1 -حدثني أبو بكر عبدالله بن محمد بن أبي الدنيا قال حدثني الحسن بن الصباح ، ثنا عمر بن يونس ، ثنا عيسى بن عون الحنفي ، عن حفص بن الفرافصة الحنفي ، عن عبد الملك بن زرارة ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أنعم الله على عبده نعمة في أهل أو مال أو ولد فيقول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، فيرى فيه آفة دون الموت "
2 - حدثنا حاجب بن الوليد ، ثنا الوليد بن محمد ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : دخل النبي فرأى كسرة ملقاة ، فمسحها فقال : " يا عائشة ،@@@(1/10)
أحسني جوار نعم الله ، فإنها قلما نفرت عن أهل بيت فكادت أن ترجع إليهم "
3 - حدثنا علي بن داود ، ثنا عبد الله بن صالح ، ثنا أبو زهير يحيى بن عطارد القرشي ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يرزق الله عبدا الشكر فيحرمه الزيادة ، لأن الله يقول : لئن شكرتم لأزيدنكم "
4 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، ثنا أبو معاوية ، وجعفر بن عون ، عن هشام بن عروة ، عن ابن المنكدر ، قال : كان من دعاء رسول الله : " اللهم أعني على ذكرك ، وشكرك ، وحسن عبادتك "
5 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن بسام ، حدثني صالح المري ، عن أبي عمران الجوني ، عن أبي الجلد ، قال :@@@(1/11)
قرأت في مسألة داود عليه السلام أنه قال : أي رب ، كيف لي أن أشكرك ، وإني لا أصل شكرك إلا بنعمتك ؟ قال : فأتاه الوحي : أن يا داود ، أليس تعلم أن الذي بك من النعم مني ؟ " قال : بلى يا رب ، قال : " فإني أرضى بذلك منك "
6 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم المري ، عن أبي عمران الجوني ، عن أبي الجلد ، قال : قرأت في مسألة موسى عليه السلام أنه قال : " يا رب ، كيف لي أن أشكرك وأصغر نعمة وضعتها عندي من نعمك لا يجازي بها عملي كله ؟ قال : فأتاه الوحي : " أن يا موسى ، الآن شكرتني "
7 - حدثنا عبد العزيز بن بحر ، أنا أبو عقيل ، عن بكر بن عبد الله ، قال : سمعته يقول : " ما قال عبد قط : الحمد لله إلا وجبت عليه نعمة بقوله الحمد لله فما جزاء تلك النعمة ؟ جزاؤها أن يقول : الحمد لله ، فحاز أخرى ، ولا تنفد نعم الله عز وجل "
8 - حدثنا محمد بن الصباح ، حدثنا أبو يحيى الباهلي ، قال : قال سليمان التيمي : " إن الله أنعم على العباد على قدره ، وكلفهم الشكر على قدرهم "@@@(1/12)
9 - حدثنا محمد بن عبد الله المديني ، حدثنا المعتمر بن سليمان ، سمعت أبا الأشهب ، عن الحسن ، قال : سمع نبي الله رجلا يقول : الحمد لله بالإسلام ، فقال : " إنك لتحمد الله على نعمة عظيمة "
10 - حدثني محمد بن الفرج الفراء ، حدثنا محمد بن الزبرقان ، عن ثور ، عن خالد بن معدان ، سمعت عبد الملك بن مروان ، يقول : " ما قال عبد كلمة أحب إليه وأبلغ في الشكر عنده من أن يقول : الحمد لله الذي أنعم علينا ، وهدانا للإسلام "
11 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدثني عبد المؤمن بن عبيد الله السدوسي أبو عبيدة ، قال : كان الحسن يقول إذا ابتدأ حديثه : " الحمد لله ، اللهم ربنا لك الحمد كما خلقتنا ، ورزقتنا ، وهديتنا ، وعلمتنا ، وأنقذتنا ، وفرجت عنا ، لك الحمد بالإسلام ، والقرآن ، ولك الحمد بالأهل والمال والمعافاة ، كبت عدونا ، وبسطت رزقنا ، وأظهرت أمننا ، وجمعت فرقتنا ، وأحسنت معافاتنا ، ومن كل والله ما سألناك ربنا أعطيتنا ، فلك الحمد على ذلك حمدا كثيرا ، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم وحديث ، أو سرا أو علانية ، أو خاصة أو عامة ، أو حي أو@@@(1/13)
ميت ، أو شاهد أو غائب ، لك الحمد حتى ترضى ، ولك الحمد إذا رضيت "
12 - حدثنا عمر بن إسماعيل الهمداني ، حدثنا محمد بن عبيد ، عن يوسف الصباغ ، عن الحسن ، قال : قال موسى عليه السلام : " يا رب ، كيف يستطيع آدم أن يؤدي شكر ما صنعته إليه ؟ خلقته بيدك ، ونفخت فيه من روحك ، وأسكنته جنتك ، وأمرت الملائكة فسجدوا له ، فقال : " يا موسى ، علم أن ذلك مني فحمدني ، فكان ذلك شكرا لما صنعته له "
13 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدثنا حبان بن علي العمري ، عن سعد يعني ابن طريف ، عن الأصبع بن نباتة ، قال : كان علي إذا دخل الخلاء قال : بسم الله الحافظ المؤدي ، وإذا خرج مسح بيديه بطنه ثم قال : يا لها من نعمة لو يعلم العباد شكرها "
14 - حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا أبو بكر بن عياش ،@@@(1/14)
عن أبي حصين ، عن سعد بن مسعود الثقفي ، قال : " إنما سمي نوح عليه السلام عبدا شكورا ؛ لأنه لم يلبس جديدا ، ولم يأكل طعاما إلا حمد "
15 - حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ، وأزهر بن مروان الرقاشي ، قالا : حدثنا بشر بن منصور ، وأزهر السليمي ، عن زهير بن محمد ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : دعا رجل من الأنصار من أهل قباء النبي ، فانطلق معه ، فلما طعم وغسل يده قال : " الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم ، من علينا فهدانا ، وأطعمنا وسقانا ، وكل بلاء حسن أبلانا ، الحمد لله غير مودع ربي ولا مكافأ ، ولا مكفور ولا مستغنى عنه ، الحمد لله الذي أطعم من الطعام ، وسقى من الشراب ، وكسى من العري ، وهدى من الضلالة ، وبصر من العمى ، وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلا ، الحمد لله رب العالمين "
16 - حدثنا محمد بن إدريس ، حدثنا محمد بن مقاتل المروزي ، حدثنا@@@(1/15)
هاشم بن مخلد المروزي ، عن ورقاء ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، عن النبي أنه كان يقول : " اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك ، وفجأة نقمتك ، وتحول عافيتك ، وجميع سخطك "
17 - حدثنا محمد بن إدريس ، حدثنا يزيد بن أبي يزيد الضبعي ، أنا الفضل بن سلمة ، عن المبارك ، عن الحسن ، قال : إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء ، فإذا لم يشكر قلبها عليهم عذابا "
18 - حدثني محمد بن إدريس ، قال : يروى عن علي ، أنه قال لرجل من همدان : " إن النعمة موصلة بالشكر ، والشكر معلق بالمزيد ، وهما مقرونان في قرن ، فلن ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العبد "
19 - حدثني محمد بن إدريس ، قال : سمعت عبدة بن سليمان ، سمعت مخلد بن حسين ، يقول : كان يقال : " الشكر ترك المعاصي "
20 - حدثنا إسحاق بن حاتم المدائني ، حدثنا محمد بن كثير ، حدثنا بعض أهل الحجاز ، قال أبو حازم : "@@@(1/16)
كل نعمة لا تقرب من الله فهي بلية "
21 - حدثني محمد بن إدريس ، سمعت أحمد بن أبي الحواري ، سمعت عبد العزيز بن عمير ، يقول : سمعت أبا سليمان الواسطي ، يقول : " ذكر النعمة يورث الحب لله "
22 - حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي ، ثنا حماد بن زيد ، حدثنا ليث ، عن أبي بردة ، قال : قدمت المدينة فلقيت عبد الله بن سلام فقال لي : " ألا تدخل بيتا دخله رسول الله صلى الله عليه وسلم ونطعمك سويقا وتمرا ؟ ثم قال : إن الله عز وجل إذا جمع الناس غدا ذكرهم ما أنعم عليهم فيقول العبد : بآية ماذا ؟ فيقول : إنه ذاك أنك كنت في كربة كذا وكذا فدعوتني فكشفتها عنك ، وإنه ذاك أنك كنت في سفر كذا فاستصحبتني فصحبتك ، قال : ويذكره حتى يذكر يقول : وإنه ذاك أنك خطبت فلانة بنت فلان وخطبها معك خاطب فزوجتك ورددتهم "
23 - قال نصر بن علي : وحدث محمد بن عباد ، عن@@@(1/17)
أبي أحمد الزبيري ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي بردة ، عن عبد الله بن سلام : " أن الله ، عز وجل يقعد عبده بين يديه فيعدد عليه نعمه ، هذا الحديث ، فبكى ثم بكى ثم قال : " إني لأرجو أن لا يقعد الله عبدا بين يديه فيعذبه "
24 - حدثنا سويد بن سعيد ، ثنا صالح بن موسى ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يؤتى بالنعم يوم القيامة والحسنات والسيئات فيقول لنعمة من نعمه : خذي حقك من حسناته ، فما تترك له حسنة إلا ذهبت بها "
25 - حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي ، ثنا معاوية بن عبد الكريم ، ثنا الحسن ، قال : قال داود عليه السلام : " إلهي ، لو أن لكل شعرة مني لسانين يسبحانك الليل والنهار ما قضيت نعمة من نعمك "
26 - حدثنا عبيد الله بن عمر ، ثنا عون بن موسى ، سمعت بكر بن عبد الله المزني ، يقول : " ينزل بالعبد الأمر فيدعو فيصرفه عنه ، فيأتيه الشيطان فيضعف شكره ، فيقول : إن الأمر كان أيسر مما تذهب إليه ، قال : ويقول العبد : كان الأمر بأشد مما أذهب إليه ، ولكن الله صرفه عني@@@(1/18)
"
27 - حدثنا محمد بن صدران الأزدي ، ثنا عبد الله بن خراش ، ثنا يزيد بن أبي يزيد ، سمعت عمر بن عبد العزيز ، يقول : " قيدوا النعم بالشكر "
28 - حدثنا خلف بن هشام ، ثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن مطرف بن عبد الله ، قال : " لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر "
29 - حدثني محمد بن عبد المجيد التميمي ، ثنا سفيان ، قال : رأى وهيب قوما يضحكون يوم الفطر فقال : " إن كان هؤلاء تقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين ، وإن كان هؤلاء لم يتقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين "
30 - حدثنا محمد بن إدريس ، قال : سمعت أبا صالح كاتب الليث يذكر عن الهقل بن زياد ، عن الأوزاعي ، أنه وعظ فقال في موعظته : " أيها الناس ، تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من نار الله الموقدة ، التي تطلع على الأفئدة ، فإنكم في دار الثواء فيها قليل ، وأنتم تؤجلون خلائف بعد الذين استقبلوا من الدنيا أنفها وزهرتها ،@@@(1/19)
فهم كانوا أطول منكم أعمارا ، وأمد أجساما ، وأعظم آثارا ، فجردوا الجبال ، وجابوا الصخور ، ونقبوا البلاد ، مؤثرين ببطش شديد ، وأجسام كالعماد ، فما لبثت الأيام والليالي أن طوت مدنهم ، وعفت آثارهم ، وأخوت منازلهم ، وأنست ذكراهم ، فما تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ، كانوا بلهو الأمل آمنين ، لبيات قوم غافلين ، ولصباح قوم نادمين ، ثم إنكم قد علمتم الذين نزل بساحتهم بياتا من عقوبة الله ، فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين ، وأصبح الباقون ينظرون في آثار نعمة ، وزوال نعمة ، ومساكن خاوية ، فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم ، وعبرة لمن يخشى ، وأصبحتم من بعدهم في أجل منقوص ، ودنيا منقوصة ، في زمان قد ولى عفوه ، وذهب رجاؤه ، فلم يبق منه إلا حمة شر ، وصبابة كدر ، وأهاويل عبد ، وعقوبات عبد ، وإرسال فتن ، وتتابع زلازل ، ورذالة خلف ، بهم ظهر الفساد في البر والبحر ، فلا تكونوا أشباها لمن خدعه الأمل ، وغره طول الأجل ، وتبلغ بالأماني ، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن وعى نفسه فانتهى ، وعقل مسراه فمهد لنفسه "
31 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثنا عبدة بن سليمان ، عن ابن المبارك ، أنا داود بن عبد الرحمن ، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين ، عن أبي حازم ، قال : " إذا رأيت سابغ نعمه عليك وأنت تعصيه ، فاحذره "@@@(1/20)
32 - حدثنا يعلى بن عبد الله الهذلي ، نا بشر بن عمار ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا عقبة بن مسلم ، عن عقبة بن عامر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا رأيت الله عز وجل يعطي العباد على ما يشاءون على معاصيهم إياه ، فذلك استدراج منه لهم "
33 - حدثنا حمزة بن العباس ، ثنا عبدان ، أنا المبارك ، عن الحسن ، قال : " أكثروا ذكر هذه النعمة ، فإن ذكرها شكر "
34 - حدثنا محمود بن غيلان المروزي ، حدثنا المؤمل بن إسماعيل ، نا@@@(1/21)
حماد بن سلمة ، حدثنا حميد الطويل ، عن طلق بن حبيب ، عن ابن عباس ، أن رسول الله قال : " أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة : قلب شاكر ، ولسان ذاكر ، وبدن على البلاء صابر ، وزوجة لا تبغيه خوفا في نفسها ولا ماله "
35 - حدثنا محمد بن بشير الكندي ، حدثنا عبد المجيد المكي ، عن أبيه ، عن صدقة بن يسار ، قال : " بينا داود عليه السلام في محرابه إذ مرت به دودة فنظر إليها ، وفكر في خلقها ، وعجب منها ، وقال : ما يعبأ الله بهذه ، قال : فأنطقها الله فقالت : يا داود ، أتعجبك نفسك ، فوالذي نفسي بيده ، لأنا على ما أتاني الله من فضله أشكر منك على ما أتاك الله من فضله "
36 - حدثنا محمود بن غيلان ، حدثنا أبو أسامة ، حدثني خالد بن محدوج أبو روح ، سمعت أنس بن مالك ، يقول : " إن داود نبي الله ظن في نفسه أن أحدا لم يمدح خالقه أفضل مما مدحه ، وأن ملكا نزل وهو قاعد في المحراب ، والبركة إلى جانبه فقال : يا داود ، افهم إلى ما تصوته الضفدع ، فأنصت فإذا الضفدع يمدحه بمدحة لم يمدحه بها داود ، فقال له الملك : كيف ترى يا داود ؟ أفهمت ما قالت ؟ قال : نعم ، قال : فماذا قالت ؟ قال : سبحانك وبحمدك ، منتهى علمك يا رب ، قال داود : والذي جعلني نبيه ، إني لم أمدحه بهذا "
37 - حدثنا علي بن الجعد ، سمعت سفيان بن سعيد وذكر داود النبي صلى الله عليه وسلم فقال : قال "@@@(1/22)
الحمد لله حمدا كما ينبغي لكرم وجه ربي عز جلاله ، فأوحى الله إليه : يا داود ، أتعبت الملائكة "
38 - حدثنا محمد بن علي بن الحسن ، عن بشر بن السري ، عن همام بن يحيى ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، أن رجلا كان يأتي النبي فيسلم عليه ، فيقول النبي : " كيف أصبحت ؟ " فيقول الرجل : إليك أحمد الله ، أو أحمد الله إليك ، فكان النبي يدعو له ، فجاء الرجل يوما فقال له النبي : " كيف أنت يا فلان ؟ " قال : بخير إن شكرت ، فسكت النبي ، فقال الرجل : يا رسول الله ، كنت تسألني فتدعو لي ، وإنك سألتني اليوم فلم تدع لي ، قال : " إني كنت أسألك فتشكر الله ، وإني سألتك اليوم فشككت في الشكر "
39 - حدثني حمزة بن العباس ، أنا عبد الله بن عثمان ، أنا عبد الله ، أخبرني ابن أبي ذئب ، عن ابن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن عبد الله بن سلام : " أن موسى عليه السلام قال :@@@(1/23)
يا رب ، ما الشكر الذي ينبغي لك ؟ " قال : " يا موسى ، لا يزال لسانك رطبا من ذكري "
40 - حدثني محمد بن إدريس ، حدثني خالد بن خداش ، حدثنا حماد بن زيد ، عن عبد الله بن عمر التغلبي ، عن يونس بن عبيد ، قال : " قال رجل لأبي تميمة : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت بين نعمتين لا أدري أيهما أفضل ؟ : ذنوب سترها الله فلا يستطيع أن يعيرني بها أحد ، ومودة قذفها الله في قلوب العباد ولم يبلغها عملي "
41 - حدثني إبراهيم بن سعيد ، حدثنا موسى بن أيوب ، حدثنا مخلد بن حسين ، عن محمد بن لوط : كان يقال : " الشكر ترك المعصية "
42 - حدثني عيسى بن عبد الله التميمي ، قال : أخبرني وليد بن صالح ، حدثني شيخ من أهل المدينة قال : كان علي بن حسين بمنى ، فظهر من دعائه أن قال : " كم من نعمة أنعمتها علي قل لك عندها شكري ، وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبرى ، فيا من قل شكري عند نعمته فلم يحرمني ، ويا من قل صبري عند بلائه فلم يخذلني ، ويا من رآني على الذنوب العظام فلم يفضحني ولم يهتك ستري ، ويا ذا المعروف الذي لا ينقصني ، ويا ذا النعمة التي لا تحول ولا تزول ، صل على محمد وعلى آل محمد ، واغفر لنا وارحمنا "@@@(1/24)
43 - حدثني أبو علي المدائني ، حدثني إبراهيم بن الحسن ، عن شيخ يكنى أبا جعفر ، عن مالك بن دينار ، قال : " قرأت في بعض الكتب : أن الله يقول : يا ابن آدم ، خيري ينزل إليك ، وشرك يصعد إلي ، وأتحبب إليك بالنعم ، وتتبغض إلي بالمعاصي ، ولا يزال ملك كريم قد عرج إلي منك بعمل قبيح "
44 - وحدثني أبو علي المدائني ، قال : كنت أسمع جارا لي يقول في الليل : " يا إلهي ، خيرك إلي نازل ، وشري إليك صاعد ، وكم ملك كريم قد صعد إليك بعمل قبيح ، أنت مع غنائك عني تتحبب إلي بالنعم ، وأنا مع فقري إليك وفاقتي إليك أتمقت إليك بالمعاصي ، وأنت في ذلك تجبرني ، وتسترني ، وترزقني "
45 - حدثني محمد بن الحسين ، ثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ، حدثني صغدي بن أبي الحجر ، قال : " كنا ندخل على المغيرة بن محمد فنقول : كيف أصبحت يا أبا محمد ؟ قال : أصبحنا مغرقين في النعم ، موقرين من الشكر ، يتحبب إلينا ربنا وهو عنا غني ، ونتمقت إليه ونحن إليه محتاجون "
46 - حدثني محمد بن إدريس ، ثنا عبد الصمد بن محمد ، عن أبيه ، قال : قال عبد الله بن ثعلبة : " إلهي ، من كرمك أنك تطاع فلا تعصى ، ومن حلمك أنك تعصى@@@(1/25)
كأنك لا ترى ، وأي زمن من لم يعصك فيه سكان أرضك ، فكنت والله عليهم بالخير عوادا "
47 - حدثني الحسن بن الصباح البزار ، حدثني محمد بن سليمان ، قال : أنبأ هشام بن زياد ، عن أبي الزناد ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة ، عن النبي قال : " ما أنعم الله على عبد نعمة فعلم أنها من عند الله إلا كتب له شكرها ، وما علم من عبد ندامة على ذنب إلا غفر له قبل أن يستغفره ، وإن الرجل ليشتري الثوب بالدينار فيلبسه فيحمد الله فما يبلغ ركبتيه حتى يغفر له "
48 - حدثني الحسن بن الصباح ، حدثني زيد بن الحباب ، حدثني زياد بن عبد الله السعدي ، سمعت معاوية بن قرة ، يقول : " من لبس ثوبا جديدا فقال : بسم الله والحمد لله ، غفر له ، وسمعته يقول :@@@(1/26)
من أكل طعاما فقال : بسم الله والحمد لله ، غفر له ، ومن شرب فقال : بسم الله والحمد لله ، غفر له "
49 - حدثني الهيثم بن خارجة ، ثنا عبد ربه بن عبد الله الفلسطيني ، عن هلال بن يزيد المدني ، عن أنس بن مالك ، عن النبي قال : " ما من عبد توكل بعبادة الله إلا غرم السماوات والأرض ، يعني رزقه ، فجعله في يدي بني آدم يعملونه حتى يدفعوه إليه ، فإن العبد قبله أوجب عليه الشكر ، وإن أباه وجد الغني الحميد عبادا فقراء يأخذون رزقه ويشكرون له "
50 - حدثني أبو خيثمة ، وابن إبراهيم بن سعيد قالا : ثنا روح بن عبادة ، ثنا شعبة ، عن الفضل بن فضالة رجل من قيس ، عن أبي رجاء العطاردي ، قال : " خرج علينا عمران بن حصين وعليه مطرف خز لم نره عليه من قبل ولا بعد ، فقال : إن رسول الله قال : " إذا أنعم الله على عبده نعمة أحب أن يرى أثر نعمته على عبده "
51 - حدثنا أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض ، ثنا أبو سعيد ، مولى بني هاشم ، عن همام ، عن قتادة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي قال : "@@@(1/27)
كلوا ، واشربوا ، وتصدقوا في غير مخيلة ولا سرف ؛ فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده "
52 - حدثني عبيد الله بن عمر القواريري ، ثنا هشام بن عبد الملك ، ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن أبيه ، قال : أتيت رسول الله وأنا قشف الهيئة ، فقال : " " هل لك مال ؟ " " قلت : نعم قال : " " من أي المال ؟ " " قلت من كل المال ، قد آتاني الله من الإبل ، والخيل ، والرقيق ، والغنم ، قال : " " فإذا آتاك الله مالا فلير عليك " "
53 - حدثنا علي بن شعيب ، ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز ، عن ابن جريج ، عن علي بن زيد بن جدعان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده في مأكله ومشربه "@@@(1/28)
54 - حدثني سويد بن سعيد ، حدثني عبد الله بن يزيد المقرئ ، عن أبي معمر ، عن بكر بن عبد الله ، يرفعه : " من أعطي خيرا فرؤي عليه سمي حبيب الله ، محدثا بنعمة الله ، ومن أعطي خيرا فلم ير عليه سمي بغيض الله ، معاديا لنعمة الله "
55 - حدثنا علي بن الجعد ، وإبراهيم بن سعيد ، قالا : ثنا سفيان بن عيينة ، عن محمد بن سوقة ، قال : " مررت مع عون بن عبد الله بالكوفة على قصر الحجاج فقلت : لو رأيت ما نزل بنا هاهنا زمن الحجاج ؟ فقال : مررت كأنك لم تدع إلى ضر مسك ، أرجع فاحمد الله واشكره ، ألم تسمع إلى قول الله عز وجل : مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه "
56 - حدثنا محمد بن علي بن شقيق ، ثنا إبراهيم بن الأشعث ، سمعت فضيل بن عياض ، يقول : " كان يقال : من عرف نعمة الله بقلبه ، وحمده بلسانه ، لم يستتم ذلك حتى يرى الزيادة ، لقول الله عز وجل : لئن شكرتم لأزيدنكم وقال : سمعته يعني فضيل بن عياض يقول : كان يقال : من شكر النعمة أن تحدث بها "
57 - حدثنا محمد بن علي ، ثنا إبراهيم بن الأشعث ، سمعت الفضيل ، يقول : قال الله عز وجل : " يا ابن آدم ، إذا كنت تتقلب في نعمتي وأنت تتقلب في معصيتي فاحذرني لا أصرعك بين معاصيك ، يا ابن آدم اتقني ونم حيث شئت "@@@(1/29)
58 - حدثنا محمد بن عبد الملك القرشي ، ثنا أبو عوانة ، عن المغيرة بن عامر ، قال : " الشكر نصف الإيمان ، والصبر نصف الإيمان ، واليقين الإيمان كله "
59 - حدثنا سريج بن يونس ، ثنا عبد الوهاب الثقفي ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، قال : " لا تضركم دنيا إذا شكرتموها "
60 - حدثنا سريج ، ثنا روح ، ثنا عون ، عن الحسن ، قال : " بلغني أن الله عز وجل إذا أنعم على قوم سألهم الشكر ، فإذا شكروه كان قادرا على أن يزيدنهم ، فإذا كفروا كان قادرا على أن يقلب نعمته عليهم عذابا "
61 - حدثنا سريج ، ثنا روح بن عبادة ، ثنا شعبة ، عن قتادة ، قال : ذكر لنا أن أبا الدرداء ، كان يقول : "@@@(1/30)
رب شاكر نعمة غيره ومنعم عليه ولا يدري ، ويا رب حامل فقه غير فقيه "
62 - حدثنا خالد بن خداش ، ثنا مهدي بن ميمون ، عن شعيب بن الحبحاب ، عن الحسن بن أبي الحسن : " إن الإنسان لربه لكنود قال : يعدد المصائب ، وينسى النعم " أنشدنا محمود الوراق في ذلك :
يا أيها الظالم في فعله
والظلم مردود على من ظلم
إلى متى أنت وحتى متى
تشكو المصيبات وتنسى النعم ؟
63 - حدثنا عمر بن إسماعيل الهمداني ، ثنا إسحاق بن عيسى ، عن أبي عبد الرحمن الشامي ، عن الشعبي ، عن النعمان بن بشير ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " التحدث بالنعم شكر ، وتركها كفر ، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير ، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله ، والجماعة بركة ، والفرقة عذاب "
64 - حدثنا خالد بن خداش ، ثنا مهدي بن ميمون ، عن غيلان بن جرير ، سمعت مطرف بن عبد الله ، يقول : " لأن أعافى وأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر "@@@(1/31)
65 - حدثني عصمة بن الفضل ، حدثني يحيى بن يحيى ، عن محمد بن نشيط ، عن بكر يعني ابن عبد الله ، أنه لحق حمالا عليه حمله وهو يقول : " الحمد لله ، استغفر الله ، قال : فانتظرته حتى وضع ما على ظهره ، وقلت له : ما تحسن غير ذا ؟ قال : بلى ، أحسن خيرا كثيرا : أقرأ كتاب الله ، غير أن العبد بين نعمة وذنب ، فأحمد الله على نعمائه السابغة ، وأستغفره لذنوبي ، فقلت : الحمال أفقه من بكر "
66 - قال داود بن رشيد ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن ابن جابر ، حدثني عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ، قال : ما قلب عمر بن عبد العزيز بصره على نعمة أنعم الله بها عليه إلا قال : " اللهم إني أعوذ بك أن أبدل نعمك كفرا ، أو أكفرها بعد معرفتها ، أو أنساها فلا أثني بها "
67 - حدثني محمد بن عباد بن موسى من كنانة ، حدثني يحيى بن سليم الطائفي ، عن إسماعيل بن أمية ، عن عمرو بن سعد بن العاصي ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله قرأ سورة الرحمن أو قرئت عنده ، فقال : " ما لي أسمع الجن خيرا منكم جوابا لردها منكم ؟ ما أتيت على قول فبأي آلاء ربكما تكذبان إلا قالت الجن : ولا بشيء من نعمة ربنا نكذب "
68 - كتب إلي عبد الرحمن بن واقد ، ثنا@@@(1/32)
الوليد بن مسلم ، عن زهير ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، قال : لما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن على أصحابه قال حين فرغ منها : " ما لي أراكم سكوتا ؟ للجن كانوا أحسن منكم ردا ، ما قرأت عليهم من مرة : فبأي آلاء ربكما تكذبان إلا قالوا : ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب " . قال : ولا أعلمه إلا قال : فلك الحمد "
69 - حدثنا علي بن الجعد ، أنا فضيل بن مرزوق ، عن جابر ، عن أبي جعفر ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شرب الماء قال : " الحمد لله الذي جعله عذبا فراتا برحمته ، ولم يجعله أجاجا "
70 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، ثنا جرير ، عن عبد الله بن شبرمة : " أن الحسن كان يقول ذلك إذا شرب الماء "
71 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثني روح بن قاسم ، أن رجلا من أهله تنسك ، فقال : " لا آكل الخبيص ، أو الفالوذج ، لا أقوم@@@(1/33)
بشكره ، قال : فلقيت الحسن فقلت له في ذلك ، فقال الحسن : هذا إنسان أحمق ، وهل يقوم بشكر الماء البارد ؟ "
72 - وحدثنا خلف بن هشام ، ثنا أبو عوانة ، عن زياد بن علاقة ، عن المغيرة بن شعبة ، قال : " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت قدماه ، فقيل له : يا نبي الله تكلف هذا وقد غفر لك ؟ قال : " أفلا أكون عبدا شكورا "
73 - حدثنا علي بن الجعد ، ثنا مزاحم بن زفر ، عن مسعر ، قال : " لما قيل لهم : اعملوا آل داود شكرا ، قال : لم تأت على القوم إلا وفيهم مصل "
74 - حدثنا علي بن الجعد ، ثنا ياسين الزيات ، عن عبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبي أمامة ، أن عمر بن الخطاب لبس قميصا ، فلما بلغ ترقوته قال : " الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي ، وأتجمل به في حياتي " ، ثم مد يده فنظر إلى كل شيء يزيد على بدنه فقطعه ثم أنشأ يحدث قال :@@@(1/34)
سمعت رسول الله يقول : " من لبس ثوبا " أحسبه قال : " جديدا فقال حين يبلغ ترقوته " أو قال : " قبل أن يبلغ ترقوته مثل ذلك ثم عمد إلى ثوبه الخلق فكساه مسكينا لم يزل في جوار الله ، وفي ذمة الله ، وفي كنف الله حيا وميتا ، حيا وميتا ، حيا وميتا " ، ثلاثا ، ما بقي من الثوب شلو " قال ياسين الزيات : فقلت لعبيد الله : من أي الثوبين ؟ قال : لا أدري
75 - حدثني محمد بن الحسين ، ثنا خالد بن عمرو ، عن مسعر ، عن عون بن عبد الله ، قال : " لبس رجل قميصا جديدا فحمد الله فغفر له ، فقال رجل : " لا أرجع حتى أشتري قميصا جديدا وألبسه وأحمد الله " . قال مسعر : يرجو الثواب بذلك
76 - حدثنا محمد بن الحسين ، ثنا يزيد بن هارون ، أنا المسعودي ، عن عون بن عبد الله ، قال : قال بعض الفقهاء : " إني روأت في أمري فلم أر خيرا لا شرا معه إلا المعافاة والشكر ، فرب شاكر بلاء في بلاء ، ورب معافى غير شاكر ، فإذا سألتم فسلوهما جميعا "
77 - حدثني أبو حاتم الرازي ، ثنا عيسى بن يونس الرملي ، ثنا مؤمل بن إسماعيل ، سمعت سفيان الثوري ، يقول : " الستر من العافية "
78 - حدثني أبو حاتم ، ثنا إبراهيم بن موسى الرازي ، ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن أيوب ، قال : "@@@(1/35)
إن من نعم الله على العبد أن يكون مأمونا على ما جاء به "
79 - حدثنا المفضل بن غسان الغلابي ، ثنا أبو مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز ، قال : قال شريح : " ما أصيب عبد بمصيبة إلا كان لله عليه فيها ثلاث نعم : أن لا تكون كانت في دينه ، وأن لا تكون أعظم مما كانت ، وأنها كائنة ، فقد كانت "
80 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا علي بن الحسن بن شقيق ، ثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان ، قال : كان يقال : " ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة ، والرخاء مصيبة "
81 - حدثني محمد بن يونس القرشي الكديمي ، حدثني أبو سفيان المقدسي ، قال : قال زياد : " إن مما يجب لله على ذي النعمة بحق نعمته ألا يتوصل بها إلى معصيته "
82 - أنشدني 127340 محمود الوراق :
إذا كان شكري نعمة الله نعمة
علي وفي أمثالها يجب الشكر
فكيف وقوع الشكر إلا بفضله
وإن طالت الأيام واتصل العمر
إذا مس بالسراء عم سرورها
وإن مس بالضراء أعقبها الأجر
ولا منها إلا له فيه منة
تضيق بها الأوهام والبر والبحر
83 - حدثني علي بن إبراهيم اليشكري ، حدثنا يعقوب بن محمد ،@@@(1/36)
عن عبد العزيز بن محمد ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن المؤمن عندي بمنزلة كل خير ، يحمدني وأنا أنزع نفسه من بين جنبيه "
84 - حدثنا أحمد بن عبيد التميمي ، قال : قال أعرابي : " الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه "
85 - حدثنا أبو عبد الرحمن الأزدي ، عن علي بن عثام الكلابي ، عن أبيه ، قال : " مر محمد بن المنكدر بشاب يقاوم امرأة ، فقال : يا بني ، ما هذا أجر أنعم الله عليك "
86 - حدثنا أبو بكر الصيرفي ، قال : قال عباية أبو غسان : " حممت بنيسابور فانطبقت علي الحمى ، فدعوت بهذا الدعاء : إلهي ، كلما أنعمت علي نعمة قل عندها شكري ، وكلما ابتليتني ببلية قل عندها صبرى ، فيا من قل شكري عند نعمه فلم يخذلني ، ويا من قل عند بلائه صبرى فلم يعاقبني ، ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني ، اكشف ضري ، قال : فذهبت عني "
87 - حدثني هارون بن سفيان ، حدثنا ابن عائشة ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، قال : قال رفيع أبو العالية : "@@@(1/37)
إني لأرجو أن لا يهلك عبد بين اثنتين : نعمة يحمد الله عليها ، وذنب يستغفر منه "
88 - حدثني هارون بن سفيان ، حدثني عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي ، حدثني ابن السماك ، قال : كتب إلي محمد بن الحسن حين ولي القضاء بالرقة : " أما بعد ، فلتكن التقوى من بالك على كل حال ، وخف الله في كل نعمة عليك لقلة الشكر عليها مع المعصية بها ، فإن النعمة حجة ، وفيها تبعة ، فأما الحجة فيها بالمعصية بها ، وأما التبعة فيها فقلة الشكر عليها ، فعفى الله عنك كلما ضيعت من شكر ، أو ركبت من ذنب ، أو قصرت من حق "
89 - حدثني محمد بن الحسين ، حدثنا يحيى بن إسحاق ، حدثنا النضر بن إسماعيل ، قال : " مر الربيع بن أبي راشد برجل به زمانة ، فجلس يحمد الله ويبكي ، فمر به رجل فقال : ما يبكيك رحمك الله ؟ قال : ذكرت أهل الجنة ، وأهل النار ، فشبهت أهل الجنة بأهل العافية ، وأهل النار بأهل البلاء ، فذلك الذي أبكاني "
90 - حدثني حمزة بن العباس ، حدثنا عبدان بن عثمان ، حدثنا عبد الله ، أنا يحيى بن عبيد الله ، قال : سمعت أبي قال : سمعت أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "@@@(1/38)
إذا أحب أحدكم أن يعلم قدر نعمة الله عليه فلينظر إلى من تحته ، ولا ينظر إلى من هو فوقه "
91 - حدثني حمزة بن العباس ، حدثنا عبدان ، حدثنا يزيد بن إبراهيم ، عن الحسن ، قال : قال أبو الدرداء : " من لم يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قل علمه ، وحضر عذابه "
92 - حدثني حمزة ، حدثنا عبدان ، أنا مالك بن أنس ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك ، قال : سمعت عمر بن الخطاب سلم على رجل فرد عليه السلام ، فقال عمر للرجل : كيف أنت ؟ قال الرجل : أحمد الله إليك ، قال عمر : هذا أردت منك "
93 - حدثني حمزة ، حدثنا عبدان ، أنا عبد الله ، أنا مسعر ، عن علقمة بن مرثد ، عن ابن عمر ، قال : " لعلنا نلتقي في اليوم مرارا نسأل بعضنا ببعض ، وأن نتقرب بذلك إلا لنحمد الله "
94 - حدثنا أبو بكر بن أبي النضر ، حدثنا يحيى بن أبي بكير ، حدثنا شبل بن عباد ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد :@@@(1/39)
وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة قال : " لا إله إلا الله "
95 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، سمعت سفيان بن عيينة ، قال : " ما أنعم الله على العباد نعمة من أن عرفهم أن لا إله إلا الله ، قال : وإن لا إله إلا الله لهم في الآخرة كالماء في الدنيا "
96 - حدثنا إسحاق بن داود ، حدثنا يزيد بن هارون ، أنا حريز بن عثمان ، حدثنا عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي ، سمعت عبد الله بن محمد يقول على المنبر وقد نظر إلى الناس قد صفروا ، وحمروا ، واستراشوا ، ولبسوا ، فأقبل عليهم فقال : يا حسناه ، ويا جمالاه ، بعد العدم الخيام من الأدم ، والحوتكية ، والبرود ، وهي ثياب تصنع باليمن ليس لها عرض ، أصبحتم زهرا وأصبح الناس غبرا ، وأصبح الناس ينسجون وأنتم تلبسون ، وأصبح الناس يعطون وأنتم تأخذون ، وأصبح الناس ينتجون وأنتم تركبون ، وأصبح الناس يزرعون وأنتم تأكلون ، فبكى وأبكاهم "
97 - حدثني إبراهيم بن عبد الملك ، ثنا هشام بن عمار ، ثنا صدقة بن خالد ، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثني سليم بن عامر@@@(1/40)
، سمعت عبد الله بن قرط الأزدي وكان من أصحاب النبي وهو يقول على المنبر في يوم أضحى أو فطر ورأى على الناس ألوان الثياب ، فقال : " يا لها من نعمة ما أسبغها ، يا لها من كرامة ما أظهرها ، وأنه ما زال عن جادة قوم شيء أشد عليهم من نعمة لا يستطيعون ردها ، وإنما تثبت النعمة لشكر المنعم عليه للنعم "
98 - حدثنا حمدون بن الخليل ، ثنا كثير بن هشام ، عن عقبة يعني ابن أبي الصهباء ، سمعت بكر بن عبد الله المزني ، يقول : ما قال عبد الحمد لله ، إلا وجبت عليه نعمة بقوله : الحمد لله ، قال : فما جزاء تلك النعمة ؟ قال : جزاؤها أن تقول : الحمد لله ، فجاءت نعمة أخرى فلا تنفد نعم الله عز وجل "
99 - حدثني عمر بن أبي الحارث ، ثنا سعيد بن أشعث ، أنا المعتمر بن سليمان ، سمعت أبي يحدث ، عن أبي عثمان ، عن سليمان : " أن رجلا بسط له في الدنيا فانتزع ما في يديه ، فجعل يحمد الله ويثني عليه حتى لم يكن له فراش إلا باري فجعل يحمد الله ويثني عليه ، وبسط لآخر في الدنيا فقال لصاحب الباري : أرأيتك أنت علام تحمد الله ؟ قال : أحمده على ما لو أعطى به الخلق لم أعطهم إياه به ، قال : وما ذاك ؟ قال : أرأيت بصرك ؟ أرأيت لسانك ؟ أرأيت يديك ؟ أرأيت رجليك ؟ "
100 - حدثني قاسم بن هاشم ، أنه حدث عن سعيد بن عامر أو غيره من البصريين قال :@@@(1/41)
جاء رجل إلى يونس بن عبيد يشكو ضيق حاله ، فقال له يونس : " أيسرك ببصرك هذا الذي تبصر به مائة ألف درهم ؟ قال : الرجل لا ، قال : فبيديك مائة ألف ؟ قال الرجل : لا ، قال : فبرجليك ؟ قال الرجل : لا ، قال : فذكره بنعم الله عليه وقال يونس : أرى عندك مئين ألوف وأنت تشكو الحاجة "
101 - حدثنا قاسم بن هاشم ، ثنا الخطاب بن عثمان الفوزي ، أنا إسماعيل بن عياش ، عن شرحبيل ، أن أبا الدرداء ، كان يقول : " الصحة غنى الجسد "
102 - حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، ثنا موسى بن إبراهيم الأنصاري ، ثنا طلحة بن خراش ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفضل الدعاء لا إله إلا الله ، وأفضل الذكر الحمد لله "
103 - حدثني عبد الرحمن بن صالح ، حدثني يحيى بن آدم ، عن مفضل ، عن منصور ، عن إبراهيم ، قال : يقال : " إن الحمد أكثر الكلام تضعيفا "
104 - حدثنا عبد الله بن شبيب المدني ، ثنا يعقوب بن محمد ، حدثني سليمان بن سالم مولى جحش ، عن سعد بن إسحاق بن@@@(1/42)
كعب بن عجرة ، عن أبيه ، عن جده ، قال : " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا من الأنصار وقال : " إن سلمهم الله وغنمهم فإن لله علي في ذلك شكرا " فقال : فلم يلبثوا أن غنموا وسلموا ، فقال بعض أصحابه : سمعناك تقول : " إن سلمهم الله وغنمهم فإن علي في ذلك شكرا " ، قال : لقد فعلت ، قد قلت : " اللهم لك الحمد شكرا ، ولك المن فضلا "
105 - حدثنا سوار بن عبد الله ، ثنا محمد بن مسعود ، قال : قال جعفر بن محمد : فقد أبي بغلة له فقال : " لئن ردها الله علي لأحمدنه بمحامد يرضاها ، فما لبث أن أتي بها بسرجها ولجامها ، فركبها ، فلما استوى عليها ضم إليه ثيابه ، رفع رأسه إلى السماء ثم قال : الحمد لله ، ولم يزد عليها ، فقيل له في ذلك ، فقال : وهل تركت شيئا ؟ أو قال : أبقيت شيئا ، جعلت الحمد لله كله عز وجل "
106 - حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي ، ثنا معاذ بن خالد ، أن رجلا من أهل بلخ يقال له : يحيى بن سعيد قال : " من قال : الحمد لله رب العالمين على كل نعمة كانت أو هي كائنة ، خاصة أو عامة ، فقد حمد الله على كل نعمة كانت أو هي كائنة ، خاصة أو عامة ،
@(1/43)
107 - حدثنا الجروي ، ثنا الحارث بن مسكين ، أنا ابن وهب ، ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، قال : قال ابن المنكدر لأبي حازم : " ما أكثر من يلقاني فيدعو لي بالخير ، ما أعرفهم ، وما صنعت إليهم خيرا قط ، فقال أبو حازم : لا تظن أن ذلك من قبلك ، ولكن انظر إلى الذي جاءك ذلك من قبله فاشكره ، وقرأ ابن زيد : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا @@@(1/44)
الجزء الثاني(1/45)
(1/46)
مقدمة(1/47)
عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن الصنابحي ، عن معاذ ، قال : قال لي النبي : " إني أحبك ، فقل : اللهم أعني على ذكرك ، وشكرك ، وحسن عبادتك " ، قال الصنابحي : قال لي معاذ : إني أحبك ، فقل هذا الدعاء ، قال أبو عبد الرحمن : وأنا أحبك فقل ، قال حيوة : قال لي عقبة : وأنا أحبك فقل ، قال أبو عبيدة : قال لي حيوة : وأنا أحبك فقل ، قال لي عمرو : قال لي أبوعبدة : وأنا أحبك فقل ، فقال لي حسن يعني الجروي : وأنا أحبك فقل ، قال لنا أبو بكر بن أبي الدنيا : وأنا أحبكم فقولوا ، قال لنا أبو بكر النجاد : وأنا أحبكم فقولوا ، قال الشريف : قال لنا الحرقي : وأنا أحبكم فقولوا ، وقال ابن أبي خشيش : وقال لنا ابن شاذان : وأنا أحبكم فقولوا ، وقال لنا الشريف وابن أبي خشيش : ونحن نحبكم فقولوا ، وقال الهمداني : قال لنا شيخنا الإمام أبو طاهر أحمد بن محمد : وأنا أحبكم فقولوا ، وقال لنا شيخنا أبو الفضل جعفر : وأنا أحبكم فقولوا ، وقال لنا شيخنا ناصر الدين أبو نصر محمد بن عربشاه : وأنا أحبكم فقولوا
109 - حدثنا علي بن الجعد ، أنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ، حدثني من أصدقه ، أن أبا بكر الصديق كان يقول في دعائه : " أسألك تمام النعمة في الأشياء كلها ، والشكر لك عليها حتى ترضى وبعد الرضا ، والخيرة في جميع ما تكون فيه الخيرة ، بجميع ميسور الأمور كلها لا بمعسورها يا كريم "@@@(1/48)
110 - حدثنا أبو السائب ، ثنا وكيع ، عن يوسف الصباغ ، عن الحسن ، قال : " ما أنعم الله على عبد نعمة فقال : الحمد لله ، إلا كان ما أعطى أكثر مما أخذ " ، وبلغني عن سفيان بن عيينة أنه سئل عن هذا فقال : هذا خطأ ؛ لا يكون فعل العبد أفضل من فعل الله ، فقال بعض أهل العلم : إنما تفسيرها أن الرجل إذا أنعم الله عليه نعمة وهو ممن يحب أن يحمده عرفه ما صنع به فيشكر لله كما ينبغي له أن يشكره ، فذهب لله شكر العبادة التي في النعمة ، وكان الحمد له فضلا
111 - حدثني محمد بن خداش ، عن أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد ، عن مجمع الأنصاري ، عن رجل من أهل الخير قال : " لنعم الله فيما زوى عنا من الدنيا من نعمة أفضل مما بسط لنا منها ، وذلك أن الله لم يرضها لنبيه فأكون فيما زوى لنبيه أحب إلي من أن أكون فيما كره وسخط "
112 - وبلغني عن 1131 بعض العلماء ، قال : " ينبغي للعالم أن يحمد الله على ما أعطاه ، وأين يقع ما أعطاه ، والحسنات تأتي عليه إلى ما عافاه ، فلم يبتله به فيشغل قلبه ، ويتعب جوارحه ، فيشكر الله على سكون قلبه وجميع بدنه "@@@(1/49)
113 - حدثت ، عن أبي الحواري ، قال : " جلس فضيل بن عياض ، وسفيان بن عيينة ليلة إلى الصباح يتذاكران النعم ، فجعل سفيان يقول : " أنعم الله علينا في كذا ، فعل بنا كذا ، فعل بنا كذا "
114 - حدثني محمد بن يحيى بن أبي حاتم ، ثنا عبد الله بن داود ، عن سفيان ، في قوله : سنستدرجهم من حيث لا يعلمون قال : " نسبغ عليهم النعم ، ونمنعهم الشكر " فقال غير سفيان : كلما أحدثوا ذنبا أحدثت لهم نعمة . قال ابن داود : وينسوا
115 - حدثني علي بن الحسين ، عن شيخ له أن ثابتا البناني سئل عن الاستدراج ، فقال : " ذلك مكر الله بالعباد المضيعين " قال : فقال يونس : إن العبد إذا كانت له عند الله منزلة فحفظها وأبقى عليها ثم شكر الله ما أعطاه أعطاه الله أشرف منها ، وإذا ضيع الشكر استدرجه الله ، وكان تضييعه للشكر استدراجا "
116 - حدثني أبو بكر بن أبي النضر ، ثنا سعيد بن عامر ، عن بعض أصحابه ، قال أبو حازم : " نعمة الله فيما زوى عني من الدنيا أعظم من نعمته علي فيما أعطاني منها ، إني رأيته أعطاها قوما فهلكوا "
117 - حدثني عمر بن أبي الحارث الهمذاني ، ثنا مسلم بن@@@(1/50)
قادم ، ثنا معاوية بن هاشم بن عيسى الحمصي ، أنا الحارث بن مسلم ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر وجهه في المرآة قال : " الحمد لله الذي سوى خلقه فعدله ، وكرم صورة وجهي وحسنها ، وجعلني من المسلمين "
118 - حدثني إبراهيم بن عبد الله ، حدثني محمد بن إسماعيل بن عياش ، حدثني أبي ، حدثني صفوان بن عمرو ، عن شريح بن عبيد وغيره قال : " كان مروان بن الحكم إذا ذكر الإسلام قال : بنعمة ربي ، لا بما قدمت يداي ، ولا بإرادتي ، إنني كنت خاطئا "
119 - حدثني قاسم بن هشام ، حدثنا أبو النضر بن صقير ، حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن وهب بن منبه ، قال : " مكتوب في حكمة آل داود : العافية الملك الخفي "
120 - أنشدني 105147 أحمد بن موسى الثقفي :
وكم من مدخل لو مت فيه
لكنت به نكالا في العشيره
وقيت السوء والمكروه فيه
ورحت بنعمة فيه ستيره
وكم من نعمة لله تمسي
وتصبح ليس تعرفها كبيره
121 - حدثني محمد بن يزيد الآدمي ، حدثنا أبو اليمان ، عن أبي بكر بن أبي مريم ، عن راشد بن سعد ، قال : دعي عثمان إلى قوم اجتمعوا على ميتة لهم ، فانطلق ليأخذهم ، فتفرقوا قبل أن يبلغهم ، فأعتق رقبة شكرا ألا يكون جرى على يديه خزي مسلم "@@@(1/51)
122 - حدثني الهيثم بن خالد ، حدثنا الهيثم بن جميل ، حدثنا عقبة بن عبد الله الرفاعي ، قال : " دخلت أنا وبكر بن عبد الله المزني على أبي تميمة الهجني نعوده ، فقال له بكر : كيف أصبحت يا أبا تميمة ؟ قال : أصبحت بين نعمتين أميل بينهما ، لا أدري أيهما أفضل ، ذنب ستره الله فأصبحت لا أخاف أن يعيرني به أحد ، ومودة جعلها الله لي في صدور الناس لم أبلغها "
123 - حدثني عبد الله بن محمد بن شاكر أبو البختري ، ثنا مصعب بن المقدام ، ثنا سفيان ، عن جعفر بن برقان ، عن صالح بن مسمار ، قال : " نعمة الله فيما زوى عني من الدنيا أفضل من نعمته فيما أعطاني "
124 - حدثني العباس بن جعفر ، ثنا شاذ بن فياض ، عن الحارث بن شبل ، حدثتنا أم النعمان ، أن عائشة ، حدثتها ، عن النبي قال : " إن نوحا عليه السلام لم يقم عن خلاء قط إلا قال : الحمد لله الذي أذاقني لذته ، وأبقى منفعته في جسدي ، وأخرج عني أذاه "
125 - حدثني يحيى بن جعفر ، أنا يزيد بن هارون ، أنا أصبغ بن زيد : "@@@(1/52)
أن نوحا عليه السلام كان إذا خرج من الكنيف قال ذلك ، فسمي عبدا شكورا "
126 - حدثني محمد بن يحيى بن أبي حاتم الأزدي ، حدثني محمد بن هانئ ، عن بعض ، أصحابه ، قال : قال رجل لأبي حازم : " ما شكر العينين يا أبا حازم ؟ قال : إن رأيت بهما خيرا أعلنته ، وإن رأيت بهما شرا سترته ، قال : فما شكر اليدين ؟ قال : لا تأخذ بهما ما ليس لهما ، ولا تمنع حقا لله هو فيهما ، قال : فما هو شكر البطن ؟ قال : أن يكون أسفله طعاما ، وأعلاه علما ، قال : فما شكر الفرج ؟ قال : كما قال : إلا على أزواجهم ، أو ما ملكت أيمانهم ، فإنهم غير ملومين إلى قوله : فأولئك هم العادون قال : فما شكر الرجلين ؟ قال : إذا رأيت حيا غبطته استعملت بهما عمله ، وإن رأيت ميتا مقته كففتهما عن عمله ، وأنت شاكر لله ، فأما من شكر بلسانه ولم يشكر بجميع أعضائه فمثله كمثل رجل له كساء ، فأخذ بطرفه ولم يلبسه ، فلم ينفعه ذلك من الحر ، والبرد ، والثلج ، والمطر "
127 - حدثني حمزة بن العباس ، ثنا عبدان بن عثمان ، أنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن عبد الرحمن رجل من صنعاء ، قال : " أرسل النجاشي ذات يوم إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه فدخلوا عليه وهو في بيت عليه خلقان وهو جالس على التراب ، قال جعفر : وأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال ، فلما رأى ما@@@(1/53)
في وجوهنا قال : إني أبشركم بما يسرني ، أنه جاءني من نحو أرضكم عين لي فأخبرني أن قد نصر نبيه ، وأهلك عدوه ، وأسر فلان وفلان وفلان ، وقتل فلان وفلان ، التقوا بواد يقال له بدر كثير الأراك كأني أنظر إليه ، كنت أرعى به لسيدي رجل من بني ضمرة إبله ، فقال له جعفر : ما لك جالس على التراب ليس تحتك بساط وعليك هذه الأخلاق ؟ قال : إنا نجد فيما أنزل على عيسى عليه السلام : أن حقا على عباد الله أن يحدثوا لله تواضعا عندما يحدث لهم نعمة ، فلما أحدث الله لي نصر نبيه أحدثت له هذا التواضع "
128 - قال منصور بن أبي مزاحم ، ثنا أبو سعيد المؤدب ، عن حريز بن عثمان ، عن حبيب بن عبيد ، قال : " ما ابتلى الله عبدا ابتلاء إلا كان لله عليه فيه نعمة ألا يكون ابتلاه بأشد منه "
129 - وقال أبو عبد الرحمن القدسي : حدثنا حسين بن علي الجعفي ، عن عبد الملك بن أبجر ، قال : " ما من الناس إلا مبتلى بعافية لينظر كيف شكره ؟ ويبتليه لينظر كيف صبره ؟ "
130 - حدثنا خلف بن هشام ، ثنا أبو شهاب ، عن ليث ، عن وهب بن منبه ، قال : " ينزل البلاء ليستخرج الدعاء "@@@(1/54)
131 - حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، عن شيخ ، له قال : قال سفيان الثوري : " لقد أنعم الله على عبد في حاجته أكثر من تضرعه إليه فيها "
132 - حدثني يعقوب بن عبيد ، ثنا أبو عاصم ، عن بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة ، عن أبيه ، عن أبي بكرة : " أن النبي كان إذا جاءه أمر يسره خر ساجدا شكرا لله "
133 - حدثنا الحسين بن عمرو بن محمد القرشي ، ثنا أبي ، ثنا خلاد الصفار ، عن عبد الله بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، قال : " لما تاب الله عليه سجد وألقى رداءه إلى الذي بشره "
134 - حدثنا الحسين بن عمرو ، حدثنا عيسى بن حنيفة ، ثنا العلاء بن المغيرة ، قال : " بشرت الحسن بموت الحجاج وهو مختف ، فسجد "@@@(1/55)
135 - حدثني الحسن بن الصباح ، ثنا خالد بن مخلد القطواني ، عن سليمان بن بلال ، أخبرني عمرو بن أبي عمرو ، عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري ، عن عبد الواحد بن محمد ، عن عبد الرحمن بن عوف ، أن رسول الله قال : " أراني لقيت جبريل ليه السلام فبشرني وقال : إن الله يقول لك : من صلى عليك صليت عليه ، ومن سلم عليك سلمت عليه ، فسجدت شكرا "
136 - حدثت ، عن سعيد بن عامر ، قال : قال سلام بن أبي مطيع : " متى شئت أن ترى ، من النعمة عليك أكثر منها عليه رأيته ، قال سلام : إي والله ، إذا أغلقت عليك بابك جاءك من يسألك يدق عليك ليعرفك نعمته عليك " هذا الكلام عن سعيد بن عامر
137 - قال : وبلغني عن أبي خيثمة ، عن زهير البابي ، عن سلام بن أبي مطيع ، قال : " دخلت على مريض فإذا هو يئن فقلت له : اذكر المطروحين في الطريق ، اذكر الذين لا مأوى لهم ، ولا من يخدمهم ، قال : ثم دخلت عليه@@@(1/56)
بعد ذلك فلم أسمعه يئن ، قال : وجعل يقول : اذكر المطروحين في الطريق ، اذكر من لا مأوى له ، ولا من يخدمه "
138 - قال محمد بن الحسن : حدثني حكيم بن جعفر ، عن عبد الله بن أبي نوح ، قال : قال لي رجل على بعض السواحل : " كم عاملته تبارك اسمه بما يكره فعاملك بما تحب ، قلت : ما لا أحصي ذلك كثرة ، قال : فهل قصدت إليه في أمر كربك فخذلك ؟ قلت : لا والله ، ولكنه أحسن إلي فأعانني ، قال : فهل سألته شيئا قط فأعطاك ؟ قلت : وهل منعني شيئا سألته ، ما سألته شيئا قط إلا أعطاني ، ولا استعنت به إلا أعانني قال : أرأيت لو أن ابن آدم فعل بك بعض هذه الخلال ما كان جزاؤه عندك ؟ قلت : ما كنت أقدر له على مكافأة ولا جزاء ، قال : فربك أحق وأحرى أن بذلت نفسك له في أداء شكر نعمه عليك ، وهو المحسن قديما وحديثا إليك ، والله لشكره أيسر من مكافأة عباده ، أنه تبارك وتعالى رضي بالحمد من العباد شكرا "
139 - حدثني أبو حاتم الرازي ، حدثني القاسم بن عثمان الدمشقي ، قال : قلت ليمان بن معاوية الأسود العابد : رأيت إبراهيم بن أدهم ؟ فضحك وقال : وأكبر من إبراهيم قلت : من ؟ قال : سفيان الثوري ، ثم قال : سمعت أخي سفيان بن سعيد الثوري يقول : " ما كان الله لينعم على عبد في الدنيا فيفضحه في الآخرة ، وحق على المنعم أن يتم على من أنعم عليه "@@@(1/57)
140 - حدثني أبو حاتم ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : قلت لأبي معاوية الأسود : يا أبا معاوية ، ما أعظم النعم علينا في التوحيد ، نسأل الله أن لا يسلبناه ، قال : " يحق على المنعم أن يتم على من أنعم عليه "
141 - وحدثني أبو حاتم ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، سمعت محمد بن إسحاق من أهل عكا قال : سمعت أبا معاوية الأسود اليمان العابد ، يقول : " الله أكرم من أن ينعم بنعمة إلا أتمها ، أو يستعملها بعمل إلا قبله "
142 - وبلغني عن ابن أبي الحواري ، قال : قالت مؤمنة المتعبدة : " أنا في شيء قد شغل قلبي ، قلت : ما هو ؟ قالت : أريد أن أعرف نعمة الله علي طرفة عين ، أو أعذب بتقصيري عن شكري النعمة طرفة عين ، فقلت لها : أنت تريدين ما لا نهتدي إليه بعقولنا "
143 - حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي ، ثنا الحارث بن مسكين@@@(1/58)
، ثنا عبد الله بن وهب ، ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، قال : " إنه ليكون في المجلس الرجل الواحد يحمد الله فتنقضي لأهل ذلك المجلس حوائجهم كلهم "
144 - حدثني الحسن ، حدثني الحارث ، ثنا عبد الله بن وهب ، ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، قال : ذكر بعض أهل العلم في بعض الكتب التي أنزلها الله أن الله قال : " سروا عبدي المؤمن " فكان لا يأتيه شيء يحبه إلا قال : الحمد لله ، الحمد لله ، ما شاء الله ، قال : " روعوا عبدي المؤمن " قال : فلا تطلع عليه طليعة من طلائع المكروه إلا قال : الحمد لله ، الحمد لله ، قال : " إني أرى عبدي يحمدني حين روعته كما يحمدني حين سررته ، أدخلوا عبدي دار عدن كما يحمدني على كل حالاته "
145 - قال الحجاج بن يوسف ، ثنا عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان ، حدثني عبد الله بن صفوان وهو ابن بنت وهب قال : قال وهب بن منبه : " عبد الله عابد خمسين عاما ، وأوحى الله : أني قد غفرت لك قال : يا رب ، وما تغفر لي ولم أذنب ، فأذن لعرق في عنقه فضرب عليه ، فلم ينم ولم يصل ، ثم سكن فنام ، فأتاه ملك فشكا إليه ، فقال : ما لقيت من ضربان العرق ؟ فقال الملك : إن ربك يقول : عبادتك خمسين سنة تعدل سكون هذا العرق "
146 - حدثني 10664 أبو أيوب القرشي مولى بني هاشم قال : قال : داود عليه السلام : " رب ، أخبرني ما أدنى نعمتك علي ، فأوحى الله إليه : يا داود ،@@@(1/59)
تنفس " فتنفس فقال : " هذا أدنى نعمتي عليك "
147 - حدثني محمد بن عباد بن موسى ، ثنا أبي ، عن عبيد الله بن أبي حميد ، قال : سمعت بكر بن عبد الله المزني ، يقول : " لقيت أخا لي من إخواني الضعفاء ، فقلت : يا أخي ، أوصني ، فقال : ما أدري ما أقول ، غير أنه ينبغي لهذا العبد أن لا يفتر عن الحمد والاستغفار ، وابن آدم بين نعمة وذنب ، ولا تصلح النعمة إلا بالحمد والشكر ، ولا الذنب إلا بالتوبة والاستغفار ، قال : فأوسعني علما ما شئت "
148 - حدثني محمد بن عباد بن موسى ، ثنا أبي ، عن عبيد الله بن أبي حميد ، عن أبي المليح ، قال : قال موسى عليه السلام : " رب ، ما أفضل الشكر ؟ قال : أن تشكرني على كل حال "
149 - حدثني أحمد بن إبراهيم ، حدثني أبو جعفر ، قال : سمعت يحيى بن سليمان ، ذكر عن عبد العزيز بن أبي رواد ، قال : " رأيت في محمد بن واسع قرحة ، قال : فكأنه رأى ما شق علي منها ، فقال : أتدري ماذا لله تعالى علي من هذه القرحة من نعمة ؟ فأسكت قال : إذ لم يجعلها على حدقتي ، ولا على طرف لساني ، ولا على طرف ذكري ، فهانت علي قرحته "
150 - حدثنا سعيد بن سليمان ، عن عباد بن العوام ، عن هلال بن خباب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ،@@@(1/60)
أن رسول الله قال : " يا عباس ، يا عم النبي ، أكثر الدعاء بالعافية "
151 - حدثنا أحمد بن عمر المقدمي ، ثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قام أبو بكر على المنبر فقال : " لقد علمتم ما قام به فيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول في مقامي هذا ، ثم أعادها ، ثم بكى ، ثم أعادها ثم بكى ، فقال : " إن الناس لم يعطوا في هذه الدنيا شيئا أفضل من العفو والعافية ، فسلوهما "
152 - حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي ، ثنا أبو بكر بن عياش ، حدثني الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، حدثني جابر بن عبد الله ، أن النبي قرأ : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ، أجيب دعوة الداع إذا دعان فقال النبي : " اللهم إنك أمرت بالدعاء ، وتوكلت بالإجابة ، لبيك اللهم لبيك لبيك ، لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ، أشهد أنك فرد أحد صمد ، لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، وأشهد أن وعدك حق ، ولقاءك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والساعة آتية لا ريب فيها ، وأنك تبعث من في القبور "
153 - حدثني أبي ، ثنا إسماعيل ابن علية ، ثنا سعيد الجريري ،@@@(1/61)
عن أبي الورد بن ثمامة ، عن اللجلاج ، عن معاذ ، أن رسول الله أتى على رجل وهو يقول : " اللهم إني أسألك تمام النعمة ، فقال : " ابن آدم ، هل تدري ما تمام النعمة ؟ " قال : يا رسول الله ، دعوة دعوت بها ، أرجو الخير بها ، فقال : " إن من تمام النعمة فوزا من النار ، ودخولا إلى الجنة "
154 - حدثني أبو عبد الله التيمي ، حدثني أبي ، حدثني سفيان بن عيينة ، عن مسعر ، قال : كان عبد الأعلى التيمي يقول : " أكثروا سؤال العافية ، فإن المبتلى وإن اشتد بلاؤه ليس بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء ، وما المبتلون اليوم إلا من أهل العافية بالأمس ، وما المبتلون بعد اليوم إلا من أهل العافية اليوم ، ولو كان بلاء يجره إلى خير ما كنا من رجال البلاء ، إنه رب بلاء في الدنيا قد أجهد في الدنيا ، وأجزى في الآخرة ، فما يأمن من أطال المقام على معصية الله أن يكون قد بقي له في بقية عمره من البلاء ما يحذره في الدنيا ، ويفضحه في الآخرة ، ثم يقول عند ذلك : الحمد لله الذي إن نعد نعمه لا نحصيها ، وإن ندأب له عملا لا نجريها ، وإن نعمر فيها لا نبلى "
155 - حدثنا أبو عبد الله التيمي ، قال : قال لي سفيان بن عيينة : إني سمعت مسعرا يذكر عن عبد الأعلى حديثا في سؤال العافية فهل تحفظه ؟ فقال : فقلت : أحدثك بما أحفظ ، فقرأت عليه ، فقال : هو هو "@@@(1/62)
156 - حدثنا خلف بن هشام ، ثنا أبو الأحوص ، عن منصور ، عن تميم بن سلمة ، قال : " حدثت أن الرجل إذا ذكر اسم الله على طعامه ، وحمده على آخره ، لم يسئل عن نعيم ذلك الطعام "
157 - حدثني أبو عبد الله التيمي ، حدثني شريح الصائدي ، سمعت يحيى بن بليق الحمال وهو مولى لبني وديعة بن عبد الله بن لوني ، قال : " كنا بطريق مكة فأصابنا عطش شديد ، فاكترينا دليلا يخرج بنا إلى موضع ذكر لنا أن فيه ماء ، فبينما نحن نسير بنادر الماء بعد طلوع الفجر إذا بصوت نسمعه وهو يقول : ألا تقولون ؟ قال يحيى : فأجبته وماذا نقول ؟ فقال : اللهم ما أصبح بنا من نعمة ، أو عافية ، أو كرامة في دين أو دنيا جرت علينا فيما مضى ، أو هي جارية علينا فيما بقي ، فهي منك وحدك لا شريك لك ، فلك الحمد عليها ، ولك المن ، ولك الفضل ، ولك الحمد عدد ما أنعمت علينا ، وعلى جميع خلقك ، من لدنك إلى منتهى علمك ، لا إله إلا أنت ، ثم قال : هذا من البداء إلى البقاء "
158 - وحدثنا أبو عبد الله محمد بن صالح بن خلف التيمي ، ثنا أبو يوسف الأعشى ، عن سفيان ، قال : كان الحسن إذا جلس مجلسا يقول : " اللهم لك الحمد بالإسلام ، ولك الحمد بالقرآن ، ولك الحمد بالأهل والمال ، بسطت رزقنا ، وأظهرت أمننا ، وأحسنت معافاتنا ، ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا ، فلك الحمد كثيرا ، كما تنعم كثيرا ، وصرفت شرا كثيرا ، فلوجهك الجليل الباقي@@@(1/63)
الدائم الحمد ، الحمد لله رب العالمين "
159 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، ثنا جرير ، وأبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انظروا إلى من هو أسفل منكم ، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم "
160 - حدثنا خلف بن هشام ، ثنا خالد ، عن حصين ، عن مجاهد ، قال : كان ابن عمر إذا كان في سفر فطلع الفجر رفع صوته ونادى : " سمع حامد بحمد الله ، ونعمته ، وحسن بلائه علينا ، ثلاثا ، اللهم صاحبنا فأفضل علينا ، ثلاثا ، عائذا بالله من النار ، ثلاثا ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، ثلاثا "
161 - حدثني محمد بن الحسين ، وخلف بن تميم ، قالا : ثنا سلام بن سليم ، ثنا محمد بن النضر الحارثي ، قال : " بلغني أن الله أوحى إلى موسى : أن يا موسى بن عمران ، كن يقظانا ، مرتادا لنفسك أخدانا ، وكل خدن لا تؤتيك على مسرتي فلا تصحبه ، فإنه لك عدو ، وهو يقسي قلبك ، وأكثر من ذكري حتى تستوجب الشكر ، وتستكمل المزيد "@@@(1/64)
162 - حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا الحكم بن سنان ، عن حوشب ، عن الحسن ، قال : " خلق الله آدم حين خلقه فأخرج أهل الجنة من صفحته اليمنى ، وأخرج أهل النار من صفحته اليسرى ، فدبوا على وجه الأرض ، فيهم الأعمى ، والأصم ، والمبتلى ، فقال آدم : يا رب ، ألا سويت بين ولدي ، قال : " يا آدم ، أردت أن أشكر "
163 - حدثني محمد بن الحسين ، حدثني عبد الله بن مسلمة ، وابن أبي أويس ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، عن عبد الله بن عنبسة ، عن ابن غنام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال حين يصبح : اللهم ما أصبحت بي من نعمة ، أو بأحد من خلقك ، فمنك وحدك ، لا شريك لك ، فلك الحمد ، ولك الشكر ، إلا أدى شكر ذلك اليوم "
164 - حدثني محمد بن الحسين ، حدثني علي بن بحر ، حدثني محمد بن المعلى الكوفي ، عن زياد بن خيثمة ، عن أبي داود ، عن عبد الله بن سخبرة ، قال :@@@(1/65)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ابتلي فصبر ، وأعطي فشكر ، وظلم فغفر ، ثم شكر " ثم سكت قالوا : ما له يا رسول الله ؟ قال : " أولئك لهم الأمن وهم مهتدون "
165 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا سفيان ، حدثني رجل من أسناننا أن النبي أوصى رجلا بثلاث ، قال : " أكثر ذكر الموت يسلك عما سواه ، وعليك بالدعاء ؛ فإنك لا تدري متى يستجاب لك ، وعليك بالشكر ؛ فإن الشكر زيادة "
166 - حدثنا علي بن حرب الطائي ، حدثنا حسين بن علي الجعفي ، عن أبي موسى ، قال : " كان عمرو إذا أتي بطعامه لم يزل مخمرا حتى يقول هؤلاء الكلمات : الحمد لله الذي هدانا ، وأطعمنا ، وسقانا ، ونعمنا ، الله أكبر ، اللهم ألفتنا نعمك ونحن بكل شر ، فأصبحنا وأمسينا فيها بكل خير ، شاء لك عامها وشكرها ، لا خير إلا خيرك ، ولا إله غيرك ، إله الصالحين ، ورب العالمين ، الحمد لله ، لا إله إلا أنت ، ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله ، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا ، وقنا عذاب النار "
167 - حدثنا محمد بن إدريس الحنظلي ، حدثنا بشر بن محمد@@@(1/66)
الواسطي ، حدثنا خالد بن محدوج أبو روح ، عن أنس بن مالك ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل قال : " الحمد لله الذي أطعمني ، وسقاني ، وهداني ، وكل بلاء حسن أبلاني ، الحمد لله الرازق ذي القوة المتين ، اللهم لا تنزع منا صالح ما أعطيتناه ، ولا صالح ما رزقتناه ، واجعلنا لك من الشاكرين "
168 - حدثنا الفضل بن سهل ، حدثنا عبد الله بن عمارة ، حدثنا مخرمة بن بكير ، عن أبيه ، عن زهرة بن معبد ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن أبي أيوب ، عن النبي أنه كان إذا أكل قال : " الحمد لله الذي أطعم وسقى ، وسوغه وجعل له مخرجا "
169 - حدثنا عبد الله بن محمد بن عون ، حدثنا روح بن عبد الرحمن ، عن شيخ من بني تميم ، عن وهب بن منبه ، قال : " رءوس النعم ثلاث ، فأولها نعمة الإسلام التي لا تتم نعمة إلا بها ، والثانية نعمة العافية التي لا تطيب الحياة إلا بها ، والثالثة نعمة الغنى التي لا يتم العيش إلا بها "
170 - حدثني محمد بن الحسين ، حدثنا عبد الله بن محمد ، عن سعيد بن عامر ، عن سلام بن أبي مطيع@@@(1/67)
أتينا الحويرث ، وكان من مشايخ أهل البصرة وكان قد قدم من الحج ، فجعل يقول : " أبلانا الله في سفرنا كذا ، ثم قال : وإن تعداد النعم من الشكر "
171 - حدثنا الحسن بن يحيى بن كثير العنبري ، حدثنا خزيمة أبو محمد ، قال : مر وهب بن منبه بمبتلى أعمى مجذوم مقعد عريان به وضح ، وهو يقول : " الحمد لله على نعمته ، فقال رجل مع وهب : أي شيء بقي عليك من النعمة تحمد الله عليها ؟ فقال له المبتلى : ارم بصرك إلى أهل المدينة فانظر إلى كثرة أهلها ، أولا أحمد الله أنه ليس فيهم أحد يعرفه غيري "
172 - حدثنا علي بن شعيب ، ثنا محمد بن إسماعيل ، عن أبي مدين ، ثنا محمد بن عمرو ، سمعت السري بن عبد الله وهو على الطائف وأصابنا مطر ، فخطب الناس فقال : " أيها الناس ، احمدوا الله على ما وضع لكم من رزقه فإنه بلغني عن النبي أنه قال : " إذا أنعم الله على عبده نعمة فحمده عندها فقد أدى شكرها "
173 - حدثني القاسم بن هاشم ، ثنا علي بن عياش ، ثنا إسماعيل بن عياش ، ثنا أبو سفيان القرشي ، عن عبد الملك بن@@@(1/68)
سليمان ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري الطائي ، عن علي بن أبي طالب ، قال : " أتي بختنصر بدانيال النبي عليه السلام فأمر به فحبس وضرى أسدين فألقاهما في جب معه ، وطين عليه وعلى الأسدين ، ثم حبسه خمسة أيام مع الأسدين ، ثم فتح عنه بعد خمسة أيام ، فوجد دانيال قائما يصلي والأسدان في ناحية الجب لم يعرضا له ، فقال له بختنصر : أخبرني ماذا قلت فدفع عنك ؟ قال : قلت : الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره ، الحمد لله الذي لا يخيب من رجاه ، الحمد لله الذي لا يكل من توكل عليه إلى غيره ، الحمد لله الذي هو يقينا حين تنقطع عنا الحيل ، الحمد لله الذي هو رجاؤنا يوم تسوء ظنوننا وأعمالنا ، الحمد لله الذي يكشف حزننا عن كربنا ، الحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانا ، الحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة "
174 - حدثنا علي بن شعيب ، ثنا ابن أبي فديك ، قال : بلغني عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال : " الحمد لله الذي خلقني فأحسن خلقي وخلقي ، وزان مني ما شان من غيري "
175 - حدثنا إسماعيل بن أسد ، ثنا يعلى بن عبيد ، ثنا محمد بن عون الخرساني ، عن ابن سيرين ، قال : كان ابن عمر يكثر النظر في المرآة وتكون معه في الأسفار ، فقلت : ولم ؟ قال : " أنظر فما كان في وجهي زين وهو في غيري شين أحمد الله عليه "@@@(1/69)
176 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا يحيى بن المثنى الحلبي ، سمعت سفيان بن عيينة ، يقول : " عمل رجل من أهل الكوفة بخلق دنيء فأعتق جارية له إذ عافاه الله من ذلك الخلق "
177 - قال : " وأمطر أهل الكوفة مطرا فهدمت منه البيوت فأعتق ابن أبي داود جارية له ؛ شكرا لله إذ عافاه من ذلك "
178 - حدثني قاسم بن هاشم ، حدثني أبو عيينة الحسن بن علي بن سلمة البزاز ، سمعت أبا بكر بن عبد الله بن أبي مريم ، وسأله رجل فقال : " ما تمام النعمة ؟ قال : أن تضع رجلا على الصراط ورجلا في الجنة "
179 - حدثني إبراهيم بن راشد ، ثنا أبو ربيعة ، ثنا سالم أبو غياث ، سمعت بكر بن عبد الله المزني ، يقول : " يا ابن آدم ، إذا أردت أن تعلم قدر ما أنعم الله عليك فغمض عينيك "
180 - حدثني محمد بن إدريس ، ثنا روح بن عبد الواحد الحراني ، ثنا ابن السماك ، عن مقاتل بن حيان : وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ، قال : أما الظاهرة فالإسلام ، وأما الباطنة فستره عليكم بالمعاصي "
181 - وحدثني محمد بن إدريس ، ثنا محمد بن مخلد الحراني ، ثنا ضمرة ، عن ابن شوذب ، قال عبد الله : "@@@(1/70)
إن لله عز وجل على أهل النار منة ، ولو شاء أن يعذبهم بأشد من النار لعذبهم "
182 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زيد ، حدثنا حماد ، عن بديل بن ميسرة ، أن مطرفا ، كان يقول : " لأن أعافى وأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر "
183 - حدثنا موسى بن عمران الجصاص ، سمعت أبا سليمان الداراني ، قال : " جلساء الرحمن يوم القيامة من جعل فيه خصال الكرام ، والسخاء ، والحلم ، والرحمة ، والرأفة ، والشكر ، والبر ، والصبر "
184 - حدثني القاسم بن هاشم ، ثنا محمد بن سنان العوقي ، ثنا عبد الله بن عمر ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من رأى صاحب بلاء فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني عليك ، وعلى جميع من خلق تفضيلا ، فقد أدى شكر تلك النعمة "@@@(1/71)
185 - حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي ، ثنا الحارث بن مسكين ، ثنا عبد الله بن وهب ، سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، يقول : " الشكر يأخذ بحزم الحمد وأصله وفرعه ، وينظر في نعم من الله في بدنه ، وسمعه ، وبصره ، ويديه ، ورجليه ، وغير ذلك ، ليس من هذا شيء إلا فيه نعمة من الله ، حق على العبد أن يعمل بالنعم الاتي هي في بدنه لله في طاعته ، ونعمة أخرى في الرزق حق عليه أن يعمل لله بما أنعم به عليه من الرزق في طاعته ، فمن عمل بهذا فقد كان قد أخذ بحزم الشكر ، وفرعه ، وأصله "
186 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن الجريري ، عن أبي الورد بن ثمامة ، عن عمرو بن مرداس ، عن كعب ، قال : " ما أنعم الله على عبد من نعمة في الدنيا فشكرها لله ، وتواضع بها لله ، إلا أعطاه نفعها في الدنيا ، ويرفع الله له بها درجة في الآخرة ، وما أنعم الله على العبد من نعمة في الدنيا فلم يشكر لله ، ولم يتواضع بها لله ، إلا منعه الله نفعها في الدنيا ، وفتح له طبقا من النار ، يعذبه إن شاء ، أو يتجاوز عنه "
187 - حدثني أبو إسحاق الآدمي ، ثنا عيسى بن موسى العبدي ، ثنا رجاء صاحب السقط ، قال الحسن : " من لا يرى لله نعمة إلا في مطعم ، أو مشرب ، أو لباس ، فقد قصر علمه ، وحضر عذابه "
188 - حدثني سلمة بن شبيب ، ثنا سهل بن عاصم ، ثنا أبو ربيعة ، ثنا هشام بن سلمان ، قال@@@(1/72)
: " كنت قاعدا عند الحسن وبكر بن عبد الله المزني ، فقال له الحسن : هات يا أبا عبد الله دعوات لإخوانك ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : والله ما أدري أي النعمتين أفضل علي وعليكم ؟ نعمة المسلك ، أم نعمة المخرج ، إذ أخرجه الله منا ، قال الحسن : لقد قلت عجبا يا بكر ، إنها من نعمه العظام "
189 - حدثني إبراهيم بن عبد الملك ، ثنا هشام بن عمار عن عمرو بن واقد ، ثنا يزيد بن أبي مالك ، عن شهر بن حوشب ، سمعت عائشة ، تقول : " ما من عبد يشرب من الماء القراح ، فيدخل بغير أذى ، ويخرج بغير أذى ، إلا وجب عليه الشكر "
190 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا سعيد بن عامر ، حدثني أسماء بن عبيد ، عن الحسن ، قال : " يا لها من نعمة ، تأكل بلذة ، وتخرج سرحا ، لقد كان ملك من ملوك هذه القرية يرى الغلام من غلمانه يأتي الحب فيكتاز ، ثم يجرجر قائما فيقول : يا ليتني كنت مثلك ، ما يشرب حتى يقطع عيفة العطش ، فإذا شرب كان له في تلك الشربة موتات ، يا لها من نعمة ، تأكل بلذة ، وتخرج سرحا "
191 - حدثني الحسن بن علي العجلي ، حدثني علي بن عبد الرحمن ، قال : " كتب بعض الحكماء إلى أخ له : أما بعد ، يا أخي ، فقد أصبح بنا من نعم الله ما لا نحصيه ، مع كثرة ما نعصيه ، فما ندري أيها نشكر ؟ أجميل ما ظهر ، أم قبيح ما ستر "@@@(1/73)
192 - حدثني سلمة بن شبيب ، ثنا سهل بن عاصم ، ثنا إسحاق بن بهلول ، سمعت عباءة بن كليب ، يقول : كتب إلي ابن السماك : " أما بعد ، فإني كتبت إليك وأنا مسرور مستور ، فأنا بهما مغرور ، ذنب ستره علي فقد طابت نفسي لي كأنه مغفور ، ونعم أبلاها فأنا بها مسرور ، كأني فيها على تأدية الحقوق ، فليت شعري ما عواقب هذه الأمور ؟ "، عن إبراهيم بن عبد الله المديني قيل هو ابن ميمون ؟ ، قال : نعم ، فهل قال : نعم ؟ ، قال : قيل للحسن : " هاهنا رجل لم نره قط جالسا إلى أحد ، ولا رأينا أحدا جالسا إليه ، إنما هو أبدا خلف سارية وحده ، قال الحسن : إذا رأيتموه فأخبروني به ، فمروا به ذات يوم ومعهم الحسن ، فأشاروا إليه فقالوا : ذاك الرجل الذي أخبرناك به ، فقال : امضوا حتى آتيه ، فلما جاءه قال : يا عبد الله ، أراك حببت إليك العزلة ، فما يمنعك من مخالطة الناس ؟ فقال : ما أشغلني عن الناس ، قال : فأت ذا الرجل الحسن لتجلس إليه ، قال : ما أشغلني عن الحسن وعن الناس ، قال له الحسن : فما الذي يشغلك يرحمك الله عن ذلك ؟ قال : إني أصبح وأمسي بين ذنب ونعمة ، فرأيت أن أشغل نفسي عن الناس بالاستغفار من الذنب ، وشكر الله على النعمة ، فقال الحسن : أنت عندي يا عبد الله أفقه من الحسن ، فالزم ما أنت عليه "
193 - حدثني هارون بن عبد الله ، ثنا محمد بن يزيد بن خنيس@@@(1/74)
انصرف الناس ذات يوم من العيد ، فرأى وهيب الناس وهم يمرون في ذلك الزي ، فنظر إليهم ساعة ، ثم قال : عفا الله عنا وعنكم ، لئن كنتم أصبحتم مستيقنين أن قد تقبل منكم هذا الشهر لقد كان لكم أن تصبحوا مشاغيل عما أنتم فيه بطلب الشكر ، وإن كانت الأخرى خائفين أن لا يكون قد تقبل منكم لقد كان ينبغي لكم أن تكونوا أشغل فكرا عما أنتم فيه اليوم "
195 - حدثني حمزة بن العباس ، ثنا عبدان بن عثمان ، أنا عبد الله ، سمعت علي بن صالح ، في قوله : لئن شكرتم لأزيدنكم قال : أي من طاعتي "
196 - قال سلمة بن شبيب ، ثنا محمد بن منيب ، حدثني السري بن يحيى ، عن عنبسة بن الأزهر ، قال : " كان محارب بن دثار قاضي أهل الكوفة قريب الجوار مني ، فربما سمعته في بعض الليل يقول ويرفع صوته : " أنا الصغير الذي ربيته فلك الحمد ، وأنا الضعيف الذي قويته فلك الحمد ، وأنا الفقير الذي أغنيته فلك الحمد ، وأنا الغريب الذي وصيته فلك الحمد ، وأنا الصعلوق الذي مولته فلك الحمد ، وأنا الساغب الذي أشبعته فلك الحمد ، وأنا العاري الذي كسوته فلك الحمد ، وأنا المسافر الذي صاحبته فلك الحمد ، وأنا الغائب الذي أديته فلك الحمد ، وأنا الراجل الذي حملته فلك الحمد ، وأنا المريض الذي شفيته فلك الحمد ، وأنا الداعي الذي أجبته فلك الحمد ربنا ، ولك الحمد ربنا حمدا لك@@@(1/75)
على كل نعمة "
197 - حدثني علي بن الحسن ، سمعت أبا طالب ، يقول في كلامه : " اختط لك الأنف فأقامه وأتمه ، وحسن تمامه ، ثم أدار منك الحدقة فجعلها بجفون مطبقة ، وبأشفار مغلقة ، ونقلك من طبقة إلى طبقة ، وحنن عليك الوالدين برقة ومقة ، فنعمه عليك مورقة ، وأياديه بك محدقة "
198 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا عبد الواحد بن صفوان ، سمعت الحسن ، إذا قعد في مجلسه قال : " اللهم لك الحمد بما بسطت في رزقنا ، وأظهرت أمننا ، وأحسنت معافاتنا ، ومن كل ما سألناك من صالح أعطيتنا ، فلك الحمد بالإسلام ، ولك الحمد بالأهل والمال ، ولك الحمد باليقين والمعافاة "
199 - حدثنا 41541 محمد بن صالح التميمي ، قال : كان بعض العلماء إذا تلا : وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها قال : " سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمته إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها ، كما لم يجعل في أحد من إدراكه أكثر من العلم أنه لا يدركه ، فجعل معرفة نعمه بالتقصير عن معرفتها شكرا ، كما شكر علم العالمين أنهم لا يدركونه فجعله إيمانا ، علما منه أن العباد لا يجاوزون ذلك "
200 - حدثني حمزة بن العباس ، حدثنا عبدان بن عثمان ، حدثنا عبد الله ، عن معمر ،@@@(1/76)
سمعت صالح بن مسمار ، يقول : " ما أدري أنعمته علي فيما بسط علي أفضل ، أم نعمته فيما زوى عني "
201 - حدثني حمزة ، حدثنا عبدان ، حدثنا عبد الله ، أنا المثنى بن الصباح ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " خصلتان من كانتا فيه كتبه الله صابرا شاكرا ، ومن لم يكونا فيه لم يكتبه صابرا ولا شاكرا ، من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به ، ومن نظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه ، كتبه الله صابرا شاكرا ، ومن نظر في دينه إلى من هو دونه ، ونظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما فاته ، لم يكتبه الله صابرا ولا شاكرا "
202 - حدثني حمزة ، ثنا عبدان ، ثنا عبد الله ، أخبرني المثنى بن الصباح ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : " أربع خصال من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة ، من كان عصمة أمره لا إله إلا الله ، وإذا أصابته مصيبة قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وإذا أعطي شيئا قال : الحمد لله ، وإذا أذنب ذنبا قال : أستغفر الله "@@@(1/77)
203 - حدثني حمزة بن العباس ، أنا عبدان ، أنا عبد الله ، عن شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : إنه كان عبدا شكورا قال : " لم يأكل شيئا قط إلا حمد الله ، ولم يشرب شرابا قط إلا حمد الله ، ولم يمش مشيا قط إلا حمد الله عليه ، ولا يبطش بشيء قط إلا حمد الله عليه ، فأثنى الله عليه : إنه كان عبدا شكورا "
204 - وحدثني حمزة ، أنا عبد الله ، أنا هشام بن سعد ، سمعت محمد بن كعب ، قال : " كان نوح عليه السلام إذا أكل قال : الحمد لله ، وإذا شرب قال : الحمد لله ، وإذا لبس قال : الحمد لله ، وإذا ركب قال : الحمد لله ، فسماه الله عبدا شكورا "
205 - بلغني عن بعض الحكماء ، قال : " لو لم يعذب الله على معصيته ، لكان ينبغي أن لا يعصى لشكر نعمته "@@@(1/78)