الهدى والنور (440)
محتويات الشريط :
1 - كلمة من الشيخ في أدب المجالس . ( 00:00:49 )
2 - ما هي شروط الخروج على الحاكم المسلم ؟ ( 00:06:56 )
3 - هل يجوز الاشتراك في البرلمانات ؟. ( 00:11:48 )
4 - حكاية لنجاح الجبهة في البلديات . ( 00:16:02 )
5 - ما هي العلاقات بين المجتمعات ؟. ( 00:20:51 )
6 - حكاية عن الأوضاع في الجزائر . ( 00:23:44 )
7- حكم الأخذ بالقول الراجح إذا كان يسبب فتنة؟ ( 00:37:35).
7 - طلب من السائل أن يلتقي بعلي بالحاج ؟. ( 00:47:38 )
8 - هل تجوز الدراسة في الجامعات ؟ ( 00:49:37 )
9 - ما هي نصيحتكم إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ وإلى المسلمين في الجزائر ؟ ( 00:58:47 )
*******************
[ تم مراجعة هذا الملف مرة واحدة وإصلاح السقط والخطأ من قبل الإشراف في موقع الألباني : www.alalbany.net ]
1 - كلمة من الشيخ في أدب المجالس . ( 00:00:49 )
فأرجو من إخواننا الحاضرين أن ينضم بعضهم إلى بعض وألا يتفرقوا في مجلس العلم، لأن من آداب مجالس العلم هو الانضمام وعدم التفرق.
فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث كثيرة تحض على الاجتماع ليس فقط في مجالس العلم والانضمام فيها بل حتى ولو نزلوا منزلا في أثناء سفر من أسفارهم.
فقد جاء في مسند الإمام أحمد من حديث أبي ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - قال : كنا إذا سافرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلنا واديا من الوديان أو في شعب من الشعاب تفرقنا فيها، فقال لهم عليه الصلاة والسلام :« ألا إنَّ تفرقكم هذا في الشعاب والوديان من عمل الشيطان »؛ فكانوا بعد ذلك إذا نزلوا في مكان اجتمعوا قال حتى لو جلسنا على بساط لوسعنا.
فهذا من أدب المجالس وعدم التفرق فيها، من أدب المجالس الاجتماع والتضام فيها.(1/1)
وهناك حديث آخر في صحيح مسلم :" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : دخل يوما مسجده فوجد الناس متفرقين فيه حلقات حلقات ، فقال لهم :« ما لي أراكم عزين »، « ما لي أراكم عزين » أي : متفرقين.
حلقة هنا وحلقة هنا، فإذًا من آداب المجالس العلمية الاجتماع فيها وعدم التفرق فيها.
ولعلكم تعلمون أن من آثار التفرق في الأبدان التفرق في القلوب، ويشير إلى ذلك أحاديث كثيرة وكثيرة جدا من أهمها ما تعلمونه من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان إذا أقيمت الصلاة لا يبدأ فيها إلا بعد أن يأمر بتسوية الصفوف وكان يقول لهم في جملة ما يقول:« لتسوُّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم »؛ أي إن الاختلاف في تسوية الصف هذا يتقدم وذاك يتأخر هذا الاختلاف في الأبدان يكون سببا في وقوع الاختلاف في القلوب، ولذلك الأمر كما يقال:"الظاهر عنوان الباطن"، فإذا المسلمون اهتموا بإصلاح ظواهرهم على مقتضى شريعة ربهم كان ذلك سببا لحلول الصلاح في قلوبهم وقد أشار عليه الصلاة والسلام إلى هذه الحقيقة النفسية الأخلاقية في قوله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث النعمان بن بشير المعروف، في آخره يقول:« ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب »، فإذًا صلاح القلب في صلاح الجسد.
في الطب الروحي -إذا صح التعبير- والطب المادي أيضا فلا بد من إصلاح الظواهر ومن ذاك ما كنا في صدده.
كثير من المساجد حينما تُعقد الحلقة العلمية فيها يشكلون حلقة كبيرة جدا!، هذا خلاف السنة.
2 - ما هي شروط الخروج على الحاكم المسلم ؟ ( 00:06:56 )
السائل: عندنا بعض الأسئلة أحضرها الشباب فإذا سمحتم نلقيها علي شيخنا، طبعا فيه السؤال الأول هو طرحه أحد الإخوة يقول فيه ما موقفنا من الحاكم الذي يعطل شريعة الله سبحانه وتعالى ولا يحكم بها وهل يجوز الخروج عنه ؟.
الشيخ: تقصد هل يجوز الخروج عنه، أم يجوز الخروج عليه ؟.(1/2)
السائل: عليه، نعم!
الشيخ: ليس عنه؛ لأنَّ الخروجَ عنه سهلٌ، وهذا هو الواجب إذا وجدتَ حاكماً خيراً منه، واضح؟
السائل: نعم!
الشيخ: هذا جواب لِما لم تَسأل عنه.
السائل: ومحاربته ـ كما يقول ـ البعض؟.
الشيخ: أمَّا الخروج عليه، فهذا سؤال ـ كما يُقال اليوم ـ (موضة) الساعة، بالنسبة للشباب في العالم الإسلامي، منهم من يَسأل ويقف عند جواب أهل العلم، ومنهم من لا يسأل ويتحمَّس ويُحاول الخروج على الحاكم، ثم هو لا يستطيع أن يفعل شيئاً.
فالذي أريد أن أقوله: الخروج على الحاكم من الناحية الشرعية هو أمر جائز، وقد يجب، لكن بشرط:
- أن نرى الكفرَ الصريح البواحَ.
الشرط الثاني: أن يكون بإمكان الشعب أن يخرج على هذا الحاكم ويُسيطر عليه، ويحلَّ محلَّه، دون إراقة دماء كثيرة وكثيرة جدًّا، فضلاً عمَّا إذا كان الشعب ـ كما هو الواقع اليوم في كلِّ البلاد الإسلامية ـ لا يستطيع الخروج على الحكام؛ ذلك لأنَّ الحكام قد أحاطوا أنفسهم بأنواع من القوة والسلاح، وجعلوا ذلك حائطاً وسياجاً يدفعون به شرَّ من قد يخرج عليهم من شعبهم وأُمَّتهم.
ولذلك فأنا في اعتقادي لو كان الجوابُ: يجوز الخروج على الحُكَّام قولاً واحداً وبدون أيِّ تفصيل، فأنا أقول: السؤال في هذه الأيام هو غير ذي موضوع؛ لأنَّه لا يوجد مَن يخرج، ولو وجدنا شعوباً يستطيعون أن يخرجوا على حُكَّامهم لقلنا لهم: اخرجوا على الكُفَّار قبلهم.
فإذاً هذا السؤال ليس له محلٌّ من الإعراب كما يقول النحويُّون.
لكن من الناحية الشرعية: يجوز الخروج على الحاكم إذا أعلن كفرَه، وهذا موجودٌ في بعض البلاد مع الأسف الشديد، ولكن ليس هناك شعبٌ يستطيع أن يخرج على الحاكم ويَكسب الجَولة، ويحلَّ محلَّه.
ولِهذا نحن نقول: على الشعوب الإسلامية أن يُعنَوا بما يُمكنهم، أن يُعنَوا بما يُمكنهم من القيام بأن يتعلَّموا الإسلام إسلاماً مُصَفًّى، ثمَّ أن يُربُّوا أنفسهم على هذا الإسلام الصحيح.(1/3)
هذا يُمكنهم أن يقوموا به، ولو كان الحاكمُ كافراً أو مُلحداً، فلا ينشغلون عمَّا هو في طَوْعهم وفي قدرتهم بتفكيرهم بالقيام بما ليس في طاقتهم.
3 - هل يجوز الاشتراك في البرلمانات ؟. ( 00:11:48 )
السائل: سؤال ثان، وهو مُلِحٌّ جدًّا الآن في الجزائر عندنا، وهو: ما حكم دخول الإسلاميِّين البرلمان، برلمان الدولة ؟.
الشيخ: طبعاً! نحن لا نرى هذا جائزاً، بل هو إضاعةٌ للجهود الإسلامية فيما لا فائدة من دخولهم في البرلمان؛ لأنَّ أَوَّلَ ذلك: هذه البرلمانات ـ كما هو معلوم ـ تحكم بغير ما أنزل الله، وثانياً: هؤلاء الذين يدخلون البرلمانات قد ـ بعضهم ـ يدخلون بنيَّة طيِّبة وصالحة، يعني يظنُّون أنَّ بإمكانهم أن يُغيِّروا من النظام الحاكم، لكنَّهم يتناسون ـ إن لم نَقُل: يَنسَوْن ـ حقيقةً مُرَّة، وهي أنَّ هؤلاء الذين يدخلون في البرلمان هم محكومون وليسوا حُكَّاماً، وإذِ الأمرُ كذلك فَهُم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً، بل هم سَيَضْطرُّون أن يُسايِروا النِّظامَ الحاكم، ولو كان مخالفاً للإسلام!.
ونحن الآن هنا نعيش في مشكلة ما يُسمَّى بالميثاق الوطني، ولعلكم سمعتم، أو لعلَّكم ابتُليتم أيضاً بما ابتُلينا نحن به ؟.
فالميثاق الوطني معناه الاعتراف بكلِّ الأديان والأحزاب الكافرة التي تُعارض الإسلامَ، والاعتراف بوجودها في البرلمان، وحينئذٍ ستقوم معارك كلامية وجدليَّة في البرلمان، وتؤخَذ القضيَّةُ بالتصويت، وحينئذٍ الذي صوتُه أكثر يكون هو المنتصر ولو كان مبطلاً!.
فلهذا لا يجوز أن يدخل الشبابُ المسلمُ في البرلمان بقصد إصلاح النظام.
لا يكون إصلاح النِّظام بهذه الطريقة المبتدعة، من أصلها هي بدعة؛ لأنَّكم تعلمون نظام البرلمان قائم على أساس الانتخابات، والانتخابات أيضاً تشمل الرَّجلَ والمرأة، ومِن هنا يبدأ بطلان هذا النظام ومخالفته للإسلام.(1/4)
ثمَّ نظام الانتخاب يشمل الصالح ويشمل الطالح، فلا فرق بين الصالح والطالح، لكلٍّ منهما حقٌّ أن يَنتخِب أو يُنتخَب!.
ثمَّ لا فرق في هذه الأجناس كلِّها بين العالم وبين الجاهل، بينما الإسلام لا يريد أن يكون مجلسُ البرلمان الذي هو مجلس الشورى إلاَّ أن يكون من نخبة الشعب المسلم عِلماً وصلاحاً ورجالاً، وليس نساءً!.
فإذاً مبيَّنٌ المخالفة من أول خطوة في موضوع البرلمان القائم على الانتخاب الذي يتناسب مع الكفار ـ نظام الكفار ـ ولا يتناسب مع نظام الإسلام.
وعلى هذا فيجب أن يظلَّ المسلمون يُعْنَون بالعلم النافع والعمل الصالح، وأن يُربُّوا أنفسهم وشعوبَهم على هذه التصفية والتربية، وأن يبتعدوا عن البرلمانات الجاهلية هذه.
4 - حكاية لنجاح الجبهة في البلديات . ( 00:16:02 )(1/5)
قال الشيخ محمد شقرة: تتمَّة للسؤال ـ شيخنا ـ إخواننا في الجزائر دخلوا تجربة، وهذه التجربة نجحوا فيها إلى حدٍّ كبير، وهي تجربة البلديات، و ـ يعني ـ تقريباً 85 % ـ كما علمتُ من بعض الإخوان ـ كانت في بعض البلديات حقَّقوا فيها 90 ـ 95 %، وبعض البلديات أقلّ من هذا، إلى غير ذلك. المهمُّ أنَّه كان لهم نجاح ظاهر في هذا المضمار، فهم (بيرتِّبوا) دخول البرلمان ـ يعني النجاح الذي حقَّقوه في البلديات ـ بَدْهم (أي بوُدِّهم) يقيسوا عليه نجاح دخول البرلمان، بيقولوا على أنَّه ـ طبعاً ـ حتى البلديات، الشعب الجزائري أقبل على البلديات التي غالبيتها مسلمين؛ لأنَّهم رأوا الإصلاحات ظاهرة فيها، وما كانوا حتى بعض الذين تخلَّفوا عن انتخاب المسلمين في هذه المناطق نَدِموا على عدم انتخابهم؛ لأنَّهم رأوا ـ يعني ـ دورَ المسلمين في هذه البلديات ظاهراً وبارزاً، ويَعِدونهم أنَّه ـ يعني ـ حتى لو دخلوا الانتخابات البرلمانية أن يكونوا معهم وإلى جانبهم، فالإخوان في الجزائر ـ يعني ـ لعله هذا النجاح الذي حقَّقوه في البلديات يُؤَمِّلون مثلَه إذا دخلوا انتخابات البرلمان، وبخاصة الآن فيه ما يُعرف بـ (الجبهة الإسلامية للإنقاذ)، وهذه مجموعة مَن ـ يعني ـ ائتلفت فيها بعض الحركات الإسلامية، وإخواننا السلفيِّين ـ يعني ـ أيضاً دخلوا هذه الجبهة، مش مضبوط؟ يعني صحيح؟
فهم يقولون بأنَّ هذا الائتلاف الإسلامي القويِّ الذي حقَّق نجاح في البلديات يُؤْمل أن يُحقِّق ـ أو يُرجى أو يؤمل أن يُحقِّق إن شاء الله ـ مثله في نَجاح البرلَمان، هذا الذي يُدندِنون حولَه الآن، لذلك نريد من شيخنا أيضاً أن يُبيِّن الفصل بين هذه وتلك، حتى يتبيَّن لهم الحقُّ إن شاء الله ؟.
الشيخ: مِمَّا سمعتم آنفاً ـ يعني ـ أليس ما بُني على فاسد فهو فاسد ؟.
أليس أنَّ دخولَ البرلمان هو في معناه تأييد للنظام القائم ؟.(1/6)
قال الشيخ شقرة: لا! أنا ـ شيخنا ـ [نريد] أن يسمع الإخوان، أنا أريد أن تُبيِّن لهم.
الشيخ: صحيح أنَّ المشكلة ليست بيني وبينك، لكن قصدي أنَّ الكلامَ السابق هو جوابٌ لمثل هذا الأمر، يعني: النظام ليس نظاماً إسلاميًّا، فهذا (التكتُّل الإسلامي!) إذا صحَّ التعبير، أنَّهم كلّهم جماعات إسلامية وأحزاب إسلامية هم سينضمُّون تحت هذا النظام الذي يُعتبر نظاماً غير إسلامي، وهذه نقطة ما أظن فيها خلاف عند الجميع.
إذا كان الأمر كذلك فهل يبدأ الإصلاح بهذه الطريقة ـ طريقة الانضمام إلى حكم واضح جدًّا أنَّه يُخالف شريعة الإسلام ـ بقَصْد محاولة إصلاح هذا النظام؟!
هل هكذا يكون طريق الإصلاح أم طريق الإصلاح يبدأ من التأسيس وليس رأساً من الوصول إلى البرلمان ؟!
نحن رأينا في تاريخ العصر الحاضر كثيراً من الجماعات الإسلامية ـ سواء في سوريا أو هنا أو في مصر ـ دخلوا البرلمان وما استطاعوا أن يعملوا شيئاً!.
وصل الأمرُ عندنا في سوريا أنَّ أحد الجماعات الإسلامية صار وزير الإعلام أو نحو ذلك، ما أذكر جيِّداً، المهمُّ كان له صلاحية أن أوعز إلى الإذاعة ألاَّ تسمح بتلاوة أحد من القراء لعشر من القرآن فيه ذمٌّ للنصارى؛ محافظة على إيْش؟ العلاقات الحسنة والطيِّبة بين المسلمين وبين هؤلاء الكفار!!
5 - ما هي العلاقات بين المجتمعات ؟. ( 00:20:51 )
قال الشيخ شقرة: اليوم ـ شيخنا ـ اتَّصل بي واحدٌ من الإخوان ... وقال لي: يا أخي، إيش المصيبة اللي بِتْصير في إذاعات المسلمين هذه؟! كأنَّهم لا يريدون أو يريدون أن يسلخوا المسلمين عن دينهم، ويجعلوا الإسلام ديناً للنصارى واليهود؟!
قلت له: كيف؟
قال: سمعتُ في إذاعة دمشق ـ أظن ـ أو في التلفزيون السوري يقول: واحد يسأل أحد المشايخ هناك سؤال عن العلاقات الاجتماعية بين أصحاب الأديان المختلفة.(1/7)
فأيش بِيقول له هو الرجل ـ الشيخ المستفتَى ـ؟ فيقول له: هناك قولَةٌ تقول: (لا فرق بين عربيٍّ أو أجنبيٍّ إلاَّ بالتقوى)!!
الشيخ: يا سيدي! ما فيه غرابة، الحكم ـ كما تعلمون يعني ـ بَعثي! لكن يومئذ كان فيه شباب مسلمين دخلوا البرلمان بنفس الغاية هذه، وإذا هم يدخلون، فبَدَل أن يُطوِّروا يتطوَّرون! يعني مثلاً نحن نضرب لكم مثلاً سهلاً جدًّا.
يَدخُل المسلمُ المتحمِّسُ البرلمان بلباسه العربي، وبلِحيَته الجليلة، فلا يكاد يمضي عليه شهر شهرين ثلاثة إلاَّ ينزع الثياب العربي ويلبس (الجاكيت والبنطلون) وربما (الكرافيت)، واللحية هذه يبدأ يأخذ منها ويأخذ منها، حتى تكاد تصير ـ كما يقولون عندنا في الشام ـ: خير الذقون إشارة تكون!!
يدخلون من أجل الإصلاح والتطوير، وإذا هم أنفسهم يتطوَّرون، ويتطوَّرون ليس إلى صالح، وإنَّما إلى طالح.
السائل: ولكن ..
الشيخ: ولكن؟
6 - حكاية عن الأوضاع في الجزائر . ( 00:23:44 )
السائل: بارك الله فيكم، قد يكون الجزائر مُغايرٌ عمَّا هو في مصر أو في سوريا، والحمد لله ـ يعنِي ـ إخواننا في الجزائر قد ـ كما يقول البعض ـ متعصِّبون أكثر من غيرهم لدينهم.
ولحدِّ الآن تجربة البلديات والولايات التي نجحوا فيها ـ يعني ـ لم يتنازلوا ـ بشهادة حتى الخصوم ـ على أدنى المبادئ، ولا شيء من الشريعة أبداً! لا تنازل ولا مساومة!
هذا ما يُؤْمَل ـ يعني ـ أن يكون في البرلمان! وهم ـ يعني ـ إخواننا متمسِّكين بهذا، ولما يدخلون البرلمان ـ هم عند دخولهم ـ هم كافرون بهذا النظام، يكفرون بهذا النظام ويُصرِّحون بهذا، قبل الدخول وأثناء الدخول، يعني حتى هذا كان ـ يعنِي ـ شدَّ غرابة الغرب! كيف ـ يعنِي ـ يُسمح لهؤلاء لا يعترفون بالنظام الذي منحهم الرخصة لكي يعملوا تحت مظلَّة هذا النظام ويكفرون به؟(1/8)
وعلى هذا الأساس هم يدخلون البرلمان، ولنا أملٌ فيهم ـ يعني ـ في تاريخهم وفي دعوتهم، على غير ما هو موجود في مصر أو حتى في الأردن أو في الشام .
فإن شاء الله أملنا في التجربة في الجزائر تكون ـ يعني ـ ناجحة؛ لِما نراه من تشبُّث إخواننا وتمسّكهم بدينهم، وأملنا في الرجال القائمين على الجبهة الإسلامية للإنقاذ!
وهذا من باب دفع أكبر المفسدتين ـ إن كان ولابدّ ـ إذا أخذنا بهذه القاعدة الأصولية.
قال الشيخ محمد شقرة: شيخنا! تسمح لي أسأل الأخ؟
الشيخ: عفواً! تفضَّل.
الشيخ شقرة: أخ أحمد! أنا أسأل الآن، بعد ما حلُّوا في مراكز البلديات، هل يتحاكمون إلى القوانين والأنظمة المعمول بها، والتي تتأسَّس على ما أُسِّست عليه البلديات من قبل أم غيَّروا وبدَّلوا؟
السائل: الآن، الشيء الجاري ما موجود من القوانين ولا يتعارض مع الشريعة الإسلامية في المعاملات يمضون على هذا، وما تعارض مع الشريعة الإسلامية ضربوه عرض الحائط.
أعطي لكم أمثلة:
مثلاً عندنا في بعض المحافظات أو ما تُسمَّى بالولايات ..
قال الشيخ شقرة: يعني عفواً! لما تقول لي ضربوا به عرض الحائط كأنَّه ـ يعني ـ في مقدورهم أو مستطاعهم التغيير؟
قال السائل: أعطيك مثالاً: مثلاً هناك بيوت الدعارة في بعض الولايات المحافظات، والخمَّارات يعني ... فالآن مثلاً عندنا في ولايات ومعظم الولايات أُغلقت بيوت الدعارة، أغلقت، النظام اعترض، قال: هذا ليس من صلاحية رؤساء البلديات، هي من صلاحيات وزارة الداخلية، وكذا وكذا، ولكن رغم هذا إخواننا حملوا بقوة وكانت هناك مسيرات شعبية، وأغلقت.(1/9)
وأذكر في مدينة قسنطينة ـ مركز البغاء في الجزائر ـ فأُغلقت كل البيوت إلخ .. ـ والحمد لله ـ قبل شهر، وكذلك في كثير من الولايات، ولاية سطيف كبيرة، وبعض الولايات أُغلقت كل الخمَّارات، وأذكر في مدينة عنابة ـ مشهورة على الحدود التونسية ـ فيها خمر، مصنع للخمر كبير يُصدِّر للخارج، أُغلق هذا المصنع، وكانت عليه مشاكل كبيرة، ولكن أُغلق رغم هذا.
الحمد لله، لما النظام يعترض على رؤساء البلديات يأتون بالشعب مع (الجبهة الإسلامية) تكون مسيرة ضخمة فيها الآلاف، فيُطبَّق القانون.
والآن ـ الحق إخواننا ـ رغم فيه النظام يُعرقل، ولكن هم ساعون في هذا، وحقَّقوا نجاحات طيِّبة جدًّا في هذا المجال، ولكن ـ يعني ـ الذي ما من شيء يتعارض مع الشريعة الإسلامية لا يأخذون به، ولو تسبَّب هذا فيـ مثلاً عندنا في بعض المحافظات ـ اعتقلوا بعض رؤساء البلديات؛ لأنَّهم تحدَّوا النظام، ولكن إخواننا ماضين في هذا الطريق، ويَسْعَون حتَّى يَفُكُّوا هذه العقدة أن يأخذوا البرلمان بالأغلبية كما يَتمنَّون، والآمال ـ يعني ـ كل المؤشرات تدلُّ ـ إن شاء الله تعالى وإذا ما وفَّق ـ أن يصلوا إلى البرلمان بالأغلبية، والشعب ـ والحمد لله ـ كلُّه ملتَفٌّ وارء (الجبهة الإسلامية) والله أعلى وأعلم!
قال الشيخ ـ وهو غير عابئ بهذه المبالغات ـ: ماذا تتصوَّرون: النظام القائم الآن مُدعمٌ من قِبَل الكفار الذين احتلوا الخليج، وفعلوا ما فعلوا أم لا؟ .
وإلاَّ ناحية السياسة [لا ترغيب]؟
السائل: أَعِد السؤال!
الشيخ: كأنِّي شعرت أنَّه انحرج من هذا!
السائل: لا! لا! أبداً والله ما كنتُ معك!
الشيخ: إذن ما هو الجواب؟
السائل: لو سمحتَ السؤال .. ما أذكر السؤال، سيِّدي! السؤال، أريد إعادة السؤال.(1/10)
الشيخ: لا بأس، أقول: ماذا تعتقد: النظام الحاكم الآن في دولتكم وفي كلِّ الدول التي نقول: إنَّها دول إسلامية؛ نظراً إلى شعوبها وليس إلى حكامها، هؤلاء الحكام مرضي عنهم من الكفار الذين فعلوا ما فعلوا في الخليج وفي العراق أم مغضوب عليهم.
فكلمة، كلمة مختصرة أرجو أن يكون الجواب.
مَرْضِيٌّ عنهم أم مغضوب عليهم.
السائل: مرضي عنهم من الكفار.
الشيخ: هو هذا السؤال، حسنا.
فحينما هؤلاء الكفار يرون أن الشعب الجزائري حيضع يده على الحكم، ويجعل الحكم إسلامي، ماذا تتصور هؤلاء الحكام المرضي عنهم هل عندهم من الإيمان والصلاح أن يتجاوبوا مع الشعب أم مع الراضي عنهم ؟.
السائل: طبعا؛ مع الراضي عنهم.
الشيخ: حسنا، حينئذ ماذا تتصور ستكون العاقبة أن يقع الصدام بين الدولة الحاكمة وبين الشعب الذي دخل البرلمان في سبيل الإصلاح، فقال الواقع أم لا ؟.
السائل: طبعا سوف يكون هناك صدام.
الشيخ: سوف يكون هناك صدام.
هنا الآن بيت القصيد - كما يقال،- هل الشعب مستعدٌّ للخروج على الحاكم ؟.
نعود إلى البحث الأول: هل الشعب مستعدٌّ للخروج على الحاكم استعداداً من النوعين: الاستعداد المعنوي الروحي، والاستعداد المادي ؟.
إن كان كذلك فأنا أقول: عجِّلوا! ولا تتَّخذوا هذه الوسائل الدبلوماسية أنَّه: نحن نريد أن ندخل في البرلمان من أجل الإصلاح بطريقة لا يشعر الحاكم كيف تُؤكَل الكتف!!.
لكن هل تظنُّ أنَّ الشعوب المسلمة ـ في أيِّ شعب يعني ـ عندها مثل هذا الاستعداد للخروج على الحاكم، ولو بهذه الطرق المُلْتويَّة الوئيدة اللطيفة الناعمة. فحينما تَسلْسَلنا في تصوُّر الموضوع حتى وقع الصِّدام بين الحاكم والمحكوم، هل الشعب عنده استعداد لمقاومة الحاكم وقُوَّته ومَن وراءه؟
السائل: بالنسبة للجزائر ـ حسب ما هو موجود وظاهر ـ أنَّ الشعبَ مستعدٌّ بقيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ أن يخرج على الحاكم بإذن الله!!(1/11)
الشيخ: أرجوك ما تحِدْ عن الجواب، أنا ما أسأل: مستعدٌّ أو لا، أنا سألتُ عن شيئين هناك موجودين أم لا: الاستعداد الإيماني الروحي، والاستعداد الماديّ السلاحي؟ هذا الاستعداد موجود؟ واضح سُؤالي؟
السائل: نعم! واضح السؤال.
الشيخ: فليكن إذاً الجواب واضحاً أيضاً!
السائل: واضحاً إن شاء الله.
فأمَّا عن الجانب الروحي: فهناك ـ يعني ـ ما يكفي أن يجعل الشعب الجزائري يهبُّ، وتدفعه عقيدتُه إلى أن يخرج على الظالم إذا كان في مقدِّمة هذا الشعب الشيوخُ الذين نذروا أنفسهم لله سبحانه وتعالى، فهناك ما يدفع ـ يعني ـ ما أقول هناك الجانب الكافي الكلِّي، ولكن هناك ما يدفع الشعب لكي يخرج في وجه الظالم وليُسقطَه، هذا من الجانب الروحي!!!
أما الاستعداد المادي: قد لا تكون عندي معرفة ـ يعني ـ كبيرة بهذا الجانب، ولكن فيه ما يمكن أن يؤدي لإسقاط النظام، أقلُّ شيء فيه!!
الشيخ: يا شيخ ـ بارك الله فيك ـ أرجو أن تكون نظرتكم بعيدة.
السائل: إن شاء الله.
الشيخ: لأنَّه أنا حينما أتكلَّم عن النظام أربط معه الراضي عنه، وأنت حينما تُجيب لا تربط معه الراضي عنه.
السائل: صح! هو هذا موجود، لا سيما .. نحن .. فرنسا تلعب دور كبير في الجزائر!
الشيخ: طيِّب! فإذاً ما هي الاستعدادات ـ بارك الله فيكم ـ فيما إذا وقعت الواقعة؛ لأنَّه أخشى أن يُصيبكم ما أصاب غيرَكم في مصر وغيرها، أن ترجعوا مهزومين مقهورين مقتولين بدون فائدة.
ولذلك فأنا أُلفِتُ نظرَكم أخيراً إلى المبدأ الإسلاميِّ: « خيرُ الهُدى هُدى محمد - صلى الله عليه وسلم - ».
ما هو السبيل الذي طرَقه الرسول عليه السلام حتى أوجَد الحكم الإسلامي؟
هلاَّ سايرَ الكفار وشاركهم في نظامهم؛ لكي يستوليَ عليهم أم دعاهم إلى كلمة الحقِّ { أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}؟! [النحل 36].
أليس هذا هو السبيل الذي نؤمن به نحن معشر المسلمين، وبخاصة السلفيِّين جميعاً؟!(1/12)
إذاً هل هذا هو السبيل الذي يُراد سلوكُه بالانضمام إلى البرلمان؟
هل هو سبيل الرسول عليه السلام الذي قال لنا ربُّنا في القرآن:{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } [الأحزاب 21].
فمَن رأى العبرة بغيره فليعتبر!
الشعوب الإسلامية، الحركة القائمة الآن في الجزائر ما هي الأُولى من نوعها، ولعلَّكم تَعلمون هذه الحقيقة؟
طيِّب! فماذا استفادت هذه الحركات التي حاولت، أوَّل حركة قامت هم جماعة (الإخوان المسلمين) الذين أرادوا أن يَصلوا إلى الحكم في مصر من طريق إيش؟ الانتخابات!
شُو كانت العاقبة؟ دَسُّوا واحداً يرمي حسن البنا، وإذا به قُتل، راحت القوَّةُ كلُّها هباءً منثوراً!
لماذا؟ لأنَّ الشعبَ ما رُبِّيَ تربيةً إسلاميةً، بأفرادها، وإنَّما رُبِّيَ تربية حزبية للوصول إلى إيْش؟ الحكم، ثمَّ نحن بعد ذلك نُصلحُ الشعبَ!!
أوْردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل ****** ما هكذا يا سعد تورَد الإبل
ولذلك { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } [الأحزاب 21]، فأنا أرجو أنَّ إخواننا هناك، تكون نظرتُهم بعيدةً، وألاَّ يصْدُق فيهم المثل العربي القديم:" فلانٌ لا ينظر إلى أبعد من أَرنَبة أنفه "، هذه العين، وهذه الأرنبة!
نرجو أن تكون نظرتُكم بعيدةً، وبعيدةً جدًّا!.
هَبْ أنَّ الشعب الجزائري الآن هو من القوة المادية كالجيش العراقي، كالجيش العراقي، ماذا يُفيد؟ ماذا أفاد الجيش العراقي؟!
ولذلك فالإيمان قبل كلِّ شيء، ولا يكفي الإيمان بخمسة، بعشرة، بألف، بألوف مؤلَّفة، الشعب نفسُه لازم يكون ـ إيش؟ ـ مسلماً.
أنا ما أدري الآن كيف الحياة عندكم، لكنَّني أتساءل: هذه الجماعات الإسلامية ـ على تنوُّعاتها ـ لا يوجد فيهم ناس يتعاملون بالربا؟
السائل: عند القواعد؟ قاعدة الجماعة ـ مثلاً ـ أتباعها؟
الشيخ: آه (نعم)!
السائل: طبعاً! فيها الصالح، وفيها المخطئ، ودون ذلك، وفيها ..(1/13)
الشيخ: طيِّب، وهكذا كان الأمر في العهد الأول في الإسلام؟
السائل: أبداً!
الشيخ: فإذاً ـ بارك الله فيك ـ " المكتوب مبيَّن من عنوانه " يقولون، فما يحتاج الأمر إلى أكثر من التروِّي والتفكير ومعالجة الأمر جذريًّا.
7- حكم الأخذ بالقول الراجح إذا كان يسبب فتنة؟ ( 00:37:35).
السائل: سؤال فقهي، يقول السائل ـ هذا السؤال من عندي ـ: إذا عَرضت لنا أو عُرضت لنا قضية فقهية فيها رأيين: فيها رأي عند الفقهاء راجح ومرجوح، فإذا أخذنا بالقول الراجح فيها تسبَّبنا في فتنة أو مشكلة أو تفرقة بين المسلمين، فهل يجوز لنا أن نأخذ بالقول المرجوح لمصلحة وحدة المسلمين؟
الشيخ: هذه هي السياسة! هذه هي السياسة!
فقال الشيخ محمد إبراهيم شقرة: هذه السياسة غير الشرعية.
الشيخ: أي نعم! المسألة في الحقيقة مهمة جدًّا، أنا سمعت أن الجبهة أو النهضة ـ ما أدري الأسماء ما حفظتها بعد جيِّدًا ـ فيها ملايين، أليس صحيحاً هذا؟
السائل مستبشراً: نعم!
الشيخ: كم ألف عالم فيهم؟
السائل: ما فيه!
الشيخ: كم مائة عالم؟
السائل: لا، ما هو موجود!!
الشيخ: طيب من يقودهم ـ يا جماعة! ـ هؤلاء؟
السائل: الشيوخ قليلين يعني؟
الشيخ: هل يستطيع هؤلاء الشيوخ أن يقودوا ملايين؟
السائل: طبعاً لا!
الشيخ: هل يمكنهم أن يعلّموا ملايين؟
السائل: أبداً!
الشيخ: إذن أنتم تعيشون في الأوهام!!
ومن ذلك هذا السؤال الذي أنت تطرحه الآن حينما، يكون في هؤلاء الملايين من المسلمين علماء يستطيعون أن يُديروا دفة هؤلاء المحكومين من أهل العلم، حينما يوجد فيهم المئات ـ ولا أقول الألوف ـ ليس هناك بحاجة أن يُطرح مثل هذا السؤال: راجح ومرجوح، هل يجوز لنا أن نأخذ بالقول المرجوح ونترك القول الراجح؟
هذا: الفقيه هو الذي يجيب عن هذا.(1/14)
وأنا أضرب لكم مثلاً من واقع حياتنا مع الأحزاب، أنا قلت مرة لأحد أفراد حزب التحرير: يا جماعة! أنتم تريدون أن تقيموا الدولة المسلمة، وأنتم لا تدرسون الشريعة من أصولها وقواعدها، وأنتم تحتجّون في كتبكم ببعض الأحاديث غير الصحيحة؟!
قال: أخي! نحن نستعين بأمثالكم.
هذا الجواب هو أول الهزيمة؛ لأنَّه حينما يكون هناك حزب يعتمد على غيره، معناها حزب في قوته مُشْ مكتمل، وكان هذا الرجل قال لي: لا زلتم أنتم تضيّعون وقتكم في الكتب الصفراء!!
فالشاهد ـ بارك الله فيكم ـ في الوقت الذي نحن مسرورون بالحركة الإسلامية في الجزائر التي شملت فعلاً الملايين، لكن أنا أخشى أن تُصاب الحركة بشيء من الوَكْسَة بسبب الاستعجال في تحقيق الأهداف التي لا يُمكن تحقيقُها إلاَّ بالعلم والعمل الصالح، ومن ذلك التأنِّي، مَن تأنَّى نال ما تَمنَّى.
فإذا أنتَ كنتَ تعترف بهذه الحقيقة - فهي من جانب تسُرُّ، ومن ناحية - يعني تُزعج - أنَّ هناك ملايين من المسلمين ينضمُّون إلى هذه الكتلة أو إلى هذه الجماعة!
لكن هؤلاء أليسوا بحاجة إلى أطباء بدن؟
لا شك أنه عندكم أطباء بدن بالمئات، بل بالألوف.
طيِّب! أليسوا بِحاجة إلى أطباء - كما يقولون في العصر الحاضر - في الرّوح؟
هذا أَوْلَى وأحوج وأحوج!
هل هؤلاء موجودون بتلك النسبة؟ الجواب: لا ...!
إذاً - بارك الله فيكم - كيف تتصوَّرون ...؟
أنا قلت أيضاً ـ لهؤلاء، لحزب التحرير ـ: افرِضوا أنكم ما بين عشية وضحاها أقمتم إيش عَلَم الدولة الإسلامية، يعني بانقلاب من الانقلابات، لكن الشّعب ما عنده استعداد لأن يُحْكَم بما أنزل الله، يمكن أنتم جماعتكم قالوا: قرار رقم واحد، اثنين: ممنوع ـ مثلاً ـ دخول السينمات، ممنوع خروج النساء متبرجات ... الخ، ستجد ـ يمكن ـ بعض نسائكم أول من يخالف هذه النُّظم وهذه القوانين الإسلامية! لماذا؟ لأنَّ الشعب لم يُربَّ على ذلك!
ومَن يُربِّي الشعب؟ هم العلماء!(1/15)
وهل كل نوع من أنواع العلماء؟ أم هم العلماء أوَّلاً: العارفون بالكتاب والسنة.
وثانياً: العاملون بالكتاب والسنة.
وليس العلماء ـ الذين يُسميهم الإمام الغزالي رحمه الله ـ بعلماء الرسوم، والآن العلماء الموجودون في الدول الإسلامية أكثرهم علماء رسوم، شُو بَدُّو الحاكم؟ بيَعطوه إيش؟ القرار والموافقة!
لذلك فأنا أعتقد أنَّ الجهادَ الأكبر الآن هو: هذه الملايين المملينة أن تُخرِج العشرات من العلماء المسلمين هناك، حتى يتولَّوا توجيه الملايين إلى تعريفهم بدينهم وتربيتهم على هذا الإسلام، أما الوصول إلى الحكم، فكل طائفة تحاول أن تصل إلى الحكم، ثم تستعمل القوّة في تنفيذ قراراتها وقوانينها، سواء كانت حقًّا أو باطلاً، الإسلام ليس كذلك!
قال الشيخ محمد شقرة: هو ـ شيخنا بارك الله فيكم وفي الإخوان أيضاً ـ يبدو أنَّ إخوانَنا في الجزائر هم يُشبهون إلى حدٍّ كبير في أمر من الأمور أو في معظم الأمور جماعة التبليغ، في جهة التي هي عدم وجود العلماء!
جماعة التبليغ جماعةٌ كثيرة جدًّا، هم يُعدُّون أيضاً بالملايين، إذا أردنا أن نقول عن جماعة التبليغ في العالم، يُعدُّون بالملايين فعلاً ـ يعني ـ لكن ما عندهم علماء، لا يوجد عندهم علماء!(1/16)
الفرق بين إخواننا في الجزائر وبين جماعة التبليغ أنَّ إخواننا في الجزائر ملتزمون بالعمل بالكتاب والسنة، وفيهم الدعاة، ولكن هؤلاء الدعاة ـ الذين هم طبعاً حرَّكوا هذه الملايين ـ ينقصهم العلم الذي ينبغي أن يكون في العلماء، مثل ما تفضَّل به شيخنا وقال: الأطباء، الذين يُقدِّمون لِهؤلاء الدعاة، يقدِّمون لهم العلاج اللازم الذي يحملونه عندما يخرجون لدعوة هؤلاء الألوف أو الملايين الموجودة. فيه مسألة أخرى ينبغي أن يتنبَّهوا لها ـ يا إخوان ـ أنَّه أحياناً يأتيكم من الخارج ـ يعني ـ تستضيفونهم عندكم، وقد يَغُرُّكم كلامُه أو شكلُه أو صورتُه أو حديثُه أو دعواه؛ لأنَّ كثيراً من الذين يأتون إلى الجزائر وغيرها، ربَّما يَدَّعون دعاوى باطلة، ويُلبِسون أنفسهم ثياباً ليست لهم على الإطلاق، ثياب لا تصلح لهم ولا يصلحون لها أبداً، فهؤلاء الحقيقة ـ ربما يُدخِلون بعض الأفكار لبعض الإخوان الموجودين في الجزائر، فيُؤّثِّرون فيهم تأثيراً مباشراً، ويتركون آثاراً يُحدِثون بها فيما بعد فتنةً في داخل صفوف الإخوان هناك.
ولذلك هؤلاء يُحذَرون أشدَّ الحَذر، ولا يُلتَفتُ لهم!
والذي أرجوه ـ طبعاً ـ لو كان الأخ علي ـ جزاه الله خيراً ـ الأخ علي بن حاج لو أنَّه عندما جاء إلى هنا ـ يعني ـ مكث عندنا أياماً وليالي نتشاور معه في بعض الموضوعات لكان ربما ـ يعني ـ أخذ بعض الأشياء التي تفيد الدعوة هناك في الجزائر، ـ يعني مثلا ـ خلِّيني أقول لكم شيئاً:
الأخ علي جاء إلى هنا، وجلس مع بعض الناس الذين لا يَمُتُّون إلى الدعوة الإسلامية الصحيحة بصلة على الإطلاق، ولا يعرفون من الكتاب والسنة إلاَّ اسميهما فقط.
أما العمل بالكتاب والسنة فأَمْر هذا شيءٌ بعيدٌ عنهم، فربَّما لقي بعضَهم، وهؤلاء يَتَحدَّثون عن موضوع الجهاد في وسط الجماهير الغفيرة، ويَدْعونهم إلى الجهاد في سبيل الله وإلى غير ذلك.(1/17)
7 - طلب من السائل أن يلتقي بعلي بالحاج ؟. ( 00:47:38 )
الأخ علي بن حاج، نحن حريصون كلَّ الحرص، وبِحُبِّنا له في الله، وبرغبتنا أن يستقيم الأمرُ في الجزائر على نحو ما نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يكون، لو أنَّه التقى بالشيخ وجلسنا معه بعضَ الوقت وتحدَّثنا لكان ربَّما أفاد بعض الأشياء التي منعت أو حالت دون مجيئكم أنتم ـ يعني لا مؤاخذة ـ أنا الذي أقول أنا الآن يعني ـ مجيئكم كان ارتجالاً، لم يكن ـ يعني ـ مؤسَّساً على أساس من النظر الدقيق؛ لأنَّ النَّظرَ الدقيق يقتضي أن نعرِف الأحوال التي حملتنا ـ يعني حفَّزتنا ـ على المجيء من الجزائر إلى هنا.
الآن ـ يعني ـ هذه مسألة يجب أن تكون موضع تجربة ونظر في حياتكم أنتم، وتنقلونها أيضاً للأخ علي، يعني تنقلون نقلاً أميناً، وتعرِّفونه حقيقة ما رأيتم، وربَّما لَم يرَ شيئاً مِمَّا رأيتم.
الشيخ: على كلِّ حال، أنا أُذكِّرُك بأنَّ الشيخ عليًّا وَعَدنا بأن يعود إلينا، ما أدري كنتَ حاضراً وإلاَّ بعدما ذهبتَ؟ أليس كذلك؟
وَعَدنا بأن يعود إلينا؛ لأنَّه ـ مع الأسف ـ ما أُتيحت لنا فرصة جلوس طويل، ونتباحث ـ فيما بعضنا البعض ـ في كثير من المسائل التي يحتاجها مثل هذه الكتلة المباركة من إخواننا السلفيِّين الجزائريِّين.
قال الشيخ شقرة: والله! إخواننا ـ يا شيخنا يعني ـ لا بأس أيضاً حتى لو دعا الأمرُ إلى ـ يعني ـ إذا استطعنا أن نذهب إلى الجزائر ونَلقَى إخواننا هناك، هذا يكون فيه خير إن شاء الله.
الشيخ: فهو بلا شك، لكن بيقولوا عندنا في الشام: " ما بقي في [الكَرْن] إلاَّ الحطب ".
قال الشيخ: فيه عندك شيءٌ غيره؟.
9 - هل تجوز الدراسة في الجامعات ؟ ( 00:49:37 )
السائل: لقد سمعنا فتوتكم فيما يخص الدراسة في الجامعات فهل هي مطلقة أم مقيدة ؟.
الشيخ: مقيدة فيما إذا كان هناك اختلاط فلا يجوز.
إلا إذا كان مقصود من السؤال غير هذا.
السائل: لا، هذا هوا السؤال.(1/18)
الشيخ: هذا هو الجواب إذًا.
السائل: تحديد الاختلاط -مثلا- في بعض الجامعات في المسرح أو يعني وين يدرسوا أو في القسم في الدرج تفصل الطلبة في جهة والفتيات في الوراء أو الطلبة على الشمال والفتيات على اليمين لوحدهن وبينهما ممر، يعني هل هذا يكفي أو..؟.
الشيخ: شوف يا أبا الحارث، المثال التالي من أجله نقول لا بد من العلم، للإجابة عن مثل هذه الأمور التي لم تكن من قبل.
ليلة البارح، كان يوجد نقاش بيني وبين شاب أخته طالبة في جامعة [إربد، اليرموك]، سألتني أن الدراسة عندنا مختلطة فهل يجوز فأجبتها بشيء من التفصيل بأنه لا يجوز.
بعد أيام قليلة راجعتني في الأمس القريب؛ قالت: أنا يا شيخ بعد ما سمعت فتواك واقتنعت بها عزمت على الخروج من الجامعة لكن ما كاد أهلي يسمعون بذلك إلا كلهم قاموا قومة رجل واحد ضدي، ومن جملتهم أخ لي وتكاد تسمع كلامها كأنك تراها وهي تبكي، لكن كأنها كادت أن تبكي. فماذا تفعل؟، قلت لها: أخوك عندك؟، قالت: نعم، قلت: هات، فجرى النقاش بيني وبينه فيما يأتي وهنا الشاهد، هو استلم الكلام ليقول أول قولة قالها مسكين لأن رجل شاب لكن لا علم عنده، قال: يا شيخ الزمان الآن اختلف، الزمان اختلف، قلت: نعم، صحيح فإذا كان الزمان اختلف الشرب يختلف يعني، وعملت له محاضرة حول هذه النقطة، لما أسقط في يده من الناحية هذه سلك ناحية ثانية، قال: يا شيخ هذه مضى عليها سنتان وهي تدرس في الجامعة مو حرام الآن تخسر الدراسة -دراسة سنتين- وأضاف إلى ذلك أن هي بكرة تتخرج بتعلم البنات المسلمات أحسن من غيرها - هذه كمان وسوسة - في العصر الحاضر يستند إليها كثير من الناس من الذين يسوغون لأنفسهم ارتكاب مخالفة صغيرة، في سبيل دفع مخالفة كبيرة.(1/19)
قلت له: يا فلان أولا: ربنا يقول:{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }[الطلاق:2-3]. أنت بتقول مو حرام تترك دراسة سنتين بتخسرها هذه الدراسة ما دامت في مخالفة الشريعة فهي لا تفيد شيئا، ودخلت معه في تفصيل حكم الاختلاط في الإسلام، هنا الآن بيت القصيد -كما يقال- بالنسبة إلى سؤالك، قلت له: قال عليه السلام لما سئل عن خير البقاع وشر البقاع،« خير البقاع المساجد، وشر البقاع الأسواق »، خير البقاع المساجد يحرم فيها الاختلاط بين النساء والرجال، فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تصف مع رجل مسلم يقفان بين يدي الله تبارك وتعالى، بل يقول الرسول عليه السلام - كما هو معلوم لدى الجميع- :« خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها »؛ فإذا كان الإسلام يأمر المرأة أن تصلي في آخر الصفوف حتى تبتعد عن الرجال في أي جو؟ جو التقوى والصلاة والتوجه إلى الله عز وجل ثم ليس هذا فقط بل قال عليه السلام ذات يوم ومعه عبد الله بن عمر لو تركنا هذا الباب للنساء - واليوم من ذهب منكم إلى المسجد النبوي يعلم أن هناك بابا يعرف بباب النساء ومكتوب عليه لوحة صفراء باب النساء- قال مولاه نافع ما دخل ابن عمر المسجد من ذاك الباب من يوم سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:« لو تركنا هذا الباب للنساء »، ليس هذا فقط بل جاء في صحيح البخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سلم من الصلاة مكث هنية قال الراوي: كنا نرى أنه يمكث لكي تنصرف النساء قبل الرجال وما يصير فيه اختلاط في الطريق، وفي سنن أبي داود حديث يقول:« ليس للنساء حق في وسط الطريق ».(1/20)
يعني آداب إسلامية؛ هل يمكن تحقيق هذه الأشياء هناك في الجامعة ؟، مهما صوَّرت لنا الموضوع فالشاهد يرى ما لا يرى الغائب في اعتقادي من بعد وأنت تصحح أو تخطئ لا يمكن تطبيق هذا النظام في الجامعات، لأن هذه الجامعات ما قامت على منهج إسلامي، ولذلك أنا تكلمت مع هذا الشاب وقلت له: يجب عليك أن تكون عونا مع أختك ما دام هداها الله، -ثم نسيت شيئا أن أذكره- قال لما قال لي أن هي فيما بعد تعلم البنات، قلت له: سبحان الله أنا فهمت منها أنها تدرس الكيمياء في الجامعة، لو كان تدرس الشريعة كنا نقول والله تتولى التعليم، أما الكيمياء إيش بد تعلم الكيمياء؟.
فالمهم حتى سئلت سؤالا آخر من بعض إخواننا هناك في الجزائر قال لي: فتاة جامعية بلغها خبر أنه لا يجوز الدراسة المختلطة هذه لكن هي بقي عليها نحو ستة أشهر حتى تتخرج فبعد ما فهمت منه أنها ملتزمة وأنها متجلببة وو... إلخ..، وكل وصف طيب، في الأخير قلت له: لا حول ولا قوة إلا بالله، فلتتحاشى ما استطاعت لإتمام هذه الأشهر الباقية، ثم تخرج وتلتزم دارها.
المهم أن الدراسة في الجامعة المختلطة نحن لا نراها مشروعا لما سمعنا من أوصاف المساجد وما فيها من أحكام.
وبخاصة ممكن يكون عندكم مثل ما عندنا، نحن نجد حدائق هناك في الجامعات حدائق غناء ينتشر فيها الشباب والشابات والفتيان والفتيات ووو ...إلخ.
هذا بلا شك مجال للإفساد كبير وكبير جدا.
هل فيه شيء غيره.
9 - ما هي نصيحتكم إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ وإلى المسلمين في الجزائر ؟ ( 00:58:47 )
السائل: ما زال سؤالين، أولاً: فيه سؤال أصول أو سؤال أخير:
ما هي نصيحتكم أولا للجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر وتصل إليهم إن شاء الله وإلى رجالها، وإلى الشباب المسلم في الجزائر، بارك الله فيكم؟.
الشيخ: وفيكم بارك، على ضوء ما سبق من الكلام والبيان ما أظنُّ عندي شيءٌ جديد أُقدِّمه جواباً على هذا السؤال.(1/21)
لكني أُلخِّص، فأقول: أنا أنصح إخواننا في الجزائر وفي كلِّ البلاد الإسلامية الذين قيَّض الله لهم منزلة ومكاناً بين إخوانهم المسلمين أن يُعنَوا بالعلم، بدراسة العلم، وأن ـ مع الزمن ـ يُخرجون علماء، يتولَّون تعليم الشعب المسلم، وبالتالي ننصح هذا الشعب المسلم ....
التتمة في الشريط التالي 441
[ تم مراجعة هذا الملف مرة واحدة وإصلاح السقط والخطأ من قبل الإشراف في موقع الألباني : www.alalbany.net ](1/22)
الهدى والنور (441)
محتويات الشريط :-
1 - ما هي نصيحتكم إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ وإلى المسلمين في الجزائر ؟ ( 00:00:46 )
2 - إذا انتشر دور البغايا وشجع في دولة إسلامية فما حكم الحاكم فيها؟. ( 00:03:42 )
3 - هل فتوى الشيخ في الدراسة في الجامعات خاصة بالبلدان التي فيها جامعات مختلطة وجامعات غير مختلطة أو هي عامة لجميع الدول؟. ( 00:06:09 )
4 - هل الجهاد في أفغانستان فرض ، وهل هناك جماعة تنصحنا أن نلتحق بها ؟. ( 00:17:57 )
5 - إذا رشح أعضاء جبهة الإنقاذ أنفسهم في البرلمان فهل يجوز لنا أن ننتخبهم ؟. ( 00:20:15 )
6 - دخلت المسجد ( وأنا مسافر ) والإمام يصلي صلاة العشاء فدخلت معه بنية المغرب وانفصلت عنه في الركعة الثالثة ، ثم قمت وكبرت في الركعة الأخيرة بنية العشاء ولما سلم الإمام أتيت بركعة أخرى فهل عملي هذا صحيح ؟. ( 00:22:02 )
7 - طلب من الشيخ أن يقدم نصيحة لرجل يدرس في بلاد الكفر في الجامعة وفيها منكرات كثيرة. ( 00:25:47 )
هل فيه شيء غيره.
[ تم مراجعة هذا الملف مرة واحدة وإصلاح السقط والخطأ من قبل الإشراف في موقع الألباني : www.alalbany.net ]
((((((((((((
9 - ما هي نصيحتكم إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ وإلى المسلمين في الجزائر ؟ ( 00:58:47 )
السائل: ما زال سؤالين، أولاً: فيه سؤال أصول أو سؤال أخير:
ما هي نصيحتكم أولا للجبهة الإسلامية للإنقاذ وتصل إليهم إن شاء الله وإلى رجالها، وإلى الشباب المسلم في الجزائر، بارك الله فيكم؟.
الشيخ: وفيكم بارك، على ضوء ما سبق من الكلام والبيان ما أظنُّ عندي شيءٌ جديد أُقدِّمه جواباً على هذا السؤال.(1/1)
لكني أُلخِّص، فأقول: أنا أنصح إخواننا في الجزائر وفي كلِّ البلاد الإسلامية الذين قيَّض الله لهم منزلة ومكاناً بين إخوانهم المسلمين أن يُعنَوا بالعلم، بدراسة العلم، وأن ـ مع الزمن ـ يُخرجون علماء، يتولَّون تعليم الشعب المسلم، وبالتالي ننصح هذا الشعب المسلم بشيئين اثنين:
الشيء الأول: أن يلجأ إلى العلماء يستفتيهم في كل ما يتعلق بشؤون حياتهم.
وثانيا: ألا يقعوا في مثل ما نلمس نحن في هذه البلاد وغيرها، أن كثيرا من الشباب حينما يشعرون بأنهم أوتوا شيئا من الفهم والقراءة والكتابة فيستعجلون بالإفتاء بما يجوز وما لا يجوز وهذا حرام وهذا حلال، فيغترون بالشيء القليل مما عندهم من الثقافة، ويَنْسَوّْن قول الله تبارك وتعالى:{ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } [النحل/43]، فهم يعلمون من قرارة نفوسهم أنهم ما صاروا من العلماء الذين يجوز لهم أن يجيبوا فيما إذا سئلوا { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }[الأنبياء/7]، مع ذلك فهم يستعجلون في الأمر ويحللون ويحرمون اعتمادا على هذا العلم القليل الذي عندهم، والذي لا يسوِّغ لهم أن يفتوا أنفسهم بأنفسهم، فضلا عن أن يفتوا غيرهم.
علم العلم والعمل بالعلم إن شاء الله.
خلاص انتهى؟.
2 - إذا انتشر دور البغايا وشجع في دولة إسلامية فما حكم الحاكم فيها؟. (00:03:42)
فيه سؤال قدمه لي أحد الإخوة الآن يقول بعض بلاد المسلمين تشتهر فيها دور البغاء وتشرف الدولة عليها وتعطي البغايا أجورا على البغاء ومعلوم نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن البغي وعن مهر البغي ماذا تقولون في هذا ؟.(1/2)
الشيخ: هذا ليست أول مخالفة من هذه القوانين، فبلا شك هذا نوع من الكفر فقد يكون كفرا اعتقاديا وقد يكون كفرا عمليا، فمن يشرع هذا القانون على أنه جائز ومباح فهو كفر يخرج صاحبه من الملة أما من يشرعه كأولئك الذين يأكلون أموال الناس بالباطل بأي طريق من الطرق كالسرقة والسرقة المقننة كالبنوك مثلا، كل هذه الأشياء هي محرمة إسلاميا، فمن استحلها ولم يعترف بتحريم الشرع إيّاها هذا كافر مرتد عن دينه.
أما من استحلها معترفا بمخالفتها للشريعة فشأنه شأن الذي يزني والذي يسرق والذي يستغيب ويَنِمْ وو... إلخ؛ كل هذه معاصي لا يخرج بارتكابها من دائرة الإسلام ما دام انه لا يزال يتبنى عقيدةً حكم الإسلام فإذا لم يتبن هذه العقيدة فهو حينذاك كافر.
3 - هل فتوى الشيخ في الدراسة في الجامعات خاصة بالبلدان التي فيها جامعات مختلطة وجامعات غير مختلطة أو هي عامة لجميع الدول؟. ( 00:06:09 )
السائل: أول ما أبدأ به كلامي؛ أنني أحبك في الله.
الشيخ: أحبك الله الذي أحببتني له، أنا أعيش بحبكم ودعواتكم الصالحة إن شاء الله.
السائل: بارك الله فيك شيخنا.
يعني فيما يخص الدراسة بالجامعات، أريد توضيحا، هناك بعض الإخوة بالجزائر سمعوا فتواكم في هذا الموضوع يعني هناك من قال هذه الفتوى صالحة إلا للبلدان التي نجد فيها جامعات مختلطة وجامعات غير مختلطة، اللي فيها اختلاط وهناك جامعات ما فيها اختلاط، وهناك من قال أنها صالحة لكل البلدان فأريد منكم توضيحا في هذا الموضوع.(1/3)
الشيخ: الذي أفهمه من هذا التفريق من ذاك البعض، بأنه ينطلق في هذا التفريق من قاعدة معروفة وهي غير معروفة!، القاعدة هي التي تقول: الغاية تبرر الوسيلة، فشرح قوله أن هذا العلم لا بد منه فإذا كان يوجد جامعة ليس فيها اختلاط فهذا هو السبيل لتحصيل هذا العلم، أما إذا لم يكن مثل هذه الجامعة إلا الجامعة فيها اختلاط فالغاية تبرر الوسيلة، الغاية هي تحصيل العلم والوسيلة هي هذه الجامعة التي فيها الاختلاط.
نحن نقول: هذه القاعدة ليست معروفة في الإسلام هذه القاعدة قاعدة الكفار، هم الذين نشروا هذه القاعدة بفعلهم وبثقافتهم، الغاية تبرر الوسيلة، الشرع لا يجيز الوسيلة التي ليست مباحة شرعا في سبيل تحصيل مصلحة شرعية، على العكس من ذلك الإسلام أحياناً يوقف الأخذ بالمصلحة دفعا للمفسدة، وهنا القضية بالعكس الغاية تبرر الوسيلة، يعني أن تتخذ وسيلة في سبيل تحقيق مصلحة، هنا يأتي في بالي الشعر القديم الذي ما أحفظ منه إلا الشطر الثاني لعل الأستاذ يَمُدنا بمحفوظاته أنا لا أحفظ قوله ليت لم تزني ولم تتصدقي إيش الشطر الأول ؟.
مداخلة: أمطعمة الأيتام من كد فرجها **** ويل لك لا تزني ولا تتصدقي.
الشيخ: فهذه تزني من أجل ماذا ؟، الغاية تتصدق، تغني وتبني مسجد بمالها المحرم ليس لهذا المال ذلك الأجر الذي تبغاه من وراء بناء المسجد.
فهذه قاعدة كافرة - الغاية تبرر الوسيلة - وأرجو أن تفهموا هذا جيدا لأن كثير من الأحزاب الإسلامية تقوم تصرفاتها على هذه القاعدة - الغاية تبرر الوسيلة -، يصل أحيانا الأمر ببعض هؤلاء الأحزاب أن يفتروا على غيرهم من المسلمين تحطيما لهم لأنهم لا ينضمون إلى حزبهم، - الغاية تبرر الوسيلة -، هذا ليس من الإسلام لا من قريب ولا من بعيد.(1/4)
فنعود الآن إلى ذلك البلد الذي لا يوجد فيه إلا الجامعة المختلطة، ما هو هذا العلم المراد تحصيله هل هو فرض عين أم فرض كفاية، لا شك أنه ليس فرض عين هناك، قد يدرسون على العكس من ذلك علما لا يجوز دراسته، كمثل دراسة قوانين الاقتصاد والسياسة ونحو ذلك مما يخالفون فيها الشريعة الإسلامية في كثير من فروعها، فحينما يقول ذلك القائل أن هذه الفتوى صحيحة إذا وجدت جامعتان أما إذا لم يوجد إلا جامعة واحدة، نحن نعرف هذا وصدر من أخ لنا عزيز علينا في الكويت قبل المحنة الأخيرة هذه وصرح تصريحا خطيرا جدا : بأنه لا يمكن أن تقوم للمسلمين قائمة إلا بارتكاب بعض المحرمات وأنا أعتقد كل جماعة إسلامية تريد أن تحشر نفسها في العمل السياسي القائم الآن في الحكومات الإسلامية ستضطر إلى الوقوع في مثل هذه المخالفة، يعني ارتكاب ما حرم الله على قاعدة - الغاية تبرر الوسيلة - هذا ليس من الإسلام.
فلذلك نحن نقول لو لم تقم قائمة هذه الجامعة القائمة على معصية الله عز وجل ماذا سيصيب المسلمين من الدمار والهلاك؟، لا شيء؛ بل على العكس من ذلك حينما يتبنون حكم الإسلام سيضطرون أن يوجدوا جامعة قائمة على نظام الإسلام.
وأنتم تعلمون أن مسجدا ضرارا أنشئ لا يجوز الإقامة فيه والصلاة فيه وهو مسجد بعبادة الله وحده لا شريك له مع ذلك أنشئ ضرارا لهذا القصد لا يجوز، يجب أن يهدم من أصله من أساسه، فهذه الجامعة القائمة على الاختلاط الغير مشروع ما هو الفائدة العلمية التي ستقدمها إلى الشباب المسلم.
أنا أعتقد أنه ليس هذا هو السبيل لتحصيل العلم ونحن حينما نقول هذا الكلام لا ننسى أن الإسلام يأمر المسلمين أن يتعلموا كل علم نافع، كل علم نافع وليس هذا خاصا في العلم الشرعي بل أي علم فيزياء كيمياء فلك ..إلخ، مما يمكن أن يستفيده المسلمون وأن يقيموا حياتهم الحاضرة عليها.(1/5)
هذا فرض كفائي لكن في سبيل تحقيق الفرض الكفائي لا يجوز أن يعرض المسلم نفسه لمخالفة شرعية.
هنا تحضرنا الكثير من الأمور التي يقع فيها الشباب المسلم والشابات المسلمات نحن نقول مثلا اليوم أن الطب انتشر وصار له تخصصات عديدة في جوانب متعددة جدا وأن النساء بحاجة إلى طبيبات هذه حقيقة لا يجهلها إنسان، وأنه لا يجوز شرعا للمرأة المسلمة أن تعرض بدنها بسبب مرض ألم بها عند رجل طبيب فإذا يجب أن يكون عندنا طبيبات مسلمات لكن ما الطريق؟، على قاعدة - الغاية تبرر الوسيلة - يرى بعضهم أن نسمح لبناتنا لأخواتنا لنسائنا أن يدخلن هذه الجامعات المختلطة في سبيل تحصيل هذا العلم لأنه فرض كفاية لابد منه نحن نقول: لا؛ لأن هذا الاختلاط يعرض فتياتنا ونسائنا للفتنة، وبخاصة إذا كان نوع الطب يتطلب من المرأة أن يقترب وجهها من وجه الطبيب المعلم ، نفسها من نفسه، هذه تعرض نفسها للفتنة وتقع هناك مشاكل أنتم لا بد سمعتم شيء كثير أو القليل منها.
ولذلك نحن نقول من كان مسلما ويغار على عرضه وعلى نسائه فلا يجوز له أن يقدم بنته أو أخته فضلا عن زوجته لتحصل هذا الفرض الكفائي، وكما قيل قديما: لكل ساقطة في الحي لاقطة.
أنا أعتقد أن المسلمين والمسلمات ليسوا كلهم بمثابة واحدة من الاهتمام بالأحكام الشرعية فلا بد ان يوجد هناك من الشباب والشابات من لا يهتمون بالحرام والحلال وبخاصة إذا وجدوا بعض الأقوال التي تساعدهم على استحلال ما يقول آخرون بأنه غير حلال، فهذا النوع هو الذي سيكون كبش الفداء فلا ينبغي نحن أن نجعل نساءنا كبش الفداء، بالتالي لا نجعل أنفسنا نحن كبش الفداء في سبيل تحصيل ذلك العلم الذي هو فرض كفائي وليس فرض عين، لأن الفرض الكفائي لا يجوز تحصيله بارتكاب ما هو فرض عين اجتنابه، أي المحرمات، المحرم فرض اجتنابه فلا يجوز ارتكابه في سبيل تحصيل ماذا ؟ فرض كفائي.
هذا الجواب على ما سألت.
نعم.(1/6)
4 - هل الجهاد في أفغانستان فرض ، وهل هناك جماعة تنصحنا أن نلتحق بها ؟. ( 00:17:57 )
السائل: يا شيخ عندي ثلاث أسئلة.
السؤال الأول: يعني -في قضية أفغانستان- هل الجهاد في أفغانستان فرض عين وإن كان فرض عين ما هي النصيحة يعني هل هناك جماعة هناك تقوم على الكتاب والسنة تنصحنا بالذهاب إليها؟.
الشيخ: أنا لا أزال أعتقد أن الجهاد في أفغانستان هو فرض عين بل الآن آكد مما مضى من الزمان، لأني أعتقد أن الذين يذهبون إلى هناك من البلاد العربية فهم يذهبون أولا: لمجاهدة الكفار الذين يعني هم الشيوعيون واستحلوا البلاد وحكموها بالدمار.
وثانيا: أنهم سينقلون إليهم شيئا من العلم الذي هم بحاجة إليه كنا هذا نقوله قديما، أما الآن فهناك شيء آخر يجب على من يستطيع أن يذهب إلى هناك في سبيل الجهاد وأيضا في سبيل تقريب وجوه الاختلاف بين القادة الذين وقع الخلاف بينهم كما بلغنا مع الأسف ولعل ذلك كان من أسباب عدم اقتطاف ثمرة هذه العشر سنوات التي كنا نسمع أنهم كادوا أن يبلغوا العاصمة التي هي -كابل- وإذا بهم وقفوا أخيرا ولعله من الأسباب والخلاف الذي وقع بين الرؤساء هناك .
فهذا أمر طارئ جديد لم يكن من قبل يوجب على المسلمين الغيورين أن يذهبوا إلى هناك لمقاتلة الأعداء من الكفار الشيوعيين أولا، ثم لمحاولة الإصلاح بين هؤلاء المختلفين.
هذا جوابي عما سألت.
5 - إذا رشح أعضاء جبهة الإنقاذ أنفسهم في البرلمان فهل يجوز لنا أن ننتخبهم ؟. ( 00:20:15 )
السائل: السؤال الثاني؛ ما موقفنا إذا دخل المسلمين يعني الجبهة الإسلامية في الجزائر إلى البرلمان، يعني ماذا يكون موقفنا هل ننتخب أم لا؟ خاصة بعدما قلت أن دخول البرلمان هذا ما ثبت.
الشيخ: نحن قلنا لإخواننا الجزائريين وقلنا هنا أيضا نحن لا ننصح أحدا من المسلمين أن يرشح نفسه ليكون عضوا في البرلمان، وعرفتم السبب مما سبق من البيان.(1/7)
فبجانب هذا نقول: إذا وجد هناك ناس من الشباب المسلم رشح نفسه نائبا في البرلمان مقابل أفراد آخرين من أحزاب غير إسلامية فأنا أرى والحالة هذه أن ننتخب الجنس الأول؛ لأننا إن لم ننتخبه نجح الجنس الآخر، يعني من باب تحقيق أخف الضررين.
عرفت الفرق؟.
السائل: نعم.
الشيخ: لا ننصح مسلما بأن يرشح نفسه فإن أبى ورأى أن هذا فيه خير ورشح نفسه يجب علينا أن نرشحه بديل أن نرشح ذلك الكافر أو الفاسق أو تلك المرأة الفاجرة ونحو ذلك.
6 - دخلت المسجد ( وأنا مسافر ) والإمام يصلي صلاة العشاء فدخلت معه بنية المغرب وانفصلت عنه في الركعة الثالثة ، ثم قمت وكبرت في الركعة الأخيرة بنية العشاء ولما سلم الإمام أتيت بركعة أخرى فهل عملي هذا صحيح ؟. ( 00:22:02 )
السائل: سؤال الآخر يعني في الصلاة، يعني سمعت فتوى لك وربما أسأت فهمها يعني تناقشنا مع الأخ هاشم قلت له ذات يوم دخلت إلى مسجد عمر بن الخطاب بالفرقة وكان في صلاة العشاء وأنا مسافر فقال لي إياك يعني أبو ليلى قال لي: صل معهم العشاء وانوي المغرب وفي الركعة الثالثة دون التشهد، لما أصل للركعة الثالثة أسلم فأقم وأكبر يعني أدخل مع الإمام في الركعة ثم عندما يسلم الإمام أنا أتمم بركعة وأسلم ولما قلت للأخ هاشم ...
الشيخ: عفوا تقول أن بيجيب ركعة واحدة يعني بتكون صليت ركعتين، بيكون صليت العشاء ركعتين هما أربعة.
السائل: يعني صليت ثلاث ركعات مع الإمام.
الشيخ: أنا أسألك أنت صليت العشاء ركعتين ولا أربعة ؟.
السائل: ركعتين.
الشيخ: طيب، شو الخلاف اللي جرى بينك وبين هاشم ؟.
السائل: أنا قلت هكذا سعمت الفتوى يعني هكذا سألتك عن طريق الهاتف، قال لي ربما ماشي هكذا ربما كنت على خطأ..
الشيخ: هو كذلك، أنت حينما صليت المغرب ثلاث ركعات وفارقت الإمام في الركعة الرابعة، جلست وسلمت خرجت من صلاة المغرب.
السائل: فارقت الإمام في الركعة الثالثة.(1/8)
الشيخ: أنا أتكلم؛ صليت المغرب ثلاث ركعات وقمت وأدركت من صلاة الإمام ركعة نويت أنت أن تصلي العشاء، فالإمام لما سلَّم قمت أنت وجئت بركعة ثانية وسلمت، هذا خطأ لأنك أنت لما اقتديت بالإمام المقيم تنقلب صلاتك إلى صلاة مقيم لا فرق بينك في هذه الصورة وبينك لو أنك أدركتك صلاة العشاء مع الإمام المقيم في أولها، ماذا تفعل إذا دخلت المسجد وأقيمت صلاة العشاء وأنت تريد أن تصلي صلاة العشاء، الإمام أحرم بالصلاة من هنا وأنت أحرمت معه فحينما قام للركعة الثالثة تقوم معه أم لا؟.
السائل: أقوم معه.
الشيخ: كذلك هنا، أو ألم أقلك كذلك هنا، لماذا تقوم معه لأنك اقتديت بالإمام المقيم ولا فرق حينذاك واقتديت بالإمام المقيم في أول الصلاة أو في ثاني ركعة أو في ثالث ركعة أو قبل السلام، أقل شيء هو أن تدرك الإمام في التشهد قبل أن يسلم مجرد ما اقتديت بالإمام المقيم وأنت مسافر تنقلب صلاتك من صلاة مسافر إلى صلاة المقيم.
7 - طلب من الشيخ أن يقدم نصيحة لرجل يدرس في بلاد الكفر في الجامعة وفيها منكرات كثيرة. ( 00:25:47 )
السائل: أريد أن تقدم لي نصيحة لأني حاليا أدرس في أوربا والمصيبة أني أعيش في مجتمع جاهلي كافر وفي جامعة لا تستطيع أن تتصور ماذا يجري داخل الجامعة ، ما هي نصيحتك؟.
الشيخ: نصيحتي؛ النجاة النجاة [ ويضحك الشيخ رحمه الله ]؛ وماذا تدرس ؟.
السائل: أقدم دراسات عليا في الكمبيوتر.
الشيخ: الكمبيوتر، وكم سنة مضى عليك ؟.
السائل: عندي ستة أشهر في دراسة اللغة السويدية .
الشيخ: واستطعت تعيش في هذا الجحيم ؟.
السائل: منعزل عن الجحيم.
الشيخ: كيف .
السائل: منعزل لا أخرج كثيرا.
الشيخ: كيف منعزل ؟.
السائل: من الدراسة إلى المسجد.
مداخلة: السويد شيخنا تعتبر أفسد بلاد الدنيا، أفسد بلاد الدنيا. يعني كل ما يتصور عقل الإنسان من فساد على وجه الأرض والانحراف في الفساد موجود هناك.
الشيخ: الله أكبر.(1/9)
السائل: وهي أقوى دولة في هذا العلم والطاقة، هي أقوى دولة في العالم هي تعتبر الدولة الثالثة، فأمريكا ثم اليابان وهي الثالثة.
الشيخ: الظاهر أنت يا أبا عثمان، فيبدو يا أبا عثمان أنك ما كنت تعرف أن هذه البلاد كما يقول أستاذنا أفسد بلاد الدنيا.
السائل: كنت أعرفها.
الشيخ: كنت تعرف! الله أكبر !. وكيف عرفت وانحرفت ؟.
السائل: عندي صديق دكتور هناك هو مهد لي الطريق للدراسة
الشيخ: ماذا تعني بكلمة تمهيد؟
السائل: هو وجد لي كل الظروف حتى ألتحق بالجامعة.
مداخلة: يعني الالتحاق هناك صعب، فيسر له الالتحاق.
الشيخ: ألا ترى أن هذا يدخل في القاعدة السابقة الغاية تبر الوسيلة.
السائل: نعم يدخل.
الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ طيب، وبعد أن تتخرج ماذا تتصور سيكون عملك، مشروعا أم غير مشروع ؟.
السائل: فهذا عمل واجب علي.
الشيخ: ما أجبتني.
السائل: مشروع أظن.
الشيخ: كيف مثلا قد تكون موظف في البنك.
السائل: لا هذا ماهوش للبنك، هذا لتسيير المؤسسة وهذا الشيء مفقود في الأوطان العربية.
الشيخ: كفى أرجوك بدون شرح، أنا ظننت أنك ستكون موظفا في البنك قلت لا، أين تكون موظفا؟.
السائل: أسير معامل تسيير معامل وهذا شيء مفقود.
الشيخ: المعامل هذه ماشية بدون كمبيوتر وليس لها علاقة بالبنوك والحسابات.
السائل: لا توجد لها علاقة بالبنوك، وإنما تطوير الكمبيوتر، من الممكن الآن أن اتصل باليابان بدون هاتف أنا عن طريق الكمبيوتر أستطيع أن أتكلم مع أي شركة في اليابان أو في أمريكا بدون هاتف نستطيع أن نتكلم يقدم لي الأسعار أو أي شيء من هذا الأمر.
الشيخ: نعم هذا معروف، لكن نقول: هل ستكون المعاملة مشروعة ؟.
السائل: نعم، لماذا لا تكون مشروعة.
الشيخ: تعلم أنت شركة قائمة على أساس شرعي ؟.
السائل: لا، لا يوجد شركة قائمة على أساس شرعي.
الشيخ: إذن لم سألتني، لم لا يكون، فقد عرفت لم لا يكون.(1/10)
السائل: بصاح هذا شيء واجب علي الإنسان يأخذ كل المعلومات من أوربا ويقدمها إلى أوطانه يقدمها للجزائر ولأي دولة عربية.
الشيخ: هذا صحيح بارك الله فيك، لكن على البيان السابق بدون ما يحرق نفسه، بدون ما يخالف شرعه.
السائل: الآن في السويد كل شيء فيه علم، أداة علمية حديثة أول دولة تأخذها هي السويد وهي أغنى دولة في العالم، وكل البحوث أول دولة تتحصل عليها السويد أنا آخذ منهم هذه البحوث وأقدمها إلى بلدي.
كان بعض الشباب إخوة راهم يبرمجوا في المستقبل بأعمال للجزائر.
الشيخ: نحن قلنا بارك الله فيك، كل علم آنفا قلنا وما العهد عنك ببعيد، كل علم يستفيد منه المسلمون فهو فرض كفاية تحصيله من بعض المسلمين ألم نقل هذا ؟.
السائل: نعم.
الشيخ: فأنت الآن تشرح هذه النقطة، وتقول أفعل كذا وأقدم للمسلمين إلخ..، نقول نعم ولكن بشرط ألا نقع في مخالفة شرعية، فإذا كنت أنت ذاك الرجل فأنت أنت.
السائل: بما تنصحني، الرجوع إلى الوطن؟
الشيخ: والله أنت أدرى، لأنه يعني أنت تتصور الوضع الذي أنت تكون فيه، هل أنت موافق للشرع أم مخالف، فإن كنت موافقا للشرع فحصل هذا العلم وكما قلت قدمه إلى إخوانك المسلمين في الجزائر أما إذا كنت مخالفا للشرع فالغاية لا تبرر الوسيلة، فلذلك أنا ما أستطيع أن أقول لك يعني تابع أو لا تتابع، أهل مكة أدرى بشعابها وصاحب الدار أدرى بما فيها .
ثم أنا أظن أن الشباب المسلم المندفع لتحصيل العلوم العصرية في الواقع هو ذهنه فارغ من الأحكام الشرعية.
منها مثلا؛ لا يعلمون أن الاستيطان في بلاد الكفر حرام، نادر جدا من الشباب إلا في العصر الأخير صار عنده شيء من العلم والتوعية وأنهم يعلمون أنه لا يجوز أن يسافروا إلى أمريكا إلى بريطانيا للسويد وو إلخ... ، لأن الرسول عليه السلام يقول:« من جامع المشرك فهو مثله »، ليس المقصود هنا من جامع بمعنى الجنس لا؛ هي المخالفة التي كنا ندندن حولها بالنسبة للجامعات.(1/11)
من جامع المشرك: أي من خالطه وعاش معه فهو مثله.
وأوضح في الدلالة على هذا المعنى قوله عليه السلام:« أنا بريء من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين »؛ والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وكثيرة جدا، لماذا لأن الطبع سراق تفهمون هذا الكلام أظن، الإنسان من اللاشعور كما يقولون يكسب أخلاق من يجالسهم سواء كانت هذه الأخلاق حسنة أو كانت أخلاقا سيئة، ولذلك جاءت الأحاديث الصحيحة تترى وتدندن حول الحض على مجالسة الصالحين والابتعاد عن مجالسة الكفار والفاسقين من ذلك قوله عليه الصلاة والسلام:« مثل الجليس الصالح كمثل بائع المسك إما أن يحذيَك (أي يعطيك مجانا) وإما أن تشمَّ منه رائحة طيبة وإما أن تشتري منه فأنت على كل حال مستفيد منه، إما مجانا وهذه أكبر فائدة، وإما أن تشم منه وهذا أقل فائدة، وإما تتبضع منه وتشتري.
ومثل الجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تشم منه رائحة كريهة ».(1/12)
ولهذا ولبيان تأثير المجتمع الفاسد على الساكنين فيه جاء الحديث لا بد أنكم أو على الأقل بعضكم سمع منه أو قرأه وهو قوله عليه السلام:« كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا ثم أراد أن يتوب إلى الله فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب أي على متعبد جاهل فقال له أنا قصتي كذا وكذا فهل لي من توبة ؟ قال له مستنكرا فعلته قتلت تسعة وتسعين نفسا وتسأل عن التوبة! لا توبة لك!، فقطع رأسه وأكمل عدد المائة به، لكنه رجل مخلص فلم يزل يسأل عن عالم فدُلَّ على عالم، فأتاه فقال له : إني قتلت مائة نفس بغير حق هل لي من توبة قال كيف لا ومن يحول بينك وبين التوبة؛ ولكنك بأرض سوء - هنا الشاهد - فاخرج منها واذهب إلى القرية الفلانية الصالح أهلها فانطلق إليها في الطريق جاءه الموت فتنازعته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، كل يدعي أنه من حقه فأرسل الله إليهم ملك وقال لهم قيسوا ما بينه وبين كل من القريتين التي خرج منها والتي قصد إليها فقاسوا فوجدوه أقرب إلى التي قصدها بميل الرجل في مشيته فتولته ملائكة الرحمة.
هذا مثال من تأثير الجو الفاسد، الجو الفاسد معنويا وخلقيا كالجو الفاسد ماديا وطبيا تماما ولذلك قال عليه السلام بالنسبة للطاعون: « وإذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها»، وأنتم الآن تدخلون الأرض المطعونة وهذا فعل أخطر من ذاك بكثير وكثير جدا، في سبيل ماذا؟؛ أولا أنا أقول ليس في سبيل الله يقينا إلا أفراد قليلين جدا، في سبيل الطعام والشراب فقط لأن سبيل الحصول على الطعام والشراب ما شاء الله ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب .(1/13)
فلذلك ينبغي على المسلمين أن يلزموا بلادهم وأوطانهم وأن لا يخرجوا عنها إلا لضرورة وأنهم إذا اضطروا للخروج إلى بلاد موبوءة فيجب أن يتحصنوا تماما كما يفعل الممرضون إذا دخلوا أرضا موبوءة، ماذا يفعلون ؟، تجدهم يحتاطون بالإبر وبالحقن وبالكمامات وما شابه ذلك كل هذا في سبيل المحافظة على سلامة الجسم، والمحافظة على سلامة القلب والخلق أهم وأهم بكثير.
الآن الساعة الحادية إلا الثلث .
ولعل في هذا القدر كفاية وبخاصة أمامنا ولا نقول أمامكم فأنتم قوم سَفْرٌ أمامنا نحن الصيام أما أنتم فلكم الخيار من شاء صام ومن شاء أفطر هكذا قال عليه السلام .
مداخلة: والله الشعب الجزائري اشتاق إلى رؤيتكم.
الشيخ: الله يبارك فيكم، لو كنت أرى جواز الصورة من أجل إرواء الغليل كنت حضرت لكم صورة. يضحك الشيخ رحمه الله ومن معه ].
شيخنا نقدم لكم دعوة إلى الجزائر ووجودكم هناك يفيد ويفيد جدا جدا.
الشيخ: جزاكم الله خيرا.
صاحب المداخلة: هذا مطلب يعني ونلح في الطلب.
الشيخ: جزاكم الله خيرا، هذا طلب يتكرر يتكرر من كثير من إخواننا الطيبين من أمثالكم وجهوا إلينا مثل هذا الطلب لكن قلت في الصيف ضيعت اللبن هذا مثل
ألا ليت الشباب يعود يوما لأريه ماذا فعل المشيب.
سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك.
لا تنسونا من دعائكم * أبو حذيفة الفضالي
[ تم مراجعة هذا الملف مرة واحدة وإصلاح السقط والخطأ من قبل الإشراف في موقع الألباني : www.alalbany.net ](1/14)
سلسلة الهدى والنور – 786 :
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني
رحمه الله تعالى
[شريط مفرّغ]
قام بالتفريغ: أبو سعد مراد الطنطاوي
[ تم مراجعة هذا الملف مرة واحدة وإصلاح السقط والخطأ من قبل الإشراف في موقع الألباني : www.alalbany.net ]
محتويات الشريط :-
1/ رجلان أحدهما قارئ والآخر أقرأ ولكنه يلبس البنطال أيهما يقدم للإمامة ؟ (00:00:54 )
2/ أيهما أولى بالإمامة إمام راتب في مسجده وآخر أقرأ منه ؟ ( 00:08:21 )
3/ دخلنا على المسجد وأمرت المؤذن بالإقامة وقد كان في القوم رجل يصلي النافلة في الصف الأول فسويت الصفوف وشرعت في تكبيرة الإحرام بعدما أمرت المصلين بسد الخلل وما زال الرجل الذي يصلي النافلة في صلاته وبدأت في القراءة في الصلاة فأراد ذلك الرجل التسوية في الصف فلم يجد مكانا فجاء إلى جانبي وائتم بي فأشرت بيدي أن أخرج إلى الصفوف الأخرى فخرج وبعد نهاية الصلاة قال أحرجتني فماذا أفعل فبينت له جواز تخطي الصفوف فما تعليقكم ( 00:08:48 )
4/ لو كان الإمام مريضا وصلى بالناس جالسا ولكنه يقوى على الوقوف فهل هناك ضابط شرعي يسمح للإمام بالجلوس ؟ ( 00:15:00 )
5/ بيان ضرورة تعليم جماهير المسلمين للسنن المهجورة بالطريقة التي تجعلهم لا يستغربون من هذا الحكم الشرعي ( 00:16:37 )
6/ هل يلزم على قيم المسجد أن يوقظ الإمام لصلاة الفجر قبل أن ينزل هو لصلاة تحية المسجد لأن الإمام لا يستيقظ حتى يوقظه ( 00:18:24 )
السائل:
لكن الآن مسائل حول الإمامة، رجلان رجل قارئ ورجل أقرأ ولكنه متبنطل أيهما يقدم للإمامة ؟
الشيخ:
الأقرأ
السائل:
حتى ولو كان ....
الشيخ:
مافي حاجة لحتى لأن هذا سبق
السائل :
طيب سؤال اخر..
الشيخ:(1/1)
أقول الأقرأ على كل حال. ذلك لأن هناك أمور تتعلق بالصفات الشرعية التي تعتبر مرجحا لشخص على آخر من حيث الإمامة وهناك صفات اخرى تتعلق بكل مسلم ليس في ما يتعلق بذلك الجانب من (..) وهو الإمامة وإنما تتعلق بالشخص ذاته أيهما أقرب عند الله تبارك وتعالى وأيهما أتقى، فهذا الجانب لا ينبغي أن يطغى على الجانب الأول، فقد يكون الإمام أتقى عند الله وهذه حقيقة لا شك ولا ريب فيها، قد يكون الإمام الذي يؤم الناس (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) يوجد ممن يصلي خلفه من هو أتقى منه بمراحل لا تعد ولا تحصى، هذا واقع في التاريخ الإسلامي الأول و الأنور والأطهر، هذه الحقيقة لا يمكن لمسلم عالم أو على الأقل هو طالب علم أن يشك فيها أو أن يتردد فيها، فحينئذ نحن أمام منهج بالنسبة لكل من الأمرين، الأول المتعلق بمن هو الأحق بالإمامة، و الآخر المتعلق بمن هو أتقى عند الله عز وجل، أما هذا الجانب الثاني فما هو أولا موضوع حديثنا ولا هو بحاجة للشرح والدخول فيه، لأن المسلم كل ما كان أطوع لله كان أتقى عند الله عز وجل، لكن الأمر الأول هو الذي يعني جاء السؤال من أجله، فأنا أقول الآن هناك قارئ وأتقى وهناك أقرأ وهو دونه في التقوى فهو كما ضربي انفا مثلا متبنطل وقد يكون حليق اللحية وقد يتعامل بالربا وقد وقد إلى آخره...،(1/2)
وقد يكون سفاكا للدماء لكنه هو الأحق بالإمامة فمن يقدم؟ من قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح وكهذا الحديث أحاديث أخرى تعتبر متممة لهذه الناحية الفقهية لكن حسبنا الآن بالنسة لموضوع السؤال الخاص أن نذكر بحديث مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أنه قال: "يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأكبرهم سنا فإن كانوا في السن سواء فأقدمهم هجرة" إذن قدم الأقرأ على من كان أعلم بالسنة ثم من الأحاديث الأخرى التي لابد من ذكر إحداها على الأقل، لنضرب مثلا من تاريخ الإسلام الأول "لا يؤم الرجل في سلطانه" أي هذا السلطان وهو الإمام إما الإمام الأول يعني الخليفة وإما نائبه لا يؤم هذا الإمام في سلطانه (عليكم السلام ورحمة الله وبركاته) هذا الحديث –وعليكم السلام– يكون كالمقيد والمخصص للحديث الأول ولذلك وهذا هو بيت القصيد وبه ينتهي الجواب عن سؤالك، كنا نجد كبار الصحابة وفضلائهم يصلون وراء الظالم المبير وهو الحجاج فكان يصلي خلفه عبد الله بن عمر بن الخطاب الذي يضرب به المثل بأنه من فضلاء الصحابة وزهادهم ومن أتقاهم أهلا، كان يصلي خلفه، ترى من هو الأقرأ، من هو الأعلم، هذا الظالم الحجاج المبير هذا، ولا عبد الله بن عمر بن الخطاب، لا شتان ما بينهما، إذن يقدم الأقرأ ولا ينظر إلى صلاحه وتقواه وهنا نختم الجواب بقوله عليه الصلاة والسلام في حق الأئمة: "يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم وإن أخطأوا فلكم وعليهم" من فقه هذا الحديث أننا إذا رجعنا إلى الحديث الأول المتضمن أن الأقرأ يقدم على الأعلم بالسنة فقد يكون أقرأ وقد لا يحسن أحكام الصلاة وما قد يعرض له مما يفسدها أو ينقصها، مع ذلك قدمه عليه السلام، ثم طمأن بال المقتدين خلف هذا الإمام الذي هو أقرأ وليس أعلم بالسنة، يقول فإن أصابوا فلكم ولهم وإن أخطأوا فلكم وعليهم، وبهذا ينتهي الجواب.(1/3)
السائل:
شيخنا في –تابع لهذا السؤال– رجلان، إمام راتب في مسجده ورجل أقرأ منه، من هو أولى بالإمامة؟
الشيخ:
سبق الجواب، لا يأم الرجل في سلطانه .
السائل:
يعني ليس فقط للإمام الأكبر وإنما هذا يندرج تحت.. الأئمة..
الشيخ :
هذا ما قلته .
السائل :الأئمة، أئمة المساجد أيضا، نعم .
شيخنا بارك الله فيكم، صار معي قبل أيام صورة أرجوا أنك تنبهنا على الصواب فيها بارك الله فيكم. دخلنا على المسجد و أمرت أخونا المؤذن بأن يقيم الصلاة وقد كان في القوم رجل يصلي النافلة في الصف الأول فسويت الصفوف وشرعت في تكبيرة الإحرام، بعد أن أمرت المصلين بأنهم يسدوا الخلل، لأنه كان هذا المصلي متقدم على الصف الأول بقليل فأصبح هو أمام الصف الأول، وشرعت في القراءة فجاء الرجل يريد أن يخرج كانه لم يجد مخرجا و ظن أنه لا يجوز، فجاء إلى جانبي وضربني على كتفي هكذا قليلا حتى يأتم بي فأشرت بيدي هكذا يعني أخرج إلى الصفوف الأخرى، فخرج الرجل وبعد ان قضينا الصلاة قال أنت سببت لي حرج، أول شيء أنا جئت أطلع من بين الصفوف الإخوة مسكرين تماما وجئت أءتم فيك، أنت رفضت إيش هذا، فبينت أنه يجب عليه أنك تتخطى الصفوف ولا حرج عليك. فيا شيخنا هل في هذه المسألة في هناك أخطاء معينة؟
الشيخ:
الذي بدا لي هو لما بدأت بذكر هذه القصة أنه كان ينبغي أن تنبه الرجل مادام أنه كما قلت –والعهدة على الراوي– أنه كان يتنفل أكان عليك أن تأمره بقطع الصلاة وأن ينضم إلى الصف قبل أن تحرم أنت بالصلاة وتزول هذه المشكلة من أصلها وجذرها.
السائل: أصنع هذا أحيانا يا شيخ .(1/4)
الشيخ: -ماعليش نحن عم نحكي في هذا الحين-،كان ينبغي أن نفعل هكذا وهذا يكون يعني سببا قاطعا لأن يقع مثل ما وقع، أما وقد كان ما قد خفت أن يكون إنا إلى الله راجعون فنقول أن الذي فعلته هو الذي لا نجد سبيلا إلا إليه. وليس لهذا الرجل أن ينكر عليك أو أن يعتب عليك مادام أنك أشرت إليه إشارة مفهومة لأن يخرق الصف ويتخذ مكانه في المكان الذي يتيسر له، إما في الصف الأخير أو قد يجد فرجة، وأنا أعتقد أن الصفوف اليوم –مع الأسف الشديد- لا يكون فيها ذلك التراص الذي لا يجد ليس فقط سبيلا للمرور بل قد يجد سبيلا للوقوف في مكان يجد فراغا، فلو فرضنا أن هذه الصفوف كلها متراصة كما أمر الشارع الحكيم فلا بد من أن يخترق الصفوف وأن يصل إلى الصف الأخير وهنا ملاحظة بالنسبة للقائمين في الصف حينما يجدون شخصا كهذا فعليهم أن يتذكروا قول الرسول عليه الصلاة والسلام المتعلق بتسوية الصفوف وأزيد على ذلك وما قد يعترض هذه الصفوف أعني بذلك قوله عليه الصلاة والسلام "لينوا بأيدي إخوانكم" أنا واقف مثلا وضامم رجلي إلى رجل من على يميني وعن يساري وتمام صفي مع هؤلاء كالبنيان المرصوص، فحينما أجد هذا أنزوي وأنضم لأفسح له المجال أن يصل إلى المكان المناسب له، هذا الذي عندي.
السائل:
بارك الله فيكم يا شيخنا، أيضا يا شيخ أمر متعلق بالقصة يا شيخنا كحل لو أنه رضي به عن يمينه هل في هذا مخالفة للسنة شيخنا.
الشيخ:
هذا خلاف الأصل، وهذا ذكره من قبل.
السائل:
يعني في الحديث...
الشيخ:
لو سمحت، هذا إذا لم يتيسر له الوصول إلى الصف، فهذا هو الحل، لكن البحث أنه يتمكن من الوصول أو لا يتمكن .فإن كان يتمكن فالجواب السابق هو الجواب وإن كان لا يتمكن يأتي هذا الكلام.
أحد الإخوة:
أنا فهمت من السؤال أنه هو حاول الإختراق فرفضوه، منعوه.
أحد الإخوة: كأني أفهم من كلامك يا شيخ أنه لو كانوا مثلاً عشر صفوف، ممكن أن يتخذ هذه حجة، إني ما أستطيع إني أخرج.
الشيخ :(1/5)
يا أخي إذا اتخد حجة، نحن نقول لا يكلف الله نفسا إلا وسعها. البحث كله لمن يستطيع، وأخونا أبو الحارث لما سأل السؤال يعني كان كوضع النقاط على الحروف كما يقال اليوم. بحثنا السابق لمن يستطيع، الذي لا يستطيع يقف عن يمين الإمام.
السائل: طيب شيخنا هناك أيضا صورة يواجهها الإمام أحيانا مثلا لو كان الإمام مريض يصلي بالناس جالسا ولكن هذا الإمام يعني تعبان ومريض ويقوى على الوقوف، هل هناك ضابط يعني يسمح للإمام أن يجلس.
مرة يعني فعلت هذا وكنت متعبا حتى أعلم الناس ولكني أستطيع القيام يا شيخ، ولكني متعب، ففي هناك ضابط يعني لازم الواحد أن يكون تعبان على الأخر حتى يجلس .
الشيخ:
الضابط في سؤالك .
السائل:
نعم.
الشيخ:
الضابط في سؤالك، جاء في سؤالك إستدراكا على كلامك وهو قولك ولكني أستطيع القيام إذن خالفت قوله عليه الصلاة والسلام: "صلي قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فجالسا فإن لم تستطع فعلى جنب" وعساك أن يأتي يوم تصلي بهم على جنب..
السائل:
صدق يا شيخ أن الإخوة انبسطوا من هذا الفعل، أنكروه في البداية، ولما سمعوا حديث النبي صلى الله عليه وسلم، المتعلق بهذا فرحوا كثيرا وقالوا بالصلاة جلوس حتى يتعلموا هذه السنة .
الشيخ:
يعني حديث "إنما جعل الإمام ليأتم به".(1/6)
طيب بس أنا أرى في هذه المناسبة، أنه لا ينبغي مفاجأة الجماهير بأحكام لم تطرق أسماعهم مطلقا فيفاجأهم الإمام عمليا، هذا له أثار سيئة ولذلك فأي إمام يريد أن ينشر السنة وأن يطبقها عمليا، فعليه قبل ذلك أن ينشرها قولا، ولعلكم تجدون في إمامنا أبي مالك خير مثال في هذا الصدد فإنه قبل أن يفاجئ الناس بهدم المنبر مثلا يمهد لهذا الهدم حتى لا يفاجأهم وهذا من سياسة الرسول عليه السلام التي تمثلت في قوله للسيدة عائشة "يا عائشة لولا أن قومك حديثوا عهد بالشرك لهدمت الكعبة ولبنيتها على أساس إبراهيم عليه السلام، ولجعلت لها بابين مع الأرض بابا يدخلون منه وبابا يخرجون منه" ما فعل ذلك، هذا من السياسة الشرعية التي علينا نحن طلاب العلم أن نلتزمها وأن نتمسك بها.
بارك الله فيكم يا شيخنا.
السائل:
أنا كل ليلة أضطر بأن أنزل أصحي الإمام،كل ليلة (...) فهل يلزمني كل ما أنزل أصحيه وأطلع أصلي تحية المسجد.
الشيخ:
لماذا تصحيه؟
السائل: باوقظه من النوم للصلاة.
الشيخ:
والأذان لا يوقظه ؟
السائل:
لا، هو ينتظر نزولي لأوقظه.
الشيخ: تفاهم معه أن هذه سنة سيئة.
[ تم مراجعة هذا الملف مرة واحدة وإصلاح السقط والخطأ من قبل الإشراف في موقع الألباني : www.alalbany.net ](1/7)
سلسلة الهدى والنور – 900 :
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني
رحمه الله تعالى
[شريط مفرّغ]
قام بالتفريغ: أبو سعد مراد الطنطاوي
[ تم مراجعة هذا الملف مرة واحدة وإصلاح السقط والخطأ من قبل الإشراف في موقع الألباني : www.alalbany.net ]
محتويات الشريط :-
1 - كلمة الشيخ إبراهيم شقرة بين يدي الشيخ الألباني وطلبه منه وصية لعموم الأمة . ( 00:00:55 )
2 - وصية الشيخ الألباني طلبة العلم بالاستزادة من العلم والعمل بما علموا . ( 00:05:50 )
3 - نهى الشيخ الألباني المسلمين عن كل ماله علاقة بالخروج ؟ ( 00:07:25 )
4 - مطالبة الشيخ الألباني الشباب السلفي باللين في الدعوة وترك الشدة وخاصةً مع المخالفين . ( 00:08:12 )
5 - تعليق إبراهيم شقرة على كلمة الشيخ الألباني . ( 00:09:55 )
6 - يرى بعض الناس أن هناك شيء في السنة ينبغي أن يصحح وتقويم ما وقع فيها من الخطأ بحجة أن السنة تعرضت لكثير من الإنتقاص لما مرت عليه الأمة فنرجوا منكم توضيح هذا الأمر . ( 00:16:00 )
7 - الشيعة ليس لهم أصل ولا عندهم مصادر . ( 00:20:32 )
8 - قراءة الشيخ الألباني (سورة الفاتحة، آيات من آل عمران، سورة القلم، آيات من سورة غافر، سورة الطارق، سورة الشمس، سورة الضحى، سورة الانشراح، آيات من سورة الفرقان.) ( 00:24:55 )
إبراهيم/- إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعود بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد:(1/1)
فيا شيخنا يا أبا عبد الرحمن، إن الزمان يسابق بعضه بعضا وليس في وسع الإنسان أن يستبق الزمان لأن الزمان طويل طويل طويل، والناس والكون كله شيء يجري في سلف الزمان وكما يكون اللقاء يكون الفراق وإذا كان اللقاء يقع في لحظة من لحظات الزمان فإن الفراق مثله كذلك يقع في لحظة من لحظاته فلا ندري متى يكون الفراق كما علمنا متى كان اللقاء وإذا كانت الأرض تكون كفاة للناس أحياءا وأمواتا فنحن الآن فيها على ظهورها تكفتنا في جوفها يوما ولا ندري متى يكون ذلك اليوم، ولقد عهدناكم يا شيخنا حفظكم الله لا تبخلون يوما وما بخلتم وستظلون كذلك تقدمون للناس وللأمة الإسلامية بخاصة تقدمون لها حظا وافرا من العلم الذي عرفته القرون الغوابر والتي ستعرفها القرون اللواحق ويذكرنا علمكم ويشهد الله وذلك لا نقوله لكم مجاملة ولا دهانا ولكن إذ الناس كلهم فوق الأرض وفي أرجاءها كلها يعرفون هذا الذي نقوله، قدمتم للناس علما ما عرفته الدنيا إلا في القرون التي خلت وفي قليل منها فكان منكم التجديد والعودة بالأمة إلى أسناف الماضي تستنهض نفسها بنفسها مما نستمع من كلامكم العظيم الذي يهدي الناس الحيارى ويرد الضلال إلى السواء فيرفع من أقدار الضعفاء في العلم ليجعل منهم دعاة بناة أقوياء أشداء، لذلك فإن ما في هذا المجلس الذي يضم هؤلاء الإخوة وما جئنا إلا لنعودكم في مرضكم داعين لكم أن يطيل الله في عمركم وأن يقوي من عزمكم ويشد من عضدكم لتظلوا كما أنتم، وها نحن نراك والحمد لله جالسا في شيء من العافية التي نرجو الله أن تزداد يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة ودقيقة بعد دقيقة فهلا أتحفتنا يا شيخنا حفظك الله بموعظة تفيد منها الأمة كلها ومن كان على منهج الكتاب والسنة بخاصة منها لتبقى مسطورة في سجل الزمن كلمات مسموعة وحروف مكتوبة ومعاني متلاحقة لا يكون إلا لمثلها إن كان هناك مثلها وقع على قلوب الناس وجزاك الله خيرا.(1/2)
الشيخ ناصر/- إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعود بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد: فوصيتي لكل مسلم على وجه الأرض وبخاصة إخواننا الذين يشاركوننا في الإنتماء إلى الدعوة المباركة دعوة الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح أوصيهم ونفسي بتقوى الله تبارك وتعالى أولاً، ثم بالإستزادة من العلم النافع كما قال تعالى: "واتقوا الله ويعلمكم الله" وأن يقرنوا علمهم الصالح الذي هو عندنا جميعاً لا يخرج عن كونه كتاب وسنة وعلى منهج السلف الصالح، أن يقرنوا مع علمهم هذا والإستزادة منه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا والعمل بهذا العلم حتى لا يكون حجة عليهم وإنما يكون حجة لهم "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم" ثم أحذرهم من مشاركة كثيرين ممن خرجوا عن خط السلف بأمور كثيرة وكثيرة جدا يجمعها كلمة الخروج على المسلمين وعلى جماعتهم وإنما نأمرهم بأن يكونوا كما قال عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح "وكونوا عباد الله إخوانا" كما أمركم الله تبارك وتعالى وعلينا كما قلت في جلسة سابقة وأعيد ذلك مرة أخرى وفي الإعادة إفادة وعلينا أن نترفق في دعوتنا المخالفين إليها وأن نكون مع قوله تبارك وتعالى دائما وأبدا "ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" وأحق من يكون باستعمالنا له أو معه هذه الحكمة هو من كان أشد خصومة لنا في مبدأنا وفي عقيدتنا حتى لا نجمع بين ثقل دعوة الحق التي امتن الله عزوجل بها علينا وبين ثقل سوء أسلوب الدعوة إلى الله عز وجل فأرجو من إخواننا جميعا في كل بلاد الإسلام أن يتأدبوا بهذه الأداب الإسلامية ثم أن يبتغوا من وراء ذلك وجه الله عز وجل "لا يريدون جزاء ولا شكورا" ولعل في هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.(1/3)
إبراهيم /-الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه، جزاك الله خيرا يا شيخنا على هذه التحفة الكريمة التي أتحفت بها المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وأنتم في هذا المجلس الذي نراكم فيه وهو مجلس العافية و الشفاء، نسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لنا في عمرك وأن يمد لنا في أجلك وأن يجعلك إماما كما كنت وستظل كذلك وأنا حقيقة وأنا أسمع هذه الكلمات في هذا المجلس الذي نراك فيه وأنت على مثل ما أنت عليه من الجهد والمشقة في إخراج الكلمات وتنظيمها وتنسيقها، والله ولكأني أراك وقد عرفتك منذ أكثر من ثلاثين عاما، الكلمات هي الكلمات والألفاظ هي الألفاظ والعزيمة هي العزيمة لكنها وإن وهن الجسم بها لكن عافية القلب والحمد لله لا زالت منطلقة وستظل ...(بكاء الشيخ إبراهيم)...(1/4)
ولكأني والله أسمعها منكم لأول مرة وقد سمعت ذلك أو قريبا منها بحيث لا يخرج عن معناها العام مرارا وتكرارا ولكأنها كلمات تتقاطر عذوبة من وحي السماء تلتقى على لسانك وتتحرك بها شفتاك لكنها عزيمة وثابة عرفناها من إمام السنة في هذا الزمان الشيخ محمد ناصر الدين الألباني شيخنا أحسن الله إليه كأنما نسمعها ونحس ببركتها وهي تخرج من بين شفتيه وستظل إن شاء الله من وراءه ومن أمامه في حياته وبعد عمره، وبعد أن يبقى فينا عمراً مديداً وأن يقدم للأمة من جهده الذي سيظل موصولاً ونرجو الله عز وجل أن يمد في أجلك وأن يعافيك وأن يجعلك دائما وأبدا العمود الذي نلتقي عنده والأسطوانة القوية التي نلتف من حولها ولسوف تعلم يا شيخنا بأن هذا الرجل الذي أتاك ليزورك من ليبيا هو وإخوان له هم أولئك الذين سيظلون الرفدة الباقية لكم بدعائهم وإخلاصهم وحبهم والتفافهم من حولك وذكرهم لك دائما وأبدا في حلهم وترحالهم وفي شهودهم وفي غيبتهم وفي بلادهم وفي غربتهم هم هم أحبابك الذين عرفوك قبل أن يروك وسمعوا حديثك على الأشرطة وقرؤوا علمك في بطون الكتب فما زادتهم رؤياك والله إلا بصيرة وإلا حبا وإخلاصا لك ما فتئوا وسيظلون كذلك أبناءك وأحبائك والمخلصين الذين يمشون من وراءك على منهج كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى فهم السلف الصالح في تصفية لعقيدتهم وفي تربيتهم على أحكام الكتاب والسنة وهي مقتضى العقيدة الصحيحة التي نقرأها آيات مسطرة وأحاديث بينة وأخيراً أقول جزاك الله خيرا يا شيخنا وجعلك إماما دائما وأبدا تقود من ورائك من يحب الحق والخير والعدل وترى فيهم الجند البصراء العقلاء الذين يقرأون قول الله تبارك وتعالى: "قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني" فجزاك الله خيرا وأحسن إليك وبارك في عمرك وشفاك وعفاك والسلام عليكم و رحمة الله .(1/5)
الشيخ ناصر /-وأنت جزاك الله خيرا وبارك في الجميع الذين يسمعون موعظة فضيلة الشيخ محمد شقرة، جزاه الله خيراً والذين ستسمعونها إياهم ويستفيدون منها زاداً يكون لهم ذخيرة يوم القيامة "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " وشكر الله لكم .... (هذه القعدة نادرة جداً تذكرنا بقعدة الآباء والأجداد).
إبراهيم /- شيخنا حفظكم الله لابد وأنكم تعلمون وهي مسألة قديمة جديدة كسائر المسائل التي تعرض لها العلم أن كثيرا أو بعضا من الناس يرون في السنة النبوية شيئاً ينبغي أن يصحح وأن يلجأ إلى تقويم ما وقع من الخطأ فيها من طريق يظنه هؤلاء أنه طريق ليس بالغريب أن ينكروا على السائرين عليها وذلكم لأن السنة النبوية شيء تعرضت في ظنهم إلى كثير من الانتقاص بسبب العوامل التي مرت بها الأمة ولذلك هم يصرفون أنظارهم عن جزء كبير من السنة النبوية ويتمسكون بالقليل أو ببعضها لأنهم يظنون أن هذه هي الطريقة المثلى في العمل والإلتزام بالسنة. فنرجو منكم توضيح هذا الأمر وبيانه بيانا شافيا كما عهدناكم في إجاباتكم الكثيرة على الأسئلة التي تعرض عليكم وبارك الله فيكم.(1/6)
الشيخ ناصر/- رواية السنة سواء كانت قولا أو عملا أو تقريرا لهم جهود وأتعاب لا يشاركهم فيها أمة أخرى أو جماعة أخرى على وجه الأرض قاطبة حتى في المسلمين فإذا قلنا علينا أن نتمسك بالمذهب، المذهب لم يخدم كما خدم الحديث من حيث النقل أعني الأئمة الأربعة رحمهم الله ورضي عنهم لهم أقوال لكن هذه الأقوال لم يعتني أصحابهم بروايتها كما اعتنى أئمة الحديث برواية السنة بصورة عامة ولذلك الذي يريد أن يدع السنة القولية، ودعنا من السنة العملية التي هو يؤمن بها وزاده الله إيمانا وتصديقا، السنة القولية والفعلية والتقريرية هذه حينما نقلها أئمة الحديث نقلوها بقواعد وضوابط ومعرفة الرواة وتراجم حياتهم من أول مبدأ طلبه للعلم إلى وفاته ثم هل هو صدوق أم كذوب؟ هل هو حافظ؟ هل هو..؟ لا يوجد شيء من هذا أبدا في كتب الفقه وفي الآثار التي تروى من أتباع المذاهب عن أئمتهم ولذلك فالذي يدع السنة هذه بمعناها العام بشبهة إن في شك في الرواة ويظل يتمسك بأقوال الذين رووا أقوال الأئمة هو مثله كمثل من يبني قصراً ويهدم مصراً، ولذلك هذا الحقيقة يأتي من شيئين أو من أحد شيئين على الأقل، أحدهما من الجهل بجهود الأئمة، أئمة السنة أي البخاري ومسلم وأمثالهما ممن هم معروفون أو من أعداء السنة أعداء أهل السنة والجماعة كما أشرت آنفا من أمثال الشيعة والرافضة، فهؤلاء يصدق على الأكثرين منهم قوله تبارك وتعالى: "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم" هم يعرفون يقيناً أن خدمة أهل السنة للسنة لا يدانيها ولا يوازيها خدمة الشيعة لكتابهم المقدس عندهم الذي اسمه "الكافي" هذا الكافي عندهم بمنزلة البخاري فيه ويلات وفيه طامات، مع ذلك ليس له رواة، ليس له تراجم معروفة لكل راو وبعضهم من الشيعة أنفسهم وهذه حقيقة مهمة جدا، قدموا للكتاب واعترفوا بما فيه من إنحرافات، لذلك أنا أقول أن عدم الإعتداد بالسنة بصورة عامة يأتي إما من الجهل بجهود أئمة السنة وخدمتهم.(1/7)
الآن يوجد كتب في التراجم فيها الألوف المؤلفة، عشرات الألوف المؤلفة من تراجم الرجال، اطلب كتابا من الشيعة فضلا عن المذاهب الأخرى كالإباضية –وهم بجواركم هناك- وغيرهم من الطوائف، أطلب كتابا صغيرا في التراجم لا تجد عندهم إلا عن جزء صغير، بينما عندنا تهذيب الكمال للحافظ المجدي الدمشقي، خمس وثلاثون مجلد، خمس وثلاثون مجلد ثم قلنا مثل ذلك عن الكتب الأخرى التي تعتبر أصول في مثل كتاب تهذيب الكمال هذا، فأهل السنة الحمد لله أغنياء بالثقافة البصيرية العقلية الحقة اه نعم بينما الجماهير الأخرى هم فقراء بالمرة، ولذلك الأمر هنا كما قيل:
حسدو الفتى إن لم ينالوا سعيه فالكل أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلنا لوجهها حسدا وبغيا إنه لدميم
هم يعرفون هذه الحقيقة لكنهم كما قال تعالى: "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم" وأنا أرجوا للوالد ولكل مسلم أصيب بشيء من الإنحراف عن السنة الصحيحة أن يبصره الله عز وجل بهذه السنة وأن يعود إليها تائباً إلى الله تبارك و تعالى.
إبراهيم /- جزاكم الله خيرا شيخنا وبارك الله فيكم ولا تؤاخذونا على الإثقال عليكم، لكنها والله هذه الفقرة الأخيرة التي سمعناها الآن لقد جمعت لا أقول كتابا واحدا وإنما جمعت كتبا سطرت على مد الدهر، فجزاكم الله خيرا على هذه الخلاصة التي هي منهاج عملي حقيقي علمي لعلم السنة والكتاب والعلم الذي اصطلحت عليه الأمة من قديم علم مصطلح الحديث. فجزاكم الله خيراً على هذه الفقرة العظيمة .
(ما تبقى من الشريط هو عبارة عن قراءة طيبة مباركة للشيخ الألباني رحمه الله للذكر الحكيم)
[ تم مراجعة هذا الملف مرة واحدة وإصلاح السقط والخطأ من قبل الإشراف في موقع الألباني : www.alalbany.net ](1/8)