الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، رحمه الله
هو العالم الجليل والحبر الفهامة النبيل، المحقق المدقق، الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، ولد بمدينة الرياض سنة 1329 من الهجرة، وفقد بصره في طفولته.
حفظ القرآن، وشرع في طلب العلم بهمة ونشاط، فقرأ على الشيخ حمد بن فارس، والشيخ سعد بن عتيق، والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، ومحمد بن عبد اللطيف، والشيخ محمد بن إبراهيم وغيرهم.
وكان مشايخه يتفرسون فيه الذكاء والنباهة، ويقولون سيكون لهذا الفتى شأن، فكان على حسن ظنهم، نفع الله به الإسلام والمسلمين، فكان قاضيا ومفتيا، وداعية إلى الله ومصلحا، ومحبوبا.
تولى مناصب عدة منها: القضاء، ورئاسة المجلس الأعلى للقضاء، ورئاسة الحرم المكي، والمجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي، وعضو في هيئة كبار العلماء مع قيامه بالتعليم في كل مدينة يسكنها، وبعثه الرسائل في الدعوة إلى الله، والرد على من ظهر منه الخطأ في الصحف والمجلات، وإجابته عن الأسئلة في المحاضرات والندوات، وغير ذلك من الأعمال الصالحة التي قلّ من يقوم بمثلها، فرحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أحسن الجزاء.(16/476)
وافته المنية في 20/11/1402 من الهجرة، وقد خلف أولادا وتلامذة فيهم خير وبركة، فلله الحمد والمنة، ونسأله تعالى أن يجعلهم خير خلف لخير سلف، ورثاه ثلة من العلماء منهم الشيخ محمد بن عبد الله بن سبيل، وأحمد الغنام، كما في روضة الناظرين. ولمزيد من المعرفة عنه انظر ترجمته في "علماء نجد خلال ثمانية قرون" ج 4.
الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد، رحمه الله
عالم جليل وداعية إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ولد في بريدة بالقصيم عام 1322 من الهجرة، وتعلم فيها القراءة والكتابة، ثم بدأ بطلب العلم على الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم، والشيخ عمر بن محمد بن سليم، والشيخ عبد العزيز العبادي، وغيرهم من علماء بريدة حتى أدرك وصار من العلماء.
وقد رشحه شيخه عمر للقضاء في برك الغماد من مقاطعة جيزان، ثم تنقل في محاكم تهامة، فصار رئيسا لمحكمة القنفذة، ثم رئيسا لمحكمة جيزان، ثم نقل رئيسا لمحكمة البكيرية، ثم نقل رئيسا لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقصيم، ثم أحيل للتقاعد في عام 1383?.
وله نشاط في الدعوة والإرشاد، والنصح، وقد تولى في آخر حياته الإشراف على مدارس تحفيظ القرآن في(16/477)
القصيم، فقام بذلك بجد واجتهاد، وكان يجلس للتدريس في أحد مساجد بريدة؛ والتف عليه عدد من الطلبة، ونفع الله بعلمه حتى أقعده المرض.
توفي رحمه الله في يوم الاثنين 3/6/1404? وحضر الصلاة عليه جمع غفير فرحمه الله وعفا عنه، انتهى باختصار مع بعض التصرف من كتاب البسام "علماء نجد خلال ثمانية قرون " ج 4.
الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مهيزع، رحمه الله
عالم جليل وحبيب لبيب متواضع، ولد في حريملاء سنة 1325 من الهجرة، ونشأ فيها وتعلم مبادئ القراءة والكتابة. فلما صار في طور الشباب من عمره وعلت همته لطلب العلم، رحل إلى الرياض وقرأ على الشيخ محمد بن إبراهيم، وعلى أخيه الشيخ عبد اللطيف، ولازم الشيخ محمد في كثير من العلوم الشرعية حتى عدّ من الطلاب المدركين.
فلما بلغ هذا المبلغ، ولما له من سجايا طيبة، عيّن قاضيا في عدة قرى، ثم في المحكمة الكبرى بالرياض، ثم أحيل على التقاعد برغبة منه; ومع أعماله القضائية فله مشاركة هامة في التدريس والإفتاء والبحوث وغير ذلك. فجزاه الله أحسن الجزاء، ونسأله تعالى أن يجعل منازلنا وإياه في الفردوس الأعلى.(16/478)
توفي رحمه الله عام 1404 هـ. انتهى باختصار مع بعض التصرف من كتاب البسام "علماء نجد خلال ثمانية قرون" ج 6.
الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي، رحمه الله
الحبيب اللبيب والعالم الجليل، والداعية إلى الله، اليقظ الفطن، ولد رحمه الله سنة 1331 من الهجرة في الشماسية، ثم انتقل إلى بريدة مع أسرته وقرأ القرآن، واشتغل مع والده في التجارة، ثم الزراعة.
وتفرغ لطلب العلم، فأخذ يطلب العلم على الشيخ عمر بن محمد بن سليم، ولازمه ملازمة تامة، وقرأ أيضا على الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، وعلى الشيخ صالح بن أحمد الخريصي، وغيرهم، وعرض عليه القضاء، ولكنه اعتذر.
وفي عام 1373هـ عيّن مدرّسا في المعهد العلمي ببريدة، وفي عام 1384? عيّن إماما في مسجد الوزان، وأخذ يدرس العلوم الشرعية لطلاب العلم. وكان له مكتبة كبيرة تضم أمهات الكتب، فيقضي فيها كثيرا من وقته في البحث والتأليف والمطالعة.
وطلب منه أن يكون محاضرا في كلية الشريعة بالقصيم فوافق على ذلك، واستفاد منه الطلاب; ثم أحيل للتقاعد،(16/479)
فتفرغ للدعوة. ومن أجل أعماله إنشاء الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن، وجمعية البر التي من أهم أهدافها رفع المستوى الاجتماعي والصحي والثقافي ببريدة وضواحيها.
ومن تلاميذه الشيخ صالح الفوزان والشيخ إبراهيم الدباسي وحمد المحيميد وغيرهم; وله مؤلفات منها عقيدة المسلمين والرد على الملحدين، والسلسبيل في معرفة الدليل، والهدى والبيان في أسماء القرآن وغيرها; فجزاه الله عنا وعن المسلمين أحسن الجزاء، وجعل منازلنا وإياه في الفردوس الأعلى.
توفي رحمه الله في يوم الجمعة 3/5/1410 من الهجرة. انتهى باختصار مع بعض التصرف من كتاب الشيخ البسام "علماء نجد خلال ثمانية قرون" ج 2.
الشيخ حمود بن عبد الله التويجري، رحمه الله
العالم العابد الزاهد، الحبيب اللبيب، الصبور المحتسب، المجاهد في إظهار الحق ورد الباطل، بلسانه وقلمه وماله، فلا تأخذه في الله لومة لائم، ولد عام 1334 من الهجرة، وتعلم القراءة والكتابة في صغره، وحفظ القرآن.
ثم ابتدأ في طلب العلم، ولازم أهل العلم منهم الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري، وقد أجازه في رواية(16/480)
الصحاح والسنن والمسانيد، وفى رواية كتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وفي غير ذلك.
وقرأ على الشيخ محمد بن عبد المحسن الخيال، والشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، وكان مثالا يحتذى في الورع والأدب وحسن الخلق، عيّن في القضاء في المنطقة الشرقية، وفي الزلفى، ثم اعتذر، وطلب للتعليم مرارا; لكنه اعتذر وآثر التفرغ للعلم والبحث والتأليف.
فألف كتبا ورسائل، الناس في أمسّ الحاجة لمثلها، فنفع الله بها، ولا تزال - بحمد الله - تتجدد ويرجع إليها، لما فيها من الأدلة والبراهين وحسن التوجيه لما عليه السلف الصالح، وكشف ما وقع فيه بعضا من الخلف ممن غفل عن منهج السلف، أو أعرض عنه لجهله وبعده عنه، وغير ذلك من الأسباب.
توفي رحمه الله عام 1413هـ، وخلف أولادا فيهم خير وبركة. فرحم الله الشيخ حمود وأسكنه فسيح جناته، وبارك له في الباقيات الصالحات إنه سميع مجيب. ولمزيد من المعرفة عنه انظر ترجمته في الجزء الثاني من كتاب "علماء نجد خلال ثمانية قرون" للشيخ عبد الله البسام حفظه الله.(16/481)
الشيخ صالح بن أحمد الخريصي، رحمه الله
العالم، الورع، الزاهد، ولد سنة 1327 من الهجرة، وتعلم القرآن الكريم والنحو على يد الشيخ صالح الكريديس، وباقي العلوم الشرعية على عدد من المشايخ، منهم: محمد بن عبد الله الحسيني، ومحمد السليم، وعبد الله بن محمد بن حميد، رئيس مجلس القضاء الأعلى.
تولى الإمامة وفتح حلقة ذكر وتدريس في المسجد عام 1354هـ، وعيّن في القضاء في القصيم، ثم في الأسياح ثم في الدلم، ثم تولى رئاسة المحكمة الكبرى ببريدة، ثم عين رئيسا لمحاكم القصيم. وله تلامذة كثيرون، وكان لا يدع الحج والعمرة، ولا يدع صيام ثلاثة أيام من كل شهر، ولا يدع قيام الليل.
وكان شافعا لأصحاب الحاجات والغارمين واليتامى والمساكين والأرامل، وجلّ وقته لقضاء مصالح المسلمين. له رسائل ونصائح طبع بعضها وانتشر، توفي رحمه الله سنة 1415 من الهجرة، غفر الله له وجزاه عنا وعن جميع المسلمين أحسن الجزاء.(16/482)
الشيح عبد الرحمن بن عبد الله بن حمود التويجري، رحمه الله
عالم جليل، وورع عفيف، ولد سنة 1336 من الهجرة، توفي والده وهو صغير فاعتنت به والدته، فتعلم مبادئ القراءة والكتابة عند الشيخ أحمد الصانع. ولما تجاوز سن الصبا قرأ على الشيخ عبد الله العنقري، والشيخ محمد الخيال، والشيخ سعود بن رشود، عددا من العلوم الشرعية فأدرك إدراكا جيدا، وصار له مشاركة كبيرة في العلوم التي درسها.
وطلب منه القضاء ولكنه اعتذر، وتولى الإمامة والوعظ وتدريسه الطلاب في مسجدين في المجمعة 43 سنة. ومن تلاميذه أبناؤه، وأبناء أخيه حمود، وألف كتابه "الشهب المرمية" طبع سنة 1374هـ، نقد فيه كثيرا مما اتبعته العامة من تقليد للغربيين في أعمالهم وعاداتهم، وله رسالة لاحظ فيها على كتابي علماء نجد بعض الأخطاء المطبعية وغير ذلك.
توفي رحمه الله في 16/10/1416هـ. انتهى باختصار مع بعض التصرف من كتاب "علماء نجد خلال ثمانية قرون" ج 3.(16/483)
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، حفظه الله
هو العالم الجليل، والمحدث الفقيه، المفيد للطالبين، المحفوف بعناية رب العالمين، الورع الزاهد، المحبوب المعمر في طاعة رب العالمين، قد خيّب الله بطول عمره، توقع الجاهلين، وظن الحاقدين. ولد حفظه الله في سنة 1330 من الهجرة، بمدينة الرياض، وكان بصيرا، ففقد بصره سنة 1350هـ، حفظ القرآن قبل سن البلوغ، ثم جدّ في طلب العلم، على علماء الرياض.
ومن أبرزهم الشيخ محمد بن عبد اللطيف، والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ سعد بن عتيق، والشيخ حمد بن فارس، والشيخ محمد بن إبراهيم وغيرهم، ولما برز في العلوم الشرعية واللغة العربية عيّن في القضاء سنة 1357هـ.
ولم ينقطع عن العلم والتعليم، بما شغل به من مناصب في القضاء في أي مدينة كان، فهو القاضي والمفتي، والداعية والمصلح، والرئيس والإمام والمعلم، والمكرم للضيوف، والحنون على الأرامل والأيتام، ومطعم المساكين، والواسطة في الأمور الخيرة.
نشأ على يديه عدد فيهم خير وبركة، له تأسيس كبير(16/484)
في الندوات والمحاضرات، واختيار الموضوعات. ظهر له كتب ورسائل كثيرة وأشرطة عديدة، يعجز عن إحصائها المتتبع لها، لا يضيع عليه شيء من أوقاته، فما أحسن وأحلى وأعظم حياته!
فهنيئا له ولكل من سار على نهجه في حياته فصبر وصابر، وعمر أوقاته في طاعة ربه ومرضاته.
وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يزيد لنا في مدّ عمره بكامل حواسه وقواته، وأن يرزقنا وإياه حسن الخاتمة في الأمور كلها، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. 1.
الشيخ صالح بن علي بن فهد بن غصون التميمي، حفظه الله
عالم جليل، وفقيه ورع، مفيد للطالبين، ومحفوف بعناية رب العالمين، ولد حفظه الله سنة 1341 من الهجرة في الرس، حفظ القرآن في صغره، وفقد بصره في السنة 12 من عمره.
وعلت همته إلى طلب العلم فتوجه إلى الرياض، وقرأ على الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم الفرائض
__________
1 وانظر إن شئت ترجمة له في الجزء الأول من فتاوى اللجنة الدائمة.(16/485)
والأجرومية، وقرأ على الشيخ محمد بن إبراهيم جميع العلوم النافعة، عشر سنين.
ثم عيّن في القضاء في سدير سنة 1368هـ، ومكث فيه أربع سنين، ثم في شقراء عشر سنين، بالإضافة إلى التدريس في المعهد، والإمامة والخطابة في الأماكن التي عيّن فيها.
وفي نهاية عام 1381? عيّن في الأحساء رئيسا للمحاكم فيها، إلى نهاية سنه 1390هـ ثم صار عضوا في هيئة التمييز في الرياض، وفي سنة 1391هـ عيّن أيضا عضوا في هيئة كبار العلماء، وفي عام 1399هـ عيّن في المجلس الأعلى للقضاء.
وفي 1408هـ طلب الإحالة للتقاعد للاستجمام لصحته والتفرغ لعبادة ربه، ومع ذلك فلم ينقطع نفعه عن المسلمين؛ فله مشاركة في الإذاعة في برنامج نور على الدرب، مستمرة من عام 1391?، إلى الآن يجيب فيها على الأسئلة، ويوجه الناس لما هو الأصلح في دينهم ودنياهم، بأسلوب مبسط، وسهل، يعيه العامي والمتعلم، وهذا من حسن تواضعه، ورغبته في إيصال الخير لمريده.
كما أنه أيضا يجيب على الأسئلة، في المسجد وفي بيته، وعلى جهاز الهاتف، وغير ذلك; فحياته - ولله الحمد - كلها جدّ واجتهاد وعمل وصبر.(16/486)
أرجو الله الكريم أن يضاعف له الأجر، وأن يمد في عمره بصحة وعافية وهناء، وأن يحسن لنا وله الخاتمة في الأمور كلها، وصلى الله على محمد، حرر في ليلة الاثنين 8/1/1419 هجرية.
الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن فريان، حفظه الله
عالم جليل، وشهم شفيق، معلم، وإمام، وخطيب، ولد حفظه الله سنة 1348هـ، وحفظ القرآن في سن مبكر في الخامسة عشر من عمره.
وقرأ على الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ محمد بن عبد اللطيف، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم، والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد الرحمن المقوشي، والشيخ عبد العزيز الشثري، والشيخ إسماعيل الأنصاري، والشيخ عبد الحميد الجزائري وغيرهم.
وقرأ عليه عدد كبير في مكتبة ابن تيمية الخيرية وفي مسجده الجامع، وله جهد كبير في الدعوة إلى دين الله الحق والتمسك به؛ فله مشاركات كثيرة في الندوات والمحاضرات في جامع الإمام تركي وغيره. وله تجول في المملكة للدعوة إلى الله في المدارس والمعاهد، وقطاع الأمن، وغيرها، ويفتح مجالا للأسئلة والإجابة عليها.(16/487)
وله رسائل ونصائح فيما يهم المسلمين، فهو مصلح ومحتسب، ومحسن للفقراء والمحتاجين والأرامل بالتوسط لدى المحسنين، وغير ذلك من طرق الخير.
ومؤسس الجماعات الخيرية، ومنها جماعة تحفيظ القرآن سنة 1387 من الهجرة، وله جهد كبير في تسهيل حلقات القرآن في المساجد وغيرها; يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم.
فله نشاط في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن ذلك إقامة الصلاة جماعة في الدوائر الحكومية وغيرها، وحثه على بناء المساجد فيها.
وله مكانة عند المسؤولين وقبول فيما يراجعهم فيه من أمور الدين والدنيا، مع الملوك والأمراء، وكبار المشايخ وغيرهم.
فجزاه الله أحسن الجزاء، وبارك في أوقاته، ونسأل الله لنا وله حسن الخاتمة، وأن يجعل في ذريته وتلامذته الخير والبركة، فيكون امتدادا لصالح عمله.(16/488)
الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، حفظه الله
عالم جليل وداعية إلى الله، ذو هيبة وقدر، وإمام وخطيب، ولد بمدينة البكيرية بمنطقة القصيم عام 1350 من الهجرة.
وقد تخرّج من كلية الشريعة بالرياض عام 1379? وعمل سكرتيرا لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، رحمه الله في الإفتاء بعد تخرجه، إلى أن عين عام 1383? مساعدا لرئيس المحكمة الكبرى بالرياض، ثم صار رئيسا للمحكمة عام 1384هـ.
وقد حصل على رسالة الماجستير من المعهد العالي للقضاء، عام 1389?، واستمر رئيسا للمحكمة الكبرى إلى أن عين عام 1390? قاضي تمييز، وعضوا بالهيئة القضائية العليا.
وفي عام 1403هـ، عين رئيسا للهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى، واستمر في ذلك نائبا لرئيس المجلس في غيابه إلى أن عين عام 1413هـ رئيسا للمجلس بهيئته العامة والدائمة.
وهو أيضا عضو في هيئة كبار العلماء منذ إنشائها عام 1391هـ، وعضو في رابطة العالم الإسلامي، وكان له نشاط في تأسيس مجلة راية الإسلام، ومديرها ورئيس تحريرها.
وله دروس في المسجد الحرام وتذاع، وفتاوى في برنامج نور على الدرب، وله محاضرات وندوات،(16/489)
ومشاركة في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه، وغير ذلك مما فيه صلاح وإصلاح، فجزاه الله أحسن الجزاء، وأحسن لنا وله الخاتمة في الأمور كلها وصلى الله على محمد، حرر في 9/1/1419هـ.
الشيخ عبد الرحمن بن حماد العمر البدراني، حفظه الله
عالم جليل، وداعية إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، ولد في روضة سدير في 17/2/1354 من الهجرة، وتربى على يدي والديه، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة على يد إمام جامع البلد عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فنتوخ، وتعلم القرآن على فوزان القديري وابنه عبد الله، وأكمل دراسة القرآن وحفظ الأصول الثلاثة وأدلتها، وشروط الصلاة وأحكامها على والده، رحمه الله.
والتحق بالمدرسة الابتدائية عام 1369هـ، ثم بالمعهد العلمي بالرياض، ثم بكلية الشريعة فتخرج منها عام 82 - 83 ?، وأخذ قبل التخرج وبعده عن كثير من العلماء، وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، والشيخ سليمان بن حمدان، وقد أجازه كتابة بما أجازه أهل العلم; وأخذ العلم أيضا عن غيرهم من أهل العلم.(16/490)
وكان يكثر من قراءة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وكتب أئمة الدعوة، والمراجع الكبار في التفسير والحديث والأصول والفقه وغير ذلك. وله كتب ورسائل بلغت 18 طبع بعضها وانتشر، منها: "فى سبيل الحق"، "الإرشاد إلى توحيد رب العالمين"، "الذكرى"، "دين الحق" وقد ترجم إلى لغات كثيرة، وغير ذلك. وله مشاركة في المحاضرات والندوات في المساجد وعمل محاسبا بوزارة المالية بمدة أشهر، ثم مديرا للمبيعات بالخطوط الجوية، ما يزيد على خمس سنوات.
ثم عمل مدرسا بوزارة المعارف ما يقارب ثلاثين عاما حتى تقاعد في سنة 1415هـ، وله أولاد فيهم خير وبركة. ولا يزال - بحمد الله - يشارك في المحاضرات والندوات، والتأليف. نسأل الله أن يحسن لنا وله الخاتمة، وأن يتقبل منا ومنه الحسنات، ويغفر لنا وله السيئات آمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
الشيخ محمد بن عبد الله بن حمدان
ولد في "البير" من بلدان المحمل شمال غرب الرياض عام 1357?. وتلقى تعليمه في الكتاتيب في "البير"، ثم في مدرسة "تمير" الابتدائية، حيث كان جده إماما فيها، ثم التحق بمعهد إمام الدعوة في الرياض سنة 1373هـ، كما واصل دراسته المتوسطة والثانوية ليلا.(16/491)
وحين تخرّج من المعهد التحق بكلية الشريعة بالرياض، ثم تعين موظفا واستمر منتسبا حتى تخرّج منها عام 1383هـ، وتنقل في وظائف عدة كان آخرها في إمارة منطقة الرياض حتى طلب التقاعد عام 1400هـ بعد أن بلغت خدمته في الدولة 20 عاما.
كتب عدة مقالات وبحوث فى المجلات والصحف السعودية القديمة والحديثة، وصدر له بعض من الكتب، منها: "بنو الأثير"، و"صبا نجد"، و"ديوان حميدان"، وله كتب أخرى ينوي طبعها.
ونشأت لديه هواية جمع المخطوطات والكتب والجرائد، والمجلات القديمة، واجتمع عنده الكثير، فأنشأ "مكتبة قيس" لشراء وبيع ما اجتمع لديه، وانتفع بذلك، ولديه "متحف قيس" يضم نوادر وطرائف من المأثورات الشعبية; يكره المديح والكبر، ويهوى السياحة والسباحة.
نسأل الله لنا وله حسن الخاتمة في الأمور كلها، وأن يجعل في ذريته من تقر بهم عينه في طاعة الله وطاعة رسوله، وأن يكونوا له من الباقيات الصالحات إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على محمد، حرر في 1/2/1419هـ.(16/492)
نبذة عن هذه الطبعة الجديدة
وإليك نبذة عن هذه الطبعة الجديدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد: فحيث أن الطبعة الأولى للدرر السنية التي طبعت في مكة بمطابع أم القرى في عهد الملك عبد العزيز، قلّ وجودها، حتى في المكتبات العامة، وتتكون من أربعة مجلدات.
ثم صورت على الطبعة الأولى في عهد الملك فيصل، وقلت أيضا مع ما حصل عليها من بعض التغيير، ونفدت إلا ما شاء الله منها، وكثر السؤال عنها في وقت قد تيسّر الطبع فيه وسهلت مئونته، وأن جامعها قد احتفظ بنسخة منها مزيدة، وكان حريصا على طباعتها قبل وفاته بما يقرب من ثلاث سنوات ولم يتيسر له ذلك.
ولأهميتها والاستفادة منها، وتيسر الطبع على نفقة الأخ ناصر، فقد استعنت بالله في الإشراف على طبعها والقيام بما يلزم، من مقابلة، ومراجعة، وتدقيق، وتنقيح، ونسخ ما يحتاج إلى نسخ، وبذلت الجهد بأن تكون هذه الطبعة وفق ما ذكر في أول الجزء الأول، في التمهيد، والتنبيهات.
وعلقت على ما يحتاج إلى تعليق، مما يوضح(16/493)
المراد، وما يظن أنه متكرر وليس بمتكرر، وما له علاقة بما قبله أو بعده، ليسهل الرجوع إليه، وما يحتاج إلى تقديم أو تأخير، أو إضافة أو حذف وهو قليل جدا، مع الإشارة إلى ذلك، وإبدال كلمة "وفقه الله" لمن قد توفي بكلمة "رحمه الله".
وقمت بفهرسة الرسائل المضافة والترجمة لأصحابها، على نمط فهرسة جامعها، وتراجمهم، علما بأن مجموع ما فرق في الأجزاء، يقرب من جزء، وبسبب مراعاة الأشياء الفنية في الطباعة وتغير حجم الصفحات وما حصل من إضافات فقد بلغ عدد الأجزاء بما فيها المخطوط المسمى: "بالبيان الواضح وأنبل النصائح" 16 جزءا.
ولمزيد من الإيضاح عن هذه الطبعة الجديدة: فقد تم بحمد الله طبع هذه النسخة الجديدة في ستة عشر جزءا، كما يلي:
(أ) الجزء الأول ويشتمل على تقريظات، وتمهيد، وتنبيهات، وكتاب العقائد، وعدد صفحاته 607.
والجزء الثاني يشتمل على كتاب التوحيد، وعدد صفحاته 371.
والجزء الثالث يشتمل على كتاب الأسماء والصفات وعدد صفحاته 388، وقد تم طبع هذه الثلاثة الأجزاء سنة 1413هـ- 1992 م.(16/494)
(ب) الجزء الرابع ويشتمل على القسم الأول من كتاب العبادات، أوله في أصول مأخذهم، ثم من كتاب الطهارة إلى نهاية باب صلاة أهل الأعذار، وعدد صفحاته 449.
والجزء الخامس ويشتمل على القسم الثاني من كتاب العبادات، من أول باب صلاة الجمعة إلى نهاية العقيقة، وعدد صفحاته 425.
والجزء السادس من أول كتاب البيع إلى نهاية اللقطة، وعدد صفحاته 483; وقد تم طبع هذه الثلاثة أيضا سنة 1314? - 1994 م.
(ج) الجزء السابع من أول كتاب الوقف إلى نهاية الإقرار، وعدد صفحاته 619.
والجزء الثامن ويشتمل على القسم الأول من كتاب الجهاد، وعدد صفحاته 512.
والجزء التاسع ويشتمل على القسم الثاني من كتاب الجهاد، والقسم الأول من كتاب حكم المرتد، وعدد صفحاته 455.
والجزء العاشر ويشتمل على القسم الأخير من كتاب حكم المرتد، وعدد صفحاته 533، وهذه الأربعة الأجزاء تم طبعها سنة 1416?- 1995 م.
(د) الجزء الحادي عشر، ويشتمل على القسم الأول(16/495)
من كتاب مختصرات الردود، عدد صفحاته 600.
والجزء الثاني عشر ويشتمل على القسم الثاني من كتاب مختصرات الردود، وعدد صفحاته 564.
والجزء الثالث عشر ويشتمل على تفسير واستنباط لسور وآيات من القرآن الكريم، عدد صفحاته 465.
والجزء الرابع عشر، ويشتمل على كتاب النصائح، عدد صفحاته 600.
وهذه الأجزاء الأربعة تم طبعها سنة 1417? - 1996 م و 1997 م.
(هـ) الجزء الخامس عشر، ويشتمل على القسم الأول من كتاب البيان الواضح وأنبل النصائح، عدد صفحاته 450.
والجزء السادس عشر، يشتمل على القسم الأخير من كتاب البيان الواضح وأنبل النصائح، وعلى تراجم أصحاب تلك الرسائل والأجوبة الموجودة في الطبعة الأولى والمزيدة في هذه الطبعة، وهو آخر ما جمعه الوالد ورتبه لهذه الدرر، فجزاه الله أحسن الجزء، وكذا كل من أعانه عليها وساعده في نشرها.
وآخر دعوانا: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
المشرف على الطبع ابنه سعد(16/496)