليتضح المعنى. صحيح البخاري بشرح الفتح 1/217.
(2) مابين المعكوفين من لفظ الخبر عند أحمد. وفي الروايات الأخرى. ولفظ البخاري من هذا الخبر: (فانطلقا فإذا غلام يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر برأسه من أعلاه، فاقتلع رأسه بيده، فقال موسى: أقتلت نفسياً زكية بغير نفس؟ قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً فانطلقنا حتى أتيا أهل قرية ... ) إلخ صحيح البخاري بشرح الفتح 1/117.
(3) زيادة بالرجوع إلى المسند.
(4) من حديث عبد الله بن عباس عن أبيّ في مسند أحمد 5/118.(1/129)
بن عيينة به (1) رواه البخاري أيضاً من حديث ابن جُريج، عن يعلى بن مسلم، وعمرو بن دينارٍ كلاهما، عن سعيد بن جبير به (2) ورواه مسلم أيضاً من حديث أبي إسحاق عن سعيد بن جبير به (3) .
_________
(1) أخرجه البخاري من طريق سفيان بن عيينة مطولاً ومختصراً في أبواب مختلفة من الصحيح يرجع إليها في الصحيح بشرح الفتح 1/217، 6/336، 431، 8/409، 422، 11/550 وعند مسلم في كتاب الفضائل (من فضائل الخضر عليه السلام) صحيح مسلم 4/1850 وعند الترمذي في التفسير (سورة الكهف) 4/371.
(2) أخرجه البخاري من طريق ابن جريج عن يعلى بن مسلم في الأبواب الآتية الصحيح بشرح الفتح 4/445، 5/326، 8/411 وعند مسلم في الموطن السابق.
(3) صحيح مسلم 4/1850.(1/130)
119 - حدثنا عبد الله، حدثني عمرو الناقد، حدثنا سفيان، عن عمرو عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباسٍ، عن أُبي بن كعب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (فإذا جدَارُ يريدُ أنْ ينقضَّ فأقامه بيده فرفعهما رفعاً) (1) .
120 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا بَهْزُ بن أسدٍ، حدثني سفيان بن عيينة - أملاه عليّ، عن عمرو، عن سعيد بن جُبير قال: قلتُ لابن عباس - قال أبي: كتبته عن بهزٍ، وابن عيينة، حتى: (إنَّ نوفاً يزعم أن موسى - صلى الله عليه وسلم - / ليس بصاحب الخضر؟ قال فقال (2) : كذب عدوُ الله) حدثنا أُبي بن كعب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (قام موسى خطيباً في بني إسرائيل، فسُئِل أي الناس أعلم؟ قال: أنا. فعتب الله عليه، إذ لم يَرُدَّ العلم إليه، قال: بل (3) عبدٌ لي عند مجمع البحرين. هو أعلمُ منك. قال: أي ربّ فكيف لي به؟ قال: خذ حوتاً فاجعلهُ في مِكْتَلٍ، ثم انطلق فحيثما فقدته، فهو ثمَّ. فانطلق موسى، ومعه فتاه يمشيان حتى أتيا (4) إلى الصخرة، فرقد موسى، واضطرب الحوتُ في المكتَل، فخرج، فوقع في
_________
(1) من حديث ابن عباس عن أبيّ بن كعب في المسند 5/118.
(2) في المخطوطة: (فقال معاذ: كذب) .
(3) في المخطوطة: (بلى) .
(4) لفظ المسند [حتى انتهيا إلي] .(1/130)
البحر، فأمسك الله تعالى عليه (1) جريةَ الماء مثل الطاق، فكان (2) للحوت سربا - قال سفيان: فعقد (3)
الإبهام والسبابة، وفرَّج بينهما - قال: فانطلقا، حتى إذا كان من الغَدِ قال
موسى لفتاهُ آتنا غداءنا لقد لقينا مِنْ سفرنا هذا نصباً، قال: ولم يجد النَّصب
حتى جاوز حيثُ أُمرَ قال: ذلك ما كنا نبغ، فارتدا على آثارهما قصصاً
يقصان آثارهما. قال: فكان (4) لموسى أثر الحُوت عجباً، وللحوت سربا)
فذكر الحديث (5) .
_________
(1) لفظ المسند: (عن جرية) .
(2) لفظ المسند: (وكان) .
(3) في المخطوطة: (فقصف الإبهام) والتصويب من المسند.
(4) لفظ المسند: (وكان) .
(5) من حديث ابن عباس عن أبيّ بن كعب في المسند 5/118.(1/131)
121 - حدثنا عبد الله، حدثني سُرَيحٌ بن يونسٍ، وأبو الربيع الزهراني قال: حدثنا سلم (1) بن قُتيبة، حدثنا عبد الجبار بن عباس الهمداني، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، عن أُبَي بن كعبٍ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الغلام الذي قتلهُ صاحب موسى طُبع (2) يوم طبع كافراً (3)) رواه مسلم (4) ، وأبو داود (5) والترمذي (6) من حديث أبي إسحاق.
122 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عبد الله بن نُمير، حدثنا أبو داود عُمَر بن سعدٍ (7) ، عن يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة، عن
_________
(1) في المخطوطة: (مسلم) وقد تكرر هنا وفي المسند الخطأ في اسمه تراجع ص 104.
(2) طبع يوم طبع: خلق يوم خلق النهاية 3/31.
(3) من حديث ابن عباس عن أبيّ بن كعب في المسند 5/121.
(4) كتاب الفضائل (من فضائل الخضر عليه السلام) صحيح مسلم 4/1852.
(5) كتاب السنة: باب في القدر سنن أبي داود 2/529.
(6) قال الترمذي تعليقاً على الخبر: حسن صحيح غريب. مسند الترمذي تفسير سورة الكهف 1/374.
(7) في المخطوطة: (أبو داود عمرو بن سعد) وفي المسند: (عمر بن سعيد) والصواب: عمر بن سعد ابن عبيد أبو داود الحضري الكوفي. روى عن الثوري ويحيى بن أبي زائدة وغيرهما وعنه أحمد وابن المديني وإسحاق بن راهويه وخلق. تهذيب التهذيب 7/452.(1/131)
حمزة (1) ، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس عن أُبي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (2) قرأ {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} (3) رواه أبو داود (4) والترمذي (5) والنسائي من حديث حمزة بن حبيب الزيات به.
_________
(1) حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات القارئ أبو عمارة الكوفي. روى عن أبي إسحاق السبيعي وأبي إسحاق الشيباني وعنه ابن المبارك وجماعة تهذيب التهذيب 3/27.
(2) في المخطوطة: (أنه قرأ) .
(3) الآية 76 من الكهف ويرجع إلى الخبر في المسند 5/121 من حديث ابن عباس عن أبيّ.
(4) سنن أبي داود: كتاب الحروف والقراءات: 2/357، 358.
(5) سنن الترمذي: أبواب القراءات: 4/259، رواه من طريق أمية بن خالد، عن أبي الجارية العبدي، عن شعبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب. الحديث، وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وأمية بن خالد ثقة، وأبو الجارية العبدي شيخ مجهول ولا نعرف اسمه وضبط القراءة بالرجوع إليه. وأخرجه النسائي في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف 3/25.(1/132)
123 - حدثنا عبد الله، حدثني/ أبو عبد الله العنبريُّ، حدثنا أُمية بن خالد، حدثنا أبو الجارية العبدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنه قرأ {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} يثقلها) رواه أبو داود، والترمذي، عن أُمية بن خالد، وقال الترمذي: أبو الجارية مجهول لا يعرف اسمُه (1) .
124 - حدثنا عبد الله، حدثني حجاج بن يوسف الشاعر. قال: حدثني وهب بن جريرٍ - أنا سألته - حدثنا أبي. قال: سمعتُ أيوب يُحدث، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أُبي بن كعب: (أن جبريل لما ركض (2) زمزم بعقبه جعلتْ أم إسماعيل تجمع البطحاء، فقال
_________
(1) () ... أبو الجارية العبدي لم يزد في الميزان على ما أورده هنا 4/510.
(2) أصل الركض: الضرب بالرجل والإصابة بها أهـ النهاية 2/259.(1/132)
النبي - صلى الله عليه وسلم -: رَحَم الله هاجر أمَّ إسماعيل، لو تركتها كانت عيناً معيناً (1) (رواه النسائي في المناقب، عن أحمد بن سعيد، عن وهب بن جرير به (2) .
_________
(1) لفظ المسند) لو تركتها لكانت ماء معينا) 5/121.
(2) النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 1/26 وصحيح البخاري 6/395.(1/133)
125 - حدثنا عبد الله [حدثني أبي] (1) ، حدثني يحيى بن عبد الله مولى
بني هاشم، حدثنا محمد بن أبانِ الجُعْفي، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبير،
عن ابن عباس، عن أبي بن كعبٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (في قوله تبارك وتعالى
{وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} (2) قال: بنعم الله تبارك وتعالى) (3) رواه النسائي عن
محمد بن مُسلمٍ، عن ابن داود: إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، عن محمد بن
سلمة، عن أبي عبد الرحيم (4) عن زيد بن أبي أُنيسة، عن أبي إسحاق، عن
سعيد بن جُبير به.
126 - حدثنا عبد الله، أنبأنا أبو عبد الله العنبري، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا محمد بن أبانٍ، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباسٍ عن أُبي نحوه، ولم يرفعُه (5) .
127 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن عباد المكي، حدثنا عبد الله بن ميمون القداح، حدثنا محمد بن جعفر الصادق، عن ابن شهاب عن
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من المسند.
(2) جزء من الآية 5 سورة إبراهيم.
(3) من حديث ابن عباس عن أبي بن كعب في المسند 5/122 والنسائي في الكبرى كما في التحفة 1/27.
(4) جاء في المخطوطة: (إسماعيل بن عبد) والصواب عبيد، ومحمد بن سلمة بن عبد الله الباهلي - مولاهم - الحراني: روى عنه خاله أبو عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد الحراني. وقد ورد
الاسم في الأصل المخطوط: (ابن عبد الرحيم) يراجع تهذيب التهذيب 1/318، 3/132، 9/193.
(5) من حديث ابن عباس عن أبيّ في المسند 5/122.(1/133)
عبيد الله (1) بن عبد الله، عن ابن عباس قال: (ماراني (2) رجُلٌ من بني فزارة في الرجل الذي اتبعه موسى [عليه السلام] (3) فقلت: هو الخضر، وقال/ الفزاري: هو رجل آخر (4) ، فمرَّ بنا أُبَي بن كعبٍ. قال ابن عباسٍ: فدعوتُهُ، فسألتهُ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الرجل الذي تبعهُ موسى؟ قال: نعم. سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: بينا موسى جالسٌ في ملإٍ من بني إسرائيل، فقال له رجل: هل أحدٌ أعلم بالله [تبارك وتعالى] منك؟ قال: لا. أوْ قال: ما أرى (5) ، فأوحى الله إليه بَلى، عبدي الخضرُ، فسأل السبيل إليه، فجعل الله تبارك وتعالى [له] الحوت آيةً إن افتقدهُ، وكان من شأنه ما قص الله تعالى) (6) .
(حديث آخر عنهُ)
_________
(1) في المخطوطة: (عبد الله بن عبد الله) والصواب عبيد الله.
(2) في المخطوطة: (قال: تمار أبي) وهو خطأ من الناسخ.
(3) زيادة بالرجوع إلى المسند.
(4) في المخطوطة: (هو رجل أخضر فقلت هو الخضر فمر) وواضح أن العبارة لعبت بها أيدي النساخ وتم تصويبها من المسند.
(5) اقتصر في المسند على الرواية بدون شك: (قال: ما أرى) .
(6) من حديث ابن عباس عن أبيّ بن كعب في المسند 5/122.(1/134)
128 - عن أُبَيّ قال: (أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (في عين حميةٍ) (رواه أبو داود (1) ، والترمذي (2) من حديث محمد بن دينار، عن سعدٍ بن أوسٍ، عن مصدعٍ أبي يحيى، عن ابن عباس، عن أُبيّ به.
_________
(1) سنن أبي داود كتاب الحروف والقراءات 2/358.
(2) قال الترمذي تعليقاً على الحديث: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والصحيح ما روي عن ابن عباس. ويروى أن ابن عباس وعمرو بن العاص اختلفا في قراءة هذه الآية وارتفعا إلى كعب الأخبار في ذلك، فلو كانت عنده رواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لاستغنى بروايته ولم يحتج إلى كعب) . سنن الترمذي) أبواب القراءات) 4/360.(1/134)
(حديث آخر)
وهو جزء من الحديث المتقدم الطويل (1)
_________
(1) يشير إلى حديث موسى مع الخضر.(1/135)
129 - رواه مسلم عن عمرو الناقد، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن سعيد، عن ابن عباس، عن أبيّ: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ) لتخذت عليه أجراً)) (1) .
(حديث آخر)
وهو بعض ما تقدم
130 - رواه أبو داود، عن محمد بن مهران، عن سفيان، عن عمرو، عن سعيد، عن ابن عباس، عن أُبي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: (أبْصر الخضرُ غلاماً يلعب مع الصبيان، فتناول رأسه فقلعه، فقال موسى:) أقتلْتَ نفساً زاكيةً (2) بغير نفسٍ) (3)) .
(حديث آخر)
131 - رواه النسائي من حديث معقل بن عبيد الله، عن عِكرمة بن خالدٍ، عن سعيد، عن ابن عباس، عن أُبي. قال: (أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة، فبينا أنا في المسجد إذ سمعت رجلاً يقرؤها) .
وذكر الحديث (4) .
(حديث آخر)
132 - رواه النسائي من حديث (5) إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن
_________
(1) في المخطوطة: (هو المتحدث عليه أخيراً) وهو خطأ من الناسخ وما أثتناه لفظ الحديث عند مسلم والآية 77 سورة الكهف.
صحيح مسلم فضائل الخضر عليه السلام من كتاب الفضائل 4/1849.
(2) زاكية: طاهرة من الذنوب. وقرئ في السبع: زاكية. وزكية.
(3) سنن أبي داود: كتاب السنة. باب في العذر 2/529.
(4) سنن النسائي كتاب الصلاة: جامع ماجاء في القرآن 2/153.
(5) انظر تحفة الأشراف 1/27.(1/135)
سعيد، عن ابن عباس، عن أبَي، في قوله: (فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا) (1) قال: كانوا أهل قرية لئاماً (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) جزء من الآية 77 سورة الكهف.
(2) من حديث عبد الله بن عباس عن أبي في المسند 5/119.(1/136)
133 - قال ابن ماجه في كتاب الفتن من سننه: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن مُجاهد، عن ابن عباس، عن أُبي بن كعب، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنه ليلة أُسْرِىَ به وجد رِيحاً طيبةً، فقال: (يا جبريل ما هذه الرَّيح الطيبة؟ (فقال: (هذه ريح قبر الماشطة، وابنيها، وزوجها) . قال: وكان بدءُ ذلك أن الخضرِ كان من أشرافِ بني إسرائيل، وكان ممرُّهُ براهب في صومعته، فيطلع عليه الراهب، فيُعلمه الإسلام، فلما بلغ الخضرُ زوجهُ أبوه امرأةٍ، فعلمها [الخضر] (1) وأخذ عليها [أن لا تُعلمه أحدا] (2) وكان لا يقرب النساء، فطلقها، ثم زوجهُ أبوه أُخرى، فعلمها، وأخذ عليها أن لا تُعلمه أحداً، فكتمت إحداهُما، وأفشت عليه الأخرى، فانطلق هارباً حتى أتى جزيرةً في البحر، فأقبل رجلان يحتطبان، فرأياه، فكتم أحدُهما، وأفشى الآخر، وقال: لقد رأيتُ الخضر، فقيل: ومن رآهُ معك؟ فقال: فلان، فسئِل فكتم، وكان [في] دينهم [أن] مَنْ كذب قُتِلَ، قال: فتزوج المرأة الكاتمة، فبينما هي تمشط ابنة فرعون إذ سقط المُشْط فقالت: تَعِسَ فرعون، فأخبرت أباها، وكان للمرأة ابنان وزوجٌ، فأرسل إليهم، فراوده المرأة وزوجها أنْ يرجعا عن دينهما، فأبيا، فقال: إني
_________
(1) مابين المعكوفات أثبتناه من لفظ ابن ماجه في سننه.
(2) أثبتناه من سنن ابن ماجه 2/1337 ط: عيسى الحلبي.(1/136)
قاتلكما، فقالا: إحساناً مِنْكَ إلينا. إنْ قتلتنا أن تجعلنا في بيتٍ، ففعل، فلما أُسرِيَ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وجدَ ريحاً طيبةً، فسأل جبريل، فأخبره (1)
(عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي)
_________
(1) أخرجه بطوله ابن ماجه في سننه: كتاب الفتن: باب الصبر على البلاء: 2/1337، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجه: في إسناده سعيد بن بشير، قال فيه البخاري: يتكلمون في حفظه، وقال أبو حاتم: سمعت أبي وأبا زرعة قالا: محله الصدق عندنا. قلت: يحتج به، قالا: لا. وضعفه غيرهم..(1/137)
134 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، أنبأنا عبد الوهاب الثقفي، حدثني المثنى، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن أبي بن كعب، قال: (قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: {وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} (1) للمطلقة ثلاثا، وللمتوفى عنها زوجها؟ قال: هن للمتوفى عنها زوجها وللمطلقة ثلاثاً (تفرد به (2) .
(عبد الله بن فيروز الديلمي عن أبي)
135 - بحديث: (لو أن الله عذَّب أهل سماواته وأرضه لعذبهم، / وهو غير ظالم لهم) موقوف في ترجمته، عن زيد بن ثابت (3) .
_________
(1) بعض آية (4) الطلاق.
(2) من حديث عبد الله بن عمرو عن أبي. في المسند 5/116.
(3) إنما كان الخبر موقوفاً لأن ابن الديلمي طاف على عدد من الصحابة رضي الله عنهم فكلهم كان يرد عليه بلفظ الحديث إلا زيد بن ثابت فهو الذي رفع لفظه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ولفظه من المسند: (لقيت أبي بن كعب، فقلت: يا أبا المنذر إنه قد وقع في نفسي شئ من هذا القدر، فحدثني بشئ لعله يذهبه من قلبي. قال: لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه.. الخ.
قال - ابن الديلمي -: فأتيت حذيفة فقال لي مثل ذلك، وأتيت ابن مسعود فقال لي مثل ذلك، وأتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك.
والخبر عند ابن ماجه أتم وأشمل. ويرجع إليه في المقدمة 1/29 المسند 5/182 كما أخرجه أبو داود في كتاب السنة - باب القدر 2/527.(1/137)
(عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري)
عن أبي في الاستئذان، في ترجمة طلحة بن يحيى، عن أبي بُردة، عن أبيه.
(عبد الرحمن بن أَبْزَى عن أُبَي)(1/138)
136 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن أَجْلح، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن ابن أبْزَى، عن أبيه، عن أبي بن كعبٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله أمرني أن أعْرِض القرآن عليك. قال: وسماني لك ربي تبارك وتعالى؟ قال: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلتَفْرَحُوا} هكذا قرأها أُبي (1) . رواه أبو داود من حديث الأجلح (2) ورواه أيضاً. عن محمد بن كثير، عن سفيان، عن أسلم المنقري، عن عبد الله بن
عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبيّ: (أنه قرأها {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} (3)) .
137 - حدثنا مُؤمل (4) ، حدثنا سفيان، حدثنا أسلمُ المنقري، عن عبد الله ابن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أُبي بن كعب. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا أُبي. أُمرتُ أن أقرأ عليك سُورة كذا وكذا) ، قال: يارسول الله، وقد ذُكِرتُ هُنالك؟ قال: (نعم) . قال فقلتُ له: يا أبا المنذر. ففرحت بذلك؟ قال: وما يمنعني والله تعالى يقول: {قُلْ
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبزى عن أبي بن كعب 5/122.
(2) سنن أبي داود - كتاب الحروف والقراءات 2/357. قال المنذري تعليقاً على الحديث: في إسناده الأجلح. وهو أبو حجبة الكندي الكوفي. ويحيى بن عبد الله ولا يحتج بحديثه مختصر السنن للمنذري 6/6.
(3) الآية 58 سورة يونس.
(4) مؤمل بن إسماعيل العدوي مولى آل الخطاب ومؤمل بوزن محمد تهذيب التهذيب
10/380.(1/138)
بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (1) (قال مؤملٌ قلت لسفيان: هذه القراءة في الحديث؟ قال: نعم (2) .
_________
(1) الآية (58) يونس.
(2) من حديث عبد الرحمن بن أبزى عن أبي. في مسند أحمد 5/123.(1/139)
138 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو موسى: محمد بن المثنى، حدثنا أسباط ابن محمد القرشي، حدثنا الأعمش، عن حبيب (1) بن أبي ثابت، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبي بن كعبٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: / (لاتسبوا الريح، فإذا رأيتم منها ما تكرهون، فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، ومن خير ما فيها، ومن خير ما أُرسلتْ به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها، وشر ما أُرسلتْ به (2) .
139 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن يزيد الكوفي، حدثنا ابن فُضيل، حدثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ذر بن عبد الله، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبي بن كعب. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لاتسبوا الريح فإنها من روح الله [تبارك وتعالى] وسلوا الله [خيرها] (3) وخير مافيها، وخير ما أُرسلت به وتعوذوا بالله من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أُرسِلتْ به (4))
رواه الترمذي والنسائي (5) من حديث الأعمش به، ورواه النسائي من حديث شُعبة، عن حبيب مرفوعاً، وموقوفاً.
140 - حدثنا عبد الله، حدثني يحيى بن داود الواسطي، حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن سفيان، عن سلمة بن كُهيل، عن ذرّ،
_________
(1) في المخطوطة: (حباب) والصواب ما أثبتناه وهو يوافق ماجاء في المسند.
(2) من حديث عبد الرحمن بن أبزى عن أبي في مسند أحمد 5/123.
(3) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند.
(4) المسند 5/123 من حديث عبد الرحمن بن أبزى عن أبي.
(5) أخرجه الترمذي بسنده عن عائشة رضي الله عنها، وقال: هذ1 حديث حسن، وفي الباب عن أبي ابن كعب، أبواب الدعوات: باب مايقول إذا هاجت الريح: 1/166 وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة من عدة طرق ص 20.(1/139)
عن سعيد بن عبد الرحمن ابن أبزى، عن أبيه، عن أُبي بن كعب قال: (صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفجر، وترك آيةً، فجاء أبي وقد فاته بعضُ الصلاة. فلما انصرف قال: يارسول الله نُسخت هذه الآية أو أُنسيتها؟ قال: لا بل أُنسيتُها) تفرد به (1) .
_________
(1) مسند أحمد 5/123 من حديث عبد الرحمن بن أبزى عن أُبي.(1/140)
141 - حدثنا عبد الله، حدثنا عثمان بن أبي شيبة (1) حدثنا أبو حفص الأبارِ، عن الأعمش، عن طلحة وزُبيد (2) عن ذرٍ، عن سعيب بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أُبي بن كعب: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُوترُ بـ {سَبِح إِسْمَ رَبِكَ الأَعْلَى} و {قُلْ يَا أَيُهَا الكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} (3) رواه أبو داود (4) ، والنسائي وابن ماجه من حديث الأعمش به (5) .
وفي رواية النسائي/ عن الأعمش عن طلحة، عن ذرٍ عن (6) سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه، عنه به.
ورواه أبو داود أيضاً من حديث سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد ابن عبد الرحمن عن أبيه به، وزاد فيه: ذكر القنوت قبل الركوع.
_________
(1) في المسند (عثمان بن أبي شيبان) وهو خطأ، والصواب (عثمان ابن أبي شيبة) كما في المخطوط. ويراجع تهذيب التهذيب 7/149.
(2) في المسند (زبيد) بالتصغير، وهو: ابن الحارث بن عبد الكريم اليامي وهو: ثقة ثبت، مات سنة (122هـ) أهـ تهذيب التهذيب 3/310 والتقريب 1/257. وورد في المخطوطة (زيد) .
(3) المسند 5/123 من حديث عبد الرحمن بن أبزي عن أبي.
(4) سنن أبي داود: الصلاة: باب ما يقرأ في الوتر: 1/329 عن أبيّ.
(5) سنن ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: ما يقرأ في الوتر: 1/370 وسند أبي داود وابن ماجه بنفس إسناد أحمد وفيهما: عثمان بن أبي شيبة. وهو يؤيد ما وجهناه من الخطأ المطبعي في إسناد أحمد.
(6) في المخطوطة: (عن زر بن سعيد) والصواب: عن ذر عن سعيد.(1/140)
ورواه النسائي من حديث سعيد عن قتادة، عن عزْرة (1) ، عن سعيد بن عبد الرحمن به وزاد في سنده عزرة.
ورواه النسائي أيضاً، وابن ماجه، عن علي بن ميمونٍ الرقي، عن مخلد بن يزيد، عن سفيان، عن زُبيد عن ذرٍ، عن سعيد عن أبيه، عن أبي. وفيه ذكر القنوت قبل الركوع.
قال النسائي: ورواه غير واحد عن زُبيدٍ ليس فيه هذه الزيادة (2) .
قال شيخنا: ورُوى هذا الحديث في مسند عبد الرحمن بن أبزى.
_________
(1) عزرة بن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي الكوفي روى عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى وجماعة تهذيب التهذيب 7/192.
(2) عقد النسائي في المجتبي باباً عن اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي بن كعب في الوتر فروى من طريق علي بن ميمون عن مخلد عن سفيان عن زبيد عن سعيد عن أبيه عن أبي وفيه: (ويقنت قبل الركوع) . ومن طريق إسحاق عن عيسى بن يونس عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد عن أبيه ومن طريق يحيى بن موسى عن عبد العزيز بن خالد عن سعيد عن قتادة عن عزرة عن سعيد عن أبيه.
سنن النسائي 3/235 ويرجع في هذا المقام إلى المنتقى بشرح نيل الأوطار 3/49.(1/141)
142 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن أبي عُبيدة، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن طلحة الأيامي، عن ذرٍ، عن ابن عبد الرحمن ابن أبزى، عن أبيه، عن أبي بن كعب. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الوتر بـ {سَبِح إِسْمَ رَبِكَ الأَعْلَى} و {قُلْ يَا أَيُهَا الكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} فإذا سلَّم قال: سبحان الله القدوس. ثلاث مراتٍ (1)) .
وهذا الفصل الأخير رواه أبو داود (2) والنسائي (3) من حديث محمد بن أبي عبيدة، عن معن، عن أبيه، عن الأعمش به ورواه النسائي من
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن أبزى عن أبيّ في المسند 5/123.
(2) سنن أبي داود: الصلاة: باب الدعاء بعد الوتر: 1/331.
(3) سنن النسائي: الصلاة: ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبيّ بن كعب في الوتر: 3/235.(1/141)
حديث سعيد، عن قتادة، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبيه عن أبيّ وأسقط منه عزرة.(1/142)
143 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عبد الرحيم البزَّاز، حدثنا أبو عُمَر الضرير البصري، حدثنا جرير بن حازمٍ، عن زُبيد (1) ، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبيّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله (2) .
144 - حدثنا عبد الله، حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن سلمة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أُبي بن كعب، قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعلمنا إذا أصبحنا [نقول] (3) أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، وسُنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - / وملة نبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً. وما كان من المشركين، وإذا أمسينا (4) مثل ذلك) تفرد به (5) .
145 - حدثنا سليمان بن داود، حدثنا شُعبة، عن حبيب بن الزبير قال: سمعتُ عبد الله بن أبي الهُذيل، سمع ابن أبزى، سمع عبد الله بن خبابٍ (6) ، سمع أُبياً يحدث: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر الدجال فقال: (إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراءُ، وتعوذوا بالله [تبارك وتعالى] من عذاب القبر (تفرد به (7) .
_________
(1) في المخطوطة: (زيد) وهو خطأ قد تكرر.
(2) من حديث عبد الرحمن بن أبزى عن أبيّ في المسند 5/123.
(3) مابين المعكوفين ليس في المسند، وزيادتها هنا أوضحت الكلام.
(4) في المخطوطة: (أمسى) والسياق يقتضي ما في المسند.
(5) من حديث عبد الرحمن بن أبزى عن أبي في المسند 5/135.
(6) في المخطوطة (خباب) غير واضحة وهو عبد الله بن خباب بن الأرت. روى عن أبيه وأبي بن كعب تهذيب التهذيب 5/196.
(7) من حديث عبد الرحمن بن أبزى عن أبي في المسند 5/123 ومابين المعكوفين زيادة بالرجوع إليه.(1/142)
146 - حدثنا محمد بن جعفر، وروح، قالا: حدثنا شعبة، عن حبيب بن الزبير، قال: سمعتُ عبد الله بن أبي الهُذيل، قال روح العنزي يحدث، عن عبد الرحمن ابن أبزى، عن عبد الله بن خبَّابٍ، عن أُبَيّ بن كعب - وقال [روح] (1) في حديثه: إن عبد الله بن خباب حدثه عن أبي بن كعب - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (أنه ذكر الدجال عنده فقال: (عينهُ خضراء كالزجاجة. فتعوذوا بالله من عذاب القبر) تفرد به (2) .
147 - حدثنا وهبُ بن جرير، حدثنا شعبة، عن حبيب بن الزبير، عن عبد الله بن أبي الهُذيل، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن عبد الله بن خبابٍ، عن أبي ابن كعبٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الدجال فذكر مثله (3) .
148 - حدثنا عبد الله، حدثني خلاَّدُ بن أسلم، أنبأنا النَّضر بن شُميل، أنبأنا شُعبةُ، حدثنا حبيب بن الزبير، قال سمعتُ عبد الله بن أبي الهُذيل، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن أُبي بن كعبٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله، ولم يذكر خلادٌ في حديثهِ عبد الله بن خبَّاب (4) .
(حديث آخر)
149 - رواه النسائي من حديث سفيان الثوري، عن سلمة بن كُهيل عن ذرٍ، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبيه. قال: (سألتُ أُبي بن كعبٍ عن النبيذ. فقال: اشرب الماء، واشرب العَسَل، واشرب السويق، واشرب اللبن التي نُجِعْتَ به، أي غُذيت به في صغرك، فعاودتُه فقال: الخمرَ تريد الخمر تريد (5) ؟) .
_________
(1) زيادة من المسند.
(2) من حديث عبد الرحمن بن أبزى عن أبي في المسند 5/124.
(3) من حديث عبد الرحمن بن أبزى عن أبيّ في المسند 5/124.
(4) من حديث عبد الرحمن بن أبزى عن أبيّ في المسند 5/124.
(5) سنن النسائي: الأشربة: ذكر الأشربة المباحة: 8/335 وفي الكبرى كما في التحفة 1/31.(1/143)
(عبد الرحمن بن الأسود عن أُبَي)(1/144)
150 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا إبراهيم بن سعدٍ، عن الزُّهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، / عن مروان بن الحكم [عن] (1) ابن الأسود بن عبد يغُوث، عن أُبي بن كعب: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن من الشعر حِكمة) (2) .
رواه البخاري عن أبي اليمان، عن شُعيب (3) . وأبو داود (4) ، وابن ماجه (5) جميعاً عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن ابن المبارك، عن يُونس. كلاهما عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن مروان، عن عبد الرحمن بن الأسود.
وكان إبراهيم بن سعد يرويه عن الزهري، فيقول: (عبد الله بن الأسود) [وإنما هو عبد الرحمن] (6) وذلك معدود من أوهام إبراهيم بن سعد، وجرى الناس على الصواب (7) .
151 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن مروان بن الحكم، عن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغُوث، عن
_________
(1) مابين المعكوفين زيادة بالرجوع إلى المسند.
(2) من حديث عبد الرحمن بن الأسود عن أبي. والمعنى أن المدار على ما يحتويه الكلام نثراً أو نظماً، فإن كان حسناً ومفيداً فهو حكمة، وإن كان قبيحاً فهو مذموم. وعليه يحمل ذم الشعر والشعراء في القرآن. المسند 5/125.
(3) صحيح البخاري: الأدب وما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه. الصحيح بشرح الفتح 10/537.
(4) سنن أبي داود: كتاب الأدب) باب ماجاء في الشعر (2/598.
(5) سنن ابن ماجه: كتاب الأدب) باب الشعر (2/1235.
(6) زيادة بعد الرجوع إلى المسند وهي تزيد المعنى وضوحاً.
(7) حدث سقط في الأصل المخطوط فقد بدت العبارة هكذا: (وجرى الناس عن.. على الصواب..) وتشبه العبارة أن تكون:
(وجرى الناس في روايتهم على الصواب: عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبي بن كعب) والله أعلم.(1/144)
أبي بن كعب. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فذكر الحديث. قال أُبي: ووافقه ابن المبارك: يعني اتفقا على عُروة، ولم يقولا: أبو بكر بن عبد الرحمن (1) .
_________
(1) من حديث عبد الرحمن بن الأسود عن أبي في المسند 5/125.(1/145)
152 - حدثنيه أبي [حدثنا عتاب بن زياد، أنبأنا عبد الله، أنبأنا يونس عن الزهري، حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن، عن مروان بن الحكم، عن عبد الله بن الأسود بن عبد يغُوث، عن أُبيّ بن كعب. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن من الشعر حِكمة) قال عبد الله بن المبارك: وحدثني معمْر مثله سواء، غير أنه جعل مكان أبي بكر عروة] (1) .
153 - حدثنا عبد الله قال: وحدثني أبو معمر، حدثنا إبراهيم بن سعدٍ عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن مروان بن الحكم، عن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، عن أُبي بن كعب. يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فذكر الحديث (2) قال أبو عبد الرحمن: هكذا حدثناهُ أبو معمر، عن إبراهيم بن سعدٍ، وقال فيه: عن عبد الرحمن بن الأسود وخالف أبو معمرٍ [رواية من رواه] (3) عن إبراهيم بن سعدٍ، لأنه رواهُ عدد (4) عن إبراهيم بن سعدٍ، وقالوا فيه: عن عبد الله بن الأسودِ (5) .
(عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أُبيّ)
154 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن إسماعيل بن أبي خالد، حدثني عبد الله ابن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أُبي بن كعب قال: (كنت في المسجد، فدخل رجلٌ، فقرأ قراءة أنكرتُها عليه، ثم دخل آخر، فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فقمنا جميعاً، فدخلنا على رسول الله صلى الله/ عليه وسلم، فقلت: يارسول الله. إن هذا قرأ قراءة أنكرتها
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من أحمد في المسند 5/125.
(2) من حديث عبد الرحمن بن الأسود عن أُبي في المسند 5/126.
(3) زيادة من المسند.
(4) في المخطوطة: (عدي) وهو خطأ من النساخ.
(5) من حديث عبد الرحمن بن الأسود عن أبيّ في المسند 5/126.(1/145)
عليه، ثم دخل هذا، فقرأ غير قراءة صاحبه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اقرأ، فقرأ. قال: أصبتما) ، فلما قال لهما النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي قال، كبر عليَّ، ولا إذْ كنتُ في الجاهلية، فلما رأى الذي غشيني ضرب (1) في صدري، ففضْتُ عرقاً، وكأنما أنظرُ إلى الله [تبارك وتعالى] (2) فرقا (3) ، فقال: (يا أبي إن ربي [تبارك وتعالى] أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرفٍ، فرددتُ إليه أن هون على أمتي، فأرسل إليَّ أن اقرأهُ على سبعة أحرُف، ولك لكل ردة مسألة تسألينها. قال قلتُ: اللهم اغفر لأمتي. اللهم اغفر لأمتي (4) ، وأخرت الثالثة ليوم يرغبُ إلىَّ فيه الخلق، حتى إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - (5)) .
رواه مسلم (6) من حديث إسماعيل بن أبي خالد به، ورواه هو وأبو داود والنسائي (7) من وجه آخر، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى به، كما سيأتي.
_________
(1) إنما ضربه - صلى الله عليه وسلم - في صدره شفقة عليه حين رآه قد غشيه ذلك الخاطر المذموم ليدفعه عنه.
(2) زيادة بالرجوع إلى المسند.
(3) الفرق: هو الخوف والفزع. النهاية 3/438.
(4) في المخطوطة: (اغفر لي) والتزمنا بالنص عند أحمد.
(5) من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي 5/127.
(6) صحيح مسلم (كتاب صلاة المسافرين وقصرها: باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه) 1/561، 562.
(7) رواه أبو داود: (باب أنزل القرآن على سبعة أحرف) قال المنذري تعليقا على الحديث أخرجه مسلم والنسائي. مختصر السنن للمنذري 2/141 سنن النسائي 2/152.(1/146)
155 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن أُبيّ: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان عند أضاةِ (1) بني غفارٍ. قال: فأتاه جبريل، فقال:
(إن الله يأمُركَ أن تُقرئْ أُمتك
_________
(1) الأضاة: بوزن الحصاة الغدير وجمعها أضى وآضاء كأكم وآكام النهاية 1/34.(1/146)
القرآن على حرفٍ. قال أسألُ الله معافاته، ومغفرته، وإن أمتي لا تُطيقُ ذلك، ثم أتاهُ الثانية، فقال: إن الله يأمُرُكَ أن تُقرئ أُمتك القرآن على حرفين. فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته إنَّ أمتي لا تُطيق ذلك، ثم جاء الثالثة، فقال: إن الله يأمُرُك أن تُقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرُفٍ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أسألُ الله مُعافاته ومغرفته، فإن أُمتي لا تُطيقُ ذلك، ثم جاء الرابعة. فقال: إن الله يأمُرُكَ أن تُقرئ أُمتك القرآن على سبعة أحْرف، فأيَّما حرف قرأوا عليه، فقد أصابُوا) . رواه مسلم وأبو داود والنسائي من حديث شُعبة به (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه في المسند من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب 5/127
وأخرجه مسلم في صحيحه: (صلاة المسافر: باب بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف) 1/562.
كما أخرجه النسائي في كتاب الصلاة. جامع ما جاء في القرآن) 2/152 وأخرجه أبو داود في باب أنزل القرآن على سبعة أحرف مختصر السنن للمنذري 2/141.(1/147)
156 - حدثنا عبد الله، حدثني عُبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا يحيى ابن سعيد، عن شعبة، عن قتادة، عن عزرة، عن الحسن العُرَني عن يحيى بن الجزار، عن ابن أبي ليلى، عن أُبيّ بن كعب في هذه الآية {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دُون العذاب الأكبر} (1) قال: (المصيبات والدخان قد مضيا، والبطشة واللزام) (2) .
157 - حدثنا عبد الله، حدثني/ محمد بن أبي بكر المُقدمي، حدثنا عُمرُ ابن [علي] (3) عن أبي جنابٍ (4) ، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. قال: حدثني أُبي بن كعب قال: (كنتُ عند النبي
_________
(1) جزء من الآية 21 سورة السجدة.
(2) اللزام: فسر بأنه يوم بدر، وهو في اللغة من الملازمة للشئ والدوام عليه، وهو أيضاً الفصل في القضية. فكأنه من الأضداد.
والحديث أخرجه في المسند 5/128 وتراجع النهاية 4/56.
(3) زيادة بالرجوع إلى المسند.
(4) أبو جناب الكلبي: يحيى بن أبي حية. تهذيب التهذيب 11/201.(1/147)
- صلى الله عليه وسلم -، فجاء أعرابي، فقال: يانبي الله. إنَّ لي أخًا، وبه وجعٌ، قال: (وما وجعه؟) قال: به لممٌ (1) . قال: فائتني به، فوضعهُ بين يديه فعوَّذه النبي - صلى الله عليه وسلم - بفاتحة الكتاب، وأربع آيات من أول سورة البقرة، وهاتين الآيتين: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} (2) وآية الكرسي، وثلاث آيات من آخر سورة البقرة، وآية من سورة آل عمران {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} (3) وآية من الأعراف {إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ [الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ] } (4) وآخر سورة المؤمنين {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} (5) وآية من سورة الجن {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} (6) وعشر آيات من أول والصافات، وثالث آيات من آخر سورة الحشر {وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (7) والمعوذتين، فقام الرجل كأنه لم يشتك قط) (8) تفرد به.
_________
(1) اللمم: طرف من الجنون يُلمُّ بالإنسان. أي يقرب منه ويعتريه اهـ النهاية 4/272.
(2) تكررت في عدد من الآيات أولها وروداً 163 سورة البقرة.
(3) الآية 18 سورة آل عمران.
(4) الآية 54 سورة الأعراف وما بين المعكوفين كما ورد في المسند.
(5) الآية 116 سورة المؤمنين.
(6) الآية 3 سورة الجن.
(7) صدر سورة الإخلاص.
(8) من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي في المسند 5/128.(1/148)
158 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن سليمان الأسدي، حدثنا الحسن ابن محمد بن أعين، حدثنا عُمَر بن سالم (1) الأفطس، عن أبيه عن زُبيد (2) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أُبي بن كعب: (إن جبريل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو في أضاة بني غفارٍ فقال: (يامحمد. إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف، فلم يزل يزيده، حتى بلغ سبعة أحرفٍ (3)) .
_________
(1) في المخطوطة: (عمرو بن سالم) والصواب عمر يراجع تهذيب التهذيب 7/449.
(2) في المخطوطة: (زيد) والصواب ما أثبتناه تراجع ص 144.
(3) من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب في المسند 5/128.(1/148)
159 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو بكر بن أبي شَيبة، حدثنا ابن نُمير، حدثنا يزيد بن زياد بن أبي الجَعْد (1) ، عن عبد الملك بن عُمَير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أَبيٍ بن كعب. قال: (انتسب رجلان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال أحدُهما: أنا فلانٌ بن فلانُ، فمن أنت؟ لا أمَّ لك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان، حتى عدَّ تسعة، فمن أنت لا أُمَّ لك؟ قال: أنا فلان بن فلان بن الإسلام) . قال: فأوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليه السلام أن هذين المنتسبين: أَمَّا أنت أيها المنتسب إلى تسعةٍ في النار، فأنت عاشرهم، وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما/ [في الجنة] (تفرد به (2) .
160 - حدثنا هُشيم، عن حُصين، عن هلال بن يسافٍ، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن أُبي: [أو عن] (3) رجلٍ من الأنصار. قال: قال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: (من قرأ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} فكأنما قرأ ثلث القرآن) (4) رواه النسائي (5)
في اليوم والليلة، عن [هلال بن] العلاء (6) عن
_________
(1)) ) في المخطوطة: (ابن أبي المنجد) وفي المسند: (ابن أبي زياد) وهو يزيد بن زياد بن أبي الجعد الأشجعي الغطفاني الكوفي تهذيب التهذيب 11/329.
(2) من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي في المسند 5/128 والزيادة التي بين معكوفين بالرجوع إليه. والتزمنا أيضاً بنص المسند في قوله: (موسى عليه السلام (فهي في المخطوطة) - صلى الله عليه وسلم -) .
(3) في المخطوطة: (عن أبي جاء رجل) والتصويب من المسند.
(4) من حديث المشايخ عن أبي بن كعب 5/141.
(5) الحديث أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة ص 425 وأخرجه أيضاً الضياء المقدسي،
ورمز له السيوطي بالصحة، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. الجامع الصغير بشرح فيض القدير 6/201.
(6) العلاء: بهامش المخطوطة تصويب للعلاء (بالخلال) وهو غير واضح وإنما هو العلاء بن هلال بن عمر بن هلال بن أبي عطية الباهلي الرقي. روى عن أبيه هلال بن عمر كما روى عن هشيم. يراجع تهذيب التهذيب 8/193 الميزان 3/106.(1/149)
أبيه، عن هُشيم، عن حُصين [عن] (1) ابن أبي ليلى به، فأسقط من إسناده هلال بن يساف (2) والله أعلم.
(حديث آخر)
_________
(1) في المخطوطة: (عن حصين بن أبي ليلى) والصواب ما أثبتناه.
(2) في المخطوطة: (هلال بن يسار) ومن قبل قال: (هلال بن يساف) وهو الصواب وهو هلال بن يساف الأشجعي الكوفي تهذيب التهذيب 11/86.(1/150)
161 - من رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي. قال: (استب رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فغضب أحدهما حتى جعل أنفه يتمزَّع (1) غضباً فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إني لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجدُ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) (2)
كذلك رواه النسائي، وأبو يعلى من حديث يزيد بن زياد، عن أبي الجعد، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أُبي. وقد رواه جرير وزائدة، وسفيان عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ وسيأتي (3) .
(عبد الرحمن بن مُل: أبو عثمان النهدي عنه يأتي) .
(عُبيد بن عميرٍ عنه)
162 - قال ابن ماجه: حدثنا جعفر بنُ مسافرٍ، حدثنا إسماعيل بن قعنب: أبو بشرٍ، حدثنا عبد الله بن عرادة الشيباني، عن زيد بن أبي الحواري، عن مُعاوية ابن قُرة، عن عُبيد بن عُمير، عن أُبي بن كعب: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا ءبماءٍ، فتوضأ مرة مرة وقال: (هذا وظيفةُ
_________
(1) أنفه يتمزع: يتقطع ويتشقق من شدة الغضب. قال أبو عبيد: أحسبه يتزمع أي يرعد. النهاية 4/92، 2/103.
(2) الحديث أخرجه البخاري ومسلم عن طريق سليمان بن صرد، وأخرجه أحمد وأصحاب
السنن من حديث معاذ صحيح البخاري بشرح الفتح 10/465 والنسائي في عمل اليوم والليلة ص 306.
(3) جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي، وزائدة: بن قدامة الثقفي أبو الصلت الكوفي وسفيان بن سعيد الثوري وكلهم رواة عن عبد الملك بن عمير بن سويد بن حارثة الكوفي ويراجع تهذيب التهذيب 2/75، 3/306، 6/411.(1/150)
الوضوء. أو قال: هذا وُضُوءٌ. من لم يتوضأهُ لم يقبلُ الله له صلاة، ثم توضأ مرتين مرتين، ثم قال: هذا وضوءُ من توضأُ أعطاه الله كفلين من الأجر، ثم توضأ ثلاثا ثلاثا. وقال: هذا وضوئي ووضوء المرسلين [من] (1) قبلي) (2) وقد
رواه غيره، عن زيد بن أبي الحواري، عن مُعاوية، عن ابن عمر (3) ، وسيأتي.
(عُتيٌّ بن ضمرة عن أُبيّ) /
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ ابن ماجه.
(2) سنن ابن ماجه: كتاب الطهارة وسننها: ماجاء في الوضوء مرة ومرتين وثلاثا: 1/145، والحديث إسناده: ضعيف، لضعف عبد الله بن عرادة الشيباني وزيد بن الحواري، قال البوصيري في زوائده على ابن ماجه: هذا إسناد ضعيف لضعف زيد بن الحواري وكذلك الراوي عنه اهـ مخطوط الزوائد ورقة) 31، 32) .
(3) يقصد بذلك رواية الحاكم في مسندركه: كتاب الطهارة: الوضوء مرتين مرتين ومرة مرة: 1/150، وفي سنده (زيد العمي) قال الذهبي في التلخيص: وهو واه، ورواه الطيالسي من طريق زيد العمي أيضاً، كتاب الطهارة، باب ماجاء في الوضوء مرة ومرتين وثلاثا: 1/53 ومن هذا يُعلم أن الحديث طرقه كلها ضعيفة لأن مداره على: عبد الله بن عرادة الشيباني، وزيد العمي وهما ضعيفان.(1/151)
163 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن الحسن، عن عُتيِّ بن ضمرة، عن أبي بن كعب: (أن رجلاً اعتزى بعزاء الجاهلية، فأعضه ولم يُكنه (1) ، فنظر القوم إليه، فقال للقوم: إني قد أرى الذي في أنفسكم، إني لم استطع إلا أن أقول هذا [إن] (2) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا: إذا سمعتُم من يعتزي بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تُكنوا) (3) .
164 - حدثنا يحيى بن سعيد، أنبأنا عوف، عن الحسن، عن عُتيِّ،
_________
(1) والمعنى: من تعزى بعزاء الجاهلية فقولوا له: اعضض بأير أبيك، ولا تكنوه من باب التنكيل له والتأديب اهـ النهاية 3/252، 1/85.
(2) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند.
(3) من حديث عُتي بن ضمرة السعدي عن أبي. في المسند 5/136. والتعزى: الانتماء والانتساب إلى القوم. يقال: عزيت الشئ وعزوته وأعزيته وأعزوه إذا أسندته إلى أحد. والعزاء والعِزوة اسم لدعوى المستغيث وهو أن يقول: يا لفلان النهاية 3/94.(1/151)
[عن أبيّ ابن كعب] قال: (رأيت رجلاً تعزى عند أُبي بعزاء الجاهلية -[افتخز بأبيه] (1) - فأعضه بأبيه ولم يُكنه، ثم قال لهم: أَمَّا إنني قد أرى الذي في أنفسكم إني لم (2) أستطع إلا ذلك، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من تعزى بعزاء الجاهلية، فأعضُّوهُ، ولا تكنوا (3)) .
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند.
(2) في المسند: (لا أستطيع) .
(3) من حديث عتيّ عن أبي بن كعب في المسند 5/136.(1/152)
165 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عيسى بن يونس، عن عوفٍ، عن الحسن، عن عتيّ، عن أُبي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله (1) .
166 - حدثنا إسماعيل، عن يُونس، عن الحسن، عن عُتَيّ: (أن رجلاً تعزَّى بعزاء الجاهلية، فذكر الحديث. قال أُبَيّ: كنَّا نُؤمرُ إذا الرجل تعزى بعزاء الجاهلية، فأعضوه بهن أبيه، ولا تكنوا) (2) .
167 - حدثنا عبد الله، حدثني عبيد الله بن عمر (3) بن ميسرة، حدثنا يزيد ابن زُريع، حدثنا يونس، عن الحسن، عن عُتيّ. قال: قال أُبي: (كنا نُؤمر إذا اعترى الرجل) فذكر مثله (4) .
168 - رواه النسائي في السنن عن إبراهيم بن محمد التيمي (5) ، عن
_________
(1) من حديث عتيّ عن أبي بن كعب في المسند 5/136.
(2) من حديث عتيّ عن أبي بن كعب في المسند 5/136.
(3) في المخطوطة: (عبيد الله بن عمير) وهو عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي روى عن يزيد بن زريع وعبد الرحمن بن مهدي تهذيب التهذيب 7/40.
(4) من حديث عتي عن أبي في المسند 5/136 وأخرجه النسائي في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف 1/35.
(5) في المخطوطة: (التميمي) وهو إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله التيمي روى عن يحيى القطان وابن مهدي وعنه أبو داود والنسائي تهذيب التهذيب 1/155.(1/152)
يحيى ابن سعيد القطان ومن حديث خالد بن الحارث كلاهُما عن عوفٍ، وهو ابن أبي جميلة الأعرابي، ومن حديث السُّدى عن يحيى (1) كلاهما، عن الحسن البصري عن عُتي، عن أبَي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من تعزى بعزاء الجاهلية، فأعِضّوه من أبيه ولا تُكَنُّوه) ورواه النسائي أيضاً من حديث أشعثَ، عن الحسن، عن أُبي. مرفوعاً من غير ذكر عُتي، فالله أعلم (2) .
_________
(1) في المخطوطة: (السري بن يحيى) والصواب ما أثبتناه. وقد اشتهر بهذه النسبة ثلاثة والمقصود هنا: محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي روى عن الأعمش ويحيى بن سعيد الأنصاري. تهذيب التهذيب 9/436.
(2) السنن الكبرى للنسائي كما في تحفة الأشراف 1/35 وعمل اليوم والليلة ص 540.(1/153)
169 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن المثنى: أبو موسى العنزي، حدثنا أبو داود، حدثنا خارجة بن مصعب، عن يونس بن عُبَيد/ عن الحسن عن عُتَي، عن أُبي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (للوضوء شيطان يقال له الولْهَان (1) ، فاتقوه أوْ قال فاحذروه) (2) رواه الترمذي (3)
وابن ماجه (4) عن بُندارُ، عن أبي داود الطيالسي به، وقال الترمذي: غريب وليس إسنادُهُ بالقوي، لا نعلم أحداً أسندهُ غيرَ خارجةٍ، وقد رُوي من غير وجه عن الحسن قوله.
_________
(1) ولهان: مصدر وله إذا تحير الشيطان الإلقاء الناس من التحير. سمي بهذا الاسم وسواس الماء لأنه يفضي إلى كثرة إراقة الماء حال الوضوء والاستنجاء - أو هو التردد في طهارة الماء ونجاسته بلا ظهور علامات النجاسة. أهـ. حاشية السندي على ابن ماجه 1/84.
(2) من حديث عتي عن أبيّ بن كعب في المسند 5/136.
(3) سنن الترمذي: كتاب الطهارة وسننها: ماجاء في القصد في الوضوء وكراهية التعدي فيه 1/146.
ومدار طرق الحديث على خارجة بن مصعب. قال فيه ابن حجر: متروك، وكان يدلس عن الكذابين. وقال الدارقطني وأبو داود: ضعيف. وقال ابن معين كذاب. اهـ التهذيب 3/77.
وقال في الزوائد: الحديث رواه الترمذي بهذا الإسناد وقال: حديث غريب ليس إسناده بالقوي عند أهل الحديث. لأننا لا نعلم أحداً أسنده غير خارجة وليس هو بالقوي عند أصحابنا. وضعفه ابن المبارك. وروى هذا الحديث من غير وجه عن الحسن. سنن الترمذي 1/84.
(4) سنن ابن ماجه 1/146.(1/153)
170 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزاز، حدثنا أبو حُذيفة موسى بن مسعود، حدثنا سفيان، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عُتي، عن أُبيّ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ مَطَعم بن آدم جُعِل مثلاً للدنيا، وإن قَزَّحَهُ وملَّحَهُ. فانظروا إلى ما يصير) تفرد به (1) .
171 - حدثنا عبد الله، حدثنا هُدْبَةُ بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن حُميد، عن الحسن، عن عُتي قال: رأيت شيخاً بالمدينة يتكلم، فسألت عنه، فقالوا: هذا أُبي بن كعب. فقال: (إنَّ آدم [عليه السلام] (2) لما حضره الموت. قال لبنيه: أيْ بني إني أشْتهي من ثمار الجنة، فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة، ومعهم أكفانُه، وحنُوطه، ومعهم الفئوس والمساحي، والمكاتل؛ فقالوا لهم: يابني آدم ما تريدون، وما تطلبون؟ أوْ ما تريدون؟ وأين تذهبون؟ قالوا: أبونا مريضٌ، فاشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم: ارجعوا فقد قُضِي قضاءُ أبيكم فجاءوا، فلما رأتهم حواء عرفتهم، فلاَذَتْ بآدَمَ، فقال: إليك عنّي، فإني إنما أُتيت مِنْ قِبلكِ، خَلِّي بَيني وبين ملائكة ربي تبارك وتعالى، فقبضوه وغَسَّلوه، وكفنوه [وحنطوه] وحملوه، وحفروا له، ولحدوُا [له] وصلوا عليه. ثم أدخلوه قبره، فوضعوه في قبره [ووضعوا عليه اللبن، ثم خرجوا من القبرِ] ، ثم حثوا عليه التراب، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سُنتكم) . تفرد به (3) .
_________
(1) قزحه وملحه: أي توبله من القِزح وهو التابل الذي يطرح في القدر كالكمون والكزبرة ونحو ذلك، والمعنى أن المطعم وإن تكلف الإنسان التفوق في صنعته وتطييبه فإنه عائد إلى حال يكره ويتقذر. فكذلك الدنيا المحروص على عمارتها ونظم أسبابها راجعة إلى خراب وإدبار، أهـ. النهاية 3/256 والحديث من مسند عتي عن أبي بن كعب في المسند 5/136 وابن كثير في البداية 2/98.
(2) مابين المعكوفين زيادة من لفظ المسند.
(3) من حديث عتي عن أبي بن كعب 5/136 وهذا الحديث من زوائد عبد الله بن أحمد عن أبيه كما هو واضح.(1/154)
(عصمةُ أبو حُكَيْمة عن أُبَيّ) (1)
_________
(1) في الأصل المخطوط: (عصمة بن أبي حكيم) وتكرر: (حدثنا ابن أبي حكيم) والصواب: عصمة أبو حكيمة. قال البخاري في الكبير: يعد في البصريين. عن أبيّ. روى عنه سلام بن مسكين، والضحاك بن يسار. وساق له حديثاً عن أبي عثمان النهدي عن عمر بن الخطاب.
وجاء في تعليقه على الترجمة: والترجمة عند ابن أبي حاتم وابن حبان في الثقات والدولابي في الكنى، ولم يذكروا له رواية عن أبيّ. وإنما ذكروا روايته عن أبي عثمان النهدي وغيره من التابعين. ويؤكد هذا أن ابن حبان ذكره في طبقة أتباع التابعين. التاريخ الكبير 7/63.(1/155)
172 - قال أبو يعلى: حدثنا شيبان بن فَرّوخ، حدثنا سلام بن مسكين (1) ، حدثنا أبو حُكيمة، عن أبيّ. قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا أُعَلِمُك ممّا عَلَّمني جبريل؟ قلت: بلى يارسول الله قال: (اللهم أغفر لي / خطئي، وعَمْدي، وهزْلي، وجدِي، ولا تَحْرمني تذكُّرَ ما أعطيتني، ولا تَفْتِنِّي فيما حَرَمتني) .
(عطاءُ بن يسارٍ عن أبيّ)
173 - حدثنا عبد الله، حدثني مُصعب بن عبد الله الزبيري، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن شريك بن (2) عبد الله بن أبي نَمِرٍ، عن عطآء بن يسارٍ، عن أبي ابن كعب: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ يوم الجمعة براءة وهو قائمٌ يُذكرنا بأيام الله تعالى، وأبي بن كعب وُجَاهَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأبو الدرداء وأبو ذرٍ، فغمز أُبي بن كعب أحدُهما [فقال] (3) : متى أُنزلت هذه السورة يا أُبَيّ؟ فإني لم أسمعها إلا الآن، فأشار إليه أن أسكت، فلما تفرقوا قال: سألتك متى أُنزلت هذه السورة فلم تخبرُني؟ قال أُبَيّ: ليس
_________
(1) في المخطوطة: (سلام بن مسلم) والصواب ما أثبتناه. وسلام بن مسكين أحد ثقات البصريين ولكنه يرمي بالقدر فيما قيل. روى عن الحسن وعن شيبان بن فروخ وهدبة وخلق أخرجه أبو يعلى الموصلي في المسند الكبير كما في المطالب العالية 3/229 وأبو نعيم في الحلية 1/256 الميزان 2/181.
(2) في المسند: (شريك عن عبد الله) والصواب هنا. انظر التقريب 1/135.
(3) ما بين المعكوفين زيادة من لفظ المسند.(1/155)
لك من صلاتك اليوم إلا ما لغوت فذهبت (1) إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت ذلك له، وأخبرته بالذي قال أُبَي، قال: (صدق أُبَي (2)) .
رواه ابن ماجه (3)
عن مُحرز بن سلمة (4) عن الدراوردي.
(عطية بن قيس الكلاعي الشامي عن أُبي)
_________
(1) في المخطوطة: (فذهب) .
(2) من حديث المشايخ عن أُبي في المسند 5/143.
(3) سنن ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: ماجاء في الاستماع للخطبة والإنصات لها: 1/352 بإسناد حسن.
وأخرجه الطيالسي: الصلاة: ماجاء في خطبتي الجمعة والقيام فيهما والجلوس بينهما والإنصات لهما: 1/144 عن أبي هريرة.
(4) في المخطوطة (محمد) والصواب كما في سنن ابن ماجه (محرز بن سلمة العدني) وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 10/56، والتقريب 2/231، وهو صدوق من الطبقة العاشرة.(1/156)
174 - قال ابنُ ماجه في التجارات: حدثنا سهل بن أبي سهْل، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا ثور بن يزيد (1) [حدثنا خالد بن مَعْدان] (2) حدثني عبد الرحمن ابن سلم، عن عطية الكلاعي، عن أُبي بن كعب قال: (علَّمتُ رجلا القرآن، فأهدى إليّ قوساً، فذكرتُ ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (إن أخذتها أخَذْتَ قَوْساً من نار فرددتُها) .
كذا رأيته في السنن (3) وفي الأطراف: بين ثور، وعبد الرحمن (خالد بن معدان) ، والظاهر لا يحتاج إليه في إسناد هذا الحديث. فقد رواه بندار، عن يحيى القطان، عن ثور، عن عبد الرحمن بن سَلم، عن عطية بن قيس: (أنَّ أُبيًّا علّم رجلاً) فذكره.
_________
(1) في المخطوطة: (ثور بن مرثد) والصواب ما أثبتناه.
(2) مابين المعكوفين ثابت في سند ابن ماجه.
(3) بل في السنن التي بأيدينا فيها (خالد بن معدان) كما نبهنا عليه، انظر كتاب التجارات: باب الأجر على تعليم القرآن: 2/730، حديث رقم (2158) وفي زوائد البوصيري على سنن ابن ماجه: إسناده مضطرب، قال الذهبي في الميزان، في ترجمة عبد الرحمن بن سلم: وقال العلاء في المراسيل: عطية بن قيس الكلاعي عن أُبيّ بن كعب، مرسل.(1/156)
175 - قال شيخنا: (1) وهكذا رواه موسى بن عُلَيّ [بن رباح] (2) عن أبيه، عن أُبي ورواه محمد بن جُحَادة (3) ، عن رجل يقال له أبان، عن أُبَي. قال: وروى هشامُ بن عَمَّارٍ بن عمرو (4) / بن واقد، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن أم الدرداء: (أن أُبياً أقرأ رجلاً من أهل اليمن سورةً فرأى عنده قوساً فقال: بعنيها قال: لا. بل هي لك، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن كنت تريد أن تُقلد قوساً من نارٍ فخذها) .
176 - قال شيخنا: وروى إسماعيل بن عياشٍ، عن عبد ربه بن سليمان ابن عُمير بن زيتون (5) ، عن الطفيل بن عمر السدوسي. قال: (أقرأني أُبي بن كعب القرآن، فأهديتُ له قوساً، فغدا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متقلدُها) فذكر الحديث (6) .
(عُمارة بن عَمرو بن حَزْم عن أُبَي)
177 - حدثنا أبي [ثنا] (7) يعقوب، عن أبيه عن محمد بن إسحاق،
_________
(1) هو: الحافظ المزي.
(2) مابين المعكوفين ثابت في سنن ابن ماجه.
(3) في المخطوطة: (جنادة) والصواب ما أثبتناه.
(4) في المخطوطة: (عمر بن واقد) والصواب: عمرو بن واقد القرشي روى عن إسماعيل بن عبيد الله ابن أبي المهاجر. تهذيب التهذيب 8/115.
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن ص 50.
(5) في المخطوطة: (عن عبد ربه بن سليمان عن ابن عسر. بن زيتون) والصواب ما أثبتناه يراجع تهذيب التهذيب 6/127.
(6) قال ابن التركماني في الجوهر النقي على السنن الكبرى للبيهقي.
هذا الحديث أخرجه ابن ماجه في سننه، وعطية هذا تابعي. ذكر صاحب الكمال عن أبي مسهر أنه ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فعلى هذا روايته عن أُبَي محمولة على الاتصال وقد ذكر قاسم بن أصبغ هذا الحديث من جهة أبي إدريس الخولاني عن أُبَي، وذكره صاحب الميزان في ترجمة شبابة ابن سوار، ثم ساق إسناده وقال: مرسل جيد الإسناد.
واستطرد ابن التركماني في تخريجات الحديث بما لا يخرج عما أورده المصنف هنا.
يرجع إليه في السنن الكبرى للبيهقي 6/126 كما يرجع في هذا المقام إلى نيل الأوطار على المنتقى 5/322.
(7) زيادة من المسند. وبها يصح السند. ويعقوب هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. روى عن أبيه وشعبة وجماعة وعنه أحمد وعلي وإسحاق. وأبوه إبراهيم بن سعد روى عن أبيه وعن الزهري ومحمد بن إسحاق وعنه ابناه يعقوب وسعد وشعبة والليث وجماعة. تهذيب التهذيب 11/380، 1/121.(1/157)
حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزمٍ [عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن عُمارة بن عمرو بن حزم] عن أُبي بن كعب. قال: (بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُصدقاً على بَلىّ وعُذره، وجميع بني سعد بن هُذيم بن قُضاعة -[قال أبي] (1)
وقال يعقوب في موضع آخر: من قضاعة - قال: فصدّقتهُم، حتى مررتُ بآخر رجل منهم، وكان منزلهُ وبلدهُ مِن أقرب منازلهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، قال: فلما جمع إليّ ماله لم أجد عليه فيها إلا ابنة مخاضٍ (2) ، يعني فأخبرتهُ أنها صدقته. قال: فقال: ذاك ما لا لبن فيه ولا ظَهْر. وأيم الله ما قام في مالي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا رسولُ له قطُ قبلك، وما كنتُ لأقرض الله [تبارك وتعالى] من مالي ما لا لبن فيه ولا ظهر، ولكن هذه ناقةٌ فتيةٌ سمينة فخذها، قال: قلت له: ما أنا بآخذٍ ما لم أُومَرْ به، فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منك قريبٌ، فإن أحببتَ أن تأتيه، فتعرضَ عليه ما عرضتَ عليَّ، فافعل، فإن قَبلهُ منك قبلهُ، وإن ردَّهُ عليك ردَّهُ. قال: فإني فاعلٌ. قال: فخرجَ معي، وخرج بالناقةِ التي عرض عليَّ، حتى قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: يا نبي الله أتاني رسولك ليأخذ مني صدقة مالي. وأيم الله ما قام في مالي رسول الله ولا رسولٌ له قط قبلهُ/، فجمعتُ له مالي. فزعم أن عليّ فيه ابنةَ مخاض، وذلك ما لا لبن فيه ولا ظهر، وقد عرضتُ عليه ناقةً فتية سمينة ليأخذها، فأبَى عليَّ ذلك، وقال: هاهي هذه قد جئتُك بها يارسول الله، فخذها، قال: فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ذاكَ الذي عليك. فإن تطوَّعتَ بخير قبلناه منك وآجرك الله فيه، قال: فها هي ذِه
_________
(1) مابين المعكوفين زيادة من لفظ المسند 5/142.
وبلى بفتح فكسر وياء مثناة ابن عمرو من قضاعة والنسبة إليها بلوى انظر جمهرة أنساب العرب ص 442.
(2) هي الناقة لها سنتان ودخلت في الثالثة، سميت بذلك لأن أمها قد حل مخاضها. أي ولادتها عليها.(1/158)
يارسول الله قد جئتك بها، فخذها، قال: فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبضها، ودَعا لهُ في ماله بالبركة) (1) .
رواه أبو داود في الزكاةِ عن محمد بن منصور الطوسي، عن يعقوب بن إبراهيم به (2) .
_________
(1) الحديث بطوله. في المسند 5/142 من حديث المشايخ عن أُبي.
(2) سنن أبي داود: كتاب الزكاة: باب زكاة السائمة: 1/365.(1/159)
178 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن بشّارٍ، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، سمعتُ محمد بن إسحاق يحدث، عن عبد الله بن أبي بكرٍ، عن يحيى بن عبد الله، عن عُمارة بن حَزْم، قال: حدثني أُبَي بن كعبٍ: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه مُصدِقاً) . فذكر نحو حديث أُبَيّ، وزاد فيه: (قال عُمارةُ: وقد وُلِّيتُ صدقاتهم في زمن معاوية، فأخذتُ من ذلك الرجل ثلاثين حِقة (1) لألفٍ وخمسمائة بعير عليه) (2) .
(عمرُ بن الخطاب عن أُبَي)
179 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد ابن جُبير، عن ابن عباس قال: قال عمرُ بن الخطاب: (عليًّ أقْضانا [وأبيّ أقرؤنا] (3) وإنا لندعُ كثيراً من لحن أُبي. وأبي يقول: (سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا أدعه
لشئ والله تبارك وتعالى يقول {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (4)) .
_________
(1) الحقة: هي التي استحقت أن يطرقها الفحل، وهي ما لها ثلاث سنين ودخلت في الرابعة.
(2) في المخطوطة: (معه) ولفظ المسند (لألف وخمسمائة بعير عليه) المسند 5/142 من حديث المشايخ عن أُبَيّ.
(3) مابين المعكوفين أثبتناه من لفظ المسند من حديث أبي المنذر أُبَي بن كعب: 5/113 صحيح ابن خزيمة 4/24.
(4) المسند 5/113 والبخاري في الصحيح 5/149. والآية رقم (106) سورة البقرة.(1/159)
180 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدثني حبيب يعني ابن أبي ثابت، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس. قال: قال عمر [عَليٌّ] (1) أقضانا وأُبَيّ أقرؤنا، وإنَّا لندعُ من قول أُبَيٍّ، وأُبيٌّ يقولُ: أخذتُ من فم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلا أدعهُ؛ والله يقولُ: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا} (2) (رواه البخاري والنسائي
في تفسيرهما، عن عمرو بن علي وللبخاري أيضاً في فضائل القرآن، عن صدقة بن
الفضل كلاهما، عن يحيى بن سعيد القطان (3) .
(قيسُ بن عبادٍ عن أُبي)
181 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة، سمعتُ أبا جَمْرَة قال: حدثنا إياسُ بن قتادة، عن قيْس بن عبادٍ. قال: محمد بن جعفرٍ أسقطتهُ من كتابي، هو عن قيس إن شاء الله تعالى (4) .
182 - حدثنا سليمان بن داود، ووهب بن جرير، قالا (5) : حدثنا شُعبة، عن أبي جمرة. قال: سمعت إياس بن قتادة يحدث، عن قيس بن عُباد قال: (أتيت المدينة للُقىّ أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولم يكن فيهم رجل ألقاهُ أحبَّ إليَّ من أُبَيّ، فأقيمت الصلاةُ، وخرج [عمر] (6) مع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقمتُ في الصف الأول، فجاءَ رجل فنظر في وجوه القوم، فعرفهم غيري، فنحاني، وقام في مكاني. فما عقلْتُ صلاتي، فلما
_________
(1) مابين المعكوفين أثبتناه من لفظ المسند.
(2) المسند 5/113 من حديث أبي المنذر أُبيّ بن كعب.
(3) يرجع إليه في صحيح البخاري في التفسير: باب قوله: {ما ننسخ من آية أو ننسأها} 8/167.
وفي كتاب فضائل القرآن: باب القراء من أصحاب النبي 9/47 والنسائي في الكبرى كما في التحفة 1/37.
(4) من حديث قيس بن عباد عن أبي في المسند 5/140.
(5) في المخطوطة: (قال) والتصويب من المسند.
(6) مابين المعكوفين أثبتناه من لفظ المسند.(1/160)
صلى. قال: يا بُني لا يسوءك الله، فإني لم آتِكَ الذي أتيت بجهالةٍ، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لنا: كونوا في الصف الذي يليني، وإني نظرتُ في وجوه القوم، فعرفتهم غيرك، ثم حدَّث فما رأيتُ القوم متحت (1) أعناقها إلى شئ متوجهاً إليه قال: فسمعتهُ يقول: هلك أهل العُقدةِ (2) وربِّ الكعبة. ألا لا عليهم أسى، ولكن آسى على من يهلكُون من المسلمين. وإذا هو أُبي) والحديث على لفظ سليمان بن داود (3) .
رواه النسائي عن محمد بن عمر بن علي [بن] (4) مُقدِّمٍ عن يوسف بن سليمان
التيمي، عن أبي مجلز: لاحق بن حميدٍ، عن قيس بن عبَاد به (5) .
(محمد بن أُبَي بن كعب عن أبيه)
_________
(1) متحت: أي مدت أعناقها نحوه اهـ النهاية 4/291.
(2) يريد البيعة المعقودة للولاة اهـ النهاية 3/270 والمراد بهم الأمراء.
(3) المسند 5/140 من حديث قيس بن عباد عن أُبي.
(4) مابين المعكوفين أثبتناه من سنن النسائي.
(5) () ... سنن النسائي: كتاب الصلاة: من يلي الإمام ثم الذي يليه: 2/88.(1/161)
183 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عبد الرحيم: أبو يحيى البزاز، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا مُعاذٌ بن محمد بن مُعاذِ بن محمد بن أُبي بن كعب: [حدثني أبي محمد بن معاذ عن معاذ عن محمد عن أُبي بن كعب] (1) أنَّ أبا هريرة كان جريئاً على أن يَسأل رسول الله/ - صلى الله عليه وسلم - عن أشياء لا يسأله عنها غيرهُ، قال: يارسول الله ما أوَّل ما رأيت من أمْرِ النبوة؟ فاستوى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جالساُ، وقال: (لقد سَألتْ أبا هريرة: إني لَفِي صحراء ابنُ عشر سنين وأشهرٍ، وإذا بكلام فوق رأسي، وإذا برجل يقول لرجل: أهو هو؟ قال: نعم. فاستقبلاني بوجوه لم أردها لخلق قط، وأرواح لم أرها لخلق قط (2) ، وثياب لم أرها على أحد قط، فأقبلا إلي يمشيان، حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي، لا أجدُ لأحدِهما مساً، فقال
_________
(1) أورد هنا نسب معاذ كاملاً. والزيادة من لفظ المسند ليتصل سند الخبر.
(2) لفظ المسند) لم أجدها من خلق قط) .(1/161)
أحدُهما لصاحبه: اضجعْه، فأضجعاني بلا قصْر ولا هَصْرٍ (1) . فقال أحدهما لصاحبه:
افلق صدره، فهوى أحدهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دمٍ ولا وجع،
فقال له: أخْرِج الغِلّ والحسد، فأخرج شيئاً كهيئة العلقة، ثم نبذها، فطرحها
فقال له: أدخل الرأفة والرحمة، فإذا مثل الذي أُخْرِجَ يشبهُ الفضة، ثم هزّ إبهام رِجلي اليُمنى، فقالَ: اغد واسْلم، فرجعت بها أغدو رقةً على الصغير، ورحمة للكبير) (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) قال ابن الأثير: أصل الهصر أن تأخذ برأس العود فتثنيه إليك وتعطفه أهـ النهاية 5/264 والمعنى: أنهما أضجعاه برفق ورقة. والقصر: القهر والإجبار النهاية 4/68.
(2) الحديث بطوله رواه أحمد في مسنده 5/139 من حديث محمد بن أُبَيّ عن أبيه. وهو من زوائد عبد الله بن أحمد قال الصالحي: بسند رجاله ثقات. وأخرجه أيضاً ابن حبان والحاكم وأبو نعيم في مستدرك الحاكم 3/510 سبل الهدى والرشاد 2/83 دلائل النبوة لأبي نعيم 1/71.(1/162)
184 - رواه النسائي في اليوم والليلة من حديث حرب بن شداد (1) وشيبان كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، حدثني محمد بن أبيٍ بن كعبٍ، عن أبيه، وفي رواية شيبان: (عن جِده أبيّ) : (أنه كانت لهم جُرْن من تمرٍ) فذكر حديث الغُول كما سيأتي في سياق الحافظ أبي يعْلى (2) .
ورواه الحاكم في مستدركه من طريق أبي داود الطيالسي، عن حَرْب بن شداد عن يحيى، عن الحضرمي، عن محمد بن عَمْرو بن أُبي بن كعب، عن جِده فجوَّد إسنادَه جداً (3) .
_________
(1) في المخطوطة: (حرب بن سعد) محرفاً وهو حرب بن شداد اليشكري روى عن يحيى بن أبي كثير تهذيب التهذيب 2/224.
(2) يرجع إلى الخبر في عمل اليوم والليلة ص 564 وفي تفسير ابن كثير 1/305 فتح القدير للشوكاني 1/273.
(3) قال الحاكم تعليقاً على الحديث: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. المستدرك 1/561.(1/162)
ورواه النسائي أيضاً عن عبد الحميد بن سعيد عن مُبشر (1)
بن إسماعيل، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير حدثني ابن أُبَيّ عن أبيه لم يسمه، ولم يذكر الحضرمي (2) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: (عن عبد الحميد بن أبي سعيد عن بشر بن إسماعيل) والصواب ما أثبتناه.
ومبشر بن إسماعيل الحلبي روى عن الأوزاعي. وعبد الحميد بن سعيد الثغرى روى عن مبشر بن اسماعيل. تراجع التراجم في تهذيب التهذيب 6/115، 10/31 ويرجع إلى الحديث في عمل اليوم والليلة ص 33 والدر المنثور للسيوطي 1/322.
(2) في تفسير ابن كثير: (ميسرة عن الأوزاعي) وهو مبشر بن إسماعيل كما مر.(1/163)
185 - وقد رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي: حدثنا أحمد/ بن ابراهيم الدورقي، حدثنا مُبشر (1) ، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبدة بن أبي لُبابة (2) ، عن عبد الله بن أُبي بن كعب: (أن أباه أخبره أنهم كان لهم جُرن فيه تِمْر، فكان أبي يتعاهده، فوجده ينقُص، فحرسهُ ذات ليلة، فإذا هو بدابة شِبه الغلام المحتلم، قال: فسلمت عليه، فرَدَّ السلام، فقلتُ: ما أنتَ جنيٌّ أم إنْسِيٌّ؟ قال: جنيٌّ. قال قلت: ناولني يدك، قال: فناولني فإذا هي يد كلبٍ، وشعر كلبٍ، فقلت: هكذا خَلْق الجنّ؟ قال: لقد عَلِمتِ الجنّ ما فيهم أشدُّ مني. قال فقلتُ: ما حملك على ما صنعتَ؟ قال: بلغني أنَّك رجل تحبُ الصدقة، فأحببنا أن نُصيبَ من طعامك. قال فقال له أُبَيّ: ما الذي يحمينا منكم؟ قال: هذه الآية آية الكرسي، فغدا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (صدق الخبيث) .
(مسروق عن أُبَيّ)
186 - أنه قال: (يُجْلدون، ويُرجمون ويُجْلدون ولا يُرجمون، ويرجمون
_________
(1) في المخطوطة: (عبيدة بن أبي أمامة) والصواب ما أثبتناه وهو يوافق ماجاء في التفسير للمصنف غير أنه جاء (عبيدة) بدل (عبدة) يراجع تهذيب التهذيب 6/461 التاريخ الكبير للبخاري 6/114.
(2) أبو يعلى في المسند الكبير كما في النكت الظراف 1/38 والطبراني في الكبير 1/169.(1/163)
ولا يُجْلدون) [قال مفسره قتادة: الشيخ المحصن إذا زنا يجلد ثم يرجم، والشاب المحصن يرجم إذا زنا والشاب الذي لم يحصن يرجم] الحديث موقوفٌ رواه النسائي عن محمد بن المثنى، عن غُندَر، عن شعبة، عن قتادة، عن عروة، عن الحسن العُرنيّ، عن عبيد بن نضلة، عن مسروق به (1) .
(معاذ بن أُبَيّ بن كعب عن أبيه)
_________
(1) النسائي في السنن الكبرى 1/93 والزيادة التي بين المعكوفين بالرجوع إليه.(1/164)
187 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن خُليد الحلبي (1) ، حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع (2) ، حدثنا مُعاذ بن محمد بن مُعاذ بن أُبَي، عن أبيه، عن جده، عن أُبَي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( [يا أبا المنذر] (3) إني أُمِرْتُ أن أعرض عليك القرآن. فقلتُ: بالله آمنتُ، وعلى يدك أسلمتُ، ومنك تعلَّمتُ. قال: فرد النبي - صلى الله عليه وسلم - القول. فقال: يارسول الله وذُكرِتُ هناك؟ قال: نعم باسمكَ ونسبِكَ في الملأ الأعلى قال: فاقرأ إذًا يارسول الله) (4) .
(حديث آخر عنه / بالإسناد المتقدم إلى أُبَيّ)
188 - أنَّه قال: (يارسول الله ما جزَاء الحُمَّى؟ قال: (تُجرى الحسنات
على صاحبها ما اخْتُلج (5)
عليه قدمٌ، أو ضُربَ عليه عرقٌ) . فقال أُبي: اللهم إني أسألك حمًّى لا تمنعني خروجاً في سبيلك، ولا خُروجاً إلى بيتك ولا (6) مسجد نبيك. قال فلم يُمسِ أُبَيّ [قط] إلا وبه حمًّى (7)) .
_________
(1) في الطبعة التي بين يدينا من الطبراني مرة: (أحمد بن خليل) ومرة (خليد) وهو يوافق ماجاء في ترجمة محمد بن عيسى الطباع تهذيب التهذيب 9/392.
(2) في المخطوطة: (الصباغ) وتراجع ترجمته في تهذيب التهذيب 9/392.
(3) زيادة من لفظ الحديث عند الطبراني.
(4) المعجم الكبير للطبراني 1/200.
(5) () ... في المخطوطة: (ما أصلح) والتصويب من المعجم الكبير.
(6) في المخطوطة: (إلى) وصوبت من المعجم.
(7) المعجم الكبير للطبراني والزيادة التي بين المعكوفين بالرجوع إليه 1/201 والحلية لأبي نعيم 1/255.(1/164)
(حديث آخر عنه)(1/165)
189 - قال أبو يعلى: حدثنا إبراهيم بن سعد الجوهريُ، حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا مُعاذُ بن محمد بن معاذِ بن أُبي بن كعب، عن جده أُبَيّ قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجثو على ركبتيه وكان لا يتكئ) .
(مكحول الشامي عن أُبي)
190 - قال ابن ماجه في الجهاد من سننه: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمُرة، حدثنا محمد بن يعلى السلمِي، حدثنا عُمر بن صُبيح، عن عبد الرحمن (1) بن عمرو، عن مكحولٍ، عن أُبي، قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لرباطُ يومٍ في سبيل الله من وراء عورة المسلمين مُحتسباً من غير شهر رمضان أعظم أجراً من عبادةِ مائة سنةٍ، صيامها وقيامها. ورباطُ يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين [محتسباً] (2) من شهر رمضان أفضلُ عند الله، وأعظم [أجرا] (3) من عبادةِ ألف سنة، صيامها وقيامها. فإن ردهُ الله إلى أهله [سالماً] (4) لم يُكتب عليه
سيئةٌ ألفَ سنةٍ، وتُكْتب له الحسناتِ، ويُجْرى له أجرُ الرِّباطِ إلى يوم القيامة) (5) .
أخلق بهذا الحديث أن يكون موضوعاً لما فيه من المجازفة، ولأنه من رواية عُمر بن صبيح أبي نُعيم أحدُ الكذابين المعروفين بوضع الحديث (6) .
_________
(1) في المخطوطة: (محمد بن معلى) بالميم وفيها: (عمرو بن صبيح) ، (عبد الرحمن عن ابن عمرو) والصواب ما أثبتناه وعبد الرحمن بن عمرو هو الأوزاعي.
(2) زيادة من لفظ الخبر عند ابن ماجه.
(3) مابين المعكوفين من سنن ابن ماجه، زدناه على الأصل.
(4) مابين المعكوفين من سنن ابن ماجه، زدناه على الأصل.
(5) أخرجه ابن ماجه في سننه: كتاب الجهاد: باب فضل الرباط في سبيل الله 2/924 حديث رقم (2768) .
(6) أجاد الحافظ ابن كثير في الحكم بالوضع على هذا الحديث، وقد قال الحافظ المنذري أيضاً في الترغيب عن هذا الحديث: آثار الوضع لائحة على هذا الحديث أهـ.
وقال البوصيري في زوائده: هذا إسناد ضعيف، فيه محمد بن يعلى، وهو ضعيف، وكذلك عمر ابن صبيح، ومكحول لم يدرك أبي بن كعب ومع ذلك فهو مدلس وقد عنعنه. أهـ ونقل عن السيوطي كلام الحافظ المنذري. المصدر السابق.(1/165)
(نُفيع: أبو رافع الصائغ، عن أُبيّ سيأتي)
أبو إدريس (1) الخَوْلاني: هو عائذ الله تقدم
(أبو أيوب الأنصاري، واسمهُ خالد بن زيد، عن أبي) /
_________
(1) في المخطوطة غير واضح يراجع اسمه في تهذيب التهذيب 5/85.(1/166)
191 - حدثنا يحيى بن سعيد، أنبأنا هشام بن عروة، أخبرني [أبي أخبرني (1) ] أبو أيوب: أن أبيًّا حدثه. قال: (سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[قلت] (2) : الرجل يجامع أهله فلا يُنْزل؟ قال: (يغتسل ما مس المرأة منه، ويتوضأ، ويصلي) (3) .
192 - حدثنا [أبو] معاوية، [حدثنا] هشام بن عروة، عن أبيه (4) عن أبي أيوب، عن أُبي قال: (سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فذكر معناه (5) .
193 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن هشام بن عروة،
حدثني أُبي [عن الملى عن] (6) الملى - يعني بقوله الملى عن [الملى] (7) :
أبا أيوب عن أُبي بن كعب - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الذي يأتي أهله، ثم
_________
(1) مابين المعكوفين ساقط من الأصل وزدناه من لفظ مسند أحمد وهو الصواب لأن هشام بن عروة لم يدرك أبا أيوب الأنصاري وإنما أدركه أبوه عروة بن الزبير. وانظر ما بعده!!.
(2) زيادة من لفظ المسند.
(3) مسند أحمد 5/113 من حديث أبي أيوب الأنصاري عن أبيّ وصحيح مسلم 1/76.
(4) في المخطوطة: (حدثنا معاوية بن هشام عن عرة) وهو خطأ من النساخ.
(5) من حديث أبي أيوب الأنصاري عن أبي في المسند 5/113.
(6) ساقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند ومعنى الملى عن الملى: الثقة عن الثقة ومنه الحديث: (إذا تبع أحدكم على ملى) والملئ بالهمزة الثقة المغنى وقد أولع الناس بِترك الهمزة وتشديد الياء النهاية 4/105.
(7) ساقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند. النهاية 4/105.(1/166)
لا ينزل يغسلُ ذكره [ويتوضأ] (1) (قال عبد الله: قال أبي رحمه الله: الملى عن الملى ثقة عن ثقة (2) .
_________
(1) () ... من لفظ المسند.
(2) مسند أحمد 5/114 من حديث أبي أيوب عن أُبي وصحيح مسلم 1/270.(1/167)
194 - حدثنا عبد الله، حدثني عبيد الله بن ُعمر القواريري، حدثنا حماد ابن زيد، عن هشام بن عُروة، عن أبيه قال: بلغني عن أبي أيوب الأنصاري بن زيد حديثٌ، وهو بأرض الروم قال: فلقيت أبا أيوب، فحدثني عن أُبي بن كعب: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا جامع الرجلُ امرأتهُ، ثم اكْسَل فليغسل ما أصاب المرأة منه، ثم ليتوضأ) (1) .
رواه البخاري، عن مُسددٍ، عن يحيى القطان به (2) . ورواه مسلم عن أبي كُريْبٍ، عن أبي مُعاوية، وعن أبي موسى، عن غندر عن شعبة، وعن أبي الربيع الزهراني، عن حماد بن زيد: كلهم عن هشام بن عروة به (3) .
قال شيخنا: ورواه [أبو] (4) سلمة، عن عروة، عن أبي أيوب خالد بن زيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما سيأتي.
_________
(1) مسند أحمد 5/114 وأبو أيوب الأنصاري اسمه خالد بن زيد أسد الغابة 6/25.
(2) صحيح البخاري: كتاب الغسل: غسل ما يصيب من فرج المرأة 1/398.
وقال البخاري في نهايته: (الغسل أحوط وذاك الآخر، وإنما بينا لاختلافهم) أهـ وهو
يقصد أن الغسل من الجماع بدون إنزال هو الأخير من أمر رسول الله وأصحابه،
لحديث (إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل) وهو في البخاري في الموضع المذكور.
(3) صحيح مسلم، كتاب الحيض: باب إنما الماء من الماء 1/270.
ثم أردف مسلم ذلك بباب (نسخ الماء من الماء ووجوب الغسل بالتقاء الختانين) أورد فيه عدة روايات منها (إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل) 1/271 وهذا هو الصواب، وما قبله منسوخ.
(4) في المخطوطة: (رواه سلمة) والصواب ما أثبتناه يراجع فتح الباري 1/397.(1/167)
(أبو بصير العبدي وابنه عبد الله بن أبي بصير ويقال اسمه:
أبو بصير حفصُ الأعمى وابنه (1) عبد الله عن أُبَي)
_________
(1)) ) ... في المخطوطة: (حفص الأغنمي بن عبد الله) والصواب ما أثبتناه يراجع تهذيب التهذيب 12/12.(1/168)
195 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سمعت أبا إسحاق: أنه
سمع عبد الله بن أبي بصير يحدث، عن أبيه (1) ، عن أُبَي بن كعب: أنه قال:
(صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح، فقال: (شاهدٌ فلانٌ؟ قالوا: لا. فقال: شاهدٌ
فلانٌ؟ قالوا: لا: فقال: شاهدٌ فلانٌ (2) ؟ قالوا: لا. فقال: إن هاتين الصلاتين
من أثقل/ الصلوات على المنافقين، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهُمَا ولو حَبْواً:
والصَّفُّ المقدم على مثل صف الملائكة، ولو تعلمون فضيلتَه لابتدرتمُوهُ،
وصلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاتُهُ مع رجلين
أزكى من صلاته مع رجل، وما كان أكثر فهو أحبُّ إلى الله [تعالى] ) (3)
وكذا رواه أبو داود، عن حفص بن عُمَر، عن شعبة عن أبي إسحاق، عن
عبد الله بن أبي بصير، عن أُبي وقد تابع شعبة على ذلك كذلك إسرائيل، والثوري، وحجاج بن أرطأة (4) .
196 - حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن [أبي] بَصير، عن أُبَي قال: (صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفجْر، فلما صلى قال: شاهدٌ فلان؟ فسكت القوم. قالوا: نعم ولم يحضُر، فقال رسول الله
_________
(1) في المسند: (يحدث عن أبي بن كعب) دون واسطة.
(2) شاهد فلان: أي أشاهد فلان؟ فالكلام على حذف حرف الاستفهام. وذلك أسلوب
معهود في كلام العرب. والمعنى: أحاضر معنا فلان في صلاة الفجر، وإنما كان ثقيلة على
المنافقين لأنها وقت نوم. فلا يشهدها إلا كل مؤمن صادق الإيمان يقدم ما عند الله على
متع الحياة وراحته فيها. وليس ذلك شأن المنافقين. والسؤال من النبي - صلى الله عليه وسلم - تكرر في المسند
مرتين فقط.
(3) في المسند اختلاف في بعض اللفظ لا يغير المعنى. من حديث أبي بصير العبدي عن أبي
5/140.
(4) مما يزيد كلام المصنف هنا وضوحاً ما علق به المنذري على الحديث عند أبي داود قال:
(أخرجه النسائي مطولاً، وابن ماجه بنحوه مختصراً، قال البيهقي: أقام إسناده شعبة
والثوري في آخرين، وعبد الله بن بصير سمعه من أبي مع أبيه، وسمعه أبو إسحاق منه
ومن أبيه. قال شعبة وعلي بن المديني. سنن أبي داود 1/131 مختصر السنن للمنذري
1/292.(1/168)
- صلى الله عليه وسلم -: إن أثقل الصلاة على المنافقين العشاءُ والفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبْواً، وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو تعلمون فضيلتهُ لابتدرتموه. إن صلاتك مع الرجلين أزكى من صلاتك مع الرجل، وصلاتُك مع [رجُل] (1) أزكى من صلاتك وحْدك. وما كَثُر فهو أحبُّ إلى الله) قال وكيع: عبد الله بن أبي بصير غنمى (2) .
_________
(1) زيادة بالرجوع إلى المسند.
(2) في المسند: (عنمى) وفي اللسان: العنمى الوجه: الحسن الأحمر. وفي المخطوطة (غنمي) كذا. وهي نسبة أيضاً لبطون من قبائل العرب، راجع الأنساب للسمعاني 10/84. ومن المعلوم أنه لا يعرف لعبد الله بن أبي بصير راوٍ غير أبي إسحاق السبيعي. وقد اختلف عليه كما سبقت الإشارة إلى ذلك في الحديث المخرج له في فضل الصلاة. تقول: ولعل الكلمة من تحريف النساخ عن لفظه (الأعمى) خاصة وقد تكرر في صور الحديث مسند أحمد 5/140 ويراجع تهذيب التهذيب 5/161.(1/169)
197 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن أبي بكر المُقدمي، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه. قال أبو إسحاق: وقد سمعتُهُ [منه و] (1) من أبيه. قال: سمعتُ أٌبياً يقول: (صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح يوماً فذكر الحديث (2) . كذا رواه النسائيُّ عن إسماعيل بن مسعود عن (3) خالد بن الحارث، عن شعبة (4) به. وأخرجه ابن ماجه، عن محمد بن معمر، عن أبي بكر: عبد الكبير بن عبد المجيد، عن يونس بن أبي إسحاق [عن أبيه] (5) به كذلك (6) قال أبو إسحاق: قد سمعته منه، ومن أبيه، فهذا أجمع من الروايات كُلها.
لكن رواه أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حُريث عن
_________
(1) زيادة بالرجوع إلى المسند.
(2) مسند أحمد 5/140.
(3) في المخطوطة: (إسماعيل بن خالد بن خالد) والصواب ما أثبتناه وهو يطابق ما في النسائي.
(4) سنن النسائي - الإمامة: الجماعة إذا كانوا اثنين 2/81.
(5) في المخطوطة: (عن يونس عن أبي إسحاق به كذلك) والتزمنا بما جاء عند ابن ماجه وهو الصواب.
(6) سنن ابن ماجه - كتاب المساجد والجماعات: باب فضل الصلاة في جماعة 1/259.(1/169)
أبي بصير عن أبي (1) . وكذلك رواه أبو إسحاق الفزاري [عن سفيان] عن أبي إسحاق، ورواه حُبَابٌ القطيعيُّ (2) ، عن أبي إسحاق، عن رجل من عبد القيس، عن أُبَي.
وكذلك رواه جريرُ بن حازم، وخالد بن ميمون، وزكرياءُ بن أبي زائدة، وزُهير بن معاوية، وسليمان الأعمش، وأبو بكر بن عياشٍ، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه، عن أُبيّ بن كعب.
_________
(1) مسند أحمد 5/141.
(2) في المسند: (عباب القطعي) 5/141.(1/170)
198 - حدثنا عبد الله، حدثني/ أبو بكر: محمد بن عبد الله بن جعفر، حدثنا أبو عون الزيادي، حدثنا عبد الواحد: يعني ابن زياد، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه، عن أُبيّ بن كعب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الحديث (1) .
199 - حدثنا أبو كامل: مظفر بن مدرك، حدثنا زهير، حدثنا أبو إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه، قال: قدمتُ المدينة فلقيت أبي بن كعب، فقلت: أبا المنذر حدثني أعجب حديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: (صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الغداةِ، ثم أقبل علينا بوجهه، فقال: شاهدٌ فلان) فذكر الحديث (2) .
200 - حدثنا عبد الله، حدثني يحيى بن عبد الله مولى بني هاشم، حدثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبيه قال: قدمتُ المدينة. فذكر مثل ذلك (3) .
201 - حدثنا عبد الله، حدثنا شيبان بن أبي شيبة، حدثنا جرير بن
_________
(1) مسند أحمد 5/140 من حديث أبي بصير عن أبي.
(2) مسند أحمد 5/141 من حديث أبي بصير عن أبي.
(3) مسند أحمد 5/141 من حديث أبي بصير عن أبي.(1/170)
حازم (1) ، حدثنا أبو إسحاق، عن أبي بصير، عن أُبي بن كعب: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
(صلى الغداة [ثم] قال: (شاهدٌ فلان) فذكر الحديث (2) .
_________
(1) من مسند أحمد (حازم) وكان بالمخطوطة (حزام) .
(2) مسند أحمد 5/141 من حديث أبي بصير عن أبي بن كعب.(1/171)
202 - حدثنا عبد الله، عن شيبان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا الحجاج ابن أرطاة، عن أبي إسحاق الهمداني، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أُبي بن كعب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لو يعلم الناس ما في العشاء، وصلاة الغداة من الفضل في جماعةٍ لأتَوهُما ولَو حبواً) (1) .
203 - حدثنا عبد الله، حدثنا خلف بن هشام البزار، وأبو بكر بن أبي شيبة قالا: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق عن العيزار بن حُريث، عن أبي بصير. قال: قال أُبي: (صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفجر، فلما قضى صلاته رأى من أهل المسجد قلةً فقال: (شاهدٌ فُلانٌ؟ قلنا: نعم، حتى عدَّ ثلاثة نفرٍ (، فقال: إنه ليس من صلاةٍ أثقل على المنافقين من صلاة العشاء الآخرة، ومن صلاة الفجر) وذكر الحديث بطوله (2) .
204 - حدثنا عبد الله، حدثني عبيد الله (3) بن عُمر القواريري، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا حُباب (4) القطعي، عن أبي إسحاق الهمداني، عن رجل من عبد القيس، عن أُبي قال: (صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح، فلما قضى صلاته أقبل علينا بوجهه، ثم قال: (إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة الصُّبح، والعشاء هاتان الصلاتان) (5) .
_________
(1) مسند أحمد 5/141 من حديث أبي بصير عن أبي بن كعب.
(2) مسند أحمد 5/141 من حديث أبي بصير عن أبي بن كعب.
(3) في المخطوطة: (عبد الله) مصحفا.
(4) في المسند (عباب) وتكرر.
(5) في المخطوطة: (أثقل الصلاة (،) هاتين الصلاتين) وما في المسند أصح وهو من حديث أبي بصير، عن أبيّ في المسند 5/141.(1/171)
(أبو الجوزاء عن أُبَيّ)(1/172)
205 - حدثنا عبد الله/، حدثني زكريا بن يحيى بن عبد الله بن أبي
سعيد الرقاشي الخزازُ، حدثنا سلم (1) بن قتيبة، حدثنا مالك بن
مغول (2) ، عن ابن (3) الفضل، عن أبي الجوزاء، عن أُبي بن كعب. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا بلال اجعل بين أذانك، وإقامتك نفساً يفرغ الآكل من طعامه في مهلٍ، ويقضى المتوضئُ حاجته في مهلٍ) (4) .
206 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن [عبد] (5) الرحيم البزاز، أنبأنا قُرّةُ ابن حبيب (6) ، أنبأنا مُعارك بنُ عبادٍ العبديُّ، أنبأنا عبد الله بن الفضل، عن عبد الله بن أبي الجوزاء، عن أُبي بن كعب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (يا بلالُ) فذكر نحوه تفرَّد به (7) .
(أبو رافع الصايغ واسمهُ نُفيع عن أُبي)
207 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وحسنُ بن موسى، وعفان. قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت.
وقال عفانُ: أنبأنا ثابت، عن أبي رافع، عن أُبَيّ [وحدثنا عبد الله، حدثنا هُدْبة بن خالد، حدثنا حماد بن ثابت عن أبي رافع عن أُبي بن كعب:
_________
(1) في المخطوطة: (سليمان بن قتيبة) وفي المسند: (مسلم) وقد تكرر نحو هذا والصواب ما أثبتناه.
(2) في الأصل المخطوط: ملك بن المعول (والصواب ما في المسند وما في كتب الرجال. طبقات الحفاظ85.
(3) في المخطوطة: (عن أبي الفضل) وهو عبد الله بن الفضل بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. ويعرف بابن الفضل تهذيب التهذيب 5/357.
(4) من حديث المشايخ عن أبيّ في المسند 5/143.
(5) زيادة من المسند والتهذيب 9/311.
(6) في المخطوطة: (قرة بن خالد) مصحفاً. وقرة بن حبيب بن يزيد ممن رووا عن معارك بن عباد تهذيب التهذيب 8/370، 10/197.
(7) من حديث المشايخ عن أبي في المسند 5/143.(1/172)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] (1) (كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فسافر سنة، فلم يعتكف، فلما كان العام المقبلُ اعتكف عشرين يوماً) (2) .
رواه أبو داود (3) والنسائي (4) وابن ماجه (5) من حديث حماد بن سلمة (6) .
(أبو العالية الرياحِي عن أُبي)
_________
(1) زيادة من المسند حتى يكتمل سند الخبر.
(2) من حديث المشايخ عن أبي في المسند 5/141.
(3) من كتاب الصيام: باب الاعتكاف في سنن أبي داود 1/573.
(4) النسائي في الكبرى كما في التحفة 1/39.
(5) سنن ابن ماجه. كتاب الصيام: باب ماجاء في الاعتكاف 1/562.
(6) في المخطوطة: (خالد بن سلمة) وحماد عندهم جميعاً وهو من تلاميذ ثابت البناني وعبد الرحمن بن مهدي من تلاميذ حماد يراجع التهذيب 3/11.(1/173)
208 - حدثنا أبو سعد محمد بن ميسر (1) الصاغاني، حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبي بن كعب: (أن المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -:) يا محمد انْسُبْ لنا ربك، فأنزل الله تبارك وتعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (2) رواه الترمذي، عن أحمد بن منيع، عن أبي سعد (3) محمد بن ميسر به ثم رواه، عن عبد بن حُميد، عن عُبيد الله ابن موسى، عن أبي جعفر عن الربيع، عن أبي العالية مرسلاً، وقال: هذا أصحُّ (4) .
_________
(1) هنا وفي المسند: (أبو سعيد) والصواب ما أثبتناه.
يراجع: تهذيب التهذيب 9/484 التاريخ الكبير للبخاري 1/245 المشتبه 568.
(2) من حديث أبي العالية عن أبي في المسند 5/133.
(3) في المخطوطة (عن أبي سعيد محمد بن مسير) وتقدم التنبيه إليه.
(4) كتاب التفسير: سورة الإخلاص من سنن الترمذي 5/121، 122. وقال الترمذي تعليقاً على الطريق الثاني: وهذا أصح من حديث أبي سعد ثم أوضح أسماء أبي سعد وأبي جعفر وأبي العالية. وكأنه يغمز محمد بن ميسر.
ومهما يكن من أمر فقد قال البخاري: فيه اضطراب.
سنن الترمذي 5/450 مسند أحمد 5/134 التاريخ الكبير 1/245.(1/173)
209 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان عن أبي سلمة، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبي بن كعبٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بشِّر هذه الأمة بالسناء، والرِّفعةِ، والدين، والنصر، والتمكين في الأرض) - وهو يشك في السادسة - قال: (فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب) قال عبد الله: قال أبي: أبو سلمة/ هذا المغيرةُ بن مسلم أخو عبد العزيز بن مُسلم القسملَي (1) .
210 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن أبي بكر المُقدمي، حدثنا معتمر ابن سُليمان، حدثنا سفيان الثوري، عن أبي سلمة الخُراساني، عن الربيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، عن أُبي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -[مثله] (2) .
211 - حدثنا عبد الله. قال: وحدثني أبو الشعثاء: عليُّ بن الحسن الواسطي، عن يحيى بن يمان، عن سفيان، عن مغيرة السراج، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبَي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بشر هذه الأمة بالسناء، والرفعة، والنصر، والتمكين في الأرض، فمن عمِلَ منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب) وهذا لفظ المُقدمي تفرَّد به (3) .
212 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، وحدثنا عبد الله، حدثنا عبد الواحد بن غياث (4) ، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، عن الربيع ابن أنس - قال عبد الواحد (5) - في حديثه: قال حدثنا الربيع، عن أبي العالية، عن أُبي ابن كعبٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال:
_________
(1) المسند 5/134 من حديث أبي العالية عن أبي.
(2) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند 5/134.
(3) المسند 5/134 من حديث أبي العالية عن أبيّ.
(4) في المخطوطة: (عبد الواحد بن عفان) والصواب ما أثبتناه وهو عبد الواحد بن غياث المربدي البصري أبو بحر الصيرفي. تهذيب التهذيب 6/438.
(5) مابين الشرطتين ليس في لفظ المسند.(1/174)
(بشر هذه الأمَةِ بالسناء والرفعة (1) والنصر، والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب (2)) .
_________
(1) ليس في لفظ المسند) والرفعة) .
(2) المسند 5/134 من حديث أبي العالية عن أبي.(1/175)
213 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو يحيى محمد بنُ عبد الرحيم البزارُ، حدثنا قبيصةُ، حدثنا سُفيان، عن أيوب، عن أبي العالية، عن أُبي. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بشر هذه الأمة بالسناء والتمكين، في البلاد، [والنصر] (1) والرفعة في الدين، ومن عمل منهم بعمل الآخرة للدنيا فليس له في الآخرة نصيبٌ) تفرد به (2) .
214 - حدثنا عبد الله، حدثني روح بن عبد المؤمن المُقْرِي، حدثنا عُمرُ ابن شقيق، حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبي بن كعب قال: (انكسفت الشمسُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم فقرأ بسورة من الطولٍ [ثم ركع خمس ركعات، وسجدتين، ثم قام الثانية، فقرأ بسورة من الطُّول، ثم ركع خمس ركعات] (3) وسجد سجدتين، ثم جلس كما هو مستقبل القبلة يدعو، حتى انجلى كسوفها) (4) . رواه أبو داود، عن أبي مسعودٍ عن أحمد بن الفُراتِ، عن محمد بن عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن أبي جعفر. قال أبو داود: وحُدِّثت/ عن عمر بن شقيق، حدثنا أبو جعفر به (5) .
215 - حدثنا عبد الله، حدثنا روح بن عبد المؤمن، حدثنا عمرُ بن شقيق، حدثنا أبو جعفر الرازي، حدثنا الربيع بن أنس، عن أبي العالية،
_________
(1) زيادة من المسند.
(2) المسند 5/134 من حديث أبي العالية عن أبيّ، وهو من الزوائد.
(3) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند.
(4) المسند 5/134 من حديث أبي العالية عن أبي، وهو من زوائد عبد الله بن أحمد على أبيه وسنن أبي داود 1/669.
(5) قال المنذري: في إسناده أبو جعفر الرازي وفيه مقال، واختلف فيه قول ابن معين وابن المديني، واسمه عيسى بن عبد الله بن ماهان سنن أبي داود 1/270 مختصر السنن للمنذري 2/41.(1/175)
عن أبي بن كعب: (أنهم جمعوا القرآن في مصاحف في خلافة أبي بكر، [رضي الله عنه] وكان رجال يكتبون، ويُملى عليهم أُبي بن كعب، فلما انتهوا إلى هذه الآية من سورة براءة {ثُمَّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَفْقَهُونَ} (1) فظنوا أن هذا آخر ما أُنزل من القرآن، فقال لهم أبي: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقرأني بعدها {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} إلى {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} (2) [ثم] قال: هذا آخر ما أُنزل من القرآن، قال: فختم بما فتح به [بالله الذي] (3) لا إله إلا هو، وهو قول الله تبارك وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} (4) تفرد به.
_________
(1) بعض آية 127 سورة التوبة.
(2) الآيتان 128، 129 سورة التوبة.
(3) في المخطوطة: (بما فتح به بالذي لا إله إلا هو) والتزمنا باللفظ عند أحمد.
(4) المسند 5/134 من حديث أبي العالية عن أبي وهو من زوائد عبد الله بن أحمد على أبيه، والآية رقم) 25) الأنبياء.(1/176)
216 - حدثنا وكيع، حدثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، عن أُبي ابن كعب في قول الله تبارك وتعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} الآية (1) قال: (هن أربع وكلهن عذاب، وكلهن واقع لا محالة، فمضت اثنتان بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخمسٍ وعشرين سنة، فأُلبسوا شيعاً (2) ، وذاق بعضهم بأس بعضٍ، وبقي اثنتان واقعتان لا محالة: الخسف والرجم) تفرد به (3) .
217 - حدثنا عبد الله [حدثني أبي حدثنا روح بن] (4) عبد المؤمن،
_________
(1) الآية (65) الأنعام.
(2) ألبسوا شيعا: من قوله تعالى {أويلبسكم شيعاً} واللبس الخلط يقال: لبست الأمر بالفتح ألبسه بالكسر إذا خلطت بعضه ببعض. أي يجعلكم فرقاً مختلفين النهاية 4/46.
(3) المسند 5/134 من حديث أبي العالية عن أبيّ.
(4) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند.(1/176)
حدثنا عمر بن شقيق، حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن (1) أنس، عن أبي العالية، عن أُبي بن كعب في قوله تبارك وتعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ} (2) فذكر نحوه، وقال في حديثه: (الخسفُ والقذفُ) (3) .
_________
(1) في المخطوطة: (الربيع عن أنس) وهو خطأ من الناسخ.
(2) الآية 65 سورة الأنعام.
(3) المسند 5/135 من حديث أبي العالية عن أبيّ.(1/177)
218 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو صالح هديةُ بن عبد الوهاب المروزي، حدثنا الفضل بن موسى، حدثنا عيسى بن عُبيد، عن الربيع بن (1) أنسٍ، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب. قال: (لما كان يوم أُحدٍ قُتِلَ من الأنصار [أربعة] (2) وستون رجلاً، ومن المهاجرين ستةٌ، فقال أصحابُ محمد - صلى الله عليه وسلم -: لئن كان [لنا] يوم مثلُ هذا [من المشركين] (3) لنربين عليهم، فلما كان يوم الفتح قال رجل لا يُعرفُ: لا قريس بعد اليوم. فنادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - /: (أمِنَ الأسودُ والأبيض إلا فلاناً وفلاناً) ناساً سماهم؛ فأنزل الله سبحانه وتعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} (4) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (نصبْرُ ولا نُعاقبُ) (5) رواه الترمذي (6) والنسائي (7) جميعاً في التفسير، عن أبي عمار حُسين ابن حُريثٍ، عن الفضل بن موسى به، وقال الترمذي: حسن غريبٌ.
219 - حدثنا عبد الله حدثني [سعيد بن] (8) محمد بن سعيد
_________
(1) في المخطوطة: (الربيع عن أنس) وهو خطأ من الناسخ.
(2) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند. وهو الصواب بدليل ما يأتي.
(3) مابين المعكوفات زيادة من المسند. وقوله: لنربين أي لنزيدن ولنضاعفن النهاية 2/63.
(4) الآية 126 سورة النحل.
(5) من حديث أبي العالية عن أبي في المسند 5/135.
(6) الحديث أخر جه الترمذي مع اختلاف في بعض لفظه وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث أبيّ بن كعب 5/299.
(7) النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 1/13.
(8) مابين المعكوفين تصويب لاسم الجرمي يراجع تهذيب التهذيب 4/76.(1/177)
الجرمي - قدم من الكوفة - حدثنا أبو تُميلة [حدثنا] (1) عيسى بن عبيد الكندي، عن الربيع ابن أنس، حدثني أبو العالية، عن أُبي بن كعب: (أنه أصيب يوم أُحُدٍ من الأنصار أربعة وستون، وأصيب من المهاجرين ستة وحمزةُ، فمثلوا بقتلاهم، فقالت الأنصارُ: لئن أصبنا منهم يوماً من الدهر لنُربينَّ عليهم، فلما كان يوم فتح مكة نادى رجل لا يُعرف: لا قريش بعد اليوم، فأنزل الله على نبيه: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خيرٌ للصابرين} فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كفوا عن القوم) (2) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: (حدثنا أبو تميلة عيسى) وهو سهو من الناسخ: وأبو تميلة اسمه يحيى بن واضح الأنصاري. وسعيد بن محمد الجرمي ممن رووا عنه وعيسى بن عبيد الكندي أبو المنيب المروزي. تهذيب التهذيب 4/76، 8/220، 11/293.
(2) المسند 5/135 من حديث أبي العالية عن أبي، وهو من زوائد عبد الله بن أحمد على أبيه.(1/178)
220 - حدثنا عبد الله، حدثني هديةُ بن عبد الوهاب، ومحمود بن غيلان، حدثنا الفضلُ بن موسى، أنبأنا حُسين بن واقد، عن الربيع بن أنس عن أبي العالية، عن أُبي بن كعب في قوله تعالى: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا} (1) قال: (مع كل صنمٍ جنية) تفرد به (2) .
221 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن يعقوب الربالي، حدثنا المعتمر بن سليمان، سمعتُ أبي يحدثُ، عن الربيع بن أنس عن رُفيع (3) : أبي العالية، عن أُبي بن كعب في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} (4) قال: (جمعهم، فجعلهم أرواحاً، ثم صورهم، فاستنطقهم، فتكلموا، ثم أخذ عليهم العهد والميثاق
_________
(1) بعض آية (117) النساء. (وذرياتهم) قراءة أبي.
(2) المسند 5/135 من حديث أبي العالية عن أبي. وهو من زوائد عبد الله بن أحمد على أبيه.
(3) في المخطوطة: (رفيع بن أبي العالية) وهو سهو من الناسخ.
(4) آية (172) سورة الأعراف.(1/178)
{وأشهدهُم على أنفسهم ألسْتُ بربكم} قال: فإني أشهدُ عليكم السموات السبع، والأرضين السبع، وأشهد عليكم أباكُم آدم أن تقولوا يومَ القيامة: لم نعلم بهذا. [اعلموا] (1) أنه لا إله [غيري] (2) ، ولا رب غيري، فلا تُشْركوا بي شيئاً. إني سأرسِلُ إليكم رُسُلي يذكرونكم عهدي، وميثاقي/ وأنزل عليكم كُتبي (3) قالوا: شهدنا بأنك ربنا، وإلهُنا، لا رب لنا غيرك، ولا إله لنا غيرك، فأقروُا بذلك، ورفع عليهم آدم ينظر إليهم، فرأى الغنى والفقير، وحسن الصُّورة ودون ذلك. فقال: رب لولا سويت بين عبادك؟ قال: إني أحبُّ (4) أن أُشْكرُ. ورأى الأنبياء فيهم مثل السُّرُج، عليهم النور، خُصوا بميثاق آخر في الرسالة والنبوة
وهو قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنْ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ} (5) إلى قوله: {وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} كان في تلك الأرواح، فأرسله إلى مريم، فحدث عن أُبي أنه دخل [مِنْ] فيها (.
تفرد به (6) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) في المخطوطة: (بهذا العلم) وما أثبتناه من المسند.
(2) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند.
(3) في المخطوطة: (كتبي ولا تشركوا قالوا) والتصويب من المسند.
(4) لفظ المسند) إني أحببت) .
(5) آية (7) الأحزاب.
(6) المسند 5/135 آخر حديث من حديث أبي العالية عن أُبَي بن كعب في المسند وهو من زوائد عبد الله بن أحمد على أبيه والزيادة التي بين قوسين بالرجوع إليه ويرجع أيضاً إلى تفسير ابن كثير 2/261، 3/469.(1/179)
222 - عن أُبي رواه الترمذي في التفسير: حدثنا علي بن حُجْرٍ، حدثنا الوليد بن مسلم، عن زهير بن محمد، عن رجل، عن أبي العالية، عن أُبيّ. قال: (سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قوله تعالى: [ {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} قال: عشرون ألفا] (1)) غريبٌ.
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل، وأثبتناه من حديث الترمذي في سننه: كتاب التفسير: سورة الصافات: 5/365، وقال الترمذي: هذا حديث غريب اهـ والآية 147 سورة الصافات.(1/179)
(حديث آخر عن أُبَي)(1/180)
223 - رواه النسائي في فضائل القرآن، وفي المناقب عن محمد بن يحيى بن أيوب، حدثنا سليمان بن عامرٍ، سمعت الربيع بن أنس يقول: (قرأت القرآن على أبي العالية، وقرأهُ أبو العالية على أُبَيّ بن كعبٍ وقرأهُ أُبي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (1) .
(أبو عثمان النهدي، واسمه عبد الرحمن بن مُلّ، عن أُبَي)
224 - حدثنا سفيان عن عاصم، عن أبي عُثمان، عن أُبيّ قال: (كان ابنُ عمٍ لي شاسع الدار. فقلتُ: لو أنك اتخذت حِماراً أو شيئاً؟ فقال: ما يسُرني أن بيتي مُطنَّبٌ (2) ببيت محمد - صلى الله عليه وسلم -. قال: فما سمعت فيه كلمةً أكره إليّ منها. قال: فإذا هو يذكر الخُطا إلى المسجد، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال: إن له بكل خطوةٍ درجةً) (3) .
225 - حدثنا عليُّ بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن المبارك (4) أنبأنا عاصم الأحول، عن أبي عثمان، حدثني أُبي بن كعب. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أما إنَّ لك ما احتسبتَ) (5) .
226 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن التيمي، عن أبي عثمان، عن أُبي بن كعب قال: (كان رجُلٌ بالمدينة/ لا أعلم رجلاً أبْعد منزلاً، أو دارًا من المسجد منه، فقيل له: لو اشتريت لك حماراً، فركبته في الظلماء، والرمضان، فقال: ما يسرني أن منزلي، أو داري إلى جنب المسجد فنُمى (6)
_________
(1) قال ابن أبي داود: (ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقراءة من أبي العالية، وبعده سعيد بن جبير، وبعده السدي، وبعده الثوري من تهذيب التهذيب 3/284.
(2) أي مشدود بالأطناب، يعني: ما أحب أن يكون بيتي إلى جانب بيته لأني أحتسب عند الله كثرة خطاي من بيتي إلى المسجد اهـ النهاية 3/140.
(3) المسند 5/133 من حديث أبي عثمان النهدي عن أبيّ.
(4) في المخطوطة: (عبد الملك) والصواب كما في المسند 5/133.
(5) المسند 5/133 من حديث أبي عثمان النهدي عن أبيّ ومسلم في الصحيح 1/461.
(6) فنمى الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك.(1/180)
الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما أردت بقولك: ما يسُرني [أن منزلي أو قال داري إلى جنب المسجد] (1) قال: أردت أن يُكتب إقبالي إذا أقبلت إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، قال: أعطاك الله تعالى ذلك كله، أو أنطأك (2) الله ما احتسبت أجمع، أو انْطَاكَ الله ذلك كله ما احتسبت أجمعَ) (3) . رواه مسلم (4) ، وأبو داود (5) من حديث سليمان أيضاً، وابن ماجه من حديث عاصم الأحول كلاهما عن أَبي عبد الرحمن بن مُلّ عن أُبَي (6) .
_________
(1) مابين المعكوفين أثبتناه من لفظ المسند.
(2) أنطاك: بمعنى أعطاك وهي لغة أهل اليمين أهـ النهاية 5/76.
(3) المسند 5/133 من حديث أبي عثمان النهدي عن أبيّ.
(4) صحيح مسلم: المساجد ومواضع الصلاة: فضل كثرة الخطا إلى المساجد: 1/461.
(5) سنن أبي داود: الصلاة: ماجاء في المشي إلى الصلاة: 1/131.
(6) سنن ابن ماجه: كتاب المساجد والجماعات: باب الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجرا: 1/257 حديث رقم (783) وإسناده: صحيح.(1/181)
227 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن عاصم: سمعت أبا عثمان يُحدث عن أُبي قال: (كان رجل يأتي الصلاة، فقيل له: لو اتخذت حماراً يقيك الرمضاءَ، والشوك، والوقع (1) - قال شعبة وذكر رابعةً - قال محلوفة: ما أحبُّ أن طُنبي بطنب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذُكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: لك ما نويت، أو قال [لك] أجر ما نويت) شعبة يقول ذلك (2) .
228 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عمرو بن العباس الباهلي، حدثنا سفيان، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن أُبي: (أن رجلاً اعتزى، فأعضّه أُبيٌّ بهن أبيه، فقالوا: ما كنت فحّاشاً قال: إنا أُمِرنَا بذلك (3)) تفرد به.
_________
(1) الوقع بالتحريك أن تصيب الحجارة القدم فتوهنها. النهاية 4/225.
(2) المسند 5/133 من حديث أبي عثمان النهدي عن أبي. وما بين المعكوفين زدناه من المسند.
(3) المسند 5/133 من حديث أبي عثمان النهدي عن أبيّ. والحديث من الزوائد وورد في المخطوطة حدثني محمد بن عمرو بن العاص وهو خطأ والصواب: (ابن العباس) .(1/181)
(أبو نضرة عن أبيّ)(1/182)
229 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن أبي بكر المقدَّمي، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، وحدثنا عبد الله قال: وحدثني وهب بن بقية (1) حدثنا خالدٌ الواسطي، قال الثقفي في حديثه: حدثنا أبو مسعود الجُريري، وقال وهب: أنبأنا خالد (2) عن الجُريري عن أبي نضرة (3) قال: قال أُبَي بن كعب: (الصلاة في الثوب الواحد سُنَّة، كما نفعلُه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا يُعاب علينا. فقال ابن مسعود: إنما كان ذلك إذا كان في الثياب قلة، فأما إذا وسَّعَ الله، فالصلاة في الثوبين أزكى) (4) . تفرد به.
(أبو هريرة الدّوسي عن أُبيٍّ) /
230 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله ابن نُمير - وهذا لفظ حديث ابن نُمير - قال: [حدثنا] أبو أسامة عن عبد الحميد ابن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه عن أبي هريرة، عن أُبي ابن كعب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أنزل الله [عز وجل] في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن، وهي السبع المثاني، وهي مقسومةٌ بيني وبين عبدي ولعبدي ما سألَ) (5) . رواه الترمذي (6) والنسائيُّ (7) عن الحسين عن (8) الفضل بن موسى عن عبد الحميد بن جعفر به.
_________
(1) في المسند: (وهب) فقط. والزيادة لا بأس بها إذ أنه وهب بن بقية بن عثمان الواسطي تهذيب التهذيب 11/159.
(2) في المخطوطة: (خلف) وهو تحريف من النساخ إذ هو خالد بن عبد الله الواسطي روى عن وهب ابن بقية تهذيب التهذيب 3/100.
(3) في المسند: (عن أبي نضرة بن بقية) والصواب ما أورده المصنف هنا إذ أن أبا نضرة هو المنذر بن مالك تهذيب التهذيب 10/302.
(4) من حديث المشايخ عن أبي في المسند 5/141.
(5) من حديث أبي هريرة عن أبي في المسند. والزيادة بالرجوع إلى لفظه 5/114.
(6) سنن الترمذي أبواب فضائل القرآن: ماجاء في فضل فاتحة الكتاب 5/155.
(7) سنن النسائي: الصلاة. فضل فاتحة الكتاب 2/107.
(8) في المخطوطة: (الحسين بن الفضل) والصواب كما أثبتناه وكما جاء في النسائي.(1/182)
231 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسماعيل (1) أبو معمر، حدثنا أبو أسامة، عن عبد الحميد بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه عن أبي هريرة، عن أُبي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا أُعلمك سورة ما أُنزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في القرآن مثلها. قلت: بلى. قال: فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقمت معه، فأخذَ بيدي، فجعل يُحدثُني، حتى بلغ قرب الباب، قال فذكرتهُ فقلت: يارسول الله، السورة التي قلت لي؟ قال: فكيف تقرأ إذا قمت تُصلي فقرأ بفاتحة الكتاب. فقال: هي هي، وهي السبع المثاني، وهي القرآن العظيم الذي أوتيت بعد) (2) . وسيأتي في مسند أبي هريرة قال عبد الله: سألتُ أبي عن العلاء (3) بن عبد الرحمن، وسهيل بن أبي صالح، فقدم العلاء على سُهيل، وقال: لم أسمع أحداً ذكر العلاء بسوء وقال: [أبو] عبد الرحمن: وأبو صالح أحبُّ إليَّ من (4) العلاء.
(ابن الحوتكية عن أُبيٍّ (5))
232 - قال: (جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بضبٍ قد شواهُ) الحديث. رواه النسائيُ من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية عنه به قال النسائي:
_________
(1) في المسند اقتصر على قوله: (حدثنا أبو معمر) والزيادة هنا حسنة إذ هو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر أبو معمر تهذيب التهذيب 1/273.
(2) من حديث أبي هريرة عن أبي في المسند 5/114.
(3) الزيادة من المسند والعلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني مولى الحرقة يروى عن أبيه وعن أنس. وأبو صالح هو السمان: سهيل بن أبي صالح يراجع تهذيب التهذيب 4/263، 8/186 والميزان 2/243، 3/102.
(4) في المخطوطة: (من أبي العلاء) وهو خطأ واضح.
(5) في المخطوطة: (من أبي العلاء) وهو خطأ من الناسخ، والصواب: (عن أبي) وابن الحوتكية:
يزيد ابن الحوتكية التميمي الكوفي. روى عن عمر، وعمار، وأبي ذر وأبي الدرداء
وأُبي بن كعب، وعنه موسى بن طلحة بن عبيد الله. قال أبو هاشم: لا أعلم أحداً
سماه غير حجاج بن أرطأة، وذكره ابن حبان في الثقات تهذيب التهذيب 11/321 الميزان 4/421.(1/183)
أبو ليلى: سيئ الحفظ، والصوابُ أنهُ عن أبي ذر، ولعلهُ قد سقط ذرٌ فبقى عن أُبَيٍّ. والله أعلم (1) .
/ (بعض أصحاب محمد بن سيرين عن أُبي)
_________
(1) أخرجه النسائي في السنن 4/192.(1/184)
233 - (أنه أمَّهُم في شهر رمضان، فكان يَقْنتُ في النِّصف الأخير منه) رواه أبو داود، عن أحمد بن حنبل، عن محمد بن بكرٍ، عن هشام عن محمد، عن بعض أصحابه: (أن أبيًّا أمّهمُ) فذكره (1) .
(أم وَلَدِ أُبيّ بن كعب عن أُبَي)
234 - حدثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أُمية، عمن حدثه، عن أمّ وَلد أُبي بن كعبٍ، عن أُبي بن كعب: (أنه دخل رجل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: متى عهدك بأم ملدَمٍ (2) ؟ - وهو حرّ بين الجلد واللحم - قال: إن ذلك وَجَعٌ ما أصابني قط. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مثل المؤمن مثل الخَامَهِ تحمرُّ مرةً، وتصفرُّ أخرى) (3) تفرد به ورواه أبو يعلى، عن محمد بن عبادٍ، عن سفيان [به، وزاد: (والكافر كالأرزة، ولقد دخل بوجه كافر، وخرج بحقبى غادر، وما هو] بالذي يُسلم) (4) .
18 - (أُبي بن مالك) (5)
ويقال: أبو مالك، ويقال مالك، ويقال: عَمْرو بن مالك وأظُنه الذي يُقال له: مالك بن الحُوَيْرِث.
_________
(1) سنن أبي داود = كتاب الصلاة: باب القنوت في الوتر: 1/330.
(2) أم ملدم = كناية عن الحمى اهـ النهاية 4/246.
(3) المسند 5/142 من حديث المشايخ عن أُبيّ.
(4) عبارة سقطت من الأصل - يراجع جمع الجوامع للسيوطي 1/736 ومجمع الزوائد للهيثمي 2/293.
(5) انظر ترجمته في الإصابة 1/20، الاستيعاب 1/53 أسد الغابة 1/13 وطبقات ابن سعد 7/50.(1/184)
وكأنَّ زرارة لم يضبطْه، وقد فُرقت هذه الأسماء في الأصل لغير واحدٍ. حديثه في سادس الكوفيين (1) .
_________
(1) يتضح عدم ضبط زرارة بن أوفى لاسم أبي مالك من قول البخاري في التاريخ الكبير: (حدثنا عمرو، حدثنا شُعبة، عن قتادة قال: سمعت زرارة بن أوفى عن رجل من قومه من بني عامر يقال له: أبي بن مالك سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -) . وبعد أن ساق الحديث قال:
(وقال لنا آدم: حدثنا شعبة، حدثنا علي بن زيد، عن زرارة بن أوفى، عن رجل من قومه يقال له: مالك - أو أبو مالك - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله. ويقال: عمرو بن مالك. وقال ابن معين: ليس في أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أبي بن مالك إنما عمرو بن مالك) .
وقول المصنف: (حديثه في سادس الكوفيين) يحتاج إلى نظر فهو يعد في البصريين ورجال السند كلهم بصريون. التاريخ الكبير للبخاري 2/40 المعجم الكبير للطبراني 1/202.(1/185)
235 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، سمعت قتادة يحدث، عن زُرارة بن أوْفى، عن أُبي [بن] (1) مالك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من أدرك والديه، أو أحدهما، ثم دخل النار [من بعد ذلك] فأبعده الله، وأسحقهُ) (2) تفرد به.
236 - حدثنا بهزٌ، وعفان. قالا: حدثنا حمادُ بن سلمة، قال عفانُ في حديثه قال: حدثنا عليُّ بنُ زيدٍ، عن زرارة بن أوفَى، عن مالك بن عمرو القُشَيري (3) قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من أعتق رقبةً مسلمةً فهي فداؤهُ من النار) . قال عفَّانُ: (مكان/ كل عظمٍ من عظام مُحررة بعظم من عظامه، ومن أدرك أحدَ والديه ثم لم يغْفِر الله له، فأبعده الله؛ ومن ضمّ يتيماً من أبوين (4) مسلمين. قال عفانُ: إلى طعامه، وشرابه، حتى يُغنيهُ الله وجبتْ له الجنةُ) (5) .
_________
(1) زيادة من المسند.
(2) من حديث أبيّ بن مالك في المسند 4/344.
(3) في المخطوطة: (القهرى) والصواب ما أثبتناه وهو يوافق ماجاء في المسند.
(4) في المخطوطة: (أبويه) .
(5) حديث مالك بن عمرو القشيري في المسند 4/344 وإسناده ضعيف. فيه علي بن زيد وهو ابن عبد الله بن زهير بن جدعان، وكان رافضياً. قال فيه الإمام أحمد: ضعيف. وقال البخاري: لا يحتج به. الميزان 3/127، المغني في الضعفاء 2/447.(1/185)
19 - (أحمدُ بن عُجيَّان على وزن عليَّان) (1)
ومنهم من يشددُ الياءَ، ذكره ابن يونسٍ فيمن وفد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وشهد فتح مصر أيام عمرو بن العاص، واختطَّ لهُ بها محلة معروفة به بالجيزة. قال الدارقطنيُّ: ولا أعلم له روايةً (2) .
20 - (أحزَاب بن أسيدٍ: أبو رُهم السِّمَاعي) (3)
ويقال: السَّمَعِيّ نسبة إلى السمعِ بن مالك الظَّفرى، بفتح الظاء المعجمه ذكره محمد بن سعدٍ (4) ، وابن أبي خيثمة في الصحابة، وقال البخاري: هو تابعيٌّ.
237 - قال هِشامُ بن عمار، حدثنا مُعاوية بن يحيى الأطرابلسيُّ، عن معاوية بن سعيد التُّجيبي، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن أبي رُهمٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مِنْ أسرق السُّراق من يَسْرق لِسَان الأمير، وإنَّ من أعظم الخطايا من يقطتع مال امرئ مُسلمٍ بغير حق، وإنَّ من الحسنات عيادة المريض، وإنَّ من تمام عيادته أن تضع يدك عليه وتسأله كيف هو؟ وإنَّ من أفضل الشفاعة أن تشفع بين اثنين في
_________
(1) قال في المشتبه: عجيان بوزن عثمان، وقيل بوزن عليان. وقول المصنف: (ومنهم من يشدد الياء) تكرير لما قبله. ولعل الأصل: بوزن عثمان ومنهم من يشدد الياء.
اسد الغابة 1/65 الإصابة 1/29 الاستيعاب 1/268 المشتبه ص 3.
(2) قول الدارقطني: (لا أعلم له رواية) قاله ابن يونس أيضاً. وهو متقدم على الدارقطني تراجع الإصابة والمشتبه.
(3) السماعي، والسمعي بفتحتين، واختلف في أسيد فقيل بالفتح وقيل بالضم.. وهو مختلف في صحبته. قال ابن يونس: هو جاهلي عداده في التابعين، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. وقال أبو حاتم في كتاب المراسيل: ليست له صحبة.
تهذيب التهذيب 1/190، التاريخ الكبير للبخاري 2/64، الإصابة 1/21، أسد الغابة 1/65.
(4) ذكره ابن مسعد فيمن نزل الشام من الصحابة ولكنه لم يسمه. بل قال أبو رهم فقط تهذيب التهذيب.(1/186)
نكاحٍ حتى تجمع بينهما، وإنَّ من لبسه من الأنبياء القميص قبل السراويل، وإن مما يُستجاب الدعاء به عند العُطاس) (1) رواه أبو نُعيم من حديث علي بن عبد الله بن عبَّاس عن معاوية بن يحيى به.
(حديث آخر)
_________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير 12/336.
وقال ابن حجر في الإصابة معلقاً على هذا الخبر: إن كان أبو رهم هذا هو أحزاب فلا دليل على صحته بهذا الخبر لاحتمال أن يكون أرسله، وإن كان غيره فيحتمل. أهـ الإصابة 1/100.(1/187)
238 - قال أبو نُعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن بقية. قال: حدثنا خالد بن حُميد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي رُهْم صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من حرق نخلاً ذهَبَ رُبُع أجرهِ، ومَنْ عاسَر شريكه ذهب رُبْعُ أجره، ومن عصَى إمامهُ ذهب رُبْعُ أجره، ومن عَقر بهيمتهُ ذهب ربع أجْرِه) (1) .
21 - (أحمد بن حفص) (2)
وأما أحمد بن حفص بن المُغيرة بن عبد الله بن عمر/ بن مخزوم أبو عمرو بن حفصٍ زوج فاطمة بنت قيسٍ، ومُطلقها ثلاثا متتابعات، فهو ابن عم خالد بن الوليد، وابن عم أبي جهلٍ: عمرو بن هشام بن المغيرة، وابن عم حنتمة (3) بنت هاشم بن المغيرة أم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وهو الذي لاَم عمر بن الخطاب في عزلِهِ خالد بن الوليد عن نيابة الشامِ، فقال: لقد غَمَدْتَ سيفاً سَلَّهُ الله، ونزعت عاملاً استعمله رسول
_________
(1) في الأصل المخطوط: (أحمد بن إبراهيم) والتصويب من المعرفة لأبي نعيم 1/89.
(2) له ترجمة في أسد الغابة 1/66، الإصابة 1/22، 4/139 في الكنى.
(3) في المخطوطة: (حبيبة) وفي أسد الغابة: (خيثمة) والصواب ما أثبتناه قال الذهبي في المشتبه: حنتمة المخزومية أم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي بنت ذي الرمحين هاشم بن المغيرة، وأخطأ من جعلها أخت أبي جهل. بل هي بنت عمه.
وما ذكره الذهبي يوافق ماجاء في أسد الغابة والإصابة عند ترجمة عمر. المشتبه 275 أسد الغابة 2/518.(1/187)
الله - صلى الله عليه وسلم -. ووضعتَ لواء نصبهُ رسول الله، وقطعت رَحِمَكَ، وحسدت ابن عمك، فقال له عُمرُ: إنك قريبُ القرابة، حديث السنِّ، مغضبٌ في ابن عمِّك.
لم أر له رواية، والله الميسر، ثم رأيتُ أن مثل هذا روايةٌ، إذ فيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمَّرَ خالداً، وعقد له لواء.(1/188)
239 - فروى أبو نُعيم في أسماء الصحابة من طُرقٍ، عن عبد الله بن المبارك [عن سعيد] بن يزيد الإسكندراني، أني سمعتُ الحارث بن يزيد الخُضريُّ، يحدث عن علي بن رباح، عن ناشرة بن سمي اليزني قال: سمعت عمر بن الخطاب يوم الجابية (1) ، وهو يخطب الناس: إني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد، أني أمَرته أن يحبس هذا المال على المهاجرين [فأعطاه] (2) ذا البأسِ، وذا الشرف، وذا اللسان، فنزعتُه، وأثبتُّ أبا عُبيدة بن الجراح. فقال أبو عمرو بن حفصٍ [: والله ما عدلت] (3)
ياعُمر. لقد نَزعتَ عامِلاً استعمله رسول الله [- صلى الله عليه وسلم -] (4) وغمدت سيفاً سله
[رسول] الله، ووضعت لواءً نصبه رسول الله [- صلى الله عليه وسلم -] ولقد قطعت الرَّحِمَ
وحسدت ابن العم، فقال له عمر: إنَّك قريب القرابة، حديث السن، مُغضَبٌ في
ابن عمك) .
قال أبُو نُعيم: وحدثناه أبو بكر بن مالك، عن عبد الرحمن عن أبيه، عن علي ابن إسحاق عن ابن المبارك فذكره (5) .
_________
(1) الجابية: قرية تابعة لدمشق شمال حوران.
(2) مابين المعكوفين أثبتناه من أسد الغابة.
(3) مابين المعكوفين أثبتناه من أسد الغابة.
(4) مابين المعكوفين أثبتناه من أسد الغابة.
(5) الخبر أخرجه أبو نعيم في المعرفة 1/53.(1/188)
22 - (حديث أحْمر بن جِزِيّ) (1)
ابن شهاب بن جزء بن ثعلبة بن زيد بن مالكٍ بن سنانٍ الرّبعي السدُوسي قاله البخاريُّ. وقيل غير ذلك من نَسبَهِ، وضبطهُ الدارقطني بكسر الجيم والزاي، والمشهور بفتح الجيم فالله أعلم.
حديثه في سادِس الكوفيين وثاني البصريين.
240 - / حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا عبَّاد بن راشد، سمعت الحسن يقول: حدثنا أحمر بن جِزيّ صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنا كُنا لنأْوِى (2) لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يُجافي مرفقيه عن جَنْبيْه إذا سجد) (3) .
241 - حدثنا، وكيع، حدثنا عبَّادُ بن راشدٍ، عن الحسن قال: حدثنا أحمر صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنا كنَّا لنأوِى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ممَّا يجافي بيديه عن جنبيه إذا سجد (4)) رواه أبو داود (5) عن مسلم بن إبراهيم عن عباد بن راشدٍ وابن ماجه (6) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع.
_________
(1) أحمر بن جِزِي: اختلف في ضبط جزي. فقبل بفتح أوله وكسر ثانيه وفي آخره همزة بعد الياء، وقد تسهل فتصير الياء مدغمة. وقيل بكسر أوله وثانيه كما ضبطه الدارقطني، وقيل بفتح فسكون فهمزة (جزء) كما جاء في الإصابة.
عداده في البصريين. له حديث واحد في السجود رواه عنه الحسن البصري وحده وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 2/62.
ويراجع تهذيب التهذيب 1/190، الإصابة 1/22، الاستيعاب 1/94، أسد الغابة 1/66.
(2) إنا كنا لنأوى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال أبو منصور: هو بمنزلة قولك: كنا نرثي له ونشفق عليه من شدة إفلاله بطنه عن الأرض ومدة ضبعيه عن جنبيه. اللسان 1/180.
(3) من حديث أحمر بن جزي في المسند 4/342 وأخرجه أبو داود 1/555.
(4) من حديث أحمر بن جزي في المسند 5/30.
(5) سنن أبي داود: الصلاة: صفة السجود 1/207.
(6) سنن ابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها (السجود) 1/287 عن أحمر بن جزي وإسناده حسن.(1/189)
23 - (أحمر بن سَوَاء) (1)
أحمر بن سواء بن عَدِيّ بن مُرّة بن حُمْران بن عوف بن عَمْرو بن الحارث ابن سدوس السدوسي. عداده في الكوفيين.
242 - قال: (كان لي صنم أعبده، فعمدتُ إليه، فألقيتهُ في بِئر، ثم أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبايعَتهُ) . رواه أبو نعيم من طريق العلاء بن منهال عن إياد بن لَقيط عنه (2) .
24 - (أحمر بن مُعاوية) (3)
243 - أحمرُ بنُ مُعاوية بن سُليم بن لأى بن الحارث بن صُرَيم بن الحارث [وهو مقاعس] (4) بن عمر بن كعب بن زيد بن مناة أبو شِعْبل: (أنه كتب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتاباً، فكتب له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولابنه (5) كتاباً: (هذا كتابٌ لأحمر بن معاوية ولابنه شِعْبل في رِحَالهم وأموالهم، فمن آذاهُم فذِمّة الله منه خليّة إن كانوا صادقين) . وكتب علي بن أبي طالب، وختم بخاتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان في أديم عُكَاظي. ذكره أبو نُعيم (6) من طريق محمد بن عمر بن حفصٍ بن السكن بن سواء ابن شِعْبل بن أحمر بن مُعاوية، عن أبيه عن جده بهِ، وفيه انقطاع، وأصله عن وجادة (7) نسخة كتاب عندهم يتوارثونه، والله أعلم.
_________
(1) له ترجمة في الإصابة 1/22 وأسد الغابة 1/67.
(2) الخبر أخرجه أبو نعيم في المعرفة 1/80 ويرجع إليه في الإصابة وأسد الغابة وفيه، قال ابن منده: هذا حديث غريب، والعلاء كوفي يجمع حديثه. ولم نكتبه إلا من هذا الوجه.
(3) له ترجمة في الإصابة 1/22.
(4) في المخطوطة: (وهو مطاعن الأسنة) وهو خطأ من الناسخ.
(5) في المخطوطة: (ولأبيه) وهو سهو من الناسخ.
(6) أخرجه أبو نعيم في المعرفة 1/81.
(7) الوجادة: مصدر وجد يجد مولد غير مسموع من العرب. وهو اصطلاح عند المحدثين لما أخذ من العلم من صحيفة من غير سماع ولا إجازة ولا مناولة.
والحديث أخرجه أيضاً البغوي والطبري، وقال ابن السكن: إسناده مجهول. وقال أبو نعيم: غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه.
تراجع مقدمة ابن الصلاح 292 الإصابة 1/23.(1/190)
25 - /) أحمر أبو عَسيبٍ) (1)
قال أبو نعيم: روى عنه أبو عمران الجوني، وحازم بن القاسم مختلف
في اسمه.
244 - حدثنا أبو بكر بن خلاّدِ، حدثنا الحارث بن أبي أسامَة، عن يزيد بن هارون، أنبأنا مسلمُ بن عُبيد أبو نُصيرة، سمعت أبا عسيب مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أتاني جبريلُ بالحُمى والطاعون، فأمسكْتُ الحمَّى بالمدينة، وأرسلتُ الطَّاعون إلى الشام، والطاعون شهادةٌ ورحمة لأمتي ورجسٌ على الكافرين) (2) .
245 - حدثنا سُريج، حدثنا حشرج، عن أبي نُصيرة، عن أبي عَسِيب، قال: (خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلاً، فمر بي، فدعاني إليه، فخرجت، ثم مر بأبي بكر، فدعاه، فخرج إليه، ثم مر بعمر، فدعاه، فخرج إليه، فانطلق حتى دخل حائطاً لبعض الأنصار، فقال لصاحب الحائط: أطعمنا برًّا، فجاء بعذْق (3) ، فوضعه، فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، ثم دعا بماء بارد فشرب، فقال: لتُسْألنَّ عن هذا يوم القيامة. قال: فأخذ عمر العِذْق، فضرب به الأرض حتى تناثر البُسر قِبَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم قال: يارسول الله أئنا لمسئولون عن هذا يوم القيامة؟ قال: نعم، إلا من ثلاث: خِرقة كف بها الرجل عورته، أو كسرة سد بها جوعه، أو جُحراً يتدخل فيه من الحر والقر) (4) .
246 - حدثنا بَهْز، وأبو كامل. قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن
_________
(1) له ترجمة في الإصابة 1/22 وفي الكنى 4/133 وأسد الغابة 1/67.
(2) أبو نعيم في المعرفة 1/80 والمسند 5/81.
(3) العذق بكسر العين: العرجون بما فيه من الشماريخ. النهاية 3/199.
(4) مسند أحمد 5/81 الإصابة 1/255.(1/191)
أبي عمران - يعين الجوْني - عن أبي عَسِيب. أو ابن عسيب. قال بهز: (إنه شهد الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قالوا: كيف نصلي عليه؟ قال: ادخلوا أَرْسالا أرسالا. قال: فكانوا يدخلون من هذا الباب، فيصلون عليه، ثم يخرجون من الباب الآخر. قال: فلما وُضِع في لحده - صلى الله عليه وسلم - قال المغيرة: قد بقي من رجليه شئ لم يصلحوه. قالوا: فادخل فأصلحه، فدخل وأدخل يده فمسَّ قدميه، فقال: أهيلوا عليَّ بالتراب، فأهالوا عليه بالتراب، حتى بلغ أنصاف ساقيه، ثم خرج، فكان يقول: أنا أحدثكم عهداً برسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (1) .
_________
(1) مسند أحمد 5/81 أسد الغابة 1/215.(1/192)
26 - (أحمر: مولى أم سلمة) (1)
247 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن أحمر بن حَمْدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا جُبارة بن المغلّس، حدثنا شريك، عن عمران النَّخلي، عن أحْمر مولى أم سلمة. قال: (كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوةٍ، فمررنا بوادٍ أوْ نهرٍ، فكنتُ أُغْبِر الناس، فقالَ: ما كنتَ منذُ اليوم إلا سفينةً) (2) قلت ستأتي أحاديثُ سفينة في حرف السين، والله أعلم.
27 - (الأحْمَرِي) (3)
يقال: إن له إدراكا يُعدُّ في المدنيين.
248 - قال أبو نعيم: أنبأنا [أبو] (4) خيثمة، أنبأنا ابن أبي مرة
- يعني عبد الله - حدثنا إبراهيم بن عمر، وحدثنا إسماعيل، حدثنا إبراهيم
ابن أبي حبيبة (5) ،
_________
(1) () ... له ترجمة في أسد الغابة 1/66 والإصابة 1/53.
(2) الحلية لأبي نعيم 1/369 أسد الغابة 1/66 الإصابة 1/23.
(3) له ترجمة في الإصابة 1/23 وأسد الغابة 1/68.
(4) إضافة ليصح الاسم، وأبو خيثمة: زهير بن معاوية بن خديج أبو خيثمة الكوفي روى عنه أبو نعيم. تهذيب التهذيب 3/351.
(5) في أسد الغابة: (إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة) وفي الإصابة: (إسماعيل بن أبي حبيبية) .
وأقرب المصادر إلى الصحة ما ورد في المخطوطة: (حدثنا إسماعيل حدثنا إبراهيم بن أبي حبيبة) وإسماعيل بن أبي أويس. روى عن إبراهيم بن أبي حبيبة عن عبد الله بن أبي سفيان.
ولعل الذي أدّى إلى هذا الخطأ أن (إسماعيل) جاء في نسب ابن أبي حبيبة. فهو: إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة. تهذيب التهذيب 1/104، 288.(1/192)
عن عبد الله بن أبي سفيان، عن أبيه، عن الأحمري قال:
(كنتُ وعَدْتُ امرأتي بِعُمرةٍ، فغزوتُ، فوجدتْ من ذلك وجْداً شديداً،
فشكوتُ ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: مُرها فَلْتَعْتمر في رمضان، فإنها
تَعْدِلُ حجَّةً) (1) . وكذلك أخرجه أبو القاسم البغوي في مُعجمهِ عن عبد الله.
تفرَّدَ به.
_________
(1) أبو نعيم في المعرفة 1/81، البغوي في معجم الصحابة 1/28، أسد الغابة 1/68.(1/193)
28 - (الأدرع السُّلَمِي) (1)
249 - قال ابن ماجه في الجنائِز: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا زيد ابن (2) الحُباب، حدثنا موسى بن عُبيدة، حدثني سَعِيد بن أبي سعيد، عن الأدْرع السُّلمي قال/: (جئتُ ليلةً أحْرُس النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإذا رجل قِرَاءتُهُ عاليةٌ، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: يارسول الله هذا مُراءٍ. قال: فمات بالمدينة، ففرغوا من جهازِه (3) فحملوا نعشهُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ارفُقُوا به رِفقَ الله به. إنه كان
يُحبُّ الله ورسوله (قال: وحفر حُفْرتهُ، فقال: أوْسِعُوا له أوْسِعُوا أوْسَعَ الله
عليه، فقال بعض أصحابه: يارسول الله لقد حزنتَ عليه؟ قال: أجل إنه كان
يُحب الله ورسوله) (4) .
_________
(1) له ترجمة في الإصابة 1/26 وأسد الغابة 1/70.
(2) في المخطوطة: (يزيد بن الحباب) والصواب كما أثبتناه يراجع ابن ماجه.
(3) في المخطوطة: (من جنازة) وما عند ابن ماجه أدق.
(4) قال في الزوائد: (ليس لأدرع السلمي في الكتب الستة سوى هذا الحديث وفي إسناده موسى بن عبيدة) .
وأخرجه ابن ماجه في سننه: كتاب الجنائز: باب ماجاء في حفر القبر: 1/497، وقد علق عليه البوصيري في زوائده بقوله: في إسناده موسى بن عبيدة، قيل: هو منكر الحديث أو ضعيف.
وقال ابن حجر في الإصابة: فيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.(1/193)
29 - (الأدرعُ الضَّمْرِي: أبو الجَعْد) (1)
يأتي في الكُنى: حديث في التَوعُّدِ على تَرْك الجمعة في النكال.
30 - (أُدَيْمٌ التَّغلبيُّ) (2)
250 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو بكر الطّلْحِي. أنبأنا عبيدُ بن غنَّامٍ عن علي ابن حَكيم. أنبأنا إسرائيل، عن منصُورٍ [عن] أبي وائلٍ، عن الضُّبيّ بن معبدٍ قال: (كنتُ قريب عهدٍ بنصرانية، فأسلمتُ، وأردت الحج فسألتُ رجلاً من قومي يقال له أُدَيْمٌ، فأمرني أن أقرِنَ (3) ، وأخبرني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرنَ) . وفي رواية عن أدِيم ومنهم من ضبطها بضم الهمزة، وفي رواية هُديم، ومنهم من يقول هُذيم بن عبد الله.
31 - (أُذَينة بن الحارث بن يَعْمر بن عَوفٍ) (4)
ابن كعب بن عامر بن ليث بن بكرٍ بن عبد مناة بن خُزيمة بن
مدركة بن إلياس بن مضرَ بن نِزارِ بن مَعَدِّ بن عدنان العبدي أبو عبد الرحمن
الفقيه.
251 - قال أبو داود الطيالسي، عن سلام أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أُذَينة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من حَلفَ على يمين، ورأى خيراً منها، فليَأتِ الذي هو خيرٌ، وليكفر عن يَمينه) . رواه أبو نعيم من طرقٍ عن أبي الأحوص سلامِ بن سُليم (5) .
_________
(1) انظر ترجمته في الإصابة 1/26 وأسد الغابة 1/70.
(2) انظر ترجمته في أسد الغابة 1/71 والإصابة 1/101، وهو من بني تغلب وكانوا نصارى.
(3) القران: هو جمع الحج مع العمرة بإحرام واحد. والخبر أخرجه أبو نعيم في المعرفة 1/88 وابن ماجه 2/989 والبيهقي في السنن الكبرى 5/113.
(4) له ترجمة في الإصابة 1/26 والاستيعاب 1/71 وأسد الغابة 1/71 والطبراني 1/297.
(5) أخرجه الطبراني أيضاً ويرجع إليه في المعجم الكبير 1/297.(1/194)
32 - (أرطاهُ بن المُنْذِرِ) (1)
252 -[قال عبدان المروزي حدثنا هشام بن عمار، حدثنا مسلمة بن علي حدثنا نصر بن علقمة عن أخيه عن] (2) ابن عائذ عنه: /قال: (لقد قتلَتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعةً وتسعين من المشركين، وما أحبُّ أني قتلتُ مثلهُم وأني كشفتُ قناع رجل من المسلمين) .
والصحيح لقيطُ بن أرطَاة كما سيأتي. فأما أرطاةُ بن المنذرِ (3) فلم يروِ عن أحد من الصحابةِ إنما يَروي عن التابعين وتابعيهم والله أعلم.
33 - (حديث أرقم بن أبي الأرقم المخزومي) (4) .
أسلم قديما، وكان داره هي التي عند الصفا، فقام معهم في الدعوة إلى الإسلام، وهي ملجأ لمن أسلم، وكان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكونون فيها إذ هم قليلٌ مستضعفون يخافون أن يتخطفهم الناس، وهاجر الأرقم قديماً أيضاً، وشهد بدراً، وما بعدها، وكان من سادات المسلمين. واختُلِفَ في وفاته اختلافاً كثيراً متبايناً جداً، فقيل: إنه توفي يوم مات الصديق، وقيل سنة ثلاث وخمسين، وقيل خمس وخمسين، وأوصى أن يُصلى عليه سعْد بن أبي وقاصٍ، وجُهز وأُحضر للصلاة عليه، وانتُظِر ليأتي سَعد من العقيق، فأراد مَرْوان أن يصلي عليه، فمنعه بنو مخزوم، حتى قدم سعدٌ فصلى عليه، وعمره إذْ ذاك بضعٌ وثمانون سنة رضي الله عنه. حديثه في أول المكيين، وعاشر الأنصار.
253 - حدثنا عباد بن عباد المهلّبي، عن هشام بن زياد، عن عثمان بن أرقم بن أبي الأرقم المخزومي، عن أبيه - وكان من أصحاب النبي
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/73 الإصابة 1/118 والطبراني 1/333.
(2) بياض بالأصل، وما بين المعكوفين استكمال لسند الخبر كما جاء في أسد الغابة والمعجم الكبير غير أن الطبراني قال: (نصر بن علقمة عن ابن عائذ عن أخيه) والصواب ما جاء في أسد الغابة. ونصر بن علقمة روى عن أخيه محفوظ بن علقمة المصادر الثلاثة السابقة.
(3) هذا ما أكده البخاري أيضاً في ترجمته لأرطاة بن المنذر الشامي. التاريخ الكبير 2/57.
(4) له ترجمة في الإصابة 1/28، الاستيعاب 1/107، أسد الغابة 1/74، المعجم الكبير للطبراني 1/306، التاريخ الكبير للبخاري 2/46.(1/195)
- صلى الله عليه وسلم -[أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال] (1) : (إن الذي يتخطَّى رقاب الناس يوم الجمعة، ويُفَرِّق بين الاثنين بعد خروج الإمام كَالْجَارِّ قُصْبَهُ (2) في النار) (3) تفرد به.
_________
(1) مابين المعكوفين أثبتناه من لفظ المسند.
(2) قصبه: أي أمعاءه.
(3) من حديث الأرقم بن أبي الأرقم في المسند 3/417.
وقال ابن حجر في الإصابة: قال الدارقطني: في الأفراد، تفرد به هشام بن زياد وهو أبو المقدام، وقد ضعفوه أهـ 1/28.
والحديث أخرجه أيضاً الطبراني في الكبير 1/307 والحاكم في المستدرك 3/504.
وقال الذهبي في تلخيص المستدرك: هشام واه.(1/196)
254 - حدثنا عاصم بن خالدٍ، حدثنا العَطّاف بن خالدٍ، حدثنا يحيى بن عمران، عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم، عن جده الأرقم: (أنه جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلّم عليه، فقال [أين] (1) تريد؟ قال: أردتُ يارسول الله هاهنا. وأَوْمأ بيده إلى حيز بيت المقدِسِ. قال: / ما يُخرجك إليه أَتِجَارة؟ قال قلتُ: لا، ولكن أردت الصلاة فيه. قال: فالصلاةُ هَاهُنَا، - وأومَأ إلى مكة بيده - خيرٌ من ألف صلاةٍ، وأومأ بيده إلى الشام) (2) .
255 - حدثنا علي بن عباس، حدثنا العطَّافُ بن خالدٍ، حدثني يحيى بن عمران، عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم، عن جده الأرقم: (أنه جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) . فذكر الحديث تفرد به (3) .
34 - (أَزْداد ويقال يَزْدَاد بن فَسَاءة الفارسي اليماني أبو عيسى) (4)
مولى بَحِير بنِ رَيْسَانَ (5) مختلف في صحبته، والأكثر أنه ليس بصحابي
_________
(1) مابين المعكوفين بياض بالأصل، واستكملت من المعجم الكبير.
(2) الحديث أخرجه بنحوه ابن الأثير في أسد الغابة 1/74 والطبراني في الكبير، كما أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي في المعجم الكبير 1/306 المستدرك 3/504.
(3) المصدران السابقان.
(4) له ترجمة في الإصابة 1/29 وهو مختلف في صحبته.
وأسد الغابة 1/77 وتهذيب التهذيب 1/191 وفي التاريخ الكبير للبخاري: (يزداد) 8/428.
(5) بحير بن ريسان عن عبادة بن الصامت التاريخ الكبير 2/137.(1/196)
منهم البخاري، وأبو داود، وأبو حاتم، وابنه عبد الرحمن، وابنُ عديٍ تفرد بالرواية عنه ابنه عيسى، فقال ابن معين: لا يُعْرفان، وقال أبو حاتم في العلل: هُمَا مجهولان، وقال أبو نُعيم وابن الأثير: ومن الناس من يراه صحابياً، وقد روى حديثه مرفوعاً أبو عبد الله ابن ماجه في سننه متصلاً فيما رواه.(1/197)
256 - فقال: حدثنا علي بن محمد، حدثنا وكيع، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو نعيم. قالا: حدثنا زَمْعَة بن صالح، عن عيسى بن يَزْدَاد اليماني، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا بَال أحدُكم فَلْيَنْتُر ذكرَهُ ثلاث مرات) . قال أبو الحسن بن سَلَمة الرازي، عن ابن ماجه، حدثنا عليُّ بن عبد العزيز حدثنا أبو نعيم فذكره (1) رواه أبو داود في المراسيل عن عمرو بن عَونٍ، عن وكيع، عن زمعَة به (2) .
قال شيخنا في أطرافه: رواه جماعةٌ عن زمعة منهم عيسى بن يونس، وسفيان ابن عُيَينة، والمعتمر بن سليمان، وأبو أحمد الزبيري، وإسماعيل بن عيَّاشٍ (3) ،
وأبو داود الطيالسي، وعبد الرزاق، وأبو عاصم، وروح بن عبادة، وأخرجه أحمد بن حنبل في المُسند وقال ابن أبي حاتم: هو مرسلٌ.
قلت: ستأتي ترجمته في حرف الياء من مسند أحمد، فإنه إنما ذكره في حرف الياء، فيمن اسمه يزداد في سادس الكوفيين عن وكيع به.
257 - ورواه أبو/ نعيم من حديث المعتمر بن سليمان، عن زمعة به، ولفظه: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَنْتُرُ ذكره ثلاث نَتْراتٍ) (4) .
_________
(1) سنن ابن ماجه: كتاب الطهارة: الاستبراء بعد البول: 1/118 والحديث بإسناديه ضعيف. وهو من الزوائد وقد علق عليه البوصيري بقوله: يزداد، ويقال له: أزداد لا يصح له صحبة، وزمعة ضعيف أهـ مخطوط الزوائد والحديث أخرجه أحمد في المسند 4/347 عن وكيع بنفس إسناد ابن ماجه ... الحديث. وفيه زمعة بن صالح.
(2) أبو داود في المراسيل 1/2.
(3) () ... في المخطوطة: (الترمذي والمعلى بن عياش) وهو خطأ من الناسخ. والتصويب من تحفة الأشراف للمزي 1/42.
(4) أبو نعيم في المعرفة 1/90.(1/197)
258 - وقد قال الإمام أحمد: حدثنا روح، حدثنا زكريا بن إسحاق (1) عن عيسى بن يزداد، عن أبيه ابن فَسَاءَ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا بال أحدكم فَلْيَنْتُر ذكره ثلاثاً) (2) فقد ارتفعت الجهالة عن عيسى بن يزداد لرواية ثقتين عنه، والله أعلم.
35 - (أزهر بن عَوْف بن عبد الحارث) (3)
ابن زُهْرة بن كلابٍ بن مُرّة القرشي الزُّهري، عم عبد الرحمن بن عوفٍ، ووالد عبد الرحمن بن أزهر. كان أحد الأربعة الذين نصبَهُم عمر بن الخطاب ينصبون أنصاب (4) الحرم هو وحويطب بن عبد العُزى، وسَعِيد بن يَرْبوع، ومَخرمة ابن نوفل.
259 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن محمد بن نافع الطحان المصري (5) ، حدثنا أبو الطاهر بن السَرحِ قال: وجدت في كتاب خالي عن عُقيل، عن الزهري: (أن عبد الرحمن بن أزهر الزهري أخبره، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُتي بِشَاربٍ، وهو بحُنين (6) ، فحثا في وجهه التُّراب، ثم أمر أصحابهُ فَضَربوه بنعالهم، وما كان في أَيْديهم، حتى قال لهم: ارفعوه [فرفعوا، فتوفى] (7) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتلك سُنَّتهُ، ثم جلَد أبو بكرٍ في الخمرِ
_________
(1) في الأصل المخطوط: (زكريا بن أبي زائدة) وفي المسند كما أثبتناه.
والخبر أورده الذهبي في الميزان عن مناكير عيسى بن يزداد اليماني رواه عنه زكريا بن إسحاق وزمعة. قال أبو حاتم: لا يصح حديثه، وليس لأبيه صحبة الميزان 3/327.
(2) من حديثه في مسند أحمد 4/347.
(3) له ترجمة في الإصابة 1/29، والاستيعاب 1/97، وأسد الغابة 1/77.
(4) في المخطوطة: (ينصبون أنصاب) وفي المصادر (ينصبون أعلام) .
(5) في المخطوطة: (محمد بن أحمد بن نافع الهمداني المعري) وما أثبتناه من الطبراني ومن الإصابة. المعجم الكبير 1/335.
(6) في الطبراني: (بخيبر) وما ورد هنا يوافق ما جاء في الإصابة.
(7) في المخطوطة: (ارفعوا. ارفعوا فثوا) وهو خطأ من الناسخ وصوبت العبارة من لفظ الخبر عند الطبراني.(1/198)
أربعين، ثم جَلدَ عُمر أربعين صدرًا من إمارته، ثم جلد ثمانين في آخر خلافته، ثم جلدَ عثمان الحدَّ أربعين، ثم معاوية ثمانين) (1) .
حديث آخر عنه
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/355 وأخرجه أبو داود في كتاب الحدود عن عبد الرحمن بن الأزهر 2/475.(1/199)
260 - قال ابن الأثير: روى أبو الطفيل عن ابن عباسٍ قال: (امتَريتُ (1) أنا ومحمد بن الحنفية في السِّقايةِ، فَشهِدَ طلحةُ بن عبيد الله (2) ، وعامر بن ربيعة، وأزهر ابن عوفٍ: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دَفَعَها إلى العباس/ يوم الفتح) (3) .
36 - (أزهر بن قيس) (4)
261 - قال ابن عبد البرّ: تفرد بالرواية عنه حَرِيرُ بن عثمان الرحبي: (أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوذ من فتنة المغْربِ (5)) .
_________
(1) الامتراء: الاختلاف.
(2) في المخطوط: (عبد الله) مصحفاً.
(3) في المخطوطة: (عام الفتح) والنص عند ابن الأثير أدق أسد الغابة 1/78.
(4) أزهر بن قيس: له ترجمة في أسد الغابة 1/78 والإصابة 1/119 والاستيعاب 1/97.
قال ابن حجر في الإصابة: (ذكره البغوي وابن شاهين وابن عبد البر وأبو موسى في الصحابة، وتبعهم ابن الأثير ومن بعده، وهو وهم لم يتنبه له أحد فيما علمت) ثم أوضح هذا فساق الحديث الوارد بطرقه المختلفة ثم قال:
(وسببه أن الإسناد الذي ساقه البغوي سقط منه والد أزهر، واسم الصحابي، وبقي اسم أبيه، فتركيب هذه الترجمة: من اسم أزهر ومن اسم والد أزهر واسم الصحابي. ولا وجود لذلك في الخارج.
وإيضاح ذلك أن جرير بن عثمان إنما روى الحديث المذكور عن أزهر بن راشد وقيل ابن عبد الله الهوزني عن عصمة بن قيس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (الإصابة 1/119.
(5) في المخطوطة: (فتنة العرب) ويرجع إلى الحديث أيضاً في المعجم الكبير للطبراني 17/187.(1/199)
37 - (أزهر بن مِنْقر (1) من أعراب البصرة)
262 - قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصليت معه، فسمعته يفتتح القراءة بالحمد لله رب العالمين (2)) .
38 - (أسامة بن أَخْدَرِيّ التميمي ثم الشَّقَرِيّ نزيل البصرة) (3)
له حديث واحد.
263 - رواه أبو داود في سُننِه في كتاب الأدب منه فقال: حدثنا
مسدد، حدثنا بشر يعني ابن المفضل، حدثني بشير بن ميمون، عن عمه أسامة
ابن أخدريّ: (أن رجلاً يقال له أَصْرم كان في النَّفِر الذين [أتَوْا] (4) رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما اسمُكَ؟ قال: أَصْرم. قال: بل أنت زُرْعة) كذا
رواه أبو داود (5) .
264 - وقد رواه أبُو نُعيم وابن الأثير في [أسد] (6) الغابة بسندهما إلى علي بن عاصم، حدثنا بشير بن ميمون، حدثنا أسامة بن أخدري قال: (قدم الحيُّ من [شَقَرة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم رجل ضخم اسمه: أصْرم، قد ابتاع عبدا] (7) حَبشياً فقال: يارسول الله سَمّهِ وَادْعُ له. فقال: ما اسمك؟ قال:
_________
(1) في المخطوطة: (ابن بهر بن أعراب البصرة) وفي الإصابة: (منقد) وفي الاستيعاب محرفة. والاسم مضبوط عند ابن الأثير مما يرجح أن خطأ مطبعياً أدى إلى هذا الخلط.
وأزهر بن منقر له ترجمة في أسد الغابة 1/78 والإصابة 1/30، والاستيعاب 1/97.
(2) قال ابن حجر: في إسناده علي بن قرين وقد كذبه ابن معين وغيره. وقال ابن منده: غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه تراجع المصادر السابقة.
(3) له ترجمة في الإصابة 1/30 والاستيعاب 1/60 وأسد الغابة 1/79 والطبراني 1/196 وتهذيب التهذيب 1/206.
(4) في المخطوطة: (كانوا اترا) والتصويب من سنن أبي داود.
(5) سنن أبي داود: كتاب الأدب: باب في تغيير الاسم القبيح: 2/585.
(6) زدناه لبيان صحة اسم الكتاب.
(7) مابين المعكوفين أثبتناه من ترجمته في أسد الغابة لابن الأثير 1/79، وكذا الإصابة 1/31 وهو سقط في الأصل.(1/200)
أصرم قال: بل أنت زُرعَةُ. قال: وما تريد؟ قال: أريده رَاعياً. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - بِأصابعِه، وقبضها، وقال: هو عاصِمٌ هو عاصِمٌ) (1) .
_________
(1) أبو نعيم في المعرفة 1/57 أسد الغابة 1/79.(1/201)
39 - (أسامة بن زيد بن حارثة بنُ شرَاحيل) (1) .
يأتي في الجزء الثالث إن شاء الله تعالى
/ حِبَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وابن حِبهِ، وكان أسمر اللون وكان أبوه أبيض، ولهذا لما رَآهُمَا مُجزِّزٌ المدلجِي (2) نائمين ملتفين في كساءٍ قال - وقد نظر إلى أقدامهما: إن بعض هذه الأقدام لمِنْ بعضٍ. فسُرَّ بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
حديثه في مسند أحمد في رابع الأنصار.
(أَبَان بنُ عُثمان بن عَفَّان عن أسامة)
في ترجمة عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه.
انتهى
الجزء الثاني من (تجزئة المُصنف)
ويليه الجُزء الثالث
بإذن الله
_________
(1) له ترجمة في الإصابة 1/31 والاستيعاب 1/57 والتاريخ الكبير 2/20 وأسد الغابة 1/79 والطبراني 1/158 وتهذيب التهذيب 1/208 وطبقات ابن سعد 2/42.
(2) في المخطوطة الاسم غير واضح ويرجع إلى ترجمته وحديثه في أسد الغابة 5/66.(1/201)
/ بسم الله الرحمن الرحيم
(حديث أسامة بن زَيد)
ابن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العُزّى بن زيد بن امرِئ القيس بن عامر بن عَبْد وُدٍ بن كنانة بن بكر بن عَوْف بن عُذْرة بن زيد بن اللاّت بن رُفَيدة ابن كلب بن وبرة الثقفي.
ومنهم من يقول: رُفيدة بن لؤي بن كلب. أبو محمد، ويقال أبو زيد،
ويقالُ أبو يَزيد المدني مَوْلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وابن موْلاهُ، وابن حَاضنِة رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - أمّ أيمن بركةَ، مولاةِ عبد الله بن عبد المطلب، والد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
وكان يقال [له] : الحِبّ وابن الحِبّ، أمَّره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد مقتل أبيه بمؤتة
سنة ثمان على جيش كثيفٍ ليغزو بلاد البلقاء (1) حيث قُتِل أبوهُ، وكان فيهم
عمرُ بن الخطاب، فتُوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يُخيم بالجرُفِ (2) ، واستطلق (3)
منه عمر بن الخطاب وزيراً عنده، فلهذا كان عمرُ كلما لقيه يقول السلام
عليك أيُّها الأمير.
_________
(1) البلقاء: تقع شرقي فلسطين وتضم السلط وعمان، ومؤتة في الجنوب الغربي من مملكة الأردن على مقربة من قرية مؤتة الحالية، وبها قبر زيد وجعفر وابن رواحة.
(2) الجرف: مكان بالمدينة المنورة على بعد فرسخ منها.
(3) الذي استطلق عمر هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فإنه بعد ما تولى الخلافة، خرج ماشياً ليودع جيش أسامة بن زيد حسب وصية الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وكان أسامة راكباً، فقال ياخليفة رسول الله إما أن تركب وإما أن أنزل، فقال: والله لا ركبت أنا ولا نزلت أنت! ثم استسمخ أبو بكر أسامة في أن يطلق له عمر بن الخطاب ليكون وزيراً ومشيراً له في أمور المسلمين، ففعل أسامة ابن زيد رضي الله عنهم جميعاً.(1/202)
265 - وثبت من طريق عمر بن محمد بن موسى بن عقبَة عن سالم، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنُ تَطعنوا في إمارته، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وَوَالله إنْ كان لخليقاً بالإمَارةِ، وإن كان لمن أحب الخلق إليَّ، وإن هذا لمن أحبّ الخلقِ بعَدهُ (1) .
_________
(1) أخرجه البخاري في المناقب 7/86 ومسلم في الفضائل 4/1884 وأحمد في المسند 2/20.(1/202)
والأحاديث في فضله كثيرة كما ستأتي في مسنده. وعن غيره أنه نزل
بدمشق، ثم تحول إلى المدينة، وكانت وفاته سنة أربع وخمسين عن خمس وسبعين سنةً (1) ، وقيل غير ذلك في تاريخ وفاته.
_________
(1)) ) ... أسامة ولد قبل الهجرة بعشر سنين، حيث كان سنه عشرين سنة عند وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد استصغره الصحابة لما ولاه النبي قيادة الجيش لغزو البلقاء من بلاد الشام، فإذا كانت وفاته سنة (54) هـ فيكون عمره حينئذ أربعاً وستين سنة فقط، فليتأمل!!.(1/203)
266 - وكان أسود كالليل أشبه أباه، وكان أبوهُ أبيض جدًّا، ولهذا لما رآهُما مُجزِّز المدلجي نائمين ملتفِّين في كسَاءٍ، فلما نظر إلى أقدامهما قال: إنَّ بعض هذه الأقدامِ لمن بَعضٍ، فسُرَّ بذلك رسول / الله - صلى الله عليه وسلم -) (1) إرغَاماً لِمَا كان تكلم به المنافقون من الطعن فيه، وكذلك طعنوا في صلاحيته للإمارة فردّ عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك كُلّهِ.
حديثه في مسند أحمد في رابع الأنصار.
وهو حبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(إبراهيم بن سعدٍ عن أسامةً بن زيدٍ)
267 - حدثنا يحيى، عن شُعبة، حدثني حبيب بن أبي ثابت، عن إبراهيم ابن سعد قال: سمعتُ أسامة بن زيد يُحدِّثُ سعداً قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا كان الطاعون بأرضٍ، وأنتم ليس بها، فلا تدخلوها، وإذا كان بأرضٍ وانتم بها فلا تخرجوا منها) (2) .
268 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبةُ، عن حبيب بن أبي ثابت قال: كُنت بالمدينة، فبلغني أن الطَّاعون بالكوفة. قال: فذكرَ لي عطاء
_________
(1) الخبر أخرجه البخاري بلفظ مختلف 7/87 ومسلم 2/1081.
(2) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/210 وأخرجه البخاري في الصحيح 10/178 ومسلم 4/1739.(1/203)
بن يسارٍ وغير واحد من أهل المدينة هذا الحديث. قال فقلت: مَنْ يُحدّثُه؟ قال: فقالوا: عَامرُ بن سعدٍ، وكان غائباً. قال: فَلَقيتُ إبراهيم بن سعد، فسألتُه عن ذلك؟ فقال: سمعتُ أسامة يحدث سعداً: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن هذا الوجع رِجسٌ، وعذابٌ، أو بقيةُ عذابٍ عُذِّبَ به من (1) كان قبلكم، فإذا كان بأرضٍ وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإذا سمعتم به في أرضٍ فلا تدخلوها (قال: فقلتُ [له] (2) : أنتَ سمعت أسامة يُحدثُ سعداً؟ فلم ينكر. قال: نعم (3) .
_________
(1) هكذا في الأصل، وفي المسند) عذب به ناس قبلكم) .
(2) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند.
(3) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/209.
وأخرجه البخاري: 1/178 ومسلم 4/1738.(1/204)
269 - حدثنا يحيى بن أبي بُكيرحدثنا شعبةُ قال: -حبيبُ بن أبي ثابت- (1) قال: سمعتُ إبراهيم بن سعدٍ يحدثُ، أنه سمع أسامةَ بن زيد يحدث سعداً: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا سمعتم بالطَّاعُون بأرضٍ فلا تدخلوها، وإذا وقع وأنتم بأرضٍ [بها] فلا تخرجوا منها) (2) قال: قلت: أأنت سَمِعْتَه يُحدِّث سعداً؟ / وهو لا ينكر؟ قال: نعم (3) .
270 - حدثنا بَهز، حدثنا شعبةُ، أخبرني حبيب بن أبي ثابت قال: قدمت المدينة فبلغنا أن الطاعون وقع بالكوفة، فقلتُ: من يَرْوي هذا الحديث؟ فقيلَ عامرُ ابن سعدٍ. قال: وكان غائِباً، فلقيتُ إبراهيم بن سعدٍ فحدثني أنه سمع أسامة يُحدِّث سعداً: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا وقع الطَّاعون بأرضٍ فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرضٍ وكنتم بها فلا تخرجوا منها)
_________
(1) في المخطوطة: (حبيب بن أبي بكر) والصواب كما في المسند وكما تقدم في الحديثين السابقين وكما يأتي في الحديث الذي يليه.
(2) زيادة من المسند.
(3) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/206.(1/204)
قال قلتُ: أنت سمعت أسامة؟ قال: نعم. رواه البخاري (1) ومسلم (2) من حديث شعبة زاد مسلم والنسائيُّ: سفيان الثوري (3) زاد مسلم: ثلاثتهم عن حبيب بن أبي ثابت به مثلهُ، قال الترمذي في روايته عن حبيب ابن إبراهيم، عن أسلم وسعد وخزيمة بن ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(الحسن بن أسامة عن أبيه)
_________
(1) صحيح البخاري: كتاب الطب: باب ما يذكر في الطاعون: ج10 ص 178.
(2) صحيح مسلم: كتاب السلام: باب الطاعون والطيرة ونحوها: ج4 ص 1737.
(3) أخرجه مسلم من طرق كثيرة عن عامر عن أسامة (المصدر السابق) وأخرجه النسائي في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف 1/43.(1/205)
271 - قال الترمذي: حدثنا [سفيان بن] (1) وكيع، وعَبْد بن حُميد. قالا: حدثنا خالد بنُ مخلدٍ، حدثنا موسى بن يعقوب الزُّمعيُّ، حدثنا عبد الله بن أبي بكرٍ ابن زيد بن المهاجر، أخبرني مسلم بن أبي سهلٍ النَّبَّالُ، أخبرني الحسن بن أسامة بن زيد أخبرني أبي أسامة بن زيد. قال: (طرقت النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلةٍ في بعض الحاجة، فخرج وهو مُشْتَمِلٌ على شئ لا أدري ماهو، فلمَّا فرغت (2) من حاجتي. قلتُ: ما هذا الذي أنت مُشْتملٌ عليه؟ فكشفهُ فإذا حسنٌ وحسينٌ [عليهما السلام] (3) على وركَيْه. فقال: هذان ابْنَاي، وابنا ابْنَتي، اللهُمَّ إني أحبُّهما فأَحِبَّهما وأحبِّ من يُحبهما) ثم قال حسنٌ غريبٌ (4) .
قال شيخنا في الأطراف: وقد رواه أبو القاسم الطبرانيُّ، عن علي بن جعفر ابن مُسافر، عن أبيه، عن ابن أبي فُديكٍ، عن موسى بن يعقوب، عن عبد الله بن أبي بكرٍ، عن محمد بن زيدٍ بن المُهاجر بن قُنْفُذ، عن محمد
_________
(1) الزيادة من الترمذي، وسفيان بن وكيع بن الجراح الكوفي روى عنه الترمذي تهذيب التهذيب 4/123 جامع الترمذي 5/656.
(2) في المخطوطة: (فلما خرجت) وما عند الترمذي أدق.
(3) زيادة من لفظ الترمذي.
(4) سنن الترمذي. المناقب (مناقب الحسن والحسين) 5/656.(1/205)
بن أبي سهل النبال، عن الحسن بن أسامة، عن أبيه (1) .
(الحسن البصري عن أسَامةَ)
_________
(1) تحفة الأشراف 1/43 المعجم الصغير للطبراني 1/199.(1/206)
272 - حدثنا يحيى بن سَعيد، عن أشعث، عن الحسن، عن أسامة بن زيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - / قال: (أفْطر الحَاجِمُ والمستحجم) (1) رواه النسائي عن أحمد بن عبدة عن سليم بن أخضر عن الأشعث عن الحسن بن أبي الحسن البصري عنه به قال شيخنا وقد اختلفَ فيه على الحسن (2) .
(حُصين بن جُنْدَبٍ أبو ظَبْيَان عنه يأتي)
(خارجة بن زيد عن أسامة بن زيد بن حارثة)
273 - قال الحافظ أبو يعلى: أخبرنا محمد بن يزيد بن رِفاعة الرفاعي أبو هشام، حدثنا إسحاق بن سُليمان، حدثنا معاوية بن يحيى الصّدَفي، عن الزهري، أنبأنا خارجةُ بن زيد: أن أسامة بن زيد بن حَارِثة قال: (خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجتِه التي حَجَّها، فلما هبطنا بطن وادي الروحاءِ عارضتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة معها صبي لها، فسلَّمت عليه، فوقف لها، فقالت: يارسول الله هذا ابني فلانِ، والذي بعثَكَ بالحق مازال في حنقٍ (3) أو كلمة نحوها منذُ ولدتهُ إلى الساعة، قال فأكشَع (4) إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبسط يده، فجعل بينهُ وبين الرَّحْل، ثم تَفَل في فيه قال: اخرج عدو الله، فإني رسول الله، ثم ناولها إياه، فقال: خُذيه، فلن تَرىْ فيه شيئاً يريبك بعد اليوم إن شاء الله.
قال أسامَةُ: فقَضَيْنا حَجّنا، ثم انصرفنا، فلَّما نزلنا الرَّوحَاءَ، فإذا
_________
(1) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/210.
(2) النسائي كما في تحفة الأشراف 1/44 - السنن الكبرى للبيهقي 4/265.
= ... المنتقى بشرح نيل الأوطار 4/224 وقد اختلف في سماع الحسن البصري من أسامة بن زيد قال ابن المديني وأبو حاتم: الحسن لم يسمع من أسامة شيئاً. التهذيب 1/208.
(3) الحنق: هو الغيظ أهـ النهاية 1/451.
(4) كذا، غير واضح بالأصل، ولعل المعنى: قرب منها.(1/206)
تلك المرأةُ أُم الصبي قد جاءت ومعها شاةُ مَصْلِيَّةٌ (1) . قالت: يارسول الله أنا أم الصبي الذي أتيتُكَ به، قالت: لا والذّي بعثك بالحق ما رأيتُ منه شيئاً يَرِيبنُي إلى هذه الساعة. قال أُسامةُ فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا أُسيم (2) ناولني ذِرَاعَهَا، فامتلختُ الذراع، فناولتهُ إيَّاها، فأكلها، ثم قال: يا أُسيْم ناولني الذراع، فامتخلتُ الذراعَ، فناولتَهُ إياها، فأكلهما، ثم قال: يا أُسيْم ناولني الذراع، فامتلختُ الذراعَ، فناولتهُ إياها، فأكلهما، ثم قال: يا أُسيمُ ناولني الذراعَ فقلت: يارسول الله إنك قلت: ناولني الذراع، فناولتُكهَا، فأكلتهَا، ثم قلت: ناولني فناولتكها، فأكلتها، ثم قلتَ ناولني، وإنما للشاة ذراعانٍ. قال: أَمَّا إنك لو أهويت إليها مازلت ترى فيها ذراعاً ما قلتُ لك، ثم قال: اذهب فانظر لي خَمَراً يعني/ مكاناً ستراً ليقضي فيه حاجتهُ، فذكر أنه لم يجد شيئاً سوى نخلاتٍ مفترقاتٍ وَرُجمانَ حجارةٍ، فذكرَ أنه أمره أن يأمُرَ النخلات والرجم، فدنتْ كل واحدة إلى الأخرى، وانتقل كل حجرٍ إلى حيثُ أمرهُ، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاجته أمَرَ أسامةَ أن يأمرهنَّ بالافتراق، فرجعتْ كل نخلةٍ إلى مكانها، وكل حجرٍ إلى موضعه. - صلى الله عليه وسلم -) (3) .
(خَلاَّد بن السَّائِب عَنْهُ)
_________
(1) شاة مصلية: يعني مشوية أهـ لسان العرب 4/2491.
(2) يا أسيم: تصغير أسامة من باب المداعبة.
(3) الخبر أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة ص 139 وفي إسناده معاوية بن يحيى الصدفي. يروى عن الزهري وروى عنه عيسى بن يونس وإسحاق بن سليمان قال ابن حبان: منكر الحديث جداً وكان يشتري الكتب ويحدث بها، ثم تغير حفظه فكان يحدث بالوهم فيما سمع من الزهري وغيره فجاءت رواية الراوين عنه) إسحاق بن سليمان وغيره) كأنها مقلوبة.
وقال البخاري: روى عن عيسى بن يونس وإسحاق بن سليمان أحاديث مناكير كأنها من حفظه.
ولم يشهد له أحد بخير فيما أورده الذهبي عنه في الميزان.
المجروحين لابن حبان 3/3 التاريخ الكبير للبخاري 7/336 الميزان 4/139.(1/207)
274 - قال: (دخلتُ على أسامة بن زيد فمدَحَني في وجهي وقال:(1/207)
حملني على أنْ أمدحك في وجهك أَني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا (1) مُدِحَ المؤمنُ في وجهُهِ ربا (2) الإيمان في قلبه (رواه الطبراني من حديث ابن لهيعة، عن صالح بن أبي عُرَيب، عن خَلاَّدٍ به (3) .
(الزِّبرقَان بن عمرو بن أميَّة الضَّمْريّ عن أسامةَ ولم يلقَه)
_________
(1) في المخطوطة: (أنا) مصحفا.
(2) في المخطوطة: (إن الإيمان) وهو خطأ واضح.
(3) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/170 والحاكم في المستدرك 3/597 وفيه عبد الله ابن لهيعة بن عقبة الحضرمي قاضي مصر وعالمها ضعفه ابن معين وأكثر المحدثين. الميزان 2/475.(1/208)
275 - حدثنا يزيد، [حدثنا] (1) ابن أبي ذِئب، عن الزِّبْرِقانِ: أنّ رَهْطاً من قريش مرَّ بهم زيد بن ثابت، وهم مجتمعون، فأرسلوا إليه غلامين لهم يسألانه عن الصلاة الوسطى. فقالَ: هي العصر، فقام إليه رجلانِ منهم، فسألاهُ فقال: هي الظهر، ثم انصرفا إلى أسامةَ بن زيدٍ فسألاهُ. فقال: هي الظُّهر: (إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي الظهر بالهجير، ولا يكون وراءه إلاَّ الصفُّ والصفانِ من الناس في قائلتهم وفي تجارتهم، فأنزل الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (2) قال، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لينتهينَّ رجالٌ أو لأحرّقنَّ بيُوتَهُم) (3) .
276 - روى النسائي أوله عن عبد الله بن سعدٍ، عن يحيى بن سعيدٍ، عن ابن أبِي ذئب (4) .
277 - وروى ابن ماجه آخرَه من قوله: (لينتهينَّ أقوامٌ عن تركِ
_________
(1) زيادة ليستقيم سند الخبر.
(2) آية 238 سورة البقرة.
(3) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/206.
(4) السنن الكبرى للنسائي كما في تحفة الأشراف 1/45.(1/208)
الجماعةِ أو لأحرقنَّ بيوتهم) عن عثمان بن إسماعيل، عن الوليد بن مسلم، عن [ابن] أبي ذئبٍ (1) .
_________
(1) سنن ابن ماجه 1/260. قال البوصيري في زوائده على ابن ماجه: في إسناده الوليد بن مسلم الدمشقي وهو مدلس، وعثمان الراوي عنه لا يعرف حاله.(1/209)
278 - وقد روى الطبراني من حديث خالد بن يزيد العُمَري، عن ابن أبي ذيب، عن الزِّبرقان، عن زُهرة، عن أسامة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الظُهر/ بالهجير) (1) .
(سعد بن أبي وقاصٍ عن أسامَة)
279 - حدثنا أبو سلمة الخُزاعي، أنبأنا مالك، عن محمد بن المُنكدِر، وأبي النَّضْر مولى عمر بن عبد الله بن معْمرٍ (2) ، عن عَامر بن سعد بن أبي وقاصٍ، عن أبيه: أنه سأل أسامة بن زيد ماذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطاعون؟ فقال أسامة: (سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: رِجزٌ أُرسل على طائِفةٍ من بني إسْرائيل، أوْ على طائفة ممن كان قبلكُم - الشكّ في الحديث - فإذا سمعتم به بأرضٍ فلا تقدمُوا عليه، وإذا وقع [بأرض] (3) وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه) قال أبو النَّضر في حديثه: (لا يُخرجكم إلاَّ فراراً منه) (4) تفرَّد بهِ.
(سعيد بن المسيب عن أسامة)
280 - حدثنا [أبي حدثنا] (5) يعقوب حدثنا إبراهيم، حدثنا أبي عن ابن إسحاق، حدثني عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن سعيد بن المسيب، قال:
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/167.
(2) أبو النضر: سالم بن أبي أمية التيمي المدني مولى عمر بن عبد الله التيمي. تهذيب التهذيب 3/431.
(3) زيادة بالرجوع إلى لفظ الخبر في المسند.
(4) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/202.
(5) مابين المعكوفين استكمال من المسند.(1/209)
حدثنا أسامةُ بن زيد أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لاَ رِبَا إلا في النَّسِيئَةِ) (1) .
(سُلَيمُ مولى ليث عن أسامة)
_________
(1) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/202 والطبراني في الكبير 1/141.(1/210)
281 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا أبو معشر (1) عن سُليم مولى ليث، وكان قديماً قال: مَرَّ مروانُ بن الحكم على أُسامة بن زيد، وهو يصلي، فحكاهُ (2) مروانُ، وقال أبو معشر: وقد لَقِيَهُمَا جَميعاً، فقال أُسامة: يامروانُ سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن الله لا يحبُّ كُلَّ فاحشٍ مُتفَحشٍ) (3) تفرَّد بِه.
(شقيق بنُ سلمةَ أبو وَائلٍ عنهُ يأتي)
(عامر بن سعد بن أبي وقاصٍ عن أسَامةَ)
282 - حدثنا سفيان عن عَمْرو، عن عامرٍ بن سعدٍ، قال: جاء رجل يسألُ سعداً عن الطاعون؟ فقال أسامة بن زيد: أنَا أُحدِّثك عنه، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / يقول: (إن هذا عذابٌ، أوْ كذا أرسلهُ الله على ناسٍ قبلكُم، أو طائفة من بني إسرائيل، فهو يجئ أحياناً، ويذهبُ أحياناً، فإذا وقع بأرضٍ فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع بأرضٍ فلا تخرجوا فراراً منه) (4) رواه البخاري ومسلم والنسائي من حديث مالك عن محمد
_________
(1) في المخطوطة: (أبو معمر) والصواب كما أثبتناه وهو يوافق ماجاء في المسند.
(2) قال في لسان العرب التحكك: التحرش والتعرض، وأنه لينحك بك، أي سيعرض لشرك 10/414 ويوضحه الحديث رقم 295 الآتي.
(3) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/202. الطبراني في المعجم الكبير 1/128.
(4) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/200.(1/210)
بن المنكدر، وسالم بن أبي النضر من حديث الزّهري، ومسلم أيضاً، والترمذي عن أبي بكرة، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، من حديث عمرو بن دينارٍ، كلهم عن عامر بن سعد به. قال الترمذي: صحيحٌ (1) .
_________
(1) يراجع صحيح البخاري بشرح فتح الباري (كتاب الطب: باب ما يذكر في الطاعون) 10/178 وصحيح مسلم (كتاب السلام: باب الطاعون والطيرة) 4/1738 والنسائي كما في تحفة الأشراف 1/46 والترمذي 2/264.(1/211)
283 - حدثنا أبو عبد الرحمن المُقْري، حدثنا حَيْوة (1) ، أخبرني عَيَّاشُ بن عباس أنَّ أبا النضر حدثهُ، عن عامر بن سعد (2) بن أبي وقاص: أن أسامة أخبر والدهُ سعد بن مالكٍ. قال: فقال له: (إن رجلاً جاء إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إني أعزلُ عن امرأتي. قال لِمَ؟ قال: شفقاً على ولدهَا، أوْ على أولادِها. فقال: إن كان لذلك فلا. ما ضارَّ ذلك فارِس ولا الرُّوم) (3) . رواه مسلم في النكاح عن ابن نمير، وزُهير عن أبي عبد الرحمن المقْري (4) .
284 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزُّهري، عن عامرٍ بن سعدٍ، عن أسامة بن زيد. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن هذا الوَباء رِجزٌ أَهْلك الله به الأُمم قَبلكم، وقد بقي في الأرض منه شئ يجئ أحياناً، ويذهبُ أحياناً، فإذا وقع بأرضٍ [فلا تخرجوا منها] (5) فِراراً وإذا سمعتم به في أرضٍ فلا تأتوهَا) (6) .
285 - حدثنا أبو اليمانِ، حدثنا شعيب، عن الزهري، أخبرني عامر بن سعدٍ بن أبي وقاصٍ: أنه سمع أسامَةَ بن زيد يحدث سعداً: (أن
_________
(1) في المخطوطة: (مرة) مصحفاً.
(2) في المخطوطة: (جابر بن سعد) والصواب ما أثبتناه.
(3) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/203.
(4) صحيح مسلم (كتاب النكاح: باب جواز الغيلة) وهي وطء المرضع وكراهة العزل 2/1067.
(5) في المخطوطة: (فلا تخرجوا منه) والصواب ما في المسند.
(6) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/207 وتقدم تخريجه من البخاري ومسلم.(1/211)
النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر هذا الوجع) فذَكَرَ الحديث (1) رواه البخاري (2) عن أبي اليمانِ وأخرجاه من حديث الزهري وروَوْه من حديث عامِرِ بن سَعْدٍ به.
_________
(1) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/207.
(2) صحيح البخاري: كتاب الطب: باب ما يذكر في الطاعون: 10/178.(1/212)
286 - حدثنا محمد بن بشر، حدثنا محمد بن عَمرو، عن محمد بن المنكدر، عن عامر بن سعدٍ بن أبي وقاص، عن أسامة بن زيدٍ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا سمعتم بالطاعون بأرضٍ فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع وأنتم بأرضٍ فلا تخرجُوا فرارًا مِنْهُ) (1) .
(عامرُ الشعبي عن أسامة) /
287 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا همام، عن قَتَادة، عن عزرة، عن الشعبي، عن أسامة أنَّه حدثه قال: (كنت رِدْفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أفاض من عرفاتٍ، فلم ترفع راحلته رجلها [عادية] (2) حتى بلغ جمعا) (3) . تفرد به.
(عبد الله بن عبَّاسٍ عن أسَامَةَ)
288 - حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن عُقْبة، عن كُريب، عن ابن عباسٍ [قال] : اخبرني أسامة بن زيدٍ: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أردَفَهْ من عَرَفة، فلما أتى الشِّعبِ نزل فبَال، ولم يقُل أَهْراق الماء، فصببت عليه، فتوضأَ وضوءًا خفيفاً، فقلتُ: الصلاةَ. قال: الصلاةُ أمامك. قال: ثم أتى المزدلفةَ، فصلَّى المغرب، ثم حَلُّوا رحالَهُم وأَعَنْتُه، ثم صَلَّى العشاء) (4) .
وقد رواه البخاري في مسند الفضل بن عبَّاس (5) .
_________
(1) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/208 وأخرجه الطبراني في الكبير 1/93.
(2) مابين المعكوفين سقط من الأصل وأثبتناه من لفظ المسند.
(3) في المخطوطة: (جمع) غير منصوب ولا وجه له والحديث أخرجه في المسند من حديث أسامة بن زيد 5/206 والطبراني في الكبير 1/144.
(4) من حديث أسامة بن زيد في مسند أحمد 5/200.
(5) صحيح البخاري: كتاب الحج: النزول بين عرفة وجمع: 2/200.(1/212)
ورواه مسلمٌ عن زُهير بن حرب، عن يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن ابن عباس (1) .
رواه النسائي عن إبراهيم بن يونس بن محمد، عن أبيه، عن حَمَادِ بن سلمة، عن قيسٍ بن سعدٍ، عن عطاءٍ به (2) .
_________
(1) صحيح مسلم: كتاب الحج: باب الإفاضة من عرفات: 2/936.
(2) سنن النسائي: كتاب الحج: النزول بعد الدفع من عرفة: 5/259.(1/213)
289 - حدثنا سفيان بن عُيَيْنة، حدثنا عمرو يعني ابن دينار، عن أبي صالح، قال: سمعتُ أبَا سعيد يقول: (الذهب بالذهب وزْناً بوزْنٍ) قال: فلقيت ابن عباسٍ. فقلتُ: أرأَيتَ ما تقول [أشيئاً] (1) وجدته في كتاب الله؟ أو سمعْتهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ليس شيئاً وجدتُهُ في كتاب الله، ولا سمعتُهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
ولكن أخبرني أسامةُ بن زيد أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (الرِّبا في النسيئة) (2) .
ورواه البخاري، عن أبي عاصم، عن ابن جُريج، عن عمرو بن دينار. عن أبي صالح (3) به.
ورواه مسلم عن محمد بن عبادٍ، ومحمد بن حَاتمٍ، وابن أبي عُمرَ ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، عن عَمرو بن دينار (4) به. ومن حديث وهيب، عن عبد الله بن طاوسٍ، عن أبيه، عن ابن عباس بهِ (5) . ومن حديث الأوزاعي عن عطاءٍ أنَّ أبَا سعيد لقى ابن عباسٍ فذكرهُ. ورواه مسلم أيضاً عن أبي بكرٍ، وإسحاق والناقد وابن أبي عمر أربعتهم عن سفيان ابن عيينة، عن عبيد الله/ بن أبي يزيد، عن ابن عباسٍ به (6) .
_________
(1) مابين المعكوفين أثبتناه من لفظ المسند.
(2) المسند 5/200 من حديث أسامة بن زيد.
(3) صحيح البخاري: كتاب البيوع: باب بيع الدينار بالدينار نسأ: 4/381 وأبو عاصم هو شيخ البخاري: الضحاك بن مخلد.
(4) صحيح مسلم: كتاب المساقاة: باب بيع الطعام مثلاً بمثل: 3/1217.
(5) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/200.
(6) صحيح مسلم: كتاب المساقاة: باب بيع الطعام مثلاً بمثل 3/1218.(1/213)
ورواه النسائيُّ عن إبراهيم بن الحسن المِقْسَميّ عن حجاج بن محمد، عن ابن جُريج، عن عطاءٍ عن ابن عباسٍ بهِ (1) .
وكذلك رواه الطبَرانيُّ من طرق (2) منفردة كثيرة جداً أجاد فيها وأفَادَ (3) .
_________
(1) سنن النسائي: باب بيع الفضة بالذهب وبيع الذهب بالفضة من كتاب البيوع 7/281.
(2) عقد الطبراني في الكبير لهذه الأحاديث باباً منفرداً هو: (باب الصرف) أورد فيه ثلاثة وعشرين حديثاً كلها عن أسامة بن زيد وهي عن الربا في النسيئة.
ثم عقد باباً آخر عنون له بقوله: (بيان البيان في نسخ ذلك ورجوع ابن عباس عن الصرف ونهيه عنه رضي الله عنه) . وأورد فيه ثمانية أحاديث بدأها بالحديث الذي يأتي بعد: المعجم الكبير للطبراني 1/171، 176.
(3) في المخطوطة: (أحاديثها وأفاد) .(1/214)
290 - ثم قال: حدثنا بشرْ بنُ مُوسى، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا عَمرو بن دينار: أنه سمع أبا المنهال يقول: (باع شريكٌ لي بالكوفةِ دَرَاِهم بدراهم بينهما فضلٌ، فقلت: ماأرى هذا يصلح، فقال: لقد بعتُها في السوق مَاعَابَ عليّ ذلك أحد. فأتيتُ البراء بن عازب فسألتهُ، فقال: قدِمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[المدينة] وتجارتنا هكذا، فقال: (ماكان يدًا بيدٍ فلا بأْسَ، وما كان نسيئاً فلا خير فيه وائت زيد بن أرقم فإنه كان أكثر مني تجارةً، فأتيتهُ، فذكرتُ ذلك له، فقال: صدق البراء (قال الحُميديُّ: هذا منسوخٌ لا يُؤْخَذُ بهذا (1) .
291 - حدثنا عبد الرزّاق، أنبأنا ابنُ جُريج، قالَ: قلتُ لعطاء: أسمعتَ ابن عباس يقول: إنما أمرتم بالطواف، ولم تؤمروا بدخوله؟ قال: لم يكن ينهى عن دخوله ولكني سمعتهُ يقول: أخبرني أسامة بن زيد: (أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما دخل البيت دَعا في نواحيه كلها، ولم يُصلِّ فيه حتى خَرج، فلما خرج ركع ركعتين في قُبُل الكعبةِ، وقال: هذه القبلة) (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/176 والزيادة بالرجوع إليه.
(2) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/201.
وقوله: (قبل الكعبة) أي مقابلها أو ما استقبلك منها وهو وجهها.(1/214)
رواه مسلم من حديث ابن جُريج (1) ورواه النسائي عن حُشَيْش بن أصرم عن عبد الرزاق به (2) وقد رواه البخاري عن إسحاق بن نصر، عن عبد الرزاق فلم يذكر فيه أسَامَةَ (3) ورواه النسَائي من وجه آخر، عن جُريج، عن عطاء، عن أسَامة (4) ولم يذكروا ابن عباس وسيأتي.
_________
(1) صحيح مسلم: كتاب الحج: باب استحباب دخول الكعبة: 2/968.
(2) سنن النسائي: كتاب الحج: باب موضع الصلاة من الكعبة: 5/220.
(3) صحيح البخاري: كتاب الصلاة: باب التوجه نحو القبلة: 1/501.
(4) سنن النسائي: كتاب الحج: باب موضع الصلاة من البيت: 5/218.(1/215)
292 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بنُ سلمة، عن قيس بن سَعدٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن أسَامة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفاض من عرفة، ورديفُهُ أسامَةُ بن زيد، فجعل يكبح رَاحلته حتى أن ذِفْرَييها لتكاد أن تمسّ، وربما قالَ حماد أن تُصيب قادِمَة الرحْل، وهو يقول: يا أيّها الناس عليكم بالسكينة والوقار فإنَّ البِرَّ ليس في إيضاع الإبل) (1) .
(عبد الله بن عمر عن أسامة) /
293 - حدثنا أبو مُعاوية، حدثنا الأعمش، عن عُمارةَ، عن أبي الشَّعثاء قال: خرجتُ حاجاً، فدخلت البيت، فلما كنتُ عند الساريتين مضيتُ حتى
لَزِقتُ بالحائط قال، وجاءَ ابن عُمرَ، حتى قام إلى جَنبي، فصلى أربعاً، فَلمَّا
صَلَّى قلتُ: أين صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البيت؟ قال: فقالَ: هَاهُنا. أخبرني
أُسَامَةُ بن زيد أنه صلى، قال: قلتُ: فكم صَلَّى؟ قال: على هذا أَجدُني ألُوم
نفسي أَنّي مكثتُ مَعَهُ عمراً، ثم لم أسأله كم صلى. قال: فلما كان العام
المقبل خرجتُ حاجاً، قال: فجئت حتى قمتُ
_________
(1) المسند 5/201 من حديث أسامة بن زيد، ومعنى: إيضاع الإبل: حملها على سرعة السير أهـ النهاية جـ 5 ص 196.
وذفريا البعير أصل أذنيه أهـ النهاية 2/161.(1/215)
في مقامه. قال: فجاء ابنُ الزُبير،
حتى قام إلى جنبي قال: فلم يَزَلْ يُزاحمني حتى أَخْرجَنِي مِنهُ، ثم صلى [فيه] (1) أربعاً (تفرَّد بهِ (2) .
(عبد الرحمن بن أبي ليلى عنه)
_________
(1) مابين المعكوفين من نص رواية المسند.
(2) مسند أحمد 5/204 من حديث أسامة بن زيد.(1/216)
294 - في قوله: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} (1) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كلهم مِنْ هذه الأمة) رواه الطبراني من حديث سهل بن عبد ربه الرازي، عن عمرو بن أبي قيسٍ عن ابن أبي ليلى عن [أخيه] عبد الرحمن به فذكَرَه (2) .
(عبد الرحمن بن مُلٍّ أبو عثمان النهدي عنه يأتي)
(عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة)
295 - قال: رأيتُ [أسامة] بن زيد عند حُجرةِ عائشة يدعُو، فجاء مَرْوان، فأسمعهُ كلاماً، فقال أسامة: إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن الله يُبغض الفاحِشَ البَذِئ) رواه الطبرانيُّ وأبو يَعَلى من حديث محمد بن إسحاق، عن صالح بن كيسان عنهُ بِهِ (3) .
296 - ولفظ أبي يعلى قال: رأيت أسامة بن زيد يُصلي عند قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرج مروان بن الحكم فقال أتُصلي/؟ عند قبره؟ قال: إني أُحبُّه. فقال لهُ قولاً قبيحاً، ثم أدْبرَ، فانصرف أسامةُ فقال لمروان: إنك آذيتني، وإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (إن الله يُبغضُ الفاحش المُتفَحشَ وإنك فاحش مُتفحش) . ورواه محمد بن أفلح عن أسَامةَ (4) .
_________
(1) آية (32) سورة فاطر.
(2) المعجم الكبير للطبراني 1/167 والزيادة بالرجوع إليه.
(3) المعجم الكبير للطبراني 1/166.
(4) أورده ابن الأثير من نفس الطريق مع اختلاف قليل في بعض ألفاظه. أسد الغابة
1/80.(1/216)
(عروة عن أسامة)(1/217)
297 - حدثنا الثَّوري، عن الزُّهري، عن عُروة، عن أسامة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أشرف على أُطمٍ من آطام المدينة، فقال: (هَلْ ترون ما أرى؟ إني لأرى مَواقع الفِتَنِ خلال بيُوتكم كمواقع القَطْرِ) (1) أخرجاه في الصحيح من حديث سفيان بن عيينة ومعمر بن الزُّهري (2) .
298 - حدثنا قُتيبةُ بن سعيد، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدةَ، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن أسَامَةَ قال: (دخَلتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عبد الله بن أُبَيّ في مرضه نعودُهُ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: قَدْ كنتُ أنهاك عن حُب يهُودَ؟ فقال عبد الله: قد أبغضهُم أسعَدُ بن زرارة فمات) فما (3) نفعه. رواه أبو داود من حديث محمد بن إسحاق به (4) .
299 - حدثنا يعقوب، حدثني أبي، عن ابن إسحاق، حدثنا هشامُ بن عروةَ، عن أبيه، عن أسامة بن زيد. قال: (كنت رَديفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشيَّةَ عرفةَ. قال: فلما وقعت الشمس دَفعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا سمع حطْمَةَ (5) الناس خلفهُ قال: رُويْداً أيها الناس. عليكم السكينةُ فإنَّ
_________
(1) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/200، وقوله: (كمواقع القطر) التشبيه بمواقع القطر في الكثرة والعموم، أي أنها كثيرة، وتعم الناس، لا تختص بها طائفة، وهذا إشارة إلى الحروب الجارية بينهم، كوقعة الجمل، وصفين، والحرة، ومقتل عثمان والحسين رضي الله عنهما وغير ذلك. وفيه معجزة ظاهرة له - صلى الله عليه وسلم -.
(2) صحيح البخاري: كتاب الفتن: باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ويل للعرب من شر قد اقترب: 13/11 وصحيح مسلم: كتاب الفتن: باب نزول الفتن كمواقع المطر: 2211.
(3) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/201 وقوله: (فما نفعه) زيادة لم أجدها فيما لدي من المراجع. ...
(4) لفظ الخبر عند أبي داود: (قد أبغضهم أسعد بن زرارة فمه؟، فلما مات أتاه ابنه) إلخ الحديث عن سؤال ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبيّ قميص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليكفنه به. مختصر السنن للمنذري 4/275 والمعجم الكبير للطبراني 1/163.
(5) حطمة الناس: ازدحامهم وحطم بعضهم بعضا النهاية 1/237.(1/217)
البِرَّ ليس بالإيضاع. قال: فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا التحم عليه الناسُ أعتق (1) ، وإذا وَجَدَ فُرجةَ نص (2) حتى [مر بالشعب الذي يزعم كثير من الناس أنه صلى فيه، فنزل به فبال - ما يقول أهراق الماء كما يقولون - ثم جئته بالإداوة فتوضأ، ثم قال: قلت: الصلاة يارسول الله؟ قال: الصلاة أمامك، فركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وماصلى] حتى (3) أتى المزدلفة، فجمع بين الصلاتين: المغرب والعشاء الآخرة (4) . رواه الجماعة (5) إلا الترمذي من طرقٍ، عن هشام بن عروة به.
_________
(1) أعنق: أسرع يقال: أعنق يعنق إعناقاً النهاية 3/133.
(2) نص: النص التحريك حتى يستخرج أقصى سير الناقة: وأصل النص أقصى الشئ وغايته، ثم سمي به ضرب من السير سريع. والنص فوق العنق النهاية 4/118.
(3) مابين المعكوفين سقط من الأصل ويأتي بعده: (حتى أتى المزدلفة فنزل بها) .
(4) من حديث أسامة بن زيد عند أحمد 5/202.
(5) رواه البخاري في كتاب الحج: باب الجمع بين الصلاتين بالمزدلفة: 3/523.
وصحيح مسلم كتاب الحج: باب حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -: 2/886. وعند أبي داود مختصر السنن للمنذري 2/398، وسنن ابن ماجه 2/1004.(1/218)
300 - منها مالك عنه (1) .
301 - رواه أبو يعلى من طريق محمد بن إسحاق، عن هِشامٍ، وعنده: (ولم يتطوَّع بينهُما) (2) .
302 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عُرْوة/ بن الزبير: أن أسامة بن زيد أخبرهُ: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ركِبَ حِمَاراً عليه إكافٌ تحتهُ قطيفة فدكية (3) ، وأردَفَ وراءه أسامة بن زيد، وهو يعود سعد بن عُبادة في بني الحارث بن الخزرج، وذلك قبل وقعة بدرٍ، حتى مرَّ بمجلس فيه أخلاطٌ من المسلمين والمشركين عبدَةِ الأوثان واليهود، فيهم عبد الله بن أُبي، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غَشِيتْ المجلسَ
_________
(1) صحيح البخاري بشرح الفتح 3/518 موطأ مالك 2/342.
(2) المنتقى بشرح نيل الأوطار 3/249.
(3) فدكية: نسبة إلى فدك.(1/218)
عجاجة (1) الدَّابةِ خمرَّ عبد الله بن أُبي أنفَهُ بردائه، ثم قال: لا تُغبّروا (2) علينا، فسلَّم عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم وقَفَ، ونزلَ فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال له عبد الله بن أُبَي: أيُّها المرء (3) لا أحسن من هذا، إن كان ما تقول حقاً فلا تُؤْذِنا في مجلسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منَّا فاقصص عليه، فقال عبد الله بن رواحة: اغشنا في مجالِسنَا، فإنَّا نُحِبُّ ذلك. قال: فاستبّ المسلمون، والمشركون، واليهود حتى همُّوا أن يتواثبوا، فلم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يُخفِّضُهم (4) ، ثم ركب دابتهُ، حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال: أي سعدُ ألم تسمع ما قال أبو حُباب؟ يريدُ عبد الله بن أُبَي. قال: كذا وكذا.
قال: اعْفُ عنهُ يارسول الله، واصفح، فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البُحَيْرةِ (5) أن يتوجوه (6) فيعصبونه بالعصابةِ، فلما ردَّ الله ذلك بالحق الذي أعطاكهُ شرق بِذلك (7) ، فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (8) .
_________
(1) العجاجة: واحدة العجاج وهو الغبار الذي أثارته الدابة. اللسان 2813.
(2) لا تغبروا علينا: لا تثيروا الغبار علينا.
(3) في هذا اللفظ من رأس المنافقين عبد الله بن أبي سوء أدب في مخاطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - كما لا يخفى.
(4) يخفضهم: يسكنهم ويهون عليهم الأمر من الخفض والدعة والسكون. النهاية 1/307.
(5) البحيرة: مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو تصغير البحرة، وقد جاء في رواية مكبراً، والعرب تسمي المدن والقرى البحار النهاية 1/62.
(6) أي يلبسوه التاج ملكاً عليهم.
(7) أي غص به، وهو كناية عما ناله من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصل به حتى كأنه شئ لم يقدر على إساغته وابتلاعه فغص به. اللسان 2247.
(8) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/203 وأخرجه البخاري في كتاب الاستئذان باب التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين 11/38.(1/219)
303 - حدثنا حجاجُ، حدثنا ليث يعني ابن سعدٍ، حدثني عُقيلٌ، عن ابن شهاب عن عروة: أن أسامة بن زيد أخبرهُ، فذكر معناهُ إلا أنهُ قال: (ولقد اجتمع أهل هذه البحيرة) (1) .
304 - حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شُعيب، عن الزهري، أخبرني عروة بن الزُّبير: أنَّ أسامة أخبرهُ: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركب حماراً على إكافٍ/، عليه قطيفة، فدكيَّةٌ، وأردفَ أسامة وراءَه يَعُودُ سعد بن عُبادة في بني الحارث بن الخزرج قبلَ وقعة بدرٍ) فذكرهُ وقال: (البَحْرَة) (2) . رواه البخاري (3) ومسلم (4) والنسائي من غير وجه عن الزهري به.
305 - وقد رواه الترمذي، عن يحيى بن موسى، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عُروة. عن أسَامةَ: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بمجلسٍ فيه أَخْلاطٌ من المسلمين واليهود، فسلَّم عليهم) هكذا مختصراً، وقال حسنٌ صحيحٌ (5) .
وهو جزءٌ من الحديث الذي قبلهُ، ولكن أورده شيخنا في الأطراف، وكان ينبغي سياقهُ مع البخاري ومسلم والنسائي والله الموفق للصواب.
306 - حدثنا [عبد الله، حدثني أبي، حدثنا] هيثم. قال عبد الله: وسمعتهُ أنا من (6) الهيثم بن خارجة، قال: حدثنا رشْدين بن سعدٍ، عن عُقَيْل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن أسامة بن زيدٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أن جبريل لما نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فعلَّمهُ الوضوء، فلمَّا فرغ من وضوئه
_________
(1) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/203.
(2) المسند 5/203 من حديث أسامة بن زيد وهذه الرواية ورد فيها الاسم مكبراً كما أشير إليه من قبل.
(3) صحيح البخاري: كتاب اللباس: باب الارتداف على الدابة: 10/395.
(4) صحيح مسلم: كتاب الجهاد والسير: باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وصبره على أذى المنافقين: 3/1423.
(5) سنن الترمذي: أبواب الاستئذان والآداب: 5/61.
(6) في الأصل المخطوط: (وسمعته أنبأنا عن الهشيم) والتصويب من المسند.(1/220)
أخذ حفنةً من ماءٍ، فرش بها نحو الفَرجِ قال: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يَرُشُّ بعد وضوئه) تفَّرد بهِ (1) .
_________
(1) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/203 وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف الميزان،
2/49.(1/221)
307 - حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا هشام. قال: حدثنا أُبَيّ: قال: سئِلَ أسامة عن سَير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجّةِ الوداع، وأنا شاهدٌ قال: (كان سيرهُ العَنَقَ، فإذا وجدَ فجوة نصَّ، والنصُّ فوق العنق وأنا رديفُه) (1) .
308 - حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى، حدثني صالح بن أبي الأخضر، حدثني الزهري، عن عروة عن أسامة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان وَجَّهَهُ وجْهَةً فقُبض النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسألَهُ أبو بكر [رضي الله عنه] ما الذي عهِدَ إليكَ؟ قال: عَهِدَ إليَّ أنْ أُغيرَ على أُبنى (2) صباحاً، ثم أُحِرّق) (3) رواه أبو داود عن هنادٍ عن ابن المبارك (4) ، وابن ماجه عن محمد بن إسماعيل بن سَمُرَةَ، عن وكيع (5) ، كلاهُمَا عن صالح بن أبي الأخضر بهِ.
(حديث آخر عن عروة عن أسامة)
309 - / قال البَزَّار: حدثنا عمرُ بن محمد بن الحسن، حدثني أبي، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة. قال: (قال عبد الله بن أُبَيّ: {لئِنْ رَجَعْنَا إِلى المدِينَة ليُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنْهَا الأذَلُ} قال: فقال عبد الله بن عبد الله بن أُبيّ يعني لأبيه: والله لا تدخل حتى تقول لمحمدٍ إن
_________
(1) المسند 5/205 من حديث أسامة بن زيد، وقد سبق تفسيره.
(2)) أبنى) بضم فسكون: اسم مكان بين الرملة وعسقلان من فلسطين، النهاية 1/18.
(3) مسند أحمد 5/209 من حديث أسامة بن زيد.
(4) أخرجه أبو داود في السنن: كتاب الجهاد: باب في الحرق في بلاد العدو 2/36.
(5) سنن ابن ماجه: كتاب الجهاد: باب التحريق بأرض العدو 2/948.(1/221)
محمداً الأعزُّ، وأنت الأَذلُّ. قال: واستأذَن عبد الله بن عبد الله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قتل أبيه فقال: لا يتحدَّث الناس أن محمداً قتل أصحابَهُ) (1) .
(عطاء بن أبي رباح عن أسامةَ)
_________
(1) يراجع تفسير ابن كثير 4/369.(1/222)
310 - حدثنا هُشيْمٌ، أنبأنا عبد الملك، عن عطاءٍ، قال: قال
أسامةُ: (دخلتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيتَ، فجلس، فَحمدَ الله، وأثنى عليه،
وهَلَّلَ، وكَبَّرَ، ثم قامَ إلى مابينَ يديه من البيت، فوضع صَدرَهُ عَليه، وخدَّهُ
ويديه، قال: ثم كَبَّرَ وهلل ودَعَا، ثم فَعلَ ذلِك بالأركان كلِّيها، ثم خَرج
فأَقبلَ على القبلة وهو عَلى الباب وقال: (هذه القبلةُ هذه القبلة) مرتين أو
ثلاثاً) (1) .
رواه النسائي عن يعقوب بن إبراهيم عن هُشيمٍ، ويحيى القطان وعن إسماعيل بن مسعودٍ كلهُم، عن عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمِي عن عطاءٍ عن أسامة بهِ (2) ورواه أيضاً من طريق ابن جُريجٍ عن عطاءٍ به. بمعناه. ورواه بعضهم في إسناده ابن عبَّاس كما مَضَى (3) .
311 - حدثنا هُشيم، أنبأنا عبد الملك، حدثنا عطاءٌ قال: قال أسامة بن زيد: (كنتُ رَدِيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفاتٍ، فرفع يديه يدعُو، فمالتْ به ناقتُهُ فسقط خِطَامُها. قال: فتناولَ الخِطَامَ بإحدى يديه وهو رافع يده الأخرى) (4) رواه النسائي عن يعقوب بن إبراهيم عن هُشيم (5) .
_________
(1) مسند أحمد 5/209 من حديث أسامة بن زيد.
(2) سنن النسائي: كتاب الحج: وضع الصدر والوجه على ما استقبل من دبر الكعبة 5/220.
(3) أخرجه أحمد وفي إسناده ابن عباس 5/201، 208، 209 والنسائي عن عطاء عن ابن عباس عن أسامة أيضاً - المصدر السابق.
(4) مسند أحمد 5/209 من جديد أسامة بن زيد.
(5) سنن النسائي: كتاب الحج: وضع الصدر والوجه على ما استقبل من دبر الكعبة: 5/220.(1/222)
قال شيخنا ورُوِي عن عطاء، عن ابن عباسٍ، عن أسامة كما مَضَى.(1/223)
312 - وحدثنا يحيى هُوَ/ ابن سعيد، عن (1) عبد الملك، حدثنا عطاءٌ، عن أسامة بن زيد: (أنه دَخَل هو ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيت فأمَرَ بلالا فأجاف (2) الباب، والبيت إذ ذاك على [ستة أعمدة] (3) فمضى حتى أتى الأسطوانتين اللِّتين [تليان] (4) الباب - باب الكعبة -، فجلس، فحمد الله وأثنى عليه، وسَأله، واستغفره، ثم قام حتَّى أتَى ما استقبل مِن دُبرِ الكعبة، فوضع وَجْهَهُ وخَدَّهُ (5) على الكعبةِ، فحمد الله وأثنى عليه، وسألَهُ واستغفره، ثم انصرف حتى أتى كل رُكنٍ من أركان البيت، فاستقبلهُ بالتكبير والتهليل، والتسبيح، والثناء على الله عز وجل والاستغفار والمسألة، ثم خرج، فصَلَّى ركعتين خارجاً من البيت مستقبل وجه الكعبة [ثم انصرف] فقال هذه القبلةُ هذهِ القبلة) (6) .
عطاء بن يعقوب المدنيّ
313 - وليس بالكَيْخَارَانِي (7)
عنه: (أنهُ كان رَدِف النبي - صلى الله عليه وسلم - من
_________
(1) في المسند: (يحيى بن عبد الملك) وهو خطأ والصواب ما ورد في المخطوطة.
(2) أجاف الباب: رده عليه النهاية 1/188.
(3) في المخطوطة: (على شيئاً عمده) .
(4) زيادة بالرجوع إلى لفظ الخبر في المسند.
(5) في المسند: (وجهه وجسده) .
(6) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/210.
(7) عطاء بن يعقوب المدني: وقول المصنف: (وليس بالكيخاراني) تنبيه للتفرقة بينه وبين شخص آخر ذهب جماعة من المحدثين أنهما شخص واحد منهم البخاري ومسلم وابن أبي حاتم. والرجلان هما:
عطاء بن نافع الكيخاراني: روى عن أم الدرداء، وجابر بن عبد الله. وعنه الحسن بن مسلم وغيره.
عطاء بن يعقوب المدني مولى سباع - وهو صاحبنا هذا - روى عن أسامة بن زيد وعنه الزهري وأبو الزبير. أخرج له مسلم حديثاً واحداً في الحج. وهو هذا الحديث الذي نتناوله بالتعليق عليه.
أَمَّا البخاري فيقول عطاء بن يعقوب مولى ابن سباع الكيخاراني - موضع بناحية اليمن - عن أسامة، ثم قال سمع أم الدرداء. تهذيب التهذيب 7/216، 219 التاريخ الكبير للبخاري 6/467.(1/223)
عرفة، فلما جاء الشِّعب نزل، فبال) الحديث رواه مسلم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عنهُ بهِ (1) .
(علي بن الحسين عنه)
في ترجمة عمرو بن عثمان بن عَفَّان عنهُ
(عُمرُ بن عثمان بن عفان عنه)
في ترجمة عمرو بن عثمان بن عَفَّان عنه
(عمرو بن عُثمان بن عفان عن أسامة)
_________
(1) لفظ الخبر عند مسلم: (أنه كان رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أفاض من عرفة، فلما جاء الشعب أناخ راحلته، ثم ذهب إلى الغائط، فلما رجع صببت عليه من الإداوة، فتوضأ، ثم ركب، ثم أتى المزدلفة فجمع بها بين المغرب والعشاء) .
صحيح مسلم: كتاب الحج: باب الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة: 2/936.(1/224)
314 - حدثنا سفيان عن الزهري، عن علي بن حسين، عن عَمْرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يَرثُ المسلمُ الكافر، ولا الكافرُ المسلمَ) (1) رواه الجماعة من حديث الزهري، وفيها ابن عُيينَةَ، عن الزهري كما رَواهُ الجماعة سوى البخاري (2) .
315 - ومنها ما رواه النِّسَائي من طريق مالك، عن الزهري، عن علي بن الحُسين، عن أسامة قال: ولا نعلمُ أحداً تابع مالكاً. والصواب: عن عمر بن عثمان (3) .
316 - ومنها ما رواه النِّسائي في/ روايةٍ له، عن هُشيم، عن الزهري، عن علي بن الحسين، وأبانَ بن عثمان، عن أسامة مرفوعاً: (لا يتوارث أهل ملتين شيئاً) (4) .
_________
(1) مسند أحمد 5/200 من حديث أسامة بن زيد.
(2) صحيح البخاري: كتاب الفرائض: باب لا يرث المسلم الكافر: 8/194 وصحيح مسلم: كتاب الفرائض: 3/1233.
(3) تحفة الأشراف 1/56.
(4) تحفة الأشراف 1/55.(1/224)
317 - ومنها النسائي من طريق شُعبة عن عبد الله بن عيسى عن الزهري عن عبد الحميد (1) .
318 - حدثنا روح، حدثنا محمد بن أبي حفصة، حدثنا الزهري، عن علي ابن حُسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسَامة بن زيدٍ: (أنه قال: يارسول الله [أين] (2) تنزلُ غداً إن شاء الله؟ وذاك زَمَن الفتح. قال: هل ترك لنا عَقيلٌ من مَنْزلٍ؟ ثم قال: لا يرث الكافرُ المؤمنَ ولا المؤمنُ الكافِر) رواه الجماعةُ إلا الترمذي من حديث الزهري بهِ (3) .
319 - حدثنا عبد الرزَّاق، أنبأنا معمرُ، عن الزهري، عن علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيدٍ قال: قلتُ: (يارسول الله أين تنزلُ غداً؟ - في حجتهِ - فقال: وهل تركَ لنا عَقيلٌ منزلاً؟، ثم قال: نحن نازِلون غداً إن شاء الله بِخَيْف بني كِنَانةَ، يعني المحصَّب حيثُ قَاسمتْ قريش على الكفر، وذلك أن بني كنانة حَالفتْ قُريشاً على بني هاشم ألاَّ يُناكحوهُم، ولا يُبَايعوهُم، ولا يُؤوهُم، [ثم] قال عند ذلك: لا يَرثُ الكافرُ المسلمَ ولا المسلمُ الكافرَ) قال الزهري: والخَيْف الوَادِي (4) .
(عمير مولى ابن عبَّاسٍ)
320 - عن عبد الرحمن بن نِمْرَان، عن عُمَير مَولَى ابن عباس. قال الطبرانيُّ حدثنا العباس بنُ الفضلِ، حدثنا خالد بن يزيد العمري، حدثنا ابن أبي ذئب، عن عبد الرحمن بن نِمْران، عن عُمير مولى ابن عباس، عن
_________
(1) تحفة الأشراف 1/56 ويراجع المنتقى بشرح نيل الأوطار 6/82 والجامع الصغير بشرح فيض القدير 6/449 والسنن الكبرى للبيهقي 6/217 والمعجم الكبير للطبراني 1/168.
(2) مابين المعكوفين سقط من الأصل وأثبتناه من المسند.
(3) مسند أحمد 5/201 من حديث أسامة بن زيد والبخاري: باب غزوة الفتح: أين ركز النبي الراية يوم الفتح 5/187 ومسلم: كتاب الحج: النزول بمكة للحاج وتوريث دورها 2/984.
(4) مسند أحمد 5/202 من حديث أسامة بن زيد.(1/225)
أسامة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخلَ البيت فرأى فيه صُوراً، فدعا بماءٍ، فجعل يَمْحُوها، ويقول: (قاتَل قَوْماً يُصَوّرُون مالا يَخْلقُون) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/166.(1/226)
321 - وعن ابن أبي ذئبٍ، عن الزبْرقان، عن زُهرة، عن أسامة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى الظهر بالهجير) (1) .
(عياضٌ: ابن عم لأسامةَ بن زيدٍ عنهُ) /
322 - حدثنا أبو كامل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن ابن عمًّ لأسامة بن زيد يقال له عياضٌ - وكانت بنتُ أسامَةَ تحتهُ - قال: (ذُكِرَ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجُلٌ خرج من بعضِ الأريافِ، حتى إذا كان قريباً من المدينة ببعض الطريق أصابهُ الوبَاء قال: فأفْزعَ ذلك الناسَ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني لأرجو أن لا يطْلُعَ علينا نِقَابُها يَعني المدينة) (2) .
وحدثنا الهاشمي، ويعقوب، وقالا جميعاً إنهم سمعوا أسامة (3) .
323 - حدثني أبو معمر، حدثنا إبراهيم بن سعدٍ، حدثنا ابنُ شهاب، عن ابن عمّ لأسامة بن زيد يقال لهُ عياض، كانت بنت أسامة عنده، وذكر الحديث مثلهُ (4) .
قال أبو عبد الرحمن وقال بعضهم: عياضُ بن ضَمْرَى تَفرد بهِ (5) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/167.
(2) أرجو ألا يطلع علينا نقابها: النقاب جمع نقب، وهو الطريق بين الجبلين وأراد أنه لا يطلع إلينا من طرق المدينة فأضمر عن غير مذكور النهاية 4/168.
(3) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/207 وقد ورد اسم عياض مصحفاً في الحديث مرتين: (عياض بن غنم لأسامة) ثم: (يقال له عياض بن غنم) والتصويب من المسند ومن التاريخ الكبير 7/20.
(4) من حديث أسامة بن زيد في مسند أحمد 5/207.
(5) ورد اسم (ضمرى) غير واضح في المخطوطة. وهو عياض بن ضمرى الكلبي. وقيل: (ابن صبري) وقيل: (ضبري - صبيرة) . يراجع التاريخ الكبير للبخاري 7/20.(1/226)
(كُريبُ مولى ابن عباسٍ عن أسامة)(1/227)
324 - حدثني يحيى بن آدم، حدثنا زُهير، عن إبراهيم بن عُقبة، أخبرني كُريبٌ: أنه سأل أسامة. قال: قلتُ: أخبرني كيف صنعتُم عشية ردفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: (جئنا الشعبَ الذي يُنيخ فيه الناس للمغرب، فأناخ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناقتهُ، ثم بالَ- ما قال أهراقَ الماء - ثم دعا بوضوءٍ [فتوضأ وضوءًا] (1) ليس بالبالغ جداً. قال: قلتُ: يارسول الله الصلاة قال: الصلاةُ أمامك. قال: فركب حتى أتى المزدلفة، فأقام المغرب، ثم أناخَ الناسُ في منازلهم، ولم يَحُلُّوا حتى أقام العشاء الآخِرة، ثم صلى، ثم حلَّ الناسُ. قال: قلتُ: كيف فعلتُم حين أصبحتُم؟ قال: ردفه الفضل بن العباس، فانطلقتُ أنا في سُبَّاق قريشٍ على رجْلي) (2) وقد رواهُ البخاري ومسلم من حديث مالكٍ، ويحيى بن سعيد كلاهما عن مُوسى بن عُقبة، ورواه مسلم أيضاً من حديث محمد بن عقبة، وكلهم عن كُريبٍ به (3) وَرُوي عن كريبٍ عن ابن عباسٍ عن أسامة كما تقدم.
325 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني إبراهيم ابن عُقبة، عن كُريب مولى عبد الله بن عباس، عن أسامَة بن زيد. قال: (كنتُ ردفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشيةَ عرفة، فلمَّا وقعت الشمسُ دَفَع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولما سمِعَ حطمةَ الناس خَلفَهُ قال: رُويداً أيها الناس عليكم السكينة، فإنَّ البِرَّ ليس بالإيضاعِ. قال: فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا التحم عليه الناس أَعْنق، وإذا وجدَ فُرْجةً نصَّ، حتى مرَّ بالشِّعب الذي يزعُم كثيرٌ من الناس أنهُ صلى فيه، فنزل به فبال - ما يقول أهراقَ الماءَ. كما يقولون - ثمَ جئتهُ بالإداوة [فتوضأ ثم قال: قلت: الصلاة يارسول الله
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل وأثبتناه من المسند 5/200.
(2) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/199.
(3) صحيح البخاري: كتاب الحج - باب الجمع بين الصلاتين بالمزدلفة 3/523 وصحيح مسلم: كتاب الحج - باب الإفاضة من عرفات 2/935.(1/227)
قال: فقال: الصلاة أمامك] (1) قال: فركِبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما صلى حتى أتى المزدلفة، فنزل بها، فجمع بين الصلاتين المغرب والعشاء الآخرة) (2) رواه مسلم، وأبو داود، والنسائي وابن ماجه من حديث إبراهيم بن عقبة به، ومنهم من اختصره (3) .
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من سياق المسند.
(2) مسند أحمد 5/202 من حديث أسامة بن زيد.
(3) صحيح مسلم: كتاب الحج: باب الإفاضة من عرفات 2/935.
وسنن أبي داود: كتاب الحج: باب الدفعة من عرفة 1/447.
وسنن ابن ماجه: كتاب المناسك: باب النزول بين عرفات وجمع 2/1005.
وسنن النسائي: كتاب الحج: باب النزول بعد الدفع من عرفة 5/259.(1/228)
326 - حدثنا عثمانُ بن عُمر، حدثنا ابن أبي ذئبٍ، عن الحارث عن كُريب مولى ابن عباسٍ، عن أسامة بن زيد. قال: (دخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعليه الكآبةُ، فسألتهُ [ماله] (1) فقال: لم يَأتني جبريلُ منذ ثلاث فإذا جرو كلبٍ [بين بيوته فأمر به] (2) فقُتَل، فبدَا لهُ جبريلُ عليه السلام، فهشَّ إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رآهُ، فقالَ: لمْ تأتني؟ فقال: أنا لا أدخلُ بيتاً فيهِ كلبٌ، ولا صُورةٌ) تفرد به (3) .
327 - حدثنا حسين [حدثنا] ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن كُريب [مولى ابن عباس] (4) ، عن أسامة بن زيدٍ. قال: (دخلتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه كآبةٌ) فذكر معنى حديث عثمان بن عمر إلا أنهُ قال: (فلم يأتني منذ ثلاث) (5) .
328 - قرأتُ على عبد الرحمن: مالكٌ، عن موسى بن عقبة، وحدثنا
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند.
(2) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند.
(3) مسند أحمد 5/203 من حديث أسامة بن زيد المعجم الكبير للطبراني 1/162.
(4) مابين المعكوفين زدناه من المسند وهو الصواب.
(5) مسند أحمد 5/203 من حديث أسامة بن زيد.(1/228)
روح، عن مالك، عن موسى بن عُقبة، عن كُريب مولى ابن عباسٍ (1) عن أسامة: / أنهُ سمعهُ يقول: (دفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عَرفة، حتى إذا كان بالشِّعْب نزل فبال، فتوضأ، ولم يُسبغ الوضوء فقلت له: الصلاة. قال: الصلاةُ أمامك. فركب، فلما جاء المزدلفة نزل، فتوضأ، فأسبغ الوضوء، ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب، فأناخ كل إنسان بَعيرهُ، [في منزله] ثم أقيمت الصلاة، فصلاَّها، ولم يصل بينهما شيئاً) (2) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: (عن ابن عباس) وليست في المسند.
(2) مسند أحمد 5/208 من حديث أسامة بن زيد والزيادة التي بين معكوفين بالرجوع إليه.(1/229)
329 - حدثني يحيى عن سفيان حدثني إبراهيم بن (1) عقبة، عن كُريب، عن أسامة بن زيد: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لمّا دفع، أو أفاض من عرفة فأتى النَّقْب الذي ينزله الأمراءُ والخلفاءُ قال: فبال، فأتيتهُ بماءٍ، فتوضأ وضوءًا حسناً بين الوضوءَين، ثم ركب راحلتهُ قلت: الصلاة يانبي الله. قال: الصلاةُ أمامكَ. قال فأتى جَمْعاً، فأقام الصلاة، فصلى المغرب، ثمَّ لم يَحُل بقية الناس، حتى أقام فصلى العشاء) (2) .
330 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، والثوري، عن إبراهيم بن عُقبة، عن كُريب، عن أسامة. قال: (خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عرفة، فلما بلغ - قال معْمرُ:) الشعب (- وقال الثوري: (النَّقْب) ، فذكره معناه (3) .
(حديث آخر عنه عن أسامة)
331 - قال ابن ماجه في الزهد: حدثنا العباس بن عُثمان الدمشقي،
_________
(1) في المخطوطة: (إبراهيم عن عقبة) والصواب إبراهيم بن عقبة بن أبي عياش الأسدي. روى عن كريب وأبي الزناد وعروة بن الزبير وغيرهم وعنه السفيانان وابن المبارك ومالك وغيرهم تهذيب التهذيب 1/145.
(2) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/210.
(3) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/210.(1/229)
حدثنا الوليد بن مسلم، عن محمد بن المهاجر الأنصاري، عن الضحاك المُعافري، عن سليمان بن موسى، عن كُريب، عن أسامة بن زيد. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) : (ألا شمِّروا إلى الجنةِ فإن (2) الجنة لا خطر لها، هي وَربِّ الكعبة نورٌ يتلألأ وريحانَةٌ تهتز (3) وقصرٌ مشيدٌ ونهر مُطَّرِدٌ وثمرة (4) نضيجةٌ، وزوجةٌ حسناء جميلةٌ، وحُلَلٌ (5) كثيرةٌ في مقام أبداً في (6) دار سلامة وفاكهةٍ وخُضْرة وحَبْرة ونعمةٍ في مَحلَّةٍ عاليةٍ بهيَّةٍ. قالوا: نعم يارسول الله نحن المشمِّرون لها. فقال: قولوا إن شاء الله، فقالوا: إن شاء الله) (7) .
قال البزار: لا نعلم له طريقاً إلاَّ هذا. وقال شيخنا، وتابعه عثمان بن سعيد: عن كثير، عن محمد بن مُهاجر. وقال عبد الله بن عون الخرَّاز (8) : عن الوليد بن مسلم، عن محمد بن مهاجر، عن سليمان بن موسى، ولم يذكره الضحاك المعافِري (9) .
_________
(1) لفظ ابن ماجه: (ألا مشمر للجنة) . ...
(2) في المخطوطة: (فلول الجنة) والتصويب من ابن ماجه.
(3) كلمة غير واضحة في المخطوطة واستكملت من ابن ماجه.
(4) لفظ ابن ماجه هنا: (وفاكهة كثيرة نضيجة) .
(5) في المخطوطة: (وحمام) .
(6) اللفظ عند ابن ماجه من هنا: (أبدا في حبرة ونضرة، في دور عالية سليمة بهية قالوا: نعم ... ) إلخ.
(7) زاد ابن ماجه هنا: (ثم ذكر الجهاد وحض عليه) .
ويرجع إلى الحديث في سنن ابن ماجه (كتاب الزهد: باب صفة الجنة) 2/1448.
(8) عبد الله بن عون الخراز: نسبة إلى خرز الجلود. المشتبه 160. تهذيب التهذيب 5/346.
(9) تحفة الأشراف للحافظ المزي 1/59.(1/230)
332 - قلتُ: / هذا الذي ذكره شيخنا قد رواه أبو يعلى في مسندهِ، وأبلغ منه، فقال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي، وعبد الله بن عون الخرَّاز، وعدَّة، قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا(1/230)
محمد بن مهاجر الأنصاري، عن سليمان بن موسى، عن كُريب، عن أسامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر بتمامه ورواه البزارُ (1) .
_________
(1) جاء في تعليقه على الحديث عند ابن ماجه:
في الزوائد: في إسناده مقال، والضحاك المعافري الدمشقي ذكره ابن حبان في الثقات. قال الذهبي في طبقات التهذيب: مجهول، وسليمان بن موسى مختلف فيه، وباقي رجال الإسناد ثقات. ورواه ابن حبان في صحيحه.
والخبر بهذا السند أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/163 سنن ابن ماجه 2/1448.(1/231)
333 - حدثنا أمد بن النوح، حدثنا عثمان بن سعيد الحمصي، حدثنا محمد بن مُهاجرٍ عن [إسماعيل بن أبي خالد] (1) عن قيس بن [أبي] حازمٍ عن أسامة قال: (لما أصيب زيدٌ جاء أسامة فوقف عليه، فدمَعَتْ عيناه، فتنحى (2) ، فلما كان من الغدِ جاءَ فوقف عليه. فقال: ألا في سبيل الله ما لقيتُ منك أمس فتنحى) . رواه البزار عن عبد الله بن محمد البصراوي، عن أسامة بن إسماعيل بن قيسٍ به.
(كُلثوم الخزاعي عن أسامَة)
334 - حدثنا أبو سعيدٍ مولى بني هاشمٍ، حدثنا قيس بن الربيع، حدثنا جامع بن شدَّادٍ، عن كُلْثوم الخُزاعي، عن أسامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أَدْخِلْ (3) عليَّ أصحابي، فدخلوا عليه، فكشف القِنَاع، فقال: لَعَن الله اليهودَ والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) (4) .
335 - حدثنا سُريج (5) ، حدثنا قيسٌ، عن جامعٍ، إلاَّ أنهُ قال:
_________
(1) بياض بالأصل، والخبر أخرجه ابن سعد بلفظ مقارب من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم، فأثبتنا (إسماعيل) أقرب الاحتمالات لاستدراك السقط الذي حدث.
أَمَّا أحمد بن النوح فلم نعثر عليه، كما أن السند الذي أورده المصنف عن البزار في نهاية الخبر غير واضح الطبقات الكبرى لابن سعد 4/43 القسم الأول.
(2) تنحى: أي عرض له وقصده بالبكاء. قال ابن الأثير: فانتحاه ربيعة: أي اعتمده بالكلام وقصده النهاية 5/30.
(3) في المخطوطة: (ادخلوا) وما أثبتناه من لفط المسند.
(4) من حديث أسامة بن زيد عند أحمد في المسند 5/204.
(5) سريج بن النعمان بن مروان الجوهري تهذيب التهذيب 3/457.(1/231)
(فدخلوا عليه وهو متقنِّعٌ ببُرْدٍ له مَعَافري) ، ولم يَقُل: (والنصارى) تفرد بِه (1) .
(كيسان أبو سعيد المقْبُري عنه سيأتي)
(مجاهد عن أسامَة بن زيد)
_________
(1) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/204.(1/232)
336 - حدَّثنا وَكيع، عن ابن ذَرٍّ (1) ، عن مُجَاهدٍ، عن أسَامة بن زيد قال: (أفاض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعليه السكينة، وأمرهم بالسّكينة) (2) .
337 - حدثنا وكيع، حدثنا عُمرُ بن ذرٍ، عن مجاهد، عن أسامة بن زيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرْدفهُ من عرفاتٍ. قال: فقالَ الناس سَيُخبرنا صاحِبُنا ما صنع. قال: قال أسامةُ: / لما دفع من عرفة فوقع كفَّ رأس راحلته حتى أصابَ رأسُها واسطة الرحل، أو كاد يصيبهُ، يُشيرُ إلى الناس بيده السكينةَ. السكينةَ، حتى أتَى جَمْعًا، ثم أردف الفضل بن عباس. قال: فقال الناس: يخبرنا صاحبنا بما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال الفضل: لم يزل يسير سيراً ليِّناً كسَيْرهِ بالأمس، حتى أتى على وادي مُحسِّر، فدفع فيه، حتى استوت به الأرض (تفرّد به (3) .
(محمد بن إبراهيم بن الحارث التَّيمي عَنهُ)
338 - قال ابن ماجه، حدثنا محمد بن الصبَّاح، حدثنا عبد العزيز الدَّراوردي، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة (4) بن الهَاد، عن محمد بن
إبراهيم بن الحارث: (أن أسامة بن زيد كان يصُوم أشهُر الحُرم،
_________
(1) ابن ذر: عمر بن ذر عن عبد الله الهمداني الكوفي تهذيب التهذيب 7/444.
(2) من حديث أسامة بن زيد عند أحمد في المسند 5/210.
(3) مسند أحمد 5/208 من حديث أسامة بن زيد.
(4) في المخطوطة: (بن العلاء) والتصويب من ابن ماجه وتهذيب التهذيب 11/399.(1/232)
فقال له
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (صُمْ شوَّالا، فترك الأشهر الحُرمَ، ثم لم يزل يصوم شوالاً
حتى مَاتَ) (1) .
(محمد بن أسامة عن أبيه)
_________
(1) سنن ابن ماجه: كتاب الصيام: باب صيام الأشهر الحرم 1/555، وقال البوصيري في زوائده على ابن ماجه: رجاله ثقات لكنه منقطع بين محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي وبين أسامة بن زيد.(1/233)
339 - حدثنا يَعْقوب، حدثنا أَبِي قال محمد بن إسحاق: قال: حدثني سعيد بنُ عُبيد بن السَّبَّاق، عن محمد بن أسَامة بن زيدٍ [عن أبيه أسامة بن زيدِ] : لمَّا ثقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هبطتُ، وهَبط الناس [معي] (1) إلى المدينة (2) ، فَدَخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد أَصْمَتَ فلا يَتكلمُ، فجعل يرفعُ يديه إلى السماء ثم يَصبّهما عليَّ أعِرفُ أنهُ يدعو لي) (3) رواه الترمذي، عن أبي كُريب، عن يُونس بن بُكير، عن ابن إسحاق بهِ قال: حسنٌ غريبٌ (4) .
340 - حدثنا أحمد بن عبد الملك، حدثنا محمد بن سَلَمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قُسيط، عن محمد بن أُسامة، عن أبيه قال: اجتمعَ جعفرٌ، وعليٌّ، وزيد بن حارثة، فقالَ جعفرٌ: أنَا أَحَبّكم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[وقال علي: أنا أحبكم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] (5) وقال زيد: أنا أَحبكم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: انطلقوا بنَا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى نسأَلَهُ. فقال: أُسامةُ: فجاءوا يستأذنون، فقال [: اخرج فانظر من هؤلاء] (6) . فقلت/: هذا جعفرٌ، وعلي، وزيدٌ - ما أَقُولُ: أبي - قال: ائذن لهم، فدخلوا فقالوا: يارسول الله من أحبُّ إليك؟
_________
(1) مابين المعكوفين من مسند أحمد 5/201.
(2) لأنه كان يعسكر بالجرف بجيشه خارج المدينة.
(3) مسند أحمد 5/201 من حديث أسامة بن زيد.
(4) سنن الترمذي: كتاب المناقب: مناقب أسامة بن زيد: 5/677.
(5) مابين المعكوفين من لفظ المسند.
(6) مابين المعكوفين بياض بالأصل وأثبتناه من لفظ أحمد في المسند.(1/233)
قال: فاطمة. قالوا: نسألك عن الرجال؟ قال: أَمَّا أنت يا جَعفَرُ فأشبَهَ خَلْقُك خَلْقِي، وأشبه خُلُقِي خُلُقكَ، وأنْتَ مني وشجرتي، وأمَّا أنْتَ يا عليٌّ فختَني، وأبو وَلديَّ، وأْنا مِنْكَ، وأنت مني، وأما أنت يازيد، فمولاي، ومني وإلي وأحبُّ القوم إليَّ (
تفّرد به (1) .
_________
(1) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/204.(1/234)
341 - حدثنا زكريا بنُ علي، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن أسامة بن زيد، عن أبيه. قال: (كساني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قُبطيّة (1) كثيفةً مما أهداها له دِحيةُ الكلبي، فكسوتُها امرأتِي فقالَ: ما لك لم تلبس القُبْطية؟ قلت: كسوتُهَا امرأتي. فقال: مُرْها فلتجعَلْ تحتها غِلاَلةً، فإني أخاف أن تَصِفَ (2) عظامَها) تفَّرد به (3) .
(محمد بن أفلح عنهُ)
342 - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله لا يُحبُّ الفاحِشَ المتفحّشَ) رواه الطبراني عن أحمد وعن (4) المقدام، عن أسد بن موسى، عن زكريا بن أبي زائدة، عن عُمان بن حكيمٍ عنه بهِ (5) .
_________
(1) القبطية: الثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء، وكأنه منسوب إلى القبط، وهم أهل مصر، وضم القاف من تغيير النسب، وهذا في الثياب، أَمَّا في الناس فقبطي بالكسر. النهاية 3/224.
(2) العبارة هنا توافق اللفظ عند الطبراني أَمَّا في المسند: (تصف حجم عظامها) .
(3) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/205 المعجم الكبير للطبراني 1/160.
(4) في المخطوطة: (عن أحمد بن المقدام) وسند الخبر عند الطبراني: (حدثنا أحمد بن علي البربهارى، حدثنا زكريا بن عدي، وحدثنا المقدام بن داود، حدثنا أسد بن موسى) .
(5) المعجم الكبير للطبراني 1/166.(1/234)
(محمد بن علي بن الحُسين بن علي بن أبي طالب)
(أبو جعفر الباقِرُ، عن أسَامَة، وهو منقطع بل مُعضَلٌ) (1)
_________
(1) المنقطع: الذي فيه قبل الوصول إلى التابعي راو لم يسمع من الذي فوقه، والساقط بينهما غير مذكور لا معيناً ولا مبهما.
وهو عند ابن عبد البر: كل مالا يتصل إسناده، سواء كان يعزى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أو إلى غيره. وأما المعضل فهو ما سقط من إسناده اثنان فصاعدا. مقدمة ابن الصلاح 144، 147.(1/235)
343 - حدثنا هاشم بن القاسم و [حدثنا] المسَعُودي، حدثني محمد بن علي أبو جعفر الباقر، عن أسامة بن زيد قال: (صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في البيت) (1) .
344 - حدثنا أبو قطنٍ، حدثنا المسعودي، عن أبي جعفر، عن أسَامة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى في الكعبة) (2) تفرَّد به وهو منقطع أو مُعْضَل.
(نافع عنه)
345 - حدثنا أبو يَعلى، حدثنا بُنْدار، وحدثنا عبد الكبير بن عبد المجيد، عن عبد الله بن نافع، عن أبيه، عن أسَامة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى أن تُستقبل القبلة بِبَوْل أو غائِطٍ) رواه البزار عن محمد بن عمر عن أبي بكر (3) عن عبد الله بن نافع عن أبيه/ به.
(أبو سعيد المقْبُريُّ، واسمهُ كيسان عن أسامة)
346 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا ثابت بن قيسٍ أبو غُصْنٍ، حدثني أبو سعيد المقْبُريّ، حدثني أسَامة بن زيدٍ: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصُوم الأيامُ يسرد حتى يقال (4) لا يفطِرُ، ويفْطِرُ الأيام حتى
_________
(1) مسند أحمد 5/201 من حديث أسامة بن زيد.
(2) مسند أحمد 5/201 من حديث أسامة بن زيد.
(3) بياض بالأصل.
(4) في المخطوطة: (سروا حتى كان لا يفطر) .(1/235)
لا يكاد أن يصومَ إلا يومين من الجمعة إن كانا في صِيامهِ، وإلاَّ صامهُما، ولم يكنُ يصوم في شهرٍ من الشهور ما يصومُ في شعبان، فقُلتُ: يارسول الله إنك تصومُ لا تكادُ أن تُفطِرَ وتفطِرُ حتى لا تكاد أن تصوُمَ إلاَّ يومين إن دخلا في صيامك، وإلا صُمتهما؟ قال: أيّ يومين؟ قال: قلتُ: يوم الاثنين، ويوم الخميس، قال: بذانِكَ يومَان تُعْرضُ فيهما الأعمالُ على رب العالمين، أحبُّ أن يُعرض عَملي وأنا صائِمٌ. قال: قلتُ: ولم أرك تصُوم من الشهور ما (1) تصومُ من شعبان؟ قال: ذاك شهرٌ يَغْفُل الناس عنهُ بين رجب ورمضان، وهَوْ شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى رب العالمين، وأحبُّ أن يُرفع عَملِي وأنا صائم) (2) رواه النسائي عن عمرو بن علي عن عبد الرحمن بن مهدي (3) .
_________
(1) في المخطوطة: (من الشهور كما) وما أثبتناه من المسند.
(2) مسند أحمد 5/201 من حديث أسامة بن زيد.
(3) في المخطوطة: (عن عمرو بن العلاء بن عمرو بن مهدي) والتصويب من السنن.(1/236)
347 - حدثنا زيد بن الحُباب (1) ، أخبرني ثابتٌ بن قيسٍ عن أبي سعيد المقْبري عن أسَامة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم الاثنين والخميس) (2) رواه النسائي عن الفَلاَّسِ عن [ابن] مهدي عن ثابتٍ (3) .
(أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أسامة) (4)
348 - قال الترمذي في المناقب: حدثنا أحمد (5) بن الحسن الترمذي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عَوَانَة قال: حدثنا عمرُ
_________
(1) ليس في سنن النسائي (زيد بن الحباب) .
(2) سنن النسائي 4/171.
(3) الفلاس هو عمرو بن علي.
(4) في الأصل المخطوط: (أبو سلمة بن عبد الرحمن بن أسامة) وهو سهو من الناسخ وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.
(5) في الترمذي: (محمد بن الحسن) وما في المخطوطة صحيح يرجع إلى ترجمة موسى بن إسماعيل المنقري البصري تهذيب التهذيب 11/333.(1/236)
بن أبي سلمةَ بن عبد الرحمن، عن أبيه، أخبرني أسامة بن زيد قال: (كنتُ جالساً [عند النبي - صلى الله عليه وسلم -] إذ جاء عليٌّ والعباسُ يستأذنان [فقالا: يا أسامة استأذن لنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقلت: يارسول الله عليٌّ والعباس يستأذنان] ؟ (1) قال: أتدري ماجاء بهما؟ قلتُ: لا أدري. قال: لكني أدْري. أئْذنْ لهما فدخلا، فقالا: يارسول الله جئناك نسألُكَ عن أهلك. قال: أحبُّ أهلي إليَّ/ مَنْ أنعم الله علَيه، وأنَعمتُ عليه. قالا: ثم من؟ قال: عليُّ بن أبي طالبٍ. فقال العبَّاسُ: يارسول الله جَعَلتَ عمك آخرهُم. قال: إن علياً سبقك بالهجرة) ثم (2) قال: هذا حديث حسن [صحيح] وكان شُعبةُ يُضعفُ عُمر بن أبي سلمة (3) .
(أبو ظَبيانَ عن أسامَة)
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من المخطوطة واستكملناه من لفظ الخبر عند الترمذي.
(2) سنن الترمذي: كتاب المناقب: مناقب أسامة بن زيد 5/678 وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/158.
(3) عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن: اختلفت أقوال العلماء فيه وأكثرها إلى التضعيف أميل الميزان 3/201.(1/237)
349 - حدثنا هُشيمُ بن بَشيرٍ، أنبأنا حُصينٌ، عن أبي ظَبيان. قال: سمعتُ أسامة بن زيد يحدث قال: (بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الحُرَقَةِ من جُهينةَ، فصبحنا القوم على مياههم، وكان منهم رجلٌ إذا أقبل القومُ كان من أشدِّهم عَلينَا، وإذا أدبروا كان حامِيَهمُ. قالَ: فغشيتُهُ أنا ورجلٌ من الأَنَصار، قال: فلما غَشيناهُ قال: لا إله إلا الله، فكفَّ عنه الأنصاري وقتلْتهُ. فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا أسامةُ أقتلتَهُ بعدما قال لا إله إلا الله؟ قال قلتُ: يارسول الله إنما كان مُتعوِّذاً من القتل، فكررها عليّ حتى تمنيتُ أنّي لم أكنُ أسلمت إلا يومئذٍ) (1) .
_________
(1) مسند أحمد 5/200 من حديث أسامة بن زيد.(1/237)
350 - حدثنا يعلى، حدثنا الأعمش (1) عن أبي ظَبيَان، حدثنا أسامة بن زيد قال: (بعثنَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سَريَّةً إلى الحُرَقَات (2) فنذروا بنا، فهربُوا، فأركنا رجلاً، فلما غَشيناه قال: لا إله إلا الله، فضربناه، حتى قتلناه، فعرض [من] ذلك في نفسي شئٌ (3) فذكرتهُ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: مَن لك بلا إله إلا الله يوم القيامة. قال قلتُ: يارسول الله إنما قالها مخافة السلاح والقتل. قال: ألا شققْت عن قلبهِ، حتى تعلم من أجلِ ذلك أم لا؟ مَنْ لك بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامةِ؟ قال: فمازال يقُولها، حتى وددْتُ أني لم أسلم إلا يومئذٍ) (4) .
رواه البخاري، ومسلم، وأبو داود من حديث الأعمش عن [أبي] ظَبْيان به (5) .
قال شيخنا ورواه محمد بن شجاع بن نَبهَان المروزي، عن عبد العزيز بن ربيع، عن أبي ظبيان، عن سعد بن مالك، عن أسامة بن زيد به.
(أبو عبد الرحمن السلمي عنهُ) /
_________
(1) في الأصل المخطوط: (الأعمش عن أبي الطفيل عن أبي ظبيان) وليست في المسند.
(2) الحرقات: موضع ببلاد جهينة والتسمية به كالتسمية بعرفات وأذرعات. ونذروا بنا: أحسوا وعلموا مكاننا.
(3) نص عبارة المسند) فعرض في نفسي من ذلك شئ) إلخ.
(4) مسند أحمد 5/207 من حديث أسامة بن زيد.
(5) صحيح البخاري: كتاب المغازي: باب بعث النبي أسامة إلى الحرقات: 7/517 وصحيح مسلم: كتاب الإيمان: باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله: 1/94. وسنن أبي داود: كتاب الجهاد: باب على ما يقاتل المشركون: 1/42.(1/238)
351 - قال البزار: حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا رَزِينٌ، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السُّلمي، عن أسَامة بن زيد قال: (حملتُ على رجل، فقطعتُ يَدهُ. فقال: لا إله إلا الله، فأجْهزت عليه، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ: أقتلتهُ بعدما قال لا إله إلاَّ الله؟ قلت:(1/238)
يارسول الله إنما قالا تعوّذاً بعدما قطعتهُ. قال: فما زال يُردِّدُها، حتى وددْتُ أني لم أكنُ أسلمُ يومئذِ) قال: ولم نعلم لأبي عبد الرحمن السلمي عن أسامة غيره (1) .
(أبو عثمان النهْديُّ عن أسَامَةَ)
_________
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير بلفظ مقارب 1/164.(1/239)
352 - حدثنا هشيم، أنبأنا سليمان التيمي، عن أبي عمان الندي، ن أسامة بن زيدٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ماتركتُ بَعْدي فتنةً أضرَّ على أمتي مِنَ النساء على الرجال) (1) رواه الجماعةُ إلاَّ أبا دَاودَ من طريق سُليمان بن طِرخانِ التيمي: منها مُسلم، عن يحيى بن يحيى، عن هشيمُ بهِ (2) .
353 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن عاصم الأحول، قال: سمعت أبا عثمان يحدث، عن أُسامة بن زيد. قال: (أرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعضُ بناتِه: أنَّ صبياً لَها - ابناً أو أبنةً - قد احْتُضرت فاشهدنَا. قال: فأرسل إليها يقرأُ السلام، ويقول: إن لله ما أخذ، وله ما أعْطَى، وكل شئ عنده إلى أجل مُسمَّى. فَلْتَصْبِرْ ولتحتسبْ. فأرسلت تُقسِمُ عليه، فقام، وقُمنا، فرُفعَ الصبيُّ إلى حجرِ أو [في] حَجْر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونفسُهُ تَقَعْقعُ، وفي القوم سَعدُ بن عُبادة، وأبي أحسِبُ. ففاضت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لَهُ سعدٌ: ما هذا يارسول الله؟ قال: هذه رحمةٌ يَضعُها الله في قلوب من يشاء من عباده وإنما يَرحَمُ الله مِن عباده الرحماء) (3) .
_________
(1) مسند أحمد 5/200 من حديث أسامة بن زيد.
(2) صحبح البخاري: كتاب النكاح: ما يتقى من شؤم المرأة: 9/137.
وصحيح مسلم: كتاب الرقاق: باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء وبيان الفتنة بالنساء: 4/2097.
وسنن ابن ماجه: كتاب الفتن: باب فتنة النساء: 2/1325.
(3) مسند أحمد 5/204 من حديث أسامة بن زيد.(1/239)
354 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا عاصمٌ، عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة ابن زيدٍ قال: (أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأُميمةَ ابنةِ زينبَ، ونفسها تقعْقعُ كأنها في شنّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لله ما أخذ ولله ما أعطى وكلٌّ إلى أجل مُسمى، فدمعتْ عيناه، فقال لهُ سعد بن عُبادَة: أتبكي؟ / أوَلم تنْه عن البكاء؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنما هي رحمةٌ جعلها الله في قلوب عبادِهِ، وإنما يرحمُ الله من عبادِهِ الرحماءَ) (1) رواه الجماعة (2) إلا الترمذي من طريق، عن عاصم بن سُليمانَ الأحول بهِ.
355 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن سليمان التَّيمِيّ، عن أبي عثمان النهدي، عن أسَامَة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قمتُ علىَ بابِ الجنةِ، فإذا عامّةُ من دخلها المساكينُ، وإذا أصحاب الجَدِّ (3) - وقال يحيى بن سعيدٍ وغيرهُ: إلا أصحاب الجدِّ محبوسون - إلا أصحاب النار، فقد أُمِرَ بهم إلى النارِ، وقمتُ على باب النارِ، فإذا عامةُ من يدخلها النِّساءُ) (4) .
رواه البخاري ومسلم والنسائي من طريق سليمان التيمي (5) .
356 - حدثنا عارم بن الفضل، حدثنا معتمر (6) عن أبيه. قال: سمعتُ أبا تميمة يحدثُ عن أبي عثمان النهدي، يُحدثهُ أبو عثمان، عن
_________
(1) مسند أحمد 5/204 من حديث أسامة بن زيد.
(2) صحيح البخاري: كتاب الجنائز: باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: يعذب الميت ببكاء بعض أهله عليه: 3/151.
وصحيح مسلم: كتاب الجنائز: باب البكاء على الميت: 2/635.
وسنن ابن ماجه: كتاب الجنائز: باب ماجاء في البكاء على الميت: 1/506.
(3) أصحاب الجد: بفتح الجيم: ذوو الحظ والغنى. النهاية 1/147. فتح الباري 11/420.
(4) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/205.
(5) صحيح البخاري: ماجاء في الرقاق: باب صفة الجنة والنار: 11/420.
صحيح مسلم: كتاب الرقاق: باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء: 4/2096. والنسائي كما في تحفة الأشراف 1/50.
(6) في المخطوطة: (نعيم عن أبيه) والصواب ما أثبتناه.(1/240)
أسامة بن زيد قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأخُذني فيُقْعِدُني على فخذه، ويُقْعدُ الحسن بن علي على فخذه الأخرى، ثم يضُمنا، ثم يقولُ: اللهم ارحمهما فإني أرحمهما) قال أبي: قال علي بن المديني: هو السلمي من عنزة (1) إلى ربيعة. يَعني أبا تميمة السلمي) (2) .
رواهُ البخاري عن عبد الله بن محمد المُسندي، عن محمد بن الفضِل عارم به مثله إسناداً ومتناً، فذكر أبا تميمة زيادة في إسنادِهِ (3) . وكذلك رواه النسائي، عن سوَار بن عبد الله، عن المعتمر، عن أبيه، عن أبي تميمة، عن أبي عثمان النهدي به (4) وقد رواه في الفضائل أيضاً، عن موسى بن إسماعيل، عن مُعتمر، عن أبيه، عن أبي عثمان من غير واسطة، وكذلك رواه النسائي، عن الحسن بن قزعة عن سفيان ابن حبيب (5) .
_________
(1) قول ابن المديني: (هو السلمي من عنزة إلى ربيعة يعني أبَا تميمة السلمي) تعريف بأبي تميمة الذي ورد في أول الخبر راوياً عن أبي عثمان.
والعبارة في المخطوطة كاد يفسدها تحريف النساخ. يراجع التاريخ الكبير للبخاري 9/17.
(2) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/205. الطبقات الكبرى لابن سعد 4/43.
(3) الخبر أخرجه البخاري في ثلاثة مواطن من الصحيح. والطريق الذي يشير إليه المصنف هنا ورد في كتاب الأدب: باب وضع الصبي على الفخذ 10/434.
(4) النسائي كما في تحفة الأشراف 1/51.
(5) النسائي كما في تحفة الأشراف 1/51.(1/241)
357 - حدثنا يحيى بنُ سعيد (1) عن التيمي، عن أبي عُثمان به من غير واسطةٍ، وعن أسامة بن زيد قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأخذُوني والحسن، ويقول: اللهُمّ إني أحبُهما فأَحبَّهما) .
قال يحيى قال التيمي: كنتُ أُحَدّثُ بهِ، فدخلني منه، فقلتُ: أنا أحَدّثُ به منذُ كذا وكذا. فوجدتُهُ مكتوباً عندي كما سمعتُ. ورواه البخاري/ عن علي بن المديني والنسائي عن عبد الله بن سعيد
_________
(1) في المخطوطة: (يحيى بن حبيب) والصواب ما في المسند 5/210.(1/241)
كلاهُمَا، عن يحيى القطان، عن سُلَيمانَ التيمي عن أبي تميمة، عن أبي عثمان عن أسامَة (1) .
_________
(1) صحيح البخاري: كتاب فضائل الصحابة: باب ذكر أسامة بن زيد: 7/85.
والنسائي كما في تحفة الأشراف 1/51 والطبقات الكبرى لابن سعد 4/43.(1/242)
358 - حدثني يحيى بن سعيد، حدثنا التيمي، وإسماعيل (1) ، عن أبي عثمان النهدي، عن أسَامَة بن زيدٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ماتركتُ في الناس بعدي فتنةً أضرَّ على الرجال من النساء) (2) رواه الجماعة (3) إلاَّ أبَا داوُدَ من طرق متعددةٍ عن سليمان التيمي به.
وفي رواية للنسائي ومسلم من طريق مُعتمر، عن أبيهِ سليمان، عن أبي عثمان، عن أسَامة، وسعيد بن زيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ ولا نعلم أحداً قال في هذا الحديث: عن سعيد غير مُعتَمر (4) .
(حديث آخر)
359 - رواه البخاري من حديث المعتمر، عن أبيه، عن أبي عثمان: (نُبئتُ أن جبريل [عليه السلام] أَتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده [أم سلمة] ، فجعلَ يحدِّثُ، ثم قام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأمّ سلمة: من هذا؟ قالت: [هذا] دِحية. قالت أم سلمةَ: [أيم الله] ما حسِبتهُ إلا إياه، حتى سمعت
_________
(1) في المسند: (حدثنا التيمي وإسماعيل عن التيمي عن أبي عثمان) .
(2) مسند أحمد من حديث أسامة بن زيد 5/210.
(3) صحيح البخاري: كتاب النكاح: ما يتّقى من شؤم المرأة: 9/137. وصحيح مسلم: كتاب الرقاق: 4/2097 وسنن ابن ماجه: كتاب الفتن: 2/1325 وتراجع طرق الحديث التي أشار إليها المصنف في تحفة الأشراف للمزي 1/49 وفي الباب الذي عقده الطبراني في المعجم الكبير 1/169 وعنون له (باب ماجاء في المرأة السوء وأنها فتنة مضرة على زوجها) .
(4) هذا الذي قاله المصنف اختصار لكلام الترمذي تعليقاً على رواية المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
سنن الترمذي كتاب الأدب (باب ماجاء في تحذير فتنة النساء) 5/103. والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 1/49.(1/242)
خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - يُخبر خَبَرهُ) قلت: ممن سَمِعتَهُ؟ قال: مِن أُسامة (1) .
(حديثٌ آخر)
_________
(1) الحديث أخرجه البخاري في موطنين: في كتاب المناقب، وفي كتاب فضائل القرآن (باب كيف نزل الوحي وأول ما نزل) .
والزيادات الواردة استكمال لنص الخبر عنده. ولا يختلف النصان إلا في قول أم سلمة: (يخبر خبره) فهي عند البخاري: (يخبر عن جبريل) . وفي كتاب المناقب ينتهي الخبر يقول الراوي: (قلت لأبي عثمان ممن سمعته؟) . وفي الثاني: (قال أبي: قلت لأبي عثمان ممن سمعت هذا؟) .
صحيح البخاري بشرح الفتح 6/629، 9/3 المعجم الكبير للطبراني 1/170.(1/243)
360 - رواه الترمذي والنسائي جميعاً، عن إبراهيم بن سعيد - زاد الترمذي والحسينُ بن الحسن المروزي - قالا: حدثنا الأحوصُ بن جَوَّاب عن سُعَيْر ابن الخِمسْ عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أسامةَ بن زيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من صُنِعَ إليه معروفٌ، فقال لفاعله: جَزاك الله خيراً. فقد أبلغَ في الثناء) (ثم قال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ (1) غريبٌ لا نعرفهُ إلا من هذا الوجهِ (2) .
(حديثٌ آخر)
361 - قال البزار: حدثنا أزهر بن جميل، حدثنا عبد الوهاب، عن هشام ابن حسان/، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن ثلاثة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَهُ قال: (من ادّعَى إلى غَيْر أبيه حَرَّم الله عليه الجنة) قال البزار: وهذا الحديث رواه جماعة عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن سعيد، وأبي بكرة تفرَّدَ به هشام (3) .
_________
(1) عبارة الترمذي: حديث حسن جيد غريب. لا نعرفه من حديث أسامة بن زيد إلا من هذا الوجه، وقد روي عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.
(2) سنن الترمذي: أبواب البر والصلة: ماجاء في الثناء بالمعروف: 4/380.
(3) الخبر أخرجه عن سعد بن أبي وقاص وأبي بكرة أحمد في المسند والبخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه، كما روي أيضاً عن أنس وأبي ذر وأبي بكر الصديق.
صحيح البخاري بشرح الفتح 6/539، 12/54 الجامع الصغير بشرح فيض القدير
6/45.(1/243)
(حديث آخر)(1/244)
362 - عن أبي عُثمان عنه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا عَجِل به السيرُ جَمعَ بين المغرب والعِشاءِ) روَاه البزار، عن الجراح بن مَخلدٍ، عن سالم بن نوح، عن الجريري، عن أبي عثمان (1) .
(أبُوهريرة عن أسامة)
363 - (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسرُدُ الصَّومَ، فيُقالُ لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ فيقالُ لا يصوم) رواهالنسائي عن أحمد بن سليمان الرهاوي، عن زيد بن الحُبابِ، عن ثابت بن قيس، عن أبي سعيد المقبري، عن أبي هُريرة، عن أسامة (2) وقد تقدم عن أبي سعيد عن أسَامة من غير ذكر أبي هريرة (3) ، فالله أعلم.
364 - وروى النَّسائي أيضاً، عن جعفر بن مُسافر، عن ابن أبي فُديك، عن ابن أبي ذئب، عن عُمَر بن أبي بكر بن عبد الرَّحمن، عن أبيه، عن جدِّه، عن أبي هُريرة قال: إنما كان أُسامة حدَّثني بذلكَ. يعني في فِطْر مَنْ أصبَح جنباً. وفيه قصةٌ، وهُو موْقُوفٌ (4) .
(أبو وائلٍ عن أُسامة)
365 - حدثنا يعلى بن عُبيدٍ، حدثنا الأعمش، عن أبي وائل. قال: (قيل لأسامة بن زيد: ألا تُكلِّم عثمان؟. فقال: [إنَّكم] (5) تَروْن أن
_________
(1) أخرج البيهقي من طريق الجريري وسليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال: كان سعيد بن زيد وأسامة بن زيد إذا عجل بهم السير جمعا بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء السنن الكبرى للبيهقي 3/165.
(2) سنن النسائي: (الصيام - صوم النبي - صلى الله عليه وسلم - (4/202.
(3) أي تقدمت رواية المسند، وليس فيها ذكر أبي هريرة. وهو الحديث رقم (309) .
(4) النسائي كما في تحفة الأشراف 1/61.
(5) زيادة بالرجوع إلى لفظ الخبر في المسند.(1/244)
لا أكلمه إلا لأسمعكم (1) . إني أكلمه فيما بيني وبينه فيما دون أن أفتح أمراً لا [أحبّ أن] أكون أول من افتتحه، والله لا أقول لرجل إنك خير الناس، وإن كان على أميرا بعد إذ سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / يقول. قالوا: وما سمعتهُ يقولُ؟ قال سمعتهُ يقولُ: (يُجاءُ بالرجل يوم القيامةِ، فَيُلقَى في النار فتَندَلِقُ [به] (2) أقتَابهُ (3) فيدورُ [بها] (4) في النار كما يدور الحمارُ برحاه، فَيُطيفُ به أهلُ النار فيقولُون: يافلان مالَك ما أصَابكَ؟ ألم تكن تأمُرنا بالمعروف وتَنْهانَا عن المنكر؟ فقال: كنتُ آمركُم بالمعرُوفِ ولاَ آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيهِ) (5) رواه البخاريُّ ومسلم مِن طُرقٍ عن الأعَمش بهِ (6) .
(مولى أُسَامَة عَنُهُ)
_________
(1) أوضح ابن حجر في شرحه للحديث ما في العبارة من غموض فقال: (إنكم ترون (أي تظنون) أني لا أكلمه إلا لأسمعكم) أي إلا بحضوركم. فتح الباري على الصحيح 13/45.
(2) استكمال للفظ الخبر من المسند.
(3) أقتابه: قال أبو عبيدة: الأقتاب الأمعاء. وقال ابن عيينة: هي ما استدار في البطن وهي الحوايا والأمعاء، وهي الأقصاب واحدها قصب. النهاية 4/11.
(4) استكمال للفظ الخبر من المسند.
(5) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/205 وفي لفظ البخاري: (إني أكلمه في السر دون أن أفتح باباً لا أكون أول من فتحه) يعني لا أكلمه إلا مع مراعاة المصلحة بكلام لا يهيج به فتنة. فتح الباري على الصحيح 13/51.
(6) الحديث أخرجه البخاري في بدء الخلق) باب صفة النار وأنها مخلوقة) وفي كتاب الفتن (باب الفتنة التي تموج كموج البحر) 13/48، 6/331.
كما أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق (عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله. وينهى عن المنكر ولا يفعله) 4/2290.(1/245)
366 - حدثنا عفَّان، حدثنا أبان، حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثني عمرُو ابن أبي الحكم، عن مولَى قُدامة بن مَظعُونٍ، عن مولى أسامة بن زيد: أنه انطلَقَ مع أسَامَة إلى وادي القُرَى يَطلبُ مالاً لهُ، فكان يصُوم الاثنين والخميسَ، فقُلتُ لَهُ: تصومُ وأنتَ شيخٌ [كبير] (1) قد رقِقتَ؟ (2)
_________
(1) استكمال من المسند.
(2) رققت: ضعفت.(1/245)
فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصومهُمَا فسُئِل عن ذلك فقال: (إن الأعمال تُعرض يوم الخميس والاثنين) تفرّد بهِ (1) .
(من سمع أسامة)
_________
(1) من حديث أسامة بن زيد في المسند 5/200.(1/246)
367 - حدثنا هارون بن معروف، حدثنا عبد الوهاب بنُ وَهب أخبرني عمرُو بن الحارث أن محمد بن المنكدرِ حدَّثهُ [أنه أخبره أنه حدثه] (1) من سمع أسَامة ابن زيدٍ يقُولُ: (جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين المغرب والعشاء بِمُزدلفةَ) (2) .
40 - (حديثُ أسَامة بن شَريك الثَّعْلبي) (3)
(الصحيح أنه من ثعلبة بن سعدٍ بن ذبيان)
ابن بغيض بن رَيْث [بن] (4) غَطَفان، وقيل من ثعلبةَ بن بكر بن وائل، وقيل
إنه من ثعلبة بن يَرْبُوع، فيكونُ تميمياً، والأول أشهرُ، نَزَل الكُوفةَ وحديثه عن أحمد في رابع الكوفيين.
368 - حدثنا وكيع، حدثنا المسعودي، عن زياد بن عِلاَقَةَ، عن أسَامَة بن شَريك قال: (أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذَا أصحابهُ كأنما على رُءوسهم الطَّيرُ) (5) . /
369 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن زيادِ بن عِلاَقةَ، عن أسَامةَ ابن شريكٍ قال: (أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابهُ عندهُ كأنما على رُءوسهم الطيرُ. قال: فسلّمتُ عليه، وقعدتُ. قال: فجاءت
_________
(1) استكمال من المسند.
(2) مسند أحمد 5/202 من حديث أسامة بن زيد.
(3) له ترجمة في الاستيعاب 1/60 والإصابة 1/31.
وأسد الغابة 1/81 وتهذيب التهذيب 1/210 والتاريخ الكبير 2/20.
(4) استكمال من أسد الغابة.
(5) مسند أحمد 4/278 من حديث أسامة بن شريك.(1/246)
الأعرابُ، فسألوه، فقالوا: يارسول الله نتداوى؟ قال: نعم تداوَوا فإن الله لم يَضَع داءً إلا وضعَ له دواءً، غير داءٍ واحدٍ: الهَرَمِ قال: وكان أسامة حين كبر يقول: هل ترون لي من دواءٍ الآن؟ قال: وسألوه عن أشياء هل علينا حَرجٌ في كذا وكذا؟ قال: عِبَاد الله [وَضَع الله الحرج] (1) إلا امْرأ اقْتَرَضَ (2) امْرءًا مسلماً ظُلماً، فذلك حرجٌ [وهُلْكٌ] (3) فقالوا: (ما خير مَا أُعْطِى الناس يارسول الله؟ قال: خلقٌ حسنٌ) (4) . ...
رواه أبو داود عن حَفصِ بن عمر عن شُعبةَ (5) ورواه النسائيُّ من حديث شعبة وعند الترمذي (6) من حديث أبي عَوَانَة، وابن ماجه من حديث ابن عيينة كلهم عن زيادِ بن عِلاقة، وقال الترمذي: حسن صحيح (7) . ...
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند 4/278.
(2) في المسند) اقتضى) وهنا يوافق لفظ الخبر عند ابن ماجه 4/278.
(3) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند 4/278.
(4) المسند 4/278 من حديث أسامة بن شريك.
(5) سنن أبي داود: كتاب الطب: باب في الرجل يتداوى: 2/331.
(6) في المخطوطة: (ومسعد الترمذي ومن حديث) وما أثبتناه أقرب إلى السياق.
(7) سنن ابن ماجه: كتاب الطب: باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء: 2/1137 وفي الزوائد: إسناده صحيح والنسائي كما في تحفة الأشراف 1/63.
وسنن الترمذي: أبواب الطب: ماجاء في الدواء والحث عليه 4/383.(1/247)
370 - حدثنا ابن زياد يعني المطلب بن زياد، [ثنا زياد] (1) بن عِلاقة، عن أسامة بن
شَرِيك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (تداوَوْا عبادَ الله قال: فإن الله لم يُنزِلْ دَاءً إلا أنزل معه شفاءً إلا الموَتَ والهَرَم) (2) .
371 - حدثنا مصعب بن سلامٍ، حدثنا الأجلح، عن زيادِ بن علاقة، عن أسامة بن شريك رجلٍ من قومِه. قال: (جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يارسول الله أي النَّاس خيرٌ؟ قال: أحسنهم خُلُقاً، ثم
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند، وهو الصواب.
(2) () ... المسند 4/278 من حديث أسامة بن شريك.(1/247)
قال: يارسول الله أنَتداوى؟ قال: نَعم، فإن الله لم يُنزل داءً إلاَّ أنزل له شفاءً علمَهُ مَنْ علمهُ وجهِلَهُ من جَهِلَهُ) (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) المسند 4/278 من حديث أسامة بن شريك.(1/248)
372 - قال أبو داود: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن الشيباني، عَنْ زياد بن عِلاقة، عن أسامة بن شريكٍ قال: (خرجتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حاجاً، فكان الناس يأتونه، فمن قائل: يارسول الله سَعيتُ قبل أن أطوفَ؟ أوْ/ قدمتُ شيئاً أو أخرْتُ شيئاً؟ إلا قال: لا حرج لا حرج. إلاَّ على رجلٍ اقترض عِرْض رجلٍ مسلمٍ وهوُ ظالمٌ له، فذلك الذي خرج وهلك) (1) .
(حديث آخر)
373 - رواه النسائيُّ في المحاربة عن محمد بن قُدامة، عن جرير، عن زيدِ ابن عطاء بن السائبِ، عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شَريك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أيُّما رجل خرج يُفرّق بين أُمتي فاضْربوا عُنقَهُ) (2) وقد رواهُ جماعةٌ عن زياد بن علاقة عن عرفجة كما سيأتي (3) .
(حديث آخر)
374 - رواه عن محمد بن عبد الله بن عُبيدٍ بن عَقيل، عن عمرو
ابن عاصم، عن أبي العَوَّام، عن محمد بن جُحَادة، عن زياد بن عِلاقة عن
_________
(1) سنن أبي داود: كتاب المناسك: باب فيمن قدم شيئاً قبل شئ في حجه: 1/464 مختصر السنن للمنذري 2/432.
(2) سنن النسائي: كتاب تحريم الدم: باب قتل من فارق الجماعة: 7/85.
(3) يرجع إلى أحاديث الباب عند النسائي.(1/248)
أسامة بن شريك: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يجنى امرؤٌ أوْ نفسٌ على أخرى) (1) .
(حديث آخر)
375 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن الفضل السَّقَطِي، حدثنا سعيد بن سُليمان، حدثنا عبد الأعلى بن أبي المُساور، عن زيادِ بن عِلاقة، عن أسامة بن شريك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يَدُ الله مَعَ الجماعَةِ، فإذا شذَّ الشَّاذ منهم اخْتَطَفَهُ الشيطانُ كما يختطف الذئْبُ الشاة من الغَنَمِ) (2) .
(حديث آخر)
376 - قال الطبراني: حدثنا الحُسينَ بن إسحاق النمري التُّستَرى، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا يزيدُ بن هارون، أنبأنا عبد الأعلى بن [أبي] المُساور، عن زياد بن علاقة، عن أسامةَ بن شريك. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم: (وُزِنَ أصحابي الليلة فوُزِن أبو بكرٍ، [رضي الله عنه] ثم وُزِنَ عمرُ [رضي الله عنه] ، ثم وزن عثمان [رضي الله عنه] ) . قال الطبراني: [هكذا رواه يزيد بن هارون] وقد رواه سعدويه، عن عبد الأعلى عن زياد بن [عِلاقة عن] قطبةَ بن مَالِك عن عَرْفَجة (3) .
(حديث آخرُ) /
377 - قال الطبراني: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا سُرَيج بن يُونس، حدثنا المطلب بن زيادٍ بن علاقة، عن أسامة بن شَرِيك. قال:
_________
(1) أخرجه النسائي وابن ماجه عن أسامة بن شريك، ورمز له السيوطي بالصحة. وقال في الزوائد: إسناده صحيح.
سنن ابن ماجه 2/890 الجامع الصغير بشرح فيض القدير 6/391.
(2) المعجم الكبير للطبراني 1/186.
(3) المعجم الكبير للطبراني وما بين المعكوفات استكمال للنص منه 1/186.(1/249)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (في الحبَّة السَّوداء شفاءٌ من كُلِّ داءٍ إلا السَّامَ) (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/181، والسام: الموت كما نصت عليه بعض الروايات الأخرى وفي الباب عن أبي هريرة، وبريدة، وابن عمر، وعائشة.
يراجع أيضاً الترمذي: (كتاب الطب: باب ماجاء في الحبة السوداء) 3/385.(1/250)
378 - قال الطبرانيّ: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي (1) ، حدثنا سَهْل ابن زَنْجلَة، حدثنا الصَّباحُ بن محارب (2) ، عن عُمر بن عبد الله بن يَعْلى بن مُرَّةَ، عن أبيه، عن جَدِّهِ، وعن زياد بن عِلاقة، عن أسامة بن شريكٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في المسحِ على الخُفين: (للمسافر ثلاثةُ أيامٍ وللمُقيم يومٌ وليلةٌ) (3) رواه أبو يعلى عن سهل بن زَنْجلة (4) .
(حديث آخر)
379 - قال الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق، حدثنا علي بن عبد الله ابن صالح الدهان الكُوفي، حدثنا مفضل (5) بن صَالحٍ، عن زياد بن عِلاقَة [عن أسامة ابن شريك قال:] (6) سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ما من أحدٍ يدخل الجنة بعَملِه) قلنا: ولا أنت يارسول الله؟
_________
(1) في المخطوطة: (الحصري) وهو محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي المعروف بمطين. طبقات الحفاظ 288.
(2) في المخطوطة: (الصباح عن حارث) والصواب ما أثبتناه وهو الصباح بن محارب التيمي الكوفي. تهذيب التهذيب 4/408.
(3) المعجم الكبير للطبراني 1/187.
(4) حديث التوقيت في المسح على الخفين أخرجه مسلم والنسائي والدارمي وابن ماجه وأحمد بن حبان عن علي رضي الله عنه، وأخرجه أبو داود والترمذي والطبراني في الصغير عن خذيمة بن ثابت، وأخرجه الطيالسي عن عائشة.
(5) في المخطوطة: (عقيل بن صالح) والتصويب من الطبراني.
(6) استكمال للنص من الطبراني.(1/250)
قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله [عز وجل برحمةٍ منه (ووضع يده على رأسه) (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/187 وأخرج نحوه مسلم في صحيحه: (كتاب صفات المنافقين وأحكامهم: لن يدخل أحد الجنة بعمله) 4/2171.(1/251)
380 - بإسناده مرفوعاً: ((ما منكم من أحدٍ إلا ومعه شيطان) قالوا: وأنت يارسول الله؟ قال: وأنا إلا أنَّ الله [عز وجل] أعانني عليه فأسْلَمْ)) (1) .
(حديث آخر)
381 - قال الطبرانيُّ: حدثنا أحمد بن زُهير التُّسْتَريُّ، أنبأنا معمرُ بن سهلٍ، حدثنا عامر بن مدركٍ، حدثنا محمد بن [عبيد الله حدثنا] (2) علي بن الأقمر، حدثنا أُسامةُ بن شريكٍ قال: (إنَّا لمعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذْ قُدِّمَتْ له جنازةٌ ليصلى عليها، فالتفَتَ فبصَرَ بامرأةٍ مقبلة (3) فقال: رُدُّهَا، فردوهَا مِراراً حتى إذا توارت كبَّر عليها) (4) .
41 - (أسامة بن عمير رضي الله عنه) (5)
وهو حديث أسامة بن عمير/ بن عامر بن أُقَيْشر، وهو عُمير بن عبد الله
ابن حبيب بن يسارِ بن ناجية بن عَمْرو بن الحارث بن كبير بن هند
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/187.
(2) في المخطوطة: (محمد بن علي بن عبد الله بن الأقمر) والتصويب من الطبراني.
(3) في المخطوطة: (بامرأة تقبله) وهو خطأ واضح.
(4) المعجم الكبير للطبراني 1/187.
(5) انظر ترجمته في الإصابة 1/31، والاستيعاب 1/59، وأسد الغابة 1/82، والتاريخ الكبير للبخاري 2/21، وتهذيب التهذيب 1/210، والمعجم الكبير للطبراني 1/188، وهو والد أبي المليح البصري، روى عنه ابنه وحده.(1/251)
بن
طابخة بن لِحْيان ابن هُذيل بن مُدركة بن إلياس بن مُضرِ بن أنمار بن معدّ بن
عدنانَ الهُذَلي.(1/252)
382 - حدثنا عفان، عن هَمّام، حدثنا قتادةُ، عن أبي المُليح، عن أبيه: (أن يومَ حُنينٍ كان مَطيراً. قال: فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُناديه: (أن الصلاة في الرحال) (1) رواهُ أبو داود عن محمد بن كثير عن هَمام به (2) .
ومن حديث سعيد، عن صاحب لهُ، عن أبي المليح بهِ، ورواه هُو وابن ماجه (3) من حديث خالد الحَذَّاء عن أبي قُلابة، عن أبي المُليح به، ورواه النسائي، عن محمد بن المثنى، عن غُندُر، عن شُعبة، عن قتادة بهِ (4) .
383 - حدثنا عفان، حدثنا همام، عن قتادة، عن الحسن، عن سَمُرَة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثلهُ سواء (5) .
384 - حدثنا بهز، حدثنا شُعبةُ حدثنا قتادةُ، أنبأنا أبو المليح، عن أبيه: (أنهم كانوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حُنَين فأصابهمُ مطرٌ فنادى مُنَاديه: أنْ صلوا في رحالكم) (6) .
385 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبةُ، وحجاج، قال حدثني شُعبةُ، عن قتادة، قال: سمعتُ أبا المليح يُحدث عن أبيه: (أنه سَمِعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت يقول: إن الله [عز وجل] لا يقْبلُ صلاةً بِغَير
_________
(1) من حديث أسامة الهذلي في المسند 5/74.
(2) سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب الجمعة في اليوم المطير 1/244.
(3) سنن ابن ماجه: كتاب الصلاة: باب الجماعة في الليلة المطيرة: وإسناده صحيح.
(4) سنن النسائي: كتاب الإمامة: العذر في ترك الجماعة: 2/86.
(5) مسند أحمد 5/74 ذكره في مسند أسامة الهذلي. وكان حقه أن يذكر في حديث سمرة.
(6) مسند أحمد 5/74 من حديث أسامة الهذلي.(1/252)
طهورٍ، ولا صدقة من غُلُول) (1) رواه أبو داود (2) وابن ماجه من حديث شعبة، زاد النسائي: وأبُو عَوَانة كلاهما عن قتادة (3) .
_________
(1) مسند أحمد 5/74 من حديث أسامة الهذلي.
(2) سنن أبي داود: كتاب الطهارة: فرض الوضوء: 1/14.
(3) سنن النسائي: كتاب الطهارة: باب فرض الوضوء: 1/75.
وسنن ابن ماجه: كتاب الطهارة وسننها: باب لا يقبل الله صلاة بغير طهور: 1/100.(1/253)
386 - حدثنا عبد الله بن بكر السَّهمي، حدثنا شُعبة، عن قتادة، عن أبي المليح، عن أبيه: (أن رجلاً من قَوْمِهِ أَعْتق شِقْصاً (1) له مَملُوك، فرُفِعَ ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجعلَ خلاصةُ عليه في مَالهِ وقال ليس لله [تبارك و] تعالى شريكٌ) (2) .
حدثنا بهز، عن همامٍ قال: حديث الشقص في العبد مرسلٌ، والعجب أَن أبَا داود (3) والنسائي رويا هذا الحديث من طريق هَمَّامٍ، عن قتادةَ، عن أبي المليح، عن أبيه مرفوعاً، ثم رواه النسائي من حديث سعيدٍ وهشام (4) كلاهُما عن قتادة عن أبي المليح مُرسلاً وقال: هما أحفظُ من قتادة، ومن هَمَّام، وحديثهُما أولى بالصواب.
387 - حدثنا أبو سعيدٍ مولى بني هاشمٍ، حدثنا همَّامٌ، عن يحيى، عن قتادة، عن أبي المليح، عن أبيه: (أن رجلاً من هُذيل/ أعتق شِقْصاً له من مملوكٍ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (هو حُرٌّ كُلُّهُ ليس لله تبارك وتعالى
_________
(1) الشقص: هو النصيب في العين المشتركة من كل شئ أهـ النهاية جـ2 ص 490.
(2) من حديث أسامة الهذلي في المسند 5/74.
(3) سنن أبي داود (كتاب العتق - باب فيمن أعتق نصيباً له من مملوك) 2/348.
(4) في المخطوطة (همام) والصواب هشام. وقد أخرج النسائي هذا الحديث عن سعيد بن أبي عروبة وهشام بن عبد الله مرسلاً.. وقال: هشام وسعيد أثبت من همام في قتادة، وحديثهما أولى بالصواب، وبالله التوفيق.. مختصر السنن للمنذري 5/394.(1/253)
شريك) (1) كذا رواه أبو داود والترمذي (2) من حديث همَّام ورواهُ النسائي من طريق سعيدٍ، وهشامٍ، عن قتادة، عن أبي المليح مرسلاً فقال: هُما أحفظُ من همامٍ وحديثهما أولى بالصواب (3) .
_________
(1) من حديث أسامة الهذلي في المسند 5/75.
(2) سنن أبي داود: كتاب العتق: باب فيمن أعتق نصيباً له من مملوك: 2/348. وسنن الترمذي 3/621.
(3) نقل المنذري العبارة بنصها عن النسائي عند تعليقه على الحديث في مختصر السنن 5/394.(1/254)
388 - حدثنا أبو سعيدٍ، حدثنا همامٌ، عن قتادة، عن الحسن، عن سمُرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -[بمثله] (1) ولم يذكر من هذيل (2) .
389 - حدثنا سريج، حدثنا عبادُ: يعني ابن العوّام، عن الحجاج، عن أبي المليح، عن أبيه: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الخِتَانُ سُنَّةٌ للرجال مَكرُمَةٌ للنساء) (3) .
390 - حدثنا عبد الله، [حدثني أبي] (4) حدثنا داود بن عمر الضَّبي، حدثنا علي بن هاشم يعني ابن البَريد، عن أبي بِشْرٍ الحلبي، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبيه قال: (أصَابَ الناسَ في يوم جمعةٍ يعني مطرٌ، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنُودي: أنّ الصلاةَ اليومَ في الرحال) (5) .
(حديثٌ آخر)
391 - رواه النسائي، عن أحمد بن عبدة، ورواه الطبراني، عن عَبْدانَ وزكريا بن يحيى، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وعبد الله بن أحمد
_________
(1) استكمال من المسند.
(2) من حديث أسامة الهذلي في المسند 5/75 وحق هذا الحديث أن يذكر في حديث سمرة كما لا يخفى.
(3) المسند 5/75 من حديث أسامة الهذلي.
(4) مابين المعكوفين أثبتناه من لفظ المسند 5/24.
(5) المسند 5/24 من حديث أبي المليح عن أبيه.(1/254)
بن حنبل: كُلهُم عن أحمد بن عبدة، حدثنا محمد بن حُمران، حدثنا خالد الحذَّاء عن أبي تميمة، عن أبي المليح، عن أبيه قال: (كنتُ رَدِيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً فعثر بعيرُنا، فقلتُ: تعس الشيطان، فقال: (لا تقُل تَعِس الشيطان، فإنَّهُ يَعْظُمُ، حتى يصير مثل البيت، ويقولُ بقوتي، ولكن قُلْ: بسم الله فإنهُ يصيرُ مثل الذُّباب) (1) وقد رواهُ جماعةٌ عن خالدٍ لم يقولوا: عن أبيه، قالوا: عن رجلٍ وسيأتي.
(حديث آخر)
_________
(1)) ) ... المسند 5/95 و 71 من حديث رديب النبي - صلى الله عليه وسلم -.
والمعجم الكبير للطبراني 1/194 والنسائي كما في تحفة الأشراف 1/65.(1/255)
392 - قال الطبراني: حدثنا عَبْدان بن أحمد (1) حدثنا سعيد بن أبي الربيع السمَّان، حدثنا سعيد بن عَنْبسة (2) القطانُ، حدثنا مُهاجرُ بن المنيب عن أبي المليح، عن أبيه: (أن رجلاً قال: يارسول الله أشكو إليك وسوسةً أجدها في صدري، إني أدخلُ في صلاتي فما أدري على غَفْلة أَنْفتل أمْ على رشْدٍ؟ (3) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا وجدت ذلك فارفع إصْبَعَكَ السبابةَ / اليمنى فاطْعنهُ في فخذك اليسرى وقل: بسم الله فإنها تسكين الشيطان) (4) .
(حديثٌ آخرُ)
393 - عن أسَامةَ والدِ أبي المليح قال الطبرانيُّ: حدثنا إبراهيم بن عمرُ الوكيعي، حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، حدثنا سواد بن أبي الأسود، حدثنا صالح بنُ هلالٍ، عن أبي المليح بن أسامة الهذلي: حدثني
_________
(1) في المخطوطة: (حدثنان عيدان حدثنا أحمد) وهو عبدان بن أحمد الإمام الحافظ واسمه: عبد الله بن أحمد بن موسى. طبقات الحفاظ 299.
(2) في المخطوطة: (سعيد بن عقبة) والتصويب من المعجم الكبير.
(3) لفظ الطبراني: (فما أدري على شفع أنفتل أم على وتر) .
(4) المعجم الكبير للطبراني 1/192.(1/255)
أبي عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: (إذا شهدتْ أمةٌ (1) من الأمم، وهم أربعون فصاعداً أجاز الله شهادتهُم، أو قال: صدق الله شهادتهُم) (2) .
(حديث آخر عنه)
_________
(1) في المخطوطة: (أمر) وهو خطأ واضح.
(2) المعجم الكبير للطبراني 1/190.(1/256)
394 - روى الطبراني، من حديث أبي قُتيبةَ، عن مُفضَّلِ بن فضالة، عن سالمٍ بن عُبيد الله بن سالمٍ، عن أبي المليح، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (صوموا مِنْ وَضَحٍ إلى وَضَحٍ) (1) .
(حديثٌ آخرُ عنهُ)
395 - قال الطبراني: حدثنا المقدامُ بن داودَ، حدثنا أسدُ بن موسى، حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب السَّختياني، سمعتُ أبا المليح، عن أبيه - وقد كان صَحِب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (كانت فينَا امرأتان ضَربت إحداهما الأخرى بعمودٍ، فقتلتها، وقتلت ما في بطنها، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المرأة بالعَقْل (2) ، وفي الجنين بغُرة عبد أو أمةٍ، أو بفرسٍ أو بعشرين من الإبل أو كذا وكذا من الغنم، فقال رَجُلٌ من رهط القاتلةِ: كيف نَعْقِلُ يارسول الله من لا شرب، ولا أكل، ولا صاح فاستهل، فمثلُ ذلك يُطلُّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أسجَاعةٌ أنت؟ وقضى رسول الله أن ميراث المرأة لزوجها وولدها، وأن العقل على عصبة القاتلة) (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/190.
وفي النهاية: الوضح هو الوضوء، أي صوموا من الضوء إلى الضوء، وقيل: من الهلال إلى الهلال وهو الوجه لأن سياق الحديث يدل عليه، وتمامه (فإن خفى عليكم فأتموا العدة ثلاثين يوماً) 5/195.
(2) يعني بالدية.
(3) المعجم الكبير للطبراني 1/193.
والحديث أخرجه أبو داود في سننه عن المغيرة بن شعبة: كتاب الديات: باب دية الجنين: 2/497. والنسائي في سننه عن المغيرة بن شعبة: كتاب القسامة: باب دية جنين المرأة 8/49.(1/256)
(حديثٌ آخر عنهُ بل سياقٌ آخرُ للذي قبلهُ)(1/257)
396 - قال الطبراني: حدثنا علي بنُ عبد العزيز، حدثنا [عثمان بن] سعيد المرِّي (1) ، حدثنا المِنْهال بن خليفة، حدثنا سلَمة بن تمَّامٍ، عن أبي المليح، عن أسَامة، عن أبيه قال: (كان رجلٌ يقال له حمل بن مالكٍ له امرأتان/ إحداهما هُذلية والأخرى عامرية، فضربت الهُذَليَّة بطن العامرية بعموُد فُسطاطٍ أوْ خِباء فألقتْ جنيناً ميتاً، فانطلق بالضاربة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعها أخ لها يُقالُ له عمران بن عُويمر، فلما قصوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القصة، قال: دُوه (2) فقال عمرانُ: يارسول الله أنَدى من لا أكل، ولا شرب، ولا صاحَ فاستهل مِثلُ هذا يُطَلُّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: دعْني من رَجزِ (3) الأعراب: فيه غُرّةُ: عبد أو أمةٌ أو خمسمائة أو فرسٌ (4) أو عشرون ومائةُ شاةٍ. فقال: يارسول الله إن لها ابنان، وهما سادة الحي، وهُم أحق أن يَعْقِلوا عن أُمِّهم. قال: أنت أحق أن تعْقِلَ عن أختِكَ من وَلدِها. فقال مَالي شئ أعقِلَ منه فقال: ياحملَ بن مالك - وهو يومئذٍ على صدقات هُذيل، وهو زوج المرأتين، وأبو الجنين المقْتُول - اقبضِ من تحت يدكَ من صدقاتِ هُذيل عشرين ومائة شاةٍ ففعل) (5) .
ثم رواهُ من حديث سلمة بن صالح عن أبي بكر (6) بن عبد الله عن أبي المليح عن أبيه مرفوعاً نحوه (7) . وقال البَزار: إسنادٌ حسنٌ.
_________
(1) في المخطوطة: (حدثنا سعيد المزني) وهو يخالف ما في الطبراني. وعثمان بن سعيد بن مرة القرشي المرى الكوفي المكفوف. عن المنهال بن خليفة وغيره تهذيب التهذيب 7/119.
(2) دوه: فعل أمر من ودى: يقال: وداه أي أعطى ديته، ووديت القتيل أوديه دية إذا أعطيت ديته. النهاية 4/202.
(3) الرجز: بحر من بحور الشعر يكون على هيئة السجع النهاية 2/67.
(4) يراجع نيل الأوطار على المنتقى 7/74.
(5) المعجم الكبير للطبراني 1/193.
(6) في المخطوطة: (عن سالم بن عبد الله) وهو يخالف ما في الطبراني.
(7) المعجم الكبير للطبراني 1/193.(1/257)
(حديثٌ آخر عنهُ)(1/258)
398 - قال الطبراني: حدثنا عُبيدٌ العِجْلي (1) وعبدان بن أحمد. قالاَ: حدثنا [الحسن بن] الصباح البزار (2) حدثنا أبو المنذر: إسماعيل بن عُمَر، حدثنا يونس ابن أبي إسحاق، حدثني ابْنِي عيسَى، عن عُبيد الله بن أبي حُميد، عن أبي المليح، عن أبيه، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اعْتَمُّوا تَزْدادوا حِلماً) (3) .
(حديث آخر عنه)
399 - قال الطبراني: حدثنا عبدان، حدثنا أبو كامل الجحْدَري،
عن يوسف بن خالد السَّمْتي (4) ، عن الصلتِ بن دينار، عن أبي المليح، عن أبيه
قال: (نزلت الملائكةُ يوم بَدْرٍ وعليها العمائم، وكان على الزبير يومئذ
عمامةٌ صفراء) (5) .
(حديث آخر عنهُ)
400 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، والحسين بن إسحاق [التُّسْتري] (6) قالا: حدثنا محمد بن أبي سَمِينة، حدثنا/ عبد الوهاب بن عيسى التمَّار، حدثنا يحيى بن أبي زكريا الغساني، حدثنا عبَّادُ بن سعيد، حدثنا مُبشرُ بن أبي المليح بن أسامة، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) (7) .
_________
(1) في المخطوطة: (عبد الله) .
(2) في المخطوطة: (حدثنا الصباح) والاستكمال من الطبراني.
(3) المعجم الكبير للطبراني 1/194 وعيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي روى عن أبيه وروى عنه أبوه. تهذيب التهذيب 8/237.
(4) () ... في المخطوطة: (يوسف بن عابد التيمي) والتصويب من الطبراني ومن تهذيب التهذيب 11/411.
(5) المعجم الكبير للطبراني 1/195.
(6) استكمال من المعجم الكبير.
(7) المعجم الكبير للطبراني 1/195.(1/258)
(حديثٌ آخر عنهُ)(1/259)
401 - قال الطبراني: [حدثنا إسحاق بن داود الصواف التُّستري] (1) حدثنا إبراهيم بن المُستمر العروقي، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى التمَّارُ بسندَهِ إلى أسامة بن عُمَيْر: (أنه صَلى مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رَكْعَتي الفجْر قريباً منه، فصلى ركعتين خَفِفتين، فسمعتهُ يقول: اللهمّ رَبَّ جبريلَ وميكائيل [ومحمد] (2) أعوذُ بك من النار ثلاثَ مَراتٍ) (3) .
(حديثٌ آخر عنه)
402 - قال الطبرانيُّ: حدثنا أبو غسَّان أحمد بن سهل السكريُّ الأهوازي، حدثنا يزيد بن حكيم العَسكري، حدثنا سعيد بن مَسْلمة، عن ليث، عن (4) زياد بن أبي المليح، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصاحب البُقعةِ التي زيدَت في مسجد المدينة، وكان من الأنصارِ: (لكَ بها بيْتٌ في الجنةِ) فقال: لا. فجاء عثمانُ، فقال: لك بها عشرةُ آلافٍ، فاشتراها منهُ، ثم جاء [عثمان رضي الله عنه] (5) إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يارسول الله اشْتر مِنّي البُقْعة بالذي اشتريتها من الأنصاري فاشتراها منه ببيتٍ في الجنة، فقال عثمان: إني اشتريتُها بعشرة آلاف درهمٍ. قال: فوضَع النبي - صلى الله عليه وسلم - لبنَةً، ثم دعَا أبا بكر فوضع لبنةً، ثم دَعَا عُمرَ فوضع لَبِنةً، ثم دَعَا عثمان فوضع لبنةً، ثم قال للناس ضَعُوا فوضَعُوا) (6) .
_________
(1) استكمال لسند الخبر من المعجم الكبير.
(2) استكمال للنص من المعجم الكبير.
(3) المعجم الكبير للطبراني 1/195.
(4) في المخطوطة: (عن ليث بن زياد) والتصويب من الطبراني.
(5) استكمال من المعجم الكبير.
(6) المعجم الكبير للطبراني 1/196.(1/259)
42 - (أسامة بن مالكٍ أبو العُشَرَاء الدَّارميُّ) (1)
ذكره عبدان بن محمد المروزي في الصَّحابةِ، أنكر ذلك عليه الحافظ أبو موسى المديني أشد الإنكار وخطأهُ في كونه عده من الصحابة، وقال إنما هو
تابعي روى عن أبيه وأبوهُ صحابيٌ وهذا هو الصواب وقرر ذلك ابن الأثير
رحمه الله.
43 - (إسحاق: ذكرهُ عبَدانُ في الصحَابةِ) (2) /
403 - قال: حدثنا محمد بن الحُسين البناني البغدادي، حدثنا محمد بن عمرُ بن جبلة، حدثنا محمد بن خالد المخزومي، حدثنا خالد بن عبد الرحمن، عن إسحاق صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (نهى عن فتح التمرة وقَشْر الرُّطبة) (3) .
44 - (أسد بن حارثة، وله حديث في الاستسقاء) (4)
ذكره عبدان وسيأتي في ترجمة حارثة على الصّواب.
45 - (أسدُ بن خُويلد نسيبُ خديجة) (5)
404 - (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع ما ليس عندك) ذكرهُ
_________
(1) له ترجمة في الإصابة 1/119 وأسد الغابة 1/82 وقال البخاري: في حديثه، واسمه، وسماعه من أبيه نظر. التاريخ الكبير 2/21.
(2) ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة ولم ينسبه، وله ترجمة في أسد الغابة 1/83.
(3) قال ابن حجر في الإصابة تعليقاً على الخبر: في إسناده ضعف وانقطاع. وأورده ابن الأثير ولم يعلق عليه وقال: أخرجه أبو موسى. المصدران السابقان.
(4) انظر ترجمته في الإصابة 1/32 والاستيعاب 1/99.
(5) قال ابن عبد البر: أسد ابن أخي خديجة القرشي الأسدي، وساق له هذا الحديث وقال: في إسناده مقال أهـ الاستيعاب 1/99 وقال ابن حجر: لم يذكر أهل النسب لخديجة أخاً سوى العوام والد الزبير ومات في الجاهلية، ونوفل وقتل يوم بدر كافراً، فيحتمل أن يكون أسد هذا ابن نوفل، لكنهم لم يذكروا ذلك أهـ الإصابة 1/32.(1/260)
محمد بن جابر، عن سماك، عمن سَمِع أسَدَ بنَ خُويْلد، أوردهُ أبو عُمر وابن مَنْده، وأبو نعيم، وابن الأثير (1) .
_________
(1) قال ابن الأثير: هذا الحديث ذكره العقيلي وقال: في إسناده مقال أهـ أسد الغابة: 1/84 وانظر الإصابة 1/32.(1/261)
46 - (أسَدُ بن زُرَارة الأنصاريُّ) (1)
405 - قال الحاكم في مستدركه: أخبرنا أبو أحمد إسحاق بن محمد بن علي الهاشمي بالكوفة، حدثنا جعفرُ بن محمد بن الأحمسي، حدثنا نصر بن مزاحمٍ، حدثنا جعفرُ بن زيادٍ الأحمر، عن غالب بن مِقلاصٍ، عن عبد الله بن أسدٍ بن زُرارة، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لما عُرِجَ بي إلى السماء انتُهي بي إلى قصرٍ من لؤلؤ فراشُه من ذهبٍ يتلألأ، فأَوْحى الله إليَّ (2) : في علىّ بثلاث خِصال: أنه سيد المسلمين، وإمامُ المتقين، وقائد الغر المحجلين) . ثم قال الحاكم: هذا حديثٌ غريب المتن والإسناد لا أعلم لأسد بن زرارة في الوُحْدانِ حديثاً غيره (3) وقال الحافظ أبو موسى وقد وهِمَ الحاكم في روايته، وفي كلامه عليه، إنما هو أسعد بن زُرارة الأنصاري، ثم ساقهُ بسنده إلى هلال بن مقلاص بدل غالب بن سلام، عن عبد الله ابن أسعد بن زرارة عن أبيه، فذكرهُ. قلتُ: وهو حديثٌ مُنكرٌ جداً ويشبهُ أن يكون موضوعاً من بعض الشيعة الغلاة، وإنما هذه صِفاتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا صِفاتُ عليٍّ (4) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/84 والإصابة: 1/120.
(2) زاد في أسد الغابة في هذا الموضوع قوله: (فأوحى الله إلي، أو قال: فأخبرني في علي بثلاث خلال) إلخ أسد الغابة.
(3) الخبر بسنده ولفظه عند ابن الأثير كما نقل تعليق الحافظ أبي موسى ويراجع المستدرك 3/137.
(4) وقد أصاب الحافظ ابن كثير في استنكار هذا الحديث، إذْ علامة الوضع عليه لائحة، والحديث مذكور بجميع طرقه في كتاب الموضوعات لابن الجوزي، حيث أوردها وبين ما فيها من علل وحكم عليها جميعاً بالوضع. انظر كتاب الموضوعات للحافظ ابن الجوزي: باب في فضائل علي ج1 ص 394 - 396.(1/261)
47 - (أسعدُ بن سهل بن حُنيف بن وَاهِب بن العكيم:
أبو أمامة الأنصاري الذي/ يُختلف في صُحبته) (1)
وامهُ حبيبةُ بنت أسعد بن زرارة: أبي أمامة النقيب، سُمي به وكُنِيَ بكُنيته، والجمهور أنهُ وُلِدَ في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل وفاته بسنتين وقال أبو بكر بن أبي داود: صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبايعه، والأول أشهرُ، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث في الحقيقة مُرسلة، لكنه عن أبيه، وكان صحابياً جليلاً من خيرة الصحابة وقد أوردَ لهُ شيخُنا (2) في الأطراف أحَاديث.
406 - الأول: رواهُ النسائي وابن ماجه في كتاب الطب من سُننهما من طريق سفيان بن عُيَيْنة، عن الزهري، عَنهُ.
ورواه النسائي أيضاً من حديث مالك بن محمد، عن أبي أمامة، عن أبيه. قال: (مَرَّ عامر بن ربيعة بسهلٍ بن حُنيفٍ وهو يَغتسلُ، فقال: لَمْ أرَ كاليوم ولا جلد مُخبأةٍ فِلُبطَ بهِ (3) ، فأَمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتوضأ، وأن يصُبَّ عليه من وضوئِه) الحديث (4) كما سيأتي في مسند أبيه سهلٍ بن حُنيفٍ، وعامرُ بن ربيعةَ، فقد رواهُ أبُو أمامة هذا عنهُما (5) .
407 - الثاني: رواهُ النسائي، عن قتيبة، عن مالك، عن الزهري عنه ومن حديث يونس، عن الزُّهري عنهُ (أن مسكينةَ مرضتْ، فأُخْبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمرضها، وكان أحسن شيءٍ عيادةً للمريض فقال: (إذا ماتت فآذنوني) وذكر تمام الحديث في دفنها ليلاً، وصلاته - صلى الله عليه وسلم - على قبرها
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/87 ورجح أنه تابعي، وكذا الاستيعاب: 1/84 وفي الإصابة 1/97.
(2) يقصد: الحافظ المزي.
(3) المخبأة: الجارية التي في خدرها لم تتزوج بعد، ولُبِطَ به: سقط إلى الأرض.
(4) أخرجه بتمامه ابن ماجه في سننه: كتاب الطب: باب العين: 2/1160.
(5) أخرجه أيضاً مالك في الموطأ 4/322 ويراجع المنتقى بشرح نيل الأوطار 8/223.(1/262)
وتكبيره أرْبعاً (1) كما ذكرناهُ في الأحكام بِطوله من رواية البيهقي، عن الحاكم بسنده إلى الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي أمامة، عن بَعْضِ أصحابِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما سيأتي في موضعهِ إن شاء الله تعالى.
_________
(1) سنن النسائي: كتاب الجنائز: باب عدد التكبير على الجنازة: 4/72.(1/263)
408 - الثالث: رواه النسائيُّ أيضاً في الجنائز، عن قتيبة، عن الليث، عن الزُّهري عن أبي أُمامة قال: (السُنَّةُ في الصلاةِ على الجنازة أن يقرأ في التكبيرة الأولى بأم القرآن مُخافتةً [ثم يكبر ثلاثا] (1) والتسليم عند الآخرة) (2) .
وكذا رواه الشافعي عن بعض أصحابه عن الليث رواه يونس عن الزُّهري عن / أبي أمامة، وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره (3) .
409 - الرابع: (في الآية التي قال الله تعالى: {وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ} (4) [قال] : هو الجُعرُور ولون خُبيْق (5) نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تُوخذ في الصدقة [الرُّذَالةُ] رواه النسائي من حديث ابن وهبٍ، عن عبد الجليل بن حُميدٍ اليحصبي، عن الزهري عنه به (6) ، ورواه أبو داود من حديث سفيان بن حُسين، عن الزهري، عن أبي أمامة، عن سهلٍ، عن أبيه (7) كما سيأتي. ...
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من سنن النسائي.
(2) سنن النسائي 4/61.
(3) الحديث بتمامه أخرجه الشافعي في باب الصلاة على الجنازة والتكبير فيها وما يفعل بعد كل تكبيرة. الأم 1/239.
(4) سورة البقرة: آية (267) .
(5) الجعرور: بضم فسكون فضم: ضرب ردئ من التمر، ولون حُبَيْق: بضم الحاء ثم فتح وسكون: نوع ردئ من التمر أيضاً منسوب إلى رجل بهذا الاسم.
(6) رواه النسائي في سننه والزيادة بالرجوع إليه: كتاب الزكاة: باب قوله عز وجل: {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} : 5/32.
(7) سنن أبي داود: كتاب الزكاة: باب: مالا يجوز من التمرة في الصدقة: 1/372.(1/263)
410 - الخامس: رواه النسائي أيضاً من حديث يحيى بن سعيد، والزهري،
وأبي حازمٍ، عن أبي أمامة: (أنَّ امرأةً زنتْ، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بمن؟ قالت من المُقعَد) الحديث كما سيأتي فيما رواهُ النسائي، وابن ماجه من حديث محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج [عن أبي أمامة] (1) عن سعيد بن سعدٍ ابن عبادة (2) .
411 - السادس: رواه النسائيُّ أيضاً في السيرةِ. عن عليِّ بن المنذِر، عن محمد بن فضيل، عن يحيى بن سعيدٍ، عن محمد بن أبي أمامةَ، عن أبيه. قال: لمَّا تُوفي أبو قيس بن الأسلت أراد ابنهُ أن يتزوّج امرأتهُ، فأنزلَ الله تعالى: {وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنْ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ} (3) الآية.
412 - السابع: رواه النسائي أيضاً في الزينةِ، عن عمران بن يزيد الدمشقي، عن عيسى بن يونس، عن عثمان بن حكيم، عن أبي أمامة قال: (كانت قبضةُ سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فضةٍ) (4) .
413 - الثامن: رواهُ النسائي أيضاً في اليوم والليلة، عن قُتيبة، عن سفيان، عن الزهري عنه مرفوعاً: (لا يقولن أحدُكُمْ إني خبيثُ النفس، ولكن ليقل إني لقسُ النفس) (5) رواه يونس، وإسحاق بن راشد، عن
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من سنن ابن ماجه.
(2) الخبر أخرجه أيضاً أحمد، وأبو داود بمعناه، كما أخرجه الشافعي والبيهقي وقد علق البوصيري عليه عند ابن ماجه فقال: مدار الإسناد على محمد بن إسحاق وهو مدلس، وقد رواه بالعنعنة. وقال ابن حجر في بلوغ المرام: إن إسناد هذا الحديث حسن ولكنه اختلف في وصله وإرساله. سنن ابن ماجه 2/859 المنتقى بشرح نيل الأوطار 8/120.
(3) جزء من الآية 22 سورة النساء ويرجع إلى حديث النسائي في تحفة الأشراف 1/68 وفيما نقله ابن كثير والشوكاني عند شرح الآية تفسير ابن كثير 1/468 فتح القدير 1/442.
(4) سنن النسائي: كتاب الزينة: باب حلية السيف: 8/219.
(5) النسائي كما في تحفة الأشراف 1/69 وأخرج مسلم نحوه بألفاظ متقاربة: كتاب الألفاظ من الأدب: باب كراهة قول الإنسان خبثت نفسي: عن أبي أمامة 4/1765 ومعنى قوله (خبثت نفسي) هي بمعنى قوله (لقس النفس) أي ضاقت وإنما كره معنى الخبث لبشاعة الاسم، فعلمهم الأدب في الألفاظ.(1/264)
الزهري، عن أبي مامة، عن أبيه ورواه سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة عن عائشة (1) .
_________
(1) وكذا أخرجه مسلم في الموضع السابق، عن سفيان عن هشام عن أبيه عن عائشة.(1/265)
414 - التاسِع: قال النسائيُّ في اليوم والليلة: حدثنا سُليمان بن داود، حدثنا ابن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، عن أبي أمامة
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بشر الناس أنهُ من قال لا إله إلا الله وجبت
له الجنَّةُ (/ (1) .
415 - العاشر: قال: قال ابن ماجه: [حدثنا] (2) هشام بن عمار، حدثنا حاتم بن إسماعيل، وعيسى بن يونس، قالا: حدثنا محمد بن سليمان الكرماني، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من تظهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه كان لهُ كأجرِ عُمرَة) (3) .
48 - (حديث أَسَدَ بن كُرْز) (4)
ابن عامِر بن عبد الله بن عبدِ شمس بن غمغمة بن جرير بن شق بن صعب ابن يشكر بن رُهم بن أفرك بن نذير بن قَسْر بن عبقر بن أنمار بن أرَاشَ بن عمرو ابن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد البجلي القسري الصحابي، وابنُه يزيد صحابي أيضاً، عدادهُ في أهل
_________
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير أيضاً. جمع الجوامع 2/850 والنسائي كما في تحفة الأشراف 1/69.
(2) مابين المعكوفين زدناه من سنن ابن ماجه.
(3) سنن ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب ماجاء في الصلاة في مسجد قباء: 1/453 والحديث إسناده: ضعيف فيه محمد بن سليمان المدني الكرماني وهو) مقبول) .
(4) انظر ترجمته في أسد الغابة: 1/85 والإصابة: 1/33 والاستيعاب 1/99 والتاريخ الكبير 2/49 والمعجم الكبير للطبراني 1/334.(1/265)
الشام، وإنما روى له أحمد في العراقيين، والمدنيين، وهو جدّ خالد القسري أمير العراق.(1/266)
416 - حدثنا عبد الله [حدثني أبي] (1) ، حدثنا أبو معمرٍ، حدثنا هُشيم، أنبأنا سيَّار، عن خالد بن عبد الله القسري، عن أبيه: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لجدِّه يزيد ابن أسدٍ) للناس للناس ما تُحب لنفسك) (2) .
417 - حدثنا عبد الله، ثنا عُقْبة بن مكرم العمي، حدثنا سلم بن قتيبة، عن يونس بن إسحاق، عن إسماعيل بن أوسط، عن خالد بن عبد الله، عن جدِّه أسَد ابن كُرز، سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (المريضُ تَحاتُّ خطاياهُ كما يتحاتُّ ورقُ الشجر) تفرد به (3) . رواه البزار والطبراني من حديث أبي قتيبة سَلْم بن قتيبة به (4) .
418 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي قال: حدثني محمد بن عبد الله الرازي أبو جعفر، حدثنا رَوْح بن عطاء بن أبي ميمونة، حدثنا يسار (5) أنه سمع خالد بن عبد الله القسري، وهو يَخطبُ على المنبر وهو يقولُ: حدثني أبي، عن جدي: أنهُ قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (6) : (أتحبُّ الجنة؟ قلت: نعم. قال: فأحبَّ لأخيك كما تحبُّ لنفسك (7)) .
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند 4/70.
(2) مسند أحمد 4/70 من حديث أسد بن كرز رضي الله عنه.
ويرجع إليه في التاريخ الكبير للبخاري 2/49.
(3) مسند أحمد 4/70 من حديث أسد بن كرز رضي الله عنه.
وهذا الحديث من زوائد عبد الله بن أحمد كما لا يخفى.
وقال الحافظ ابن حجر: الحديث فيه انقطاع بين خالد وجده أسد بن كرز أهـ الإصابة في ترجمته.
(4) المعجم الكبير للطبراني 1/335.
(5) في المخطوطة: (سيار) وتكرر والصواب ما في المسند.
(6) في المسند: (وهو على المنبر) .
(7) المسند 4/70 من حديث أسد بن كرز رضي الله عنه.(1/266)
419 - حدثنا عبد الله حدثني [أبي قال حدثني] (1) أبو الحسن عثمان بن أبي شيبة بالكوفة سنة /ثلاثين ومائتين، ويعقوب الدورقي، حدثنا هُشيم بن بشير. قال عثمان بن أبي شيبة، أنبأنا يسار قال: سمعتُ خالد بن عبد الله القسري على المنبر يقول: حدثني أبي، عن جدي، يزيد بن أسدٍ، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يايزيد بن أسدٍ، أحِبَّ للناس ما تُحِبُّ لنفسِكَ) تفرد به (2) .
(حديث آخر عنهُ)
420 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن إبراهيم النحوي الصُّوريُّ أبو عامرٍ، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا بقية بن الوليد، عن أرْطَاةِ بن المنذر، عن المهاجر بن حبيب الزبيدي، عن أسدِ بن كرز قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا أسد بن كُرْز لا تدخلُ الجنة بعملٍ ولكن برحمة الله. قلت: ولا أنت يارسول الله؟ قال: ولا أنا إلاّ أن يتلافاني الله أو يتغمدني الله برحمةٍ منهُ) (3) .
49 - حديث (أسعد بن زُرارة بن عُدَس بن عُبيد بن ثعلبة) (4) .
ابن غنم بن مالك بن النجار، واسمهُ تيم الله بنُ ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأنصاري الخزرجي النجاري: أبو أمامة النقيب. وهو يقال له أسعد الخير كان أولِ من أسلم من الأنصار، وذلك أنه قدم مكة هُوَ وذكْوان بن عبد قيسٍ، فاجتمعا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلما، ورجعا إلى المدينة، فدعوا إلى الإسلام، ثم شهدا المواسم فحضرا العقبة الأولى، ثم في السنة الأخرى
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند 4/70.
(2) مسند أحمد 4/70 من حديث أسد بن كرز رضي الله عنه.
(3) () ... قال الحافظ ابن حجر: إسناده: حسن أهـ الإصابة 1/33 ويرجع إليه في المعجم الكبير للطبراني 1/334 والتاريخ الكبير للبخاري 2/49.
(4) أسد الغابة 1/86 والإصابة 1/34 والاستيعاب 1/82 وطبقات ابن سعد 3/138.(1/267)
شهدا العقبة الثانية، ثم شهد العقبة الثالثة من السنة المُقبلة، فكان أحدَ النقباء الاثنا عشر، ويُقالُ أول من بايع، وكان أوّل من جمع بالمدينة قبل هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم في هزم بني بياضة (1) وكانوا أربعين رجلاً كما في حديث كعب بن مالك، وكانت وفاتُهُ في شوالٍ من السنة الأولى من الهجرة رحمه الله ورضى عنه.
_________
(1) هو موضع بالمدينة والهزمة: ما اطمأن من الأرض أهـ. النهاية 5/263.(1/268)
421 - حدثنا روح، حدثنا زمعة بن صالح. قال: سمعت ابن
شهابٍ يحدث: أنَّ أبا أُمامة بن سهل بن حُنيف أخبرهُ/ عن أبي أُمامة أسعد بن
زُرارة، وكان أحد النقباء يوم العقبة (أنه أخذتهُ الشوْكةُ، فجاءهُ رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يَعُوده، فقال: بئس الميتُ ليهودَ مرتين، سيقولون لولا دَفع عن
صاحبِه، ولا أملكُ له ضرًّا، ولا نفعاً، ولأتَمحَّلنَّ لهُ، فأمر به وَكُوي [بخطين] (1)
فوق رأسه فمات) (2) .
(حديث آخر عنه)
422 - قال الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق التُسْتَري، حدثنا هِشَام ابن عمَّار، حدثنا صدقةُ بنُ خالدٍ، حدثنا محمد بن عبد الله الشُّعيثي عن زُفر بن وثيمة [النصري] (3) عن المغيرة بن شعبة (4) أنَّ أسعد بن زرارة قال لعمر بن الخطاب: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى الضحاك بن قيس أن يُورّث امرأة أُشيم الضبابي من دِيةِ زَوجِهَا) (5) .
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند 4/138.
(2) المسند 4/138 من حديث أسعد بن زرارة.
ومعنى الشوكة: هي الذبحة وهو وجع في الحلق أوْ ورم يخنق الرجل فيقتله. ويراجع أيضاً سنن ابن ماجه 2/1155.
(3) في المخطوطة: (وقر بن وتيمة) والتصويب من الطبراني وتهذيب التهذيب 3/328.
(4) في المخطوطة: (المغيرة بن سعيد) والصواب ما في الطبراني. يراجع تهذيب التهذيب 01/262.
(5) المعجم الكبير للطبراني 1/304. وكان عمر يقول: (الدية على العاقلة، ولا ترث المرأة من دية زوجها، حتى أخبره الضحاك بن سفيان الكلابي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إليه أن ورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها) أسد الغابة 1/119 ونقل ابن حجر في الإصابة تعليقاً على ذكر أسعد بن زرارة في الخبر: وهذا فيه نظر: ولعله كان فيه أن سعد بن زرارة، فصحف والله أعلم 1/35.(1/268)
وهذا غريب جداً ولعله عن أبي أمامة أسعد بن سهل بن حُنيف، فإن أسعد بن زرارة مات قديماً كما ذكرناه والله أعلمُ.
(حديث آخر عنهُ)(1/269)
423 - قال الطبراني: حدثنا [عبد الله بن] محمد بن شُعيب، حدثنا يحيى ابن حكيم المقوّم، حدثنا محمد بن بكر البُرْسَاني (1) ، حدثنا عبد الله بن أبي زيادٍ، حدثني عاصم بن عُبيد الله عن أسعد بن زرارة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من سرَّهُ أن يُظلَّهُ الله في ظِلَّهِ يوم لاَ ظِلَّ إلا ظِلَّهُ فَلْيُيَسِّر على مُعْسِر أوْ ليضع عنه) (2) وهو منقطِعٌ.
* أسعدُ بن سهلِ بن حُنيف أبو أمامة يَأتِي
50 - (أسعدُ بن عبد الله بن مالك بن أفصى الخُزاعي) (3)
424 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أحبُّ الأدَيانِ إلى الله الحنيفية السمحةُ وإذا رأيت أمتي لا يقولون للظالِمِ أنت ظالمٌ فقد تُوُدِّعَ منهم) رواه الحاكمُ، عن جعفر بن لاهز بن قريط، عن جده أبي أمّهِ سليمان بن كثير بن أسعد بن كثير بن أسعد بن عبد الله، عن أبيه كثير، عن جده أسعد بن عبد الله، فذكرهُ قال الحافظ ابن الأثير: سليمان بن كثير هذا قتلهُ
_________
(1) في المخطوطة: (بكير) والصواب ما في الطبراني والمشتبه 505.
(2) المعجم الكبير للطبراني 1/304. قال في مجمع الزوائد: عاصم ضعيف، ولم يدرك أسعد بن زرارة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة 1/88 والإصابة 1/35.(1/269)
أبو مسلمٍ الخرساني سنة ثلاثين ومائة، فكيف يلحقُ الحاكمُ أن يروى عن جعفر عنهُ؟ (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الحاكم في التاريخ، وأبو النرسي في الغرائب، وابن عساكر في التاريخ وأبو موسى المديني في معرفة الصحابة.
قال ابن الأثير تعليقاً على الخبر: في هذا الإسناد عندي نظر لأن سليمان بن كثير هو من نقباء بني العباس قتله أبو مسلم الخراساني سنة (132هـ) فكيف يَلْحق الحاكم ابن ابنته جعفرا حتى يروي عنه!! أهـ أسد الغابة 1/88 كما ذكر ابن كثير ذلك عنه، وقد نقلنا عبارته على الصواب، ومقصد ابن الأثير أن الحاكم قد توفي سنة (405هـ) وشيخ شيخه سليمان بن كثير قد توفي سنة (132هـ) وهو زمن طويل يحتاج لأكثر من واسطة بينهما.(1/270)
51 - (الأسفعُ البكري بِالفاء أو ابن الأسْفَعِ) (1)
425 -/ (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءهم في صُفَّة المهاجرين، فَسأله رجلٌ: أيُّ آيةٍ أعظمُ في كتاب الله؟ فقال: ( {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ) (2) الآية رواه الطبراني من طريق مسلم بن خالد، عن ابن جُريج أخبرني عُمر بن عطاءٍ: أن مولى ابن الأسفعِ عن الأسفع فذكرهُ (3) .
52 - (الأسلع بن الأسقع) (4)
كذا قال أبو عُمر، وقال أبُو نُعَيمٍ والطبراني: أسلعُ بن شريك بن عَوف الأعرَجِي التميمي، خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، نزل البَصرةَ، فكان مُؤاخياً لأبي موسى الأشعري.
426 - رَوى أبو نُعيمٍ، عن الطبراني وَغَيره بإسناده إلى الربيع بن بَدرٍ المعروف بعُلَيْلَة، عن أبيه، عن رجلٍ منَّا يقالُ له: الأسلع. قال: (كنتُ أخدُمُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأَرْحُل لَهُ، فقال لي ذات يومٍ: يا أسلعُ قم فأرحِلْ لي، فقلتُ، يارسول الله أصَابتني جنابةٌ، قالَ: فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساعةً
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/89 والإصابة 1/35.
(2) سورة البقرة، آية (255) .
(3) المعجم الكبير للطبراني 1/234.
(4) له ترجمة في أسد الغابة 1/90 وقال ابن الأثير: أسلع بن الأسقع أعرابي له صحبة، وكذا الإصابة 1/36.(1/270)
لا يَردُّ عليَّ شيئاً، فنزلت آية الصَّعيدِ، فقال لي: يا أسلَعُ قُمْ فاضْرِبْ بيديكَ التراب - أو قال الأرضَ - ضربتين: ضربةً لوَجهكَ، وضربةً ليديك إلى المرفقين ظاهِرهما وباطِنِهما. قال: فتيمَّمْتُ، ثم رحْلتُ له. قال: فمرَّ بماءٍ، فقال: يا أسلعْ أَمِسَّ هذا جلدَكَ) (1) .
ورواهُ الدارقطني والحاكم (2) .
_________
(1) () ... يرجع إلى الخبر في المعجم الكبير للطبراني 1/298 وقد ذكره الحافظ ابن حجر في ترجمته في أكثر من طريق للطبراني.
(2) الخبر أخرجه البيهقي بلفظ مختلف وقال: الربيع بن بدر ضعيف إلا أنه غير منفرد به. السنن الكبرى للبيهقي 1/208.(1/271)
427 - وقد رواهُ أبو نُعيم من طريق أخرى فقال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بنُ سفيان، حدثنا محمد بن مرزُوقٍ، حدثنا العَلاء بن الفضِل ابن عبد الملك بن أبي سويَّة المنقري، حدثنا الهيثم بن رُزيق المالكي المدْلجي من بني كعبٍ، وَعاش مائة سنة و [سَبْعَ] عشرة سنة، عن أبيهِ، عن الأسلع بن شريك، فذكر نحو ما تقدمَّ (1) .
53 - (أسلمْ بن بَجْرة الأَنْصاري الخزرجي) (2) .
428 - قال الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق التُّسْتَرِي، حدثنا عمرو ابن سوادِ السَّرحي، حدثنا وهب، أخبرني ابن عياش، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن إبراهيم بن محمد بن أسلم بن بَجْرةَ، عن أبيه، عن جده أسلمَ بن بجرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنه جَعَلَهُ/ على أسارى بني قُريظة، فكان ينظر إلى فَرج الغلام فإذا رآهُ قد أنبت ضرب عُنُقَهُ، وآخرَ من لم يُنبتْ، فجعلهُ في غنائم المسلمين) وذكر ابن الأثير مثلهُ (3) .
_________
(1) أخرجه الطبراني من هذا الطريق في المعجم الكبير 1/299.
(2) له ترجمة في أسد الغابة 1/91 والإصابة 1/137.
(3) المعجم الكبير للطبراني 1/334 والخبر مذكور في ترجمته في أسد الغابة في الموضع السابق.
وكذا أورده ابن حجر في ترجمته في الإصابة 1/36.(1/271)
54 - (أسلمُ بن أوْسِ بن بَجرة بن الحارث) (1)
ابن غيَّان الأنصاريُّ الخزرجي السَّاعديُّ. قال ابن ماكولا: شهدَ أُحُدًا وقال هشام بن الكلبي: هو الذي منع أن يُدفَن عثمان بن عَفَّان بالبقيع، فدُفن بخَشّ كَوْكبٍ (2) ، ولم يذكر لهُ رواية، وعندي أنه هو الذي قبله. والله أعلم.
* (أسلمُ، ويُقال إبراهيم، ويقال هُرمْز أبو رافع) (3) يأتي
55 - (حديث أسْماء بن حارثةَ) (4)
429 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن أبي بكر المُقدمي، حدثنا [أبو معشر] (5) البراء، حدثنا ابن حرملة، عن يحيى بن هند بن حارثة، عن أبيه وكان من أصحاب الحديبيَّة، وأخوه (6) الذي بعثَهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمُر قومهُ بصيام عاشورَاء وهو أسماء بن حارثة (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثَهُ فقال: مُرْ قومَكَ فليصُومُوا هذا اليوم. قال: أرأيتَ إنْ وجَدْتُهم قدْ طَعِمُوا؟ قال: فليتموا آخر يومهم) (7) .
430 - حدثنا عثمان، حدثنا وهبٌ، حدثنا عبد الرحمن بن حرملة،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/91 أَمَّا ابن حجر فأجمل ترجمته في ترجمة أسلم بن بجرة وقال: فرق ابن الأثير بن أسلم بن بجرة، وأسلم بن أوس بن بجرة وهما واحد كما نرى - إشارة إلى ما ساقه من نقول عن أئمة الحديث - ويحتمل على بعد أن يكون أحدهما ابن أخي الآخر وتوافقا في الاسم والله أعلم الإصابة 1/37.
(2) بستان بظاهر المدينة خارج البقيع، قاله ابن الأثير.
(3) هو أسلم أبو رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسد الغابة 1/93.
(4) له ترجمة في أسد الغابة 1/95 والإصابة 1/39.
(5) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند 4/78.
(6) الراوي هو هند بن حارثة أخو أسماء. له ولأخيه صحبة. قال أبو هريرة: (ما كنت أرى أسماء وهند ابني حارثة إلا خادمين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من طول ملازمتهما بابه، وخدمتهما له) تراجع الحلية لأبي نعيم 1/348.
(7) لفظ المسند: (بقية يومهم) يراجع حديث أسامة بن حارثة في المسند 4/78.(1/272)
عن يحيى بن هند بن حارثة - وكان هِندٌ من أصحاب الحديبية - وأخوه الذي بَعَثهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمُر قَومه بالصيام يوم عاشوراء وهو أسْماء بن حارثة، فحدثني يحيى ابن هِندٍ، عن أسماء بن حارثة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثهُ، فقال: مُر قَومك بصيام هذا
اليوم، قال: أرأيت إنْ رأيتهم قد طَعِموا؟ قال: فليصُوموا آخر يومهم) (1) .
_________
(1) هذا طريق آخر للحديث الأول برواية يحيى بن هند عن أبيه، والثاني بروايته عن عمه أسماء بن حارثة. يراجع المعجم الكبير للطبراني 1/296 والحلية لأبي نعيم 1/348.(1/273)
56 - (إسماعيل الزَّيْدي) (1)
استْدرَكهُ أبو موسى على ابن مَنْدَهٍ، وروى بإسنادِه عنه حديثاً في فضل الصلاة عن النبي / - صلى الله عليه وسلم -. قال ابن الأثير: وهو إسماعيل بن زيد بن ثابت الصحابي، ولا يمكن أن يكون لإبنه هذا صحبةٌ.
57 - (إسماعيل رجُلٌ من الصحَّابة) (2)
431 - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لن يَلِجَ النَّارَ رجلٌ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غرُوبها) رواه ابن خزيمة، عن بندار (3) وزائدة، عن إسماعيل، عن يزيد بن هارون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي بكر بن عُمَارة بن رُويبة عنه (4) ، وذكرهُ أبو نُعيم عن جعفر
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة لابن الأثير 1/97 وانظر كلام ابن الأثير في نفي الصحبة عنه. وقد أطال ابن حجر في الاستدلال على نفي الصحبة عنه، وذكره البخاري في التابعين. الإصابة 1/121 التاريخ الكبير 1/355.
(2) قال ابن الأثير: إسماعيل رجل من الصحابة نزل البصرة إن كان محفوظا، أخرج حديثه ابن منده وأبو نعيم أهـ أسد الغابة 1/96 والإصابة 1/40.
(3) بندار: هو محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري.
(4) في الإصابة: قال ابن خزيمة: ولا نعرف تسمية هذا الشيخ إلا من هذه الرواية وهي رواية صحيحة والله أعلم أهـ. الإصابة 1/40 وجاء في المخطوطة: (أبو بكر بن عياش بن عمارة) وهو سهو من الناسخ.(1/273)
بن عونٍ، وشعبة، والثوري، وزائدة، عن إسماعيل ابن أبي خالدٍ ومن حديث عبد الملك بن عُمرَ كلاهما عن أبي بكر بن عُمارة (1) .
_________
(1) والحديث أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي عن عمارة بن رويبة. قال المناوي: الصواب عن عمارة رواه عن أبيه رويبة يرفعه.
أخرجه أحمد في المسند بطرق متعددة لم يذكر فيها إسماعيل.
الجامع الصغير بشرح فيض القدير 5/303 مسند أحمد 4/135، 261.(1/274)
58 - (أسمرُ بن مُضرِسٍ الطائي نزل البصرة) (1)
432 - قال أبو داود: حدثنا محمد بن بشار، حدثني عبد الحميد بن عبد الواحد، حدثتني أم جنوب بنت نميلة، عن أمها سويدة بنت جابر، عن أمها عقيلة بنت أسمر بن مُضرسٍ، عن أبيها أسمر بن مُضرِّسٍ. قال: (أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فبايعته فقال: منْ سبق إلى ما لم يسبقهُ مسلمٌ فهُوَ له) قال: فخرج الناسُ يتَعَادون يتخاطُّون (2) فقال: هُو أخو عُروة بن مضرسٍ وقال أبو نعيم: هو أسمرُ بن أبيض بن مضرس، ولم يقل إنهُ أخو عروة بن مُضرِّسٍ (3) فالله أعلم.
وفي الصحابة الذين ذكرهم ابن منده وأبو نُعيم وابن الأثير.
59 - (أسمرُ بن سَاعِد بن هلواث) (4)
433 - قال: (وقدتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا وأبي ساعدٌ، فقُلنا:
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/97 والإصابة 1/41.
(2) سنن أبي داود: كتاب الخراج والفئ والإمارة: باب في إقطاع الأرضين: 2/158. وقال ابن حجر في الإصابة في إسناد هذا الحديث: إسناده حسن. وقال أبو القاسم البغوي: لا أعلم بهذا الإسناد حديثاً غير هذا. مختصر السنن للمنذري 4/264.
(3) في المخطوطة: (أسمر بن عروة) والتصويب من أسد الغابة ومن الإصابة زاد فيهما: هو من أعراب البصرة.
(4) له ترجمة في أسد الغابة 1/97 والإصابة 1/41.(1/274)
إن أبانا شيخٌ كبيرٌ يعني هلواثا، وقد آمن بِكَ، وقد بعثَ إليك بحلوبةٍ (1) ، فقبلها ودعا له ولوالده) . ولم يُذكر بإسنادٍ.
وقال ابن الأثير: هو مجهولٌ، وفي إسناد حديثه نظرٌ.
_________
(1) في الإصابة وأسد الغابة) وقد بعث إليك بلطف) هي الهدية والقليل من الطعام وانظر كلام ابن الأثير فيه.(1/275)
60 - (الأسود بن أبي الأسود) (1)
434 - / روى ابن منده من طريق يُونس بن بُكير، عن عنبسة بن الأزهر عن ابن الأسودِ، عن أبيه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رَكِبَ إلى الغارِ أُصيبت إصبعهُ فقال:
هل أنت إلا إصبعٌ دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت) (2)
435 - قال أبو نُعيم: وهذا وهمٌ، والصواب ما رواه إسرائيلُ والسفيانانِ وشُعبةُ وأبو عوانةَ، وغيرهم عن الأسود بن قيس، عن جُندب بن عبد الله قال: (كنتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الغَار فدميت إصبعُهُ فقال:
هل أنت إلا إصبعٌ دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت) (3)
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/98 والإصابة 1/41 وهو عندهما: (الأسود بن أبي الأسود النهدي) قال ابن الأثير: وهو مجهول.
(2) الحديث أخرجه أحمد في المسند من حديث جندب البجلي ورجحه ابن الأثير وابن حجر في ترجمة الأسود. ولفظه عند أحمد:
(أصاب إصبع النبي - صلى الله عليه وسلم - شئ) وقال ابن جعفر: (حجر، فدميت، فقال:..) إلخ وهو أشبه لبعده عن ذكر الغار. مسند أحمد 4/312.
(3) قال ابن الأثير تعليقاً على ما أورده وعلق به أبو نعيم: (قلت وهذا أيضاً وهم: فإن جندبا البجلي لم يكن مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغار، ولا كان مسلماً ذلك الوقت، فلو لم يقل: (كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - (لكان الأمر أسهل. إلا أن يكون أراد غار آخر، فتمكن صحته على أنه إذا أطلق لم يعرف إلا الغار الذي اختفى فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - لما هاجر) أسد الغابة 1/99.(1/275)
61 - (أسودُ بن أصرم المحاربي الشامي) (1)
436 - قال: (قلتُ: يارسول الله أوصني؟ قال: أتملِكُ يدك؟
قلت: يارسول الله فما أملِكُ إن لم أملكُ يدي. قال: أتملكُ لِسانك؟ قلت:
فما أملكُ إنْ لم أمْلكُ لِسَاني. قال: فلا تبسطُ يدك إلا إلى خيرٍ، ولا تقُل بلسانك
إلا معروفاً) .
رواه أبو بكر بن أبي الدُّنْيا.
حدثنا يونس بن عبد الرحيم العسقلاني، حدثنا عمرو بن أبي سلمة، حدثنا صدقةُ بن عبد الله، عن عبد الله بن علي القُرشي، عن سليمان بن حبيبٍ المحاربي، حدثني أسود بن أصْرَمَ، فذكرهُ (2) .
ورواهُ الطبراني عن أحمد بن مسعودٍ عن عمرو بن سَلَمة به (3) .
437 - ورواهُ أبو نُعيم عن القاضي أبي أحمد/ محمد بن أحمد بن إبراهيم، عن خلفٍ، عن عمرو العكبري، عن المعافى بن سليمان، عن موسى، عن ابن أعين، عن خالد بن أبي زيدٍ، عن عبد الوهاب بن بُخت، عن سليمان بن حبيب، عن الأسود بن أصرم. فذكرهُ.
_________
(1) له ترجمة في أسدالغابة 1/99والإصابة 1/41والاستيعاب1/93والتاريخ الكبير، 1/443.
(2) قال البخاري تعليقاً على هذا الخبر: في إسناده نظر. التاريخ الكبير 1/443.
(3) المعجم الكبير للطبراني 1/281.(1/276)
62 - (الأسود بنُ البَخْتَرِي بن خُويْلِدٍ) (1)
438 - ذكره البخاري في الصحابة، وحديثهُ من طريق يحيى بن حمادٍ، عن أبي عوانة عن أبي مالك، عن أبي حازمٍ أن الأسود بن البختري قال: (يارسول الله أعظمُ لأجري أن أستغنى عن قَومي) (2) .
63 - (الأسود بن ثعلبة) (3)
439 - سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - في خطبة حجة الوداع: (ألا لا يجني جانٍ إلا على نفسه) ذكره محمد بن سعيد فيمن نزل الكوفة من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين (4) .
64 - (الأسود بن حازم بن صفوان بن عزار نزل بُخارى) (5)
440 - روى أبو نعيم من حديث أبي أحمد بن بحير بن النضر، سمعتُ أبا جميل: عباد بن هشامٍ الشامي يقولُ: رأيتُ رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال له أسودُ بن حازمٍ، وكنت آتيه مع أبي، وأنا يومئذٍ ابن ستِّ أو سبع سنين، وكان يأكل السمنَ مع التمر يجعله في فمه، فيبتلعهُ، ولم يكن له
_________
(1) ترجم ابن حجر في الإصابة لرجلين:
أولهما: الأسود بن أبي البختري، وثانيهما: الأسود بن البختري بن خويلد. أَمَّا ابن الأثير فقد ترجم للأول فقط مرجحاً لكلام ابن عبد البر وأورد كلام ابن منده وأبي نعيم والحديث الذي أخرجه المصنف هنا.
ثم علق على ذلك فقال: لا أعلم في بني أسد (الأسود بن البختري بن خويلد) فإن كان - ولا أعرفه - فهما اثنان، وإلا فالحق مع أبي عمر، وأضاف إلى ذلك أدلة يرجع إليها في أسد الغابة 1/99.
ويرجع أيضاً إلى الإصابة 1/42 والاستيعاب 1/91.
(2) قال ابن حجر تعليقاً على الحديث: رجاله ثقات مع إرساله. الإصابة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة 1/100 والإصابة 1/42 وهو عندهما: الأسود بن ثعلبة اليربوعي.
(4) الطبقات الكبرى 6/29.
(5) له ترجمة في أسد الغابة 1/100 والإصابة 1/42.(1/277)
أسنانٌ، فسمعتهُ يقول: (شهدتُ غزوة الحديبية، وأنا يومئذٍ ابن ثلاثين سنةً، فسئل كم أتى عليك؟ قال: خمسٌ وخمسون ومائةٌ، وعقد بيديه) (1) . والله أعلم بالصواب.
إنتهى
الجزء الثالث من (تجزئة المُصنِف)
ويَليهِ الجزءُ الرابع
بإذن الله
_________
(1) قال ابن حجر في الإصابة بعد أن أورد هذا الخبر في ترجمته: (إسناده: ضعيف جداً) 1/42 وقد أصاب الحافظ ابن حجر في هذا الحكم فإن ادعاء الصحبة بعد سنة (110هـ) غير مقبول وقد ادعى هذا الرجل الصحبة سنة (132) من الهجرة حيث زعم أنه عاش (155) سنة وكانت سنُّه عام الحديبية ثلاثون عاماً، والله أعلم.(1/278)
الجزء الرابع
/ بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي(1/279)
65 - (الأسودُ بن [خلف بن] عبد يغوثَ زُهْريٌّ،
وقيل جُمَحِيٌّ في أول المكيين) (1)
441 - حدثنا عبد الرزَّاق، حدثنا ابن جُريج، أخبرنا عبد الله بن عثمان ابن خُثَيم: أن محمد بن الأسود بن خلف أخبره: أن أباهُ الأسود (رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يُبايع الناس يوم الفتح، قال: جلس عند قَرْن مسْقَلة (2) فبايع الناس على الإسلام، والشهادة) . قال: قلتُ: وما الشهادة؟ قال: أخبرني محمد بن الأسود بن خلف: (أنه بايعهم على الإيمان بالله، وشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسولهُ) تفرَّد بهِ (3) .
قال ابن الأثير: ومن حديثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الولد مبخلة مجبنة) (4) .
66 - (الأسود بن رَبيعةَ بن أسود اليَشكري) (5)
442 - من أعراب البصرة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمَّا فتح مكَّة قام
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/102 والإصابة 1/43 والاستيعاب 1/91 وفي التاريخ الكبير للبخاري عند ترجمة ابنه محمد بن الأسود 1/29 وطبقات ابن سعد 5/331.
(2) هو جبل بأعلى مكة. ومسقلة رجل كان يسكنه في الجاهلية، وفي الحديث الذي أخرجه الطبراني عنه قال: (وقرن مسقلة مما يلي بيوت أبي ثمامة، وهو الذي ما أقبل منه على دار ابن عامر، وما أدبر على دار ابن سمرة وما حولها) .
يراجع أخبار مكة للأزرقي 2/270 المعجم الكبير للطبراني 1/280.
(3) مسند أحمد 3/415، 4/168 من حديث الأسود بن خلف.
(4) أسد الغابة، ذكره ابن الأثير في ترجمته، ونسبه الحافظ بن حجر في الإصابة للبغوي من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ابن خثيم ... وقال البغوي وابن السكن والدارقطني: تفرد به معمر. وفي النهاية (الولد مبخلة مجبنة) أي يحمل أبويه على البخل، ويدعوهما إليه فيبخلان بالمال لأجلة. أهـ. 1/103.
(5) له ترجمة في أسد الغابة 1/102 والإصابة 1/44.(1/279)
خطيباً. فقال: (ألا إن دِماء الجاهليَّة تحت قدميَّ هاتين إلا السِّدانة والسِّقَايةَ) (1) .
_________
(1) أورد الحافظ ابن حجر هذا الخبر من رواية ابن مندهٍ بإسناده وقال الحافظ في نهاية الخبر: إسناده مجهول أهـ 1/44.(1/280)
67 - (حديث الأسود بن سريع بن حِمْير) (1)
ابن عُبادة بن النَّزال بن مُرّة بن عُبيدٍ بن مُقاعسٍ واسمه الحارث بن عمرو ابن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم أبو عبد الله التميمي السَّعْدي نزل البصرة، وهو أوَّل من قصَّ بجامعها، وهو من بني عمِّ الأحنف بن قيس يجتمعان في عُبادة، وحديثهُ في أول المكيين وفي الرابع منه (2) . وكان من الشعراء، غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع غزواتٍ، وقُتل مع عليّ يوم الجَملِ.
(الأحنف بن قيس عنهُ)
443 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا مُعاذُ بن هشام، حدثني أبي عن قتادة، عن الأحنف بن قيس، عن الأسود سريع: (أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أربعة يوم القيامةِ (3) / قال: رجلٌ أصمُّ لا يسمع شيئاً، ورجلٌ أحْمق، ورجل هَرِمٌ، ورجلٌ مات في فترةٍ. فأمَّا الأسم، فيقول: ربِّ لقد جاء الإسلام، وما أسمع شيئاً، وأما الأحمقُ فيقول: رب قد جاء الإسلام وما أعْقِل شيئاً، والصِّبيان يحْذِفونني بالبعْر. وأما الهَرِم فيقول: ربِّ لقد جاء الإسلام وما أعْقِلُ شيئاً. وأما الذي مات في الفَتْرةِ فيقول: ربِّ ما أتَاني لك من رسول، فيأخذُ مواثيقهُم ليُطيعنَّهُ، فيُرسل إليهم
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/103 والإصابة 1/44 والاستيعاب 1/92 وأخبار موته كثيرة يرجع إليها في الإصابة.
(2) وقع حديثه في موضعين من مسند الإمام أحمد، أَمَّا الأول ففي مسند المكيين ج3 ص 435، وأما الثاني: ففي مسند المدنيين ج4 ص 23، 24.
(3) لفظ الخبر عند الطبراني من هذا الطريق: (أربعة يوم القيامة يدلون بحجة) . المعجم الكبير 1/287.(1/280)
أن ادخُلوا النار. قال: فوالذي نفسُ محمدٍ بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً (تفرَّد به وإسنادُهُ جيد قوي صحيحٌ (1) .
_________
(1) المسند 4/24 من حديث الأسود بن سريع رضي الله عنه.(1/281)
444 - حدثنا علي، حدثنا مُعاذ بن هشام، حدثني أبي (1) عن الحسن، عن أبي رافعٍ، عن أبي هريرة بمثلِ هذا الحديث، غير أنهُ قال في آخرهِ: (فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن لم يدخلها يُسحبُ إليها) وهذا أيضاً إسنادٌ جيدٌ (2) .
(الحَسنُ عَنهُ)
445 - حدثنا محمد بن مُصْعب، حدثنا سَلام بن مسكين، والمُباركُ، عن الحسن، عن الأسود بن سريع الضَّبِّي: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى بأسير فقال: (اللهم إني أتوب إليك، ولا أتوب إلى محمدٍ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: عَرفَ الحقَّ لأهلهِ (تفرد به (3) .
446 - حدثنا روح، حدثنا عوف، عن الحسن، قال: حدثنا الأسود بن سريع قال: (قلت: يارسول الله ألا أُنْشِدُكَ محامد حمدتُ بها ربي عز وجل قال: أمَا إنَّ ربَّك يُحبُّ الحمد) (4) رواه النسائي عن علي بن حُجْر عن إسماعيل بن علية، عن يونس، عن الحسن به (5) .
447 - حدثنا يونس، حدثنا أبانُ، عن قتادة [عن الحسن] (6) عن
_________
(1) في المخطوطة: (حدثني أبي عن قتادة عن الحسن) وليس في المسند عن قتادة.
(2) المسند 4/24 من حديث الأسود بن سريع رضي الله عنه.
(3) المسند 3/435 من حديث الأسود بن سريع رضي الله عنه.
(4) المسند 3/435 من حديث الأسود بن سريع رضي الله عنه المعجم الكبير للطبراني،
1/286.
(5) أخرجه الطبراني أيضاً في المعجم الكبير 1/283 والنسائي كما في تحفة الأشراف 1/70.
(6) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند وهو مناسب للعنوان السابق وهو رواية (الحسن
عنه) .(1/281)
الأسود ابن سَريعٍ قال: (قلت: يارسول الله أُنشِدُكَ حمداً، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد بعث سريَّةً يوم حُنين، فقاتلوا المشركين، فأَفضَى بهم القتلُ إلى الذُّرِّية، فلما جاءوا. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما حَمَلكُم على قتل الذُّرية؟ قالوا: يارسول الله إنما/ كانوا أولادَ المشركين. قال: أوَ هَلْ خيارُكم إلاَّ أولاد المشركين، والذي نفسُ محمد بيده ما من نسمة تُولد إلا على الفطرة، حتى يعرِبَ عنها لِسَانُها) (1) .
_________
(1) المسند 3/435 وليس في لفظ المسند: (قلت: يارسول الله أنشدك حمداً) .(1/282)
448 - وقال أبو يعلى: حدثنا شيبانُ، حدثنا أبو حمزة العطَّار، أو إسحاق ابن الربيع، عن الحسنِ، عن الأسود بن سريع، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: (كل مولودٍ يولد علىالفطرة حتى يُعرِبَ عنه لِسانُهُ فأَبواهُ يُهودانه ويُنصرانه) (1) وليس له عنده سواهُ.
449 - حدثنا هُشيمٌ، عن يونس، عن الحسن، عن الأسود بن سريع قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا تقتلوا الذُرية في الحرب) قالوا: يارسول الله أو ليسَ هُم أولاد المشركين؟ قال: أوَ ليس خيارُكم أولاد المشركين؟) (2) .
450 - حدثنا إسماعيل، أنبأنا يونسُ، عن الحسن، عن الأسود بن سريع قال: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وغزوتُ معه، فأصبنا ظهْراً، فقتل الناسُ يومئذٍ حتى قَتَلُوا الذُرية والولدان، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما بال أقوامٍ جاوزهم القتْلُ اليومَ، حتى قتلوا الذرية؟ فقال رجُل: يارسول الله إنما هم أبناءُ المشركين؟ قال: ألاَ إنَّ خياركم أبناءُ المشركين، ثم قال: أَلاَ لا تقتلوا ذُريةً ألا لا تقتلوا ذُريةً. ألاَ لا تقتلوا ذرية. وقال:
_________
(1) أخرجه الطبراني من هذا الطريق ولكن ليس فيه: (أو إسحاق ابن الربيع) المعجم الكبير 1/283.
(2) المسند 3/435 من حديث الأسود بن سريع.(1/282)
كل نسمةٍ تولدُ على الفطرة حتى يُعْربَ عنها لسانُها) (1) رواهُ النسائي في السُّنن، عن زيادٍ بن أيوب عن هشيمٍ، عن يونس بن عبيدٍ [عن الحسن] بهِ (2) .
_________
(1) المسند 3/435 من حديث الأسود بن سريع المعجم الكبير للطبراني 1/284.
(2) النسائي كما في تحفة الأشراف 1/70.(1/283)
451 - حدثنا روحُ، ثنا سعيدٌ، وعبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن الأسود بن سريع: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سريةً يوم حُنين قال رَوحٌ: فلقوا حياً من أحياء العرب) ، فذكر الحديث قال: (والذي نفسي بيده ما من نسمةٍ إلا تُولدُ على الفطرة حتى يُعرِبَ عنها لسانُها) (1) .
(عبد الرحمن بن أبي بكرة عنهُ)
452 - حدثنا عفانُ، حدثنا حماد بن سلمةَ، أنبأنا علي بنُ زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن الأسود بن سريع، قال: (أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: يارسول الله إني/ قد حمدتُ الله [تبارك وتعالى] بمحامد ومدحٍ، وإياك قال: هات ما حمدت به ربك [عز وجل] قال: فجعلتُ أُنشدهُ، فجاء رجلٌ أدْلم (2) يستأذن، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: بَيْن بَيْن (3) فتكلم ساعةً، ثم خرجَ. قال: ثم جعلتُ أُنشدُهُ. قال: ثم جاء يستأذنُ قال: فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: تئِنَ تئِنَ، ففعل ذلك مرتين أو ثَلاثاً قال: قلتُ: يارسول الله مَنْ هذا الذي استنصتني لهُ؟ قال: هذا عُمر بن الخطَّاب هذا رجل لا يحبُّ الباطل) (4) .
_________
(1) من حديث الأسود بن سريع في المسند 4/24.
(2) الأدلم: الأسود الطويل أهـ. النهاية 2/131.
(3) لفظ المسند) بين. بين) ولعل اللفظ (بس بس) ثم حُرّف والْبَسُّ كلمة تقال للسكوت والزجر أهـ النهاية 1/127 وهذا المعنى هو المناسب للسياق كما في سياق القصة.
(4) المسند: 3/435 من حديث الأسود بن سريع. المعجم الكبير للطبراني 1/287.(1/283)
453 - حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة: أن الأسود بن سريعٍ. قال: (أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: يارسول الله إني حمدتُ ربي بمحامد ومدحٍ وإياكَ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أَمَّا إنَّ ربك [تبارك وتعالى] يُحبُّ الحمد والمدحَ، هاتَ ما امتدحْتَ به ربَّكَ قال: فجعلتُ أُنشده، فجاء رجل، فاستأذَنَ أدْلمُ طوالٌ أصلعُ أعسرُ أيسرُ (1) قال فاستنصتني لهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووصف لنا أبو سلمة كيف استنصتهُ قال: كما يُصنعُ بالهرِّ فدخل الرجل، فتكلم ساعةً، ثم خرج، ثم أخذتُ أُنشدُهُ أيضاً، ثم رجعَ بعدُ، فاستنصتني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ووصفهُ أيضاً، فقلتُ: يارسول الله من هذا الذي استنصتني لهُ؟ فقال: هذا رجل لا يحبُّ الباطل هذا عُمر بن الخطاب) (2) .
454 - حدثنا روح، حدثنا حماد، أنبأنا علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن الأسْود بن سريع. قال: (أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فذكرهُ (3) .
455 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حماد بن زيد، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن الأسود بن سريع. قال: (قلت: يارسول الله إني مدحتُ الله بمدحةٍ، ومدحتُكَ بأُخرى. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هات وابدأْ بمدحة الله عز وجل) (4) وقد تقدم أن النسائي رواه عن علي بن حجرٍ عن إسماعيل بن عليَّة، عن يونس، عن الحسن، عن الأسود فذكرهُ (5) .
_________
(1) أعسر أيسر: هكذا يُروى. والصواب أعسر يسرا وهو الذي يعمل بيديه جميعاً، ويسمى الأضبط قاله ابن الأثير في النهاية 5/297.
(2) المسند 3/435 من حديث الأسود بن سريع.
(3) نفس المصدر.
(4) المسند 4/24 من حديث الأسود بن سريع.
(5) في المخطوطة: (علي بن محمد بن إسماعيل بن حجر عن إسماعيل بن علية) وهو يختلف عما قبله ويجانب الصواب.(1/284)
68 - (الأسود بن وهب) (1)
456 - هو الأسودُ بن وهب بن عبد مناف بن زُهرة خال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخو آمنة بنت وَهب: / (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [ألا أُنبئك بشئ عسى الله أن ينفعك به؟ قال: بلى. قال:] (2) إنَّ أَرْبَى الرِبا استطالة (3) المرء في عرض أخيهِ بغير حقِّه) .
457 - رواه أبو نُعيم من حديث عَمْرو بن [أبي] سلمة عن أبي معبد، عن الحكم الأيلي، عن زيد بن أسلم، عن وهب بن الأسود. قال: دخلتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (ألا أُنبئُكَ بشئ من الربا) فذكرهُ (4) .
69 - (حديثُ أُسيْد بن حُضَيرٍ) (5)
ابن سماك بن عتيك بن رافعٍ بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي أبو يحيى، وقد اختلف في كُنيتهِ وشهودهِ بدراً، ولا خلاف أنهُ كان أحدَ النقباء ليلة العَقَبة.
458 - روى الترمذي من حديث سُهيل، عن أبيهِ، عن أبي هريرة مرفوعاً: (نِعْمَ الرجل أسيدُ بن حُضير) (6) وقالت عائِشةُ: كان من أفاضل الناس، وكان يقولُ: لو أني أكُونُ كما أكونُ في أحوال ثلاثة: حين أقرأ القرآن، أو أسمعُهُ، أو يُقرأ عَليَّ، أو حين أسمعُ خُطبةَ رسول الله
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/107 والإصابة 1/46 والاستيعاب 1/92.
(2) استكمال للفظ الحديث من أسد الغابة.
(3) في المخطوطة: (اعتباط) والتصويب من لفظ الحديث كما جاء في أسد الغابة والإصابة وغريب الحديث قال ابن الأثير: أي استحقارهم والترفع عليهم والوقيعة فيهم. النهاية 3/145.
(4) الحديث مذكور في ترجمته في الإصابة وأسد الغابة.
(5) له ترجمة في أسد الغابة 1/111 والإصابة 1/49 والاستيعاب 1/53 وطبقات ابن سعد 3/137.
(6) سنن الترمذي: أبواب المناقب: مناقب معاذ بن جبل: 5/666.(1/285)
- صلى الله عليه وسلم -، أو حين أشهدُ جنازةً، فإني لا أحدِّث نفسي بغير ما تقولُ، وما يُقالُ لها وما هي صائرةٌ إليه. ...(1/286)
459 - وفي صحيح البخاري وسُنن النسائي من طريق خالد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ: (أن أسيد بن حضير وعباد بن بشرٍ أضاءتْ لهما عصيهما ليلة خرجا من
عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ظلامٍ) (1) .
وقد أسلم علي يد مُصعب بن عُمير قبل مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
المدينةَ، وكان أبوهُ حُضير رئيسُ الأوس يومَ بُعاث. وكان يدعى الكَامِل لأنهُ
كان يحسن الكتابة والعوم والرمي، وكانت وفاةُ أسيد رضي الله عنه سنة
عشرين بالمدينة، وصلى عليه عمرُ، وترك أُسيد عليه ديناً أربعة آلافٍ،
فباع عُمرُ ثمرة حائطه أربع سنين بأربعة آلاف دينار كل سنةٍ بألفٍ،
وقضى دينهُ، وحديثهُ في مسند الإمام أحمد في خامس الشاميين، وسادس
الكوفيين.
(أنس بن مالكٍ عنه)
460 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك عن أُسيد بن حُضير. قال: (قال رجلٌ من الأنصار: يارسول الله ألا تستعملني كما تستعملُ فُلاناً؟ /فقال: إنكُم ستلْقَون بعدي أثَرةً فاصبروا حتى تلقوني [غداً] على الحوضِ) (2) .
461 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شُعبةُ، سمعتُ قتادة يحدثُ، عن أنس ابن مالكٍ، عن أُسيد بن حُضَير: (أن رجلاً من الأنصار تخلى برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ألا تستعملني كما استعملت فلاناً؟ قال: ألاَ
_________
(1) () ... صحيح البخاري: كتاب فضائل الصحابة: منقبة أُسيد بن حضير وعباد بن بشر:
7/124.
(2) المسند: 4/351 من حديث أسيد بن حضير. والزيادة بالرجوع إليه.(1/286)
إنكم ستلقون بعدي أثرةً، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض) (1) . رواهُ البخاري (2) ومسلم (3) والترمذي، والنسائيُّ من طرقٍ، عن شُعبة بهِ وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ (4) .
(حديثٌ آخر عن أنس عنهُ)
_________
(1) المسند 4/352 من حديث أسيد بن خضير.
(2) صحيح البخاري: كتاب الفتن: باب سترون بعدي أموراً تنكرونها: 13/5.
(3) صحيح مسلم: كتاب الإمارة: الأمر بالصبر عند ظلم الولاة: 3/1474.
(4) سنن الترمذي: كتاب الفتن: باب ماجاء في الأثرة: 4/482 والنسائي كما في تحفة الأشراف 1/71.(1/287)
462 - قال النسائي في المناقب: حدثنا محمد بن معمر، أنبأنا حرميُّ بن عُمارة عن شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، عن أُسيدِ بن حُضير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [الأنصار] (1) كرشي وعيبتي.
463 - رواه الطبرانيُّ عن [أحمد بن زيد بن] الحريش الأهوازي، عن محمد ابن معمر وهو البحراني بإسناده مثله وزاد (وإن النَّاس يكثُرون و [هم] (2) يَقلون، فاقبلوا من مُحسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم) وقد رواه عبدةُ، عن شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير ذكر أسيدٍ (3) .
(حصين بن عبد الرحمن عنه)
464 - قال أبو داود: حدثنا عبدةُ بن عبد الله، حدثنا زيدُ بنُ الحُبَاب، عن محمد بن صالح، حدثنا حُصينٌ من ولد سعدِ بن معاذٍ،
_________
(1) استكمال للفظ الحديث من الطبراني، وله بقية - المعجم الكبير 1/204 قال ابن الأثير: أراد أنهم بطانته وموضع سره وأمانته، وقيل أراد جماعتي وصحابتي أهـ 4/163 وكذا في سنن الترمذي (الأنصار كرشي وعيبتي.. الحديث) وقال الترمذي: حسن صحيح 5/373 والنسائي كما في تحفة الأشراف 1/73.
(2) زيادة استكمل لفظ الحديث من الطبراني.
(3) يرجع إلى لفظ الخبر عند أحمد في المسند 3/272.(1/287)
عن أسيدٍ بن حُضيرٍ: (أنهُ كان يؤُمهُم، فجاءَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَعُودُهُ، فقالوا: يارسول الله إن إمامنا مريضٌ، فقال: إذا صلى قاعداً فصلوا قعوداً) ثم قال أبو داود: هذا الحديث ليس بمُتصلٍ (1) .
قلتُ: تَعني أنهُ منقطعٌ بين حُصين بن عبد الرحمن، وأُسيد بن حُضير.
زر بن حُبيشٍ وعبد الله بن زيد بن أسلم، عن أُسيد في تنزيل الملائكة لقراءته: يأتي عند روايةِ محمد بن إبراهيم، وأبي سعيدٍ عنهُ.
(عبدُ الرحمن بن أبي عبد الرحمن بن أبي ليلى عنهُ)
_________
(1) سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب الإمام يصلي قعود: 1/143.(1/288)
465 - حدثنا عفَّان، حدثنا حمادُ بن سلمة، حدثنا الحجاج بن أرطاة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، [عن أبيه] (1) عن أُسيد بن حُضيرٍ: (أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: توضئُوا من لحوم الإبل، ولا توضئوا من لحوم الغنم، وصلوا في مرابض الغنم، ولا تُصلوا في مرابض الإبل) (2) /.
466 - حدثنا محمد بن مقاتلٍ المروزي، أنبأنا عباد بن العوام، حدثنا الحجاجُ، عن عبد الله بن عبد الله مولى بني هاشم، قال: وكان ثِقةً قال: وكان الحكمُ يأخذ عنهُ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أسيد بن حُضير، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أنه سُئل عن ألبان الإبل قال: توضئوا من ألبانها، وسُئل عن ألبان الغنم فقال: لا تتوضئوا من ألبانها) (3) رواه ابن ماجه عن إبراهيم بن عبد الله بن حاتم عن عبادٍ بن العوام به (4) .
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/352.
(2) () ... المسند 4/352 من حديث أسيد بن حضير ولفظ المسند: (مبارك الإبل) .
(3) ورد في المخطوطة زيادة ليست من المسند وهي قوله: وسئل عن ألبان الغنم فذكره وانظر الحديث في ج4 ص 352.
(4) الحديث رواه ابن ماجه: في كتاب الطهارة: باب ماجاء في الوضوء من لحوم الإبل: 1/166 وإسناده: ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة وتدليسه، وقد خالفه غيره.
قاله البوصيري في زوائده على ابن ماجه. وكذا إسناد أحمد ضعيف لوجود حجاج بن أرطاة فيه. والله أعلم.(1/288)
وقد رواه الأعمشُ عن عبد الله بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء كما سيأتي حديثٌ آخر عنهُ (1) .
_________
(1) سنن ابن ماجه 1/166.(1/289)
467 - قال أبو داود في الأدَب: حدثنا عمرو بنُ عونٍ، أنبأنا خالدٌ عن حصين، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أُسيد بن حُضير رجلٍ من الأنصار قال: (بينما هو يُحدِّثُ القوم، وكانت فيه مُزاحةٌ. بينا هو يضحكهُم، فطعنهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - في خاصرته بعُودٍ فقال: أصبرني (1) فقال: اصطبر. قال. إن عليك قميصاً وليس عليَّ قميصٌ، فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قميصه فاحتضنه، وجعل يقبل كشحهُ (2) وقال: إنما أردت هذا يارسول الله) (3) .
(عكرمة بن خالد عنه)
468 - حدثنا روح، أنبأنا ابن جُريج، أخبرني عكرمةُ بن خالد، عن أسيد ابن حُضيرٍ الأنصاري، ثم أحدبني حارثةُ، أنهُ أخبرهُ: أنهُ كان عاملاً على اليمامة، وأنَّ مروان كتب إليه: أن مُعاوية كتب إليه: (أيما رجُلٍ سُرق منه سرقةٌ فهو أحقُّ بالثمن حيثُ وجدها. قال: فكتبتُ إلى مروان: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى (4) أنه إذا كان الذي ابتاعها من الذي سرقها غيرُ مُتهم خُيِّرَ سيدُها، فإن شاء أخذ الذي سُرقَ منهُ بالثمن، وإن شاء اتبع سارقهُ) قال: وقضى بذلك أبو بكر وعمرُ وعثمان (5) .
قال حنبل: قال أبو عبد الله: لا أذهبُ إلى هذا، وأذهبُ إلى حديث
_________
(1) أصبرني: أي أقدني من نفسك.
(2) الكشح: هو ما بين الخاصرة إلى الضلع الأقصر من أضلاع الجنب.
(3) سنن أبي داود: كتاب الأدب: باب في قبلة الجسد: 2/646.
(4) في المخطوطة: (أنه قصى) وليس من لفظ المسند 4/226.
(5) المسند 4/226 من حديث أسيد بن حضير.(1/289)
الحسن عن سمُرة في ذلك، وهكذا نقل عنهُ علي بن سعيدٍ، وقال إسماعيلُ بن سعيد: سألتُ/ عن هذا الحديث؟ فلم يُثبتهُ. وقال الخلالُ: أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد، أنه سأل أحمد عن هذا الحديث؟ فقال: ليس له معنى ولا هو صحيح، وقال الأثرم: سمعتُ أحمد يقول: لا أذهبُ إلى هذا الحديث قد اضطربوا فيه فقالوا أسيدُ بن ظُهير، وأسيدُ بن حُضير، وأسيدُ بن حًصينٍ. قال: وكأنهُ عن عطاء، عن عكرمة بن خالدٍ. قلت له: فيكون أثبت فسكتَ قال الأثرم فقيل له: فإن إسحاق بن راهويه يذهب إلى هذا الحديث؟ فقال: قد اضطربوا. حكى هذا كلهُ الحافظ أبو بكر الخلالُ، وفي كل من هذه التعاليل نظرٌ ولا يظهر تأثيرُ واحدٍ منها والله أعلم.(1/290)
469 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جُريج. قال: سألتُ عطاءً، فذكر مثلهُ قال: سمعنا أنه يُقال: خُذْ مالك حيثما (1) وجدته، ولقد أخبرني عكرمةُ بن خالد أن أسيد بن حُضير الأنصاري، ثم أَحدَ بني حارثة أنهُ كان عاملاً على اليمامة، فذكر معناه (2) . ...
470 - حدثنا هوذةُ بن خليفة، حدثنا ابن جريج، حدثني عكرمة بن خالد أن أُسيد ابن حُضير بن سماكٍ حدثهُ [قال:] (3) كتب معاوية إلى مروان بن الحكم: إذا سرق الرجلُ فذكر الحديث (4) ، وهكذا رواه أبو داود في المراسيل والنسائي من حديث ابن جُريج به (5) وحكى أبو داود عن شيخه هارون بن عبد الله عن أحمد أنهُ قال في كتاب ابن جُريج: أسيدُ بن ظهير ولكن كذا حدثهم بالبصرة.
_________
(1) في المسند: (حيث وجدته) : 4/226.
(2) مسند أحمد: 4/226.
(3) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند 4/226.
(4) مسند أحمد نفس الموضع.
(5) عند أبي داود من حديث الحسن عن سمرة مختصر السنن للمنذري 5/184.(1/290)
قال شيخنا: هذا هو الصوابُ لأن أسيد بن حُضير توفي في أيام عمر
ابن الخطاب سنة عشرين (1) قال وقد رواه روحُ وعبد الرحمن وعبد الرزاق عن
ابن جُريج فقالا: أسيدُ بن ظهير كذا قال، وفي المسند كما رأيتَ خلافَهُ، فالله
أعلم.
رواية محمد بن إبراهيم، وأبي سعيد، وابن شفيع عن أسيد بن حُضير قال البخاري في فضائل القرآن: قال الليث: حدثني يزيد بن الهادِ إلى آخر السند ويؤخذُ ما روته عائشة عن أسيدٍ إلى آخر مسندهِ (2) .
(حديث عائشة عنه رضي الله عنها) /
_________
(1) وكانت بداية خلافة معاوية سنة (40هـ) وهو فارق زمني طويل كما لا يخفى ... إذ أن الثابت أن أسيد بن حضير مات في عهد عمر وقطع بذلك البخاري في التاريخ الكبير (2/47) أَمَّا أسيد بن ظهير فتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان كما أورده ابن الأثير في أسد الغابة 1/114.
(2) الحديث أخرجه البخاري من طريقين: أحدهما عن الليث عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أسيد بن حضير. ومحمد بن إبراهيم من صغار التابعين لم يدرك أسيد بن حضير، فالرواية منقطعة.
ثانيهما: عن الليث عن يزيد بن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري عن أسيد بن حضير، وهي متصلة.
والحديث أخرجه البخاري من طريقه في (باب نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن) وسيورد المصنف نصه بعد قليل. صحيح البخاري بشرح الفتح 9/63.(1/291)
471 - حدثنا علي بن إسحاق، أنبأنا عبد الله بن المُبارك، أنبأنا يحيى بنُ أيوب، عن عُمارة بن غزية، عن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أمِّهِ فاطمة بنتِ حُسين، عن عائشة: (أنها كانت تقول: كان أُسيدُ بن حُضيرٍ من أفاضل الناس، وكان يقولُ: لو أني كما أكون على أحوالٍ ثلاثٍ من أحوالي لكنتُ: حين أقرأُ القرآن، وحين أسمعه يُقرأ، وإذا سمعتُ خُطبةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإذا شهدتُ جنازةً، وما شهدتُ جنازةً [قط] (1) فحدثتني نفسي بسوى ماهو مفعولٌ بها وما هي صائرةٌ إليه) (2) .
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند 4/352 ولفظه أيضاً: (فحدثت نفسي) .
(2) نفس المصدر السابق.(1/291)
472 - حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده علقمة، عن عائشة قالت: (قدمنا من حجًّ أو عمرةٍ، فتُلقِّينا بذي الحُليفةَ، وكان أناسٌ (1) من الأنصار تلقوا أهليهم، فلقوا أُسيد بن حُضير فنعوا لهُ امرأتهُ، فتقنع، وجعل يبكي، قالت: فقلتُ له: غَفَر الله لك. أنت صاحبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ولك من السابقة والقِدَم ما لك، تبكي على امرأةٍ؟ فكشف عن رأسه، وقال: لقد صدقتِ لعمري حقي ألا أبكي على أحدٍ بعد سعد بن مُعاذ، وقد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ [قال] (2)) لقد اهتزَّ العرشُ لوفاة سعدٍ بن مُعاذٍ. قالت، وهو يسيرُ بيني وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (تفرد به (3) .
473 - قال البخاري في فضائل القرآن: وقال الليث: حدثني يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم عن أُسيد بن حُضير قال: (بينما هُو يقرأُ من الليل سورة البقرة، وفرسُهُ مرْبُوطةٌ عندهُ، إذ جالت الفرس فسكت فسكنت. فقرأ فجالت الفرسُ فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرسُ، فانصرفَ، وكان ابنهُ يحيى قريباً منها، فأشفق أنْ تُصيبهُ، فلمَّا اجْترّه (4) رفع رأسهُ إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصْبَح حدَّثَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: اقرأ يا ابن حُضَير، اقرأ يا ابن حُضَير. قال: فأشفقتُ يارسول الله أن تطأَ يَحْيَى، وكان منها قريباً، فرفعتُ رأسي فانصرفتُ إليه، فرفعتُ رأسي إلى السماء، فإذا مثلُ الظُّلَّةِ فيها أمثال المصابيح، فخرجتْ حتى ما
أراها. قال: وتدري ما ذاك؟ قال: لا. قال تلك الملائكة/ دَنتْ
_________
(1) لفظ المسند: (غلمان من الأنصار) .
(2) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند 4/352.
(3) نفس المصدر السابق.
(4) قال الحافظ ابن حجر: اجتره، بجيم ومثناة وراء ثقيلة والضمير لولده، أي اجتر ولده من المكان الذي هو فيه حتى لا تطأه الفرس اهـ فتح الباري 9/64.(1/292)
لصوتك، ولو قرأت لأصبحتْ تراها أو ينظر الناسُ إليها لا تتوارى منهم) (1) .
قال ابن الهادي: وحدثني هذا الحديث عبد الله بن خَبَّاب، عن أبي سعيد الخدري، عن أُسيد بن حُضير كذا ذكرهُ البخاري مُعلقاً عن الليث، حدثني يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أسيدٍ (2) .
_________
(1) في المخطوطة: (أو ينظر إليها الناس ما تستر عنهم) وآثرنا الالتزام بالنص عند البخاري. وقد سبقت الإشارة إلى الحديث. صحيح البخاري بشرح فتح الباري 9/63.
(2) يرجع إلى ما علقنا به على الخبر.(1/293)
474 - وقد رواه الطبراني، عن الحسين بن إسحاق، عن عثمان بن أبي شيبة، عن محمد بن بشرٍ، عن محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم، عن محمود بن لبيد: (أن أُسيدًا كان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن، فقرأ ليلةً، وفرسه مربوطة) (1) الحديث.
475 - وقد رواه النسائي عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم عن شُعيب عن الليث، عن خالد، عن ابن أبي هلالٍ، عن يزيد بن عبد الله بن الهادِ، عن عبد الله بن خَبَّاب، عن أبي سعيدٍ عن أسيدَ بن حُضير به (2) .
476 - وكذلك رواه عن علي بن محمد بن علي، عن داود بن منصور عن الليث عن خالدٍ به فزادَ بين الليث وابن الهادِ اثنين والبخاري (3) ممن صرَّحَ في روايتهِ سماعه لهذا الحديث عن يزيد بن الهادِ فالله أعلم.
ثم ظهر لي أن قول يزيد بن الهادِ: حدثني عبد الله بن خبّابٍ، عن أبي سعيدٍ الخدري، عن أسيدٍ به مما عَلقَه البخاري عن يزيد، لا مما علقهُ
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/207.
(2) النسائي كما في تحفة الأشراف 1/71.
(3) أورد الطريقين عن النسائي ابن حجر في فتح الباري 9/63 كما أشار الحافظ المزي في التحفة إلى إخراج البخاري للخبر من طريق محمد بن إبراهيم عن أسيد.(1/293)
عن الليث عنهُ. وذاك إنما علقهُ عن الليث، عن ابن الهادِ، عن محمد بن ابراهيم. ثم علقهُ عن ابن الهادِ، حدثني عبد الله بن خبابٍ، عن أبي سعيدٍ، عن أُسيدٍ فليتأمل هذا جيداً.(1/294)
477 - ورواه النسائي أيضاً في المناقب، عن أحمد بن سعيد الرِّباطي، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عبد الله بن خَبَّاب، عن أبي سعيد، عن أُسيد بن حُضير: (بينما هو يقرأ ليلةً في مربطهِ أو مربده) الحديث (1) .
طريقٌ أخرى في هذا الحديث عن أُسيد.
478 - قال الطبراني: حدثنا الحسينُ بن إسحاق، حدثنا يحيى الحُمّانيُّ، حدثنا أبو بكر بن عيّاش، عن عاصم، عن زرٍ، عن أُسيد بن حُضير: (أنه قال: يارسول الله إني كنتُ أقرأ البارحة سورة الكهف فجاء شئٌ حتى غطى عليَّ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تلك السكينةُ جاءت تستمع القرآن) (2) .
479 - ورواه أيضاً من / طريق عن عبيد الله [بن عمر] عن زيد بن أسلم، عن أُسيد به) (3) .
(حديث آخر عنهُ)
480 - قال شيخنا (4) في الأطراف عقيب رواية حصين (5) عن أُسيد في الإمامة: روى محمد بن إسحاق، عن حصين بن عبد الرحمن الأشهلي، عن
_________
(1) تحفة الأشراف 1/72.
(2) () ... المعجم الكبير للطبراني 1/208.
(3) المعجم الكبير للطبراني وفيه: (تلك الملائكة جاءت تستمع قرآنك آخر الليل: سورة البقرة) وكان أسيد حسن الصوت 1/208.
(4) هو الحافظ المزي.
(5) في المخطوطة: (حضير) وتكرر ذلك في مواضعه من الخبر والصواب ما أثبتناه. يراجع الطبراني في المعجم الكبير 1/208 وتهذيب التهذيب 2/380.(1/294)
محمود بن لبيد، عن أبي شفيع، وكان طبيباً، عن أُسيد بن حُضيرٍ قال قلتُ: (يارسول الله جزاك الله عنا خيراً. قال: وأنتم فجزاكم الله عني خيراً) .(1/295)
481 - وقد رواه الطبراني بأبسطَ من هذا، من طرق عن يحيى بن زكريا، عن محمد بن إسحاق، عن حُصين بن عبد الرحمن بن [عمرو] بن سعد (1) بن مُعاذٍ، عن محمود بن لُبيدٍ، عن ابن شفيعٍ وكان طبيباً. قال: (قطعتُ من أُسيد بن حُضيرٍ عرقاً يُسمى النَّسا، فحدثني حديثين. قال: أتاني أهلُ بيتين (2) من قومي، فقالوا: كلّمْ لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسمْ لنا من هذا التمر، فأتيتهُ، فكلمتهُ، فقال: (نعم نقسمُ لكلِّ أهل بيتٍ شطراً. قال: وإن عاد الله علينا عُدْنا عليهم) فقلتُ: جزاك الله عنا خيراً. فقال: (وأنتُمْ فجزاكُمُ الله عني معاشر الأنصار خيراً (3) أَمَّا إنكُم ستلقون بعدي أثرةً فاصبروا حتى تلقوني على الحوض) (4) .
482 - وقد رواهُ أبُو يعلى عن رحمويه عن يحيى بن زكريا بهِ، وجعل الحديث الثاني هو قولهُ: (إنكم ستلقون بعدي أثَرةً) قال: فلما كان زمنُ عمر بن الخطاب قسم حُللاً بين الناس، فبعث إلى بحُلة، فاستصغرتها، فأعطيتُها ابني، فلما كنتُ أصلي إذ مر بي شابٌ من قريشٍ عليه حُلةٌ من تلك الحلل يجرُها، فذكرتُ قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنكم ستلقون بعدي أثرةً) فقلتُ: صدق الله ورسولهُ، فانطلق رجل إلى عُمر، فأخبرهُ، فجاء وأنا أصلي، فقال: صل يا أسيد، فلما قضيتُ صلاتي قال: كيف قلتَ؟ فأخبرتُهُ، فقال: تلك حلةٌ بعثَ بها إلى فلانُ بن فلانٍ، وهُو بدري أحدُ بني عدي، فأتاهُ هذا الفتى، فابتاعها منهُ، ولبسها، أفظننت أن هذا يكونُ
_________
(1) زيادة من الطبراني وهو أيضاً حصين بن عبد الرحمن الأشهلي.
(2) في المخطوطة: (أهل بدر) وليس ببعيد.
(3) هنا زيادة عند الطبراني: (فإنكم - ما علمت - أعفة صبر) .
(4) المعجم الكبير للطبراني 1/209.(1/295)
في زماني، فقال: لقد والله ظننتُ/ والله أن لا يكون في زمانِكَ (، وليس له عنده سواهُ.
* - أسيد بنُ رافعٍ بن خديجٍ: يأتي في ترجمة ابن أخي رافع -(1/296)
70 - (أسيد بن ظهير بنُ رافع الأنصاري الأوسي) (1)
أخو عباد بن بشر لأمهِ، وابن عم رافع بن خديج، وقيل ابن أخيه. له ولأبيه صُحْبةُ، وقد كان عاملاً على اليمن في خلافة معاوية. وتوفي في خلافة مروان سنة خمسٍ وستين. له أحاديث.
483 - الأول: رواه الترمذي، عن أبي كُريْبٍ، وسفيان بنُ وكيعٍ، وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبي الأبرد: أنهُ سمع أسيد بن ظُهيْر الأنصاري يقُولُ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الصلاةُ بمسجدِ قُباء كعُمرةٍ (2) ثم قال الترمذيُّ: حسنٌ صحيحٌ (3) ، ولا تعرفهُ إلاَّ من
حديث أبي أسامة، ولا يُعرفُ لهُ شئٌ يصحُّ غير هذا الحديث، وأبو الأبردِ اسمهُ
زيادٌ، مدني.
484 - الثاني: هُو الحديثُ الذي رواهُ النسائيُّ من طريق
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/114 والإصابة 1/49.
والاستيعاب: 1/56 وفرق ابن حبان والحاكم بن أسيد بن ظهير الصحابي وبين أسيد بن ظهير ابن أخي رافع بن خديج المزي يروي عنه أبو الأبرد. فقال الحاكم: لا يصح صحبته لأن في إسناده أبا الأبرد وهو مجهول. وقال ابن حبان: قيل له صحبة ولا يصح عندي لأن إسناده خبره فيه اضطراب. تهذيب التهذيب 1/349.
(2) سنن ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب ماجاء في الصلاة في مسجد قباء: 1/453 وإسناده: ضعيف فيه/ أبو الأبرد وهو مجهول، ومدار الحديث عليه عند ابن ماجه والترمذي والحاكم وقد علق عليه الحافظ الذهبي بقوله: هذا الحديث منكر، انظر التلخيص على المستدرك 1/487 ويراجع أيضاً الميزان 2/96.
(3) بل قال) حسن غريب) انظر سنن الترمذي: أبواب الصلاة: ماجاء في الصلاة في مسجد قباء: 2/145.(1/296)
عبد الرزاق، عن ابن جُريج، عن عكرمة بن خالدٍ، عن أسيد بن ظُهير، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بحديثٍ: (فيمن اشترى سلعةً مسروقةً. إن كان الذي باعها غير متهمٍ خُير الماللك بين أخذها من المشتري بثمنها الذي اشتراها به فهذا، وبين أن يتبع السارق) ، وقد تقدم الحديثُ في مُسند أُسيد بن حُضير وهو غلطُ، وصوابهُ عن أُسيد بن ظُهير، كما نصَّ عليه أحمد ابن حنبل وغيرهُ كما تقدم (1) .
العجبُ من الإمام أحمد كيف أخرج ماهو غلط عندهُ، ولم يخرج هذا من هذا الوجه، ثم العجبُ منهُ أيضاً كما قال: إن هذا هو الصوابُ، ولم يقل به كما مر ما فيه من تفصيل، وقد ورد فيه أن أبا بكر وعُمر وعثمان حكموا به، وقد خالفهُ الإمام إسحاق بن راهويه، ورواه عن عبد الرزاق به على الصواب، ونص على القول بمقتضاه فرحمهُ الله وأكرم مثواه.
_________
(1) أي في الحديث رقم (468) . والحديث أخرجه النسائي عن عمرو بن منصور النسائي عن سعيد ابن ذؤيب المروزي عن عبد الرزاق. تحفة الأشراف 1/75.(1/297)
485 - الثالث في المزارعة/ قال النسائيُّ: حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا خالدُ بن الحارث قال: قرأت على عبد الحميد بن جعفرٍ أخبرني أبي عن رافع بن أُسيد بن ظُهير، عن أبيه: (أنه خرج إلى قومه، فقال: يابني حارثة دخلتْ عليكم مُصيبةٌ. قالوا: ماهي؟ قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كراء الأرض. قُلنا: يارسول الله إذن نكْريها بشئٍ من الحب قال: لا. وكنا نُكريها بالتين قال: لا. وكنا نكريها بما على الربيع الساقي (1) قال: لا، ازرعها أو امنحها أخاك) (2) قلت: وقد روى عن أسيدَ بن ظُهير عن رافع بن خديج كما سيأتي.
_________
(1) أي بما يزرع على الربيع أي النهر الصغير، والمراد من الساقي الذي يسقي الزرع اهـ زهر الربى على المجتبي 7/33.
(2) سنن النسائي: كتاب المزارعة: النهي عن كراء الأرض: 7/33.(1/297)
* - أُسيد بن مالكٍ أبو عمرة الأنصاري يأتي في الكُنى -(1/298)
71 - (حديثُ أسيد رجلٌ من أسلم) (1)
هكذا ذكره الحافظ أبو القاسم وهو وهمٌ منهُ نشأ عن تصحيف في حديث سُهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن رجلٍ من أسلم:
486 - حديث قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجلٍ: (لو قلت حين أمسيتَ أعوذ بكلمات الله التامات) (2) الحديث، فوقع في نسخة أبي القاسم، عن أُسيد بدل عن أبيه، وقد أُصلح فيها، وسيأتي هذا الحديث في موضعه من المبهمات على الصواب إن شاء الله تعالى.
72 - (حديث أشجّ عبد القيس) (3)
واسمهُ المنذر بن عمرو، ويُقالُ: عائذُ أو عابد بن المنذر بن الحارث بن النُّعمان بن زياد بن عُقبة بن عصر العبدي، وكان سيد قومه أهل عُمان، وحديثه في رابع الشاميين.
487 - حدثنا إسماعيل، حدثنا يونس. قال: زعم عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: قال أشج بني عصر: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن فيك خلتين يُحبهما الله. قلت ماهما؟ قال: الحلم والحياء. قلتُ: أقديماً كانا في أمْ حديثاً؟ قال: بل قديماً. قلت: الحمد لله الذي جبلني على خلتين يُحبُّهُما) (4) .
_________
(1) انظر ترجمته في الإصابة 1/123.
(2) أخرجه أحمد في مسنده: 5/430 من حديث رجل من اسلم.
(3) له ترجمة في أسد الغابة 1/116 والإصابة 1/51، 116، والاستيعاب 3/461
وتهذيب التهذيب 10/301، والتاريخ الكبير 7/355 والثلاثة الأخيرة باسم المنذر بن
عائذ.
(4) مسند أحمد 4/206.(1/298)
73 - (حديث الأشعثِ بن قيس الكندي) (1)
زياد بن كُليبٍ أبو معشرٍ عنه.
488 - حدثنا وكيع، عن سفيان، عن سلم بن عبد الرحمن، عن زياد/ بن كُليب، عن الأشعث بن قيسٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (نَزَل تحريمُ الخمر التي تطُبخُون) قال: فكُفِيتِ القُدُورُ على وجهها (وسيأتي في الكُنى.
(شقيقٌ: أبو وائل عن الأشعث)
489 - حدثنا أبو مُعاوية، حدثنا الأعمشُ، عن أبي وائلٍ، عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (منْ حَلفَ على يمينٍ هو فيها فاجرٌ ليقتطع بها مال امرئٍ [مسلم] لقى [الله] (2) وهو عليه غضبان) . فقال الأشعثُ: فِيَّ والله نزلت كان (3) ذلك بيني وبين رجلٍ من اليهود أرضٌ، فجحدني، فقدمتهُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألكَ بيِّنةٌ؟ فقلتُ: لا. فقال لليهودي: احلف. فقلت: يارسول الله إذا يحلفُ، فيذهبُ بمالي فأنزل الله: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} إلى آخر الآية (4) رواه الجماعةُ (5) ، زاد البخاري ومنصورٌ كلاهما عن أبي وائلٍ شقيق بن سلمة بِه.
490 - حدثنا زياد بن عبد الله بن الطُّفيل البكائي، حدثنا منصور،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/118 والإصابة: 1/51 والاستيعاب 1/109، وتهذيب التهذيب 1/359.
(2) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند 5/211.
(3) لفظ المسند: (في والله ذلك كان بيني إلخ) .
(4) المسند: 5/211 من حديث الأشعث بن قيس والآية 77 من سورة آل عمران.
(5) صحيح البخاري: كتاب الإيمان والنذور: باب قول الله {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم} : 11/558 كما يرجع إليه في تفسير الطبري 8/212.
وصحيح مسلم: كتاب الأيمان: باب وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة: 1/122.
وسنن الترمذي: أبواب التفسير: باب تفسير آل عمران: 4/292.(1/299)
عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعودٍ قال: (من حلف على يمين صبر (1) يستحقُ بها مالاً وهو فاجرٌ لقي الله وهو عليه غضبان، وإن تصديقها لفي القرآن: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} (2) إلى آخر الآية. قال: فخرج الأشعثُ وهو يقرؤها. قال: فيَّ أنزلتْ هذه الآية: إن رجلاً ادعى ركيًّا لي (3) ، فاختصمنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: شاهداك أو يمينهُ. فقلتُ: أَمَّا إنهُ إن حلف حلف فاجراً، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من حلف على يمين صبرٍ يستحق بها مالاً لقي الله وهو عليه غضبان) (4) .
_________
(1) يمين صبر: ألزم بها وحبس عليها وكانت لازمة لصاحبها من جهة الحكم النهاية 2/250.
(2) سورة آل عمران. آية (77) .
(3) الركى: جنس للركية وهي البئر، قاله ابن الأثير في النهاية 2/261.
(4) مسند أحمد: 5/211 من حديث الأشعث بن قيس.(1/300)
491 - حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن أبي وائل. قال: دخل الأشعثُ ابن قيسٍ فقال: ما يُحدثكم أبو عبد الرحمن، فأخبروه. فقال الأشعث: [صدق] (1) في نزلت: (كان بيني وبين رجلٍ خصومةٌ في أرض فخاصمتهُ إلى النبي / - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ألك بينةٌ؟ قلت: لا. قال: فيمينهُ. قال قلتُ: إذاً يحلفُ؟ قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: من حلف على يمين صبرٍ ليقتطع بها مال امرئٍ مسلمٍ وهو فيها فاجرٌ لقى الله وهو عليه غضبان. قال فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} ) (2) .
492 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبةُ، عن سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهُ قال: (من حلف على يمين كاذباً لتقتطع بها مال رجُلٍ - أو قال أخيهِ - لقي الله وهو عليه غضبان، وأُنزل تصديق ذلك في القرآن: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ} إلى {عذاب أليمٍ} قال: فلقيني
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند 5/212.
(2) مسند أحمد: 5/212 من حديث الأشعث بن قيس.(1/300)
الأشعث، فقال: ما حدثكم عبد الله اليوم؟ قال: قلت له: كذا وكذا، قال: في أنزلت) (1) .
_________
(1) مسند أحمد: 5/212 من حديث الأشعث بن قيس.(1/301)
493 - حدثنا يحيى بن آدم. حدثنا أبو بكرٍ بن عياش، عن عاصم بن
أبي النجود، عن شقيق بن سلمة. قال: حدثنا عبد الله بن مسعودٍ ثلاثة
أحاديث. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من اقتطع مالَ امرئ مُسلمٍ بغير حقٍّ لقى الله وهُو عليه غضبانُ. قال: فجاء الأشعثُ بن قيسٍ، فقال: ما يحدثكم أبو عبد الرحمن
[قال] (1) فحدثناهُ. قال: فيَّ كان هذا الحديثُ، خاصمتُ ابن عم لي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[في بئر كانت لي في يده فجحدني] (2) فقال: بينتُكَ أنها بئرك، وإلاّ فيمينهُ. قال قلتُ: يارسول الله مالي بينة وإن تجعلها بيمينه يذهب بئري إن خصمي امرؤٌ فاجرٌ؟ قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من اقتطع مال امرئٍ مسلمٍ بغير حقٍّ لقى الله وهو عليه غضبانُ) قال وقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (الآية (3) .
494 - حدثنا سُريجُ بن النعمان، حدثنا هشيمٌ، حدثنا مُجالدٌ، عن الشعبي، حدثنا الأشعثُ. قال: (قدمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وفدِ كندة فقال لي: هلْ [لك] (4) / من ولدٍ؟ قلتُ: غلامٌ وُلدَ لي في مخرجي إليكَ من ابنة جمد، ولوددت أنه بمكانة شبع القومم. قال: لا تقولن ذلك، فإن فيهم قُرّةَ عينٍ، وأجراً إذا قُبضُوا، ثم ولئن قلتَ ذلِكَ إنهم لمجبنة محزنةٌ إنهم لمجبنة محزنة) (5) . تفرد به.
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند 5/212.
(2) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند 5/212.
(3) مسند أحمد: 5/212 من حديث الأشعث بن قيس.
(4) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند 5/212.
(5) مسند أحمد: 5/212 من حديث الأشعث بن قيس.(1/301)
(عامر الشعبيُّ عنهُ)(1/302)
495 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن عبد الله البزارُ، حدثنا محمد بن يزيد الأسفاطي (1) حدثنا صفوان (2) بن هُبيرة، حدثنا عيسى بن المُسيبِ البجلي القاضي، عن الشعبي، عن الأشعثِ بن قيس قال: لقد اشتريتُ يميني مرةً بسبعين ألفاً، وذاك أني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من اقتطعَ مال - أو قال: حقَّ - مسلمٍ بيمينهِ لقى الله وهو عليه غضبان) (3) .
(عبد الرحمن بن عَدِي الكندي عنهُ)
496 - حدثنا بهزٌ، حدثنا محمد بن طلحة بن مصرفٍ، عن عبد الله بن شريك العامري، عن عبد الرحمن بن عديٍّ الكندي، عن الأشعث بن قيسٍ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن أشكرَ الناس لله تعالى أشكرهُم للناس) (تفرد به (4) .
(علي بن رباحٍ عنهُ)
497 - مرفوعاً: (الولدُ مبخلةٌ مجبنةٌ محزنةٌ) رواه الطبراني من طريق ابن لهيعة عن الحارث بن يزيدٍ عن علي [بن رباح] بِهِ (5) .
(قيس بن محمد بن الأشعث عن جدِّه مرفُوعاً)
498 - (من حلف على يمين صبرٍ ليقتطع بها مال امرئٍ مسلمٍ لقِيَ الله وهو عليه غضبانُ عفا عنهُ أو عاقبهُ) رواهُ الطبراني عن إبراهيم بن نائلة عن هُدبة بن خالدٍ، عن حماد بن سلمة، عن عمرو بن محمدٍ بن يحيى بن سعيدٍ بن العاص، عن قيس بن محمد به (6) /.
_________
(1) في المخطوطة: (بن زيد) والصواب ما في الطبراني وتهذيب التهذيب 9/525.
(2) جاء في الأصل سفيان بن هبيرة وهو خطأ صوابه صفوان بن هبيرة انظر المعجم الكبير للطبراني 1/204 وتهذيب التهذيب 4/431.
(3) المعجم الكبير للطبراني 1/234.
(4) من حديث الأشعث بن قيس في المسند 5/212.
(5) المعجم الكبير للطبراني 1/236 والزيادة التي بين المعكوفين منه.
(6) المعجم الكبير للطبراني 1/235.(1/302)
(كُرْدَوسٍ عنهُ)(1/303)
499 - حدثنا وكيعٌ، حدثنا الحارث بن سليمان، عن كُرْدوسٍ، عن الأشعث بن قيس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من حَلفَ على يمين صبر ليقتطع بها مال امرئٍ مسلمٍ وهُو فيها كاذب لقى الله وهو أجذم) (وعليه غضبان) (1) .
500 - حدثنا عبد الله بن نُمير، أنبأنا الحارث بن سُليمان، حدثنا كُردوس، عن الأشعث بن قيس: (أن رجلاً من كندة، ورجلاً من حضر موت اختصما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أرضٍ باليمن، فقال الحضرمي: يارسول الله أرضي اغتصبها هذا وأبوهُ. فقال الكندي: [يارسول الله أرضي ورثتها من أبي، فقال الحضرمي: يارسول الله: استحلفه إنه ما يعلم أنها أرضي] (2) وأرض والدي اغتصبها أبوهُ، فتهيأ الكندي لليمين. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له: (لا يقتطعُ عبدٌ أو رجلٌ
بيمينه مالاً إلا لقى الله يوم يلقاهُ وهو أجّذم (فقال الكندي: هي أرضهُ
وأرضُ والدِه) (3) رواهُ أبو داود (4) والنسائي من حديث [الحارث بن] سُليمان
به (5) .
(مسلم بن هيضم عن الأشعث)
501 - حدثنا بهزٌ وعفَّان، قالا: حدثنا حمادُ بن سلمة، حدثني عُقيلُ بن طلحة - قال عفانُ في حديثه: أنبأنا عُقيلُ بن طلحة السُّلمي - عن مُسلمٍ [بن] هيضم، عن الأشعث بن قيس: أنهُ قال: (أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - في وفْدِ كندة. قال عفانُ: لا يروني أفضلهم، قال:
_________
(1) مابين المعكوفين ليس في المسند: 5/212.
(2) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند وبه يستقيم السياق.
(3) مسند أحمد: 5/212.
(4) سنن أبي داود: كتاب الأيمان والنذور: باب التغليظ في الأيمان الفاجرة: 2/198.
(5) الزيادة بعد الرجوع إلى رواية النسائي للخبر في تحفة الأشراف 1/78.(1/303)
قلت: يارسول الله إنَّا نزعم أنكم منا. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (نحن بنو النضر بن كنانة [لانقفوا أُمنا ولا ننتفي من أبينا] (1) قال: قال الأشعث: فوالله لا أسمع أحداً نفى قريشاً من النضر بن كنانة إلا جلدته الحد) (2) رواهُ ابن ماجه: من حديث حماد بن سلمة به (3) /.
_________
(1) مابين المعكوفين لم يكن له معنى بالأصل وصوبناألفاظه من المسند: 5/212 ومعنى العبارة: لا نتهم أمنا ولا نقذفها يقال: قفا فلان فلانا إذا قذفه بما ليس فيه. وقيل معناه: لا نترك النسب إلى الآباء وننتسب إلى الأمهات النهاية 3/270.
(2) المسند: 5/212 من حديث الأشعث بن قيس.
(3) سنن ابن ماجه: كتاب الحدود: باب من نفى رجلا من قبيلة: 2/871، وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. وأخرجه الطبراني في الكبير 1/235.(1/304)
74 - (أصرم هُو الشقريُ) (1)
502 - قال الطبراني: حدثنا حفصُ بن عُمرَ، حدثنا معلَّى بن أسد (2) حدثنا بشرُ بن المفضل، حدثنا بشير بنُ ميمون، عن أسامة بن أخدري عن أصرمَ. قال: قلتُ: (يارسول الله إني اشتريت عبداً، فادعْ الله له بالبركة وسمه. قال: (ما أسمك؟) قلت: أصرمُ. قال: (بل أنت زُرعة) قال فما تُريدُه؟ قال: راعياً قال: (فهو عاصمٌ) (3) .
75 - (الأضبط بن حُيىِّ بن زعْل الأكبر) (4)
503 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقِّر
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/120 والإصابة 1/53 والطبقات الكبرى 7/55 وهو من شقرة بطن من تميم، واسم شقرة: معاوية بن الحارث بن تميم.
(2) معلى بن أسد العمي كما في الطبراني ويراجع تهذيب التهذيب 10/236.
(3) المعجم الكبير للطبراني 1/191 والحديث رواه أبو داود أيضاً: في كتاب الأدب: باب في تغيير الاسم القبيح: 5/585.
(4) هكذا في أسد الغابة: 1/122، وفي الإصابة: الأضبط بن يحيى وقيل حسين بن زعل الأكبر: 1/54.(1/304)
كبيرنا) رواه أبو نعيم من حديث إبراهيم الرهاوي، عن أبي المسمى عُمر بن عبد الله بن عُمر بن أسرس، عن عبد المهيمن بن أضبط، عن أبيه به.(1/305)
76 - (الأضبط السَّلَمي أبُوحارثة) (1)
504 - روى أبو نُعيم من طريق سهل بن صُقير، عن مكرم بن عبد العزيز السُّلمي، عن عبد الرحمن بن حارثة بن الأضبط، [عن أبيه عن جده الأضبط] وكانت لهُ صحبةٌ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اطَّلعْتُ في النار فرأيتُ أكثر أهلها النساء) .
77 - (أعرسُ بن عمرو اليشكُري) (2)
يُعد في البصريين.
505 - ذكر أبو نُعيم من حديث أبي داود سُليمان بن بُعيد السبخي، حدثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة (3) ، حدثنا عبد الله بن يزيد ابن الأعرس،
عن أبيه عن جده، قال: (أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهديةً فقبلها ودعا في
مرعانا) (4) .
78 - (حديث أعشى بني مازن واسمه عبد الله بن الأعور) (5)
506 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا أبو معشر، حدثني صدقة بن طيسلة، حدثني معن بن ثعلبة المازني- والحيّ بَعْدُ - حدثني الأعشى المازني. قال: (أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنشدتهُ /
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/122 والإصابة: 1/54 وقال الحافظ ابن حجر: فرق أبو نعيم بينه وبين الذي قبله، والظاهر عندي أنهما واحد.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/122 والإصابة: 1/54.
(3) قال ابن منده: تفرد به بن جبلة وهو أحد المتروكين أهـ انظر ترجمة الأعرس بن عمرو في الإصابة 1/54.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/122 والإصابة 1/54.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/122 والإصابة 1/54.(1/305)
يا مالك الناس وديَّان العرب ... إني لقيتُ ذربةً (1) من الذرَبْ
غدوتُ أبغيها الطَّعام في رجبْ ... فخلفتني في نزاع وهرب
أخلفتِ الوعد ولطتْ بالذنب ... وهُنَّ شر غالبٍ لمن غُلِبْ
قال فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: وَهُنَّ شرُّ غالبٍ لمن غَلبُ) (2) .
507 0 حدثنا عبد الله، حدثنا العباسُ بن عبد العظيم العنبري، حدثنا أبو سلمة عبيد الله بن عبد الرحمن الحنفي، حدثني الجُنيدُ بن أمين بن ذروة بن
نضلة بن طريف بن بُهْصُل الحِرمَازي، حدثني أبي أمين بن ذروة، عن أبيه ذُروةَ
ابن نَضلة، عن أبيهِ نضلة بن طريفٍ: أنَّ رجلاً منهمْ يُقَالُ لهُ: الأعشى -
واسمهُ عبد الله بن الأعور - كانت عنده امرأةٌ يقال لها مُعاذةُ، خرج في رجب
يميرُ أهلهُ (3) من هجَر، فهربت امرأتُهُ بعدهُ ناشزاً عليه، فعاذت برجُلٍ منهم
يُقالُ له مُطرفُ بن بُهْصُل بن كعب بن قُشع بن دُلَفِ بن أهضم بن عبد الله
ابن الحرماز، فجعلها خلف ظهره، فلما قدم لم يجدها في بيتهِ، وأُخبر أنها
نشزت عليه، وأنها عاذت بمُطرف بن بُهْصُل، فأتاه فقال له: يا ابن عم عندك
أمرأتي مُعاذةُ، فادفعها إليَّ. قال: ليست عندي، ولو كانت عندي لم أدفعها
إليكَ. قال: وكان مطرفُ أعزَّ منهُ، فخرج حتى أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فعاذ به وأنشأ
يقولُ:
ياسيد الناسِ وديان العربْ ... إليك أشكو ذربةً من الذربْ (4)
كالذئبة الغبساء (5) في ظل السربْ ... خرجت أبغيها الطعام في رجب
_________
(1) الذرب: هو حدة اللسان.
(2) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند 2/202 وقال ابن حجر في الإصابة: أخرجه
أحمد وابن أبي خيثمة وابن شاهين: 1/55 وأخرجه أيضاً البخاري في التاريخ الكبير،
2/61.
(3) يمير أهله: يطلب لهم الطعام.
(4) كنى عن فسادها وخيانتها بالذربة، وأصله من ذرب المعدة وهو فسادها، وقيل أراد سلاطة لسانها وفساد منطقها أهـ النهاية في غريب الحديث 2/156.
(5) الغبساء: أي الغبراء اهـ النهاية مادة (غبس) 3/339. ... خرجتُ أبغيها الطعام في رجب
والشعر: ذكره ابن منظور في لسان العرب مادة (ذرب) .(1/306)
فخلفتني بنزاع وحربْ ... أخْلَفَت الوعد ولطتْ بالذنبْ
وتركتني وسط عيص ذي أشبْ (1) ... وهنَّ شرُ غالبٍ لمن غُلبْ
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: وهُنَّ شرُّ غالبٍ لمن غُلِبْ
فشكا إليه امرأته وما صنعتْ به، وأنها عند رجلٍ منهُم يقالُ لهُ مطرفٌ، فكتب / له النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مطرف: (انظُر امرأةَ هذا مُعاذةَ فادفعها إليه) فأتاهُ كتابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لها: يا مُعاذةُ هذا كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنا دافعُكِ إليه. فقالت: خُذ لي عليه العهد والميثاق وذمة نبيه ألاَّ يُعاقبني فيما صنعتُ، فأخذ لها ذاك عليه، ودفعها مُطرّفٌ إليه فأنشأ يقولُ:
لعَمُرك ما حُبّي مُعاذة بالذي ... يُغيرهُ الواشي ولا قدمُ العهد
ولا سُوء ما جاءتْ به إذا أزلها ... غوُاهُ الرجال إذ يُناجُونها بعدي (2)
_________
(1) في المخطوطة: (وقد فشى بين عصير ونسب) والتصويب من اللسان 3/1492.
(2) الشعر والقصة مذكورة بطولها في ترجمة أسد الغابة: 1/122 وفي ترجمة معاذة زوج الأعشى 7/266 وشير إليها في ترجمة مطرف بن بهصل 5/187.(1/307)
79 - (حديث الأغر بن يسار المُزني، ويُقال الجُهني) (1)
قال أبو نُعيمٍ: يُعدُّ في الكوفيين، روى أحمد حديثهُ في رابع الشاميين (2) وثاني الكوفيين (3) .
508 - حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا شُعبةُ، حدثنا عمرو بن مُرَّة قال: سمعتُ أبا بُردة قال: سمعتُ الأغر: رجلاً من جهينة يحدث ابن عُمر: أنهُ سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (يأيُّها الناسُ توبوا إلى ربكم، فإني أتوبُ إليه في اليوم مائة مرةٍ) (4) .
509 - حدثنا يونس، حدثنا حماد يعني بن زيدٍ، حدثنا ثابتٌ،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/125 والإصابة: 1/55.
(2) المسند: 4/211 من مسند الشاميين.
(3) المسند: 4/260 من مسند الكوفيين.
(4) مسند أحمد: 4/211 من حديث الأعزّ المزني رضي الله عنه. المعجم الكبير للطبراني 1/301.(1/307)
حدثنا أبو بردَة عن الأغرِّ المزني - قال: وكانت له صُحبةٌ - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنهُ ليُغانُ (1) على قلبي، وإني لأستغفرُ الله في اليوم مائة مرةٍ) (2) .
_________
(1) قال ابن الأثير في مادة) غين) بعد أن ساق الحديث: الغين: الغيم، أراد ما يغشاه من السهو الذي لا يخلو منه البشر، لأن قلبه أبدا كان مشغولاً بالله تعالى فإن عرض له وقتاما عارض بشرى يشغله من أمور الأمة والملة ومصالحهما عدّ ذلك نباً وتقصيراً فيفزع إلى الاستغفار أهـ. النهاية: 3/403.
(2) المسند 4/211.(1/308)
510 - حدثنا عفانُ، حدثنا حمادُ يعني بن سلمة، أنبأنا ثابتٌ، عن أبي بُردة، عن الأغرِ أغرَّ مُزينةَ (1) : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنه ليُغانُ على قلبي، وإني لأستغفرُ الله في اليوم مائة مرة) (2) رواه مُسلمٌ (3) وأبو داود من حديث حماد بن زيد والنسائي من حديث حماد بن سلمة، كلاهُما عن ثابتٍ به (4) .
511 - حدَّثنا عفانُ، حدثنا شُعبة، حدثنا عمرو، أخبرني أبو بُردة: أنه سمع رجلاً من جُهينة يُقال لهُ الأغرّ يُحدثُ ابن عُمر: أنهُ سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (يأيها الناس تُوبوا إلى ربكُم، فإني أتوبُ إليه في اليوم مائة مرةٍ) (5) .
512 - حدثنا أبو كامل/ حدثنا حمادُ بن زيد، عن ثابت البُناني، عن أبي بُردة، عن الأغرّ المزني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( [إنه] (6) ليُغَان على قلبي، وإني لأستغفرُ الله كل يومٍ مائة مرةٍ) (7) .
_________
(1) في المخطوطة: (عن أبيه) وليست في الحديث بالرجوع إلى المسند.
(2) المسند: 4/211.
(3) صحيح مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه: 4/2075.
(4) سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب في الاستغفار: 1/328 والنسائي كما في تحفة الأشراف 1/78.
(5) المسند: 4/211.
(6) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/260.
(7) المسند: 4/260.(1/308)
513 - حدثنا وهب، عن شعبةَ، عن عمرو بن مُرَّةَ، عن أبي بُردة: أنه سمع الأغرَّ يُحدِّث ابن عُمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: (يا أيها الناس توبوا إلى ربكم، فإني أتوب إلى الله عز وجل كل يومٍ مائة مرة) (1) .
حديث آخر عنه
514 - رواه أبو نُعيم من حديث زُهير بن مُعاوية، عن خالد بن أبي كريمة، حدثني معاوية بن قُرَّة، عن الأغرّ المُزني: (أن رجلاً قال: يارسول الله: أصبحتُ ولم أُوتر؟ فقال: (إنما الوترُ بالليل (ثلاث مراتٍ أو أربعاً) قم فأوتِر) (2) ثم قال أبو نُعيم: فمن الناس من فرَّق بين هذا والذي قبلهُ وهو هُو.
حديث آخرُ عنه
515 - رواه أبو نُعيم أيضاً من حديث شُعبة، عن عبد الملك بن عُمير، عن شبيب بن رُوحٍ، عن الأغر المُزني، وكانت لهُ صحبةٌ: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في الصُّبح بالروم (3) . ثم قال: ومن الناس من جَعَل هذا غير الذي قبلهُ، وهذا الحديث، والذي قبلهُ) إنه لَيُغانُ على قلبي (كلُّها عن الأغرّ المزني.
حديث آخر عنه أو صحابي آخر
516 - رواه أبو نُعيم أيضاً من حديث نافعٍ، عن ابن عُمر، حدثني رجلٌ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: (أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - في حقٍّ لي على رجلٍ من بني عمرو بن عوفٍ اختلفت إليه مراراً، فلم يُعطني. قال:
_________
(1) نفس المصدر.
(2) الحديث ذكره ابن الأثير في ترجمته، وكذا ابن حجر في الإصابة.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/302.
(3) الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/301 وذكره ابن الأثير في ترجمته، وكذا الحافظ ابن حجر في الإصابة.(1/309)
فأرسل معي أبا بكر الصديق، فكُنَّا نمرُ، فكلُّ من لقينا سلَّم علينا، فقال أبو بكر: أرى الناس يبدءُوننا بالسلام، فيكون لهمُ الأجرُ، قال: فكنا نبدؤهم بالسلام) (1) . قلتُ: وهذا يحتمل أن يكون المزني ويُحتمل أن يكون غيرهُ/.
_________
(1) الحديث ذكره الحافظ ابن حجر في ترجمته في الإصابة وكذا ابن الأثير في أسد الغابة. وأخرجه الطبراني في الكبير 1/300.(1/310)
80 - (أفلح مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (1) .
517 - وهو الذي قال له: (يا أفلحُ عفّر وجهك في التُّراب) وكان إذا سجد نفخ، ويقال: إنه مولى أمِّ سلمةَ (2) .
518 - ذكر أبو نُعيم من طريق يوسف بن خالد، عن أسلم بن بشير، عن عجلٍ أنهُ سمع حبيباً المكي أنهُ سمع أفلحَ مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أخافُ على أمتي ثلاثاً: ضلالةَ الأهواء، واتباع الشهوات، والغفلة بعد المعرفة) (3) .
81 - (حديث الأقرع بن حابسٍ بن عقال بن محمدٍ) (4)
ابن سفيان بن مُجاشعٍ بن دَارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/127، والإصابة 1/57 وترجم ابن الأثير له ولأفلح مولى أم سلمة، ونقل عن أبي نعيم أنه جعلهما واحدا وأن ابن عبد البر لم يذكر إلا أفلح مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وممن فرق بينهما ابن نصرة..
(2) الخبر أخرجه الترمذي من حديث أم سلمة رضي الله عنها، وفي رواية عنده عن أم سلمة قال: (غلام لنا يقال له رباح) قال الترمذي: وحديث أم سلمة إسناده ليس بذاك.. ويرجع إليه عند ابن الأثير في ترجمة أفلح مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - وترجمة أفلح مولى أم سلمة. الجامع الصحيح للترمذي 2/220.
(3) الحديث أخرجه الحكيم في نوادر الأصول، والبغوي وابن قانع، وابن شاهين، وأبو نعيم وابن منده الخمسة في كتب الصحابة عن أفلح وسنده ضعيف. جمع الجوامع 1/250.
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة: الحديث مداره على يوسف بن خالد وهو السمتي. وهو: متروك الحديث. أهـ 1/57.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/128 والإصابة: 1/58.(1/310)
مناة ابن تميم، وهو ابن عم أعين بن ضُبيعة بن ناجية بن عقالٍ، الذي عقر الجمل بعائشة يوم الجمل، وابنُ عم الفرزدق الشاعر همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقالٍ التميمي.(1/311)
519 - حدثنا عفَّانُ، حدثنا وهيبٌ، حدثنا موسى بن عُقبة، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن الأقرع بن حابسٍ: (أنه نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وراء الحُجُرات فقال: يا محمد فلم يُجبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يامحمد (1) إن حمدي لزينٌ وإن ذمِّي لشين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما حدث أبو سلمة - ذلك الله عز وجل) (2) .
520 - حدثنا عفانُ، حدثنا وهيبٌ، حدثنا موسى بن عقبة، عن أبي سلمة عن الأقرع بن حابس وقال مرَّة: (إن الأقرع بن حابسٍ نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وراء الحُجراتِ، فقال: يا محمدُ إن حمدى زينٌ وإن ذمي شينٌ. قال: ذاكم الله عز وجل) كما حدث أبو سلمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (3) .
521 - حدثنا عبد الأعلى بن حمادٍ، حدثنا وهيبٌ، عن موسى بن عقبة، عن أبي سلمة، عن الأقرع بن حابس، وقال مرَّة: (إن الأقرع) فذكر مثلهُ وتفرَّد به (4) .
522 - وقد روى هذه القصة أبو نُعيم من طريق الترمذي عن جابر فذكر القصة في قدوم وفد بني تميم وندائهم له من وراء / الحجرات وقوله: يا محمد مدحي زينٌ، وذمي شينُ. قال: ذاكم الله، ومفاخرهُم وقيام خطيبهم في ذلك، ثم قام خطيبُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو ثابتُ بن قيس بن شماس، فأجابهُم فأجاب، وأصاب سوى مااستدركه النبي - صلى الله عليه وسلم - من
_________
(1) لفظ المسند: يا محمد إن حمدي لزين ... إلخ 6/393.
(2) قال ابن حجر في الإصابة: رواه ابن جرير وابن أبي عاصم والبغوي. الإصابة 1/58.
(3) المسند: 6/394 والمعجم الكبير للطبراني 1/300.
(4) وهذه الرواية مرسلة. الإصابة 1/58.(1/311)
قوله: من يُطع الله ورسوله فقد رشد، ومن أبغضهما فقد غوى أي (هلا قلت ومن بغِضَ الله ورسولهُ) (1) .
حديث آخر عنهُ
_________
(1) الحديث أخرجه الترمذي مختصراً من حديث البراء بن عازب وقال: هذا حديث حسن غريب 5/387.(1/312)
523 - رواه أبو نعيمٍ من طريق الزهري عن أبي سلمة عن الأقرع بن جَابسٍ أو أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من لا يرحم لا يُرحمْ) (1) .
82 - (الأقرعُ بن شُفي العكي نزيل الرَّملةِ) (2)
524 - روى أبو نُعيم والطبراني من حديث محمد بن فهر بن جميل بن أبي كريم العكي، حدثني أميةٌ [ولفاف بن المفضل] عن أبيهما، عن جدهما عن لفاف بن كدنٍ، عن الأقرع بن شُفيٍ قال: (مرضتُ فعادني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: يارسول الله ما أحسبُ إلا أني ميتٌ من مرضي؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كلاَّ لتشُفين من مرضكَ، ولتُهاجرنَّ إلى الشام، ولتموتنَّ، ولتُدفنن بالربوة من أرض فلسطين) (3) .
83 - (الأقرع الغفاري) (4)
525 - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أنهُ نهى أن يتوضأ الرجلُ بفضل ماءِ
_________
(1) سبب ورود الحديث كما جاء في صحيح مسلم بسنده عن أبي هريرة: أن الأقرع بن حابس أبصر النبي - صلى الله عليه وسلم - يقبل الحسن فقال: إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحداً منهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إنه من لا يرحم لا يُرحم) أهـ كتاب الفضائل: باب رحمته - صلى الله عليه وسلم - بالصبيان والعيال: 4/1808.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/130. والإصابة: 1/59.
(3) الحديث إسناده: ضعيف، ورجاله مجهولون، قال ابن السكن (لانعرف من رجال هذا الإسناد أحداً) انظر ترجمته في الإصابة: 1/59.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/131 والإصابة 1/59 وقال ابن الأثير في صحبته نظر.(1/312)
المرأة) قال ابن الأثير: رواهُ أبو نُعيم من حديث عاصم الأحول عن أبي حاجب عنهُ (1) .
_________
(1) الحديث أخرجه أبو داود من طريق / شعبة عن عاصم الأحول عن أبي حاجب، عن الحكم بن عمرو، ثم قال: وهو الأقرع أهـ كتاب الطهارة: باب النهي عن الوضوء بفضل المرأة: 1/19 وكذا أخرجه عن الحكم بن عمرو والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد والطيالسي المسند 4/213، 5/66.(1/313)
84 - (أقرم بن [زيد أبو] عبد الله الخزاعي) (1)
يأتي حديثه في صلاته مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ترجمةِ ابنه عبد الله إن شاء الله تعالى.
85 - (الأقمرُ أبو علي الوادعي كُوفي) (2)
526 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (المطعون شهيدٌ، والنفساءُ شهيدةٌ، والغريبُ شهيد، ومن [مات] يشهدُ أن لا إله إلا الله [وأن محمداً رسول الله] فهو شهيدٌ) (3) رواه ابن الأثير عن أبي موسى بسندِه إلى أبي مسلمة عبد الرحمن/ بن محمد الألهاني، حدثنا عبد العظيم بن حبيب بن زغبان، عن أبي حنيفة، عن علي بن الأقمر، عن أبيه به.
86 - (أكثمُ بن الجَوْنِ ويقال بن أبي الجونِ الخزاعي) (4)
ويقال: إنهُ أبو معبدٍ زوجُ أم معبدٍ، والله أعلم.
527 - وقد ورَدَ: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شبههُ بالدجال) (5)
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/131، والإصابة 1/60 والزيادة استكمال منها.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/132، والإصابة 1/60.
(3) يرجع إلى أسد الغابة والزيادة التي بين معكوفين استكمال للخبر منه 1/132.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/133، والإصابة: 1/61.
(5) قال أبو عمرو بن عبد البر: وأما الخبر الذي ذكر فيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أشبه من رأيت بالدجال أكثم بن أبي الجون) فهذا لا يصح، وإنما يصح في ذلك ما قاله في عمرو بن لحى أهـ الاستيعاب 1/120.(1/313)
وفي روايةٍ بعمرو بن لحيّ بن قمعةَ فقال: (أيضرُّني شبههُ يارسول الله؟ قال: لا ذاك كافرٌ وأنت مؤمنٌ) .(1/314)
528 - وروى أبو نُعيمٍ من حديث أبي همامٍ، عن سعد بن أبي سعيدٍ، حدثني حسنُ بن عبد الله الوصابيُّ، حدثنا أبو عبد الله الدمشقي: سمعتُ أكثم بن الجون الخزاعي يقولُ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا أكثم اُغْزُ من غير قومكَ تحسنْ خلقُك، وتُكرمْ على رُفقائك) (1) .
حديثٌ آخرُ
529 - وروى من طريق سعيد بن سنانٍ، حدثني عُبيد الله الوصابي رجلٌ من أهل الشام، حدثني رجلٌ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقالُ لهُ أكثمُ بن الجونِ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا أكثمُ لا يصحبكَ إلا أمينٌ، ولا يأكلْ طعامك إلا أمينٌ، وخيرُ السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعةُ آلاف، ولن يُغْلب قومٌ يبلغون اثنى عشر ألفاً) .
530 - ثم رواهُ أبو نُعيم من حديث أبي سلمة العاملي (2) ، عن الزهري، عن أنسٍ: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأكثم بن الجون الخزاعي: (اغز مع غير قومِك تحسنْ خُلقك وتكرُمْ على رفقائِكَ. يا أكثم خير الرفقاء أربعة وخير الطلائع أربعون وخير السرايا أربعمائةٍ وخير الجيوش أربعةُ آلافٍ) (3) .
_________
(1) الخبر أورده ابن عبد البر في ترجمة أكثم في الاستيعاب، وفي رواية عنده: (أغز مع قومك) 1/121.
(2) في المخطوطة: (أبي سلمة القايل) والصواب أبو سلمة العاملي الشامي روى عن الزهري. قيل اسمه الحكم بن عبد الله بن خطاف، وقيل عبد الله بن سعيد. تهذيب التهذيب 12/118.
(3) رأى أئمة الحديث في أبي سلمة العاملي مظلم وحديثه هذا مستنكر عندهم قال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: كذاب متروك. الحديث الذي رواه باطل مع حديث أكثم بن الجون. وقال الدارقطني: كان يضع الحديث. تهذيب التهذيب 12/119.(1/314)
حديث آخرُ(1/315)
531 - قال أبو نُعيمٍ: حدثنا سُليمان بن أحمد، حدثنا عليُّ بن سعد الرازي، حدثنا محمد بن إسماعيل بن علي الأنصاريُّ، حدثنا ضمرةُ بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن أبي نهيك عن شِبل بن خُليد المُزني، عن أكثم بن الجون، قال: (قُلنا: يارسول الله فلانٌ يُجزي - أي يُكتفى به - في القتال؟ قال: (هو في النار (قلنا: يارسول الله إذا كان فلانٌ في عباداته واجتهاده ولين جانبهِ في النار فأين نحنُ؟ قال: /) إن ذاك إخبات النفاق فهو في النار (قال: فكُنَّا نتحفظُ عليه في القتال، فكان لا يمُرُّ به فارسٌ ولا راجلٌ إلاَّ وثبَ عليه، فكثُر جراحُهُ، فأتينا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلنا: يارسول الله استُشهد فلانٌ فقال: هو في النار، فلما اشتدَّ به [ألم] الجراح أخذ سيفهُ، فوضعهُ في يده ثم اتكأ عليه حتى خرج من ظهره، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: أشهدُ أنك رسولُ الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواهُ: (إن الرجل ليعملُ بعملِ أهل الجنة، وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وهو من أهل الجنة تُدركهُ الشقوةُ أو السعادةُ عند خروج نفسهِ فيُختَمُ له بها) (1) . له شاهد في الصحيح (2) .
87 - (أكثم بن صيفي وهو ابن عبد العُزي) (3)
ابن سعد بن ربيعة بن أصرم، ومن ولد كعب بن عمرو، ويُعدُّ في الحجازيين.
532 - قال أبو نُعيم: حدثنا أبو بكر محمدُ بن الفتح بن الحنبلي،
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/296.
(2) صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير: لا يقول فلان شهيد: 4/45. وصحيح مسلم: كتاب الإيمان: باب غلط تحريم قتل الإنسان نفسه وأن من قتل نفسه بشئ عذب به في النار: 1/105، 106.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/134 والإصابة: 1/110.(1/315)
حدثنا يحيى ابن محمد مولى بني هاشمٍ، حدثنا الحسن بن داودَ المنكدري، حدثنا عُمرُ بن علي المقدمي، عن علي بن عبد الملك بن عُمير، عن أبيه قال: (بلغ أكثم بن صيفي مخرجُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأراد أن يأتيه، فأبى قومهُ أن يدعُوه، فقالوا: أنت كبيرُنا ولم يكن لتخف إليه. قال فليأته من يبلغهُ عني، ويبلغني عنه، فانتدب رجلين فأتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقالا: نحنُ رُسُلُ أكثم بن صيفي، وهو يسألُك من أنت؟ وما جئت به؟ فقال: أَمَّا من أنا، فأنا محمد بن عبد الله، وأمَّا ما أنا فأنا عبد الله ورسولهُ، ثم تلا عليهم هذه الآية {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (1) فقالوا: أردُدْ علينا هذا القول، فرددهُ عليهم حتى حفظوه، فأتيا أكثم فقالا: أبى أن يرفع نسبهُ، فسألنا عن نسبه، فوجدناه زاكي النسب واسطاً في مُضرَ، وقد رمى إلينا بكلماتِ، وقد حفظناهما فلما سمعهن أكثم قال: (2) إني قد أراهُ يأمرُ بمكارم الأخلاق، وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رءوساً ولا تكونوا أذناباً) .
_________
(1) سورة النحل، آية (90) .
(2) هذا الخبر أورده ابن الأثير في ترجمة رجلين: أكثم بن صيفي وأكثم بن صيفي بن عبد العزي وقد اختلف المحدثون في الرجلين وفي ثالثهم أكثم بن أبي الجون. تراجع التراجم الثلاثة في المراجع التي أحلنا عليها من قبل.(1/316)
88 - (أكيمهُ الليثي، وقيل الزُّهري) (1)
533 - روى ابن الأثير، عن الحافظ أبي موسى بسنده إلى عبدان المروزي، حدثنا محمد بن مصعبٍ المروزي، حدثنا عمرُ بن ابراهيم/ الهاشمي، حدثني محمد بن إسحاق بن سُليمان بن أكيمهُ، عن أبيه، عن جده: أن أكيمة قال: (يارسول الله إنا نسمعُ منك الحديث،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/135، والإصابة: 1/62.(1/316)
ولا نقدرُ على تأديتهِ. قال: لا بأس زدتَ أو نقصت إذا لم تُحلَّ حراماً أو تحرم حلالاً، وأصبت المعنى) (1) .
_________
(1) رواه ابن الأثير في أسد الغابة: 1/135 ولم يعلق عليه. وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة (عمر مذكور بوضع الحديث. وقد اضطرب في تسمية آبائه في هذا الحديث) 3/515 وقال ابن السكن (عمر بن إبراهيم أحد المتروكين) الإصابة 1/62.(1/317)
89 - (أمدُ بنُ أبد الحضرمي المعمِّر)
534 - يقال: إنهُ بلغ من العمر ثلاثمائة سنة (1) قال الطبراني: حدثنا علي ابن عبد العزيز، حدثنا أبو عُبيد: القاسم بنُ سلامٍ، عن أبي عُبيدة معمر بن المثنى، حدثني أخي يزيدُ بن المثنى، عن سلمة بن سعيد قال: كنتُ يوماً عند مُعاوية فقال: وددنا لو أن عندنا من يُحدثنا عما مضى من الزمن، هل يشبه ما نحن فيه اليوم؟ فقيل لهُ: بحضر موتَ رجلٌ قد أتت عليه ثلاثمائة سنةٍ، فقال مُعاوية: كذبت، فأرسل إليه مُعاوية، فأتى به، فلما دخل عليه أجلهُ، ثم قال: ما اسمكَ قال: اسمي أمدُ بن أبد. قال: كم أتى عليك من السنين؟ قال ثلاثمائة سنةٍ، فقال له مُعاوية: كذبت. ثم أقبل على جُلسائه، ثم أقبل عليه. فقال له: حدثنا أيها الشيخُ. قال: وما تصنعُ بحديث الكذاب؟ فقال: إني والله ما كذبتكَ وأنا أعرفك بالكذب، ولكني أردتُ أن أخبر من عقلك، فأراك عاقلاً، حدثنا عما مضى من الزمن هل يشبه ما نحنُ عليه اليوم؟ أو قال فيه اليوم، قال: نعم ليلٌ يجئ من هاهنا، ويذهبُ من هاهُنا. نهارٌ يجئ من هاهنا ويذهبُ من هاهنا. قال: فأخبرني عن أعجبِ ما رأيت؟ قال: رأيتُ الظعينةَ تخرجُ من بلاد الشام حتى تأتي مكة لا تحتاج إلى طعامٍ ولا شراب، تأكلُ من الثمار، وتشربُ من العيون، ثم هي الآن قفرٌ كما ترى. قال: وما آية ذلك؟ قال: دول الله في البقاع. قال: فهل لقيت عبد المطلب؟ قال: نعم. قال: صفه لي. قال: شيخنا طوالاً حسن الوجه. قال:
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/136 والإصابة: 1/63.(1/317)
فهل رأيتَ أميةُ بن عبد شمسٍ؟ قال: نعم. قال: صفه لي. قال: رأيتُ شيخاً قصيراً ضريراً يقودُهُ غلامٌ له يُقال له ذَكوان، قال: وهَلْ رأيتَ محمداً؟ قال ومن محمدٌ؟ قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: سُبحان الله ألا عظمتهُ بما عظمهُ الله؟ ألا قلت: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعم رأيتُهُ/ بأبي وأمي، ما رأيتُ قبلهُ، ولا بعدهُ.
قال: فأخبرني عن خير المال؟ قال: عين خرَّارَة (1) في أرضٍ حرارة قال: ثم ماذا؟ قال: فرسٌ في بطنها فرسٌ تتبعها فرسُ. قال: فأين أنْتَ عن الدينار والدرهم؟ قال: حجران إن أخذت منهما نقصا، وإن تركتهما لم يزدادا. قال: فأين أنت عن الإبل والغنم؟ قال: ليسا بمال ملك إنما هما لمن شهدهُما بنفسه. قال: فأين أنت من الرقيق؟ قال مُستفادٌ وغيظٌ كالأوتاد قال: ألك حاجةٌ؟ قال: نعم. قال: تردُّ عليَّ شبابي. قال: لا أقدرُ. قال: فتنجيني من النار، وتدخلني الجنة. قال: لا أقدرُ قال: فلا أرى عندك دُنيا ولا آخرة. رُدَّني إلى بلدي فأمَرَ به فرُدَّ) . لم أرهُ في المعجم وإنما كتبتهُ من بعض فوائدِ ابن عبد ربه وذكرهُ ابن الأثير في أسد الغابة بسندِه ولم يسبقه إلى آخره (2) .
*) أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العاص
أو العيص بن أُمية)
مختلف في صحبته (3) .
_________
(1) الخرارة: عين الماء الجارية.
(2) أورد ابن الأثير: طرفاً من صدر هذا الخبر ولم يعلق عليه أسد الغابة: 1/136 وكذا أورده ابن حجر في الإصابة من رواية الطبراني، وقال: في الإسناد إرسال ظاهر، وفي القصة نكارة، وهذا باطل أهـ الإصابة 1/63.
(3) قال ابن الأثير: والصحيح أنه لا صحبة له وحديثه مرسل أهـ انظر أسد الغابة: 1/138، قال ابن حجر: ذكره جماعة في الصحابة وهو وهم أهـ انظر الإصابة: 1/127.(1/318)
535 -قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستفتحُ ويستنصرُ بصعاليك(1/318)
المُسلمين) (1) رواهُ الطبراني من حديث قيس بن الربيع عن أبي إسحاق، عن المهلبِ ابن أبي صفرة عنهُ.
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/292.(1/319)
536 - رواه إسحاق بن راهويه، عن عيسى بن يُونس، عن أبي إسحاق عن أبيه ولم يذكُر المهلَّب (1) .
90 - (أميةُ الضمري والدُ عمرو) (2)
جَد حَبيب بن إياس عن خديجة صوابه عمرو بن أمية كما سيأتي.
91 - (وأما أميةُ القُرشيُّ) (3)
537 - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بحديث: (العاريةُ مضمُونةٌ) (4) فهو كذلك في رواية نصر ابن عطاء الواسطي [عن همام] (5) عن قتادة، عن عطاءٍ، عن أُمية القرشي به كما سيأتي.
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/292.
(2) العبارة التي تأتي بعد أن وقع فيها خلط من النساخ، فلم يذكر الرواة اسم (حبيب) في أحفاد أمية، وإنما ذكروا: جعفر بن عمرو بن أمية، وهو الذي روى حديثه وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه عيناً وحده إلى قريش، فجاء إلى خشبة خبيب التي صلت عليها قال: (فرقيت فيها فحللت خبيبا، فوقع إلى الأرض، فذهب غير بعيد فالتف فلم أر خبيبا، ولكأنما الأرض ابتلعته) .
وخبيب بن عدي هو حمى الدبر أشهر من أن يعرف به.
يراجع أسد الغابة في ترجمة أمية بن خويلد الضمري 1/139 وترجمة خبيب بن عدي 2/120 والإصابة وقد بسط القول فيها ابن حجر 1/128 والمعجم الكبير للطبراني 1/292.
(3) ترجم له ابن الأثير: أمية بن سعد القرشي، وابن حجر: أمية بن أسعد بن عبد الله الخزاعي. قالوا: استدركه أبو زكريا بن منده على جده. يقول ابن الأثير: ولا أعلم من أين جاء بهذا النسب الذي لا يعرف، ومثل هذا تركه أولى.
ويقول ابن حجر: أمية بن سعد - بغير ألف - وهو خطأ، وخبط أبو زكريا بن منده في ترجمته خبطا آخر. وقد تعقب ابن حجر هذا الخبط في القسم الرابع من حرف الألف. أسد الغابة 1/140 الإصابة 1/64، 130.
(4) في المخطوطة: (الواعظ) والتصويب من المصدرين السابقين والزيادة منهما.
(5) مابين المعكوفين بياض بالأصل، وزدناه من ترجمة أمية بن علي من أسد الغابة 1/142.(1/319)
538 - وكذلك ما رواه يحيى بن زيادٍ البزار، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن عطاء، عن أبيه، عن أُمية بن علي: (سمعتُ/ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ على المنبر [يا مال] (1)) الصوابُ ما رواه أصحاب ابن عُيينة، عن عمرو، عن صفوان بن يعلى بن أميَّة به كما سيأتي.
92 - (أمية جد عمرو بن عثمان الثقفي) (2)
وكذا أُمية جد عمرو بن عثمان الثقفي.
539 - حديث: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى في ماءٍ وطينٍ، يُومئُ بالركوع والسجود، وسجودُهُ أخفضُ من ركوعه) صوابهُ ما رواهُ الترمذي من طريق عمرو ابن الرماح، عن كثير [بن] زيادٍ، عن عمرو بن عثمان بن يعلى بن مرّة، عن أبيه، عن جدهِ بهِ كما سيأتي في موضعه (3) .
93 - (أميةُ بن مخشي الخزاعي: أبو عبد الله) (4)
نزل البصرة، وحديثهُ في رابع الكُوفيين.
540 - حدثنا علي بنُ عبد الله، حدثنا يحيى بن سعيدٍ، حدثنا جابرُ بن صبح، حدثني المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي، وصحبتهُ إلى واسط، وكان يُسمى في أول طعامِهِ، وفي آخر لُقْمةٍ يقولُ: بسم الله في أوله وآخره، فقلتُ له: إنك تسمي في أول ما تأكلُ [وآخرهِ] (5) أرأيت قولك في آخر ما تأكلُ: بسم الله أوله وآخره؟ فقال: أُخبرك عن ذلك،
_________
(1) وهم ترخيم لقوله تعالى: {ونادوا يا مالك} ، الآية 77، سورة الزخرف.
(2) له ترجمة في أسد الغابة والإصابة، واستدرك ابن الأثير وابن حجر على ابن عبد البر ما ذكره من تسمية (أمية) واستشهد بحديث الترمذي وما جاء فيه أنه يعلى بن مرة. أسد الغابة 1/142 الإصابة 1/131.
(3) أخرجه الترمذي في سننه: أبواب الصلاة: ماجاء في الصلاة على الدابة في الطين والمطر: 2/266 وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقال ابن حجر: إسناده لا بأس به، الإصابة: 1/131 في ترجمة / أمية جد عمرو بن عثمان الثقفي.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/134 والإصابة: 1/67.
(5) مابين المعكوفين ليس في لفظ المسند 4/336 من حديث أمية بن مخشى.(1/320)
إن جدي أميَّة بن مخشي، وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - سمعتُهُ يقولُ: (إن رجلاً كان يأكلُ والنبي - صلى الله عليه وسلم - ينظرُ إليه، فلم يُسم حتى كان في آخر طعامه [لقمة] (1) فقال: بسم الله أولهُ وآخرهُ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (مازال الشيطانُ يأكُلُ معهُ حتى سمي فلم يبقَ في بطنه شئ إلاَّ قاءهُ) رواهُ أبو داود عن مؤمل بن الفضل الجزريّ، عن عيسى بن يونس (2) ورواه النسائي، عن الفلاسِ، عن يحيى بن سعد، عن جابرِ بن صبح (3) .
* أنس بن مالكٍ: أبو حمزة بن النضر الأنصاريُّ كتبنا
مسنده على حدةٍ
أنس بن مالك الكعبي القُشيري: أبو أمية يؤخر بعد أنس بن فضالة الأنصاري/
_________
(1)) ) ... مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند 4/336.
(2) أخرجه أبو داود: كتاب الأطعمة: باب إذا أكل أحدكم طعاماً: فليقل بسم الله: 4/108 ومدار الحديث على (المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي) وهو مستور. والله أعلم.
(3) تحفة الأشراف 1/80.(1/321)
94 - (أنسُ بن مالك الكعبي القشيري أبو أمية) (1)
ويقالُ: أبو أميمة، ويقال أبو ميّة، صحابيٌّ نزل البصرة، وحديثه في ثاني البصريين، وسادس الكوفيين له حديثٌ واحدٌ.
541 - حدثنا وكيعٌ، حدثنا أبو هلال، عن عبد الله بن سوادة، عن أنس ابن مالكٍ، رجلٌ من بني عبد الله بن كعبٍ. قال: (أغارت علينا خيلُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتيتهُ وهو يتغدى، فقال: أدْنُ فكل، فقلتُ: إني صائمٌ، فقال: اجلسْ أحدثكَ عن الصوم أو الصيام إن الله وضع عن المسافر شطر الصلاة، وعن الحامل والمرضع والمسافر الصوم
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/150 والإصابة: 1/72 والاستيعاب: 1/73.(1/321)
أو الصيام، والله لقد قالهُما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلاهُما أو أحدُهُما، فيالهف نفسي هلاَّ كنتُ طعمتُ من طعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (1) .
_________
(1) المسند: 4/347 من حديث أنس بن مالك رجل من بني عبد الله بن كعب. المعجم الكبير للطبراني 1/263.(1/322)
542 - حدثنا عفانُ، حدثنا أبو هلالٍ، حدثنا عبد الله بن سوادة عن أنس ابن مالك [رجل] من بني عبد الله بن كعب - وليس بالأنصاري - قال: (أغارت علينا خيلُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فذكر الحديث قال عبد الله: حدثناه شيبان حدثنا أبو هلال فذكره نحوهُ (1) .
543 - حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوبُ قال: كان أبو قلابة حدثني بهذا الحديث، ثم قال: هلْ لك في الذي حدثنيه؟ قال: فدلني عليه، فأتيتهُ فقال: حدثني قريبٌ لي يُقال لهُ: أنس بن مالكٍ. قال: (أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إبل لجارٍ لي أُخذتْ فوافقته وهو يأكلُ، فدعاني إلى طعامه، فقلتُ: إني صائمٌ فقال: ادْنُ أوْ هلُمَّ أخبرك عن ذلك، إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحُبلى والمُرضعِ) قال وكان بعد ذلك يتلهفُ يقول ألا أكون أكلتُ من طعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دعاني إليه (2) .
544 - حدثنا عبدُ الصمدِ، حدثنا أبو هلالٍ، حدثنا عبد الله بن سوادة القُشيري، عن أنس بن مالكٍ: أحدُ بني كعبٍ، أخو بني قُشيرٍ. قال: (أغارت علينا خيلُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانطلقتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، /فانتهيتُ إليه، وهو يأكل. فقال: ادْنُ فكلْ فقلتُ:
_________
(1) المسند: 4/347 من حديث أنس بن مالك رجل من بني عبد الله بن كعب.
(2) المسند: 5/29 من حديث أنس بن مالك أحد بني كعب المعجم الكبير للطبراني 1/262.(1/322)
إني صائمٌ) ، فذكر الحديث (1) رواه الترمذي (2) وابن ماجه (3) من حديث وكيعٍ وأبي داود من حديث أبي هلالٍ من طريق عبد الله بن سوادٍ كما تقدم، وفي رواية عن النسائي (4) عن عُبادة عن عبد الله بن سوادة، عن أبيه، عن أنسِ بن مالكٍ بهِ. ورواه من حديث إسماعيل بن عُلية كما سلف، وله عندهُ طرقٌ كثيرةٌ وقال الترمذي: حسنٌ، ولا يُعرف لأنس بن مالكٍ هذا غيرُ هذا الحديث.
_________
(1) المسند: 5/29 من حديث أنس بن مالك أحد بني كعب.
(2) سنن الترمذي: الصيام: ماجاء في الرخصة في الإفطار للحبلى والمرضع: 3/85.
(3) سنن ابن ماجه: كتاب الصيام: باب ماجاء في الإفطار للحامل والمرضع: 1/533.
(4) سنن النسائي: كتاب الصوم: وضع الصيام عن المسافر: 4/180 عن شيخ من قشير عن عمه، وأخرجه أيضاً أبو داود: في كتاب الصيام: اختيار الفطر: 1/561 عن أنس بن مالك.(1/323)
95 - (أنسُ بن حُذيفة صاحب البحرين) (1)
يُقدم على أنس بن مالك الكعبي، فإنه حصل هاهنا سهوٌ.
545 - ذكر أبو نُعيم من حديث رباح بن زيد، عن النُّعمان بن زُبير، حدثني عمرو بن شراحيل الكلبي، عن مكحولٍ، عن الحكم بن عيينة، عن أنس بن حُذيفة صاحب البحرين. قال: (كتبتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ الناس قد اتخذوا بعد الخمرِ أشربةٌ تسكرهُم كما تُسكر الخمرُ من التمر، والزبيبُ، يصنعون ذلك في الدُّباء (2) والنقير (3) والمُزفَّتِ (4) والحنتم (5) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن كُلَّ شرابٍ أسكر فهو حرامٌ،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/146 قال ابن الأثير: أرسل حديثه عن الحكم بن عتيبة.
(2) الدبَّاء: هو القرع كانوا ينتبذون فيها فتسرع الشدة في الشراب.
(3) والنقير: أصل النخلة يُنْقَر وسطه ثم ينبذ فيه التمر، ويلقى عليه الماء ليصير نبيذا مسكرا.
(4) والمزفت: هو الإناء الذي طلي بالزفت وهو نوع من القار ثم ينتبذ فيه.
(5) والحنتم: جرار مدهونة خضر، كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة لأنها تسرع الشدة فيها لأجل
دهنها.(1/323)
والمزفّتُ حرامٌ والنقيرُ حرامٌ، والحنتم حرامٌ، فاشربوا في القربِ، وشدوا الأوكية، قال: فاتخذ الناسُ في القِرَب ما يُسكرُهُمْ، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنه لا يفعل ذلك إلاَّ أهل النار ألا إن كُلَّ مُسكرِ حرام، وكل مُقيَّرٍ حرامٌ وكُل مخدِّرٍ حرام، وما أسكر كثيرهُ حَرُمَ قليلهُ وما خمر القلب فهو حرامٌ) (1) .
_________
(1) الخبر أورده ابن الأثير في ترجمة أنس بن حذيفة. أسد الغابة 1/146.(1/324)
96 - (أنسُ بنُ الحارث) (1)
546 - قال بن منده: عدادُهُ في أهل الكوفة، روى حديثهُ سعيد بن عبد الملك الحراني، حدثنا عطاءُ بن مُسلمٍ، عن أشعث بن سُحيم، عن أبيه، عن أنس ابن الحارث. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن ابني هذا يُقتل بأرض العراق، فمن أدركه فلينصره) فقُتِل مع الحُسين/ (2) .
97 - (أنسُ بن ظُهير الأنصاري) (3)
547 - قال: (لما كان يوم أحدٍ عُرضَ رافع بن خديج على
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستصغرهُ، وقال: هذا غُلامٌ صغيرٌ، وهمَّ بردِّه فقال لهُ عمُّه (4)
_________
(1) قال ابن حجر: هو أنس بن الحارث بن نيبه، ورجح صحبته. وقال البخاري: يتكلمون فيه يراجع أسد الغابة 1/148 والإصابة 1/70 والاستيعاب 1/73 والتاريخ الكبير 2/30.
(2) الخبر أخرجه أيضاً البغوي وابن السكن والبارودي وابن عساكر عن أنس بن الحارث ابن نيبه وقال البغوي: لا أعلم روى غيره. وقال ابن السكن: ليس ذا يروي إلا من هذا الوجه ولا يعرف لأنس غيره. جمع الجوامع 1/2042.
(3) له ترجمة في أسد الغابة 1/148 والإصابة 1/70 والاستيعاب 1/73.
(4) هكذا هنا وفي أسد الغابة: (فقال له عمي رافع بن ظهير بن رافع) وهذا لا يتفق مع سياق الخبر، إذ أن الراوي هو أنس بن ظهير، وقد نبه إلى ذلك ابن حجر في الإصابة وخطأ فيه ابن منده وقال: (الصواب ظهير بن رافع) .
وهذا الذي قاله ابن حجر يتفق مع ما أورده البخاري في الكبير إذ قال: (فقال عمي رافع بن خديج - ظهير بن رافع) . الإصابة 1/70، التاريخ الكبير 2/28.(1/324)
رافع: إن ابن أخي رجلٌ رامٍ. قال: فأجازهُ) ذكرهُ أبو نُعيمٍ من طريق إبراهيم بن المُنذر، عن محمد ابن طلحة عن حُسين بن ثابتِ بن أنس بن ظُهير، عن سُعْدَى بنتِ ثابتٍ، عن أبيها، عن جدها أنس بن ظُهير، فذكرهُ، وزعم أبو نُعيم أن ابن مندهٍ تصحف عليه ذلك، وإنما هو أُسيدُ بن ظهير، وخالفهُ غيرهُ، فقالوا: هُمَا أخوانِ أُسيد وأنس أبْناء ظُهير (1) فالله أعلمُ.
_________
(1) قال الحافظ ابن حجر: والصواب ما ذهب إليه ابن منده اهـ الإصابة 1/70.. وقال البخاري: إن لم يكن أخا أسيد بن ظهير فلا أدري، التاريخ الكبير 2/29.(1/325)
98 - (أنسُ بن فضالة الأنصاريُّ الظَّفَرِي المدني) (1)
548 - قال الواقدي، عن عبد الله بن جعفر المخرمي عن جعفر بن عمر، عن أبيه، عن محمد بن أنسٍ، عن أبيه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلك شعب بني دينار) (2) .
549 - وقال أبو نُعيم: حدثنا عبد الله بن محمدٍ، حدثنا ابن أبي عاصمٍ، حدثنا دُحيمٌ، حدثنا ابن أبي هُذيل، حدثنا إدريس بن محمد بن يُونس، يعني محمد بن يونس بن فضالة عن جده يونس، يعني محمد بن أنس بن فضالة عن جده عن أبيه: (أنه حضر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع وهو ابن عشر سنين (3) ، وله ذؤابة) .
550 - وروى يعقوب بن محمد الزهريُّ، عن إدريس بن محمد بن يونس ابن محمد بن أنس بن فضالة، عن جدهِ عن أبيه قال: (قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وأنا ابن أسبوعين، فأُتي به إليه، فمسح رأسي، ودعا لي بالبركة، وقال: سمُّوهُ باسمي، ولا تكنُوهُ بكنيتي. قال: وحُجَّ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/149 والإصابة: 1/70 والاستيعاب: 1/74.
(2) أورد ابن الأثير هذا الخبر بلفظ (سلك شعب بني ذبيان) أسد الغابة: 1/149.
(3) لفظ ابن الأثير من رواية أبي نعيم وابن منده) وأنا ابن عشر سنين) أسد الغابة 1/149 وهو الصواب.(1/325)
بي معهُ في حجة الوداع [وأنا ابن عشر سنين ولي ذؤابة] (1) قال عُمِّر حتى شاب رأسهُ ولحيتهُ، وما شاب موضعُ يد رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -) (2) وسيأتي هذا الحديث في ترجمة محمد بن أنس بن فضالة إن شاء الله تعالى، وهو الأليق بهذا السياق والله أعلم.
_________
(1) () ... مابين المعكوفين أثبتناه من لفظ ابن الأثير في ترجمته ومعنى (الذؤابة) هي الشعر المضفور من شعر الرأس أهـ النهاية: 2/151.
(2) مابين المعكوفين أثبتناه من لفظ ابن الأثير في ترجمته ومعنى) الذؤابة) هي الشعر المضفور من شعر الرأس أهـ النهاية: 2/151.(1/326)
99 - (أُنيسٌ أبو فاطمة الضَّمري يعد في المدنيين) (1)
551 - قال أبو نُعيم: حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي، حدثنا أبو بكر بن محمد بن زَبَّان الحضرمي، حدثنا أبو الطاهر/ أحمد بن عمرو بن السرح حدثنا رشدين بن سعد حدثنا زهرة بن معبد، عن عبد الله بن أُنيس أبي فاطمة، عن أبيه عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (أيكم يحِبُّ أن يصح فلا يُسقمْ؟ قالوا: كُلنا يارسول الله.
قال أتحبُّون أن تكونوا كالحمر الصالة (2) . الا تُحبون أن تكونُوا أصحاب
بلاءٍ. وأصحاب كفارات. والذي نفسي بيده إن العبد لتكونُ لهُ الدرجةُ في
الجنَّة، فما يبلغُها بشئٍ من عمله، فيبتليه الله بالبلاء ليبلُغَ تلك الدرجة، وما
يبلغُها بشئ من عمله) . ورواه أيضاً من حديث الليث عن خالد بن يزيدٍ عن
يزيدٍ عن سعد بن أبي هلالٍ، عن محمد بن أبي حميد عن [مسلم أبي] عقيل
الزبيري عن ابن أبي فاطمة عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه (3) وسيأتي في ترجمة
أبي فاطمة في الكُنى.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/157، 6/243 والإصابة: 1/77، 4/154 قال ابن الأثير: عداده في أهل مصر.
(2) الصَّالة: بالصاد المهملة، يقال للحمار الوحشي الحاد الصوت صال وصلصال، كأنه يريد الصحيحة الأجساد الشديدة الأصوات لقوتها ونشاطها.
(3) الخبر مذكور في ترجمته في أسد الغابة وكذا في الإصابة، وأخرجه ابن منده والطبراني في الكبير جمع الجوامع 1/341 المعجم الكبير 22/323.(1/326)
100 - (أُنيس بنُ قتادة الباهلي: يُعدُّ في البصريين) (1)
552 - قال أبو نُعيم: حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا أحمد بن عمر بن عبيدة، حدثنا أشعثَ بن أشعثُ بن عباد بن راشدٍ، حدثنا ميمون ابن سياه، عن شهر بن حوشبٍ قال: (أقام فلانٌ خطباء يشتمون، عليًّا، ويقعون فيه، حتى كان آخرهُم رجلاً من الأنصار، أو غيرهم يقالُ له: أُنيس، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: إنكم قد أكثرتم اليوم في سب هذا الرجل، وشتمه وإني أُقْسِمُ بالله لسمعتُ رسول الله يقول:) إني لأشفعُ يوم القيامة لأكثر ممَّا على الأرض من شجر ومدرٍ، وتعجزُ عن أهل بيته؟ (ثم قال أبو نُعيم تفرَّد به ميمون بن سياه وهو ثقةٌ بجميع حديثه في البصريين (2) .
101 - (أُنيس الأنصاري من بني بياضة) (3)
553 - قال أبو نُعيم: حدثنا سُليمان بن أحمد في المعجم الأوسط، حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة، حدثنا أحمد بن عُمر صاحب علي بن المديني، حدثنا أشعث بن أشعثَ بالإسناد الذي قبلهُ مرفُوعاً ((إني لأشفعُ يوم القيامة لأكثر مما على وجه الأرض من حجر ومدَر) (وهكذا وقع في هذه الرواية/ والسياقُ الأولُ أصح وأحسنُ (4) وهي هي والله أعلم.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/158 والإصابة: 1/76 والاستيعاب: 1/60.
(2) الخبر أخرجه البغوي وابن شاهين وابن قانع والطبراني في الأوسط من حديث أنس الأنصاري وأخرجه أحمد عن بريدة عن أبيه جمع الجوامع 1/2917.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/156 والإصابة: 1/77 والاستيعاب: 1/62.
(4) الحديث أورده ابن عبد البر في ترجمته وقال: إسناده ليس بالقوي ويرجع إلى تخريجه في الحديث السابق.(1/327)
102 - (أوسُ بن أوسٍ الثقفي: صحابيٌّ جليلٌ) (1)
نزل دمشق، ولهُ بها دارٌ ومسجدٌ بدرب القلى بها شمالي السوق الكبير، عند قبةِ اللحم شرقيها بشمالٍ، وقد جعلهُ بعضُ الحفاظ هُو أوسُ بن أبي أوسٍ. نص عليه يحيى بن معينٍ، وحكاهُ أبو عُمر واختاره ابن الأثير، والله أعلمُ، وحديثهُ عند
أحمد في رابع المكيين (2) .
554 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جُريج، عن عُمر بن محمد عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن محمد بن سعيد، عن أوس بن أوسٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا كان يوم الجمعة فغسل أحدُكم رأسه واغتسل، ثم غدا أو ابتكر، ثم دنا، فاستمع وأنصت كان له بكل خطوةٍ خطاها كصيامٍ سنةٍ، وقيامها) (3) . تفرد به من هذا الوجه ورواه أهل السنن (4) من حديث أبي الأشعث عنه كما سيأتي.
555 - حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوسٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أفضل أيامكم يومُ الجمعة، فيه خلق الله آدم، وفيه قُبض، وفي النفحةُ وفيه الصعقةُ، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ) (قالوا: يارسول الله. وكيف تعرضُ صلاتُنا عليك، وقد أرِمْتَ؟ (5) يعني قدمت قال: (إن الله قد حرم على الأرض
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/164 والإصابة: 1/79 والاستيعاب: 1/79 وحلية الأولياء 1/347.
(2) بل في رابع المدنيين (4/8) 104 من مسند أحمد بن حنبل.
(3) المسند: 4/8 من حديث أوس بن أبي أوس الثقفي.
(4) أخرجه أيضاً أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم وغيرهم مختصر السنن للمنذري 1/213 المعجم الكبير 1/216.
(5) أرمت: أي بليت يقال: أرم المال إذا فنى. قال الخطابي: أصله أرممت أي بليت وصرت رميماً. النهاية 1/26.(1/328)
أن تأكل أجسادَ الأنبياء عليهم السلام) (1) رواه أبو داود (2) عن هارون ابن عبد الله، والحسن بن علي، والنسائي (3) عن إسحاق بن منصور، وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن حُسين بن علي بهِ ورواهُ ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة أربعتهُم عن الحسين بن علي بهِ، ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة بهذا الإسناد إلا أنه قال: عن شداد بن أوس بدل أوس بن أوسِ، قال شيخُنا: وذلك وهم منهُ (4) .
_________
(1) المسند: 4/8 من حديث أوس بن أبي أوس الثقفي.
(2) سنن أبي داود: كتاب الصلاة: فضل يوم الجمعة وليلتها: 1/241.
(3) سنن النسائي: كتاب الجمعة: إكثار الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة: 3/75.
(4) سنن ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب في فضل الجمعة: 1/345 بإسناد صحيح. وفيه وهم ابن ماجه في إخراجه عن شداد بن أوس، وقد أخرجه مرة في كتاب الجنائز: باب ذكر وفاته ودفنه - صلى الله عليه وسلم -: 1/554 عن أوس بن أوس وإسناده أيضاً صحيح.(1/329)
556 - حدثنا حُسين بن علي الجعفي، عن عبد الرحمن بن يزيد، ابن جابر عن (1) أبي الأشعث الصنعاني عن أوسِ بن أوسٍ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من غسَّل واغتسلَ، وغدا، وابتكر، فدنا وأنصت، ولم يلغُ كان له بكل خطوةٍ كأجر سنةٍ/ صيامها وقيامها)) (2) رواه النسائي عن موسى بن عبد الرحمن عن حُسين بن علي، وعن محمود بن خالدٍ عن الوليد بن مُسلم كلاهُما عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابرٍ به (3) .
557 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن حسَّان ابن عطية، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس الثقفي قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من غسل واغتسل، وبكَّر،
_________
(1) في المسند: عبد الرحمن بن يزيد عن جابر بن عبد الله عن أبي الأشعث والصواب ما في المخطوطة يراجع تهذيب التهذيب 6/297، 4/319.
(2) المسند: 4/9 من حديث أوس بن أبي أوس الثقفي. المعجم الكبير للطبراني 1/214.
(3) سنن النسائي: كتاب الجمعة: باب فضل غسل يوم الجمعة: 3/77.(1/329)
وابتكر، ومشى، ولم يركب ثم دنا من الإمام، فساتمع ولم يلغُ كان لهُ بكل خطوةٍ عملُ سنةٍ أجْرُ صيامها وقيامِها) (1) .
_________
(1) المسند: 4/9 المعجم الكبير 1/215.(1/330)
558 - حدثنا إبراهيم بن إسحاق، حدثنا ابن المبارك، عن الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية، حدثني أبو الأشعث الصنعاني. قال: حدثنا أوسُ بن أوسٍ الثقفي. قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر معناهُ إلا أنهُ قال: (ثم غدا وابتكر) (1) .
559 - حدثنا علي بن إسحاق، أنبأنا عبد الله بن المُبارك (2) أنبأنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابرٍ، حدثني عبد الرحمن الدمشقي، حدثني أبو الأشعث، حدثني أوسُ بن أوسٍ الثقفي. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: وذكر الجمعة فقال: (من غسّل واغتسل، ثم غدا وابتكر فخرج يمشي، ولم يركب، ثم دنا من الإمام، فأنصت له ولم يلغ كان كأجر سنةٍ صيامها وقيامها) (3) .
560 - قال: وزعم يحيى بن الحارث أنهُ حفظ عن أبي الأشعث أنهُ قال: (لهُ بكل خطوةٍ كأجر سنة قيامها وصيامها) قال يحيى: ولم أسمعهُ يقول: (ومشى ولم يركب) (4) .
561 - حدثنا الحكم بنُ نافعٍ، حدثنا إسماعيل بن عياشٍ، عن راشد بن داود الصنعاني، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوسٍ الثقفي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: ((من اغتسل يوم الجمعة وغسل ثم ابتكر
_________
(1) المصدران السابقان.
(2) في المسند: علي بن المبارك، وفي سند ابن ماجه: عبد الله بن المبارك. انظر سنن ابن ماجه: كتاب الصلاة والسنة فيها: ماجاء في الغسل يوم الجمعة: 1/246.
(3) المسند: 4/10 من حديث أوس بن أبي أوس.
(4) المصدر السابق والمعجم الكبير للطبراني 1/214.(1/330)
وغدا إلى المسجد، ثم جلس قريباً من الإمام، حتى يُنْصت كان له بكل خطوة خطاها عمل سنةٍ صيامها وقيامها)) (1) .
_________
(1) المصدران السابقان.(1/331)
562 - حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن عيسى، عن يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوسِ بن أوسٍ الثقفي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من غسل، واغتسل، ثم غدا فابتكر، وجلس من الإمام قريباً، واستمع وأنصت كان له بكل خطوةِ/ أجرُ سنة صيامها وقيامها)) (1) وقد رواهُ أبو داود عن محمد بن حاتم وابن ماجه، عن أبي بكر بن أبي شيبة كلاهُما عن ابن المبارك به، ورواه الترمذي والنسائي من حديث سُفيان الثوري زادَ الترمذي وأبو جناب يحيى بن أبي حيَّة كلاهُما عن عبد الله بن عيسى به، وقال الترمذي: حسنٌ. ورواه النسائي أيضاً من حديث بهز، عن يحيى بن الحارث به، ورواه أبو داود عن قتيبة عن الليثِ، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن عبادة بن نسي، عن أوسِ بن أوسٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه (2) قال شيخنا: ورواه عُبيدُ الله بن تمام، عن الحسين بن ذكوان، عن يحيى الدمشقي، عن أوسِ، عن أبي بكرٍ الصديق، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورواه روح بن عبادة، عن يزيد بن يزيد، عن عثمان الشامي، عن
أبي الأشعث، عن أوس، عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (3) .
_________
(1) المسند: 4/10 من حديث أوس بن أبي أوس.
(2) سنن أبي داود: كتاب الطهارة: في الغسل يوم الجمعة: 1/84 وابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب ماجاء في الغسل يوم الجمعة: 1/246 بإسناد صحيح والترمذي: كتاب الجمعة: باب فضل الغسل يوم الجمعة: 2/367. والنسائي: كتاب الجمعة: باب فضل غسل يوم الجمعة: 3/77.
(3) قال الترمذي: وفي الباب عن أبي بكر، وعمران بن حصين، وسلمان وأبي ذر، وأبي سعيد، وابن عمر، وأبي أيوب. سنن الترمذي 2/368.(1/331)
103 - أوسُ بن أبي أوسٍ فهو أوسُ بنُ حذيفة)
وقال ابن معين: هو الذي قبلهُ، ومال إليه ابن الأثير (1) وحكاهُ عن البخاري فالله أعلمُ، وفرق الطبراني بين أوسِ بن أبي أوسٍ وبين أوسِ بن حذيفة، فيكُونون ثلاثة، وذلك مُتأيدٌ بقول يحيى بن معين من كل وجهٍ، والجمهورُ على التفرقة بين أوس بن أوس [وأوس] بن حذيفة، وهو المشهور، وإن كان ثقفيين (2) وقد نقل ابن مندهٍ عن البخاري أنهُ جعلهم ثلاثة (3) .
563 - حدثنا هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن أوس بن أبي أوسٍ الثقفي قال: (رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى على كظامةِ قومٍ فتوضأ) (4) . ورواه أبو داود، عن مُسددٍ، وعباد بن موسى كلاهما عن هُشيم به، وزاد ومسح على نعليه وقدميه (5) .
564 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن شعبة، عن النُعمان بن سالم،
_________
(1) ومال إلى ذلك الإمام أحمد في مسنده حيث قال: (حديث أوس بن أبي أوس الثقفي وهو أوس بن حذيفة رضي الله عنه) انظر: المسند: 4/8 من حديث أوس بن أبي أوس الثقفي ويراجع التاريخ الكبير للبخاري 2/15.
(2) الزيادة لتصح العبارة، وهي مستفادة من جملة المراجع. وكلمة (ثقفيين) كانت في المخطوطة نصفين. وهو تحريف من النساخ.
(3) فرق الطبراني بين الرجال الثلاثة:
فروى عن أوس بن أوس الثقفي ثمانية عشر حديثاً: في غسل يوم الجمعة والتبكير للرواح، وفضل الجمعة وغير ذلك.
وأخرج عن أوس بن حذيفة الثقفي ثلاثة أحاديث في فضل قراءة القرآن وأخرج عن أوس بن أبي أوس تسعة أحاديث: في الوضوء والصلاة في النعلين وبهذا يكون قد تأكد لديه ما ذهب إليه البخاري وذكره ابن منده. المعجم الكبير للطبراني 1/214، 220، 221.
(4) المسند: 4/8 من حديث أوس بن أبي أوس الثقفي والمعجم الكبير للطبراني 1/222.
(5) سنن أبي داود: كتاب الطهارة: باب المسح على الجوربين: 1/36. والكظامة هي: الميضأة. وكذا في رواية أبي داود.(1/332)
عن ابن
أبي أوسٍ، عن جدهِ: أنه كان يؤتى بنعليه، وهو يصلي فيلبسهما ويقُولُ: (إني رأيت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلي في نعليه) (1) .
_________
(1) المسند: 4/8 من حديث أوس بن أبي أوس الثقفي. والمعجم الكبير للطبراني 1/222.(1/333)
565 - حدثنا يحيى، عن شعبة، عن يعلى بن أمية، عن أوس بن أبي أوسٍ قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ ومسح على نعليه، ثم قام/ إلى الصلاة) (1) .
566 - حدثنا وكيع، حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم، عن ابن
أبي أوسٍ، عن جده: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى في نعليه واستوكف ثلاثاً) (2) .
رواه النسائي من حديث شعبة، عن النعمان بن سالم، عن ابن أبي أوسٍ، عن
جده به (3) .
567 - قال شيخنا: ورواه الكديمي عن أبي عامرٍ عن شعبة عن النعمان: سمعتُ رجلاً يقالُ له عبد الرحمن جده أوسٌ عن أبيه عن جده، ولم يُتابعْ على
قوله: عن أبيه، فإنهُ محفوظٌ عن شعبة عن النعمان عن أبي عمرو بن أوسٍ عن
جدهِ أوسٍ.
قلتُ: يُستفاد من هذا السياق أنهُ عبد الرحمن بن عمرو بن أوسٍ، عن أبيه عمرو، عن جده أوسِ بن أبي أوسٍ، والله أعلم.
568 - حدَّثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة، عن النعمان. قال: سمعتُ أوساً يقول: (أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - في وَفدِ ثقيفٍ، وكنا في قبةٍ، فنام من كان فيها غيري. وغير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء رجلٌ فسارَّهُ، فقال:
_________
(1) المسند: 4/8 من حديث أوس بن أبي أوس الثقفي. والمعجم الكبير للطبراني 1/222.
(2) المسند: الموضع السابق واستوكف ثلاثا: أي استقطر الماء وصبه على يديه ثلاث مرات وبالغ حتى وكن منها الماء أي تقاطر. النهاية 4/227.
(3) سنن النسائي: كتاب الإمامة: باب الصلاة في النعلين: 2/74.(1/333)
اذهبْ فاقْتُلْهُ، ثم قال: أليس يشهد أن لا إله إلا الله؟ قال: بلى، ولكنهُ يقُولها تعوُّذاً، ثم قال: رُده، ثم قال: أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها حَرُمتْ عليَّ دماؤهم، وأموالهم إلا بحقها) فقلتُ لشعبة: أليس في الحديث: (ثم قال: أليس يشهدُ أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟) قال شعبة: أظنُّها معها وما أدري) (1) رواه النسائيُّ، عن بندار، عن غُندرٍ به (2) ، ورواه أيضاً عن هارون بن عبد الله، عن عبد الله بن أبي بكر، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس: سمعتُ أوساً أخبرهُ فذكر نحوهُ (3) .
_________
(1) المسند: 4/8 من حديث أوس بن أبي أوس الثقفي. وأخرجه أبو نعيم في الحلية من حديث أوس ابن أوس. 1/347.
(2) إسناد الحديث كما جاء في سنن الترمذي: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الحسن بن محمد ابن أعين قال: حدثنا زهير قال: حدثنا سماك عن النعمان بن سالم قال سمعت أوسا ... إلخ: كتاب تحريم الدم: 7/74.
(3) وقع في المخطوطة اختلاف في الأسماء وما أثبتناه من سنن النسائي 7/75.(1/334)
569 - حدثنا عبد الله بن بكرٍ السهمي، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن النعمان بن سالم: أن عمرو بن أوسٍ أخبره: أن أباه أوساً أخبرهُ قال: (إنا لقُعُودٌ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصفة وهو يقصُّ علينا ويُذكرنا، إذْ أتاهُ رجلُ فساره قال: اذهبوا فاقتلوهُ، فلما ولى الرجلُ دعاهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أيشهد أن لا إله / إلا الله؟ قال الرجل: نعم يارسول الله. قال: اذهبوا فخلُّوا سبيلهُ فإنما أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها)) (1) رواه النسائي عن هارون بن عبد الله (2) وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة كلاهُما عن عبد الله بن بكر به (3) .
_________
(1) المسند: 4/8 من حديث أوس بن أبي أوس.
(2) سنن النسائي: كتاب تحريم الدم: 7/75.
(3) سنن ابن ماجه: كتاب الفتن: باب الكف عمن قال لا إله إلا الله: 2/1295 وإسناده: صحيح.(1/334)
قال شيخُنا: ورواهُ عبيدُ بن غنَّامٍ، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الله ابن بكرٍ، عن سماك بن حربٍ، عن النعمان بن سالمٍ به، فزاد فيه سماكاً، ورواهُ أسودُ ابن عامرٍ عن إسرائيل عن سماكٍ عن النعمان بن بشيرٍ فأخطأ فيه.(1/335)
570 - حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا أبو يونُس حاتم بن أبي صغيرة، حدثني النعمانُ بن سالمٍ، عن عمرو بن أوسٍ، أخبره عن أبيه قال: (إنا لقعُودٌ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُحدثنا ويُوصينا إذْ أتاه رجُلٌ (فذكر مثلهُ) (1) .
571 - حدثنا بهز بن أسيدٍ، حدثنا حمادُ بن سلمة، أنبأنا يعلى بنُ
عطاءٍ، عن أوس بن أبي أوسٍ، قال: رأيتُ أبي يتوضأ، فمسح على النعلين، فقلتُ لهُ:
أتمسح عليهما؟ فقال: هكذا رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل) (2) .
572 - حدثنا عبد الرحمن بنُ مهدي، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عثمان بن عبد الله الأوسي الثقفي عن جده أوسِ بن حذيفة قال: (كنتُ في الوفد الذين أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسلموا من ثقيفٍ من بني مالك، أُنزلنا في قُبةٍ لهُ، فكان يختلف إلينا بين بيوتهِ وبين المسجد، فإذا صلى العشاء الآخرةِ انصرف إلينا، فلا يبرحُ، حتى يُحدثنا ويشتكي إلينا قريشاً وأهل مكة، ثم يقولُ: لا سواء كنا بمكة مُستذلين مُستضعفين، فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجالُ الحرب علينا ولنا، فمكث عنا ليلة لم يأتنا، حتى طال ذلك علينا بعد العشاء قال قُلنَا: ما أمكثك عنَّا يارسول الله؟ قال: طرأ عليَّ حزبٌ من القرآن، فأردت ألاَّ أخرج حتى أقضيه، قال: فسألنا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أصبحنا. قال قُلنا: كيف تُحزّبُون القرآن؟ قالوا نُحزّبُه ثلاث سُورٍ، وخمسُ سُورٍ، وسبع سُورٍ وتسع سور
_________
(1) مسند أحمد: 4/9 من حديث أوس بن أبي أوس.
(2) نفس الموضع السابق.(1/335)
وإحدى عشرة، وثلاث عشرة/ سُورةً، فما زال حتى قالوا: وحِزْبُ المُفصَّل من ق حتى يختم) (1) ورواهُ أبو داود عن مُسددٍ، عن قران بن تمام، وعن عبد الله بن سعيد الأشجع، عن أبي خالدٍ الأحمر (2) ورواه ابن ماجه، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن خالدٍ الأحمر كلاهُما عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى به (3) .
_________
(1) المسند: 4/9 من حديث أوس بن أبي أوس، وإسناده: حسن المعجم الكبير للطبراني من حديث أوس بن حذيفة 1/220.
(2) سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب في تحزيب القرآن: 1/322.
(3) سنن ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: في كم يستحب يختم القرآن: 1/427.(1/336)
573 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شُعبة، عن النعمان بن سالمٍ، عن ابن أبي أوسٍ، عن جدِّه قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ واستوكف ثلاثاً أي غسَلَ كفَّيهِ) (1) .
574 - حدثنا يزيدُ بنُ هارون، أنبأنا شُعبةُ بن الحجاج، عن النعمان بن سالمٍ، عن ابن أبي أوسٍ الثقفي، عن جده أوسٍ. قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ، فاستوكف ثلاثاً: يعني غسل يديه ثلاثاً) . قلنا لشعبة: أدخلهُما في الإناء أو غسلهُما
خارج الإناء؟ قال: لا أدري (2) .
حديثٌ آخر
575 - رواهُ النسائيُّ في التفسير، عن أبي داود، عن سهل بن حمادٍ، عن شُعبة، عن النعمان بن سالمٍ، عن ابن عمرو بن أوسٍ، عن أبيه عن جدِّهِ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن يأْجُوجَ ومأجُوجَ لهمْ في نساءٌ يجامعون ما شاءوا ويُلقحون من الشجرِ ما شاءوا ولا يموتُ الرَّجلُ منهمُ حتى يترُكَ في ذريته ألفاً فصاعداً) (3) .
_________
(1) المسند: 4/9 من حديث أوس بن أبي أوس.
(2) نفس الموضع السابق.
(3) الجامع الكبير للسيوطي (جمع الجوامع) 2/2586 ويرجع إلى تحفة الأشراف 2/6.(1/336)
حديث آخرُ عنهُ(1/337)
576 - قال الطبرانيُّ: حدثنا إبراهيم بنُ دُحيم الدمشقي، حدثنا مروان بن معاوية، حدثنا أبو سعيد بن عون المكي عن عثمان بن عبد الله بن أوسٍ الثقفي، عن جده. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قراءة الرجُل القُرآن في غير المصحف ألفُ درجة، وقراءتهُ في المصحف يُضاعفُ على ذلك إلى ألفي درجةٍ) (1) .
104 - (أوسُ بنُ الحدثان بن عوف بن ربيعة) (2)
[ابن سعد] (3) بن يربُوع بن واثلة بن دُهمانِ بن نصر بن مُعاويةَ بن
بكر.
577 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن علي البربهاري، حدثنا محمد بن سابق، حدثنا ابراهيمُ بن طهمان، عن أبي الزُّبير، عن ابن كعبٍ بن مالكٍ عن أبيهِ: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثهُ وأوس بن الحدثانِ في أيام التشريق، فناديا: أن) لا يدخل الجنة إلا مؤمنٌ وأيَّامُ منى أيامُ أكل وشربٍ) (4) .
حديث آخر عنهُ/
578 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضري، حدثنا شعثمُ بن أصيل، وحدثنا أحمد بن زُهير التُّسْتري، حدثنا زيد بن أخْزم قالا: حدثنا محمد بن بكر البُرساني، حدثنا عمر بن صهبان (5) عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن أبيه: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/221.
(2) له ترجمة في أسد الغابة 1/167 والإصابة 1/82 والاستيعاب 1/79.
(3) استكمال من المعجم الكبير للطبراني 1/224 والمصادر السابقة.
(4) المعجم الكبير للطبراني 1/224.
(5) عمر بن صبهان الأسلمي المدني ويقال: عمر بن محمد بن صهبان أبو جعفر الأسلمي. لم يشهد له أحد بخير فيما نقله صاحب الميزان. منهم أحمد ويحيى بن معين والبخاري. الميزان 3/207.(1/337)
(أخرجُوا صدقة الفطر صاعاً من طعامٍ) وكان طعامُنا يومئذٍ التمرُ والزبيبُ) . زاد شعثمُ: (والأقطُ) (1) .
_________
(1) هو لبن مجفف يطبخ ويؤكل، والحديث ذكره ابن الأثير في ترجمته، وكذا ابن حجر في الإصابة. ويرجع إليه في المعجم الكبير للطبراني 1/224.(1/338)
105 - (أوسُ بن حُذيفة، هو أوسُ بن أبي أوسِ بن شرحبيل) (1)
579 - قال الطبراني: حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن زَبريقٍ الحمصيُّ، حدثني أبي حدثنا عمروُ بن الحارث، عن عبد الله بن سالمٍ، عن الزبيدي قال: قال عياشُ بن مؤنس: إن أبا الحسن نمران بن مخمر حدثهُ: أن أوس بن شُرحبيل حدثهُ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقولُ: ((من مشى مع ظالمٍ ليُعينهُ، وهو يعلمُ أنهُ ظالمٌ، فقد خرجَ من الإسلام)) (2) .
حديثٌ آخر عنهُ
580 - قال الطبرانيّ: حدثنا أبو زرعة الدمشقي، حدثنا أبو اليمان الحكم ابنُ نافعٍ، وعلي بن عياشٍ قالا: حدثنا حريز بنُ عثمان، حدثنا نمران بن مخمر، عن شرحبيل بن أوس، عن أبيه هُوَ أوسُ بن شرحبيل، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من شرِب الخمرَ فاجلدُوه فإن عادَ ( [قالها ثلاثا] ) في الرابعة فاقتلوهُ)) (3) .
106 - (أوسُ بن الصامت الأنصاريُّ أخو عُبادة بن الصامت) (4)
581 - قال أبو داود في الطلاق: قرأتُ على محمد بن الوزير المصري
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/167 والإصابة: 1/82 والاستيعاب 1/79 وقد أفاض ابن الأثير في تحقيق نقول الأئمة عن الرجال الثلاثة هنا.
(2) المعجم الكبير للطبراني 1/227 والتزمنا في ضبط الأسماء بما ورد فيها.
(3) المعجم الكبير للطبراني 1/227 والزيادة بين المعكوفين استكمال منه كما تجدر الإشارة إلى أن الحديث عند الطبراني: عن شرحبيل بن أوس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما في المخطوطة أقرب إلى الصحة.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/172 والإصابة: 1/85.(1/338)
حدثكم بشر بن بكرٍ، حدثنا الأوزاعيُّ، حدثنا عطاء، عن أوسٍ أخي عُبادة بن الصامت: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاهُ خمسة عشر صاعاً من شعير - إطعام ستين مسكيناً) ثم قال: هذا ضعيفٌ وهو مرسلٌ [وعطاء] لم يُدرِكْ أوس بن الصامت (1) وسيأتي بسطُ قصته في ظهاره من زوجته خولة بنت ثعلبة، ونزول أولِ سُورة المُجادلة فيهما.
_________
(1) قال أبو داود: عطاء لم يدرك أوساً هو من أهل بدر قديم الموت والحديث مرسل وإنما رووه عن الأوزاعي عن عطاء أن أوساً سنن أبي داود: كتاب الطلاق: باب في الظهار: 1/514.(1/339)
107 - (أوسُ بن عبد الله بن حجر الأسلمي أبو تميم) (1)
582 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن [الفضل] السفطيُّ، حدثنا الفيضُ ابن الوثيق الثقفي، حدثنا صخرُ بن مالك بن إياس بن مالكٍ أخبرهُ أن أباه مالكا/ أخبرهُ: أن أباه أوس بن عبد الله بن حجُرِ الأسلمي قال: (مر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعه أبو بكر بخذوات (2) بين الجُحفة وهرشا (3) وهما على جملٍ واحدٍ، وهما متوجهان إلى المدينةِ، فحملهُما على فحل إبله ابن الرداء، وبعث معهما غلاماً لهُ يقال له مسعودٌ فقال له: اسلُكْ بهما حيثُ تعلم مِنْ مخازِم الطريق، ولا تفارقهما حتى يقضيا حاجتهُما منك، ومن جملِك، فسلك بهما ثنية الزَّمْحاء، ثم سلك بهما ثنية الكوبة ثم أقبل بهما أحياء، ثم سلك بهما ثنية المرة [ثم أتى بهما من شعبة ذات كشط، ثم سلك بهما المدلجة، ثم سلك بهما العشالة ثمَّ سلك بهما ثنية المرة] (4) ثم أدخلهُما المدينة، وقد قضيا حاجتهُما منهُ ومن جملهِ، ثم رجعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسعوداً إلى سيده، وكان مغفلاً لا يسمُ الإبل، فأمرهُ أن يأمر أوساً أن يسمها في أعناقها [قيد الفرس] (5) قال صخرٌ: وهو
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/173 والإصابة: 1/86.
(2) ناحية العرج من بلاد أسلم.
(3) ثنية في طريق مكة قريبة من الجحفة.
(4) استكمال من المعجم الكبير للطبراني.
(5) في المخطوطة: (يسمها في أخفافها) والتصويب من الطبراني والزيادة بالرجوع إليه.(1/339)
والله سنتنا اليوم وقيد (1) الفرس فيما أرى حلق حلقتين ومد بينهُما مدَّة (2) .
_________
(1) في المخطوطة: (وقفل الفرس) وتفسيره لقيد الفرس يطابق ماجاء في النهاية 3/288.
(2) المعجم الكبير للطبراني 1/223.(1/340)
108 - (أوسٌ الأنصاريُّ) (1)
583 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أبو كريب، حدثنا مسلم بن سالم، حدثنا سعيدُ بن عبد الجبار عن توبة عن سعيد بن أوسٍ الأنصاري، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا كان غداة الفطرِ وقفت الملائكةُ في أفواه الطرق فنادوا: يامعشر المسلمين أغدُوا إلى ربٍ رحيمٍ يمنّ بالخير، ويثيبُ عليه الجزيل، أُمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعْتُم ربكُم، فاقبضوا جوائزاكُمْ، فإذا صلوا العيد نادى منادٍ من السماء: ارجعوا إلى منازلكم راشدين فقدْ غُفِرتْ ذنُوبكُم كلها، ويُسمى ذلك اليوم في السماء [يوم] الجائزة (2) ورواهُ أيضاً من طريق عمرو بن شمرٍ عن جابرٍ (3) عن أبي [الزبير] عن سعد بن أوسٍ عن أبيه مرفوعاً.
584 - قال أبو نُعيمٍ: أخبرنا أحمد بن سُليمان بن أيوب بن حذْلمٍ في كتابه، حدثنا أحمدُ بن العلاء، حدثنا حمزةُ بن مالكٍ، حدثنا عمِّي سفيان بن حمزة، سمعتُ عبد الله بن عامر الأسلمي يحدث عن ربيعةِ بن أوسٍ،
_________
(1) له ترجمة في الإصابة 1/88 وأسد الغابة 1/171 أورده باسم: أوس بن سعيد الأنصاري: غير منسوب، ثم ساق الخبر الذي أخرجه له المصنف عن الطبراني.
(2) المعجم الكبير للطبراني 1/226 والزيادة بالرجوع إليه والحديث أورده المنذري وصدره بعلامة الضعف عنده في الترغيب والترهيب ج2 ص 71.
(3) هو: جابر الجعفي، وهو) متروك) قال أبو حنيفة: ما رأيت فيمن رأيت أفضل من عطاء ولا أكذب من جابر الجعفي. وقال ليث بن أبي سليم (كذاب) وقال النسائي وغيره (متروك) أهـ راجع ترجمته في تهذيب التهذيب ج2 ص 46 ويرجع إلى الخبر في المعجم الكبير للطبراني 1/226.(1/340)
عن أنيس بن عمرو، عن أهبان بن أوسٍ الأسلمي/ كذا قال: (إنه لفي غنمٍ لهُ. فشدَّ الذئبُ على شاةٍ منها، فصاح عليه، فأقْعى على ذنبه وخاطبني وقال: من لها يوم تشتغلُ عنها؟ تمنعُني رزقاً رزقنيهِ الله؟ قال: فصفقتُ بيدي وقلتُ: والله ما رأيتُ شيئاً أعجب من هذا. فقال: أتعجب ورسولُ الله بين [هذه] النخلات؟ وهو يُومئ بيده إلى المدينة. يحدث الناس بأنباء ما سبق، وأنباء ما يكون، وهو يدعو إلى الله وإلى عبادته قال: فأتى أُهبانُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحدثهُ بأمرهِ وأمر الذئب، وأسلم) (1) .
ورواه أيضاً من حديث محمد بن إسماعيل بن جعفر، وأبي عمرو الزبيدي وأبي عرفة الأنصاري كلاهُما عن سفيان بن حمزة به مثلهُ.
_________
(1) الخبر أورده ابن الأثير في ترجمة (أهبان بن أوس) انظر أسد الغابة: 1/161 وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة: قال البخاري إسناده ليس بالقوي، قلت - أي ابن حجر - لأن فيه عبد الله ابن عامر الأسلمي وهو ضعيف أهـ. 1/78 ترجمة أهبان بن أوس وفي دلائل النبوية لأبي نعيم ثلاثة أخبار أوردها في كلام الذئب ولم يذكر اسم صاحب القسم ص 318.(1/341)
585 - ولكن ذكره من رواية أبي العباس بن عُقدة، عن محمد بن أحمد بن الحسن القطراني، حدثنا عبادُ بنُ ليثٍ، عن أسباطٍ بن نضر، حدثني وهبُ بن عقبة البكائي، حدثني يزيدُ بن مُعاوية البكائي عن أهبان بن عبَّاد الخزاعي وهو الذي كلَّم الذئب، وكان من أصحاب الشجرة: (أنهُ كان يُضحي عن أهله بالشاة الواحدة) (1) .
109 - (أوفى بن مولة العَنَزي) (2)
586 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة، وأحمد بن بهرام
_________
(1) يراجع أسد الغابة 1/163.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/178 والإصابة: 1/88 والاستيعاب 1/100 وأورد ابن عبد البر خبره وقال: ليس إسناد حديث بالقوي.. وما ورد في المخطوطة من قوله: (العنزي) يوافق الطبراني في الكبير 1/293 وفي أسد الغابة والإصابة (العنبري) من بني العنبري بن عمرو بن تميم.(1/341)
الأيذجي قالا: حدثنا محمد بن مرزوق/ حدثني عبد الغفار بن منقذٍ بن حسين بن جحوان بن أبي أوفى بن ملوة العنزي عن أبيه عن جده، عن أوفى بن مولةَ. قال: (أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقطعني الغُميم، وشرط عليّ: وابن السبيل أول رَيان، وأقطع ساعده رجلاً منَّا بئراً بالفلاة يقالُ لها الجعُوينة، وهو بئر يخبأ فيها الماءُ العذب وليس بالماء المعرق، وأقطع إياس بن قتادة العنزي الجابية، وهي دون اليمامة وكُنَّا أتيناهُ جميعاً، وكتب لكلِّ رجُل منا كتاباً في أديمٍ) (1) .
_________
(1) أورده الطبراني في المعجم الكبير 1/293.(1/342)
110 - (أهبانُ بن أوس الأسلمي) (1)
587 - من أصحاب الشجرة: (أنه اشتكى ركبته، فكان إذا سجد جعل تحت ركبتهِ وسادةً رواه البخاري في المغازي، عن عبد الله بن محمد، عن أبي عامر، عن إسرائيل، عن مجزأة بن زاهر عنه مرفوعاً (2) ، ويعرف بمكلم الذئب بحديث ورد عنه وقد تقدم.
111 - (أهبان بن صيفي عنه عُدَيْسَة) (3)
588 - حدثنا روحٌ، حدثنا عبد الله بن عُبيد الديلي، عن عُديسة ابنة أهبان بن صيفي: (أنها كانت مع أبيها في منزله، فمرضَ، فأفاق من مرضه ذلك، فقام علي بن أبي طالب بالبصرة، فأتاهُ في منزله حتى قام على باب حُجرته، فسلم وردَّ عليه الشيخ السلام، فقال له عليٌّ: كيف أنت يا أبا مسلمٍ؟ قال بخيرٍ قال: ألا تخرج معي إلى هؤلاء القوم فتعينني؟ قال: بلى إن رضيتَ بما أعطيك. قال علي: وما هُو؟ فقال الشيخ: يا جارية هاتي سيفي، فأخرجت إليه غمداً فوضعهُ في حجره، فاستل منهُ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/161 والإصابة 1/78.
(2) صحيح البخاري: كتاب المغازي: باب غزوة الحديبية: 7/451.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/162. والإصابة: 1/79 والطبقات الكبرى: 7/57.(1/342)
طائفة (1) ، ثم رفع رأسهُ إلى عليٍّ فقال: إن خليلي، وابن عمك عهد إليَّ إذا كانت فتنةٌ بين المسلمين أن أتخذ سيفاً من خشبٍ، فهذا سيفي، فإن شئت خرجتُ به معك. فقال عليٌّ: فلا حاجة لي فيك، ولا في سيفك، فرجع من باب الحُجرة ولم يدخل) (2) رواه الترمذي (3) وابنُ ماجه (4) من حديث عبد الله بن عُبيدٍ عن عُديسة بنت أهبان، عن أبيها به.
_________
(1) في رواية ابن ماجه) فاستل منه قدر شبر فإذا هو خشب) 2/1309.
(2) الحديث أخرجه أحمد: 5/69 من حديث أهبان بن صيفي.
(3) سنن الترمذي: كتاب الفتن: باب ماجاء في اتخاذ السيف من خشب: 3/332 وقال: هذا حديث حسن غريب.
(4) سنن ابن ماجه: كتاب الفتن: باب التثبت في الفتنة: 2/1309.(1/343)
589 - حدثنا عفانُ، حدثنا حمادُ بن سلمة، عن أبي عمرو القسملي،
عن ابنةِ أهبان: (أن عليَّ بن أبي طالب أتى أُهبان. فقال: ما يمنعُك من اتباعي؟
قال: أوصاني خليلي وابن عمك: يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ستكون فتنة،
وفُرقةٌ، فإذا كان كذلك فاكسر سيفك واتخذ سيفاً من خشب [فقد وقعت
الفتنة والفرقة وكسرت سيفي واتخذتُ سيفاً من خشب] وأمر أهلهُ حين ثقل
أن يكفنوهُ ولا يُلبسوهُ قميصاً قال: فألبسناهُ قميصاً فأصبح والقميصُ
على المشجب) (1) .
590 - حدثنا سريج بن النعمان، عن حماد بن زيدٍ، عن عبد الكبير بن الحكم الغفاري، وعبد الله بن عُبيد، عن عُديسة، عن أبيها: (جاء إلى عليُّ بن أبي طالبٍ، فقام على الباب فقال: أثمَ أبُو مسلمٍ؟ قيل: نعم. قالَ: يا أبا مُسلمٍ ما يمنعكَ أن تأخذ نصيبك من هذا الأمر/ وتخفَّ فيه وقال: يمنعُني من ذلك عهدٌ عهدهُ إلى خليلي وابن عمك عهد إليَّ أنْ
_________
(1) الحديث أخرجه أحمد: 5/69 من حديث أهبان بن صيفي. والزيادة التي بين المعكوفين استكمال للخبر منه ومراجع أيضاً المعجم الكبير للطبراني 1/294.(1/343)
إذا كانت الفتنةُ أن أتخذ سيفاً من خشبٍ، وقد اتخذتهُ وهَا هو ذاك معلقٌ) (1) .
_________
(1) المسند: 6/393 من حديث أهبان بن صيفي والمعجم الكبير للطبراني 1/294.(1/344)
591 - حدثنا مؤمل (1) ، حدثنا حمادُ يعني ابن سلمة قال: حدثنا شيخ يقال له [أبو] عمرو، عن ابنةٍ لأهبان بن صيفي، عن أبيها وكانت لهُ صحبةٌ: (أن علياً عليه السلام لما قدم البصرة بعث إليه فقال: ما [يمنعك أن] تتبعني؟ (2) فقال: أوصاني خليلي وابنُ عمك، فقال: إنه ستكون فُرقةٌ واختلافٌ، فاكسر سيفك، واتخذ سيفاً من خشبٍ، واقعد في بيتك حتى يأتيك أمرُ الله، أو يدٌ خاطئة، أو منيةٌ قاضيةٌ، ففعلتُ ما أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن استطعت يا علي أن لا تكون تلك اليد الخاطئةِ فافعل) (3) .
592 - حدثنا أسودُ بن عامرٍ، حدثنا حمادُ بن سلمة، عن أبي عمرو القسملي، عن أبيه أهبان بن صيفي: (أن علياً أتى أهبان فقال: ما يمنعك من اتباعي؟) فذكر معناهُ (4) .
112 - (إياس بن ثعلبة أبو إمامة الأنصاري البكري الحارثي) (5)
يأتي في الكنى
593 - له حديث واحد في صحيح مسلم وسنن النسائي وابن ماجه من طريق أبي أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن كعبٍ عنهُ: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من اقتطع مال امرئ مُسلمٍ بيمينه حرم الله عليه
_________
(1) في المسند: (مؤيد) بدل) مؤمل) والصواب ما في المخطوطة. تهذيب التهذيب 10/380.
(2) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 6/393.
(3) المسند: 6/393 من حديث أهبان بن صيفي.
(4) المصدر السابق.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/181 والإصابة: 1/89.(1/344)
الجنة، وأوجب لهُ النار) قالوا: وإن كان شيئاً يسيراً؟ قال: (وإن كان قضيباً من أراكٍ) (1) .
_________
(1) صحيح مسلم: كتاب الأيمان: باب وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة: 1/122 وأخرجه ابن ماجه في كتاب الأحكام (باب من حلف على يمين فاجرة ليقتطع بها مالا) سنن ابن ماجه 2/779 والنسائي كما في تحفة الأشراف 2/8.(1/345)
594 - وله حديث آخر: (أنَّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكروا عندهُ الدنيا، فقال: (ألا تسمعون أن البذاذة (1) من الإيمان (رواه أبو داود من حديث محمد ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي أمامة، عن عبد الله بن كعبٍ، عنهُ، وابن ماجه من حديث أسامة بن زيدٍ عن عبد الله بن أبي أمامة عن أبيه (2) .
595 - رواه الطبراني من حديث عبد الله بن أحمدِ بن [حنبل] عن أبيهِ، عن ابن مهدي، عن عبد الله بن المُنيب، عن أبيه، عن جده عن أبي أُمامة بن ثعلبة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / أخبرهُم بمسيره إلى بدرٍ وأجمع الخُروج [معه] فقال له أبو بردة ابن نيارٍ: أقمْ على أمكَ (3) يا ابن أخت. فقال له أبو أمامة: [بل أنت] أقمْ على أخيك [فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -] فأمرهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بأن يقيم على أمه، وخرج أبو بردة، فقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد تُوفيتُ فصلى عليها) (4) .
حديثٌ آخر عنهُ
596 - رواهُ الطبراني من طريق الواقدي، عن عبد الله بن منيب، عن عبد الله بن أبي أمامة، عن جده، عن أبيه أبي أمامة - وكان قد صحب
_________
(1) البذاذة: رثاثة الهيئة ويقصد بها هنا التواضع في اللباس.
(2) أخرجه ابن ماجه: في كتاب الزهد: باب من لا يؤبه له 2/1379 وأخرجه أبو داود في كتاب الترجل مختصر السنن للمنذري 6/84.
(3) أي تخلف على تمريضها. وهو خاله.
(4) المعجم الكبير للطبراني 1/272 والزيادة بين المعكوفات استكمال منه.(1/345)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتوضأ من الغُمر (1) ولا يُؤذي بعضُنا بعضاً) (2) .
_________
(1) في النهاية: الغمر هو الماء الكثير 3/383.
(2) المعجم الكبير للطبراني 1/273.(1/346)
597 - وبِهِ: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يجلسُ القرفصاء) (1) .
حديث آخر عنهُ
598 - قال الطبراني: حدثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السَّرْح، حدثنا سعيدٌ بن أبي مريم حدثنا عبد الله بن المنيب [حدثني أبي] حدثني أبو عبد الله بن عطية، عن عبد الله بن أنيس، عن أبي أمامة: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من تولى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منهُ يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً، ومن حلف عند منبري هذا يميناً كاذبة يستحلُّ بها مال امرئ مسلمٍ بغير حق فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) [لا يقبلُ منه صرفٌ ولا عدلٌ، ومن أحدث في مدينتي هذه حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً] (2) وطُرق هذا الفصل الثاني في اليمين من طرق كثيرة كلفظ مسلمٍ (3) .
599 - وفي لفظٍ: (من اقتطع مال امرئ مسلم بيمين كاذبة كانتْ نكتةٌ سوداء [في قلبه] لا يُغيرها شئ إلى يوم القيامة) (4) .
113 - (إياسُ بن عبد الله بن أبي ذُبابٍ الدوسي) (5)
قال أبو داود: حدثنا أحمد بن أبي خلفٍ، وأحمد بن عمرو
_________
(1) المصدر السابق والقرفصاء هي جلسة المحتبي بيديه النهاية 4/47.
(2) المعجم الكبير للطبراني 1/273 والزيادة التي بين معكوفين استكمال منه.
(3) صحيح مسلم: كتاب الإيمان: وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة: 1/122 عن أبي أمامة.
(4) المعجم الكبير للطبراني 1/275 والزيادة التي بين المعكوفين استكمال منه.
(5) له ترجمة في أسد الغابة 1/183 والإصابة: 1/90.(1/346)
بن السرح (1) وقال النسائي: حدثنا قتيبة وقال ابن ماجه (2) .
_________
(1) سنن أبي داود: كتاب النكاح: باب في ضرب النساء: 1/495.
(2) سنن ابن ماجه: كتاب النكاح: باب ضرب النساء: 1/638 ويراجع أيضاً المعجم الكبير للطبراني 1/270.(1/347)
600 - حدثنا محمد بن الصباح كلهم عن سفيان بن عيينة، عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن إياس بن عبد الله بن أبي ذبابٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تضْربُنَّ إماء الله) فجاء عمرُ فقال: يارسول الله ذئر النساءُ (1) على أزواجهُنَّ/ فرخص في ضربهن، فأطافَ بآلِ محمد - صلى الله عليه وسلم - نساءٌ كثيرٌ يشكون أزواجهُنَّ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لقد أطاف بآلِ محمدٍ نساءٌ كثيرٌ يشكون أزواجهُنَّ وليس أُولئِك بخياركُم) (2) .
* (إياسُ بن عبد الله: أبو عبد الرحمن الفِهرْي يأتي إن شاء الله تعالى)
114 - (إياسُ بن مُعاوية المُزني) (3)
601 - قال الطبرانيُّ: حدثنا محمدُ بن رُزيق بن جامع المصري، حدثنا مُحمدُ بنُ هشامٍ السدُوسي، حدثنا يزيدُ بن هارُون، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن إياسِ بن مُعاوية المُزني، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لابدَّ من صلاةٍ بليلٍ، ولو جلبَ ناقةٍ، ولو حلب شاةٍ، وما كان بعد صلاة العشاء الآخرة فهو من الليل) (4) قال أبو موسى: المُزني هذا ليس بصحابي، إنما هو إياسُ بن مُعاوية ابن قرة المزني لجده صُحبةٌ لا لأبيه ووافقهُ ابن الأثير على ذلك أيضاً (5) .
_________
(1) أي نشزن واجترأن على أزواجهن.
(2) أي الذين يبالغون في الضرب ويكثرون منه. ويرجع إلى إخراج النسائي للخبر في تحفة الأشراف 2/10.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/187 والإصابة: 1/135 قال ابن حجر وهو تابعي صغير مشهور وهو إياس القاضي المشهور بالذكاء.
(4) المعجم الكبير للطبراني 1/271.
(5) انظر موضع ترجمته في أسد الغابة.(1/347)
115 - (إياسُ بنُ عبدِ المُزَني) (1)
حديثهُ في أول المكيينَ وثاني الشَّاميين
602 - حدثنا سفيان عن عمرو، أخبرني أبو المنهال سمع إياس بن عبد المُزني، وكان من أصحاب - صلى الله عليه وسلم - قال: (لاتبيعُوا الماء، فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تبيعُوا الماء، فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع الماء (لا يدري عمروٌ أي ماءٍ هُوَ؟ (2) .
603 - حدثنا روحٌ، حدثنا ابن جُريج، أخبرني عمرو بن دينارٍ: أن أبا المنهال أخبره: أن إياس بن عبد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تبيعوا فضُل الماء، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع الماء) / قال والنَّاسُ يبيعُون ماء الفُراتِ فنهاهم (3) رواه أبو داود (4) والترمذي (5) والنسائي (6) من حديث داود بن عبد الرحمن القطَّار، وأخرجهُ النسائي وابن جُريج كلهُم عن عمرو بن دينارٍ بهِ.
116 - (أيفع بن عبد كلال الكلاعي الشامي) (7)
ذكرهُ عبدان بن محمد المروزيُ، وأبو بكر الإسماعيلي في أسماء الصحابة، وقال الأزدي: أيقع بن عبد بن كُلال له صحبة.
604 - قال أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي: حدثني أبو عبد الله
_________
(1) في الأصل المخطوط: (إياس بن عبد الله) قال ابن الأثير: إياس بن عبد، غير مضاف إلى اسم الله تعالى، وكذلك هو في مسند الإمام أحمد والمعجم الكبير للطبراني 1/269 والطبقات الكبرى لابن سعد 5/340 والذي ذكره الترمذي: عبد الله أهـ أسد الغابة: 1/184 وانظر الإصابة: 1/90 تفرد في الرواية عنه أبو المنهال.
(2) المسند: 4/138 من حديث إياس بن عبد المزني. والمعجم الكبير للطبراني 1/269.
(3) المسند: 3/417 من حديث إياس بن عبد.
(4) سنن أبي داود: كتاب الإجارة: باب في بيع فضل الماء: 2/249.
(5) سنن الترمذي: كتاب البيوع: باب ماجاء في بيع فضل الماء: 3/562.
(6) سنن النسائي: كتاب البيوع: باب بيع فضل الماء: 7/307.
(7) له ترجمة في أسد الغابة: 1/187 والإصابة: 1/91.(1/348)
الصوفي أحمد بن الحسن، حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا الوليد عن صفوان بن عمرو، سمعت أيفع الكُلاعي على منبر حمص يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أدخل الله أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار. قال: يا أهل الجنة كم ببثتُم في الأرض عدد سنين؟ قالوا: لبثنا يوماً أو بعض يومٍ) قال: نعم ما اتجرتم في يومٍٍ، أو بعض يومٍ رضواني وجنتي، امكثوا خالدين مُخلدين. ثم يقول: يا أهل النار. كم لبثتُم في الأرض عدد سنين؟ قالوا: لبثنا يوماً أوْ بعض يومٍ قال: بئسَ ما اتَّجرتُم في يومٍ أوْ بعض يومٍ غضبى وسخطى، أمكثوا فيها خالدين مخلدين، فيقولون: ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون فيقول: {إِخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِمُونَ} فيكون ذلك آخرُ عهدهم بكلام ربهم) (1) .
_________
(1) هذا الحديث إسناده ضعيف، قال الحافظ ابن حجر) إسناده مرسل أو معضل، ولا يصح لأيفع سماع من صحابي) الإصابة: 1/135.
والمرسل هو: ما أضافه التابعي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمعضل هو: ما سقط منه اثنان فصاعدا من رواته على التوالي وكلاهما من أنواع الحديث الضعيف.(1/349)
117 - (أيمنُ بن خُريم بن فاتك الأسديُّ) (1) /
في ثالث الشاميين
605 - روى الطبراني من رواية عامر الشعبي قال: قال مروان، وفي رواية عبد الملك بن مروان، لأيمن بن خُريمٍ: ألا تقاتل معنا؟ فقال: إنَّ أبي وعمي شهدا بدراً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعهدا إليَّ أن لا أقاتل مُسلماً أو أحداً يشهدُ أن لا إله إلا الله، فإن أتيتني ببراءةٍ من النار قاتلتُ معك، فقال: اذهب فلا حاجة لنا فيك وأنْشأ أيْمنُ يقولُ:
فلستُ بقاتلٍ رجلاً يُصلي ... على سُلطان آخر من قريش
له سلطانهُ وعليَّ إثمي ... معاذَ الله من سفهٍ وطيش
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/188 والإصابة: 1/92.(1/349)
أأقتلُ مسلماً من غير جُرمٍ ... فلست بنافِعِي ما عشتُ عيشي (1)
_________
(1) الخبر مذكور في ترجمته في أسد الغابة ويرجع إليه بطريقه في المعجم الكبير للطبراني 1/290.(1/350)
606 - حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، حدثنا سفيان بن زيادٍ، عن فاتك بن فُضالة، عن أيمن بن خُريمٍ. قال: (قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيباً قال: يا أيها الناس عدلتْ شهادةُ الزور إشراكاً بالله) ، ثلاثاً، ثم قرأ: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (1) .
118 - (أيمنُ بنُ أم أيمن وهو أيمن بن عُبيدٍ) (2)
ابن عمرو بن بلالٍ بن أبي الحرباء بن قيس بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج، ويُعرف بالحبشي، وهو أخو أسامة بن زيد لأمه بركة أم أيمن، حاضنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفيمن استشهد يوم حنين.
607 - هذا وقد روى عنهُ حديثٌ مرفوعٌ، لكنه منقطعٌ، وأسندهُ أبو نُعيم من طريق سفيان الثوري عن منصور، عن مُجاهد، عن عطاء، وفي رواية عن مُجاهد وعطاءٍ، عن أيْمن الحبشي، قال: (لم يقطع النبي - صلى الله عليه وسلم - السارق إلا في ثمن المجنِّ، وكان ثمن المِجَن يومئذٍ ديناراً) (3) .
608 - ثم رواهُ من طريق صالح والحسن بن حسن بن حي عن منصور عن الحكم عن مجاهدٍ وعطاءٍ عن أيمن/ وكان فقيهاً قال: تُقطعُ يدُ السارق في ثمن المجنِّ (4) وكان ثمن المِجنِ على عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دينارٌ أو عشرةُ دراهمَ.
_________
(1) المسند: 4/178 والآية 30 سورة الحج.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/189 والإصابة: 1/92.
(3) الحديث مذكور في ترجمته في أسد الغابة، وقال ابن الأثير: هذا حديث مرسل. ويرجع إليه في المعجم الكبير للطبراني 1/289 وفي سنن النسائي 8/75.
(4) المجن: هو ترس المحارب، ويرجع إلى الخبر في المعجم الكبير للطبراني 1/289 وسنن النسائي 8/76.(1/350)
119 - (أيمن بن يَعْلَى أبو ثابتٍ الثقفيُّ) (1)
609 - سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من ظلَم قيدَ شبرٍ من الأرض جاء يوم القيامة يحملهُ على عُنقِهِ أسفلِ الأرضين) رواه أبو نُعيم من طريق عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن الشعبي به، والصواب عن الشعبي، عن أبي ثابتٍ بن أيمن (2) عن يعلى بن مُرة كما سيأتي. ثم قال النسائيُّ بعد سوقه حديث السارق عن أيمن بن عُبيد، وأيمن الذي تقدم ذكرهُ ما أحسبُ أن لهُ صحبة فقد روى عنهُ عطاءٌ (3) .
610 - حديثاً آخر يدُل على ما قُلنا: حدثنا سوارُ بن عبد الله بن سُوارِ ابن خالد بن الحارث، وحدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلامٍ، حدثنا إسحاق قال: أنبأنا عبد الملك، وهوُ ابن أبي سُليمانَ، عن عطاء، عن أيمنَ مولى ابن الزبير، عن تُبيعٍ، عن كعب قال: (من توضأ فأحسن الوضوء وصلى - وقال سوار من صلى العشاء الآخرة - ثم صلى بعدها أربع ركعاتٍ، فأتَم - قال سوار: يتمُّ ركوعهُنَّ، وسجودهُنَّ - ويعلمُ ما يقرأ فيهن كُنَّ لهُ بمنزلةِ ليلة القدر) ثم قال النسائي: من حديث ابن جُريجٍ، عن عطاء بن أيمن مولى ابن عمر عن تُبيع عن كعب نحوهُ (4) .
120 - (أيوب بن بشيرٍ الأنصاريُّ) (5)
611 - أنه قال: يارسول الله قد أجمعتُ على أن أجعلَ ثُلثَ صلاتي دعاءً لك. فقال: لا عليكَ أن تفعل، ثم قال: نصفها، ثم قال: جميعها.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/189 وقال ابن الأثير: أيمن هذا ليس بصحابي، وإنما هو تابعي كوفي مولى بني ثعلبة والإصابة: 1/135 وقال الحافظ ابن حجر: تابعي معروف.
(2) وانظر الإصابة في ترجمته.
(3) تحفة الأشراف 2/12.
(4) النسائي كما في تحفة الأشراف 2/12.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/190 والإصابة: 1/93.(1/351)
فقال: ((إذاً يكفيكَ الله ما أهمكَ من أمرِ دنياك وآخرتك) (ذكرهُ عبدان وابن شاهين في الصحابة وروى عنهُ هذا الحديث محمد بن يحيى بن حبان (1) .
_________
(1) الخبر أورده ابن الأثير في ترجمته من رواية محمد بن يحيى بن حبَّان.(1/352)
612 - قال ابن الأثير وروى محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري عن أيوب بن بشيرٍ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أفضلُ الصدقة على ذي الرحم الكاشح) (1) والظاهر أن هذا مرسلٌ، فإن أيوباً هذا ليس من الصحابة، إنما قصاراه أن يروى عن عباد بن عبد الله بن الزبير (2) ، فالله أعلم.
إنتهى
الجزء الرابع من) تجزئة المصنف (
ويليه الجزء الخامس
بإذن الله
_________
(1) الكاشح: العدو الذي يضمر عداوته ويطوى عليها كشحه أي باطنه.
(2) الخبر أخرجه ابن شاهين عن أيوب بن بشير قال السيوطي: له رؤية وعده قوم في الصحابة.
وأخرجه أيضاً أحمد والدارمي والطبراني عن أيوب بن بشير عن حكيم بن حزام وأخرجه البيهقي في السنن عن أيوب بن بشير عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة.
وله تخريجات أخرى يرجع إلى جمع الجوامع 1/1164 سنن الدارمي 1/397.(1/352)
حرف الباء(1/353)
121 - (باقُوم، ويقال بَاقُولٌ الرُّوميُّ) (1)
613 - نجارُ المنبر النبوي، مولى سعيد بن العاص، روى عنهُ صالحُ مولى التَّوءَمة: (أنهُ صَنعَ المنبر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من طرفاء (2) الغابة ثلاث درجاتٍ القعدة ودرجتين قال أبو عُمر بن عبد البر ليس إسنادُهُ بالقائم (3) .
122 - (بُجيرُ بن بجرة الطائيُّ) (4)
614 - قال ابن إسحاق: ثُمَّ بعثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى أُكيدر دُومةِ الجندل، وهو أكيدرُ بن عبد الملك بن كِنْدة، وكان مَلكاً عليها، وكان نصرانياً، وقال لخالد: إنك تجدهُ مُقمِرَةٌ، فلقيه في ركبٍ من أهل بيتهِ، فأخذهُ،
وقتل أَخَاهُ حسَّاناً، فقدم بأكيدْرَ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحقن له دمهُ، وصالحهُ
على الجزية، وخلَّى سبيله، ورجع إلى قريته، فقال رجل من طيئٍ يُقال لهُ بُجيرُ بن بجرة في ذلك:
تبارك سائق البقراتِ إني ... رأيت الله يهدي كل هادِ
فمن يكُ عائداً عن ذي تبُوكٍ ... فإنَّا قد أُمرنَا بالجهادِ
615 - قُلتُ: رواه أبو نُعيم من طريق أبي المعارك الفيدي الطائي واسمهُ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/195 والإصابة: 1/136.
(2) الطرفاء: شجر قال أبو حنيفة: الطرفاء من العضاه. اللسان 4/2661.
(3) قاله ابن عبد البر في الاستيعاب: 1/182، وقال الحافظ ابن حجر عن هذا الحديث: ضعيف الإسناد وهو مرسل.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/196 والإصابة: 1/137 والاستيعاب: 1/168.(1/353)
الشَّمَاخُ بن المعارك بن مرة بن صخر بن بجير بن بجرة حدثني أبي عن جدِّي عن أبيه بُجير بن بجرة قال: كُنتُ في الجيش الذي بعثهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة فذكر نحوه (1) .
_________
(1) الخبر ذكره ابن الأثير في أسد الغابة، وابن حجر في الإصابة وعلق عليه بقوله: أبو المعارك
وآباؤه لا ذكر لهم في كتب الرجال. ويرجع إليه بتمامه في سيرة ابن هشام مع الروض الأنف 4/178.(1/354)
123 - (بجينة. ذكرهُ عبدَان في الصَّحابةِ) (1)
616 - ورُوي من طريق أبي خالد الدالاني (2) ، عن محمد بن عبد الرحمن ابن ثوبان، عنه قال: (رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / رجلاً صلى أربعاً بعدْ الظهر) ، فقال: (اجعلوا بينهما فصلاً) . والصوابُ ما رواهُ عبدُ الرزاق، عن يحيى بن أبي سعدٍ، عن ثوبان، عن عبد الله بن مالك بن بُحينة به (3) .
124 - (بَدرُ بن عبد الله الخَطْمى) (4)
617 - قال أبو نعيم حدثنا أبو بكير حدثنا عباد بن غنَّام، حدثنا ابن نُمير، حدثنا ابن أبي فُديك أحمد بن عمر بن محمد الأسلمي عن مُليح (5) بن عبد الله بن بدر الخطمي، عن أبيه، عن جده. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (خمسٌ من سُنن المُرسلين: الحياءُ والحلمُ والحجامةُ والسّواكُ والتَّعطُر)) (6) .
_________
(1) () ... له ترجمة في أسد الغابة: 1/200 وفيها أنه منسوب إلى أمه.
(2) في أسد الغابة من طريق / أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن.. وهو أبو خالد الدالاني يراجع تهذيب التهذيب 12/82.
(3) الخبر مذكور في مصادر ترجمته.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/201 والإصابة: 1/139.
(5) في المخطوطة: (قليح) والصواب ما أثبتناه يراجع التاريخ الكبير للبخاري 8/10.
(6) الخبر مذكور في مصادر ترجمته ويرجع إلى تخريجاته في جمع الجوامع 2/1718 وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 8/10.(1/354)
حديثٌ آخر(1/355)
618 - قال أبو نُعيمِ: حدثنا أبو محمد بن حَبانَ، حدثنا موسى بن هارُون ابن سعدٍ، حدثنا زهير بنُ حرب، حدثنا أبو معاوية، عن محمد بن قيس بن البراء، عن عبد الله بن بدرٍ، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من أراد أن يُبارَك له في أجلهِ وأن يُمتَّعَ بما خُوِّلَهُ فليخلفني في أهْلِي خِلاَفةً حسنةً، ومن لم يَخلفني فيهم سبك عمره وورد علىَّ يوم القيامة مُسوداً وجههُ.
125 - (بدرُ بن عبد الله المُزني) (1)
619 - روى أبو نُعيم من طريق عمرو بن الحصين، حدثنا أبو قِلابَةَ، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن بكرِ بن عبد الله المُزني، عن بدر بن عبد الله المُزني. قال: قلت: (يارسول الله إني رجلٌ محارف (2) لا يَنْمَى لي مالٌ. فقال: قُل إذا أصبحت: [بسم الله على نفسي] (3) بسم الله على أهلي ومالي اللهُمَّ رضِّني بما قضيت لي، وعافني فيما أبقيت حتى [لا أحب] (4) تعجيل ما أخَّرتَ، ولا تأخير ما عجلت) قال: فكنتُ أقُولهنَّ، فأَنْمَى الله لي مالي، وقضى عني ديني وأغناني وعيالي.
126 - (بدرٌ أبو عبد الله مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (5)
620 - قال: (قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالوصية قبل الدين) ، صوابه: (بالدين قبل الوصية) ، (وأن الإخوة من الأب والأم يتوارثون دُون الإخوة من الأب) هكذا رواه ابن الأثير من طريق إسحاق بن [أبي]
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/201 والإصابة: 1/139.
(2) المحارفة: هي الشدة في المعاش.
(3) مابين المعكوفين زدناه من أسد الغابة من رواية أبي نعيم.
(4) مابين المعكوفين زدناه من أسد الغابة من رواية أبي نعيم.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/201 والإصابة: 1/140.(1/355)
إسرائيل، عن محمد بن جابر، عن عبد الله بن بدرٍ، عن أبيه، وقد رواهُ إسحاق الطباع، ورواهُ/ ابن الجراح عن محمد ابن جابر عنْ عبد الله بن بدرٍ عن ابن عمر مرفوعاً (1) .
_________
(1) الخبر ذكره ابن الأثير في أسد الغابة وعن علي بن أبي طالب عن الترمذي وأحمد بن حنبل وابن ماجه. جمع الجوامع 2/4082.(1/356)
127 - (بُديلُ بن عَمرو الخطْميِّ) (1)
621 - ذكر أبو نُعيمٍ من حديث محمد بن عبد الله بن رستة، حدثنا عمرو ابن مالك، حدثنا فُضيل بن سليمان، حدثنا عبد العزيز بن عُمر بن عبد العزيز، عن الحليس بن عمرو، عن أمه الفارعة، عن جدِّها بديل بن عمرو الخطمي قال: (عَرضتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رُقْية الحيَّة فأذِنَ لي فيها ودعا بالبركة) (2) .
128 - (بُديل بن ورقاء الخزاعي) (3)
وهو ابن عمرو بن ربيعة بن عبد العزى بن ربيعة بن جُزَي بن عامر بن مازن الخزاعي، وقيل غير ذلك في نسبه، قال ابن عبد البر: [أسلم] هو وابنه، وحكيم بنُ حِزامٍ يوم الفتح، وكانت داره يومئذ أمْناً لمن دخلها، وشهد هو وابنهُ حُنيناً والطائف وتَبُوكَ (4) .
622 - قال ابن أبي عاصمٍ: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن [بن محمد] بن بشر بن عبد الله [بن سلمة] بن بُديل بن ورقاء الخزاعي، حدثني أبي عن أبيه عن أبيه عن أبيه [بشير بن عبد الله عن أبيه
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/202 والإصابة: 1/140.
(2) قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه، وقال ابن حجر: وفي الإسناد من لا يعرف، وانظر ترجمته في الإصابة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/203 والإصابة: 1/141.
(4) الاستيعاب لابن عبد البر 1/165 واختلف في تاريخ وفاته كما في الإصابة.(1/356)
عبد الله بن سلمة عن أبيه سلمة] (1) قال: (دفع إليّ أبي بُديل بنُ ورقاء هذا الكتاب، وقال: يا بني هذا كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستوصوا به فلن تزالوا بخيرٍ مادام فيكم: ((بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى بُديل بن ورقاء وسروات بني عمرو، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هُوَ، أَمَّا بعد: فإني لم آثم بإلِّكُمْ (2) ولم أضِعْ في جنبكم، وإن أكرم أهل تِهامة عليَّ أنتُم، وأقربهُم بي رحماً، ومن تبعكم من المطيبين، وإني أخذتُ لمن هاجر منكم مثل ما أخذتُ لنفسي، ولو هاجر بأرضِه غير ساكنِ مكة إلا معتمراً أوْ حاجاً، وإني لم أضع فيكم إذا سلمتُ، وأنتم غير خائفين من قبلي، ولا محصرين)) (3) وكان الكتاب بخط علي بن أبي طالبٍ، ورواه الطبراني عن أحمد بن أبي يحيى المصري، عن عبد الرحمن بن محمد، عن آبائِهِ بهِ (4) .
حديث آخر عنهُ
_________
(1) استكمال للسند من الإصابة.
(2) الإل: العهد، والمعنى: لم أخن عهدكم فآثم.
(3) الخبر أورده ابن الأثير وابن حجر في ترجمته.
(4) المعجم الكبير للطبراني 2/29.(1/357)
623 - رواه أبو نُعيم من طريق بن إسحاق، عن أبي عبلة بن أبي بديل
ابن ورقاء، عن أبيه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يحبس السبايا والأموال يوم حُنين
بالجعرانة حتى يقُدَمَ عليه فحبستُ (1) . وله حديث آخر في الأصل/.
624 - حدثنا أبو سعيدٍ مولى بني هاشم، حدثنا سعيد بن أبي سلمة بن أبي الحُسام، حدثني مولى لآلٍ عمر، حدثنا صالح بن كيسان، عن عيسى بن مسعودٍ ابن الحكم الزّرقي، عن جدتهِ حبيبة بنت شريف:
_________
(1) () ... قال الحافظ ابن حجر: رواه البخاري في تاريخه وإسناده حسن، الإصابة: 1/141 ولفظ البخاري: (فحبسه) التاريخ الكبير 2/141.(1/357)
أنها كانت مع أبيها، فإذا بُديل بن ورقاء على العضباء (1) راحلةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برحلهِ، فنادى: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من كان صائماً فليفطر فإنها أيامُ أكلٍ وشُربٍ (2) .
_________
(1) هو اسم علم لناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، منقول من قولهم ناقة عضباء: أي مشقوقة الأذن. النهاية 3/251.
(2) الخبر أورد نحوه الحافظ ابن حجر في ترجمته من رواية أبي نعيم والبغوي.(1/358)
129 - (بُديلٌ غير منسوبٍ. عدادُهُ في الكُوفيين) (1)
625 - قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسحُ عن الخفين) ورواه أبو نعيمٍ من طريق عبد الرحمن بن يحيى الخلال، عن رشدين، عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه عنه بهِ (2) .
130 - (بذِيمة والد علي) (3)
626 - عن أحمد بن منيع، عن أشعث بن عبد الرحمن، عن الوليد بن
ثعلبة، عن علي بن بذيمة، عن أبيه قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر حديثاً في الدُّعاءِ.
131 - (البراء بن أوس بن خالد) (4)
627 - (أنهُ قاد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرسين فضربَ لهُ بخمسةِ
_________
(1) قال ابن الأثير وابن حجر: عداده في أهل مصر أهـ. انظر ترجمته في أسد الغابة: 1/204 والإصابة: 1/141.
(2) الخبر أورده ابن الأثير وابن حجر في ترجمته، وقال ابن حجر: رشدين بن سعد أحد
الضعفاء.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/204 وقال ابن حجر في الإصابة: ذكر في الصحابة وهو خطأ نشأ عن سقط في الإسناد. قال ابن منده: ذكره ابن صاعد في الصحابة وساق حديث الدعاء بسنده وعلق عليه أبو نعيم بقوله: وهو وهم وأوضح ابن حجر هذا الوهم وهو سقوط أبي عبيدة بن عبد الله ابن مسعود بين علي وأبيه بذيمة. الإصابة 1/178.
(4) له ترجمة في أسد الغابة 1/205 وفي الإصابة 1/147 والاستيعاب 1/137 قال ابن شاهين: هو زوج مرضعة إبراهيم بن النبي - صلى الله عليه وسلم -.(1/358)
أسهمٍ) ذكره أبو نُعيمٍ من رواية الواقدي، عن يعقوب بن محمد بن صعصعة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن البراء بن أوس.(1/359)
132 - (البراء بن عازب) (1)
ابن الحارث بن عدي بن جُشيم بن مجدعة بن حارثةَ بن الحارث بن عمرو ابن مالك بن الأوس بن عمارة الأنصاري الأوسي. استُصغر يوم بدرٍ، وشهد أُحداً، والخندقَ، وما بعدهما أربع عشرة غزوة.
إيادُ بن لقيطٍ عنهُ
628 - حدثنا أبُو الوليد وعفانُ قال: حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط، حدثنا إياد بن لقيطٍ، عن البراء بن عازب. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا سجدتَ فضع كفيك، وارفع مرفقيك) (رواه مُسلمٌ، عن يحيى بن يحيى، عن عبد الله بهِ (2) .
629 - حدثنا أبو الوليد وعفانُ قالا: حدثنا عُبيدُ الله بنُ إياد، عن البراء ابن عازب قال: قال/ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كيف تقولون بفرح رجل انفلتت منه راحلتهُ تجرّ زِمامها بأرضٍ قفرٍ ليس فيها طعامٌ، ولا شرابٌ، وعليها شرابٌ وطعام، فطلبها حتى شقَّ عليه، ثم مرَّت بجذْلِ شجرةٍ - قال عفان: بجذلِ - فتعلق زمامُها، فوجدها مُعلقةً [به] (3) قال - عفان: متعلقةٌ به - قال قُلنا: شديداً يارسول الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أما والله لله أشدُ فرحاً بتوبة عبده من [هذا] (4) الرجُل براحلتهِ) (قال أبو عبد الرحمن: وحدثناهُ جعفرُ بنُ حميد، حدثنا عبيد الله بن إيادٍ مثلهُ (5) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/205 والإصابة: 1/142.
(2) صحيح مسلم: كتاب الصلاة: باب الاعتدال في السجود: 1/354، وأخرجه أحمد في المسند: 4/283 من حديث البراء.
(3) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/283.
(4) مابين المعكوفين ليس في المسند 4/283 من حديث البراء بن عازب.
(5) أخرجه مسلم في صحيحه) كتاب التوبة) 5/590.(1/359)
حديثٌ آخر عن إيادٍ(1/360)
630 - قال أبو يَعلى: حدثنا قاسمُ بن أبي شيبة حدثنا أسامة عن صدقة بن أبي عمران عن إياد بن لقيطٍ عن البراء. قال: (كُنَّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمرَّ بسخلةٍ ميتةٍ (1) ، فقال: أترون هذا هان على أهله؟ قلنا: نعم [قال] : تروا هذه الدنيا أهونُ على الله من هذا على أهلهِ (2) .
ثابت بن عُبيدٍ
631 - مولى زيد بن ثابتٍ عنه: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن لحُومِ الحُمر الأهلية) رواهُ مسلمٌ في الذبائح عن أبي كُريبٍ وإسحاق بن إبراهيم: كلاهُما عن محمد بن بشر عن مسعرٍ بهِ (3) .
حرامُ بن مُحَيِّصة عنهُ
632 - حدثنا محمد بن مُصعبٍ، حدثنا الأوزاعيُّ، عن الزهري، عن حرام ابن محُيصة، عن البراء بن عازبٍ: (أنهُ كانت لهُ ناقة ضاريةٌ (4) ، فدخلتْ حائطاً فأفسدتْ [فيه] (5) فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّ حفظ الحوائط بالنهار على أهلها، وأن حفظ الماشية بالليل على أهلها، وأنَّ ما أصابت الماشيةُ بالليل فهو على اهلها) (6) رواه أبو داود في البيوع عن محمود بن خالدٍ الفريابي (7) والنسائي في العارية، عن عمرو بن عثمان،
_________
(1) السخلة: ولد الغنم من الضأن والمعز ساعة يولد وجمعه سخل بوزن فلس وسخال.
(2) الحديث أخرجه بلفظ أتم أحمد والترمذي والطبراني عن المستورد بن شداد وله تخريجات أخرى عن عبد الله بن ربيعة السلمي وابن عمرو وأبي هريرة وسهل بن سعد جمع الجوامع 1/136.
(3) أخرجه مسلم: كتاب الصيد والذبائح: باب تحريم أكل لحم الحمر الإنسية: 3/1539.
(4) ضاربة: أي معتادة لرعي زرع الناس.
(5) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند.
(6) رواه أحمد في المسند: 4/295 من حديث البراء بن عازب.
(7) سنن أبي داود: كتاب البيوع: باب المواشي تفسد زرع قوم: 2/267.(1/360)
عن الوليد كلاهما، عن الأوزاعي بهِ ورواهُ النسائي أيضاً وابنُ ماجه من حديث سفيان، عن عبد الله بن عيسى - زادَ النسائي وإسماعيل بن أمية - كلاهُما عن الزهري به (1) وسيأتي حديث الزهري عن سفيان/.
حديث [خيثمة بن عبد الرحمن عنه] (2)
_________
(1) سنن ابن ماجه: كتاب الأحكام: باب الحكم فيما أفسدت المواشي: 2/781، والنسائي في الكبير كما في تحفة الأشراف 2/14.
(2) زيادة يستلزمها سند الحديث وليكتمل منهج المصنف.(1/361)
633 - (قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} (1) نزلت في عذاب القبر) رواهُ مسلمٌ في صفة النار (2) والنسائي في الجنائز (3) وفي التفسير من حديث ابن مهدي عن سفيان عنه به (4) .
(حديث الرَّبيع بن عازب عن أبيه)
634 - وفي ترجمة أبي إسحاق، حدثنا يزيد، أنبأنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن الربيع بن البراء، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أنه كان إذا رجع من سفرهِ قال آيبون تائبون عابدون لربنا حامدُون) (5) .
635 - حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثني أبو إسحاق، عن الربيع بن البراء، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أقبل من سفرهِ قال: آيبون تائبُون عابدون لربنا حامدون) (6) .
_________
(1) سورة إبراهيم الآية 27.
(2) صحيح مسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها: باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر: 4/2202.
(3) سنن النسائي: كتاب الجنائز: باب عذاب القبر: 14/101.
(4) السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/14.
(5) مسند أحمد: 4/298 من حديث البراء بن عازب. وأخرجه الترمذي من طريق شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت الربيع بن البراء بن عازب يحدث عن أبيه إلخ ... ثم قال أبو عيسى: وروى هذا الحديث عن أبي إسحاق عن البراء ولم يذكر فيه: عن الربيع بن البراء ورواية شعبة أصح سنن الترمذي 5/498.
(6) المسند: 4/289 من حديث البراء بن عازب.(1/361)
636 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن أبي إسحاق: سمعتُ ربيع ابن البراء يحدث عن البراء: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أقبل من سفرهِ قال آيبُون تائبُون لربنا حامدون) (1) رواه الترمذي والنسائي من حديث شعبة بهِ قال الترمذي: ورواهُ الثوري عن البراء ولم يذكر الربيع ورواية شعبة أصحُّ (2) .
(الربيعُ بن لُوطٍ عن عمه البراء بن عازبٍ)
637 - (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذ مضجعهُ وضع يدهُ اليُمنى تحت شقِّهِ الأيمن) الحديث رواه النسائي في اليوم والليلةِ عن عبد الله بن الصباح، عن [معتمر ابن سليمان] عن محمد بن عمرو عنه بهِ (3) .
(زاذان أبو عمرو البزار عنهُ)
638 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش عن منهالِ بن عمرو، عن زاذان، عن البراء بن عازب. قال: (خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازةِ رجلٍ من الأنصار، فانتهينا إلى القبر، ولمَّا يُلْحَدُ، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجلسنا حولهُ، كأن على رؤوسنا الطَّيرُ، وفي يده عُودٌ ينكتُ به في الأرض، فرفع رأسه، فقال: (استعيذوا/ [بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثاً ثم قال: إن العبد المؤمن إذا كان] (4) في انقطاع من الدنيا. وإقبالٍ من الآخرة. نزل إليه ملائكة [من السماء بيض الوجوه] (5) كأن وجوههم
_________
(1) المسند: 4/289 من حديث البراء بن عازب.
(2) سنن الترمذي: كتاب الدعوات: باب ما يقول إذا رجع من سفره: 5/498، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح والنسائي في الكبرى وفي اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف 2/15.
(3) عمل اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف 2/15 وما بين معكوفين تصويب منه وكانت بالمخطوطة: (عن سعيد) .
(4) مابين المعكوفين كان بياضاً بالأصل وأثبتناه من رواية أحمد في مسنده.
(5) مابين المعكوفين كان بياضاً بالأصل وأثبتناه من رواية أحمد في مسنده.(1/362)
الشمس، معهم كفنٌ من أكفان الجنة [وحنوط من حنوط الجنة] (1) فجلسوا منه مدَّ البصر، ثم يجئُ ملك الموت عليه السلام، حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيَّتُها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرةٍ من الله ورضوانٍ. قال: فتخرج تسيلُ كما تسيلُ القطرة من في السقاء، فيأخُذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عينٍ، حتى يأخُذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط، ويخرجُ منها كأطيب [نفحة مسك] (2) وُجدتْ على وجه الأرض. قال: فيصعدون بها.
ولا يمرون - يعني بها على ملإٍ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الرُّوح الطيبُ؟ فيقولون: فلانُ بن فلانٍ، بأحسنِ أسمائهِ التي كانوا يُسمونهُ بها في الدنيا، حتى ينتهُوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له، فيفتح له، فيشيعهُ من كل سماءٍ مُقرِّبوها إلى السماء التي تليها، حتى ينتهوا به إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابهُ في علِّيين، وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتُهم، وفيها أعيدُهم، ومنها أخرجهم تارةً أُخرى، قال: فتُعادُ رُوحُه في جسده، فيأتيه ملكان، فيجلسانهُ، فيقولان لهُ: من ربُّك؟ فيقولُ ربي الله. فيقولان لهُ: ما دينُك؟ فيقول: ديني الإسلام فيقولان: ما هذا الرجلُ [الذي بعث فيكم؟] (3) فيقول: هُو رسول الله. فيقولان: وما علمُكَ؟ فيقولُ: قرأتُ كتاب الله، فآمنتُ به، وصدقتُ. فينادي منادٍ من السماء: أنْ صدق عبدي، فأفرشوهُ من الجنة [وألبسوه من الجنة] (4) وافتحوا له باباً إلى الجنةِ. قال: فيأتيهِ من روحها ونسيمها وطيبها ويفسح له في قبرهِ مدَّ بصره. قال: فيأتيه رجلٌ [حسن الوجه] (5) حسنُ الثياب طيب الريح،
_________
(1) مابين المعكوفين كان بياضاً بالأصل وأثبتناه من رواية أحمد في مسنده.
(2) مابين المعكوفين كان بياضاً بالأصل وأثبتناه من رواية أحمد في مسنده.
(3) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/287 وهو الأليق بالسياق.
(4) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/287.
(5) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/287.(1/363)
فيقولُ له: أبشر بالذي يسُركَ [هذا يومك] (1) الذي كنت توعدُ. فيقول لهُ: من أنت؟ فوجهُكَ الوجهُ يجئ بالخير، فيقولُ: أنا عملُك الصالح. فيقولُ: رب أقِم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجعَ إلى أهلي ومالي / قال وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاعٍ من الدنيا وإقبال من الآخرةِ نزل إليه ملائكةُ من السماء سودُ الوجوهِ معهم المسُوحُ، فيجْلسُون منهُ مدَّ البصر، ثم يجئ ملك الموتِ، حتى يجلس عند رأسهِ، فيقولُ: أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى غضب الله وسخطه.
قال: فتُفرق في جسده، فينتزعُها كما ينتزعُ السفُّود (2) من الصوف المبلول، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يدهِ طرفةَ عينٍ، حتَّى يجعلوها في تلك المُسُوحِ، ويخرجُ منها كأنتن ريحٍ [جيفة] (3) وُجدتْ على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرُّون بها على ملإٍ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الخبيثة؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأقبح أسمائه التي كان يُسمى بها في الدنيا حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا، فيُستفتحُ له، ولا يُفتحُ له، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} (4) فيقول الله تبارك وتعالى: اكتبوا كتابهُ في سجين في الأرض السُفلى فتطرحُ روحَهُ طرحاً، ثم قرأ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} (5)
فتعاد روحُهُ في جسده، فيأتيه ملكان، فيُجلسانه، فيقولان لهُ: من ربك؟ فيقولُ: هاهٌ هاه. لا أدري؟ فيقولان له: [مادينك؟ فيقول: هاه هاه، لا أدري فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري. فيقولان له] (6)
_________
(1) مابين المعكوفين كان بياضاً بالأصل وزدناه من لفظ المسند.
(2) السفود: جريدة ذات شعب معقفة يشوى به اللحم. اللسان 3/2024.
(3) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/288.
(4) سورة الأعراف، آية (40) .
(5) () ... سورة الحج، آية (31) .
(6) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند وبه يستقيم السياق.(1/364)
لادريت، فينادي منادٍ من السماء أن كذبَ فأفرشوا له من النارِ، وافتحُوا له باباً من النار، فيأتيه من حرِّها وسمُومها. ويُضيَّقُ عليه قبرُهُ، حتى تختلف فيه أضلاعُه، ويأتيه رجلٌ قبيحُ الوجه قبيح الثياب منتنُ الريح، فيقول: أبشرْ بالذي يسوءك هذا يومَ الذي كُنْتَ توعدُ، فيقولُ: من أنْتَ؟ فوجهك الوجه الذي يجئ بالشر. فيقولُ: أنا عملك الخبيثُ فيقولُ: ربِّ لا تُقم الساعة) (1) .
رواهُ أبو داودَ في السُّنةِ عن هنادٍ، عن أبي معاوية وعبد الله بن نُمير، وفي الجنائز، عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير كلهم، عن الأعمش به (2) .
ورواه النسائيُّ (3) وابن ماجه من حديثِ عمرو بن قيسٍ، زادَ ابن ماجه (4) ويونس بن خباب كُلهم عن المنهالِ بن عمرو به.
_________
(1) رواية أحمد بطوله في المسند: 4/287 من حديث البراء.
(2) سنن أبي داود: كتاب السنة: باب المسألة في القبر: 2/540.
(3) سنن النسائي: كتاب الجنائز: باب الوقوف للجنائز: 4/78.
(4) سنن ابن ماجه: كتاب الجنائز: باب ماجاء في الجلوس في المقابر: 1/494، وأخرج صدره.(1/365)
639 - حدثنا ابن نمير/، حدثنا الأعمش، حدثنا المنهالُ بن عمرو، عن أبي عُمر زاذان. قال: سمعتُ البراء بن عازبٍ قال: (خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجل من الأنصار، فانتيهنا إلى القبر ولما يلحد قال: فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجلسنا معه) ، فذكر نحوه وقال: (فينتزعها تتقطع معها العروق، والعصب) قال أبي وكذا قال زائدة (1) .
640 - حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، حدثنا سُليمانُ الأعمش، عن المنهال بن عمرو، حدثنا زاذانُ قال: قال البراءُ: (خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازةِ رجل من الأنصار) فذكر معناهُ إلاَّ أنه قال:
_________
(1) المسند: 4/288.(1/365)
(وتمثَّل له رجلٌ حسنُ الثياب حسن الوجهِ) ، وقال في الكافر: (وتمثلُ له رجلٌ قبيح الوجه قبيح الثياب) (1) .
_________
(1) مسند أحمد: 4/288 من حديث البراء بن عازب.(1/366)
641 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن يونس بن خبابِ، عن المنهالِ ابن عمروٍ، عن زاذان، عن البراء بن عازبٍ، قال: (خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنازةِ رجُل من الأنصار، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجلسنا حولهُ كأنَّ على رؤوسنا الطيرُ، وهو يُلحد لهُ، فقال: أعوذ بالله من عذاب القبر. ثلاث مراتٍ، ثم قال: إن المؤمن إذا كان في إقبالٍ من الآخرة، وانقطاع من الدنيا تنزلت إليه الملائكة كأنَّ على وجوههم الشمسُ، مع كل واحدٍ منهُم كفنٌ وحنوطٌ، فجلسُوا منه مدَّ بصرهِ، حتى إذا خرج روحه صلى عليه كل ملكٍ بين السماء والأرض، وكلُّ ملكٍ في السماء، وفتحت [له] (1) أبواب السماء، ليس من أهل بابٍ إلاّ وهم يدعون [الله] (2) أن يُعرج بروحه من قبلهم فإذا عرجوا بروحه. قالوا: ربِّ. عُبدك فلان. فيقول: أرجعوه فإني عهدتُ إليهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهُم ومنها أخرجُهم تارةً أخرى. قال: فإنهُ يسمعُ خفق نعالهم يعني أصحابه إذا نزلوا عنه، فيأتيه آتٍ يقولُ: ما دينكُ؟ وما ربك؟ من نبيك؟ فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، وبنيي محمد - صلى الله عليه وسلم -، فينتهرُه فيقولُ: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ وهي آخر [فتنة] (3) تعرض على المؤمن فذلك حين يقول الله عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ/ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} (4) [فيقول: ربي الله، وديني
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/288.
(2) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/288.
(3) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/288.
(4) سورة إبراهيم: آية (27) .(1/366)
الإسلام، ونبيي محمد - صلى الله عليه وسلم -. فيقول له صدقت] (1) .
ثم يأتيه آتٍ حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب، فيقول أبشر بركامةٍ من الله ونعيم مقيم، فيقول: وأنت فبشَّرَك الله بخيرٍ من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصَّالح. أبشرْ كنتَ والله سريعاً في طاعة الله بطيئاً في معصية الله، فجزاك الله خيراً، ثم يفتح له بابٌ من الجنةِ وبابٌ من النار، فيقالُ: هذا منزلك لو عصيت الله أبدلك الله بهِ هذا، فإذا رأى ما في الجنةِ قال: ربِّ عجِّلْ قيام الساعة كيما أرجع إلى أهلي ومالي، فيقالُ له: اسْكُن.
وإن الكافِرُ إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبالٍ من الآخرة نزلت عليه ملائكةٌ غلاظٌ شدادٌ فانتزعوا رُوحهُ كما ينتزع السفُّود الكثير الشعب من الصوف المبلول، وتنزعُ نفسهُ من العُروق فيلعنهُ كلُّ ملكٍ بين السماء والأرض، وكل ملائكة في السماء وتغلق أبواب السماءِ وليس من أهلِ بابٍ إلا وهُم يدعون الله أن لا يُعرج بروحه من قبلهم، فإذا عرج بروحه قالوا: ربِّ عبدك فلان. قال: أرجعوهُ فإني عهدتُ إليهم أنِّي منها خلقتُهم وفيها أعيدهُم ومنها أخرجُهم تارة أخرى. قال: فإنَّهُ ليسمع خفق نعالِ أصحابهِ إذا ولَّوا [عنه] (2) قال: فيأتيهِ آتٍ فيقول: من ربُّك وما دينُكَ، ومن نبيكَ؟ فيقول: لا أدري؟ فيقولُ: لا دريت، ولا تلوت، فيأتيه آتٍ قبيح الوجه قبيح الثياب مُنتن الريح فيقول: أبشر بهوانٍ من الله وعذاب مُقيم. فيقول: ومن أنتَ؟ فبشرك الله بالشر. فيقول: أنا علمك الخبيث كُنت بطيئاً في طاعة الله سريعاً في معصية الله، فجزاك الله شراً، ثم يُقيَّضُ له أعمى أصمَّ أبكم في يده مرزبة لو ضُرب بها جبلٌ كان تُراباً، فيضربُه ضربةً، فيصير تراباً، ثم يُعيدهُ الله كما كان، ثم
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل، وأثبتناه من المسند وبه يستقيم السياق. انظر المسند: 4/296.
(2) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/196.(1/367)
يضربهُ ضربةً أخرى فيصيحُ صيحةً يسمعهُ كل شئ إلا الثقلين. قال البراء بن عازبٍ: فيفتحُ لهُ باب من النار ويمهد من فرش النار) (1) .
_________
(1) الحديث أخرجه أحمد بطوله في مسند: 4/295 من حديث البراء بن عازب.(1/368)
642 - حدثنا عبد الله قال: وحدثناه أبو الربيع، حدثنا حماد بن زيد، عن يونس بن خبابٍ، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان، عن البراء بن عازبٍ مثلهُ (1) .
643 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن الأعمش، عن المنهال بن عمروٍ، عن زاذان، عن البراء بن عازبٍ قال: (خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازةٍ، فوجدنا القبر، ولما يُلحدُ، فجلس وجلسنا) (2) .
644 - حديث آخر عن زَاذَان، عن البراء، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - / في قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاعِنُونَ} قال: دواب الأرض (رواه ابن ماجه في الفتن عن محمد بن الصباح، عن عمار بن محمد، عن ليث، عن المنهال، عنه به (3) .
(زيد بن أبي الشَّعثاءِ: أبو الحكم عن البراء)
645 - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله واستغفرا غُفرَ لهما) رواهُ أبو داود في الأدب عن عمرو بن عونٍ عن هُشيم [عن أبي بلج، عن زيد أبي الحكم العنزي] (4) عنهُ بهِ.
وكذلك رواهُ أبو عوانة، عن أبي بَلْج، عن أبي الحكم بهِ. ورواهُ زُهير
_________
(1) المسند: 4/296 من حديث البراء بن عازب.
(2) المسند: 4/297 من حديث البراء بن عازب.
(3) الآية 159 سورة البقرة ويرجع إلى الخبر في سنن ابن ماجه: الفتن: باب العقوبات 2/1334 وفي الزوائد: في إسناده: الليث، وهو ابن سليم، ضعيف.
(4) سنن أبي داود: كتاب الأدب: باب في المصافحة: 2/644 ومابين المعكوفين زدناه من سند أبي داود في سننه.(1/368)
بن معاوية، عن أبي بلج، عن أبي الحكم، عن أبي بحرٍ، عن البراءِ (1) .
(أبو حمزة سعد بن عبيدة عنه)
_________
(1) تراجع أيضاً تحفة الأشراف 4/16.(1/369)
646 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة. قال علقمةُ بن مرْثد: أخبرني عن (1) سعد بن عُبيدة، عن البراء بن عازبٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (في القبر إذا سئل فعرف ربَّهُ قال: وقال شيئاً لا يحفظهُ، فذلكم قولُهُ عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} (2) رواه الجماعة من حديث شعبة (3) .
647 - حدثنا وكيع، حدثنا فطر، عن سَعد بن عُبيدة، عن البراء بن عازبٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ لرجلٍ: (إذا أويتَ إلى فراشك طاهراً، فقُل: اللهم إني أسلمتُ وجهي إليك، وألجأتُ ظهري إليك، وفوضتُ أمري إليك رهبةً ورغبة إليك، لا ملجأ ولاَ منجا مِنكَ إلاَّ إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلتَ، ونبيك الذي أرسلت، فإن متَّ من ليلتك متَّ على الفطرة، وإن أصبحت أصبْحتَ وقد أصبتَ خيراً [كثيرا] ) قال عبد الله قال أبي: سمعه فِطر من سعد بن عبيدة به رواه الجماعةُ إلا ابن ماجه من طُرق عن سعد بن عُبيدة بهِ (4) .
_________
(1) في المخطوطة: (عن يزيد) وليست في المسند.
(2) سورة إبراهيم آية (27) .
(3) مسند أحمد 4/282 من حديث البراء بن عازب وأخرجه البخاري: في تفسيره سورة إبراهيم: 6/100 بلفظ (المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.. إلخ. وأخرجه مسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها: باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر 4/2201 وأبو داود 4/238 والترمذي والنسائي كما في تحفة الأشراف 2/16.
(4) رواه أحمد في المسند 4/290 عن حديث البراء بن عازب. والبخاري: كتاب الدعوات: باب إذا بات طاهراً: 8/84. ومسلم: كتاب الذكر والدعاء: باب مايقول عند النوم 4/2081 كما أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي تحفة الأشراف 2/17.(1/369)
(سعيد بن المسيب عنهُ)(1/370)
648 - (إن ناقة له وقعت في حائط قومٍ) الحديث رواه النسائيُ في العارية، عن محمد بن عقيل بن خُويلدٍ، عن حفص بن عبد الله، عن إبراهيم بن طهمان. [عن محمد بن ميسرة، عن الزهري، عنه به] وقد رواه غير واحدٍ عن الزهري، عن حرامِ بن محيصة، عن البراء كما تقدم (1) .
(سعيد بن أحمد، ويقال ابن يُحْمد أبو السفَر
الهمداني الكوفي عنهُ)
649 - قال مسلم: حدثنا عمرو الناقد، حدثنا أبو أحمد الزبيري،
حدثنا مالك بن مِغْوَل، عن أبي السَّفَر، عن البراء، قال: (آخرُ آية
نزلت: {يَسْتَفْتُونَكَ} (2) رواه الترمذي، عن عبيد بن حُميدٍ، عن أبي
[نعيم، عن] مالك بن مِغْوَلٍ بهِ وقال: حسن، وأبو السَّفَر اسمه سعيد
ابن أحمد، ويقال: ابن يُحمِدْ (3) وسيأتي من رواية أبي إسحاق السبيعي، عن
البراء مثلهُ.
(سليمانُ بنُ الجهم أبُو الجهم الجوزجاني عنه
يأتي في الكنى عنه) /
(شقيقْ بن عقبة عن البراء)
650 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا فضيل يعني ابن مرزوق، عن شقيق بن عقبة، عن البراء. قال: (نزلت: (حافظا على الصلوات وصلاة العصر) فقرأناها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماشاء الله أن نقرأها، ثم نسخها الله، فأنزل: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} (4)
_________
(1) أخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/18 وتقدم في الحديث رقم (632) من حديث حرام بن محيصة عنه.
(2) سورة النساء آية (176) ، وانظر الحديث في صحيح مسلم: كتاب الفرائض باب آخر آية أنزلت آية الكلالة 3/1237.
(3) سنن الترمذي - أبواب التفسير، آخر سورة النساء 5/249 وما بين المعكوفين استكمال
منه.
(4) سورة البقرة آية (238) .(1/370)
قال: فقال له رجل كان مع شقيق يقال له: زاهِر (1) وهي صلاة العصر؟ فقال: قد أخبرتك كيف نزلتْ، وكيف نسخها الله، والله أعلم.) (2) رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم عن يحيى بن آدم بهِ قال: ورواه الأشجعي، عن الثوري، عن الأسود بن قيس، عن شقيقٍ (3) .
(عامر الشعبي عن البراء)
_________
(1) في المسند (أزهر) 4/301.
(2) مسند أحمد 4/301 من حديث البراء بن عازب.
(3) صحيح مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي صلاة العصر 1/438.(1/371)
651 - حدثنا يزيد، أنبأنا داود وابنُ أبي عدي، عن داود المعني، عن عامرٍ، عن البراء بن عازب أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن أبي عدي: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (لا يذبحن أحدٌ قبل أن نُصلي. فقام رجلٌ، وهو خالي، فقال: يارسول الله إن هذا يومٌ اللحم فيه كثير - قال ابن أبي عدي: مكروهٌ - وإني ذبحتُ نُسكي قبلُ، ليأكل أهلي وجيراني. وعندي عناق لبن خيرٌ من شاتي لحمٍ فأذبحُها؟ قال: نعم، ولا تجزئ جذعة عن أحدٍ بعدكَ وهو خير نُسيكتيك) (1) .
652 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، قال زبيد: أخبرني منصور، وداود، وابن عُونٍ، ومجالد، عن الشعبي. وهذا حديث زبيد مرسل، قال: سمعت الشعبي يُحدِّث، عن البراء. وحدثنا عند سارية في المسجد قال: فلو كنتُ ثمَّ لأخبرتكم بموضعها. قال: (خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نُصلِّيَ، ثم نرجع، فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل ذلك فإنما هو لحم قدمه لأهلهِ ليسَ من النسك في شئ)) قال: وذبح خالي أبو بردةَ بن نيار، فقال:
_________
(1) مسند أحمد 4/297 من حديث البراء بن عازب والجذعة من الضأن ما تمت له سنة وقيل: أقل منها. والنسيكة: الذبيحة. النهاية.(1/371)
يارسول الله ذبحتُ وعندي جذعة خير من مسنَّة؟ قال: (اجعلها مكانها، ولن تجزئ أو توفى عن إحدٍ بعدك)) (1) .
_________
(1) مسند أحمد 4/281 من حديث البراء بن عازب.(1/372)
653 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة، عن جابر، سمعتُ الشعبي يحدثُ عن البراء: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في ابنهِ إبراهيم: إن لهُ مُرضعاً تُرضعهُ في الجنة) (1) رواه الجماعةُ إلا ابن ماجه (2) من طرقٍ عن الشعبي.
654 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا عاصم، عن الشعبي، عن البراء بن عازبٍ قال: (نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر عن لُحوم/ الحُمر الإنسية نضيجاً ونيئاً) (3) رواه النسائي في الصيد عن محمد بن عبد الأعلى، عن عبد الرزاق به (4) . ورواه البخاري ومسلم (5) وابن ماجه (6) من حديث عاصم بن سليمان الأحول به.
655 - حدثنا يحيى بن آدم [حدثنا] أبو الأحوس، عن منصور عن الشعبي، عن البراء بن عازب قال: (خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر بعد الصلاة) (7) .
_________
(1) مسند أحمد 4/281 من حديث البراء بن عازب.
(2) أخرجه ابن ماجه من حديث ابن عباس، وفي إسناده إبراهيم بن عثمان قاضي واسط، قال فيه البخاري: سكتوا عنه، وقال ابن المبارك: ارم به. وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال أحمد: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث أهـ كتاب الجنائز باب ماجاء في الصلاة على ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: 1/484 وأخرجه البخاري: في الجنائز: ما قيل في أولاد المسلمين 2/152. ومسلم: كتاب الفضائل: باب رحمته - صلى الله عليه وسلم - بالصبيان والعيال 4/1808.
(3) مسند أحمد 4/297 من حديث البراء بن عازب.
(4) سنن النسائي: الصيد والذبائح: تحريم أكل لحوم الحمر الأهلية 7/203.
(5) أخرجه البخاري: الذبائح والصيد. لحوم الحمر الأنسية 7/123. ومسلم: الصيد والذبائح: تحريم أكل لحم الحمرُ الإنسية 3/1539.
(6) سنن ابن ماجه: كتاب الذبائح: لحوم الحمر الوحشية 2/1065.
(7) أخرجه أحمد في المسند: 4/297 من حديث البراء بن عازب، ومابين معكوفين استكمال منه.(1/372)
656 - حدثنا أسْود بن عامرٍ، حدثنا إسرائيل، عن جابرٍ، عن عامرٍ، عن البراء بن عازبٍ. قال: (صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ابن إبراهيم ومات وهو ابن ستة عشر شهراً، وقال: (إن لهُ في الجنة من يُتمَّ رضاعه وهو صديق (تفرد به (1) .
(حديث آخر عن عامر عن الشعبي عن البراء)
657 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا محمد بن عُبيد المحاربي، حدثنا علي بن هاشم، عن حُريث، عن الشعبي ومسروقٍ والبراء قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمّ عليكم فأتموا ثلاثين. وقال بيده: الشهرُ هكذا وهكذا) يعني تسعاً وعشرين (2) .
(عبد الله بن مُرّة عن البراء)
658 - حدثنا أبُومُعاوية، حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن البراء ابن عازب [قال] (3) : مرَّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيهودي محمم (4) ٍ مجلُودٍ، فدعاهم، فقال: أهكذا تجدُوني حدَّ الزاني في كتابكم؟ فقالوا: نعمْ. فدعا رجُلاً من علمائهم، فقال نشدتُكَ بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابِكُم؟ فقال: لا والله، ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك، نجد حد الزاني في كتابنا الرجم، ولكنه كثر في أشرافنا، فكنَّا إذا أخذنا الشريف تركناهُ، وإذا أخذنا الضَّعيف أقمنا عليه الحد، فقلنا: تعالوا حتى نجعل على الشريف شيئاً نقيمه عليه وعلى الوضيع،
_________
(1) أخرجه أحمد في المسند: 4/283 من حديث البراء بن عازب.
(2) المعجم الكبير للطبراني 2/25. مجمع الزوائد 3/145.
(3) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/286.
(4) أي مسود الوجه، من الحممة: الفحمة، النهاية 1/444.(1/373)
فاجتمعنا على التحميم والجلدِ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اللهم إني أولُ من أحيا أمرك إذ أماتوهُ. قال: فأمر فرُجِمَ، فأنزل الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} إلى قوله: {يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ} يقولون: ائتوا محمداً، فإن أفتاكم بالتحميم والجلد فخذوه، وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا، إلى قوله: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ} [قال في اليهود إلى قوله: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ} إلى {وَمَنْ
لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ} قال هي الكفار كلها (1) .
_________
(1) أخرجه أحمد بطوله في المسند: 4/286 من حديث البراء بن عازب والآيات من سورة المائدة: 41 - 47 وما بين المعكوفين استكمال منه. وأخرجه مسلم: كتاب الحدود: باب رجم اليهود أهل الذمة في الزنى 3/1327.
وأخرجه أبو داود: كتاب الحدود: باب في رجم اليهوديين 2/464.(1/374)
659 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن مُرة، عن البراء، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (في قوله: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ/ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ} (1) {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ} (2) {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ} (3) قال هي في الكفار كلها) (4) .
660 - حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن مُرَة، عن البراء بن عازبٍ: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رجم يهودياً، وقال: اللهم إني أُشهدكَ أني أولُ من أحيا سُنةً قد أماتوها) (5) . رواه مسلم عن يحيى بن يحيى وأبي بكر
_________
(1) سورة المائدة آية 44.
(2) سورة المائدة آية 45.
(3) سورة المائدة آية 46.
(4) أخرجه أحمد في المسند: 4/286 من حديث البراء بن عازب.
(5) أخرجه أحمد في المسند: 4/300 من حديث البراء بن عازب.(1/374)
بن أبي شيبة (1) وأبو داود (2) والنسائي عن أبي كريبٍ زاد النسائيُّ، ومحمد بن عبد الله بن المبارك، عن ابن نُمير وأبي سعيد الأشج كلاهُما عن وكيع (3) ، ورواه أبو داود، عن مسدد، عن عبد الواحد بن زيادٍ كلهم عن الأعمش (4) .
(أبو موسى الخطْمِيّ عبد الله بن يزيد الأنصاري)
_________
(1) صحيح مسلم: كتاب الحدود: باب رجم اليهود أهل الذمة في الزني 3/1327.
(2) سنن أبي داود: الحدود: في رجم اليهوديين 2/464.
(3) تحفة الأشراف 2/22.
(4) سنن أبي داود 4/154.(1/375)
661 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة، سمعت أبا إسحاق يحدث: أنه سمع عبد الله بن يزيد الأنصاري يخطب قال: أنبأنا البراء - وهو غير كذوب -: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفع رأْسهُ من الركوع قاموا قياماً [حتى يسجد] ثم يسجدون) (1) . رواه مسلم (2) وأبو داود (3) والنسائي من طريق، عن أبي إسحاق به (4) والبخاري، عن الحجاج، عن شعبة (5) ، وأبو داود، عن حفص بن عُمر، عن شعبة (6) .
662 - حدثنا إسماعيل، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الله ابن يزيد يخطبُ قال: حدثنا البراء - وكان غير كذوب -: (أنهم كانوا إذا صلوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرفع رأسه من الركوع قامُوا قياماً، حتى يروهُ ساجداً ثم سجدو) (7) .
_________
(1) من حديث البراء بن عازب في مسند أحمد 4/284 وما بين معكوفين استكمال لمتن الحديث منه.
(2) صحيح مسلم: كتاب الصلاة، باب متابعة الإمام والعمل بعده 1/345.
(3) سنن أبي داود: كتاب الصلاة، ما يؤمر المأموم من اتباع الإمام 1/168.
(4) تحفة الأشراف 2/24.
(5) باب رفع البصر إلى الإمام في الصلاة 2/232.
(6) سنن أبي داود 1/168.
(7) أخرجه أحمد في المسند: 4/285 من حديث البراء بن عازب.(1/375)
663 - حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن يزيد. قال: حدثنا البراء - وهو غير كذوب - قال: (كُنَّا إذا صلينا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرفع رأسهُ من الركوع لم يحنِ رجلٌ منَّا ظهرهُ حتى يسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فنسجد) (1) .
664 - حدثنا أسود بن عامر، أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن يزيد الأنصاري، عن البراء بن عازبٍ: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا نام وضع يده اليمنى تحت خدِه وقال: (اللهمَّ قني عذابك يوم تبعث عبادك)) (2) .
665 - حدثنا وكيع، عن إسرائيل (3) ، عن أبي إسحاق، عن عبد الله/ بن يزيد، عن البراء: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليُمنى تحت خدِّهِ وقال: اللهم قِني عذابكَ يوم تبعث عبادَك أو تجمع عبادك) (4) .
666 - حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الله ابن يزيد يخطب، حدثنا البراء وكان غير كذوبٍ: (أنهم كانوا إذا صلوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرفع رأسه من الركوع قامُوا قياماً حتى يروهُ قد سَجَد فيسجدُوا) (5) .
(حديثٌ آخر)
667 - رواهُ الترمذي في الشمائل والنسائي في اليوم والليلة من
_________
(1) أخرجه أحمد في المسند: 4/300 من حديث البراء بن عازب.
(2) أخرجه أحمد في المسند: 4/300 من حديث البراء بن عازب وما بين المعكوفين استكمال اللفظ الحديث منه.
(3) في المخطوطة: (إسماعيل) والصواب ما أثبتناه كما في المسند 4/301 وتحفة الأشراف 2/24.
(4) الحديث أخرجه أحمد في مسنده: 4/301 من حديث البراء بن عازب.
(5) الحديث أخرجه أحمد في مسنده: 4/285 من حديث البراء بن عازب.(1/376)
حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق عنه، عن البراء: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذ مضجعه وضع كفهُ اليُمنى تحت خده الأيمن) الحديث (1) .
(عبد الرحمن بن أبي عوسجة النَّهْمي الكوفي عن البراء)
_________
(1) سنن الترمذي: أبواب الدعوات: ماجاء في الدعاء إذا أوى إلى فراشه 5/138، وقال هذا حديث حسن غريب. والنسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف 2/24.(1/377)
668 - حدثنا عفانُ، حدثنا محمد بن طلحة، عن طلحة بن مُصرِّف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازبٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من مَنَح منحة ورِق أو منيحة لبنٍ أو أهدى زقاقاً (1) فهو كعتاق نسمةٍ. ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير فهو كعتاق نسمةٍ. قال: وكان يأتي ناحية الصفِّ إلى ناحيته يُسوِّي صدورهُمْ ومناكبهم يقُول: لا تختلفوا فتختلف قلوبكمُ. قال: وكان يقول إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول، وكان يقول: زينوا القرآن بأصواتكُم) هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في روايته (2) ، وفرقهُ أصحابُ الأطراف تبعاً لأهل السنن. ...
669 - أَمَّا حديث: (زينوا القرآن بأصواتكم) فرواه أبو داود والنسائيُّ من حديث الأعمش، والنسائيُّ أيضاً وابن ماجه من حديث شعبة كلاهُما عن طلحة ابن مصرفٍ بهِ (3) .
670 - وأما حديث: (يتخلل الصفوف من ناحية إلى ناحية) فرواه
_________
(1) الزقاق بالضم الطريق، يريد من دل الضال أو الأعمى على طريقه. النهاية 2/306 والورق الفضة، والمراد بها النقود، لأنها كانت غالب نقدهم يومئذ. قال الترمذي: إنما يعني قرض الدراهم.
(2) مسند أحمد 4/285 من حديث البراء بن عازب.
(3) أخرجه أبو داود: الصلاة: استحباب الترتيل في القراءة 1/338. والنسائي: الافتتاح: تزيين القرآن بالصوت 2/139. وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها حسن الصوت بالقرآن 1/246 وإسناده صحيح.(1/377)
أبو داود والنسائيُّ من حديث الأحوص، عن منصُور، عن طلحة به (1) .
_________
(1) سنن أبي داود: الصلاة: تسوية الصفوف 1/154 وسنن النسائي: الصلاة: كيف يقوم الإمام الصفوف 2/90.(1/378)
671 - وأما حديث: (من منح منيحةً) فرواه الترمذي، عن أبي كريب، عن إبراهيم بن يُوسف بن أبي إسحاق عن طلحة بن مصرفٍ به. وقال حسنٌ غريبٌ من رواية أبي إسحاق عن طلحة به (1) .
672 - وأما حديث: (من قال لا إله إلا الله وحده/ لا شريك له) فرواه النسائي في اليوم والليلة من حديث منصور بن طلحة بِهِ (2) .
673 - وأما حديث: (إن الله وملائكتهُ يصلون على الصفوف الأول) فرواه ابن ماجه، عن بندار، عن يحيى، وعن شعبة (3) .
674 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، قال طلحةُ: أخبرني قال: سمعت عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازبٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من منح منحة ورقٍ (4) أو منح ورقاً أو هَدَى زُقاقاً أو سقى لبناً كان له عدل رقبةٍ أو نسمةٍ، ومن قال لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شئ قدير عشر مراتٍ كان له كعدلِ رقبةٍ، أو نسمةٍ. قال: وكان يأتينا إذا قمنا إلى الصلاة فيمسح عواتقنا أو صدُورنَا، ويقولُ: لا تختلفُوا فتختلف قلُوبكُم. وكان يقول: إن الله وملائكته يصلون على الصفوفِ الأولى أو الصفِّ الأولِ) (5) .
_________
(1) سنن الترمذي 4/340.
(2) النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف 2/26.
(3) سنن ابن ماجه: الصلاة: فضل الصف المقدم: 1/318. وإسناده صحيح. ورجاله ثقات. قاله البوصيري.
(4) منحة الورق: القرض، ومنحة اللبن: أن يعطيه ناقة أو شاة ينتفع بلبنها ويعيدها، وكذلك إذا أعطاه لينتفع بوبرها وصوفها زماناً ثم يردها. أهـ النهاية 4/364.
(5) أخرجه أحمد في المسند: 4/285 من حديث البراء بن عازب.(1/378)
675 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا قَنَّان بن عبد الله النَّهمي، عن عبد الرحمن ابن عوسجة، عن البراء بن عازبٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك لهُ، لهُ الملك وله الحمد. وهو على كل شئ قدير. أو منح منحةً أو هدَى زُقاقاً كان كمن أعتق رقبةً) قال أبو عبد الرحمن: سمعت أبي يقول: كان يحيى بن آدم قليل الذكر للناس، ما سمعتُه ذكر أحداً غير قنَّان قال: قال لنا يوماً: [قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] (ليس هذا من بايتكم) (1) .
676 - حدثنا عبد الرزاق، عن سفيان، عن منصورٍ، والأعمش، عن طلحة، عن عبد الرحمن بن عوسجة النّهمي، عن البراء بن عازبٍ، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله وملائكتُه يصلون على الصفوف الأول، وزينوا القرآن بأصواتكم، ومن منح منيحةَ لبنٍ، أو منيحة ورقٍ، أو هَدَى زُقاقاً فهُو كعتق رقبةٍ) (2) .
677 - حدثنا عبد الله بن محمدٍ. قال أبو عبد الرحمن، وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو خالدٍ الأحمرِ، عن الحسن بن عمروٍ، عن طلحة، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يأتينا فيمسحُ عواتقنا) (3) وقال: أقيموا صفوفكم لا يتخللكُم كأولاد الحَذَفِ. قيل: يارسول الله وما أولاد الحَذَفِ؟ قال: /سُودٌ جُردٌ تكون بأرض اليمن) (4) تفرَّدَ بهِ.
_________
(1) الحديث أخرجه أحمد في المسند: 4/286 من حديث البراء بن عازب ومابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند. ووقع في المخطوطة: (ليس هذا من باقكم) والتصويب من المسند، وفي اللسان: هذا شئ من بايتك: أي يصلح لك. وفيه أيضاً: الناس من بايتي: أي من الوجه الذي أريده ويصلح لي. وقيل: الباية الخصلة. اللسان 1/383.
(2) من حديث البراء بن عازب عن أحمد في المسند 4/296.
(3) مابين القوسين زيادة ليست في المسند 4/297.
(4) أخرجه أحمد في المسند 4/296 وفي النهاية: أولاد الحذف هي الغنم الصغار الحجازية واحدتها حذيفة بالتحريك. وقيل هي صغار جرد ليس لها آذان ولا أذناب يجاء بها من خرش اليمن 1/210.(1/379)
678 - حدثنا هارون بن معروفٍ - قال عبد الله: وأظُن أني قد سمعتُه منه - قال: حدثنا ابن وهبٍ، حدثني جرير بن حازم. قال: سمعتُ أبا إسحاق الهمداني يقولُ: حدثني عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازبٍ. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتينا، فيمسحُ عواتقنا، وصدورنا، ويقول: لا تختلف صفوفكم فتخلفُ قلُوبكم إن الله وملائكتهُ يصلون على الصفِّ الأول أو الصفوف الأولى) (1) .
679 - حدثنا يحيى بن آدم، وأبو أحمد قالا: حدثنا عيسى بن عبد الرحمن البجلي من بني بجيلة من بني سُليمٍ، عن طلحة. قال أبو أحمد: حدثنا طلحة بن مُصرفٍ، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء قال: جاء رجلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يارسول الله علمني عملاً يدخلني الجنة. فقال: لئن كنتَ أقصرت الخطبة، فقد أعرضْت المسألة، أعتِق النَّسمةَ، وفكَّ الرقبة، فقال: يارسول الله أو ليستا بواحدةٍ؟ قال: لا إن عتق النسمةِ أن تنفردَ بعتقها، وفكَّ الرقبةِ أن تُعين في عتقها، والمنحةُ الوكوف (2) والفئ على ذي الرحم الظالم، فإن لم تُطقْ ذلك فاطعم الجائع، واسق الظمآنَ، وأمُر بالمعروف، وانه عن المُنكرِ، فإن لم تطق ذلك، فكفَّ لسانك إلاَّ من الخير (تفرد به (3) .
680 - حدثنا وكيع، حدثنا الأعمشُ، عن طلحة بن مصرفٍ، عن عبد الرحمن بن عوسجة. عن البرآء بن عازبٍ: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من منحَ منيحة ورقٍ، أو منيحة لبنٍ، أو هَدَى زُقاقاً كان له كعدلِ رقبة) وقال مرة: (كعتقِ رقبةٍ) (4) .
_________
(1) أخرجه أحمد في المسند: 4/297 من حديث البراء بن عازب.
(2) الوكوف: غزيرة اللبن، وقيل التي لا ينقطع لبنها سنتها جميعها النهاية 5/220.
(3) المسند: 4/299 من حديث البراء بن عازب.
(4) المسند: 4/300 من حديث البراء بن عازب.(1/380)
681 - حدثنا يحيى ومحمد بن جعفرٍ. قالا: حدثنا شعبة، حدثنا طلحة بن مصرفٍ، عن عبد الرحمن بن عوسجة. قال: سمعتُ البراء بن عازبٍ يحدثُ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من منحَ منيحة ورقٍ، أو هَدَى زُقاقاً، أو سقى لبناً كان له عدلُ رقبةٍ أو نسمةٍ، [ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير عشر مرات كان له عدل رقبة] (1) أو نسمة. وكان يأتينا إذا قُمنا إلى الصلاة، فيمسح صدُورنَا أو عواتِقنا ويقول: لا تختلف صفُوفكم فتخلفُ قلوبكُم، وكان يقول: إن الله وملائكتهُ يصلون على الصف الأولِ، أو الصفوف الأول. وقال: زينوا القرآن بأصواتكم) كنت نسيته فذكرنيها الضحاك ابن مُزاحمٍ (2) .
682 - حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، وابن نمير، أنبأنا الأعمش، عن طلحة بن مُصرفٍ، عن عبد الرحمن بن عوسجة. عن البراء بن عازبٍ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - /: (زينوا القرآن بأصواتكم) تفرد به (3) .
683 - حدثنا حميدٌ، عن الأعمش، عن طلحة، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (زينوا القرآن بأصواتكم) تفرد به (4) .
(حديث آخر)
684 - قال أبو داود: حدثنا أحمد بن علي المنجُوفي السدوسي، حدثنا عون ابن كهمس، عن أبيه كهمس، عن شيخ من أهل الكوفة، عن
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل وأثبتناه من لفظ المسند: 4/304.
(2) الحديث أخرجه أحمد في المسند: 4/304 من حديث البراء بن عازب.
(3) () ... الحديث أخرجه أحمد في المسند: 4/304 من حديث البراء بن عازب.
(4) الحديث أخرجه أحمد في المسند: 4/304 من حديث البراء بن عازب.(1/381)
عبد الرحمن بن عوسجة، عن البرآء. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا أصبح وأمسى: أصبحنا وأصبح الملك لله [والحمد لله] ولا إله إلا الله وحدهُ لا شريك لهُ، له الملك، وله الحمد، اللهم إنا نسألك خيرَ هذا اليوم، وخير ما بعده، ونعوذُ بك من شر هذا اليوم، وشر ما بعده، اللهمَّ إني أعوذ بك من الكسل، وسُوء الكبرِ، وأعوذ بك من النَّارِ) (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) الحديث أخرجه أبو داود والطبراني في الكبير 2/24. جمع الجوامع 1/1030 مجمع الزوائد 10/114.(1/382)
685 - قال أبو يعلى، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن قنَّان بن عبد الله النَّهمي، عن عبد الرحمن بن عوسجةَ، عن البراء، قال: (سمع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أبا موسى يقرأُ، فقالَ: كأن صوت هذا من مزامير آل داود) (1) .
(عبد الرحمن بن أبي ليلى: يسار أبو عيسى الأنصاري
عن البرآء)
686 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الحكم. قال: حدثني به ابن أبي ليلى قال: فحدَّث أن البراء بن عازبٍ قال: (كانت صلاةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى فركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من السجود [بين السجدتين] قريباً من السواء) (2) . رواهُ الجماعة (3)
إلاَّ ابن ماجه من حديث شعبة وغيره، عن الحكم بهِ، وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ (4) .
_________
(1) قال الهيثمي: رواه أبو ليلى ورجاله وثقوا، وفيهم خلاف مجمع الزوائد 9/360.
(2) () ... الحديث أخرجه أحمد في مسنده: 4/280 من حديث البراء وما بين المعكوفين استكمال منه.
(3) رواه البخاري: كتاب الصلاة: الطمأنينة حين يرفع رأسه من الركوع 1/203.
ومسلم: كتاب الصلاة: اعتدال أركان الصلاة 10/343 وسنن أبي داود 1/225.
(4) سنن الترمذي: أبواب الصلاة: باب ماجاء في إقامة الصلب إذا رفع رأسه من الركوع والسجود 1/173.(1/382)
687 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرَّة. قال: سمعتُ ابن أبي ليلى قال: ثنا البراءُ: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقنتُ في صلاة الصُّبح، والمغرب. قال أبو عبد الرحمن: قال أبي: ليس يُرْوَى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهُ قنت في المغرب إلاَّ في هذا الحديث، وعنْ عليٍّ قوْله (1) .
رواه مُسلم (2) وأبو داود (3) والترمذي والنسائيُّ/ من حديث شيخه زاد مسلم والنسائيُّ وسفيان كلاهُما عن عمرو بن مرَّة بهِ (4) .
688 - حدثنا هشيم، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البرآء بن عازبٍ. قال: (رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح الصلاة رفع يديهِ) (5) .
689 - رواهُ أبو داود أيضاً عن محمد بن الصباح الدولابي، عن شريك، عن يزيد بن أبي زيادٍ به وعندهُ: (ثم لا يعُودُ) (6) .
690 - ورواه أبو داود أيضاً عن عبد الله بن محمد الزّهري، عن سفيان، عن يزيدٍ [لم يقل: (ثم لا يعود) ] قال سفيان: قال لنا بالكوفة بعدُ (ثم لا يعود) (7) .
_________
(1) أخرجه أحمد في المسند: 4/280 من حديث البراء.
(2) صحيح مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة 1/470.
(3) سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب القنوت في الصلاة 1/333.
(4) قال أبو عيسى: حديث البراء حديث حسن صحيح. سنن الترمذي 2/251 كما يرجع إلى النسائي في المجتبي 2/159.
(5) أخرجه أحمد في المسند: 4/282 من حديث البراء.
(6) سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب من لم يذكر الرفع عند الركوع 1/200.
(7) سنن أبي داود والزيادة بالرجوع إليه 1/200، وفي إسناده الحديث يزيد بن أبي زياد أبو عبد الله الهاشمي مولاهم الكوفي، ولا يحتج بحديثه. وقال الدارقطني: إنما لقن يزيد في آخر عمره: (ثم لم يعد) فتلقنه وكان قد اختلط، وقال البخاري: وكذلك روى الحافظ الذين سمعوا من يزيد قديماً منهم الثوري وشعبة وزهير ليس فيه: (ثم لا يعود) وقال أبو داود: روى هذا الحديث هشيم وخالد وابن إدريس عن يزيد لم يذكروا: (ثم لا يعود) . مختصر السنن للمنذري 1/369.(1/383)
691 - وفيه: (رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه حتى افتتح الصلاة، ثم لم يرفعهما حتى انصرف) قال أبو داود: وليس هذا الحديث بصحيح (1) .
692 - حدثنا هُشيم، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازبٍ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (2) : (إن من الحقِّ على المسلمين أن يغْتَسِلَ أحدُهم يوم الجمعةِ، وأن يَمَسّ من طيبٍ إن كان عند أهلهِ، فإن لم يكن عندهم يطبٌ فإنَّ الماء أطيب) (3) .
693 - حدثنا عبدُ الصمد، حدثنا عبدُ العزيز بن مُسلم، حدثنا يزيد بن أبي زيادٍ، عن ابن أبي ليلى، عن البراء: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من الحق على المسلم يوم الجمعة أن يغتسل ويمسَّ طيباً إن وَجَد، فإن لم يجد فالماءُ طيبٌ) (4) رواه الترمذيُّ عن أحمد بن منيع، عن هُشيم بهِ، ومن وجه آخر عن يزيد بن أبي زياد. وقال: حسنٌ (5) .
694 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، حدثني الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن البراء: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ركَع، وإذا رفع رأسَهُ من الركوع، وسجوده، وما بين السجدتين قريباً من السواء) (6) .
695 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يزيد بن أبي زياد، قال: سمعت ابن أبي ليلى، عن البراء أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فذكره، وقال ابن أبي ليلى قال: سمعتُ البراء يحدثُ قوماً منهم كعب بن عُجرةَ.
_________
(1) سنن أبي داود 1/200.
(2) وقعت زيادة في المخطوطة ليست من متن الحديث هي على القطع من خطأ النساخ وهي:
(رفع يديه حين افتتح الصلاة ثم لم يرفعها حتى انصرف وقال) والتصويب بعد الرجوع إلى المسند.
(3) أخرجه أحمد في المسند: 4/282 من حديث البراء بن عازب.
(4) أخرجه أحمد في المسند: 4/282 من حديث البراء بن عازب.
(5) سنن الترمذي: الصلاة: في السواك والطيب يوم الجمعة 2/20.
(6) أخرجه أحمد في المسند: 4/285 من حديث البراء بن عازب.(1/384)
قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح الصلاة رفع يديهِ) (1) .
_________
(1) أخرجه أحمد في المسند: 4/285 من حديث البراء بن عازب.(1/385)
696 - حدثنا إبراهيم بن مهدي، حدثنا صالح بن عمر، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البرآءِ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من سمى المدينة يَثْربَ فليستغفر الله عز وجل هي طابة هي طابة) (1) تفرد به.
697 - حدثنا ابن إدريس، أنبأنا شعبة، عن عمرو بن مُرَّة، / عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البرآء بن عازبٍ: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَنَتَ في الصُّبح وفي المغرب) (2) .
698 - حدثنا إسماعيل - يعني ابن عليّة - أنبأنا شعبة، عن الحكم أن مطر (3) بن ناجيةَ استعمل أبَا عُبيدة بن عبد الله على الصلاة أيام ابن الأشعثِ، وكان إذا رفع رأسهُ من الركوع قام قدرَ ما أقولُ - أو قد قال قدر قوله: (اللهم ربنا ولك الحمدُ ملءَ السماوات وملءَ الأرضِ، وملءَ ما شئت من شئٍ بعدُ. أهلَ الثناء والمجدِ، لا مانع لما أعطيت، ولا مُعطىَ لما منعت، ولا ينفعُ ذا الجدُّ منك الجدِّ. قال [الحكم] (4) : فحدثت بذلك عبد الرحمن بن أبي ليلى. قال فقال: حدثني البراء ابن عازبٍ قال: (كان ركُوع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإذا رفع رأسهُ من ركوعِهِ وسجودِهِ، وما بين السجدتين قريباً من السواءِ) (5) .
699 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله،
_________
(1) مسند أحمد 4/303 من حديث البراء بن عازب.
(2) مابين المعكوفين كان بياضاً بالأصل وأثبتناه من لفظ أحمد في المسند: 4/285 من حديث البراء ابن عازب.
(3) مسند أحمد: 4/285 من حديث البراء بن عازب.
(4) هنا في المسند: (عن الحكم بن مطر بن ناجية استعمل) ولا يستقيم السياق. وكان مطر بن ناجية من زعماء الخوارج.
(5) مسند أحمد: 4/285 من حديث البراء بن عازب.(1/385)
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء. قال: سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوضوء من لحوم الإبل؟ (قال: توضئوا منها، [وسئل عن الصلاة في مبارك] (1) الإبل؟ فقال: لا تصلوا فيها فإنها من الشياطين وسئِل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة في مرابض الغنم؟ فقال: صلُّوا فيها فإنها بركة) . رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث الأعمش به (2) . ورواه الحجاج بن أرطاة عن عبد الله الرازي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أسيد بن الحُضير كما تقدم.
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ أحمد في المسند 4/288.
(2) سنن أبي داود: كتاب الطهارة: الوضوء من لحوم الإبل: 1/41. وسنن الترمذي: كتاب الطهارة: ماجاء في الوضوء من لحوم الإبل: 1/54. وسنن ابن ماجه: كتاب الطهارة: ماجاء في الوضوء من لحوم الإبل: 1/166. وإسناده: صحيح.(1/386)
700 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يزيد بن أبي زيادٍ، قال: سمعت ابن أبي ليلى قال: سمعتُ البراء يحدث قوماً فيهم كعبُ بن عُجرة قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ للأنصار: (إنكم ستلقون بعدي أثرةً. قالوا: فما تأمُرنا؟ قال: اصبروا حتى تلقوني على الحوضِ) (1) تفرَّد بهِ.
701 - حدثنا وكيع، حدثنا شعبةُ، وسفيان عن عمرو بن مُرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى (2) عن البراء بن عازبٍ: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَنَتَ في الفجر) (3) .
702 - حدثنا الأسباط بن محمد، حدثنا يزيد بن أبي زياد، عن
_________
(1) مسند أحمد: 4/192 من حديث البراء بن عازب. أثرة: بفتحات، أراد أنه يُستأثر عليهم فيفضل غيرهم في نصيبه من الفئ.
(2) في المخطوطة زيادة ليست من سند الحديث هي: (عن الأسباط عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) .
(3) من حديث البراء بن عازب في مسند أحمد 4/30.(1/386)
عبد الرحمن ابن أبي ليلى/، عن البراء بن عازبٍ. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى تكون إبهاماه حِذَاءَ أُذنيهِ) (1) .
_________
(1) المسند: 4/302 من حديث البراء بن عازب.(1/387)
703 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البرآءِ بن عازبٍ. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كبر رفع يديه، حتى نرى إبهاميه قريباً من أذنيه) (1) رواه أبو داود من حديث سفيان وزاد: قال سفيان: قال لنا بالكوفةِ: (ثم لا يعُود) (2) .
704 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازبٍ: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئل أنصلي في أعْطَانِ الإبل؟ قال: لا. قال: أنصلي في مرابض (3) الغنم؟ قال: نعم. قال: أفنتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم. قال: أنتوضأُ من لحوم الغنم؟ قال: لا (قال أبو عبد الرحمن: عبد الله بن عبد الله رازيٌّ، وكان قاضي الريِّ، وكانت جدته مولاةٌ لعلي عليه السلام، أو جاريةٌ قال عبدُ الله: قال أبي: ورواه عنهُ آدم، وسعيدُ بن مسروق وكان ثقةً (4) .
(حديث آخر)
705 - قال أبو يعلى: حدثنا عثمانُ بن أبي شيبة، حدثنا معاوية، عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن ابن أبي ليلى، عن البرآء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الغنم بركةٌ) (5) .
_________
(1) المسند: 4/302 من حديث البراء بن عازب.
(2) سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب من لم يذكر الرفع عند الركوع: 1/200.
(3) لفظ المسند) في مرابض الغنم) 4/303.
(4) مسند أحمد: 4/303 من حديث البراء بن عازب.
(5) أبو يعلى كما في الجامع الصغير ورمز له السيوطي بالحسن. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عبد الله الرزاز وهو ثقة. فيض القدير 4/415.(1/387)
(عبد الرحمن بن مطعم عنْهُ: هو أبُو المنهالِ يأتي)
(عُبيدُ بن فيروز الشيباني مولاهُم أبو الضَّحَّاكِ عن البراء)(1/388)
706 - حدثنا عفانُ، حدثنا شعبةُ، أخبرني سليمانُ بن عبد الرحمن، قال: سمعتُ عُبيد بن فيروز مولى بني شيبان: أنه سألَ البرآء عن الأضاحي؟: ما نهى عنهْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما كره؟ فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويدي أقصر من يده - فقال: (أربع لا تُجزئ: العوراء البينُ عورُها، والمريضة البينُ مرضها، والعرجاءُ البين عرجُها، أو قال ضلعها والكسيرُ التي لا تُنْقى) (1) . قال قلت: فإنِّي أكرهُ أن يكون في القرن نقصٌ؟ أو قال: في الأذن نقصٌ؟ أو في السنّ نقصٌ؟ قال: ما كرهت فدعهُ ولا تُحرمهُ على أحدٍ (2) .
708 - حدثني يحيى، عن شعبة، حدثني سليمان بن عبد الرحمن، عن عُبيد ابن فيرُوزٍ قال: سألتُ البراء قلت: حدثني ما نهى عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأضاحي؟ أو ما يُكرهُ؟ قال: (قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويَدي أقصرُ من يده - فقال: أربعٌ لا تُجزئ: العوراءُ البين عورُها، والمريضة البينُ مرضها، والعرجاء البينُ ظلعها (3) والكسيرة التي لا تُنْقى) . قلتُ: إني أكرهُ أن يكون في السنِّ نقصٌ، وفي الأذن نقصٌ، وفي القرن نقصٌ؟ قال: ما كرهت فدعهُ ولا تُحرمه على أحدٍ (4) .
709 - حدثنا وكيع، وابن جعفرٍ. قالا: حدثنا شعبة، عن سليمان بن عبد الرحمن بن عُبيد بن فيروزٍ مولى بني شيبان في حديثه فقال:
_________
(1) لا تنقى: أي التي لا مخ لها لضعفها وهزلها النهاية 15/340.
(2) أخرجه أحمد في المسند: 4/284 من حديث البراء بن عازب.
(3) الظلع: بفتح فسكون هو العرج، والكسير: على وزن فعيل هي المنكسرة الرجل التي لا تقدر على المشي أهـ النهاية: 3/158 و 4/172.
(4) الحديث أخرجه أحمد في المسند: 4/289.(1/388)
سألت البراء بن عازب ما كره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأضاحي؟ قال: (قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويدهُ أطولُ من يدي أوْ قال يدي أقصرُ من يده - قال: أربُعٌ لاتجوز في الضحايا: العوراءُ البينُ عورُها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين عرجها، والكسيرُ التي لا تُنقى) فقلتُ للبراء: فإنا نكرهُ أن يكُون في الأذن نقصٌ؟ أو في العين نقصٌ؟ أو في السن نقصٌ؟ قال: فما كرهته فدعه ولا تحرمهُ على أحدٍ (1) . رواه أهل السُّنن من حديث شعبة زاد الترمذيُّ يزيد بن أبي حبيب. وزاد النسائيُّ والليث وآخر: كُلهم عن سُليمان بن عبد الرحمن به وقال الترمذي: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ (2) .
_________
(1) أخرجه أحمد في المسند: 4/300 من حديث البراء بن عازب.
(2) سنن النسائي: كتاب الأضاحي: باب ما نهى عنه من الأضاحي: 7/214 وسنن أبي داود 3/97.
سنن الترمذي: الأضاحي: باب ما لا يجوز من الأضاحي: 3/27 وسنن ابن ماجه 2/1050.(1/389)
710 - حدثنا عثمانُ بن عُمر، حدثنا مالك يعني ابن أنسٍ، عن عمرو بن الحارث، عن عُبيد بن فيروز، عن البرآءِ بن عازبٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ ماذا يُتَّقى من الضحايا؟ قال: أربع قال البرآء: ويدي أقصر من يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: العرجاءُ البينُ عرجُها، والعوراءُ البين عورُها والمريضة البينُ مرضها، والعجفاء التي لا تُنقى) (1) .
عدي بن ثابت عن البراء
711 - حدثنا عفان، عن حماد بن سلمة، أنبأنا علي بن زيد (2) ، عن
_________
(1) الحديث أخرجه أحمد في المسند: 4/301 من حديث البراء بن عازب.
(2) علي بن زيد هو: ابن جدعان، قال فيه شعبة: كان رفاعاً وكان ابن عيينة يضعفه، وقال يزيد بن زريع: كان رافضياً، وقال أحمد وابن حجر: ضعيف، راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 7/322 وتقريب التهذيب: 2/37، وفي الميزان قال البخاري وأبو حاتم: لا يحتج به، وقال الفلاس: كان يحيى القطان يتقي الحديث عن علي بن زيد أهـ 3/127.(1/389)
عدي (1) [بن ثابت] عن البراء بن عازبٍ. قال: (كُنَّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر/ فنزلنا غدير خُمٍّ (2) ، فنودينا: الصلاةُ جامعةً، فكُسِحَ (3) لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرتين، فصلى الظهر، وأخذ بيد عليٍّ، فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهُم؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أني أوْلى بكل مؤمنٍ من نفسه؟ قالوا بلى، فأخذ بيد علي فقال: اللهمَّ من كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ، اللهم والِ من والاهُ، وعادِ من عاداهُ. قال: فلقيه عمرُ بن الخطاب بعد ذلك، فقال: هنيئاً يا ابن أبي طالبٍ أمسيتَ وأصبحت مولى كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ) .
قال أبو عبد الرحمن: حدثنا هُدبةُ بن خالدٍ، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي ابن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البرآء بن عازب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوهُ. ورواه ابن ماجه عن علي بن محمد، عن زيد بن الحباب، عن خالد بن زيدٍ به (4) .
_________
(1) عدي، هو ابن ثابت الأنصاري الكوفي، قال فيه أبو حاتم: صدوق وكان إمام مسجد الشيعة وقاضيهم، وقال ابن حجر: ثقة رمى بالتشيع أهـ تهذيب التهذيب 7/165 والتقريب 2/16.
(2) غدير خم: مكان بين مكة والمدينة.
(3) كسح: كنس.
(4) الحديث أخرجه أحمد في المسند: 4/281 وابن ماجه في سننه في المقدمة: فضل علي بن أبي طالب: 1/43 وقال البوصيري في الزوائد: إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. وقد
= ... علق السندي على هذا الحديث في حاشيته قال: سبب ذلك أن علياً تكلم فيه بعض من كان معه في اليمن فأراد - صلى الله عليه وسلم - بهذا أن يحببه إليهم، وقد جاء في جامع الترمذي: أنه أرسله إلى اليمن على رأس جيش وأرسل خالد بن الوليد على رأس جيش آخر فافتتح حصناً وأخذ منه جارية فكتب خالد كتاباً ودفعه إلى البراء ليدفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يشي بعلي فيه، فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - وخطب بأصحابه في غدير خم يرفع التهمة عن علي ويحببهم فيه، وعلى هذا فهذا الحديث ليس له تعلق بالخلافة أصلاً كما زعمت الرافضة، ويدل عليه أن العباس وعلياً ما فهما منه ذلك، كيف وقد أمر العباس علياً أن يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أن هذا الأمر فينا أو في غيرنا؟ فقال علي: إن منعنا فلا يُعْطيناها أحد أهـ. حاشية السندي على ابن ماجه: 1/29.(1/390)
712 - حدثنا بهز، حدثنا شعبة، أخبرني عديّ بن ثابت قال: سمعتُ البرآء ابن عازبٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يُحبّ الأنصار(1/390)
إلا مؤمنٌ، ولا يُبغضهم إلا منافقٌ، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضهُ الله) قال شعبةُ: قلت لعدي: أنتَ سمعت من البرآء؟ قال: إياي يحدث (1) . رواه الجماعة (2) إلا أبا داود من حديث شعبة.
_________
(1) الحديث أخرجه أحمد في المسند: 4/283 من حديث البراء.
(2) الحديث أخرجه البخاري: كتاب الفضائل: باب حب الأنصار: 5/40.
وأخرجه مسلم: كتاب الإيمان: باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي من الإيمان: 1/85.
وأخرجه الترمذي: كتاب المناقب: باب فضل الأنصار وقريش: 5/371. الكل من طريق / شعبة ابن الحجاج.(1/391)
713 - ولفظ ابن ماجه: (من أحب الأنصار أحبهُ الله، ومن أبغضهم أبغضه الله) (1) .
714 - حدثنا بهزٌ، حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابتٍ، عن البراء بن عازبٍ: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان حاملاً الحسن فقال: اللهم إني أُحبُّه فأحبَّهُ) (2) رواهُ البخاري (3) ومسلم (4) والترمذي (5) والنسائيُّ من حديث شعبة (6) .
715 - حدثنا بهزٌ، حدثنا شعبةُ، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازبٍ: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لإبراهيم مرضعٌ في الجنة) (7) رواه البخاري عن حجاج، وسليمان بن حربٍ وأبي الوليد، عن شعبة به (8) .
716 - حدثنا بهزٌ، حدثنا شعبة، حدثنا عدي بن ثابت، عن
_________
(1) لفظ ابن ماجه فيه (ومن أبغض الأنصار أبغضه الله) المقدمة: فضل الأنصار: 1/57.
(2) الحديث أخرجه أحمد في المسند: 4/283 من حديث البراء.
(3) أخرجه البخاري: كتاب الفضائل: مناقب الحسن والحسين: 5/33.
(4) وأخرجه مسلم: كتاب فضائل الصحابة: باب فضل الحسن والحسين: 4/1883.
(5) سنن الترمذي: المناقب: مناقب الحسن بن علي: 5/327.
(6) أخرجه النسائي في الكبرى (المناقب) كما في تحفة الأشراف 2/34.
(7) الحديث أخرجه أحمد في المسند: 4/284 من حديث البراء بن عازب.
(8) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الجنائز: ماقيل في أولاد المسلمين 2/125.(1/391)
البراء: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في سفرٍ، فقرأ في العشاء الآخرة في إحدى الركعتين) بالتين والزيتون) (1) رواه الجماعةُ من حديث عدي (2) .
_________
(1) الحديث أخرجه أحمد في مسنده: 4/284 من حديث البراء بن عازب.
(2) الحديث أخرجه البخاري: كتاب الصلاة: القراءة في العشاء: 1/194. ومسلم: كتاب الصلاة: القراءة في العشاء: 1/239. وأبو داود 2/8.(1/392)
717 - حدثنا أبو مُعاوية، حدثنا الشيباني، عن عدي بن ثابت، عن البراء ابن عازبٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحسان بن ثابت: (أهجُ المشركين فإنَّ جبريل معك) (1) . رواه البخاري والنسائي من حديث شعبة، عن عدي قال البخاري: رواهُ إبراهيم بن طهمان، عن الشيباني، عن عدي: (أهج المشركين) (2) ورواه/ النسائيُّ عن أحمد بن حفصِ عن عبد الله، عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان به (3) .
718 - حدثنا ابنُ نُمير، حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن عدي بن ثابتٍ، عن البراء بن عازبٍ: (أنه صلى خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشاء الآخرة فقرأ {وَالتِينِ وَالزَيتُونِ} ) (4) .
719 - حدثنا وكيع، حدثنا حسن بن صالح، عن السُّدي، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: لقيتُ خالي ومعه الراية. قلت: أين تريدُ؟ قال: (بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رجُلٍ تزوج امرأة أبيه من بعد أبيه أن أضرب عنقهُ أو أقتلهُ وآخذُ ماله) (5) تفرَّد بهِ.
720 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت،
_________
(1) الحديث أخرجه أحمد في المسند: 4/286.
(2) الحديث أخرجه البخاري: كتاب الأدب: باب هجاء المشركين: 8/45.
(3) النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/34.
(4) الحديث أخرجه أحمد في المسند: 4/286 من حديث البراء.
(5) الحديث أخرجه أحمد في المسند: 4/290 من حديث البراء.(1/392)
عن البراء قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعاً الحسن بن علي على عاتقه، وهو يقول: اللهمَّ إني أحبُّه فأحبّهُ) (1) .
_________
(1) الحديث أخرجه أحمد في المسند: 4/292 من حديث البراء.(1/393)
721 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبةُ، عن ربيع بن رُكين، قال: سمعتُ عدي بن ثابت يحدث عن البراء بن عازبٍ. قال: (مرَّ بنا ناسٌ منطلقون، فقلنا: أين تذهبُون؟ فقالوا: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رجل يأتي امرأة أبيه أن نقتله) تفرد به (1) .
722 - حدثنا هُشيمٌ، حدثنا أشعث، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازبٍ قال: (مَرَّ بنا عمي الحارث بن عمرو، ومعهُ لواءٌ قد عقدُه له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: أي عمّ أين بعثَكَ النبيُّ؟ فقال: بعثني إلى رجُلٍ تزوجَ امرأة أبيه فأمرني أن أضرب عنقهُ) (2) .
723 - حدثنا عبد الله بن محمد. قال أبو عبد الرحمن: زسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، حدثنا شريك، عن الحسن بن الحكم، عن عديَّ بن ثابت، عن البراء. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من بدا جفا) (3) . تفرد به.
724 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا مسعر، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: (قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العشاءِ) بالتين والزيتون) فلم أسمع أحسن صوتاً، ولا أحسن صلاةً منهُ) (4) .
725 - حدثنا وكيع، عن شعبة، عن عدي بن ثابتٍ، عن البراء:
_________
(1) الحديث أخرجه أحمد في المسند: 4/292 من حديث البراء.
(2) المسند: 4/292 من حديث البراء بن عازب.
(3) المسند: 4/297 من حديث البراء بن عازب.
ومعنى الحديث: أن من سكن البادية غلظ طبعه لقلة مخالطة الناس. أهـ. النهاية 1/281.
(4) المسند: 4/298 من حديث البراء بن عازب.(1/393)
(أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لحسان: هاجهم أو اهجهم فإن جبريل معك) (1) .
_________
(1) المسند: 4/299 من حديث البراء بن عازب.(1/394)
726 - حدثنا [وكيع، حدثنا] شعبة عن عدي بن ثابت، عن البراء/ قال: (لما مات إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن لهُ مرضعاً في الجنة) (1) .
727 - حدثنا محمد بن عبد الله: أبو أحمد، حدثنا مسعر، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازبٍ. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في العشاء {بالتين والزيتون} فما سمعتُ أحداً أحسن صوتاً منهُ إذا قرأ (2) .
728 - حدثنا محمد بن جعفر وبهز، حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازبٍ يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهُ قال في ابنه إبراهيم: (إن له مرضعاً في الجنة) (3) .
729 - حدثنا محمد بن جعفرٍ وبهز قالا: حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت قال: سمعت البراء - وقال بهز: عن البراء بن عازب - يقول: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ، فصلى العشاء الآخرة، فقرأ في إحدى الركعتين (بالتين والزيتون)) (4) .
730 - حدثنا محمد بن جعفر وبهز، قالا: حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، قال بهز حدثنا عديُّ بن ثابت - قال: سمعتُ البراء بن عازبٍ يحدث: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لحسان بن ثابت: هاهجهم أواهجهم، وجبريلُ معك قال: بهز اهجهم وهاجهم [أو قال: اهجهم أو هاجهم] ) (5) .
_________
(1) المسند: 4/300 من حديث البراء بن عازب.
(2) أخرجه أحمد في المسند: 4/302 من حديث البراء.
(3) أخرجه أحمد في المسند: 4/302 من حديث البراء.
(4) المصدر السابق.
(5) المصدر السابق. والزيادة بالرجوع إلى لفظ الخبر عنده.(1/394)
731 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، حدثنا عدي بن ثابت، سمعتُ البراء بن عازبٍ يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ لحسان: (هاجهم أو اهجهم وجبريل معك) (1) .
732 - حدثنا يزيد وابنُ نُمير قالا: حدثنا يحيى، عن عدي بن ثابتٍ، عن البراء بن عازبٍ - قال يزيد: إن عدي بن ثابت أخبره أن البراء بن عازبٍ أخبره: (أنه صلى وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - العشاء - قال ابن نميرة الآخرة - فقرأ فيها) بالتين والزيتون)) (2) .
733 - حدثنا وكيع، عن مسعرٍ، ومحمد بن عبيد قال: حدثنا مسعرٍ، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازبٍ قال: (سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في العشاء - قال محمد: الآخرة - (بالتين والزيتون)) (3) .
(حديث آخر)
734 - رواه البخاري ومسلم من حديث شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء وابن أبي أوفى: (أنهم كانوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأصابوا حُمراً، فطبخوها، فقال: اكفئوا القدور) (4) .
(حديث آخر)
735 - قال ابن ماجه: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، حدثنا عمرو بن محمد العنقري، حدثنا أَسْباط بن نصْرٍ، عن السُّدى، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازبٍ في قوله [سبحانه] : {وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ} (5) قال:
_________
(1) المصدر السابق.
(2) أخرجه أحمد في المسند: 4/303 من حديث البراء بن عازب.
(3) أخرجه أحمد في المسند: 4/303 من حديث البراء بن عازب.
(4) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب المغازي: باب غزوة خيبر: 5/173. ومسلم في صحيحه: كتاب الصيد والذبائح: تحريم أكل لحوم الحمر الإنسية: 3/1539.
(5) الآية 267 البقرة.(1/395)
نزلت في الأنصار. كانت الأنصار تُخرج إذا كان جدادُ النخل من حيطانها (1) أقناء (2) البُسر، فيعلقونه على حبل بين أُسطوانتين في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيأكلُ منهُ فُقراء المهاجرين، فيعمد أحدُهم فيدخل قنوا فيه الحشف (3) لظن أنه جائزٌ (4) في كثرة ما يوضعُ من الأقناء، فنزل فيمن فعل ذلك {وَلاَ تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ} يقول: لا تعمدوا للحشف {مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} يقول: لو أهدى لكم ما قبلتموه إلا على الاستحياء من صاحبه غيظاً أنه بعث إليكم ما لم يكن لكم فيه حاجةٌ {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ} قال: عن صدقاتكم) (5) .
عروة عن البراء بن عازبٍ
_________
(1) أي البساتين.
(2) أقناء جمع قنو وهو العِذق.
(3) هو اليابس الفاسد من التمر.
(4) أي نافد ما يتعرفه أحد لاختلاطه بغيره.
(5) سنن ابن ماجه: الزكاة: النهي أن تخرج في الصدقة شر ماله 1/583 وقال البوصيري: إسناده صحيح.(1/396)
736 - حدثنا هُشيم، عن العوام، عن عروة، عن البراء بن عازب قال: (كُنا إذا صلينا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قُمنا صفوفاً، حتى إذا سجد تبعناهُ) . تفرد به من هذا الطريق (1) وهو في الصحيحين من وجه آخر.
عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السَّبَيعي عنه يأتي في الكنى
غَزْوان أبو مالك الغفاري عن البراء
737 - في قوله تعالى: {وَلاَ تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ} قال: (نزلت فينا معاشر الأنصار) الحديث نحو ما تقدم، عن عدي بن ثابت/، عن البراء بن عازبٍ. رواه الترمذي من حديث إسرائيل والثوري، عن
_________
(1) مسند أحمد 4/292.(1/396)
السُّدِى عن أبي مالك عن البراء وقال: حسنٌ غريبٌ (1) .
الجوزجاني: محمد بن مالك خَادم البراء بن عازبٍ رضي الله عنه
_________
(1) الحديث أخرجه بطوله الترمذي: بنحو حديث ابن ماجه السابق من حديث إسرائيل ثم قال: هذا حديث حسن، غريب صحيح، وقد روى سفيان عن السدي شيئاً من هذا: 5/218 والآية 267 سورة البقرة.(1/397)
738 - حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، وحسين بن محمد المعنى. قالا: حدثنا أبو رجاء عبد الله بن واقدٍ الهروي، حدثنا محمدُ بن مالكٍ، عن البراء بن عازبٍ. قال: (بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ بَصُرَ بجماعةٍ، فقال: عَلاَمَ اجتمع عليه هؤلاء؟ قيل: على قبرٍ يحفرونهُ. قال: ففزِعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبدر من وراء أصحابه مُسرعاً، حتى أتى القبر، فجثا عليه، قال: فاستقبلتُهُ من بين يديه لأنظرُ ما يصنعُ، فبكى، حتى بلَّ الثرى من دموعه، ثم أقبل علينا، فقال: (أي إخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا) (1))
رواه ابن ماجه من حديث أبي رَجاء الخراساني وهُو الهروي بهِ (2) .
739 - حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا أبو رجاء، حدثنا محمد بن مالك. قال: رأيتُ على البراءِ خاتِماً من ذهبٍ، فكان الناس يقولون لهُ: لم تتختم بالذهب وقد نهى عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال البراء: (بينَا نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبين يديه غنيمة يقسِمُها سبيٌ وخُرثى (3) . قال فقسَّمَها حتى بقى هذا الخاتم، فرفع طرفهُ، فنظر إلى أصحابه، ثم خَفَض، ثم رفع طرفهُ إليهم ثم خفض، ثم رفع طرفهُ إليهم ثم قال: أي براءُ، فجئتُهُ حتى قعدتُ بين يديه، فأخذ الخاتم، فقبض على كُرْسوعي (4) ، ثم قال:
_________
(1) الحديث أخرجه أحمد في مسنده: 4/294.
(2) الحديث أخرجه ابن ماجه في سننه: كتاب الزهد: باب الحزن والبكاء: 2/1403 وقد علق عليه البوصيري بقوله: إسناده ضعيف، محمد بن مالك ضعيف ولم يسمع من البراء.
(3) خُرْثِيٌّ: هو أساس البيت ومتاعه، النهاية 2/19.
(4) الكرسوع: هو طرف رأس الزند مما يلي الخنصر، النهاية 4/163.(1/397)
خذ البسْ ما كساك الله ورسوله) . قال: وكان البراءُ يقول: كيف تأمروني أن أضع ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الْبس ماكسَاك الله ورسوله) تفرد به (1) .
مسلم بن صُبيح أبو الضُّحى عن البراء/
_________
(1) المسند: 4/294 والحديث إسناده ضعيف فيه/ محمد بن مالك، ضعيف ولم يسمع من البراء كما تقدم في قول البوصيري.(1/398)
740 - حدثنا ابن نُمير، حدثنا الأعمشُ، عن مسلم بن صُبيح، قال الأعمش: أراه عن البراء بن عازبٍ. قال: (مات إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو ابن سِتَّة عشر شهراً، فأمَر به النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُدفن في البقيع، وقال: (إن له مرضعاً في الجنة) (1) .
741 - حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضُّحى، عن البراء بن عازبٍ، قال: (توفي إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن ستة عشر شهراً [وهو رضيع] (2) فقال: ادفنوه بالبقيع إن له مرضعاً يُتم رضاعهُ في الجنةِ) (3) .
742 - حدثنا يحيى، حدثنا سفيان، حدثنا سليمان، عن مسلم أبي الضُّحى (4) ، عن البراء. قال: (مات إبراهيمُ ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن ستة عشر شهراً، وهو رضيعٌ - قال يحيى: أراهُ إبراهيم عليه السلام - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن له مُرضعاً يتم رضاعهُ في الجنة) تفرد بهِ (5) .
مُسيبُ بن رافع أبو العلاء الكاهِلي الكوفي عن البراءِ
743 - حدثنا قُتيبة بن سَعيد. قال أبو عبد الرحمن: وكتب به إليّ
_________
(1) المسند: 4/289 من حديث البراء بن عازب.
(2) مابين القوسين زائد عن لفظ المسند.
(3) من حديث البراء بن عازب في المسند 4/297.
(4) لفظ المسند: مسلم بن الضحاك: 4/304 وما في المخطوطة هو الصواب.
(5) من حديث البراء بن عازب في المسند 4/304.(1/398)
قتيبة، حدثنا عَبْثر بن القاسم، عن بُرْدٍ أخي يزيد بن أبي زيادٍ، عن المسيب بن رافعٍ. قال: سمعتُ البراء بن عازبٍ يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من تَبعَ جنازةً، حتى يُصَلِّي عليها كان له من الأجرِ قيراطٌ، ومن مشى مع الجنازة حتى تدفن - وقال مرة: حتى يُدفن - كان له من الأجر قيراطان، والقيراط مثل أحدٍ) (1) رواهُ النسائيُّ عن قتيبة بهِ (2) .
_________
(1) من حديث البراء بن عازب في المسند 4/294.
(2) سنن النسائي: كتاب الجنائز: فضل من يتبع جنازة: 4/54.(1/399)
744 - قال أبو عبد الرحمن: وحدثناه صالح بن عبد الله الترمذي، وأبو معمرٍ، قال حدثنا عبثر بن القاسم أبو زُبيد، عن بُردٍ أخي يزيد بن أبي زياد، عن المُسيب بن رافع، عن البراء بن عازبٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه (1) .
(حديث آخر)
745 - رواه البخاري في الدعوات، عن مُسددٍ، عن عبد الواحد،
عن العلاء بن المُسيِّب عن أبيه/، عن البراء قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أوَى
إلى فراشه نام على شقِّه الأيمن، وقال: اللهم أسلمتُ نفسي إليك) الحديث
كما تقدم (2) .
حديث آخر رواه البخاري أيضاً
746 - في المغازي، عن أحمد بن إشْكاب، عن محمد بن فُضيل، عن العلاء ابن المسيِّب عن أبيه. قال: لقيتِ البراءَ [بن عازبٍ رضي الله عنهما] (3) فقلت: طوبى لك صَحِبتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبايعتهُ تحت الشجرة؟ فقال: ياابن أخي إنكَ لاتدري ما أحدثنا بعده) (4) .
_________
(1) المسند: 4/294.
(2) صحيح البخاري: كتاب الدعوات: باب ما يقول إذا نام: 11/115.
(3) مابين المعكوفين من لفظ البخاري.
(4) صحيح البخاري: المغازي: غزوة الحديبية: 7/449.(1/399)
معاوية بن سُويد بن مُقرِّنٍ المُزني الكوفي عن البَراء(1/400)
747 - حدثنا بهزٌ، حدثنا شعبة، حدثنا الأشعثْ بن سُليم، عن معاوية بن سُويد بن مُقِّرنٍ، عن البراء بن عازبٍ قال: (أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبعٍ، ونهانا عن سبعٍ قال: فذكر ما أمرهُم من عيادةِ المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطِس، وردِّ السلام، وإبرارِ القسم، وإجابةِ الدَّاعي، ونصر المظلوم، ونهانا عن آنية الفضةِ، وعن خاتم الذهب، أو قال حلقةِ الذهب، والإسْتبرَق، والحرير، والديباج، والميثرة والقسِّيّ) (1) .
748 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الأشعث بن سليم فذكر معناهُ، إلا أنُّهُ قال: (تشميتُ العاطِس (2) . رواه الجماعةُ (3)
إلا أبا داود من طُرقٍ عن أشعث بن أبي الشعثاء به.
749 - حدثنا إسماعيل، حدثنا ليث، عن عمرو بن مرَّة، عن معاوية بن سويدٍ بن مُقرنٍ، عن البراءِ بن عازبٍ. قال: (كنا جلوساً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أيّ عُرى الإسلام أوثق؟ قالوا: الصلاة. فقال: حسنةٌ. وما هي بها. قالوا: الحج. قال: حَسَنة وما هُو به. قالوا: الزكاةُ. قال: حسنةٌ وما هي بها. قالوا: صيام رمضانَ. قال: حسنٌ وما هو
_________
(1) المسند: 4/284 من حديث البراء بن عازب.
والميثرة: بكسر الميم وفتح المثلثة هي وطاء محشو يُتْرك على رحل البعير تحت الراكب أهـ النهاية 4/378. والقسي: بفتح القاف وكسر المهملة وتشديد الياء، هي ثياب من كتان مخلوط بحرير يؤتى بها من مصر نسبت إلى قرية على شاطئ البحر قريباً من تنّيس يقال لها القس بفتح القاف. أهـ النهاية 4/59.
(2) المسند: 4/284.
(3) الحديث أخرجه البخاري في الجنائز كما أخرج أطرافه في عشر مواضع أخرى 3/112.
ويرجع إليه في صحيح مسلم (كتاب اللباس والزينة) 3/1636 والترمذي في كتاب الأدب 5/117 وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن ماجه في كتاب الكفارات
1/683 وكتاب اللباس 2/1187 وأخرجه النسائي في المجتبي وفي الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/64.(1/400)
به. قالوا: الجهادُ قال حسنٌ وما هو به. قال: أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله، وتبغض في الله) تفرد بهِ (1) .
_________
(1) من حديث البراء بن عازب كما في المسند 4/286.(1/401)
750 - حدثنا/ أبو معاوية، حدثنا الشيباني، عن أشعث بن أبي الشَّعثاء، عن معاوية بن سُويد بن مُقرن، عن البراء بن عازبٍ. قال: (أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبع، ونهى عن سبع، قال: نهى عن التختم بالذهب، وعن الشرب في آنية الفضة [وآنية الذهب] ، وعن لُبس الدِّيباج والحرير والإستبرق، وعن لُبس القسِّيّ. وعن ركوب الميثرة الحمراء، وأمر بسبع: عيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ورد السلام، وإبرار القسم، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي) (1) .
751 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا سفيان، عن الأشعث بن أبي الشعثاء، عن معاوية بن سُويد بن مُقرن، عن البراء بن عازبٍ، قال: (أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبع، ونهانا عن سبعٍ: أمرنا باتباع الجنائز، وعيادة المريض، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام، وتشميت العاطس، وإبرار القسم، ونصر المظلوم. ونهانا عن سبعٍ: عن خواتيم الذهب، وآنية الفضة، والحرير، والديباج، والإستبرق، والمياثر الحُمر، والقَسِّي) (2) .
752 - حدثنا أبو داود وعمرُو بن سعدٍ، عن سفيان مثله. ولم يذكر فيه: (إفشاء السلام) . وقال: (نهانا عن آنية الذهب والفضة) (3) .
753 - حدثنا وكيع، عن أبيه وعلي بن صالح، عن أشعث بن سليم، عن معاوية بن سُويد بن مقرن [قال أبي] : وعبد الرحمن، وحدثنا شعبة، عن
_________
(1) المسند 4/287 ويرجع إلى تخريج الحديث رقم 748.
(2) المسند: 4/299.
(3) المسند: 4/299.(1/401)
أشعث بن سليم قال: سمعت معاوية بن سُوَيد، عن البراء. قال: (أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبعٍ، ونهانا عن سبعٍ: أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ورد السلام، وإجابة الداعي، ونصر المظلوم، وإبرار القسم. ونهانا عن آنية
الذهب والفضة، والتختم بالذهب، ولُبْس الحرير، والديباج، والقسي، والمياثر الحمر،
والإستبرق) ولم يذكر عبد الرحمن (آنية الذهب والفضة) (1) .
ميمون: أبو عبد الله مولى عبد الرحمن بن سُمرة عن البراء/
_________
(1) المسند: 4/299 ومابين معكوفين بالرجوع إليه.(1/402)
754 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف (1) ، عن ميمون: أبي عبد الله، عن البراء بن عازبٍ. قال: (أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفر الخندق. قال: وعرض لنا صخرةٌ في مكان من الخندق لا تأخذ فيها المعاول. قال: فشكوها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال عوف: وأحسبهُ قال: وضع ثوبه - ثم هبط إلى الصخرة، فأخذ المِعْول، فقال: باسم الله، فضرب ضربةً، فكسر ثلث الحجر، وقال: الله أكبر أُعطيتُ مفاتيح الشام والله إني لأُبصر قُصورها الحمر من مكاني هذا، ثم قال: باسم الله، وضرب أخْرَى، فكسر ثُلث الحجر، فقال: الله أكبر أُعطيتُ مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن، وأبصرُ قصرها الأبيض من مكاني هذا، ثم قال: باسم الله، وضربَ ضربةً أخرى، فقطع بقية الحجر، فقال: الله أكبر أُعطيتُ مفاتيح اليمن، والله إني لأبصرُ أبواب صنعاء من مكاني هذا) (2) .
755 - قال هوذةُ، حدثنا عوف، عن ميمون، أخبرني البراءُ
_________
(1) في المخطوطة: (عون) وما أثبتناه من المسند ومحمد بن جعفر الهذلي غندر روى عنه أحمد بن حنبل وروى هو عن عوف الأعرابي واسمه: عوف بن أبي جميلة. تهذيب التهذيب 8/166، 9/96، ومسند الإمام أحمد 4/303.
(2) المسند: 4/303 من حديث البراء بن عازب.(1/402)
بن عازب الأنصاري. فذكره (1) رواه النسائي عن محمد بن عبد الأعلى، عن معتمر عن عوفٍ به (2) .
هلالُ بن يسافٍ: أبو الحسن الأشجعيُّ مولاهم عن البراء
_________
(1) من حديث البراء بن عازب في المسند 4/303.
(2) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (السير) كما في تحفة الأشراف 2/65.(1/403)
756 - بحديث: (إذا أَوَيْت إلى فراشك، فقل: اللَّهُم أسْلمتُ نفسي إليك) رواه النسائي عن زياد بن يحيى عن معتمر بن سليمان، عن ليث بن أبي سُليم، عن أبي إسحاق، عنه به (1) .
757 - وقد رواه عاصم، عن أبي إسحاق: عمرو بن عبد الله السبيعي، عن البراء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما سيأتي (2) .
وهب بن عبد الله السُّوائِي عنه وهو أبو جُحيفة يأتي
يزيد بن أُمية عنه
758 - قال أبو يعلى: حدثنا قاسم بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن داود، عن عُمر بن ذَرًّ، عن يزيد بن أمية، عن البراء بن عازبٍ قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أطفال المسلمين؟ قال: (هُم مع آبائهم. وسئِل عن أولاد المشركين؟ فقال: هم مع آبائهم فقيل: يارسول الله ما يعملون؟ قال: الله أعلم) (3) .
_________
(1) أخرجه النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف 2/65.
(2) من حديث البراء بن عازب في المسند 4/301.
(3) قال البخاري قال لنا أبو نعيم حدثنا عمر بن ذر قال: حدثني ابن أمية القرشي أن عازباً الأنصاري أرسل إلى عائشة يسألها فقال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أطفال المشركين فقال: (الله أعلم) . وقال لنا سود حدثنا عبد الله بن داود عن عمر بن ذر عن يزيد بن أمية عن رجل عن البراء بن عازب سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: مثله والأول أصح وفي الميزان يزيد بن أمية مجهول تفرد عنه عمر بن ذر. التاريخ الكبير 8/319، الميزان 4/419.(1/403)
يزيد بن البراء بن عازبٍ عن أبيه/(1/404)
759 - حدثنا سفيان أنبأنا أبو جنابٍ، عن يزيد بن البراء، عن أبيه قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر، فقال: (إن [أول] نَسَككُم هذه الصلاة. فقام إليه أبو بُردة بن نيارٍ خالي - قال سهيل: وكان بدريًّا - فقال: يارسول الله كان يوماً نشتهي فيه اللحم، ثم إنا عجِلنا فذبحنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فأبدلها. فقال: يارسول الله إن عندنا ماعزاً جَذَعاً؟ فقال: هي لك وليس لأحدٍ بعدك) تفرد به (1) .
760 - حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، حدثنا أبو جناب الكلبي، حدثني يزيد بن البراء، عن أبيه. قال: (كنا جلوساً في المصلى يوم أضحى، فأتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلم على الناس، وقال: إن أول نسك يومكم هذا (2) الصلاة. قال: فتقدم وصلى ركعتين، ثم استقبل الناس بوجهه، وأُعْطِى قوساً أوْ عصاً فاتكأ عليه، فحمد الله، وأثنى عليه، وأمرهم، ونهاهُم، وقال: من كان منكم عجّل ذبحاً فإنما هي جزرة (3) أطعمها أهله. إنما الذبح بعد الصلاة، فقام إليه خالي أبو بُردة بن نيارٍ، فقال: إنما عجلت ذبح شاتي يارسول الله لنصنع لنا طعاماً نجتمع عليه إذا رجعنا، وعندنا جذعةٌ (4) من معز هي أوفى من الذي ذبحت، أفتغني عني يارسول الله؟ قال: نعم ولن تغني عن أحدٍ بعدك. قال: ثم قال: يابلالُ، قال: فمشى واتبعهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى أتى النساءَ فقالَ يامعشر النساءِ تصدقن الصدقة خيرٌ لكُنَّ. قال: فما رأيتُ قط أكثر خدمةً (5) مقطوعةً وقلادةً وقرطاً من ذلك اليوم (تفرد به (6) .
_________
(1) المسند: 4/282 من حديث البراء بن عازب.
(2) في المخطوطة: (إن أول نسكم هذه الصلاة) والتزمنا بلفظ المسند.
(3)) ) ... هي الذبيحة.
(4) الجذعة من المعز: ما دخل في السنة الثانية.
(5) الخدمة: الخلخال.
(6) المسند: 4/282 من حديث البراء بن عازب.(1/404)
761 - حدثنا إسماعيل، حدثنا سعيد الجُريري، عن أبي عائذٍ: سيف السَّعدي، وأثنى عليه خيراً، عن يزيد بن البراء بن عازب - وكان أميراً بعمان وكان خير الأمراء - قال: قال أبي: اجتمعوا فلأُريكم كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ؟ وكيف كان يُصلي؟ فإني لا أدري ما قدر صُحبتي إياكم؟ قال: فجمع بنيه وأهله، ودعا بوضوءٍ فمضمض، واستنشق، وغسل وجههُ ثلاثاً، وغسل اليد اليمنى ثلاثاً، وغسل يده هذه ثلاثاً يعني اليُسرى، ثم مسح رأسه وأُذُنيه ظاهِرهُما وبَاطِنهما، وغسل هذه الرجل يعني اليمنى ثلاثاً، وغسَلَ هذه الرجل ثلاثاً يعني اليُسرى، قال: هكذا ما أَلَوْت (1) أَنْ أُريكم كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ، ثم دخل بيتهُ، فصلى صلاةً لا أدري ماهي، ثم خرج، فأمر بالصلاة، فأقيمت، فصلى بنا الظهر، فأحسبُ أني سمعتُ منه آياتٍ من {يس} ثم صلى [العصر ثم صلى بنا] (2) المغرب، وصلى العشاء، وقال: ما أَلَوْتُ/ أن أريكم كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ وكيف كان يصلي (تفرد به (3) .
762 - حدثنا وكيع، حدثنا مسعر عن ثابت بن عُبيد، عن يزيد بن البراء ابن عازبٍ. قال: (كنا إذا صلينا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما أحب، أو مما يُحب أن يقوم عن يمينه، وسمعته يقول: [رب] (4) قِني عذابك يوم تَبْعثُ عبادك) .
763 - حدثنا أبو نعيم بإسناده، ومعناه، إلا أنَّهُ قال: ثابت، عن ابن البراء عن البراء (5) .
764 - حدثنا يحيى بن أبي بُكير، حدثنا عبد الغفار بن القاسم،
_________
(1) أي ما قصرت.
(2) مابين المعكوفين أثبتناه من لفظ المسند. 4/288.
(3) المسند: 4/288.
(4) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 4/290.
(5) الموضع السابق من المسند.(1/405)
حدثني عدي بن ثابت، حدثني يزيد بن البراء، عن أبيه. قال: (لقيتُ خالي معه راية، فقلتُ: أين تريد؟ قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رجل من بني تميم تَزوَّج امرأة أبيه من بعده، فأمرنا أن نقتله، ونأخذ ماله، ففعلوا) (1) قال أبو عبد الرحمن: ما حدث أبي عن أبي مريم: عبد الغفار إلاَّ هذا الحديث لعلته. تفرد به (2) .
_________
(1) المسند: 4/295 من حديث البراء.
(2) عبد الغفار بن القاسم: أبو مريم رافضي ليس بثقة قال ابن المديني: كان يضع الحديث. ولم يشهد له أحد بخير فيما أورده عنه صاحب الميزان 2/640.(1/406)
765 - حدثنا (1) عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أشعث، عن عدي بن ثابت، عن يزيد بن البراء، عن أبيه. قال: لقيني عمي، ومعه راية، فقلتُ: أين تُريدُ: قَالَ: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رجل تزوج امرأة أبيه فأمرني أن أقتله) (2) .
766 - حدثنا وكيع، حدثنا مِسعر، عن ثابت بن عبيد، عن ابن البراء، عن البراء بن عازبٍ، قال: (كُنَّا إذا صلينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما أحب أو نُحبّ أن نقوم عن يمينه، فسمعتهُ يقول: ربّ قني عذابك يوم تجمع عبادك أو تبعث عبادَكَ) (3) .
767 - حدثنا وكيع، حدثنا أبو جنابٍ، عن يزيد بن البراءِ، عن أبيه: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب على قوسٍ أو عصا) (4) .
768 - وقال أبو داود: حدثنا الحسن ابن علي، حدثنا عبد الرزاق عن ابن عيينة، عن أبي جَنَاب، عن يزيد بن البراءِ، عن أبيه: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نُووِلَ (5) يوم العيد قوساً فخطب عليه) (6) .
_________
(1) في الأصل المخطوط: (حدثنا عبد العزيز حدثنا عبد الرزاق) .
(2) المسند: 4/297 من حديث البراء.
(3) المسند: 4/304 من حديث البراء.
(4) المرجع السابق.
(5) نوول: من المناولة.
(6) سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب يخطب على قوس: 1/298.(1/406)
يونس بن عُبيدٍ مولى محمد بن القاسم عن البراء(1/407)
769 - حدثنا هاشم، حدثنا سليمان، عن حميد، عن يونس، عن البراء: أنه قال: (كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مَسِيرٍ، فأتينا علي رِكيٍّ ذمةٍ (1) يعني قليله الماء. قال: فنزل فيها ستةٌ أنا سادسهُم ماحةً (2) فأُدلِيت إلينا دلوٌ قال: ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على شفّة الرَّكى فجعلنا فيها نصفها أو قُراب ثلثيها، فرُفعتْ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - /. قال البراءُ: فكدت (3) بإنائي هل أجد شيئاً أجعلهُ في حلقي، فما وجدتُ، فرفعتُ الدّلوَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فغمس يدهُ فيها، فقال فيها ما شاء الله أن يقُول، فعِيدت إلينا الدلو بما فيها، فلقد رأيتُ أحدنا أُخْرِج بثوب خشية الغرق. قال: ثم ساحت يعني جَرت نهراً) تفرد به (4) .
770 - حدثنا عبد الله حدثني أبي، وحدثه هُدْبة، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن حُميد بن هلالٍ، عن يونس، عن البراء نحوه. قال فيها أيضاً: (مدحةً) (5) .
771 - حدثنا عفان، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا حُميد بن هلالٍ، حدثنا يونس، عن البراء. قال: (كُنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ، فأتينا على ركيٍّ ذمةٍ، فنزل فيها ستة أنا سابعهم، أو سبعة أنا ثامنهم. قال: ماحةً، فأُدليت إلينا دلوٌ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على شفة الرَّكى، فجعلتُ فيها نصفها أو قُرَاب ثلثيها، فرُفِعتْ الدلو إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال البراء: وكدت بإنائي هل أجد شيئاً وأجعله في حَلقي فما وجدته، فغمس يده فيها، وقال ما شاء الله أن يقول، وأُعِيدت إلينا الدلو بما فيها، فلقد
_________
(1) الرَّكيُّ: هي البئر. النهاية 2/261.
(2) ماحة: جمع مائح وهو الذي ينزل في الركية إذا قل ماؤها فيملأ الدلو بيده النهاية 4/117.
(3) الكيد: الاحتيال والاجتهاد. النهاية 4/41.
(4) المسند: 4/292 من حديث البراء بن عازب.
(5) الموضع السابق.(1/407)
أُخْرِج آخرنا بثوبٍ مخافةَ الغَرق، ثم سَاحْت) وقال عَفان مرة: (رهبة الغرق) تفرد به (1) .
_________
(1) المسند: 4/297 من حديث البراء بن عازب.(1/408)
772 - رواه الطبراني عن بشرٍ بن مُوسى عن أبي عبد الرحمن المُقري، وعن عبد الله بن أحمد عن هُدبة بن خالدٍ كلاهما، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد ابن هلالٍ، عن يونس بن عُبيد عن البراء فذكرهُ (1) .
773 - حدثنا يحيى بن زكريا، حدثنا أبو يعقوب الثقفي، حدثني يونس بن عُبيد مولى محمد بن القاسم، قال: بعثني محمد بن القاسم إلى البراء بن عازبٍ أسألهُ عن راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماكانت؟ قال: كانت سوداء مربعة من نمرة) (2) رواهُ أبو داوُد عن إبراهيم بن موسى (3) والترمذي والنسائي عن أحمد بن منيع كلاهما عن يحيى بن زكريا [ابن أبي زائدة] به وقال الترمذي حسنٌ غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي زائدة وأبو يعقوب اسمه إسحاق بن إبراهيم (4) .
أبو إسحاق السبيعي الهمداني الكوفي عمرو بن عبد الله عن البرآء بن عازبٍ/.
774 - حدثنا وكيع، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم حُنينٍ:
(أنا النبي لا كذبُ أنا ابن عبد المطلبُ) (5)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 2/26 قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح مجمع الزوائد 8/300.
(2) المسند: 4/297 من حديث البراء بن عازب. وكل شملة مخططة من مآزر الأعراب فهي تمرة وكأنها أخذت من لون التمر لما فيها من السواد والبياض.
(3) سنن أبي داود: كتاب الجهاد: في الرايات والألوية: 3/32.
(4) سنن الترمذي 4/196 أبواب الجهاد) ماجاء في الرايات) والزيادة التي بين المعكوفين منه وبها يتضح تعليقه على الحديث. وأخرجه النسائي في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/66.
(5) من حديث البراء بن عازب في المسند 4/280.(1/408)
775 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة قال: سمعتُ أبا إسحاق الهمداني يقُولُ: سمعتُ البراء يقول: (لما أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة قال: فتبعهُ سُراقَةُ بن مالك بن جُعْشُم، فدعا عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسَاخَتْ به فرسهُ فقال: ادع الله لي ولا أضُّرك. قال: فدعا الله له. قال: فعطِشَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمرَّ براعي غنمٍ، فقال أبو بكر الصديقُ رضي الله عنه: فأخذتُ قدحاً، فحلبتُ فيه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كُثبة من لبنٍ، فأتيتهُ به، فشرِبَ حتى رَوِيَ ورويتُ) (1) . رواه البخاري وقد تقدم في ترجمة البراء عن أبي بكر.
776 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة، سمعتُ أبا إسحاق، سمعتُ البراء يقول: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً مربوعاً بعيد مابين المنكبين، عظيم الجُمَّة إلى شحمة أذنيه، عليه حلةٌ حمراء ما رَأيتُ قط أحسن منهُ - صلى الله عليه وسلم -) (2) رواه الجماعة (3) . إلا ابن ماجه من طريق شعبة.
777 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبةُ، عن أبي إسحاق قال:
سمعتُ البراء يقول: (قرأ رجلٌ الكهف في الدار، وفيها دابةٌ، فجعلت تنفر
فنظر فإذا ضبابةٌ، أو سحابةٌ قد عشيتهُ. قال: فذُكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
فقال: اقرأْ فلانٌ فإنها السكينة تنزلت عند القرآن، أو تنزلت
_________
(1) لفظ أحمد في المسند (فشرب حتى رضيت) 4/280. وكذلك لفظ البخاري أيضاً، انظر صحيح البخاري: فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه 7/240.
(2) المسند: 4/281.
(3) صحيح البخاري: كتاب بدْء الخلق: باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -: 6/568. وصحيح مسلم: كتاب الفضائل: باب في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -: 4/1818، والجمة: الشعر الذي نزل إلى المنكبين. سنن أبي داود 4/54 سنن الترمذي 5/598.(1/409)
للقرآن) (1)
رواهُ البخاري (2) ومسلم (3) والترمذي (4) مِنْ طريق عن شعبة، وقال الترمذي:
حسنٌ صحيحٌ.
_________
(1) المسند: 4/281. وقد مر في حديث أسيد بن حضير هذه القصة وأنه هو الذي كان يقرأ وفرسه مربوط إلى جواره.. إلخ.
(2) صحيح البخاري: فضائل القرآن: فضل الكهف: 9/57.
(3) صحيح مسلم: كتاب صلاة المسافرين: نزول السكينة لقراءة القرآن: 1/548.
(4) سنن الترمذي: فضائل القرآن: ماجاء في سورة الكهف: 5/161.(1/410)
778 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبةُ، عن أبي إسحاقَ. قال: سمعْتُ البراء - وسألهُ رجل من قيس. فقال: أفَرَرْتُم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين؟ - فقال البراء: ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يَفِرّ. كانت هوازنُ ناساً رُماةً، وأنَّا لما حملنا عليهم انكشفوا، فأكبَبْنَا على الغنائِم، فاستقبلونا بالسِّهام، ولقد رأيتُ
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بَغْلَتِهِ البيضاء، وإنَّ أبا سفيان بن الحارث آخِذٌ بِلجامِها،
وهو يقُولُ:
(أنا النبي لاكذب ... أنا ابنُ عبد المطلَّب) (1) /
رواه البخاري (2) ومسلم من طريق شُعبةَ بِهِ (3) ورواه أبو داود من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراءِ مختصراً (4) .
779 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، أنبأنا أبو بكر، عن أبي إسحاق قال: قلت للبراء: الرجلُ يحمل على المشركين أهو مِمن ألقى بيده إلى التهلكة؟ قال: لا. لأنَّ الله تعالى بعثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ} (5) إنما ذلك في النفقة) . تفرد به (6) .
_________
(1) المسند: 4/281 من حديث البراء بن عازب.
(2) صحيح البخاري: كتاب المغازي: غزوة حنين: 8/28.
(3) صحيح مسلم: كتاب الجهاد والسير: غزوة حنين: 3/1401.
(4) في المخطوطة: (من طريق إسماعيل) والتصويب من السنن 3/50.
(5) الآية (84) النساء.
(6) المسند: 4/281 من حديث البراء بن عازب.(1/410)
780 - حدثنا أحمدُ بن عبد الملك، حدثنا زُهير، حدثنا أبو إسحاق. قال: قيل للبراء: (كان وجهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديداً هكذا مثل السيف؟ قال: لا بل كان مثل القمرِ) (1) . رواه البخاري (2) والترمذي (3) من حديثُ زُهير بن معاوية قال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ.
781 - حدثنا عفانُ، حدثنا شعبة، حدثنا أبو إسحاق، عن البراء - قال شعبةُ: ولم يسمعهُ من البراء - (أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بناسٍ من الأنْصارِ فقال: إن كُنتم لابد فاعلين فأَفْشُوا السلام، وأعينوا المظلوم، واهْدُوا السبيل) (4) . رواه الترمذي من حديث شعبة قال حسنٌ [غريبٌ] (5) .
782 - حدثنا حُسينُ بن محمد، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عين البراء. قال: (مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مجلس من الأنصار، فقال: إن أَبيتُم إلاَّ أن تجلسوا فاهدُوا السبيل، ورُدُّوا السلام، وأعينُوا المظلوم) (6) .
783 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شُعبة، عن أبي إسحاق: أنه سمع البراء يقولُ في هذه الآية: {لا يستوي القاعدُون من المؤمنين
_________
(1) نفس الموضع السابق.
(2) صحيح البخاري) كتاب المناقب) : باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -: 6/565.
(3) في الأصل المخطوط: (مسلم) والصواب الترمذي وإنما أخرجه مسلم في الفضائل. من حديث جابر بن سمرة. صحيح مسلم 4/1823 سنن الترمذي 5/598 وتراجع تحفة الأشراف للمزي 2/46.
(4) المسند: 4/282 من حديث البراء بن عازب.
(5) سنن الترمذي: أبواب الاستئذان والآداب: ما على الجالس على الطريق: 5/74 والزيادة بالرجوع إليه.
(6) المسند: 4/282 من حديث البراء.(1/411)
والمجاهدون في سبيل الله} قال: فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيداً، فجاء بكتف، فكتبها، فجاء ابن أم مكتوم فشكا إليه ضرارتهُ. فنزلت: {لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} (1) رواه البخاري (2) ومسلم (3) من حديث شعبة بهِ، والبخاري من حديث إسرائيل عن أبي إسحاق.
_________
(1) الآية رقم (95) النساء، والحديث في المسند: 4/282.
(2) صحيح البخاري: التفسير: سورة النساء: 8/259.
(3) صحيح مسلم: الأمارة: سقوط فرض الجهاد عن المعذورين: 3/1508.(1/412)
784 - حدثنا عفَّان، حدثنا عمر بن أبي زائدة قال: سمعتُ أبا إسحاق قال: قال رجل للبراء وهو يمزحُ معهُ: قد فررتم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنتم
أصحابُه؟ قال البراء: (إني لأشهدُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / ما فرَّ يومئذِ، ولقد
رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حفر الخندق، وهو يَنقل مع الناس التُّراب، وهو يتمثل كلمة ابن رواحة:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزِلنْ سكينةً علينا ... وثبِّت الأقدام إن لاقينا
إنَّ الأُولى قد بغوا علينا ... وإن أَرَادُوا فتنةً أبينا
يمد بها صوته) (1) .
785 - حدثنا حسن بن موسى، حدثنا زهير، حدثنا أبو إسحاق، عن البراء: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أولَ ما قدِم المدينة نزل على أجدادهِ، أوْ أخواله من الأنصار، وأنَّهُ صلى قبل بيت المقدس ستة عشر، أو سبعة عشر شهراً، وكان يُعجبهُ أن تكون قبلته قِبَل البيت، وأنَّهُ صلى أول صلاةٍ صلاها صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممَّن صلى معهُ فمرَّ على أهل مسجد وهم راكعون. قال: أشهد بالله لقد صليتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قِبَلَ
_________
(1) المسند: 4/282 من حديث البراء بن عازب.(1/412)
مكة قال: فداروا كما هم قِبَلَ البيت، وكان يُعجبه أن يُحوَّلَ قِبَلَ البيت، وكان اليهودُ قد أعجبهم إذ كان يُصلي قِبَل بيت المقدس، وأهلُ الكتاب، فلما ولى وجهتهُ قبل البيتِ أنكروا ذلك (1) . أخرجه النسائي من حديث سفيان الثوري (2) ورواه البخاري (3) والترمذي (4) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق.
_________
(1) المسند: 4/283 من حديث البراء بن عازب.
(2) سنن النسائي كتاب القبلة: استقبال القبلة: 2/47.
(3) صحيح البخاري: كتاب الصلاة) باب التوجه نحو القبلة) 1/502. وأخرجه أيضاً عن زهير عن أبي إسحق 1/95.
(4) سنن الترمذي: (باب ماجاء في ابتداء القبلة) وقال الترمذي: حديث البراء حديث حسن صحيح وقد رواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق سنن الترمذي 2/169.(1/413)
786 - حدثنا أبو أحمد، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: (ما كل ما نُحدثكُمُوه سمِعنَاهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن حدثنا أصحابُنا، وكانت تشغلنا رِعيَةَ الإبِل) (1) .
787 - حدثنا أبو أحمد، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء أو غيره قال: (جاء رجل من الأنصار بالعباس أسَرَهُ، فقال العباس: يارسول الله ليس هذا، أسرني [أسرني] رجل من القوم أَنْزَعُ (2) ، من هيئته كذا وكذا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للرجل: لقد آزرك الله بِمَلَك كريمٍ) تفرد به (3) .
788 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا معاذ، حدثني أبي، عن قتادة عن أبي إسحاق عن البراء/ قال: (لما صالح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل الحُديبية، فكتب علي رضي الله عنه كتاباً كتَبَ فيه من محمد رسول الله. قال المشركون: لا تكتب) محمد رسولالله (، ولو كنت رسول الله لم نقاتلكَ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي: امْحه. قال: ما أنا بالذي أمحاه، فمحاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) المسند: 4/283 من حديث البراء بن عازب.
(2) الأنزع الذي ينحسر شعر مقدم رأسه مما فوق الجبين النهاية 4/137.
(3) المسند: 4/283 من حديث البراء بن عازب.(1/413)
بيده، قال: وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام، ولا يدخلونها إلا بِجُلْبَان السِّلاح، فسألته ما جُلبان [السلاح] ؟ قال: القِرابُ بما فيه) (1) .
_________
(1) روى الإمام أحمد هذا الحديث. وإسناده/ حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال سمعت البراء بن عازب يقول.. إلخ وترجح أن هناك حديثاً سقط من المخطوطة يعقب هذا الحديث هو كما ورد في المسند: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم، والمؤذن يغفر له مد صوته، ويصدقه من سمعه من رطب ويابس، وله مثل أجر من صلى معه) يرجع إلى حديث البراء بن عازب في المسند 4/484، 291.(1/414)
789 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق [قال: سمعت البراء بن عازب] . قال: كان أول من قدم المدينة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُصعبُ بن عُمير، وابن أمّ مكتوم، فكانوا يُقرئُون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُصْعَبُ بن عُمَيْر، وابن أمّ مكتوم، فكانوا يُقْرئُون الناس، قال: ثم قَدِمَ بلالٌ وسعد وعمار بن ياسر، ثم قدم عُمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأيتُ أهل المدينة فرحوا بشئٍ فرحهم برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: حتى جعل الإماء يَقُلْن: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما قدم حتى قرأتُ: {سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} في سُور من المفصل) (1) .
790 - حدثنا محمد بن جعفر، وعفانُ قالاَ: حدثنا شعبة، عن
أبي إسحاق- قال عفان قال [حدثنا] أبو إسحاق، عن البراء، ولم يسمعهُ أبو إسحاق من البراء - قال: (مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقومٍ جُلوسٍ في الطريق. قال: إن كُنتم
لابُد فاعلين، فأعطوا الطريق حقه: فأهدوا السبيل، وردوا السلام، وأغيثوا المظلوم) (2) .
791 - حدثنا محمد وهاشم. قالا: حدثنا شُعبة، عن أبي إسحاق عن البراء ابن عازبٍ قال: (أصبنا يومَ خيبر حُمُراً، فنادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن أكفئوا القُدور) (3) .
_________
(1) المسند: 4/291 من حديث البراء بن عازب. وما بين المعكوفين استكمال منه.
(2) المسند: 4/291 من حديث البراء بن عازب.
(3) المسند: 4/291 من حديث البراء بن عازب.(1/414)
792 - رواه مسلم من حديث شعبة عن أبي إسحاق عن البراءِ بن عازبٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثلهُ (1) .
793 - حدثنا هُشيم، أنبأنا حجاج، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازبٍ. قال: (كان فيما اشترط أهل مكة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا يدخُلها أحدٌ من أصحابهِ بسلاحٍ إلاَّ سلاحٌ في قرابٍ/) (2) .
794 - حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازبٍ، قال: (غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمس عشرة غزوةً، وأنا وعبد الله ابن عُمر لِدةٌ) (3) .
795 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو بكر، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازبٍ قال: (جاء رجلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن الكلالة؟ فقال: تكفيكَ آيةُ الصيْف) (4) .
796 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاق، عن البراء ابن عازبٍ. قال: (مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مجلسٍ من الأنصار فقال: إن أبيتم إلا أن تجلسوا فاهدوا السبيل، وردُّوا السلام، وأعينوا المظلوم) (5) .
797 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا زُهير، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب. قال: (كان رجلٌ يقرأ في دارهِ سورة الكهف، وإلى
_________
(1) صحيح مسلم: كتاب الصيد والذبائح: تحريم أكل لحوم الحمر الأنسية: 3/1539.
(2) المسند: 4/292 من حديث البراء بن عازب.
(3) المسند: 4/292، ولِدَةٌ: بكسر ففتح: أي تِرب وأصلها وِلدة فعوضت الهاء من الواو ويجمع على لِدات. النهاية 4/246.
(4) المسند: 4/293. وآية الصيف التي نزلت في الصيف وهي الآية التي في آخر سورة النساء والتي في أولها نزلت في الشتاء النهاية 3/9.
(5) المسند: 4/293 من حديث البراء بن عازب.(1/415)
جانبه حِصانٌ لهُ مربوط بشطنين، حتى غشيتُه سحابةٌ، فجعلتْ [تدنو و] تدنو، حتى جعل فرسهُ ينفر منها. قال الرجلُ: فعجبت لذلك، فلما أصبح أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر ذلك له [وقص عليه] فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تلك السكينةُ تنزلتْ للقرآن) (1) . رواه البخاري (2) ومسلم (3) والنسائي من حديث زهير به، وأخرجاهُ مع الترمذي (4) من حديث شعبة عن أبي إسحاق.
_________
(1) المسند: 4/293، والشطن: هو الحبل. النهاية: 2/475 وما بين المعكوفات استكمال عن الحديث منه.
(2) صحيح البخاري: فضائل القرآن: فصل الكهف: 9/57.
(3) صحيح مسلم: الصلاة: نزول السكينة لقراءة القرآن: 1/548. والنسائي كما في تحفة الأشراف 2/45.
(4) سنن الترمذي: فضائل القرآن: ماجاء في سورة الكهف: 5/161 والنسائي كما في تحفة الأشراف 2/53.(1/416)
798 - حدثنا يحيى بن آدم، وأبو أحمد قالا: حدثنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاق، عن البراء. قال: (جاء رجلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مُقَنَّعاً في الحديد، فقالَ: أُقاتلُ أو أُسلم؟ قال: بل أَسْلم، ثم قاتل، فأسلم، ثم قاتل، فقتل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عمِل هذا قليلاً، وأُجِرَ كثيراً) (1) .
انتهى
الجزء الخامس من (تجزئة المُصنف)
ويليه الجزء السادس
بإذن الله
_________
(1) المسند: 4/293 من حديث البراء بن عازب.(1/416)
الجزء السادس
بسم الله الرحمن الرحيم(1/417)
799 - حدثنا حسنُ بن موسى، حدثنا زُهير، حدثنا أبو إسحاق: أن البراء ابن عازبٍ قال: (جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الرُّماةِ يوم أحد - وكانوا خمسين رجلاً- عبد الله بن جُبَيْر. قال: ووضعهم موضعاً وقال: إن رأيتمونا تخطَّفنا الطَّير فلا تبرحوا من مكانكم حتى أرسل إليكم [وإن رأيتمونا ظهرنا على العدو وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم] (1) قال: فهزموهم. قال: فأَنَا والله رأيت النِّساء يشتتدن على الجبل وقد بدت أَسوقُهنّ، وخلاخِلهنَّ رافعات ثيابُهن، فقال أصحاب عبد الله. الغنيمة أي قوم الغنيمة ظهر أصحابكُم، فما تنظرُون؟ قال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالوا: إنا والله لنأتين الناس، فلنًصِيبن من الغنيمة، فلما أتوهم صُرفت وجوهُهُم، فأقبلوا منهزمين، فذلك الذي يدعوهم الرسولُ في أُخْرَاهم، فلم يبق مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غيرُ اثني عشر رجلاً (2) فأصابوا منا سبعين رجلاً، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابُه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة، سبعين أسيراً، وسبعين قتيلاً. فقال أبو سفيان: أفي القوم محمدٌ؟ [أفي القوم محمد؟ أفي القوم محمد؟ ثلاثاً] فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُجيبوه. أفي القوم ابن أبي قحافة؟ [أفي القوم ابن أبي قحافة؟] أفي القوم ابن الخطاب؟ [أفي القوم ابن الخطاب؟] ثم أقبل على أصحابه. فقال: أَمَّا هؤلاء فقد قُتلوا، فقد كفيتموهم. فما ملك عُمر نفسه أن قال: كذبتَ
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل وأثبتناه من لفظ المسند للإمام أحمد: 4/293.
(2) مابين المعكوفين ليس في المسند: 4/293.(1/417)
والله ياعدوَّ الله. إنهم لأحياءٌ كُلهُم، وقد بقي لك ما يسُوءك.
فقال: يومٌ بيومٍ بَدْر، والحربُ سِجَالٌ، إنكم ستجدون في القوم مثلةً، لم آمُرْ بها، ولم تسُؤني، ثم أخذ اُعلُ هُبلُ، اعلُ هُبلُ.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا تجيبونه؟ قالوا: يارسول الله ما نقولُ؟ قال: قولوا الله أعلى وأجلّ. قال: إن العُزى لنا ولا عُزَّى لكم/ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا تجيبونه؟ فقالوا: يارسول الله، وما نقول؟ قال: قولوا الله مولانا، ولا مولى لكم) (1)
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائيُّ من حديث زُهيرٍ بهِ (2) .
_________
(1) المسند: 4/293 من حديث البراء بن عازب وما بين المعكوفات استكمال منه.
(2) أخرجه البخاري في المغازي: غزوة أحد: 7/349 وأبو داود في الجهاد 3/51 والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/46.(1/418)
800 - حدثنا أسودُ بن عامرٍ، أنبأنا إسرائيل، أو غيرهُ، عن أبي إسحاق، عن البراء. قال: أُهدِي للنبي - صلى الله عليه وسلم - ثوبُ حرير فجعلنا نلمسهُ، ونعجب منه ونقولُ: ما رأينا ثوباً خيراً منهُ، وألين. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيعجبُكُمْ هذا؟ قلنا: نعم. قال: لمناديلُ سعد بن مُعاذِ في الجنة أحسنَ من هذا وألين) (1) . رواهُ البخاري من حديث إسرائيل به (2) .
801 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا زُهير، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب. قال: (جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الرُّماةِ - وكانوا خمسين رجلاً - عبد الله ابن جُبير يوم أحدٍ، وقال: إن رأيتم العدو ورأيتم الطير تخطُفنا فلا تبرحوا، فلما رأوا الغنائم قالوا عليكُم الغنائم، فقال عبد الله: ألم يَقُلْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تبرحوا؟ قال غيره: فنزلت
_________
(1) المسند: 4/294 من حديث البراء بن عازب.
(2) صحيح البخاري: الفضائل: مناقب سعد بن معاذ: 7/122.(1/418)
{وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} (1) يقُولُ: عصيتم الرسول من بعد ما أراكم الغنائم وهزيمة العدُو) (2) .
_________
(1) الآية (152) سورة آل عمران.
(2) المسند: 4/294 من حديث البراء بن عازب.(1/419)
802 - حدثنا زيد بن الحُبابِ، حدثنا حُسين يعني بن واقِد، حدثنا أبو إسحاق، حدثني البراءُ بن عازبٍ. قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسجد على ألْيتي الكف) تفرَّد بِهِ (1) .
803 - حدثنا معمرُ بن سُليمانَ الرَّقي، حدثنا الحجاجُ، عن أبي إسحاق عن البراء بن عازبٍ. قال: (سُئِل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الكلالة. فقال: تكفيك آيةُ الصيف) (2) .
804 - حدثنا أسود بن عامرٍ، وأبو أحمد. قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء. قال: (كان أصحابُ محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا كان الرجل صائماً، فحضر الإفطَارُ/، فنام قبل أن يُفطر لم يأكل ليلته ولا يومهُ، حتى يُمسى، وإن فلاناً الأنصاري كان صائماً، فلما حضره الإفطار أتى امرأته، فقال: هل عندكِ من طعامٍ؟ قالت: لا، ولكن انطلقُ فأطلبُ لك، فغلبتهُ عينهُ، وجاءتهُ امرأتهُ، فلما رأتهُ قالتْ: خيبةٌ لك، فأصبح، فلما انتصف النهار غُشِي عليه، فذُكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فنزلتْ هذه الآية: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} إلى قوله: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} (3) .
_________
(1) المسند: 4/294 من حديث البراء بن عازب وألينا الكف: أراد ألية الإبهام وضرَّة الخنصر، فغلب كالعمرين والقمرين وألية الإبهام أصلها وأصل الخنصر الضرة. النهاية 1/40.
(2) المسند: 4/295، والمراد بآية الصيف الآية التي نزلت في الصيف وهي آخر سورة النساء. {قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} 176 آخر سورة النساء.
(3) الآية (187) سورة البقرة. والخبر من حديث البراء بن عازب في المسند 4/295.(1/419)
805 - قال أبُو أحمد: (وإن قيس بن صرمة الأنصاري جاء فنام) فذكرهُ (1) .
806 - حدثنا أحمد بن عبد الملك، حدثنا زُهير، حدثنا أبو إسحاق، عن البراء بن عازبٍ: (أن أحدهم كان إذا نَامَ) فذكر نحواً من حديث إسرائيل، إلاَّ أنه قال: (نزلت في أبي قيس بن عمرو) (2) ورواه البخاري (3) وأبو داود (4) والترمذي (5) من حديث إسرائيل بهِ فقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ.
807 - حدثنا أسودُ بن عامرٍ، حدثنا إسرائيل، أنبأنا أبو إسحاق، عن البراء، وحدثنا يحيى بن أبي بُكير، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: سمعتُ البراء يقول: (ما رأيتُ أحداً من خلق الله أحسن في حُلَّةٍ حمراء من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنَّ جُمتَهُ لتضرب إلى منكبيه) . قال ابن أبي بُكير: (لتضربُ قريباً من منكبيه) . وقد سمعتهُ يُحدِّثُ به. رواه البخاري والترمذي في الشمائل، والنسائي من حديث إسرائيل بهِ، وقد سمعتُه يحدثُ مراراً، وما سمعتُه يحدثُ به قط إلا ضحك (6) .
808 - حدثنا يزيد، أنبأنا زكريا، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازبٍ قال: (اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يحج، واعتمر قبل أن يحج. فقالت عايشةُ: لقد عَلِمَ أنَّهُ اعتمر أربع عُمرٍ بعمرته التي حج فيها) (7) .
_________
(1) المسند: 4/295 من حديث البراء بن عازب.
(2) المسند: 4/295 من حديث البراء بن عازب.
(3) صحيح البخاري: التفسير: سورة البقرة: 8/181.
(4) سنن أبي داود: الصيام: مبدأ فرض الصيام: 2/295.
(5) سنن الترمذي: التفسير: سورة البقرة: 5/210.
(6) المسند: 4/295، وتقدم تخريجه عن الجماعة في الحديث رقم (776) .
(7) المسند 4/297 من حديث البراء بن عازب.(1/420)
809 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أرادَ أن ينامَ وضع خدَّهُ على يده اليمنى، وقال: (رب قني عذابكَ يوم تُبعثُ عبادك/)) (1) .
810 - حدثنا يزيد، أخبرنا شعبة، أنبأنا شريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازبٍ. قال: استصغرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا وابن عمر فرُددنا يوم بدرٍ) (2) .
811 - حدثنا جُحين (3) ، حدثنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازبٍ. قال: اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يدعُوهُ يدخلُ مكة، حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب كتبوا: (هذا ما قاضى عليه محمدٌ رسول الله) قالوا: لا نقر بهذا، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئاً، ولكن أنت محمد بن عبد الله، قال: أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله، قال لعلي: امح رسول الله. قال: لا والله ما أمحوك أبداً، فأخذا النبي - صلى الله عليه وسلم -: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله ألاَّ يدخل مكة السلاحُ إلا السيف في القِراب، ولا يُخرج من أهلها أحدٌ إلاَّ من أراد أن يتبعهُ، ولا يمنع أحداً من أصحابه أن يُقيم بها. فلما دخلها، ومضى الأجلُ أتوا علياً فقالوا: قل لصاحبك فليخرج عنا قد مضى الأجلُ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (4) .
_________
(1) المسند 4/298 من حديث البراء بن عازب.
(2) الموضع السابق والطبراني في المعجم الكبير من طريق عمرو بن مرزوق عن شعبة به بنحوه 5 - 82.
(3) حجين بن المثنى اليمامي: عن الليث ومالك وغيرهما وعنه أحمد ويحيى بن معين وغيرهما تهذيب التهذيب 2/216.
(4) المسند: 4/298 من حديث البراء بن عازب.(1/421)
812 - وحدثناه أسود بن عامر، أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: (اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذي القعدة) . فذكر معناهُ فقال: (أن لا يدخل مكة السلاح ولا يُخرج من أهلها) (1) رواه البخاري والترمذي من حديث إسرائيل بهِ، وأخرجاهُ وأبو داود والنسائي من حديث شعبة عن أبي إسحاق (2) .
813 - حدثنا حُجين، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: (بينما رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يُصلى، وفرس أوْ حصان مربوط في الدار. فجعل ينفرُ، فخرج الرجل، فنظر فلم يرَ شيئاً، وجَعَل ينفر، فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (تلك السكينة تنزلت للقرآن (رواه البخاري من طريق إسرائيل (3) .
814 - حدثنا حجين، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البرآء. قال: (آخر سورة نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - كاملة {بَرَاءَةٌ} وآخر آية نزلت خاتمةُ سورة النساء {يَسْتَفْتُونَكَ} إلى آخر السورة) (4) . رواه البخاري (5) من حديث إسرائيل ورواه مُسلم (6) من حديث زكريا، عن أبي إسحاق.
815 - حدثنا يحيى [بن آدم] وحُسين، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البرآءِ: (أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتمر في ذي القعدة) (7) . رواه البخاري (8) ، والترمذي (9) من حديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبيه مطولاً.
_________
(1) صحيح البخاري: التفسير: سورة الفتح: 8/586.
(2) المسند: 4/298 من حديث البراء بن عازب.
(3) صحيح البخاري: التفسير: سورة الفتح: 8/586.
(4) المسند: 4/298 من حديث البراء بن عازب.
(5) صحيح البخاري: التفسير: آخر سورة النساء: 8/267.
(6) صحيح مسلم: الفرائض: آخر آية أنزلت آية الكلالة: 3/1237.
(7) المسند: 4/298 من حديث البراء بن عازب.
(8) صحيح البخاري: المغازي: عمرة القضاء: 7/499.
(9) سنن الترمذي: الحج: ماجاء في عمرة ذي القعدة: 3/266 وقال حسن صحيح.(1/422)
816 - حدثنا/ يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البرآء ابن عازبٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحسان: (اهج المشركين فإن روح القدس معك) (1) .
817 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان عن أبي إسحاق، سمعتُ البراء بن
عازبٍ يقول: (لما نزلت هذه الآية {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} (2) أتاهُ ابن أم مكتوم، فقال: يارسول الله إني ضرير البصر. قال: فنزلت {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ائتوني بالكتف والدواة، أو اللوح والدواة) (3) .
818 - حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن البرآء: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل: إذا أَوَيت إلى فراشك، فقل اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي، وألجأت ظهري إليك، وفوضت أمري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلتَ، فإن مت متَّ على الفطرة، وإن أصبحت أصبحت وقد أصبت خيراً) (4) .
819 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق أنه سمع البرآء قال: (لما نزلت هذه الآية {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيداً، فجاء بكتف، فكتبتها، فشكا ابن أم مكتوم ضرارته، فنزلت {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} ) (5) .
_________
(1) المسند: 4/298 من حديث البراء بن عازب.
(2) الآية 95 من سورة النساء.
(3) المسند: 4/299 من حديث البراء بن عازب.
(4) نفس المصدر.
(5) نفس المصدر.(1/423)
820 - حدثنا عبد الرحمن وابن جعفر. قالا: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعتُ البرآء بن عازبٍ يقول: (أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً إذا أخذ مضجعهُ أن يقول: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهتُ وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبةً ورغبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت، فإن مت مت على الفطرة) (1) .
821 - حدثنا عبد الملك بن عمر، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن البرآء بن عازبٍ: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أقبلَ من سفرٍ قال: آيبون تائبون عابدُونَ
لربنا حامدون) (2) . رواه النسائي من حديث إسرائيل وسفيان عن أبي إسحاق به (3) .
822 - حدثنا وكيع، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البرآء قال: (رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ الخندق يَنْقل التراب، وقد وَارَى التّرابُ شعرَ صدرِهِ) (4) .
823 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا زهير، حدثنا أبو إسحاق، عن البرآء بن عازبٍ. قال: (كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ادعوا لي زيداً يجئ، أو يأتي بالكتف والدواة أو اللوح والدواة كتب {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} فقال ابن أم مكتوم، وهو خلف ظهره: يارسول الله إن بعيني ضرراً؟ قال: فنزلت قبل أن يبرح {غير أولي الضرر} هكذا أنزلت) (5) .
_________
(1) المسند: 4/300 من حديث البراء بن عازب.
(2) المسند: 4/300 من حديث البراء بن عازب.
(3) النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف 2/42.
(4) من حديث البراء بن عازب في المسند 4/300.
(5) المسند: 4/301 من حديث البراء بن عازب.(1/424)
824 - حدثنا مؤمَّل، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن البرآء قال: (وَادَع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المشركين يوم الحديبية على ثلاث: من أتاهم من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يرُدُّوه/، ومن أتى إلينا منهم رَدُّوه إليهم، وعلى أن يجيى النبي - صلى الله عليه وسلم - من العام المقبل هو وأصحابه، فيدخلون مكة معتمرين، ولا يُقيمون إلاّ ثلاثا، ولا يُدخلون إلا جلب السَّلاح: السيفَ، والقوسَ، ونحوه (1)) . رواه البخاري (2) تعليقاً فقال: وقال موسى بن مسعود عن سفيان به فذكره، ورواه أيضاً عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البرآء كما سيأتي، ورواهُ مسلم من طريق زكريا بن أبي زايدة عن أبي إسحاق به (3) .
825 - حدثنا أبو كامل، حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن البرآء بن عازبٍ: (أنه وصَفَ السجود قال: فبسط كفيَّه، ورفع عجيزته وخَوَى وقال: هكذا
سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (4) .
826 - حدثنا وكيع، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء
ابن عازب. قال: (صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو
سبعة عشر شهراً ثم وُجّه إلى الكعبة، وكان يحب ذلك، فأنزل الله تعالى {قَدْ
نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} (5) الآية، فمر رجل صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - العصر على
قوم من الأنصار وهم ركوع في صلاة العصر نحو بيت المقدس، فقال:
_________
(1) المسند: 4/302 من حديث البراء بن عازب.
(2) صحيح البخاري: كتاب الصلح (باب الصلح مع المشركين) 5/304.
(3) صحيح مسلم: الجهاد والسير: صلح الحديبية: 3/1410 ويراجع أيضاً تحفة الأشراف
للمزي 2/38.
(4) () ... المسند: 4/303 من حديث البراء بن عازب.
(5) الآية 144 من سورة البقرة.(1/425)
هو
يشهد أنهُ صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنه قد وُجِّه إلى الكعبة. قال: فانحرفوا
وهُمْ ركوع في صلاة العصر) (1) . رواهُ البخاريُ (2) والترمذي (3) من طريق
إسرائيل بهِ.
حديثٌ آخرُ
قال البخاري في التفسير
_________
(1) المسند: 4/304 من حديث البراء بن عازب.
(2) صحيح البخاري: الصلاة: التوجه نحو القبلة كان: 1/110.
(3) سنن الترمذي: الصلاة: حديث رقم) 339) : 1/213.(1/426)
827 - حدثنا عبيد الله، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البرآء قَالَ: (لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله وكان رجالٌ يختانون أنفسهم، فأنزل الله تعالى {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} (1) .
حديث آخر بالإسناد المتقدم
828 - (أن رجلاً قال للبرآء: أكنتم ولَّيتم يوم حُنين؟ فقال: أَمَّا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يُولّ (الحديث (2) .
(حديث آخر بالإسناد الذي قبله)
829 - (أن رجلاً قال للبرآء: كم كنتم تعدُون الفتح فتح مكة؟ قال: كُنَّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع عشرة مائة في بيعة الرضوان) (3) .
_________
(1) صحيح البخاري: التفسير: سورة البقرة: 8/181 والآية 187 سورة البقرة.
(2) صحيح البخاري: كتاب المغازي: غزوة حنين: 8/128.
(3) البخاري: المغازي: غزوة الحديبية 7/441 ولفظ البخاري: عن البراء رضي الله عنه قال: (تعدون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحاً. ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان) إلى آخر الحديث.(1/426)
(حديث آخر رواه البخاري)(1/427)
830 - عن وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البرآء في قوله {قَدْ جَعَلَ رَبُكِ تَحْتَكِ سَرِيَاً} قال: (نهراً صغيراً بالسريانية) (1) .
آخر قال البخاري/ في التفسير
831 - حدثنا عُبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البرآء قال: (كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره، فأنزل الله {وَلَيسَ البِرُّ بِأَنْ تَأَتُوا البُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا، وَلَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبوَابِهَا} ) (2) .
آخر من رواية الترمذي من
832 - حديث إسرائيل، وشعبة، عن أبي إسحاق، عن البرآء: (أن رجالاً كانوا يشربون الخمر قبل أن تُحرم، فلم ندر بما نقول فيهم فأنزل الله {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} ) الآية. قال في كل منهما. حسنٌ صحيحٌ (3) .
(حديث آخر)
833 - روى الترمذي من طريق حجاج بن أرطأة، عن أبي إسحاق: (قلت للبراء: أين كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع وجهه إذا سجد؟ قال: بين كفّيه) وقال حسنٌ غريب (4) .
_________
(1) صحيح البخاري: كتاب بدء الخلق: باب واذكر في الكتاب مريم 6/476.
(2) صحيح البخاري: التفسير: تفسير سورة البقرة 8/183 والآية (189) البقرة.
(3) سنن الترمذي: التفسير: المائدة: 5/254، والآية رقم (93) . ولفظ الخبر عند الترمذي يختلف في الروايتين ففي أولاهما قال: (مات رجال من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن تحرم الخمر. فلما حرمت الخمر قال رجال: كيف بأصحابنا وقد ماتوا يشربون الخمر، فنزلت.
(4) سنن الترمذي: الصلاة: أين يضع الرجل وجهه إذا سجد: 2/60.(1/427)
(حديث آخر)(1/428)
834 - روى الترمذي من طريق الحسين بن حُريث، عن أبي إسحاق، عن البراء في قوله {إن الذين ينادونك من وراء الحُجُرات} [فقام] رجل فقال: يارسول الله إن حمدي زين وإن ذمي شين. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ذاك الله عزّ وجلّ) . ثم قال الترمذي: حديث حسنٌ صحيح (1) .
حديث آخر قال البخاري في المغازي
835 - حدثنا علي بن مسلم، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدثني أبي، عن أبي إسحاق، عن البرآء بن عازبٍ، قال: (بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رهطاً من الأنصار إلى أبي رافعٍ ليقتلوه، فانطلق رجلٌ منهم، فدخل حِصنُهمْ قال: فدخلتُ مربط دوابِّهم، فأغلقوا باب الحصن، ثم إنهم أغلقوهُ، ثم فقدوا حماراً، فخرجوا يطلبونه، فخرجت فيمن خرج أُريهم أني أطلبه (2) معهُم، فوجدوا الحمار، فدخلُوا، فدخلت، فأغلقوا باب الحصن ليلاً، فوضعوا المفاتيح في كُوَّةٍ حيثُ أراها (3) ، فلما ناموا أخذت المفاتيح، ففتحت باب الحصن، فدخلت عليه، فقلتُ يا أبا رافع، فأجابني فعمدتُ نحو الصوت، فضربتهُ، فصاح، فخرجت، ثم رجعتُ كأني مغيثُ، فقلت: مالك يا أبا رافع، وغيرتُ صوتي، فقال: لأمِك الويلُ. فقلتُ: ما شأنكَ؟ قال: لا أدرى
_________
(1) سنن الترمذي: التفسير: سورة الحجرات: 5/388 وعبارته: هذا حديث حسن غريب. واللفظ في المخطوطة: (مدحي) بدلاً من (حمدي) وما بين المعكوفين بالرجوع إلى السنن.
(2) في المخطوطة: (إني أخرج معهم) وما أثبتناه من الصحيح.
(3) في المخطوطة: (حيث أراهم) وما أثبتناه من الصحيح.(1/428)
من دَخل عليَّ فضربني، قال: فوضعتُ سيفي في بطنِه، ثم تحاملتُ عليه حتى فرغ، ثم خَرجتُ وأنا دَهِشٌ، فأتيتُ سُلَّماً لهم لأنزل فيه، فوقعتُ فوثئت [رجلي] (1) ، فخرجتُ إلى أصحابي، فقلتُ ما أنا ببارح حتى أسمع النَّاعية، فما برحتُ حتى سَمِعت نعايا أبي رافعٍ تاجرِ أهل الحجاز، فقلتُ قوموا حتى أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرناهُ (2) .
_________
(1) في المخطوطة: (فوثبت) والتعديل والزيادة من الصحيح ومعنى وثئت رجلي: أصابها وهن دون الخلع والكسر النهاية 4/194.
(2) تختلف نهاية الخبر هنا عن لفظ البخاري فهو في الصحيح: (قال: فقمت وما بي غلبة حتى أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرناه) [ما بي قلبة! ما بي كلمة] .
= ... ورواية البخاري هذه ورواية أخرى أخرجهما من كتاب الجهاد والسير) باب قتل النائم المشرك) وأخرج أطرافهما في ثلاث مواضع أخرى. الصحيح بشرح الفتح 6/155.(1/429)
836 - ثم رواهُ عن عبيد الله بن محمد بن يحيى [بن آدم] عن [يحيى] بن أبي زائد عن أبيه/، عن البرآء بن عازب: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث رهطاً من الأنصار إلى أبي رافع، فدخل عليه عبد الله بن عتيكٍ بيتهُ ليلاً، فقتلهُ، وهو نائمٌ) (1) .
بقية أحاديث أبي إسحاق السبيعي عن البراء
(حديث آخرُ)
837 - رواه النسآئي (2) من حديث مطرف بن طريفٍ، عن أبي إسحاق، عن البرآء، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج إلى سفرٍ قال: (اللهم بلاغاً يبلغ خير مغفرتك ورضوانك، بيدك الخير إنك على كل شئ قدير اللهمَّ أنتَ الصاحِبُ في السفر والخليفة في الأهلِ اللهم هون علينا
_________
(1) الصحيح بشرح الفتح الباب السابق 6/155.
(2) أخرجه النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف 2/58 كما رواه هو وابن ماجه عن عبد الله بن سرجس بألفاظ مختلفة والنسائي أيضاً من رواية أبي هريرة. انظر سنن النسائي: 8/272 وابن ماجه: 2/1279 كتاب الدعاء والاستعاذة.(1/429)
السفر واطوِ لنا الأرض اللهم إني أعوذُ بك من وعثاء السفرِ وكآبة المنظر والمنقلب) لفظ الطبراني، ورواهُ ابن ماجة، وأبو يعلى، عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، عن مطرف، عن أبي إسحاق، عن البراء.
(حديث آخر)(1/430)
838 - رواه النسائي وابن ماجه من طريق هاشمٍ بن البريد، عن أبي إسحاق، عن البرآء. قال: (كنا نصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فنسمع الآية أحياناً) (1) .
(حديث آخر)
839 - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسل إلى أهل مكة) رواه البخاري في الحج، وفي الجزية، عن أحمد بن عثمان بن حكيم، عن شريح بن مسلمة، عن إبراهيم بن يوسف [بن أبي إسحق] ، عن أبيه يوسف، عن أبيه، [عن] البرآء به (2) .
حديثٌ آخر
840 - بالإسناد الذي قبله، عن أبي إسحاق قال: (سألتُ مسروقاً وعطاء ومجاهداً، فقالوا: اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذي القعدة قبل أن يحج، وسمعتُ البراء يقول: اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذي القعدة قبل أن يحج مرتين) (3) .
_________
(1) سنن النسائي: الافتتاح: القراءة في الظهر: 2/126، وسنن ابن ماجه: إقامة الصلاة: الجهر بالآية أحيانا: 1/271.
(2) لم يخرجه البخاري في الحج كما في المنكت الطبراني لابن حجر (تحفة الأشراف 4/95) وأخرجه البخاري في الجزية (باب المصالحة على ثلاثة أيام أو وقت معلوم) كما أخرجه في الصلح.
الصحيح بشرح فتح الباري 5/303، 6/284.
(3) صحيح البخاري: الحج: العمرة وفضلها: 3/600.(1/430)
حديثٌ آخرُ(1/431)
841 - رواه البخاري من طريق [إبراهيم بن] يوسف بن أبي إسحاق، [عن أبيه] عن جده، عن البرآء، (وسئِل: أشهد عليٌّ بدراً؟ فقال: بارَز وظاهَرَ) (1) .
حديث آخرُ
842 - قال البرآءُ: (بعثنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن مع خَالد بن الوليد، ثم بعثَ علياً فيمن عقب معهُ/) ورواهُ الترمذي (2) وأبو يعلى، من حديث يونس بي أبي إسحاق، عن أبيه، عن البرآء بهِ وزاد في سِيَاقه قال: (فأسلمتْ همدان كلها في يوم واحدٍ، فكتب بذلك عليٌّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرَّ ساجداً، وقال: السلام على همدان. ثلاثاً. قال: ثم تتابع أهل اليمن على الإسلام) .
(حديثٌ آخرُ)
843 - روى النسائي من حديث يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن البرآء: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى حَجَّن (3) .
844 - وبهِ قال: (أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعضلة ساقه) (4) .
قال شيخنا: المحفوظ رواية أبي إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفة (5) كما سيأتي.
_________
(1) صحيح البخاري: المغازي: غزوة بدر: 7/297. وما بين المعكوفات بالرجوع إليه.
(2) انظر سنن الترمذي: الجهاد: من يستعمل على الحرب: 4/207.
(3) حَجَّنَ: فتح عضدية وجافاهما عن جنبيه ورفع بطنه عن الأرض. النهاية 1/146. أخرجه في المجتبي 2/167.
(4) انظر مسند أحمد: 5/382، 396 من حديث حذيفة بن اليمان ويراجع أيضاً تحفة الأشراف 4/61.
(5) سنن أبي داود: الفرائض في الكلالة: 2/108.
وسنن الترمذي: التفسير: آخر سورة النساء: 4/316.(1/431)
(حديث آخر)(1/432)
845 - رواه أبو داود في الفرائض، والترمذي في التفسير، من حديث أبي بكرٍ بن عياشٍ، عن أبي إسحاق، عن البرآء قال: (جاء رجل فقال يارسول الله {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُم في الكَلالَةِ} ؟ قال: نجزئك آية الصيف) (1) الظاهر أن هذا الرجل هو عمر بن الخطاب كما تقدم.
(حديث آخرُ)
846 - قال الطبراني حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عبد الحميد بن صالح، حدثنا محمد بن أبان، حدثنا درمكُ بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن البراء: (أن رجلاً اشتكى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحشة فقال: قل سبحان الملك القدوس، ربُّ الملائكةِ والرُّوح، جَلَّلْتَ السمآء والأرض بالعزة. والجبروت فقالها الرجل، فأذهب الله عنهُ الوحشة) (2) .
(حديث آخرُ)
847 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن أبان الأصبهاني، حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، حدثنا موسى بن مُطير عن أبي إسحاق. قال: قال البرآء: (ألا أعلمك دُعَاءً عَلَّمِنيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: إذا رأيت الناس تنافسوا الذهب والفضة، فادع بهذه الدعوات: اللهم إني أسألك
_________
(1) سنن أبي داود (باب من ليس له ولد وله أخوات) وفي نهاية الخبر: (فقلت لأبي إسحق: هو من مات ولم يدع ولداً ولا والداً؟ قال: كذلك ظنوا أنه كذلك) ولفظ الخبر للذي أورده المصنف هنا كما في الترمذي.
سنن أبي داود 3/120، سنن الترمذي 5/249.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 2/24 قال الهيثمي: فيه محمد بن أبان الجعفي وهو ضعيف 10/128 وعد الذهبي هذا الخبر من مناكير درمك بن عمرو عن أبي إسحق: الميزان 2/26.(1/432)
الثبات في الأمر، والعزيمة على الرُّشْدِ وأسألك شُكر نعمتك والصبر على بلائك، وأسألك حُسنَ عبادتك، والرضا بقضائِك، وأسألك قلباً سليماً، ولساناً صادقاً/، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شرِّ ما تعلم، وأستغفرك لما تَعلم) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 2/25. قال الهيثمي: فيه موسى بن مطير وهو متروك.(1/433)
848 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن شُعيب، حدثنا سُويد بن نصر، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن عبد الكبير (1) بن دينارٍ، عن أبي إسحاق، عن البرآء: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل: ما اسمُك؟ قال: نُعيم. قال: أنت عبد الله) (2) .
(حديث آخر)
849 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا موسى ابن الحسين السلولي، حدثنا الصبيّ بن الأشعث، عن أبي إسحاق، عن البرآء: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يومٌ وليلةُ [في] المسح على الخفين) (3) .
(حديثٌ آخر)
850 - رواهُ أبو يعلى، من حديث حمزة الزيات، عن أُبيّ، عن البرآء قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبةً أسمع العواتق في خدورها قال: (يا
_________
(1) ليس في إسناد الخبر عبد الله بن المبارك كما أورده الطبراني.
كما ورد في المخطوطة: (عبد العزيز بن دينار) فصوبت من الأصل.
(2) المعجم الكبير للطبراني 2/25.
(3) المعجم الكبير للطبراني 2/25. والصبي بن الأشعث السلولي له مناكير كما في الميزان 2/308.(1/433)
معشر من آمن بلسان [ولم يدخل الإيمان قلبه] لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنهُ من اتبع عورة أخيه يتبعُ الله عورتهُ، ومن يتبع الله عورته يفضحه في جوف بيتهِ) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) رواه أبو يعلى ورجاله ثقات كما قال الهيثمي والزيادة التي بين المعكوفين استكمال منه في مجمع الزوائد 8/93.(1/434)
851 - قال أبو يعلى: حدثنا سعيد بن راشد، عن الحسن بن ذكوان عن أبي إسحاق، عن البرآء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من استغفر الله دُبُرَ كل صلاة ثلاثَ مراتٍ، فقال: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيومَ وأتوبُ إليه، غُفِرتْ ذنوبُه وإن كان قدْ فرَّ من الزحف) (1) .
(حديثٌ آخرُ)
852 - قال أبو يعلى: حدثنا إبراهيم بن محمد، عن عزة بن بجير، حدثنا المؤمَّل، حدثنا إسرائيل، حدثنا أبو إسحاق، عن البرآء. قال: (لما نزلت {آلمّ غُلِبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون} لقى ناس أبا بكر، فقالوا: ألا ترى إلى صاحبك يزعم أن الروم ستغلبُ فارس؟ قال: صدق. فقالوا: فهل لك أن نخاطرك (2) على ذلك؟ قال نعم، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال لأبي بكر: ما أردت إلى هذا؟ قال: يارسول الله ما فعلته إلاّ تصديقاً لله ولرسوله. قال: فتعرض لهمُ وأعظِم لهم في الخطر، واجعله إلى بضع سنين، فإنه لن تمضي السنون
_________
(1) الخبر أخرجه أبو يعلى في مسنده وابن السنن ورمز له السيوطي بالضعف. الجامع الصغير بشرح فيض القدير 6/57.
(2) نخاطرك: نجعل لك رهناً من جانبنا وتجعل لنا رهنا من جانبك. تراجع المادة في النهاية 1/303.(1/434)
حتى تظهر الروم على فارس. قال: فمرّ بهم أبو بكر، فقال: هل لكم في العود فإن العود أحمد قالوا: نعم فخاطروا وأعظم الخطر، فلم تمض السنون حتى ظهرت الروم على فارس، فأخذ الخطر وأتى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا السحت فتصدق به) (1) .
(أبو بَحُر عن البراء)
_________
(1) أورده السيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور 5/150. مطلع سورة الروم، وابن كثير في تفسيره من رواية ابن أبي حاتم 3/423 مطلع سورة الروم.(1/435)
853 - حدثنا حسن بن موسى حدثنا زهير حدثنا أبو بَلْج يحيى بن أبي سليم/، حدثني أبو الحكم علي البصري، عن أبي بَحْر، عن البرآء: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أيما مسلمين التقيا، فأخذ أحدُهما بيد صاحبه، ثم حمد الله تفرقا وليس بينهما خطيئة) . تفرد به (1) .
أبو بردة بن أبي موسى عن البرآء
854 - (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوسّد يمينه عند المنام، ويقول: ربِّ قِنِي عذابك يوم تبعث عبادك) رواه الترمذي عن أبي كُريب والنسائي عن أحمد بن سعيد كلاهُما عن إسحاق بن منصور، عن إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق بهِ (2) .
أبو بُسْرةِ الغفاري عن البرآء
855 - حدثنا هاشم، حدثنا ليث، حدثنا صفوان بن سُليم، عن
_________
(1) المسند: 4/293 من حديث البراء بن عازب.
(2) سنن الترمذي: الدعوات: 5/471.
= ... وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وأخرجه النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف 2/97.(1/435)
أبي بُسرة، عن البرآء بن عازب. قال: (سافرتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمانية عشر سفراً. فلم أرهُ ترك الركعتين قبل الظهر) (1) .
_________
(1) المسند: 4/292 من حديث البراء.(1/436)
856 - حدثنا يونس بن محمد، حدثنا فُليح، عن صفوان بن سُليم، عن أبي بُسرة، عن البراء بن عازبٍ. قال: (غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضع عشرة غزوةً، فما رأيته ترك ركعتين حين تميل الشمس (1)) رواه أبو داود والترمذي عن قتيبة، عن الليث بهِ، وقال الترمذي: غريب، سألت المحاربي عنه، فلم يعرفه إلا من حديث الليث، ولم يعرف اسم أبي بسرة ورَآه حسناً (2) .
(أبو بكر بن أبي موسى الأشعري عن البرآء)
857 - حدثنا حجاج، أنبأنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السَّفر قال: سمعت أبا بكر بن أبي موسى الأشعري يحدث عن البرآء: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور) (3) - قال شعبة هذا أو نحو هذا المعنى - (وإذا نام قال: اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت) (4) .
858 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السَّفَر. قال: سمعت أبا بكر بن أبي موسى الأشعري يُحدث عن البرآء: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا. وإليه النشور) . - قال شعبة هذا أو نحو هذا المعنى - (وإذا نام قال:
_________
(1) المسند: 4/295 من حديث البراء بن عازب.
(2) أخرجه أبو داود (باب التطوع من السفر) 2/8. والترمذي (في التطوع من السفر) 2/435.
(3) المراد بأماتتنا النوم، وأما النشور فهي الأحياء للبعث يوم القيامة.
(4) المسند: 4/294 من حديث البراء بن عازب.(1/436)
باسمك اللهم أحيا وباسمك أموت (1) ، رواه مسلم (2) والنسائي من حديث شعبة به.
أبو جُحَيْفة: وهب السُوَائي عن البراء
_________
(1) المسند: 4/302 من حديث البراء بن عازب.
(2) صحيح مسلم: كتاب الذكر والدعاء: باب ما يقول عند النوم: 4/2083. والنسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف 2/67.(1/437)
859 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سلمة بن كُهيل، عن أبي جُحيفة، عن البرآءِ. قال: (ذبح أبو بُردة قبلَ الصلاة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أبْدلها، فقال: يارسول الله ليس عندي إلا جذعة - وأظنهُ قد قال/: خير من مسنة - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اجعلها مكانها، ولن تُجزئ عن أحدٍ بعدك) (1) رواه البخاري ومسلم عن بندار عن غندر به (2) ورواه مسلم من غير وجهٍ عن شعبة به (3) .
(حديث آخرُ)
860 - قال الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق التُّسترى، حدثنا إبراهيم ابن المستمر العروقي، حدثنا يحيى بن عباد بن دينار الحرشي، حدثنا يحيى بن قيس الكِندي، عن عبد الملك بن عُمير، عن أبي جُحيفة، عن البرآء بن عازبٍ. قال: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ثمن الكلب، ومَهْر البغى، وكسب الحجام، وحُلْوَان الكاهن، وعَسَب الفحل (4)) قال:
_________
(1) المسند: 4/302 من حديث البراء بن عازب.
(2) صحيح البخاري: الأضاحي: سنة الأضاحي: 10/3.
(3) صحيح مسلم: الأضاحي: وقتها: 3/1554.
(4) عَسْبُ الفحل: هو ماؤه وضرابه أهـ النهاية 3/234.(1/437)
وكان للبرآء تَيْس يُطرِقه مَنْ طلبه لا يمنعهُ أحداً، ولا يُعطى أجر الفحل (1) .
(أبو الجهم الأنصاري،
واسمه سليمان بن الجهم الجوزجاني، عن البرآءِ)
_________
(1) أخرجه الطبراني في الكبير 2/25. قال الهيثمي: فيه يحيى بن عباد بن دينار الحرشي ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات مجمع الزوائد 4/87.(1/438)
861 - حدثنا أسباط، حدثنا مطرف، عن أبي الجهم، عن البرآء بن عازب. قال: (إني لأطوف على إبلٍ ضلَتْ لي في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فأنا أجُول في أبيات، فإذا أنا بركب، وفوارس إذ جاءوا، فطافوا بفنائي، فاستخرجوا رجلاً، فما سألوه، وما كلموه، حتى ضربوا عنقه، فلما ذهبوا سألت عنه؟ فقالو: أعرس بامرأة أبيه) (1) . ورواه
أبو داود، عن مُسدَّد، عن خالد بن عبد الله، عن مطرف به (2) .
862 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا أبو بكر، عن مطرف قال: (أتوا قُبَّةً، فاستخرجوا منها رجلاً، فقتلوه، فقلت: ماهذا؟ قالوا: هذا رجل دخل بأم إمرأته، فبعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقتلوه) (3) .
863 -[حدثنا عبد الله، حدثنا أبي] حدثنا عثمان بن محمد، قال عبد الله: وسمعته [أنا] من عثمان، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن مُطرف، عن أبي الجهم، عن البرآء بن عَازب: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى
_________
(1) الحديث رواه أحمد في المسند: 4/295 من حديث البراء.
(2) سنن أبي داود: الحدود: الرجل يزني بجريمة: 3/157.
(3) المسند: 4/295 من حديث البراء.(1/438)
رجل تزوج بإمرأة أبيه أن يقتلوه) (1) وسيأتي من رواية عدي بن ثابت عن يزيد بن البرآءِ عن أبيه أو خاله به (2) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) المسند: 4/297 والزيادة التي بين المعكوفات من المسند ليتضح السياق.
(2) تقدمت رواية يزيد عن أبيه يرجع إلى الحديثين 764، 765.(1/439)
864 - قال ابن ماجة في الديات: حدثنا هشام بن عَمّار، حدثنا الوليد بن مُسلم، عن مروان بن جَناح، عن أبي الجهم الجوزجاني، عن البرآءِ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لزوال الدنيا أَهوْن على الله من قَتْل مؤمن بغير حق) (1) .
قال شيخنا: كذلك رواهُ عبدان الأهوازي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وغير واحدٍ عن هشام بن عَمّار، عن الوليد، عن ابن جناحٍ، عن أبي الجهم عن البرآء، وكذلك/ رواه سليمانُ الواسطي، وموسى بن عَامر المرّي، وعبد السلام بن عتيق، عن الوليد بن مسلم، عن روحٍ، عن أبي الجهم، عن البرآء، وهو الصواب. قال: ورواه عبد الصمد بن عبد الله الدمشقي، والحسين بن عبد الله بن يزيد القطان، عن هشام عن الوليد، عن روح، عن مجاهدٍ، عن البرآء، وذِكْر مجاهدٍ فيه وهم (2) .
أبو الحكم العنزي: زيد بن أبي الشَّعثاء تقدم.
_________
(1) سنن ابن ماجه: كتاب الديات: باب التغليظ في قتل مسلم: 2/874 وقال البوصيري في زوائده على ابن ماجه: إسناده صحيح ورجاله موثقون. وقد صرح الوليد بالسماع، فزالت تهمة تدليسه. والحديث، من رواية غير البراء، أخرجه غير المصنف. وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - (لزوال الدنيا ... إلخ) مسوق لتعظيم القتل وتهويل أمره.
(2) شيخه هو المزي كما أشير إلى ذلك من قبل. وهذا القول أورده في تحفة الأشراف 2/19.(1/439)
أبو الحَسن الصائغ عنه هو مهاجر تقدم
أبو داود عن البراء(1/440)
865 - حدثنا ابن نُمير، أنبأنا مالك، عن أبي داود قال: لقيت البرآء بن عازب، فسلَّم عليّ، وأخذ بيدي، وضحك في وجهي. قال: تدري لمَ فعلتُ هذا بك؟ قلت: لا أدري ولكن لا أُراك فعلتهُ إلاَّ لخير. قال: إنه لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ففعل بي مثل الذي فعلتُ بك، فسألني فقلت مثلَ الذي قلتَ لي، فقال: ما من مسلمين يلتقيان فيُسلم أحدُهما على صاحبهِ، ويأخذ بيده لا يأخذه إلا الله عز وجلّ لا يتفرقان، حتى يُغفر لهما) . تفرد بهِ (1) .
866 - حديث آخرُ عن أبي داود الأعمى واسمهُ نُفيع عن البرآء. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أصابتهُ شِدَّةُ، فدعا رفع يديه، حتى يُرى بياض إِبطيه) . رواه أبو يعلى، عن عبد الواحد بن عتاب، عن عبد الحميد بن أبي رزين الهلالي عنه.
أبو السفر سعيد بن يحمد تقدم
أبو عُبيدة بن عبد الله بن مسعود الهُذلي عن البرآء
867 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة ورجلٍ آخر، عن البرآء بن عازبٍ. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن ينام توسَّد يمينهُ، ويقول: اللهمُ قني عذابك يوم تبعث عبادك أو يوم تجمع عبادك) (2) .
رواه النسائي عن محمد بن المثنى، عن غُندر به، وعن أحمد بن
_________
(1) المسند: 4/289 من حديث البراء بن عازب.
(2) المسند: 4/281 من حديث البراء بن عازب.(1/440)
حفصٍ، عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي إسحاق عن أبي عُبيدة عن البرآء به) / (1) .
وتقدم من رواية أبي إسحاق، عن أبي بردة عن البرآء ومن رواية أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد عن البرآء وفيه رواية أبي إسحاق عن البَرآء نفسه، وسيأتي من رواية أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعودٍ.
أبو مالك الغفاري عنه هو غزوان تقدم
أبو المنهال عن البراء
واسمه عبد الرحمن بن مطعمٍ [وعنه] حبيب هو ابن أبي ثابتٍ.
_________
(1) أخرجه النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 2/68.(1/441)
868 - حدثني يحيى، عن شعبة، حدثني حبيب، عن أبي المنهال. قال: سمعتُ زيد بن أرقم، والبراءَ بن عازب يقولان: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الذهب بالورث ديناً (1) . رواه البخاري (2) ومسلم (3) والنسائي (4) من طُرقٍ عن أبي المنهال عنه بهِ.
رجل لَم يسمّ عن البرآء
869 - قال: (كان رجل جالساً عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعليه خاتم من ذهب وفي يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مِخصره (5) أوْ جريدة، فجعل يضربه بها،
_________
(1) المسند: 4/289 من حديث البراء بن عازب، ومعنى) ينا) أي مؤجلا.
(2) صحيح البخاري: البيوع: بيع الورق بالذهب نسيئة: 4/382.
(3) صحيح مسلم: المساقاة: النهي عن بيع الورق بالذهب ديناً: 3/1213.
(4) سنن النسائي: البيوع: بيع الفضة بالذهب نسيئة: 7/280.
(5) قال ابن الأثير: المِخْصَرة: ما يختصره الإنسان بيده فيمسكه من عصا، أو عكازة، أو مقرعة، أو قصيب، النهاية 2/36.(1/441)
ويقول ألقِ هذا الذي في يدك، فألقاهُ) الحديث. رواه النسائي عن أحمد بن سليمان، عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، عن سالم، عنهُ، عن البرآءِ ثم قال: هذا حديث منكر (1) .
حفصة بنتُ البرآءِ عن أبيها
_________
(1) سنن النسائي: اللباس والزينة: خاتم الذهب: 8/170.(1/442)
870 - قال: (جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألهُ عن مواقيت الصلاة، فأمر بلالاً فقدم وأخَّرَ، وقال: الوقت ما بينهما) . رواه أبو يعلى عن عثمان بن أبي شيبة، عن أبي معاوية عن ابن أبي ليلى، عنها (1) .
133 - (البراء بن مالك بن النَّضر بن ضمضَم
أخو أنس بن مالكٍ لأبويه) (2)
كان من الشجعان المذكورين في الأبطال المشهورين، وكان حسن الصوت،
مجاب الدعوة، كان يحدو للرجال/ كما كان أنجشهُ حادي النساء. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّ قسمه، منهُم البرآء بن مالك) (3) وقد كانت له مواقف محمودة ومبارزات مشهودة قَتل يوم تُسْتر مائةً مبارزةً سوى من شارك في قتله، وقتل عظيم الفرس (4) يومئذٍ،
_________
(1) قال الهيثمي: رواه أبو يعلى وفيه حفصة بنت عازب ولم أجد من ذكرها مجمع الزوائد 1/304.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/206 والإصابة: 1/143 والاستيعاب: 1/137.
(3) الخبر بقسمه الأول رواه أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان من حديث أنس: وللحديث قصة تفيد أن المغنى بهذا أنس بن مالك أخو البراء بن مالك. ولكن أخرج الترمذي عن أنس بلفظ: (كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره. منهم البراء بن مالك) وقال الترمذي: هذا حديث صحيح حسن من هذا الوجه. جمع الجوامع 1/2500 سنن الترمذي 5/692.
(4) هو: مرزبان الزأرَة.(1/442)
فولوا مُدبرين، وكان مقتلهُ شهيداً سنة تسع عشرةَ، وقيل: عشرين وقد كان المسلمون يومئذ سألوه الدعاء على الأعداء فقال: اللهم امنحنا أكتافهم وألحقني بنبيك، فهزِموا، وقُتِل هو شهيداً بعدما قتل مائة مبارزة كما ذكرنا رحمه الله وأكرم مثواه، وقد كان الفُرس في بعض المغازي دلوا سلسلة فيها كلاليب مُحَمَّاة، فكلبوا بها أنس بن مالك ليأسروه، فجاء البرآء فمسك السلسلة المحماة بيده، ولم يزل يجاذبهم، ويجاذبوه، حتى قطعها، وخلَّص أخاهُ، ولكن تمشط اللحم عن كفه حتى بدت العظام.(1/443)
871 - قال أبو نعيم: ومما أسند البراء، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر إملاءً، حدثنا محمد بن الفضل، حدثنا محمد بن عمر، حدثنا خالد بن يزيد، حدثنا السري بن يحيى، عن قتادة، عن أنس بن مالك: لقى أبيّ بن كعبَ البراء بن مالك، فقال: يا أخي ما تشتهي؟ قال: سويقاً وتمراً. فجاء، فأكل حتى شبع، فذكر البراء ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اعلم يا براء أن المرءَ إذا فعل ذلك بأخيه لوجه الله، لا يريد بذلكِ جزاءً ولا شكوراً، بعث الله إلى [منزله] عشرةً من الملائكة يُسبحون الله ويهللونه ويكبرونه ويستغفرون لهُ حولاً كاملاً، فإذا كان الحولُ كُتِبَ له مثل عبادة أولئك الملائكة، وحقٌ على الله أن يُطعمه من طيبات الجنة في جنة الخلد ومُلكٍ لا يبيد) (1) .
* بريجُ (2) بن عرفجة، وقيل عكسهُ والصواب عرفجة. كما سيأتي.
_________
(1) أبو نعيم عن أنس كما في جمع الجوامع 1/1114.
(2) في المخطوطة (شريح) والصواب ما أثبتناه وبريح يزنة أمير: أسد الغابة 1/209.(1/443)
134 - (بُريدة بن الْحُصْيَب الأسلمي) (1)
هو بريدة بن الحُصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح ابن عدي بن سَهْم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أَفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر الأسلمي أبو عبد الله/، ويقال: أبو سهلٍ، وأبو ساسان، وأبو الحُصيب، والأول أشهر. أسلم قديماً قبل بدرٍ، ولكن لم يشهدها. اجتاز بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مهاجر فصلى بهم العشاء الآخرة، فأسلموا على يديه، وكانوا نحو الثمانين، ثم قدم المدينة بعد أحد، وشهد ما بعدها، وشهد بيعة الرضوان، وخيبر، وأبلى يومئذٍ بلاءً عظيماً، وشهد الفتح، ومعه أحدُ ألويةُ أسُلم، واستعمله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صدقات قومِه، وقدِمَ الشام مع عُمر وهو أمير على أسلم، وأقام بالمدينة، ثم انتقل إلى البصرة ثم استوطن مَرو، حتى توفي بها سنة ثلاث وستين، فكان آخر من مات من الصحابة بخراسان رضي الله عنه.
إسماعيل بن سليمان أبو سليمان الكحال عنه
872 - وحديثه في مسند أحمد في العاشر والحادي عشر من مسند الأنصار بحديث: (بَشِّرْ المشائين في الظُلم إلى المساجد بالنور التَّام يومَ القيامة) . كذا وقع في مسند أبي يعلى، وصوابه أنه يرويه عن عبد الله بن أوس عن بُريدة كما سيأتي (2) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 6/209، والإصابة 1/146، والاستيعاب 1/173، والطبقات الكبرى 4/178.
(2) الحديث أخرجه أبو داود عن إسماعيل أبو سليمان الكحال عن عبد الله بن أوس عنه (باب ماجاء في المشي إلى الصلاة في الظلم) 1/154. وأخرجه الترمذي كذلك وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه 1/435.(1/444)
ابنه سليمان بن بريدة والد قيس وحمزة عنه(1/445)
873 - حدثنا عفان، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، حدثنا أبو سنان، عن محارب بن دِثَار، عن ابن بُريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أهل الجنة عشرون ومائة صنف: منهم ثمانون من هذه الأمة) ، وقال عفان مرةً: (أنتم منهم ثمانون صفاً) (1) . رواه الترمذي (2) في صفة الجنة عن الحسين بن يزيد الطحان عن ابن فضيل عن ضرار بن مرة محارب بن دثار به وقال حسنٌ وقد رُوِيَ عن علقمة بن مرشد عن سليمان بن بريدة عن أبيه ومن حديث الثوري عن علقمة عن سليمان عن أبيه رواهُ ابن ماجه (3) .
874 - حدثنا إسحاق بن يوسف، حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه قال: (أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ، فسأله عن وقت الصلاة؟ فقال: صل معنا هاتين، فأمَرَ بلالاً حين طلع الفجر فأذّن، ثم أمرهُ فأقام، ثم أمرهُ فأذن حين زالت الشمس الظهر/، ثم أمره فأقام [ثم أمره فأقام] العصر والشمس مرتفعة، ثم أمره فأقام المغرب حين غاب حاجب الشمس، ثم أمره حين غاب الشفق، فأقام العشاء فصلى، ثم أمره من الغد فأقام الفجر فأسفر بها، ثم أمرهُ
فأبردَ بالظهر، فأنعِم أن يُبْرد بها، ثم صلى العصر والشمس بيضاء أخرها
فوق ذلك الذي كان أمره، فأقام المغرب قبل أن يغيب الشَّفق، ثم أمره
فأقام العشاء حين ذهب ثلث الليل، ثم قال: أين السائل عن وقت
الصلاة؟ فقال الرجل: أنا يارسول الله. فقال: وقت صلاتكم بين ما رأيتم) (4) . رواه مسلم (5)
_________
(1) المسند: 5/347 من حديث بريدة الأسلمي.
(2) سنن الترمذي: صفة الجنة: كم صف أهل الجنة: 4/88.
(3) سنن ابن ماجه: الزهد: باب صفة أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -: 2/1434.
(4) الحديث أخرجه أحمد بطوله في المسند: 5/349 من حديث بريدة.
(5) صحيح مسلم: المساجد: أوقات الصلوات الخمس: 1/428.(1/445)
والترمذي (1) والنسائي (2) وابن ماجه (3) من حديث سفيان الثوري زاد مسلم وشعبة كلاهما عن علقمة بن مرثد به.
_________
(1) سنن الترمذي: الصلاة: مواقيت الصلاة: 1/102.
(2) سنن النسائي: المواقيت: أول وقت المغرب: 1/207.
(3) سنن ابن ماجه: الصلاة: مواقيت الصلاة: 1/219 والحديث إسناده: صحيح.(1/446)
875 - حدثنا إسحاق بن يوسف، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عبد الله بن عطاء المكي، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه: (أنّ امرأةً أتت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يارسول الله إني تصدقت على أمي بجارية فماتت، وإنما رجعت إلي في الميراث. فقالت: قد آجركِ الله وردٌ عليك في الميراث. قالت: فإن أمي ماتت ولم تحج فيجزئها أن أحج عنها؟ قال: نعم) (1) . رواه مسلم عن محمد بن أحمد بن أبي خلف (2) والنسائي عن عبد الله بن محمد بن إسحاق وعبد الرحمن بن محمد بن سلام بقصة الجارية ثلاثتهم عن إسحاق بن يوسف الأزرق بهِ (3) .
876 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، قال: حدثني علقمة بن مرثدٍ، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الصلوات بوضوءٍ واحد يوم الفتح. فقال لهُ عمر: إنك صنعت شيئاً لم تكن تصنعه؟ قال: عمداً صنعت) (4) . رواه مسلم عن محمد بن حاتم (5) ، وأبو داود عن مُسدَّدٍ (6) ، والنسائي عن عبد الله بن سعيد (7) ثلاثتهم عن يحيى
_________
(1) المسند: 5/349 من حديث بريدة بن الحصيب.
(2) صحيح مسلم: الصيام: قضاء الصيام عن الميت: 2/805.
(3) النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/75.
(4) المسند: 5/350 من حديث بريدة بن الحصيب.
(5) صحيح مسلم: الطهارة: جواز الصلاة كلها بوضوء واحد: 1/232.
(6) سنن أبي داود: الطهارة: الرجل يصلي الصلوات كلها بوضوء واحد: 1/44.
(7) سنن النسائي: الطهارة: الوضوء لكل صلاة: 1/73.(1/446)
بن سعيد بهِ ورواه مسلم أيضاً والترمذي وقال حسن صحيح (1) وابن ماجه من حديث الثوري بهِ (2) .
_________
(1) سنن الترمذي: الطهارة: ماجاء أنه يصلي الصلوات بوضوء واحد: 1/89.
(2) سنن ابن ماجه: الصلاة: الوضوء لكل صلاة والصلوات كلها بوضوء واحد: 1/170 وإسناده: صحيح.(1/447)
877 - حدثنا وكيع، أنبأنا سفيان، عن علقمة بن مرثدٍ، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[لما كان يوم الفتح فتح مكة] توضأ، ومسح على خفيفه، فقال له عمر: رأيتك يارسول الله - صلى الله عليه وسلم - صنعتَ [اليوم] شيئاً لم تكن تصنعه؟ قال: عمداً صنعتهُ ياعمر) (1) .
878 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثدٍ، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (حُرمةُ نساءِ/ المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، وما من رجل من القاعدين يخلفُ رجلاً من المجاهدين في أهله، فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة، فيأخذ من عمله ما شاء. فما ظنكم) (2) ؟ رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع بن الجراح (3) ، والنسائي عن الحسين بن حريث، ومحمود بن غيلان، عنه، عن الثوري (4) ورواه مسلم وأبو داود عن سعيد بن منصور (5) ، والنسائي عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، كلاهما عن سفيان بن عيينة به عن قعنب التميمي، ورواه مسلم أيضاً من حديث مِسْعر
_________
(1) من حديث بريدة الأسلمي في المسند 5/351 وما بين المعكوفات استكمال لنص الحديث منه.
(2) المسند: 5/352 من حديث بريدة بن الحصيب.
(3) صحيح مسلم: الإمارة: حرمة نساء المجاهدين: 3/1508.
(4) سنن النسائي: الجهاد: حرمة نساء المجاهدين: 6/42.
(5) سنن أبي داود: الجهاد: حرمة نساء المجاهدين: 3/8.
وعنده في نهاية الخبر: (فالتفت إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (ماظنكم) .(1/447)
والنسائي من حديث شعبة أربعتهم عن علقمة بن مرثدٍ به، ومنهم من قال: عن ابن بريدة فلم يُسمه (1) .
_________
(1) يرجع أيضاً إلى تحفة الأشراف 2/73.(1/448)
879 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث أميراً على سريةٍ، أو جيش، أوصاهُ في خاصةِ نفسه بتقوى الله، ومن معهُ من المسلمين خيراً، ثم قال: اغزوا بسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، فإذا لقيتَ عدوك من المشركين، فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال، أو ضلال، فأتيهن ما أجابوك إليها فأقبل منهم، وكف عنهم: ادعهم إلى الإسلام، فإن هم أجابوك فأقبل منهم، وكف عنهم: ادعهم إلى الإسلام، فإن هم أجابوك فأقبل منهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأعلمهم إنْ هم فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين، وأن عليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا، واختاروا دارهم، فأعلمهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم من الفئ والغنيمة نصيب، إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فادعهم إلى إعطاءِ الجزية، فإن أجابوا، فأقبل منهم، وكف عنهم، فإن أبوا فاستعن بالله، ثم قاتلهم) (1) . رواه مسلم عن أبي بكر ابن أبي شيبة (2) وأبو داود، عن محمد بن سليمان الأنباري، كلاهما عن وكيع به (3) ، ورواه مسلم أيضاً وأبو داود والترمذي (4) والنسائي أيضاً من حديث سفيان الثوري (5) ، ومسلم من حديث شعبة، والنسائي أيضاً من حديث إدريس/ الأودي. كلهم. عن علقمة بهِ، وقال الترمذي حسنٌ
_________
(1) المسند: 5/352 من حديث بريدة بن الحصيب.
(2) صحيح مسلم: الجهاد والسير: تأمير الإمام الأمراء على البعوث: 3/1357.
(3) سنن أبي داود: الجهاد: في دعاء المشركين: 3: 73.
(4) سنن الترمذي: السير: وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - في القتال: 4/162.
(5) سنن ابن ماجه: الجهاد: وصية الإمام: 2/953.(1/448)
صحيح، وعند مسلم وأبي داود والنسائي (1)
وابن ماجه قال علقمة: فذكرت هذا [الحديث] لمقاتل بن حيان، فقال: حدثني مسلم بن الهيضم، عن النعمان بن مُقَرَّن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.
_________
(1) الحديث أخرجه النسائي بطرقه في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/170..وعبارة علقمة به أيضاً وعند أبي داود 3/37.(1/449)
880 - حدثنا وكيع، عن سفيان، عن علقمة بن مرثَد، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ لَعب بالنردشير (1) فكأنما غَمَس يده في لحم خِنْزير ودمِه) ولم يسنده وكيع مرّة (2) . رواه مسلم (3) وأبو داود (4) وابن ماجه (5) من حديث سُفيان الثوري بهِ.
881 - حدثنا يزيد، حدثنا المسعودي، عن علقمة بن مرثد، عن [ابن] بُريدة، عن أبيه. قال: (جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله إني أحبّ الخيل، ففي الجنة خيلٌ؟ فقال: إن يدخلك الله الجنة، فلا تشاء أن تركب فرساً من ياقوتةٍ حمراء تطير بل في أي الجنة شئت إلا ركبت) ، (وأتاه رجل آخر، فقال: يارسول الله أفي الجنة إبل؟ قال: يا عبد الله إن يُدْخلْك الله الجنة كان لك فيها ما اشتهت نفسُك ولذت عينك) (6) . رواه الترمذي من حديث المسعودي به، ورواه من حديث سفيان، عن علقمة، عن عبد الرحمن بن سابط مرسلاً، وقال: هذا أصحُّ من حديث المسعودي (7) .
_________
(1) النردشير: هو: النرد. فالنرد عجمي معرَّب. وشير معناه حلو.
(2) المسند: 5/352 من حديث بريدة بن الحصيب.
(3) صحيح مسلم: الشعر: تحريم اللعب بالنردشير: 4/1770.
(4) سنن أبي داود: الأدب: النهي عن اللعب بالنرد: 4/285.
(5) سنن ابن ماجه: الأدب: اللعب بالنرد: 2/1238.
(6) المسند: 5/352 من حديث بريدة بن الحصيب.
(7) سنن الترمذي: صفة الجنة: ماجاء في صفة خيل الجنة: 4/681، 682.(1/449)
882 - حدثنا معاوية بن هشام، وأبو أحمد قالا: حدثنا سفيان، عن علقمة ابن مرثد، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين، والمسلمين) . - قال معاوية في حديثه: (إنا إن شاء الله بكم لاحقون، أنتم لنا فَرَط، ونحن لكم تَبع، ونسأل الله لنا ولكم العافية) (1) . رواه أبو داود عن أحمد بن حنبل (2) ، ومسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب (3) وابن ماجه، عن محمد بن عباد بن آدم (4) ثلاثتهم عن أبي أحمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، عن الثوري. والنسائي من حديث شُعبة كلاهما، عن علقمة بن مرثد بهِ (5) .
883 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، حدثنا ضِرار يعني ابن مرَّةَ أبا سنان الشيباني، عن محارب بن دِثار، عن ابن بُريدة، عن أبيه/ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أهل الجنة عشرون ومائة صف: هذه الأمة من ذلك ثمانون صفاً) قال أبو عبد الرحمن: مات بشر بن الحارث وأبو الأحوص والهيثم بن خارجة في سنة سبع وعشرين (6) .
884 - حدثنا الحسن بن موسى، وأحمد بن عبد الملك قالا: حدثنا
_________
(1) المسند: 5/353 من حديث بريدة بن الحصيب.
(2) أخرجه أبو داود في رواية أبي الحسن بن العبد. كما في تحفة الأشراف 2/71.
(3) صحيح مسلم: الجنائز: ما يقال عند دخول القبر والدعاء لأهلها: 2/671.
(4) سنن ابن ماجه: الجنائز: فيما يقال إذا دخل المقابر: 1/494.
(5) سنن النسائي: الجنائز: الأمر بالاستغفار للمؤمنين: 4/94.
(6) المسند: 5/355 من حديث بريدة بن الحصيب.
وبشر بن الحارث المعروف بالحافي. طلب الحديث وسمع سماعاً كثيراً ثم أقبل على العبادة واعتزل الناس، وأبو الأحوص هو محمد بن حيان البغوي سمع سماعاً كثيراً وروى عنه خلق سئل عنه ابن معين فقال: ليته حدث بما سمع. فكيف يكذب. والهيثم بن خارجة الخراساني أبو أحمد: ثقة عابد زاهد روى عن أئمة عصره وروى عنه أئمة عصره. نزل الثلاثة بغداد وماتوا في عام واحد تهذيب التهذيب 1/444، 9/136، 10/92.(1/450)
زهير. قال أحمد بن عبد الملك في حديثه قال: حدثنا زبيد بن الحارث اليامي، عن محارب بن دثارٍ، عن ابن بُريدة، عن أبيه. قال: (كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزل بنا - ونحن معه قريبٌ من ألف راكبٍ - فصلى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه، وعيناه تذرفان، فقام إليه عمر بن الخطاب، ففداه بالأب والأم. يقول: يارسول الله ما لك؟ قال: إني سألت ربي عز وجل في استغفاري لأمي، فلم يأذن لي، فدمعت عيناي رحمة لها من النار، وإني كنت نهيتكم [عن ثلاث] : (1) عن زيارة القبور، فزوروها لتذكركم زيارتُها خيراً. ونهيتكم عن لحوم الأضاحي [بعد ثلاث] (2) ، فكلوا، وأمسكوا ما بدا لكم، ونهيتكم عن الأشربة في الأوعية، فاشربوا في أي وعاء شئتُم، ولا تشربوا مسكراً. روى مسلم منه الظروف والأضاحي (3) والترمذي بعضه من حديث سفيان الثوري، عن علقمة بن مَرْثَد، عن سليمان بن بريدة عن أبيه (4) . ورواه النسائي (5) وابن ماجه من حديث شريك، عن سماك بن حربٍ، عن ابن بريدة عن أبيه (6) .
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ أحمد في المسند: 5/355 من حديث بريدة.
(2) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ أحمد في المسند: 5/355.
(3) صحيح مسلم: الأضاحي: ما كان من النهي عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث وبيان نسخه: 3/1564.
(4) سنن الترمذي: الأضاحي: الرخصة في أكلها بعد ثلاث: 4/94 وقال: حديث بريدة حسن صحيح.
(5) سنن النسائي: الأشربة: الأذن في شئ من الجر: 8/310.
(6) سنن ابن ماجه: الأشربة: ما رخص فيه من الأوعية: 2/1127.(1/451)
885 - ورواه أبو يعلى من حديث سفيان الثوري، عن علقمة بن سليمان ابن بريدة، عن أبيه قال: (زار رسول - صلى الله عليه وسلم - قبر أُمه في ألف مُقَنع، فلم يُرَ باكياً أكثر من يومئذٍ) .(1/451)
886 - حدثنا أبو معاوية، عن ليث، عن علقمة بن مرثدٍ، عن ابن بريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فضل نساء المجاهدين على القاعدين في الحرمة كفضل أمهاتهم، وما من قاعدٍ يَخلُف مجاهداً في أهله فيُجذب في أهله إلاّ وقف له يوم القيامة. قيل لهُ: إن هذا خانَك في أهلك، فخذ من عمله ماشئت قال فما ظنكم) (1) .
887 - حدثنا مؤمل، حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثدٍ، عن ابن بُريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إني كنتُ نهيتكُم/ عن ثلاث: عن زيارة القبور، وعن لحوم الأضاحي أنْ تُحبس فوق ثلاث، وعن الأوعية، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي ليوسِّع ذو السِّعة على من لا سعة لَهُ، فكلوا، وادخروا، ونهيتكم عن زيارة القبور، وإن محمداً - صلى الله عليه وسلم - قد أُذِنَ لهُ في زيارة قبر أُمه، ونهيتكم عن الظروف (2) ، وإن الظروف لا تُحرِّم شيئاً، ولا تُحله، وكل مسكرٍ حرامٌ) (3) .
888 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا أيوب بن جابر، عن سماك، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن بُريدة، عن أبيه. قال: (خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى إذا كنا بِوَدَّان (4) قال: (مكانكم حتى آتيكُم، فانطلق، ثم جَاءَنا وهو سقيم (5) فقال: إني أتيت قبر أم محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فسألتُ ربي الشفاعة فمنعنيها، وإني كنتُ نهيتكم عن زيارة القبور،
_________
(1) المسند: 5/355 من حديث بريدة بن الحصيب.
(2) الظروف: هي الأوعية التي ينتبذ فيها، فقد علق الحرمة على الإسكار لا على ما ينبذ فيه من الأوعية.
(3) المسند: 5/356 من حديث بريدة بن الحصيب.
(4) وَدَّان: بفتح الواو وتشديد الدال، قرية جامعة قريبة من الجحفة، قاله ابن الأثير. النهاية: 5/169.
(5) في المخطوطة: (وهو ثقيل) والتزمنا بلفظ الخبر عند أحمد.(1/452)
فزوروها، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاثة أيام، فكلوا وأمسكوا ما بدا لكم، ونهيتكم عن الأشربة في هذه الأوعية، فاشربوا فيما بدا لكم) (1) .
_________
(1) المسند: 5/356 من حديث بريدة الأسلمي.(1/453)
889 - حدثنا أحمد بن عبد الملك، حدثنا موسى بن أعين، عن ليثٍ، عن علقمة بن مرثدٍ، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لهم ما أسلموا عليه من أرضهم، ورقيقهم، وما شيتهم، وليس عليهم فيه إلا الصَدَقَة) (1) .
890 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثدٍ، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من لعبَ بالنَّردشير فكأنما غمس يده في لحم خِنزير ودمه) (2) .
891 - حدثنا إسحاق بن يوسف، أخبرنا أبو فلانة - كذا، قال: أبي لم يُسمِّهْ على عمدٍ - وحدثنا غيره فسماه يعني أبا حنيفة، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال لرجلٍ أتاه: (اذهب فإن الدّال على الخير كفاعله) تفرد به (3) .
892 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن علقمة، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ عند كل صلاةٍ، فلما كان يومُ الفتح توضأ، ومسح على خُفَّيه، وصلى الصلوات بوضوءٍ واحد. قال له عُمر: يارسول الله إنك فعلت شيئاً لم تكن تفعله؟ قال إني عمداً فعلتُ يا عمر) (4) .
_________
(1) المسند: 5/357 من حديث بريدة الأسلمي.
(2) المصدر السابق.
(3) المسند: 5/357 من حديث بريدة الأسلمي.
(4) المسند: 5/358 من حديث بريدة الأسلمي.(1/453)
893 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن علقمة بن مَرْثَدٍ، عن ابن بُريدة، عن أبيه. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: اغزوا بسم الله في سبيل / الله [قاتلوا] (1) من كفر بالله [اغزوا] (2) ولا تغلوا، ولا تغدِروا، ولا تُمثلوا، ولا تقتلوا وليداً، فإذا لقيت عدوك من المشركين فادْعهم إلى إحدى ثلاث خلالٍ، أو خصالٍ، فأيتهن ما أجابوك إليها، فاقبل منهم وكف عنهم: ادعهُم إلى الإسلام فإن أجابوك، فأقبل منهم، وكف عنهم (3) ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم إن هم فعلوا أن لهم ما للمهاجرين، وعليهم ما على المهاجرين، وإن هم أبوا أن يتحولوا عنها، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المسلمين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شئ، إلا أن يُجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا، فسلهم الجِزْية، فإن هم أجابوك، فأقبل منهم، وكف عنهم، فإن هم أبوا، فاستعن بالله، وقاتلهم وإذا حاصرت أهل حصن، فأرادوك أن تجعل لهُم ذِمَة الله وذمة نبيك، فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك، وذمة أبيك، وذمة أصحابك، فإنكم إن تُخفِروا ذممكم وذمم آبائكم أهون من أن تُخْفِروا ذمة الله، وذمة رسوله، وإذا حَاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله، فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك، فإنك لا تدري أتُصيبُ حكم الله فيهم أم لا؟) قال عبد الرحمن: هذا أو نحوه (4) .
_________
(1) مابين المعكوفين أثبتناه من لفظ المسند.
(2) مابين المعكوفين أثبتناه من لفظ المسند.
(3) مابين المعكوفين سقط من لفظ المسند: 5/358.
(4) المسند: 5/358 من حديث بريدة بن الحصيب.
= ... والخفارة بالضم والكسر: الذمام. ويقال: أخفرت الرجل إذا نقضت عهده وذمامه والهمزة فيه للإزالة أي أزلت خفارته. النهاية 1/306.(1/454)
894 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا خلف - يعني ابن خليفة - عن أبي خباب، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غزا غزوة الفتح، فخرج يمشي إلى القبور، حتى إذا أتى إلى أدناها جلس إليه، كأنه يكلم إنساناً جالساً يبكي. قال: فاستقبلهُ عُمر بن الخطاب، فقال: [ما يبكيك] ؟ جعلني الله فداك، قال: سألتُ ربي عز وجل أن يأذن لي في زيارة قبر أم محمد - صلى الله عليه وسلم -، فأذن لي، فسألتهُ أن يأذن لي فأستغفر لها فأبى. إني كنت نهيتكم عن ثلاثة أشياء: عن لحوم الأضاحي أن تُمسكوا بعد ثلاثة أيام، فكلوا ما بدا لكم، وعن زيارة القبور، فمن شاء فليزُر، فقد أُذِنَ لي في زيارة قبر أُمِّ محمد - صلى الله عليه وسلم -، ومن شاء فليدعْ، وعن الظروف تشربون فيها الدُّباء والحنتم المزفت، وأمرتكم بظروف، وإن الوعاءَ لا يُحل شيئاً، ولا يُحرِّم شيئاً، فاجتنبوا كل مسكرٍ) (1) .
895 - حدثنا محمد بن حُميد أبو سفيان، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر يقول: السلام عليكم أهل الديار من المسلمين والمؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أنتُم لنا فَرَط ونحن لكم تَبَع، فنسأل الله لنا ولكم العافية) (2) .
896 - حدثنا عبد الله بن الوليد، ومؤمَّل قالا: حدثنا سفيان، حدثنا علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه: (أن أعرابياً قال في المسجد: من دعا للجمل الأحمر بعد الفجر؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا
_________
(1) المسند: 5/359 من حديث بريدة الأسلمي.
(2) نفس الموضع.(1/455)
وجدته ثلاثا إنما بُنيتْ هذه البيوت - وقال مؤمل: هذه المساجد - لما بُنيت له) (1) .
_________
(1) المسند: 5/360 من حديث بريدة بن الحصيب. وسكت عنه الحافظ ولم يذكر له تخريجاً، فقد أخرجه: مسلم في المساجد: النهي عن نشد الضالة في المسجد: 1/397 وابن ماجه: في المساجد: النهي عن إنشاد الضوال في المسجد: 1/252 وإسناده: حسن. وأخرجه أيضاً ابن حبان: الصلاة: الزجر عن البيع والشراء في المساجد: 2/122 الكل عن بريدة الأسلمي. وقوله: من دعا إلى الجمل: يريد من وجده؟ النهاية 2/121.(1/456)
897 - حدثنا عفان، حدثنا عبد الوارث، أنبأنا محمد بن جحَادة، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من انظر مُعْسرا فإن له بكل يومٍ مثله صدقة) . قال: ثم سمعته يقول: (من انظر مُعسراً فله بكل يوم مثليه صدقة) . قلتُ: سمعتُك يارسول الله تقول: من انظر معسراً فله بكل يوم مثله صدقة، ثم سمعتك تقول: من انظر معسراً فله بكل يوم مثليه صدقةٌ؟ قال: (له بكل يوم صدقة قبل أن يَحِلّ الدين، فإذا حل الدين فأنظره فله بكل يوم مثليه صدقة) تفرّد بهِ (1) .
898 - حدثنا وكيع، حدثنا سعيد بن سنانٍ، وهو أبو سنان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه. قال: صلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقام رجل، فقال: من دعا للجملِ الأحمرِ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا وجدت إنما بنيت المساجد لما بنيت لهُ) (2) .
899 - حدثنا وكيع، حدثنا أبو جناب، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، ولا تقولوا هُجْرا) (3) .
_________
(1) المسند: 5/360.
(2) أخرجه أحمد في المسند: 5/361 وتقدم تخريجه من مسلم وابن حبان وابن ماجه في الحديث رقم (896) .
(3) الهجر: هو الفحش واللغو من الكلام، والمعنى: أن الإنسان لا يقول إلا ما يرضي الله عز وجل من الرضا بقضائه. والحديث أخرجه أحمد في المسند: 5/361 من حديث بريدة.(1/456)
900 - حدثنا وكيع، وعبد الرحمن، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم خنزير ودَمِه) (1) .
أحاديث أخر من رواية سليمان بن بريدة عن أبيه
الأول
901 - قال مسلم: حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي، عن غيلان المحاربي، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه. قال: جاء ماعزُ بن مالك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يارسول الله طهِّرني فقال: ويحك ارجع، فاستغفر الله وتُب إليه، قال: فرجع غير بعيد، ثم جاء، فقال: يارسول الله طهِّرني. [فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ويحك. ارجع، فاستغفر الله، وتب إليه، قال: فرجع غير بعيد ثم جاء، فقال: يارسول الله طهرني فقال رسول الله مثل ذلك/، حتى إذا كانت الرابعة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فيم أطَهّرُك؟ قال: من الزنا. فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبه جُنون؟ فأخبر أنه ليس بمجنون. قال: أشرب خمراً؟ فقام رجل فاستنكههُ (2) فلم يجد فيه ريح خمر. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أزنيت؟ قال: نعم. فأمر به، فرُجم، فكان الناس فيه فرقتين: فرقةٌ تقول: لقد هلك، لقد أحاطت به خطيئتهُ. وقائل يقول: ما توبةٌ أفضل من توبة ماعزٍ إنه جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوضع يده في يده، ثم قال: اقتلني بالحجارة. قال: فلبثُوا بذلك يومين أوْ ثلاثة، ثم جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهم جُلوسٌ، فسلّم عليهم، وجلس فقال: استغفروا لماعز بن
_________
(1) المسند: 5/361 من حديث بريدة.
(2) فاستنكهه: أي شم رائحة فمه، والنكهه: رائحة الفم.(1/457)
مالكٍ. فقالوا: غفر الله لماعز بن مالك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد تاب توبة لو قُسِمت بين أمةٍ لوسِعَتهم. قال: ثم جاءتهُ امرأة من غامدٍ (1) من الأزدِ، فقالت: يارسول الله طهرني. فقال: ويحك ارجعي، فاستغفري الله، وتوبي إليه. فقال: أُراك تريد أن تردني كما رددتَ ماعزاً؟ قال: وما ذاك؟ قالت: إنها حُبلى من الزنا قال: أنت؟ قالت: نعم فقال لها حتى تضغي ما في بطنك.
قال: فكَفَلها (2) رجل من الأنصار، حتى وضعت. قال: فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: قد وضعت الغامدية؟ قال: إذاً لا نرجمُها ونَدَعُ ولدها صغيراً ليس له من يُرضعه فقام رجل من الأنصار فقال:
إليَّ رضَاَعةُ يارسول الله. فرجمها) (3) . رواهُ أبو داود عن محمد بن أبي بكر بن
أبي شيبة (4) والنسائي عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: كلاهما عن يحيى بن
يعْلَى بهِ (5) .
قال الترمذي في الدعوات
الثاني
_________
(1) غامد: بطن من الأزد.
(2) أي قام بمؤنتها ومصالحها وليس من الكفالة التي هي بمعنى الضمان لأن هذا لا يجوز في الحدود.
(3) صحيح مسلم: كتاب الحدود: باب من اعترف على نفسه بالزنا: 3/1321.
(4) سنن أبي داود: الحدود: رجم ماعز بن مالك: 4/149.
(5) أخرجه النسائي في الكبرى) في الرجم) كما في تحفة الأشراف 2/74.(1/458)
902 - حدثنا محمد بن حاتم المؤدِّب، حدثنا الحكم بن ظُهَيرٍ، حدثنا علقمةُ ابن مرثدٍ، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه. قال: شكا خالد بن الوليد المخزومي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يارسول الله ما أنام الليل من الأرق؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أويت إلى فراشك فقل:(1/458)
اللهم ربَّ السموات السبع وما أظَلَّتْ، وربَّ الأرضين وما أقلَّتْ، ورب الشياطين وما أضلَّت كن لي جاراً من شر خلقك كُلِّهم جميعاً أن يَفْرُط عليَّ أحدٌ منهم، أو أن يبغى على عزَّ جارُك، وجل ثناؤك/ ولا إله غيرك، ولا إله إلا أنت) . ثم قال: إسناده ليس بالقوي، والحكم بن ظُهير تركه بعضُ أهل العلم، وقد رُوِي مرسلاً من وجه آخر (1) .
الثالث
_________
(1) سنن الترمذي من كتاب الدعوات 5/238.(1/459)
903 - قال النسائي: حدثنا أحمد بن نصرٍ، حدثنا المؤمَّلُ، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قُتِل دون ماله فهو شهيدُ) (1) .
ثم رواه عن محمد بن المثنى، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن علقمة، عن أبي جعفر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: [من قتل دون مظلمته فهو شهيد] قال: وهذا المرسلُ أصحُ وأخطأ المؤملُ (2) .
الرابع
904 - قال ابن ماجة: حدثنا سعيدُ بن يحيى بن الأزهر الواسطي، حدثنا أبو معاوية، عن أبي بردة، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه. قال: (لما أخذوا في غسلِ النبي - صلى الله عليه وسلم - نادَاهُم منادٍ من الداخل لاتنزعوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قميصهُ) (3) .
_________
(1) سنن النسائي: تحريم الدم: من قتل دون ماله: 7/106.
(2) المصدر نفسه.
(3) سنن ابن ماجه: الجنائز: ماجاء في غسل النبي - صلى الله عليه وسلم -: 1/371 وعلق البوصيري عليه بقوله: إسناده ضعيف لضعف أبي بردة واسمه: عمر بن يزيد التيمي وقول الحاكم إن الحديث صحيح، وأبو بردة هو يزيد بن عبد الله، وهم، كما ذكره المزي في الأطراف والتهذيب.(1/459)
قال شيخنا: أبو بردَةَ هذا هو عمرو بن يزيد التيمي الكوفي (1) .
الخامس: رواه ابن ماجة أيضاً
_________
(1) تحفة الأشراف 2/76.(1/460)
905 - عند محمد بن حميد، ثنا مهران بن أبي عُمر، عن أبي سِنان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه. قال: (إن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على ميت بعدما دفن) (1) .
السادس
906 - رواه ابن ماجة أيضاً: حدثنا محمد بن مُصفّى، حدثنا بقية، عن محمد بن عبد الرحمن، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لبلالٍ: (الغداءُ يابلالُ قال: إني صائم. فقال رسول الله: نأكلُ أرزاقنا. وفَضْلُ رزق بلالٍ في الجنَّة. أشَعْرتَ يا بلال أنَّ الصائم تُسبِّحُ عظَامُهُ وتستغفِرُ لهُ الملائكةُ ما أُكلَ عنده؟) (2) .
السابع
907 - قال أبو يعلى: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا جرير، عن ليث، عن يحيى، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قال اللهُم أنت خلقتني، وأن عبدك على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوءُ بذنبي، فأغفر لي
_________
(1) سنن ابن ماجه: الجنائز: ماجاء في الصلاة على القبر: 1/490 وفي الزوائد: إسناده حسن، أبو سنان فمن دونه مختلف فيهم.
(2) سنن ابن ماجه: الصيام: الصائم إذا أُكل عنده: 1/556 وعلق البوصيري عليه بقوله: في إسناده محمد بن عبد الرحمن. متفق على تضعيفه، وكذبه أبو حاتم والأزدي.(1/460)
إنه لا يغفر الذنوب إلا أنتَ. فإن قالها نهاراً فمات من يومه ذلك مات شهيداً، وإن قالها ليلاً، فمات من ليلتهِ مات شهيداً) (1) .
الثامن
_________
(1) الحديث أخرجه ابن ماجه بنفس اللفظ، غير أنه قال (دخل الجنة إن شاء الله تعالى) الدعاء: ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى: 2/1274.(1/461)
908 - قال أبو يعلى: حدثنا زهير، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا أبي، حدثنا محمد جُحَادة، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من انظر مُعْسِراً كان له بكلِّ يومٍ مثله صدقة/. [قبل أن يحل الدين، فإذا حلّ الدين فانظره بعد ذلك فله بكل يوم مثلاه] ) (1) . قالوا يارسول الله كيف هذا؟ قال: إذا كان عليه الحقّ فهو لهُ صدقةٌ، فإذا حلّ الحق فانظره بعد الحِلّ فلهُ بكل يومٍ مثلاه صدقةً) (2) .
التاسع
909 - قال أبو يعلى: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا إسحاق الأزرق، حدثنا أبو حنيفة، عن علقمة بن مرثدٍ، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يافلان. فإن الدالَ على الخير كفاعله) (3) .
العاشر
910 - قال البزار: حدثنا عبد الرحمن بن عيسى، حدثنا أبو زهير
_________
(1) مابين معكوفين استكمال من حديث بريدة في مجمع الزوائد 4/135 والسائل هنا هو بريد نفسه.
(2) يراجع مجمع الزوائد 4/635 وفيض القدير 6/90 ومستدرك الحاكم 2/29.
(3) تقدم الحديث برقم 891.(1/461)
المروزي، حدثنا ابن الأشجعي، عن أبيه، عن الثوري، عن علقمة عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ليس شيء إلاّ وهو أطوع للهِ من ابن آدم) (1) .
الحادي عشر
_________
(1) أخرجه البزار في مسنده ورمز له السيوطي بالحسن وأخرجه أيضاً الطبراني في الصغير بإسنادين. قال الهيثمي: وفيه أبو عبيد الأشجعي ولم أرَ من سماه ولا ترجمه، وبقية رجاله رجال الصحيح. الجامع الصغير بشرح فيض القدير 5/367.(1/462)
911 - من طريق علقمة، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه مرفوعاً: (لأهل الذمة ما أسلموا عليه مِن ذراريهم، وأموالهم وأراضيهم، وعبيدهم، ومواشيهم، وليس عليهم فيها إلا الصدقة) (1) .
الثاني عشر
912 - من رواية سليمان بن بريدة، عن أبيه. قال: (ذُكرت الطيرة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (من أصابه من ذلك [شئ، ولابد، - مكان قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ولابد أحبَّ إلينا من كذا -] فليقل: اللهم لا طيرَ إلا طيرك [ولا خير إلا خيرك] ولا إله غيرك) (2) .
الثالث عشر
913 - رواه البزار من طريق الحسن بن [أبي] جعفر، عن ليثٍ، عن علقمة، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه: (أن رجلاً كان في الطواف
_________
(1) تقدم الحديث من رواية أحمد برقم 889.
(2) قال البزار: لا نعلم من رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ إلا بريدة، ولا نعلم له طريقاً إلا هذا، ولا نعلم أسند محمد بن جحادة عن علقمة إلا هذا الحديث. كشف الأستار عن زوائد البزار للهيثمي 3/401.(1/462)
يطوف بأمه، وهو حاملها، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هل أدّيت حقَّها؟ قال لا ولا قدر بركة واحدة (أو كما قال (1) .
الرابع عشر
_________
(1) قال الهيثمي: فيه الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف من غير كذب وليث بن أبي سليم مدلس. مجمع الزوائد 8/137.(1/463)
914 - روى البزارُ من حديث محمد بن أبان، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. قال: (إن الحجر ليهوى في جهنم ما يصل قعرها سبعين خريفاً) (1) .
الخامس عشر
915 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عبد الحميد بن صالحٍ، حدثنا محمد بن أبان، حدثنا علقمة بن مرثدٍ، عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج إلى السوق قال: اللهم إني أسألك من خير هذه السوق، وخير مافيها، وأعوذُ بك من شر هذه السوق، وشر مافيها. اللهم إني أعوذ بك أن أُصيبَ فيها يميناً فاجرةً أو صفقةً خاسرةً) (2) .
السادس عشر
916 - قال الطبراني: حدثنا العباس بن الفضل، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عبد الله صاحب الصدقة، حدثنا علقمة بن مرثدٍ عن
_________
(1) أورده السيوطي في جمع الجوامع عن البزار والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان ولفظه أتم وله بقية. المعجم الكبير للطبراني 2/21 جمع الجوامع 1/1780.
(2) المعجم الكبير للطبراني 2/21 قال الهيثمي: فيه محمد بن أبا الجعفي وهو ضعيف مجمع الزوائد 10/129.(1/463)
سليمان بن بُريدة، عن أبيه. قال: (بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسيرٍ له إذ أتى على رجل يتقلبُ في الرمضان ظهراً لبطنٍ، ويقول: يانفس نومٌ بالليل، وباطلٌ بالنهار، وترجين أن تدخلي الجنة؟ فلما قضى ذات نفسه أقبل علينا، فقال: دونكم أخاكم، فقلنا: / ادعُ لنا يرحمك الله. فقال: اللهم اجمعُ على الهُدى أمرهم، فقلنا: زدنا. قال: اللهم اجعل التقوى زادهم. قلنا: زدنا. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: زِدْهم اللهمَّ [وفقه. قال: اللهم] اجعل الجنة مآبهم) (1) .
السابع عشر
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 2/22 قال الهيثمي: من طريق أبي عبد الله صاحب الصدقة لم أعرفه وبقية رجاله ثقات مجمع الزوائد 10/185 وما بين المعكوفين استكمال للخبر من الطبراني.(1/464)
917 - قال الطبراني: حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا مُسدد، حدثنا شريك عن أبي جنابٍ، عن ابن بُريدة، عن أبيه. قال: (أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[وهو يصلي] ، فأشار إلينا [بيده أن] (1) اجلسوا) (2) .
الثامن عشر
918 - قال الطبراني: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، حدثنا حيَّان بن عُبيد الله أبو زهير العدوي (3) ، عن أبي مجاز، عن ابن عباس، عن ابن بريدة، عن أبيه. قال: (كانت راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سوداء ولواؤه أبيض) (4) .
_________
(1) في المخطوطة: (فأشار إلينا فقال اجلسوا) ولفظ الطبراني يوافق مجمع الزوائد.
(2) المعجم الكبير للطبراني 2/22 قال الهيثمي: فيه أبو جناب وهو ثقة ولكنه مدلس، وقد عنعنه. مجمع الزوائد 2/88.
(3) في المخطوطة: (حيان بن محمد بن عبيد الله) والصواب ما أثبتناه الميزان 1/623.
(4) المعجم الكبير للطبراني 2/22 وحيّان بن عبيد الله ذكره ابن عربي في الضعفاء وأورد الذهبي هذا الخبر من مناكيره عن أبي مجلز. الميزان 1/623.(1/464)
التاسع عشر(1/465)
919 - قال الطبراني: حدثنا حفص بن عمر، حدثنا محمد بن عمرو الرومي، حدثنا أبو مُسلم فائد الأعمش، عن صالح بن حيان، عن ابن بريدة، عن أبيه، يرفعه قال: (الصمدُ الذي لا جوف له) (1) .
العشرون
920 - قال الطبراني: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا أبو الشعثاء: علي ابن الحسن، حدثنا علي بن غرابٍ، عن صالح بن حيان، عن ابن بُريدة، عن أبيه: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُسمى كلبٌ أو كُليْبٌ) (2) .
الحادي والعشرون
921 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا عبد الملك ابن الوليد البجلي، حدثنا الحكم بن النعمان عن حفص بن عمر، عن سليمان عن أبيه بريدة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج من بيته قال: بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل ولا أُضَل أوْ أزلَّ أوْ أُزل أوْ أَظلم أو أُظْلم أوْ أَجْهل أوْ يُجْهل عليَّ أوْ أَبْغي أو ثُبغى علي) .
922 - وروى حديثه من طريق قيس، عن علقمة، عن سليمان، عن أبيه قلت: يارسول الله ما خير ما في الرجل، قال: خلق حسن (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 2/22 قال الهيثمي: فيه صالح بن حيان وهو ضعيف. مجمع الزوائد 7/144.
(2) المعجم الكبير للطبراني 5/23 قال الهيثمي: فيه صالح بن حيّان وهو ضعيف. مجمع الزوائد 8/50.
(3) جمع الجوامع 2/1760.(1/465)
923 - ومن حديث حماد بن شعيب، عن علقمة، عن سليمان، عن أبيه مرفوعاً: (ما يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما) .
924 - ومن طريق أبي خالدٍ، عن علقمة، عن سُليمان، عن أبيه قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا أُنبيك بآية لم تنزل على أحد غيرِ سُليمان بن داود غيري: بسم الله الرحمن الرحيم) (1) .
الخامس والعشرون
925 - قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن صدقة البغدادي، حدثنا محمد ابن مرزوق، حدثنا محمد بن كثير، حدثنا حميد بن معاذٍ، عن المنهال بن عمرو، عن سليمان بن سُليم، عن ابن بُرَيدة عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لما أهبط الله آدم إلى الأرض طاف بالبيت سبعاً، وصلى خلف المقام ركعتين، ثم قال: اللهم إنك تعلم سري وعَلانيتي، فأقبل معذرتي، وتَعْلم حاجتي فأَعطني سُؤْلي، وتعلم ما عندي فاغفِر لي ذنوبي، أسألك إيماناً يباشر قلبي، ويَقيناً صادقاً حتى أعلم أنه لا يُصيبني إلا ما/ كتبت لي، فأوحى الله إليه: إنك قد دعوتني بدُعاءِ استجبت لك، وغفرت ذُنوبك، وفرجت كربك، وغمومك، ولن يدعو به أحدٌ إلا فعلتُ ذلك به، ونزعت فقره من بين عينيه، وتجرت له من وراءِ كل تاجرٍ، وأتته الدنيا وهي كارهة وان لم يُرِدْها) (2) .
السادس والعشرون
926 - قال الطبراني: حدثنا أبو بكر بن صدقة، حدثنا محمد بن
_________
(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7/86 بلفظ فيه بعض اختلاف ثم قال: أخرجه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف.
(2) أورده الهيثمي بلفظ مقارب عن عائشة رضي الله عنها وضعف إسناده وقال: رواه الطبراني في الأوسط. مجمع الزوائد 10/183.(1/466)
مرزوق، حدثنا عبد الله بن أبي أسامة، حدثنا صالح بن حيان، عن ابن بريدة، عن أبيه في قوله (ثَيِّباتٍ وَأَبْكَاراً) (1) قال: وعَدَ الله نبيَّه في هذه الآية أن يزوجه بالثيب آسية امرأة فرعون والبكر مريم بنت عمران (2) .
السابع والعشرون
_________
(1) قال السيوطي في الدر المنثور: رواه الطبراني وابن مردويه عن بريدة: 6/244. والآية: رقم (5) التحريم.
(2) قال السيوطي في الدر المنثور: رواه الطبراني وابن مردويه عن بريدة: 6/244.(1/467)
927 - قال الطبراني: حدثنا الحسن بن العابد الرازي، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا تميم بن عبد المؤمن، حدثنا صالح بن حيَّان، عن ابن بريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (للرحم لسان عند الميزان تقول يارب من قطعني فاقطعهُ يا الله ومن وصلني فَصِلْهُ) .
(عامر بن شراحيل الشعبي عن بُرَيْدة)
928 - قال مسلم: حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا هُشيم، أنبأنا حصين ابن عبد الرحمن قال: كنت عند سعيد بن جُبير، فقال: أيكم رأى الكوكب الذي إنقضّ البارحة؟ فقلت: أنا. ثم قلتُ: أَمَّا إني لم أكن في صلاةٍ ولكني لُدِغْت (1) قال: فماذا صنعتَ؟ قلتُ: استرقيت. قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديثُ
حَدَّثناه الشَّعبي. قال: وما حدثكم الشعبي؟ قلت: حدثنا عن بُريدة بن
حُصَيْب الأسلمي: (أنه قال: لا رقية إلا من عين (2) أوْ حُمَة (3) فقال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكن حدثنا ابن عباس، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهُ قال: عُرضت على الأمم - فذكر السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب - وهم الذين لا
_________
(1) أي لدغته العقرب.
(2) العين: هي إصابة العائن أي الحاسد غيره بعينه، والعين حق.
(3) أو حمة: هي سم العقرب وشبهها.(1/467)
يَرْقُون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتكلون) الحديث هكذا روى مسلم هذا الحديث عن بُريدة موقوفاً عليه أنه قال: (لا رقية إلا من عين أو
حُمَةٍ) (1) .
_________
(1) صحيح مسلم: الإيمان: الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب: 1/199.(1/468)
929 - وقد رواه ابن ماجة في كتاب الطب، عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن إسحاق بن سليمان، عن أبي جعفر الرازي، عن حصين، عن الشعبي، عن بريدة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (لا رقية إلا من عين أوْ حُمَةٍ) (1) . وقد رواه غير واحدٍ، عن حصين، عن الشعبي، عن عمران/ بن حصين كما سيأتي. ورواه أبو داود من حديث العبّاس بن ذريح، عن الشعبي، عن أنس بن مالك (2) .
(عبد الله بن أوسِ الخزاعي عن بريدة)
930 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بشِّر المشَّائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) رواه أبو داود عن يحيى بن معين، عن أبي عبيدة الحداد (3) . والترمذي، عن عباس العنبري عن يحيى بن كثير العنبري (4) . رواه أبو داود كلاهما عن أبي سليمان الكحال عنه. وقال الترمذي: غريب.
قلتُ: إسماعيل هذا هو ابن سليمان أبو سليمان الضبي، ويقال اليشكري
_________
(1) سنن ابن ماجه: الطب: ما رخص فيه من الرقي: 2/1161.
(2) سنن أبي داود: الصلاة: ماجاء في المشي إلى الصلاة في الظلم: 1/154.
(3) سنن أبي داود: الطب: ماجاء في الرقي: 4/11 وليس هذا من حديث بريدة عند أبي داود كما لا يخفى.
(4) سنن الترمذي: الصلاة: فضل العشاء والفجر في الجماعة: 1/435.(1/468)
الكحال البصري، وروى أيضاً عنه محمد بن عبد الله الأنصاري والنضر بن شميل. قال أبو حاتم الرازي هو صالح الحديث.(1/469)
931 - وقد رأيت في نسخة معتمدة عليها خط الحافظ في مسند أبي يعلى: حدثنا إسحاق، حدثنا عبد الواحد الحداد (1) ، حدثنا إسماعيل أبو سليمان الكحال. قال: قال بريدة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) (2) .
(عبد الله بن بُريدة:
أبو سهلٍ وأوسٍ وصخر وجميل المروزيين عن أبيه) (3)
932 - حدثنا روح، حدثنا علي بن سُويد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه. قال: (اجتمع عند النبي - صلى الله عليه وسلم - عُيَيْنة بن بدرٍ وأقرع بن حابسٍ وعلقمة بن عُلاثة، فذكروا الجدود. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن شئتم أخبرتكم جدّ بني عامِر جمل أحمر أوْ آدم، يأكل من أطراف الشجر. قال: وأحسبه قال: في روضةٍ وغطفان أكمةٌ خشاء تنفى الناس عنها. قال: فقال الأقرع بن حابس. قال: فأين جد بني تميم؟ قال: لو سكت تفرد به) (4) .
_________
(1) عبد الواحد الحداد: هو أبو عبيدة الحداد الذي ورد في سياق الخبر السابق روى عنه أحمد وابن معين وأكثر أقوال أئمة الحديث تشهد له بالصدق. تهذيب التهذيب 6/440.
(2) إسماعيل بن سليمان الكحال: أبو سليمان البصري. روى عنه الأنصاري والنضر بن شميل كما ذكر المصنف وروى عنه أبو داود والترمذي هذا الحديث الواحد في فضل المشي إلى المسجد. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ. كما ذكره في الضعفاء وقال: ينفرد عن المشاهير بالمناكير. وعبد الله بن أوس الخزاعي قال ابن القطان: مجهول الحال ولا تعرف له رواية إلا بهذا الحديث من هذا الوجه. وذكره ابن حبان في الثقات. يراجع تهذيب التهذيب 1/304 هامش الترمذي 1/435.
(3) عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي: أبو سهل المروزي قاضي مرو أخو سليمان كانا توأمين وسيرد ذكر بعض أبنائه في السند عنه. وكان المحدثون يفضلون سليمان على عبد الله. تهذيب التهذيب 5/157.
(4) المسند: 5/346 من حديث بريدة.(1/469)
933 - حدثنا علي بن الحسن، أنبأنا الحسين، حدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان جالساً على حراء، ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، فتحرك الجبل. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:) اثْبُت حِرآء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد (تفرد بهِ (1) /.
934 - حدثنا علي بن الحسن يعني ابن شقيق، حدثنا الحسين بن واقد، حدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر) (2) رواه الترمذي (3) والنسائي (4) وابن ماجة (5) من حديث الحسين بن واقد، وقال الترمذي حسنٌ صحيح غريبٌ.
935 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا زُهير، عن واصل بن حبان البجلي، حدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الكمأة دواء للعين، وإن العجوة من فاكهة الجنة، وإن هذه الحبة السوداء - قال ابن بريدة: الشونيز الذي يكون في الملح - دواء من كل داءٍ إلا الموت) تفرد بهِ (6) .
_________
(1) المسند: 5/346 من حديث بريدة وقد تفرد به عنه، وأخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه، انظر سنن أبي داود: السنة: الخلفاء: 2/515، والترمذي: المناقب: مناقب سعيد بن زيد: 5/315، وابن ماجه: المقدمة: فضائل العشرة: 1/48.
(2) المسند: 5/346.
(3) سنن الترمذي: الإيمان: ماجاء في ترك الصلاة: 5/13.
(4) سنن النسائي: الصلاة: الحكم في تارك الصلاة: 1/187.
(5) سنن ابن ماجه: الصلاة: ماجاء فيمن ترك الصلاة: 1/342 وإسناده: صحيح.
(6) المسند: 5/346 من حديث بريدة.
والشونيز: من البذر وهو الحبة السوداء وهي كلمة فارسية الأصل: لسان العرب مادة (شنز) 5/362.(1/470)
936 - حدثنا عفان، حدثني معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تقولوا للمنافق سَيِّدٌ، فإنه إن يك سيدكم، فقد أسخطتم ربكم) (1) . رواه أبو داود في الأدب، عن القواريري (2) والنسائي في اليوم والليلة، عن أبي قُدامة، كلاهما عن معاذ (3) .
937 - حدثنا زيد بن الحُبابِ، حدثني حسين، حدثني عبد الله بن بريدة، قال: دخلت أنا وأبي على معاوية، فأجلسنا على الفُرُش، ثم أُتِينا [بالطعام فأكلنا ثم أُتينا] بالشراب، فشرب معاويةٌ، ثم ناول أبي، ثم قال: ما شربتُه مُنذ حَرّمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال معاوية: كنتُ أجملُ شباب قريش، وأجوده ثغراً، وما شيءٌ كنت أجد له لذة كما كنتُ أجِدهُ وأنا شاب غيرَ اللبن أوْ إنسان حسن الحديث يحدثني (تفرد بهِ (4) .
938 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا بشير بن المهاجر، حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه. قال: (كنت جالساً عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذْ جاءه رجل يقال له ماعز بن مالكٍ، فقال: يا نبي الله إني قد زنيت، وأنا أريد أن تُطهرني. فقال لهُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ارجع. فلما كان من الغدِ أتاه أيضاً، فاعترف عنده بالزنا، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ارجع. فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قومه، فسألهم عنه فقال لهم: ما تعلمون من ماعز بن مالك الأسلمي؟ هل ترون به بأساً؟ أو تنكرون من عقله شيئاً؟ قالوا: يانبي الله ما ترى به بأساً، وما ننكرُ/ من عقله شيئاً. ثم عاد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الثالثة، فاعترف
_________
(1) المسند: 5/347 من حديث بريدة.
(2) سنن أبي داود: الأدب: لا يقول المملوك ربي وربتي: 4/295.
(3) يرجع إلى تحفة الأشراف 2/89.
(4) المسند: 5/347 من حديث بريدة الأسلمي وما بين المعكوفين استكمال منه.(1/471)
أيضاً عنده بالزنا، فقال: يانبي الله طهرني، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قومه أيضاً، فسألهُم عنه، فقالوا له كما قالوا له المرة الأولى: ما نرى به شيئاً وما ننكر من عقله شيئاً، ثم رجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الرابعة أيضاً، فاعترف عنده بالزنا، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فحُفِرَ له حُفْرةً، فجعل فيها إلى صدره، ثم أمر الناس أن يرجموه) . وقال بريدة: كنا نتحدثُ أصحاب محمد نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أن ماعز بن مالك لو جلس في رحله بعد اعترافه ثلاث مرارٍ لم يطلبه، وإنما رجمه عند الرابعة) (1) . رواه مسلم (2) وأبو داود والنسائي من حديث بشير بن المهاجر به. وعند أبي داود: فكنا أصحاب محمد نقول: إن ماعز بن مالك والغامدية لو رجعا بعد اعترافهما، أو قال بعد: لو لم يرجعا بعد اعترافهما لم يطلبهما، وإنما رجمهما بعد الرابعة (3) .
_________
(1) المسند: 5/347 من حديث بريدة الأسلمي.
(2) صحيح مسلم: الحدود: من اعترف على نفسه بالزنا: 3/1323.
(3) سنن أبي داود: الحدود: رجم ماعز بن مالك: 4/149، وأخرجه النسائي في الرجم في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/78.(1/472)
939 - حدثنا الأسودُ بن عامرٍ، أنبأنا أبو إسرائيل، عن حارث بن حصيرة، عن ابن بريدة، عن أبيه. قال: دخل أبي على معاوية، فإذا رجل يتكلم، فقال بريدةُ: يا معاوية تأذن لي في الكلام؟ فقال: نعم، وهو يتمنى أنه يتكلم بمثل ما قال الآخر، فقال بريدةُ: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إني لأرجو أن أشفع يوم القيامة عددَ ما على الأرض من شجرة، ومدرةٍ) قال: أفترجوها أنت يامعاوية، ولا يرجوها علي بن أبي طالب؟ تفرَّد به (1) .
940 - حدثنا الخزاعي وهو أبو سلمة، ثنا شريك، عن أبي بكر بن
_________
(1) المسند: 5/347 من حديث بريدة. والظاهر أن كلام الرجل كان في النيل من عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه.(1/472)
أحمر، اسمهُ جبريل، عن ابن بريدة، عن أبيه. قال: (توفي رجل من الأزد، فلم يدع وارثاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: التمسوا له وارثاً، التمسوا له ذا رحمٍ، فلم يُوجد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ادفعوه إلى أكبر خُزاعة) (1) .
رواهُ أبو داود (2) والنسائي من حديث شريك زاد النسائي وعباد المحاربي كلهم عن أبي بكر جبريل بن أحمر به، ورواه النسائي أيضاً من حديث ابن ادريس عن جبريل ابن بريدة مُرسلاً ثم قال النسائي جبريل ليس بالقوي والحديث منكر (3) .
_________
(1) المسند: 5/347 من حديث بريدة الأسلمي.
(2) سنن أبي داود: الفرائض: باب في ميراث ذوي الأرحام: 3/124. وأخرجه النسائي في الكبرى بالسندين وغيرهما كما في تحفة الأشراف 2/79.
(3) والنكارة فيه من دفع الميراث لأكبر رجل من القبيلة، فتلك سنة الجاهلية، أَمَّا الإسلام: فإنه إذا فقدت الورثة وذووا الأرحام فيرد الميراث إلى بيت مال المسلمين.
وقول النسائي نقله المزي عن الكبرى في تحفة الأشراف 2/79.(1/473)
941 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا هشام، عن قتادة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه. قال: (كان رسول الله صلى/ الله عليه وسلم لا يتطير من شئ، ولكنه كان إذا أراد أن يأتي أرضاً (1) سأل عن اسمها فإن كان حسناً رُؤِي البشر في وجهه، وإن كان قبيحاً رُؤى ذلك في وجهه، وكان إذا بعث رجلاً سأل عن اسمه فإن كان حسن الإسم رُؤى البِشر في وجهه، وإن كان قبيحاً رُؤي ذلك في وجهه) (2) . رواه أبو داود (3) والنسائي من حديث هشام، وهو الدستوائي بِهِ، ورواه أبو يعلى عن إسحاق بن أبي
_________
(1) في المسند: ولفظه) كان إذا أتى امرأة) وما في الأصل (أرضا) ويرجحه رواية أبي داود (وإذا دخل قرية سأل عن إسمها) 4/19.
(2) المسند: 5/347 من حديث بريدة الأسلمي.
(3) انظر سنن أبي داود: الطب: الطيرة: 4/19 والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/89.(1/473)
إسرائيل، عن عبد الصمد به، وزاد قال عبد الصمد قال هشام قال يحيى ذكر لي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى أُمرائِهِ أن لا يردُوها.(1/474)
942 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا بشير، حدثني ابن بُريدة، عن أبيه. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (بُعثت أنا والساعةُ جميعاً إن كادت لتسبقني) تفرد بهِ (1) .
943 - حدثنا أبو نعيم، عن بشير، حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه. قال: (خرج [إلينا] النبي - صلى الله عليه وسلم -[يوماً] ، فنادي ثلاث مرار، فقال: أيها الناس تدرون ما مثلي ومثلكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: إن مثلي ومثلكم مثل قومٍ خافوا عدواً يأتيهم، فبعثوا رجلاً يترايا لهم، فبينما هم كذلك أبصر العدو فأقبل لينذرهم، وخشى أن يُدركه العدو قبل أن ينذر قومه، فأهوى بثوبه أيها الناس أُتيتم أيها الناس أُتِيتم. ثلاث مرارٍ) تفرّد بهِ (2) .
حديثٌ آخرُ في الأمثالِ
944 - وهو من رواية بشير بن المُهاجر أيضاً، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (هل تدرون ما مثل هذه وهذه؟ ورمى بحصاتين. قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هذاك الأمَلُ، وهذاك الأجلُ) رواه الترمذي في الأمثال، عن محمد بن إسماعيل، عن خلاد بن يحيى، عن بشير وقال: حديث غريبٌ (3) .
945 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا بشير، حدثني عبد الله بن بُريدة، عن
_________
(1) المسند: 5/348.
(2) المسند: 5/348 من حديث بريدة الأسلمي.
(3) سنن الترمذي: الأمثال: مثل ابن آدم وأجله وأمله: 5/152.(1/474)
أبيه. قال: (كنتُ جالساً عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجاءته امرأة من غامد، فقالت: يانبي الله إني زنيت، وإني أُريد أن تُطهِّرني، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - /: ارجعي، فلما أن كان من الغد أتته أيضاً، فاعترفت عنده بالزنا، فقالت: يانبي الله [إني قد زنيت، وأنا أريد أن تطهرني، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: ارجعي. فلما أن كان من الغد أتته أيضاً فاعترفت عنده بالزنا، فقالت: يانبي الله] طهرني، فلعلك أن ترُدني كما رددت ماعِز بن مالك، فوالله إني لحبلى من الزنا، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: ارجعي، حتى تَلِدِي، فلما ولدَتْ جاءت بالصبي تحمله، فقالت: يانبي الله ها قد وَلدتُ. قال: فاذهبي فأرضعيه حتى تفطميه، فلما فطمته جاءت بالصبي في يده كِسرةُ خبزٍ، فقالت: يا نبي الله هذا قد فطمتهُ، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصبي، فدفعه إلى رجل من المسلمين، وأمر بها فحُفِر لها حُفرة، فجعلت فيها إلى صدرها، ثم أمر الناس أن يرجموها، فأقبل خالد بن الوليد بحجر، فرمى رأسها فنضح الدم على وجنة خالد، فسبَّها، فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - سبَهُ إياها، فقال: مهلا ياخالد بن الوليد لا تسبها، فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبةً لو تابها صاحبُ مكسٍ (1) لغُفِرَ له، فأمر بها فصُلَّى عليها ودفنت) (2) .
_________
(1) مَكْسٍ: هو الضريبة التي يأخذها الماكس وهو العشار. النهاية 4/349.
(2) المسند: 5/348 من حديث بريدة الأسلمي.(1/475)
946 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا بشير بن المهاجر، حدثني عبد الله بن بُريدة، عن أبيه. قال: كنتُ جَالساً عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسمعتُه يقول: تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرةً، ولا تستطيعُها البطلة (1) . قال: ثم سكت ساعةً، ثم قال: تعلموا سورة البقرة وآل عمران،
_________
(1) أي الشجرة.(1/475)
فإنهما الزهروان يُظلان صاحبهما يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو غيايتان (1) ، أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يلقى صاحبهُ يوم القيامة حين ينشق عنه القبر كالرجل الشاحب (2) فيقول لهُ: أتعرفني؟ فيقول: ما أعرفك. فيقول: أنا صاحبُك القرآن الذي أَظْمأتك في الهواجر، وأسهرتُ ليلك، وإن كُل تاجر من وراءِ تجارتهِ، وإنك اليوم من وراءِ كل تجارةٍ فيعطى المُلك بيمينه، والخُلدُ بشماله، ويوضعُ على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حُلتين ما يقوم لهما أهلُ الدنيا، فيقولان بم كُسِينَا هذه؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن. ثم يقال له: اقرأ، واصْعد في درج الجنة، وغُرفها، فهو في صُعُودٍ مادام يقرأُ هذا كان أو ترتيلاً (تفرد بِهِ (3) . رواه ابن ماجه/ من طريق بشيرٍ عن عبد الله بن بريدة بهِ (4) .
_________
(1) الغياية: كل شئ أظل الإنسان فوق رأسه. النهاية 3/403.
(2) قال السيوطي الرجل الشاحب: هو المتغير اللون والجسم لعارض كالمرض والسفر ونحوه، وكأنه يجئ على هذه الهيئة ليكون أشبه بصاحبه في الدنيا، أو للتنبيه على أنه كما تغير لونه في الدنيا لأجل القيام بالقرآن لأجله في السعي يوم القيامة حتى ينال صاحبه الغاية القصوى في الآخرة.
(3) المسند: 5/348 من حديث بريدة ويقال: قرأ القرآن هذا، بمعنى: يسرع في قراءته كما يسرع في قراءة الشعر. النهاية 5/255.
(4) سنن ابن ماجه: الأدب: ثواب القرآن: 2/1242 وقال البوصيري: إسناده: صحيح ورجاله ثقات.(1/476)
947 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا بشير بن مُهاجر، حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه. قال: (كنت جالساً عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:) إن أمتي يسوقها قوم عِراضُ الوجوهُ، صغار الأعين، كأن وجوهم الجحف (1) . ثلاث مرارٍ، حتى يُلْحقوهم بجزيرة العرب. أَمَّا السابقة الأولى، فينجوا من هربَ منهم، وأما الثانية، فيهلك بعضٌ، وينجوا
_________
(1) الجحفة: هي الترس. النهاية 1/345.(1/476)
بعضٌ، وأما الثالثة: فيصْطلمون (1) كلهم من بقي منهم. قالوا: يانبي الله من هُم؟ قال: هم الترك، قال: أَمَا والذي نفسي بيده ليربطُن خيولهم إلى سواري مساجد المسلمين. قال: وكان بريدة لا يُفارقهُ بعيران أو ثلاثة، ومتاع السفر والأسقية يُعدُّ ذلك للهرب مما سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - من البلاء من أمراء الترك) (2) . رواه أبو داود عن جعفر بن مُسافر عن يحيى بن خلاد (3) عن بشير بن مهاجر بِه.
_________
(1) فيصطلمون: أي يحصدون بالسيف ويستأصلون، من الصَّلْم وهو القطع المستأصل.
(2) المسند: 5/348 من حديث بريدة الأسلمي.
(3) في سنن أبي داود/ خلاد بن يحيى، بدل / يحيى بن خلاد: كتاب الملاحم: في قتال الترك: 4/112. وهذا الحديث علم من أعلام النبوة حيث تحقق ما أخبر به في هجوم التتار على بلاد المسلمين.(1/477)
948 - حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا مالك، عن ابن بريدة، عن أبيه. قال: (خرج بريدةُ عشاءً فلقِيَه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ بيده، وأدخلهُ المسجد، فإذا صوت رجل يقرأُ. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: تُراه مُرَائيا؟ فأسكت بريدة، فإذا رجل يدعو فقال: اللهُمَّ إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحدُ. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفسي بيده، أو قال: والذي نفسُ محمدٍ بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا سُئِل به أعطى، وإذا دُعيَ به أجاب. قال: فلما كان من القابلة خرج بريدة عِشَاءً، ولقيه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ بيده، فأدخله المسجد، فإذا صوت الرجل يقرأ. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أتقوله مُراءٍ؟ فقال بريدة: أتَقُولهُ مُراءٍ يارسول الله؟ أتَقُولهُ مُرَاءٍ يارسول الله؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا بل مؤمن مُنِيب. [لا. بل مؤمن منيب] فإذا الأشعري يقرأ بصوت له في جانب المسجد. [لا. بل مؤمن منيب] فإذا الأشعري يقرأ بصوت له في جانب المسجد. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الأشعري - أو إن عبد الله بن قيس - أُعطيَ مزماراً من مزامير آل داود.(1/477)
فقلت: ألا أخبرهُ يارسول الله؟ قال: بَلى فأخبره، فأخبرته. فقال: أنت لي صديق أخبرتني/ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) . الحديث (1) . رواه الأربعة من طريق وكيع عن مالكٍ وهو ابن مِغْولٍ، وقال الترمذي: حسنٌ غريبٌ (2) .
رواه حسين المعلم، عن عبد الله بن بُريدة، عن حنظلة عن محمد الأدرع كما سيأتي.
_________
(1) المسند: 5/ 349 من حديثه بريدة الأسلمي.
(2) سنن الترمذي: كتاب الدعوات: ماجاء في جامع الدعوات: 5/515. وسنن أبي داود: كتاب الصلاة (الدعاء) 2/79.
وسنن ابن ماجه: كتاب الدعاء: باب اسم الله الأعظم: 2/1267 والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/90.(1/478)
949 - حدثنا يزيد، أنبأنا الجريري، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه: (إنه غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ست عشرة غزوةً) (1) .
950 - حدثنا معتمر، عن كهمس، عن ابن بريدة [عن أبيه] (2) : (أنه غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ست عشرة غزوةً) . رواه مسلم عن أحمد بن حنبل (3) ورواه البخاري عن أحمد بن الحسن الترمذي، عن أحمد بن حنبل بهِ (4) .
951 - ولمسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن زيد بن الحُبَاب وعن سعيد ابن محمد الجرمي، عن أبي تُميلة، كلاهما، عن الحسين بن واقدٍ المروزي، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه: (أنه غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسع عشرة غزوةً قاتل في ثمان منهن) (5) .
_________
(1) المسند: 5/349 من حديث بريدة.
(2) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند 5/349.
(3) صحيح مسلم: الجهاد والسير: عدد غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم -: 3/1448.
(4) صحيح البخاري: المغازي. باب كم غزا النبي - صلى الله عليه وسلم - 8/153.
(5) صحيح مسلم 3/1448.(1/478)
952 - حدثنا محمد بن فُضيل، حدثنا ضرار يعني ابن مرة أبو سنان، عن محارب بن دِثار، عن عبد الله بن بُريدةَ، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (كنتُ نهيتكُم عن زيارة القُبور، فزوروها، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي أن تمسكوها فوقَ ثلاثٍ، فأمسكوها ما بدا لكم، ونهيتكم عن النَّبيذ إلا في سقَاءٍ، فاشربوا في الأسقية كلها، ولا تشربوا مسكراً) (1) رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي من حديث مُحاربٍ بن دِثارٍ، عن زاد النسائي والترمذي: عن [الزبير بن] عدي به والمغيرة بن سُبيع به. وروى النسائي ما يتعلق بالأسقيةِ من حديث من طريق حماد بن أبي سليمان عن عبد الله بن بُريدة بهِ (2) .
953 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن سعيد بن عُبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه. قال: (بعثنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية قال لما قدِمنا قال: كيف رأيتم صحابة صَاحبكم؟ فقال: فإما شكوته أو شكاه غيري. قال: فرفعت رأسي وكنتُ رجلاً مِكباباً قال: فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد احمرَّ وجهُهُ وهو يقولُ:) من كنت وَليِه فعلى وليّه (/ (3) رواه النسائي عن أبي كريب عن أبي معاوية (4) .
954 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن ابن بريدة، عن أبيه. قال أبو مُعاوية: ولا أراه سمعه منهُ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما
_________
(1) المسند: 5/305 من حديث بريدة الأسلمي.
(2) صحيح مسلم: الأشربة: النهي عن الإنتباذ في الأوعية: 3/1585. وسنن أبي داود: الأشربة: في الأوعية: 3/332. وسنن الترمذي: الأشربة: الرخصة أن ينتبذ في الظروف: 4/295. وسنن النسائي: الأشربة: الإذن في شئ من الجر: 8/278.
(3) المسند: 5/350.
(4) السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/84.(1/479)
يُخرج رجل شيئاً من الصدقة حتى يفُكّ عنها لحيي سبعين شيطَانا) (1) تفرد بهِ.
_________
(1) لفظ المسند من حديث بريدة الأسلمي 5/350.(1/480)
955 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن المثنى بن سعيد، عن قتادة، عن عبد الله ابن بُريدة، عن أبيه. عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن المؤمن يموت بِعَرَق الجبين) (1) رواه الترمذي (2) والنسائي عن بندار (3) ، وابن ماجه (4) عن بكر بن خلفٍ كلاهُما عن يحيى ابن سعيدٍ وقال الترمذي: حسنٌ وقال بعض أهل العلم: لا نعرف لقتادة سماعاً من عبد الله بن بريدة (5) . ورواه كهمس من طريق عن ابن بريدة بهِ (6) .
956 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن مالك بن مِغْوَلِ، حدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه. قال: (سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهدُ أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوءًا أحدٌ فقال: قد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا سئل به أعطاه، وإذا دُعي به أجاب) (7) .
_________
(1) المسند: 5/350.
(2) سنن الترمذي: الجنائز: باب رقم (9) : 3/302.
(3) سنن النسائي: الجنائز: علامة موت المؤمن: 4/6.
(4) سنن ابن ماجه: الجنائز: المؤمن يؤجر في النزع: 1/467 (وموت المؤمن بعرق الجبين) قيل هو لما يعالج من شدة الموت فقد تبقى عليه بقية من ذنوب فيشدد عليه وقت الموت ليخلص منها، وقيل هو من الحياء فإنه إذا جاءته البشرى مع ما كان قد اقترف من الذنوب حصل له بذلك خجل وحياء من الله تعالى. فعرق لذلك جبينه، وقيل يحتمل أن عرق الجبين علامة جعلت لموت المؤمن وإن لم يعقل معناه أهـ حاشية السندي على سنن النسائي 4/6.
(5) العبارة من كلام الترمذي 3/302.
(6) سنن النسائي 4/6.
(7) المسند: 5/350 من حديث بريدة.(1/480)
957 - حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا عبد الجليل، قال: انتهيت إلى حلقةٍ فيها أبو مجلز وابن بُريدة، فقال عبد الله بن بريدة: حدثني أبي بُريدة قال: (أبغضت علياً بُغضاً لم أبغضه أحداً قط. قال: وأحببت رجلاً من قريشٍ لم أُحِبّهُ إلاَّ على بُغضِه علياً. قال: فبُعِثَ ذلك الرجل على خيلٍ، فصحبتهُ، وما صحبتهُ إلا على بُغضه عليا. قال: فأصبنا سبياً، فبعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابعث إلينا يُخمسه قال: فبعث إلينا علياً، وفي السبي وصيفة هي من أفضل السبى. قال: فخَمس، وقسم، فخرج ورأسُه [مُغَطى] (1) يقطر، فقلنا: يا أبا الحسن ما هذا؟ قال: ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي، فإني قسمتُ وخمستُ، فصارت في الخمس، ثم صارت في أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم صارت في آل علي، ووقعت بها. قال: فكتب الرجل إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت ابعثني، فبعثني مُصدِّقاً. قال: فجعلتُ أقرأ الكتاب، وأقول صدق. قال: فأمسَك يَدي والكتابَ/، فقال: أتبغُضُ علياً؟ فقال. قلتُ: نعم. فقال: فلا تبغضهُ، وإن كنت تُحبه فازدد لهُ حباً، فوالذي نفس محمد بيده لنصيبُ [آل] عليّ في الخمس أفضل من وصيفةٍ. قال: فما كان من الناس أحدٌ بعد قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحبّ إليَّ من علي) . قال عبد الله: فوالذي لا إله إلاَّ هو مابيني، وبينهُ يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث غير أَبي: بُريدة. تفرَّد بهِ من هذا الوجهُ (2) .
958 - حدثنا عبد الله بن نمير، عن شريك، حدثنا أبو ربيعة، عن ابن بريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله يُحب من أصحابي أربعةً) . أخبرني أنّه يُحبهم، وأمرني أن أحبَّهم قالوا: من هم يا
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند.
(2) المسند: 5/350 من حديث بريدة الأسلمي.(1/481)
رسول الله؟ قال إن علياً منهم، وأبو ذرٍ الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقدادُ بن الأسودِ الكندي) (1) رَواهُ الترمذي وابن ماجه عن إسماعيل بن موسى زاد بن ماجه: وسويد بن سعيدٍ كلاهُما عن شريك بهِ (2) .
_________
(1) المسند: 5/351 من حديث بريدة الأسلمي.
(2) سنن الترمذي: المناقب: مناقب علي بن أبي طالب: 5/636. وسنن ابن ماجه المقدمة: فضل سلمان وأبي ذرّ والمقداد: 1/53.(1/482)
959 - حدثنا ابن نمير، حدثنا مالكٍ، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ان عبد الله بن قيس [الأشعري أُعطِي] (1) مزماراً من مزامير آل داود) (2) . رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نُمير، عن عبد الله بن نُمير بهِ (3) . رواهُ النسائي من وجهِ آخر، عن مالكٍ، وهو ابنُ مِغول به (4) .
960 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن عطاء، عن عبد الله ابن بريدة، عن أبيه. قال: (جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني تصدقتُ على
أمي بجارية، وإنها ماتت قال: آجركِ الله. ورد عليك الميراث) (5) . رواهُ مسلم والأربعة من طريق زهير، عن عبد الله بن عطاء المكي به. قال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ لا نعرفه عن بريدة إلاَّ من هذا الوجه وعبد الله بن عطاءٍ ثقةً عند أهل الحديث (6) .
_________
(1) مابين المعكوفين استكمال من المسند.
(2) المسند: 5/351 من حديث بريدة الأسلمي.
(3) صحيح مسلم: صلاة المسافرين) تحسين الصوت بالقرآن) 1/546.
(4) أخرجه في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/91.
(5) المسند: 5/351 من حديث بريدة الأسلمي.
(6) الخبر أخرجه مسلم في الصيام) قضاء الصيام عن الميت) 2/805، وأبو داود في الزكاة (من تصدق بصدقة ثم ورثها) 2/124 وفي الوصايا (ماجاء في الرجل يهب الهبة ثم يوصى له بها أو يرثها) 3/116 كما أخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/85 وابن ماجه في الصدقات 2/800.(1/482)
961 - حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا صالح يعني ابن حيّان، عن ابن بريدة، عن أبيه: (أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في اثنين وأربعين من أصحابه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في المقام، وهم جلوسٌ خلفَهُ ينتظرونه، فلما صلى أهوى فيما بينه وبين الكعبة، كأنه يريد أن يأخذ شيئاً، ثم انصرف إلى أصحابه، فثاروا/ وأشار إليهم: أن اجلسوا، فجلسُوا، فقال: رأيتموني حين فرغتُ من صلاتي أهويتُ فيما بيني وبين الكعبة، كأني أريد أن آخذ شيئاً؟ قالوا: نعم يارسول الله. قال: إن الجنة عُرِضت عليّ، فلم أر مثل ما فيها، وإنها مرت بي خصلةُ عنبٍ، فأعجبتني، فأهويت إليها لآخُذَها، فسبقتني، ولو أخذتها لغرستها بين ظهرانيكُم، حتى تأكلوا من فاكهة الجنة، واعلموا أن الكمْأةَ دواء للعين، وأن العجوة من فاكهة الجنة، وهذه الحبَّةُ السوداء التي تكون في الملح اعلموا أنها دواءٌ من كل داءٍ إلا الموت) تفرد بِهِ (1) .
962 - حدثنا وكيع، حدثنا شريك، عن أبي ربيعة، عن ابن بريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تتبع النظرةَ النظرةَ فإنما لك الأُولى، وليست لك الآخِرة) (2) . رواه أبو داود، عن إسماعيل بن موسى، والترمذي عن علي بن حجرُ كلاهما عن شريك بهِ. وقال الترمذي: غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث شريك (3) .
963 - حدثنا وكيع، حدثنا بشير بن المهاجر، عن عبد الله بن
_________
(1) مسند أحمد: 5/351.
(2) الموضع السابق.
(3) سنن أبي داود: النكاح: فيما يؤمر به من غض البصر: 2/246. وسنن الترمذي: الأدب: ماجاء في نظرة الفجاءة: 5/101 وعبارته: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك.(1/483)
بُريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (تعلموا البقرة، فإن أَخْذها بركةٌ، وتركها حسرةٌ، ولا تستطيعها البطلة، تعلموا البقرة وآل عمران فإنهما هم الزهراوان يجيئان يوم القيامة كأنهما غيايتان، أو غمامتان، أو كأنهما قرقَان (1) من طيرٍ صَوافٍ يجادلان عن صاحبهما (تفردَ بهِ (2) .
_________
(1) قرقان: قطعتان. النهاية 3/440.
(2) المسند: 5/352 من حديث بريدة الأسلمي.(1/484)
964 - حدثنا وكيع، حدثنا بشير بن المهاجر، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يجئُ القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب، فيقول لصاحبه: أنا الذي أَسْهرتُ ليلتك، وأَظمأتُ هواجرك) (1) . رواه ابن ماجه في فضائل القرآن عن علي بن محمد، عن وكيع بهِ (2) .
965 - حدثنا وكيع، حدثنا الوليد بن ثَعلبة الطائي، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ليس منا من حلف بالأمانة، ومن خبَّب (3) على امرئٍ زوجتهُ أو مملوكهُ فليس منا) (4) رواه أبو داود، عن أحمد بن يونس، عن زهير، عن الوليد [بن ثعلبة الطائي] به، ورواه [نصر بن علي عن] عبد الله بن داود، عن الوليد بن ثعلبة، ورواه ليث بن أبي سُليم عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه بهِ (5) .
966 - حدثنا وكيع، حدثنا دَلْهَم بن صالح، عن شيخٍ لهم يقال
_________
(1) الموضع السابق من المسند.
(2) سنن ابن ماجه: الأدب: ثواب القرآن: 2/1242.
وفي الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
(3) خَبّبَ: أي خدعه وأفسده أهـ. النهاية 2/4.
(4) المسند: 5/352.
(5) يرجع إلى هذه الروايات في سنن أبي داود 3/8، 223 وفي تحفة الأشراف 2/92 والزيادة التي بين المعكوفات استكمال منها.(1/484)
له حُجَير ابن عبد الله الكندي، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه: (أن النجاشي/ أهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - خُفَّين أسودين ساذجين (1) ، فلبسهما، ثم توضأ ومسح عليهما) (2) . رواه أبو داود (3) ، والترمذي (4) ، وابن ماجه (5) من حديث وكيع، وكذلك رواه أبو نُعيم عن دلهم، عن حُجَير بن عبد الله، عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه، وقال الترمذي: حسنٌ غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث دلهمٍ (6)
ورواهُ محمد بن ربيعة عنهُ، وقال أبو داود: تفرَّد به أهل البصرة.
_________
(1) ساذجين: بفتح الذال وكسرها أي غير منقوشين ولا شعر عليهما، أو على لون واحد لم يخالط سوادهما لون آخر. سنن أبي داود 1/39.
(2) المسند: 5/352.
(3) سنن أبي داود: الطهارة: المسح على الخفين: 1/124.
(4) سنن الترمذي: الاستئذان والآداب: ماجاء في الخف الأسود: 5/124.
(5) سنن ابن ماجه: الطهارة: ماجاء في المسح على الخفين: 1/182.
(6) بل الحديث إسناده: ضعيف بجميع طرقه لأن مداره على / دلهم بن صالح، قال فيه ابن حجر وابن معين
= ... (ضعيف) وقال أبو حاتم (حديثه ليس بذاك) وقال ابن حبان (منكر الحديث جداً) راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 3/212 والميزان 2/28 والتقريب: 1/236 وأحاديث المسح على الخفين ثابتة وصحيحة بل قيل بتواترها أَمَّا هذه القصة فمدارها على / دلهم بن صالح الكندي. وقد تقدم ما فيه.(1/485)
967 - حدثنا أبو عبيدة الحداد، حدثنا ثواب بن عتبة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه. قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفطر لا يخرج، حتى يطعم، ويوم النحر لا يطعم حتى يرجع) (1) . رواه الترمذي عن الحسن بن الصَّبَاح، عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن (2) ثواب قال البخاري: لا أعرف لهُ حديثاً غيره (3) ، وقال الترمذي: غريبٌ.
_________
(1) المسند: 5/352.
(2) في المخطوطة: زيادة: (عن محمد بن يحيى بن أبي عاصم) وليست في سنن الترمذي 5/426.
(3) تحفة الأشراف 2/79.(1/485)
968 - حدثنا يونس، حدثنا عقبة بن عبد الله الرفاعي، حدثني عبد الله ابن بريدة، عن أبيه. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يغدو يوم الفطر، حتى يأكُلَ، ولا يأكل يوم الأضحى، حتى يرجع فيأكل من أضحيتهِ) (1) .
969 - حدثنا زيد بن الحُبَاب، حدثنا الحُسين بن واقدٍ، حدثني عبد الله قال: سمعت أبي بُريدة يقُولُ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (خمسٌ لا يعلمهُنَّ إلاَّ الله {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (2) تفرد به.
970 - حدثني زيد [بن الحباب] حدثني حُسين بن واقدٍ، حدثني عبد الله ابن بُريدة، عن أبيه: (أن أمةً سوداء أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد رجع من بعض مغازيه، فقالت: إني كنتُ نذرتُ إن ردّك الله صالحاً أن أضربَ عندك بالدُّفِ؟ فقال: إن كنت فعلت، فافعلي، وإن كنتِ لم تفعلِ، فلا تفعلِ، فضربت، فدخل أبو بكر وهي تضرب، ودخل غيرهُ وهي تضربُ، ثم دخل عمر. قال: فجعلت دُفَّها تحتها (3) ، وهي مقنعة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الشيطان ليفرقُ مِنكَ ياعمرُ: أنا جالس ههُنا، ودخل هؤلاءِ، فلما أن دخَلتَ فعَلتْ ما فعلتْ) . رواه الترمذي عن حُسين بن حريث عن علي بن الحُسين بن واقدٍ عن أبيه به وقال/ حسنٌ صحيحٌ غريب لا نعرفهُ إلا من حديثه (4) .
_________
(1) المسند: 5/352 من حديث بريدة الأسلمي.
(2) الآية (34) لقمان، والحديث في المسند: 5/353.
(3) في المسند) خلفها) 5/353.
(4) سنن الترمذي: المناقب: مناقب عمر بن الخطاب: عبارة الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث بريدة وفي الباب عن عمر وسعد بن أبي وقاص وعائشة: 5/621.(1/486)
971 - حدثنا زيد بن الحُباب، حدثني حُسين بن واقدٍ، حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه هذا المالُ) (1) . رواه النسائي، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبي تُميلة عن الحُسين ابن واقدٍ بهِ (2) .
972 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا شريك، عن أبي ربيعة، عن ابن بُريدة، عن أبيه. عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال لعلي: (ياعلي لا تُتْبع النظرة النظرة، فإن لكَ النظرة الأولى، وليس لك الثانية) (3) .
973 - حدثنا زيد، حدثنا حُسين بن واقدٍ، حدثني عبد الله بن بُريدة، سمعتُ أبي يقول: (بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي إذْ جاءهُ رَجل ومعه حمار فقال: يارسول الله اركب، فتأخر الرجل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا، أنت أحق بصَدْر دابَّتِكَ مني إلاَّ أن تجعله لي. قال: فإني قد جعلتهُ لك فركب) (4) . رواه أبو داود، والترمذي من حديث علي بن الحسين بن واقدٍ، عن أبيه وقال الترمذيُّ: حسنٌ غريبٌ (5) .
974 - حدثنا زيد، حدثنا الحُسين بن واقدٍ [حدثني عبد الله بن بُريدة] (6) ، حدثني أبي بريدة قال: (حَاصرنا خَيبرَ، فأخذ اللواء أبو
_________
(1) المسند: 5/353.
(2) سنن النسائي 6/53.
(3) لفظ المسند) فإن لك الأولى وليست لك الآخرة) 5/353، والحديث تقدم تخريجه من سنن أبي داود والترمذي في الحديث رقم (962) .
(4) المسند: 5/353.
(5) سنن أبي داود: كتاب الجهاد: رب الدابة أحق بصدرها: 3/28.
وسنن الترمذي: الاستئذان والآداب: ماجاء أن الرجل أحق بصدر دابته: 5/99.
(6) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند: 5/353.(1/487)
بكر، فانصرف، ولم يُفتح له، ثم أخذه من الغدِ (1) فخرج فرجع ولم يُفتح لهُ، وأصابَ النَّاسُ يومئذٍ شدةٌ، وجهدٍ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إني دافع اللواء غداً إلى رجل يُحبه الله ورسولهُ، ويحبُّ الله ورسوله، لا يرجعُ حتى يُفتح لهُ (فبتنا طيبةً أنفسنا أن الفتح غداد، فلما أن أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الغداة، ثم قام قائماً، فدعا باللواءِ، والناسُ على مصافّهم، فدعا علياً، وهو أرْمَد، فتفل في عينيه، ودفع إليه اللواء وفُتِحَ لهُ) قال بريدة: وأنا فيمَن تطاولَ لها (2) . رواه النسائي من حديث الحُسين بن واقد وذكر شعراً (3) .
_________
(1) في المخطوطة زيادة: (عمر) وليست في المسند.
(2) مسند أحمد 5/353 من حديث بريدة الأسلمي.
(3) أخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/83.(1/488)
975 - حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا الحسين بن واقدٍ، حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأُ في صلاة العشاء بالشمس وضحاها وأشباهها من السُور) (1) رواه الترمذي، عن عبدة بن عبد الله الخزاعي، عن زيد بن الحباب بهِ، وقال: حسنٌ (2) ، ورواهُ النسائي، عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق/، عن أبيه، عن الحُسين بن واقدٍ بهِ (3) .
976 - حدثنا زيد بن الحُباب، حدثني حُسين بن واقدٍ، حدثني عبد الله بن بُريدة. قال: سمعتُ أبي بريدة يقول: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطُبنا، فجاء الحسنُ والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان يعثُرانِ، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - من المنبر، فأخذهُما، فحملهما، فوضعهما بين يديه، ثم
_________
(1) المسند: 5/354 من حديث بريدة الأسلمي.
(2) المسند: 5/354 من حديث بريدة الأسلمي.
(3) سنن الترمذي: الصلاة: القراءة في صلاة العشاء: 2/114.
سنن النسائي: الافتتاح: القراءة في العشاء الآخرة: 2/34.(1/488)
قال: صدق الله ورسولهُ {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} (1) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران، فلم أصبر حتى قطعتُ حديثي ورفعتهما) (2) . رواهُ الأربعة من حديث الحُسين بن واقدٍ، وقال الترمذي: حسنٌ غريبٌ لا نعرفه إلاَّ من حديثه وأبو داود عن محمد بن العلاء وابن ماجه عن أبي عامر عبد الله بن عامرٍ بن برَّاد الأشعري كلاهُما عن زيد بن الحُبَاب بهِ (3) .
_________
(1) الآية رقم) 15) سورة التغابن.
(2) الحديث في المسند: 5/354.
(3) سنن أبي داود: الصلاة: الإمام يقطع الخطبة للأمر بحديث: 1/290.
وسنن الترمذي: المناقب: مناقب الحسن والحسين: 5/658.
وسنن النسائي: الصلاة: نزول الإمام عن المنبر: 3/88.
وسنن ابن ماجه: اللباس: لبس الأحمر للرجال: 2/1190.(1/489)
977 - حدثنا زيد بن الحباب، حدثني حُسين بن واقدٍ، أخبرني عبد الله ابن بُريدة، سمعتُ أبي بُريدة يقول: (أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعَا بلالاً، فقال: يابلال بم سبقتني إلى الجنة [مادخلت الجنة قط إلا] (1) وقد سمعتُ خَشخَشتُك (2) أمامي. إني دخلتُ البارحة الجنة، فسمِعتُ خشخشتك، فأتيتُ على قصرٍ من ذهبٍ مُرتفعٍ مُشرفٍ، فقلتُ: لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجلٍ من العربِ. قلتُ: أنا عربي لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من المسلمين من أمة محمد قلتُ: فأنا محمدٌ لمن هذا القصر؟ قالوا: لعُمر بن الخطاب. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لولا غيرتك يا عمر لدخلت القصر. فقال: يارسول الله ما كنتُ لأغارُ عليك. قال: وقال لبلالَ: بم سبقتني إلى الجنة؟ قال: ما أحدثتُ إلا توضأتُ، وصليتُ ركعتين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بهذا) (3) .
978 - حدثنا زيد، حدثني حسين، حدثني عبد الله بن بريدة،
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند 5/354.
(2) خشخشتك: هي حركة لها صوت كصوت السلاح النهاية 2/33.
(3) المسند: 5/354 من حديث بريدة الأسلمي. وأخرجه الترمذي في المناقب 5/620.(1/489)
قال: سمعت بريدة يقول: (جاء سلمان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب، فوضعها بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما هذا يا سلمان؟ قال: صدقة عليك وعلى أصحابك. قال: ارفعها فإنا لا نأكلُ الصدقة، فرفعها، فجاء من الغدِ بمثلهِ، فوضعهُ بين يديه يحملهُ فقال: ما هذا يا سلمانُ؟ فقال: هديةٌ لكَ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: ابْسطوا فنظر إلى الخاتم الذي على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فآمن بهِ، وكان لليهود فاشتراهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكذا وكذا درهما وعلى أن يغرسَ نخلاً، فيعمل سلمان فيها حتى يُطعِمَ. قال: فغرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النخل إلا نخلة واحدة غرسها عُمر، فحمل النخل من عامها، ولم تحمل النخلة. فقال رسول الله / - صلى الله عليه وسلم -: ما شأن هذه؟ قال عُمر: أنا غرستُها يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم غرسها فحملت من عامها) (1) . روى الترمذي في قصة بلالٍ عن الحُسين بن حريث، عن علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه بهِ، وقال: حسن صحيح غريب وروى قصته سليمان في الشمائل بهذا الإسنادِ (2) .
_________
(1) المسند: 5/354 من حديث بريدة الأسلمي.
(2) سنن الترمذي 5/620 وأخرج قصة سلمان في الشمائل كما في تحفة الأشراف 2/83.(1/490)
979 - حدثنا زيد قال: حدثني حسين بن واقدٍ، حدثني عبد الله بن بريدة [قال] : سمعت أبي بُرَيدة يقولُ: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: (في الإنسان ستون وثلثمائة مِفصلٍ، فعليه أن يتصدق عن كل مِفْصلٍ منها صدقة قالوا فمن الذي يُطيق ذلِكَ يارسول الله؟ قال: النخاعة في المسجد تدفنها، أو الشئ تنحيه عن الطريق، فإن لم تقدر فركعتا الضحى تجزي(1/490)
عنك) (1) . رواه أبو داود عن أحمد بن محمد بن ثابت عن علي بن الحسين بن واقد عن أبيه (2) .
_________
(1) المسند: 5/354 من حديث بريدة الأسلمي.
(2) سنن أبي داود: الأدب: إماطة الأذى عن الطريق: 4/361.(1/491)
980 - حدثنا بكر بن عيسى، أنبأنا أبو عوانة، حدثنا عطا بن السائب، عن أبي زهير، عن عبد الله، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (النفقةُ في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف) تفرد بهِ (1) .
981 - حدثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين بن واقدٍ، حدثني عبد الله بن بريدة، سمعتُ أبي يقول: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عق عن الحسين والحسن) (2) . رواه النسائي عن الحسين بن حريث عن الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد بهِ (3) .
982 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن عطاء الخراساني، حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تُذكركم الآخرة، ونهيتكم عن نَبيذ الجَرِّ، فانتبذوا في كل وعاءٍ، واجتنبوا كل مسكرٍ، ونهيتكم عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث، فكلوا، وتزودوا وادخروا) (4) رواه مسلم، عن محمد بن يحيى بن أبي عُمر، ومحمد ابن رافع، وعُبيد بن نعيم بن حميد. كلهم عن عبد الرزاق بهِ (5) .
983 - حدثنا زيد بن الحباب من كتابهِ، حدثني حسين، حدثني
_________
(1) المسند: 5/354 من حديث بريدة الأسلمي.
(2) المسند: 5/355 من حديث بريدة الأسلمي.
والعقيقة: تذبح عن المولود في اليوم السابع من ولادته.
(3) سنن النسائي: العقيقة: 7/145.
(4) المسند: 5/355 والجر: جمع جرة. النهاية 1/260.
(5) صحيح مسلم: الأشربة: النهي عن الانتباذ في المزفت ونحوه: 3/1584.(1/491)
عبد الله ابن بُريدة، عن أبيه/: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من حلَف أنه بَرِئ من الإسلام، فإن كان كاذباً فهو كما قال، وإن كان صادقاً فلن يرجع إلى الإسلام سالماً) (1) رواه أبو داود عن أحمد (2) ، وأخرجه النسائي عن الحسين بن حُريث (3) ، وابن ماجه عن عمرو بن رافعٍ: كلاهُما عن الفضلِ بن موسى، عن الحسين بن واقدٍ (4) .
_________
(1) المسند: 5/355 من حديث بريدة الأسلمي.
(2) أحمد: هو أحمد بن حنبل سنن أبي داود: الأيمان والنذور: في الحلف بالبراءة وبملة غير الإسلام: 3/224.
(3) سنن النسائي: الأيمان والنذور: الحلف بالبراءة من الإسلام: 7/6.
(4) سنن ابن ماجه: الكفارات: من حلف بملة غير الإسلام: 1/679.(1/492)
984 - حدثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين بن واقدٍ، حدثنا عبد الله بن بُريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بيننا وبينهم ترك الصلاة، فمن ترك الصلاة فقد كفر) (1) .
985 - حدثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين، حدثنا عبد الله بن بُريدة، سمعتُ أبي يقول: (إن معاذ بن جبل صلى بأصحابه صلاة العشاء، فقرأ فيها) اقتربت الساعةُ) فقام رجل من قبل أن يَفْرُغ، فصلى، وذهب، فقال له معاذُ قولاً شديداً، فأتى [الرجلُ] (2) النبي - صلى الله عليه وسلم -، فاعتذر إليه، فقال: إني كنتُ أعمل في نخل، فخفت على الماءِ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (صَلِ) بالشمس وضحاها) ونحوها من السُورِ (تفرد به (3) .
986 - حدثنا ابن نمير، حدثني أَجْلح الكِندي، عن عبد الله بن بُريدة، عن بريدة. قال: (بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثين إلى اليمن: على أحدهما عليّ بن أبي طالبٍ، وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا
_________
(1) المسند: 5/355 من حديث بريدة الأسلمي.
(2) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند.
(3) المسند: 5/355.(1/492)
التقيتما، فعليٌّ على الناس، وإذا افترقتما، فكل واحدٍ منكما على جُنْده قال: فلقينا بني زيد من أهلِ [اليمن] (1) فاقتتلنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتِلة، وسبينا الذّرية، فاصطفى عليٌّ امرأةً من السبي لنفسه. قال بريدة: فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخبرهُ بذلك، فلما أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - دفعت الكتاب، فقرئَ عليه، فرأيت الغضب في وجهِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يارسول الله هذا مقام العائذ بك، بعثني مع رجل وأمرتني أن أُطيعه، ففعلت ما أُرسلت به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تقع في عليٍّ، فإنه مني وأنا منه، وهو وليكم/ بعدي [وإنه مني، وأنا منه، وهو وليكم بعدي] ) (2) رواه البخاري، عن بندار، عن روحٍ بن عُبادة، عن علي بن سُويد بن منجوف عن عبد الله بن بريدة (3) .
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 5/356.
(2) المسند: 5/356 من حديث بريدة وما بين المعكوفين استكمال منه.
(3) في المخطوطة: (علي بن سويد بن إسحق) والتصويب من الصحيح وليس لعلي هذا في البخاري سوى هذا الموضع.
صحيح البخاري: كتاب المغازي) بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وخالد بن الوليد إلى اليمن قبل حجة الوداع) 8/66.(1/493)
987 - حدثنا أبو كاملٍ، حدثنا زهير، حدثنا الوليد بن ثعلبة، عن ابن بُريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قال حين يُصبحُ، أو حين يُمسي: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدُك، وأنا على عهدك، ووعدك ما استطعتُ، أعوذ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبُوءُ بنعمك عليّ، وأبُوءُ بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت - فمات من يومهِ، أو من ليلته دخل الجنَّةَ) (1) .
_________
(1) من حديث بريدة الأسلمي في المسند 5/356.(1/493)
988 - حدثنا الحسن بن يحيى من أهل مروٍ، حدثنا أوس بن عبد الله بن بُريدة، أخبرني سَهْل بن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن جدِه بُريدة. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (ستكونُ بعدي بُعوثٌ كثيرة، فكونوا في بعث خُرَاسان، ثم انزلوا مدينة مرو فإنهُ بناها ذو القرنين، ودعا لها بالبركة، ولا يضُرُّ أهلُها سُوءٌ) تفرد به الإمام أحمد ومن الحفاظ من يتهم بوضعه أوس بن عبد الله هذا، وقد قال فيه
البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقةٍ، وقال الدارقطني: متروكٌ.
989 - قلت: ولم ينفرد به لا هو ولا أخوه (1) أيضاً فقد قال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا الحسن بن سهلٍ بن حريث المصري، حدثنا جعفر بن محمد الطرسوسي، حدثنا سمرةُ بن حُجْر، حدثنا حسام بن مِصَكّ، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا بُريدة ستكون بُعوث، فعليك ببعث خُرَاسان، ثم عليك بمدينة مرو، فإنه لا يُصيب أهلها سوءٌ، لأنَّ ذا القرنين بناها) وحسام بن مِصَكّ ظالم شيطان ضعيف أيضاً) (2) .
990 - حدثنا الحسن بن يحيى، حدثنا الفضل بن موسى، عن عُبيد الله العتكي، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الوتر حق، فمن يُوتِر حق، فمن لم يُوتِر فليس منا. قالها ثلاثاً) (3) رواه أبو داود عن محمد بن المثنى/، عن أبي إسحاق الطالقاني، عن الفضل به (4) .
_________
(1) الحديث أخرجه أحمد في المسند 5/357 كما أخرجه ابن عساكر عن أوس بن عبد الله وأخرجه الطبراني من طريق حسام بن مصك عن عبد الله بن بريدة وحسام ضعيف أيضاً. والخبر أورده الذهبي في الميزان من مناكير أوس يرجع إلى: جمع الجوامع 2/2572 التاريخ الكبير للبخاري 2/17 الميزان 1/278.
(2) المعجم الكبير للطبراني 2/19 وحسام لم يشهد له أحد بخير فيما أورده عنه صاحب الميزان 1/477.
(3) المسند: 5/357 من حديث بريدة الأسلمي.
(4) سنن أبي داود: الصلاة) فيمن لم يوتر) 2/62.(1/494)
991 - حدثنا علي بن بحر، حدثنا أبو تُميلة يحيى بن واضح الأزدي، أخبرني خالد بن عبيد أبو عصام، حدثنا عبد الله، ع، أبيه. قال: (ذهب [بي] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى موضع بالبادية قريباً من مكة، فإذا أرض يابسة حولها رملٌ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:) تخرج الدَّابةُ من هذا الموضع، فإذا فِتر في شبر (تفرد به (1) .
992 - حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن سعد بن عُبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه: (أنهُ مر على مجلسٍ، وهم يتناولون من على، فوقف عليهم، فقال: إنهُ قد كان في نفسي على عليٍّ شيءٌ وكان خالد بن الوليد كذلك، فبعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رسية عليها عليٌ، وأصبنا سبياً، فأخَذَ عليٌ من الخمس جاريةً لنفسه، فقال خالد ابن الوليد دُونك. قال: فلما قدِمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - جعلتُ أُحدثهُ بما كان، ثم قلتُ: إن علياً أخذ جارية من الخمس قال: وكنتُ رجُلاً مِكباباً قال: فرفعتُ رأسي، فإذا وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد تغير، فقال: من كنتُ وليهُ فعَلى وليهُ) (2) .
993 - حدثنا محمد بن جعفر، وروح المعنى قالا: حدثنا عوف، عن ميمون أبي عبد الله. قال روح الكردي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة الأسلمي. قال: (لما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحصن أهل خيبر أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الراية عُمَر بن الخطاب، ونهض معه من نهض من المسلمين، فلقوا أهل خيبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لأعطينّ الراية غداً
_________
(1) المسند: 5/357 وقوله: تفرد به فيه نظر لأن الحديث أخرجه بسنده ابن ماجه في كتاب الفتن: باب دابة الأرض: 2/1352 وعلق عليه صاحب الزوائد بقوله: إسناده ضعيف لأن / خالد بن عبيد قال البخاري في حديثه نظر وقال ابن حبان والحاكم يحدث عن أنس بأحاديث موضوعة.
(2) المسند: 5/358 من حديث بريدة.(1/495)
رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فلما كان الغد دعا علياً، وهو أرمد، فتفل في عينيه، وأعطاه اللواء ونهض الناسُ معهُ، فلقى أهل خيبر، وإذا مَرْحب يرتجزُ بين أيديهم، وهو يقول:
لقد علمتْ خيبرُ إني مرْحَبُ ... شاكِي السِّلاح بطلٌ مُجرَّبُ
اطعنُ أحياناً وحينا أَضْربُ ... إذ اللُّيوثُ أقبلتْ تَلَهَّبُ
قال: فاختلف هو وعلي ضربتين، فضربه على هامته، حتى عض السيفُ/ منها بأضراسه، وسمعَ أهل العسكر صوت ضربتهِ. قال: وما تتامَّ الناسُ حتى فتح الله له ولهم) (1) .
_________
(1) المسند: 5/358 من حديث بريدة.(1/496)
994 - حدثنا يحيى بن واضح، وهو أبو تميلة [عن] (1) عبد الله بن
مسلم، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه. قال: (رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يَدِ
رجلٍ خاتماً من ذَهب، فقال: مالك ولَحِلْى أهل الجنة؟ قال: فجاء وقد لبسَ خاتماً
من صُفْرٍ. فقال: أجدُ منك ريح أهل الأصنام. قال: فمم اتخذه يارسول الله؟
قال: من فضة) (2) .
995 - حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، حدثنا أبي، عن عبد الكريم ابن سَليط، عن ابن بُريدة، عن أبيه. قال: (لما خَطبِ عليُّ فاطمة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنَّهُ لابد للعرس من وليمة. قال: فقال سعدٌ: عليَّ كَبشٌ. وقال فلانٌ: عليّ كذا وكذا من ذُرة) (3) . رواه النسائي في اليوم والليلة من حديث عبد الكريم.
996 - حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا زائدة، حدثنا
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل، وزدناه من لفظ المسند: 5/359.
(2) المسند: 5/358 من حديث بريدة.
(3) المسند: 5/359.(1/496)
عبد الملك بن عمير، عن ابن بريدة، عن أبيه. قال: (مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: مُرُوا أبا بكرٍ يُصلي بالناس، فقالت عائشة: يارسول الله إن أَبِي رجلٌ رقيقٌ، فقال: مُرُوا أبا بكرٍ يصلي بالناس، فإنكنَّ صواحبات يوسُفَ (1) ، فأَم أبو بكر الناس، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حي) تفرَّدَ به (2) .
أحاديث أخر
من رواية عبد الله بن بريدة عن أبيه
_________
(1) المراد: أن الكيد من طبع النساء كما كادت امرأة العزيز ليوسف.
قال تعالى: {إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} 28 - يوسف.
(2) المسند: 5/361.(1/497)
997 - الأول: قال النسائي: حدثنا الحسن بن إسحاق المروزي، حدثنا خالد بن خِدَاشٍ، عن حاتم بن إسماعيل، عن بشير بن المهاجر، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قتلُ المؤمن أعظمُ عند الله من زوال الدنيا) (1) .
998 - الثاني: رواه النسائي بإسناده الذي قَبله: (أن رجلاً جاءَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن هذا قَتل أخي قالَ: اذهب فاقتلهُ كما قتل أخاك. فقال لهُ الرجلُ: اتق الله واعفُ عني، فإنه أعظمُ لأجرك، وخيرٌ لك ولأخيك يوم القيامة، فخلَّى عنه، فأُخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألهُ، فأخبرهُ بما قال له قالَ، فأعْنَفَهُ، فقالَ: أَمَّا إنه كان خيراً مما هو صانع [بك] يومَ القيامة أن يقول: يارب سَلْ هذا فيم قتلني؟) (2) .
999 - الثالث: قال أبو داود في / الخراج: حدثنا أبو طالبٍ: زيد
_________
(1) سنن النسائي: تحريم الدم: باب تعظيم الدم: 7/76.
(2) سنن النسائي: القسامة: القود: 8/16.(1/497)
بن أخزم، حدثنا أبو عاصم، عن عبد الوارث بن سعيدٍ، عن حُسين المعلم، عن عبد الله ابن بُريدة، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: (من استعملناهُ على عملٍ، فرزقناهُ رزقاً، فما أخذَ بعد ذلك فهو غُلولٌ) (1) .
_________
(1) سنن أبي داود: الخراج: أرزاق العمال: 3/134.(1/498)
1000 - الرابع: قال أبو داود: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، حدثنا علي بن الحسين، حدثنا أَبي، عن عبد الله بن بُريدة. قال: سمعت أبي يقول: (كنا في الجاهلية إذا وُلِدَ لأَحَدِنا غلامٌ ذبح شاةً، ولَطَحَ رأسَه بدمها، فلما جاء الله بالإسلام كُنَّا نذبح شاةً، ونحلقُ رَأسه ونَلْطَخُهُ بالزعفران) (1)
تم الجزء السادس والحمدُ لله.
_________
(1) انظر: كتاب الأضاحي في سنن أبي داود: باب في العقيقة: 3/107.(1/498)
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يَسّرُ
الجزء السابع من (تجزئة المُصنِّف)(1/499)
1001 - الحديث الخامس: من رواية عبد الله بن بريدة عن أبيه.
قال النسائي: حدثنا الحسن بن حرَيث، حدثنا الفضل بن موسى، عن الحُسين بن واقدٍ، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه. قال: (خطَب أبو بكر وعمرُ فاطِمَةَ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنها صغيرةٌ، فخطبها عليٌّ فزوجها منهُ) (1) .
1002 - السادس: قال ابن ماجه في كتاب الفتنة: حدثنا أبو غَسّان: محمد بن عمرو زُنَيْجٌ، حدثنا أبو تُمَيْلة، حدثنا خالد بن عُبيد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه. قال: (ذَهَبَ بِي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى موضعٍ بالباديةِ، قريبٍ من مكة، فإذا أرض يابسةٌ حولَها رَمْل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تخرج الدَّابةُ من هذا الموضع، فإذا فِترٌ في شبر) .
قال ابن بُريدة فحججتُ بعد ذلك بسنين، فأرانا عصاً له، فإذا هي بَعَصايَ هذه هكذا وهكذا) (2) .
_________
(1) سنن النسائي: كتاب النكاح (تزوج المراة مثلها في السن) 6/51.
(2) سنن ابن ماجه: كتاب الفتن: باب دابة الأرض: 2/1352. قال في الزوائد: إسناده ضعيف، لأن خالد بن عبيد قال البخاري: في حديثه نظر. وقال ابن حبان والحاكم: يحدث عن أنس بأحاديث موضوعة.(1/499)
1003 - السابع: رواه الترمذي في التفسير، عن يعقوب الدَّورَقي، عن أبي تُميلة يحيى بن واضح، عن الزبير بن جُنَادة، عن عبد الله بن بُريدةً، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: (لما انتهينا إلى بيت المقدس قال جبريلُ بإصْبَعِه، فخرق به الحجر، وشد به البراق) ثم قال: غريبٌ لا نعرِفهُ إلا من هذا الطريق (1) .
1004 - الثامن: وقال الترمذي في الأحكام: حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا الحسن بن بشرٍ، [حدثنا شريك] عن الأعمش، عن [سهل بن عبيدة] عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه. قالَ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (القضاةُ ثلاثةٌ: قاضٍ في الجنة، وقاضيان في النَّار: رجلٌ علم الحقَّ، فحكم به فهوَ في الجنةِ، ورجل عَلِم الحق، فحكم بخلافهِ، فهو في النار، ورجل حكم بين الناس عَلَى جهلٍ، فهو في النار) (2) .
1005 - التاسع: قال أبو داود في الأدب: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، حدثنا سعيد بن محمد، ثنا أبو تُميلة، حدثني أبو جعفرٍ النَّحويّ عبدُالله بن ثابتٍ، حدثني صخر بن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه، عن جده. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إنَّ من البيان لَسِحْراً، وإنَّ من العلم جهلاً، وإنَّ من الشعر حكماً، وإنّ من القولِ عِيالاً) (3) .
_________
(1) سنن الترمذي: التفسير) سورة بني إسرائيل) . وعبارة الترمذي التي بين أيدينا: هذا حديث حسن غريب 5/301.
(2) لفظ الحديث عند الترمذي فيه بعض اختلاف في اللفظ فقط، وما بين المعكوفات استكمال لسند الخبر منه.
سنن الترمذي: كتاب الأحكام (ماجاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القاضي) 3/604.
(3) عيالا: تكفل صعصعة بن صوحان ببيان المراد منها. وفي رواية أخرى (عيلا) بفتحتين. قال الأزهري: من قولك يمت الضالة أعيل عَيْلا وعَيَلا إذا لم ندر أي جهة تبغيها. قال أبو زيد: كأنه لم يهتد لمن يطلب علمه فعرضه على من لا يريده. مختصر وتهذيب السنن 7/292.(1/500)
فقال صعصعَةُ بن صَوحان: صدق نبي الله صلى/ الله عليه وسلم. أَمَّا قوله: (إن من البيان سحراً) فالرجل يكون عليه الحق، وهو أَلْحنُ بالحُجج من صاحب الحق، فَيَسْحر الناس ببيانه، فيذهب الحق.
وأما قوله: (إن من العلم جهلاً) فيتكلف العالم إلى علمه مالا يعلم فيجهله ذلك.
وأما قوله: (إن من الشعرِ حكماً) فهي هذه المواعظُ والأمثال التي يتعظ بها الناسُ.
وأما قولهُ: (إن من القول عيالاً) فعرْضُك كلامك، وحديثكَ على من ليس من شأنه، ولا يريدُه) (1) .
_________
(1) سنن أبي داود: الأدب: ماجاء في الشعر: 4/303.(1/501)
1006 - العاشر: قال الترمذي في المناقب: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا أسود بن عامرٍ، عن جعفر الأحمرِ، عن عبد الله [بن عطاء عن] (1) ابن بريدة، عن أبيه. قال: (كان أحَبَّ النِسَاءِ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمةُ، ومن الرجال عليٌ) . قال إبراهيم: يعني من أهل بيته، ثم قال حسنٌ غريبٌ لا نعرفه إلا من هذا الوجه (2) .
1007 - الحادي عشر: قال أبو داود في الخَاتم: حدثنا الحسن بن علي، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رِزْمَةً أن زيد بن حُبَابٍ أخبرهم، عن عبد الله بن مُسلمٍ أبي طيبة السُّلمي المروزي، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه: (أن رجلاً أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه خاتم من شَبَهٍ (3) فقال مالي [أجد منك ريح الأصنام؟ فطرحه، ثم جاء وعليه خاتم من حديد فقال:
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ الترمذي.
(2) سنن الترمذي: أبواب المناقب: ماجاء في فضل فاطمة رضي الله عنها 5/698.
(3) شبه: هو النحاس الأصفر.(1/501)
ما لي] (1) أرى عليك حِلْيَة أهل النار؟ (2) فطرحه وقال: يارسول الله من أش شئ اتخذهُ؟ قال: من ورقٍ (3) قال: ولا تُتِمَّهُ مثقالاً) (4) رواه الترمذي، عن محمد بن حُمَيدٍ، والنسائي عن أحمد بن سليمان كلاهما عن زيد ابن الحُبَاب. زاد الترمذي: وأبي ثُميلة كلاهما، عن عبد الله بن مُسلمٍ أبي طيبة به (5) .
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ أبي داود.
(2) حلية أهل النار: بكسر الحاء. أي زي الكفار فإن سلاسلهم وأغلالهم في النار من الحديد.
(3) وَرِق: بفتح فكسر أي فضة.
(4) سنن أبي داود: كتاب الخاتم: ماجاء في الخاتم الحديد: 4/90.
(5) سنن الترمذي: اللباس: (ماجاء في الخاتم الحديد) : 4/248 وقال حديث غريب. وسنن النسائي: اللباس: مقدار ما يجعل في الخاتم من الفضة: 8/150.(1/502)
1008 - الثاني عشر: من رواية عبد الله بن بُريدة، عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: (ما من أَحَدٍ مِنْ أصحابي يَمُوت بأرضٍ إلا بُعِثَ قائداً ونُوراً لهم يوم القيامة) رواه الترمذي في المناقب عن أبي كريب، عن عثمان بن نَاجية، عن عبد الله ابن مسلم بن أبي طيبة، عن عبد الله بن بُريدة به. وقال: غريب وقد رُوِي عنهُ، عن ابن بريدة مُرسلاً وهو أصح (1) .
1009 - الثالث عشر: عنه، عن أبيه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعل للجدة السُّدُسَ إذا لم يكن دُونها أم) رواه أبو داود عن محمد بن عبد العزيز بن أبي رِزْمة، عن أبيه. والنسائي عن محمد بن علي بن الحسن بن شفيق، عن أبيه، كلاهُما عن عبد الله بن عبد الله العتكي أبي المنيب، عن عبد الله بن بريدة (2) .
_________
(1) سنن الترمذي: المناقب: 5/697.
(2) عن عبيد الله أبو المنيب العتكي به: سنن أبي داود: الفرائض: باب في الجدة: 3/122 والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/87.(1/502)
1010 - الرابع عشر: قال أبو داود في الصلاة: حدثنا محمد بن يحيى/ ابن فارس، حدثنا سعيد بن محمد، حدثنا أبو تُميلة، حدثني أبو المنيب عبيد الله العتكي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه. قال: (سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى أَنْ يُصَلى في لحاف لا يُتوشَّح بهِ) (1) .
1011 - الخامس عشر: قال ابن ماجه في الأدب: حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة، حدثنا زَيد بن الحُبَاب، عن أبي المنيب عُبيد الله بن عبد الله، عن عبد الله بن بُريَدةَ، عن أبيه. قال: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَقْعد الرّجلُ بين الشَّمسِ والظّل) (2) .
1012 - السادس عشر: رواه النَسَائي من طريق عيسى بن عُبيد الكندي، عن عَبد الله بن بُريدة، عن أبيه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينا [هو] (3) يَسِيرُ إذ [حل] (4) بقومٍ [فسمع] (5) لهم لغطاً، فقال: ما هذا الصوت؟ قالوا: يانبيَّ الله لهم شرابٌ يشربونه (6) .
1013 - السابع عشر: قال أبو داود: حدثنا عباسُ بن عبد العظيم، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا يوسفُ بن صُهيبٍ، عن عبدِ اللهِ بن بُريدة، عن أبيه: (أن امرأةً حَذَفتْ امرأةً، فأسقطت، فرُفِع ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فَجعلَ في ولدها خمسمائة شاةٍ ونَهَى يومئذٍ عن
_________
(1) سنن أبي داود: الصلاة: (باب من قال يتزر به إذا كان ضيقاً) : 1/172.
(2) سنن ابن ماجه: الأدب: الجلوس بين الظل والشمس: 2/1227 وعلق عليه البوصيري بقوله: إسناده حسن.
(3) مابين المعكوفين سقط من الأصل وأثبتناه من لفظ النسائي.
(4) مابين المعكوفين سقط من الأصل وأثبتناه من لفظ النسائي.
(5) مابين المعكوفين سقط من الأصل وأثبتناه من لفظ النسائي.
(6) ما ذكره الحافظ صدر حديث طويل في الانتباذ في الأوعية، انظر سنن النسائي: في الأشربة: الإذن في شئ من الجر: 8/279.(1/503)
الحَذْف) (1) والصواب مائة شاة قال أبو داود: هكذا قال عباس وهو وهم (2) . وكذا رواه النسائي عن يعقوب بن إبراهيم وإبراهيم بن يونس عن عبيد الله به وعن أحمد بن يونس عن أبي نعيم عن يوسف بن صُهيب عن عبد الله بن بريدة مرسلاً لم يذكر أباه (3) .
_________
(1) العبارة في الأصل المخطوط: (قال أبو داود: كذا قال ابن عباس وهو وهم والصواب مائة شاة) وصوبت من السنن. والعبارة في بعض النسخ: (قال أبو داود: كذا الحديث: خمسمائة شاة، والصواب مائة شاة. وللنسائي عبارة مماثلة وقد أخرج الحديث مسنداً ومرسلاً وقال: هذا وهم ويتبقى أن يكون أراد مائة شاة. مختصر السنن للمنذري 6/372.
(2) سنن أبي داود: الديات: دية الجنين: 4/193.
(3) سنن النسائي: القسامة: دية جنين المرأة: 8/46.(1/504)
1014 - الثامن عشر: قال أبو يعلى: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن بَشِير بن مُهاجرٍ، عن ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إلى ماية سنةٍ يبعثُ الله ريحاً باردةً يُقْبضُ فيها رُوح كل مُؤمن) (1) .
1015 - التاسع عشر: قال أبو يعلى: حدثنا أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي، حدثنا محمد بن فضيل، عن (2) بشير بن مهاجر، عن عبد الله بن بريدة،
عن أبيه. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعاهد الأنصار، ويعودهم، ويسأل عنهم،
فبلغهُ أن امرأةً من الأنصار مات ابن لهَا، فجزعت عليه، فأمرها بتقوى الله،
والصبر، فقالت: إني امرأة رَقُوب لا ألد، ولم يكن لي ولد غيره فقال/: الرقوب
التي لا يبقى ولدها (3) ، ثم
_________
(1) يراجع المصنف لابن أبي شيبة 15/5 وما بعده.
(2) في الأصل المخطوط: (أبو هشام حيى. ومحمد بن فضل بن بشير) وأبو هشام هو معمر بن يزيد الرفاعي الكوفي روى عن محمد بن فضيل بن غزوان، وبشير بن المهاجر القنوي روى عن عبد الله ابن بريدة. تهذيب التهذيب 1/468، 9/405، 526.
(3) في الخبر: ما تعدون الرقوب فيكم؟ قالوا: والذي لا يبقى له ولد. فقال: بل الرقوب الذي لم يقدم من ولده شيئاً. النهاية 2/94 وعند الهيثمي: (إنما الرقوب الذي يعيس ولدها) مجمع الزوائد 3/8.(1/504)
قال: ما من امرأة مسلمة أو امرئ مسلم يموت لها ثلاثة من الولد إلاَّ أدخلها الله الجنة، فقال عمر بن الخطاب: بأبي أنت وأمي يارسول الله واثنان؟ قال واثنان.(1/505)
1016 - وبه قال: كان رجل من الأنصار يجالس النبي - صلى الله عليه وسلم - معه ابن له خُمَاسى (1) ،
فمات، فجزع عليه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أبشِر فإنكَ لا تأتي باباً من أبواب الجنةِ إلا وجدتهُ قائماً يدعوك إليه. قال: نَعم. قال: هو كما أقول لك) (2) .
1017 - الحادي والعشرون: قال أبو يعلى: حدثنا يحيى بن معين، حدثنا يحيى بن يَمَان، عن عائذ بن نُسَيْر العجلي، عن علقمة بن مَرْثدٍ، عن ابن بريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (حوضي مابين عُمَان إلى اليمن، فيه آنيةٌ عددُ نجوم السماء، من شَرِبَ منهُ شَرْبةً لم يَظْمأ بعدها أبداً) (3) .
1018 - الثاني والعشرون: قال أبو يعلى: حدثنا إسحاق بن إسرائيل، حدثنا حميد الرؤاسي، حدثنا عبد الكريم بن سَلِيط، عن ابن بريدة، عن أبيه. قال: (لما خطب عليٌّ فاطمة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لابد للعرس من وليمة. فقال سعد: عليّ كبش، وقال فلان عليّ كذا وكذا من الذرة) (4) .
_________
(1) خماسي: هو ما بلغ طوله خمسة أشبار. النهاية 2/79.
ولسان العرب مادة) خمس) ص 1264.
(2) لم أقف عليه.
(3) أخرجه أبو يعلى كما في جمع الجوامع 2/1586.
(4) في مجمع الزوائد: (فقال سعد: عندي كبش، وجمع له من الأنصار أصدى من ذرة) 5/209.(1/505)
1019 - رواه البزار من حديث عبد الكريمِ به (1) وزاد: (فلما كانت ليلةُ العرس قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا عَلي لا تُحدث شيئاً حتى تلقاني، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتوضأ بماءٍ، فصبَّ على عليّ، وقال: اللهم بارك لهمَا في بنائهما) (2) .
1020 - الثالث والعشرون: قال أبو يعلى: حدثنا يعلى: حدثنا زهير، حدثنا عبد الله بن موسى، حدثنا بشير بن المهاجر، عن ابن بريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما نقض القوم العهد إلاَّ كان القتل بينهم، ولا ظهرت فاحشة
في قومٍ إلا سلط عليهم الموت، ولا منع قومٌ الزكاة إلا حبس الله عنهم القَطْر) (3) .
1021 - الرابع والعشرون: قال أبو يعلى: حدثنا زهير، حدثنا سعد بن سليمان، حدثنا منصور بن أبي الأسود، حدثنا عطا بن السائب، عن محارب بن دِثار عن / ابن بريد، عن أبيه. قال: (لما قدم جعفر من الحبشة قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أعجب شئ رأيتهُ؟ قال: رأيت امرأةً على رأسها مكتلٍ من طعام فمرَّ فارسٌ يركض فأذراه، فقعدت تجمعهُ، ثم التفتت إليه، فقالت: ويلك يوم يضع الملِك كُرسيه فيأخذُ للمظلوم من الظالم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تصديقاً لقولها: كيف يُقدس الله أُمَّةٌ لا يأخذ ضعيفُها حقَّهُ من قَويّها غير مُتعْتَع) (4) .
1022 - الخامس والعشرون: قال أبو يعلى: حدثنا سهل بن زنجلة، حدثنا زيد بن الحُباب، عن حُسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن
_________
(1) الحديث تقدم في رقم (995) وخُرِّج من مسند أحمد: 5/359.
(2) الكلمة الأخيرة من الخبر غير واضحة في المخطوطة وصححت من مجمع الزوائد 9/209. وقال الهيثمي رواه الطبراني والبزار ورجالهما رجال الصحيح غير عبد الكريم بن سليط وثقه ابن حبان.
(3) لم أجده في المصادر التي بين يدي.
(4) متعتع: بفتح التاء، أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه أهـ النهاية 1/190.(1/506)
أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إني لأحسبُ الشيطان يفرق منك يا عُمُر) (1) .
_________
(1) لم أجده.(1/507)
1023 - السادس والعشرون: قال أبو يعلى: حدثنا إسماعيل بن يوسف، حدثنا عوين بن عَمْرو أخو رَباح العَبْسي، حدثنا الجريري، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قرأ القرآن بالْحَزنِ لأَنّه نزل بالْحَزنِ) (1) .
1024 - السابع والعشرون: رواه البزارُ من طريق إسرائيل، عن جابر الجعفي، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اقرأ القرآن) (2) .
1025 - وروي مرفوعاً: (لن يُبْتَلى عبد بشئ أشدَّ من الشِّركِ، ولن يُبْتَلى بشئ بعدَ الشِّرك بشئ أشدَّ من ذهاب بَصرهِ، ولن يُبتلى عبد بذهاب بصره، فيصبر إلا غُفِر له) (3) .
1026 - الثامن والعشرون: رواه البزارُ من طريق يحيى بن كثير: أبي النضر - قال: ولم يكن بالحافظ - عن أبي سعيد الجُريري، عن عبد الله بن بريدة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي: (إذا أويت إلى فراشِك فقل: الحمد لله الذي مَنَّ عليّ فأَفضل، والحمد لله رب العالمين، ربِّ كلِّ شئ وإلهِ كلِّ شيءٍ، أعوذ بك من النار) (4) .
_________
(1) جاء في المخطوطة: (بالحرف) بدل الحزن. والحزن بالتحريك: ترقيق الصوت والتخشع والتباكي، والخبر أخرجه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى ورمز له السيوطي بالضعف. جمع الجوامع 1/1230.
(2) لم أقف عليه.
(3) كشف الأستار عن زوائد البزار 1/365 وقال الهيثمي: فيه جابر الجعفي، وفيه كلام كثير، وقد وثق. مجمع الزوائد 2/308.
(4) أخرجه البزار كما في جمع الجوامع 1/439.(1/507)
1027 - وبه قال: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بأصحابه الفجر، فقال: كيف رأيتم صلاتي؟ فقالوا: ما أحسن ما صليتَ، فقال: إني نسيت آية كذا وكذا، وإن من حُسن صلاة الرجل أن يحفظ قراءة الإمام) (1) .
1028 - الحديث الثلاثون: قال البزار: حدثني أحمد بن عثمان بن
حكيم، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا بشير بن المُهاجر، عن عبد الله بن بريدة،
عن ابيه. قال: قال رسول الله صلى / الله عليه وسلم: (لا تمضي مائةٌ سنة وعينٌ تطرفُ) (2) .
1029 - الحادي والثلاثون: قال البزار: حدثنا أحمد بن خلاَدِ بن يحيى، عن بشير، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بُعثت أنا والساعةُ كهاتين السبابة والوسطى) (3) .
1030 - الثاني والثلاثون: حدثنا (4) عمر بن موسى الشامي، حدثنا أبو هلال الراسبي: محمد بن سليم، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قال في الإسلام شِعْراً مقذعاً فلسانهُ هَدر) (5) .
_________
(1) قال البزار: لا نعلمه يروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه كشف الأستار 1/235.
(2) أي أن كل نفس موجودة حينئذ ستموت قبل مضي مائة سنة كما في حديث مسلم وغيره، قال - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه (أرأيتم ليلتكم هذه؟ فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد) صحيح مسلم: 4/1965 فضل الصحابة ثم الذين يلونهم.
(3) جمع الجوامع 2/159.
(4) في المخطوطة: (حدثنا أحمد بن عمر بن موسى السامي) والتصويب من كشف الأستار.
(5) قال البزار: لانعلم رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بريدة كشف الأستار 2/452 والقذع: هو الفحش من الكلام يقبح ذكره، لسان العرب مادة (قذع) والنهاية: 4/29.(1/508)
1031 - الثالث والثلاثون: حدثنا أحمد بن المعلى الآدمي، حدثنا زكريا ابن يحيى المشاط، عن أبي هلال، عن عبد الله بن بُرَيدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من أتَى الجُمَعَةَ فَلْيَغْتسلْ) (1) .
1032 - الرابع والثلاثون: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، حدثنا الحسين بن واقدٍ، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حِراءٍ، فتحرّك، فقال: اسكن فمَا عليك إلاَّ نبيٍّ وصديق وشهيد، وكان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعُمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم) (2) .
1033 - الخامس والثلاثون: حدثنا عَبْدةُ بن عبد الله، حدثنا زيد بن الحُباب، عن الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه: (أن رجلاً قال يوم أُحد: اللهم إن كان محمدٌ على الحق، فاخسف بي الأرض. قالَ: فَخُسِفتَ به) (3) .
1034 - السادس والثلاثون: حدثنا محمد بن زيادٍ، حدثنا ابن عُيَينة، حدثنا بشير بن المهاجر، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه. قال: (أهدى المُقَوْقس القِبطي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جَاريتين أُختين: إحداهما مَاريةُ أمُّ إبراهيم بن النبي - صلى الله عليه وسلم -، والأخرى وهبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحسان
_________
(1) قال البزار: لانعلمه عن بريدة إلا من هذا الوجه. تفرد به زكريا عن أبي هلال. كشف الأستار 1/300.
(2) الخبر تقدم برقم (933) في المسند وقال ابن كثير: تفرد به. وفيه أبو بكر بدلاً من علي.
(3) كشف الأستار 2/329 وورد بالمخطوطة: (يزيد بن الحباب والصواب ما أثبتناه) .(1/509)
بن ثابت، فهي أم ولده عبد الرحمن، وأهدى لَهُ بَغْلةً، فقَبلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك منهُ) (1) .
_________
(1) قال البزار: لا نعلم رواه إلا بريدة، ولا عنه إلا بشير، ووهم ابن زياد في هذا فرواه عن ابن عيينة، وابن عيينة ليس عنده بشير بن المهاجر، ولكن رواه عن بشير بن حاتم بن إسماعيل ودلهم ابن دهثم. كشف الأستار 2/393.(1/510)
1035 - السابع والثلاثون: حدثنا نصر بن علي، حدثنا عبد الله بن داود، عن سعيد بن عبد الله، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ثلاثٌ من الجفاء أن يَبُولَ الرجلُ قائماً، أو يمسح جبهته قبل أن يَفْرغ من صلاته، أو ينفخ في سجوده) (1) .
1036 - الثامن والثلاثون: حدثنا عمرو بن مالك، حدثنا [أبو تميلة: يحيى بن واضح، حدثنا عبد الله بن مسلم] ، حدثنا عبد الله بن بُريدة، عن أبيه. قال: (كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سَفَر. قال: فكان كلما بَقيَ شئٌ حملهُ عليَّ، وسمَّاني يومئذٍ زامله) (2) .
1037 - التاسع والثلاثون: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا علي بن عُبيد، حدثنا صالح بن حيّان، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه. قال: (إن السماوات السَّبعَ، والأَرضينَ السَّبعَ، والجبال لَتَلْعَن الشيخَ الزَّاني، وإنَّ فُرُوج الزُّناة ليؤذِي أهل النَّار نَتَنُ رِيحتها) (3) .
1038 - وقال حدثنا عمرو بن مالك حدثنا معاوية عن صالح بن
_________
(1) قال البزار: لا نعلم رواه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه إلا سعيد، ورواه عن سعيد بن عبد الله ابن داود، وعبد الواحد بن واصل كشف الأستار 1/266.
(2) () ... كشف الأستار 3/276 والزاملة: البعير الذي يحمل عليه المتاع والطعام.
(3) أخرجه البزار كما في جمع الجوامع 1/1839 ورمز له السيوطي بالضعف كما يرجع إليه في كشف الأستار 2/215.(1/510)
حيان عن ابن بريدة عن أبيه/ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه، ثم قال: تفرَّد به أبو معاوية (1) .
_________
(1) قال الهيثمي: رواهما البزار وفي إسنادهما صالح بن حيان وهو ضعيف. مجمع الزوائد 6/255 وقال البزار: لا نعلم روى هذا الحديث إلا معاوية. كشف الأستار 2/215.(1/511)
1039 - الحديث الأَربعُونَ: روى البزار من حديث عبد العزيز بن مسلم، عن صُبيح أبي العلاء، عن ابن بريدة، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لو أن لابِنْ آدم وادياً من ذهبٍ لابتغى ثانياً، ولو أُعطي ثانياً لابتغى ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب) (1) .
1040 - الحادي والأربعون: قال البزَّار: حدثنا عمرو بن مالك، حدثنا عُمر بن علي، حدثنا صالح بن حيّان، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أكبر الكبائر الشِّركُ بالله، وعُقُوقُ الوالدين، ومنعُ فضل الماء، ومنعُ الفحْلِ) (2) .
1041 - الثاني والأربعون: حدثنا محمد بن الوليد البصري، حدثنا محمد ابن عُبيد، وفي روايةٍ يعني ابن عُبيد، عن صالح بن حيَّان، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه: (إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَسَّ صنماً، فتوضأ) . قال البزار: معناهُ غسلَ يدهُ (3) .
1042 - الثالث والأربعون: حدثنا عَمْرو بن مالك، حدثنا إسماعيل بن عبد الله أبو إسحاق، عن عقبة الأصم، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: (اللهم اجعلني شكُوراً، واجعلني
_________
(1) قال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير صبيح أبي العلاء وهو ثقة. مجمع الزوائد 10/244.
(2) أخرجه البزار كما في جمع الجوامع 1/1232.
(3) رواه البزار كما في مجمع الزوائد 1/246 وقال الهيثمي: فيه صالح بن حيان وهو ضعيف. انتهى، قلت: والثابت أنه عليه الصلاة والسلام ما مس صنماً قط.(1/511)
صبوراً، واجعلني في عيني صغيراً، وفي أعين الناس كبيراً) ثم قال: إسماعيل بن عبد الله: هذا ليس به بأسٌ (1) .
_________
(1) أخرجه البزار كما في جمع الجوامع 1/3614 ورمز له السيوطي في الصغير بالحسن.
ونقل المناوي عن الهيثمي قوله: فيه عقبة بن عبد الله الأحمر وهو ضعيف لكن حسن البزار حديثه.(1/512)
1043 - الرابع والأربعون: وروي عنه من طريق يوسف بن صُهيب - قال: وهو مشهورٌ من أهل الكوفة - عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه. قال: (تفرَّق النَّاسُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حُنين، حتى لم يبق معه سوى رجلٍ يُقال لهُ زيد، وهو آخذ بِعنَان بَغلته الشهباء فقال لهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ويحك ادْعُ النَّاسَ، فنادَى: أيها الناس هذا رسُولُ الله [يدعوكم] ، فلم يجئ أحدٌ، فقال: ادعُ الأنصارَ، فقال: يا معشر الأنصار [رسول الله يدعوكم] ، فلم يجئ أحد، فقال: [ويحك] خُص الأوس والخزرج، فناداهم فلم يجئ أحد، فقال: ويحك خُص المهاجرين، فإن لي في أعناقهم بيعة. قال بريدة: فأقبل منهم ألف، فتطرحوا القوم (1) حتى أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمشوا قُدُماً. حتى فتح الله عليهم) (2) .
1044 - الخامس والأربعون: وله: (إذا صلى أحدكم إلى سُترةِ فليدنُ منها، لا يقطعُ الشيطان [عليه] صلاته) (3) .
1045 - السادس والأربعون: وله: (ثلاثةٌ لا تَقْربهم الملائكة: السّكرانُ، المتضمِّخ/ بالزَّعفران، والحائِض، والجنب) (4) .
_________
(1) في مجمع الزوائد: (قد طرحوا الجنون) .
(2) رواه البزار كما في مجمع الزوائد 6/181 قال الهيثمي: ورجاله ثقات.
(3) الحديث أخرجه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أحمد، وعبد بن حميد، والشافعي وابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حيان والبزار وغيرهم. جمع الجوامع 1/624.
(4) أخرجه البزار كما في جمع الجوامع ومجمع الزوائد قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن الحكم ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. جمع الجوامع 2/1366، مجمع الزوائد 5/72.(1/512)
1046 - السابع والأربعون: حدثنا صفوان بن العباس، حدثنا عبد العزيز ابن أبانٍ، عن بشيرٍ بن المهاجر، عن بُريدة بن عبد الله، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما من أحدٍ إلا سيكلمه رَبُّه ليس بينه وبينه حجاب ولا تَرْجمان) (1) .
1047 - الثامن والأربعون: من حديث صالح بن حيّان، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه. قال: (ضَمَّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخيل، ووقت لإضمارها [وقتاً، وقال: يوم كذا وكذا] من مكان كذا وكذا، وأرسل التي لم تُضَمَّر من دون ذلك) (2) .
1048 - التاسع والأربعون: من حديث واصل، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه. قال: (أقبل رجل من قريش يَخْطِرُ في حُلَّةٍ له، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا بريدة هذا ممن لا يُقيم الله له يومَ القيامة وزناً) (3) .
1049 - الخمسون: حديث القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن بريدة، عن أبيه. قال: (كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بودَّان، فاستغفر لأُمِّه، فضرب جبريل في صَدْره، وقال: لاتستغفر لمن مات مشركاً فرجع وهو حزين) (4) .
1050 - الحادي والخمسون: من حديث الأعمش، عن ابن
_________
(1) لم أقف على تخريجه.
(2) قال الهيثمي: رواه البزار وفيه صالح بن حيان وهو ضعيف. مجمع الزوائد 5/264 وما بين المعكوفين استكمال للفظ الخبر منه وتضمير الخيل: هو أن يظاهر عليها بالعلف حتى تسمن ثم لا تعلف إلا قوتاً لتخف. النهاية 3/99.
(3) قال الهيثمي: رواه البزار وفيه عون بن عمارة وهو ضعيف وقال المصنف في التفسير: تفرد به واصل مولى أبي عيينة وعون بن عمارة، وليس بالحافظ ولم يتابع عليه. مجمع الزوائد 5/125 كشف الأستار 3/365.
(4) قال البزار: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا محمد بن جابر. كشف الأستار 1/66.(1/513)
بريدة، عن أبيه مرفوعاً: (لاتدخل الصدقة حتى يفك عنها لَحْيَيْ سبعين شيطاناً) (1) .
_________
(1) أورده الهيثمي بلفظ: (لا يخرج رجل شيئاً من الصدقة حتى ... ) إلخ وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجاله ثقات مجمع الزوائد 3/109.(1/514)
1051 - الثاني والخمسون: من طريق جابر الجعفي، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستفتح الصلاة بسبحانك اللهم. وبحمدك، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، تبارك اسمُكَ، وتعالى جدَك، ولا إله غيرك. ظلمتُ نفسي [فاغفر لي] إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. ويقرأ ما تيسرَ من القرآنِ، ويركع، فيقول: سبحان ربي العظيم، ثلاثاً، فإذا رفع قال: سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ملءَ السموات وملءَ الأرض، وملءَ ما شئت من شيء بعدُ، فإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى ثلاثا [سجد وجهي للذي خلقه، فشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين] . يجوز إلى آخِره، فإذا رفع قال: ربي اغفر لي، وارحمني، [واهدني] وارزقني إني لمَا أنزلت إلى من خير فقير، فإذا جلس في التشهد قال: اشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله والسلام علىّ وعلى جميع أنبياء الله [وسلّم على عباد الله الصالحين] ) (1) .
1052 - الثالث والخمسون: حدثنا العبّاس بن أبي طالبٍ، حدثنا بكر بن جابر، حدثنا عيسى بن المسيب، عن عطية العوفي، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يُستعمل رجل على
_________
(1) أورده الهيثمي بلفظ: (يا بريدة إذا كان حين تفتتح الصلاة فقل: سبحانك اللهم وبحمده) واستمر سياق الخبر خطابا منه عليه الصلاة والسلام إلى بريدة ثم قال الهيثمي: رواه البزار وفيه عياد بن أحمد العرزمي ضعفه الدارقطني، وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف.
ويرجع إليه في مجمع الزوائد 2/132 وما بين المعكوفات استكمال للنص منه ومن كشف الأستار 1/255 وفيه بلفظ: (يا بريدة إذا كان حين تفتتح الصلاة فقل) إلخ.(1/514)
عشرة (1) ، فما فوقهم إلا جاء يوم القيامة يده مغلولةٌ إلى عنقه، فإن كان محسناً فُكَّ عنه، وإن كان سيئاً زيد غُلاًّ إلى غُلّهِ) (2) .
(عبد الله بن عباس عنه)
_________
(1) في المخطوطة: (على غيره) والتصويب من مجمع الزوائد.
(2) لفظه عند الهيثمي: (ما من أمير عشرة إلا أني ... ) إلخ. وقال: رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين وكلاهما فيه ضعيف. مجمع الزوائد 5/206.(1/515)
1053 - عن عبد الله بن عباس، عن بُريدة. قال: غزوت مع عليٍّ اليمَن، فرأيت منهُ جفوةً، فلما قدمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرتُ علياً فتنقصتُهُ، فرأيت وجهَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / يتَغيّر، فقال: يا بُريدة ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يارسول الله. قال: من كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ) (1) . رواه النسائي عن أبي داود الحرَّاني عن أبي نُعَيم (2) .
(عبد الله بن مَوَلة عن بُريدة)
1054 - حدثنا [إسماعيل عن] الجريريُ، عن أبي نضرة، عن عبد الله بن مولة. قال: بينما أنا أسير بالأهواز إذا أنا برجلٍ يسير بين يديَّ على بَغْلٍ، أو بغلةٍ، وهو يقول: اللهمَّ ذهب قَرْني من هذه الأمة فألحقني بهم، فقلتُ: وأنا فأدخلُ في دعوتك. فقال: وصاحبي هذا إن أراد ذلك، ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (خير أمتي قَرْنِي منهم، ثم الذين يَلُونهم، ثم قال: ولا أدري أذكَرَ الثالثَ أم لا، ثم يخلف قوم يَظهرُ فيهم السِّمَنُ (3) يُرْزقون الشهادة ولا يسألونها) قال: وإذا هو بريدةُ الأَسلمي تفرَّدَ بهِ (4) .
_________
(1) مسند أحمد: 5/347 من حديث بريدة الأسلمي.
(2) أخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/94.
(3) السمن: الناتج عن كثرة الأكل والشرب فوق ما يحتاجه الجسم.
(4) مسند أحمد: 5/350 من حديث بريدة الأسلمي.(1/515)
1055 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سَلَمة، عن الجُريري، عن أبي نضرة، عن عبد الله بن مولة، قال: كنتُ أسيرُ مع بُريدة الأسلمي، فقال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (خير هذه الأمةِ القرن الذي بُعثتُ أنا فيهم، ثم الذين يَلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يكون قوم تسبق شهادتهم أيمَانهم، وأيْمانُهم شهادتهم) . وقال عفان مرةً: (القرن الذين بُعثت فيهم، ثم الذين يَلُونهم، ثم الذين يلونهم [ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم] ) (1) تفرد بهِ.
1056 - حدثنا عبد الصمد وعفّان قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجُريري، عن أبي نضرة، عن عبد الله بن مَوَلة، عن بريدة الأسلمي: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لِيَكف أحدكم من الدنيا خادمٌ ومركبٌ) (2) . رواهُ النسائي عن أبي داود الحرّاني عن عفَّانَ (3) .
(عبد الرحمن والدُ عُيينة (4)
عن بُريدةَ)
1057 - حدثنا وكيع، عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن بريدة الأسلمي. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (عليكم هدْياً قاصداً، فإنه منْ يُشادّ هذا الدِّين يَغْلْبهُ) (5) .
1058 - حدثنا إسماعيل، حدثنا عُيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن بريدة الأسلمي. قال: (خرجتُ يوماً لحاجةٍ، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي بين يدي، فأخذ بيدي، فانطلقنا نمشي جميعاً، فإذا نحن بين أيدينا
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند، هكذا مكرراً أربع مرات 5/357.
(2) المسند: 5/360 من حديث بريدة الأسلمي.
(3) قال المزي في التحفة: أخرجه في الزينة. لعله في الكبرى.
(4)) ) ... اسمه عبد الرحمن بن جوسن الغطفاني تحفة الأشراف 4/94 البصري كان صهراً لأبي بكرة عن ابنته، تهذيب التهذيب 6/155.
(5) مسند أحمد: 5/361 من حديث بريدة الأسلمي.(1/516)
برجلُ يُصلي يُكثر الركوع والسجود، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أتراه يُرائى؟ فقلت: الله ورسولُهُ أعلمُ، فترك يدي من يده، ثم جمعَ يديه، ثم جعل يصوبهُما/ ويرفعهما، ويقول: عليكُم هدياً قاصداً) ثلاث مرات) (1) فإنهُ من يُشادّ هذاالدين يَغلبهُ (تفرَّد بهِ (2) .
(أبو داود الأعمى نفيع عن بريدة الأسلمي)
_________
(1) هكذا في مسند أحمد بالتكرار ثلاث مرات 5/350.
(2) المسند: 5/350.(1/517)
1059 - حدثنا ابن نمير، حدثنا الأعمش، عن أبي داود الأعمى، عن بُريدة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -[قال] : (مَنْ أَنْظر معسراً كان له بكل يوم صدقةٌ، ومن أنظره بعد حِلّهِ كان له مثله في كل يوم صدقة) . رواه ابن ماجه، عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه بهِ (1) .
1060 - حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا إسماعيل، عن أبي داود الأعمى، عن بريدة الخزاعي. قال: قلنا: يارسول الله [قد علمنا] (2) كيف نُسلم عليك فكيف نُصلي عليك؟ قال: قولوا اللهم اجعل صلواتك، ورحمتك، وبركاتك على محمد، وعلى آل محمدٍ، كما جعلتها على [إبراهيم] (3) وآل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ) (4) تفرَّد بهِ.
حديثٌ آخرُ
1061 - قال أبو يعلى: حدثنا خيثمة، حدثنا أبو جرير، حدثنا ارطَأة بن المسيب، عن أبي داود، عن بريدة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: قال
_________
(1) سنن ابن ماجه: الصدقات: في إنظار المعسر: 2/808 وعلق عليه البوصيري بقوله: في إسناده /نفيع بن الحارث الأعمى الكوفي وهو متفق على ضعفه.
والحديث أخرجه أيضاً أحمد في المسند: 5/351.
(2) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند.
(3) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند.
(4) المسند: 5/353 من حديث بريدة الأسلمي.(1/517)
لي: ألا أعلمك كَلِماتٍ من أرادَ الله بهِ خيراً علمهن إياه، ولم يُنْسِهُنّ إياه؟ اللهم إني ضعيفٌ فقوِّ، في رضاك ضعفي، وخُذ إلى الخيرِ بناصيتي، واجعل الإسلام منتهى رضائي، اللهم إني ضعيف، فقوِّني وإني ذليل فأعِزَّني، وإني فقير فارزُقْني) (1) .
(أبو المليح عَامر بن أسَامَة الهذلي عن بُريدة الأسلمي)
_________
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع الزوائد 10/182.(1/518)
1062 - حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدثنا هشام الدستوائي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أَبي المليح. قال: كُنَّا مع بريدةَ في غَزَاةٍ في يوم ذِ غَيْمٍ، فقال: بكّروا بالصَّلاة، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من ترك صلاة العصر فقد حَبَطَ عملهُ) رواه البخاري والنسائي من حديث هشام الدستوائي (1) .
1063 - حدثنا عبدُ الرزاق، حدثنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي مليح بن أسَامَة، عن بُريدة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من ترك صلاة العصر متعمداً أحبط الله عملهُ) (2) .
1064 - حدثنا هشام، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي قِلابة، عن أبي مليح. قال: كنا مع بُريدة في غزوة [في يوم] ذي غنمٍ، فقال: (بكّروا بالصلاة فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من ترك صلاة العصر حَبِط عملهُ) (3) .
_________
(1) صحيح البخاري: الصلاة: من ترك العصر: 2/31.
وسنن النسائي: الصلاة: من ترك صلاة العصر: 1/191 والمسند 5/357.
(2) المسند: 5/360 من حديث بريدة الأسلمي.
(3) المسند: 5/360 من حديث بريدة الأسلمي.(1/518)
(أبو المهاجر عن بريدة الأسلمي. كذا يقول الأوزاعي) /(1/519)
1065 - حدثنا وكيع عن [الأوزاعي عن] (1) يحيى بن أبي كثير، عن أبي قِلابة، عن أبي المُهاجر، عن بريدة. قال: (كنا معه في غرَاةٍ فقال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:) بكروا بالصلاة في اليوم الغيم، فإنه من فاته صلاة العصر فقد حبط عملهُ (رواه ابن ماجه من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي به. [كذا] قال الأوزاعي وقال [هشام عن أبي المليح] عن عبد الله بن بريدة عن أبيه كما تقدم (2) .
* (بُرَيْرُ بن جُنْدَب أو ابن عِشْرِقة هو أبو ذرٍ الغفاري)
(وسيأتي بُرَيرٌ ويقال برٌّ بن عبد الله أبو هند الداري. يأتي أيضاً)
135 - (بُرَيل الشهالي ويُقال الشاهلي وهو بالبآء الموحدة
وقال ابن ماكولا، بالمثناة فوق) (3)
1066 - روى ابن منده، عن بقيه بن الوليد، عن أبي عمرو السلفي، عن بُريل الشهالي. قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجل صالح يعالج طعاماً لأصحابهِ قد أصابهُ وَهج النار. فقال لهُ: (لنْ يُصيبك حرُّ جهنم بعدها) قال ابن منده وأبو نعيم لا يثبتُ (4) .
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند.
(2) سنن ابن ماجه: كتاب الصلاة: ميقات الصلاة في الغيم: 1/227 والمسند 5/361 والزيادات في آخر الخبر بالرجوع إلى نص هذه العبارة في تحفة الأشراف 2/95.
(3) قال أبو نعيم وابن منده: لا تثبت له صحبة أهـ. انظر أسد الغابة: 1/212 والإصابة: 1/146.
(4) أي لا يثبت له صحبة. أورد الخبر في أسد الغابة عن ابن منده 1/212.(1/519)
136 - (بَزِيع (1) الأزدي. ذكره عبدان في الصحَابَة)
1067 - روى له أبو موسى الأَدمي بسندِه إلى عباس بن بزيع، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قالت الجَّنةُ: يارب زَيَّنتني فأَحسنت [زينتي فأحسن] (2) أركاني، فأوحى الله إليها قد حشوت أَركانَكِ بالحسن والحسين و [جنبيك] (3) بالسعود من الأنصار، وعِزَّتي وجلالي لا يدخُلكِ مُراءٍ ولا بخيلٍ) ثم قال: هذا حديثٌ غريبٌ (4) .
137 - (بُسْر بن أَرطاة القُرشي) (5)
ويقال ابن أبي أَرطَأةَ، واسمهُ عُميرٌ بن عمران بن الْحُلَيْس بن سيَّار بن مُعيْص بن عامر بن لُؤي بن غالب العامري: أبو عبد الرحمن الشامي، لهُ دار بدرب الشعارين من دمشق، كان شجاعاً فاتِكاً مقداماً، لكن صدرت عنه أفعال غير مرضية حين بعثهُ معاوية إلى اليمن، فقتل فيها قُثَم وعبد الرحمن ابني عُبيد الله بن عباسٍ، نائب/ عليّ على اليمن وكانا صغيرين، فإنا لله وإنا إليه راجعون. قال عباس الدّوري: سمعت ابنُ مُعينٍ يقول: أهلُ المدينة ينكرون أنه صحابي، وأهل الشام يروون عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وسمعتهُ يقول: كان رجل سوء. وقال الواقدي: كان حين وفاةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صغيراً لم يدركهُ، وقال ابن يونس: كان صحابياً شهِدَ فتح مِصْر واختط بها داراً، وكان من شيعة معاوية شهِدَ معه صِفين، وأرسله إلى
_________
(1) بزيع: بفتح أوله وكسر الزاي وآخره مهملة. والد العباس، له ترجمة في أسد الغابة: 1/212 والإصابة: 1/147.
(2) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من ترجمته من أسد الغابة.
(3) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من ترجمته من أسد الغابة.
(4) أي أبو موسى راوي الخبر: وعبارته (هذا حديث غريب جداً) وفي الإصابة/ قال عبدان: لم يذكر بزيع سماعاً فلا أدري أهو مرسل أم لا؟
(5) بُسْر بن أرطأة: بضم الباء وسكون المهملة القرشي، له ترجمة في أسد الغابة: 1/213 والاستيعاب 1/154 والإصابة: 1/147 وأسد الغابة 7/130.(1/520)
الحجاز ليتبع أصحاب عليّ، ففعل بمكة والمدينةِ أفعالاً قبيحة، وقد خَرِف في آخر عمره، وقال الدارقطنيُ: هو صحابيٌ، ولكن لم يكُن لهُ استقامةُ بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال ابن عون: لا أَعرِفُ لهُ غير هذين الحديثين، ولاَ أرَى بإسنادِه بأساً. وقال ابن عساكر: كانت له دار بدمشق بدرب الشّعارين، وكانت لهُ باليمن آثارٌ غير محمودةٍ. قال ابن يونس: وكانت وفاته في آخرِ أيام معاوية، وقال الواقدي وحذيفة وغيرُ واحدٍ: بقي إلى أيام عبد الملك بن مروان، وكانت وفَاتهُ بدمشق، وقال خليفةُ: بالمدينةِ، فالله أعلم، ويقالُ إنه كان قد سبى من نساءِ همدان، فكن أول من سُبِيَ في الإسلام من نساءٍ بعد موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد ذكرنا في التاريخ شعر عائشة بنت عبد المدانِ في ابنيها فمن ذلك قولها.
ها من أحسن بَنِىّ اللذين هما ... كالدرتين تشطَّى عنهما الصدف
ثم كانت تقف بعد ذلك في موسم الحجيج، فتنشدُ هذا الشعر، ثم تهيمُ عَلَى وجهَها. حديثه في ثالث الشاميين.(1/521)
1068 - حدثنا الحسن بن مُوسى، حدثنا عبد الله بن لهيعة، حدثنا عياش ابن عباسٍ، عن شُييم بن بيتان، عن جُنادة بن أبي أَميَّةَ: أنَّهُ قال على المنبر بِرُودسِ حين جَلَدَ الرجلين اللذين سرقا غنائم الناس، فقالَ: إنهُ لم يمنعني من قطعهما إلا بُسْر ابن أرطأة، وجد رجلاً سرق في الغزو يقال له مصدرٌ، فجلدهُ [ولم يقطع يده] (1) وقال: (نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القَطِع في الغَزوِ) (2) . رواه مالك عن قتيبة، عن ابن لهيعة بهِ. قال: وقد رواه غيرُ ابن لهيعة ورواه أبو داود، عن أحمد بن صالحٍ، عن يحيى ابن وهبٍ عن حيوةَ بن شُريح/ عن عياش عن شُيَيْم، ويزيد بن صُبح عن
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند.
(2) المسند: 4/181 من حديث بسر بن أرطأة.(1/521)
جُنادة بن أبي أمية بهِ (1) . ورواه النسائي، عن عمرو بن عثمان، عن بَقِية، [قال حدثني نافع بن يزيد قال حدثني حيوة بن شريح] (2) عن عياش بن عباس، عن جُنادة، ولم يذكر بينهما أحداً.
_________
(1) سنن أبي داود: الحدود: الرجل يسرق في الغزو أيقطع؟ 4/142. قال ابن حجر في الإصابة: إسناد أبي داود مصري قوي: 1/147.
(2) مابين المعكوفين سقط من الأصل وأثبتناه من لفظ النسائي في سننه: كتاب قطع السارق: باب القطع في السفر: 8/84.(1/522)
1069 - حدثنا عَتَّاب بن زياد، حدثنا عبد الله، أنبأنا سعيد بن يزيد، قال: حدثنا عياش بن عباس عن شُيَيْم بن بَيْتان عن جُنادة بن أبي أَمَيَّةَ. قال: كنت عند بُسْر بن أرطأة، فأُتي بمصدُرٍ قد سرق بُخْتِّية (1) ، فقالَ: لولاَ أني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهانا عن القطعِ في الغزو لقطعتُكَ، فجُلِدَ، ثم خُلِّي سبيلهُ) (2) .
1070 - حدثنا هَيْثم بن خارجة، حدَثنا محمد بن أيُوبَ بن ميسرة بن حَلْبَسٍ. قال: سمعتُ أبي يحدثُ، عن بُسْر بن أرطأة القرشي. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعُو: (اللهم أحسنُ عاقبتنا في الأمور كُلِّها، وأَجرنا من خِزي الدُّنيا وعذاب
الآخرةِ) قال عبدُ الله: وسمِعتُهُ أنا من هيثم تفرَّد به (3) .
138 - (بسر بن أبي بسر المازني) (4)
[من مازن] ابن منصور بن عكرمة بن خَصَفه والد عبد الله بن بُسْر وكذلك ولَداهُ عطيةُ والصَّمَّاء صحابيَّانِ.
_________
(1) البختية: هي الإبل الخرسانية.
(2) المسند: 4/181 من حديث بسر بن أرطأة.
(3) نفس المصدر.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/214 والإصابة: 1/148 والصماء بنت بسر وقيل أخت بسر. وقال ابن عبد البر: بسر بن أبي بسر والد عبد الله. روي عنه ابنه وليس من الصماء في شئ (يراجع أسد الغابة) .(1/522)
1071 - روى النسائي عن عِمرَان بن بكَّار، عن أبي تَقِيّ: عبد الحميد ابن إبراهيم، عن عبد الله بن سالم، عن الزُّبيدي، عن الفُضيل بن فُضالة، عن خالد ابن معدان، عن عبد الله بن بُسر، عن أبيه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن صيام السَّبتِ، وقالَ:) لو لم يجدُ أحدكم إلا لحاء (1) شجرةٍ فليمضغهُ (ثم قال النسائي أبو تقي هذا ضعيفٌ ليس بشئ) (2) .
حديثٌ آخرُ
1072 - رواه النسائيُ في اليوم والليلة في سُنَنِه وأبو نُعيمٍ من طريق شُعبة عن يزيد بنُ خُمَيْرٍ، عن عبد الله بن بُسْر، عن أبيه: (إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بهم فأتَاهُ بطعامٍ وسويق وحَيْس (3) فأكَلَ، وأتاهُ بشرابٍ فشرب، وناول مَنْ عن يمينه، وكان إذا أَكل التمر ألقى النوى على أصبعَيهِ. السَّبابة والوُسطى/، فلما ركب قام أبي، فأخذ بلجامه، فقال: يارسول الله ادعُ الله لنا قال: (اللهمَّ باركُ لهم فيما رزقتهُمُ، وَأغفر لهم وارحمهم) (4) .
139 - (بُسْر بن جِحَاش القُرشي) (5)
ويقال بشر بكسر الباء وبالشين المُعجمة، وهو الذي يرجحهُ الشاميون.
_________
(1) المراد باللحاء: قشر الشجر، النهاية: 4/234.
(2) النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/96 وأخرج نحوه أبو داود من طريق عبد الله بن بسر عن الصماء. وقال أبو داود: هذا حديث منسوخ: 2/120.
(3) المراد بالحيس: ما يتخذ من التمر والأقط: اللبن المخيض والسمن والسويق: الطعام المتخذ من الحنطة والشعير.
(4) النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف 2/96، وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه: كتاب الأشربة: باب استحباب وضع النوى خارج التمر ودعاء الضيف لأهل الطعام: 3/1615 وفيه) وطبة) بدل كلمة (الحيس) وهي بمعناها.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/215 والإصابة: 1/148 وطبقات ابن سعد 7/152 وهو: بُسْر بن جِحَاش القرشي: بكسر الجيم.(1/523)
وأما أهل العراق فيقولون بُسْر بن جَحَّاسٍ بالسين المهملة وهو الذي صححهُ الدارقطني. قالوا: وقد اختُلِفَ في صُحبته أيضاً وحديثهُ في رابع الشاميين.(1/524)
1073 - حدثنا أبو النضر، حدثنا حُرَيْز عن عبد الرحمن بن مَيْسَرة، عن جُبيرْ بن نُفَيْر، عن بُسْر بن جحَاشٍ القرشي: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بزق يوماً [في كفه] (1) فوضع عليه أصْبُعَهُ [ثم قال قال الله] (2) يا ابن آدم أَنَّى تعْجِزُنِي وقد خلقتُكَ من مثل هذه، حتى إذا سويتُك وعَدَّلتكَ مشيت بين بُردين وللأرض منك وئيد (3) فجمعتَ، ومنعت حتى إذا بلغت التَّراقي قلتُ: أتَصدّقُ، وأنَّي أوانُ الصدقة) (4) .
140 - (بُسْر بن مِحْجَن) (5)
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إعادة الصلاة (6) ذكرهُ ابن مندة في الصحابة. والصواب روايتهُ لهذا الحديث عن أبيه ولهذا ذكره البخاري وغير واحدٍ في عداد التابعين (7) .
141 - (بِشر أو بُسْرٌ أبو رافع السُلَمي) (8)
حديثه في ثاني المكيين
1074 - حدثنا عثمان بن عمرَ، أنبأنا عبد الحميد بن جعفرٍ، حدثنا
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل، وزدناه من لفظ المسند.
(2) مابين المعكوفين سقط من الأصل، وزدناه من لفظ المسند.
(3) أي صوت شدة الوطء على الأرض يُسمع كالدوي من بعد، النهاية: 5/143.
(4) الحديث أخرجه أحمد في المسند: 4/210 من حديث بسر بن جحاش وابن ماجه في الوصايا 2/903.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/216 وقد رجح ابن الأثير أنه تابعي وأن الصواب في رواية (حديث إعادة الصلاة) عن أبيه محجن.
(6) أخرج حديث إعادة الصلاة أحمد في المسند 4/338 كما أورده ابن الأثير في ترجمته.
(7) التاريخ الكبير للبخاري 2/124.
(8) له ترجمة عن أسد الغابة 1/220 والإصابة 1/156 وقيل اسمه بشير.(1/524)
محمد ابن علي أبو جعفر، عن رَافِع بن بِشْر أبو بُسر السُلميُّ عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (يوشك أن تخرج نارٌ من حِبْس سيل (1)
تسيرُ سير بطئ الإبل، تسيرُ
النهار وتُقيم بالليل، وتغدُو وتَرُوحُ، يُقَالُ/: غدت النار يا أيُّها الناس فاغدُوا
قالت النارُ: أيها النَّاس فأقبلوا راحت النَّارُ أيَّها الناسُ فَرُوحوا من أدركتُهُ أَكَلَتْهُ) . تفرد بهِ (2) .
_________
(1)) ) ... الحبس بالكسر خشب أو حجارة تبنى في وسط الماء ليجتمع فيشرب منه القوم ويسقوا إبلهم وحبس سيل اسم موضع بحرة بني سليم. النهاية 1/196.
(2) المسند: 3/443 من حديث بِشْر أو بُسْر.(1/525)
142 - (بِشْرُ بن حَزْن النَضْرِي) (1)
1075 - قال: (افتخر أصحابُ الإبلِ، وأصحابُ الغَنم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (بُعثَ داود وهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وبُعثَ موسى وهو رَاعي غنمٍ، وبُعثت أنَا وأنا راعي غنمٍ لأهل مكة بجيادٍ) (2) كذا رواه أبو داودَ الطيالسي، عن شُعبةَ، عن أبي إسحاق، عن عبدَة بن حزنٍ، وهو الصَّواب (3) .
143 - (بشرُ بن حنظلة الجعفي) (4)
1076 - روى عنه سُوَيدُ بن غَفَلة، أو غيره قال: (خرجنا مع وائل بن حُجْرٍ نريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمررنا بعدوٍّ لوائل بن جُحْرٍ وأهلِ بيته وكانوا يطلبونهم، فقالوا: فيكم وائلٌ؟ قلنا: لا. قالوا: بلى هذا وائلٌ،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/219. والإصابة: 1/151.
(2) جياد: لغة في أجياد وهو موضع أسفل مكة.
(3) الحديث أخرجه البخاري في الأدب المفرد وابن السكن وغيرهما من طريق/ شعبة، الإصابة: 2/434.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/220 والإصابة: 1/151.(1/525)
فحلفْتُ لهم أنه أخي ابن أمي وأبي، فكفَّوا عنهُ، فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرتُ ذلك لهُ. قال: صدقت. هو أخُوك أبوكُمَا آدم، وأمكُمَا حواءُ) . رواه ابن قانعٍ بإسناده، ومنهم من يرويه عن سُويد بن حنظلة (1) كما سيأتي.
_________
(1) الخبر أورده ابن الأثير في أسد الغابة وابن حجر في الإصابة ورجحا أنه عن سويد بن حنظلة، وأخرجه أبو داود بنحوه عن سويد بن حنظلة: في كتاب الأيمان والنذور: المعاريض في الإيمان: 3/224.(1/526)
144 - (بِشْرُ بن سُحَيم بن حرام بن غِفَار بن مُلَيل بن ضَمرة) (1)
[بن بكير] بن عبد منارة بن كنانة الغفاري، ويقال الخزاعي. حديثه في أوّل المكيين وسادس الكوفيين، عِداده من أهل الحجاز كان يسكن كُراع الغَميم وضجْنَان (2) .
1077 - حدثنا وكيعٌ، أنبأنا سُفيان، وعبد الرحمن عن سفيان، عن حبيب ابن أبي ثابت. قال: وقال نافع بن جبير بن مُطعم عن بِشْر بن سُحيمٍ: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب في يوم التَّشريق. قال عبد الرحمن: في أيام الحج. فقال: (لا يدخل الجنَّة إلاَّ نفسٌ مُسْلمةٍ، وإنَّه هذه الأيام أَيامُ أَكْل وشُرْب) (3) .
1078 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عَمْرو بن دينار/، عن نافع بن جُبَيْر بن مُطعمٍ، عن رجلٍ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنّهُ بعث بشْر بن سُحيم، فأمره أن ينادي: ألاَ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/221 والإصابة: 1/151 والتاريخ الكبير 2/75 روى له أحمد والنسائي وابن ماجه حديثاً واحداً في أيام التشريق.
(2) كُرَاع الغميم وضجنان: موضع بين مكة والمدينة.
(3) المسند: 5/415 من حديث بشر بن سحيم.(1/526)
إنه لا يدخلُ الجنة إلاَّ [نفس] (1) مؤمن وإنها أيام أكلٍ وشرب، يعني أيام التشريق) .
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 3/415.(1/527)
145 - (بِشر الْخَثْعَمِي، ويقال الغنوي: في سادس الكوفيين) (1)
1079 - حدثنا عبد الله بن محمدٍ. قال عبد الله: وسمعتهُ أنا من عبد الله ابن محمد بن أبي شيبة. قال: حدثنا زيد بن الحُباب، قال: حدثني الوليد بن المغيرة المُعافري، حدثني عبد الله بن بشر الخثعمي، عن أبيه: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لتفتحنَّ القسطنطينيةُ فَلَنِعم الأميرُ أميرها، ولنعم الجيشُ ذلك الجيشُ) قال: فدعاني مسلمةُ بن عبد الملك فسألني، فحدثتهُ، فغزا القسطنطينية. تفرد بهِ (2) وقد رواه البزارُ والطبراني من حديثِ زيدُ بن الحباب به، وقالاَ: الغنويُ (3) .
146 - (بِشْرُ بن صُحَار العَبْدي) (4)
1080 - قال: (رأيت ملحفة رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - مُوَرّسه (5) ، وأدركت مَرْبط حِمارِه عُفَيرا، وكنت أدخل على بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنال سقُوفها) . وروى عنه مُسلم ابن قتيبةً. وهذا الرجل من أتباع التابعينَ يَروي عن الحسن
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/224 والإصابة 1/157 والاستيعاب 1/148.
(2) أورده في المسند 4/335 من حديث بسر بن سحيم، ولكن رواه عبد الله بن بشر الخثعمي عن أبيه، وهو خلاف بشر بن سحيم كما مر عند ابن الأثير وابن حجر وابن عبد البر.
(3) المعجم الكبير للطبراني 2/38 والبزار كما في كشف الأستار 2/358.
(4) له ترجمة في أسد الغابة 1/221 والإصابة 1/180.
(5) مورسة: مصبوغة بالورس وهو نبت أصفر يصبغ به.(1/527)
البصري وطبقته (1) وذكره لإدراكهِ هذه الأثار لا تدلُ على أنهُ أدركها في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما اغتر بذلك عبدان المروزي والله أعلم.
_________
(1) كذا ترجم له البخاري في التاريخ الكبير 2/76.(1/528)
147 - (بشر بن عاصم) (1)
1081 - قال الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق المروزي، حدثنا محمود ابن خالد الدمشقي، حدثنا سُوَيد بن عبد العزيز، حدثنا أبو الحكم عن أبي وائل: قد استعمَلَ عمر بن الخطاب بِشْر بن عاصم على صدقات هوازن، فتخلَّف عنها بشر، فلقيه عُمر فقال: ما خلَّفك أمَالَنَا عليك سمع وطاعة؟ قال: بلى ولكني سمِعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (مَنْ وَلىَ شيئاً من أُمُور المسلمين أُتِيَ به يوم القيامة، حتى يُوقفَ على جِسْرِ جَهَنَّم، فإن كان مُحسِناً نجا، وإن كان مُسيئاً انخرق به الجِسْرُ فهَوى فيها سبعين خريفاً) قال: فخرج عُمر كثئيباً حزيناً، فلقيه أبو ذرٍ فقال: مالي أراك كئيباً حزيناً [وقد سمعت بشر بن عاصم يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول [وذكر الحديث] قال أبو ذر: وما سمعته من رسول الله؟ قال: لا، قال [أشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول] فذكر مثله وزاد وهي سوداءُ مظلمةٌ (2) . ...
وقد فرّق البخاري بين هذا فجعلهُ صحابياً، وبين بشر بن عاصم بن سفيان، فجعله متأخراً، والظاهر أنهما واحدٌ (3) والله أعلم.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/224 والإصابة 1/180 والإستيعاب 1/149.
(2) المعجم الكبير للطبراني 2/39 وما بين المعكوفين استكمال منه وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك عند أحمد. وقال مرة: ضعيف وقال البخاري: في بعض حديثه نظر، الميزان 2/252.
(3) بل رجح ابن حجر ما رجحه البخاري من أنهما اثنان لا واحد. الأول: بشر بن عاصم، فهذا صحابي، والثاني: بشر بن عاصم بن سفيان الثقفي، فهذا من أتباع التابعين ويراجع التاريخ الكبير في ترجمة الرجلين 1/76، 77.(1/528)
148 - (بشر بن عصمة. ويقال ابن عطيَّةَ) / (1)
1082 - قال الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق التُستَري، أنبأنا سليمان ابن أحمد الواسطي، حدثنا جرير بن القاسم، حدثنا مجاعه بن محصن العبدي عن عبيد ابن حُصين عن بشرٍ بن عصمة صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الأزدُ مِنِّي، وأنا مِنهُم أغضب لهم إذا غضبوا، وأرضى لهم إذا رضُوا) فقال مُعاوية: إنما قال ذلك لِقُريش قال لمعاويةُ أفأكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ لو كذبتُ عليه جَعلتها لقومي) (2) .
*بشر بن عَقْربةَ إنما هو بشير بن عقربة سيأتي
149 - (بشر بن قُحيفٍ) (3)
1083 - قال أبو نُعيمٍ: ذكره ابن سيَّار المروزي في الصحابة واهِماً فيه، وهو تابعي لا صحبة لهُ، ولا رواية قالَ ابن الأثير: وقد روى أحمد بن سيار، عن يحيى ابن يحيى، عن محمدٍ بن جابر، عن سماك بن حرب، عن بشر بن قُحيف. قال: (كنتُ أشهد الصلاة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان ينصرِف حيث كان وجهه: مرَّةً عن يمينهِ، ومرةً عن يساره) (4) .
150 - (بشرُ بن قدامة الضَّبابي) (5)
1084 - قال أبو نعيم: حدثنا علي بن هرون، حدثنا موسى عن بشر
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/223 والإصابة: 1/153.
(2) المعجم الكبير للطبراني 2/38 قال في مجمع الزوائد: فيه من لم أعرفهم 10/50.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/224 والإصابة: 1/172 ورجح ابن الأثير وابن حجر والبخاري وابن حبان أنه من التابعين.
(4) أسد الغابة: 1/224.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/224 والإصابة: 1/154.(1/529)
بن قدامة الضبَّابي قال: (أبصرتُ عَينايَ حِبِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقفاً مع الناس بِعرفات على ناقة حمراء قَصْواء تحته قطيفةٌ بَوْلانية (1) ، وهو يقولُ: اللهم اجعلها حجة غير رياء ولا سمعه، والناس يقولون: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال سعيدُ بن بشير فسألت عبد الله بن حُكيم فقلتُ: يا أبا حكيم ما القصواء؟ قال أحسبها المبتَّرة الآذان، فإن النوق تُبَتُر آذَانُها لتسمعَ (2) .
_________
(1) نسبة إلى بولان، مكان في طريق الحاج من البصرة.
(2) الخبر أورده ابن الأثير وابن حجر في ترجمته.(1/530)
151 - (بشرُ بن مُعاذٍ الأسَدِيُّ) (1)
1085 - قال ابن الأثير: روَى أبو موسى من طريق أبي نصر أحمد بن أحيد ابن نوح البزاز أنه سَمِعَ أبَا سعيد جابر بن عبد الله بن جابر العُقيلي وقد أتت عليه مائة وخمسون سنَة قال: حدثني بشرُ بن مُعاذِ الأسَدي من أهل تُوز وسَمِيراء (2) أنه صلَّى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان غُلاماً ابن/ عشر سنين قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إماماً، وكان جبريلُ إمَامهُ والنبي - صلى الله عليه وسلم - ينظر إلى خيال جبريل شِبْه ظِلّ سحَابةٍ، فإذا تحول الخيالُ ركع يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -) (3) .
152 - (بشرُ بن معاوية بن ثَوْر البكائي من بني كِلاَبٍ) (4)
ابن عامر بن صعصعة يُعد في الحجازيين
1086 - روى أبو نعيم من طريق يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري، حدثني
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/225 والإصابة: 1/155.
(2) توز: منزل في طريق مكة، وسميراء أيضاً منزل بطريق مكة بعد توز مصعداً، كذا في مراصد الإطلاع.
(3) الخبر أورده ابن الأثير في أسد الغابة، والحافظ ابن حجر في الإصابة وقال: جابر بن عبد الله، مشهور بالكذب. وعليه فالخبر باطل.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/225 والإصابة: 1/155.(1/530)
عمران بن العلاء بن معاوية، عن أبيه، عن جده، عن بشر بن معاوية: أنه قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أبيه وافدين ولهُ ذؤابة وإن أباه قال لَهُ: إذا أتيتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقل له ثلاث كلماتٍ لا تزد عليهنَّ، ولا تنقصن منهن. قال له: جئنَاك يارسول الله لنُسلم عليك، ونسَلِمُ إليك، وتدعوا لنا بالبركة. قال: فمسح رأسي، ودَعا لي بالبركة. قال: فكان مَسْحةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنها غُرةٌ، وكان لا يمسح شيئاً إلاً بَرأ. قال: وكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتاباً لأبيه معاوية، وأعطاهُ من صدقةِ عُمَان شياها، فأخذهنَّ، ثم رجعَ. فقال: يارسول الله إني موسِرٌ كثير المَالِ، فاقْبَلهنَّ عني. فقال: أصبت يامعاوية، فقبلها منه. هذا تلخيص سياقه، وذكر ابن الأثير أنه دَعَا لهُ بالبركة، وأعطاهُ أعْنُزا عُفْرا، وأن ابنهُ محمداً قال في ذلك شعراً.
وأبي الذي مسح النبي برأسِه ... ودعا لهُ بالخير والبركات
أعطاهُ أحمدُ إذْ أتاهُ أعنزا ... عُفَرا ثواجِلَ لَسْنَ باللجبات (1)
يملأن رِفْدَ (2) الحي كُلّ عِشيّةٍ ... ويعودُ ذاك الملء بالغداواتِ
بُوركن مِنْ مِنَح وبورك مانحٌ ... وعليه مني ما حييتُ صلاتي (3)
_________
(1) عفرا: جمع عفراء وهي البيضاء، ثواجل: يعني عظام البطون سِمَان، واللجبات: جمع لجبة وهي التي قل لبنها.
(2) الرِّفد: هو القدح الضخم.
(3) انظر هذا الشعر في أسد الغابة لابن الأثير: 1/225.(1/531)
153 - (بشر بن المُعلَّى أبو المنذر العَبدِي وَيُلقب بالجارُودِ) (1)
1087 - قال: (قلت يارسول الله أوْ قال رجل اللقطةُ نجدُها؟ قال أنشُدْها (2) ولاتكتم ولا تُغيبٌ، فإن وجدت صاحِبَها، فادفعها إليه، وإلاَّ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/226 والإصابة: 1/156.
(2) يعني عرفها.(1/531)
فهو مال الله يؤتيه من يشاء) رواهُ أبو نعيم عن أبي بكر بن خلاد عن الحارث بن أبي أمامة بن يزيد بن هارون عن الجُريري عن أبي العلاء عن أبي مسلم الجِذَرمي عن الجارود، فذكره، وفي إسناده خلافٌ يأتي في ترجمة الجارود (1) .
_________
(1) له ترجمة في الإصابة: 1/156.(1/532)
154 - (بشر أبو خليفة يُعد في البصريين)
1088 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا إبراهيم بن هاشم ابن محمد المُقدمي، حدثنا أبو معشر البراء، حدثني النُّوار بنت عمرو، وحدثتني فاطمةُ بنت مُسلمٍ، حدثني خليفة بن بشر، عن أبيه: (أنه أسلم فرد عليه رسول الله صلى/ الله عليه وسلم ماله وولده فرآهُ هو وابنه مقرونين بالحبل قال له: ما هذا يا بشر؟ فقال: حلقت إنْ ردَّ الله عليَّ مالي وولدي لأحجنَّ بيت الله مقرُوناً. فأخذ النبي
الحبلَ فقطعهُ وقال لهما: حُجَّا فإن هذا من الشيطان) (1) .
155 - (بَشِير بن تَيْم) (2)
ذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة في الوحدات، قال أبو نعيم:
1089 - حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين، حدثنا محمد بن عثمان بن
أبي شيبة، حدثنا مِنجاب، حدثنا عبد الله بن الأجلح، عن أبيه، عن عكرمة، عن بشير ابن تيمٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَادَى أهل بدرٍ فداءً مختلفاً، فقال العباس: فُكَّ نفسك.
_________
(1) قال ابن حجر: أخرجه ابن منده وقال: غريب، تفرد بالرواية عن بشر ابنه خليفة.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/228 والإصابة: 1/180.(1/532)
1090 - قال ابن الأثير: روى عنه معروف بن خَرَّبوذ في مولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: رأى الموُبَذَان (1) خمود النيران، وغيض بحيرة ساوه وذكر ما في ذلك من الشعرُ (2) .
156 - (بشير بن معبد، ويقال: ابن يزيد بن معبد) (3)
وهو ابن الخَصَاصِيَّة، وهي أمّه، واسمُها كبشة ويقال مارية بنت عمرو بن معبدٍ، وهما واحدُ، وكان اسمه زُحَمٌ، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيراً، وبشيرُ بن الخصاصية السدوسي، حديثه في ثاني البصريين، ورابع الأنصار.
1091 - حدثنا وكيع، حدثني الأسود بن شيبان، عن خالد بن سُمَيْر، عن بشير بن نهيك، عن بشير بن الخصاصية بشيرُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يمشي في نعلين بين القبور فقال: (يا صاحب السبتيتين ألقهما) (4) .
1092 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا أسود بن شيبان، عن خالد بن سُمير، عن بشير بن نهيك عن بشير بن الخصاصية
_________
(1) الموبذان: هو فقيه الفرس.
(2) القصة: أنه رأى في منامه خيلاً وإبلاً قطعت دجله، وغاصت بحيرة سامرة وهي بحيرة بمدينة ساوة بين الري وهمذان، وأطفئت نار فارس التي كانوا يعبدونها، وهذا المنام عبارة عن الإيذان بانتشار الإسلام وزوال عبادة النيران من الفرس وفتح المسلمين لها، والخبران أوردهما ابن الأثير في ترجمته 1/228.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/229 والإصابة: 1/159 والطبقات الكبرى 6/23، 7/38 والتاريخ الكبير 2/97.
(4) المسند: 5/83 من حديث بشير بن الخصاصية. والسِّبْت: بالكسر فسكون، جلود البقر المدبوغة يُتخذ منها النعال، سميت بذلك لأن شعرها قد سبت عنها أي حلق وأزيل، أهـ. النهاية: 2/330.
ووقع في المخطوطة) خالد بن سهير عن بشير (والصواب ما أثبتناه يراجع تهذيب التهذيب 3/97.(1/533)
قال: (كنت أُماشي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخِذاً بيده، فقال لي يا ابن الخصاصية ما أصبحت تنقم على الله تبارك وتعالى أصبحت تُماشي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسبهُ قال آخذاً بيده قال قلت ما أصبحتُ أنقِم على الله شيئاً، قد أعطاني الله كل خيرٍ قال فأتينا على قُبور المشركين، فقال لقد سبق هؤلاء خيراً كثيرا ثلاث مرات ثم آتينا على قبور المسلمين فقال لقد أدرك هؤلاء خيراً كثيراً ثلاث مرات ثم آتينا على قبور المسلمين فقال لقد أدرك هؤلاء خيراً كثيراً ثلاث مرات يقُولها قال فبُصر برجل يمشي بين المقابر في نَعْليه، فقال ويحك ياصاحب السبتتيين ألق سبتيتك، مرَّتين، أو ثلاثاً، فنظر الرجلُ، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلع نَعليه) (1) .
_________
(1) المسند: 5/83 من حديث بشير بن الخصاصية.(1/534)
1093 - حدثنا عبدُ الصمد، حدثنا الأسود، حدثنا خالد بن سُمَيْر، حدثنا بشير بن نَهيكٍ، حدثنا بشيرُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان اسمهُ في الجاهلية زُحَم بن معبدٍ، وهاجر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألهُ/ ما اسمك؟ قال زُحَمٌ. قال: بل أنت بَشيرُ، فكان اسمه قال: بينا أنا أماشي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ قال: يا ابن الخصاصية ما أصبحت تنقِم على الله تعالى؟ أصبحت تماشي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو شيبان، وهو الأسود ابن شيبان: أحسبِهُ قال آخذاً بيده فقلت: يارسول الله - بأبي أنت وأمي - ما أنقِم على الله شيئاً، فذكر الحديث وقال: (ياصاحب السبتيتين ألق سبتيتك) (1) . رواه أبو داود عن سهل بن بكار عن الأسود بن شيبان به (2) ورواه النسائي عن محمد بن عبد الله (3) وابن ماجه عن علي بن محمد كلاهما عن وكيع بهِ (4) .
1094 - حدثنا بهزٌ، وعفان قالا: حدثنا حمَّاد بن زيد، حدثنا
_________
(1) المسند: 5/83 من حديث بشير بن الخصاصية.
(2) سنن أبي داود: الجنائز: المشي بين القبور في النعل: 3/217.
(3) سنن النسائي: الجنائز: كراهية المشي بين القبور في النعال السبتية: 4/78.
(4) سنن ابن ماجه: الجنائز: ماجاء في خلع النعلين في المقابر: 1/499.(1/534)
أيوب، عن رجلٍ من بني سدُوسٍ يقال له: دَيْسَم قال: قلنا لِبَشير بن الخصاصيَّة - قال: وكان اسمه زُحم، فَسمَّاهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيراً - إنَّ لنا جيرة من بني تميم لا تَشِدُّ لنا قاصية إلا ذهبوا بها، وإنها تُخْفى لنا من أموالهم شيئاً أفنأخذها؟ قالَ لا) (1) .
تفرد به.
_________
(1) المسند: 5/83 من حديث بشير بن الخصاصية.(1/535)
1095 - حدثنا زكريا بن عدي. قال: أنبأنا عبيد الله بن عمرو يعني الرَّقي، عن زيد بن أبي أُنَيْسة، قال: حدثنا جَبَلةُ بن سُحيم، عن أبي المثنى العبدي. قال: سمعت السَّدوسي يعني ابن الخصاصية قال: (أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - لأُبَايعهُ. قال: فاشترط عليَّ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبدهُ ورسولهُ، وأن أقيم الصلاة، وأن أؤدي الزكاة، وأن أَحجُ حجة الإسلام، وأن أصوم شهر رمضان، وأن أُجاهد في سبيل الله. فقلتُ: يارسول الله أَمَّا اثنتان فوالله ما أُطيقهُما: الجهاد [والصدقة] فإنهم زعموا أنهُ من ولَّى الدُبَر فقد باء بغضب من الله، فأخافُ إنْ حضرتُ تلك جشعت (1) نفسي، وكرهتُ الموت، والصدقة فوالله مَا لي إلا غُنيمةٌ، وعشرُ ذُودٍ هن رِسْلُ أَهلي وحمُولتهم (2) . قال: فقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدهُ، ثم حرك يدهُ، ثم قال: فلا جهادَ ولا صدقة فبم تدخل الجنة إذاً؟ قال: قلت: يارسول الله أنا أبايُعكَ. قال: وبايعتُهُ عليهن كُلهِنَّ) (3) تفرد به.
1096 - حدثنا أبو الوليد، وعفَّان، قالا: حدثنا عُبيد الله بن إياد بن لقيط [سمعت إياد بن لقيط] (4) يقول: سمعتُ ليلى إمرأة بشير [تقول:
_________
(1) جشعت نفسي: فزعت.
(2) الذود من الإبل مابين الثنتين إلى التسع، وقيل مابين الثلاث إلى العشرة، واللفظة مؤنثة ولا واحد لها من لفظها، النهاية: 2/171 والرّسل: اللبن والحمولة بفتح أوله ما يحتمل عليه الناس من الدواب سواء كانت عليها الأحمال أو لم تكن كالركوبة. النهاية 2/222.
(3) المسند: 5/224 من حديث بشير بن الخصاصية.
(4) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند.(1/535)
إن بشيرا] سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أصومُ يومَ الجمعة ولا أُكلم ذلك اليومَ أحداً؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تَصُم يوم الجمعة إلاّ في أيام هو أحدها أو في شهر، وأما ألاَّ تُكلم أحداً فلعَمْري لأن تكلَّم بمعروف، أو تنهى عن منكرٍ خير من أن تسكُت) (1) . تفرد به.
_________
(1) المسند: 5/224 من حديث بشير بن الخصاصية.(1/536)
1097 - حدثنا أبو الوليد وعَفانُ. قالا: حدثنا عبيد الله بن إيادٍ أنبأنا إياد يعني ابن لقيط، عن ليلى امرأة بشير قالت: أردتُ أن أصُومَ يومين مُواصلة، فمنعني بشير، وقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهى عنهُ، وقال: (يفعل ذلك النَّصارى، ولكن صُومُوا كما أمركم الله وأتموا الصيام إلى الليل، فإذا كان الليلُ فافطروا) (1) تفرد به.
حديثٌ آخرُ/
1098 - قال أبو داود: حدثنا مهدي بن حفصٍ، ومحمد بن عُبيدٍ قالا: حدثنا حمادٌ، عن أيوب، عن رجلٍ يقالُ له ديسَم وقال ابن عبيد: من بني سدُوس عن بشير بن الخصاصية. قال ابن عبيد في حديثه: وما كان اسمهُ بشيراً، ولكن سماهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيراً قال: قلنا: إنَّ أهل الصدقة يعتدون علينا أفَنَكْتُم من أموالنا بقدر ما يعتدون علينا؟
قال: لا (2) .
1099 - وحدثنا الحسن بن علي، ويحيى بن موسى. قالا: حدثنا عبد الرزاق عن معمرٍ، عن أيوب بإسناده ومعناه، إلاَّ أنه قال: (قلنا يا رسول الله إنَّ أصحاب الصدقة [يعتدون] ) رفعه عبد الرزاق عن معمْرِ (3) .
_________
(1) المسند: 5/224 من حديث بشير بن الخصاصية.
(2) سنن أبي داود: (باب رضا المصدق) : 2/105.
(3) المصدر السابق.(1/536)
157 - (بشير بن سعد بن ثعلبة بن جُلاَس بن
ثعلبة بن مالك) (1)
ابن ثعلبة [بن جلاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب] كعيب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، والد النعمان بن بشير، شهد العقبة، وبدراً، وما بعدها، وهو أول من بايع أبا بكر الصديق في السقيفة، وشهد اليمامة وقُتِل بعين التمر سنة اثنتي عشرة، وقيل سنة إحدى عشرة.
1100 - روى النسائي من طريق الأوزاعي. وأبو نعيم من طريق محمد بن إسحاق عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن [ومحمد بن النعمان] عن النعمان بن بشير عن أبيه: (أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بابنه النعمان يحمله، فقال: يارسول الله إني نحلتُ ابني غلاماً، وأنا أحب أن تشهد. فقال: لك ابن غيره؟ قال: نعم. فقال كُلَّهم نحلت مثل الذي نحلته؟ قال: لا. قال: أشهد على جَوْر؟) وقد رواه النسائي (2) من طريق الأوزاعي عن الزهري به المحفوظ أنه من حديث النعمان نفسه كما سيأتي.
(حديثٌ آخرُ)
1101 - رواه أبو نعيم من طريق عبد الله بن أيوب المحرمي، حدثنا
محمد ابن كثير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير،
عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (رحم الله عبداً سمع مقالتي فحفطها،
فربَّ حامل فقهٍ إلى غير فقيه، وربَّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه
_________
(1) انظر ترجمته في أسد الغابة 1/231. والإصابة 1/158، والاستيعاب 1/149 والتاريخ الكبير 2/98 والطبقات الكبرى 3/83، ومابين المعكوفين أثتناه من أسد الغابة.
(2) () ... سنن النسائي: كتاب النحل: 6/219.(1/537)
منهُ. ثلاثٌ لا يُغل (1) عليهن قلبُ مؤمن: إخلاصُ العملِ لله، ومنا صحة وُلاة المُسلمين،
ولزوم جماعتهم) (2) .
(حديث آخر)
_________
(1) هو من الإغلال: الخيانة في كل شئ، ويروى) يغل) بفتح الياء من الغل وهو الحقد والشحنا، أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق. والمعنى: أن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدغل والشر. أهـ النهاية 3/381.
(2) الخبر أخرجه أيضاً الطبراني وابن قانع وابن عساكر جمع الجوامع 2/2150.(1/538)
1102 - قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا إسحاق بن داود الصواف، حدثنا محمد بن موسى الحرشي، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا أبو سُهيل مالك بن نافع، عن محمد بن كعب القُرظي، عن بشير بن سعدٍ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (المؤمن من المؤمن بمنزلة الرأس من الجسد متى اشتكى الجسد اشتكى له الرأسُ، ومتى اشتكى الرأس اشتكى له سائِر الجسد (1) /.
(حديث آخر: قال أبو نعيم)
1103 - حدثنا أبو جعفر بن محمد بن عبد الله الحضري، حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا يحيى بن حمزة عن الحكم بن عبد الله الأيلي أنهُ سمع محمد بن
علي بن الحسين. قال: خرج الحسين وأنا معه وهو يريد أرضهُ التي بظاهر
الحرة، ونحنُ نمشي، فأدركنا النعمان بن بشيرٍ، وهو على بغلةٍ لهُ، فقال للحسين:
يا أبا عبد الله إركب. فقال: اركبْ بل أنت
_________
(1) علق على هذا الخبر الحافظ ابن حجر بقوله: الإسناد ضعيف، الإصابة 1/158.(1/538)
أحق بصدرِ دابتك، فإن فاطمة
حدثتني: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك. قال النعمان: صدقت فاطمةُ، ولكن
أخبرني بشير: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إلاَّ من أذن. قال: فركب الحسين
وردفَهُ النعمانُ (1) .
(بشير بن عبد المنذر هو أبُو لُبَابة يأتي)
_________
(1) () ... قال الهيثمي بعد أن ساق القصة والحديث: الحكم بن عبد الله الأيلي متروك. مجمع الزوائد 8/108.(1/539)
158 - (بشير بن فريك) (1)
1104 - في عَدم وجوب الهجرة بعد الفتح ذكره أبو نُعيم من طريق الزبيدي عن الزهري عن صالح بن بشير بن فديل، عن أبيه.
159 - (بشير بن مَعْبَد أبو بشر الأسلميّ
صحابي عداده في أهل الكوفة) (2)
1105 - روى أبو نعيم من حديث يحيى بن عبد الحميد. عن بشر بن الربيع، عن بشر بن بشير الأسلمي، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من أكل من هذه البقلة فلا يقربن مسجدنا) يعني الثوم (3) .
160 - (بشير بن أبي مسعود: عقبة بن عمرو) (4)
الأنصاري البدري له ولأبيه صحبة
1106 - روى الحافظ أبو نعيم، عن الطبراني، عن علي بن عبد
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/234 وساق له الخبر بأسانيده. والإصابة 1/169.
(2) انظر ترجمته في أسد الغابة 1/235 والإصابة 1/159 والاستيعاب 1/151 والتاريخ الكبير 2/96.
(3) يراجع الخبر في الاستيعاب وفي أسد الغابة.
(4) انظر ترجمته في الاستيعاب 1/153 والإصابة 1/168 وأسد الغابة 1/233 والتاريخ الكبير 2/104.(1/539)
العزيز، عن أحمد بن يونس، عن أيوب بن عتبة، عن أبي بكر بن حزمٍ [أن عروة بن الزبير] (1) قال لعمر بن عبد العزيز: حدثني أبو مسعود [أو بشير بن أبي مسعود] (2) وكلاهما قد صحب النبي - صلى الله عليه وسلم -. فذكر حديث المواقيت. ثم قال: [شير بن النهاس العبدي] (3) كذا رواهُ أبو داود يعني الطيالسي، عن أيوب بن عتبة.
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من أسد الغابة لابن الأثير، وبه يستقيم السياق. وكذا من الإصابة لابن حجر، انظر مواضع ترجمته.
(2) مابين المعكوفين زدناه من أسد الغابة لابن الأثير، وبه يستقيم السياق. وكذا من الإصابة لابن حجر، انظر مواضع ترجمته.
(3) اتصل الكلام في المخطوطة بين ما روي عن بشير بن أبي مسعود وما روي عن بشير بن النهاس ولم ترد ترجمة الثاني مما يؤكد أن هناك كلاماً سقط من النساخ قد يكون أكثر من ترجمة. ولكن الحديث الوارد بعد روي عن بشير بن النهاس فلزم إضافة ترجمته ويراجع بشأنها أسد الغابة 1/236 والإصابة 1/160.
والخبر أخرجه عبدان في الصحابة وأبو موسى في الذيل عن بشير بن النهاس ورمز له السيوطي بالضعف. وله شاهد من حديث أبي هريرة بنحوه وهو ضعيف أيضاً. الجامع الصغير بشرح فيض القدير 5/418.(1/540)
1107 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما استرذل الله عبداً إلاَّ حُرِمَ العلم) . رواه عبدان الموصلي المروزي من طريق أبي عتاب القرشي، عن يحيى بن عبد الله عنه وقال له صحبة.
161 - (بشير بن يزيد الضّبِعَيّ.
عداده في البصريين صحابي أدرك الجاهلية) (1)
1108 - قال أبو نُعيم: حدثنا سليمان بن أحمد وفاروق الخطابي قالا: حدثنا أبو مُسلم المكي، حدثنا سليمان بن داود الشَّاذَكوني، حدثني محمد بن سواء، حدثني الأشهب الضُّبعي، حدثني بشير بن يزيد الضُّبعي
_________
(1) انظر ترجمته في أسد الغابة 1/236، والاستيعاب 1/153 والإصابة 1/160.(1/540)
- وكان قد أدرك الجاهلية- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يومُ ذي قَارٍ هذا أول يومٍ انتصفت فيه العرب من العجم) (1) .
_________
(1) قال ابن حجر في الإصابة: يوم ذي قار من أيام العرب المشهورة كان بين جيش كسرى وبين بكر ابن وائل، وذكر ابن الكلبي أنها كانت بعد وقعة بدر بأشهر، وساق الحديث عن أبي صالح عن ابن عباس، وقال في نهايته (وبي نصروا) والخبر أخرجه البخاري في الكبير عن خليفة عن محمد ابن سواء عن الأشهب. التاريخ الكبير 2/106.(1/541)
162 - (بَشِير بن عَقْربة الجُهني ويُقالُ الكناني) (1)
أبو اليمان ومنهم من يقول بِشْرٌ، والصحيح بَشِيرُ، حديثه في ثالث الكوفيين.
1109 - حدثنا سعيد بن منصُور/ قال عبد الله: حدثناهُ [أبي] (2) عنه، وهو حيٌّ، قال: حدثنا حجرُ بن الحارث الغساني من أهل الرملةِ، عن عبد الله بن عون الكناني وكان عاملاً لعمر بن عبد العزيز على الرَّملة: أنه شهد عبد الملك بن مروان قال لبشير بن عقربة الجُهني يوم قتَل عمرو بن سعيدٍ بن العاص: يا أبا اليمان إني قد احتجت اليوم إلى كلامك، فقم فتكلم. فقال: إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قام بخطبة لا يلتمس بها إلاَّ رياءً وسُمْعةً أوقفهُ الله يوم القيامة موقفِ رياءٍ وسمعة) (3) .
163 - (بشير الثَّقفِي) (4)
1110 - قلت: يارسول الله إني نذرتُ في الجاهلية ألاَّ آكل لحم الجزورِ، ولا أشرب الخمر. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أما لحم الجزور
_________
(1) انظر ترجمته في أسد الغابة 1/233 والاستيعاب 1/152 والإصابة 1/153.
(2) مابين المعكوبين زدناه من لفظ المسند 3/500.
(3) انظر مسند أحمد 3/500 من حديث بشير بن عقربة.
(4) له ترجمة في أسد الغابة 1/228 والإصابة 1/160.(1/541)
فكلها، وأما الخمرُ فلا تشربها) . قال أبو نُعيم تفرد به عبد العزيز بن الحُصين البركات عن أبي أمية عبد الكريم بن [أبي المخارق أحد الضعفاء] (1) عن حفصة بنت سيرين عنهُ بهِ (2) .
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من الإصابة لفظ ابن حجر.
(2) الحديث أخرجه البغوي وضعفه الإسماعيلي، وابن قانع، وأبو نعيم عن بشير الثقفي جمع الجوامع 1/1321.(1/542)
164 - (بشير الحارثي: والد عصام) (1)
1111 - روى النسائي في اليوم والليلة عن أحمد بن سُليمان الرُّهاوي، عن سعيد بن مروان الأزدي. من أهل الرها، حدثنا عصام بن بشير، حدثني أبي (ح) (2) وقال أبو نعيم: حدثنا أبو بكرٍ الطلحي، حدثنا محمد بن علي بن حبيب الرقي، حدثنا يحيى الضبي، حدثنا الحسن بن أعين، حدثنا عصام بن بشير الحارثي البصري، عن أبيه. قال: (وقفتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما أسمُكَ؟ فقلت: أكبر. فقال: لا بلْ أنت بشيرٌ) (3) .
165 - (بشير السلمي من أصحاب الشجرة) (4)
1112 - قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن محمدٍ، حدثنا محمد بن عبد الله الحصري، حدثنا محمد بن مُوسى القطان، حدثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، حدثنا عيسى بن علي الأنصاري، عن رافع بن بشيرٍ، عن أبيه. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (تخرُج نارٌ تضيءُ أعناق الإبلِ ببصرى تسير سير بطيئة الإبلِ تسير النهار وتُقيم الليلَ. تغدو،
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/229 والإصابة 1/161.
(2) هذا الرمز (ح) هو علامة لتحويل الإسناد من طريق إلى طريق آخر.
(3) اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف 2/100.
(4) تقدم في بشر أو بسر أبو رافع السلمي رقم (143) وحديثه رقم (1073) وخرّج من مسند أحمد: 3/443.(1/542)
وتروح، يُقَال: قد غَدت النار، فأغدوا. وقالت النار: أيها الناس فقيلوا، غدتِ النار أيَّها الناس، فاغدوا، وراحت النارُ أيَّها الناس، فرُوحوا من دركته أكلتهُ) وتقدمَ هذا الحديث في ترجمة بشرٍ أبي رافع من رواية الإمام أحمد عنه وليس فيه تضئ أعناق الإبل بِبُصْرى/ (1) .
_________
(1) انظر الحديث رقم (1073) وكأن المصنف عدهما صحابيين.(1/543)
166 - (بشير المُعَاوِي يقال له ابن أَكَّالٍ عداده في المدنيين) (1)
1113 - قال أبو نُعيم: حدثنا سليمان بن أحمد بن مُقبل، حدثنا زيدُ بن أخرمُ، حدثنا محمد بن الكوساني، حدثنا عمر بن محمدٍ بن أصبهان، حدثنا عبد الله ابن عبد الرحمن بن معمر، عن أيوب بن بشير، عن أبيه. قال: (كانت مشاجرة في بني مُعاوية، فذهب يُصلح بينهم يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فالتفت إلى قبرٍ، فقال لا دَريتَ. فقيل له؟ فقالُ: إن هذا يُسألُ عني. فقال: لا أدري) (2) .
167 - (بصْرةُ بن أبي بَصرةَ الغِفَاري) (3)
(لا يُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد)
1114 - الحديث رواه مالك عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة عنه (4) ورواه أحمد كما سيأتي في ترجمة أبي بصرة إن شاء الله تعالى.
_________
(1) هو: بشير بن سعد بن النعمان بن أكّال الأنصاري المعاوي، شهد أحداً والخندق والمشاهد مع أبيه، الإصابة: 1/158، وأسد الغابة: 1/231.
(2) يراجع الإصابة وأسد الغابة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/237 والإصابة: 1/162.
(4) قال ابن عبد البر: هذا الحديث لا يوجد هكذا إلا في الموطأ لبصرة بن أبي بصرة، يرجع إلى الموطأ (ماجاء في الساعة التي في يوم الجمعة) 1/220 ويراجع الاستيعاب: 1/171.(1/543)
168 - (بصرةُ بن أكثم ويقال بُسرة ويقال نَضْلَة) (1)
1115 - روى أبو داود من طريق عبد الرزاق، عن ابن جُريج، عن صفوان بن سُليمٍ، عن سعيد بن المسيب، عن رجل من الأنصار يقال له بَصَرةُ قال: (تزوجتُ امرأةً بكراً في سِتْرها فدخلتُ عليها، فإذا هي حُبلَى، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لها الصداقُ بما استحللتَ من فرجها، والولدُ عبدٌ لكَ، فإذا ولدتْ فاجلْدهَا. وفي رواية: فاجلدُوها. وفي لفظٍ: فحدُوها) (2) .
1116 - ثم رواه عن محمد بن المثنى، عن عُمان بن عُمر، عن علي
ابن المُبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن يزيد بن نُعيم، عن سعيد بن المسيب:
(أن رجلاً يقال له بَصُرةُ بن أكتم تزوج امرأةً) . فذكر معناهُ. وزاد: (وفرق بينهُما) قالوحديث ابن جريج أتم (3) . وقد رواهُ أبو داود من غير وجهٍ عن سعيد بن المسيب مرسلاً (4) .
1117 - ورواه أبو نُعيمٍ من طريق إبراهيم بن أبي يحيى، عن
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/237 والإصابة: 1/161.
(2) سنن أبي داود 2/241.
(3) سنن أبي داود 2/242. تحفة الأشراف 2/101.
(4) قال أبو داود بعد أن أخرج الحديث بطريقة الأول: روى هذا الحديث قتادة عن سعيد بن زيد عن ابن المسيب، ورواه يحيى بن أبي كثير عن يزيد بن نعيم عن سعيد بن المسيب، وعطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب. أرسلوه كلهم.
= ... وفي حديث يحيى بن أبي كثير: أن بصرة بن أكتم نكح امرأة، وكلهم قال في حديثه: جعل الولد عبداً له، انتهى.
وقد أثار هذا الحديث جدلاً بين الأئمة قال الشيخ الخطابي: هذا الحديث لا أعلم أحداً من الفقهاء قال به واسترسل في نقض أحكامه إلى القول بأنه يحتمل أن يكون الحديث - إن كان له أصل - منسوخاً.
أَمَّا ابن القيم فقد تتبع علله سنداً ومتناً وأطال في ذلك بما لا يسمح المقام بإيراده. سنن أبي داود 2/242، مختصر السنن للمنذري 3/60.(1/544)
صفوان، عن سعيدٍ: (أن بُصْرة الغِفاري تزوج امرأة بكراً في سترها فذكره فقال: ففرق
بينهما، وقال: إذا وضعتْ فأقيموا الحد عليها، وأعطاها الصداق بما استحلَّ من فرجها) (1) .
_________
(1) قال ابن القيم: إبراهيم بن أبي يحيى هذا متروك الحديث. تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وابن المبارك وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان وغيرهم. وسئل عنه مالك بن أنس: أكان ثقة؟ فقال: لا، ولا في دينه. مختصر السنن 3/61.(1/545)
1118 - قال: ورواه عبد الرزاق عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن
صفوان ابن سعيدٍ، عن رجل من الأنصارِ ويقال له بصرة، وزادَ: (والولد عبدٌ لك) (1) .
قال: ورواه أيوبُ الورّاق، عن عبد الله بن معمر، عن سليمان، عن عبد الله ابن بِشْر، عن الفروي (2) عن محمد بن سعيد بن المسيب عن بصرة الغفاري.
169 - (بعجة بن عبد الله الجُذامي ويقال الجُهني) (3)
1119 - ذكرهُ عبدان في الصحابة وروى له حديث: (خير الناس رجلٌ آخذ بعنان فرسه) الحديث قال أبو موسى: والصواب روايته عن أبيه/ عبد الله بن بدرٍ.
قلتُ وأما هذا الحديث فسيأتي من رواية بعجة هذا عن أبي هريرة (4) .
_________
(1) سبق أن قال أبو داود تعقيباً على الروايات المرسلة: وكلهم قال في حديثه: جعل الولد عبداً له.
(2) الفروي: هو: إسحاق بن أبي فروة، قال فيه ابن حجر (ضعيف جداً) الإصابة: 1/161.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/238 والإصابة: 1/162.
(4) كذا قال ابن الأثير في ترجمته: الصواب روايته هذا الحديث عن أبي هريرة وما ذكره عبدان مرسل لا احتجاج فيه.(1/545)
170 - (بكر بن حارثة الجُهني سمَّاهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البربير) (1)
1120 - قال أبو نعيم: حدثنا أبو بشرٍ محمد بن أحمد بن حماد الدُولابي، حدثنا إسحاق بن سويد، حدثنا الحسن بن بشرِ بن مالك بن ناقد بن مالِك الجُهُني، حدثني أبي: أنهُ سمع أباه يحدثُ، عن أبيه، عن جده، حدثني بكر بن حارثة الجُهَنيُّ قال: (كنتُ في سرية بعثها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاقتتلنا نحن والمشركون، فحملتُ على رجلٍ من المشركين، فتعوَّذ مني بالإسلام، فقَتَلتُه، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فغضبَ وأقصاني (2) ، فأنزل الله إليه {وما كان لمؤمنٍ أن يقتُلَ مؤمنا إلا خطأ} (3) فرضى عني وأدناني.
171 - (بكر بن شُدَّاخِ الليثي) (4)
ويقالُ بَكيْر، كان يَخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا قال أبو نُعيم وقال الكلبي: هو بكير ابن شداد بن عامر بن الملوح بن يعمر الشُّداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث ابن بكر بن عبد مناهُ من كنانة ابن خزيمة الكناني الليثي، وهو الذي يُقالُ له فارس أطلال. قال ابن الأثير: الكلبي أعلم بالنسب. وأبو نُعيم تبع ابن منده.
ثم ذكر أبو نُعيم من طريق عبد الله بن عبد الجبار الخبائري.
1121 - حدثنا مطرف بن أبي بكر الهذلي، عن أبيه، عن عبد الملك بن يعلى الليثي، عن بكر بن شداخ، وكان ممَّن يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو غلامٌ، فلما احتلم جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يانبي الله صلى
_________
(1) () ... له ترجمة في أسد الغابة: 1/240 والإصابة: 1/163.
(2) أقصاني: أي أبعدني.
(3) الآية رقم) 92) النساء.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/240 والإصابة: 1/163.(1/546)
الله عليك وسلم أني كنتُ أدخل على أهلكَ، وقد بلغت مبلغَ الرجال؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم صدق قوله ولقه الظُّفر) فلما كان في ولاية عمر جاء وقد قتل يهودياً فجزع عمرُ وصعد المنبر، فقال: أفيما ولاني الله واستخلفني يفتكُ بالرجال أُذكِّرُ الله رجلاً كان عنده علم ألاَّ أعلمني؟ فقام إليه بكرٍ بن شُداخٍ فقال: أنَا بهِ، فقال: الله أكبرُ بُؤت بدمه، فهات المخرُجَ، فقال: بلى خرج فلانٌ غازياً، ووكلني بأهلهِ، فوجدت هذا اليهودي في منزله وهو يقول:
وأشعثٌ غَرَّهُ الإسلام مني ... خلوتُ بعُرسِه ليل التمام
أبيتُ على ترابها (1) ويُمسي ... على قَوَدِ الأعنَّةِ والحِزامِ
كأن مجامع الرَّبلاتِ (2) منها ... فئامٌ ينهضون إلى فئامِ (3)
فصدَّق عمر قوله، وأبطلَ دمه/ بدعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (4) .
_________
(1) الترائب: عظام الصدر.
(2) الربلات: أصول الأفخاذ.
(3) الفئام: هي الجماعة من الناس.
(4) الخبر بطوله أورده ابن الأثير في ترجمته.(1/547)
172 - (بكر بن عبد الله بن الربيع الأنصاري) (1)
1122 - روى أبو نُعيم من طريق إسماعيل بن عياش الحمصي، عن سليم ابن عمرو، عن عم أبيه، عن بكر بن عبد الله بن الربيع الأنصاري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنهُ قال: (علموا أبناءكم السباحة والرماية، ونعمَ لهو المؤمنة في بيتها المِغْزَل، وإذا دعاك أبواك فأجبْ أمك) (2) وقال ابن الأثير: ورواه ابن منده وأبو موسى.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/241 والإصابة: 1/164.
(2) الخبر ضعفة السيوطي في جامعيه وأورده ابن حجر في الإصابة وعلق عليه بقوله: إسماعيل يعني ابن عياش يضعف في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منه، وشيخه غير معروف، ولم يذكر بكر أنه سمعه. فأخشى أن يكون مرسلاً. جمع الجوامع 2/3134.(1/547)
173 - (بكر بن مبشّر بن خيْر الأنصاري) (1)
قال أبو نعيم: هو من بني عبيدٍ، وله صحبة فيما ذكرهُ القاشي، يُعدُّ في المدنيين لهُ حديثٌ واحدٌ في صلاة العيد.
1123 - قال أبو داود في سننه: حدثنا حمزة بن نُصير المصري، حدثنا ابن أبي مريم، أخبرني إبراهيم بن سُويدٍ، أخبرني أُنَيْسُ بن أبي يحيى، أخبرني إسحاق بن سالمٍ مولى نوفلِ بن عَدي (2) ، قال: أخبرني بكرٍ بن مُبَشّرٍ الأنصاري. قال: (كنت أغدو مع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المصلى يوم الفِطر، ويوم الأضحى، فنسلُك بطن بُطحان (3) حتى نأتي المصلى، فنصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم نرجع من بطن بُطحان إلى بيوتنا) (4) . وقد رواهُ أبو نُعيم من طريق سعيد بن أبي مريم بهِ: (كنتُ أغدو إلى المصلَّى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إلى آخره، ثم قال: تفرَّد به ابن أبي مريم.
174 - (بَنَّة الجُهنَي وقيل نُبيْه) (5)
وقَيدهُ أبو علي بن السكن ينّه بياء مثناة من أسفل ونونٍ، والمشهور بنّه.
1124 - قال أبو نُعيم: حدثنا فارُوق الخِطامي، حدثنا أبو مُسلم
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/241 والإصابة: 1/164 وفي التاريخ الكبير: (ابن جبر) 2/94.
(2) قال ابن حجر: قال القطان: إسحاق بن سالم لا يعرف.
(3) بُطحان: اسم واد بالمدينة.
(4) سنن أبي داود: الصلاة: إذا لم يخرج الإمام للعيد من يومه يخرج من الغد: 1/301 وأخرجه البخاري في الكبير عن ابن أبي مريم بسنده. التاريخ الكبير 2/94.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/246 والإصابة: 1/166.(1/548)
الكتبي، حدثنا معاذ بن هانئ، حدثنا ابن لهيعةَ (1) ، حدثنا أبو الزبير عن جابرٍ: أنَّ بنّة الجُهني أخبرهُ: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى قوماً يتعاطون بينهم سيفاً مسلولاً، فقال: لعن الله من فعلَ هذا. أوَ لم أَنْهَ عن هذا) (2) .
_________
(1) عبد الله بن لهيعة الحضرمي: قال ابن حبان: كان شيخاً صالحاً ولكنه كان يدلس عن الضعفاء قبل احتراق كتبه، ثم احترقت كتبه في سنة 170هـ، وأكثر المحدثين يفرقون بين حاله قبل احتراق كتبه وبعد احتراقها. ولكن ابن حبان يغمزه من حاليه. المجروحين 2/11 الميزان 2/457 التاريخ الكبير 5/182.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 2/30 قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط. وفيه ابن لهيعة وفيه لين، وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد 7/291.(1/549)
1125 - ثم رواهُ من وجهٍ آخر، عن ابن لهيعةً بمثله، ومن طريق رشدين ابن سعدٍ (1) : حدثنا ابن لهيعة وأبو عمرو التجيبي، عن أبي الزبير، عن جابر، عن بَنَّة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أنه مرَّ على قومٍ يتعاطون سيفاً مسلولاً فقال: أو لم أنْهَكُمْ عن هذا؟ لعن الله من فعل هذا، فإذا سلَ أحدُكُمْ/ سيفاً وأراد أن يدفعه إلى صاحِبِهِ فلْيُغْمدُه، ثم ليعطه إياهُ) (2) .
175 - (بَهُز رضي الله عنه) (3)
1126 - قال الطبراني: حدثنا يحيى بن عبد الباقي، وإبراهيم الأصبهاني قالا: حدثنا يحيى بن عثمان الحِمْصِي، حدثنا اليمان بن عديّ، حدثنا ثُبَيْت بن كثير البصري الضَّبي، حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المُسيب، عن بَهزٍ قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستاكُ عَرْضاً،
_________
(1) رشدين بن مسعد بن مفلح المصري: قال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال ابن معين: ليس بشئ. تهذيب التهذيب 3/277 المجروحين 1/303.
(2) جمع الجوامع 1/598 وفيه رشدين بن سعد وابن لهيعة.
(3) بهز القشيري، ويقال البهزي رضي الله عنه له ترجمة في أسد الغابة 1/247 والإصابة 1/166.(1/549)
ويشربُ مصًّا [ويتنفس ثلاثاً] ويقولُ) هو أهنأ وأمْرأ وأبَرأ (وهكذا رواهُ أبو نُعيم من حديث يحيى بن عثمان. قال أبو عوانة وأبو نُعيم: ورواه إبراهيم بن العلاء والزبيري، عن يوسف بن ثُبَيت، عن يحيى بن سعيدٍ عن المسيب، عن القشيري. قال: ورواهُ سليمان بن سلمة، عن اليمان بن عدي بهِ. فقال: عن معاوية القشيري. قال أبو القاسم البغوي: هو حديثٌ منكرٍ. وقال ابن عبد البر: وليس إسنادُه بالقائم قال أبو القاسم البغوي وابن الأثير: ورواه مُخيس بن تميم عن بهزِ بن حكيم عن أبيه عن جده فذكرهُ.
قلتُ: اليمان بن عدي ضعيف. وثُبيْت بن كثيرٍ غير ثَبْتٍ، ضعفه أحمد وابن حبَّانُ (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه الطبراني في الكبير 2/47 وأورده ابن الأثير في ترجمة بهز كما أورده ابن حيان والذهبي في مناكير ثبيت بن كثير. واليمان بن عدي ضعفه أحمد والدارقطني. وقال البخاري: في حديثه نظر. وقال أبو حاتم: صدوق.
المعجم الكبير للطبراني 2/47 الميزان 1/369، 4/460 المجروحين 1/208.(1/550)
176 - (بهزاد رضي الله عنه) (1)
1127 -[ذكره] عبدان في أسماء الصحابةِ: حدثنا جعفر بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن يحيى التُوزيّ، عن أبيه، عن مسلمٍ بن عبد الرحمن، عن يوسف بن ماهك عن بَهزاد، عن جَدِّه. قال: (خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (احفظوا لي أبا بكرٍ فإنهُ لم يسُؤني منذ صحبني) (2) .
_________
(1) هو بهز أبو مالك رضي الله عنه له ترجمة في أسد الغابة 1/247 والإصابة 1/166.
(2) علق الحافظ ابن حجر في الإصابة على الخبر فقال: (في إسناده جعفر بن عبد الواحد وهو الهاشمي وقد اتهموه بالكذب) . وأيضاً فقد قال الدارقطني: بضع الحديث وأخبار الأئمة فيه مطلحة. قال ابن حبان: كان ممن يسرق الحديث ويقلب الأخبار. الميزان 1/412، المجروحين 1/215.(1/550)
177 - (بُهَيْس بن سلمى التميمي) (1)
1128 - سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا يحل لمسلم [مِن] مال أخيهِ إلا ما أعطاهُ عن طيب نفسٍ منه) هكذا أورد ابن عبد البر مختصراً (2) .
178 - (بَوْلَى) (3)
1129 - ذكره أبو موسى عن عبدان: أنَّه ذكرهُ في الصحابة وروى بإسناده، عن خطَّاب بن محمد بن بولى، عن أبيه، عن جده: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إياكم والطعام الحار، فإنه يذهبُ بالبركة، وعليكم بالبار فإنهُ أهنأ وأعظم بركة) (4) .
179 - (بَوْدَان) (5)
1130 - روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من اعتذر إليه أخوه المُسلم، ولم يَقبل عذرَهُ، فإنَّ عليه الإثم مثل صاحب مكسٍ) (6) . رواه أبو موسى المديني، من رواية علي ابن سعيدٍ العسكري: أنه أوردهُ كذلك في أسماء الصحابة. حدثنا القاسم بن يزيد الأشجعي، عن وكيع عن سفيان، عن ابن جُريج، عن ابن مينا عن بَوْدان فذكره، والمعروف/ أنهُ من رواية جودان كما سيأتي.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/248 والإصابة 1/167 الاستيعاب 1/182.
(2) يرجع إلى الخبر في الاستيعاب وما بين المعكوفين استكمال منه.
(3) له ترجمة في أسد الغابة 1/248 والإصابة 1/167.
(4) الخبر أورده ابن حجر في الإصابة وعلق عليه بقوله: إسناده مجهول. ورمز له السيوطي بالضعف. جمع الجوامع 1/3450.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/248 والإصابة: 1/182.
(6) الخبر مذكور في مصادر ترجمته.(1/551)
180 - (بلالُ بن الحارث) (1)
ابن عُصْم بن سعيد بن قُرة بن خَلاَوةَ بن ثعلبة بن ثور بن هُدمْةَ بن لاطم بن عثمانُ بن عمرو بن أُدّ بن طابخة أبو عبد الرحمن المُزني، نسبهُ إلى أمه مزينة. قال الواقديُ: هو أولُ من قدم من مُزينة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك سنة خمسٍ، وكان حامل رايتهم يوم الفتح. قال الواقدي: وتُوفي عن ثمانين سنةٍ سنة ستين، وقد كان مسكنه المدينة، ثُم تحوَّل إلى البصرة، وإنما حديثهُ عند أحمد في ثاني المكيين والمدنيين.
1131 - حدثنا سُريج بن النعمان، حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد، أخبرني ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن الحارث بن بلال، عن أبيه. قال: (قلتُ: يارسول الله فسخُ الحجّ لنا خاصةَ أم للناس عامة؟) قال: بل لنا خاصة)) (2) .
1132 - حدثنا عبد الله. قال: وجدتُ في كتاب أبي بخط يده: حدثني قريش بن إبراهيم، حدثنا عبد العزيز الدَّراورديّ، أخبرني ربيعة بن عبد الرحمن، سمعتُ الحارث بن بلال بن الحارث يُحدِّثُ عن أبيه. قال: (قلتُ: يارسول الله أرأيتَ مُتْعة الحج لنا خاصةً أم للناسِ عامةٌ؟ قال: (بل لنا خاصةٌ)) (3) . رواه أبو داود عن النفيلي (4) والنسائي عن
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/242 والإصابة: 1/164 والإستيعاب 1/145 والتاريخ الكبير 2/106.
(2)) ) ... المسند: 3/469 من حديث بلال بن الحارث المزني.
(3) نفس الموضع من المسند.
(4) سنن أبي داود: المناسك: الرجل يهل بالحج ثم يجعلها عمرة: 2/161.(1/552)
إسحاق بن إبراهيم (1) وابن ماجه عن أبي مُصعب الزُّهري ثلاثتهم عن الدراوردِّي به (2) .
_________
(1) سنن النسائي: الحج: إباحة فسخ الحج بعمرة لمن لم يسق الهدي: 5/179.
(2) سنن ابن ماجه: المناسك: من قال كان فسخ الحج لهم خاصة: 2/994.
قال أحمد: حديث بلال بن الحارث عندي غير ثابت، ولا أقول به، ولا نعرف هذا الرجل يعني) الحارث بن بلال) وقال: لو عرف الحارث بن بلال أن أحد عشر رجلاً من الصحابة يروون ما يروون من الفسخ - يعني من جوازه دائماً - فأين يقوم الحارث بن بلال منهم؟
ومراد الإمام أحمد: أن فسخ الحج من العمرة جائز بإجماع الأمة لمن لم يسق الهدي، ولم يقل أحد أنه كان للصحابة خاصة. ومصداق ذلك عموم قوله {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ} الآية (196) البقرة.(1/553)
1133 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة الليثي، عن أبيه، عن جده علقمة عن بلال بن الحارث المُزني. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلُغَ ما بلغت. يكتبُ الله لهُ بها رضوانهُ إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمةِ من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت. يكتُبُ عليه سُخطهُ إلى يوم القيامة) قال: فكان علقمةُ يقولُ: كم من كلامٍ قد منعنيه حديث بلال بن الحارث (1) . رواهُ الترمذي في الزُّهُدِ (2) والنسائي في الرقائق (3) ، وابن ماجه في الفِتَن من غير وجهٍ عن محمد بن عمرو به (4) ، وقال الترمذي: حديثُ حسنٌ صحيح قال وقد روى مالك [هذا الحديث عن محمد بن عمرو] عن أبيه عن بلالٍ لم يقُل عن جده (5) .
_________
(1) المسند: 3/469 من حديث بلال بن الحارث.
(2) سنن الترمذي: الزهد: ماجاء في قلة الكلام: 3/383 وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(3) السنن الكبرى للنسائي كما في تحفة الأشراف 2/103.
(4) سنن ابن ماجه: الفتن: كف اللسان عن الفتنة: 2/1312.
(5) أخرجه في الموطأ (ما يؤثر به من التحفظ في الكلام) 4/401 وما بين المعكوفين استكمال من تحفة الأشراف 1/103.(1/553)
قلت: وكذلك رواهُ النسائي عن قتيبة عن مالكِ به، ومن حديث الليث عن محمد بن عجلان عن محمد بن عمرو عن أبيه عن بلالٍ به، ومن حديث موسى بن عقبة عن محمد بن عمرو عن جده عن بلالٍ موقوفاً (1) .
(حديث آخر)
_________
(1) يرجع في هذه الطرق كلها إلى تحفة الأشراف أوردها المزي عن النسائي في الكبرى 2/103.(1/554)
1134 - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد الحاجة أبْعدَ) رواهُ ابن ماجه عن عباس العنبري، عن عبد الله بن كثير بن جعفرٍ، عن كثير بن عبد الله / المزني، عن أبيه، عن جده بهِ (1) .
بقية أحاديث بلال بن الحارث المُزني
هذا الحديث الذي رواه ابن ماجه عنهُ: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد الحاجة أَبعدَ) . مختصراً.
1135 - قد رواهُ أبو القاسم الطبراني مبسوطاً، فقال: حدثنا خالد بن النضر القرشي، حدثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهري، حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو ابن عوف المُزني، عن أبيه، عن جدِّه، عن بلال بن الحرث. قال: (خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، فخرج لحاجتهِ، - وكان إذا خرج لحاجته أبعدَ - فأتيتهُ بإداوةٍ من ماءٍ، فانطلق، فسمعتُ عندهُ خصومة رجالٍ، ولغطاً لم أسمعُ مثلها، فجاء فقال: بلالٌ؟ فقلتُ: بلالٌ. قال: [أمعك] إداوة؟ قلتُ: نعم. قال: أصبتَ، فأخذهُ مني، فتوضأ. قلتُ: يارسول الله سمعتُ عندك خصومة
_________
(1) سنن ابن ماجه: الطهارة (التباعد للبراز في الفضاء) 1/121 قال البوصيري: في إسناده كثير بن عبد الله: ضعيف وقال الشافعي: هو ركن من أركان الكذب.(1/554)
رجالٍ، ولغطاً ما سمعتُ أحدًّ (1)
من ألسنتهم؟ قال: اختصم عندي [الجن] : الجنُّ المسلمون، والجنُّ المشركون، وسألوني أن أُسْكنهم فأسكنتُ المسلمين الجَلْسَ، وأسكنت المشركين الغَوْرَ) . قال عبد الله بن كثير قلتُ لكثيرٍ: ما الجَلْسُ؟ وما الغورُ؟ قال: الجلسُ القُرى، والجبال، والغور ما بين الجبال والبحار. قال كثير: ما رأينا أحداً أصيب بالجلْس إلاَّ سلمَ، ولا أصيب أحدٌ بالغورِ إلاَّ لم يكد يسَلُم.
(حديث آخرُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/358 وما بين المعكوفات استكمال منه والحديث من رواية كثير بن عبد الله قال الهيثمي: (أجمعوا على ضعفه، وقد حسن الترمذي حديثه) وقال ابن حيان: (منكر الحديث جداً، يروي عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب. وكان الشافعي رحمه الله يقول: ركن من أركان الكذب) .
وقد روى الترمذي من طريقه حديثاً وصححه، وقال الذهبي: لهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي. مجمع الزوائد 1/203 المجروحين 2/221 الميزان 3/406.(1/555)
1136 - قال الطبراني: حدثنا موسى بن هَارونَ، والحُسين بن إسحاق التُستري قال: حدثنا هارون بن عبد الله، حدثنا محمد بن الحسن بن زَبَالة، حدثنا عبد العزيز بن [محمد عن] ربيعة، عن [الحارث بن] بلالٍ ابن الحارث، عن أبيه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَقطع له العقيق كله) (1) .
1137 - وبه إلى محمد بن الحسن بن زبَالة، حدثني حُميدُ بن صالح، عن عُمان وبلال ابني (2) يحيى بن بلال بن الحارث، عن أبيهما، عن جدهما بلال بن الحارث المُزَنِي: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقطعُه هذه
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/357 وما بين المعكوفات استكمال لسند الخبر منه. قال الهيثمي: فيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك. مجمع الزوائد 6/8.
والعقيق: واد من أودية المدينة مسيل للماء. النهاية 3/117.
(2) في المخطوطة: (ويحيى بن بلال) والتصويب من المعجم الكبير.(1/555)
القَطيعة، وكَتب لهُ: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أَعطى محمدٌ رسول الله بلالَ بن الحارث معادِنَ القبلية، جلْسِيها وغَوْريَّها (1) وذات النصب وحيث يصلح الزرع من قُدسٍ (2) إن كان صادقاً (وكتب مُعاوية (3) .
(حديث آخر)
_________
(1) القبلية: منسوبة إلى قبل بفتح القاف والباء. وهي ناحية من ساحل البحر بينها وبين المدينة خمسة أيام، وقيل هي من ناحية الفرع وهو موضع بين نخلة والمدينة والجلس: ما ارتفع من الأرض والغور عكسه) النهاية) .
(2) القدس: بضم القاف وسكون الدال جبل معروف. وقيل هو الموضع المرتفع الذي يصلح للزراعة. النهاية 4/24.
(3) المعجم الكبير للطبراني 1/357 قال في مجمع الزوائد 6/8 فيه محمد بن الحسن بن بالة وهو متروك.
والخبر أخرجه أبو داود في سننه من أربع طرق وفيها: (ولم يعطه حق مسلم) يدل: (إن كان صادقاً (وفيها أيضاً: (وكتب أبي بن كعب) .
سنن أبي داود: كتاب الخراج والفئ باب) قطاع الأرضين) 3/173.(1/556)
1138 - قال الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا القعنبي، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده عن بلالٍ بن الحارث. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (المسلمُ من سَلِمَ المسلمون من يده ولسانه) (1) .
(حديث آخر)
1139 - قال الطبراني: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا بكرٍ بن خلق، حدثنا ابن أبي الوزير [حدثنا عبد العزيز] بن محمد، عن ربيعة قال الحارث بن بِلالِ بن الحارث، عن أبيه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى باليمين مع الشاهد) (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/356.
(2) المعجم الكبير للطبراني 1/357 قال الهيثمي: رجاله ثقات. مجمع الزوائد 4/202.(1/556)
(حديثٌ آخرُ)(1/557)
1140 - قال الطبراني/: حدثنا الحسين بن علي بن نَصر الطوسيُّ، حدثنا عبد الله بن أيوب المخرمي، حدثنا عبد الله بن كثير بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن بلال بن الحارث. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (رمضانُ بالمدينة خيرُ من ألفِ رمضانَ فيما سواها من البلدان، وجُمعَةُ بالمدينة خيرٌ من ألف جمعةٍ فيما سواها من البلدان) (1) .
181 - (بلالٍ بن رباح الحبشي) (2)
هذه ترجمة بلالُ بن حمامة بن رباحٍ الحبشي مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويُقالُ لهُ ابن حمامةَ، وهي أمُه، ويكنى بأبي عبد الكريم، ويقالُ أبو عبد الله، ويقالُ أبو عبد الرحمن، ويقالُ أبو عمرو القرشي السَّهمِي مولاهم، كانت أمهُ مولاةً لبني جُمحٍ، وكان هو لأُمية بن خلفٍ، وكان يُعذبهُ في الله، ولا يزدادُ إلاَّ إيماناً، ولا يزيدُ على قوله: أحدٌ، أحدٌ، فاشتراهُ أبو بكرٍ، فأعتقهُ لله عز وجل، ولهذا كان عمرُ يقول: (أبو بكر سيدنا وأَعتق بلالاً سيدُنا) . رواه البخاري (3) .
ثم لما شرع الأذان بالمدينة جُعِلَ بلال المُوحِد هو الذي يُنادي بهِ. فكأن أول من أذَّنَ، ثم كان يُؤذن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مدة حياته، وقد أذَّن يوم الفتح على ظهر الكعبةَ، ويُقالُ إنهُ أذَّنَ لأبي بكرٍ مدةَ خلافته، والمشهور أنهُ لم يؤذن بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سوى مرةٍ واحدةٍ، ولم يتم الأذان
_________
(1) الحديث في إسناده / عبد الله بن كثير بن جعفر، قال الشافعي فيه (ركن من أركان الكذب) وأخرجه الطبراني في الكبير 1/359.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/243 والاستيعاب: 1/141 والإصابة: 1/165 والتاريخ الكبير 2/106 والطبقات الكبرى 2/165.
(3) في المناقب: مناقب بلال بن رباح: 5/33.(1/557)
من شدة البكاء منه، وممن سمعهُ من المسلمين، تذكروا أيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وكان ممن شهد بدراً، وأحداً، والخندق، وبيعة الرضوانِ، وما بعد ذلك، وكان شديد الأُدمةِ نحيفاً طُوالاً أحنى (1) كثير الشعر، وكان لا يُغير شيبهُ، وكان في عُمرِ أبي بكرٍ، وكانت وفاتهُ سنة عشرين، وقد قارب السبعين، وقيل مات سنة طاعون عمواس سنة سبع عشرة بدمشق، ودُفِن بباب الصغير، وقيل بدار الأربعين (2) ، وقيل بحلبٍ فالله أعلم.
وفي الصحيح: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (يابلالُ دخلتُ الجنةُ فسمعتُ دقَّ نعليك أمامي، فأخبرني بأرجى عملٍ عملتهُ؟ قال: ما توضأتُ إلاَّ صليتُ ركعتين) . في بعض الروايات: (ما أحدثتُ إلاَّ توضأت وما توضأتُ إلا صليتُ ركعتين، قال: فبذاك) (3) . ورُوي في بعض الأحاديث: (أنه يجئ يوم القيامة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
رافعاً صوتهُ بالآذان فإذا قال: أشهدُ أن محمداً رسول الله / صدقه أهلُ الجمع كلهم) . وفضائلهُ كثيرةٌ جداً رضي الله عنه.
قال شيخنا في حديثه روي عنه أبو بكرٍ، وعُمَر، وعليُّ، وابن مسعود، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري وآخرون من الصحابة والتابعين.
ولنبدأ برواية الأكابر الأربعة عنه، ثم نرتب الرواية عنه على الحروف كالعادة، وبالله التوفيق.
فأما رواية أبي بكر الصديق عن بلال
_________
(1) الأحنى: من يميل أعلى ظهره على صدره.
(2) في أسد الغابة: على باب الأربعين بحلب.
(3) روى نحوه مسلم في صحيحه: فضائل الصحابة: من فضائل بلال: 4/1910.(1/558)
1141 - فقال الطبراني: حدثنا عبد الرحمن بن سَلْم الرازي، حدثنا الهيثم اليمان، حدثنا أيوب بن سيار، عن ابن المنكدر، عن جابر، عن أبي(1/558)
بكر، عن بلال. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( [يابلال] أصبحوا بالصبح فهو خير لكم) (1) .
وأما رواية عمر بن الخطاب رضي الله عنه
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/321 وما بين المعكوفين استكمال منه. قال الهيثمي: فيه أيوب بن سيار وهو ضعيف مجمع الزوائد 1/315.(1/559)
1142 - فقال الطبراني: حدثنا عمرو بن حفصٍ السَّدُوسي، حدثنا أبو بلال الأشعري، حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي حمزة، عن سعيد أبو بلال الأشعري، حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي حمزة، عن سعيد بن المسيب، عن عمر، عن بلالٍ. قال: (كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندي (1) تمرٌ فتغيَّر، فأخرجته إلى السوق، فبعته صَاعين بصاعٍ، فلما قرَّبتُ إليه [منه] قال: ما هذا يابلال؟ فأخبرتهُ، قال: (مهلاً أربيتَ. أرْدد البيعَ، ثم بعْ تمراً بذهبٍ أو فضة أو حنطة، ثم اشتر به تمراً) ثم قال رسول الله ص ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (التمر بالتمر مثلاً بمثلٍ، والحنطة بالحنطة مثلاً بمثلٍ، والذهب بالذهب وزناً بوزنٍ، والفضة بالفضة وزناً بوزنِ، فإذا اختلف النوعان فلا بأس واحدة بعشرةٍ) (2) .
1143 - ثم رواه عن الحُسين بن إسحاق، عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، عن منصورٍ، عن أبي حمزة، عن سعيد بن المسيبِ، عن بلالٍ فذكر نحوه (3) .
_________
(1) في المخطوطة: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنده) والتزمنا بنص الطبراني.
(2) المعجم الكبير للطبراني 1/321 قال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في الكبير بنحوه. ورجال البزار رجال الصحيح إلا أنه من رواية سعيد بن المسيب عن بلال ولم يسمع سعيد من بلال وله في الطبراني أسانيد بعضها من حديث ابن عمر عن بلال باختصار عن هذا، ورجالها ثقات، وبعضها من رواية عمر بن الخطاب عن بلال بنحو الأول وإسنادها ضعيف. مجمع الزوائد 4/113.
(3) المعجم الكبير للطبراني 1/322 ويرجع إلى ما علق به الهيثمي على الحديث السابق.(1/559)
وأما رواية علي بن أبي طالب عنه(1/560)
1144 - فقال الطبراني: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثني أبي، حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا شيبان، عن ليثٍ بن أبي سُليم، عن الحكم، عن شريح بن هانئ (1) ، عن علي بن أبي طالب. قال: (زعم بلال أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يمسح على الموقين (2) والخِمار (3)) .
وأما روايةُ ابن مسعودٍ عنه
1145 - فقال الطبراني أيضاً: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي حُصين، عن يحيى بن وثاب، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود. قال: دخل ابن مسعود على بلال فقال: (دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي صُبْرة من التمر فقال: ما هذا يابلال؟ فقلت: يارسول الله لك ولضيفانك. فقال: (وأما تخشى أن يفُوز لهما بخارٌ من نار جهنم. أنفق يابلال، ولا تخشى من ذي العروش إقلالاً)) (4) .
1146 - أبو هريرة/ عنه بهذا الحديث بعينه، وقد رواه الطبراني، عن أبي مسلم الكشي، عن بكار بن محمد السيريني، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة عن بلالٍ بهذا مثله ونحوه (5) .
_________
(1) في المخطوطة: (شريح عن يمان) والتصويب من الطبراني.
(2) الموقين: تثنية موق، والموق: الخف، فارسي معرب أهـ النهاية 4/372.
والخمار: أي العمامة لأن الرجل يُغطي بها رأسه كما أن المرأة تغطيه بخمارها أهـ. النهاية: 2/78.
(3) أخرجه الطبراني في الكبير 1/322.
(4) المعجم الكبير للطبراني 1/323 قال الهيثمي: فيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وفيه كلام وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد 3/126.
(5) المعجم الكبير للطبراني 1/324.(1/560)
أبو سعيد الخدري عن بلال(1/561)
1147 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن علي الصائغ المكي، حدثنا الحسن
ابن علي الحلواني، حدثنا عمران بن أبان، حدثنا طلحة بن زيد، عن يزيد بن سنانٍ، عن أبي المُبارك، عن أبي سعيد، عن بلالٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يابلال مُتْ فقيراً، ولا تمت غنياً) . قال: وكيف بذاك؟ [؟ قال: ما رزقت فلا تخبأ، وما سئلت فلا تمنع (1) . قلت: يارسول الله كيف لي بذاك؟] قال: هُو ذاك أو النار) .
1148 - وبإسناده عن أبي سعيد عن بلال قال: (دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي شيء من تمر [فقال: ما هذا؟ فقلت:] أدخرناهُ لِشِتائِنَا. فقال: أَمَّا تخشى أن ترى لهُ بخاراً في جهنم؟) (2) .
ترتيب الرواة عنه على حروف المعجم من الصحابة والتابعين
أسامة بن زيد بن حارثة الحب بن الحب عن بلالٍ
1149 - قال النسائي في الطهارة: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، [دُحَيم] وسليمان بن داود [عن ابن نافع، عن داود] (3) بن قيس، عن زيد بن أسْلَم،
عن عطاءٍ بن يسار، عن أسامة بن زيد. قال: (دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبلال الأسواقَ، فذهب لحاجتهِ، ثم جاء، فسألتُ بلالاً: ما صنع؟ قال: ذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - لحاجتهِ، ثم توضأ، فغسل وجههُ، ويديه، ومسح برأسه، ومسح على الخفين،
ثم صلَّى) (4) .
_________
(1) () ... المعجم الكبير للطبراني 1/323 والعبارة التي بين المعكوفين سقطت من المخطوطة.
(2) المعجم الكبير للطبراني 1/324 واستكمال الخبر منه.
(3) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من السنن.
(4) سنن النسائي: الطهارة: المسح على الخفين: 1/69.(1/561)
البرآء بن عازب عن بلالٍ(1/562)
1150 - (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح على الخفين (رواه النسائي من طريق الأعمش عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عنهُ (1) .
وستأتي رواية ابن أبي ليلى، عن كعب بن عُجرة عن بلال.
[جابر بن عبد الله عن بلال رضي الله عنهم] (2)
1151 - حدثنا أبو حُصين القاضي، والحسين بن إسحاق التَّسْتَري قالا: حدثنا [يحيى] الحمّاني، حدثنا أيوب بن سيَّار، حدثنا ابن المنكدر، عن جابر، حدثني بلالُ. قال: (ناديت ذات ليلةٍ باردة، فلم يأت أحدٌ، ثم ناديتُ، فلم يأتِ أحدٌ ثلاث مراتٍ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: مالهُم؟ فقلتُ: منعهم البرد. فقال: (اللهم اكسر عنهم البردُ. فأشهد أني رأيتهم [يتروحون] في الصبح من الحر) (3) .
1152 - الحارث بن معاوية وأبو جندل بن سُهيل بن عمرو عن بلال (4) /: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (امسحوا على الخُمرِ والموقِ) رواه الطبراني، عن محمد بن جعفر الرازي، عن علي بن الجعد، عن ابن
_________
(1) سنن النسائي: الطهارة: المسح على العمامة: 1/64؛ المعجم الكبير للطبراني،
1/324.
(2) سقطت العبارة من المخطوطة والسياق يستلزمها.
(3) المعجم الكبير للطبراني 1/235 وفي سنده يحيى الحماني وهو ضعيف وأيوب بن سيار كذبه يحيى. مجمع الزوائد 1/318.
(4) في الطبراني: (أبو جندل بن سهيل بن عمرو بن الحارث بن معاوية عن بلال) .
وفي المخطوطة: (الحارث بن معاوية أبو جندل بن سهل عن بلال) والتصويب من أسد الغابة في ترجمة الرجلين 6/54، 1/417 وفيما أورده الطبراني من أخبار من طريقهما يقول: (عن الحارث ابن معاوية وأبي جندل بن سهيل) المعجم الكبير 1/346.(1/562)
ثوبان، عن أبيه، عن مكحولٍ [عن الحارث بن معاوية وسهيل بن أبي جندل] (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/346 واستكمال السند منه.(1/563)
1153 - وقد أسنده من طرقٍ عن مكحُول به مِثلهُ (1) .
1154 - ورواهُ من حديث سالم بن نوحٍ، عن عُمر بن عامر، عن قتادة، عن محمد بن سيرين، عن أبي جندلٍ عن بلالٍ به مثلَهُ (2) .
حفص بن عمر بن سَعد القرظ عنهُ
1155 - قال الطبراني: حدثنا الحُسين بن إسحاق، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا يعلى بن منصور، حدثنا عبد الرحمن بن سعيد بن عامر، عن عبد الله ابن محمد بن عماد بن سعدٍ، حدثه، عن سعدٍ مُؤذنِ عُمر، عن بلالٍ: (أنه كان يؤذن
لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الجُمعة إذا كان الفيء قدرَ الشِّرك (3) إذا قعد على المنبر) (4) .
حديث آخر
1156 - قال الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، حدثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار المؤذن، عن عبد الله بن محمدٍ، [وعمار] وعُمر ابني حفصٍ بن عُمر، عن آبائهم عن
_________
(1) المصدر السابق.
(2) المعجم الكبير للطبراني 1/347.
(3) الفئ: هو الظل.
وقدر الشراك: أي شراك النعل، والمراد: أن يزداد الظل بعد نقصانه وقت الظهيرة بمقدار شراك النعل فحينئذ يحُلّ وقت الظهر.
(4) المعجم الكبير للطبراني 1/338 قال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار وهو ضعيف. مجمع الزوائد 2/183.(1/563)
بلالٍ: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن أفضل عَملِ المؤمن الجهادُ في سبيل الله) (1) .
حديث آخر عنه عن بلالٍ
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/338 وفيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار.(1/564)
1157 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن علي الصائغ، حدثنا يعقوب بن حُميد بن كاسبٍ، حدثنا عبد الرحمن بن سعدٍ بن عمار بن سعدِ، عن عبد الله بن محمد وعمارٍ، وعُمر ابني حفصٍ (1) ، عن آبائهم، عن أجدادهم، عن بلالٍ: أنه كان يؤذن في الصبح، فيقول: (حي على خير العمل) ، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل مكانها: (الصلاة خيرٌ من النومِ) ، وترك حيَّ على خير العملِ) (2) .
1158 - وبِهِ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إذا أذنت فاجعلُ أُصبعيك في أذنيك [فإنه] أرفع لصوتك) (3) .
1159 - وبِهِ: (أنه كان يؤذن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، [وكان يؤذن] : الله أكبر الله أكبر. أشهدُ أن لا إله إلا الله. أشهد أن لا إله إلا الله. ثم ينحرف عن يمين القِبلةِ، فيقول: أشهدُ أن محمداً رسول الله. أشهدُ أن محمداً رسولُ الله. ثم ينحرف، فيستقبل خلف القِبلة/، فيقول: حي على الصلاة، حي على الصلاةِ، ثم ينحرف عن يساره، فيقول: حي على الفلاح. حيَّ على الفلاح. ثم يستقبل القبلة، فيقول: الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله، وكان يُقيم للنبي - صلى الله عليه وسلم -، [فيفرد الإقامة] فيقول: الله أكبر
_________
(1) في المخطوطة: (عن عبد الله بن محمد بن عمار وعمر بن حفص) والتصويب من الطبراني.
(2) المعجم الكبير للطبراني 1/339 وفيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار.
(3) المعجم الكبير للطبراني 1/337 وأخرج نحوه ابن ماجه من هذا الطريق: كتاب الآذان: باب السنة في الآذان: 1/236 وقال البوصيري: إسناده ضعيف لضعف أولاد سعد.(1/564)
الله [الله] أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن محمداً رسول الله. حي على الصلاة. حي على الفلاح. قد قامت الصلاة. قد قامت الصلاةُ، الله أكبر. لا إله إلا الله) (1) .
سعيد بن المسيب عنه
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/137 وفيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار.(1/565)
1160 - (أنه كان يؤذن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الفجر، فوجدهُ نائماً، فقال: الصلاةُ خيرٌ من النوم) الحديث رواهُ ابن ماجه، عن عمرو بن رافع، عن ابن المبارك، عن معمرٍ، عن الزُهري عنهُ بهِ (1) .
سويد بن غفلة
1161 - قال: (كان آخر آذان بلالٍ لا إله إلا الله والله أكبر) . رواه الطبراني من حديث الثوري عن عمران بن مسلم عنهُ بهِ (2) .
حديث آخر عنهُ
1162 - رواه الطبراني من حديث مُسددٍ، عن محمد بن جابر، عن عمران بن مُسلمٍ، عن سُوَيد بن غَفلة، عن بلال: (مسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الخُفين والخِمَار) (3) .
1163 - وقد رواهُ الطبراني أيضاً، عن أبي مُسلمٍ، عن مُسددٍ،
_________
(1) سنن ابن ماجه: كتاب الآذان: السنة في الآذان: 1/237 وفي الزوائد: رجال إسناده ثقات إلا أن فيه انقطاعاً. سعيد بن المسيب لم يسمع من بلال.
(2) كتب السنة كلها اتفقت على أنَّ آخر الآذان (لا إله إلا الله) والخبر أخرجه الطبراني في الكبير 1/338 قال الهيثمي: روى النسائي من حديث سويد بن غفلة عن الأسود بن بُريد قال: كان آخر آذان بلال: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله مجمع الزوائد 1/331.
(3) المعجم الكبير للطبراني 1/343.(1/565)
عن معتمر، عن ليث، عن الحكم بهِ. وحبيب بن أبي ثابتٍ، عن شُريح بن هانئ، عن بلالٍ: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسحَ على الخفين والخِمَارِ) (1) .
شدادُ مولى عياضٍ، بن عامر العامري، عن بلالٍ
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/344.(1/566)
1164 - حدثنا وكيع، حدثنا جعفر بن بُرْقان، عن شداد مولى عياض بن عامرٍ، عن بلالٍ: (أنه جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُؤذِنُه بالصلاة. فوجده يتسحر في مسجد بيته) (1) .
حديثٌ آخرٌ
1165 - رواهُ أبو داود عن زهير بن حرب، عن وكيع، عن جعفر بن بُرقان [عن شداد مولى عياض بن عامر] (2) عن بلالٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: (لا تُؤذِّنْ حتى يستبين لك الفجرُ هكذا، ثم أشار بيده ثم فتحها) (3) .
شهر بن حوشبٍ عنهُ
1166 - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا أبو العلاء وحدثنا محمد بن يزيد
عن أبي العلاء، عن قتادة، عن شهر بن حوشبٍ عن بلال. قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أفطر الحاجم والمحجوم) (4) . رواه النسائي عن يزيد بن
_________
(1) () ... أخرجه أحمد في المسند: 6/13 من حديث بلال.
(2) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ أبي داود في السنن، وقال: شداد مولى عياض لم يدرك بلالاً.
(3) سنن أبي داود: الصلاة: الآذان قبل دخول الوقت: 1/147.
(4) المسند: 6/12 من حديث بلال.(1/566)
هارون (1) ، وسيأتي من حديث شهر بن حوشب عن ثوبان، وعن قتادة عن أبي
أسماء عن شداد.
طارق بن شهاب عنهُ
_________
(1) السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/106.(1/567)
1167 - حدثنا وكيع، عن شعبة، عن قيس بن مُسلمٍ، عن طارق بن شهاب، عن بلالٍ قال: (لم يكن ينهى عن الصلاة إلا عند طلوع الشمس، فإنها تطلعُ بين قرني الشيطان) (1) . تفرد به.
عائذ الله بن عبد الله أبو إدريس الخولاني. يأتي
عبد الله بن عمر عنهُ
1168 - حدثنا يحيى بن سعيد عن السائب بن عمر قال: حدثني ابن أبي مليكة: (أن معاوية حجَّ، فأرسل إلى شيبة بن عثمان أن افتح لي باب الكعبة، فقال: عليَّ بابن عمر. قال: فجاء ابن عمر فقال له مُعاويةُ: هل بلغك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى في الكعبة؟ قال: نعم. دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكعبة فتأخَّر خروجه فوجدت شيئاً، فذهبتُ، ثم جئتُ سريعاً، فوجدتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خارجاً، فقال: فسألتُ بلالاً: هل صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الكعبة؟ قال: نعم. ركع ركعتين بين الساريتين) (2) رواهُ الجماعة من طُرقٍ عن ابن عمر به. مِنها مالك عن نافع، والزهري عن سالم، وسيف بن سُليمان عن مجاهدٍ، وخالد بن زيد عن عمرو بن دينار. كُلهُم عن ابن عُمَر عن بلال بهِ.
_________
(1) المسند: 6/12 من حديث بلال.
(2) المسند: 6/12 من حديث بلال.(1/567)
وقال الترمذي حسنٌ صحيحٌ (1) .
_________
(1) أخرجه البخاري من طرق منها عن مالك عن نافع ومنها عن الزهري عن سالم: صحيح البخاري في الصلاة والحج: 1/578. وأخرجه مسلم في الحج: استحباب دخول الكعبة للحاج وغيره والصلاة فيها: 2/966. وأبو داود: كتاب المناسك (الصلاة في الكعبة) 2/213. والترمذي: الحج: ماجاء في الصلاة في الكعبة: 3/214.(1/568)
1169 - حدثنا وكيع، حدثنا هشام بن سعدٍ، عن نافعٍ، عن ابن عُمر. قال قلت لبلالٍ: (كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَرُدّ عليهم حين يُسلمون عليه في الصلاة؟ قال: كان يشير بيدهِ) (1) . رواه أبو داود من حديث هشام بن سعدٍ (2) والترمذي عن محمود بن غيلان عن وكيعٍ بهِ، وقال: حسن صحيح (3) .
1170 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل الكعبة، وعثمان بنُ طلحةَ، وأسامة بن زيد وبلال قد غلقها، فلمَّا خرج سألت بلالاً/ ماذا صَنَع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ترك عمودين عن يمينه، وعموداً عن يساره، وثلاثة أعمدةٍ خلفه، ثم صلى وبينه وبين القبلة ثلاثةُ أذرعٍ) (4) .
1171 - حدثنا روح، حدثنا عثمان بن سعد، حدثنا عبد الله بن أبي مُليكة، حدثني ابن عمر. قال: (لما كان يوم الفتح قضوا طوافهم بالبيت، وبالصفا والمروة، ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل البيت فغفل عنه ابن عُمَر، فلما أُنْبِئَ بدخولهِ أقبل يركب أعناق الرجال، فدخل يقتدي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - كيف يُصلي؟ فتلقاهُ عند الباب خارجاً، فسأل بلالاً المؤذن كيف صنع رسول الله
_________
(1) المسند: 6/12 من حديث بلال.
(2) سنن أبي داود: الصلاة: رد السلام في الصلاة: 1/243.
(3) سنن الترمذي: الصلاة: ماجاء في الإشارة في الصلاة: 2/2204.
(4) المسند: 6/13 من حديث بلال.(1/568)
- صلى الله عليه وسلم - حين دخل الكعبة؟ قال: صلى ركعتين [حيال وجهه] (1) ثم دعا الله ساعةً، ثم خرجَ) .
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند: 6/13.(1/569)
1172 - حدثنا وكيعٍ، عن هشامٍ بن سعدٍ، عن نافع، عن ابن عُمَر. قال: (سألتُ بلالاً أين صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دخل (1) الكعبة؟ قال: كان بينهُ وبين الجدار ثلاثة أذرعٍ) .
1173 - حدثنا مروانُ بن شجاعٍ (2) حدثني خُصَيفَ، عن مجاهدٍ، عن ابن عُمرَ: أنَّهُ سأل بلالاً فأخبره: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركع ركعتين جعل الأُسطوانة عن يمينه، وتقدم قليلاً، وجعل المقام خلف ظهره) (3) .
1174 - حدثنا ابن نُمير، حدثنا سيفُ بن سُليمان، سمعتُ مجاهداً. قال: (أُتِيَ ابن عُمر وهو في منزله، فقيل له: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد دخل الكعبة، قال: فأقبلتُ، فأجِدُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد خرج، وأجدُ بلالاً قائماً بين البابين، فقلتُ: يابلالُ هل صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الكعبةِ؟ قال: نعم صلى ركعتين بين هاتين الساريتين اللتين عن يسارك إذا دخلت، ثم خرج، فصلى في وجهِ الكعبةِ ركعتين) (4) .
1175 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عُمرو بن دينار:
_________
(1) في المخطوطة: حين دخل المسجد يعني الكعبة. وهو زائد عن لفظ المسند: 6/13.
(2) في المسند (حدثنا مروان بن الحكم) وهو تحريف ظاهر، فإن الإمام أحمد لم يدرك مروان بن الحكم، حيث مات مروان سنة خمس وستين وولد الإمام أحمد سنة: أربع وستين ومائة هجرية، وما في الأصل أصح إذ أن مروان بن شجاع الحزري مات سنة أربع وثمانين ومائة وكان الإمام في سن يسمح بالرواية عنه، وأيضاً فقد أكثر مروان من الرواية عن خصيف حتى أطلقوا عليه الخصيفي. يراجع تهذيب التهذيب 10/94.
(3) المسند: 6/14.
(4) المسند: 6/14 من حديث بلال.(1/569)
(أن ابن عمر قال: حُدِّثت عن بلالٍ (1) : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في البيت قال: وكان ابن عباسٍ يقول: لم يُصل فيه، ولكن كبَّر في نواحيه) (2) .
_________
(1) لفظ المسند: (أن ابن عمر حدث عن بلال) إلخ، وهو الصواب لما تقدم من روايات.
(2) المسند: 6/15.(1/570)
1176 - حدثنا سفيان، عن أيوب، عن نافع. قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح وهو على ناقةٍ لأسامة بن زيدٍ، فأناخ يعني/ بالكعبة، ثم دعا عثمان بن طلحة بالمفتاح، فذهب يأتيهِ به، فأبت أمُه أن تُعطيه، فقال: لنعطينهُ أو أن يخرج السيف من صلبي، فدفعته إليه، ففتح، ودخل معه بلالٌ، وعثمانُ، وأسامةُ، فأجافوا الباب عليهم ملياً (1) ، قال ابن عُمَر: وكنتُ رجلاً شاباً قوياً، فبادرتُ الناس، فبدرتهم فوجدتُ بلالاً قائماً على الباب، فقلتُ: أين صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: بين العمودين المقدَّمَين، فنسيت أسألهُ كم صلى) (2) .
عبد الله الهوزني عنه
1177 - قال أبو داود في كتاب الخراج من سننهِ: حدثنا أبو توبة الربيع ابن نافعٍ، حدثنا معاوية يعني ابن سلاَّم، عن زيد أنه سَمِعَ أبا سلام: حدثني عبد الله الهوزني قال: (لقيت بلالاً المؤذنَ بحَلب، فقلت: يا بِلالُ حدثني كيف كانت نفقةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ما كان له شيءٌ، كنتُ أنا الذي ألِي ذلك منهُ منذ بعثهُ الله عز وجل [إلى أن توفى] (3) وكان إذا أتاهُ الإنسان مُسلماً فرآهُ عارياً يأمرني، فأنطلقُ، فأستقرضُ
_________
(1) أي أغلقوا الباب عليهم وقتاً طويلاً.
(2) المسند: 6/15 من حديث بلال.
(3) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ السنن.(1/570)
فأشتري له البُردة، فأكسوه، وأطعمهُ، حتى اعترضني رجلٌ من المشركين، فقال: يابلالُ: إن عندي سعةً فلا تستقرض من أحدٍ إلاَّ مني، ففعلتُ، فلما أن كان ذات يومٍ توضأْتُ، ثم قمتُ لأُؤَذِّن للصلاة، فإذا المشرك قد أقبل في عصابةٍ من التجار، فقال: يا حَبشي. فقلتُ: يا لَبَّاهُ فتجهمني (1)
فقال لي قولاً غليظاً، وقالَ لي: أتدري كم بينك وبين الشهرِ؟ قلتُ: قريبٌ، قال: إنما بينك وبينهُ أربعٌ، فآخذك بالذي عليك، فأردك ترعى الغنمُ. كما كنت قبل ذلك. قال: فأخذ في نفسي كما يأخذ بنفسِ الناس، حتى إذا صليتُ العتمة رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهلهِ، فاستأذنتُ عليه، فأَذِن لي. فقلتُ: يارسول الله بأبي أنت وأمي إن المشرك الذي كنتُ أَتَدين منه قال لي كذا وكذا، وليس عندك ما تقضي عني، ولا عندي، وهو فاضحي، فأذن لي أن آتي بعض هذه الأحياء الذين قد أسلموا حتى يرزق الله رسوله ما يقضي عني، قال: وخرجتُ، حتى أتيتُ منزلي، وجعلت سيفي وجِرابَي ونَعلي ومجني عند رأسي، حتى إذا انْشَقَّ عمودُ الصبح الأول أردت أن أنطلق ناداني إنسان: يابلال أجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانطلقت، حتى أتيته فإذا، أربع ركائب مُناخاتٍ عليهن أحمالهن، فاستأذنتُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أَبْشر، فقد جاء الله بقضائك. ألم ترَ الركائب المناخاتِ الأربع؟ قلتُ: بلى. قال: إنَّ لك رقابهن (2) وما عليهن فإن عليهن كسوةً وطعاماً أهداهُنَّ إلى عظيم فَدَكَ، فأقبضهنَّ واقضين دينك، قال: ففعلتُ، فذكر الحديث، ثم انطلقتُ إلى المسجد، فإذا رسول الله / - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فسلمتُ عليه، ورد علىَّ، وقال: ما فعلت يابلال فقلتُ: قد قضى الله كل شيءٍ كان على
_________
(1)) ) ... فتجهمني: أي تلقاني بوجه كريه.
(2) لفظ أبي داود في السنن (إن لك رقابهن وما عليهن) .(1/571)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[فلم يبق شئ] (1) فقال: أفضَل شيءٌ؟ قلتُ: نعم. قال انظر أنْ تُريحُني منه، فإني لستُ بداخل على أحدٍ من أهلي، حتى تُريحَني منهُ، فبات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، وقص الحديث. قال: حتى [إذا] صلى العتمة [دعاني] (2)
فقال: ما فعل الذي قبلك؟ قال (3) : قلتُ: قد أراحك الله منهُ يارسول الله قال: فكَّبر الله وحمدهُ شفقاً من أن يُدركهُ الموتُ وعندهُ ذلك، ثم اتبعتهُ حتى إذا جاء أزواجه فسلم على إمرأة إمرأة حتى أتى مبيته - صلى الله عليه وسلم -، فهذا الذي سألتني عنه (هذا لفظ أبي داود رحمه الله (4) .
عبد الله بن معقل المُزني
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ السنن.
(2) مابين المعكوفين زدناه من لفظ السنن..
(3) سقط من الأصل الآتي (قلت: هو معي لم يأتنا أحد فبات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد وقص الحديث حتى إذا صلى العتمة - يعني من الغد - دعاني قال: ما فعل الذي قبلك؟ قال) أثبتناه من لفظ أبي داود في السنن.
(4)) ) ... الحديث أخرجه بطوله أبو داود في سننه: كتاب الخراج: الإمام يقبل هدايا المشركين: 3/171.(1/572)
1178 - حدثنا يحيى بن آدم، وأبو أحمد، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن معقل المزني، عن بلالٍ. قال: (أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُوذِنهُ بالصلاة - قال أبو أحمد: وهو يريدُ الصيام - فدعا بقدحٍ، فشرب، وسقاني، ثم خرج إلى المسجد للصلاة، فقام يُصلي بغير وضوءٍ يريدُ الصوم) (1) .
_________
(1) المسند: 6/12، ولا يلزم من عدم رؤيته لوضوئه أنه لم يكن متوضئاً أو أنه أراد أنه قام من نومه ولم يتوضأ فإن نومه - صلى الله عليه وسلم - غير ناقض وهي خصوصية له.(1/572)
عبد الرحمن بن أبي ليلى عنهُ(1/573)
1179 - حدثنا وكيعُ ومحمد بن جعفرٍ، قال: حدثنا شعبةُ، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى - قال ابن جعفر في حديثه، سمعتُ ابن أبي ليلى، وعبد الرزاق قال: أنبأنا سفيان، عن الأعمش عن الحكم، عن ابن أبي ليلى - عن بلالٍ: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح على الخُفين والخمارِ) (1) . ورواه النسائي عن هنادٍ عن وكيعٍ بهِ (2) . وسيأتي من رواية الأعمش عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عُجرة عن بلالٍ (3) .
1180 - حدثنا عبد الجبار بن محمد الخطابي، حدثنا عُبيد الله عن زيد بن أبي أنيسة، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بلالٍ. قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح على الخفين والخِمار) (4) .
1181 - حدثنا حسنُ بن الربيع، وأبو أحمد قالا: حدثنا أبو إسرائيل
- قالَ أبو أحمد في حديثه حدثنا الحكمُ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى - عن بلالٍ. قال: (أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أتوبَ في شئ من الصلاة إلا في صلاة الفجر) قال أبو أحمد في حديثه: (قال لي رسول الله صلى الله/ عليه وسلم: إذا أذنتَ فلا تُثَوِّب) (5) . قال الترمذي: لا نعرفهُ إلاَّ من حديث أبي إسرائيل المُلائي واسمهُ إسماعيل ابن أبي إسحاق، وليس بالقوي، ولم يسمعهُ من الحكم، وإنما رواه عن الحسن بن عُمارةُ،
_________
(1) المسند: 6/13.
(2) سنن النسائي: الطهارة: المسح على العمامة: 1/64.
(3) المصدر السابق.
(4) المسند: 6/14.
(5) المسند: 6/14 والمراد بالتثويب هو قول (الصلاة خير من النوم) مرتين بعد قوله (حي على الفلاح) .(1/573)
عنهُ عن ابن أبي ليلىَ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره (1) فأعلمهُ أوْ أرسلهُ.
_________
(1) سنن الترمذي: الصلاة: ماجاء في التثويب في الفجر: 1/378.
ووقعت عبارة الترمذي في المخطوطة: (يرى أنه سمعه من الحسن) وعبارة الأصل أوضح. ولعل العبارة الأخيرة فيها شئ من الغموض وهي منقولة عن الحافظ المزي قال: (عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن ابن أبي ليلى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لبلال) تحفة الأشراف 2/111.(1/574)
1182 - حدثنا أبو قطن. قال: ذكر رجلٌ لشُعبة الحكم عن ابن أبي ليلى، عن بلالٍ. (فأمرني أن أُثُوبَ في الفجر، ونهاني عن العشاءِ) ، فقال شُعبة: لا والله ما ذكر ابن أبي ليلى ولا ذكرَ إلا إسناداً ضعيفاً قال: أظنُّ شُعبة [قال] كنتُ أراهُ رواه عن عمران بن مُسلمٍ) (1) .
حديثٌ آخرُ
1183 - قال البزار: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفرٍ، عن شعبة عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بلالٍ (ح) وحدثنا النضر بن علي، حدثنا زياد بن عبد الله، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بلالٍ. قال: (كُسِفَت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (2) إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموتِ أحدٍ، ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم ذلك، فصلوا كأحدثِ صلاةٍ صليتموها) . كذا قال ثم قال: لم يسمعهُ إلاَّ من نضرٍ
وغيره يقول عن يزيدٍ عن عبد الرحمن عن جدته عنْ بلالٍ (3) .
_________
(1) المسند: 6/15 من حديث بلال.
(2) إنما قال ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن الشمس كسفت يوم مات إبراهيم بن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فزعم الناس أنها انكسفت لموته فرفع - صلى الله عليه وسلم - وهمهم بهذا الكلام.
(3) الخبر أخرجه البزار والطبراني في الأوسط والكبير وقال في مجمع الزوائد 2/208 عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك بلالاً وبقية رجاله ثقات. المعجم الكبير للطبراني 1/343.(1/574)
عبد الرحمن بن ملّ عنهُ
هو أبو عثمان يأتي
عُبيد الله بن زِيادة الكِنْديّ عنه(1/575)
1184 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا عبد الله بن العلاءِ، حدثنا أبو زيادٍ عُبيدالله بن زيادة الكِندي، عن بلالٍ: أنه حدثهُ: (أنهُ أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤذنهُ بصلاةِ الغداةِ، فشغلتْ عائشة بلالاً بأمر سألتْه عنهُ، حتى فضحه الصُبحُ، وأصبحَ جِدًا، قال: فقام بلالُ فآذنهُ بالصلاةِ، وتابعَ بين أذانه، فلم يخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما خرج، فصلى بالناس أخبره أن عائشة شغلتهُ بأمرٍ سألتهُ عنهُ، حتى أصبح جداً، ثم إنهُ أبطأ عليه بالخروج، فقال: إني كنتُ ركعتُ ركعتي الفجرُ قال: [يا] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنك قد أصبحت جدا؟ قال: لو أصبحتُ أكثر مما أصبحتُ لركعتُها وأحسنتهُما وأجملتُهما) (1) . رواهُ أبو داود عن الإمام أحمد بِهِ.
عمرو بن مرداسٍ عنهُ
1185 - حدثنا إسماعيل عن الجُريري/، عن أبي الورد بن ثمامة، عن عمرو ابن مرداسٍ قال: (أتيتُ الشام أَتيةً، فإذا رجلٌ غليظُ الشفتين، أو قال: ضخم الشفتين والأنف إذا بين يديه سلاحٌ، فسألوهُ يقول: يا أيَّها الناس خذوا من هذا السلاحِ، واستصلحوه، وجاهدُوا في سبيل الله قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قلت: من هذا [؟ قالوا: بلال] ) (2) تفرَّد بهِ.
_________
(1) المسند: 6/14 وسنن أبي داود 2/19.
(2) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند: 6/13.(1/575)
عُضَيفِ بن الحارث عن بلالٍ مرفوعاً(1/576)
1186 - (إن الله جَعَل الحق على لِسان عمر وقلبه) (1)
رواه الطبراني من
حديث أبي بكر بن أبي مريم، عن حبيبٍ، عن عبيد عنهُ (2) .
قُبيصة بن ذوُيب عن بلالٍ
1187 - إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن المؤذِّنين أطولُ الناس أعناقاً (3) يوم القيامة) رواهُ الطبراني من حديث عمرو بن الحارث، عن عبد الله بن سالم، عن الزُّبيدي، عن ابن عمر أن معاوية بن أبي سفيان عنه بهِ (4) .
قيس بن [أبي] حازم عن بلالٍ
1188 - قال: (قلتُ لأبي بكرٍ: إنْ كنتَ إنما اشتريتني لنفسِكَ فأمسكني؟ وإن كنت إنما اشتريتني لله فدعني وعمل الله) . رواه البخاري في فضائل بلالٍ عن محمد بن عبد الله بن نُمير، عن محمد بن عُبيدٍ، عن إسماعيل بن أبي خالد عنهُ بهِ (5) .
_________
(1) الحديث أخرجه بلفظه الترمذي من طريق ابن عمر، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وفي الباب عن الفضل بن عباس وأبي ذر، سنن الترمذي: المناقب: مناقب عمر بن الخطاب: 5/280 وأخرجه بلفظه أيضاً الحاكم: معرفة الصحابة: إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه:
= ... 3/87 وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة، وقال الذهبي في
تلخيصه على المستدرك: على شرط مسلم. وكذا أخرجه أحمد في مسنده من طريق ابن عمر:
2/53، 95.
(2) المعجم الكبير للطبراني: 1/338.
(3) أي أكثرهم تشوقاً إلى رحمة الله لأن المتشوق يطيل عنقه إلى ما تشوق إليه، أو معناه: أكثرهم ثواباً، وقيل معناه أنهم سادة ورؤساء والعرب تصف السادة بطول العنق. والله أعلم.
(4) المعجم الكبير للطبراني: 1/339.
(5) صحيح البخاري: المناقب: مناقب بلال: 7/99.(1/576)
حديث آخر(1/577)
1189 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن علي الجارودي الأصفهاني، حدثنا عبد الله بن داود سنديلة (1) حدثنا الحسين بن حفصِ، عن أبي يوسف، عن بيان بن بشرٍ، عن قيس بن [أبي] حازِم، عن بلالٍ يرفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال:
(رفع بصره إلى السماء فقال: سبحان الله [الذي] يرسل عليهم الفتن إرسال القَطْر) (2) .
حديث آخر
1190 - رواه الطبراني من حديث يحيى بن آدم، عن مفضِل بن مهلهلٍ، عن بيان، عن قيس، عن بلالٍ: (أنهُ رأى رجلاً يسئ الصلاة لا يتم ركوعها ولا سجودها. فقال: لو متَّ الآن لمتَّ على غير ملةِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -) (3) .
كعب بن عُجرة عن بلالٍ
1191 - حدثنا الأعمش عن الحكم بن عُتَيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عُجرة، عن بلالٍ قال: (رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) سنديلة: مكانها بياض في المخطوطة واستكملناه من الطبراني.
(2) المعجم الكبير للطبراني 1/340 وما بين المعكوفات استكمال منه، وقد وردت كلمة الفتن عن الطبراني: (الفقر) وما ورد في المخطوطة يوافق ما في مجمع الزوائد 7/307 قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم.
(3) () ... هذه رواية الطبراني في الأوسط ورواية المعجم الكبير 1/341: (لمت على غير ملة عيسى عليه السلام) قال الهيثمي: رجاله ثقات مجمع الزوائد 2/121.(1/577)
يمسح على
الخِمَار والخُفين) (1) . رواه الترمذي (2) ومسلم (3) والنسائي (4) وابن ماجه من حديث الأعمش بِه (5) .
مسروق عنهُ
_________
(1) لفظ المسند: (مسح على الخفين والخمار) 6/12 من حديث بلال.
(2) سنن الترمذي: الطهارة (ماجاء في المسح على العمامة) : 1/172.
(3) صحيح مسلم: الطهارة (المسح على الناصية والعمامة) : 1/231.
(4) سنن النسائي: الطهارة (المسح على العمامة) : 1/64.
(5) سنن ابن ماجه: (ماجاء في المسح على العمامة) : 1/186.(1/578)
1192 - (كان عندنا تمر ردئٌ فبِعْتُ منهُ صاعين بصاع قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:) رُدُّوا علينا تمرنا) . رواه الطبراني عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن يحيى ابن معين، عن عثمان بن عمر، عن إسرائيل عن أبي إسحاق عنه بهِ (1) .
1193 - ومن حديث إسرائيل عن أبي إسحاق، عن مسروقٍ، عن بلال مرفوعاً: وفيه قال: (أَنْفِق بلالُ ولا تخشى من ذي العرش إقلالا) (2) .
نُعيم بن حمارٍ عن بلالٍ (3)
1194 - حدثنا هشام بن سعيدٍ [أخبرنا] محمد بن راشد سمعتُ مكحولاً [يحدث] عن نعيم بن حمارٍ، عن بلال: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (امسحوا على الخُفين والخِمار) (4) .
_________
(1) المعجم الكبير 1/344.
(2) المصدر السابق.
(3) نعيم بن حمار الغطفاني الشامي: اختلف في اسم أبيه فقيل: همار، هبار، هدار، حَمار. وما ورد في المخطوطة مرتين: حماد، وهو صحابي يرجع إلى ترجمته في أسد الغابة 5/305 وتهذيب التهذيب 10/467.
(4) المسند 6/12 من حديث بلال والمعجم الكبير للطبراني 1/336 وما بين المعكوفات استكمال من المسند.(1/578)
أبو إدريس الخَولاني عن بلالٍ(1/579)
1195 - حدثنا عفان، حدثنا حماد يعني ابن سلمة، حدثنا أيوب، عن أبي قِلابة، عن أبي إدريس، عن بلالٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربةً إلى ربكم، وتكفسير السَّيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداءِ عن الجسد) . وكذا رواه الحاكم، عن الأصم، عن الحسن بن عكرمة عن أبي النَّضرية. قال الترمذي: لا يصح هذا الحديث سمعت (1) البخاري يقول هو محمد بن سعيد الشامي (2) وهو ابن أبي قيسٍ وهو متروكُ الحديث، قال: وروى هذا الحديثُ معاوية بن صالح ربيعة بن [يزيد عن] أبي إدريس عن أبي أمامة [الباهلي] عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا أصح من حديث [أبي إدريس عن] بلالٍ (3) . ...
قلت: كذا رواه البيهقي عن الحاكم، عن أبي عبد الله الزاهد، عن محمد بن إسماعيل السُلمي عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح قال شيخُنا: ورُوي عن أبي إدريس مرسلاً ليس فيه ذكرُ بلالٍ (4) .
أبو الأشعث الصَّنعاني عنهُ
1196 - (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح على الخفين والخِمَار) . رواه
_________
(1) تمام كلام الترمذي هو: (هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث بلال إلا من هذا الوجه من قبل إسناده. سمعت محمد بن إسماعيل) .
(2) محمد بن سعيد الشامي: قتله أبو جعفر في الزندقة، له أسماء كثيرة حتى قيل إنهم ركبوا اسمه على مائة اسم وزيادة ولم يشهد له أحد بخير فيمن ترجم له التاريخ الكبير 1/94 الميزان 3/561 المجروحين 2/247.
(3) الخبر أخرجه أحمد والترمذي والحاكم والبيهقي من حديث بلال سنن الترمذي 5/552 والسنن الكبرى للبيهقي 2/502 مستدرك الحاكم 1/308.
(4) تحفة الأشراف للحافظ المزي شيخ المصنف 2/106.(1/579)
الطبراني من حديث الوليد بن مسلمٍ، عن سعيدٍ بن بشير، عن مطرف الوراق، عن أبي قلابة الجرمي عنهُ بِهِ (1) .
أبو بكر الصديق عنه إن صحت الرواية
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/349.(1/580)
1197 - قال الحافظ أبو الحسن بن عبد الله العسكري في كتابهِ (التصحيف) عن ابن منيع: حدثنا مجاهد بن موسى، حدثنا شَبابةُ، حدثنا أيوب بن سيارٍ، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن أبي بكر، عن بلالٍ. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أَسْفِروا بالصبح، فإنه أعظم للأجر) ثم قال أبو بكر العسكري: وروى أبو بكر وعُمر عن بلالٍ.
قلت: لكن أيوبٌ هذا متروك الحديث قد كذبهُ بعض الحفاظ (1) .
أبو جندلٍ عنهُ في ترجمة الحارث بن مُعاوية
أبو سلمة عنهُ
1198 - قال ابن ماجه: حدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله قالا: حدثنا وكيع، عن ابن أبي رَواد، عن أبي سلمة، عن بلالٍ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له غداة جمع: [يابلال] (2) أَسْكت الناس أو أنصت الناس ثم قال: (إن الله تطوّل عليكم [في جمعكم هذا] (3) فوهب
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 1/321 قال الهيثمي: فيه أيوب بن سيار وهو ضعيف مجمع الزوائد 1/315 وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين ليس بشئ وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل. ثم أورد هذا الخبر من مناكيره. المجروحين 1/171.
(2) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ ابن ماجه.
(3) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ ابن ماجه.(1/580)
مُسيئكُمُ لمحسِنكُمْ وأعطَى محسنكم ما سأل ادفعوا بِسم الله) (1) .
أبو عبد الله
ويقالُ أبو عبد الرحمن عن بلالٍ
_________
(1) أخرجه ابن ماجه في سننه: المناسك: الوقوف بجمع: 2/1006، ومعنى (تطول) أي تفضل.
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، أبو سلمة هذا لا يعرف اسمه وهو مجهول.(1/581)
1199 - حدثني محمد بن بكرٍ، وعبد الرزاق قالا: أنبأنا ابن جُريج، أخبرني أبو بكرٍ بن حفص بن عمر، أخبرني أبو عبد الرحمن، عن أبي عبد الله: أنه سمعَ عبد الرحمن بن عوف يَسألُ بلالاً: (كيف مسح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على الخفين؟ قال: تبرزَ، ثم دعا بمطهرة أي إداوة) (1) .
أبو عثمان النهدي عن بلال
1200 - حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا عاصم عن أبي عثمان. قال: قال بِلالُ: (يارسول الله لا تسبقني بآمين) (2) .
1201 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول قال شعبة: عن أبي عثمان. قال بلال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تسبقني بآمين) (3) ورواهُ أبو داود عن إسحاق بن راهوية عن وكيع عن عاصم بهِ (4) .
_________
(1) بقية الحديث كما في مسند أحمد (فغسل وجهه ويديه ثم مسح على خفيه وعلى خمار العمامة. قال عبد الرزاق: ثم دعا بمطهرة بالإداوة) انظر: المسند: 6/12 من حديث بلال.
(2) الموضع السابق من المسند، والمعجم الكبير للطبراني 1/352.
(3) المسند: 6/15 من حديث بلال.
(4) سنن أبي داود: الصلاة: التأمين وراء الإمام: 1/246.(1/581)
الصُّنَابحي عن بلال(1/582)
1202 - حدثنا موسى بن داود عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصُّنابحي عن بلالٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليلةُ القدر ليلة أربعٍ وعشرين) (1) .
فاطمة بنت الحسين عنهُ
1203 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا محمد بن عبد الله الأزدي، حدثنا أبو تُميلة يحيى بن واضح، حدثنا محمد بن بشير الأموي، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، عن فاطمةِ بنت الحسين عن بلالٍ.
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كل معروف صدقة) (2) .
فاطمة بنت قيس عنهُ
بحديث الدَّجالِ ذاك الطويل أنها رَوته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنه كما سيأتي في مسندها. والحمد لله وحدهُ.
آخر الجزء السابع من تجزئة المصنف.
_________
(1) المسند: 6/12 من حديث بلال.
(2) المعجم الكبير للطبراني 1/353.
والحديث أخرجه البخاري: الأدب: كل معروف صدقة: 8/13 عن جابر بن عبد الله.
وأخرجه مسلم: الزكاة: بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف: 2/697 عن حذيفة.
وأخرجه أبو داود: الأدب: المعونة للمسلم: 2/584 عن حذيفة.
وأخرجه الترمذي: البر والصلة: طلاقة الوجه: 3/234 عن جابر.
وأخرجه أحمد في مسنده: 3/344 عن جابر بن عبد الله.
ومعنى الحديث: أن ما عرف فيه رضاء الله تعالى فثوابه كثواب الصدقة. قال السيوطي: إن كل ما يفعل من أعمل البر فثوابه كثواب من تصدق بالمال، السراج المنير شرح الجامع الصغير 3/86.(1/582)
الجزء الثامن
حرف التاء(1/583)
182 - (التِّلِبُ بن تَغْلب) (1)
قال الطبراني: ويقال التَّلِبُ بتشديد الباء، وهو التَّلِبُ بن ثعلبة بن ربيعة بن عطية بن أُخيف بن كعب بن العمبر بن عمرو بن تميم بن مرّ التميمي ثم العنبري، وكان شعبة يقول: الثَّلِب بالتاء المثلثة، وكان يلثغ فيه. إما للكبر، أو لزوال بعض أسنانه، أو أشتبه عليه، والصحيح بالتاء المثناة فوق.
1204 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن خالد يعني الحذاء عن أبي بشر العنبري، عن ابن التَّلِب، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أن رجلاً أعتق نصيباً له في مملوكٍ، فلم يُضمنْهُ النبي - صلى الله عليه وسلم -) .
قال عبد الله: قال أبي: كذا قال غُندرُ: ابن الثلب، وإنما هو ابن التَّلب. كان شعبة في لسانِه شئ يعني لثغة، ولعلَّ غندراً لم يفهم عنه. رواه أبو داود (2) عن أحمد بن حنبلٍ والنسائي عن أحمد بن عبد الله بن الحكم كِلاهُما عن غندرٍ به.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/253 والإصابة: 1/183. والتلب: بفتح المثناة وكسر اللام بعدها موحدة خفيفة.
(2) أخرجه أبو داود: كتاب العتق: باب فيمن روى أنه لا يستسعى فيمن أعتق نصيباً له في مملوك: 2/350 والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/115.
والخبر من رواية ابن التلب عن أبيه. وابن التلب اسمه ملقام قال البيهقي: إنه إسناد غير قوي، وقال النسائي: ينبغي أن ملقام بن التلب ليس بالمشهور، وقال الخطابي: هذا غير مخالف للأحاديث المتقدمة (يعني أحاديث الباب) وذلك أنه إذا كان معسراً لم يضمن وبقي الشخص مملوكاً كما كان. انتهى وكأنه أجاب عنه على تقرير الصحة. مختصر السنن 5/406.(1/583)
حديثٌ آخرٌ(1/584)
1205 - قال أبو داود: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا غالبُ بن حجرة [حدثني] (1) مِلْقامُ بن التَّلِب، عن أبيه. قال: (صحبتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم أسمع لحشرات الأرض تحريماً) (2) . ويقالُ هلعَام.
قال شيخنا: وقد روى غالب بن حَجْرة عن أم عبد الله بنت مِلْقام بن التَّلِب عن أبيها، عن أبيه (3) .
حديث آخر
1206 - قلتُ: هو ما رواهُ الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا حَرِمِي بن حفص القسملي، حدثنا غالب بن حجرة، حدثتني أم عبد الله بنت مِلقامٍ، عن أبيها، عن أبيه التَّلِب: (أنه كان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان يُطعمُ ويكيل لي مداً فأرفعهُ، وآكلُ مع الناس، حتى كان طعاماً قال: فأتى التلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أطعمتني مداً يوم كذا وكذا فجمعته إلى اليومَ. قال: فاستقرضه مني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان له منهُ ما كان يكيل له قبل ذاك) (4) .
1207 - وبهِ أن رسول الله / - صلى الله عليه وسلم -[قال: الضيافة ثلاثة أيام] حقٌ واجبٌ لازمٌ فما زاد فهو صدقة) (5) .
_________
(1) مابين المعكوفين أثبتناه من لفظ أبي داود من السنن.
(2) سنن أبي داود: الأطعمة: باب في أكل حشرات الأرض: 3/354.
(3) تحفة الأشراف للمزي 2/115.
(4) المعجم الكبير للطبراني 2/62 قال الهيثمي: فيه أم عبد الله بنت ملقام ولم أجد من ترجمها. مجمع الزوائد 4/141.
(5) المعجم الكبير للطبراني 2/63 وما بين المعكوفين استكمال منه.(1/584)
حديثٌ آخرٌ:(1/585)
1208 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن داود المكي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا غالب بن حَجْرة، حدثني ملقامُ بن التَّلِب: أن التلب حدثه: أنهُ أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يارسول الله استغفرُ لي قال: إذا أُذِنَ لك، أو حتى يُؤذَن لك بذلك قال فغَبر ما شاء، ثم دعاه ثم مسح بيده على وجهه، وقال: اللهم اغفر لهُ وارحمه ثلاثاً) (1) .
183 - (تَمَّامُ بنُ العباسِ بن عبد المُطلب) (2)
وكان أصغر ولد العباس، وكانوا عشرةً، وهو شقيقُ كثير بن العباس. قال
الزبير بن بكارٍ: كان للعباس عشرة من الولد، وكان تمامٌ أصغرهُم، وكان العباس يحملهُ ويقول:
تَمُّوا بتمامَ فصاروا عشرهْ: ... يا ربّ فاجعلهم كراماً برره
... واجعل لهم ذكراً وأَنْمِ الثَّمرة
قال أبو عُمر بن عبد البر: وكل بني العباس لهم رواية، وللفضل ولعبد الله رواية ورُؤية. قال أبو نعيم: تمام بن العباس، ويقالُ: تمام بن قُثَم (3) بن العباس. قال ابن الأثير: وهذا أغرب الأقوالِ، وإنما اشتبه عليه
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 2/63 وفيه ملقام بن التلب.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/253 والإصابة: 1/186 والاستيعاب: 1/186 والتاريخ الكبير 4/157.
(3) في المخطوطة: (ابن تميم) والصواب ما أثبتناه عن أسد الغابة.(1/585)
من الحديث الذي وقع في المستدرك كما سيأتي (1) . وقد ناب تمامُ هذا على المدينة من جهة ابن عمه عليّ، ثم عزلهُ بأبي أيوب الأنصاري، وكتبتُ حديثهُ في مُسند بني هاشم كما في الأصل.
_________
(1) عبارة ابن الأثير: (ولعل أبا نعيم قد وقف على الحديث الذي في مسند أحمد) إلخ. وبالرجوع إلى المستدرك فالحديث عن تمام عن أبيه عن العباس 1/146.(1/586)
1209 - حدثنا إسماعيل بن عمر أبو المنذر، حدثنا سفيان عن أبي علي الزرَّادِ، حدثني جعفر بن تمام بن العباس، عن أبيه. قال: (أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أتى فقال: ما لي أراكُم تأتوني قُلحاً (1) استاكوا، لولاَ أشق على أُمتي لفرضتُ عليهم السواك كما فرضتُ عليهم الوضُوء) (2) .
1210 - حدثنا جرير، عن يزيد بن أبي الزياد، عن عبد الله بن الحارث. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَصُفُّ عبد الله، وعُبيدُ الله، وكثيراً من بني العباس/، ثم يقول: من سبق إليَّ فله كذا وكذا، فيستبقُون إليه، فيقعون على ظهره، وصدره، فيقبلهُمُ، ويلزمهم) (3) . هذا حديث وقع في مسند المكيين والمدنيين بالشك هكذا، وترجمته في حديث قثم بن تمام، أو تمام بن قُثم، عن أبيه.
184 - (تَميم بن أسَدٍ وقيل أسيد الخزاعي من أهل مكة) (4)
1211 - رَوى أبو نُعيمٍ مُسنده إلى ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) القلح: صفرة تعلو الأسنان، ووسخ يركبها، وهو حث على استعمال السواك. النهاية
4/99.
(2) مسند أحمد: 1/214 من حديث تمام بن العباس. والخبر الذي أخرجه البخاري في الكبير عن تمام عن أبيه عن ابن عباس وعن تمام عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(3) نفس الموضع من مسند أحمد. ووردت الكلمة الأخيرة في المخطوطة: (ويكرمهم) وما في المسند أشبه.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/255 والإصابة: 1/183 والتاريخ الكبير 2/151.(1/586)
بعث تميم بن أسيد فجددا أنصَاب الحرمِ (1) ، وكان إبراهيم عليه السلام هُوَ وضعها يريها إياه جبريل عليه السلام.
_________
(1) أي حدوده والخبر أورده ابن الأثير في ترجمته.(1/587)
1212 - وقال ابن الأثير: روى عنه ابن عباسٍ أنه قال: (دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة [فوجد] حول الكعبة ثلاثمائة ونيفاً أصناماً قد شددت بالرصاص، فجعل يشير إليها بقضيبٍ في يدهِ، ويقول: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، ولا يُشيرُ إلى وجهِ صنمٍ إلا وقع لقفاه، ولا يشير إلى قفا صنمٍ إلا وقع لوجهه) (1) .
185 - (تميم الداري) (2)
وهو تميم بن أوس بن خارجة بن سُود، ويقالُ سَواد بن خُزيمة بن ذارع ابن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن أنمار بن لخم بن عديّ بن عمرو بن سبأ، وقيل: غير ذلك في نسبة تميم الداري يكنى أبا رقية، بابنته رقية ولم يولدُ غَيرُها.
حدَّث عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحديث الجسَّاسةِ (3)
والدجال، وهو على المنبر، وصدقهُ فيما أخبر، وقال: (هذه طامة وذاك الدَّجال) وهذه من أشرفِ مناقِب تميم رضي الله عنه، وكان أوَّل من قصَّ، وذلك عن أمرِ عُمر
_________
(1) الخبر أورده ابن الأثير في ترجمته، وفيه: فقال تميم: -
... وفي الأنصاب معتبر وعلم ... لمن يرجوا الثواب أو العقاب
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/256 والإصابة: 1/183 والاستيعاب: 1/184 وطبقات ابن سعد 7/129 والتاريخ الكبير 2/150.
(3) يعني الدابة التي رآها في جزيرة البحر، وإنما سميت بذلك لأنها تجس الأخبار للدجال، النهاية: 1/272.
والخبر أورده ابن الأثير في أسد الغابة ويرجع إليه بتمامه في المعجم الكبير للطبراني 2/54.(1/587)
بن الخطاب رضي الله عنهُ له في ذلك، وكان أوَّل من أسرج السُّرُجَ في المساجد، وقط أقطعهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريةً من الشام قبل أن تُفتح يُقال لها عينون عند بيت المقدس، وكتب لهُ بها كتاباً، فلما فتح عُمرُ بيت المقدس سلمها إليه استثنى منها شيئاً لأبناء السبيل، فورثته يقتسمون ريعها إلى الآن بينهم، وقد كان نصرانياً فأسلم سنة تسعٍ من الهجرة، وكانت إقامتهُ/ بالمدينة، فلما قُتِلَ عثمان ارتحل إلى الشام، وأقام ببيت المقدس ومات بها رضي الله عنه.
الأزهر بن عبد الله عنه(1/588)
1213 - حدثنا إسحاق بن عيسى يعني الطباع، حدثني ليثٍ بن سعدٍ، حدثني الخليل بن مرة، عن الأزهر بن عبد الله، عن تميم الداري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قال لا إله إلا الله واحداً أحداً صمداً لم يتخذ صاحبةً ولا ولدًا، ولم يكن له كفوا أحد، عشر مراتٍ كُتبت له أربعون ألف حسنةً) (1) رواه الترمذي عن قُتيبة عن ليثٍ، ورواه ابن أوفى عن ليثٍ عنهُ (2) .
1214 - حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن يحيى بن يعمر، عن رجلٍ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أوّل ما يحاسب به العبد [يوم القيامة] (3) صلاته، فإن كان أتمها كتبت له تامة، وإن لم يكن أتمها يقول
_________
(1) المسند: 4/103 من حديث تميم الداري.
(2) سنن الترمذي: الدعوات: باب رقم) 63) : 5/514 وعلق عليه الترمذي بقوله: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والخليل بن مرة ليس بالقوي عند أصحاب الحديث، قال محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - هو منكر الحديث.
(3) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند: 4/103.(1/588)
الله: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوعٍ فتكلمون بها فريضتهُ، ثم الزكاة كذلك، ثم تؤخذ الأعمال على حساب ذلك) .(1/589)
1215 - حدثنا الحسن، عن حماد بن سلمة [عن حميد عن الحسن عن أبي سلمة] عن داود بن أبي هندٍ عن زرارة بن أوفى عن تميم الداري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله (1) .
سُليم بن عامرٍ عنهُ
1216 - حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان بن سليم عن عامر (2) عن تميم الداري قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ليبلغن هذا الأمر (3) ما بلغ الليل والنهار، ولا يتركُ الله بيت مَدَرِ ولا وَبرِ إلا أدخله الله هذا الدين بعزٍّ عَزيز، أو بِذلٍ ذليل: عزا يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر) . فكان تميم الداري يقول: قد عرفت ذلك من أهل بيتي. لقد أصاب من أسلم منهم الخير، والشرف، والعز، ولقد أصاب من كان كافراً الذلَّ والصغار والجزية (4) . تفرد به.
شرحبيل بن مُسلم عن تميمٍ/
1217 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا إسماعيل بن عياشٍ، حدثنا شُرحبيل بن مسلم الخولاني: أن روح بن زِمباع زار تميماً الداري، فوجده يُنقِّي شعيراً لفرسه قال: وحوله أهله، فقال له روحُ: أَمَّا كان في
_________
(1) المسند: 4/103 ومابين المعكوفين استكمال لسند الخبر منه.
(2) من المخطوطة: (أبو صفوان حدثني سليم بن عامر) وهو سهو من الناسخ.
(3) يقصد الدين أو الإسلام.
(4) مسند أحمد: 4/103 من حديث تميم الداري.(1/589)
هؤلاء من يكفيك؟ قال تميمُ: بلى، ولكني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ما من امرئ مسلم يُنقِي لفرسِه شعيراً ثم، يُعلقهُ عليه إلاَّ كُتب له بكل حبةٍ حسنةٍ) (1) تفرد بهِ من طريق أُخرى.
حديث آخرٌ عنه
_________
(1) مسند أحمد: 4/103 من حديث تميم الداري.(1/590)
1218 - قال ابن ماجة: حدثنا أبو عمير عيسى بن محمد الرّملي، حدثنا أحمد بن يزيد بن روح الدّارمي، حدثنا محمد بن عقبة القاضي، عن أبيه عن جده عن تميم الداري. قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من ارتبط فرساً في سبيل الله، ثم عالج علَفَهُ بيده كان له بكل حبة حسنة) (1) .
عبد الله بن موهب عنه
1219 - حدثنا إسحاق بن يُوسف الأزرق، حدثني عبد العزيز بن عُمر ابن عبد العزيز [قال سمعت عبد الله بن موهب] (2) يحدث، عن عُمر بن عبد العزيز، عن تميم الداري. قال: (سُئِل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يُسلم على يد الرجل؟ قال: هو أولى الناسِ بمحياه ومماته) .
عُروة بن الزبير عن تميمٍ
1220 - حدثنا حماد بن أسامة، أنبأنا هشامٍ، عن أبيه، قال: خرج عمر على الناس يضربهُم على السجدتين بعد العصر، حتى مرَّ بتميم
_________
(1) سنن ابن ماجه: الجهاد: ارتباط الخيل في سبيل الله: 2/933 وعلق عليه البوصيري بقوله: محمد وأبوه عقبة وجده مجهولون والجد لم يسم.
(2) مابين المعكوفين سقط من الأصل، وزدناه من لفظ المسند: 4/102.(1/590)
الداري فقال: لا أدعهُما صليتهُما مع من هُوَ خيرٌ منك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عُمر: إن الناس لو كانوا كهيئتك لم أبال) (1) تفرد به.
_________
(1) المسند: 4/102.(1/591)
1221 - وقال الطبراني: حدثنا مطلبُ بن شعيبٍ، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزُبير أنَّهُ قال: أخبرني تميم الداري أوْ أُخبرت عنه: أنَّه ركع ركعتين [بعد نهي عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الصلاة] بعد العصر فأتاه عُمر، فضربَهُ بالذِّرةِ، فأشار إليه تميم أن أجلسُ، وهو في صلاته، فجلس عُمَر، حتى فرغ، فقال لعُمر: لم ضربتني؟ قال لأنَّك صليتَ مع هاتين الركعتين، وقد نهيتُ عنهما. فقال تميم: إني قد صليتهما معَ من هو خيرٌ منك، فقال عُمَر: إني ليس بي أَمْت (1) ولكنُ أخافُ أن يأتي قومٌ يصلون
ما بين العصر إلى المغرب، حتى يمروا بالساعة التي نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُصلى فيها كما وصلوا بين الظهر والعصر، ثم يقولون: قد رأينا فلاناً، وفلاناً يصلون بعد العصر) (2) .
عطاء بن يزيد الليثي عنه
1222 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان عن سُهيلٍ بن أبي صالحٍ، عن عطاءٍ بن يزيد الليثي، عن تميم الداري. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الدين النصيحةُ، إنما الدين النصيحة، إنما الدين
_________
(1) أَمْت: معناه لا شك فيها ولا ارتياب، ويقال للشك وما يرتاب فيه أمت، وقيل لا هوادة فيها ولا لين، النهاية: 1/65.
(2) المعجم الكبير للطبراني 2/48 قال الهيثمي: فيه عبد الله بن صالح قال فيه عبد الملك بن شعيب: ثقة مأمون، وضعفه أحمد وغيره مجمع الزوائد 2/58.(1/591)
النصيحة، قالوا: لمن يارسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله/ ولأئمة المسلمين وعامتهم) (1) .
_________
(1) المسند: 4/102 من حديث تميم الداري.(1/592)
1223 - حدثنا عبد الرزاق، عن سفيان، عن سُهيل بن أبي صالح فذكر مثلهُ إلاَّ أنهُ قال: (إنما الدين النصيحة) ثلاثاً.
قال أبو عبد الرحمن: حدثنا محمد بن عبَّاد، حدثنا سفيان. قال: قلتُ لسهيل ابن أبي صالح في حديث حدثناه عن عمرو بن دينار، عن القعقاع بن حكيم، عن أبيه فقال سُهَيل: سمعتهُ من الذي سمعه منهُ أبي. سمعتُ عطاء بن يزيد الليثي يحدثُ عن تميم الداري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل حديث أبي عن ابن عيينة (1) .
كثير بن مُرَّة عنهُ
1224 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي إملأَ أملاهُ علينا من النوادر قال: كتب إليَّ أبو توبةَ الربيع بن نافع قال: حدثنا الهيثم بن حُميد، عن زيد بن واقدٍ، عن سليمان بن موسى، عن كثير بن مُرَّة، عن تميم الداري. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قرأ بمائة آيةٍ [في ليلة] (2) كتب له قنوتٍ ليلةٍ) وقد رواهُ النسائي في اليوم والليلة عن إبراهيم بن يعقوب، عن عبد الله بن يوسف، والربيع بن نافع، عن الهيثم بن حُميدٍ بهِ (3) .
أحاديث أخرى عن تميم الداري
1225 - فالأول منها قال الترمذي في التفسير: حدثنا الحسن بن
_________
(1) المسند: 4/102 من حديث تميم الداري.
(2) مابين المعكوفين سقط من الأصل، وزدناه من لفظ المسند: 4/103.
(3) النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف: 2/118.(1/592)
أحمد بن أبي شُعيب الحراني، حدثنا محمد بن سلمة الحراني، حدثنا محمد بن إسحاق، عن أبي النضر، عن باذان مولى أم هانئ، عن ابن عباس، عن تميم الداري في هذه الآية {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ} (1) قال برئ الناس منها غيري، وغير عدي بن بداء وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الإسلام، فأتيا الشام لتجارتهما، فقدم عليهما مولى لبني سهمٍ (2) يقالُ له بديل بن أبي مريم بتجارةٍ، ومعهُ جامٌ (3) من فضةٍ يريد به الملك، وهو عُظْمُ تجارته، فمرض، فأوصى إليهما وأمرهما أن يُبلغا ما ترك أهلهُ. قال تميم: فلما مات أخذنا ذلك الجام، فبعناهُ بألف درهم، ثم اقتسمناهُ أنا وعدي بن بَداء فلما أتينا إلى أهله دفعنا إليهم ما كان معنا، وفقدوا الجام، فسألونا عنه، فقُلنا ما ترك غير هذا، وما دفع إلينا غيرهُ. قال تميم: فلما أسلمتُ بعد قدوم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة تأثمتُ من ذلك، فأخبرتهُم الخبر، وأديت إليهم خمسمائة درهمٍ، وأخبرتهم أنَّ عند صاحبي خمسمائة درهم مثلها، فأتوا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألهم البينة، فلم يجدوا، فأمرهم أن يستحلفوه بما يُقطع به على أهل دينه، فحلف، فأنزل الله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ} إلى قوله {أَو يَخَافُوا أَنْ تُرَدُ أَيمَانٌ بَعدَ أَيمَانِهِم} ، فقام عمرو بن العاص ورجل آخر فحلفا، فنزعت الخمسمائة درهم من عدي بن بداء) .
ثم قال: هذا حديث غريب وليس إسنادهُ بصحيح، وأبو النضر هذا هو محمد بن السائب الكلبي، وقد تركهُ أهل العلم بالحديث، [وهو صاحب التفسير. سمعت محمد بن إسماعيل يقول: محمد بن السائب الكلبي يكنى أبا
_________
(1) المائدة آية (106) .
(2) عند الترمذي: (مولى لبني هاشم) وما ورد هنا أصح إذ ورد الخبر في ترجمة بديل بن مارية مولى عمر بن العاص السهمي. أسد الغابة 1/203.
(3) إناء من فضة.(1/593)
النضرُ] ، ولا نعرف لأبي النضر سالمٍ روايةٌ عن أبي صالح. باذانُ، وقد رُوي عن ابن عباس شئ من هذا على وجه الاختصار ثم رواه من طريق محمد بن أبي القاسم عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس (1) .
_________
(1) الحديث أخرجه بطوله الترمذي في سننه: كتاب التفسير: باب تفسير سورة المائدة: 5/258.(1/594)
1226 - الثاني: رواه النسائيُ من حديث شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي الضُّحى، عن مسروق. قال: قال لي رجلُ من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم الداري، لقد رأيتهُ ذات يومٍ أو ليلةٍ حين أصبح، أو قرب أن يُصبح يقرأ آية من كتاب اللهِ، يركع، ويسجد، ويبكي: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} (1)
الآية /.
1227 - الثالث: رواه ابن ماجة في الصيد، عن هشام بن عمار، عن إسماعيل بن عياش، حدثنا أبو بكر الهُذلي، عن شهر بن حوشبٍ، عن تميم. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يكون قومٌ في آخر الزمان يجُبون) (2) أسنمة الإبل، ويقطعون أذناب الغنم، فما قُطعَ من حي فهو ميتٌ) (3) .
1228 - الرابع: تقدَّم في ترجمةِ شرحبيل عنه.
الخامس: قال الطبراني: حدثنا موسى بن خازم الأصبهاني، حدثنا محمد بن بكير الحضرمي، حدثنا إسماعيل بن عياشٍ، عن يحيى بن الحارث
_________
(1) الجاثية، آية (21) والخبر أخرجه في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/118.
(2) (يجبون) أي يقطعون، (أسنمة) جمع سنام، وهو للبعير كالإلية للغنم، والسنام حدبة في ظهر البعير. (أذناب الغنم) أي ألياتها.
(3) سنن ابن ماجه: الصيد: ما قطع من البهيمة وهي حية: 2/1073 وعلق عليه البوصيري بقوله: في إسناده أبو بكر الهذلي وهو ضعيف أهـ. أَمَّا ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة، فهذا الحكم مقرر وثابت في الأحاديث الصحاح. وكذا عند الفقهاء.(1/594)
الذماري، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن فضالة بن عبيد، وتميم الداري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قرأ عشر آياتٍ في ليلةٍ كُتبَ له قنطار، والقِنطارُ خيرٌ من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامةِ يقولُ ربُّك عز وجل: اقرأْ وارْق لكل آية درجةٍ، حتى ينتهي إلى آخر آيةٍ معهُ، يقول ربُّك عزَّ وجل للعبد: اقبض فيقولُ العبد: يارب أنت أعلم فيقولُ بهذه الخلَد وبهذه النعم) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 2/50 وفيه إسماعيل بن عياش ولكنها من روايته عن الشامين مجمع الزوائد 2/267.(1/595)
1229 - السادس: قال الطبراني: حدثنا أبو يزيد القراطيسي، حدثنا أسد ابن موسى، حدثنا محمد بن طلحة عن الحكم عن ضِرار بن عمرو، عن أبي عبد الله ابن الشامي، عن تميم الداري، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهُ قال: (الجمعةُ واجبةٌ إلاَّ على امرأةٍ، أو صبيٍ، أو مريضٍ، أو عبدٍ أو مسافرٍ) (1) .
1230 - السابع: قال الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو غسان النهدي، حدثنا محمد بن طلحة بإسناده الذي تقدم مرفوعاً: (حق الزوج على المرأة أن لا تهجر فراشه، وأن تبرَّ قسمه، وأن تُطيع أمرهُ، وأن لا تَخْرُج إلاَّ بإذنه، وأن لا تُدخِل عليه من يكرهُ) (2) .
1231 - الثامن: رواه الطبراني من حديث حسين بن عبد الله بن ضُميرة، عن أبيه عن جده عن تميم الداري مرفوعاً: (كل مشكلٍ حرامٌ، وليس في الدين إشكالٌ) (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 2/51 وفي سنده أربعة ضعفاء على الولاء. نيل الأوطار على المنتقى 3/227.
(2) المعجم الكبير للطبراني 2/52.
(3) المعجم الكبير للطبراني 2/52 وفي إسناده حسين بن عبد الله بن ضميرة مجمع على ضعفه مجمع الزوائد 1/155.(1/595)
1232 - التاسع: رواه الطبراني، عن محمد بن الصلت، حدثنا عمر بن يزيد الهمداني، عن جده، عن فاطمة بنت قيس/، عن تميم الداري. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن طيبة (1) المدينة وما نقب من نقابها (2) إلا عليه ملكٌ شاهر سيفهُ لا يدخلُها الدَّجال أبداً) .
1233 - العاشر: رواه الطبراني، من طريق الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تميم الداري بحديث الدجال، وهو من الطوال وسيأتي في مُسندها إن شاء الله تعالى.
1234 - الحادي عشر: رواه الطبراني عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم عن تميم: أنه كان يُهدِي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رواية خمرٍ، فلما كان عام حُرمت أهدى له رواية (3) [فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم -] فقال: إنها قد حُرِّمت قال: أفأبيعها؟ قال له: (إنه حرامٌ شراؤها وثمنها) (4) .
1235 - الثاني عشر: قال الطبراني: حدثنا أحمد بن بهرام الأيذجي، حدثنا عليّ بن الحسن الدرهميُّ، حدثنا الفضل بن العلاء، عن الأشعث بن سوار، عن محمد بن سيرين، عن تميم قال: (استقطعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرضاً بالشام قبل أن تُفتح، فأعطانيها، فلما فتحها عُمر ذكرتُ له ذلك، فجعل ثلثها لابن السبيل، وثلثها لعمارتها، وثلثها لنا) (5) .
_________
(1) طيبة: من الطيب، لأن المدينة كان اسمها يثرب، والثرب الفساد، فنهى أن تسمى به، وسماها: طيبة وطابة، وهما تأنيث: طيب وطاب، بمعنى الطيب. وقيل: هو من الطيب بمعنى الطاهر، لخلوصها من الشرك وتطهيرها منه، قاله ابن الأثير في النهاية 3/149.
(2) النقب: الطريق بين الجبلين ويجمع على نقاب. النهاية 4/168.
(3) مابين المعكوفين من المعجم الكبير للطبراني وقد سقط من الأصل.
(4) انظر المعجم الكبير 2/57.
(5) المصدر السابق 2/58.(1/596)
تميم بن زيد بن عاصم الأنصاري
يأتي في ترجمة عبد الله بن زيد بن عاصم المزني(1/597)
186 - (تميم بن أسيد أبو رفاعة العدوي) (1)
1236 - (قلتُ: يارسول الله غريبٌ جاء يسأل عن دينه. قال: فترك الخطبة، وجلس على كُرسيٍ خُلْبٍ (2) قوائمه حديد، فجعل يعلمني مما علمهُ الله ثم أتى خطبتهُ فأتم آخرها) . رواه الطبراني من حديث سُليمان بن المغيرة عن حميد بن هِلالٍ عنهُ) (3) .
187 - (تميم بن زيدٍ أبو عبادٍ الأنصاري) (4)
1237 - روى الطبراني من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن
عبادِ ابن تميمٍ، عن أبيه. قال: (رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ، فبدأ بغسل
وجههِ، وذراعيه، ثم تمضمض، واستنشق، ومسح برأسه) . قال أبو نُعيم: رواهُ أبو بكر بن أبي شيبة وإلياس عن المقري، وقال أبو عمر بن عبد البر: هو حديث ضعيف الإسناد (5) .
1238 - حدثنا هارون بن عبد الله المصري، حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، عن سعيد بن أيوب، حدثني أبو الأسود/، عن عباد بن
_________
(1) () ... له ترجمة في أسد الغابة: 1/255 والإستيعاب: 1/184 والإصابة: 1/183 والتاريخ الكبير 2/151.
(2) الخلب: هو الليف، النهاية: 2/58.
(3) المعجم الكبير للطبراني 2/59.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/258.
(5) يرجع إلى الخبر في المعجم الكبير 2/60 قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وهو ضعيف مجمع الزوائد 1/234 وفيه أيضاً المقدام بن داود تكلموا فيه الميزان: 4/175 ويراجع الاستيعاب فيما نقله المصنف عن الخبر: 1/185.(1/597)
تميم، عن أبيهِ قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[توضأ و] مسح بالماء على لحيته ورجليه) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 2/60 ومابين معكوفين استكمال منه.(1/598)
188 - (تميم بن جُرَاشة الثقفي) (1)
1239 - قال ابن ماكولا: وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وروى عنه موسى المديني. قال: (وقدت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وفد ثقيف، وسألناه أن يكتب لنا كتاباً فيه شروط قال: اكتبوا ما بدا لكم، فكتبنا أن يُحلَّ لنا الرِّبَا والزنا، فلما قُرئ عليه في موضع الربا وأمر أن يكتب {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا} (2) وجاء موضع الزنا {إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً} ) (3) الآية.
189 - (تميم بن سلمة) (4)
1240 - روي أبو موسى من طريق خَالد الحذاء، عن رجلٍ عنه قال: (رأيتُ رجلاً قد انصرف من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أرسل عمامتهُ من ورائهِ، قلتُ: يارسول الله من هذا؟ قال: جبريل) (5) .
1241 - ومن حديث مِسْعر عن زياد بن فياض، عن تميم بن سلمة
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/257 والإصابة: 1/184.
(2) البقرة: آية (278) .
(3) الإسراء، آية (32) ، والخبر ذكره ابن الأثير في ترجمة. في أسد الغابة، وابن حجر في الإصابة، وقال: إسناده ضعيف.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/259 والإصابة: 1/185 وقال ابن حجر: هو كوفي تابعي مشهور.
(5) الحديث في إسناده (رجل) وهو مجهول، وتميم بن سلمة تابعي.(1/598)
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أما يَخشَى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يُحوّل الله رأسهُ رأس حمارٍ) (1) .
_________
(1) الحديث ذكره ابن الأثير في ترجمته، وكذا ابن حجر، وقال: رجاله ثقات، وأظنه مرسلاً، فإن تميم ابن سلمة كوفي تابعي مشهور.(1/599)
190 - (تميم بن غيلان بن سلمة الثقفي) (1)
1242 - يقال أنه وُلدَ في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو نعيم: ذكره أبو القاسم البغوي.
حدثنا أبو حُذيفة، حدثنا محمد بن مُسلم الطائفي، حدثنا الفضل بن تميم بن غيلان بن سلمة، عن أبيه. قال: (بَعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان بن حربٍ. والمغيرة ابن شُعبة، ورجلاً آخرُ إما أنصارياً، وإما خالد بن الوليد، وأَمرهُم أن يكسروا طاغية ثقيف. فقالوا: يارسول الله أين نجعلُ مسجدهم؟ قال: حيثُ كانت طاغيتهُم، حتى يَعْبدوا الله حيث كان لا يُعبدُ) (2) .
191 - (تميم بن يزيد أوْ زيد، قيل إنَّهُ مجهولٌ) (3)
1243 - ذكره أبو نعيم من طريق مخلد بن الحسين، عن أبي المليح الرقي، حدثنا أبو هشام الجعفي، عن تميم بن يزيد. قال: (دخلنا مسجد قُباءٍ وقد أسفروا، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر معاذاً أن يصلي بهم) وذكر الحديث (4) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/260 والإصابة: 1/187.
(2) نقل ابن حجر عن ابن منده قوله: لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وهو مرسل. الإصابة: 1/187.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/261 والإصابة: 1/185 وساق له الحافظ ابن حجر خبراً نفى به عنه الجهالة.
(4) قال ابن حجر في الإصابة: في إسناده انقطاع. والخبر أورده في أسد الغابة بلفظه.(1/599)
192 - (تميم غير منسوب) (1)
1244 - (سُئِل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن سبأ أرجلاً كان أو امرأة؟) الحديث. / ذكرهُ أبو نُعيم من طريق أبي عمرو، عن الليث، عن موسى بن علي عن يزيد بن حُصين عن تميم به، ثم قال: أبو عمرو: فيه نكارة وجهالة (2) ، ورواهُ غيره، عن موسى ابن علي عن أبيه عن يزيد بن حُصين، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
بقية حرف التاء
193 - (توأم أبو دُخان) (3)
1245 - ذكره أبو نُعيم من طريق أبي أُمية الطُوسي، حدثنا العباس بن الفضل الأزرق، حدثنا هذيل بن مسعود الباهلي، عن شعبة بن الدخان بن التوأم، عن أبيه، عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن هذا الشعر سجع من كلام العرب) (4) .
194 - (التَّيهان أبو [أبي] الهيثمُ الأنصاري) (5)
1246 - قال أبو نعيم: حدثنا سُليمانُ بن أحمد، حدثنا محمد بن
_________
(1) قال ابن منده: يقال: إنه تميم الداري. ولا يصح. وتعقبه في ذلك الحافظ ابن حجر وساق له هذا الخبر من رواية ابن أبي خيثمة، وفيه أنه تميم الدَّاري، انظر الإصابة: 1/189.
(2) بل رواية ابن أبي خيثمة عرفته بأنه (عثمان بن كثير) فانتفت عنه الجهالة. قاله الحافظ ابن حجر في الإصابة.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/261 والإصابة: 1/186.
(4) قال ابن منده: إسناده مجهول وهو وهم، الإصابة: 1/186 في ترجمته.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/261 والإصابة: 1/186 و 3/549.(1/600)
عبد الله الحضرمي، حدثنا هناد بن السري، حدثنا يونس بن بُكير. قال: قال ابن إسحاق: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي الهيثم بن التيهان، عن أبيه: أنه سَمِع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في مسيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع بن بيان وكان اسم الأكوع سِنان: (خُذْ لنا من هُنَيَّاتِك) (1) فنزل يرتجز لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر ابن الأثير الشِّعرُ:
والله لولا ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينةً علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا (2)
_________
(1) هُنياتِك، ويقال: هَنَاتِك، وفي رواية: هُنيهاتك. والمعنى: أي من كلماتك، أو من أراجيزك. النهاية 5/279.
(2) الخبر أورده ابن الأثير في أسد الغابة. وأخرجه أحمد والطبراني عن دهر الأسلمي. مجمع الزوائد 6/148 المعجم الكبير للطبراني 2/64.(1/601)
1247 - ثم ذكر أبو نعيم من طريق جعفر بن محمد بن سعيد حدثنا مُخوَّل ابن إبراهيم، حدثنا عمرو بن شمر أبو عبد الله الجُعفي (1) عن محمد بن سوقة، عن أسعد بن التيهان الأنصاري، عن أبيه: أنهُ سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد سمع المؤذن فقال مثل قوله (2) . ثم قال: وهذا الحديث، والذي قبلهُ فيه نظر، وصواب الأول عن أبي الهيثم، عن أبيه، وأما ابن منده ففرق بين الرجلين فالله أعلم.
_________
(1) عمرو بن شمر أبو عبد الله الجعفي، قال فيه الحافظ ابن حجر: (متروك) انظر ترجمة نبهان الأنصاري في الإصابة: 3/549.
(2) قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه أسد الغابة 1/262.(1/601)
حرف الثاء(1/603)
195 - (ثابت بن الحارث الأنصاري شهد بدراً، وسكن مصر) (1)
1248 - قال أبو نُعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا عمرو بن أبي الطَّاهر، حدثنا يحيى / بن بكير، حدثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن ثابت بن الحرث الأنصاري. قال: (كانت يهودُ تقول إذا هلك لهم صغيرٌ: هو صديق، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: كذبتْ يهودُ، ما من نسمةٍ يخلصها الله في بطن أمه إلا أنه شقيٌّ، أو سعيدٌ، وأنزل الله في ذلك {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} ) الآية (2) .
1249 - ومن حديث ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد، عن ثابت بن الحارث قال: (قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنائم خيبر فقسم لسهلة بنت عاصم ابن عدي ولابنةٍ لها وُلِدَتْ) (3) .
196 - (ثابت بن رُفيع أو رُويفع الأنصاري
سكن البصرة ثم انتقل إلى مصر) (4)
1250 - قال ابن عبد البر: روى عنه الحسن وأهل الشام. له حديثٌ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/266 والإصابة: 1/190.
(2) رقم (32) سورة النجم، والخبر أورده ابن الأثير في ترجمته. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير بإسناده 2/81.
(3) الخبر أورده ابن حجر في الإصابة، وقال: إسناده قوي لأنه من رواية ابن المبارك عن ابن لهيعة. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/82.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/268 والإصابة: 1/192 والإستيعاب: 1/198 والتاريخ الكبير: 2/162.(1/603)
واحدٌ: (إياكم والغُلُولُ (1) : تُنكح المرأةُ قبل أن تُقسَم، ثم تُردُ إلى المقسم، أو يلبس الرجلُ الثوب حتى إذا أخلقهُ ردهُ إلى المقسم [أو يركب الدابة قبل أن تُخمَّس، ثم يردُّها إلى المغنم] ) (2) .
_________
(1) الغلول: هو الأخذ من الغنيمة قبل قسمتها.
(2) الخبر أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 2/162 والحسن بن شعبان وابن منده وابن السكن وأبو نعيم في المعرفة عن ثابت جمع الجوامع 1/3447 ومابين المعكوفين استكمال منه.(1/604)
197 - (ثابت بن الصامت الأنصاري) (1)
قيل: إنَّهُ أخو عُبادة بن الصَّامِت
1251 - قال ابن ماجة: حدثنا جعفر بن مُسافرٍ، حدثنا إسماعيل بن أبي أُويس، عن إبراهيم بن إسماعيل الأشهلي. وهو ابن أبي حبيبة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت، عن أبيه، عن جَدِه: (أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى في بني عبد الأشهل، وعليه كِساء متلفّفٌ بهِ يَضَع يَديْه عليه يقيه بردَ الحَصَا) (2) .
198 - (ثابت بن الضحَّاك بن خليفة بن ثعلبة) (3)
ابن عدي بن كعب بن عبد الأشهل الأوسي الأشهلي: أبو زيد المدني سكن البصرة، وهو أخو أبو جبيرة وليس هذا ثابتُ بن الضحاك الخزرجي. ذاك وإن كان صغيراً فهو صحابي، ولكن خلَط بعضهم هذا
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/270 والإصابة: 1/193.
(2) سنن ابن ماجه: إقامة الصلاة: باب السجود على الثياب في الحر والبرد: 1/329 وقال البوصيري في زوائده على ابن ماجه: في إسناده: إبراهيم بن إسماعيل الأشهلي، قال فيه البخاري (منكر الحديث) وضعفه غيره. ووثقه أحمد العباس.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/271 والإصابة: 1/193 والحلية لأبي نعيم: 1/351 والتاريخ الكبير: 2/165.(1/604)
بهذا، فحصل بسبب ذلك تخليطٌ وتخبيط، والصواب التفرقةُ بينهما قالهُ شيخنا وغيرهُ. وهو في رابع المكيين وسادس الأنصار.(1/605)
1252 - حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدثنا سليمان الشيباني، حدثنا عبد الله بن السائب، قال: سألت عبد الله بن معقل/ عن المزارعة فقال: حدثنا ثابت بن الضحاك: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[نهى عن المزارعة] ) (1) . رواهُ مُسلم عن يحيى بن يحيى، عن عبد الواحد [بن زياد وأبي بكر بن أبي شعبة عن] علي ابن مسهر، وأبي عوانه عن الشيباني (2) .
1253 - حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا هشام حدثنا يحيى، عن أبي قِلابة، عن ثابت بن الضَّحاك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ليس على رجل نذرٌ فيما لا يملك، ولعنُ المؤمن كقتله، ومن قتل نفسهُ بشيءٍ في الدنيا عُذِبَ به يوم القيامةِ، ومن حَلَفَ بمِلة [سوى] الإسلام كاذباً فهو كما قال، ومن قذف مؤمناً بكفرٍ فهو كقتلهِ) (3) رواهُ الجماعة عن أبي قِلابة عنه (4) .
1254 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة، عن خالد، عن أبي قِلابة، عن ثابت بن الضحاك، وكان من أهل الشجرةِ، ثم قال بعدُ: أوْ عن رجل، عن ثابت بن الضَّحَاك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنهُ قال: ( [من
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل، وزدناه من لفظ المسند: 4/33 من حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه.
(2) صحيح مسلم: البيوع: باب في المزارعة والمؤاجرة: 3/1183 وما بين معكوفين استكمال منه كما صوب اسم علي بن مسهر منه وقد ورد في المخطوطة (بَهز) .
(3) الحديث أخرجه أحمد: 4/33 وفيه تقديم وتأخير.
(4) صحيح البخاري: الأيمان والنذور: من حلف بملة سوى ملة الإسلام: 11/537 وصحيح مسلم: الإيمان: غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه: 1/104.
وسنن أبي داود: الأيمان والنذور: الحلف بالبراءة وبملة غير الإسلام: 3/238.
وسنن الترمذي: أبواب النذور: لا نذر فيما لا يملك ابن آدم: 4/105.
وسنن ابن ماجه: الكفارات: من حلف بملة غير الإسلام: 1/678.(1/605)
حلف] بملة غير الإسلام كاذباً متعمداً فهو كما قال، ومن قتل نفسه بشئٍ عذبهُ الله في نار جهنم) (1) .
حديث آخر عنهُ
_________
(1) المسند: 4/34. وفيه زيادة (أو ذبح ذبحه الله به في نار جهنم) .(1/606)
1255 - (أنَّهُ بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت الشجرة) رواهُ البخاري هكذا (1) ، ومسلم (2) وأبو داود مختصراً من حديث معاوية بن سلامٍ، عن يحيى بن أبي كثير،
عن أبي قلابة عنه (3) . رواه البخاري من حديث شعبة، عن خالدٍ، عن أبي قلابة عنه (4) .
حديث آخر عنهُ
رواه أبو داود في كتاب الأيمان والنذور
1256 - حدثنا داود بن رشيد، حدثنا شُعيبٌ عن إسحاق، عن
الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة، عن ثابتٍ بن الضحَّاك. قال: (نذر رجُلٌ على [عهد] (5) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يذبحُ إبلاً ببوانة (6) ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إني نذرتُ أن أَذبح إبلاً ببوانة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل كان فيها وثنٌ من أوثان الجاهلية [يعبد] ؟ قالوا: لا. قال: أكان فيها عيدٌ من أعيادهم؟ قالوا: لا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أوف بنذرِكَ، فإنهُ لا وفاء لنذرٍ في معصية الله تعالى، ولا فيما لا يملكُ ابنُ آدم) (7) .
_________
(1) صحيح البخاري: المغازي: غزوة الحديبية: 7/449.
(2) صحيح مسلم: الإيمان: باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه: 1/104.
(3) سنن أبي داود: الأيمان والنذور: الحلف بملة غير الإسلام: 2/101.
(4) صحيح البخاري: التفسير: سورة الفتح: 6/170.
(5) مابين المعكوفين زدناه من لفظ أبي داود من سننه.
(6) هي بضم الباء، وقيل بفتحها، هضبة من وراء ينبع، النهاية: 1/164.
(7) سنن أبي داود: الأيمان والنذور: ما يؤمر به من الوفاء بالنذر: 3/238.(1/606)
199 - (ثابت بن أبي عاصمٍ) / (1)
ذكره أبو بكرٍ بن أبي عاصمٍ في الصحابة، قال أبو نُعيمٍ: وأُراهُ تابعياً.
1257 - حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو بكر بن أبي عاصمٍ، حدثنا محمد بن منصور الطوسي، حدثنا محمد بن صُبيح، حدثنا بقية، حدثنا عقيل بن مُدْركٍ عن ثعلبة بن مُسلم، عن ثابت بن أبي عاصمٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن أدنى ذَرَعات المجاهدين في سبيل الله عِدْلُ صيام سنةٍ وقيامها فقال قائلٌ: يارسول الله وما أدنى ذرعات المجاهدين؟ قال: يسقط سوطه وهو ناعسٌ فينزل فيأخذه) (2) .
200 - (ثابت بن قيس بن شماس بن زُهير بن مالك
ابن امرئ القيس) (3)
ابن مالك بن الحارث بن الخزرج أبو محمدٍ، ويُقال: أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي، خطيبُ الأنصار، ويقالُ له خطيبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان جَهير الصوت.
1258 - فلما نزل قولهُ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا لا تَرفَعُوا أَصْوَاتَكُم فَوقَ صَوتِ النَّبِيِ} الآية (4) . احتبس في بيته، فافتقدهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل إليه، فقال: إني من أهل النارِ، إني كنتُ أرفعُ
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/272 والإصابة: 1/195.
(2) الخبر أورده ابن الأثير في ترجمته وأخرجه ابن أبي عاصم في الصحابة وأبو نعيم عن ثابت جمع الجوامع 1/2073.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/275 والإصابة: 1/195 والاستيعاب: 1/192 والتاريخ الكبير: 2/167.
(4) الحجرات آية (2) .(1/607)
صوتي فوق صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنك من أهل الجنة، وتموتُ شهيداً وهذا في الصحيح (1) .
وقد قُتل يوم اليمامة شهيداً، فمرَّ رجلٌ من المسلمين، فأخذَ دِرعاً كانت عليه، فرآهُ رجلٌ من المسلمين تلك الليلة وهو يقول: اسمع ما أقُول لك، ولا تَقُل هذا منامٌ، إن دِرعي أخذها رجل من المسلمين، وهو في أخريات الجيش قد وضعها تحت بُرمة (2) وألقى فوق البرمةَ رحلاً، وَاْتِ خالدًا، فمرهُ فليأخذها منهُ، وإذا رجعتم إلى المدينة فات أبا بكرٍ فأقرئهُ مني السلام، وقُلٍ له علىّ من الدين كذا وكذا، وفلانٌ من رقيق عتيقٌ، وفلان عتيقٌ، فلما أصبح ذهب إلى خالد بن الوليد، فأخبرهُ، فأرسل إلى الدرع، فأخذهُ من ذلك الرجُل كما وصف ثابت، وأخبر الصديق بذلك، فأنفذ وصيته، فيما قال فلا يُعلم رجل أُنْفِذَتْ وصيته بعد موتهِ غيره (3) .
_________
(1) صحيح البخاري: التفسير: سورة الحجرات: 8/590 أخرجه البخاري عن أنس بلفظ مختلف.
(2) بُرْمة: يعني القدر.
(3) قال الهيثمي: رواه الطبراني وبنت ثابت لم أعرفها وبقية رجاله رجال الصحيح، والظاهر أن بنت ثابت بن قيس صحابية فإنها قالت: سمعت أبي والله أعلم، مجمع الزوائد 9/322.(1/608)
1259 - قال أبو نُعيم: حدثنا فاروق الخطابي، حدثنا أبو مسلم الكشي، حدثنا حجاج، حدثنا ثابتٌ، عن أنسٍ أن ثابت بن قيس جاء يوم اليمامية وقد تحنط (1) ولبس أكفانه وقال: اللهم أبْرأ إليك مما جاء به هؤلاء (2) وأعتذرُ إليك مما صنع هؤلاء (3) ، فقُتِلَ، وكانت لهُ درعٌ
_________
(1) تحنط: هو ما يُخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسامهم، كانوا يستعملونه في ثيابهم عند خروجهم للقتال استعداداً للموت وتوطين النفس عليه بالصبر على القتال، النهاية: 1/450.
(2) يعني الكفار.
(3) يعني المسلمين.(1/608)
فسُرقت فرآهُ رجلٌ فيما يرى النايمُ فقال إنَّ درعي في مكان كذا وكذا/ ووصى بوصايا، فوجدوا الدرع، وأنفذوا الوصايا، ثم قال ورواهُ ابن عونٍ عن موسى بن أنس عن أنسٍ (1) .
_________
(1) الخبر أخرجه ابن الأثير في ترجمته (أسد الغابة 1/275) كما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير بلفظ فيه بعض اختلاف 20/65 قال في مجمع الزوائد رجاله رجال الصحيح: 5/323.(1/609)
1260 - ثُمَّ روي من حديث مالكٍ، عن ابن شهابٍ، عن إسماعيل بن محمد الأنصاري: (أنَّ ثابت بن قيس قال: يارسول الله لقد خشيتُ أن أكون [قد] هلكتُ. قال: بم؟ قال: ينهانا الله عن الحمدِ بما لم نفعلَ، وأنا رجلٌ أحبُّ الحمدَ، وينهانا عن الخيلاء وأنا أحب الجمال والخُيلاء، وينهانا أن لا نرفع أصواتنا فوق صوتك، وأنا رجلٌ جهيرُ الصوت. فقال: يا ثابتُ) أما ترضى أنْ تعيش حميداً وتموت شهيداً وتدخل الجنة)) . قال ورواه الأوزاعي وآخرون عن الزهري، عن محمد بن ثابتٍ بن قيس فذكرهُ (1) فعَلى هذا يكونُ من مسنده.
حديث آخر عنه
1261 - قال أبو نُعيم: حدثنا عبد الملك، عن عبد الله بن جعفر، حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفُراتِ، حدثنا إبراهيم بن عيسى، حدثنا داود بن عبد الرحمن، عن عمرو بن يحيى، عن يوسف بن محمد بن ثابت، عن أبيهِ، عن جده: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عادهُ وهو مريضٌ فقال: (أَذْهَبَ الباس ربُّ الناس عن ثابت بن قيس بن شماس) ، ثم أخذ كفا
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 2/67 قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط والكبير مطولاً ومختصراً، ورجال المختصر ثقات. مجمع الزوائد 9/321.(1/609)
من بطحاء فجعله في قَدحٍ من ماءٍ، ثم أمَر به فصُبَّ عليه) . قال وروى عبد الله بن وهب عن داود (1) مثلهُ.
حديثٌ آخر
_________
(1) هو داود بن عبد الرحمن، المذكور في الحديث السابق. والخبر أخرجه أبو داود في الطب) باب ماجاء في الرقي) 4/10 وأخرجه النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف 2/122 كما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/71.(1/610)
1262 - رواهُ أبو نعيم من طُرق عن محمد بن عمران بن أبي ليلى، حدثنا أبي، حدثنا [ابن] أبي ليلى، عن [أخيه] عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ثابت بن قيسٍ بن شمَّاس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (تسمعون ويُسْمع منكم، ويُسمعُ من الذين يسمعون منكم، ثم يأتي من بعد ذلك قومٌ سمانٌ يحبون [السِّمَنَ] يشهدون قبل أن يُستشهدُوا) (1) .
حديث آخر عنهُ
1263 - قال أبو داود في الجهاد: حدثنا عبد الرحمن بن سلام، حدثنا حجاج بن محمد، عن فرج بن فضالة، عن عبد الخبير بن ثابت بن قيس بن الشماس، عن أبيه، عن جده، قال: (جاءت إمرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال لها أمُّ خلادٍ، وهي منتقبةٌ (2) تسأل عن ابنها وهو مقتولٌ، فقال بعضُ القوم من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: جئتِ تسألين عن ابنكِ/ وأنتِ منتقبةٌ؟ فقالت: إنْ أُرْزَأ إبني فلن أُرْزَأْ حيائي فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
_________
(1) الخبر أخرجه البزار والباوردي والطبراني وأبو نعيم وسمويه عن ثابت بن قيس قال في مجمع الزوائد: عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من ثابت، جمع الجوامع 2/1044 مجمع الزوائد 1/137 المعجم الكبير للطبراني 2/71.
(2) أي تلبس النقاب.(1/610)
[ابنك له أجر شهيدين. قالت: ولم ذاك يارسول الله؟] (1) قال: لأنهُ قتلهُ أهل الكتاب) .
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل، وأثبتناه من لفظ أبي داود في سننه: كتاب الجهاد: فضل قتل الروم على غيرهم من الأمم: 4/5.(1/611)
201 - (ثابت بن مُخلد) (1)
1264 - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من ستر مسلماً في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة) كذا روي عن محمد بن بكر، عن ابن جُريج عن محمد بن المنكدِرْ، عن أبي أيُّوب عنهُ. قال ابن بكر عن ابن جريج به عن ثابت ابن مخلد. وهذا وهمٌ ظاهرٌ لأن الأثبات رووه عن محمد بن المنكدر، عن أبي أيوب، عن مسلمة بن مخلدٍ كما سيأتي وهو الصوابُ (2) .
202 - (ثابت بن وديعة الأنصاري) (3)
وهو ثابت بن يزيد وديعة، ويقال: ثابت بن زيد بن وديعة أبو سعدٍ المدني، له ولابنهِ صُحبةٌ، حديثهُ في سادس عشر الأنصار.
1265 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة عن الحكم عن زيد بن وهبٍ، عن البرآء بن عازبٍ، عن ثابت بن وديعة: (أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بضبٍ فقال: (أمّةٌ مُسِخَتْ. والله أعلم)) (4) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/276 والإصابة 1/196.
(2) الخبر أخرجه بالطريق الثاني أحمد من حديث مسلمة بن مخلد في المسند 4/104.
(3) له ترجمة في أسد الغابة 1/279 والإصابة 1/196 والإستيعاب 1/197 والتاريخ الكبير 2/170 والطبقات الكبرى 4/86. وفرق بعض المحدثين بين ثابت بن وديعة وبين ثابت بن يزيد ولكن البخاري لم يفرق بينهما، وسار على نهجه ابن الأثير، وقال ابن حجر: والذي يظهر لي أنهما اثنان لاختلاف نسبهما، ولأن الظاهر أن وديعة والد هذا وأما ذاك فسيأتي أن وديعة اسم أمه. وهو عند أحمد ثابت بن يزيد بن وداعة. تراجع المصادر السابقة.
(4) أخرجه أحمد في المسند 4/320 من حديث ثابت بن يزيد بن وداعة وأخرجه في التاريخ الكبير 2/171.(1/611)
1266 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابتٍ، عن زيدٍ ابن وهب، يحدث، عن ثابت بن وديعة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أن رجلاً أتاهُ بضباب قد احترشها (1) ، فجعل ينظر إلى ضبٍ منها فقال: إن أُمةً مُسخت، فلا أدري لعل هذا منها) (2) .
1267 - حدثنا عفان، حدثنا شعبةُ، عن عدي بن ثابت، عن زيد بن وهبٍ عن ثابت بن وديعة: (أن رجلاً من بني فزارةً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بضبابٍ، فجعل يُقلبُ ضباً منها [بين يديه] وقال: (إن أمَّة مُسخت [قال: وأكثر علمي أنه قال] لا أدري لعلّ هذا منها) . قال شعبة: قال حُصين، عند زيد بن وهبٍ، عن حُذيفة قال: فذكر شيئاً نحواً من هذا قال فلم يأمرهُ، ولم ينهِ أحداً عنهُ) (3) .
1268 - حدثنا حُسين، حدثنا يزيد بن عطاءٍ، عن حُصين، عن زيد بن وهب الجهني، عن ثابت بن يزيد بن وداعة الأنصاري، قال: (اصطدنا ضباباً ونحنُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه قال: فطبخ الناس، وشووا قال: فأخذتُ ضباً فشويتهُ، فأتيتُ به رسول الله عليه الصلاة/ والسلام، فوضعتهُ بين يديه، فأخذ عوداً، فجعل يقلب به أصابعهُ، أو يعدُّها، ثم قال: (إن أمةً من بني إسرائيل مُسخت دوابَّ في الأرض، وإني لا أدري أي الدواب هي) قال: قلتُ: إن الناس قد شووا
_________
(1) احترشها: أي جمعها بخديعة، النهاية 1/367. ولتحريش الضب طريقة يتقنها أهل البادية.
(2) المسند: 4/320 من حديث ثابت بن يزيد وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 2/171.
(3) مابين المعكوفات سقط من الأصل، وزدناه من لفظ المسند: 4/320 ويرجع إلى التاريخ الكبير 2/170.(1/612)
قال: فلم يأكل منهُ ولم ينههم عنهُ) (1) . رواه أبو داود (2) والنسائي (3) وابن ماجه من حديث حصينٍ بن عبد الرحمن عن زيدٍ بن وهبٍ عن ثابتٍ بن زيد بن وديعة ويقالُ وداعة بهِ (4) .
_________
(1) المسند: 4/320 من حديث ثابت بن يزيد.
(2) سنن أبي داود: الأطعمة: باب في أكل الضب: 3/353.
(3) سنن النسائي: الصيد والذبائح: الضب: 7/175.
(4) سنن ابن ماجه: الصيد: باب الضب: 2/1078.(1/613)
1269 - ورواه النسائي أيضاً من حديث شعبة عن عدي بن ثابتٍ [قال:] سمعتُ زيد بن وهب [يحدث عن ثابت بن وديعة قال: (جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضب) ] الحديث.
1270 - ومن حديث شعبة عن الحكم عن زيد بن وهب عن البرآء بن عازبٍ، عن ثابت بن وديعة: (أن رجلاً أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضبٍ فقال إنَّ أمَّهُ مُسِخَتْ) الحديث (1) .
203 - (ثابت بن يزيد الأنصاري) (2)
1271 - قال أبو نُعيم: حدثنا سُليمان بن أحمد، حدثنا عمرو بن إسحاق ابن إبراهيم بن العلاء، حدثنا أبو علقمة نصر بن خُزيمة بن جُنادة بن محفوظ عن علقمة أن أباه حدَّثهُ، عن أخيه علقمة عن عائذ قال [قال ثابت بن يزيد] (3) : (أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورِجلي عرجاءٌ لا تمسُّ [بطن] (4) الأرض، فدعا لي فبرئت) (5) .
_________
(1) سقطت العبارة التي بين معكوفين من المخطوطة وأثبتناها حتى لا يختلط سند حديثي شعبة. سنن النسائي 7/176.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/281 والإصابة: 1/197.
(3) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من مصادر ترجمته. وبه يستقم السياق.
(4) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من مصادر ترجمته. وبه يستقم السياق.
(5) أسد الغابة: 1/281.(1/613)
1272 - وروى أيضاً عنه حديثاً آخر من طريق آخر: طريق شريك، عن أبي إسحاق عن عامرٍ بن سعدٍ. قال: (دخلتُ على قرظةِ بن كعبٍ، وثابت بن يزيد، وأبي مسعودٍ الأنصاري وإذا عندهم جوارٍ وأشياء فقلتُ: تفعلون هذا وأنتم أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: إن كنتَ تسمع وإلا فامْضِ، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص لنا في اللهو عند العُرس، وفي البُكاء عند الموتِ) (1) .
204 - (ثابت الأنصاري والدَ عدِيٍّ) (2)
1273 - قال ابن ماجه: حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا الهيثم بن جميل عن ابن المُبارك عن أَبَان بن تغلب، عن عديٍ بن ثابتٍ، عن أبيه. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام على المنبر استقبلهُ أصحابهِ بوجُوههِم) (3) .
205 - (ثعلبة بن الحكم بن عُرفُطة) (4)
ابن الحارث بن لقيط بن يعمر بن الشُّدَّاخ بن عوفٍ بن كعب بن عامرٍ
_________
(1) الخبر ذكره ابن الأثير في ترجمته في أسد الغابة وقال: أخرجه أبو نعيم. وقال ابن حجر: روى أبو داود الطيالسي هذا الحديث فقال ثابت بن وديعة وأفاض في ذكر الأئمة الذين خلطوا بين ابن يزيد وابن وديعة. الإصابة 1/197.
(2) قال ابن الأثير: هو/ ثابت بن دينار أوْ ابن عازب أخو البراء بن عازب، ووالد عدي بن ثابت. أسد الغابة: 1/267.
(3) سنن ابن ماجه: إقامة الصلاة: ماجاء في استقبال الإمام وهو يخطب: 1/360.
والحديث إسناده: ضعيف للجهالة بحال ثابت والد عديّ، وقد جاء في التهذيب (قال ابن ماجه: أرجو أن يكون متصلاً، قال ابن حجر: لاشك ولا ارتياب في كونه مرسلاً أو يكون سقط منه عن جده والله أعلم) انظر تهذيب التهذيب 2/21.
(4) له ترجمة في أسد الغابة: 1/285 والإصابة: 1/198 والتاريخ الكبير: 2/173.(1/614)
بن ليث بن [بكر بن] عبد مناة بن كتانة/ الكناني، ثم الليثي نزل البصرة، ثم سكن الكوفة.(1/615)
1274 - وقال أبو داود الطيالسي عن شعبة حدثنا سماكُ سمعتُ ثعلبة بن الحكم يقول: (كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانتهب الناسُ غنماً فنهى عنها فأُكفئت القدور) (1) . وكذلك رواهُ عبد الرزاق، وزُهيرُ وأبو الأحوص، وأبو عوانة عن سماكٍ بهِ. ورواهُ ابن ماجه، عن أبي بكرٍ بن أبي شيبة، عن أبي الأحوص عن سَماكٍ به (2) . ورواهُ أسباطٍ، عن سماكٍ به، عن ابن عبَّاسٍ (3) فالله أعلم، ورواهُ جريرُ، عن يزيد بن أبي زِيادٍ، عن ثعلبة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
1275 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن زُهير التُّسيري، حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن حسن بن صالح، عن سماك، سمعتُ ثعلبة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنا لا نأكُلُ النُهبَة فإنَّها لا تَحِلُ) (4) .
حديثٌ آخرُ عنهُ
1276 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن زُهير، حدثنا العلاء بن
_________
(1) الخبر مذكور في ترجمته في أسد الغابة والإصابة، وقال ابن حجر إسناده: صحيح. (والغُنْم) هو ما أصيب من أموال أهل الحرب.
(2) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 2/83 وقال في مجمع الزوائد: رجاله ثقات: 5/41 وابن ماجه: الفتن: النهي عن النهبة: 2/1299 وإسناده صحيح. قاله البوصيري في زوائده على ابن ماجه.
(3) قال البخاري: ولا يصح ابن عباس التاريخ الكبير: 2/173 ويرجع إليه في المعجم الكبير للطبراني 2/83.
(4) المعجم الكبير للطبراني 2/83 وفيه: قلت لسماك: ما هذه النهية التي نهى عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: قال ثعلبة: هي غنم انتهبوها يوم خيبر قبل أن يقسم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أكفئوا القدور.(1/615)
مَسْلمة، حدثنا إبراهيم الطالقاني، حدثنا ابن المُباركِ، عن سفيان، عن سماكٍ بن حربٍ، عن ثعْلبة بن الحكم. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يقول الله تعالى [للعلماء] يوم القيامة إذا قعد على كُرسيه لقضاءِ عبادهِ: إني لم أجعل علمي وحُكْمي فيكم إلاَّ وأنا أُريدُ أن أَغْفِر لكم على ما كان منكم ولا أُبالي) (1) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 2/84 وفيه العلاء بن مسلمة اتهم بالوضع لكن الهيثمي قال: رجاله موثقون. مجمع الزوائد: 1/126، الميزان: 3/105.(1/616)
206 - (ثعلبة بن زهدمٍ التميمي الحنظلي) (1)
يعد في الكوفيين روى لهُ النسائي من حديث سفيان (2)
1277 - وقال الطبراني: حدثنا حفص بن عمر بن الصبَّاح الرِّقي، حدثنا قبيصة بن عقبة (ح) (3) وحدثنا عبد الله بن محمد بن سعيدٍ بن أبي مريم، حدثنا محمد ابن يوسف الفريابي قالا: حدثنا سفيان هو الثوري، عن أشعث بن أبي الشَّعثاء عن الأسود بن هِلاَلٍ، عن ثعلبة بن زهْدَم الحنظَلي قال: جاء إنسان من بني ثعلبة بن يربُوع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يخطُب، وهو يقول: (يدُ المُعطي هي العُليا (4) أُمَّك وأَباك وأختك وأخاك، ثم أدْناك، فأدنَاك، فقام رجلٌ من الأنصار، فقال: يارسول الله هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع أصابوا فلاناً في الجاهلية. قال: فهتف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/286 والإصابة: 1/199 والتاريخ الكبير 2/173 وعده البخاري من التابعين.
(2) يرجع إلى أحاديثه التي أخرجها النسائي في المجتبي (هل يؤخذ أحد بجريرة غيره) 8/47.
(3) هذا الحرف يرمز به المحدثون إلى التحول من إسناد إلى إسناد.
(4) زاد ابن الأثير في روايته هنا: (ابدأ بمن تعول: أمك) إلخ.(1/616)
تجْنى نفس على أخرى) (1) . رواه النسائي من حديث الثوري بهِ كذلك رواهُ من حديث شعبة عن أشعث عن الأسود بن هِلال عن رجل من بني ثعلب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - /.
قلت: وهو ثعلبةُ بن زهدمٍ، ورواهُ من حديث أبي الأحوص عن أشعث عن أبيه عن رجل من بني ثعلبة. قلتُ: وهو أيضاً الأسود بن هلالٍ عن رجلٍ من قومه (2) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 2/85 وقال في مجمع الزوائد: رواه الميزان 3/98.
(2) هذه الطرق جميعها أخرجها النسائي في المجتبي (هل يؤخذ أحد بجريرة غيره؟) 8/47. ويراجع أيضاً تحفة الأشراف 2/126.(1/617)
207 - (ثعلبة بن صُعَيْر القضاعي) (1)
1278 - روى حديثه أبو داود من حديث الزهري، عن ثعلبة بن عبد الله ابن صُغير، عن أبيه، أو عبد الله بن ثعلبة بن صُعير، عن أبيه في زكاة الفطر: (صاع من تمرٍ، أو صاعٌ من شعيرٍ من كل إثنين صغيرٍ وكبيرٍ) (2) . الحديث رواهُ أبو نعيمٍ، من حديث عبد الله بن ثعلبة، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن ثعلبة بهِ.
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/288 والإصابة: 1/200 والإستيعاب: 1/202 قال الثوري: له صحبة وعقب عليه البخاري بقوله: ولا يصح. التاريخ الكبير 2/174.
(2) أخرجه أبو داود في الزكاة (باب من روى نصف صاع من قمح) عن الزهري قال مسدد: عن ثعلبة بن عبد الله بن أبي صعير عن أبيه وقال سليمان بن داود: عبد الله بن ثعلبة، أو ثعلبة بن عبد الله بن أبي صعير عن أبيه وعنده طريقان آخران وقع فيهما مثل هذا الاختلاف قال المنذري: في إسناده النعمان بن راشد ولا يحتج بحديثه. وقال الإمام الشافعي: حديث مديني خطأ. وقال البيهقي: وقيل في هذا الحديث (عن كل رأس) وقيل: (عن كل إنسان) وبلغني عن محمد ابن يحيى الذهلي أنه كان يميل إلى تصحيح رواية من رواه: (عن كل رأس، أو كل إنسان) سنن أبي داود 2/114 مختصر السنن للمنذري 2/220.(1/617)
208 - (ثعلبةُ بنُ العلاء) (1)
1279 - (سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر ينهى عن المُثْلَةِ) . رواهُ ابن الأثير من طريق سماك عنهُ وقد تقدم في روايته (2) عن ثعلبة بن الحكم نحوه.
209 - (ثعلبة بن عبد الرحمن) (3)
أحد خُدام النبي - صلى الله عليه وسلم -، روى أبُونُعيمٍ في ترجمتهِ حديثاً مطولاً غريباً بل مُنكراً جداً، وتبعهُ ابن الأثير، وليس الحديث من روايته فلم نذكره لذلك (4) .
210 - (ثعلبةُ بن أبي مالكٍ القُرظي) (5)
1280 - حليفهُم وإمامُهم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا ضرر ولا إضرار) (6) .
1281 - (وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى في سيل مهزُوزٍ (7) أن الماء إذا بلغ الكعبين لم يَحْبس الأعلى المآء) . رواهُ أبو نُعيم عن يعقوب بن حُميدٍ، عن إسحاق بن إبراهيم عن صفوانِ بن سُليم عنه بهِ (8) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/290 والإصابة 1/210 وهو ثعلبة بن العلاء الكناني.
(2) تقدم ما أورده المصنف عن ثعلبة بن الحكم (207) قال أبو موسى: رواه زهير بن معاوية عن سماك بن حرب عن ثعلبة بن الحكم أخي بني ليث نحوه وعقب على ذلك ابن حجر فقال: بنو
= ... ليث من بني كنانة فالنسب واحد والراوي واحد. فإما أن يكون حجاج وهم في اسم أبيه، أو يكون العلاء اسم أحد آبائه. الإصابة 1/210.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/289 والإصابة: 1/200.
(4) الخبر أخرجه ابن منده أيضاً وعقب ابن الأثير عليهما منكراً له. أسد الغابة 1/289.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/292 والإصابة: 1/201 والإستيعاب: 1/202.
(6) المعجم الكبير للطبراني: 2/56.
(7) مهزور: وادي بني قريظة بالحجاز. النهاية: 4/248.
(8) المعجم الكبير للطبراني 2/86 ورمز له السيوطي بالضعف جمع الجوامع 2/4061.(1/618)
1282 - ورواه ابن ماجه عن إبراهيم بن المنذر، عن زكريَّاء بن منظورٍ عن محمد بن عقبة بن أبي مالكٍ، عن عمَّهِ ثعلبة بن أبي مالكٍ: (قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سَيل مهزورٍ) فذكرهُ (1) .
211 - (ثعلبة أبو عبد الله) (2)
1283 - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقُول: (البذاذةُ من الإيمان) (3) .
1284 - وسمعتُه يقولُ: (من اقتطع مال امرىءٍ مسلمٍ بيمينٍ كاذبةٍ كانت في قلبه نكتةٌ سوداء من نفاقٍ لا يُغيرها شئٌ إلى يوم القيامة) (4) .
212 - (ثعلبة أبو عبد الرحمن الأنصاري) (5)
1285 - قال: (جاء عمرو بن سمرة بن حبيب فقال: يارسول الله إني سرقْتُ جملاً فطهرني، فأمر به، فقطعت يدهُ. قال ثعلبةُ: وأنا أنظرُ إليه، حتى وقعتْ يدهُ وهو يقول: الحمد لله / الذي طهرني منكِ أردتِ أن تُدْخُلِي جسدي النار) . رواهُ ابن ماجة من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن أبي ثعلبة عن أبيه بهِ (6) .
_________
(1) سنن ابن ماجه: الرهون (باب الشرب من الأودية ومقدار حبس الماء) 2/829 قال في الزوائد: في سنده زكريا جد منظور المدني القاضي ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما. وتفرد به ابن ماجه عن الستة.
(2) له ترجمة في أسد الغابة: 1/289 والإصابة: 1/401.
(3) البذاذة: هي رثاثة الهيئة. أراد التواضع في اللباس. والخبر أخرجه أحمد وابن ماجه الطبراني والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن أبي أمامة الحارثي عن أبيه. سنن ابن ماجه 2/1379 جمع الجوامع 1/3867.
(4) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/85.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/290 والإصابة: 1/202.
(6) سنن ابن ماجه: الحدود: السارق يعترف: 2/863.(1/619)
213 - (ثَوْبان بن بُجْدرٍ، ويقال ابن جحدر) (1)
مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أبو عبد الله الهاشمي، ويقال: أبو عبد الرحمن أصله من حِمير، وقيل من السراةِ، اشتراه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأعتقهُ وخيره، فاختار ولاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولازمه حضراً وسفراً، وقد ابتنى بالرملةِ داراً، وبحمص، وبمصر. كانت وفاته سنة أربع وخمسين، حديثهُ في سابع الأنصار.
جُبيرُ بن نُفيرٍ الحضرمي الحمصي عنه
1286 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية يعني ابن صالح، عن أبي الزاهرية عن جُبير، عن ثَوبْان. قال: (ذبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُضحيةُ، ثم قال: ياثوبان أصلح هذه للشاةِ. قال: فما زلتُ أطعمه منها حتى قدِم المدينة) (2) . رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم (3) ،
والنسائي عن عمرو بن علي كلاهما عن ابن مهدي (4) ورواهُ مسلم، وأبو داود من غير وجهٍ عن معاوية بن صالح (5) فأخرجه مسلمٌ أيضاً عن طريق عبد الرحمن بن جبير عن أبيه.
1287 - حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عيَّاشٍ، عن عبيد الله ابن عُبيد الكلاعي، عن زُهير، عن عبد الرحمن بن جُبير، عن
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/296 والاستيعاب: 1/209 والتاريخ الكبير: 2/181 والطبقات الكبرى: 7/140 والمعجم الكبير للطبراني: 2/91.
(2) مسند أحمد: 5/277 من حديث ثوبان بن بجدد.
(3) صحيح مسلم: الأضاحي: النهي عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث وبيان نسخه:
3/1563.
(4) أخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/138.
(5) سنن أبي داود: الأضاحي: باب المسافر يضحي: 3/100.(1/620)
أبيه جبير بن نُفير، عن ثوبان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهُ قال: (لِكُل سَهْوٍ سجدتان بعدما يُسلم) (1) . رواهُ أبو داود وابن ماجه عن عثمان بن أبي شيبة، زاد أبو داود: والربيعُ بنُ نافعٍ، وشجاع بن مُخلدٍ، وعمرُ بن عثمان. كُلهُم عن إسماعيل بن عياشٍ عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي عن زهير بن سالم العنسي عن عبد الرحمن بن جُبير بن نفير، عن أبيه، عن ثوبان بهِ (2) .
حديثٌ آخر عنه
_________
(1) المسند: 5/280 من حديث ثوبان.
(2) سنن أبي داود: الصلاة: من نسي أن يتشهد وهو جالس: 1/272، وسنن ابن ماجه: إقامة الصلاة: ماجاء في سجدتي السهو بعد السلام: 1/385 وزهير بن سالم العنسي (فيه لين) تقريب التهذيب 1/364.(1/621)
1288 - قال أبو داود: حدثنا محمد بن عوفٍ قال: قرأتُ في أصلِ إسماعيل ابن عياشٍ. قال ابن عوفٍ: وحدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه، حدثني ضمضمُ بن زُرْعة، عن شُريح بن عُبيد قال: أَفتاني جُبيرُ بن نُفير عن الغُسلِ من الجنابة أنَّ ثوبان حدثهم: (أنهم استفتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: أَمَّا الرجل فلينشر شعرهُ، فليغسله، حتى يبلغ أصول الشعر، وأما المرأة فلا عليها أن لا تنقُضهُ لتغرف على رأسها ثلاث غرفاتٍ بكفيها) (1) .
حديثٌ آخرُ
1289 - رواهُ البزارُ والطبراني من حديث معاوية بن صالح، [عن شريح ابن عبيد] عن عبد الرحمن بن جُبير بن نُفيرٍ، عن أبيه، عن ثوبان.
_________
(1) سنن أبي داود: الطهارة: المرأة، هل تنقض شعرها عند الغسل: 1/66.(1/621)
قال: / قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (هذا السفرُ جهدٌ وثقلٌ، فإذا أوتر أحدكم فليركع ركعتين، فإن استيقظ،
وإلا كانتا لهُ) (1) .
الحسنُ البصري عنهُ
_________
(1) () ... ومعنى الحديث أن هاتين الركعتين تكفيه عن قيام الليل إن غلبه النوم، أخرجه الطبراني في
المعجم الكبير 2/92 قال في مجمع الزوائد: فيه عبد الله بن صالح وفيه كلام مجمع الزوائد 2/246.(1/622)
1290 - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أفطر الحَاجم والمحجُومُ) (1) . رواهُ النسائيُ، عن قتيبة، عن الليث، عن قتادة عنه (2) . ورُوي [عن] الحسن عن قتادة، وعليِّ، ومعقل بن يسار، وأبي هُريرة، وغير واحدٍ من الصحابة، ومن قوله كما سيأتي في مواضعه (3) .
خالد بن معدان عنهُ
1291 - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا راعهُ أمرٌ قال: (الله الله ربي لا شريك لهُ (رواهُ النسائي من حديث الثوري عن ثور بن يزيد عنهُ به. وله عنه حديث تأتي في ترجمة معدان عنه (4) .
راشدُ بنُ سعد المقرائي الحمصي عنهُ
1292 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن ثور، عن راشد بن سعدٍ، عن ثوبان. قال: (بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية، فأصابهم البردُ، [فلما قدموا
_________
(1) أخرجه أحمد في المسند: 5/276 من رواية عبد الرحمن بن غنم عن ثوبان وأبي ثوبان الرحبي عن ثوبان أيضاً ص 277.
(2) أخرجه النسائي في الكبرى كما رجحه المزي في تحفة الأشراف 2/129.
(3) يرجع إلى تحفة الأشراف في الموطن السابق.
(4) النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف 2/129.(1/622)
على النبي - صلى الله عليه وسلم - شكوا إليه ما أصابهم من البرد] ، فأمرهم أن يمسحوا على العصائِب والتساخين) . رواه أبو داود عن أحمد بن حنبل بهِ (1) .
حديث آخر عنه عن ثوبان
_________
(1) المسند: 5/277 من حديث ثوبان رضي الله عنه. وسنن أبي داود: الطهارة (المسح على العمامة) 1/36 وما بين المعكوفين في استكمال منهما (والعصائب) هي العمائم، (والتساخين) هي الخفاف.(1/623)
1293 - قال الترمذي: حدثنا علي بن حجر، حدثنا عيسى بن يونس، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعدٍ، عن ثوبان. قال: (خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازةٍ، فرأى ناساً رُكباناً فقال: (ألا تستحيون؟ إن ملائكة الله على أقدامهم، وأنتم على ظهُورِ الدَّواب (ثم قال: وفي الباب عن المغيرة، وجابر بن سمرة، وقد روى عن ثوبان موقوفاً عليه (1) . ورواه ابن ماجة عن كثير بن عبيد، عن بقية، عن أبي بكرٍ بن أبي مريم عن راشد بن سعد (2) .
سالم بن أبي الجعد الأشجعي الكوفي عنهُ
قال أحمد والبخاري ولم يسمع منه (3) بينهما معدان.
1294 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مُرة، عن سالم ابن أبي الجعد. قال: قيل لثوبان: حدثنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) سنن الترمذي: الجنائز: كراهية الركوب خلف الجنازة: 3/324.
(2) سنن ابن ماجه: الجنائز: ماجاء في شهود الجنائز: 1/475.
(3) يعني سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان. وقد اشتهر عن سالم أنه يدلس ويرسل روى عن عمر ولم يدركه وكعب بن مرة وقيل لم يسمع منه وعائشة والصحيح أن بينهما أبا المليح، وأبي كبشة وقيل عن ابن أبي كبشة عن أبيه وقيل بينهما نبيط وروى عن ثوبان وزياد بن لبيد وعلي بن أبي طالب وأبي يرزة وغيرهم. تهذيب التهذيب 3/434، الميزان 2/109.(1/623)
فقال: لتكذبون عليَّ. فقال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ما من مسلمٍ يسجد لله سجدةً إلا رفعه الله بها درجة وحطّ عنه بها خطيئة) (1) . تفرد بهِ.
_________
(1) المسند: 5/283 من حديث ثوبان، وإسناده ضعيف لانقطاعه، فإن سالماً لم يدرك ثوبان (قال الذهلي عن أحمد: سالم لم يسمع من ثوبان ولم يلقه بينهما معدان بن أبي طلحة، وقال أبو حاتم: لم يدرك ثوبان) تهذيب التهذيب 3/432.(1/624)
1295 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن سالم، عن ثوبان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (استقيموا/ ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكُم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلاَّ مؤمنٍ) (1) . رواهُ ابن ماجة عن علي بن محمد عن وكيع عن سفيان عن منصورٍ عن سالم بن أبي الجعد به (2) .
1296 - حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن سالمٍ، عن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (استقيموا لقُريشٍ ما استقاموا لكم) (3) تفرَّد به.
1297 - حدثنا عبد الرحمن، عن إسرائيل، عن منصورٍ، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان قال: (لما أنزلت {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (4) قال: كُنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، فقال بعض أصحابه: قد نزل في الذهب والفضة ما نزل فلو أنّا علمنا أي المال خيرٌ اتخذناه؟ فقال: أفضله لساناً ذاكراً، وقلباً
_________
(1) المسند: 5/276 من حديث ثوبان.
(2) سنن ابن ماجه: الطهارة وسننها: المحافظة على الوضوء: 1/101 وفي الزوائد: رجال إسناده ثقات أثبات. إلا أن فيه انقطاعاً بين سالم وثوبان، ولكن أخرجه الدارمي وابن حبان في صحيحه من طريق / ثوبان متصلاً. وانظر سنن الدارمي: 1/168.
(3) المسند: 5/277 من حديث ثوبان.
(4) آية (34) سورة التوبة.(1/624)
شاكراً، وزوجةً مؤمنة تُعينه على إيمانه) (1) . رواه الترمذي عن عبدْ بن حُميد، عن عُبيد الله بن موسى، عن إسرائيل به (2) . ورواهُ ابن ماجة عن محمد بن إسماعيل بن سمرة، عن وكيع، عن عبد الله [بن عمرو] بن مُرَّة، عن أبيه، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان بهِ (3) .
_________
(1) المسند: 5/278 من حديث ثوبان.
(2) سنن الترمذي: التفسير: سورة التوبة: 5/277 وقال: (حديث حسن) . وقد تقدم أن سالماً لم يسمع من ثوبان ولم يلقه، بل قرر الترمذي ذلك بنفسه ونقل قول البخاري أن سالماً لم يسمع من ثوبان.
(3) سنن ابن ماجه: النكاح: باب أفضل النساء: 1/596 وعبد الله بن عمرو بن مرة مختلف فيه.(1/625)
1298 - حدثنا وكيع، حدثني عبد الله بن عمرو بن مُرّة، عن أبيه، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان. قال: (لما نزل في الذهب ما نزل قالوا: فأيُّ المال نتخذ؟ قال عُمر: أنا أعلم لكُم ذلك قال: فأوضع على بعير فأدركهُ وأنا معه في أثره، فقال: يارسول الله فأيَّ المال نتخذ؟ قال: ليتخذ أحدكُم قلباً مشكوراً، ولساناً ذكوراً، وزوجةً [مؤمنة] تُعينهُ على أمر الآخرةِ) (1) .
حديث آخرُ عن ثوبان مرفوعاً
1299 - (من مات وهو برئٌ من الكبر والغلولُ والدين دخل الجنة) . رواهُ الترمذي في السير، عن قُتيبة، عن أبي عوانة، عن قتادة، عن سالمٍ، عن ثوبان بهِ (2) ، وسيأتي في رواية سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة به عن سالم بن معدان عن ثوبان.
_________
(1) المسند: 5/282 من حديث ثوبان. وسنن ابن ماجه: 1/596.
(2) سنن الترمذي: السير: ماجاء في الغلول: 4/128.(1/625)
حديثٌ آخر عنه في الحوض(1/626)
1300 - قال أبو يعلى: حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبانٍ، حدثنا إسحاق ابن سليمان، حدثنا أبو سنانٍ بن عمرو بن مرَّة، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان، وأتاهُ ناسٌ فقالوا: حدثنا فقد ذهب أصحابك وافتقرنا إلى ما عندك، فحدثنا بما ينفعنا، ولا يضُرك. فقال: عليكم بكتاب الله فإنهُ أحسن الحديث، وأبلغ الموعظة قالوا: صدقت، ولكن حدثنا بما سمعتهُ قال سمعته يقول: إلى لَبُعقْر الحوض أذودُ (1) [الناس] لأهل اليمن بعصايَ حتى يرفضَّ عليهم (2) فقال رجل: أهل اليمن يارسول الله؟ قال: نعم أهل اليمن فقال/ رجل كم طوله قال من مقامي هذا إلى عمان - وهو يومئذٍ بالمدينة - شرابهُ أطيب من اللبن وأحلى من العسل، من شرب منهُ شربةً لم يظمأُ بعدها حتى يفرغُ من الحساب أو كما ذكرهُ شك أبو سنان لهُ ميزابان يصُبَّان فيه من ورق (3) .
سعيد الحمصي عنه
1301 - حدثنا روح، حدثنا مرزوق أبو عبد الله الشامي، حدثنا سعيدٌ رجلٌ من أهل الشأم. قال: حدثنا ثوبان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا أصاب أحدكم الحمى وإن الحمى قطعة من النار فليطفئها [عنه] ، بالماء البارد، وليستقبل نهراً جارياً يستقبل جربة الماءِ، فيقول بسم الله اللهم اشف عبدك، وصدقُ رسولك بعد صلاة الفجر قبل طلوع الشمس ثلاث
_________
(1) عقر الحوض: بالضم موضع الشاربة منه. وأذود الناس: أطردهم وأدفعهم لأجل أن يرد أهل اليمن. النهاية 3/113.
(2) يرفض عليهم: يسيل. النهاية 3/243.
(3) أخرجه أحمد من عدة طرق يرجع إليها في المسند من حديث ثوبان 5/275 وما بعدها. كما أخرجه أبو عوانة من حديثه. جمع الجوامع 1/2931.(1/626)
غمساتٍ ثلاثة أيام، فإن لم يبرأ في ثلاثٍ، فخمس، فإن لم يبرأ في خمسٍ، فسبعٌ، فإن لم يبرأ في سبع، فتسعٍ فإنهُ لا يكاد يجاوز التسع بإذن الله تعالى) (1) . ورواه الترمذي في الطب عن أحمد بن سعيد الأشقر، عن روح بن عُبادة بهِ وقال: غريبٌ (2) .
سُليمان بن يسارٍ عنهُ مرفوعاً
_________
(1) المسند: 5/281 من حديث ثوبان رضي الله عنه.
(2) سنن الترمذي: الطب: 4/410.(1/627)
1302 - إنَّ حوضي مابين عدن إلى عمَّان، ماؤُهُ أشد بياضاً من اللبن والثلج، وأحلى من العسل، أولُ من يردهُ فقراء المُهاجرين. قلنا: يارسول الله صفهم لنا. قال: شُعْثُ الرؤوس، دكن الثيابِ (1) الذين لا ينكحُون المُتنعِماتِ، ولا تُفتح لهم أبواب السُّدُدِ (2) الذين يُعطُون الذي عليهم، ولا يُعطون الذي لهُمْ) (3) .
سليمان المنبهي
1303 - حدثنا عبد الصمد، حدثني أبي، حدثنا محمد بن جُحاده، حدثني حميد الشامي، عن سليمان المنبهي، عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر آخر عهده بإنسانٍ [من] أهله فاطمةُ، وأولُ من يدخل عليه إذا قَدِمَ فاطِمةُ، عليها السلام. قال: فقدم من غَزَاةٍ (4) له، فأتاها، فإذا هو يمسح على بابها ورأى على الحسنِ
_________
(1) قال ابن الأثير: دكن الثوب إذا اتسخ واغبر لونه يدكنُ دكناً، النهاية 2/128.
(2) أي الأبواب المغلقة.
(3) الخبر أخرجه أحمد والطبراني والترمذي وابن ماجه والحاكم وأبو نعيم عن ثوبان. من حديث أبي سلوم الحبشي عنه. جمع الجوامع 1/2197 مسند أحمد 5/275 سنن الترمذي 4/629.
(4) في المخطوطة: (من صلاة) وما أثبتناه من المسند.(1/627)
والحُسين قَلْبين من فضةٍ، فخرج، ولم يدخل عليها، فلما رأت ذلك ظنَّت أنهُ لم يدخل عليها من أجلِ ما رأى، فهتكت الستر ونزعت القلبين من الصبيين/، فقطعتهما، فبكى الصبيان، فقسمتهُ بينهما، فانطلقا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهُما يبكيان، فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهما، وقال: ياثوبانُ اذهب بهذا إلى بني فلان أهل بيتٍ بالمدينةِ، واشترِ لفاطمة قِلاَدة من عصب (1) ، وسوارين من عاجٍ، فإن هؤلاء أهل بيتي، ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم (2) في حياتهم الدنيا) (3) . رواهُ أبو داود عن مسددٍ عن عبد الوارث بهِ (4) .
شداد بن حيٍّ أبو حيّ المؤذن عنه يأتي
شريح بن عُبيد الحضرمي عنهُ
_________
(1) في المخطوطة: (من قصب) وما أثبتناه من المسند وهو المحفوظ من هذه الرواية نقل ابن الأثير عن الخطابي قوله: (إن لم تكن الثياب اليمانية فلا أدري ماهي وما أرى أن القلادة تكون منها (وأطال في هذا ثم قال: (ذكر لي بعض أهل اليمن أن العصب سن دابة بحرية تسمى قرس فرعون يتخذ منها الخرز وغير الخرز من نصاب سكين وغيره ويكون أبيض) النهاية 3/100.
(2) من المخطوطة: (طيبا) .
(3) المسند: 5/275 من حديث ثوبان.
(4) سنن أبي داود: كتاب الترجل (باب ماجاء في الانتفاع بالعاج) 4/87.(1/628)
1304 - حدثنا أبو اليمان، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زُرعة قال شريح بن عُبيد: مرض ثوبان بحمص، وعليها عبد الله بن قُرْطٍ الأزدي، فلم يُعدهُ، فدخل على ثوبان رجل من الكلاعيين عائداً، فقال له ثوبان: أتكتُب؟ قال: نعم. قال: أكتب. فكتب إلى الأمير عبد الله بن قُرطٍ: من ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَمَّا بعد فإنه لو كان لموسى وعيسى عليهما السلام مولى بحضرتكم لعدتهُ، ثم طوى الكتاب، وقال لهُ أتبلغُهُ إياهُ؟ فقال: نعم، فانطلق الرجل بكتابهِ، فدفعهُ إلى ابن قُرطٍ،(1/628)
فلما قرأه قام مُسرعاً فزعاً، فقال الناس [ما شأنه؟ أحدث أمر؟] (1) قال: نعم، فانطلق الرجل، فأتى ثوبان، حتى عادهُ وجلس عنده ساعة، ثم قام، فأخذ ثوبان بردائه، وقال: اجلس حتى أُحدثك حديثاً سمعتُه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعته يقول: (ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم، ولا عذابٍ، مع كل ألفٍ سبعون ألفاً) (2) .
شهر بن حوشب عن ثوبان
مرفوعاً: (أفطر الحاجم والمحجوم)
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل، وزدناه من لفظ المسند.
(2) المسند: 5/280 من حديث ثوبان.(1/629)
1305 - رواه النسائي عن محمد بن معمرٍ عن حبان [بن هلال] عن همام، عن قتادة عن شهرٍ بهِ، ورواه يعلى بن عبادٍ، عن همَّام، عن قتادة عن الحسن عن سُمرة، ورُوي عن شهرٍ عن عبد الرحمن بن غنم، عن ثوبان كما سيأتي، وعن شهرٍ عن بلالٍ كما تقدم (1) .
صالح بن رُستم أبو عبد السلام عنهُ
1306 - قال أبو داود في الملاحم: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا بشر بن بكر، حدثني جابر، حدثني أبو عبد السلام، عن ثوبان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يُوشك الأممُ أن تداعي عليكم كما تداعى الأكلةُ إلى قصعتها) فقال قائلٌ: من قلةٍ نحن يومئذٍ؟ قال: (بل أنتم يومئذ كثيرٌ، ولكنكم غُثاءٌ كغثاء السيل، /ولينزعنَّ الله من صدور عدوكم المهابةَ
_________
(1) قال الحافظ المزي أخرجه النسائي في الصوم (لعله في الكبرى) وساق سند الخبر كما أورده المصنف، ثم أورد هذه الطرق التي أشار إليها ابن كثير ثم قال: وفيه اختلاف كثير مذكور في مواضعه. تحفة الأشراف 2/132.(1/629)
منكم، وليقذفنَّ في قلوبكم الوهن) . قال قائلٌ: وما الوهنُ يارسول الله؟ قال: (حُبُّ الدنيا، وكراهية الموت) (1) . وسيأتي في رواية أبي إسماعيل عن ثوبان.
عائذ بن عبد الله: أبو إدريس الخولاني عن ثوبان مرفوعاً
_________
(1) () ... سنن أبي داود: الملاحم: في تداعي الأمم على الإسلام: 4/111.(1/630)
1307 - (المختلعاتُ هنَّ المُنافقات) . رواه الترمذي عن أبي كُريبٍ عن مُزاحم بن ذِوَّادْ بن عُلْبة، عن أبيه، عن ليثِ عن أبي الخطَّاب، عن [أبي زرعة عن] أبي إدريس بهِ، وقال: ليس إسناده بالقوي (1) .
حديثٌ آخر عنه عن ثوبان
1308 - حدثنا أبو يعلى، حدثنا بشرُ بن الوليد، حدثنا إسماعيل بن عياشٍ، عن ليث بن أبي سُليم، عن أبي الخطابِ، عن أبي إدريس عن ثوبان: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يحل لأحدٍ من المسلمين شئٌ من غنائم المسلمين: قليلٌ ولا كثيرٌ خيطٌ ولا مخيطٌ لا آخذٍ ولا مُعطٍ إلا بحقٍ) (2) .
1309 - وبهِ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لعن الله الرَّاشي والمُرتشي والرَّائش) (3) .
_________
(1) سنن الترمذي: الطلاق واللعان: ماجاء في الخلع: 3/482.
(2) مسند أحمد 5/279، المعجم الكبير للطبراني 2/93 وفيه أبو الخطاب وهو مجهول مجمع الزوائد 4/198.
(3) المعجم الكبير للطبراني 2/94 قال الهيثمي: فيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف. مجمع الزوائد 1/231.(1/630)
حديثٌ آخرُ(1/631)
1310 - قال الطبراني: أخبرنا أبو حُصين القاضي، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا جعفر بن سُليمان، عن أبي عبد الله السامي، عن عائذ الله أبي إدريس الخولاني، عن ثوبان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنكم تعملون أعمالاً لا تُعرفُ، ويوثشك العازب أن يثُوبَ إلى أهله، فمسرور ومكظومٌ) (1) .
عبد الأعلى بن عدي البهراني الحِمصي القاضي عنهُ
1311 - حدثنا أبو النضر، حدثنا بقيةُ، حدثنا عبد الله بن سالم، وأبو بكر ابن الوليد الزُّبيدي، عن محمد بن الوليد الزُّبيدي، عن لٌقمان بن عامر الوصَّابي، عن عبد الأعلى بن عدي البهراني، عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (عصابتان من أمتي أحرزهُم الله في النار: عصابةٌ تغزو الهند، وعصابةٌ تكون مع عيسى بن مريم) . وقد رواهُ النسائي من حديث بقية بهِ (2) .
عبد الله بن أبي الجعد الغَطفَاني الأشجعي أخوُ سالمٍ عنهُ
1312 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن عيسى/، عن عبد الله بن أبي الجعد، عن ثوبان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الرجل ليحرمُ الرزق بالذنب يُصيبهُ، ولا يُردُ القدر إلا الدُعاءُ، ولا يزيدُ في العمر إلاَّ البر) (3) . رواه ابن ماجه عن علي بن محمد بن وكيعٍ (4) ورواهُ النسائي عن سُويد بن نصير [عن] ابن المبارك عن سفيان به (5) .
_________
(1) مسند أحمد: 5/278 من حديث ثوبان.
(2) المجتبي 6/36.
(3) المسند: 5/277 من حديث ثوبان.
(4) سنن ابن ماجه: المقدمة: باب القدر: 1/35.
(5) السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/133.(1/631)
عبد الله بن زيد أبو قلابة يأتي
عبد الله بن غابرٍ أبو عامر الألهاني عنهُ
في صوم يوم السبت في ترجمته عن عبد الله بن أسدٍ وله عنه حديثٌ آخرُ.(1/632)
1313 - قال ابن ماجه: حدثنا عيسى بن يُونُس الرملي، حدثنا عقبة بن علقمة بن حُديج، عن أرطأة بن المُنذر، عن أبي عامر الألهاني، عن ثوبان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهُ قال: (لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسناتٍ أمثال جبال تهامة بيضاً، فيجعلها الله هباءً منثوراً) فقال ثوبان: يارسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلمُ. قال: (أما إنهُم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوامٌ إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها) (1) .
عبد الرحمن بن جُبير بن نفير كما تقدم في ترجمة ابنه عنهُ
عبد الرحمن (2) بن غنمٍ الأشعري عنه
1314 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شُعبة، عن قتادة، عن شهر بن حوشبٍ، عن عبد الرحمن بن غنم، عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أفطر الحاجمُ والمحجُومُ) (3) .
1315 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، وروح. قالا: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن شهر بن حوشبٍ، عن عبد الرحمن بن غنم، عن ثوبان مولى
_________
(1) سنن ابن ماجه: الزهد: ذكر الذنوب: 2/1418 وفي الزوائد: إسناده صحيح. ورجاله ثقات.
(2) في المخطوطة: (عبد الرحيم) والصواب ما أثبتناه يراجع تهذيب التهذيب 6/250.
(3) المسند: 5/276 من حديث ثوبان رضي الله عنه.(1/632)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أفطر الحاجمُ والمحجُومُ) (1) . رواهُ النسائي من حديث سعيد بن [أبي] عروبة بهِ (2) ، وقد تقدم من رواية شهر بن حوشبٍ عن ثوبان (3) .
عبد الرحمن بن ميسرة عن ثوبان
_________
(1) المسند: 5/282 من حديث ثوبان.
(2) قال الحافظ المزي: لعله في الكبرى تحفة الأشراف 2/134.
(3) يرجع إلى الحديث رقم 1306.(1/633)
1316 - حدثنا علي بن عياشٍ، وعصام بن خالدٍ، قالا: حدثنا حريزُ بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن ثوبان عن / النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (استقيموا تفلحوا، وخيرُ أعمالكم الصلاةُ، ولن يُحافظ على الوضوء إلا مؤمنٌ) (1) قال عصامُ: (ولا يحافظُ) تفرد به.
عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية
ابن أبي سفيان عن ثوبان رضي الله عنه
1317 - حدثنا وكيع، حدثنا ابن أبي ذئب، عن محمد بن قيس، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ثوبان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من يتقبل لي بواحدةٍ وأتقبل لهُ بالجنة؟) . قال قلت: أنا. قال: (لا تسأل الناس شيئاً) ، فكان ثوبانُ يقع سوطُه وهو راكب، ولا يقول لأحدِ
_________
(1) في المخطوطة: (استقيموا ولن تحصوا) والتزمنا بالنص عند أحمد في المسند 5/280 من حديث ثوبان.(1/633)
ناولنيه، حتى ينزل فيتناوله) (1) . رواه النسائي (2) ، وابن ماجه (3) ، من طريق ابن أبي ذئبٍ بهِ.
_________
(1) المسند: 5/277 من حديث ثوبان رضي الله عنه.
(2) سنن النسائي: الزكاة: فضل من لا يسأل الناس شيئاً: 5/72.
(3) سنن ابن ماجه: الزكاة: كراهية المسألة: 1/588 ومعنى) من يتقبل لي بواحدة) أي يضمن لي خصلة واحدة وهي حفظ نفسه عن السؤال من أموال الناس.(1/634)
1318 - قال شيخنا: وتابعهُ محمد بن إسحاق عن العباس بن عبد الرحمن ابن ميناء عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ثوبان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من يضمن لي خلةً وأضمن له الجنة) (1) فذكر معناهُ.
عمرو بن مرثدٍ أبو أسماء الرحبي عنه يأتي
محمدٌ بن عبادٍ المخزومي عن ثوبانَ
1319 - حدثنا محمد بن بكر، حدثنا ميمون أبو محمد المزني التميمي، حدثنا محمد بن عبادٍ المخزومي، عن ثوبان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من سرهُ النساءُ في أجلهِ، والزيادةُ في الرزق فليصل رحمهُ) تفرَّد به (2) .
1320 - حدثنا محمد بن بكر، حدثنا ميمون، حدثنا محمد بن عبادٍ، عن ثوبان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن العبد ليلتمس مرضاة الله، ولا يزال بذلك، فيقول الله عز وجل لجبريل: إن فلاناً عبدي يلتمس أن يرضيني ألاَ وإن رحمتي عليه، فيقول جبريلُ: رحمةُ الله على فلانٍ،
_________
(1) تحفة الأشراف للحافظ المزي شيخ المصنف 2/134 وأخرجه أحمد في المسند 5/281 من حديث ثوبان.
(2) المسند: 5/279 من حديث ثوبان رضي الله عنه. والنساء في الأجل: الزيادة فيه.(1/634)
ويقولها حملةُ العرش، ويقولها من حولهم، حتى يقولها
أهلُ السموات السبع، ثم تهبطُ له إلى الأرض) (1) تفرد به.
_________
(1) المسند: 5/279 من حديث ثوبان رضي الله عنه.(1/635)
1321 - حدثنا محمد بن بكر، حدثنا ميمون، حدثنا محمد بن عباد، عن ثوبان، عن النبي / - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تُؤْذُوا عباد الله، ولا تُعيِّرُهم، ولا تطلبوا عوراتهم، فإنَّه من طلب عورةَ أخيه المسلم طلب الله عورتهُ (1) حتى يفضحهُ في بيته) (2) تفرد بهِ.
معدانُ بن أبي طلحة اليعمُري الشامي عن ثوبان
1322 - حدثنا عفان، حدثنا همامٌ، وأبانُ قالا: حدثنا قتادة، عن سالم، عن معدان، عن ثوبان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: (من فارق الروح الجسد وهو برئٌ من ثلاث دخل الجنةُ: الدَّيْنِ، والكبر، والغلول) (3) . رواه الترمذي (4) والنسائي وابن ماجة من حديث سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة به (5) . وقال الترمذي: هذا أصلحّ يعني من رواية أبي عوانة، عن قتادة، عن سالم، عن ثوبان.
1323 - حدثنا أبو قطن، حدثنا هشام، عن قتادة، عن سالم [عن
_________
(1) في المخطوطة زيادة ليست في المسند وتعكر على السياق وهي: (ومن طلب الله عورته) .
(2) المسند: 5/279 من حديث ثوبان رضي الله عنه.
(3) المسند: 5/279 من حديث ثوبان رضي الله عنه.
(4) سنن الترمذي: السير: ماجاء في الغلول: 4/168 وعنده: (الكنز) بدلاً من: (الكبر) ثم قال: هكذا قال سعيد ثم قال: ورواية سعيد أصح وبهذا يتضح ما أورده المصنف من كلام الترمذي.
(5) سنن ابن ماجه: الصدقات: التشديد في الدين: 2/806 وأخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/140.(1/635)
معدان] ، عن ثوبان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من تبع جنازةً فله قيراطٌ، ومن شهد دفنها فله قيراطان. قيل: وما القيرطان؟ قال: أصغرهُما مثلُ أحدٍ) (1) . رواهُ مسلم من حديث هشام وسعيد وشعبة وأبانٍ العطار عن قتادة بهِ (2) ، وأخرجهُ ابن ماجة من حديث شُعبة (3) .
_________
(1) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: 5/276.
(2) صحيح مسلم: الجنائز: فضل الصلاة على الجنازة وأتباعها: 1/654.
(3) سنن ابن ماجه: الجنائز: ثواب من صلى على جنازة: 1/492.(1/636)
1324 - حدثنا الوليد بن مُسلم، سمعتُ الأوزاعي يقولُ: حدثني الوليد ابن هشامٍ المُعيطي، حدثنا معدان بن أبي طلحة اليعمريُّ، قال: لقيتُ ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: أخبرني بعمل أَعملُهُ يدخلني الله به (1) الجنة؟ أو قال قلت: أخبرني بأحب الأعمال إلى الله تعالى؟ قال: فسكت، ثم سألتُهُ، فسكت، ثم سألتهُ الثالثة فقال: سألتُ عن ذلكَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (عليك بكثرةِ السُّجود فإنك لا تسجد لله سجدةً إلا رفعك الله بها درجةً، وحطَّ عنك بها خطيئة) قال معدان: ثم لقيتُ أبا الدَّرداء فسألتُه، فقال لي مثل ما قال لي ثوبان) (2) . رواه مسلم (3) والترمذي (4) والنسائي (5) وابن ماجة من حديث الوليد بن مُسلم به (6) .
1325 - حدثنا عفَّان، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن سالم، عن معدان، عن ثوبان: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أنا بِعُقْرِ حوضي يوم القيامةِ
_________
(1) في المخطوطة: (أعمله أدخل الجنة) والتزمنا بالنص عند أحمد.
(2) المسند: 5/276 من حديث ثوبان رضي الله عنه.
(3) صحيح مسلم: الصلاة: فضل السجود والحث عليه: 1/353.
(4) سنن الترمذي: الصلاة: ماجاء في كثرة السجود والركوع: 1/230.
(5) سنن النسائي: الإفتتاح: ثواب من سجد لله عز وجلَّ سجدة: 2/281.
(6) سنن ابن ماجه: إقامة الصلاة: ماجاء في كثرة السجود: 1/457.(1/636)
أذود عنه الناس لأهل اليمن، وأضربهُم بعصاي، حتى يرفضَّ عليهم، قال قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما سعتُه؟ قال: من مقامي إلى عمَّان يغُتُّ فيه ميزابان يمدانه) (1) . رواه مسلم من حديث شُعبة وشيبان وهمام ثلاثتهم عن قتادة بهِ (2) .
_________
(1) المسند: 5/280، ومعنى قوله) يَغُتُّ فيه ميزابان) يصبان فيه دائماً صباً شديداً، ومعنى (يرفضَّ عنهم) أي يتفرقوا.
(2) صحيح مسلم: الفضائل: إثبات حوض نبينا - صلى الله عليه وسلم -: 4/1799.(1/637)
1326 - حدثنا علي بن عبد الله جعفر، حدثنا عبد الملك بن عبد الله بن عثمان، حدثنا يزيد بن زريع، عن/ سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من سأل مسألةً وهو عنها غني كانت شيناً في وجههِ يوم القيامة) (1) تفرد بهِ.
1327 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا هشام، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة [عن ثوبان] (2) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إني لبعقر حوضي أذُودُ عنه الناس لأهل اليمن أضربُ بعصاي، حتى يرفض عليهم، فسُئل عن عرضهِ فقال: من مقامي هذا إلى عمَّان، وسُئل عن شرابه. فقال: أشدُّ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل ليتثعَّب فيه ميزابان يمدَّانهِ من الجنة أحدُهُما من ورقٍ، والآخرُ من ذهبٍ) (3) .
1328 - حدثنا بهزٌ حدثنا بُكير بن أبي السميط، حدثنا قتادةُ، عن
_________
(1) المسند: 5/281 من حديث ثوبان رضي الله عنه.
(2) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند: 5/281.
(3) المسند: 5/281 من حديث ثوبان رضي الله عنه.(1/637)
سالِم ابن أبي الجعد الغطفاني، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أفطر الحاجمُ والمحجُومُ (1) . رواه النسائي من حديث بكير بهِ (2) .
_________
(1) المسند: 5/282 من حديث ثوبان رضي الله عنه.
(2) قال الحافظ المزي: لعله في الكبرى تحفة الأشراف 2/141.(1/638)
1329 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمرٌ، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنا عند عُقْرِ حوضي أذودُ الناس عنه لأهل اليمن، إني لأضربهم بعصاي، حتى يرفضَّ عليهم، وإنه ليثعبُ. فيه ميزابان من الجنة أحدهما من ورقٍ، والآخر من ذهبٍ مابين بُصْرَى وصنعاء أو مابين أيلة ومكة، أو قال: من مقامي هذا إلى عمَّان) (1) .
1330 - حدثنا عبد الوهاب، حدثنا هشام بن عبيد الله عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان، عن ثوبان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف فإنهُ عصمةٌ له من الدجال) (2) . وقد رواه جماعةٌ عن قتادة عن سالمٍ عن معدان عن أبي الدرداء كما سيأتي (3) .
حديثٌ آخرُ
1331 - قال أبو يعلى: حدثنا [أمية] (4) بن بسطام، حدثنا يزيد
_________
(1) مسند أحمد: 5/282 من حديث ثوبان رضي الله عنه.
(2) أخرجه النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف 2/142.
(3) أخرجه أبو داود في الملاحم (باب خروج الرجال) 3/117 والترمذي في فضائل القرآن 5/162 والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/142.
(4) بياض بالأصل وهو أمية بن بسطام بن المنتشر البصري ابن عم يزيد بن زريع وروى عنه وعن ابن عيينة وعنه الشيخان وأبو ليلى. تهذيب التهذيب 1/370.(1/638)
بن زُريع، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من ترك كنزاً مُثِلَ له يوم القيامة شجاعاً أقرعَ، لهُ زبيبتان يتبعهُ [فيقول: أنا كنزك الذي تركته بعدك، فما يزال يتبعه] حتى يُلقمهُ يدهُ حتى يقضمُها ثم يتبعُهُ سائر جسده) (1) . رواه البزارُ من حديث [ابن] زُريعٍ وقال إسنادهُ حسنُ ولا يُعرفُ ثوبانُ إلا بهذا الإسناد.
مكحول عن ثوبان ولم يُدركهُ (2)
_________
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/91 وما بين المعكوفين استكمال منه رواه البزار وقال: إسناده حسن وأضاف الهيثمي إلى ذلك قوله: ورجاله ثقات. مجمع الزوائد 3/64.
(2) روى مكحول عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً وروى عن أبي بن كعب وثوبان وعبادة بن الصامت وأبي هريرة وعائشة وأم أيمن عن أبي ثعلبة الخشني مرسلاً أيضاً وروى عن أنس وواثلة بن الأسقع وأبي أمامة ومحمود بن الربيع وغيرهم، مات ثوبان سنة أربع وخمسين ومات مكحول سنة اثنتي عشرة ومائة. تهذيب التهذيب 10/289 أسد الغابة.(1/639)
1332 - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أفطر الحاجمُ والمحجُومُ) . رواهُ النسائي عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي عامر العقدي/، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول بهِ (1) ، ورواه غير واحدٍ عن مكحول عن أبي أسماء عن ثوبان وهو الصواب كما تقدم وكما سيأتي (2) .
أبو إدريس الخولاني هو عائذ الله تقدم
أبو أسماء الرَّحبي الدمشقي واسمه عمرو بن مرثدٍ عن ثوبان
1333 - حدثنا إسحاق بن عيسى، وأبو اليمان - وهذا حديث إسحاق- قالا: حدثنا إسماعيل بن عياشٍ، عن راشد بن داود
_________
(1) قال الحافظ المزي: لعله في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/142.
(2) يراجع المسند: 5/277، 288 وتحفة الأشراف في الموطن السابق.(1/639)
الأملوكي، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: قال رسول الله في مسير له: (إنا مُدْلجون فلا يُدْلجنَّ مُصعبٌ، ولا مضعفٌ، فأَدلج رجل على ناقةٍ له صعبةٍ، فسقط فاندقت فخذهُ، فمات، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة عليه، ثم أمر مُناديا ينادي في الناس: إنَّ الجنة لا تحل لعاصٍ ثلاث مراتٍ) (1) تفرد بهِ.
_________
(1) المسند: 5/275 من حديث ثوبان.
(والدلجة) هي السير بالليل، النهاية: 1/129.
(ومصعب) أي من كان بعيره صعباً غير منقاد ولا ذلول، النهاية: 3/29.
(ومضعف) : أي من كانت دابته ضعيفة، النهاية: 3/88.(1/640)
1334 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، حدثني أبو عمارٍ شداد، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان مولي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر ثلاث مراتٍ، ثم قال: (اللهم أنت السلام ومنك السلامُ تباركت ياذا الجلال والإكرام) (1) . رواه مسلم (2) والأربعة من حديث الأوزاعي به وقال الترمذي حسنٌ صحيحٌ (3) .
1335 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول، عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
_________
(1) المسند: 5/275 من حديث ثوبان.
(2) صحيح مسلم: المساجد: استحباب الذكر بعد الصلاة: 1/414.
(3) سنن أبي داود: الصلاة: ما يقول الرجل إذا سلم: 2/84. وسنن ابن ماجه: الصلاة: ما يقال بعد التسليم: 1/300. وسنن النسائي: السهو: الاستغفار بعد التسليم: 3/58. وسنن الترمذي: الصلاة: ما يقول إذا سلم: 2/96.(1/640)
قال: (إذا عاد الرجل المسلم أخاه المسلم، فهو في مخرفة الجنة) (1) .
_________
(1) المسند: 5/276 من حديث ثوبان رضي الله عنه.
ومعنى الحديث: أن عائد المريض فيما يجوز من الثواب كأنه على نخل الجنة يخترق ثمارها، والمخرفة سكة بين صفين من نخل يجثني من أيها شاء، أو المراد: أنه على طريق تؤديه إلى طريق الجنة، النهاية: 2/24.(1/641)
1336 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن خالد، عن أبي قِلابَة، عن [أبي] أسماء الرحبي، عن ثوبان، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إذا عاد الرجلُ أخاه فهو في أخرافِ الجنةِ حتى يرجع) (1) . روى هذا الحديث مسلم (2) والترمذي (3) من حديث خالد الحذاء زاد مسلم وأيوب كلاهُما عن أبي قلابة عن أبي أسماء ورواهُ مسلم من حديث يزيد بن هارون ومروان بن مُعاوية كلاهُما، عن عاصم الأحول، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث عن أبي أسماء عن ثوبان قال الترمذي: قال البخاري: وهذا أصح (4) قال الترمذي: ورُوي موقوفاً على ثوبان.
1337 - حدثنا يزيد أنبأنا عاصم عن عبد الله بن زيد عن أبي الأشعث الصنعاني عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من عاد مريضاً لم يزل في خرفة الجنة قيل وما خرفة الجنة/ قال جناها) (5) .
1338 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب،
_________
(1) الموضع السابق من المسند.
(2) صحيح مسلم: البر والصلة: فضل عيادة المريض: 4/1989.
(3) سنن الترمذي: الجنائز: ماجاء في عيادة المريض: 3/290.
(4) عبارة البخاري عند الترمذي: من روى هذا الحديث عن أبي الأشعث عن أبي أسماء فهو أصح.
(5) مسند أحمد 5/276 المعجم الكبير للطبراني 2/101 وعبد الله بن زيد هو أبو قلابة.(1/641)
عن أبي قِلابة [عن أبي الأشعث] (1) عن أبي أسماء عن ثوبان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنما أخافُ على أُمتي الأئمةَ [الضُلالَ] (2) المُضلين) تفرد به.
_________
(1) مابين المعكوفين زائد عن لفظ أحمد: المسند: 5/278.
(2) مابين المعكوفين زائد عن لفظ أحمد: المسند: 5/278.(1/642)
1339 - حدثنا سليمانُ بن حرب، حدثنا حماد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله زَوَى لي الأرضَ، أو قالَ: إن ربي زَوى لي الأرض [فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن مُلك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها] (1) وإني أعطيت الكنزين (2) الأحمر والأبيض، وإني [سألت] (3) ربي عزَّ وجل لأُمتي أن لا يُهلكوا بسنةِ بعامةٍ (4) ولا يُسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهُم يستبيح بيضتهُم (5) . وإنَّ ربي عز وجل قال لي: يا محمد إذا قضيتُ قضاءً فإنه لا يُردُّ، وإني أَعطيتُك لأمتِك أنْ لا أهُلكهم بسنةٍ بعامة، ولا أُسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم يستبيحُ بيضتهمُ، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها، أو قال منْ بأقطارها، حتى يكون بعضهُم يسبي بعضاً، وإنما أخافُ على أمتي [الأئمة] (6) المضلين، وإذا وُضِع في أمتي السيفُ لم يُرفع [عنهم] (7)
إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلحقُ قبائلُ من أُمتي بالمشركين يعني تعبد قبائلُ من أُمتي الأوثان، وإنهُ سيكون في أمتي كذَّابون ثلاثون كلهم يزعمُ أنه نبيٌّ، وأنا خاتم الأنبياء، لا نبي بعدي، ولا تزال
_________
(1) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ أحمد في المسند: 5/278 من حديث ثوبان.
(2) المراد بالكنزين الأحمر والأبيض: الذهب والفضة، والمراد كنزا كسرى وقيصر ملكي فارس والروم، إذ كانت عملة الفرس: الفضة، وعملة الروم: الذهب.
(3) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ أحمد في المسند: 5/278 من حديث ثوبان.
(4) بسنة العامة: بفتح السين وتخفيف النون، هو القحط الذي يعمَ، بل إن وقع قحط فيكون في ناحية يسيرة بالنسبة إلى باقي بلاد الإسلام.
(5) أي جماعتهم وأصلهم.
(6) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ أحمد في المسند: 5/278 من حديث ثوبان.
(7) مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ أحمد في المسند: 5/278 من حديث ثوبان..(1/642)
طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضُرُّهم من خالفهم، حتى يأتي أمرُ الله عزَّ وجلَّ) (1) . رواه مسلم (2) ، وأبو داود (3) ، والترمذي (4) ، عن خالد بن زيد بهِ.
_________
(1) الحديث رواه أحمد بطوله في المسند: 5/278.
(2) صحيح مسلم: الفتن وأشراط الساعة: هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض: 4/2215.
(3) سنن أبي داود: الفتن والملاحم: ذكر الفتن ودلائلها: 4/98.
(4) سنن الترمذي: الفتن: سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثاً في أمته: 4/472 وقال: حسن صحيح.(1/643)
1340 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا همام، حدثنا يحيى، حدثني زيدُ بن سلام [أن جده حدثه أن أبا أسماء حدثه، أن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثه أن] (1) إبنة هُبيرة دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفي يدها خواتم من ذهبٍ يُقالُ لها الفتخ (2) ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرع يدها بعُصيةٍ معهُ. يقول لها: أَيسُرُّك أن يجعل الله في يدك خواتم من نار؟ فأتت فاطمة فشكت إليها ما صنع [بها] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: وانطلقتُ أنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام خلف الباب، وكان إذا استأذن قام خلفَ الباب قال: فقالت لها فاطمة: انظري إلى هذه السلسلة التي أهداها إليَّ أبو حسن قال وفي يدها سلسلةٌ من ذهبٍ، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم/ فقال: يافاطمةُ بالعدل أنْ يقول الناس: فاطمةُ بنت محمد وفي يدك سلسلة من نارٍ، ثم عذمها عذماً شديداً (3) ، ثم خرج ولم يقعد، فأمرتْ
_________
(1) ورد السند في المخطوطة هكذا: (حدثني زيد بن سلام من حديث قتادة عن أبي قلابة عن ابنة هبيرة) والتصويب من المسند.
(2) الفتخ: خواتيم كبار من ذهب لا فصوص لها.
(3) عذمها عذماً شديداً: عنفها تعنيفاً شديداً ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: فأقبل على أبي فعذمني وعضني بلسانه. النهاية 3/77.(1/643)
بالسلسلة فبيعت، فاشترت بثمنها عبداً فأعتقتهُ، فلما سمع بذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كبَّر وقال: (الحمد لله الذي نجى فاطمة من النار) (1) . رواه النسائي عن عبيد الله بن سعيدٍ، عن مُعاذٍ بن هشام، عن أبيه، عن يحيى بن أبي كثير به (2) .
_________
(1) الحديث ذكره أحمد بطوله في المسند: 5/278 من حديث ثوبان.
(2) سنن النسائي: الزينة: الكراهية للنساء في إظهار الحليّ والذهب: 8/136.(1/644)
1341 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حماد يعني ابن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أفضلُ دينارٍ يُنفقه الرجل على عياله، ثم على نفسه، ثم في سبيل الله، ثم على أصحابهِ في سبيل الله) . قال أبو قلابة: فبدأ بالعيالُ. قال سليمان بن حربٍ، ولم يرفعهُ: (دينارٌ أنفقهُ رجلٌ على دابته في سبيل الله) (1) . رواه مسلم (2) ، والترمذي (3) ، والنسائي عن قتيبة زاد مُسلم وأبي الربيع ورواه ابن ماجة (4) عن عمران بن مُوسى ثلاثتهم عن حماد بن زيد بهِ.
1342 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، عن أبي عمار شداد، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن ينصرف من صلاته قال: أستغفرُ الله ثلاثاً، ثم قال:
_________
(1) المسند: 5/279 من حديث ثوبان رضي الله عنه.
(2) صحيح مسلم: الزكاة: فضل النفقة على العيال والمملوك: 2/691.
(3) سنن الترمذي: البر والصلة: النفقة على الأهل: 4/344. وأخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/135.
(4) سنن ابن ماجه: الجهاد: فضل النفقة في سبيل الله: 2/922.(1/644)
اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام) (1) .
_________
(1) المسند: 5/279 من حديث ثوبان رضي الله عنه.(1/645)
1343 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبقيع في ثماني عشر ليلةٍ خلت من رمضان برجلٍ يحتجم فقال: (أفطر الحاجم والمحجومُ) (1) .
1344 - حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا ابن عياش، عن يحيى بن الحارث الذماري، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من صام رمضان فشهرٌ بعشرة أشهرٍ، وصيام ستة أيام بعد الفطر فذلك تمام صيام السنة) (2) . رواه ابن ماجه في سننه من حديث يحيى بن الحارث (3) .
1345 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب عن أبي قلابة قال قال وذكر أبا أسماء وذكر ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحة الجنة) (4) . رواه أبو داود (5) ، وابن ماجة (6) ، من حديث حماد بن زيد عن أيوب بهِ، ورواه الترمذي عن بُنْدار، عن الثقفي، عن أيوب عن أبي قِلابة، عمن حدثه، عن ثوبان عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: حسنٌ. قال: وروى عن
_________
(1) المسند: 5/282 من حديث ثوبان رضي الله عنه. وفي المخطوطة: (ربيع الأول) بدلاً من رمضان.
(2) المسند: 5/280 من حديث ثوبان رضي الله عنه.
(3) سنن ابن ماجه: الصيام: صيام ستة أيام من شوال: 1/547.
(4) المسند: 5/283.
(5) سنن أبي داود: الطلاق: باب في الخلع: 2/268.
(6) سنن ابن ماجه: الطلاق: كراهية الخلع للمرأة: 1/662 (في غير ما بأس) ما: زائدة، والبأس: الشدة. أي التي تطلب الطلاق في غير حالِ شدةٍ ملجئة إليه.(1/645)
أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن/ ثوبان مرفوعاً ورواه بعضهم موقوفاً (1) .
_________
(1) سنن الترمذي: الطلاق واللعان: ماجاء في الخلع: 3/484.(1/646)
1346 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، أملاهُ علينا أيوبَ، عن أبي قِلابة، عن أبي أسماء عن ثوبان أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أفضلُ دينارٍ [دينارٌ] ينفقهُ الرجلُ على عيالهِ، ودينارٌ ينفقهُ على دابته في سبيل الله) قال ثم قال أبو قلابة: من قبله بدأ بالعيال قال: (وأيُّ رجلٍ أعظم أجراً من رجلٍ ينفق على عياله صغاراً يعفُّهم اللهُ بهِ) (1) .
حديثٌ آخرُ عنهُ
1347 - قال مسلم في الطهارةِ: حدثنا الحسنُ بن علي الحلواني، حدثنا أبو توبة وهو الربيع بن نافع، حدثنا معاويةُ بن سلامٍ، عن زيد يعني أخاهُ أنه سمع أبا سلامٍ، حدثني أبو أسماء الرحبي: أن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثهُ قال: (كنتُ قاعداً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء حَبْر (2) من أحبار اليهود فقال: السلامُ عليك يا محمد فدفعتهُ دفعةً كاد يُصرع منها، فقال: لم تدفعني؟ فقلت: ألا تقولُ يارسول الله؟ فقال اليهودي لي: إنما ندعوهُ باسمه الذي سماهُ به أهله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن أسمي محمد الذي سماني به أهلي فقال اليهودي: جئتُ أسألك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أينفعك شئٌ إن حدثتك؟ قال: أسمعُ بأذُني، فنكت (3) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعُودٍ معهُ، فقال: سلْ، فقال اليهودي: أين يكون الناسُ يوم تبدل الأرضُ غير الأرض والسمواتُ؟ فقال رسول الله
_________
(1) المسند: 5/384 من حديث ثوبان.
(2) الحبر: هو العالم، وهو بكسر الحاء أو بفتحها، لغتان فيه.
(3) فنكت: أي خط بالعود في الأرض، وهذا يفعله المفكر.(1/646)
- صلى الله عليه وسلم -: هم في الظُلمة دُون الجِسْر (1) . قال: فمن أولُ الناس إجازةً؟ (2) قال: فقراءُ المهاجرين. قال اليهوديُّ: فما تحفتهم (3) حين يدخلون الجنة؟ قال: زيادة كبد الحوت. قال: فما غذاؤُهم على أثرها؟ قال: ينحر لهم ثورُ الجنةِ الذي كان يأكلُ من أطرافها. قال: فما شرابهُم عليه؟ قال: من عين فيها تُسمى سلسبيلا. قال: صدقت. قال: وجئتُ أسألك عن شيءٍ لا يعلمهُ أحدٌ من أهل الأرض إلا نبيٌّ، أو رجلٌ أو رجلان. قال: ينفعُك إن حدثتك؟ قال: أسمع بأُذني. قال: جئت أسألك عن الولد.
قال: ماء الرجل أبيضُ وماء المرأة أصفرُ، فإذا اجتمعا فعلا منيُّ الرجل منيَّ المرأة أذكرا (4) بإذن الله، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثآ (5) بإذن الله. قال اليهودي: لقد صدقت، وإنك لنبيٌ، ثم انصرف، فذهب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد سألني هذا عن الذي سألني/ عنه وما لي علمٌ بشئ منهُ، حتى أتاني الله بهِ (6) .
_________
(1) الجِسْر: هو الصراط.
(2) إجازة: أي عبورا.
(3) أي ما يُهدى إليهم ويخصون به.
(4) أذكرا: أي كان الولد ذكرا.
(5) أنثا: أي كان الولد أنثى.
(6) صحيح مسلم 1/252 وأخرجها الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين 3/481.(1/647)
1348 - قال: وحدثنيه عبد الرحمن بن عبد الله الدارمي، حدثنا يحيى بن حسَّان، حدثنا معاوية بن سلام في هذا الإسناد بمثله غير أنهُ قال: (كنتُ قاعداً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (وقال: (زيادة كبد النون) (1) قال: (أذْكرَ وآنثَ) ولم يقل: (أذكرا وآنَثَا) (2) . رواه النسائي من حديث معاوية بن سلامٍ بهِ (3) .
_________
(1) هو طرف الكبد، وهو أطيبها.
(2) الحديث أخرجه مسلم بطوله في صحيحه: كتاب الحيض: باب بيان صفة منيّ الرجل والمرأة وأن الولد مخلوق من مائهما: 1/252.
(3) السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/138.(1/647)
حديثٌ آخرُ قال ابن ماجه(1/648)
1349 - حدثنا محمد بن يحيى، وأحمد بن يوسف قالا: حدثنا عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن خالد الحذاء عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يقتتلُ عند كنزكم ثلاثة كلهُم ابنُ خليفةِ ثم لا يصيرُ إلى واحد منهم، ثم تَطْلُعُ الرَّاياتُ السُّودُ من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يُقْتَلْهُ قومٌ) ثم ذكر شيئاً لا أحفظه فقال فإذا رأيتموه فبايعُوهُ ولو حبواً على الثلج فإنه خليفة الله المهدي (1) .
حديثٌ آخرُ
1350 - قال البزارُ: حدثنا أبو كريبٍ، حدثنا رشْد بن سعدٍ، عن عبد الرحمن بن زيادٍ بن أنعُمٍ، عن هبيرة، عن عبد الرحمن، عن أبي أسماء، عن ثوبان أَحسِبُه رفعهُ قال: (الكفر مكتوب إلا ما يدفع به مُسلمٍ أو دفع به عنه) ثم قال إسنادٌ صحيحٌ.
حديثٌ آخرُ
1351 - قال البزار: حدثنا القاسم بن هاشم بن سعيدٍ، حدثنا عتبة ابن السكن الحمصي، حدثنا الأوزاعي، أخبرني صالح بن جُبير، حدثني أبو أسماء الرحبي، حدثنا ثوبان: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يستحبُ أن يصلي بعد نصف النهار حتى ترتفع الشمس، فقالت عائشةُ: يارسول الله أراك تستحبُ الصلاة في هذا الوقت؟ فقال: تُفتحُ فيها أبوابُ السماء وينظرُ الله بالرحمة إلى خلقِه، وهي صلاةٌ كان يُحافظُ عليها آدمُ ونوحُ
_________
(1) سنن ابن ماجه: الفتن: باب خروج المهدي: 2/1367. وقال البوصيري في زوائده على ابن ماجة: إسناده صحيح ورجاله ثقات. ورواه الحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط الشيخين.(1/648)
وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام) . ثم قال البزارُ: عتبة بن السكن روى عن الأوزاعي أحاديث لم يتابع عليها وصالحُ بن جُبيرٍ لم يرو عنهُ سوى الأوزاعي (1) .
حديثٌ آخرُ
_________
(1) أخرجه البزار كما في مجمع الزوائد 2/219 وفيه عتبة بن السكن قال الدارقطني: متروك الحديث. وقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ ويخالف. الميزان 3/28.(1/649)
1352 - قال البزارُ: حدثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهري، حدثنا ريحانُ بن سعيد، حدثنا عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن أبي أسماء عن ثوبان: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عظم شأن المسألة قال: (إذا كان / يوم القيامة جاء أهلُ الجاهلية يحملون أوثانهُم على ظُهورهم، فيسألهُم ربهم عز وجل، فيقولون ربنا لم تُرسل إلينا رسُولاً، ولم يأتنا لك أمرٌ، ولو أَرسلت إلينا رسولاً لكنا أطوع عبادكَ، فيقولُ لهُم ربهُم: أرأيتم إن أمرتكم بأمرٍ فتُطيعونه؟ فيقولون: نعم، فيأمُرهُم أن يعمروا (1) جهنم، فيدخلونها، فينطلقون، حتى إذا دنوا منها سمعوا لها تغيُظاً وزفيراً، فيرجعون إلى ربهم، فيقولون ربنا أخرجنا منها، أو أجرنا منها، فيقول: ألم تزعموا أني إن أمرتكُم بأمرٍ تطيعوني؟ فيأخذ على ذلك مواثيقهم، فيقولُ: اعمدوا لها فينطلقون، حتى إذا رأوها فرقوا فرجعوا. فقالوا: ربنا فرقنا منها، ولا نستطيع أن ندخُلها. فيقولُ: ادخلوها داخرين. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو دخلوها أوَّل مرةٍ كانت عليهم برداً وسلاماً) (2) .
_________
(1) في جمع الجوامع: (يعبروا) وفي نسخة: (يأتوا) .
(2) الخبر أخرجه البزار وابن مردويه عن ثوبان جمع الجوامع 1/769. ...
ونقل المصنف عن ثوبان قوله: متن هذا الحديث غير معروف إلا من هذا الوجه ولم يروه عن أيوب إلا عياد ولا عن عياد إلا ريحان بن سعيد. تفسير ابن كثير 3/29.(1/649)
1353 - حدثنا يحيى بن محمد بن السكن، حدثنا إسحاق بن إدريس، حدثنا أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان بنحوه، ثم قال: غريبٌ لا نعرفهُ إلا من هذا الوجه قلت قد ذكرتُ له شواهد من
غير وجهٍ عديدةٍ عند قوله: من سبحان (1) {وَمَا كُنَّا مُعَذِبينَ حَتَّى نَبعَثَ رَسُولاً} (2) .
حديثٌ آخر عن أبي أسماء عن ثوبان
1354 - قال البزار: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قرأ به أحمد بن منيعٍ، حدثنا الحسن بن سوادٍ، حدثنا الليث بن سعدٍ، عن معاوية بن صالح، عن أبي يحيى، عن أبي أسماء عن ثوبان، قال: (خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد صلاة الصبحِ، فقال: إنَّ ربي أتاني الليلة في أحسن صورة، ثم قال: يا محمد هل تدري فيم يختصمُ الملأ الأعلى؟ قال قلتُ: لا. فذكر شيئاً قال: فتجلى لي مابين السماء والأرض قال قلت: نعم يا رب يختصمون في الكفارات والدرجات، فأما الدرجات فإطعام الطعامِ، وبذل السلام، وقيام الليل والناسُ نيامٌ، وأما الكفاراتُ، فمشيٌ على الأقدام إلى الجماعات وإسباغُ الوضوء في المكروهات، وجلوسٌ في المساجدِ خلف الصلواتِ، ثم قال:
يا محمد قُل تُسمع وسلُ تُعطَهْ. قال قلتُ: فعلمني قال: قُل: (اللهم إني أسألكَ
فعل الخيراتِ، وترك المنكراتِ، وحبَّ المساكين وأن تغفر لي، وترحمني، وإن
أردت فتنةً في قومٍ فتوفني إليك وأنا غير مفتونٍ، اللهم إني أسألك/ حبك وحب من يحبك، وحب
_________
(1) أي سورة الإسراء، عند الآية رقم (15) .
(2) يشير ابن كثير إلى الأحاديث التي أوردها في تفسيره عن أبي سعيد الخدري عند البزار وحديث معاذ بن جبل وحديث أبي هريرة في الصحيحين. تفسير ابن كثير 3/30.(1/650)
من يُبلغني حُبَّك) (1) ، ثم قال: قد رُوي من حديث ابن عباس ومُعاذٍ وعبد الرحمن بن عباسٍ أخبرنا هذا من طريق ثوبان لما فيه من الزيادات
ولأنها مُضطربة.
حديثٌ آخرُ قال البزار
_________
(1) أخرجه الهيثمي في المجمع 10/181.(1/651)
1355 - حدثنا محمد بن مسكين، حدثنا يحيى بن حسانٍ، وعبد الله بن يوسف قالا: حدثنا يحيى بن حمزة، حدثنا يحيى بن الحارث الذَماري، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من صام رمضان وأتبعهُ ستا من شوالٍ كان كصوم الدهر) (1) .
1356 - حدثنا محمد بن عقبة، حدثنا الوليدُ بن مسلم، حدثنا يحيى بن الحارث الذماري عن أبي الأشعثِ، عن أبي أسماء، عن ثوبان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه (2) .
حديث آخر قال البزار
1357 - حدثنا إبراهيم بن سعيدٍ، حدثنا ريحانُ بن سعيدٍ، عن عباد، عن أيوب عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ضِرسُ الكافر مثلُ أحدٍ وغِلَظُ جلده أربعون ذراعاً بذراع الجبارِ) (3) .
_________
(1) أخرجه أحمد أيضاً في المسند 5/280 والطبراني في المعجم الكبير 2/102.
(2) () ... تقدم آنفاً.
(3) جمع الجوامع 2/2891 قال الهيثمي: فيه عباد بن منصور وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات، مجمع الزوائد 10/392.(1/651)
حديثٌ آخرُ(1/652)
1358 - قال الطبراني: حدثنا مُعاذُ بن المثنى، حدثنا علي بن المديني، حدثنا ريحان بن سعدٍ، عن عبادِ بن منصورِ، عن أيوب، عن أبي قلابةَ، عن أبي أسماء عن ثوبان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الرجل إذا نزع ثمرةً من الجنة عادت مكانها أُخرى) (1) . ...
أبو الأشعث عن ثوبان
1359 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم [أبو] النضر، حدثنا يزيد بن ربيعة، عن أبي الأشعثِ، عن ثوبان قال: (مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجل يحتجمُ في رمضان وهو يَقْرض رجلاً فقال) أفطر الحاجمُ والمحجومُ) (2) .
حديثٌ آخرُ بهذا الإسناد
1360 - وبهِ قال ثوبانُ: (حرَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التختم بالذهب والقسي [وثياب] المعصفر والمُفْدَم والنمور) (3) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/102 قال الهيثمي: رواه الطبراني والبزار إلا أنه قال: (عيد في مكانها مثلاها) ورجال الطبراني وأحد إسنادي البزار ثقات: 10/414.
(2) المعجم الكبير للطبراني 2/94 وفي المخطوطة: (ربيعة بن يزيد) والصواب ما أثبتناه. وهو يزيد ابن ربيعة الرحبي لم يشهد له أحد بخير فيما أورده الذهبي في الميزان 4/422.
(3) القسي: بوزن الشقي الدرهم الردئ والشئ المرذول. والمفدم: هو الثوب المشبع حمرة كأنه الذي لا يقود الزيادة عليه لتناهي حمرته. والنمور هي السباع المعروفة نهى عن استعمالها لما فيها من الزينة والخيلاء. تراجع النهاية في هذه المواد.
والحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/94 قال الهيثمي: فيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك، مجمع الزوائد 5/146.(1/652)
حديثٌ آخرُ بهذا الإسناد(1/653)
1361 - وبهِ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كُنتُ نهيتكم عن زيارة القُبور فزُورُها، واجعلوا زيارتكم لها صلاةً عليهم، واستغفاراً لهم، ونهيتكم عن [أكل] لحوم الأضاحي بعد ثلاثةِ أيامٍ/، فكلوا منها، وادخروا ونهيتكم عما يُنبذ [في] الدُّباءِ [والحنتم] والمقير فانبذوا وانتفعوا بها) (1) .
حديثٌ آخر بهذا الإسناد
1362 - (ثلاثة لا ينفع معهُنَّ عملُ: الشِّرك بالله، وعُقُوق الوالدينِ، والفرارُ من الزَّحف) رفعهُ (2) .
حديثٌ آخرُ بهذا الإسناد
1363 - مرفوعاً: (يُقْبِلُ الجبارُ عزَّ وجلَّ يوم القيامة، فيَثني رجله على الجسْر، ويقول: وعزتي وجلالي لا يُجاوزني اليوم ظالمٌ، فينصف الخلق بعضهم من بعضٍ، حتى إنه ليُنصف الشاةَ الجمَّاء، من العَضْبَا (3) بنطحةٍ نطحتها) (4) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 2/94 وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو ضعيف. مجمع الزوائد 3/59 وما بين المعكوفات استكمال من الكبير.
(2) المعجم الكبير للطبراني 2/95 قال الهيثمي: فيه يزيد بن ربيعة ضعيف جداً مجمع الزوائد 1/104 وأيضاً فإن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة له مناكير. الميزان 1/151.
(3) الجماء: التي لا قرن لها والعضباء: مكسورة القرن النهاية 1/301 و 3/251.
(4) المعجم الكبير للطبراني 2/95 وقد تقدم الكلام عن أحمد بن محمد بن يحيى وعن يزيد بن ربيعة. والخبر في المخطوطة فيه كلمات غير واضحة روجعت على المعجم.(1/653)
حديثٌ آخر بهذا الإسناد(1/654)
1364 - (إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأَعطى الحجام أَجْرهُ وقال: اعْلِفُوه النَّاضِحَ) (1) .
حديثٌ آخر بهذا الإسناد
1365 - عن ثوبان قال: (اجتمع أربعون من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظرون في القدرِ، والجبرِ، [فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما] ، فنزل جبريل، فقال: يا محمد اخْرُج على أُمَّتك، فقد أحدثوا، [فخرج عليهم في ساعة لم يكن يخرج عليهم فيها، فأنكروا ذلك منه] ، وخرج عليهم مُلْتمِعاً لونه [مُتَورِّدَةً وجنتاه] كأنما تفقَّأَ بحب الرَّمان الحامض، فنهضوا إليه ترعدُ أيديهم (2) . يقولون: تُبنا إلى الله ورسوله. فقال: أولى لكم، إن كدتم لتوجبون، إن روح القدس (3) نزل فقال: أخرج إلى أُمتك فقد أحدثت) (4) .
1366 - آخرُ في ذم بني العباس (5) .
1367 - وآخرُ في مدحهم وذم بني أميَّة (6) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 2/95 والناضح: البعير الذي يستقي عليه. النهاية 5/69.
ولفظ الخبر في مجمع الزوائد أكثر اتساقاً مع السياق: (وقال) (أعلفه ناضحك) مجمع الزوائد 4/94 يراجع كسب الحجام في كتب السنة.
(2) في الكبير: (فنهضوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترعد أكفهم وأذرعتهم) .
(3) في الكبير: (أتاني الروح الأمين فقال: ... ) .
(4) المعجم الكبير للطبراني 2/95 مجمع الزوائد 7/201.
(5) الخبر هو: (أن لبني العباس رايتين أعلاها كفر ... إلخ المعجم الكبير 2/96 مجمع الزوائد 5/244.
(6) الخبر هو: (أريت بني مروان يتعاورون منبري فساءني ذلك) إلخ. المصدران السابقان.(1/654)
1368 - وآخرُ في ذمِّ بني العباس أيضاً (1) .
حديثٌ آخرُ
1369 - وبه مرفوعاً: إذا ذُكِرَ أصحابي فأمسكوا وإذا ذُكرت النُّجومُ فأمسِكوا، وإذا ذُكِرَ القَدَرُ فأَمْسِكوا) (2) .
1370 - (اللهم أعزَّ الإسلام بِعُمر بن الخطاب) . ثم ذكر إسلامهُ (3) .
حديثٌ آخرُ به
1371 - إنَّ رَحَا الإسلام دائرةٌ. فقالوا: كيف نصنعُ يارسول الله؟ قال: (أعرضوا حديثي على كتاب الله، فإن وافقهُ، فهو مني وأنا قُلْتُهُ) (4) .
حديثٌ آخرُ به
1372 - (رُفِعَ عن أُمَّتي الخطأ، والنسيانُ، وما استكرهوا عليه) (5) .
حديثٌ آخرُ به
1373 - (سيكُون في أمتي أقوام (6) يتعاطى فُقَهاؤُهم عُضْل المسائل أولئك شِرارُ أمتي) (7) . /
_________
(1) الخبر هو: (مالحا ولبني العباس) إلخ المصدران السابقان.
(2) المعجم الكبير للطبراني 2/96 مجمع الزوائد 7/202.
(3) المعجم الكبير للطبراني 2/97 مجمع الزوائد 9/62.
(4) المعجم الكبير للطبراني 2/97 مجمع الزوائد 1/170.
(5) لفظ الخبر عند الطبراني والهيثمي: (إن الله تجاوز عن أمتي ثلاثة) : المعجم الكبير للطبراني 2/97 مجمع الزوائد 6/250.
(6) في المخطوطة: (قراء لم يتعاطى) والتصويب من المعجم الكبير.
(7) عضل المسائل: المسائل الصعبة. والخبر في المعجم الكبير للطبراني 2/98 ومجمع الزوائد 1/155.(1/655)
حديثٌ آخرُ به(1/656)
1374 - (يَحْرُم من الرضاعِ ما يَحْرُمْ من النسب) (1) .
تفرد بهذه النسخة يزيد بن ربيعة وقد تكلموا فيه، ومن الحفاظ من قالَ: هو متروك، وفي بعضها نكارة شديدةٌ ولبعضها شواهدٌ (2) .
أبو حي المؤذن الحمصي، واسمه: شداد بن حي عن ثوبان.
1375 - حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن حبيب
ابن صالح، عن يزيد بن شُريح الحضرمي، عن أبي حيٍّ المؤذنِ، عن ثوبان
مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (لا يحل لأمرىءٍ من المسلمين
أن ينظر في جوف بيت امرىءٍ حتى يستأذن، فإن نظر فقد دخل، ولا يَؤُمَّ
قوماً فيختص نفسه بدعاءٍ دونهم، فإن فعل فقد خانهم، ولا يُصلي وهو حَقِنٌ (3) حتى يتخفَّفَ) (4) .
1376 - حدثنا عبد الجبار بن محمد يعني الخطَّاب، حدثنا بقية، عن حبيب ابن صالح، عن يزيد بن شريح فذكر معناه بإسناده (5) . رواه أبو داود عن محمد بن عيسى (6) ، والترمذي (7) عن علي بن حجر، كلاهما عن إسماعيل بن عياش بهِ. ورواه ابن ماجه عن محمد بن مصفى عن بقية
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 2/98 ومجمع الزوائد 4/261.
(2) تكرر هنا في المخطوطة: (ربيعة بن يزيد) وقد سبق تصويب اسمه عند بداية هذه الأخبار وأشير إلى تضعيف الأئمة له ولأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة (1360، 1363) .
(3) هو الذي يحبس بوله، النهاية: 1/418.
(4) المسند: 5/280 من حديث ثوبان.
(5) الموضع السابق من المسند.
(6) سنن أبي داود: الطهارة: أيصلي الرجل وهو حاقن: 1/22.
(7) سنن الترمذي: الصلاة: كراهية أن يخص الإمام نفسه بالدعاء: 2/189.(1/656)
به (1) . وقال الترمذي: حسنٌ قال وقد رواهُ معاوية بن صالح عن يزيد بن شريح، عن أبي هريرة كذا قال، وإنما رواه يزيد بن شريح عن أبي حيٍ، عن أبي هريرة كما سيأتي (2) .
أبو زُرْعة عن ثوبان
_________
(1) سنن ابن ماجه: الصلاة: لا يخص الإمام نفسه بالدعاء: 1/298.
(2) هكذا هنا وفي تحفة الأشراف 2/132 وقد أورد أبو عيسى للخبر طرقاً ثلاثاً:
- معاوية بن صالح عن السفر بن تسير عن يزيد بن شريح عن أبي أمامة.
- يزيد بن شريح عن أبي هريرة.
- يزيد بن شريح عن أبي حي المؤذن عن ثوبان في هذا: أجود إسناداً وأشهر. قال المحقق الشيخ أحمد شاكر: مدار الحديث في طرقه كلها على يزيد بن شريح وهو ثقة فإما أن يكون سمعه من الطرق الثلاث وحفظه، وإما أن يكون اضطراب حفظه فيها ونسى ورجح رواية السفر عن أبي أمامة، سنن الترمذي 2/190.(1/657)
1377 - حدثنا الأسودُ بن عامرٍ، حدثنا أبو بكر يعني ابن عياشٍ، عن ليث، عن أبي الخطاب، عن أبي زُرْعة، عن ثوبان. قال: (لعن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الراشي والمرتشي والرَّائش يعني الذي يمشي بينهما) (1) .
أبو سلمة بن عبد الرحمن عن ثوبان
1378 - الأول: قال أبو داود: حدثنا يحيى بن موسى، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أن رسول الله أتى بدابةٍ وهو مع الجنازة، فأبى أن يركبها، فلما انصرف أُتِيَ بدابةٍ، فركب، فقيل لهُ، فقال: إن الملايكة كانت تمشي. فلم أكُنْ لأركب وهم يمشون، فلما ذهبُوا ركبتُ) (2) .
_________
(1) المسند: 5/279.
(2) سنن أبي داود: الجنائز: الركوب في الجنازة: 3/204.(1/657)
1379 - الثاني: قال الترمذي في / الدعوات: حدثنا أبو سعيد الأشجُّ، حدثنا عقبةُ بن خالدٍ، عن أبي سعد سعيدُ بن الْمُرزُبان، عن أبي سلمة، عن ثوبان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قال حين يُمسي: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبياً كان حقاً على الله أن يُرضيهُ) . قال: حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه (1) .
حديثٌ آخرُ
1380 - قال الطبراني: حدثنا إدريس بن جعفر العطارُ، حدثنا شجاعُ بن الوليد، عن أبي سعد البقال، عن أبي سلمة، عن ثوبان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من توضأَ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله فُتحتْ له أبوابُ الجنة الثمانية يدخُل من أيها شآء) (2) .
أبو سلمة الكلاعي
1381 - سمعتُ ثوبان يقول: (مرَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - برجلٍ من أصحابه وفي يدهِ خاتمٌ من نُحاسٍ. فقال: ما هذا؟ قال: من الواهنة (3) فقال: انزعهُ عنك) . رواه الطبراني عن عبد الرحمن بن سهل عن سهلٍ بن عثمان عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي [عن الأحوس بن حكيم] عنه بهِ (4) .
_________
(1) سنن الترمذي: الدعوات: الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى: 5/456.
(2) المعجم الكبير للطبراني 2/100 وفيه أبو سعد البقال. والأكثر على تضعيفه ووثقه بعضهم مجمع الزوائد 1/239.
(3) الواهنة: عرق يأخذ من المنكب وفي اليد كلها فيرقى منه وقيل هو مرض يأخذ في العضد، وإنما نهاه عنه لأنه إنما اتخذه على أنه يعصمه من الألم فكان عنده في معنى التمائم المنهي عنها أهـ. قاله ابن الأثير في النهاية: 5/234.
(4) في المخطوطة: (عبد الرحمن بن سلم عن سهل بن عباس بن عبد الرحمن) والتصويب والزيادة من المعجم الكبير للطبراني 2/99.(1/658)
وله حديث آخر عن الأحوص بن حكيم عن أبي سلمة رضي الله عنه (1) .
أبو سلام الحبشي واسمه ممطور
الدمشقي عن ثوبان رضي الله عنه
_________
(1) قال الهيثمي تعليقاً على الحديث السابق: ولثوبان في الأوسط: (ثلاث لا يفطرن الصائم) فذكره بإسنادهما، ضعيف. مجمع الزوائد 3/170.(1/659)
1382 - حدثنا حسين بن محمد، حدثنا ابن عياش، عن محمد بن المهاجر، عن العباس بن سالم اللخمي. قال: بعث عمر بن عبد العزيز إلى أبي سلام الحبشي محمل إليه على البريد ليسأله عن الحوض فقدم به عليه، فسأله فقال: سمعت ثوبان يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن حوضي من عدن إلى عمان البلقاء، ماؤه أشدُ/ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، وأكاويبه عدد النجوم، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، أول الناس وروداً عليه فقراء المهاجرين، فقال عمر بن الخطاب: من هم يارسول الله؟ قال: هم الشعث رؤوساً، الدنس ثياباً، الذين لا ينكحون المتنعمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد) فقال عمر: لقد نكحت المتنعمات، وفتحت لي السدد إلا أن يرحمني الله (1) والله لا جرم أن لا أدهن رأسي حتى تشعث، ولا أغسل ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ) (2) رواه الترمذي (3) وابن ماجه من حديث محمد بن مهاجر به (4) .
_________
(1) في المخطوطة: (فلا تفتح لي أبواب السدد) وليست في المسند ولا مكان لها.
(2) المسند: 2/275 من حديث ثوبان.
(3) قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. سنن الترمذي: صفة القيامة) أواني الحوض) 4/649.
(4) سنن ابن ماجه: الزهد (ذكر الحوض) 4/1438.(1/659)
قال شيخنا: ورواه الوليدُ بن مسلمٍ عن يحيى بن الحارث وشيبة بن الأحنف (1) .
_________
(1) تحفة الأشراف للمزي: 2/142.(1/660)
1383 - حدثنا الحسن بن سَوَّادٍ، حدثنا ليث يعني بن سعدٍ، عن معاوية عن عُتبة أبي أُمية الدمشقي، عن أبي سلام الأسود، عن ثوبان أنهُ قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ، ومسح على الخُفَّين وعلى الخمار، ثم العِمامة) (1) تفرد به.
حديثٌ آخر
1384 - قال البزارُ: حدثنا عباس بن عبد الله البالساني، حدثنا زيد بن عُبيد الدمشقي، حدثنا عبد الله بن العلاء بن زيد، عن أبي سلام، عن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بخٍ بخٍ (2) لخمسً ما أثقلهنَّ في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح للمرء المسلم فيحتسبهُ) (3) .
أبو شيبة المهري عن ثوبان
1385 - حدثنا محمد بن جعفر، وحجاجُ. قالا: حدثنا شعبة، عن أبي الجودي، عن بلج، عن أبي شيبة المهري، وكان قاضِّ الناسَ بقسطنطينية قال قيل لثوبانِ: حدثنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاءَ فأفطر) . قال حجاج بقسطنطينية (4) تفرد به.
_________
(1) من حديث ثوبان في المسند: 5/281.
(2)) بَخٍ بَخٍ) هي كلمة تقال عند المدح والرضا بالشئ وتكرر للمبالغة، ومعناها: تعظيم الأمر وتفخيمه أهـ. النهاية: 1/101.
(3) أخرجه البزار كما في الجامع الصغير للسيوطي 3/197 وقال الهيثمي: حسن البزار إسناده إلا أن شيخه العباس بن عبد العزيز البالساني لم أعرفه.
(4) المسند: 5/283 قال الذهبي: بلج المهري عن أبي شيبة المهري عن ثوبان: (فاء فأفطر) لا يدري ولا من شيخه قال البخاري: إسناده ليس بمعروف. الميزان 1/352.(1/660)
أبو العالية الرّباحي البَصْرَيّ، واسمهُ رَفيعٌ عن ثوبان(1/661)
1386 - حدثنا محمد بن جعفرٍ، حدثنا شعبةُ، عن عاصمٍ. قال: قلتُ لأبي العالية: ما ثوبانُ؟ قال بمولى/ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من تكفَّل لي أن لا يسأَلَ الناس شيئاً وأتكفل لهُ بالجنة؟ فقال ثوبان: أنا) . فكان لا يسألُ أحداً شيئاً (1) . رواهُ أبو داود في الزكاة عن عُبيد الله بن مُعاذٍ عن أبيه عن شعبة به (2) .
[أبو] عامرُ الألهاني تقدم وهو عبد الله بن غابرٍ (3)
أبو عبد الرحمن الحُبليّ عن ثوبان (4)
1387 - حدثنا حسنٌ وحجاج [قالا] حدثنا ابنُ لهيعة، حدثنا أبو قبيلْ سمعتُ أبا عبد الرحمن المرِّي يقول قال حجاجُ، عن أبي قبيلٍ، حدثني أبو عبد الرحمن الحُبلاني (5) أنَّهُ سمع ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (ما أحبُّ أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية: {ياعبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} الآية. فقال رجلٌ: يارسول الله فمن أشرك؟ فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: إلاَّ من أشرك ثلاث مراتٍ) (6) .
_________
(1) المسند: 5/276 من حديث ثوبان.
(2) سنن أبي داود: الزكاة) كراهية المسألة) : 2/121.
(3) في المخطوطة: عامر الألهاني تقدم وهو عامر بن عبد الله والصواب ما أثبتناه يراجع تهذيب التهذيب 5/354.
(4) في المخطوطة: (الحبلاني) وهو عبد الله بن يزيد المعافري المصري: أبو عبد الرحمن الحبلي تهذيب التهذيب 6/18 والمشتبه 136.
(5) هكذا هنا وعند أحمد أيضاً (الحُبلاني) .
(6) المسند: 5/275، والآية (52) من سورة الزمر.
قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط، وأحمد بنحوه، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن. مجمع الزوائد 7/100.(1/661)
أبو عبد السلام صالح بن رُستم تقدمَ
أبو عثمان عنهُ(1/662)
1388 - قال البزارُ: حدثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهري، حدثنا الربيعُ بن نافعٍ، حدثنا يزيد بن ربيعة، عن أبي الأشعثُ الصنعاني، عن أبي عثمان، عن ثوبان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لن تنقطع الهجرةُ ما جُوهِد الكُفَّارِ) (1) .
1389 - وبه: (منْ أحدث حدثاً، أوْ آوى مُحدثاً، أو ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين/ لا يقبل الله منه يوم القيامة صرْفاً ولا عدلاً) .
1390 - وبه مرفوعاً (كيف أنتُم في قوم مَرِجَتْ عهودهم، وأيمانهم، وأماناتُهم، فصاروا حمالهم وشبَّك بين أصابعهِ؟ فقالوا: كيف نصنع يارسول الله؟
قال: اصبروا وخالقوا الناس أخلاقهم، وخالفوهم في أعمالِهم) (2) .
1391 - وبه مرفوعاً: (حقُّ على كل مُسلم السِّواكُ وغُسْلُ يوم الجمعة، وأنْ يَمَسّ من طيب أهله إن كان) (3) .
1392 - وبهِ مرفوعاً: (ثلاث متعلقاتٌ بالعرشِ: الرحمُ تَقُولُ:
_________
(1) قال الهيثمي: رواه البزار وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو ضعيف.
(2) مجمع الزوائد 5/251.
(3) قال الهيثمي: رواه البزار، وفيه يزيد بن ربيعة ضعفه البخاري والنسائي، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، مجمع الزوائد 2/172.(1/662)
اللهم إني بك فلا أُقْطَعُ. والأمانة تقولُ: اللهم إني بك فلا أُخانُ، والنعمة تقول: اللهم إني بك فلا أُكْفرُ) (1) .
أبو عدي عن ثوبان مرفُوعاً
_________
(1) جمع الجوامع 2/1259 ومجمع الزوائد 8/149 وقال: فيه يزيد الرحبي وهو متروك.(1/663)
1393 - (ثلاثٌ لا يمنعن الصيام: الحجامةُ، والقئُ، والاحتلامُ، ولا يتقيأُ الصائم مُتعمداً) . رواه الطبراني عن المطلب بن شُعيب، عن عبد الله بن صالح، عن الليث، [عن خالد بن يزيد] عن سعيدٍ بن أبي هلالٍ، عن ابن حُصيفة، عن ابن عدي بهِ (1) .
أبو قِلابَة الجَرميُّ الأزدي عن ثوبان
1394 - حدثنا وكيع، عن شريك، عن علي بن زيد، عن أبي قِلابة، عن ثوبان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا رأيتم الرَّايات السَّود قد جاءت من قِبَل خراسان، فأئتوها، فإن فيها خليفة الله المهدي) (2) . سيأتي في ترجمة عن شدادٍ.
أبو كبشة السَّلولي عن ثوبان
1395 - حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ابن ثوبان، حدثني حسان بن عطية: أن أبا كبشة السلولي [حدثه أنه سمع ثوبان يقول] قال/ قال
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 2/99 قال الهيثمي: ولثوبان في الأوسط: ثلاث لا يفطرن الصائم (فذكره. وإسنادهما ضعيف. مجمع الزوائد 3/170.
(2) المسند: 5/277، وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان ضعيف. وجزم ابن الجوزي بوضعه. فقال: هذا حديث لا أصل له. الموضوعات 2/39.(1/663)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (سددُوا وقاربوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاةُ، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمنٌ) (1) تفرد به.
مكحول عن شيخ من أهل الحي عن ثوبان
_________
(1) المسند: 5/282 من حديث ثوبان، وما بين المعكوفين استكمال منه.(1/664)
1396 - حدثنا عبد الرزاق وابن بكرٍ قالا: حدثنا ابن جريج وروح. قال حدثنا ابن جُرَيج، عن مكحول: أن شيخاً من الحي أخبره أنّ ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أفطر الحاجم والمحجوم) (1) هو أبو أسماء كما تقدم.
شيخ لابن لهيعة عن ثوبان
1397 - حدثنا يحيى بن إسحاق مِنْ كِتابه، أنبأنا ابن لهيعة، حدثنا شيخ، عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنهُ سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من قَتَل صغيراً أو كبيراً، أو أحرق نخلاً أو قطع شجرةً مثمرة، أو ذبح شاةً لإهابها لم يرجع كفافاً) (2) .
214 - (ثوبان أبو عبد الرحمن كذا ذكره الطبراني في ترجمة
ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له حديثٌ واحدٌ) (3)
1398 - فقال حدثنا أحمد بن النضر العسكري، حدثنا عيسى بن هلال الحمصي، حدثنا محمد بن حِمْير، عن عباد بن كثير، عن يزيد بن
_________
(1) المسند: 5/282 من حديث ثوبان.
(2) المسند: 5/276 من حديث ثوبان.
(3) ثوبان أبو عبد الرحمن الأنصاري له ترجمة في أسد الغابة 1/298 وقال ابن حجر في الإصابة: ثوبان الأنصاري هو محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان 1/204 ولعل عبارة ابن كثير في الأصل: (كذا ذكره الطبراني بعد ترجمة ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. إذ أن الطبراني ترجم لثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برقم) 172) 2/91. ولثوبان أبي عبد الرحمن برقم (173) 2/103.(1/664)
خُصيفة، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبيه، عن جده ثوبان قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من سمعتموه يُنشِد شِعْراً في المسجد فقولوا: فضَّ الله فاك، ومن رأيتموه ينشدُ ضالة في المسجد فقولوا: لا وجدتها ثلاثا، ومن رأيتموه يبيعُ أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك) . وكذلك قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) . وقد رواهُ عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن يزيد بن خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده ثوبان عن أبي هريرة كما سيأتي والله أعلم.
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 2/103 قال الهيثمي: من رواية عبد الرحمن بن ثوبان عن أبيه ولم أجد من ترجمه 2/25.(1/665)
215 - (ثور السُّلمي يكنى أبا أمامة وهو جد معن بن يزيد) (1)
وكلهم صحابة رضي الله عنهم
1399 - قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا سفيان ابن وكيع، حدثنا أبي، عن جدي، عن أبي الجويرية الجرمي: سمعتُ معن بن يزيد يقول: (خاصمتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأفلجني (2) ، وخطب عليَّ فأنكحني، وبايعتُه أنا وجدي) (3) . وهذا الحديث ذكره في ترجمة ثور الطبراني وإنما هو من مسند معْن كما سيأتي بتمامه إن شاء الله تعالى.
إنتهى الجزء الثامن من (تجزئة المُصنف)
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/298 والإصابة: 1/205 وقد رجح ابن حجر تبعاً لابن حبان، أنه جد معن يزيد لأمه.
(2) فأفلجني: أي حكم لي وغلبني على خصمي، النهاية: 3/468.
(3) المعجم الكبير للطبراني 2/104 والخبر أخرجه أحمد في مسنده 3/470 من حديث معن بن يزيد السلمي كما أخرجه البخاري بلفظ أحمد: كتاب الزكاة (باب إذا تصدق على ابنه وهو لا يشعر) .(1/665)
الجزء التاسع
حرف الجيم/(2/7)
216 - (جابان أبو ميمون) (1)
1400 - روى ابن منده من طريق أبيه عنه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير مرةٍ حتى بلغ عشراً يقول: (أيما رجلٍ تزوج إمرأةً وهو ينوي ألا يُعطيها صداقها لقي الله زانياً) (2) .
217 - (جابر بن الأزرق الغاضري) (3)
شهد حجة الوداع ونزل حمص
1401 - قال ابن الأثير: روى ابن منده وأبُونعيمٍ من حديث أبي راشدٍ عنه حديثاً مطولاً في قصة وَفيهِ: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (اللهم صلِّ على المحلّقين ثلاثاً) (4) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/304؛ والإصابة 1/210.
(2) عبارة المصنف تحتاج إلى نظر، فإن ابن منده لم يرو الخبر عن طريق أبيه، وإنما ذلك يصدق على ميمون بن جابان، يوضح ذلك ماجاء في الإصابة. قال: روى ابن منده من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم عن أبي خالد: سمعت ميمون بن جابان الصردي عن أبيه أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلخ.
واتفقت عبارته مع عبارة ابن الأثير في التعليق على الخبر: كذا روى عن أبيه إن كان محفوظاً.
والأمر في جابان وميمون بن جابان لم يقطع الأئمة بثبوته، قال في الميزان: جابان لا يدري من هو، ونقل عن أبي الفتح الأزدي أن ميمون بن جابان لا يحتج به. كما أن البخاري جهل خبراً مروياً عنه.
يراجع المصدران السابقان: الميزان 1/277، 4/233؛ والتاريخ الكبير 2/257.
(3) له ترجمة في أسد الغابة 1/301؛ والإصابة 1/210.
(4) نقل مترجماه عن ابن منده تعليقاً على الخبر: هذا حديث غريب لا يُعرف إلا بهذا الإسناد.(2/7)
218 - (جابر بن أسامة الجهني: حجازي) (1)
يقال أنه قدم مصر، ومات بها ويُكنى بأبي سعاد (2) .
1402 - روى أبو نعيم، من حديث عبد الله بن موسى، عن أسامة بن
زيد الليثي، عن معاذ بن عبد الله بن خُبيب، عن جابر بن أسامة الجهني، قال: (لقيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصحابهِ في السوق، فقلتُ لهم: أين يُريدُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: يَخُطُ لقومك مسجداً، فأتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوجدتهُ قد خطَّ لهم مسجداً وغرز لنا في القِبلة خشبةً فأقامها فيها) (3) . ...
219 - (جابر بن حَابس العبدي اليمامي) (4)
1403 - قال أبو عبد الله أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد ابن همام بن أبي الدميل، حدثنا علي بن المديني، حدثنا حُصين بن نمير: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعدهُ من النَّار) (5) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة 1/301؛ والإصابة 1/211؛ والتاريخ الكبير 2/202.
(2) في المخطوطة (معاذ) والصواب أبو سعاد، ذكره صاحب الإصابة في الكنى 4/85.
(3) الخبر أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 2/202 ولم يعلّق عليه، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/193، 257. وقال ابن السكن - كما في الإصابة: لا يروى عنه شئ إلا من هذا الوجه، وقال البغوي نحو هذا. وقال في مجمع البحرين: فيه معاذ بن عبد الله بن خبيب ولم أجد من ترجمه 1/58.
(4) قال ابن الأثير: جابر بن حابس اليمامي، مجهول، وفي إسناد حديثه نظر. روى حديثه / حصين بن نمير عن أبيه قال: حدثنا جابر بن حابس ... إلخ، أسد الغابة: 1/302.
وفي الإصابة (روى الطبراني من طريق/ حصين بن نمير: حدثني أبي عن أبيه عنه ... الحديث وقال ابن حجر: إسناده مجهول) : 1/211.
(5) له ترجمة في أسد الغابة: 1/302؛ والإصابة: 1/211.(2/8)
220 - (جابر بن أبي سبرة الأسدي) (1)
1404 - روى الحاكم، والبيهقي في الشعب، وابن منده من طريق ابن عجلان، عن موسى بن السائب، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن أبي سبرة. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الجهاد، فقال: (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرُقه) .. الحديث. قال ابن منده: غريب، تفرّد به طارق.
/ وقال ابن الأثير: والصوابُ سالم بن أبي الجعد عن سبرة بن أبي الفاكه كما سيأتي (2) .
221 - (جابر بن سُليم ويقال: سُليم بن جابر، والأول أصح) (3)
وهو أبو جُريّ الهُجيمي، حديثه في ثاني البصريين.
1405 - حدثنا هُشيم، أنبأنا يونس بن عُبيد، عن عبيدة الهجيمي، عن جابر بن سليم أو سليم بن جابرٍ. قال: (أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو جالسٌ مع أصحابه، فقلت: أيكم النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: فإما أن يكون أومأَ إلى نفسه، وإما أن يكون أشار إليه القومُ، فإذا هو محتبٍ ببردةٍ، وقد وقع هُدْبُها على قدميه، قال: فقلتُ: يارسول الله أجفو (4) عن أشياء فعلمني. فقال: (إتقِ الله ولا تحقرنَّ من المعروف شيئاً، ولو أن تُفرغَ من دلولك في إناءِ المستسقى، وإياك والمخيلة (5) ، فإن الله لا يحبُ المخِيلَةَ، وإن امرؤُ
_________
(1) من حديث سبرة بن أبي فاكه. أخرجه أحمد والنسائي وابن حبان والطبراني والبيهقي
في شعب الإيمان ورمز له السيوطي بالضعف. جمع الجوامع: 1/1850؛ مسند أحمد:
3/483.
(2) المصدر السابق.
(3) له ترجمة في أسد الغابة: 1/303؛ والإصابة: 1/211؛ والاستيعاب: 1/225؛ والتاريخ الكبير: 2/205؛ والطبقات الكبرى: سليم بن جابر: 7/29.
(4) أجفو: من الجفاء، وهو البُعد، ولعل ذلك لبداوته وبُعده عن مجتمع المدينة.
(5) المخيلة: الكبر.(2/9)
شتمك أو عيرك بأمرٍ يعلمه فيك فلا تُعيرهُ بأمرٍ تعلمهُ فيه، فيكونُ لك أجرهُ وعليه إثمهُ، ولا تشتمن أحداً) (1) . رواهُ أبو داود والنسائي من حديث يونس بن عُبيدٍ به وطرقُه عند النسائي من وجوهٍ كثيرةٍ عن أبي جُريٍ به (2) .
_________
(1) المسند: 5/63 من حديث جابر بن سليم الهجيمي، والتاريخ الكبير للبخاري 2/206.
(2) أخرجه أبو داود مختصراً ومطولاً. ويرجع إليه في كتاب اللباس (باب في الهدب) 4/54، (ماجاء في إسبال الإزار) 4/56؛ وكتاب الأداب (كراهية أن يقول: عليك السلام) 4/353؛ وأخرجه النسائي في اليوم والليلة كما في تحفة الأشراف من ثلاث طرق 2/144.(2/10)
1406 - حدثنا يزيد، أخبرنا سلام بن مسكين، عن عقيل بن طلحة، حدثنا أبو جُرَى الهجيمي قال: (أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: يارسول الله إنا قومٌ من أهل البادية، علِمنا شيئاً ينفعنا الله به. فقال: (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تُفرغ من دلوك في إناء المستسقى، ولو أن تُكلِمَ أخاك ووجهُك إليه منبسطٌ، وإياك وتسبيل الإزار، فإنه من المخيلة، والخيلاء لا يُحبها الله، وإن امرؤٌ سبك بما يعلمُ فيك، فلا تسبهُ بما تعلم فيه، فإنَّ أجرهُ لك ووبالهُ على من قالهُ)) (1) .
1407 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا يونس، حدثنا عبيدة الهجيمي، عن أبي تميمة الهُجيمي، عن جابر بن سُليم الهجيمي. قال: (أتيتُ
النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو [مُحتبٍ بشملة له] (2) قد وقع هُدبها على قدميه، فقلت: أيُّكم
محمدٌ [أو] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فأومأ بيده إلى نفسه، فقلتُ: يارسول الله إني
من أهل البادية [وفيَّ جفاؤهم، فأوصني. فقال: لا تحقرنَّ من المعروف شيئاً،
ولو أن تلقَى أخاك ووجهك] (3) مُنبسط، ولو أن تُفرغ من دلوك في إناء
المستسقِي، وإن
_________
(1) المسند: 5/63 من حديث جابر بن سليم الهجيمي؛ والبخاري في التاريخ الكبير: 2/206.
(2) مابين المعكوفين كان بياضاً بالأصل، وأثبتناه من لفظ المسند: 5/64.
(3) مابين المعكوفين كان بياضاً بالأصل، وأثبتناه من لفظ المسند: 5/64.(2/10)
[امرؤ شتمك بما يعلم فيك فلا تشتمه بما تعلم فيه] (1) فإنه
يكون لك أجْرُه، وعليه وِزْرُه، وإياك وإسبال الإزار، فإنّ إسبال الإزار من
المخيلة، وإنَّ الله لا يُحب المخيلةَ، ولا تَسُبَّنّ أحداً. فما سببت بعده أحداً ولا
شاةً، ولا بعيراً) (2) .
_________
(1) مابين المعكوفين من المسند.
(2) المسند: 5/63 من حديث جابر بن سليم الهجيمي.(2/11)
1408 - حدثنا [عفان، حدثنا] وُهيبٌ، حدثنا خالد الحذاء، عن أبي تميمة الهُجيمي، عن [رجل من / بلهجيم قال] (قلت: يارسول الله إلامَ تدعو؟ قال: أدعو إلى الله [وحده] (1) الذي إن مسك ضُرٌ فدعوته كشف عنك. والذي إن ضللت بأرضٍ فدعوته ردَّ عليك، والذي إن أصابتك سنةٌ فدعوته أنبتَ عليك. قال: قلت: فأوصِني. قال: لا تسُبَّنَّ أحداً، ولا تزهدنَّ في المعروف، ولو أن تلقى أخاك وأنت مُنبسطٌ إليه وجهك، ولو أن يُفرغ من دلوك في إناء المستسقِى وائتزر إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، فإن إسبال الإزار من المخيلة، وإن الله لا يُحبُّ المخيلة) (2) . رواه الترمذي والنسائيُّ من طريق خالد الحذاء به وقال الترمذي: حديثٌ حسن صريح (3) .
1409 - ورواه أبو داود والترمذي والنسائي أيضاً من حديث أبي غفار المثنى بن سعيد الطائي، عن أبي تميم، عن أبي جُريّ وأوله: (أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: عليك السلام يارسول الله، فقال: لا تقلُ عليك
_________
(1) المسند: 5/64 من حديث جابر بن سليم الهجيمي ومابين المعكوفات استكمال منه.
(2) سنن الترمذي: كتاب الاستئذان (ماجاء في كراهية أن يقول: عليك السلام مبتدئاً) 5/70؛ وأخرجه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 2/145.
(3) المسند: 5/64 من حديث جابر بن سليم الهجيمي ومابين المعكوفات استكمال منه.(2/11)
السلام، فإنها تحية الموتى) وذكر تمام الحديث بطُوله (1) .
_________
(1) () ... سنن ابن داود: كتاب اللباس: 4/56؛ والترمذي في الموطن السابق؛ والنسائي كما في تحفة الأشراف. وقد أخرج البخاري الخبر من تسع طرق مختلفة يرجع إليها في التاريخ الكبير: 2/205.(2/12)
222 - (جابر بن سَمُرَة بن جُنادة بن جُندَبٍ) (1)
ابن حُجير بن رِئابِ بن حبيب بن سُواءة بن عامر بن صعصعة السُّوائي أبو عبد الله وقيل أبو خالد. وقيل غير ذلك في نسبه، وأمهُ خالدة بنت أبي وقاص أخت سعد بن أبي وقاص سكن الكوفة وابتنى بها داراً، ومات في أيام بشرٍ بن مروان على الكوفة في سنة ست وستين أيام المختار، وقيل مات سنة ثلاث وسبعين، ولهُ بالكوفة عقبٌ، وإنما حديثهُ عند أحمد في ثالث البصريين، وأبوه صحابيٌّ أنصاري رضي الله عنهما.
(الأسود بن سعيد الهمداني الكوفي عنه)
1410 - حدثنا هاشم، حدثنا زُهير، حدثنا زياد بن خيثمة، عن الأسود ابن سعيدٍ الهمداني، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يكونُ بعدي إثنا عشر خليفةً كلّهم من قريش، قال: ثم رجع إلى منزله فأتته قُريشٌ، فقالوا: ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يكون الهرج) (2) رواهُ أبو داود عن ابن نُفيل عن زُهيرٍ (3) .
_________
(1) له ترجمة في أسد الغابة: 1/304؛ والإصابة: 1/212؛ وطبقات ابن سعد: 6/14؛ والتاريخ الكبير: 2/205.
(2) المسند: 5/92 من حديث جابر بن سمرة - رضي الله عنه -. ومعنى (الهرج) أي الاختلاط والقتل.
(3) سنن أبي داود: كتاب المهدى 4/106؛ ويرجع إليه أيضاً في مختصر السنن للمنذري 6/158؛ وللمنذري وابن القيم هناك تعليقات تهمّ الباحثين.(2/12)
(تميم بن طرفة الطائي الكوفي عنهُ)(2/13)
1411 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سليمان، عن المُسيب ابن رافع، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسهُ، وهو في الصلاة أن لا يرجع إليه بصره] (1) .
1412 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن سليمان، / سمعتُ المسيب بن رافع يحدثُ، عن تميمٍ بن طرفة، عن جابر بن سَمُرَةَ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أنه دخل المسجد فأبصر قوماً قد رفعوا أيديهم. فقال: قد رفعوها كأنها أذنابُ الخيل الشُّمُس. اسْكُنُوا في الصلاة) (2) .
1413 - حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن الأعمش، قال: حدثني مُسيبُ بن رافعٍ، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم -[دخل المسجد] (3) وهُمُ حِلَقٌ. قال: مالي أراكم عِزينَ، ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد رفعوا أيديهم، فقال: قد رفعوها كأنها أذناب خيل شُمُسٍ. اسكنوا في الصلاة) (4) .
1414 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن مُسيبٍ بن رافعٍ، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمُرَة. قال: (خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يومٍ، فقال: ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خَيلٍ
_________
(1) () ... مابين المعكوفين كان بياضاً بالأصل، وزدناه من لفظ المسند: 5/90.
(2) المسند: 5/93، والشمس: جمع شموس وهو النفور من الدواب الذي لا يستقر لشغبه وحدته النهاية: 2/236.
(3) مابين المعكوفين سقط من الأصل وأثبتناه من لفظ أحمد.
(4) المسند: 5/101. والحلق: بكسر الحاء وفتح اللام، جمع الحلقة، مثل قصعة وقِصَع وهي الجماعة من الناس مستديرون كحلقة الباب وغيره. وعِزين: جمع عِزة وهي الحلقة المجتمعة من الناس، النهاية: 1/250، 3/94.(2/13)
شُمُسٍ. اسكُنُوا في الصلاة، ثم خرج علينا فرآنا حِلَقًا فقال: مالي أراكم عِزِينَ، ثم خرج علينا فقال ألا تصُفُّون كما تصف الملائكةُ عند ربها تبارك وتعالى. قال: قالوا: يارسول الله، وكيف تصف الملائكةُ عند ربها؟ قال: يُتمون الصفوف الأُولى، ويتراصون في الصف) (1) .
_________
(1) المسند: 5/101 من حديث جابر بن سمرة.(2/14)
1415 - وحدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمشُ، عن المسيب بن رافعٍ، عن تميم بن طرفة الطائي، عن جابر بن سمرة السّوائي. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً لأصحابهِ: ما لي أراكم عزين وهُم قعود) (1) هذا الحديث فرّقهُ مسلمٌ ورواهُ من غير وجهٍ عن سُليمان بن مهران الأعمش بإسنادهِ، ورواهُ أبو داود والنسائي وابن ماجه (2) .
(حديثٌ آخرُ)
1416 - قال الطبراني: حدثنا أحمد بن سُليمان بن يوسف العُقيلي الأصبهاني، حدثنا أبي، حدثنا الحُسين بن حفص، عن ياسين الزيَّات، عن سماك بن حرب، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة: (أن رجلين اختصما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعيرٍ فأقام كل واحدٍ منهما بينةً أنَّهُ لهُ،
_________
(1) أخرجه أحمد من طريق المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة 5/93.
(2) الخبر أخرجه مسلم في) باب رفع البصر إلى السماء) و (باب الأمر بالسكون في الصلاة) من عدة طرق عن الأعمش وغيره: 1/322، وأخرجه أبو داود: (باب تسوية الصفوف) 1/177، وفي (باب النظر في الصلاة) : 1/240، وأخرجه النسائي في المجتبي (حث الإمام على رص الصفوف والمقاربة فيها) : 2/71؛ وفي الكبرى كما في تحفة الأشراف: 2/146؛ وابن ماجه: في الصلاة (إقامة الصفوف) : 1/317.(2/14)
فقضى به بينهما) (1) ، ثم رواهُ من حديث حجاج بن أرطأة عن سماكٍ به (2) .
(حديثٌ آخرُ)
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني: 2/204. قال الهيثمي: فيه ياسين الزيات وهو متروك (مجمع الزوائد: 4/203) .
(2) المعجم الكبير للطبراني: 2/204. وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف، وحجاج بن أرطاة كثير الخطأ والتدليس. الميزان: 2/251، 1/458.(2/15)
1417 - رواهُ الطبراني من حديث ياسين الزيات، عن سماك بن حربٍ، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة. قال: (أصاب العدو ناقةً من المسلمين، فاشتراها رجلٌ من المسلمين، فعرفها صاحبُها، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمرهُ أن يأخذها بالثمن الذي اشتراها بهِ من/ العدو، وإلا خلى بينه وبينها) (1) . ورواه أيضاً من حديث سهل بن عُثمان، عن إبراهيم [بن محمد الهمداني] عن زياد بن عِلاقة عن
جابر بن سُمرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (2) .
(جعفر بن أبي ثور عن جده جابر بن سمرة)
1418 - حدثنا بهزُ، حدثنا حمادٌ، عن سماكٍ، عن جعفر بن أبي ثور، عن جابر بن سمرة: (أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أنتوضأُ من لحوم الغنم؟ قال: إن شئت فعلت، وإن شئت لم تفعل. قال: أنتوضأ من لحومِ الإبل؟ قال: نعم. قال: فقفى (3) . ثم رجع، فقال: يارسول الله أنصلي في مبات الغنمِ؟ قال: نعم. قال أنُصلي في مبارك الإبل؟ قال: لا) (4) .
_________
(1) المعجم الكبير للطبراني 2/254.
(2) () ... المصدر السابق، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(3) قفى: ذهب مولياً، النهاية.
(4) المسند: 5/92 من حديث بريدة.(2/15)
1419 - حدثنا عبدُ الله بن الوليد، ومؤملُ المعنى - هذا لفظ عبد الله - قالا: حدثنا سفيان، عن سماكِ بن حربٍ، عن جعفر بن أبي ثورٍ، عن جابر بن سمرة: (أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أنتوضأُ من لحوم الغنم؟ قال: لا. قال: فأصلي في مُرَاحِ الغنم؟ قال: نعم. قال: أنتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم. قال: أفأصلي في أعطانها؟ قال: لا) (1) .
1420 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا شيبان أُراه عن أشعث، عن جعفرٍ بن أبي ثور، عن جابر بن سمُرةَ. قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأْمُرنا بصيام عاشوراء ويحثنا عليه ويتعاهدنا عنده، [فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا عنه، ولم يتعاهدنا عنده] ) (2) .
(حُصينٌ عنه)
1421 - بحديث اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش (3) .
1422 - وبحديث: (إن أهل الدرجاتِ العُلا يراهُم من [هو] أسفلُ منهم كما ترون الكوكب [الدري] في أفق السماء وإن أبا بكرٍ وعُمَر منهُم [وأنعما] (4) رواهما الطبراني.
(إبنهُ خالدٌ عنهُ)
1423 - قال البزار: حدثنا صفوان بن المفلسِ، حدثنا بكر بن
_________
(1) المسند: 5/100 من حديث جابر بن سمرة.
(2) المسند: 5/96 من حديث جابر بن سمرة وما بين المعكوفين استكمال منه.
(3) الخبر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 2/255 من طريقين عن حصين عن جابر لفظ أحدهما: (يقوم من بعدي اثنا عشر أميراً) ثم تكلم بشئ لم أسمعه، فسألت القوم وسألت أبي: ما قال؟ وكان أقرب إليه مني، فقال: (كلهم من قريش) .
(4) المعجم الكبير للطبراني: 2/254 وما بين المعكوفين استكمال منه. قال الهيثمي: فيه الربيع بن سهل الواسطي ولم أعرفه. مجمع الزوائد: 9/54.(2/16)