بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الورع
كتاب الورع للحافظ ابي بكر عبد الله بن عبيد بن ابي الدنيا ( 208 - 281 ) ه تحقيق وتعليق ابي عبد الله محمد بن حمد الحمود الطبعة الاولى 1988 م - 1408 ه حقوق الطبع محفوظة للناشر الطبعة الاولى 1408 ه - 1988 م الناشر الدار السلفية حولي - شارع تونس مقابل محافظة حولي تلفون : 2617420 ص . ب . : 20857 الصفاة - الكويت الرمز البريدي 13069 الصفاة
بسم الله الرحمن الرحيم توطئة الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهد الله فهو المهتدي ، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ، واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، وان محمدا عبده ورسوله ، وصفيه وخليله ، بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة ، وجاهد في الله حق جهاده ، حتى اتاه اليقين من ربه ، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله واصحابه اجمعين ومن سار على نهجه واقتدى بسنته الى يوم الدين . وبعد : فهذا كتاب ( الورع ) لابي بن ابي الدنيا رحمه الله تعالى ، حققته ورجوت النفع والعظة لنفسي المقصرة اولا ، ولاخواني من المسلمين ثانيا ، في زمن صار فيه امر الورع نسيا منسيا ، وكاد نوره ان ينطفا الا قليلا هنا وهناك . وإذا كان انس رضي الله عنه يقول لاصحابه يومئذ وهم من القرون الفاضلة : انكم لتعملون اعمالا هي ادق في اعينكم من الشعر ، ان كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وآله من الموبقات . فما عساه ان يقول لو اطلع علينا وعلى احوالنا وراى بيوتنا واسواقنا ولا حول ولا قوة الا بالله . والورع ما هو الا ثمرة من ثمرات الخوف من الله سبحانه ، إذ من خاف الله تعالى كف نفسه عما يغضبه ويسخطه فمن طلب منزلة الورع ، فليحيي في قلبه الخوف من الله العظيم فان عذابه شديد اليم . قال سبحانه عن عباده المؤمنين ( والذين هم من عذاب ربهم مشفقون * ان عذاب ربهم غير مامون ) المعارج : 27 - 28 . والعلم بالله تعالى(1/1)
وبشريعته موجب لخشيته ( انما يخشى الله من عباده العلمؤا ) فاطر 28 . فمن اراد هذه المنزلة فليسارع قبل فوات الاوان وانقضاء الاجل والعمل .
ولعل في كتابنا هذا ما يعينه على مقصوده ، وينير له دربه وان الله لهاد الذين آمنوا الى صراط مستقيم .
موضوع الكتاب : يعرض المؤلف للاخبار الواردة في الورع وانواعه الورع في السمع والبصر واللسان واليد والبطن .
واخبار الورعين وحكاياتهم ويسوق ذلك كله بالاسانيد على طريقة المحدثين ولا يتعرض للشرح أو التعليق على ما يروي معنى الورع لغة : يقول صاحب ( تاج العروس ) ( 22 / 313 - 314 ) : الورع محركة التقوى والتحرج والكف عن المحارم .
وقد ورع الرجل كورث هذه هي اللغة المشهورة التي اقتصر عليها الجماهير . يرع ويورع ويرع ويورع وراعة وورعا بالفتح ويحرك ووروعا بالفتح ويضم ، اي : تحرج وتوقي عن المحارم . واصل الورع : الكف عن المحارم ثم استعير للكف عن الحلال والمباح والاسم : الرعة والريعة بكسرهما .
يقال فلان سئ الرعه اي : قليل الورع . والورع بالتحريك ايضا : الجبان قال الليث : سمي به لاحجامه ونكوصه اه باختصار .
اما معناه الشرعي : فيقول الجرجاني في كتابه ( التعريفات ) ( ص 252 ) : الورع هو اجتناب الشبهات خوفا من الوقوع في المحرمات .
وقيل هي ملازمة الاعمال الجميلة اه . وللحافظ المحقق ابن القيم رحمه الله كلام نفيس في ( الورع ) في كتابه القيم ( مدارج الساكين ) رايت من اللازم نقله هنا ، لعلاقته الوثيقة بموضوع كتابنا ، فقد تكلم فيه عن الورع وتعريف السلف له وانواعه ودرجاته .
قال رحمه الله تعالى : ومن منازل ( اياك نعبد واياك نستعين ) منزلة ( الورع ) . قال تعالى ( يا ايها الرسل كلوا من الطيبت واعملوا صلحا اني بما تعملون عليم ) المؤمنون : 51 وقال تعالى ( وثيابك فطهر ) المدثر : 4 قال قتادة ومجاهد : نفسك فطهر من الذنب .(1/2)
فكنى عن النفس بالثوب . وهذا قول ابراهيم النخعي والضحاك ، والشعبي ، والزهري ، والمحققين من اهل التفسير .
قال ابن عباس : لا تلبسها على معصية ولا غدر .
ثم قال : اما سمعت قول غيلان ابن سلمة الثقفي : واني - بحمد الله - لا ثوب غادر لبست ولا من غدرة اتقنع والعرب تقول في وصف الرجل بالصدق والوفاء : طاهر الثياب .
وتقول للغادر والفاجر : دنس الثياب .
وقال ابي بن كعب : لا تلبسها على الغدر ، والظلم والاثم . ولكن البسها وانت بر طاهر . وقال الضحاك : عملك فاصلح قال السدى يقال للرجل إذا كان صالحا انه لطاهر الثياب وإذا كان فاجرا انه لخبيث الثياب وقال سعيد بن جبير : وقلبك وبيتك فطهر .
وقال الحسن والقرظي : وخلقك فحسن .
وقال ابن سيرين وابن زيد : امر بتطهير الثياب من النجاسات التي لا تجوز الصلاة
معها . لان المشركين كانوا لا يتطهرون ، ولا يطهرون ثيابهم . وقال طاووس : وثيابك فقصر .
لان تقصير طهرة لها . والقول الاول : اصح الاقوال . ولا ريب ان تطهيرها من النجاسات وتقصيرها من جملة التطهير المأمور به إذ به تمام اصلاح الاعمال والاخلاق .
لان نجاسة الظاهر تورث نجاسة الباطن . ولذلك امر القائم بين يدي الله عز وجل بازالتها والبعد عنها . والمقصود : ان الورع يطهر دنس القلب ونجاسته كما يطهر الماء دنس الثوب ونجاسته ، وبين الثياب والقلوب مناسبة ظاهرة وباطنة ولذلك تدل ثياب المرء في المنام على قلبه وحاله ، ويؤثر كل منهما في الاخر .
ولهذا ونهى عن لباس الحرير والذهب وجلود السباع لما تؤثر في القلب من الهيئة المنافية للعبودية والخشوع . وتاثير القلب والنفس في الثياب امر خفي .(1/3)
يعرفه اهل البصائر من نظافتها ودنسها ورائحتها ، وبهجتها وكسفتها حتى ان ثوب البر ليعرف من ثوب الفاجر ، وليسا عليهما . وقد جمع النبي ( ص ) الورع كله في كلمة واحدة فقال ( من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعينه ) فهل يعم الترك لما لا يعني من الكلام والنظر والاستماع والبطش والمشي والفكر وسائر الحركات الظاهرة والباطنة . فهذه الكلمة كافية شافية في الورع . وقال ابراهيم بن ادهم : الورع ترك كل شبهة ، وترك ما لا يعنيك هو ترك الفضلات . وفي الترمذي مرفوعا الى النبي ( ص ) ( يا ابا هريرة كن ورعا ، تكن اعبد الناس ) .
[ ما الذي يدفعنا الى الورع ] : ثم يتابع ابن القيم فيقول : قال صاحب المنازل .
( الورع : توق مستقصى على حذر . وتحرج على تعظيم ) .
يعني ان يتوقى الحرام والشبه ، وما يخاف ان يضره اقصى ما يمكنه من التوقى لان التوقى والحذر متقاربان . الا ان ( التوقى ) فعل الجوارح . و ( الحذر ) فعل القلب .
فقد يتوقى العبد الشئ لا على وجه الحذر والخوف . ولكن لامور اخرى : من اظهار نزاهة وعزة وتصوف ، أو اعتراض آخر ، كتوقي الذين لا يؤمنون بمعاد ولا جنة ولا نار ما يتوقونه من الفواحش والدناءة ، تصونا عنها . ورغبة بنفسهم عن مواقعتها ، وطلبا للمحمدة ، ونحو ذلك . وقوله ( أو تحرج على تعظيم ) يعني ان الباعث على الورع عن المحارم والشبه اما حذر حلول الوعيد . واما تعظيم الرب جل جلاله ، واجلالا له ان يتعرض لما نهى عنه . فالورع عن المعصية : اما تخوف أو تعظيم . واكتفى بذكر التعظيم عن ذكر الحب الباعث على ترك معصية المحبوب ، لانه لا يكون الا مع تعظميه . والا فلو خلا القلب من تعظيمه لم تستلزم محبته مخالفته . كمحبة الانسان ولده وعبده وامته .
فإذا قارنه التعظيم اوجب ترك المخالفة .(1/4)
قال ( وهو على ثلاث درجات . الدرجة الاولى : تجنب القبائح لصون النفس ، وتوفير الحسنات ، وصيانة الايمان ) . هذه ثلاث فوائد من فوائد تجنب القبائح . احداها : صون النفس .
وهو حفظهما وحمايتها عما يشينها ، ويعيبها ويزري بها عند الله عز وجل وملائكته ، وعباده المؤمنين وسائر خلقه . فان من كرمت عليه نفسه وكبرت عنده صانها وحماها ، وزكاها وعلاها ، ووضعها في اعلى المحال . وزاحم بها اهل العزائم والكمالات .
ومن هانت عليه نفسه وصغرت عنده القاها في الرذائل . واطلق شناقها ، وحل زمامها وارخاه ودساها ولم يصنها عن قبيح . فاقل ما في تجنب القبائح : صون النفس .
واما ( توفير الحسنات ) فمن وجهين احدهما : توفير زمانه على اكتساب الحسنات . فإذا اشتغل بالقبائح نقصت عليه الحسنات التي كان مستعدا لتحصيلها . والثاني : توفير الحسنات المفعولة عن نقصانها ، بموازنة السيئات وحبوطها ، كما تقدم في منزلة التوبة : ان السيئات قد تحبط الحسنات ، وقد تستغرقها بالكلية أو تنقصها .
فلا بد ان تضعفها قطعا ، فتجنبها يوفر ديوان الحسنات . وذلك بمنزلة من له مال حاصل . فإذا استدان عليه فاما ان يستغرقه الدين أو يكثره أو ينقصه فهكذا الحسنات والسيئات سواء . واما ( صيانة الايمان ) فلان الايمان عند جميع اهل السنة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية . وقد حكاه الشافعي وغيره عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم واضعاف المعاصي للايمان امر معلوم بالذوق والوجود . فان العبد - كما جاء في الحديث - ( إذا اذنب نكت في قلبه نكتة سوداء . فان تاب واستغفر صقل قلبه .
وان عاد فاذنب نكت فيه نكتة اخرى ، حتى تعلو قلبه وذلك الران الذي قال الله تعالى ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) المطففين : 114 ، فالقبائح تسود القلب . وتطفئ نوره ، والايمان هو نور في القلب . والقبائح تذهب به أو تقلله قطعا . فالحسنات تزيد نور القلب .(1/5)
والسيئات تطفئ نور القلب . وقد اخبر الله عز وجل ان كسب القلوب سبب للران الذي يعلوها . واخبر انه اركس المنافقين بما كسبوا . فقال ( والله اركسهم بما كسبوا ) النساء : 88 واخبر ان نقص الميثاق الذي اخذه على عباده سبب لتقسية القلب .
فقال ( فبما نقضهم ميثقهم لعنهم وجعلنا قلوبهم قسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ) المائدة : 13 فجعل ذنب النقض موجبا لهذه الآثار : من تقسية القلب ، واللعنة ، وتحريف الكلم ، ونسيان العلم .
فالمعاصي للايمان كالمرض والحمى للقوة ، سواء بسواء ولذلك قال السلف : المعاصي بريد الكفر ، كما ان الحمى بريد االموت . فايمان صاحب القبائح كقوة المريض على حسب قوة المرض وضعفه . وهذه الامور الثلاثة - وهي صون النفس ، وتوفير الحسنات وصيانة الايمان - هي ارفع من باعث العامة على الورع ، لان صاحبها ارفع همة لانه عامل على تزكية نفسه وصونها ، وتاهلها للوصول الى ربها ، فهو يصونها عما يشينها عنده ، ويحجبها عنه ويصون حسناته عما يسقطها ويضعها ، لانه يسير بها الى ربه . ويطلب بها رضاه ويصون ايمانه بربه : من حبه له وتوحيده ومعرفته به ، ومراقبته اياه عما يطفئ نوره ، ويذهب بهجته ، ويوهن قوته .
قال الشيخ [ اي الهروي ] : ( وهذه الثلاث الصفات : هي في الدرجة الاولى من ورع المريدين ) . ويعني ان للمريدين درجتين اخريين من الورع فوق هذه . ثم ذكرهما فقال ( الدرجة الثانية : حفظ الحدود عند مالا باس به ، ابقاء على الصيانة والتقوى ، وصعودا عن الدناءة وتخلصا عن اقتحام الحدود ) .
يقول ان من صعد عن الدرجة الاولى الى هذه الدرجة من الورع يترك كثير مما لا باس به من المباح ، ايقاء على صيانته ، وخوفا عليها ان يتكدر صفوها ، ويطفا نورها فان كثيرا من المباح يكدر صفوة الصيانة ويذهب بهجتها ويطفئ نورها ويخلف حسنها وبهجتها .(1/6)
وقال لي يوما شيخ الاسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - في شئ من المباح : هذا ينافي المراتب العالية ، وان لم يكن تركه شرطا في النجاة . أو نحو هذا من الكلام . فالعارف يترك كثيرا من المباح ابقاء على صيانته .
ولا سيما إذا كان ذلك المباح برزخا بين الحلال والحرام . فان بينهما برزخا - كما تقدم - فتركه لصاحب هذه الدرجة كالمتعين الذي لابد منه لمنافاته لدرجته : والفرق بين صاحب الدرجة الاولى وصاحب هذه : ان ذلك يسعى في تحصيل الصيانة . وهذا يسعى في حفظ صفوها ان يتكدر ، ونورها ان يطفا ويذهب . وهو معنى قوله ( ابقاء على الصيانة ) . واما الصعود عن الدناءة : فعو الرفع عن طرفاتها وافعالها . واما ( التخلص عن اقتحام الحدود ) فالحدود : هي النهايات . وهي مقاطع الحلال والحرام . فحيث ينقطع وينتهي ، فذلك حده فمن اقتحمه وقع في المعصية . وقد نهى الله تعالى عن تعدي حدوده وقربانه . فقال ( تلك حدود الله فلا تقربوها ) البقرة : 187 . وقال ( تلك حدود الله فلا تعتدوها ) البقرة 229 فان الحدود يراد بها اواخر الحلال ، وحيث نهى عن القربان فالحدود هناك : اوائل الحرام . يقول سبحانه : لاتتعدوا ما ابحت لكم . ولا تقربوا ما حرمت عليكم . فالورع يخلص العبد من قربان هذه وتعدي هذه .
وهو اقتحام الحدود . قال ( الدرجة الثالثة : التورع عن كل داعية تدعو الى شتات الوقت . والتعلق بالتفرق . وعارض يعارض حال الجمع ) .
الفرق بين شتات الوقت ، والتعلق بالتفرق : كالفرق بين السبب والمسببب . والنفي والاثبات .(1/7)
فانه يشتت وقته . فلا يجد بدا من التعلق بما سوى مطلوبه الحق . إذ لا تعطيل في النفس ولا في الادارة . فمن لم يكن الله مراده اراد ما سواه . ومن لم يكن هو وحده معبوده عبد ما سواه . ومن لم يكن عمله لله فلا بد ان يعمل لغيره . وقد تقدم هذا . فالمخلص يصونه الله بعبادته وحده ، وارادة وجهه وخشيته وحده ، ورجائه وحده ، والطلب منه ، والذل له ، والافتقار إليه وحده . وانما كان هذا اعلى من الدرجة الثانية : لان اربابها اشتغلوا بحفظ الصيانة من الكدر وملاحظتها . وذلك عند اهل الدرجة الثالثة : تفرق عن الحق . واشتغال عن مراقبته بحال نفوسهم . فادب اهل هذه ادب حضور ، وادب اولئك ادب غيبة اه . وقسم الراغب الاصفهاني الورع الى ثلاثة مراتب : 1 - واجب وهو الاحجام عن المحارم ، وذلك للناس كافة . 2 - وندب وهو الوقوف عن الشبهات ، وذلك للاواسط . 3 - وفضيلة : وهو الكف عن كثير من المباحات والاقتصار عن اقل الضرورات ، وذلك للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
المؤلفات في الورع :
1 - ( كتاب الورع ) لعبد الملك بن حبيب بن سليمان السلمي داسي الالبيري ( 174 - 238 ه ) . ويوجد كتابه مخطوطا في ( مدريد 577 / 6 ) ( 22 ورقة ) تاريخ التراث لفؤاد سزكين ( 1 / 2 / 249 ) .
2 - ( كتاب الورع ) لابي بكر احمد بن محمد بن الحجاج الفقيه المروذي المتوفى سنة ( 275 ه ) . تذكره الحفاظ 2 / 631 - 633 ) . ويوجد مخطوطات الحديث للعلامة الالباني ( ص 404 )
3 - ( الورع ) لمحمد بن نصر المروزي الامام المشهور صاحب كتاب ( السنة ) و ( قدر الصلاة ) وغيرهما ، المتوفي سنة ( 394 ه ) .
ذكر كتابه حاجي خليفة في ( كشف الظنون ) ( 2 / 1469 ) والبغدادي في ( هدية العارفين ) ( 6 / 21 ) وفؤاد سزكين في ( تاريخ التراث ) ( 1 / 3 / 198 ) .(1/8)
4 - كتاب الورع للامام احمد بن محمد بن حنبل ( 164 - 241 ه ) . ذكره الروداني ( في صلة الخلف بموصول السلف ) مجلة معهد المخطوطات ( 29 / 2 / ص 529 ) . وسزكين ( 1 / 3 / 223 ) وذكر ان نسخة منه موجودة في القاهرة ( طلعت مجموع 157 ( من اب - 47 أ ) . وتوجد نسخة اخرى في الظاهرية ، وعندي صورة منها . وقد طبع الكتاب سنة 1340 ه وقالت في مقدمته : لا نعلم لكتاب الورع مخطوط وقد خرجت بعض الاحاديث والاثار ، الا ان الكتاب لا يزال بحاجة الى خدمة علمية ادق .
وطبع مرة اخرى سنة 1406 ه بدراسة وتحقيق ( هكذا كتب على غلاف الكتاب ) محمد السيد بسيوني زغلول ، ومن يتصفح الكتاب لا يرى من الدراسة والتحقيق الا القليل . وقال انه اعتمد على مطبوعة سنة 1340 ه . 5 - كتاب الورع ، لابي بكر بن ابي الدنيا ، وهو كتابنا هذا وسيأتي الكلام عليه . وتكلم كثير على العلماء من الورع وانواعه وفضائله في مضفاتهم ، منهم :
1 - الغزالي في ( احياء علوم الدين ) ( 2 / 89 وما بعدها ) .
2 - الراغب الاصفهاني في كتابه ( الذريعة الى مكارم الشريعة ) ( ص 216 - 217 ) .
3 - ابن الجوزي في كتابه ( صيد الخاطر ) ( ص 148 - 150 ) و ( ص 216 - 217 ) وغيرها .
4 - ابن القيم في كتابه ( مدارج السالكين ) ( 2 / 20 - 27 ) . هذا وقبل ان نتكلم عن كتاب الورع لابن ابي الدنيا ، نمر مرورا سريعا على حياته وآثاره . * ترجمة المؤلف * * اسمه ونسبه : هو عبد الله بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي مولاهم البغدادي ، المؤدب ، من والي بني امية . * مولده : ولد سنة ثمان ومئتين .
* شيوخه : وهم خلق كثير وذكرهم المزي على حروف المعجم في كتابه ( تهذيب الكمال ( 2 / 736 - 737 - النسخة المخطوطة ) فلا داعي لسردهم هنا . ولكني سأذكر اسماء شيوخه في هذا الكتاب فقط ، تاركا ارقام مروياتهم لمن اراد ان يراجعها في الفهرست الذي في آخر الكتاب
1 - احمد بن ابان لم اجد له ترجمة .(1/9)
2 - احمد بن ابراهيم الدروقي ، ثقة حافظ ( التقريب ) .
3 - احمد بن اسحاق الاهوازي ، صدوق ( التقريب ) .
4 - احمد بن حاتم الطويل ، وثقة ابن معين والدار قطني . الجرح ( 2 / 48 ) ، ت بغداد ( 4 / 114 - 115 ) .
5 - احمد بن عبدة الضبي ، ثقة رمي بالنصب . م 4 ( التقريب ) .
6 - احمد بن عمران بن عبد الملك الاخنسي . قال أبو حاتم : شيخ ، وقال أبو زرعة تركوه ، الجرح ( 2 / 64 - 65 ) .
7 - احمد بن عنبسة . لم اجد له ترجمة .
8 - احمد بن منيع أبو جعفر البغوي الاصم ، ثقة حافظ . ع ( التقريب ) .
9 - ابراهيم بن سعيد الجوهري ، ثقة حافظ تكلم فيه بلا حجة . م 4 ( التقريب ) .
10 - ابراهيم بن المنذر الحزامي ، صدوق تكلم فيه احمد لاجل القرآن . خ ت س ق . ( التقريب ) .
11 - ازهر بن مروان الرقاشي ، صدوق . ت ق ( التقريب ) .
12 - اسحاق بن ابراهيم بن يعقوب البغوي ، ثقة . خ ( التقريب ) .
13 - اسحاق بن ابراهيم بن نسطاس . قال أبو حاتم : شيخ ليس بالقوي ، الجرح ( 2 / 206 ) المغنى ( 1 / 68 ) .
14 - اسحاق بن اسماعيل الطالقاني ، ثقة تكلم في سماعة من جرير وحده . د ( التقريب ) .
15 - اسماعيل بن ابي الحارث هو ابن اسد البغدادي ، صدوق . دق ( التقريب ) .
16 - الحسن بن عبد العزيز الجروي ، ثقة ثبت عابد فاضل . خ ( التقريب ) .
17 - الحسن بن عتبة الشامي ، قال أبو حاتم : مجهول . الجرح ( 3 / 31 ) .
18 - الحسن بن قزعة الهاشمي مولاهم البصري ، صدوق . ت س ق ( التقريب ) .
19 - الحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي ، مقبول . د س ق
20 - الحسين بن علي بن يزيد الصدائي ، صدوق . ت س
21 - الحكم بن موسى بن ابي زهير البغدادي ، صدوق . خت م مدس ق
22 - خالد خداش أبو الهيثم المهبلي مولاهم ، البصري صدوق يخطئ . بخ م كد س .
23 - خالد بن زياد الزيات ، وصفته المصنف بقوله : وكان صالحا . ( ت بغداد 8 / 308 ) .(1/10)
24 - خلف بن سالم المخرمي ، ثقة حافظ ، صنف المسند ، عابوا عليه التشيع ودخوله في شئ من أمر القاضي . س
25 - خلف هشام البزار ، المقري البغدادي ، ثقة له اختيار في القراءات . م د
26 - داود بن عمرو الضبي ، أبو سليمان البغدادي ، ثقة من كبار شيوخ مسلم . م س
27 - داود بن محمد بن يزيد . لم أجد له ترجمة .
28 - دهثم بن الفضل ، اورده الخطيب في تاريخه ( 8 / 386 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
29 - رباح بن الجراح ، أبو الوليد ، ثقة ( ت بغداد " 8 / 428 " )
30 - رجاء بن السندي النيسابوري ، صدوق ( التقريب ) .
31 - سريج بن يونس بن ابراهيم البغدادي ، ثقة عابد ( خ م س )
32 - سعيد بن سليمان الضبي لقبه سعدوية ، ثقة حافظ . ع
33 - سعيد بن الحكم بن محمد بن ابي مريم الجمحي بالولاء ، أبو محمد المصري ، ثقة ثبت فقيه . ع
34 - سلمه بن شبيب المسمعي النيسابوري ، ثقة ( م 4 ) .
35 - سليمان بن منصور الخزاعي . ( انظر التحقيق رقم 121 ) .
36 - سويد بن سعيد الهروي ، الحدثاني أبو محمد ، صدوق في نفسه الا انه عمي فصار يتلقن من حديثه فافحش فيه ابن معين القول ( م ق ) .
37 - العباس بن جعفر بن عبد الله بن الزبرقان البغدادي ، أبو محمد بن ابي طالب اخو يحيى ، صدوق . ( ق ) .
38 - العباس بن عبد العظيم العنبري ، أبو الفضل البصري ، ثقة حافظ ( خت م 4 ) .
39 - عبد الله بن الهيثم العبدي ، أبو محمد البصري ، لا باس به ( س ) .
40 - عبد الرحمن بن زبان الطائي ، ذكره الخطيب في تاريخه ( 10 / 267 - 268 ) ولم يحك فيه جرحا ولا تعديلا .
41 - عبد الرحمن بن صالح العتكي أبو محمد الكوفي ، صدوق يتشيع ( س ) .
42 - عبد الرحمن بن واقد بن مسلم البغدادي ، صدوق يغلط ( ت ق ) . 43 - عبد الرحمن بن يونس بن هاشم أبو مسلم المستملي البغدادي ، صدوق ، طعنوا فيه للراي ( خ ) .
44 - عبد الرحيم بن يحيى الادمي ، اتهمه الذهبي ( الميزان " 2 / 608 " ) .(1/11)
45 - عبد الصمد بن يزيد ، خادم الفضيل بن عياش البغدادي ويعرف بمردويه ، ذكره ابن ابي حاتم ( 6 / 52 ) ولم يحك فيه جرحا ولا تعديلا .
46 - عبد المنعم بن ادريس ، ذكره ابن ابي حاتم ( 6 / 67 ) ولم يحك فيه شيئا .
47 - عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي القواريري ثقة ثبت ( خ م د س ) .
48 - علي بن الجعد الجوهري البغدادي ثقة ثبت رمي بالتشيع ( خ د )
49 - علي بن الحسن بن ابي مريم ، لم اجد له ترجمة ( وانظر " الصمت " للمصنف " ص 217 - 218 " بتحقيق نجم عبد الرحمن خلف ) .
50 - عمار بن نصر السعدي أبو ياسر المرزوي ، صدوق ( فق ) .
51 - عمر بن سعيد الدمشقي أبو حفص ، قال أبو حاتم : كتبت عنه وتركت حديثه ، الجرح ( 6 / 11 ) وقال مسلم : ضعيف الحديث ، وقال النسائي : ليس بثقة ، الميزان ( 3 / 199 ) .
52 - عمران بن موسى القزاز ، أبو عمرو البصري ، صدوق ( ت س ق ) .
53 - عون بن ابراهيم بن الصلت الشامي لم اجد له ترجمة
54 - الفضل بن جعفر بن عبد الله البغدادي ، أبو سهل بن ابي طالب ، اخو يحيى ، ثقة ( ت ) .
55 - الفضل بن يعقوب بن ابراهيم الرخامي ، أبو العباس البغدادي ، ثقة حافظ ، ( دق ) .
56 - فضيل بن عبد الوهاب بن ابراهيم الغطفاني ، أبو محمد القناد السكري الكوفي ثقة ( د ) .
57 - القاسم بن هاشم بن سعيد السمسار ، قال الخطيب وكان صدوقا . ( ت بغداد ( 12 / 429 - 430 ) .
58 - المثنى بن معاذ العنبري ، اخو عبيد الله ، ثقة ( م ) .
59 - محمد بن ابراهيم الضبي . لم اجد له ترجمة .
60 - محمد بن اسحاق بن يسار أبو بكر المطلبي ، امام المغازي ، صدوق يدلس ، ورمي بالتشيع والقدر ( خت م 4 ) .
61 - محمد بن اسماعيل بن سمرة الاحمسي ، ثقة ( ت س ق ) .
62 - محمد بن بريد الادمي أبو جعفر ، لم اجد له ترجمة .
63 - محمد بن بشير ، الذي يظهر لي انه أبو جعفر الواعظ ، المترجم في الجرح ( 7 / 211 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .(1/12)
64 - محمد بن حاتم بن بزيع ، أبو بكر البصري ، ثقة ( خ م د س ) . 65 - محمد بن حسان بن خالد الضبي ، أبو جعفر البغدادي ، صدوق لين الحديث ( د ) .
66 - محمد بن الحسين البرجلاني أبو شيخ ، سئل عنه ابراهيم الحربي فقال : ما علمت الا خيرا . الجرح ( 7 / 229 ) الميزان ( 3 ؟ 522 ) ، .
67 - محمد بن سلام الجمحي ، صاحب كتاب ( طبقات الشعراء ) ، سئل عنه أبو حاتم فقال : اخوه عبد الرحمن بن سلام اوثق منه ، الجرح ( 7 / 278 ) .
68 - محمد بن عباد بن موسى العكلي ، يلقب سندولا ، صدوق يخطئ ( التقريب ) .
69 - محمد بن عبد الله المديني . لم اجد له ترجمة .
70 - محمد بن عبيد القرشي ( والد المصنف ) ، ذكره الخطيب ( 2 / 370 ) وقال : روي عنه ابنه أبو بكر احاديث مستقيمة .
71 - محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المرزوي ، ثقة صاحب حديث ( ت س ) .
72 - محمد قدامة الجوهري ، الانصاري ، أبو جعفر البغدادي ، فيه لين ( عخ ) .
73 - محمد بن ناصح أبو عبد الله ، ذكره الخطيب ( 3 / 324 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
74 - محمد بن هارون بن ابراهيم أبو جعفر البزاز ، صدوق ( س ) . 75 - محمود بن غيلان العدوي أبو احمد المروزي ثقة ( خ م ت س ق ) .
76 - المفضل بن غسان أبو عبد الرحمن الغلابي ثقة . ( ت بغداد " 13 / 124 ) .
77 - مهدي بن حفص البغدادي ، قال مسلمة بن قاسم والخطيب والذهبي ثقة . ووهم الحافظ في التقريب فقال : مقبول ( د ) .
78 - نصر بن علي الجهضمي ، ثقة ثبت ، طلب للقضاء فامتنع ( ع ) . 79 - هارون بن سعيد الايلي السعدي مولاهم ، ثقة فاضل ( م د س ق ) .
80 - هارون بن عبد الله بن مروان البغدادي ، أبو موسى الحمال ، ثقة ( م 4 ) .
81 - هارون بن عمر القرشي ( انظر التحقيق 132 ) .
82 - هاشم بن الوليد الهروي أبو طالب ، قال الخطيب : وكان ثقة ( ت بغداد 14 / 66 - 67 ) .
83 - الهيثم بن خارجة المرذوي ، صدوق ( خ س ق ) .(1/13)
84 - الوليد بن شجاع بن الوليد - السكوني ، ثقة ( م د ت ق ) .
85 - يحيى بن اكثم بن محمد التميمي المرزوي ، فقيه صدوق ( ت ) . 86 - يحيى بن جعفر بن اعين الازدي البارقي أبو زكريا البخاري البيكندي ، ثقة ( خ ) .
87 - يحيى بن يوسف الزمي الخراساني ثقة ( خ ق ) .
88 - يوسف بن موسى بن راشد القطان ، أبو يعقوب الكوفي ، صدوق ( خ د ت عس ق ) .
89 - يونس بن عبد الرحيم العسقلاني ، قال أبو حاتم : كان قدم بغداد فتكلموا فيه ، وليس بالقوي ، الجرح ( 9 / 241 ) ، الميزان ( 4 / 482 ) .
90 - أبو بكر بن ابي الاسود وهو عبد الله بن محمد ، ثقة حافظ سماعة من ابي عوانة وهو صغير ( خ د ت ) .
91 - أبو بكر التميمي . لم اعرفه .
92 - أبو بكر الصوفي . لم اجد له ترجمة .
93 - أبو بلال الاشعري ، اسمه وكنيته واحد ، ذكره ابن ابي حاتم في الجرح ( 9 / 350 ) ولم يحك فيه شيئا ، وضعفه الدار قطني ، المغني ( 2 / 775 ) .
94 - أبو خيثمة زهير بن حرب النسائي ، ثقة ثبت ، روي عنه مسلم اكثر من الف حديث ( خ م د س ق ) .
95 - أبو عبد الله الكوفي .
96 - أبو عبد الرحمن القرشي عبد الله بن عمر بن محمد ويقال له : الجعفي ( مشكدانه ) صدوق فيه تشيع ( م د س ) .(1/14)
* تلاميذه : حدث عنه الحارث بن ابي اسامة ، احد شيوخه ، وابن ابي حاتم ، واحمد بن محمد اللنباني ( وهو راوي كتابنا الورع عنه ) وابو بكر احمد بن سلمان النجاد ، والحسين بن صفوان البرذعي ، واحمد بن خزيمة ، وابو جعفر عبد الله بن بريه الهاشمي ، وابو بكر حمد بن عبد الله الشافعي ، وعيسى بن محمد الطوماري ، وابو علي احمد بن محمد الصحاف ، وابو العباس بن عقدة وابو سهل بن زياد ، واحمد بن مروان الدينوري ، وعثمان بن محمد الذهبي ، وعلي بن الفرج بن ابي روح ، وابراهيم بن موسى بن جميل الاندلسي وابراهيم بن عثمان الخشاب وابراهيم بن عبد الله بن الجنيد - وهو من اقرانه ومات قبله - وابو الحسين احمد بن محمد بن جعفر الجوزي ، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب ، ومحمد بن عبد الله بن احمد الاصبهاني الصغار ، وابو بشير الدولابي ، وابو جعفر بن البختري ، ومحمد بن احمد بن خنب البخاري ، وابن المرزبان ، ومحمد بن خلف وكيع ( صاحب كتاب اخبار القضاة ) وآخرون . وروى عنه ابن ماجة في التفسير . * ثناء العلماء عليه : وقال صالح بن محمد : صدوق وكان يختلف معنا ، الا انه كان يسمع من انسان يقال له : محمد بن اسحاق ، بلخي وكان يضع للكلام اسنادا ، وكان كذابا يروي احاديث من ذات نفسه مناكير . قلت : ابن اسحاق هذا ذكره الذهبي في الميزان ( 3 / 475 - 476 ) وقال : وكان احد الحفاط الا ان صالح جزرة قال : كذاب وقال الخطيب : لم يكن يوثق به ، وقال احمد بن سيار المروزي : كان آية من الآيات في الحفظ ، وكان لا يكلمه احد الا علاه في كل فن ، وقال ابن عدي : لا ارى حديثه يشبه حديث اهل الصدق اه . وقال ابراهيم الحربي : رحم الله بن ابي الدنيا ، كنا نمضي الى عفان نسمع منه ، فنرى ابن ابي الدنيا جالسا مع محمد بن الحسين البرجلاني ، يكتب عنه ويدع عفان .(1/15)
وقال اسماعيل بن اسحاق القاضي : رحم الله ابا بكر مات معه علم كثير . ( انظر التهذيب 6 / 13 ) . وذكره ابن ابي يعلي في ( طبقات الحنابلة ) ( 1 / 192 - 195 ) فقال : . . . صاحب الكتب المصنفة ، ذكره أبو محمد الخلال فيمن روي عن امامنا احمد اه . وذكر له سؤالين سالهما ابن ابي الدنيا الامام احمد . وقال الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ) ( 2 / 677 ) : المحدث العالم الصدوق . . . صاحب التصانيف . وقال الحافظ ابن كثير في ( البداية والنهاية ) ( 11 / 71 ) : الحافظ المصنف في كل فن المشهور بالتصانيف الكثيرة النافعة الشائعة الذائعة في الرقاق وغيرها ، وهي تزيد على مائة مصنف ، وقيل انها نحو الثلاث مئة ، وقيل اكثر وقيل اقل .
وقال الحافظ في ( التقريب ) صدوق حافظ ، صاحب تصانيف . * سعة علمه ، وعمله : نقل الذهبي في السير ان ابن ابي الدنيا كان إذا جالس احدا ان شاء اضحكه ، وان شاء ابكاه في آن واحد ، لتوسعه في العلم والاخبار . وقال الزركلي في الاعلام ( 4 / 118 ) : وكان من الوعاظ العارفين باساليب الكلام وما يلائم طبائع الناس ، ان شاء اضحك جليسه ، وان شاء ابكاه اه . وهذا يدل عى تبحر في الاخبار والمواعظ والنوادر ويدلك على ذلك ايضا كثرة تصانيفه ، كما سيأتي .
اما عن عمله ، فقال قال الخطيب : كا يؤدب غير واحد من اولاد الخلفاء .(1/16)
وقال احمد بن كامل : كان ابن ابي الدنيا مؤدب المعتضد . وقال الخطيب اخبرني عبد الله بن ابي بكر بن شاذان اخبرنا ابي حدثنا أبو ذر القاسم بن داود بن سليمان قال حدثني ابن ابي الدنيا قال : دخل المكتفي ( 1 ) على الموفق ولوحه بيده ، فقال مالك لوحك بيدك ؟ قال : مات غلامي واستراح من الكتاب ، قال : ليس هذا من كلامك ، هذا كان الرشيد امر ان يعرض عليه الواح اولاده في كل يوم اثنين وخميس فعرضت عليه ، فقال لابنه : ما لغلامك ليس لوحك معه ؟ قال : مات واستراح من الكتاب قال : وكان الموت اسهل عليك من الكتاب قال : نعم قال فدع الكتاب ، قال ثم جئته فقال لي : كيف محبتك لمؤدبك ؟ قال : كيف لا احبه وهو اول من فتق لساني بذكر الله وهو من ذاك ان شئت اضحكك ، وإذا شئت ابكاك ، قال : يا راشد احضرني هذا ، قال ( اي ابن ابي الدنيا ) فاحضرت فقربت قريبا من سريره وابتدات في اخبار الخلفاء ومواعظهم فبكى بكاء شديدا . قال فجاءني راغب أو يانس فقال لي : كم تبكي الامير ؟ فقال قطع الله يدك مالك وله يا راشد تنح عنه ، قال وابتدات فقرات عليه نوادر الاعراب ، قال فضحك ضحكا كثيرا ، ثم قال : شهرتني شهرتني ، وذكر الخبر بطوله . قال أبو ذر فقال لاحمد بن محمد بن الفرات : اجر له خمسة عشر دينارا كل شهر ، قال أبو ذر : فكنت اقبضها لابن ابي الدنيا الى ان مات . اشتهر ابن ابي الدنيا بكثرة تصانيفه فقد ذكر الذهبي له في السيد ( 163 ) مصنفا ، في شتى الفنون خصوصا المواعظ والسير والاخبار ، وقد اعتمد على كتبه كثير من المؤرخين كالخطيب البغدادي وغيره ، والمفقود من مؤلفاته اكثر من الموجود . فمن مؤلفاته المطبوعة :
1 - الحلم .
2 - التوكل على الله .
3 - ذم الملاهي ( مجرد عن الاسانيد ) .
4 الشكر .
5 - اليقين .
6 - قضاء الحوائج .
7 - محاسبة النفس .
8 - حسن الظن .
9 - الصمت .
10 - الاولياء . ومن كتبه التي لا تزال مخطوطة :
1 - التهجد وقيام الليل .(1/17)
2 - الفرج بعد الشدة .
3 - قصر الامل .
4 - الاشراف على مناقب الاشراف .
5 - المرض والكفارات .
6 - من عاش بعد الموت .
7 - الهم والحزن .
8 - المحتضرين . وغيرها كثير .
* وفاته : قال القاضي أبو الحسن : وبكرت الى اسماعيل بن اسحاق القاضي يوم مات ابن ابي الدنيا ، فقلت له : اعز الله القاضي مات ابن ابي الدنيا فقال : فحضر يوسف بن يعقوب فصلى عليه في الشونيزية ، ودفن فيها في سنة ثمانين . وذكره الخطيب في تاريخه ثم تعقبه بقوله : قلت هذا وهم كانت وفاة ابن ابي الدنيا سنة احدى وثمانين ومائتين كذلك اخبرنا الحسن بن ابي بكر عن احمد بن كامل القاضي قال : سنه احدى وثمانين ومائتين فيها مات أبو بكر بن ابي الدينا القرشي مؤدب المعتضد . ونقل عن ابن قانع وابن المنادى مثله . ( كتاب الورع لابن ابي الدنيا ) * ( اثبات نسبة الكتاب * الى مؤلفه الكتاب تثبت نسبته الى مؤلفه بامور : اولا : عنوانه المثبت على الغلاف فقد كتب عليه : كتاب الورع تأليف ابي بكر عبد الله بن محمد من ابي الدنيا . ثانيا : سند الكتاب : كتب في آخر ورقة من الكتاب : شاهدت على نسخة الحافظ ضياء الدين المقدسي بخطه : سمع الكتاب جملة على الرئيس الاجل بقية المشايخ ابي الفرج مسعود بن الحسن بن القاسم بن الفضل بن احمد بن محمود الثقفي بروايته عن الاصيل ابي عمرو عبد الوهاب بن امام الدنيا باجمعها ابي عبد الله بن منده اسكنه الله الفردوس عن ابي محمد بن يوه عن الامام ابي الحسن اللنباني عن المصنف بقراءة الاخ العالم ابي عبد الله محمد بن محمد بن ابي القاسم المعلم ابن عمته محمود بن بن احمد بن محمد بن عبد الواحد القطان وسبط خاله الرضى أبو عبد الله محمد بن ابي سعد بن ابي طاهر المؤذن واسعد بن اسماعيل بن محمد . . . . ) . واليك تراجم رجاله :(1/18)
1 - أبو الحسن هو الامام المحدث احمد بن محمد بن عمر بن ابان العبدي الاصبهاني اللنباني . قال الذهبي في السير ( 15 / 311 ) : الامام المحدث . . . ارتحل فسمع كثيرا من ابن ابي الدنيا ، وسمع المسند كله من ابن الامام احمد . روى عنه : الحسن من محمد بن اريوه وابو عبد الله بن منده وابو عمر وعبد الوهاب الشلمي وآخرون . توفي في ربيع الاخر سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة . انظر ذكر اخبار اصبهان ) ( 1 / 137 ) ، تذكره الحفاظ ( 3 / 842 ) .
2 - أبو محمد بن يوه : وهو الحسن بن محمد بن احمد بن يوسف بن يوه هكذا ورد اسمه على غلاف النسخة . وقد ذكره الذهبي فيمن روى عن اللبناني ووقع في المطبوع : ابن اريوه وذكره في السير ( 18 / 440 ) في ترجمة ابي عمرو بن منده ضمن شيوخه ، قال . . . وابا محمد الحسن بن يوه . ولم اجد له ترجمة ، لكن الكتاب مروي عن ابن ابي الدنيا بعدة اسانيد كما سيأتي ، فلا يضرك ذلك .(1/19)
3 - أبو عمرو بن منده : وهو عبد الوهاب ابن الحافظ ابي عبد الله محمد بن اسحاق بن الحافظ محمد بن يحيى بن مندة العبدي الاصبهاني . ولد سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة . سمع اباه فاكثر وابا اسحاق بن خرشيد قوله ، وابا محمد الحسن بن يوه ، وابا بكر من مردويه ، وخلقا باصبهان وغيرها . حدث عنه المؤتمن الساجي وابنه يحيى بن عبد الوهاب الحافظ ، ومحمد ابن طاهر واسماعيل بن محمد بن الفضل اليتمي ، وابو نصر احمد بن عمر الغازي ، واخوه خالد بن عمر ، ومسعود بن الحسن الثقفي وغيرهم . قال أبو سعد السمعاني : رايتهم باصبهان مجتمعين على الثناء على ابي عمرو والمدح له ، وكان شيخنا اسماعيل الحافظ مكثرا عنه ، وكان يثني عليه ويفضله على اخيه عبد الرحمن . وقال المؤتمن الساجي : لم ار شيخنا اقعد ولا اثبت من عبد الوهاب في الحديث ، عليه حتى فاضت نفسه ، وفجعت به . وقال الذهبي : الشيخ المحدث الثقة ، المسند الكبير أبو عمرو . . . انظر ترجمته في ( المنتظم ( 9 / 5 ) . العبر ( 3 / 284 ) ، السير ( 18 / 440 - 442 ) ، البداية والنهاية ( 12 / 123 ) ، شذرت الذهب ( 3 / 348 ) .(1/20)
4 - مسعود بن الحسن : وهو ابن الرئيس ابي عبد الله القاسم بن الفضل بن احمد بن بن احمد محمود بن عبد الله الثقفي أبو الفرج الاصبهاني . مولده في سنة اثنتين وستين واربع مائة سمع من : جده وابي عمرو عبد الوهاب بن منده ، وابي عيسى عبد الرحمن ابن زياد وعدة ، وله اجازة من ابي القاسم بن منده وغيره . حدث عنه : محمد بن يوسف الآملي وعبد الله بن ابي الفرج الجبائي والحافظ عبد القادر الرهاوي وآخرون . وبالاجازة : أبو المنجا عبد الله بن اللتي وكريمة القرشية واختها صفية وعجيبة الباقدارية . قال السمعاني : من بيت الحديث والرئاسة والتقدم ، عمر العمر الطويل حتى تفرد بالرواية عن جماعة من الشيوخ وبالكتب والاجازة ، وقال : لم يتفق ان اسمع منه لاشتغالي بغيره ، وما كانوا يحسنون الثناء عليه ، والله يرحمه ، وكتب الي بالاجازة . وقال الذهبي : . . . الشيخ المعمر الفاضل ، مسند العصر . . . وقال : وخرجت له فوائد في تسعة اجزاء وعوالي . وعمر وتفرد والحق الابناء بالاباء . انظر ترجمته في ( التحبير في المعجم الكبير للسمعاني ( 2 / 298 - 299 ) ، العبر ( 4 / 179 - 180 ) السير ( 20 / 469 - 471 ) لسان الميزان ( 6 / 24 - 25 ) ، شذرات الذهب ( 206 4 - 207 ) . ثالثا ذكر العلماء له :
1 - ذكره الشيخ محمد بن احمد بن ابراهيم الرازي في مشيخته ( ق 168 ب ) في الشيخ السابع والثلاثين أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن الحسين بن محمد بن الشويخ . قال عندي عنه . . . وكتاب الورع لابن ابي الدنيا رواه لنا نازلا سنة خمس واربعين عن ابي الحسن محمد بن عبد العزيز بن جعفر البردعي عن احمد بن محمد بن يوسف بن دوست عن الحسين بن صفوان البردعي عنه .(1/21)
2 - وابن خير في كتابه ( الفهرست ) ( ص 282 ) حيث قال : ومن تواليف ابي بكر بن ابي الدنيا . . ثم ذكر بعض كتبه ومنها كتابنا الورع وقال : حدثني بها كلها الشيخ أبو جعفر احمد بن محمد بن عبد العزيز رحمه الله عن ابي علي الغساني عن ابي العاصي حكم بن محمد الجذامي عن ابي القاسم عبيد الله بن محمد بن جعفر السقطي عن ابي عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكرياء بن حيويه الحزاز عن ابي بكر عمر بن سعد القراطيسي عن عن ابي بكر بن ابي الدنيا .
3 - والذهبي في ( سير اعلام النبلاء ) ( 13 / 404 ) . نسخة الكتاب : اعتمدت في تحقيق هذا الكتاب على نسخة المكتبة الظاهرية ب ( دمشق ) وهي برقم ( 132 ، عام 3868 ) ( 158 - 180 ق ) ، ومنها صورة بمكتبة جامعة الكويت ، وقد كتبت بخط نسخ لا باس به بنمط واحد من اول الكتاب الى آخره ، وتبلغ عدد اوراقها ( 22 ) ورقة في كل ورقة صفحتين وفي كل صفحة ( 23 ) سطرا . والنسخة مقابلة على نسخة الحافظ ضياء الدين عبد الواحد المقدسي رحمه الله ، وعليها سماعات كثيرة فقد قرات على عدة من العلماء المشهورين وكتب عليها بلغ مقابلة في عدة مواضع . ولم اجد نسخة للكتاب غير هذه النسخة . وقد احتوى الكتاب على سبع وثلاثين حديثا نبويا ، ومائة واربع وتسعين اثرا . عملي في الكتاب .
1 - تحقيق نص الكتاب ، ومقابلة متون احاديثه وآثاره واسانيدها بمصادر الحديث الاخرى ، والتنبيه على التصحيفات والاغلاط ، وبعض الكلمات التي لم استطع قراءتها لطمس أو نحوه وضعت مكانها نقط هكذا ( . . . ) .
2 - عزو الآيات القرآنية الى مواضعها من القرآن العظيم .
3 - ترقيم الاحاديث النبوية والآثار وتخريجها من مظانها والحكم عليها حسب قواعد اهل الشان .
4 - التعليق على بعض الاحاديث وذكر فوائدها .
5 - وضعت للكتاب ثلاثة فهارس للتسهيل :
أ - فهرست للاحاديث النبوية .
ب - فهرست للآثار .(1/22)
ج - فهرست لاسماء الرواة . والله اسال ان يجعل اعمالنا خالصة لوجهه الكريم وان لا يجعل لاحد فيها شيئا ، وان يقينا شر انفسنا ، ويعزم لنا على ارشد امرنا ، هو ولي ذلك والقادر عليه ولا حول ولاقوة الا به وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وسلم . وكتب محمد بن حمد الحمود في السادس من جمادى الاولى سنة ثمان واربع مئة والف للهجرة النبوية الشريفة . الورقة الاولى من المخطوطة الورقة الثانية من المخطوطة الورقة قبل الاخيرة من المخطوطة الورقة الاخيرة من المخطوطة وفيها السماعات
بسم الله الرحمن الرحيم ( اول كتاب الورع ) أنبأنا أبو الحسن قال حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال
( 1 ) أخبرنا الهيثم بن الخارجة والحكم بن موسى قالا حدثنا الحسن بن يحيى الخشتي عن صدقة الدمشقي عن هشام الكناني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله تبارك وتعالى قال ما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه
( 2 ) حدثنا فضيل بن عبد الوهاب قال حدثنا جعفر بن سليمان عن أبي طارق السعدي عن الحسن عن أبي هريرة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اتق المحارم تكن من أعبد الناس
( 3 ) سمعت محمد بن إسماعيل بن سمرة الاحمسي يحدث عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن أبي رجاء عن برد بن سنان عن مكحول عن وائلة بن الاسقع أنه سمع أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كن ورعا تكن أعبد الناس
( 4 ) حدثنا سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن يوسف الصباغ عن عطاء عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يسبق الدائب المجتهد فليكف عن الذنوب
( 5 ) حدثنا محمد بن علي بن الحسن عن إبراهيم الاشعث قال أخبرنا الفضيل عن سفيان الثوري عن حماد عن إبراهيم عن عائشة قالت إنكم لن تلقوا الله بشئ هو أفضل من قلة الذنوب(1/23)
( 6 ) حدثنا المثنى بن معاذ عن معاذ العنبري قال أخبرنا معتمر بن سليمان عن علي بن زيد قال خطبنا عمر بن عبد العزيز بخناصرة فقال ارى أفضل العبادة اجتناب المحارم وأداء الفرائض
( 7 ) حدثنا خلف بن هشام قال حدثنا حزم قال سمعت الحسن يقول الخير في هذين الاخذ بما أمر الله والنهي عما نهى الله عنه
( 8 ) حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي عن ضمرة بن ربيعة عن رجاء بن أبي سلمة عن يونس عن الحسن قال ما عبد العابدون بشئ أفضل من ترك ما نهاهم الله عنه
( 9 ) حدثني محمد بن قدامة الجوهري عن شيخ حدثه قال قال رجل لداود أن أوصني قال لا يراك الله عندما نهاك الله عنه ولا يفقدك عندما أمرك به
( 10 ) حدثني عون بن إبراهيم بن الصلت الشامي قال حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال حدثني أبو قرة محمد بن ثابت عن بعض اصحابه قال من كانت همته في أداء الفرائض لم يكن له في الدنيا لذة
( 11 ) حدثنا القاسم بن هشام بن سعيد قال حدثنا سعيدة ابنة حكامة قالت حدثتني أمي حكامة بنت عثمان بن دينار عن أبيها عن مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خشية الله رأس كل حكمة والورع سيد العمل ومن لم يكن له وريصده معصية الله إذا خلا لم يعبأ الله بشئ من عمله
( 12 ) حدثني أبو جعفر محمد بن يزيد الادمي أن يحيى بن سليم حدثهم عن عمر بن محمد بن المنكدر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس التقوى الصبر وحقيقته العمل وتكملته الورع
( 13 ) حدثني القاسم بن هاشم قال حدثنا عبد الله بن عبد الجبار الخبائري الحمصي قال حدثنا بقية بن الوليد قال حدثني عمرو بن خالد عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حدود الاسلام المحيطة به أربعة الورع وهو ملاك الامر والشكر في الرخاء وهو الفوز بالجنة والصبر على الشدة وهو النجاة من النار والتواضع وهو شرف المؤمن(1/24)
( 14 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا وكيع عن سفيان عن عمرو بن قيس الملائي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العلم خير من فضل العبادة وملاك دينكم الورع
( 15 ) حدثني إسماعيل بن أبي الحارث قال أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا عيسى بن إبراهيم عن مقاتل بن قيس الازدي عن علقمة بن مرثد عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حبيبا الله غدا أهل الورع والزهد
( 16 ) حدثنا خالد بن خداش بن عجلان قال حدثني عبد العزيز بن محمد عن بن موسى عن مكحول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابي هريرة كن ورعا في دين الله تكن أعبد الناس
( 17 ) حدثنا أبو محمد العتكي عبد الرحمن بن صالح قال أخبرنا عمرو بن هاشم عن جويبر عن الضحاك عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله لموسى عليه السلام لم يتقرب الي المتقربون بمثل الورع
( 18 ) حدثنا خالد بن خداش قال حدثني عبد العزيز بن محمد عن عبد الله بن سليمان أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال أي الناس أفضل قالوا المصلون قال إن المصلي يكون برا وفاجرا قالوا المجاهدون في سبيل الله قال إن المجاهد يكون برا وفاجر اقالوا الصائمون قال إن الصائم يكون برا وفاجرا من عمر لكن الورع في دين الله يستكمل طاعة الله
( 19 ) حدثني سلمة بن شبيب عن علي بن بكار عن الحسن بن دينار عن الحسن في قوله * ( يؤتى الحكمة من يشاء ) * قال الورع
( 20 ) حدثنا خلف بن هشام قال حدثنا عيسى بن ميمون عن معاوية بن قرة قال دخلت على الحسن وهو متكئ على سريره فقلت يا أبا سعيد أي الاعمال أحب إلى الله قال الصلاة في جوف الله والناس نيام قلت فأي الصوم أفضل قال في يوم صائف قلت فاي الرقاب أفضل قال أنفسها عند أهلها وأغلاها ثمنا قلت فما تقول في الورع قال ذاك رأس الامر كله(1/25)
( 21 ) حدثنا محمد بن هارون قال حدثنا أبو المغيرة عبد القدوس قال حدثنا صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان قال قيل له أتعرف النية قال ما أعرف النية ولكني أعرف الورع فمن كان ورعا كان تقيا
( 22 ) حدثنا إبراهيم بن سعيد قال حدثنا موسى بن أيوب النصيبي قال حدثنا مسكين بن بكير عن أرطأة قال قال عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم لو صليتم حتى تصيروا مثل الحنايا وصليتم حتى تكونوا أمثال الاوتاد وجرى من أعينكم الدموع أمثال الانهار ما أدركتم ما عند الله إلا بورع صادق
( 23 ) حدثني القاسم بن هاشم قال حدثني إسحاق بن عباد قال حدثنا أبو إسماعيل المؤدب قال جاء رجل إلى العمري فقال عظني فأخذ حصاة من الارض فقال زنة هذه من الورع يدخل قلبك خير لك من صلاة أهل الارض قال زدني قال كما تحب أن يكون الله لك غدا فكن له اليوم
( 24 ) حدثني سلمة بن شبيب قال حدثنا سهل بن عاصم عن عبد العزيز بن السائب قال قال بعض السلف لترك دانق مما يكره الله أحب الي من خمس مائة حجة
( 25 ) حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا سلام بن أبي مطيع عن يونس عن الحسن قال ما في الارض شئ أحبه للناس من قيام الليل قال فقال أبو إياس فأين الورع قال به به ذلك ملاك الامر
( 26 ) حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا زافر بن سليمان عن بشير أبي إسماعيل عن الضحاك قال ادركت الناس وهم يتعلمون الورع وهم اليوم يتعلمون الكلام
( 27 ) حدثنا عبد الله بن الهيثم قال حدثنا شعيب بن حرب عن مالك بن مغول عن عمر الماصر عن الضحاك قال لقد رأيتنا وما يتعلم بعضنا من بعض إلا الورع
( 28 ) حدثنا سلمة بن شبيب قال حدثني سهل بن عاصم قال قال النضر بن محمد نسك الرجل على قدر ورعه
( 29 ) حدثني الحسن بن الصباح الذي قال حدثني أبو جعفر الصفار قال قالت امرأة من البصرة حرام على قلب يدخله حب الدنيا أن يدخله الورع الخفي(1/26)
( 30 ) حدثني علي بن الحسن عن أبي وب محمد بن مزاحم قال قيل لابن المبارك أي شئ أفضل قال الورع قالوا ما الورع قال حتى تنزع عن مثل هذا وأخذ شيئا من الارض
( 31 ) حدثني سلمة بن شبيب قال حدثنا سهل بن عاصم قال قال صالح المرى كان يقال المتورع في الفتن كعبادة النبيين في الرخا
( 32 ) حدثنا عبد الرحمن بن واقد قال حدثنا ضمرة بن ربيعة قال أنبأنا ثور بن يزيد قال لا أعلمه إلا عن خالد بن معدان قال من لم يكن له حلم يضبط به جهله وورع يحجز عما حرم الله عليه وحسن صحابة عن يصحبه فلا حاجة لله فيه
( 33 ) حدثنا محمد بن علي بن الحسن عن إبراهيم بن الاشعث قال سألت فضيل بن عياض فقلت أي الاعمال أفضل قال ما لا بد منه قلت أداء الفرائض واجتناب المحارم قال نعم أحسنت يا بخاري وهو الورع
( 34 ) قال بن إسحاق ورأيت فضيل في النوم فقلت أوصني قال عليك بالفرائض فلم أر شيئا أفضل منها
( 35 ) حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا خلف بن الوليد عن عباد بن عباد عن هشام بن عروة قال كان أبي يطول في الفريضة ويقول هي رأس المال ( 36 ) حدثنا خلف بن هشام قال حدثنا عون بن موسى قال سمعت معاوية بن قرة قال تذاكروا عند الحسن أي الاعمال أفضل قال فكأنهم اتفقوا على قيام الليل قال فقلت أنا ترك المحارم قال فانتبه الحسن لها فقال تم الامر تم الامر
( 37 ) حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا الربيع بن صبيح عن الحسن قال افضل العبادة التفكو الورع
( 38 ) حدثنا هارون بن عبد الله قال حدثنا سيار قال حدثنا عامر بن يساف قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال يقول الناس فلان الناسك فلان الناسك إنما الناسك الورع(1/27)
( 39 ) حدثني القاسم بن هاشم قال عن الخطاب بن عثمان الفوزي وكان يقال أنه من الابدال قال حدثنا عبثر بن القاسم الاسدي عن العلاء بن ثعلبة الاسدي عن أبي المليح عن وائلة بن الاسقع قال ترائيت للنبي صلى الله عليه وسلم بمسجد الخيف فقال لي أصحابه إليك يا وائلة تنح عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوه فإنما جاء ليسئل قال فقلت بأبي أنت وأمي تفتينا بأمر نأخذه عنك من بعدك قال لتفتك نفسك قلت وكيف لي بذلك قال تدع ما يربيك إلى ما لا يربيك وإن افتاك المفتون قلت وكيف لي بذلك قال تضع يدك على قلبك فإن الفؤاد ليسكن للحلال ولا يسكن للحرام وان الورع المسلم يدع الصغير مخافة أن يقع في الكبير
( 40 ) حدثني القاسم بن هاشم قال حدثنا المسيب بن واضح قال سمعت أبا عبد الرحمن يقول إذا كان العبد ورعا ترك ما يربيه إلى ما لا يربيه
( 41 ) حدثنا محمد بن سلام الجمحي قال حدثنا خالد بن عبد الله عن الشيباني عن الشعبي قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما ترك عبد الله شيئا من الدنيا الا أعطاه من الدنيا ما هو خير له مما ترك
( 42 ) حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا يزيد بن إبراهيم عن إبراهيم بن العلاء عن مسلم بن شداد عن عبيد بن عمير الليثي عن أبي بن كعب قال ما ترك عبد شيئا لا يتركه إلا لله إلا آتاه الله ما هو خير منه من حيث لا يحتسب ولا تهاون به فأخذه من حيث لا ينبغي له إلا أتاه الله بما هو أشد عليه
( 43 ) حدثني سلمة بن شبيب قال حدثنا سهل بن عاصم عن خلاد بن بزيع عن سهيل بن أبي حزم قال سمعت مالك بن دينار قال قال عمر بن عبد العزيز ما تركت من الدنيا شيئا إلا أعقبني الله عزوجل في قلبي ما هو أفضل منه يعني من الزهد وما أنعم الله في ديني أفضل(1/28)
( 44 ) حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا محمد بن حميد عن سفيان قال قال الحسن أدركت أقواما يدعون إلى الحلال وهم مجتهدون فيه فيدعونه يقولون نخشى أن يفسدنا حتى يموتوا جهدا
( 45 ) حدثنا سريج قال حدثنا عثمان بن مطر عن هشام عن الحسن قال لقيت أقواما كانوا فيما أحل الله لهم أزهمنكم فيما حرم عليكم
( 46 ) حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير قال حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا مخلد يعني بن حسين عن هشام قال كنا قعودا ومعنا يونس بن عبيد وذكرنا شيئا فتذاكروا أشد الاعمال فاتفقوا على الورع فجاء حسان بن أبي سنان فقالوا قد جاء أبو عبد الله فجلس فأخبروه بذلك فقال حسان إن للصلاة لمؤنة وان للصيام لمؤنة وان للصدقة لمؤنة وهل الورع الا إذا رابك شئ تركته
( 47 ) حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا الاصمعي قال حدثني بعض أصحابنا من أهل الصلاح والفقه قال قال يونس بن عبيد أعجب شئ سمعت به في الدنيا ثلاث كلمات قول بن سيرين ما حسدت أحدا على شئ قط وقول مورق قد دعوت الله بحاجة منذ أربعين سنة فما قضاها لي فما يئست منها وقول حسان بن أبي سنان ما شئ هو أهون من الورع إذا رابك شئ فدعه
( 48 ) حدثني عون بن إبراهيم قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس الكثيري قال حدثني مربع عن أم أنس أنها قالت أوصني يا رسول الله قال هجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة وحافظي على الفرائض فإنها أفضل الجهاد وأكثري من ذكر الله فإنك لا تأتين الله غدا بشئ أحب إليه من كثرة ذكره
( 49 ) حدثني يحيى بن يوسف الزمي قال حدثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران قال الذكر ذكر ان ذكر الله باللسان حسن وأفضل من ذلك أن يذكر الله العبد عند المعصية فيمسك عنها(1/29)
( 50 ) حدثنا القاسم بن هشام قال حدثنا الخطاب بن عثمان الفوزي قال حدثنا عبثر بن القاسم الاسدي قال حدثني العلاء بن ثعلبة الاسدي عن أبي المليح عن واثلة بن الاسقع قال قلت يا رسول الله من الورع قال الذي يقف عند الشبهة
( 51 ) حدثني سلمة بن شبيب قال حدثنا سهل بن عاصم عن عصمة بن المتوكل قال قال لقمان الحكيم حقيقة الورع العفاف
( 52 ) حدثني سلمة بن شبيب قال حدثنا سهل قال حدثنا أبو يزيد الفيض قال سألت موسى بن أعين عن قول الله * ( إنما يتقبل الله من المتقين ) * قال تنزهوا عن أشياء من الحلال مخافة أن يقعوا في الحرام فسماهم الله متقين
( 53 ) حدثني أبي وأحمد بن منيع عن مروان بن شجاع عن عبد الكريم الجزري قال ما خاصم ورع قط يعني في الدين
( 54 ) حدثني سلمة بن شبيب عن زهير بن عباد الرؤاسي قال حدثني داود بن هلال قال كان يقال الذي يقيم به وجهه العبد عند الله التقوى ثم شعبة الورع
( 55 ) حدثنا محمد بن علي بن الحسن عن إبراهيم بن الاشعث قال سألته يعني الفضيل عن الورع فقال اجتناب المحارم
( 56 ) حدثني إبراهيم بن سعيد قال حدثنا أبو الجواب عن عمار بن رزيق عن خالد بن أبي كريمة عن أبي جعفر المدايني قال عملك ما وثقت أجره خير من تكلفك ما لا تأمن وزره الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكة
( 57 ) حدثني القاسم بن هاشم قال حدثنا علي بن عياش قال حدثنا عتبة بن ضمرة بن حبيب عن أبيه قال لا يعجبكم كثرة صلاة امرئ ولا صيامه ولكن انظروا إلى ورعه فإن كان ورعا مع ما رزقه الله من العبادة فهو عبد الله حقا
( 58 ) حدثت عن محمد بن المبارك الصوري قال قلت لراهب ما علامة الورع قال الهرب من مواطن الشبهة باب الورع في النظر(1/30)
( 59 ) حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال أخبرنا يعلي بن عبيد قال أخبرنا أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد عن مرة عن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم لاناس من أصحابها ستحيوا من الله حق الحياء قالوا يا رسول الله إنا لنفعل ذلك قال ليس ذلك من الحياء من الله ولكن من استحيى من الله حق الحياء فليحفظ الراس وما حوى والبطن وما وعى وليذكر الموت والبلى فمن فعل ذلك فقد استحيى من الله حق الحياء
( 60 ) حدثني أبي قال أنبأنا علي بن الحسن بن شقيق قال أنبأنا عبد الله بن المبارك عن داود الطائي قال كانوا يكرهون فضول النظر
( 61 ) حدثني محمد بن علي بن الحسن بن شقيق عن حبان بن موسى قال سمعت عبد الله يقول حفظ البصر أشد من حفظ اللسان
( 62 ) حدثنا محمد بن قدامه وأبو همام عن محمد بن سابق عن مالك بن مغول عن أبي سنان قال قال عمرو بن مرة ما أحب أني بصير كنت نظرت نظرة وأنا شاب
( 63 ) حدثني محمد بن حسان السمتي عن خلف بن خليفة عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير قال كانت فتنة داود عليه السلام في النظر
( 64 ) حدثني أحمد بن عبدة الضبي قال عن حماد بن زيد قال سمعت أبي وأسنده قال لرب نظرة لان تلقى الاسد فيأكلك خير لك منها وهل لقي داود بن ما لقي إلا من تلك النظرة
( 65 ) وبلغني عن سعيد بن أبي مريم فيما بلغني عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن خالد بن أبي عمران قال لا تتبعوا النظر النظر فربما نظر العبد النظرة ينغل منها قلبه كما ينغل الاديم في الدباغ ولا ينتفع به
( 66 ) حدثنا رجاء بن السندي قال حدثنا وكيع قال خرجنا مع سفيان الثوري في يوم عيد فقال إن أول ما نبدأ به في يومنا غض أبصارنا
( 67 ) حدثني أحمد بن إبراهيم قال حدثنا عبد الله بن عيسى قال حدثنا محمد بن عبد الله الزراد قال خرج حسان بن أبي سنان إلى العيد فقيل له لما رجع يا أبا عبد الله ما رأينا عيدا أكثر نساء منه قال ما تلقتني امرأة حتى رجعت(1/31)
( 68 ) حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثني غسان بن الفضل قال حدثني شيخ لنا يقال له أبو حكيم قال خرج حسان بن أبي سنان يوم العيد فلما رجع قالت له امرأته كم من امرأة حسنة قد نظرت اليوم إليها فلما أكثرت عليه قال ويحك ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت حتى رجعت إليك
( 69 ) حدثنا علي بن الجعد قال أنبأنا شريك عن أبي ربيعة الايادي عن بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليلا تتبع النظرة النظرة فإن لك الاولى وليست لك الآخرة
( 70 ) حدثنا خلف بن هشام قال أنبأنا أبو شهاب عن يونس عن عمرو بن سعيد عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة فقال اصرف بصرك
( 71 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأنا عبد الله يعني بن المبارك عن عبد الوهاب بن ورد عن عطارد عن بن عمر قال من تضييع الامانة النظر في الحجرات والدور
( 72 ) حدثنا عبد الرحمن بن صالح عن أبي أسامة عن أبي روح عن أنس قال إذا مرت بك امرأة فغمض عينيك حتى تجاوزك
( 73 ) حدثنا القاسم بن هاشم قال حدثني عمر بن حفص العسقلاني قال حدثني إبراهيم بن أدهم قال حدثنا أبو عيسى المرزوي قال سمعت سعيد بن المسيب في خلافة عبد الملك بن مروان يقول لا تملاوا أعينكم من أئمة الجور وأعوانهم إلا بالانكار من قلوبكم لكي لا تحبط أعمالكم الصالحة
( 74 ) حدثني محمد بن عباد بن موسى قال حدثنا كثير بن هشام قال كان سفيان الثوري قاعد بالبصرة فقيل له هذا مساور بن سوار يمر وكان على شرطة محمد بن سليمان فوثب فدخل داره وقال أكره أن أرى من يعصي الله ولا أستطيع أن أغير عليه
( 75 ) حدثني علي بن الحسن قال قال فضيل بن عياضلا تنظروا إلى مراكبهم فإن النظر إليها يطفئ نور الانكار عليهم(1/32)
( 76 ) حدثنا يوسف بن موسى قال حدثنا الحسن بن الربيع عن يحيى بن يمان قال كنت مع سفيان الثوري فرأى دارا فرفعت رأسي أنظر إليها فقال سفيان لا تنظر إليها فإنما بنيت لكي ينظر إليها مثلك
( 77 ) حدثنا المثنى بن معاذ حدثنا معتمر بن سليمان عن إسحاق بن سويد قال سمعت العلاء بن زياد يقول لا تتبع بصرك حسن ردف المرأة فإن النظر يجعل الشهوة في القلب
( 78 ) حدثنا المثنى قال أنبأنا معتمر قال سمعت إسحاق يقول هذه النظرة الاولى فما بال الآخرة باب الورع في السمع
( 79 ) حدثنا عمر بن سعيد الدمشقي قال أنبأنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن ناقال كنت مع بن عمر في طريق فسمع زمارة راعي فوضع أصبعيه في أذنيه ثم عدل عن الطريق ثم قال يا نافع أتسمع قلت لا فأخرج أصبعيه من أذنيه ثم عدل عن الطريق ثم قال يا نافع أتسمع قلت لا فأخرج أصبعيه من أذنيه ثم عدل إلى الطريق ثم قال هكذا رايت رسول الله ( ص ) صنع
( 80 ) حدثنا داود بن عمرو الضبي قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن مالك بن انس عن محمد بن المنكدر قال : إذا كان يوم القيامة نادى منادي : اين الذين كانوا ينزهون انفسهم واسماعهم عن مجالس اللهو ومزامير الشيطان اسكنوهم بياض المسك ثم تقول الملائكة اسمعوهم تمجيدي وتحميدي
( 81 ) حدثني دهثم بن الفضل القرشي قال أنبأنا رواد بن الجراح قال حدثنا الاوزاعي عن عبده بن أبي لبابة قال في الجنة شجر أثمارها الياقوت والزبرجد واللؤلؤ فيهب الله ريحا فتضطرب فما سمع صوت قط ألذ منه
( 82 ) حدثني إبراهيم بن سعيد قال حدثنا علي بن عاصم قال حدثني سعيد بن أبي سعيد الحارثي قال حدثت أن في الجنة أجاما من قصب من ذهب حملها اللؤلؤ فإذا اشتهى أهل الجنة أن يسمعوا صوتا حسنا بعث الله على تلك الاجام ريحا فتأتيهم بكل صوت يشتهونه(1/33)
( 83 ) حدثنا الفضل بن يعقوب قال حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال حدثني ثعلبة عن ليث عن مجاهد قال كنت أمشي مع بن عمر فسمع صوت طبل فأدخل أصبعيه في أذنيه ثم مشى فلما انقطع الصوت أرخى يديه فعل ذلك مرتين أو ثلاثا ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل
( 84 ) حدثني سويد بن سعيد قال حدثنا الحكم بن سنان عن عمرو بن دينار قال كان رجل من أهل المدينة له أخت في باحة المدينة فهلكت وأتى السوق يجهزها ولقيه رجل معه كيس فيه دنانير فجعلته في حجرته فلما دفنها ورجع إلى منزله ذكر الكيس في القبر فاستعان برجل من أصحابه فنبشا فوجد الكيس فقال الرجل لصاحبه تنح حتى على الرجال أختي فرفع ما على اللحد وإذا القبر يشتعل نارا فرده ودعا الرجل فسوى معه القبر ثم رجع إلى أمه فقال أخبريني ما حال أختي قالت وما تسئل عنها السر قد مات قال أخبريني قالت كانت اختك تؤخر الصلاة ولا تصلي فيما كتب الوضوء وتأتي أبواب الجيران إذا ناموا فتلقم أذنها أبوابهم فتخرج حديثهم
( 85 ) حدثني محمد بن قدامه عن النضر بن يزيد عن محمد بن فضيل عن عبيد الله قال كان القاضي إذا مات في بني إسرائيل جعل في أوج أربعين سنة فإن تغير منه شئ علموا أنه قد جار في حكمه فمات بعض قضاتهم فجعل في أوج عينها القيم يقوم عليه إذا أصابت المكنسة طرف أذنه فانفجرت صديدا فشق ذلك على بني إسرائيل فأوحى الله إلى نبي من أنبيائهم أن عبدي هذا لم يكن به بأس ولكنه استمع يوما في أحد أذنيه من الخصم أكثر مما استمع من الاخر فمن ثم فعلت به هذا
( 86 ) حدثنا أحمد بن منيع قال أنبأنا يزيد بن هارون قال أنبأنا همام عن قتادة عن عكرمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من استمع إلى حديث قوم لا يحبون أن يستمع حديثهم أذيب في أذنه الآنك باب الورع في الشم(1/34)
( 87 ) حدثنا داود بن عمرو قال أنبأنا إسماعيل بن عياش عن شيخ من أهل البصرة عن الحسن قال مر عيسى بن مريم عليه السلام مع أصحابه برائحة منتنة فوضع القوم أيديهم على أنفهم ولم يفعل ذلك عيسى ثم مروا برائحة طيبة فكشفوا أيديهم عن أنفهم ووضع عيسى يده على أنفه فقيل له في ذلك فقال ان الرائحة الطيبة نعمة فخفت أن لا أقوم بشكرها والرائحة المنتنة بلاء فأحببت الصبر على البلاء
( 88 ) حدثنا أحمد بن إبراهيم قال أنبأنا محمد بن مروان العقيلي عن يونس بن أبي الفرات أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أتي بغنائم مسك فأخذ بأنفه فقالوا يا أمير المؤمنين تأخذ بأنفك لهذا قال إنما ينتفع من هذا بريحه فأكره أن أجد ريحه دون المسلمين
( 89 ) حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال أنبأنا جرير عن منصور عن أبي عمرو الشيباني عن أبي موسى الاشعري قال لان يمتلئ منخراي من ريح جيفة أحب الي من أن يمتلئا من ريح امرأة
( 90 ) حدثنا محمد بن عبد الله المديني قال حدثنا معتمر بن سليمان سمع أباه يحدث عن نعيم بن أبي هند أن عمر بن الخطاب كان يدفع إلى امرأته طيبا للمسلمين كانت تبيعه فتزن فترجح وتنقص فتكسر بأسنانها فتقوم لهم الوزن فعلق باصبعها منه شئ فقالت بأصبعها في فيها فمسحت به خمارها وأن عمر جاء فقال ما هذه الريح فأخبرته خبرها فقال تطيبين بطيب المسلمين فانتزع خمارها فجعل يقول بخمارها في التراب ثم يشمه ثم يصب عليه الماء ثم يقول به في التراب حتى ظن أن ريحه قد ذهبت ثم جاءتها العطارة مرة أخرى فباعت منها فوزنت لها فعلق بأصبعها منها شئ فقالت فأصبعها في فيها ثم قالت بأصبعها في التراب فقالت العطارة ما هكذا صنعت أول مرة فقالت أو ما علمت ما لقيت منه لقيت منه كذا وكذا باب الورع في اللسان(1/35)
( 91 ) حدثني عمران بن موسى البصري قال حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري أحسبه رفعه قال اذا أصبح بن آدم كفرت الاعضاء كلها اللسان تقول اتق الله فينا فإنك إن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا
( 92 ) حدثني أبو علي عبد الرحمن بن زبان الطائي قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب اطلع على أبي بكر رحمهما الله وهو يمد لسانه فقال ما تصنع يا خليفة رسول الله قال هذا أوردني الموارد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس شئ من الجسد الا يشكو إلى الله اللسان على حدته
( 93 ) حدثني المفضل بن غسان بن مفضل قال حدثنا أبو نعيم قال سمعت الحسن بن حي يقول فتشت الورع فلم أجده في شئ أقل منه في اللسان
( 94 ) حدثنا محمد بن علي بن الحسن عن إبراهيم بن الاشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول اشد الورع في اللسان
( 95) حدثني العباس بن جعفر قال حدثنا أبو معاوية الغلابي عن سلم بن أبي النضر قال سمعت يونس بن عبيد يقول انك لتعرف ورع الرجل في كلامه
( 96 ) حدثني سلمة بن شبيب عن بن أبي رزمة قال سئل عبد الله يعني بن المبارك أي الورع أشد قال اللسان
( 97 ) حدثني أبو بكر الصوفي قال سمعت الفضيل بن عياض يقولالورع في اللسان
( 98 ) حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال حدثنا جرير عن أبي حيان التيمي قال كان يقال ينبغي للعاقل أن يكون أحفظ للسانه منه لموضع قدمه
( 99 ) حدثنا إسحاق قال سمعت سفيان يقول سمع مطرف بن عبد الله رجلا يقول لاخر فقال دعك إذا ذكرت الله فانظر ماذا تصرف إليه
( 100 ) حدثني عبد الصمد بن يزيد قال سمعت فضيلا قال كان بعض أصحابنا نحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة
( 101 ) قال وسمعت عبد المنعم بن إدريس يقول كان وهب بن منبه نحفظ كلامه كل يوم نعده فإن كان خيرا حمد الله وإن كان غير ذلك استغفر(1/36)
( 102 ) حدثني هارون بن سعيد قال حدثني بعض الكوفيين قال سمعت الحسن بن حي يقول اني لاعرف رجلا يعد كلامه فكانوا يرون أنه هو
( 103 ) حدثنمحمد بن ناصح قال حدثنا بقية بن الوليد عن أرطأة بن المنذر قال تعلم رجل الصمت أربعين سنة بحصاة يضعها في فيه لا ينتزعها إلا عند طعام أو شراب أو نوم
( 104 ) حدثني محمد بن بشير قال أخبرنا عبد الرحمن بن جرير قال حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتقى الله كل لسانه ولم يشف غيظه
( 105 ) حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا عنبسة بن سعيد عن بن المبارك عن رجل عن صالح بن كيسان قال سمعت عمر بن عبد العزيز يقول اني وجدت متقي الله ملجما
( 106 ) حدثني محمد بن الحسين قال حدثني بن بسطام قال قلت لجار لضيغم هل سمعت أبا مالك يذكر من الشعر شيئا قال ما سمعته يذكر من الشعر شيئا إلا شيئا واحدا قلت ما هو قال قد يخزن الورع التقي لسانه حذر الكلام وانه لمفوه باب الورع في البطش
( 107 ) حدثنا المثنى بن معاذ العنبري قال حدثني أبي عن شعبة عن منصور عن إبراهيم أن رجلا من العباد كلم امرأة فلم يزل حتى وضع يده على فخذها فذهب فوضع يده في النار نشت
( 108 ) حدثني إبراهيم بن سعيد قال حدثنا حسين بن محمد عن المبارك بن فضالة عن عبد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه قال اني لاكره أن أمس فرجي بيميني وأنا لارجو أن أخذ بها كتابي
( 109 ) حدثني إبراهيم بن سعيد قال حدثنا موسى بن أيوب قال أنبأنا بقية عن ثور عن خالد بن معدان قال اياكم والخطران فإن الرجل قد تنافق يده من سائر جسده
( 110 ) حدثنا أحمد بن أبان قال حدثنا بن عيينه قال ما رئي علي بن الحسين قط إذا مشى يقول بيده هكذا كأنه خطر بهما
( 111 ) حدثني أبو محمد عبد الرحمن بن صالح العتكي قال أنبأنا إبراهيم بن هراسة عن سعيد بن حازم أبي عبد الله التيمي عن رجل عن الحسن بن عليأنه كان إذا مشى لم تسبق يمينه شماله(1/37)
( 112 ) حدثنا يونس بن عبد الرحيم العسقلاني قال أنبأنا عمرو بن أبي سلمة عن صدقة بن عبد الله عن عبيد الله بن علي عن سليمان بن حبيب قال أخبرني أسود بن أصرم المحاربي قال قلت أوصني يا رسول الله قال لا تبسط يدك إلا إلى خير ولا تقل بلسانك إلا معروفا
( 113 ) حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا حجاج بن محمد عن أبي بكر الهذلي قال بينما نحن مع الحسن إذ مر عليه بن الاهتم يريد المقصورة وعليه جباب خز مختلفة ألوانها قد نضد بعضها فوق بعض فما تفرج عنها قباوة وهو يمشي يتبختر فنظر إليه الحسن نظرة وقال أف أف شامخ بأنفه ثاني عطفه مصعر خده ينظر في عطفيه أين ينظر في عطفيك في نعم غير مشكورة ولا مذكورة غير المأخوذ بأمر الله فيها ولا أحق الله منها والله أن يمشي أحدهم طبيعته أن يتخلج تخلج المجنون في كل عصب من أعصابه لله نعمة وللشيطان به لعبة فسمع بن الاهتم فرجع يعتذر إليه فقال لا تعتذر إلي وتب إلى ربك أما سمعت قول الله تبارك وتعالى ولا تمشي في الارض مرحا إنك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا
( 114 ) حدثنا محمد بن حاتم قال أنبأنا شاذان عن الحسن بن صالح عن منصور أنه كان في الديوان وكان في الديوان دن فيه طين فقال له رجل ناولني طينا أختم به هذا الكتاب قال أعطني كتابك حتى أنظر ما فيه باب الورع في البطن
( 115 ) حدثنا سعدويه وعلي بن الجعد عن الفضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال * ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ) * وقال * ( يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) * ثم ذكر العبد يطيل السفر أشعث أغبر رافعا يديه يا رب يا رب مطعمه حرام ومشربه حرام ملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لهذا(1/38)
( 116 ) حدثنا الهيثم بن خارجة قال حدثنا المعافي بن عمران عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن أم عبد الله أخت شداد بن أوس أنها بعثت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن عند فطره وذلك في طول النهار وشدة الحر فرد إليها رسولها أنى لك هذا اللبن قالت من شاة لفرد إليها رسولها أنى لك هذه الشاة قلت اشتريتها من مالي فشرب فلما كان من غدأتت أم عبد الله النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله بعثت إليك بذلك اللبن مرثية لك من طول النهار وشدة الحر فرددت فيه إلي الرسول فقال النبي صلى الله عليه وسلم بذلك أمرت الرسل قبلي ألا تأكل إلا طيبا ولا تعمل إلا صالحا
( 117 ) حدثني إبراهيم بن سعيد قال أخبرنا يزيد بن هارون قال حدثنا محمد بن إسحاق عن موسى بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان يجعل أحدكم في فيه ترابا خير له من أن يجعل فيه ما حرم الله عليه
( 118 ) حدثنا علي بن الجعد قال حدثنا المسعودي عن القاسم قال كان لابي بكر رحمه الله غلام يأتيه بكسبه كل ليلة ويسئله من أين أصبت فيقول أصبت من كذا فأتاه ذات ليلة بكسبه وأبو بكر قد ظل صائما فنسي أن يسئله فوضع يده فأكل فقال الغلام يا أبا بكر كنت تسئلني كل ليلة عن كسبي إذا جئتك فلم أرك سألتني عنه الليلة قال فأخبرني من أين هو قال تكهنت لقوم في الجاهلية فلم يعطوني أجري حتى كان اليوم فاعطوني وإنما كانت كذبة فادخل أبو بكر في حلقه فجل يتقيأ فذهب الغلام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال إني كذبت أبا بكر فضحك النبي صلى الله عليه وسلم أحسبه قال ضحكا شديدا وقال إن أبا بكر يكره أن يدخل بطنه إلا طيبا
( 119 ) حدثنا أبو بكر بن أبي الاسود قال أنبأنا أبو عوانة عن قتادة عن الحسن عن جندب بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم ألا يجعل في بطنه إلا طيبا فليفعل فإن أول ما ينتن من الانسان بطنه(1/39)
( 120 ) حدثني محمد بن عباد بن موسى قال حدثنا إسماعيل الارقط عن رجل صحبت الثوري إلى مكة قال فمررنا برجل في بعض المنعشيان في يوم شديد الحر عنده حباب يسقي الماء فاستظلنا بظله وشربنا من مائفسأله سفيان عن أمره فقال إن هؤلاء القوم يجرون علي رزقا لهذا فقام سفيان فتنحى ثم تقيا حتى كادت نفسه تخرج ثم قعد في الشمس وامتنع أن يستظل قال فقلنا للجمال إرحل لا يموت الشيخ فرحلنا
( 121 ) حدثني سليمان بن منصور الخزاعي قال حدثنيحيى بن سعيد الاموي قال زاملت أبا بكر بن عياش إلى مكة فكان من أورع من رأيت أهدي له رطب برني فقيل له بعد هذا من بستان خالد بن سلمة المخزومي المقبوض عنه فأتى إلى خالد بن سلمة واستحل منهم ونظر إلى قيمة الرطب فتصدق بها
( 122 ) حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا أبو عبد الله المروزي قال سمعت علي بن أبي بكر الاسفذني قال اشتهى وهيب بن الورد لبنا فجاءته به خالته من شاة لآل عيسى بن موسى فسألها عنه فأخبرته فأبى أن يأكله فقالت له كل فأبى فعاودته وقالت إني أرجو أن أكلته أن يغفر الله لك أي باتباع شهوتي فقال ما أحب أني أكلته وأن الله غفر لقالت لم قال إني أكره أن أنال مغفرته بمعصيته
( 123 ) حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثني مؤمل بن إسماعيل قال سمعت وهيبا يقول لو قمت مقام هذا السارية ما نفعك حتى تنظر ما تدخل بطنك حلال أم حرام
( 124 ) حدثنا سعدويه قال سمعت عبد الله بن عبد العزيز العمري يقول قال رجل لعيسى بن مريم أوصني قال انظر خبزك من أين هو
( 125 ) حدثني الحسن بن عتبة قال قال رجل لبشر بن الحارث أوصني قال أخمل ذكرك وطيب مطعمك
( 126 ) حدثني أبو بكر التميمي قال أنبأنا الربيع بن نافع قال أنبأنا عطاء بن مسلم قال ضاعت نفقة إبراهيم بن أدهم بمكة فمكث يستف الرمل خمسة عشر يوما(1/40)
( 127 ) حدثنا خلف بن سالم قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر قال سمعت عبد الملك بن عمير قال حدثني رجل من ثقيف قال استعملني علي على عكبرا ولم يكن السواد المصلون فقال لي بين أيديهم استوف منهم خراجهم ولا يجدوا فيك معفا ولا رخصة ثم قال لي رح إلي عند الظهر فرحت إليه فلم أجد عنده حاجبا يحجبني دونه ووجدته جالسا عنده قدحا وكوز من ماء فدعا بطية فقلت في نفسي لقد أمنني حين يخرج إلي جوهرا فإذا عليها خاتم فكسر الخاتم فإذا فيها سويق فصب في القدح فشرب منه وسقاني فلم أصبر فقلت يا أمير المؤمنين تصنع هذا بالعراق وطعام العراق أكثر من ذلك قال إنما اشتري قدر ما يكفيني وأكره أن يفنى فيصنع فيه من غيره وإني لم أختم عليه بخلا عليه وإنما حفظي لذلك وأنا أكره أن أدخل بطني إلا طيبا ولئن قلت لك بين أيديهم الذي قلت لك لانهم قوم خدع وأنا آمرك بما آمرك به الآن فإن أخذتهم به وإأخذك الله به دوني ولئن بلغني عنك خلاف ما أمرك به عزلتك لا تبيعن لهم رزقا يأكلونه ولا كسوة شتاء ولا صيف ولا تضرب رجلا منهم سوطا في طلب درهم ولا تقمه فطلب درهم فإنا لم نؤمر بذلك ولا تبيعن لهم دابة يعملون عليها إنما أمرنا أنأخذ منهم العفو قال إذا جئتك كما ذهبت قال فإن فعلت قال فذهبت فسعيت بما أمرني به فرجعت إليه وما بقي علي درهم واحد إلا وفيته
( 128 ) حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب عن بن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن عبد الله بن زرير الغافقي قال دخلنا على علي بن أبي طالب يوم أضحي فقدم إلينا خزيرة فقلنا يا أمير المؤمنين لو قدمت إلينا من هذا البط والوز والخير كثير قال يا بن زرير إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل للخليفة إلا قصعتان قصعة يأكلها هو وأهله وقصعة يطعمها(1/41)
( 129 ) حدثنا أبو عبد الرحمن القرشي قال أنبأنا أبو أسامة عن سفيان عن أبي الجحاف عن رجل من خثعم قال دخلت على حسن وحسين وهما يأكلان خبزا وخلا وبقلا فقلت لهما أنتما ابنا أمير المؤمنين وأنتما تأكلان ما أرى وفي الرحبة ما فيها قالا ما أقل علمك بأمير المؤمنين إنما ذاك للمسلمين
( 130 ) حدثنا أبو عبد الرحمن قال حدثنا أبو أسامة عن الحسن بن الحكم قال حدثني أمي عن أم عثمان أن أم ولد كانت لعلي قالت جئت عليا يوما وبين يديه قرنفل مكثوب فقلت يا أمير المؤمنين هب لابنتي من هذا القرنفل قلادة قال ايتيني درهما بيده هكذا فإنما هذا مال المسلمين أو اصبري حتى يأتيني حظي فأهب لك منه فأبي أن يهب لي منه شيئا
( 131 ) حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال حدثنا جرير عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبي صالح الحنفي قال دخلت على أم كلثوم فقالت إئتوا أبا صالح بطعام فأتوني بمرقة فيها جنوب فقلت أتطعموني هذا وأنتم أمراء قالت كيف لو رأيت أمير المؤمنين عليا وأتي بأترج فأخذ الحسن أو الحسين منها أترجة لصبي لهم فانتزعها من يده وقسمها بين المسلمين
( 132 ) حدثنا هارون بن عمر القرشي قال حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا بن لهيعة قال حدثنا بن هيبرة عن عبد الرحمن بن غنم الاشعريأنه خرج إلى عمر فنزل عليه وكانت لعمر ناقة يحلبها فانطلق غلامه ذات يوم فسقاه لبنا فأنكره فقال ويحك من أين هذا اللبن فقال يا أمير المؤمنين إن الناقة انفلت عليها ولدها فشرب لبنها فحلبت لك ناقة من مال الله فقال له عمر ويحك سقيتني نارا ادع لي علي بن أبي طالب فدعاه فقال إن هذا عمد إلى ناقة من مال الله فسقاني لبنها أفتحله لي قال نعم يا أمير المؤمنين هو لك حلال ولحمها وأوشك أن يجئ من لا يرى لنا في هذا المال حق باب الورع في الفرج(1/42)
( 133 ) حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال أنبأنا جرير عن ليث عن أبي نجيح عن عبد الله بن عمرو قال اول مخلق الله من الانسان فرجه ثم قال هذه أمانتي عندك لا تضعها إلا في حقها فالفرج أمانة والسمع أمانة والبصر أمانة
( 134 ) حدثنا عاصم بن عمر بن علي المقدمي قال حدثني أبي عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يتوكل لي ما بين لحييه ورجليه أتوكل له بالجنة
( 135 ) حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس قال حدثنا عبد الله بن إدريس قال أخبرني أبي وعمي عن جدي عن أبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار قال الاجوفان الفم والفرج
( 136 ) حدثنا عبد الرحمن بن واقد وغيره عن خلف بن خليفة عن حميد الاعرج عن عبد الله بن الحارث قال قال علي بن أبي طالب أهلك بن آدم الاجوفان الفرج والبطن
( 137 ) - حدثنا عمار بن نصر قال انبانا بقية عن ابي بكر بن عبد الله ابن ابي ميم عن الهيثم بن ما لم الطائي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من ذنب - بعد الشرك بالله - اعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا تحل له ) .
138 - انبانا خالد بن خداش قال حدثني سلم بن قتيبة قال سمعت سفيان يقول : لو أن رجلا لعب بغلام بين اصبعين من اصابع رجله يريد بذلك الشهودة ، لكان لواطا . باب " الورع في المسعى " [ 170 - ب ] -
139 - حدثنا احمد بن عمران بن عبد الملك الاخنسى قال سمعت ابا خالد يحدث عن ابن عجلان عن سعيد بن ابى سعيد المقبرى قال : كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم داود ( 1 ) : اللهم يوم تراني اجاوز مجالس الذاكرين الى مجالس المتكبرين ، فاكسر رجلى ، فانها نعمة من بها على . 140 - اخبرني محمد بن قدامة قال قال عبد الملك بن مروان : ما مشيت بالقرآن الى خزية منذ قرأته .(1/43)
141 - حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدى قال عن سفيان عن ابن الاعرج عن وهب بن منبه قال : في حكمة آل داود : حق على العاقل ان لا ير طاعنا [ إلا ] ( 2 ) في ثلاث : زاد لمعاد ، أو مرمة لمعاش ، أو لذة في غير محرم .
142 - حدثنا خلف بن هشام قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة قال : كان المؤمن لا ير الا في ثلاثة ( 3 ) مواطن : في مسجد يعمره ، أو بيت يستره ، أو حاجة لا بأس بها .
143 - حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمى قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عاصم الاحول قال قال لى فضيل الرقاشي وانا اساله : يا هذا ! لا يشغلك كثرة الناس عن نفسك ، فان الامر يخلص اليك دونهم ، ولا تقل اذهب هاهنا وهاهنا فينقطع عني النهار ، فان الامر محفوظ عليك ، ولم ير شيئا قط ، هو احسن طلبا ، ولا اسرع ادراكا من حسنة حديثه لذنب قديم .
144 - حدثنا احمد بن حاتم الطويل قال بلغني ان عروة بن الزبير قطعت رجله من الاكلة ، قال : ان مما يطيب نفسي عنك ، انى لم انقلك الى معصية لله قط .
145 - حدثنى الحسين بن عبد الرحمن قال حدثنى الحسن بن عبد الرحمن الفزارى قلا سمعت يوسف بن اسباط وقال لرجل - يقال انه : محمد بن عباد الشيباني - : أي طريق اخذت ؟ قال : في قرية كذا وكذا ، فقال يوسف : اما خفت ان يخسف الله بك ، وكانت القرية طاغية ، فسكت محمد [ 171 - أ ] وطأطأ رأسه .
146 - حدثنا احمد بن عمران قال حدثنا عبد الله بن ادريس عن ابن ابى خالد عن شبيل بن عوف قال : ما اغبرت رجلاى في طلب دنيا ، ولا فتحت رجلا في وجهة منذ علمت انى . . . ولا جلست في مجلس . . الا منتظر الجنازة أو لحاجة لا بد منها ( 1 ) . " باب اخبار الورعين "(1/44)
147 - حدثنا ازهر بن مروان الرقاشى قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا أبو عمران الجونى عن عبد الله بن رباح الانصاري عن كعب قال : اجتمع ثلاثة عباد من بنى اسرائيل فقالوا : تعالوا حتى يذكر كل انسان منا اعظم ذنب عمله ، فقال احدهم : اما انا ، فلا اذكر من ذنب اعظم من انى كنت مع صاحب لى فعرضت لنا شجرة ، فخرجت عليه ففزع منط ، فقال : الله بيني وبينك ، وقال احدهم : كانت لى والدة فدعتني من قبل شمالة الريح ، فاجبتها فلم تسمع ، فجائتني مغضبة ، فجعلت ترميني بحجارة فاخذت عصا وجئت لاقعد بين يديها فتضربني لها حتى ترض ، ففزعت مني فاصابت وجهها صخرة فشجتها ، فهذا اعظم ذنب عملته قط .
148 - حدثنى الوليد بن شجاع ومحمد بن عباد بن موسى قالا انبانا يزيد بن هارون عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال : كان اخوان في بنى اسرائيل ، فقال احدهما لصاحبه : ما اخوف عمل عملته ؟ فقال : ما عملت عملا اخوف عندي من انى مررت بين قراحى سنبل ، فأخذت من احدهما سنبلة ، ثم ندمت ، فأردت ان اردها في القراح الذى اخذتها منه ، فلم ادر أي القراحين هو ! فطرحتها في احدهما ، فاخاف [ 171 - ب ] ان اكون طرحتها في غير الذى اخذتها منه ، فما اخوف عمل عملته عندك ؟ قال : اخوف عمل عندي انى إذا قمت في الصلاة اخاف ان اكون احمل على احدى رجلى فوق ما احمل على الاخرى ، وابوهما يسمع ، فقال : اللهم ان كانا صادقين فاقبضها قبل ان يفتتنا . فماتا .(1/45)
149 - حدثني أبو سهل الفضل بن جعفر قال انبانا يحيى بن عميرة البصري قال انبانا حميد الطويل عن . . . ( 1 ) قال عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم يسيح في سفح الجبل ، إذا هو بجرذ يدخل جحرا له ، فقال : لكل شئ مأوى ، وابن مريم ليس لى مأوى ، فأوحى الله إليه : يا عيسى اصعد الجبل ، ليخبره خطيئته ، فصعد الجبل فإذا هو برجل كانه شن بالى ، فقال : يا عبد الله ! منذكم انت على هذا الجبل ؟ قال : منذ خمسين سنة لم استظل من حر ولا برد ولا من مطر ، قال : يا عبد الله ! فمالك من عظم جرمك حتى صرت الى هذا الجلد ؟ قال : قلت لشئ كان . . لم يكن ، فدخلت في علم الله ، فأخاف ان يعذبنى .
150 - حدثنى يحيى بن اكثم قال نبأنا عبد الاعلى بن مسهر قال اخبرنا سعيد بن عبد العزيز التنوخى قال : كان يحيى بن زكريا لا يأكل شيئا مما في الناس ، مخافة ان يكون دخله ظلم ، انما كان ياكل من نبات الارض ، ويلبس من مسوك الطير ، وانه لما حضرته الوفاة قال الله عزوجل لملك الموت : اذهب الى تلك الروح التى في ذلك الجسد الذى لم يعمل خطيئة ولم يهم بها فاقبضه .
151 - حدثنى عون بن ابراهيم بن الصلت الشامي قال حدثنى محمد بن روح عن العباس بن سهم : ان امرأة من الصالحات اتاها نعى زوجها وهى تعجن ، فرفعت يديها من العجين وقالت : هذا طعام قد صار لنا فيه شريك .
152 - وحدثني عون قال حدثنى بان روح بعض اهل العلم : ان امرأة اتاها نعى زوجها والسراج يتقد ( 1 ) فأطفأت [ 172 - أ ] السراج ، وقالت : هذا زيت قد صار لنا فيه شريك .(1/46)
153 - قرأت في كتاب ابى جعفر الادمى بخطه قال . . . . كنت باليمن في بعض . . . فإذا رجل معه ابن له شاب ، فقال : ان هذا ابى ، وهو من خير الاباء ، وقد يصنع شيئا اخاف عليه منه ، قلت : واى شئ يصنع ؟ قال : لى بقر تأتيني مساء فاحلبها ، ثم اتى ابى وهو في الصلاة ، فاحب ان يكون عيالي يشربون فضله ولا ازال قائما عليه والاناء في يدى ، وهو مقبل على صلاته ، فعسى ان لا ينفتل ويقبل على حتى يطلع الفجر ، قلت للشيخ ما تقول ؟ قال : صدق ، واثنى على ابنه ، وقال لى : اخبرك بعذري ، إذا رخلت في الصلاة ، فاستفتحت القرآن ذهب بى مذاهب ، وشغلني حتى ما اذكره حتى اصبح ، قال سلامة : فذكرت امرهما لعبدالله بن مرزوق فقال : هذان يدفع بهما عن اهل اليمن ، قال : وذكرت امرهما لابن عيينة فقال : هذان يدفع بهما عن اهل الدينا .
154 - حدثنا القاسم بن هاشم قال حدثنى أبو يوسف الجيزى قال حدثنا المؤمل بن اسماعيل قال : كان وهيب بن الورد لا يصلى تحت الظلال في المسجد الحرام ، ويصلى في الصحن في الحر والبرد ، وكان له دلو صغير يستقى بها من زمزم ، وكان يقول : لو كان لى جناحات لطرت يقول لاادخل من ابواب المسجد ، وكان لا يمشى على عقبه منا ويحشى فوق الخيل .
155 - حدثنى أبو بكر الصوفى قال حدثنا على بن بكار قال قلت لابراهيم ابن ادهم : لم لا تشرب من ماء زمزم ؟ قال لو كان لى دلو لشربت .
156 - حدثنا احمد بن ابراهيم قال نبأنا مؤمل بن اسماعيل قال حدثنى عمارة بن زاذان قال قال لى كهمس أبو عبد الله : يا أبا سلمة ! اذنبت ذنبا فأنا ابكى عليه منذ اربعين سنة ، قلت ما هو يا ابا عبد الله ؟ قال زارني اخ لى ، فاشتريت له سمكا مشويا بدانق ، فلما اكل قمت الى حائط لجار لى من لبن فاخذت منه قطعة يغسل بها يده ، فانا ابكى عليه منذ اربعين سنة .(1/47)
157 - حدثنا احمد بن ابراهيم قال حدثنى مؤمل قال نبأنا اصحابنا انه سقط من يد كهمس دينار قال فقام يطلبه ، قيل : ما تطلب يا ابا عبد الله ؟ قال : دينار سقط منى ، فاخذوا غربالا فغربلوا التراب ، فوجدوا دينارا فابى ان ياخذه ، وقال : لعله ليس ديناري .
158 - حدثنا العباس بن عبد العظيم قال سمعت ابا الوليد يذكر عن عبيد بن . . . قال قلت لسفيان بن عيينة : من اورع من رايت ؟ قال : عثمان بن زائدة .
159 - حدثنى العباس العنبري قال سمعت ابا الوليد يثول : ما سمعت عثمان بن زائدة تكلم قط لا يستثني فيها ، وكان يثول : يا ابا الوليد ! ان حدث ابا الوليد ، وكان يكلمني نها طويلا ، ثم يثول كلما جرى بيني وبينك فهو ان كان كذاك ( 1 ) ، ان شاء الله .
160 - حدثنا احمد بن قال حدثنا زكريا . . . المروزى قال جاء رجل بكتاب الى ابى جميل ، فقال له : هذا الكتاب تحمله معك ، قال : حتى استأمر الحمال ، قال : فأتى به عبد الله بن المبارك ، فقال : با ابا عبد الرحمن ! هذا الكتاب تحمله معك ، قال : ادفعه الى الغلام ، فقال انى اتيت الا جميل فقال : حتى استأمر الحمال ، قال ابن المبارك : ومن يطيق ما يطيق أبو جميل ، مرتين .
161 - حدثنا الحسين بن عبد الرحمن عن شبل بن وازع قال سمعت شعيب بن حرب يثول صحبني رجلان في سفينة ، فاخد احدهما [ 173 - أ ] حبة من حنطة فألقاها في فمه ، فقال له صاحبه : مه ! أو يا شئ صنعت ؟ قال : سهوت ، قال : لان تأكلني السباع ، احب الى من ان اصحب رجلا يسهو من الله ، قال ثم قال : يلا ملاح ! قرب ، قال فخرج ، قال شعيب : فسمعنا زئير الاسد من الغيضة ، فما ندرى ما حال الرجل ، قال شعيب فالتفت الى صحابه ، فقال : ان هذا صاحبي منذ اربعين أو نيف واربعين أو نيف واربعين سنة ، ما رأني على زلة قبلها ( 2 ) . باب " الورع في الشراء والبيع "(1/48)
162 - حدثنا محمد بن عباد بن مؤسسي قال اخبرنا محمد نب عمر الاسملى قال حدثنا ربيعة بن عثمان عن محمد بن المنكدر عن عمه ربيعه بن عبد الله بن الهدير عن ابى سعيد الخدرى انه ساوم رجلا بشاة له ، واعطاه ثلاثة دراهم ، فحلف بالله الا يبيعها بهذا ، فتسوق بها فلم يجد هذا الثمن ، فرجع الى ابى سعيد ، فقال : خذها ، فكرة ذلك أبو سعيد ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " باع آخرته بدنياه " .
163 - حدثنى سريج بن يونس قال نبانا مبارك بن سعيد عن سالم بن ابى حفصة قال : كان زاذان إذا عرض الثوب ، ناول ثمن الطرفين .
164 - حدثنا اسحاق بن اسماعيل قال نبانا سفيان عن مسعر قال : جاء مجمع التيمى بشاة يبيعها ، فقال : انى احسب أو اظن في لبنها ملوحة . 165 - حدثنى داود بن محمد بن يزيد قال حدثنا الاصمعي قال نبانا سكن الخرشى قال : جاءني يونس بن عبيد بشاة ، فقال : بعها وابرأ من انها تقلب المعلف وتنزع الوتد ، ولا تبرا بعد ما تبيع ، بين قبل ان تبيع .
166 - اخبرني سليمان بن ابى . . . عن ابيه عن ايوب بن سامرى - وكان ينزل عندنا داريا ، فبعث بطعام الى البصرة مع رجل ، وامرة ان يبيعه يوم يدخل بسعر يومه ، فاتاه كتابه : انى قدمت البصرة فوجدت الطعام متضعا فحبسته [ 173 - ب ] فزاد الطعام فاردت فيه كذا وكذا ، فكتب إليه الحجاج : انك قد خنتنا ، وعملت خلاف ما امرناك به ، فإذا اتاك كتابي فتصدق بجميع ثمن ذلك الطعام على فقراء البصرة ، فليتني اسلم إذا فعلت ذلك .
167 - حدثنا الحسين بن على بن يزيد قال حدثنا ابى قال كان عمرو بن قيس إذا باع الثوب يعنى المقطوع قال ابرا اليك من العرض في الطول ، ومن الطول في العرض والما افسد الحائك والعقد .(1/49)
168 - حدثنى احمد بن ابراهيم قال حدثنى شجاع بن الوليد قال رايت هلال الصيرفى قد اتخذت حبات من حديد ، ثمانى حبات على قدر الدانق . 169 - حدثنا احمد بن ابراهيم بقال حدثنا على بن الحسن بن شقيق قال حدثنا عبد الله قال كتب غلام لحسان بن ابى سنان إليه من الاهواز ان قصب السكر اصابته آفة فاشتر الكسر فيما قبلك ، قال : فاشتراه من رجل فلم يات عليه الا قليل فإذا فيما اشترى ربح ثلاثين الفا ، فاتى صاحب السكر ، فقال : يا هذا ان غلامي كان كتب الى ولم اعلمك فاقلني فيما اشتريت منك ، فقال الاخر : فقد اعلمتني الان وطيبته لك قال فرجع فلم يحتمل قلبه ، قال فاتاه فقال : يا هذا ! انى لم آت هذا الامر من قبل وجهه ، فاحب ان يسترد هذا البيع ، قال فما زال به حتى رد عليه .
170 - حدثنى نصر بن على اليحمدى قال حدثنا زياد بن الربيع اليحمدى عن ابيه قال : رايت محمد بن واسع يبيع حمارا بسولق " بلخ " فقال له رجل : اترضاه لى ؟ قال ، لو رضيته لم ابعه .
171 - حدثنا احمد بن اسحاق الاهوازي قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقرى قال حدثنى أبو الاسود حميد عن ابن عون انه قال لرجل : انى سأحسن اليك ، فاتاه متاع من موضع [ 174 - أ ] فدعا الرجل ، فقاله له : ضع عليه صنفا صنفا ما اردت ، ففعل الرجل ، فقال له ابن عون : ان دفعته اليك بما وضعت اترانى احسنت ؟ قال : نعم ، قال : هو لك ، ثم قال : لا ادرى ابلغت مبلغ خ الاحسان ام لا ؟ !
172 - حدثنا محمد بن يزيد قال حدثنا ابن عمار عن سفيان عن ابى عمارة عن انس عنو النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لان يلبس احدكم الوانا شتى ، خير له من ان يستدين ما ليس عنده قضاؤه " .(1/50)
173 - حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا بقية عن يزيد بن عبد الله عن هامش الاوقص عن ابن عمر قال : " من اشترى ثوبا بعشرة دراهم ، وفى ثمته درهم حرام ، لم يقبل الله له صلاة ما كان عليه " ثم ادخل اصبعيه في اذنيه فقال : صمتا ان لم اكن سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . 174 حدثنا اسحاق بن ابراهيم قال انبانا عبد الرزاق قال انبانا معمر عن ابن طاووس عن ابيه قال : مثل الاسلام كمثل شجرة ، فاصلها الشهادة ، وساقها كذا وكذا ، وورقها كذا شئ سماه ، وثمرها الورع ، لاخير في شجرة لا ثمر لها ، ولا خير في انسان لا ورع له .
175 - حدثنا أبو عبد الله العجلى حسين بن على قال حدثنا أبو اسامة قال حدثنا يزيد بن سنان عن من حدثه قال قال عمر بن الخطاب لجلسائه : ما الذى نقيم به وجوهنا عند الله يوم القيامة ؟ فقال بعض القوم : الصلاة ، فقال عمر : قد يصلى البر والفاجر ، قالوا : الصيام ، قال عمر : قد يصوم البر والفاجر ، قالوا : الصدقة ، قال عمر : قد يتصدق البر والفاجر ، قالوا : الحج ، قال عمر : قد يحج البر والفاجر ، قال عمر : الذى نقيم به وجوهنا عند الله اداء ما افترض علينا ، وتحريم ما حرم علينا ، وحسن النية فيما عند الله .
176 - حدثنى الحسين بن على الكوفى قال حدثنى احمد بن عبيد الرارنى قال حدثنا الضحاك بن موسى البصري عن ابى بكر الهذلى ان سليمان عبد الملك قال لابي حازم : أي الاعمال افضل ؟ قال اداء الفرائض مع اجتناب المحارم . [ 174 - أ ]
177 - حدثنى القاسم بن هاشم قال اخبرنا محمد بن عبد الملك الحمصى قال حدثنى الاوزاعي قال حدثنى يحيى بن ابى كثير انه قال : لا يحسن ورع امرئ حتى يشفى على طمع يقدر عليه ، فيتركه لله .
178 - حدثنى احمد بن اسحاق الاهوازي قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقرى قال حدثنا أبو الاشهب عن يزيد بن عبد الله بن الشخير قال : كنا نحدث ان صاحب النار : الذى لا يمنعه مخافة الله من شئ خفى له .(1/51)
179 - حدثنا خالد بن خداش بن عجلان ( 1 ) وخلف بن هشام البزار قالا حدثنا عون بن موسى عن معاوية بن قرة قال : كان لابي درداء جمل يقال له " الدمون " فكان إذا استعاره منه رجل ، قال : لا تحمل عليه الا طاقته ، فلما كان عند الموت ، قال : يا دمون لا تخاصمني عند ربى ، فانى لم اكن احمل عليك الا ما كنت تطيق .
180 - حدثنى احمد بن عنبسة العباداني قال حدثنا سعيد بن عامر قال عن هشام بن حسان قال : ترك محمد بن سيرين اربعين الفا فيما لاترون به اليوم بأسا . باب " ثواب الورعين "
181 - حدثنا أبو محمد العتكى عبد الرحمن بن صالح قال حدثنا عمرو بن هاشم عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اوحى الله الى موسى عليه السلام : يا موسى ! انه ليس من عبد يلقانى يوم القيامة الا ناقشته الحساب [ عن ما كان في يديه ، الا الورعين فانى . . . ] ( 1 ) واكرمهم فادخلهم الجنة بغير حساب .
182 - حدثنى عون بن ابراهيم الشامي قال حدثنى احمد بن ابى الحوارى قال سمعت ابا عبد الله البناجى يقول : يؤتى العبد يوم القيامة فيغيب في النور فيعطى كتابه ، فيقرأ فيه صغار ذنوبه ، ولا يرى فيه كبارا كان يعرفها ، فيدعى ملك فيعطى كتابا مختوما فيقال له انطلق بعبدي هذا الى الجنة ، فإذا كان عند آخر قنطرة ، فادفع إليه [ 175 - 1 ] هذا الكتاب وقل له : يقول لك ربك : حبيبي ! ما منعني ان اقفك عليها الا حياء منك ، واجلالا لك ، وقد غفرتها لك ، فإذا كان عند آخر قنطرة اعطاه الملك الكتاب ففض الخاتم ثم قراة فنظر الى الكتاب ، فقال للملك قد عرفتها ، فيقول له الملك : ما ادرى ما فيه ! انما دفع الى كتاب مختوم ، وربك يقول لك : حبيبي ! ما منعنى ان اقفك عليه الا اعظاما لك واجلالا .(1/52)
183 - حدثنا هاشم بن الوليد الهروي قال اخبرنا عبد الله بن عيسى البصري عن يونس بن عبيد عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا اراد الله ان يستر على عبده يوم القيامة ، اراه ذنوبه فيما بينه وبينه ثم غفرها له " .
184 - حدثنا ابراهيم بن سعيد قال حدثنا عبد العزيز قال سمعت سفيان يقول : عليك بالورع يخفف الله حسابك ، ودع ما يربيك الى ما لا يربيك ، وادفع الشك باليقين يسلم لك دينك .
185 - حدثنى على بن الحسن بن ابى مريم عن ابى مسعود الفان ( 1 ) عمرو ابن عيسى عن ابن السماك قال : اجتمع ثلاثة من العباد ، فقيل لاحدهم : لم تعمل ؟ قال : رجاء الثواب ، قال قيل للآخر : لم تعمل ؟ قال : خوف العقاب ، قيل للثالث لم تعمل ؟ قال حياء من المقام .(1/53)
186 - حدثنا محمد بن عبيد القرشى قال حدثنى اسماعيل بن داود المسحلى - وما رايت شيخا كان افضل منه ، وما رايته يخوض في شئ من امر الدنيا قط - : ما يمر على شئ على من الحياء من الله عز وجل . 187 - حدثنا الحسن بن قزعة قال حدثنا معتمر بن سليمان عن ابيه قال : دخلت على صاحب لنا وهو في النزع فرايت من جزعد وهلعه ، فجعلت ارجيه وامنية ، فقال لى : يا هذا ! والله لو جائتني المغفرة من ربي . . الحياء منه لما الفضيت به إليه . باب " في الورعين " [ 175 - ب ] - 188 - حدثنا أبو خيثمة واسحاق بن اسماعيل قالا حدثنا جرير عن هشام بن عروة عن ابيه عن عاصم بن عمر قال : بعث الى عرم عند الفجر ، أو عند صلاة الصبح ، فاتيته فوجدته جالسا في المسجد ، فحمد الله واثنى عليه ، ثم قال : اما بعد فانى لم اكن ارى شيئا من هذا المال يحل لى قبل ان آليه الا بحقه ، ثم ماكان احرم على منه يوم وليته ، فعاد بامانتي ، وانى كنت انفقت عليك من مال الله شهرا ، فلست بزايدك عليه ، وانى كنت اعطيتك ثمرتي بالعالية العام ، فبعه فخذ ثمنه ، ثم ائت رجالا من تجار قومك فكن الى جنبه ، فإذا ابتاع شيئا فاستشركه ، وانفقه عليك وعلى اهلك ، قال : فذهبت ففعلت .
189 - حدثنا أبو بلال الاشعري قال حدثنا أبو عبد الرحمن المذحجي عن جرير بن حازم عن الحسن قال بينما ( 1 ) عمر بن الخطاب يمشى ذات يوم في نفر من اصحابه ، إذا صبية في السوق يطرحها الريح لوجهها من ضعفها ، فقال عمر : يا بؤس هذا ( 2 ) ! من يعرف هذه ؟ قال له عبد الله : أو ما تعرفها ! هذه احدى بناتك ! قال : واى بناتى ؟ قال بنت عبد الله بن عمر ، قال : فما بلغ بها ما ارى من الضيعة ؟ قال : امساك ما عندك ، قال : امساكي ما عندي عنها يمنعك ان تطلب لبناتك ما تطلب الاقوام ! اما والله ما لك عندي الا سهمك مع المسلمين ، وسعك أو عجز عنك ، بينى وبينكم كتاب الله .(1/54)
190 - حدثنا اسحاق بن اسماعيل قال حدثنا أبو معاوية عن عشام بن عروة عن ابيه عن عاصم بن عمر عن عمر قال : انه لا جده يحل لى ، ان آكل من مالكم هذا ، الا كما كنت آكل من صلب مالى : الخبز والزيت ( 176 - أ ) والخبز والسمن ، قال فكان ربما يؤتى بالجفنة قد صنعت بالزيت ، ومما يليه منها سمن ، فيعتذر الى القوم ويقول : انى رجل عربي ، ولست استمرى الزيت .
191 - اخبرنا مهدى بن حفص قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن بكار بن عبد الله عن وهب نب منبه قال : كان جبار في بنى اسرائيل يقتل الناس على اكل لحوم الخنازير ، فلم يزل الامر . . . حتى بلغ الى عابد من عبادهم ، قال : فشق ذلك على الناس ، فقال له صاحب الشرطة : انى اذبح لك جديا فإذا دعاك الجبار لتاكل فكل ، فلما دعاه ليأكل ابى ان ياكل ، قال : اخرجوه فاضربوا عنقه ، فقال له صاحب الشرطة : ما منعك ان تأكل وقد اخبرتك انه جدى ! قال : انى رجل منظور الى ، وانى كرهت يتاسى بي في معاصي الله ، فال : فقلته
192 - حدثنى أبو بكر التيميمى قال اخبرنا محمد بن يوسف قال : كان ابراهيم ابن ادهم يلقط الحب امع المساكين فبصر بسنبل فبادر إليه مع المساكين فسبقهم ، فقالوا له في ذلك ، فرمى بما معه وقال : انا لم ازاحم اهل الدنيا على دنياهم ، ازاحم المساكين على معاشهم فكان ، بعد لا يلقط الا مع الدواب .
193 - اخبرني أبو الوليد رباح بن الجراح قال رايت ابا شعيب ايوب بن راشد فما رايت احدا كان اورع منه ، كان يكنس حيطان بيته ، فإذا وقع شئ من حيطان جيرانه جمعه فذهب به إليهم .(1/55)
194 - حدثنى عبد الرحيم بن يحيى قال حدثنا عثمان بن عمارة عن شيخ قال : خرجت من " البصرة " اريد " عسقلان " ، فصحبت قوما حتى وردنا " بيت المقدس " ، فلما اردت ان افارقهم ، قالوا لى : نوصيك بتقوى الله ولزوم درجة الورع ، فان الورع يبلغ بك الى الزهد في الدنيا ، وان الزهد في الدنيا يبلغ بك حب الله ، قلت لهم : فما الورع ؟ فبكوا حتى تقطع قلبى رحمة لهم [ 176 - ب ] ، ثم قالوا : يا هذا ! الورع : محاسبة النفس ، قلت : وكيف ذاك ؟ قال ( 1 ) تحاسب نفسك مع كل طرفة وكل صباح ومساء ، فإذا كان الرجل حذرا كيسا ، لم يخرج عليه الفضل ، فإذا دخل في درجة الورع احتمل المشفة وتجرع الغيظ والمرار ، اعقبه الله روحا وصبرا [ واعلم ان الصبر من الايمان بمنزلة الراس من الجسد ، وملاك هذا الامر الصبر ، واما الزهد فهو ان يثيم الرجل على راحة تستر إليها نفسه ، واما المحب لله فهو مستقل لعمله ابدا ، وان ضيق واحتبس عليه رزقه فهو في ضيق ذلك لا يزداد لله الا حبا ومنه الا دنوا ] ( 2 ) وذكر الحديث بطوله . 195 - حدثنى أبو عبد الله الكوفى قال حدثنى اسماعيل بن محمد الطلحى قال حدثنا عباية أبو غسان عن ابى عثمان اليمامى عن الحسن قال : ما ضربت ببصرى ، ولا نطقت بلساني ، ولا بطشت بيدى ، ولا نهضت على قدمى ، حتى انظر : على طاعة أو على معصية ، فان كانت طاعة تقدمد ، وان كانت معصية تأخرت .
196 - حدثنى محمد بن الحسين قال حدثنى الحسن بن الربيع قال حدثنا أبو الاحوص قال : انطلقت انا ويوسف بن اسباط الى سمير ابى عاصم ، قال فخرج الينا وعلى يده اثر طعام ، قال فقال : لولا انه لدين لقلت لكما ان تدخلا فتصيبا منه .
197 - حدثنى محمد بن قدامة قال حدثنا شاذان قال سالت الحسن بن حى عن شئ من امر المكاسب فقال : ان نظرت في هذا حرم عليك ماء الفرات ، ثم قال قال الحسن - يعنى البصري - : طلب الحلال اشد من لقاء الزحف .(1/56)
198 - حدثنا عبيدالله نب عمر الجشمى قال حدثنى عبد الله بن سلم الباهلى قال سمعت يونس بن عبيد يقول : لو اعلم موضع درهم من حلال من تجارة لاشتريت به دقيقا ، ثم عجنته ثم خبزته ثم جففته ثم دققته اداوى به المرضى .
199 - حدثنى خالد بن زياد الزيات قال حدثنا أبو حفص العبدى عن غالب القطان : ذكر الحلال عند بكر بن عبد الله المزني [ 177 - أ ] فقال بكر : ان الحلال لو وضع على جرح لبرى .
200 - وبلغني ان رجلا سال وكيعا عن المكاسب فضيقها عليه فقال : يا ابا سفيان ! من اين نأكل ؟ قال : كل من رزق الله ، وارجو عفو الله .
201 - حدثنا عبد الرحمن بن واقد قال حدثنا ضمرة عن بشير بن طلحة قال قال احسن : ان هذه المكاسب قد فسدت ، فخذوا منها القوت ، أي شبه المضطر .
202 - حدثنى محمد بن الحسين قال اخبرنا سعد بن ابراهيم بن سعد قال حدثنا ابى قال : كنت انا وسفيان الثوري في المسجد الحرام قال فكوم كومة من حصباء ، ثم اتكأ عليها ، ثم قال يا ابا اسحاق ! هذا خير من ارضيهم . 203 - حدثنى محمد بن الحسين قال اخبرنا يحيى بن ابى بكير قال حدثنا شعبة قال : اعطى ابن هبيرة محمد بن سيرين ثلاث عطيات ، فابى ان يقبل .
204 - حدثنى محمد قال حدثنا حبان بن هلال قال حدثنا أبو محصن عن سفيان بن حسين عن خالد بن ابى الصلت قال قلت لمحمد بن سيرين : ما منعك ان تقبل من ابن هبيرة ؟ قال فقال لى يا عبد الله أو يا هذا ! انما اعطاني على خير كان يظنه في ، فلئن كنت كما ظن ، فما ينبغى ان اقبل ، وان لم اكن كما ظن فبالحرى انه لا يجوز لى ان اقبل .
205 - حدثنى محمد بن الحسين قال حدثنا أبو احمد الزبيري قال حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير قال : بعثنى بشر بن مروان الى ابى عبد الرحمن السلمى وعمرو بن ميمون ومرة الهمداني بخمس مائة ، فردوها وابوا ان يقبلوها .(1/57)
206 - حدثنى أبو عبد الرحمن المروزى قال سمعت على بن الحسن بن شقيق قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول : لان ارد درهما من شبهة ، احب الى من ان اتصدق بمائة الق ومائة الف حتى بلغ ستمائة الف .
207 - حدثنا محمد بن هارون قال حدثنا أبو صالح الفراء عن يوسف بن اسباط قال : مر طاووس بنهر قد كرى فارادت بغلته ان تشرب فابى ان يدعها ، يعنى كراة السلطان .
208 - حدثنى محمد بن هارون قال بلغني عن بشر بن الحارث قال قال يوسف بن اسباط في الرجل يستقرض منه [ 177 - ب ] الجندي الدراهم فيردها عليه ، مايصنع بها ؟ قال : يكنس بها الحشوش ، ويطين بها السطوح .
209 - حدثنا محمد بن هارون قال حدثنا أبو صالح الفراء قال سمعت يوسف بن اسباط يقول : إذا خرج العطاء للناس ، وكنت تبيع وتشترى ، فامسك عن البيع والشراء ، حتى تختلط دراهمهم بغيرها .
210 - حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا النضر بن شميل عن هشام بن حسان قال : ما رايت احدا اورع من محمد بن سيرين .
211 - حدثنى احمد بن عنبسة العباداني قال حدثنا سعيد بن عامر عن هشام قال : ترك ابن سيرين اربعين الفا لاترون به اليوم باسا .
212 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح الازدي قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن حسين عن الشعبى قال : جاء رجلان الى شريح ، فقال : لم ! انما اشتريت الدار فقال البائع : خذها انت ، قال : لم ! وقد بعته الدار بما فيها ، فأدارا الامر بينهما ، فابيا ، فاتى زيادا فاخبره ، فقال : ماكنت ارى ان احدا هكذا بقى ، وقال لشريح : ادخل بيت المال فالق في كل جراب قبضة ، حتى يكون للمسلمين ، ثم قال للشعبى : كيف ترى الامير ؟ ، قال أبو بكر بن عياش : اعجبه ما صنع .(1/58)
213 - حدثنا اسحاق بن اسماعيل قال حدثنا وهب بن جرير عن ابيه عن الاعمش عن عبد الله بن خالد العبسى ان عمر بن الخطاب راى قوما مجتمعين على امر كره ، فسعى عليهم بالدرة فتفرقوا وقام رجل منهم فضربه ، وقال : ما حملك على ان قمت لى حتى ضربتك ؟ الا ذهبت كما ذهب اصحابك ! قال : يا امير المؤمنين " ان الله جعل حقك على - أو قال - على كل مسلم كحق الوالد على ولده ، وانى لما رايتك سعيت كرهت ان اتعبك فقمت حتى تقضى من حاجتك ، قال : آلله كذلك حملك على ما صنعت ؟ ! فحلف فاخذه بيده بيده فجلسا فلم يزل له مكرما حتى فارق الدنيا . [ 178 - 2 ]
214 - حدثنا يحيى بن جعفر قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا قريش بن حيان عن ابن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف عن ابيه قال قال عمر بن الخطاب : لا تنظروا الى صلاة امرئ ولا صيامه ، ولكن انظروا الى صدق حديثه الذا حدث والى ورعه إذا اشفى ، والى امانته إذا ائتمن .
215 - حدثت عن عبد الله بن وهب قال حدثنى حفص بن عمر عن مالك بن دينار قال : قال كنت جالسا مع الحسن فسمع من اقوام في المسجد فقال : يا مالك ! ان هؤلاء الاقوام ملوا العبادة ، وابغضوا الورع ، ووجدوا الكلام اخف عليهم من العمل .
216 - وحدثت عن عبد الحميد بن عرم قال حدثنا شيخ من اهل البصرة قال سمعت مالك بن دينار يحدث عن الحسن قال : لافقر اشد من الجهل ، ولا كالكف .
217 - حدثنى محمد بن الحسين قال حدثنا ااسماعيل بن زياد قال حدثنى سعيد بن راشد الحنفي قال حدثنى أبو طاهر زرارة بن عمارة الدرامى قال : بينا نحن في طريق الشام ، إذ اتينا على راهب في صومعة ، فقلنا له : اوصنا ، قال : نعم ، رفيق المرء ورعه ، ولا يسلمه ولا يورطه ، قلنا : زدنا ، قال : المحمود من العاقبة ، ما سكنت إليه النفس في العاجلة .(1/59)
218 - حدثنى محمد بن الحسين قال انشدني ابراهيم بن داورد بن شداد قولة : المرء يزرى بلبه طمعه * والدهر قدر كثيرة خدعه والناس اخوان كل ذى نشد * قد خاب عبد إليهم ضرعه والمرء ان كان عاقلا ورعا * اخرسه عن عيوبهم ورعه كما المريض السقيم يشغله * عن وجع الناس كلهم وجعه
219 - حدثنا الفضل بن يعقوب قال حدثنى عبد الله بن جعفر الرقى قال حدثنا أبو المليح عن فرات بن مسلم قال كنت اعرض على عمر بن عبد العزيز كتبي في كل جمعة ، فعرضتها عليه ، فاخذ منها قرطاسا قدر اربع اصابع [ 178 - ب ] فكتب فيه حاجة قال فقلت غفل امير المؤمنين ، فارسل من الغد ان جئني بكتبك ، قال فجئت بها ، فبعثني في حاجة ، فلما جئت قال لى : ما . . . لنا ان ننظر فيها ، قلت : انما نظر ت فيها امس ، قال : فاذهب . . . ابعث اليك ، فلما فتحت كتبي وجدت فيها قرطاسا قدر القرطاس الذى اخذ .
220 - حدثنا احمد بن ابراهيم قال حدثنا اسماعيل بن ابراهيم قال حدثنا وجاء بن ابى سلمة قال : بلغني ان عمر بن عبد العزيز كان يصنع طعاما لمن يحضره ، فكان لا يأكل منه فكانوا لا يأكلون فقال : ما شانهم لايكلون ؟ قالوا : انك لا تأكل فلا ياكلون ، قال : ما . . . ( 1 ) يوم بدر همين من صلب ماله ينفقان في المطبخ ، ثم اكل واكلوا .
221 - حدثنا احمد بن ابراهيم قال حدثنا العلاء بن عبد الجبار قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا أبو سنان ان عمر بن عبد العزيز كان يسخن له الماء في مطبخه ، فقال لصاحب المطبخ : اين يسخن هذا الماء ؟ قال : في المطبخ ، قال : انظر منذ كم تسخنه في المطبخ فاخبرني به ، قال : منذ كذا وكذا ، وقال : انظر ما ثمن ذلك الحطب ، قال : كذا كذا ، فاخذه عمر فالقاه في بيت المال(1/60)
222 - حدثنا احمد بن ابراهيم قال حدثنا على بن اسحاق قال حدثنا عبد الله قال حدثنا جرير بن حازم عن رجل عن فاطمة بيت عبد الملك قالت اشتهى عمر بن عبد العزيز يوما عسلا فلم يكن عندنا ، فوجهنا رجلا على دابة من دواب البريد الى بعلبك فاتى بعسل ، فقلنا يوما انك ذكرت عسلام وعندنا عسل فهل لك فيه ؟ قال : نعم ، فاتيناه به فشرب ، ثم قال : من اين لكم هذا العسل ؟ قال قلت : وجهنا رجلا على دابة من دواب البريد بدينارين الى بعلكب فاشترى لنا عسلا ، قال فارسل الى الرجل فجاء فقال : انطلق بهذا العسل الى السوق فبعه . المسلمين في لتقيأت . [ 179 - أ ]
223 - حدثنا هارون بن عبد الله قال حدثنا عصمة بن سليمان قال انبأنا ابن السماك قال : كان عمر بن عبد العزيز يقسم تفاحا بين الناس ، فجاء ابن له واخذ تفاحة من ذلك التفاح ، فوئب إليه ففك يده فخذ تلك التفاحة فطرحها في التفاح ، فذهب الى امه مستغيثا فقالت له : مالك أي بنى ؟ فاخبرها ، فارسلت بدرهمين فاشترت تفاحا فاكلت له طبقا من تفاح ، فقال : من اين هذا يا فاطمة ؟ فاخبرته ، فقال : رحمك الله ، والله ان كنت لاشتهية .
224 - حدثنا الحسن بن الصباح قال حدثنى يعقوب بن اسحاق الحضرمي قال حدثنى حاجب بن عمر قال حدثنى الحكم بن الاعرج ان رجلا قدم بساج له فساومه به زياد فلم يبعه منه ، فغصبه اياه ، فبنى به به ظلة في المسجد ، قال : فما روى أبو بكرة يصلى فيه حتى هدم .
225 - حدثنا يحيى بن جعفر قال انبانا يزيد بن هارون قال انبانا قريش بن حيان العجلى عن ميمونة بنت مذعور قالت : نزل مورق العجلى ( 1 ) على غلام لامراته يقال له : صغدى ، فاتاه ببيض قد طبخه في قد نحاس ، فقال مورق انى لك هذه القدر يا صغدى ؟ قال : رهن عندي ، قال : ارفع عنى بيضك ، وابى ان ياكل ، وكره ان يستعمل الرهن .(1/61)
226 - حدثنا الحسن بن عبد العزيز عن ضمرة عن ابن شوذب قال سمعت محمد بن واسع يقول : يكفى من الدعاء - مع الورع - اليسير منه . 227 - حدثنا محمد بن ابراهيم الضبى قال حدثنا ابراهيم بن محمد الفريابى عن ضمرة عن ابن شوذب قال سمعت بن واسع يقول : يكفى من الدعاء مع الورع اليسير .
228 - حدثنا محمد بن اسحاق قال حدثنا ابراهيم بن محمد قال حدثنا ضمرة عن المثنى بن عبد الله قال : كتبت الى عم لى وكان جليسا للحسن انه : يكفى من الدعاء مع الورع ، ما يكفى القدر من الملح .
229 - حدثنا المثنى بن معاذ بن معاذ قال حدثنا بشر بن المفضل عن ابن ابى عروبة عن قتادة قال : كان معيقيب على بيت مال عمر [ 179 - ب ] فكنس بيت المال يوما فوجد فيه درهما ، فدفعه الى ابن لعمر ، قال معيقيب ثم انصرفت الى بيتى فإذا رسول عمر قد جاءني يدعوني ، فجئت فإذا الدرهم في يده فقال لى : ويحك يا معيقيب ! اوجدت على في نفسك شيئا ؟ ! قال قلت : ما ذاك يا امير المؤمنين ؟ قال : اردت ان تخاصمني امة محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الدرهم .(1/62)
230 - حدثنا المثنى قال حدثنا بشر بن عن خالد الحذاء عن محمد بن سيرين قال كتب عمر الى ابى موسى : إذا جاءك كتابي هذا ، فاعط الناس اعطياتهم ، واحمل الى ما بقى مع زياد ، ففعل ، فلما كان عثمان ، كتب الى ابى موسى : بمثل ذلك ، ففعل ، فجاء زياد بما فوضعه بين يدى عثمان فجاء ابين لعثمان فاخذ شيئا . . . ( 1 ) فمضى بها ، فبكى زياد ، فقال له عثمان : ما يبكيك ؟ قال : اتيت امير المؤمنين عمرا بمثل ما اتيتك به ، فجاء ابن له فاخذ درهما ، فامر به فانتزع منه حتى بكى الغلام ، وان ابنك جاء فاخذ هذه ، فلم ار احدا قال له شيئا ، قال عثمان : ان عرما كان يمنع اهله واقربائه ابتغائه وجه الله ، . . . ( 1 ) اعطى اهلي واقربائي ابتغاء وجه الله ، ولن تلقى مثل عمر ، ولن تلقى مثل عمر ، ولن تلقى مثل عمر . 231 - حدثنى ابى رحمه الله قال حدثنا ابن شقيق عن ابن . . . ( 2 ) عن سفيان ابن عيينة عن اسماعيل بن ابى خالد قال : قيل لعثمان : الا تكون مثل عمر ؟ قال : لا استطيع ان اكون مثل لقمان الحكيم ( 3 ) . حسبنا الله ونعم الوكيل آخر كتاب الورع وصلى الله على محمد النبي وعلى آله وسلم كثيرا السماعات اليت في آخر الكتاب : كتب في آخر المخطوط شاهدت على نسخة الحافظ ضياء الدين المقدسي بخطه : سمع الكتاب جملة على الرئيس الاجل بقية المشايخ ابى الفرج مسعود ابن الحسن بن القاسم بن الفضل بن احمد بن محمود الثقفى بروايته عن الاصيل ابى عمرو عبد الوهاب ابن امام الدنيا باجمعها ابى عبد الله بن منده اسكنه الله الفردوس عن ابى محمد بن يوه عن الامام ابى الحسن اللنبانى عن المصنف بقراءة الاخ العالم ابى عبد الله محمد بن محمد بن ابى القاسم المعلم ابن عمته محمود بن ابى سيعد بن ابى طاهر المؤذن واسعد بن اسماعيل بن محمد بن حمد السمسار ومعه عبد القادر بن المقرى وابو منصور محمد بن احمد بن باى منصور بن محمد المشهور بن اسوية ومعه محمد بن مسعود بن ابى الفضل بن(1/63)
عبد الواحد السلمى يعرف بلفحى ومثلت باسمائهم محمد بن مكى بن ابى الرجاء بن الفضل واخوه أبو نجيح محمود وكان ذلك يوم الجمعة بعد الصلاة من شهر الله الحرام المحرم سنة اثنتين وستين وخمسمائة . نقل بعد المعارضة بالنسخة التى فيها السماع ولله الحمد والمنة وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما وحسبنا الله ونعم الوكيل نقلته كما وجدته حرفا بحرف ان شاء الله تعالى . وكتب حسن بن ابراهيم بن احمد سونج عفا الله عنه والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم . [ سماع سنة 677 ه ] : سمعت جميع هذا الكتاب وهو كتاب الورع لابن ابى الدنيا على الشيخ الامام العالم المسند كمال الدين أي محمد عبد الرحيم بن عبد الملك المقدسي باجازته من المشايخ الخمسة ابى عبد الله محمد بن محمد بن ابى القاسم المعلم وابن عمته محمود بن احمد القطان وابى عبد الله محمد بن ابى سعد بن ابى طاهر المؤذن ومحمد بن مكى بن ابى الرجاء واخيه ابن نجيح محمود بسماعهم . . . فيه نقلا بقراءة صاحب النسخة الفقيه الامام العالم الفاضل نور الدين ابى الحسن على بن مسعود بن . . . الموصلي ثم الحلبي وابو سعد بن الذلى عبد الرحمن بن يوسف المزى ومحمد بن عبد الرحمن بن شاامة والطواشي صفى الدين جوهر بن عبد الله الطهيرى وصح ذلك وكتب حسن بن ابراهيم بن احمد بن سونج عفا الله عنه في تاريخ يوم الخميس سادس عشر من شعبان من سنة سبع وسبعين وستمائة بالجامع المظفرى بسفح جبل قاسيون والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم . [ سماع سنة 682 ه ] : سمع جميع هذا الكتاب على الشيخ الجليل المسند الكثر الدين ابى الحسن ابن على بن ابى بكر بن الخلال اثابه الله بسماعه من . . . عرضا باصل سماعه منها بقراءة مالكه الشيخ الامام العالم المحدث المفيد تقى الدين ابى الحسن على بن مسعود بن هس . . . الموصلي الجماعة الفقيهان الفاضلان تفى الدين أبو العباس احمد بن عبد الحليم ابن تيمية(1/64)
الحرانى وشمس الدين محمد بن عبد الرحمن ابن شامة الشامي ، وسلامة بن سالم بن سا . . . الجعبرى ومحمد بن واحمد بن محمد من المحب الشافعي وهذا خطة وسمع من اوله الى موضع اسمه محمد بن اقباش بن قرلجا المسمى بطيرس وصح ذلك وثبت في مجلسين آخرهما يوم الثلاثاء عاشر شهر ربيع الاول من سنة اثنتين وثمانين وستمائة والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه اجمعين وسلم تسليما كثيرا . [ سمع سنة 732 ه ] : وسمعه على الشيخة الصالحة ام عبد الله زينب بنت احمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد الكمالية بإجازتها من عجيبه من عجيبه الباقدارية فأجازها من الداعيان . . . والثقفي بسماعهما من ابى عمرو بن منده محمد بن عبد الله بن احمد بن المحب المقدسي بقراءة وبملاحظته في مجالس آخرها بكرة الجمعة العشرين من ذى القعدة عام اثنتين وثلاثين وسبعمائة بمنزلها بسفح قاسيون . اخبرنا به جماعة من شيوخنا اجازة عن ابن المحب وغيره وكتب يوسف بن عبد الهادى .(1/65)