مِسْكِينٍ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ... فَذَكَرَهُ.
5695 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَطَّ خطَّا هَكَذَا أَمَامَهُ فَقَالَ: هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- وَخَطَّيْنِ عَنْ يَمِينِهِ، وَخَطَّيْنِ عَنْ شِمَالِهِ فَقَالَ: هَذَا سَبِيلُ الشَّيْطَانِ. ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ فِي الْخَطِّ الْأَوْسَطِ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) .
مجالد ضعيف.
5696 - وقال إسحاق بن راهويه: أبنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بَعْضِ الْمَكِّيِّينَ، عَنْ مُجَاهِدٍ "في قوله تعالى: (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) قَالَ: الْبِدَعُ وَالشُّبُهَاتُ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
5697 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، قَالَ: النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَالِسٌ قَالَ: فَقَالَ: يا أباذر، تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّهَا تَذْهَبُ فَتَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ فَيُؤْذَنُ لَهَا. فَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا: اطلعي من حيث جئت قالت: فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا. قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ "وَذَلِكَ مستقر لها" فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ ". هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ. وَإِبْرَاهِيمُ هُوَ ابْنُ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ.
5698 - قَالَ: وَثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ... فَذَكَرَهُ بلفظ (والشمس تجري لمستقر لها) قال: مستقرها تحت العرش".(6/208)
5699 - قَالَ: وَثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سُفْيَانَ بن حسين، عن الحكم بن عتيبة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذر قَالَ: "كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى حِمَارٍ فَرَأَى الشَّمْسَ حِينَ غَابَتْ. فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، تَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ هَذِهِ؟ قَالَ فَقُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قال: فإنها تغرب في عين حامية، تَنْطَلِقُ حَتَّى تَخِرُّ سَاجِدَةً لِرَبِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، فَإِذَا حَانَ خُرُوجُهَا أَذِنَ لَهَا، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُطْلِعَهَا مِنْ مَغْرِبِهَا حَبَسَهَا فَتَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّ مَسِيرِي بَعِيدٌ. فَيَقُولُ: اطْلَعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ. فَذَلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ".
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
5700 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو بَدْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: "لِيَتَّقِ امْرُؤٌ أَنْ لَا يَكُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في شيء، ثم قرأت هَذِهِ الْآيَةَ (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ منهم في شيء) .
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
7- سُورَةُ الْأَعْرَافِ
5701 - قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا محمد بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ "سَمِعْتُ تُبَيْعَ بْنَ امْرَأَةِ كَعْبٍ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ ومنها تخرجون) قَالَ: يَعْنِي الْأَرْضَ مِنْهَا خَلَقَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- آدَمَ وَفِيهَا يُدْفَنُونَ إِذَا مَاتُوا وَمِنْهَا يخرجون، تمطر السماء أربعين ليلة فتخرج الْمَوْتَى مِنَ الْأَرْضِ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.(6/209)
5702 / 1 - وقال أحمد بن منيع: ثنا يزيد، أبنا أَبُو مَعْشَرٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ شِبْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ، قَالَ: هُمْ قَوْمٌ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي مَعْصِيَةِ آبَائِهِمْ، فَمَنَعَهُمْ مِنَ النَّارِ قَتْلُهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ومنعهم من الجنة معصيتهم آباءهم".
5702 / 2 - رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا هَوْذَةُ، ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ... فَذَكَرَهُ وَزَادَ: قال "وقال الكلبي: قوم اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُمْ وَسَيِّئَاتُهُمْ فَمُنِعُوا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَسَيُدْخِلُهُمُ الله في رحمته. قال: ولا أَدْرِي ذَكَرَ قَتْلًا أَمْ لَا؟ ".
5703 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الْهِلَالِيِّ، عَنْ أَبِيهِ "قَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ؟ قَالَ: قَوْمٌ خَرَجُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- بِغَيْرِ إِذْنِ آبَائِهِمْ فَاسْتُشْهِدُوا فَمَنَعَتْهُمُ الشَّهَادَةُ أَنْ يَدْخُلُوا النَّارَ، وَمَنَعَتْهُمْ مَعْصِيَةُ آبَائِهِمْ أَنْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ".
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
5704 - قَالَ الْحَارِثُ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْوَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ الْوَاقِدِيِّ.
5705 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثنا يزيد، أبنا حُسَيْنُ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ "قَالَ في العجل: خوار خوره لَمْ يُثَنِّ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ: (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ ولا يهديهم سبيلاً) ولا يرجع إليهم قولاً".
5706 - وقال إسحاق بن راهويه: أبنا عَفَّانُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "إِنَّا سَمِعْنَا اللَّهَ يَقُولُ: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدنيا وكذلك نجزي المفترين) قَالَ: وَمَا نَرَى الْقَوْمَ إِلَّا قَدِ(6/210)
افْتَرَوْا فِرْيَةً مَا أَرَاهَا إِلَّا سَتُصِيبُهُمْ ... " ذَكَرَهُ فِي أَثْنَاءِ حَدِيثٍ.
5707 - قَالَ: وَثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: "تَلَا أَبُو قِلَابَةَ هَذِهِ الْآيَةَ. فَقَالَ: هِيَ وَاللَّهِ لِكُلِّ مُفْتَرٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الذِّلَّةُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا".
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ.
5708 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي عَتِيقُ بْنُ حَيَّانَ الْأَزْدِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "إن السبعين الذي اختار موسى مِنْ قَوْمِهِ إِنَّمَا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ أَنَّهُمْ لَمْ ينهوا عن العجل ولم يرموا بِهِ".
5709 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "إِنِّي لَفِي حَلَقَةٍ فِيهَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- فَقَرَأَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ الْآيَةَ الَّتِي فِي الْأَعْرَافِ (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ منها) قَالَ: تَدْرُونَ مَنْ هُوَ؟ قَالَ أَحَدُهُمْ: هُوَ صَيْفِيُّ بْنُ الرَّاهِبِ. وَقَالَ الْآخَرُ: هُوَ بَلْعَمُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. قَالَ: لَا. قَالُوا: فَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: هُوَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ".
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ طَرِيقِ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عَاصِمٍ ... فَذَكَرَهُ.
وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
8- سُورَةُ الْأَنْفَالِ
5710 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: "لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ قُتل أَخِي عُمَيْرٍ وَقَتَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَأَخَذْتُ سَيْفَهُ وَكَانَ يُسَمَّى ذَا الْكَثِيفَةِ فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: اذْهَبْ فَاطْرَحْهُ فِي الْقَبْضِ فَخَرَجْتُ وبي مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ مِنْ قَتْلِ أَخِي وَأَخْذِ سَلْبِي، فَمَا مَكَثْتُ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى نَزَلَتْ سُورَةُ الْأَنْفَالِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اذْهَبْ فَخُذْ سَيْفَكَ".(6/211)
وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
وَتَقَدَّمَ لَفْظُهُ فِي بَابِ مَا جَاءَ فِي غَنِيمَةِ بَدْرٍ.
5711 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "أَخَذَ أَبِي، مِنَ الْخُمْسِ سَيْفًا فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: هَبْ لِي هَذَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ والرسول) .
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
5712 - وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ راهويه: أبنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثَنَا وَاصِلُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ عَطَاءٍ وَأَبِي سَوْرَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ: "بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَرِيَّةً، فَنَصَرَهَا اللَّهُ وَفَتَحَ عَلَيْهَا، وَكَانَ مَنْ أَتَاهُ بِشَيْءٍ نَفَلَهُ مِنْ بَعْدِ الخمس، فرجع رجاله وَكَانُوا يَسْتَقْدِمُونَ، وَيَأْسِرُونَ، وَيَقْتُلُونَ، وَتَرَكُوا الْغَنَائِمَ خَلْفَهُمْ وَلَمْ يَنَالُوا مِنَ الْغَنَائِمِ شَيْئًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بَالُ رِجَالٍ مِنَّا يَسْتَقْدِمُونَ ويأسرون، وتخلف رجال لم يصلوا بالقتال، فتنفلهم مِنَ الْغَنِيمَةِ. فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَزَلَ جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا الله وأصلحوا ذات بينكم) فدعاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لَهُمْ: رُدُّوا مَا أَخَذْتُمْ، وَاقْتَسِمُوهُ بَيْنَكُمْ بِالْعَدْلِ والسوية. فقالوا: يا رسول الله، قد أنفقنا وأكلنا قال: فاحتسبوا بِذَلِكَ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ وَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ.
5713 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ، ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ صَهْبَانَ وَأَبُو رَجَاءٍ الْعَطَّارُدِيُّ قَالَا: "سَمِعْنَا الزُّبَيْرَ وَهُوَ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظلموا منكم خاصة) وَلَقَدْ تَلَوْتُ هَذِهِ الْآيَةَ زَمَانًا وَمَا أَرَانِي مِنْ أَهْلِهَا فَأَصْبَحْنَا، مِنْ أَهْلِهَا".(6/212)
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ الصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ.
5714 / 1 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: أبنا عبد الرزاق، أبنا مَعْمَرٌ، عَنْ عُثْمَانَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- "في قوله تَعَالَى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ) قَالَ: تَشَاوَرَتْ قُرَيْشٌ لَيْلَةً بِمَكَةَ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِذَا أَصْبَحَ فَأَثْبِتُوهُ بِالْوِثَاقِ- يُرِيدُونَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ بَعْضُهُمْ: اقْتُلُوهُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ أَخْرِجُوهُ. فَأَطْلَعَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- نَبِيَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى ذَلِكَ فَبَاتَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى فِرَاشِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَخَرَجَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى لَحِقَ بِالْغَارِ وَبَاتَ الْمُشْرِكُونَ يَحْرُسُونَ عَلِيًّا يَحْسَبُونَ أَنَّهُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا أَصْبَحُوا ثَارُوا إِلَيْهِ فَلَمَّا رَأَوْا عَلِيًّا رَدَّ اللَّهُ مَكْرَهُمْ، قَالُوا: أَيْنَ صَاحِبُكَ؟ قال: لا أدري. فاقتصوا أَثَرَهُ فَلَمَّا بَلَغُوا الْجَبَلَ اخْتَلَطَ عَلَيْهِمْ فَصَعِدُوا فِي الْجَبَلِ، فَمَرُّوا بِالْغَارِ فَرَأَوْا عَلَى بَابِهِ نَسْجَ الْعَنْكَبُوتِ. فَقَالُوا: لَوْ دَخَلَ هُنَا لَمْ يَكُنْ نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ عَلَى بَابِهِ! فَمَكَثَ فِيهِ ثَلَاثًا"
5714 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْجَزَرِيُّ "أَنَّ مِقْسَمًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عباس- رَضِيَ اللَّهُ عنهما- في قوله تعالى (وإذ يمكر بك الذين كفروا ... " فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ.
5715 / 1 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أبنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "فُرِضَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُقَاتِلَ الرَّجُلُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْعَشَرَةَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا من الذين كفروا) فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ فَخَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ- تَعَالَى- (الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يغلبوا ألفين بإذن الله) .(6/213)
5715 / 2 - قَالَ: وَثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، ثَنَا ابْنُ أَبِي نُجَيْحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ "أَيُّمَا رَجُلٍ فَرَّ مِنْ ثَلَاثَةٍ فَلَمْ يَفِرَّ، فَإِنْ فَرَّ مِنِ اثْنَيْنِ فَقَدْ فَرَّ".
5715 / 3 - قَالَ: وَثَنَا يزيد، أبنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُجَيْحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِمِثْلِهِ، وَزَادَ في حديثه: "ونقصوا من الصبر-، بِقَدْرِ ذَلِكَ".
5716 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: "قَالَ لَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قُلْتُ لِعُثْمَانَ: مَا حملكم إلى أن عمدتم إِلَى الْأَنْفَالِ وَهِيَ مِنَ الْمَثَانِي وَإِلَى بَرَاءَةٍ وَهِيَ مِنَ الْمِئِينَ فَقَرَنْتُمْ بَيْنَهُمَا وَلَمْ تَكْتُبُوا بَيْنَهُمَا سَطْرَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. فَقَالَ عُثْمَانُ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِمَّا يَأْتِي عَلَيْهِ الزَّمَانُ وَهُوَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ مِنَ السُّورَةِ ذَوَاتُ الْعَدَدِ فَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ يَدْعُو بَعْضَ مَنْ يَكْتُبُ فَيَقُولُ: ضَعُوا هذا فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا. وَكَانَتِ الْأَنْفَالُ مِنْ أَوَائِلِ مَا نَزَلَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَتْ بَرَاءَةٌ مِنْ آخِرِ الْقُرْآنِ، وَكَانَتْ قِصَّتُهَا شَبِيهَةٌ بِقِصَّتِهَا فَظَنَنْتُ أَنَّهَا مِنْهَا؟ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ فَرَّقْتُ بَيْنَهُمَا وَلَمْ أَكْتُبْ بَيْنَهُمَا سَطْرَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".(6/214)
9- سورة براءة
5717 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا غَيْلَانُ، عَنْ عُثْمَانَ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَّاسَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ... ) قَالَ: كَبُرَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَقَالُوا: مَا يستطيع أحد منا أن يترك، لِوَلَدِهِ مَالًا يَبْقَى بَعْدَهُ. فَقَالَ عُمَرُ: أَنَا أُفَرِّجُ عَنْكُمْ. فَانْطَلِقُوا وانْطَلَقَ عُمَرُ وَاتَّبَعَهُ ثَوْبَانُ فَأَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّهُ كَبُرَ عَلَى أَصْحَابِكَ هَذِهِ الْآيَةُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ، لم يفرض الزَّكَاةَ إِلَّا لِمَا بَقِيَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ، وَإِنَّمَا فَرَضَ الْمَوَارِيثَ فِي الْأَمْوَالِ لِتَبْقَى بَعْدَكُمْ. قَالَ: فَكَبَّرَ عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُكنز؟ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِنْ غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ".
5717 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثنا أَبُو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ مِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ.
5718 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أبنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَمَّاسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ قَالَ: "كُنْتُ أَسْمَعُ بِأَبِي ذَرٍّ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَحَبَّ إليَّ أَنْ أَرَاهُ وَأَلْقَاهُ مِنْهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ: إِنْ كَانَ لَكَ بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ حاجة فأخرج أباذر فَإِنَّهُ قَدْ ثَقُلَ النَّاسُ مِنْ عِنْدِي، فَقَدِمَ أَبُو ذَرٍّ وَتَصَايَحَ النَّاسُ: هَذَا أَبُو ذَرٍّ، هَذَا أَبُو ذَرٍّ. فَخَرَجْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِيمَنْ يَنْظُرُ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وَعُثْمَانُ فِيهِ، فَأَتَى سَارِيَةً فَصَلَّى عِنْدَهَا رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَتَى عُثْمَانُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَمَا سَبَّهُ وَلَا أنَّبه، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَيْنَ كُنْتَ يَوْمَ أُغِيرَ عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: كُنْتُ عَلَى الْبِئْرِ أَسْتَقِي، ثُمَّ رَفَعَ أَبُو ذَرٍّ(6/215)
بِصَوْتِهِ الْأَشَدِّ فَقَرَأَ: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) إلى قوله: (بما كنتم تكنزون) فَأَمَرَهُ عُثْمَانُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الرَّبَذَةِ".
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ، وَتَقَدَّمَ لَفْظُهُ بِسَنَدِهِ فِي كِتَابِ الْإِمَارَةِ فِي بَابِ طَاعَةِ الْأَمِيرِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا.
5719 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "قَرَأَ أَبُو طَلْحَةَ هَذِهِ الآية: (انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا ... ) الْآيَةَ فَقَالَ: مَا أَسْمَعُ اللَّهَ عَذَرَ أَحَدًا. ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا مُجَاهِدًا حَتَّى مَاتَ بِهَا". هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.
5720 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَقِيلٍ، عَنْ أَبِيهِ "أَنَّهُ بَاتَ يَجُرُّ الْجَرِيرَ عَلَى ظَهْرِهِ عَلَى صَاعَيْنِ مِنْ تَمْرٍ، فَانْقَلَبْتُ بِأَحَدِهِمَا إلى أهلي وجئت بِالْآخَرِ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى رَبِّي، فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالَّذِي كَانَ. فَقَالَ لِي: انْثُرْهُ فِي الصَّلَاةِ. فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ- وَسَخِرُوا بِهِ-: لقد كان الله، غَنِيًّا عَنْ صَاعِ هَذَا الْمِسْكِينِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ في الصدقات) إلى قوله: (ولهم عذاب أليم) .
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
5721 - وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: ثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، ثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: "مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بِرَجُلٍ وَهُوَ يَقْرَأُ: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ من المهاجرين والأنصار ... ) حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ. فَقَالَ عُمَرُ: انْصَرِفِ انْصَرِفْ. فَقَالَ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ؟ فَقَالَ: أَقْرَأَنِيهَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ. فَقَالَ: لَا تُفَارِقْنِي حَتَّى نذهب إليه. فجاء فاستأذن وهو متكىء فَأَذِنَ لَهُ. فَقَالَ: زَعَمَ هَذَا أَنَّكَ أَقْرَأْتَهُ(6/216)
آيَةَ كَذَا وَكَذَا. وَتَلَاهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: صَدَقَ. فَقَالَ عُمَرُ لِأُبَيٍّ: أَتَلَقَّيْتَهَا مِنْ فِيِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: نَعَمْ. فرد عمر ثلاث مرات، كل ذلك يقوله له أبي: نَعَمْ. ثُمَّ قَالَ: إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ - تَعَالَى- أَنْزَلَهَا عَلَى مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَاءَ بِهَا جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- مِنْ عِنْدِ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- لَمْ يُؤَامِرْ فِيهَا الخطاب، ولا ابنه. قَالَ: فَخَرَجَ عُمَرُ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُ أَكَبْرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ".
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
5722 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا معاوية بن هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنِ أَبِيهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "أَن ّرَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قرأ: (فَسيَرى الله عملَكُم ورسوله والمؤمنون) .
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
5723 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: "قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمْ: (رِجَالٌ يُحِبُّونَ أن يتطهروا والله يحب المطهرين) ؟ قَالَ؟ كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ وَكَانُوا لَا يَنَامُونَ اللَّيْلَ كُلَّهُ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ التَّابِعِيِّ أَبِي سَوْرَةَ، قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ. قال الْبُخَّارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، يَرْوِي عَنْ أَبِي أَيُّوبَ مَنَاكِيرَ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا. وَقَالَ السَّاجِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَجْهُولٌ.
5724 / 1 - وقال إسحاق بن راهويه: أبنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "آخِرُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رحيم) .
5724 / 2 - قَالَ: وَثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ ... فَذَكَرَهَ.(6/217)
5724 / 3 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا هُشَيْمٌ، ثَنَا مَنْصُورٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ... فَذَكَرَهُ.
5724 / 4 - وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ شَقِيقٍ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ "أَنَّهُمْ جَمَعُوا الْقُرْآنَ فِي مَصَاحِفَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَكَانَ رجاله يكتبون ويملي عَلَيْهِمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ مِنْ سُورَةِ بَرَاءَةٌ (ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ) فَظَنُّوا أَنَّ هَذَا آخِرَ مَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ لَهُمْ أُبَيُّ بْنِ كَعْبٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَقْرَأَنِي بَعْدَهَا آيَتَيْنِ: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رءوف رحيم) إلى قوله: (وهو رب العرش العظيم) قَالَ: هَذَا آخِرُ مَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ. قَالَ: فَخَتَمَ بِمَا فَتَحَ بِهِ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ- تبارك وتعالى: (وما أرسلنا مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إله إلا أنا فاعبدون) .
5724 / 5 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَقْدُمِيُّ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ الْمَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: "آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ (لَقَدْ جَاءَكُمْ رسول من أنفسكم ... ) الْآيَةُ".
5725 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: "أَتَى الْحَارِثُ بْنُ خُزَيْمَةَ بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ بَرَاءَةٌ: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ من أنفسكم ... )(6/218)
إلى عمر بن الخطاب، فقال: من يقل عَلَى هَذَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، وَاللَّهِ إِنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَوَعَيْتُهَا وَحَفِظْتُهَا. فَقَالَ عُمَرُ: وَأَنَا أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ثُمَّ قَالَ: لَوْ كَانَتْ ثَلَاثَ آيَاتٍ لَجَعَلْتُهَا سُورَةً عَلَى حِدَةٍ، فَانْظُرُوا سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ فَضَعُوهَا فِيهَا. فَوَضَعَهَا فِي آخِرِ بَرَاءَةٌ".
10- سُورَةُ يُونُسَ
5726 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثنا بشر بن السري، ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -"أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: (فَبِذَلِكَ فَلتَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ ممَّا تَجْمَعُونَ) .
11- سُورَةُ هود وأخواتها
5727 / 1 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا شَيَّبَكَ؟ قَالَ: شَيَّبَتْنِي هُودٌ، وَالْوَاقِعَةُ، وَالْمُرْسَلَاتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ".
5727 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ ... فَذَكَرَهُ.
5727 / 3 - قَالَ: وَثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ.
5728 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثَنَا(6/219)
عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: "قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ شِبْتَ. قَالَ: شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا".
رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
قُلْتُ: رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ
5729 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَنْ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَلَا يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ لَا يُؤْمِنُ بِي إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ. قَالَ: قُلْتُ: مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَيْئًا إِلَّا كَانَ فِي كتاب الله. قَالَ: فَوَجَدْتُ (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فالنار موعده) .
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ بِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَأَبُو بِشْرٍ هُوَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ.
5730 / 1 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "أَنَّهُ قرأ: عمل غير صالح".
5730 / 2 - رَوَاهُ مُسَدَّدٌ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، ثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ: "سَأَلْتُ أُمُّ سَلَمَةَ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: (إِنَّهُ عَمَلٌ غير صالح) ؟ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ: (إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ) .
5730 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا وكيع، عَنْ هَارُونَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ شَهْرٍ "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يقرأ: (إنه عَمِلَ غَيْرَ صالح) مخففة".
5730 / 4 - قَالَ: وَثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ (إِنَّهُ عَمِلَ غيْرَ صَالِحٍ) مخففة".(6/220)
5731 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، ثَنَا جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وَسَلَّمَ - لَمَّا نَزَلَ الْحِجْرُ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَسْأَلُوا نَبِيَّكُمْ عَنِ الْآيَاتِ، هَؤُلَاءِ قَوْمُ صَالِحٍ سَأَلُوا نَبِيَّهُمْ أَنْ يَبْعَثَ لَهُمْ آيَةً فَبَعَثَ اللَّهُ لَهُمُ النَّاقَةَ، فَكَانَتِ النَّاقَةُ تَرِدُ مِنْ هَذَا الْفَجِّ، فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَعَقَرُوهَا، فَوَعَدَهُمُ اللَّهُ- تَبَارَكَ وَتَعَالَى- ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَكَانَ وَعْدًا عَلَيْهِ غَيْرَ مَكْذُوبٍ، ثُمَّ جَاءَتْهُمُ الصَّيْحَةُ فَأَهْلَكَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- مَنْ كَانَ تَحْتَ مَشَارِقِ السَّمَوَاتِ وَمَغَارِبِهَا مِنْهُمْ إِلَّا رَجُلًا كَانَ فِي حَرَمِ اللَّهِ فَمَنَعَهُ حَرَمُ اللَّهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ". هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَابْنُ خُثَيْمٍ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ.
5732 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ أبي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ "سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ يَقْرَأُ: (أو أن تَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا تَشَاءُ) .
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ.
5733 / 1 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- "أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ فَقَالَ: إِنِ امرأة جاءتني فبايعتني فأدخلتها - الدولج، فَأَصَبْتُ مِنْهَا كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا النِّكَاحَ. قَالَ لَهُ عُمَرُ: لَعَلَّهَا لِمُغَيَّبٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قال: نعم. قال: فائت أبا بكر فَاسْأَلْهُ فَقَالَ: لَعَلَّهَا لِمُغَيَّبٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. قال: أجل، قال: فائت رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فَأُتِيَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلَهُ فقال: لعلها لمغيب في سبيل الله. قالت: أَجَلْ. فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونزلت: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) فَقَالَ الرَّجُلُ: إِلَيَّ خَاصَّةً يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ فَضَرَبَ عُمَرُ صَدْرَهُ وَقَالَ: لَا، وَلَا نِعْمَةَ عَيْنٍ، بَلْ لِلنَّاسِ عَامَّةً. فَضَحِكَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ: صَدَقَ عُمَرُ".(6/221)
5733 / 2 - رواه أحمد بن حنبل ثنا يونس وعفان، ثَنَا، حَمَّادٌ- يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ- عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ- قال عفان: أبنا عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ- عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ "أَنَّ رَجُلًا جَاءَ عُمَرَ فقال: امرأة جاءت تبايعه فأدخلتها الدولج، فَأَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ الْجِمَاعِ. قَالَ: وَيْحَكَ لعلها مغيب، في سبيل الله. قال: أجل. قال: فائت أَبَا بَكْرٍ فَاسْأَلْهُ فَأَتَاهُ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: لَعَلَّهَا مغيب، فِي سَبِيلِ اللَّهِ. قَالَ: فَقَالَ فِيَّ مِثْلُ قَوْلِ عُمَرَ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ. قال: فلعلها مغيب، في سبيل الله ونزل القرآن: (أقم الصلاة) فذكره.
5733 / 3 - قال: وثنا مؤمل، ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا حَمَّادٌ، ثَنَا عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ "أَنَّ امْرَأَةً مُغَيَّبَةً أَتَتْ رَجُلًا تَشْتَرِي منه شيئاً، فقال: ادخلي الدولج حتى أعطيك. فدخلت، فقبلها وغمزها. فقالت: وبجك إني مغيب، فَتَرَكَهَا ... " فَذَكَرَهُ.
12- سُورَةُ يُوسُفَ
5734 / 1 - قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ راهويه: أبنا عمرو بن محمد، ثَنَا خَلَّادٌ الصَّفَّارُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "فِي قَوْلِهِ- عَزَّ وَجَلَّ: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أحسن القصص ... ) الْآيَةَ. قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَتَلَاهُ عَلَيْهِمْ زَمَانًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ- تَعَالَى-: الر. تِلْكَ آيَاتُ الكتاب المبين) إلى قوله (نحن نقص عليك أحسن القصص ... ) الْآيَةَ. فَتَلَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - زماناً. فقالوا:(6/222)
يا رسول الله، لوحدثتنا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا متشابهاً ... ) الْآيَةَ، كُلُّ ذَلِكَ يُؤْمَرُونَ بِالْقُرْآنِ، قَالَ خَلَّادٌ: وَزَادَ فِيهِ آخَرُ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ ذَكَّرْتَنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ- تَعَالَى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله ... ) الْآيَةَ". هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
5734 / 2 - رَوَاهُ ابْنُ مِرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ: عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ، عَنْ إسحاق بن راهويه به.
والبزار
5734 / 3 - ورواه أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا خَلَّادُ بْنُ مُسْلِمٍ ... فَذَكَرَهُ.
وَسَيَأْتِي لَفْظُهُ فِي كِتَابِ الْمَوَاعِظِ فِي بَابِ قَصَصِ الْقُرْآنِ وَمَوَاعِظِهِ.
5735 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا زَكَرِيَّا وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُوصِلِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُؤَدَّبُ وَالْمُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ- وَنَسَخْتُهُ مِنْ كِتَابِ زَكَرِيَّا لَفْظُهُ-: ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ ظَهِيرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ- يُقَالُ لَهُ: بُسْتَانِيٌّ الْيَهُودِيُّ- فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ النُّجُومِ الَّتِي رَآهَا يُوسُفُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- سَاجِدَةً لَهُ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ مَا أَسْمَاؤُهَا؟ فَلَمْ يُجِبْهُ نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَئِذٍ بِشَيْءٍ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَأَخْبَرَهُ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى بستاني اليهودي فقال له) : أَتُسْلِمُ أَنْتَ إِنْ نَبَّأْتُكَ بِأَسْمَائِهَا؟ ثُمَّ قَالَ: هِيَ خِرْتَانُ وَالذَّيَّالُ وَالطَّارِقُ وَالْكَتِفَانُ وَقَابِسُ وَوَثَّابُ وعمودان والفليق والمصبح والضروع وذا الْفَرْعِ قَالَ: يَقُولُ بُسْتَانِيٌّ: وَاللَّهِ إِنَّهَا أَسْمَاؤُهَا. قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَمَّا رَآهَا يُوسُفُ -(6/223)
عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَصَّهَا عَلَى أَبِيهِ يَعْقُوبَ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: هَذَا أَمْرٌ مُتَشَتِّتٌ. فَجَمَعَهُ اللَّهُ مِنْ بَعْدُ. قَالَ: وَالشَّمْسُ أَبُوهُ، وَالْقَمَرُ أُمُّهُ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ مُنْقَطِعٌ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ جَابِرٍ. وَالْحَكَمُ بْنُ ظهير ضعيف، ضعفه يحيى بن مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ وَالْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَأَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ وَابْنُ عدي والسعدي. وقال ابن حبان: كان يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ الْمَوْضُوعَاتِ، وَكَانَ يَشْتُمُ الصَّحَابَةَ.
5735 / 2 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي كتابه المستدرك: فقال: ثنا محمد بن إسحاق الصَّفَّارُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ، ثنا عمرو بن حماد بن طَلْحَةَ، ثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ به ... فذكره.
وقال فيه: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يخرجاه. وليس كما زعم.
وروى الحاكم مِنْ حَدِيثِ سَلْمَانَ مَوْقُوفًا قَالَ: "كَانَ بَيْنَ رُؤْيَا يُوسُفَ وَتَأْوِيلِهَا أَرْبَعُونَ عَامًا".
5736 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عنهما- " (وأعتدت لهن متكئاً) الأترج".
5737 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا أَحْمَدُ الْأَخْنَسِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، ثَنَا الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- "فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (أَضْغَاثُ أَحْلامٍ) قَالَ: هِيَ الْأَحْلَامُ الْكَاذِبَةُ".
الْكَلْبِيُّ ضَعِيفٌ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ.(6/224)
5738 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ خَصِيفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "عُيِّرَ يُوسُفُ بِثَلَاثٍ: قَوْلِهِ: (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ) وقوله لإخوته (إنكم لسارقون) (قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ من قبل) قال أبو إسرائيل (وذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب) فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: وَلَا حِينَ هَمَمْتَ؟ فَقَالَ: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلا ما رحم ربي) .
هذا إسناد موقوف ضعيف، لضعف خصيف ولاسيما فِيمَا رَوَاهُ فِي حَقِّ الْأَنْبِيَاءِ وَهُمْ مَعْصُومُونَ قبل البعثة وبعدها هذا هو الْحَقُّ.
5739 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ "فِي قوله تعالى (صواع الملك) قَالَ: هُوَ الْمَكُّوكُ الْفَارِسِيُّ الَّذِي يَشْرَبُ فِيهِ الأعاجم تلتقي طَرَفَاهُ". هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَأَبُو بِشْرٍ هُوَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ.
5740 - قَالَ مُسَدَّدٌ: وَثَنَا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: "الصُّوَاعُ وَالسِّقَايَةُ شَيْءٌ واحد هو الإناء الذي يشرب فيه".
13- سورة الرعد
5741 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا إِسْحَاقُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أبَيِ سَارَّةَ، الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ رَجُلًا مَرَّةً إِلَى رَجُلٍ من فراعنة(6/225)
الْعَرَبِ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَادْعُهُ لِي. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ أَعْتَى مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: اذْهَبْ فَادْعُهُ لِي. قَالَ: فَذَهَبَ إِلَيْهِ. قَالَ: يَدْعُوكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فَقَالَ لَهُ: مَنْ رَسُولُ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ مِنْ ذَهَبٍ هُوَ أَمْ مِنْ فِضَّةٍ هُوَ أَمْ مِنْ نُحَاسٍ هُوَ؟ قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرَهُ، فقال: يا رسول الله، قد أخبرتك إنه أَعْتَى مِنْ ذَلِكَ، قَالَ لِي: كَذَا وَكَذَا. فقال: ارجع إليه الثانية فقل له مثلها- أراه فذهب- فقال له مثلها، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: يا رسول الله، قد أخبرتك إنه أعتى من ذلك. قَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَادْعُهُ. فَرَجَعَ إِلَيْهِ الثَّالِثَةَ، قَالَ: فَأَعَادَ عَلَيْهِ ذَلِكَ الْكَلَامَ فَبَيْنَمَا هُوَ يُكَلِّمُهُ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- سَحَابَةً حِيَالَ رَأْسِهِ فَرَعَدَتْ فَوَقَعَتْ مِنْهَا صاعقة فذهبت بقحف رَأْسَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- (وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فيصيب بها من يشاء) إلى (المحال) .
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي سارة. لَكِنْ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ؟ فَقَدْ تَابَعَهُ عَلَيْهِ ديلم بن غزوان كما رواه البزار نحو ما تقدم ورواه النَّسَائِيُّ فِي التَّفْسِيرِ.
5742 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا هَمَّامُ، عَنْ الْكَلْبِيِّ "فِي قَوْلِهِ: (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) قَالَ: يَمْحُو مَا يَشَاءُ مِنَ الْأَشْيَاءِ مِنَ الْأَجَلِ وَيَزِيدُ فِيهِ مَا يَشَاءُ. قَالَ هَمَّامٌ: قُلْتُ لِلْكَلْبِيِّ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهِ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
5743 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "قَرَأَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (وَمَنْ عنده عِلْمُ الكتاب) .(6/226)
14- سُورَةُ إِبْرَاهِيمَ وَالْحِجْرِ
5744 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "في قوله عز وجل: (وذكرهم بأيام الله) قَالَ: بِنِعَمِ اللَّهِ".
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي التَّفْسِيرِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي إِسْحَاقَ بِهِ.
5745 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا سُرَيْجٌ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- " (وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دار البوار) قَالَ: هُمُ الْمُشْرِكُونَ مِنْ قُرَيْشٍ يَوْمَ بَدْرٍ".
5746 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكْرِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عنهما- "في قوله عز وجل: (لعمرك) قَالَ: وَحَيَاتِكَ"
5746 / 2 - رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا عبد العزيز بن أبان، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النَّكَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "ما خلق الله وما ذرأ نفساً، أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَا سَمِعْتُ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- أَقْسَمَ بِحَيَاةِ أَحَدٍ إِلَّا بِحَيَاتِهِ فَقَالَ: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لفي سكرتهم يعمهون) .(6/227)
15- سُورَةُ الْإِسْرَاءِ
5747 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ - أُتِيَ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، فَلَمْ يُزَايِلَا ظَهْرَهُ هُوَ وَجِبْرِيلُ حَتَّى انْتَهَيَا بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَصَعِدَ بِهِ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ- إِلَى السَّمَاءِ، فاسفتح جِبْرِيلُ فَأَرَاهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ. ثُمَّ قَالَ لِي: هَلْ صَلَّى فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَا اسْمُكَ يَا أَصْلَعُ؟ إِنِّي لَأَعْرِفُ وَجْهَكَ وَمَا أَدْرِي مَا اسْمُكَ. قَالَ: أَنَا زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ. قَالَ: فَأَيْنَ تَجِدُهُ صَلَّاهَا؟ فتلوت الآية (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً ... ) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَوْ صَلَّى لَصَلَّيْتُمْ كَمَا تُصَلُّونَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. قَالَ: قُلْتُ لِحُذَيْفَةَ: أَرَبَطَ الدَّابَةَ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي كَانَتْ تربط بها الأنبياء؟ قال: كان يخاف أن يذهب مِنْهُ وَقَدْ، أَتَاهُ اللَّهُ بِهَا؟! ".
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
5748 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، عَنِ الْمِقْدَامِ، عن أبيه شريح، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- "أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي عَلَى الْحَصِيرِ؟ فَإِنِّي سَمِعْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- (وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً) فقالت: لا، لَمْ يَكُنْ يُصَلِّي عَلَيْهِ".
5748 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى: ثنا ابن أبي شيبة.
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده شريح القاضي، كلهم ثقات.(6/228)
5749 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُونَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "أَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- هَذَا الْحَرْفَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "وَوَصَّى رَبُّكَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ" فَلُصِقَتْ إِحْدَى الْوَاوَيْنِ بِالْأُخْرَى فَقَرَأَ لَنَا (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه) وَلَوْ نَزَلَتْ عَلَى الْقَضَاءِ مَا أَشْرَكَ بِهِ أَحَدٌ. فَكَانَ مَيْمُونُ يَقُولُ: إِنَّ عَلَى تَفْسِيرِهِ لَنُورًا. قَالَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- (شَرَعَ لَكُمْ من الدين ما وصى به نوحاً) .
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ مَعِينٍ وَابْنُ حِبَّانَ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُمْ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
5750 / 1 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ صِلَةَ بْنَ زُفَرَ يُحَدِّثُ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: "يُجْمَعُ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَلَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ فَيَكُونُ أَوَّلُ مَدْعُوٍّ مُحَمَّدًا وفَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليس إليك، والمهدي مَنْ هَدَيْتَ، وَعَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ، أَنَا بِكَ وإليك، لا ملجأ ولا منجى إِلَّا إِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، سُبْحَانَكَ رَبِّ الْبَيْتِ. فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى (عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مقاماً محموداً) .
5750 / 2 - رَوَاهُ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: "يُجْمَعُ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وَيُنْفِذُهُمُ الْبَصَرَ، فَأَوَّلُ مَدْعُوٍّ مُحَّمدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... " فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ.
5750 / 3 - وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن معاذ، أبنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "يَجْمَعُ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يُنْفِذُهُمُ الْبَصَرَ، وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِيَ، حُفَاةً عُرَاةً كَمَا خُلِقُوا أَوَّلَ مَرَّةٍ، ثُمَّ يَقُومُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَيَقُولُ: لبيك وسعديك ... " فذكره.(6/229)
5750 / 4 - وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: قال: ثنا عبد العزيز بن أبان، أبنا إسرائيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ... فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِ مُسَدَّدٍ وَمَتْنِهِ.
5750 / 5 - قلت: رواه أَبُو يَعْلَى: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا المعتمر بن سليمان، أبنا شعبة ... فذكره.
ورواه النسائي في التفسير من طريق شعبة به، وسيأتي في كتاب القيامة.
5750 / 6 - ورواه البزار: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ ... فَذَكَرَهُ بلفظ: "يجمع الناس في صعيد واحد ولا تكلم نفس، فأول من يتكلم محمد - صلى الله عليه وسلم - فيقول: لبيك ... " فذكره.
5750 / 7 - ورواه الحاكم: من طريق ليث بن أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ... فَذَكَرَهُ إِلَى قوله: "تباركت وتعاليت". وزاد: قال: "وإن قذف المحصنة ليهدم عمل مائة سنة". وقال: رواة هذا الحديث عن آخرهم مُحْتَجٌّ بِهِمْ غَيْرُ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ.
5751 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَكَّةَ ثُمَّ أَمَرَنَا بِالْهِجْرَةِ وَأُنْزِلَ عَلَيْهِ (رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لدنك سلطاناً نصيًرا) .
5752 - وَقَالَ مُسَدَّد: ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَامِرٍ "فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا موسى تسع آيات بينات) قال: يده، وعصاه، والسنين، والطوفان وَالْجَرَادُ، وَالْقُمَّلُ، وَالضَّفَادِعُ، وَالدَّمُ، وَنَقْصٌ مِنَ الثَّمَرَاتِ".(6/230)
5753 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يَزِيدُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عن أبي صالح وعكرمة "في قوله عز وجل: (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) قال: بالسنين حَبَسَ عَنْهُمُ الْمَطَرَ، وَنَقْصٌ مِنَ الثَّمَرَاتِ، وَالطُّوفَانُ، وَالْجَرَادُ، وَالْقُمَّلُ، وَالضَّفَادِعُ، وَالدَّمُ، وَعَصَاهُ، وَيَدُهُ ".
5754 - قَالَ أحمد بن منيع: وثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ "فِي قَوْلِهِ تعالى: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) قَالَ: كَانُوا يَجْهَرُونَ بِالدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي. فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ أُمِرُوا أَنْ يَجْهَرُوا وَلَا يُخَافِتُوا".
16- سُورَةُ الْكَهْفِ وَفَضْلُهَا
5755 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَن ِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ قَرَأَ بِعَشْرِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ".
5755 / 2 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ ... فَذَكَرَهُ.
5755 / 3 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ يُحَدِّثُ عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ والليلة.(6/231)
5756 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي سعد، الْأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْكَنُودٍ، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأرت "في قول الله- عز وجل-: (ولا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فتكون من الظالمين) قَالَ: جَاءَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ وَعُيَيْنَةُ بن حصن الْفَزَارِيُّ فَوَجَدُوا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَاعِدًا مَعَ بِلَالٍ وَصُهَيْبٍ وَخَبَّابٍ وَنَاسٍ مِنَ الضُّعَفَاءِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا رَأَوْهُمْ حَوْلَهُ حَقَّرُوهُمْ، فأتوه فَخَلَوْا بِهِ، فَقَالُوا: إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تَجْعَلَ لَنَا مِنْكَ مَجْلِسًا تَعْرِفُ لَنَا بِهِ الْعَرَبُ فضلنا فإن وجوه العرب ترد عليك فنستحيي أَنْ تَرَانَا الْعَرَبُ مَعَ هَذِِهِ الأَعْبُدِ، فَإِذَا نَحْنُ جِئْنَاكَ فَأَقِمْهُمْ عَنَّا، فَإِذَا نَحْنُ فَرَغْنَا فَأَقْعِدْهُمْ إِنْ شِئْتَ. قَالَ: نَعَمْ. قَالُوا: فَاكْتُبْ لَنَا عَلَيْكَ كِتَابًا. قَالَ: فَدَعَا بِالصَّحِيفَةِ وَدَعَا عَلِيًّا- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- لِيَكْتُبَ وَنَحْنُ قُعُودٌ فِي نَاحِيَةٍ إِذْ نَزَلَ جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يريدون وجهه) إلى قوله: (من الظالمين) ثُمَّ قَالَ: (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرحمة) فَرَمَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالصَّحِيفَةِ مِنْ يَدِهِ، ثُمَّ دَعَانَا فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ يَقُولُ: (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) فَدَنَوْنَا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ حَتَّى وَضَعْنَا رُكَبَنَا عَلَى رُكْبَتِهِ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَجْلِسُ مَعَنَا فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ قَامَ وَتَرَكَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- (واصبر نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تعدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زينة الحياة الدنيا) قَالَ: تُجَالِسُ الْأَشْرَافَ (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قلبه عن ذكرنا) - قَالَ: عُيَيْنَةُ وَالْأَقْرَعُ (وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فرطاً) - قَالَ: هَلَاكًا، ثُمَّ قَالَ: ضَرَبَ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ كَمَثَلِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا. قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْعُدُ مَعَنَا فَإِذَا بَلَغَ السَّاعَةَ الَّتِي يَقُومُ فِيهَا قُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ وَإِلَّا صَبَرَ أَبدًا حَتَّى نَقُومَ".(6/232)
5756 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ.
5756 / 3 - قُلْتُ: رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ: بِاخْتِصَارٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، ثَنَا أَسْبَاطُ بِهِ.
5757 - وَقَالَ إِسْحَاقُ بن راهويه: أبنا النضر بن شميل، أبنا أَبُو قُرَّةَ الْأَسَدِيُّ ثُمَّ الصَّيْدَاوِيُّ- رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ- سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ آيَةً مِنْهَا قَالَ (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) كَانَ لَهُ نُورٌا مِنْ عَدْنٍ أبين إِلَى مَكَّةَ حَشْوُهُ الْمَلَائِكَةُ".
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ أَبُو قُرَّةَ الْأَسَدِيُّ أَخْرَجَ لَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ وَقَالَ: لَا أَعْرِفُهُ بِعَدَالَةٍ وَلَا جَرْحٍ.
17- سُورَةُ مَرْيَمَ
5758 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا أَبُو صَالِحٍ غَالِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زياد البرساني عن أبي سمية قال: "اختلفا ها هنا بالبصرة فَقَالَ قَوْمٌ: لَا يَدْخُلُهَا مُؤْمِنٌ. وَقَالَ آخَرُونَ: يَدْخُلُونَهَا جَمِيعًا ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا. فَلَقِيتُ جَابِرًا فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: يَدْخُلُونَهَا جَمِيعًا ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا. قَالَ: فَأَهْوَى بِأُصْبُعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ قَالَ: صُمَّتَا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: الْوُرُودُ: الدُّخُولُ لَا يَبْقَى بَرٌّ وَلَا فاجر إلا يدخلها، فتكون عَلَى الْمُؤْمِنِينَ بَرْدًا وَسَلَامًا كَمَا كَانَتْ عَلَى إبراهيم حتى أن للنار- أو(6/233)
لجهنم- ضجيج مِنْ بَرْدِهِمْ، ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَيَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا". هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
18- سَورَةُ طَهَ
5759 - قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا أَبُو عبد الرحمن الأسود، بن عامر شاذان، نا شَرِيكٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (طه) أي: يَا رَجُلُ، وَهِيَ بِالنِّبْطِيَّةِ. قَالَ شَاذَانُ: رُبَّمَا قَالَ شَرِيكٌ: طَهَ يَا رَجُلُ".
5760 / 1 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أبنا أصبغ بن زيد الجهني، ثنا القاسم ابن أَبِي أَيُّوبَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ: "سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنْ قَوْلِ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- لِمُوسَى - صلى الله عليه وسلم -: (وفتناك فتوناً) فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْفُتُونِ فَقَالَ: اسْتَأْنِفِ النَّهَارَ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ؟ فَإِنَّ لَهَا حَدِيثًا طَوِيلًا قَالَ: فغدوت على ابن عباس لأنجز مَا وَعَدَنِي مِنْ حَدِيثِ الْفُتُونِ، فَقَالَ: تَذَاكَرَ فِرْعَوْنُ وَجُلَسَاؤُهُ مَا كَانَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- وعد إبراهيم قيل مِنْ أَنْ يَجْعَلَ فِي ذُرِّيَّتِهِ أَنْبِيَاءً وَمُلُوكًا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَيَنْتَظِرُونَ ذَلِكَ مَا يَشُكُّونَ فِيهِ، وَقَدْ كَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ- عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فَلَمَّا هَلَكَ قَالُوا: لَيْسَ هَكَذَا كَانَ، إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- وَعَدَ إِبْرَاهِيمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -. قال فرعون: فكيف ترون؟ فأتمروا وأجمعوا أمرهم على أن يبعث رجالاً الشفار يَطُوفُونَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَا يَجِدُونَ مَوْلُودًا ذَكَرًا إِلَّا ذَبَحُوهُ فَفَعَلُوا ذَلِكَ، فَلَمَّا أَنْ رأوا أن الكبار من بَنِي إِسْرَائِيلَ يَمُوتُونَ بِآجَالِهِمْ وَالصِّغَارَ يُذْبَحُونَ قَالُوا: توشكوا أن تفنوا بني إسرائيل فتصيروا إلى-، أن تباشروا من الأعمال والخدمة التي، كَانُوا يَكْفُونَكُمْ، فَاقْتُلُوا عَامًا كُلَّ مَوْلُودٍ ذَكَرٍ فَيَقِلَّ نَبَاتُهُمْ، وَدَعُوا عَامًا فَلَا تَقْتُلُوا مِنْهُمْ أحداً فيشب الصغار مكان من يموت من الكبار فإنهم لن يكثروا بمن تستحيون فتخافوا، مكاثرتهم إياكم ولن يفنوا بمن تقتلون فتحتاجون إليهم، فأجمعوا(6/234)
أَمْرَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، فَحَمَلَتْ أُمُّ مُوسَى بِهَارُونَ- عليهما السلام- في العام الذي لايذبح فِيهِ الْغِلْمَانُ فَوَلَدَتْهُ عَلَانِيَةً، فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ حَمَلَتْ بِمُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَوَقَعَ فِي قلبها-، من الهم والحزن، فذلك من الفتون يا ابن جبير ما دخل عليه في دهو بَطْنِ أُمِّهِ مِمَّا يُرَادُ بِهِ فَأَوْحَى اللَّهُ- تعالى- إليها أن لا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ من المرسلين، وَأَمَرَهَا أَنْ إِذَا وَلَدَتْ أَنْ تَجْعَلَهُ فِي تَابُوتٍ، ثُمَّ تُلْقِيهِ فِي الْيَمِّ، فَلَمَّا وَلَدَتْ فَعَلَتْ ذَلِكَ بِهِ فَأَلْقَتْهُ فِي الْيَمِّ، فَلَمَّا تَوَارَى عَنْهَا ابْنُهَا أَتَاهَا الشَّيْطَانُ فَقَالَتْ فِي نفسها: ما فعلت بابني لو ذبح عندي فواريته وَكَفَّنْتُهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُلْقِيهِ بِيَدِي إِلَى دَوَابِّ الْبَحْرِ وَحِيتَانِهِ. وَانْتَهَى الْمَاءُ بِهِ حَتَّى أَرْفَأَ بِهِ عِنْدَ فُرْضَةِ مُسْتَقَى جَوَارِي امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ، فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَخَذْنَهُ، فَهَمَمْنَ أن يفتحن التابوت، فقال بَعْضُهُنَّ: إِنَّ فِي هَذَا مَالًا وَإِنَّا إِنْ فَتَحْنَاهُ لَمْ تُصَدِّقْنَا امَرْأَةُ الْمَلِكِ بِمَا وَجَدْنَا فيه. فحملنه بهيئته لم يحركن منه شيئاً حتى دَفَعْنَهُ إِلَيْهَا، فَلَمَّا فَتَحَتْهُ رَأَتْ فِيهِ غُلَامًا فألقي عليه منها محبة لم يلق مِثْلُهَا عَلَى الْبَشَرِ قَطُّ، وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا مِنْ ذِكْرِ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ ذِكْرِ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَلَمَّا سَمِعَ الذباحون بِأَمْرِهِ أَقْبَلُوا بِشِفَارِهِمْ إِلَى امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ لِيَذْبَحُوهُ- وذلك من الفتون يا ابن جبير- فقالت للذباحين: أقروه، فَإِنَّ هَذَا الْوَاحِدَ لَا يَزِيدُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى آتِي فِرْعَوْنَ فَأَسْتَوْهِبُهُ مِنْهُ، فَإِنْ وَهَبَهُ لِي كُنْتُمْ قَدْ أَحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ وَإِنْ أَمَرَ بِذَبْحِهِ لَمْ أَلُمْكُمْ. فَأَتَتْ بِهِ فِرْعَوْنَ فَقَالَتْ: قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ. قَالَ فِرْعَوْنُ: يَكُونُ لَكِ فَأَمَّا لِي فَلَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: وَالَّذِي أَحْلِفُ بِهِ لَوْ أَقَرَّ فِرْعَوْنُ بِأَنْ يَكُونَ لَهُ قُرَّةَ عَيْنٍ كَمَا أَقَرَّتِ امْرَأَتُهُ لَهَداهُ اللَّهُ بِهِ كَمَا َهَدى بِهِ امْرَأَتَهُ، وَلَكِنَّ اللَّهَ حَرَمَهُ ذَلِكَ. فَأَرْسَلَتْ إِلَى مَنْ حَوْلِهَا مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ لَهَا لَبَنٌ تَخْتَارُ لَهَا ظِئْرًا، فَجَعَلَ كُلَّمَا أَخَذَتْهُ امرأة منهن لترضعه لَمْ يَقْبَلْ ثَدْيَهَا حَتَّى أَشْفَقَتْ عَلَيْهِ امَرْأَةُ فِرْعَوْنَ أَنْ يَمْتَنِعَ مِنَ اللَّبَنِ فَيَمُوتَ، فَأَحْزَنَهَا ذلك فأمرت به فأخرج إلى السوق ومجمع النَّاسُ تَرْجُو أَنْ تَجِدَ لَهُ ظِئْرًا يَأْخُذُ مِنْهَا فَلَمْ يَقْبَلْ، وَأَصْبَحَتْ أُمُّ مُوسَى وَالِهَةً فقالت لأخته: قصيه- تعني أَثَرَهُ- وَاطْلُبِيهِ، هَلْ تَسْمَعِينَ لَهُ ذِكْرًا؟ أَحَيٌّ، ابْنِي أَمْ قَدْ أَكَلَتْهُ الدَّوَابُّ؟ وَنَسِيَتْ مَا كان الله- عز وجل- وعدها فيه فبصرت بِهِ أُخْتُهُ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ- والجنب أن يسمو بَصَرَ الْإِنْسَانِ إِلَى الشَّيْءِ الْبَعِيدِ وَهُوَ إِلَى جنبه لايشعر به- فقالت من الفرح حين أعياهم الظؤارت،: أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ(6/235)
وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ فَأَخَذُوهَا. فَقَالُوا: مَا يُدْرِيكَ مانصحهم له، هل تعرفونه حَتَّى شَكُّوا فِي ذَلِكَ- فَذَلِكَ مِنَ الْفُتُونِ يا ابن جبير- فقالت: نصحتهم له وشفقتهم عليه رغبة في صهر الملك ورجاء منفعته، فأرسلوها فانطلقت إلى أمها فأخبرتها الْخَبَرُ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ فَلَمَّا وَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا نزا إِلَى ثَدْيِهَا فَمَصَّهُ حَتَّى امْتَلَأَ جَنْبَاهُ رِيًّا، وانطلق البشير، إلى امرأة فرعون: إنا قد وجدنا لابنك ظئراً، فأرسلت إليها فأتت بِهَا وَبِهِ، فَلَمَّا رَأَتْ مَا يَصْنَعُ قَالَتْ لَهَا: امْكُثِي عِنْدِي تُرْضِعِي ابْنِي هَذَا، فَإِنِّي لم أحب حبه شَيْئًا قَطُّ. فَقَالَتْ أُمُّ مُوسَى: لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَدَعَ بَيْتِي وَوَلَدِي فَيَضِيعَ فَإِنْ طَابَتْ نفسك أن تعطينيه فَأَذْهَبُ بِهِ إِلَى مَنْزِلِي فَيَكُونَ مَعِي لَا آلُوهُ خَيْرًا فَعَلْتُ، وَإِلَّا فَإِنِّي غَيْرُ تَارِكَةٍ بَيْتِي وَوَلَدِي. وَذَكَرَتْ أُمُّ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- مَا كَانَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- وَعَدَهَا، فَتَعَاسَرَتْ عَلَى امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ وَأَيْقَنَتْ بِأَنَّ اللَّهَ- عَزَّ وجل- منجز مَوْعُودَهُ، فَرَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا بِابْنِهَا مِنْ يَوْمِهَا فَأَنْبَتَهُ اللَّهُ نَبَاتًا حَسَنًَا وَحَفِظَهُ لِمَا قَدْ قضى فيه، فلم تزل بنو إسرائيل وهم في ناحية
القرية ممتنعين، يَمْتَنِعُونَ بِهِ مِنَ السُّخْرَةِ مَا كَانَ فِيهِمْ، فَلَمَّا تَرَعْرَعَ قَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ لِأُمِّ مُوسَى: أريد أَنْ تُرِينِي ابْنِي، فَوَعَدَتْهَا يَوْمًا تُرِيهَا فِيهِ إِيَّاهُ، فَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ لِخُزَّانِهَا وَظُئُورَتِهَا وَقَهَارَمَتِهَا: لَا يَبْقَيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا اسْتَقْبَلَ ابْنِي الْيَوْمَ بِهَدِيَّةٍ وَكَرَامَةٍ لِأَرَى ذَلِكَ فِيهِ وَأَنَا باعثة أميناً يحصي مَا يَصْنَعُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ. فَلَمْ تَزَلِ الهدايا والكرامة والنحل تَسْتَقْبِلُهُ مِنْ حِينِ خَرَجَ مِنْ بَيْتِ أُمِّهِ إِلَى أَنْ دَخَلَ عَلَى امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ، فَلَمَّا دخل عليها بجلته، وَأَكْرَمَتْهُ وَفَرِحَتْ بِهِ وَأَعْجَبَهَا وَنَحَلَتْ أُمَّهُ لِحُسْنِ أَثَرِهِ ثُمَّ قَالَتْ: لَآتِيَنَّ بِهِ فِرْعَوْنَ فَلَيَنْحِلَنَّهُ وَلَيُكْرِمَنَّهُ فَلَمَّا دَخَلَتْ بِهِ عَلَيْهِ جَعَلَهُ فِي حِجْرِهِ فَتَنَاوَلَ مُوسَى لِحْيَةَ فِرْعَوْنَ فَمَدَّهَا إِلَى الْأَرْضِ فَقَالَ الْغُوَاةُ مِنْ أَعْدَاءُ اللَّهِ لِفِرْعَوْنَ: أَلَا تَرَى إِلَى مَا وَعَدَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- إِبْرَاهِيمَ نَبِيَّهُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَنَّهُ يَرِثُكَ وَيَعْلُوكَ وَيَصْرَعُكَ، فَأَرْسِلْ إِلَى الذَّبَّاحِينَ- وَذَلِكَ مِنَ الْفُتُونِ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ بَعْدَ كُلِّ بَلَاءٍ ابْتُلِيَ بِهِ أَوْ أُرِيدَ بِهِ فُتُونًا- فَجَاءَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ تَسْعَى إِلَى فِرْعَوْنَ فَقَالَتْ: مَا بَدَا لَكَ فِي هَذَا الْغُلَامِ الَّذِي وَهَبْتَهُ لِي؟ قَالَ: أَلَا تَرِينَهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ يَصْرَعُنِي وَيَعْلُونِي؟ قَالَتْ: أَجْعَلُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَمْرًا تَعْرِفُ فِيهِ الْحَقَّ ائْتِ بِجَمْرَتَيْنِ وَلُؤْلُؤَتَيْنِ فَقَرِّبْهُمَا إِلَيْهِ فإن بطش بِاللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَاجْتَنَبَ الْجَمْرَتَيْنِ عَرَفْتَ أَنَّهُ يَعْقِلُ، وَإِنْ تَنَاوَلَ الْجَمْرَتَيْنِ وَلَمْ يَرِدِ(6/236)
اللُّؤْلُؤَتَيْنِ عَلِمْتَ أَنَّ أَحَدًا لَا يُؤْثِرُ الْجَمْرَتَيْنِ عَلَى اللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَهُوَ يَعْقِلُ. فَقَرَّبَ ذَلِكَ إِلَيْهِ فتناول الجمرتين فانتزعوهما من يده مخافة أن تحرقا يَدَيْهِ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: أَلَا تَرَى. فَصَرَفَهُ اللَّهُ عنه بعد ما كَانَ قَدْ هَمَّ بِهِ، وَكَانَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- بَالِغًا فِيهِ أَمْرَهُ، فَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَصَارَ مِنَ الرِّجَالِ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَخْلُصُ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي إسرائيل معه بظلم ولا سخرة حتى امتنعوا كل الامتناع، فبينا مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- يَمْشِي فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ إِذْ هُوَ بِرَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ أَحَدُهُمَا فِرْعَوْنِيٌّ وَالْآخَرُ إِسْرَائِيلِيٌّ، فَاسْتَغَاثَهُ الْإِسْرَائِيلِيُّ عَلَى الْفِرْعَوْنِيِّ فَغَضِبَ مُوسَى- عليه السلام- غضباً شديداً؟ لأنه تناوله وَهُوَ يَعْلَمُ مَنْزِلَةَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- مِنْ بني إسرائيل وحفظه لهم لا يَعْلَمُ النَّاسُ إِلَّا أَنَّمَا ذَلِكَ مِنَ الرَّضَاعِ إِلَّا أُمُّ مُوسَى إِلَّا أَنْ يَكُونَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- أَطْلَعَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- مِنْ ذلك على ما لم يطلعه عَلَيْهِ غَيْرَهُ، فَوَكَزَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- الْفِرْعَوْنِيَّ فَقَتَلَهُ وَلَيْسَ يَرَاهُمَا أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ- عَزَّ وجل- والإسرائيلي. فَقَالَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- حِينَ قَتَلَ الرَّجُلَ (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مبين) ثم قال (رب إني ظلمت) إلى قوله (إنه هو الغفور الرحيم) فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ الْأَخْبَارَ فَأُتِيَ فرعون فقيل: إن بني إسرائيل قد قتلوا رَجُلًا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ فَخُذْ لَنَا بِحَقِّنَا وَلَا تُرَخِّصْ لَهُمْ. فَقَالَ: ابْغُونِي قَاتِلَهُ وَمَنْ شَهِدَ عَلَيْهِ "فَإِنَّ الْمَلِكَ وَإِنْ كَانَ صَفْوُهُ مع قومه لا يستقيم له أن يقيد بغير بينة ولا ثبت فَانْظُرُوا فِي عِلْمِ ذَلِكَ آخُذْ لَكُمْ بِحَقِّكُمْ. فبينا هم يطوفون، لا يجدون ثبتاً، إذا موسى- عليه السلام- قد رأى من الغد ذلك الإسرائيلي يقاتل رَجُلًا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ آخَرَ فَاسْتَغَاثَهُ الْإِسْرَائِيلِيُّ عَلَى الْفِرْعَوْنِيِّ فَصَادَفَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَدْ نَدِمَ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ فَكَرِهَ الَّذِي رَأَى فَغَضِبَ الْإِسْرَائِيلِيُّ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْطِشَ بالفرعوني فقال للإسرائيلي لِمَا فَعَلَ أَمْسَ وَالْيَوْمَ: (إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ) . فَنَظَرَ الْإِسْرَائِيلِيُّ إِلَى مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- بَعْدَمَا قَالَ لَهُ مَا قَالَ، فَإِذَا هُوَ غَضْبَانُ كَغَضَبِهِ بِالْأَمْسِ الَّذِي قَتَلَ بِهِ الْفِرْعَوْنِيَّ؟ فَخَافَ أن يكون بعد ما قال له: (إنك لغوي مبين) إِيَّاهُ أَرَادَ، وَلَمْ يَكُنْ أَرَادَهُ إِنَّمَا أَرَادَ الْفِرْعَوْنِيَّ فَخَافَ الْإِسْرَائِيلِيُّ فَحَاجَزَ الْفِرْعَوْنِيَّ فَقَالَ: يَا مُوسَى، أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بالأمس. وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ إِيَّاهُ أَرَادَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَنْ يَقْتُلَهُ فَتَنَازَعَا فَانْطَلَقَ الْفِرْعَوْنِيُّ إِلَى قَوْمِهِ(6/237)
فَأَخْبَرَهُمْ بِمَا سَمِعَ مِنَ الْإِسْرَائِيلِيِّ مِنَ الْخَبَرِ حِينَ يَقُولُ: أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ. فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ الذَّبَّاحِينَ لِيَقْتُلُوا مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَأَخَذَ رُسُلُ فِرْعَوْنَ الطَّرِيقَ الْأَعْظَمَ يمشون على هيئتهم يَطْلُبُونَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَهُمْ لَا يَخَافُونَ أَنْ يَفُوتَهُمْ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ شِيعَةِ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ فَاخْتَصَرَ، طَرِيقًا قَرِيبًا حَتَّى سَبَقَهُمْ إِلَى مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فأخبره الخبر- فَذَلِكَ مِنَ الْفُتُونِ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ - فَخَرَجَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- مُتَوَجِّهًا نَحْوَ مَدْيَنَ لَمْ يَلْقَ بَلَاءً قَبْلَ ذَلِكَ، وَلَيْسَ لَهُ عِلْمٌ بِالطَّرِيقِ إِلَّا حُسْنُ الظَّنِّ بِرَبِّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- فَإِنَّهُ قَالَ: (عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السبيل وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً من الناس يسقون) إلى تذودان - يعني بذلك حابستين غنمهما- فقال لهما: ما خطبكما مُعْتَزِلَتَيْنِ لَا تَسْقِيَانِ مَعَ النَّاسِ؟ قَالَتَا: لَيْسَ لَنَا قُوَّةٌ نُزَاحِمُ الْقَوْمَ وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ فُضُولَ حياضهم. فسقى لهما فَجَعَلَ يَغْرِفُ بِالدَّلْوِ مَاءً كَثِيرًا حَتَّى كَانَتَا أول الرعاء فراغاً، فانصرفا بِغَنَمِهِمَا إِلَى أَبِيهِمَا، وَانْصَرَفَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَاسْتَظَلَّ بِشَجَرَةٍ وَقَالَ: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إلي من خير فقير) . فاستنكر أبوهما سرعة صدورهما بغنمهما حفلا بطاناً. فقال: إن لكما اليوم لشأن فأخبرتاه، بما صَنَعَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَأَمَرَ إِحْدَاهُمَا أَنْ تَدْعُوَهُ لَهُ، فَأَتَتْ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ-
فَدَعَتْهُ فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ: لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ القوم الظالمين، لَيْسَ لِفِرْعَوْنَ وَلَا لِقَوْمِهِ عَلَيْنَا سُلْطَانٌ وَلَسْنَا فِي مَمْلَكَتِهِ. قَالَ: فَقَالَتْ إِحْدَاهُمَا: يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ. فَاحْتَمَلَتْهُ الْغَيْرَةُ عَلَى أَنْ قَالَ: وَمَا يُدْرِيكِ مَا قُوَّتُهُ وَمَا أَمَانَتُهُ؟ قَالَتْ: أَمَّا قُوَّتُهُ: فما رأيت في الدلو وحين سَقَى لَنَا لَمْ أَرَ رَجُلًا قَطُّ فِي ذلك المسقى مِنْهُ، وَأَمَّا أَمَانَتُهُ فَإِنَّهُ نَظَرَ إِلَيَّ حِينِ أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ وَشَخَصْتُ لَهُ، فَلَمَّا عَلِمَ أَنِّي امرأة صوب رأسه، فلم يَرْفَعْهُ وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيَّ حَتَّى بَلَّغْتُهُ رِسَالَتَكَ، ثُمَّ قَالَ لِي: امْشِي خَلْفِي وَانْعِتِي لِيَ الطريق، فلم يَفْعَلْ هَذَا إِلَّا وُهُوَ أَمِينٌ. فَسُرِّيَ عَنْ أبيها وصدقها وظن به الذي قالت، فَقَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابنتي هاتين) إلى قوله (من الصالحين) فَفَعَلَ فَكَانَتْ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ مُوسَى- عَلَيْهِ السلام-(6/238)
ثَمَانِي سِنِينَ وَاجِبَةٌ، وَكَانَتْ سَنَتَانِ عِدَّةٌ مِنْهُ فَقَضَى اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- عَنْهُ عِدَّتَهُ، فَأَتَمَّهَا عَشْرًا- قَالَ سَعِيدٌ: فَلَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ مِنْ عُلَمَائِهِمْ فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي أَيُّ الأجلين قضى موسى- عليه السلام قلت: لا، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ لَا أَدْرِي، فَلَقِيتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ ثَمَانِيًا كَانَتْ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَاجِبَةً، لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ اللَّهِ لِيَنْقُصَ مِنْهَا شيئاً وتعلم أن الله- عز وجل- كان قَاضِيًا عَنْ مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ- عِدَّتَهُ الَّتِي وَعَدَ؟ فَإِنَّهُ قَضَى عَشْرَ سِنِينَ. فَلَقِيتُ النَّصْرَانِيَّ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ. فَقَالَ: الَّذِي سَأَلْتَهُ فَأَخْبَرَكَ أَعْلَمُ مِنْكَ بِذَلِكَ. قُلْتُ: أَجَلْ وَأَوْلَى. فَلَمَّا سَارَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- بِأَهْلِهِ كَانَ مِنْ أَمْرِ الناس مَا قَصَّ اللَّهُ عَلَيْكَ فِي الْقُرْآنِ وَأَمْرِ الْعَصَا وَيَدِهِ فَشَكَا إِلَى رَبِّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- مَا يَتَخَوَّفُ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ فِي الْقَتِيلِ وَعُقْدَةِ لِسَانِهِ فَأَتَاهُ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- سُؤْلَهُ وَحَلَّ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِهِ وَأَوْحَى اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ - إِلَى هَارُونَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَأَمَرَهُ أَنْ يَلْقَاهُ، وَانْدَفَعَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- بِعَصَاهُ حَتَّى لقي هارون- عليه السلام- فانطلقا جَمِيعًا إِلَى فِرْعَوْنَ فَأَقَامَا حِينًا عَلَى بَابِهِ لا يؤذن لهما، ثم أذن لهما، فقالا: إنا رسولا ربك. قال: فمن ربكما يا موسى؟ فَأْخَبَرَاهُ بِالَّذِي قَصَّ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ- عَلْيَكَ فِي الْقُرْآنِ. قَالَ: فَمَا تُرِيدَانِ؟ وَذَكَّرَهُ الْقَتِيلَ وَاعْتَذَرَ بِمَا قَدْ سَمِعْتَ. وَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَأَنْ تُرْسِلَ مَعِي بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَأَبَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: ائْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ. فَأَلْقَى عَصَاهُ، فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ عظيمة فارعة فَاغِرَةٌ فَاهَا مُسْرِعَةٌ إِلَى فِرْعَوْنَ، فَلَمَّا رَآهَا فِرْعَوْنُ قَاصِدَةً إِلَيْهِ خَافَهَا، فَاقْتَحَمَ عَنْ سَرِيرِهِ، وَاسْتَغَاثَ بِمُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَنْ يَكُفَّهَا عَنْهُ، فَفَعَلَ، ثُمَّ أَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ جَيْبِهِ فَرَآهَا بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ- يَعْنِي مِنْ غَيْرِ بَرَصٍ- فَرَدَّهَا فَعَادَتْ إِلَى لَوْنِهَا الْأَوَّلِ، فَاسْتَشَارَ الْمَلَأَ حَوْلَهُ فِيمَا رَأَى، فَقَالُوا لَهُ: (هَذَانِ لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم ... ) الآية، والمثلى ملكهم الذي هم فِيهِ وَالْعَيْشُ، فَأَبَوْا عَلَى مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَنْ يُعْطُوهُ شَيْئًا مِمَّا طَلَبَ، وَقَالُوا لَهُ: اجْمَعْ لَهُمَا السَّحَرَةَ فَإِنَّهُمْ بِأَرْضِكَ كَثِيرٌ حَتَّى تغلب بسحرهما وَأَرْسَلَ فِي الْمَدَائِنِ فَحُشِرَ لَهُ كُلُّ سَاحِرٍ متعالم، فلما أتوا على فرعون قالوا: بمَ يَعْمَلُ هَذَا السَّاحِرُ؟ قَالُوا: يَعْمَلُ الْحَيَّاتِ. قَالُوا:(6/239)
وَاللَّهِ مَا أَحَدٌ فِي الْأَرْضِ يَعْمَلُ السِّحْرَ وَالْحَيَّاتِ وَالْحِبَالَ وَالْعِصِيَّ الَّذِي نَعْمَلُ، فَمَا أَجْرُنَا إِنْ نَحْنُ غَلَبْنَا؟ قَالَ لَهُمْ: أَنْتُمْ أَقَارِبِي وخاصتي وأنا صانع إليكم كل شيء أحببتم فَتَوَاعَدُوا يَوْمَ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى- قَالَ سَعِيدٌ: فَحَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ يَوْمَ الزِّينَةِ الْيَوْمُ الَّذِي أَظْهَرَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- فِيهِ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- عَلَى فِرْعَوْنَ وَالسَّحَرَةِ هُوَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ- فَلَمَّا اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ، قال الناس بعضهم لبعض: انطلقوا فلنحضر هَذَا الْأَمْرَ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ- يَعْنُونَ مُوسَى وَهَارُونَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- اسْتِهْزَاءً بِهِمَا. فَقَالُوا: يَا مُوسَى- لِقُدْرَتِهِمْ فِي أنفسهم بسحرهم- إما أن تلقي وإما نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ قَالَ: بَلْ أَلْقُوا. فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا: بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ. فَرَأَى مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- مِنْ سِحْرِهِمْ مَا أَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً، فَأَوْحَى اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ- إِلَيْهِ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ. فَلَمَّا أَلْقَاهَا صَارَتْ ثُعْبَانًا عَظِيمًا فَاغِرَةً فَاهَا فَجَعَلَتِ الْعِصِيُّ بِدَعْوَةِ مُوسَي- عَلَيْهِ السَّلَامُ- تَلْتَبِسُ بِالْحِبَالِ حتى صارت جرزاً إلى الثعبان تدخل فِيهِ، حَتَّى مَا أَبْقَتْ عَصَا وَلَا حَبْلًا إِلَّا ابْتَلَعَتْهُ، فَلَمَّا عَرَفَ السَّحَرَةُ ذَلِكَ قَالُوا: لو كان هذا سحراً لَمْ يَبْلُغْ مِنْ سِحْرِنَا كُلَّ هَذَا، وَلَكِنَّهُ أمر من الله، آمنا بالله وبما جَاءَ بِهِ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَنَتُوبُ إِلَى اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- مِمَّا كُنَّا عَلَيْهِ، وَكَسَرَ اللَّهُ ظَهْرَ فِرْعَوْنَ فِي ذَلِكَ الْمَوْطِنِ وَأَشْيُاعَهُ، وَأَظْهَرَ الْحَقَّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ، وَامْرَأَةُ فِرْعَوْنَ بَارِزَةٌ مُتَبَذِّلَةٌ تَدْعُو بِالنَّصْرِ لِمُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- عَلَى فِرْعَوْنَ، فَمَنْ رَآهَا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ظَنَّ أَنَّهَا إِنَّمَا تَبَذَّلَتْ لِشَفَقَةٍ عَلَى فِرْعَوْنَ وَأَشْيَاعِهِ، وَإِنَّمَا كَانَ حُزْنُهَا وَهَمُّهَا لِمُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَلَمَّا طَالَ مُكْثُ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- لِمَوَاعِيدِ فِرْعَوْنَ الْكَاذِبَةِ كُلَّمَا جَاءَهُ بِآيَةٍ وَعَدَهُ عِنْدَهَا أَنْ يُرْسِلَ مَعَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِذَا مَضَتْ أَخْلَفَ موعده وقال: أهل، يستطيع ربك أن يصنع غَيْرَ هَذَا؟ فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى قَوْمِهِ الطُّوفَانَ، وَالْجَرَادَ، وَالْقُمَّلَ، وَالضَّفَادِعَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ يَشْكُو
إِلَى مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَيَطْلُبُ إِلَيْهِ أَنْ يَكُفَّهَا عَنْهُ، وَيُوَاثِقُهُ عَلَى أَنْ يُرْسِلَ مَعَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَإِذَا كَفَّ ذَلِكَ عَنْهُ أَخْلَفَ مَوْعِدَهُ وَنَكَثَ عَهْدَهُ فَأُمِرَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- بِالْخُرُوجِ بِقَوْمِهِ، فَخَرَجَ بِهِمْ لَيْلًا، فَلَمَّا أَصْبَحَ فِرْعَوْنُ وَرَأَى أَنَّهُمْ قَدْ مَضَوْا، أَرْسَلَ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ فَتَبِعَهُمْ بِجُنُودٍ عَظِيمَةٍ كَثِيرَةٍ، وَأَوْحَى اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- إِلَى الْبَحْرِ أَنْ إِذَا ضَرَبَكَ مُوسَى بِعَصَاهُ فَانْفَرِقْ لَهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِرْقَةً حَتَّى يَجُوزَ مُوسَى - عَلَيْهِ السلام- ومن معه، ثم التق عَلَى مَنْ بَقِيَ بَعْدُ مِنْ فِرْعَوْنَ وَأَشْيَاعِهِ، فَنَسِيَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَنْ يَضْرِبَ الْبَحْرَ بِالْعَصَا، فَانْتَهَى إِلَى الْبَحْرِ وَلَهُ قَصِيفٌ، مَخَافَةَ أن يضربه مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَهُوَ غَافِلٌ، فَيَصِيرَ عَاصِيًا لله- عَزَّ وَجَلَّ- فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ(6/240)
وَتَقَارَبَا قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى: إِنَّا لَمُدْرَكُونَ افْعَلْ مَا أَمَرَكَ بِهِ رَبُّكَ- عَزَّ وَجَلَّ- فَإِنَّكَ لَمْ تكذِب وَلَمْ تُكْذَب. فَقَالَ: وَعَدَنِي رَبِّي- عَزَّ وَجَلَّ- إِذَا أَتَيْتُ الْبَحْرَ انْفَرَقَ لِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِرْقَةً حَتَّى أُجَاوِزَهُ، ثُمَّ ذَكَرَ بَعْدَ ذَلِكَ الْعَصَا، فَضَرَبَ الْبَحْرَ بِعَصَاهُ حِينَ دَنَا أَوَائِلُ جُنْدِ فِرْعَوْنَ مِنْ أَوَاخِرِ جُنْدِ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَانْفَرَقَ الْبَحْرُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- وَكَمَا وُعِدَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَلَمَّا أَنْ جَاوَزَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَأَصْحَابُهُ الْبَحْرَ، وَدَخَلَ فِرْعَوْنُ وَأَصْحَابُهُ، الْتَقَى عَلَيْهِمُ الْبَحْرُ كَمَا أُمِرَ، فَلَمَّا جَاوَزَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- الْبَحْرَ، قَالَ أَصْحَابُهُ: إِنَّا نَخَافُ أَنْ لا يكون فرعون غرق، ولا نؤمن بهلاكه، فدعا ربه- عز وجل- فأخرجه له ببدنه، حَتَّى اسْتَيْقَنُوا بِهَلَاكِهِ، ثُمَّ مَرُّوا بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا: (يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً) إِلَى (وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) . قَدْ رأيتم من الْعِبَرَ وَسَمِعْتُمْ مَا يَكْفِيكُمْ وَمَضَى فَأَنْزَلَهُمْ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- مَنْزِلًا، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَطِيعُوا هَارُونَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَإِنِّي قَدِ اسْتَخْلَفْتُهُ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي- عَزَّ وَجَلَّ- وَأَجَّلَهُمْ ثلاثين يوماً أن يرجع إليهم فيها فلما أتى ربه وأراد أن يكلمه ثلاثين يوماً وقد صامهن ليلهن ونهارهن، كره أَنْ يُكَلِمَّ رَبَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ - وَرِيحُ فَمِهِ رِيحُ فَمِ الصَّائِمِ، فَتَنَاوَلَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ شَيْئًا فَمَضَغَهُ. فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- حِينَ لَقَاهُ: لِمَ أَفْطَرْتَ- وَهُوَ أَعْلَمُ بِالَّذِي كَانَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُكَلِّمَكَ إِلَّا وَفَمِي طَيِّبُ الرِّيحِ. قَالَ: أَوَ مَا عَلِمْتَ يَا مُوسَى أَنَّ رِيحَ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدِي مِنْ ريح المسك ارجع حتى تصوم عشراً، ثُمَّ ائْتِنِي. فَفَعَلَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- مَا أُمِرَ بِهِ، فَلَمَّا رَأَى قَوْمُ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَنَّهُ لَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِمْ لِلْأَجَلِ سَاءَهُمْ ذَلِكَ، وَكَانَ هَارُونُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَدْ خَطَبَهُمْ فقال: إنكم خَرَجْتُمْ مِنْ مِصْرَ وَلِقَوْمِ فِرْعَوْنَ عِنْدِي عَوَارِي وَوَدَائِعُ، وَلَكُمْ فِيهِمْ مِثْلُ ذَلِكَ، وَأَنَا أَرَى أن تحتسبوا ما لكم عندهم، ولا أحل لَكُمْ وَدِيعَةً اسْتُوْدِعْتُمُوهَا وَلَا عَارِيَةً، وَلَسْنَا بِرَادِّي إِلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، وَلَا مُمْسِكِيهِ لِأَنْفُسِنَا- فحفر حفيراً، وأمر كل قوم عندهم شيء(6/241)
مِنْ ذَلِكَ مِنْ مَتَاعٍ أَوْ حِلْيَةٍ أَنْ يَقْذِفُوهُ فِي ذَلِكَ الْحَفِيرِ، ثُمَّ أَوْقَدَ عَلَيْهِ النَّارَ فَأَحْرَقَهُ فَقَالَ: لَا يَكُونُ لَنَا وَلَا لَهُمْ. وَكَانَ السَّامِرِيُّ رَجُلٌ مِنْ قَوْمٍ يَعْبُدُونَ الْبَقَرَ جِيرَانٍ لَهُمْ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَاحْتَمَلَ مَعَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَبَنِي إِسْرَائِيلَ حِينَ احْتَمَلُوا، فَقَضَى لَهُ أَنْ رَأَى أَثَرًا، فَأَخَذَ مِنْهُ بِقَبْضَتِهِ، فَمَرَّ بِهَارُونَ، فَقَالَ لَهُ هَارُونُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- يَا سَامِرِيُّ أَلَا تُلْقِي مَا فِي يَدَيْكَ؟ وَهُوَ قَابِضٌ عَلَيْهِ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ طَوَالَ ذَلِكَ. فَقَالَ: هَذِهِ قَبْضَةٌ مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ الَّذِي جَاوَزَ بِكُمُ البحر ولا ألقيها، لشيء إِلَّا أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ إِذَا أَلْقَيْتُهَا أَنْ يكون ما أريد، فألقاه ودعا له هارون- عليه السلام-. فقال: أريد أن تكون عِجْلًا، وَاجْتَمَعَ مَا كَانَ فِي الْحُفْرَةِ مِنْ متاع أَوْ حِلْيَةٍ أَوْ نُحَاسٍ أَوْ حَدِيدٍ فَصَارَ عِجْلا أَجْوَفَ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ لَهُ خُوَارٌ- قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا وَاللَّهِ مَا كَانَ لَهُ صَوْتٌ قَطُّ، إِنَّمَا كَانَتِ الرِّيحُ تَدْخُلُ من دبره وتخرج من فيه، فَكَانَ ذَلِكَ الصَّوْتُ مِنْ ذَلِكَ- فَتَفَرَّقَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِرَقًا. فَقَالَتْ فِرْقَةٌ: يَا سَامِرِيُّ، مَا هَذَا فَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ؟ قَالَ: هَذَا رَبُّكُمْ- عَزَّ وَجَلَّ- وَلَكِنَّ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَضَلَّ الطريق. وقالت فرقة: لا نكذب بهذا، حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى، فَإِنْ كَانَ رَبَّنَا الم نكن ضيعناه، وَعَجَزْنَا فِيهِ حَتَّى رَأَيْنَاهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ رَبَّنَا فَإِنَّا نَتَّبِعُ قَوْلَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ. وقالت فرقة: هذا عمل الشَّيْطَانِ، وَلَيْسَ بِرَبِّنَا، وَلَا نُؤْمِنُ وَلَا نُصَدِّقُ، وَأُشْرِبَ فِرْقَةٌ فِي قُلُوبِهِمُ التَّصْدِيقُ بِمَا قَالَ السَّامِرِيُّ فِي الْعِجْلِ، وَأَعْلَنُوا التَّكْذِيبَ، فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- يَا قَوْمُ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ هَكَذَا. قَالُوا: فَمَا بَالُ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَعَدَنَا ثَلَاثِينَ يَوْمًا ثُمَّ أَخْلَفَنَا، فَهَذِهِ أَرْبَعُونَ قَدْ مَضَتْ. فَقَالَ سُفَهَاؤُهُمْ: أَخْطَأَ رَبُّهُ فَهُوَ يَطْلُبُهُ وَيَتَّبِعُهُ. فَلَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَقَالَ لَهُ مَا قَالَ، أَخْبَرَهُ بِمَا لَقِيَ قَوْمُهُ بَعْدَهُ فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا وَقَالَ لَهُمْ مَا سَمِعْتُمْ فِي الْقُرْآنِ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ وَأَلْقَي الْأَلْوَاحَ مِنَ الْغَضَبِ، ثُمَّ عَذَرَ أَخَاهَ بِعُذْرِهِ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ، وَانْصَرَفَ إِلَى السَّامِرِيِّ، فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: قَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ، وَفَطِنْتُ لَهَا وَعُمَّتْ عَلَيْكُمْ فَقَذَفْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ)
إلى قوله: (نسفاً) ولو كان إلهاً لم تخلص إِلَى ذَلِكَ مِنْهُ، فَاسْتَيْقَنَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالْفِتْنَةِ، وَاغْتَبَطَ الَّذِينَ كَانَ رَأْيُهُمْ فِيهِ مِثْلَ رَأْيِ هَارُونَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَقَالُوا بِجِمَاعَتِهِمْ لِمُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: سَلْ لَنَا رَبَّكَ- عَزَّ وَجَلَّ-(6/242)
أَنْ يَفْتَحَ لَنَا بَابَ تَوْبَةٍ نَصْنَعُهَا فَيُكَفِّرَ عَنَّا مَا عَمِلْنَا فَاخْتَارَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِذَلِكَ لَا يَأْلُوا الْخَيْرَ خِيَارُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمَنْ لَمْ يُشْرِكْ فِي الْعِجْلِ. فَانْطَلَقَ بِهِمْ لِيَسْأَلَ لَهُمُ التَّوْبَةَ، فَرَجَفَتْ بِهِمُ الْأَرْضُ فَاسْتَحْيَا نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ قَوْمِهِ وَوَفْدِهِ حِينَ فُعِلَ بِهِمْ مَا فُعِلَ، فَقَالَ: (رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السفهاء منا) وَفِيهِمْ مَنْ قَدْ كَانَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- اطَّلَعَ عَلَى مَا أُشْرِبَ قَلْبُهُ مِنْ حُبِّ العجل وإيمانه به، لذلك رَجَفَتْ بِهِمُ الْأَرْضُ. فَقَالَ: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شيء فسأكتبها للذين يتقون) إلى (في التوراة والإنجيل) فَقَالَ: رَبِّ سَأَلْتُكَ التَّوْبَةَ لِقَوْمِي فَقُلْتَ: إِنَّ رحمتي كتبتها لقوم غير قومي فليتك أخرتني، حتى تخرجني حيّاً فِي أُمَّةِ ذَلِكَ الرَّجُلِ الْمَرْحُومَةِ. فَقَالَ اللَّهُ لَهُ: إِنَّ تَوْبَتَهُمْ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَنْ لَقِيَ مِنْ وَالِدٍ أَوْ وَلَدٍ فَيَقْتُلُهُ بِالسَّيْفِ لَا يُبَالِي مِنْ قَتَلَ فِي ذَلِكَ الْمَوْطِنِ وَتَابَ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَانَ خَفِيَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونُ- عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - مَا اطَّلَعَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ ذُنُوبِهِمْ، فَاعْتَرَفُوا بِهَا، وَفَعَلُوا مَا أُمِرُوا وَغَفَرَ اللَّهُ لِلْقَاتِلِ وَالْمَقْتُولِ. ثُمَّ سَارَ بِهِمْ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- مُتَوَجِّهًا نَحْوَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَخَذَ الْأَلْوَاحَ بَعْدَ مَا سَكَتَ عنه الغضب وأمرهم بالذي أمر به أن يبلغهم من الوظائف، فَثَقُلَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَأَبَوْا أَنْ يُقِرُّوا بِهَا فَنَتَقَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَبَلَ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَدَنَا مِنْهُمْ حَتَّى خَافُوا أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِمْ، فَأَخَذُوا الْكِتَابَ بِأَيْمَانِهِمْ، وَهُمَ يُصْغُونَ، يَنْظُرُونَ إِلَى الْجَبَلِ والأرض والكتاب بأيديهم وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى الْجَبَلِ مَخَافَةَ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِمْ. ثُمَّ مَضَوْا إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ فَوَجَدُوا مدينة قوم جبارين خلقهم خلق مُنْكَرٌ، وَذَكَرَ مِنْ ثَمَارِهِمْ أَمْرًا عَجَبًا مِنْ عِظَمِهَا، فَقَالُوا: يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جبارين لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِمْ وَلَا نَدْخُلُهَا مَا دَامُوا فِيهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ، قال رجلان من الذين يخافون مِنَ الْجَبَّارِينَ: آمَنَّا بِمُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَخَرَجَا إِلَيْهِ، فَقَالَا: نَحْنُ أَعْلَمُ بِقَوْمِنَا، إِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تَخَافُونَ مَا رَأَيْتُمْ مِنْ أَجْسَامِهِمْ وَعَدَدِهِمْ، فَإِنَّهُمْ لَا قُلُوبَ لَهُمْ، وَلَا مَنَعَةَ عِنْدَهُمْ، فَادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ. ويقول أناس: إنها مِنْ قَوْمِ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَزَعَمَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: أَنَّهُمَا مِنَ الْجَبَّارِينَ آمَنَا بِمُوسَى فقوله: (مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ) إِنَّمَا عَنَى بِذَلِكَ مِنَ الذين يخافون بني إسرائيل (قالوا ياموسى إنا لن ندخلها أبداً ماداموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا(6/243)
قاعدون) فَأَغْضَبُوا مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَدَعَا عَلَيْهِمْ وَسَمَّاهُمْ: فَاسِقِينَ. وَلَمْ يَدْعُ عَلَيْهِمْ قَبْلَ ذَلِكَ لَمَّا رَأَى، مِنْهُمْ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَإِسَاءَتِهُمْ حَتَّى كَانَ يَوْمَئِذٍ، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ- لَهُ فَسَمَّاهُمْ كما سماهم موسى- عليه السلام-: فاسقين وحرمها عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ يُصْبِحُونَ كُلَّ يَوْمٍ فَيَسِيرُونَ لَيْسَ لَهُمْ قَرَارٌ، ثُمَّ ظَلَّلَ عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ فِي التِّيهِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى، وَجَعَلَ لَهُمْ ثِيَابًا لَا تَبْلَى وَلَا تَتَّسِخُ، وَجَعَلَ بَيْنَ ظَهْرِهِمْ حَجَرًا مُرَبَّعًا، وأمر موسى- عليه السلام- فضربه بعصاه فانفجرت مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ ثَلَاثَةُ أَعْيُنٍ، وَأَعْلَمَ كُلَّ سِبْطٍ عَيْنَهُمُ الَّتِي يشربون منها، فلا يرتحلون من منزلة إِلَّا وَجَدُوا ذَلِكَ الْحَجَرَ مِنْهُمْ بِالْمَكَانِ الَّذِي كَانَ مِنْهُ أَمْسَ. رَفَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَصَدَقَ ذَلِكَ عِنْدِي أَنَّ مُعَاوِيَةَ سَمِعَ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا الْحَدِيثَ فَأَنْكَرَهُ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ الْفِرْعَوْنِيُّ هُوَ الَّذِي أَفْشَى عَلَى مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَمَرَ الْقَتِيلِ الَّذِي قُتِلَ. قَالَ: كَيْفَ يَفْشِي عَلَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ عَلِمَ بِهِ، وَلَا ظَهَرَ عَلَيْهِ إِلَّا الْإِسْرَائِيلِيُّ الَّذِي حَضَرَ ذَلِكَ وَشَهِدَهُ. فَغَضِبَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَخَذَ بِيَدِ مُعَاوِيَةَ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ الزُّهْرِيِّ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، هَلْ تَذْكُرُ يَوْمَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ قَتِيلِ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- الذي قتل من آل فرعون الإسرائيلي أفشى عَلَيْهِ أَمِ الْفِرْعَوْنِيُّ؟ قَالَ: إِنَّمَا عَلِمَ الْفِرْعَوْنِيُّ لما سمع من الْإِسْرَائِيلِيَّ الَّذِي شَهِدَ ذَلِكَ وَحَضَرَهُ".
5760 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَأَبُو دَاوُدَ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَأَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ، وَبَاقِي رِجَالِ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
5761 - قَالَ أحمد بن منيع: وثنا يزيد، أبنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ "فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حاشرين) قال: الشرط".(6/244)
5762 - وقال: وثنا يزيد، أبنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "كان إذا خار سجدوا وإذا سكت رفعوا رؤوسهم".
5763 - وَقَالَ مُسَدَّد: ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عن النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "الْمَعِيشَةُ الضَّنْكَةُ الَّتِي قَالَ عَزَّ وَجَلَّ هِيَ: عَذَابُ الْقَبْرِ".
وَتَقَدَّمَ فِي الْجَنَائِزِ فِي بَابِ عَذَابُ الْقَبْرِ.
هَذَا إِسْنَادٌ ... وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ ابن حبان.
5764 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا وكيع بن الجراح، عن موسى بن عبيدة عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: "نَزَلَ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضَيْفٌ فَبَعَثَنِي إِلَى يَهُودِيٍّ فَقَالَ: قُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ لَكَ: بِعْنَا أَوْ أَسْلِفْنَا إِلَى رَجَبٍ. فَقُلْتُ لَهُ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَبِيعُهُ وَلَا أُسْلِفُهُ إِلَّا بِرَهْنٍ. فَرَجَعَتْ إِلَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: أَمَا والله إن بَاعَنِي أَوْ أَسْلَفَنِي لَقَضَيْتُهُ إِنِّي لَأَمِينٌ فِي السَّمَاءِ أَمِينٌ فِي الْأَرْضِ، اذْهَبْ بِدِرْعِي الْحَدِيدِ. فَذَهَبْتُ بِهَا، فنزلت هذه الآية تَعْزِيَةً عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (ولا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا منهم) .
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، كلاهما من طريق موسى بن عبيدة به، وتقدم في كتاب....(6/245)
19- سُورَةُ الْحَجِّ
فِيهِ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسَيَأْتِي فِي بَابِ كَثْرَةِ مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ مِنْ بَنِي آدَمَ.
5765 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد قال: قال سلمان- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "وَسَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ أهل دين كُنْتُ مَعَهُمْ. فَذَكَرَ مِنْ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامِهِمْ وَعِبَادَتِهِمْ فَنَزَلَ، قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى والمجوس) إلى قوله شهيد".
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
5766 / 1 - وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ راهويه: أبنا وَكِيعٌ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "من هم بسيئة فلم يعملها يكتب عليه شيء، وإن هم بعدن أبين أَنْ يَقْتُلَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَذَاقَهُ اللَّهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ثُمَّ قَرَأَ: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) ".
هَذَا إِسْنَادٌ مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ.
5766 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هارون، أبنا شُعْبَةُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- قَالَ شُعْبَةُ: رَفَعَهُ وَأَنَا لَا أَرْفَعُهُ لَكَ- "فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا هَمَّ فِيهِ بِإِلْحَادٍ وهو بعدن أَبْيَنُ لَأَذَاقَهُ اللَّهُ- تَعَالَى- عَذَابًا أَلِيمًا".
5766 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ: ثَنَا يَزِيدُ بن هارون، أبنا شُعْبَةُ، عَنِ السُّدِّيِّ أَنَّهُ سَمِعَ مُرَّةَ يَقُولُ: أنه سمع عبد الله- قال لي شُعْبَةُ: وَرَفَعَهُ وَلَا أَرْفَعُهُ لَكَ-(6/246)
يَقُولُ "فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بإلحاد) ... " فَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي يَعْلَى.
قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْحَجِّ فِي بَابِ مَا جَاءَ فِي الْإِلْحَادِ بِمَكَّةَ "أَنَّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عْمَرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: إِيَّاكَ وَالْإِلْحَادَ فِي حَرَمِ مَكَّةَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يَقُولُ: يُلْحِدُ بِهَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَوْ وُزِنَتْ ذُنُوبُ الثَّقَلَيْنِ بِذُنُوبِهِ وَازَنَتْهُ ... " الْحَدِيثَ.
20 - سُوْرَةُ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ
5767 - قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: أبنا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ الضَّبِّيُّ، ثَنَا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "كُنْتُ أكتب هذه الآية وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي يمليها (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) حتى بلغ (ثم أنشأناه خلقاً آخر) ، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لَهُ: لِمَ ضَحِكْتَ؟! فَقَالَ: إِنَّ هذه الآية ختمت بما تقوله: (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) .
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
5768 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ محمد الشافعي، ثنا الفضيل بن عياض قرة العين والسرور قَالَ: "سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: (رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شقوتنا) قَالَ: الْقَضَاءُ".
21- سُورَةُ النُّورِ وَالْفُرْقَانِ
5769 / 1 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا مُعْتَمِرٌ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنِي الْحَضْرَمِيُّ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- "أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - في امرأة يقاله لَهَا: أُمُّ مَهْزُولٍ، كَانَتْ تُسَافِحُ وَتَشْتَرِطُ أَنْ تَنْفِقَ وَأَنَّهُ اسْتَأْذَنَ فِيهَا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَذَكَرَ لَهُ أَمْرَهَا فَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ.(6/247)
قال: فأنزلت (الزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ) ".
5769 / 2 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رَضِيَ اللَّهُ عنهما- في قول الله- عَزَّ وَجَلَّ-: (الزَّانِي، لا يَنْكِحُ إِلا زَانِيَةً أو مشركة) قَالَ: كُنَّ نِسَاءً مَوَارِدَ بِالْمَدِينَةِ فَكَانَ الرَّجُلُ المسلم يتزوج المرأة منهن فتنفق عليه فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ".
5769 / 3 - قَالَ: وَثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: "كُنَّ نِسَاءً مَوَارِدَ بِالْمَدِينَةِ".
5769 / 4 - قَالَ: وَثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: "كُنَّ نِسَاءً بِالْمَدِينَةِ مَعْرُوفَاتٍ بِذَلِكَ مِنْهُنَّ امْرَأَةٌ يقال كما: أُمُّ مَهْزُولٍ".
5769 / 5 - قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي التَّفْسِيرِ: عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ أَبِيهِ بِهِ.
5770 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النِّيلِيُّ، ثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ بَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ.
5770 / 2 - وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ وَجَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ زُفَرَ قَالَ: "قَالَ بَعْضُ الْمُهَاجِرِينَ: لَقَدْ طَلَبْتُ هَذِهِ الْآيَةَ عُمْرِي فَمَا قَدِرْتُ عَلَيْهَا قَوْلَ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ: (وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لكم) وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ، إِنِّي لَأَسْتَأْذِنُ عَلَى بَعْضِ إخواني فَيُقَالُ لِي: ارْجِعْ. فَأَرْجِعْ وَأَنَا قَرِيرُ الْعَيْنِ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.(6/248)
5771 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ "فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (حجراً محجوراً) قَالَ: كَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا رَأَتْ شَيْئًا تَكْرَهُهُ قَالَتْ: حِجْرًا".
22- سُورَةُ الشُّعَرَاءِ
5772 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يَزِيدُ، ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن رجل، عن ابن مسعود قال: "دَخَلُوا بَنُو إِسْرَائِيلَ مِصْرَ وَهُمْ ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ إنساناً وخرجوا منها وهم ستمائة ألف، فقال فرعون فإن هؤلاء لشرذمة قليلون؟ ".
5773 - قال: وثنا يزيد، أبنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قَالَ: "كَانَ يَدْخُلُ فِي شِقِّ الرُّمَّانَةِ خَمْسَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ".
5774 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ، ثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ الْمُصَيْصِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عُمَرَ الْأَيْلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عَطَاءٍ مَوْلَاةِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَتْ: سَمِعْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ- رضي الله عنه- يقول: "لما نزل قوله الله- عز وجل-: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) صَاحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ: يَا آلَ عَبْدِ مَنَافٍ، إِنِّي نَذِيرٌ. فَجَاءَتْهُ قُرَيْشٌ فَحَذَّرَهُمْ وَأَنْذَرَهُمْ، فَقَالُوا: تَزْعُمُ أَنَّكَ نَبِيٌّ يُوحَى إِلَيْكَ وَأَنَّ سُلَيْمَانَ سُخِّرَ لَهُ الرِّيحُ وَالْجِبَالُ، وَأَنَّ مُوسَى سُخِّرَ لَهُ الْبَحْرُ، وَأَنَّ عِيسَى كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى؟ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُسَيِّرَ عَنَّا هَذِهِ الْجِبَالَ فتفجر لنا أَنْهَارًا فَنَتَّخِذُهَا مَحَارِثَ، فَنَزْرَعُ وَنَأْكُلُ، وَإِلَّا فَادْعُ اللَّهَ أَنَّ يُحْيِيَ لَنَا مَوْتَانَا فَنُكَلِّمُهُمْ وَيُكَلِّمُونَا، وإلا فادع الله أن يُصَيِّرُ عَنَّا هَذِهِ الصَّخْرَةَ الَّتِي تَحْتَكَ ذَهَبًا فَنَنْحِتُ مِنْهَا ويغنينا عَنْ رِحْلَةِ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، فَإِنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ كهيئتهم فبينا نحن حوله(6/249)
إذ أنزل، عَلَيْهِ الْوَحْيُ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ أَعْطَانِي مَا سَأَلْتُمْ، وَلَوْ شِئْتُ لَكَانَ، وَلَكِنَّهُ خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ تَدْخُلُوا من بَابِ الرَّحْمَةِ فَيُؤَمَّنَ مُؤَمَّنُكُمْ، وَبَيْنَ أَنْ يَكِلَكُمْ إِلَى مَا اخْتَرْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَتَضِلُّوا عَنْ بَابِ الرَّحْمَةِ وَلَا يُؤَمَّنُ مُؤَمَّنُكُمْ، فَاخْتَرْتُ بَابَ الرَّحْمَةِ فَيُؤَمَّنُ مُؤَمَّنُكُمْ، وَأَخْبَرَنِي إِنْ أَعْطَاكُمْ ذَلِكَ ثُمَّ كَفَرْتُمْ أَنَّهُ مُعَذِّبُكُمْ عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا من العاملين فَنَزَلَتْ (وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلا أن كذب بها الأولون) قرأ ثلاث آيات ونزلت: (ولو أن قرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أو كلم به الموتى ... ) الآية".
5775 - وقال الْحُمَيْدِيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ شَابُورَ وَحُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ وابن أبي نجيح، عَنْ مُجَاهِدٍ "فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَرَى مِنْ خَلْفِهِ فِي الصَّلَاةِ كَمَا يرى بَيْنِ يَدَيْهِ".
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجُ وهو ضعيف.
5776 - وقال إِسْحَاقُ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآية: (والشعراء يتبعهم الغاوون) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِيَدِهِ وَلِسَانِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بيده لكأنما يقتحمون بالنبل".(6/250)
23- سُورَةُ الْقَصَصِ وَالْعَنْكَبُوتِ
5777 / 1 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "سَأَلْتُ جِبْرِيلَ: أَيُّ الْأَجَلَيْنِ قَضَى مُوسَى؟ قَالَ: أَكْمَلَهَا وَأَتَمَّهَا".
5777 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يعلى الموصلي: قال: نا زهير حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ ... فَذَكَرَهُ.
5778 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا كَثِيرُ بْنُ قَارُونْدَا، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: "سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عنه- عَنْ قَوْلِ اللَّهِ- عَزَّ وجل-: (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) قال: معاده: آخرته".
5779 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثَنَا عَبَّادٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ وَأَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- "أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يعقلها إلا العالمون) قَالَ: الْعَالِمُ الَّذِي عَقِلَ عَنِ اللَّهِ- عَزَّ وجل- فعمل بطاعته واجتنب سخطه".
5780 - قال: وقال عَطَاءٌ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَفْضَلُ النَّاسِ أَعْقَلُ النَّاسِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَذَلِكَ نَبِيُّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِضَعْفِ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ.(6/251)
24- سُورَةُ الرُّومِ
5781 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، ثَنَا الْمُؤَمَّلُ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتْ: (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بعد غلبهم سيغلبون) قَالَ: لَقِيَ نَاسٌ أَبَا بَكْرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَقَالُوا: أَلَا تَرَى إِلَى صَاحِبِكَ يَزْعُمُ أَنَّ الرُّومَ سَتَغْلِبُ فَارِسَ. قَالَ: صَدَقَ. قَالَ: فَهَلْ نُبَايِعُكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: مَا أردت إلى هَذَا. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا فَعَلْتُهُ إِلَّا تَصْدِيقًا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ. قَالَ: فَتَعَرَّضْ لَهُمْ وَأَعْظِمْ لَهُمُ الْخَطَرَ وَاجْعَلْهُ إِلَى بِضْعِ سِنِينَ؟ فَإِنَّهُ لَنْ تَمْضِيَ السُّنُونَ حَتَّى تَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ. قَالَ: فَمَرَّ بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: هَلْ لَكُمْ فِي الْعَوْدِ" فَإِنَّ الْعَوْدَ أَحْمَدُ؟ قَالُوا. نَعَمْ. فَبَايَعُوهُ وَأَعْظَمُوا الْخَطَرَ، فَلَمْ تمض السُّنُونَ حَتَّى ظَهَرَتِ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ، فَأَخَذَ الخطر وَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: هذا النجائب".
قُلْتُ: لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ نَيَّارِ بْنِ مُكَرَّمٍ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
5782 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا أَحْمَدُ الْأَخْنَسِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، ثَنَا الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- فِي قَوْلِهِ عَزَّ وجل: (يرسل الرياح فتثير سحاباً فيبسطه في السماء كيف يشاء، ويجعله كسفاً) يَقُولُ: قِطَعًا بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ (فَتَرَى الْوَدْقَ) يعني: المطر، (يخرج من خلاله) مِنْ بَيْنِهِ". هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الكلبي.
5783 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثنا بشر بن السري، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ،(6/252)
عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ من بعد ضعف قوة) ".
25- سُورَةُ السَّجْدَةِ وَفَضْلُهَا
5784 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا مُعْتَمِرٌ، ثَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- "أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ: تَنْزِيلَ السَّجْدَةِ وَ"تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ" وَقَالَ طَاوُسٌ: فُضِّلَتَا عَلَى كُلِّ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ بِسِتِّينَ حَسَنَةً".
قُلْتُ: رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ طَرِيقِ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ بِهِ ... فَذَكَرَهُ دُونَ مَا قَالَهُ طَاوُسٌ.
5785 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ الْجَرْمِيُّ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول كل ليلة تنزيل السجدة أو الزمر".
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ وَأَبُو لُبَابَةَ اسْمُهُ: مَرْوَانُ.
5786 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عْنَ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الَّذِينَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ، قَالَ: قِيَامُ الْعَبْدِ فِي اللَّيْلِ".(6/253)
5786 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ زِيَادَ بْنَ خُثَيْمٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى- بَيَّاعِ الْقَتِّ- عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: "ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قيام الليل فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى تَحَادَرَتْ دُمُوعُهُ وَقَالَ: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) ".
26- سُورَةُ الْأَحْزَابِ
5787 - وَقَالَ إِسْحَاقُ بن راهويه: أبنا عبد الرزاق، أبنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ بِجَالَةَ التَّمِيمِيِّ قَالَ: "وَجَدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- مُصْحَفًا فِي حِجْرِ غُلَامٍ لَهُ فِيهِ: "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وُهُوَ أَبٌ لَهُمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ" فَقَالَ: احْكُكْهَا يَا غُلَامُ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَحُكُّهَا، وَهِيَ فِي مُصْحَفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: شَغَلَنِي الْقُرْآنُ وشغلك الصفق في الأسواق إذ يعرض رحاك عَلَى عُنُقِكَ بِبَابِ ابْنِ الْعَجْمَاءِ".
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ.
5788 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا الْمُقْرِئُ، ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ حُذَيْفَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْأَحْزَابِ أَصَابَ النَّاسَ جَهْدٌ شَدِيدٌ وَأَصَابَهُمْ مِنَ الْبَرْدِ مَا لَمْ يُصِبْهُمْ مِثْلُهُ قَطُّ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَائِمٌ يُصَلِّي فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّيَ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَقُومُ إِلَيَّ الْآنَ فَيَعْلَمُ لَنَا خَبَرَ الْقَوْمِ بيض الله وجهه يوم القيامة؟ قال: فو الله مَا اسْتَطَاعَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَقُومَ لِمَا بِهِمْ مِنَ الشِّدَّةِ، ثُمَّ صَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّيَ ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَقُومُ لي الْآنَ فَيَعْلَمُ لَنَا خَبَرَ الْقَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا اسْتَطَاعَ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنْ يَقُومَ مِمَّا هُمْ فِيهِ مِنَ الشِّدَّةِ. ثُمَّ قَالَ: يَا فُلَانُ، قُمْ. قَالَ: وَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ لَا أَقُومُ إِلَيْكَ الْآنَ. ثُمَّ قَالَ: يَا حُذَيْفَةُ، قُمْ. قَالَ حُذَيْفَةُ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَحْلِفَ كَمَا حَلَفَ صَاحِبِي فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّكُمْ لَحِلْفٌ. قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي: انْطَلِقْ فَاعْلَمْ لَنَا خَبَرَ الْقَوْمِ، وَلَا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ. قَالَ حُذَيْفَةُ: فَدَعَا لِي أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهِ، فَانْطَلَقْتُ وَبَيْنِي وبينهم سبخة نشاشة فَلَمْ أَنْشُبْ أَنْ(6/254)
قَطَعْتُهَا فَإِذَا هُمْ فِي أَمْرٍ عَظِيمٍ وَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ يَصْطَلِي عَلَى نَارٍ لَهُمْ مِنَ الْبَرْدِ وَإِذَا نُوَيْرَةٌ لَهُمْ تُضِيءُ أَحْيَانًا وَتُخْبِتُ أَحْيَانًا، فَإِذَا أَضَاءَتْ رَأَيْتُ مَنْ حَوْلَهَا، فَقُلْتُ: مَا أَنْتَظِرُ بِهَذَا؟! عَدُوَّ اللَّهِ قَدْ رَأَيْتُ مَكَانَهُ، فَأَخَذْتُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي فَوَضَعْتُهُ عَلَى كَبِدِ الْقَوْسِ ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ النَّبِيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم -: لا تحدثن شيئا حتى ترجع إلي. ثم ذكرت حتى استثبته فَقُلْتُ: مَا أَنْتَظِرُ بِهَذَا؟! عَدُوَّ اللَّهِ قَدْ رَأَيْتُ مَكَانَهُ فَأَخَذْتُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي فَوَضَعْتُهُ عَلَى كَبِدِ الْقَوْسِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَنْزِعَ) ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَى تَرْجِعَ إِلَيَّ. فَأَلْقَيْتُهُ فِي الْكِنَانَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا هُمْ فِيهِ، فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- فَلَمَّا أَصْبَحُوا أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرِّيحَ، وَذَكَرَ هَذِهِ الْآيَةَ: (يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءتكم جنود ... ) إلى قوله: (وزلزلوا زلزالاً شديداً) .
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرُهُ.
تقدم هَذَا الْحَدِيثُ فِي غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ وَقُرَيْظَةَ.
5789 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقَيَّةَ، أبنا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "بَعَثَتْنِي أُمُّ سُلَيْمٍ بِرُطَبٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى طَبَقٍ فِي أَوَّلِ مَا أَيْنَعَ تَمْرُ النَّخْلِ، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَصَابَ مِنْهُ، ثُمَّ أَخَذْ، بِيَدِي فَخَرَجْنَا، وَكَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِعُرْسٍ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَ: فَمَرَّ بِنِسَاءٍ من نسائه وعندهن رجال يتحدثون فهنأنه، وهنأه الناس، فقالوا: الحمد لله الذي، أَقَرَّ بِعَيْنِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَمَضَى حَتَّى أَتَى عَائِشَةَ فَإِذَا عِنْدَهَا رِجَالٌ، قَالَ: فَكَرِهَ ذَلِكَ وَكَانَ إِذَا كَرِهَ الشَّيْءَ عُرِفَ فِي وَجْهِهِ قَالَ: فَأَتَيْتُ أُمَّ سُلَيْمٍ فَأَخْبَرْتُهَا، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: لَئِنْ كَانَ مَا قَالَ ابْنُكِ حَقًّا لَيَحْدُثَنَّ أَمْرٌ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَشِيِّ خَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فصعد المنبر، ثم تلا هذه الآية: (يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ(6/255)
النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ) قَالَ: وَأَمَرَ بِالْحِجَابِ".
5790 / 1 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: "لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ جِئْتُ أَدْخُلُ كَمَا كُنْتُ أَدْخُلُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: وَرَاءَكَ يَا بُنَيَّ".
5790 / 2 - رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا روح، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "كُنْتُ أَخْدُمَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكُنْتُ أَدْخُلُ بِغَيْرِ إِذْنٍ، فَجِئْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ يَا بُنَيَّ إِنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، فَلَا تَدْخُلْ عَلَيَّ إِلَّا بِإِذْنٍ.
5790 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا حماد بن زيد، ثَنَا سَلْمٌ الْعَلَوِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ، سَلْمُ بْنُ قَيْسٍ الْعَلَوِيُّ قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، قِيلَ: كَانَ يَنْظُرُ فِي النُّجُومِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: تَكَلَّمَ فِيهِ شُعْبَةُ. انْتَهَى، وَبَاقِي رِجَالُ الْإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
وتقدم في الأدب في بَابُ الِاسْتِئْذَانِ وَصِفَتُهُ.
5791 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "فِي قَوْلِهِ- عَزَّ وَجَلَّ-: (لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا) قَالَ: صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ الْجَبَلَ فَمَاتَ هَارُونُ، فقالت بَنُو إِسْرَائِيلَ: أَنْتَ قَتَلْتَهُ، وَكَانَ أَشَدَّ حُبًّا لَنَا مِنْكَ، وَأَلْيَنَ لَنَا مِنْكَ. فَآذَوْهُ بِذَلِكَ. فَأَمَرَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ فَحَمَلُوهُ حَتَّى مَرُّوا عَلَى بني إسرائيل فتكلمت الملائكة بموته، حتى عرفت بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَانْطَلَقُوا بِهِ فَدَفَنُوهُ، فَلَمْ يَطَّلِعْ عَلَى قَبْرِهِ أَحَدٌ مِنْ خلق الله- عز وجل- إلا الرخم فجعله اللَّهُ أَصَمَّ أَبْكَمَ".
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.(6/256)
5792 / 1 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا ابْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: "قَالَ لِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: يَا زِرُّ كَيْفَ تَقْرَأُ سُورَةَ الْأَحْزَابِ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَا وَكَذَا آيَةٍ، قَالَ: إِنْ كَانَتْ تُضَاهِي سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنْ كُنَّا لَنَقْرَأُ فِيهَا: "الشَّيْخُ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من اللَّهِ وَرَسُولِهِ" فَرَفَعَ فِيمَا رَفَعَ".
5792 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: "سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ فَقَالَ: كَمْ تَعُدُّونَ سُورَةَ الْأَحْزَابِ؟ قُلْتُ: ثلاثاً أو أربعاً وسبعين آيَةً، فَقَالَ: إِنْ كَانَتْ لَتُقَارِبُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ أو أطول، وإن فيها لآية الرجم: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".
5792 / 3 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: مِنْ طَرِيقِ مَنْصُورٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ، عَنْ زِرٍّ بْنِ حبيش قَالَ: "لَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقُلْتُ لَهُ: إن ابن مسعود كان يحك المعوذتين من المصاحف ويقول: إنهما، ليستا من القرآن، فلا تجعلوا فيه ما ليس منه. قال أبي: قيل لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لنا، فنحن نقول: كم تعدون سورة الأحزاب من آية؟ قال: قلت: ثلاثاً وسبعين آية. قال أبي. والذي أحلف به إن كانت لتعدل سورة البقرة، ولقد قرأنا فيها آية الرجم: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم".
ومدار أسانيدهم على عاصم بن أبي النجود وهو ضعيف.
5793 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ "أَنَّهُمْ، كَانُوا يَكْتُبُونَ الْمَصَاحِفَ عِنْدَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَأَتَوْا عَلَى هَذِهِ الْآيَةَ فَقَالَ زَيْدٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الشَّيْخُ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من اللَّهِ وَرَسُولِهِ".
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.(6/257)
27- سُورَةُ فَاطِرٍ
5794 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ أَبُو شُعَيْبٍ، ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ صَهْبَانَ الْهَنَائِيُّ قَالَ: "سَأَلْتُ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- عَنْ قَوْلِ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) الْآيَةِ. فَقَالَتْ لِي: يَا بُنَيَّ، كُلُّ هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ، فَأَمَّا السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ فَمَنْ مَضَى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَشَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالحياة والرزق، وأما المقتصد فَمَنْ تَبِعَ أَثَرَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى لَحِقَ به، وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلكم. قال: فجعلت نفسها معنا".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ الصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ.
28- سُورَةُ يَسْ وَفَضْلُهَا
5795 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَمِعْتُ أَبِي، ثَنَا رَجُلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: الْبَقَرَةُ سِنَامُ الْقُرْآنِ وَذُرْوَتُهُ نَزَلَ مَعَ كُلِّ آيَةٍ مِنْهَا ثَمَانُونَ مَلَكًا، وَاسْتُخْرِجَتْ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ... ) مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، فَوَصَلَتْ- أَوْ قَالَ: وَصَلَتْ بسورة الْبَقَرَةِ، وَياسين قَلْبُ الْقُرْآنِ، لَا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- وَالدَّارَ الْآخِرَةَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، اقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ".
5795 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَارِمٌ، ثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يسار مرفوعاً ... فذكره.
هذا إسناد ضعيف؟ لجهالة التابعي.(6/258)
روى الترمذي وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ منه قصة سُورَةِ يَسْ حَسْبُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ.
5796 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وثنا إِسْحَاقُ بْنُ أبي إِسْرَائِيلَ، ثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَرَأَ يَسْ فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ مغفوراً له".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِضَعْفِ هِشَامِ بْنِ زَيَّادٍ.
رَوَاهُ ابْنُ السُّنِّيِّ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
5797 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصفار البصري، عَنْ هَارُونَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي أمامة، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "مَنْ قَرَأَ يَسْ يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ غُفِرَ لَهُ، وَمَنْ قَرَأَ يَسْ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَمَنْ قَرَأَ يَسْ وَهُوَ فِي سَكَرَاتِ الْمَوْتِ جَاءَ رِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ بِشَرْبَةٍ مِنْ شَرَابِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَسْقِيَهُ وهو على فراشه حتى يموت رياناً، ويبعث رياناً". هذا إسناد ضعيف، لضعف هارون بن كثير.
وقد تقدم في كتاب الوصايا فِي بَابٌ وَصِيَّةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعلي بن أبي طالب ضمن حديث طويل بسند ضعيف: "يَا عَلِيُّ، وَاقْرَأْ يس؟ فَإِنَّ فِي يس عَشْرَ بَرَكَاتٍ: مَا قَرَأَهَا جَائِعٌ إِلَّا شَبِعَ، وَلَا ظَمْآنُ إِلَّا رُوِيَ، وَلَا عَارٍ إِلَّا اكتسى، ولاعزب إِلَّا تَزَوَّجَ، وَلَا-خَائِفٌ إِلَّا أَمِنَ، وَلَا مسجون إلا فرج، وَلَا مُسَافِرٌ إِلَّا أُعِينَ عَلَى سَفَرِهِ، وَلَا مِنْ ضَلَّتْ ضَالَّتُهُ إِلَّا وَجَدَهَا، وَلَا مَرِيضٌ إلا برأ، ولا قريب عند ميت إلا خفف عنه".(6/259)
5798 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا أبو عبد الله محمد بن بكار، ثنا هشيم، أبنا حصين، عن أبي مالك: "إِنَّ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ جَاءَ بِعَظْمٍ حَائِلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ففته بين يديه، قال: فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَيَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا بَعْدَ ما أرم؟! قَالَ: نَعَمْ، يَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا، ثُمَّ يُمِيتُكَ، ثم يحييك ثم يدخلك نار جَهَنَّمَ. قَالَ: فَنَزَلَتِ الْآيَاتُ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ يَسْ: (أَوَلَمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ من نطفة) إلى آخر السورة".
29- سورة والصافات وَص
5799 - قَالَ أحَمَّدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عُمَرَ- رَضِيَ الله عنه-: "في قوله تعالى: (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) قال: وأشباههم"
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
5800 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ سَيَّارِ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: "أَنَّ عُمَرَ سجد في ص".
5801 - قَالَ مُسَدَّدٌ: وَثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا واصبروا على آلهتكم) قَالَ: عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ".
5802 - وَبِهِ: عَنْ مجاهد "في قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخرة) قال: في النصرا نية".
5803 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا أَحْمَدُ الْأَخْنَسِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، ثَنَا(6/260)
الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- "فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (رخاء حيث أصاب) قال: الرخاء: الطبقة. وأما قوله: (حيث أصاب) قَالَ: حَيْثُ أَرَادَ".
30- سُورَةُ الزُّمَرِ
5804 / 1 - قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال: "لما نزلت: (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) قال الزبير: يا رسول الله، أيكرر علينا الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا فِي الدُّنْيَا مَعَ خَوَاصِّ الذُّنُوبِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، حَتَّى يُؤَدِّيَ إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ".
5804 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآية (إنك ميت وإنهم ميتون) قال الزبير: يا رسول الله، أيكرر علينا مَا يَكُونُ بَيْنَنَا فِي الدُّنْيَا مَعَ خَوَاصِّ الذُّنُوبِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، لَيُكَرِّرُ عَلَيْكُمْ حَتَّى يُؤَدِّيَ إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ. قَالَ الزُّبَيْرُ: إِنَّ الْأَمْرَ لَشَدِيدٌ".
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ دُونَ قَوْلِهِ: "حَتَّى يُؤَدِّيَ ... " إِلَى آخِرِهِ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بِهِ.
5805 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنِي عبد الله بن حفص الأرطباني، أبنا عاصم الجحدري، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ:(6/261)
" (بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وكنت من الكافرين) ".
5806 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عن عمر بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "سَأَلَ جِبْرِيلُ- عَلَيْهُ السَّلَامُ- عَنْ هَذِهِ الْآيَةَ: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ) من الذين لَمْ يَشَأْ أَنْ يُصْعِقَهُمْ؟ قَالَ: هُمُ الشُّهَدَاءُ المتقلدون أسيافهم حول عرش الرحمن، تتلقاهم ملائكة يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الْمَحْشَرِ بِنَجَائِبَ مِنْ يَاقُوتٍ، نمارها ألين من الحرير، مد خطامها مد أَبْصَارِ الرِّجَالِ، يَسِيرُونَ فِي الْجَنَّةِ يَقُولُونَ عِنْدَ طُولِ النُّزْهَةِ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى رَبِّنَا - عَزَّ وجل- فنظر كيف يقضي بين خلقه. يضحك إليهم إلهي، وَإِذَا ضَحِكَ إِلَى عَبْدٍ فِي مَوْطِنٍ فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ".
31- سُورَةُ غَافِرٍ
5807 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: "مَا رَأَيْتُ أحد قُرَيْشًا أَرَادُوا قَتْلَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا يَوْمًا ائْتَمَرُوا بِهِ وَهُمْ جُلُوسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي عِنْدَ الْمَقَامِ فَقَامَ إِلَيْهِ عتبة بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ فَجَعَلَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقِهِ، ثم جذبه حتى وجب لركبتيه ساقطاً وَتَصَايَحَ النَّاسُ وَظَنُّوا أَنَّهُ مَقْتُولٌ، فَأَقْبَلَ أَبُو بكر يشتد- حَتَّى أَخَذَ بِضَبْعَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ وَرَائِهِ وَهُوَ يَقُولُ: أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِيَّ اللَّهُ؟ "ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ مَرَّ بِهِمْ وَهُمْ جُلُوسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ(6/262)
قُرَيشٍ، أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُرْسِلْتُ إليكم إلا بِالذَّبْحِ- وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ- فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: يَا مُحَمَّدُ، مَا كُنْتُ جَهُولًا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: أنت منهم".
هذا إسناد رواته ثقات.
ورواه أبو يعلى وتقدم في باب السير.
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي التَّفْسِيرِ مِنْ طَرِيقِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.
32- سُورَةُ فُصِّلَتْ
5808 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ الذَّيَّالِ بْنِ حَرْمَلَةَ الْأَسَدِيِّ، عَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ الله عنه- قال: "اجتمعت قريش يوماً فقالوا انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر" فليأت هَذَا الرَّجُلَ، الَّذِي قَدْ فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا، وَشَتَّتَ أمرنا، وعاب ديننا فليكلمه، ولينظر ماذا يرد عليه. فقالوا: ما نعلم أحداً غير عتبة بن ربيعة، فقالوا: أنت يَا أَبَا الْوَلِيدِ. فَأَتَاهُ عُتْبَةُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قال: أنت خير أم عبد المطلب؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ هَؤُلَاءِ خَيْرٌ منك؟ فَقَدْ عَبَدُوا الْآلِهَةَ الَّتِي عِبْتَ، وَإِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْهُمْ" فَتَكَلَّمْ حَتَّى نَسْمَعَ قولك، أما والله مَا رَأَيْنَا سَخْلَةً قَطُّ أَشْأَمَ عَلَى قَوْمِكَ مِنْكَ، فَرَّقْتَ جَمَاعَتَنَا، وَشَتَّْتَ أَمْرَنَا، وَعِبْتَ دِينَنَا، وَفَضْحَتَنَا فِي الْعَرَبِ حَتَّى لَقَدْ طَارَ فِيهِمْ أَنَّ فِي قُرَيْشٍ سَاحِرًا، وَأَنَّ فِي قُرَيْشٍ كاهناً، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى، أَنْ يَقُومَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ حَتَّى نتفانى، أيها الرجل، إن كان إنما بك(6/263)
الحاجة جَمَعْنَا لَكَ حَتَّى تَكُونَ أَغْنَى قُرَيْشٍ رَجُلًا واحداً، وإن كان إنما بك الباءة فَاخْتَرْ أَيَّ نِسَاءِ قُرَيْشٍ شِئْتَ فَلْنُزَوِّجْكَ عَشْرًا. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: أفرغت؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: بسم الله الرحمن الرحيم (حم، تنزيل من الرحمن الرحيم) حَتَّى بَلَغَ (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مثل صاعقة عاد وثمود) فقال له عتبة: حسبك حَسْبُكَ، مَا عِنْدَكَ غَيْرَ هَذَا؟ قَالَ: لَا. فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ شَيْئًا أَرَى أَنَّكُمْ تُكَلِّمُونَهُ بِهِ إِلَّا قَدْ كَلَّمْتُهُ بِهِ. قَالُوا: فَهَلْ أَجَابَكَ؟ قال: نعم، قال: لا والذي نصبها بنية مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ غَيْرَ آيَةِ: (أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) . قَالُوا: وَيْلُكَ، يُكَلِّمُكَ رَجُلٌ بِالْعَرَبِيَّةِ لَا تَدْرِي ما قَالَ؟! قَالَ: لَا وَاللَّهِ، مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ غَيْرَ ذِكْرِ الصَّاعِقَةِ".
5808 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: قَالا: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
5808 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عبد الله بن محمد بن شاكر، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا الْأَجْلحُ بْنُ عبد الله ... فذكره بتمامه.
وقال: حديث صحيح الإسناد وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
5809 - وَقَالَ مُسَدِّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ نَمِرَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) قَالَ: هُمُ الَّذِينَ لَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا".(6/264)
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِجَهَالَةِ سَعِيدِ بْنِ نَمِرَانَ.
33- سُورَةُ حَمْ عسق
5810 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلَكِ الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخُشَنِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ قَالَ: "صَعِدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- الْمِنْبَرَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ (هَلْ سَمِعَ مِنْكُمْ أَحَدٌ) رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُفَسِّرُ (حَمْ عَسَقَ) ؟ فَوَثَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَنَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -، حَمْ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ: فَعَيْنٌ؟ قَالَ: عَايَنَ الْمُشْرِكُونَ عَذَابَ يَوْمِ بدر. قال: فسين؟ قال: فسيعلم الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ. قَالَ: فَقَافٌ؟ قال: فَجَلَسَ فَسَكَتَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَنْشِدُكُمْ بِاللَّهِ، هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُفَسِّرُ (حَمْ عَسَقَ) ؟ فَوَثَبَ أَبُو ذر فقال: أنا. فقال: حم؟ فقال: اسم من أسماء الله. قال: عين؟ فقال: عَايَنَ الْمُشْرِكُونَ عَذَابَ يَوْمِ بَدْرٍ. قَالَ: فَسِينٌ؟ قَالَ: سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ قَالَ: فَقَافٌ؟ قَالَ: قَارِعَةٌ مِنَ السَّمَاءِ تُصِيبُ النَّاسَ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ الْحَسَنِ بْنِ يحيى الخشني.
5811 / 1 - وقال أحمد بن منيع: أبنا هشيم، أبنا داود، عن الشعبي قال: "أكثر الناس عَلَيْنَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ في االقربى) فكتبت إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَكَتَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ وَاسِطَ النَّسَبِ فِي قُرَيْشٍ لَمْ يَكُنْ بَطْنًا مِنْ بُطُونِهِمْ إِلَّا وَقَدْ وَلَدُوهُ قَالَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-: (قُلْ لا أسألكم عليه أجراً) أي ما أدعوكم إليه إلا أن تؤدوني لِقَرَابَتِي مِنْكُمْ وَتَحْفَظُونِي لَهَا".
5811 / 2 - قَالَ: وَحَدَثَّنَا هُشَيْمٌ، أبنا حُصَيْنٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ.(6/265)
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
5812 / 1 - وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ راهويه: أبنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الملك ابن أبي الصفيراء الْمَكِّيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خبَّاب، عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَرَأَ آيَةً ثُمَّ فَسَّرَهَا، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا وَمَا فيها قال: (ما أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عن كثير) ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَخَذَهُ اللَّهُ بِذَنْبٍ فِي الدُّنْيَا فَاللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعِيدَهُ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وَمَنْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا فَاللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا، وَيَأْخُذَ مِنْهُ فِي الآخرة".
5812 / 2 - قال: وأبنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ، ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ، سَمِعْتُ ذُبَابَ بْنَ مُرَّةَ يَقُولُ: "بَيْنَمَا عَلِيٌّ مَعَ أَصْحَابِهِ يُحَدِّثُهُمْ إِذْ قَالَ لَهُمْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثم قام ولم يبين، ثم عطف فقال: ما لي أراكم، قالوا: ما كنا نتفرق حتى تبين لَنَا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فقال: (ما أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عن كثير) فَمَا عَفَا اللَّهُ عَنْهُ فَلَنْ يَرْجِعَ، وَهِيَ في (حم عسق) ".
5812 / 3 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عن أزهر بن راشد، الكاهلي، عن الخضر بن القواس البجلي، عن أبي سخيلة قال: قال علي: "ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله- عز وجل- أخبرني بِهَا نَبِيَّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (مَا أصابكم من مصيبة) من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا مع (فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) وسأفسرها لك يا علي: ما أصابكم من مرض، أو عقوبة، أو بلاء في الدنيا، فبما كسبت أيديكم، ويعفو عن كثير، والله أكرم من أن يثني عليه العقوبة في الآخرة، وما عَفَا اللَّهُ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا، فَاللَّهُ أَكْرَمُ أن يعود في عفوه".(6/266)
5812 / 4 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سلام، ومحمود بن خداش وغيرهما قالوا: ثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن الأزهر بن راشد الكاهلي. وفي حديث محمود، ثنا الأزهر بن راشد، عن الخضر بن القواس، عن أبي سخيلة قال: قال لنا علي: "ألا أخبركم" وفي حديث الجمحي عبد الرحمن عن أبي سخيلة، عن علي أنه قال: "ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله حدثني بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: (ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت ... ) " فَذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ مَنِيعٍ.
5812 / 5 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثَنَا مروان بن معاوية ... فذكر نحوه.
5812 / 6 - ورواه أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الفزاري، أبنا الأزهر بن راشد الكاهلي ... فذكر مثل ابن منيع.
34 - سورة الزخرف
5813 / 1 - قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عاصم، عن أبي يحيى مولى ابن عفراء الأنصاري قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: "قد علمت آية من القرآن ما سألني عنها رجل قط، فما أدري علمها الناس فلم يسألوا عنها، أو لم يفطنوا لها فيسألوا عنها؟! قال: فطفق يحدثنا، فلما قام تلاومنا أن لا نكون سألناه، فقلت: أنا لها إذاً راح غداً، فلما راح الغد قلت: يا أبا عباس، ذكرت أمس آية من القرآن لم يسألك عنها رجل قط، فلا تدري علمها الناس فلم يسألوا عنها، أو لم يفطنوا لها، فقلت: أخبرني عنها وعن الآي قرأت بها. قال: نعم، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لقريش: يا معشر قريش، إنه ليس أحد يعبد دون الله فيه خير، وقد علمت قريش أن النصارى تعبد عيسى ابن مريم، وما يقوله فيه محمد. فقالوا: يا محمد، ألست تزعم أن عيسى كان نبيّاً وعبداً من عباد الله صالحاً؟ فإن كنت صادقاً أن آلهتهم كما يقولون. فأنزل الله- تبارك وتعالى- (ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون) قال:(6/267)
قال: فقلت: ما يصدون؟ قال: يضجون (وإنه لعلم للساعة) قال: خروج عيسى ابن مريم قبل يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
5813 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عاصم، عن أبي رزين، عن أبي يحيى مولى ابن عقيل الأنصاري قال: قال ابن عباس ... فذكره بتمامه.
35- سورة الدخان وفضلها
5814 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي أمامة، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال: "من قرأ "حم الدخان" ليلة الجمعة غفر له".
5815 - قال: وثنا يوسف بن عطية، عن يونس، عن الحسن مثله.
هذا إسناد ضعيف؟ لجهالة هارون بن كثير، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ الدارقطني.
5816 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إسحاق البصري، ثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عبيدة الربذي، أخبرني يزيد الرقاشي، أخبرني أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "ما من عبد إلا وله في السماء بابان: باب يدخل عمله، وباب يخرج فيه عمله وكلامه" فإذا مات فقد وبكيا عليه. وتلا هذه الآية: (فما بكت عليهم السماء والأرض) فذكر أنهم لم يكونوا يعملون على الأرض عملاً صالحاً تبكي عليهم، ولم يصعد لهم إلى السماء من كلامهم ولا عملهم كلام طيب ولا عمل صالح فيفقدهم فيبكي عليهم".(6/268)
هذا إسناد ضعيف، لضعف يزيد الرقاشي وموسى بن عبيدة الربذي، رَوَى التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ بَعْضَهُ مِنْ طَرِيقِ الحسين بن حريث، عن وكيع به.
36- سُورَةُ الْأَحْقَافِ
5817 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو نَشِيطٍ، ثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثَنَا صَفْوَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا مَعَهُ، حَتَّى دَخَلْنَا كَنِيسَةَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ عِيدِهِمْ فَكَرِهُوا دُخُولَنَا عليهم، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ، أَرُونِي اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا يَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَحُطُّ الله عن كل يهودي تحت أديم السَّمَاءِ الْغَضَبَ الَّذِي غَضِبَهُ عليه. قال: فأسكتوا، ما أجابه منهم أحد، ثم رد عليهم، فلم يجبه أحد، فقال: أبيتم، فو الله إِنِّي لَأَنَا الْحَاشِرُ، وَالْعَاقِبُ، وَأَنَا النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى آمَنْتُمْ أَوْ كَذَّبْتُمْ. ثُمَّ انْصَرَفَ وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى أَرَدْنَا أَنْ نَخْرُجَ، فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ خَلْفِنَا: كَمَا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: فَقَالَ ذلك الرجل: أي رجل تعلموني فِيكُمْ، يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ؟ قَالُوا: مَا نَعْلَمُ كَانَ فِينَا رَجُلٌ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَلَا أفقه منك، ولا من أبيك من قبلك، وَلَا مِنْ جَدِّكَ قَبْلَ أَبِيكَ. قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ لَهُ بِاللَّهِ أَنَّهُ نَبِيُّ اللَّهِ الَّذِي تجدونه فِي التَّوْرَاةِ. قَالُوا لَهُ: كَذَبْتَ. ثُمَّ رَدُّوا عَلَيْهِ وَقَالُوا لَهُ شَرًّا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: كَذَبْتُمْ، لَنْ يُقْبَلَ قولكم، أما آنفاً فَتُثْنُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا أَثْنَيْتُمْ، وَأَمَّا إذا آمن كذبتموه وقلتم - ما قُلْتُمْ، فَلَنْ يُقْبَلَ قَوْلُكُمْ. قَالَ: فَخَرَجْنَا وَنَحْنُ ثَلَاثَةٌ: رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- فِيهِ: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وكفرتم به) .
5818 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: وَثَنَا أَبُو هِشَامٍ، ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثَنَا مُسْلِمٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: (لَمَّا كَانَ يَوْمُ عَادٍ حَمَلَتِ الرِّيحُ(6/269)
أَهْلَ الْبَادِيَةِ بِأَمْوَالِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ، فَلَمَّا رَفَعَتْهُمْ بَيْنَ السماء والأرض قالوا: (هذا عارض ممطرنا) قَالَ: فَأَكَبَّتْ أَهْلَ الْبَادِيَةِ عَلَى الْحَاضِرَةِ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ مُسْلِمِ بْنِ كَيْسَانَ الْمُلَائِيِّ.
5819 - قال أبو يعلى: وَثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ، ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثَنَا مُسْلِمٌ الْمُلَائِيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا فَتَحَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- عَلَى عَادٍ مِنَ الرِّيحِ الَّتِي أُهْلِكُوا بِهَا إِلَّا مِثْلَ مَوْضِعِ الْخَاتَمِ، فَمَرَّتْ بِأَهْلِ الْبَادِيَةِ فَحَمَلَتْهُمْ وَمَوَاشِيهِمْ، فَجَعَلَتْهُمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَهْلُ الْحَاضِرَةِ مِنْ عَادٍ الرِّيحَ وَمَا فيها قالوا: (هذا عارض ممطرنا) فألقت أَهْلُ الْبَادِيَةِ وَمَوَاشِيهِمْ عَلَى أَهْلِ الْحَاضِرَةِ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِضَعْفِ مُسْلِمِ بْنِ كَيْسَانَ الْمُلَائِيِّ.
37- سُورَةُ الْقِتَالِ
5820 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا حماد بن زيد، ثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ فَدُرْتُ إِلَيْهِ فَعَرَفَ الَّذِي أُرِيدُ، فَأَلْقَى الرِّدَاءَ عَنْ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ عَلَى بَعْضِ كَتِفِهِ مِثْلِ الجمَّع- قَالَ حَمَّادٌ: جَمَعَ الْكَفَّ، وَجَمَعَ حَمَّادٌ كَفَّهُ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ- حَوْلَهُ حبلان كأنهما الثَّآلِيلِ، فَاسْتَقْبَلْتُهُ فَقُلْتُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا رسول الله؟ قال: نعم ولكم. فقال له: بَعْضُ الْقَوْمِ: اسْتَغْفَرَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: نَعَمْ وَلَكُمْ. وَتَلَا هذه الآية: (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) ".
قُلْتُ: رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مُخْتَصَرًا.
5821 - وَقَالَ إسحاق بن راهويه: أبنا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا وَهْبُ، عَنْ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُقْرِئُ شَابًّا فَقَرَأَ: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) فَقَالَ الشَّابُّ: عَلَيْهَا أَقْفَالُهَا حَتَّى يَخْرِقَهَا اللَّهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: صدقت. وجاءه(6/270)
نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَسَأَلُوهُ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ كِتَابًا، فَأَمَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمِ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ كِتَابًا، فَكَتَبَ لَهُمْ فَجَاءَهُمْ بِهِ، فَقَالَ: أَصَبْتَ. وَكَانَ عُمَرُ يَرَى أَنَّهُ سَيَلِي مِنَ النَّاسِ شَيْئًا، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- سَأَلَ عَنِ الشَّابِّ، فَقَالُوا: استشهد. فقال عمر: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَذَا وَكَذَا، وَقَالَ الشَّابُّ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: صَدَقْتَ. فَعَرَفْتُ أَنَّ اللَّهَ سَيَهْدِيهِ، وَاسْتَعْمَلَ عُمَرُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمِ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ".
38- سُورَةُ الْفَتْحِ
5822 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي خَلَفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عوف، سمعت أباجمعة جنبذ بن سبع، يَقُولُ: "قَاتَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوَّلَ النَّهَارِ كَافِرًا، وَقَاتَلْتُ مَعَهُ أَخِرَ النَّهَارِ مُسْلِمًا، وَكُنَّا ثَلَاثَةَ رِجَالٍ وَسَبْعَ نِسْوَةٍ، وَفِينَا نزلت: (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات ... الآية) ".(6/271)
39- سورة الحجرات
5823 / 1 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال: "لما نزلت (يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النبي..) الآية، وكان ثابت بن بْنِ شِمَاسٍ رَفِيعَ الصَّوْتِ فَقَالَ: أَنَا الَّذِي كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَبِطَ عَمَلِي، أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ. فَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ حَزِينًا، فَفَقَدَهُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَانْطَلَقَ بَعْضُ الْقَوْمِ إِلَيْهِ فَقَالُوا لَهُ: تَفَقَّدَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: أَنَا الَّذِي كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي فَوْقَ صَوْتُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَجْهَرُ بِالْقَوْلِ؟ حَبِطَ عَمَلِي، أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ. فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرُوهُ بِمَا قَالَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَا، بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الجنة. قال أَنَسٌ: فَكُنَّا نَرَاهُ يَمْشِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ- قَالَ أَنَسٌ: وَأَنَا فِيهِمْ - فَكَانَ فِينَا بَعْضُ الِانْكِشَافِ، فَجَاءَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ قد تَحَنَّطَ وَتَكَفَّنَ وَلَبِسَ كَفَنَهُ فَقَالَ: بِئْسَ مَا تعودون أقرانكم. فقاتل حتى قتل".
5823 / 2 - وَبِهِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: رواه مسلم في صحيحه عن أحمد بن سعيد الدارمي، عن حبان بن هلال، عن سليمان بن المغيرة به ... فذكره دون قوله: "فلما كان يوم اليمامة ... " إلى آخره، ولم يقل: "حبط عملي".
ورواه النسائي في التفسير والمناقب من طريق سليمان التيمي به، وَبَعْضُ الْقَوْمِ فِي الْحَدِيثِ هُوَ سَعْدُ بْنُ معاذ كما صرح به مسلم في صحيحه من الطريق التي سقناه.
5824 / 1 - وقال مسدد: ثنا معتمر، سمعت داود الطفاوي، حدثني أبو مسلم البجلي، سمعت زيد بن أرقم قَالَ: "أَتَى نَاسٌ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ؟ فَإِنْ يَكُنْ نَبِيًّا فَنَحْنُ نَشْهَدُ بِهِ، وَإِنْ يكن ملكاً عشنا في جناحه فأتيت - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ، فَأَتُوا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُنَادُونَهُ فِي حُجْرَتِهِ: يَا مُحَمَّدُ، يَا مُحَمَّدُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- (إِنَّ(6/272)
الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يعقلون) فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأُذُنِي فَمَدَّهَا وَجَعَلَ يَقُولُ لَقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَكَ يَا زَيْدُ، لَقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَكَ يا زيد".
5824 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يحيى بن أبي سمينة البغدادي، ثنا المعتمر، سمعت داود الطفاوي يحدث عن أبي مسلم البجلي، عن زيد بن أرقم قال: "سمعت قوماً يقولون: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَإِنْ يَكُنْ نبياً كنا أسعد الناس به، وإن يكن ملكاً عشنا تحت جناحه ... " فذكره، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْوَصَايَا حَدِيثُ ثَابِتِ بن قيس، وفيه شيء من سورة الحجرات.
5825 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حنبل: ثنا عَفَّانُ، ثَنَا وُهَيْبٌ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ "أَنَّهُ نَادَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ حَمْدِي زَيْنٌ وَإِنَّ ذمِّي شَيْنٌ. فَقَالَ: ذَاكُمُ اللَّهُ" كَمَا حَدَّثَ أَبُو سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
هَذَا إِسْنَادٌ صحيح، ووهيب بن خالد.
5826 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ وإبراهيم بن الحجاج، ونسخته من حديث إبراهيم قالا: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ أَبِي جُبَيْرَةَ، قَالَ: "كَانَتِ لُهُمْ أَلْقَابٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا بلقبه فقيل: يا رسول الله، إِنَّهُ يَكْرَهُهُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-:(6/273)
(ولا تنابزوا بالألقاب ... الآية) ".
5826 / 2 - رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: هُوَ فِي السُّنَنِ عَنْ أَبِي جُبَيْرَةَ نَفْسِهِ.
5827 - وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ راهويه: أبنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: "أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ، فَقُلْتُ: إنَّ رَجُلًا خَاصَمَنِي، يُقَالُ لَهُ: سَعْدٌ الْعَنْزِيُّ- فقال إبراهيم: ليس بالعنزي، ولكنه الزبيدي- فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ (قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا) فقال: هو الاستسلام. فقال إبراهيم: لا بِلْ هُوَ الْإِسْلَامُ".
40- سُورَةُ ق
5828 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، ثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ "فِي قَوْلِ اللَّهِ- عَزَّ وجل-: (والنخل باسقات لها طلع نضيد) قَالَ: الْبَاسِقَاتُ: الطِّوَالُ، وَالنَّضِيدُ: الْمُتَرَاكِمُ".
5829 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: " (وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) قَالَ: فَذَكَرَ شَيْئًا فينزوي بعضها إلى بعض ولا تزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله خَلْقًا فَيَسُكْنِهُمْ فِيهَا".
الْحَكَمُ ضَعِيفٌ.(6/274)
5830 - وقال إسحاق بن راهويه: أبنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ثَنَا عَبْدُ الْجَلِيلِ- وَهُوَ ابْنُ عَطِيَّةَ- ثَنَا أَبُو مِجْلَزٍ قَالَ: "أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- اسْتَلْقَى فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَوَضَعَ إِحْدَى رجليه على الأخرى وكان الْيَهُودُ تَفْتَرِي عَلَى اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- يَقُولُونَ: إِنَّ رَبَّنَا- تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فَرَغَ مِنَ الْخَلْقِ يوم السبت ثم تروح. فقال الله- عز وجل-: (ولقد خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أيام وما مسنا من لغوب) فَكَانَ أَقْوَامٌ يَكْرَهُونَ أَنْ يَضَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ على الأخرى حتى صنع عمر".
هذا إسناد رواته ثقات.
41- سورة والذاريات
5831 / 1 - قال إسحاق بن راهويه: أبنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ قَالَ: "لَمَّا قُتلَ عُثْمَانُ ذَعَرَنِي ذَلِكَ ذُعْرًا شَدِيدًا وَكَانَ سَلُّ السَّيْفِ فِينَا عَظِيمًا، فَجَلَسْتُ فِي بَيْتِي فَكَانَتْ لِي حَاجَةٌ، فَانْطَلَقْتُ إلى السوق، فإذا أنا بنفكر فِي ظِلِّ الْقَصْرِ جُلُوسًا نَحْوَ أَرْبَعِينَ رُجَلًا وَإِذَا سِلْسِلَةٌ قَدْ عُرِضَتْ عَلَى الْبَابِ فَقُلْتُ: لَأَدْخُلَنَّ. فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ فَمَنَعَنِي الْبَوَّابُ، فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: دَعْهُ، وَيْحَكَ. فَذَهَبْتُ فَإِذَا أَشْرَافُ النَّاسِ وَإِذَا وِسَادَةٌ، فَجَاءَ عَلَيَّ رَجُلٌ جَمِيلٌ فِي حُلَّةٍ لَيْسَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ، فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ فَلَمْ يُنْكِرْ مِنَ الْقَوْمِ غَيْرِي، فَقَالَ: سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ، وَلَا تَسْأَلُونِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا قُلْتُ حَتَّى أَحْبَبْتُ أن يقول: فَأَسْأَلُكَ فَقَالَ: سَلْنِي عَمَّا شِئْتَ. فَقَالَ: مَا الذَّارِيَاتُ ذَرْوًا؟ فَقَالَ: أَمَا تَسْأَلُ عَنْ غَيْرِ هَذَا؟ فَقَالَ: أَنَا أَسْأَلُكَ عما أريد. قَالَ: الرِّيَاحُ. قَالَ: فَمَا الْحَامِلَاتِ وِقْرًا؟ قَالَ: السَّحَابُ. قَالَ: فَمَا الْجَارِيَاتُ يُسْرًا؟ قَالَ: السُّفُنُ. قَالَ: فَمَا الْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا؟ قَالَ: الْمَلَائِكَةُ ... " فذكر الحديث بطوله. وفيه أن المسؤول علي.(6/275)
5831 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ، عن أبي الأسود.
5831 / 3 - وَعَنْ رَجُلٍ، عَنْ زَاذَانَ قَالَا: "بَيْنَا النَّاسُ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ عَلِيٍّ إِذْ وَافَقُوا مِنْهُ نَفْسًا طَيِّبَةً، فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ... " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: "فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْكَوَّاءِ الْأَعْوَرُ- رَجُلٌ مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ- فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا الذَّارِيَاتُ ذَرْوًا؟ ... " فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَزَادَ: "قَالَ: فَمَا السَّمَاءُ ذَاتُ الْحُبُكِ؟ قَالَ: ذَاتُ الْخَلْقِ الْحَسَنِ" وَزَادَ فِيهِ أَيْضًا "وَلَا تَعُدْ لِمِثْلِ هَذَا، لَا تَسْأَلْنِي عَنْ مِثْلِ هَذَا".
هَذَا طرف من حديث ساقه بطوله، وسيأتي بتمامه وطرقه في مناقب عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فِي بَابِ مَا جاء في علمه.
5832 - قال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: وَثَنَا مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعَ الْيَشْكَرِيُّ، ثَنَا الْجَرِيرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتْ: (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) خَرَجَ رِجَالٌ بِأَيْدِيهِمُ الْعِصِيُّ فَقَالُوا: أَيْنَ الَّذِينَ كلفوا ربنا حتى حلف؟! ". هذا إسناد ضعيف؟ لضعف مسعدة.
5833 - وقال إسحاق بن راهويه: أبنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أيوب- وهو السختياني- عَنْ مُجَاهِدٍ "فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (فَتَوَلَّ عنهم فما أنت بملوم) قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: مَا نَزَلَتْ عَلَيْنَا آيَةٌ كَانَتْ أَشَدَّ عَلَيْنَا مِنْهَا، وَلَا أَعْظَمَ عَلَيْنَا مِنْهَا. قُلْنَا: مَا هذا إلا من سخط أو مقت حَتَّى نَزَلَتْ: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) قال: ذكر بالقرآن".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ الجمهور على ضعفه.
5834 / 1 - قال إسحاق: وأبنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: "خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ مُعْتَجِرًا بِبُرْدٍ مُشْتَمِلًا فِي خَمِيصَةٍ قَالَ: لما نزلت:(6/276)
(فتول عنهم فما أنت بملوم) اشْتَدَّ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمْ يَبْقَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا أَيْقَنَ هَلَكَتَهُ إِذْ أَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يتولى عَنْهُمْ حَتَّى نَزَلَتْ: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المؤمنين) فَطَابَتْ أَنُفُسُنَا".
5834 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، ثَنَا أَيُّوبُ ... فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ "أَحْزَنَنَا ذَلِكَ فَقُلْنَا: أَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَتَوَلَّى عَنَّا حَتَّى نَزَلَتْ ... " وَالْبَاقِي مثله، ولم يقل: "طابت أنفسنا".
42- سورة والطور
5835 - قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: ثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ قَالَ: " ... فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ. فقال: سل عما ينفع ولا يضر. فقال: مَا السَّقْفُ الْمَرْفُوعُ؟ قَالَ: السَّمَاءُ. قَالَ: فَمَا البيت المعمور؟ فقال علي- رضي الله عنه- لِأَصْحَابِهِ: مَا تَقُولُونَ؟ قَالُوا: هَذَا الْبَيْتُ. فَقَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ بَيْتٌ فِي السَّمَاءِ بِحِيَالِ الْبَيْتِ، يُقَالُ لَهُ: الضُّرَاحُ، حُرْمَتُهُ فِي السَّمَاءِ كَحُرْمَةِ هَذَا فِي الْأَرْضِ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ ألف ملك ثم لَا يَعُودُونَ فِيهِ".
5836 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو نَصْرٍ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، يَدْخُلُهُ كُلَّ يوم سبعون ألف مَلَكٍ ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ".
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي التَّفْسِيرِ مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سلمة بِهِ.
5837 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، أَخْبَرَنِي رَبُّ هَذِهِ الدَّارِ أَبُو هِلَالٍ، أَنَّهُ(6/277)
سمع أبابرزة الْأَسْلَمِيَّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يُحَدِّثُ "أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَمِعُوا غِنَاءً فَشَرَفُوا لَهُ، فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَمَعَ- وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ الْخَمْرُ- فَأَتَاهُمْ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: هَذَا فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَهُمَا يَتَغَنَّيَانِ، يُجِيبُ أَحَدُهُمَا الْآخَرُ وَهُوَ يقول:
لايزال جواري لاتلوح عظامه ……ذوى الحرب عنه أن يخر فيقبرا
رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدَيْهِ: فقال: اللَّهُمَّ أَرْكِسْهُمَا فِي الْفِتْنَةِ رَكْسًا، اللَّهُمَّ دَعِّهِمَا إلى النَّارِ".
5837 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
5838 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا جَرِيرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنِي أَبُو هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ: "كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ فَسَمِعَ رَجُلَيْنِ يَتَغَنَّيَانِ وَأَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ:
يزال جواري ماتزول عظامه …زوال الحرب عَنْهُ وَأَنْ يَخِرَّ فَيُقْبَرَا
قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَنْ هَذَانِ؟! فَقِيلَ لَهُ: فُلَانٌ وَفُلَانٌ. قَالَ: فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارْكِسْهُمَا فِي الفتنة ركساً، ودعهما في النار دعّاً".
43- سُورَةُ وَالنَّجْمِ
5839 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "أَنَّ عُمَرَ قَرَأَ النَّجْمَ فَسَجَدَ، ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ سُورَةً أُخْرَى".
هَذَا إِسْنَادٌ مَوْقُوفٌ رجاله ثقات تقدم فِي آخِرِ كِتَابِ الصَّلَاةِ.
5840 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا أبو خالد الأحمر، عن جُوَيْبِرُ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ(6/278)
ما يغشى) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رَأَيْتُهَا حَتَّى اسْتَثْبَتُّهَا، ثُمَّ حَالَ دُونَهَا فِرَاشُ الذَّهَبِ".
5841 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حكيم ابن الدَّيْلَمِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: " (وأنتم سامدون) قَالَ: كَانُوا يَمُرُّونَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَامِخِينَ، أَلَمْ تَرَ إِلَى الْعِجْلِ كَيْفَ يَخْطُرُ شَامِخًا".
44- سُورَةُ الْقَمَرِ
5842 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- "فِي قَوْلِهِ- عَزَّ وَجَلَّ-: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانشق القمر) قَالَ: قَدْ مَضَى انْشِقَاقُ الْقَمَرِ بِمَكَّةَ".
قلت: روايتان عن ابن مسعود (....) وجبير بن مطعم وأنس ( ... )
5843 - وبه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ "فِي قَوْلِهِ: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ ويولون الدبر) قَالَ: يَوْمُ بَدْرٍ. وَفِي قَوْلِهِ: (فَسَوْفَ يَكُونُ لزاماً) قَالَ: يَوْمُ بَدْرٍ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ.
5844 - وقال إسحاق بن راهويه: أبنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن قتادة أن عمر- رضي اللِّه عنه- قال: "لما نزلت: (سيهزم الجمع ويولون الدبر) فجعلت أقول: أي جمع يهزم؟! فلما كان يوم بدر ورأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يثب في الدرع ويقول:(6/279)
(سيهزم الجمع ويولون الدبر) فعرفت أنه هو".
5845 - قال معمر: فأخبرني أيوب، عن عكرمة مثله.
هذا منقطع.
5846 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شجاع، عن ابن جريج، عن عطاء قال: "أتيت ابن عباس وهو ينزع في زمزم وقد ابتلت أسافل ثيابه، فقلت له: قد تكلم في القدر. قال: قد فعلوها! ما نزلت هذه الآية إلا فيهم (ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر) أولئك شرار هذه الأمة، لا تعودوا مرضاهم، ولا تصلوا على موتاهم، إن أريتني أحداً، منهم لأفقأن عينه بأصبعي هاتين".
هذا إسناد رواته ثقات.
45- سورة الرَّحْمَنِ
5847 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجَرِيرِيِّ، عَنْ محمد بن سعد بن مالك "أن أبا الدرداء كان إذا قرأ هذه الآية (ولمن خاف مقام ربه جنتان) قال: فإن زنى وإن سرق؟ قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟! قال: وإن زنى وإن سرق. فقلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: نعم، وإن زنى وإن سرق، رغم أنف أبي الدرداء".
5847 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو نَصْرٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ ... فذكره.
قال أحمد بن منيع: هذا إذا تاب.(6/280)
5847 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يونس بن محمد، ثنا صدقة بن هرمز، عن الجريري، عن محمد بن سعد قال: "كنت عند أبي الدرداء قال: فقرأ علينا هذه الآية: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) وإن زنى وإن سرق، قلت: إن الناس لا يقرؤونها هكذا. فأعادها ثلاث مرار، قال: هكذا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ له: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟! فقرأها ثلاثاً: وإن زنى وإن سرق وإن رغم أنف أبي الدرداء، فلا أزال أقرؤها حتى ألقى الله- عز وجل- ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) .
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي التَّفْسِيرِ مِنْ طَرِيقِ الجريري به.
5848 - وقال مسدد: ثنا يحيى، ثنا شعبة، عن عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " (حور مقصورات في الخيام) قال: الدر المجوف".
46- سورة الواقعة وفضلها
5849 / 1 - قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا العباس بن الفضل، ثنا السري بن يحيى، ثنا شجاع، عن أبي طيبة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَرَأَ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً. فكان ابن مسعود يأمر بناته بقراءتها كل ليلة".
5849 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إسرائيل، ثنا محمد بن منيب العبدي، حدثني السري بن يحيى عن أبي طيبة، عن ابن مسعود قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ... فذكره.(6/281)
ذكره رزين في جامعه، وأبو القاسم الأصبهاني في كتابه بغير إسناد.
5850 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا نوح، عَنْ أَخِيهِ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ "في قول الله- عز وجل- (وطلح منضود) قال: الموز".
5851 - وقال أبو داود الطيالسي: ثنا شيبان، عن جابر، عن يزيد بن مرة، عن سلمة بن يزيد الجعفي- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - يقول: "في قول الله- عز وجل: (إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكاراً عرباً أتراباً) قال: من الثيب وغير الثيب". هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ.
5852 / 1 - قَالَ يونس: ثنا الطيالسي، وَثَنَا حَمَّادُ بْنُ زْيَدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عن عقبة بن صهبان، عن أبي بكرة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين) قال: كلتاهما من هذه الأمة".
وروى هذا الحديث الحجاج، عن حماد بن سلمة ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
5852 / 2 - رواه مسدد: مرفوعاً وموقوفاً فقال: ثنا خاقان بن عبد الله بن الأهتم، عن علي بن زيد، عن عقبة بن صهبان، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "فِي قوله تعالى: (ثلة من الأولين) ... " فذكره.
5852 / 3 - قَالَ مُسَدَّدٌ: وَثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ، سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ صَهْبَانَ يحدث عن أبي بكرة ... فذكره موقوفاً.(6/282)
قُلْتُ: مَدَارُ هَذِهِ الْأَسَانِيدِ عَلَى عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ، لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ "هُودٍ" مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ "أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَا شَيَّبَكَ؟ قَالَ: شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلَاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ".
47- سُورَةُ الْمُجَادَلَةِ
5853 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: "أَنَّ الْيَهُودَ أَتَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: السَّامُ، عَلَيْكَ. وَقَالُوا فِي أَنْفُسِهِمْ: لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-: (وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ الله ... ) فقرأ إلى قوله: (فبئس المصير) ".
5853 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثَنَا حَمَّادٌ ... فَذَكَرَهُ.
5853 / 3 - قَالَ: وَثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حماد، أبنا عطاء ... فذكره.
5854 / 1 - وقال إسحاق بن راهويه: أبنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "إِنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- لَآيَةً مَا عَمِلَ بِهَا أَحَدٌ قَبْلِي وَلَا يَعْمَلُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي آية النجوى (يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يدي نجواكم صدقة ... ) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. قَالَ: كَانَ عِنْدِي دِينَارٌ فَبِعْتُهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمٍ فَنَاجَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكُنْتُ، كُلَّمَا نَاجَيْتُهُ قَدَّمْتُ بَيْنَ يدي نجواي درهماً، ثم نسخت، فلم(6/283)
يعمل بها أحد فنزلت: (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ... ) إِلَى آخِرِ الْآيَةَ".
5854 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ ... فَذَكَرَهُ.
5855 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مَعَاوِيَةَ، ثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- حَدَّثَهُ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ظِلِّ حُجْرَةٍ مِنْ حُجَرِهِ وَعِنْدَهُ نفر من المسلمين قد كاد يقلص عَنْهُمُ الظِّلُّ فَقَالَ: إِنَّهُ سَيَأْتِيكُمْ إِنْسَانٌ، يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ بِعَيْنِ شَيْطَانٍ فَلَا تُكَلِّمُوهُ. قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ أَزْرَقُ فَدَعَاهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: عَلَامَ تَشْتُمُنِي أَنْتَ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ؟ ثُمَّ عَادَ عَلَيْهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ، قَالَ: فَذَهَبَ الرَّجُلُ فَدَعَاهُمْ فَحَلَفُوا بِاللَّهِ وَاعْتَذَرُوا إِلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عز وجل-: (يحلفون له كما يحلفون لكم ... ) ".
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
48- سَورَةُ الْحَشْرِ
5856 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا حَفْصٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبيِ الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عنه- قال: "رخص لهم، فِي قَطْعِ النَّخْلِ، ثُمَّ شُدِّدَ عَلَيْهِمْ فَأَتُوا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَيْنَا إِثْمٌ فِيمَا قَطَعْنَا أَوْ علينا، فِيمَا تَرَكْنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-: (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أصولها فبإذن اللَّهِ) .
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ سُفْيَانَ بْنِ وَكِيعِ.
5857 - وقال إسحاق بن راهويه: أبنا عبد الرزاق، أبنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّلُولِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كَانَ(6/284)
رَاهِبٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَتِهِ، وَأَنَّ امْرَأَةً كَانَ لها إخوة فعرض لها شيىء، فَأَتَوْهُ بِهَا، فَزَيَّنَتْ لَهُ نَفْسَهَا فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ، فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: اقْتُلْهَا؟ فَإِنَّهُمْ إِنْ ظهروا عليك افتضحت. فقتلها ودفنها فجاءوه وأخذوه، فَذَهَبُوا بِهِ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَمْشُونَ بِهِ إِذْ جَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: أَنَا الَّذِي زَيَّنْتُ لَكَ فَاسْجُدْ لِي سَجْدَةً أُنْجِيكَ. فَسَجَدَ لَهُ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ) ".
هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ، حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الله السلولي لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ، وَبَاقِي رُوَاةُ الْإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
49- سُورَةُ الْمُمْتَحَنَةِ
5858 / 1 - قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الْأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ: "سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمْتَحِنُ النِّسَاءَ؟ قَالَ: كَانَ إِذَا أَتَتْهُ الْمَرْأَةُ لِتُسْلِمَ حَلَّفَهَا بِاللَّهِ: مَا خَرَجْتِ بُغْضَ زَوْجِكِ، وَبِاللَّهِ مَا خَرَجْتِ الْتِمَاسَ دُنْيَا، وَبِاللَّهِ مَا خرجت رغبة في أرض إِلَى أَرْضٍ، وَبِاللَّهِ مَا خَرَجْتِ إِلَّا حُبًّا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، أَبُو نَصْرٍ لم يسمع ابن عباس، وقيس ضعيف.
5858 / 2 - رواه البزار: حدثنا عمر بن الخطاب، ثنا محمد بن يوسف، ثنا قيس ...(6/285)
فذكره بلفظ: "كانت المرأة إذا جاءت النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حَلَّفَهَا عُمَرُ بالله ... " فذكره.
5859 / 1 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ "أَنَّ أَبَا بَكْرٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ قُتَيْلَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَهِيَ أُمُّ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَدِمَتْ عَلَيْهِمْ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَيْنَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فَأَهْدَتْ إِلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قِرْطًا وَأَشْيَاءَ، فَكَرِهَتْ أَنْ تَقْبَلَ مِنْهَا حَتَّى أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَتْ ذَلِكَ له، فأنزل الله- عز وجك-: (لاينهاكم اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ) ".
5859 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ، ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "قَدِمَتْ قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَسَدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حَسْلٍ عَلَى بنتها أسماء بنت أبي بكر بهدايا وضباب وسمن وأقط، فلم تقبل هداياها ولم تدخلها مَنْزِلَهَا، فَسَأَلَتْ لَهَا عَائِشَةُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: (لاينهاكم اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ) فَأَدْخَلَتْهَا مَنْزِلَهَا وَقَبِلَتْ هَدَايَاهَا".
5860 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا مِنْدَلٌ، عَنِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَتَأَخَّرَتِ امْرَأَتُهُ فِي الْمُشْرِكِينَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ- (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ) يَقُولُ: إِن أَسْلَمَ رَجُلٌ وَأَبَتِ امْرَأَتُهُ فَلْيَتَزَوَّجْ إِنْ شَاءَ أَرْبَعًا سِوَاهَا".
50- سُورَةُ الصَّفِّ
5861 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ(6/286)
يَعْنِي: ابْنَ الْمُبَارَكِ- عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي هِلَالٌ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ حَدَّثَهُ- أَوْ قَالَ: حَدَّثَنِي- أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سلام قال: "تذاكرنا بيننا، فقلنا: أَيُّكُمْ يَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَيَسْأَلُهُ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللِّه- عَزَّ وَجَلَّ؟ فَهِبْنَا أَنْ يَقُومَ مِنَّا أَحَدٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا رجلاً حتى جمعنا، فجئنا يشير بعضعنا إلى بعض، فقرأ عَلَيْنَا سُورَةَ (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ) فَتَلَاهَا مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، قَالَ: فَتَلَاهَا عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا. قَالَ هِلَالٌ: فَتَلَاهَا عَلَيْنَا عَطَاءٌ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا. قَالَ يَحْيَى: فَتَلَاهَا عَلَيْنَا هِلَالٌ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا. قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: فَتَلَاهَا عَلَيْنَا يَحْيَى مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا".
5861 / 2 - قَالَ: وَثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، ثنا يحيى بن جمزة، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
51- سُورَةُ الْمُنَافِقِينَ
5862 - قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا هَوْذَةُ، ثَنَا عَوْفٌ قَالَ: "بَلَغَنِي فِي قَوْلِهِ - عَزَّ وَجَلَّ-: (إِذَا جَاءَكَ المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله) حتى بلغ (قاتلهم الله أنى يؤفكون) قَالَ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، وَكَانَ يَقُولُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي وَجْهِهِ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ- وَلَيْسَ بِمُوقِنٍ- واتخذ أيمانه جنة دون دمه وكان أتم الناس من لدن قرنه إلى قدمه وأثبته لساناً، وهو الذي قال الله فيهم: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عليهم هم العدو) يحسبون أَنَّ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ سَيَهْلِكُونَ بِهَا، لَا يُوقِنُونَ أَنَّ اللَّهَ مُظْهِرُهُ وَأَصْحَابَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، وأنه ممكن له في الأرض".(6/287)
5863 - وقال الحميدي: ثنا سفيان، ثنا أبو هارون المدني قال: "قال عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بْنِ سَلُولٍ لِأَبِيهِ: وَاللَّهِ لَا تَدْخُلِ الْجَنَّةَ أَبَدًا حَتَّى تَقُولَ: رَسُولُ اللَّهِ الْأَعَزُّ وَأَنَا الْأَذَلُّ. قَالَ: وَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ بلغني أنك تريد أن تقتل أبي فو الذي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا تَأَمَّلْتُ وَجْهَهُ قَطُّ هَيْبَةً له، ولئن شئت أن آتيك برأسه لأتيتك بِهِ؟ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَرَى قَاتِلَ أَبِي".
52- سورة الطلاق
5864 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أبنا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتْلُو عَلَيْهِ: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب) حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَةِ، فَجَعَلَ يَتْلُوهَا عَلَيَّ وَيُرَدِّدُهَا حَتَّى نَعَسَ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، كَيْفَ تَصْنَعُ إِنْ تَخْرُجْ مِنَ الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: إِلَى السَّعَةِ وَالدَّعَةِ، إِلَى مَكَّةَ، فَأَكُونُ حَمَامَةً مِنْ حَمَامِ مَكَّةَ. قَالَ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْ مَكَّةَ؟ قُلْتُ: إِلَى السَّعَةِ وَالدَّعَةِ إِلَى الشَّامِ وَالْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ. قَالَ: قُلْتُ: إِذًا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ أَضَعُ سَيْفِي عَلَى عَاتِقِي. قَالَ: أَوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟ تَسْمَعُ وَتُطِيعُ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا".
قلت: روى مسلم في صحيحه منه: "تسمع وتطيع وإن كان عبداً حبشيّاً" من طريق عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر.
ورواه النسائي في التفسير وابن ماجه في سننه من طريق كهمس بن الحسن به مقتصرين على ذكر الآية حَسْبُ.
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ مطولاً وتقدم في الإمارة في بَابٌ طَاعَةُ الْإِمَامِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، ورواه أحمد بن منيع أيضاً، وتقدم لفظه في كتاب الإمارة.(6/288)
5865 - وقال إسحاق بن راهويه: أبنا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي عَدَدِ النِّسَاءِ قَالُوا: قد بقي عدد من عدة النساء لم تذكر الصِّغَارُ، وَالْكِبَارُ اللَّاتِي قَدِ انْقَطَعَ عَنْهُنَّ الْحَيْضُ، وَذَوَاتُ الْحَمْلِ "فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْآيَةَ الَّتِي فِي سورة النساء القصرى: (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارتبتم) وَالَّتِي قَدْ يَئِسَتْ مِنَ الْمَحِيضِ عِدَّتُهَا ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ (وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أن يضعن حملهن) .
5866 - قال إسحاق: وأبنا يحيى بن آدم، عن الفضل بن مهلهل، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سالم قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ البقرة في عدة المطلقة وعدة المتوفى عنها زوجها، قال أبي: يَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... " فَذَكَرَ نحوه.
53- سورة التحريم
5867 - قال الحارث: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، ثَنَا مَعْمَرُ بْنُ أَبَانٍ، ثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قالت: "لما حلف أبو بكر ألا ينفق على مسطح فأنزل الله (قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم) فأحل يمينه وأنفق عليه".
5868 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يَزِيدُ، ثَنَا حميد الطويل، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ- رَضِيَ الله عنه-: "بَلَغَنِي بَعْضُ مَا أُدِينَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - لنسائه، فدخلت عليهن فجعلت أَسْتَقْرِئُهُنَّ وَأَعِظُهُنَّ، فَقُلْتُ فِيمَا أَقُولُ: وَاللَّهِ لَيَنْتَهِينَ أَوْ لَيُبْدِلَهُ اللَّهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى زَيْنَبَ فَقَالَتْ لِي: يَا عُمَرُ، أَمَا كَانَ فِيِّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا يَعِظُ نَسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَنَا أَنْتَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ (عَسَى رَبُّهُ إن طلقكن ... ) إلى آخر الآية".(6/289)
5869 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: وَثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "فِي قَوْلِهِ- عَزَّ وَجَلَّ-: (تَوْبَةً نَصُوحًا) قَالَ: يَتُوبُ مِنَ الذَّنْبِ ثُمَّ لَا يَعُودُ فيه".
هذا إسناد صحيح.
54- سورة تبارك الذي بيده الملك وفضلها
5870 / 1 - قال عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عن عمران القطان، عن قتادة، عن عباس الجشمي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ سُورَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- مَا هِيَ إِلَّا ثَلَاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ فَأَخْرَجَتْهُ مِنَ النَّارِ، وَأَدْخَلَتْهُ الْجَنَّةَ وَهِيَ سُورَةُ تبارك".
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
5870 / 2 - رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ: كُلُّهُمْ من طريق عباس الجشمي به بِلَفْظِ: "شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ".
5871 - قَالَ عبد بن حميد: وثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ، ثَنَا أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ "أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ لِرَجُلٍ: أَلَا أُطْرِفُكَ بِحَدِيثٍ تَفْرَحُ بِهِ؟ قَالَ الرجل: بلى يا أبا عَبَّاسٍ رَحِمَكَ اللَّهُ. قَالَ: اقْرَأْ "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ" وَاحْفَظْهَا، وَعَلِّمْهَا أَهْلَكَ وَجَمِيعَ وَلَدِكَ، وَصِبْيَانَ بَيْتِكَ وَجِيرَانَكَ؟ فَإِنَّهَا الْمُنَجِّيَةُ، وَهِيَ الْمُجَادِلَةُ تُجَادِلُ وَتُخَاصِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّهَا لِقَارِئِهَا، وتطلب إلى ربها أن ينجيه مِنَ النَّارِ إِذَا كَانَتْ فِي جَوْفِهِ، وَيُنَجِّي اللَّهُ بِهَا صَاحِبَهَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ".(6/290)
5872 - قَالَ: وَثَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، قَالَ عِكْرِمَةُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَوَدِدْتُ أَنَّهَا فِي قَلْبِ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ أُمَّتِي"- يَعْنِي: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) .
قُلْتُ: رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ بعده هذا الْمَتْنَ الْأَخِيرَ حَسْبُ وَعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ في كتاب الترغيب والترهيب، وخالف ذَلِكَ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ فَرَوَاهُ عَنْ سَلَمَةَ بن شبيب، ثنا إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (لَوَدِدْتُ أَنَّهَا فِي قَلْبِ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ أُمَّتِي- يعني: يس". قال البزار: لا نعلمه يروى إلا عن ابن عباس بهذا الإسناد، وإبراهيم لم يتابع على أحاديثه. قلت: ضعفه غير واحد، ولينه أبو داود.
وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ السَّجْدَةِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ لَا يَنَامُ حَتَّى يقرأ سورة "تَنْزِيلَ السَّجْدَةِ" "وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ". وَتَقَدَّمَ فَيهِ مِنْ قَوْلِ طَاوُسٍ: "أَنَّهُمَا فُضِّلَتَا على كل سورة في الْقُرْآنِ بِسِتِّينَ حَسَنَةً".
55- سُورَةُ ن
5873 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ رَوْحُ بْنُ جَنَاحٍ عَنْ مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -: "يوم يكشف عن ساق) قَالَ: عَنْ نُورٍ، عَظِيمٍ، يَخِرُّونَ لَهُ سُجَّدًا".(6/291)
هذا إسناد رواته ثقات.
56- الحاقة
5874 - قال إسحاق بن راهويه: أبنا عبد الرزاق، أبنا عمران أبو الهذيل، أبنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أبيه: "في قول الله- عَزَّ وَجَلَّ-: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثمانية ... ) الْآيَةَ قَالَ: هُمْ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَحْمِلُونَهُ عَلَى أَكْتَافِهِمْ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ وُجُوهٍ: وَجْهُ ثَوْرٍ، وَوَجْهُ أَسَدٍ، وَوَجْهُ نِسْرٍ، وَوَجْهُ إِنْسَانٍ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ أَجْنِحَةٍ، فَأَمَّا جَنَاحَانِ فَعَلَى وَجْهِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى العرش فيصعق، وأما جناحان فينتهضوا بِهِمَا لَيْسَ لَهُمْ كَلَامٌ إِلَّا: قَدِّسُوا اللَّهَ الْقَوِيَّ الْعَلِيَّ، قَدْ مَلَأَتْ عَظَمَتُهُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ".
هَذَا مَوْقُوفٌ ضَعِيفُ الْإِسْنَادِ.
5875 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا إِسْحَاقُ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرَةَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "فِي قَوْلِهِ- عَزَّ وَجَلَّ-: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فوقهم يومئذ ثمانية ... ) قَالَ: ثَمَانِيَةُ أَمْلَاكٍ فِي صُورَةِ الْأَوْعَالِ".
57- سُورَةُ سَأَلَ سَائِلٌ
5876 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ "فِي قَوْلِ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ-: (نزاعة للشوى) قَالَ: لَحْمُ السَّاقَيْنِ".(6/292)
58- سورة الجن
5877 / 1 - قال إسحاق بن راهويه: أبنا عبد الرزاق، أبنا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بن عبدان الثَّقَفِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ- رَضِيَ اللَّهُ عنه-: "حدثت أَنَّكَ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْلَةَ الْجِنِّ. فَقَالَ: أَجَلْ ... " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ- يَعْنِي نَحْوَ حَدِيثِ عَلْقَمَةَ وَقَالَ: "خَطَّ عليَّ خطَّاً، وَقَالَ: لَا تَبْرَحْ. فَلَمَّا جَاءَ قَالَ لِي: لَوْ خَرَجْتَ مِنَ الْخَطِّ لَمْ آمَنْ أَنْ يَتَخَطَّفَكَ بَعْضُهُمْ، وَقَالَ: الْجِنُّ تَشَاجَرُوا في قتيل بَيْنَهُمْ. فَقَضَى بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ، فَقَالَ: رَأَيْتُهُمْ مُسْتَثْفِرِينَ بثياب بعض، وقال: هم من نصيبين حين سألوه الزاد".
5877 / 2 - قال: وأبنا جَرِيرٌ، ثَنَا قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ "انْطَلَقَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَانْطَلَقَ بِي مَعَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْبَرَّازِ، ثم خط لي خطّاً فَقَالَ: لَا تَبْرَحْ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ. فَمَا جَاءَ حَتَّى جَاءَ السَّحَرُ فَقَالَ: أُرْسِلَتْ إِلَيَّ الْجِنُّ. فَقُلْتُ: فَمَا هَذِهِ الْأَصْوَاتُ الَّتِي أَسْمَعُهَا؟ قَالَ: هِيَ أَصْوَاتُهُمْ حِينَ وَدَّعُونِي وَسَلَّمُوا عَلَيَّ". هذا إسناد ضعيف؟ لضعف قابوس بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ.
5878 / 1 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ عِكْرِمَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "فِي قَوْلِ اللَّهِ- عَزَّ وجل-: (كادوا يكونون عليه لبداً) قَالَ: ذَلِكَ بِنَخْلَةَ، وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي وَيَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ، رَكِبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ. قَالَ سُفْيَانُ: مِثْلُ اللِّبَدِ بَعْضُهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ".(6/293)
5878 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا بن عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ "فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ) قَالَ الزُّبَيْرُ: ذَلِكَ بِنَخْلَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ (كَادُوا يكونون علينا لبداً) ".
5878 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: " (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ) وقرئ على سفيان، عن الزبير: (نفراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ) قَالَ: بِنَخْلَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي الْعِشَاءَ الآخرة (كادوا يكونون عليه لبداً) قَالَ سُفْيَانُ: اللِّبَدُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ".
59- سُورَةُ الْمُزَّمِّلِ
5879 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- "في قوله عز وجلِ: (ورتل القرآن ترتيلاً" قال: بينه تبياناً". هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ" لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى.
5880 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: "كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ وَجَدَ مَا قَالَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-: (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلاً) ".
5881 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: وَثَنَا إِبْرَاهِيمُ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، ثَنَا الْأَعْمَشُ "أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: "إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وَأَصْوَبُ قِيلًا" فَقَالَ لَهُ(6/294)
رجل: إنما نقرؤها: (وأقوم قيلاً) فَقَالَ: إِنَّ أَقْوَمَ، وَأَصْوَبَ، وَأَهْيَأَ، وَأَشْبَاهُ هَذَا وَاحِدٌ".
5882 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ، ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: "لَمَّا نَزَلَتْ: (وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قليلاً) لَمْ يَكُنْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِتَدْلِيسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.
65- سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ
5883 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- "فِي قَوْلِ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ-: (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فذلك يومئذ يوم عسير) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ وَحَنَى جَبْهَتَهُ حَتَّى يُؤْمَرَ فَيَنْفُخَ؟! فَقَالَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ نَقُولُ؟ قَالَ: قُولُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا".
قُلْتُ: رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.(6/295)
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ.
5884 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ سَيْفٍ، سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: "بَيْنَمَا ابْنُ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- جَالِسٌ فِي حَوْضِ زَمْزَمَ وَالنَّاسُ يَسْأَلُونَهُ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ (وَاللَّيْلِ إذ أدبر) فسكت، فلما ثوب المؤذن ونادى الْمُنَادِي قَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ؟ عَنِ اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ؟ قَالَ: قَدْ دَبَرَ اللَّيْلُ".
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ
61- سُورَةُ الْقِيَامَةِ وَمَا يُقَالُ بَعْدَهَا
5885 - قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، حَدَّثَنِي أَعْرَابِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: قال أبو القاسم: "إذا قرأ أحدكم ب "لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ" فَأَتَى عَلَى آخِرِهَا (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى) فليقل: بلى، وإذا قرأ "والْمُرْسَلاتِ عُرْفًا" فَأَتَى عَلَى آخِرِهَا (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بعده يؤمنون) فليقل: آمنا بالله، وإذا قرأ "والتين وَالزَّيْتُونِ" فَأَتَى عَلَى آخِرِهَا (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الحاكمين) فَلْيَقُلْ: بَلَى- وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: بَلَى، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ".
قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ إِسْمَاعِيلُ: "فَاسْتَعَدْتُ الْأَعْرَابِيَّ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، أَتَرَانِي لَمْ أَحْفَظْهُ؟ لَقَدْ حَجَجْتُ سَبْعِينَ حجة، ما منها حجة إِلَّا وَأَنَا أَعْرِفُ الْبَعِيرَ الَّذِي حَجَجْتُ عَلَيْهِ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.(6/296)
رَوَى أَبُو دَاوُدُ وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْهُ الْجُمْلَةَ الْأَخِيرَةَ دُونَ بِاقِيهِ مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ بِهِ.
62- سُورَةُ وَالْمُرْسَلَاتِ وَمَا يُقَالُ بَعْدَهَا
تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ هود والواقعة "أن أبا بكر الصديق سَأَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَا شَيَّبَكَ؟ قَالَ: شَيَّبَتْنِي هُودٌ، وَالْوَاقِعَةُ، وَالْمُرْسَلَاتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ".
5886 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - في سفح الجبل وهو قائم يصلي وهم نيام إذ مرت به حية فاستيقظنا وَهُوَ يَقُولُ: مَنَعَهَا مِنْكُمُ الَّذِي مَنَعَكُمْ مِنْهَا قَالَ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- عَلَيْهِ (وَالْمُرْسَلاتِ عرفاً فالعاصفات عصفاً) فَأَخَذْتُهَا وَهِيَ رَطْبَةٌ مِنْ فِيهِ- أَوْ مِنْ فُوهٍ رَطْبٍ بِهَا".
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
5887 - وَقَالَ إسحاق بن راهويه: أبنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "الْعَاصِفَاتُ عَصْفًا: الرِّيَاحُ ... " فَذَكَرَهُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ.
قُلْتُ: وَتَقَدَّمَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: "إِذَا قَرَأَ أَحَدُكُمْ (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا) فَأَتَى عَلى آخرها (فبأي حديث بعده يؤمنون) فَلْيَقُلْ: آمَنَّا بِاللَّهِ".(6/297)
63- سُورَةُ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ
5888 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عمران الأخنسي، ثنا محمد بن فضيل، أبنا الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- "فِي قَوْلِ اللَّهِ- عَزَّ وجل-: (وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجاً) قَالَ: الْمُعْصِرَاتُ: الرِّيَاحُ، ثَجَّاجًا: قَالَ: مُنْصَبًّا".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ الْكَلْبِيِّ.
5889 / 1 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا مَرْوَانُ، عَنْ جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي قَوْلِ اللَّهِ- عز وجل-: (لابثين فيها أحقاباً) قَالَ: الْحُقْبُ أَلْفُ شَهْرٍ، وَالشَّهْرُ ثَلَاثُونَ يَوْمًا، والسنة ثلاثمائة وَسِتُّونَ يَوْمًا، وَالْيَوْمُ أَلْفُ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، والحقب ثلاثون ألف ألف سنة".
هذا إسناد ضعيف، لضعف جعفر، والقاسم هو ابن عبد الرحمن.
رواه الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مردويه في تفسيرهما من طريق جعفر به.
5889 / 2 - وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ: مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ: " (لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا) قَالَ: الْحُقْبُ ثَمَانُونَ سنة".
وفي سنده الحجاج بن نصير، وهو ضعيف.
ورواه ابْنُ عَدِيٍّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ بِسَنَدٍ ضعيف.(6/298)
64- سُورَةُ وَالنَّازِعَاتِ
5890 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا وَكِيعٌ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْطُفَيْلِ بْنِ أُبَيٍّ عَنْ أَبِيهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - "جاءت، الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ".
65- سُورَةُ التَّكْوِيرِ
تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ هُودٍ وَالْوَاقِعَةِ "أن أبا بكر الصديق سَأَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَا شَيَّبَكَ؟ قَالَ: شَيَّبَتْنِي هُودٌ، وَالْوَاقِعَةُ، وَالْمُرْسَلَاتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ".
5891 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أبنا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ "سَمِعْتُ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يقول: (وإذا النفوس زوجت) قَالَ: تَزْوِيجُهَا أَنْ يُؤَلَّفَ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى شِيعَتِهِمْ".
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.
5892 - وَقَالَ إِسْحَاقُ بن راهويه: أبنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: فَقَالَ: "فَمَا الْجَوَارِ الْكُنَّسِ؟ قَالَ: الْكَوَاكِبُ".
ذَكَرَهُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِجَهَالَةِ بعض رواته.(6/299)
66- سُورَةُ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ
5893 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا هُشَيْمٍ، ثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- "أَنَّهُ قَالَ: (لتركبن طبقاً عن طبق) قَالَ- يَعْنِي نَبِيَّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يَقُولُ: حَالًا بَعْدَ حَالٍ".
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، أَبُو بِشْرٍ هُوَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ.
قُلْتُ: رَوَاهُ جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ بِهِ، وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ طَرِيقِ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ... فَذَكَرَهُ.
5894 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو رَافِعٍ قَالَ: "صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- الْعِشَاءَ فَقَرَأَ: "إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ" فَسَجَدَ فِيهَا".
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَأَبُو رَافِعٍ هو الصائغ.
وله شاهد ضعيف من حديث عبد الرحمن بن عوف مرفوعاً ونقلته في آخر باب سجود التلاوة، وتقدم فيه عن عمر أنه قال: "ليس في المفصل سجود"، ورواته ثقات.
67- سُورَةُ الْبَلَدِ
5895 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "أَيَحْسِبُ أَنْ لن يقدر عليه أحد"(6/300)
(أَيحْسِبُ أن لم يره أحد) هذا إسناد ضعيف.
68- سورة والضحى
5896 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ الْأَعْوَرُ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أُمِّهَا- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَكَانَتْ خَادِمَ رَسوُلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَنَّ جَرْوًا دَخَلَ بَيْتَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَخَلَ تَحْتَ السَّرِيرِ فَمَاتَ، فَمَكَثَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ لَا يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فَقَالَ: يَا خَوْلَةُ، مَا حَدَثَ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جِبْرِيلُ لَا يَأْتِينِي، فَمَا حَدَثَ فِي بَيْتِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا أَتَى عَلَيْنَا يَوْمٌ أخير، مِنَّا الْيَوْمَ. قَالَ: فَأَخَذَ بُرْدَيْهِ فَلَبِسَهُمَا وَخَرَجَ، فقلت في نَفْسِي: لَوْ هَيَّأْتُ الْبَيْتَ وَكَنَسْتُهُ، فَأَهْوَيْتُ بِالْمِكْنَسَةِ تَحْتَ السَّرِيرِ فَإِذَا بِشَيْءٍ ثَقِيلٍ فَلَمْ أَزَلْ أُهَيِّئُهُ حَتَّى بَدَا لِيَ الْجَرْوُ مَيِّتًا، فَأَخَذْتُهُ بيدي فألقيته خلف الدار، فجاء نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَرْعُدُ لحيته، وكان إذا أنزل عَلَيْهِ اسْتَبْطَنَتْهُ الرَّعْدَةُ، فَقَالَ: يَا خَوْلَةُ، دَثِّرِينِي. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ (وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ما ودعك ربك وما قلى) إلى قوله: (يعطيك ربك فترضى) فَقَامَ مِنْ نَوْمِهِ فَوَضَعْتُ لَهُ مَاءً فَتَطَهَّرَ وَلَبِسَ بُرْدَيْهِ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
69- سُورَةُ الْعَلَقِ
سيأتي مطولاً في كتاب علامات النبوة في باب بدء أَمْرِهِ.
70- سُورَةُ الْقَدْرِ
5897 / 1 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثنا هشيم، أبنا حُصَيْنٌ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "نَزَلَ الْقُرْآنُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مِنَ السَّمَاءِ الْعُلْيَا إلى السماء(6/301)
الدُّنْيَا جُمْلَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ فُرِّقَ فِي السِّنِينَ، وَتَلَا ابْنُ عَبَّاسٍ: (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) قَالَ: نَزَلَ مُتَفَرِّقًا".
5897 / 2 - قَالَ: وَثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ سَمِعْنَاهُ يَرْوِي عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "أُنْزِلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً مِنَ اللَّوْحِ المحفوظ إلى سماء الدُّنْيَا، ثُمَّ أَنْزَلَهُ جِبْرِيلُ بَعْدُ عَلَى مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَانَ فِيهِ مَا قال للمشركين، وردّاً عَلَيْهِمْ".
5897 / 3 - رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: ثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ "فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) قال: أنزل الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ جُمْلَةً وَاحِدَةً إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، وَكَانَ بِمَوْقِعِ النُّجُومِ وَكَانَ اللَّهُ- عز وجل- ينزله على رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْضُهُ فِي إِثْرِ بَعْضٍ، فَقَالَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-: (وَقَالَ الَّذِينَ كفروا لولا نزل عليه القرآن جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ ترتيلاً) ".
5897 / 4 - وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ: ثَنَا أَبُو عَبْدِ الله الحافظ إملاء ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي التَّفْسِيرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ جَرِيرٍ بِهِ.
قَالَ الْمِزِّيُّ: لَيْسَ فِي الرِّوَايَةِ.
71- سُورَةُ الزَّلْزَلَةِ
5898 - قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: أبنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ قَالَ: "بَيْنَا أَبُو بَكْرٍ- رَضِيَ الله(6/302)
عنه- يتغدى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) فَأَمْسَكَ أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكُلُّ مَا عَمِلْنَاهُ مِنْ سُوءٍ رَأَيْنَاهُ؟ فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ مِمَّا تَكْرَهُونَ، فَذَلِكَ مِمَّا تُجْزَوْنَ به، ويؤخر الْخَيْرُ لِأَهْلِهِ فِي الْآخِرَةِ".
أَخْرَجَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بِمَعْنَاهُ فِي سُؤَالِهِ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: (لَيْسَ بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب) مِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ الصِّدِّيقِ، وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ بَعْضَهُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ وَالطَّرِيقُ الَّتِي سُقْنَاهَا صَحِيحَةٌ إِنْ كَانَ أَبُو أَسْمَاءَ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ.
5899 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، سمعت الحسن يَقُولُ: حَدَّثَنِي صَعْصَعَةُ عَمُّ الْفَرَزْدَقِ أَنَّهُ قَالَ: "قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ (فَمَنْ، يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أُبَالِي أَلَّا أَسْمَعَ غَيْرَهَا، حَسْبِي حَسْبِي".
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
5899 / 2 - رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي التَّفْسِيرِ: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ بِهِ.
72- سُورَةُ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ
5900 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْبَصْرِيُّ، ثنا أشعث بن براز،(6/303)
عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ عَنْهُ؟! سُيُوفُنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا ... " قَالَ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
5900 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مِنْ حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتْ (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) فَقَرَأَهَا حَتَّى بَلَغَ (لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ، وإنما هُمَا الْأَسْوَدَانِ: الْمَاءُ وَالتَّمْرُ، وَسُيُوفُنَا عَلَى رِقَابِنَا، وَالْعَدُوُّ حَاضِرٌ، فَعَنْ أَيِّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ؟! قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ".
73- سُورَةُ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ
5901 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا قَبِيصَةُ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقرأ: "لإيلاف قريش إيلافهم رَحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ".
5901 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، ثَنَا عِيسَى بْنُ يونس، ثنا عبيد الله بن أبي زياد الْقَدَّاحُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِتِ يَزِيدَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ) وَيْحَكُمْ يَا قُرَيْشُ اعْبُدُوا رَبَّ هَذَا البيت الذي أطعمكم، من جوع وآمنكم من خوف".(6/304)
74- سُورَةُ الْكَوْثَرِ
فِيهِ حَدِيثُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَسَيَأْتِي فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ.
5902 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "دَخَلْتُ الجنة فإذا أنا بنهر يجري، حافتاه خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ، قَالَ: فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى الطِّينِ، فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ".
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي التَّفْسِيرِ مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ بِهِ.
75- سُورَةُ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَفَضْلُهَا
5903 / 1 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يُحَدِّثُ قَالَ: "إِنِّي لَأَسِيرُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ، فَسَمِعَ قارئاً يقرأ: (قل يا أيها الْكَافِرُونَ) فَقَالَ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ. ثُمَّ سِرْنَا قَرِيبًا، فَسَمِعَ قَارِئًا يَقْرَأُ: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" فَقَالَ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ غُفِرَ لَهُ. قَالَ: فَكَفَفْتُ رَاحِلَتِي لِأَنْظُرَ مَنِ الرَّجُلُ فَأُبَشِّرُهُ، فَنَظَرْتُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا".
5903 / 2 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ... فَذَكَرَهُ.
5903 / 3 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا وكيع، عن سفيان، عن مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ سَمِعْتُ شَيْخًا فِي إِمَارَةِ ابْنِ أُمِّ الْحَكَمِ يُحَدِّثُ قَالَ: "بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... " فذكره إلى قوله: "فقد غفر له".(6/305)
5903 / 4 - قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى: عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ ... فذكر حديث ابن أبي شيبة.
وهو إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
5904 - قَالَ مُسَدَّدٌ: وَثَنَا الْجَرِيرِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ هُوَ فِيهِمْ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بضعاً وعشرين مرة، يقول: نعم السورتان يقرأ بهما في الركعتين: "الأحد الصمد" و "قل يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
5905 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا جُبَارَةُ، ثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ مَيْمُونٍ، أَنَّ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "ألا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَلِمَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنَ الْإِشْرَاكِ بِاللَّهِ: تقرؤون: "قل يا أيها الْكَافِرُونَ" عِنْدَ مَنَامِكُمْ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ جُبَارَةَ بْنِ الْمُغَلِّسِ.
76- سُورَةُ النَّصْرِ
5906 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، سَمِعَ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ والفتح" قَرَأَهَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى ختمها، ثم قال: أنا وأصحابي خير والناس خير، لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ- وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى الْمَدِينَةِ- فَقَالَ: كَذَبْتَ. وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ، وَهُمَا مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَقَالَ: أَبُو سَعِيدٍ: أَمَا إِنَّ هَذَيْنِ لَوْ شَاءَا لَحَدَّثَاكَ وَلَكِنْ هَذَا يَخْشَى أَنْ تَنْزِعَهُ عَنْ عِرَافَةِ قَوْمِهِ، وَهَذَا يَخْشَى أَنْ تَنْزَعَهُ عَنِ الصَّدَقَةِ يَعْنِي- زَيْدَ بْنَ ثابت- قال: فرفع عليه الدِّرَّةَ فَلَمَّا رَأَيَا ذَلِكَ قَالَا: صَدَقَ".
5906 / 2 - وَبِهِ: عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ- إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَعِنْدَهُ(6/306)
زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ".
5907 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتْ "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: نُعِيتُ إِلَى نَفْسِي بِأَنِّي مَقْبُوضٌ فِي تِلْكَ السَّنَةِ".
5907 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا محمد بن فُضَيْلٍ ... فَذَكَرَهُ.
5908 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا البهلول بن مرزوق، السَّامِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ بِمِنًى فِي وَسْطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ" قَالَ: فَعَرَفَ أَنَّهُ الوداع فأمر راحلته القصواء فَرَحَلَتْ لَهُ، ثُمَّ رَكِبَ فَوْقَفَ بِالنَّاسِ بِالْعَقَبَةِ، ثُمَّ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ الْمسُلِْمِينَ فَحَمِدَ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ - وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْلٌ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّ كُلَّ دَمٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ هَدْرٌ، وأول دمائكم أَضَعُ دَمُ إِيَّاسَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، كان مسترضعاً في بني ليث فقتلته هذيل، وإن أول ربا أضعه رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ وَهُوَ الْيَوْمَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَعِدَّةُ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، شهر مضر الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، وَذُو الْقِعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ: (ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضل بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ ما حرم الله) فَيُحِلُّونَ صَفَرًا عَامًا، وَيُحَرِّمُونَ الْمُحَرَّمُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَ الصفر عَامًا، وَيُحِلُّونَ الْمُحَرَّمَ عَامًا، فَذَلِكَ النَّسِيءُ الَّذِي قَالَ رَبُّكُمْ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ وَدِيعَةٌ فَلْيُؤَدِّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا، يا أيها النَّاسُ، إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ ببلادكم آخر الزمان وقد يرض منكم بمحقرات الْأَعْمَالَ، أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ النِّسَاءَ عِنْدَكُمْ عَوَانٌ، أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ(6/307)
بِكَلِمَةِ اللَّهِ، لَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقٌّ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ حق، ومرجعكم عليهن أَنْ لَا يُوَطِّئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ، وَلَا يَعْصِينَكُمْ فِي مَعْرُوفٍ، فَإِذَا فَعَلْنَ ذَلِكَ فَلَيْسَ لَكُمْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلٌ، وَرِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ ضَرَبْتُمُوهُنَّ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا مِنِّي تَعِيشُوا لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مِنْ مَالِ أَخِيهِ شَيْءٌ إِلَّا مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُهُ، أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابُ اللَّهِ فَاعْتَصِمُوا بِهِ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ حَرَامٌ. قَالَ: فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا بَلَدٌ حَرَامٌ. قَالَ: فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ. قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ، حَرَامٌ كَحُرْمَةِ هَذَا الْيَوْمِ فِي هَذَا الْبَلَدِ، وَهَذَا الشَّهْرِ، أَلَا لِيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ، وَلَا أُمَّةَ بَعْدَكُمْ. ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ بَلَّغْتُ".
وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَنْهُ أَبُو يعلى، وتقدم لفظه فِي الْحَجِّ فِي بَابٌ خُطْبَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بمنى.
77- سُورَةُ تَبَّتْ يَدَا
5909 / 1 - قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا الوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قالت: "لما نزلت "تبت يدا أبي لهب" أَقْبَلَتِ الْعَوْرَاءُ أُمُّ جَمِيلٍ ابْنَةُ حَرْبٍ وَلَهَا ولولة وفي يدها فهر، وهي تقول: مذمم أَبَيْنَا، وَدِينَهُ قَلَيْنَا، وَأَمْرَهُ عَصَيْنَا. وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمّ قَرَأَ قُرْآنًا وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَقْبَلَتْ وَأَنَا أَخَافُ أَنْ تَرَاكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي. وَقَرَأَ قُرْآنًا اعْتَصَمَ بِهِ كَمَا قَالَ وَقَرَأَ: (وَإِذَا قَرَأْتَ القرآن جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حجاباً مستوراً) فَأَقْبَلَتْ حَتَّى وَقَفَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَلَمْ تَرَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: يا أبا بكر، إني قد أُخْبِرْتُ أَنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِي. فَقَالَ: لَا وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ مَا هَجَاكِ. قَالَ: فَوَلَّتْ وَهِيَ تَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي بِنْتُ سَيِّدِهَا. قَالَ: وَقَالَ الْوَلِيدُ فِي حَدِيثِهِ- أَوْ قَالَهُ غَيْرُهُ-: فَعَثَرَتْ أُمُّ جَمِيلٍ وَهِيَ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي مِرْطِهَا فَقَالَتْ: تَعِسَ مُذَمَّمٌ. فَقَالَتْ أُمُّ حَكِيمٍ ابْنَةُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: إِنِّي لَحَصَانٌ فَمَا أكلم، وثقات فما أعلم وكلتانا مِنْ بَنِي الْعَمِّ، ثُمَّ قُرَيْشٌ بَعْدُ أَعْلَمُ".(6/308)
5909 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ الْوَلِيدُ بْنِ تَدْرُسَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: "لَمَّا نَزَلَتْ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ... " فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ.
5910 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ مُوسَى الطَّوْسِيُّ، ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتْ "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ" جَاءَتِ امْرَأَةُ أَبِي لَهَبٍ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا امْرَأَةٌ بَذِيئَةٌ، وَأَخَافُ أَنْ تُؤْذِيَكَ فَلَوْ قُمْتَ. قَالَ: إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي. فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِي. قَالَ: مَا يَقُولُ الشِّعْرَ. قَالَتْ: أَنْتَ عِنْدِي مُصَدَّقٌ. وَانْصَرَفَتْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لَمْ تَرَكَ! قَالَ: مَا زَالَ مَلَكٌ يَسْتُرُنِي بِجَنَاحِهِ".
5910 / 2 - قَالَ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطَّوْسِيُّ، ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
5910 / 3 - رَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ... فَذَكَرَهُ.
5910 / 4 - قَالَ: وَثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَا: ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
5910 / 5 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحيِحِهِ: أبنا أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
78- سُورَةُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَفَضْلُهَا
فِيهِ الْأَحَادِيثُ الْمَذْكُورَةُ فِي سُورَةِ "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ".
5911 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عُمَيْرٍ - مَوْلَى بَنِي عَدِيٍّ- سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ؟(6/309)
قيل: يا رسول الله، وَمَنْ يُطِيقُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ؟ قال: يقرأ "قل هو الله أحد" و"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ" و"َقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ" فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنَ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ.
5912 / 1 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ- أَوْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَرَأَ: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ القرآن".
5912 / 2 - قال: وثنا يزيد بن هارون، أبنا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن أبي ابن كعب قال: "قل هو اللَّهُ أَحَدٌ" تُعَدُّ ثُلُثَ الْقُرْآنِ".
5912 / 3 - قَالَ: وَثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي أمامة، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ"، فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، وَكُتِبَ لَهُ حَسَنَاتٌ بِعَدَدِ مَنْ آمَنَ وَأَشْرَكَ". قلت: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ طَرِيقِ حصين عن ابن أبي ليلى بِهِ.
5913 / 1 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: وَثنا يَزِيدُ بْنُ هارون، أبنا الْعَلَاءُ أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِتَبُوكَ، فَطَلَعَتِ الشَّمْسُ بضياء ونور وشعاع لم نراها طَلَعَتْ فِيمَا مَضَى، فَأَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لَهُ: يَا جِبْرِيلُ، مالي أرى الشمس اليوم طلعت بضياء، وَنُورٌ وَشُعَاعٌ لَمْ أَرَهَا طَلَعَتْ بِهِ فِيمَا مَضَى؟ قَالَ: ذَاكَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيَّ مَاتَ الْيَوْمَ، فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ قَالَ: وَفِيمَ ذَاكَ؟ قَالَ: كَانَ يُكْثِرُ قِرَاءَةَ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد" بالليل والنهار(6/310)
وفي مَمْشَاهُ وَقِيَامِهِ وَقُعُودِهِ فَهَلْ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أَقْبِضَ لَكَ الْأَرْضَ فَتُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟ قال: نعم. قال: فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ رَجَعَ".
5913 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّامِيُّ بِعَبَادَانَ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ- مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ الجامع بالبصرة عبدي- عن محبوب بن هلال، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَاتَ مُعَاوِيَةُ بْنُ مَعَاوِيَةَ اللَّيْثِيُّ، أَفَتُحِبُّ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ الْأَرْضَ، فَلَمْ تَبْقَ شَجَرَةٌ وَلَا أَكْمَةٌ إِلَّا تَضَعْضَعَتْ، فَرَفَعَ سَرِيرَهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَخَلْفَهُ صفان من الملائكة، في كل صف لسبعون أَلْفَ مَلَكٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا جبريل، بم نَالَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ مِنَ اللَّهِ؟ قَالَ: بِحُبِّهِ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" وَقِرَاءَتِهِ إِيَّاهَا ذَهَابًا وإياباً وقائماً وقاعداً وعلى كُلِّ حَالٍ".
5913 / 3 - قَالَ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ... فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "أَلْفُ مَلَكٍ".
5913 / 4 - وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سننه: أبنا أبو محمد عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ قال: أبنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ... فَذَكَرَهُ.
5913 / 5 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ هِلَالٍ، عن ابن أَبِي مَيْمُونَةَ- يَعْنِي عَطَاءً ... فَذَكَرَهُ.
5913 / 6 - وَرَوَاهُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ فِي كِتَابِ صَفْوَةِ الصَّفْوَةِ: أبنا أبو بكر بن أبي طاهر، أبنا الجوهري، أبنا ابن حيوية، أبنا ابن معروف، أبنا ابن الفهم، ثنا محمد بن سعد، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ... فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيَّ مَاتَ بالمدينة اليوم.(6/311)
5914 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْبَرَّادِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيب، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "خَرَجْنَا فِي ليلة مطيرة مظلمة شديدة نطلب رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِيُصَلِّيَ لَنَا قَالَ: فَأَدْرَكْتُهُ. فَقَالَ: قُلْ. فَلَمْ أَقُلْ شيئاً، قَالَ: قُلْ. فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: قُلْ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا أَقُولُ؟ قَالَ: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ".
5915 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا عبد العزيز بن أبان، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَسَّانٍ، قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لِي: قُلْ. فَقُلْتُ: مَا أَقُولُ؟ قَالَ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" فَقَرَأْتُهَا. ثُمَّ قال: قل. فقلت: مَا أَقُولُ؟ قَالَ "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ" فقرأتها ثم قال لي: قُلْ. قُلْتُ: مَا أَقُولُ؟ قَالَ "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ" فَقَرَأْتُهَا. ثُمَّ قَالَ: مَا تَعَوَّذَ الْمُتَعَوِّذُونَ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْهَا".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ صَالِحِ بْنِ حَسَّانٍ.
5916 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَبْهَانَ، عَنْ أَبِي شَدَّادٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ثَلَاثٌ مِنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ الْإِيمَانِ دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، وَزُوِّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ حَيْثُ شَاءَ: مَنْ عَفَا عَنْ قَاتلِهِ، وَأَدَّى دَيْنًا خَفِيًّا، وَقَرَأَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحْدٌ" قَالَ: فَقَالَ أبو بكر: أو إحداهن يا رسول الله؟ قال: أو إحداهن".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، أَبُو شَدَّادٍ مَجْهُولٌ، مَا عَلِمْتُهُ بِعَدَالَةٍ وَلَا جَرْحٍ، وَعُمَرُ بْنُ نَبْهَانَ مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ.
5917 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: وَثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ قيس، أخبرني محمد العطار، أخبرتني أم كثير الأنصارية-، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عن(6/312)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ قَرَأَ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" خَمْسِينَ مَرَّةً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَ خَمْسِينَ سَنَةً".
5917 / 2 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ مَيْمُونٍ، ثَنَا ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "من قَرَأَ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" فِي يَوْمٍ مائتي مرة كتبت له ألف وخمسمائة حسنة إلا أن يكون عليه دين".
هذا ( ... ) .
5917 / 3 - قُلْتُ: رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ بِلَفْظِ "غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُ خَمْسِينَ سَنَةً إِلَّا أَنْ يَكُونَ عليه دين".
5918 - قال أبو يعلى: وَثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مجالد، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: "أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: انسب اللَّهَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" إِلَى آخِرِهَا".
5919 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثنا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ ثَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَمَا يَسْتَطِيعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي اللَّيْلَةِ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" فَإِنَّهَا تَعْدِلُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ".
5919 / 2 - وَبِهِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَهُ وزاد قال: "وقال: لابد للناس من عريف والعريف في النار. قالت: وَيُؤْتَى بِالشُّرْطِيِّ فَيُقَالُ: ضَعْ سَوْطَكَ وَادْخُلِ النَّارَ".(6/313)
5919 / 3 - قَالَ: وَثَنَا قَطَنُ بْنُ نَسِيرٍ الْغَبْرِيُّ، ثَنَا عبيس بْنُ مَيْمُونٍ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - يقول: "مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي لَيْلَةٍ؟ فَإِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ".
قُلْتُ: مَدَارُ هَذَا الْإِسْنَادِ وَمَا قَبْلَهُ عَلَى يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَّاشِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وتقدم كل هذا فِي كِتَابِ الْإِمَارَةِ فِي بَابِ مَا جَاءَ فِي الْأُمَنَاءِ وَالْعُرَفَاءِ.
5920 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو "أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ كَانَ فِي مَجْلِسٍ فَقَالَ: أَلَا يَسْتَطِيعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ كُلَّ لَيْلَةٍ؟ قَالُوا: هَلْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: فَإِنَّ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ. قَالَ: فَجَاءَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَسْمَعُ أَبَا أَيُّوبَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: صدق أبو أيوب".
5920 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا حَسَنٌ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ وَحَسَّنَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ، وَإِنَّمَا أَوْرَدْتُهُ لِانْضِمَامِهِ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَمَدَارُ الْإِسْنَادِ عَلَى ابْنِ لَهِيعَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
5921 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: وَثَنَا إِسْحَاقُ ثنا أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الضَّحَّاكِ الْمَشْرِقِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
5921 / 2 - وَالْأَعْمَشِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى.
5921 / 3 - وَالْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يقرأ ثلث(6/314)
الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ؟ قَالُوا: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ: يَقْرَأُ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" فَهُوَ ثلث القرآن " قلت: ولما تقدم شواهد منها حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي صَحِيحِ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيِّ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ، وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
79- بَابٌ فِي الْمُعَوِّذَتَيْنِ
فِيهِ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ وعبد الله بن خبيب وَأَبِي إِيَاسٍ الْمَذْكُورِينَ فِي سُورَةِ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ".
5922 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "مَنْ قَرَأَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ جَمِيعَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. وَهَارُونُ بْنُ كَثِيرٍ مَجْهُولٌ. قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ. وَيُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصفار هو أَبُو سَهْلٍ الْبَصْرِيُّ، ضَعِيفٌ بِالِاتِّفَاقِ.
5923 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ، ثَنَا عَدِيُّ بْنُ أَبِي عُمَارَةَ، ثَنَا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الشَّيْطَانَ وَاضِعٌ خَطْمَهُ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِذَا ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ، وَإِنْ نَسِيَ الْتَقَمَ قَلْبَهُ فَذَلِكَ الْوَسْوَاسُ الْخَنَّاسُ) .
هَذَا إسناد ضعيف، لضعف بعض رواته، ورواه ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيُّ
خَطْمُهُ- بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ- هو فمه.
لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.(6/315)
80- بَابُ فَضْلِ سُوَرٍ مِنَ الْقُرْآنِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُذْكَرُ
5924 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطيالسي: أبنا عِمْرَانُ- يَعْنِي الْقَطَّانَ- عَنْ قَتَادَةِ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أعطيت مكان التوراة السبع، وأعطيت مكان الزبور المئين، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِي، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ".
5924 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ- يَعْنِي أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.
5924 / 2 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا أبي عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ، حَدَّثَنِي مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "اعملوا بالقرآن، حلوا حَلَالَهُ، وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ، وَاقْتَدُوا بِهِ، وَلَا تَكْفُرُوا بِشَيْءٍ مِنْهُ، مَا تَشَابَهَ عَلَيْكُمْ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- وَإِلَى أُولِي الْعِلْمِ مِنْ بعدي كيما يُخْبِرُوكُمْ، وَآمِنُوا بِالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَلَا تَرُدُّوا مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ، وَلْيَسَعْكُمُ الْقُرْآنُ وَمَا فيه من البيان، فإنه شافع مشفع، وماحل مُصَدَّقٌ، وَإِنَّ بِكُلِّ آيَةٍ مِنْهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَلَا وَإِنِّي أُعْطِيتُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ مِنَ الذِّكْرِ الْأَوَّلِ، وَأُعْطِيتُ طَهَ وَالطَّوَاسِينَ مِنْ أَلْوَاحِ مُوسَى، وَأُعْطِيتُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمَ الْبَقَرَةِ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، وَأُعْطِيتُ الْمُفَصَّلَ نَافِلَةً".
81- بَابٌ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ
5926 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سلمة، عن عاصم، عَنْ زِرٍّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَ أَحْجَارِ المراء، فَقَالَ لَهُ: يَا جِبْرِيلُ، إِنِّي بُعِثْتُ إِلَى أُمَّةٍ فِيهَا الْعَجُوزُ، وَالشَّيْخُ، وَالْغُلَامُ، وَالْجَارِيَةُ، وَالرَّجُلُ الْقَاسِي الَّذِي لَمْ يَقْرَأْ كِتَابًا قَطُّ. فَقَالَ جِبْرِيلُ: إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ".(6/316)
5926 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَقِيتُ جبريل عند أحجار المراء، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، إِنِّي أُرْسِلْتُ إِلَى أُمَّةٍ أُمِّيَّةٍ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ وَالْغُلَامُ ... " فَذَكَرَهُ.
5926 / 3 - قَالَ: وَثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثَنَا حَمَّادٌ ... فَذَكَرَهُ.
5926 / 4 - وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - ... " فَذَكَرَهُ.
5927 / 1 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَتَانِي جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَمَعَهُ مِيكَائِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَقَالَ جِبْرِيلُ: خُذِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ. فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ ميكائيل أن استزده. فقال: زدني. قال: خذه عَلَى حَرْفَيْنِ. فَقَالَ: اسْتَزِدْهُ. فَقَالَ: زِدْنِي. قَالَ: خُذْهُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ. قَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ. فَقَالَ: زِدْنِي. قَالَ: خُذْهُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَحْرُفٍ. فَكُلُّ مَرَّةٍ يُومِئُ إِلَيْهِ أَنِ اسْتَزِدْهُ حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ. قَالَ: فَسَكَتَ مِيكَائِيلُ. فَقَالَ جِبْرِيلُ: خُذْهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ كُلُّهَا شَافٍ كَافٍ كَقَوْلِ الرَّجُلِ: هَلُمَّ وَأَقْبِلْ، وَاذْهَبْ وَأَدْبِرْ، مالم يَخْتِمْ رَحْمَةً بِعَذَابٍ وَلَا عَذَابَ بِرَحْمَةٍ".
5927 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ: "أَنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اقْرَأ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ. فَقَالَ لَهِ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ. فَقَالَ: حَرْفَيْنِ. فَقَالَ: اسْتَزِدْهُ حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ. فَقَالَ: كُلُّهَا شَافٍِ كَافٍ كقولك: هلم وتعال. ما لم تختم آيَةَ رَحْمَةٍ بِآيَةِ عَذَابٍ، وَآيَةَ عَذَابٍ بِآيَةِ رَحْمَةٍ".
5927 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حماد بن سلمة، أبنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ فَذَكَرَهُ.(6/317)
5927 / 4 - قَالَ: وَثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد.
5928 / 1 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بن أبي يزيد، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: "نَزَلْتُ عَلَى أُمِّ أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّةِ فَأَخْبَرَتْنِي: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ أَيُّهَا قَرَأْتُ أَصَبْتَ".
5928 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا إِسْحَاقُ، ثَنَا سُفْيَانَ ... فَذَكَرَهُ.
5928 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا سُفْيَانُ ... فَذَكَرَهُ.
5929 / 1 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: "أَنَّ رَجُلًا قَرَأَ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: إِنَّمَا هِيَ كَذَا وَكَذَا. لِغَيْرِ مَا قَرَأَهَا الرَّجُلُ، قَالَ الرَّجُلُ: هَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَرَجَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى أَتَيَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ قَرَأَ كَذَا وَكَذَا فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ. فَقَالَ: صَدَقْتَ. فَقَالَ الْآخَرُ: أَلْيَسَ أَقْرَأْتِنِيهَا عَلَى نَحْوِ مَا قَرَأَهَا عَلَى صَاحِبِهِ، فَرَدَّ صَاحِبُهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: بَلَى أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فأي ذلك قرأت فقد أصبت، فلا تتماروا فِيهِ فِإِنَّ مِرَاءً فِيهِ كُفْرٌ".
5929 / 2 - رواهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ الخزاعي، أبنا عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور، بْنِ مَخْرَمَةَ، أَخْبَرَنِي يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: " سَمِعَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَجُلًا ... " فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
5929 / 3 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ- يَعْنِي الْمَخْرَمِيَّ- ثَنَا يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنِ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ(6/318)
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، عَلَى أَيِّ حَرْفٍ قَرَأْتُمْ أَصَبْتُمْ، فَلَا تُمَارُوا فِيهِ فِإِنَّ الْمِرَاءَ فِيهِ كُفْرٌ".
هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُ إِسْنَادِهِ ثِقَاتٌ.
5930 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ عون، عَنِ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ".
5930 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جرير، عن واصل بن حيان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ... فَذَكَرَهُ وَزَادَ فِيهِ " وَإِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، ولكل آية منها ظهر وبطن".
5930 / 3 - قَالَ: وَثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ الرَّازِيُّ، ثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ لِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ".
5930 / 4 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "كَانَ الْكِتَابُ الْأَوَّلُ يَنْزِلُ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ مِنْ سَبْعَةِ أَبْوَابٍ على سبعة أحرف: زاجر وَأَمْرٍ، وَحَلَالٍ وَحَرَامٍ، وُمُحْكَمٍ وَمُتَشَابِهٍ، وَأَمْثَالٍ، فَأَحِلُّوا حَلَالَهُ، وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ، وَافْعَلُوا مَا أُمِرْتُمْ بِهِ، وَانْتَهُوا عَمَّا نُهِيتُمْ عَنْهُ، وَاعْتَبِرُوا بِأَمْثَالِهِ، وَاعْمَلُوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وَقُولُوا: آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رِبِّنَا".
5930 / 5 - ورواه ابن حبان في صحيحه: أبنا أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ، ثَنَا أَبُو هَمَّامٍ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ... فَذَكَرَهُ.(6/319)
5930 / 6 - وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، ثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ- يِعْنِي أَبَا بَكْرٍ- عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، لِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ، وَنَهَى أَنْ يَسْتَلْقِيَ الرَّجُلُ- أَحْسَبُهُ قَالَ: فِي الْمَسْجِدِ- وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى".
وَقَالَ: لَمْ يَرْوِهِ هَكَذَا إِلَّا الْهَجَرِيُّ وَلَا روَى ابْنُ عَجْلَانَ عَنِ الْهَجَرِيِّ غَيْرَهُ.
5931 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أحرف عليماً حكيماً غفوراً رحيماً".
َرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ... فَذَكَرَهُ.
5932 / 1 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يوسف الأزرق، أبنا الْعَوَّامُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَرْدٍ قَالَ: "أَتَى أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِرَجُلَيْنِ قَدِ اخْتَلَفَا فِي الْقُرْآنِ، فَاسْتَقْرَأَهُمَا فَاخْتَلَفَا، فَقَالَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَحْسَنْتَ. فَقَالَ: إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أقرأ القرآن على سبعة أحرف".
5932 / 2 - قال أحمد بن منيع: وثنا يزيد، أبنا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَرْدٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَتَانِي جِبْرِيلُ. فَقَالَ: اقْرَأ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ شَافٍ كَافٍ".
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ طَرِيقِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ بِهِ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِن طَرِيقِ سُلَيْمَانَ بْنِ صَرْدٍ، عن أبي بن كعب فجعله من مسند أبي بن كعب.(6/320)
5933 / 1 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا هَوْذَةُ، ثَنَا عَوْفٌ قَالَ: "بَلَغَنِي أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ: أُذَكِّرُ اللَّهَ رَجُلًا سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ كُلُّهُنَّ شاف كاف إلا قَامَ. فَقَامُوا حَتَّى لَمْ يُحْصَوْا، فَشَهِدُوا بِذَلِكَ، ثم قال عثمان: وأنا أشهد معكم لأنا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ ذَلِكَ".
5933 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا مُوسَى، ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ الْقَيْسِيُّ، ثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ قَالَ: "بَلَغَنَا أَنَّ عُثْمَانَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ يَوْمًا وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: أُذَكِّرُ اللَّهَ رَجُلًا سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... " فَذَكَرَهُ.
5934 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: "قرأ رجل آية وَقَرَأْتُهَا عَلَى غَيْرِ قِرَاءَتِهِ فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذَا؟ قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فَانْطَلَقَتِ بِهِ إِلَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أقرأتني آية كذا وكذا؟ فقال: نعم. وقال الرَّجُلُ: أَقْرَأْتَنِي آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ أَتَيَانِي فَجَلَسَ جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِي وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِي، فَقَالَ جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ اقْرَأ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ. فَقَالَ ميكائيلَ: اسْتَزِدْهُ. فَقُلْتُ: زِدْنِي. فَقَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ. فَقَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ. فَقُلْتُ: زِدْنِي. فَقَالَ: اقرأه على ثلاثة. فَقَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ. فَقُلْتُ: زِدْنِي. كَذَلِكَ حَتَّى بلغ سبعة أحرف كل ذلك جبريل يقوله له: اقرأ. وميكائيل يقول: استزد. حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، فَقَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ كُلٌّ شَافٍ كَافٍ ".
قُلْتُ: رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ عْبَدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بن كعب ... فذكروه دُونَ قَوْلِهِ: "فَجَلَسَ جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهِ وَمِيكَائِيلُ عن يساره " ولم يذكروا استزادة ميكائيل في كل مرة.(6/321)
82- بَابٌ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ
5935 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا عفان، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ".
5935 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حماد، أبنا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "نَزَلَ الْقُرْآنُ ... " فَذَكَرَهُ. قَالَ عَفَّانُ مُرْهُ: "أُنْزِلَ الْقُرْآنُ".
5935 / 3 - وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا خَالِدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنِي أبي، ثنا جعفر بن سعد، ثنا خبيب بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَمُرَةَ "أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَقْرَأَ الْقُرْآنَ كَمَا أَقْرَأَنَاهُ، وَقَالَ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ فَلَا تَخْتَلِفُوا فِيهِ وَلَا تُجَافُوا عَنْهُ، فَإِنَّهُ مُبَارَكٌ كُلُّهُ اقرؤوه كما أقرئتموه".
5935 / 4 - قال: وثنا محمد بن الْمُثَنَّى قَالَ: ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ".
قُلْتُ: هَكَذَا اسْتَدْرَكَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ الْعَسْقَلَانِيُّ مِنْ طُرِيقِ عَفَّانَ عَلَى مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ وَفِيهِ نَظَرٌ.
83- بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْمِرَاءِ وَالْجِدَالِ فِي الْقُرْآنِ
5936 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا فَلِيحُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنّ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تُجَادِلُوا فِي الْقُرْآنِ؟ فَإِنَّ جِدَالًا فيه كفر".(6/322)
5936 / 2 - رَوَاهُ مُسَدَّدٌ: ثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "تَنَازَعْنَا آيَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ قَائِلٌ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ كَذَا وَكَذَا؟ فَأَجَابَهُ الْآخَرُ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ كَذَا وَكَذَا؟ إِلَى آيَةٍ أُخْرَى قَالَ: فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَرَجَ مُغْضَبًا كَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ، فَقَالَ: أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ؟ أبهذا بُعِثْتُمْ أَنْ تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، إنما هلك الأمم قبهلكم بِهَذَا، فَانْظُرُوا مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَاتَّبِعُوهُ، وَمَا نهيتكم عنه فاجتنبوه، ولستم مما ها هنا فِي شَيْءٍ".
5936 / 3 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: "جِئْتُ يَوْمًا وَإِذَا نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - جلوساً بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكُنْتُ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَكُنْتُ مِنْ أَصْغَرِ الْقَوْمِ، فَقَالَ رَجُلٌ لِرَجُلٍ: يَا فُلَانُ فِيمَا أُنْزِلَتْ آيَةُ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: فَاخْتَلَفُوا وَعَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَالْمُغْضَبِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، دَعُوا الْمِرَاءَ فِي الْقُرْآنِ، فَإِنَّ الْأُمَمَ قَبْلَكُمْ لَمْ يُلْعَنُوا حَتَّى اخْتَلَفُوا فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّ الْمِرَاءَ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ".
5936 / 4 - قَالَ: وَثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: "كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ بَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ كَذَا وَكَذَا؟ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَأَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ كَذَا وَكَذَا؟ فَسَمِعَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَرَجَ كَأَنَّمَا صفر فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ، فَقَالَ: أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ؟ - أَوْ بِهَذَا خُلِقْتُمْ؟ - لَا تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، إِنَّمَا ضَلَّتِ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ في مثل هذا، إنكم لستم مما ها هنا فِي شَيْءٍ، انْظُرُوا إِلَى الَّذِي أُمِرْتُمْ بِهِ فَاعْمَلُوا بِهِ، وَانْظُرُوا إِلَى الَّذِي نُهِيتُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا عَنْهُ".
5936 / 5 - وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: "جَلَسْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَجْلِسًا مَا جَلَسْتُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَغْبَطَ عِنْدِي مِنْهُ. قَالَ: فخرج(6/323)
مِنْ وَرَاءِ حُجْرَتِهِ قَوْمٌ يَتَجَادَلُونَ بِالْقُرْآنِ. قَالَ: فخرج محمرة وجنتاه كأنما تقطران دَمًا، فَقَالَ: يَا قَوْمُ، لَا تَجَادَلُونَ بِالْقُرْآنِ، إِنَّمَا ضَلَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِجَدَلِهِمْ، إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَنْزِلْ لِيُكَذِّبَ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَلَكِنْ نَزَلَ لِيُصَدِّقَ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَمَا كَانَ مِنْ مُحْكَمِهِ فَاعْمَلُوا بِهِ، وَمَا كَانَ مِنْ مُتَشَابِهِهِ فآمنوا بِهِ".
قُلْتُ: رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ مُخْتَصَرًا بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنْ دَاوُدَ بِهِ، كَمَا أَوْضَحْتُهُ فِي الْكَلَامِ عَلَى زَوَائِدِ ابْنِ مَاجَهْ.
5937 / 1 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جعفر بن أبي كثير الأنصاري، أبنا يَزِيدُ بْنُ خَصِيفَةَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ مولى الحضرمي، عن أبي جهيم الْأَنْصَارِيِّ: "أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَمَارَيَا فِي آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، كِلَاهُمَا يَزْعُمُ أَنَّهُ تَلَقَّاهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكِلَاهُمَا ذَكَرَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آيَةً سَمِعَهَا مِنْهُ، فَذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَلَا تُمَارُوا فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّ مِرَاءً فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ".
5937 / 2 - قَالَ: وَثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ خَصِيفَةَ، عَنْ مسلم بن سعيد مولى، أبي الجهيم، عَنْ أَبِي الْجُهَيْمِ، الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ ... " فَذَكَرَهُ.
5937 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خَصِيفَةَ، أَخْبَرَنِي بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْجُهَيْمِ، "أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا فِي آيَةٍ(6/324)
مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ هَذَا: تَلَقَّيْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وَقَالَ الْآخَرُ: تَلَقَّيْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَسَأَلَا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: الْقُرْآنُ يُقْرَأُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ".
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
5938 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثَنَا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "لَا تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بعضه ببعض؟ فإن ذاك يُوقِعُ الشَّكَّ فِي قُلُوبِكُمْ".
84- بَابُ تَعَلُّمِ الْقُرْآنِ وتعليمه وتعاهده
5939 - قال أبو داود الطيالسي: وثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ الْأَعْرَابِيُّ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي امْرُؤٌ مَقْبُوضٌ فَتَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وعلموه الناس، أو تعلموا الفرائض وعلموها الناس، وتعلموا العلم وعلموه النَّاسَ فَإِنِّي مَقْبُوضٌ، وَإِنَّهُ سَيُقْبَضُ الْعِلْمُ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ حَتَّى يَخْتَلِفَ الِاثْنَانِ فِي الْفَرِيضَةِ فَلَا يجدان من يفصل بينهما".
وقد تقدم بطرقه في كتاب الفرائض.
5940 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيٍّ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "تعلموا القرآن، وغنوا به، واقتنوه، والذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الْمَخَاضِ في العقل".
5941 / 1 - رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا قباث بن رزين اللخمي، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ اللَّخْمِيُّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: "كُنَّا فِي الْمَسْجِدِ نتعلم القرآن فدخل عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فسلم علينا فرددنا عليه السلام، فقال: تعلموا القرآن واقتنوه ... " فذكره.(6/325)
5941 / 2 - ورواه ابن حبان في صحيحه: أبنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثَنَا مُوسَى بْنُ علي ... فذكره دون قوله: "وغنوا به".
5941 / 3 - قلت: رواه النَّسَائِيُّ فِي الْفَضَائِلِ: عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا، عن زيد بن الحباب بِهِ.
5942 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي الحسن بن عمرو، عن فضيل، عن إبراهيم قال: "كانوا يكرهون أن يعلموا أولادهم القرآن حتى يعقلوا".
85- بَابُ مَا جَاءَ فِي الْأَجْرِ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ
5943 / 1 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا همام بيت يحيى، ثنا محمد بن جحادة، أخبرني رجل يقال له: أبان، عن أبي بن كعب "أنه علم رجلاً سورة من القرآن فأهدى إليه ثوباً- أو قال: خميصة- قال: فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "لو إِنَّكَ أَخَذْتَهُ أَوْ قَالَ: إِنْ أَخَذْتَهُ، شَكَّ محمد- ألبست ثوباً من النار".
5943 / 2 - رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ فَقَالَ: ثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، حدثني عبد الرحمن بن سلم، عن عطية الكلابي عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: "عَلَّمْتُ رَجُلًا القرآن، فأهدى لي قَوْسًا فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنْ أَخَذْتَهَا أَخَذْتَ قَوْسًا مِنْ نَارٍ فَرَدَدْتُهَا".
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ الْكُبْرَى مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عن يحيى بن سعيد به ... فذكره.
هَذَا إِسْنَادٌ مُضْطَرِبٌ، قَالَهُ الذَّهَبِيُّ فِي "الْكَاشِفِ" في ترجمة عبد الرحمن بن سلم، وقال(6/326)
الْعَلَائِيُّ فِي "الْمَرَاسِيلِ": عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ مُرْسَلٌ. انْتَهَى. وَإِسْنَادُ عَبْدِ بن حميد رجاله ثقات فلذلك أوردته.
86- بَابٌ فِيمَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمْ - وَمَا جَاءَ فيمن يؤخذ عنهم القرآن
5944 - قال مُسَدَّدٌ: وَثَنَا إِسْمَاعِيلُ، ثَنَا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ أَبُو الْحَارِثِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِي كِنَانَةَ: "أَنَّ أَبَا مُوسَى جَمَعَ الَّذِينَ قرؤوا القرآن، فإذا هم قريب من ثلاثمائة، فعظم القرآن، وقال: إن هذا القرآن كائن لكم أجراً، وكائن لَكُمْ ذُخْرًا، وَكَائِنٌ عَلَيْكُمْ وِزْرًا فَاتَّبِعُوا الْقُرْآنَ، وَلَا يَتَّبِعُكُمُ الْقُرْآنُ؟ فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ الْقُرْآنَ يهبط به على رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن زخ في قفاه فقذفه في النار".
5945 - وقال مُسَدَّدٌ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْروٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "أَرْبَعَةُ رَهْطٍ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُمْ مُنْذُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: استقرئوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ".
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ.
5946 - قَالَ مُسَدَّد: وَثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: "أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَجْلِسُ إِلَى مسروق، فكان في آخر من وَدَّعَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَائِشَةَ، إِنَّكَ قَرِيعُ القراء وسيدهم، وإن زينك لهم زين، وإن شينك لَهُمْ لَشَيْنٌ، فَلَا تُحَدِّثَنَّ نَفْسَكَ بِفَقْرٍ وَلَا بطول عمر".
5947 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزَدِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ثَنَا سعيد، عن قتادة، عن أنس قَالَ: "افْتَخَرَ الْحَيَّانِ مِنَ الْأَنْصَارُ: الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ، فَقَالَتِ الْأَوْسُ: مِنَّا غَسِيلُ الْمَلَائِكَةِ حَنْظَلَةُ بْنُ الرَّاهِبِ، وَمِنَّا مَنِ اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، وَمِنَّا مَنْ حَمَتْهُ الدُّبُرُ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ، وَمِنَّا مَنْ أُجِيزَتْ شَهَادَتُهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ. وَقَالَ الْخَزْرَجِيُّونَ: مِنَّا أَرْبَعَةٌ جَمَعُوا الْقُرْآنَ(6/327)
عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَجْمَعْهُ غَيْرُهُمْ: زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو زَيْدٍ وأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَمُعَاذُ بْنُ جبل".
قلت: في الصحيحين منه "الَّذِينَ جَمَعُوا الْقُرْآنَ" حَسْبُ.
87- بَابُ فَضْلِ الْقُرْآنِ
5948 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، ثَنَا قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: "شَيَّعْنَا جندباً إِلَى حِصْنِ الْمُكَاتِبِ، فَقُلْنَا لَهُ: أَوْصِنَا. فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ؟ فَإِنَّهُ نُورُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، وَهُدَى النَّهَارِ، فَاعْمَلُوا بِهِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وَفَاقَةٍ، فَإِنْ عَرَضَ بَلَاءٌ فَقَدِّمْ مَالَكَ دُونَ نَفْسِكَ، فَإِنْ تَجَاوَزَ الْبَلَاءُ فَقَدِّمْ مَالَكَ ونفسك دون دينك، فإن المحروب، من حرب دِينَهُ، وَإِنَّ الْمَسْلُوبَ مَنْ سُلِبَ دِينَهُ، وَإِنَّهُ لَا غِنَى بِغِنًى بَعْدَهُ النَّارُ، وَلَا فَقْرَ بِفَقْرٍ بَعْدَهُ الْجَنَّةُ، إِنَّ النَّارَ لَا يُفَكُّ أَسِيرُهَا، وَلَا يَسْتَغْنِي فَقِيرُهَا".
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ وَهُوَ مَوْقُوفٌ.
5949 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ، فَتَعَلَّمُوا مَأْدُبَةَ اللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ حَبْلُ الله، وهو النور المبين، والشفاء النَّافِعُ، عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَاةٌ لِمَنْ تبعه، ولا يُعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلَا يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبُ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، اتْلُوهُ فإن الله يأجركم على تِلَاوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، أَمَا(6/328)
إِنِّي لَا أَقُولُ: الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ عَشْرًا، وَلَامٌ عَشْرًا، وَمِيمٌ عَشْرًا".
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ صَالِحِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الهجري، عن أبي الأحوص عنه به، وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ صَالِحُ بْنُ عُمَرَ عَنْهُ به وهو صحيح.
كذا قال، وَلَيْسَ كَمَا زَعَمَ "فَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُسْلِمٍ الهجري ضعيف، وصالح بن عمر لم يتفرد به عن الهجري؟ فقد تابعه عليه أبو معاوية الضرير محمد بن خازم كما رواه عنه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
5950 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا أَبُو دَاوُدَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَرْفَعُهُ قَالَ: "إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمُ الْخَلِيفَتَيْنِ: كِتَابُ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- وَعِتْرَتِي، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ".
5950 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابُ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- وَعِتْرَتِي، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا الْحَوْضَ".
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
5951 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عن عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: "خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: أَبْشِرُوا أَبْشِرُوا، أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ الله؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبُ طَرْفِهِ بِيَدِ اللَّهِ، وَطَرْفُهُ بِأَيْدِيكُمْ، فَتَمَسَّكُوا بِهِ؟ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا وَلَنْ تَهْلِكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا".
5951 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا ابْنُ أَبِي شيبة ... فذكره.(6/329)
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ.
5951 / 3 - وَرَوَاهُ ابن حبان في صحيحه: أبنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
5952 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ يَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ لَهُ: مَا أَعْرِفُكَ. فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَأَنْتَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تجارة، قال: فيعطى الملك بيمينه-، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما أهل الدنيا فيقولان: بم كُسِينَا هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ. ثُمَّ يُقَالُ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ الْجَنَّةَ وَغُرَفِهَا. فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كان أو ترتيلاً".
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.
5952 / 2 - رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي سننه: من أوله إلى قوله: "أَسَهَرْتُ لَيْلَكَ حَسْبُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بِهِ".
ورواه الْحَاكِمُ مُخْتَصَرًا وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
5953 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا عِيسَى- هُوَ ابن(6/330)
الْمُخْتَارِ- ثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: أرأيت رَجُلًا قَرَأَ أَوَّلَ اللَّيْلِ ثُمَّ سَرَقَ آخِرَهُ؟! فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِذَا قَرَأَ أَوَّلَهُ حَجَزَهُ آخِرُهُ عَنْ أَنْ يَسْرِقَ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى.
5954 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ جُلُوسٌ يَنْتَظِرُونَهُ فَلَمَّا خَرَجَ وَقَفَ عَلَيْهِمْ فَجَلَسَ فَقَالَ: أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَتَشْهَدُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَتَشْهَدُونَ أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ؟ قَالُوا: بَلَى نَشْهَدُ عَلَى هَذَا. قَالَ: أَبْشِرُوا فَإِنَّ هَذَا (الْقُرْآنَ) سَبَبٌ مِنَ اللَّهِ طَرَفُهُ بِيَدِ اللَّهِ، وَطَرَفُهُ بِأَيْدِيكُمْ فاستمسكوا به، لا تضلوا وَلَا تَهْلِكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا".
5955 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قَالَ: "يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَحْسَنِ شَارَةٍ وَأَحْسَنِ هَيْئَةٍ. قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قد أَعْطَيْتَ كُلَّ عَامِلٍ أَجْرَ عَمَلِهِ فَأَيْنَ أَجْرُ عَمَلِي؟ قَالَ: فَيُكْسَى صَاحِبُ الْقُرْآنِ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ، وَيُتَوَّجُ تَاجَ الْمُلْكِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَدْ كُنْتُ أَرْغَبُ لَهُ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا. قَالَ: فَيُعْطَى الْخُلْدَ بِيَمِينِهِ وَالنَّعِيمَ بِشِمَالِهِ قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: أَرَضِيتَ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ".
5956 - قَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ: وَثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثَنَا دَاوُدُ أَبُو بَحْرٍ، عَنْ صِهْرٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ: مُسْلِمُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُورِقٍ الْعَجَلِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَجْهَرْ بِقِرَاءَتِهِ؟ فَإِنَّهُ يَطْرُدُ بِجَهْرِ قراءته الشيطان وفساق الجن، وإن الملائكة الذين، في الهواء، وَسُكَّانَ الدَّارِ يَسْتَمِعُونَ لِقَرَاءَتِهِ، وَيُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ، فَإِذَا مَضَتْ هَذِهِ اللَّيْلَةُ، أَوْ مَضَتِ اللَّيْلَةُ الْمُسْتَأْنَفَةُ، فَتَقُولُ: نَبِّهِيهِ لِسَاعَتِهِ وَكُونِي عَلَيْهِ خَفِيفَةً، فَإِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ جَاءَهُ الْقُرْآنُ مَوْقُوفًا عِنْدَ(6/331)
رَأْسِهِ، وَهُمْ يُغَسِّلُونَهُ فَإِذَا فُرِغَ مِنْهُ دَخَلَ حتى صار في صدره وكفنه، فَإِذَا وُضِعَ فِي حُفْرَتِهِ، وَجَاءَهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ؟ خَرَجَ الْقُرْآنُ حَتَّى صَارَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا، فَيَقُولَانِ لَهُ: إِلَيْكَ عَنَّا فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَسْأَلَهُ، فَيَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَنَا بُمُفَارِقِهِ- قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ فِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَمَّادٍ: حَتَّى أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ. هَذَا الْحَرْفُ- فَإِنْ كُنْتُمَا أُمِرْتُمَا فِيهِ بِشَيْءٍ فَشَأْنُكُمَا ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: لَا. فَيَقُولُ القرآن: أنا الذي كنت أسهر ليلك، وأظمىء نَهَارَكَ، وَأَمْنَعُكَ شَهْوَتَكَ وَسَمْعَكَ وَبَصَرَكَ، فَتَجِدُنِي مِنَ الْأَخِلَّاءِ خَلِيلَ صِدْقٍ، وَمِنَ الْإِخْوَانِ أَخَا صِدْقٍ، فَأَبْشِرْ فَمَا عَلَيْكَ بَعْدَ مَسْأَلَةِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ مِنْ هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ. ثُمَّ يَخْرُجَانِ عَنْهُ فَيَصْعَدُ الْقُرْآنُ إِلَى رَبِّهِ فَيَسْأَلُ له فِرَاشًا وَدِثَارًا. قَالَ: فَيَقُومُ لَهُ بِفِرَاشٍ وَدِثَارٍ وَقِنْدِيلٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَيَاسَمِينَ مِنْ يَاسَمِينِ الْجَنَّةِ فَيَحْمِلُهُ أَلْفُ مَلَكٍ مِنْ مُقَرَّبِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا. قَالَ: فَيَسْبِقُهُمْ إِلَيْهِ الْقُرْآنُ فَيَقُولُ: هَلِ اسْتَوْحَشْتَ بَعْدِي؟ فَإِنِّي لَمْ أَزَلْ بِرَبِّي الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ حَتَّى أَمَرَ لَكَ بِفِرَاشٍ وَدِثَارٍ وَنُورٍ مِنْ نور الجنة. فتدخل عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ فَيَحْمِلُونَهُ وَيَفْرِشُونَهُ ذَلِكَ الْفِرَاشَ وَيَضَعُونَ الدِّثَارَ تَحْتَ قَلْبِهِ وَالْيَاسَمِينَ عِنْدَ صَدْرِهِ، ثُمَّ يَحْمِلُونَهُ حَتَّى يَضَعُونَهُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ يَصْعَدُونَ عَنْهُ فَيَسْتَلْقِي عَلَيْهِ فَلَا يَزَالُ يَنْظُرُ إلى الملائكة حتى يلجوا في السماء. ثم يرفع القرآن من نَاحِيَةِ الْقَبْرِ فَيُوَسَّعُ عَلَيْهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُوَسِّعَ مِنْ ذَلِكَ- قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ فِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَمَّادٍ إلى: فيوسع مسيرة أربعمائة عَامٍ- ثُمَّ يُحْمَلُ الْيَاسَمِينُ مِنْ عِنْدِ صَدْرِهِ فَيَجْعَلُهُ عِنْدَ أَنْفِهِ فَيَشُمُّهُ غَضًّا إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ فَيَأْتِيهِ بِخَبَرِهِمْ فيدعو لَهُمْ بِالْخَيْرِ وَالْإِقْبَالِ، فَإِنْ تَعَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ الْقُرْآنَ بَشَّرَهُ بِذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ عَقِبُهُ عَقِبَ سُوءٍ، أَتَى الدَّارَ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً فَبَكَى عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ- أَوْ كَمَا قَالَ".
5957 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ بن أبان، عن الحسن، عَنْ أَنَسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْقُرْآنُ غِنًى لَا فَقْرَ بعده، ولا غنى دونه".(6/332)
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ.
5958 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدورقي، ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: ثَنَا مِشْرَحُ بْنُ هاعانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ جُعِلَ فِي إِهَابٍ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ".
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: تَفْسِيرُهُ أَنَّ مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنُ ثُمَّ دَخَلَ النَّارَ فَهُوَ شَرٌّ مِنَ الْخِنْزِيرِ.
5958 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا مِشْرَحٌ، سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ ... فَذَكَرَهُ.
5958 / 3 - قَالَ: وَثَنَا أبو عبد الرحمن ... فذكره.
5958 / 4 - قال: وثنا حجاج، عن ابن لهيعة ... فَذَكَرَهُ.
88- بَابٌ فِيمَنْ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ
5959 / 1 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثنا مروان، عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، ثَنَا أَبُو أُمَامَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَن ّرَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ أُعْطِيَ ثُلُثَ النُّبُوَّةِ، وَمَنْ قَرَأَ نِصْفَ الْقُرْآنِ أُعْطِيَ نِصْفَ النُّبُوَّةِ، وَمَنْ قَرَأَ ثُلُثَيْهِ أُعْطِيَ ثُلُثَيِ النُّبُوَّةِ، وَمَنْ قَرَأَهُ كُلَّهُ أُعْطِيَ النُّبُوَّةَ كُلَّهَا، وَيُقَالُ لَهُ يَوْمَ القيامة: اقرأ وارقه بِكُلِّ دَرَجَةٍ حَتَّى يُنْجِزَ مَا مَعَهُ مِنَ الْقُرْآنِ. وَيُقَالُ لَهُ: اقْبِضْ. فَيَقْبِضُ، فَيُقَالُ: هَلْ تدري ما في يديك؟ في يدك الْيُمْنَى الْخُلْدُ، وَفِي الْأُخْرَى النَّعِيمُ".
5959 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ... فَذَكَرَهُ.
هذا حديث ضعيف، بشر بن نمير السري قَالَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: كَانَ رُكْنًا مِنْ أَرْكَانِ الكذب. وقال أحمد: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ. وَتَرَكَهُ عَلِيٌّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، حَدِيثُهُ عَنِ الْقَاسِمِ مُنْكَرٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ(6/333)
النَّسَائِيُّ وَالْجَوْزَجَانِيُّ: غير ثقة. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ عَنِ الْقَاسِمِ وَغَيْرِهِ لَا يتابع عليه. وقال الذهبي: تركوه. انتهى. وأورد ابن الْجَوْزِيِّ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ الْمَوْضُوعَاتِ مِنْ طريق خلف بن هشام، عن بشر بن نمير، وقال: العلاء بن يحيى كذاب يضع الحديث، وبشر بن نمير أسوأ حالاً منه. وقال ابن حبان: والقاسم يروي عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المعضلات.
5960 / 1 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: وثنا وَكِيعٌ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: يُحَنَّسٌ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَرَأَ فِي ليلة بخمسمائة آيَةٍ إِلَى أَلْفِ آيَةٍ أَصْبَحَ لَهُ قِنْطَارٌ من الأجر، القنطار من الأجر مِثْلُ التَّلِّ الْعَظِيمِ".
5960 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عن يحنس أبي موسى عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ- أَخٍ لِأُمِّ الدَّرْدَاءِ- عن أبي الدرداء: أن رسول الله - صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَرَأَ بِمِائَتَيْ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ، ومن قرأ بألف إلى خمسمائة آيَةٍ أَصْبَحَ لَهُ قِنْطَارٌ مِنَ الْأَجْرِ، الْقِنْطَارُ مِنْهُ مِثْلُ التَّلِّ الْعَظِيمِ".
5960 / 3 - قَالَ: وَثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ يُحَنَّسِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "من قرأ بخمسمائة آيَةٍ إِلَى أَلْفِ آيَةٍ أَصْبَحَ لَهُ قِنْطَارٌ مِنَ الْأَجْرِ ... " فَذَكَرَهُ.
5960 / 4 - وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ ... فَذَكَرَ طَرِيقَ ابْنِ أَبِي عمر الأولى.(6/334)
5960 / 5 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا وكيع ... فذكره.
قُلْتُ: مَدَارُ طُرُقِ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ هَذَا عَلَى مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبْذِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
5961 - وقال إسحاق بن راهويه: أبنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ وَمَاتَ فِي الْجَمَاعَةِ بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ السَّفَرَةِ وَالْبَرَرَةِ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَهُوَ يَتَفَلَّتُ مِنْهُ أَتَاهُ اللَّهُ أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ، وَمَنْ كَانَ حَرِيصًا عَلَيْهِ وَلَا يَسْتَطِيعُهُ وَلَا يَدَعُهُ بَعَثَهُ اللَّهُ مَعَ أَشْرَافِ أَهْلِهِ، وَفُضِّلُوا عَلَى الْخَلَائِقِ كَمَا فُضِّلَتِ النُّسُورُ على سائر الطير، وكما فضلت عين في مرجة عَلَى مَا حَوْلَهَا، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الذين كانوا لا تلهيهم رعاية الأنعام على تِلَاوَةِ كِتَابِي؟ فَيَقُومُونَ فَيَلْبَسُ أَحَدُهُمْ تَاجَ الْكَرَامَةِ، ويعطى الحسن بيمينه والخلد بيساره، ثم يكسا أبواه إن كانا مُسْلِمَيْنِ حُلَّةً خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، فَيَقُولَانِ: أَنَّى لَنَا هَذَا وَمَا بَلَغَتْ أَعْمَالُنَا؟! فَيُقَالُ: إِنَّ وَلَدَكُمَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ".
هَذَا إِسْنَادٌ مُتَّصِلٌ، لَكِنْ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ضَعِيفٌ.
وله شاهد من حديث معاذ بن أنس رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَفِيهِ نَظَرٌ؟ فَإِنَّ فِي إِسْنَادِهِ زَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
5962 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "يَتَمَثَّلُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فيؤتى بالرجل قد كان حمله فخالف أمره فَيَتَمَثَّلُ خَصْمًا دُونَهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، حَمَّلْتَهُ إِيَّايَ فَشَرُّ حَامِلٍ تَعَدَّى حُدُودِي، وَضَيَّعَ فرائضي، وركب معصيتي، وترك طاعتي. فما يزال يَقْذِفُ عَلَيْهِ الْحِجَجَ حَتَّى يُقَالَ: فَشَأْنُكَ بِهِ، فَيَأْخُذُ بِيَمِينِهِ مَا يُرْسِلُهُ حَتَّى يَكُبَّهُ عَلَى منخره فِي النَّارِ. قَالَ: وَيُؤْتَى بِالْعَبْدِ الصَّالِحِ قَدْ كَانَ حَمَلَهُ فَحَفِظَ أَمْرَهُ فَيَتَمَثَّلُ خَصْمًا دُونَهُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، حَمَّلْتَهُ إِيَّايَ فَخَيْرُ حَامِلٍ، حفظ(6/335)
حدودي به وعَمِلَ بِفَرَائِضِي، وَاجْتَنَبَ مَعْصِيَتِي وَعَمِلَ بِطَاعَتِي وَمَا يَزَالُ يَقْذِفُ لَهُ بِالْحُجَجِ حَتَّى يُقَالَ لَهُ: شَأْنُكَ بِهِ. فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ فَمَا يُرْسِلُهُ حَتَّى يَكْسُوَهُ حُلَّةَ الْإِسْتَبْرَقِ، وَيَعْقِدُ عَلَيْهِ تَاجَ الْمُلْكِ، ويسقيه كأس الخمر".
5962 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.
5963 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقَرَظِيُّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ كَتَبَ اللَّهُ له بِهِ حَسَنَةً، لَا أَقُولُ "الم " حَرْفٌ، وَلَكِنِ الْحُرُوفُ مُقَطَّعَةٌ، الْأَلِفُ حَرْفٌ وَاللَّامُ حَرْفٌ، وَالْمِيمُ حَرْفٌ".
5963 / 2 - رَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بن عبيد ة ... فذكره.
قُلْتُ: مَدَارُ الْإِسْنَادِ عَلَى مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبْذِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
5964 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ لِهَذَا الْقُرْآنِ شِرَّةً، ثُمَّ لِلنَّاسِ عَنْهُ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الْقَصْدِ فنعمَّا هُوَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الْإِعْرَاضِ فَأُولَئِكَ بُورٌ".
5964 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بكار، ثنا أبو معشر ... فذكره.(6/336)
هذا الإسناد ضَعِيفٍ؟ لِضَعْفِ أَبِي مَعْشَرٍ وَاسْمُهُ نَجِيحُ بْنُ عبد الرحمن.
5965 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا حفص أبو عمر الْقَارِئُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ قَالَ: "كُنْتُ مع علي فسمع صخبهم فِي الْمَسْجِدِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، فَقَالَ: طُوبَى لِهَؤُلَاءِ، هؤلاء كانوا أحب الناس إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) .
5966 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَفْضَلُ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَأَعْظَمُ آيَةٍ فِيهِ آيَةُ الْكُرْسِيِّ. قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَةَ آيَةٍ لَمْ يُحَاجَّهُ الْقُرْآنُ، وَمَنْ قَرَأَ بِمِائَتَيْنِ كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ، وَمَنْ قَرَأَ بِالْمِائَةِ إِلَى الْأَلْفِ أَصْبَحَ وَلَهُ قِنْطَارٌ، وَالْقِنْطَارُ دِيَةُ أَحَدِكُمُ اثْنَا عشر ألفاً. قال: وإن أصفر الْبُيُوتِ مِنَ الْخَيْرِ الْبَيْتُ الَّذِي لَا يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ الذي يقرأ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ".
5967 - قَالَ الْحَارِثُ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "إن لله أهلين من الناس. قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِضَعْفِ مُجَالِدٍ وَالرَّاوِي عَنْهُ
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَالْحَاكِمُ كلهم
من طريق ابن مَهْدِيٍّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَدِيلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ. قَالَ الْحَاكِمُ: يُرْوَى مِنْ ثَلَاثَهِ أَوْجُهٍ عَنْ أَنَسٍ هَذَا أَجْوَدُهَا. قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ: وَهُوَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
5968 - قَالَ الْحَارِثُ: وَثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ: أَنّ(6/337)
النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ تَعْظِيمِ جَلَالِ اللَّهِ إِكْرَامُ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وحامل القرآن والإمام العادل".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ.
5969 - قَالَ الْحَارِثُ: وَثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ: "أَنَّ رجلاًَ أَصَابَ مِنْ مَغْنَمٍ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أَوْقِيَةً مِنْ ذَهَبٍ فَأَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِيَدْعُوَ لَهُ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ عَادَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ عَادَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، وَقَالَ: مَا سف فلان أفضل مما سففت، تعلم خمس آيات".
ورُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
5970 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحنبلي حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَلَا أَجِدُ قَلْبِي، يَنْفَكُّ عَنْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن قلبك حشي الإيمان، وإن الإيمان يعطى الْعَبْدَ قَبْلَ الْقُرْآنِ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ ابْنِ لَهِيعَةَ.
5971 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ قَرَأَ أَلْفَ آيَةٍ فِي سبيل الله؟ كتب يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وحسن أولئك رفيقاً".
هذا إسناد (000)
5972 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ أَبُو صَخْرٍ، ثَنَا بَكْرُ بن يونس،(6/338)
عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الْيَمَامِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: "مَنْ قَرَأَ أَلْفَ آيَةٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ قِنْطَارًا، وَالْقِنْطَارُ مِائَةُ رَطْلٍ، وَالرَّطْلُ ثِنْتَا عَشْرَةَ أوقية، والوقية سِتَّةُ دَنَانِيرٍ، وَالدِّينَارُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ قِيرَاطًا، وَالْقِيرَاطُ مثل أحد، ومن قرأ ثلاثمائة آية، قَالَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- لِمَلَائِكَتِهِ: يَا مَلَائِكَتِي، نَصَبَ عَبْدِي، إِنِّي أُشْهِدُكُمْ يَا مَلَائكِتَيِ أَنَّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ، وَمَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ- تبارك وتعالى - فَضِيلَةٌ، فَعَمِلَ بِهَا إِيمَانًا بِهِ، وَرَجَاءَ ثَوَابِهِ؟ أَعْطَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ كَذَلِكَ". هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ بَكْرِ بْنِ يُونُسَ.
5973 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عن الصلت بن بهرام، ثنا الحسن، ثَنَا جُنْدُبٌ الْبَجَلِيُّ- فِي هَذَا الْمَسْجِدِ- أَنَّ حُذَيْفَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- حَدَّثَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "إن مما أتخوف، عليكم رجل قَرَأَ الْقُرْآنَ حَتَّى إِذَا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عَلَيْهِ وكان رداء الإسلام اعتراه، إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ انْسَلَخَ مِنْهُ، وَنَبَذَهُ وراء ظهره، وسعى على جاره بِالسَّيْفِ، وَرَمَاهُ بِالشِّرْكِ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَيُّهُمَا أَوْلَى بِالشِّرْكِ الْمَرْمِيُّ أَوِ الرَّامِي؟ قَالَ: بَلِ الرَّامِي".
5974 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا عُثْمَانُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثَنَا يزيد بن عبد العزيز، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا حَسَدَ إلا في اثنتين رجلاً آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وآناء النهار، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ هذا لفعلت كما يفعل، ورجل آتاه الله مالاً فهو يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل".
وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عمر، وَفِي الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالْمُرَادُ بالحسد هنا الغبطة، وهو تمني ما للمحسود لا تمني زوال تلك النعمة(6/339)
عنه؟ فإن ذلك الحسد المذموم.
5975 - وقال أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيٌّ " أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: "أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بابن له، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنِي يَقْرَأُ المصحف بالنهار ويبيت بالليل. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ما تنقم أن ابنك يظل ذاكراً ويبيت سالماً".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ ابْنِ لَهِيعَةَ.
89- بَابُ ما جاء في الجهر والإسرار بالقراءة وَتَرْوِيحِ الْقُلُوبِ
5976 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أبي الزناد، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، مُولَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "كُنْتُ أَسْمَعُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (من البيت وَأَنَا فِي الْحُجْرَةِ) ".
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ
5977 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثنا عبد الرزاق، أبنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ قَالَ: "سَأَلْنَا عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَرْفَعُ صَوْتَهُ مِنَ اللَّيْلِ إِذَا قَرَأَ؟ قَالَتْ: رُبَّمَا رَفَعَ، وَرُبَّمَا خَفَضَ. قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الدِّينِ سَعَةً".
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.(6/340)
5978 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: "حَادِثُوا هَذِهِ الْقُلُوبَ؟ فَإِنَّهَا سَرِيعَةُ الدُّثُورِ".
5979 - قَالَ: وَثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عمران بن حدير، عَنْ قِسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ قَالَ: "رَوِّحُوا الْقُلُوبَ تعي الذكر".
90- بَابُ الْأَمْرِ بِالْقِرَاءَةِ كَمَا عُلِمَ
5980 / 1 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ بْنِ أَبَانِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الْأُمَوِيُّ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "قَالَ لَنَا عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَقْرَءُوا كَمَا عَلِمْتُمْ".
5980 / 2 - قَالَ: وَثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "إِنَّ الصِّرَاطَ تَحْضُرُهُ الشَّيَاطِينُ يُنَادُونَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا الطَّرِيقُ، لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ حَبْلُ اللَّهِ".
5980 / 3 - قَالَ: وَثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ، فَإِنَّ حَبْلَ اللَّهِ هُوَ الْقُرْآنُ".
5980 / 4 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، ثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "قلت لرجل: أقرئني من الْأَحْقَافَ ثَلَاثِينَ آيَةً فَأَقْرَأَنِي خِلَافَ مَا أَقْرَأَنِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقلت لآخر: أقرئني من الْأَحْقَافَ ثَلَاثِينَ آيَةً. فَأَقْرَأَنِي خِلَافَ مَا أَقْرَأَنِي الأول، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَعَلَى عِنْدَهُ جَالِسٌ. فَقَالَ عَلِيٍّ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اقْرَءُوا كَمَا علمتم".
91- باب تحسين الصوت والاستماع له وما جاء في أحسن القراءة والقراءة بالحزن
5981 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: "دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَسْجِدَ فَسَمِعَ صَوْتَ قَارِئٍ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: صَوْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: أُوتِيَ(6/341)
مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ".
هَذَا إِسْنَادٌ مُرْسَلٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
5982 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يَزِيدُ، أبنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ "أَنَّ أَبَا مُوسَى كَانَ يَقْرَأُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَنِسَاءُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَمِعْنَ، فَقِيلَ لَهُ، قَالَ: لَوْ عَلِمْتَ لَحَبَّرْتُ تَحْبِيرًا وَلَشَّوَّقْتُ تَشْوِيقًا".
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ
5983 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: قَالَ: ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا خالد بن نافع، ثنا سعيد ابن أَبِي بُرْدَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِي مُوسَى- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَائِشَةَ مرَّا بِأَبِي مُوسَى وَهُوَ يَقْرَأُ فِي بَيْتِهِ، فَقَامَا يَسْتَمِعَانِ لِقِرَاءَتِهِ، ثُمَّ إِنَّهُمَا مَضَيَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ لَقِيَ أَبَا مُوسَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى، مَرَرْتُ الْبَارِحَةَ وَمَعِي عَائِشَةُ، وَأَنْتَ تَقْرَأُ فِي بَيْتِكَ، فَقُمْنَا وَاسْتَمَعْنَا. فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: أَمَا إِنِّي يَا رَسُولُ اللَّهِ لَوْ عَلِمْتُ لَحَبَّرْتُهُ لَكَ تحبيراً".
5984 - وقال عبد بن حميد: أبنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا مَرْزُوقُ أَبُو بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قيل له: أيما النَّاسِ أَحْسَنُ قِرَاءَةً؟ قَالَ: الَّذِي إِذَا سَمِعْتَ قِرَاءَتَهُ رَأَيْتَ أَنَّهُ يَخْشَى اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ".
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ.
5985 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُرَّةَ الْحَنَفِيُّ، عَنْ عَسَلِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ فَلَيْسَ مِنَّا".(6/342)
5985 / 2 - رَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ الْعَطَّارُ، ثَنَا مَعْقِلُ بْنُ مَالِكٍ، ثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى، عَنْ أَيُّوبَ وَعَسَلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَلِيكَةَ ... فَذَكَرَهُ.
5985 / 3 - قَالَ: وَثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّدُوسِيُّ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَسَلٍ بِهِ ... فَذَكَرَهُ.
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ رَوَاهُ عَنِ شُعْبَةَ إِلَّا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ وَرَوْحٌ، وَلَا رَوَى شُعْبَةُ عن عسل إلا هذا. انتهى.
ولَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ طَرِيقِ ابن أبي مليكة عنه به.
وله شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وتقدم في كتاب الشهادة.
قال الشافعي: من لم يتغن بالقرآن ليس منا. فقال له رَجُلٌ: يَسْتَغْنِي بِهِ! فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا مَعْنَاهُ. معناه: يقرؤنه حدراً وتحزيناً".
5986 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سيف، ثنا عوين بن عمرو أخو رياح القيسي، ثنا الجريري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "اقرءوا القرآن بالحزن؟ فإنه نزل بالحزن".
92- باب في إعراب القرآن وما جَاءَ فِيمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فَتَأَوَّلَهُ عَلَى غَيْرِ تأويله
5987 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي وَأَيُّ أَرْضٍ تقلني إذا قلت في كتاب الله- تعالى- بِمَا لَا أَدْرِي أَوْ مَا لَمْ أَسْمَعْ".
5988 / 1 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ-(6/343)
أَوْ جَدِّهِ، شَكَّ أَبُو مُعَاوِيَةَ- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَعْرِبُوا الْقُرْآنَ وَالْتَمِسُوا غَرَائِبَهُ".
5988 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا ابن إدريس، عن الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فَذَكَرَهُ.
5988 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: مَدَارُ إسناد حديث أبي هريرة هذا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ
5989 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو قبيل حيي بن هانئ الْمَعَافِرِيُّ، سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "هَلَاكُ أُمَّتِي فِي كِتَابِ اللَّهِ وَاللَّبَنِ. قَالُوا: مَا الْكِتَابُ وَاللَّبَنُ؟ قَالَ: يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ، فَيَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غْيَرِ تَأْوِيلِهِ، وَيُحِبُّونَ اللَّبَنَ فَيَدَعُونَ الْجَمَاعَاتِ وَالْجُمَعَ وَيُبْدُونَ".
5989 / 2 - قَالَ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَطَّابِ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ ... فَذَكَرَهُ.
5989 / 3 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا أبو السمح، حدثني أبو قَبِيلٌ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قَالَ: "إِنِّي أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي اثْنَتَيْنِ: الْقُرْآنُ واللبن، أما اللبن فيبتغون الريف، وَيَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ، وَيَتْرُكُونَ الصَّلَاةَ، وَأَمَّا الْقُرْآنُ فَيَتَعَلَّمُهُ الْمُنَافِقُونَ فَيُجَادِلُونَ بِهِ الَّذِينَ آمَنُوا".(6/344)
وَلِقِصَّةِ اللَّبَنِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ فِي بَابِ النَّهْيِ عَنْ تَرْكِ مُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ وَسُكْنَى الْقُرَى.
5990 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا أَبُو مُوسَى، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، ثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ حُذَيْفَةَ- أَوْ سَمِعَهُ مِنْهُ- يُحَدِّثُهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ ذَكَرَ "أَنَّ فِي أُمَّتِي قَوْمٌ يقرءون القرآن ينثرونه نَثْرَ الدَّقْلِ، يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ".
هَذَا إسناد رواته ثقات، وأبو موسى هو محمد بن المثنى البصري.
5991 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا إِسْحَاقُ، ثَنَا مَعْنٌ الْقَزَّازُ، عَنْ فُلَانِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: "أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ لَا يُفَسِّرُ شَيْئًا من القرآن برأيه إلا آياً بعدد، عَلَّمَهُنَّ إِيَّاهُ جِبْرِيلُ".
93- بَابٌ فِي كَمْ يُقْرَأُ الْقُرْآنُ
5992 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَزِيدُ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، حَدَّثَتنِي حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: "أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِ لَيَالٍ". هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ
5993 / 1 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا الْمُقْرِئُ، ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: "أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ كَانَ يَقْرَأُ القرآن في كل ثلاث وقلما، كَانَ يَأْخُذُ مِنْهُ بِالنَّهَارِ".(6/345)
5993 / 2 - رَوَاهُ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ، سَمِعْتُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يَقُولُ: "كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَكَانَ يَخْتِمُ فِي رَمَضَانَ فِي ثَلَاثٍ".
5994 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: وَثَنَا سفيان، ثنا صاحب لنا ثقة ثِقَةٌ يُقَالُ لَهُ: عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ: زُبَيْدٌ "أَنَّهُ قَرَأَ الْقُرْآنَ عِشْرِينَ سَنَةً يَخْتِمُهُ فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَعِشْرِينَ سَنَةً يَخْتِمُهُ فِي يَوْمَيْنِ وَلَيْلَتَيْنِ، قَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ عَلَى وَجْهِهِ نُورًا، أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا أَنِسَ مِنْ أَصْحَابِهِ غِرَّةً أَوْ غَفْلَةً نادى فيهم بأعلى صوته: أتتكم المنية راتبة لازمة إما شقاوة وَإِمَّا سَعَادَةٌ.
قَالَ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: وَقَالَ لنا هذا الشيخ: أنا العام خير مني الْعَامِ الْأَوَّلِ، كَانَتْ لِي عَامَ الْأَوَّلِ شَاةٌ وَلَيْسَ لِي الْعَامَ شَاةٌ، وَقَالَ رَجُلٌ آخَرُ: أَرَدْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُزَوِّجَنِي امْرَأَةً صالِحَةً. قَالَ: فَدَعَا اللَّهَ فَهُيِّئَتْ لِي امْرَأَةً صَالِحَةً".
94- بَابٌ فِيمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ
5995 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ فَائِدٍ، حَدَّثَنِي فُلَانٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ إِلَّا يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا لَا يَفُكُّهُ مِنْ غُلِّهِ ذَلِكَ إِلَّا الْعَدْلُ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَنْسَاهُ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ أَجْذَمُ".
5995 / 2 - قُلْتُ: رَوَى أَبُو دَاوُدَ مِنْهُ قِصَّةَ نِسْيَانِ الْقُرْآنِ حَسْبُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ بِهِ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ الْإِمَارَةِ فِي بَابِ مَا جَاءَ فِي الْأُمَرَاءِ.
5996 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ،(6/346)
عَنْ أَبِي كَنَفٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ الْقَارِئُ سَمِينًا. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إني لأكره أن أَرَى الْقَارِئَ سَمِينًا نَسِيًّا لِلْقُرْآنِ".
95- بَابٌ لَا تَغْلُوا فِي الْقُرْآنِ وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ
5997 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ عَنْ أَبِي سَلَامٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحَبْرَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ: "إِذَا أَتَيْتَ فُسْطَاطِي فَقُمْ فَأَخْبِرْ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَلَا تَغْلُوا فِيهِ، وَلَا تُجْفُوا عنه، ولا تأكلوا به ولا تستكثروا بِهِ".
5997 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا أَبَانٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير، حدثني زيد عن أَبِي سَلَامٍ، عَنِ الْحَبْرَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "اقرءوا القرآن ... " فَذَكَرَهُ.
5997 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَفَّانُ ... فَذَكَرَهُ.
5997 / 4 - قَالَ: وَثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا مُوسَى بْنُ خَلَفٍ أَبوْ خَلَفٌ - وَكَانَ يُعَدُّ مِنَ الْأَبْدَالِ- وَذَكَرَ حَدِيثًا آخَرَ نَحْوَهُ.
5997 / 5 - قَالَ: وَثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثَنَا همام قال: ثنا يحيى، عن زيد بن سلام عن جده، عن أبي راشد الحبراني ... فذكره مرسلاً.
هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُ إِسْنَادِهِ ثِقَاتٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ سَمُرَةَ وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ.(6/347)
96- بَابُ الْحُرُوفِ وَالْمَصَاحِفِ
5998 - قَالَ مُسَدَّد: ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ "أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ سَمِعَ رُجَلًا يَقُولُ: الْحَرْفُ الْأَوَّلُ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا الْحَرْفُ الْأَوَّلُ؟! فَقَالَ لَهُ الرجل: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، إِنَّ عُمَرَ بَعَثَ ابْنَ مَسْعُودٍ مُعَلِّمًا إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَحَفِظُوا مِنْ قِرَاءَتِهِ فَغَيَّرَ عُثْمَانُ الْقِرَاءَةَ فَهُمْ يَدْعُونَهُ: الْحَرْفَ الْأَوَّلَ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَ كُلِّ رَمَضَانَ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَهُ فِي السَّنَةِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا مَرَّتَيْنِ، وَإِنَّهُ لآخِرُ حَرْفٍ عَرَضَ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جِبْرِيلُ".
5999 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيِّ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بالنَّفْسِ والعيْنُ بالعيْنِ) ".
5999 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
5999 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ أَخِي يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ... فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ في آخره: "نصب النَّفْسِ، وَرَفْعِ الْعَيْنِ".
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ الْمُبَارَكِ بِهِ وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. قال: ورواه مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ بِمَكَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ بِزِيَادَاتِ أَلْفَاظٍ.
6000 - وَقَالَ إِسْحَاقُ بن راهويه: أبنا عبد الرزاق، أبنا أبو وائل القاص المرادي الصنعاني، سمعت هانئ الْبَرْبَرِيَّ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يَقُولُ: "لَمَّا كَانَ عُثْمَانُ يَكْتُبُ(6/348)
الْمَصَاحِفَ، شَكُّوا فِي ثَلَاثِ آيَاتٍ، فَكَتَبُوهَا فِي كَتِفِ شَاةٍ، وَأَرْسَلُونِي إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمَا فَنَاوَلْتُهَا أَبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَقَرَأَهَا فَوَجَدَ فِيهَا (لا تَبْدِيلَ لخلق الله ذلك الدين القيم) " فَمَحَا بِيَدِهِ أَحَدَ اللَّامَيْنِ وَكَتَبَهَا (لا تَبْدِيلَ لخلق الله) قَالَ: وَوَجَدَ فِيهَا: "انْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لم ينسن" فمحا النون وكتبها: (لم يتسنه) وَقَرَأَ فِيهَا: "فَأَمْهِلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ" "فَمَحَا الْأَلِفَ وكتبها: (فمهل) قال: ولا أعلمه إلا قال، فِيهَا: فَنَظَرَ فِيهَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَأَثْبَتُوهَا فِي المصاحف كذلك".
هذا إسناد ضعيف فيه مقال؟ هانئ أَبُو سَعِيدٍ الدُّمَشْقِيُّ قَالَ النَّسَائِيُّ فِيهِ: لَا بَأْسَ بِهِ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَأَبُو وَائِلٍ اسْمُهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُحَيْرٍ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَبَاقِي رِجَالِ الْإِسْنَادِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
6001 / 1 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ رَافِعٍ قَالَ: "كَانَ في مصحف حفصة- رضي الله عنها-: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَصَلَاةِ الْعَصْرِ) ".
6001 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ حدثنا، يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَنَافِعُ بْنُ عُمَرَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ رَافِعٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حَدَّثَهُمَا "أَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ فِي عَهْدِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: فَاسْتَكْتَبَتْنِي حَفْصَةُ مُصْحَفًا وَقَالَتْ: إِذَا بَلَغْتَ هَذِهِ الْآيَةَ مِنْ سُورَةِ البقرة فلا تكتبها حتى تأتيني بها فأمليها عَلَيْكَ كَمَا حَفِظْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: فَلَمَّا بَلَغْتُهَا جِئْتُهَا بالورقة(6/349)
الَّتِي أَكْتُبُهَا، فَقَالَتْ: اكْتُبْ: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَصَلَاةِ الْعَصْرِ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ".
وقد تقدم هذا الحديث في باب المواقيت بَابِ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ الْوُسْطَى.
97- بَابُ لَيَقْرَأَنَّ الْقُرْآنَ رِجَالٌ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيهِمْ
6002 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا وكيع، عَنْ عُثْمَانَ الشَّحَّامِ، حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَشِدَّاءُ أَحِدَّاءُ ذَلِقَةٌ أَلْسِنَتُهُمْ بِالْقُرْآنِ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيهِمْ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَأَنِيمُوهُمْ أَنِيمُوهُمْ، فَإِنَّهُ يُؤْجَرُ قَاتِلُهُمْ".
6002 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا رَوْحٌ، ثَنَا عُثْمَانُ الشَّحَّامُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: "سَأَلْتُهُ: هَلْ سَمِعْتَ فِي الْخَوَارِجِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ: سَمِعْتُ وَالِدِي أَبَا بَكْرَةَ يَقُولُ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أَلَا إِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي ... " فَذَكَرَهُ.
6002 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6003 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بن عبيدة، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ نَقْتَرِئُ الْقُرْآنَ يُقرئ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، كِتَابُ اللَّهِ وَاحِدٌ، فِيكُمُ الأخيار، والأحمر والأسود، اقرؤا الْقُرْآنَ، قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمٌ يَقْرَءُونَهُ يُقِيمُونَ حُرُوفَ الْقُرْآنِ كَمَا يُقَامُ السَّهْمُ، لَا يُجَاوِزُ تراقيهم، يتعجلون ثوابه ولا يتأجلونه".
قُلْتُ: مَدَارُ إِسْنَادِ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ هَذَا عَلَى مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ فِي بَابِ تعلم العلم.
6004 - وقال أبو يعلى الموصلي: ثَنَا خَلَفٌ، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،(6/350)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: (لَيَقْرَأَنَّ الْقُرْآنَ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ".
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ.
98- بَابٌ فِي الْقُرَّاءِ الْمُنَافِقِينَ
6005 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ، حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ يَزِيدَ الْمَعَافِرِيُّ، سمعت محمد بن هدية الصَّدَفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "أَكْثَرُ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا".
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.
6005 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ- مِنْ كتابه، ثنا عبد الرحمن بن شريح ... فذ كره.
6005 / 3 - قال: وثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ- يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ- أبنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ ... فَذَكَرَهُ.
6005 / 4 - قَالَ: وَثَنَا حَسَنٌ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا دَرَّاجٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فَذَكَرَهُ.
6006 / 1 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا مِشْرَحٌ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فَذَكَرَهُ.(6/351)
6006 / 2 - قال: وثنا أبو سلمة الخزاعي، ثنا الوليد بن المغيرة، ثنا مشرح بن هاعان ... فَذَكَرَهُ.
6006 / 3 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُصْعَبِ، سَمِعْتُ عُقْبَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فَذَكَرَهُ.
6007 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنِ الْعَبَّاسِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "يَظْهَرُ الدِّينُ حَتَّى يُجَاوِزَ الْبِحَارَ، وَتُخَاضُ الْبِحَارُ بِالْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِهِمْ أَقْوَامٌ يَقْرَءُونَ الْقُرآنَ يَقُولُونَ: قَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ مَنْ أَقْرَأُ مِنَّا أَوْ مَنْ أَفْقَهُ مِنَّا أَوْ مَنْ أَعْلَمُ مِنَّا؟ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: هَلْ فِي أُولَئِكَ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: أُولَئِكَ مِنْكُمْ من هذه الأمة، أولئك هم وقود النَّارِ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الربذي.
99 - بَابُ مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ
6008 / 1 - قال أبو بكر بن أبي شيبة: أبنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عن أبي المبارك، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ".
6008 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6009 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ(6/352)
الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، فَقَالَ: اقْرَءُوا الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمٌ يُقِيمُونَهُ إِقَامَةَ الْقَدَحِ، يَتَعَجَّلُونَهُ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ".
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ؛ أُسَامَةُ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ مُخْتَلَفٌ فِيهِمَا.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ.
100- بَابٌ جَوَازِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالشِّعْرِ فِي مَجْلِسٍ
6010 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ أَبُو أَيُّوبَ الرَّقِّيُّ، أبنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "قُرِئَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُرْآنٌ، وُأُنْشِدَ شِعْرٌ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقُرْآنٌ وَشِعْرٌ فِي مَجْلِسٍ؟ قَالَ: نَعَمْ"(6/353)
89- كِتَابُ التَّعْبِيرِ
1- بَابُ رُؤْيَا النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - الجنة والمقاليد والموازين وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُذْكَرُ
6011 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: "وَفَدْنَا إِلَى مُعَاوِيَةَ مَعَ زِيَادٍ وَمَعَنَا أَبُو بَكْرَةَ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - عسى الله أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ. قَالَ: نَعَمْ، كَانَ نَبِيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه الرؤيا الصالحة ويسأل عَنْهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذات يوم: أيكم رأى رؤيا، فقال رجل: أنا يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُ رُؤْيَا، رَأَيْتُ كَأَنَّ مِيزَانًا دُلي مِنَ السَّمَاءِ فَوُزِنَتْ أَنْتَ وَأَبُو بَكْرٍ، فَرَجَحْتَ بِأَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ وُزِنَ أَبُو بَكْرٍ بِعُمَرَ فَوَزَنَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ، ثُمَّ وُزِنَ عُمَرُ بِعُثْمَانَ فَرَجَحَ عُمَرُ بِعُثْمَانَ، ثم رفع الميزان فاستاء لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قَالَ: خِلَافَةَ نُبُوَّةٍ، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْمُلْكَ مَنْ يشاء. فغضب معاوية وزخَّ فِي أَقْفَائِنَا فَأُخْرِجْنَا، فَقَالَ زِيَادٌ لِأَبِي بَكْرَةَ: مَا وَجَدْتَ مِنْ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثًا تُحَدِّثُ بِهِ غَيْرَ هَذَا! فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أُحَدِّثُهُ إِلَّا بِهِ حَتَّى أُفَارِقَهُ. قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ زِيَادٌ يَطْلُبُ الْإِذْنَ حَتَّى أُذِنَ لَنَا فَأُدْخِلْنَا، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَا أَبَا بَكْرَةَ، حَدِّثْنَا بِحَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعل الله أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ. قَالَ: فَحَدَّثَهُ أَيْضًا بِمِثْلِ حديثه الأول، فقال له مُعَاوِيَةُ: لَا أَبَا لَكَ، تُخْبِرُنَا أَنْ نَكُونَ مُلُوكًا فَقَدْ رَضِينَا أَنْ نَكُونَ مُلُوكًا".
قُلْتُ: رَوَاهُ بِاخْتِصَارٍ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ وَصَحَّحَهُ، وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ سَفِينَةَ رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ وَغَيْرُهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي(6/354)
كِتَابِ الْإِمَارَةِ فِي بَابِ مَا جَاءَ فِي الْخُلَفَاءِ.
6012 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي المهلب مطرح، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زُحَرَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "رأيتني أدخلت الجنة فسمعت خشفة بَيْنَ يَدَيَّ فَقُلْتُ: مَا هَذَا فَقِيلَ: هَذَا بلال. فنظرت فإذا أعالي أهل الجنة فقراء الْمُهَاجِرِينَ وَذَرَارِي الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ أَرَ فِيهَا أَقَلَّ من الأغنياء والنساء، فقلت: ما لي لا أَرَى فِيهَا أَقَلَّ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ وَالنِّسَاءِ؟! قِيلَ. لِي: أَمَّا النِّسَاءُ فَأَلْهَاهُنَّ الْأَحْمَرَانِ الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ، وأما الأغنياء فهم ها هنا بالباب يحاسبون ويمحصون. فخرجت من أحد أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ فَجِيءَ بِكِفَّةٍ فَوُضِعْتُ فِيهَا وَجِيءَ بِجَمِيعِ أُمَّتِي فَوُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ فَرَجَحْتُهَا، ثُمَّ جِيءَ بِأَبِي بَكْرٍ فَوُضِعَ فِي كِفَّةٍ وَجَمِيعُ أُمَّتِي فِي كِفَّةٍ فَرَجَحَهَا، ثُمَّ جِيءَ بِعُمَرَ فَرَجَحَهَا، فَجَعَلَتْ أُمَّتِي يَمُرُّونَ عَلَيَّ أَفْوَاجًا حَتَّى اسْتَبْطَأْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَمَرَّ بِي بَعْدَ الْيَأْسِ. فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي، مَا كدت أخلص إليك إلا من بعد المشقات. فقلت: مم ذاك؟ قَالَ: مِنْ كَثْرَةِ مَالِي مَا زِلْتُ أُحَاسَبُ بَعْدَكَ وَأُمَحَّصُ". هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ مُطَرَّحِ بْنِ يَزِيدَ، ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
6013 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ الْحَفْرِيُّ، عن بدر بن عثمان، عن عبيد اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ، ثَنَا أَبُو عَائِشَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ غَدَاةٍ، فَقَالَ: رَأَيْتُ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ كَأَنَّمَا أُعْطِيتُ الْمَقَالِيدَ وَالْمَوَازِينَ، فَأَمَّا الْمَقَالِيدُ فَهَذِهِ الْمَفَاتِيحُ، وأما الموازين فهي التي يوزن بها، فوضعت في إحدى الكفتين ووضعت أمتي في الأخرى، فوزنت فرجحت ثُمَّ جِيءَ بِأَبِي بَكْرٍ فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ جِيءَ بِعُمَرَ فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ جِيءَ بِعُثْمَانَ فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْتُ فَرَفَعْتُ".
هَذَا إِسْنَادٌ صحيح.(6/355)
6014 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: "رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ حَقٌّ".
6015 - وَقَالَ أحَمَّدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "كَانَتْ رُؤْيَا الأنبياء حق".
هذا إسناد رواته ثقات، وأبو أحمد هو محمد بن عبد الله الزبيري.
6016 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا يُونُسُ الْحَفَّارُ، سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَكِيمٍ يَقُولُ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَنَامِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِكَ يُقَالُ لَهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لَا بَأْسَ بِهِ حَدَّثَنَا عَنْ أَبِي هَارُونَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْكَ حَدِيثَ الْمِعْرَاجِ، فَقَالَ: صَدَقَ".
أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ ضَعِيفٌ.
6017 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ -: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي".
6017 / 2 - رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ: عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ بِهِ ... فَذَكَرَهُ. هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
6018 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ "أَنَّ خُزَيْمَةَ رَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّهُ يَسْجُدُ عَلَى جَبِينِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إن الروح لتلقى الرَّوْحَ- أَوْ إِنَّ الرَّوْحَ تَلْقَى الرَّوْحَ شَكَّ يزيد- فأقنع رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأْسَهُ وَأَمَرَهُ فَسَجَدَ مِنْ خَلْفِهِ عَلَى جَبِينِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
6018 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6018 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: ثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ عَمِّهِ "أَنَّ خُزَيْمَةَ رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَنَّهُ سَجَدَ عَلَى جَبْهَةِ(6/356)
النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاضْطَجَعَ لَهُ وَقَالَ: صَدِّقْ رُؤْيَاكَ، فَسَجَدَ عَلَى جَبْهَتِهِ".
6018 / 4 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ... فَذَكَرَهُ.
6018 / 5 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شعبة، حدثني أبو جعفر المديني- يَعْنِي الْخَطْمِيَّ- سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ سهل بن حنيف - صلى الله عليه وسلم - يُحَدِّثُ عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ "أَنَّهُ رَأَى فِي مَنَامِهِ أَنَّهُ يُقَبِّلُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَنَامَ لَهُ، النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ".
6018 / 6 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أبنا يونس عن ابن شهاب، أَخْبَرَنِي خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ خُزَيْمَةَ الَّذِي جعل رسول الله شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ: "أَنَّ خُزَيْمَةَ بْنَ ثَابِتٍ أري فِي النَّوْمِ أَنَّهُ سَجَدَ عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأُتِيَ خُزَيْمَةُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَحَدَّثَهُ، قَالَ: فَاضْطَجَعَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قَالَ: صَدِّقْ رُؤْيَاكَ. فَسَجَدَ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
6018 / 7 - قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ في التعبير: عن أبي داود الحفري، عن عفان، عن حماد بن سلمة به.
6019 / 1 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ "أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَاهُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ مَلَكَانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيْهِ لِلَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ: اضرب مثل هذا ومثل أمته. فقال: إن مَثَلَ هَذَا وَمَثَلَ أُمَّتِهِ كَمَثَلِ قَوْمٍ سُفُرٍ انْتَهَوْا رَأْسَ مَفَازَةٍ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ مِنَ الزاد ما يقطعون به المفازة ولا ما يَرْجِعُونَ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَتَاهُمْ رَجُلٌ مُرَّجَّلٌ فِي حُلَّةٍ حَبْرَةٍ فَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ وردت بكم رياضاً معشبة وحياضاً روىً أَتَتْبَعُونِي؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَانْطَلَقَ بِهِمْ فَأَوْرَدَهُمْ رِيَاضًا معشبة وحياضاً روى، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَسَمِنُوا. فَقَالَ لَهُمْ: أَلَمْ أَلْقَكُمْ على تلك الحال فجعلتم لي إن وردت بكم رياضاً معشبة وحياضاً روى أَنْ تَتْبَعُونِي؟ فَقَالُوا: بَلَى.(6/357)
قَالَ: فَإِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ رِيَاضًا هِيَ أَعْشَبُ مِنْ هَذِهِ وَحِيَاضًا هِيَ أَرْوَى مِنْ هَذِهِ فاتبعوني. قال: فقالت طائفة: صدق الله لنتبعنه. وقالت طائفة: قد رضينا بهذا نقيم عَلَيْهِ".
6019 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا الْحَسَنُ، بْنُ مُوسَى، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ ... فَذَكَرَهُ.
6019 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6020 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا شجاع بن الوليد، ثنا هشيم ثَنَا حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: "لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي أَكْتُبُ سُورَةَ "ص" فَأَتَيْتُ عَلَى السَّجْدَةِ فَسَجَدَ كُلُّ شَيْءٍ رَأَيْتُهُ اللَّوْحُ وَالدَّوَاةُ وَالْقَلَمُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَرَ بِالسُّجُودِ فِيهَا".
قُلْتُ: رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ورواته رواة الصحيح وَتَقَدَّمَ فِي آخِرِ كِتَابِ الصَّلَاةِ.
2- بَابُ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ
6021 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "رُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ".
6021 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَمَوِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:(6/358)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ".
6021 / 3 - قَالَ: وَثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: الْمَتْنُ الْأَوَّلُ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ في صحيحه والمتن الثاني أكثر طرقاً فقد رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّإِ وَالْإِمَامُ أَحْمَدُ في مسنده والبخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة، واتفقا عليه من حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَمِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ ورواه البخاري من حديث أبي سعيد، وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ.
6022 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَمْرُو، بْنُ محمد الناقد، ثنا الخضر بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عن الأعرج عبد الرحمن بن هرمز، عن سليمان بن عريب قال: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "رُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مِنْ سِتِّينَ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: تَسْمَعُنِي أَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وَتَقُولُ: مِنْ سِتِّينَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَنَا أَقُولُ: قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ".
قَالَ أَبُو عُثْمَانَ عَمْرٌو النَّاقِدُ قُلْتُ أَنَا وَأَصْحَابُنَا: فَهُوَ عِنْدَنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ- يَعْنِي الْعَبَّاسَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.(6/359)
6022 / 2 - قلت: رواه البزار في مسنده: أبنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ الصَّائِغُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ هِاشَمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ... فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ: "رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا من النبوة. قال: فحدثنا بِهِ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: قَالَ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ عْبَدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: جُزْءٌ مِنْ خَمْسِينَ جزءاً من النبوة". ورواه الطبراني في الكبير والأوسط.
6022 / 3 - قال البزار: وثنا محمد بن مرداس، ثنا أبو خلف، عن يونس، عن محمد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزءاً من النبوة".
3- بَابُ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةِ فِيهِ حَدِيثُ ابْنُ عَبَّاسٍ المذكور في أول الباب قَبْلَهُ
6023 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْأَعْمَشِ سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ قَوْلِ الله- عز وجل-: (والذين آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدنيا) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ".(6/360)
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ، لَكِنَّ أَصْلُهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
6024 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن محمد بن أسماء، أبنا مهدي بن ميمون، ثنا عثمان بن عبيد، الراسبي، سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ وَرَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "ذَهَبَتِ النُّبُوَّةُ فلا نبوة بعدي إلا المبشرات. قالوا: يا رسول الله، ما المبشرات؟! قال: رؤيا المؤمن يراها أو ترى له".
6024 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيد، ثنا عثمان بن عبيد الراسبي ... فذكره.
6024 / 3 - وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا أَبُو عاصم، ثنا مهدي بن ميمون، عن عثمان بن عبيد، عن أبي الطفيل عَنْ حُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" فَذَكَرَهُ
قَالَ البزار: لا نعلمه إلا من هذه الوجه، وعثمان بصري.
4- بَابٌ فِي الرُّؤْيَا الْحَسَنَةِ
6025 / 1 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - تُعْجِبُهُ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ، فَكَانَ فِيمَا يَقُولُ: هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟ فَإِذَا رَأَى الرجل الذي لايعرفه رؤيا يسأل عنه، فإن أخبر عنه بمعروف أَعْجَبَ لِرُؤْيَاهُ. قَالَ: فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا رسول الله، رأيت في المنام كأني أخرجت فدخلت الجنة، فسمعت وجبة ارْتَجَّتْ لَهَا الْجَنَّةُ، فَإِذَا أَنَا بِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ وَفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ- حَتَّى عَدَّتِ اثْنَى عَشَرَ رَجُلًا وَقَدْ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِسَرِيَّةٍ قَبْلَ ذَلِكَ- فَجِيءَ بِهِمْ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ طُلْسٍ تَشْخُبُ أَوْدَاجُهُمْ، فَقِيلَ: اذهبوا بهم إلى نهر البيدخ فخرجوا ووجوههم كالقمر ليلة البدر. قالت: فَأُتِيَ بِكَرَاسِيِّ مِنْ ذَهَبٍ فَقَعَدُوا عَلَيْهَا، وَجِيءَ بصحفة مِنْ ذَهَبٍ فَيِهَا بُسْرٌ.(6/361)
فأكلوا من بسر ما شاءوا فما قَلَبُوهَا لِوَجْهٍ إِلَّا أَكَلُوا مِنْ فَاكِهَةٍ مَا شَاءُوا. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَكَلْتُ مَعَهُمْ. فَجَاءَ الْبَشِيرُ مِنْ تِلْكَ السَّرِيَّةِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانَ كَذَا وَكَانَ كَذَا فَأُصِيبَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ- حَتَّى سَمَّى اثْنَى عَشَرَ رَجُلًا- قَالَ: عَلَيَّ بِالْمَرْأَةِ. فَجَاءَتْ، فَقَالَ: قُصِّي رُؤْيَاكِ عَلَى هَذَا. فَقَالَ الرَّجُلُ: هُوَ كَمَا قَالَتْ، أُصِيبَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ".
6025 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا شَيْبَانُ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثَنَا ثَابِتٌ ... فَذَكَرَهُ.
6025 / 3 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ ... فَذَكَرَهُ.
6025 / 4 - قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِي هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بِهِ.
5- بَابُ الرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ
6026 / 1 - قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ راهويه: أبنا عبدة بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الرُّؤْيَا عَلَى ثَلَاثِ مَنَازِلَ فَمِنْهَا مَا يُحَدَّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ وَلَيْسَتْ بِشَيْءٍ، وَمِنْهَا مَا يَكُونُ مِنَ الشَّيْطَانُ، فَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ، وَمِنْهَا بُشْرَى مِنَ اللَّهِ، وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ فَلْيَعْرِضْهَا عَلَى ذِي رَأْيٍ ناصح، فليقل خيراً وليتأول خَيْرًا. فَقَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ: لَوْ كَانَتْ حصاة واحدة من عدد الحصى لكانت كَثِيرًا".
6026 / 2 - أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ الْأَنْصَارِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا فَلْيَعْرِضْهَا عَلَى ذِي رَأْيٍ نَاصِحٍ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا وَلْيَتَأَوَّلْ خَيْرًا".(6/362)
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَلَيْسَ هُوَ فِي الْمُجْتَبَى، وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ وَالزُّهْرِيِّ وَعَبْدِ رَبِّهِ بن سعيد وعبيد اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كثير كلهم عن أَبِي سَلَمَةَ بِأَصْلِ الْحَدِيثِ، وَفِي هَذِهِ السِّيَاقَةِ زِيَادَةٌ لَيْسَتْ عِنْدَهُمْ، وَلَا عِنْدَهُمْ حَدِيثُ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ.
6- بَابٌ فِيمَنْ كَذَبَ فِي حِلْمِهِ
6027 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا أبو عبد الرحمن المقرئ، بن سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عجلان، سمعت النصري عبد الواحد بن عبد الله يَقُولُ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "إن من أعظم الفرى من يقول عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، وَمَنْ أَرَى عَيْنَيْهِ في النوم ما لم تريا، ومن ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ.
6027 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ،(6/363)
عن ربيعة بن يزيد، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَعْظَمَ الْفِرْيَةِ أَنْ يَفْتَرِيَ الرَّجُلُ عَلَى عَيْنَيْهِ يَقُولُ: رأيت ولم ير أو يفتري عَلَى وَالِدَيْهِ، أَوْ يَقُولُ: سَمِعَنِي وَلَمْ يَسْمَعْنِي".
6027 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي كتابه المستدرك: أبنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا أَبِي ... فذكره.
وقال الْحَاكِمُ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
7- بَابُ رُؤْيَا الْغَنَمِ
6028 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
6028 / 2 - وَعَنْ حَبِيبٍ وَحُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بينا أنا أنزع الليلة إذ وردت علي غنم سود وغنم عفر، فجاء أبو بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين فِيهِمَا ضَعْفٌ وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا فَمَلَأَ الْحِيَاضَ وَأَرْوَى الْوَارِدَةَ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ أَحْسَنَ نَزْعًا منه، فأولت أَنَّ الْغَنَمَ السُّودَ: الْعَرَبُ، وَالْعُفْرَ: الْعَجَمُ".
6028 / 3 - رَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "رَأَيْتُ فيما يرى النائم غنماً سوداء يتبعها غنم عفراء، فَأَوَّلْتُ الْغَنَمَ السُّودَ: الْعَرَبَ، وَالْعُفْرَ: الْعَجَمَ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.
8- بَابُ رُؤْيَا السَّمْنِ وَالْعَسَلِ
6029 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا الحسن بْنُ مُوسَى وَأَبُو رَجَاءٍ قَالَا: ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا وَاهِبُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَافِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو "أَنَّهُ رَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ فِي إِحْدَى إِصْبُعَيْهِ عَسَلًا وفي الأخرى سمناً وكان يلعقها بأصبع، فذكر لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ:(6/364)
إن عشت تقرأ الكتابين التوراة والفرقان. فكان يقرؤهما".
6029 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ: ثنا قُتَيْبَةُ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ... فَذَكَرَهُ.
9- بَابٌ فِيمَنْ رَأَى رَأْسَهُ قُطِعَ
6030 - قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ، ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَجْلَزٍ قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ، وَأَنِّي جَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قَالَ: بَأَيِّ عَيْنٍ كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَى رَأْسِكَ إِذَا قُطِعَ؟ قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى تُوُفِيَّ، قَالَ: فَأَوَّلُوا قَطْعَ رَأْسِهِ مَوْتَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ونظره اتباعه لسنته".
هذا إسناد مُرْسَلٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
10- بَابٌ فِيمَنْ رَأَى لِغَيْرِهِ رُؤْيَا
6031 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْرَائِيلَ الْجَشَمِيُّ، سَمِعْتُ جَعْدَةَ يَقُولُ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَجَعَلَ رَجُلٌ يَقُصُّ عَلَيْهِ رُؤْيَا، فَرَأَى رَجُلًا سميناً فجعل يطعن بَطْنِهِ بِشَيْءٍ فِي يَدِهِ وَيَقُولُ: لَوْ كَانَ بَعْضُ هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا كَانَ خَيْرًا لَكَ".
6031 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ شُعْبَةَ، ثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ الْجَشَمِيُّ، عَنْ شَيْخٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ: جَعْدَةُ "إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى لرجل رؤيا فبعث إليه فقصها عليه، وكان رجلا عظيم البطن فقال بأصبعه فِي بَطْنِهِ: لَوْ كَانَ هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا كَانَ خيراً لك".
6031 / 3 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا وَكِيعٌ ثَنَا شُعْبَةُ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ.(6/365)
هذا إسناد رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَأَبُو إِسْرَائِيلَ اسْمُهُ: شُعَيْبٌ، رَوَى عَنْ مَوْلَاهُ جَعْدَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الصُّمَّةِ البصري الجشمي.
وسيأتي بتمامه في كتاب علامات النُّبُوَّةِ فِي بَابِ تَكَفُّلِ اللَّهِ- تَعَالَى- لَهُ بِالْعِصْمَةِ.
11- بَابُ تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا
6032 / 1 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَانَا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "أَنَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنَ الْعُذْرِيِّينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَرْسَلَ إلى بعض نسائه ولم يَكُنْ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ فَقَالَ: مَنْ يَكْفِيهِمْ؟ فَقَالَ طَلْحَةُ: أَنَا أَكْفِيهِمْ. فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَرِيَّةً فَخَرَجَ أَحَدُهُمْ فَقُتِلَ ثُمَّ بَعَثَ سَرِيَّةً أُخْرَى فَخَرَجَ الثَّانِي فَقُتِلَ، ثم مرض الثالث فقضي عَلَى فِرَاشِهِ فَمَاتَ، فَرَأَهُمْ طَلْحَةُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ: كَانَ أَوَّلُهُمْ دُخُولًا الْجَنَّةَ الَّذِي مَاتَ على فراشه، ثم الثاني، ثم الثالث الذي قُتِلَ أَوَّلَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَلَمْ تَعْلَمْ مِنْ صَلَاتِهِ وَتَسْبِيحِهِ وَصَوْمِهِ وَمِنْ تَكْبِيرِهِ وَمِنْ كَذَا وَمِنْ كَذَا".
6032 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: "جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْلَمُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَنْ يكفيني هؤلاء؟ فقال طلحة: أنا، فقال: فَكَانُوا عِنْدِي، قَالَ: فَضُرِبَ عَلَى النَّاسِ بَعْثٌ، فَخَرَجَ فِيهِمْ أَحَدُهُمْ فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَكَثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ ضُرِبَ بَعْثٌ آخَرُ، فَخَرَجَ فَيهِ الثَّانِي فَاسْتُشْهِدَ، قَالَ: وَبَقِيَ الثَّالِثُ حَتَّى مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ، قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ فِي النوم كأني أدخلت الجنة فرأيتهم أعرفهم بِأَنْسَابِهِمْ وَسِيمَاهُمْ، فَإِذَا الَّذِي مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ دخل أولهم، وَإِذَا الثَّانِي مِنَ الْمُسْتَشْهِدِينَ عَلَى أَثَرِهِ، وَإِذَا أَوَّلُهُمْ آخِرُهُمْ قَالَ: فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ أَحَدٌ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَمَّرُ فِي الْإِسْلَامِ، لِتَكْبِيرِهِ وَتَحْمِيدِهِ وَتَسْبِيحِهِ وَتَهْلِيلِهِ".
6032 / 3 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.(6/366)
6032 / 4 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ- قَالَ ابْنُ داود: أراه قال: مولى لنا- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: "أَتَى ثَلَاثَةُ نَفَرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: من يكفيني هَؤُلَاءِ؟ فَكَفَيْتُهُمْ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْثًا فخرج فيهم رَجُل مِنْهُمْ فَقُتِلَ، ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرَانِ عِنْدِي، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْثًا وَخَرَجَ الْآخَرُ فَقُتِلَ، ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ عِنْدِي فَمَرِضَ فَمَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ، قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُهُمْ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ الَّذِي مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ كَانَ أَوَّلَهُمْ دُخُولًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَآخِرَهُمْ دخولاً الذي قتل أولهم، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: وَمَا أَنْكَرْتُ مِنْ هَذَا؟ إِنَّ الْمُؤْمِنَ (....) إِلَى كَذَا وَكَذَا تَسْبِيحَةٍ".
قَالَ ابْنُ دَاوُدَ: هَذَا مَعْنَاهُ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ طَرِيقِ عبد الله بن شداد مرسلاً كَمَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ بْنُ حميد.
6033 - قَالَ: وَثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوَبَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ "أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بِلَى أَسْلَمَا فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَخَّرَ الْآخَرُ بَعْدَ الْمَقْتُولِ سَنَةً، ثُمَّ مَاتَ. قَالَ طَلْحَةُ: رَأَيْتُ الْجَنَّةَ فِي الْمَنَامِ فَرَأَيْتُ الْآخَرَ مِنَ الرَّجُلَيْنِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَوَّلِ، فَأَصْبَحْتُ فَحَدَّثْتُ النَّاسَ بِذَلِكَ، فَبَلَغْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ وَصَلَّى بَعْدَهُ سِتَّةَ آلَافِ ركعة وكذا وَكَذَا رَكْعَةٍ". قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ طَرِيقِ وَكِيعٍ بِهِ، وَرَوَاهُ بِاخْتِصَارٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وَأَحْمَدُ بن منيع وابن حبان في صحيحه وَابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ وَالْحَاكِمُ وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بِهِ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ(6/367)
لَمْ يَسْمَعْ مِنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَابْنُ الْمَدِينِيُّ كَمَا أَوْضَحْتُهُ فِي الْكَلَامِ عَلَى زَوَائِدِ ابْنِ ماجه.
وسيأتي بطرقه في كتاب التوبة والاستغفار.
6034 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا محمد بن بشر، حدثني محمد بن عمرو، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "جَاءَ رَجُلَانِ مِنْ بِلَى مِنْ قُضَاعَةَ فَأَسْلَمَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا وَأَخَّرَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً، قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: فَرَأَيْتُ كَأَنِّي أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الشَّهِيدِ فَعَجِبْتُ مِنْ ذَلِكَ. فَأَصْبَحَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: أَلَيْسَ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ، وَصَلَّى بَعْدَهُ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةٍ، صَلَاةَ السُّنَّةِ؟ ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادٍ حَسَنٌ.
6035 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا عثمان، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "رَأَيْتُ كَأَنِّي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ، وَرَأَيْتُ بَقَرًا مُنْحَرَةً فأولت الدرع المدينة، والبقر نفر وَاللَّهِ خَيْرٌ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَقَمْنَا بِالْمَدِينَةِ. قَالُوا: ما دخلت علينا في الجاهلية أفتدخل علينا في الإسلام؟! قال: فشأنكم إِذًا. قَالَ: فَلَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَأْمَتَهُ، فَقَالُوا: مَا صَنَعْنَا، رَدَدْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رأيه؟! فجاءوا فقالوا: شأنك يا رسول الله. قَالَ: الْآنَ! لَيْسَ لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لَأْمَتَهُ أن يضعها حتى يقاتل".
هذا إسناد صَحِيحٌ
6036 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي مُرْدِفٌ(6/368)
كَبْشًا وَكَأَنَّ ضَبَّةَ سَيْفِي انْكَسَرَتْ، فَأَوَّلْتُ أَنِّي أَقْتُلُ صَاحِبَ الْكَتِيبَةِ، وَأَوَّلْتُ ... " قَالَ عَفَّانُ: كَأَنَّ بعد هذا شيء، لَا يَدْرِي مَا هُوَ.
6036 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فذكره دون ما قاله عفان.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.
12- بَابٌ أَعْبَرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ لِلرُّؤْيَا بَعْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
6037 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هشام قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ: "كَانَ أَبُو بَكْرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَعْبَرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ النبي - صلى الله عليه وسلم -.
6038 / 1 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عْبَدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "رَأَيْتُنِي الْبَارِحَةَ كَأَنَّ رَجُلًا أَلْقَمَنِي كُتْلَةَ تَمْرٍ فَعَجَمْتُهَا، فَوَجَدْتُ فِيهَا نَوَاةً فَآذَتْنِي فَلَفِظْتُهَا، ثُمَّ أَلْقَمَنِي كُتْلَةً كَمِثْلِ ذَلِكَ، ثُمَّ أُخْرَى كَمِثْلِ ذَلِكَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَعْبُرُهَا، قَالَ: هُوَ الجيش الذين بعثت بِهِمْ يُسَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَيُغْنِمُهُمْ، ثُمَّ يَلْقَوْنَ رَجُلًا فينشدهم ذمتك فيدعونه، ثم يلقون آخر فينشدهم ذمتك فيدعونه، ثم يلقون آخر فينشدهم ذمتك فَيَدَعُونَهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: كَذَلِكَ قَالَ الْمَلَكُ يَا أَبَا بَكْرٍ".
6038 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَالِدٍ ... فَذَكَرَهُ. هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ.(6/369)
13- بَابُ مَا رَآهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَنَامِهِ وَفَسَّرَهُ
6039 - قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ راهويه: أبنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَغَيْرِهِ وَصَلْتُ الْحَدِيثَ عَنْ عروة، قَالَ: "أَوَّلُ رِدَّةٍ فِي الْعَرَبِ مُسَيْلَمَةُ بْنُ حبيب صَاحِبُ الْيَمَامَةِ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ كَعْبٍ الْعَنْسِيُّ باليمن فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنِّي أُرِيتُ فِي ذِرَاعِي سِوَارَيْنِ مِنْ ذهب فنفخت فيهما فطارا فأولهما: كَذَّابَ الْيَمَامَةِ وَكَذَّابَ صَنْعَاءَ".
فِيهِ انْقِطَاعٌ.
14- بَابٌ عَلَى مَا تُعَبَّرُ الرُّؤْيَا
6040 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ لِلرُّؤْيَا كُنًى وَلَهَا أَسْمَاءٌ، فَكَنُّوهَا بِكُنَاهَا وَاعْتَبِرُوهَا بِأَسْمَائِهَا، وَالرُّؤْيَا لِأَوَّلِ عَابِرٍ".
6040 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سعيد الأموي، عن الأعمش ... فَذَكَرَهُ.
6040 / 3 - قُلْتُ: رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا الْأَعْمَشُ ... فَذَكَرَهُ دُونَ قَوْلِهِ: "إِنَّ لِلرُّؤْيَا كُنًى وَلَهَا أَسْمَاءٌ".
وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ.
وَمَدَارُ أَسَانِيدِ حَدِيثِ أَنَسٍ هَذَا عَلَى يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَّاشِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ، كَمَا أَوْضَحْتُهُ فِي الْكَلَامِ عَلَى زَوَائِدِ ابْنِ ماجه.(6/370)
90- كِتَابُ الْأَذْكَارِ
1- بَابُ مَا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الذِّكْرِ
6041 / 1 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عنها- قَالَتْ: "لَزِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْكَلِمَاتِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أستغفرك وأتوب إليك. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ لَزِمْتَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ. قَالَ: إِنَّ رَبِّي عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا وَأَمَرَنِي بِأَمْرٍ فَأَنَا أَتَّبِعُهُ، ثُمَّ قَرَأَ "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ... " حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ".
6041 / 2 - رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَالنَّسَائِيُّ: وَلَفْظُهُمَا: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا جَلَسَ مَجْلِسًا أَوْ صلى تكلم كلمات، فَسَأَلَتْهُ عَائِشَةُ عَنِ الْكَلِمَاتِ، فَقَالَ: إِنْ تَكَلَّمَ بِخَيْرٍ كَانَ طَابَعًا عَلَيْهِنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنْ تَكَلَّمَ بِشَرٍّ كَانَ كَفَّارَةً لَهُ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ".
6041 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ مِنْ طريق زرارة بن أوفى، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ إلا قال: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ. فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ الله، أكثر مَا تَقُولُ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ إِذَا قُمْتَ. قَالَ: لَا يَقُولُهُنَّ أَحَدٌ حِينَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ مِنْهُ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ". وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ.
2- بَابُ أَيُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ أنجى له
6042 / 1 - قال إسحاق بن راهويه: أبنا إسحاق بن سليمان، سمعت حريز بن عثمان يحدث، عن أبي بحرية، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "مَا عَمِلَ آدَمِيُّ عَمَلًا(6/371)
أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ. قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: لَا وَلَوْ ضَرَبَ بِسَيْفِهِ، قَالَ اللَّهُ: (ولذكر اللَّهُ أَكْبَرُ) ".
6042 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ مِنْ عَمَلٍ أَنْجَى لَهُ مِنَ النَّارِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، تَضْرِبُ بِسَيْفِكَ حَتَّى يَنْقَطِعَ، ثُمَّ تَضْرِبُ بسيفك حتى ينقطع- قالها ثلاثاً".
6042 / 3 - وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6042 / 4 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ: ثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ- يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ- عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ- مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ- أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "ما عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ". وَقَالَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا أُخْبِرْكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ تَعَاطِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ غَدًا فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: بلى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ".
قُلْتُ: لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَالْحَاكِمُ، وَصَحَّحَهُ وَالْبَيْهَقِيُّ، وَرَوَاهُ(6/372)
التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ، وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
3- بَابُ فِي فَضْلِ الذِّكْرِ وَالذَّاكِرِينَ
فيه حديث معاذ المذكور في الباب قبله.
6043 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مهزم، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَأَنْ أُجَالِسَ قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَلَأَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفا. فَحَسْبُنَا دِيَاتُهُمْ وَنَحْنُ فِي مَجْلِسٍ فَبَلَغَ سِتَّةً وتسعين ألفاً- وها هنا مَنْ يَقُولُ أَرْبَعَةٌ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ- وَاللَّهِ مَا قَالَ: إِلَّا ثَمَانِيَةً دِيَةُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا".
6043 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَّاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلَأَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ أحبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ"
6043 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَ: ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَأَنْ أُصَلِّي الْفَجْرَ وَأَجَلِسُ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ أحبُّ إليَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَلَأَنْ أُصَلِيَّ الْعَصْرَ وَأَجْلِسُ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ أحبُّ إليَّ من أن أعتق ثمانية رقاب من وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ دِيَةُ كُلِّ رَقَبَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا".
6043 / 4 - قَالَ: وَثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ ... فَذَكَرَ بعضه.(6/373)
6043 / 5 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحْتَسِبٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْفَجْرِ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ أحبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ، دِيَةُ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا، وَلَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ أَقْوَامٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ أحبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ دِيَةُ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا".
6043 / 6 - قَالَ: وَثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، ثنا حماد بن زيد، عن المعلى بْنُ زِيَادٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قال- يَعْنِي-: "لَأَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ مِنَ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ أحبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةً مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ كُلُّهُمْ مُسْلِمٌ".
6043 / 7 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثَنَا حَمَّادٌ، ثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ أحبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ".
6043 / 8 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- من غدوة حتى تطلع الشمس أن ما إليَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ".
قُلْتُ: مَدَارُ طرق حديث أنس هذا ما على مجهول أو عَلَى يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَّاشِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
6044 / 1 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ(6/374)
أَبَا هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمَجَالِسُ ثَلَاثَةٌ: غَانِمٌ، وَسَالِمٌ، وَشَاجِبٌ، فَالْغَانِمُ: الَّذِي يَكْثُرُ ذكر الله- عز وجل- في مجلسه، والسالم: الَّذِي يَسْكُتُ لَا عَلَيْهِ وَلَا لَهُ، وَالشَّاجِبُ: الَّذِي يَكُونُ كَلَامُهُ وَعَمَلُهُ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ".
6044 / 2 - قَالَ: وَثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، ثنا مخراق سمعت أباهريرة يَقُولُ: "الْمَجَالِسُ ثَلَاثَةٌ: فَمِنْهُمُ الْغَانِمُ، وَمِنْهُمُ السَّالِمُ، وَمِنْهُمُ الشَّاجِبُ، فَالْغَانِمُ: عَبْدٌ ذَكَرَ اللَّهَ- تَعَالَى- فَذَكَرَهُ اللَّهُ، وَالسَّالِمُ: عَبْدٌ لَمْ يُمِلَّ عَلَى كَاتِبِهِ خَيْرًا وَلَا شَرًّا، وأمَّا الشَّاجِبُ: الَّذِي أَخَذَ فِي الْبَاطِلِ فَهُوَ يَشْجُبُ عَلَى نَفْسِهِ".
6045 - قال مسدد: وثنا عِيسَى، ثَنَا هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ذِكْرٌ اللَّهُ أَكْبَرُ- ثَلَاثُ مَرَّاتٍ- ثُمَّ قَالَ: مَا جَلَسَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتَدَارَسُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَعَاطَوْنَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا أَظَلَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا، وَإِلَّا كَانُوا أَضْيَافَ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- حَتَّى يَقُومُوا، وَمَا سَلَكَ رَجُلٌ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ الْعِلْمَ إِلَّا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ سَبِيلًا إلى الجنة، ومن يبطىء بِهِ عَمَلُهُ لَا يَسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ".
6046 - قَالَ مسدد: وثنا بشر بن المفضل، أبنا الْجَرِيرِيُّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: "قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَنْ صَاحِبُ الْكَلِمَةِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ الرَّجُلُ، وَرَأَى أنه قد هجم مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى شَيْءٍ كَرِهَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَنْ هُوَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ إِلَّا صَوَابًا؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا قُلْتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْجُو بِهَا الْخَيْرَ. قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ رَأَيْتُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَ كَلِمَتَكَ أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا إِلَى اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ".
قُلْتُ: رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَالطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ، وَالْبَيْهَقِيُّ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْمَسَاجِدِ.
6047 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا بِشْرٌ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ- قَالَ حَمَّادٌ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا وَقَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ قَالَ:(6/375)
سُبْحَانَ ربِّك ربِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَدِ اكتال بالكيل الأوفى".
هَذَا إِسْنَادٌ مُرْسَلٌ، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
6048 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ وَلَا شَيْءَ بَعْدَهُ".
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ
6049 / 1 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: وثنا عبد الرزاق، أبنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "قَالَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-: يَا ابْنَ آدَمَ، إِنْ ذَكَرْتَنِي فِي نَفْسِكَ ذكرتك فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرْتَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُكَ فِي مَلَأٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَوْ مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ دَنَوْتَ مِنِّي شِبْرًا دَنَوْتُ مِنْكَ ذِرَاعًا، وَإِنْ دَنَوْتَ مِنِّي ذِرَاعًا دَنَوْتُ مِنْكَ بَاعًا، وَإِنْ أَتَيْتَنِي تَمْشِي أَتَيْتُكَ أُهَرْوِلُ".
قَالَ مَعْمَرٌ: قَالَ قَتَادَةُ: وَاللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- أَسْرَعُ بِالْمَغْفِرَةِ.
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ. -
6049 / 2 - وَرَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ بإسناد صحيح: وزاد في آخره: "قَالَ(6/376)
قَتَادَةُ: وَاللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- أَسَرَعُ بِالْمَغْفِرَةِ".
6050 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا دَرَّاجٌ، أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَيَذْكُرَنَّ اللَّهَ قوم في الدنيا على الفرش الممهدة يدخلهم الجنات العلى".
6050 / 2 - وثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، ثنا الحسن بن مُوسَى ... فَذَكَرَهُ.
6050 / 3 - رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صحيحه: أبنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، ثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ ... فَذَكَرَهُ.
6051 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا ميمون به عَجْلَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذْكُرُونَ اللَّهَ لَا يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إِلَّا وَجْهَهُ إِلَّا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ".
6051 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بكر، ثنا ميمون المرئي، عن ميمون بن سياه ... فذكره.
هذا إسناد رجاله ثقات(6/377)
4- بَابٌ فِي كَثْرَةِ الذِّكْرِ
6052 / 1 - قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ راهويه: أبنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ القراظ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نسير بالدف، مِنْ جُمْدَانَ، إِذِ اسْتَنَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا مُعَاذُ، أَيْنَ السَّابِقُونَ؟ فَقُلْتُ: قَدْ مَضَى نَاسٌ وَتَخَلَّفَ نَاسٌ. فقال: يا معاذ، أين السابقون يستهترون بذكر الله، مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْتَعَ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ فَلْيُكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ".
6052 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عن أبي عبد الله القراظ، عَنْ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَحَبَّ أن يرتع في رياض الجنة فليكثر ذِكْرِ اللَّهِ".
6052 / 3 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صحيحه: أبنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ، أبنا مُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَعْلَبَكِيُّ، ثَنَا الْوَلِيدُ، ثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أيُّ الْأَعْمَالِ أحبُّ إِلَى اللَّهِ- تَعَالَى؟ قَالَ: أَنْ تَمُوتَ ولسانك رطب من ذكر الله".
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني والبزار.
قُلْتُ: وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وآخر من(6/378)
حديث عبد الله بن بسر رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ وَابْنُ حِبَّانَ في صحيحه والحاكم وصححه.
6053 / 1 - وقال عبد بن حميد: أبنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ عَجَزَ مِنْكُمْ عن الليل أن يكابده، وَبَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، وَجَبُنَ عَنِ الْعَدُوِّ أن يجاهده، فليكثر ذكر الله".
رواه الطَّبَرَانِيُّ
6053 / 2 - وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ... فَذَكَرَهُ.
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ وَأَبُو يَحْيَى كُوفِيٌّ مَعْرُوفٌ لَا نَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا. قُلْتُ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: رَوَى عَنْهُ إِسْرَائِيلُ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً مَنَاكِيرَ جِدًّا. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: فِي حَدِيثِهِ ضَعْفٌ. وَقَالَ مُرَّةُ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ سعد: فيه ضعف، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ انْتَهَى. وَبَقِيَّةُ رِجَالِ الْإِسْنَادِ مُحْتَجٌّ بِهِمْ فِي الصَّحِيحِ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي يَحْيَى أَيْضًا.
6054 / 1 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا درَّاج أَبُو السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- حَتَّى يُقَالَ: إِنَّهُ مَجْنُونٌ".
6054 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى: ثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ... فَذَكَرَهُ.
6054 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا سُرَيْجٌ، ثَنَا ابن وهب، عن عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ(6/379)
درَّاجاً حَدَّثَهُ ... فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صحيحه والْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وتقدم فِي الْبَابِ قَبْلَهُ.
6055 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجَوَيْهُ، حَدَّثَنِي أَبُو المغيرة، حدثني أبو بكر بن أبي مريم، حدثني الأحوص بن حكيم بن عمير وحبيب بن عبيد، عن أبي الدرداء، أن رسول الله - صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَدَعُ رَجُلٌ مِنْكُمْ أَنْ يَعْمَلَ لِلَّهِ أَلْفَ حَسَنَةٍ أَنْ يُسَبِّحَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ" فَإِنَّهُ لَنْ يَعْمَلَ- إِنْ شَاءَ اللَّهُ- مِثْلَ ذَلِكَ فِي يَوْمِهِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَيَكُونُ مَا عِمِلَ مِنْ خَيْرٍ سِوَى ذَلِكَ وَافِرًا.
5- بَابُ الذِّكْرِ فِي الْمَسَاجِدِ
6056 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، ثَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "يَقُولُ الرَّبُّ- تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يَوْمَ الْقِيَامَةِ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مَنْ أَهْلِ الْكَرَمِ فَقِيلَ: مَنْ أَهْلُ الْكَرَمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَجَالِسُ الذِّكْرِ فِي الْمَسَاجِدِ".
6056 / 2 - قَالَ: وَثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ ... فَذَكَرَهُ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ
6056 / 3 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صحيحه: أبنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، ثَنَا أَبُو طَاهِرٍ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ... فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "أَهْلُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ فِي الْمَسَاجِدِ".
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وغيره(6/380)
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْمَسَاجِدِ.
6- بَابُ فَضْلِ مجالس الذكر
فيه حديث أبي هريرة مرفوعاً: "أَفْضَلُ الرِّبَاطِ انْتِظَارُ الصَّلَاةِ وَلُزُومُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ" وتقدم في باب لزوم المساجد.
6057 / 1 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا بِشْرٌ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ عبد الله مولى غفرة، سَمِعْتُ أَيُّوبَ بْنَ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: قَالَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ لِلَّهِ سَرَايَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ تَحُلُّ فَتَقِفُ عَلَى مَجَالِسِ الذِّكْرِ فِي الْأَرْضِ، فَارْتَعُوا فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ قَالُوا: وَأَيْنَ رِيَاضُ الْجَنَّةِ يا رسول الله؟ قَالَ: مَجَالِسُ الذِّكْرِ، فَاغْدُوا وَرُوحُوا فِي ذِكْرِ الله- عز وجل- وذكروه بِأَنْفُسِكُمْ، مَنْ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَتَهُ عِنْدَ اللَّهِ فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ مَنْزِلَةَ اللَّهِ عِنْدَهُ؟ فَإِنَّ اللَّهَ- تَعَالَى- يُنْزِلُ الْعَبْدَ مَنْزِلَتَهُ حَيْثُ أَنْزَلَهُ مِنْ نَفْسِهِ".
6057 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: قَالَ: ثَنَا الْهَيْثَمُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى غَفْرَةَ، أَنَّ أَيُّوبَ بْنَ صَفْوَانَ، أَخْبَرَهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: ارْتَعُوا فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ. قَالُوا: وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ ... " فَذَكَرَهُ.
6057 / 3 - وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنِي حِبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ... فَذَكَرَهُ.
6057 / 4 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ... فَذَكَرَهُ.
6057 / 5 - وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ... فَذَكَرَهُ.
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ جَابِرٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَا رَوَى أيوب عَنْ جَابِرٍ غَيْرَهُ.(6/381)
قُلْتُ: وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى غَفْرَةَ بِهِ، وَقَالَ الْحَاكِمُ: صَحِيحُ الإسناد ولم يخرجاه.
6058 - قال مسدد: وثنا الْمُعْتَمِرُ، ثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "تَبَادَرُوا رِيَاضَ الْجَنَّةِ. قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: حِلَقُ الذِّكْرِ".
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7- بَابُ مَا جَاءَ فِي خَيْرِ الْجُلَسَاءِ
6059 / 1 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثَنَا مُبَارَكُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "قِيلَ: يَا رسول الله، أَيُّ جُلَسَائِنَا خَيْرٌ؟ قَالَ: مَنْ ذَكَّرَكُمْ بِاللَّهِ رؤيته، وزاد في علمكم منطقه، وذكركم بالآخرة عمله".
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
6059 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبُرَيْدِ، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ حَسَّانٍ ... فَذَكَرَهُ.
8- بَابٌ فِي تَفْضِيلِ الْبُقْعَةِ الَّتِي ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهَا على مَا حَوْلِهَا
6060 / 1 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا مَرْوَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَّاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ بُقْعَةٍ ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهَا للصلاة أو ذكر، إِلَّا اسْتَبْشَرَتْ بِذِكْرِ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- إِلَى منتهاها من سبع أَرَضِينَ وَإِلَّا فَخَرَّتْ عَلَى مَا حَوْلِهَا مِنَ البقاع".(6/382)
6060 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ ... فَذَكَرَهُ وَزَادَ: "وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَقُومُ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ يُرِيدُ الصَّلَاةَ إِلَّا تَزَخْرَفَتْ لَهُ الْأَرْضُ".
قُلْتُ مَدَارُ إِسْنَادِ حَدِيثِ أَنَسٍ هَذَا عَلَى يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَّاشِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ وكذا الراوي عنه. وتقدم هَذَا الْحَدِيثُ فِي بَابِ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِي الْفَلَاةِ.
9- بَابٌ فِي كَثْرَةِ الذِّكْرِ فِي الْعِبَادَاتِ
6061 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثَنَا مُعَلَّي بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ زَبَّانَ بْنَ فَائِدٍ حَدَّثَهُمْ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -"أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ: أَيُّ الْمُهَاجِرِينَ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِلَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ: فَأَيُّ الصَّائِمِينَ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِلَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ الصَّلَاةَ والزكاة والحج كل ذَلِكَ يَقُولُ: أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِلَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: يَا أَبَا حَفْصٍ، ذَهَبَ الذَّاكِرُونَ بِكُلِّ خَيْرٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَجَلْ".
6061 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا حَسَنٌ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا زَبَّانُ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ البصري والراوي عنه.
10- بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ تَرَكَ الذِّكْرَ
أَوِ الصلاة عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شَيْءٍ مِنْ أَحْوَالِهِ
6062 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثنا يَزِيدُ بْنُ إبراهيم الأسيدي، عَنْ أَبيِ الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ ثُمَّ تَفَرَّقُوا عَنْ غَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ(6/383)
وَصَلَاةٍ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا قَامُوا عَنْ أَنْتَنِ جِيفَةٍ".
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ طَرِيقِ الطيالسي به.
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
6063 - وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ راهوايه: أبنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَيْلِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ قَالَ: "أُتِيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ بِغُرَابٍ وَافِرِ الْجَنَاحَيْنِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: مَا صِيدَ صَيْدٌ وَلَا عُضَّدَتْ عَضَاةٌ وَلَا قطعت وشيجة إلا بقلة التسبيح ثم خلى عَنِ الْغُرَابِ".
هَذَا مُعْضَلٌ أَوْ مُرْسَلٌ، وَالْحَكَمُ ضعيف بمرة.
6064 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَيُّمَا قَوْمٍ جَلَسُوا فِي مَجْلِسٍ ثم تفرقوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَذْكُرُوا اللَّهَ وَيُصَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ ذَلِكَ الْمِجْلِسُ عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ- يَعْنِي: حَسْرَةً".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ يُوسُفَ بْنِ عَطِيَّةَ.
6065 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ، ثَنَا عَدِيُّ بْنُ أَبِي عُمَارَةَ، ثَنَا زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الشَّيْطَانَ وَاضِعٌ خَطْمَهُ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ فَإِنْ ذَكَرَ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- خَنَسَ، وَإِنْ نَسِيَ الْتَقَمَ قَلْبَهُ فَذَلِكَ الْوَسْوَاسُ الْخَنَّاسُ".
رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النُّمَيْرِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، ضَعَّفَهُ يحيى(6/384)
بْنُ مَعِينٍ وَأَبُو دَاوُدَ وَالذَّهَبِيُّ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَفِي الضُّعَفَاءِ وَقَالَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ أَشْيَاءَ لَا تُشْبِهُ أَحَادِيثَ الثِّقَاتِ. تَرَكَهُ ابْنُ مَعِينٍ انْتَهَى.
خَطْمُهُ- بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ- هُوَ فَمُهُ.
6066 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا الْقُوَارِيرِيُّ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَّاءُ قَالَ: ثَنَا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدِ، عَنِ أَبِي الْوَازِعِ جَابِرُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "ما جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا قَطُّ لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
6066 / 2 - وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ وَالْبَيْهَقِيُّ: بِلَفْظِ: "مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا فِي مَجْلِسٍ فَتَفَرَّقُوا وَلَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ إِلَّا كَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ حَسْرَةً عليهم يوم القيامة".
ورواة الطبراني محتج بهم في الصحيح.
11- بَابٌ فِيمَنْ عَمِلَ حَسَنَةً أَوْ هَمَّ بِهَا
6067 / 1 - قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكَمِ، عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً وَاحِدَةً، وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ عليه سيئة فإن لم يعملها لم تكتب عَلَيْهِ شَيْءٌ".
6067 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا مُجَاهِدٌ، ثَنَا مَكِيٌّ ح.
6067 / 3 - وَثَنَا: الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَأَبُو خَيْثَمَةَ قَالَا: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ كِلَاهُمَا، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أبي بكر بن عبيد اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جَدِّهِ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ حَسَنَةً فإن عملها كتبت له عشر، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ لَمْ(6/385)
تُكْتَبْ عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَلَيْهِ سِيِّئَةً، وَإِنْ تَرَكَهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، يَقُولُ اللَّهُ- تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ مَخَافَتِي".
هَذَا لَفْظُ مُجَاهِدِ بْنِ مُوسَى، وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ أَبِي خَيْثَمَةَ "فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عليه سيئة" وسيأتي هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ الْمَوَاعِظِ فِي بَابِ تَضْعِيفِ الْحَسَنَاتِ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
12- باب فيمن لا يذكر الله عز وجل
وفيه الْأَحَادِيثُ الْمَذْكُورَةُ فِي الْبَابِ قَبْلَ قَبْلِهِ
6068 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا خُلَيْدٌ، عن سفيان، عن صالح مولى التوءمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "مَا جَلَسَ رَجُلٌ مجلساً ولا اضطجع مضطجعاً ولا مشى مشياً لَا يَذْكُرُ اللَّهَ- تَعَالَى- فِيهِ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
6068 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا وَلَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مَشَى طَرِيقًا فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً، وَمَا مِنْ رَجُلٍ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- إِلَّا كَانَ عليه ترة".
6068 / 3 - قال: ثنا رَوْحٌ، ثَنَا ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي إسحاق مولى عبد الله بن الحارث ولم يقل: "إذا أوى إلى فراشه".
6068 / 4 - قال: ثنا عبد الرحمن، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ(6/386)
أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا قَعَدَ قَوْمٌ مَقْعَدًا لَا يَذْكُرُونَ فِيهِ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- وَيُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا كَانَ عليهم حسرة يوم القيامة، وإن دَخَلُوا الْجَنَّةَ لِلثَّوَابِ".
6068 / 5 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ... فَذَكَرَ طَرِيقَ أَحْمَدَ الْأُولَى.
6068 / 6 - قال ابن حبان: وثنا حاجب بن ركين الفرغاني، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ... فَذَكَرَ طَرِيقَ أَحْمَدَ الثَّانِيَةَ.
قُلْتُ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ باختصار ورواه ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَالْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ، وَقَالَ الْحَاكِمُ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ انْتَهَى.
التِّرَةُ: بِكَسْرِ التَّاءِ مِنْ فوق وتخفيف الراء، هي النقص وقبل: التَّبَعَةُ.
6069 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَا يُصَلُّونَ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ.
هَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ مَوْقُوفًا وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَأَبُو النَّضْرِ هُوَ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَحُكْمُهُ الرَّفْعُ إِذْ لَيْسَ لِلرَّأْيِ. فِيهِ مَجَالٌ.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ بِهِ.
وَرَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.(6/387)
13- بَابٌ خير الذكر الخفي
6070 / 1 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بن لَبِيبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يكفي".
6070 / 2 - رواه إسحاق بن راهويه: أبنا وَكِيعٌ، ثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ... فَذَكَرَهُ.
6070 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ قَالَا: ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ... فَذَكَرَهُ.
6070 / 4 - وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ... فَذَكَرَهُ.
6070 / 5 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثَنَا وَكِيعٌ، ثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ.
6070 / 6 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا وَكِيعٌ، ثَنَا أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ... فَذَكَرَهُ.
6070 / 7 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ في صحيحه: أبنا ابْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، ثَنَا أُسَامَةُ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ حَدَّثَهُ ... فَذَكَرَهُ.
6071 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُفَضِّلُ الصَّلَاةَ التي يستاك لَهَا عَلَى الصَّلَاةِ الَّتِي لَا يَسْتَاكُ لَهَا بِسَبْعِينَ ضِعْفًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُفَضِّلُ الذِّكْرَ الْخَفِيَّ الَّذِي لَا يسمعه الحفظة بِسَبْعِينَ ضِعْفًا وَيَقُولُ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وجمع الله الخلائق لحسابهم وجاءت الحفظة بما حَفِظُوا وَكَتَبُوا، قَالَ اللَّهُ لَهُمْ: انْظُرُوا هَلْ بَقِيَ لَهُ مِنْ شَيْءٍ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا مَا تَرَكْنَا شَيْئًا مِمَّا عَلِمْنَاهُ وَحَفِظْنَاهُ إِلَّا وَقَدْ أَحْصَيْنَاهُ وَكَتَبْنَاهُ فَيَقُولُ اللَّهُ- تَبَارَكَ وَتَعَالَى- لَهُ: إن لك عندي خبيئاً لَا تَعْلَمُهُ وَأَنَا أَجْزِيكَ بِهِ وَهُوَ الذِّكْرُ الخفي".(6/388)
6071 / 2 - رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6071 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا يَعْقوُبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، ثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: ذكر محمد بن مسلم الزهري، عن عروة ... فذكر قصة السواك حسب.
ورواه البزار في مسنده وابن خزيمة في صحيحه وقال: فِي الْقَلْبِ مِنْ هَذَا الْخَبَرِ شَيْءٌ؟ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ لَمْ يسمعه من الزهري.
6071 / 4 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي كتابه المستدرك: أبنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا أبي ح.
6071 / 5 - وأبنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قالا: ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد فَذَكَرَ قِصَّةَ السِّوَاكِ.
وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ: كَذَا قَالَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ إِنَّمَا أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي الْمُتَابَعَاتِ. قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَإِنْ رَوَاهُ بِصِيغَةِ الْعَنْعَنَةِ، وَأَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي الْمُتَابَعَاتِ فَلَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ كَمَا تَقَدَّمَ.
14- بَابٌ فِي الْغَفْلَةِ عَنِ الذِّكْرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ
6072 / 1 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ الْأَفْرِيقِيِّ، عَنْ حُدَيْجِ بْنِ صُومى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْغَفْلَةُ عَنْ ثَلَاثٍ: الْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وَالْغَفْلَةُ فِيمَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إلى(6/389)
طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَالْغَفْلَةُ أَنْ يَغْفَلَ الرَّجُلُ حَتَّى يَرْكَبَهُ الدَّيْنُ".
6072 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ قَاضِي إِفْرِيقِيَّةَ وَإِنْ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ فَقَدْ وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ وَمَعَ هَذَا فَلَمْ يَنْفَرِدِ الْإِفْرِيقِيُّ عن حديج بهذا الحديث.
6072 / 3 - وقد رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ: ثَنَا هَارُونُ بن ملول، ثنا المقرئ ... فذكره.
وهارون بْنُ مَلَّوْلِ: بِلَامَيْنِ أَوَّلُاهُمَا مُشَدَّدَةٌ، وَهُوَ لَقَبُ أَبِيهِ وَاسْمُهُ عِيسَى بْنُ يَحْيَى التَّجِيبِيُّ مَوْلَاهُمْ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ مِنْ عُقَلَاءِ النَّاسِ ثقة في الحديث مصري، وَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنِ الْمُقْرِئِ بِمِصْرَ.
وأما حديج بن صومي فَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٍ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَهُوَ بِضَمِّ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَفَتْحِ الدَّالِ المهملة مصغر.
والإسناد من الطبراني كلهم مِصْرِيُّونَ.
وَقَوْلُهُ: "حِينَ يُصَلِّي الصُّبْحَ" كَالْحَدِيثِ الْوَارِدِ: "الصُّبْحَةُ تَمْنَعُ الرِّزْقَ". وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي زَوَائِدِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَفِي إِسْنَادِهِ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ وَرَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ مِنْ طَرِيقِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَسُلَيْمَانَ بن أرقم متفق على تركه.(6/390)
ورواه الطَّبَرَانِيُّ، وَتَقَدَّمَ فِي الْقَرْضِ فِي بَابِ مَا جاء في التشدد فِي الدَّيْنِ.
15- بَابٌ فِيمَنْ يَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ
6073 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، ثَنَا طَيِّبُ بْنُ سَلْمَانَ، سَمِعْتُ عَمْرَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ- أَوْ قَالَ الْغَدَاةَ- فَقَعَدَ مَقْعَدِهِ فَلَمْ يَلْغُ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَيَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى يُصَلِّيَ الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ لَا ذَنْبَ لَهُ".
هَذَا إسناد حسن تقدم فِي آخِرِ صَلَاةِ الضُّحَى.
6074 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الموصلي: وَثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، ثَنَا حَمَّادَ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ- يَعْنِي-: لَأَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- مِنَ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةً مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ كلهم مسلم".
تقدم في فضل الذكر والذاكرين
6075 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثَنَا حَمَّادٌ، ثَنَا المعلى بْنُ زِيَادٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ ثمانية مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ".
6076 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "لَأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ غُدْوَةٍ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إليَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ".(6/391)
قُلْتُ: مَدَارُ طُرُقِ حَدِيثِ أَنَسٍ هَذَا عَلَى يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَّاشِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْحَدِيثُ بِطُرُقِهِ فِي أَوَّلِ بَابِ فَضْلِ الذِّكْرِ وَالذَّاكِرِينَ.
16- بَابُ مَا يُقَالُ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ
6077 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ الله الرفاعي الأصم، عن الجعد أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "صَلَّى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ في مسجد بني رفاعة ها منا، فَأَمَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ أَنْ يُؤَذِّنَ فَصَلَّى بِهِمُ الصُّبْحَ، فَلَمَّا أَنْ فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَمَلٍ يُخْزِينِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غِنًى يُطْغِينِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَاحِبٍ يُرْدِينِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَمَلٍ يُلْهِينِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بك من فَقْرٍ يُنْسِينِي".
6077 / 2 - رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ فَقَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ ... فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الجعد أَبِي عُثْمَانَ إِلَّا عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرِّفَاعِيُّ.
6077 / 3 - وَلَيْسَ كَمَا زَعَمَ فَقَدْ رَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثنا طالوت بن عباد، ثَنَا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنِ الْجَعْدِ ... فَذَكَرَهُ.
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ أَنَسٍ إِلَّا الْجَعْدُ، وَلَا عَنْهُ إِلَّا أَبُو عِمْرَانَ، وَلَمْ يَسْنِدْ أَبُو عِمْرَانَ عَنِ الْجَعْدِ غَيْرَهُ، وَلَا حَدَّثَ بِهِ إِلَّا بَكْرٌ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَلَا نَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ غَيْرُهُ.
قُلْتُ: حَدَّثَ بِهِ مِثْلُهُ كَمَا تَقَدَّمَ.
6078 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: وَثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثَنَا أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: "كَانَ(6/392)
رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي الركعتين قبل طلوع الْفَجْرِ ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَرَبَّ إِسْرَافِيلَ وَرَبَّ مُحَمَّدٍ، أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ. ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى صَلَاتِهِ"
قُلْتُ: رَوَاهُ النسائي من غير تقييد بصلاة الْفَجْرَ.
17- بَابُ مَا يُقَالُ مِنَ الذِّكْرِ بَعْدَ صلاة الغداة وبعد صلاة المغرب
6079 / 1 - قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، ثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. عَشْرَ مَرَّاتٍ بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ كَانَ كَعَدْلِ أَرْبَعِ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعِيشَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فَذَكَرَهُ.
6079 / 2 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعِيشَ أَيْضًا، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلَاتِهِ إِذَا صَلَّى: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كُتِبَ لَهُ بهن عشر حسنات ومحي بهن عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ بِهِنَّ عَشْرُ دَرَجَاتٍ وَكُنَّ لَهُ عِتْقُ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُنَّ له حرسّاً مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَمَنْ قَالَهُنَّ حِينَ يُمْسِيَ كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ".(6/393)
وفي رِوَايَةٍ "وَكُنَّ لَهُ عَدْلَ عِتَاقَةِ أَرْبَعِ رِقَابٍ، وَمَنْ قَالَهُنَّ إِذَا صَلَّى الْمَغْرِبَ دُبُرَ صَلَاتِهِ فَمِثْلُ ذَلِكَ".
قُلْتُ: فِي الصَّحِيحِ بِنَحْوِهِ مِنْ غير تقييد ببعد صلاة.
وله شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، رَوَاهُ الترمذي في الجامع وصححه والنسائي، وآخر من حديث عمارة بن شبيب، رواه الترمذي وحسنه والنسائي في اليوم والليلة، ورواه الطبراني في الأوسط من حديث أبي أمامة، وفي الكبير من حديث أبي الدرداء.
18- بَابُ مَا يُقَالُ فِي دُبُرِ الصَّلَوَاتِ وَحِينَ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ
6080 / 1 - قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "أَنَّ فَاطِمَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَتَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَقَالَ: أُعْطِيكِ خَادِمًا وَأَدَعُ أَهْلَ الصُّفَّةِ تُطْوَى بُطُونُهُمْ مِنَ الْجُوعِ! أَلَّا أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْهُ؟ تُسَبِّحِينَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدِينَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وتكبرين الله أربعاً وثلاثين- قال سفيان: إحداهن أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ- قَالَ عَلِيٌّ: فَمَا تَرَكْتُهَا مُنْذُ سِمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا لَهُ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قَالَ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ".
6080 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "أَتَى عَلِيٌّ فَاطِمَةَ فَقَالَ: إِنِّي أَشْتَكِي صَدْرِي مِمَّا أَمُدُّ بِالْغَرْبِ فَقَالَتْ: وَأَنَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَشْتَكِي يدي مما أطحن بالرحى. فَقَالَ لَهَا: ائْتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَدْ أَتَاهُ سَبْيٌ، فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ يُخْدِمُكِ خَادِمًا. فَانْطَلَقَتْ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى عَلِيٍّ قال: ما لك؟ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أُكَلِّمَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ هَيْبَتِهِ. فَانْطَلَقَا مَعًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ما جاء بكما لقد جاءت بكما حاجة؟ فقال علي: أي يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَكَوْتُ إِلَى فَاطِمَةَ مِمَّا أمد(6/394)
بالغرب وشكت إلي يديها مما تطحن بالرحى فَأَتَيْنَاكَ لِتُخْدِمَنَا خَادِمًا مِمَّا أَتَاكَ مِنَ السَّبْيِ. فَقَالَ: لَا، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَلَكِنْ أَبِيعُهُمْ وَأُنْفِقُ أَثْمَانَهُمْ عَلَى أَصْحَابِ الصُّفَّةِ الَّذِينَ تَطْوِي أَكْبَادُهُمْ مِنَ الْجُوعِ فَلَا أَجِدُ مَا أُطْعِمُهُمْ بِهِ. قَالَ: فَلَمَّا رَجَعْنَا فَأَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا مِنَ اللَّيْلِ أتانا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُمَا فِي خَمِيلٍ لَهُمَا- وَالْخَمِيلُ الْقَطِيفَةُ الْبَيْضَاءُ مِنَ الصُّوفِ- وَكَانَ النَّبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَهَّزَهَا بِهَا، وَبِوِسَادَةٍ مَحْشُوَّةٍ إِذْخِرٍ وَقِرْبَةٍ، وَكَانَ عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ حِينَ رَدَّهُمَا وَجَدَا فِي أَنْفُسِهِمَا وَشَقَّ عَلَيْهِمَا، فَلَمَّا سَمِعَا حِسَّ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَهَبَا لِيَقُومَا. فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَكَانَكُمَا. ثُمَّ جَاءَ حَتَّى جَلَسَ عَلَى طَرَفِ الْخَمِيلِ، ثُمَّ قَالَ: إنكما جئتماني لأخدمكما خادماً وإني سأخبركما بما هو خير لكما من الخادم، تسبحان الله فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَّاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتَحْمِدَانِهِ ثلاثاً وثلاثين وتكبرانه أربعاً وثلاثين إذا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا مِنَ اللَّيْلِ فَذَلِكَ مِائَةٌ. قَالَ عَلِيٌّ: فَمَا أَعْلَمُ أَنِّي تَرَكْتُهَا بَعْدُ. فَقَالَ لَهُ عبَدُ اللَّهِ بْنُ الْكَوَّاءِ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ. فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: قَاتَلَكُمُ اللَّهُ يَا أَهَلَ الْعِرَاقِ، وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ".
6080 / 3 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بن منيع وعبد بن حميد قالا: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثَنَا عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: "أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى وَضَعَ قَدَمَيْهِ بَيْنِي وَبَيْنَ فَاطِمَةَ، فَعَلَّمَنَا مانقول إذا أخذنا مَضَاجِعَنَا: ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ تَسْبِيحَةً وَثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ تَحْمِيدَةً وَأَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً. قَالَ: فَمَا تَرَكْتُهَا بَعْدُ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قَالَ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ.
6080 / 4 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: وَثَنَا يَزِيدُ بْنُ هارون، أبنا سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مَوْلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِفَاطِمَةَ: سَبِّحِي حِينَ تَنَامِينَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَاحْمِدِي ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَكَبِّرِي أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ فَهَذِهِ مِائَةٌ، وَهِيَ أَلْفُ حَسَنَةٍ، من قالها كل ليلة حين ينام فهي خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَةً كُلَّ لَيْلَةٍ، وَكُلُّ عِرْقٍ فِي جَسَدِهِ يُمْحَى بِهِ عنه سيئة وتكتب لَهُ حَسَنَةٌ. قَالَ عَلِيٌّ: فَمَا تَرَكْتُهَا مُنْذُ سَمِعْتُ فَاطِمَةَ قَالَتْهَا لِي وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ".
قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا بِغَيْرِ هَذَا اللفظ.(6/395)
ورواه ابن حبان في صحيحه مختصراً، وسيأتي في الزهد فِي عَيْشِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
6081 / 1 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "شَكَا فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ مَا فُضِّلَ بِهِ أَغْنِيَاؤُهُمْ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَؤُلَاءِ إِخْوَانُنَا آمَنُوا إِيمَانَنَا وصلوا صلاتنا وصاموا صيامنا، وَلَهُمْ عَلَيْنَا فَضْلٌ فِي الْأَمْوَالِ يَتَصَدَّقُونَ وَيَصِلُونَ الرَّحِمَ، وَنَحْنُ فُقَرَاءٌ لَا نَجِدُ ذَلِكَ. قَالَ: أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَيْءٍ إِنْ صَنَعْتُمُوهُ أَدْرَكْتُمْ فَضْلَهُمْ؟ قُولُوا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ: اللَّهُ أَكْبَرُ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، وَسُبْحَانَ اللَّهِ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً تُدْرِكُونَ مِثْلَ فَضْلَهُمْ. فَبَلَغَ ذَلِكَ الْأَغْنِيَاءَ فَقَالُوا مِثْلَ مَا أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَاءُوهُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِخْوَانُنَا يَقُولُونَ مثلما نَقُولُ. قَالَ: ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يشاء، ألا أُبَشِّرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ، أَنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم- خمسمائة عَامٍ".
6081 / 2 - قُلْتُ: رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا أَبُو غَسَّانَ بهلول قال: ثنا موسى بن عبيدة ... فذكره بِاخْتِصَارٍ.
6081 / 3 - وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَكِينٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ... فَذَكَرَهُ وَزَادَ: "وَتَلَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ: (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سنة مما تعدون) .
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، قَالَ: وَعِلَّتُهُ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ.
6082 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْكُوفِيُّ، ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "زَارَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمْ سُلَيْمٍ فصاح فِي بَيْتِهَا صَلَاةَ تَطَوِّعٍ فَقَالَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، إِذَا صَلَّيْتِ الْمَكْتُوبَةِ فَقُولِي: سُبْحَانَ اللَّهِ عَشْرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَشْرًا، وَاللَّهُ أَكْبَرُ عَشْرًا، ثم سلي مَا شِئْتِ، فَإِنَّهُ يَقُولُ لَكِ: نَعَمْ- ثَلَاثَ مرات".(6/396)
6082 / 2 - رَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ ... فَذَكَرَهُ.
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ يَرْوِي عَنْ حُسَيْنٍ إِلَّا عَبْدَ الرَّحْمَنِ رَوَى عَنْهُ حَدِيثَيْنِ فَقَطْ.
قُلْتُ: وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ضَعِيفٌ لَكِنْ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ.
6082 / 3 - فَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ، ثَنَا وَكِيعٌ، ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي كَلِمَاتٍ أَدْعُو بِهِنَّ فِي صَلَاتِي. فَقَالَ: سَبِّحِي اللَّهَ عَشْرًا، وَاحْمِدِيهِ عَشْرًا، وَكَبِّرِيهِ عَشْرًا ثُمَّ سَلِي حَاجَتَكِ".
6083 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَبْهَانَ، عن أبي راشد، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ثَلَاثَ من جاء بهن من الْإِيمَانِ دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، وَزُوِّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ حَيْثُ شَاءَ: مَنْ عَفَا عَنْ قَاتلِهِ، وَأَدَّى دَيْنًا خَفِيًّا، وَقَرَأَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحْدٌ" قَالَ: فَقَالَ أَبُو بكر: أو إحداهن يا رسول الله؟ قال: أو إحداهن".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ عُمَرَ بْنِ نَبْهَانَ وغيره.
وتقدم في كتاب التفسير: "قل هو الله أحد".
19- بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ
6084 / 1 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَصْبَحَ قَالَ: أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ، وَكَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ، وَدِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا أَنَا من المشركين".(6/397)
6084 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا وَكِيعٌ، ثَنَا سفيان، عن سلمة ... فذكره.
6084 / 3 - قلت: رواه النسائي في اليوم والليلة مِنْ طُرُقٍ مِنْهَا عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ وبندار كلاهما عن يحيى بن وسعيد بِهِ.
6085 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، ثَنَا فَائِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: "رَأَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَصْبَحْنَا قَالَ: أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْكِبْرِيَاءُ والعظمة والخلق والليل والنهار وما سكن فيها لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ هذا النهار أوله صلاحاً، وأوسطه فلاحاً، وآخره نَجَاحًا، وَأَسْأَلُكَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَخَيْرَ الْآخِرَةِ". هَذَا إسناد ضعيف " لضعف فائد أبو الْوَرْقَاءِ
6086 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا مُعَاذُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: "كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فأتى فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ فَقَدِ احْتَرَقَتْ دَارُكَ فَقَالَ: مَا احْتَرَقَتْ دَارِي. فَذَهَبَ ثُمَّ جَاءَ فَقِيلَ له: أدرك دارك فقد احترقت. فقال: لَا وَاللَّهِ مَا احْتَرَقَتْ دَارِي. فَقِيلَ لَهُ: يُقَالُ لَكَ: قَدِ احْتَرَقَتْ دَارُكَ فَتَحْلِفُ بِاللَّهِ مَا احْتَرَقَتْ! فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: إِنَّ رَبِّيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَا يَكُونُ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، أَعُوذُ بِالَّذِي يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ رَبِّي آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، لَمْ يَرَ يَوْمَئِذٍ فِي نَفْسِهِ وَلَا أَهْلِهِ وَلَا مَالِهِ شيئاً يكرهه، وقد قلتها اليوم".
قُلْتُ: لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ.
6087 - رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ: قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا هدبة بن خالد، ثنا أغلب بن تميم المسعودي، ثنا الحجاج بن الفرافصة، عن طلق- يعني ابن حبيب - قال: "جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال: يا أبا الدرداء، احترق بيتك. فقال: ما احترق بيتي. ثم جاء آخر فقال: يا أبا الدرداء، احترق بيتك. قال: ما احترق بيتي. ثم جاء آخر فقال: يا أبا الدرداء، احترق بيتك. فقال: ما احترق بيتي. ثم جاء آخر فقال: يا(6/398)
أبا الدرداء، انبعثت النار فلما انتهت إلى بيتك طفئت. فقال: قد علمت أن الله لم يكن ليفعل. فقال رجل: يا أبا الدرداء، ما ندري أي كلامك أعجب، قولك: ما احترق، أو قولك: قد علمت أن الله لم يكن ليفعل! قال: ذلك لكلمات سمعتهن مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من قالهن حين يصبح لم تصبه مصيبة حتى يمسي، ومن قالهن حين يمسي لم تصبه مصيبة حتى يصبح: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، عليك توكلت وأنت رب العرش الكريم، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لم يكن، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ العظيم أعلم أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ الله قد أحاط بكل شيء علماً، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ومن شر كل دابة أنت آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ".
6088 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا الْأَغْلَبُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ هذيل، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: "أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن تفسير: (له مقاليد السموات والأرض) فَقَالَ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ، تَفْسِيرُهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، الْأَوَّلِ وَالْآخِرِ وَالظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ وَبِيَدِهِ الْخَيْرُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مَنْ قَالَهَا إِذَا أَصْبَحَ عَشْرَ مرات أعطي عشر خصال: أما أولهن فيحرز مِنْ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَيُعْطَى قِنْطَارًا مِنَ الْأَجْرِ، وَأَمَّا الثَّالِثَةَ فَتُرْفَعُ لَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الرَّابِعَةُ فَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَأَمَّا الْخَامِسَةُ فَيَحْضُرُهَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَلَكٍ، وَأَمَّا السَّادِسَةُ فَلَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ، وَلَهُ مَعَ هَذَا يَا عُثْمَانُ مِنَ الْأَجْرِ كَمَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ فَقُبِلَتْ حَجَّتُهُ وَعُمْرَتُهُ، وَإِنْ مَاتَ مِنْ يَوْمِهِ طُبِعَ بِطَابَعِ الشُّهَدَاءِ".
رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ وَابْنُ السُّنِّيِّ - وَهُوَ أَصْلَحُهُمْ إِسْنَادًا- وَغَيْرُهُمْ، قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ: وَفِيهِ نَكَارَةٌ، وَقَدْ قِيلَ فِيهِ: مَوْضُوعٌ ولَيْسَ بِبَعِيدٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
20- بَابُ مَا يَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى
6089 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:(6/399)
"أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ: اللَّهُمَّ بِكَ أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وَبِكَ نَمُوتُ وَإِلَيْكَ النُّشُورُ، وَإِذَا أَمْسَى قَالَ: اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور".
هذا إسناد مُرْسَلٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ هو ابن أبي هند.
6090 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيًّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ كُنَّ لَهُ كَعَدْلِ عَشْرِ رِقَابٍ- أَوْ رَقَبَةٍ".
6090 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هند ... فذكر مِثْلَهُ سَوَاءً إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: "بِيَدِهِ الخير".
6090 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بكار، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي رَهْمٍ السَّمْعِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ بِيَدِهِ الخير وهو كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كَتَبَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ قَالَهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكُنَّ لَهُ كَعِتْقِ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُنَّ لَهُ مَسْلَحَةً مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إلى آخره ولم يعمل يومئذ عمل يقهرهن، ومن قالهن حين يمسي فمثل ذلك".
6090 / 4 - ورواه أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ بِاخْتِصَارٍ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، كَمَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَلَى الشَّكِّ، وَفِي بَعْضِ أَلْفَاظِ الطَّبَرَانِيّ: "كُنَّ لَهُ كَعَدْلِ عَشْرِ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ" مِنْ غَيْرِ شَكٍّ.(6/400)
6091 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وَسَلَّمَ - فَقَدَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ ثُمَّ إِنَّهُ لقيه فقال: مالي لم أرك؟! قال: ما بت البارحة؟ لدغتني عقرب. فقال: أما إنك لو قلت أحين أمسيت: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّكَ".
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ فِي الْحَدِيثِ يَرْفَعُهُ: "فَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ لَمْ يَضُرَّهُ".
رَوَاهُ مَالِكٌ وَمُسْلِمٌ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الْأَرْبَعَةِ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ دُونَ قَوْلِهِ: "وَحِينَ يُصْبِحُ".
6091 / 2 - ورواه ابن حبان في صحيحه: أبنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ثَنَا شَيْبَانُ ابن أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، ثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ أن شَرِّ مَا خَلَقَ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ يَضُرَّهُ حُمَةٌ إِلَى الصَّبَاحِ قَالَ: وَكَانَ إِذَا لُدِغَ إِنْسَانٌ مِنْ أَهْلِهِ قَالَ: أَمَا قَالَ الْكَلِمَاتِ؟! ".
الحُمة: بِضَمِّ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ هُوَ السُّمُّ، وَقِيلَ: لَدْغَةُ كُلِّ ذِي سُمٍّ، وَقِيلَ غير ذلك.
6092 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ إِذَا أَصْبَحَ(6/401)
وَإِذَا أَمْسَى: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَجْأَةِ الْخَيْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فَجْأَةِ الشَّرِّ " فَإِنَّ العبد لا يدري ما يفجؤه إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ يُوسُفَ بْنِ عَطِيَّةَ.
6093 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو مُوسَى، ثَنَا مَكِّيٌّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَمِيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ حِينَ يُصْبِحُ، كُتِبَ لَهُ بِهَا مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ بِهَا مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ كَعَدْلِ رقبة، وحفظ بِهَا يَوْمَئِذٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَمَنْ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسِي كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ".
6093 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إبراهيم ... فذكره.
21- باب ما يقال عند النوم وعند الحاجة
فيه حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَسَيَأْتِي بطرقه في كتاب الدعاء في باب ما يقوله حين ينام.
6094 / 1 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ: "أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ شَكَا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثَ نَفْسٍ وَجَدَهُ، فَقَالَ: إِذَا أَتَيْتَ فِرَاشَكَ فَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، فو الذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَضُرُّكَ شَيْءٌ حَتَّى تُصْبِحَ، وبالحري أن لا يقربك".
9094 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، ثَنَا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَنَّهُ قَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَجِدُ وَحْشَةً. قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إلى فراشك ... " فذكره.
هذا حديث رجاله ثقات.(6/402)
6095 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْأَفْرِيقِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: "أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: كَيْفَ تَقُولُ حِينَ تُرِيدُ أَنْ تَنَامَ قَالَ: أقول: باسمك ربي وَضَعْتُ جَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي. قَالَ: قَدْ غُفِرَ لَكَ"
6095 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حدث حْيَي أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَبَلِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "كَانَ إِذَا اضْطَجَعَ لِلنَّوْمِ يَقُولُ: بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي".
6095 / 3 - ورواه أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا حَسَنٌ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا حُيَيُّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحبلي ... فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ حيي بن عَبْدِ اللَّهِ ... فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَسَيَأْتِي في كتاب الدعاء، في بَابُ مَا يَقُولُ حِينَ يَنَامُ.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بِهِ.
6096 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عن أبيه قال: "كنت عِنْدَ عَمَّارٍ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ كَأَنَّهُ يَرْفَعُهُنَّ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ -: إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ مِنَ اللَّيْلِ فَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ المنزل ونبيك الْمُرْسَلِ، اللَّهُمَّ نَفْسِي خَلَقْتَهَا لَكَ مَحْيَاهَا وَلَكَ مَمَاتُهَا إِنْ قَبَضْتَهَا فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَخَّرْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِحِفْظِ الْإِيمَانِ".
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.(6/403)
وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَالسُّنَنِ الْأَرْبَعَةِ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ منْ حَدِيثِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ.
6097 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثَنَا سَلَمَةُ، سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ: "أَتَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَشْكُو إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَقَالَ: أَلَا أَدُلُّكِ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ تُهَلِّلِينَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ عِنْدَ مَنَامِكِ، وَتُسَبِّحِينَهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدِينَهُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ. قَالَ: تِلْكَ مِائَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا".
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ
6098 / 1 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: "قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَيْتُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ إِذَا أَوَيْتُ إِلَى فِرَاشِي. قَالَ: اقْرَأْ "قل يا أيها الْكَافِرُونَ" فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ".
6098 / 2 - رَوَاهُ ابْنُ حبان في صحيحه: أبنا الصُّوفِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثَنَا زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قَالَ: "هَلْ لَكَ فِي رَبِيبَةٍ لَنَا تَكْفُلُهَا زَيْنَبُ قَالَ: فَجَاءَ فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: تَرَكْتُهَا عِنْدَ أُمِّهَا. قَالَ: فمجئ مَا جَاءَ بِكَ؟! قَالَ: جِئْتُ لِتُعَلِّمَنِي شَيْئًا أقوله عند منامي. قال: اقرأ: "قل يا أيها الْكَافِرُونَ" ثُمَّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا؟ فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ من الشرك".
6098 / 3 - قال: وأبنا أَبُو عَرُوبَةَ بَحْرَانُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ(6/404)
سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ بِاخْتِصَارٍ، وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَتَقَدَّمَ فِي سُورَةُ الْكَافِرُونَ.
6099 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ، ثَنَا حماد، عن حجاج الصواف، عَنْ أَبيِ الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا أَوَى الرَّجُلُ إِلَى فِرَاشِهِ ابْتَدَرَهُ مَلَكٌ وَشَيْطَانٌ فَيَقُولُ الْمَلَكُ: اخْتِمْ بِخَيْرٍ، وَيَقُولُ الشَّيْطَانُ: اخْتِمْ بِشَرٍّ، فَإِنْ ذَكَرَ اللَّهَ ثُمَّ نَامَ بَاتَ الْمَلَكُ يَكْلَؤُهُ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ قَالَ الْمَلَكُ: افْتَحْ بِخَيْرٍ، وَقَالَ الشَّيْطَانُ: افْتَحْ بِشَرٍّ، فَإِنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ عَلَيَّ نَفْسِي وَلَمْ يُمِتْهَا فِي مَنَامِهَا، الْحَمْدُ لله الذي يمسك السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا- إِلَى آخِرِ الْآيَةِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ، فَإِنْ وَقَعَ مِنْ سَرِيرِهِ فَمَاتَ دَخَلَ الْجَنَّةَ".
6099 / 2 - رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ: ثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا علي بن عثمان اللاحقي، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6099 / 3 - ثُمَّ رَوَاهُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "إذا أوى الإنسان إِلَى فِرَاشِهِ ابْتَدَرَهُ مَلَكٌ وَشَيْطَانٌ فَيَقُولُ الْمَلَكُ: اخْتِمْ بِخَيْرٍ وَيَقُولُ الشَّيْطَانُ: اخْتِمْ بِشَرٍّ فَإِنْ ذكر الله حتى تغلبه عينه طرد الملكُ الشيطانَ وبات يكلؤه".
6099 / 4 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6099 / 5 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَزَادَ فِي آخِرِهِ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى(6/405)
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ انْتَهَى.
يَكْلَؤُهُ أَيْ: يَحْرُسُهُ ويحفظه.
6100 - قال أبو يعلى الموصلي: وثنا عُقْبَةُ، ثَنَا يُونُسُ، ثَنَا السُّرِّيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّهَا قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْمُرُ بِفِرَاشِهِ فَيُفْرَشُ له فيستقبل القبلة، فإذا آوَى إِلَيْهِ تَوَسَّدَ كَفَّهُ الْيُمْنَى ثُمَّ هَمَسَ لَا نَدْرِي مَا يَقُولُ، فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ ذَلِكَ رَفَعَ صَوْتَهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ السموات السبع ورب العرش العظيم، إله- أو رب- كُلِّ شَيْءٍ، مُنَزِّلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلَ وَالْفُرْقَانِ فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ".
قُلْتُ: لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ.
22- بَابُ مَا يَقُولُهُ إِذَا اسْتَيْقَظَ
فِيهِ حَدِيثُ جَابِرٍ الْمَذْكُورُ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ.
6101 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ شهر بن حوشب، أبنا رَجُلٌ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أن رسول الله - صلى الله عليه وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ نَامَ طَاهِرًا فَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ. قَالَ ثَابِتٌ: فَقَدِمَ عَلَيْنَا الرَّجُلُ الَّذِي حَدَّثَنَا شَهْرٌ عَنْهُ فَحَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٍ، لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَوَاهُ(6/406)
الْبُخَارِيُّ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الْأَرْبَعَةِ.
تعارَّ- بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ-: اسْتَيْقَظَ.
6102 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ نَابِلٍ صَاحِبِ الْعَبَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ قَالَ حِينَ يَسْتَيْقِظُ وَقَدْ رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ رُوحَهُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؟ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ".
23- بَابُ فَضْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
فِيهِ حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَتَقَدَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ.
6103 / 1 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا فُلَانُ، فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: لَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، مَا فَعَلْتُ. وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ فَعَلَهُ، وَكَرَّرَ عَلَيْهِ مِرَارًا، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: لَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا فَعَلْتُهُ. وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ فَعَلَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: كَفَّرَ عَنْكَ ذَنْبَكَ بِتَصْدِيقِكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ".
6103 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا ثَابِتٌ البنا ني ... فَذَكَرَهُ.
6103 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثَنَا الْحَارِثُ ... فَذَكَرَهُ.
6103 / 4 - وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ ... فَذَكَرَهُ.(6/407)
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمْ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ عن أنس إلا الحارث بن عبيد
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ وَتَقَدَّمَ في باب الأيمان.
6104 - وقال إسحاق بن راهويه: أبنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عْنَ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بن سلمة قال: "حدثت أن أبابكر لَقِيَ طَلْحَةَ فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ أَصْبَحْتَ وَاجِمًا قَالَ: كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا مَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَزْعُمُ أَنَّهَا مُوجِبَةٌ، فَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْهَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا أَعْلَمُ مِا هِيَ. قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ وَالنَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ حَدِيثِ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ. وَقِيلَ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ طَلْحَةَ. وَقِيلَ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ طَلْحَةَ، عَنْ طَلْحَةَ- وَذَكَرُوا أَنَّ الْقِصَّةَ جَرَتْ لِطَلْحَةَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَهَذَا الْإِسْنَادُ أَصَّحُ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّ فِيهِ مَنْ لَمْ يُسَمَّ.
هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، لَكِنْ قَالَ الْعَلَائِيُّ فِي الْمَرَاسِيلِ: سُئِلَ ابْنُ مَعِينٍ عَنْ حَدِيثِ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ "أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَقِيَ طَلْحَةَ ... " الْحَدِيثُ فَقَالَ: حَدِيثٌ مُرْسَلٌ. وعدَّ الْحَاكِمُ أَبَا وَائِلٍ مِمَّنْ أَدْرَكَ الْعَشَرَةَ وَسَمِعَ منهم. انتهى، وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْحَدِيثُ بِطُرُقِهِ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْإِيمَانِ.
6105 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في نفر من قَوْمِهِ فَقَالَ: أَبْشِرُوا وَبَشِّرُوا مَنْ وَرَاءَكُمْ أَنَّهُ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ صَادِقًا بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ".
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
6105 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا مُؤَمَّلٌ وَبَهْزٌ قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ... فَذَكَرَهُ، وَزَادَ: "فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نُبَشِّرُ النَّاسَ فَاسْتَقْبَلَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابُ فَرَجَعَ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: يا رسول الله، إذاً يتكل(6/408)
النَّاسُ. فَسَكَتَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
6106 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثَنَا حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِرَجُلٍ فَعَلْتَ كَذَا؟ وَكَذَا فَقَالَ: لَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ. قَالَ: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: بل فَعَلَهُ، وَلَكِنْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ بِقَوْلِهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ".
6106 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6106 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادٌ، ثَنَا ثَابِتٌ ... فَذَكَرَهُ، وَزَادَ قَالَ: قَالَ حَمَّادٌ: لَمْ يَسْمَعْ ثَابِتٌ هَذَا مِنَ ابْنِ عُمَرَ، بَيْنَهُمَا رَجُلٌ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا بِطُرُقِهِ وَغَيْرُهُ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ
6107 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنَ التَّيْمِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي عِلْمًا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ: إِذَا عَمِلْتَ سيئة فاعمل حسنة؟ فإنه بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ هِيَ؟ قَالَ: هِيَ أَحْسَنُ الْحَسَنَاتِ".
6107 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْهِلَالِيُّ، ثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ: إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً فَاعْمَلْ عَلَى أَثَرِهَا حَسَنَةً ... " فَذَكَرَهُ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ.
6108 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ فَهُوَ كَعِتْقِ نَسَمَةٍ، وَإِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْأُوَلِ، وَإِنْ كَانَ لَيَأْتِي نَاحِيَةَ الصَّفِّ فَيَمْسَحُ عَلَى صُدُورِنَا- أَوْ عَلَى مَنَاكِبِنَا- وَيَقُولُ: لَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، وَزَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ".(6/409)
6108 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا قَنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً".
6108 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا أبو عمرو مسلم بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَاهِيدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ الْأَيَامِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بن عازب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، عَشْرَ مَرَّاتٍ فَهُوَ عَدْلُ نَسَمَةٍ".
6108 / 4 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، ثَنَا جَرِيرٌ، سَمِعْتُ زُبَيْدٍ الْأَيَادِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ أَنَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ مَنَحَ مِنْحَةً- أَوْ قَالَ مَنْ مَنَحَ وَرَقًا أَوْ سَقَى لَبَنًا أَوْ أَهْدَى زُقَاقًا كَانَ لَهُ عِتْقَ رَقَبَةٍ- أَوْ نَسَمَةٍ- وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ كَانَ لَهُ عَدْلَ رَقَبَةٍ أَوْ نَسَمَةٍ. قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْتِينَا فَيَمْسَحُ عَلَى عَوَاتِقِنَا وصدورنا ويقول: لا تختلف صفوفكم تختلف قُلُوبُكُمْ، إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الأول".
6108 / 5 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا شعبة قال: طلحة أخبرني، سَمِعْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فَذَكَرَ حديثاً، وقال فيه: "ومن قال: لا إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ كَانَ لَهُ عَدْلَ رَقَبَةٍ- أَوْ قَالَ: نَسَمَةٍ".
6108 / 6 - قَالَ: وَثَنَا يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: ثَنَا شُعْبَةُ ... فَذَكَرَ مَعْنَاهُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ.
6108 / 7 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثَنَا قَنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، أَوْ مَنَحَ مَنِيحَةِ أو هدى زُقَاقًا كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةٍ".(6/410)
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ مِنْ طُرُقٍ كثيرة، منها عن عبد الرحمن بن زبيد، عن طلحة بن مصرف ... فذكره.
6108 / 8 - ورواه ابن حبان في صحيحه: أبنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ ... فَذَكَرَ قِصَّةَ الصَّلَاةَ حَسْبُ.
قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ بِاخْتِصَارٍ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ بِهِ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ مِنْ طَرِيقِ طَلْحَةَ بن مصرف مختصر، وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنِ الْحَاكِمِ بِهِ، وَتَقَدَّمَ بَعْضُهُ فِي بَابِ تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ.
6109 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، أبنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَادَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا خَالُ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَقَالَ: أَخَالٌ أَمْ عَمٌّ؟ قَالَ: لَا " بَلْ خَالٌ. قَالَ: فَخَيْرٌ لِي أَنْ أَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: نَعَمْ".
6110 / 1 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مِائَةَ مَرَّةٍ فِي يَوْمٍ لَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ وَلَا يُدْرِكُهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ إِلَّا مَنْ جَاءَ بِأَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ".
6110 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو هَمَّامٌ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثَنَا دَاوُدُ ... فذكره.
6110 / 3 - قال: وثنا زُهَيْرٌ، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت بن الْبُنَانِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ... فَذَكَرَهُ.(6/411)
6110 / 4 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا حَسَنٌ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6110 / 5 - قَالَ: وَثَنَا عَفَّانُ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ من طرق منها عن داود بن أبي هند به ... فذكره، وعن محمد بن جحادة، عن عمرو بن شعيب ... فذكره إلا أنه قال: "ألف مرة، وجاء يوم القيامة فوق كل عمل إلا نبي أو رجل زاد في التهليل".
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، وَالْحَاكِمُ فِي المستدرك مِنْ طَرِيقِ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ وَدَاوُدَ كِلَاهُمَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ... فَذَكَرَهُ.
6111 / 1 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: وَثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْوَرْقَاءِ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "من قَالَ أَحَدَ عَشَرَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، أَحَدًا صَمَدًا لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَيْ أَلْفِ حَسَنَةٍ".
6111 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6111 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، قُلْتُ: مَدَارُ هَذِهِ الطُّرُقِ عَلَى أَبِي وَرْقَاءَ، وَاسْمُهُ فَائِدٌ الْعَطَّارُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ وَابْنُ حِبَّانَ وَالْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَالسَّاجِيُّ وَالْعُقَيْلِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُمْ، وَقَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: رَوَى عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةً.
6112 / 1 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحارث، عن سهيل بن الْبَيْضَاءِ قَالَ: "نَادَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ لَيْلَةٍ وَأَنَا رَدِيفُهُ فَقَالَ: يَا سُهَيْلُ بْنَ الْبَيْضَاءَ- رَافِعًا صَوْتَهُ. فَقُلْتُ: يا لبيك(6/412)
رَافِعًا بِهَا صَوْتِي حَتَّى سَمِعَ ذَلِكَ مَنْ خَلْفَنَا وَمَنْ أَمَامَنَا، فَاجْتَمَعُوا وَعَلِمُوا أَنَّهُ يُرِيدُ أن يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ فَقَالَ: مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا الْجَنَّةَ وَأَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ".
6112 / 2 - رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، ثَنَا ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الصَّلْتِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ بَيْضَاءَ قال: "بَيْنَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فحبس مَنْ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَحِقَهُ مَنْ كَانَ خَلْفَهُ حَتَّى إِذَا اجْتَمَعُوا ... " فَذَكَرَهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ.
6113 / 1 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بن عطاء، أبنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ حَقًّا مِنْ قَلْبِهِ فَيَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا حُرِّمَ عَلَى النَّارِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ".
هَذَا إِسْنَادٌ صحيح على شرط مسلم
6113 / 2 - ورواه ابن حبان في صحيحه: أبنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزَدِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ... فَذَكَرَهُ.
6114 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا مُسْتَوْرِدٌ أَبُو هَمَّامٍ، ثَنَا ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَرَكْتُ حَاجَةً وَلَا دَاجَةً إِلَّا أَتَيْتُ. قَالَ: أَلَيْسَ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ ثَلَاثَ مرات. قال: نعم. قال: ذاك يأتي على ذاك"(6/413)
6114 / 2 - رَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ وَزَيْدُ بن أخزم قالا ثنا، الضحاك بن مخلد، ثنا مستور بن عباد ... فذكره، إلا أنه قال: "أَتشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَإِنَّ هَذَا يَأْتِي عَلَى ذَلِكَ".
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَى مستور، عَنْ ثَابِتٍ إِلَّا هَذَا.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الإيمان.
6115 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا درَّاج أَبُو السَّمْحِ أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَذْكُرُكَ، وَأَدْعُوكَ بِهِ. قَالَ: قُلْ يَا مُوسَى: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: كُلُّ عِبَادِكَ يَقُولُ هَذَا. قَالَ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: لَا إِلَهَ إلا أنت، إِنَّمَا أُرِيدُ شَيْئًا تَخُصُّنِي بِهِ. قَالَ: يَا مُوسَى، لَوْ أَنَ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ فِي كِفَّةٍ وَلَا إِلَهَ إِلَّا الله في كفة مالت بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ".
6115 / 2 - رَوَاهُ ابْنُ حبان في صحيحه: أبنا ابن سلم، ثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ درَّاجاً حَدَّثَهُ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي اليوم والليلة وَالْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ دَرَّاجٍ وَقَالَ الْحَاكِمُ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
6116 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا هُذَيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُمَّانِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ - مِنْ وَلَدِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ- عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا طَمَسَتْ مَا فِي الصَّحِيفَةِ مِنَ السِّيِّئَاتِ(6/414)
حَتَّى يَسْكُنَ إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الْحَسَنَاتِ".
6117 - قَالَ: وَثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا ضَمَّامٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "أَكْثِرُوا مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله قبل أن يحال بينكم وبينها".
وقد تقدم بطرقه في آخر باب الاستسقاء.
6118 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْشَةٌ في قبورهم، وكأني بأهل لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رؤوسهم وَيَقُولُونَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ".
6118 / 2 - رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ: مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ عبد الحميد الحماني، ولفظهما: "لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ وَلَا مَنْشَرِهِمْ، وَكَأَنِّي بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ... " فَذَكَرَهُ.
6118 / 3 - وَفِي رِوَايَةٍ: "لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْشَةٌ عِنْدَ الْمَوْتِ وَلَا عِنْدَ الْقَبْرِ".
6119 - قَالَ: وَثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْأَسْوَدِ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي عمر بن حمزة، حدثني نَافِعُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَمْنَعُ الْعَبْدَ مِنْ سُخْطِ اللَّهِ مَا لَمْ يُؤْثِرُوا سَفْقَةَ دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ؟ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ثُمَّ قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-: كَذَبْتُمْ".(6/415)
6120 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئِ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- عَن ْرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كل شيء قدير، مِائَةَ مَرَّةٍ لَمْ يَتْبَعْهُ يَوْمَئِذٍ ذَنْبٌ وَلَمْ يَسْبِقْهُ عَمَلٌ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ عَمْرِو بْنِ الْحُصَيْنِ.
6121 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: "أَنَّ نَوْفًا وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عمرو ذكرا كلمة سقط فقال نوف: أجد في التوراة: لو أن السموات وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِنَّ وُضِعْنَ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى لرجحت بهن، ولو أن السموات والأرضين السبع وما فيهن وضعن في طبق من حديد وَقَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، كُنَّ فِيهِنَّ حَتَّى تَصِيرَ إِلَى اللَّهِ. فَقَالَ عَبْدُ الله بن عمرو: أنا أُحَدِّثُكَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّيْنَا مَعَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ الْمَغْرِبَ فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ وَعَقَبَ مَنْ عَقَبَ، فَجَاءَ قَبْلَ أَنْ يثوب الناس لصلاة العشاء الآخرة، وقد حفزه النفس وَقَدْ عَقَدَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ وَأَشَارَ بِإِصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ إِلَى السَّمَاءِ، وَهُوَ يَقُولُ: أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، هَذَا رَبُّكُمْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ، يَقُولُ: يَا مَلَائِكَتِي، انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي هَؤُلَاءِ قَدْ قَضَوْا فَرِيضَةً وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى".
6121 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادٌ- يَعْنِي: ابْنَ سَلَمَةَ- عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ "أَنَّ نَوْفًا وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ اجْتَمَعَا، فَقَالَ نَوْفٌ: لَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ... " فَذَكَرَهُ.
6121 / 3 - قَالَ: وَثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: رَوَى ابْنُ مَاجَهْ في سننه قصة الصلاة حسب بسند صحيح كما بينته في زوائد ابن ماجه.(6/416)
6122 - قال أبو يعلى: وثنا أحمد بن محمد بن سلامة، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُزيز الْأَيْلِيُّ، حَدَّثَنِي سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شَهَابٍ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ: "بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذ، هَبَطَ ثَنِيَّةً وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسِيرُ وَحْدَهُ، فَلَمَّا اسْتَهَلَّتْ بِهِ الطَّرِيقُ ضَحِكَ وَكَبَّرَ، وَكَبَّرْنَا لِتَكْبِيرِهِ، ثُمَّ سَارَ نَزْوَةً ثُمَّ ضَحِكَ وَكَبَّرَ فَكَبَّرْنَا لِتَكْبِيرِهِ، ثُمَّ سَارَ نَزْوَةً ثُمَّ ضَحِكَ وَكَبَّرَ، فَكَبَّرْنَا لِتَكْبِيرِهِ، ثُمَّ أدركناه، فَقَالَ الْقَوْمُ: كَبَّرْنَا لِتَكْبِيرِكَ وَلَا نَدْرِي مِمَّا ضحكت! فقال: أتاني، جبريل- عليه السلام- فلما استهليت الْتَفَتُّ إِلَي جِبْرِيلَ فَقَالَ: أَبْشِرْ وَبَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَقَدْ حُرِّمَ عَلَى النَّارِ. فَضَحِكْتُ وَكَبَّرْتُ رَبِّي وَفَرِحْتُ بِذَلِكَ لِأُمَّتِي".
24- بَابٌ فِي فَضْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ
6123 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا أُعَلِّمُكُمْ مَا عَلَّمَ نُوحٌ ابْنَهُ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي آمُرُكَ بِأَمْرَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنْ أَمْرَيْنِ: أَنْهَاكَ أَنْ تُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا، فَإِنَّهُ من يشرك بالله شيئاً فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، وَأَنْهَاكَ عَنِ الْكِبْرِ" فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ، وَآمُرُكَ بِقَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؟ فَإِنَّ السَّمَوَاتِ لَوْ كَانَتْ حَلَقَةً قَصَمَتْهَا، وَآمُرُكَ بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فإنها صَلَاةُ الْخَلْقِ وَتَسْبِيحُ الْخَلْقِ وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ. فقال(6/417)
رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِنَ الْكِبْرِ أَنْ يَكُونَ لِلرَّجُلِ الدَّابَّةُ يَرْكَبُهَا أَوِ الثَّوْبُ يَلْبَسُهُ أَوِ الطَّعَامُ يَدْعُو عَلَيْهِ أَصْحَابَهُ؟ قَالَ: لَا، ولكن الكبر أن تسفه الحق وتغمص النَّاسَ، وَسَأُنَبِّئُكُمْ بِخَمْسٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَلَيْسَ بِمُتَكَبِّرٍ: اعْتِقَالُ الشَّاةِ، وَلِبْسُ الصُّوفِ، وَرُكُوبُ الْحِمَارِ، ومجالس فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ مَعَ عِيَالِهِ".
6123 / 2 - رواه عبد بن حميد: أبنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: مَدَارُ إِسْنَادِ حَدِيثِ جَابِرٍ هَذَا عَلَى مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبْذِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ، لَكِنَّ أَصْلَهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَالسُّنَنِ الْأَرْبَعَةِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَرَوَاهُ الحاكم فقال: "ولكن الكبر من بَطَرُ الْحَقِّ وَازْدِرَى النَّاسِ".
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حديث ابن عباس، وقد تقدم في كتاب الأدب في باب النهي عن العجب والكبر وَالِافْتِخَارِ.
وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وتقدم فِي الْبَابِ قَبْلَهُ.
قَوْلُهُ: "بَطَرُ الْحَقِّ" بِفَتْحِ الْبَاءِ الْمُوَحَدَةِ وَالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ جَمِيعًا: هُوَ دَفْعُهُ وَرَدُّهُ "وَغَمْطُ النَّاسِ" بِفَتْحِ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الْمِيمِ وَبِالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ: هُوَ احْتِقَارُهُمْ وَازْدَرَاؤُهُمْ، وَكَذَلِكَ "غَمْصُهُمْ" بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ.
6124 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الموصلي، ثنا حماد، عن الصقعب بن زهير، عن زيد بن أسلم، يرده إِلَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ إِلَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ من سيحان مزررة بِالذَّهَبِ، قَالَ: فَقَامَ عَلَى رَأْسِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنَّ صاحبكم هذا يرفع كل راع ابن راع، ويضع كل(6/418)
فارس ابن فارس. قال: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بمجامع جِبَّتِهِ، وَقَالَ: اجْلِسْ، فَإِنِّي أَرَى عَلَيْكَ ثِيَابَ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ، مَا بَعَثَ اللَّهُ نبيّاً قبلي إلا وقد رعى. قَالَ: قِيلَ: وَأَنْتَ يَا رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، عَلَى الْقَرَارِيطِ وَأَنْصَافِ الْقَرَارِيطِ. ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّ النَّبِيَّ نُوح - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِابْنِهِ: إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ وَقَاصُّهَا عَلَيْكَ آمُرُكَ بِاثْنَيْنِ وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَيْنِ: آمُرُكَ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " فَإِنَّ السَّمَوَاتِ لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي كِفَّةٍ أُخْرَى لَرَجَحَتْ بِهِنَّ، وَإِنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ لَوْ كُنَّ حَلَقَةً مُبْهَمَةً لَقَصَمَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ؟ فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ وَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ شَيْءٍ، وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ. قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولُ اللَّهِ، هَذَا الشِّرْكُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الْكِبْرُ؟ هو أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان يَلْبَسُهُمَا؟ قَالَ: لَا أَوْ حُلَّةٌ حَسَنَةٌ يَلْبَسُهَا؟ قَالَ: لَا. أَوْ دَابَّةٌ فَارِهَةٌ يَرْكَبُهَا؟ قَالَ: لَا. أَوْ يَكُونُ لِلرَّجُلِ أَصْحَابٌ فَيَجْمَعُهُمْ إِلَيْهِ، وَذَكَرَ الطَّعَامَ؟ قَالَ: لَا. قِيلَ: فَمَا الْكِبْرُ؟! قال: سفه الحق وغمص الناس".
6124 / 2 - رَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةُ الضَّرِيرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِلَّا أُخْبِرُكُمْ بِوَصِيَّةِ نُوحٍ ابْنَهُ؟ قالوا: بَلَى. قَالَ: أَوْصَى نُوحٌ ابْنَهُ فَقَالَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي أُوصِيكَ بِاثْنَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ: أُوصِيكَ بِقَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" فَإِنَّهَا لَو ُوُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ وَوُضِعَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ فِي كِفَّةٍ لَرَجَحَتْ بِهِنَّ، وَلَوْ كَانَتْ حلقة لقصمتهن حتى تخلص إلى الله، وتقول: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ؟ فَإِنَّهَا عِبَادَةُ الْخَلْقِ وبها تقطع أَرْزَاقُهُمْ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ: الشَّرْكِ وَالْكِبْرِ؟ فَإِنَّهُمَا يَحْجُبَانِ عَنِ اللَّهِ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أمن الكبر أن يتخذ الرجل الطعام فيكون عليه الجماعة أو يلبس القميص النظيفة؟ قال: ليس ذلك، إنما الكبر أن تسفه الحق وتغمض الناس".
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا، رَوَاهُ عَنْ عمرو بن دينار، عن ابن عمر إلا ابن إسحاق، ولا نعلم حدث به عن أبي معاوية إلا إبراهيم بن سعيد.
6124 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي كتاب المستدرك: من طريق وهب بن جرير، ثنا أبي، سمعت الصقعب بن زهير، يحدث عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ(6/419)
يسار، عن عبد الله بن عُمَرَ، قَالَ: "أَتَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أعرابي عليه جبة من طيالسة مكفوفة بالديباج- أو مزررة بالديباج- فقال: إن صاحبكم هذا ... " فذكره بطوله.
وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجا للصقعب بن زهير فإنه ثقة قليل الحديث، قال: قال أبو زرعة: ثقة، وهو أخو العلاء بن زهير.
25- بَابٌ فِيمَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا يُذْكَرُ
6125 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كُنْتُ مُسْنِدًا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى صَدْرِي، قَالَ: فَقَالَ: مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ". هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
6125 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا حَسَنٌ وَعَفَّانُ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ نُعَيْمٍ- قَالَ عَفَّانُ في حديثه: ابْنُ أَبِي هِنْدٍ- عَنْ حُذَيْفَةَ مَرْفُوعًا ... فَذَكَرَهُ. ورواه الحارث مطولاً بسند ضعيف، وتقدم فِي كِتَابِ الْجَنَائِزِ فِي بَابِ مَنْ خُتِمَ لَهُ بِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ مَوْتِهِ.
6126 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَقْدُمِيُّ، ثنا يحيى، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَظُنُّهُ مَرْفُوعًا- قَالَ: "مَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- أَوْ قَالَ: لَا يُشْرِكُ بالله شيئاً- دخل الجنة، قال: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي الدرداء".
6126 / 2 - قَالَ: وَثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِرَادَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ(6/420)
دَخَلَ الْجَنَّةَ. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَإِنْ زنى وَإِنْ سَرَقَ ... " فَذَكَرَهُ.
6126 / 3 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا همام، أبنا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جبل "أنه حُضِرَ قَالَ: أَدْخِلُوا عَلَيَّ النَّاسِ. فَأَدْخَلُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئاً جَعَلَهُ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ، وَمَا كُنْتُ أُحَدِّثُكُمُوهُ إِلَّا عِنْدَ الْمَوْتِ، وَالشَّهِيدُ عَلَى ذَلِكَ عُوَيْمِرٌ أَبُو الدَّرْدَاءِ. فَانْطَلَقُوا إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ: صَدَقَ أَخِي، وَمَا كَانَ يُحَدِّثُكُمْ بِهِ إِلَّا عِنْدَ موته".
ورواه مُسَدَّدٌ وَقَدْ تَقَدَّمَ بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ
26- بَابٌ فِيمَنْ مَاتَ وَفِي قَلْبِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
6127 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ الْمَكِّيَّ، قَالَ: ثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِي وَصِيَّتِهِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا: "لَوْلَا أَنْ تَتَّكِلُوا لَحَدَّثْتُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: مَنْ مَاتَ وَفِي قَلْبِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُوقِنًا بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ".
هذا إسناد صحيح.
وتقدم بطرقه مع جملة أحاديث في كتاب الإيمان.
قُلْتُ: لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، رَوَاهُ مسلم وابن حبان في صحيحيهما وغيرهما.
27- بَابُ فَضْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
6128 / 1 - قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: "قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ: هَلْ رَأَيْتَ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الْأَوَدِيَّ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، كَانَ يَنْزِلُ عَلَيْنَا. فَقُلْتُ: هَلْ سَمِعْتَ مِنْهُ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: كنت(6/421)
أَمْشِي خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لِي: يَا أَبَا ذَرٍّ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ ميمون عن أبي ذر به.
قلت: روى ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي ذَرٍّ مرفوعاً "ألا أدلك ... " إلى آخره حسب.
وَكَذَا رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى وَابْنُ أَبِي الدنيا.
6128 / 2 - ورواه إسحاق بن راهويه: أبنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثَنَا حَمَّادٌ، ثَنَا مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ، عَنْ عْوَفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "جَلَسَ أَبُو ذَرٍّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... " فذكر الحديث مثل حديث قَبْلَهُ فِيهِ: "ثُمَّ قَالَ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كنز ... " فذكره.
ورواه الحارث وأبو يعلى وأحمد بن حنبل
6128 / 3 - ورواه الطبراني في كتاب الدعاء: مطولاً من طريق عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال: "أوصاني خليلي أن أنظر إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي وَلَا أَنْظُرُ إِلَى من هو فوقي، وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم، وأوصاني بقول الحق وإن كان مرّاً، وأوصاني بصلة الرحم وإن أدبرت، وأوصاني أن لا أسأل الناس شيئاً، وأوصاني أن لا تأخذني في الله لومة لائم، وأوصاني أن أستكثر مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ" فَإِنَّهَا من كنوز الجنة ... " الحديث بطوله.
وقد تقدم في الوصايا، وَلَهُ طُرُقٌ أُخْرَى.
6129 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطاء بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ: "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أبواب الجنة؟ قال: وما هو؟ قال: لاحول وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ".(6/422)
6129 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6129 / 3 - وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6129 / 4 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ. وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ وَإِنِ اخْتَلَطَ بِآخِرِهِ فَإِنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ رَوَى عَنْهُ قَبْلَ الِاخْتِلَاطِ كَمَا أَوُضَحْتُهُ فِي تَبْيِينِ حَالِ الْمُخْتَلِطِينَ.
6130 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: "لَقِيتُ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنَّصارِيَّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَقَالَ: أَلَا آمُرُكَ بِمَا أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ أُكْثِرَ مِنْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ" فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ".
6130 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6130 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ... فَذَكَرَهُ.
6130 / 4 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادٍ حَسَنِ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
6131 / 1 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ سعيد بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رسول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ(6/423)
يَقُولُ: "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ، تُكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بالله".
6131 / 2 - ورواه الطبراني في الدعاء: ثنا فضيل بن محمد الملطي، ثنا أبو نعيم ... فذكره.
6131 / 3 - قال: وثنا موسى بن هارون، ثنا أبو موسى الأنصاري، ثنا أنس بن عياض، حدثني عبد الله الأسلمي، عن أبي الزناد، عن سعيد بن سليمان، عن خارجة بن زيد، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فَذَكَرَهُ.
6132 / 1 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثَنَا حَيَوَةُ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ بِهِ جِبْرِيلُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِجِبْرِيلَ: يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هَذَا الَّذِي مَعَكَ؟! قَالَ جِبْرِيلُ: هَذَا مُحَمَّدٌ. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا مُحَمَّدُ، مُرْ أُمَّتَكَ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ؟ فَإِنَّ أَرْضَهَا وَاسِعَةٌ وَتُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ. قَالَ مُحَمَّدٌ لِإِبْرَاهِيمَ: وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟! فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ".
6132 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا حَيْوَةُ بن شريح، أبنا أَبُو صَخْرٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَخْبَرَهُ عَنْ سَالِمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ... فَذَكَرَهُ.
6132 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا حيوة، أبنا أبو صخر ... فذكره.(6/424)
6132 / 4 - رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ: ثَنَا هارون بن ملول المصري، ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثَنَا حَيَوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ... فَذَكَرَهُ.
6132 / 5 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا أَبُو يَعْلَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثَنَا الْمُقْرِئُ ... فَذَكَرَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ وَحَسَّنَهُ.
وَمِمَّا وَرَدَ فِي الْحَوْقَلَةِ مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ فِي مسنده وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَرَّ الرَّمْضَاءِ، فَلَمْ يَشْكُنَا وَقَالَ: اسْتَعِينُوا بِلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا تَدْفَعُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ بَابًا مِنَ الضُّرِّ أَدْنَاهَا الْهَمُّ".
وَقَدْ تَقَدَّمَ بِطُرُقٍه فِي كِتَابِ الْمَوَاقِيتِ فِي بَابِ وَقْتِ الظُّهْرِ.
وَمِثْلُ حَدِيثِ جَابِرٍ رَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَصَحَّحَهُ.
وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "من ألبسه الله نعمة فليكثر من الحمد لله، ومن كثرت همومه فليستغفر الله، ومن أبطأ عليه رزقه فليكثر مِنْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ".
28- بَابٌ فِي تَفْسِيرِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
6133 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا هُذَيْلٌ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ بَيَانٍ السَّاحِلِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يومًا، فَقُلْتُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا تَفْسِيرُهَا؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: لَا حَوْلَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِلَّا بِعِصْمَةِ اللَّهِ، وَلَا قُوَّةَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ إِلَّا بِعَوْنِ اللَّهِ، هَكَذَا أَخْبَرَنِي بِهِ جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ".(6/425)
29- باب فضل التسبيح والتحميد والتهليل وَالتَّكْبِيرِ وَمَا جَاءَ فِي تَفْسِيرِ حُرُوفِ الْجُمَلِ
6134 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ شَيْخٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَخٍ بَخٍ، خَمْسٌ مَا أَثْقَلَهُنَّ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يموت فيحتسبه والده".
6134 / 2 - رواه مسدد: ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ الشَّامِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فَذَكَرَهُ.
6134 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثنا بهز، ثنا حماد بن سلمة، أبنا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ
لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَلْمَى رَاعِي النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ تَقَدَّمَ في كتاب الإيمان بزيادة فيه فِي بَابِ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ مِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي سَلْمَى.
6135 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَارِثِ بن سويد قال: قال عبد الله: "إن مِنْ أَحَبِّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ".
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ بِهِ مَرْفُوعًا، وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي الْأَحْوَصِ، عن الأعمش به موقوفاً.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَإِبْرَاهِيمُ هُوَ ابْنُ يَزِيدَ التَّيْمِيُّ.(6/426)
6136 / 1 - قَالَ مُسَدَّدٌ: وَثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عبد الله بن أبي الْمُخَارِقِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "إِذَا حَدَّثْتُكُمْ بِحَدِيثٍ أَنْبَأْتُكُمْ بِتَصْدِيقِ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ. قَالَ: مَا قَالَ عَبْدٌ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَتَبَارَكَ اللَّهُ، إِلَّا قَيَّضَ اللَّهُ عليهن ملك يضجعهن تحت جناحه وَصَعِدَ بِهِنَّ إِلَى السَّمَاءِ لَا يَمُرُّ عَلَى جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حَتَّى يُحيي، بِهِنَّ وَجْهُ الرَّحْمَنِ- عَزَّ وَجَلَّ"
6136 / 2 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ... فَذَكَرَهُ، وَزَادَ: "ثُمَّ تَلَا عَبْدُ اللَّهِ: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطيب والعمل الصالح يرفعه) .
وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
قال الحافظ المنذري: كذا في نسختي "يحيي" بالحاء المهملة وتشديد المثناة تحت، ورواه الطبراني فقال: "حتى يجيء" بِالْجِيمِ. وَلَعَلَّهُ الصَّوَابُ.
6137 - قَالَ مُسَدَّدٌ: وَثَنَا يَحْيَى، ثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "لَأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أكبر، أحب إلي من أن أُنْفِقَ بِعَدَدِهِنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ".
هَذَا إِسْنَادٌ مَوْقُوفٌ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
6138 - قَالَ مُسَدَّدٌ: وَثَنَا إِسْمَاعِيلُ، ثَنَا الْجَرِيرِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ قَالَ: "قُلْتُ لِفَقِيهٍ بمكة: إن لنا فقيها- أَعْنِي الْحَسَن- إِذَا سَكَتَ فَإِنَّمَا هَجِيرَاهُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ. فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا لَفَقِيهٌ، مَا قَالَهَا عَبْدٌ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ".
6139 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا الْفَضْلُ، ثَنَا سَلَمَةَ، سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "من هَلَّلَ مِائَةً، وَكَبَّرَ مِائَةً، وَسَبَّحَ مِائَةً، فَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ رِقَابٍ يُعْتِقُهَا(6/427)
وَسَبْعِ بَدَنَاتٍ يَنْحَرُهَا".
رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا مِنْ طَرِيقِ سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَنَسٍ.
قال الحافظ المنذري: إسناد مُتَّصِلٌ حَسَنٌ.
قُلْتُ: سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَالْعَجَلِيُّ وَابْنُ عَدِيٍّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ، لَكِنْ قَالَ ابْنُ شَاهِينَ فِي الثِّقَاتِ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: هُوَ عِنْدِي ثِقَةٌ حَسَنُ الْحَدِيثُ.
6140 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ "أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنِّي حَمَدْتُ رَبِّي بِمَحَامِدَ. فَقَالَ لَهُ: إِنَّ رَبَّكَ يُحِبُّ الْحَمْدَ وَلَمْ يَسْتَشْهِدْهُ".
6141 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثنا يزيد، أبنا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جهم بْنِ فَضَالَةَ قَالَ: "دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا فِيهِ أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ يَتَفَلَّى فِيهِ وَيَدْفِنُ الْقَمْلَ فِيهِ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَسَبَّحَ ثَلَاثًا، وَكَبَّرَ ثلاثاً، وحمد ثلاثاً، ثم قال: خفيفات على اللسان ثقيلات في الميزان تصعدن إِلَى الرَّحْمَنِ. قَالَ قُلْتُ: يَا أَبَا أُمَامَةَ، إنا من أهل البادية وإنا المصدقين يَأْتُونَا فَيَتَعَدُّونَ عَلَيْنَا. فَقَالَ: الصَّدَقَةُ حَقٌّ وَتُبَّاعُهَا فِي النَّارِ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَصَّرَ أَوْ تَعَدَّى جِيئُوا بِالْمَالِ وافداً وَلَا تُغَيِّبُوا، مِنْهُمْ شَيْئًا فَتُخْبِثُوا مَا غَيَّبْتُمْ وما جئتم به، فإذا رأيتموهم فلا تَسُبُّوهُمْ وَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهِمْ، ثُمَّ اظْعَنُوا لهم فِي جَنْبِ الْحَقِّ؟ فَإِنْ قَبِلُوا فَذَاكَ وَإِلَّا وجبا ورب أبي أمامة لصاحب الملك الأجر(6/428)
والذي يَأْخُذُهُ عَدَدُ الْوِزْرِ".
6142 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثَنَا حِزَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْعَامِرِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي حَكِيمٍ- مَوْلَى الزُّبَيْرِ- عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "ما من صَبَاحِ يُصْبِحُ الْعِبَادُ إِلَّا صَارِخٌ يَصْرُخُ: أَيُّهَا الْخَلَائِقُ، سَبِّحُوا الْمَلِكَ الْقُدُّوسَ".
قُلْتُ: لَهُ عِنْدَ التِّرْمِذِيُّ فِي هَذَا الْمَعْنَى حَدِيثٌ غَيْرُ هَذَا، وَمُوسَى ضَعِيفٌ.
6143 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا دَرَّاجُ أَبُو السَّمْحِ، أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ. قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الملة. قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: التَّهْلِيلُ وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّسْبِيحُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ".
6143 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا حَسَنٌ ... فَذَكَرَهُ.
6143 / 3 - ورواه ابن حبان في صحيحه: أبنا ابْنُ سَلْمٍ، ثَنَا حَرْمَلَةُ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ ... فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْمِصْرِيِّ، ثَنَا عَبْدُ الله بن وهب ... فذكره، وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
قُلْتُ: وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وسيأتي في كِتَابِ الْفِتَنِ.
6144 / 1 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَبْدِيُّ، ثنا(6/429)
عبد الوارث، ثنا سنان أبو ربيعة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخَذَ غُصْنًا فَنَفَضَهُ ثُمَّ نَفَضَهُ ثُمَّ نَفَضَهُ، فَلَمْ ينتفض، ثُمَّ نَفَضَهُ فَانْتَفَضَ، ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، تَنْفُضُ الذُّنُوبَ كَمَا تَنْفُضُ الشَّجَرَةُ الْوَرَقَ".
6144 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حدثني أبي، ثنا سنان ... فَذَكَرَهُ.
6144 / 3 - وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ: مِنْ طَرِيقِ جابر الحداني، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ "أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مر بشجرة يابسة ومعه أصحابه فأخذ بغصن من أغصانها فجعل ينفضه ويتحات الورق، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من قال: سبحان الله ... " فذكره.
ورواه من طريق سنان بن ربيعة أبو ربيعة به.
6145 - قال الحارث بن أبي أسامة: وثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْإِفْرِيقِيُّ، ثَنَا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: "سُئِلَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ مَقَالِيدِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مِنْ كُنُوزِ الْعَرْشِ، وَأَمَّا أَبُو جَادٍ: فَالْبَاءُ بَهَاءُ اللَّهِ، وَالْجِيمُ جِمَالُ اللَّهِ، وَالدَّالُ دِينُ اللَّهِ، ارْتِضَاهُ لِنَفْسِهِ وَمَلَائِكَتِهِ وأنبيائه ورسله وصالح خلقه، وأما هواز: فَالْهَاءُ هَوَانُ أَهْلِ النَّارِ، وَأَمَّا الزَّايُ فَزَفِيرُ جَهَنَّمَ عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ وَأَهْلِ الْمَعَاصِي، وَأَمَّا حُطِّي: فَحُطَّتْ عَنِ الْمُذْنِبِينَ خَطَايَاهُمْ بِالِاسْتِغْفَارِ، وَأَمَّا كَلَمُنْ: فَالْكَافُ كَمَالُ أَهْلِ الْجَنَّةِ حِينَ قَالُوا: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ العاملين) وَأَمَّا النُّونُ فَالسَّمَكَةُ الَّتِي يَأْكُلُونَ مِنْ كَبِدِهَا قَبْلَ دُخُولِهِمُ الْجَنَّةَ، وَأَمَا سَعْفَصْ: فَصَاعٌ بِصَاعٍ وَفَصٌّ بِفَصٍّ، كَمَا تُدِينُ تُدَانُ، وَأَمَا قَرَشَتْ فعرضوا للحساب".(6/430)
30- بَابُ مَا يُقَالُ عِنْدَ الْكَرْبِ
6146 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "قَالَ لِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إذا قلتهن غفر لك مَعَ إِنَّهُ مَغْفُورٌ لَكَ؟ لَا إِلَهَ إِلَّا الله الحليم الكريم لا إله إلا هو الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".
6146 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقَرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: "عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَؤُلَاءُ الْكَلِمَاتِ وَأَمَرَنِي إِنْ نَزَلَ بِي كَرْبٌ أَنْ أَقُولَهُنَّ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".
6146 / 3 - قَالَ: وَثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقَرَظِيِّ ... فَذَكَرَهُ.
6146 / 4 - قَالَ: وَثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حَرَاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قال علي: "لأحدثنك بكلمتين مَا أَنْبَأْتُ بِهِمَا حَسَنًا وَلَا حُسَيْنًا، إِذَا سَأَلْتَ اللَّهَ مَسْأَلَةً تُحِبُّ أَنْ تَنْجَحَ فَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الحليم الكريم".
6146 / 5 - وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ... فَذَكَرَهُ. وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ بِهِ، وَمِنْ طَرِيقِ رِبْعِيِّ بْنِ حَرَاشٍ، ومن طرق أخر.
وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ بِهِ.
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ طَرِيقِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ(6/431)
بِهِ، وَفِي الْكُبْرَى مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ كعب به.
ورواه التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ مِنْ طَرِيقِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ بِهِ.
6146 / 6 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: أبنا أَبُو عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَاهَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن جعفر، عن علي قَالَ: "لَقَّنَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَؤُلَاءُ الْكَلِمَاتِ إِنْ نَزَلَ بِي شِدَّةٌ أَوْ كَرْبٍ أَنْ أَقُولَهُنَّ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ- قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ يُلَقِّنُهَا الْمَيِّتَ وَيَنْفُثُ بها على الموعوك".
6146 / 7 - قال الحاكم: وأبنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوٍ، ثَنَا الحارث بن أبي أسا مة ... فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
31- بَابُ مَا يَقُولُهُ إِذَا عَثَرَتْ دَابَّتُهُ
6147 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "عَثَرَتْ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النَّاقَةُ، قَالَ: فَقُلْتُ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ. قَالَ: لَا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ؟ فَإِنَّهُ يَتَعَاظَمَ حَتَى يَصِيرَ مِثْلَ الْجَبَلِ وَيَقُولُ: بِقُوَّتِي صَرَعْتُ، وَلَكِنْ قُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ يَتَصَاغَرُ حتى يصير مثل الذباب".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ من طريق أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فَذَكَرَهُ.
6147 / 2 - وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَغَوِيُّ وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الساجي وعبدان بن أحمد قالوا: ثنا أحمد بن عبدة التيمي، ثنا محمد بن حمران، ثنا خالد الحذاء، عن أبي تميمة الهجيمي، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى بَعِيرٍ فعقر، فقلت: تعس الشيطان ... " فذكره.(6/432)
6147 / 3 - ورواه البيهقي والحاكم: من طريق أبي تميمة عمن كَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فذكراه، إلا أن الحاكم قال: "وإذا قلت: بسم الله، خنس حتى يصير مثل الذباب" وقال: صحيح الإسناد.
32- بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا
6148 - قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَتْ خَوْلَةُ بنت حكيم- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَنْزِلُ مَنْزِلًا فَيَقُولُ حِينَ يَنْزِلُ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ثَلَاثًا، إِلَّا أُعِيذَ مِنْ شَرِّ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ حَتَّى يَظْعَنَ منه".
قلت: هو في صحيِح مسلم والترمذي والنسائي في اليوم والليلة وابن ماجه دُونَ قَوْلِهِ: "ثَلَاثًا".
6149 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: "كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ إِذَا دَخَلَ مَنْزِلَهُ قَرَأَ فِي زَوَايَاهُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ".
33- بَابُ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْأَسْوَاقِ وَمَوَاطِنِ الْغَفْلَةِ
6150 / 1 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سِنَانٍ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ يَقُولُ: "قَدِمْتُ مَكَّةَ فَلَقِيتُ بِهَا أَخِي سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: أَلَا أحدثك حديثاً حدثنيه أبي، عن جَدِّي- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: من دخل سوقاً من أسواق الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يحيي ويميت وهو حي لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَتَبَ اللَّهُ(6/433)
لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَحَطَّ عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ. قَالَ: فَقَدِمْتُ خُرَاسَانَ فَلَقِيتُ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، فَقُلْتُ: جِئْتُكَ بِهَدِيَّةٍ، فَحَدَّثْتُهُ الْحَدِيثَ، فَكَانَ يَرْكَبُ في موكبه فَيَأْتِي السُّوقَ فَيَقُولُهَا ثُمَّ يَنْصَرِفُ".
6150 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ... فَذَكَرَهُ.
6150 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هارون، أبنا أَزْهَرُ بْنُ سِنَانٍ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ قَالَ: "قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ دَخَلَ السُّوقَ ... " فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ، وَزَادَ بَعْدَ قَوْلِهِ: "ورفع له ألف ألف درجة": "وبني له بيتاً فِي الْجَنَّةِ".
6150 / 4 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي المستدرك مِنْ طريق الحارث به، وقال: هذا حديث له طرق تجمع ويذاكر بها.
6150 / 5 - قُلْتُ: رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ: عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ بِهِ. وابن ماجه مِنْ طَرِيقِ سَالِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ بِهِ، فَلَمْ يَقُولَا: "سُوقًا مِنْ أَسْوَاقِ الْمُسْلِمِينَ" وَلَمْ يَذْكُرَا: "فَقَدِمْتُ خُرَاسَانَ ... " إِلَى آخِرِهِ.
وَبِلَفْظِ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَهْ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا.
قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ: وَإِسْنَادُهُ مُتَّصِلٌ حَسَنٌ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ أَثْبَاتٌ، وَفِي أَزْهَرَ خِلَافٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا، وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ كَذَا قَالَ: وَفِي إِسْنَادِهِ مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ مختلف فيه.(6/434)
34- بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا رَأَى مُبْتَلًى
6151 - قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبَّادُ بْنُ دَاوُدَ وَأَشْعَثُ السَّمَّانُ قَالُوا: ثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ- وَكِيلُ آل الزبير- عن سالم بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَفَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ وَمِنْ هَمْزِهِ أَبَدًا مَا عَاشَ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، عَمْرُو بْنُ دِينَارِ أبو يَحْيَى قَهْرَمَانُ آلِ الزُّبَيْرِ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ وعمرو بن علي الفلاس وابن حبان والبخاري والترمذي والنسائي والدارقطني وغيرهم.
رواه التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ دُونَ قَوْلِهِ: "وَمِنْ هَمْزِهِ أَبَدًا مَا عَاشَ" مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ دينار، فقال: هذا حديث غريب. وعمرو بْنُ دِينَارٍ قَهْرَمَانُ آلِ الزُّبَيْرِ بَصْرِيٌّ، وَلَيْسَ هو بالقوي في الحديث، وقد تفرد بِأَحَادِيثَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. قَالَ: وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ فَتَعَوَّذَ، يَقُولُ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ ولا يسمع صاحب البلاء"
قُلْتُ: وَلِحَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ.
35- بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا رَأَى الْهِلَالَ
6152 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مَنْ لَا أَتَّهِمُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، عَنْ عُبَادَةَ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - إذا رَأَى الْهِلَالَ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذَا الشَّهْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْقَدَرِ وَمِنْ شَرِّ الحشر".(6/435)
6152 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَوَاهُ ابْنُ حبان في صحيحه، ورواه الترمذي من حديث طلحة
36- بَابٌ فِيمَنْ ضَرَبَ خَادِمَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ وَمَا يَقُولُهُ إِذَا رَأَى الْحَرِيقَ
6153 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ خَادِمَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ فَارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِضَعْفِ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وَاسْمُهُ عُمَارَةُ بن جوين.
وله شواهد في كتاب الوصية بالرقيق.
6154 - وقال أبو يعلى: ثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ كَثِيرٍ، ثَنَا جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا رَأَيْتُمُ الْحَرِيقَ فَكَبِّرُوا".
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عْمَرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وَسَلَّمَ -: "إِذَا رَأَيْتُمُ الْحَرِيقَ فَكَبِّرُوا، فَإِنَّ التَّكْبِيرَ يُطْفِئُهُ" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ.
وَرَوَاهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا، وَلَفْظُهُ: "أَطْفِئُوا الْحَرِيقَ بِالتَّكْبِيرِ".
6155 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: ثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مسلم، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بن زاذان، عَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا(6/436)
وَقَعَتْ كَبِيرَةٌ أَوْ هَاجَتْ رِيحٌ مُظْلِمَةٌ فَعَلَيْكُمْ بالتكبير، فإنه يجلي العجاج الأسود". هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِتَدْلِيسِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ.
37- بَابُ مَا يَقُولُ مَنْ طَنَّتْ أُذُنُهُ
6156 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا طَنَّتْ أذن أحدكم فليذكرني وليصل عليَّ وَلْيَقُلْ: ذَكَرَ اللَّهُ بِخَيْرٍ مَنْ ذَكَرَنِي".
6156 / 2 - رواه البزار: ثنا زياد بن يحيى أبو الخطاب، ثنا معمر بن مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده أبي رافع ... فذكره، دون قوله: "فليذكرني وليصل علي".
ورواه الطبراني في الأوسط.
38- بَابُ مَا يَقُولُهُ مَنِ انْفَلَتَتْ دَابَّتُهُ
6157 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، ثَنَا مَعْرُوفُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا انْفَلَتَتْ دَابَّةُ أَحَدِكُمْ بِأَرْضٍ فَلَاةٍ فَلْيُنَادِ: يَا عِبَادَ اللَّهِ احْبِسُوا، يَا عِبَادَ اللَّهِ احبسوا. فإن لله- عز وجل- حاضراً في الأرض سيحبسه".(6/437)
39- بَابُ مَا يَحْصُلُ بِهِ الْبَرَكَةُ فِي الزَّادِ وَغَيْرِهِ
6158 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ الْقُدَيْدِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ خَالِدٍ الرِّفَاعِيِّ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، سَمِعَ جُبَيْرَ بن مطعم وهو يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَتُحِبُّ يَا جُبَيْرُ إِذَا خَرَجْتَ سَفَرًا أَنْ تَكُونَ مِنْ أَمْثَلِ أَصْحَابِكَ هَيْئَةً وَأَكْثَرِهِمْ زَادًا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. قَالَ: فاقرأ هَذِهِ السُّوَرَ الْخَمْسَ "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ" و "إذا جاء نصر الله والفتح" و "قل هو الله أحد" و "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ" و "َقُلْ أَعُوذُ برب الناس" وافتتح كُلَّ سُورَةٍ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَاخْتِمْ قِرَاءَتَكَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. قَالَ جُبَيْرٌ: وَكُنْتُ غَنِيًّا كَثِيرَ الْمَالِ فَكُنْتُ أَخْرُجُ فِي سَفَرٍ فَأَكُونُ من أبذهم هَيْئَةً وَأَقَلِّهِمْ زَادًا فَمَا زِلْتُ مُنْذُ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَرَأْتُ بِهِنَّ أَكُونُ مِنْ أَحْسَنِهِمْ هَيْئَةً وَأَكْثَرِهِمْ زَادًا حتى أرجع من سفري".
وتقدم في كتاب الحج.
40- باب ما يقول إذا رأى الأسد أو هر عليه الكلب
6159 - قَالَ الْحَارِثُ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ السَّرِيُّ بْنُ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا رَأَيْتَ الْأَسَدَ فَكَبِّرْ ثَلَاثًا تَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَعَزُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَأَكْبَرُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ ما أخاف وأحذر. تكفى شره إن شاء الله- تعالى- وإذا هر عليك الكلب فَقُلْ: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ ... الآية".(6/438)
91- كِتَابُ الْأَدْعِيَةِ
1- بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ وَالتَّرْغِيبِ فِي الإكثار منه
6160 / 1 - قال إسحاق بن راهويه: أبنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو عَمْرٍو الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَلِيكِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "لَا يَنْفَعُ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ وَلَكِنَّ الدُّعَاءَ يَرُدُّ".
6160 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ، ثَنَا دَاوُدُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَنْ يَنْفَعَ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَلَكِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ".
6160 / 3 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ ... فَذَكَرَهُ.
6161 - قال إسحاق بن راهويه: وأبنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: "لَا بَأْسَ أَنْ يُؤَمَّنَ عَلَى دُعَاءِ الرَّاهِبِ إِذَا دَعَا إِلَيْنَا، وَقَالَ إِنَّهُ يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِينَا وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ في أنفسهم".
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
6162 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ، ثَنَا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عَمِلَ الْبِرِّ كُلُّهُ نِصْفُ الْعِبَادَةِ وَالدُّعَاءُ نصف، فإذا أراد الله بعبد خيراً انتهى قَلْبَهُ لِلدُّعَاءِ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيِّ.(6/439)
6163 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ المداني، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "الدُّعَاءُ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ وَعِمَادُ الدِّينِ وَنُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
6164 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ حدثنا سَلَّامٌ- يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمٍ- عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يُنَجِّيكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَيُدِرُّ لَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ؟ تَدْعُونَ اللَّهَ فِي لَيْلِكُمْ وَنَهَارِكُمْ؟ فَإِنَّ الدُّعَاءَ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ المديني.
2- بَابُ الِاجْتِهَادِ فِي الدُّعَاءِ
6165 / 1 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ثَنَا أَبُو نَصْرٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا اجْتَهَدَ لِأَخِيهِ فِي الدُّعَاءِ قَالَ: جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صَلَاةَ قَوْمٍ أَبْرَارٍ لَيْسُوا بِأَثَمَةٍ وَلَا فُجَّارٍ، يَقُومُونَ اللَّيْلَ وَيَصُومُونَ النَّهَارَ".
6165 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مَرْفُوعًا فَقَالَ: ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا اجْتَهَدَ لِأَحَدٍ فِي الدُّعَاءِ قَالَ: جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ... " فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.(6/440)
3- باب في قبول دعاء المسلم
6166 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ، سَمِعْتُ أَبَا الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيَّ يَقُولُ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَكُفَّ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ بِمِثْلِهَا. قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ يَا رسول الله. قال: فالله أَكْثَرُ".
6166 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا شَيْبَانُ، ثنا علي بن علي الرفاعي ... فَذَكَرَهُ. قُلْتُ: رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ والبزار في مسنديهما بأسانيد جيدة، وَالْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ
6167 / 1 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثَنَا زياد بن الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو اللَّهَ بِشَيْءٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ، فَإِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ، وَإِمَّا أَنْ يُكَفِّرَ عَنْهُ مِنْ خَطَايَاهُ مثلما دَعَا بِهِ".
6167 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْحَارِثِ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عن زياد بن أبي المغيرة أو زياد بن الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِشَيْءٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ فَإِمَّا أَنْ يُعْطِيَهُ إِيَّاهُ، وَإِمَّا أَنْ يُكَفِّرَ عَنْهُ مَأْثَمًا، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قطيعة رحم".(6/441)
قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.
6167 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ قَالَ: ثَنَا وكيع، حدثني عُبَيَّدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهِبٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَنْصُبُ وَجْهَهُ لِلَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- في مسألة إلا أعطاها، إياه إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَهَا لَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ".
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حنبل.
6168 - قَالَ الْحَارِثُ: وَثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ جِبْرِيلَ مُوَكَّلٌ بِحَاجَاتِ الْعِبَادِ فَإِذَا دَعَا عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ، قَالَ لَهُ: يا جِبْرِيلُ، احتبس حاجة عبدي هذا فَإِنِّي أُحِبُّهُ وَأُحِبُّ صَوْتَهُ. وَإِذَا دَعَاهُ عَبْدُهُ الْكَافِرُ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اقْضِ حَاجَةَ عَبْدِي هَذَا فَإِنِّي أَبْغَضُهُ وَأَبْغَضُ صَوْتَهُ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِضَعْفِ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ.
6169 - قَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ: وَثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعٍ، عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ لَا يَسْقُطُ لَهَا أَنْمُلٌة، أَتَدْرُونَ مَا هِيَ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: هِيَ النخلة لا يسقط لها أَنْمُلَةٌ، لَا يَسْقُطُ لِلْمُؤْمِنِ دَعْوَةٌ".
4- بَابُ فِي كَرَاهِيةِ الِاعْتِدَاءِ فِي الدُّعَاءِ
6170 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، سَمِعْتُ أَبَا عَبَايَةَ- أو قيس بن عباية يشك أَبُو دَاوُدَ- "أَنَّ سَعْدًا سَمِعَ ابْنًا لَهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ غُرَفَهَا كَذَا وَكَذَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَأَغْلَالِهَا وَسَلَاسِلِهَا. فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ خَيْرًا كَثِيرًا وَتَعَوَّذْتَ بِهِ مِنْ شَرٍّ كَثِيرٍ- أَوْ قَالَ عَظِيمٍ- وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: سَيَكُونُ(6/442)
قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ وَحَسْبُكَ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ".
6170 / 2 - رَوَاهُ مُسَدَّدٌ: عَنْ يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، عَنِ ابْنٍ لِسَعْدٍ قَالَ: "سَمِعَنِي أَبِي وَأَنَا أَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ ... " فَذَكَرَهُ، دُونَ قَوْلِهِ: "لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ خَيْرًا كَثِيرًا، وتعوذت به من شر كثير" ولم يقل: "وحسبك، أَنْ تَقُولَ: "اللَّهُمَّ ... " إِلَى آخِرِهِ.
6170 / 3 - وَكَذا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ: عَنْ مُسَدَّدٍ بِهِ.
6170 / 4 - وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا عبيد بن سعد القرشي، عن شعبة، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ عَبَايَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ مَوْلًى لِسَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - يَقُولُ: "سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ".
6170 / 5 - وَرَوَاهُ الطبراني في كتاب الدعاء: ثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ مخراق، سمعت قيس بن عباية يحدثه عَنْ مَوْلًى لِسَعْدٍ "أَنَّ ابْنًا لِسَعْدٍ كَانَ يَدْعُو فَذَكَرَ الْجَنَّةَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ ... " فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ وَغَيْرِهَا، وَسَيَأْتِي فِي بَابِ الْجَوَامِعِ مِنَ الدعاء.
6171 / 1 - قال أبو داود الطيالسي: وثنا أَبُو عَوَانَةَ، ثَنَا عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَنْظُرْ مَا يَتَمَنَّى فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْ أُمْنِيَتِهِ".
6171 / 2 - رَوَاهُ مُسَدَّدٌ: عَنْ أَبِي عَوَانَةَ بِهِ.(6/443)
6171 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا شَيْبَانُ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ... فَذَكَرَهُ.
5- بَابٌ فِيمَنْ مَنَعَ الْخَيْرَ عَنْ أَكْثَرِ الْمُسْلِمِينَ وَمَا جَاءَ فِي الْعَجْزِ فِي الدُّعَاءِ
6172 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عْمَرِو بْنِ الْعَاصِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- "أَنَّ رَجُلًا قَالَ: اللَّهُمَّ اغفر لِي وَلِمَحُمَّدٍ وَحْدَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَقَدْ حَجَرْتَهَا عَنْ نَاسٍ كَثِيرٍ".
6172 / 2 - رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "لقد حجبتها، عَنْ نَاسٍ كَثِيرٍ".
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلَّا أَنَّ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ اخْتَلَطَ بِآخِرِهِ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ إِنَّمَا رَوَى عَنْهُ بَعْدَ الِاخْتِلَاطِ كَمَا أَوُضَحْتُهُ فِي تَبْيِينِ حَالِ الْمُخْتَلِطِينِ.
لَكِنَّ الْمَتْنَ لَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ أبي هريرة رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ وَالْبُخَارِيُّ فِي صحيحه وَغَيْرُهُمَا.
6173 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- ... فَذَكَرَ حَدِيثًا فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَالَ: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: "إِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ، وَأَعْجَزَ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ".
6174 / 1 - قَالَ: وَثَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا حَسَّانٌ، ثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فَذَكَرَهُ، وَزَادَ: "فَإِذَا(6/444)
دعوتم فليدع منكم الصغير والكبير والأعمى وَالْفَصِيحُ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي بِأَيِّكُمْ تُجَابُونَ. قَالَ: وَإِنَّ لِلَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَرَحْمَةٌ فِي عِبَادِهِ يَتَعَايَشُونَ بِهَا وَيَتَعَاطَفُونَ وَيَتَرَاحَمُونَ بِهَا تحنو الوالدة عَلَى وَلَدِهَا، وَعِنْدَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ رَحْمَةً، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ضَمَّ هَذِهِ الرَّحْمَةَ إِلَى التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ ثُمَّ وَضَعَهَا عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ".
6174 / 2 - رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ: ثَنَا مُحَمَّدٌ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَعْجَزَ النَّاسِ ... " فَذَكَرَ مِثْلَ طَرِيقِ أَبِي يَعْلَى الْأُولَى.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ وَتَقَدَّمَ فِي الأدب، وآخر مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رَوَاهُ الطبراني في كتاب الدعاء وحديث سلمان، وَسَيَأْتِي (.....) .
6- بَابُ كَرَاهِيَةِ الِاسْتِعْجَالِ فِي الدُّعَاءِ
6175 / 1 - قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا علي بن الجعد، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَنْ يَزَالَ العبد بخير مالم يَسْتَعْجِلْ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا اسْتِعْجَالُهُ؟ قَالَ: يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ كَثِيرًا فَلَا أَرَاهُ اسْتَجَابَ لِي. قَالَ: وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: رُبَّمَا أَخَّرَ اللَّهُ لِلْعَبْدِ الدَّعْوَةَ وَيُؤْتِيهَا لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ أَصَابَهُ عَرَضٌ مِنَ الدُّنْيَا".
6175 / 2 - قَالَ: وَثَنَا يَعْلَى، ثَنَا عَبْدُ الْحَكَمِ، عَنْ أَنَسٍ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ دُونَ قَوْلِ الْحَسَنِ.
6175 / 3 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا شَيْبَانُ، ثَنَا أَبُو هِلَالٍ، ثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: لا يزال العبد بخير مالم يَسْتَعْجِلْ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ(6/445)
يستعجل؟ قال: يقول: دعوت فلا أرى يستجاب لي".
ورواه أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هِلَالٍ الرَّاسِبِيِّ ... فَذَكَرَهُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلَّا أَبَا هِلَالٍ الرَّاسِبِيَّ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ- بِضَمِّ السين المهملة- وهو وإن لَمْ يَكُنْ مِنْ رِجَالِ الصَّحِيحِ فَقَدْ وَثَّقَهُ أبو داود، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَدُوقٌ. وَقَالَ مُرَّةُ: لَيْسَ به بأس. وقال النسائي: ليس بالقوي. انتهى، ومع هذا فلم ينفرد به كما تقدم.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ مِنْ طَرِيقِ أبي هلال به.
7- بَابُ اسْتِفْتَاحِ الدُّعَاءِ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6176 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، حَدَّثَنِي إِيَاسٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "مَا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَفْتِحُ دُعَاءً إِلَّا يَسْتَفْتِحُهُ بِسُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى الْعَلِيِّ الْوَهَّابِ".
6176 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا عثمان بن عمر، أبنا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ إِيَاسَ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَسْتَفْتِحُ دُعَاءَهُ بِسُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى الْوَهَّابِ".
6176 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْيَمَامِيُّ، ثَنَا إِيَّاسَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - لا يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ بِدُعَاءٍ إِلَّا قَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى الْوَهَّابِ".
6176 / 4 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْيَمَامِيُّ ...(6/446)
فَذَكَرَهُ. كَرِوَايَةِ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ وَالْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ.
6176 / 5 - وَكَذَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ ... فَذَكَرَهُ.
هذا حديث مدار أسانيده على عمر بن راشد اليمامي وهو ضعيف.
6177 - وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: ثَنَا النَّضْرُ بْنُ شميل، أبنا أَبُو قُرَّةَ- هُوَ الْأَسَدِيُّ- عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "ذَكَرَ لِي أَنَّ الدُّعَاءَ يَكُونُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
هَذَا إِسْنَادٌ مَوْقُوفٌ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلَّا أَبَا قُرَّةَ الْأَسَدِيَّ فَإِنِّي لَمْ أَرَ من تكلم فيه بعدالة ولا جرح، لكن أَخْرَجَ ابْنُ خُزَيْمَةَ حَدِيثَهُ فِي صَحِيحِهِ وَقَالَ: لَا أَعْرِفُهُ بِعَدَالَةٍ وَلَا جَرْحٍ.
6178 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ جَابِرٌ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ، إِنَّ الرَّاكِبَ إِذَا عَلَّقَ مَعَالِيقَهُ أَخَذَ قدحَهُ فَمَلَأَهُ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْوُضُوءِ تَوَضَّأَ، وَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الشُّرْبِ شَرِبَ، وَإِلَّا أَهْرَاقَ مَا فِيهِ، اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ وَفِي وَسْطِ الدُّعَاءِ وَفِي آخِرِ الدُّعَاءِ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ.
8- بَابُ الدُّعَاءِ بِاسِمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ
6179 / 1 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَتَى عَلَى رَجُلٍ يَقْرَأُ قَدْ رَفَعَ صَوْتَهُ، فَقَالَ: يَا بُرَيْدَةُ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: أَتَرَاهُ مُرَائِيًا؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ- ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: بَلْ هُوَ مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ. ثُمَّ أَتَى عَلَى رَجُلٍ يَدْعُو يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أُحُدٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ اسْتَجَابَ".(6/447)
قُلْتُ: رَوَى أَصْحَابُ السُّنَنِ الْأَرْبَعَةِ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْهُ قِصَّةَ الدُّعَاءِ دُونَ قِصَّةَ الْقِرَاءَةِ مِنْ طَرِيقِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ بِهِ.
6179 / 2 - وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ: مِنْ طَرِيقِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المسجد ويدي في يده إذا رَجُلٌ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنَّكَ أَنْتَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ ... " فَذَكَرَهُ.
6179 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: إلا أنه قال: "لقد سألت اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ".
وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا.
قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ: قَالَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ المْقُدْسِيُّ: وَإِسْنَادُهُ لَا مَطْعَنَ فِيهِ، وَلَمْ يَرِدْ فِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثٌ أَجْوَدُ إِسْنَادًا منه، انتهى.
وقد تَقَدَّمَ بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ فِي بَابِ الدِّينُ يُسْرٌ.
6180 / 1 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا عَيَّاشٍ الزُّرَقِيَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى".
6180 / 2 - رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ: مِنْ طَرِيقِ حَفْصِ بْنِ أَخِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: "كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَالِسًا فِي الْحَلَقَةِ وَرَجُلٌ يُصَلِّي، فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ وَتَشَهَّدَ دَعَا فَقَالَ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إلا أنت المنان يا بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام ياحي يَا قَيُّومُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ دَعَا الله باسمه العظيم الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى". وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ حَفْصِ بْنِ أَخِي أَنَسِ بْنِ مالك به.(6/448)
قلت: رواه باختصار أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ في مسنديهما، وابن مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ وَكِيعٍ عَنْ أبي خزيمة، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك به.
وكذا رواه الترمذي في الجامع من طريق عاصم الأحول وثابت عن أنس به وقال: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وَرَوَاهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْعِلَلِ الْمُتَنَاهِيَةِ مِنْ طَرِيقِ جِسْرِ بْنِ فَرْقَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ وَضَعَّفَ الْحَدِيثَ بفرقد وابنه، وفيه نظر؛ فقد روي من طرق كما تقدم.
6181 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيبٍ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنْ رجل من طي- وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا- قَالَ: "كُنْتُ أَسْأَلُ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ يُرِيَنِي الِاسْمَ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، فَرَأَيْتُهُ مَكْتُوبًا فِي الْكَوَاكِبِ فِي السَّمَاءِ: يَا بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ".
9- بَابُ الدُّعَاءِ بِدُعَاءِ يُونُسَ عليه السلام
6182 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي وَالِدِي مُحَمَّدٌ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: "مَرَرْتُ بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي المسجد، فسلمت عليه، فملأ عينيه مني، ثم لَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ، فَأَتَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلْ حَدَثَ فِي الْإِسْلَامِ شَيْءٌ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، إِلَّا أَنِّي مَرَرْتُ بِعُثْمَانَ أَنِفًا فِي الْمَسْجِدِ فسلمت عليه، فملأ عينيه مني ثم لم يَرُدَّ عليَّ السَّلَامَ. قَالَ: فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى عُثْمَانَ فَدَعَاهُ، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكُونَ رددت عَلَى أَخِيكَ السَّلَامَ؟ قَالَ عُثْمَانُ: مَا فَعَلْتُ. قَالَ سَعْدٌ: قُلْتُ: بَلَى. حَتَّى حَلَفَ وَحَلَفْتُ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ ذَكَرَ، قَالَ: بَلَى، فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، إِنَّكَ مَرَرْتَ بِي أَنِفًا وأَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِي بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا والله ما ذكرتها قط إلا تغشى بَصَرِي وَقَلْبِي غِشَاوَةٌ. فَقَالَ سَعْدٌ: فَأَنَا أُنَبِّئُكَ بها، إن(6/449)
رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَكَرَ لَنَا أَوَّلَ دَعْوَةٍ، ثُمَّ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَشَغَلَهُ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فاتبعته، فلما، أشفقت أن يسبقني إِلَى مَنْزِلِهِ، ضَرَبْتُ بِقَدَمِي الْأَرْضَ، فَالْتَفَتَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: من هذا، أبو إسحاق؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَمَهْ. قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ إِلَّا أَنَّكَ ذَكَرْتَ لَنَا أَوَّلَ دَعْوَةٍ، ثُمَّ جَاءَ هَذَا الْأَعْرَابِيُّ. فَقَالَ: نَعَمْ، دَعْوَةُ ذِي النُّونِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يدعُ بِهَا مُسْلِمٌ رَبَّهُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ لَهُ".
6182 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ بِاخْتِصَارٍ.
10- بَابُ أَيُّ اللَّيْلِ أَجْوَبُ دَعْوَةً
6183 / 1 - قَالَ مُسَدَّد: ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الْحَسَنِ قَالَ: "بَعَثَ زِيَادٌ كِلَابَ بن أمية على الأيلة، فمر عثمان بْنِ أَبِي الْعَاصِ فَقَالَ: يَا أَبَا هَارُونَ، ما يقعدك ها هنا؟ قَالَ: بَعَثَنِي هَذَا عَلَى الْأَيْلَةِ. قَالَ: عَلَى الْمُكْسِ، أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- كَانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ: يَا أَهْلَ دَاوُدَ، قُومُوا فَصَلُّوا فَإِنَّ هَذِهِ سَاعَةٌ يُسْتَجَابُ فيها الدعاء إلا لساحر أو عشار. قال: فدعا بسفينة فركب فيها فدخل عَلَى زِيَادٍ وَقَالَ: ابْعَثْ عَلَى عَمَلِكَ مَنْ شئت".
6183 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، أبنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "يُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيبُ له".
6183 / 3 - ورواه أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الْحَسَنِ "أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ اسْتَعْمَلَ كِلَابَ بْنَ أُمَيَّةَ عَلَى الْأَيْلَةَ فَمَرَّ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: اسْتُعْمِلْتُ عَلَى الْأَيْلَةَ. فَقَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: إن في الليل ساعة تفتح فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيبُ لَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ. وَإِنَّ دَاوُدَ- عَلَيْهِ السلام-(6/450)
خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: لَا يَسْأَلُ اللَّهُ أحد شيئاً إلا أعطاه إياه إلا لساحر أو عشار. قَالَ: فَرَكِبَ فِي قَرْقُورٍ، فَأَتَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ فَقَالَ: اقْبَلْ عَمَلَكَ، فَإِنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ حَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. يَقُولُ كَذَا وَكَذَا".
6183 / 4 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هارون، أبنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: "مَرَّ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى كِلَابِ بْنِ أُمَيَّةَ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى مَجْلِسِ الْعَاشِرِ بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَ: مَا يُجْلِسُكَ ها هنا؟ قال: استعملني هذا على هذا المكان- يعني زياد- فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: كَانَ لِدَاوُدَ نَبِيِّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَاعَةٌ يُوقِظُ فِيهَا أَهْلَهُ يَقُولُ: يَا آلَ دَاوُدَ قُومُوا فَصَلُّوا، فَإِنَّ هَذِهِ سَاعَةٌ يَسْتَجِيبُ اللَّهُ فيها الدعاء إلا لساحر أو عاشر فَرَكِبَ كِلَابُ بْنُ أُمَيَّةَ سَفِينَةً فَأَتَى زِيَادًا فَاسْتَعْفَاهُ فَأَعْفَاهُ".
6183 / 5 - قَالَ: وَثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ- المعني- قالا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ... فَذَكَرَهُ.
6183 / 6 - وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ وَفِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ: وَلَفْظُهُ: عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ نِصْفَ اللَّيْلِ فَيُنَادِي مُنَادٍ: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى؟ هَلْ مِنْ مَكْرُوبٍ فَيُفَرَّجُ عَنْهُ؟ فَلَا يَبْقَى مُسْلِمٌ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- له، إلا زانية تسعى بفرجها أو عشاراً".
6183 / 7 - وفي رواية فِي الْكَبِيرِ أَيْضًا: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ يَدْنُو مِنْ خَلْقِهِ، فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَسْتَغْفِرُ، إِلَّا لِبَغِيٍّ بِفَرْجِهَا أَوْ عَشَّارٍ".
قُلْتُ: مَدَارُ طُرُقِ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ هَذَا عَلَى عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَاخْتُلِفَ في سماع الحسن من عثمان.(6/451)
6184 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ- رَضِيَ اللَّهُ عنه- أن رسول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الباقي يهبط اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ".
6184 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ... فَذَكَرَهُ.
6184 / 3 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا زَائِدَةُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ ... فَذَكَرَهُ.
6185 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكَرَّمٍ، ثَنَا يُونُسُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
6186 - وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَخَّرْتُ الْعِشَاءَ الآخرة إلى ثلث الليل، فإنه إذا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ هَبَطَ اللَّهُ- عَزَّ وجل- إلى السماء الدنيا، فلم يزل بها حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، يَقُولُ: أَلَّا تَائِبٌ، أَلَا سَائِلٌ يُعْطَى، أَلَا دَاعٍ يُجَابُ، أَلَا مُذْنِبٌ يَسْتَغْفِرُ فَيُغْفَرَ لَهُ، أَلَا سَقِيمٌ يَسْتَشْفِي فَيُشْفَى".
11- بَابُ تَقَرُّبِ الْعَبْدِ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِصَالِحِ عَمَلِهِ
6187 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، ثَنَا أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ:(6/452)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كان ثلاثة يمشون في غب سَمَاءٍ إِذْ مَرُّوا بِغَارٍ، قَالَ: فَقَالُوا: لَوْ أويتم إلى هذا الغار، فأووا إليه، فبينا هُمْ فِيهِ إِذْ وَقَعَ عَلَيْهِمْ حَجَرٌ مِنَ الْجَبَلِ حَتَّى سَدَّ الْغَارَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّكُمْ لَنْ تَجِدُوا شَيْئًا خَيْرًا مِنْ أَنْ يَدْعُوَ كُلُّ امْرِئٍ بِخَيْرِ عَمَلِهِ ... " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى آخِرِهِ "فَانْكَشَفَ عَنْهُمْ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ".
6187 / 2 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنَعَانِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمَّهُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَذْكُرُ "أَنَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ كَانُوا فِي كَهْفٍ فَوَقَعَ الْجَبَلُ على باب الكهف فأوصد عَلَيْهِمْ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: أَيُّكُمْ عَمِلَ حَسَنَةً، لَعَلَّ اللَّهَ بِرَحْمِتِهِ يَرْحَمُنَا. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: قَدْ كَانَ لِي أُجَرَاءٌ يَعْمَلُونَ عَمَلًا لِي فَاسْتَأْجَرْتُ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِأَجْرٍ مَعْلُومٍ، فَجَاءنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ وَسْطَ النَّهَارِ، وَاسْتَأْجَرْتُهُ بِشَرْطِ أَصْحَابِهِ، فَعَمِلَ فِي بَقِيَّةِ نَهَارِهِ كَمَا عَمِلَ فِي نَهَارِهِ كُلِّهِ، فَرَأَيْتُ عليَّ مِنَ الزِّمَامِ أَنْ لَا أَنْقُصَهُ مِمَّا اسْتَأْجَرْتُ بِهِ أصحابه لما جهد في عمله، فقال رجل منهم: أتعطي هَذَا مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَنِي وَلَمْ يَعْمَلْ إِلَّا نِصْفَ النَّهَارِ؟ قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، لَمْ أَبْخَسْكَ شَيْئًا مِنْ شَرْطِكَ، وَإِنَّمَا هُوَ مَالِي أحكم فيه ما شِئْتُ. قَالَ: فَغَضِبَ، وَذَهَبَ وَتَرَكَ أَجْرَهُ، فَوَضَعْتُ حَقَّهُ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ مَرَّتْ بِي بَعْدَ ذَلِكَ بَقَرٌ فَاشْتَرَيْتُ به فصيلة مِنَ الْبَقَرِ، فَبَلَغَتْ مَا شَاءَ اللَّهُ فَمَرَّ بِي بَعْدَ حِينٍ شَيْخٌ ضَعِيفٌ، وَلَا أَعْرِفُهُ، فَقَالَ: إِنَّ لِي عِنْدَكَ حَقًّا فَذَكَرَهُ حَتَّى عرفته فقلت: إِيَّاكَ أَبْغِي، هَذَا حَقُّكَ. فَعَرَضْتُهَا عَلَيْهِ جَمِيعًا. فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، لَا تَسْخَرْ بِي، إِنْ لَمْ تَتَصَدَّقْ عَلَيَّ فَأَعْطِنِي حَقِّي. فَقُلْتُ: والله ما أسخر بك إنها لحقك، وما لي فِيهَا مِنْ شَيْءٍ. فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ جَمِيعًا، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِوَجْهِكَ فَافَرِّجْ عَنَّا: فَانْصَدَعَ الْجَبَلُ حَتَّى رَأَوْا وَأَبْصَرُوا، وَقَالَ الْآخَرُ: قَدْ عَمِلْتُ حَسَنَةً مَرَّةً، كَانَ لِي فَضْلٌ وأصابت النَّاسَ شِدَّةٌ فَجَاءَتْنِي امْرَأَةٌ وَطَلَبَتْ مِنِّي مَعْرُوفًا، فَقُلْتُ: لَا وَاللَّهِ مَا هُوَ دُونَ نَفْسِكِ. فَأَبَتْ عَلَيَّ، فَذَهَبْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِزَوْجِهَا، فَقَالَ لها: أعطيه نفسك، وأعيني عيالك. فَرَجَعَتْ إِلَيَّ فَنَشَدَتْنِي بِاللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- فَأَبَيْتُ عليها وقلت: والله مَا هُوَ دُونَ نَفْسِكِ. فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ أَسْلَمَتْ إِلَيَّ نَفْسَهَا، فَلَمَّا كَشَفْتُهَا وَهَمَمْتُ بِهَا ارْتَعَدَتْ مِنْ تَحْتِي فَقُلْتُ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟ فَقَالَتْ: اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ. فَقُلْتُ لَهَا: خِفْتِهِ فِي الشِّدَّةِ، وَلَمْ أَخَفْهُ فِي الرَّخَاءِ. فَتَرَكْتُهَا، وأعطيتها ما يحق علي لها بما(6/453)
تَكَشَّفْتُهَا، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِوَجْهِكَ فَافَرِّجْ عَنَّا. فَانْصَدَعَ الْحَجَرُ- حَتَّى عَرَفُوا وَتَبَيَّنَ لَهُمْ، قَالَ الْآخَرُ: قَدْ عَمِلْتُ حَسَنَةً مَرَّةً، كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَكَانَتْ لِي غنم، فكنت أطعم أبوي وأسقيهما، ثم رجعت إلى غنمي فأصابني يَوْمَ غَيْثٍ حَبَسَنِي فَلَمْ أَرُحْ حَتَّى أَمْسَيْتُ، فَأَتَيْتُ أَهْلِي، فَأَخَذْتُ مَحْلَبِي، فَحَلَبْتُ غَنَمِي، وَتَرَكْتُهَا قائمة، ومضيت إلى أبوي فَوَجَدْتُهُمَا قَدْ نَامَا، فَشَقَّ عليَّ أَنْ أُوقِظْهُمَا، وَشَقَّ عَلَيَّ أَنْ أَتْرُكَ غَنَمِي فَمَا بَرِحْتُ جَالِسًا وَمَحْلَبِي عَلَى يَدِي حَتَّى أَيْقَظَهُمَا الصُّبْحُ فَسَقَيْتُهُمَا، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِوَجْهِكَ فافرج عنا. فقال النعمان: فكأني أَسْمَعُ هَذِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: الْجَبَلُ طَاقَ، فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَخَرَجُوا يَتَمَاشَوْنَ".
6187 / 3 - رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ: ثَنَا مُحَمَّدٌ بْنُ عَبْدُوسِ بْنُ كَامِلٍ السَّرَّاجُ، وَعُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ ثَنَا أَبِي عن الأعمش ... فذكره.
6187 / 4 - قال: وثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا علي بن بحر، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم.. فذكره.
قُلْتُ: لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ.
وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ أبي هريرة.
وَرَوَاهُ أَبُو يعلى من حديث أنس وسيأتي في كتاب التوبة في باب إخلاص التوبة لله- عز وجل. وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعُقْبَةِ بْنِ عَامِرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وعائشة- رضي الله عنهم.(6/454)
12- بَابُ مَا جَاءَ فِي رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاء
6188 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا ابْنُ أَبِي ذئب، عن رجل من بني سلمة، عن جابر- ضي الله عنه- "أن رسول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا أَصَابَهُ الْكَرْبُ يَوْمَ الْأَحْزَابِ أَلْقَى رِدَاءَهُ، وَقَامَ مُتَجَرِّدًا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا وَدَعَا، وَلَمْ يُصَلِّ، قَالَ: ثُمَّ أَتَانَا فَفَعَلَ مِثْلَهُ وَصَلَّى".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
6189 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهَا "أَنَّهَا رَأَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدْعُو يَرْفَعُ يَدَيْهِ يَقُولُ: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ فَلَا تُعَاقِبْنِي، أَيُّمَا رَجُلٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ أَوْ شَتَمْتُهُ فَلَا تُعَاقِبْنِي بِهِ".
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ رجال الصحيح، إلا أنه فيه مقال اختلف في سماع عكرمة من عائشة، وفي سماعه منها أن روايته عنها في صحيح البخاري، وسماك بن حرب قال فيه أحمد: مضطرب الحديث. وقال ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق ثقة. وقال ابن المبارك: ضعيف، وكان شعبة يضعفه. وقال النسائي ويعقوب بن شيبة: ليس به بأس. وقوله: كان شعبة يضعفه. إنما كان يضعفه في حديث عكرمة فقط؟ لأن روايته عنه مضطربة، وعن غيره صالحة.
وسيأتي لهذا الحديث شواهد في كتاب علامات النبوة باب اشتراطه في دعائه.
6190 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ أَبُو بَحْرٍ، ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بن رزيق الْهِلَالِيُّ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْأَعْمَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَصَابَتْهُ شِدَّةٌ وَدَعَا، رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُرَى بياض إبطيه".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ أَبِي دَاوُدَ الْأَعْمَى وَاسْمُهُ نُفَيْعُ بْنُ الْحَارِثِ.
6191 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوِفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنِي أَبُو هِلَالٍ صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ، عَنْ أَبِي(6/455)
بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدعاء حتى أري بياض إبطيه".
6192 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: وَثَنَا إِبْرَاهِيمُ، ثَنَا صَالِحٌ، عَنْ ثَابِتٍ وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ وَمَيْمُونِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِي أَنْ يَمُدَّ أحدكم يديه إليه فيردهما خَائِبَتَيْنِ".
6192 / 2 - رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ: ثَنَا الْمِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ الْمِصْرِيُّ، ثَنَا حَبِيبٌ كَاتِبُ مَالِكٍ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بن أبي عبد الرحمن، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ جواد كريم يستحيي مِنَ الْعَبْدِ الْمُسْلِمِ إِذَا دَعَاهُ أَنْ يَرُدَّ يَدَيْهِ صِفْرًا لَيْسَ فِيهِمَا شَيْءٌ".
6192 / 3 - وَبِهِ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا دَعَا الْعَبْدُ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَسَأَلَ قَالَ اللَّهُ: إني لأستحيي من العبد أن أرده".
6192 / 4 - ورواه الْحَاكِمُ، وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ. وَلَفْظُهُ: "إِنَّ اللَّهَ رحيم حيي كريم يستحيي من عبده أن يرفع إليه يَدَيْهِ، ثُمَّ لَا يَضَعُ فِيهِمَا خَيْرًا".
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَوَاهُ أَبُو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه الحاكم في(6/456)
الْمُسْتَدْرَكِ، وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
6193 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: ذَكَرَ أَبِي عَنْ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "إن الله حيي كريم يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفراً لَيْسَ فِيهِمَا شَيْءٌ".
13- بَابُ صِفَةِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ
6194 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا بِشْرٌ، ثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- فَاسْأَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ، وَلَا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا. قَالَ خَالِدٌ: قلت لأبي قلابة: ما معنى هذا؟ فرفع بشر يديه وقال: هكذا التكبير والتهليل".
6195 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، "أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ يَدْعُو هَكَذَا بِبَاطِنِ كفه".
6196 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا بِشْرٌ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَعَا بِعَرَفَاتٍ، فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا جعل ظهورها إلى السماء وبطونها إلى الأرض".(6/457)
6197 / 1 - رواه أحمد بن حنبل: ثنا روح ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاقِفًا بِعَرَفَةَ يَدْعُو هَكَذَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حِيَالَ ثُنْدُوَتِهِ وَجَعَلَ بُطُونَ كفيه مما يلي الأرض".
6197 / 2 - قال: وثنا حسن، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ ... فَذَكَرَهُ.
6197 / 3 - قَالَ: وَثَنَا يُونُسُ، ثَنَا حَمَّادٌ- يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ- عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ قَالَ: "وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِعَرَفَةَ فَجَعَلَ يَدْعُو هَكَذَا، وَجَعَلَ ظَهْرَ كَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي وَجْهَهُ، وَرَفَعَهُمَا فَوْقَ ثُنْدُوَتِهِ وَأَسْفَلَ مِنْ مِنْكَبَيْهِ".
6197 / 4 - وَبِهِ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدْعُو بِعَرَفَةَ هَكَذَا- يَعْنِي بِظَاهِرِ كَفَّيْهِ".
6197 / 5 - قَالَ: وَثَنَا عَفَّانُ وَحَسَنٌ قَالَا: ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدْعُو بِعَرَفَةَ. قَالَ حَسَنٌ: وَرَفَعَ يَدَيْهِ هَكَذَا يَجْعَلُ ظَاهِرَهُمَا فَوْقَ وَبَاطِنَهُمَا أَسْفلَ، ووصف حماد ورفع حماد، يَدَيْهِ وَكَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ"
14- بَابُ كَرَاهِيَةِ إِشَارَةِ الرَّجُلِ بِأُصْبُعَيْنِ فِي الدُّعَاءِ
6198 / 1 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، ثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ، عن رجل من الأنصار قال: "مر بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو يدعو باسط كفيه فقال: أَحِّدْ فإنه أحدٌ"
6198 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا عبيد الله بن موسى، أبنا إسرائيل، عن أشعث بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ حَدَّثَهُ، عَنْ جَدِّهِ "أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ عَلَيْهِ وَهُوَ يَدْعُو بيديه، فقال: أحد فإنه أحد".(6/458)
6199 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا حفص بن غياث، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رأى سعداً يدعو بأصبعيه، فقال: أحد أحد".
6199 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو هَمَّامٌ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- " أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - أبصر رجلاً يدعو بأصبعيه جَمِيعًا فَنَهَاهُ، وَقَالَ: بِإِحْدَاهُمَا بِالْيَمِينِ".
قُلْتُ: أَخْرَجْتُهُ؟ لِقَوْلِهِ: " بِالْيَمِينِ".
وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ بِهِ". فَذَكَرَهُ.
6199 / 3 - وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ: "ثَنَا عبيد بن غنام، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَلَفْظُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: "هكذا الإخلاص يشير بأصبعه التي تلي الْإِبْهَامَ وَهَذَا الدُّعَاءُ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مِنْكَبَيْهِ، وَهَذَا الِابْتِهَالُ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَدًّا".
15- بَابُ الْأَمْرِ بالتضرع والتخشع وَالتَّمَسْكُنِ فِي الدُّعَاءِ
6200 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا شَبَابَةُ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عبد ربه بن سعيد، عن أنس ابن أَبِي أَنَسٍ الْمِصْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعِ بْنِ الْعَمْيَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الصَّلَاةُ مَثْنَى، وَتَشَهُّدٌ في كل ركعتين، وتباؤس وتمسكن وتقنع رأسك، وتقول: اللهم اللهم. فمن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَهِيَ خِدَاجٌ".(6/459)
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ رواه الطبراني في كتاب الدعاء أو النسائي والترمذي وَصَحَّحَهُ.
6201 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ السُّلَيْمِيُّ، عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْفُرَاتِ بن سلمان قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: "أَلَا يَقُومُ أَحَدُكُمْ فَيُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ العصر، وَيَقُولُ فِيهِنَّ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: تَمَّ نُورُكَ فَهَدَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، عَظُمَ حِلْمُكَ فَعَفَوْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، بَسَطْتَ يَدَكَ فَأَعْطَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، رَبَّنَا وَجْهُكَ أَكْرَمُ الْوُجُوهِ، وَجَاهُكَ أَعْظَمُ الْجَاهِ، وَعَطِيَّتُكَ أَفْضَلُ الْعَطِيَّةِ وأهنؤها وتطاع ربنا فتشكر وتعصى ربنا فتغفر، وتجيب الْمُضْطَرَّ، وَتَكْشِفُ الضُّرَّ، وَتَشْفِي السَّقِيمَ، وَتَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَتَقْبَلُ التَّوْبَةَ، وَلَا يَجْزِي بِآلَائِكَ أَحَدٌ، وَلَا يَبْلُغُ مَدْحَتَكَ قَوْلُ قَائِلٍ".
16- بَابُ مَا يَقُولُهُ حِينَ يَنَامُ
6202 / 1 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثنا الْمُقْرِئُ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: "كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عبد الله بن عمرو فقال: ألا أعلمكم كَلِمَاتٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعَلِّمُهُنَّ أَبَا بَكْرٍ يَقُولُهَا حِينَ يَنَامُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: فَأَخْرَجَ لَنَا قِرْطَاسًا فَإِذَا فِيهِ: اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكُهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَالْمَلَائِكَةُ يشهدون،(6/460)
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سوءاً أو أجره على مسلم".
6202 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْأَفْرِيقِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: كَيْفَ تَقُولُ حِينَ تُرِيدُ أَنْ تَنَامَ؟ قَالَ: أَقُولُ: بِاسْمِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي. قَالَ: قَدْ غُفِرَ لك".
6202 / 3 - وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ ... فَذَكَرَهُ.
6202 / 4 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "أَخْرَجَ إِلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قِرْطَاسًا، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعَلِّمُنَا: اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ... " فَذَكَرَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي إِثْمًا أَوْ أَجُرُّهُ إِلَى مُسْلِمٍ" وَزَادَ فِي آخِرِهِ: "قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعَلِّمُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَنْ يَقُولَ ذَلِكَ حين يريد أن ينام".
6202 / 5 - ورواه أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَبَلِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ: "أَخْرَجَ إِلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قِرْطَاسًا ... " فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي يَعْلَى.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ عَنْ إِسْمَاعِيلِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلهانيِ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحَبْرَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بِهِ.
قُلْتُ: رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي رَاشِدٍ الْحَبْرَانِيِّ بِهِ ... فَذَكَرَهُ، دُونَ قِصَّةِ النَّوْمِ، وَلَيْسَ فِيهِ "أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ" وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. انْتَهَى.(6/461)
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ فِي مَسَانِيدِهِمْ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ فِي سُنَنِهِمَا.
وَتَقَدَّمَ حَدِيثُ علي بن أبي طالب في كتاب الدعاء فِي بَابِ مَا يَقُولُهُ فِي دُبُرِ الصَّلَوَاتِ وعند النوم.
17- بَابُ مَا يَقُولُهُ مَنْ أَصَابَهُ أَرَقٌ
6203 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أُيَّوبَ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ "أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- كَانَ يُؤَرَّقُ- أَوْ أَصَابَهُ أَرَقٌ- فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَعَوَّذَ عِنْدَ مَنَامِهِ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونَ".
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.
6204 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثَنَا ابْنُ عُلَاثَةَ، عَنْ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرَقًا أَصَابَنِي، فَقَالَ: قُلِ: اللَّهُمَّ غَارَتِ النُّجُومُ، وَهَدَأَتِ الْعُيُونُ، وَأَنْتَ حَيٌّ قَيُّومٌ لَا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلَا نوم، يا حي يا قيوم، أهدئ لَيْلِي، وَأَنِمْ عَيْنِي. فَقُلْتُهَا فَأَذْهَبَ اللَّهُ(6/462)
- عَزَّ وَجَلَّ- عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ عَمْرِو بْنِ الْحُصَيْنِ وَابْنُ عُلَاثَةَ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ الْعُقَيْلِيُّ.
18- باب الجوامع مِنَ الدُّعَاءِ
6205 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جبر بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ، عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- "أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّي، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: عَلَيْكِ مِنَ الدُّعَاءِ بِالْكَوَامِلِ الْجَوَامِعِ مِنَ الدُّعَاءِ فَلَمَّا انْصَرَفتَ سَأَلَتْهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا- أَوْ قَرَّبَ مِنْهَا- مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما استعاذك مِنْهُ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَا قَضَيْتَ لِي مِنْ قَضَاءٍ- أَوْ قال: من أمر- فاجعل عاقبته لي رشداً".
6205 / 2 - قُلْتُ: رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ: باختصار مِنْ طَرِيقِ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِهِ بِلَفْظِ "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل".
6205 / 3 - وَكَذَا رَوَاهُ مُسَدَّدٌ: عَنْ حُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ بِهِ.
6205 / 4 - وَرَوَاهُ أَبوُ يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا(6/463)
أبو نعامة، عن جبر بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ "أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا وَهِيَ تُصَلِّي، فَجَعَلَتْ تُصَفِّقُ وَلَا يَفْقَهُ عَنْهَا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُمَا عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: مَا مَنَعَكِ أَنْ تَأْخُذِي بِجَوَامِعِ الْكَلَامِ وَفَوَاتِحِهِ؟ قَالَتْ: وَمَا جَوَامِعُهُ وَفَوَاتِحُهُ؟ قَالَ: تَقُولِي: اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، عَاجِلِهُ وَآجِلِهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ مَا عَلِمْتُ منه ومالم أَعْلَمْ، عَاجِلِهُ وآجِلِهُ، اللَّهُمَّ مَا قَضَيْتَ مِنْ قَضَاءٍ فَاجْعَلْ عَاقِبَتَهُ رَشَدًا، ثُمَّ تَأْذَنِي لِأَبِيكِ"
6205 / 5 - ورواه ابن حبان في صحيحه: أبنا أبو خليفة ما لا أُحْصِي مِنْ مَرَّةٍ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجَرِيرِيِّ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ. وَأَصْلُهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ. وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
6206 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، حدثني ربعي بن حراش، عن عمران بن حُصَيْنٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "جَاءَ حُصَيْنٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أَنْ يُسْلِمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، كَانَ عَبْدُ المطلب خيرا لقومه منك، كان يطعمهم الكبد وَالسِّنَامَ وَأَنْتَ تَنْحَرُهُمْ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ إِنَّ حُصَيْنًا قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَاذَا تَأْمُرُنِي أَنْ أَقُولَ؟ فَقَالَ: تَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَعْزِمَ لِي عَلَى رُشْدِ أَمْرِي. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ حُصَيْنًا أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إني كنت سائلك المرة الأولى، وإني الآن أقول: فماذا تأمرني أقول؟ قال: قل: اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت، وما أخطأت وما عمدت، وَمَا جَهِلْتُ وَمَا عَلِمْتُ".
6206 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حميد: أبنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يونس، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ "أَنَّ رَجُلًا أَتَى(6/464)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يَا مُحَمَّدُ ... " فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ.
6206 / 3 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ في صحيحه: أبنا النضر بن محمد بن المبارك العابد، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ... فَذَكَرَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ وَلَمْ يَكُنْ أَسْلَمَ فَأَسْلَمَ، وَقَالَ: يا رسول الله، إني أتيتك فقلت: علمني مَا أَقُولُ؟ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ قِنِي شَرَّ نَفْسِي واعزم لي على رشد أمري، فما أقوله الآن حين أسلمت؟ قال: قل: اللهم قني شر نفسي، وأغرم لِي عَلَى رُشْدِ أَمْرِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا أَسْرَرْتُ ... " فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ بِهِ.
6207 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ بْنِ غَزْوَانَ، ثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "كُنْتُ عِنْدَ عَمَّارٍ وكان يدعو بدعاء في صلاته فأتاه رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: قُلِ: اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَاقْبِضْنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْخَشْيَةَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةَ، وَكَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَالْقَصْدَ فِي الْغِنَي وَالْفَقْرِ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَا بِالْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَسْأَلُكَ شَوْقًا إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنِي مِنَ الْهُدَاةِ الْمَهْدِيِّينَ، ثُمّ قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ هُنَّ أَحْسَنُ مِنْهُنَّ- كَأَنَّهُ يَرْفَعُهُنَّ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ مِنَ اللَّيْلِ فَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إليك، آمنت بكتابك المنزل ونبيك المرسل إنَّ، نفسي نفس خلقتها لك محياها ولك مماتها، فإن كفتَّها فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَخَّرْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِحِفْظِ الْإِيمَانِ".(6/465)
قُلْتُ: الْجُمْلَةُ الْأَخِيرَةُ وَهِيَ قَوْلُهُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أسلمت نفسي إليك ... " إلى آخره، لَهَا شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَوَاهُ أَصْحَابُ الْكُتُبِ السِّتَّةِ.
19- بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الصباح والمساء
6208 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا الْمُعْتَمِرُ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورًا يُحَدِّثُ، عَنْ رَبْعِيِّ بْنِ حَرَّاشٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ النَّخَعِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلْمَانَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا قَالَ الْعَبْدُ حِينَ يُصْبِحُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا شَرِيكَ لَكَ، أَصْبَحْتُ وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ، لَا شَرِيكَ لَهُ، إِذَا قَالَهَا الْعَبْدُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى كَفَّرَتْ عَنْهُ مَا أَحْدَثَ بَيْنَهُمَا- أَوْ قَالَ: أَصَابَ بَيْنَهُمَا".
هَذَا إِسْنَادٌ مَوْقُوفٌ ضَعِيفٌ، لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ جُمْلَةِ أَحَادِيثَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ فِي كِتَابِ الأذكار.
6209 - قَالَ مُسَدَّدٌ: وَثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْرَةَ قَالَ: "كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا أَصْبَحَ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَعْظَمِ عِبَادِكَ نَصِيبًا فِي كُلِّ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ فِي الْغَدَاةِ مِنْ نُورٍ تَهْدِي بِهِ، ورحمة تنشرها، ورزق تبسطه، وضر تكشفه، وبلاء ترفعه، وفتنة تصرفها أو سوء تَدْفَعُهُ".
6210 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجَوَيْهِ، ثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثَنَا أبو بكر، حدثني ضمرة بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - علمه دعاء، وأمره أن يتعاهد به أهله كل يوم، قال: قُلْ حِينَ تُصْبِحُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، وَمِنْكَ وَبِكَ وَإِلَيْكَ، مَا قُلْتُ مِنْ(6/466)
قَوْلٍ، أَوْ عَمِلْتُ مِنْ عَمَلٍ، أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ، أَوْ حَلَفْتُ مِنْ حَلِفٍ؟ فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ كُلِّهِ، مَا شِئْتَ كَانَ وَمَا لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ مَا صَلَّيْتُ مِنْ صَلَاةٍ فَعَلَى مَنْ صَلَّيْتَ، وَمَا لَعَنْتُ مِنْ لَعْنَةٍ فَعَلَى مَنْ لَعَنْتَ، أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ".
20- بَابٌ فِي دعوة المظلوم والمسافر فِي الطَّاعَةِ وَالصَّائِمِ وَغَيْرِهِمْ
6211 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "دعوة الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا فَفُجُورُهُ عَلَى نَفْسِهِ ".
6211 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ، ثنا حماد، عن علي بن زيد، حدثني من سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ابْنَ آدَمَ اعْمَلْ كَأَنَّكَ تَرَى، وَاعْدُدْ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى، وَإِيَّاكَ وَدَعْوَةَ المظلوم".
6211 / 3 - ورواه أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا خَلَفٌ، ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ... فَذَكَرَهُ.
6211 / 4 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ".
6211 / 5 - وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ: مِنْ طُرُقٍ مِنْهَا عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ: دَعْوَةُ الصَّائِمِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، ودعوة المسافر".
6211 / 6 - وفي رواية: "ودعوة الْوَالِدِ" بَدَلُ "الصَّائِمِ" ثُمَّ رَوَاهُ مِنْ طَرِيقِ أبي معشر به، وله طرق أخر.(6/467)
6212 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "اجتنبوا دعوات الْمَظْلُومِ".
6213 / 1 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ - قَالَ: "دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ لَا تُحْجَبُ ".
6213 / 2 - رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن الحسين المصيصي، ثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَلِيكِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "دَعْوَتَانِ لَيْسَ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمَرْءِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ".
6213 / 3 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ أَنْ يُوَافِقَ ذلك إِجَابَةً مِنَ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ".
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَغَيْرُهُ، وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ حَكِيمٍ.
6214 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو زَكَرِيَّا السَّيْلَحِينِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمِصْرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيِّ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ وَإِنْ كَانَتْ مِنْ كَافِرٍ".
6214 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثنا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي(6/468)
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ ... فَذَكَرَهُ، وَزَادَ "فَإِنَّهُ ليس دونها حِجَابٌ".
6214 / 3 - وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، ثَنَا سعيد ابن أَبِي مَرْيَمَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْغَفَّارِ الْأَزْدِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ وَإِنْ كَانَتْ مِنْ كَافِرٍ لَيْسَ لَهَا حِجَابٌ دُونَ اللَّهِ".
21- باب فِي طَلَبِ الْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ
6215 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا حُسَيْنٌ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، ثَنَا مُوسَى أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا سَأَلَ اللَّهَ الْعِبَادُ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ الْمَغْفِرَةِ، وَلَا أَعْطَى اللَّهُ الْعِبَادَ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ أَنْ يَغْفِرَ لَهُمْ".
6216 - قال: وثنا عبد الله بن عون الخراز، ثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، ثَنَا عُمَرُ، سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ ثَوْرٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ "أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما قيل ولم يقل أحد كان قبل كَلِمَةً هِيَ أَفْضَلُ مِنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا يَسْأَلُ السَّائِلُونَ رَبَّهُمْ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ الْمَغْفِرَةِ".
6217 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ- وَكَانَ جَلِيسًا لِلْمُعْتَمِرِ- ثَنَا عِلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "جَاءَ شَابٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي دُعَاءً أُصِيبُ بِهِ خَيْرًا؟ فَقَالَ لَهُ: ادْنُهْ. فَدَنَا حَتَّى كَادَتْ رُكْبَتُهُ تَمَسُّ رُكْبَةَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: قُلِ: اللَّهُمَّ اعْفُ عَنِّي فَإِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ، وَأَنْتَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ".(6/469)
22- بَابُ دُعَاءِ الِاسْتِخَارَةِ
6218 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَمْرًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَا وكذا- للأمر الذي يريد لي خَيْرًا فِي دِينِي، وَمَعِيشَتِي، وَعَاقِبَةِ أَمْرِي وَإِلَّا فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، ثُمَّ اقْدُرْ لِي الخير أينما كان، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ".
6218 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا يَعْقوُبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ... فَذَكَرَهُ.
6218 / 3 - وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا أبي ... فذكره.
وتقدم في صلاة الاستخارة.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صحيحه وَغَيْرِهِ.
وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مسنده مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ مِنْ(6/470)
حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ.
23- باب فيمن سأل الدعاء والمسح عَلَى صَدْرِهِ
6219 / 1 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ "أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِيَمْسَحَ وَجْهَهَا فَمَسَحَهُ وَدَعَا لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، طَأْطِئُ يَدَكَ. بعد ما قَدْ وَضَعَهَا عَلَى صَدْرِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِلَيْكِ عَنِّي".
6219 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، امسح وجهي وادع الله لي. قالت: فَمَسَحَ وَجْهَهَا وَدَعَا اللَّهَ لَهَا، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَفِّلْ يَدَكَ. فَسَفَّلَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَفِّلْ يَدَكَ. فأبى وباعدها".
هذا إسناد صَحِيحٌ.
6219 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثَنَا حَمَّادٌ، ثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ أَنَسٍ "أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَسَحَ وَجْهَهَا، وَكَانُوا يِأْتُونَهُ لِمَسْحِ وُجُوهِهِنَّ وَيَدْعُو لَهُنَّ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، طأطىء يدك. قال: فدفعها، وَقَالَ: إِلَيْكِ عَنِّي"
قُلْتُ: لَعَلَّهَا كَانَتْ مِنْ مَوَالِيهِ أَوْ مِنْ نِسَائِهِ.(6/471)
24- بَابٌ فِيمَنْ هَمَّتْهُ الْآخِرَةُ
6220 / 1 - قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَوْنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "بَيْنَمَا هُوَ فِي الْمَسْجِدِ مَرَّ عَلَيْهِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَلَمَّا حَاذَاهُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَمِعَ دُعَاءَهُ وَهُوَ لَا يَعْرِفُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَلْ تُعْطَهُ. فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ؟ الدُّعَاءُ الَّذِي دَعَوْتَ به ما هو؟ قال عبد الله: حمدت الله ومجدته، قُلْتُ: اللَّهُمَّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَعْدُكَ حَقٌّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حق.
6220 / 2 - رواه ابن حبان في صحيحه: أبنا أَبُو خَلِيفَةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، "أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ قَائِمًا يُصَلِّي، فَلَمَّا بَلَغَ رَأْسَ الْمِائَةِ مِنَ النِّسَاءِ أَخَذَ يَدْعُو، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: سَلْ تُعْطَهُ- ثَلَاثًا- فَقَالَ: إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ".
6221 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمْرٍو- هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ- عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "أَتَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْرَابِيٌّ فَأَكْرَمَهُ، فَقَالَ لَهُ: ائْتِنَا. فَأَتَاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: سَلْ حَاجَتَكَ؟ فَقَالَ: نَاقَةٌ نَرْكَبُهَا، وَأَعْنُزٌ يَحْلِبُهَا أَهْلِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَعَجَزْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ عَجُوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟. فَقَالَ: إِنَّ مُوسَى لَمَّا سَارَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ ضَلُّوا الطَّرِيقَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟! فَقَالَ عُلَمَاؤُهُمْ: إِنَّ يُوسُفَ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَخَذَ عَلَيْنَا مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ ألا نَخْرُجَ مِنْ مِصْرَ حَتَّى نَنْقُلَ عِظَامَهُ مَعَنَا. قَالَ: فَمَنْ يَعْلَمُ مَوْضِعَ قَبْرِهِ؟ قَالَ: عَجُوزٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَبَعَثَ إِلَيْهَا فَأَتَتْهُ، فَقَالَ: دليني، عَلَى قَبْرِ يُوسُفَ؟ قَالَ: حَتَّى تُعْطِيَنِي حُكْمِي. قالت: وَمَا حُكْمُكِ؟ قَالَتْ: أَكُونُ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ. فَكَرِهَ أَنْ يُعْطِيَهَا ذَلِكَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ أَعْطِهَا حُكْمَهَا، فَانْطَلَقَتْ بِهِمْ إِلَى بُحَيْرَةِ مَوْضِعِ مُسْتَنْقَعِ(6/472)
مَاءٍ فَقَالَتْ: أَنْضِبُوا هَذَا الْمَاءَ. فَأَنْضَبُوهُ، قَالَتْ: احْتَفِرُوا، وَاسْتَخْرِجُوا عِظَامَ يُوسُفَ. فَلَمَّا أَقَلُّوهَا إِلَى الْأَرْضِ إِذَا الطَّرِيقُ مِثْلُ ضَوْءِ النَّهَارِ".
6221 / 2 - رَوَاهُ ابن حبان في صحيحه: أبنا أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ بِطُرُقِهِ في كتاب الجنائز في باب نقل العظام.
6222 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: "أَتَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ. قَالَ: فَعَظَّمَ الرَّبَّ- تَبَارَكَ وَتَعَالَى- وَقَالَ: إِنَّ كُرْسِيَّهُ وَسِعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله".
25- بَابُ سُؤَالِ الْعَبْدِ رَبَّهُ جَمِيعَ حَوَائِجِهِ
6223 / 1 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا حَفْصٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ فَلْيَسْتَرْجِعْ؟ فَإِنَّهَا مِنَ الْمَصَائِبِ، وَسَلُوا اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- حَتَّى الشِّسْعَ؟ فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ يُيَسِّرْهُ لَمْ يَكُنْ".
6223 / 2 - قَالَ: وَثَنَا خَالِدٌ، عَنْ يَحْيَى ... فَذَكَرَهُ.
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَوَاهُ الْبَزَّارُ والترمذي في الجامع وحسنه، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
6224 / 1 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حميد: أبنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَكْثِرْ، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ رَبَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ".(6/473)
6224 / 2 - رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ ... فَذَكَرَهُ.
6225 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الله بن المنادي- ثقة- ثنا هاشم بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ، عَنِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: "سَلُوا اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الشِّسْعَ؟ فَإِنَّ اللَّهَ إِنْ لَمْ يُيَسِّرْهُ لَمْ يَتَيَسَّر".
26- بَابٌ فِي دُعَاءِ الْمَرِيضِ وَمَا يَدْعُو بِهِ
6226 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ "أن رجلاً من أصحاب محمد- يقال له: أبو نحيلة- رمي، فقالوا لَهُ: ادْعُ اللَّهَ. فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْقِصِ الْوَجَعَ وَلَا تُنْقِصْ مِنَ الْأَجْرِ. فَقَالُوا لَهُ: ادْعُ اللَّهَ. فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ الْمُقَرَّبِينَ، وَاجْعَلْ أُمِّي مِنَ الْحُورِ الْعِينِ".
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ
6227 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثَنَا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَمْرٍ هُوَ حَقٌّ، مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ فِي أَوَّلِ مَضْجَعِهِ فِي مَرَضِهِ نجاه الله من النار؟ قال: بلى، بأبي وأمي. قال: اعلم أنك إذا أصبحت لم تمس، وإذا أمسيت لم تصبح، وإنك إذا قلت ذلك في أول مضجعك من مرضك نجاك الله به من النار أن تقول: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ سُبْحَانَ رَبِّ الْعِبَادِ وَالْبِلَادِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ على كل حال، الله أكبر، كبرياء رَبُّنَا وَجَلَالَتُهُ وَقُدْرَتُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ إن كنت أمرضتني لقبض رُوحِي فِي مَرَضِي هَذَا فَاجْعَلْ رُوحِي فِي أرواح من سبقت لهم منك الحسنى، باعدني من النار كما باعدت أولياءك الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمُ الْحُسْنَى، فَإِنْ مِتَّ فِي مَرَضِكَ ذَلِكَ فَإِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ وَالْجَنَّةِ، وَإِنْ كُنْتَ قَدِ اقْتَرَفْتَ ذُنُوبًا تَابَ اللَّهُ عَلَيْكَ".(6/474)
27- بَابُ الدُّعَاءِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ وَمَا جَاءَ فِيمَنْ دعا على أخيه
6228 - قال مسدد: ثنا خالد، نا مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "رَحِمَ اللَّهُ يُوسُفَ، لَوْلَا الْكَلِمَةُ الَّتِي قَالَ: اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ مَا لَبِثَ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ. وَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ لُوطًا إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ: (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ) قَالَ: فَمَا بُعِثَ مِنْ بَعْدِهِ نَبِيٌّ إِلَّا فِي ثَرْوَةٍ مِنْ قَوْمِهِ".
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ مِنْ طَرِيقِ الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بِهِ ... فذكر منه "رحم الله لوطاً ... " إِلَى آخِرِهِ دُونَ بَاقِيهِ.
6229 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "قَالَ الْمُهَاجِرُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قَوْمٍ قَدِمْنَا عَلَيْهِمْ أَحَسنَّ مُوَاسَاةً فِي قَلِيلٍ وَلَا أَحْسَنَ بذلاً من كثير، لقد كفونا المؤونة، وشركونا فِي الْمَهْنَإِ حَتَّى لَقَدْ خَشِينَا أَنْ يَذْهَبُوا بِالْأَجْرِ كُلِّهِ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَا، مَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ وَدَعَوْتُمْ لَهُمْ". هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
6230 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلٍ، ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِأَخِيهِ: لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ. فَقِيلَ له: بل لك لا يغفر الله".
هذا إسناد صحيح.(6/475)
28- باب في الدعاء للأحمسين وَمَا جَاءَ فِي الدُّعَاءِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ
6231 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُخَارِقٍ، سَمِعْتُ طَارِقَ بْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: "قَدِمَ وَفْدُ بُجَيْلَةَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: ابْدَءُوا بِالْأَحْمَسِينَ. وَدَعَا لَنَا"
هذا إسناد صحيح، وسيأتي في المناقب.
6232 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "إِنَّ امْرَأَةَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ أَتَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: إِنَّ الْوَلِيدَ يَضْرِبُهَا قَالَ: قُولِي لَهُ: رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد أجارني. قال علي: فلم تلبث إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى رَجَعَتْ، فَقَالَتْ: مَا زَادَنِي إِلَّا ضَرْبًا. فَأَخَذَ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهِ فَدَفَعَهَا إِلَيْهَا، وَقَالَ: قُولِي لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ أَجَارَنِي. قَالَ علي: فلم تلبت إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى رَجَعَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: مَا زَادَنِي إِلَّا ضَرْبًا. فَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْوَلِيدِ".
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ مِنْ زِيَادَاتِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ نُعَيْمِ بْنِ حَكِيمٍ بِهِ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ بِطُولِهِ وَطُرُقِهِ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ فِي بَابِ ضَرْبِ النِّسَاءِ.
29- بَابُ مَا يَقُولُهُ مَنِ اشْتَرَى خَادِمًا أَوْ دَابَّةً
6233 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنْزِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا اشْتَرَى أَحَدُكُمْ خَادِمًا فَلْيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا، وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهَا(6/476)
وَخَيْرِ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَإِذَا اشْتَرَى بَعِيرًا فليأخذ بذروة سنامه وليقل مثل ذلك".
6233 / 2 - وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ.
6233 / 3 - قال: وثنا يوسف بن يعقوب، ثنا أبو الربيع الزهراني قالا: ثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عجلان ... فذكره، إلا أنه قال: "وإذا اشْتَرَى دَابَّةً فَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ".
6234 - قَالَ: وَثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْعَلَّافُ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: "إِذَا أَفَادَ أَحَدُكُمُ الدَّابَّةَ أَوِ امْرَأَةً أَوْ خادماً، أَوْ بَعِيرًا فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى نَاصِيَتِهَا وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا جبلتها عليه، وَأَمَّا الْبَعِيرُ فَإِنَّكَ تَأْخُذُ بِذِرْوَةِ سِنَامِهِ ثُمَّ تَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ".
30- بَابُ مَا يَقُولُهُ مَنْ أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ حُزْنٌ
6235 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عن فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ ثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ حُزْنٌ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابن عبدك ابن أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: أَجَلْ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ".(6/477)
6235 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ ثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْجُهَنِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
6235 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَا: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْجُهَنِيُّ.
6235 / 4 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يزيد بن هارون، ثنا فضيل بن مرزوق، أبنا أَبُو سَلَمَةَ الْجُهَنِيُّ ... فَذَكَرَهَ.
6235 / 5 - قَالَ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ- أَخُو حَجَّاجٍ- قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فَذَكَرَهُ.
6235 / 6 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ وَالْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ بِهِ ... فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ إِنْ سَلِمَ مِنْ إِرْسَالِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ: لَمْ يَسْلَمْ.
قُلْتُ: قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: مَاتَ أَبُوهُ وَلَهُ نَحْوُ سَتِّ سِنِينَ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ فِي رِوَايَةٍ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ. وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِيهِ، وَسُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ هَلْ سَمِعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ أَبِيهِ؟ فَقَالَ: الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ يَقُولَانِ: سَمِعَ. وَكَذَلِكَ أَثْبَتَ لَهُ ابْنُ الْمَدِينِيُّ السَّمَاعَ مِنْ أَبِيهِ، وَقَالَ الْعَجَلِيُّ: إنه سمع من أبيه إلا حرفاً واحداً محرم الحلال المستحل الحرام. انْتَهَى.
وَأَمَّا أَبُو سَلَمَةَ الْجُهَنِيُّ فَقَالَ الذَّهَبِيُّ: لا يدرى من هو. قلت: ذكره ابن حبان في الثقات(6/478)
وأخرج حديثه في صحيحه، وأخرج أحمد بن حنبل حديثه في المسند، ومع هذا فلم ينفرد به كما تقدم.
31- بَابُ مَا تَدْعُو بِهِ الْمَرْأَةُ الْغَيْرَى
6236 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا الْمُنَتَجِعُ بْنُ مُصْعَبٍ بَصْرِيٌّ، حَدَّثَتْنِي رَبِيعَةُ، حَدَّثَتْنِي أمية، عن ميمونة بنت أبي عسيب "أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جَرْشَ أَتَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى بَعِيرٍ، فَنَادَتْ: يَا عَائِشَةَ أَغِيثِينِي بِدَعْوَةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يسكنني أو يطيبني بِهَا. وَإِنَّهُ قَالَ لَهَا: ضَعِي يَدَكِ الْيُمْنَى عَلَى فُؤَادِكِ فَامْسَحِيهِ، وَقُولِي: بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ داوني بدوائك، واشفني بشفائك، وأغنني بغناك وبفضلك عمن سِوَاكَ، وَاحْذُرْ عَنِّي أَذَاكَ. قَالَتْ رَبِيعَةُ: فَدَعَوْتُ بِهِ فَوَجَدْتُهُ جَيِّدًا- قَالَ الْمُنْتَجِعُ بْنُ مُصْعَبٍ: وَأَظُنُّ رَبِيعَةَ قَالَتْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِنَّ الْمَرْأَةَ كَانَتْ غيرى".
وتقدم في النكاح في باب الدَّيُّوثِ وَالْغَيْرَةِ.
32- بَابُ مَا يُقَالُ عِنْدَ رُكُوبِ السفينة
6237 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا جُبَارَةُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَمَانٌ لِأُمَّتِي مِنَ الْغَرَقِ إِذَا رَكِبُوا الْبَحْرَ أَنْ يَقُولُوا: (بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لغفور رحيم) (وما قدروا الله حق قدره ... الْآيَةَ) .
6237 / 2 - رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وُهَيْبٍ الْغُزِّيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بن أبي السري العسقلاني، ثنا سيف بْنُ الْحَجَّاجِ الْكُوفِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ، عن(6/479)
طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ ... فَذَكَرَهُ.
قلت: مدار إسناد حديث الحسين بن علي هذا على يحيى بن العلاء، وهو مجمع على ضعفه. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ.
33- بَابٌ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ لِسَفَرٍ أَوْ رَجَعَ مِنْهُ وَغَيْرِ ذَلِكَ
6238 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا خَرَجَ إِلَى سَفَرٍ قَالَ: اللهم بلاغاً يبلغ خَيْرَ مَغْفِرَةٍ مِنْكَ وَرِضْوَانًا بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ، وَاطْوِ لَنَا الْأَرْضَ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ".
6238 / 2 - قلت: رواه النسائي في عمل اليوم والليلة: عن زكريا بن يحيى، عن عثمان ابن أبي شيبة ... فذكره.
وتقدم في كتاب الحج.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
الْوَعْثَاءُ- بِفَتْحِ الْوَاوِ وَإِسْكَانُ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَبِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ والهمزة- أي: الشدة. وَالْكَآبَةُ- بِالْمَدِّ- هِيَ تَغَيُّرُ النَّفْسِ مِنْ حُزْنٍ ونحوه.(6/480)
6239 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: وَثَنَا خَلَفٌ، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ فِي سَفَرٍ قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضَّبْنَةِ فِي السَّفَرِ وَالْكَآبَةِ فِي الْمُنْقَلَبِ، اللهُمَّ اقْبِضْ لَنَا الْأَرْضَ وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ. وَإِذَا أَرَادَ الرُّجُوعَ قَالَ: آيِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ. فَإِذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ قَالَ: أَوْبًا أَوْبًا لِرَبِّنَا تَوْبًا لَا يُغَادِرُ عَلَيْنَا حَوْبًا".
6239 / 2 - رَوَاهُ مُسَدَّدٌ: ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ "أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا رَجَعَ مِنْ سفر قال: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون". وقد تقدم بطرقه وشواهده في كتاب الحج فِي بَابِ مَا يَقُولُهُ الْمُسَافِرُ.
6239 / 3 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أبي، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ ... فَذَكَرَهُ.
6239 / 4 - وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا مُسَدَّدٌ ... فَذَكَرَهُ.
الضَّبْنَةُ- بِفَتْحِ الضَّادِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونُ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَفَتْحُ النُّونِ- عِيَالُ الرَّجُلِ؟ لِأَنَّهُمْ فِي ضَبْنَةٍ، وَالضَّبْنُ: مَا بَيْنَ الْكُشْحِ والإبط.
والكآبة- بِالْمَدِّ- هِيَ تَغَيُّرُ النَّفْسِ. وَالْمُنْقَلَبُ: الْمَرْجِعُ. وَالْأَوْبُ: الرُّجُوعُ.
6240 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُسَاوِرٍ الْعَجَلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "لَمْ يَرِدْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَفَرًا قَطُّ إِلَّا قَالَ حِينَ يَنْهَضُ مِنْ جُلُوسِهِ: اللَّهُمَّ بِكَ انْتَشَرْتُ، وَإِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَبِكَ اعْتَصَمْتُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي، وَأَنْتَ رجائي، اللهم اكفني ما أهمني وما لا أَهْتَمَّ لَهُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، وَزَوِّدْنِي التَّقْوَى، وَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَجِّهْنِي لِلْخَيْرِ حيثما توجهت".(6/481)
6241 - قال أبو يعلى: وثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ سَفَرًا فَلْيُسَلِّمْ عَلَى إِخْوَانهِ؟ فَإِنَّهُمْ يَزِيدُونَهُ بِدُعَائِهِمْ إِلَى دُعَائِهِ خيَراً".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ عَمْرِو بْنِ الْحُصَيْنِ.
34- بَابُ مَا يَقُولُهُ إِذَا عَلَا نَشْزًا مِنَ الْأَرْضِ
6242 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - إذا عَلَا نَشْزًا مِنَ الْأَرْضِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَكَ الشرف على شَرَفٍ وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ حَالٍ". هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النُّمَيْرِيِّ الْبَصْرِيِّ.
قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ جُمْلَةُ أَحَادِيثَ فِي آدَابِ السَّفَرِ فِي كِتَابِ الْحَجِّ.
35- بَابُ ما يقول إِذَا أَشْرَفَ عَلَى قَرْيَةٍ
6243 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا أَبِي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ "أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى خَيْبَرَ حَتَّى إِذَا أَشْرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على خَيْبَرَ قَالَ: فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْمُسْلِمُونَ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ، وَرَبَّ الْأَرَضِينَ وَمَا أَقْلَلْنَ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينَ وَمَا أَضْلَلْنَ، أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَشَرِّ أهلها وشر ما فيها، اقدموا باسم اللَّهِ،. فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيْبَرَ.
6243 / 2 - قَالَ: وَثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عقبة ح.
6243 / 3 - قَالَ: وَثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السُّرِّيِّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى حَفْصِ بْنِ(6/482)
ميسرة أبو عمر الصنعاني وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ "أَنَّ كَعْبًا حَلَفَ بِالَّذِي فَلَقَ الْبَحْرَ لِمُوسَى أَنَّ صُهَيْبًا حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَرَ قَرْيَةً يُرِيدُ دُخُولَهَا إِلَّا قَالَ حِينَ يَرَاهَا: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ، وَرَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَيْنَ، أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ أَهْلِهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا". قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الكبرى.
36- باب ما يقول إِذَا هَاجَتِ الرِّيحُ
6244 / 1 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا خَالِدٌ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا ثَارَتْ رِيحٌ اسْتَقْبَلَهَا وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلَا تَجْعَلْهَا رِيحًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلَا تَجْعَلْهَا عَذَابًا".
6244 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ ثَنَا خَالِدٌ ... فَذَكَرَهُ.
6245 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عن رشدين بن كريم، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَجِيءُ بِهِ الرِّيحُ، وَشَرِّ مَا تَجِيءُ بِهِ الرُّسُلُ".
هذا إسناد ضعيف؟ لضعف رشدين بن كريب.
6246 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ، ثنا حميد(6/483)
الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا هَاجَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ قال: اللهم أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا أَمَرْتَ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَمَرْتَ بِهِ".
6246 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْمُثَنَّى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إذا هاجت ريح ... " فَذَكَرَهُ.
6246 / 3 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا رأى الريح فزع ... " فذكر نَحْوَهُ.
6246 / 4 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مهدي ثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ ... فَذَكَرَهُ.
6246 / 5 - وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا أَبِي ... فَذَكَرَهُ. وَلَهُ طُرُقٌ أُخَرُ.
6247 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ، ثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الرِّيحُ مِنْ نَفْسِ اللَّهِ؟ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَسَلُوا اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ خَيْرِهَا، وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا".
هَذَا إِسْنَادٌ ضعيف؟ لضعف محمد بن القاسم الأسدي.
6248 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الْبَصْرِيُّ، ثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ يَرْفَعُهُ قَالَ: "كَانَ إِذَا اشْتَدَّتِ الرِّيحُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَقِحًا لَا عَقِيمًا".
وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي آخِرِ كِتَابِ الذِّكْرِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - قال:(6/484)
"إِذَا وَقَعَتْ كَبِيرَةٌ أَوْ هَاجَتْ رِيحٌ مُظْلِمَةٌ فَعَلَيْكُمْ بِالتَّكْبِيرِ، فَإِنَّهُ يُجْلِي الْعَجَاجَ الْأَسْوَدَ".
37- بَابُ مَا جَاءَ فِي دُعَائِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6249 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: سُبْحَانَكَ رَبِّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي. فَلَمَّا نَزَلَتْ (إِذَا جاء نصر الله والفتح) (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ ربِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) قَالَ: سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ التواب الرحيم"
6250 / 1 - قال يونس: نا أبو داود الطَّيَالِسِيُّ: وَثَنَا ثَابِتٌ أَبُو زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٌ، عَنْ عَوْسَجَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ فِي بَعْضِ دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي".
هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَقَالَ: مُحَاضِرٌ، عَنْ عَاصِمٌ، عَنْ عَوْسَجَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
6250 / 2 - وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا محاضر أبو المورع عَنْ عَاصِمٍ، عْنَ عَوْسَجَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ ... " فَذَكَرَهُ.
6250 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ عَوْسَجَةَ بْنِ الرَّمَّاح، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود مرفوعاً ... فذكره.(6/485)
6250 / 4 - قال: وَثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثَنَا جَرِيرٌ وَعَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ ... فَذَكَرَهُ.
6250 / 5 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ... فَذَكَرَهُ.
وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْأَدَبِ فِي بَابِ الْخُلُقِ الْحَسَنِ.
6251 / 1 - قَالَ أبو داود الطيالسي: وثنا أبو بكر الْهُذَلِيِّ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِي رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَزِلَّ أَوْ أَضِلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ".
6251 / 2 - رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدعاء: ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا، مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ للطبراني مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ، وَمِنْ حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ.
6252 / 1 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: وَثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَإِسْرَافِي وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ".
6252 / 2 - رَوَاهُ أَحَمْدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا يَزِيدُ، ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ... فَذَكَرَهُ.(6/486)
6253 / 1 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ غنائي وَغِنَى مَوْلَايَ".
6253 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أبنا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، أَنَّ عَمَّهُ أَبَا صَرْمَةَ كَانَ يُحَدِّثُ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - كان يَقُولُ ... " فَذَكَرَهُ.
6253 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا يَزِيدُ، أبنا يَحْيَى- يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ- أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَمَّهُ أَبَا صَرْمَةَ كَانَ يُحَدِّثُ ... فَذَكَرَهُ.
6253 / 4 - قَالَ وَثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنْ لُؤْلُؤَةَ عَنْ أَبِي صَرْمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6254 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثنا الْمُقْرِئُ، عَنِ الْأَفْرِيقِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- "أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصِّحَّةَ وَالْعِفَّةَ وَالْأَمَانَةَ وَحُسْنَ الْخُلُقِ، والرضا بالله- عَزَّ وَجَلَّ" هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
6255 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقَرَظِيِّ، سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَخْطُبُ يَقُولُ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ عَلَى هَذِهِ الْأَعْوَادِ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدين".
6255 / 2 - قال: وعثمان حدثني زِيَادٌ مَوْلَى الْحَارِثِ مِثْلَ ذَلِكَ وَزَادَ: "وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَمُسَدَّدٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وغيرهم. وقد تقدم بتمامه بطرقه في كتاب العلم في باب طلب العلم.(6/487)
6256 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النُّعْمَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا" رَوَاهُ أحمد بن حنبل في مسنده، وأبو يعلى وتقدم في أول البيوع.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الْأَرْبَعَةِ، وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ، وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مسنده مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ.
6257 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْأَوَدِيِّ، عَنْ بُرَيْدَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا عَلَّمَهُ إِيَّاهُنَّ، ثُمَّ لَمْ يَنْسَهُنَّ أَبَدًا: اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فِي رِضَاكَ فَقَوِّ ضَعْفِي وَخُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِنَاصِيَتِي، وَاجْعَلِ الْإِسْلَامَ مُنْتَهَى رِضَايَ، اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّنِي، وَذَلِيلٌ فَأَعِزَّنِي، وَفَقِيرٌ فَارْزُقْنِي".
6257 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جرير، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.
6258 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي العاص وَامْرَأَةٍ مِنْ قَيْسٍ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ أَحَدُهُمَا: يَقُولُ: "اللهم اغفر لي ذنبي، خطئي وعمدي. وقال الآخر: يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَهْدِيكَ لِأَرْشَدِ أَمْرِي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي".
6258 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ، ثَنَا حَمَّادٌ ... فَذَكَرَهُ.
6258 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا رَوْحٌ وَعَبْدُ الصمد قالا: ثنا حماد، قال روح: أبنا الجريري ... فذكره.(6/488)
6258 / 4 - قَالَ: وَثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ... فَذَكَرَهُ.
6259 - قَالَ: وثنا حجاج، أبنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عن عجوز من بني نمير "أَنَّهَا رَمَقَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يُصَلِّي بِالْأَبْطُحِ تِجَاهَ الْبَيْتِ قَبْلَ الهجرة، قَالَتْ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي خطئي وَجَهْلِي".
6260 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: "أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِوُضُوءٍ فَتَوَضَّأَ، قال: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي".
6260 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6260 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي مُجْلِزٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: "أتينا النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... " فَذَكَرَهُ.
6261 / 1 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِي رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ عَبْدِ اللَّهِ- أَوْ عُبَيْدِ اللَّهِ- عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَانْكَفَأَ الْمُشْرِكُونَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِي عَلَى رَبِّي. فَصَارُوا صُفُوفًا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللَّهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلَا بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ، وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا هَادِيَ لِمَا أَضْلَلْتَ، وَلَا مُضِلَّ لِمَا هَدَيْتَ، وَلَا مُقَرِّبَ لما بعدت، وَلَا مُبَعِّدَ لِمَا قَرَّبْتَ، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَمِنْ رَحْمَتِكَ وَمِنْ رِزْقِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لَا يُحَوَّلُ وَلَا يَزُولُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ، وَالْأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ، اللَّهُمَّ عَائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا وَمِنْ شَرِّ مَا مَنَعْتَنَا، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزِيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا من الراشدين،(6/489)
اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الذين يكذبون رسلك ويصدون عَنْ سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، اللَّهُمَّ قَاتِلْ كَفَرَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ، إِلَهَ الْحَقِّ".
6261 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مَعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ الْمَكِّيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الزُّرَقِيِّ ... فذكره.
6261 / 3 - قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِهِ.
6262 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: وَثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: "أَرْدَفَنِي عليٌّ ثُمَّ سَارَ بِي فِي الْجَبَّانَةِ، ثُمَّ قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ سَارَ بِي فِي جَانِبِ الْحِرَّةِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي؟ فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ. ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَضَحِكَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتِغْفَارُكَ رَبَّكَ وَالْتِفَاتُكَ إِلَيَّ تَضْحَكُ! قَالَ: ضَحِكْتُ؟ لِضَحِكِ رَبِّي لِعَجَبِهِ لِعَبْدِهِ وَأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرُهُ".
قُلْتُ: رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْهُ "اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذُنُوبِي ... " إِلَى آخِرِهِ دُونَ بَاقِيهِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بِهِ.
6263 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَدْعُو: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ"
6264 / 1 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَمِيِّ، ثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ أبو سهل، ثَنَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو الْقُمُوصِ، عَنْ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ(6/490)
أَنَّهُمْ سَمِعُوا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الْمُتَحَبِّبِينَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، الْوَفْدِ الْمُتَقَبَّلِينَ. قِيلَ: يَا رَسُولَ الله، فما الغر المحجلون؟ قَالَ: هُمُ الَّذِينَ تَبْيَضُّ مِنْهُمْ مَوَاضِعُ الطُّهُورِ. قِيلَ: فَمَا الْوَفْدُ الْمُتَقَبَّلُونَ؟ قَالَ: وَفْدٌ يَفِدُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَى رَبِّهِمْ".
6264 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَد بْن حَنْبَلٍ: ثَنَا أَبُو النَّضْر، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، ثَنَا أَبُو سَهْلٍ عوف بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ زَيْدٍ أَبِي الْقُمُوصِ ... فَذَكَرَهُ.
6265 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- "أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَدْعُو يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَظُلْمَنَا وَهَزْلَنَا وَجِدَّنَا وَعَمْدَنَا وَكُلَّ ذَلِكَ عِنْدَنَا".
6265 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا حَسَنٌ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6265 / 3 - وَرَوَاهُ ابْنُ حبان في صحيحه: أبنا عمر بن محمد بن بجير الْهَمْدَانِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، ثنا ابن وهب، ثنا حي بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "أنه كَانَ يَدْعُو يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَظُلْمَنَا وَهَزْلَنَا وَجِدَّنَا وَعَمْدَنَا وَكُلَّ ذَلِكَ عِنْدَنَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الْعِبَادِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ".
6266 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا شَيْبَانُ، ثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، حَدَّثَنِي عِصْمَةُ أَبُو حُكَيْمَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا أُعَلِّمُكَ مِمَّا عَلَّمَنِي جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: قُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خطئي وَعَمْدِي، وَهَزْلِي وَجِدِّي، وَلَا تَحْرِمْنِي بَرَكَةَ مَا أَعْطَيْتَنِي، وَلَا تَفْتِنِّي بِمَا حَرَمْتَنِي".(6/491)
6267 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، ثَنَا عُبَيَّدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهِبٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَوْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "قَاتَلْتُ يَوْمَ بدر قتالاً، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ. ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقَاتَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُ فَإِذَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَاجِدٌ يَقُولُ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ. قَالَ: فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ".
6268 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي الْوَاصِلِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ وَاصِلٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: يَا وَلِيَّ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ، مَسْكَنِي بِهِ حَتَّى أَلْقَاكَ بِهِ".
6269 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا جَرِيرٌ، ثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُدْرِكِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَدْعُو فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ، اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا طَهَّرْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ ذُنُوبِي كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَنَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَدُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَعِلْمٍ لَا ينفع، اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الْأَرْبَعِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِيشَةً نَقِيَّةً، وَمَيْتَةً سَوِيَّةً، وَمَرَدًّا غَيْرَ مُخْزٍى".
قُلْتُ: رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى بِهِ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ مِنْ طَرِيقِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى بِهِ، دُونَ قَوْلِهِ: "وباعد بَيْنِي وَبَيْنَ ذُنُوبِي ... " إِلَى آخِرِهِ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ.
6270 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: وَثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- رَفَعَهُ قَالَ: "كَانَ يَقُولُ: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ. فقلنا: يا رسول الله، تخاف علينا وقد آمَنَّا بِمَا جِئْتَ بِهِ قَالَ: إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ- وَأَشَارَ الْأَعْمَشُ بِإِصْبَعَيْنِ".(6/492)
6271 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: وَثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْجِيزِيُّ، ثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ أَقْبِلْ بِقَلْبِي إِلَى دِينِكَ، وَاحْفَظْ مَنْ وَرَاءَنَا بِرَحْمَتِكَ".
هذا إسناد حسن؛ يعقوب بن إسحاق مختلف فيه.
6272 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "لَقِيتُ شَيْخًا بِالشَّامِ، فَقُلْتُ: سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا".
6273 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجِيزِيُّ، ثَنَا مُؤَمَّلٌ، ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: وَاقِيَةً كَوَاقِيَةِ الْوَلِيدِ" قَالَ أَبُو يَعْلَى: يَعْنِي: الْمَوْلُودَ، وَكَذَا فُسِّرَ لَنَا.
6274 - قَالَ: وَثَنَا إِبْرَاهِيمُ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ "أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي السَّبِيلَ الْأَقْوَمَ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ
6275 - قال: وثنا أبو هشام، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ(6/493)
أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: لَمَّا أُلْقِيَ إِبْرَاهِيمُ فِي النَّارِ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ فِي السَّمَاءِ وَاحِدٌ، وَأَنَا فِي الْأَرْضِ وَاحِدٌ أَعْبُدُكَ".
قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ جُمْلَةُ أَحَادِيثَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ فِي أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ، وَسَيَأْتِي أَبَوابٌ أُخَرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ- تَعَالَى- وَمِمَّا تَقَدَّمَ فِي بَابِ مَا يَقُولُهُ فِي دُبُرِ الصَّلَوَاتِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَمَلٍ يُخْزِينِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غِنًى يُطْغِينِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَاحِبٍ يُرْدِينِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَمَلٍ يُلْهِينِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فَقْرٍ يُنْسِينِي".
38- بَابٌ فِي الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -
فِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مرفوعاً "صلوا علي؛ فإن صلاتكم وتسليمكم تبلغني حيثما كنتم" وتقدم فِي آخِرِ كِتَابِ الْمَسَاجِدِ.
6276 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطيالسي: ثنا أبو سلمة الخراساني، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلْيُصَلِّ عَلَيَّ؟ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا".
6276 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثَنَا سَلَمَةُ، سَمِعْتُ أَنَسًا يُحَدِّثُ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَرَجَ يَتَبَرَّزُ فَلَمْ يَجِدْ رَجُلًا يَتْبَعُهُ، فَفَزِعَ عُمَرُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَأَتْبَعُهُ بفخارة ومطهرة، فوجده ساجداً في مشربة له فَتَنَحَّى فَجَلَسَ وَرَاءَهُ حَتَّى رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأْسَهُ فقال: أحسنت يَا عُمَرُ، حَيْثُ وَجَدْتَنِي سَاجِدًا فَتَنَحَّيْتَ عَنِّي" إن جبريل(6/494)
أَتَانِي فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ وَاحِدَةً صَلَّى الله عليه عشراً ورفعه عشر درجات".
6276 / 3 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثَنَا سَلَمَةُ، سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: "ارْتَقَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْمِنْبَرِ فَرَقَى دَرَجَةً فَقَالَ: آمِينَ. ثم ارتقى درجة فقال: آمين، ثُمَّ ارْتَقَى الثَّالِثَةَ فَقَالَ: آمِينَ. ثُمَّ اسْتَوَى فَجَلَسَ فَقَالَ أصحابه: أي نبي الله، على ما أَمَّنْتَ؟ قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ. قَالَ: قُلْتُ: آمِينَ. وَرَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ رَمَضَانَ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ. قَالَ: قُلْتُ: آمين. ورغم أنف من ذكرت عنده فلم يصل عليك. قال: قلت: آمين".
6276 / 4 - ورواه أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ... فَذَكَرَهُ.
6276 / 5 - قَالَ: وَثَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو الْجَهْمِ، ثَنَا حَسَّانُ حدثنا يوسف، عن أبي إسحاق، عن يزيد بن أبي مريم عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ ذَكَرَنِي فَلْيُصَلِّ عَلَيَّ".
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
6276 / 6 - وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ ... فَذَكَرَهُ.
6276 / 7 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عليه عشر صلوات وَحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ".(6/495)
6276 / 8 - وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ: عَنْ ابْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ بِهِ.
ورواه الحاكم كما رواه ابن حبان.
قُلْتُ: رَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادٍ حَسَنِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: "مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَمَلَائِكَتُهُ سبعين صلاة".
6277 - وقال مسدد: حدثنا هشام، عن أبي حرة، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -: "أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة؛ فإنها تعرض عليه".
له شاهد مرفوع من حديث أنس رواه الطبراني.
6278 / 1 - وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: ثَنَا النَّضْرُ بْنُ شميل، ثنا حماد- هو ابن سلمة- أبنا مَعْبَدٌ أَخْبَرَنِي فُلَانٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ "أَنَّ أَبَا ذَرٍّ جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَيْهِ- فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، أَصَلَّيْتَ الضُّحَى؟ ... " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ "إِنَّ أَضَلَّ النَّاسِ مْنَ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فلم يصل علي".
6278 / 2 - رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ، ثنا حماد، عن ابن هلال العنبري، حدثني رَجُلٍ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ ... فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْحَدِيثُ ضِمْنَ حَدِيثٍ طَوِيلٍ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ.
6279 / 1 - قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدِّثَكُمْ سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ(6/496)
أبو الصباح، ثنا سعيد بن عمير بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي بُرْدَةَ بْنُ نَيَّارٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "مَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّي عليَّ صَلَاةً صَادِقًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ بِهَا عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ؛ فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ وَقَالَ: نَعَمْ".
6279 / 2 - قلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ: عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى وَإِسْحَاقِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاهَوَيْهِ بِهِ.
6279 / 3 - وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ أَبِي الصباح ... فذكره.
والطبراني.
6280 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: "كان لا يفارق فناء النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعة أوخمسة مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِمَا يَنُوبُهُ مِنْ حَوَائِجِهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، قَالَ: فَجِئْتُهُ وَقَدْ خَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ، فَدَخَلَ حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الْأَسْوَاقِ يُصَلِّي فَسَجَدَ فَأَطَالَ، فَبَكَيْتُ وَقُلْتُ: أَرَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ قَبَضَ اللَّهُ رُوحَهُ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَدَعَانِي، فَقَالَ لِي: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَطَلْتَ السُّجُودَ فَقُلْتُ: قَدْ قَبَضَ اللَّهُ رُوحَ رَسُولِهِ لَا أَرَاهُ أَبَدًا. فَقَالَ: سَجَدْتُ شُكْرًا لِرَبِّي فِيمَا أَبْلَانِي فِي أُمَّتِي، مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً مِنْ أُمَّتِي كُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ".
6280 / 2 - قَالَ: وَثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنِّي لَقِيتُ جِبْرِيلَ فَبَشَّرَنِي، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لَكَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ. فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْرًا".(6/497)
6280 / 3 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو ... فَذَكَرَهُ.
6280 / 4 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عباد المكي، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عثمان، عن ابن أبي سندر الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ مَولًى لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: "كُنْتُ قائما في رحبة المسجد فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَارِجًا مِنَ الْبَابِ الذي يلي المقبرة، فلبثت شيئا ثم خرجت على أثره، فوجدته قد دخل حائطا من الْأَسْوَاقِ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةً فَأَطَالَ السُّجُودَ فِيهَا، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَبَادَأْتُ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، سَجَدْتَ سَجْدَةً أَشْفَقْتُ أَنْ يَكُونَ الله قد توفاك من طولها! قال: جاءني جِبْرِيلُ بَشَّرَنِي أَنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَّى الله عليه، ومن سَلَّمَ عَلَيَّ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ".
6280 / 5 - قَالَ: وَثَنَا زُهَيْرٌ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الهاد، عن عمرو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَزَادَ فِيهِ: "حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ الله قد توفاه، فأقبلت أمشي حتى جئته، فَطَأْطَأْتُ أَنْظُرُ فِي وَجْهِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: مالك؟ ... " فَذَكَرَهُ.
6280 / 6 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ أحمد بن حنبل، وابن أبي الدنيا، والحاكم وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
قُوْلُهُ: "فِيمَا أَبْلَانِي" أَيْ: فيما أنعم علي. والإبلاء: النعم.
6281 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا خَالِدُ بْنُ مُخَلَّدٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ الْأَنْصَارِيُّ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الْبَخِيلَ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ".(6/498)
6281 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6281 / 3 - وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى: عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِيلِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ بِهِ.
6281 / 4 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صحيحه: أبنا الحسين بن محمد بن مصعب، أبنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الضَّبِّيُّ، ثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ ... فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَزَادَ فِي سَنَدِهِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ " وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
6282 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يَزِيدُ، أبنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ العمي الْأَعْمَى، عَنْ بُرَيْدَةَ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: "قُلْنَا: يَا رسول الله، قد علمنا كيف السلام عليك فكيف الصلاة عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا جَعَلْتَهَا عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِضَعْفِ أَبِي دَاوُدَ الْأَعْمَى وَاسْمُهُ نُفَيْعُ بْنُ الْحَارِثِ.
6283 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: وثنا هشيم، أبنا أبو بلج الفزاري، ثنا ثوير مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: "قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ، وَرَحْمَتَكَ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ، وَخَاتِمِ النَّبِيِّينَ، مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، إِمَامِ الْخَيْرِ وَقَائِدِ الْخَيْرِ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".(6/499)
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَوَاهُ ابْنُ ماجه في سننه موقوفاً بسند حسن، وابن أبي عمر وأبو يعلى الموصلي ورواه الحاكم مرفوعاً.
6284 / 1 - وقال الحارث بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ كَعْبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "صَلُّوا عَلَيَّ" فَإِنَّ الصَّلَاةَ عَلَيَّ زكاة لكم، وسلوا الله لي الوسيلة- فإما سألوه فأخبرهم، وإما أخبرهم- فَقَالَ: هِيَ أَعْلَى دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ لَا يَنَالُهَا إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ".
6284 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا عمار بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ؟ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ عَلَيَّ زَكَاةٌ لَكُمْ".
قُلْتُ: لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بْنِ الْعَاصِ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ.
6285 / 1 - قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: وَثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ ضَمْضَمٍ الْعَامِرِيِّ، ثَنَا عمران بن حمير الْجَعْفَرِيُّ، سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: "إن الله أعطاني ملكاً من الملائكة يقول عَلَى قَبْرِي، إِذَا أَنَا مِتُّ فَلَا يُصَلِّي عَبْدٌ عَلَيَّ صَلَاةً إِلَّا قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ يُصَلِّي عَلَيْكَ- يُسَمِّيهِ(6/500)
باسمه واسم أبيه- فيصلي الله عليه مكانها عشراً"- رضي الله عنه- '.
6285 / 2 - رَوَاهُ الْبَزَّارُ: وَلَفْظُهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَ بِقَبْرِي مَلَكًا أَعْطَاهُ أَسْمَاعَ الْخَلَائِقِ، فَلَا يُصَلِّي عَلَيَّ أَحَدٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا أَبْلَغَنِي بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ: هَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ قَدْ صلى عليك".
6285 / 3 - ورواه أبو الشيخ بن حَيَّانَ: وَلَفْظُهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ لِلَّهِ- تَبَارَكَ وَتَعَالَى - مَلَكًا أَعْطَاهُ أَسْمَاعَ الْخَلَائِقِ فَهُوَ قَائِمٌ عَلَى قَبْرِي إِذَا مِتُّ، فَلَيْسَ أَحَدٌ يُصَلِّي عَلَيَّ صَلَاةً إِلَّا قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، صَلَّى عَلَيْكَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ. قَالَ: فَيُصَلِّي الرَّبُّ- تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْرًا".
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ نَحْوَهُ.
قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ: رَوُوهُ كُلُّهُمْ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ ضَمْضَمٍ، وَفِيهِ خِلَافٌ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحِمْيَرِيِّ، وَلَا يُعْرَفُ.
قُلْتُ: ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَقَالَ البخاري لا يتابع على حَدِيثَهُ!
6286 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهُذَلِيُّ، ثَنَا حَفْصُ بن غياث، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ حِينَ صعدت قُلْتَ: آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ! قَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ آتَانِي فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغَفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ. فَقُلْتُ: آمِينَ. وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يُبِرَّهُمَا فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ. فَقُلْتُ: آمِينَ. وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبَعْدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ. قُلْتُ: آمِينَ".(6/501)
رَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا وسبق بَابِ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ عَجْرَةَ رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ ... ، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ عبد الله بن الحارث الزبيدي.
6287 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا زُهَيْرٌ ثَنَا الْحَسَنُ بن موسى حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أن رسول الله - صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَيُّمَا رَجُلٍ كَسَبَ مَالًا مِنْ حَلَالٍ فَأَطْعَمَ نَفْسَهُ، وَرَجُلٌ لَهُ مَالٌ فِيهِ الصَّدَقَةُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَعَلى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمِاتِ، فَإِنَّهُ لَهُ زَكَاةٌ".
6287 / 2 - َرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "أيما رجل مُسْلِمٍ لَمْ تَكُنْ عِنْدَهُ صَدَقَةٌ فَلْيَقُلْ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ... " فَذَكَرَهُ وَزَادَ: "ولا يشبع المؤمن مِنْ خَيْرٍ حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهَاهُ الْجَنَّةَ".
6288 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو الجزريَ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ- هُوَ الْأَنْصَارِيُّ- قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ مُسْتَبْشِرًا فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَعَلَى حَالٍ مَا رَأَيْتُكَ مِثْلَهَا. قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي؟ أَتَانِي جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَقَالَ: بَشِّرْ أُمَّتَكَ مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَاةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَكَفَّرَ بِهَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَرَدَّ(6/502)
اللَّهُ عَلَيْهِ مِثْلَ قَوْلِهِ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
6288 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وَلَفْظُهُ: قَالَ: "أَصْبَحَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا طَيِّبَ النَّفْسِ يُرى فِي وَجْهِهِ الْبِشْرُ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصْبَحْتَ الْيَوْمَ طَيِّبَ النفس يُرى في وجهك البشر! قَالَ: أَجَلْ، أَتَانِي آتٍ مِنْ رِبِّي- عَزَّ وَجَلَّ- فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ مِنْ أُمَّتِكَ صَلَاةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، ومحا عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، ورد عليه مثلها".
6288 / 3 - ورِوَايَةٍ لِأَحْمَدَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالسُّرُورُ يُرى في وجهه، فقالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَنَرَى السُّرُورَ فِي وَجْهِكَ! فَقَالَ: إِنَّهُ أَتَانِي الْمَلَكُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَمَا يُرْضِيكَ أَنَّ رَبَّكَ- عَزَّ وَجَلَّ- يَقُولُ: إِنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا؟ قَالَ: بَلَى".
وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صحيحه بنحو هذه ...
6288 / 4 - وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ: وَلَفْظُهُ: قَالَ: "دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَسَارِيرُ وَجْهِهِ تَبْرُقُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْتُكَ أَطْيَبَ نَفْسًا وَلَا أَظْهَرَ بِشْرًا مِنْ يَوْمِكَ هذا! قال: ومالي لا تطيب نفسي و (يظهر) بشري؟ وَإِنَّمَا فَارَقَنِي جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- السَّاعَةَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ مِنْ أُمَّتِكَ صَلَاةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، ومحا عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَهُ بِهَا عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وقال له الملك مثلما قَالَ لَكَ. قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، وَمَا ذَاكَ الْمَلَكُ؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- وَكَّلَ بك مَلَكًا مِنْ لَدُنْ خَلْقِكَ إِلَى أَنْ يَبْعَثَكَ لَا يُصَلِّي عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا قَالَ: وَأَنْتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ".(6/503)
39- بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَى الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ
6289 / 1 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، ثَنَا الرَّبَذِيُّ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صَلُّوا على أنبياء الله ورسله فَإِنَّ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- بَعَثَهُمْ كَمَا بَعَثَنِي صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ".
6289 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، ثَنَا مُوسَى بن عبيدة ... فذكره.
قلت: مدار إسناد حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، وَهُوَ ضعيف.(6/504)
92- كِتَابُ الِاسْتِعَاذَةِ
6290 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَعَمَلٍ لَا يُرفع، وَقَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَدُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ".
6290 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6290 / 3 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: مِنْ طَرِيقِ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: ثَنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ صَلَاةٍ لَا تَنْفَعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ".
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الدعاء.
6291 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: وَثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، سَمِعْتُ أَبَا عَلْقَمَةَ، قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، سَمِعَ أَبَا عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- وَلَمْ يَرْفَعْهُ يَعْلَى إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ- قَالَ: "مَنْ قَالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ. سَبْعًا قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَمَنِ اسْتَعَاذَ مِنَ النَّارِ قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنَ النَّارِ".
6291 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا اسْتَجَارَ عَبْدٌ مِنَ النَّارِ فِي يَوْمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلَّا قَالَتِ النَّارُ: يَا رَبِّ إِنَّ عَبْدَكَ فُلَانًا قد استجارك مِنِّي فَأَجِرْهُ. وَلَا سَأَلَ اللَّهَ(6/505)
عَبْدٌ الْجَنَّةَ فِي يَوْمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلَّا قَالَتِ الْجَنَّةُ: يَا رَبِّ، إِنَّ عَبْدَكَ فُلَانًا سَأَلَنِي، فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ".
قُلْتُ: وَإِسْنَادُ الطَّيَالِسِيُّ الْأَوَّلُ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَالثَّانِي فِيهِ يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، قَالَ فِيهِ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. انْتَهَى، واتفقوا على ضعفه.
6291 / 3 - رَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
[6292/] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا خالد، ثنا أبو منان ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ شَيْخٍ مِنَ النَّخَعِ قَالَ: "دَخَلْتُ مَسْجِدَ إِيلْيَاءَ فَصَلَّيْتُ إِلَى سَارِيَةٍ رَكْعَتَيْنِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَصَلَّى قَرِيبًا فَمَالَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَجَاءَ رَسُولُ يَزِيدَ بْنِ مَعَاوِيَةَ أَنْ أَجِبْ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا يُرِيدُ أَنْ يَنْهَانِي أَنْ أُحَدِّثَ كَمَا كَانَ أَبُوهُ يَنْهَانِي، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَمِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ".
6292 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقَيَّةَ، أبنا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مُقْتَصِرًا عَلَى الْمَرْفُوعِ مِنْهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.
6293 - قَالَ مُسَدَّدٌ: وَثَنَا يَحْيَى عَنْ أَبِي حَيَّانَ، حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ قَالَ: "كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو هريرة فيما كاتبه ثُمَّ شَافَهَنِي بَعْدَ ذَلِكَ مُشَافَهَةً قَالَ: إِنَّ كَعْبًا حَدَّثَنَا أَنَّهُ(6/506)
قَالَ- فِيمَا يَقُولُ مِنَ التَّوْرَاةِ نَجِدُهُ مَكْتُوبًا-: إن الشيطان لا يطيق بعبد مَنْ لَدُنْ أَنْ يُمْسِيَ حَتَّى يُصْبِحَ يَقُولُ: اللهم إني أَعُوذُ بِاسْمِكَ وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ الشَّرِّ فِي السَّامَّةِ وَالْعَامَّةِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ مِنْ خَيْرِ مَا تُسأل، وَمِنْ خَيْرِ مَا تعطي، وخير ما تخفي وَخَيْرِ مَا تُبْدِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِاسْمِكَ، كلمتك التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا تَجَلَّى بِهِ النَّهَارُ، إِنْ كَانَ نَهَارًا، وَإِنْ كَانَ لَيْلًا قَالَ: من شر ما دجى بِهِ اللَّيْلُ".
6294 / 1 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ".
6294 / 2 - قَالَ: وَثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمِثْلِهِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَلَمْ يَسْمَعْهُ سُفْيَانُ مِنَ الزُّهْرِيِّ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، والحاكم وصححه.
6295 - وقال: إسحاق بن راهويه: أبنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثَنَا حَمَّادٌ- هُوَ ابْنُ سلمة- عن مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ "أَنَّ أَبَا ذَرٍّ جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ "قَالَ: هَلْ تَعَوَّذْتَ بِاللَّهِ مِنْ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ؟ ... " فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ، مَتْنَهُ: "فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلِلْإِنْسِ شَيَاطِينُ؟ قَالَ: نَعَمْ". هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ بْنِ الْخَشْخَاشِ، عنْ أَبِي ذَرٍّ. وَهَذَا إِنْ كَانَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ حَضَرَ الْقِصَّةَ فهو من مُسْنَدِهِ
6296 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي علي- رجل(6/507)
مِنْ بَنِي كَاهِلٍ- قَالَ: "خَطَبَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا هَذَا الشِّرْكَ؟ فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ. قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُزْنٍ وَقَيْسُ بْنُ المضارب فقالا: والله لتخرجن مما قلت، أَوْ لَنَأْتِيَنَّ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- مَأْذُونٌ لَنَا أَوْ غَيْرُ مَأْذُونٍ لَنَا. فَقَالَ: بَلْ أَخْرُجُ مِمَّا قُلْتُ، خَطَبَنَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا هَذَا الشِّرْكَ، فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دبيب النمل فقال له من شاء أن يَقُولُ: وَكَيْفَ نَتَّقِيهِ وَهُوَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلم".
رواه أحمد بن حنبل والطبراني ورواته إلى أبي علي محتج بهم في الصحيح، وأبو علي وثقه ابن حبان ولم أر أحداً ضعفه.
ورواه أبو يعلى بنحوه من حديث حذيفة إلا أنه قال فيه: "يقول كل يوم ثلاث مرات".
6297 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَعِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَدُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَنَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنَ الْجُوعِ؟ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ".
6297 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا أَبِي، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَعِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَدُعَاءٍ لَا يُسْتَجَابُ ... " فَذَكَرَهُ وَزَادَ فِي آخِرِهِ" وَمِنْ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ".
6298 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثنا إسماعيل، أبنا أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ حَقٌّ، وَأَنَّ لِقَاءَهُ حَقٌّ، وَأَنَّ السَّاعَةَ حَقٌّ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ،(6/508)
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ".
6299 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: وَثَنَا أَبُو مَعَاوِيَةَ، ثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدْعُو يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَقَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَنَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، ودعوة لا تُستجاب".
6300 / 1 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ طَمَعٍ يَهْدِي إِلَى طَبْعٍ، وَمِنْ طَمَعٍ إِلَى غَيْرِ مَطْمَعٍ، ومن طمع حيث لاطمع".
6300 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عامر ... فَذَكَرَهُ.
6300 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عمير، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ ... فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ: "اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ طَمَعٍ يَهْدِي إِلَى طَبْعٍ".
6300 / 4 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دينار، ثنا أَبُو ضَمْرَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ كُلُّهُمْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ الوليد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ - قَالَ بَعْضُهُمْ: الْجَرَشِيُّ- عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: "كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ طمع حيث لا طَمَعٍ، وَمِنْ طَمَعٍ فِي غَيْرِ مَطْمَعٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ طَمَعٍ يَهْدِي إِلَى طَبْعٍ".
6300 / 5 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ ... فَذَكَرَهُ.(6/509)
6300 / 6 - قال: وثنا عثمان بن عمر ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ ... فَذَكَرَهُ. 6300 / 7 - ورواه البزار: ثنا داود بن سليمان، ثنا أَبُو مُطَرِّفٍ الْخَزَّازُ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَتَعَوَّذُ يَقُولُ: أَعُوذُ بِكَ مِنْ طَمَعٍ يَهْدِي إِلَى طَبْعٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ طَمَعٍ حَيْثُ لَا مَطْمَعَ- أَوْ فِي غَيْرِ مَطْمَعٍ".
هَكَذَا أَفْرَدَهُ شَيْخُنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ الْعَسْقَلَانِيُّ فِي زَوَائِدِ الْبَزَّارِ عَلَى مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ وَهُوَ فِيهِ، فَلَا حَاجَةَ إِلَى اسْتِدْرَاكِهِ.
وَمَدَارُ أَسَانِيدِ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
6301 / 1 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدْعُو: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ وَالْبَكَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ مَوْتِ الْهَدْمِ، وأعوذ بك من موت الْجُوعِ، فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ؟ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ".
6301 / 2 - رَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا عَمْرٌو، ثَنَا جَابِرُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو معشر، عن سعد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ "أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ وَالْبَكَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْغَمِّ- يَعْنِي: الْغَرَقِ- وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ". قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
6301 / 3 - وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ: مِنْ طَرِيقِ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدْعُو: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحُزْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَلْعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ".
قُلْتُ: رَوَى أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ والنسائي منه "وأعوذ بِكَ مِنْ مَوْتِ الْجُوعِ ... " إِلَى آخِرِهِ دُونَ بَاقِيهِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ به.(6/510)
ومدار هَذِهِ الطُّرُقِ عَلَى أَبِي مَعْشَرٍ السَّنَدِيِّ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ وَنَافِعٍ بِأَحَادِيثَ مُنْكَرَةٍ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَهُوَ مَعَ ضَعْفِهِ يَكْتُبُ حَدِيثَهُ.
6302 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: "من استعاذ بالله في اليوم عشر مرار مِنَ الشَّيْطَانِ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكًا يَذُودُ عَنْهُ الشَّيْطَانَ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
6303 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْقَوَارِيرِيُّ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبْعِيُّ، ثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ: "سَأَلَ رجل عبد الرحمن بن خَنْبَش - وكان شيخاً كبيراً- قال: يا ابن خنبش كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ؟ قَالَ: انْحَدَرَتِ الشَّيَاطِينُ مِنَ الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ يُرِيدُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعْلَهٌ مِنْ نَارٍ يُرِيدُ أَنْ يَحْرِقَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا رَآهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَزِعَ فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قل ما أقول، قال: قُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طارقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ. قَالَ: فَطُفِئَتْ نَارُ الشَّيَاطِينُ وَهَزَمَهُمُ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ".
6304 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الشِّرْكُ فِيكُمْ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، أَلَا أَدُلُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ عَلَى مَا يُذْهِبُ(6/511)
عَنْكَ صَغِيرَ ذَلِكَ وَكَبِيرَهُ؟ تَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ".
6304 / 2 - قَالَ: وَثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، نا روح بن أسلم وفهد قَالَا: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ مَعْقِلٍ قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقال: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ. ثُمَّ قَالَ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا يُذْهِبُ عَنْكَ صَغِيرَ ذَلِكَ وَكَبِيرَهُ؟ قال: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا لَا أَعْلَمُ".
تَقَدَّمَ في كتاب الإيمان بَابِ التَّحْذِيرِ مِنَ الرِّيَاءِ.
6304 / 3 - قَالَ: وَثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عن ابن جريج "في قوله تعالى: (شُرَكَاءٌ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ) أَخْبَرَنِي لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عْنَ أَبِي بَكْرٍ- إِمَّا حَضَرَ ذَلِكَ حُذَيْفَةُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِمَّا أَخْبَرَهُ أَبُو بَكْرٍ- أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: الشِّرْكُ فِيكُمْ أَخْفَى مِنْ دبيب النمل. قال: قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلِ الشِّرْكُ إِلَّا مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- أَوْ دُعِيَ مَعَ اللَّهِ- شَكَّ عَبْدُ الْمَلِكِ- قَالَ: ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ يَا صدِّيق، الشِّرْكُ فِيكُمْ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِقَوْلٍ يُذْهِبُ عَنْكَ صِغَارَهُ وَكِبَارَهُ- أَوْ صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: تَقُولُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ. وَالشِّرْكُ أَنْ تَقُولَ: أَعْطَانِي اللَّهُ وَفُلَانٌ والند أَنْ يَقُولَ الْإِنْسَانُ: لَوْلَا فُلَانٌ لَقَتَلَنِي فُلَانٌ".(6/512)
6304 / 4 - رواه إسحاق بن راهويه: أبنا جَرِيرٌ، عَنْ ليث بن أبي سليم ... فذكره.
قلت: مدار هذه الطرق على ليث؟ وقد ضعفه الجمهور.
وقد تقدم هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ فِي بَابِ التَّحْذِيرِ مِنَ الرياء، وتقدم في آخر كتاب الجنائز جملة أحاديث في الاستعاذة من عذاب القبر.(6/513)
المجلد السابع(/)
93- كِتَابُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ
1- بَابٌ فِي أَسْمَائِهِ الشَّرِيفَةِ - صلى الله عليه وسلم -
6305 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: أَنَا محمد، وأنا أحمد، المقفى، والحاشر، ونبي التوبة "
قُلْتُ: رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ بِهِ.
6305 / 2 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6305 / 3 - قَالَ: وَثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: "بينا أَنَا أَمْشِي فِي طَرِيقِ الْمَدِينَةِ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمْشِي قَالَ: سَمِعْتُهُ يقول: أنا محمد وأحمد ونبي الرحمة ونبي التوبة والحاشر والمقفى ونبي الملاحم.
وله شاهد من حديث عبدلله بْنِ مَسْعُودٍ رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى وَمِنْ حَدِيثِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ.
6306 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقَيَّةَ، أبنا خالد عن دَاوُدَ، عَنْ عَبَّاسٍ، عَنْ كِنْدِيرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَجَجْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَإِذَا رجل يطوف بالبيت وهو يرتجز:(7/5)
رب رد إلي راكبي محمدًا رده إلي واصطنع عندي يدا
" قلت من هذا؟ قالوا: عبد المطلب بن هاشم ضلت إبل لَهُ فَأَرْسَلَ ابْنًا لَهُ فِي طَلَبِهَا، فَاحْتَبَسَ عَلَيْهِ وَلَمْ يُرْسِلْهُ فِي حَاجَةٍ قَطُّ إِلَّا جَاءَ بِهَا. قَالَ: فَمَا بَرِحْتُ حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَجَاءَ بِالْإِبِلِ فقال: يا بني، لقد حزنت عليك هذه المرة حزنًا، لا تفارقني أَبَدًا.
6306 / 2 - رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي كِتَابِهِ الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ طَرِيقِ عَبَّاسِ بْنِ عبد الرحمن، عن كندير بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ ... فَذَكَرَهُ. إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " بَعَثَ بِابْنِ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ فِي طَلَبِ إِبِلٍ لَهُ، وَلَمْ يَبْعَثْهُ فِي حَاجَةٍ إِلَّا نَجَحَ فِيهَا، وَقَدْ أَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ مُحَمَّدٌ وَالْإِبِلُ، فَاعْتَنَقَهُ وَقَالَ: يَا بُنَيَّ، لَقَدْ جَزِعْتُ عَلَيْكَ جَزَعًا لَمْ أَجْزَعْهُ عَلَى شَيْءٍ، وَاللَّهِ لَا أَبْعَثُكَ فِي حَاجَةٍ أَبَدًا، وَلَا تُفَارِقُنِي بَعْدَ هَذَا أَبَدًا ".
وَقَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ. قَالَ: وَقَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ مِنْ أَسَامِي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَحْمَدَ وَالْحَاشِرِ وَالْعَاقِبِ وَالْمَاحِي.
2- بَابٌ مَا جَاءَ فِي أَصْلِهِ وَسَبَبِهِ وَنَسَبِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6307 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثنا عمر بن خالد، حدث الحلبي محمد بن عبد الله، عن عبدلله بْنِ الْفُرَاتِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: " إِنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ نُورًا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ - بِأَلْفَيْ عَامٍ، يُسَبِّحُ ذَلِكَ النُّورُ فَتُسَبِّحُ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِيحِهِ، فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ جَعَلَ ذَلِكَ النُّورَ فِي صُلْبِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: فَأَهْبَطَهُ اللَّهُ الْأَرْضَ فِي صلب آدم، فجعلني فِي صُلْبِ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ، وَقُذِفَ فِي النَّارِ فِي صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ يَزَلْ يَنْقُلُنِي مِنْ أَصْلَابِ الْكِرَامِ إِلَى الْأَرْحَامِ الطَّاهِرَةِ حَتَّى أَخْرَجَنِي مِنْ بَيْنِ أَبَوَيَّ لَمْ يَلْتَقِيَا عَلَى سفاح قط ".(7/6)
6308 - قَالَ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي لَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: " خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ من لدن آدم إلى أن ولدتني أمي، لَمْ يُصِبْنِي مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيْءٌ ".
6309 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي خِدَاشٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بن حمير، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عبد الله ابن أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - يَقُولُ: " إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ فِي أُمِّ الْكِتَابِ، وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَمَ مُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ، وَسْوفَ أُنَبِّئُكُمْ بِذَلِكَ، دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبِشَارَةُ عِيسَى- عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - وَرُؤْيَا أُمِّيَ التِّي رأت وَكَذَلِكَ أُمَّهَاتُ الْأَنْبِيَاءِ يَرَيْنَ.
6309 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ- يَعْنِيِ ابْنَ صَالِحٍ- عَنْ سَعِيدِ بْنِ سويد الكلبي، عن عبدلله بْنِ هِلَالٍ السُّلَمِيِّ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَهُ.
6309 / 3 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ- وَهَوَ الحصن بن سوار- أبنا لَيْثٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، عن عبد الأعلى بْنِ هِلَالٍ السُّلَمِيِّ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ بِهِ ... فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْرِ بْنِ ابي مريم به.
وله شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
6310 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: وَثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيْوبَ، ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حُرَيْثٍ، ثَنَا(7/7)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، ثَنَا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عن عبدلله بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ قَالَ: " سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ ".
6310 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النعمان، ثنا حماد، عن خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجُلٍ قال: " قلت: يارسول الله - صلى الله عليه وسلم -، متى جعلت نبيًّا؟ قال: وآدم بين الروح والجسد "
6310 / 3 - قَالَ: وَثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثَنَا منصور بن سعد، عن بديل، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ الفجر قال: " قلت: يارسول الله - صلى الله عليه وسلم -، متى كتبت نبيًّا ... فذكره.
ولَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ، وَفِي إِسْنَادِهِ جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ وَعَنْهُ قيس بن الربيع، وهما ضعيفان.
6311 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وثنا مُحَمَّدُ بْنُ أبي بكر، ثنا ابن أبي الوزير محمد، ثنا عبدلله بن جعفر المخرمي، عن أم بَكْرٍ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "تَنْقَطِعُ الْأَسْبَابُ وَالْأَنْسَابُ وَالْأَصْهَارُ إِلَّا صهري، فاطمة شجنة مني، يقبضني ما قبضها، وَيَبْسُطُنِي مَا بَسَطَهَا".
6312 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثنا سفيان، عن جعفربن محمد، عن أبه قَالَ: قَالَ عُمَرُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: كُلْ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ غَيْرَ سَبَبِي وَنَسَبِي ".(7/8)
3- باب ما جاء أَوَّلِ أَمْرِهِ وَمَوْلِدِهِ وَإِرْضَاعِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مَمَا يَذْكُرُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6313 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " قيل: يارسول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، مَا كَانَ بدؤ أَمْرِكَ؟ قَالَ: دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبُشْرَى عِيسَى ابن مَرْيَمَ، وَرَأَتْ أُمِّي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ ".
6313 / 2 - رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ موسى، ثنا فرج بن فضا لة ... فذ كره.
6313 / 3 - وَرَوَاهُ أحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثَنَا الْفَرَجُ، ثَنَا لُقْمَانُ، سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: " قُلْتُ: يَا نَبِّيَ اللَّهِ، مَا كان بدؤ أَوَّلِ أَمْرِكَ 000) فَذَكَرَهُ.
6314 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: وَثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - اعتكف هو وخديجة شهرًا بحراء فَوَافَقَ ذَلِكَ رَمَضَانَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسَمِعَ السَّلَامَ عَلَيْكُمْ قَالَتْ: قَالَ: وَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّهُ فَجْأَةُ الْجِنِّ. فَقَالَتْ أَبْشِرْ فَإِنَّ السَّلَامَ خَيْرٌ، ثُمَّ رَأَى يَوْمًا آخَرَ جِبْرِيلَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ - عَلَى الشَّمْسِ، جَنَاحٌ له بالمشرق وجناح بالمغرب، فهبت منه قالت: فانطلق، يُرِيدُ أَهْلَهُ فَإِذَا هُوَ بِجِبْرِيلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الباب. قال: فكلمني(7/9)
حتى آنست به ثم وعدني مَوْعِدًا فَجِئْتُ لِمَوْعِدِهِ، وَاحْتَبَسَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْجِعَ إِذَا هُوَ به وميكائيل- عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - فَهَبَطَ جِبْرِيلُ إِلَى الْأَرْضِ وَبَقِيَ مِيكَائِيلُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ. قَالَ: فَأَخَذَنِي جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَصَلَقَنِي لِحَلَاوَةِ الْقَفَا وَشَقَّ عَنْ بَطْنِي فَأَخْرَجَ مِنْهُ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، ثُمَّ أَعَادَهُ فيه، ثم كفأني كما يكفأ الْإِنَاءُ، ثُمَّ خَتَمَ فِي ظَهْرِي حَتَّى وَجَدْتُ مَسَّ الْخَاتَمِ، ثُمَّ قَالَ لِي: {اقْرَأْ بِاسْمِ ربك} وَلَمْ أَقْرَأْ كِتَابًا قَطُّ، فَأَخَذَ بِحَلْقِي حَتَّى أجهشت بالبكاء. قال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق ... } إلى قوله: {ما لم يعلم} قال: فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدُ ثُمَّ وَزَنَنِي بِرَجُلٍ فوزنته، ثم وزنني بآخر فوزنته، ثم وزنني بمائة، فَقَالَ مِيكَائِيلُ: تَبِعَتْهُ أُمَّتُهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. حَتَّى جِئْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَمَا تَلَقَّانِي حَجَرٌ وَلَا شجر إلا قال: السلام عليك يارسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى دخلت على خديجة فقالت: السلام عليك يارسول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -".
6314 / 2 - رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ: ثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عمران الجوني، عن يزيد بن بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ (أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَذَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ شَهْرًا هُوَ وَخَدِيَجَةُ بِحِرَاءَ، فَوَافَقَ ذَلِكَ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ لَيْلَةٍ فَسَمِعَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ. قَالَ: فَظَنَنْتُهَا فَجْأَةَ الْجِنِّ، فَجِئْتُ مُسْرِعًا حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى خَدِيجَةَ فسجَّتني ثَوْبًا وقَالَتْ: مَا شَأْنُكَ يَا ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ؟ قُلْتُ: سَمِعْتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ فَظَنَنْتُهَا فَجْأَةَ الْجِنِّ. فَقَالَتْ: أَبْشِرْ يَا ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فَإِنَّ السَّلَامَ عَلَيْكَ خَيْرٌ. قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ مَرَّةً أُخْرَى، فَإِذَا جِبْرِيلُ عَلَى الشَّمْسِ، جَنَاحٌ لَهُ بِالْمَشْرِقِ وَجَنَاحٌ لَهُ بِالْمَغْرِبِ. قَالَ: فَهِبْتُ مِنْهُ فَجِئْتُ مُسْرِعًا، فَإِذَا هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ البَّابِ، فَكَلَّمَنِي حَتَّى آنَسْتُ بِهِ، ثُمَّ أَوْعَدَنِي مَوْعِدًا، فَجِئْتُ إِلَيْهِ فَأَبْطَأَ عَلَيَّ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْجِعَ، فَإِذَا أَنَا بِهِ وَمِيكَائِيلُ قَدْ سَدَّ الْأُفُقَ، فَهَبَطَ جِبْرِيلُ، وَبَقِيَ مِيكَائِيلُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَأَخَذَنِي جِبْرِيلُ فَسَلَقَنِي لِحَلَاوَةِ الْقَفَا، ثُمَّ شَقَّ عَنْ قَلْبِي، فَاسْتَخْرَجَهُ، ثُمَّ اسْتَخْرَجَ مِنْهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْتَخْرِجَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ أَعَادَهُ مَكَانَهُ، ثُمَّ لَأَمَهُ، ثُمَّ أَكْفَانِي كَمَا يكفأ الْأَدِيمُ أَوِ الْآنِيَةُ، ثُمَّ خَتَمَ فِي ظَهْرِي حتى وجدت مس الخاتم في قلبي، تم قَالَ: اقْرَأْ. قُلْتُ: مَا قَرَأْتُ كِتَابًا قَطُّ، فَلَمْ أَدْرِ مَا أَقْرَأُ.(7/10)
ثُمَّ قَالَ: اقْرأْ. فَقُلْتُ: مَا أَقْرَأُ؟ فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَانَ من علق اقرأ وربك الأكرمِ} حتى انتهى إلى خَمْسِ آيَاتٍ مِنْهَا، فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدُ، ثُمَّ وَزَنَنِي بِرَجُلٍ فَوَزَنْتُهُ، ثُمَّ وَزَنَنِي بِآخَرَ فَوَزَنْتُهُ حَتَّى وُزِنْتُ بِمِائَةِ رَجُلٍ. فَقَالَ مِيكَائِيلُ مِنْ فَوْقِهِ: تَبِعَتْهُ أُمَّتُهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ فَجَعَلْتُ لَا يَلْقَانِي حَجَرٌ وَلَا شَجَرٌ إِلَّا قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. حتى دخلت على خديجة فقالت: السلام عليك يارسول الله - صلى الله عليه وسلم -)
6315 - وقال إسحاق بن راهويه: أبنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، ثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إسحاق، حدثني صالح بن إبراهيم، عن يحيى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ شِئْتَ مِنْ رِجَالِ قَوْمِي، عَنْ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: " إِنِّي لَغُلَامٌ يَفَعَةٌ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ- أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ- أسمع ما أرى وأعقل، إذ أشرف يهودي على أطم يصيح بِأَعَلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ. فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهُ فَقَالُوا: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: طَلَعَ الْلَيْلَةَ نَجْمُ أحمد الذي ولد به، قَالَ: فَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حسان ابن ثَابِتٍ: ابْنُ كَمْ كَانَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ مَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ؟ قَالَ: ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً".
6313 / 1 - قَالَ: وَأَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، ثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي جَهْمُ بْنُ أبي جهم، عن عبدلله بن جعفر- أو عمن حدثه عن عبدلله بْنِ جَعْفَرٍ- قَالَ: " لَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدِمَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ يَلْتَمِسْنَ الرُّضَعَاءَ بِمَكَّةَ، قَالَتْ حَلِيمَةُ: فَخَرَجْتُ في أوائل النسوة على أتان لي قمراء، وَمَعِيَ زَوْجِيَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى- أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ثُمَ أَحَدُ بَنِي نَاضِرَةَ- قَدْ أُدْمَتْ أَتَانُنَا وَمَعِيَ بِالرَّكْبِ شَارِفٌ، والله ما يبض بقطرة مِنْ لَبَنٍ فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ، قَدْ جَاعَ(7/11)
الناس حتى خلص إليهم الجهد، ومعي ابْنٌ لِي وَاللَّهِ مَا يَنَامُ لَيْلَهً وَمَا أجد في ثدي شيئًا أعلله به إلا أنا نرجو الغيث وَكَانَتْ لَنَا غَنَمٌ فَنَحْنُ نَرْجُوهَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ فَمَا بَقِيَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فكرهناه، فقلنا: إنه يتيم وإنما تكرم الظِّئْرُ وَيُحْسِنُ إِلَيْهَا الْوَالِدُ، فَقُلْنَا: مَا عَسَى أن تصنع بِنَا أُمُّهُ أَوْ عَمُّهُ أَوْ جَدُّهُ؟ فَكُلُّ صواحبي أخذن رَضِيعًا وَمَا أَجِدُ شَيْئًا، فَلَّمَا لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ رَجَعْتُ إِلَيْهِ فَأَخَذْتُهُ، وَاللَّهِ مَا أَخَذْتُهُ إِلَّا أَنِّي لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: وَاللَّهِ لَآخُذَنَّ هَذَا الْيَتِيمَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ وَلَا أَرْجِعُ مِنْ بَيْنِ صَوَاحِبِي (وَلَا أَجِدُ) شَيْئًا. فَقَالَ: فَقَدْ أَصَبْتِ. قَالَتْ: فَأَخَذْتُهُ فَأَتَيْتُ بِهِ الرَّحْلَ، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ أَتَيْتُ به الرحل فأمسيت أقبل ثدياي باللبن كما أَرْوَيْتُهُ، وَأَرْوَيْتُ أَخَاهُ فَقَامَ أَبُوهُ إِلَى شَارِفِنَا تِلْكَ يَلْتَمِسُهَا، فَإِذَا هِيَ حَافِلٌ فَحَلَبَهَا فَأَرْوَانِي وَرُوِيَ، فَقَالَ: يَا حَلِيمَةُ، تَعْلَمِينَ وَاللَّهِ لَقَدْ أصبنا، نَسَمَةً مُبَارَكَةً، وَلَقَدْ أَعْطَى اللَّهُ عَلَيْهَا مَا لم نتمن. قالت: فَبِتْنَا بِخَيْرِ، لَيْلَةٍ شِبَاعًا، وَكُنَا لَا نَنَامُ ليلنا مع صبيتنا، ثم اغتدينا رَاجِعِينَ إِلَى بِلَادِنَا أَنَا وَصَوَاحِبِي، فَرَكِبْتُ أَتَانِيَ القمراء، فَحَمَلْتُهُ مَعِي، فَوَالَّذِي نَفْسُ حَلِيمَةَ بِيَدِهِ لَقَطَعْتُ بِالرَّكْبِ حَتَّى إِنَّ النِّسْوَةَ لَيَقُلْنَ: أَمْسِكِي عَلَيْنَا، أهذه أتانك التي خرجت عَلَيْهَا؟! فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالُوا: إِنَّهَا كَانَتْ أُدْمَتْ حِينَ أَقْبَلْنَا فَمَا شَأْنُهَا؟! قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَقَدْ حَمَلْتُ عَلَيْهَا غُلَامًا مُبَارَكًا. قَالَتْ: فَخَرَجْنَا فَمَا زَالَ يَزِيدُنَا اللَّهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَيْرًا، حَتَّى قَدِمْنَا وَالْبِلَادُ سَنَةً، فَلَقَدْ كَانَ رُعَاتُنَا يَسْرَحُوُنَ، ثُمَّ يُرِيحُونَ، فَتَرُوحُ أَغْنَامُ بَنِي سَعْدٍ جِيَاعًا، وَتَرُوحُ غَنَمِي شِبَاعًا بِطَانًا حُفْلًا فَنَحْلِبُ وَنَشْرَبُ، فَيَقُولُونَ: مَا شَأْنُ غَنَمِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَغَنَمِ حَلِيمَةَ، تَرُوحُ شِبَاعًا حُفْلًا، وَتَرُوحُ غَنَمُكُمْ جِيَاعًا؟! وَيْلَكُمُ اسْرَحُوا حَيْثُ تَسْرَحُ رِعَاؤُهُمْ. فَيَسْرَحُونَ مَعَهُمْ، فَمَا تَرُوحُ إِلَّا جِيَاعًا كَمَا كَانَتْ، وَتَرْجِعُ غَنَمِي كَمَا كَانَتْ. قالت: وكان يشب شبابًا ما يشبه أحد من الغلمان، يشب في اليوم شباب الغلام في الشهر، ويشب في الشهر شباب السنة، فلما استكمل سنتين أقدمنا مَكَّةَ أَنَا وَأَبُوهُ فَقُلْنَا: وَاللَّهِ لَا نُفَارِقُهُ أَبَدًا وَنَحْنُ نَسْتَطِيعُ. فَلَمَّا أَتَيْنَا أُمَّهُ قُلْنَا: أي ظئر، واللهم مَا رَأَينَا صَبِيًا قَطٌ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ، وأنا أتخوف عليه وباء مكة وأسقامها، فدعيه نرجع به حتى تبرئي من دائك، فلما نَزَلْ بِهَا حَتَّى أَذِنَتْ، فَرَجَعْنَا بِهِ فَأَقَمْنَا أَشْهُرًا ثَلَاثَةً أَوْ أَرْبَعَةً، فَبَيْنَا هُوَ يَلْعَبُ خَلْفَ الْبُيُوتِ هُوَ وَأَخُوهُ فِي بُهْمٍ لَهُ " إذ أتى أخوه يشتد، وأنا وأبوه في البيت، فَقَالَ: إِنَّ أَخِيَ الْقُرَشِيَّ(7/12)
أَتَاهُ رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بَيَاضٌ فَأَخَذَاهُ فَأَضْجَعَاهُ، فَشَقَّا بَطْنَهُ. فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُوهُ نَشْتَدُّ فَوَجَدْنَاهُ قَائِمًا قَدِ انْتُقِعَ لَوْنُهُ، فَلَمَّا رَآنَا أَجْهَشَ إلينا وبكى قالت: فَالْتَزَمْتُهُ أَنَا وَأَبُوهُ فَضَمَمْنَاهُ إِلَيْنَا فَقُلْنَا: مَا لك بأبي أنت وأمي،؟ فَقَالَ: أَتَانِي رَجُلَانِ فَأَضْجَعَانِي، فَشَقَّا بَطْنِي، فَصَنَعَا بِهِ شَيْئًا، ثُمَّ رَدَّاهُ كَمَا هُوَ. فَقَالَ أَبُوهُ: وَاللَّهِ مَا أَرَى ابْنِي إِلَّا وَقَدْ أُصِيبَ، الْحَقِي بِأَهْلِهِ فَرُدِّيهِ إِلَيهِمْ قَبْلَ أَنْ يظهر به ما نتخوف مِنْهُ. قَالَت: فَاحْتَمَلْنَاهُ فَقَدِمْنَا بِهِ عَلَى أُمِّهِ، فَلَمَّا رَأَتْنَا أَنْكَرَتْ شَأْنَنَا وَقَالَتْ: مَا رَجَعَكُمَا به قبل أن أسألكماه، وَقَدْ كُنْتُمَا حَرِيصَيْنِ عَلَى حَبْسِهِ؟! فَقُلْنَا: لَا شَيءَ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ قَدْ قَضَى الرَّضَاعَةَ وسرنا ما ترى، وَقُلْنَا: نُؤَدِّيهِ كَمَا تُحِبُّونَ أَحَبُ إِلَينَا. قَالَ: فَقَالَتْ: إِنَّ لَكُمَا لَشَأْنًا فَأَخْبِرَانِي مَا هُوَ؟ فَلَمْ تَدَعْنَا حَتَّى أَخْبَرْنَاهَا، فَقَالَتْ: كَلَّا وَاللَّهِ، لَا يَصْنَعُ اللَّهُ ذَلِكَ بِهِ إِنَّ لِابْنِي شَأْنًا أَفَلَا أُخْبِرُكُمَا خَبَرَهُ؟ إِنِّي حَمَلْتُ بِهِ، فوالله ما حملت حملا قط كان أَخَفَّ عَلَيَّ مِنْهُ وَلَا أَيْسَرَ، ثُمَّ أُريت حين حملته أنه خرج مني نور أضاء منه أعناق الإبل ببصرى- أو قالت: قصور بصرى- ثم وضعته حِينَ وَضَعْتُهُ، فَوَاللَّهِ مَا وَقَعَ كَمَا يَقَعُ الصِّبْيَانُ، لَقَدْ وَقَعَ مُعْتَمِدًا بِيَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ رافعًا رأسه إلى السماء، فدعاه عنكما. فقبضثته وانطلقنا ".
6316 / 2 - قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: وَثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثَنَا ابِنُ إِدْرِيسَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا جَهْمُ بْنُ أَبِي جَهْمٍ، عَنْ عبدلله بْنِ جَعَفَرٍ- أَوْ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ- قَالَ: قَالَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ الحارث أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السعدية: (قدمت في نفر من بني سعد ابن بكر نلتمس الرضعاء بمكة ... " فذكر نحوه.
6316 / 3 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ الْكُوفِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ- ونَسَخْتُه مِنْ حديث مسروق- ثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عن جهم بن أبي جهم، عن عبدلله بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ حَلِيمَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ أُمِّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ.
6316 / 4 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ.(7/13)
6317 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا أبو محمد بقية ابن الوليد الحمصي، عن بُحَيْرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ ابن عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ حَدَّثَهُمْ "أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَيْفَ كان أول شأنك يارسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ فَانْطَلَقْتُ، أَنَا وَابْنٌ لَهَا فِي بُهْمٍ لَنَا، وَلَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا زَادًا، فَقُلْتُ: يَا أَخِي، اذْهَبْ فَأْتِنَا بِزَادٍ مِنْ عِنْدِ أُمِّنَا. فَانْطَلَقَ أَخِي وَمَكَثْتُ عِنْدَ الْبُهْمِ، فَأَقْبَلَ إِلَيَّ طَيْرَانِ أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا نَسْرَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَهُوَ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَأَقْبَلَا يَبْتَدِرَانِي، فَأَخَذَانِي، فَبَطَحَانِي لِلْقَفَا، فَشَقَّا بَطْنِي، فَاسْتَخْرَجَا قَلْبِي فَشَقَّاهُ، فَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: ائتني بماء وثلج. فَغَسَلَا بِهِ جَوفِي، ثُمَّ قَالَ: ائْتِنِي بِمَاءِ بَرَدٍ. فَغَسَلَا بِهِ قَلْبِي ثُمَّ قَالَ: ائْتِنِي بَالْسَكِينَةِ. فَذَرَّهَا فِي قَلْبِي، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لصاحبه: حِصْهُ. فَحَاصَهُ وَخَتَمَ عَلَيْهِ بِخَاتَمِ الْنُبُوَةِ. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحبِهِ: اجْعَلْهُ فِي كِفَّةٍ وَاجْعَلْ أَلْفًا من أمته في كفة. فإذ أن أَنْظُرُ إِلَى الْأَلَفِ فَوْقِي أُشْفِقُ أَنْ يَخِرَّ عَلَيَّ بَعْضُهُمْ، فَقَالَ: لَوْ أَنَّ أُمَّتَهُ وُزِنَتْ بِهِ لَمَالَ بِهِمْ. ثُمَّ انْطَلَقَا وَتَرَكَانِي وَفَرَقْتُ فَرْقًا شَدِيدًا، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّي فَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَقِيتُ، فَأَشْفَقَتْ أَنْ يَكُونَ قَدِ الْتُمِسَ بِي، فَقَالَتْ: أُعِيذُكَ بِاللَّهِ. فَرَحَّلَتْ بَعِيرًا لَهَا وَجَعَلَتْنِي عَلَى الرَّحْلِ وَرَكِبَتْ خَلْفِي حَتَّى بَلَغَتْنِي إِلَى أُمِّي، فَقَالَتْ: أَدَّيْتُ أَمَانَتِي وَذِمَّتِي. وَحَدَّثَتْهَا بِالَّذِي لَقِيتُ، فَلَمْ يُرِعْهَا ذَلِكِ، قَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ ".
هَذَا حَديثٌ حَسَنٌ، وَبَقيَّةُ ثِقَةٌ وَإِنْ كَانَ مُدَلِّسًا، وَرَوَاهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِالْعَنْعَنَةِ فَقَدْ صَرَّحَ بِالتَّحْدِيثِ فىِ بَعْضِ طُرُقِهِ.
6317 / 2 - كَمَا رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ: ثَنَا حَيْوَةُ وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَا: ثنا بقية، حدثني بحير بْنُ سَعْدٍ ... فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ طَرِيقِ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ: حَدَّثَنِي بُحَيْرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ ابن عَمْرٍو الْسُلَمِيِ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ. وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.(7/14)
قُلْتُ: وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
6318 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، ثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أُبي- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يُحَدِّثُ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زمزم، ثم جاء بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمَلُوءٍ حِكمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهَا في صدري، ثم أطبقه "
6318 / 2 - رواه عبدلله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي زَوَائِدِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَبُو يحيى البزار ثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا مُعَاذُ بْنُ محمد بن معاذ بن محمد بن أبي بن كعب حدثني أبي محمد بن معاذ عن مُعَاذٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ "أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ جَرِيئًا عَلَى أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (عَنْ أَشْيَاءَ لَا يَسْأَلُهُ عَنْهَا غَيْرُهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ (مَا أَوُّلُ مَا رَأَيتَ من أمر النبوة؟ فاستوى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (جَالِسًا وَقَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَ أَبَا هُرَيْرَةَ إِنِّي لَفِي صَحْرَاءَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ وَأَشهُرٍ وَإِذَا بِكَلَامٍ فوق رأسي وإذا رجل يَقُولُ لِرَجُلٍ: أَهُوَ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَاسْتَقْبَلَانِي بوجوه لم أرها على أحد قط وأرواح لم أجدها لأحد قط وثياب لَمْ أَرَهَا عَلَى أَحَدٍ قَطُّ فَأَقْبَلَا إِلَيَّ يَمْشِيَانِ حَتَّى أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِعَضُدِي لَا أَجِدُ لِأَحَدِهِمَا مَسًّا. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أضجعه. فأضجعاني بلا قصر ولا هصر. فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره. فهوى أَحَدُهُمَا إِلَى صَدْرِي فَفَلَقَهَا- فِيمَا أَرَى- بِلَا دَمٍ وَلَا وَجَعٍ فَقَالَ لَهُ: أَخْرِجِ الْغِلَّ وَالْحَسَدَ. فَأَخْرَجَ شَيئًا كَهَيئَةِ الْعَلَقَةِ ثُمَّ نَبَذَهَا فَطَرَحَهَا فَقَالَ لَهُ: أَدْخِلِ الْرَأْفَةَ وَالرَّحْمَةَ. فَإِذَا مَثَلُ الَّذِي أَخْرَجَ شَبِيهُ الْفِضَّةِ ثُمَّ هَزَّ إبهام رجلي اليمنى فقال: اغد به وَاسْلَمْ فَرَجَعْتُ أَغْدُو(7/15)
بها رقة على الصغير ورحمة للكبير". هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وُمُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُوهُ مُحَمَّدٌ وَجَدُّهُ مُعَاذٌ ذَكَرَهُمُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
وَرَوَى ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ أَوَّلَ الْحَدِيثِ فِي شَهَادَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ لِأَبِي هُرَيْرَةَ بِأَنَّهُ كَانَ جَرِيئًا عَلَى أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ وَجَعَلَ الرَّاوِي لَهُ عَنْ أُبَيِّ بن كعب ابنه معاذ وَالّذِي فِي الْمُسْنَدِ أَنَّ الرَّاوِي لَهُ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ أُبَيٍّ كَمَا تَقَدَّمَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
6319 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا يَحْيَى بْنُ حجر بن النعمان السامي ثنا محمد ابن يَعْلَى الْكُوفِيُّ ثَنَا عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ عَنْ ثَورِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: (بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عامر وهو سيد قومه وكبيرهم (مدرههم) يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا فَقَامَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (ثُمَّ قَالَ وَنَسَبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (إلى جده فقال: يأبن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إنىِ نُبِّئْتُ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ أَرْسَلَكَ بِمَا أَرْسَلَ به إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَغَيرَهُمْ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ أَلَا وإنك (نبوت) بِعَظِيمٍ إِنَّمَا كَانَ الْأَنبِيَاءُ وَالْمُلُوكُ فِي بَيْتَيْنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ: بَيْتِ نُبُوَّةٍ وَبَيْتِ مُلْكٍ فلا أَنْتَ مِنْ هَؤُلَاءِ وَلَا مِنْ هَؤُلَاءِ إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْعَرَبِ مِمَّنْ يَعْبُدُ الْحِجَارَةَ وَالْأَوثَانَ فَمَا لَكَ وَالنُّبُوَّةُ؟! وَلَكِنْ لِكُلِّ أَمْرٍ حَقِيقَةٌ فائتني بِحَقِيقَةِ قَولِكَ وَبَدَءِ شَأْنِكَ. قَالَ: فَأَعْجَبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (مَسْأَلَتُهُ ثُمَّ قَالَ: يأخا بَنِي عَامِرٍ إِنَّ لِلْحَدِيثِ الَّذِي تَسْأَلُ عَنْهُ نَبَأً وَمَجْلِسًا فَاجْلِسْ. فَثَنَى رِجْلَهُ وَبَرَكَ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (: يأخا بني عامر إن حقيقة قولي وبدء شَأْنِي دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَبُشْرَى أَخِي عِيسَى ابن مَرْيَمَ وَإِنِّي كُنْتُ بِكرًا لِأُمِّي وَإِنَّهَا حَمَلَتْنِي كَأَثْقَلِ مَا تَحْمِلُ النِّسَاءُ حَتَّى جَعَلَتْ تَشْتَكِي إِلَى صَوَاحِبِهَا ثِقَلَ مَا تَجِدُ وَإِنَّ أُمِّي رَأَتْ فِي الْمَنَامِ أَنَّ الَّذِي فِي بَطْنِهَا نُورٌ قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أُتْبِعُ بَصَرِيَّ(7/16)
النُّورَ فَجَعَلَ النُّورُ يَسْبِقُ بَصَرِي حَتَّى أَضَاءَ لِي مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ثُمَّ إِنَّهَا وَلَدَتْنِي فَلَمَّا نَشَأْتُ بُغِّضَتْ إِلَيَّ الْأَوثَانُ وَبُغِّضَ إلّيَ الشعر و (استرضع لي) في بني جشم بن بني بكر فبينم أَنَا ذَاتَ يَومٍ فِي بَطْنِ وَادٍ مَعَ أتراب لي من الصبيان إذ أَنَا بِرَهْطٍ ثَلَاثٍ مَعَهُمْ طَسْتٌ مِنْ ذَهَبٍ ملآن نور وثلج فأخذوني من بين أصحابي وانطلق أصحابي هرابًا حَتَّى إِذَا انْتَهَوْا إِلَى شَفِيرِ الْوَادِي أَقْبَلُوا عَلَى الرَّهْطِ فَقَالُوا: مَا لَكَمْ وَلِهَذَا الْغَلَامِ؟ إِنَّهُ غُلَامٌ لَيسَ مِنَّا وَهُوَ مِنْ بَنِي سيد قريش وهو مسترضع فينا من غُلَامٌ يَتِيمٌ لَيسَ لَهُ أَبٌ فَمَاذَا يَرُدُّ عَلَيكُمْ قَتْلُهُ؟! وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ لَابُدَّ فَاعِلِينَ فاختاروا منا أينا شئتم فليأتكم فَاقْتُلُونَا مَكَانَهُ وَدَعُوا هَذَا الْغُلَامَ فَلَمْ يُجِيبُوهُمْ فلما رأو الصبيان أن القوم لا يجيبونهم انطلقوا هرابًا مسرعين إلى الحي يؤذنوهم لهم) ويستصرخونهم عَلَى الْقَومِ فَعَمِدَ إليَّ أَحَدُهُمْ فَأَضْجَعَنْي إِلَى الْأَرْضِ إضْجَاعًا لَطيفًا ثُمَّ شَقَّ مَا بَيْنَ صدري إلى منتهى عانتي وأن أنظر فلم أَجِدْ لِذَلِكَ مَسًا ثُمَّ أَخْرَجَ أَحشَاءَ بَطْنِي فغسله بذلك الثلج فأنعم غَسلَهُ ثُمَّ أَعَادَهَا فِي مَكَانِهَا ثُمَّ قَامَ الثَّانِي فَقَالَ لِصَاحِبِهِ: تَنَحَّ. ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ في جوفي فأخرج قلبي وأن أَنظُرُ فَصَدَعَهُ فَأَخْرَجَ مِنْهُ مُضْغَةً سَوْدَاءَ رَمَى بِهَا ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ يَمِنَةُ مِنْهُ كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا ثُمَّ إِذَا بِالْخَاتَمِ فِي يَدِهِ من نور- نُورِ النُّبُوَّةِ وَالْحِكْمَةِ- تُخطف أَبْصَارُ النَّاظِرِينَ دُوْنَهُ فَخَتَمَ قَلبِي فَامْتَلَأَ نُورًا وَحِكْمَةً ثُمَّ أَعَادَهُ مَكَانَهُ فَوَجَدْتُ بَرْدَ ذَلِكَ الْخَاتَمِ فِي قَلْبِي دهرًا ثم قام الثالث فتنحى صاحبه فأصر يَدَهُ بَينَ ثَدْيَيَّ وَمُنْتَهَى عَانَتِي فَالْتَأَمَ ذَلِكَ الشَّقُ بِإِذْنِ اللَّهِ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فِأَنْهَضَنِي مِنْ مَكَانِي إِنْهَاضًا لَطِيفًا ثُمَّ قَالَ الْأَوَّلُ الَّذِي شَقَّ بَطْنِي: زِنُوهُ بِعَشَرَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ. فَوَزَنُونِي فرجحتهم. ثمّ قَالَ: زنوه بمائة من أمته. فوزنوني فرجحتهم. ثم قالت: زنوه بألف من أمته. فوزنوني فرجحتهم. قال: دَعُوهُ فَلَوْ وَزَنْتُمُوهُ بِأُمَّتِهِ جَمِيعًا لَرَجَحَ بِهِمْ. ثُمَّ قَامُوا إِلَيَّ فَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ وَقَبَّلُوا رَأْسِي وَمَا بَيْنَ عَيْنَيَّ ثُمَّ قَالُوا: يَا حَبِيبُ لَمْ تُرَعْ إِنَّكَ لَوْ تَدْرِي مَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ لَقَرَّتْ عَيْنُكَ. قَالَ: فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ الْحَيُّ بِحَذَافِيرِهِمْ وَإِذَا ظِئْرِي أَمَامَ الْحَيِّ تَهْتِفُ بِأَعْلَى صَوتِهَا وَهِيَ تَقُولُ: يَا ضَعِيفَاهُ. قَالَ: فَأَكَبُّوا عَلَيَّ يقبلوني ويقولون: يا حبذ أَنْتَ مِنْ ضَعِيفٍ. ثُمَّ قَالَتْ: يَا وَحِيدَاهُ. قَالَ: (فَأَكَبُّوا عَلَيَّ وَضَمُّونِي إِلَى صُدُوُرِهِمْ وَقَالُوا:) يا حبذ أَنْتَ مِنْ وَحِيدٍ مَا أَنْتَ بِوَحِيدٍ إِنَّ الله معك وملائكته والمؤمنون مِنْ أَهلِ الْأَرْضِ. ثُمَّ قَالَتْ: يَا يَتِيمَاهُ!(7/17)
اسْتُضْعِفْتَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِكَ فَقُتِلْتَ لِضَعْفِكَ. فَأَكَبُّوا علي وضموني إلى صدورهم وقبلوا رأسي وقالوا: يا حبذ أنت من يتيم مأكرمك عَلَى اللَّهِ لَوْ تَعْلَمُ مَاذَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ. قَالَ: فَوَصَلُوا إِلَى شَفِيرِ الْوَادِي فَلَمَّا بَصُرَتْ بِي ظِئْرِي قَالَتْ: يَا بُنَيَّ ألأراك حَيًّا بَعْدُ. فَجَاءَتْ حَتَّى أَكَبَّتْ عَلَيَّ فَضَمَّتْنِي إلى صدرها فو الذي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَفِي حِجْرِهَا قَدْ ضَمَّتْنِي إِلَيْهَا وَإِنَّ يَدِي لَفِي يَدِ بَعْضِهِمْ وَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ يُبْصِرُونَهُمْ فَإِذَا هُمْ لَا يُبْصِرُونَهُمْ فَجَاءَ بَعْضُ الْحَيِّ فَقَالَ: هَذَا الْغُلَامُ أَصَابَهُ لَمَمٌ أَوْ طَائِفٌ مِنَ الْجِنِّ فَانْطَلِقُوا بِهِ إِلَى الْكَاهِنِ يَنْظُرُ إِلَيهِ وَيُدَاوِيهِ. فَقُلْتُ (لَهُ) : يا هَذَا لَيْسَ بِي شَيْءٌ مِمَّا تَذْكُرُونَ أَرَى نفسي سليمة وفؤادي صَحِيحًا وَلَيسَ بِي قُلْبَةٌ. فَقَالَ أَبِي- وَهُوَ زوج ظئري-: ألا ترون ابني كلامه صحيح؟ إني لأرجو ألا يَكُونَ بِابْنِي بَأْسٌ. فَاتَّفَقَ الْقَوْمُ عَلَى أَنْ يَذْهَبُوا بِي إِلَى الْكَاهِنِ فَاحْتَمَلُونِي حَتَّى ذَهَبُوا بِي إِلَيْهِ فَقَصُّوا عَلَيْهِ قِصَّتِي. فَقَالَ: اسْكُتُوا حَتَّى أَسْمَعَ مِنَ الْغُلَامِ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِأَمْرِهِ. فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ أَمْرِي مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ فَلَمَّا سَمِعَ مَقَالَتِي ضَمَّنِي إِلَى صَدْرِهِ وَنَادَى بأعلى صوت: يَا لَلْعَرَبَ اقْتُلُوا هَذَا الْغُلَامَ وَاقْتُلُونِي مَعَهُ فقواللات وَالْعُزَّى لَئِنْ
تَرَكْتُمُوهُ لَيُبَدِّلَنَّ دِينَكُمْ وَلَيُسَفِّهَنَّ أَحْلَامَكُمْ وأحلام آبائكم وليخالفن أمركم وليأتينكم بدين لم تسمعوا مثله. قال: فَانْتَزَعَنْي ظِئْرِي مِنْ يَدِهِ قَالَ: لَأَنْتَ أَعْتَهُ مِنْهُ وَأَجَنُّ وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا يكون من قولك مأتيتك بِهِ. ثُمَّ احْتَمَلُونِي وَرَدُّونِي إِلَى أَهْلِي فَأَصْبَحْتُ معزى مما فعل بي وأصبح أثر الشق بَيْنَ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي كَأَنَّهُ شِرَاكٌ فذلك حقيقة قولي وبدء شَأْنِي. فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلالله وَأَنَّ أَمْرُكَ حَقٌّ فَأَنْبِئْنِي بِأَشْيَاءَ أَسْأَلُكَ عَنْهَا. قَالَ: سَلْ عَنْكَ- وَكَانَ يَقوُلُ لِلْسَائِلِينَ قَبَلَ ذَلِكَ: سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ فَقَالَ يَوْمَئِذٍ لِلْعَامِرِيِّ: سَلْ عَنْكَ " فَإِنَّهَا لُغَةُ بَنِي عَامِرٍ فكلمه بما يَعْرِفُ- فَقَالَ العَامِرِيُّ: أَخْبِرْنِي يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَاذَا يَزِيدُ فِي الشَّرِ؟ قَالَ: التَّمَادِي. قَالَ فَهَلْ يَنْفَعُ الْبِرُّ بَعْدَ الْفُجُورِ؟ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (: نِعْمَ التَّوبَةُ تَغْسِلُ الْحَوْبَةَ وَإِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ وَإِذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ رَبَّهُ فِي الرَّخَاءِ أَعَانَهْ عِنْدَ البلاء. قال العامري: وكيف ذلك ياابن عبدلمطلب؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (: ذَلِكَ بِأَنَ اللَّهَ يَقُولُ: لَا أَجْمَعُ لِعَبْدِي أَمْنَيْنِ وَلَا أَجْمَعُ لَهُ خَوُفَينِ إِنْ هُوَ أَمِنَنِي في الدنيا خافني يَومَ أَجْمَعُ عِبَادِي فِي حَظِيرَةِ الْقُدُسِ فَيَدُومُ لَهُ أَمْنُهُ وَلَا أَمْحَقُهُ فِيمَنَ أَمْحَقُ فَقَالَ العامري: ياابن عبد المطلب إلامَ تدعو؟ قال: أدعو إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ(7/18)
لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنْ تَخْلَعَ الْأَنْدَادَ وَتَكْفُرَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى وَتُقِرَّ بِمَا جَاءَ مِنَ اللَّهِ مِنْ كِتَابٍ وَرَسُولٍ وَتُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ بِحَقَائِقِهِنَّ وَتَصُومَ شَهْرًا مِنَ السَّنَةِ وَتُؤَدِّيَ زَكَاةَ مَالِكَ فَيُطَهِّرَكَ اللَّهُ بِهِ وَيَطِيبَ لَكَ مَالُكَ وَتُقَرَّ بالبعث بعد الموت وبالجنة والنار. قال: ياابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَإِنْ أَنَا فَعَلْتُ هَذَا فَمَا لِي؟ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى. قَالَ: ياابن عَبْدِ الْمُطلَّبِ هَلْ مَعَ هَذَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ فَإِنَّهُ يُعْجِبُنَا الْوَطْأَةُ فِي الْعَيْشِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (: نَعَمِ النَّصْرُ وَالتَّمْكِينُ فِي الْبِلَادِ. قَالَ: فَأَجَابَ الْعَامِرِيُّ وَأَنَابَ ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ عُمَرَ بْنِ صُبْحٍ والراوي عنه مُحَمَّدِ بْنِ يَعْلَى الْكُوفِيِّ.
4 - بَابٌ مَا جَاءَ فِي صِفَتِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فِيهِ حَدِيثُ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ وَسَيَأْتِي فِي بَابِ مَا صَبَرَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الله- عز وجل.
6320 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عن صالح مولى التوءمة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (شبح الذراعين بعيد ما بين المنكبين أهدب الْأَشْفَارِ- أَشْفَارِ العَيْنِ- لَمْ يَكُنْ سَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ وَلَمْ يَكُنْ (فَحَّاشًا) وَلَا مُتَفَحِّشًا كَانَ يُقْبِلُ جَمِيعًا وَيُدْبِرُ جَمِيعًا".
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
6321 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا مَرْوَانُ عَنْ صَالِحِ بْنِ مَسْعُودٍ حَدَّثَنِي أَبُو جُحَيْفَةَ وَهْبٍ السُّوَائِيِّ قَال: " دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (فكتب لنا ثنتا عشرة قلوصًا كنا في استخراجها فجاءت وفاته فمنعوناها حَتَّى اجْتَمَعَ النَّاسُ فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: كَانَ أَبْيَضَ قَدْ شَمُطَ عَارِضَاهُ.
6322 / 1 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حرب بن سليم حدثني(7/19)
بن أبي الوزير- قال أبو عبد الله: قد سماه لي فنسيته- عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيرٍ الْعِجْلِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ أَبِي هَالَةَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَأَلتُ خَالِي هِنْدَ بن أَبِي هَالَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ حُلِيَّةِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ وَصَّافًا وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهُ شيئًا أتعلق به- فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخْمًا مُفَخَّمًا يَتَلَأْلَأُ وَجْهُهُ تَلَأْلُؤَ القَمَرِ لَيلَةَ البَدْرِ أَطْولَ مِنَ المَرْبُوعِ وَأَقْصَرَ مِنَ المَشْرُوبِ عَالِيَ الهَامَةِ رَجِلَ الشَّعْرِ إِنِ انفرقت عَقِيصَتُهُ فُرِّقَ وَإِلَّا فَلَا يُجَاوِزُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ إِذَا هُوَ وَفَرَةُ أَزْهَرَ اللَّونِ وَاسِعَ الجَبِينِ أَزَجَّ الحَوَاجِبِ سَوَابِغَ فِي غَيْرِ قَرْنٍ بَيْنَهُمَا عِرْقٌ يَدُرُّهُ الغَضَبُ أَقْنَى الْعَرَنَيْنَ لَهُ نُورٌ يَعْلوُهُ يَحْسَبُهُ مَنْ لَمْ يَتَأَمَّلْهُ أَشَمَّ كَثَّ اللِّحْيَةِ أَدْعَجَ سَهَلَ الخَدَّيْنِ ضَلِيعَ الفَمِّ أَشْنَبَ مُفَلَّجَ الْأَسنَانِ دَقِيقَ المَسْرَبَةِ كَأَّنَ عُنُقَهُ جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق بادن متماسك سواء البطن والصدر عريض الصدر مسج بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس أَنْوَرَ التَّجَرُّدِ مَوصُولَ مَا بَينَ اللِّبَةِ وَالسُّرَّةِ بشعر يجري كالخط عاري الثديين والبطن (فِي الْمِنْدَثَتَيْنِ) مِمَا سِوَى ذَلِكَ أَشْعَرَ الذِّرَاعَينِ والمنكبين وأعالي الصدر طويل الزندين رجب الراحة شثن الكفين والقدمين سائل الأطراف سبط القصب خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عَنْهُمَا الْمَاءُ إِذَا زَالَ زَالَ قَلِعًا يَخطُو تكفؤًا وَيَمْشِي هَوْنًا ذَرِيعَ الْمِشيَةِ إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا ينحط من صب إذ التَفَتَ التَفَتَ جَمِيعًا خَافِضَ الطَّرْفِ نَظَرُهُ إِلَى الْأَرضِ أَطْوَلُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ جُلَّ نَظَرِهِ الْمُلَاحَظَةُ يَسُوقُ أَصْحَابَهُ وَيَبدَأُ مَنْ لَقِيَ بِالسَّلَامِ. قَالَ: قُلتُ: صِفْ لِي مَنْطِقَهُ. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - (مُتَوَاصِلَ الْأَحْزَانِ دَائِمَ الْفِكْرَةِ لَيسَتْ لَهُ رَاحَةٌ لا يتكلم في غير حاجة طويل السكت يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ويتكلم بجوامع الكلام فصلا لا فضول فيه ولا تقصير دمث لَيسَ بَالجَافِي وَلَا الْمُهِينِ يُعَظِّمُ النِّعْمَةَ وَإِنْ دَقَّتْ وَلَا يَذُمُّ مِنْهَا شَيْئًا غَيرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَذُمُّ ذُوَاقًا وَلَا يَمْدَحُهُ وَلَا تُغْضِبُهُ الدُّنْيَا وَمَا كَانَ لَهَا فَإِذَا نوزع الْحَقَّ لَمْ يَعْرِفْهُ أَحَدٌ وَلَمْ يَقُمْ لِغَضِبِهِ شيء حتى يَنْتَصِرُ لَهُ لَا يَغْضَبُ لِنَفْسِهِ وَلَا يَنْتَصِرُ لها إذ أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث اتصل بها(7/20)
يضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى وإذا غضب أَعْرَضَ وَأَشَاحَ وَإِذَا فَرِحَ غَضَّ طَرْفَهُ جُلُّ ضحكه التبسم ويفتر عَنْ مِثْلِ حَبِّ الْغَمَامِ. قَالَ: فَكَتَمْتُهَا بِالْحَسَنِ زَمَانًا ثُمَّ حَدَّثْتُهُ بِهَا فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَتِهِ عَنْهُ وَوَجَدْتُهُ قَدْ سَأَلَ أَبَاهُ عَنْ مَدْخَلِهِ وَمَخرَجِهِ وَمَجْلِسِهِ وَشَكْلِهِ فَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا. قَالَ الْحَسَنُ: سَأَلتُ أَبِي عَنْ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: كَانَ دُخُولُهُ لِنَفْسِهِ مَأذُونٌ لَهُ فِي ذَلِكَ فَكَانَ إِذَا أَوَى إِلَى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزءًا لله- عز وجل- وجزءًا لأهله وجزءًا لنفسه ثم جزأ جزأه بينه وبين الناس فيرد ذلك على العامة بالخاصة وَلَا يَدَّخِرُ عَنْهُمْ شَيْئًا فَكَانَ مِنْ سِيرَتِهِ فِي جُزْءِ الْأُمَّةِ إِيثَارُ أَهْلِ الفَضْلِ بِإِذْنِهِ وقسمه على قدر فضلهم فى الدين فَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَةِ وَمِنهُمْ ذُو الحَاجَتَيْنِ وَمِنْهُمْ ذُو الْحَوَائِجَ يَتَشَاغَلُ بِهِمْ وَيُشْغِلُهُمْ فِيمَا أَصْلَحَهُمْ وَالْأُمَّةُ مِنْ مَسأَلَتِهِ عَنْهُمْ وَإِخْبَارِهِمْ بِالَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ وَيَقُولُ: لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ وَأَبْلِغُونِي حَاجَةَ من لا يستطيع إبلاغها يثبت اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. لَا يُذْكَرُ عِنْدَهُ إِلَّا ذَلِكَ وَلَا يُقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ غَيْرُهُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ رُوَّادًا وَلَا يَفْتَرِقُونَ إِلَّا عَنْ ذواق يخرجون أدلة- يعني على الخير - قال: قلت لى: أَخْبِرْنِي عَنْ مَخْرَجِهِ كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِيهِ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يخزن لسانه إلا مما يعنيهم ولا ينفر ويكرم كَرِيمَ كُلِّ قَومٍ وَيُوَلِّيهِ عَلَيْهِمْ وَيَحْذَرُ النَّاسَ وَيَحْتَرِسُ مِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْوِي عَنْ أَحَدٍ بِشْرَهُ وَلَا خَلْقَهُ وَيَتَفَقَّدُ أَصْحَابَهُ وَيَسْأَلُ الناس عما في الناس ويحسن الحسن ويقويه ويقبح القبيح وَيُوهِنُهُ مُعتَدِلُ الْأَمرِ غَيرُ مُختَلِفٍ لَا يَغْفَلُ مَخَافَةَ أَنْ يَغْفَلُوا أَوْ يَمَلُّوا لِكُلِّ حَالٍ عِنْدَهُ عَتَادٌ - أَوْ غَنَاءٌ الشَّكُّ مِنْ مُحَمَّدِ بن أبي عمر- لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه إِلَى غَيْرِهِ الَّذِينَ يَلُونَهُ مِنَ النَّاسِ خِيَارُهُمْ وَأَفْضَلُهُمْ عِندَهُ أَعَمُّهُمْ نَصِيحَةً وَأَعظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَحْسَنُهُمْ مُوَاسَاةً. قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَجلِسِهِ كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِيهِ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَجْلِسُ وَلَا يَقُومُ إِلَّا عَلَى ذِكْرٍ لَا يُوطِنُ الْأَمَاكِنَ وينهى عن إيطائها وَإِذَا انْتَهَى إِلَى قَوْمٍ جَلَسَ حَيْثُ يَنْتَهِي إِلَيهِ المَجْلِسُ وَيَأْمُرُ بِذَلِكَ يُعْطِي كُلَّ جُلَسَائِهِ نَصِيبَهُ لَا يَحْسَبُ جَلِيسُهُ أَنَّ أَحَدًا أَكَرَمَ عَلَيْهِ مِنْهُ مَنْ جَالَسَهُ أَوْ قَادَمَهُ لِحَاجَةٍ صَابَرَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُنْصَرِفُ عَنْهُ وَمَنْ سأله حاجة لم يَرُدُّهُ إِلَّا بِهَا أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ الْقَوْلِ قَدْ وَسِعَ النَّاسَ بَسْطُهُ وَخُلُقُهُ فَصَارَ لَهُمْ أَبًا وَصَارُوا عِنْدَهُ فِي الْحَقِّ سَوَاءً مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ حِلْمٍ وَحَيَاءٍ وَصَبْرٍ وَأَمَانَةٍ لَا تُرْفَعُ في(7/21)
الأصوات ولا تؤبن فيه الحُرم ولا تثنى فلتاته معتدلين مصونين يتفاضلون فيه بالتقوى متواضعين يُوقِّرُونَ فِيهِ الْكَبِيرَ وَيَرْحَمُونَ الصَّغِيرَ وَيُرْفِدُونَ ذَا الحَاجَةِ وَيَحْفَظُونَ الْغَرِيبَ. قَالَ: فَسَأَلتُهُ عَنْ سِيرَتِهِ في جلسائه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَائِمَ الْبِشْرِ
سَهْلَ الْخُلُقِ لَيِّنَ الْجَانِبِ ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب ولا فحاش وَلَا عَيَّابٍ وَلَا مَدَّاحٍ يَتَغَافَلُ عَمَّا لَا يشتهي ولا يؤيس منه ولا يجيب فِيهِ قَدْ تَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلَاثٍ: مِنَ الرياء وَالإِكْثَارِ فِيمَا لَا يَعَنْيهِ وَتَرَكَ النَّاسَ مِنْ ثلَاثٍ: كَانَ لَا يَذُمُّ أَحَدًا وَلَا يُعَيِّرُهُ ولا يطلب عورته ولا يتكلم إِلَّا فِيمَا رَجَا ثَوَابَهُ إِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ وجلساؤه كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيرُ وَإِذَا سَكَتَ تَكَلَّمُوا لَا يَتَنَازَعُونَ عِنْدَهُ الْحَدِيثَ مَنْ تَكَلَّمَ أَنْصَتُوا له حتى يفرغ وحديثهم عنده حديث أوليتهم يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ مِنهُ وَيَعْجَبُ مِمَّا يَعْجَبُونَ مِنهُ وَيَصْبِرُ لِلْغَرِيبِ عَلَى الْجَفْوَةِ فِي مَنْطِقِهِ ومسألته حتى إن كان أصحابه ليرثون له ويقول: إذا رأيتم طالب حاجة يَطْلُبُهَا فارفدوه. وَلَا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلَّا مِنَ مُكَافِئٍ وَلَا يَقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ حَتَّى يَجُوزَ فَيَقْطَعُهُ بِنَهْيٍ أَوْ قِيَامٍ. قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ سُكُوتُهُ قَالَ كَانَ سُكُوتُهُ عَلَى أَرْبَعٍ: الْحِلْمُ وَالْحَذَرُ وَالتَّقْدِيرُ وَالتَّفكِيرُ فَأَمَّا تَقْدِيرُهُ فَفِي تَسْوِيَةُ النَّظَرِ وَالِاسْتِمَاعِ بَيْنَ النَّاسِ وَأَمَّا تفكيره ففيما يبقى ويفنى وجمع لَهُ الْحِلْمُ فِي الصَّبرِ فَكَانَ لَا يُغضِبُهُ وَلَا يَستَفِزُّهُ وَجُمِعَ لَهُ الحَذَرُ فِي أَربَعٍ: أخذه بالحسنى لِيُقْتَدَى بِهِ وَتَرْكُهُ القَبِيحَ لِيُنْتَهَى عَنْهُ وَاجْتِهَادُهُ الرَّأْيَ فِيمَا أَصْلَحَ أُمَّتَهُ وَالْقِيَامُ لَهُمْ فِيمَا جمع لهم من أمر الدنيا وا لآخرة".
6322 / 2 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ خَالدٍ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ مُطَرِّفٍ الرُّؤَاسِيُّ عَنْ عَمرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيرٍ العجلي- من بني صنيعة- عَنْ يَزِيدَ بْنِ فُلَانٍ التَّمِيمِيِّ- مِنْ وَلَدِ أَبِي هَالَةَ- عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ علي مثله أو نحوه إل أَنَّهُ قَالَ: " وَوَجَدْتُهُ قَدْ سَأَلَ أَبَاهُ عَنْ مدخله ومخرجه ومجلسه وسكتته "(7/22)
6323 / 1 - وقال أبو بكربن أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا عَفَّانُ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سلمة عن عطاء ابن السائب عن أبي عبيدة بن عبدلله بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ ابتعث نبيه (لِإِدْخَالِ رَجُلٍ فِي الْجَنَّةِ فَدَخَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم - (كنيسة فإذا هو بيهود وَإِذَا يَهُودِيٌّ يَقْرَأُ عَلَيْهِمُ التَّوْرَاةَ فَلَمَّا أَتَى عَلَى صِفَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (أَمْسَكُوا وَفِي نَاحِيَتِهَا رَجُلٌ مَرِيضٌ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (: مَا لَكُمْ أَمْسَكْتُمْ؟ فَقَالَ الْمَرِيضُ: إِنَّهُمْ أَتَوْا عَلَى صِفَةِ نَبِيٍّ فَأَمْسَكُوا. قَالَ: ثُمَّ جَاءَ الْمَرِيضُ يَحْبُو حَتَّى أَخَذَ التَّورَاةَ وَقَالَ: ارْفَعْ يَدَكَ. فَقَرَأَ حَتَّى أَتَى صِفَةَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (وَأُمَّتِهِ فَقَالَ: هَذِهِ صِفَتُكَ وَصِفَةُ أُمَّتِكَ. فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهَ. ثُمَّ مَاتَ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلى اللهُ عَلَيه وسلم -: لوأخاكم.
6323 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ثنا رَوْحٌ وَعَفَّانُ المَعْنِيُّ قَالا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6324 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةِ ثَنَا عَوفٌ عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيُّ- رضىِ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فِي النَّوْمِ زَمَنَ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى الْبَصْرَةِ قَالَ: فَقُلتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي النَّوْمِ. فَقَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ: إِنَّ الشَّيطَانَ لَا يَستَطِيعُ أَنْ يتشبه بي فَمَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ أَنْعَتُ لَكَ رَجُلًا بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ جِسْمُهُ وَلَحْمُهُ أَسْمَرُ إِلَى الْبَيَاضِ حَسَنُ الضحك أكحل العينين جميل داوئر الْوَجْهِ قَدْ مَلَأَتْ لِحْيَتُهُ مِنْ لَدُنْ هَذِهِ إلى هذا - وأشار بيده إلى صدغيه- حتى كادت تملأ نحره. قال عوف: ولأدري مَا كَانَ مَعَ هَذَا مِنَ النَّعْتِ فَقَالَ ابن عباس: فلو رأيته في اليقظة مأستطعت أَنْ تَنْعَتَهُ فَوْقَ هَذَا ".
6324 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ثَنَا عَوْفٌ عَنْ يَزِيدَ الفَارِسِيِّ قَالَ: " قُلتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي النَّوْمِ. فَقَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... " فَذَكَرَهُ.(7/23)
6324 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا عَوْفٌ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ مِنْ طَرِيقِ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ بِتَمَامِهِ.
6325 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّكْرِيُّ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ثنا حرب بن سريج حدثني رجل من بَلْعَدَوَيَّةَ حَدَّثَنِي جَدِّي قَالَ: " انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَزَلْتُ عِنْدَ الْوَادِي فَإِذَا رَجُلَانِ بَيْنَهُمَا عَنْزٌ وَاحِدَةٌ وَإِذَا الْمُشْتَرِي يَقُولُ لِلْبَائِعِ: أَحْسِنْ مُبَايَعَتِي. قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا الْهَاشِمِيُّ الَّذِي أَضَلَّ النَّاسَ أَهُوَ هُوَ؟ قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَجُلٌ حَسَنُ الْجِسْمِ عَظِيمُ الْجَبْهَةِ دَقِيقُ الْأَنْفِ دَقِيقُ الْحَاجِبَيْنِ وَإِذَا مِنْ ثَغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى سرته مثل الخيط الأسود شعر أَسْوَدَ وَإِذَا هُوَ بَيْنَ طِمْرَيْنِ قَالَ: فَدَنَا مِنَّا فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ فَلَمْ أَلَبَثْ أَنْ دَعَا الْمُشْتَرِي فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْ لَهُ يُحْسِنْ مُبَايَعَتِي. فَمَدَّ يَدَهُ وَقَالَ: أَمْوَالُكُمْ تَمْلِكُونَ إِنِّي لِأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَطْلُبُنِي أَحَدٌ مِنكُمْ بِشَيْءٍ ظَلَمْتُهُ فِي مَالٍ وَلَا دَمٍ وَلَا عَرَضٍ إِلَّا بِحَقِّهِ رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً سَهْلَ الْبَيْعِ سَهْلَ الشِّرَاءِ سَهْلَ الْأَخْذِ سَهْلَ الْعَطَاءِ سَهْلَ الْقَضَاءِ سَهْلَ التَّقَاضِي. ثُمَّ مَضَى فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَأَقْصِنَّ هَذَا؟ فَإِنَّهُ حَسَنُ الْقَوْلِ. فَتَبِعْتُهُ فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ بِجَمِيعِهِ فَقَالَ: مَا تَشَاءُ؟ فَقُلْتُ: أَنْتَ الَّذِي أَضْلَلْتَ النَّاسَ وَأَهْلَكْتَهُمْ وَصَدَدْتَهُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ؟ قَالَ ذَاكَ اللَّهُ قُلْتُ: مَا تَدْعُو إِلَيْهِ؟ قَالَ: أَدْعُو عِبَادَ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ. قَالَ: قُلْتُ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتؤمن أُنزِلَ عليَّ وَتَكفُرُ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وتؤتي الزكاة. قال: قلت: ومالزكاة؟ قَالَ: يَرُدُّ غَنِيُّنَا عَلَى فَقِيرِنَا. قَالَ: قُلْتُ: نِعْمَ الشَّيْءُ تَدْعُو إِلَيْهِ. قَالَ: فَلَقَدْ كَانَ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَحَدٌ يَتَنَفَّسُ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْهُ فَمَا بَرِحَ حَتَّى كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي وَوَالِدَيَّ وَمِنَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ. قَالَ: قُلْتُ: قَدْ عَرَفْتُ. قَالَ: قَدْ عَرَفْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتؤمن أُنْزِلَ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَرِدَ مَاءً عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَأَدْعُهُمْ إِلَى مَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ؟ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَتَّبِعُوكَ. قَالَ: نَعَمْ فَادْعُهُمْ. فَأَسْلَمَ أَهْلُ ذَلِكَ الْمَاءِ رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأْسَهُ ".(7/24)
قُلْتُ: رَوَى الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَةَ قِصَّةَ الْبَيْعِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
5- بَابٌ فِي قِصَّةِ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ وَوَضْعِ الْحَجَرِ
6326 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَقَيْسٌ وَسَلَّامٌ كلهم عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " لم انهدم الْبَيْتُ بَعْدَ جُرْهُمٍ بَنَتْهُ قُرَيْشٌ فَلَمَّا أَرَادُوا وَضْعَ الْحَجَرِ تَشَاجَرُوا مَنْ يضعه فاتفقوا على أَنْ يَضَعَهُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ فَأَمَرَ بِثَوْبٍ فَأَخَذَ الْحَجَرَ فَوَضَعَهُ فِي وَسَطِهِ وَأَمَرَ كُلَّ فَخِذٍ أَنْ يَأْخُذُوا بِطَائِفَةٍ مِنَ الثَّوْبِ فَيَرْفَعُوهُ وَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَوَضَعَهُ ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ فِي مُسْنَدِهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ وَقَدْ تَقَدَّمَ بِطُرُقِهِ مُطَوَّلًا فِي كِتَابِ الْحِجِّ فِي بَابِ ذِكْرِ الْكَعْبَةِ وَبِنَائِهَا وَوَضْعِ الْحَجَرِ.
وَلَهُ شَوَاهِدُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وَغَيرِهِمَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ.
6- بَابٌ مَبْعَثُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَابْنُ كَمْ حِينَ بعث
6327 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا زَمْعَةُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (قَالَ: " مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ رَعَى الْغَنَمَ ". هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.(7/25)
6328 / 1 - قَالَ: وَثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ بِشْرِ بْنِ حَزَنٍ النَّصْرِيِّ قَالَ: (افْتَخَرَتْ أَصْحَابُ الْإِبِلِ وَالغَنَمِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بُعِثَ دَاوُدُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ وبُعِثَ مُوسَى وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ وبعثت أنا وأنا أرعى غنمًا لِأَهْلِي بِجِيَادٍ ".
6328 / 2 - رَوَاهُ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ حَزَنٍ قَالَ: تَفَاخَرَ أَهْلُ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... " فذكره.
6329 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ الْحَجَّاجِ عن عطية عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال: " افتخر أهل الإبل وأهل الغنم عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: السكينة والوقار في أهل الغنم والفخر والخيلاء في أهل الإبل وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: بعث موسى وهو يرعى غنمًا لأهله قال: وبعثت أنا وأنا أرعي غنمًا لأهلي بأجياد ".
قلت: ولما تقدم شاهد من حديث عبدلله بن عمر وقد تقدم ضمن حديث طويل فِي كِتَابِ الْأَذْكَارِ فِي بَابِ فَضْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ.(7/26)
6330 / 1 - وقال مُسَدَّدٌ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ ثنا سَعِيدُ بْنُ مسروق عن أبي الضحى عن رجل من أسلم قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو ابن ثلاث وأربعين ".
6330 / 2 - رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ: مرسلًا من طريق سعيد بن المسيب قال: " أنزل عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو ابن ثلاث وأربعين ".
7- باب فرض الله عزوجل طاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - على كل من أدركه
6331 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا عفان ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: " لقيت جبريل- عليه السلام- عند أحجار المري فقال: ياجبريل إِنِّي أُرْسِلْتُ إِلَى أُمَّةٍ أُمِّيَّةٍ: الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ والغلام والجارية والشيخ العامي الذي لم يقرأ كتابًا قط. قال: إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ ".
6331 / 2 - رَوَاهُ أحمد بن حنبل: ثنا عفان وعبد الصمد قالا: ثنا حماد بن سلمة ... فذكره.
وقد تقدم بطرقه في كتاب التفسير في أول باب: " أنزل الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ.
6332 / 1 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا هُشَيْمٌ ثَنَا مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عْبَدِ اللَّهِ " أَنَّ عُمَرَ- رضي الله عنه- أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقال: يارسول الله - صلى الله عليه وسلم - إني أصبت كتابًا حسنًا من بعض أهل الكتاب فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - (وقال: أمتهوكون أنتم فيها يا ابن الخطاب؟! والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى حيًّا اليوم ما وسعه إلا أن يتبعني".(7/27)
6332 / 2 - رواه أحمد ابن حنبل: ثنا سريج بن النعمان ثنا هشيم أبنا مجالد ... فذكره.
6332 / 3 - قال: وثنا يونس وغيره قال: ثنا حَمَّادٌ- يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ- عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبدلله قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: لا تسألوأهل الْكِتَابِ عْنَ شَيْءٍ؟ فَإِنَّهُمْ لَنْ يَهْدُوكُمْ وَقَدْ ضلوا فإنكم إما أن تصدقوا بباطل أو تكذبوا بحق فإنه لوكان مُوسَى حَيًّا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ مَا حَلَّ لَهُ إلا أن يتبعني.
8- بَابٌ مَشْيُ قُرَيْشٍ فِي أَمْرِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى أَبِي طَالِبٍ
6333 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبدلله بْنِ نُمَيرٍ ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحيَى عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ثَنَا عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: جَاءَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا: إِنَّ ابْنَ أخيك يؤذينا في نادينا وَفِي مَسْجِدِنَا فَانْهَهُ عَنْ أَذَانَا. فَقَالَ: يَا عُقَيْلُ ائْتِنِي بِمُحَمَّدٍ. فَذَهَبْتُ فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَقَالَ: يأبن أَخِي إِنَّ بَنِي عَمِّكَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تُؤْذِيهِمْ فِي نَادِيهِمْ وَفِي مَسْجِدِهِمْ فَانْتَهِ عَنْ ذَلِكَ. قَالَ: فَحَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: أَتَرَوْنَ هَذِهِ الشَّمْسَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: مَا أَنَا بَأَقْدَرِ على أن أدع لكم ذلك أن تشتعلوا لِي مِنْهَا بِشُعْلَةٍ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: مَا كَذَبَنَا ابْنُ أَخِي فَارْجِعُوا ". هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي كِتَابِ التَّفْسِيرِ فِي سورة فصلت.(7/28)
9- بَابٌ فِي إِعْلَامِ الْجِنِّ بِظُهُورِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَغيْرِهِمْ
6334 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ثَنَا زُهَيْرٌ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عُقَيْلٍ عَنْ جَابِرٍ- أَوْ غَيرِهِ- قَالَ: " أَوَّلُ خَبَرٍ جَاءَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ كَانَ لَهَا تَابِعٌ فَجَاءَ فِي صُورَةِ طَائِرٍ حَتَّى وَقَعَ عَلَى حَائِطِ دَارِهِمْ فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ انْزِلْ تُحَدِّثُنَا وَنُحَدِّثُكَ وَتُخْبِرُنَا وَنُخْبِرُكَ. فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ بُعِثَ بِمَكَّةَ نَبِيٌ حَرَّمَ عَلَيْنَا الزِّنَا وَمَنَعَ مِنَّا القرار.
6334 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ ثَنَا أَبُو الْمُلَيْحِ ثَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ عَنْ جابر بْنِ عَبدِ اللَّهِ قَالَ: " أَوَّلُ خَبَرٍ قَدِمَ علينا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن امرأة كان لها تابع فأتاها فِي صُورَةِ طَائِرٍ فَوَقَعَ عَلَى جَذْعٍ لَهُمْ قَالَ: فَقَالَتْ: أَلَا تَنْزِلُ فَنُخْبِرُكَ وَتُخْبِرُنَا. قَالَ: إِنَّهُ خَرَجَ بِمَكَّةَ رَجُلٌ حَرَّمَ عَلَينَا الزِّنَا ومنع منا القرار".
6335 - وقال الحارث بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خالد الخزومي "أَنَّ نَاسًا مِنْ قُرَيشٍ رَكِبُوا الْبَحْرَ عِنْدَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَلْقَتْهُمُ الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ فَإِذَا فيها رجل قَالَ: مَنْ أَنْتُمُ؟ قَالُوا: نَحْنُ نَاسٌ مِنْ قُرَيشٍ. قَالَ: وَمَا قُرَيشٌ؟ قَالُوا: أَهْلُ الْحَرَمِ وَأَهلُ كَذَا. فَلَمَّا عَرَفَ قَالَ نَحْنُ أَهْلُهَا لَا أَنْتُمْ. قَالَ: فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ مِنْ جرهم. قال: أتدرون لأي شيء سمي جياد؟ كانت خيولنا جيادًا عطفت عليه. قال: قالوا له: إِنَّهُ قَدْ خَرَجَ فِينَا رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ. وَذَكَرُوا لَهُ أَمْرَهُ فَقَالَ: اتَّبِعُوهُ فَلَولَا حالي التي أنا عليها للحقت مَعَكُمْ إِلَيْهِ ".
هَذَا إِسنَادٌ مُرْسَلٌ صَحِيحٌ.
10- بَابٌ وَفْدُ الْجِنِّ
6336 / 1 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " هَبَطُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة فلما سمعوه قَالُوا: أَنْصِتُوا. قَالُوا: صَهٍ. وَكَانُوا سَبْعَةً أَحَدُهُمْ زوبعة ".(7/29)
6336 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيرِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ ... فَذَكَرَهُ وَزَادَ: " فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نفرًا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالو أنصتوا فلما قضى ... الآية إلى قوله {ضلال مبين} .
6336 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: ثَنَا أبو علي الحافظ أبنا عبدان الأهوازي قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
11- بَابٌ فِي اختصام الْمُؤْمِنِينَ إِلَيْهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَحُكْمِهِ عَلَيْهِمْ
6337 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثَنَا وَكِيعٌ ثَنَا أَبِي عَنْ أَبِي فَزَارَةَ عَنْ أَبِي زَيْدٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَيْلَةَ الْجِنِّ: هَلْ عِنْدَكَ طَهُورٌ؟ قَالَ: لَا إِلَّا شَيءٌ مِنْ نَبِيذٍ فِي إِدَاوَةٍ. فَقَالَ: هاته تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ".
6337 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا يَعْقُوبُ ثَنَا أَبِي عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ حَدَثَنِي أَبُو عُمَيْسٍ عُتبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسعُودٍ عَنْ أَبِي فَزَارَةَ عَنْ أَبِي زَيْدٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ الْمَخْزُومِيِّ عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: " بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَكَّةَ وَهُوَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ: لِيَقُمْ مَعِي رَجُلٌ مِنْكُمُ وَلَا يَقُومَنَّ مَعِي رَجُلٌ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْغِشِّ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ. قَالَ: فَقُمْتُ مَعَهُ فَأَخَذْتُ الْإِدَاوَةَ وَلَا أَحْسَبُهَا إِلَّا مَاءً فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَعْلَى مَكَّةَ رَأَيتُ أَسْوِدَةً مُجْتَمِعَةً قَالَ: فَخَطَّ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطًّا ثُمَّ قَالَ: قُمْ ها هنا حَتَّى آتِيكَ. قَالَ: فَقُمْتُ وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَيْهِمْ فَرَأَيْتُهُمْ يَثُورُونَ إِلَيهِ قَالَ: فَسَمَرَ مَعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْلًا طَويلًا حَتَّى جَاءَنِي مَعَ الْفَجْرِ فَقَالَ: مَا زِلْتَ قَائِمًا يَا ابْنَ مَسعُودٍ؟! فَقُلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَمْ تَقُلْ لِي: قُمْ حَتَّى آتِيكَ.(7/30)
قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي: هَلْ مَعَكَ مِنْ وَضُوءٌ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ فَفَتَحْتُ الْإِدَاوَةَ فَإِذَا هو نبيذ. قال: فقلت: يا رسول الله والله لَقَدْ أَخَذْتُ الْإِدَاوَةَ وَلَا أَحْسَبُهَا إِلَّا مَاءً فَإِذَا هُوَ نَبِيذٌ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ. قَالَ: ثُمَّ تَوَضَّأَ مِنْهَا فَلَمَّا قام يصلي أدركه شخصان منهم قَالَا لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نُحِبُ أَنْ تَؤُمَّنَا فِي صَلَاتِنَا. قَالَ: فَصَفَّهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَلْفَهُ ثُمَّ صلى بنا فلم أنصرف قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: هؤلاء جن نصيبين جَاءُونِي يَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ فِي أُمُورٍ كَانَتْ بَينَهُمْ وقد سألوني الزاد فزودتهم. قال: فقلت: هَلْ عِنْدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَيءٌ تُزَوِّدُهُمْ إياه؟ قال: فَقَالَ: قَدْ زَوَّدْتُهُمُ الرَّجْعَةَ وَمَا وَجَدُوا مِنْ روث وجدوه شعيرًا وما وجدوا مِنْ عَظْمٍ وَجَدُوهُ كَاسِيًا. قَالَ: وَعِنْدَ ذَلِكَ نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ أَنْ يُستَطَابُ بِالرَّوَثِ وَالعَظْمِ.
6337 / 3 - قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ: بِلَفْظِ: " قَالَ لِي رسول الله لَيْلَةَ الْجِنِّ: مَا فِي إِدَاوَتِكَ- أَوْ رِكْوَتِكَ؟ قَالَ: نَبِيذٌ. قَالَ: تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ ".
6337 / 4 - وَكَذَا رواه الترمذي وَزَادَ: " فَتَوَضَّأَ مِنهُ "
وَقَالَ: إِنَّمَا رُوِيَ هَذَا لحديث عن أبي زيد عن عبدلله عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو زَيْدٍ رَجُلٌ مَجْهُولٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ لَا يُعْرَفُ لَهُ كَثِيرُ حَدِيثٍ غَيرُ هَذَا الْحَدِيثِ.
ثُمَّ رَوَاهُ الْبَيهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي فَزَارَةَ بِهِ ... فَذَكَرَهُ مُطَوَّلًا جِدًّا وَقَالَ: قَالَ الْبُخَارِيُّ: أَبُو زَيْدٍ هَذَا مَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ بِصُحْبَةِ عبدلله بِنْ مَسْعُودٍ.
وَتَقَدَّمَ فىِ كِتَابِ الطَّهَارَةِ.
12- بَابٌ فِي إِخبَارِ الذِّئْبِ بِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -
6338 - قال مسدد: ثناعبد الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ ثَنَا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ حَدَّثَنِي شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَرْعَى غَنَمًا لَهُ قَالَ: جَاءَ الذِّئْبُ فأخذ مِنْهَا شَاةً فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ فَلَمْ يَزَلْ بِالذِّئبِ حَتَّى اسْتَنْقَذَ شاته منه فانطلق الذئب فأقعى وَاسْتَذْفَرَ ذَنَبَهُ فَقَالَ: عَمِدْتَ إِلَى رِزْقٍ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَانْتَزَعْتَهُ مِنِّي. قَالَ: فَقَامَ الرَّجُلُ يَنظُرُ إِلَى الذِّئْبِ يَتَعَجَّبُ مِنْ كَلَامِهِ فَقَالَ الذئب: أتعجب مني؟ فقال الرجل: كيف(7/31)
لأعجب مِنْ ذِئْبٍ مُسْتَذْفِرٍ ذَنَبَهُ يَتَكَلَّمُ! فَقَالَ الذِّئْبُ: أنا أخبرك بأعجب من كلامي محمد في نخلات بالحرة يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْهُدَى وَإِلَى الْحَقِّ وَهُمْ يُكَذِّبُونَهُ. فَخَلَّا الرَّجُلُ عَنْ غَنَمِهِ وَانْطَلَقَ حتى أَتَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (: إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ مَعَنَا غَدًا فَأَخْبِرِ النَّاسَ بِمَا رَأَيْتَ فَلَمَّا أَصْبَحَ الرَّجُلُ وَصَلَّى الصُّبْحَ أَخْبَرَ النَّاسَ بِمَا سَمِعَ مِنَ الذِّئْبِ فَقَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا لَيَكُونُ؟! قَالَ: نَعَمْ سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخرُجُ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَيَرْجِعُ فَتُخْبِرُهُ عَصَاهُ وَتُعْلِمُهُ بِمَا يُحْدِثُ أَهْلُهُ- قَالَ عَامِرٌ: فَأَخْبَرَنِي شَهْرُ بِنُ حَوْشَبٍ قَالَ: جَاءَ الذِّئْبُ يَعوِي بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ - لِأَصْحَابِهِ: هَذَا الذِّئْبُ جَاءَ يَسْتَطْعِمُكُمْ فَإِنْ شِئْتُمُ استكفلتم له برزقه وإن شئتم كلبكم وَكَالَبْتُمُوهُ وَفِي النَّاسِ حَاجَةٌ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلْ نُكَالِبُهُ وَيُكَالِبُنَا ".
6338 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أبنا معمر عن أشعث بن عبدلله عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ((جَاءَ ذِئْبٌ إِلَى رَاعِيَ غَنَمٍ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً ... " فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
قُلتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ بِاخْتِصَارٍ.
6339 / 1 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يزيد أبنا القاسم بن الفضل بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ وَقَالَ: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ؟ فَقَالَ الرَّاعِي: إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعَجَبُ ذِئْبٌ يُقْعِي عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي بِكَلَامِ الْإِنْسِ! فَقَالَ الذِّئْبُ: أَلَا أُنَبِّئُكَ بِمَا هُوَ أعجب من هذا محمد بِيَثْرِبَ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ. فَأَقْبَلَ الرَّاعِي بِغَنِمِهِ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرَهُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَمَرَ فَنُودِيَ: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ قَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ؟ أَخْبِرْهُمْ بِمَا رَأَيْتُ. فَأَخْبَرَهُمُ الْأَعْرَابِيِّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكَلَّمَ السباع ويكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويخبره فَخْذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ ".
6339 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ ... فَذَكَرَهِ بِتَمَامِهِ.(7/32)
6339 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ القيسي أبنا القاسم بن الفضل ثنالجريري ثَنَا أَبُو نَضْرَةَ ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قال: " بينا راعي يَرْعَى بِالحَرَّةِ إِذْ عَرَضَ ذِئْبٌ لِشَاةٍ ... " فَذَكَرَهُ.
6339 / 4 - ورواه ابن حبان في صحيحه: أبنا أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ. وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْقِيَامَةِ فِي بَابِ مَا يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِنْ تَكْلِيمِ السِّبَاعِ وَغَيْرِهِمْ. وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مُخْتَصَرًا وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ.
13- بَابٌ فِيمَا كَانَ عند أَهْلِ الْكِتَابِ فِي أَمْرِ نُبُوَّتِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6340 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوشَبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ عباس- رضي الله عنهما- قَالَ: حَضَرَتْ عُصَابَةٌ مِنَ الْيَهُودِ يَوْمًا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنَا عَنْ خِلَالٍ نَسْأَلُكَ عَنْهَا لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا نَبِيُّ. قَالَ: سَلُونِي عَمَّا شئتم ولكن اجعلوا لي ذمة الله ومأخذ يَعْقُوبُ عَلَى بَنِيهِ إِنْ أَنَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيءٍ تَعْرِفُونَهُ لَتُبَايُعُنِّي عَلَى الْإِسْلَامِ. قَالُوا: فَلَكَ ذَلِكَ. قَالَ: فَسَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ. قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ أَرْبعِ خِلَالٍ نَسْأَلُكَ عَنْهَا أَخْبِرْنَا عَنِ الطَّعَامِ الَّذِي حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّورَاةُ وَأَخْبِرْنَا عَنْ مَاءِ الْمَرْأَةِ مِنْ مَاءِ الرَّجُلِ وَكَيْفَ يَكُونُ الذَّكَرُ مِنْهُ حَتَّى يَكُونَ ذَكَرًا وَكَيْفَ تَكُونُ الْأُنْثَى مِنهُ حَتَّى تَكُونَ أُنْثَى؟ وَأَخْبِرْنَا كَيْفَ هَذَا النَّبِيُّ في النوم ومن يليه مِنَ الْمَلَائِكَةِ؟ قَالَ: فَعَلَيْكُمْ عَهْدُ اللَّهِ لَئِنْ أَنَا حَدَّثْتُكُمُ لَتُبَايِعُنِّي. فَأَعْطَوْهُ مَا شَاءَ مِنَ عهد وميثاق وقال: أنشدكم الله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب مرض مرضًا شديدًا وطال سقمه منه فنذرلله نذرًا لَئِنْ شَفَاهُ مِنْ سَقَمِهِ لَيُحَرِّمَنَّ أَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيهِ وَأَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيهِ فَكَانَ أَحَبُّ الشَّرَابِ إِلَيهِ أَلْبَانَ الْإِبِلِ وَكَانَ أَحَبُّ الطَّعَامِ إِلَيهِ لُحْمَانَ الْإِبِلِ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ. قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ التَّورَاةَ عَلَى مُوسَى هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَاءَ الرَّجُلِ غَلِيظٌ أَبْيَضُ وَأَنَّ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ فَأَيُّهُمَا عَلَا كَانَ لَهُ الْوَلَدُ وَالشَّبَهُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَإِنْ عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ كَانَ ذَكَرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَإِنْ عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ كَانَتْ أُنْثَى بِإِذْنِ اللَّهِ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اللَّهُمَّ اشْهَدْ. قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي أنزل(7/33)
التَّورَاةَ عَلَى مُوسَى هَلْ تَعْلَمُونَ أَنِّي هَذَا الذي تنام عيناه وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ قَالُوا: أَنْتَ الْآنَ حَدِّثْنَا مَنْ وَلِيُّكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَعِنْدَهَا نُجَامِعُكَ أَوْ نفارقك؟ قال: وليي جبريل- عليه السلام- ولم يبعث الله نَبِيًّا قَطُّ إِلَّا وَهُوَ وَلِيُّهُ. قَالُوا: فَعِنْدَهَا نُفَارِقُكَ لَوْ كَانَ وَلِيُّكَ غَيْرَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لبايعناك وصدقناك. قال: فما يمنعكم أن تصدقوه؟ قالوا: إنه عدونا من الملائكة فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ على قلبك بإذن الله ... إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَنَزَلَتْ {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غضب} .
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.
6341 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أبنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي قُرَّةَ الْكِنْدِيِّ عَنْ سَلْمَانَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " كُنْتُ مِنْ أَبْنَاءِ أَسَاوِرَةِ فَارِسٍ وَكُنْتُ فِي الكتاب وكان معي غلامان فكانا إِذَا رَجَعَا مِنْ عِنْدَ مُعَلِّمِهِمَا أَتَيَا قَسًّا فَدَخَلَا عَلَيْهِ فَدَخَلْتُ مَعَهُمَا عَلَيْهِ فقال لهما: ألم أنهكم أن تأتياني بأحد؟ قال: فجعلت أختلف عليه حَتَّى كُنْتُ أَحَبَّ إِلَيهِ مِنْهُمَا فَقَالَ لِي: إِذَا سَأَلَكَ أهلكْ مَا حَبَسَكَ؟ فَقُلْ: مُعَلِّمِي وَإِذَا سَأَلَكَ مُعَلِّمُكَ: مَا حَبَسَكَ؟ فَقُلْ: أَهْلِي. ثم إنه أراد ان يتحول فقلت له: أنا أتحول معك. فتحولت معه فنزلنا قَرْيَةً فَكَانَتِ امْرَأَةٌ تَأْتِيهِ فَلَمَّا حُضِرَ قَالَ لي: يَا سَلْمَانُ أُحْفُرْ عند رَأْسِي. فَحَفَرْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ فَاسْتَخْرَجْتُ جَرَّةً مِنَ دَرَاهِمَ فَقَالَ لِي: صُبَّهَا عَلَى صَدْرِي فَصَبَبْتُهَا عَلَى صَدْرِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ: وَيْلٌ لِاقْتِنَائِي. ثُمَّ أَنَّهُ مَاتَ فَهَمَمْتُ بالدراهم أن آخذها ثُمَّ إِنِّي ذَكَرْتُ قَولَهُ فَتَرَكْتُهَا ثُمَّ إِنِّي آذَنْتُ الْقِسِّيسِينَ وَالرُّهبَانَ بِهِ فَحَضَرُوهُ فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنَّهِ قَدْ تَرَكَ مَالًا. قَالَ: فَقَامَ شَبَابٌ فِي الْقَرْيَةِ فَقَالُوا: هَذَا مَالُ أَبِينَا. فَأَخُذُوهُ قال: فقلت للرهبان: أخبروني برجل عالم أتبعه؟ قالوا: ما نعلم في الأرض رجل أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ بِحِمْصَ. فَانْطَلَقْتُ إِلَيهِ فَلَقِيتُهُ فقصصت عليه القصة فقال: أو ما جَاءَ بِكَ إِلَّا طَلَبُ الْعِلْمِ؟ قُلْتُ: (مَا كان) إلا طلب العلم قال: فإني لاأعلم الْيَومَ فِي الْأَرضِ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ يَأْتِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ كُلَّ سَنَةٍ إِنِ انْطَلَقْتَ الْآنَ وَافَقْتَ حِمَارَهُ. فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا أَنَا(7/34)
بِحِمَارٍ عَلَى بَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَجَلَسْتُ عِنْدَهُ وَانطَلَقَ فَلَمْ أَرَهُ حَتَّى الْحَوْلَ فَجَاءَ فَقُلتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا صَنَعْتَ بِي؟ قَالَ: وإنك لها هنا؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ الْيَومَ رَجُلًا أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ خَرَجَ بِأَرْضِ (تِهَامَةَ) وَأَنْ تَنطَلِقَ الْآنَ تُوَافِقُهُ وَفِيهِ ثَلَاثُ آيَاتٍ: يَأكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ وَعِنْدَ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ الْيُمْنَى خَاتَمُ النُّبُوَةِ مِثلُ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ لَونُهَا لَونُ جِلْدِهِ. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ تَرْفَعُنِي أَرْضٌ وتخفضنىِ أُخْرَى حَتَّى مَرَرْتُ بِقَوْمٍ مِنَ الأعراب فاستعبدوني فباعوني حتى اشترتني امْرَأَةٌ بِالْمَدِينَةِ فَسَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ الْعَيْشُ عَزِيزًا فَقُلتُ لَهَا: هِبِي لِي يَومًا. فَقَالَتْ: نَعَمْ. فَانْطَلَقْتُ فَاحْتَطَبْتُ حطبًا فبعته وَصَنَعْتُ طَعَامًا فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ يَسِيرًا فَوَضَعْتُهُ بَينَ يَدَيْهِ فقال: ماهذا؟ قُلْتُ: صَدَقَةٌ. قَالَ: فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: كُلُوا. وَلَمْ يأكل قلت: فهذه مِنْ عَلَامَتِهِ ثُمَّ مَكَثْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْكُثَ ثُمَّ قُلْتُ لِمَوْلَاتِي: هِبِي لِي يَومًا. قَالَتْ: نَعَمْ. فَانْطَلَقْتُ فَاحْتَطَبْتُ حَطَبًا فَبِعْتُهُ بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ وَصَنَعْتُ طَعَامًا فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ جَالِسٌ بين أصحابه فوضعته بين يديه فقال: ماهذا؟ فقلت: هديه. فوضع يده وقال لأصحابه: خُذُوا بسم اللَّهِ. وَقُمْتُ خَلْفَهُ فَوَضَعْتُ رِدَاءَهُ فَإِذَا خَاتَمُ النبوة فقلت: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: وما ذَاكَ؟ فَحَدَّثْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ ثُمَّ قُلْتُ: أَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ يَا نَبِيَ اللَّهِ؟ فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَنَّكَ نبي؟ فقال: لن يدخل الجنة إلا نفس مُسْلِمَةٌ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ حَدَّثَنِي أنك نبي! فقال: لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ".
6341 / 2 - رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ ثَنَا شَرِيكُ عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبُ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: " خَرَجْتُ إِلَى الشام في طلب العلم فدللت على راهب فَسَأَلتُهُمْ عَنِ َالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا: قَدْ بلغن أَنَّ نَبِيًا قَدْ ظَهَرَ بِأَرْضِ تِهَامَةَ. قَالَ: فَدَخَلتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقِنَاعٍ مِنْ تَمْرٍ فَقَالَ: هَدِيَّةٌ هَذَا أَمْ صَدَقَةٌ؟ قُلْتُ: بَلْ صَدَقَةٌ. قَالَ: فَقَبَضَ يَدَهُ وَأَشَارَ إِلَى أَصْحَابِهِ أَنْ كُلُوا. قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِقَنَاعٍ مِنْ تَمْرٍ. فَقَالَ: هَدِيَّةٌ هَذَا أَمْ صَدَقَةٌ؟ قُلتُ: بَلْ هَدِيَّةٌ. قَالَ: فَمَدَّ يَدَهُ فَأَكَلَ وَأَشَارَ إِلَى أَصْحَابِهِ أَنْ كُلُوا. قَالَ: فَقُمْتُ عَلَى رَأْسِهِ فَفَطِنَ لما أريد قال: فألقى رداءه عَنْ ظَهْرِهِ قَالَ: فَرَأَيتُ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ فِي ظَهرِهِ قَالَ: فَأَكْبَبَتُ عَلَيْهِ فَشَهَدْتُ. قَالَ: وَكَاتبْتُ وَسَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ مكاتبتي فناولني هنيهة من ذهب فلو وزنا بِأُحُدٍ كَانَتْ أَثقَلَ مِنهُ ".(7/35)
6341 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ إسحاق ثنا إسرائيل عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبُ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ سلمان قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة ".
6341 / 4 - قال: وثنا أبو كامل ثنا إسرائيل ثنا أبو إسحاق عن أبي قرة ... فذكره.
6341 / 5 - قال: وثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني عاصم بن قتادة الأنصاري عن محمود بن لبيد عن عبدلله بن عباس حدثني سلمان الفارسي ... فذكره مطولًا.
6342 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا عَفَّانُ ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ " حَدَّثَنِي أَبِي " عَنِ الْفَلَتَانِ بْنِ عاصم الجرمي قال: " قُعُودًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَشَخَصَ بَصَرَهُ إِلَى رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا يُنَازِعُهُ الْكَلَامَ إِلَّا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أَتَقْرَأُ التَّوْرَاةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَالإِنْجِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَالْقُرآنَ؟ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَشَاءُ لَقَرَأْتُهُ. قَالَ: ثُمَّ نَاشَدَهُ: هَلْ تَجِدُنِي نَبِيًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ؟ قَالَ سَأُحَدِّثُكَ نَجِدُ مِثْلَكَ وَمِثْلَ هَيْئَتِكَ وَمِثْلَ مَخْرَجِكَ وَكُنَّا نَرْجُو أَنْ تَكُونَ فِينَا فَلَمَّا خَرَجْتَ تخوفن أن تكون أنت هو فنظرنا فإذا لست أنت هو. قال: وكيف؟ قال: إنا نجد أن معه من أمته سبعين ألفًا وإن نرى معك إلا القليل. قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَأَنَا هُوَ وَإِنَّهُمْ لَأَكْثَرُ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا وَسَبْعِينَ أَلْفًا ".
6342 / 2 - ورواه ابن حبان في صحيحه: أبنا الحسين بن سفيان ثنا عبد العزيز بن(7/36)
سلام ثنا العلاء بن عبدلجبار ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ... فذكره إِلَّا أنه قال: " سبعين أَلْفًا لَيْسَ عَلَيْهِمْ حِسَابٌ وَلَا عَذَابٌ وَإِنَّمَا مَعَكَ نَفَرٌ يَسِيرٌ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأنا هو وَإِنَّهُمْ لَأَكْثَرُ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا وَسَبْعِينَ أَلْفًا وسبعين ألفًا ".
6343 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثنا حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ قَيْصَرَ جَارًا لِي زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَقُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى قَيْصَرَ. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْسَلَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ إِلَى قَيْصَرَ وَكَتَبَ إِلَيهِ مَعَهُ كِتَابًا يُخَيِّرهُ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يُسْلِمَ وَلَهُ مَا فِي يَدَيْهِ مِنْ مُلْكِهِ وَإِمَّا أَنْ يُؤَدِّي الْخِرَاجَ وَإِمَّا أَنْ يَأْذَنَ بِحَرْبٍ. قَالَ: فَجَمَعَ قَيْصَرُ بَطَارِقَتَهُ وَقِسِّيسِيهِ فِي قَصْرِهِ وَأَغْلَقَ عَلَيْهِمُ الْبَابَ وَقَالَ: إِنَّ مُحَمَّدًا كَتَبَ إِلَيَّ يُخَيِّرُنِي بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ أسْلِمَ وَلِي مَا فِي يَدِي مِنْ ملكي وإما أن أؤدي الخراج وإما أن أُؤْذَنُ بِحَرْبٍ وَقَدْ تَجِدُونَ فِيمَا تَقْرَءُونَ مِنْ كُتِبِكُمْ أَنْ سَيَمْلِكُ مَا تَحْتَ قَدَمَيَّ مِنْ مُلْكِي فَنَخَرُوا نَخْرَةً حَتَّى أَنَّ بَعْضَهُمْ خَرَجُوا مِنْ بَرَانِسِهِمْ وَقَالُوا: تُرْسِلُ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ جَاءَ فِي بُرْدَيهِ وَنَعْلَيْهِ بِالخَرَاجِ؟ فَقَالَ: اسْكُتُوا إِنَّمَا أَرَدْتُ أَعْلَمَ تَمَسُّكَكُمْ بِدِينِكُمْ وَرَغْبَتَكُمْ فِيهِ. ثُمَّ قَالَ: ابْتَغُوا لِي رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ. فَجَاءُوا بِي فَكَتَبَ مَعِي إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كِتَابًا وَقَالَ لِي: انْظُرْ مَا سَقَطَ عَنْكَ مِنْ قَولِهِ فَلَا يَسْقُطُ عَنْكَ ذِكْرَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ. فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ مَعَ أَصْحَابِهِ وَهُمْ مُحْتَبُونَ بِحَمَائِلِ سُيُوفِهِمْ حَولَ بِئْرِ تَبُوكُ فَقُلتُ: أَيُّكُمُ محمد؟ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى نَفْسِهِ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الْكِتَابَ فَدَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ إِلَى جَنْبِهِ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ. فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ: كَتَبتَ تَدْعُونِي إلى جنة عرضها السموات وَالْأَرَضِ فَأَيْنَ النَّارُ إذًا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: سُبْحَانَ الله فأين الليل "إِذَا جَاءَ النَّهَارُ؟ فَكَتَبْتُهُ عِنْدِي ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّكَ رَسُولُ قَوْمٍ فَإِنَّ لَكَ حَقًّا وَلَكِنْ جِئْتَنَا وَنَحْنُ مُرْمِلُونَ فَقَالَ عُثْمَانُ؟ أَكْسُوهُ حُلَّةً صَفُورِيَّةً. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ؟ عليَّ ضِيَافَتُهُ. وَقَالَ لِي قَيْصَرُ فِيمَا قَالَ: أَنْظُرُ إِلَى ظَهْرِهِ فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنِّي أُرِيدُ النَّظَرَ إِلَى ظَهْرِهِ فَأَلْقَى ثَوْبَهُ عَنْ ظَهْرِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ فِي بَعضِ كَتِفِهِ فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ أُقَبِّلُهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنِّي كَتَبْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَأَحْرَقَ كِتَابِي وَاللَّهُ مُحْرِقُهُ وَكَتَبْتُ إِلَى كِسْرَى عَظِيمِ فَارِسٍ(7/37)
فَمَزَّقَ كِتَابِي وَاللَّهُ مُمَزِّقُهُ وَكَتَبْتُ إِلَى قَيصر فَرَفَعَ كِتَابِي فَلَا يَزَالُ النَّاسُ- فَذَكَرَ كَلِمَةَ- مَا كَانَ فِي الْعَيْشِ خَيرٌ".
6343 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عن عبدلله بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ قَالَ: " لَقِيتُ التَّنُوخِيَّ رَسُولَ هِرْقَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِحْمِصٍ وَكَانَ جَارًا لىِ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ بلغ الفند أَوْ قَرُبَ فَقُلْتُ: أَلَا تُخْبِرُنِي عَنْ رِسَالَةِ هَِرَقْلَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرِسَالَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى هِرَقْلَ؟ قَالَ: بَلَى قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تبوك فبعث دحية الكلبي إلى هرقل فلم أَنْ جَاءَ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَعَا قسيسي الروم وبطارقتها ثُمَّ غَلَقَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ الدَّارَ فَقَالَ: قَدْ نَزَلَ هَذَا لرجل حَيْثُ رَأَيْتُمْ وَقَدْ أَرْسَلَ يَدْعُونِي إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ: إِلَى أَنْ أَتَّبِعَهُ عَلَى دِينِهِ أَوْ على أن نعطيه مالنا عَلَى أَرْضِنَا وَالْأَرْضُ أَرْضُنَا أَوْ نُلقِي إِلَيهِ الْحَرْبَ وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُمْ فِيمَا تَقْرَءُونَ مِنَ الْكُتُبِ لِيَأْخُذَنَّ مَا تَحْتَ قَدَمِي " فهلم نَتَّبِعُهُ على دينه أو نعطيه مالنا عَلَى أَرْضِنَا. فَنَخَرُوا نَخْرَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ حَتَّى خَرَجُوا مِنْ بَرَانِسِهِمْ وَقَالُوا: تَدْعُونَا إِلَى أَنْ نَذَرَ النَّصْرَانِيَّةَ أَوْ نَكُونَ عَبِيدًا لِأَعَرَابِيِّ جَاءَ مِنَ الْحِجَازِ؟! فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُمْ إِنْ خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ أَفْسَدُوا عَلَيْهِ الرُّومَ رَفَاهُمْ وَلَمْ يَكَدْ قَالَ: إِنَّمَا قُلْتُ ذَلِكَ لَكُمُ لِأَعْلَمَ صلابتكم على أمركم. ثم دعا رجل من عرب تجيب كَانَ عَلَى نَصَارَى الْعَرَبِ فَقَالَ: ادْعُ لِي رجلًا حافظًا للحديث عَرَبِيَّ اللِّسَانِ أَبْعَثُهُ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ بِجَوَابِ كتابي. فجاءني فَدَفَعَ إِلَيَّ كِتَابًا فَقَالَ: اذْهَبْ بِكِتَابِي إِلَى هذا لرجل فما ضيعت من حديثه فاحفظ لي منه ثلاث خصال: انظر هل يذكر صحيفته التي كتب إليّ بشيء وَانْظُرْ إِذَا قَرَأَ كِتَابِي فَهَلْ يَذْكُرِ اللَّيْلَ وَانْظُرْ فِي ظَهْرِهِ هَلْ بِهِ شَيءٌ يُرِيبُكَ. فَانْطَلَقْتُ بِكِتَابِهِ حَتَّى جِئْتُ تَبُوكَ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ بَينَ ظَهْرَانِيِّ أَصْحَابِهِ مُحْتَبِيًا على الْمَاءِ فَقُلتُ: أَيْنَ صَاحِبُكُمْ؟ قِيلَ: هَا هُوَ ذَا. فَأَقْبَلْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَنَاوَلْتُهُ كِتَابِي فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ ثُمَّ قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلتُ: أَنَا أَحَدُ تَنُوخٍ قَالَ: فَهَلْ لك في الإسلام الحنيفية ملة إبراهيم؟ قلت: إني رسول قوم وعلى دين قوم لأرجع عنه(7/38)
حتى أرجع إليهم فضحك وَقَالَ: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} يأخا تَنُوخٍ إِنِّي كَتَبْتُ بِكِتَابٍ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَحَرَقَهَا وَاللَّهُ مُحْرِقُهُ وَمُحْرِقُ مُلْكِهِ وَكَتَبْتُ إِلَى صَاحِبِكِمْ بصحيفة فأمسكها فلن يزل الناس يجدون منه بَأسًا مَا دَامَ فِي الْعَيْشِ خَيرٌ. قُلْتُ: هَذِهِ إِحْدَى الثَّلَاثِ الَّتِي أَوصَانِي بِهَا صَاحِبِي وَأَخَذْتُ سَهْمًا مِنْ جُعْبَتِي فَكَتَبتُهَا فِي جِلْدِ سَيفِي ثُمَّ إِنَّهُ نَاوَلَ الصَّحِيفَةَ رَجُلًا عَنْ يَسَارِهِ قُلْتُ: مَنْ صَاحِبُ كِتَابِكُمُ الَّذِي يَقرَأُ لَكُمْ؟ قَالُوا: مُعَاوِيَةُ. فَإِذَا فِي كِتَابِ صَاحِبِي: يدعوني إلى جنة عرضها السموات وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ فَأَيْنَ النَّارُ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: سبحان الله! فَأَيْنَ اللَّيْلُ إِذَا جَاءَ النَّهَارُ؟ قَالَ: وَأَخَذْتُ سهمًا من جعبتي فكتبته في جلد سيفي فلم أَنْ فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ كِتَابِي فَقَالَ: إِنَّ لَكَ حَقًّا وَإِنَّكَ رَسُولٌ فَلَوْ وَجَدْتَ عِنْدَنَا جائزة جوزناك به إِنَّا سُفُرٌ مُرْمِلُونَ. قَالَ: فَنَادَاهُ رَجُلٌ مِنْ طائفة الناس: أنا أجوزه. ففتح رحله فَإِذَا هُوَ يَأْتِي بِحُلَّةٍ صَفُورِيَّةٍ فَوَضَعَهَا فِي حِجْرِي قُلْتُ: مَنْ صَاحِبُ الْجَائِزَةِ؟ قِيلَ لِي: عُثمَانُ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَنْ يُنْزِلُ هَذَا الرَّجُلَ؟ فَقَالَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنَا. فَقَامَ الْأَنْصَارِيُّ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا خَرَجْتُ مِنْ طَائِفَةِ الْمَجْلِسِ نَادَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: يأخا تَنُوخٍ فَأَقْبَلْتُ أَهْوِي حَتَّى كُنْتُ قَائِمًا فِي مَجْلِسِي الَّذِي كُنْتُ بَيْنَ يَدَيَهِ فَحَلَّ حَبْوَتَهُ عن ظهره وقال: ها هنا امض لمأمرت بِهِ. فَجُلْتُ فِي ظَهْرِهِ فَإِذَا أَنَا بِخَاتَمٍ في موضع (غضون) الْكَتِفِ مِثلُ الْحُجْمَةِ الضَّخمَةِ ".
6343 / 3 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن أحمد: حدثني أبو عامر حوثرة بن أشرس إملاءً عليّ قال: أخبرني حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ... فذكر نحوه.
6343 / 4 - قال عبد الله: وَثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ مِنْ كِتَابِهِ ثَنَا عباد بن عباد- يعني: المهلبي- عن عبدلله بن عثمان بن خثيم عن سعد بْنِ أَبِي رَاشِدٍ مَولًى لِآلِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: " قَدِمْتُ الشَّامَ فَقِيلَ لِي: فِي هَذِهِ الْكَنِيسَةِ رَسُولُ قَيْصَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: دخلت الكنيسة فإذ أَنَا بِشَيخٍ كَبِيرٍ فَقُلتُ لَهُ: أَنْتَ رَسُولُ قَيْصَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فقال: نعم. فقلت: حدثني عن ذلك ... " فذكر نحوه ومعناه.
من مسند أحمد.(7/39)
14- بَابٌ لَيسَ شَيءٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا يَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا الْكَفَرَةُ
فِيهِ حَدِيثُ أَبِي هُرَيرَةَ وأبي سعيد الخدري وقد تقدما في باب إخبار الذئب بِهِ.
6344 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا ابن نمير ثنا الأجلح عن الذيال بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " أقَبلنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ سَفَرٍ حَتَّى إِذَا دَفَعْنَا إِلَى حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ بَنِي النَّجَّارِ إِذَا فيه جمل قطمر- يَعْنِي هَائِجٌ- لَا يَدْخُلُ الْحَائِطَ أَحَدٌ إِلَّا شَدَّ عَلَيْهِ. قَالَ: فَجَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى أتى الحائط فدعا البعير فجاءه واضع مِشْفَرَهُ فِي الْأَرْضِ حَتَّى بَرَكَ بَينَ يَدَيْهِ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: هَاتُوا خزامًا. فخطمه ودفعه إِلَى أَصْحَابِهِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ: إِنَّهُ لَيسَ شَيءٌ بَينَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا يعلم أَنِّي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَيْرَ عُصَاةِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ".
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
6344 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا يَعْلَى ثَنَا الأجلح ... فَذَكَرَهُ.
6344 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ- قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَسَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي مَرَّتَينِ- ثَنَا الْأَجْلَحُ ... فَذَكَرَهُ.
6344 / 4 - وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحيَى بْنِ سَلَمةَ بْنِ كُهَيْلٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عن الذيال بْنِ حَرْمَلَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6344 / 5 - قَالَ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنِ الْأَجْلَحِ ... فذكره.
15- باب في مَا صَبَرَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
فِيهِ حَدِيثُ طارق بن عبد الله وقد تقدم في أول كتاب السير وفيه ابن عباس وتقدم في سورة الأنفال.(7/40)
6345 / 1 - وقال مسدد: ثنا الْأَحْوَصِ ثنا أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ كِنَانَةَ يَقُولُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سُوقِ ذِي الْمَجَازِ وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا: لَا إِلَهَ اللَّهُ تُفْلِحُوا. قَالَ: وَأَبُو جَهْلٍ يَمْشِي فِي إثره يسفي عليه التراب وهو يقول: يأيها النَّاسُ لَا يَغُرَّنَّكُمْ هَذَا عَنْ دِينِكُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ أَنْ تَدَعُوا اللَّاتِ وَالْعُزَّى. وَوَصَفَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: رَأَيْتُ عَلَيْهِ بُرْدَانِ أَحْمَرَانِ أَبْيَضَ شَدِيدُ سَوَادِ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ مَرْبُوعٌ كَأَحْسَنِ الرِّجَالِ وَجْهًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
6345 / 1 - رَوَاهُ أَحْمَد بْن حَنْبَلٍ: ثَنَا أَبُو النَّضْر ثَنَا شيبان عن أشعث حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - بسوق ذي المجاز يتخللها يقول: ياأيها النَّاسُ قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا. قَالَ: وَأَبُو جَهْلٍ يُحْثِي عَلَيْهِ التُّرَابَ وَيَقُولُ: ياأيها النَّاسُ لَا يَغُرَّنَّكُمْ هَذَا عَنْ دِينِكُمْ فَإِنَّمَا يريد لتتركوا آلهتكم ولتتركوا اللَّاتَ وَالْعُزَّى. وَمَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: قُلْتُ: صِفْ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قَالَ: كَانَ بَيْنَ بُرْدَينِ أَحْمَرَينِ مَرْبُوعٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ حَسَنُ الْوَجْهِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ أَبيَضُ شَدِيدُ الْبَيَاضِ سَابِغُ الشَّعْرِ".
6346 / 1 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ؟ ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنكَدِرِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الإسلام بذي المجاز وَخَلْفَهُ رَجُلٌ أَحْوَلَ وَهُوَ يَقُولَ: لَا يَغْلِبَنَّكُمْ عَنْ دِينِكُمْ وَدِينِ آبَائِكُمْ. قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي وَأَنَا غُلَامٌ: مَنْ هَذَا الْأَحْوَلُ الَّذِي يَمْشِي خَلْفَهُ؟ قَالَ: هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ ".
6346 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي زوائده على المسند: ثنا أبو سليمان الضبي دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو بْنِ زُهَيرٍ الْمُسَيَّبِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ الدِّيلِيِّ- وَكَانَ جَاهِلِيًا فَأَسْلَمَ- قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - بصر عيني بسوق ذي المجاز يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا: لَا إِلَهَ إلا الله تفلحوا ويدخل فجاجها والناس يتقصفون عَلَيْهِ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَقُولُ شَيْئًا وَهُوَ لَا يَسْكُتُ. يَقُولُ:(7/41)
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا الله تفلحوا إلا أن وراءه رَجُلًا أَحْوَلَ ذَا غَدِيرَتَينِ يَقُولُ: إِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟! قَالُوا: مُحَمَّدُ بْنُ عبدلله وَهُوَ يَذْكُرُ النُّبُوَّةَ. قُلتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي يُكَذِّبُهُ؟ قَالُوا: عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ. قُلْتُ: إِنَّكَ يومئذ كنت صغيرا! قَالَ: لَا وَاللَّهِ إِنِّي كُنْتُ يَومَئِذٍ لَأَعْقِلُ ".
6346 / 3 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ السَّمَّانُ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ- يَعَنِي: ابْنَ أَبِي الْحُسَامِ- ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ أَنَّهُ سَمِعَ رَبِيعَةَ بْنَ عَبَّادٍ الدِّيلِيَّ يَقُولُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ فِي مَنَازِلِهِمْ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ... " وَالبَاقِي بِمَعْنَاهُ.
6346 / 4 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ الْكُوفِيُّ ثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَحَدثَّنِي حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ سَمِعْتُ رَبِيعَةَ بْنَ عَبَّادٍ الدُّؤَلِيَّ قَالَ: " إِنِّي لَمَعَ أَبِي لَشَابٌّ أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتْبَعُ الْقَبَائِلَ وَوَرَاءَهُ رَجُلٌ أَحْوَلٌ وَضِيءٌ ذُو جُمَّةٍ يَقِفُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْقَبِيلَةِ يَقُولُ: يَا بَنِي فَلَانٍ أَنِّي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تُصَدِّقُونِي وَتَتَّبِعُونِي حَتَّى أُنَفِّذَ عَنِ اللَّهِ مَا بَعَثَنِي بِهِ. فَإِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من مقالته قَالَ الْآخَرُ مِنْ خَلْفِهِ: يَا بَنِي فُلَانٍ إِنَّ هَذَا يُرِيدُ مِنْكُمُ أَنْ تَسْلِخُوا اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَحُلَفَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ مِنْ بَنِي مَالِكِ بن أقيس إلى ما جاء من البدعة قالضلالة فَلَا تَسْمَعُوا لَهُ وَلَا تَتَّبِعُوهُ. فَقُلْتُ لِأَبِي: مَنْ هَذَا؟! قَالَ: هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ ".
6346 / 5 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بِنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ ثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ثَنَا حُسَينُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عباد. وعمن حَدَّثَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ ... فَذَكَرَ مَعْنَاهُ.
6346 / 6 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَارٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِيهِ أبي الزناد قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا يُقَالَ لَهُ: رَبِيعَةُ بْنُ عَبَّادٍ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ.(7/42)
6346 / 7 - قَالَ: وَثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ يُقَالَ لَهُ: رَبِيعَةُ بْنُ عَبَّادٍ مِنْ بَنِي الدِّيلِ- وَكَانَ جَاهِلِيًا- قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سُوقِ ذِي الْمَجَازِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا: لَا إله إلا الله تفلحوا. قالناس مجتمعون عليه ووراءه رجل رضيء الْوَجْهِ أَحْوَلُ ذُو غَدِيرَتَيْنِ يَقُولُ: إِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ. يَتْبَعُهُ حَيْثُ ذَهَبَ فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَذَكَرُوا لِي نَسَبَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالُوا لِي: هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ ... " فذكر نحوه.
6346 / 8 - قَالَ: وَثَنَا سُرَيْجٌ ثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عن أبيه ... فذكره إل أَنَّهُ قَالَ: " وَاللَّهِ إِنِّي يَوْمَئِذٍ لَأَعْقِلُ إِنِّي لَأُزْفِرُ الْقِرْبَةَ- يَعْنِي: أَحْمِلُهَا ".
6346 / 9 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: ثنا عبد العزيز- يعني: ابن مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي عُبَيدٍ- عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ خالد القرظي عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ الدِّيلِيِّ أَنَّهُ قَالَ: " رَأَيْتُ أَبَا لَهَبٍ بِعُكَاظَ وَهُوَ يَتْبَعُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذَا قَدْ غَوَى فَلَا يَغُرَّنَّكُمْ عَنْ آلِهَةِ آبَائِكُمْ. وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَفِرُّ مِنْهُ وَهُوَ على إثره ونحن نتبعه ونحن غلمان ... ) فذكر نَحْوَهُ.
6346 / 10 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارِ بُنْدَارٌ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنكَدِرِ عَنْ رَبِيعَةَ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
6346 / 11 - قَالَ: وَثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رَبِيعَةَ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ. قَالَ عَبَّادٌ: أَظُنُّ بَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو وَبَينَ رَبِيعَةَ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ.
6347 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ بن إبراهيم الهروي ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ ابْنِ تَدْرُسَ- مَولَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ- عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُمْ قَالُوا لَهَا: " مَا أَشَدُّ مَا رَأَيْتِ الْمُشْرِكِينَ بَلَغُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فقالت: كان المشركون قعودًا فِي المَسْجِدِ يَتَذَاكَرُونَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَا يَقُولُ فِي آلِهَتِهِمْ فَبَيْنَمَا هم كَذَلِكَ؟ إِذْ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فقاموا إليه وكانوا إذا سألوه عن شيء صدقوه فقالوا: ألست تقول: كذا وكذا؟ فقال: بلى. فتشبثوا به بِأَجْمَعِهِمْ فَأَتَى الصَّرِيخُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالُوا: أَدْرِكْ صَاحِبَكَ. فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا وَإِنَّ لَهُ لغدائر أربع وهو يقول: ويلكم أتقتلون(7/43)
رجل أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالبَيِّنَاتِ من ربكم! فلهو عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأقبلوا على أبي بكر قالت: فرجع إلينا أَبُو بَكْرٍ فَجَعَلَ لَا يَمَسُّ شَيئًا مِنْ غَدَائِرِهِ إِلَّا جَاءَ مَعَهُ وَهُوَ يَقُولُ: تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ".
6348 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ثَنَا عَلِيُّ بن شيبة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ قُرَيْشًا أَرَادُوا قَتْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا يَوْمًا ائْتَمَرُوا بِهِ وَهُمْ جُلُوسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي عِنْدَ الْمَقَامِ فَقَامَ إِلَيْهِ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ فَجَعَلَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقِهِ ثُمَّ جَذَبَهُ حتى وجب لركبتيه وتصايح الناس وظنو أنه مقتول قال: وأقبل أبو بكر يشتد حَتَّى أَخَذَ بِضُبْعِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - من وَرَائِهِ وَهُوَ يَقُولُ: أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ: رَبِيَّ اللَّهُ! ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ مَرَّ بِهِمْ وَهُمْ جُلُوسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أما والذي نفسي بيده ماأرسلت إليكم إلا بالذبح وأشار بيده إلى حلقه- قَالَ أَبُو جَهْلٍ: يَا مُحَمَّدُ مَا كُنْتُ جَهُولًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أنت منهم ".
وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَتَقَدَّمَ في التفسير في سورة غافر.
قلتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي التَّفْسِيرِ.
6349 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ثنا ابْنُ أَبِي عبيد محمد حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " لَقَدْ ضَرَبُوا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّةً حَتَّى غُشِّيَ عَلَيْهِ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَجَعَلَ يُنَادِي: ويلكم أتقتلون رجل أَنْ يَقُولَ: رَبِّيَ اللَّهُ! فَقَالُوا: مَنْ هَذَا؟! فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ المَجْنُونُ "(7/44)
16- بَابٌ فِي نُزُولِ الوَحْيِ عَلَيْهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6350 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا ابن مسهر عن داود عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: " إن أول الناس سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عنها لأنا قال: رأيت جبريل في صورته مرتين منهبطًا من السماء إلى الأرض سادًّا خلفه ما بينهما".
6350 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ موسى عن موسى بن عبيدة عن سلمة بْنِ أَبِي الْأَشْعَثِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - لجبريل: وددت أني أراك في صورتك. قالْ أتحب ذاك؟ قال: نعم. موعدك كذا وكذا مِنَ اللَّيْلِ فِي بَقِيعِ الغَرْقَدِ. فَلَقِيَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لموعده فَنَشَرَ جَنَاحًا مِنْ أَجْنِحَتِهِ فَسَدَّ أُفُقَ السَّمَاءِ حَتَّى مَا يَرَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ السَّمَاءِ شَيْئًا وَأَخْبَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَ ذَلِكَ ".
6350 / 3 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَفَّانُ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: رَأَيْتُ جِبْرِيلَ منهبطا قدملأ ما بين السماء والأرض عليه ثياب سندس معلقًا بَيْنَ اللُّؤْلُؤِ وَاليَاقُوتِ ".
17- بَابٌ فِيمَا أَكْرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ مِنَ الْإِسْرَاءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فِيهِ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي هُرَيرَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسعُودٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَقَدْ تَقَدَّمَ جَمِيعُ ذَلِكَ بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ.
وَفِيهِ حَدِيثُ حُذَيفَةَ وَتَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الإسراء.
6351 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا سعيد بن سليمان ثنا هشيم أبنا مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ عَنِ الحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " رَأَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ربه بقلبه مرتين ".
رواته ثقات.(7/45)
6352 / 1 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو النَّضْرِ ثَنَا حماد عن عطاء بن السائب عَنْ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- " أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ مَرَّتْ بِهِ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ فَقَالَ يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ؟ قَالَ: مَاشِطَةُ بِنْتِ فِرْعَونَ كَانَتْ تُمَشِّطُهَا فَوَقَعَ الْمُشْطُ مِنْ يَدِهَا فَقَالَتْ: بِسْمِ اللَّهِ. فَقَالَتِ ابْنَتُهُ: أَبِي؟ فَقَالَتْ: لَا بَلْ رَبِّي وَرَبُّكِ وَرَبُّ أَبِيكِ. فَقَالَتْ: أُخْبِرُ بِذَلِكَ أَبِي. فَقَالَتْ: نَعَمْ. فَأَخْبَرَتْهُ فَدَعَا بِهَا فَقَالَ: مَنْ رَبُّكَ؟ قَالَتْ: رَبِّيَ وَرَبُّكَ فِي السَّمَاءِ. فَأَمَرَ فِرْعَونُ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ فَدَعَا بِهَا وَبِوَلَدِهَا فَقَالَتْ: إِنَّ لِي حَاجَةً. قَالَ: وَمَا هىِ؟ قَالَتْ: تَجْمَعُ عظامي وعظام ولدي فتدفنه جميعًا. فقال: ذاك لَكِ عَلَيْنَا مِنَ الحَقِّ فَأَلْقَى وَلَدَهَا وَاحِدًا وَاحِدًا حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرَ وَلَدِهَا وَكَانَ صبيًا مرضعًا قال: اصبري ياأمه فَإِنَّكِ عَلَى الحَقِّ. قَالَ: ثُمَّ أُلْقِيَتْ مَعَ وَلَدِهَا ".
6352 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا هُدْبَةُ ثَنَا حَمَّادُ بن سلمة ... فذكره وَزَادَ فِي آخِرِهِ: " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَرْبَعَةٌ تَكَلَّمُوا وَهُمْ صِبْيَانٌ: ابْنُ مَاشِطَةِ فِرْعَونَ وَصَبِيُّ جريج وعيسى ابن مَرْيَمَ وَالرَّابِعُ لَا أَحْفَظُهُ".
6352 / 3 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ قَالَ: ثَنَا الحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ... فَذَكَرَهُ.
هَكَذَا وَقَعَ فِي مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى وَابْنِ حَبَّانَ مِنْ أَنَّ الرَّابِعَ لَمّ يُحْفَظْ وَقَدْ وَرَدَ مُبَيَّنًا.
6352 / 4 - كما صَرَّحَ بِهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ: فقال: ثنا أبو عمر الضرير ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير ... فذكره إلا أنه قال: " فألقوا بين يديها واحدًا واحدًا إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مرضع كأنها تقاعست من أجله قال: ياأمه اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة. فاقتحمت قال: قال ابن عباس: تكلم أربع صغار: عيسى ابن مريم وصاحب جريج وشاهد يوسف وابن ماشطة فرعون ".
6352 / 5 - قَالَ: وَثَنَا عَفَّانُ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فذكره.
قلت: وممن تكلم من الصبيان غير من تَقَدَّمَ صَبِيُّ صَاحِبِ الأُخْدُودِ كَمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنَ حَدِيثِ صُهَيبٍ.(7/46)
6353 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا الحَسَنُ بْنُ مُوسَى ثَنَا ثَابِتُ أَبُو زَيدٍ عَنْ هِلَالٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: " لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ ثُمَّ جَاءَ مِنْ لَيْلَتِهِ فَحَدَّثَهُمْ سيره وَبِعَلَامَةِ بَيْتِ المَقْدِسِ قَالَ: قَالَ أُنَاسٌ: نَحْنُ لَا نُصَدِّقُ مُحَمَّدًا. فَارْتَدُّوا كُفَّارًا؟ فَضَرَبَ اللَّهُ أَعَنَاقَهُمْ مَعَ أَبِي جَهْلٍ قَالَ: وَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يُخَوِّفُنَا مُحَمَّدٌ بِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ هَاتُوا تَمْرًا وزبدًا تزقموا. قَالَ: وَرَأَى الدَّجَّالَ فِي صُورَتِهِ رُؤْيَا عَينٍ ليس رؤيا منام وعيسى ابن مريم وإبراهيم قال: فَسُئِلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الدَّجَّالَ فقال: رأيته فيلمانيًّا أقمر هجانًا إِحْدَى عَينَيهِ قَائِمَةٌ كَأَنَّهَا كَوكَبٌ دُرِيٌّ كَأَنَّ شعره أغصان شَجَرَةٍ وَرَأَيتُ عِيسَى شَابًا أَبْيَضَ جَعْدَ الرَّأسِ حَدِيدَ البَصَرِ مُبْطَنَ الخلقِ وَرَأَيتُ مُوسَى أَشْحَمَ آدَمَ كَثِيرَ الشَّعرِ شَدِيدَ الْخُلُقِ وَرَأَيتُ إِبْرَاهِيمَ فَلَا أَنْظُرُ إِلَى أَرَبٍ مِنْ آرَابِهِ إِلَّا نَظَرْتُ إِلَيهِ كَأَنَّهُ صَاحِبُكُمُ. قَالَ: وَقَالَ جِبْرِيلُ لِي: سَلِّمْ عَلَى أَبِيكَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ".
قُلْتُ: لَمْ أَرَهُ بِتَمَامِهِ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ السِّتَةِ.
6353 - قال أبو يعلى: وثنا زكريا بن يحى الْكِسَائِيِّ ثَنَا نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ مِقْلَاصٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدِ بْنِ زُرَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ انْتُهِيَ بِي إِلَى قَصْرٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ فيه فرائش من ذهب يتلألأ فأوحى إلي- أو فأمر بي- في علي بثلاث خصال: بأنه سَيِّدُ الْمُرْسَلِينُ وَإِمَامُ المَتَّقِينَ وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ ".
6355 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ ثَنَا ضُمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو الشَّيبَانِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَولَى أُمِّ هَانِئٍ عَنْ أَمِّ هَانِئٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِغَلَسٍ فَجَلَسَ وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي فَقَالَ: شَعَرْتُ أَنِّي نِمْتُ اللَّيْلَةَ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ فَأَتَانِي جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَذَهَبَ بِي إِلَى بَابِ المَسْجِدِ فَإِذَا دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ البغل(7/47)
مضطرب الأذنين فركبت فكان يضع حافره مد بصره إذ أخذ بي في هبوط طالت يداه وقصرت رجلاه وإذ أَخَذَ بِي فِي صُعُودٍ طَالَتْ رِجْلَاهُ وَقَصُرَتْ يَدَاهُ وَجِبْرِيلُ لَا يَفُوتُنِي حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ فَأَوْثَقْتُهُ بِالحَلَقَةِ الَّتِي كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ- عَلَيْهِمُ السَّلَامُ- تُوْثِقُ بِهَا فَنُشِرَ لِي رَهْطُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْهُمْ: إِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى- صَلَوَاتُ اللَّهِ وسلامه عليهم- فصليت بهم وكلمتهم وأتيت بإناءين أحمر وأبيض فشربت الأبيض فقال لي جبريل: شربت اللبن وتركت الخمر لو شَرِبْتَ الخَمْرَ لَارَتَدَّتْ أُمَّتُكَ ثُمَّ رَكِبْتُهُ فَأَتَيْتُ المَسْجِدَ الحَرَامَ فَصَلَّيْتُ بِهِ الغَدَاةَ فَعَلَقْتُ بِرِدَائِهِ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا ابْنَ عَمِّ أَنْ تُحَدِّثَ بهذا قريشًا فيكذبك مَنْ صَدَّقَكَ. فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى رِدَائِهِ فَانْتَزَعَهُ مِنْ يَدِي فَارْتَفَعَ عَنْ بَطْنِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى عَكْنَهٍ فَوقَ إِزَارِهِ كَأَّنَهُ طَيُّ القَرَاطِيسِ وَإِذَا نور ساطع عند فؤاده كاد يخطف بصري فخررت ساجدة فلما رفعت رأسي إذا هُوَ قَدْ خَرَجَ فَقُلتُ لِجَارِيَتِي نَبْعَةَ: وَيْحَكِ اتْبَعِيهِ؟ فَانْظُرِي مَاذَا يَقُولُ وَمَاذَا يُقَالُ لَهُ. فَلَّمَا رَجَعَتْ نَبْعَةُ أَخْبَرَتْنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انْتَهَى إِلَى نَفَرٍ مَنْ قُرَيشٍ فِي الحَطِيمِ فِيهِمُ: الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نُوفَلٍ وَعَمْرُو بْنُ هِشَامٍ وَالوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ. فَقَالَ: إِنِّي صَلَّيْتُ اللَّيْلَةَ الْعِشَاءَ فِي هَذَا المَسْجِدِ وَصَلَّيْتُ بِهِ الغَدَاةَ وَأَتَيْتُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بَيْتَ المَقْدِسِ فَنُشِرَ لِي رهط من الأنبياء فيهم: إِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى- صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ- فَصَلَّيْتُ بِهِمْ وَكَلَّمْتُهُمْ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ كالمستهزئ: صفهم لي؟ فقال: أَمَّا عِيسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَفَوَقَ الرِّبْعَةِ وَدُونَ الطَّوِيلِ عَرِيضُ الصَّدْرِ ظَاهِرُ الدَّمِ جَعِدُ الشَّعْرِ يَعْلُوهُ صُهْبَةٌ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ وأما موسى- عليه السلام- فضحم آدَمُ طِوَالٌ كَأَنَّهُ مِنَ رِجَالِ شَنُوءَةَ مُتَرَاكِبُ الْأَسْنَانِ مُقَلَّصُ الشَّفَّةِ خَارِجُ اللَّثَةِ عَابِسٌ وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ- عَلَيْهِ السّلَامُ- فَوَاللَّهِ لَأَشْبَهُ النَّاسِ بِي خُلقًا وخَلقًا فَضَجُّوا وَأَعْظَمُوا ذَلِكَ قَالَ: فَقَالَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوفَلٍ: كُلُّ أَمْرِكَ قبل اليوم كان أممًا غير قولك اليوم فأنا أشهد أنك كاذب نَحْنَ نَضْرِبُ أَكْبَادَ الْإِبِلِ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ نصعد شهرًا وننحدر شهرًا تزعم أنك أتيته في ليلة؟ واللات والعزى لاأصدقك وَمَا كَانَ هَذَا الَّذِي تَقُولُ قَطُّ وَكَانَ لِلْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ حَوْضٌ عَلَى زَمْزَمَ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ عَبْدُ المطلب فَهَدَمَهُ وَأَقْسَمَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَا يُسْقَى مِنْهُ قَطْرَةٌ أَبَدًا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: يَا مُطْعِمُ بِئْسَ مَا قلت لابن أخيك جبهته وكذبته أنا أشهد أنه صادق.(7/48)
قالوا: تعال يَا مُحَمَّدُ صِفْ لَنَا بَيْتَ المَقْدِسِ. قَالَ: دَخَلْتُهُ لَيْلًا وَخَرَجْتُ مِنْهُ لَيْلًا. فَأَتَاهُ- جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَصَرَّهُ فِي جَنَاحِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ: بَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا وَبَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوضِعِ كَذَا. وَأَبُو بَكْرٍ يقول: صدقت صَدَقْتَ. قَالَتْ نَبْعَةُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ يَومَئِذٍ: يَا أَبَا بكر إني قد أَسْمَيْتُكَ الصِّدِّيقَ. قَالُوا: يَا مُطْعِمُ دَعْنَا نَسْأَلُهُ عما هو أعنى لَنَا مِنْ بَيْتِ المَقْدِسِ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنَا عَنْ عِيرِنَا. فَقَالَ: أَتَيْتُ عَلَى عِيرِ بَنِي فُلَانٍ بِالرَّوحَاءِ قَدْ أَضَلُّوا نَاقَةً لَهُمْ فَانْطَلَقُوا فِي طَلَبِهَا فَانْتَهَيتُ إِلَى رِحَالِهِمْ لَيْسَ بِهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ وَإِذَا قَدَحُ مَاءٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ فسألوهم عَنْ ذَلِكَ. قَالُوا: هَذَا وَالْإِلَهُ آيَةٌ. ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى عِيرِ بَنِي فُلَانٍ فَنَفَرَتْ مِنِّيَ الْإِبِلُ وَبَرَكَ مِنْهَا جَمَلٌ أَحْمَرُ عَلَيْهِ جَوَالِيقُ مخلط ببياض لاأدري أكسر البعير أم لا فسألوهم عَنْ ذَلِكَ قَالُوا: هَذِهِ وَالْإِلَهُ آيَةٌ. ثُمَّ انتهيت إلى عير بني فُلَانٍ فِي التَّنْعِيمِ يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ هَا هي ذه تطلع عليكم من الثَّنْيَةِ. فَقَالَ الوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: سَاحِرٌ. فَانْطَلَقُوا فَنَظَرُوا فَوَجَدُوا كَمَا قَالَ فَرَمَوْهُ بِالسِّحْرِ وَقَالُوا: صَدَقَ الوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فِيمَا قَالَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القرآن} قلت لأم هانئ: مالشجرة المَلْعُونَةُ فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَتْ: الَّذِينَ خُوِّفُوا فَلَمْ يَزِدْهُمُ التَّخْوِيفُ إِلَّا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ".
18- بَابٌ فِيمَا خصه اللَّهُ تَعَالَى بِهِ مِمَّا لَمْ يُعْطِهِ مَنْ قَبْلَهُ
فِيهِ حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ العاص وتقدم ذلك بطرقه فِي كِتَابِ التَيَمُّمِ.
6356 / 1 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَاصِلٍ عَنْ مُجَاهِدٌ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أُوتِيتُ خَمْسًا لُمْ يُؤْتَهُنَّ نَبِيُّ قَبْلِي: جُعِلَتْ لِيَ الْأَرَضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ عَلَى عَدُوِّي مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَبُعِثْتُ إِلَى الأحمر والأسود وأحلت لِيَ الْغَنَائِمُ وَلَمْ تُحَلَّ لِنَبِيٍّ كَانَ قَبْلِي وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ وَهِي نَائِلَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا".
هَكَذَا رَوَاهُ شُعْبَةُ وَقَالَ جَرِيرٌ: عَنِ الْأَعْمَشِ عن مجاهد عن عبيد بن عمير عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.(7/49)
6356 / 2 - رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا عبد العزيز بن أبان ثنا عمر بْنُ ذَرٍ ثَنَا مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَبِي ذَرٍّ: أعطيت خمس خصال لم يعطهن أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي: أُرْسِلَ كُلُّ نَبِيِّ إِلَى أُمَّتِهِ بِلِسَانِهَا وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ مِنْ خَلْقِهِ وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ وَلَمْ يُنْصَرْ بِهِ أَحَدٌ قَبْلِي يَسْمَعُ بِيَ الْقَوْمُ وَبَيْنِي وَبَيْنِهُمْ مَسِيرَةُ شَهْرٍ؟ فَيَهْرَبُونَ مِنِّي وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَلَمْ تُحِلَّ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مسجدًا وطهوراً أينما كنت منها وَإِنْ لَمْ أَجِدِ المَاءَ تَيَمَّمْتُ بِالصَّعِيدِ وَصَلَّيْتُ فَكَانَ لِي مَسْجِدًا وَطَهُورًا وَلَمْ يُفْعَلْ ذَلِكَ بِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي ".
6356 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٌ وَبَهْزٌ وَحَجَّاجٌ قَالُوا: ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ بَهْزٌ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فَذَكَرَهُ.
6356 / 4 - قَالَ: وَثَنَا يَعْقُوبُ ثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سُلَيمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ أَبِي الحَجَّاجِ عَنْ عُبَيدِ بْنِ عُمَيرٍ اللَّيثِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزَادَ: كَانَ مُجَاهِدٌ يَرَى أَنَّ الْأَحْمَرَ الْإِنْسُ وَالْأَسْوَدَ الْجِنُّ ".
6356 / 5 - وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عن عبيد بن عمير عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: بُعِثْتُ إلى الأحمر والأسود وأحلت لي الغنائم ولم تُحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ- أَوْ رُعِبَ العَدُوُّ مِنِّي- مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا وَقِيلَ لِي: سَلْ تُعْطَهْ. فَاخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهِيَ نَائِلَةٌ مِنْكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا".
6356 / 6 - وَرَوَاهُ ابنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: أبنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحيَى ابن حماد بالبصرة ثنا أبي ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6357 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بن علي ابن الحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ(7/50)
يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أُعْطِيتُ مَا لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هُوَ؟ قَالَ: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ وَأُعْطِيتَ مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ وَسُمِّيتُ أَحْمَدُ وَجُعِلَ التُّرَابُ لِيَ طَهُورًا وَجُعِلَتْ أُمَّتِي خَيْرَ الْأُمَمِ ".
6357 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثَنَا زُهَيْرٌ ... فَذَكَرَهُ.
6357 / 3 - قَالَ: وَثَنَا أبو سعد ثنا سعيد بن سلمة بن أبي حسام ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٌّ الْأَكْبَرُ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ حُذَيفَةَ. وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَفِي مُسْنَدِ البَزَّارِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ وَفِي مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى وَابْنِ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ عَوْفِ بن مالك.
وسيأتي في باب الخصائص.
19- بَابٌ جَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6358 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنِ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - أنا سيد الناس ".(7/51)
6359 / 1 - قَالَ مُسَدَّدٌ: وَثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ عبدلله بْنِ غَالبٍ قَالَ: قَالَ حُذَيفَةُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: مُحَمَّدٌ سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
6359 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسَرَائِيلَ قَالَ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) .
6359 / 3 - قَالَ: وَثَنَا حَجَّاجٌ وَحُسَينُ بْنُ مُحَمَّدٍ قالا: ثنا شريك بن أبي إسحاق ... فذ كره.
6359 / 4 - وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا أبو يحيى زكريا بن عدي التيمي أبنا سَلَامٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ... فَذَكَرَهُ.
6359 / 5 - قَالَ: وَثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ ثَنَا سَلَّامٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ حُذَيْفَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْم القِيَامَة ".
6360 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سلمة ثَنَا عِلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - قال: " أنا أول من تنشق عنه الأرض ".
قُلْتُ: عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ضَعِيفٌ لكن يتقوى بحديث عبد الله بن سلام الآتي.
6361 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثَنَا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَنْتَ سَيِّدُ العَرَبِ؟ قَالَ: أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ولا فخر وآدم تحت لوائي ولا فخر".
6362 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَاقِدُ ثَنَا عَمْرَوُ بْنُ عُثْمَانَ الْكِلَابِيُّ ثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ عَنْ بِشْرِ بْنِ شِغَافٍ عَنْ عَبْدِ الله بن سلام- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -:(7/52)
" أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَمُشَفَّعٍ بِيَدِي لِوَاءُ الحَمْدِ تَحْتِي آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ ".
6362 / 2 - رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
20- بَابٌ فِيمَا ضُرِبَ لَهُ مِنَ المَثَلِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6363 / 1 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيٍّ عَنْ يُوسُفَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَاهُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ مَلَكَانِ قَعَدَ أَحُدُهُمَا عِنْدَ رأسه وأنتعند رِجْلَيْهِ فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيْهِ لِلَّذِي عِنْدَ رأسه: اضرب مثل هذا ومثل أمته. فقال: إن مثل هذا مثل أُمَّتِهِ كَمَثَلِ قَوْمٍ سُفُرٍ انْتَهَوْا رَأْسَ مَفَازَةٍ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ مِنَ الزَّادِ مَا يَقْطَعُونَ به المفازة ولا ما يرجعون فبينما هم كَذَلِكَ إِذْ أَتَاهُمْ رَجُلٌ مُرَّجَّلٌ فِي حُلَّةٍ حبرة فقال: أرأيتم إن وردت بكم رياضا مُعْشِبَةً وَحِيَاضًا رِوَاءً تتبعونىِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَانْطَلَقَ بهم فأوردهم رِيَاضًا مُعْشِبَةً وَحِيَاضًا رِوَاءً فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَسَمِنُوا فقال لهم: ألم ألقكم على تلك الحال فجعلتم لي إن وردت بكم رياضا معشبة وحياضً أَنْ تَتَّبِعُونِي؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَإِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ رِيَاضًا هِيَ أَعْشَبُ مِنْ هَذِهِ وَحِيَاضًا هي أروى من هذه فاتبعوني. قال: فقالت طائفة: صدق والله لنتبعنه وقالت طائفة: قد رَضِينَا بِهَذَا نُقِيمُ عَلَيْهِ ".
6363 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ ... فَذَكَرَهُ.
6363 / 3 - ورواه أحمد بين حَنْبَلٍ: ثنا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: مَدَارُ الْإِسْنَادِ عَلَى عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ وَهُوَ ضعيف.
وتقدم في كتاب التفسير.(7/53)
21- باب في تكفل الله عزوجل لَهُ بِالْعِصْمَةِ
6364 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ عَنْ جَعْدَةَ " شَهِدْتُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (وَأُتِيَ بِرَجُلٍ فقيل: يا رسول الله إذا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَكَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (: لَمْ تُرَعْ " لَمْ تُرَعْ " إِنَّكَ لَوْ أَرَدْتَ ذَلِكَ لَمْ يُسَلِّطْكَ اللَّهُ عَلَيَّ ".
6364 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا وكيع عن شعبة ثنا أبو إِسْرَائِيلُ أَنَّ شَيْخَهُمْ جَعْدَةَ قَالَ: " بَلَغَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (أَنَّ رَجُلًا قَالَ: لَأَقْتُلَنَّهُ فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَتَنَاوَلُونَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لِمَ تُرَعْ لَمْ تُرَعْ ... " فَذَكَرَهُ.
6364 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ثَنَا شُعْبَةُ ثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ فِي بَيْتِ قَتَادَةَ سَمِعْتُ جَعْدَةَ قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (وَرَجُلٌ يَقُصُّ عَلَيْهِ رُؤْيًا فَذَكَرَ مِنْ عِظَمِهِ وَسِمَنِهِ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَوْ كَانَ هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا كَانَ خَيْرًا لَكَ ".
6364 / 4 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ) : ثَنَا محمد بن جعفر ثنا شعبة أبنا أبو إِسْرَائِيلُ سَمِعْتُ جَعْدَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَأَى رَجُلًا سَمِينًا فَجَعَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يومئ إلى بطنه وَيَقُولُ: لَوْ كَانَ هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا كَانَ خَيرًا لَكَ. قَالَ: وَأُتِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِرَجُلٍ فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا أراد أن يقتلك. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَمْ تُرَعْ لَمْ تُرَعْ ... " فَذَكَرَهُ. وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَالطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ وَالْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ.
وتقدم فِي كِتَابِ الْأَطْعِمَةِ فِي بَابِ الْإِمْعَانِ مِنَ الشبع.(7/54)
6365 / 1 - وقال إسحاق بن راهويه: أبنا وهب بن جريرحدثنا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول؟ "مَا هَمَمْتُ بِقَبِيحٍ مِمَّا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَهِمُّونَ بِهِ إِلَّا مَرَّتَيْنِ مِنَ الدَّهْرِ كِلْتَيْهِمَا يعصمني الله منها: قُلْتُ لَيْلَةً لِفَتًى مَعِي مِنْ قُرَيْشٍ بِأَعْلَى مكة في أغنام لأهلنا يرعاها: انْصَرِفْ إِلَى غَنَمِي حَتَّى أَسْمُرَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ بِمَكَّةَ كَمَا يَسْمُرُ الْفِتْيَانُ قَالَ: نَعَمْ. فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ أَدْنَى دَارٍ مِنْ دُورِ مَكَّةَ سَمِعْتُ غناء وضرب دُفُوفٍ وَمَزَامِيرَ فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟! فَقَالُوا: فُلَانٌ تزوج فُلَانَةَ- لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ - فَلَهَوْتُ بِذَلِكَ الْغِنَاءِ وَبِذَلِكَ الصَّوْتِ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَمَا أَيْقَظَنِي إِلَّا مَسُّ الشَّمْسِ فَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي حَتَّى قَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ ثُمَّ قُلْتُ لَيْلَةً أُخْرَى مِثْلَ ذَلِكُ فَفَعَلَ فَخَرَجْتُ فَسَمِعْتُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقِيلَ لىِ مثلما قِيلَ لِي فَلَهَوْتُ بِمَا سَمِعْتُ حَتَّى غَلَبَتْنِي عيني فماأيقظني إِلَّا مَسُّ الشَّمْسِ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي فَقَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: مَا فَعَلْتُ شَيْئًا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فَوَاللَّهِ مَا هَمَمْتُ بَعْدَهُمَا بِسُوءٍ مِمَّا يَعْمَلُ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ حَتَّى أَكْرَمَنِي اللَّهُ بِنُبُوَّتِهِ ".
قُلْتُ: هَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي السِّيرَةِ وَهَذِهِ الطَّرِيقُ حَسَنَةٌ جَلِيلَةٌ وَلَمْ أَرَهُ فِي شَيءٍ مِنَ المَسَانِيدِ الْكِبَارِ إِلَّا فِي مُسْنَدِ إِسْحَاقَ وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ مُتَّصِلٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
6365 / 2 - ورواه ابن حبان في صحيحه: أبنا عمر بن محمد الهمداني ثنا أحمد ابن المقدام الْعِجْلِيُّ ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ... فَذَكَرَهُ.
6366 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ ثَنَا عبدلله بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: " قَالَ أَبُو جَهْلٍ: لَئِنْ رأيت محمدًا يصلي عند الكعبة لآتينه حَتَّى أَطَأَ عَلَى عُنُقِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَوْ فَعَلَ لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عَيَانًا وَلَوْ أَنَّ الْيَهُودَ تَمَنَّوُا الْمَوْتَ لَمَاتُوا وَلَوْ خَرَجَ الَّذِينَ يُبَاهِلُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَرَجَعُوا لَا يَجِدُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا ".
6366 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مختصرًا فقال: أبنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجِزَرِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " فِي قَوْلِهِ تعالى: {سندع الزبانية} قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: لَئِنْ(7/55)
رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يُصَلِّي لَأَطَأَنَّ عَلَى عُنُقِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (: لَوْ فَعَلَ لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عَيَانًا ".
6366 / 3 - وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ: عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ بِهِ.
وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
6367 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحميد الضَّبِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَشْهَدُ مَعَ الْمُشْرِكِينَ مَشَاهِدِهِمْ قَالَ: فَسَمِعَ مَلَكَيْنِ خَلْفَهُ وَأَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: اذْهَبْ بِنَا حَتَّى نَقُومَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: كَيْفَ نَقُومُ خَلْفَهُ وَإِنَّمَا عَهْدُهُ بِاسْتِلَامِ الْأَصْنَامِ قبل؟! قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ بَعْدَ ذَلِكَ يَشْهَدُ مَعَ الْمُشْرِكِينَ مَشَاهِدَهُمْ ".
6368 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى عَنِ الحَكَمِ بْنِ أَبَانَ عَنْ عكرمة قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: " مأمن من خلقه أحد إلا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}(7/56)
قال لِلْمَلَائِكَةِ: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دونه فذلك نجزيه جهنم} .
6369 / 1 - قال أبو يعلى: وثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ مُوسَى الطَّوْسِيُّ ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: " لَمَّا نزلت {تبت يدأبي لَهَبٍ} جَاءَتِ امْرَأَةُ أَبِي لَهَبٍ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ فلما رآه أَبُو بَكْرٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا امْرَأَةٌ بَذِيئَةٌ وَأَخَافُ أَنْ تُؤْذِيَكَ فَلَوْ قُمْتَ. قَالَ: إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي. فَجَاءَتْهُ فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِي! قَالَ: مَا يَقُولُ الشِّعْرَ. قَالَتْ: أَنْتَ عِنْدِي مُصَدَّقٌ. وَانْصَرَفَتْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ تَرَكَ. قَالَ: ما زال ملك يسترني منها بِجَنَاحِهِ ".
6369 / 2 - رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
6369 / 3 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ. وَتَقَدَّمَ فِي التَّفْسِيرِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَتَقَدَّمَ بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ التَّفْسِيرِ في سورة "تبت يدأبي لهب ".
6370 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ ثنا موسى بن مطير ثني أَبِي عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى اسْتَقَبَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِعَوْرَتِهِ يبول قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ الرَّجُلُ يَرَانَا؟! قال: لو رآنا لم يستقبلنا بِعَوْرَتِهِ- يَعْنِي: وَهُمَا فِي الْغَارِ ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ مُوسَى بْنِ مَطِيرٍ- بِالرَّاءِ.(7/57)
22 - بَابٌ الْبَيَانُ بِأَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا مَسَّ الصَّنَمَ إِنَّمَا مَسَّهُ مُوَبِّخًا لِعَابِدِيهِ
6371 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. ثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " دخل جبريل المسجد الحرام فطفق يتقلب فبصربالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَائِمًا فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَأَيْقَظَهُ فَقَامَ وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ مِنَ التُّرَابِ فَانْطَلَقَ بِهِ مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ فَتَلَقَّاهُمَا مِيكَائِيلُ فَقَالَ جِبْرِيلُ لِمِيكَائِيلَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَافِحَ النَّبِيَّ - صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ -؟! فَقَالَ: أَجِدُ مِنْ رِيحِهِ رِيحَ النُّحَاسِ. فَكَأَنَّ جِبْرِيلَ أَنْكَرَ ذَلِكَ. فَقَالَ: أَفَعَلْتَ ذَلِكَ؟ فَكَأَّنَ النَّبِيّ - صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ - نَسِيَ ثُمَّ ذَكَرَ فَقَالَ: صَدَقَ أَخِي مَرَرْتُ أَوَّلَ أَمْسِ عَلَى إِسَافَ وَنَائِلَةَ فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى أحدهما فقلت: إن قومًا رضوا بكم إِلَهًا مَعَ اللَّهِ قَوْمُ سُوءٍ ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ صَالِحِ بْنِ حَيَّانٍ.
23- بَابٌ فِي خَصَائِصِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فِيهِ حَدِيثُ سَلْمَانَ الطَّوِيلُ الْمَذْكُورُ فِي بَابِ مَا كَانَ عِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ أَمْرِ نُبُوَّتِهِ.
6372 / 1 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثنا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَاصِمٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ وَتَعَالَى- نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فاختار محمدًا وَبَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ وَانْتَخَبَهُ بِعِلْمِهِ ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ النَّاسِ بَعْدَهُ فَاخْتَارَ لَهُ أَصْحَابَهُ فَجَعَلَهُمْ أنصار دينه ووزراء نبيه فَمَا رَآهُ الْمُؤْمِنُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ حسن وما رأوه قبيحًا فهوعند اللَّهِ قَبِيحٌ ".
6372 / 2 - رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا الْمُقْرِئُ ثَنَا المَسْعُودِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
6372 / 3 - قَالَ: وَثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عبدلله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ " فَاصْطَفَاهُ لِنُبُوَّتِهِ وَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بعد قلب محمد? فوجد قلب أَصْحَابَهُ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَجَعَلَهُمْ أَنْصَارَ دِينِهِ ... " فذكره.(7/58)
6373 / 1 - قال الطيالسي: وثنا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عبدلله- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ- تَبَارَكَ وَتَعَالَى- اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا وَإِنَّ صَاحِبَكُمَ خَلِيلُ اللَّهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ مُحَمَّدًا أَكْرَمُ الْخَلَائِقِ عَلَى اللَّهِ يَومَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ قَرَأَ {عَسَى أن يبعثك ربك مقامًا محمودا} .
6373 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا علي بن حفص المدائني عن المسعودي ... فذ كره.
6372 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا المسعودي ... فذكره.
6373 / 4 - قال: وثنا أَبُو أَحْمَدَ ثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ... فَذَكَرَهُ وزاد " وإن مُحَمَّدًا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَسَيِّدُ النَّاسِ يَومَ الْقِيَامَةِ ".
6374 / 1 - وقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " تَنَامُ عَيْنِي وَلَا يَنَامُ قَلْبِي ".
6374 / 2 - رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صحيحه: أبنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ ثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد ثنا يحى القطان عن ابن عجلان ... فذكره.
6375 / 1 - قال مسدد: وثنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عَلَاقَةَ عَنْ شَرِيكِ بْنِ طَارِقٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَمَعَهُ شَيْطَانٌ. قَالُوا: وَمَعَكَ؟ قَالَ: وَمِعِي إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ وَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ. قالوا: ولا أنت؟ قال: ولا أن إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي رَبِّي مِنْهَ بِرَحْمَةٍ".
6375 / 2 - رَوَاهُ أبو يعلى الموصلي: ثنا سفيان حدثنا أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ زِيَادِ بْنِ عَلَاقَةَ عَنْ شَرِيكِ بْنِ طَارِقٍ النَّخَعِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ... فذكره إِلَى قَوْلِهِ فَأَسْلَمَ " دُونَ بَاقِيهِ.(7/59)
6375 / 3 - وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ العَقَدِيُّ ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ... فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
قَالَ البَزَارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَى شَرِيكٌ إِلَّا هَذَا وَآخَرَ.
قُلْتُ: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
6375 / 4 - رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ قَالَ: أبنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ القَزَّازُ بِالْبَصْرَةِ ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
6376 / 1 - قَالَ مُسَدَّدٌ: وَثَنَا يَحْيَى (عَنْ شُعْبَةَ) عَنْ سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن الربيع بن خثيم قال: " لا أفضل على محمد- صلى الله عليه وسلم - أحدًا ولا أفضل على إبراهيم خليل ربي- عز وجل- أحدًا ".
6376 / 2 - رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثَنَا الثَّوْرِيُّ عَنْ أبيه عن منذر الثوري عن الربيع بن خثيم قال ... فَذَكَرَهُ.
6377 / 1 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ تَقُولُ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي نِسْوَةٍ فَقَالَ: فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَايَعْنَا. فَقَالَ: إِنِّي لأصافحكن إِنَّمَا آخُذُ عَلَيْكُنَّ مَا أَخَذَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ ".
6377 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ أنه لقي أسماء بنت يزيد قال: فَحَدَّثَتْنِي "أَنَّهَا بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ بَايَعَ النِّسَاءُ قَالَتْ: فَمَدَدْتُ يَدِي لِأُبَايَعَهُ فَقَبَضَ يَدَهُ وَقَالَ: لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ وَلَكِنْ إِنَّمَا أخذ عَلَيْهِنَّ بِالْقَوْلِ ".(7/60)
6377 / 3 - قال: وثنا أَبُو كُرَيْبٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ مُسْتَقِيمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بْنِتِ يَزِيدَ قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يُصَافِحُ النِّسَاءَ".
6377 / 4 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا وَكِيعٌ ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بِهْرَامٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بْنِتِ يَزِيدَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنِّي لَسْتُ أُصَافُحُ النِّسَاءَ.
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ مُخْتَلَفٌ فِيهِ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ مَعِينٍ وَالْعَجَلِيُّ وَيَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ وَلَيَّنَهُ النَّسَائِيُّ وَضَعَّفَهُ ابْنُ حَزْمٍ وَالْبَيْهَقِيُّ وَبَاقِي رِجَالِ الْإِسْنَادِ رِجَالُ الصَّحِيحِ وَابْنُ أبي حسين هو عبدلله بن عبد الرحمن القرشي النوفلي وتقدم في الإيمان في باب بيعة النساء.
6378 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ قَالَ: قَالَ فُلَانٌ - رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صفته في التوراة عندي أحمد المختار مولده مكة ومهاجره المدنية- أَوْ قَالَ: طِيبَةُ- أُمَّتُهُ الْحَامِدُونَ اللَّهَ عَلَى كُلِّ حَالٍ- وَرُبَّمَا قَالَ: عَلَى كُلِّ شَرَفٍ- صُفُوفِهِمْ فِي الْقِتَالِ صُفُوفُهُمْ فِي الصَّلَاةِ أَنَاجِيلُهُمْ صدورهم- وَرُبَّمَا قَالَ: قُلُوبُهُمْ- لُيُوثٌ بِالنَّهَارِ رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ لَيْسَ بِصَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.
6379 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: وَثَنَا حسين ثَنَا زَائِدَةُ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَا صُدِّقَ نَبِيُّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مَا صُدِّقْتُ إِنَّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نبيٌّ مَا صَدَّقَهُ مِنْ أُمَّتِهِ غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ".
6380 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أُعْطِيتُ فَوَاتِحَ الْكَلَامِ وَجَوَامِعَهُ وَخَوَاتِمَهُ. قَالَ: فَقُلْنَا: عَلِّمْنَا مِمَّا عَلَّمَكَ الله: فعلمنا التشهد ".
وتقدم في الصلاة فِي بَابِ التَّشَهُّدِ.(7/61)
6381 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: أنا خَاتَمُ أَلْفِ نَبِيٍّ أَوْ أَكْثَرَ وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ بُعِثَ إِلَى قَوْمٍ إِلَّا يُنْذِرُ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ وَأَنَّهُ قَدْ بُيِّنَ لِي مَا لَمْ يَتَبَيَّنْ لِأَحَدٍ وَإِنَّ الدَّجَّالَ أَعْوَرٌ وَإِنَّ ربكم ليس بأعور ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ.
وستأتي له شواهد وسيأتي في كتاب الفتن.
6382 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ عن عمرو بن شراحيل عَنْ بِلَالِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: "قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: أَنَا وَأَقْرَانِي. قُلْنَا: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: القَرْنُ الثَّانِي ثُمَّ القَرْنُ الثَّالِثُ ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ يَحْلِفُونَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُسْتَحْلَفُوا وَيَشْهَدُونَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُسْتَشْهَدُوا ويؤتمنون فلا يؤدون ".
وله شاهد من حديث بريدة الأسلمي وسيأتي في كتاب المناقب في باب مَنْ صَحِبَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
6383 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " كَانَ يَنَامُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد فما يعرف نَوْمَهُ إِلَّا بِنَفْخِهِ ثُمَّ يَقُومُ فَيَمْضِي فِي صَلَاتِهِ.
6383 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا منصور بن أبي الأسود ... فذكره.
6383 / 3 - قال: وثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنَامُ مُسْتَلْقِيًا حَتَّى ينفخ ثم(7/62)
يقوم فيصلي يَتَوَضَّأُ".
6383 / 4 - قَالَ: وَثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ ثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ فُضَيْلٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " نَامَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى نَفَخَ ثم قام فصلى. قال: فذكرت ذلك لِعَطَاءٍ فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَكُنْ كَغَيْرِهِ ".
قُلْتُ: رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ بِاخْتِصَارٍ.
6384 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُنْتَصِرًا من مظلمة قط وكان إذ أنتهك شيء من محارم الله كان أشدهم فِي ذَلِكَ ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ تَابِعِيهِ.
6385 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا وَكِيعٌ ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "إِنَّمَا كَانَتِ النَّافِلَةُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) .
6385 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ علي سمعت أبي يقول؟ أبنا الحسين بن راقد عَنْ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " مَنْ وَضَعَ الْوُضُوءَ مَوَاضِعَهُ فَإِنْ قَعَدَ قَعَدَ مغفورًا له وإن قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قَامَ إِلَى فَضِيلَةٍ. قَالَ رَجُلٌ: إِلَى نَافِلَةٍ؟ قَالَ: لَا النَّافِلَةُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَاصَّةً".
6385 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بين حنبل: ثنا يزيد بن هارون أبنا سليمان بن حيان ثنا أبو غالب سمعت أباأمامة يقول: " إِذَا وَضَعْتَ الطُّهُورُ مَوَاضِعَهُ قَعَدْتَ مَغْفُورًا لَكَ وإن قام يصلي كانت لَهُ فَضِيلَةٌ وَأَجْرٌ وَإِنْ قَعَدَ قَعَدَ مَغْفُورًا لَهُ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا أُمَامَةَ إن قام فصلى تكون له نافلة؟ قال: لا إنما النَّافِلَةُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَيْفَ تَكُونُ لَهُ نَافِلَةٌ وَهَوُ يَسْعَى فِي الذُّنُوبِ والخطايا؟ تكون له فضيلة وأجر".
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ.(7/63)
6386 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا وَكِيعٌ ثَنَا سُفْيَانَ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَامَ حَتَّى نَفَخَ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى".
6386 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سلمة عن حميد وأيوب عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَامَ حَتَّى سُمِعَ لَهُ غَطِيطٌ فَقَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. قَالَ عِكْرِمَةُ: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ مَحْفُوظًا.
6386 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ ثَنَا حَفْصٌ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ عَنْ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَامَ وَهُوَ جَالِسٌ ثُمَّ نَفَخَ ثُمَّ جَاءَ بِلَالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ فَخَرَجَ فَصَلَّى ولم يتوضأ".
قلت: رواه أبو داود والترمذيوابن مَاجَةَ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.
6387 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عن عبدلله بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ " أَنَّ سَلْمَانَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِهَدِيَّةٍ عَلَى طَبَقٍ فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: صَدَقَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَصْحَابِكَ. قَالَ: إِنِّي لاآكل الصَّدَقَةَ. فَرَفَعَهُ ثُمَّ أَتَاهُ مِنَ الْغَدِ بِمِثْلِهَا. فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: هَدِيَّةٌ لَكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأصحابه؟ كُلُوا ".
6387 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6387 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ مطولًا: عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ عبدلله بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ " جَاءَ سَلْمَانُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بِمَائِدَةٍ عَلَيْهَا رُطَبٌ فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: ماهذا يَا سَلْمَانُ؟ قَالَ: صَدَقَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَصْحَابِكَ. قَالَ: ارْفَعْهَا فَإِنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ. فَرَفَعَهَا وَجَاءَ مِنَ الْغَدِ بِمِثْلِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: مَا هَذَا يَا سَلْمَانُ؟ قَالَ: صَدَقَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَصْحَابِكَ. قَالَ: ارْفَعْهَا؟ فَإِنَّا لَا نَأْكُلُ الصدقة. فجاء من الغد مثله فوضعه بين(7/64)
يديه يحمله فقال: ماهذا يَا سَلْمَانُ؟ قَالَ: هَدِيَّةٌ لَكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انْشَطُوا قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى الْخَاتَمِ الَّذِي عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَآمَنَ بِهِ وَكَانَ لِلْيَهُودِ فَاشْتَرَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - بكذا وكذا درهمًا وَعَلَى أَنْ يَغْرِسَ نَخْلًا؟ فَيَعْمَلَ سَلْمَانُ فِيهَا حتى يطعم. قَالَ: فَغَرَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النَّخْلَ إِلَّا نَخْلَةً وَاحِدَةً غَرَسَهَا عُمَرُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: فَحَمَلَتِ النَّخْلُ مِنْ عَامِهَا وَلَمْ تَحْمِلِ النَّخْلَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ قَالَ عُمَرُ: أَنَا غَرَسْتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَنَزَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ غَرَسَهَا فَحَمَلَتْ مِنْ عَامِهَا".
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
رواه الطبراني والترمذي في الشمائل وَالْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ. انْتَهَى.
وقد تقدم هذا الحديث في كتاب الزكاة بتمامه مع جملة أحاديث من هذا النوع.
6388 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا محمد بن عمر ثنا عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا خَطَبَ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَ: مُرِي ابْنَكِ أَنْ يُزَوِّجَكِ- أَوْ قَالَ: يُزَوِّجُها ابْنُهَا- وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صَغِيرٌ لَمْ يَبْلُغْ ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الوَاقِدِيِّ.
6389 - قَالَ الْحَارِثُ: وَثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ ثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ ثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ عَنْ بِشْرِ بْنِ شِغَافٍ سمعت عبدلله بْنَ سَلَامٍ يَقُولُ: "إِنَّ أَكْرَمَ خَلْقِ اللَّهِ عليه أبو القاسم وَأَنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ وَأَنَّ النَّارَ فِي الْأَرْضِ فَإِذَا كَانَ يَومُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ الخليقة أمة أمة ونبي نبي حَتَّى يَكُونَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ آخِرَ الْأُمَمِ مَرْكَزًا ثُمَّ يُوضَعُ جِسْرٌ عَلَى جَهَنَّمَ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ؟ فَيَقُومُ وَتَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ برها وفاجرها ".(7/65)
6390 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابن عباس قال: " ما أمن الله أحدًا من خلقه إلا محمدًا قَالَ: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذنبك وما تأخر} وَقَالَ لِلْمَلَائِكَةِ: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ من دونه فذلك نجزيه جهنم} .
في إسناده نظر.
6391 - قال أبو يعلى: وثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْعَصْرَ ثُمَّ دَخَلَ بَيْتِي فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ قُلْتُ: يارسول اللَّهِ صَلَّيْتَ صَلَاةً لَمْ تَكُنْ تُصَلِّيهَا! فَقَالَ: قَدِمَ عَلَيَّ مَالٌ فَشُغِلْتُ عَنْ رَكْعَتَيْنِ كُنْتُ أَرْكَعُهُمَا بَعْدَ الظُّهْرِ فَصَلَّيْتُهُمَا الْآنَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَنَقْضِيهِمَا إِذَا فَاتَتْنَا؟ قَالَ: لَا ".
قلت: أخرجته لقولها: "فنقضيهما إِذَا فَاتَتْنَا؟ قَالَ: لَا ".
6392 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وثنا هارون بن عبدلله الْحَمَّالُ ثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِينَاءٍ الْأَشْجَعِيِّ عن عوف ابن مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أُعْطِينَا أَرْبَعًا لَمْ يعطهن أحد كان قبلنا وسألت ربي الخامسة فأعطانيها كان النبى يبعث إلى قريته لَا يَعْدُوهَا وَبُعِثْتُ كَافَّةً لِلنَّاسِ وَأُرْهِبَ مِنَّا عَدُوُّنَا مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَجُعِلَتِ الْأَرْضُ لَنَا طَهُورًا ومسجدًا وأحل لنا الخمس ولم يحل لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلَنَا وَسَأَلْتُ رَبِّيَ الْخَامِسَةَ سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَلْقَاهُ عَبْدٌ مِنْ أُمَّتِي يُوَحِّدُهُ إِلَّا أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ فَأَعْطَانِيهَا".
6392 / 2 - رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ في صحيحه: أبنا أَبُو يَعْلَى ... فَذَكَرَهُ.
6393 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عن الأعمش(7/66)
عَنْ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " نُصِرْتُ بِالْصَبَا وأهلكت عاد بالدبور "
وتقدم في آخر سورة الشعراء في قوله تعالى: {وتقلبك في الساجدين} قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَرَى مِنْ خَلْفِهِ فِي الصَّلَاةِ كَمَا يَرَى مِنْ بَيْنِ يَدَيهِ ".
24- بَابٌ فِي ذِكْرِ أَخْلَاقِهِ الشَّرِيفَةِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6394 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي عُقَيْلٍ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: " حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نِسَاءَهُ ذَاتَ يَومِ حَدِيثًا فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذَا حَدِيثُ خُرَافَةَ. قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا خُرَافَةُ؟ إِنَّ خُرَافَةَ كَانَ رَجُلًا مِنْ عُذْرَةَ أَسَرَتْهُ الْجِنُّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَمَكَثَ فِيهِمْ دَهْرًا ثُمَّ رَدُّوهُ إِلَى الْإِنْسِ فَكَانَ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِمَا عَايَنَ فِيهِمْ مِنَ الْأَعَاجِيبِ فَقَالَ النَّاسُ: حَدِيثُ خرا فة ".
6394 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6394 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ: ثَنَا أَبُو النَّضْرِ ثَنَا أَبُو عُقَيْلٍ- يَعَنِي: الثَّقَفِيَّ- ثَنَا مُجَالِدٌ ... فَذَكَرَهُ.
6395 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ عَنْ عَطَّافِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أُمِّهِ عَنْ زَيْنَبَ قَالَتْ: " كَانَتْ أُمِّي إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَغْتَسِلُ تَقُولُ: اذْهَبِي. فَإِذَا دَخَلْتُ عَلَيْهِ نَضَحَ فِي وَجْهِيَ الْمَاءَ ثُمَّ قَالَ: ارْجِعِي. قَالَ عَطَّافٌ: قَالَتْ أُمِّي: فَرَأَيْتُ وَجْهَ زَيْنَبَ وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ وَمَا نَقَصَ مَنْ وَجْهِهَا شَيءٌ".(7/67)
6396 / 1 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ خَارِجَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ " أَنَّ نَفَرًا دَخَلُوا عَلَى أَبِيهِ زَيدِ بْنِ ثَابِتٍ فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ بَعْضِ أَخْلَاقِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: كُنْتُ جَارَهُ فَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الوحي بعث إلي فأكتب الوحي فكن إذا ذكرن الدُّنْيَا ذَكَرَهَا مَعَنَا وَإِذَا ذَكَرْنَا الْآخِرَةَ ذَكَرَهَا مَعَنَا وَإِذَا ذَكَرْنَا الطَّعَامَ ذَكَرَهُ مَعَنَا فَكُلُّ هذا حدثكم عَنْهُ ".
6396 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن يزيدح.
6396 / 3 - وثنا: أحمد الدورقي ثنا أبو عبد الرحمن قال: ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ... فَذَكَرَهِ. وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ في الشمائل ورواته ثِقَاتٌ.
6397 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ثنا يُونُسُ بْنُ بكير أبنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ كَعْبٍ حدثني ربيع - رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ وَكَانَ فِي حِجْرِ صفية- عن صفية بنت حيي قالت: مَا رَأَيْتُ قَطُّ أَحْسَنَ خُلُقًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.
6398 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تِسْعَ سِنِينَ فَمَا قَالَ لِي لِشَيءٍ يَكْرَهُهُ: مَا أَقْبَحَ مَا صَنَعْتَ وَلَا قَالَ لشيء يعجبه: ما أحسن ما صنعت ".
قلت: أخرجته لقوله: "وَلَا قَالَ لِشَيءٍ يُعْجِبُهُ: مَا أَحْسَنَ مَا صَنَعْتَ ".
وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.(7/68)
6399 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا زُهَيْرٌ ثَنَا عَفَّانُ ثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ثَنَا أَبُو التَيَّاحِ ثَنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا ".
6400 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ ".
6400 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ... فَذَكَرَهُ.
6400 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي المستدرك: أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشَّعَرَانِيُّ ثَنَا جَدِّي ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ... فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
25- باب في صبره - صلى الله عليه وسلم - عَلَى جَفْوَةِ الْعَرَبِ وَانْتِصَارِهِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالذِّلَّةِ وَالصَّغَارِ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرَهُ
6401 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ حَدَّثَنِي رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: " جاء حصين إلى النبي - صلى الله عليه وَسَلَّمَ - قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ كان عبد المطلب خيرا لقومه منك كان يُطْعِمُهُمُ الْكَبِدَ وَالسِّنَامَ وَأَنْتَ تَنْحَرُهُمْ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ما شَاءَ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ إِنَّ حُصَيْنًا قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَاذَا تَأْمُرُنِي أَنْ أَقُولَ؟ فَقَالَ: قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَعْزِمَ لِي عَلَى رُشْدِ أمري. قال: ثم إن حصينا أسلم بعد ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ سَأَلْتُكَ الْمَرَّةَ الْأُولَى وَإِنِّي الآن أقول بماذا تَأْمُرُنِي أَقُولُ؟: قَالَ: قَلِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مأسررت وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَخْطَأْتُ وَمَا عَمَدْتُ وَمَا جهلت ".(7/69)
6401 / 2 - رواه عبد بن حميد: أبنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يونس عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رجل أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: يا محمد ... " فذكره.
6401 / 3 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا (حَسَنٌ) ثَنَا شَيْبَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ عمران بن حصين أو غيره: " أَنَّ حُصَيْنًا قَالَ: يَا مُحَمَّدُ لَعَبْدُ الْمُطَّلِبِ كان خيرا لقومه منك كان يطعمهم الكبد والسنام وَأَنْتَ تَنْحَرُهُمْ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ قَالَ لَهُ: مَا تَأْمُرُنِي أَنْ أَقُولَ؟ قَالَ: قُلِ: اللَّهُمَّ قِنِي شَرَّ نَفْسِي وَاعْزِمْ لِي عَلَى أَرْشَدِ أَمْرِي. قَالَ: فَانْطَلَقَ فَأَسْلَمَ الرَّجُلُ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: إِنِّي أَتَيْتُكَ فَقُلْتَ لِي: قُلِ: اللَّهُمَّ قِنِي شَرَّ نَفْسِي وَاعْزِمْ لِي عَلَى أَرْشَدِ أَمْرِي. فَمَا أَقُولُ الْآنَ؟ فقال: قل: اللهم اغفر لي ماأسررت وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَخْطَأْتُ وَمَا عَمَدْتُ وَمَا علمت وما جهلت ".
6401 / 4 - ورواه ابن حبان في صحيحه: أبنا النضر بن محمد بن المبارك العابد ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ... فَذَكَرَهُ. إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ وَلَمْ يَكُنْ أَسْلَمَ فَأَسْلَمَ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَتَيْتُكَ ... " فَذَكَرَ مِثْلَ رِوَايَةِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَتَقَدَّمَ فِي كتاب الدعاء فِي بَابِ الْجَوَامِعِ مِنَ الدُّعَاءِ.
6402 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا عَفَّانُ ثَنَا وُهَيْبٌ ثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ: "أَنَّهُ نَادَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ حَمْدِي زَيْنٌ وَإِنَّ ذَمِّي لَشَيْنٌ. فَقَالَ: ذاك(7/70)
اللَّهُ " كَمَا حَدَّثَ بِهِ أَبُو سَلَمَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
6402 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَفَّانُ ... فَذَكَرَهُ.
6403 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا الْحَكَمُ بن موسى ثنا ابن أبي الرجال أبنا عبدلله بن أَبِي بَكْرٍ قَالَ: " كَانَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ جَالِسًا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ بَعْضِ بُيُوتِهِ مُلْتَحِفًا فِي ثَوبٍ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانُ- وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ-؟ لَيْتَ شِعْرِي بِأَيِّ شَيءٍ غَلَبْتَنِي؟ قَالَ: فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى ضرب ظهره بيده ثم قال: بالله غلبتك. قال: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ".
6404 / 1 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عن عبد الرحمن بن ثابت حدثني حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي مُنِيبٍ الْجَرْشِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - بعثت بين يدي الساعة مع السيف وجعل رزقي في ظل رمحي وجعل الذل وَالصَّغَارَ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي وَمَنْ تَشَبَّهَ بقوم فهو مِنْهُمْ ".
6404 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَد بْن حَنْبَلٍ: ثَنَا أَبُو النَّضْر ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ ثنا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي مُنِيبٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيَّ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ- تَعَالَى- وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وُجُعِلُ رِزْقِي ... " فَذَكَرَهُ.
6404 / 3 - قَالَ: وَثَنَا محمد بن يزيد الواسطي أبنا ابْنُ ثَوْبَانَ عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ ... فَذَكَرَهُ.(7/71)
26- بَابٌ فِي قُوَّتِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6405 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قال: " كنا يوم بدر كل ثَلَاثَةً عَلَى بَعِيرٍ وَكَانَ أَبُو لُبَابَةَ وَعَلَيٌّ زَمِيلَيْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَانَ إِذَا كَانَ عَقِبَهُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَا: ارْكَبْ حَتَّى نَمْشِي. فَيَقُولُ: مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى عَلَى الْمَشْيِ مِنِّي وَلَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا ".
6405 / 2 - رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
6406 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ ثَنَا الثَّوْرِيُّ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا فِي الْجِمَاعِ.
6407 - قَالَ الْحَارِثُ: وَثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ ثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ ثُوَيْرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " أُعطي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُوَّةَ بِضْعِ أَرْبَعِينَ رَجُلًا كُلِّ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ".
27- بَابٌ فِي ذكر شجاعته
فيه حديث عمرو بن العا ص وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ مَا صَبَرَ عَلَيْهِ النبي - صلى الله عليه وسلم - (فىالله- عز وجل.
6408 / 1 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ مُضَرِّبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: " كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَومُ الْقَومَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَا يَكُونُ أَحَدٌ أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ منه ".(7/72)
6408 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ زُهَيْرٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ عن علي قَالَ: " كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ ... " فَذَكَرَهُ.
6408 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أسامة: ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُعْفِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
6408 / 4 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ ثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ عَنْ عَلَيٍّ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ البأس يَوْمَ بَدْرٍ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - فكان من أشد الناس ما كان أحد- أو لم يكن أحد - أَقْرَبَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ مِنْهُ ".
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ طَرِيقِ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِهِ.
28- بَابٌ فِي فَضْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَيًّا وَمَيِّتًا
6409 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنّ رسول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " إِنَّ عِيسَى- عَلَيهِ السَّلَامُ- مارٌّ بِالْمَدِينَةِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا وَلَئِنْ سَلَّمَ عَلَيَّ لَأَرُدَنَّ عَلَيْهِ " هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
6410 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ ثَنَا عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ يَزِيدَ عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " سَأَلْتُ رَبِّي لأمتي من دون البشر ألا يعذبهم فأعطانيها ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرقاشي.
6411 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثَنَا شَيْخٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ ". هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.(7/73)
6412 - قَالَ الْحَارِثُ: وَثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ ثَنَا جسر بن فرقد عن بكر بن عبدلله الْمُزَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُحْدِثُونَ وَيَحْدُثُ لَكُمْ وَوَفَاتِي خَيْرٌ لَكُمُ تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ فما كان من حسن حمدت الله عليه وما كان من سيئ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُمْ ".
هَذَا مُرْسَلٌ ضَعِيفٌ جِسْرُ بْنُ فَرْقَدٍ الْقَصَّابُ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَصْرِيُّ مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ وَلَمْ أَرَ مَنْ وَثَّقَهُ.
6413 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ حدثنا أَبِي عَنْ عِكْرَمَةَ قَالَ: قَالَ ابْنَ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَا أَنَا غُلَامٌ مَعَ الصبيان فذهبن إِلَى مَكَانٍ فَأَجْلَسُونِي عَلَى مَتَاعِهِمْ وَذَهَبُوا عَنِّي فبينا أَنَا جَالِسٌ إِذْ بَصُرْتُ بِطَائِرَيْنِ مِنَ السَّمَاءِ قد هبطا فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِي وَالْآخَرُ عَنْ يَسَارِي فَأَسْمَعُ الَّذِي عَنْ يَمِينِي يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: هُوَ هذا أُرْسِلْنَا إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إذ أَقْبَلَ أَصْحَابِي مِنَ الصِّبْيَانِ فَلَمَّا أَبْصَرَاهُمْ ذَهَبَا إِلَى السَّمَاءِ ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ إِبْرَاهِيمَ بن الحكم.
29- باب ما جاء في جود هـ وَكَرَمِهِ وَزُهْدِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6414 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثنا الْمُقْرِئُ ثَنَا سَعِيدٌ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ وَيُونُسُ بْنُ يزيد الأيليان " عن الزهري عَنْ أَبِي سَلَمَةَ " عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَنْ حَمَلَ مِنْ أُمَّتِي دَيْنًا ثُمَّ جَهِدَ فِي قَضَائِهِ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَهُ فَأَنَا وَلِيُّهُ ".
هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.(7/74)
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَتَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ كِتَابِ القَرْضِ.
6415 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ عن مسروق عن عبدلله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "دَخَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على بلال وعنده صبر من تمر فقال: ماهذا يَا بِلَالُ؟ قَالَ: أعْدَدْتُ لَكَ وَلِضِيفَانِكَ قَالَ أَمَا تَخْشَى يَا بِلَالُ أَنْ يَكُونَ لَكَ بُخَارٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ أَنْفِقْ يَا بِلَالُ ولا تخش من ذي العرش إقلالا".
6416 - قال الحارث بن أبي أسامة: وثنا يزيد أبنا محمد بن إسحاق عن موسى ابن يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: " لَوْ كَانَ أُحُدٌ عِنْدِي ذَهَبًا لَسَرَّنِي ألا تمر علي ثالثة وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا شَيْءٌ أَرْصُدُهُ فِي دَيْنٍ يَكُونُ عَلَيَّ ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِتَدْلِيسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.
6417 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ ميمون عن عبد الله بن عبدلله قَاضِي الرَّيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: سمعت أميرالمؤمنين عَلِيَّا- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: " اجْتَمَعْتُ أَنَا وَفَاطِمَةُ وَالْعَبَّاسُ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فقال العباس: يا رَسُولَ اللَّهِ كَبُرَ سِنِّي وَرَقَّ عَظْمِي وَكَثُرُتْ مُؤْنَتِي فَإِنْ رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَأْمُرَ لِي بِكَذَا وَكَذَا وَسَقًا مِنْ طَعَامٍ فَافْعَلْ. فَقَالَ(7/75)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفعل فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْمُرَ لِي كَمَا أَمَرْتَ لِلْعَبَّاسِ فَافْعَلْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَفْعَلُ ذَلِكَ. فَقَالَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتَ أَعْطَيْتَنِي أَرْضًا كَانَتْ مَعِيشَتِي مِنْهَا ثُمَّ قَبَضْتَهَا مِنِّي فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَرُدَّهَا عَلَيَّ فَافْعَلْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَفْعَلُ ذَلِكَ ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ حُسَينِ بْنِ مَيْمُونٍ.
6418 - قَالَ أَبُو يعلى: وثنا عقبة بن مكرم ثنا يونس ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ عَنْ طَلْحَةَ مَوْلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: " مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ خَمِيصُ البطن.
6419 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا زَكَرِيَّا وَإِسْحَاقُ قالا: ثنا هشيم ثنا سَيَّارٌ عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ الأَنْصَارِيِّ عَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " اشْتَرَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنِّي بَعِيرًا ... " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ لِي: " خُذْ بَعِيرَكَ فَهُوَ لَكَ. قَالَ: فَانْصَرَفْتُ فَلَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي كَانَ فَجَعَلَ يُعْجَبُ وَقَالَ: أَعْطَاكَ الثَّمَنَ وَرَدَّ عَلَيْكَ الْبَعِيرَ؟! ".
6420 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ الْعَبَادَانِيُّ ثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ أَخِيهِ أَيُّوبَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنِ الأجْوَد الأجْوَد؟ اللَّهُ الْأَجْوَدُ الْأَجْوَدُ وَأَنَا أَجْوَدُ وَلَدِ آدَمَ.
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ نُوحٍ.
30- بَابٌ فِي إِيثَارِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَ الْحَاجَةِ
6421 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ ثَنَا يحيى بن أبي كثير ثنا شعبة عن(7/76)
ابي المختار قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ فَأَصَابَ النَّاسَ عَطَشٌ فَنَزَلَ مَنْزِلًا فَجَعَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْقِيهُمْ فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ اشْرَبْ. قَالَ: سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ.
6421 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنِي شُعْبَةُ عَنْ أَبِي الْمُخْتَارِ مِنْ بَنِي أَسَدٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: " كُنَّا فِي سَفَرٍ فَلَمْ نَجِدِ الْمَاءَ. قَالَ: ثُمَّ هَجَمْنَا عَلَى الْمَاءِ بَعْدَ. قَالَ: فَجَعَلُوا يَسْقُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكُلَّمَا أَتَوْهُ بِشَرَابٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَاقِي الْقَوْمَ آخِرُهُمْ شُرْبًا- ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- حَتَّى شَرِبُوا كُلُّهُمْ ".
6422 - قَالَ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ قَالَا: ثَنَا شُعْبَةُ سَمِعْتُ أَبَا الْمُخْتَارِ مِنْ بَنِي أَسَدٍ ... " فَذَكَرَ مِثْلَ طَرِيقِ أَبِي يَعْلَى.
قُلْتُ: اقْتَصَرَ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْهُ عَلَى قَوْلِهِ: " سَاقِي الْقَوْمَ آخِرُهُمْ " حَسْبُ. وَيُقَالُ: اسْمُ أَبِي الْمُخْتَارِ سُفْيَانُ بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ وَتَقَدَّمَ فِي الْأَشْرِبَةِ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ وَصَحَّحَهُ.
31- بَابٌ فِي تَوَاضُعِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6423 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "أَنّ رَجُلًا قَالَ: يَا مُحَمَّدُ يَا سَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا وَيَا خَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ياأيها النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِقَوْلِكِمْ وَلَا يَسْتَجِيزَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ أَنَا محمد عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولُهُ مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِيَ الَّتِي أَنْزَلَنِيَ اللَّهُ ".
6423 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ فَذَكَرَهُ.(7/77)
6423 / 3 - قَالَ: وَثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6423 / 4 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صحيحه: أبنا الحسن بن سفيان ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ سلمة ... فذكره.
وله شاهد من حديث عبدلله بْنِ الشَّخِّيرِ رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُسْنَدَيْهِمَا وَأَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ وَالنَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ.
6424 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " ماأخرج رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ قَطُّ وَلَا نَاوَلَ يَدَهُ أَحَدًا قَطُّ فَتَرَكَهَا حَتَّى يَكُونَ هُوَ يَدَعُهَا وَمَا جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحَدٌ قَطُّ فَقَامَ حَتَّى يقوم وما وجدت شيئًا قط أَطْيَبَ رِيحًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
6424 / 2 - رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ لُطْفًا بِالنَّاسِ وَاللَّهِ مَا كَانَ يَمْتَنِعُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ مِنْ عَبْدٍ وَلَا أَمَةٍ وَلَا صَبِيٍّ أَنْ يَأْتِيَهِ بِالْمَاءِ فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَمَا سَأَلَ سَائِلٌ قَطُّ أُذُنَهُ إِلَّا أَصْغَى إِلَيْهِ وَلَا يَنْصَرِفُ عنه حتى يكون هو الَّذِي يَنْصَرِفُ وَمَا تَنَاوَلَ أَحَدٌ بِيَدِهِ قَطُّ إِلَّا أَتَاهُ إِيَّاهُ فَلَمْ يَنْزِعْهُ مِنْهَ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْزِعُهَا مِنْهُ ".
6424 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَذْرَمِيُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ثَنَا أَبُو قُطْنٍ ثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ثَنَا ثَابِتٌ ... فَذَكَرَهُ.
6424 / 4 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ....فَذَكَرَهُ.(7/78)
6425 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا عَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَائِشَةَ: " أنها سئلت: ما كان يصنع النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَخْصِفُ النَّعْلَ وَيَرْقَعُ الثَّوْبَ وَنَحْوَ هَذَا ".
6425 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إسرائيل ثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ قَالَتْ: " قِيلَ لِعَائِشَةَ: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ يَفْلِي ثَوْبَهُ يَحْلِبُ شَاتَهُ وَيَخْدِمُ نَفْسَهُ ".
6425 / 3 - قَالَ: وَثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ ثنا مهدي بن ميمون ثنا هشام ابن عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا ... فَذَكَرَهُ.
6425 / 4 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: مِنْ طَرِيقِ عبد الرزاق أبنا مَعْمَرٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ " سَأَلَهَا رَجُلٌ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْمَلُ فِي بيته؟ قالت: نعم كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ وَيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ ما يعمل أحدكم في بيته ".
6425 / 5 - قال: وأبنا ابْنُ قُتَيْبَةَ ثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ... فَذَكَرَهُ.
6425 / 6 - قال: وثنا أبو يعلى الموصلي ثنا عبدلله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ ... فَذَكَرَهُ. قُلْتُ: رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ.
6426 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوُلِيدِ ثنا الأشجعي(7/79)
عَنْ سُفْيَانَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لَا تَرْفَعُونِي فَوْقَ حَقِّي إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَنِي عَبِدًا قَبِلَ أَنِ يَتَّخِذَنِي نَبِيًّا. قَالَ سُفْيَانُ: وَبَلَغَنِي أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مَرْيَمَ وَلَكِنْ قُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ".
6427 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا جُبَارَةُ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- " أَنَّ رَجُلًا نَادَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَرُدُّ عَلَيْهِ: لَبَّيْكَ لبيك".
جبارة ضَعِيفٌ.
6428 - قَالَ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يَا عائشة لو شئتُ لسارمعي جبال الذهب جاءني ملك إن حجزته لَتُسَاوِيَ الْكَعْبَةَ فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ لَكَ: إِنْ شِئْتَ نَبِيًّا عَبْدًا وَإِنْ شِئْتَ نَبِيًّا مَلَكًا؟ قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى جبريل. فقال: فأشار إلي ضَعْ نَفْسَكَ. قَالَ: فَقُلْتَ: نَبِيًّا عَبْدًا. قَالَ: فَكَانَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ ذلك لا يأكل مُتَّكِئًا، يَقُولُ: آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ، وَأَجْلِسُ كما يجلس العبد".
6429 / 1 - قال أبو يعلى: وَثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَلَسَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: إِنَّ هَذَا مَلَكٌ مَا نَزَلَ مُنْذُ خُلِقَ قَبْلَ السَّاعَةِ. فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ رَبُّكَ، أَمَلَكًا أَجْعَلُكَ أَمْ عَبْدًا رَسُولًا؟ قَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: بَلْ عَبْدًا رَسُولًا ".
6429 / 2 - رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا أَبُو يَعْلَى ... فَذَكَرَهُ.(7/80)
6430 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ القواريري، ثنا فضيل بن عياض، عن مسلم البراد، عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -يُجِيبُ الْعَبْدَ، وَيَعُودُ الْمَرِيضَ، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ".
32- بَابٌ فِي إِخْبَارِهِ - صلى الله عليه وسلم - بالمغيب
6431 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا قَيْسٌ عَنْ سماك، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " لَيُفْتَحَنَّ أَبْيَضُ كِسْرَى عَلَى طَائِفَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ".
6432 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: وَثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حُذَيْفَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرَنَا بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، إِلَّا أَنِّي لَمْ أَسْأَلْهُ ما يخرج أهل المدينة من الْمَدِينَةِ ".
6433 / 1 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمْ سَلَمَةَ، قَالَ لَهَا: إِنِّي أَهْدَيْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ حُلَّةً وَأَوَاقٍ مِنْ مِسْكٍ وَلَا أَرَى النَّجَاشِيَّ إِلَّا قَدْ مَاتَ، وَلَا أَرَى هَدِيَّتِي إِلَّا مَرْدُودَةً عَلَيَّ فَإِنْ رُدَّتْ عَلَيَّ فَهِيَ لَكِ. فَكَانَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرُدَّتْ عَلَيْهِ هَدِيَّتُهُ، فَأَعْطَى كُلَّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ أُوقِيَّةَ مِسْكٍ، وَأَعْطَى أُمَّ سَلَمَةَ بَقِيَّةَ الْمِسْكِ وَالْحُلَّةَ ".
6433 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ قال: ثنا يزيد بن هارون، أبنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ قَالَتْ: (لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... " فَذَكَرَهُ.(7/81)
6433 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هارون، أبنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّهِ ... فَذَكَرَهُ.
6433 / 4 - قَالَ: وَثَنَا حُسَينُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا، مُسْلِمٌ ... فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَتْ: " لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... " فَذَكَرَهُ.
6433 / 5 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: أبنا الحسين بن عبدلله بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانُ بِالرِّقَّةِ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: " لَمَّا تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -قَالَ: إِنِّي أَهْدَيْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ حُلَّةً ... " فَذَكَرَهُ.
6433 / 6 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: أبنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أبنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ، الْحَكَمِ، أبنا ابْنُ وَهْبٌ، حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَتْ: " لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... " فَذَكَرَهُ.
6433 / 7 - وَعَنِ الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ.
6433 / 8 - وَقَالَ: أبنا أبو عبد الرحمن السلمي، أبنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعُبَدِيُّ، ثَنَا مُسَدَّدٌ ... فَذَكَرَهُ.
وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْهِبَةِ.
6434 - قَالَ مُسَدَّدٌ: وَثَنَا بِشْرٌ، ثَنَا الْجَرِيرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: أُرِيتُ حُدُودَ النَّاسِ، وَأُرِيتُ حَدَّ بَنِي عَامِرٍ حَمَلٌ آدَمُ مُقَيَّدٌ بِعِصَمٍ ".
6435 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: هَلْ حَدَّثَكُمْ نبيكم كم يكون بعد من الخلفاء؟(7/82)
قَالَ: نَعَمْ مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ وإنك لَأَحْدَثُ الْقَوْمِ سِنًّا. قَالَ: نَعَمْ. تَكُونُ (عِدَّةُ) نُقَبَاءِ مُوسَى".
هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ومسدد وإسحاق بن راهويه وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ فِي مَسَانِيدِهِمْ، وَقَدْ تَقَدَّمَ جَمِيعُ ذَلِكَ بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ الإمارة في باب كم يملك هذه الأمة من الخلفاء.
6436 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا (الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى) ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، ثَنَا أَوْسُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: " كُنْتُ إِذَا قَدِمْتُ عَلَى سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ سَأَلَنِي عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ، وَإِذَا قَدِمْتُ عَلَى أَبِي مَحْذُورَةَ سَأَلَنِي عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، فَقُلْتُ لِأَبِي مَحْذُورَةَ: مَا شَأْنُكَ إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْكَ سَأَلْتَنِي عَنْ سَمُرَةَ، وَإِذَا قدمت على سمرة سألني عنك؟! فقال أَبُو مَحْذُورَةَ: كُنْتُ أَنَا وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَسَمْرَةُ في بيت فجاء النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخَذَ بِعَضَادَتَيِ الْبَابِ فَقَالَ: آخِرُكُمْ مَوْتًا فِي النَّارِ. فَمَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ، ثُمَّ مَاتَ أَبُو مَحْذُورَةَ، ثُمَّ مَاتَ سَمُرَةُ ".
قَالَ أَبُو بكر: زعمو أَنَّهُ وَقَعَ فِي كَانُونٍ.
قُلْتُ: رَأَيْتُ بِخَطِّ شَيْخِنَا الْحَافِظِ أَبِي الْحَسَنِ الْهَيْثَمِيِّ قَالَ: سَقَطَ سمرة في قدر مسخن بالنار فمات فيه.(7/83)
6437 / 1 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ سَعِيدِ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: أريت ما تعمل أمتي بعدي فاخترت لهم، الشفاعة إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِضَعْفِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ
6437 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالْحَارِثُ بْنُ أبي أسامة قال: ثنا عبيد الله ابن موسى، عن موسى بن عبيدة به ... فذكره.
6437 / 3 - ورواه أبو يعلى: ثنا مجاهد بن موسى، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6438 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " قَامَ، فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَقَامًا فَحَدَّثَنَا بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ القيامة".
مجالد ضَعِيفٌ
6439 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا شَاذَانُ، ثَنَا أَبُو هِلَالٍ، ثَنَا أَبُو الْوَازِعِ مِنْ بَنِي رَاسِبٍ، عَنْ أَبِي أَمِينٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " انْطَلَقْتُ أَنَا وعبدلله بْنُ عَمْرٍو وَسَمُرَةُ نَطْلُبُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقِيلَ لَنَا: تَوَجَّهَ نَحْوَ مَسْجِدِ التَّقْوَى. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا، فَإِذَا هُوَ قَدْ أَقْبَلَ، فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ جَلَسْنَا، فَلَمَّا دَنَا قُمْنَا فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَإِذَا يَدُهُ الْيُمْنَى عَلَى كَاهِلِ أَبِي بَكْرٍ وَيَدُهُ الْيُسْرَى عَلَى كَاهِلِ عُمَرَ. قَالَ فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ: هؤلاء يارسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَبُو هُرَيْرَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَسَمُرَةُ بن جندب. فقال: أم إِنَّ آخِرُهُمْ مَوْتًا فِي النَّارِ ".(7/84)
6440 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا مَكِّيٌّ، ثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَقَامًا فأخبرنا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَعَاهُ مَنْ وعاه ونسيه من نسيه ".
6441 - وقال أبو يعلى الموصلي: وثنا شيبان، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمٍ الضَّبِّيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: " أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَهَّزَ جَيْشًا إِلَى الْمُشْرِكِينَ، فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ أَمَرَهُمَا، وَالنَّاسَ كُلَّهُمْ قَالَ لَهُمْ: أَجِدُّوا السَّيْرَ فَإِنَّ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ مَاءً، إِنْ سَبَقَ الْمُشْرِكُونَ إِلَى ذَلِكَ الْمَاءِ شَقَّ عَلَى النَّاسِ، وَعَطِشْتُمْ عَطَشًا شديدً أَنْتُمْ وَدَوَابُّكُمْ وَرِكَابُكُمْ وَتَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ثَمَانِيَةٍ هُوَ تَاسِعُهُمْ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: هَلْ لَكُمْ أَنْ نُعَرِّسَ قَلِيلًا ثم نلحق بالناس؟ قالوا: نعم يارسول الله - صلى الله عليه وسلم -فَعَرَّسُوا، فَمَا أَيْقَظَهُمْ إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابُهُ فقال لهم: قوموا واقضوا حاجتكم. ففعلوا ثمّ رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مَاءٌ؟ قال رجل منهم: يارسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ميضأة فيها شيء من ماء. قال: فجئ بها. فجاء بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَسَحَهَا بِكَفِّهِ وَدَعَا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ قَالَ لأصحابه: تعالوا فتوضئوا. فجاءوا فجعل يصب عَلَيْهِمْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى توضئوا، وأذن رجل منهم وأقام، فَصَلَّى بِهَمِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقال لصاحب الميضأة أزدهر بِمِيضَأَتِكَ، فَسَيَكُونُ لَهَا نَبَأٌ. فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وَأَصْحَابُهُ قَبْلَ النَّاسِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ مَا تَرَوْنَ النَّاسَ فَعَلُوا؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّ فيهم أبا بكر، وعمر- رضي الله عنهما- وسيرشدان الناس فقدم النَّاسَ وَقَدْ سَبَقَ الْمُشْرِكُونَ إِلَى ذَلِكَ الْمَاءِ فشق على الناس وعطشوا عَطَشًا شَدِيدًا، وَرِكَابُهُمْ وَدَوَابُّهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَيْنَ صَاحِبُ الْمِيضَأَةِ؟ قَالَ: هَا هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: جِئْ بِمِيضَأَتِكَ. فَجَاءَ بِهَا وَفِيهَا شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، فَقَالَ لَهُمْ كُلُّهُمْ: تَعَالَوْا(7/85)
فَاشْرَبُوا فَجَعَلَ يَصُبُّ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى شَرِبُوا كُلُّهُمْ، وَسَقَوْا دوابهم وركابهم، وملئوا كُلَّ إِدَاوَةٍ وَقِرْبَةٍ وَمُزَادَةٍ، ثُمَّ نَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْمُشْرِكِينَ، فَبَعَثَ اللَّهُ رِيحًا فَضَرَبَتْ وُجُوهَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ- تَبَارَكَ وَتَعَالَى- نَصَرَهُ، وَأَمْكَنَ مِنْ أَدْبَارِهِمْ، فَقَتَلُوا مِنْهُمْ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً، وَأَسَرُوا (أَسْرَى) كثيرة، واستاقوا غنائم كثيرة، وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النَّاسَ وافرين صالحين، ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، لِضَعْفِ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمٍ الْضَبِّيِّ.
33- بَابٌ مَا جَاءَ فِي خَاتَمِ النُّبُوَّةِ
6442 - قال أبو د اود الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بن قرة، عن أبيه قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقلت: يارسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَرِنِي الْخَاتَمَ. قَالَ: أَدْخِلْ يَدَكَ. قَالَ: فَأَدْخَلْتُ يَدِي فِي جُرُبَّانِهِ، فَجَعَلْتُ أَلْتَمِسُ أَنْظُرُ إِلَى الخاتم فإذا هو على نغض كتفه مِثْلُ الْبَيْضَةِ، فَمَا مَنَعَهُ ذَلِكَ أَنْ جَعَلَ يَدْعُو لِي، وَإِنَّ يَدِي لَفِي جُرُبَّانِهِ ". قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ طَرِيقِ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ قُرَّةَ بِهِ.
6443 / 1 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُزْرَةَ بْنِ ثَابِتٍ، ثَنَا عِلْبَاء، ثَنَا أَبُو زَيْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ادْنُ مِنِّي فَامْسَحْ ظَهْرِي. قَالَ. فَكَشَفْتُ عن ظهره فمسحت ظهره. قال: وجعلت الخاتم بين أصبعي فغمزته. قَالَ: قِيلَ: وَمَا الْخَاتَمُ؟ قَالَ: شَعْرٌ مُجْتَمِعٌ عَلَى كَتِفِهِ ".
6443 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ، ثنا أبي، ثنا عزرة ... فذكره.(7/86)
6443 / 3 - قُلْتُ: وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ثَنَا عُزْرَةُ ثَنَا عَلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ ثَنَا أَبُو زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فَذَكَرَهُ.
6443 / 4 - قَالَ: وَثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ حَدَّثَنِي عُزْرَةُ ... فَذَكَرَهُ.
6443 / 5 - وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الشمائل عن بندار عَنْ أَبِي عَاصِمٍ ... فَذَكَرَهُ.
6443 / 6 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: أبنا أبو يعلى ثنا عمرو بن أبي عاصم النبيل ثنا أبي عُزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ عَلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ اليشكري ... فَذَكَرَهُ.
6443 / 7 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: ثنا أبو جعفر محمد بن خزيمة الكشي ثنا عبد بن حميد ... فذكره.
وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
6444 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ حَدَّثَنِي بِشْرُ ابن صحار أخبرني معارك بن بشير بن عباد وغير وَاحِدٌ مِنْ أَعْمَامِي أَنَّ عُبَادَ بْنَ عَمْرٍو السلمي حدثهم " أنه استأذن النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أَنْ يَخْدِمَهُ قَالَ: فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُخَاطِبُ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ وَسَقَطَ رداؤه. قَالَ: فَخَرَجَ الْخَاتَمُ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَكْرَهُ أَنْ يُرَى الْخَاتَمُ. قَالَ: فَسَوَّيْتُهُ. فَقَالَ: مَنْ سَوَّاهُ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: أَنَا. قَالَ: اسْتَدِرْ هَكَذَا. فَاسْتَدَرْتُ قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِي وَمَسَحَ بِيَدِهِ حَتَّى (أَنْهَكَتْهَا) حَجْزَةُ الْإِزَارِ قُلْتُ وَمَا كَانَ الْخَاتَمُ؟ قَالَ: النَّبُوَّةُ مِثْلُ رُكْبَةِ الْبَعِيرِ عِنْدَ طَرَفِ كَتِفِهِ اليسرى. قال: فقال: إذا جاء ظهر فائتنا. قَالَ: فَجَاءَ ظُهْرٌ فَأَعْطَانِي نَاقَةً ثَنِيَّةً- أَوْ جَذْعَةً. قَالَ: فَكَانَتْ عِنْدِي حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ. قَالَ: ثُمَّ انْحَدَرْنَا بِالْنَاقَةِ إِلَى الْعِرَاقِ ".
قُلْتُ: اخْتَلَطَ عَلَى بَعْضِ الرُّوَاةِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ بِالْخَاتَمِ الَّذِي كَانَ يَخْتِمُ بِهِ الْكُتُبَ.(7/87)
34- بَابٌ مَا جَاءَ فِي شَعْرِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6445 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الشَّامِيِّ قَالَ: " دَخَلْتُ مَعَ مَولَايَ عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (فأخرجت إلينا شعرً أَحْمَرَ فَقَالَتْ: هَذَا شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) .
6446 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَُوْصِلِيُّ: ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ أَبُو الْحَارِثِ ثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: اعْتَمَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي عُمْرَةٍ اعْتَمَرَهَا فَحَلَقَ شَعْرَهُ فَاسْتَبَقَ النَّاسُ إلى شعره فاستبقت إِلَى النَّاصِيَةِ فَأَخَذْتُهَا فَاتَّخَذْتُ قُلُنْسُوَةً فَجَعَلْتُهَا فِي مقدم القلنسوة فما وجهتها في وجه إلا فُتِحَ لِي "
35- بَابٌ مَا جَاءَ فِي عَرَقِهِ - صلى الله عليه وسلم -
6447 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا عُمَارَةُ الصَّيْدَلَانِيُّ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقِيلُ عِنْدَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَسِيلُ عَرَقُهُ فَتَجْمَعُهُ فَتَأْخُذُهُ وَهُوَ نَائِمٌ فرآها فقال: ماهذا؟ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ آخُذُ عَرَقَكَ فَأَجْعَلُهُ فِي طِيبِي فَدَعَا لَهَا بِدُعَاءٍ حَسَنٍ ".
6447 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بن حَمَّادٍ ثَنَا وُهَيْبٌ ثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْتِي أُمَّ سُلَيْمٍ فَيَقِيلُ عِنْدَهَا وَكَانَ كَثِيرَ الْعَرَقِ؟ فَتَجْعَلُهُ فِي الْقَوَارِيرِ وكان يصلي في الْخُمْرَةِ.
6447 / 3 - قَالَ: وَثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا عَفَّانُ- يَعْنِي: ابْنَ مُسْلِمٍ- ثَنَا وُهَيْبٌ ثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ: " أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَأْتِيهَا فَيَقِيلُ عِنْدَهَا " فَتَبْسُطُ لَهُ نَطْعًا فَيَقِيلُ عَلَيْهِ وَكَانَ كثير العرق فتجمع عرقه فتجعله في الطيب والقواريري وَكَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ ".(7/88)
6447 / 4 - قَالَ: وَثنا هَاشِمُ بْنُ الْحَارِثِ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقِيلُ فِي بَيتِي فَأَبْسُطُ لَهُ نَطْعًا فَيَقِيلُ عَلَيْهِ فَيَعْرَقُ فكنت أعجن المسك بِعَرَقِهِ ".
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: " فَاسْتَوْهَبْتُ مِنْ أم سليم من ذلك المسك فَوَهَبَتْ لِي مِنْهُ قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ مُحَمَّدٌ حنط بذلك المسك وكان محمد يعجبه أن يحنط الميت بالمسك ".
قُلْتُ: رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ وهيب به دون قَوْلِهِ: " وَكَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ وَلَمْ يَقُلْ: " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ... " إِلَى آخِرِهِ وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ فِي بَابِ الصَّلَاةِ عَلَى الْخُمْرَةِ.
6448 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا بِشْرٌ ثَنَا حَلْبَسُ بْنُ غَالِبٍ ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ"إِنِّي زَوَّجْتُ ابْنَتِي وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تُعِينَنِي بِشَيْءٍ. قَالَ: مَا عِنْدِي شيء ولكن إذا كان غدًا فائتني بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ وَعُودِ شَجَرَةٍ وَآيَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَنْ تَدُقَّ نَاحِيَةَ الْبَابِ. قَالَ: فَأَتَاهُ بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةٍ وَعُودِ شَجَرَةٍ. قَالَ: فَجَعَلَ يَسْلِتُ الْعَرَقَ مِنْ ذِرَاعَيْهِ حَتَّى امْتَلَأَتِ الْقَارُورَةُ. قَالَ: فَخُذْهَا وَمُرِ ابْنَتَكَ أَنْ تَغْمِسَ هَذَا الْعُودَ فِي الْقَارُورَةِ وَتَطَّيَّبَ بِهِ. قَالَ: فَكَانَتْ إِذَا تَطَيَّبَتْ بِهِ شَمَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ رَائِحَةَ ذَلِكَ الطِّيبَ فَسُمُّوا: بيت المتطبين.
هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ حَلْبَسُ بْنُ غَالِبٍ الْكِلَابِيُّ الْبَصْرِيُّ- بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ اللَّامِ وَفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ- قَالَ فِيهِ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابن عدي: منكر الْحَدِيثِ. وَأَوْرَدَ الذَّهَبِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ الْمِيزَانِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عَدِيٍّ ثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ. وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: هَذَا مُنْكَرٌ جدًّا.(7/89)
36- بَابٌ مَا جَاءَ فِي طِيبِهِ وَطِيبِ رَائِحَتِهِ - صلى الله عليه وسلم -
فيه الأحاديث المذكورة في الباب قبله وفيه حديث أنس المذكور فى باب تواضعه
6449 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ يَزِيدَ ابن الْأَسْوَدِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ فَتَنَاوَلْتُ يَدَهُ فإذا هي أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ ".
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ
6450 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا مَرَّ في طريق من طرق المدينة وجد منه رَائِحَةُ الْمِسْكِ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي هَذَا الطَّرِيقِ ".
6450 / 2 - رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمٍ ثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْأَشَجُّ ... فَذَكَرَهُ.
6451 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الوليد بْنُ شُجَاعٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْأَنْصَارِيُّ- مِنْ بَنِي بَيَاضَةَ- حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ عَنْ مَولًى لِسَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ سَلَمَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يأخذ المسك فيمسح به رأسه ولحيته.
37- بَابٌ فِي كُحْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فِيهِ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ اللِّبَاسِ فِي بَابِ صِفَةِ الِاكْتِحَالِ.
6452 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا أبو زكريا يحى بْنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِينِيُّ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ(7/90)
جَدِّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " انْتَظَرْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْنَا فِي رَمَضَانَ فَخَرَجَ مِنْ بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ وَقَدْ كَحَلَتْهُ وَمُلِأَتْ عَيْنَاهُ كُحْلًا".
38- بَابٌ مَا جَاءَ فِي شُرْبِ دَمِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6453 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ الْبَصْرِيُّ ثنا موسى ابن إِسْمَاعِيلَ ثَنَا هُنَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ سَمِعْتُ عَامِرَ بن عبدلله بْنِ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ أَنَّ أبَاهُ حَدَّثَهُ: " أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَحْتَجِمُ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ اذهب بهذا الدم فأهريقه حث لا يراك أحد. فلما بزر عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَمَدَ إِلَى الدَّمِ فَشَرِبَهُ فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: ياعبد الله ما صنعت؟ قال: جعلته في أَخْفَى مَكَانٍ عَلِمْتُ أَنَّهُ يَخْفَى عَنِ النَّاسِ. قَالَ: لَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لِمَ شَرِبْتَ الدَّمَ؟ وَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ وَوْيُلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا أَبَا عَاصِمِ فَقَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْقُوَّةَ التي به مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ ".
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
6453 / 2 - رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ... فَذَكَرَهُ.
6454 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ حَدَّثَنِي بُرَيه بْنُ عُمَرَ بْنِ سَفِينَةَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي سَفِينَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - احْتَجَمَ ثُمَّ قَالَ لِي: خُذْ هَذَا الدَّمَ فَادْفِنْهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالنَّاسِ. قَالَ: فَذَهَبْتُ فَتَغَيَّبْتُ لَهُ ثُمَّ جِئْتُ. فَقَالَ لِي: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: شَرِبْتُهُ. فَتَبَسَّمَ ".(7/91)
6454 / 2 - رَوَاهُ الْبَزَّارُ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ ثَنَا محمد بن إسماعيل بْنُ أَبِي فُدَيْكٍ....فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ مَجْهُولٌ لجهتالة بعض رواته.
39- بَابٌ الشِّفَاءُ بِبَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6455 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أبي بكر المقدمي ثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ حُرَيثٍ عَنْ يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَّارَةٌ يَبُولُ فِيَهَا فَكَانَ إِذَا أَصْبَحَ يَقُولُ: يَا أُمَّ أَيْمَنَ صُبِّي ما في الفخار. فَقُمْتُ لَيْلَةً وَأَنَا عَطْشَى فَغَلِطْتُ فَشَرِبْتُ مَا فِيهَا فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يَا أُمَّ أَيْمَنَ صُبِّي مَا فِي الْفَخَّارَةِ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قُمْتُ وَأَنَا عَطْشَى فَشَرِبْتُ مَا فِيهَا. قَالَ: إِنَّكِ لَنْ تَشْتَكِي بَطْنِكِ بَعْدَ يَوْمِكِ هَذَا أَبَدًا".
40- بَابٌ فِي مَشْيِ الْمَلَائِكَةِ خَلْفَ ظَهْرِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6456 / 1 - قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ثنا سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ العبدي عَنْ نُبَيحٍ أَبِي عَمْرٍو الْعَنْزِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: لِأَصْحَابِهِ لَا تَمْشُوا خَلْفِي وَخَلُّوا ظَهْرِي لِلْمَلَائِكَةِ".
6456 / 2 - رَوَاهُ ابن حبان: أبنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ ثنا داود ابن رَشِيدٍ ثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: لِجَابِرٍ عِنْدَ ابْنِ مَاجَةَ "أَنُّهَمْ كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ أَمْرٍ مِنْهُ ".(7/92)
41- بَابٌ سِرُّهُ وَعَلَانِيَتُهُ سَوَاءٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6457 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عْمَرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ يَحْيَى الْجَزَّارِ قَالَ: دَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- فَقَالُوا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ حَدِّثِينَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالت: كَانَ سِرُّهُ وَعَلَانِيَتُهُ سَوَاءً ثُمَّ نَدِمَتْ فَقَالَتْ: أفشيت سره. قالت: فلما دخل أَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: أَحْسَنْتِ ".
6457 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ثَنَا الأعمش ... فذ كره.
42- باب في هجرته - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة الشريفة
6458 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " كنت غلامًا يافعًا أرعى غنمًا لعقبة بن أبي معيط بمكة فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ وَقَدْ فرَّا مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَا: يَا غُلَامُ عِنْدَكَ لَبَنٌ تَسْقِينَا؟ قِلْتُ: إِنِّي مُؤْتَمَنٌ وَلَسْتُ بِسَاقِيكُمَا. فَقَالَا: هَلْ عِنْدَكَ مِنْ جذعة لم ينز عليه الْفَحْلُ بَعْدُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَأَتَيْتُهُمَا بِهَا فَاعْتَقَلَهَا أَبُو بَكْرٍ وَأَخَذُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَعَا فَحَفَلَ الضَّرْعُ وَأَتَى أَبُو بَكْرِ بِصَخْرَةٍ مُنْقَعِرَةٍ فَحَلَبَ فِيهَا ثُمَّ شَرِبَ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ ثُمَّ سَقَيَانِي ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ: اقْلُصْ. فَقَلُصَ فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلُ الْطَيِّبِ- يَعَنِي: الْقُرْآنَ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّكَ غُلَامٌ مُعَلَّم. فَأَخَذْتُ مِنْ فِيهِ سَبْعِينَ سُورَةً مَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أُحُدٍ".
6458 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ أبي بكر بن عياش عن عا صم ... فَذَكَرَهُ.
6458 / 3 - قَالَ: وَثَنَا عَفَّانُ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6458 / 4 - وَرَوَاهُ أحَمَّدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ثَنَا عَاصِمٌ ...(7/93)
فَذَكَرَهُ. إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " فَمَسَحَ ضَرْعَهَا وَقَالَ: عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ: فَمَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ: يرحمك الله غلامًا مُعَلَّم ".
6458 / 5 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ثنا حَمَّادُ بْنُ سلمة ... فذكره بتمامه.
6458 / 6 - وقال: وثنا المعلى بن مهدي نا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "كُنْتُ غُلَامًا يَافِعًا فِي غَنَمٍ لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ أَرْعَاهَا فَأَتَى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ. فَقَالَ: يَا غُلَامُ هَلْ مَعَكَ من لبن؟ فقلت نعم. ولكن مؤتمن قال: ائْتِنِي بِشَاةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الفحلُ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بعناقٍ - أَوْ جذعةٍ - فَاعْتَقَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ جَعَلَ يَمْسَحُ الضَّرْعَ وَيَدْعُو حَتَّى أَنْزَلَتْ فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِصَخْرَةٍ فَاحْتَلَبَ فِيهَا ثُمَّ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: اشْرَبْ. فَشَرِبَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ شَرِبَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (بَعْدَهُ. ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ: اقْلُصْ. فَقَلُصَ فَعَادَ كَمَا كَانَ قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْكَلَامِ- أَوْ مِنْ هَذَا الْقُرْآنِ- فَمَسَحَ برأسي وَقَالَ: إِنَّكَ غُلَامٌ مُعَلَّم. قَالَ: فَلَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِيهِ سَبْعِينَ سُورَةً مَا نَازَعَنِي فِيهَا بَشَرٌ"
6458 / 7 - قَالَ: وَثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ بْنُ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي. قَالَ: إِنَّكَ غُلَامٌ مُعَلَّم".
قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ بِاخِتِصَارٍ.
6459 / 1 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثنا بشر ثنا حماد بن سلمة أبنا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَ أَبُو بَكْرٍ الصديق- رضي الله عنه- رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ هاجر وكان أبو بكر يعرف الطريق ورسول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يُعْرَفُ. قَالَ: فَيَمُرُّ بِالْقَوْمِ فَيَقُولُونَ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَنْ هَذَا الْفَتَى أَمَامَكَ؟ قَالَ: هَذَا يَهْدِينِي السَّبِيلَ. فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ نَزَلَا بِالْحَرَّةِ فأرسل إلى الأنصار فجاءوا فقالوا: قومًا آمنين مطاعين. قَالَ أَنَسٌ: فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ(7/94)
يَوْمًا قَطُّ أَضْوَأَ وَلَا أَنُوَرَ وَلَا أَحْسَنَ مِنْ يَوْمِ دَخَلَ عَلَيْنَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا قَطُّ أَظَلَمَ وَلَا أَقْبَحَ مِنْ يَوْمِ مَاتَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
6459 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا عَفَّانُ ثنا حماد بن سلمة أبنا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ: " أن أبا بَكْرٍ كَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من مكة إلى المدينة وكان أبو بكر يَخْتَلِفُ إِلَى الشَّامِ فَكَانَ يُعرف وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يُعْرَفُ فَكَانُوا يَقُولُونَ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَنْ هَذَا الْغُلَامُ بين يديك؟ قال: هذا هادٍ يهدني السبيل. فلما دنوا مِنَ الْمَدِينَةِ نَزَلُوا الْحَرَّةَ وَبَعَثَ إِلَى الْأَنْصَارِ فَجَاءُوا. قَالَ: فَشَهِدْتُهُ يَوْمَ دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا أَحْسَنَ وَلَا أَضْوَأَ مِنْ يَوْمِ دخل علينا فِيهِ وَشَهِدْتُهُ يَوْمَ مَوْتِهِ فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا كَانَ أَقْبَحَ وَلَا أَظْلَمَ مِنْهَ يَوْمَ مَاتَ فيه.
6459 / 3 - ورواه أحمد بن منيع: ثنا يزيد أبنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قال: " ما رأوا يَوْمًا قَطُّ أَنْوَرَ وَلَا أَحْسَنَ مِنْ يَوْمِ دَخَلَ "رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ الْمَدِينَةَ وَشَهِدْتُ وَفَاتَهُ فَمَا رَأَيْتُ يومًا أظلم ولاأقبح مِنَ الْيَومِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ".
6459 / 4 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو النَّضْرِ ثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قال: " إني لأسعى الْغِلْمَانِ يَقُولُونَ: جَاءَ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْعَى فَلَا أَرَى شَيْئًا ثُمَّ يَقُولُونَ: جَاءَ مُحَمَّدٌ- صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَاءَ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْعَى فَلَا أَرَى شَيْئًا حَتَّى جَاءَ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَصَاحِبُهُ أَبُو بَكْرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكُنَّا فِي بَعْضِ حِرَارِ الْمَدِينَةِ ثُمَّ بَعَثْنَا رَجُلًا مِنَ الْبَادِيَةِ لِيُؤْذِنَ لَهُمَا الْأَنْصَارَ فاستقبلهما زهاء خمسمائة مِنَ الْأَنْصَارِ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَيْهِمَا فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: انْطَلِقَا آمِنِينَ مُطَاعِينَ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَصَاحِبُهُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ فَخَرَجَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ حَتَّى الْعَوَاتِقِ يَتَرَاءيْنَهُ يَقُلْنَ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ أَيُّهُمْ هُوَ؟ قالْ فَمَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا شَبِيهًا قَبْلَ يَوْمِئِذٍ. قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ دَخَلَ عَلَيْنَا وَيَوْمَ قُبِضَ فَلَمْ أَرَ يَوْمَينِ شبيهًا بِهِمَا ".
6459 / 5 - وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قَدِمَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أضاء منها كل شيء فلما حان الْيَوْمُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ أَوْ مَاتَ فِيهِ أَظْلَمَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ. قَالَ: وَإِنَا لَفِي دَفْنِهِ مَا رَفَعْنَا أَيْدِينَا عَنْ دَفْنِهِ حَتَّى أنكرنا قلوبنا ".(7/95)
6459 / 6 - ورواه ابن حبان في صحيحه: أبنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت ... فذكر نحو حديث عبد بن حميد.
6460 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيَّ حَدَّثَهُمْ: " أَنَّ قُرَيْشًا جَعَلَتِ فِيِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبِي بَكْرٍ أربعين أوقية. قال: فبينما أنا جالس إذ جاءني رجل فقال: إن الرجلين الذين جَعَلَتْ فِيهِمَا قُرَيْشٌ مَا جَعَلَتْ قَرِيبًا مِنْكَ في مكان كذا وكذا. فَأَتَيْتُ فَرَسِي وَهُوَ فِي الرَّعْيِ فَنَفَرْتُ بِهِ ثُمَّ أَخَذْتُ رُمْحِي. قَالَ: فَرَكِبْتُهُ. قَالَ: فَجَعَلْتُ أَجُرُّ الرُّمْحَ مَخَافَةَ أَنْ يُشْرِكَنِي فِيهِمَا أَهْلُ الْمَاءِ. قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُهُمَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ: باغي يَبْغِينَا. قَالَ: فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ. قَالَ: فَوَحَلَ بِيَ فَرَسِي وَإِنِّي لَفِي جَلَدٍ مِنَ الأرض فوقعت على حجر فانقلبت فقلت: ادعوا الذي فعل بفرسي ماأرى أن يخلصه. وعاهده أن لا يعصيه قال: فدعا له فخلص الفرس فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَوَاهِبُهُ أَنْتَ لِي فقلت: نعم. فقال: ها هنا عَمِّي عَنَّا النَّاسَ. وَأَخَذَ السَّاحِلَ مِمَّا يَلِي الْبَحْرَ قَالَ: فَكُنْتَ لَهُمْ أَوَّلَ اللَّيْلِ طَالِبًا وَآخِرَ اللَّيْلِ لَهُمْ مَسْلَحَةً وَقَالَ لِي: إِذَا اسْتَقْرَرْنَا بِالْمَدِينَةِ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْتِيَنَا فَأْتِنَا. فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَظَهَرَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ وأحد وأسلم من حَوْلَهُ قَالَ سُرَاقَةُ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ يُرِيدَ أَنْ يبعث خالد بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى بْنِي مُدْلِجٍ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَنْشُدُكَ النِّعْمَةَ. فَقَالَ الْقَوْمُ: مَهْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مالك بن الحويرث: دعوه ما يُرِيدَ؟ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَبْعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى قَوْمِي فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تُوَادِعَهُمْ فَإِنْ أَسْلَمَ قَوْمُهُمْ أَسْلَمُوا مَعَهُمْ وَإِنْ لَمْ يُسْلِمُوا لَمْ يَحْصُرْ صُدُورُ قُوْمِهِمْ عَلَيْهِمْ. فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ مَعَهُ فَاصْنَعْ مَا أَرَاكَ. فَذَهَبَ مَعَهُ إِلَى بَنِي مُدْلِجٍ فَأَخَذَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يُعِينُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فإن أسلمت قريشا أَسْلَمُوا مَعَهُمْ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كما كفروا} حَتَّى بَلَغَ {إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم} إلى قوله {كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها ... } قَالَ الْحَسَنُ: فَالَّذِينَ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ هُمْ بَنُو مُدْلِجٍ فَمَنْ وَصَلَ إِلَى بَنِي مُدْلِجٍ مِنَ غَيْرِهِمْ كَانَ فِي مِثْلِ عَهْدِهِمْ ".(7/96)
6460 / 2 - رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: رَوَى الْبُخَارِيُّ بَعْضَهُ.
المسلحة: كالثغر والرقب والجمع: مسالح وهي مفعلة مِنَ السِّلَاحِ.
6461 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ الْكُوفِيُّ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: " لَمَّا انْطَلَقَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرِ يستخفيان في الغار مرَّا بعبد يرعى غنمًا فاستسقياه من اللبن فقال: والله مالي شاة تحلب غير أن ها هنا عَنَاقًا حَمَلَتْ أَوَانَ الشِّتَاءِ " فَمَا بَقِيَ لَهَا لبن " وقد اهتجنتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اسلمنا بِهَا فَدَعَا عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْبَرَكَةِ ثُمَّ حَلَبَ عُسًّا فَسَقَى أبابكر ثُمَّ حَلَبَ آخَرَ فَسَقَى الرَّاعِيَ ثُمَّ حَلَبَ فَشَرِبَ فَقَالَ الْعَبْدُ؟ بِاللَّهِ مَنْ أَنْتَ؟ مَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ قَطُّ؟! قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوَ تَرَاكَ إِنْ أَخْبَرْتُكَ تَكْتُمْ عَلَيَّ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قال: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ قُرَيْشٌ أَنَّكَ صَابِئٌ؟! قَالَ: وإنهم لَيَقُولُونَ ذَلِكَ؟! قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَأَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ وَأَنَّهُ لَيْسَ يَفْعَلُ مَا فَعَلْتَ إِلَّا نَبِيٌّ. ثُمَّ قَالَ: أَتَّبِعُكَ. قَالَ: لَا حَتَّى تَسْمَعَ أَنَّا قَدْ ظَهَرْنَا فَإِذَا بَلَغَكَ ذَلِكَ فَاخْرُجْ. فَتَبِعَهُ بَعْدَ مَا خَرَجَ مِنَ الْغَارِ- صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم -.
هذا بإسناد صحيح.
6462 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ ثَنَا أَبِي ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: " لَمَّا خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من مكة إلى المدينة مررنا براعي وَقَدْ عَطِشَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَحَلَبَ لَهُ كثُبَةً مِنْ لَبَنٍ فَأَتَيْتُهُ بها فشرب حتى رضيت ".
6463 / 1 - قال أَبُو يَعْلَى: وَثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر أبنا شعبة(7/97)
عن أبي إسحاق الهمداني سمعت البراء بن عازب- رضي الله عنه- يَقُولُ: لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ تَبِعَهُ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَاخَتْ بِهِ فَرَسُهُ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِي وَلَا أَضُرُّكَ. فَدَعَا لَهُ فَعَطِشَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَرُّوا بِرَاعِيَ غَنَمِّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَأَخَذْتُ قَدَحًا فَحَلَبَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ".
6463 / 2 - قَالَ: وَثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقٍ الْهَمْدَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: " لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ تَبِعَهُ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَاخَتْ بِهِ فَرَسُهُ ... " فذكر مِثْلَ حَدِيثِ بُنْدَارٍ.
43- بَابٌ فِي مُعْجِزَاتِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6464 - قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ لِي مَسْرُوقٌ: أَخْبَرَنِي أَبُوكَ " أَنَّ شَجَرَةً أَنْذَرَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (بالجن ".
ورواه أبو يعلى.
6465 - وقال إسحاق بن راهويه: أبنا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ- هُوَ ابْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ - حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ الْمَسْجِدَ يُصَلِّي إِلَى خَشَبَةٍ فَلَمَّا بُنِيَ الْمَسْجِدُ بُنِيَ لَهُ مِحْرَابٌ فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ فَحَنَّتْ إِلَيْهِ تِلْكَ الْخَشَبَةُ حَنِينَ الْبَعِيرِ فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدَهُ عَلَيْهَا فَسَكَنَتْ ".
قُلْتُ: وَفِي الْبَابِ عَنْ أبي سعيد الخدري وجابر بن عبدلله وَابْنِ عَبَّاسٍ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَأَنَسِ بْنِ مالك وَقَدْ تَقَدَّمَ جَمِيعُ ذَلِكَ بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ الْجُمُعَةِ فِي بَابِ اتِّخَاذِ الْمِنْبَرِ.(7/98)
6466 - قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَالدَّارِمِيُّ: ثَنَا عبيد الله بن موسى أبنا إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الصَّفْرَاءِ عَنْ أَبيِ الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ فَكَانَ لَا يَأْتِي الْبُرَازَ حَتَّى يُغَيْبَ فَلَا يُرَى فَنَزَلْنَا بِأَرْضٍ فَلَاةٍ لَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ وَلَا عَلَمٌ فَقَالَ لِي: يَا جَابِرُ انْطَلِقِ اجْعَلْ فِي الْإِدَاوَةِ مَاءً ثُمَّ انْطَلِقْ بِنَا حَتَّى لَا نُرَى. قَالَ: فَإِذَا هُوَ بِشَجَرَتَيْنِ بَيْنَهُمَا أَذْرُعٌ فَقَالَ لِي: يَا جَابِرُ انْطَلِقْ إِلَى هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ فَقُلْ لَهُمَا: يَأْمُرُكُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ تَجْتَمِعَا حَتَّى أَجْلِسَ خلفكما فجاءتا فجلس خلفهما ثم رجعت إِلَى مَكَانِهِمَا قَالَ: فَرَكِبْنَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - بيننا كأنما على رؤوسنا الطير تظلنا فَعَرَضَتْ لَنَا امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الصَّبِيُّ يَأْخُذُهُ الشَّيْطَانُ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ: فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ أَخَذَ الصَّبِيَّ فَحَمَلَهُ بَيْنَهُ وبَيْنَ مَقْدِمِ الرَّحْلِ ثُمَّ قَالَ: اخْسَأْ عَدُوَّ اللَّهِ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ دفع الصبي إليها فلما قضينا مَسِيرَنَا مَرَرْنَا بِذَلِكَ الْمَكَانِ عَرَضَتْ لَنَا الْمَرْأَةُ وَصَبِيُّهَا وَمَعَهَا كَبْشَانِ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْبَلْ مِنِّي هَذَيْنِ فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عَادَ إِلَيْهِ بَعْدُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خُذُوا أَحَدَهُمَا وَرُدُّوا الْآخَرَ. قَالَ: ثُمَّ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسِرْنَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - بيننا كأنما على رؤوسنا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا فَإِذَا جَمَلٌ نَادٍ فَجَاءَ حَتَّى خرَّ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ سَاجِدًا فَوَقَفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ لِلنَّاسِ: مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْجَمَلِ؟ قَالَ فِتْيَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: هُوَ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَمَا شأنه؟ قالوا: استقينا عليه عشرين سنة فكان لَهُ شَحِيمَةٌ فَأَرَدْنَا أَنْ نَنْحَرَهُ وَنُقَسِمَهُ بَيْنَ غِلْمَانِنَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبِيعُونِيهِ. قَالُوا: بَلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَا لَا فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ أَوْلَى بِالسُّجُودِ لَكَ مِنَ الْبَهَائِمِ. فَقَالَ: لَوْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدَ بَشَرٌ لِأَحَدٍ كَانَ النِّسَاءُ لِأَزْوَاجِهِنَّ ".
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ مُطَوَّلًا جِدًّا مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بِهِ.
قُلْتُ: إسماعيل سئ الْحِفْظِ وَقَدْ ذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَنَّهُ تَفَرَّدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ بِطُولِهِ وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَةَ منه في الطهارة: " كان إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد " حسب.(7/99)
6467 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَفَّانُ ثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ ثَنَا قَتَادَةُ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِي (عُبَيْدٍ) أَنَّهُ طَبَخَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قِدْرًا فِيهَا لَحْمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَاوِلْنِي ذِرَاعَهَا. فَنَاوَلْتُهُ قَالَ: نَاوِلْنِي ذِرَاعَهَا. فَنَاوَلْتُهُ فَقَالَ: نَاوِلْنِي ذِرَاعَهَا. فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَكَمْ لِلشَّاةِ مِنْ ذِرَاعٍ؟! فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ سَكَتَّ لَأَعْطَتْكَ أَذْرُعًا مَا دَعَوْتُ بِهِ ".
6468 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وثنا زيد بن الحباب حدثني فَائِدٍ مَوْلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ أخبرني مولاي عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: " أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (يَوْمَ الْخَنْدَقِ بِشَاةٍ فِي مَكْتَلٍ فَقَالَ: يَا أبارافع نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ. فَنَاوَلْتُهُ فَقَالَ: يَا أَبَا رَافِعٍ ناولني الذراع فناولته ثم قال: ياأبا رَافِعٍ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لِلشَّاةِ إِلَّا ذِرَاعَانِ؟! فَقَالَ: لَوْ سَكَتَّ سَاعَةَ نَاوَلْتَنِي مَا سَأَلْتُكَ.
6468 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6468 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا مُؤَمِّلٌ ثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ عَنْ عقبة عن أبي رافع قال: " صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَاةٌ مُصْلَيَةٌ فَأُتِيَ بِهَا فَقَالَ: يَا أَبَا رافع ناولني الذراع ... " فذكر نَحْوَهُ وَزَادَ فِي آخِرِهِ: " وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعْجِبُهُ الذِّرَاعَ ".
6468 / 4 - قَالَ: وَثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ- يَعْنِي: الرَّازِيَّ- عَنْ شُرَحْبِيلَ عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " أُهْدِيَتْ لَهُ شَاةٌ فَجَعَلَهَا فِي الْقِدْرِ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: مَا هَذَا يَا أَبَا رَافِعٍ؟ فَقُلْتُ: شَاةٌ أُهْدِيَتْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَطْبُخُهَا في القدر. فقال: نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ ... " فَذَكَرَهُ.(7/100)
6469 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا عبيد الله بن موسى بن إِسْرَائِيلُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- وَسَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بِخَسْفٍ- فَقَالَ: كُنَّا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفا إِنَّا بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَيْسَ مَعَنَا مَاءً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اطْلُبُوا مَنْ مَعَهُ فَضْلُ مَاءٍ فَأُتِيَ بِمَاءٍ فَصَبَّهُ فِي إِنَاءٍ ثُمَّ وَضَعَ كَفَّهُ فِيهِ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ ثُمَّ قَالَ: حَيِّ عَلَى الطَّهُورِ الْمُبَارَكِ وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ. قَالَ: فَشَرِبْنَا. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَكُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَنَحْنُ نَأْكُلُ ".
6470 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ جَالِسٌ حَزِينٌ قَدْ ضَرَبَهُ أَهْلُ مَكَّةَ فَقَالَ: مَا لَكَ؟ قَالَ: فَعَلُوا بِي هَؤُلَاءِ وهؤلاء. قَالَ: أَتُحِبُّ أَنْ أُرِيكَ آيَةً؟ قَالَ: نَعَمْ. فَنَظَرَ إِلَى شَجَرَةٍ مِنْ وَرَاءِ الْوَادِي فَقَالَ: ادْعُ تِلْكَ الشَّجَرَةَ. فَدَعَاهَا فَجَاءَتْ تَمْشِي حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَهَا: ارْجِعِي. فَرَجَعَتْ حَتَّى عَادَتْ إِلَى مَكَانِهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَسْبِي ".
6470 / 2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ثَنَا الْأَعْمَشُ ... فَذَكَرَهُ.
6470 / 3 - قَالَ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6470 / 4 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6471 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْمِنْهَالِ عن يعلى ابن مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ " قَالَ: رَأَيْتِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَجَبًا خَرَجْتُ مَعَهُ فِي سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا بِهِ لممٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ أنا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا انْصَرَفْنَا أَهْدَتْ لَهُ كَبْشَيْنِ وَشَيْئًا مِنْ أَقْطٍ وَسَمْنٍ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يَا يَعْلَى خُذِ الْأَقْطَ وَالسَّمْنَ وَأَحَدَ الْكَبْشَيْنِ وَرُدَّ عَلَيْهَا الْآخَرَ. ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى أَتَيْنَا مَنْزِلًا آخَرَ فَقَالَ: يَا يَعْلَى ائْتِ تِلْكَ الْإِشَايَتَيْنِ- يَعْنِي: الشَّجَرَتَيْنِ- فَقُلْ لَهُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْمُرُكُمْ أَنْ تجتمعا ففعلت ذَلِكَ فَدَنَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبَتِهَا. قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -(7/101)
فاستشرفهما فقضى حاجته ثم قال: ارجع إليهما فَقُلْ لَهُمَا يَرْجِعَانِ إِلَى مَكَانِهِمَا. قَالَ: فَقُلْتُ فَفَعَلَتَا قَالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى أَتَيْنَا مَنْزِلًا فَجَاءَ بَعِيرٌ حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: من أصحاب هذا البعير؟ قال: فجاءه أَصْحَابُهُ فَقَالُوا: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: مَا لَكُمُ وَلَهُ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْتَمِلُ عَلَيْهِ فاتعدن أَنْ نَنَحَرَهُ. فَقَالَ: دَعُوهُ ".
وَذَكَرَهُ وَكِيعٌ مَرَّةً أخرى فقال: ثنا الْأَعْمَشِ عَنِ الْمِنْهَالِ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -.
6471 / 2 - قال: وثنا عبدلله بن نمير ثنا عثمان بن حكيم أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلَاثًا ما رآها أحد قبلي ولا يراها أحد بَعْدِي لَقَدْ خَرَجْتُ مَعَهُ فِي سَفَرٍ حَتَّى إِذَا كُنَّا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ مَرَرْنَا بِامْرَأَةٍ جَالِسَةٍ مَعَهَا صَبِيُّ لَهَا فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ الله ابني هذا أصابه بلاء فأصابنا منه بلاء يؤخذ في اليوم لأدري كَمْ مَرَّةٍ. قَالَ: نَاوِلِنِيهِ. فَرَفَعَتْهُ إِلَيْهِ فَجَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاسِطَةِ الرَّحْلِ ثُمَّ فَغَرَ فَاهُ فنفث فيه ثلاثًا: بسم الله أنا عبدلله اخْسَأْ عَدُوَّ اللَّهِ. ثُمَّ نَاوَلَهَا إِيَّاهُ قَالَ: ثم القينا به في الرجعة في هذا المكان وأخبرينا مَا فَعَلَ. قَالَ: فَذَهَبْنَا وَرَجَعْنَا فَوَجَدْنَاهَا فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ مَعَهَا شِيَاهٌ ثَلَاثٌ فَقَالَ: مَا فَعَلَ صَبِيُّكِ؟ قَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا حسسنا مِنْهُ شَيْئًا حَتَّى السَّاعَةَ (فَاخْتَرْ) هَذِهِ الْغَنَمَ. قال: انزل فخذ منها واحدة واردد البقية. قال: وخرجنا معه ذات يوم إلى الجبانة فَلَمَّا بَرَزْنَا قَالَ: انْظُرْ وَيْحَكَ هَلْ تَرَى مِنْ شَيءٍ يُوَارِي؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَرَى مِنْ شَيْءٍ يُوَارِيكَ إِلَّا شَجَرَةً مَا أَرَاهَا تُوَارِيكَ. قَالَ: مَا قُرْبُهَا شَيْءٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ شَجَرَةٌ خَلْفَهَا هِيَ مِثْلُهَا أَوْ قَرِيبٌ مِنْهَا. قَالَ: فَاذْهَبْ إِلَيْهِمَا فَقُلْ لَهُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يأمركم أَنْ تَجْتَمِعَا بِإِذْنِ اللَّهِ. فَاجْتَمَعَتَا فَبَرَزَ لِحَاجَتِهِ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَيْهِمَا فَقُلْ لَهُمَا: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أَنْ تَرْجِعَ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا إِلَى مَكَانِهَا. قال: وكنت جالسًا معه ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ جَاءَ جَمَلٌ حَتَّى ضَرَبَ بجرانه بين يديه ثم ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَ: انْظُرْ وَيْحَكَ لِمَنْ هَذَا الجمل؟ إن له شأنًا قَالَ: فَخَرَجْتُ أَلْتَمِسُ صَاحْبَهُ فَوَجَدْتُهُ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَدَعَوْتُهُ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا شَأْنُ جَمَلِكَ هذا؟ قال:(7/102)
ما شَانُهُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي وَاللَّهِ مَا شَانُهُ سَقَيْنَا عَلَيْهِ وَنَضَحْنَا عَلَيْهِ حَتَّى عَجَزَ عَنِ السِّقَايَةِ فَاتَّعَدْنَا الْبَارِحَةَ أَنْ نَنْحَرَهُ وَنَقْسِمَ لَحْمَهُ. قال: فَلَا تَفَعَلْ وَهِبْهُ لِي أَوْ بِعْنِيهِ. قَالَ: هُوَ لَكَ. فَوَسَمَهُ بِسِمَةِ الصَّدَقَةِ وَبَعَثَ بِهِ ".
6471 / 3 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ يُونُسَ بْنِ خباب عَنِ ابْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ ... فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ وَزَادَ: " مَا أَرَى شيئًا يواريك إلا شجرتين؟ لعلهم إِنِ اجْتَمَعَتَا تُوَارِيَاكَ " وَقَالَ فِي آخِرِهِ: فَلَمَّا أتيا الْمَدِينَةَ إِذَا بَعِيرٌ قَدْ وَضَعَ جُرَّانَهُ مُهْمَلَاتٌ عينيه فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّهُ يخبرني أنه نضح على أهله كذا وَكَذَا ثُمَّ أَرَادُوا أَنْ يَنْحَرُوهُ. فَالْتَمِسُوا صَاحِبَهُ فَلَمَّا جَاءَ صَاحِبُهُ قَالَ: بِعْنِي بَعِيرَكَ هَذَا قَالَ: هُوَ لَكَ. قَالَ: فَاجْعَلْهُ فِي إِبِلِكَ وأحسن إليه ".
6471 / 4 - ورواه عبد بن حميد: أبنا عبد الرزاق أنا مَعْمَرٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ قَالَ: ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ رَأَيْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بينا نحن نسير معه إذ مررنا ببعير يسنى عَلَيْهِ. قَالَ: فَلَمَّا رَآهُ الْبَعِيرُ جَرْجَرَ وَوَضَعَ جُرَّانَهُ فَوَقَفَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: أَيْنَ صَاحِبُ هَذَا الْبَعِيرِ؟ فَجَاءَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعنيه. قَالَ: لَا بَلْ أَهَبُهُ لَكَ. قَالَ: بَلْ بِعْنِيهِ. قَالَ: لَا بَلْ أَهَبُهُ لَكَ؟ فَإِنَّهُ لِأَهْلِ بَيْتٍ مَا لَهُمْ مَعِيشَةٌ غَيْرُهُ. قَالَ: أَمَا إِذْ ذَكَرْتَ هَذَا مِنْ أَمْرِهِ فَإِنَّهُ شَكَا كَثْرَةَ الْعَمَلِ وَقِلَّةَ الْعَلَفِ فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ. قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَقَامَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (فَجَاءَتْ شَجَرَةٌ تَشُقُّ الْأَرْضَ حَتَّى غَشِيَتْهُ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: هِيَ شَجَرَةٌ اسْتَأْذَنَتْ رَبَّهَا فِي أَنْ تُسَلِّمَ عَلَيَّ فَأَذِنَ لَهَا. قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا فَمَرَرْنَا بِمَاءٍ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ بَابْنٍ لَهَا بِهِ جنة فأخذ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمِنْخَرِهِ ثُمَّ قال: اخرج إني مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ سِرْنَا فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ سَفَرِنَا مَرَرْنَا بذلك الماء فأتته المرأة بجزور ولبن فأمره أَنْ تَرُدَّ الْجَزُورَ وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَشَرِبُوا اللَّبَنَ فَسَأَلَهَا عَنِ الصَّبِيِّ؟ فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا مَا رَأَيْنَا مِنْهُ رَيْبًا بَعْدَكَ.
6471 / 5 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا وكيع ثنا الأعمش عن المنهال ابن عَمْرٍو عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ: "أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَابْنٍ لَهَا بِهِ لَمَمٌ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلصَّبِيِّ: اخْرُجْ عدو الله أنا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَرِأَ فَأَهْدَتْ لَهُ كَبْشَيْنِ وَشَيْئًا مِنْ أَقْطٍ وَسَمْنٍ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: خُذْ الْأَقْطَ وَالسَّمْنَ وَخُذْ أَحَدَ الْكَبْشَيْنِ وَرُدَّ عليها الآخر ".(7/103)
6471 / 6 - ورواه ابن حَنْبَلٍ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ... فَذَكَرَهُ.
6471 / 7 - قَالَ: وَثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاق ... فَذَكَرَهُ.
6471 / 8 - قَالَ: وَثَنَا وكيع ثناالأعمش ... فَذَكَرَهُ.
6471 / 9 - قَالَ: وَثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ يَعْلَى قَالَ: مَا أَظُنُّ أَحَدًا رَأَى مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ألا دُوْنَ مَا رَأَيْتُ ... " فَذَكَرَ قِصَّةَ الصَّبِيِّ وَالنَّخْلَتَيْنِ والبعير إلا أنه قال فيه: " أنه قال لِصَاحِبِ الْبَعِيرِ: مَا لِبَعِيرِكَ يَشْكُوكَ زَعَمَ إِنَّكَ سنأته حَتَّى كَبُرَ تُرِيدُ أَنْ تَنْحَرَهُ. قَالَ: صَدَقَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ قَدْ أَرَدْتُ ذلك وَالَّذِي بعثك بالحق لأفعل ".
6471 / 10 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ يعلى ابن أسيابة قَالَ: " كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَسِيرٍ لَهُ فَأَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ فَأَمَرَ وَدِيَّتَيْنِ فَانْضَمَّتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى ثُمَّ أَمَرَهُمَا فَرَجَعَتَا إِلَى مَنَابِتِهِمَا وَجَاءَ بَعِيرٌ فَضَرَبَ بِجُرَّانِهِ الْأَرْضَ ثُمَّ جَرْجَرَ حَتَّى ابْتَلَّ مَا حَوْلَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَدْرُونَ مَا يَقُولُ؟ إِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّ صَاحِبَهُ يُرِيدُ نَحْرَهُ فَبَعَثَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: أَوَاهِبِهُ أنت لي؟ فقال: يا رسول الله مالي مَالٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ. قَالَ: اسْتَوْصِ بِهِ معروفًا. فقال: لا جرم لأكرم مَالًا لِي كَرَامَتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَتَى عَلَى قَبْرٍ يُعَذَّبُ صَاحِبُهُ فَقَالَ: إِنَّهُ يُعَذَّبُ في غير كَبِيرٍ. فَأَمَرَ بِجَرِيدَةٍ فَوُضِعَتْ عَلَى قَبْرِهِ وَقَالَ: عسى أن تخفف عنه ما دائما رَطْبَةً".
6471 / 11 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي كِتَابِ الْمُسْتَدْرَكِ: ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا الْأَعْمَشُ ... فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.(7/104)
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ مِنْ طَرِيقِ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ بِهِ.
6472 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَامَانَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أُمِّهِ: أن خالها الحبيب بن فُوَيك حَدَّثَهَا: " أَنَّ أَبَاهُ خَرَجَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَيْنَاهُ مُبْيَضَّتَانِ لَا يُبْصِرُ بِهِمَا شَيْئًا فَسَأَلَهُ: مَا أَصَابَكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أُمَرِّنُ جَمَلًا لِي فَوَضَعْتُ رِجْلِي عَلَى بَيْضِ حَيَّةٍ فَأُصِبْتُ. فَنَفَثَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي عَيْنَيْهِ فَأَبْصَرَ قَالَ: فَرَأَيْتُهُ يُدْخِلُ الْخَيْطَ فِي الْإِبْرَةِ وَأَنَّهُ لَابْنُ ثَمَانِينَ وأن عينيه لمبيضتان ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
6473 - وَقَالَ أحمد بن منيع: ثنا يزيد أبنا مهدي بن ميمون عن ابن أبي يعقوب عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: " دَخَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شيبة ذَاتَ يَوْمٍ حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الْأَنْصَارِ فَإِذَا جَمَلٌ قَدْ أَتَاهُ فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَمَسَحَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - سراته وَذَرِفَاهُ فَسَكَنَ فَقَالَ: مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ؟ فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: هُوَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: أَمَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَهَا اللَّهُ إِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ ".
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثقات واسم ابن أبي يعقوب محمد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
6474 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدٌ ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا فَائِدٌ- مَوْلَى عُبَيْدِ الله- حدثني عُبَيدُ اللَّهِ أَنَّ جَدَّتَهُ سَلْمَى أَخْبَرَتْهُ " أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ إِلَى أَبِي رَافِعٍ شَاةً وَذَلِكَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فِيمَا أعلم فصلاها أبو رافع وجعلها في مكتل قِيلَ: لَيْسَ مَعَهَا خُبْزٌ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَاجِعًا مِنَ الْخَنْدَقِ فَقَالَ: يَا أَبَا رَافِعٍ ضَعِ الَّذِي مَعَكَ. فَوَضَعَهُ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا رَافِعٍ ناولني الذراع فنارلته ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا رَافِعٍ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ. فناولته ثم قال: يأبا رَافِعٍ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لِلشَّاةِ غَيْرُ ذِرَاعَيْنِ؟! فَقَالَ: لَوْ سَكَتَّ لَنَاوَلْتَنِي مَا سَأَلْتُكَ ".(7/105)
6475 / 1 - قال أبو يعلى الموصلي: وثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: " جاء رجل من بني عامر إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُدَاوِي وَيُعَالِجُ فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ تَقُولُ أَشْيَاءَ فَهَلْ لَكَ أَنْ أُدَاوِيَكَ؟ قَالَ: فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ فِي أَنْ أُرِيَكَ آيَةً؟ وَعِنْدَهُ نَخْلٌ وَشَجَرٌ قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَذَقًا مِنْهَا فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ وَهُوَ يَسْجُدُ وَيَرْفَعُ وَيَسْجُدُ ويرفع ويسجد ويرفع حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ارْجِعْ إِلَى مَكَانِكَ. فَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ. فقال: والله لأكذبك بِشَيْءٍ تَقُولُهُ بَعْدَهَا أَبَدًا. ثُمَّ قَالَ: يَا عامر بن صعصعة والله لا أكذبه بشيء يقوله بعدها أبدًا. قال: والعذق: النخلة ".
6475 / 2 - رواه ابن حبان في صحيحه: أبنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السامي ... فَذَكَرَهُ.
6475 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: مِنْ طَرِيقِ شَرِيكٍ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ أَبِي ظبيان عن ابن عباس قال: ((جاء أعرابي ... " فَذَكَرَهُ بِاخْتِصَارٍ.
وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
6476 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الموصلي: وثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ عَنْ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي خَيْرٍ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ومن يشهد لك؟ قال: هذه السَّلَمَةُ فَدَعَاهَا وَهِيَ عَلَى شَاطِئِ الْوَادِي فَجَاءَتْهُ تَخُدُّ الْأَرْضَ حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: فَاسْتَشْهَدَهَا فَشَهِدَتْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: آتِي قَوْمِي فَإِنْ بَايَعُونِي أَتَيْتُكَ بِهِمْ وَإِلَّا رَجَعْتُ إِلَيْكَ فَأَكُونُ مَعَكَ ".
هَذَا إسناد صحيح.(7/106)
6476 / 2 - رَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ثَنَا أَبُو حَيَّانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ فَأَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ فَلَمَّا دَنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أَهْلِي. قَالَ: هَلْ لَكَ فِي خَيْرٍ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: هَلْ مِنْ شَاهِدٍ عَلَى مَا تَقُولُ؟ قَالَ: هَذِهِ الشَّجَرَةُ. فَدَعَاهَا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهِيَ بِشَاطِئِ الْوَادِي فَأَقْبَلَتْ تَخِدُّ الْأَرْضَ خَدًّا حَتَّى جَاءَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ؟ فَاسْتَشْهَدَهَا ثَلَاثًا فَشَهِدَتْ أَنَّهُ كَمَا قَالَ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَنْبَتِهَا وَرَجَعَ الْأَعْرَابِيُّ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: إِنْ يَتَّبِعُونِي آتِيكَ بِهِمْ ... " فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.
6476 / 3 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: أبنا الحسن بن سفيان أبنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ ثَنَا ابْنُ فُضُيْلٍ عَنْ أَبِي حَيَّانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابن عُمَرَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - في مسير ... " فذكر حديث البزار.
6477 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا إِبَرْاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: " أن رسول الله - صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ بِالْحُجُونِ وَهُوَ كَئِيبٌ حَزِينٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَرِنِي الْيَومَ آيَةً لَا أبالي من يكذبني بعدها مِنْ قَوْمِي فَنَادَى شَجَرَةً مِنْ قِبَلِ عَقَبَةِ أهل المدينة فنادها فجاءت تشق الْأَرضَ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ أَمَرَهَا فَذَهَبَتْ قَالَ: فَقَالَ: مَا أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي ".
6477 / 2 - رَوَاهُ البَزَّارُ: ثَنَا محمد بن مرزوق ثنا داود بن شَبِيبٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.
6477 / 3 - قَالَ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ثَنَا عَفَّانُ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ عُمَرَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ بِالْحُجُونِ فَرَدَّ عَلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَرِنِي آيَةً الْيَومَ لَا أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا. فَأُتِيَ فَقِيلَ: ادْعُ شجرة. فدعا شَجَرَةً فَأَقْبَلَتْ تَخُطُّ الْأَرضَ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ أَمَرَهَا فَرَجِعَتْ- قَالَ دَاوُدُ: إِلَى مَنْبَتِهَا. وَقَالَ عَفَّانُ: إِلَى مَوْضِعِهَا- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا ".(7/107)
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عُمَرَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
قُلْتُ: مَدَارُ إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَأَبُو رَافِعٍ إِنْ كَانَ الصَّحَابِيُّ فَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ لَمِ يُدْرِكْهُ وَإِنْ كَانَ الصَّائِغُ فَلَمْ يُدْرِكْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
6478 - قَالَ أَبُو يَعْلَى وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ الرِّفَاعِيُّ أَبُو هِشَامٍ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ عَنِ الزهري أبنا خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ حَدَّثَهُ قَالَ: "خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَجَّتِهِ الَّتِي حَجَّهَا فَلَمَّا هَبَطْنَا بَطْنَ الرَّوْحَاءِ عَارَضَتْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - امْرَأَةً مَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ فَوَقَفَ لَهَا فقالت: يا رسول الله هذا بني فَلَان وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا زَالَ فِي حبق واحد- أو كلمة تشبهها- مذ ولدته إلى الساعة (فاكتنع) إليها رسول الله فَبَسَطَ يَدَهُ فَجَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّحْلِ ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ ثُمَّ قَالَ: اخْرُجْ عَدُوَّ الله؟ فإني رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ نَاوَلَهَا إِيَّاهُ فَقَالَ: خُذِيهِ فَلَنْ تَرَيَنْ مِنْهُ شَيْئًا يُرِيبُكِ بَعْدَ الْيَوْمِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ أُسَامَةُ: فَقَضَيْنَا حَجَّنَا ثُمَّ انْصَرَفْنَا فَلَمَّا نَزَلْنَا بِالرَّوْحَاءِ فَإِذَا تِلْكَ الْمَرْأَةَ أُمُّ الصَّبِيِّ فَجَاءَتْ وَمَعَهَا شَاةٌ مُصْلَيَةٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أُمُّ الصَّبِيِّ الَّذِي أَتَيْتُكَ بِهِ. قَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا يُرِيبُنِي إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ. قَالَ أُسَامَةُ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَا أُسَيْمُ- قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَهَكَذَا كَانَ يدعو به لخمسة نَاوِلْنِي ذِرَاعَهَا. فَامْتَلَخْتُ الذِّرَاعَ فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ فَأَكَلَهَا ثُمَّ قَالَ: يَا أُسَيْمُ نَاوِلْنِي ذِرَاعَهَا. فَامْتَلَخْتُ الذِّرَاعَ فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ فَأَكَلَهَا ثُمَّ قَالَ: يَا أُسَيْمُ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنك قد قُلْتَ: نَاوِلْنِي. فَنَاوَلْتُكَهَا فَأَكَلْتَهَا ثُمَّ قُلْتَ: نَاوِلْنِي. فَنَاوَلْتُكَهَا فَأَكَلْتَهَا ثُمَّ قُلْتَ: نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ وَإِنَّمَا للشاة ذراعان فقال: أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَهْوَيْتَ إِلَيْهَا مَا زِلْتَ تَجِدُ فِيهَا ذِرَاعًا مَا قُلْتُ لَكَ. ثُمَّ قال: ياأسيم قم فاخرج فانظر هل ترى مكانًا يواري رسول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَرَجْتُ فَمَشَيْتُ حَتَّى حُسِرْتُ فَمَا قَطَعْتُ الْيَأْسَ وَمَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَرَى أَنَّهُ يُوَارِي أَحَدًا وَقَدْ مَلَأَ النَّاسُ مَا بَيْنَ السَّدَّيْنِ. قَالَ: فَهَلْ رَأَيْتَ شَجَرًا أَوْ رَجْمًا؟ قُلْتُ: بَلَى قَدْ رَأَيْتُ نخلات صغار إلى جانبهن رجم من حجارة. فقال: ياأسيم اذْهَبْ إِلَى النَّخَلَاتِ فَقُلْ لَهُنَّ: يَأْمُرُكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ تَلْتَحِقَ بَعْضُكُنَّ بِبَعْضٍ حَتَّى تَكُنَّ سُتْرَةً لِمَخْرَجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقُلْ ذَلِكَ لِلرَّجْمِ. فَأَتَيْتُ النَّخَلَاتِ فَقُلْتُ لَهُنَّ الَّذِي(7/108)
أمرني به رسول الله فوالذي بعثه بالحق لكأني أنظر إلى تفاقرهن بِعُرُوقِهِنَّ وَتُرَابِهِنَّ حَتَّى لَصَقَ بَعْضُهُنَّ بِبَعْضٍ فَكُنَّ كَأَنَّهُنَ نَخْلَةٌ وَاحِدَةٌ وَقُلْتُ ذَلْكَ لِلْحِجَارَةِ فَوَالَّذِي بعثه بالحق لكأني أنظر إلى تفاقرهن حَجَرًا حَجَرًا حَتَّى عَلَا بَعْضُهُنَّ بَعِضًا فَكُنَّ كَأَنَّهُنَّ جِدَارٌ. فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: خُذِ الْإِدَاوَةَ. فَأَخَذْتُهَا ثُمَّ انْطَلَقْنَا نَمْشِي فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْهُنَّ سَبَقْتُهُ فَوَضَعْتُ الْإِدَاوَةَ ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَيْهِ فَانْطَلَقَ فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ وَهُوَ يَحْمِلُ الْإِدَاوَةَ فَأَخَذْتُهَا مِنْهُ ثُمَّ رَجَعْنَا فَلَمَّا دَخَلَ الْخِبَاءَ قال لي: ياأسيم انْطَلِقْ إِلَى النَّخَلَاتِ فَقُلِ لَهُنَّ: يَأْمُرُكُنَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - تَرْجِعَ كُلُّ نَخْلَةٍ مِنْكُنَّ إِلَى مَكَانِهَا وَقُلْ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ. فَأَتَيْتُ النَّخَلَاتِ فَقُلْتُ لَهُنَّ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فوالذي بعثه بالحق لكأني أنظر إلى تفاقرهن وَتُرَابِهِنَّ حَتَّى عَادَتْ كُلُّ نَخْلَةٍ مِنْهُنَّ إِلَى مَكَانِهَا وَقُلْتُ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لكأني أنظر إلى تفاقرهن حَجَرًا حَجَرًا حَتَّى عَادَ كُلُّ حَجَرٍ إِلَى مكانه فأ تيته فَأَخْبَرْتُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
6479 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَميِدِ الْحِمَّانِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ غسيل عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ أبيه يعني عن قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ: " أَنَّهُ أُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ بدر فسالت حدقته على وجنته. فأرادو أَنْ يَقْطَعُوهَا فَسَأَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (فَقَالَ: لَا. فَدَعَا بِهِ فَغَمَزَ حَدَقَتَهُ بِرَاحَتِهِ فَكَانَ لَا يَدْرِي أَيَّ عَيْنَيْهِ أُصِيبَتْ ".
6480 - قال أبو يعلى الموصلي وثنا أبو عبد الرحمن الأذرَفي ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن الحارث بن عبيد عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " أُصِيبَتْ عَيْنُ أَبِي ذَرٍّ يَوْمَ أُحُدٍ فَبَزَقَ فِيهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَانَتْ أَصَحَّ عَيْنَيْهِ.(7/109)
44- بَابٌ أَدَبُ الْحَيَوَانَاتِ مَعَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَعْرِفَتُهُ بِلُغَتِهَا
فِيهِ الْأَحَادِيثُ الْمَذْكُورَةُ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ.
6481 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ثَنَا يونس عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: " كَانَ لِآلِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَحْشٌ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا خَرَجَ لَعِبَ وَاشْتَدَّ وأقَبل وَأَدْبَرَ فَإِذَا أَحَسَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ دَخَلَ رَبَضَ فَلَمْ يَتَرَمْرَمْ ما دَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْبَيْتِ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْذِيَهُ ".
6481 / 2 - قَالَ: وَثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ثَنَا مُجَاهِدٌ ... فَذَكَرَهُ.
6481 / 3 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا يونس ... فذكره.
6481 / 4 - قال: وثنا أَبُو قُطْنٍ قَالَ: ثَنَا يُونُسُ ... فَذَكَرَهُ.
6481 / 5 - قَالَ: وَثَنَا وَكِيعٌ عَنْ يونس عن ابن إِسْحَاقَ عَنْ مُجَاهِدٍ ... فَذَكَرَهُ. وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ بِطُرُقِهِ فِي آخِرِ كِتَابِ الْآدَابِ.
45- بَابٌ فِي بَرَكَةِ دُعَائِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِمَنْ دَعَا لَهُ
6482 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا وكيع عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو بن عُتْبَة عَنِ ابْنِ حُذَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- "أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا دَعَا لِلرَّجُلِ أَصَابَتْهُ وَأَصَابَتْ وَلَدَهُ وَوَلَدَ وَلَدِهِ ".(7/110)
6482 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا وَكِيعٌ ثَنَا أبو العميس ... فذكره.
6482 / 3 - قال: وثنا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنٍ لِحُذَيْفَةَ قَالَ وَقَدْ ذُكِرَ مَرَّةً عَنْ حُذَيْفَةَ " أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ... " فَذَكَرَهُ.
6482 / 4 - وَرَوَاهُ أحَمَّدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ ابْنٍ لِحُذَيْفَةَ: " أَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَتُدْرِكُ الرَّجُلَ وَوَلَدَهُ وَوَلَدَ وَلَدِهِ فَقُلْتُ لِمِسْعَرٍ: عَنْ حذيفة؟ قال: الله أَعْلَمُ ".
6483 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ ثنا أبو نهيك قال: سمعت عمرو بن أخطب أبا زيد الأنصاري يقول " استقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجئته بقدح فيه ماء فكانت فيه شعرة فنزعها فقال: اللهم جمله. فلقد رأيته وهو ابن أربع وتسعين وما في رأسه طاقة بيضاء.
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
6484 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَأَبُو خَيْثَمَةَ قال وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى قَالَا: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن الجمحي ثنا عبد الله بن عبدلله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ أُمِّ سَلِيمٍ بِنْتِ مِلْحَانَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَعَا لِي حتى ما أبالي ألا يَزِيدَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ مِنْ أَهْلِي مَنْ لَهُ خَاصَّةٌ عِنْدِي فَادْعُ لَهُ. فدعا لَكَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى مَا أُبَالِي أَلَّا يَزِيدَ وَكَانَ فِيمَا دعا يومئذ: اللهم وآته مالا وولدًا. قالت: فَمَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَصَابَ مِنْ لِينِ الْعَيْشِ أفضل مما أصبت ولقد دفنت بكفي هاتين مِنْ وَلَدِي أَكْثَرَ مِنْ مِائَةٍ لَا أَقُولُ لَكُمْ فِيهِ وَلَدُ وَلَدٍ وَلَا سَقْطٌ ".
قُلْتُ: رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ طَرِيقِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ بِهِ دُونَ قَوْلِهِ فَمَا أَعْلَمُ أَحَدًا ... " إِلَى آخِرِهِ وَلَمْ يَذْكُرُوا بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ بِهَذَا اللَّفْظِ. وَسَيَأْتِي فِي مَنَاقِبِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.(7/111)
6485 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: وَثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: ذَكَرَ أَبِي عَنْ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ " بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي السُّوقِ إِذَا امْرَأَةٌ قَدْ أَخَذَتْ بِعَنَانِ دَابَّتِهِ وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ زَوْجِي لَا يَقْرَبُنِي فَفَرِّقْ بَيْنِي وبينه. قال: ومر زَوْجُهَا فَدَعَاهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: مالك ولها؟ جاءت تشكو منك أجفاء تَشْكُو مِنْكَ أَنَّكَ لَا تَقْرَبُهَا. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي أَكْرَمَكَ إِنَّ عَهْدِي بِهَا لَهَذِهِ اللَّيْلَةَ. فَبَكَتِ الْمَرْأَةُ وَقَالَتْ: كَذَبَ فَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنِهِ فَإِنَّهُ مِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيَّ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ أَخَذَ بِرَأْسِهِ وَرَأْسِهَا فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَدْنِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صاحبه. قال جابرْ فلبثنا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ نَلْبَثَ ثُمَّ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالسُّوقِ فَإِذَا نَحْنُ بِامْرَأَةٍ تَحْمِلُ أَدَمًا فَلَمَّا رَأَتْهُ طَرَحَتِ الْأَدَمَ وَأَقْبَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بعثك بالحق ما خلق الله في شَيءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ إِلَّا أَنْتَ ".
قَالَ عبيد الله: ولأراني سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.
46- بَابٌ فِي اشْتِرَاطِهِ فِي دُعَائِهِ شَفَقَةً عَلَى أُمَّتِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فِيهِ حَدِيثُ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ فِي بَابِ رفع اليدين.
6486 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قُرَّةَ عَنْ سَلْمَانَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مِنْ وَلَدِ آدم أنا فأيما عبد من أمتي لعنته أَوْ سَبَبْتُهُ سُبَّةً فِي غَيْرِ كُنْهِهِ فَاجْعَلْهَا عليه صلاة".
6486 / 2 - وبه: إلى عمرو بن أبي قُرَّةَ قَالَ: " عَرَضَ أَبِي عَلَى سَلْمَانَ أُخْتَهُ أَنْ يُزَوِّجَهُ فَأَبَى وَتَزَوَّجَ مَوْلَاةً لَهُ يُقَالُ لَهَا: بُقَيْرَةُ. قَالَ: فَبَلَغَ أَبَا قُرَّةَ أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ حُذَيْفَةَ وَسَلْمَانَ(7/112)
شَيْءٌ فَأَتَاهُ يَطْلُبُهُ فَأُخْبِرَ أَنَّهُ فِي مِبْقَلَةٍ لَهُ فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِ فَلَقِيَهُ مَعَهُ زِنْبِيلٌ فِيهِ بَقَلٌ قَدْ أَدْخَلَ عَصَاهُ فِي عُرْوَةِ الزِّنْبِيلِ وهو على عاتقه فقال: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ حُذَيْفَةَ؟ قَالَ: يَقُولُ سَلْمَانُ؟ {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} فَانْطَلَقْنَا حَتَّى دَخَلْنَا دَارَ سَلْمَانَ فَدَخَلَ سَلْمَانُ الدَّارَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. ثُمَّ أَذِنَ لِأَبِي قُرَّةَ فَإِذَا نَمَطٌ مَوْضُوعٌ وَعِنْدَ رَأْسِهِ لَبِنَاتٌ وإذا قرطاط مَوْضُوعٌ فَقَالَ: اجْلِسْ عَلَى فِرَاشِ مَوْلَاتِكَ الَّذِي تُمَهِّدُ لِنَفْسِهَا. قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُهُ فَقَالَ: إن حذيفة كان يحدث بأشياء كان يَقُولُهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في غضبه لِأَقْوَامٍ فَأَسْأَلُ عَنْهَا فَأَقُولُ إِنَّ حُذَيْفَةَ أَعْلَمُ بما يقول وأكره أن يكون ضغائن بين أقوام. فأتى حذيفة فقيل لَهُ: إِنَّ سَلْمَانَ لَا يُصَدِّقُكَ وَلَا يُكَذِّبُكَ بِمَا تَقُولُ. فَجَاءَنِي حُذَيْفَةَ فَقَالَ لِي: يَا سَلْمَانُ يَا ابْنَ أُمِّ سَلْمَانَ. قَالَ: حُذَيْفَةُ يَا ابْنَ أُمِّ حُذَيْفَةَ لَتَنْتَهِيَنَّ أَوْ لَأَكْتُبَنَّ فيك إلى عمر. فلما خوفته بِعُمَرَ تَرَكَنِي وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ وَلَدِ آدَمَ أَنَا فأيما عبد من أمتي لعنته لعنة أَوْ سَبَبْتُهُ سُبَّةً فِي غَيْرِ كُنْهِهِ فَاجْعَلْهَا عَلَيْهِ صَلَاةً ".
6486 / 3 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ ... فَذَكَرَ نَحْوَ الطَّرِيقِ الثَّانِي وَزَادَ: " أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَغْضَبُ فَيَقُولُ فِي الْغَضَبِ ويرضى فيقول في الرضا أما تنتهي حتى تورث رجالًا حب رجال ورجالًا بغض رجال وتوقع اخْتَلَافًا وَفُرْقَةً وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطَبَ فَقَالَ: أَيَّمَا رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي سَبَبْتُهُ سُبَّةً أَوْ لَعَنْتُهُ لَعْنَةً فِي غَضَبِي فَإِنَّمَا أَنَا مِنْ وَلَدِ آدَمَ أَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُونَ وَإِنَّمَا بَعَثَنِي رَحْمَةً لِلْعَالَمِينِ فَاجْعَلْهَا عَلَيْهِ صَلَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَاللَّهِ لتنتهين أو لأكتبن فِيكَ إِلَى عُمَرَ "
6486 / 4 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثَنَا زَائِدَةُ ثَنَا عمرو بن قيعر عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قُرَّةَ قَالَ: " كَانَ حُذَيْفَةُ بِالْمَدَائِنِ فَتَذَاكَرَ أَشْيَاءَ قَالَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي الْغضَبِ فَيَنْطَلِقُ نَاسٌ مِمَنْ حَضَرَ حُذَيْفَةَ إِلَى سَلْمَانَ فَيُخْبِرُهُ بِمَا قَالَ حُذَيْفَةُ فَقَالَ سَلْمَانُ: حُذَيْفَةُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُ. فَيَرْجِعُونَ إِلَى حُذَيْفَةَ فَيَقُولُونَ: أُنْبِأَ سَلْمَانُ بِمَا قُلْتَ فَمَا صَدَّقَكَ وَلَا كَذَّبَكَ. فَأَتَى حُذَيْفَةُ سَلْمَانَ وَهُوَ فِي مِبْقَلَةٍ فَقَالَ: يَا سَلْمَانُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَدِّقَنِي بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فَقَالَ سَلْمَانُ: إِنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يغضب فيقول في الغضب لناس ... " فذكر بقية حَدِيثِ زَائِدَةَ.
قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ بِهِ باختصار.(7/113)
6487 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: وَثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْمُعَيْقِيبِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اللَّهُمَّ إِنِّي اتَّخَذْتُ عِنْدَكَ عَهْدًا تُؤَدِّيهِ إِلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ آذَيْتُهُ أَوْ شَتَمْتُهُ- أَوْ قَالَ: ضَرَبْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهَ- فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا إِلَيْكَ يَوْمَ القيامة ".
6487 / 2 - رواه أحمد بن منيع: أبنا يزيد أبنا محمد بن إسحاق عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
6487 / 3 - وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سليم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فَذَكَرَهُ.
6487 / 4 - وَرَوَاهُ أَبُو يعلى الموصلي: ثنا زُهَيْرٌ قَالَ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونُ ... فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثَ ابْنِ مَنِيعٍ.
6487 / 5 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثنا يزيد أبنا محمد بن إسحاق عن عبيد الله بن الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ- قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَقَالَ غَيْرُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ: عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عبد العتواري وهو أبو الْهَيْثَمِ وَكَانَ فِي حِجْرِ أَبِي سَعِيدٍ- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
6487 / 6 - وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فَذَكَرَهُ.
6488 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ الْبَصْرِيُّ ثَنَا مَعْتمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ السُّمَيْطِ عَنْ أَبِي السِّوَارِ عَنْ خَالِهِ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمْشِي وَنَاسٌ يَتْبَعُونَهُ فَتَبِعْتُهُ مَعَهُمْ فَعَطَفَ عَلَيْهِمْ بِقَضِيبٍ كَانَ مَعَهُ أَوْ سِوَاكٍ فَتَفَرَّقُوا عنه وضربني به فما أوجعني ذلك فبت بِلَيْلَةٍ اللَّهُ أَعْلَمُ بِهَا(7/114)
قُلْتُ: مَا ضَرَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا مِنْ سُوءٍ عَلِمَهُ مِنِّي فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّمَا أَنْتَ رَاعٍ فَلَا تَكْسِرَ قُرُونَ رَعِيَّتِكَ بِشَيءٍ. قَالَ: مَا عِبْتُ عَلَيْهِمْ فِي شَيءٍ إِلَّا أَنَّهُمْ يَتَّبِعُونِي وَأَنَا أَكْرَهُ ذَلِكَ وَأَيُّمَا عَبْدٌ سَبَبَتُهُ أَوْ لَعَنْتُهُ فَاجْعَلْهَا عَلَيْهِ صَلَاةً ورحمة ومغفرة". 6488 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَارِمٌ ثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ ثَنَا السُّمَيْطُ.
47- بَابٌ فِي رِفْقِهِ بِأُمَّتِهِ وَشَفَقَتِهِ عَلَيْهِمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6489 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ ثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ الْمِصِّيصِيُّ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بن عمر الأيلي عن عبدلله بْنِ عَطَاءِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عَطَاءٍ مَوْلَاةِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَتْ: سَمِعْتُ الزُّبَيْرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} صَاحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى أَبِي قُبَيس: يَا آلَ عَبْدِ مَنَافٍ إِنِّي نَذِيرٌ فَجَاءَتْهُ قُرَيْشٌ فَحَذَّرَهُمْ وَأَنْذَرَهُمْ. فَقَالُوا: تَزْعُمُ أَنَّكَ نَبِيٌّ يُوحَى إِلَيْكَ وَأَنَّ سُلَيْمَانَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- سُخِّرَ لَهُ الرِّيحُ وَالْجِبَالُ وَأَنَّ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- سُخِّرَ لَهُ الْبَحْرُ وَأَنَّ عِيسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُسَيِّرَ عَنَّا هَذِهِ الْجِبَالَ وَيُفَجِّرَ لَنَا الْأَرْضَ أَنْهَارًا فَنَتَّخِذُهَا مَحَارِثَ فَنَزْرَعُ وَنَأْكُلُ وَإِلَّا فَادْعُ اللَّهَ أَنَّ يُحْيِيَ لَنَا مَوْتَانَا فَنُكَلِّمُهُمْ وَيُكَلِّمُونَا وَإِلَّا فادع الله أن يصير هذه الصخرة التي تحتك ذهبًا فنحت مِنْهَا وَتُغْنِينَا عَنْ رِحْلَةِ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَإِنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ كَهَيْئَتِهِمْ. فَبَيْنَا نَحْنُ حَوْلَهُ إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ أَعْطَانِي مَا سَأَلْتُمْ وَلَوْ شِئْتُ لَكَانَ ولكنه خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ تَدْخُلُوا بَابِ الرَّحْمَةِ فَيُؤَمَّنَ مُؤَمَّنُكُمْ وَبَيْنَ أَنْ يَكِلَكُمْ إِلَى مَا اخْتَرْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَتَضِلُّوا عَنْ بَابِ الرَّحْمَةِ فَلَا يُؤْمِنُ مِنْكُمُ أَحَدٌ فَاخْتَرْتُ بَابَ الرَّحْمَةِ فَيُؤْمِنُ مُؤْمِنُكُمْ وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ إِنْ أَعْطَاكُمْ ذَلِكَ ثُمَّ كَفَرْتُمْ أَنَّهُ مُعَذِّبُكُمْ عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ(7/115)
فَنَزَلَتْ {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ} حَتَّى قرأ ثلاث آيات ونزلت { (ولو أن قرآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أو كلم به الموتى..} الْآيَةَ ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ وَتَقَدَّمَ في سورة الشعراء.
ٍ48- باب في بركته - صلى الله عليه وسلم - في الماء
فيه حديث حبان بن بح وتقدم في الزكاة في باب المسألة وتحريمها وفيه حديث زياد بن الحارث الصدائي وتقدم في الإمارة في باب لا خير في الإمارة.
6490 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا مُعْتَمِرٌ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ سَمِعْتُ شَيْخًا عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو: " أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَى بِمَاءٍ وَفِي الْمَاءِ قِلَّةٌ فَتَوَضَّأَ فِي جَوْفِ الْإِنَاءِ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَنَضَحَ عَلَى الْقَوْمِ فَسَعِدَ فِي أَنْفُسِنَا مَنْ أَصَابَهُ ذَلِكَ الْمَاءُ قَالَ: وَأَرَاهُ قَدْ أَصَابَ الْقَوْمَ كُلَّهُمْ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الضُّحَى ".
هَذَا مُرْسَلٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
6491 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ زَكَرِيَّا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: نَزَلْنَا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ فَوَجَدْنَا مَاءَهَا قَدْ شَرِبَهُ أَوَائِلُ النَّاسِ فَجَلَسَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْبِئْرِ ثُمَّ دَعَا بدلو منها فأخذ منه بِفِيهِ ثُمَّ مَجَّهُ فِيهَا وَدَعَا اللَّهَ فَكَثُرَ ماؤها حتى تروى الناس منها ".
6491 / 2 - رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا أَبُو النَّضْرِ ثَنَا سُلَيْمَانُ- يَعَنِي: ابْنَ الْمُغِيرَةِ- عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ يُوْنُسَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - في(7/116)
مسير فأتينا على ركي ذَمَّة - يَعْنِي: قَلِيلَةَ الْمَاءِ- قَالَ: فَنَزَلَ فِيهَا خَمْسَةٌ أنا سادسهم قال: فأدليت إلينا دلو. قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى شفه الركي فجعلنا فيها نصفها أو قريب ثلثيها فلذت بإنائي هل أجد شيئًا أجعله في حلقي فما وجدت فرفعت الدلو إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَغَمَسَ يَدَهُ فِيهَا قَالَ: فَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ. قَالَ: فَأُعِيدَتْ إِلَيْنَا الدَّلْوُ فِيهَا. قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَحَدَنَا أُخْرِجَ بِثَوْبٍ خشية الغرق ".
6491 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ أبو خالد القيسي ثنا سليمان ابن المغيرة ... فذ كره.
6491 / 4 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا هَاشِمٌ ثَنَا سليمان ... فذكره وزاد: " ثم ساحت- يعني: جرت نهرًا ".
6491 / 5 - قَالَ: وَثَنَا هُدْبَةُ وَعَفَّانُ قَالَا: ثَنَا سُلَيْمَانُ بن المغيرة ... فذكره.
6491 / 5 - قال عبد الله: وثنا هدبة ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هلال عن يو نس ... فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
6492 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَنَا: هَلْ مِنْ وُضُوءٍ؟ قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ بِنُطْفَةٍ فِي إِدَاوَةٍ قَالَ: فَقَبَضَهَا فَجَعَلَهَا فِي قَدَحٍ قَالَ: فَتَوَضَّأْنَا قَالَ: ونحن أر بع عشرة مائة قال: فتوضأنا كلنا (فدعققها دعققة) ونحن أربع عشرة مائة. قال أبي: فسبع وَلَا يَبْقَى مِنَ(7/117)
الْمَاءِ قَالَ: فَجَاءَ بِمِائَةٍ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله ألا وَضُوءَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ فَرِغَ الْوُضُوءُ ".
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ في باب إخباره بالمغيبات.
49- بَابٌ فِيمَا أُتِيَ بِهِ مِنَ الطَّعَامِ مِنَ السماء وما جاء في بركته في الطعام والشراب
فِيهِ حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَتَقَدَّمَ فِي غزوة تبوك.
6493 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا شَرِيكٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْمِنْهَالِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- أَوْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّادٍ- الْأَسَدِيِّ عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فِي قَوله عَزَّ وَجَلَّ: {وأنذر عشيرتك الأقربين} قَالَ: دَعَاهُمْ- يَعَنِي: النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَمَعَهُمْ عَلَى فَخْذِ شَاةٍ وَقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ- أَوْ قَالَ: قَعْبٍ مِنْ لَبَنٍ- وَإِنَّ فِيهِمْ يَوْمَئِذٍ لَثَلَاثِينَ رَجُلًا كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَأْكُلُ جِذْعَةً وَحْدَهُ قَالَ: فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا حَتَّى رُوِينَا ".
6493 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَفَّانُ " ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي صَادِقٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ ناجذ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: " جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَفَرًا مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِيهِمْ رَهْطٌ كُلُّهُمْ يَأْكُلُ الْجَذْعَةَ وَيَشْرَبُ الْفَرْقَ قَالَ: فَصَنَعَ لَهُمْ مُدًّا مِنْ طَعَامٍ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا قَالَ: وَبَقِيَ الطَّعَامُ كَأَنَّهُ لم يمس ثُمَّ دَعَا بِغِمْرٍ فَشَرِبُوا حتّى شبعوا وَبَقِيَ الشَّرَابُ كَأَنَّهُ لَمْ يُمَسَّ أَوْ لَمْ يُشْرَبْ فَقَالَ: يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّي بُعِثْتُ فِيكُمْ خَاصَّةً وَإِلَى النَّاسِ بِعَامَّةٍ وَقَدْ رَأَيْتُمْ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ مَا رَأَيْتُمْ فَأَيُّكُمْ يُبَايِعُنِي عَلَى أَنْ يَكُونَ(7/118)
أَخِي وَصَاحِبِي؟ قَالَ: فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ أَحَدٌ قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ وَكُنْتُ أَصْغَرَ الْقَوْمِ فَقَالَ: اجْلِسْ. ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ أَقُومُ إِلَيْهِ فَيَقُولُ لِي: اجْلِسْ. حَتَّى كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى يَدِي ".
6494 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عباد المكي ثنا حَاتِمٌ عَنْ مُعَاوِيَةَ- يعَنْي: ابْنَ أَبِي مُزَرِّدٍ- عن عبدلله بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أبيه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَعَرَفْتُ فِي وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْجُوعَ فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ أُمَّ سُليم- وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ كَانَتْ تَحْتَ مَالِكِ بْنِ أنس- فقلت: يأم سُلَيْمٍ إِنِّي عَرَفْتُ فِي وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْجُوعَ فَهَلْ عِنْدَكِ من شيء؟ قالت: عِنْدِي شَيْءٌ. وَأَشَارَتْ بِكَفِّهَا فَقُلْتُ لَهَا: اصْنَعِي وَأَنْعِمِي. فَأَرْسَلْتُ أَنَسًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: سَارِّهِ فِي أُذُنِهِ وَادْعُهُ. فَلَمَّا أَقْبَلَ أَنَسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْسَلَكَ أَبُوكَ يَدْعُونَا يَا بُنَيَّ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَصْحَابِهِ: اذْهَبُوا بِسْمِ اللَّهِ. قَالَ: فَأَدْبَرَ أَنَسٌ يَشْتَدُّ حَتَّى أَتَى أَبَا طَلْحَةَ فَقَالَ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ أَتَاكَ فِي النَّاسِ. قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَ الْبَابِ عَلَى مُسْتَرَاحِ الْدَرَجَةِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَاذَا صَنَعْتَ بِنَا؟ إِنَّمَا عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْجُوعَ فَصَنَعْنَا لَكَ شَيْئًا تَأْكُلُهُ. قَالَ: ادْخُلْ وَأَبْشِرْ. قَالَ فَأَخَذَهَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجمعه فِي الصُّحْفَةِ بِيَدِهِ ثُمَّ أَصْلَحَهَا فَقَالَ: هَلْ مِنْ؟ - كَأَنَّهُ يَعْنِي الْأَدَمَ- قَالَ: فَأَتَوْهُ بِعُكَّتِهِمْ فِيهَا شَيْءٌ- أَوْ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ- فَقَالَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ فَأَسْلَتَ مِنْهَا السَّمْنَ ثُمَّ قَالَ: ادْخِلْ علي عشرة عَشَرَةً. فَأَكَلُوا كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلْفُضَلِ الَّذِي فَضَلَ: كُلُوا أَنْتُمُ وَعِيَالُكُمْ. فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا ".
6495 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: وَثنا شَيْبَانُ بْنُ فُرُّوخٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْبُرْجُمِيُّ عَنْ أَبِي ظِلَالٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: " كَانَتْ لَنَا شَاةٌ فَجَمَعَتْ مِنْ سَمْنِهَا فِي عُكَّةٍ فَمَلَأَتِ الْعُكَّةَ ثُمَّ بَعَثَتْ بِهَا مَعَ رَبِيبَةَ فَقَالَتْ: يَا رَبِيبَةُ أَبْلِغِي هَذِهِ الْعُكَّةَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْتَدِمُ بها. فَانْطَلَقَتْ بِهَا رَبِيبَةُ حَتَّى أَتَتْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَمْنٌ بعثت بها إليك أم سليم. قال: فرغوا لها عكتها. ففرغت العكة(7/119)
فدفعت إليها فَانْطَلَقَتْ فَجَاءَتْ أُمَّ سُلَيْمٍ فَرَأَتِ الْعُكَّةَ مُمْتَلِئَةٌ تقطر فقالت أم سليم: ياربيبة أَوَ لَيْسَ أَمَرْتُكِ أَنْ تَنْطَلِقِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فَقَالَتْ: قَدْ فَعَلْتُ فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقِينِي فَانْطَلِقِي فَسَلِي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَانْطَلَقَتِ أُمُّ سُلَيْمٍ وَمَعَهَا رَبِيبَةُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بعثت إليك معها بعكة فيها سَمْنٌ. قَالَ: قَدْ فَعَلَتْ قَدْ جَاءَتْ بِهَا. فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ إِنَّهَا لَمُمْتَلِئَةٌ تَقْطِرُ سَمْنًا. قَالَ: فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَعْجَبِينَ أَنْ كَانَ اللَّهُ أَطْعَمَكِ كَمَا أطعمتِ نَبِيَّهُ كُلِي وَأَطْعِمِي. قَالَتْ: فَجِئْتُ الْبَيْتَ فَقَسَمَتْ فِي قَعْبٍ لنا كذا وكذا وتركت فيها مأتدمنا شهراً أو شهرين ".
هذا إسناد ضعيف محمد بن زياد اليشكري كذاب.
6496 - وقال أبو يعلى الموصلي: وثنا ابن نمير ثنا حَفْصٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " أَضَافَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْرَابِيًا فَطَلَبَ لَهُ شَيْئًا فَلَمْ يَجِدْ فَأَصَابَ لُقْمَةً مِنْ سَلْتٍ فَأَخَذَهَا وَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَكَلَ الْأَعْرَابِيُّ مِنْهَا حَتَّى شَبِعَ وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ قَالَ: فَجَعَلَ الْأَعْرَابِيُّ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ: إِنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ ".
6497 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا زِيَادُ بن أيوب دلويه حدثنا مبشر عن أرطاة قال سَمِعْتُ ضَمْرَةَ بْنَ حَبِيبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ نُفَيْلٍ السَّكُونِيَّ يَقُولُ: " بَيْنَا نَحْنٌ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَلْ أُتِيتَ بِطَعَامٍ مِنَ السَّمَاءِ؟ قَالَ: أُتِيتُ بِطَعَامٍ مُسْخَنَةٍ. قَالَ: فَهَلْ كَانَ فِيهَا فَضْلٌ عَنْكَ؟ قالْ نَعَمْ. قَالَ: فَمَا فُعِلَ بِهِ؟ قَالَ: رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ يُوحَى إِلَيَّ أني غير لابث فيكم إلا قليلًا- ولَسْتُمْ بِلَابِثِينَ بَعْدِي إِلَّا قَلِيلًا ثُمَّ تَأْتُونَ أفنادًا ويُفْنِي بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَبَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ(7/120)
موتان شديد وبعده سنوات الزلازل ".
6497 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ثَنَا أَرْطَأَةُ- يَعْنِي: ابْنَ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي ضَمْرَةُ بن حبيب ... فذكره.
هذا إسناد رواته ثقات.
50- باب في بركته - صلى الله عليه وسلم - في اللبن
6498 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ ابْنَةِ خَبَّابٍ "أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِشَاةٍ فَاعْتَقَلَهَا وَقَالَ: ائْتِنِي بِأَعْظَمِ إِنَاءٍ لَكُمْ فَأَتَيْنَاهُ بِجِفْنَةِ الْعَجِينِ فَحَلَبَ فِيهَا حَتَّى مَلَأَهَا ثُمَّ قَالَ: اشْرَبُوا أَنْتُمْ وَجِيرَانُكُمْ ".
6498 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا وكيع قال: ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زيد الفائشي عَنْ بِنْتٍ لِخَبَّابٍ قَالَتْ: " خَرَجَ خَبَّابٌ فِي سرية فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَعَاهَدُنَا حَتَّى يَحْلِبَ عَنْزًا لَنَا فَكَانَ يَحْلِبُهَا فِي جَفْنَةٍ حَتَّى تَطْفَحَ ثُمَّ يَفِيضُ فَلَمَّا رَجَعَ خَبَّابٌ حَلَبَهَا فَرَجَعَ حِلَابُهَا قَالَتْ: فَقُلْنَا لَهُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يحلبها حتى تفيض فَلَمَّا حَلَبْتَهَا رَجَعَ حِلَابُهَا".
6498 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ ثَنَا وَكِيعٌ ... فَذَكَرَهُ.
6498 / 4 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثنا وَكِيعٌ ... فذكره إل أَنَّهُ قَالَ: " فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يتعاهدنا حَتَّى كَانَ يَحْلِبُ عَنْزًا لَنَا فَكَانَ يَحْلِبُهَا فِي جَفْنَةٍ لَنَا فَكَانَتْ تَمْتَلِئُ حَتَّى تَطْفَحَ قَالَتْ: فَلَمَّا قَدِمَ خَبَّابٌ حَلَبَهَا فَعَادَ حِلَابُهَا إِلَى مَا كَانَ. قَالَ: فَقُلْنَا لِخَبَّابٍ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَحْلِبُهَا حَتَّى تَمْتَلِئَ جَفْنَتُنَا فَلَمَّا حَلَبْتَهَا نَقَصَ حِلَابُهَا".(7/121)
6498 / 5 - قَالَ: وَثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ ثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكٍ الْأَحْمَسِيُّ عَنِ ابْنَةِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَتْ: خَرَجَ أَبِي فِي غَزَاةٍ وَلَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا شَاةٌ ... " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
6499 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ثنا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو الْكِنْدِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَعِي رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِي فَطَلَبْنَا هَلْ يُضَيِّفُنَا أَحَدٌ فلم يضيفنا أحد فَأَتَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْنَا: يا رسول الله أصابنا جوع وجهد وإنا تعرضنا هَلْ يُضِيفُنَا أَحَدٌ فَلَمْ يُضِفْنَا أَحَدٌ فَدَفَعَ إِلَيْنَا أَرْبَعَةَ أَعْنُزٍ فَقَالَ: يَا مِقْدَادُ خُذْ هذه فاحتلبها فَجَزِّئْهَا أَرْبَعَةَ أَجْزَاءٍ جُزْءًا لِي وَجُزْءًا لَكَ وَجُزْءَيْنِ لِصَاحِبَيْكَ. فَكُنْتُ أَفْعَلُ ذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ شربت جزئي وشرب صاحباي جزئيهما وَجَعَلْتُ جُزْءَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْقَعْبِ وَأَطْبَقْتُ عَلَيْهِ فَاحْتَبَسَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ لِي نَفْسِي: إِنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد دَعَاهُ أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فَتَعَشَّى مَعَهُمْ ورَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَحْتَاجُ إِلَى هَذَا فَلَمْ تَزَلْ نَفْسِي تُدِيرُنِي حَتَّى قُمْتُ إِلَى الْقَعْبِ فَشَرِبْتُ مَا فِيهِ فلما تقار في بطني أَخَذَنِي مَا قَدَّمَ وَمَا أَحْدَثَ فَقَالَتْ نَفْسِي: يَجِيءُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ جَائِعٌ ظَمْآنُ فَيَرْفَعُ الْقَعْبَ فَلَا يَجِدُ فِيهِ شَيْئًا فَيَدْعُو عَلَيْكَ فَتَسَجَّيْتُ كَأَنِّي نَائِمٌ وَمَا كَانَ بِي نَوْمٌ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَلَّمَ تَسْلِيمَةً أَسْمَعَ الْيَقْظَانَ وَلَمْ يُوقِظِ النَّائِمَ فَلَمَّا لَمْ يَرَ فِي الْقَعْبِ شَيْئًا رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مِنْ أَطْعَمْنَا وَاسْقِ مِنْ سَقَانَا. فَاغْتَنَمْتُ دَعْوَةَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَذْبَحَ بَعْضَ تِلْكَ الْأَعْنُزِ فَأُطْعِمَهُ فضربت بيدي فوقدت عَلَى ضِرْعِهَا فَإِذَا هِيَ حَافِلَةٌ ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَيْهِنَّ جَمِيعًا فَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ فَحَلَبْتُ فِي الْقَعْبِ حَتَّى امْتَلَأَ ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِهِ وَأَنَا أتبسم فقال: هيه بعض سوءاتك يَا مِقْدَادُ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اشْرَبْ ثم أخبر فَشَرِبَ ثُمَّ شَرِبْتُ مَا بَقِيَ ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: هَذِهِ بَرَكَةٌ كَانَ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تُعَلِّمَنِي حتى توقظ صاحبينا فنسقيهما من هذه البركة. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا شَرِبْتُ أَنَا وَأَنْتَ الْبَرَكَةَ فَمَا أُبَالِي مَنْ أَخْطَأْتُ ".(7/122)
6499 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أبنا أَبُو بَكْرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنِ الْمِقْدَادِ بن الأسود قال: " لما نزلنا الْمَدِينَةَ عَشَّرَنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (عَشَرَةُ- يعَنْي فِي كُلِّ بَيْتٍ- قَالَ: فَكُنْتُ فِي الْعَشَرَةِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِمْ قَالَ: وَلَمْ يكن لنا إلا شاة نتجزء لَبَنَهَا قَالَ: فَكُنَّا إِذَا أبْطَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَرِبْنَا وَبَقَّيْنَا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَقِيَّةً فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ أَبْطَأَ عَلَيْنَا وَنِمْنَا فَقَالَ الْمِقْدَادُ: لَقَدْ أَطَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - ماأراه يَجِيءُ اللَّيْلَةَ لَعَلَّ إِنْسَانًا دَعَاهُ. قَالَ: فَشَرِبْتُهُ فَلَمَّا ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ جَاءَ فَدَخَلَ الْبَيتَ قَالَ: فَلَمَّا شَرِبْتُهُ لَمْ أَنَمْ أَنَا قَالَ: فَلَمَّا دَخَلَ سَلَّمَ وَلَمْ يَشُدَّ ثُمَّ مَالَ إِلَى الْقَدَحِ فَلَمَّا لَمْ يَرَ شَيْئًا سَكَتَ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنَا اللَّيْلَةَ. قَالَ: وَثَبْتُ فَأَخَذْتُ السِّكِّينَ وَقُمْتُ إِلَى الشَّاةِ. قال: ما لك؟ فَقُلْتُ: أَذْبَحُ. قَالَ: لَا ائْتِنِي بِالشَّاةِ. فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَمَسَحَ ضَرْعَهَا فَخَرَجَ شَيْئًا ثُمَّ شَرِبَ ثُمَّ نَامَ ".
قُلْتُ: رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ وَالنَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ بنقص أَلفَاظٌ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الأنصاري عن المقداد به. وتقدم كل ذَلِكَ فِي كِتَابِ الْأَشْرِبَةِ فِي بَابِ مَنْ شرب وادخر لجيرانه.
51- باب في بركته - صلى الله عليه وسلم - فِي التَّمْرِ
6500 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ مُقْرِنٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: " قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أربعمائة مِنْ مُزَيْنَةَ فَأَمَرَنَا بِبَعْضِ أَمْرِهِ فَقَالَ بَعْضُ القوم: ما معنا طعام نتزوده. فَقَالَ لِعُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: زَوِّدْهُمْ. فَقَالَ: مَا عِنْدَنَا إِلَّا فَضْلَةٌ مِنْ تَمْرٍ مَا أَرَى أَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ شَيْئًا. قَالَ: فَانْطَلِقْ فَزَوِّدْهُمْ. فَانَطَلَقَ عُمَرُ بِنَا إِلَى علية لَهُ فَفَتَحَهَا فَإِذَا فِيهَا مِثْلُ الْبَعِيرِ الْأَوْرَقِ قَالَ: فَقَالَ: خُذُوا مِنْ هَذَا التَّمْرِ. قَالَ: فَأَخَذُوهُ قَالَ: وَكُنْتُ مِنْ آخِرِهِمْ فَنَظَرْتُ فَمَا أَفْقِدُ موضع تمرة ولقد احتمل منه أربعمائة رَجُلٍ.
6500 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ثَنَا حَرْبٌ- يَعْنِي: ابْنَ شَدَّادٍ- ثَنَا حصين ... فذكره.(7/123)
52- بَابٌ فِي بَرَكَتِهِ فِي أَزْوَادِ الْجَيْشِ
6501 / 1 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِعَيْنِ الرُّومِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْعَدُوَّ قَدْ حَضَرَنَا وَهُمْ شِبَاعٌ وَنَحْنُ جِيَاعٌ. فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: يارسول اللَّهِ أَلَا نَنْحَرُ نَوَاضِحَنَا فَنُطْعِمُهَا النَّاسَ؟ فَقَالَ: لَا بَلْ يَجِيءُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمُ بِمَا فِي رَحْلِهِ. فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجْيءُ بِالْمُدِّ وَالصَّاعِ وَأَقَلَّ وَأَكْثَرَ حَتَّى كَانَ جَمِيعُ مَا فِي الْجَيْشِ بِضْعَةً وَعِشْرِينَ صَاعًا فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى جَنْبِهِ فَدَعَا بالبركة فقال: بسم الله خذوا ولا تنتهبوا. قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَأْخُذُ فِي غِرَارَتِهِ وَيَأْخُذُ فِي جِرَابِهِ وَأَخَذُوا فِي أَوْعِيَتِهِمْ حَتَّى إن كان الرجل ليربط جيب قميصه فيملؤه فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَقُوْلَهَا عَبْدٌ بِحَقٍ إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ حَرَّ النَّارِ".
6501 / 2 - رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ ... فَذَكَرَهُ إلا أنه لم يقل: وأَنِّي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وزاد بعد قميصه فيملؤه " قال: " فصدوا عَنْهُ وَالطَّعَامُ كَمَا هُوَ".
6501 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثنا أَبُو هِشَامٍ ثنا ابن فُضَيْلٍ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِتَمَامِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ حديث أبي عمرة الأنصاري.(7/124)
53- بَابٌ فِي بَرَكَةِ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6502 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطيالسي: ثنا أبو سلمة الخراساني ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلْيُصَلِّ عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا".
6502 / 2 - قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي عَمَلِ اليوم والليلة عن ابن المثني عن أبي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ بِهِ.
وَتَقَدَّمَ بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ مَعَ أَحَادِيثَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَقَدَّمَ فِي مُسْنَدِ الإمام أحمد بن حنبل: "أنه مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَمَلَائِكَتُهُ سَبْعِينَ صَلَاةً".
6503 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ- رَضِيَ اللَّهُ عنه- أن رسول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ إِنِّي لَقِيتُ جِبْرِيلَ فَبَشَّرَنِي فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ- تَعَالَى- يَقُولُ لَكَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْرًا".
6503 / 2 - رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عمرو ... فَذَكَرَهُ.
6503 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عباد المكي ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابن أبي سندر الْأَسْلَمِيِّ عَنْ مَولًى لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: كُنْتُ قائما في رحبة المسجد فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَارِجًا مِنَ الْبَابِ الذي يلي المقبرة فلبثت شيئا ثم خرجت على أثره فوجدته قد دخل حائطا من الأسواف فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةً فَأَطَالَ السجود(7/125)
فِيهَا فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - تبادأت له فقلت: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي سَجَدْتَ سَجْدَةً أَشْفَقْتُ أَنْ يكون الله قد توفاك من طولها. قال: جَاءَنِي جِبْرِيلُ فَبَشَّرَنِي أَنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيَّ سَلَّمَ الله عَلَيْهِ ".
6503 / 4 - قَالَ: وَثَنَا زُهَيْرٌ ثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن حويرث عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزَادَ فِيهِ: " حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ تَوَفَّاهُ فَأَقْبَلْتُ أَمْشِي حتى جئته فطأطأت أنظر في وجهه فرفع رَأْسَهُ فَقَالَ: مَا لَكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ؟ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ لِي: إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِي: أَلَا أُبَشِّرُكَ أَنَّ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- يَقُولُ؟ مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ ".
6503 / 5 - وَرَوَاهُ ابْنُ أبي الدنيا وأبو يعلى الموصلي أيضًا: وَاللَّفْظُ لَهُ وَلَفْظُهُ قَالَ: كَانَ لَا يُفَارِقُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَّا خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِمَا يَنُوبُهُ مِنْ حَوَائِجِهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ قَالَ: فَجِئْتُهُ وَقَدْ خَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ فدخل حائطًا من حيطان الأسواف فَصَلَّى فَسَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ فَقُلْتُ: قَبَضَ اللَّهُ روحه قال: فرفع رأسه فدعاني فقال: مالك؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَطَلْتَ السُّجُودَ قُلْتُ: قبضَ اللَّه روح رسوله لأراه أَبَدًا. قَالَ: سَجَدْتُ شُكَرًا لِرَبِّي فِيمَا أَبْلَانِي في أمتي من صلى عليه صَلَاةً مِنْ أُمَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حسنات ومحا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ ".
وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: " مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا".
وَفِي إِسْنَادِهِمَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ وَهُوَ ضعيف.
وتقدم في كتاب (الدعاء) .
6503 / 6 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مَنِصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ ثَنَا لَيْثٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ ... فَذَكَرَهُ.(7/126)
6503 / 7 - قَالَ: وَثَنَا يُونُسُ ثَنَا لَيْثٌ عَنْ يَزِيدَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَارِجًا مِنَ الْمَسْجِدِ فَاتَّبَعْتُهُ ... " فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
6503 / 8 - قَالَ: وَثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ... فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ وَقَالَ صحيح الإسناد.
قوله: " فيما أبلاني " أي: فيم أنعم علي والإبلاء: الإنعام وتقدم فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ.
6504 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ثَنَا درَّاج أَبُو السَّمْحِ أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ حَدَّثَهُ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ رَبِّي وَرَبَّكَ يَقُولُ: كَيْفَ رَفَعْتُ ذِكْرَكَ؟ قَالَ: وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قَالَ: إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي ".
54- بَابٌ فِي قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِخَادِمِهِ أَلَكَ حَاجَةٌ
6505 / 1 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثنا خَالِدٌ ثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زياد عن خَادِمَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٍ- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: أَلَكَ حَاجَةٌ؟ حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَاجَتِي. قَالَ: وَمَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: حَاجَتِي أَنْ تَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: وَمَنْ دَلَّكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: رَبِّي. قَالَ: فَأَعِنِّي بِكَثْرَةِ السُّجُودِ ".
6505 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَفَّانُ ثَنَا خَالِدٌ- يعَنْي: الْوَاسِطِيَّ- ثَنَا عَمْرُو(7/127)
بْنُ يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ عَنْ خَادِمِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ- قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِمَّا يَقُولُ لِلْخَادِمِ: أَلَكَ حَاجَةٌ ... " فَذَكَرَهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ وَتَقَدَّمَ فِي آخِرِ كِتَابِ الصَّلَاةِ.
6506 / 1 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي فراس الأسلمي قال: " أن فَتًى مِنَّا يَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيُخِفَّ لَهُ فِي حَاجَتِهِ فَخَلَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذات يوم فقال: سلني أعطك. فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَإِنِّي فَاعِلٌ فَأَعِنِّي بِكَثْرَةِ السُّجُودِ ".
هذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة وتقدم في آخر كتاب الصلاة.
6506 / 2 - رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَغَيْرُهُ: وَلَفْظِهِ: " قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَتَيْتُهُ بِوُضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِي: سَلْنِي. فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ ".
55- بَابٌ فِيمَا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْعِلْمِ
6507 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَمَةَ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: قَالَ: " قُلْتُ: سَمِعْتُهُ مِنْهُ قَالَ: نَعَمْ. أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ مرة قال: أعطي نبيكم مَفَاتِيحَ الْغَيْبِ إِلَّا الْخَمْسَ {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ علم الساعة} إِلَى آخِرِ الْآيَةَ ".
6507 / 2 - رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: "مِنْ كُلِّ شَيْءٍ قد أوتي نَبِيَّكُمْ عِلْمُهُ إِلَّا خمس {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ علم الساعة} أو الآية ".(7/128)
6507 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ثَنَا مِسْعَرٌ ... فَذَكَرَهُ.
6507 / 4 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ... فَذَكَرَهُ.
6507 / 5 - وهكذا رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ: ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ ثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ... فَذَكَرَهُ.
6507 / 6 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ومُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: ثَنَا شُعْبَةُ ... فَذَكَرَهُ.
6507 / 7 - قَالَ: وَثَنَا وَكِيعٌ ثَنَا مِسْعَرٌ ... فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ الْخَمْسَ ".
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ورواه البخاري مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ حَدِيثِ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْأَدَبِ فِي بَابِ صِفَةِ الِاسْتِئْذَانِ وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَتَقَدَّمَ في كِتَابِ الطِّبِّ فِي بَابِ النَّظَرِ فِي النُّجُومِ.
6508 / 1 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ثَنَا عَوْفٌ عَنْ مَيْمُونِ حَدَّثَنِي الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " لَمَّا كَانَ حَيْثُ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نَحْفُرَ الْخَنْدَقَ عَرَضَ لَنَا فِي بَعْضِ الْجَبَلِ صَخْرَةٌ عَظِيمَةٌ شَدِيدَةٌ لَا تَدْخُلُ فِيهَا الْمَعَاوِلُ فَاشْتَكَيْنَا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا رآها ألقى ثوبه وأخذ المعول فقال: بسم الله. ثُمَّ ضَرَبَ ضَرْبَةً فَكَسَرَ ثُلُثَهَا وَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ قصورها الحمر الساعة. ثم ضرب الثانية فَقَطَعَ ثُلُثًا آخَرَ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مفاتيح فارس والله إني لأبصر قصر الْمَدَائِنِ الْأَبْيَضِ. ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ(7/129)
وَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ. فَقَطَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَرِ وَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ ".
6508 / 2 - قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي السِّيَرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى عَنْ مُعْتَمِرٍ عَنْ عَوْفٍ بِهِ.
56- بَابٌ فِي نِسَائِهِ - صلى الله عليه وسلم -
6509 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا أحمد بن عبدلله حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْأَسْوَدِ عَنْ مُنْيَةَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي بَرْزَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " كَانَ للنبىِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تِسْعُ نِسْوَةٍ فَقَالَ يَوْمًا: خَيْرُكُنَّ أَطْوَلُكُنَّ يَدًا. فَقَامَتْ كُلُّ واحدة تضع يدها على الجدار قال: لمست أعني هذا ولكن أعني أصنعكن يدين ".
6509 / 2 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ وسيأتي في المناقب.
6510 - رواه أبو يعلى الموصلي: ثنا جعفر ثنا عبد الوارث عن عبد العزيز عن أنس قَالَ: " بَنَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَقَالَ يَوْمًا ... " فَذَكَرَهُ. إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَإِنَّ زَيْنَبَ لِجَالِسَةٌ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ قَالَ: وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ قَدْ أُعْطِيَتْ جَمَالًا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شديد الحياء فقال يومًا ... " فذكره.
وَسَيَأْتِي أَحَادِيثُ فِي نِسَائِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي كِتَابِ الْمَنَاقِبِ- إِنْ شَاءَ اللَّهُ تعالى.(7/130)
57- بَابٌ فِي حِمَارِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
6511 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الموصلي: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا سليمان ابن دَاوُدَ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِمَارٌ يُقَالَ لَهُ: عَفِيرٌ.
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ.
58- بَابٌ فِي مَرَضِ سَيَّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَوَصِيَّتِهِ وَوَفَاتِهِ وَغُسْلِهِ وَتَكْفِينِهِ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَدَفْنِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُذْكَرُ.
6512 / 1 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: شَهِدْتُ سَلَمَةَ بْنَ صَالِحٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عبد الرحمن عن الأشعث بن طليق أَنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ الْعَرَنِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ مُرَّةَ عَنِ ابْنِ مَسْعِودٍ قَالَ: " نَعَى لَنَا نَبِيُّنَا وَحَبِيبُنَا نَفْسَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَفْسِي لَهُ الْفِدَاءُ- قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ فَلَمَّا دَنَا الْفِرَاقُ جَمَعَنَا فِي بَيْتِ أُمِّنَا عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- فَنَظَرَ إِلَيْنَا فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ فَتَشَهَّدَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: مَرْحَبًا بِكُمْ حَيَّاكُمُ اللَّهُ رَحِمَكُمُ اللَّهُ آوَاكُمُ اللَّهُ حَفِظَكُمُ اللَّهُ نَصَرَكُمُ اللَّهُ نَفَعَكُمُ اللَّهُ هَدَاكُمُ اللَّهُ وَفَّقَكُمُ اللَّهُ سَلَّمَكُمُ اللَّهُ قَبِلَكُمُ اللَّهُ رَزَقَكُمُ اللَّهُ رَفَعَكُمُ اللَّهُ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَأُوصِي اللَّهَ بِكُمْ وَأَسْتَخْلِفُهُ عَلَيْكُمْ وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أَلَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ فِي عِبَادِهِ وَبِلَادِهِ فَإِنَّ اللَّهَ- تَعَالَى- قَالَ لِي وَلَكُمْ: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ ولا فسادًا والعاقبة للمتقين} وقال: {أليس في جهنم مثوى للمتكبرين} قلنا:(7/131)
فَمَتَى الْأَجَلُ؟ قَالَ: قَدْ دَنَا الْأَجَلُ وَالْمُنْقَلَبُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى- أَوْ كَمَا قال: إلى جنة المأوى- إلى الكأس الأوفى والرفيق الأعلى والعيش الهني. قُلْنَا: فَمَنْ يُغَسِّلُكَ؟ قَالَ: رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِيَ الْأَدْنَى فَالْأَدْنَى. قُلْنَا: فَفِيمَا نُكَفِّنُكَ؟ قَالَ: فِي ثِيَابِي هَذِهِ أو في ثياب مِصْرَ أَوْ حُلَّةٍ يَمَانِيَّةٍ. قُلْنَا: فَمَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: فَبَكَى وَبَكَيْنَا. فَقَالَ: مَهْلًا غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ وَجَزَاكُمْ عَنْ نَبِيِّكُمْ خَيْرًا إِذَا غَسَّلْتُمُونِي وَكَفَّنْتُمُونِي فَضَعُونِي عَلَى سَرِيرِي فِي بَيْتِي هَذَا عَلَى شَفِيرِ قَبْرِي ثُمَّ اخْرُجُوا عَنِّي سَاعَةً فَأَوَّلُ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ خليلي و (جليسي) جِبْرِيلُ ثُمَّ مِيكَائِيلُ ثُمَّ إِسْرَافِيلُ ثُمَّ مَلَكُ الْمَوْتِ وَجُنُودُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ بِأَجْمَعِهَا ثُمَّ ادْخُلُوا عَلَيَّ فَوْجًا فَوْجًا فَصَلُّوا عَلَيَّ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وَلَا تُؤْذُونِي بِتَزْكِيَةٍ وَلَا صَيْحَةٍ وَلَا رَنَّةٍ وَلْيَبْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَيَّ رِجَالُ أَهْلِ بَيْتِي وَنِسَائُهُمْ ثُمَّ أَنْتُمْ بَعْدُ وَمَنْ غَابَ عَنِّي مِنْ أَصْحَابِي فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلَامَ وَمَنْ دَخَلَ مَعَكُمْ فِي دِينِي مِنْ إِخْوَانِي فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلَامَ وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ سَلَّمْتُ عَلَى مَنْ يَتْبَعُنِي عَلَى دِينِي مِنَ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قُلْنَا: فَمَنْ يَدْخُلُ قَبْرَكَ؟ قَالَ: أَهْلِي مَعَ مَلَائِكَةٍ كَثِيرَةٍ يَرَوْنَكُمْ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ".
6512 / 2 - رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ الْأَحْمَسِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ عَنِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نُعِيَ لَنَا حَبِيبُنَا وَنَبِيُّنَا-بِأَبِي هُوَ وَنَفْسِي لَهُ الْفِدَاءُ- نَفْسَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ فَلَمَّا دَنَا الْفِرَاقُ ... " فَذَكَرَهُ. إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَمَنْ دَخَلَ مَعَكُمْ فِي دِينِكُمْ بَعْدِي فَإِنِّي أشهدكم أني أقرأ عليه السَّلَامَ- أَحْسِبُهُ قَالَ: عَلَيْهِ- وَعَلَى كُلِّ مَنْ تابعنىِ عَلَى دِينِي مِنْ يَوْمِي هَذَا إِلَى يوم القيامة ".
قال البزار: روي هذا عن مرة عن عبد الله من غير وجه والأسانيد عن مرة متقاربة وعبد الرحمن لم يسمع هذا من مرة إنما أخبره عن مرة ولا نعلم رواه عن عبدلله غير مرة.
6512 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: ثَنَا حمزة بن محمد بن العباس(7/132)
العقبي ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ ثنا سلام بن سليمان المدائني ثنا (سلام) بن سليم الطويل عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الحسن العرني عن الأشعث بن طليق عن مرة بن شراحيل عن عبد الله بن مسعود قال: " لما ثقل رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُلْنَا: من يصلي عليك ... " فذكر نحوه إلى آخره دون باقية.
وقال الحاكم: عبد الملك بن عبد الرحمن هذا لأعرفه بِعَدَالَةٍ وَلَا جَرْحٍ وَالْبَاقُونَ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ. قُلْتُ: لم ينفرد به عبدلملك بن عبد الرحمن بل تابعه عليه غيره كما رواه البزار بسند رواته ثقات..
وتقدم في آخر كتاب الجنائز.
6513 / 1 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا يَحْيَى عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب "أن عائشة- رضي الله عنها- قالت لأبي بكر رضي الله عنه-: إِنِّي رَأَيْتُ ثَلَاثَةَ أَقْمَارٍ سَقَطْنَ فِي حُجْرَتِي- أَوْ قَالَتْ: فِي حِجْرِي- فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: خَيْرٌ. قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّهُ لَمَّا دُفِنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَيْتِ عَائِشَةَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا أَحَدُ أَقْمَارِكِ وَخَيْرُهَا.
6513 / 2 - رواه الحميدي: ثنا سفيان سمعت يحيى بن سعيد يحدث عن سعيد بن المسيب قال: قَالَتْ عَائِشَةُ: " رَأَيْتُ كَأَنَّ ثَلَاثَةَ أَقْمَارٍ سَقَطَتْ في حجري. فسألت أبا بكر فقالت: يَا عَائِشَةُ إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ يُدْفَنُ فِي بَيْتِكِ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ ثَلَاثَةً. فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَدُفِنَ قَالَ لِي أَبُو بَكْرِ: يَا عَائِشَةُ هَذَا خير أقمارك وهو أحدها ".
6513 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي المستدرك: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ وَعَلِيُّ بْنُ حمشاذ العدل قَالَا: ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ... فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشيخين.
قلت: وله شاهد من حديث أَنَسٍ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -! تعجبه الرؤيا قال: هل رأى أحد منكم رؤيا اليوم؟ قالت عائشة: رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي. فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إن صدقت رؤياك دفن في بيتك ثلاثة هم أفضل- أو خير- أهل الأرض.(7/133)
فلما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - ودفن في بيتها قال لها أبو بكر: هذا أحد أقمارك وهو خيرها. ثم توفي أبو بكر وعمر فدفنا في بيتها".
رواه الحاكم في المستدرك وفي سنده عمر بن حماد بن سعيد الأبح- وَهُوَ ضَعِيفٌ.
6514 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو هشام الرفاعي ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ دَغْفَل "أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تُوُفِّيَ وهو ابن خمس وستين.
6514 / 2 - قلت: رواه الترمذي في الشمائل: عن بندار ومحمد بن أبان كلاهما عن معاذ بن هشام به.
وقال: لا نعرف له سَمَاعًا مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رجلًا. انتهى.
وقال ابن الأخرم وَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: لَا صُحْبَةَ لَهُ. وَأَثْبَتَهَا ابن حبان وتقدم بالجنائز
59- باب في عدد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
6515 / 1 - قال إسحاق بن راهويه: أبنا النضر بن شميل أبنا حماد- هو ابن سلمة - أبنا مَعْبَدٌ أَخْبَرَنِي فُلَانٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مالك " أن أبا ذر- رضي الله عنه- " جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... " فذكر مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ فِيهِ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله فأي الأنبياء كان أولا؟ فقال: آدم. فقلت: أو نبيًّا كان؟ قال: نعم نبي مكلم. قلت: يا رسول الله فكم الأنبياء؟ قال: ثلاثمائة وخمسة عشر جمًّا غفيرًا ".
6515 / 2 - قال: وأبنا أبو حيوة الحمصي شريح ثنا معان بن رفاعة السلامي عن علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن وهو مولى يزيد بن معاوية الشامي عن أبي أمامة: أن أباذر سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كم الأنبياء؟ فقال: مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا. فَقَالَ: كَمِ المرسلون منهم؟ قال: ثلاثمائة وخمسة عشر جمًّا غفيرًا ".(7/134)
6515 / 3 - رواه أبو بكر بين أبي شيبة: عن يزيد بن هارون عن الْمَسْعُودِيُّ عَنْ أَبِي عُمَرَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الخشخاش عن أبي ذر قَالَ: "دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... "فذكره بزيادة طويلة وقد تقدم بطرقه في كتاب العلم.
6515 / 4 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: مِنْ طَرِيقِ أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر ... فذكره إل أنه قال فيه: " قلت: يا رسول الله كم الإنبياء؟ قال: مائة ألف وعشرون ألفًا. قلت: يا رسول الله كم المرسل من ذلك؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر جمًّا غفيرا.
6516 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إسحاق أبو عبد الله الجوهري البصري ثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: بعث الله ثمانية آلاف نبي: أربعة آلاف إلى بني إسرائيل وأربعة آلاف إلى سائر الناس ".
6516 / 2 - قال: وثنا أبو الربيع الزهراني ثنا محمد بن ثابت العبدي ثنا معبد بن خالد الأنصاري عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: " كَانَ مِمَّنْ خَلَا مِنْ إِخْوَانِي مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ثَمَانِيَةُ آلَافِ نَبِيٍّ ثُمَّ كَانَ عِيسَى بْنُ مريم ثم كنت أنا".
قُلْتُ: مَدَارُ هَذَا الْإِسْنَادِ وَالَّذِي قَبْلِهِ عَلَى يَزِيدُ بْنُ أَبَانٍ الرَّقَاشِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
6517 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حماد الكوفي ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ الله بن ذكوان عَنِ ابْنِ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - لقد سُرَّ فِي ظِلِّ سرحةٍ سَبْعُونَ نَبِيًّا لَا تُشرَفُ ولا تُجَرَّدُ ولا تُعْبَلُ ".(7/135)
قلت: أخرجته لِقَوْلِهِ: " لَا تسرف وَلَا تُجَرَّدُ وَلَا تُعْبَلُ " وَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى حَاشِيَةِ مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى: عتل الشجرةأخذ وَرَقَهَا وَهُوَ الْعُتُلُّ فِي قَوْلِهِ: (خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ.
هذا إسناد رواته ثقات إن كان عبد الله بن ذكوان أبو الزناد وإلا فهو مجهول لا يعرف.
60- باب في ذْكِرُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ
6518 / 1 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا أَبُو نَصْرٍ ثَنَا حماد عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " لَمَّا صَوَّرَ اللَّهُ- تَعَالَى- آدَمَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- تَرَكَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَتْرُكَهُ فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَلِمَ أَنَّهُ خَلْقٌ لَا يَتَمَالَكُ "
6518 / 2 - رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي كِتَابِ الْمُسْتَدْرَكُ: مِنْ طَرِيقِ عَفَّانَ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ وَلَفْظُهُ: " لَمَّا صَوَّرَ اللَّهُ آدَمَ تَرَكَهُ فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ قَالَ: ظَفَرْتُ بِهِ خَلْقٌ لَا يَتَمَالَكُ ".
وَقَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
6519 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ ثَنَا (عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ عَنِ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ جَعَلَهُ طِينًا ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ حَمَأً مَسْنُونًا خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ صَلْصَالًا كالفخار. قال: فكان إبليس يمر به فيقول: لقد خلقت لأمر عظيم. ثم نفح اللَّهُ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ فَكَانَ أَوَّلَ شَيءٍ جرى فيه الروح بصره وخياشيمه فَعَطَسَ فلقَّاه اللَّهُ حَمْدَ رَبِّهِ فَقَالَ الرَّبُ: يَرْحَمُكَ رَبُّكَ. ثُمَّ قَالَ: يَا آدَمُ اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ فَقُلْ لَهُمْ وَانْظُرْ مَا يَقُولُونَ. فَجَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. فَجَاءَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ: مَاذَا قالوا- وهو أعلم قَالُوا لَهُ- قَالَ يَا رَبِّ لَمَّا سَلَّمْتُ عليهم قالوا:(7/136)
وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. قَالَ: يَا آدَمُ هَذَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ قَالَ: يَا رَبِّ وما ذريتي؟ قال: اختر يَدَيَّ يَا آدَمُ. قَالَ: أَخْتَارُ يَمِينَ رَبِّي وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ. فَبَسَطَ اللَّهُ كَفَّهُ فإذا كل ما هُوَ كَائِنٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ- عَزَّ وَجَلَّ ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ إِسْمَاعِيلَ بن رافع.
61- ذكر إبراهيم الخليل وإسماعيل وإسحاق عليهم السَّلَامُ
6520 / 1 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سلمة عن أبي عاصم الغنوي عن أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: " قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما-: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَافَ عَلَى بَعِيرٍ بِالْبَيْتِ وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ قَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا. قُلْتُ: مَا صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ قَالَ طَافَ عَلَى بَعِيرٍ وَلَيْسَ بِسُنَّةٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - كان لا يصرف النَّاسُ عَنْهُ وَلَا يَدْفَعُ فَطَافَ عَلَى بَعِيرٍ كَيْ يَسْمَعُوا كَلَامَهُ وَلَا تَنَالُهُ أَيْدِيهِمْ. قُلْتُ: يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ رَمَلَ بِالْبَيْتِ وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ فَقَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا. قُلْتُ: مَا صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ قَالَ: صَدَقُوا قَدْ رَمَلَ وَكَذَبُوا لَيْسَتْ بِسُنَّةٍ إِنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ: دَعُوا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ حَتَّى يَمُوتُوا بموت النغف. فلما صالحوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أَنْ يَجِيئُوا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَيُقِيمُوا بِمَكَّةَ ثلاثة أيام فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابُهُ قال المشركون من قبل قُعيقعان قَالَ لِأَصْحَابِهِ: ارْمُلُوا وَلَيْسَ بِسُنَّةٍ. قُلْتُ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قد سعى بين الصفا ق وَالْمَرْوَةِ وَإِنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ؟ قَالَ: صَدَقُوا إِنَّ إِبْرَاهِيمَ- عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- لَمَّا أُرِيَ الْمَنَاسِكَ عرض له شيطان عند الْمَسْعَى فَسَابَقَهُ فَسَبِقَهُ إِبْرَاهِيمُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ- ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِ جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- حَتَّى أَتَى بِهِ مِنًى فَقَالَ: مَنَاخُ النَّاسِ هَذَا ثُمَّ انْتَهَى إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ إِلَى جَمْرَةِ الْوُسْطَى فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حتى ذهب ثم أتى جَمْرَةَ الْقُصْوَى فعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ ثُمَّ أَتَى بِهِ جَمْعًا فَقَالَ: هَذَا الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ. ثُمَّ أَتَى بِهِ عَرَفَةَ. فَقَالَ: هَذِهِ عَرَفَةُ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَدْرِي لِمَ سُمِّيَتْ عَرَفَةُ؟(7/137)
قَالَ: لَا. قَالَ لَهُ: لِأَنَّ جِبْرِيلَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَالَ لَهُ: أَعَرَفْتَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَدْرِي لِمَ كَانَتِ التَّلْبِيَةُ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- لَمَّا أُمِرَ أَنْ يؤذن في الناس بالحج أمرت الْجِبَالَ فَخَفَضَتْ رُءوسَهَا وَرُفِعَتْ لَهُ الْقُرَى فَأَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ".
6520 / 2 - رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ وَفِطْرٌ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا الطُّفَيْلِ يَقُولُ ... فَذَكَرَ بِالْإِسْنَادِ قِصَّةَ الرَّمْلِ بالبيت وبين الصفا والمروة حسب.
6520 / 3 - ورواه أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ جِبْرِيلَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- ذَهَبَ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ فَعَرَضَ لَهُ شَيْطَانٌ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ فَسَاخَ ثُمَّ أَتَى جَمْرَةِ الْوُسْطَى فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ فَسَاخَ ".
وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابَ سَبَبِ رمي الجمار.
6520 / 4 - ورواه أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا سُرَيْجٌ وَيُونُسُ قَالَا: ثنا حماد بن سلمة عن أبىِ عاصم الْغَنَوِيِّ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَمَلَ بِالْبَيْتِ ... " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: " قُلْتُ لَهُ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَإِنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ؟ قَالَ: صَدَقُوا. قَالَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- لَمَّا أُمِرَ بِالْمَنَاسِكِ عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ عِنْدَ السَّعْيِ فَسَابَقَهُ إِبْرَاهِيمُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ فَعَرَضَ لَهُ شَيْطَانٌ- قَالَ يُونُسُ: الشَّيْطَانُ- فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ قَالَ: قَدْ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ- قال يونس: وثم تَلَّهُ لِلْجَبِينِ- وَعَلَى إِسْمَاعِيلَ قَمِيصٌ أَبْيَضُ فَقَالَ: يَا أَبَهْ إِنَّهُ لَيْسَ ثَوْبٌ تُكَفِّنِّي فِيهِ غيره فاخلعه حتى تكفني فيه. فعالجه فخلعه فَنُودِيَ مِنْ خَلْفِهِ {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صدقت الرؤيا} فالتفت إبراهيم فإذا هو بِكَبْشٍ أَبْيَضَ أَقْرَنَ أَعْيَنَ- قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا نَتَّبِعُ ذَلِكَ الضَّرْبَ مِنَ الْكِبَاشِ قال: ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- إِلَى الْجَمْرَةِ الْقُصْوَى فعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ- عليه السلام- إلى منى قال: هذا مِنًى- قَالَ يُونُسُ: هَذَا مَنَاخُ النَّاسِ- ثُمَّ أَتَى بِهِ جَمْعًا فَقَالَ: هَذَا الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ. ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى عَرَفَةَ. قَالَ ابْنُ عباس:(7/138)
تَدْرِي لِمَ سُمِّيَتْ عَرَفَةُ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ إِنَّ جِبْرِيلَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: عَرَفْتَ- قَالَ يُونُسُ: هَلْ عَرَفْتَ؟ - قَالَ: نَعَمْ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَمَنْ ثَمَّ سُمِّيَتْ عَرَفَةُ. قَالَ: هَلْ تَدْرِي كَيْفَ كَانَتِ التَّلْبِيَةُ؟ قَالَ: وَكَيْفَ كَانَتْ؟ قَالَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- لَمَّا أُمِرَ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ خَفَضَتْ لَهُ الْجِبَالُ رُءوسَهَا وَرُفِعَتْ لَهُ الْقُرَى فَأَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ".
6520 / 5 - قَالَ: وَثَنَا يونس ثنا حداد عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (قَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ ذَهَبَ بِإِبْرَاهِيمَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ فَسَاخَ ثُمَّ أتى به الجمرة الْوُسْطَى فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ فَسَاخَ ثُمَّ أَتَى بِهِ الْجَمْرَةِ الْقُصْوَى فَرَمَاهُ بسبع حصيات فساخ فلمأراد إبراهيم أن يذبح إسحاق قال لأبيه: ياأبة أوثقني لأضطرب فينتضح عَلَيْكَ دَمِي إِذَا ذَبَحْتَنِي؟ فَشَدَّهُ. فَلَمَّا أَخَذَ الشَّفْرَةَ وَأَرَادَ أَنْ يَذْبَحَهُ فَنُودِيَ مِنْ خَلْفِهِ {أن ياأبراهيم قد صدقت الرؤيا} ".
6521 / 1 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ثَنَا سفيان عن عمرو بْنِ قَيْسٍ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى مِنَ الْخَلَائِقِ إِبْرَاهِيمُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- قِبْطِيَّتَيْنِ وَيُكْسَى مُحَمَّدٌ برد حبرة وهو عن يمين العرش ".
6521 / 2 - وأخرجه إسحاق عن عبيد بن سعيد الأموي ثنا سفيان الثوري.
وسيأتي في القيامة.
لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مسنده.(7/139)
62 - ذِكْرُ يَعْقُوبَ وَبَنِيهِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
6522 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ: ثنا مَرْوَانُ ثَنَا يَحْيَى بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ أَنَسِ رَفَعَهُ: " أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِيَعْقُوبَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: مَا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرَكَ وَحَنَى ظَهْرَكَ؟ قَالَ: أَمَّا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرِي فَالْبُكَاءُ عَلَى يُوسُفَ وَأَمَّا الَّذِي حَنَى ظَهْرِي فَالْحُزْنُ عَلَى أَخِيهِ بنيامين. قَالَ: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَقَالَ: يَا يَعْقُوبُ أَتَشْكُو اللَّهَ؟! قَالَ: إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ. فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: اللَّهُ أَعْلَمِ بِمَا قُلْتَ مِنْكَ. قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ جِبْرِيلُ وَدَخَلَ يَعْقُوبُ بَيْتَهُ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أَذْهَبْتَ بَصَرِي وَحَنَيْتَ ظَهْرِي؟ فَارْدُدْ علىِ ريحانتي فأشمهما شَمَّةً ثُمَّ اصْنَعْ بِي بَعْدَ مَا شِئْتَ. فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا يَعْقُوبُ إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ: أَبْشِرْ فَإِنَّهُمَا لَوْ كَانَا مَيِّتَيْنِ لَنَشَرْتُهُمَا لَكَ وَلَأُقِرُّ بِهِمَا عينك ويقول لك: يا يعقوب أتدري لِمَ أَذْهَبْتُ بَصَرَكَ وَحَنَيْتُ ظَهْرَكَ وَلِمَ فَعَلَ إِخْوَةُ يُوسُفَ مَا فَعَلُوا؟ قَالَ: لِأَنَّهُ أَتَاكَ يَتِيمٌ مِسْكِينٌ وَهُوَ صَائِمٌ جَائِعٌ وَقَدْ ذَبَحْتَ أَنْتَ وَأَهْلُكَ شَاةً فَأَكَلْتُمُوهَا وَلَمْ تُطْعِمُوهُ. وَيَقُولُ: إني لم أحب من خلقي شيئًا حبي الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ. قَالَ أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: فَكَانَ يَعْقُوبُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- كُلَّمَا أَمْسَى نَادَى مُنَادِيهِ: مَنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيَحْضُرْ طَعَامَ يَعْقُوبَ وَإِذَا أَصْبَحَ نَادَى مُنَادِيهِ: مَنْ كَانَ مُفْطِرًا فَلْيَحْضُرْ طَعَامَ يَعْقُوبَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ".
63- ذِكْرُ يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
6523 - قال إسحاق بن راهويه: أبنا النضر بن شمميل ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: أُوتِيَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ ثُلُثَ الْحُسْنِ.
هذا إسناد موقوف رجاله ثقات.(7/140)
64- ذِكْرُ مُوسَى وَأَصْحَابِهِ وَالْخِضْرِ وَالْيَسَعَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ
6524 - قال إسحاق بن راهويه: أبنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عْمَرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُوسَى إِلَى فِرْعَوْنَ قَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ: أهيا شر أهيا.
قَالَ الْأَعْمَشُ: فَسَّرُوهُ: الْحَيُّ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَالْحَيُّ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ.
قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ صِفَةُ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فِي بَابَ الْإِسْرَاءِ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ هَانِئٍ.
6525 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " كَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُوسَى الَّذِينَ جَاوَزُوا الْبَحْرَ اثْنَا عَشْرَ سِبْطًا فَكَانَ فِي كُلِّ طَرِيقٍ اثْنَا عَشْرَ أَلْفًا كُلُّهُمْ مِنْ وَلَدِ يَعْقُوبَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ".
6526 - وقال الْحَارِثُ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ بَهْرَامَ ثَنَا أَبَانُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِنَّ الْخِضْرَ فِي الْبَحْرِ وَالْيَسَعَ فِي الْبَرِّ يَجْتَمِعَانِ كُلَّ لَيْلَةٍ عِنْدَ الرَّدْمِ الَّذِي بَنَاهُ ذُو الْقَرْنَيْنِ بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ويحجان أو يجتمعان له كل عام ويشربان من زمزم شربة تكفيهم إِلَى قَابِلَ ".
هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
قَالَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ الْهَيْثَمِيُّ: قَدْ ذَهَبَ مِنَ الْأَصْلِ مِقْدَارُ ثُلُثِ سَطْرٍ.
65- ذِكْرُ نَبِيِّ اللَّهِ أُيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ
6527 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْخَزَّازُ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْمِصْرِيُّ ثَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنّ(7/141)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إِنَّ أَيُّوبَ نَبِيُّ اللَّهِ كَانَ فِي بَلَائِهِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ إِلَّا رجلان من إخوانه كانا من أخص إِخْوَانِهِ كَانَا يَغْدُوَانِ إِلَيْهِ وَيَرُوحَانِ إِلَيْهِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَتَعْلَمُ وَاللَّهِ لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبُ ذَنْبًا مَا أَذْنَبَهُ أَحَدٌ قَالَ لَهُ صَاحِبِهُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: مُنْذُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ يَرْحَمْهُ اللَّهُ فَيَكْشِفْ عَنْهُ مَا بِهِ. فَلَمَّا رَاحَا إِلَيْهِ لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتَّى ذكر ذلك له فقال أيوب: لأدري ما يقول غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَمُرُّ بِالرَّجُلَيْنِ يَتَنَازَعَانِ فَيَذْكُرَانِ اللَّهَ فَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي فَأُكَفِّرُ عَنْهُمَا كَرَاهِيَةَ أَنْ يُذْكَرَ اللَّهُ إِلَّا في حق. قال: وكان يخرج إلى حاجته فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ أَمْسَكْتِ امْرَأَتُهُ بِيَدِهِ حَتَّى يَبْلُغَ فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَبْطَأَ عَلَيْهَا وَأُوحِيَ إِلَى أَيُّوبَ فِي مَكَانِهِ أَنِ {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} فَاسْتَبْطَأَتْهُ (فَتَلَقَّتْهُ) ينظر فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا وَقَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ مَا بِهِ مِنَ الْبَلَاءِ وَهُوَ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَ فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: أَيْ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ هل رأيت نبي الله هذا المبتلى فوالله عَلَى ذَلِكَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِهِ إذ كَانَ صَحِيحًا مِنْكَ. قَالَ: فَإِنِّي أَنَا هُوَ. وَكَانَ لَهُ أَنْدَرَانِ: أَنْدَرٌ لِلْقَمْحِ وَأَنْدَرٌ لِلشَّعِيرِ فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فِيهِ الذَّهَبَ حَتَّى فَاضَ وَأَفْرَغَتِ الْأُخْرَى عَلَى أَنْدَرِ الشَّعِيرِ الْوَرِقَ حَتَّى فَاضَ "
6527 / 2 - رَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ومحمد بن سهل ابن عَسْكَرٍ قَالُوا: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ... فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " إِلَّا رَجُلَيْنِ مِنْ إخوانه كانا من أخص إخوانه ... " فذكره.
وقال: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ إِلَّا عُقَيْلٌ وَلَا عَنْهُ إِلَّا نَافِعٌ.
قُلْتُ: إسناد صحيح.(7/142)
6527 / 3 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنُ قُتَيْبَةَ ثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أبنا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ ... فَذَكَرَهُ.
6527 / 4 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي المستدرك: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثنا أحمد ابن مِهْرَانَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ثَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيَدَ أَخْبَرَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ ... فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
66- ذِكْرُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا ويونس بن متى عليهم السَّلَامُ
6528 / 1 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثَنَا عَفَّانُ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " مَا مِنْ ولد آدم إلا قَدْ أَخَطَأَ أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ لَيْسَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا وَمَا كَانَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى".
6528 / 2 - رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ ثَنَا حَمَّادٌ أَخْبَرَنِي عَلِيٌّ ... فَذَكَرَهُ دُونَ قَوْلِهِ: " وَمَا كَانَ يَنْبَغِي ... " إِلَى آخِرِهِ.
6528 / 3 - وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا زُهَيْرٌ ثَنَا عَفَّانُ بِهِ.
6528 / 4 - وَهَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ: ثنا عفان به.
6528 / 5 - قال: وثنا روح وحسن بْنُ مُوسَى قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ بِهِ.
6528 / 6 - وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ مُطَوَّلًا قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِي ثَنَا أَبُو عَاصِم الْعَبَّادَانِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بزيد عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: " كنت(7/143)
في حلقة في المسجد ونذاكر فضائل الأنبياء أيهم أفضل فذكرنا نوحا وطول عِبَادَتِهِ رَبَّهُ وَذَكَرْنَا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ وَذَكَرْنَا موسى كليم الله وذكرنا عيسى ابن مَرْيَمَ وَذَكَرْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: مَا تَذْكُرُونَ؟ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرْنَا فضائل الأنبياء أيهم أفضل فذكرنا نوحا وطول عِبَادَتِهِ رَبَّهُ وَذَكَرْنَا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ وَذَكَرْنَا موسى كليم الله وذكرنا عيسى ابن مَرْيَمَ وَذَكَرْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَمَنْ فَضَّلْتُمْ؟ قُلْنَا: فَضَّلْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَعَثَكَ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً وَغَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَأَنْتَ خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ خَيْرًا مِنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَا. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: أَلَمْ تَسْمَعُوا اللَّهَ كَيْفَ نَعَتَهُ فِي الْقُرْآنِ {يَا يَحْيَى خُذِ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيّاً} إلى قوله {حيًّا} وقال: {ومصدقا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصالحين} لَمْ يَعْمَلْ سَيِّئَةً وَلَمْ يَهُمَّ بِهَا".
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ إِلَّا يُونُسَ وَلَا عَنْهُ إِلَّا عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ.
قُلْتُ: وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو رواه البزار.
67- ذكر نبي الله عييسى ابن مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ
6529 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثنأحمد بْنُ عِيسَى ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عن أبي صخر أن سعيداً المقبري أخبره أنه سمع أباهريرة يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ لينزلن عيسى ابن مَرْيَمَ إِمَامًا مُقْسِطًا وَحَكَمًا عَدْلًا فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ وليقتلن الخنزير وليصلحن ذات البين ولتذهبن الشحناء وليعرضن عليه المال فلا يقبله ثُمَّ لَئِنْ قَامَ عَلَى قَبْرِي فَقَالَ: يَا محمد لأُجِيبنَّه ".(7/144)
قلت: هو في الصحيح بغير هذا لسياق.
6529 / 2 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ: مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بن إسحاق عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عطاء مولى أم حبيبة: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ( ... فَذَكَرَهُ. وَقَالَ فِي آخِرِهِ: " يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَيْ بَنِي أَخِي إن رأيتموه فقولوا: أبو هريرة يقرئك االسلام ".
وَقَالَ الْحَاكِمُ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السياقة.
6530 - قال أبو يعلى الموصلي: وثنألحسين بْنُ الْأَسْوَدِ ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ العَنْقَزِيُّ ثنأبن عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ يَحْيَى بن جعدة قالت: قَالَتْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ورضي الله عنها-: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: إن عيسى ابن مَرْيَمَ مَكَثَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً".
قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ صِفَةُ عِيسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ - في باب الإسراء من حديث أم هانئ.
68- بَابٌ الْأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ
6531 / 1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: ثَنَا أَبُو الْجَهْمِ الْأَزْرَقُ بْنُ علي حدثنا يحيى بن أبي بكير ثَنَا الْمُسْتَلِمُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الْحَجَّاجَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - الْأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ ".(7/145)
6531 / 2 - رَوَاهُ الْبَزَّارُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الفضل الْحَرَّانِيُّ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْمَدَائِنِيُّ ثَنَا حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.. فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ: لَا نعلم أحدًا تابع الحسن بن قريبة عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ حَمَّادٍ.
6531 / 3 - قَالَ: وَثَنَا رِزْقُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ ثَنَا الْمُسْتَلِمُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الْحَجَّاجِ- يَعْنِي: الْصَوَّافَ ... فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ إِلَّا الْحَجَّاجُ وَلَا عَنِ الْحَجَّاجِ إِلَّا الْمُسْتَلِمُ وَلَا نَعْلَمُ رَوَى الْحَجَّاجُ عن ثابت إلا هذا.(7/146)
94- كتاب المناقب
1- في فضائل أبي بكرالصديق وما جاء في صفته رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
تَقَدَّمَ حَدِيثُ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ فِي النِّكَاحِ فِي بَابِ الْإِعَانَةِ عَلَى الزَّوَاجِ وَتَقَدَّمَ حَدِيثُ أَنَسٍ وَأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرِ فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ فِي بَابِ مَا صَبَرَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وحديث العباس وتقدم في الإمامة في بَابُ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الصَّلَاةِ.
6532 / 1 - وَعَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: " قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: ادْعُ لِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَكْتُبْ لِأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا لَا يُخْتَلَفُ عَلَيْهِ بَعْدِي. ثُمَّ قَالَ: دَعِيهِ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَخْتَلِفَ الْمُؤْمِنُونَ فِي أَبِي بَكْرٍ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
6532 / 2 - وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: وَلَفْظُهُ: قَالَتْ عائشة: " دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْيَوْمِ الَّذِي بُدِئَ فِيهِ فَقَالَ: ادْعُ لِي أَبَاكِ. فَقُلْتُ: وَارَأْسَاهُ فَقَالَ: وَدَدْتُ أَنَّ ذَاكَ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَهَيَّأْتُكِ وَدَفَنْتُكِ. فَقُلْتُ: كَأَنِّي بِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَرُوسًا بِبَعِضِ نِسَائِكَ. فَقَالَ: وَأَنَا وَارَأْسَاهُ ادْعُ لِي أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ لِأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ وَيَتَمَنَّى وَيَأْبَى اللَّهُ والمؤمنون إلا أبا بكر ".
ورواه مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مُخْتَصَرًا وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
6533 - وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ بِإِيمَانِ أَهْلِ الْأَرْضِ لرجح بهم ووددت أَنِّي شَعْرة فِي صَدْرِ أَبِي بَكْرٍ ".
رَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى مِنْ زَوَائِدِهِ عَلَى مُسَدَّدٍ.
6534 - وَعَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ آلِ أَبِي هَيَّاجٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " مِنْبَرِي هَذَا(7/147)
عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ إِنَّ رَجُلًا خيَّره رَبُّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- بَيْنَ أَنْ يَعِيشَ فِي الدُّنْيَا مَا شَاءَ أَنْ يَعِيشَ وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ. فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: أَلَا تَعْجَبُونَ رَجُلٌ خَيَّرَهُ رَبُّهُ بَيْنَ أَنْ يَعِيشَ وَبْيَنَ لِقَاءِ رَبِّهِ وَأَنَّهُ اخْتَارَ لِقَاءَ رَبِّهِ وَإِنَّ هَذَا يَبْكِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَا أَحَدٌ أَمَنُّ عَلَيْنَا فِي صُحْبَتِهِ وَذَاتِ يَدِهِ مِنِ ابْنِ أَبِي قحافة لو كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ خليلا ولكن ود وإخاء إيمان وَإِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
6535 - وَعَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: مَا عِنْدَي مِنَ الْمَالِ غَيْرُ قدح ولقحة فإذ أنا مت فابعثي بهم إلى عمر- رضي الله عنه- فلما مات بعثت بِهِمَا إِلَى عُمَرَ. فَقَالَ عُمَرُ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ ". رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ فِيهِ سُمَيَّةُ وَلَمْ أَرَ مَنْ ذَكَرَهَا بِعَدَالَةٍ وَلَا جَرْحٍ وَبَاقِي رُوَاةُ الْإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
6536 - وَعَنْ مُوْسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: " بَيْنَا عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ تَقُولُ لِأُمِّهَا أَمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ: أَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيكِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ أَمُّ الْمُؤْمِنِينُ: أَلَا أَقْضِي بَيْنَكُمَا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَنْتَ عَتِيقُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ. قَالَتْ: فَمَنْ يَوْمَئِذٍ سُمِّيَ عَتِيقًا وَدَخَلَ طَلْحَةَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا طَلْحَةُ أَنْتَ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ ".
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بِسَنَدٍ ضعيف لضعف إسحاق بن يحى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
6537 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَأَهْوَى قِبَلَ الْمِنْبَرِ حَتَّى اسْتَوَى عَلَيْهِ فَاتَّبَعْنَاهُ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَقَائِمٌ عَلَى الْحَوْضِ السَّاعَةَ. وَقَالَ: إِنَّ عَبْدًا عُرِضَ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا فَاخْتَارَ الْآخْرَةَ. فَلَمْ يَفْطِنْ لَهَا أَحَدٌ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ وَبَكَى وَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي بِأَبَائِنَا نَفْدِيكَ وَأُمَّهَاتِنَا وَأَنْفُسِنَا وَأَمْوَالِنَا ثُمَّ هَبَطَ فَمَا قَامَ عَلَيْهِ حَتَّى السَّاعَةُ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ بِنَقْصِ أَلْفَاظٍ.(7/148)
6538 - وَعَنْ قَيسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وَبِيَدِهِ عَسِيبُ نَخْلٍ وَيَقُولُ: اسْمَعُوا لْخَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
6539 - وَعَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: "قِيلَ لِأَبِي بَكْرٍ: يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ قَالَ: لَسْتُ بِخَلِيفَةِ اللَّهِ وَلَكِنْ خَلِيفَةُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا رَاضٍ بِذَلِكَ ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.
6540 - وَعَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَقَالَ بِلَالٌ لِأَبِي بَكْرٍ: قَدْ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَلَيْسَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَاهِدًا فَهَلْ لَكَ أَنْ أُؤَذِّنَ وَأُقِيمَ وَتُصَلِّي بِالنَّاسِ؟ قَالَ: إِنْ شِئْتَ. فَأَذَّنَ بلال وأقام وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَصَلَّى بِالنَّاسِ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعدما فَرَغَ فَقَالَ: أَصَلَّيْتُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: مَنْ صَلَّى بِكُمْ؟ قَالُوا: أَبُو بَكْرٍ. قَالَ: أَحْسَنْتُمْ لَا يَنْبَغِي لِقَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّهُمْ أَحَدٌ غَيْرَهُ ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عِيسَى بْنِ مَيْمُونٍ.
6541 - وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلَا غَرَبَتْ عَلَى أحدٍ أَفْضَلَ مِنْ أبي بكر الصديق إلا أن يكون نبي ".
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ.
6542 - وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- يَكْرَهُ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُخَطَّأَ أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ فِي الْأَرْضِ.
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.(7/149)
6543 - وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {إِنَّ الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله} قال أبو بكر: أقسمت أن لأكلم النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا كَأَخِي السِّرَارِ ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ حُصَيْنِ بْنِ عُمَرَ.
6544 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْغَزْوِ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَرَابَةٌ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ وَهُوَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ فَدَخَلَ فَسَلَّمَ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِرَجُلٍ سَلِمَ وَغَنِمَ. قَالَ هَاتِ حَاجَتَكَ. فَقَالَ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ هَذِهِ خَلْفِي- وَهِيَ عَائِشَةُ- قال: لم أعنك من النساء أعنيك مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَبُوهَا ". رَوَاهُ الْحَارِثُ وَفِي سَنَدِهِ نَافِعٌ أَبُو هُرْمُزَ الْجَمَّالُ وَهِوَ ضَعْيفٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ وَسَيَأْتِي فِي مَنَاقِبِ عَائِشَةَ.
6545 - وَعَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَا نَفَعَنَا مَالُ أَحَدٍ مَا نَفَعَنَا مَالُ أَبِي بَكْرٍ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرُوَاتُهُ ثقات.
وله شاهد في السنن الترمذي وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
6546 - وَعَنْهَا قَالَتْ: وَاللَّهِ إِنِّي لَفِي بَيْتِي ذَاتَ يَوْمٍ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْفِنَاءِ وَأَصْحَابُهُ وَالسِّتْرُ بَيْنِي وَبَيْنِهُمْ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي بَكْرِ. وَإِنَّ اسْمَهُ الَّذِي سَمَّاهُ أَهْلُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ فَغَلَبَ عَلَيْهِ اسم عتيق ".(7/150)
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ صَالِحِ بْنِ مُوسَى وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مُخْتَصَرًا.
6547 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: " كَانَ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- مُعَاتَبَةٌ فَاعْتَذَرَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عُمَرَ فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاشْتَدَّ عليه ثم راح إليه عُمَرَ فَجَلَسَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ تَحَوَّلَ فَجَلَسَ إِلَى الْجَانِبِ الْأَخَرِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ قَامَ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَقَالَ: يَا رسول الله قد أرى إعراضك عني ولأرى ذَلِكَ إِلَّا لِشَيْءٍ بَلَغَكَ فَمَا خَيْرُ حَيَاتِي وَأَنْتَ مُعْرِضٌ عَنِّي وَاللَّهِ مَا أُبَالِي أَلَّا أُحْبَسَ فِي الدُّنْيَا سَاعَةً وَأَنْتَ مُعْرِضٌ عَنِّي فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي اعْتَذَرَ إِلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَقْبَلْ مِنْهُ إِنِّي جِئْتُكُمْ جَمِيعًا فَقُلْتُمُ: كَذَبْتَ وَقَالَ صاحبىِ؟ صَدَقْتَ. ثُمَّ قَالَ: هَلْ أَنْتُمْ تَارِكِيَّ وَصَاحِبِي؟ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ".
رَوَاهُ أَبُو يعلى بإسناد ضعيف وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ.
6548 - وَعَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: " رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الْبَقِيعِ ... " فَذَكَرَ حَدِيثَ مَرَضِهِ إِلَى أَنْ قَالَ: قالت فصببنا عليه الماء حتى طفق يقول بيده: حَسْبُكُمْ حَسْبُكُمْ. قَالَ مُحَمَّدٌ: ثُمَّ خَرَجَ- كَمَا حدثني أيوب بن بشير- عاصبًا رأسه عَلَى الْمِنْبَرِ فَكَانَ أَوَّلُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ صَلَّى عَلَى آلِ أُحُدٍ فَأَكْثَرَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللَّهِ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَ اللَّهِ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ. قَالَ فَفَهِمَهَا أَبُو بَكْرٍ فَبَكَى وَعَرَفَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَفْسَهُ يُرِيدُ قَالَ: عَلَى رِسْلِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ انْظُرُوا هَذِهِ الْأَبْوَابَ اللَّاصِقَةَ فِي الْمَسْجِدِ فَسُدُّوهَا إِلَّا مَا كَانَ مِنْ بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فَإِنِّي لأعلم أَحَدًا كَانَ أَفْضَلَ عِنْدِي فِي الصُّحْبَةِ مِنْهُ ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَلَمْ أَرَهُ بِتَمَامِهِ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ الْكُتُبِ.
6549 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " عُرِجَ بِيَ إِلَى(7/151)
السَّمَاءِ الدُّنَيَا فَمَا مَرَرْتُ بِسَمَاءٍ إِلَّا وَجَدْتُ فِيهَا اسْمِي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مِنْ خَلْفِي".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَوَاهُ الْبَزَّارُ.
6550 - وَعَنْ قَيْسٍ هُوَ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ- قَالَ: " رَأَيْتُ أَبَا بَكْرِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- كَانَ رَجُلًا خَفِيفَ اللَّحْمِ أَبْيَضَ ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.
6551 - وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ: " أَنَّ عَائِشَةَ ذَكَرَتْ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَتْ: كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ".
6552 - وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: " رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ وَلِحْيَتُهُ كَأَنَّهَا لَهَبُ الْعَرْفَجِ ".
2- بَابٌ فِيمَا اشْتَرَكَ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَغَيْرُهُ مِنَ الْفَضْلِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
فِيهِ حَدِيثُ عائشة وسيأتي في مناقبها.
6553 / 1 - وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: " مَشِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فذبحت لهم شاة فأتينا بذلك الطعام فقال: لَيَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ: لَيَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فَدَخَلَ عُمَرُ ثُمَّ قَالَ لَيَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ عَليًّا. فَدَخَلَ عَلِيٌّ- رَضِيَ الله عنه ".(7/152)
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.
6553 / 2 - وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَفْظُهُ: " مَشِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى امرأة رجل مِنَ الْأَنْصَارِ فَرَشَتْ لَنَا أُصُولَ نَخْلٍ وَذَبَحَتْ لَنَا شَاةً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَيَدْخُلَنَّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ: لَيَدْخُلَنَّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فَدَخَلَ عُمَرُ ثُمَّ قَالَ: لَيَدْخُلَنَّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. ثُمَّ قَالَ: اللهم إن شئت جعلته عليا. فدخل علي فَأُتِيَ بِطَعَامٍ فَأَكَلْنَا ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الظُّهْرِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ أَحَدٌ مِنَّا ثُمَّ أُتِينَا بِبَقِيَّةِ الطَّعَامِ فَمَسَسْنَا مِنْهُ ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الْعَصْرِ وَلَمْ يَمَسَّ أَحَدٌ مِنَّا مَاءً".
6553 / 3 - وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَلَفْظُهُ: أَنَّ جَابِرًا قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى بَيْتِ امْرَأَةِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ بِالْعَوَالِيَ فلم انْتَهَى إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ مَعَهُ قَالَتْ: مَرْحَبًا بِكَ يَا رسول الله جعلت فداك. ونصبت تحت صور لها- والصور النخل الذي ارتفع شيئًا ولم يبلغ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يَطْلُعُ الْآنَ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. قَالَ: فَمَكَثَ شَيْئًا فَطَلَعَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. قَالَ: فَمَكَثْنَا شَيْئًا ثُمَّ طَلَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يَطْلُعُ الْآنَ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ عَلِيًّا. قَالَ: فَمَكَثْنَا شَيْئًا فَطَلَعَ عَلَيُّ بْنُ أبي طالب فسر وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيَاضًا وَحُمْرَةً وَكَانَ إِذَا بُشِّرَ لُقِيَ ذَلِكَ وهنأنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ذَلِكَ ".
وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أبي عمرو (أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ) وَأَبُو يَعْلَى وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ وَغَيْرُهُمْ وَتَقَدَّمَ فِي الطَّهَارَةِ فِي بَابِ تَرْكِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ وتقدم في الفرائض فِي بَابِ قِسْمَةِ الْمَوَارِيثِ.
6554 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- "أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ فِي (حَشٍّ) مِنْ حِشَّانِ الْمَدِينَةِ فَاسْتَأْذَنَ رَجُلٌ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ. فَإِذَا هُوَ(7/153)
أَبُو بَكْرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَأَذِنْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ فَقَرُبَ يَحْمَدُ اللَّهَ حَتَّى جَلَسَ ثم استأذن رجل رفيع الصَّوْتِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ. فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَأَذِنْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ فَقَرُبَ يَحْمَدُ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- ثُمَّ اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ خَفِيضُ الصَّوْتِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوًى تُصِيبُهُ. فَأَذِنْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَقَرُبَ يَحْمَدُ اللَّهَ- عَزَّ وَجَلَّ- حَتَّى جلس فقال عبدلله بْنُ عَمْرٍو: أَيْنَ أَنَا؟ قَالَ: أَنْتَ مَعَ أبيك ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ.
6555 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرٍّ- أَوْ هِرَّةٍ- رَبَطَتْهُ فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهُ وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهُ يَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَ وَيَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. وَلَيْسَ ثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ. وَبَيْنَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ جَاءَ الذِّئْبُ فَأَخَذَ شَاةً مِنْهَا فَأَدْرَكَهُ الرَّجُلُ فَنَزَعَهَا مِنْهُ فَالْتَفَتَ إِلَيهِ الذِّئْبُ فَقَالَ: هَكَذَا نَزَعْتَهَا مِنِّي فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ غَيْرِي؟! وَيَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. وَلَيْسَ ثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ. وَبَيْنَا رَجُلٍ رَاكِبٌ بَقَرَةً الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: إِنِّي لَسْتُ لِهَذَا خُلقت إِنَّمَا خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ. وَيَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. وَلَيْسَ ثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ. وَبَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. وَلَيْسَ ثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ.
وَرَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالْبُخَارِيُّ(7/154)
وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى دُوْنَ قِصَّةِ الْهِرَّةِ وَلَمْ يَذْكُرُوا قِصَّةَ الحُلَّة.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَتَقَدَّمَ فِي إِخْبَارِ الذِّئْبِ بنبوة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولقصة الحلة شاهد وتقدم في اللباس.
6556 / 1 - وعن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: " كُنَّا نَقُولُ وَنَحْنُ مُتَوَافِرُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: خَيْرُ النَّاسِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرِ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- ثُمَّ نَسْكُتُ ".
رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ وَمُسَدَّدٌ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
6556 / 2 - وفي روا ية لَهُ وَلِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: كُنَّا نَقُولُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: خَيْرُ النَّاسِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرِ وَعُمَرُ وَلَقَدْ أُوتِيَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ ثَلَاثًا لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أحب إلي من حمر النعم؟ تزويجه فَاطِمَةَ وَوَلَدَتْ لَهُ وَسَدَّ الْأَبْوَابَ وَفَتَحَ بَابَهُ وَالرَّايَةُ يَوْمَ خَيْبَرَ".
6556 / 3 - وَالْحَارِثُ وَلَفْظُهُ: " كُنَّا نُفَاضِلُ بَيْنَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَقُولُ: إِذَا ذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ اسْتَوَى النَّاسُ فَيَسْمَعُ ذَلِكَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فلا ينكره عَلَيْنَا".
6556 / 4 - وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا يُعدل به أحد ثُمَّ نَقُولُ: خَيْرُ النَّاسِ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عمرثم عُثْمَانُ ثُمَّ لَا نُفَاضِلُ ".
6557 / 1 - وَعَنْ حُذَيْفَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: " اقتدوا باللذين مِنْ بَعْدِي: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَاهْتَدُوا بِهُدَى عَمَّارٍ وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ ".
رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.(7/155)
6557 / 2 - وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِلَفْظٍ: "كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال إني لأرى مقامي فيكم إلا قليلًا فاقتدوا باللذين مِنْ بَعْدِي ... " فَذَكَرَهُ وَزَادَ: " وَمَا حَدَّثَكُمُ ابْنُ مَسْعُودٍ فَاقْبَلُوهُ ". وَرَوَاهُ ابنُ مَاجَةَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ مُقْتَصِرِينَ عَلَى فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَطْ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي جُحَيْفَةَ رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
6558 - وَعَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: " صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ رَجُلٍ فَجَعَلْتُ أَدْعُو وَأَنَا مُمْسِكٌ بِحَصَاةٍ فَالْتَفَتَ إِليَّ فَقَالَ: يا أبا عبد الله إن عبدلله بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ: إِذَا سَأَلْتَ رَبَّكَ فَلَا تُمْسِكْ بِيَدِكَ الْحَجَرَ. قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُهُ يذكر عبدلله اسْتَأْنَسْتِ إِلَيْهِ وَانْتَسَبْتُ لَهُ فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنِي فَقَالَ: إِنْ أَبَا بَكْرِ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بالجنة ثم جاء عبد الله بن مَسْعُودٍ فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ آخَرُ لَوْ شِئْتَ أَنْ أُسَمِّيهِ سَمَّيْتُهُ فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ وَحُذَيْفَةُ جَالِسٌ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: فَأَيْنَ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أنت في خير- أو إلى خَيْرٍ.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ.
6559 - وَعَنْ مُوسَى بْنِ مَنَاحٍ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ رَجُلَ صِدْقٍ صَمُوتًا فُلُمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ: الْيَوْمُ تنطق العذراء (من)(7/156)
خِدْرِهَا سَمِعْتُ عَمَّتِي عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- تَقُولُ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ قَاطِبَةً وَاشْرَأَبَّ القوم وعاد أصحاب محمد? كأنهم معزى أطيرت في حش فوالله ما اختلفوا في (قطفة) إِلَّا طَارَ أَبِي (بِغَنَائِهَا وَعَنَائِهَا) ثُمَّ ذَكَرَتْ عُمَرَ فَقَالَتْ: وَمَنْ رَأَى عُمَرَ عَلِمَ أَنَّهُ خُلِقَ غَنَاءً لِلْإِسْلَامِ ثُمَّ قَالَتْ: وَكَانَ وَاللَّهِ أحوذيَّا نسيج وَحْدَهُ قَدْ أَعَدَّ لِلْأُمُورِ أَقْرَانَهَا مَا رَأَيْتُ مثل خلقه- حتى تعد سبع خصال لأحفظها ".
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وَاللَّفْظُ لَهُ وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.
6560 - وَعَنْ عَبْدِ خَيْرٍ الْهَمْدَانِيِّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَقُولُ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: فَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالثَّانِي؟ قَالَ: فَذَكَرَ عُمَرَ قَالَ: ثُمَّ قَالَ: إِنْ شِئْتُ لَأَخْبَرْتُكُمْ بِالثَّالِثِ قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ قال: فظنن أَنَّهُ يَعَنْي نَفْسَهُ قَالَ حَبِيبٌ: قُلْتُ لِعَبْدِ خَيْرٍ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ عَلِيٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَإِلَّا (صُمَّتَا) .
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وأحمد بن مَنِيعٍ وَأَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ.
6561 / 1 - وَعَنِ ابْنِ جُدْعَانَ قَالَ: "أَكْبَرُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَسُهَيْلُ بْنُ بَيْضَاءَ".
6561 / 2 - رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْهُ بِهِ.
6562 - وَعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: " إِنَّ لَمْ أفضل أبابكر وَعُمَرَ عَلَى عَلِيٍّ أَكُونُ قَدْ كَذَّبْتُ عَليًّا وَإِنِّي إِلَى تَصْدِيقِ عَلِيٍّ أَحْوَجُ مِنِّي إِلَى تَكْذِيبِهِ ".
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ عَنْهُ بِهِ.
6563 - وَعَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - أنه لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي(7/157)
إِلَّا وَقَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وُزَرَاءَ وإني أعطيت أربع عشرة: حمزة وأبو بكر وعمر وعثمان وَعَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مسعود وأبو ذر والمقداد وحذ يفة وَعَمَّارٌ وَسَلْمَانُ ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ كَثِيرِ بْنِ النَّوَّاءِ.
6564 - وَعَنْهُ قَالَ: " قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ بَدْرٍ وَلِأَبِي بَكْرٍ: " مَعَ أَحَدِكُمَا جِبْرِيلُ وَمَعَ الْآخَرِ مِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ ملك عظيم يشهد القتال- أو يَكُونُ فِي الْقِتَالِ ". رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.
6565 - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: رأيتني أدخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فقلت: ماهذا؟ فقيل: هذا بلال. فنظرت فإذا أعالي أهل الْجَنَّةِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَذَرَارِي الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ أَرَ فِيهَا أَقَلَّ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ وَالنِّسَاءِ فَقُلْتُ: مَا لي لأرى فِيهَا أَقَلَّ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ وَالنِّسَاءِ؟! قِيلَ لِي: أَمَّا النِّسَاءُ: فَأَلْهَاهُنَّ الْأَحْمَرَانِ الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ وَأَمَّا الأغنياء: فهم ها هنا بِالْبَابِ يُحَاسَبُونَ وَيُمَحَّصُونَ. فَخَرَجْتُ مِنْ إِحْدَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ فَجِيءَ بِكِفَّةٍ فَوُضِعْتُ فِيهَا وَجِيءَ بِجَمِيعِ أُمَّتِي فَوُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ فَرَجَحْتُهَا ثُمَّ جِيءَ بِأَبِي بَكْرٍ فَوُضِعَ فِي كِفَّةٍ وَجَمِيعُ أُمَّتِي فِي كِفَّةٍ فَرَجَحَ بِهَا ثُمَّ جِيءَ بعمرفرجحها فَجَعَلَتْ أُمَّتِي يَمُرُّونَ عَلَيَّ أَفْوَاجًا حَتَّى اسْتَبْطَأْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَمَرَّ بَعْدَ الْيَأْسِ فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي مَا كِدْتُ أَخْلُصُ إِلَيْكَ إلا من المشيات فَقُلْتُ: مِمَّا ذَاكَ؟ قَالَ: مِنْ كَثْرَةِ مَالِي ما زلت أُحَاسَبُ بَعْدَكَ وَأُمَحَّصُ.(7/158)
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَاللَّفْظُ لَهُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُطْرَحِ بْنِ يَزِيدَ وَالْحَارِثِ بْنِ أبي أسامة وفي سنده علي بن يزيد وَهُوَ ضَعِيفٌ وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مُطَوَّلًا.
وَلَهُ شَوَاهِدٌ تَقَدَّمَ بَعْضُهَا فِي بَابِ الْخِلَافَةِ وَبَعْضُهَا فِي التَّعْبِيرِ.
6566 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لَا يَجْتَمِعُ حُبُّ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ إِلَّا فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ: أَبُو بَكْرٍ وعمر وعثمان وعلي- رضي الله عنهما ". رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
6567 - وَعَنْهُ قَالَ: " كُنَّا مَعْشَرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وُنَحْنُ مُتَوَافِرُونَ نَقُولُ: أَفْضَلُ هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمرثم عُثْمَانُ ثُمَّ نَسْكُتُ ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أسامة.
6568 - وعن مجاهد: قال: قرأ عُمَرُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَلَى الْمِنْبَرِ: (جَنَّاتُ عدن) قال: هَلْ تَدْرُونَ مَا جَنَّاتُ عَدْنٍ؟ قَصْرٌ فِي الْجَنَّةِ لَهُ خَمْسَةُ آلَافِ بَابٍ عَلَى كُلِّ بَابٍ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا نَبِيٌّ هَنِيئًا لَكَ يَا صَاحِبَ الْقَبْرِ وَأَشَارَ إِلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ صِدِّيقٌ هَنِيئًا لِأَبِي بَكْرٍ أَوْ شَهِيدٌ وَأَنَّى لِعُمَرَ بِالشَّهَادَةِ وَإِنَّ الَّذِي أَخْرَجَنِي مِنْ مَنْزِلِي (بِالْحَنْتَمَةِ) قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَسُوقَهَا إِلَيَّ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ مَوْقُوفًا وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
6569 - وَعَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: " ذَكَرْنَا عِنْدَهُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعَلِيًّا- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- فَقَالَ: نِعْمَ الْمَرْءَانِ وَإِنِّي لَأَجِدُ لِعَلِيٍّ فِي قَلْبِي مِنَ (اللَّيَطِ) مَا لَا أَجِدُ لَهُمَا".
رَوَاهُ الْحَارِثُ.(7/159)
6570 - وَعَنْ شَدَّادٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: " أبو بكر (أَرَقُّ) أُمَّتِي وَأَرْحَمُهَا وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَخْيَرُ أُمَّتِي وَأَعْدَلُهَا وَعُثْمَانُ أَحْيَى أُمَّتِي وَأَكْرَمُهَا وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَلَبُّ أُمَّتِي وَأَشْجَعُهَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَبَرُّ أُمَّتِي وَأَيْمَنُهَا وَأَبُو ذَرٍّ أَزْهَدُ أُمَّتِي وَأَصْدَقُهَا وَأَبُو الدَّرْدَاءِ أَعْدَلُ أُمَّتِي وَأَتْقَاهَا وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَحْلَمُ أُمَّتِي وَأَجْوَدُهَا ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
6571 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - على حراء فتزلزل الجبل فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اثبت حِرَاءُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ. وَعَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَسَعْدَ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ نُفَيْلٍ ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
6572 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -: " أَرْأَفُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ وَأَشَدُّهُمْ فِي الْإِسْلَامِ عُمَرُ وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَأَقْضَاهُمْ عَلِيٌّ وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الأمة أبو عبيدة ".
رواه أبو يعلى.
6573 - وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " يَا عَمَّارُ أَتَانِيَ جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ - آنِفًا فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ حَدِّثْنِي بِفَضَائِلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي السَّمَاءِ. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ لَوْ حَدَّثْتُكَ بِفَضَائِلِ عُمَرَ مِثْلَ مَا لَبِثَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا مَا نَفِدَتْ فَضَائِلُ عُمَرَ وَإِنَّ عُمَرَ لَحَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أَبِي بَكْرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عنهما".(7/160)
رواه أبو يعلى الموصلي.
6574 - وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: " أن أحداً أرتج وَعَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اثْبُتْ أُحُدُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدَانِ ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَلَهُ شَاهِدٌ فىِ الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
3- فَضَائِلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
فِيهَا الْأَحَادِيثُ الْمَذْكُورَةُ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ وَتَقَدَّمَ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ فِي اللِّبَاسِ فِي بَابِ مَا يقول من لبس ثوبًا جديدًا وحديث ابن عباس وتقدم فِي الزَّكَاةِ فِي بَابِ الْإِمَامِ يُعْطِي الصَّدَقَةَ لمن أراد وسيأتي حديث ابن عباس في باب ما اشترك علي بن أبي طالب وغيره فيه من الْفَضْلِ.
6575 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: " فَضُلَ النَّاسَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بِأَرْبَعٍ: بِذِكْرِ الْأَسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ أَمَرَ بِقَتْلِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-: {لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عذاب عظيم} وبذكره الْحِجَابِ أَمَرَ نِسَاءَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَحْتَجِبْنَ فَقَالَتْ لَهُ زَيْنَبُ: وَإِنَّكَ علينا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَالْوَحْيُ يَنْزِلِ فِي بُيُوتِنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فاسألوهن من وراء حجاب} وَبِدَعْوَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اللَّهُمَّ أَيِّدِ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ. وَبِرَأْيِهِ فِي أَبِي بَكْرٍ كَانَ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَهُ ".(7/161)
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَاللَّفْظُ لَهُ.
6576 - وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: " بِاللَّهِ لَحَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ عَلِيًّا- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- دَخَلَ عَلَى عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وَهُوَ مُسَجًّى فَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: ماأحد من أهل الأرض ألقى الله بمادة صَحِيفَتِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْمُسَجَّى بِثَوْبِهِ. قَالَ يحيى: ثم ذكر جعفر أبابكر وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: وَلَدَنِي مَرَّتَيْنِ ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى عَنْهُ.
6577 - وَعَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ عَلِيًّا- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: كَنَّا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا نَشُكُّ أَنَّ السكينة تنطق عَلَى لِسَانِ عُمَرَ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ.
6578 - وَعَنِ الْحَسَنِ قَالَ: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يَعْرِفُ الْكَذِبَ فَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ
6579 - وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ كَانَ أَعْلَمَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ".
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ
6580 - وعن الحسين بن علي قال: صعدت إلى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقُلْتُ: انْزِلْ عَنْ مِنْبَرِ أَبِي وَاذْهَبْ إِلَى مِنْبَرِ أَبِيكَ. قَالَ: إِنَّ أَبِي لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْبَرٌ. قَالَ: ثُمَّ أَقْعَدَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ فَجَعَلْتُ أُقَلِّبُ حَصًى فِي يَدُي فَلَمَّا نَزَلَ ذَهَبَ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ فقال: من أمرك بهذا؟ فقلت: مأمرني بِهَذَا أَحَدٌ. قَالَ: جُعِلْتَ تَغْشَانَا جُعِلْتَ تَأْتِينَا. قال: فأتيته يومًا وَهُوَ خَالٍ بِمُعَاوِيَةَ وَجَاءَ ابْنُ عُمَرَ فَرَجَعَ فَلَمَّا رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَجَعَ رَجَعْتُ فَلَقِيَنِي بعد فقال: لم(7/162)
أرك تأتينا. فَقُلْتُ: قَدْ جِئْتَ وَكُنْتُ خَالِيًا بِمُعَاوِيَةَ وَجَاءَ ابْنُ عُمَرَ فَرَجَعَ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ رَجَعَ رَجَعْتُ. فقال: أنت أحق بالإذن من عبدلله بن عمر إنما أنت على رؤوسنا أما ترى اللَّهَ وَأَنْتُمْ قَالَ: وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ.
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ.
6581 - وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَتْلِي بِيَدِ رَجُلٍ صَلَّى لك سجدة".
رواه إسحاق بإسناد صحيح.
6582 - وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ أَوَّلُ إِسْلَامِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- ضَرَبَ أُخْتِيَ الْمَخَاضُ لَيْلًا فَخَرَجْتُ مِنَ الْبَيْتِ فَدَخَلْتُ فِي أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فِي لَيْلَةٍ قَارَّةٍ قَالَ فَجَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَخَلَ الْحِجْرَ وَعَلَيْهِ نَعْلَانِ قَالَ: فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ انْصَرَفَ قَالَ: فَسَمِعْتُ شَيْئًا لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهُ فَخَرَجْتُ فَاتَّبَعْتُهُ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: عُمَرُ. قَالَ: يَا عُمَرُ مَا تَتْرُكَنِي لَيْلًا وَلَا نَهَارًا. قَالَ: فَخَشِيتُ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيَّ. قَالَ: فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يَا عُمَرُ اسْتُرْهُ. فَقُلْتُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأُعْلِنَنَّهُ كَمَا أَعْلَنْتُ بِالشِّرْكِ ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنِ يَحْيَى بْنِ يعلى الأسلمي وهو ضعيف.
6583 - وعن غضيف بْنِ الْحَارِثِ- رَجُلٌ مِنْ أَيَلَةَ- قَالَ: " مَرَرْتُ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَقَالَ: نِعْمَ الْغُلَامُ. فَاتَّبَعَنِي رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ عِنْدَهُ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي ادْعُ اللَّهَ لِي بِخَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ: وَمَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: قُلْتُ: يَغْفِرُ الله لك أنت أَحَقُّ أَنْ تَدْعُوَ لِي مِنِّي إِلَيْكَ قَالَ: بَلَى يَا ابْنَ أَخِي إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ حِينَ مَرَرْتَ بِهِ يَقُولُ: نِعْمَ الْغُلَامُ وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يقول به ".(7/163)
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِتَدْلِيسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَةَ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ فَقَطْ.
6584 - وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "إِنَّ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فِي الْجَنَّةِ وَرَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا رَأَى فِي نَوْمِهِ وَفِي يَقَظَتِهِ فَهُوَ حَقٌّ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: بين أَنَا فِي الْجَنَّةِ إِذْ رَأَيْتُ فِيهَا دَارًا فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَقِيلَ: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
6585 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرُ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو يَعْلَى وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ) .
6586 - وَعَنْ رَجُلٍ: "أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى خَتَنَتِكَ خَطَبَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَبَتْهُ فَقَالَ: مَا مَنَعَهَا مِنْ عُمَرَ؟ مَا بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ إِلَّا أَنْ يَكُونِ نَبِيًّا أَفْضَلَ مِنْ عُمَرَ. قَالَ: فَقُلْتُ لِلَّذِي حَدَّثَنِي: أَكَانَ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.
6587 - وَعَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: " سَأَلَ عُمَرُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- رجلًا عن إبله فذكرعجفًا وَدُبُرًا فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَأَحْسَبُهَا ضِخَامًا سِمَانًا قَالَ: فَأَتَى عَلَيْهِ عُمَرُ وَهُوَ فِي إِبِلِهِ يَحْدُوهَا وَهُوَ يَقُولُ:(7/164)
أُقْسِمُ بِاللَّهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرْ
مَا إِنْ بِهَا مِنْ نَقَبٍ وَلَا دُبَرْ
فَاغْفِرْ لَهُ اللهم إن كان فجر
قال: فقال عمر: ما هذا؟ قال: أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَأَلَنِي عَنْ إِبِلِي فَأَخْبَرْتُهُ عَنْهَا فَزَعَمَ أَنَّهُ يَحْسَبُهَا ضِخَامًا سِمَانًا وَهِيَ كَمَا تَرَى. قَالَ: فَإِنِّي أَنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ ائتني في مكان كَذَا وَكَذَا فَأَتَاهُ فَأَمَرَ بِهَا فَقُبِضَتْ وَأَعْطَاهُ مَكَانَهَا مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.
6588 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا لِفَتًى مِنْ قُرَيْشٍ. فَظَنَنْتُ أَنَّهُ لِي فَقُلْتُ: مَنْ هُوَ؟ قَالُوا: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. يا أباحفص لولا ما أعلم من غيرتك لدخلته. فقال: يارسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كنت أغار عليه! فإني لم أكن أَغَارُ عَلَيْكَ ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ وَأَبُو يَعْلَى وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ كُلُّهُمْ مِنْ حديث بريدة بن الحصيب.(7/165)
6589 - وَعَنْهُ: "أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ لَقِيَ عُمَرَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ وَهُوَ مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ تَعْمَدُ يَا عُمَرُ؟ فَقَالَ أريد أَنْ أَقْتُلَ مُحَمَّدًا قَالَ: وَكَيْفَ تَأْمَنُ فِي بَنِي هَاشِمٍ- أَوْ بَنِي زُهْرَةَ- وَقَدْ قَتَلْتَ مُحَمَّدًا؟ قَالَ: مَا أَرَاكَ إِلَّا قَدْ صَبَوْتَ وَتَرَكْتَ دِينَكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ. قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى الْعَجَبِ يَا عُمَرُ؟ إِنَّ خَتَنَكَ وَأُخْتَكَ قَدْ صَبَوَا وَتَرَكَا دِينَهُمَا الَّذِي هُمَا عَلَيْهِ قَالَ: فَمَشَى إِلَيْهِمَا ذَامِرًا- قَالَ إِسْحَاقُ: يعني: متغضبًا- حَتَّى دَنَا مِنَ الْبَابِ قَالَ: وَعِنْدَهُمَا رَجُلٌ يقال له: خباب يقرئهما سورة " طه " قال: فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ حِسَّ عُمَرَ دَخَلَ تَحْتَ سرير لهما فقال: ما هذه الهينمة الَّتِي سَمِعْتُهَا عِنْدَكُمْ؟ قَالَا: مَا عِنْدَنَا حَدِيثٌ تَحَدَّثْنَا بَيْنَنَا. فَقَالَ: لَعَلَّكُمَا صَبَوْتُمَا وَتَرَكْتُمَا دِينَكُمَا الَّذِي أَنْتُمَا عَلَيْهِ. فَقَالَ خَتَنُهُ: يَا عُمَرُ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ. قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَى خَتَنِهِ فَوَطِئَهُ وَطْئًا شَدِيدًا. قَالَ: فَدَفَعَتْهُ أُخْتُهُ عَنْ زَوْجِهَا فَضَرَبَ وَجْهَهَا فَدُمِيَ وَجْهُهَا قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: أَرُونِي هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي كُنْتُمُ تَقْرَءُونَ. قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ- يَعْنِي: ابن الخطاب- يقرأ الكتب. قَالَ: فَقَالَتْ أُخْتُهُ: لَا أَنْتَ رِجْسٌ أَعْطِنَا مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَرُدَّنَّهُ عَلَيْنَا وَقُمْ فَاغْتَسِلْ وَتَوَضَّأْ. قَالَ: فَفَعَلَ. قَالَ: فَقَرَأَ عُمَرُ: {طَهَ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ... } إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أكاد أخفيها} قال: فقال عمر: دلوني على محمد قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ قَوْلَ عُمَرَ: دُلُّونِي على محمد. خَرَجَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا عُمَرُ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ دَعْوَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَكَ عَشِيَّةَ الْخَمِيسِ: اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ. قَالَ: فَقَالُوا: هُوَ فِي الدَّارِ التي في أصل الصفا- قَالَ إِسْحَاقُ: يَعْنِي: النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُوْحَى إِلَيْهِ. فَانْطَلَقَ عُمَرُ وَعَلَى الْبَابِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: فَلَمَّا رأى حمزة وَجَلَ الْقَوْمُ مِنْ عُمَرَ قَالَ: نَعَمْ فَهَذَا عُمَرُ فَإِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُسْلِمُ وَيَتَّبِعُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِنْ يَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ يَكُنْ قَتْلُهُ عَلَيْنَا هَيِّنًا. قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأخذ جامع ثوبه وحمائل السيف فقال: ما أنت منتهي يَا عُمَرُ حَتَّى يُنْزِلَ اللَّهُ بَكَ مِنَ الْخِزْيِ وَالنَّكَالِ مَا أَنْزَلَ بِالْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اللَّهُمَّ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِعُمَرَ. فَقَالَ عُمَرُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. فَأَسْلَمَ ثُمَّ قَالَ: اخْرُجْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ القاسم بن عثمان البصري.(7/166)
4- مَقْتَلُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
6590 / 1 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: " أَنَا أَوَّلُ مَنْ أَتَى عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- حِينَ طُعِنَ فَقَالَ: احْفَظْ مِنِّي ثَلَاثًا فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا يُدْرِكَنِي النَّاسُ: أَمَّا أنا فلم أقضي فِي الْكَلَالَةِ قَضَاءً وَلَمْ أَسْتَخْلِفْ عَلَى النَّاسِ خليفة وكل مملوك لي عتيق. فقال لَهُ النَّاسُ: اسْتَخْلِفْ قَالَ: أَيْ ذَاكَ؟ مَا أَفْعَلُ فَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِنْ أَسْتَخْلِفُ فَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو بَكْرٍ. فَقُلْتُ لَهُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَطَلْتَ صُحْبَتَهُ وَوُلِّيتَ أَمْرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَرَّبْتَ وَأَدَّيْتُ الْأَمَانَةَ قَالَ: أَمَّا تَبْشِيرُكَ إِيَّايَ بِالْجَنَّةِ فَوَاللَّهِ لَوْ أَنَّ لِي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ أَهْوَالِ مَا أَمَامِي قَبْلَ أَنْ أَعْلَمَ مَا الْخَبَرُ وَأَمَّا قَوْلُكَ مِنْ أَمْرِ الْمُؤْمِنِينَ فَوَدَدْتُ أَنَّ ذَلِكَ كَفَافًا لَا عَلَيَّ وَلَا لِيَ وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةٍ فَذَلِكَ ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو يَعْلَى.
6590 / 2 - وَفِي رِوَايَةً لِأَبِي يَعْلَى وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِلَفْظِ: " دَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى عُمَرَ حِينَ طُعِنَ فَقَالَ: أبشر يأمير الْمُؤْمِنِينَ أَسْلَمْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ كَفَرَ النَّاسُ وَقَاتَلْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين خَذَلَهُ النَّاسُ وَتُوُفِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ وَلَمْ يَخْتَلِفْ فِي خِلَافَتِكَ رَجُلَانِ وَقُتِلْتَ شَهِيدًا. فَقَالَ: أَعِدْ. فَأَعَادَ فَقَالَ: الْمَغْرُورُ مَنْ غَرَرْتُمُوهُ لَوْ أَنَّ لِي مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ بَيْضَاءَ وَصَفْرَاءَ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ ".
وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ.
6591 / 1 - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " إِنْ كُنْتُ لَأَتَأَخَّرُ عَنِ الصَّفِّ مِنْ هَيْبَةِ عُمَرَ فَجَاءَ وَأَنَا فِي الصَّفِّ الثَّانِي وَعَلَيْهِ مِلَاءَةٌ صَفْرَاءُ فَقَالَ: عبادٍ اللَّهِ الصَّلَاةَ عِبَادُ اللَّهِ الصَّلَاةَ عِبَادُ الله الصلاة استووا استووا. فتقدم فكبر فوجأه وجأ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا. ثُمَّ مَالَ عَلَى الصَّفِّ فَوَجَا ثَلَاثَةَ عَشْرَ رَجُلًا حَتَّى أَلْقَى رَجُلٌ عَلَيْهِ بُرْنُسًا لَهُ ".
رواه مسدد.(7/167)
6591 / 2 - وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ وَلَفْظُهُ: قَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ: " شَهَدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ غَدَاةَ طُعِنَ فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي وَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ إِلَّا هَيْبَتُهُ كَانَ يَسْتَقْبِلُ الصَّفَّ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فإن رأى إنسانًا متقدما ً أَوْ مُتَأَخِّرًا أَصَابَهُ بِالدُّرَّةِ فَذَلِكَ الَّذِي مَنَعَنِي أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي فَجَاءَ عُمَرُ يُرِيدُ الصَّلَاةَ فَعَرَضَ لَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَنَاجَاهُ عُمَرُ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ تَرَكَهُ ثُمَّ نَاجَاهُ ثُمَّ تَرَكَهُ ثُمَّ نَاجَاهُ ثُمَّ تَرَكَهُ ثُمَّ طَعَنَهُ فَرَأَيْتُ عُمَرَ قَائِلًا بِيَدِهِ هَكَذَا يَقُولُ: دونكم الكلب! فقد قتلني. فماج النَّاسُ قَالَ: فَجُرِحَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَمَاتَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ- أَوْ سَبْعَةٌ- وَمَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ فَشَدَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ خَلْفِهِ فاحتضنه فَقَالَ قَائِلٌ! الصَّلَاةُ عِبَادَ اللَّهِ فَقَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَتَدَافَعَ النَّاسُ فَدَفَعُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن عوف فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ " إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ " " إنا أعطيناك الكوثر" قال: واحتمل فدخل عليه الناس قال: ياعبد اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ اخْرُجْ فَنَادِ فِي النَّاسِ: أَعَنْ مَلَإٍ مِنْكُمْ كَانَ هَذَا؟ قَالُوا: مَعَاذَ اللَّهِ وَلَا عَلِمْنَا وَلَا اطَّلَعْنَا. قَالَ: ادْعُوا لي بالطبيب فَدُعِيَ فَقَالَ: أَيُّ الشَّرَابِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النَّبِيذُ فَشَرِبَ نَبِيذًا فَخَرَجَ مِنْ بَعْضِ طَعَنَاتِهِ فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا صَدِيدٌ. فَقَالَ: اسْقُوهُ لَبَنًا. فَشَرِبَ لَبَنًا فَخَرَجَ مِنْ بَعْضِ طَعَنَاتِهِ قَالَ: مَا أرى أن يمسي فما كنت فاعلا فافعل فقال: يا عبدلله نَاوِلْنِي الْكَتِفَ فَلَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَمْضِيَ مَا فِيهَا أَمْضَاهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَنَا أكفيك أمحوها. فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا يَمْحُوهَا أَحَدٌ غَيْرِي. فَمَحَاهَا عُمَرُ بِيَدِهِ وَكَانَ فِيهَا فَرِيضَةُ الْجَدِّ ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لِي عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَسَعْدًا. قَالَ: فَدُعُوا فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا عَلِيًّا وَعُثْمَانَ قَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ لَعَلَّهُمْ أَنْ يَعْرِفُوا لَكَ قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَا أَعْطَاكَ اللَّهُ مِنَ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ فَإِنْ وَلَّوْكَ هَذَا الَأَمْرَ فَاتَّقِ اللَّهَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ يَا عُثْمَانُ لَعَلَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ أَنْ يَعْرِفُوا لَكَ صِهْرَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَشَرَفَكَ فَإِنْ وَلَّوْكَ هَذَا الْأَمْرَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَحْمِلَنَّ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ. ثُمَّ قَالَ: يَا صُهَيْبُ صَلِّ بِالنَّاسِ- ثَلَاثًا- وَأَدْخِلْ هَؤُلَاءِ فِي بَيْتٍ فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ فَمَنْ خَالَفَهُمْ فَلْيَضْرِبُوا رَأْسَهُ فَلَمَّا خَرَجُوا قَالَ: إِنْ وَلَّوُا الْأَجْلَحَ سَلَكَ بِهِمُ الطَّرِيقَ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَمَا يَمْنَعُكَ؟ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَحْمِلُهَا حَيًّا وَمَيِّتًا ".(7/168)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ بَأَتَمِّ مِنْ هَذَا السِّيَاقِ وَقَدْ أَفْرَدْتُ مَا زِيدَ عَلَيْهِ.
6592 - وَعَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " لَمَّا طُعَنَ عُمَرُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- دَخَلْنَا عَلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: لَا تَعْجَلُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فان أعش رأيت فيه رأييى وإن أمت فهو إليكم. قالوا: يأمير الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ وَاللَّهِ قَدْ قَتَلَ وَقَطَعَ. قَالَ: إنا لله وإنأليه رَاجِعُونَ. ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكُمْ مَنْ هُوَ؟ قَالُوا: أَبُو لُؤْلُؤَةَ. قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ فُقَالَ: أَيْ بُنَيَّ أَيُّ وَالِدٍ كُنْتُ لَكَ؟ قَالَ: خَيْرُ وَالِدٍ. قَالَ: فَأَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي لَمَا احْتَمَلْتَنِي حَتَّى تَلْصِقَ خَدِّي بِالْأَرْضِ حَتَّى أَمُوتَ كَمَا يَمُوتُ الْعَبْدُ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَاللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ لَيَشْتَدُّ عَلَيَّ يَا أَبَتَاهُ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: قُمْ فَلَا تُرَاجِعْنِي. قَالَ: فَقَامَ فَاحْتَمَلَهُ حَتَّى أَلْصَقَ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّ اللَّهِ وَحَقِّ عُمَرَ إذا مت فدفنتني لَمْ تَغْسِلْ رَأْسَكَ حَتَّى تَبِيعَ مِنْ رِبَاعِ آل عمر بثمانين ألفًا فَتَضَعَهَا فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ- وَكَانَ عِنْدَ رَأْسِهِ-: يأمير المؤمنين وما هذه الثمانين ألفًا؟ فقال له عبد الرحمن: ياأمير الْمُؤْمِنِينَ أَضْرَرْتَ بِعِيَالِكَ- أَوْ قَالَ: بِآلِ عُمَرَ- قَالَ: إِلَيْكَ عَنِّي يَا ابْنَ عَوْفٍ. فَنَظَرَ إلى عبدلله فقال: يا بني واثنين وثلاثين ألفً أَنْفَقْتُهَا فِي ثِنْتَي عَشْرَةَ حَجَّةً حَجَجْتُهَا فِي وِلَايَتِي وَنَوَائِبَ كَانَتْ تَنُوبُنِي فِي الرُّسُلِ تَأْتِينِي مِنْ قِبَلِ الْأَمْصَارِ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عوف: أبشر يأمير الْمُؤْمِنِينَ وَأَحْسِنِ الظَّنَّ بِاللَّهِ فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ إِلَّا وَقَدْ أَخَذَ مِثْلَ الَّذِي أَخَذْتَ مِنَ الْفَيْءِ الَّذِي قَدْ جَعَلَهُ اللَّهُ لَنَا وَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ وَقَدْ كَانَتْ لَكَ مَعَهُ سَوَابِقُ. فَقَالَ: يَا ابْنَ عَوْفٍ وَدَّ عُمَرُ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلَ فِيهَا إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ ولا تطلبوني بِقَلِيلٍ وَلَا كَثِيرٍ".
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُبَيْدَةَ الْعَبْدِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
6593 - وَعَنْ أَبِي رَافِعٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: كَانَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عَبْدًا لمغيرة بْنِ شُعْبَةَ وَكَانَ يَصْنَعُ الرَّحَا وَكَانَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ يَسْتَغِلُّهُ كُلَّ يَوْمٍ أربعة دراهم فلقي أبو لؤلؤة عمر فقال: ياأمير الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْمُغِيرَةَ قَدْ أَثْقَلَ عَلَيَّ غَلَّتِي فكلمه يخفف عَنِّي. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اتَّقِ اللَّهَ وَأَحْسِنْ إِلَى مَوْلَاكَ. وَفِي نِيَّةِ عُمَرَ أَنْ يَلْقَى الْمُغِيرَةَ فَيُكَلِّمَهُ فَيُخَفِّفَ عَنْهُ فَغَضِبَ العَبْدُ وَقَالَ:(7/169)
وَسِعَ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَدْلُهُ غَيْرِي. فَأَضْمَرَ عَلَى قَتْلِهِ فَاصْطَنَعَ خِنْجَرًا لَهُ رَأْسَانِ وَشَحَذَهُ وَسَمَّهُ ثُمَّ أَتَى بِهِ الْهُرْمُزَانَ فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى فِي هَذَا؟ قَالَ: أَرَى أَنَّكَ لَا تَضْرِبُ بِهِ أَحَدًا إِلَّا قَتَلْتَهُ. قَالَ: فَتَحَيَّنَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ فَجَاءَ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ حَتَّى قَامَ وَرَاءَ عُمَرَ وَكَانَ عُمَرُ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَتَكَلَّمَ يَقُولُ: أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ. كَمَا كَانَ يَقُولُ فَلَمَّا كَبَّرَ وَجَأَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ فِي كَتِفِهِ وَوَجَأَهُ فِي خَاصِرَتِهِ فَسَقَطَ عُمَرُ وَطَعَنَ بِخِنْجَرِهِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَهَلَكَ منهم سبعة وأفرق مِنْهُمْ سِتَّةٌ وَحُمِلَ عُمَرُ فَذُهِبَ بِهِ إِلَى مَنْزِلِهِ وَصَاحَ النَّاسُ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ تَطْلُعُ فنادى عبد الرحمن بن عوف: ياأيها النَّاسُ الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ. وَفَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ فَتَقَدَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَصَلَّى بِهِمْ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ تَوَجَّهُوا إِلَى عُمَرَ فَدَعَا بِشَرَابٍ لِيَنْظُرَ مَا قَدْرُ جُرْحِهِ فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ فَلَمْ يَدْرِ أَنَبِيذٌ هُوَ أَمْ دَمٌ فَدَعَا بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ فَقَالُوا: لا بأس عليك يأمير الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: إِنْ يَكُنِ الْقَتْلُ بَأْسًا فَقَدْ قُتِلْتُ فَجَعَلَ النَّاسُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ يَقُولُونَ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كُنْتَ وَكُنْتَ. ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ وَيَجِيءُ قَوْمٌ آخَرُونَ: فَيُثْنُونَ عَلَيْهِ فقال عمر: أما والله على ما تقولون وددت أني خَرَجْتُ مِنْهَا كَفَافًا لَا عَلَيَّ وَلَا لِيَ وَأَنَّ صُحْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَلِمَتْ لِي. فَتَكَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا تَخْرُجُ مِنْهَا كَفَافًا لَقَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَصَحِبْتَهُ خَيْرَ مَا صَحِبَهُ صَاحِبٌ كنت له وكنت لَهُ وَكُنْتَ لَهُ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ ثُمَّ صَحِبْتَ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ وُلِّيتَهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أنت فوليتها بخير ما وليها قال كُنْتَ تَفْعَلُ وَكُنْتَ تَفْعَلُ. فَكَانَ عُمَرُ يَسْتَرِيحُ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ عُمَرُ: كَرِّرْ عَلَيَّ حَدِيثَكَ. فَكَرَّرَ عَلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا وَاللَّهِ عَلَى مَا تَقُولُ لَوْ أَنَّ لِي طِلَاعُ الْأَرْضِ ذَهَبًا لَافْتَدَيْتُ بُهُ الْيَوْمَ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ قَدْ جَعَلْتُهَا شُورَى فِي سِتَّةٍ: عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ. وَجَعَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عمر معهم مشيرًا وليس هو منهم وأجلهم ثلاثًا وأمر صهيب أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ".(7/170)
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الدِّيَّاتِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
6594 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: عَاشَ عُمَرُ ثَلَاثًا بَعْدَ أَنْ طُعِنَ ثُمَّ مَاتَ فَغُسِّلَ وَكُفِّنَ وَصَلَّى عَلَيْهِ صُهَيْبٌ ".
6595 - وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " لَمَّا صَدَرَ عُمَرُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- مِنْ مِنًى أَنَاخَ بِالْأَبْطَحِ ثُمَّ كَوَّمَ كَوْمَةً مِنَ الْبَطْحَاءِ ثُمَّ ألقى عليه نفسه فَلَزَقَ بِثَوْبِهِ وَاسْتَلْقَى وَمَدَّ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ ضَعَفُتْ قُوَّتِي وَكَبُرَتْ سِنِّي وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتِي فَاقْبُضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعٍ وَلَا مُفَرِّطٍ. ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَخَطَبَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ سَنَنْتُ لَكُمُ السَّنَنَ وَفَرَضْتُ لَكُمُ الْفَرَائِضَ وَتُرِكْتُمْ عَلَى وَاضِحَةٍ- وَصَفَّقَ يَحْيَى بِيَدَيْهِ- أَلَا إِنْ تضلوا يَمِينًا وَشِمَالًا ... " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قَالَ سَعِيدٌ: فَمَا انْسَلَخَ ذُو الْحِجَّةِ حَتَّى قُتِلَ.
رَوَاهُ مُسَدِّدٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْهُ وَتَقَدَّمَ فِي الحدود في باب الرجم.
5- فضائل أميرالمؤمنين عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
فِيهِ حَدِيثُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَعَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَشَدَّادِ بن أوس- رضي الله عنهم- وتقدم كل ذلك فِي بَابِ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ الصديق وغيره من الفضل وَتَقَدَّمَ حَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي الطِّبِّ في باب رقية المريض وحديث المغيرة وَسَيَأْتِي فِي الْفِتَنِ.
6596 - وَعَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: " أَتَى أَهْلُ نَجْرَانَ عَلِيًّا- رَضِيَ الله عنه- فقالوا:(7/171)
نسألك خطك بِيَدِكَ وَشَفَاعَتَكَ بِلِسَانِكَ أَنْ تَرِدْنَا. قَالَ: كَانَ عُمَرُ رَشِيدَ الْأَمْرِ فَلَوْ طَعَنْ عَلَيْهِ يَوْمًا لَطَعَنْ عَلَيْهِ ذَلِكَ الْيَوْمَ ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.
6597 - وَعَنِ ابْنِ عُوْنٍ قَالَ: " سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي ذَنْبَهُ فِي عُثْمَانَ ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.
6598 - وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: " لَمَّا وَقَعَ النَّاسُ فِي أَمْرِ عُثَمَانَ قُلْتُ لِأَبِي: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ مَا الْمَخْرَجُ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: كِتَابُ اللَّهِ. قَالَ: فَمَا اسْتَبَانَ لَكَ فَآمِنْ بِهِ وَانْتَفِعْ بِهِ وَمَا أُشْكِلَ عَلَيْكَ فَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ "
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.
6599 - وَعَنْ أَبِي قِلَابَةَ " أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالَ لَهُ: ثُمَامَةُ كَانَ عَلَى صنعاء فلما جاء قَتْلُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ خَطَبَ فَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: الْيَوْمَ انْتُزِعَتْ خِلَافَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَصَارَتَ مُلْكًا وَجَبْرِيَّةً مَنَ غَلَبَ عَلَى شَيْءٍ أَكَلَهُ.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ.
6600 - وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " ذَكَرَ رَجُلَانِ عُثْمَانَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَقَالَ أَحَدُهُمَا قُتِلَ شَهِيدًا فَتَعَلَّقَهُ الْآخَرُ فَأَتَى بِهِ عَلِيًّا- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَقَالَ: هَذَا يَزْعُمُ أَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ شهيدًا. فقال لَهُ عَلِيٌّ: أَقُلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ أَمَا تَذْكُرُ يَوْمَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانُ- رَضِيَ الله عنهم- وأنت فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعطاني وَسَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ فَأَعْطَانِي وَسَأَلْتُ عُمَرَ فَأَعْطَانِي وَسَأَلْتُ عُثْمَانَ فَأَعْطَانِي وَسَأَلْتُكَ فَمَنَعْتَنِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولُ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُبَارِكَ لِي. فَقَالَ: وَمَا لَكَ لَا يُبَارِكُ لَكَ وَقَدْ أعطاك النبي - صلى الله عليه وسلم - وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ- ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ: دَعْهُ.
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وَأَبُو يعلى الموصلي.(7/172)
6601 - وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر فتنة حاضرة فَمَرَّ رَجُلٌ متقنع رَأْسَهُ بِنِصْفِ النَّهَارِ فِي شدة الحر فقال رسول الله: هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْهُدَى. فَقُمْتُ فَأَخَذْتُ بِمَنْكِبَيْهِ فَحَسَرْتُ عَنْ رَأْسِهِ وَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ ".
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ.
وله شواهد مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ وَغَيْرِهِ وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْفِتَنِ.
6602 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن قيس: أنه سمع النعمان بن بشيرأنه أَرْسَلَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بِكِتَابٍ إِلَى عَائِشَةَ فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ لِي: أَلَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم -؟ قالت: إني عنده أنا وَحَفْصَةُ فَقَالَ: لَوْ كَانَ عِنْدَنَا رَجُلٌ يُحَدِّثُنَا. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْعَثُ إِلَى أَبِي بكر فيجيء فيحدثنا. قالت: فَسَكَتَ. فَقَالَتْ لَهُ حَفْصَةُ: أَبْعَثُ إِلَى عُمَرَ فَيُحَدِّثُنَا فَسَكَتَ " قَالَتْ: فَدَعَا رَجُلًا فَأَسَرَّ إِلَيْهِ دُونَنَا فَذَهَبَ وَجَاءَ عُثْمَانُ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: يَا عُثْمَانُ إِنَّ اللَّهَ لَعَلَّهُ أَنْ يُقَمِّصَكَ قَمِيصًا فَإِنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فلا تخلعه- ثلاثًا- فقلت: يأم المؤمنين أين كنت عن هذا الحد يث؟ قَالَتْ: أُنْسِيتُهُ كَأَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ قَطُّ ".
رَوَاهُ أبو بكر بن أبي شريبة وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَرَوَاهُ مُخْتَصَرًا التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَةَ وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.
6603 - وَعَنْ (أَبِي ثَوْرٍ) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيِّ- وَكَانَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ- فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ ذَكَرَ عُثْمَانَ فَقَالَ أَبُو ثَوْرٍ: فَدَخَلْتُ(7/173)
عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَقُلْتُ: إِنَّ فُلَانًا ذَكَرَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ عُثْمَانُ: وَمِنْ أَيْنَ وَقَدِ اخْتَبَأْتُ عِنْدَ اللَّهِ عَشْرًا: إِنِّي لَرَابِعُ أَرْبَعَةٍ فِي الْإِسْلَامِ وَقَدْ زَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ابْنَتَهُ ثُمَّ ابْنَتَهُ وبايعت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِي هَذِهِ فَمَا مَسَسْتُ بِهَا ذَكَرِي وَلَا تَغَنَّيْتُ وَلَا تَمَنَّيْتُ وَلَا شَرِبْتُ خَمْرًا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَنْ يَشْتَرِي هَذِهِ (الزَنَقَةَ) وَيَزِيدُهَا فِي الْمَسْجِدِ وَلَهُ بَيْتٌ فِي الجنة. فاشتريتها فزدتها فِي الْمَسْجِدِ ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ
6604 - وَعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَكَرَ فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مُقْنِعٌ فَقَالَ: هَذَا وَأَصْحَابُهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْهُدَى. فَانْطَلَقَ رَجُلٌ فَأَخَذَ بِمَنْكِبَيْهِ فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ دُونَ قَوْلِهِ: " وَأَصْحَابِهِ " كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ وَلَمْ يُسْمَعْ مِنْهُ.
6605 - وَعَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ حَدَّثَنِي جَدِّي أَبُو أُمِّي أَبُو (حَبِيبَةَ) " أَنَّهُ دَخَلَ الدَّارَ وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ فِيهَا وَأَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يستأذن عثمان فِي الْكَلَامِ فَأَذِنَ لَهُ فَقَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي فِتْنَةً وَاخْتِلَافًا- أَوْ قَالَ: اخْتَلَافًا وَفِتْنَهً- فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مِنَ النَّاسِ: فَمَنْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: عَلَيْكُمُ (بِالْأَمِينْ) وَأَصْحَابِهِ. وَهُوَ يُشِيرُ إِلَى عُثْمَانَ وَأَصْحَابِهِ بِذَلِكَ ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو يَعْلَى وَالْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.(7/174)
6606 / 1 - وَعَنْ مُرَّةَ البَهْزِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: كَيْفَ تَصْنَعُونَ فِي فِتْنَةٍ تَثُورُ فِي أَقْطَارِ الْأَرضِ كَأَنَّهَا صَيَاصِيَ بَقَرٍ؟ قَالُوا: نَصْنَعُ مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِهَذَا وَأَصْحَابِهِ وَاتْبَعُوا هَذَا وَأَصْحَابَهُ. قَالَ: فَأَسْرَعْتُ حَتَّى عَطَفْتُ عَلَى الرَّجُلِ فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا- فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.
6606 / 2 - وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَلَفْظُهُ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَكَرَ فِتْنَةً- قَالَ إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ: أَحْسَبُهُ قَالَ: فَقَرَّبَهَا- فَمَرَّ رَجُلٌ مُتَقَنِّعٌ فَقَالَ: هَذَا وَأَصْحَابُهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْحَقِّ. فانطلقت فأخذت بمننكبه وَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ".
6606 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ: عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: " لَمَّا قُتِلَ عثمان قام خطباء فقام من آخِرُهُمْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُقَالَ لَهُ: مُرَّةُ بْنُ كَعْبٍ قَالَ لَوْلَا حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا قُمْتُ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذَكَرَ فِتْنَةً ... " فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مُخْتَصَرًا.
وَلَهُ شاهد من حدث ابْنِ حَوَالَةَ وَسَيَأْتِي فِي الْفِتَنِ فِي بَابِ الْإِيمَانِ بِالشَّامِ.
6607 / 1 - وَعَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَتْ: " دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ بَيْنَ فَخْذَيْهِ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى هيئته وجاء عمر فاستأذن فَأَذِنَ لَهُ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى هَيْئَتِهِ وَجَاءَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَأَذِنَ لَهُمْ وَجَاءَ عَلِيٌّ يَسْتَأْذِنُ فَأَذِنَ لَهُ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى هَيْئَتِهِ ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ يَسْتَأْذِنُ فَتَجَلَّلَ بِثَوْبِهِ ثُمَّ أَذِنَ لَهُ فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً ثُمَّ خَرَجُوا فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيٌّ وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ وَأَنْتَ فِي هَيْئَتِكَ لَمْ تُحَرِّكْ فَلَمَّا جَاءَ عُثْمَانُ تَجَلَّلْتَ بثوبك! فقال: ألا أستحيي ممن تَسْتَحِيِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ ".(7/175)
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.
6607 / 2 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ: عَنْ حَفْصَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهَا كَانَتْ قَاعِدَةً وَعَائِشَةُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: وَدَدْتُ أَنَّ مَعِي بَعْضَ أَصْحَابِي نَتَحَدَّثُ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَرْسِلْ إِلَى أبي بكر يتحدث معك؟ قال: لا. قالت حفصة: أرسل إلى عمر يَتَحَدَّثُ مَعَكَ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ أُرْسِلُ إِلَى عُثْمَانَ. فَجَاءَ عُثْمَانُ فَدَخَلَ فَقَامَتَا فَأَرْخَتَا السِّتْرَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِعُثْمَانَ: إِنَّكَ مَقْتُولٌ مُسْتَشْهِدٌ فَاصْبِرْ صَبَّرَكَ اللَّهُ وَلَا تَخْلَعَنَّ قَمِيصًا قَمَّصَكَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- ثنتي عَشْرَةَ سَنَةً وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ حَتَّى تَلْقَى اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- وَهُوَ عَلَيْكَ رَاضٍ. قَالَ عُثْمَانُ: إن دعا النبي لي بالصبر. فقال: اللهم صبره. خرج عُثْمَانُ فَلَمَّا أَدْبَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: صَبَّرَكَ اللَّهُ فَإِنَّكَ سَوْفَ تَسْتَشْهِدُ وَتَمُوتُ وَأَنْتَ صَائْمٌ وَتُفْطِرُ مَعِي ".
6608 - وَعَنِ النعمان بشير أحدثتني نَائِلَةُ بِنْتُ الْفَرَافِصَةِ الْكَلَبِيَةِ امْرَأَةِ عُثْمَانَ قَالَتْ: " لَمَّا حُوصِرَ عُثْمَانُ ظَلَّ يَوْمَهُ صَائِمًا فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ سَأَلَهُمُ الْمَاءَ الْعَذْبَ قَالُوا: دُوْنَكَ هَذَا الرَّكِيَّ. وَإِذَا رَكِيٌّ يُلْقَى فِيهِ النَّتَنُ فَبَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ عَلَى حَالِهْ لَمْ يَطْعَمْ فَلَمَّا كَانَ مِنَ السَّحَرِ أَتَيْتُ جَارَاتٍ عَلَى أَجَاجِيرَ لَنَا- يَعْنِي: سُطُوحٍ مُتَّصِلَةٍ- فَسَأَلْتُهُمُ الْمَاءَ الْعَذْبَ فَجِئْتُهُ بِكَوْزٍ مِنْ مَاءٍ فَلَمَّا نزلت إذا هو نائم في أسفل الدرجة يَغُطُّ فَأَيْقَظْتُهُ فَقُلْتُ: هَذَا مَاءٌ عَذْبٌ قَدْ أَتَيْتُكَ بِهِ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَى الْفَجْرِ فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ أَصْبَحْتُ صَائِمًا. فَقُلْتُ: وَمِنْ أَيْنَ وَلَمْ أَرَ أَحَدًا أَتَاكَ بِطَعَامٍ وَلَا شَرَابٍ؟! قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اطَّلَعَ عَلَيَّ مِنْ هَذَا السَّقْفِ وَمَعَهُ دَلْوٌ مِنْ مَاءٍ فَقَالَ: اشْرَبْ يَا عُثْمَانُ. فَشَرِبْتُ حَتَّى رُوِيتَ ثُمَّ قَالَ: ازْدَدَ. فشربت حتى تملأت فَقَالَ: إِنَّ الْقَوْمَ سَيَبْكُرُونَ عَلَيْكَ فَإِنْ تَرَكْتَهُمْ أَفْطَرْتَ عِنْدَنَا. قَالَتْ: فَدَخَلُوا عَلَيْهِ مِنْ يَوْمِهِ فَقَتَلُوهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ منيع.(7/176)
6609 - عن أبي عبدلله الْجُشَمِيِّ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ وَعِنْدَهَا حَفْصَةٌ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: وَبَيْنِي وَبَيْنَهَا حِجَابٌ فقالت عائشة لحفصة: أنشدك بالله أَنْ تُصَدِّقِينِي بِكَذِبٍ إِنْ قُلْتُهُ وَتُكَذِّبِينِي بِصِدْقٍ إِنْ قُلَتُهُ أَتَعْلَمِينَ إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَا وَأَنْتِ مَعِي فَأُغْمِي عَلَيْهِ. فَقُلْتُ لَكِ: أَتَرَيْنَهُ قَدْ قُبِضَ؟ قلت: لأدري. فَأَفَاقَ فَقَالَ: افْتَحُوا لَهُ الْبَابَ. ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ إِغْمَاءً شَدِيدًا فَقُلْتُ: أَتَرَيْنَهُ قَدْ قُبِضَ؟ فقلت: لأدري. فَقَالَ: افْتَحُوا لَهُ الْبَابَ. فَقُلْتُ: أَبِي أَوْ أبوك؟ قلت: لاأدري. فَفُتِحَ الْبَابُ فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: ادْنِهِ ادْنِهِ. فَجَعَلَ عُثْمَانُ يَهَابُهُ فقال: ادنه. فأكب عليه فساره بشيء لأدري مَا هُوَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: أَفَهِمْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ: ادْنِهِ ادْنِهِ. فَأَكَبَّ عَلَيْهِ إِكْبَابًا شَدِيدًا فَسَارَّهُ بشيء لاأدري مَا هُوَ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: أَفَهِمْتَ مَا قُلْتُ لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قلبي يا رسول الله: قَالَتْ حَفْصَةُ- وَأَنَا أَسْمَعُ كَلَامَهُمَا-: اللَّهُمَّ نَعَمْ هوكما قُلْتِ ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ كلاهما عن علي بن عاصم عن الْجَرِيرِيِّ عَنْهُ وَالْجَرِيرِيُّ اخْتُلِطَ بِآخِرِهِ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ رُوِيَ عَنْهُ بَعْدُ الِاخْتِلَاطِ.
6610 - وَعَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا فِي عُثْمَانَ وَتَخَاصَمُوا فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى مَا أَرَى أَدِيمَ السَّمَاءِ وَأَنَّ إِنْسَانًا مِنْ حُجَرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَشَارَ بِمُصْحَفٍ وَقَالَ: أَلَمْ تعلمو أن محمدًا بريء ممن فارق دينه وكانوا شيعًا: {إن الذين فرقوا فى ينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شَيْءً} ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ أبي الأشهب واسمه جعفر بن الحارث الوا سطي.
6611 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " قُلْتُ لِعُثْمَانَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: إِنَّ مَعَكَ فِي الدَّارِ عُصَابَةً مُسْتَنْصِرَةِ يَنْصُرُ اللَّهُ بِأَقَلَّ مِنْهَا فَأْذَنْ لِي لِأُقَاتِلَ فَقَالَ: أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا أُهْرَاقَ فِيَّ دَمُهُ- أَوْ قَالَ: أُهْرَاقَ فِيَّ دمًا ".(7/177)
رواه أحمد ابن مَنِيعٍ مَوْقُوفًا وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
6612 - وَعَنِ الزُّبَيْرِ عَنْ جَدَّتِهِ قَالَتْ: "إِنْ كَانَ عُثْمَانُ لَيَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ إِلَّا هَجْعَةً مِنْ أَوَّلِهِ ".
رَوَاهُ أحمد بن منيع.
6613 - وَعَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ قَالَ: " أَشْرَفَ عَلَيْنَا عُثْمَانُ يَوْمَ الدَّارِ فقال: يا أيها لناس لَا تَقْتُلُونِي فَإِنَّكُمُ إِنْ قَتَلْتُمُونِي كُنْتُمْ هَكَذَا- وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ مَوْقُوفًا وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
6614 - وَعَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ عُثْمَانَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ وَإِزَارُهُ مَحْلُولَةٌ فَقَالَ: ادْنُ مِنِّي يَا عُثْمَانُ. فَدَنَا منه ثُمَّ قَالَ ادْنُ مِنِّي يَا عُثْمَانُ. فَدَنَا مِنْهُ حَتَّى أَصَابَتْ رُكْبَتُهُ رُكْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَزَرَّرَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: يَا عُثْمَانُ إِنَّكَ تَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوْدَاجُكَ تَشْخُبُ دَمًا فَأَقُولُ: مَنْ فَعَلَ بِكَ هَذَا؟ فَتُسَمِّي وَتَشْتَكِي بَيْنَ آمِرٍ وَمَاكِرٍ وَخَاذِلٍ فبينما أنت كذلك إذ تسمع هاتفًا يهتف مِنَ السَّمَاءِ: أَلَا إِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ في حكم أعدائه ولي فَكَيْفَ أَنْتَ يَا عُثْمَانُ عِنْدَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ- ثَلَاثًا ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
6615 - وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ: " لَبِسَ ابْنُ عُمَرَ الدِّرْعَ يَوْمَ الدَّارِ- دَارِ عُثْمَانَ- مَرَّتَيْنِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكُنْتُ أَعْرِفُ لَهُ حَقَّ النُّبُوَّةِ وَحَقَّ الْوِلَايَةِ وَصَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فَكُنْتُ أَعْرِفُ له حق الولاية ثم صحبت عمر بن الخطاب فكنت أعرف حَقَّ الْوَالِدِ وَحَقَّ الْوِلَايَةِ فَأَنَا أَعْرِفُ لَكَ مِثْلَ ذَلِكَ. فَقَالَ: جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا آلَ عُمَرَ اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ (وَهُوَ) ضعيف.(7/178)
6616 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " كُنْتُ مَحْصُورًا فِي الدَّارِ مَعَ عُثْمَانَ فَرَمَوْا رَجُلًا مِنَّا فَقَتَلَوُهُ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ طاب الضراب قتلوا منا رجلا. فَقَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لَمَا رميت بسيفك فإنما يراد نفسي وسأقي الْمُؤْمِنِينَ بِنَفْسِي. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَرَمَيْتُ بِسَيْفِي فَمَا أَدْرِي أَيْنَ هُوَ حَتَّى السَّاعَةِ ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ
6617 - وَعَنْ مُهَاجِرِ بْنِ حبيب وإبراهيم بن مصقلة قالا: بعث عثمان بن عفان إلى عبدلله بْنِ سَلَامٍ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ تَرَى هَذِهِ الْكُوَّةَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَشْرَفَ مِنْهَا اللَّيْلَةَ فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ أَحَصَرُوكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَأَدْلَى لِي دَلْوًا فَشَرِبْتُ فَإِنِّي أَجِدُ بَرْدَهُ عَلَى كَبِدِي ثُمَّ قَالَ لِي: إِنْ شِئْتَ دَعَوْتَ اللَّهَ فَنَصَرَكَ عَلَيْهِمْ وَإِنْ شِئْتَ أَفْطَرْتَ عِنْدَنَا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَقُلْتُ لَهُ: مَا الَّذِي اخْتَرْتَ؟ قَالَ: الْفِطْرَ عِنْدَهُ. فَانْصَرَفَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى مَنْزِلِهِ فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ قَالَ لِابْنِهِ: اخْرُجْ فَانْظُرْ مَا صَنَعَ عُثْمَانُ فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذِهِ السَّاعَةَ حَيًّا. فَانْصَرَفَ إِلَيْهِ فَقَالَ: قَدْ قُتِلَ الرَّجُلُ ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
6618 - وَعَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في بيت فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وعمر وعثمان وعلي وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَسَعْدَ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لِيَنْهَضْ كُلُّ رَجُلٍ إِلَى كُفْئِهِ. وَنَهَضَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى عُثْمَانَ فَاعْتَنَقَهُ وَقَالَ: أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
قُلْتُ: مَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ الرَّقِيِّ وَقَدْ ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ وَقَالَ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ الْمَدِينِيِّ وَأَبُو دَاوُدَ: يَضَعُ الْحَدِيثَ.
6619 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ عُثْمَانَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- أَصْبَحَ يُحَدِّثُ النَّاسَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ أَفْطِرْ عِنْدَنَا. فَأَصْبَحَ صَائِمًا وَقُتِلَ مِنْ يَوْمِهِ ".(7/179)
رواه أبو يعلى الموصلي والبزار وَالْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
6620 - وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " شَهِدْتُ عُثْمَانَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- حِينَ حُوصِرَ وَالنَّاسُ عِنْدَهُ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ فَلَوْ أَنَّ حَصَاةً أُلْقِيَتْ مَا سَقَطَتَ إِلَّا عَلَى رَأَسِ رَجُلٍ فَنَظَرْتُ إِلَى عُثْمَانَ حِينَ أَشْرَفَ مِنَ الْخُوْخَةِ الَّتِي تَلِي مَقَامَ جِبْرِيلَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَقَالَ لِلنَّاسِ: أفيكم طلحة؟ قال: فسكتوا. ثم قال: أَفِيكُمُ طَلْحَةُ. فَسَكَتُوا ثُمَّ قَالَ: أَفِيكُمُ طَلْحَةُ؟ فَسَكَتُوا قَالَ: أفِيكُمُ طَلْحَةُ؟ فَقَامَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: أَلَا أَرَاكَ ها هنا قَدْ كُنْتُ أَرَاكَ فِي جَمَاعَةِ قَوْمٍ تَسْمَعُ ندائي آخر ثلاث مرات لا تجيبني أنشدك الله يَا طَلْحَةُ أَمَا تَعْلَمْ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - كان كان كذا وكذا- سمى الْمَوْضِعَ- وَأَنَا وَأَنْتَ مَعَهُ لَيْسَ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ فَقَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّ لِكُلِّ نَبِيِّ رَفِيقًا مِنْ أُمَّتِهِ مَعَهُ فِي الْجَنَّةِ وَإِنَّ عُثْمَانَ هَذَا رَفِيقِي مَعِيَ فِي الْجَنَّةِ يَعْنِينِي؟ فَقَالَ طَلْحَةُ: اللَّهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: فَانْصَرَفَ طَلْحَةُ ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن حنبل فِي زَوَائِدِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
6621 / 1 - وَعَنْ أَبِي مَرْيَمَ- رَضِيعِ الْجَارُودِ- قَالَ: " كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فَقَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلَيٍّ- رَضِيَ الله عنهما- خطيبًا فقال: يأيها النَّاسُ رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ فِي مَنَامِي عَجَبًا رَأَيْتُ الرَّبَّ- تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فَوْقَ عَرْشِهِ فَجَاءَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى قَامَ عِنْدَ قَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ جاء عُمَرُ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ فَكَانَ نَبْذَةً فَقَالَ: يَا رَبِّ سَلْ عِبَادَكَ فِيمَ قَتَلُونِي؟ قَالَ: فَانْبَعَثَ مِنَ السَّمَاءِ ميزابان مِنْ دَمٍ فِي الْأَرضِ. قَالَ: فَقِيلَ لِعَلِيٍّ: أَلَا تَرَى مَا يُحَدِّثُ بِهِ الْحَسَنُ؟! قَالَ: يُحَدِّثُ بِمَا رَأَى ".(7/180)
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
6621 / 2 - وَعَنِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: لَا أُقَاتِلُ بَعْدَ رُؤْيَا رَأَيْتُهَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى الْعَرْشِ وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَأَيْتُ عُمَرَ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَرَأَيْتُ عُثْمَانَ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى عُمَرَ وَرَأَيْتُ دِمَاءً دُونَهُمْ فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الدِّمَاءُ؟ قِيلَ: دِمَاءُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يَطْلُبُ اللَّهَ بِهِ ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَكِيعٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
6622 - وَعَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " ادْعُوا لِي بَعْضَ أَصْحَابِي. فَقُلْتُ: أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: عُمَرُ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: ابْنُ عَمِّكَ علي؟ قال: لا. قالت: قُلْتُ: عُثْمَانُ؟ قَالَ: عُثْمَانُ. فَجَعَلَ يُسَارُّهُ وَلَوْنُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الدَّارِ وَحُصِرَ قلنا: ياأمير المؤمنين ألا تقاتل؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا وَإِنِّي صَابِرٌ نَفْسِي عَلَيْهِ ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.
6623 - وَعَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: " بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَالِسٌ وَعَائِشَةُ وَرَاءَهُ اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَدَخَلَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَدَخَلَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلِيٌّ فَدَخَلَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فَدَخَلَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عثمان بن عفان فَدَخَلَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يتحدث كاشفًا عن ركبتيه فمد ثوبه على رُكْبَتَيْهِ وَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: اسْتَأْخِرِي عَنِّي. فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً ثم خرجوا قالت عائشة: فقلت: يارسول الله دخل عليك أصحابك فلم تصلح ثوبك على ركبتيك ولم تزجرني عنك حَتَّى دَخَلَ عُثْمَانُ! فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ أَلَا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة والذي نفس محمد بيده إن الملائكة لتستحيي من عثمان كما تستحيي من الله ورسوله؟ ولو دخل وأنت قريبة مِنِّي لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ وَلَمْ يَتَحَدَّثْ حَتَّى يخرج ".(7/181)
رواه أبو يعلى الموصلي.
6624 / 1 - وعن عاصم عن شقيق قال: " لقي عبد الرحمن بن عوف الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ: " مَا لِي أَرَاكَ قَدْ جَفَوْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ فَقَالَ: أَبْلِغْهُ أَنِّي لَمْ أَفِرَّ يَوْمَ عَيْنَيْنِ- قَالَ عَاصِمٌ: هُوَ يَوْمُ أُحُدٍ- وَلَمْ أَتَخَلَّفْ يَوْمَ بَدْرٍ وَلَمْ أَتْرُكْ سُنَّةَ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَانْطَلَقَ يُخْبِرُ ذَاكَ عُثْمَانَ فَقَالَ عُثْمَانُ: أَمَّا قَوْلُهُ: يَوْمَ عينين فكيف يعيرني بِذَنْبٍ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إنما استزلهم الشيطان ببعض ما اكسبوا ولقد عفا الله عنهم} وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي تَخَلَّفْتُ يَوْمَ بَدْرٍ. فَإِنِّي كُنْتُ أُمَرِّضُ رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى ماتت وقد ضُرِبَ لِي بِسَهْمٍ وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِسَهْمٍ فَقَدْ شَهِدَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي أَتْرُكُ سُنَّةَ عُمَرَ. فإني لأطيقها أَنَا وَلَا هُوَ. فَأَتَيْتُهُ فَحَدَّثْتُهُ بِذَلِكَ ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
6624 / 2 - وَالْبَزَّارُ وَلَفْظُهُ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " رَفَعَ عُثْمَانُ صَوْتَهُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لِأَيِّ شَيْءٍ رَفَعْتَ صَوْتَكَ وَقَدْ شَهَدْتُ بَدْرًا وَلَمْ تَشْهَدْ وَبَايْعَتُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ تبايع وفررت وَلَمْ أَفِرَّ؟ قَالَ عُثْمَانُ: أَمَّا قَوْلُكَ: أَنَّكَ شَهَدْتَ يَوْمَ بَدْرٍ وَلَمْ أَشْهَدْ. فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَلَفَنِي عَلَى ابْنَتِهِ وَضَرَبَ لِي بِسَهْمٍ وَأَعْطَانِي أَجْرِيَ وَأَمَّا قَوْلُكَ؟ بَايَعْتَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ أُبَايِعْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَنِي إِلَى أُنَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وقد عَلِمْتَ ذَلِكَ فَلَمَّا احْتُبِسْتَ ضَرَبَ بِيَمِينِهِ عَلَى شماله فقالت: هَذِهِ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. فَشِمَالُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيْرُ مِنْ يَمِينِي وَأَمَّا قَوْلُكَ: فَرَرْتُ يَوْمَ أُحُدٍ وَلَمْ أَفِرَّ فَإِنَّ اللَّهَ- تَعَالَى- قَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} فِلَمَ تُعَيِّرْنِي بِذَنْبٍ قَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ.(7/182)
6625 - وَعَنْ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ: " نَامَ عُثْمَانُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ- وَهُوَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ: لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: تَمَنَّى عُثْمَانُ أُمْنِيَةً لَحَدَّثْتُكُمْ حَدِيثًا قَالَ قُلْنَا: حَدِّثْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَلَسْنَا نَقُولُ كَمَا يَقُولُ النَّاسُ. قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَنَامِي هَذَا فَقَالَ: إِنَّكَ شَاهِدٌ مَعَنَا الْجُمُعَةَ".
رَوَاهُ أَبُو يعلى والبزاروالحاكم وَصَحَّحَهُ.
6626 - وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَنَّهُ شَهِدَ ذَلِكَ حِينَ أَعْطَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا جهز به جيش العسرة وجاء بسبعمائة أُوقِيَّةِ ذَهَبٍ ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
6627 - وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: أَوَّلُ من هاجر من المسلمين بِأَهْلِهِ إِلَى الْحَبَشَةِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَاحْتُبِسَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَبَرُهُ فَجَعَلَ يَخْرُجُ يَتَوَكَّفُ عَنْهُ الْأَخْبَارَ فَقَدِمَتِ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ قَدْ رَأَيْتُ خَتَنَكَ مُتَوَجِّهًا فِي سَفَرِهِ وَامْرَأتُهُ على حمار من هذه الدبابة وَهُوَ يَسُوقُ بِهَا يَمْشِي خَلْفَهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: صحبهم اللَّهُ إِنَّ عُثْمَانَ لَأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- بِأَهْلِهِ بَعْدَ لُوطٍ- عَلَيْهِ السَّلَامُ ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ.
6628 - وَعَنْ شَدَّادٍ بْنِ أَوْسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ إِذْ أَتَانِي جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَاحْتَمَلَنِي عَلَى جَنَاحِهِ الْأَيْمَنِ فَأَدْخَلَنِي جَنَّةَ عَدْنٍ فَبَيْنَمَا أَنَا فِيهَا إِذْ رَمَقْتُ بعيني تُفَّاحَةً فَانْفَلَقَتِ التُّفَّاحَةُ نِصْفَيْنِ فَخَرَجَتْ مِنْهَا جَارِيَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَمْ أَرَ أَحْسَنَ مِنْهَا حُسْنًا وَلَا أكمل منها جمالا تسبح الله- تعالى- بتسبيح لا يسمع الأولون والآخرون مثله قُلْتُ: مَا أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا الْحَوْرَاءُ خَلَقَنِي رَبِّي مِنْ نُورِ عَرْشِهِ.(7/183)
قُلْتُ: لِمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا لِلَّدِينِ الْأَمِينِ (الأمغر) الْخَلِيفَةِ الْمَظْلُومِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ". رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
6- فَضَائِلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
فِيهِ حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَشَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَتَقَدَّمَ كُلُّ ذَلِكَ فِي بَابِ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ وَغَيْرُهُ من الفضل وحديث سلمة ابن عَمْرِو بْنِ الْأَكْوَعِ وَتَقَّدَمَ فِي بَابِ غَزْوَةِ خَيْبَرَ وَحَدِيثِ جَابِرٍ أَيْضًا وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ النَّوْمِ فِي الْمَسْجِدِ.
6629 - وَعَنْ أُمِّ مُوسَى قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: " مَا رمدت ولاصدعت مُنْذُ مَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَجْهِيُ وَتَفَلَ فِي عَيْنِي يَوْمَ خَيْبَرَ حِينَ أَعْطَانِيَ الرَّايَةَ ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَمُسَدَّدٌ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
6630 - وَعَنِ ابْنُ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- " أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ - قَالَ لِعَلِيٍّ: أَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
6631 - وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم - قَالَ لِعَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ نبي بعدي.
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.(7/184)
6632 - وَعَنْ صَفِيَّةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّهَا قَالَتْ: قُمْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: إنه ليس من أزواجك أحد إِلَّا لَهَا قَرَابَةٌ وَعَشِيرَةٌ فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي؟ قَالَ: أَوْصِي بِكِ إِلَى عَلِيٍّ ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ راوٍ لم يسم
6633 - وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: قال علي: "ما كنت معنا ياأبا لَيْلَى بِخَيْبَرَ. قَالَ: بَلَى وَاللَّهِ لقد كنت معكم. قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعث أبابكر فسار بالناس فانهزم حتى رجع وبعث عمر فَانْهَزَمَ بِالنَّاسِ حَتَّى انْتُهِيَ إِلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ يُفْتَحُ لَهُ لَيْسَ بِفَرَّارٍ. قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فدعاني فأتيته وأنا أرمد لأبصر شَيْئًا. قَالَ: فَتَفَلَ فِي عَيْنِي ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِهِ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ قَالَ: فَمَا آذَانِي بَعْدُ حَرٌ وَلَا بَرْدٌ ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَمِنَ هَذَا الْوَجْهِ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا.
6634 - وَعَنْ رِبْعِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: " أَتَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ إِنَّا لَجِيرَانُكَ ولحلفاؤك وَإِنَّ أُنَاسًا مِنْ رَقِيقِنَا وَعَبِيدِنَا قَدْ أَتَوْكَ لَيْسَ لَهُمْ رَغْبَةٌ فِي الدِّينِ وَلَا فِي الْفِقْهِ وَلَكِنَّهُمْ فَرُّوا مِنْ ضِيَاعِنَا وَأَمْوَالِنَا فَارْدُدْهُمْ عَلَيْنَا. قَالَ: فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: مَا تَقُولُ؟ قال: صدقو أنهم لجيرانك وَأَحْلَافُكَ. قَالَ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لَيَبْعَثَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ رَجُلًا مِنْكُمُ قَدِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِالْإِيمَانِ فَيَضْرِبَكُمْ أَوْ يَضْرِبُ بَعْضَكُمْ عَلَى الدِّينِ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ عُمَرُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ ذَاكَ صاحب النعل. قال قد كَانَ أَعْطَى عَلِيًّا نَعْلَهُ يَخْصِفُهَا".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَرَوَاهُ الترمذي مختصرا وقال: حسن صحيح غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ رِبْعِيِّ بن حراش.(7/185)
6635 - وعن ثعلب بْنِ يَزِيدَ الْحِمَّانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: " وَاللَّهِ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْأُمِيِّ إِلَيَّ: أَنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ (سَتَغْدُرُكَ) مِنْ بَعْدِي ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَالْبَزَّارُ.
6636 / 1 - وَعَنْ بُرَيْدَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ لَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِحِصْنِ خَيْبَرَ فَزِعَ أَهْلُ خَيْبَرَ وَقَالُوا: جَاءَ مُحَمَّدٌ وَأَهْلُ يَثْرِبَ. قَالَ: فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أبابكر فَرَجَعُ يَجْبُنُ أَصْحَابُهُ وَيَجْبُنُوهُ ثُمَّ بَعَثَ عُمَرَ بن الخطاب فلقي أهل خيبر فردوه وكشفوه وَأَصْحَابَهُ فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ وَيُجَبِّنُوهُ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَأُعْطِيَنَّ اللِّوَاءَ غَدًا رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ تَصَادَرَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ قَالَ: فَدَعَا عليّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَرْمَدُ فَتَفَلَ فِي عَيْنِهِ وَأَعْطَاهُ اللِّوَاءَ قَالَ: فَانْطَلَقَ بِالنَّاسِ فَلَقِيَ أَهْلَ خَيْبَرَ ولقي مرحب الْخَيْبَرِيَّ فَإِذَا هُوَ يَرْتَجِزُ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب.
إذا الليوث أقبلت تلهب
قَالَ: فَالْتَقَى هُوَ وَعَلِيٌّ فَضَرَبَهُ عَلِيٌّ ضَرْبَةً عَلَى هَامَتِهِ بِالسَّيْفِ عَضَّ السَّيْفُ مِنْهَا بِالْأَضْرَاسِ وَسِمَعَ صَوْتَ ضَرْبَتِهِ أَهْلُ الْعَسْكَرِ فَمَا تَتَامَّ آخِرُ النَّاسِ حَتَّى فُتِحَ لِأَوَّلِهِمْ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ.
6636 / 2 - وَمِنْ طَرِيقِهِ رواه أبو يعلى وَلَفْظُهُ: " لَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِحِصْنِ خَيْبَرَ مَاجَ أَهْلُهَا بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ وَفَزِعُوا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينِ. وَإِنَّهُ عَقَدَ اللِّوَاءَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَنَهَزَ بِالنَّاسِ إِلَيْهِمْ فَكُشِفَ عُمَرُ وَأَصْحَابُهُ فَرَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَأُعْطِيَنَّ اللُّوَاءَ ... " فَذَكَرَهُ وَزَادَ أَطْعَنُ أَحْيَانًا وَحِينًا أَضْرِبُ "(7/186)