مال الدولة له من الحرمة ما لما يملكه الفرد لماله
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
عندنا أقوال في ليبيا أن سرقة أموال الدولة حلال لأنها لا تقوم بالعدل في المعاملات بين المواطنين حيث إن المواطنين الكادحين لا يستطيعون أن يقوموا بالعلاج خارج الوطن وبعض الأشخاص حتى لو أصيبوا بالزكام يذهبون للخارج للعلاج وفي الآونة الأخيرة تم اختيار شريحة وتم إعطاؤهم مركوباً بدون مال أو بمبلغ رمزي وباقي أفراد الشعب يتعب حتى في الحصول على قوت يومه أفتوني يرحمكم الله؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مال الدولة هو في الحقيقة ملك لجميع الأمة، له من الحرمة ما لما يملكه آحاد الأمة من مالهم، فلا تجوز سرقته، ولا الاحتيال عليه بغير حق شرعي.
وما انتشر واستشرى في كثير من البلدان من استبداد طبقة معينة بالأموال العمومية أو بالحظ الأوفر منها، هو في الحقيقة جور وتعد على أموال المسلمين بغير حق.
ولكن ذلك كله لا يهتك حرمة هذا المال، ولا يسوغ السرقة منه، وفي سنن الترمذي عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَكُونُوا إِمّعةً تَقُولُونَ: إِن أَحْسَنَ النّاسُ أَحْسَنّا، وإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وإِنْ اسَاءُوا فَلاَ تَظْلمُوا"، فهذا الحديث وإن كان ضعيف الإسناد، فإن معناه صحيح، فالذي يجب على المسلم هو أن يتقي الله تعالى ويمتثل أوامره ويجتنب نواهيه.
وأن يثق بما عند الله تعالى، وأن لا يجعل من فساد الزمان وجشع الناس وتنافسهم على جمع الأموال المحرمة مسوغاً أو ذريعة للمخالفات، فالمسلم مطالب بالالتزام والاستقامة في كل زمان وفي كل مكان.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الأول 1423(16/1018)
يحق للمسروق منه أن يأخذ من سارقه عين ماله أو مثله
[السُّؤَالُ]
ـ[دخلت المسجد للصلاة وعندما خرجت لم أجد حذائي والذي كان يكلف ستمائة ريال سعودي
ومن ثم وجدته مع شخص آخر فواجهته فقال إن صاحبه يسكن في نفس الحي الذي أسكن فيه وإنهما تبادلا الأحذية لم أقتنع وقلت له أعطني حذائي فورا فلم يوافق وجمع أصدقاءه لكي يتشاجر معي
ولكني مشيت وقلت له عليك إحضار الحذاء غدا، فقال لي حسنا، وفي اليوم الثاني قال لي إن صاحبه استرجع الحذاء فغضبت غضبا شديدا لأن الحذاء كان غاليا جدا فقررت أن آخذ حذاءه بعد الصلاة داخل المدرسة فوضعت خطة ونفذتها أنا وأصدقائي وقام صديقي بأخذ الحذاء ومن ثم أعطاني إياه علما أن حذاء هذا الشخص لا يساوي أكثر من عشرين ريالا وهو عندي إلى هذا اليوم ولقد اعتبرته جزءا من الستمائة ريال فهل هذا صحيح وهل أنا علي إثم
أفتوني أثابكم الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن سُرق منه شيء أو غُصب فوجده عند سارقه أو غيره فله أخذه - ولو قهراً- إذا لم يخف من أخذه مفسدة أعظم من مفسدة ضياع الحق كنسبته إلى الخيانة والسرقة، ولا يشترط لذلك الرفع إلى القاضي.
فإذا لم يظفر بعين حقه، وظفر بما قدر عليه من مال غاصبه فله أخذه واستيفاء حقه منه.
قال البخاري رحمه الله (باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه، وقال ابن سيرين: يقاصه، وقرأ: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) [النحل:12] .
قال الحافظ ابن حجر: (أي هل يأخذ منه بقدر الذي له ولو بغير حكم حاكم؟ وهي المسألة المعروفة بمسألة الظفر، وقد جنح المصنف إلى اختياره، ولهذا أورد أثر ابن سيرين على عادتة في الترجيح بالآثار) .
وبناء على ذلك، فإن كنت جازماً بيقين أن الحذاء الذي وجدته معه هو حذاؤك، وتبين لك ذلك بأمارات وعلامات دلت عليه فلا حرج فيما أخذت، ويكون ذلك من جملة الحق الذي لك عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ربيع الأول 1422(16/1019)
المحاربون المستحقون أن يحدوا حد الحرابة
[السُّؤَالُ]
ـ[من هم المجرمون الدين إذا ارتكبوا جريمة ما يحكم عليهم بقطع اليد والرجل من خلاف كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة الآية 32:بعد بسم الله الرحمن الرحيم" إنما جزاؤا الدين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم. أفيدونا جزاكم الله عنا كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذين يقام عليهم هذا الحد هم المحاربون، وتعريف المحارب كما في مختصر خليل وهو في الفقه المالكي: المحارب قاطع الطريق لمنع سلوك أوآخذ مال مسلم أو غيره على وجه يتعذر معه الغوث. اهـ ويعني بغيره الذمي والمعاهد كما في شروح خليل، وقد ذكر بعض أهل العلم ضوابط من تثبت لهم أحكام الحرابة وهذه الضوابط هي أن يكون ذلك في الصحراء، وأن يكون معهم سلاح، وأن يأتوا مجاهرة ويأخذوا المال قهرا.
وفي هذه الضوابط تفاصيل يمكن مراجعتها بالفتوى رقم: 97897.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 محرم 1429(16/1020)
شروط إيقاع حد الحرابة على قطاع الطرق وأمثالهم
[السُّؤَالُ]
ـ[قرأت هذه الآية الكريمة ثم بحثت عنها في التفاسير مثل الطبري الجلالين القرطبي البغوي وأدركت سبب نزولها، لكن أود أن أعلم على من تنطبق في وقتنا الحالي، الآية هي قوله فى سورة المائدة: أنما جزاؤا الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الآرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم. مزيد من الإفادة؟ جزاكم الله خيراً دون أن تنسوننا من الدعاء بأن يرزقني الله بالذرية الصالحة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة، وأن يوفقك لكل خير، والآية الكريمة التي ذكرتها تشتمل على أنواع عقوبة المحارب، وهذه العقوبة يستحقها كل من اتصف بها في أي زمان أو مكان، وبالتالي فعندما تتوفر شروط الحرابة يستحق صاحبها أن يطبق عليه الحد الشرعي، ولا يمكننا تعيين شخص أو أشخاص الآن يتصفون بالحرابة مع أن هذا لا تأثير له في الحكم الشرعي، وشروط الحرابة محل خلاف بين العلماء فمنهم من يشترط:
- كون الحرابة قد وقعت في الصحراء- وأن يكون المحارب معه سلاح ولو نحو عصا وحجر- وأن يأخذ المال قهراً علانية لا خفية، وإليك التفصيل في مذاهب أهل العلم في ذلك.
قال ابن قدامة: وجملته أن المحاربين الذين تثبت لهم أحكام المحاربة التي نذكرها بعد، تعتبر لهم شروط ثلاثة، أحدها: أن يكون ذلك في الصحراء، فإن كان ذلك منهم في القرى والأمصار، فقد توقف أحمد -رحمه الله- فيهم وظاهر كلام الخرقي أنهم غير محاربين. وقال أبو حنيفة، والثوري، وإسحاق، لأن الواجب يسمى حد قطاع الطريق، وقطع الطريق إنما هو في الصحراء، ولأن من في المصر يلحق به الغوث غالباً، فتذهب شوكة المعتدين، ويكونون مختلسين، والمختلس ليس بقاطع ولا حد عليه. وقال كثير من أصحابنا: هو قاطع حيث كان. وبه قال الأوزاعي، والليث، والشافعي، وأبو يوسف، وأبو ثور، لتناول الآية بعمومها كل محارب، ولأن ذلك إذا وجد في المصر كان أعظم خوفاً، وأكثر ضرراً، فكان بذلك أولى، وذكر القاضي أن هذا إن كان في المصر، مثل أن كبسوا داراً، فكان أهل الدار بحيث لو صاحوا أدركهم الغوث، فليس هؤلاء بقطاع طريق، لأنهم في موضع يلحقهم الغوث عادة، وإن حصروا قرية أو بلداً ففتحوه وغلبوا على أهله، أو محلة منفردة، بحيث لا يدركهم الغوث عادة، فهم محاربون، لأنهم لا يلحقهم الغوث، فأشبه قطاع الطريق في الصحراء. الشرط الثاني: أن يكون معهم سلاح، فإن لم يكن معهم سلاح فهم غير محاربين، لأنهم لا يمنعون من يقصدهم، ولا نعلم في هذا خلافاً. فإن عرضوا بالعصى والحجارة فهم محاربون، وبه قال الشافعي وأبو ثور وقال أبو حنيفة: ليسوا محاريبن لأنه لا سلاح معهم، ولنا أن ذلك من جملة السلاح الذي يأتي على النفس والطرف، فأشبه الحديد.
الشرط الثالث: أن يأتوا مجاهرة، ويأخذوا المال قهراً، فأما إن أخذوه مختفين، فهم سراق، وإن اختطفوه وهربوا فهم منتهبون، لا قطع عليهم، وكذلك إن خرج الواحد والاثنان على آخر قافلة، فاستلبوا منها شيئاً، فليسوا بمحاربين، لأنهم لا يرجعون إلى منعة وقوة. وإن خرجوا على عدد يسير فقهروهم، فهم قطاع طريق. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 رجب 1428(16/1021)
عقوبة من اختطف امرأة وفعل بها الفاحشة
[السُّؤَالُ]
ـ[رجل اختطف امرأة، فطلب أولياء المرأة من أهل الرجل أن يقوموا بدفع مبلغ من المال وتزويج رجل منهم، وذلك مقابل ما لحق بهم من عار بسبب هذا الذي أقدم عليه قريبهم، والسؤال: ما مدى صحة هذا التصرف، وما الحل في مثل هذه الأحوال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما أقدم عليه مختطف المرأة منكر شنيع وإثم كبير وليس من أخلاق الإسلام، وعلى هذا الفاعل أن يبادر إلى التوبة مما ارتكبه، وعلى المجتمع أن يضع حدوداً تحول دون مثل هذا العمل المشين وما أراده أولياء المرأة من أهل الرجل من دفع مبلغ من المال وتزويج رجل منهم مقابل ما لحق بهم من العار، فإن تراضى الطرفان على ذلك ووقع التزويج مستوفيا كل شروطه وأركانه فلا مانع منه إذ لم يرد في الشرع ما يمنعه، والأصل في الأشياء الإباحة.
وإن رفض الطرف الآخر طلب أولياء المرأة فإنه لا يلزم الوفاء به لأن المؤاخذة إنما تتعلق بمن ارتكب تلك الفعلة، وأما الشخص المختطف فإن ثبت بالبينة أو الاعتراف أنه زنى بالمرأة فقد استحق بذلك حد الزنا، واستحقت هي عليه مهر مثلها، وإن لم يثبت ذلك عليه فحقه أن يؤدبه الحاكم على ما فعل ويغرمه بما يراه مناسباً لفعلته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 رمضان 1425(16/1022)
الإقامة الجبرية.. رؤية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الإقامة الجبرية في الإسلام؟ مع العلم إنها من العقوبات التي فيها أذية وتدمير للنفس البشرية. وهل جاء في كتاب الله القرآن الكريم، وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي إجماع الصحابة وبالأخص الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين، وفي أقوال وآراء العلماء والفقهاء عن شرعية الإقامات الجبرية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن العقوبة في الإسلام تنقسم إلى قسمين:
الأولى: عقوبة مقدرة شرعا كالحدود. والثانية: عقوبة غير مقدرة شرعا وهو ما يسميه الفقهاء بالتعزير.
والتعزير ثابت بالكتاب والسنة والإجماع، فمن أدلة الكتاب: قول الله تعالى في علاج نشوز النساء: وَاضْرِبُوهُنَّ {النساء:34} قال ابن الهمام في كتابه فتح القدير: أمر بضرب الزوجات تأديبا وتهذيبا. اهـ.
ومن أدلة السنة على مشروعية التعزير قول النبي صلى الله عليه وسلم: لي الواجد يحل عرضه وعقوبته. رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه. ومعنى (لي الواجد) مماطلة الغني في سداد ما عليه من دين. وأما دليل الإجماع فقد قال الزيلعي في كتابه تبيين الحقائق: واجتمعت الأمة على وجوبه في كبيرة لا توجب الحد، أو جناية لا توجب الحد. ثم هو قد يكون بالحبس، وقد يكون بالصفع وبتعريك الآذان، وقد يكون بالكلام العنيف. اهـ.
والإقامة الجبرية جائزة في أصلها إن حكم بها عدل ووجد موجبها، فهي نوع من التعزير بالحبس، وقد ذكر الفقهاء في كتبهم الحبس كعقوبة تعزيرية، ومن ذلك ما ورد في كلام الزيلعي السابق. وفي كتاب مواهب الجليل، وهو في الفقه المالكي: قال مالك: ولقد كان الرجل يحبس في الدم باللطخ والتهمة حتى أن أهله ليتمنون له الموت من طول السجن، فإن لم يتهم وكان مجهول الحال حبس اليوم واليومين والثلاثة، وإن لم يتهم وكان معروفا بالصلاح لم يحبس ولو يوما واحدا. اهـ.
وقال الشيخ زكريا الأنصاري في كتابه أسنى المطالب وهو في الفقه الشافعي: ويحصل التعزير بحبس أو جلد أو صفع أو توبيخ بكلام أو فعل كنفي أو نحوها. اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه السياسة الشرعية: وإذا ظفر بهذا الذي آوى المحدث فإنه يطلب منه إحضاره أو الإعلام به، فإن امتنع عوقب بالحبس والضرب مرة بعد مرة حتى يمكن من ذلك المحدث. اهـ.
وفي كتاب الفروع لابن مفلح وهو في الفقه الحنبلي: ويحبس المستور حتى يبين أمره.اهـ.
ما روى الترمذي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم حبس رجلا في تهمة ثم خلى عنه. وقد بوب عليه الترمذي: باب ما جاء في الحبس في التهمة.
وروى أبو داود في سننه الحديث السابق وهو قوله صلى الله عليه وسلم: لي الواجد يحل عرضه وعقوبته. ثم قال أبو داود: قال ابن المبارك: يحل عرضه يغلظ له، وعقوبته يحبس له. وعقد عليه أبو داود بابا سماه: (باب في الحبس في الدين وغيره) .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 محرم 1429(16/1023)
معنى التعزير
[السُّؤَالُ]
ـ[موضوع الفتوى: المعاشرة الزوجية
عنوان الفتوى: حكم إتيان المرأة في فمها، وهل إتيانها في الدبر يعطى أحكام الزنا
اسم المفتي: الشيخ محمد المغراوي
رقم الفتوى: 251 فتاوى في المعاشرة الزوجية
تاريخ نشر الفتوى: الأحد 25 صفر 1427 هـ / 26 مارس 2006 م 23:19:25
مرات القراءة: 1770
السؤال: هل إتيان المرأة الأجنبية في دبرها يعد زنا فيعطى أحكامه، وما حكم إتيان الزوجة في فمها، الجواب: وضع الذكر في فم المرأة لا يليق بعاقل وعاقلة، فالفم للأكل والشرب والذِّكْرِ وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذَّكَرُ له محله الذي خلقه الله له بالفطرة، فإن أراد الزوج ملامسة المرأة ومداعبتها فليكن في الأعضاء كالفخذ وبين الثديين وغيرها من الأمكنة، ولا شك أن هذه عادة غربية قبيحة، تعلمها البطالون والذين لا دين لهم، قال الله تعالى: (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) سورة البقرة: 223، ومحل الحرث هو الفرج، هذا والله أعلم. قال النووي: قال العلماء: وقوله تعالى: (فأتوا حرثكم أنى شئتم) أي موضع الزرع من المرأة وهو قبلها الذي يزرع فيه المني لابتغاء الولد، ففيه إباحة وطئها في قبلها إن شاء من بين يديها وإن شاء من ورائها وإن شاء مكبوبة، وأما الدبر فليس هو بحرث ولا موضع زرع، ومعنى قوله: (أنى شئتم) أي كيف شئتم، واتفق العلماء الذين يعتد بهم على تحريم وطء المرأة في دبرها حائضا كانت أو طاهراً لأحاديث كثيرة مشهورة. [شرح مسلم (10/6-7) ] . قال القرطبي في تفسيره مرجحا تحريم الوطء في الدبر: وهذا هو الحق المتبع والصحيح في المسألة، ولا ينبغي لمؤمن بالله واليوم الآخر أن يعرج في هذه النازلة على زلة عالم بعد أن تصح عنه، وقد حُذّرنا من زلة العالم، وقد روي عن ابن عمر خلاف هذا، وتكفير من فعله؛ وهذا هو اللائق به رضي الله عنه، كذلك كذب نافع من أخبر عنه بذلك، كما ذكر النسائي وقد تقدم، وأنكر ذلك مالك واستعظمه، وكذب من نسب ذلك إليه. [الجامع لأحكام القرآن (2/95) ] .
أما بالنسبة لإتيان المرأة في دبرها هل يعد زنا فيعطى أحكام الزنا؛ فقد ذهب جمهور الفقهاء المالكيّة والشّافعيّة والحنابلة وصاحبا أبي حنيفة إلى وجوب حدّ الزّنى على من أتى امرأةً أجنبيّةً في دبرها، لأنّه فرج أصليّ كالقبل. وخصّ الشّافعيّة الحدّ بالفاعل فقط، أمّا المفعول بها فإنّها تجلد وتغرّب، محصنةً كانت أو غير محصنة، لأنّ المحلّ لا يتصوّر فيه إحصان، (واشترط أبو حنيفة في حدّ الزّنى أن يكون الوطء في القبل، فلا يجب الحدّ عنده على من أتى امرأةً أجنبيّةً في دبرها، ولكنّه يعزّر، ثمّ إنّ هذا الحكم مقصور على المرأة الأجنبيّة) ، أمّا إتيان الرّجل زوجته أو مملوكته في دبرها فلا حدّ فيه اتّفاقاً، ويعزّر فاعله لارتكابه معصيةً، وقصر الشّافعيّة التّعزير على ما إذا تكرّر، أمّا إذا لم يتكرّر فلا تعزير فيه، هذا كان الجواب من قبل المفتى الخاص بموقع جمعية الدعوة إلى القرأن والسنة بمراكش- المغرب.... السؤال الأول هو: ما تعليقكم وقولكم فى الجزء المحصور بين القوسين وما معنى التعزير الرجاء توضيح ذلك؟!
السؤال الثاني: هل إتيان الزوجة فى دبرها مباح لدى المسيحيين واليهود أم لا؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواقع بين قوسين في هذه الفتوى هو قول الله تعالى: نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ {البقرة:223} ، أو ما جاء في آخر الفتوى من قول المفتي: (واشترط أبو حنيفة في حد الزنى أن يكون الوطء في القبل، فلا يجب الحد عنده على من أتى امرأة أجنبية في دبرها، ولكنه يعزر، ثم إن هذا الحكم مقصور على المرأة الأجنبية) . ولم نفهم ما يعنيه السائل من قوله: ما تعليقكم وقولكم في الجزء المحصور بين القوسين.
وعلى أية حال فإن الجزء المحصور بين القوسين الأولين هو آية من كتاب الله العزيز، والمحصور بين القوسين الأخيرين هو كلام صحيح النسبة إلى أبي حنيفة -رحمه الله تعالى- وقد ورد في سائر كتب الحنفية وغيرها من الكتب.
وأما التعزير فهو -كما ورد في المغني لابن قدامة -: العقوبة المشروعة على جناية لا حد فيها كوطء الشريك الجارية المشتركة أو أمته المزوجة أو جارية ابنه، أو وطء امرأته في دبرها أو حيضها، أو وطء أجنبية دون الفرج، أو سرقة ما دون النصاب أو من غير حرز أو النهب أو الغصب أو الاختلاس، أو الجناية على إنسان بما لا يوجب حداً ولا قصاصاً ولا دية، أو شتمه بما ليس بقذف ونحو ذلك يسمى تعزيراً، لأنه منع من الجناية، والأصل في التعزير المنع، ومنه التعزير بمعنى النصرة، لأنه منع لعدوه من أذاه..
ثم إن سؤال الأخ الكريم عما إذا كان إتيان الزوجة في دبرها مباحاً لدى المسيحيين واليهود أم لا؟ فجوابه أننا لا نعرف من شريعة المسيحيين واليهود إلا ما ورد منسوباً إلى شرعهم في القرآن والسنة، ولم يرد من ذلك شيء في القرآن ولا في السنة، أما ما يدعى الآن أنه إنجيل أو توراة فلا نستطيع الجزم بشيء مما ورد فيه ما لم يكن ذلك مذكوراً في القرآن أو الثابت من السنة، لأن الله ذكر أن اليهود والنصارى حرفوا الإنجيل والتوراة وبدلوا فيهما تبديلاً كثيراً، ولو افترضنا أنه كان مباحاً لهم في شرعهم، فإن شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت ناسخة لجميع الشرائع.
وعليه.. فإتيان الزوجة في دبرها ليس مباحاً لليهود ولا للنصارى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1427(16/1024)
الأدلة على ثبوت العقوبات المالية في الإسلام
[السُّؤَالُ]
ـ[ماهي العقوبة المالية في الشريعة الإسلامية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن العقوبة المالية عقوبة ثابتة شرعا تتعلق بالمال، يقوم بها ولي أمر المسلمين أو من لديه تفويض منه في ذلك، والحكمة منها دفع مفسدة عامة يمكن أن تلحق بالمجتمع، وليس المقصود منها إتلاف المال على صاحبه، والأدلة على ثبوت العقوبة المالية كثيرة، نقتصر منها على الأمثلة التالية:
1- أخذ نصف مال مانع الزكاة زجرا لغيره، فقد قال صلى الله عليه وسلم: في كل إبل سائمة في كل أربعين بنت لبون، لا تفرق إبل عند حسابها، من أعطاها مؤتجرا فله أجرها، ومن منعها فإنا آخذوها وشطر إبله عزمة من عزمات ربنا عز وجل، لا يحل لآل محمد منها شيء. رواه الإمام أحمد وغيره.
2- رميه صلى الله عليه وسلم خاتم ذهب كان في يد رجل، فقد أخرج مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه، وقال: يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده، فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك فانتفع به، قال: والله لا آخذه أبدا وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- فعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما ذكر الإمام مالك في المدونة حيث قال: وقد كان عمر يفعل ذلك باللبن إذا غُشَّ طرحه في الأرض أدبا لصاحبه، فإجازة شرائه إجازة لغشه وإفساد لأسواق المسلمين. وقد أخذ به أيضا الحنفية والحنابلة وغيرهم.
قال ابن القيم في كتابه الطرق الحكمية: ومن قال: إن العقوبات المالية منسوخة فقد غلَّط مذاهب الأئمة نقلا واستدلالا، وليس يسهل دعوى نسخها، وفعل الخلفاء الراشدين وأكابر الصحابة لها بعد موته صلى الله عليه وسلم مبطل لدعوى نسخها، والمدعون للنسخ ليس معهم كتاب ولا سنة ولا إجماع يصحح دعواهم؛ إلا أن يقول أحدهم: مذهب أصحابنا لا يجوز، فمذهب أصحابه عنده عيار على القبول والرد. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الأول 1424(16/1025)
عقوبة من ضرب امرأة بغير وجه حق
[السُّؤَالُ]
ـ[ماهي عقوبة الرجل الغريب في الشارع الذي يقوم بضرب أنثى وشتمها بألفاظ غير أخلاقيه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن سباب المسلم فسوق كما صح بذلك الحديث عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم, وضرب المسلم وغير المسلم بغير وجه حق حرام, فعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أجيبوا الداعي، ولا تردوا الهدية، ولا تضربوا المسلمين. رواه الإمام أحمد رحمه الله وغيره وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير.
جاء في فيض القدير: فضرب المسلم حرام بل كبيرة، والتعبير بالمسلم غالبي فمن له ذمة أو عهد معتبر يحرم ضربه تعديا. انتهى.
فإذا انضم إلى هذا أن الاعتداء وقع على امرأة فإن الإثم يزيد ويعظم الذنب لأن الأصل في المرأة الضعف وعدم القدرة على دفع العدوان خصوصا إذا كان الضرب من رجل, والاستطالة على الضعيف الذي لا يملك الدفع من الكبائر.
جاء في كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر: الكبيرة الحادية والخمسون: الاستطالة على الضعيف والمملوك والجارية والزوجة والدابة، لأن الله تعالى قد أمر بالإحسان إليهم بقوله تعالى: وَاعْبُدُواْ اللهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا. انتهى.
أما عقوبة هذا الرجل فإنه - أولا- مستحق للتعزير من ولي أمر المسلمين أو من ينوب عنه، وهو - ثانيا -مستحق لعقوبة تتناسب مع ما قام به من الظلم والاعتداء، وإن عقوبة البغي والظلم غالبا تعجل لأصحابها في الدنيا مع ما ينتظرهم في الآخرة من غضب الله وعذابه إن لم يتوبوا, ففي الحديث الذي رواه البيهقي وصححه الألباني: ليس شيء أطيع الله تعالى فيه أعجل ثوابا من صلة الرحم، وليس شيء أعجل عقابا من البغي، وقطيعة الرحم واليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة. أخرجه أحمد وغيره وصححه الألباني.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 شوال 1430(16/1026)
التعزير من اختصاص ولي الأمر أو نائبه
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديق طلق زوجته فى حيض ثم راجعها، ثم طلقها فى طهر، ثم راجعها. فاستفتيت أحد المشايخ فأخذ منه فى الطلقة الأولى مائة جنيه، وفى الطلقة الثانية خمسمائة جنيه. ليخرجهم للفقراء على سبيل التعزير. فأرجو الرد مع بيان مواضع التعزير؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان صديقك قد طلق زوجته -وهي حائض أو بعد طهر جامعها فيه- نسياناً أو خطأ فلا إثم عليه لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وغيره وصححه الشيخ الألباني.
وإن كان متعمداً طلاقها حائضاً أو بعد طهر جامعها فيه، فإن ذلك طلاق بدعي محرم فليستغفر الله تعالى وليتب إليه ولا كفارة عليه غير ذلك.
قال ابن قدامة في المغني: وأما المحظور، فالطلاق في الحيض، أو في طهر جامعها فيه، أجمع العلماء في جميع الأمصار وكل الأعصار على تحريمه، ويسمى طلاق البدعة، لأن المطلق خالف السنة، وترك أمر الله تعالى ورسوله، قال الله تعالى: فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ. انتهى.
وطلاقه في الحالتين نافذ عند جمهور أهل العلم بمن فيهم المذاهب الأربعة خلافاً لشيخ الإسلام ابن تيمية ومن وافقه، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 110547.
وما قام به الشيخ المذكور من أخذ نقود من صديقك لا دليل على مشروعيته لأمرين:
أولهما: أن صديقك لم تجب عليه كفارة عما ارتكبه كما ذكرنا.
ثانيهما: أنه إذا كان يريد به تعزيره فالتعزير من اختصاص ولي الأمر أو نائبه ولا يشرع لغيرهم من الناس. ومواضع التعزير ليست مخصوصة بمخالفات معينة بل تشمل كل من ارتكب معصية لله تعالى لا يلزم فيها حد شرعي ولا كفارة، فيعزره الإمام أو نائبه بحسب المصلحة عقوبة له وردعاً لغيره عن المعاصي والمنكرات.
قال الإمام السبكي في الأشباه والنظائر: قاعدة: من أتى معصية لا حد فيها ولا كفارة عزر، كذا قال صاحب التنبيه وتبعه الرافعي والنووي وغيرهما. انتهى.
وفي شرح الخرشي على مختصر خليل المالكي: والمعنى أن الإمام يعزر لمعصية الله تعالى كالأكل في رمضان لغير عذر، أو لحق آدمي كشتم آخر، أو ضربه، أو أذاه بوجه، والتعازير يرجع فيها إلى اجتهاد الإمام باعتبار القائل، والمقول له، والمقول. انتهى.
ولصديقك إن شاء استرجاع المبلغ من الشيخ الذي أخذه منه، ويجب على ذلك الشيخ أن يرد المال لصاحبه لما في أخذه من أكل أموال الناس بالباطل، ولأن مال المسلم لا يجوز أخذه بغير طيب نفس منه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. رواه الإمام مسلم وغيره.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شعبان 1430(16/1027)
أقوال أهل العلم فيمن وقع على بهيمة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو الحكم في من عاشر بهيمة وهو لا يعرف الحكم؟ وإن صح أن يقتل وتقتل البهيمة. فما ذنب البهيمة؟ وهل كل المذاهب مجتمعة على رأي واحد أفيدونا أفادكم الله؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإتيان البهيمة من كبائر الذنوب كما تقدم بيان ذلك في الفتوى رقم: 98615.
ومثل هذا الفعل لا يخفى قبحه على ذي عقل سليم، فإذا كان تحريم الزنا بالآدمي معدودا مما هو معلوم من الدين ضرورة، فكيف يتصور جهل حكم إتيان البهيمة. ثم الأصل أنه لا يحل للمكلف أن يعمل عملا حتى يعلم حكم الله فيه. وبالتالي فليس من العذر أن يدعى هذا عدم معرفة الحكم.
وفي خصوص ما ذكرته من قتل الفاعل والبهيمة، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من وجدتموه وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني والأرناؤوط.
وفي رواية الترمذي وأبي داود: فقيل لابن عباس: ما شأن البهيمة؟ قال ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئا، ولكن أرى رسول الله كره أن يؤكل من لحمها أو ينتفع بها وقد عمل بها ذلك العمل.
وفي تحفة الأحوذي: قيل: َ لِئَلَّا يَتَوَلَّدَ مِنْهَا حَيَوَانٌ عَلَى صُورَةِ إِنْسَانٍ، وَقِيلَ: كَرَاهَةَ أَنْ يَلْحَقَ صَاحِبُهَا الْخِزْيُ فِي الدُّنْيَا لِإِبْقَائِهَا.
وقد اختلف العلماء في العمل بهذا الحديث؛ لاختلافهم في صحته، ولمعارضته لأثر ابن عباس رضي الله عنهما: من أتى بهيمة فلا حد عليه. رواه الترمذي. وقال: وهذا أصح من الحديث الأول والعمل على هذا عند أهل العلم وهو قول أحمد وإسحق.
فلذلك ذهب جمهور العلماء إلى العمل بأثر ابن عباس مطلقا ترجيحا له على الحديث الأول، وذهب بعضهم إلى العمل بالحديث الأول مطلقا لصحته عنده، ومنهم من عمل به في البهيمة دون الفاعل نظرا لما فيه من ضعف، وعظم حرمة الآدمي.
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية ما نصه: ذهب جماهير الفقهاء إلى أنه لا حد على من أتى بهيمة لكنه يعزر؛ لما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: من أتى بهيمة فلا حد عليه. ومثل هذا لا يقوله إلا عن توقيف، ولأن الطبع السليم يأباه، فلم يحتج إلى زجر بحد. وعند الشافعية قول: إنه يحد حد الزنى وهو رواية عن أحمد. وعند الشافعية قول آخر: بأنه يقتل مطلقا محصنا كان أو غير محصن.
ومذهب جمهور الفقهاء- الحنفية والمالكية والشافعية- أنه لا تقتل البهيمة، وإذا قتلت فإنها يجوز أكلها من غير كراهة إن كانت مما يؤكل عند المالكية والشافعية، ومنع أبو يوسف ومحمد أكلها. وقالا: تذبح وتحرق. وأجازه أبو حنيفة، وقد صرح الحنفية بكراهة الانتفاع بها حية وميتة.
وذهب الحنابلة إلى أن البهيمة تقتل سواء كانت مملوكة له أو لغيره. وسواء كانت مأكولة أو غير مأكولة. وهذا قول عند الشافعية، لما روى ابن عباس مرفوعا قال: من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة. وعند الشافعية قول آخر: إنها تذبح إن كانت مأكولة، وصرحوا بحرمة أكلها إن كانت من جنس ما يؤكل. اهـ بتصرف
مما ذكر يتبين لك أن جمهور أهل العلم على نفي الحد وعدم قتل البهيمة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 شعبان 1430(16/1028)
حكم التهرب من غرامات المرور
[السُّؤَالُ]
ـ[سجلت ضدي عدة مخالفات مرورية بسبب تجاوز السرعة المقررة للشارع ولم تحدث حوادث، ولم يصب أحد من ذلك. فهل تعتبر تلك المخالفات دين بذمتي للدولة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أن تلتزم بقوانين المرور ولا تخالفها، ولو لم تؤد المخالفة إلى حوادث؛ لأن قانون المرور الهدف منه حفظ النفوس وحفظ الأموال، فهو مصلحة مرسلة مندرجة تحت نصوص الشرع العامة الآمرة بحفظ النفوس والأموال، أما المخالفات المروية فلا تجوز، فقد نص كثير من الفقهاء على حرمة المعاقبة بالمال، وعلى هذا أكثر أتباع المذاهب الأربعة، وخالف في ذلك بعض أهل العلم، وأجازوا التعزير بالمال. وراجع للفائدة الفتويين رقم: 38803، 118280.
وعلى القول بمنع التعزير بالمال فإن لك أن تحتال لتتجنب دفع هذه المبالغ، ما لم تخش أن يؤدي ذلك إلى الوقوع في مسألة قانونية قد تجر إلى السجن أو الامتهان، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، قالوا: وكيف يذل نفسه قال: يتعرض من البلاء لما لا يطيق. رواه الترمذي وغيره.
وعلى القول بجواز التغزير بالمال فلا يحق لك التهرب من غرامات المرور.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الأولى 1430(16/1029)
حكم العمل كمراقب بناء وتغريم المخالفين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعمل كمراقب بناء في إحدى البلديات: مراقبة ومخالفة البناء غير المرخص.
هل عملي حلال، مع العلم أننا نضطر لمخالفة المواطنين وتغريمهم في المحاكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نرى حرمة في ذلك ما لم يكن فيه ظلم صريح، لأن ضبط البناء ومراقبته من المصالح العامة، ويجوز للإمام ضبطها وتغريم مخالف ذلك ردعا له ولغيره، ويعتبر ذلك من باب التعزير بالمال وقد أجازه بعض أهل العلم، كما بينا في الفتوى رقم: 34484. والعامل في تلك الأمور إنما هو منفذ لأمر ولي الأمر، ساع في المصالح العامة للناس.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 جمادي الأولى 1430(16/1030)
حكم فرض غرامة على من يخالف قواعد المرور
[السُّؤَالُ]
ـ[أعمل رجل مرور، وقد كتبت قسيمة لشخص ما بسبب أن إحدى شمعات سيارته مطفأة، وحيث إن النظام يعاقب من يمشي ونوره مطفأ ليلا، ولكن هذا الرجل كانت المطفية شمعة واحدة. فهل لي الحق في إعطائه القسيمة أم لا؟ بسبب أن هناك شمعة أخرى مضاءة؟ وكذلك تطبيق باقي الأنظمة هل يكون بالقياس أم حرفيا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالالتزام بقواعد المرور والسير اليوم مما يصون الأنفس والممتلكات، وصونها من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، ولكن فرض غرامة من قبل الدولة على من يخالف هذه القواعد هو من باب التعزير بالمال، وقد منع من ذلك جماهير أهل العلم، وأجازه بعض أهل العلم. وراجع في بيان ذلك الفتاوى الآتية أرقامها: 24041، 34484، 38803.
وعلى كل حال فالواجب عليك أن تلتزم باللوائح المنظمة لعملك بما لا يخالف أحكام الشرع، وما أشكل عليك منها، فاسأل عنه أهل الاختصاص. وأخيرا ننصحك بالرفق بالناس والتيسير عليهم إلا فيما يعرض سلامة الناس للخطر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 صفر 1430(16/1031)
التعزير مفوض إلى رأي الإمام على حسب ما تقتضيه الحاجة
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك قضية يغلب على الظن أنكم علمتم بها: ألا وهي الحكم على الطبيبين المصريين في المملكة بتهمة ترويج المخدرات وغيرها بالجلد 1500 جلدة والسجن 15 سنة.
السؤال: هل في الشريعة الإسلامية تعزير ب 1500 جلدة، وهل للقاضي أن يزيد على 10 أسواط كما في حديث أبي هانئ: لا يجلد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله، أو يزيد على 80 سوطا على القول بأنه حد شارب الخمر تعزيرا؟ أرجو الجواب مذيلا بالأدلة وأقوال العلماء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ في مِقْدَارِ التَّعْزِيرِ على أَقْوَالٍ: أحدها: أَنَّهُ بِحَسَبِ الْمَصْلَحَةِ وَعَلَى قَدْرِ الْجَرِيمَةِ، فَيَجْتَهِدُ فيه وَلِيُّ الْأَمْرِ. الثَّانِي: وهو أَحْسَنُهَا أَنَّهُ لَا يَبْلُغُ بِالتَّعْزِيرِ في مَعْصِيَةٍ قَدْرَ الْحَدِّ فيها.. وَهَذَا قَوْلُ طَائِفَةٍ من أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ. وَالْقَوْلُ الثَّالِثُ: أَنَّهُ يَبْلُغُ بِالتَّعْزِيرِ أَدْنَى الْحُدُودِ إمَّا أَرْبَعِينَ وَإِمَّا ثَمَانِينَ، وَهَذَا قَوْلُ كَثِيرٍ من أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَأَبِي حَنِيفَةَ. وَالْقَوْلُ الرَّابِعُ: أَنَّهُ لَا يُزَادُ في التَّعْزِيرِ على عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ، وهو أَحَدُ الْأَقْوَالِ في مَذْهَبِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ. وَعَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ هل يَجُوزُ أَنْ يَبْلُغَ بِالتَّعْزِيرِ الْقَتْلَ؟ فيه قَوْلَانِ: أحدهما: يَجُوزُ، كَقَتْلِ الْجَاسُوسِ الْمُسْلِمِ إذَا اقْتَضَتْ الْمَصْلَحَةُ قَتْلَهُ، وَهَذَا قَوْلُ مَالِكٍ وَبَعْضُ أَصْحَابِ أَحْمَدَ، وَاخْتَارَهُ ابن عَقِيلٍ.. ثم قال ـ رحمه الله ـ: وَالْمَنْقُولُ عن النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم وَخُلَفَائِهِ رضي اللَّهُ عَنْهُمْ يُوَافِقُ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ؛ فإن النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم أَمَرَ بِجَلْدِ الذي وَطِئَ جَارِيَةَ امْرَأَتِهِ وقد أَحَلَّتْهَا له مِائَةً. وأبو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي اللَّهُ عنهما أَمَرَا بِجَلْدِ من وُجِدَ مع امْرَأَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ في فِرَاشٍ مِائَةَ جَلْدَةٍ. وعمر بن الخطاب رضي الله عنه ضرب الذي زور عليه خاتمه فأخذ من بيت المال مائة. وَعَلَى هذا يُحْمَلُ قَوْلُ النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم: "من شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ في الثَّالِثَةِ أو في الرَّابِعَةِ فَاقْتُلُوهُ" فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ إذَا أَكْثَرَ منه، وَلَوْ كان ذلك حَدًّا لَأَمَرَ بِهِ في الْمَرَّةِ الْأُولَى انتهى.
وهذا الذي رجحه ابن القيم من أن التعزير يَجْتَهِدُ فيه وَلِيُّ الْأَمْرِ بِحَسَبِ الْمَصْلَحَةِ وَعَلَى قَدْرِ الْجَرِيمَةِ، هو الأتبع للأدلة والأوفق للمصلحة، وهو مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية، حتى لقد قال رحمه الله: أفتيت ولاة الأمور في شهر رمضان سنة أربع بقتل من أمسك في سوق المسلمين وهو سكران وقد شرب الخمر مع بعض أهل الذمة وهو مجتاز بشقة لحم يذهب بها إلى ندمائه، وكنت أفتيتهم قبل هذا بأنه يعاقب عقوبتين: عقوبة على الشرب وعقوبة على الفطر، فقالوا: ما مقدار التعزير؟ فقلت: هذا يختلف باختلاف الذنب وحال المذنب وحال الناس. وتوقفت عن القتل، فكبر هذا على الأمراء والناس حتى خفت أنه إن لم يقتل ينحل نظام الإسلام على انتهاك المحارم في نهار رمضان، فأفتيت بقتله. انتهى.
ومما يذكر في ذلك أن هشام بن عبد الله المخزومي - وهو قاضي المدينة ومن صالح قضاتها - أُتِيَ برجل خبيث معروف باتباع الصبيان قد لصق بغلام في ازدحام الناس حتى أفضى. فبعث به هشام إلى مالك وقال: أترى أن أقتله؟ فقال مالك: أما القتل فلا, ولكن أرى أن تعاقبه عقوبة موجعة, فقال: كم؟ قال: ذلك إليك. فأمر به هشام فجلد أربع مائة سوط, وأبقاه في السجن, فما لبث أن مات. فذكروا ذلك لمالك فما استنكر, ولا رأى أنه أخطأ.
وقال الحطاب وعليش: قال في مسائل أبي عمران القابسي من كتاب الاستيعاب وكتاب الفضول فيمن باع حرا ماذا يجب عليه؟ قال: يحد ألف جلدة ويسجن سنة، فإذا أيس منه ودى ديته إلى أهله.
وقد سبق أنه إذا اقتضت المصلحة زيادة التعزير على من ارتكب جريمة حد فلا بأس فيها، وذلك في الفتوى رقم: 12066. وأن التعزير يكون بالضرب والحبس والتوبيخ ونحوه، وليس فيه شيء مقدر، وإنما هو مفوض إلى رأي الإمام على حسب ما تقتضيه الحاجة، وذلك في الفتوى رقم: 34616.
وللشيخ: إسماعيل بن محمد الأنصاري، بحث بعنوان: التدابير الزجرية والوقاية في التشريع الإسلامي وتطبيقها. طبع في مجلة البحوث الإسلامية تناول فيه هذه المسألة بنوع من التفصيل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 محرم 1430(16/1032)
عقوبة السجن في الإسلام
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو: هل كان هناك سجون في عهد الرسول صلى الله وسلم والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، أم كان يقام عليهم الحد يعني المديون هل يسجن ولو لم يكن لديه مال والسارق هل يسجن بعد قطع يده؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العقاب في الإسلام يكون بالحدود المعروفة وبالتعزير ومنه السجن؛ فالسجن وسيلة من وسائل التعزير المشروعة، وقد شرع في الإسلام لتأديب العصاة والخارجين عن النظام، وقد كان الأسرى في عهد رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ربما يربطون في المسجد. وفي الخلافة الراشدة اتخذ عمر رضي الله عنه داراً خاصة للسجن.
وأما من كان عليه حد معين فإنه يقام عليه مباشرة ثم يطلق سراحه؛ فإذا سرق السارق وتوفرت فيه شروط القطع وانتفت عنه موانعه أقيم عليه الحد بقطع يده وأطلق سراحه إلا إذا كان هناك ما يقتضي تعزيره بالسجن أو بغيره.
وأما المدين المعسر الذي ليس لديه مال فلا سجن عليه أصلا، وإنما ينظر إلى ميسرة قال الله تعالى: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون {البقرة:280} .
إلا أذا أشكل أمره من العسر واليسر؛ فإن للقاضي أن يحبسه حتى يتبن أمره فيعمل بمقتضاه، قال خليل: وحبس لثبوت عسره إن جهل حاله.
وللمزيد من الفائدة والتفصيل انظر الفتوى رقم: 56355، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شوال 1429(16/1033)
العقوبة التي أوقعها عمر على الرجل الذي تزوج امرأة في عدتها
[السُّؤَالُ]
ـ[تزوجت امرأة من رجل وهي متزوجة أصلا من آخر ولكنها كتمت الأمر فعلم عمر رضي الله عنه بقصتها، فما هو الحد الذي قضاه عليها وعلى الزوج الذي لا يدري أنها متزوجة أصلا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعل ما تقصده السائلة هو ما أورده القرطبي في تفسيره عن مسروق قال: بلغ عمر بن الخطاب أن امرأة من قريش تزوجها رجل من ثقيف في عدتها، فأرسل إليهما ففرق بينهما وعاقبهما وقال: لا تنكحها أبدا، وجعل صداقها في بيت المال، وفشا ذلك في الناس فبلغ عليا فقال: يرحم الله أمير المؤمنين، ما بال الصداق وبيت المال! إنما جهلا فينبغي للامام أن يردهما إلى السنة.
قيل: فما تقول أنت فيهما؟ فقال: لها الصداق بما استحل من فرجها، ويفرق بينهما، ولا جلد عليهما، وتكمل عدتها من الأول، ثم تعتد من الثاني عدة كاملة ثلاثة أقراء ثم يخطبها إن شاء. فبلغ عمر فخطب الناس فقال: أيها الناس، ردوا الجهالات إلى السنة.
يراجع في ذلك تفسير القرطبي عند تفسير قوله سبحانه: ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله. {البقرة:235}
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شعبان 1429(16/1034)
حكم معاقبة الطلاب بدفغ مبلغ ما ثم إقامة حفل بالمبلغ
[السُّؤَالُ]
ـ[أعمل مدرسا، ونظام المؤسسة التي أعمل بها يطلب من الطالب عدم تخطي عدد معين من الساعات. ودائما الطالب الذي يتأخر خمس دقائق نقول له أنت غايب، مع أنا لا نضعه في الغياب بل من أجل التخويف والالتزام، ولم يجد كثيرا هذا النظام. اتفقت مع طلابي على أن الطالب المتأخر يدفع دينارا مقابل كل دقيقة تأخير، وأخبرتهم أن أدخر هذا المبلغ لنهاية العام لإقامة حفل اختتام. أخبرت والدي بالأمر، وهو مسن، وقال لي اقتطع لي مبلغا معينا من هذا المال واشتر لي جوالا. فرفضت، وبعد ذلك قلت له سوف أقول لهم في نهاية العام سأتبرع بثلث المبلغ كصدقة جارية ونقيم حفلة بالثلثين الباقيين، فهل هذا المبلغ المقتطع حرام أم حلال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ف إن كان قولكم للطالب الذي يتأخر خمس دقائق أنت غايب، يعني أنه قد سجل في هذا اليوم غائبا مع أنكم لا تضعونه في كشف الغياب فهذا كذب، وقد سبق في الفتوى رقم: 1824 بيان حرمة الكذب لما فيه من المفاسد الدينية والدنيوية.
وأما معاقبة الطلاب بدفع دينار مقابل كل دقيقة تأخير فقد سبق في الفتويين: 38803، 34484، بيان عدم جواز التعزير بالمال، فقد نص الفقهاء على حرمة المعاقبة والتعزير بالمال، وعلى هذا المذاهب الأربعة، بل نقل الصاوي من المالكية في حاشيته الإجماع على ذلك.
فيجب عليك التوبة من هذه المخالفات ورد هذه الأموال للطلاب، فإن تعذر معرفة ما لكل طالب دفعت ما يغلب على ظنك إبراء ذمتك به أو تحللت منهم، ونذكرك بما رواه البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: من كانت عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ منها فإنه ليس ثَمَّ دِينَارٌ ولا دِرْهَمٌ من قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لِأَخِيهِ من حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لم يَكُنْ له حَسَنَاتٌ أُخِذَ من سيئات أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عليه.
فإن رضي طلابك بالتبرع بهذ المال لإقامة حفل الاختتام بطيب نفس منهم وهم بالغون راشدون وكان الحفل لا يشتمل على محرمات جاز تبرعهم بذلك المبلغ، وكذلك إن رضي الطلاب بالتصدق بثلث المبلغ، ولكن الصدقة تكون على الفقراء والمساكين وليس من ذلك شراء جوال لوالدك إذا لم يكن فقيرا وبحاجة فعلية لهذا الجوال.
والخلاصة أنك أنت لا حق لك في هذا المال المقتطع وهو لمن اقتطع منهم، فإن رضوا بطيب أنفسهم بإقامة حفل منه أو شراء جوال لوالدك، وكانوا أهلا للتبرع بالغين راشدين فلهم ذلك، وإلا وجب عليك رد أموالهم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 رجب 1429(16/1035)
منع التعزير بالمال
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو الإجابة على سؤالي مع العلم أني قد بعثت به من قبل ولم يصلني الجواب وجاءني إشعار إلى بريدي أنه قد تم استقباله:
السؤال هو: أننا كلجنة مسجد مشكلة من إمام وخطيب وجملة من المصلين حرصاً منا على عدم إزعاج المصلين بالمسجد برنات وأصوات الهواتف النقالة قررنا أن كل من ينسى نقاله مفتوحاً ويدخل المسجد ويتسبب في الإزعاج يغرم خمسة دينار ليبي توضع لخدمة المسجد ويستثنى الغريب عن المسجد فقط فما الحكم في ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا أولا نعتذر للسائل الكريم عن التأخر في الجواب وذلك نظرا للكم الهائل من الأسئلة التي ترد إلينا، وأما حكم إلزام من نسي هاتفه مفتوحا بدفع قيمة من المال فهذا ينبني على حكم التعزير بالمال، وقد سبق أن بينا في عدة فتاوى أن أكثر العلماء على منع التعزير بالمال وهذا مذهب الأئمة الأربعة، والقائلون بجواز التعزير بالمال جعلوا ذلك لولي الأمر ولم يجعلوه لآحاد الناس، وعليه فلا نرى جواز فعل ما اتفقتم عليه، ولكن من نسي هاتفه مفتوحا وأراد أن يتصدق بطيب نفس من غير إلزام فله ذلك، وانظر الفتوى رقم: 97393، والفتوى المرتبطة بها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الثاني 1429(16/1036)
عقوبة الزوج الذي يأتي امرأته في غير موضع الحرث
[السُّؤَالُ]
ـ[كيف يتم عقوبة التعزير على رجل وامرأة إذا كانا متفقين على الممارسة الجنسية الشرجية (الوطء فى الدبر) أى أنه لا يبوحان لأي شخص في هذا الموضوع وهما يفعلان ما يحلو لهما؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
يحرم إتيان المرأة في دبرها، وأما أن الفعل من غير الزوجين فإنه يوجب الحد، وإن كان من الزوجين ففيه التعزير، وإقامة الحدود والتعازير من اختصاص إمام المسلمين أو نائبه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الذي يأتي امرأته في دبرها ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا كان من فعل ذلك بزوجته ملعونا فكيف من فعله بغير زوجته.
وقولك إنهما لا يبوحان بهذا الأمر لأي أحد، إن كنت تعني بالسؤال عما إن كان هذا يسوغ لهما هذا الفعل فالجواب هو أن هذا لا يسوغ لهما ذلك. وانظر الفتوى رقم: 4128.
والواجب على من اطلع منهما أن ينصحهما ويخوفهما بالله تعالى، وهذا الجرم إذا ثبت عن غير الزوجين فإنه يستوجب إقامة الحد عليهما، وإقامة الحدود من شأن الحاكم المسلم وليس من شأن عامة المسلمين.
وراجع الفتوى رقم: 54406، وأما حصول ذلك من الزوجين فيوجب التعزير على هذا الفعل لا الحد لوجود الشبهة. والتعزير مفوض إلى رأي الأمام حسب ما يقتضيه الحال.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ذو القعدة 1428(16/1037)
إتيان البهائم من كبائر الذنوب
[السُّؤَالُ]
ـ[ما كفارة من زنى مع بهيمة، فأرجوكم أجيبوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
إتيان البهيمة ليس فيه كفارة محددة، ولكن على صاحبه التوبة النصوح إلى الله تعالى والتقرب إليه بما استطاع من النوافل وأعمال الخير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن إتيان البهائم كبيرة من كبائر الذنوب ومعصية من أقبح المعاصي، فقد قال الله عز وجل: وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ {الأنعام:151} ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ملعون من سب أباه، ملعون من سب أمه، ملعون من ذبح لغير الله، ملعون من غير تخوم الأرض، ملعون من كمه أعمى عن طريق، ملعون من وقع على بهيمة، ملعون من عمل بعمل قوم لوط. رواه أحمد. وقال الأرناؤوط إسناده حسن.
وقال صلى الله عليه وسلم: من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة. رواه أحمد وغيره، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده جيد.
وقد اختلف أهل العلم في حد من أتى بهيمة، فذهب بعضهم إلى إقامة حد الزنا عليه، وذهب بعضهم إلى أنه يعزر تعزيراً يردعه وذلك باجتهاد الحاكم، وذهب بعضهم إلى أنه يقتل مطلقاً.
والراجح -وهو مذهب الجمهور- أنه لا حد على من أتى بهيمة، لكنه يعزر تعزيراً يردعه، وذلك لما رواه الترمذي وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: من أتى بهيمة فلا حد عليه. قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم.
ومحل هذا التعزير ما إذا اطُلع عليه ورفع إلى القاضي الشرعي، أما إذا لم يطلع عليه فليستر على نفسه وليتب إلى الله توبة نصوحاً، قال تعالى: فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {المائدة:39} .
وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 28444.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شعبان 1428(16/1038)
حكم التعزير بالمال
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد قمت بعمل نشاط ووضعت له تأمينا حتى نضمن من يسجل أن لا ينسحب ويكون بهذا قد فوت على غيره المكان وإذا استكمل النشاط يرد له المبلغ وإن انسحب في الوسط فات عليه المبلغ فما حكم أخذ التأمين، فأفيدونا مأجورين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحكم هذه المسألة مبني على حكم التعزير بالمال، والتعزير بالمال حتى عند القائلين به لا يمارسه إلا ولي الأمر أو نائبه، والمذاهب الأربعة متفقة على المنع في التعزير بالمال، حتى نقل الصاوي من المالكية في حاشيته الإجماع على ذلك، وراجع الفتوى رقم: 34484. وبذلك يعلم أنه لا يجوز وضع التأمين المذكور على نحو ما جاء في السؤال.
ويمكن أن يستبدل هذا التأمين بأن يجعل للاشتراك في هذا النشاط مبلغ من المال كأجرة لما يقدم فيه من الخدمات الفعلية؛ كالتعليم والتدريب ونحوه بحيث يكون هناك عقد إجارة بينك وبين المشترك على تقديم هذه الخدمات، وتعلن -إن شئت- أن من أكمل النشاط فسوف ترد له ما دفع مكافأة منك، وراجع الفتوى رقم: 70982.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 جمادي الثانية 1428(16/1039)
عقوبة من وصف عورة شخص ما
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم من وصف عورة رجل وقال إنها تخرع وطويل وغيرها من الأوصاف الفاحشة في مجلس رجال دون ذكر اسمه مع معرفة بعض الحاضرين الشخص المقصود به الوصف دون ذكر اسمه.
هل يقام عليه حد القذف أو ما الحد الذي يقام على الشخص يصف عورة الآخرين وبدون ذكر اسمه.
مع جزيل الشكر والتقدير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالله تبارك وتعالى أمر بالقول الحسن والقول السديد ورتب عليه الفلاح والصلاح، وحذر من الفحش والبذاءة في القول، والمطلوب من المسلم أن يكون عفيف اللسان عن عورات الآخرين والطعن في ذواتهم، ففي سنن أبي داود عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته.
وقال الشاعر الحكيم:
إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى وحظك موفور وعرضك صين
لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن.
فمن تكلم في أعراض الناس فقد دعا إلى الكلام في عرضه، فالجزاء من الجنس العمل، وكما تدين تدان.
ولكن مجرد وصف عورة رجل ليس قذفا موجبا للحد الذي حدده الله للقاذف في قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {سورة النور: 4-5}
ولكنه موجب للتعزير والتأديب من قبل الحاكم أو نائبه كالقاضي لانتقاص الآخرين وغيبتهم بالباطل.
والقذف الموجب للحد هو أن يقول: فلان زان أو لوطي أو رأيته يفعل ذلك ولا بينة عنده على ذلك وهي أربعة شهداء رجال؛ كما نصت الآية الكريمة على ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الأولى 1428(16/1040)
مصادرة الأطعمة من الطلاب.. رؤية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم مصادرة الأطعمة عن طلاب في المدارس الحكومية، حيث إنه يمنع على الطالب أن يدخل إلى المدرسة أطعمه من خارج المدرسة فتقوم إدارة المدرسة بمصادرة هذه الأطعمة عن الطالب وتعطى للحارس أو العامل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان منع الطلاب من إحضار أطعمة من خارج المدرسة ليس لمصلحة معتبرة شرعاً، إنما الحامل على ذلك هو الرغبة في تنشيط مبيعات الأطعمة التي تباع للأولاد داخل المدرسة فلا تجوز هذه المصادرة، وهي محض ظلم لهؤلاء الطلاب، سواء أعطيت الحارس أو العامل أو أكلها المدرسون كما يحدث في بعض المدارس، وقد قال الله تعالى: وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا {الفرقان:19} ، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء:29} ، وقال تعالى: وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا {طه:111} .
وأما إذا كان لمصلحة معتبرة شرعاً كالحفاظ على مصلحة الأولاد مثلاً، فحكم مصادرة الأطعمة من الطلاب المخالفين في هذه المدارس الحكومية فرع على مسألة جواز التعزير بالمال، فحيث جاز التعزير بالمال جازت هذه المصادرة وإلا منعت، وقد سبق أن بينا أن التعزير بالمال موضع خلاف بين العلماء، وأكثرهم على عدم الجواز وعلى هذا المذاهب الأربعة، بل نقل الصاوي من المالكية في حاشيته الإجماع على ذلك. وراجع للتفصيل في ذلك الفتوى رقم: 34484.
ويمكن الاستغناء عن هذه المصادرة بوسائل عقابية أخرى كالمنع من الأكل في وقت الدوام المدرسي، وكالتوبيخ والحرمان من اللعب والرحلات وما شابه ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ربيع الثاني 1428(16/1041)
عقوبة من شتم أخاه بعبارات مشينة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم الشرع في مسلم يقول لأخيه المسلم خنزير؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم أن يقول لأخيه المسلم: يا خنزير ونحوها من العبارات المشتملة على السب والشتم، لأن ذلك معصية وفسق، فقد قال صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. متفق عليه
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: السب في اللغة الشتم والتكلم في عرض الإنسان بما يعيبه، والفسق في اللغة: الخروج، والمراد به في الشرع الخروج عن الطاعة، وأما معنى الحديث: فسب المسلم بغير حق حرام بإجماع الأمة، وفاعله فاسق كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى
وهذه العبارة عند المالكية يستحق صاحبها العقوبة والتأديب من طرف ولي أمر المسلمين، قال محمد عليش المالكي في شرحه لمختصر خليل الخرشي: لو قال: يا فاسق أو يا فاجر أو يا شارب الخمر أو يا ابن الفاسقة أو يا ابن الفاجرة أو يا آكل الربا أو يا حمار أو يا ابن الحمار أو يا خنزير أو ما أشبه ذلك فإنه يؤدب. انتهى
ولا يستحق التأديب على الصحيح عند الحنفية، ففي الفتاوى الهندية على الفقه الحنفي: الأصل في وجوب التعزير أن كل من ارتكب منكراً أو آذى مسلماً بغير حق بقوله أو بفعله يجب التعزير؛ إلا إذا كان الكذب ظاهراً في قوله كما إذا قال: يا كلب أو يا خنزير أو نحوه فإنه لا يجب التعزير كذا في شرح الطحاوي، وهو الصحيح هكذا في فتاوى قاضي خان. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ذو الحجة 1426(16/1042)
عقوبة من يصادق عشيقة
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك رجل متزوح يطلب من زوجته الذهاب لأهلها لغرض صيانة البيت مرارا وتكرارا وكان يجلب عشيقته ويزني بها إلى أن شكت امرأته في الوضع وكبستهم وجاء عم الرجل فجعله يعقد علي تلك المرأة ما حكم الشرع في هذا الزواج وما عقوبه هذا الرجل في الإسلام مع أن العشيقة كانت لا زالت بكرا أي أنه لم يمسسها من الفرج لكن تم كبسهما في غرفه النوم مع وجود شهود؟ نسال الله العافية.
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن يعلم أولاً أن الإسلام قد حرم اتخاذ الخليلات، قال تعالى: وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ {المائدة: 5} ووقوع هذا المنكر من هذا الرجل أشد قبحاً من غيره ممن ليس له زوجة يستطيع أن يقضي معها وطره من سبيل الحلال، فكيف يبدل نعمة الله كفراً، ويرضى بالدون وما قد يجلب عليه سخط الرب سبحانه، وتراجع الفتوى رقم: 24284.
وأما زواجه من هذه المرأة.. فإن تم هذا الزواج مستوفياً شروط الصحة ومن أهمها وجود الولي والشهود فقد أصبحت هذه المرأة زوجة له، وتراجع الفتوى رقم: 1766.
وبخصوص عقوبة من يقدم على مثل هذه الأفعال مع امرأة، فإن كان المقصود عقوبة حدية كما هو الحال في الزنا، فلم يرد في الشرع عقوبة حدية لمن يُقبِّل امرأة -مثلاً- ونحو ذلك، ولكن للحاكم المسلم أن يعزر مثله بعقوبة يحددها الحاكم، وتراجع الفتوى رقم: 32122، وكذا لم ترد عقوبة أخروية محددة، وربما يغفر له مثل هذه الذنوب بحصول شيء من المكفرات من التوبة النصوح أو الحسنات الماحية ونحو ذلك، وتراجع الفتوى رقم: 51247.
وننبه إلى أن التجسس لا يجوز إلا إذا وجدت مصلحة معتبرة شرعاً كتدارك أمر انتهاك المحارم ونحو ذلك، وتراجع الفتوى رقم: 16126.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ذو القعدة 1426(16/1043)
حبس البريء وهل يعوض عن حبسه
[السُّؤَالُ]
ـ[لماذا القضاء فى جميع أنحاء العالم وبخاصة الدول الإسلامية لا يعطى المتهم البريء الذى يقضي في السجن مدة معينة أيا من حقوقه سواء إن كانت المدة التى قضاها فى الحبس وتحكم المحكمة بتبرئته بعد مدة معينة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يجوز في الإسلام حبس البريء فهذا من الظلم الذي حرمه الله تعالى. والمتهم كما جاء في الموسوعة الفقهية ـ إما أن يكون بريئا ليس من أهل تلك التهمة. فهذا لا يجوز حبسه ولا عقوبته اتفاقا.
وإما أن يكون مجهول الحال لا يعرف ببر ولا فجور فهذا يحبس حتى ينكشف حاله ويتبين للحاكم أمره.
وإما أن يكون معروفا بالفجور وارتكاب ما اتهم به فهذا يجوز حبسه وضربه حتى يتبين أمره. اهـ من الموسوعة الفقهية بتصرف
فإذا ثبتت براءته أو أقيم عليه الحد أو أخذ الحق المتهم به وتاب إلى الله تعالى فإنه يكون كغيره من المسلمين ويتمتع بسائر حقوقه المادية والمعنوية.
فالذي يتوب بعد الحد يعود إليه إعتباره وتقبل شهادته.. كما قال الله تعالى: وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {النور: 4 ــ 5}
وإن كان القصد هل يستحق المتهم تعويضاً مادياً مدة توقيفه إذا ثبتت براءته؟
فإن أهل العلم لم يذكروا له تعويضاً حسب ما اطلعنا عليه.
فقد روى الترمذي وأبو داود وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم: حبس رجل في تهمة ثم خلى سبيله. ولم يذكروا تعويضاً
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 رمضان 1426(16/1044)
عقوبة التبرج وإظهار العورات في الدنيا والآخرة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما الحكمة في عدم وجود عقاب في الشريعة الإسلامية للمرأة المتبرجة أو حتى الرجل إذا أظهر عورته أمام الناس؟ مع العلم أنه لا يوجد أي شك في أن هذه الأفعال محرمة.
وجزاكم الله عنا خيراََ.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه قد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عدة عقوبات للمتبرجات، فذكر أن المتبرجات من أشد الناس عذاباً يوم القيامة، وذكر أنهن ملعونات، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا.
وقد روى أحمد في المسند والبخاري في الأدب المفرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه فمات عاصيا فلا تسأل عنه، وأمة أو عبد أبق من سيده، وامرأة غاب زوجها وكفاها مؤنة الدنيا فتبرجت وتمرجت بعده، وثلاثة لا تسأل عنهم: رجل نازع الله رداءه فإن رداءه الكبرياء وإزاره عزه، ورجل شك في أمر الله، والقنوط من رحمة الله. والحديث صححه الألباني.
وقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرجال ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف، العنوهن فإنهن ملعونات، لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمن نساؤكم نساءهم كما يخدمنكم نساء الأمم قبلكم، وقد رواه أيضا ابن حبان والطبراني والحاكم، وقد صحح الحديث ابن حبان والحاكم والألباني في السلسلة الصحيحة.
هذا من ناحية العقوبة الأخروية.
وأما في الدنيا، فإن التبرج والتعري ليس فيه حد معلوم، ولكنه يشرع لسلطان المسلمين أن يعزر المتبرجات والعراة بما لا يزيد على عشرة أسواط، ويدل لذلك ما في حديث البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يجلد فوق عشرة جلدات إلا في حد من حدود الله تعالى.
فقد دل الحديث على أن هناك عقوبة غير الحد الذي قدره الشارع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 رجب 1426(16/1045)
أفلام ثقافية أم أفلام إباحية؟ وحكم من وقع على بهيمة
[السُّؤَالُ]
ـ[رأيت في فلم ثقافي حيوانات مع أناس فهل يحدث بينهم تلقيح؟
أفيدونا أفادكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد شدد الإسلام في عقوبة من يرتكب جريمة الزنا عموماً وبالبهائم خصوصا، لما في ذلك من خسة الفاعل وانتكاس فطرته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد وغيره: من وقع على بهيمة فاقتلوه.
وقال صلى الله عليه وسلم: ملعون من وقع على بهيمة. رواه أحمد وغيره.
فمن وقع على بهيمة فهو ملعون، ويقتل بغض النظر عن حصول التلقيح أو إمكانه.
ثم لتعلم أنه لا يجوز للمسلم مشاهدة الحرام ولو كان في أفلام يدعى زوراً أنها أفلام ثقافية، وحقيقتها أنها أفلام إباحية خليعة تدمر الدين والأخلاق والفضيلة، وتقتل الحياء والمروءة والرجولة في مشاهديها، ولهذا ننصح السائل بالابتعاد عن هذا النوع من الأفلام، وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتويين: 28444، 3605.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 جمادي الثانية 1426(16/1046)
التهرب من دفع مخالفات السير
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم من لم يدفع الغرامة المتعلقة بمخالفة قوانين السير؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن قوانين السير من الأمور التي وضعها المتخصصون من أجل ضبط المرور في الطرقات، وتنظيم السير فيها، حتى لا تعم الفوضى، وتكثر الحوادث، والغالب أن مخالفة السائق لهذه القوانين يحدث بسببها ضرر، إما عليه أو على غيره وعليه.. فالتزام قواعد السير حينئذ واجب من جهتين:
الأول: أن في مخالفتها إضراراً بالنفس والغير.
الثاني: أن ذلك مما أمر به ولي الأمر للمصلحة، وطاعة ولي الأمر في ذلك واجبة، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ {النساء:59} .
أما عن فرض غرامة من قبل الدولة على من يخالف قوانين السير فهو من باب التعزير بالمال وقد منع من ذلك جماهير أهل العلم، وأجاز بعض أهل العلم التعزير بالمال، وقد تقدم تفصيل الكلام عن ذلك في الفتوى رقم: 34484.
فإذا رأت الدولة الأخذ بقول من يجيز التعزير بالمال وفرضت غرامة تعزيرية على من يخالف قوانين السير فلا يحق لمن تلزمه تلك الغرامة أن يتهرب عنها لأن ذلك سيؤدي إلى التلاعب بقوانين السير.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الأولى 1426(16/1047)
جواز الشفاعة فيما يقتضي التعزير
[السُّؤَالُ]
ـ[جزى الله من قام على هذا الموقع كل الجزاء وغفر له ما تقدم من ذنبه وأحسن خاتمته إنه على كل شيء قدير.... أما بعد:
سبق لي وأن سألت عن جزاء من قابل فتاة لا تحل له في مكان (مطعم) وحولت قضيتة لهيئة الادعاء العام والتحقيق.... فأجبتم بارك الله فيكم بأن الجزاء تعزير وأن لا يتعدى الجزاء 10 أسواط، سؤالي هو: هل احتمالية وجود السجن في الحكم.... وهل الحكم من شيخ لشيخ يختلف، كل همي وخوفي أن تكون هناك مدة سجن لأني طالب جامعي وعلى أبواب التخرج وتخصصي حساس جداً؟ أتمنى لكم التوفيق ... وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا النوع من القضايا ليست فيه عقوبة محددة من قبل الشرع، وإنما فيه التعزير بحسب اجتهاد الحاكم كما أشرنا سابقاً، والتعزير يكون بالكلمة وبالنظرة وبالضرب ... وإذا رأى القاضي أن ما حدث هو زلة صدرت ممن ليس له سوابق، فيمكن أن ينهي القضية بدون تعزير.
وبإمكانك أن تنظر من يشفع لك في هذه القضية من أهل الخير ما دامت لم تصل إلى حد من حدود الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء. رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم: أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم إلا في الحدود. رواه أبو داود وغيره، قال الحافظ في الفتح: ويستفاد منه جواز الشفاعة فيما يقتضي التعزير، ونقل ابن عبد البر الاتفاق عليه.
وعلى هذا، فإذا وجدت من أهل الخير من يشفع لك في إسقاط القضية والعفو فلا مانع شرعاً، والذي نوصيك به بعد تقوى الله تعالى أن تقبل على شأنك ولا تشغلك هذه القضية عن دراستك وأعمالك، فإن من يتق الله يجعل له مخرجاً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ذو الحجة 1425(16/1048)
المخول بتقدير التعزير
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالب جامعي تخصصي علوم صحية وأنا على أبواب التخرج ...
لكن أغواني إبليس وقد خرجت أنا وفتاة لست محرما لها في أحد المطاعم وقد كشفنا من قبل رجال الهيئة وتم اتخاذ اللازم وحولت قضيتي لهيئة التحقيق والادعاء العام ... وأنا متخوف جدا من الحكم ... علما بأن الجلسة لم يتخللها أي حركات تخل بالأدب وعلما بأنها أول مرة وإن شاء الله آخر مرة.
التفكير هدٌ قواي وأشغلني عن المذاكرة.... أفيدوني جزاكم الله خيرا....
وهل الحكم من شيخ لشيخ يختلف على كلام الناس أم ماذا ...
وشكرا..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نوصيك بصدق الإنابة إلى الله تعالى وصدق الالتجاء إليه والإكثار من الأعمال الصالحة، فإن التائب توبة صادقة يرحمه الله ويحقق له الفلاح في الدارين. قال الله تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور: 31} . وقال تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {الأنعام: 54} . وأكثر من الدعاء أوقات الإجابة، وحافظ على أذكار الصباح والمساء، واستعن بالصلاة حتى يفرج الله كربتك.
واعلم أن الحكم إن كان حكما شرعيا يجب الخضوع له والرضى به، لقوله تعالى: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا {النساء: 65} .
ونظرا إلى أنك لم تقم بفاحشة، فإن الحكم عليك لن يعدو تعزيرا، كما سبق في الفتوى رقم: 20064، والفتوى رقم: 48175.
وهذا التعزير يقدر باجتهاد القاضي بشرط أن لا يتجاوز عشرة أسواط في حال الحكم بالتأديب بالضرب.
والتعزير قد يختلف فعلا باختلاف اجتهاد القضاة، فقد يرى بعضهم تعزيرا أخف مما يراه بعضهم.
واحرص على المذاكرة والدراسة ما استطعت بنية تعلم علم ينتفع به المسلمون وتخدم به الأمة.
ولا يحملنك الشيطان على الكسل وترك الدراسة، وراجع في أسباب غفران الذنب الفتوى رقم: 51247.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ذو القعدة 1425(16/1049)
العقوبة الدنيوية والأخروية لمن قبل أجنبية بشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[رجل متزوج وهو مسلم ... أعجب بفتاة بالغة غير محرم له ... فقبلها بشهوة.
فيسأل: 1) ما حكم ذلك في الإسلام؟
2) وما الدليل على ذلك من القرآن الكريم أو من الأحاديث النبوية لهذا الحكم؟
3) وما جزاؤه في الدنيا والآخرة؟
وجزاكم الله خيرا كثيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما فعله هذا الرجل أمر محرم لا يجوز القدوم عليه، وخطوة من خطوات الشيطان ربما تؤدي إلى ما هو أكبر منها.
فقد أمر الله عز وجل عباده المؤمنين بغض البصر وحفظ الفرج والبعد عما حرم الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ.... {النور: 30-31} .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني والبيهقي. إلى غير ذلك من الأدلة في الكتاب والسنة.
وجزاء ذلك في الدنيا هو التعزير باجتهاد الحاكم إذا علم ذلك، ولكن على الشخص المذكور أن يستتر بستر الله ولا يطلع أحدا على ما حصل.
وأما في الآخرة، فإن صاحبه عرضة لعقاب الله تعالى إذا لم يخلص التوبة لله تعالى أو يعفو عنه.
وعلى من فعل ذلك أن يبادر بالتوبة النصوح وأداء الفرائض، فإن ذلك يكفر عنه ما فعل، كما قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود: 114} .
ولمزيد من الفائدة، نرجو الاطلاع على الفتويين التاليتين: 23208، 22857.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1425(16/1050)
السجون في عهد السلف وفي عصرنا، وحق السجين في معاشرة زوجته
[السُّؤَالُ]
ـ[لي سؤالان مرتبطان معا الأول / هل عقوبة السجن المطبقة في كل الدول الإسلامية الآن لها أصل شرعي وسبق تطبيقها في أيام الرسول وخلفائه الراشدين
الثاني / إن بعض العلماء تحدثوا أن من حق السجين أن تزوره زوجته في فترات محددة وأن تهيئ لهما إدارة السجن ما يسمح لهما بممارسة الجماع وإن هذا حق شرعي للزوج وللزوجة لا يدخل في مجال العقوبة وأنه لا يجوز حرمان السجين من ذلك ,, وأريد أن أعرف الحكم الشرعي في ذلك.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن بيان الحكم على ما يقع في سجون الدول المعاصرة يصعب على من لم يطلع على ما يقع في السجون اطلاعا واسعا، إلا أنا ننبه على أمور:
1- ... ... هذا السؤال قد لا تترتب عليه فائدة كبيرة إلا إذا كان السائل مسؤولا عن بعض السجون ويريد أن يعلم حكمه فيما يعمله وكان مستعدا للعمل بالحكم الشرعي دون الخضوع لما يملى عليه.
2- ... ... أن التعزير مشروع بالحبس وبالجلد فيما لا يتجاوز عشرة أسواط، وقد طبق بعض هذا في عهد السلف، فقد أسر بعض الأسارى، وربط بعضهم في المسجد النبوي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان هناك سجن في عهد عمر، وكان لعمر درة يؤدب بها.
3- ... ... أن هناك بونا شاسعا بين ما كان يطبق في عهد السلف وفي العصر الحالي، وذلك لبعد ما بين القائمين على السجون في العصرين، فالسلف كان عندهم من الورع والرحمة والبعد عن الظلم ومراقبة الله وخشيته ما جعل سجونهم مجرد تأديب وإقامة للعدل والإنصاف.
فقد كان السجن عندهم لا يتجاوز أياما معدودة، ثم يحكم على الشخص بما يستحقه.
وأما ممارسة الزوجين حقوقهما في مكان يأمنان فيه من الاطلاع عليهما فهو مشروع وحق لهما معا، وقد أفتى بجوازه وحقهما فيه الدكتور نصر فريد مفتي مصر السابق، وفتواه منشور في موقع الإسلام أون لاين.
وعليهما أن يتأكدا من عدم وجود آلة تصوير مدسوسة في مكان اللقاء.
والأفضل أن تسمح السلطة للسجناء بزيارة أهاليهم في وقت معين تحت الرقابة، فيلقى الرجل أهله، وتسلم المرأة من الخروج من بيتها.
وقد سبق أن ذكرنا بعض الفتاوى السابقة في هذا الموضوع، ومنها الفتاوى التالية أرقامها فراجعها: 34616، 48175، 17896، 48426، 9443، 13010، 47366.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شوال 1425(16/1051)
عقوبة الجرائم التي تتصل بالشيكات
[السُّؤَالُ]
ـ[من الجرائم الواقعة على الأموال جرائم الشيك ولقد تم استيفاء الموضوع من ناحية قانونية والسؤال هو ما هي العقوبة الواجبة في هذه الجرائم مع بعض الحلول لهذه المشكلة مع الأدلة إن وجدت.
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالشيك هو أحد أنواع الأوراق التجارية، وهو توثيق للدين بالكتابة، وقد بينا بعض أحكامه في الفتاوى رقم: 44752، 47556، 1613، 48028، 13852.
علماً بأن الجرائم التي تتصل بالشيكات لا يوجد في حكمها نص صريح، لأنها من الأمور المستجدة التي تخضع للنصوص العامة والقواعد الكلية، كقوله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} (البقرة: 188) ، وقوله صلى الله عليه وسلم: " لا ضرر ولا ضرار ". رواه ابن ماجه.
ومثل هذه المعاملات يرجع تقدير العقوبة فيها للحاكم أو من ينوب عنه (القاضي) بما يراه مناسباً لردع المجرمين وتقويم المعوجين، وهو ما يُسمى في الفقه بالعقوبة التعزيريه، وقد بينا طرفاً من أحكامها في الفتويين: 14984، 39720. ولمزيد من التفاصيل عن أحكام الشيكات يمكنك الرجوع إلى قرار المجمع الفقهي رقم: 7/2/ 64 لسنة 1412 هـ.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الثانية 1425(16/1052)
التصرف الواجب تجاه من يلصق التهم بالبريئين
[السُّؤَالُ]
ـ[أختكم من الجزائر تطرح عليكم مشكلتها: أنا طالبة في السنة الأخيرة جامعي (هندسة دولة في الألكترونيك)
ناجحة في دراستي ومتدينة والحمدلله لكني متهمة في عرضي من قبل أناس مستهترين ولا أحد منهم يتجرأ على مواجهتي لأني فهمت من طريقتهم هو تشويه سمعتي فهذا يقول إني رايتها عارية وآخر يقول إنها تدخن وآخر إنها تشرب الخمر والعياذ بالله والمحير في الأمر أني لا أخالط أحدا ومعرفتي بجيراننا سطحية وعائلتي محافظة وأخلاقي معروفة وفوق هذا لله يعلم أني بريئة مما يدعون. أفيدوني أرجوكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يقول عنك هؤلاء الذين وصفتهم بالاستهتار لا يجوز، ولك الحق في أن ترفعي أمرهم إلى الحاكم الشرعي ليأخذ لك بحقك منهم، فإنهم يستحقون التعزير بما ينسبونه إليك، وقد سئل شيخ الإسلام عمن شتم رجلا وسبه؟ فأجاب: إذا اعتدى عليه بالشتم والسب فله أن يعتدي عليه بمثل ما اعتدى عليه، فيشتمه إذا لم يكن ذلك محرما لعينه كالكذب، وأما إن كان محرما لعينه كالقذف بغير الزنا فإنه يعزر على ذلك تعزيرا بليغا، يردعه وأمثاله من السفهاء.
وقال صاحب معالم القربة في معالم الحسبة وهو شافعي: من أتى معصية لا حد فيها ولا كفارة، كالمباشرة المحرمة فيما دون الفرج، والسرقة فيما دون النصاب، والقذف بغير الزنا.. عز ر.
وقال الز يلعي في نصب الراية: ومن قذف عبدا أو أمة.. بالزنا عزر ... وكذا إذا قذف مسلما بغير الزنا، فقال: يافاسق أو يا كافر أو يا خبيث أو يا سارق، لأنه آذاه وألحق الشين به..
واعلمي أنك لا تستحقين إيجاب التعزير على أولئك الذين ذكرت بمجرد دعواك أنهم يقولون عنك ما يقولون، بل لا بد أن تثبتي ذلك بالبينة
أو يقروا هم به عند المحكمة، ومع أن لك الحق في كل ما ذكرنا، فإننا ننصحك بالصبر وعدم رفع الأمر إلا إلى الله، واعلمي أن عاقبة الصبر محمودة في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ربيع الثاني 1425(16/1053)
حكم التعزير على المحرمات التي ليس فيها حد
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم المعاقبة على شيء محرم في الإسلام لم يعاقب عليه الرسول والخلفاء ولا يوجد لها حد في الإسلام مثل ما كانت تفعله طالبان من عقوبات ضد حليق اللحية وسامعي الموسيقى واللواتي يخلعن الحجاب أليس هذا من الغلو والتطرف في الدين فالإسلام حدد العقوبات فلم زاد هؤلاء عليها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن لأمام المسلمين أن يعزر من انتهك المحرمات التي لم يثبت فيها حد ولا كفارة بحسب اجتهاده من سجن أو ضرب على أن لا يتجاوز الضرب عشرة أسواط، ويدل لذلك ما في حديث البخاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود الله تعالى.
فقد دل الحديث على أن هناك عقوبة غير الحد الذي قدره الشارع، وفي صحيح البخاري أن عمر رضي الله عنه كانت عنده درة يضرب بها من أراد تأديبه، وقد ذكر عبد الرزاق في المصنف كثيراً من ضربه للناس تأديباً لهم، وراجع الفتوى رقم: 34616.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الأول 1425(16/1054)
الاغتصاب لا يخلو من عقوبة شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[في شريعتنا الإسلامية أجد حداً وحكما لكل جرم ما عدا الاغتصاب لم؟ وما عقاب المغتصب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان المراد بالاغتصاب هو فعل فاحشة الزنا مع إكراه أحد الطرفين للآخر فهذه جريمة عظيمة توعد الله تعالى صاحبها بالعقوبة في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فبالجلد مائة سوط إن كان الفاعل بكرا، وإذا كان محصنا فبالرجم حتى الموت إذا توفرت الشروط الشرعية في ذلك، كما يلزم المغتصب المهر كاملا، ويلزم المرأة الاستبراء بثلاث حيضات كما ذكرنا في الفتوى رقم: 15003، والفتوى رقم: 24127.
أما إن كان المقصود هو مجرد حصول الاستمتاع بالمرأة الأجنبية من غير وطء، فهذا وإن كان غاية في الحرمة، إلا أن مرتكبه لا يُحدُّ الحد الشرعي الذي ذكرنا سابقا، وإنما يعزر بقدر ما يراه القاضي من العقوبة، وهذا عام في كل جرم لم يرد في الشرع حد له، وانظر الفتوى رقم: 34616.
والحاصل أن الجرائم لا تخلو من عقوبة، فما كان منها منصوصا عليه في الشرع عمل على ذلك، وما لم ينص عليه فالأمر فيه إلى اجتهاد القاضي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ذو الحجة 1424(16/1055)
التعزير.. مشروعيته في الكتاب والسنة والإجماع
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هل من الممكن أن تذكروا لي جرائم التعزير والنظريات العقابية الحديثة في الفقه الإسلامي والقانون الوضعي (مقارنة بينهما) ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتعزير: هو العقوبة المشروعة على كل معصية لا حد فيها ولا كفارة، والأصل في مشروعيته الكتاب والسنة والإجماع. أما الكتاب فقوله تعالى: وَاضْرِبُوهُنَّ [النساء:34] .
وأما السنة فقوله صلى الله عليه وسلم: لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حدٍّ من حدود الله. رواه البخاري.
أما الإجماع فقد أجمعت الأمة على مشروعيته في كل معصية لا حدَّ فيها ولا كفارة على حسب ما يراه الإمام أو القاضي. وجرائم التعزير مثل المباشرة المحرمة في ما دون الفرج، والسرقة في ما دون النصاب، والقذف بغير الزنا، وشهادة الزور، وما أشبه ذلك من المعاصي.
والتعزير يكون بالضرب والحبس والتوبيخ ونحوه، وليس فيه شيء مقدر، وإنما هو مفوض إلى رأي الإمام على حسب ما تقتضيه الحاجة.
وقد اختلف العلماء في التعزير بالمال، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 34484.
ونعتذر عن ذكر النظريات العقابية الحديثة في الفقه الإسلامي والقانون الوضعي، والمقارنة بينهما لبعد ذلك عن مجال الفتوى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الأولى 1424(16/1056)
عقوبة الاعتداء على حقوق المؤلفين والمخترعين
[السُّؤَالُ]
ـ[سرقة حقوق المؤلف والمخترع هل هي سرقة أموال توجب حد القطع في الشريعة الإسلامية أم أنها توجب التعزير فقط؟ وإذا كان الحكم كذلك، فما طبيعة هذا التعزير؟ وما هي أحكامه وحدوده؟ وماهي أحكام التعويض لصاحب الحق المعتدى عليه في إطار الشريعة والقانون؟
أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 6080، أن حقوق التأليف والاختراع والابتكار حقوق مصونة في الشريعة الإسلامية، يحرم الاعتداء عليها، وإذا تقرر أن الاعتداء على هذا الحق معصية، فإنها معصية لا حد فيها مقدراً في الشرع، وما كان من المعاصي من هذا القبيل، ففيها التعزير وهو مفوض إلى القاضي أو الحاكم يختار العقوبة المناسبة بحسب ظروف المتهم وشخصيته وسوابقه ودرجة ظروف الجريمة وأثرها في المجتمع.
قال القرافي: الفرق السادس والأربعون والمائتان بين قاعدة الحدود وقاعدة التعازير من وجوه عشرة:
أحدها: أنها غير مقدرة، واختلفوا في تحديد أكثره، واتفقوا على عدم تحديد أقله ... إلى أن قال: الوجه الثامن من الفروق: أن التعزير يختلف باختلاف الفاعل والمفعول معه، والجناية.
وفي حاشية الفروق قال: ففي تبصرة ابن فرحون قال ابن قيم الجوزية: اتفق العلماء على أن التعزير مشروع في كل معصية ليس فيها حد بحسب الجناية في العِظم والصغر، وبحسب الجاني في الشر وعدمه. اهـ.
أي وبحسب المجني عليه في الشرف وعدمه ... اهـ.
وعليه، فإذا كانت عقوبة التعزير تختلف باختلاف الجناة والمجني عليهم، وباختلاف البيئات، وأيضا باختلاف الجريمة وأثرها في الناس، فإن وضع عقوبة لجريمة الاعتداء على حقوق المؤلفين والمخترعين، ينبغي أن يجتمع له أهل الاختصاص من العلماء الشرعيين وغيرهم ليقدروا عقوبة مناسبة في ضوء ما تقدم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الثاني 1424(16/1057)
موجبات الحبس
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم، ماهي العقوبات التي تتطلب السجن في الشرع؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذكر العلماء موجبات الحبس، وممن ذكر ذلك الإمام القرافي وجعلها ثمانية وهي:
1. حبس الجاني لغياب ولي المجني عليه حفظا لمحل القصاص.
2. حبس العبد الآبق سنة حفظا للمالية رجاء أن يعرف مالكه.
3. حبس الممتنع من دفع الحق إلجاءً إليه.
4. حبس الجاني تعزيراً وردعاً عن معاصي الله تعالى.
5. حبس من أشكل أمره في العسر واليسر اختباراً لحاله، فإذا ظهر حاله حكم بموجبه عسراً أو يسراً.
6. حبس من امتنع من التصرف الواجب الذي لا تدخله النيابة، كمن أسلم على أختين أو كثر من أربع نسوة، أو امرأة وابنتها، وامتنع من ترك ما لا يجوز له.
7. حبس من أقر بمجهول عين أو في الذمة وامتنع من تعيينه، فيحبس حتى يعينه، فيقول: العين هو هذا الثوب مثلاً.
8. حبس الممتنع من أداء حق الله تعالى الذي لا تدخله النيابة عند الشافعية والمالكية كالصوم والصلاة.
9. وذكر بعضهم سبباً آخر وهو، حبس المتداعى فيه لحفظه حتى نتيجة الدعوى، كامراة ادّعى رجلان نكاحها فتحبس في بيت عند امرأة صالحة، وإلا ففي حبس القاضي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ربيع الثاني 1423(16/1058)
هل يجوز الزيادة على الحد تعزيرا
[السُّؤَالُ]
ـ[1-بعض الجرائم التي بها حدود أوقصاص هل للقاضي الاجتهاد بأن يحكم تعزيرا على هذا الشخص زيادة على الحد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التعزير عقوبة تأديبية يفرضها الحاكم على جناية أو معصية لم يعين لها الشارع عقوبة، أو حدد لها عقوبة؛ ولكن لم تتوفر فيها شروط التنفيذ. أما الحد فهو عقوبة مقررة لصالح الجماعة وحماية النظام العام الذي هو أسمى غايات دين الإسلام، ولا يقبل الإسقاط لا من الفرد ولا من الجماعة، وإذا اقتضت المصلحة زيادة التعزير على من ارتكب جريمة حد فلا بأس فيها، وعلى هذا حمل فعل عمر رضي الله عنه من ضربه شارب الخمر ثمانين سوطاً، زيادة على فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه الذي هو ضرب الشارب أربعين، وقد أتي علي رضي الله عنه برجل شرب الخمر في نهار رمضان فجلده ثمانين الحد، وعشرين سوطاً لفطره في رمضان. رواه الإمام أحمد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 رمضان 1422(16/1059)
هل يجوز قتل المرأة المتبرجة
[السُّؤَالُ]
ـ[عندي أخواتي متبرجات وحاولت كثيرا في إقناعهم بارتداء الحجاب ولم أحصل على رد مناسب بل أبين لهم آيات القرآن وتعجبت من أنهن حافظات للقرآن أكثر مني كلمت الوالدة فقالت بهدوء لا تصارخ ولا تهدد وأيضا والدي يرفض أن أفرض عليهن الحجاب صدقني أشعر بخجل شديد جدا عندما يخرجون إلى الشارع ماذا أفعل هل أقتلهم أخشى أن أكون ديوثا ولا يراني الله عز وجل ولا يزكيني يوم القيامة أرجوكم أريد النصيحة والحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أن كلاً منا مسؤول عن رعيته، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كلكم راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته. والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها" رواه البخاري ومسلم. والله سبحانه وتعالى يقول: (يا أيها الذي آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [التحريم: 6] .
فعلى أبيك وأمك أن يستشعرا هذه المسؤولية، وأن يتقيا الله في أسرتهما وأبنائهما، فكما يحرصان على نفعهم في الدنيا عليهما أن يحرصا على نجاتهم من النار يوم القيامة، فالإسلام قد حرم التبرج للنساء ومخالطتهن بالرجال الأجانب، بل حرم على المرأة أن تخرج من بيتها متعطرة، ووصف فاعلة ذلك بالوصف الشنيع.. والتبرج والزنا رفيقان لا يفترقان غالبا. فكيف يرضى المسلم أن تعرض زوجته، أو أحد محارمه مفاتنها للأجانب، ينهشون في عرضها، وهو بذلك ـ ومن حيث لا يشعر ـ يذبح عفافها، ويهدر شرفها، ويجعلها عرضة ومضغة للأفواه تلوكها، وللأعين تهمزها، بل لربما أدى هذا السلوك إلى ما لا تحمد عقباه، فلا ينفع الندم حينئذ، وكيف تنعدم الغيرة من نفسه على ألصق الناس به، والغيرة من صميم الأخلاق والإيمان، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وإن غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه". والغيرة المحمودة هنا هي الغيرة المستندة لسبب محسوس، كالسبب المذكور في السؤال.
ويقابل الغيور الديوث، وهو الذي يقر الخبث في أهله، أو لا يغار على محارمه إذا اختلطن بالرجال الأجانب، فقد أخرج النسائي وأحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه والمرأة المترجلة، والديوث".
بل إن الجاهليين قبل الإسلام استقرت الغيرة في نفوسهم، ولربما قامت الحروب بين القبائل من أجل امرأة، وما حرب الفِجار التي نشبت بين العرب قبل الإسلام إلا بسبب امرأة، تعرض لها بعض الشباب في سوق عكاظ، وطلبوا منها أن تكشف عن وجهها، فما بالك بالمسلمين، فعلى والدك وأمك وجميع أسرتك أن يعلموا أن ستر النساء وصيانتهن أعظم عون على عفافهن، وأن الالتزام بتعاليم الإسلام صمام أمان من الفتنة والعار والفضيحة.
وأن لا نغتر يتقليد المجتمعات الكافرة في تبرجها، فقد سيطرت عليهم الدياثة والخباثة والقذارة التي تترفع عنها بعض الحيوانات، ومن تشبه بقوم فهو منهم.
وعلى والدك ـ لأنه المسؤول الأول في الأسرة ـ أن يلزم بناته وزوجته بالحجاب الشرعي والحشمة عند الخروج، تعظيماً لحرمات الله، وصيانة لعرضه، ومحافظة على النسل، وتطهيراً للمجتمع من الرذيلة وأسبابها.
وأما أنت فلم تقع في الدياثة، لأنك تكره ما ذكرت، ولا تقره، بل نسأل الله أن يجزيك خيراً على غيرتك، وحرصك على محارمك أن يلتزمن بتعاليم الإسلام، ولكن مهما كان فلا يجوز لك القتل لما ذكرت، فإن المنكر لا يعالج بمنكر أكبر منه، وشأن القتل عظيم، ويكفي في ذلك قول الله تعالى: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) [النساء: 93] . بل عليك التلطف بأبويك وأخواتك والرفق في نصحهم، والإحسان إليهم وسلوك سبل الدعوة التي تؤثر في القلوب، واحرص على الشرائط والكتب والمنشورات الإسلامية لا سيما التي تعنى بالتبرج وأخطاره، وبأحكام الحجاب، احرص عليها أن تكون موجودة في البيت، وأن يقرأها الجميع، مع الحرص على الدعاء لهم بالهداية والاستقامة. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 شوال 1421(16/1060)
طريق النجاة من العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[السؤال: أنا شاب وعمري 23 سنة أصبت ببلاء ـ وما أدراك ما هذا البلاء؟ إنه ذلكم المرض الخطيرـ العادة السرية ـ عكرت صفو حياتي تماما وأنا لم أستطع الزواج نظرا لظروفي وعليه، فإن هذه العادة تسببت في التالي:
1ـ عدم القدرة على مواصلة الدراسة حتى إنني أفكر في مواصلتها بعد الزواج وهذا بغير علم أهلي، حيث إنني أتظاهر بالالتزام ـ وأنا فعلا ملتزم ولله الحمد ـ ولكن المذهل أنني أما رس هذه العادة الخبيثة كل يوم وأحيانا تصل الممارسة في اليوم إلى أكثر من ثمان مرات أوأكثر: إما تكون الممارسة قبل النوم أوبعد صلاة الفجر، حيث إنني أصلي الفجر ثم بعد ذلك أعود لممارستها ـ والعياذ بالله ـ وأحيانا يكون ذلك في وقت الظهيرة، وعليه فإنني الآن أعاني من اكتئاب وخوف اجتماعي وكسل وخمول، وكل هذا من آثارها عموما ـ وحتى في رمضان والعياذ بالله لم أستطع تركها ـ والسبب في ذلك أن فكري وعقلي دائما ما يتخيل مواقف جنسية وكأنني أجامع وهو وحي من الخيال عاقبته وخيمة، حيث إنني أفكر في عورات الناس ثم بعد ذلك أقذف، ولكن الآن أضع النقاط على الحروف فعندما كنت في الثانوية العامة كانت لي جارة شابة تكبرني بثمان سنوات وكانت على علاقة بي، ولكن لم يحدث الزنا ـ والحمد لله ـ وإنما يحدث شيء من المداعبة وكنت آكل وأشرب مما تصنعه كالكيك والحليب وأشياء أخرى، والآن يراودني شك، هل مثلا تستطيع فعل شيئ داخل تلك المأكولات فيكون شغلي الشاغل هو التفكير في الجنس، علما أنها الآن متزوجة ولديها ثلاثة مواليد وإذا كانت تستطيع فعل ذلك فماهو الحل والخروج من هذا المأزق الخطير؟ أنقذوني جزاكم الله خيرا.
2ـ هذه العادة جعلتني إنسانا انطوائيا لا ألتقي بالناس، خصوصا عندما تعطلت دراستي، حيث إنني أواجه أسئلة مثل: أنت في أي سنة دراسية؟ ولا أريد أن أكذب، فما هو الحل؟.
3ـ أنا حساس جدا، بحيث لو وقعت أي شجارات بيني وبين الآخرين فإنني لا أتكلم معهم جل الوقت بسبب شجار أحيانا يكون تافها على سفاسف الأمور.
4ـ لا أستطيع أن أنام إلا على بطني وأنا أعلم أنه مكروه، لكن لا أرتاح إلا وأنا على البطن.
أفيدونا جزاكم الله خيرا وجعلكم ذخرا للإسلام والمسلمين.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه العادة الخبيثة قد سبقت لنا عشرات الفتاوى التي بينا فيها خطرها على دين المرء وأخلاقه وصحته وراجع الفتويين رقم: 7170 , ورقم: 106 , ففيهما كلام مفصل عن أضرارها وكيفية التخلص منها، وراجع الفتوى رقم: 6995 , ففيها نصائح لمن غلبته شهوته.
ونحن نرى أن سبب ملازمتك هذه العادة القبيحة ـ برغم ما سببته لك من ضرر بدني ونفسي ـ هو ضعف همتك وعزيمتك ولو أنك صدقت الله سبحانه في التوبة منها لوفقك الله وتاب عليك, فلا ينبغي أن تسارع في نسبة الأمور إلى الأسباب الخفية من السحر والجن ونحو ذلك, وإن كان هذا غير مستبعد, ويمكنك على كل حال ملازمة الرقية الشرعية المبينة في في الفتويين رقم: 7151، ورقم: 4310.
واعلم أن من يريد النجاة يلزمه أن يسلك الأسباب الموصلة إليها، ونجاتك من هذه العادة أن تشغل وقتك بما ينفع في دينك ودنياك وأن تبادر إلى صحبة الأخيار وملازمتهم وأن تعرض تماما عن التخيلات التي تحفزك لفعلها، فإذا فعلت ذلك ـ مع التضرع بين يدي الله تعالى وسؤاله الإعانة ـ فإنك ستتخلص منها ـ بإذن الله تعالى.
وأما ما تذكره من حساسيتك الزائدة ـ حتى من المواقف السهلة اليسيرة ـ فهذا لا علاج له إلا بالاستعانة بالله جل وعلا واستحضار فضيلة العفو والصفح وترويض نفسك على الحلم والصبر، فإنما الحلم بالتحلم والأخلاق الحسنة تكسب بالتعود.
أما بخصوص النوم على البطن فإنه مكروه، كما سبق بيانه في الفتويين رقم: 109614 ورقم: 5439.
وإذا كان النوم على بطنك يدعوك إلى ممارسة العادة السرية فيلزمك تركه، فتكر ذلك وسيلة من وسائل إقلاعك عن هذه العادة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ذو القعدة 1430(16/1061)
باب التوبة مفتوح مهما كثرت الذنوب وتكررت
[السُّؤَالُ]
ـ[في رمضان الماضي استمنيت في النهار، وندمت ندما شديدا وصمت ذلك اليوم، وعاهدت نفسي على أنه في رمضان القادم سأفعل وسأفعل، ولما جاء رمضان بدأت بداية قوية وختمت القرآن 4 مرات في 20 يوما، ولكن في 10 الأواخر اشتدت بي الشهوة حتى خشيت على نفسي فاستمنيت في الليل، وبعد هذا شعرت أني لا أصلح للطاعة فاستمنيت عدة مرات في الليل. فهل لي من توبة؟ وكيف أصلح حالي لأني والله أريد أن أكون قريبا من الله، ولكن دائما أفشل، وأنا الآن أتمم حفظ القرآن وهذه الأيام انتهيت من سورة آل عمران، وأنا خائف أن أنتكس؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فباب التوبة مفتوح مهما كثرت ذنوب العاصي ومهما تكررت. قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. {الزمر:53} . وقال في وصف المتقين: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ. {آل عمران:13} . فليس من شرط المتقين عدم وقوعهم في الذنوب، وإنما إذا أذنبوا تذكروا فندموا فاستغفروا.
وإن الشيطان قد سول لك أنك لا تصلح للطاعة، فدخل عليك من هذا الباب، وهون عليك الاستمناء عدة مرات، فعليك باستحضار هذه الآية حتى لا تعين الشيطان على نفسك. وإن وقعت في ذنب فأحدث توبة صادقة على الفور.
روى الترمذي وابن ماجه وأحمد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. حسنه الألباني.
وتذكر قوله عليه الصلاة والسلام: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. رواه أحمد والترمذي.
واستعن بالله والجأ إليه بالتضرع والدعاء بأن يعينك على التخلص من تلك العادة السيئة؛ فإنه سبحانه لا حول ولا قوة إلا به.
ونسأل الله سبحانه أن يثبتك على التوبة والطاعة. وراجع بشأن وسائل التخلص من تلك العادة الفتويين: 9195، 7170 وراجع أيضا لمزيد الفائدة الفتويين: 113243، 12067.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ذو القعدة 1430(16/1062)
حكم العادة السرية إذا لم يحصل معها نزول المني
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مبتلى بالعادة السرية، فهل هي حرام إذا توقفت عنها قبل خروج المني؟.
وأرجو الرد علي بسرعة وجزاكم الله خيرا على إتاحة الفرصة للسؤال وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يسمى بالعادة السريّة: عادة خبيثة منكرة لها آثارها السيئة على فاعلها في دينه ونفسيته وصحته، وهي محرمة ـ سواء حصل معها نزول المني أو لم يحصل ـ كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 16443.
واعلم أنّ هذه العادة لا تعالج مشكلة الشهوة كما يتوهم البعض، وقد سبق بيان تحريمها وكيفية التخلص منها في الفتويين رقم: 5524، ورقم: 7170.
ولمعرفة المزيد مما يعين على التغلب على الشهوة وغض البصر نوصيك بمراجعة الفتويين رقم: 36423 ورقم: 23231.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ذو القعدة 1430(16/1063)
حكم العادة السرية لمن اضطر إليها
[السُّؤَالُ]
ـ[بادئ ذي بدء أشكر كل من ساهم في إنشاء هذا الموقع فرداً فرداً، وثبت الله خطاكم وأدامكم ذخراً لكل المسلمين وبعد.
سؤالي كالتالي: دعتني امرأة ذات جمال ومنصب للزنى، وأغوتني وأغواني الشيطان فحددنا موعداً نلتقي فيه، وكان كل شيئا ميسرا، لكني رجعت إلى نفسي، وعدت إلى الرحمن، فخوفي من عقاب ربي في الدنيا والآخرة أقض مضجعي، وعدلت عن هذه الفكرة والحمد لله، ولكن استخدمت الاستمناء للتخفيف من حدة الشهوة، بعد ذلك اتصلت بها وغيرت موقفي، وقلت في نفسي (إني أخاف الله رب العالمين) ولم ألتق بها بتوفيق من الله عز وجل، فقد خفت حقا أن أقع في هذه الفاحشة، ودعوت الله في نفسي أن يجعل الإنسانة التي أحب زوجتي على سنة الله ورسوله. فهل بفعلي هذا يستجيب الله لي؟ أرجو أن أكون قد وضحت سؤالي. وهل بارتكابي الاستمناء أثمت، علما أنني أستخدمته خوفا من الزنى؟ وهل أؤجر على الابتعاد عنه أم لا؟ أرجو أن تجيبوني وتخرجوني من حيرتي؟ ولكم مني جزيل الشكر والعرفان.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي ثبتك على طريق العفة، وصرف عنك هذا الإثم العظيم، ونسأله سبحانه أن يديم لك العافية، وأن يصرف عنك كيد شياطين الجن والإنس، ولا شك أن انصرافك عن هذه الفاحشة خوفاً من الله سبحانه من الطاعات العظيمة، وهو من الأسباب التي تجعل العبد ينعم بظل الله يوم القيامة في يوم تدنو فيه الشمس من الرؤوس، ويأخذ العرق الناس على قدر أعمالهم، ولا ظل حينئذ إلا ظل الرحمن، فقد جاء في الحديث المتفق عليه: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله فاجتمعا على ذلك وافترقا عليه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.
وإذا ثبت أن هذا من الأعمال الصالحة فإن التوسل إلى الله سبحانه بالعمل الصالح لاستجلاب نعمة أو دفع نقمة أمر مشروع، وفي حديث الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار فانسد عليهم بصخرة عظيمة ما يدل على جواز ذلك، فقد توسل كل واحد منهم بعمل صالح، وكان هذا سبباً في نجاتهم، فعن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت في غار فدخلوه فانحدرت عليهم صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، قال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً فنأى بي في طلب شيء يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالاً فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة؟ فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج، وقال الآخر: اللهم كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي فأردتها على نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ... فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها، وقال الثالث: اللهم استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله أدني أجري فقلت له: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي، فقلت: إني لا استهزئ بك فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئاً، اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون.
جاء في فتح الباري لابن حجر: وفي هذا الحديث استحباب الدعاء في الكرب والتقرب إلى الله تعالى بذكر صالح العمل واستنجاز وعده بسؤاله. انتهى.
وعليه فلا حرج عليك أن تتوسل إلى الله سبحانه وتعالى بهذا العمل أن يرزقك الزواج بمن تحب.
أما الاستمناء فهو عادة قبيحة محرمة لها آثار كبيرة سيئة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 7170.
لكن إن تعين طريقاً لكسر الشهوة خوف الوقوع في الزنا بمعنى أن الشخص كان على وشك الوقوع في الزنا -والعياذ بالله- ولم يكن أمامه من طريق لدفع الفاحشة عن نفسه إلا بالاستمناء وإلا وقع في المحظور، فهنا يجوز له كسر شهوته بالاستمناء، ويكون هذا من باب ارتكاب أخف الضررين وفعل أقل المفسدتين، فإن أقدم عليها والحال هذه فإنه لا يأثم بذلك إن شاء الله؛ لأن حالة الاضطرار يرتفع فيها الإثم.
يقول الشيخ الزرقا في بيان مذهب الأحناف في هذه العادة: فإذا خشي الوقوع في محظور أعظم كالزنى أو الاضطرابات النفسية المضرة، فإنها تباح في حدود دفع ذلك على أساس أن الضرورات تقدر بقدرها. انتهى.
فقوله (تباح) دليل على أنه لا يأثم فاعلها في هذه الحالة؛ لأن الإثم لا يقال عنه إنه مباح، لكن يبقى النظر في حالتك أنت، فإن كنت قد وصلت إلى حالة الاضطرار هذه فلا حرج عليك فيما فعلت، أما إن كنت لم تصل إلى هذه الدرجة فهنا يكون الحرج، وعليك أن تستغفر الله من ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ذو القعدة 1430(16/1064)
ممارسة العادة السرية بعد العلم بتحريمها إثمه أكبر
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت أمارس العادة السرية وأنا طالبة في الصف السابع الإعدادي، ولم أعلم أنها عادة سرية، ولم أعلم أنها محرمة، ولكن بعد ما علمت أنها محرمة أقلعت عنها تماماً بفضل الله، وانقطعت عن مشاهدة التلفاز، وابتعدت عن أصدقاء السوء، ولكن مازالت تراودني في الليل وأنا نائمة بشكل غير إرادي لا أستطيع التحكم بها في فترات متقطعة، وأنا الآن طالبة في الجامعة. فما هو حكمي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق الكلام عن حكم هذه العادة السيئة وأضرارها في الفتوى رقم: 7170.
أما ما كان منك من ممارسة لها مع الجهل بحكمها فاستغفري الله.
أما بعد أن علمت حكمها ووفقك الله للتوبة منها، فحينئذ لا يجوز لك الرجوع إليها، وعليك أن تجاهدي نفسك في ذلك. وقد بينا في الفتوى المحال عليها آنفا بعض النصائح النافعة المفيدة التي يستعان بها على الإقلاع عن هذه العادة.
وما يصدر منك أثناء النوم لا تؤاخذين عليه؛ لأن النائم مرفوع عنه القلم كما في الحديث.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 شوال 1430(16/1065)
حرمة العادة السرية على المتزوج أشد
[السُّؤَالُ]
ـ[يا شيخ: أنا أستحيي أن أتكلم بهذا الكلام، فحينما يجامعني زوجي لا أشعر بالراحة وأتعب، فهل يجوزلي أن أمارس العادة السرية؟ فأحيانا أذهب إلى زوجي ويرفضني وأتعب كثيرا وجسمي يؤلمني إذا أتاني زوجي ولا أرتاح وأحاول أن لا أفعل هذا الشيء، فهل علي ذنب؟ فأنا أخاف الحرام وأريد صيانة نفسي وبيتي.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك ممارسة تلك العادة الخبيثة فهي عادة محرّمة وتحريمها على المتزوج أشد، وقد سبق بيان تحريمها في الفتويين رقم: 5524، ورقم: 7170.
وننصحك بمصارحة زوجك والتفاهم معه للوقوف على أسباب ما تعانين منه، فإن كان ذلك لأعراض مرضية فلتذهبي لطبيبة مختصة وتلتمسي أسباب العلاج المشروعة ـ مع الاستعانة بالله ودعائه ـ فإنّه قريب مجيب.
وقد بينا حكم الاستمناء عند خوف الوقوع في الزنا في الفتوى رقم: 33176، فراجعيها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 شوال 1430(16/1066)
من عطل التقوى جعل الله له من أمره عسرا
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أبلغ من العمر 22 عاما، وأنا فقير مادياً، مشكلتي هي أني أريد أن أتزوج، ولكن ليس لدي أموال للزواج، وأعرف نصيحة الحبيب صلى الله عليه وسلم التي هى ما معناها: ومن لم يستطع فعليه بالصوم. ولكني حتى وإن صمت لا أستطيع السيطرة على نفسي، سواء فى فعل العادة السرية، والتي تجسد حاجاتي الجنسية، أو الجلوس أمام الشات وعمل محادثات مع الفتيات، وفى بعض الأوقات إقناعهن بالحب والرومانسية وما إلى ذلك، وهذا ما يجسد حاجتي أيضا إلى هذا وإلى الاهتمام، بكل صراحه تعبت كثيراً من كل هذا، وكل يوم أتوب ثم أرجع مرة أخرى، بل إنه في بعض الأحيان أتوب أكثر من مرة فى اليوم.. أخاف من معصية الله ويضيق صدري منها، وأريد الزواج ولا أستطيع، لقد سئمت كل هذا، وفى وقت فكرت والعياذ بالله في الانتحار لأني حتى العمل لا أجده، والأعمال التي أجدها بمرتبات لا تكفيني أنا شخصياً. بالله عليكم ساعدوني بارك الله فيكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أيها السائل أن المعاصي والذنوب من أعظم أسباب تعسير الأمور وضيق الأرزاق وكدر العيش وتنغيص الحياة وحرج الصدر وكثرة الهموم والغموم، وعموماً فهي سبب كل بلاء وضيق وحرمان، قال سبحانه: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى. {طه:124} .
يقول ابن القيم رحمه الله في كتاب الجواب الكافي: ومن عقوبات المعاصي تعسير أموره عليه فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه، وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا، فمن عطل التقوى جعل الله له من أمره عسراً. انتهى بتصرف يسير.
فالواجب عليك أن تبادر بالتوبة الصادقة إلى الله سبحانه، وأن تجاهد نفسك للثبات على طريق التوبة، ثم الزم الصيام والعفة حتى ييسر الله لك من فضله، فقد قال تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ.. {النور:33} . وفي الحديث المتفق عليه: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.
قال النووي: والمراد هنا أن الصوم يقطع الشهوة ويقطع شر المنى كما يفعله الوجاء. انتهى.
وجاء في فتح الباري: لأن شهوة النكاح تابعة لشهوة الأكل تقوى بقوته وتضعف بضعفه. انتهى.
واعلم أن الصوم المقصود في الحديث إنما هو الصوم المتكرر الكثير، أما مجرد صوم يوم أو يومين فلا يفيد صاحبه.
جاء في فتح الباري: واستشكل بأن الصوم يزيد في تهييج الحرارة وذلك مما يثير الشهوة، لكن ذلك إنما يقع في مبدأ الأمر، فإذا تمادى عليه واعتاده سكن ذلك. انتهى.
وننصحك بالإكثار من الصلاة وذكر الله فإنهما حرز للمرء أيما حرز من مقارفة الفواحش والمنكرات، قال سبحانه: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ. {العنكبوت:45} .
جاء في تفسير البغوي: وقال عطاء في قوله: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر.. قال: ولذكر الله أكبر من أن تبقى معه معصية. انتهى.
وجاء في الحديث أن يحيى بن زكريا قال لبني إسرائيل: وآمركم بذكر الله كثيراً، ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصيناً فأحرز نفسه فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني. وراجع الفتوى رقم: 6995. فإن بها نصائح لمن غلبته شهوته.. وراجع أضرار العادة السرية في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 7170، 23868، 2283، 24126. وراجع حرمة هذه المحادثات والعلاقات مع الأجنبيات في الفتويين: 62874، 21582. وراجع حرمة الانتحار في الفتوى رقم: 10397.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شوال 1430(16/1067)
حرمة الإنزال بمباشرة اليد
[السُّؤَالُ]
ـ[قرأت في إحدى الفتاوى هنا في هذا الموقع عن الاستمناء باليد أنه حرام، وقرأت أيضاً فتوى أخرى عدم تحريم محادثة الزوجة زوجها ـ بعد عقد قران دون الدخول بها ـ والذي يمكث في دولة أخرى في أمور جنسية عبر الهاتف أوالإنترنت خشية وقوعه في الحرام، وأن من عقد قرانهما يحل لهما ما يحل للمتزوجين، وسؤالي هو: على حد معلوماتي ـ أن الرجل لا يستطيع الإنزال إلا إذا ضغط على ذكره، فهل يعتبرهذا استمناء؟ وما الاستمناء المحرم؟ علماً بأنه كان يحادث زوجته وفعله هذا ـ أي الضغط للإنزال ـ معها هي، فهل فعله هذا حرام؟.
أفيدونا جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمذكور في الفتاوى المشار إليها أن الرجل لا يأثم إذا أنزل بسبب كلامه مع زوجته في أمور الاستمتاع، هذا إذا حصل الإنزال بمجرد الكلام دون مباشرة يده، أما إذا كان الإنزال بمباشرة يده أو نحوها فلا يجوز، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 7918.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 شوال 1430(16/1068)
حكم الاستمناء إذا لم يمكن دفع الزنا إلا به
[السُّؤَالُ]
ـ[قرأت في إحدى فتاوي سيادتكم: أن المحرم في الشرع لا يستباح إلا للضرورة، مع عدم الاستغناء عنه بغيره أرجو توضيح هذه الجملة، وهل معنى هذا: أن الاستمناء مباح إذا مارسه الشخص للضرورة الشديدة ولم يجد غيره للاستغناء به عنه؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن ذكرنا حد الضرورة المبيحة للحرام في فتاوى عدة، منها على سبيل المثال الفتوى رقم: 6501.
وإذا رجع السائل إلى حد الضرورة المبيحة للحرام والمذكورة في الفتاوى وفي غيرها من المراجع الفقهية علم أنها لا تتحقق مع إمكان الاستغناء عن الحرام ووجود مندوحة عنه، فإن واجد ما يسد به رمقه من المباح مثلا أو واجد المسكن الذي يأويه بالأجرة المباحة لا يمكن أن يعبر عنه بالمضطر إلى أكل الميتة لسد رمقه، أو الربا لمسكنه، وهذا هو المقصود في الفتاوى التي أشار السائل إليها.
أما الاستمناء فهو محرم وتركه واجب إلا أنه إذا دار الأمر بينه وبين ما هو أعظم حرمة منه، فإن الأمر حينئذ يكون من باب ارتكاب أخف المفسدتين لتفادي أعظمهما وهو أمر مقرر في الشريعة.
جاء في حاشية العدوي على شرح الخرشي وهو مالكي: اعلم أن استمناء الشخص بيده حرام خشي الزنا أم لا، لكن إذا لم يندفع عنه الزنا إلا بالاستمناء قدمه على الزنا ارتكابا لأخف المفسدتين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 رمضان 1430(16/1069)
مارس العادة السرية كثيرا ولم يكن يغتسل منها
[السُّؤَالُ]
ـ[إنني أمارس العادة السرية متعمدا ولا أغتسل منها وذلك، لأنني لا أعلم كيفية ذلك، مع العلم أن لدي التباسا في المصطلحات مثل: الجنابة، والمني، والمذي إلخ، ولا أعلم بالضبط ما الذي يخرج مني بعد ممارسة العادة السرية مع الشهوة؟ فأريد جزاك الله كل الخير أن أعرف كيفية الاغتسال بالضبط؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا ـ هداك الله ـ أن الاستمناء، أو ما يسمى بالعادة السرية محرم، فتجب عليك التوبة منه إلى الله عز وجل، وانظر لبيان حكم العادة السرية الفتوى رقم: 7170، وانظر لمعرفة كيفية التخلص من هذه العادة القبيحة الفتوى رقم: 124755، وأما الذي يخرج منك بعد الاستمناء فهو المني الموجب للغسل، ولمعرفة الفرق بين المني والمذي راجع الفتويين رقم: 34363، ورقم: 4036.
وأما الجنابة فأصلها في لغة العرب البعد وتطلق في الشرع على من أنزل المني وعلى من جامع، وأما عن صفة الغسل الكامل منه والمجزئ، فقد بيناها في الفتوى رقم: 41097. فانظرها.
وننبهك أيها الأخ الحبيب إلى أنك قد أثمت إثما عظيما بترك الغسل من الجنابة، فإن صلاتك التي صليتها حال جنابتك وقعت باطلة لافتقادها شرطا من شروط صحة الصلاة وهو الطهارة، والواجب عليك التوبة النصوح إلى الله ـ عز وجل ـ وأن تقضي جميع تلك الصلوات التي صليتها وأنت جنب، فإن هذه الصلوات دين في ذمتك ولا بد لك من قضائها، لقوله صلى الله عليه وسلم: فدين الله أحق أن يقضى. متفق عليه.
فإن لم تتمكن من معرفة عدد هذه الصلوات فتحر واقض ما يحصل لك به اليقين أو غلبة الظن ببراءة ذمتك، واعلم أن الله رقيب على أعمال عبده مطلع على سره وعلانيته، فعليك أن تراقبه تعالى وأن تستحيي منه أن يراك حيث نهاك، أو يفقدك حيث أمرك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 رمضان 1430(16/1070)
حكم الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو من سيادتكم كتابة خلاصة فتوى للفتاوى الخاصة بالاستمناء، وأن توضحوا لي فيها هل هي حرام أم لا؟ ومتى تباح للضرورة؟ وأرجو ذكر ما هي الضرورة فأنا في دوامة الاستمناء؟ فقد قرأت في فتاوى سيادتكم عن الاستمناء ولكنى أريد الخلاصة التي أعمل بها، ونعمل بها نحن المسلمون فلا أريد كلاما كبيرا وكثيرا لا أستطيع أن أستوعب منه حقيقة الاستمناء هل هو حرام أم حلال أم مباح أم مكروه أم ماذا غير ذلك؟ وشكرا لسيادتكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستمناء بغير الزوجة حرام، والضرورة التي تبيحه هي خوف الضرر على البدن من اجتماع المني فيه، أو خشية الوقوع في الزنا، واعلم أن هذه العادة عادة خبيثة منكرة لها آثارها السيئة على فاعلها في دينه ونفسيته وصحته، وهي لا تعالج مشكلة الشهوة كما يتوهم البعض، والأصل أن المسلم يجتنب مواطن الريب ويلتزم حدود الشرع التي تحصنه وتحميه من الفتن، وقد أمر الله من لم يقدر على الزواج أن يستعف حتى يغنيه الله، وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم من لا يقدر على الزواج إلى الصوم مع حفظ السمع والبصر. ولمعرفة ما يعين على التغلب على الشهوة وغض البصر نوصيك بمراجعة الفتويين: 36423، 23231.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 شعبان 1430(16/1071)
مسائل متعلقة بالعادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[عندي 15 سنة وكنت أمارس العادة السرية وعمري 7 سنين، ولم أعد أمارسها منذ 4 أيام تقريبا، وتقربت إلى الله أكثر وأصلي معظم صلواتي بالمسجد، فهل هذا أثر علي في شيء؟ مع العلم أنني لم أعرف إلا عن قريب مساوئها.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجمهور أهل العلم على تحريم الاستمناء، لقوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-7} .
والاستمناء من الاعتداء المذكور في الآية، كما أن للاستمناء أضرارا صحية كثيرة، فتب إلى الله عز وجل واستغفره عما سبق من فعل هذه العادة السيئة، وما دمت قد أقلعت عنها وندمت على فعلك لها فأبشر بكل خير، فإن الله سبحانه يغفر الذنوب مهما عظمت، كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53} .
ونسأل الله أن يعافيك من أي تأثير ضار لهذا الفعل السيء، واعلم أن تقربك إلى الله والمحافظة على الصلوات في المسجد من أحسن الأمور التي تقيك مساويء الأعمال عموما ومن هذه العادة خصوصا، فقد قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود:114} .
والتائب من الذنب موعود بالمغفرة وتبديل السيئات حسنات، كما قال البر الرحيم: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الفرقان:70} .
علما بأنه لا إثم عليك فيما كنت تمارسه قبل البلوغ، لما في الخبر الصحيح: رفع القلم عن ثلاث: وذكر منهم: الصبي حتى يحتلم، ويمكنك أن تراجع في علامات البلوغ الفتاوى التالية أرقمها: 1087، 5524، 10958.
ولمعرفة حكم الاستمناء بأدلته والأسباب المعينة على ترك ذلك وكفارة الاستمناء، راجع الفتوى رقم: 8810، لمعرفة ما يلزم من مارس العادة السرية وصلى بدون طهارة، والفتوى رقم: 11894، لمعرفة ما يجب على من استمنى في نهار رمضان. والله الموفق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 شعبان 1430(16/1072)
الفرق بين استمناء الرجل بيده وبيد زوجته واضح
[السُّؤَالُ]
ـ[في الفتوى (45191) والخاصة بالاستمناء، ذكر أن الفرق بين الاستمناءين واضح، أريد إجابة شافية ما الفرق بين استمناء الرجل بيد زوجته وحل ذلك مع حرمة استمنائه بيده رغم أن الاستمناءين باليد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالفرق بين الاستمنائين واضح- بفضل الله- ذلك أن الأصل في الاستمتاع وقضاء الوطر المنع والحظر حتى تثبت الإباحة، والشرع قد قصر أمر الاستمتاع على الزوجة وملك اليمين فقال الله سبحانه: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. {المؤمنون: 5-6} .
فوجب الوقوف عند حدود الشرع، فمن تجاوز هذه الحدود وابتغى قضاء شهوته بالاستمناء أو غيره من الأمور المحرمة فهو من العادين.
قال الشافعي رحمه الله في الأم: فلا يحل العمل بالذكر إلا في الزوجة أو في ملك اليمين ولا يحل الاستمناء. انتهى.
فوضح حينئذ الفرق بين الاستمناءين وهو أن الله سبحانه أباح للرجل التلذذ بالمرأة والاستمتاع بها ولم يبح له أن يستمتع بنفسه.
وهذا فيه ما فيه من عظم الشريعة وشموخها، فإن استمتاع الرجل بنفسه فيه من الدناءة وسقوط المروءة وانحطاط الخلق ما يوجب للمسلم أن يتحرز عنه، وهل جاءت الشريعة إلا لتتميم مكارم الأخلاق، كما قال صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. صححه الألباني.
ولذا قال القرطبي رحمه الله بخصوص هذه العادة- استمناء الرجل بيده-: ولو قام الدليل على جوازها لكان ذو المروءة يعرض عنها لدناءتها. انتهى
وعلى المسلم أن يقابل أحكام الله سبحانه بالتسليم والانقياد حتى ولو لم يظهر له حكمة من ذلك، فإن هذا هو أمارة الإيمان وعلامة اليقين، أما من يرفض أحكام الله سبحانه ويردها بحجة أنه لا فرق بين هذا وذاك، فهذا ليس على سبيل المؤمنين بل هو على سبيل اليهود وأشباههم، فإن الله سبحانه حكى هذا المسلك عن اليهود الذين ردوا تشريع الله في تحريم الربا بحجة أن البيع مثل الربا، قال سبحانه: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا. فرد الله سبحانه عليهم ذلك بقوله: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الربا. {البقرة: 275} .
يقول ابن كثير رحمه الله: قالوا: إنما البيع مثل الربا. أي: هو نظيره، فلم حرم هذا وأبيح هذا؟ وهذا اعتراض منهم على الشرع، أي: هذا مثل هذا، وقد أحل هذا وحرم هذا، وقوله تعالى: وأحل الله البيع وحرم الربا. يحتمل أن يكون من تمام الكلام ردا عليهم، أي: قالوا: ما قالوه من الاعتراض، مع علمهم بتفريق الله بين هذا وهذا حكما، وهو الحكيم العليم الذي لا معقب لحكمه، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وهو العالم بحقائق الأمور ومصالحها، وما ينفع عباده فيبيحه لهم، وما يضرهم فينهاهم عنه، وهو أرحم بهم من الوالدة بولدها الطفل. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 شعبان 1430(16/1073)
كون الاستمناء أخف من الزنا لا يعني أنه مباح
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يمكن استعمال بعض الوسائل والأدوات من طرف المرأة كما الرجل، ممن تعذر عليهن الزواج، وهل يعتبر ذلك خيرا لهن من اللجوء إلى الزنا؟ أي يمكن استعمال تلك الأدوات تماما كما هو اللجوء إلى العادة السرية في انتظار إتاحة فرصة الزواج، وهو يعتبر خيرا من الإقدام على خطوة الزنا، واليوم توجد في أسواق بعض الدول امرأة بلاستيكية بالنسبة للرجل مثلا، وأعضاء تناسلية ذكورية يمكن استغلالها من طرف المرأة، لكن فقط في حالة تعذر الزواج؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالطريق المشروع لقضاء شهوة الرجل والمرأة هو الزواج لا غير، وما عدا ذلك فهو اعتداء وانحراف، قال اللَّهُ عز وجل: وَاَلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إلَّا على أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذلك فَأُولَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ. {المؤمنون:5-7}
قال الشَّافِعِيُّ رحمه الله في كتابه الأم.: فَكَانَ بَيِّنًا في ذِكْرِ حِفْظِهِمْ لِفُرُوجِهِمْ إلَّا على أَزْوَاجِهِمْ أو ما مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ تَحْرِيمُ ما سِوَى الْأَزْوَاجِ وما مَلَكَتْ الْأَيْمَانُ، وَبَيِّنٌ أَنَّ الْأَزْوَاجَ وَمِلْكَ الْيَمِينِ من الْآدَمِيَّاتِ دُونَ الْبَهَائِمِ ثُمَّ أَكَّدَهَا فقال عز وجل: فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذلك فَأُولَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ. فَلَا يَحِلُّ الْعَمَلُ بِالذَّكَرِ إلَّا في الزَّوْجَةِ أو في مِلْكِ الْيَمِينِ وَلَا يَحِلُّ الِاسْتِمْنَاءُ وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
وعلى ذلك فلا يجوز استعمال تلك الوسائل المذكورة أو غيرها سواء للرجل أو المرأة، وكون هذا الأمر أهون من الوقوع في الزنا لا يعني أنّه مباح.
ومن الخطأ حصر حال المسلم بين الوقوع في هذا الأمر والوقوع في الزنا.
فالواجب على المسلم في كل حال أن يجتنب مواطن الريب، ويلتزم حدود الشرع التي تحصّنه وتحميه من الفتن.
وقد أمر الله من لم يقدر على الزواج أن يستعف حتى يغنيه الله، وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم من لا يقدر على الزواج إلى الصوم مع حفظ السمع والبصر، ولمعرفة ما يعين على التغلب على الشهوة وغض البصر نوصيك بمراجعة الفتويين: 36423، 23231.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رجب 1430(16/1074)
أقوال أهل العلم في معنى (وراء) واستدلالهم بها على تحريم الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[قد قرا?ت فتواکم عن حرمة الاستمناء بکتاب اللہ وسنة رسولہ صلى الله عليه وسلم وذکرت فيہ أن الدليل لحرمة الاستمناء ھوالآية الکريمة: فمن ابتغي وراء ذلک فا?ولئک ھم العادون، ولکن ھذا الدليل ليس بنص في ھذہ المسألة، لا?ن المفعول بہ للفعل محذوف ووراء ذلک مفعول فيہ وتقدير العبارة فمن ابتغي الزنا وراء ذلک ا?ي بعد تيسر الزوجة ا?والا?مة فا?ولئک ھم العادون، وا?يضاً يؤيد ذلک المفھوم ا?ن النصوص القرآنية توضح أن اللفظ ـ وراءـ قد استعمل في القرآن بمعني ـ خلف ـ وليس بمعني سوى، ففکر في ھذہ الآيات: ويذرون وراءھم يوما ثقيلا، إن الذين ينادونک من وراء الحجرات، لا يقاتلونکم جميعا إلا في قري محصنة ا?ومن وراء جدر، قيل ارجعوا وراء کم، فاسئلوھن من وراء حجاب، فنبذوہ وراء ظھورھم، کتاب اللہ وراء ظھورھم، و کان وارءھم ملک، وترکتم ما خولناکم وراء ظھورکم، فبشرناہ بإسحاق ومن وارء إسحاق يعقوب، وا?ما من ا?وتي کتابہ وراء ظھرہ، قالوا نؤمن بما ا?نزل علينا ويکفرون بما وراءه: بعدہ يعني القرآن وا?حل لكم ما وراء ذلکم: ا?ي بعدھن، فمن ابتغي وراء ذلک ـ ا?ي بعد تيسرالزوجة ا?والا?مة ـ لفظ الوراء يستعمله القرآن في معنى الظرف لا الاستثناء؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نرحب بملاحظات طلاب العلم ونصائحهم، ولكنا ننبهك على أن الاستدلال على تحريم نكاح اليد بعموم قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-7} . قد ذكره كثير من علماء السلف، وقد استدل بها الإمام مالك والشافعي ومن وافقهما على التحريم، كما قا ل ابن كثير وابن العربي، وهو قول أكثر العلماء، كما قال البغوي في تفسيره، وحكاه العلامة الا لوسي عن جمهور الأئمة، وقال: وهو عندهم داخل في ما ـ وراء ذلك ـ وقد نص كثير من أهل العلم من المفسرين واللغويين على تفسير وراء هنا بسوى، ولم نر من عزي إليه تفسيرها ببعد إلا الزجاج، واليك نقل بعض كلامهم فقد قال الشافعي في قوله عز وجل: {والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} . فكان بينا في ذكر حفظهم لفروجهم، إلا على أزواجهم، أو ما ملكت أيمانهم تحريم ما سوى الأزواج وما ملكت الأيمان وبين أن الأزواج وملك اليمين من الآدميات دون البهائم، ثم أكدها فقال: {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} فلا يحل العمل بالذكر إلا في زوجة أو في ملك اليمين ولا يحل الاستمناء، والله أعلم.اهـ من أحكام القرآن.
وقال ابن العربي في أحكام القرآن: قال محمد بن عبد الحكم: سمعت حرملة بن عبد العزيز قال: سألت مالكا عن الرجل يجلد عميرة، فتلا هذه: {والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} . اهـ
وقال السمعاني في تفسيره: وقوله تعالى: (فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) أي: سوى ذلك واستدل العلماء بهذه الآية على أن الاستمناء باليد حرام، وعن ابن عباس سئل عنه فقال: هو نائك نفسه، وعن ابن جريج أنه قال: سألت عطاء عنه فقال: هو مكروه، فقلت أفيه حد؟ فقال: ما سمعت، وعن سالم بن عبد الله بن عمر أنه سئل عن هذا الفعل فقال: أف أف سمعت أن قوما يحشرون وأيديهم حبالى، فأظن أنهم هؤلاء، وعن سعيد بن جبير قال: عذب الله أمة من الأمم كانوا يعبثون بمذاكيرهم، وكرهه مالك والشافعي.
هذا، وننبه إلى أن الكراهة في كلام الأئمة والسلف الأول يعنى بها التحريم.
وقال السيوطي في الدر المنثور: وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك قال وراء أمام في القرآن كله غير حرفين وأحل لكم ما وراء ذلكم يعني سوى ذلكم، فمن ابتغى وراء ذلك يعني سوى ذلك.
وقال الطبري في تفسيره: وقوله: فمن ابتغى وراء ذلك، يقول: فمن التمس لفرجه منكحا سوى زوجته، وملك يمينه ـ فأولئك هم العادون ـ يقول: فهم العادون حدود الله، المجاوزون ما أحل الله لهم إلى ما حرم عليهم. اهـ
وقال ابن جزي في تفسيره: وراء ذلك ـ يعني ما سوى الزوجات والمملوكات.اهـ
وقال ابن الجوزي في تفسيره: قوله تعالى: فمن ابتغى، أي طلب وراء ذلك أي سوى الأزواج والمملوكات فأولئك هم العادون.اهـ
وقال الشوكاني في تفسيره: فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ـ الإشارة إلى الزوجات وملك اليمين ومعنى العادون: المجاوزون إلى ما لا يحل لهم فسمى سبحانه من نكح ما لا يحل عاديا، ووراء هنا بمعنى سوى وهو مفعول ابتغى قال الزجاج: أي فمن ابتغى ما بعد ذلك فمفعول الابتغاء محذوف، وراء: ظرف.
وقد دلت هذه الآية على تحريم نكاح المتعة، واستدل بها بعض أهل العلم على تحريم الاستمناء لأنه من الوراء لما ذكر، وقد جمعنا في ذلك رسالة سميناها ـ بلوغ المنى في حكم الاستمنا ـ وذكرنا فيها أدلة المنع والجواز وترجيح الراجح منهما. اهـ.
وقال ابن النحاس في معاني القرآن: فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون: أي فمن طلب سوى أربع نسوة وما ملكت يمينه فأولئك هم العادون أي الجائرون إلى ما لا يحل الذين قد تعدوا. اهـ.
وقال ابن سيده في إعراب القرآن: ومعنى وراء ذلك وراء هذا الحد الذي حد من الأزواج ومملوكات النساء، وانتصابه على أنه مفعول بابتغى أي خلاف ذلك، وقيل: لا يكون وراء هنا إلا على حذف تقدير ما وراء ذلك. اهـ.
وقال ابن الصاغاني في كتابه العباب الزاخر: وراء: بمعنى خلف وبمعنى قدام، وأما قوله تعالى: فمن ابتغى وراء ذلك: أي سوى ذلك، وكذلك قوله تعالى: ويكفرون بما وراءه: أي بما سواه. اهـ.
وقد نقل الأزهري في تهذيبه وابن منظور في اللسان عن ابن الأعرابي في قول الله تعالى: (بما وراءه وهو الحق) أي: بما سواه.
قال: والوراء: الخلف.
الوراء: القدام، والوراء: ابن الابن.
قال: وقوله تعالى: فمن ابتغى وراء ذلك: أي: سوى ذلك.اهـ.
ثم إن تحريم الاستمناء يمكن أخذه من الآيتين الأ وليين فقد قال القرطبي في تفسيره:
قوله تعالى: إلا على أزواجهم، قال الفراء: أي من أزواجهم اللاتي أحل الله لهم لا يجاوزون ـ أو ما ملكت أيمانهم ـ في موضع خفض معطوفة على {أزواجهم} و {ما} مصدرية. وهذا يقتضي تحريم الزنى وما قلناه من الاستنماء ونكاح المتعة و {وراء} بمعنى سوى، وهو مفعول بـ {ابتغى} أي من طلب سوى الأزواج والولائد المملوكة له. وقال الزجاج: أي فمن ابتغى ما بعد ذلك؛ فمفعول الابتغاء محذوف، و {وراء} ظرف. اهـ.
ويضاف إلى ما ذكر أهل العلم في شأنها من المضار الصحية والنفسية، ومن العزوف عن الزواج إلى غير ذلك مما بسطناه في كثير من الفتاوى السابقة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رجب 1430(16/1075)
كيفية التخلص من العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجوكم، كل ما أريده هو علاج بسيط للعادة السرية، أرجوكم أريد أن أتوقف عنها وأكون أمرأة صالحة. فهل لي من سبيل؟ وهل هناك أي علاج وطريق لأبتعد عنها نهائيا، وأكون امرأة صالحة، لأني خائفة من يوم ألاقى فيه ربي ماذا سأقول له لا أدرى؟ أرجوكم ساعدوني ساعدوني ساعدوني؟ المشكلة تكمن بأني أتوقف عنها أوقاتا كثيرة وأبتعد عنها لفترات طويلة، ولكن في النهاية أعود مرة أخرى لماذا؟ لا أدري. فأرجو المساعدة لأتوقف عنها نهائيا. وأريد أن أعرف هل هناك آيات قرآنية معينة بعد تلاوتها أو حفظها تساعدني في الابتعاد عن تلك العادة السيئة؟ أرجوكم ساعدوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يغفر لك ذنبك، وأن يلهمك رشدك، وأن يكفيك شر نفسك.
أما بالنسبة للآيات المسؤول عنها، فليس هناك آيات معينة ورد في الشرع قراءتها لمثل حالك، ولكن ننصحك بتذكر الآيات الواردة في مدح العفة وأهلها، كقول الله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ. {المؤمنون:1-7}
وقوله سبحانه: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ* أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ. {المعارج:29-35} .
وكذلك الآيات التي فيها ذكر الجنة والنار، ومصير المتقين والفجار، وأهوال القيامة ونحو ذلك من أمور الآخرة، فإن ذلك يوقظ القلب، ويعين على التقوى، ويزيد من مخافة الله وخشيته في القلب، وهذا هو الجدار الصلب أمام الذنوب والمعاصي. وراجعي في ذلك لزاما الفتوى رقم: 111852.
أما عن كيفية التخلص من العادة السرية، والوسائل المعينة على ذلك، فقد سبق تفصيل ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 44829، 34150، 40041، 120101.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 رجب 1430(16/1076)
تقدير المعصية على العبد لا يرفع عنه اللوم والعقاب لأنها من كسبه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا الآن منذ الإجازات الصيفية أمارس العادة السرية بشكل أسبوعي، وأعرف أضراره وأنه حرام، ومشاهدة الصور الخليعة. هل هي ابتلاء من رب العالمين لي؟ أي أنه مرض بالنسبة لي؟
علما أني أصبحت لا أخشى رب العالمين والعياذ بالله، ولا الموت عندما أعصي، ولكن عندما أصلي أخشى الموت. وهل أخبر أهلي عن هذا الشيء؟
أتمنى منكم أن لا تحيلوني إلى أسئلة سابقة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أصاب السائل الكريم في معرفته حرمة وأضرار هذه العادة السيئة ومشاهدة الصور الخليعة، وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 1087، 2179، 2283، 7170. كما سبق بيان أهم الوسائل المعينة على اجتناب العادة السرية في الفتويين: 5524، 22083.
وأما هل ما أصاب السائل ابتلاء من الله أم لا؟ فلا شك أن كل ما يصيب العبد من خير أو شر، وكل ما يفعل العبد من حسنة أو سيئة، إنما هو بقضاء الله وقدره، والإيمان بذلك ركن من أركان الإيمان، ولا يتنافى هذا مع كون المخطئ يستحق اللوم والعقاب، فإن الله تعالى خلق للعبد إرادة ووهبه عقلا، وأعطاه قدرة بها يكون مكتسبا لأعماله، ومستحقا للثواب أو العقاب، وقد سبق بيان بطلان الاحتجاج بالقدر على اقتراف المعاصي وأنها تقع بفعل العبد وإرادته، في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 8653، 38356، 49314، 68606، 47098.
وأمام مسألة الخوف من الله تعالى وما يتعلق بها من حصول الاستقامة والكف عن المعاصي، فقد سبق تفصيل هذه المعاني في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 25324، 1208، 10800، 12744، 16610، 7007، 33659، 2586، 10263.
وأما مسألة إخبار الأهل بذلك فلا ينبغي أن تقدم عليه، إلا إن كان فيهم من تلتمس عنده النصيحة والإعانة على الخير والتخلص من هذه الأفعال السيئة، وإلا دخل ذلك في باب المجاهرة بالمعاصي، وقد سبق لنا بيان معنى المجاهرة وقبحها، في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 18932، 1863، 28218.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رجب 1430(16/1077)
اقتراف الاستمناء معصية لا كفر
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا صاحب السؤال رقم 2232749 وأريد أن أعرف وأن أفهم هل الاستمناء في هذه الحالة يعتبر كفرا بالنسبة لي، وهل لو حصل معي مرات عديدة في المستقبل الشيء نفسه، فهل أنا كافر وأحتاج إلى توبة من ذلك؟ وكيف سأتوب منه وهو خارج عن نطاق الإرادة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستمناء معصية كما سبق أن ذكرنا في إجابتنا على السؤال المذكور، لكن المعصية شيء والكفر شيء آخر، فالاستمناء ليس بكفر، حتى وإن كان مصحوبا بوساوس كفرية؛ فإن الله بمنه ورحمته لا يؤاخذ الإنسان بما يوسوس في صدره، ما لم يتكلم به أو يعمل كما سبق بيانه، وقد أمرناك هناك بترك الاستمناء؛ لأن تركه مطلوب منك ومن غيرك، سواء كان مصحوبا بوساوس أم لا، وغاية ما قلناه أنه يتأكد عليك ترك الاستمناء لقبحه في نفسه، ولما يصحبه من وساوس كفرية، إلا أن ذلك لا يعني أنك محاسب على تلك الوساوس، ولا أن الاستمناء في تلك الحالة يعتبر كفرا.
وكذلك تكرر الاستمناء ليس بكفر. وأما قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا {النساء: 137} فقد قال ابن كثير في تفسيره: يخبر تعالى عمن دخل في الإيمان ثم رجع عنه ثم عاد فيه ثم رجع واستمر على ضلاله وازداد حتى مات فإنه لا توبة بعد موته ولا يغفر الله له ولا يجعل له مما هو فيه فرجا ولا مخرجا ولا طريقا إلى الهدى. اهـ
وإذا كان الكافر تقبل توبته قبل موته ولو تكرر منه الكفر، فقبول توبة العاصي الذي تكررت منه المعاصي أولى بالقبول.
قال الشيخ السعدي في تفسيره لها: ودلت الآية أنهم إن لم يزدادوا كفرا بل رجعوا إلى الإيمان وتركوا ما هم عليه من الكفران فإن الله يغفر لهم ولو تكررت منهم الردة، وإذ كان هذا الحكم في الكفر فغيره من المعاصي التي دونه من باب أولى أن العبد لو تكررت منه ثم عاد إلى التوبة عاد الله له بالمغفرة.
وأخيرا فإن المطلوب منك أن تتوب من الاستمناء، كما يطلب من كل مسلم أن يتوب من سائر المعاصي، أما تلك الوساوس فقد بينا مرارا وتكرارا أنك لست مؤاخذا بها.
وتحصن يا أخي بالأذكار عموما وبآية الكرسي وبالمعوذات، ودوام عليها مع أذكار الصباح والمساء وفي أدبار الصلوات وعند النوم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 رجب 1430(16/1078)
البعد عن الزوجة هل يسوغ الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم الشرع للزوج المسافر بعيدا عن زوجته لمدة عام، ولم يستطع الإقلاع عن العادة السرية وغير قادر على عمل استقدام لزوجته؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعادة السرية محرمة، وقد فصلنا القول في ذلك في الفتوى رقم: 7170، ولا تفعل إلا عند الضرورة الملجئة، كما لو نزل بالشخص حال تحقق معها - أو غلب على ظنه - أنه إذا لم يستمن فإنه سيقع في الزنا، لا محالة، فهنا يقدم على العادة السيئة، ليس من باب أنها جائزة له في هذه الحال، بل من باب ارتكاب أخف الضررين، وفعل أقل المفسدتين. وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 2720، ومجرد ما ذكرت من حالك وبعدك عن زوجك لا يسوغ لك الاستمناء ما لم ينضم إليه الخوف من الوقوع من الزنا خوفا محققا أو غلب على الظن.
وإذا خشيت أن تغلبك شهوتك فقد دلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على ما تستعين به على ذلك وهو الصوم، فقال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.
قال النووي: والمراد هنا أن الصوم يقطع الشهوة ويقطع شر المني كما يفعله الوجاء. انتهى. وجاء في فتح الباري: لأن شهوة النكاح تابعة لشهوة الأكل تقوى بقوته وتضعف بضعفه. انتهى
وقد بينا صفة الصوم المؤثر في قمع الشهوة في الفتوى رقم: 123538.
وبينا كيفية التخلص من هذه العادة في الفتوى رقم: 5524، ولمعرفة المزيد مما يعينك على التغلب على الشهوة وغض البصر نوصيك بمراجعة الفتويين رقم: 36423، 23231.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 جمادي الثانية 1430(16/1079)
فتاوى في حكم الاستمناء وكيفية التخلص منه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري وصل الثلاثين ولا زلت عزبا، والسبب ليس في ضيق المعيشة، بل الحمد لله الحال جيدة، ولكني ولحد هذا اليوم أصبح لي أكثر من سنتين والأهل يبحثون عن زوجة صالحة تعينني على ديني، ولا أبالغ إن قلت لكم بأنني زرت أو زار الأهل أكثر من 100 بيت، فإن أعجبتنا في دينها وجمالها وتقدمنا كان سبب عزوفها أو أهلها لتكمل دراستها أو مازالت صغيرة، أو أن الشاب المتقدم غير موظف بوظيفة رسمية-مثبت- أو يطلبون مهراً عالياً وبيتا و.. .أو.. . وهذا حال البلد عندنا. فأرجو منكم النصيحة مع العلم بأني لا أحتمل البقاء عزباً مدة طويلة، وبدأت بممارسة العادة السرية-وللأسف- لأخفف عني قليلاً. فأرجو النصح والفتوى في العادة السرية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا ننصحك في بداية الأمر بتقوى الله سبحانه، والمداومة على ذكره وشكره، وأن تحدث توبة صادقة لربك فربما كان تعسير أمر الزواج -مع توفر إمكاناته- بسبب تقصير في جنب الله، ولا يخفى أن المعاصي لها دور كبير في تعسير الأمور وتنغيص العيش، كما أن الطاعات لها دور كبير في تيسير الأمور وقضاء الحاجات.
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الجواب الكافي: ومنها (ثمرات المعاصي) : تعسير أموره عليه، فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقا دونه أو متعسراً عليه، وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا، فمن عطل التقوى جعل الله له من أمره عسرا، ويا لله العجب كيف يجد العبد أبواب الخير والمصالح مسدودة عنه متعسرة عليه وهو لا يعلم من أين أتي. انتهى.
ثم إنا ننصحك بالإكثار من الدعاء بأن ييسر الله لك أمر الزواج، فإن الدعاء له تأثير عجيب في استجلاب النعم ودفع النقم.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها: 120715، 119608، 115997.
وأما بخصوص العادة السرية فإنها محرمة، وقد بينا ذلك بالتفصيل في الفتويين رقم: 100279، 101801
واعلم أن هذه العادة لا تعالج مشكلة الشهوة كما يتوهم البعض. وإنما العلاج الحقيقي لهذه المشكلة هو الزواج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم مع حفظ السمع والبصر، فهذا ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 123538، وبينا كيفية التخلص من هذه العادة في الفتويين رقم: 5524، 7170.
ولمعرفة المزيد مما يعينك على التغلب على الشهوة وغض البصر نوصيك بمراجعة الفتويين رقم: 36423، 23231.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الثانية 1430(16/1080)
هل يشرع الاستمناء لمن تأخر في الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب لست متزوجا، حيث إنني ليس لدي القدرة المادية على الزواج، كما أنه حدث لي أن أصبت في خصيتي اليسرى بضمور تماما وكليا، مما يجعلني ذلك محرجا كثيرا جدا عند التقدم للزواج، ومع ذلك لم أقنط من رحمة الله، وتقدمت للزواج أكثر من مرة لأكثر من أنثى، سواء كانت بكرا أو سبق لها الزواج قبل ذلك، وسواء كانت تصغرني في السن أو تكبرني، وذلك مع المصارحة بحالتي، ولكن كان الرفض دائما هو الجواب والرد. وأنا أشعر في أغلب الأوقات أن شيئا ينقصني، وهو أن أقوم بالاستمناء حيث إنه يحدث لي التدهور والاضطراب والضرر لحالتي النفسية والاجتماعية إن لم أستمن، مما يجعلني أقوم بالفعل بعمل الاستمناء، وأنا أريد أن أعرف أليس ذلك مباحا؛ حيث إن الشخص إذا خاف على نفسه من الضرر فيباح له ممارسة الاستمناء، وذلك كما قال الأئمة وعلماء الدين الإسلامي وغيرهم حتى من علماء النفس وأطباء النفس الذين ينصحون بالاستمناء في مثل هذه الحالات، تجنبا للضرر النفسي والاجتماعي الذي يحدث للشخص؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فابتداء ننبهك على أن ما تعاني منه من ضمور في إحدى الخصيتين ليس من العيوب التي توجب الإخبار بها، طالما أن هذا العيب لا يؤثر على الجماع أو الاستمتاع، كما هو الظاهر من حالك. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 12255. وراجع في الفتويين رقم: 53843، 97026. ضابط العيب الذي يجب الإخبار به.
أما بخصوص الاستمناء فالأصل أنه محرم، وقد بينا هذا بالتفصيل والدليل في الفتوى رقم: 23868.
ولو نزل بالشخص حال تحقق معه - أو غلب على ظنه - أنه إذا لم يستمن فإنه سيقع في الزنا فإن الاستمناء حينئذ من باب ارتكاب أخف الضررين وأقل المفسدتين. وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 2720.
وبناء على ذلك فإنا لا نرى فيما تذكر مسوغا لك للجوء لهذه العادة الذميمة، ولو أنك التزمت الوصايا الشرعية من غض البصر، وصرف الخواطر الرديئة والصوم لكنت في غنية عن هذا الفعل، ولزال عنك ما تعاني منه من اضطراب وقلق بسبب هذه الشهوة، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
قال النووي: والمراد هنا أن الصوم يقطع الشهوة ويقطع شر المنى كما يفعله الوجاء. انتهى. وجاء في فتح الباري: لأن شهوة النكاح تابعة لشهوة الأكل تقوى بقوته وتضعف بضعفه. انتهى. وراجع الفتوى رقم: 6995. فإن بها نصائح لمن غلبته شهوته.
واعلم أن القول بأن العادة السرية تزيل الاضطراب وتدفع القلق كلام خاطىء، وهو مخالفة صريحة للشرع والواقع، فإن الله سبحانه لم يحرم على عباده شيئا إلا وهو مفسدة خالصة أو فيه من المفاسد ما يربو على المصالح ويزيد عليها. وقد ذكر العلماء وأهل التخصص أن العادة السرية تسبب القلق والاضطراب وضعف الأعصاب واعوجاج العضو الذكري، وقلة التركيز، وقد تؤدي للعقم عند الاستكثار منها. وعلى ذلك فإن من يفعلها فهو كالمستجير من الرمضاء بالنار. حتى ولو لم يستطع الإنسان أن يتغلب على الاضطراب الحاصل من أثر الشهوة، فليصبر عليه، فإن صبره على الضر حينئذ من طاعة الله، وهذا خير له من أن يصبر على الضر في معصية الله. وراجع أضرار العادة السرية في الفتاوى رقم: 7170، 23868، 2283، 24126.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 جمادي الثانية 1430(16/1081)
البعد عن الزوجة هل يسوغ فعل العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم سفر الزوج كل سنة إلى إحدى البلاد لمدة 11شهرا بعيداً على زوجته وذلك من أجل توفير المال اللازم للمعيشة، وبسبب بعدي عن زوجتي أضطر إلى فعل العادة السرية مرة كل أسبوع. فما حكم الدين فى فعل هذا الشيء؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد
فإن العادة السرية محرمة كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 7170. ولا يجوز اللجوء إليها مرة في العمر، وأحرى أن تكون مرة كل أسبوع، فكف فوراً عن هذه العادة السيئة وبادر إلى التوبة مما كنت قد ارتكبته منها. وما ذكرت من بعدك عن أهلك لا يسوغ لك فعلها، بل الواجب عليك أن تبحث عن السبل المشروعة لدفع غوائل الشهوة فيمكنك استقدام زوجتك معك، فإن لم يكن فعليك بالصوم فهو الوصية التي وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم من غلبته شهوته ولم يكن له طريق مشروع من نكاح ونحوه. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 6995 فإن بها نصائح لمن غلبته شهوته.
مع التنبيه أنه لا يجوز لك أن تبتعد عن زوجتك أكثر من ستة أشهر إلا بإذنها كما بيناه في الفتوى رقم: 10254 وفي هذا رد على سؤالك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الثانية 1430(16/1082)
زيادة الوساوس بسبب الاستمناء يؤكد وجوب البعد عنه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أمارس العادة السرية منذ زمن، وفي نفس الوقت مريض بالوسواس القهري، وتأتيني أفكار كفرية قذرة عن الذات الإلهية بسبب هذا المرض، لكن تكون ملازمة لعملية الاستمناء يعني هو سببها الأول المرض؛ لأنني أنا فعلا كاره لها أشد الكره، والسبب الثاني هو عملية الاستمناء فتعطيني إحساس أن المتعة الناتجة عن الاستمناء هي كفر، وترتبط بأشياء مقدسة كالقرآن والخالق والعياذ بالله، فهل إصراري على عملية الاستمناء يجعلني أصبح مؤاخذا على هذه الأشياء وأنا كاره لها؟ أم أكون محاسبا فقط على عملية الاستمناء وأي شيء يأتي لي غصبا بسببها لا أكون محاسبا عليه؟ أي أكون أنا مع كل ممارسة للاستمناء أكون قد كفرت في هذا الشيء أم لا؟ وماذا لو تزوجت وأنا في هذا الحال؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله عز وجل أن يعافيك مما أنت فيه، واعلم أنك لست مؤاخذاً بتلك الوساوس ما لم يترتب عليها قول أو عمل، لما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم.
وإذا كنت تكره هذه الأفكار الكفرية فإن هذا دليل إيمان، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه، قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. ووجود هذه الوساوس وزيادتها بسبب الاستمناء يؤكد وجوب البعد عن الاستمناء، وعليك أن تستحي من اطلاع الله عليك وأنت ترتكب هذه العادة السيئة، ثم تستحي منه أيضاً لاطلاعه على ما يجول في قلبك من هذه الأفكار، قال تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ {ق:16} ، وإن كان الله سبحانه بعفوه ورحمته ومنه وكرمه لا يؤاخذك بمجردها، فاستح من الله حق الحياء، ولا تجعله أهون الناظرين إليك.. وانظر حكم الاستمناء والوسائل التي تساعد على التخلص منه في الفتوى رقم: 7170.
وأما الزواج فعليك بالمبادرة إليه، ودع عنك المخاوف والاهتمام بأي وساوس قد تأتيك من هذا الجانب، بل إننا نرجو أن يكون الزواج خير معين لك على الخير.. روى الترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم؛ المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. وقد سبقت الإجابة عن مسألة شبيهة بمسألتك في الفتوى رقم: 112696 فارجع إليها، وراجع أيضاً الفتوى رقم: 116946.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الثانية 1430(16/1083)
مسائل حول حرمة الاستمناء باليد وجوازه بيد الزوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[قال الشيخ سيد سابق رحمه الله فى تعريف الاستمناء فى كتابه فقه السنة ج1 ص326 بأنه " إنزال المني بأي سبب من الأسباب، والاستمناء سواء كان سببه تقبيل الرجل لزوجته أو ضمها إليه أو كان باليد، فهل يبطل الصوم ... الخ وقد أجزتم أن المرأة يجوز لها أن تدلك ثدييها ولم تبيحوا لها أن تدلك فرجها لإسعاد زوجها، واعتبرتم ذلك من العادة السرية المحرمة، فإذا كان الاستمناء حراماً فظاهر كلام الشيخ سيد بأنه يحرم بأي وسيلة، إذاَ لماذا أبحتم لها تدليك صدرها ولم تبيحوا لها تدليك فرجها؟ ثم إذا كانت الحرمة لنزول المني من هذا التدليك، فهل يجوز لها أن تدلك فرجها بدون أن تصل إلى الإنزال وذلك لإثارة وإسعاد زوجها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاستمناء المحرم هو إخراج المني بغير جماع أو مباشرة من الزوج لزوجته أو العكس، ويحرم كذلك التلذذ بمداعبة الأعضاء الجنسية، ولو لم يؤد ذلك لاخراج المني، فقد قال الله تبارك وتعالى في وصف عباده المؤمنين الذين ضمن لهم الفلاح: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-7} .
فالاستمناء باليد أو غيرها،عدا الزوجة وما ملكت اليمين، من الاعتداء المذكور في الآية الكريمة، فيجب حفظ الفرج من ذلك كله ولو لم يخرج المني.
وأما استمناء الزوج بيد الزوجة أو غير ذلك من جسدها فلا حرج فيه، لقول الله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {المؤمنون:5-6}
وهذا من صور الاستمتاع المباح بالزوجة فلا حرج فيه، وكان صلى الله عليه وسلم يباشر زوجاته - من غير جماع - وهن حائضات، فقد روى البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كانت إحدانا إذا كانت حائضاً فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها.
وقد نص أهل العلم على جواز الاستمناء بيد الزوجة قال صاحب الإقناع: وللزوج الاستمتاع بزوجته كل وقت على أي صفة كانت إذا كان في القبل، وله الاستمناء بيدها. انتهى
وقال ابن حجر الهيتمي في تحفة المحتاج في تعريف الاستمناء: وهو استخراج المني بغير جماع حراما كان كإخراج بيده أو مباحا كإخراجه بيد حليلته. انتهى.
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في الغرر البهية: (والبعل) أي: الزوج (كل تمتع) بزوجته جائز (له) حتى الاستمناء بيدها، وإن لم يجز بيده وحتى الإيلاج في قبلها من جهة دبرها. انتهى.
وأما كلام السيد سابق: الاستمناء سواء أكان سببه تقبيل الرجل لزوجته أو ضمها إليه، أو كان باليد، فهذا يبطل الصوم، ويوجب القضاء ... انتهى
فالمراد عنده عد إخراج المني في مبطلات الصوم، وليس مراده هنا بيان أنواع الاستمناء المحرم، وقد تكلم على الاستمناء لاحقا وذكر كلام أهل العلم فيه. وارجع الفتوى رقم: 28967، والفتوى رقم: 55847، فقد بينا فيهما حرمة اللعب بالأعضاء التناسلية بقصد اللذة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الأولى 1430(16/1084)
تجدد الإيمان بعد اقتراف العادة السرية من تزيين الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب ملتزم على قدر الإمكان والحمد لله، ولكني أمارس العادة السرية بين فترات طويلة -أسابيع أو أشهر- وكلما أتوب منها أرجع إليها وحتى أنني أجدها مفيدة لحياتي الإيمانية. لأنني بعد ممارستها أرجع إلى الله وأقوم بالأعمال الصالحة ويتجدد إيماني ويذهب الفتور. وقد سمعت أن الإمام الشوكاني قد حلل العادة السرية فهل هذا صحيح؟ مع العلم بأنني أنصح أصدقائي وأدعوهم إلى الصلاة والعبادة وترك العادة السرية وغيرها من الأمور الصالحة. وأرجو منكم أن لا تذكروا لي كلاما عاما وناصحا لي بتقوى الله وبالرجوع إليه، لأنني أكلم الناس فيه وأعرفه, لكني أريد نصحا مغايراً وغير تقليدي-شبابي إن صح التعبير- لأنني شاب وأريد كلاما شبابيا يمس قلبي وعقلي وروحي؟
وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا بيان حرمة الاستمناء وما فيه من أضرار بدينة ونفسية في الفتويين: 7170، 23868.
وأما القول الذي نسب في السؤال للشوكاني فهو صحيح عنه، فله كتاب: بلوغ المنى في حكم الاستمنا. رجح فيه عدم تحريم الاستمناء، وقد أشار إلى هذا الكتاب في تفسيره: فتح القدير. عند قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ. {المؤمنون:5-6-7} . فقال: استدل بها بعض أهل العلم على تحريم الاستمناء لأنه من الوراء لما ذكر، وقد جمعنا في ذلك رسالة سميناها: بلوغ المنى في حكم الاستمنا. وذكرنا فيها أدلة المنع والجواز وترجيح الراجح منهما. انتهى.
ومع ذلك فقد قال الشوكاني في كتابه السابق: غاية ما فيه أن يقال: هو من المشتبهات التي لم تكن من الحلال البين ولا من الحرام البين، والمؤمنون وقافون عند الشبهات. ولا شك أن في هذا العمل هجنة وخسة وسقوط نفس وضياع حشمة وضعف همة. انتهى.
وقد رد عليه الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله في كتاب: تحفة الشاب الرباني في الرد على الإمام محمد بن علي الشوكاني.
وقول السائل الكريم: -أنني أجدها مفيدة لحياتي الإيمانية، لأنني بعد ممارستها أرجع إلى الله وأقوم بالأعمال الصالحة ويتجدد إيماني ويذهب الفتور- فيه خلط واضح، ولو كان ذلك حقا لصحَّ أن يقال مثله في كل معصية، والمحمود في الحقيقة ليس فعل المعصية وإنما الندم عليها وإتباعها بالأعمال الصالحة، كما قال تعالى في وصف المتقين: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ. {آل عمران:135} . فإنهم لم يكونوا من المتقين بفعل الفاحشة، أو ظلم النفس بالذنوب والمعاصي، وإنما بعدم إصرارهم وباستغفارهم وتوبتهم وإنابتهم إلى الله تعالى.
وأما ما طلبه السائل الكريم من النصح الشبابي. فلا نجد أنفع ولا أنجع من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، فاسمع إلى ربك سبحانه وهو يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. {آل عمران:200} . وأنصت إلى قوله تبارك وتعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ. {العنكبوت:69} . وتدبر قوله جل شأنه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا* ... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا. {التحريم} . واسمع إلى قول البشير النذير صلوات الله وسلامه عليه: كما لا يجتنى من الشوك العنب، كذلك لا ينزل الأبرار منازل الفجار، فاسلكوا أي طريق شئتم، فأي طريق سلكتم وردتم على أهله. رواه أبو نعيم في حلية الأولياء، وحسنه الألباني.
وقوله صلى الله عليه وسلم: اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا اؤتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم. رواه أحمد، وحسنه الألباني.
ثم أعلم أخي الكريم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه؛ فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، والجزاء من جنس العمل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه أحمد وصححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم: من يستعف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الل هـ. متفق عليه.
وفقنا الله وإياك لأرشد أمرنا، ووقانا شرور أنفسنا.
ويمكنك لمدارسة هذه المسألة قراءة كتاب: الانتصار على العادة السرية، وسائل عملية للوقاية والعلاج منها. إعداد: رامي عبد الله خالد عبد الخضر. ورسالة: العادة السيئة. لمحمد صالح المنجد. ورسالة: الحقيقة الجلية في حرمة العادة السرية. لمحمد بن عمران. وكلها متوفر على موقع المكتبة الشاملة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 جمادي الأولى 1430(16/1085)
هل يسوغ الاستمناء قبل الجماع لعلاج سرعة القذف
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي سرعة القذف ولذا فعلت سري العادة (الاستمناء) قبل الجماع لأن أكون قادرا على الوطء, لأنني إذا لم أقم بهذه السرية سأصبح فاشلاً في الجماع, فهل علي ذنب بهذا الفعل لأجل هذه الضرورة؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستمناء حرام وهو من المتزوج أشد حرمة لأن الله قد أغناه عن مثل ذلك بنعمة الزواج, ففعلها من المتزوج كالكفران لنعمة الزواج, وقد بينا هذا كله في الفتويين: 7170 , 43237.
والعادة السرية شأنها شأن سائر المحرمات تباح عند الضرورة الملجئة كما لو نزل بالشخص حال تحقق معه - أو غلب على ظنه - أنه إذا لم يستمن فإنه سيقع في الزنا لا محالة فهنا يجوز ذلك له , ويكون هذا من باب ارتكاب أخف الضررين وأقل المفسدتين, وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 2720.
مما سبق يتبين أن ما قمت به من الاستمناء حرام وأن ما تعتذر به ليس مسوغا لما فعلت فإن سرعة القذف لها علاج يرجع فيه للأطباء وأهل الخبرة, فاستغفر الله مما كان منك وتب إليه توبة صادقة مع العزم على عدم العود لذلك مستقبلا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الأولى 1430(16/1086)
الاستمناء هل يسوغ لمن عجز عن مؤونة النكاح
[السُّؤَالُ]
ـ[عمري 55 سنة، متزوج منذ 20 سنة، وبقيت متزوجا إلى سنتين وبعدها طلقت بسبب عدم قدرتي على الإنجاب، وإلى الآن لم أتزوج مع أني بحثت ورأيت كذا مرة، ولكن أرفض لهذا السبب، وللعلم فاني مصاب بقصور هرموني، ولأجلها أتعاطى الكورتيزون، وبسببه أصبت بهشاشة العظام، وذلك يتطلب إعطائي التستسترون، وعندما أتناوله تعظم الشهوة الجنسية لدي لأنه هرمون ذكري أيضا، لذلك أحس بالشهوة العارمة مع العلم أني لا أستطيع الزواج كما ذكرت آنفا، وبعض الأحيان ألجأ إلى الاستمناء باليد لإطفاء شهوتي، فما هو الحكم في ذلك مع أني لا أستطيع الزواج مادياً أيضا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أمر الله تعالى من لا يستطيع الزواج بالاستعفاف، فقال تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ {النور: 33} . وأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما يكبح جماح الشهوة، فقال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. متفق عليه.
فعلاج من عجز عن مؤنة النكاح أن يلجأ للصوم فإنه يقمع تلك الشهوة الجامحة بإذن الله، وينبغي التنبه إلى أن الصيام التام الذي يثمرالتقوى وهو الذي يتأدب صاحبه بآداب الصيام، فتصوم جوارحه كلها، وعليك للفائدة في هذا مراجعة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 11632، 26396، 25455.
وهناك بعض النصائح التي تعينك مع الصوم على الوصول لغايتك من كبح جماح الشهوة، من قبيل: الابتعاد عن أكل المأكولات المنشطة جنسيا، والمثيرات بأنواعها كنظر الحرام والتفكير فيه ومصاحبة أهله. وقد ذكر بعض العارفين بطب الأعشاب أن ابتلاع وزن درهم من الحناء يخفف من حدة الشهوة.
ثم إن الرياضة البدنية وإرهاق البدن في الخدمات الاجتماعية يستهلكان كثيرا من الطاقة. كما أن عمل برنامج يستغرق طاقتك التفكيرية ويشغل جل وقتك بالاهتمام كتحصيل علم نافع، وحفظ القرآن ونحو ذلك، أمر نافع لحالتك جدا. ومن الأفضل أن تتعاون في هذا البرنامج مع بعض الصالحين الناصحين حتى يكون ذلك حافزا لك على المتابعة والمنافسة.
ثم اعلم أخي الكريم أن مخافة الله ومراقبته والاستحياء منه هي التي تعصم العبد من الزلل، وتجعله يفوز برضوان الله وجنته، كما قال تعالى: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ {الرحمن: 46} وقال سبحانه: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {النازعات40، 41} وهذا هو مقام الإحسان الذي سئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ. متفق عليه. والعاقل لا يمكن أن يسوِّيَ بين شهوة عاجلة منغصة، مع ما يعقبها من ألم البعد عن الله في الدنيا، وما يترتب عليها من حساب في الآخرة، وبين نعيم الجنة وعافية الدنيا وسعادتها.
فبادر أخي الكريم بالتوبة النصوح، وأتبع السيئة بالحسنة لتمحوها، فإن الحسنات يذهبن السيئات. واستعن بالله ولا تعجز، فإن الفضل كله بيد الله، والمعصوم من عصم الله، فاصدق الله يصدقك، واستعن به يعنك، وتوكل عليه يكفك. وأكثر من الصلاة وألح في الدعاء وأحسن الظن بربك.
فهذا هو الصراط المستقيم والطريق القويم لحل مشكلتك، وأما الاستمناء فضره أقرب من نفعه. وقد سبق لنا ذكر حرمته وبيان الوسائل المعينة على اجتنابه، في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 22083، 12596، 101801، 5524. ولمزيد الفائدة يرجى الاطلاع على الفتويين رقم: 9195، 34932.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الأولى 1430(16/1087)
حكم ممارسة الصغير للعادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أمارس العادة السرية من فترة، ولكني لم أبلغ بعد. فما حكم فعلها لغير البالغ؟ وكيف أتوب إذا كان علي ذنب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في فتاوى كثيرة حرمة ممارسة ما يسمى بالعادة السرية، فراجع على سبيل المثال الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 2179، 7170.
وإذا لم يظهر على الذكر أو الأنثى علامات البلوغ، كالاحتلام ونبات الشعر الخشن على العانة، والحيض والحمل للمرأة، حتى يصلا إلى سن الخامسة عشر، فإنه يحكم ببلوغهما، وهذا هو مذهب الجمهور كما بينا في الفتويين رقم: 10024، 18947 فراجعهما للأهمية.
ثم إنه مع كون الإثم لا يلحق إلا البالغ كما بينا في الفتويين رقم: 25575، 5074، إلا أن تعودك على هذه العادة السيئة من الآن من العبث بنفسك فيه ضرر كبير عليك مستقبلا وتفويت لكثير من الخيرات، ثم إن الصغير وإن لم تكتب عليه سيئة إلا أنه تكتب له الحسنات، وترك هذه العادة امتثالا لأمر الله يدخلك في صفة أصحاب الجنة الذين وصفهم الله بقوله: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ... إلى أن قال: أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {المؤمنون: 5-11} .
وكذلك ترك هذا العبث من التعفف وهو من صفات من ضمن لهم النبي صلى الله عليه وسلم الجنة، فقد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمْ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ. رواه أحمد وحسنه الألباني.
فاستعن بالله وسوف يعينك سبحانه على التخلص من ذلك، فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ. رواه البخاري ومسلم.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 1087، 2283، 5524، حتى تعلم الأضرار الشرعية والطبية المترتبة على ممارسة هذه العادة حتى يسهل عليك تركها الآن قبل أن تزداد شهوتك ولا تستطيع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 جمادي الأولى 1430(16/1088)
حكم الاستمناء للتأكد من وجود حيوانات منوية
[السُّؤَالُ]
ـ[أحياناً تمر مدة قد تستغرق 4 أو 6 شهور، وأحيانا سنة دون أن أحتلم مما يدخلني في شك في أمري عما إذا كان ذلك أمراً طبيعاً، ولكن عند سؤالي للأصدقاء عرفت أن ذلك غير طبيعي مما دعاني لأن أمارس العادة السرية للتأكد عما إذا كانت لدي حيوانات منوية أم ماذا، فهل ذلك حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العادة السرية حرام كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 7170.
والمحرمات لا تباح إلا لضرورة أو حاجة شديدة، وما أصابك من قلق بشأن قلة الاحتلام لا يسوغ لك فعل هذا المحرم، بل كان الواجب عليك في مثل هذا أن تراجع أهل الطب المتخصصين، فعليك أن تستغفر الله لما كان منك مع العزم المؤكد على عدم العودة إليه مرة أخرى، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات بالشبكة فستجد عندهم إن شاء الله ما يفيدك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 جمادي الثانية 1430(16/1089)
حرمة الاستمناء وقول ابن حزم فيه
[السُّؤَالُ]
ـ[كي لا أطيل عليكم أريد الاستفسار عن العادة السرية، أي الحكم الشرعي وقول الشيخ ابن حزم بأنها مكروهة وليست محرمة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجمهور أهل العلم على تحريم الاستمناء أو ما يطلق عليه العادة السرية، وقد سبق بيان هذا بأدلته في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3650، 5524، 7170 وبينا في هذه الفتاوى الوسائل المعينة على التخلص من تلك العادة فراجعها.
وقد نقل عن ابن حزم جواز ذلك مع الكراهة فقد قال بعد أن أباح ذلك: إلا أننا نكرهه لأنه ليس من مكارم الأخلاق ولا من الفضائل. وقد بينا ما نقل عن العلماء في الاستمناء، والصحيح منه في الفتوى رقم: 27578، والعبرة عند الاختلاف بالدليل المعتبر فقول العالم يستدل له لا يستدل به، فلا تلتفت للأقوال الضعيفة أو المرجوحة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 جمادي الأولى 1430(16/1090)
آثار العادية السرية تزول بالإقلاع عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[أود شكركم على هذا الموقع الذي من خلاله يمكننا معرفة حلول مشاكلنا.
أنا شاب لدي 20 عاما، قاطن بإسبانيا، أنا مقبل على الزواج لكني خائف من الإخفاق يوم الدخلة، لأنني بصراحة كنت مدمنا على العادة السرية -مع احترامي لكافة المختصين- الفتاة التي سأتزوج بها- إن شاء الله- كان بيني وبينها قصة حب قديمة جداً، لذا فأنا خائف أن يكون إدماني على العادة السرية هو إخفاق لي يوم الدخلة؟
أشكركم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي هداك للتوبة من تلك العادة السيئة، ومنّ عليك بالإقبال على الزواج فهو نعمة جليلة، وسنة من سنن المرسلين، فأبشر خيراً وهون عليك الأمر، فما دمت قد أقعلت عن هذه العادة فإن آثارها ستنتهي بإذن الله. وانظر لذلك الفتوى رقم: 72577.
واحرص على تقوية صلتك بربك والتوكل عليه، فإن في ذلك ما يكفيك من كل ما يهمك.
وننبه السائل إلى أنه ينبغي للمسلم أن يحرص على الإقامة في بلاد المسلمين ويترك الإقامة في بلاد الكفار، ولمعرفة حكم الإقامة في بلاد الكفار، يمكنك الاطلاع على الفتويين رقم: 2007، 23168.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 جمادي الأولى 1430(16/1091)
العادة السرية لا تعالج مشكلة الشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أعزب أصبت فى إحدى خصيتي بضمور تام، وقال لي الأطباء أنه يصعب علي الزواج والقيام ... بالواجب الجنسي مع الزوجة كما يجب، وأصبحت أنا أيضا لا أرغب فى الزواج بعد أن قطعت مشوارا طويلا فى البحث عن الزوجة التي ترضى بي بحالتي هذه، ولكنى لم أجدها، وفى نفس الوقت عندي شهوة تكاد تكون شديدة مما يدفعني إلى ممارسة الاستمناء، وأنا أعلم أن الاستمناء حرام شرعا، ولكن فى مثل حالتي هذه التى شرحتها لسيادتكم فهل يكون الاستمناء حراما بالنسبة لي. أفيدوني أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعادة السرية عادة خبيثة منكرة لها آثارها السيئة على فاعلها في دينه ونفسيته وصحته، وقد سبق بيان تحريمها في الفتوى رقم: 21512، وليس في حالتك ما يبيح لك هذه العادة، وإنما عليك بمواصلة البحث عن زوجة وعدم اليأس من ذلك، لعل الله يرزقك بزوجة صالحة ترضى بحالك، وإذا لم يتيسر لك ذلك فاعلم أن هذه العادة لا تعالج مشكلة الشهوة كما يتوهم البعض.
وإنما العلاج لمن لا يقدر على الزواج يكون بما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصوم مع حفظ السمع والبصر، وقد سبق بيان كيفية التخلص من هذه العادة في الفتويين: 5524، 7170، ولمعرفة المزيد مما يعينك على التغلب على الشهوة وغض البصر نوصيك بمراجعة الفتوى رقم: 36423، والفتوى رقم: 23231.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ربيع الثاني 1430(16/1092)
كيفية التخلص من العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة الشيخ أبلغ من العمر 25 سنة، وعازبة متدينة ومواظبة على صلاتي، ولكن أيام الدورة تحدث لي أشياء غريبة، كالرغبة في الجماع، وتزداد بزيادة آلام الدورة، حتى أجد نفسي أمارس العادة السرية، وبعدها أقوم بالبكاء، وتكون الحالة النفسية جداً صعبة. وحاولت العديد من المرات التخلص منها فلم أستطع لأنها تلازمني فترة العادة فقط، فأرجو منكم مساعدتي فإن هذا الأمر يجعلني في حالة توتر وغضب، والإحساس بالذنب والخوف من عقاب الله لي؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعادة السرية عادة منكرة، لها آثارها السيئة على فاعلها، في دينه ونفسيته وصحته.. لكن التوبة منها أمر يسير على من صدق مع الله، وما تجدينه في قلبك من ندم شديد بعد فعلها، ورغبتك في التخلص منها فهو علامة خير ودليل صدق إن شاء الله تعالى، والمؤمن لا يعرف اليأس أبداً، فهو يعلم أنه لا حول له ولا قوة إلا بالله ... فيستعين بالله ويعتصم به، ويأخذ بأسباب التوبة، فيجد التيسير والعون من الله عز وجل.
فعليك بالحرص على صرف الأوقات في تلك الفترة في الأمور النافعة، والبعد عن الوحدة، وعدم الاسترسال مع الخواطر والأفكار، مع الاستعانة بالله وكثرة دعائه فإنه قريب مجيب.. وراجعي قسم الاستشارات بالموقع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ربيع الثاني 1430(16/1093)
الاستمناء محرم وتترتب عليه أضرار كثيرة
[السُّؤَالُ]
ـ[تحية إخلاص ومحبة ومودة وتقدير لكل القائمين على الموقع، ولحبيبنا الدكتور عائض القرني مدير عام الموقع، ونشكره الشكر الكثير والجزيل على هذه الخطوة المميزة الميمونة في عالم الشبكة العنكبوتية؛ لما فيه خير للأمة وتقريب لما هو غامض وغير مفهوم لأمة محمد بكل شرائحها وطبقاتها الاجتماعية والثقافية والسياسية.
سؤالي ترددت في طرحه على أنظار سيادتكم إخوتي، لكن لما بلغ الأمر ما لم كنت أتوقعه ولتفاقم عواقبه فرضت علي روحي وغيرتي وحبي لديني وخوفي من الله إلا أن أعرضه على سيادتكم الموقرة لتصلحوا شأني ولترتقوا به إلى مصاف الشباب الصالحين الطائعين، مشكلتي أني أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة ولله الحمد حفظت القرأن وأنا في 12 ربيعا، وأقيم صلواتي وبار بوالدي، وكل الناس تقدرني وتحبني بصراحة لطيبتي ولحبي لكل من حولي، ومشكلتي الأساسية والتي لم أعلنها لأي من أقرب أقاربي حتى لرفيق عمري وهي أني مدمن على ممارسة العادة السرية والعياذ بالله منذ أن بلغت سن 18 سنة، لكن دائما ما أقسم أمام ربي أني لن أعاود ممارستها، وبالفعل يمكن أن أنساها لعشرين أو ثلاثين يوما لكن أعود لحالتي وأمارسها لثلاثة أو أربعة أيام، وأستغفر الله وأندم على فعلتي، وأعاود الاستغفار والندم والعهد أمام الله بقطعها نهائيا، لكن لا زلت على عادتي أقطعها، لكن ما تفتؤ تمر الأيام إلا وأعود إليها، وهذه المشكلة والله العظيم تعذبني، مع العلم بأني لم أزن يوما قط، وعندي كل المؤهللات لفعلها، لكن أخاف الله وأخاف الوقوع في الحرام والعياذ بالله، والله العظيم أني يوميا أندم على ارتكابي لهذا الفعل الشنيع أضف إلى ذلك أني من الذاكرين لله ومن الذين لا ييأسون من رحمة ومغفرة الله؛ لأني أعلم يقينا وإيمانا بأنه غفور رحيم بعباده، أفتوني كما أفتى سيدنا يوسف عزيز مصر وجزاكم الله الخير الكافي والشافي والعافي. وأحيطكم علما بأني قدمت على خطوة جداً رائعة ألا وهي عدم ممارسة العادة السرية يوم الجمعة الطاهر، ولله الحمد تقريبا ثلاث سنوات، وأنا متشبث بهذا الوعد والعهد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على إعجابك بموقعنا، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لخدمة الإسلام، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وجزاك الله خيراً على حفظك للقرآن ومحافظتك على فرائض الصلوات وبرك بوالديك. ونسأل الله لنا ولك الثبات.
وأما الاستمناء فإنه محرم وتترتب عليه كثير من الأضرار، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 7170، وقد ضمنا هذه الفتوى بعض التوجيهات النافعة التي تعين المسلم على الإقلاع عن هذه العادة السيئة، فنرى ضرورة مراجعتها، ونضيف هنا فنقول: إن من أعظم ما يمكن أن يعينك في البعد عنها أن تتذكر ما جعل الله تعالى من نور القرآن الذي ازدان به قلبك، فلا تطمس هذا النور بظلام هذه المعصية.. واعلم أنه يتأكد المنع من فعل الشيء المحرم بالإقسام أو معاهدة الله على تركه ونحو ذلك، ويلزمك أن تكفر كفارة واحدة عن كل هذه الأيمان ما دمت قد حلفت على شيء واحد، إلا إذا وقع منك حلف وحنث فيه بعد الكفارة فتلزمك كفارة أخرى، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 79783، والعهد مع الله على شيء له حكم اليمين، كما هو مبين في الفتوى رقم: 113083.
وننبه إلى أن موقع الشبكة الإسلامية موقع تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر، ولا يشرف عليه الشيخ عائض القرني حفظه الله تعالى، والشيخ له موقع خاص به.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ربيع الثاني 1430(16/1094)
هل سأل الصحابة النبي عن حكم العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[لماذا لم يسأل أحد من الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم عن العادة السرية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن الإنسان لا يسأل إلا عما يحتاجه ولا يعرف حكمه، فأما إن كان الأمر بعيدًا عن حال السائل ولم يبتل به، أو كان حكمه واضحًا في القرآن أو السنة، أو شيء لم يقع ويستبعد وقوع مثله له، فلا يقال له: لماذا لم تسأل عن حكم كذا.
والسؤال عن العادة السرية مما لم يكن الصحابة في حاجة إلى السؤال عن مثله، فقد كانوا من أفقه الناس وأعلمهم، ولم يكونوا يسألون إلا عما ينفعهم مما هم في حاجة إليه وقد نزل بهم، وقد روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قوله: مَا رَأَيْتُ قَوْمًا كَانُوا خَيْرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا سَأَلُوهُ إِلَّا عَنْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مَسْأَلَةً حَتَّى قُبِضَ كُلُّهُنَّ فِي الْقُرْآنِ مِنْهُنَّ: يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ {البقرة:217} ، وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ {البقرة:222} ، مَا كَانُوا يَسْأَلُونَ إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُهُمْ.رواه الدارمي والضياء في المختارة وغيرهما.
وقد وضح ابن القيم رحمه الله معنى كلام ابن عباس السابق فقال: قلت: ومراد ابن عباس بقوله: ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة، المسائل التي حكاها الله في القرآن عنهم، وإلا فالمسائل التي سألوه عنها وبين لهم أحكامها بالسنة لا تكاد تحصى، ولكن إنما كانوا يسألونه عما ينفعهم من الواقعات، ولم يكونوا يسألونه عن المقدرات والأغلوطات وعضل المسائل، ولم يكونوا يشتغلون بتفريع المسائل وتوليدها، بل كانت هممهم مقصورة على تنفيذ ما أمرهم به، فإذا وقع بهم أمر سألوا عنه فأجابهم. اهـ. من أعلام الموقعين.
وقد يكون المانع لهم من السؤال عن هذا الأمر أنهم عرفوا حكمه من قول الله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-7} .
وللاطلاع على أدلة تحريمها، وأضرارها راجع الفتوى: 7170
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ربيع الثاني 1430(16/1095)
حكم حك الأماكن الحساسة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل من المحرم الهرش في الأماكن الحساسة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد
فإن كان قصد السائلة بهرش الأماكن الحساسة: حكة العضو التناسلي (الفرج) للذة فهذا لا يجوز، وهو من استعمال العادة السرية المحرمة شرعاً، كما بينا ذلك في عدة فتاوى، وانظري لذلك الفتوى رقم: 910، والفتوى رقم: 1087 للدليل على تحريم العادة السرية وكيفية التخلص منها.
وأما إذا كان حك الفرج لغير اللذة ولغير استعمال العادة السرية فلا إثم فيه، ولكنه ينبغي أن يجتنب أمام الناس حفاظاً على المروءة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ربيع الأول 1430(16/1096)
تحريم الاستمناء في السنة والكتاب
[السُّؤَالُ]
ـ[هل صحيح أن النبي لم يرد عنه حديث صحيح فيما يخص الاستمناء؟ السؤال ليس عن حكم الاستمناء بل كيف أن النبي لم يذكره؟ ألم تعرفه العرب؟ أم أن ما ذكره صلى الله عليه وسلم لم يصل إلينا؟ أم هو أمر آخر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا حكم الاستمناء في عدة فتاوى منها الفتوى رقم: 2179.
وبخصوص ورود حديث فيه، فقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه.
فيمكن أن يؤخذ حكم الاستمناء من هذا الحديث الصحيح لأن مرحلة الشباب هي مرحلة ثورة الشهوة والنبي- صلى الله عليه وسلم- يبين لهم في هذا الحديث كيفية التعامل مع هذه الشهوة إذا ثارت، ولو كان الاستمناء جائزا أو فيه خير أو حل لمشكلتهم لدلهم عليه؛ فمن المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم لم يترك خيرا إلا دلهم عليه ولا شرا إلا حذرهم منه، ولكن ذلك يكون تارة بالنص الصريح المنطوق وتارة يكون بالمفهوم الذي هو أسلوب معروف في اللغة، وربما كان أبلغ من المنطوق أحيانا.
بل ورد حكمه أيضا في القرآن الكريم في قول الله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-7} .
فقد استدل أهل العلم بهذه الآية على وجوب حفظ الفرج وحرمة تفريغ الشهوة إلا في الموضعين المذكورين، وأن من ابتغى تفريغها في غيرهما فإنه من العادين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1430(16/1097)
مذاهب الأئمة الأربعة في حكم الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عندي 25 عاما وأفعل العادة السرية باستمرار ونفسي غير راضية عنها فما قول الأئمة الأربعة فى العادة السرية وهل إذا منعتتني هذه العادة من فعل الفاحشة أو التحرش بالنساء فهل تجوز أم لا؟.
أرجو الرد بالتفصيل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعادة السرية عادة خبيثة منكرة لها آثارها السيئة على فاعلها، في دينه ونفسيته وصحته، وقد سبق بيان حكمها في الفتوى رقم: 20819.
أما عن أقوال الأئمة الأربعة فيها، فقد جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية – ما نصه: لاِسْتِمْنَاءِ الرَّجُل بِيَدِهِ حَالاَتٌ:
الْحَالَةُ الأُْولَى: الاِسْتِمْنَاءُ لِغَيْرِ حَاجَةٍ:-اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي حُكْمِ اسْتِمْنَاءِ الرَّجُل بِيَدِهِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ فَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ فِي الْمَذْهَبِ وَالْحَنَفِيَّةُ فِي قَوْلٍ إِلَى أَنَّ الاِسْتِمْنَاءَ مُحَرَّمٌ؛ لِقَوْل اللَّهِ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} وَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ فِي الْمَذْهَبِ وَأَحْمَدُ فِي رِوَايَةٍ وَعَطَاءٌ إِلَى أَنَّهُ يُكْرَهُ، وَقَيَّدَ الْحَنَفِيَّةُ الْكَرَاهَةَ بِالتَّحْرِيمِ حَيْثُ صَرَّحُوا بِأَنَّهُ مَكْرُوهٌ تَحْرِيمًا، وَقَال أَحْمَدُ فِي رِوَايَةٍ نَقَلَهَا ابْنُ مَنْصُورٍ: لاَ يُعْجِبُنِي بِلاَ ضَرُورَةٍ.
الْحَالَةُ الثَّانِيَةُ: الاِسْتِمْنَاءُ لِخَوْفِ الزِّنَا: - اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي حُكْمِ الاِسْتِمْنَاءِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ: فَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ فِي الْمَذْهَبِ إِلَى أَنَّ مَنِ اسْتَمْنَى فِي هَذِهِ الْحَالَةِ لاَ شَيْءَ عَلَيْهِ، وَعَبَّرَ الْحَنَفِيَّةُ عَنْ هَذَا الْمَطْلَبِ بِقَوْلِهِمُ: الرَّجَاءُ أَلاَّ يُعَاقَبَ.
قَال الْمِرْدَاوِيُّ: لَوْ قِيل بِوُجُوبِهِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ لَكَانَ له وَجْهٌ كَالْمُضْطَرِّ، بَل أَوْلَى لأَِنَّهُ أَخَفُّ، وَعَنْ أَحْمَدَ: يُكْرَهُ.
قَال مُجَاهِدٌ: كَانُوا يَأْمُرُونَ فِتْيَانَهُمْ أَنْ يَسْتَغْنُوا بِالاِسْتِمْنَاءِ.
وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَأَحْمَدُ فِي رِوَايَةٍ إِلَى أَنَّهُ يَحْرُمُ وَلَوْ خَافَ الزِّنَا؛ لأَِنَّ الْفَرْجَ مَعَ إِبَاحَتِهِ بِالْعَقْدِ لَمْ يُبَحْ بِالضَّرُورَةِ، فَهُنَا أَوْلَى، وَقَدْ جَعَل الشَّارِعُ الصَّوْمَ بَدَلاً مِنَ النِّكَاحِ، وَالاِحْتِلاَمُ مُزِيلٌ لِشِدَّةِ الشَّبَقِ، مُفَتِّرٌ لِلشَّهْوَةِ.
وَهَذَا مَا يُؤْخَذُ مِنْ عِبَارَاتِ الشَّافِعِيَّةِ حَيْثُ يُحَرِّمُونَ الاِسْتِمْنَاءَ إِلاَّ إِذَا تَعَيَّنَ طَرِيقًا لِدَفْعِ الزِّنَا.
الْحَالَةُ الثَّالِثَةُ: الاِسْتِمْنَاءُ عِنْدَ تَعَيُّنِهِ طَرِيقًا لِدَفْعِ الزِّنَا:
- ذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ وَالشَّافِعِيَّةُ إِلَى جَوَازِ الاِسْتِمْنَاءِ إِذَا تَعَيَّنَ طَرِيقًا لِلْخَلاَصِ بِهِ مِنَ الزِّنَا.
وَصَرَّحَ الْمَالِكِيَّةُ بِأَنَّ اسْتِمْنَاءَ الشَّخْصِ بِيَدِهِ حَرَامٌ، خَشِيَ الزِّنَا أَمْ لاَ، لَكِنْ إِذَا لَمْ يَنْدَفِعْ عَنْهُ الزِّنَا إِلاَّ بِالاِسْتِمْنَاءِ قَدَّمَهُ عَلَى الزِّنَا ارْتِكَابًا لأَِخَفِّ الْمَفْسَدَتَيْنِ. انتهى.
وننبه السائل إلى أن هذه العادة لا تعالج مشكلة الشهوة كما يتوهم البعض، وإنما العلاج لمن لا يقدر على الزواج، يكون بما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصوم مع حفظ السمع والبصر واختيار الرفقة الصالحة، وقد سبق بيان كيفية التخلص من هذه العادة في الفتوى رقم: 5524. والفتوى رقم: 7170. ولمعرفة المزيد مما يعينك على التغلب على الشهوة وغض البصر نوصيك بمراجعة الفتوى رقم: 36423، والفتوى رقم: 23231.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 صفر 1430(16/1098)
أمور تندفع بها غوائل الشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة في العشرينات من عمري متدينة وأحافظ على صلاتي وأصوم الفرائض والنوافل لكن في فترة مراهقتي شعرت باللذة في لمس أعضائي التناسلية فقمت بذلك مرتين أو 3 كما كنت أرى المشاهد الخليعة وعورات الآخرين على النت، بعدها من قراءتي لبعض المجلات عرفت أن ما كنت أقوم به هو العادة السرية وهي حرام فتبت لله ولم أقم بها مجدداً لكن بعد 4 سنوات رجعت أرى المشاهد العارية وأنا في قمة اليأس والخجل لأني عصيت الله مجدداً، فأرجو أن تخبروني بعقاب ما فعلته في صغري وكيف أتوب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا حرمة الاستمناء أي العادة السرية ومضارها في فتاوى سابقة منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 69276، 34473، 7170، 45054، 5524، 1968، 24126 فيمكنك الاطلاع عليها.
ومشاهدة الأفلام القبيحة والصور الخليعة ونحوها حرام باتفاق المسلمين، كما بينا في الفتوى رقم: 3605، والفتوى رقم: 2036، وهي من الأسباب الداعية إلى ارتكاب العادة السرية وإدمانها مع ما فيها من نظر إلى العورات المحرمة ...
فالواجب عليك أيتها السائلة هو أن تبادري بالتوبة إلى الله تعالى من فعلك مع العزم الأكيد على عدم العودة مرة أخرى، ثم عليك بالأعمال الصالحة من صلاة وصيام وصدقة فإن الله يكفر بها السيئات ويمحو بها الخطيئات، قال سبحانه: وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود:114} .
واعلمي أن غوائل الشهوة وشرورها تندفع عنك بكثرة الصيام، ففي الحديث المتفق عليه: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء
. قال النووي: والمراد هنا أن الصوم يقطع الشهوة ويقطع شر المني كما يفعله الوجاء. انتهى.
وجاء في فتح الباري: لأن شهوة النكاح تابعة لشهوة الأكل تقوى بقوته وتضعف بضعفه. انتهى ...
وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 6995 فإن بها نصائح لمن غلبته شهوته.
ثم عليك بالإكثار من الصلاة وذكر الله فإنهما حرز للمرء أيما حرز من مقارفة الفواحش والمنكرات، قال سبحانه: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ {العنكبوت:45} .
جاء في تفسير البغوي: وقال عطاء في قوله: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر. قال: ولذكر الله أكبر من أن تبقى معه معصية. انتهى.
وجاء في الحديث أن يحيى بن زكريا قال لبني إسرائيل: وآمركم بذكر الله كثيراً ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعاً في أثره فأتى حصناً حصيناً فأحرز نفسه فيه وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 محرم 1430(16/1099)
حكم من استيقظ حال الاحتلام
[السُّؤَالُ]
ـ[في بعض الأحيان أحتلم وأنا في حالة نوم خفيفة قريبة من اليقظة خاصة في النوم بعد صلاة الفجر فهل أنا آثم في عدم منع اكتمال الاحتلام؟ أم أستسلم لذلك معتبرا إياه رحمة من عند الله فأنا لست متزوجا وعمري 25سنة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاحتلام لا يكون في اليقظة وإنما يكون حال النوم، وهذا لا إثم فيه لأن القلم قد رفع عن النائم حتى يستيقظ كما في الحديث.
وإذا استيقظ النائم حال الاحتلام فلا يخلو من أن ينزل المني بدون تدخل منه ولا عمل فهذا لا شيء فيه ويكون من أثر الاحتلام المفعو عنه، أو أن يفعل ما يخرج المني من احتكاك أو غيره فيكون قد استمنى أي أخرج المني بفعل منه، ويكون حكمه حكم الاستمناء وسبق في الفتوى رقم: 7170.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ذو الحجة 1429(16/1100)
مارست العادة السرية جاهلة بحكمها
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة الشيخ، أسعد الله أوقاتك بكل خير لا أعلم كيف أبدأ مشكلتي لكن سأختصر كي لا أطيل عليكم، فأنا في وضع صعب وحرج وأشعر باليأس والإحباط والتأنيب ولا لي أحد بعد الله غيرك، أنا فتاة في الـ 20 من عمري
عندما كنت في الثامنة عبثت بأعضائي التناسلية لكن من الخارج وشعرت بعدها باللذة والمتعة، كنت أعبث بها أحيانا وأحيانا أنساها مدة طويلة قد تصل إلى 7 أو 8 شهور أو سنة ولا أعلم ما هو هذا الشيء ولماذا هذه المتعة! ولكن بعد البلوغ تطور الأمر إلى أني أشعر بمتعة ورعشة وبعدها بفتور، وأنا مستمرة على هذا الحال في النهار وأحيانا في الليل وأحيانا وأنا صائمة، وأقوم وأتوضأ وأصلي وأمارس حياتي الطبيعية، علماً بأني فتاة مستقيمة والحمد لله محافظة على الفرائض والسنن وفي رمضان أقوم الليل وأختم القرآن عدة مرات وأحافظ على التراويح، إلى أن حدثت الفاجعة، أمس أثناء تصفحي لأحد المواقع الزوجية شد انتباهي عنوان باسم العادة السرية، فتحتة وأخذت بالقراءة بتمعن بعدها اكتشفت، أن ما كنت أقوم به هي العادة السرية المحرمة شرعاً المسببة لكثير من الأمراض وضعف الذاكرة والمبطلة للصلاة والصيام، أول مرة أسمع عن العادة السرية هذه وأنها هي نفسها الجماع الجنسي! لكن الفرق أنها تتم بدون حاجة للطرف الآخر.
فعلمت كم كنت جاهلة! والله بعد ما قرأت الموضوع انهرت وبكيت واستغفرت ربي ودعوته في الثلث الأخير من الليل أن يغفر لي, علماً بأني لم أكن قاصدة والله ولم أعلم أن هذا الشيء محرم وأنه يبطل الوضوء ويوجب الغسل, وكنت لا أعلم حتى أن للمرأة منيا! والله أني الآن محبطة ومنهارة وأحس بتأنيب ضمير, على ما كنت أفعله! ولا أعلم الآن ماذا أفعل، علماً بأني أحيانا بعد ممارسة العادة لا ينزل مني شيء أبداً إلا بعد فترة طويلة ممكن 5 ساعات أو أكثر وكنت أعتبرها من الإفرازات الطبيعية التي تصيب كل امرأة! ف ما هو الحل سماحة الشيخ؟ ماذا أفعل بصلواتي وصيامي السابقين! علماً بأني كنت جاهلة والله ولم أعلم أن اسمها عادة سرية ومنتشرة عند كثير من الشباب والفتيات؟ لكن أتذكر أنه من بداية رمضان هذا مارستها 3 مرات مرتين وصلت فيها للرعشة والفتور ومرة توقفت قبل ذلك؟ ف أرجوك فضيلة الشيخ ساعدني أنا منهارة نفسيا ومحطمة ولم أستطع استيعاب أن كل ما كنت أقوم به من تراويح وقيام ليل ذهب هباء منثورا وقد لا يتقبله الله مني لأني لم أكن طاهرة؟!! ف أرجوك ساعدني جزاكم الله الفردوس الأعلى من الجنة, ووفقكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله أن هداك للحق، وعلمك ما كنت تجهلين، وشكر الله لك حرصك على الخير وتعظيمك لأمر الدين، ونسأله أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه، واعلمي أن رحمة الله وسعت كل شيء، وأنه تعالى لا يضيع أجر المحسنين، فلن يذهب سعيك سدى، ولن تضيع طاعتك هباء منثوراً، فقد قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا {الكهف:30} .
وأما بالنسبة لممارستك هذه العادة الذميمة فلا إثم عليك لأنك كنت تجهلين، وأما بالنسبة للأيام التي فعلت فيها هذا الفعل القبيح في رمضان، وكذا الصلوات التي صليتها فإذا كنت غير متيقنة من خروج المني منك فلا شيء عليك، لا قضاء الصوم ولا قضاء الصلاة، لأن الشك في خروج المني لا يوجب حكماً إذ الأصل عدمه.
وأما إذا تيقنت من خروج المني فقد بينا في الفتوى رقم: 108903 أن من فعل ما يفطر به فلا قضاء عليه إذا كان جاهلاً جهلاً يعذر بمثله، والظاهر أن جهلك بهذا الأمر مما تعذرين به، وقد قال الله عز وجل: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الأحزاب:5} ، وقال تعالى: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {البقرة:286} ، وقال الله جوابها (فعلت) أخرجه مسلم. ولو احتطت فقضيت تلك الأيام لكان أحسن.
وأما بالنسبة للصلاة فجمهور العلماء يرون وجوب قضاء الصلاة إن صليت بغير طهارة، سواء بقي وقتها أم لا وهذا القول أحوط، ويرى شيخ الإسلام أن من ترك شرطاً أو ركناً من شروط الصلاة وأركانها جهلاً فلا شيء عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر المسيء بقضاء ما فات من الصلاة مع جهله بكيفيتها الصحيحة، ولم يأمر المستحاضة بقضاء ما فاتها من صلوات حيث كانت تظن ذك حيضاً في نظائر متعددة، وعلى القول بلزوم القضاء إذا تيقنت أن ما خرج منك مني ولم تغتسلي منه أو مذي ولم تتوضئي منه، فعليك حساب ما فاتك من صلوات، فإن عجزت فتحري واعملي بما يغلب على ظنك، واجتهدي في قضاء تلك الصلوات حسب الطاقة حتى يحصل لك غلبة ظن ببراءة ذمتك، وانظري لذلك الفتوى رقم: 8810.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ذو القعدة 1429(16/1101)
هذا الفعل من الاستمناء المحرم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب خاطب وكاتب الكتاب جديد وأجلس مع خطيبتي وأداعبها بالقبلات واللمس وعندما أغادر بيتها وأصل بيتي وأنا علي فراشي تراني أتذكر مواقف المداعبة فأمسك الغطاء يعني "الحرام" وأحضنه فيقذف ذكري فهل هذه عادة سرية أم لا؟ وهل أرتكب حراما أم لا؟ أفيدوني وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أي وسيلة لإخراج المني غير التعامل مع الزوج أو ما ملكت اليمين فإنه يعد من الاستمناء المحرم، وتجب المبادرة إلى التوبة منه، ويدل لهذا عموم قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-7} فقوله: وراء ذلك يشمل جميع الاستعمالات.
ثم إننا ننبه إلى أنك إذا كنت عقدت على هذه المرأة عقدا شرعيا مستوفيا للشروط والأركان فإنه يجوز لك الاختلاء بها والاستمتاع بها، أما إذا كان الأمر لا يعدو مجرد خطبة واتفاق مبدئي على الزواج مستقبلا فإنها لا تزال أجنبية بالنسبة لك، ولا يحل لك لمسها ولا الاختلاء بها، وعليك أن تبادر إلى التوبة مما ارتكبته معها وأن تعقد العزم على أن لا تعود إلى مثله إلا بعد عقد النكاح بينكما.
وراجع الفتوى رقم: 15545، والفتوى رقم: 5174، والفتوى رقم: 14360، والفتوى رقم: 2940.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شوال 1429(16/1102)
ممارس العادة السرية هل يعد منتحرا
[السُّؤَالُ]
ـ[هل الممارس للعاده السرية يعتبر من المنتحرين وإني قد وقفت عنها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد احسنت عندما أقلعت عن تلك العادة المضرة والمعصية الخبيثة، ونسأل الله لك التوفيق والثبات على طاعة الله تعالى، وسبق أن بينا حرمة العادة السرية والحكمة من تحريمها وبعض الأضرار المترتبة على فعلها في عدة فتاوى، انظر بعض ذلك في الفتوى رقم: 24126، وأما كون صاحبها منتحرا فجوابه أن الانتحار هو إزهاق الشخص نفسه بفعل منهي عنه هذا الفعل يمكن أن ينجر عنه زهوق النفس، لكن لو ثبت أن ذلك يمكن أن يترتب عليه مع كونه أمرا بعيدا، ثم فعله المرء بقصد الانتحار وحصل قصده فإنه يكون منتحرا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شوال 1429(16/1103)
حكم الاستمناء بعد الاحتلام
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم إخراج ما تبقى من مني الاحتلام باليد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإخراجُ المني باليدِ وهو ما يُسمى عند العلماء بالاستمناء مما لا يجوزُ شرعا، وقد بينا تحريمه في فتاوى كثيرة، انظر منها الفتوى رقم: 102009، والفتوى رقم: 99923.
وقد استدل مالكٌ والشافعي على تحريمه بقوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون: 7،6،5} .
قال ابن العربي: وهي معصية أحدثها الشيطان وأجراها بين الناس حتى صارت قيلة، ويا ليتها لم تقل؛ ولو قام الدليل على جوازها لكان ذو المروءة يُعرِض عنها لدناءتها.
ولا فرق في تحريم الاستمناء بين أن يفعله ابتداءً أو أن يفعله بعد الاحتلام.
وأما إذا كان قصدك من إخراج المني باليد بعد الاحتلام هو سلت الذكر أو نتره لتخرج قطرات المني المحتبسة في رأس الذكر لا أنه يستدعي المنيَ من موضعه فهذا من الاستبراء الذي يتفاوت بتفاوت حال الناس، فمنهم من يحتاجُ إلى هذا ومنهم من لا يحتاجُ إليه، وليس هذا من جنس الاستمناء المحرم، وانظر الفتوى رقم: 20810.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 شوال 1429(16/1104)
التائب من العادة السرية هل يعود كما كان
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أبلغ من العمر 16 عاما أمارس العادة السرية منذ حوالي عامين وأرجو من الله سبحانه أن أترك العادة، سؤالي: إذا تركت العادة السرية فهل أرجع كإنسان طبيعي لم يفعل العادة من قبل وهناك مادة اسمها الكافور وهي تهدئ من الهيجان الجنسي فهل هي مفيدة؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أولاً المبادرة إلى التوبة والإقلاع عن هذه العادة السيئة والتي تضر بالمرء في دينه ودنياه، وقد ذكرنا جملة من أضرارها في الفتوى رقم: 7170 فراجعها.
ولا علم لنا إن كان الكافور مفيداً في تهدئة ثوران الشهوة أم لا، ويمكنك أن تسأل بهذا الخصوص أهل الاختصاص، وقد ذكرنا في الفتوى المشار إليها آنفاً بعض السبل التي تعين المسلم في ترك هذه العادة وإعفاف نفسه فنرجو الاطلاع عليها، وإذا وفقك الله للتوبة منها توبة نصوحاً فسترجع شخصاً عادياً بإذن الله تعالى، فبادر إلى ذلك قبل أن يستفحل هذا الداء فيصعب علاجه ويسبب لك أموراً قد لا يمكن التخلص منها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شوال 1429(16/1105)
الاستمناء بيد الزوجة جائز أما بيدك أنت فلا
[السُّؤَالُ]
ـ[يرتخي العضو الذكري عند الإدخال في فرج الزوجة رغم عدم ارتخائه قبل ذلك فأقوم بملاعبته بيدي أو يد الزوجة كي يستطيع الإنزال وفي بعض الأحيان أحكه في فخذي بقوة كي ينزل ويحدث التمتع مع الزوجة، فهل هذا حرام ويعتبر كأنه عادة سرية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما كان من ذلك بيد الزوجة أو بأي مكانٍ من جسدها فلا حرج فيه، وما كان باستخدام يدك أو فخذك فهو -فيما نرى- في حكم العادة السرية أو قد يكون ذريعة إليها، لذلك ينبغي اجتنابه، هذا ومجرد لمس الذكر من غير قصد إثارة الشهوة لا حرج فيه، وللفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 14340، 99920، 31923، 77905، 98634.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 شعبان 1429(16/1106)
مدى وجود علاقة بين العادة السرية والإيدز
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي: هل هناك علاقة بين العادة السرية ومرض الإيذز............. وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن العادة السرية حرام، وقد تقدمت الأدلة على ذلك، وراجع الفتوى رقم: 75672، والفتوى رقم 70913، وتقدم أيضاًً وسائل التخلص منها في الفتوى: 7170، والفتوى رقم: 9195.
وأما سؤالك هل هناك علاقة بين العادة السرية والإيدز فيسأل عن ذلك أهل التخصص.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شعبان 1429(16/1107)
تائب من فعل العادة السرية وخائف من آثارها وتوابعها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا منذ الصغر كنت أقوم بممارسة العادة السرية، لم أكن أعلم ماذا أفعل أو هل هو صحيح أم لا. لكني كنت أستمتع بها وأقوم بها عن شهوة بواسطة تخيل.
منذ سن 4 إلى 5 سنوات، في الحقيقة أنا منذ وعيت كنت أقوم بهذه العادة؛ لدرجة أنني لا أذكر كيف بدأت. وكبرت وكبرت المشكلة معي حتى دخلت الجامعة وتخرجت ... كنت أحاول منع نفسي لكني لم أكن أستطيع.
الآن أنا تبت منها ونادم على أفعالي وأسأل الله المغفرة ...
عمري الآن 29 سنة، وجدت أنني أعاني من سرعة قذف عالية جدا، قد لا أستطيع الدخول في زوجتي أسأل الله المغفرة والسلامة.
أود الزواج منذ 3 سنوات ولكني خائف من العواقب، ذهبت إلى أطباء كثر وأخبرتهم على حالي ... قالوا لي لا يوجد مشكلة عضوية لديك، وسرعة القذف موضوع نسبي وهنالك أدوية تؤخر القذف،
هل صلاتي منذ الصغر قد تكون غير مقبولة بسبب هذه العادة السيئة؟
بعد التوبة هل أؤجر على هذا البلاء الذي وضعت نفسي فيه؟
أود الزواج وخائف من أن أظلم زوجتي في حقها؟ ماذا أفعل؟
هل يجب علي مصارحة الزوجة قبل أو بعد الزواج؟
أنا حائر لأنه حتى مع الأدوية إذا أفادتني....سوف تسأل الزوجة لماذا تأخذ هذا الدواء؟
في الحقيقة أفكر بعدم الزواج خوفا من المشاكل.... هل واجب علي الزواج أو يسقط عني الوجوب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
أخي الحبيب العادة السرية – وهي المعروفة في الشرع بلفظ الاستمناء باليد- أمر محرم، وقد استدل الشافعي رحمه الله على تحريمها بقوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون/5-7} تفسير ابن كثير.
وراجع في حكم وطرق الوقاية من هذه العادة الفتاوى: 72497، 7170، 6342، 6995، 5524. وتوبتك إلى الله تعالى مقبولة إن شاء الله طالما أنك أقلعت وندمت، وليكن عزمك قويا فلا ترجع إليها أبدا.
وعلى القول بحرمتها- وهو الصواب إن شاء الله لعموم الآية السابقة (فأولئك هم العادون) وللضرر المحقق منها خاصة مع الإسراف فيها- فليست من الكبائر، فلا تسرف في تأنيب نفسك ولا في خوفك من الزواج، فسرعة القذف من أكثر الأمراض الجنسية شيوعا، ولها أسباب كثيرة غير العادة السرية، ولها علاجات ناجعة إن شاء الله، ومن أفضل ما يعينك على عدم العودة لهذه العادة الزواج، وأحذرك من شدة الخوف من ضعفك أن لا تستطيع القيام بحق زوجتك في قضاء وطرها، لئلا ينقلب الأمر إلى حالة نفسية مرضية وعلاجها أصعب بكثير.
وإما إخبار من ترغب في زواجها فلا يجب عليك، لأن ما تشتكي منه ليس من العيوب التي تفسخ النكاح ما دام الوطء منك ممكنا، وعليك أن تحسن الاختيار من أسرة على دين ووعي، لأن للزوجة دورا مهما في شفاء الزوج من مثل حالتك كما يقول أهل الاختصاص، وفي هذه الحالة ستتفهم الزوجة وضعك بعد حصول المودة والرحمة بينكما، فيكون سهلا إخبارها بسبب الدواء الذي تتناوله. وأنصحك بالرجوع إلى كتاب "الزواج الإسلامي السعيد" للإسلامبولي.
أما بالنسبة لصلاتك فهي إن شاء الله تعالى مقبولة، لأن المعصية التي لم تصل إلى الشرك لا تحبط أجر الطاعة فإن الله ليس بظلام للعبيد.
وأما بلاؤك هذا الذي سببه معصيتك فهو جزاء هذه المعصية في الدنيا، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}
وتوبتك ترفع عنك جزاء المعصية في الآخرة، وإلى أن تتزوج فمما يعينك على دوام توبتك: المواظبة على الصلوات والإكثار من ذكر الله تعالى وشغل الوقت دائما بالطاعة وبما يفيد، واحرص على الصحبة الصالحة ولا تنظر إلى مفاتن النساء سواء في الطرقات أو الصور وأجهزة الإعلام، واحرص على أن لا تنساق بخيالك إلى أي شيء من ذلك، ولا تذهب للنوم إلا بعد أن يغلبك النعاس، ولا تعبث بأعضائك التناسلية.
وننصحك بالإسراع إلى الزواج وترك المخاوف جانبا وبالستر على نفسك، فلا يلزم إخبار زوجتك مستقبلا ولا غيرها بما كنت تعمله من محرم ولو سألتك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شعبان 1429(16/1108)
الدواء الشافي من عادة الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره لكن أعماله فاقت ذلك بكثير شراً وخيرا.. لكن ولله الحمد لم تصل إلى الشرك أو الزنا أو عقوق الوالدين أو المخدرات ليس تهوينا منها ولكن حتى لا تظنوا بي شيئا فتقعوا فى الإثم بعد الظن ... حتى لا أطيل عليكم فأنا لا أطلب منكم إجابة على سؤال معين، لأنني وللأسف ممن يعلمون الكثير ولا يفعلون إلا القليل، ولا أزكي نفسي، ولكن أدعوكم أن تدعوا لي دعوة بظهر الغيب عسى الله أن ينظر إلى بعين الرضا نظرة لا أشقى بعدها أنا وأنتم وأن يثبتنى على طاعته، فقد ابتليت بأن أتعدى حدود الله بممارسة العادة السرية منذ أكثر من 10 سنوات جاهدت نفسي كثيراً للإقلاع عنها، لكن المغريات فى بلدي كانت أقوى من عزيمتي، فأكرمني الله بأن أكون قرب الناس إلى رسول الله مكانا ولكن أبعدهم عن هديه عملاً وظننت أنه ببعدى عن كل تلك المغريات قد انتهت المغريات ولكن استفحلت العادة حتى أصبحت مرضية على الرغم من أنني أستطيع أن أمتنع عنها فترات طويلة لكنها لم تتعد الشهر، حتى بدأت تصبح كالسرطان تأكل كل ما هو بريء بداخلي ولم يعد يوجد سوى الإنسان، بسببها فشلت خطوبتي قبل ستة أشهر لأنني أصبحت عصبيا وضقت ذرعا بنفسي التي أجهدتني محاربتها، استطعت أن أمتنع عن التدخين بعد سنوات من التدخين، استطعت أن أمتنع عن الأغانى بل ولله الحمد أصبحت أحث أصدقاء وزملائي فى العمل على تركها لكني عجزت عن الامتناع عن تلكم الرذيلة وصرت أحتقر نفسي كثيرا وأقول لها (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسهم وأنت تتلون الكتب أفلا تعقلون) 44: البقرة، عذراً للإطالة ولكن ما حملنى على هتك ستر نفسي بعد أن سترها الله لسنوات إلا أنني أخاف أن أموت على تلك المعصية وأنا بجوار مصباح الهدى فى الدنيا صلى الله عليه وسلم فيحرمني الله من شفاعته فى الآخرة؟ جزاكم الله عنا خير الجزاء ورجاء لا تنسونا من دعائكم ولم أذكر ما ذكرت استجداء لمشاعركم لتهونوا علي ولكن لأن تدعوا لي بالثبات.. وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك الهداية والاستقامة إنه ولي ذلك والقادر عليه، واعلم بارك الله فيك أنه يجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة مصحوبة بالندم والعزم على عدم العود، وأن تحذر من عقوبة الإصرار على معصية الله تعالى، وما يترتب على ذلك في الدنيا والآخرة من عواقب وخيمة، والعلاج الناجع لحالتك هو الإسراع بالزواج فإن تعذر ذلك فعليك بالعلاج الذي أرشد إليه الناصح الأمين صلى الله عليه وسلم شباب أمته عند تعذر الزواج، وهو الصوم لأنه يضعف الشهوة، فينبغي لك الإكثار منه ومن سائر الطاعات كالصلاة والتلاوة والأذكار، وأن تبتعد عن المثيرات والمهيجات كالصور والأفلام الجنسية والأغاني، وأن تشتغل بما يملأ عليك وقتك من مطالعة أو تجارة أو أي مهنة نافعة مباحة.
وأن تلتزم رفقة طيبة صالحة تقضي معهم أكثر قدر ممكن من الوقت، لأن الخلوة من أعظم الأسباب المهيجة للتفكير وما يترتب عليه، واعلم أن لهذه الممارسة أضراراً كثيرة ذكرها أهل الطب، منها ما يعود على البدن، ومنها ما يعود على الغريزة الجنسية نفسها وعلى الفكر والتدبر كذلك، وراجع للأهمية في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 31747، 66163، 56373.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 شعبان 1429(16/1109)
مسائل في الاستمناء والغسل منه
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الناكح يده وهل يغتسل غسل الجنابة بعد أن ينزل منه الماء إن كان قد فعل ذلك وهو في الحمام وهل يغتسل للجنابة بعد أن ينزل الماء منه فورا أم ينتظر فترة من الوقت أم يخرج من الحمام ثم يعود بنية غسل الجنابة؟ ... ...]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستمناء محرمٌ، وهذا قول عامة العلماء كما نقله عنهم القرطبي في تفسيره قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-7} وأرشد النبي – صلى الله عليه وسلم – العاجز عن الزواج إلى الصيام كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود – رضي الله عنه - ولو كان الاستمناء جائزاً لما عدل عن الإرشاد إليه وهو أسهل من الصيام، قال ابن العربي في شأن معصية الاستمناء: وهي معصية أحدثها الشيطان وأجراها بين الناس حتى صارت قيلة، ويا ليتها لم تُقل؛ ولو قام الدليل على جوازها لكان ذو المروءة يعرض عنها لدناءتها. ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 7170.
ويجب على من استمنى فخرج منه المني أن يغتسل بإجماع العلماء، وذلك لقوله – صلى الله عليه وسلم – إنما الماء من الماء. رواه مسلم، أي الماء الذي يغتسل به من الماء الخارج من الفرج، وسواء استمنى وهو في الحمام أو في غيره فالغسلُ واجبٌ عليه، ولا يجب عليه أن ينتظر مدة ولا أن يخرج من الحمام ثم يعود إليه، بل إذا اغتسل فورا عقبَ الإنزال كان ذلك أولى، وعليه مع الاغتسال أن يتوب إلى الله عز وجل من هذه المعصية القبيحة التي ارتكبها ... وبالله التوفيق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رجب 1429(16/1110)
أضرار الاستمناء، وسبيل الإقلاع عنه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أبلغ من العمر الحادي والعشرين تقريبا وابتليت بالعادة السرية منذ الطفولة وأدمنت عليها ولا أستطيع أن أفارقها حتى يوما واحدا وفي بعض الأحيان لا أستطيع أن أفارقها أكثر من ساعات وأعود إليها، السبب أني عندما أقلع عن هذه العادة السيئة يظهر في وجهي حب الشباب وعندما أمارسها أحيانا تختفي فحسب، ما أسمع الناس يقولون عندما يقلع عن فعلها فإن الحبوب تظهر على الوجه، ولكن عند الممارسة تختفي، وأحيانا تختفي عندما أمارسها، فهل هذا صحيحح أم هو هاجس وماذا أعمل للإقلاع عن هذه العادة، وهل صحيح عندما تمارس العادة يختفي، أرجو منكم العلاج لذلك وادع لنا بالإقلاع عن هذا الذنب الكبير بالرغم أن قلبي كل ما يرى امرأة يجن بالإثارة والشهوة، أفتونا؟ جزاكم الله ألف خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أخي الكريم أن العادة السرية محرمة شرعاً؛ لقول الله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُون َ {المؤمنون:5-6-7} ، وقد استنبط العلماء من هذا أن صاحب العادة السرية لم يحفظ فرجه وأنه ملوم، وأنه عادٍ معتد، قال ابن كثير رحمه الله: وقد استدل الإمام الشافعي ومن وافقه على تحريم الاستمناء باليد ... بهذه الآية الكريمة.
وما ذكرته من أن ترك العادة السرية تسبب عندك حب الشباب إنما هي أوهام؛ بل ممارستها هي التي تسبب الأمراض الجنسية والعصبية، فقد ذكر بعض الفقهاء أنه يضعف البصر، ويضعف عضو التناسل ويحدث فيه ارتخاء جزئياً أو كلياً بحيث إنه لا يستطيع القيام بوظيفة الزوجية بعد الزواج -على وجه الكمال- ويحدث ضعفاً في الأعصاب عامة نتيجة الإجهاد الذي يحصل من تلك العملية، ويحدث ضعفاً في آلة الهضم ويختل نظامها ويورث ألماً في فقار الظهر، ويحدث ضعفاً في القوة المدركة، وقد يصل به إلى درجة يحدث معه فيها إلى خبل عقلي.
وإذا أردت الإقلاع عن هذه العادة السرية فعليك بما يأتي:
أولاً: الاستعانة بالله عز وجل والاعتصام به وكثرة الدعاء بأن يعينك على تركها.
ثانياً: السعي إلى الزواج الشرعي لما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. يعني وقاية.
وثالثاً: كثرة الصيام وذلك للحديث السابق.
رابعاً: الأخذ بالأسباب التي تبعدك عن إثارة الشهوة كالنظر إلى النساء، والاختلاط بهم، ودفع الخواطر الرديئة التي تثيره حتى لا يتعلق القلب بذلك، وانشغال القلب بالأوراد والأذكار.
خامساً: الابتعاد عن خلطاء السوء، والاقتراب من الجلساء الصالحين.
سادساً: سماع المواعظ وسيرة السلف الصالح التي تزهده في الدنيا وترغبه في الآخرة، وحضور مجالس العلماء.
سابعاً: ممارسة بعض الرياضة لاستفناء هذه الطاقة المخزونة، واجعل من هذه الرياضة مشيك إلى المساجد، وإلى زيارة القبور وزيارة المرضى.
ثامناً: أشعر قلبك الحياء من الله، فإن ذلك إعانة لك على شيطانك.
تاسعاً: لا مانع من استخدام بعض الأدوية -إن وجدت- لتسكين الشهوة، لا لقطعها، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وينبغي أن يحمل دواء يسكن الشهوة دون أن يقطعها أصالة.
وراجع الفتوى رقم: 9195.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رجب 1429(16/1111)
آثار غياب الزوج عن زوجته
[السُّؤَالُ]
ـ[أمي تمارس العادة السرية عن طريق التبادل الجنسي وقد علمت ذلك مؤخرا ماذا أفعل مع العلم أن أبي خارج الدولة وهي تعلم أضرارها وقبحها وكل شيء عن هذا الداء اللعين وهى مازالت تستمر على ذلك، ساعدوني أرجوكم بسرعة وجزاكم الله خيرا على المجهود الرائع وجعله في ميزان حسناتكم ... ]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
عليك أن تنصح أمك بهدوء ورفق ولين.. وتبين لها حرمة وأضرار ما يترتب على المعصية.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق بيان حرمة العادة السرية وقبحها وبعض الأضرار المترتبة عليها.. في الفتوى 7170، فنرجو أن تطلع عليها.
ولذلك فإذا كنت على يقين مما ذكرت فإن الواجب عليك أن تنصح أمك برفق ولين.. وتبين لها أن هذا من باب الشفقة عليها والنصيحة لها وحب الخير وكراهية الشر لها، وجزءا من البرور لها، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التَّحريم:6} الآية: وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: الدين النصيحة. . الحديث رواه مسلم وغيره.
وسبق بيان كيف ينصح المسلم أبويه في الفتوى رقم: 65479، نرجو أن تطلع عليها.
ومما يفيد في هذا الشأن أن تبين لها ولزوجها خطورة طول غيبة الزوج عن زوجته، وتراجع الفتوى رقم: 101392.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 رجب 1429(16/1112)
حكم العبث بالذكر حتى الإنزال
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يأثم من عبث بذكره ثم أنزل من غير قصد كإثم من ينزل باختياره؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العبث بالذكر حتى الإنزال هو ما يعرف عند الفقهاء بالاستمناء، وهو حرام لقوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. {المؤمنون:5،6} .
فلم يبح الاستمتاع إلا بالزوجة والأمة، وأيضا فإن فيه سلخ الماء وتهييج الشهوة في غير محلها بغير عذر، وسواء في ذلك أقصد الإنزال أم لم يقصد، وراجع الفتوى رقم: 22083.
وقد سبق الكلام على حكم الاستمناء وما فيه من أضرار ونفسية في الفتوى رقم: 7170.
وأما العبث بالذكر حتى الإنزال دون قصد.. فإن كان مراد السائل فعل ذلك على سبيل التشهي ولكن دون قصد الإنزال فهذا أيضا لا يجوز.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 رجب 1429(16/1113)
أمور تعين على الوقاية من ممارسة العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة في السادسة والعشرين من عمري، غير متزوجة، أمارس العادة السرية، وأنا أفعلها مجبرة، لأني أشعر بحاجتي الملحة لها، ولكن بعدها أشعر بالندم، وبأن الله سيعاقبني حتما على ما فعلت، وأتركها فترة وأعود مرة أخرى بناء على تلبية رغبتي، وأنا في حيرة من أمري، فأفتوني في أمري، الرجاء المساعدة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مما لا شك فيه أن التغلب على الغريزة ليس أمراً هينا، ولا سيما عند الشباب، لكن ذلك لا يبيح ممارسة العادة السرية لأنها محرمة على كل مسلم ومسلمة في كل الأحوال، ولا يعذر أحد في ارتكاب معاصي الله تعالى بدعوى أنه مجبر بالشهوة، فقد أمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين والمؤمنات بغض أبصارهم وحفظ فروجهم عما عدا أزواجهم وما أحله لهم من ملك اليمين، وما سوى ذلك فهو اعتداء، ومن أفضل الوسائل التي تردع الإنسان عن الوقوع في المعاصي تذكر عاقبة العصاة، وما أعد الله لهم من الوعيد، واستحضار مراقبة الله تعالى، وأنه مطلع على الإنسان، ويعلم ما توسوس به نفسه، يستوي عنده سره وعلانيته.
ومما يضعف الشهوة ويعين على الوقاية من تلك الممارسات الخاطئة الصوم، فقد أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم شباب الأمة بقوله: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أحصن للفرج وأغض للبصر، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
والإنسان إذا امتثل أمر الله تعالى وأخذ بأسباب الوقاية، فالله تبارك وتعالى يعينه ويهديه للطريق المستقيم، لذا فإن على السائلة أن تتوب إلى الله تعالى وتكف عن تلك المارسة المحرمة والمضرة بالبدن أيضا، وتستعين بالله تعالى ثم بما تقدم حتى يرزقها الله زوجا صالحا، ولتعلم أنها إن استمرت في ذلك الفعل المحرم فإن الله قد يعاقبها في الدنيا قبل الآخرة بحرمانها من نعمة الزواج والذرية بسبب شؤم المعصية فلتنتبه لذلك، ولتتق الله في نفسها، وراجعي الفتوى رقم: 22083.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 جمادي الثانية 1429(16/1114)
أمور تعين على الإقلاع عن الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[أحيانا أقوم بممارسة العادة السرية ولا أعرف كيف الإقلاع عنها فالشيطان لعنه الله دائما يزينها لي ويسهل الطريق أمامي لها وخصوصا، مع وجود الدش والذي يتيح لي كل ما هو محرم فأرجو عدم إفادتي بالتقرب والعودة إلي الدين إن كنت قد ابتعدت عنه فالموضوع أكبر أنا لا أعرف ما يحدث لي فأفيدوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
بالنسبة للاستمناء فهو محرم، كما سبق بيان ذلك الفتوى رقم: 7170 ومما يعين على الإقلاع عنه عدة أمور، ومن أهمها جانب الإيمان، والصدق مع الرحمن وكثرة الدعاء والصوم ومصاحبة الأخيار والمبادرة إلى الزواج إضافة إلى اجتناب الأمور التي تثير الشهوة، ومن ذلك ما ذكرت من استخدام الدش في رؤية ما يحرم النظر إليه. وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 9195، والفتوى رقم: 24126.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الأولى 1429(16/1115)
وسائل تعين على الانتهاء عن العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب في ال20 من عمري لدي طاقة جنسية كبيرة جدا لا أعرف ماذا أفعل بها، أحيانا أمتنع عن ممارسة العادة السرية وأحيانا أعود إليها بمعدل قد يصل إلى 6 مرات يوميا..
جربت الصيام وكنت أقوم بعملها أثناء الصيام حتى قبل الإفطار جربت أن أصوم يومين متتاليين دون أي طعام أو شراب دون فائدة، أرجو أن تدلوني على أعشاب أو أي شيء كي أهدئ من هذه الطاقة، مع العلم أني أعلم جيدا الحل الديني عن طريق الصلاة والتمسك بالدين والصيام والابتعاد عن رفاق السوء، كل هذا أعرفه أنا أريد حلا طبيا عشبيا ليس فيه خطر علي في المستقبل.
هذا وشكرا جدا لكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعلم وحده لا يكفي لينتهي المرء عما يعرف خطأه وإثمه، وإنما يلزم مع العلم العزيمة الصادقة والتوبة النصوح، وقد بينا مرارا وسائل تعين على الانتهاء من تلك الرذيلة، فراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 106، 910، 1087، 100881.
وراجع ما يترتب على فعل الصائم لذلك في الفتوى رقم: 11894، والفتوى رقم: 10509.
وننصحك بمداومة الدعاء والابتهال إلى الله والتضرع إليه في السحر وأوقات الإجابة أن يكفيك شر نفسك وشر الشيطان وأن يتوب عليك من تلك المعصية.
وأما العلاج الطبي بأعشاب أو غيرها فليس هذا من اختصاصنا في الموقع فنعتذر عن الإجابة، وعليك بمراجعة الأطباء المختصين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 جمادي الأولى 1429(16/1116)
أدمن العادة السرية ويرجو الخلاص منها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مدمن عادة الاستمناء وأبلغ من العمر 24 عاماّ ولا أستطيع الزواج ولا الصوم فماذا أفعل كلما توقفت أرجع إليها ولا أستطيع التركيز في دراستي ولا عملي -ألعب رياضة يومياً وأمتنع عن التلفاز والمحركات للشهوة ولا فائدة, وقد التزمت مؤخراً أصلي في المسجد جميع الصلوات وأحضر دروس العلم و (أرجع إلي البيت لفعل هذه الفاحشة) ، قرأت جميع الفتاوى السابقة عن الاستمناء ولا فائدة وأعلم أن العيب مني، ولكني غريق ولا معين إلا الله وأعلم أني ضعيف اليقين لكني لا قدره لي على الصيام بتاتاً فأفيدوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاستمر على ما أنت فيه من مجاهدة نفسك، فقد قال الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69} ، ولا تيأس من العلاج، فما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله.
ومن تأمل حال التائبين وجد أن أكثرهم قبل التوبة يقولون لا نستطيع التخلص مما نحن فيه! ولكن منّ الله عليهم بالتوبة لأنهم راجعوا أنفسهم، وقوي عندهم إيمانهم لحظة التوبة، وأخلصوا في طلبها، ومن هنا فإننا ننصحك بعلاج قلبك حتى يقوى على مقاومة الشهوات والشبهات التي تعرض له، والتي منها (شهوة ممارسة العادة السرية المدمرة) ، واعلم أن أنجع وسيلة للبعد عن الوقوع في ما لا يرضي الله أن تستشعر مراقبة الله لك وأنه مطلع عليك غاية الإطلاع، وأن تتذكر ما أعده من ثواب للصابرين.
وننصحك بقراءة كتاب الداء والدواء لابن القيم فهو في نحو موضوعك هذا، وفيه تذكير بآثار المعصية على القلب وخطرها على المرء، وفيه ما يدفع المسلم الخائف من ربه للتوبة، ويجعل المرء يعمل فكره وعقله للتخلص من ذنوبه ومعاصيه، كما نوصيك بمصاحبة الأخيار وتعلم العلم النافع الذي يشغل وقتك ويصرفك عن السوء، وترك الخلوة ما أمكنك، نسأل الله تعالى أن يطهر قلبك ويحصن فرجك ويقيك السوء. وللفائدة راجع الفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 41785.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الأولى 1429(16/1117)
تعرض لفتنة النساء فلجأ إلى الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالب علم شرعي وأدرس في الجامعة وهذه هي المشكلة فعندما حل فصل الربيع بدأت فتنتي فأصبحت الفتيات في الجامعة شبه عاريات بالإضافة إلى الروائح التي تسلب العقل وهذا أثر في كثيرا خاصة أنني قبل أن ألتزم كنت طوال الوقت مع النساء وهذا أدى بي إلى ممارسة الاستمناء والتوقف عن طلب العلم وعن حفظ القرآن والشيء الذي يؤلمني هو أنني إنسان ملتح فعندما يراني الناس يقولون ما شاء الله ويسألونني عن أشياء في الدين ويوقرونني وأنا أسوأ منهم وأنا لا أستطيع أن أخشع في الصلاة وكلما تبت عدت إلى ذلك مباشرة أنا أخاف أن يكون الله حال بيني وبين قلبي، والله لقد اشتقت للأيام التي كنت أشعر فيها بحلاوة الإيمان أرجو إرشادي إلى الحل لأني أحاول العودة ولكن لا أستطيع وأشعر أنني منافق خاصة أنني عندما أرى المنكر في الطريق لا أستطيع أن أغيره لأني أفعل أسوأ منه..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العلاج الأمثل لمشكلتك أن تحرص على غض بصرك عن النساء والبعد عن لقيهن قدر الإمكان، وحاول الزواج إن استطعت، وإلا فأكثر من صوم النفل، وابتعد عن المثيرات مرئيات أو غيرها، وابتعد عن الخلوة بنفسك والتفكر في أمور النساء، وإذا خطر بقلبك خواطر السوء فادفعها بالتعوذ والإكثار من الذكر، فقد قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ {لأعراف:201} وقال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ {فصِّلت:36} .
واحرص على الصلاة في الجماعة وتدبر ما تسمع من القرآن وما تقرأ أنت من القرآن والأذكار والأدعية وائت المسجد قبل الصلاة وصل ركعات نافلة فإن ذلك يساعدك على الخشوع بإذن الله، وواصل تعلميك ونصحك للناس، ولا يمنعك من ذلك عدم رضاك عن نفسك وعن مستوى استقامتك فإن عدم استقامتك لا يسقط تكليفك بتعليم غيرك فلو لم يأمر وينه إلا مستقيم لما حصل أمر بمعروف ولا نهي عن منكر كما روي عن سعيد بن جبير وعن مالك رحمهما الله.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 18468، 105390، 97196، 93857، 52421، 77980، 76270، 96257.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ربيع الثاني 1429(16/1118)
سبل الابتعاد عن الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[أولا أحب أن أشيد بموقعكم الرائع الذي أفاد المسلمين كثيراً.. وأدعو من الله أن يغفر لمن يقوم على هذا الموقع وأن يجزيه الله عن المسلمين خير جزاء ... أما بالنسبة لي فلدي عدة أسئلة أحببت أن تجيبوني عنها بأقصى وقت ممكن إن شاء الله.
السؤال الأول: أنا شاب أبلغ من العمر 21 عاما ابتليت قبل خمس سنوات بفعل اللواط.. ومارست هذا الفعل الشنيع قرابة الأربع سنوات.. وكان ذلك بسبب جهلي أولا.. وثانياً بسبب رفقاء السوء.. ولكن بفضل من الله سبحانه وتعالى أقلعت عن هذا الذنب وتبت إلى الله التوبة النصوح عسى الله أن يتقبلها مني.. وتركت الرفقة السيئة.. والتحقت بحلقة لتحفيظ القرآن الكريم ولله الحمد التزمت ... وأقلعت عن كثير من الذنوب التي كنت أمارسها والتي كانت معصية اللواط جملة منها.. ولكن المشكلة التي أقلقتني هي العادة السرية.. التي فعلت المستحيل من أجل الخلاص منها ولكن دون جدوى.. مع أني أغض بصري عن الحرام وأبتعد عن مواقع الحرام.. ولكن آثار معصية اللواط مازالت في قلبي.. وهي التي تثير من شهوتي.. ولكن أسيطر عليها بالعادة السرية ... الآن أريد من فضيلتكم ما حكم العادة السرية في تلك الحالة.. علما بأن كثيرا من المشايخ اختلفوا في حكم العادة السرية.. منهم من حرمها ومنهم من أباحها للضرورة ومنهم من أفتى بكراهتها ... فأريد من فضيلتكم بيان حكمها لي.. لأن الشيطان بدأ يوسوس لي بأني منافق.. وكيف أنك إنسان ملتزم وتمارس العادة السرية ... وهل إذا مارست العادة السرية واغتسلت منها يخرج بعض من المني بدون شهوة.. فما حكم وضوئي والمني يخرج مني بدون شهوة هل يبطل الوضوء أم ماذا؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت صنعاً في الإقلاع عن جريمة فاحشة اللواط، وفي البعد عن رفقة السوء ومواقع الحرام وإطلاق النظر، فاحمد الله على ما أعطاك واسأله المزيد، واسع وواصل في مجاهدة نفسك في البعد عن المعاصي كلها، واقمع جند الشهوات بشغل القلب بالتفكير في معالي الأمور وكثرة التأمل في أحوال أهل القبور وأهوال القيامة، فتدبر القرآن وتأمل فيه مشاهد القيامة وأحوال أهل الجنة والنار، واملأ وقتك ببرامج مفيدة وابتعد عن الجلوس وحدك وعن المثيرات والمأكولات التي تقوي الشهوة عندك، وروح عن نفسك أحياناً بمطالعة كتب السيرة والقصص المفيدة والرياضة المشروعة، وأكثر سؤال الله العفة وحاول الزواج إن أمكنك وإلا فأكثر الصوم، فإنك إذا شحنت وقتك بما يفيد وأكثرت الصوم وابتعدت عن المثيرات ستنجح بإذن الله في البعد عن الاستمناء الذي يضر بجسمك ومستقبل حياتك.
وراجع في الراجح من خلاف العلماء في المسألة ووجه قول من أباحها للضرورة، وفي الوسائل المساعدة عليها، وفي حكم المني الخارج بعد الاغتسال، راجع ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17024، 7170، 4033، 52421، 59332، 9195، 23868، 4536.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الثاني 1429(16/1119)
بذل الوسع للتخلص من العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[الحقيقة لدي مشكلة كبيرة.. الحقيقة أني لا أعرف كيف أحلها ولا أعرف من أسأل خوفا أن لا يصدقني أنا شاب عمري 24 سنة غير متزوج وغير قادر على الزواج نظراً للحالة المادية وأنا بفضل الله ملتزم مُطلق اللحية ولا أستمع للغناء ولا أكلم النساء لكن مشكلتي أني بعد ساعة أو ساعتين من نومي أقوم بالاستمناء بيدي لا إراديا وخاصة في الأيام التي أصومها إذ إنني أصوم 4 أيام في الأسبوع لمحاولة حل هذه المشكلة لكن المشكلة لم تحل وحاولت أن ألبس أكثر من بنطلون وربطته بالحزام لكني قمت بنزع ملابسي وأنا نائم والمشكلة الأكبر أنها تحدث معي بشكل يومي وتضيع صلاة الفجر، فما هو الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا حكم العادة السرية وعلاجها وما يتعلق بها في عدة فتاوى، منها الفتاوى التالية: 14791، 40579، 52640، فهي حرام كما هو مبين بالأدلة الشرعية في الفتاوى المشار إليها وما أحيل عليه فيها.
ولعل ذلك لا يخفي على السائل الكريم كما يفهم من سؤاله، والذي نريد أن نضيفه هنا هو وصية السائل بتقوى الله تعالى والاستعانة به وعدم العجز والاستسلام لهذه العادة السيئة، وعليه أن يحاول الابتعاد عنها بكل وسيلة ممكنة يراها مناسبة ويجاهد نفسه على ذلك، فإذا بذل ما يستطيع وعلم الله تعالى صدقه فإنه لا يكلفه أكثر من طاقته، كما قال تعالى في محكم كتابه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16} ، ويقول الله تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا {البقرة:286} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ربيع الأول 1429(16/1120)
أمور تعين على الاستقامة على ترك العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أبلغ من العمر 15 عاما الحمد لله أنا أقلعت عن مشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية لكني عملت العادة السرية في 3 أسابيع تقريبا 11 مرة ولم أجد صعوبة في ترك العادة السرية وإلى الآن أنا لا أعاني من ضعف في الركبة وعدم التركيز لكن أحيانا أتخيل مشاهد جنسية
1-هل ستصيبني أضرار في المستقبل بسبب ممارسة العادة السرية وأحرم من الخلفة؟
2-هل الشهوة تسبب ضررا للإنسان؟
3-وهل يجب على أن أصارح والدي بما كنت أفعل؟
في انتظار الإجابة وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صدقت في توبتك فأبشر بكل خير. واعلم أن شرط التوبة الصادقة أن تندم على ما فعلت من حرام، وأن تقلع عنه بالكلية، وأن تعزم على عدم العودة. واعلم أن مما يعينك على الاستمرار في استقامتك وترك تلك العادة أمور آكدها الدعاء وصحبة أهل الخير والبعد عن مهيجات الشهوة، والسعي في الزواج وأسبابه، أو الصوم إن لم يتيسر ذلك. وللفائدة راجع الفتوى رقم: 23935.
وأما المستقبل فلا تقلق نفسك بسببه، واعلم أنه من يتق الله يجعل له مخرجا، فلا ضرر عليك بإذن الله.
وأما أصل الشهوة فهي موجودة في الإنسان بفطرته التي فطره الله عليها فلا تخش غائلتها مادمت تسعى في تهذيبها، واعلم أن الله بحكمته جعل لهذا المني الزائد في بدن الإنسان تصريفا بالاحتلام لئلا يضره.
وأما مصارحة الأب بما كنت تفعله فلا يجب عليك بل لا ينبغي لك، ومن اقترف ذنبا فليستتر بستر الله له، ولا يفضح نفسه ولا يجهر بذنبه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 صفر 1429(16/1121)
الصيام يخمد نار الشهوة ويطفئها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب خاطب وأمامي قبل الزواج سنتان، أعشق خطيبتي أريد الزواج لا أريد ممارسة العادة، ولكني بحاجة إليها كبديل لطول المدة التي بيني وبينها فأنا أتعب بشدة ولا أريد ممارسة العادة، فماذا أفعل وهل يجوز لي أن أباشرها عبر الهاتف فأرجوكم أجيبوني فأنا تعبان؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأعلم أيها الأخ الكريم أنه لا يجوز لك ممارسة العادة السرية ولا الحديث مع خطيبتك فيما ذكرت إذ لا تزال أجنبية عنك، والخطبة لا تبيح أمراً محرماً وإنما أبيح النظر إلى المخطوبة بقدر ما يدعو إلى نكاحها، والحديث فيما كان متصلاً بترتيب أمر الزواج ونحوه للحاجة فحسب فيقتصر على محله.
فاتق الله تعالى وبادر إلى الزواج لتعف نفسك عن الحرام، أو أكثر من الصيام فإنه يخمد نار الشهوة ويطفئها، وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 35987، 24750، 32171، 7170.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 صفر 1429(16/1122)
من فعل العادة السرية في ليالي رمضان
[السُّؤَالُ]
ـ[يا أخي أنا قرأت كل الفتاوى السابقة التي أرسلتها لي ولكن لا أعرف حتى الآن ماذا أفعل أرجوك اقرأ جيدا تفاصيل القصة ثم قل لي فقط كم يجب علي القضاء؟ هل قضاء 60 يوما أو يوما واحد؟
لقد فعلت العادة السرية في الليل برمضان لأنه كانت بي شهوة وعندما كنت ذاهبا لاغتسال رفضت أمي على سبيل أن الماء غال وقالت لي لا تغتسل. فمنعتني. وبقيت على هذه الحالة (على جنابة) حتى وراء مغرب اليوم الموالي أي بعد الإفطار. ثم اغتسلت.
فما علي قضاؤه؟ هل أقضي 60 يوما متتالية أو لا أقضي شيئا؟
أرجو منكم الاجابة بدقة ما يجب علي فعله فقط جزاكم الله خيرا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
قبل الإجابة عن السؤال ننبه السائل إلى أن العادة السرية محرمة ومخاطرها كثيرة سبق بيانها في الفتوى رقم: 7170، وعقوبة هذه المعصية أشد إذا تعمدها الإنسان في رمضان خصوصا في نهاره، وتراجع الفتوى رقم: 842، والفتوى رقم: 52640، عن حكم ما يترتب على فاعلها في نهار رمضان، أما فعلها في ليله فإنه مع حرمته لا يؤثر على صحة الصيام وتجب منه التوبة إلى الله تعالى كما تجب من ممارستها في غيره، وبهذا يعلم السائل أنه ليس عليه قضاء ما دام الاستمناء في الليل.
أما فيما يتعلق بالصلاة قبل الغسل من الجنابة فإن كان بإمكانه أن يجد ما يغتسل به ولو في حمامات المساجد مثلا فعليه أن يعيد الصلوات التي صلاها على جنابة يستطيع الغسل منها، وإن لم يكن بإمكانه الغسل بأن لم يجد إليه سبيلا فلا إعادة عليه، مع التنبيه على أن الاستمناء لا يوجب الغسل إلا إذا حصل إنزال المني، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 80834.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 محرم 1429(16/1123)
خوف الفتنة لا يسوغ ممارسة العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم العادة السرية (فأنا شاب في الثامنة عشر من عمري وعلى قدر غير قليل من العلم والأخلاق, أتعرض يوميا إلى بنات في الجامعة التي تعلم ما حالها, يعلم الله وحده كم أتعذب كل يوم حتى يضلني شيطاني إلى هذا الحل، أعلم أن من يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله, لقد طلبت لي والدتي يد إحدى بنات زميلاتها وهي أيضا زميلتي فى الكلية فرحبت بي ولكن بعد الانتهاء من الكلية!!! أي بعد أربع سنوات، والله لا أقول هذا حتى أجعلك تبيح لي ذلك ولكن لتشعروا بنا، فأرجو حلا آخر مع الصوم؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
حكم العادة السرية الحرمة، وتجب المبادرة بالزواج لمن خاف على نفسه الفتنة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العادة السرية حرام لا تجوز لما فيها من الأضرار النفسية والبدنية ... وقد استدل أهل العلم على تحريمها بالكتاب والسنة، فمن ذلك قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-6-7} ، وبما في الصحيحين وغيرهما: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. فقد بينت الآية الكريمة أن من ابتغى غير الزوجة وملك اليمين ولم يحفظ منه فرجه فهو من المعتدين، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أمره بالزواج لم يرشد غير المستطيع لغير الصوم.
وقد بينا حكم العادة السرية وعلاجها وسبل الوقاية منها في الفتوى رقم: 7170 فنرجو أن تطلع عليها وتتبع ما فيها من إرشادات ونصائح لأهل العلم.
والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى -إذا لم ينفعك الصوم- هو التعجيل بالزواج، وإذا كنت تخشى على نفسك من الفتنة فيجب عليك المبادرة به ولا يجوز لك تأخيره -كما نص على ذلك أهل العلم- ولا تلزمك طاعة أمك هنا ولا غيرها ما دمت تخشى على نفسك الفتنة، ولتعلم أن الزواج لا يمنع من طلب العلم بل هو معين عليه لما يجلبه من الراحة والاستقرار النفسي.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 19126، والفتوى رقم: 73333.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 محرم 1429(16/1124)
حكم الاستمناء وزيارة المواقع الإباحية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أبلغ من العمر 19 سنة أود طرح سؤال: أسكن في مدينة جزائرية ويتداول عندنا كلام للحد من الاستمناء وهو أن كل من استمنى كأنه زنى مع أمه 70 مرة، فما رأيكم في هذا القول وما حكم زيارة المواقع الإباحية على الإنترنت من أجل إفراغ الشهوة.
الرجاء الرد السريع من فضلكم وجزاكم الله عنا كل الخير، فأرجو منكم أن تخبروني عن كيفية تدمير المواقع من أجل المواقع الإباحية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولاً أن الاستمناء محرم وله أضرار كثيرة فلا يجوز للمسلم الإقدام عليه، ويمكنك أن تراجع بعض أدلة تحريمه وما فيه من أضرار في الفتوى رقم: 7071.
ولا يجوز زيارة المواقع الإباحية ولا يفعل ذلك من يؤمن إيماناً حقيقياً بالله واليوم الآخر، وادعاء كون هذا يفرغ الشهوة من المداواة بالداء نفسه، فهي تثير الشهوة ولا تعالجها، وعلى المسلمين أن يعينوا الشباب المسلم في أمر الزواج بتيسير مؤنته ونحو ذلك، ومن لم يستطع الزواج فعليه بالصوم عملاً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وراجع الفتوى رقم: 5453.
وأما القول بأن من استمنى كأنه زنى بأمه سبعين مرة فلم نجد له أصلاً، واعلم أن الأحاديث التي وردت صريحة في تحريم الاستمناء متكلم فيها، ولكن قد ثبت تحريمه بأدلة أخرى نرجو أن تكون قد اطلعت عليها بالفتوى التي أحلناك عليها أولاً، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 46496.
وأما كيفية تدمير المواقع فوجه سؤالك فيه إلى أهل الاختصاص.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ذو القعدة 1428(16/1125)
حكم الاستمناء وتخيل المشاهد الجنسية ممن به شبق
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم ... الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد:
قمت قبل ذلك بإرسال سؤال وقمتم بالإجابة عليه وجزاكم الله خيراً في الفتوى رقم (101429) ولكني متأسف إذا قلت إن الإجابة لم تكن شافية لي ... فقد قلت في السؤال أنني شاب أبلغ من العمر 22 عاما وعندي شيء ما يتسبب في نزول قطرة أو قطرات من البول بعد الانتهاء من التبول والخروج من الحمام فعلى سبيل المثال عندما أرفع قدمي أثناء الوضوء أو عندما أنحني لإحضار شيء ما من على الأرض ينزل شيء من البول غالباً ما يكون بسيطا والحمد لله، وعندما زرت الطبيب فهمت منه أن هذا الشيء هو (احتقان البروستاتا) وهو عندي لأنني شاب عنده طاقة جنسية تحتاج للإفراغ ولكنني بما أنني لست متزوجا لا يحدث تفريغ لهذه الطاقة الجنسية فإن شاء الله عندما أتزوج سأكون طبيعياً، وعلمت من الاستشارات في الشبكة الإسلامية أن من أسباب (احتقان البروستاتا) الكبت الجنسي مع التعرض لما يثير الغريزة ... وسألت سؤالين قد أكون لم أوضحهما -فإن شاء الله أوضحهم هذه المرة- وهما:
السؤال الأول: الطبيب قال لي ليس هناك مشكلة أن تستمني إذا احتجت لذلك، فهل يحل لي ذلك؟
السؤال الثاني: في الفترة الأخيرة كنت دائماً أتخيل مشاهد جنسية بغرض المتعة ولكن مجرد تخيل فقط، فهل يحل لي أن أفعل ذلك وأنا مصاب باحتقان البروستاتا؟ فحسبما فهمت من إجابتكم أنه لا يحل لي الإستمناء في هذه الحالة، لكنني كنت أريد إجابة واضحة على السؤال الثاني أكرمكم الله ... وكنت أريد أن أضيف في كلامي عن احتقان البروستاتا أن ما ينزل بعد الانتهاء من التبول والخروج من الحمام قطرة أو قطرات قد تكون من البول وقد تكون من المذي؟ أعتذر للإطالة.. وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على متابعتك معنا حتى تتضح لك الإشكالات اتضاحاً بيناً، ونفيدك أن الاستمناء محرم شرعاً لما فيه من استعمال الفرج في غير ما شرع له، والمحرم في الشرع لا يستباح إلا بالضرورة وعدم إمكان الاستغناء عنه بغيره، والشرع قد أرشد من اشتد به الشبق إلى الزواج فإن لم يتيسر عالج نفسه بالصوم وشغل الأوقات والطاقات بما يفيد مع البعد عن المثيرات والمهيجات والصحبة السيئة.
وأما التفكير والتخيل للمشاهد الجنسية للمتعة فإنه لا يسوغ فعله إلا إذا كان المتخيل زوجاً، فإن أهل العلم عدوا التفكر والتخيل لفعل الحرام من تمني القلب للمحرمات الذي عده الشرع زنى كما في الحديث: العين تزني والقلب يزني، فزنى العين النظر وزنى القلب التمني. رواه أحمد، ومعناه في الصحيحين.
هذا وليعلم أن المذي نجس يجب غسل الذكر بسبب خروجه.
وراجع للبسط فيما ذكرنا الفتاوى ذات الأرقام التالية: 75101، 72166، 33239، 20207، 10666، 8993، 76627، 50657.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو القعدة 1428(16/1126)
هل تباح العادة السرية لامرأة زوجها مسافر
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو: ما حكم ممارسة العادة السرية لمرأة زوجها مسافر وتفعل هذا أحيانا عندما تشعر بحاجة لزوجها وتظن أنها ربما هذا يجعلها تصبر ويعصمها عن التفكير في أي شيء محرم وهي تفكر في ذلك الوقت أنها مع زوجها وتتخيل أن زوجها معها وهل يوجد فرق بين أن تفكر أنها مع زوجها أم لا، فأ فيدونا بالتفصيل بارك الله فيكم مع العلم بأنه لا يمكن لزوجها الرجوع من السفر بأي حال؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
فعل العادة السرية محرم شرعاً مهما كان، لكن من خشي على نفسه من الزنى وتعين عليه أحد السبيلين إما الزنى أو العادة السرية فلا شك إن العادة السرية أخف إثما، وهي ليست علاجاً لصرف التفكير عن المحرم؛ وإنما هي داعية إلى ذلك، وسبيل من سبل الوقوع في الفاحشة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعادة السرية محرمه سواء تخيلت المرأة زوجها أم غيره، كما بينا في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7170، 10588.
لكن إن خشيت على نفسك الوقوع في الزنى فلا شك أن إثم العادة السرية أهون، وذلك لا يبيح فعلها لكنه ارتكاب لأهون الشرين وأقل المفسدتين، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 4033، والفتوى رقم: 8131.
وعلى زوجك أن يعفك عن الحرام، وينبغي أن تبيني له ذلك، وأنه لا يجوز له أن يغيب عنك طويلاً لغير حاجة أكثر من ستة أشهر -دون إذنك ورضاك- كما قال أهل العلم، وانظري ذلك في الفتوى رقم: 41508.
وللمزيد حول حكم العادة السرية وأضرارها وكيفية الإقلاع عنها انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2283، 1087، 106.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ذو القعدة 1428(16/1127)
حرمة العادة السرية وسبيل علاج الشهوة الجامحة
[السُّؤَالُ]
ـ[مشكلتي وحتى لا أطيل عليك, أنا لوطي يعني أميل للرجال أعلم أنا هذا الكلام يزعج مسامعكم لكن وجب وحان الوقت أن تعلموا أن 5 بالمائة من الأمة العربية تعاني من هذه "المشكلة",أنا والحمد الله منحني ربي قناعة كاملة بأن العمل بهذه الغريزة لن يؤدي لأي سعادة وهي إلى سعادة وهمية خاصة في مجتمعاتنا العربية وخاصة أني والحمد الله مسلم.
الأسئلة
1- أنا أمارس العادة السرية كبديل أو كوسيلة لأمتنع عن ممارسة اللواط وأنواعه مع العلم أني أعيش في بلد كثر فيه المثليون ولي جميع الوسائل أن أمارس هذه الغريزة وبدون أي إزعاج أعلم أن العادة محرمة وأريد أن أتوب منها أكثر من مرة لكن لم أستطع وهذا طبيعي لأني في العشرين من عمري ولا أظن أنه يخفى عليكم مدى القوة الجنسية لدى الرجل فهذا العمر والزواج لن يكون بديلا أبدا لن يكون بديلا لأني أريد أن أمارس العادة السرية على امرأة (وعذرا أن أحرجتك بكلامي) لكن لم تكون النتيجة سوي بيولوجية لكن من ناحية إشباع الغريزة لم يكن سوى وقتية وحتى أقربك من الحالة وكأنك أردت أن تشبع نفسك بالماء صحيح أنك تشبع لمدة محدودة لكن الجوع يعود أقوى بكثير صدقني اتبعت جميع أسباب التوبة لكن دائما أخفق.
السؤال *هل يمكن أن تكون ممارسة العادة السرية وسيلة لإشباع هذه الغريزة المنحرفة بدلا من أمارس الزنا؟
2- وإن أردت الزواج هل يجوز لي ذلك هل يمكن القول أنه كذب على المرأة وأني سأوهمها بأن أشبع جنسيا وأتمتع بها وأنا لا أحس بها أبدا؟ ألا يدخل هذا من باب عدم القدرة على الباءة التي جاءت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم؟
وأرجو أن تأخذ وقتك في التفكير وأن تجيبني إجابة عالم لا أن تعيد لي كلام الكتب؟ لأني قرأت الكثير منها ولهم الحق في أن يتكلموا بتلك الطريقة لجهلهم بمدى حساسية الموضوع وحتى لا أكذب عليك إني أخاف أن أترك هذا الدين يوما نتيجة لما أسمعه دائما من كلام الدعاة على من يحمل هذه الغريزة فلقد سمعت من يقول وجب قتلهم فهم جراثيم وسمعت من يلعنهم وهم يتكلمون على من يحمل الغريزة لا على من يفعل الزنى وسمعت من يقول إنهم كاذبون وإنهم هم الذين صنعوا في أنفسهم هذه الغريزة؟ والله يا شيخي الحبيب إني أعيش حياة عادية جدا وأنا متدين جدا ومن عائلة متدينة صدقني لو رأيتني يوما ستصيبك صدمة وستشك في كل من حولك.
أعتذر على الإطالة وأتمنى الإجابة ليس مثل الكثيرين الذين لا يجيبون أصلا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نهنئك على ما أعطاك الله من التدين والتربية في عائلة متدينة.
ونفيدك أن وجود الغريزة الجنسية في الإنسان ليس عيبا لحد ذاته فالإنسان مفطور على حب الاتصال الجنسي بالنساء كما فطر على حب الأكل والشرب والنوم، ولكن العيب الشنيع هو عدم الانسجام مع الأوامر والتشريعات الربانية في التعامل مع هذه الغريزة، فالله أرشد من يستطيع الباءة إلى الزواج ووعده عليه الغنى في الدنيا والأجر والثواب على الجماع، وعلى تربية الأولاد تربية صالحة، فقد قال الله تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ {النور: 32} وفي حديث الصحيحين: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.
فهذا الحديث يفيد أن النكاح هو أحسن الوسائل لغض البصر وتحصين الفرج، ويفيد أن علاج من عجز عن مؤنة النكاح أن يلجأ للصوم فإنه يقمع تلك الشهوة الجامحة بإذن الله، فقد ذكر بعض أهل العلم أن المسلم إذا ابتعد عن أكل المأكولات المنشطة جنسيا، وابتعد عن المثيرات كنظر الحرام والتفكير فيه ومصاحبة أهله، وواظب على صيام الأيام المرغب في صومها كأيام البيض والإثنين والخميس من كل شهر، فإنه بذلك يستطيع السيطرة على شهوته.
وأما اللواط فهو انحراف خطير وفاحشة شنيعة وشذوذ جنسي واضح، وقد عاقب الله الأمة التي بدأ فيها بتدمير قراهم، وجعل عاليها سافلها، ورجمها بأمطار من الحجارة. فالتفكير في اللواط لا يليق بمسلم ولا بعاقل، ولا شك أن العادة السرية أهون منه لمن خاف على نفسه أن يقع في الجريمة الكبرى الزنا واللواط، فبعض الشر أهون من بعض، ولذا روى عن بعض أهل العلم جوازها لمن خشي على نفسه الزنى ولم تمكنه وسيلة غيرها، ولكن ذلك لا يهون من شأن العادة السرية فهي محرمة يجب على المسلم التوبة منها واستخدام الوسائل المساعدة على تركها، وسنحيلك إن شاء الله لاحقا على بعض الفتاوى المساعدة على التخلص منها ومن اللواط والزنا، وبيان أضرار هذه المحرمات في الدنيا والآخرة.
وأما الزواج فهو أنجح وسائل إشباع الغريزة الجنسية بالنسبة لمن كان طبيعيا، وأهم ما يطلب منه هو تحصيل العفة ووجود وسيلة مشروعة يلجأ إليه المسلم كلما جمحت نفسه للحرام، فعليك بالعزم على ترك الفواحش كلها.
وأما الوسوسة بترك الدين بسبب كلام الناس فهو أمر لا يليق بالعقلاء التفكير فيه، فالدين هو دين الله الذي خلقنا وتعبدنا به، ووعدنا عليه حصول فلاح في الدنيا والآخرة، فخطأ بعض الدعاة في أساليبهم الدعوية لا يزهد العبد في التعامل مع ربه الذي خلقه وأسبغ عليه نعمه الظاهرة والباطنة. ومن ترك الدين لايضر إلا نفسه، فيكون مصيره ونتيجة فعله معيشة ضنكا في الدنيا وعذابا أليما في الآخرة، حيث يعيش في النار يقلب وجهه فيها ويكوي جبينه وظهره وجنبه فأي خسارة أعظم من هذا. وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 69212، 52421، 23868، 59332، 101582، 30425، 34932، 5524، 70396، 22083.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ذو القعدة 1428(16/1128)
التفكر والتخيل هل يعدان من العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[انا فتاة في العشرين ملتزمة والحمدلله ومتفوقة في دراستي أغض بصري، ولا أكلم شبابا لكني أرغب بشدة في الزواج من شخص ملتزم ولكن لم تحن الفرصة بعد،
سؤالي محرج جدا ولكن مضطرة أن أفهم الموضوع بصراحة منذ فترة أصبحت تصيبني حالة وهي (أنني أتخيل في ذهني شخصا ما يداعبني يقبلني يضمني وأنا معه وهكذا (أفكر في شهوتي والجنس) لكن بدون أن أستخدم يدي أو ألمس فرجي هل هذه عادة سرية؟ وما حكمها؟ أرجو التوضيح.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمجرد التفكير والتخيل ليس من العادة السرية ولايأخذ حكمها. فقد تجاوز الله لهذه الأمة عما حدثت به أنفسها مالم تتكلم أوتفعل كما في الحديث المتفق عليه، ولكن الاستمرار في الفكر في ذلك قد يؤدي إلى مالا يجوز من فعل العادة السرية وغيرها مما هو محرم شرعاً. وسبب ذلك هو الفراغ فاشغلي أوقاتك بالطاعة لكيلا تشغلك نفسك بالمعصية. وابتعدي عن الخلوة والزمي غض البصر وقراءة القرآن ومجالسة الصالحات من النساء من يدللنك على الطاعة، ويرغبنك في الخير، وسيجعل الله لك من همك فرجا، ومن ضيقك مخرجا، فإنه يقول:
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} (4) سورة الطلاق.
وللمزيد انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية 35373 / 39609 / 13184 / 97483
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو القعدة 1428(16/1129)
العادة السرية إذا ارتكبها مطلق أو مطلقة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل العادة السرية محرمة تماما في حالة المطلق أو المطلقة أم هي مكروهة؟ أرجو التكرم بالرد علي دون إعادتي لفتاوى سابقة.
جازاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العادة السرية محرمة على المكلف، سواء في ذلك البكر والمطلقة، ويدل لتحريمها أن مرتكبها عادة مبتغ لغير ما أحل الله غير حافظ فرجه، وقد قال الله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-7} فعلى المسلم أن يحصن نفسه ويحفظ فرجه ويستغني بما شرع الله من الزواج إن تيسر وإلا كبح شهوته بالصوم وشغل فكره وطاقته بما يفيد وبالبعد عن المثيرات للغرائز.
وراجع للبسط في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها: 5524، 52421، 74119.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شوال 1428(16/1130)
نشاة العادة السرية وحكم استخراج المني للفحوص الطبية
[السُّؤَالُ]
ـ[العلاج الطبى للعادة السرية وما مراحل إنهائها؟ وكيف نشأت هذه العادة؟ ودور الشيطان اللعين فى إعانة الشخص على استخدامها؟ وهل يجوز إخراج السائل المنوى فى الفحوصات الطبية؟ نأسف للإطالة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنرجو أن تراجع قسم الاستشارات الطبية بالشبكة أو بموقع إسلام أون لاين ليفيدك عن العلاج الطبي.
وأما عن نشأتها قديما فلا ندري كيف نشأت إلا أن ظاهر كلام الفقهاء أنها موجودة في عهد العرب الأوائل.
وأما استخراج المني نظرا للحاجة للفحوص الطبية فهو مباح، ويجب على المتزوج أن يفعله بيد زوجته، وإلا فعله بنفسه نظرا للحاجة.
وأما الشيطان والنفس الامارة وقرناء السوء فهم مصادر تهييج الناس للمعاصي، والشيطان عنده كثير من الوسائل يستعملها في إغواء الناس وحضهم على الشر، وراجع في بعض علاجات هذه الظاهرة وحكمها الفتاوى التالية أرقامها: 72577، 23868، 7170، 96747، 76495، 70913.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شوال 1428(16/1131)
العادة السرية والاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو أن تفيدوني بإجابة دقيقة
هل هناك فرق بين الاستمناء والعادة السرية وما بالتحديد محرم شرعا. فهل مجرد تخيل أنني أقيم علاقة جنسية مع أي كان دون أن ألمس أي عضو بيدي يعتبر استمناء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستمناء هو طلب خروج المني، جاء في لسان العرب: استمنى أي استدعى خروج المني. انتهى. وهذا يشمل استدعاء خروج المني باليد وبالتخيل وغير ذلك.
ولفظ العادة السرية لفظ أحدثه الناس ويعنون به -فيما نعلم- الاستمناء باليد، فإن كان المقصود بالعادة السرية الاستمناء بيد الشخص نفسه خاصة فإن الاستمناء يكون أعم من العادة السرية لأن الاستمناء قد يقع بالتخيل فيخرج المني، وقد يقع بيد الزوجة لزوجها فيكون مباحا، وقد يكون بمجرد المباشرة بين الزوجين من غير إيلاج، والعادة السرية بالمعنى المذكور محرمة، وكذا تخيل الأعزب أنه يمارس الجماع ومقدماته مع من لا يحل له ومواصلة التفكير في ذلك محرم في ظاهر كلام أهل العلم؛ كما ذكرناه في الفتوى رقم: 66140.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شوال 1428(16/1132)
حكم الاستمناء لمن استحكمت الشهوة منه
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم العادة السرية إذا كان الذي يفعلها مضطر إلى فعلها اضطرار شديداً جداً أو إذا كان غائبا عن الوعي وقتها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعادة السرية حرام، قرر ذلك جمهور العلماء، ولك أن تراجع في حكمها وأضرارها الفتوى رقم: 7170.
وفيما يخص سؤالك عن حكمها بالنسبة لمن قلت إنه يفعلها مضطراً إلى فعلها اضطراراً شديداً جداً أو يفعلها وهو غائب عن الوعي وقتها، فجوابه أن من كان غائب الوعي فإنه ليس مكلفاً أصلاً، لأن العقل شرط إناطة الأحكام، يقول ابن عاشر المالكي: وكل تكليف بشرط العقل..............
وبالتالي فإنها لا توصف بتحريم ولا بغيره بالنسبة لفعلها وقت غياب العقل.
وأما من يفعلها مضطراً إلى فعلها اضطراراً شديداً جداً، فإننا لا نقول إنها تباح له، ولكن نقول: إن المرء إذا استحكمت الشهوة منه وبلغت مبلغها بحيث لا يستطيع دفعها إلا بالعادة السرية أو الوقوع في الفاحشة فلا شك أن ارتكاب أخف المفسدتين أهون من ارتكاب الخطيئة الكبرى، وعليه -حينئذ- أن يسارع إلى ما يتقي به المفسدتين وهو الزواج للقادر عليه أو الصيام؛ كما أرشد إلى ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رمضان 1428(16/1133)
كثرة الاحتلام لا يسوغ اقتراف العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[إن أكل التمر يزيد النطف بكميات كبيرة مما يؤدي إلى أن أصبح جنبا في هذه الليلة وكأن كوبا من السائل المنوي رميته فوقي وهذا يسبب لي الإحراج فهل يمكنني إخراج النطف ولو مرة واحدة في الشهر.
وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
العادة السرية محرمة وأضرارها كثيرة ولا تبيحها كثرة الاحتلام، وينبغي لمن هذه حالته المبادرة بالزواج والبعد عن تناول طعام يساهم في إثارة الشهوة أو قوتها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتكرر الاحتلام لا يبيح الإقدام على الاستمناء ولو كان ذلك مرة واحدة في الشهر، وأضرار الاستمناء تقدم تفصيلها في الفتوى رقم: 7170.
وننصح السائل الكريم بالمبادرة بالزواج واتخاذ الوسائل المعينة على تخفيف الشهوة ومن بينها عدم تناول طعام يساهم في إثارتها وقوتها إلى آخر الوسائل المذكورة في الفتوى رقم: 80533
والله تعالى أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رمضان 1428(16/1134)
العادة السرية سبب للعجز الجنسي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متزوجة من رجل طيب جداً وحنون جداً ومحترم جداً وأنا أحبه لكن لديه مشكلة شديدة وهي: هو عنده 38 سنة وتزوجنا منذ سنة، طبعا كان يمارس العادة السرية على النت وقال بأنه كان يفعل ذلك كي لا يزني مع أحد، الآن في علاقتنا لا يقدر أن يكمل معي إلى أن يستريح لا بد بيده هو، لأن يده لها ملمس خشن وتعود عليها، ولذلك لا يمكن أن يكون حمل بالطريقة هذه، ونحن متزوجون منذ سنة، أنا الآن أحاول آخذ سائله المنوي في حقنة بلاستيك عادية وأحاول أن أجعله بداخلي، لكن لا أعرف هل ما سأفعله صحيح أم خطأ، وما هو الحل لهذه المشكلة، علما أن حيواناته المنوية ضعيفة وقد بدأ يأخذ فيتامينات؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
العادة السرية محرمة ولها مفاسد كثيرة وسبب للعجز الجنسي، وإعفاف الرجل زوجته من أوكد حقوقها عليه، والمني الخارج باستمناء الزوج بيده غير محترم شرعاً ولا تترتب عليه أحكام الوطء عند بعض أهل العلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعادة السرية محرمة ومفاسدها كثيرة، ومن هذه المفاسد أن فاعلها قد يتعود عليها فلا يستطيع الإقلاع عنها ولا يرتاح إلا بفعلها إضافة إلى أنها سبب للعجز الجنسي بعد الزواج، الشيء الذي قد تترتب عليه بعض المشاكل بين الزوجين إضافة إلى حرمة مشاهدة الأفلام الجنسية، وراجعي التفصيل في الفتوى رقم: 3605
وعليه، فانصحي زوجك بالإقلاع عن تلك العادة السيئة وأطلعيه على حكمها ومفاسدها، وكونه لا يرتاح إلا بفعلها أو لا يمكن حصول الحمل إلا بها ليس بمبرر للإقدام عليها، وراجعي الفتوى رقم: 7170.
والأصل أن استدخال المرأة مني زوجها له حكم الوطء ويترتب عليه من الأحكام ما يترتب على الوطء إذا كان خروج المني على وجه مباح، ففي أسنى المطالب الشافعي: (تنبيه) قد تقرر أن الأمة لا تصير فراشاً إلا بالوطء أو استدخال المني. انتهى.
وفي حاشيتي قليوبى وعميرة: (تنبيه) استدخال المني فيما تقدم كالوطء جوازاً ومنعاً. انتهى، لكن إذا كان خروج المني بوسيلة محرمة كاستمناء الزوج بيده مثلاً فهو مني غير محترم وبالتالي فاستدخاله ليس له حكم الوطء عند بعض أهل العلم، ففي تحفة الحبيب على شرح الخطيب للبجيرمي الشافعي: والمراد المني المحترم بأن يكون حال خروجه محترماً لذاته في ظنه أو في الواقع فشمل الخارج بوطء زوجته في الحيض مثلاً وباستمنائه بيدها أو بوطء أجنبية يظنها حليلته أو عكسه أو بوطء شبهة كنكاح فاسد، أو بوطء الأب أمة ولده ولو مع علمه بها فإذا استدخلت امرأة ولو أجنبية عالمة بحاله وجب به العدة، ولحق به الولد الحاصل منه كالحاصل من ذلك الوطء، وخرج بذلك الحرام في ظنه والواقع معاً كالزنا والاستمناء بيد غير حليلته، وألحق به شيخنا الخارج بالنظر أو الفكر المحرم فلا عبرة باستدخاله ولو من زوجته وإن ظنه غير محرم كما في شرح شيخنا لكن تقدم عن الزركشي أن الولد الحاصل به من زوجته لاحق به منسوب إليه وهو ظاهر من حيث الفراش. انتهى.
وإعفاف الزوج زوجته والقيام بحقها من الجماع من أوكد حقوقها كما تقدم ذلك في الفتوى رقم: 75228.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 شعبان 1428(16/1135)
لا توجد عقوبة محددة شرعا لممارسة العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل هذا الحديث روي عن الرسول الكريم: إن الله لعن الزاني بيديه ... وأن الزاني بيديه يأتي يوم القيامة ويده حامل ... كيف حامل.. فأرجو إفادتي، وما هي عقوبة الزاني بيديه؟ وجعله الله في ميزان حسناتكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق الجواب عن هذين الحديثين بعدة فتاوى نحيلك منها على الفتوى رقم: 10353، والفتوى رقم: 35428.
وأما عقوبة من يمارس هذه الفعلة المنكرة التي تعرف بالعادة السرية، فإن كان المقصود عقوبة محددة من الشرع فليس هنالك عقوبة معينة، وقد ذكر بعض أهل العلم تعزير فاعلها، وانظر الفتوى رقم: 4536.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 شعبان 1428(16/1136)
حرمة ممارسة العادة السرية بدمية على شكل امرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديق عمره 27 سنة غير متزوج عنده في بيته دمية كبيرة على شكل إنسان يقوم بتلبية حاجته الجنسية فيها، فما الحكم الشرعي في ذلك؟ بارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الفعل محرم لأن الله تعالى أمر المؤمنين بحفظ فروجهم إلا على أزواجهم أوما ملكت أيمانهم، وعد من تجاوز ذلك معتديا، فقال سبحانه: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون: 5-7} وهذه الدمية المجسمة على شكل امرأة تمثال لا يجوز بقاؤه في البيت بل لا بد من إتلافه، وهو مانع من دخول الملائكة هذا البيت، ففي الصحيحين عن ابن عباس عن أبي طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة.
ولم يرخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في اتخاذا دمى صغيرة على صورة بنات إلا للأطفال الصغار ليلعبن بها، ففي سنن أبي داود وغيرها عن عائشة رضي الله عنها قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها ستر فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب، فقال ما هذا يا عائشة؟ قالت: بناتي. ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع، فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟ قالت: فرس. قال: وما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان، قال: فرس له جناحان! قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة. قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه.
فانصح صديقك بالبعد عن هذه الممارسة الخاطئة التي تضره في دينه وصحته ومستقبله.
ولمزيد الفائدة عن وسائل الوقاية راجع الفتوى رقم: 7170.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 جمادي الثانية 1428(16/1137)
هل يجوز الاستمناء لمن به مرض يمنعه من الجماع
[السُّؤَالُ]
ـ[رجل متزوج أصابه مرض يمنعه من الجماع وإلا انتشر المرض للزوجة، فهل لمثل هذا أن يستمني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز له الاستمناء بيده إذ لا ضرورة تدعوه إليه فيمكنه أن يستمتع بزوجته دون الجماع، وله أيضاً أن يستمني بيدها هي لأن ذلك من صور الاستمتاع بها، وانظر في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3907، 7170، 68097.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 جمادي الثانية 1428(16/1138)
التكييف الشرعي لحرمة الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[سيدي ... إن العادة السرية أو ما تسمى الاستمناء أمر موجود منذ الجاهلية وبذلك يكون نبينا صلى الله عليه وسلم على علم به فما الحكمة فى أن يترك هذا الأمر دون التحدث عنه بالحرمة أو الكراهة، فنحن تعودنا البحث في الأمور التي جدت كالتدخين مثلا ونقيسها على ما يعادلها حتى نصل إلى حكم بين فيها.... وقد قرأت فى كتب الفقة فأجد الفقهاء يتحدثون عن الزنا واللواط والسحاق حتى معاشرة البهائم وفي النهاية يتركون هذا الأمر دون بحث وبعض العلماء يستدلون بالآية (فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) ، فمن البديهي أن وراء ذلك يتمثل في الأمور التي تناولها الشارع التحريم، أما الأمر الذي لم يرد تحريمة صراحا فكيف أحرمة دون ورود نص.... وإذا أردنا القياس فعلى أي شيء نقيس على الزنا أم على اللواط أم السحاق أم معاشرة البهائم، فإذا كان الأمر يحتاج قياسا فعلى أي شيء نقيس؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستمناء قد كان موجوداً عند العرب، ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عنه حديث صريح، وإن نقلت بعض الآثار ويستدل بها بعضهم، لكن فيها مقال، قال الألوسي: ومن الناس من استدل على تحريمه بشيء آخر نحو ما ذكره المشايخ من قوله صلى الله عليه وسلم: ناكح اليد ملعون. وعن سعيد بن جبير: عذب الله تعالى أمة كانوا يعبثون بمذاكيرهم. وعن عطاء: سمعت قوماً يحشرون وأيديهم حبالى وأظن أنهم الذين يستمنون بأيديهم. والله تعالى أعلم. انتهى، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 21088.
وقال الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان: المسألة الثالثة: اعلم أنه لا شك في أن آية {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} هذه التي هي {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} ، تدل بعمومها على منع الاستمناء باليد المعروف، بـ (جلد عميرة) ، ويقال له الخضخضة، لأن من تلذذ بيده حتى أنزل منيه بذلك، قد ابتغى وراء ما أحله الله، فهو من العادين بنص هذه الآية الكريمة المذكورة هنا وفي سورة سأل سائل. وقد ذكر ابن كثير: أن الشافعي ومن تبعه استدلوا بهذه الآية على منع الاستمناء باليد، وقال القرطبي: قال محمد بن عبد الحكم: سمعت حرملة بن عبد العزيز، قال: سألت مالكاً عن الرجل يجلد عميرة فتلا هذه الآية {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} إلى قوله {الْعَادُونَ} .
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: الذي يظهر لي أن استدلال مالك والشافعي وغيرهما من أهل العلم بهذه الآية الكريمة على منع جلد عميرة الذي هو الاستمناء باليد استدلال صحيح بكتاب الله، يدل عليه ظاهر القرآن، ولم يرد شيء يعارضه من كتاب ولا سنة، وما روي عن الإمام أحمد مع علمه وجلالته وورعه من إباحة جلد عميرة مستدلا على ذلك بالقياس قائلاً: هو إخراج فضله من البدن تدعو الضرورة إلى إخراجها فجاز، قياساً على الفصد والحجامة ... فهو خلاف الصواب، وإن كان قائله في المنزلة المعروفة التي هو بها، لأنه قياس يخالف ظاهر عموم القرآن، والقياس إن كان كذلك رد بالقادح المسمى فساد الاعتبار، فالله جل وعلا قال {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} ، ولم يستثن من ذلك البتة إلا النوعين المذكورين، في قوله تعالى: {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} ، وصرح برفع الملامة في عدم حفظ الفرج عن الزوجة والمملوكة فقط، ثم جاء بصيغة عامة شاملة لغير النوعين المذكورين، دالة على المنع هي قوله {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} وهذ العموم لا شك أنه يتناول بظاهره ناكح يده، وظاهر عموم القرآن لا يجوز العدول عنه، إلا لدليل من كتاب أو سنة يجب الرجوع إليه. انتهى.
وقال الألوسي: وتمام الكلام في هذا المقام يطلب من محله، ولا يخفى أن كل ما يدخل في العموم تفيد الآية حرمة فعله على أبلغ وجه، ونظير ذلك إفادة قوله تعالى {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى} حرمة فعل الزنا فافهم. انتهى.
هذا هو ما استدل به في تحريم تلك الفعلة، ولا قياس وإنما هي داخلة في عموم تلك الآية، وأما سكوت النبي صلى الله عليه وسلم عنها فربما كان للاكتفاء بدلالة القرآن، ثم قد وردت آثار عنه في حرمتها وإن كانت ضعيفة، لكن ظاهر الكتاب يعضدها، قال الشيخ الأمين رحمه الله بعدما ساق أحدها: ولكنه على ضعفه يشهد له في نكاح اليد ظاهر القرآن في الجملة، لدلالته على منع ذلك.
ويؤكد حرمتها ما فيها من الأضرار الصحية والمعنوية على فاعلها، كما أثبتت ذلك الدراسات الحديثة التي أقيمت لها، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 21512 وما أحيل إليه من فتاوى خلالها، وهذه المسألة لم يغفلها العلماء، بل بحثوها بأدلتها في مظانها ومنها هذه الآية فارجع إلى كلامهم هناك لتقف على ما يشفي عليك ويبرد غليلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 جمادي الأولى 1428(16/1139)
لا يوصف ممارس العادة السرية بعدم العفاف
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يصبح الشخص غير عفيف إذا مارس العادة السرية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرنا في الفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 9195 أن الاستمناء من الأفعال المحرمة، وذكرنا العلاج الشرعي لذلك، وأما هل يعتبر من مارس هذه العادة فاقداً لوصف العفاف؟ فنقول: إن العفيف في المصطلح الشرعي هو من لم يتلبس بالزنا، وعليه فإن الوصف بالعفاف لا يزول عن من مارس هذه العادة القبيحة المحرمة.
وننبه إلى أن وصف العفاف قد يطلق عند الفقهاء بمعنى العدالة، وحينئذ فيكون من فعل الكبائر كشرب الخمر ليس عفيفاً، ولكن هذا اصطلاح خاص في بعض الأبواب الفقهية، والأصل أن غير العفيف هو من وقع في الزنا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 جمادي الأولى 1428(16/1140)
حكم الاستمناء لغلبة الشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم العادة السرية لأنني سمعت أن فيها خلافا وليس فيها نص واضح -والله أعلم- فسمعت أن ابن عمر وابن عباس قالا بجوازها وأن ابن تيمية قال إنها جائزة للتنفيس عن النفس لكي لا يقع في الحرام -والله أعلم- فهو يصف حالنا تماما في ظل المثيرات الكثيرة فيكاد الشخص أن ينفجر إن لم يخرج تلك الطاقة وعدم مقدرتة على الزواج؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مما لا شك فيه أن التغلب على الغريزة ليس أمراً سهلاً، ولا سيما عند الشباب؛ ولذلك أرشد النبي صلى الله عليه وسلم من لم يستطع الزواج إلى الصوم، وقال: إنه له وجاء. وعلى المسلم أن يتقي الله تعالى ويحفظ فرجه كما أمره الله تعالى، فإن استطاع الزواج فليتزوج وجوباً إذا خاف على نفسه الوقوع في المحرمات، فإن لم يستطع فليتبع ما أرشد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وليدع ما سوى ذلك، ولا عبرة بما قيل من إباحة العادة السرية، فإنها محرمة عند جمهور العلماء لأن الله سبحانه وتعالى أمر المؤمنين بحفظ فروجهم عما عدا أزواجهم وما أحله لهم من ملك اليمين، وما سوى ذلك فهو اعتداء، قال الشافعي رحمه الله تعالى في الأم: قال الله عز وجل: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ. قرأ إلى {العادون} ، قال الشافعي: فكان بيناً في ذكر حفظهم لفروجهم إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم تحريم ما سوى الأزواج وما ملكت الأيمان، وبين أن الأزواج وملك اليمين من الأدميات دون البهائم، ثم أكدها، فقال عز وجل: فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ. فلا يحل العمل بالذكر إلا في الزوجة أو في ملك اليمين، ولا يحل الاستمناء. والله تعالى أعلم. انتهى.
وقال ابن العربي في أحكام القرآن بعد أن ذكر القول الضعيف القائل بجواز الاستمناء عند الحاجة قال: وعامة العلماء على تحريمه، وهو الحق الذي لا ينبغي أن يدان الله إلا به، وقال بعض العلماء: إنه كالفاعل بنفسه، وهي معصية أحدثها الشيطان وأجراها بين الناس حتى صارت قيلة، ويا ليتها لم تقل، ولو قام الدليل على جوازها لكان ذو المروءة يعرض عنها لدناءتها. انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: أما الاستمناء باليد فهو حرام عند جمهور العلماء، وهو أصح القولين في مذهب أحمد، وكذلك يعزر من فعله، وفي القول الآخر هو مكروه غير محرم، وأكثرهم لا يبيحونه لخوف العنت ولا غيره، ونقل عن طائفة من الصحابة والتابعين أنهم رخصوا فيه للضرورة: مثل أن يخشى الزنا فلا يعصم منه إلا به، ومثل أن يخاف إن لم يفعله أن يمرض، وهذا قول أحمد وغيره، وأما بدون الضرورة فما علمت أحداً رخص فيه، والله أعلم. انتهى، وقد سبق المزيد من ذكر الأدلة على منع الاستمناء في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1087، 7170، 52466.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الأول 1428(16/1141)
تعجيل الزواج وقاية من العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي كالتالي: لقد تم عقد قراني على شاب يعيش في بلد آخر وزفافنا سوف يتم بعد أشهر بإذن الله إلا أنني لاحظت على خطيبي بعد عقد قراني وسفره أنه يحس برغبة كبيرة الأمر الذي جعلني أخاف عليه أن يلجأ الى الاستمناء لأنه لمح قليلا لي وأنا لا أريد أن نبدأ حياتنا بفعل يغضب الله علينا أدعو له في كل قيام أن يحميه ربي ولكن لا أعرف من أفتى له بمشروعية هذا الفعل الذي يراودني الشك أنه يفعله ولا أعرف من أفتى له ذلك من باب الخوف من الوقوع بالزنا فالرجاء تقديم النصح لأنني يعلم الله كم أحب أن تكون حياتي وحياة زوجي لنيل رضى الله تعالى.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا حرمة الاستمناء في فتاوى سابقة منها ما يلي: 69276، 34473، 7170. فيمكنك الاطلاع عليها، وإرسالها إلى زوجك، ففيها بيان الحكم الشرعي والأضرار الصحية، والنصائح التربوية.
وإذا كان من نصيحة في هذا المقام فهي أن تعجلا بالدخول، ففيه الوقاية من العادة ومن غيرها بإذن الله، وقبل أن يتيسر فينصح ذلك الشاب بالمواظبة على الصوم. وتراجع الفتوى رقم: 3659. والمعصوم من عصمه الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الأول 1428(16/1142)
شبهات وجوابها حول حرمة العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[سمعت الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله على شاشة التلفزيون السعودي يقول ما يلي: يا علماء يا مشايخ لا تفتوا فتوى بغير علم وكان الحديث عن من رأى منكم منكرا فليغيره بيده قال وهذه مهمة الحكام وولاة الأمور ومن لم يستطع فبلسانه وهذه مهمة العلماء ويا علماء لا تقولوا شيئا لستم متأكدين من صحته وقال أنا لم أجد نصا صحيحا يحرم العادة السرية قال أنا لا أقول حلال ولكن لا يوجد نص صحيح وصريح على التحريم ومن وجد نصا فليأتني به, أنا لم أجد. اهـ. وفي مسند الإمام أحمد يجوز ذلك خشية الوقوع في العنت وعلى رأي الأحناف أيضا يوجد مثل هذا القول المطلوب: إن تأويل الآيات في سورة المؤمنون ليس على هذا النحو فإن كان هناك نص صريح فأوردوه لنا لأني مدرس وأسال كثيرا عن الموضوع وأنا شخصيا لا أميل إلى التحريم ولا يحق لنا أن نقول للناس حرام ويعلموا بعدها أن كلامنا ليس صحيحا أفيدونا أفادكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن الإمام أحمد رحمه الله لم يبح الاستمناء ولو لمن خشي الزنا، وإنما له في ذلك قول بالتحريم وقول بالكراهة. ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 4536.
وأما الأحناف فيقول العلامة الزرقا في بيان مذهبهم: قالوا: "إنها من المحظورات في الأصل، لكنها تباح بشروط ثلاثة: أن لا يكون الرجل متزوجا، وأن يخشى الوقوع في الزنا -حقيقة- إن لم يفعلها، وألا يكون قصده تحصيل اللذة بل ينوي كسر شدة الشبق الواقع فيه".
واعلم أنه يكفي للحكم على الشيء بالتحريم أن يثبت ضرره طبيا، فمن القواعد التي هي محل اتفاق بين أهل العلم أن ما كان مضرا طبيا فهو محظور شرعا. وليس من شك في ضرر الاستمناء.
ثم اعلم أنه يكفي لتحريم الاستمناء ما ذكرته أنت في سؤالك من أن في مسند الإمام أحمد يجوز ذلك خشية الوقوع في العنت، وأنه على رأي الأحناف أيضا يوجد مثل هذا القول ...
فهذا الكلام يفيد أن الاستمناء لا يجوز إلا عند خشية الوقوع في الزنا، ومن المعلوم أن الزنا أشد إثما من الاستمناء، وأن القاعدة الشرعية تقول: إنه يجب ارتكاب أخف الضررين إن لم يمكن اجتنابهما.
ثم اعلم أنك إذا كنت لا تقبل تحريم أي شيء إلا إذا وجدت عليه آية صريحة من القرآن أو حديثا صحيحا صريحا، فإنه سيكون مباحا عندك كثيرا مما أجمع أهل العلم على تحريمه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 صفر 1428(16/1143)
هل يأثم من احتلم فتحرك فخرج المني
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب غير متزوج أعمل فى الخليج حتى لا أطيل عليكم سؤالي وأنا نائم حدث أن استحلمت وأثناء ذلك وقبل خروج المني تحركت عفويا فأحسست أن هذه الحركة ساعدت فى خروج المني بدون تدخل مني، فهل يعتبر ذلك استمناء أم احتلاما أفيدونا لأن هذا الأمر يؤرقني من حينها، علما بأن الحركة لم تحدث عمداً، ولكن أثناء النوم؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاستمناء هو طلب إخراج المني سواء كان باليد أو غيرها من سائر الحركات التي يقصد بها الاستمتاع في غير وجه شرعي هذا هو المحرم، وأما خروج المني بسبب الاحتلام فليس استمناء ولا إثم فيه لخروجه عن إرادة الإنسان، ولو تخلل ذلك حركة غير متعمدة، كما حصل مع الأخ السائل، وانظر في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2392، 23868، 52421.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 محرم 1428(16/1144)
من أحسن الوسائل لاجتناب العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[نحن أسرة ملتزمة إن شاء الله ابني الأوسط عمره 14 عاما فوجيء أخوه الكبير 17 عاما أنه يمارس شيئا بيده في الحمام بالرغم من اجتهادي معهم بتعاليم الدين وشيخ يعلمه القرآن ومشاهدة القنوات الدينية إلى جانب أن عند ذهابنا أنا وزوجي إلى عمرة نجتهد ونأخذ البنين معنا وبداخلي دهشة لما يحدث وزوجي دائما يوضح لهم هذه الأمور أخذت منه موقفا وحرمته من بعض المزايا ولا أعلم هذا كاف أم لا؟ أرجو الإفادة.
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعل ما يفعله هذا الابن هو الاستمناء باليد، وهو ما يسميه البعض بالعادة السرية، وقد بينا حكمها وآثارها وسبل علاجها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7170، 45054، 5524، 1968، 24126.
وما دامت هذه العادة محرمة شرعا وطبعا وقد تترك آثارا بدنية ونفسية على فاعلها ومدمنها فينبغي معالجتها لدى ذلك الابن بمصارحته بحكمها وما يترتب عليها، والسعي في تزويجه إن أمكن، والحيلولة بينه وبين أصدقاء السوء، وانتقاء الصحبة الصالحة له، وذلك من أحسن الوسائل وأنفعها لتغيير سلوك الابن، لأن الصاحب ساحب، والقرين بالمقارن يقتدي، وكذا الإكثار له من الدعاء لأن دعوة الوالدين مستجابة، فاسألوا الله بقلوب خاشعة ونفوس متضرعة أن يصلحه ويبعد عنه السوء، ويجعله قرة عين لكما في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 محرم 1428(16/1145)
حكم الاستمناء باليسرى والتكلم مع الفتيات في الجامعة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل العادة السرية حرام لأنني قرأت أنها جائزة باليد اليسرى، وهل التكلم مع الفتيات في الجامعة بأمور عادية كالدراسة مثلا جائز، فأرجو الإجابة؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعادة السرية حرام، سواء كانت باليد اليسرى أو اليمنى أو غيرهما، ولك أن تراجع في هذا الفتوى رقم: 7170.
ثم إن التكلم مع الفتيات في الجامعة شر مستطير، وفتنة النساء من أعظم الفتن، وأكثرها خطراً وضرراً، كما في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
وإذا احتاج الطالب إلى مخاطبة فتاة لحاجة لم يجد بدا عنها، فليقتصر من ذلك على أقل ما تدعو إليه الحاجة، مع التزام تعاليم الشرع من عدم الخلوة أو الخضوع بالقول أو النظر إلى ما لا تحل رؤيته ... ونسأل الله أن يعصمنا من سائر الفتن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو القعدة 1427(16/1146)
حكم الاستمناء لإجراء تحاليل منوية
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي صديق يعالج حالة عقم وهو يخضع الآن إلى فحوص وتحاليل منوية وربما يخضع إلى ما يسمى بعملية التخصيب الاصطناعي فوجد في أحد العيادات الطبية المختصة بإن الطبيب يضع تحت تصرف لمن يرغب من المرضى مجلات وحتى أفلام فيديو خليعة قصد تهييج الشخص المعني للتحصل على السائل المنوي، علما بأن السائل لا بد أن يحلل أو يخصب في ظرف ساعتين فعلى من يتعذر عليه إحضار السائل من بيته مثلا في ذلك الظرف الزمني أن يقوم بعملية الإنزال في العيادة، فما حكم هذه العملية، وما حكم استعمال الوسائل الخليعة المذكورة سابقا من طرف أصحاب العيادة والمرضى كذلك؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستمناء بأية وسيلة غير الزوجة أو ملك اليمين محرم، لكونه تعد لما أحله الله، قال الله جل وعلا: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-6-7} ، كما أنه لا يجوز النظر إلى الصور الخليعة، لما يترتب على ذلك من الفتنة والوقوع في الفاحشة.
وعليه فلا يجوز لصديقك فعل شيء مما ذكرته، لأنه متزوج -فيما يبدو- وإلا لما كان ثمت داع إلى علاج العقم، وإذا كان متزوجاً فالأولى أن يستمني بيد زوجته ثم يحضر السائل في الوقت الذي يبقى معه صالحاً للتحليل، وإذا كان غير متزوج، فلا حاجة له -إذا- بعلاج العقم، فلينتظر حتى يتزوج، ثم يستمني حينئذ بيد زوجته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شوال 1427(16/1147)
لا يليق بالمتزوجة فعل العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة متزوجة من رجل متعدد النساء وفي الليلة التي يبيت زوجي فيها عند زوجاته أقوم بممارسة العادة السرية، فما الحكم في ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعادة السرية محرمة، وقد سبق أن بينا ذلك بأدلته وتعليلاته في الفتوى رقم: 2283.
فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى، ونوصيك بأن تتقي الله وتصبري، وأن تتذكري نعمة الله عليك بكونك ذات زوج، فإقدامك على هذه العادة السيئة لا يليق بالمسلمة غير المتزوجة فما بالك بالمتزوجة، وقد يكون فيه كفران لهذه النعمة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 شوال 1427(16/1148)
من أنواع العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة متزوجة منذ 10 اشهر تقريبا وسأضع طفلي الأول بعد شهرين وزوجي يحبني كثيرا وأنا أحبه أكثر وأكثر ومتوافقون الحمد لله وملتزمون بصلاتنا وصيامنا، لكن مشكلتي هي أني في فترة الخطبة كنت عندما أنام على بطني وأستثير نفسي بمسك صدري مثلا أشعر بنشوة جميلة وتنزل مني سوائل ورعشة تريحني مع أني لا ألمس أعضائي التناسلية أبدا وهذي الحركة استمرت معي بعد الزواج وحتى بعد أن أجامع زوجي لا أتعب منها لو فعلتها أكثر من مرة ولكني أحس بنشاط بعد فعلها وأنا لا أقصر مع زوجي وأشتاق له وأشعر بالسعادة في الجماع ولكن مع تلك الحركة أكثر، هل هذه العادة السرية، ولكني أعرف أن العادة السرية هي ملامسة الأعضاء التناسلية وأنا لم أفعلها بحياتي هل هذا نوع منها لا أعرفه، أرجو إفادتي بسرعة فأنا أخاف أن أكون أفعل شيئا حراما أو خيانة لزوجي، ردوا علي بسرعة فأنا حائرة جدا وقد زاد فعلي لهذه الحركة بعد حملي وحتى في أشهري الأخيرة مع أني أتعب عند النوم على بطني ولقد دعوت الله كثيرا أن يدلني إن كانت حراما أم لا ودعوت الله أن يبعدني عنها إن كانت حراما وكنت أتركها أسابيع كثيرة وأحتسبها عند الله ولكن أرجع لها، أفيدوني أفادكم الله وسارعوا بالرد علي؟
ردوا علي بسرعة أرجوكم. جزاكم الله كل الخير.
ولا تنسوني من دعواتكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن الاضطجاع على البطن قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، كما في سنن أبي داود وغيره عن يعيش بن طخفة بن قيس الغفاري قال: كان أبي من أصحاب الصفة. قال: فبينا أنا مضطجع من السحر على بطني إذ جاء رجل يحركني برجله فقال: إن هذه ضجعة يبغضها الله عز وجل. قال: فنظرت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا نص العلماء على كراهة الاضطجاع على البطن، كما في سنن الترمذي باب ما جاء في كراهية الاضطجاع على البطن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مضطجعا على بطنه، فقال: إن هذا ضجعة لا يحبها الله. وفي حديث أبي ذر عند ابن ماجه: إنما هي ضجعة أهل النار.
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك، فإن العادة السرية –كما عرفها المختصون- هي الوصول إلى الرعشة الجنسية بدون الوصال الزوجي وذلك عن طريق اليد أو غيرها من الأعضاء، ولها أشكال مختلفة بالنسبة للذكور والإناث.
وعرفها آخر بقوله: العادة السرية هي فعل اعتاد الممارس القيام به في معزل عن الناس (غالبا) مستخدما وسائل متنوعة محركة للشهوة أقلّها الخيال الجنسي وذلك من أجل الوصول إلى القذف. وهي تختلف من ممارس لآخر من حيث الوسائل المستخدمة فيها وطريقة التعوّد ومعدل ممارستها ...
ومن هذه التعريفات للعادة السرية يتبين لك -أيتها الأخت الكريمة- أن ما ذكرته من أنك إذا استثرت نفسك بمسك صدرك -مثلا- تشعرين بنشوة جميلة وتنزل منك سوائل ورعشة تريحك ...
أقول: يتبين لك من التعريفات السابقة للعادة السرية أن الذي تقومين به هو نوع من العادة السرية. فعليك أن تتوبي إلى الله منه، وأن لا تعودي إلى مثله، وإذا احتجت إلى شيء منه فافعليه بيد زوجك؛ فإن لك أن تستمتعي بسائر جسد زوجك كيف شئت.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شوال 1427(16/1149)
التخلص من العادة السرية ومواصلة حفظ القرآن
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد منّ الله علي بحفظ خمسة أجزاء من القرآن الكريم، ولكني مبتلى بالعادة السرية، فهل الأفضل أن أتوقف عن الحفظ، لأن هنالك تضارباً بين العملين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما ابتليت به أمر مضر لدينك وصحتك وعقلك ومستقبل حياتك الدراسية والجنسية فيتعين عليك التخلص منه، والاستعانة بالله تعالى في تركه وبذل ما أمكن من الأسباب المشروعة المساعدة في تركه، ولكنه ليس مسوغاً لترك الاشتغال بحفظ القرآن، فإن هذا مدخل من مداخل الشيطان، حيث يثبط الناس عن صالح الأعمال بأي حجة، فعليك أن تواصل الاشتغال بحفظ القرآن فهو شفاء لما في الصدور، وفيه من الترهيب ما يقمع النفوس عن الأهواء والنزوات الشيطانية، ويحضها على خصال الخير وعلو الدرجات في الجنة، وراجع في أهمية حفظ القرآن وبيان حكم وضرر العادة السرية الفتاوى ذات الأرقام التالية: 69957، 66013، 69427، 35857، 23868، 52421، 70913، 70396، 69276.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رمضان 1427(16/1150)
فتاوى في الاستمناء والفرق بينه وبين الاحتلام
[السُّؤَالُ]
ـ[عندي سؤال وهو: ما هو الاستمناء؟ وما الفرق بينه وبين الاحتلام؟ وهل يحصل الاحتلام في اليقظة؟ وهل إذا نزل شيء فإنه يعتبر إما احتلاما أو استمناء؟ وهل هناك مخاطر فيهما دينية وصحية أرجو منكم الجواب؟
أثقل الله ميزانكم بالحسنات..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاستمناء هو تكلف إخراج المني بيد الإنسان أو غير ذلك من أنواع الشذوذ الجنسي، وأما الاحتلام فهو ما يقع في الحلم عندما يكون الشخص نائما، وليعلم أن تفكير الإنسان في هذه الأمور حتى يخرج منه شيء يتعين البعد عنه وشغل العبد نفسه بالتفكير في الأمور النافعة، وإذا خرج شيء فلينظر فيه هل هو مذي أو مني، وقد ذكرنا الفرق بينهما وتفصيل القول في التفكير والتخييل والاستمناء ووسائل التخلص من ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 66140، 65655، 63268، 56265، 30757، 8993، 23868، 52421، 2392، 71737، 69427، 60901.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 رمضان 1427(16/1151)
وسائل نافعة للتخلص من الشيطان والعادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أعرف أحدا ممن ابتلاهم الله بممارسة العادة السرية، وهو يتوب منها كل مرة ولكن يعود إليها في كل مرة أيضا، ولم أعرف عنه ذلك إلا لأنه سألني سؤالا في غاية الخطورة وهو أنه أثناء ممارسته لتلك العادة الخبيثة أصبح يزين الشيطان له بأنه يمارس العادة مع الله عز وجل ولكنه يستغفر الله عز وجل في نفس اللحظة ويبكي بكاء شديدا، ويقرر ألا يعود ولكن بدون فائدة، فسألني ماذا يفعل خصوصا وأنه أصبح يرى نفسه كافرا وفي الدرك الأسفل من النار، وأن لا توبة له علما بأنه سليم ولا يعاني من أي أمراض جسدية أومرضية.
أفيدونا أفادكم الله تبارك وتعالى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الشيطان يجر العبد للشر من خطوة إلى خطوة، فيظل مواصلا في اتباع الهوى حتى يصل للفواحش والكبائر، ثم يصل للكفر نعوذ بالله فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور: 21} وعلى هذا الرجل أن يتوب إلى الله تعالى توبة صادقة، وأن يبتعد عن العادة السرية وعن هذا التفكير الخبيث، وأن يحذر من الانجرار وراء ما يزينه الشيطان، ويحرص على ما أمكن من الوسائل التي تساعده على التوبة، فإن استطاع مؤنة الزواج فليبادر به وإن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه أدفع للشهوة وأقطع لشرها، وليحمل نفسه على العفة ويشغل نفسه فيملأ وقته وطاقته ببرامج دراسية أو رياضية مباحة نافعة، وليكثر من النظر والمطالعة في كتب الترغيب والترهيب، ويقرأ عن أهوال القيامة ونعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار، فإن الصوم ومطالعة الترغيب والترهيب واستشعار وتذكر أحوال القيامة من أعظم ما يقمع شهوات الإنسان ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
وفي الحديث: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
وليعلم أن المسلم إذا تاب إلى الله توبة صادقة فإن الله يغفر له ما صدر منه من الذنوب فإن الله رحيم بعباده يقبل توبة التائبين قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى: 15} وقال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53} وقال الله في الحديث القدسي: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي. رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه. وقال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
وليراجع فيما يساعد على التخلص من إغواء الشيطان ومن العادة السرية الفتوى رقم: 33860، والفتوى رقم: 52421.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 رجب 1427(16/1152)
المجاهرة بالمعصية ذنب إضافي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أمارس العادة السرية فأردت الابتعاد عنها فحلفت بالله أن أتركها، وإن عدت إليها فإني سأخبر أبي وأخي نصا من باب إن كنت أخجل من أبي وأخي فكيف لا أخجل من الله، وأنا الآن كسرت حلفي فكيف أفي بما قلت حيث إني لا أستطيع أن أخبرهم بما أفعل والآن أنا محتارة لا أستطيع أن أنام ولا آكل وأريد الوفاء بحلفي
هل إذا أخبرتهم بطريقة غير مباشرة يسقط عني الحلف، أو أن اخبرهم بأن هناك حلفا في ذمتي وإن هم عفوا عني بعدم الاستماع إلى ما سأقول يسقط عني الحلف أم أن هناك طريقة أخرى.
مع العلم أني قلت في حلفي أني سأخبر أبي وأخي صراحة ودون أي إخفاء أقصد الطريقة.
وأخيرا: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يجب على الأخت السائلة أن تتوب إلى الله تعالى توبة صادقة من ممارسة هذا العمل المحرم، بأن تندم عليه وتقلع عنه وتعقد العزم على أن لا تعود إليه أبدا، كما يجب عليها أن تستتر بستر الله عليها، فإن المجاهرة بالذنب تعتبر ذنبا، ففي صحيح البخاري عن سالم بن عبد الله قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه. وإذا دار الأمر بين أن تخبر أباها وأخاها بممارستها الخاطئة وبين أن تحنث فإن الحنث هنا أولى، ولبيان كفارة اليمين راجعي الفتوى رقم: 3840، ولبيان أضرار العادة السرية راجعي الفتوى رقم: 70396، وللفائدة الفتوى رقم: 9195.
وعليه، فإننا نؤكد على الأخت السائلة بمراجعة هذه الفتاوى والأخذ بالتوجيهات والنصائح التي ذكرناها فيها، ومن أهم ذلك أن تسعي للحصول على الزوج الصالح، وذلك بالدعاء أولا وقبل كل شيء، ثم ببذل الأسباب المشروعة، ومن ذلك إشعار والدك أو والدتك أو أخيك بحاجتك الطبيعية إلى ذلك، وليس في ذلك غضاضة ولا عيب، بل العيب والعار أن يرتكب الإنسان ما حرم الله ويترك ما شرعه الله تعالى، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 53095.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 رجب 1427(16/1153)
حكم ممارسة العادة السرية ودعوة الناس إلى تركها
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا وسدد خطاكم لما فيه الخير والفلاح في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى في خدمة الإسلام والمسلمين.
أما سؤالي فهو هل ممارسة العادة السرية حرام شرعا؟
وأرجو التوضيح بذلك وبالروايات المختلفة التي تناولت هذه العادة السرية.
وهل يجوز للفرد الدعوة لترك هذه العادة والترشيد من أخطارها، علما أن هذا من المواضيع التي تعتبر مواضيع حساسة في أركان المجتمع؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا حكم العادة السرية وأنها محرمة شرعا وطبعا, وذلك في الفتوى رقم: 7170.
كما بينا عواقبها وما قد ينتج عنها من أمراض صحية ونفسية في الفتوى رقم: 24126.
وأما دعوة الفرد لمجتمعه للإقلاع عنها وبيان أضرارها وكيفية علاجها وإرشادهم إلى الهدي النبوي في ذلك ألا وهو قوله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم
فهذا كله من الأمر بالمعروف والنهي عن النكر, وليكن ذلك كله بحكمة وموعظة حسنة ليؤتى أكله, فقد قال تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {النحل:125} ومما ينبغي أيضا أن يحاول الداعية أن يكون في جماعة تشد من أزره وتعاضده فذلك أدعى إلى ثباته وصبره وقد قال تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا {الكهف:28}
وللفائدة انظر الفتوى رقم: 34473.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الثانية 1427(16/1154)
التوبة من ممارسة العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[مشكلتي هي أنني مارست العادة السرية لفترة طويلة والحمد لله قد تبت إلى الله، والسؤال هنا هو: أنني أحتاج إلى صديق أتحدث إليه ويرشدني إلى الخير، فأرجو أن ترسلوا إلي بعنوان بريدكم الإلكتروني، وسؤال متعلق بالأول: هل ممارسة هذه العادة يؤدي إلى (طرقة) سماع صوت من ركبتي؟ أرجوكم لا تدعوني وحيداً في هذه الحياة فقد سئمت منها، وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب عليك أولاً أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً مما كنت تفعله من قبل من ممارسة لتلك العادة السيئة المحرمة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 7170.
وقد بينا شروط التوبة الصحيحة في الفتوى رقم: 5087، والفتوى رقم: 5450.
واحمد الله سبحانه وتعالى أن عافاك من ذلك المرض واشكره على تلك النعمة بترك جميع المحرمات غيرها من نظر محرم أو حديث أو غيره، واسلك سبل الحلال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه.
وأما كيفية معالجة آثار تلك العادة من رعشة بالجسد أو صوت طرطقة بالمفاصل كالركبة ونحوها، فننصح بمراجعة أهل الاختصاص من الأطباء لتشخيص تلك الآثار ومعالجتها بما ينفعها ويرفعها بإذن الله تعالى، فقد تكون لها علاقة بتلك العادة السيئة وقد لا تكون لها علاقة بها، والفيصل في ذلك هو رأي أهل الاختصاص من الأطباء، فينبغي عرض المسألة عليهم، وللفائدة والتفصيل انظر الفتوى رقم: 106، والفتوى رقم: 910.
ونعتذر إليك عن تلبية طلبك لبريد إلكتروني خاص للتواصل معك فليس ذلك من خدمات الموقع، ولكن لا نرى مانعاً من التواصل عن طريق الموقع نفسه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الأولى 1427(16/1155)
كيفية معالجة آثار العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي الطرق الممكنة لشاب كان يمارس العادة السرية ثم أوقفها وهو يعاني من رعشة في كل جسده ما هي طرق علاج هذه الرعشة وباقي الآثار الناتجة عن العادة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب عليك أولا أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا مما كنت تفعله من قبل من ممارسة لتلك العادة السيئة المحرمة كما بينا في الفتوى رقم: 7170.
وقد بينا شروط التوبة الصحيحة في الفتويين رقم: 5087، 5450
واحمد الله سبحانه وتعالى أن عافاك من هذه العادة, واشكره على تلك النعمة بترك جميع المحرمات غيرها من نظر محرم أو حديث أو غيره, واسلك سبل الحلال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه.
وأما كيفية معالجة آثار تلك العادة من رعشة بالجسد ونحوها فننصح بمراجعة أهل الاختصاص من الأطباء لتشخيص تلك الآثار ومعالجتها بما ينفعها ويرفعها بإذن الله تعالى.
وللفائدة انظر الفتويين رقم: 106، 910.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 جمادي الأولى 1427(16/1156)
مقترف الاستمناء قد ابتغى وراء ما أحله الله
[السُّؤَالُ]
ـ[من خلال استعراضي للفتاوى المتعلقة بالاستمناء وجدت أنه لا يوجد نص صريح يحرمها رغم أن هذه العادة ليست بالجديدة. ما أريد قوله إن القياس والاجتهاد يكون في أمور في العادة غير موجودة على زمان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبالتالي ألا يفهم من سكوت الشرع عن هذه العادة على أن الاستمناء حلال، فكما تعلمون أن أصل الأمور الإباحة وعن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدّ حدوداً فلا تعتدوها، وحرم محارم فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم من غير نسيان فلا تسألوا عنها ".. أما قوله تعالى (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) فقد فسره بعض العلماء بالزنى ولم يذكروا الاستمناء. ألا توافقوني الرأي أن هذه العادة تساعد بالابتعاد عن الزنا، فهي تطفئ التهيج بشكل كبير وبالتالي فهي تساعد بصورة أو بأخرى على الاستعفاف (وهنا أريد أن أؤكد على أني لا أقصد الاستمناء الذي يكون مصاحبا للنظر للمحرمات) . وأريد أن أنهي سؤالي بالآثار الصحية للاستمناء، فقد قال البعض بوجود آثار سلبية صحية للاستمناء، وأنكر ذلك آخرون والغالب أن أثرها نفسي أكثر من أي شيء آخر. وأكرر هنا وبافتراض أن هنالك تأثيرا صحيا كان ديننا الحنيف حرمها بشكل صريح كما حرم لحم الخنزير وإتيان المرأة من دبرها لما لتلك الأمور من تأثيرات صحية. آسف للإطالة، ولكن هذا الأمر يحيرني حقيقة وباركم اللهم بكم وبجهودكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتحريم الاستمناء هو مذهب جمهور أهل العلم من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، وقد استدل هؤلاء العلماء الذين لا يحصون كثرة بقوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون: 5-7} . وقد سار على القول بالتحريم والاستدلال بهذه الآية المباركة جمع كبير من علماء العصر.
وتفسير قول الله تعالى: فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ. بأن المنهي عنه فيها هو الزنا دون غيره من الاعتداء، مخالف لما عليه جمهور أهل العلم.
وإليك كلام الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في حكم الاستمناء، قال رحمه الله في تفسير الآيات السابقة: تدل بعمومها على منع الاستمناء باليد المعروف بجلد عميرة، ويقال له: الخضخضة، لأن من تلذذ بيده حتى أنزل منيه بذلك قد ابتغى وراء ما أحله الله، فهو من العادين بنص هذه الآية الكريمة المذكورة هنا وفي سورة سأل سائل. وقد ذكر ابن كثير أن الشافعي ومن تبعه استدلوا بهذه الآية على منع الاستمناء باليد. وقال القرطبي: قال محمد بن عبد الحكم: سمعت حرملة بن عبد العزيز قال: سألت مالكا عن الرجل يجلد عميرة، فتلا هذه الآية: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إلى قوله: الْعَادُونَ.
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: الذي يظهر لي أن استدلال مالك والشافعي وغيرهما من أهل العلم بهذه الآية الكريمة على منع جلد عميرة الذي هو الاستمناء باليد، استدلال صحيح بكتاب الله، يدل عليه ظاهر القرآن، ولم يرد شيء يعارضه من كتاب ولا سنة. وما روي عن الإمام أحمد مع علمه وجلالته وورعه من إباحة جلد عميرة مستدلا على ذلك بالقياس قائلا: هو إخراج فضلة من البدن تدعو الضرورة إلى إخراجها فجاز قياسا على الفصد والحجامة، كما قال في ذلك بعض الشعراء:
إذا حللت بواد لا أنيس به * فاجلد عميرة لا عار ولا حرج
فهو خلاف الصواب، وإن كان قائله في المنزلة المعروفة التي هو بها، لأنه قياس يخالف ظاهر عموم القرآن، والقياس إن كان كذلك رد بالقادح المسمى: فساد الاعتبار، كما أوضحنا في هذا الكتاب المبارك مرارا، وذكرنا فيه قول صاحب مراقي السعود:
والخلف للنص أو إجماع دعا * فساد الاعتبار كل من وعى
فالله جل وعلا قال: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، ولم يستثن من ذلك البتة إلا النوعين المذكورين في قوله تعالى: إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ، فصرح برفع الملامة في عدم حفظ الفرج عن الزوجة والمملوكة فقط، ثم جاء بصيغة عامة شاملة لغير النوعين المذكورين، دالة على المنع وهي قوله: فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون. وهذا العموم لا شك أنه يتناول بظاهره ناكح يده، وظاهر عموم القرآن لا يجوز العدول عنه إلا لدليل من كتاب أو سنة يجب الرجوع إليه. اهـ
ونظن أن هذا القدر كاف للرد على الشبهة التي جئت بها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الثاني 1427(16/1157)
كيف ننفر الناشئة من العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أشكركم شكرا كبيرا على هذه الجهود العظيمة في حل مشاكل الناس وأرجو أن تحلوا مشكلتي أنا شاب عمري 21 سنة من دولة الكويت أنا مسؤول ومشرف في ناشئة أجيال القرآن الكريم أحفظ وأعلم وأربي الصغار التي أعمارهم ما بين 9_14 المشكلة أني لاحظت احد الصغار يمارس العادة السرية داخل الباص بشكل منعزل آخر الباص كما أن أحد الناشئة أعلمني بهذا الفعل القبيح وفي الحقيقة أنها المرة الأولى في حياتي تمر علي مشكلة من هذا النوع ولا أعرف كيف أتصرف مع الولد حيث إن المشكلة حساسة جدا كما أن هناك الكثير من الأولاد يكذبون بل محترفون في الكذب حيث إنهم عندنا في الناشئة ملائكة وفي الخارج يتصرفون تصرفات جدا مشينة وسيئة وأنا علمت بذلك حيث أني أراقبهم في المساجد وفي المدارس وأسأل عن أصدقائهم لأنهم كإخواني وفي عهدتي وهم أمانة عندي حاولت أن أثنيهم وأن أرشدهم لم أفلح إن الكذب يجري في عروقهم فأرشدوني إلي الحل وكيف أتصرف معهم وأربيهم التربية الصالحة من غير أن أستخدم القسوة معهم وأنفرهم مني؟ ملا حظة: علاقتي مع الناشئة جدا طيبة ومحبوب لديهم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يجزيك خيرا على حرصك على هؤلاء الناشئة, وقد سبقت لنا عدة فتاوى في بيان تحريم كل من العادة السرية والكذب وسبل العلاج من ذلك وكيفية تربية الأبناء، انظر منها على سبيل المثال الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7170، 45054، 35308، 66669، 52077، 21752.
والذي ننصحك به أن تنصح هذا الولد وتبين له حرمة ممارسة العادة السرية والأضرار المترتبة عليها، وتبين له سبل العلاج التي ذكرها العلماء والتي ذكرنا طرفا منها في الفتاوى المحال عليها, ولا مانع أن توعز بذلك لوالده ليتعهده بنصحه ورقابته ويهيئ له البيئة التي تساعده على التخلص من تلك العادة الذميمة, ومثل هذا يقال في كيفية علاج الأولاد من الكذب. وننصح بالكتابة إلى قسم الاستشارات في الشبكة وستجد عندهم إن شاء الله ما يفيد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الأول 1427(16/1158)
آثار الإدمان على العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[لا أعلم كيف أبدأ لكنى أعلم أن سؤالي قد تمت الإجابة علية كثيرا، وقد تم تقديم كثير من الحلول والشرح ولكن ما سأقصه عليكم يستحق التدبر والإجابة حتى ولو كنتم أجبتم على مثل هذا السؤال كثيرا.
لي أخ اصغر مني ب 11 عاما وعنده 21 سنة ولقد تمت تربيته على يدي ورأيته ينمو أمام عينى فلذلك أحبه حبا جما..... أخي متدين ومستقيم تارة ومكتئب ومحبط تارة أخرى....... كنا نراه في ذلك الحال وكنا نقول عادى لأنه في فترة المراهقة ولكن اكتشفنا أنه يمارس العادة وواجهناه بالحقيقة واتخذنا معه كافة الإجراءات وكافة النصائح ولكم ملخص ما حدث:
أخي أصبح كالمجنون وفشل في دراسته ورسب أربع سنوات وخارت قواه من الصوم وعدم الأكل وكثرة الممارسة وأصبح وحيدا لا يتكلم مع أحد حتى أنا، وكثيرا ما تصيبه حالة هيستيرية ويكسر أثاث البيت وهو يصرخ مش قادر ابطل مش قادر ابطل مش قادر ابطل وكثيرا ما فكر في الانتحار
1. فكرت في أن أزوجه لكن من ستتزوج فاشلا لم يكمل تعليمه.
2. وجدنا له عملا جيدا ومحترما بالرغم من عدم وجود الشهادة، ولكنه يذهب للعمل وفجأة يقول لا لن أعمل ولن أذهب للعمل أنا فاشل (بالطبع عند ما يمارس) .
3. غيرنا له مجرى دراسته لأنه قال إن الكلية هي السبب، ولذلك اعتقدنا أن ما يوجد في الكلية من مثيرات هي السبب!!!!!!!!
4. تحدثنا معه كثيرا ويقتنع ويبكى ولكن سرعان ما يعود.
5. أدخلناه في وسط صحبة صالحة تعينه على العبادة وشغل وقته في أشياء مفيدة لكن سرعان ما يعود.
6. ذهبنا به إلى سكن جديد وأصبحت حياته مسجدا ونادي للرياضة والدراسة والتغذية وكانت هذه أحسن الأفكار التي استمرت شهرا واحدا فقط ثم عادت ريما لعادتها القديمة!!!!!!
7. في يوم من الأيام أبعدناه عن المدينة بأسرها ولكن مثل ما فات حدث ما حدث!!!
كثيرا ما نراه يصلي الليل كله باكيا سائلا الله عز وجل العفة وكشف البلاء.
في النهاية بعد كل هذه المحاولات أخبرتة أنه من الممكن أن تعتبر العادة السرية ليست حراما وأن تمارسها ثم تستغفر الله حتى يستريح ضميرك وأن لا تفشل وتهدر مستقبلك من باب أخف الضررين
أعلم أن ما أقوله غير صائب ولكن أستحلفكم بالله ماذا نفعل؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أخي ينحدر ويهدر مستقبله وأصبح معقدا نفسيا وغير قادر على التفاعل مع المجتمع مكروها من أصحابه وممن حوله - أقسم لكم بالله أنه أصبح من المشردين بعد ماكان شابا يافعا ينبض بالحياة محبوبا من كل الناس.
اتفقت مع أخي أننى سأبعث لكم وأننا سننفذ ما تفتونا به لأنه لم يقتنع بما قلته له، وأصدقك القول ولا أنا مقتنع ولكن ما هوا لحل؟
أخي كالمدمن أفتونا ما هو الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم -أيها الأخ الكريم- أن ارتكاب المحرمات والإصرار عليها من أعظم أسباب الحرمان من الظفر بالمطلوب، ومن أكبر أسباب نزول المصائب. قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}
كما أن الإعراض عن ذكر الله سبب في تعاسة الحياة، قال الله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {طه:124} .
وقد يحرم المرء من الرزق بسبب ذنب أصابه، روى الإمام أحمد من حديث ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.
فلعل إدمان أخيك على هذه الممارسة السيئة هو السبب فيما هو فيه من سوء الحال.
فعليه أن يتوب إلى الله ويكثر من الذكر والاستغفار، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا. رواه أبو داود وابن ماجه.
كما نوصيه ونوصيكم بالدعاء له، فقد قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر: 60} . وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}
ولك أن تراجع في شروط إجابة الدعاء فتوانا رقم: 2395.
ونسأل الله أن يصلح حال أخيكم، ويسلك به صراطه المستقيم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الأول 1427(16/1159)
الآثار الناجمة عن ممارسة العادة السرية معدومة في الجماع
[السُّؤَالُ]
ـ[عندى استفسار: ما هو الفرق بين العادة السرية والجماع، علما بأن كلا منهما يحدث احتكاكا ثم ذروة ثم قذفا، ولماذا العادة السرية مضرة والجماع ليس مضرا؟
شكرا وأرجو الإجابة مستفيضة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أغلب الآثار الناجمة عن العادة السرية هي آثار نفسية، ولا نعني بذلك أن العادة السرية ليس لها تأثير على الناحية الجسمية، ولكن أضرارها النفسية أعمّ وأخطر، وتأثيرها على الناحية الجسمية أو القدرة الجنسية يأتي بصورة غير مباشرة من خلال تأثيرها على الحالة النفسية؛ بما تسببه من شعور بالذنب، والإحباط، والعجز أمام هذه العادة، وفقدان الثقة بالنفس، أما تأثيرها المباشر على الجسم فمختلف فيه؛ فنحن لو قارَنَّا مَن يمارس العادة السرية مرات عديدة بمن يُسرف في جماع زوجته من الناحية المادية؛ فلن نجد فارقا يُذكر؛ فكلاهما يفقد كمية من السائل المنوي. أما عن الناحية النفسية؛ فهناك فارق كبير؛ فمن يجامع زوجته يشعر بعد الجماع بارتياح نفسي، والإشباع الكامل لغريزته، وهذا يعطيه نوعا من الثقة بالنفس؛ وحينها فإنه ينسى كل الإجهاد البدني الذي يرافق هذا الجماع. فهذا هو السلوك القويم لإشباع الغريزة والذي يتماشى مع الفطرة.
أما من يمارس العادة السرية فيشعر بالتشتت الذهني، ويشعر بسبب الخيالات المختلفة التي ترد على ذهنه بعدم الإشباع الكامل لغريزته، وبالتالي عدم الاستقرار والارتياح النفسي. وحسن استخدام هذه الغريزة وحفظ الفرج يعطي الإنسان شعورا بالثقة في النفس؛ فيبقى سليما من هذه الناحية طيلة حياته.
إن العادة السرية مسألة متاحة في أي وقت وبأي عدد من التكرارات، وبالتالي فإنه يرافقها استهلاك ضخم جداً للسائل المنوي، وبما أن السائل المنوي هو غذاء للحيوانات المنوية فإنه يتكون من مواد غذائية أساسها البروتين الموجود في الجسم، وعند ممارسة العادة السرية بإفراط فإن الجسم يفقد كمية كبيرة من البروتين الذي يحتاجه الجسم، فيحدث ضعف وهزال وصداع وهبوط في الدورة الدموية (ضعف البنية بشكل عام) .
فإذا كان الشاب الذي يمارس العادة السرية من الرياضيين -مثلا- فلا شك أن لياقته البدنية ونشاطه سيتقلصان، ويقاس على ذلك سائر قدرات الجسم.
وحول هذا ذكر أحد علماء السلف: أن المنيّ غذاء العقل ونخاع العظام وخلاصة العروق. وتقول إحدى الدراسات الطبية: إن مرة قذف واحدة تعادل مجهود من ركض ركضا متواصلا لمسافة عدة كيلومترات، وللقياس على ذلك يمكن لمن يريد أن يتصور الأمر بواقعية أن يركض كيلومترا واحدا ركضا متواصلا ولير النتيجة.
وفي النهاية نود أن نشير لكل من يمارس هذه العادة أن هذه الآثار التي تنجم عن ممارسة تلك العادة تختفي بمجرد التوقف عن ممارستها، وإن استمرت فإنها لا تأخذ أكثر من أسبوع أو أسبوعين على الأكثر وتنتهي. كما ننصح بالآتي:
- تقوى الله وتقوية الصلة به سبحانه ومراقبته في السر والعلن.
- صيانة الحواس وبخاصة النظر.
- محاولة توجيه الحواس والفكرفي أمور مفيدة كالطبيعة وكالتأمل في خلق الله وملكوته
- أن يكون للمرء هدف في الحياة يسعى إلى تحقيقه فيشغل نفسه به، فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل،
- الإقبال على الصلاة والمحافظة عليها في أوقاتها وأداؤها في أحسن صورة فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر.
نقلا عن موقع إسلام أون لاين – استشارات صحية - باختصار وتصرف يسير.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 صفر 1427(16/1160)
التوبة من العادة السرية والفرق بين المذي والمني
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة متزوجة وعند الجماع لا أشعر بمتعة ولكن قبل أو بعد الجماع إذا قمت بلف ساقاي على بعضهما والضغط عليهما أشعر بالمتعة فهل ما أقوم به يعتبر من العادة السرية عند المرأة وفعلي له حرام ويوجب الاغتسال، أنا لا أستطيع تمييز ما يخرج بعد ما أقوم به من الفعل السابق هل هو مني، ما هي مواصفات المني عند المرأة، أريد منكم حلا لأعرف هل ما أقوم به حلال أم حرام، وجزاكم الله عني كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تقدمين عليه هو من قبيل العادة السرية وهي محرمة لأنها من الاعتداء الوارد فى قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون: 5-7} وقد سبق التفصيل فى حكم العادة السرية ومخاطرها في الفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 24126
فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة إلى الله تعالي والإكثار من الاستغفار، ومن صدق توبتك العزم على عدم العود ة لمثل هذه المعصية الشنيعة، وإذا ترتب على فعلك هذا خروج مني فقد وجب عليك غسل جميع الجسد، وإذا كان الخارج مذيا فهو ناقض للوضوء ونجس يجب غسل ما أصابه من ثوب أوبدن، وللتعرف على الفرق بين المني والمذي بالنسبة للمرأة راجعى الفتوى رقم: 51191، والفتوى رقم: 19863.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 محرم 1427(16/1161)
حكم الاستمناء لمن استحكمت منه الشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[أشكركم حق الشكر على هذا الموقع المميز ... وجزاكم الله كل الخير على هذا العمل الإسلامي، شيخي الفاضل أعاني من حالة نفسية شديدة أعانني الله على التخلص منها ألا وهي الشذوذ الجنسي الشديد (لدي رغبه جنسية عنيفة للغاية تصيبني أحيانا عندما أمتنع عن ممارسة العادة لأيام كثيرة) وأحيانا أفضل الأولاد الأصغر سنا مني على النساء عندما أكون في وضع صعب، في الماضي كنت أمارس العادة السرية كثيراً من باب الاستمتاع، لكن بعد توبتي إلى الله والتزامي بالطاعات انقطعت عن ممارسة هذه العادة لثلاثة أشهر متتالية لكني عدت أمارسها من جديد ليس للسبب الماضي إنما لأتخلص من الشهوة، لأني عندما لا أمارسها تصيبني حالة الهياج الجنسية وتؤثر في صلاتي ويقل خشوعي ويزداد تفكيري في النساء والأولاد، لكن عندما أمارس العادة لأخفف الشهوة أقسم بأني أتحول لإنسان آخر بحيث تصل أحيانا بأني لا أنظر إلى أي فتاة في الشارع مهما كانت من الجمال، شيخي لا أسمع الأغاني ولا أنظر للفتيات إلا إذا لم أمارس العادة السرية، بعد ممارستي للعادة السرية يزداد خشوعي في الصلاة بشكل كبير حتى أني أبكي خشوعا أحيانا وأزداد إيمانا بفضل الله، لكن عندما أنقطع عن ممارسة العادة السرية أواجه صعوبة بالغة في ضبط نفسي، بسبب أني لم أمارس العادة السرية لثلاثة أشهر ثم عدت لها.... هو أني دخلت الجامعة وتعرفون سماحتكم الجامعات غالباً كيف هو حالها والفساد والابتعاد عن الدين فيها حيث هي مفسدة أكثر مما هي مكانا للتعليم، وكما تعلم أني أستطيع وبشكل تام التحكم بشهوتي الجنسية لكن عندما أدوام في الجامعة أنهار تماما وسط العدد الهائل من العاريات في جامعاتنا، شيخي الفاضل في ضوء الشرح البسيط لحالتي ماذا ترى بممارستي العادة السرية وهل يباح لي ممارستها للتخلص من الشهوة، أم علي شيء آخر، مع العلم شيخي أني أصوم اثنين وخميس ولله الحمد، لكن لا أرى أن الصوم يردعني عن غض البصر فما الحل؟ وجزاكم الله خيراً.. وعذراً على الإطالة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلمعرفة حكم العادة السرية وأضرارها والوسائل المفيدة للتخلص منها، انظر الفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 9195.
وأما الشذوذ الجنسي فانظر في حكمه وكيفية علاجه الفتوى رقم: 5453، وما بيناه خلال تلك الفتاوى جدير بإذن الله تعالى أن يذكي في قلبك جذوة الإيمان ويخمد شعلة الشهوة ونار المعصية إن التزمته وعمرت نفسك وجوارحك بذكر الله تعالى والإيمان به وعمل ما يرضيه ويقرب منه.
ولكن إذا استحكمت الشهوة وبلغت مبلغها منك فلم تستطع رفعها إلا بالاستمناء وخشيت ارتكاب الفاحشة فلا شك أن ارتكاب أخف الضررين وأهون المفسدتين -وهو هنا الاستمناء- أخف من ارتكاب الفاحشة الكبرى، كما بينا في الفتوى السابقة، وانظر الفتوى رقم: 4536 ففيها ضوابط لا بد من مراعاتها.
وقد قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في تمام المنة: ولا نقول بجوازه (أي الاستمناء) لمن خاف الوقوع في الزنا إلا إذا استعمل الطب النبوي ... ولذلك فإننا ننكر أشد الإنكار على الذين يفتون الشباب بجوازه خشية الزنى دون أن يأمروهم بهذا الطب النبوي الكريم ... انتهى.
وننبهك أيها السائل الكريم إلى أن الدراسة بالمدارس المختلطة لا تجوز إلا للضرورة، كما بينا في الفتوى رقم: 2523 ونسأل الله تعالى لك الهداية والتوفيق إنه سميع مجيب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ذو الحجة 1426(16/1162)
حكم التمتع بالفرج الصناعي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا رجل أبلغ من العمر 35 أعزب وقد وفدت إلى بلد أجنبي للتعليم وليس لي القدرة المادية على الزواج.. سؤالي هو: ما حكم استعمال \"Flash vavagina \" فرج امرأة صناعي هل يعتبر زنا أم لا؟ أو الاستمتاع بالفرج الصناعي هل يعتبر زنا أم لا؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن استعمال الفرج الصناعي محرم، وهو تعد لحدود الله. لقوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون: 5-7} . والتمتع بالفرج الصناعي من الاعتداء المذكور في الآية؛ لأنه داخل فيما وراء ذلك. وقد سبق لنا بيان حرمة الاستمناء باليد للآية السابقة، فراجع الفتوى رقم: 1087.
وعدم القدرة على الزواج لا تبيح هذا النوع من المحرمات، والمسلم يجب أن يبتعد عمَّا حرم الله تعالى ويقطع السبل المؤدية إليه ويسأل الله العون والتوفيق قبل ذلك وبعده، وسيحصل له العون والتوفيق من الله تعالى إن كان صادقًا. والإنسان يمكنه أن يخفف شهوته عن طريق الصوم؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نصح من لم يستطع الزواج بذلك فقال: يا معشر الشباب؛ من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 2392.
وأما سؤالك: هل ذلك زنًا أم لا؛ فإنه لا يعتبر زنًا موجبًا للحد، والزنا الموجب للحد قد بيناه من قبل؛ فراجع فيه فتوانا رقم: 52030. لكن وجوب الحد لا ينفي حرمة الفعل؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه. رواه البخاري ومسلم.
وراجع في بيان كفارة ذلك الفتوى رقم: 19812. وحول الإقامة في بلاد الكفر راجع الفتوى رقم: 2007.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ذو الحجة 1426(16/1163)
تحريم العادة السرية مذهب جمهور العلماء
[السُّؤَالُ]
ـ[هل العادة السرية حرام في الوقت الحالي ورأي العلماء الحاليين والأئمة الأربعة في الموضوع؟ أرجو الرد سريعا أرجوكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في بيان تحريم العادة السرية، وأن القول بتحريمها هو قول جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة والحنفية وجمهور العلماء المعاصرين أيضا. فانظر لذلك الفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 23868، والفتوى رقم: 31747.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو الحجة 1426(16/1164)
لا يؤاخذ النائم على أفعاله
[السُّؤَالُ]
ـ[بالنسبة للعادة السرية على حد علمي فهي محرمة, وقد كنت أقوم بها وكنت لا أعلم بحرمتها , حيث كنت أواظب عليها وأنا صغيرة, وعندما علمت بحرمتها أقلعت عنها ولكن كل فترة أعود لها دون أن أشعر وأستغفر وأتوب , ولكن أريد أن أقلع عنها نهائيا وقد أقلعت عنها لفترة طويلة ولكني لاحظت أنني فى بعض الأوقات وعلى فترات طويلة أستيقظ من النوم وأنا أقوم بها وأنا لا أدري ماذا أفعل؟ حيث إننى تحكمت بنفسي في أوقات استيقاظي ,
وهل أحاسب عند نومي؟ أم رفع عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم الخطأ أثناء النوم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد وأن يعينك على طاعته ويوفقك للبعد عن معصيته إنه ولي ذلك والقادر عليه، ولا تتركي التوبة منها مهما عدت ومهما حصل منك، فقد قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {آل عمران: 135 ــ 136} وانظري الفتوى رقم: 1909، ولمعرفة حكم العادة السرية ومضارها وكيفية التخلص منها انظري الفتوى رقم: 5524، والفتوى رقم: 9195.
وأما ما يفعله النائم فلا مؤاخذة فيه لأن القلم موفوع عنه، وقد بينا ذلك في الفتويين رقم: 17884 // 32955، وإذا استيقظت من نومك فأقلعي مباشرة عن ذلك الفعل المحرم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو الحجة 1426(16/1165)
الآثار الصحية للعادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي أضرار العادة السرية، وهل تؤثر على الوزن والطول؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ممارسة العادة السرية أمر محرم شرعاً، كما بينا في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7170، 1087، 5524 وقد ذكرنا في هذه الفتاوى بعض الأسباب المعينة على تركها فراجعها.
وقد ذكر الأطباء أن للعادة السرية أضرارا صحية كثيرة منها: ضعف البصر، وعدم القدرة على التركيز، وضعف الذاكرة، واحتقان المجاري التناسلية، وعدم القدرة على إتيان الزوجة، ومن مضارها أنها تسبب الإدمان عليها، وتسبب كذلك الاكتئاب، والتهاب المسالك البولية، وربما الإصابة بالعقم، وغيرها من الأضرار، وأما تأثيرها على وزن الإنسان وطوله فلا علم لنا بذلك، وهذا أمر طبي، يمكن أن يسأل عنه الأطباء المختصون.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ذو القعدة 1426(16/1166)
أنجع الطرق لاجتناب العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أسأل عن كيفية إرشاد أولادي للابتعاد عن العادة السرية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله سبحانه أن يبعد أبناءك وأبناء المسلمين عن كل شر ويقربهم من كل خير، أما كيف يمكنك إرشاد أبنائك إلى الابتعاد عن العادة السرية، فقد تقدم في فتاوى سابقة حكم العادة السرية، وكيف يمكن الوقاية منها، ونختصر لك بعضا من تلك التوجيهات التي يمكنك إرشاد أبنائك إليها ومنها:
1- البعد عن كل ما يهيج الشهوة؛ كالاستماع إلى الأغاني الماجنة، والنظر إلى الصور الخليعة.
2- ومنها المبادرة بالزواج عند الإمكان، وحثهم على الصيام؛ كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. أخرجه البخاري ومسلم.
3- ومنها الاعتدال في الأكل والشرب حتى لا تثور الشهوة.
4- ومنها تخير الأصدقاء المستقيمين، والانشغال بالعبادة عامة، وعدم الاستسلام للأفكار.
5- ومنها الاندماج في المجتمع بالأعمال التي تشغلهم عن التفكير في الجنس.
6- منها عدم الرفاهية بالملابس الناعمة، والروائح الخاصة التي تفنن فيها من يهمهم إرضاء الغرائز وإثارتها.
7- منها عدم النوم في فراش وثير يذكر باللقاء الجنسي.
8- ومنها البعد عن الاجتماعات المختلطة التي تظهر فيها المفاتن، ولا تراعى الحدود.
10- ومنها توجيه الإحساس بالجمال إلى المجالات المباحة؛ كالرسم للزهور والمناظر الطبيعية غير المثيرة.
11- ومنها تحذيرهم من أضرار هذه العادة البدنية والنفسية، فهي تستنفد قوى البدن، وتسبب الاكتئاب، وتشغل فاعلها عن الواجبات، وقد تقوده إلى ارتكاب الفواحش، وقد يصاب الشاب بالضعف الجنسي بسبب هذه العادة، ويظهر ذلك بعد الزواج، أما الفتاة فقد تزول (بكارتها) بفعلها -كما يقول الأطباء- كما أن قدرتها على الاستمتاع بعد الزواج يمكن أن تتأثر فلا تشعر بما تشعر به الفتيات اللاتي لا يمارسن تلك العادة ولا يرين متعة فيها، واعلم أن أنجع وسيلة للبعد عن الوقوع في هذه العادة تربية الأبناء على مراقبة الله عز وجل في السر والعلن، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 شوال 1426(16/1167)
خطوات تربوية لتجنب العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب في الرابعة والعشرين من عمري أعاني من العادة السرية، ولكني أجاهد نفسي مما يدعوني إلى مشاهدة بعض الأفلام القبيحة بالرغم من أني ملتزم بعض الشيء وأرغب في الزواج وأبي مقتدر إلى حد ما وكل ما أفاتحه في ذلك يهرب مني بأي شيء مما يجرئني على المعاصي لأني أعتقد أنه هو السبب في ما أنا فيه، أرجو منكم أن تدلوني ماذا أفعل بالضبط بخطوات عملية؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك ممارسة العادة السرية فهي محرمة شرعاً وطبعاً لما لها من أضرار نفسية وبدنية، وقد بينا حرمتها ومخاطرها في الفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 24126، وذكرنا بعض النصائح للمبتلى بتلك العادة السيئة في الفتوى رقم: 34473.
كما لا يجوز مشاهدة الأفلام القبيحة والصور الخليعة ونحوها، كما بينا في الفتوى رقم: 3605، والفتوى رقم: 2036. وهي من الأسباب الداعية إلى ارتكاب العادة السرية وإدمانها مع ما فيها من نظر إلى العورات المحرمة.
والعلاج الأمثل لإخماد نار الشهوة هو ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه، واللفظ للبخاري.
وأما معاندتك لأبيك لعدم تزويجه إياك فإنه عمل غير صالح، وإساءتك إنما هي على نفسك (ولا تزر وازرة وزر أخرى) ولا يجب على الأب تزويج ابنه على الصحيح، كما بينا في الفتوى رقم: 50915، والفتوى رقم: 27231. ولكن ينبغي له فعل ذلك من باب الإحسان سيما إذا كان الابن فقيراً عاجزاً والأب غنياً؛ لما في ذلك من إعانته على إعفاف نفسه واتقائه لما يغضب ربه، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ..... {التحريم:6} ، وإذا لم يفعل الأب ذلك فلا يسقط ذلك بره ووجوب الإحسان إليه، بل إن تودد الابن لأبيه ومبالغته في بره والإحسان إليه مما يستوجب عطفه وحنانه وتلبيته لرغبات ابنه.
فاتق الله تعالى في نفسك ولا توبقها بارتكاب المعاصي والوقوع في المحرمات، مثل العادة السرية والنظر إلى الأفلام الإباحية والصور الخليعة وغيرها. وللاستزادة في حكمها وكيفية الخلاص منها راجع الفتوى رقم: 106.
وننصحك باتخاذ الرفقة الصالحة والبعد عن أصدقاء السوء والتزام العلاج النبوي لإخماد نار الشهوة بكثرة الصوم وغض البصر وشغل النفس بما ينفعها من تعلم العلوم النافعة وإياك والخلوة والفراغ، فإنهما سبيلان لكثرة الهواجس والوساوس التي يصل الشيطان منها إلى المرء فيغويه ويضله، نسأله سبحانه أن لا يزيغ قلبك بعد إذ هداك، وأن يؤتيك من أمرك رشداً إنه سميع مجيب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شوال 1426(16/1168)
الطريق الصحيح لاستفراغ الشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 16 سنة لدي مشكلة مع العادة السرية، فأنا أعرف أنها مضرة لي ولكن لا أستطيع أن أتخلى عنها وأمارسها كل أسبوع تقريبا صراحة أنا أريد التخلي عن هذه العادة السيئة لما فيها من مضرة، ولكن كيف علي أن أزيل هذه الرغبة الجنسية العارمة، هل يجوز لي أن أقرأ أو أتخيل المواضيع التي تجعل الإنسان يقذف بدون استعمال العادة السرية، أو هل يجوز لي أن أنظر إلى الصور الجنسية (المرسومة رسما أي أنها صور متحركة وليست أفلاما تمثل بواسطة أشخاص) ، أم ماذا أفعل لفض الرغبة الجنسية؟ أرجو أن تردوا علي بسرعة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بين الله تعالى الطريق الصحيح لاستفراغ الشهوة، فقال: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-6-7} .
وبين صلى الله عليه وسلم طرق الوقاية والعلاج لذلك فقال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
ولم يرشدنا صلى الله عليه وسلم إلى العادة السرية أو التخيل لما ينتج عن ذلك من أضرار صحية ونفسية، كما بينا في الفتوى رقم: 2283.
وقد ذكرنا وسائل معينة بإذن الله تعالى على ترك ممارسة تلك العادة السيئة في الفتوى رقم: 52466.
وأما حكم النظر إلى صور النساء في الرسوم المتحركة فانظره في الفتوى رقم: 53194.
وكذلك قراءة القصص المثيرة للشهوة وما فيها من بذاءة وفحش وتخيل ذلك كله من الأمور المحرمة لما يثير من غرائز كامنة ويؤجج من نيران الشهوة، كما أنه يكدر القلب وهو من وسائل الوقوع في الحرام، وسبب لمقارفة الفجور والآثام، وكسرة شهوة النفس بالمعاصي أمر مستحيل كما قال القائل:
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها * إن الطعام يقوي شهوة النهم
وعلاج ذلك إنما هو في الأمر الرباني والهدي النبوي كما بينا، إما الزواج أو الصوم مع غض البصر عن المحرمات وعدم سماع الأغاني، فالغناء بريد الزنى، وانظر الفتوى رقم: 19463 والابتعاد عن كل ما يثير الشهوة ويؤجج نارها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 رمضان 1426(16/1169)
وسائل نافعة للابتعاد عن العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أصلي كل فرض بفرضه وأنا أحب قراءة القرآن وأنا صوتي مثل عبد الرحمن السديس ولكن العادة السرية متغلبة علي، كيف أفعل حتى أتركها، كيف أكل الطعام حتي أعوض الذي فاتني، كم من الشهور أعود إلى صحتي، لأنني أمارسها من زمن بعيد حوالي 5 سنوات؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد احتوى سؤالك على ثلاث نقاط:
الأولى: طلب الوسائل المتاحة للابتعاد عن العادة السرية وهذا ما فصلناه في الفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 23868.
وأما الفقرة الثانية والثالثة فتحتاج منك إلى مراجعة طبيب عارف.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 رمضان 1426(16/1170)
امرأة زوجها مريض هل يرخص لها بالاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز الاستمناء لامرأة زوجها مريض مرضا لا يرجى برؤه وبينهما أولاد]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم حكم الاستمناء في الفتوى رقم: 32420،، فلا يجوز الاستمناء إلا عند الضرورة، كخوف الوقوع في الزنا، وتقدم بيانه في الفتوى رقم 20795
وننصح الأخت بصرف تفكيرها وهمها إلى ما ينفعها في دينها ودنياها إلى أن ييسر الله لها زوجاً يعفها، كما ننصحها بالصوم، فإنه يضعف الشهوة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رمضان 1426(16/1171)
الاستمناء في المغازي
[السُّؤَالُ]
ـ[قرأت في كتاب فقه السنة لسيد سابق أن الحسن (أظنه ابن علي) قال عن الاستمناء كنا نفعله في المغازي. ما صحة هذا القول؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالقول بجواز الاستمناء نقلُ صحَّ عن الحسن البصري التابعي المشهور وليس الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. قال أبو محمد بن حزم رحمه الله في المحلى: الكراهة صحيحة عن عطاء، والإباحة المطلقة صحيحة عن الحسن. وعن عمرو بن دينار، وعن زياد أبي العلاء، وعن مجاه د، ورواه من رواه من هؤلاء عمن أدركواـ وهؤلاء ـ كبار التابعين الذين لا يكادون يروون إلا عن الصحابة رضي الله عنهم. اهـ
إلا أن العلماء المحققين حملوا ما نقل عنهم أنه كان للضرورة في المغازي ونحوها وليس مطلقا كما زعمه ابن حزم رحمه الله. ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم 27578
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شعبان 1426(16/1172)
من تاب تاب الله عليه وليستتر بستر الله
[السُّؤَالُ]
ـ[العادة السرية أحد الأشخاص فعلها وهو لا يعرف إنها حرام، وعندما عرف تاب في الحال توبة صادقة
وهو الآن قلق على مستقبله ويبكي ولا يقدر على العيش بسبب ندمه الشديد ولا يقدر على أن يصارح أحدا وهو في ال15 أرجو أن تطمئن قلبه ليعيش حياة سعيدة0]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 7170، حكم العادة السرية وأنها حرام، ولكن من وقع في ذلك أو في غيره من المحرمات ثم ندم على تلك المعصية فتاب فإن الله يتوب عليه، ولا يجوز له أن ييأس من عفو الله وتوبته ومغفرته، فقد قال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53} وقال: ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118)
فمن وفقه الله سبحانه وتعالى للتوبة فليبشر بتوبة الله عليه، فإنه وعد بذلك لمن تاب فقال: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا {النساء: 17}
وللاستزادة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 5976.
وأما عدم إخباره بذلك فهو الصواب والأولى، فلا ينبغي للمسلم أن يفضح نفسه وقد ستره الله، فقد أخرج مالك في موطئه من حديث زيد بن أسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله، وهو عند البيهقي وعبد الرزاق أيضا، فليتب إلى الله سبحانه وتعالى ولا يخبر أحدا بمعصيته تلك، وليراجع الفتويين التاليتين: 17160، 57184.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رجب 1426(16/1173)
القصص الجنسية والعادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم من يقرأ القصص الجنسية ويعمل العادة السرية أثناء قراءتها؟
وما هي الوسائل للابتعاد عن ذلك نهائيا؟
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالقصص الخليعة لا تجوز قراءتها، والذي يريد منها أعداء الإسلام إنما هو إغواء المسلمين، ونشر الرذيلة، وهدم الأخلاق، وضياع الأمم، وتشويه العقول، وتلويث الثقافة، وما ذلك إلا بتدبير المفسدين في الأرض الذين قال الله عنهم: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ {النور: 19} . والعادة السرية محرمة واعتداء وتعد لما أحل الله تعالى، قال الله تعالى في وصف المفلحين من المؤمنين: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5ـ7} . وعليه، فمن يقرأ القصص الجنسية ويعمل العادة السرية أثناء قراءتها قد وقع في محظورين. وأما طرق الخلاص من ذلك، فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الدواء الناجح لشهوة الإنسان، فقال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحسن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. أي: وقاية. فالسبيل لإحصان الفرج عن السوء إنما يكون بالزواج، فإن لم يكن ثم استطاعة فيكون السبيل هو كثرة الصيام حتى تفتر شهوته. وللفائدة راجع فتوانا رقم: 7170.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 رجب 1426(16/1174)
موقف الزوجة من زوجها الذي يقترف العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متزوجة الحمد لله، وعلاقتي الزوجية الحمد لله، ويعلم الله أني ما قصرت فى شيء إلا أنني ألاحظ أن زوجي يستيقظ باكراً ويفعل العادة السرية، هل معنى هذا أنه غير مرتاح معي أم أني مقصرة في حقه، أرجو أن تدلوني ماذا أفعل وأنا كل يوم أموت ألف مرة من الألم، علما بأني أحبه كثيرا ويحبني هو ولا أدري ما الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرنا في أكثر من فتوى حرمة العادة السرية، ومن ذلك ما هو مذكور في الفتوى رقم: 1087.
وعليه؛ فالواجب على زوجك أن يتقي الله تعالى ويكف عن هذا الفعل القبيح وليبادر نفسه بالتوبة منه، وعليك أن تجتهدي في نصحه وأن تبيني له حرمة هذا الفعل. وأن آثاره الصحية خطيرة في المستقبل، ويستحسن أن يكون ذلك بطريق غير مباشر، ومما يساعد على حل مشكلة زوجك محاولة التعرف على محابه من زوجته وتلبية تلك الرغبة، وإن كان ما يفعله بسبب تقصير منك ونحوه من جهة إشباع رغبته في الجماع فحاولي تلبية طلبه بما تقدرين عليه.
وعلى كل حال فلا يلحقك أنت إثم بما يفعله زوجك ما دمت قائمة بحقوقه الواجبة عليك، لقول الله تعالى: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الإسراء:15} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 جمادي الأولى 1426(16/1175)
كبح جماح العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أدرس الطب في الجامعة وأسكن بعيداً عن أهلي فمع اجتماع هذين الأمرين تراودني الشهوة كثيراً فلا أستطيع أن أدرس إلا بعد إفراغها بالعادة السرية لكني أحاول فأغض البصر بقدر ما أستطيع وأصلي وأنا ملتزم حيث قطعت علاقاتي بكل النساء ومع ذلك لا أستطيع الدراسة فيضيع مني الوقت الكثير الذي يفترض بي أن أدرس به وأنا أقاوم الشهوة فأتضايق في دراستي وأغضب فأفعل هذه العادة بعد أن خسرت كلا الأمرين وأنا أعرف أن الخلوة هي سبب رئيسي لكن أخلو كي أدرس لكن يحصل العكس وأريد أن أضيف شيئا مهما أني آكل كثيراً وإني عندما أكون جائعا لا أستطيع الدراسة فهذا ما يمنعني من الصوم وأنا أخاف الفشل في الدراسة كي لا أضيع تعب أهلي، وقسما إني أحاول أن أتوب توبة نصوحا لكن هذا الذي يحصل معي وقد عجزت عن حله وأنتم ترون حال المجتمع وخصوصا الجامعات؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يطهر قلبك ويشرح صدرك ويملأه إيماناً وتقوى، ويبغض إليك الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعلنا وإياك من الراشدين.
أيها الأخ الكريم: اعلم أن الشهوة والغريزة فطرة مركبة في الإنسان لا يخلو منها فرد، ولكن المؤمن المتيقظ الذي يراقب الله تعالى ويعلم أنه يراه، وأنه صائر إليه ومجازيه يكبح جماح تلك الشهوة ويلجمها بذلك الإيمان وبتلك المراقبة لله تعالى فيمنعه ذلك من تفريغ هذه الشهوة فيما حرم الله.
هذا، ولقد بينا حكم ارتكاب العادة السرية في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1087، 2283، 7170، 52466، 9195، 34473.
هذا، وإن كنت قادراً على الزواج أثناء دراستك فتزوج، ولا عذر لك في التأخير، وإن لم تتمكن من الزواج ولم تكن قادراً على مؤونته، فاجتهد في الصيام، ولا تعجز ولا تنقطع بحجة الشعور بالجوع، فإنه لا بد في الصيام من الجوع، ولكن بعد فترة تتهذب هذه النفس الأمارة بالسوء، ويكفيك الوصية النبوية في قوله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منك الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
واقطع عنك جميع أسباب الغواية من إطلاق للبصر إلى الأجنبيات، أو تساهل في الكلام معهن لغير حاجة، ونحو ذلك مما يهيج الشهوة عندك ويزيد من آثامك وذنوبك، وانظر الفتوى رقم: 18768.
كما ننصحك بالالتجاء إلى الله وسؤاله بذل وإلحاح أن يرزقك العفة، وأن يحفظ فرجك عن الحرام، وتحر في دعائك آداب الدعاء والتمس أوقات إجابته الشريفة، وانظر ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11571، 2395، 23599، 17449، 32655، 8581.
وعليك أن لا تختل بنفسك كثيراً، بل اجتهد في أن تكون لك رفقة صالحة من الشباب المؤمن المتمسك بالدين، فإنهم خير معين بعد الله تعالى على الاستقامة على أمره، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، فاشترك معهم في طلب العلم النافع واستماع الأشرطة الدينية، ونحو ذلك من الأنشطة التي تشغل الفراغ وتعود بالنفع في الدين والدنيا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 جمادي الأولى 1426(16/1176)
الانتصاب وخروج المني بغير قصد
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب كنت أستمني ولله الحمد والمنة تركت هذه المعصية بفضل الله وتبت منها، ولكن من آثارها السيئة أنها تجعل الذكر ينتصب عند أدنى لمس له أو ذكر أي شيء يثير الشهوة وينزل مني مذي بكثرة فهل علي إثم؟ وجزاك الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي من عليك بالتوبة والرجوع إلى الله تعالى وترك هذه العادة السيئة الضارة بالدين والجسم وغيرهما، وعليك أن تبتعد عن كل ما يمكن أن يردك إلى هذه المعصية، كما نرجو منك مطالعة هاتين الفتويين: 3239، 3995.
وإن حصل شيء مما ذكرت بدون قصد منك ودفعته قدر المستطاع فلا إثم عليك، ولما يجب عليك فعله في حالة خروج المذي راجع الفتوى رقم: 50657.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الأولى 1426(16/1177)
العادة السرية عن طريق الهاتف
[السُّؤَالُ]
ـ[قد أرسلت لكم سابقا سؤالا مختصر كلامه أني أسأل عن شاب لا يمارس العادة السرية وهو كثير الاحتلام ولم يعد يفيده الاحتلام لشعوره بألم بالليل وخصوصا عند الانتصاب وأجبتموني بفتوى تحمل عنوان توضيح حول الضرورة المبيحة للاستمناء وسؤالي هو: هذا الشاب خاطب (بعقد شرعي أي بحكم المتزوج) ويعيش في بلاد الغرب وبعيد عن مخطوبته فهل يستطيع أن يمارس العادة مع مخطوبته على الهاتف إذ أنه لا يستطيع أن يمارسها وحده فلا بد له من سماع صوتها لأنه لا ينظر إلى المحرمات فكلام مخطوبته وصوتها هو الذي يريحه ويعينه بدلا من النظر للحرام فيستطيع أن يفرغ، فما الحكم في هذا؟
والسؤال الآخر هل على الفتاة شيء بهذا، وماذا لو ضعفت أمام تلك الشهوة ومارست العادة معه هل يطبق عليها حكم ممارسة العادة، إذ أن الشاب وكما فهمت مباح له خوفا من مرض يصيبه، أما الفتاة ما حكمها خصوصا أنها لا تحتلم كثيرا وكثيرة الشهوة فصوت زوجها إثارة لها فما الحكم بهذا كله أفيدونا جزاكم الله خيرا،]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق الجواب على هذا السؤال، وذلك في الفتوى رقم: 62581
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ربيع الثاني 1426(16/1178)
فتاوى حول ممارسة العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي عن العادة السرية
فأنا للأسف أمارسها مرتين في الشهر وفقط لتخفيف التوتر ولكن كل ما أمارسها تصيبني أشياء لا تصدق من مصائب وكوارث ووسواس كأنها عقوبة من الله
ونحن كمسلمين لا نؤمن بالصدف، فهل العادة السرية مباحة في حال الشهوة الشديدة؟؟؟
ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فراجع في العادة السرية الفتاوى التالية أرقامها: 7170، 23935، 52421.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ربيع الثاني 1426(16/1179)
أضرار العادة السرية كثيرة
[السُّؤَالُ]
ـ[التزمت منذ سنة تقريبا، وحال الإيمان يصعد تارة ويهبط تارة أخرى بسبب الجو والمجتمع حيث إنه لا يوجد ملتزمون في عائلتي، وهناك أمر يقلقني كثيرا: أنا مخطوبة من رجل ملتزم، وعقدنا العقد الشرعي، وأريد أن أعرف هل يجوز وأنا أكلم خطيبي في الهاتف عن الجنس وأن يقول لي ضعي يدك فوق فرجك وأن ألمسه كما كان يلمسه عندما كان معي وكأنه يجامعني وعند ذلك أحدث صوتا وحدث كما أنه جامعني حقا أي تمنيت إن صح التعبير يقول إنه يحب الصوت الذي أحدثه عندما أفعل ذلك وهو يريد أن نكررها لا يجبرها علي بل عندما لم نلتق منذ مدة طويلة فعلناها لأول مرة ومرة واحدة فقط قال لي يريد التخفيف عليّ لكن أنا التي قمت بها فقط باتباع ما يقول لي أن أفعل, أي هو لم يتمن أراد فقط سماع صوتي عندما............أنا لا أد ري إن كان يقوم بها أم لا رغم أنه ملتزم وإذا كان يقوم بها هل هو غير ملتزم أعلم أن العادة السرية لا تجوز ولكن إذا فعلتها مع خطيبي هل تعتبر عادة سرية وما حكمها الشرعي للرجال والنساء وهل تجوز في بعض الأحيان
وإذا كان الزوج يحب أن أفعلها له في الهاتف ما العمل إذا كانت جائزة أنا لا أرفضها بل العكس.والمشكلة أنني أقوم بها أحيانا لوحدي وجاهدت نفسي للتخلص منها ولم أستطع التخلّي عنها تماماً إذا قام بها الشخص لوحده رجل أو امرأة هل تعتبر زنا وما حكم الشرع منها وإذا ما كان حرام هل أترك خطيبي وأفارقه لما فعل رغم أني أحبه وقد أحببته لالتزامه فقط رغم أني لست حقا جدّ ملتزمة أردت شخصا يساعدني في أن ألتزم. ولقد اتفقنا بأن لا نقوم بها مرّة أخرى وأخاف أن أقع فيها أحيانا هل صحيح أنها تسبب البرود الجنسي حيث أني كنت مدمنة عليها بعض الوقت في جاهلية أي قبل الالتزام وكيف أتخلص منها نهائيا أنا في غاية الحيرة والقلق وأفكاري مشّوشة وأشعر أني منافقة وقد بدأت أيأس وأتجنب أهل أذكر خوفا من أن لا يرتاح ضميري من تأنيبي. اعذروني على هذه الأسئلة الحرجة ولكن كان لا بد أن أبحث عن الأجوبة ولم أجد من يجيبني في مثلها لا أحب أن أضيع وأخاف من غضب الله وسخطه عليّ أريد معرفة أين الحرام والحلال. أجيبوني،
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لك الهداية، وأن يبغض إليك كل سوء. ثم اعلمي أيتها الأخت أن العادة السرية فضلا عن كونها محرمة شرعا على قول أكثر أهل العلم فهي تشتمل على أضرار خطيرة ذكرنا طرفا منها في الفتوى رقم: 7170. والاستمناء (العادة السرية) وإن كان معصية إلا أن فاعله لايعد زانيا، بمعنى أنه يستوجب الحد كالذي يدخل ذكره في فرج من لا تحل له.
ومن هنا ندعو السائلة إلى التوبة والاستغفار من هذه المعصية وذلك بالإقلاع الفوري، والعزم على عدم العود إليها ثانية حتى وإن أمرها الزوج بذلك لأنه لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق، وفي الحديث: إنما الطاعة في المعروف. رواه البخاري.
أما بخصوص الحديث مع هذا الرجل في أمور الاستمتاع عن طريق الهاتف فالأولى تجنب ذلك مخافة أن يطلع الغير عليه، وراجعي الفتوى رقم: 7875.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ربيع الأول 1426(16/1180)
التوبة من العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[مارست العادة السرية لفترة تزيد عن العشرة سنوات بشكل يومي تقريبا وبشغف والآن توقفت والحمد لله وأرغب في الزواج لكن أخشى من الأضرار الصحية والنفسية السيئة لفترة ممارسة تلك العادة اللعينة ... والآن هل بإمكانى معرفة الأضرار الصحية والنفسية لهذه العادة تحديدا وأيضا معرفة مدى الأثر السيء لهذه العادة على الممارسة الجيدة بعد الزواج؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت قد أقلعت عن هذه العادة المحرمة، وقد سبق بيان حكمها في الفتوى رقم: 7170 والفتوى رقم: 24126 مع بيان بعض الأضرار، فما عليك إلا الاستغفار والتوبة إلى الله مما مضى، ودعاء الله سبحانه وتعالى أن يجيرك من آثارها وأضرارها، وعدم الالتفات إلى تلك الأضرار، والتوكل على الله، فإنه خير حافظ وهو أرحم الراحمين، وسيقيك الله شرها وأضرارها.
والله ولي الهداية والتوفيق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 محرم 1426(16/1181)
ممارسة الزوج للعادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متزوج ولا أستطيع أن أمارس حقي كزوج وليست لي القدرة على الزواج بأخرى ولا أستطيع الصيام ومع ذلك أمارس العادة السرية؛ ما هي الفتوى؟ الرجاء المساعدة.
وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فممارسة العادة السرية حرام كما أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 7170، وما التقوى إلا صون النفس عن ما يسخط الله، وليس هناك عسير مع العزيمة الصادقة والتوبة النصوح، وأما الاستسلام للمعصية واتباع شهوة النفس فهو تسليم لزمام النفس إلى الشيطان ليقودها حيث شاء؛ وفقك الله لطاعته وصانك عن معصيته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 محرم 1426(16/1182)
الناكح يده والاستمناء بيد الزوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[من هم الذين يأتون يوم القيامة وأيديهم حبلى؟ وهل المرأة التي تستمني لزوجها منهم؟ وهل التسبيح قبل الفجر بنصف ساعة بدعة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد في حديث ضعيف رواه البيهقي أن الناكح يده يجيء يوم القيامة ويده حبلى، ومع كون الحديث غير صحيح، فلا شك أن من نكح يده قد تعدى وفعل ما لا يجوز له، لقوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون: 5-7} .
ولا ينطبق ذلك على الاستمناء بيد الزوجة أو أي جزء من جسمها، لأن الله تعالى أباح لكلا الزوجين الاستمتاع بجسد صاحبه ما لم يكن ذلك في حيضة أو دبر أو زمن إحرام بنسك، ولأن الآية تقول: إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ والحديث وإن كان لا يحتج به يقول: الناكح يده يعني يد نفسه.
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتويين التاليتين: 21088، 5174.
وأما الاستغفار قبل الفجر ووقت السحر عموما فليس ببدعة، بل هو من دأب الصالحين وعلامات المحسنين المتقين، لقول الله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ {الذاريات: 15-18} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ذو الحجة 1425(16/1183)
هل تمنع العادة السرية من الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[ما الحكم فيمن فعل ذنبا وتاب منه ولكن له آثار صحية عليه، فهل إذا تزوج يخبر زوجته أم لا، أم لا يتزوج أصلاً (إدمان العادة السرية) ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا تخبر بما فعلت من المعاصي أحداً واستر نفسك، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث: أيها الناس: قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله، فمن أتى من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. رواه الحاكم عن ابن عمر ورواه مالك مرسلاً.
وإخبار الزوج زوجته بما فعل سابقاً من المعاصي، أو إخبارها هي له بذلك لا يجوز شرعاً، وهو بذلك يكشف ستر الله.
وعليه، فتوكل على الله، وأقدم على الزواج، وأما الآثار الصحية لتلك العادة فلا ندري ما تقصد بها على التحديد، ولكن إن كان المراد أن تلك العادة القبيحة أصابتك بالعجز عن الجماع، وهو الذي يعرف عند الفقهاء بالعنة، فيجب عليك البيان ولها الفسخ، وتفصيل ذلك سبق في الفتوى رقم: 48190، والفتوى رقم: 53712.
أما إن كان ما تخشاه من الآثار الصحية ليس عيباً من العيوب المعروفة التي تحول دون الاستمتاع، فلا يلزم إخبار الزوجة بذلك، وانظر الفتوى رقم: 53843.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ذو الحجة 1425(16/1184)
هل خروج المني أثناء الاستحداد يأخذ حكم العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أولا أود أن أشكركم على سرعة الرد على الأسئلة.
أما بالنسبة لسؤالي
أنا شاب عندي 22عاما وعندما أقوم بحلق شعر العانة تثار شهوتي فينتصب عضوي الذكري وينزل المني.فهل هذا يعد استمناء أم ماذا؟ وهل أنا على ذنب أم لا؟ وما الحل؟
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاستحداد مشروع لأنه من خصال الفطرة، كما سبق في الفتوى رقم: 2734.
واعلم أن الاستمناء هو إخراج المني بغير جماع، وبالتالي، فإذا كان الذي يحصل منك هو حك أو تلذذ بالنظر إلى الذكر مما يؤدي إلى خروج المني فإن ذلك يعد استمناء. وقد سبق بيان حكم الاستمناء، وبيان بعض الوسائل المساعدة على تركه، فيمكنك الاطلاع عليها عند البحث في فتاوى الشبكة عن كلمة العادة السرية أو كلمة الاستمناء.
ثم إننا ننصحك بالحفاظ على إزالة الشعر لأنه من خصال الفطرة، وعليك بإزالته بطريقة لا تثير عندك الشهوة، واعلم أن الحلق ليس شرطا، بل يمكنك إزالته بقصه أو بوضع مزيل كالنورة ونحوها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ذو الحجة 1425(16/1185)
العادة السرية لا تنجس مقترفها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل العادة السرية بالفعل تتسبب في نجاسة الشخص لمدة 40 يوماً؟ وهناك حديث قد سمعته لا أعرف مدى صحته وهو أنه من حاك بيمينه كمن زنا مع أمه ومن زنا بيساره كمن زنا مع أخته؟ أرجوكم أجيبوني وكيف لي أن أتوقف عن تلك العادة البذيئة مع أنني لا أمارسها كثيراً ولكني والحمد لله أؤدي كل الفرائض في أوقاتها وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العادة السرية لا تنجس الشخص، فالمسلم لا ينجس، كما في حديث الصحيحين، وقد بينا في عدة فتاوى سابقة عدم صحة شيء مما ورد من الأحاديث في العادة السرية، كما بينا حكمها والوسائل المساعدة على تركها، فراجع منها الفتاوى التالية أرقامها: 10353، 21088، 9195، 35428، 35889، 7170، 46496، 52421، 23868.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ذو الحجة 1425(16/1186)
العمل في فرع إسلامي لبنك ربوي والاستمناء وشرب الدخان
[السُّؤَالُ]
ـ[عندي سؤالان: السؤال الأول: ما حكم العمل في قسم التمويل الإسلامي في بنك ربوي، مع العلم بأن الراتب سأحصل عليه من البنك الربوي بالإضافة إلى جميع الامتيازات والتأمين الصحي منهم أيضا، مع العلم بأن ريع أو أرباح هذه التمويلات الإسلامية ستذهب لصالح هذا البنك الربوي، فهل يعتبر راتبي حلالاً أم حراماً، وهل يعتبر عملي في خدمة المسلمين أم في خدمة البنك الربوي، أريد جواباً تفصيلياً لو تكرمتم؟
السؤال الثاني: أنا متزوج ولكن عندي عادتان لا أستطع التخلص منهما إطلاقاً، الأولى أن زوجتي لا تشبعني جنسياً فأحياناً أضطر للاستمناء فأستمني مرتين في الأسبوع تقريباً، فهل في حالتي هذه أنا أرتكب كبيرة، والثانية هي أنني أدخن سيجارة واحدة في اليوم فقط فهل أعتبر في نظر الشرع مثلي مثل الذي يدخن 20 أو 40 سيجارة يومياً، وهل أعتبر منتحراً في نظر الدين؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان فرع البنك الذي ستعمل فيه منفصلاً عن البنك الربوي، ويسير في جميع معاملاته بالطرق الشرعية فلا مانع من العمل فيه، والراتب الحاصل من هذا العمل يباح لك تمكله والانتفاع به، لأنه في مقابل عمل مباح قمت بأدائه لجهة اختلطت أموالها الحلال منها بالحرام، ولا مانع من قبول العوض من مالك المال المختلط لعدم التيقن من كون المال الذي تأخذه (العوض) هو عين المال الحرام، وراجع الفتوى رقم: 8227.
ويحرم على المرء الاستمناء، لأن الاستمناء عادة قبيحة ومعصية تجلب على المرء الوبال في الدنيا والآخرة، إلا إذا تاب منها، وراجع الفتوى رقم: 21377، والفتوى رقم: 33256، والفتوى رقم: 28974، وراجع الفتوى رقم: 23588.
وأما شرب الدخان فهو محرم قليله وكثيره، لما ثبت من ضرره المؤكد، وكل ما يثب ضرره فقد ثبت تحريمه، وقد ذكرنا طرفاً من ذلك في الفتوى رقم: 1671، والفتوى رقم: 1819، والفتوى رقم: 26401.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شوال 1425(16/1187)
العادة السرية ليست سببا مشروعا لتفريغ الشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا كانت العادة السرية محرمة كما تقولون فإلى أين يفرغ الإنسان شهوته والتي خلقها الله في أصل خلقته وبالتالي لا يمكن كبتها....... كما أنني قرأت في\" الفتاوى\" للشيخ \"محمد متولي الشعراوي \" ما يناقض فتواكم....... فنرجو إفادتنا جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى قد أباح النكاح وهو مجال واسع لتفريغ الشهوة الجنسية، وإذا لم يتوفر للمرء سبب النكاح فعليه بالصوم فإنه يصرف هذه الشهوة، وقد أرشد إلى هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف حيث قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه. ولو كانت العادة السرية سببا مشروعا لإفراغ الشهوة لأرشد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان شديد الشبق ولم يكسر الصوم شهوته. وعلى المسلم أن يكسر شهوته بتقوى الله وتذكر ما عند الله من الثواب الجزيل لمن أطاعه وما لديه من العقاب الشديد لمن عصاه. وأما ما ذكرت عن فتوى الشيخ الشعراوي رحمه الله فراجع فيه فتوانا رقم: 40931.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 شوال 1425(16/1188)
مرتكب العادة السرية هل يطرد من رحمة الله
[السُّؤَالُ]
ـ[هل ممارس العادة السرية مطرود من رحمة الله يوم القيامة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعادة السرية اعتداء وتجاوز لما أباحه الله، فقد أوجب الله حفظ الفرج إلا عن الزوجة وملك اليمين، قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-7} ، والعادة السرية تجلب على المرء أضراراً كثيرة يمكنك أن تراجع فيها الفتوى رقم: 7170.
ومع ذلك، فلا يمكن القول بأن مرتكب العادة السرية مطرود من رحمة الله، والله تعالى يقول في محكم كتابه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53} ، وعليه، فواجب ممارس العادة السرية أن يتوب إلى الله منها توبة نصوحاً، ولا يقنط من رحمة الله، فإن في الحديث الشريف: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شوال 1425(16/1189)
العادة السرية تزيده بلاء مقترفها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب في سن 17 سنة وأحفظ شيئا من كتاب الله وأصلي الصلوات الخمس ولله الحمد ولكني أقع في ذنب وأتوب منه أقع فيه مرات عديدة وأتوب منه وأنا بعدما أتوب من هذا الذنب أرجع وأقع فيه وهو (العادة السرية) وأنا والله حاولت البعد عنها ولم أستطع وصمت ولكن بلا فائدة، وأنا أعمل هذا لأني أخشى أن أقع في أمر محرم، وأنا لم أزل طالب ولا أقدر على الزواج ومصاريفه وغيرها من الأمور المتعلقة به، ما حكم فعلي هذا، وماذا أفعل رحمكم الله، أرجو الإجابة على سؤالي هذا مباشرة لشدة حاجتي لذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن فعل العادة السرية محرم في شريعة رب العالمين، والواجب عليك التوبة وعقد العزم على عدم العودة إلى فعلها مرة أخرى، والندم على ما فرطت في جنب الله تعالى، واعلم أن فعل العادة السرية لا يهدئ من شهوة فاعلها، بل إنها تزيده بلاء، ومن رحمة الله تعالى أنه لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله،.
وإن من أعظم الأدوية الدعاء، فقد وعد الله بإجابة من دعاه، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60} ، فادع الله أن يرفع عنك هذا البلاء، والتمس في دعائك أوقات الإجابة، وانظر آداب الدعاء وشروط قبوله وأوقات الإجابة الفاضلة في الفتاوى: 23599، 17449، 32655، 8581.
وننصحك بالانخراط في صف الشباب الصالحين، فعليك بهم، وانتظم في سلكهم، فإنك إن نسيت ذكروك، وإن ذكرت أعانوك، ولا تجعل للفراغ إلى قلبك سبيلاً، واحذر من إطلاق البصر إلى ما لا يحل النظر إليه، واستحضر مراقبة الله لك، وطالع طائفة من التدابير الواقية من الوقوع في العادة السرية في الفتاوى: 1087، 2283، 52466، 9195، 34473.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 شوال 1425(16/1190)
التوبة النصوح وإلا فالجزاء من جنس العمل
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب مسلم وأنا لست متزوجاً ومن مستخدمي غرف المحادثة بكثرة، وأتحدث مع بنات أجنبيات، منهن سحاقيات ومنهن الطبيعي، وكل الحوارات كانت جنسية وكنت أساعدهم على الوصول إلى مرحلة الهياج الشديد ثم خروج الماء من عضوهن، في بعض الأحيان كانت المرأة تكون على الكاميرا أراها وأطلب منها فعل ما أريد، علماً بأنها تعتقد أني امرأة مثلها وبعض الحالات تعلم أني رجل، السؤال هو: ما هو حكم الدين والشرع، هل هذا زنا، ما هو أيضاً حكم الدين والشرع إذا تم ما ذكرته ولكن كنت أنا أيضاً على الكاميرا أي نرى بعضنا البعض عاريا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكل ما وقعت فيه من نظر وكلام من المحرمات المؤكدات فقد أمر الله تعالى الرجل والمرأة بستر عورتهما، وعدم تمكين أحد من النظر إليها، فقال عز وجل: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ {النور:30-31} ، وفي الحديث: احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك. رواه الترمذي وغيره.
كما حرم الله تعالى الخضوع في القول المؤدي إلى إثارة الشهوة، وحصول الفتنة فقال: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ {الأحزاب:32} ، وهذا في حق زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وهم أمهات المؤمنين، فلا شك أنه في حق غيرهن من باب أولى.
وسواء في الحرمة ما إذا تم هذا الأمر بصورة مباشرة، أم كان عن طريق النت، إلا أنه لا يعتبر زنا موجباً للحد، وعدم وجوب الحد لا ينفي حرمة الفعل، فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن العين تزني وزناها النظر، واليد تزني وزناها البطش، والأذن تزني وزناها السماع. كما رواه البخاري وغيره، وراجع في هذا الفتوى رقم: 3950، والفتوى رقم: 4458، والفتوى رقم: 19812.
والواجب عليك أيها الأخ السائل أن تتوب إلى الله تعالى، وتسارع إلى ترك ما أنت عليه قبل أن يفجأك الموت وأنت على ذلك، ولتخش أن يعاقبك الله بما صنعت فيوقع محارمك في مثل ما أوقعت فيه مع محارم غيرك، فالجزاء من جنس العمل، ونوصيك بعدم الدخول على مواقع الدردشة، مع الاستعانة على الابتعاد عن ذلك بصحبة أهل الخير والصلاح، والمداومة على ذكر العليم الفتاح سبحانه وتعالى وجل وعلا، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 29324.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 رمضان 1425(16/1191)
حفظ الفرج واجب إلا عن الزوجة وملك اليمين
[السُّؤَالُ]
ـ[عندما أكون في الفراش لا أستطيع أن انام ألأ إن لمست القضيب وأقوم بتفريكه من دون أن أنزل
المني وصراحة أحيانا ألمس الموخرة وبعدها أرتاح وأنام هل يحرم على الرجل أن يعمل مثل هذا أم لا؟
وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أوجب الله حفظ الفرج إلا عن الزوجة أو ملك اليمين، قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون: 5-7} .
وعليه، فما تفعله من تفريك القضيب ذريعة إلى الاستمناء وهو من الاعتداء المحرم، وانظر الفتوى رقم: 7170. وكون المني لم ينزل ليس حجة، لأن هذا الفعل يستدعي نزوله، ولا يؤمن أن ينزل في بعض المرات.
وما تفعله من لمس المؤخرة إن كنت تريد منه لذة، فإنه لا يجوز أيضاً وهو نوع من اللوطية، وإن كنت تفعله لا لتحصيل لذة وإنما فقط لأنك تعودته، فإن لم يكن فيه إدخال للأصبع في الدبر فعسى أن لا يكون فيه شيء، ولكن الصواب تركه لأنه قد يفضي إلى ما لا يجوز، وراجع الفتوى رقم: 7908.
وعلى كل حال، فهذه العادة سيئة للغاية، فعليك أن تجاهد نفسك على تركها والابتعاد عنها، وإن صدقت في مجاهدة نفسك مع الالتجاء إلى الله تعالى فسيصرفها الله عنك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 رمضان 1425(16/1192)
تحريم الاستمناء وإفساده للصيام
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شخص من العراق وأود أن تفتوني في هذا جزاكم الله خيرا أن تاتيني هذه الغريزة الحيوانية وتتغلب علي وأنا تقريبا كل يوم أمارس هذه الحالة وأرجوكم أفتوني بسرعة رجاء لأنني والله أصلي وأحافظ عليها]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت تعني بما تمارسه الاستمناء أو ما يسمى بالعادة السرية وهي إخراج الإنسان المني من نفسه فإن هذا محرم، وإن حصل في نهار رمضان فإنه يجب عليك قضاء ذلك اليوم الذي فعلته فيه.
وراجع في تحريم الاستمناء وبيان خطورته وإفساد الصيام الفتاوى التالية أرقامها: 7170، 9195، 10509، 34473.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 رمضان 1425(16/1193)
حكم استعمال القضيب الصناعي لمن خافت على نفسها الوقوع في الزنا
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
الرجاء الإجابة على هذا السؤال بدون تعصب فقد تعرضنا له في مركزنا في رومانيا ولو نجد له إجابة هل يجوز للمرأة استعمال القضيب الاصطناعي خوفا من الزنا في حالة غياب زوجها؟ أو بالنسبة للبنت غير المتزوجة وغير ملتزمة فتفضل هذا الحل عوضا عن الزنا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاستعمال القضيب الصناعي محرم، وهو تعد لحدود الله، وقد قال الله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون: 5-7} .
وخشية الزنا لا تبيح هذا النوع من المحرمات، والمسلم يجب أن يبتعد عما حرم الله تعالى ويقطع السبل المؤدية إليه ويسد الذرائع الموصلة إليه ويسأل الله العون والتوفيق قبل ذلك وبعده وسيحصل له العون والتوفيق من الله تعالى إن كان صادقاً، والإنسان يمكنه أن يخفف شهوته عن طريق الصوم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أرشد إليه من لم يجد وسيلة إلى الزواج، قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. أي وقاية من الزنا أخرجه البخاري ومسلم.
وإذا لم تستطع الصوم، وعرفت أنها إن لم تستعمل القضيب الصناعي فستقع في الزنا لا محالة، فإنا لا نقول لها إن استعماله حينئذ يباح لها، ولكن نقول إنه أخف ضرراً من الزنا، ومن القواعد الشرعية ارتكاب أخف الضرين إذا لم يمكن تجنبهما.
وعلى المسلمة أن تفكر فيما عند الله من الثواب الجزيل في امتثال أمره واجتناب نهيه، وما يمكن أن يلحقها من العذاب الشديد بالمخالفة، فإن إمعان النظر في ذلك سيجعلها تبتعد عن المحرمات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 رمضان 1425(16/1194)
الاحتلام نعمة أم ابتلاء وهل يطلب من الله؟
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا لم أكن أصلي ولكن أصبحت أصلي والحمدلله..ولكن لا يمكنني ترك الاستمناء..حيث إن عمري 15 عاما وأنا في مرحلة صعبة، حيث إني لن أتزوج قبل 25..فكيف سأحفظ فرجي طوال هذه المدة!!!!!!! وهل يجوز أن أدعو الله أن يجعلني أحتلم؟ لكي أفرغ طاقاتي..وهل الاحتلام نعمة أم ابتلاء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلقد حرم العلماء الاستمناء، وانظر أدلة ذلك في الفتوى رقم: 7170. ولا تيأس من إعانة الله لك على ترك هذا الفعل وثق بالله: وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف: 87} . واحذر من تخذيل الشيطان وتثبيطه لهمتك عن ترك هذه العادة السيئة وتذكر قول الله تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاء ِ {البقرة: 268} . فإن من تأمل حال التائبين وجد أن أكثرهم قبل التوبة يقولون: لا نستطيع التخلص مما نحن فيه، ولكن الله من عليهم بها لما رأى اجتهادهم في ترك الحرام، وانظر الفتويين: 9195، 52466. أما الاحتلام، فهو من تلاعب الشيطان كما يذكر ذلك أهل العلم ولذلك قالوا بأنه مستحيل على النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا سلطان للشيطان عليه، ولو دعوت الله أن يرزقك العفاف وأن يحصن فرجك لكان خيرا لك وأنفع، وانظر الفتوى رقم: 24741.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 رمضان 1425(16/1195)
الاستمناء بيد المعقود عليها
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
هل يجوز الاستمناء بيد المعقود عليها؟ وهل الاستمناء بيد المعقود عليها يعتبر خلوة شرعية صحيحة حتى ولو كان الاستمناء في مكان لا يمكن فيه الدخول بها؟
وجزاكم الله عنا خير الجزاء]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمرأة المعقود عليها زوجة يحق لزوجها أن يستمتع بها كيف شاء، كما سبق في الفتوى رقم: 2940 وذكرنا حكم استمناء الرجل بيد زوجته في الفتوى رقم: 3907.
وذكرنا المراد بالخلوة الشرعية، وهل تقوم مقام الدخول أم لا في الفتوى رقم: 43473، والفتوى رقم: 41127.
وعليه، فيمكنك معرفة الأمر بعرض حالتك على ما في الفتاوى السابقة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شعبان 1425(16/1196)
في الزواج علاج للمشكلة الجنسية
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة الشيخ لي صديق يعاني من مشكلة وهي كالتالي: صديقي يعاني من مشكلة اللواط باليد، مع العلم بأنه يصلي ويتوب بعد كل مرة ويظن أن سبب هذا كله الضغوط التي يقوم بها والداه ويريد الزواج لكي يتخلص من الأفكار التي تشوش ذهنه ويريد منكم أن تجدوا له الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله جعل الزواج علاجاً للمشكلة الجنسية، فإن لم يتيسر الزواج فليعالج المرء نفسه بالصوم وحملها على العفة والصبر، وليستعن بالصلاة والدعاء أوقات الإجابة والبعد عما يثير شهوته، ويدل لهذا ما في حديث الصحيحين: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
وقال الله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ {النور:33} ، وفي الحديث: ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر بصبره الله. رواه البخاري ومسلم.
وقال الله تعالى: وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ {البقرة:45} ، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 7170، 835، 1087، 5524، 23935.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رجب 1425(16/1197)
وسائل هادية تصد عن اقتراف العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[لا أعرف كيف أبدأ، وماذا أقول، أعذروني على طرحي لهذا الموضوع، ولكني فعلا محتاج للمساعدة، إخواني الكرام، أنا طبيب ... الحمد لله أصلي وأقرأ القرآن بشكل شبه يومي، وأصوم على الأقل مرة في الأسبوع، مشكلتي وللأسف الشديد، إدماني على المواقع والأفلاح الإباحية، والعادة السرية لا أعرف ماذا أفعل، أتعذب من داخلي، كل مرة أتوب وأنوي عدم العودة، ولكني أعود مرة أخرى لا أعرف ماذا أفعل، لا أستطيع الزواج لعدم قدرتي على دفع التكاليف، وأصوم وأصلي وأقرأ القرآن دون أي فائدة، هل أخصي نفسي (عفواً) ما العمل، أنجدوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلقد جاء الإسلام ليرسي لنا قاعدة عظيمة ألا وهي دفع الضرر فحرم بهذه القاعدة كل ما يجلب الضرر للإنسان (لا ضرر ولا ضرار) وإن مشاهدة مثل هذه الأفلام وما يتبعها من عمل العادة حرام ومنكر، ومن أسباب أمراض القلوب وقسوتها، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} ، فضلاً عن ذلك فإنها تورث الكثير من الأمراض، فالوقاية خير من العلاج، فتوجه إلى الله بقلبك وجوارحك بالتوبة، قال الله تعالى في الحديث القدسي: يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم. رواه مسلم عن أبي ذر، وراجع الفتوى رقم: 6617، والفتوى رقم: 7170.
وإليك أخي الكريم بعض الوسائل التي تعينك وتهديك إلى طريق التوبة والإقلاع عن هذه العادة وما يسببها:
1- صدق النية مع الله في الرجوع إليه بإصلاح العمل ظاهراً وباطناً.
2- البعد والحذر من الوسائل التي تثير الشهوة وتوقع في الحرام، ومفارقة قرناء السوء.
3- استشعار الرقابة الإلهية، قال الله تعالى: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُم ْ، وقال تعالى: أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى.
4- الإكثار من الصوم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. متفق عليه.
5- مجاهدة النفس والإكثار من النوافل وقيام الليل، قال شيخ الإسلام: فإن الصلاة فيها دفع مكروه وهو الفحشاء والمنكر، وفيها تحصيل محبوب وهو ذكر الله. انتهى.
6- الاشتغال بالعبادة وذكر الله والدعاء والاستغفار والإكثار من الأعمال الصالحة مع الإخلاص لله، قال الله تعالى: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ {يوسف:24} .
7- تذكر الموت والخوف من سوء الخاتمة وأهوال يوم القيامة والجنة والنار واستحضار ذلك والاستعداد له، مع زيارة القبور والحرص على رؤية المحتضرين.
8- العلم بأن الذنوب والمعاصي هي من أسباب الشقاء في الدنيا والآخرة، واعلم أن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.
9- عليك بالصبر والاستعانة بالله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستعفف يعفه الله، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر. متفق عليه، والله نسأل أن يجعلك من عباده الصالحين، وللمزيد راجع الفتوى رقم: 9195، والفتوى رقم: 9062.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 رجب 1425(16/1198)
الزواج هو أنجع الوسائل المساعدة على تحصين الفرج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أبلغ 21 سنة..أنا مبتلى بشهوة عارمة لدرجة أني أصبحت أخاف من كثرة الأكل ومن الخروج من المنزل خشية إيقاظ هذه الشهوة..ومع ذلك أحيانا يشتد بي الأمر الى الاستمناء وهذا ما يجعلني أحزن حزنا يدمع العين ويوجع القلب لحرمة الأمر..وفكرت في الزواج ولكن أمي تشترط إنهاء الدراسة أنا أدرس الطب ومن المعروف أن هذه الدراسة تطول!!..وكذا نظرة المجتمع إلى طالب يأخذ الأموال من أبيه؟؟ هذا الأمر ملك علي حياتي حتى إني بدأت أحتقر نفسي لما أرى من أهداف الاخرين في حياتهم..وأما أنا فغاية أملي وشغل فكري هو هذه الأمور..أخشى أيضا ألا يكون الحل هو الزواج كما أتخيل أنا؟؟!! وأخاف التأخر في دراستي بسبب الزواج وأحطم أمل أمي في؟؟ ولكن هذا الأمر يعطلني الاّن عن المذاكرة من كثرة خوفي من أن أموت على هذا..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الزواج هو أنجع الوسائل المساعدة على العفة وتحصين الفرج وغض البصر بالنسبة لمن يستطيع مؤونة الزواج، ومن لم يستطع مؤونة الزواج وتكاليفه فعليه أن يستعين بصوم النفل حتى يقمع شهوته، ويدل لذلك ما في حديث الصحيحين: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. وقد وعد الله تعالى من تزوج رغبة في العفة بالإعانة والغنى، فقال تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32} ، وفي الحديث: ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله، والمكاتب يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. رواه الترمذي والنسائي وأحمد وابن ماجة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي. فعليك أن تستعين بالله وتستخير وتستشير وتحاول إقناع أمك بالموضوع، وواصل استكمال داراستك قدر المستطاع، ولا بأس بالاستعانة بأبيك في المصاريف أو الاستدانة منه فإن الله مع الدائن حتى يقضي دينه مالم يكن فيما يكرهه الله، كما في الحديث الذي رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. وأما العادة السرية فقد سبقت لنا فتاوى في شأنها تنيف على المائة فراجعها ففيها بيان الحكم ووسائل العلاج. وهناك رسالة مهمة موجودة على الانترنت في موقع رسالة الإسلام، واسمها الانتصار على العادة السرية. وهي دراسة أعدها رامي خالد عبد الله الخضر، وقد بين فيها كثيرا من الوسائل العملية للوقاية والعلاج. فراجعها، ثم إنا ننصحك باستشارة بعض الأطباء في المواقع التي تهتم بمساعدة الشباب في حل مشاكلهم لتتعرف على المأكولات التي تثير الشهوة فتتركها وعلى المأكولات المهدئة لتستعملها. وأما عدم الخروج من المنزل فإنه لا يحل مشكلتك لأن الجلوس في البيت وحدك ربما يجرك للاستمناء ولكن عليك بالذهاب إلى المساجد وحلق العلم ومزاولة الرياضة المشروعة والسعي في خدمة والديك وإعانة المحتاجين من مجتمعك فإن الله في عون العبد ما كان في عون أخيه. كما يدل له حديث مسلم. وراجع الجواب: 7170.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 رجب 1425(16/1199)
هل يجوز لمن لا يحتلم أن يستمني
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا كنت لا أحتلم فهل يجوز الاستمناء، مع العلم بأن عمري 26 عاما ولم أحتلم قط؟ تقبلوا مني سيدي فائق الاحترام.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمرء أن يستمني، سواء كان يحتلم أو لا يحتلم، إذ المأذون فيه من متعة الفرج إنما هو ما كان مع الزوجة أو ملك اليمين، قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {المؤمنون:5-6} ، وراجع الفتوى رقم: 7170.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 رجب 1425(16/1200)
حكم الاستمناء لسماع صوت الزوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل الاستمناء في حال سفر الزوجة وذلك عند سماع صوتها مسجلا بكلام عادي فيه خلل شرعي وما الدليل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاستمناء باليد ونحوها محرم سواء كان عند سماع صوت الزوجة أو النظر إليها أو غير ذلك، وأما نزول المني بمجرد التلذذ بالسماع أو النظر إليها أو بيدها ونحو ذلك فلا شيء فيه لأنه يدخل تحت عموم الاستمتاع المباح، لقوله تعالى: {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ *فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} (المعارج: 30 ـ31)
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 جمادي الثانية 1425(16/1201)
الاستمناء حالة الإحرام
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي مشكلة مع العادة السرية القبيحة. وبدايتها كانت بشكل بريء جدا، وهو أني كنت أشعر بأني أريد أن أنام وأنا عاري وصادف أن حققت ما أشعر به، فتعريت في إحدى الغرف ونمت وبعد لحظات معدودة بدأت اللعب في ذكري مما جعلني أشعر بسعادة ونشوة وأنا لا أعلم حينها ما قد سيحدث، وحصل ما حصل من خروج المني، ولم أكن أعلم حينها أنه المني الذي درسته بالمتوسطة وأنه لا بد من الغسل بعد خروجه. فلم أغتسل، وكنا حينها في رمضان أو قبله بقليل جدا. كنت بعدها أفعلها بعد كل عشاء جهلا مني وعدم معرفتي ماهو السائل أصلا؟ أو ما حكمه؟ اعتقدت أن حكمه حكم البول. كنت أفعلها أيضا في مكة عندما ذهبت للعمرة مع أقاربي، وعندما عدت من مكة تماديت في فعلها إلى أن كشفني أهلي بسبب الحبوب في وجهي وبسبب ـ عفوا على هذا ـ ملا حظتهم لطول ذكري أثناء النوم. أخبروني حينها ما حكمه؟ وماهو؟ بدأت بعدها أغتسل. والمشكلة أني لا زلت مستمرا في فعلها لفترة ليست بالقصيرة بل بالسنين. الآن لا أفعلها إلا إذا اشتعلت شهوتي جدا.
أرجو مساعدتي وتوجيه النصح والإرشاد لي. وأشعر أني أريد أن أقابل طبيبا نفسيا.
ماذا أفعل بالأسئلة المكدسة لدي؟
ماذا أفعل مع الشهوة؟
ماحكم صلاتي وصيامي وعمرتي عندما كنت أفعل العادة القبيحة جاهلا حكمها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاستمناء محرم وله أضرار خطيرة جدا، وقد فصلنا ذلك في الفتويين: الأولى برقم: 7170، والثانية برقم: 23868. ولم نحلك عليهما إلا لأنهما صالحتان لكل من أصيب بهذا الداء ولا تخص أيا منهما شخصا دون آخر.
وأما الودي: فهو الماء الذي يخرج عقب البول لمرض أو برد أو حمل ثقيل أو بذل جهد في رياضة أو نحو ذلك، وهو ماء أبيض خاثر – أي ثخين - وحكمه حكم البول لأنه خارج من مخرجه وجار مجراه، وهو نجس وناقض للوضوء ولا تصح الصلاة بعد خروجه إلا بعد إزالته عن الثوب والبدن والوضوء منه، ومن صلى بعد خروجه دون أن يتوضأ أو هو على ثوبه أو بدنه عالما بوجوده فإن عليه إعادة الصلاة، ولو كان يجهل أنه نجس، أو أن وجوده على ثوبه أو بدنه لا يضر. قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري: وَبَطَلَتْ وَلَوْ بِجَهْلٍ بِالْخَبَثْ، أَيْ: بَطَلَتْ الصَّلَاةُ بِالْخَبَثِ الْمُتَّصِلِ بِبَدَنِهِ أَوْ مَحْمُولِهِ أَوْ مُلَاقِيهِمَا -كَمَا سَيَأْتِي- وَلَوْ مَعَ جَهْلِهِ بِوُجُودِهِ أَوْ بِكَوْنِهِ مُبْطِلًا، لقوله تعالى: وَثِيَابَك فَطَهِّرْ.
وأما خروج الودي حال الصيام فليس من مبطلات الصوم.
وأما الاستمناء في نهار رمضان فإنه مبطل للصيام، ويلزم قضاؤه لأنه ينافي قول النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى في الصائم: يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي. متفق عليه.
وكذا قضاء الصلوات التي صليت قبل الاغتسال، واختلف الفقهاء في الاستمناء حالة الإحرام، هل يفسد النسك - سواء كان حجا أو عمرة - أو لا؟ والذي عليه الأكثر أنه لا يفسد النسك، وعلى فاعله شاة عند الأكثر، وذهب الحنابلة في المعتمد عندهم إلى أن عليه بدنة. قال المرداوي في الانصاف: قَوْلُهُ: أَوْ اسْتَمْنَى, فَعَلَيْهِ دَمٌ: هَلْ هُوَ بَدَنَةٌ أَوْ شَاةٌ؟ عَلَى رِوَايَتَيْن.... إحْدَاهُمَا: عَلَيْهِ بَدَنَةٌ, وَهُوَ الْمَذْهَبُ, نَصَّ عَلَيْهِ, وَعَلَيْهِ الْجُمْهُورُ.... وَالثَّانِيَةُ: عَلَيْهِ شَاةٌ وتوزع لفقراء الحرم، وهذا في حالة العلم بأن الاستمناء من محظورات الإحرام، أما في حالة الجهل فلا يلزم به شيء لأنه من قبيل الترفه لا من قبيل الإتلاف، والأول معفو عنه في حالة الجهل أو النسيان.انتهى.
وفي الأخير فإننا نرحب بك وبأسئلتك كلها، فنحن في خدمتك وخدمة أمثالك من طلاب الخير، فلا تتردد في السؤال عن كل ما أشكل عليك من أمر دينك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الثانية 1425(16/1202)
حكم استمناء الذكر والأنثى خوف الوقوع في الحرام
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو الحكم الشرعي في الاستمناء عند الذكر أو الأنثى وذلك من أجل عدم الوقوع في الحرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
راجع في حكم الاستمناء عند الذكر والأنثى الفتوى رقم: 7170 والفتوى رقم: 5524، وفيها أيضا علاج الخوف من الوقوع في الزنا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 جمادي الأولى 1425(16/1203)
لا تخبر من تريد الارتباط بها باقترافك العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا عمري 26 سنة كنت مدمنا على العادة السرية طوال 13 سنة, وبعون الله تعالى أقلعت عنها, ولكن خلفت هذه العادة آثارا من شتات في التفكير وضعف في الذاكرة وخروج الريح الكريه أحيانا بكثرة من الشرج ...
سؤالي هو أنني قريبا أود أن أخطب بنتا من أجل العفاف وغض البصر, فهل وجود هذه الأعراض قد يسبب مشاكل مع زوجتي وقد أصبح ظالما لها وربما قد أكون غير قادر على معاشرتها جنسيا, وهل علي مصارحتها؟ أظن أنه غير لائق, ماذا أفعل؟
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستنماء محرم وتترتب عليه آثار سيئة وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 7170.
ولكن عليك أن تستر نفسك ولا تخبر بهذا الذنب أحدا، لما رواه الحاكم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بعد أن رجم الأسلمي فقال: اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها، فمن ألم فليستتر بستر الله وليتب إلى الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله عز وجل، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقال الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم.
فبادر إلى الزواج امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تخبر المرأة التي تريد زواجها بشيء من ذلك، وليس ما ذكرت في سؤالك عائقا عن الزواج أو الاستمتاع فيما نحسب، فإن بدت عليك بعض الأمراض فيمكنك عرض نفسك على طبيب متخصص لعلاج نفسك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الأولى 1425(16/1204)
حكم من فعل العادة السرية عالما حرمتها، ومن فعلها جاهلا
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم من يفعل العادة السرية وهو يعلم أنها حرام وما حكم من يفعلها وهو لا يعلم أنها حرام وما حكم من فعلها ولم يقصد؟ أرجو الإفادة. وجزاكم الله خيراَ،،،]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من ينتهك الحرام ويصر على فلعه وهو يعلم أنه حرام فإن ذنبه أعظم وعقوبته أشد.
ولمعرفة حكم العادة السرية والأدلة على ذلك وكيفية التخلص منها نحيلك إلى الفتاوى التالية: 7170، 9195، 34473.
وأما من يفعلها وهو لا يعلم حكمها فنرجو أن يكون معذورا بالجهل، ولكن عليه أن يتعلم أمور دينه ويسأل أهل العلم عما لا يعلم حتى لا يقع في الحرام، وقد قال الله عز وجل: [فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ]
(النحل: 43)
وقال العلماء لا يحل للمكلف أن يفعل فعلاً حتى يعلم حكم الله فيه، ويسأل العلماء ويقتدي بالمتبعين.
وأما من يفعلها بدون قصد أو غير متعمد فنرجو ألا يكون عليه إثم لأن الله تعالى يقول: [وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ] (الأحزاب: 5)
ولكننا نستبعد أن يفعل الشخص هذا الفعل القبيح بدون قصد أو يقدم عليه نسيانا، وخاصة إذا كان يعلم حرمته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الأولى 1425(16/1205)
أقوال العلماء في حكم العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما موقف الإسلام من إباحة العادة السرية من طرف الدكتور: يوسف القرضاوي، وهل الحديث التالي صحيح (ملعون ناكح يده ... ) ؟ وجزاكم الله عنا كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الشيخ يوسف حفظه الله ذكر في كتابه الحلال والحرام كلام أهل العلم في العادة السرية، وما ذكره هو المعروف عند أهل العلم فيها، وأما قوله فيمن كان في بلد يخشى به الفتنة، فإنما يقصد به ارتكاب أخف الضررين، وقد سبقت لنا فتاوى في بيان حكم العادة السرية تزيد على المائة يمكنك تصفحها عندما تبحث عن كلمة العادة السرية، وراجع في تخريج الحديث، الفتوى رقم: 10353، والفتوى رقم: 7496.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الثاني 1425(16/1206)
كيفية القضاء لمن مارست الاستمناء ثم تابت
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت أمارس العادة السرية منذ كنت طفلة بسبب صحبة سيئة لأطفال آخرين ولكني والحمد لله تبت منها منذ سنتين بعد أن علمت بحرمتها ولكني أسأل عن حكم صيامي وصلاتي حيث إنني لم أكن أغتسل بل لم أبلغ بعد حيث كان عمري 9 سنوات واستمررت فيها مع جهلي حتى أصبح عمري 18 سنة وقد تركتها بعد عناء ولكن أسال عن الصلاة والصيام فأنا لا أذكر عن الصلاة شيئا\" ولا أتذكر أي شيء ولا أدري إن كنت أفعلها في رمضان أم لا ولكن يغلب على اعتقادي لا..وقد عزمت على أن أصلي كل يوم وقت الضحى يوما كاملا حتى تمر 9 سنوات وهي السنوات التي مارستها فيها وأن أصوم في بداية ونهاية كل شهر 3 أيام حتى تنقضي التسع الشهور الواجب علي صومها..فهل عملي هذا صحيح وبماذا تنصحوني. جزيتم خيرا\"]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك قضاء الصلاة منذ بلوغك سن الرشد إلى حين من الله عليك بالتوبة ومعرفة وجوب الغسل من الجنابة، لأن من شروط صحة الصلاة الطهارة، وإذا لم تستطيعي تذكر ما فاتك من الصلاة بيقين، فتحري واجتهدي في تحديدها قدر المستطاع، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ويعرف بلوغ الأنثى بأربع علامات بيناها في الفتوى رقم: 10024.
وقد أحسنت في ترتيب وقت للقضاء وإذا كان بإمكانك الزيادة على ذلك فهو أفضل وأسرع لإبراء ذمتك.
وأما الصيام فلا قضاء عليك فيه، لأنه ليس من شروط صحته الطهارة، إلا ما أفسدتيه باستمناء أو نحوه أو لم تصوميه أصلا، فالواجب عليك قضاؤه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 صفر 1425(16/1207)
أول العلاج أن تغادري بلاد الكفر
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ 19 عاما وأرجو أن تأخذوا حكايتي بعين الاعتبار لأني حقا ضائعة أنا أدرس بفرنسا منذ عامين تقريبا أعيش لوحدي.عائلتي بدولة عربية ونحن جد أغنياء فأبي يوفر لي كل ما أريده وأكثر ... المهم مشكلتي أني جد ضعيفة للجنس فأنا أمارس العادة السرية منذ زمن بعيد ومع علمي بتحريمها إلا أني لا أستطيع المقاومة في كل مرة وأعلم أن أبي لن يقبل بتزويجي في الوقت الحالي أفيدوني فأنا أخاف على نفسي من شهواتها أنا ضعيفة الإيمان مع العلم بأني عذراء شكرا لكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشرح صدرك وأن يحصن فرجك وأن يصرف عنا وعنك نزغات الشيطان.
وقد تقدم الكلا م عن العادة السرية وكيفية التخلص من هذه العادة، وذلك في الفتاوى التالية: 7170، 17882، 5524.
واعلمي أختي الكريمة أن أول العلاج هو أن تتركي الدراسة في هذا البلد، وتواصلي دراستك في بلدك أو في بلد مسلم، حيث إن البقاء في هذا البلد فيه مخاطر عليك في الدين والأخلاق، بل وفيه خطر على النفس، لذلك يجب أن يكون لك موقف قوي مع أهلك في ترك الدراسة في هذا البلد، ولا تقبلي بالاستمرار في هذا البلد مهما كان إصرار أهلك، هذا إذا كنت تريدين السلامة في دينك وعرضك، فالأمر خطير، خصوصا في مثل سنك وحالك، وننبهك أيضا إلى أن سفر المرأة بدون محرم لا يجوز، وقد بينا أدلة هذا في فتاوى سابقة، فراجعي الفتوى رقم: 3326، والفتوى رقم: 6219.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 صفر 1425(16/1208)
أحادبث غير صحيحة في العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[من فضلكم هل هناك حديث شريف يقول:من نكح يده كمن نكح أمه. وهل هناك حديث شريف يتحدث عن نكاح اليد؟ وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته لم نعثر على كونه حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد وردت في هذا المعنى بعض الأحاديث، لكن أهل العلم حكموا بضعفها أو وضعها، ومن تلك الأحاديث:
1- لعن الله ناكح يده.
2- ملعون من نكح يده.
3- وسبعة لا ينظر الله إليهم، ومن بينهم والناكح يده.
يجيء الناكح يده يوم القيامة ويده حُبْلى.
وراجع تخريج هذه الأحاديث في الجوابين التاليين: 10353، 21088 كما يمكن الرجوع إلى الفتوى رقم:35889، وفيما يتعلق بخطورة العادة السرية، نحيلك إلى الفتوى رقم: 7170.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 صفر 1425(16/1209)
الاستمناء ليس هو الحل
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أقوم بالعادة السرية كل يوم فماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يرزقك الهداية والعفاف، ثم اعلم أيها الأخ الفاضل أن العادة السرية محرمة بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِ كَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (المؤمنون: 5- 7) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم مخاطباً الشباب: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه.
ووجه الدلالة من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد الشباب إلى جملة من الأمور ليس من بينها الاستمناء، فلو كان مباحاً لدلهم عليه، وعلى هذا فالواجب عليك التوبة من هذه المعصية والتخلص منها، وسبيل ذلك هو تقوى الله تعالى ومراقبته في السر والعلن، ثم بغض البصر ونحوه عن المثيرات، ومرافقة أهل الخير والصلاح، وشغل الوقت بالنافع من العلم والعمل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 صفر 1425(16/1210)
وسائل الوقاية من العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[إني أفعل العادة السرية وأريد أن لا أفعلها وقد حاولت كثيرا أن لا أفعلها وبالفعل بقيت مدة لا أفعلها ولكني أعود إليها مرة أخرى. فما الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا حكم الاستمناء وأضراره ووسائل الوقاية منه في الفتاوى التالية: 7170 / 23868 / 5524.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 محرم 1425(16/1211)
الدواء النافع للكف عن العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أولاً: فإني أدعو الله أن يرحمنا ويرحمكم ويجزيكم خير الجزاء ...
أنا شاب عمري عشرون عاماً وأعاني من مشاكل عديدة، أولها أني أمارس العادة السرية بشراهة وقد جرني هذا الشيء إلى وساوس لا أستطيع أن أتخلص منها الآن، فأنا الآن أحس بأن كل المنزل نجس ومسكات الأبواب والسيارة والسجادة والكنب وكل شيء.. فأنا أمارس العادة وينزل المني أو المذي أكرمكم الله على الأرض أو السجادة أو الكنبة ثم أمشي على الأرض فتتنجس السجادة ويدعس أهلي عليها أحياناً وأرجلهم مبللة ثم يلبسون نعالهم أكرمكم الله، فأنا الآن أحس بأن الجزم نجسة وكلما يمشون في المنزل بعد الوضوء يتنجس باقي السجاد وريموت التليفزيون يتنجس من عملي هذا ثم يمسكه أهلي ويمسكون الجوالات فتتنجس لأن بأيديهم الماء أو الزيوت أو غير ذلك، كيف أنظف كل هذه الأشياء والجوالات وغير ذلك، كيف الخروج من هذا ... وسؤالي الآخير: هل هناك دواء أو مشروب يخفف الشهوة ويصرفني عن هذه العادة، هل لي من توبة وذلك لأني أحس أن الصلوات غير مقبولة وذلك لنجاسة المكان أو الحذاء أو غير ذلك؟ جزاكم الله خيراً، وأعذروني على هذا الأسلوب الذي خاطبتكم به.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن دواءك هو أن تستحضر مراقبة الله لك واطلاعه عليك، فإذا تحقق ذلك في قلبك امتنعت عن فعل المعصية حياء من الله، ألم تسمع إلى قول الله جل وعلا: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الحديد:4] ، ونحن نسألك هل تستطيع أن تفعل هذه العادة القبيحة أمام أبيك أو أمك أو أي شخص تستحي منه؟ أفلا تستحي من الله!
ألم تقرأ قول الله تعالى: يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا [النساء:108] ، ومع استشعار مراقبة الله لك يجب عليك اجتناب كل ما من شأنه أن يثير الشهوة ويؤجج الغريزة، هذا وقد أرشدك الرسول صلى الله عليه وسلم إلى علاج آخر وهو الصوم فقال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
فبادر إلى الزواج إن كنت مستطيعاً وهو في حقك مع الاستطاعة واجب، وإن لم تستطع فأكثر من الصيام فإنه قاطع للشهوة أو مخفف لها، ولا تنس صحبة الأخيار فإنهم يذكرونك بالله إذا غفلت ويعينونك على طاعته.
وأما ما تظنه من نجاسة كل شيء في المنزل، فهذا كلام باطل وثمرة خبيثة من ثمرات المعصية، فكما أوقعك الشيطان في معصية العادة السرية أراد أن يوقعك في الوساوس ويحيل حياتك جحيماً لا يطاق، وهكذا فالمعصية تجر إلى أختها، ولتعلم أن الأصل في الأشياء الطهارة ولا ينتقل من هذا الأصل إلا بدليل، فدعك من هذه الوساوس وأصلح حالك مع الله ومع نفسك، ثم اعلم أن الراجح أن المني طاهر، نسأل الله أن يهديك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 محرم 1425(16/1212)
كيفية التخلص من العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة متزوجة, متحجبة وإيماني بالله قوي أبلغ من العمر ما يقارب 27 أقوم بصلواتي الخمسة والحمد لله في وقتها لا أترك صلاة الفجر تفوتني إلا مرات قليلة, لكني أتميز بالعادة السرية لأن زوجي لا يسكن معي فهو يعمل في بلد أخر يغيب عني 10 أشهر كل سنة,
فأنا الأن حائرة هل هذا الأمر جائز أم لا أفيدوني أعانكم الله ولكم جزيل أشكر ,]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستمناء وهو ما يسمى بالعادة السرية حرام، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 7170، ونسأل الله العظيم لك الشفاء من هذه الآفة الخطيرة المحرمة، ونقول لك عليك بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، والابتعاد عن كل شهوة محرمة، فإنها والله تجر المصائب والنكبات وتمحق الرزق، وقد تقدم الكلام عن الوسائل التي تعين على تجنب هذه العادة المحرمة والخبيثة في الفتوى رقم: 5524.
أما بالنسبة لغياب زوجك عنك أكثر من عشرة أشهر فبإمكانك مطالبته بالتخفيف، لأن من حق الزوجة على زوجها ألا يغيب عنها أكثر من ستة أشهر إلا بإذنها، وراجعي الفتوى رقم: 10254.
أو بالانتقال معه إلى مكان عمله لتجنب مثل هذه المحرمات التي تضر بك في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 محرم 1425(16/1213)
حكم إنزال المني عمدا بغير زنا
[السُّؤَالُ]
ـ[ماهو حكم إظهار المادة الذكرية عمدا ولكن من دون الزنا أي شهوة فقط، وجزاكم الله خيرا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنزال المني بالاستمناء باليد أو النظر إلى من يحرم الاستمتاع بها، أو تعمد التفكر في امرأة محرمة، ونحو ذلك لا يجوز، أما إنزال المني عن طريق الزوجة أو ملك اليمين فجائز بكل وجه، ما عدا الوطء في الدبر، أو في الفرج حال الحيض أو النفاس.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 محرم 1425(16/1214)
العادة السرية من أسباب زوال البكارة
[السُّؤَالُ]
ـ[صديقتي كانت تمارس العادة السرية عن طريق إدخال أصبعها إلى غشاء البكارة أو إدخال مسكة فرشاة الأسنان. وأريد أن أعرف هل صديقتي فقدت عذريتها.. وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يمكننا قوله هنا أن صديقتك هذه ارتكبت أمرا منكرا، وعليها أن تتوب إلى الله عز وجل منه، فإن العادة السرية محرمة وتعدًّ لما أحل الله، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (المؤمنون:5-6)
وأما هل زالت بكارتها أم لا؟ فأمر لا نعلمه، إلا أن العادة السرية من أسباب زوالها.
وعلى من ابتلي بهذه المحرمات أن يستر على نفسه ولا يفضحها، كما في الحديث: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله عز وجل. رواه الحاكم.
وراجعي الفتوى رقم: 13932.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 محرم 1425(16/1215)
خشية النفاق على النفس دليل وجود الإيمان في القلب
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أدمنت على العادة السرية رغم أني أصلي وأسمع الخطب والمواعظ، وأصدقائي كلهم أهل خير، إلا أن شهوتي قوية جدا لأبعد الحدود وهي دائما تغلبني، كما أنها تعطلني عن أداء مهماتي في الحياة، مما يضطرني إلى ممارسة هذه العادة السيئة، وأنا دائما أدعو الله أن ينزع شهوة النساء من قلبي، واستعنت بالصيام عدة مرات وأنا أخشى على نفسي من النفاق ساعدوني رحمكم الله ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم الكلام عن الاستمناء وطرق التخلص منه، وذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 7170، 22083، 41785.
وأما دعاؤك بأن ينزع الله شهوة النساء من قلبك، فلا ينبغي بهذا الإطلاق، ولا بأس بأن تدعو بأن ينزع منك شهوة الحرام وأن يعصمك من فتن النساء.
وخشيتك النفاق على نفسك دليل وجود الخير في قلبك، وبقي أن تتم هذا الخير بالإقلاع عن هذه العادة مستعينا بالله عن طريق الوسائل المذكورة في الفتاوى المحال عليها، ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحصن فرجك وأن يعصمنا وإياك من الزلل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 محرم 1425(16/1216)
يريد التخلص من العدة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب في العشرين من عمري متدين وأقوم بواجباتي الدينية حتى إني أعمل في برنامج للدعوة الإسلامية في بلدي، ولكن عندما أختلي لوحدي أقترف جريمة وأسيء لنفسي إذ عودت نفسي على العادة السرية بل وعلى مشاهدة اللقطات الغير شرعية من إفلام إباحية، وأريد أن أسأل أولاً: كيف الخلاص من هذه الحالة لأعود قلبي على الإيمان من جديد؟ وهل يكتب علي أني من أهل النفاق إذ أني أنهي عن المنكر في بلدي وآتيه في نفسي؟ وهل علي ترك عمل الدعوة إذ أني لا أملك نفسي عندما أكون لوحدي؟؟ وبارك الله فيكم وأرجو من الشيخ الذي يقرأ هذا السؤال أن يدعو لي دائما في صلاته عسى أن ينفعني بدعائه فأنا بحاجة له.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأنت أيها الأخ الكريم على خير عظيم لما ذكرت من قيامك بالدعوة إلى الله عز وجل والالتزام بالدين، فلا تجعل الشيطان ينتصر عليك وينجح في صرفك عن ما أنت فيه من الخير.
أما ما تقوم به من العادة السرية والنظر المحرم، فهو وإن كان محرما فإن له علاجاً، وعلاجه صرف الذهن تماماً عنه والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يهيجك أو يدعوك إليه مع التضرع بين يدي الله عز وجل أن يصرف عنك السوء والفحشاء، ولك في نبي الله يوسف عليه السلام أسوة فقد فر هارباً من مكان الفاحشة وقال: رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ [يوسف: 33] .
ولا شك أنك بالابتعاد عن المثيرات والدعاء ستوفق إن شاء الله تعالى في الانتصار على نفسك، أما قولك إنك من أهل النفاق فاعلم أن أهل النفاق ليست لهم قلوب حية تحس بالذنب بل هم يرون الذنوب كذباب وقع على أنوفهم فقالوا به هكذا وإذا خلو بأنفسهم فعلوا ما فعلوا وهم لا يرجون جنة ولا يخافون ناراً.
وأنت لست منهم ولله الحمد بل لك نفس ئؤنبك وتلومك ولو كنت منافقاً لما كتبت إلينا، ولما سألت عن طريق الخلاص، فاستعن بالله واساله أن يصرف عنك هذه الأعمال القبيحة، ولا تترك ما أنت عليه من الخير، فتبوء بعد ذلك بمصيبتين فعل النهي وترك الأمر والخير، وفقنا الله وإياك إلى الهدى والصلاح وصرف عنك السوء والفحشاء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ذو الحجة 1424(16/1217)
الاستمناء بالهاتف مع الخطيبة قبيح
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب وخطيب لفتاة ولكن عندي مشكلة وهي ممارسة العاده السرية مع خطيبتي في التليفون فقط وبعض الكلام الغير لائق فهل هذا حرام أم لا مع أنه سوف يتم عقد القران بعد أسبوع وجزاكم الله خيرا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخطيبة أجنبية عن خطيبها حتى يعقد عليها، ولذا فلا يحل له أن يختلي بها، أو ينظر إليها أو يحدثها بلا حاجة، فضلاً من أن يحدثها حديثاً لا يكون إلا بين الأزواج.
ولذا فعليك الانتهاء عن محادثتها أو اللقاء بها حتى يتم العقد عليها، أما العادة السرية فهي محرمة، ويزداد إثمها وقبحها إذا كانت على الوجه المذكور في السؤال، وقد سبقت لنا فتاوى حول تحريم العادة السرية، وكيفية علاجها فراجعها لزاماً تحت الأرقام التالية: 21512 / 22083 / 9195 / 24126.
وبادر بالتوبة إلى الله، والإكثار من الاستغفار، قال تعالى: فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (المائدة:39) .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو الحجة 1424(16/1218)
العادة السرية أضرت به وقد تاب فماذا يصنع؟
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد طرحت سؤالا برقم:121341 ولم ترسلوا لي الجواب أرجو أن ترسلوا إلي بالجواب
(نص السؤال) : كنت أمارس العادة السرية منذ سنتين ولكن بفضل الله ثم بفضل الاستشارات التي قرأتها في موقعكم انقطعت عن فعل هذه العادة، ولكن هل سوف يحصل عندي نقص في القدرات الجنسية أو ضعف في الحيوانات المنوية وفي مرتين فعلت فيها هذه العادة السرية خرج بعض المني في صورة متجمدة، وبعد أن أتبول بفترة تخرج بعض قطرات البول أرجو إفادتي، وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعادة السرية محرمة ومضرة كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 23868، فالواجب على ممارسها التوبة منها وسؤال الله عز وجل العافية والسلامة، وإذا أحس ممارسها ببعض الأضرار فليعرض نفسه على طبيب خبير ليشخص حالته، ثم يعطيه العلاج المناسب، لأن هذا من تخصص الأطباء، نسأل الله جل وعلا أن يمنَّ عليك بالتوبة الصادقة، والصحة والعافية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ذو القعدة 1424(16/1219)
مباحة بيد الزوجة لا بيدك فإنها أقبح وأشنع
[السُّؤَالُ]
ـ[لا حياء فى الدين
ما حكم الدين في العادة السرية، وخصوصا" أنها لشخص متزوج، وأحيانا تكون على مرأى ومسمع من الزوجة، وأحياناً بمساعدتها وذلك لضعفها الجنسي في بعض الأوقات، مع العلم بأنها أحيانا" تمنع الشخص والعياذ بالله من جريمة الزنا؟ وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق حكم العادة السرية في الفتوى رقم: 7170.
وهي وإن كانت محرمة على الأعزب والمتزوج، إلا أنها في حق المتزوج أقبح وأشنع.
وأما الاستمناء بيد الزوج فلا حرج فيه، وقد تقدمت فيه فتوى رقم: 5174، وراجع الفتوى رقم: 5524.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو القعدة 1424(16/1220)
الاستمناء لغير المتزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
أريد أن أسأل عن العادة السرية، هل يجوز ما يسمى بالعامية (الزلقة) ، علما بإني غير متزوج فما الحكم في هذه الحالة؟ مع جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاستمناء هو ما يسمى بالعادة السرية حرام للمتزوج وغيره، وقد تقدمت التفاصيل في الفتوى رقم: 7170،
والفتوى رقم: 23935.
وقد ذكرنا في الفتويين المشار إليهما كيفية التخلص من هذه العادة، فلتراجعهما لزاماً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو القعدة 1424(16/1221)
الاستمناء بغير اليد لغير المتزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
أبلغ من العمر29 سنة وغير متزوج، أتقي الله كأي مسلم، فهل لي رخصة في الاستمناء (بغير اليد) ؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم الكلام عن الاستمناء في الفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 23935.
وما ذكرناه فيها يشمل الاستمناء باليد أو بغير اليد، ويشمل المتزوج وغير المتزوج، وقد ذكرنا في الفتويين المشار إليهما وسائل معينة على تجنب هذه العادة، فلتراجعها.
وفي الختام نسأل الله أن يشرح صدرك وأن يسهل أمرك، وأن يحصن فرجك وأن يصلح حالك، وأن يختار لنا ولك ما فيه الخير.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو القعدة 1424(16/1222)
حكم الاستمناء لشديد الشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[تنتابني شهوة شديدة كل عدة أشهر لعدة أيام، مع انتصاب دائم طوال اليوم، ورعشة وخفقان
بالقلب مع نزول بضع قطرات أحيانا ولا تزول إلا بالعادة ما يمنعني من الصلاة، مع العلم بأني مارستها من سنين وعاهدت الله ألا أعود، لكن بعد سنتين عدت في هذه الحالة، وبعد احتمال يومين، فهل من الضرورات الممارسة بشهوة أم بقرف مما يمنع نزول الماء كاملا أحيانا، ولكن تزول الحالة، وهل تكفي الصور؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله أن يعصمنا وإياك من الزلل، وأن يصلح حالك ويشرح صدرك ويحصن فرجك.
واعلم أن شدة الشهوة لا تبيح الاستمناء، لأن هناك وسائل تخفف الشهوة، وراجع الفتاوى التالية: 27178، 3239، 20860.
وكون المني الخارج كاملا أو ناقصا لا يغير من الأمر شيئا، إلا إذا خشي المرء الوقوع في الزنا، جاز له دفع أعلى المفسدتين بارتكاب أدناهما.
والنظر إلى الصور المشتملة على حرام، كصور النساء الأجانب منكر آخر، ولا يزيد النار إلا اشتعالا، وراجع الفتاوى التالية: 2778، 20701، 33776.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ذو القعدة 1424(16/1223)
السبيل إلى التخلص من إدمان الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[أعتذر لكنني مدمن على العادة السرية، فإذا كنت قد استمنيت وخفت أن تفوتني الصلوات قبل أن أغتسل، فهل يجوز لي أن أتيمم للصلاة؟ أرجو منكم أن تكون الإجابة واضحة دون إحالتي إلى فتاوى أخرى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب عليك أيها الأخ السائل أولاً أن تتوب إلى الله تعالى، وتبرأ من هذا الذنب، ولمعرفة خطره على دينك وبدنك، وكيفية العلاج منه راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20005، 9676، 21807، 7170، 9195، 2791.
فإذا حصل ذلك منك وخشيت خروج وقت الصلاة ولم تدرك منها ركعة لو انتظرت حتى تغتسل، فيجب عليك أن تدرك الصلاة قبل خروج وقتها الضروري ولو بالتيمم، أما إذا كانت هناك فرصة للغسل، فلا يصح أداء الصلاة بالتيمم، ولو أدى ذلك إلى تأخير الصلاة عن أول وقتها، أو أدى إلى فوت الجماعة، وراجع الفتوى رقم: 8548.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 شوال 1424(16/1224)
من وسائل الثبات والبعد عن عادة الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 16 سنة، وقد ابتليت بالعادة السرية، وأنا في 11 من العمر، ولكن أنا الآن ملتزمة أحافظ على الصلوات الخمس وأقرأ القرآن ولا أنظر إلى المحرمات والحمد لله تعالى. وقد امتنعت -ولله الحمد- عن هذه العادة الخطيرة منذ شهرين، ولكن سؤالي هو: هل من الممكن أن أعود إلى تلك العادة السيئة؟ وهل من الممكن أنها قد تؤثر على الدم الذي ينزل عند الزواج، أرجوكم أفيدوني فأنا خائفة من الزواج لأجل هذا الأمر؟ وجزاكم الله خيراً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد أحسنت في إقلاعك عن عادة الاستمناء لأنها محرمة لا يجوز للمسلم فعلها، إذ يترتب على فعلها الكثير من المفاسد في دنيا الإنسان ودينه، فقد ذكر لها الأطباء كثيراً من المضار، فاتقي الله واحذريها، ولا تشغلي نفسك بعد ذلك بالتفكير في ما قد تؤدي إليه بعد الزواج، لأن تسلسل هذا التفكير قد يقود إلى ما لا تحمد عقباه، وننصحك بشغل وقتك بما ينفعك في أمر معاشك ومعادك، وبالحرص على مصاحبة الصالحات ليكنّ خير عون لك على الطاعة والذكر، وبالحذر من الوحدة فيغلب أن تؤدي بك إلى مثل هذا الفعل، وراجعي لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 910. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 شوال 1424(16/1225)
حرمة الاستمناء والأضرار الناتجة عنه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا ضحية من ضحايا النت وأنظر إلى المواقع الإباحية وأدمنت العادة السرية إدمانا ولا أستطيع التوقف عنها, أريد أن أعرف هل هي محرمة أريد دليلا من الكتاب العزيز وهل هي مضرة بالجسد؟ أريد أن أعرف في أي منطقة تضر الجسد وكأني سمعت أنها مباحة لدى الحنابلة؟ من هم الحنابلة؟
في آمان الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد بينا حرمة الاستمناء وأدلة تحريمه والأضرار الناتجة عنه في الفتوى رقم: 23868 والفتاوى المحال عليها.
وأما الحنابلة فهم أتباع الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، وقد بينا رأي الإمام أحمد وأتباعه -الحنابلة- في هذه المسألة في الفتوى رقم: 4536
ونوصيك بالابتعاد عن المثيرات والمواقع الإباحية، وعليك باللجوء إلى الله تعالى في أن يطهر قلبك ويحصن فرجك ويلهمك رشدك، ويمنحك العفاف وييسر لك أمر الزواج.
وراجع الفتوى رقم: 6617
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شوال 1424(16/1226)
الدليل قائم على تحريم العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم العادة السرية وما هي أضرارها علما بأن الشيخ الشعراوي -رحمه الله- قال إنها ليست حراما بل هي عملية ماجنة؟ ما معنى ماجنة؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد بينا حكم العادة السرية وأضرارها في الفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 23868.
وأما فتوى الشعراوي رحمه الله فلم نطلع عليها ولو صح عنه القول بعدم الحرمة، فإن ذلك لا يغير من الأمر شيئاً ما دام الدليل قائماً على التحريم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 شوال 1424(16/1227)
العادة السرية في رمضان أشد تحريما
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
جزاكم الله خيراً، مصيبتي هي: مارست العادة السرية في رمضان، هل أفطرت؟
هل لي من توبة؟ هل يمكنني أن أبلغ ليلة القدر مع هذا الذنب أم انتهى أمري؟ ما مضارها على الفتاة ((تلك العادة السيئة)) ؟ أقسمت عليكم أن تدعوا لي الله أن يعينني على الإقلاع عنها؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعادة السرية محرمة، وهي في رمضان أشد تحريماً، وراجعي الفتويين التاليتين: 31282، 25439.
ولمعرفة أضرار العادة السرية وكيفية الإقلاع عنها راجعي الفتوى رقم: 20005، والفتوى رقم: 27918.
ونسأل الله تعالى أن يعينك على التخلص من هذه المعصية، وأن يبدلك بها طاعة تقربك إلى الله تعالى وتبعدك عن معاصيه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 شوال 1424(16/1228)
مدى ارتباط العادة السرية بزوال غشاء البكارة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بدون مقدمات إني كنت أمارس العادة السرية وبعدها رأيت دما كميته قليلة جدا فأخبرت أمي بأني انتهيت من الدورة الشهرية، ولكن ينزل دم وإني أريتها الدم، علما بأني كنت في أول يوم من انتهائي للدورة الشهرية، فهل يعني أني فقدت غشاء البكارة؟ علما بأني لم أدخل شيئا، ولم أقترب منه، وهل يمكن لأمي أن تعرف إذا فقدته من خلال الدم؟؟؟؟ أرجو الرد بسرعة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن العادة السرية حرام، وقد تقدم ذلك في الفتوى رقم: 910.
وقد تتسبب العادة في زوال غشاء البكارة، إلا أن ذلك في حالات نادرة، ولا علم لنا أن ذلك يعرف بواسطة الدم أم لا؟ والواجب عليك الآن هو التوبة إلى الله تعالى من هذا العمل، وعليك بكثرة الاستغفار والندم، ولعل خروج هذا الدم منذر لك بالكف عن هذا الفعل القبيح.
هذا وينبغي لك أن تستري على نفسك ولا تفضحيها.
نسأل الله لك الهداية والرشد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 شوال 1424(16/1229)
النظر المحرم يقود إلى الفعل المحرم
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عندما أشاهد فيلماً أشعر برعشة وأمارس العادة السرية هل يجوز الاغتسال من العادة السرية بأي شكل كان وإعادة الصلوات وقضاء الصيام؟ أرجو الرد وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى توبة نصوحا من هذه المعاصي القبيحة، وأن تكثري من الاستغفار والأعمال الصالحة، فإن مشاهدة مثل هذه الأفلام محرمة، والعادة السرية محرمة، ولها أضرار كثيرة ونتائج وخيمة.
واعلمي أن ممارسة العادة السرية نتيجة طبيعية لمشاهدة ما يثير الغرائز ويهيج الشهوة من أفلام وصور وتفكير ونظر، فينتقل الشخص من معصية النظر المحرم إلى الفعل المحرم، فاتقي الله عز وجل وأقلعي عما أنت واقعة فيه، فإنه لا يحل لك.
وأما سؤالك هل يجوز الاغتسال من العادة السرية بأي مكان. فلم نفهم المراد من قولك بأي مكان، والمهم أن الاغتسال من العادة السرية متعين في مكان لا يراك فيه أحد، وما تركتِه من الصلوات بسبب هذا الفعل يجب عليك قضاؤها مع التوبة إلى الله من تأخير الصلاة عن وقتها، ويجب عليك كذلك قضاء الصيام الذي أفسدته بهذا العمل، وراجعي الفتوى رقم: 8810، والفتوى رقم: 6694، والفتوى رقم: 29068.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 شوال 1424(16/1230)
الوسائل المعينة على الابتعاد عن العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شخص متزوج وعندي ولدان، وشاءت الظروف أن أسافر إلى دولة أوروبية بدون عائلتي.. وأنا في هذه الدولة منذ 9 شهور، ومشكلتي هي الشهوة الجنسية مما أرى في هذه البلاد وأنا بعيد عن زوجتي.. أريد أن أسأل ما حكم العادة السرية في هذا الظرف، علما بأنني ألجأ لها لكي أهدئ شهوتي؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان حكم العادة السرية وما يعين على الابتعاد عنها، في الفتوى رقم: 3678، 7170.
وراجع في خطورة السفر إلى بلاد الكفر، الفتوى رقم: 20063.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 رمضان 1424(16/1231)
لا يجوز الاستمناء إلا عند الضرورة
[السُّؤَالُ]
ـ[ورد في كتاب فقه السنة (أعتقد أنه لسيد سابق) أن بعض الصحابة كانوا يمارسون العادة السرية في الغزوات، فما رأيكم في هذا القول؟ وهل نستطيع أن نبني عليه حكماً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق أن بينا أن الاستمناء محرم على الراجح من كلام أهل العلم، لأدلة ذكرناها في الفتوى رقم: 2179.
وما ذكره سيد سابق في فقه السنة أو غيره عن بعض السلف من القول بالإباحة، فقد ترجم عليه عبد الرزاق في مصنفه باب "الرخصة فيه"، وذلك بعد أن نقل عن جمع من السلف النهي عنه، منهم ابن عمر رضي الله عنهما، وابن عباس رضي الله عنهما.
وأورد الرخصة فيه عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، وعن ابن عباس أيضاً، وعن مجاهد قوله: كان من مضى يأمرون شبابهم بالاستمناء، وكذا نقل الترخيص فيه عن عمرو بن دينار.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: ونقل عن طائفة من الصحابة والتابعين أنهم رخصوا فيه للضرورة، وأما بدون الضرورة، مثل أن يخشى الزنا فلا يعصم منه إلا به، ومثل أن يخاف إن لم يفعله أن يمرض، وهذا قول أحمد وغيره، وأما بدون الضرورة فما علمت أحداً رخص فيه. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رمضان 1424(16/1232)
أعراض الاستمناء وأمراضه.
[السُّؤَالُ]
ـ[متى تظهر الأعراض المرضية للعادة السرية (نكاح اليد) ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم الكلام عن العادة السرية وأضرارها في الفتوى رقم: 7170 والفتوى رقم: 20005 وما أحلنا عليه فيها من الفتاوى.
وظهور هذه الأعراض يختلف من شخص لآخر، حسب الاستكثار والاستقلال منها، وبحسب قوة الشخص وضعفه، وبحسب الأحوال والأزمان والأماكن، ويراجع في ذلك أهل الاختصاص من الأطباء الثقات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 شعبان 1424(16/1233)
يترك الصلاة بحجة كثرة ممارسة الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[مشكلتي ممارسة العادة السرية بكثرة وعدم السيطرة على نفسي..... وذلك يمنعني عن الصلاة لأني نجس معظم اليوم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعادة السرية من أشد المحرمات، ولها أضرار صحية خطيرة على ممارسها، وانظر الفتوى رقم: 7170.
وعلى هذا فالواجب عليك المبادرة إلى الله تعالى بالتوبة، وذلك بالإقلاع فوراً عن هذا الذنب والندم على ما فات وعقد العزم على عدم العود إليه، وذلك لأن للمعاصي شؤماً عظيماً على العبد في الدنيا والآخرة.
واعلم أخي أن الإنسان معرض للموت في أي لحظة، فاحذر أن يدركك وأنت مصر على هذه المعصية.
ولا شك أن هذا الأمر يزداد إثماً إذا كان سببا في تأخير الصلاة عن وقتها أما إن كان يؤدي إلى تركها بالكلية، فيكون الأمر أخطر وأعظم إذ الصلاة هي عمود الدين وركنه الذي لا يقوم بدونه، والصحيح أن تركها بالكلية كفر مخرج عن الملة، ولمعرفة حكم من صلى غير متطهر تراجع الفتوى رقم: 8810.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 رجب 1424(16/1234)
من الاستمناء المحرم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما الحكم في الاستمناء بمساعدة صورة عارية لزوجتي أثناء سفري المتكرر مع الأمن من عدم اطلاع الغرباء على الصورة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت تستمني عن طريق معالجة الذكر باليد أو غيرها، فلا يجوز لك ذلك لأن العادة السرية محرمة، ولمعرفة مزيد من التفصيل راجع الفتوى رقم:
7170.
وإن كنت تستمني عن طريق التخيل لجماعها، فقد سبق بيان حكم ذلك في الفتوى رقم: 13473، والفتوى رقم: 10666.
وننبهك إلى أن احتفاظك بهذه الصورة لا يخلو من مآخذ، فننصحك بتمزيقها، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 10888.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 رجب 1424(16/1235)
من عجز عن الباءة يؤمر بالزواج لا الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[هل الاستمناء محرم أم لا؟ وهل صحيح ما قرأت في أحد الكتب بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر أصحابه في الغزوات الطويلة بالاستمناء حتى لا يقعوا في الزنا بنساء الأعداء؟ وهل لعق فرج زوج لزوجته أو زوجة لزوجها حلال أم حرام؟ وهل مذي المرأة طاهر أم نجس؟
أعذروني على صراحتي ولكم جزيل الشكر.
والسلام عليكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأما حكم الاستمناء فقد سبق جوابه في الفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 4536.
وما ذكره السائل من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر أصحابه في الغزوات ... ألخ، غير صحيح بل هو مخالف لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه لا وجاء.
فندبهم إلى الصوم ولم يذكر لهم الاستمناء مع أنه أيسر وأسهل.
وأما جواب السؤال الثالث والرابع، فانظر جوابه في الرقمين التاليين: 1298، 9170.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رجب 1424(16/1236)
حكم العادة السرية للمحصن وغيره
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم العادة السرية في الدين للمحصن وغير المحصن؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن العادة السرية محرمة لأن فاعلها يعتبر من المعتدين المنتهكين لحرمات الله تعالى، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المعارج:29-31] .
ولهذه الممارسة القبيحة أضرار خلقية وبدنية، بالإضافة إلى المخالفة الشرعية التي تشمل المحصن وغيره، مع أنها قد تكون في حق المتزوج أقبح، وراجع الفتوى رقم: 5524، والفتوى رقم: 21579.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 رجب 1424(16/1237)
لكل داء دواء
[السُّؤَالُ]
ـ[كيف أتخلص من الاستمناء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاستمناء فعل مستقبح شرعاً وطبعاً، ولهذا نص العلماء على تحريمه، ومما لا شك فيه أن لكل داء دواء ومن أهم ما يعين على التخلص من هذه العادة القبيحة المسارعة إلى الزواج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن لم يستطع الزواج فعليه بالصوم فإنه له وجاء، كما أخبر الصادق المصدوق بقوله: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
ومن الأمور المعينة على التخلص من هذه العادة مصاحبة الرفقة الصالحة التي تذكر بالخير وتعين عليه.
ومن ذلك تذكر عقاب الله ومقته لهذا العمل، والشعور بأضرار الاستمناء على القلب والجسد والعقل، فقد أثبت الأطباء أنه يضر بالبدن ويؤثر على التفكير ويكدر صفاء الذهن، فنسأل الله أن يمنّ علينا وعليك بالتوبة، وأن يرزقنا وإياك خشيته في السر والعلن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 رجب 1424(16/1238)
الاستمناء من الاعتداء
[السُّؤَالُ]
ـ[هل العادة السرية حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فجمهور أهل العلم على تحريم الاستمناء لقول الله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المؤمنون:5-7] ، فالاستمناء من الاعتداء المذكور في الآية، كما أن للاستمناء أضراراً صحية كثيرة، ومن المعلوم أنه لا يجوز فعل ما فيه مفسدة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 رجب 1424(16/1239)
آفات وأضرار العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي علامات الضعف الجنسي والعقم عند ممارسة العادة السرية. وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان حكم العادة السرية وشيء من أضرارها في الفتويين التاليتين: 7170، 34473.
وقد ذكر بعض المختصين أن هذه العادة تؤدي إلى الضعف الجنسي وسرعة القذف، مما ينقص كمال الاستمتاع بالوطء، وأما العقم فلم نقف على ما يفيد أن هذه العادة تؤدي إليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 رجب 1424(16/1240)
الاستمناء باليد أو بغيرها، لا يجوز
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الشريعة في الاستمناء باليد؟ وكيف يمكن الخلاص من هذه العادة القبيحة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الاستمناء باليد أو بغيرها، لا يجوز، وقد نص أهل العلم على تحريمه، وقد دلت على ذلك الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة والنظر الصحيح، لمن تأمل في عواقبه الوخيمة وأضراره العظيمة، فإن الله تعالى لم يحرم شيئًا، إلا وفيه من الأضرار والمفاسد العاجلة والآجلة ما لا يخفى على المتأمل العاقل. وهذه العادة القبيحة إذا تحكمت في الشخص وتعودها، لا يمكن له التخلص منها إلا باللجوء إلى الله عز وجل ودعائه بإخلاص وصدق، فالله تعالى يجيب دعوة المضطرين. ومما يعين على التخلص منها أيضًا ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: يَا مَعْشَرَ الشبَابِ عَليْكُمْ بِالْبَاءَةِ، فإنّهُ أغَضّ لِلْبَصَرِ وأحْصَنُ لِلْفَرْجِ، فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَعَلَيْهِ بِالصّوْمِ، فإِنّ الصّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ. متفق عليه. ولمزيد فائدة في الموضوع، نحيل السائل على الفتوى رقم: 34150 والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الثانية 1424(16/1241)
كيف تجنب أولادك العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أم تسأل: لي ولد يبلغ من العمر 14 سنة كنت دائماً أوصيه إن رأى بللا أو ماء فعليه الاغتسال ولم أتوقع أن يقوم بإخراجه يومياً عمداً حتى في شهر رمضان وحين سألته قال إنها المرة الأولى التي يرى فيها الماء من ذلك اليوم وأنا حائرة السؤال: ما حكم الشرع في هذا الأمر؟ وماذا يترتب علي وعليه ووالله إني لحريصة عليه أشد الحرص.
أفيدوني أفادكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاستمناء حرام. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 7170 فلتراجع.
والاستمناء في نهار رمضان أشد حرمة. وقد بيَّنَّا في فتوى سابقة برقم: 10509 ما يترتب على ذلك. ونقول للأخت السائلة: جزاك الله خيرًا على اهتمامك بولدك وحرصك عليه بتعليمه ما يلزمه من أحكام شرعية. وعليك أن تبيني له حكم الاستمناء وعواقب ذلك في الدنيا والآخرة. كما عليك أن تجنبيه كل المثيرات للشهوة من المجلات والشاشات وصحبة الأشرار، وأكثري له من الدعاء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الثانية 1424(16/1242)
لا يثبت في الاستمناء حديث صحيح
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو حكم الاستمناء أو ناكح اليدين؟ وهل ذكرت أحاديث فيه عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وكيفية العلاج منه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الاستمناء - وهو المسمى بالعادة السرية - حرام على قول أكثر العلماء، وهو الراجح. وقد سبق فتاوى كثيرة في هذا الموضوع، منها الفتوى رقم: 2179 فراجعها.
ولمعرفة كيفية التخلص من هذه العادة السيئة راجع الفتوى رقم: 7170.
أما هل ذكرت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستمناء؟ فلا نعلم حديثًا صحيحًا ثابتًا عنه في ذلك.
هذا وقد وردت بعض الأحاديث، وهي إما موضوعة أو لا أصل لها، وشاعت على ألسنة الناس، ومنها بعض الآثار عن التابعين ليست لها أسانيد. ومن ذلك حديث: "لعن الله ناكح يده"، ذكره صاحب عون المعبود، وصاحب "نيل الأوطار" عن أبي حنيفة أنه من قول النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر صاحب "كنز العمال" بلا سند: "ألا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من انتقص شيئًا من حقي.." إلى قوله: "وعلى ناكح يده.".
وذكر صاحب "قرة العيون ونوح القلب المحزون": "ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.."، فذكر منهم: "وناكح يده إن لم يتب". وهو بلا إسناد.
وهنالك أثر أورده البغوي عن ابن جريج عن عطاء قال: "سمعت أن قومًا يحشرون يوم القيامة وأيديهم حبالى، فأظنهم هؤلاء". ولم يسنده.
وذكر أيضًا أثرًا آخرًا غير مسند عن سعيد بن جبير، قال: "عذب الله أمة كانوا يعبثون بمذاكيرهم".
فالحاصل أنه لا يثبت في الاستمناء حديث صحيح، مع كونه حرامًا لأدلة أخرى أقواها الآية الكريمة من سورتي المؤمنون والمعارج: فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المؤمنون:7، المعارج:31] . وتجد ذلك مفصلاً في الفتاوى المحال عليها. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الثانية 1424(16/1243)
تصريح المبتلى بالعادة السرية لا يجوز إلا لمصلحة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمه الله.
أنا شاب في العشرين من عمري، وللأسف أنا أمارس العادة السرية من فترة، ولا أستطيع الإقلاع عنها، فهل يكون من المجاهرة بالمعصية أن أخبر أبي وأمي ليساعداني على التوبة والإقلاع عن المعصية الشديدة؟ وهل تنصحني بإخبارهم أم لا؟
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد مضى الكلام على حكم العادة السرية في أكثر من فتوى، من جملتها ما هو مبين تحت الأرقام التالية: 22083، 2179، 2283.
وإذا علمت أن الحكم هو الحرمة، فلا يجوز لك التصريح بذلك إلا إذا كان في إخبار والديك مصلحة متوقعة كإعانتهما لك بالنصح والتوجيه والمواظبة على ذلك أو بتزويجك إذا لم تكن قادراً على الزواج.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 جمادي الأولى 1424(16/1244)
لم يرد ذكر العادة السرية في السنة النبوية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل ورد ذكر العادة السرية في السنة النبوية، أرجو الايضاح.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلفظ (العادة السرية) من الألفاظ المعاصرة، ويراد بها الاستمناء باليد، والاستمناء هو الاصطلاح الفقهي لهذه العادة، ولا يوجد حديث يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم هذه العادة المحرمة، إلا ما يروى من حديث لا يصح، وقد يكون موضوعًا، وهذا هو الأشبه به، لعدم وجوده في دواوين السنة المعتبرة لا بإسناد صحيح ولا ضعيف. ولفظه: "لعن الله ناكح يده".
وهنالك أحاديث موضوعة أو لا أصل لها في هذا المعنى، مثل: "إن قومًا يحشرون يوم القيامة وأيديهم حبالى" يعني الذين يستعملون الاستمناء.
ولكن لا شك في تحريم العادة السرية وإن لم يرد ذكرها في حديث نبوي. ولمعرفة أدلة تحريمها ومذاهب العلماء فيها راجع الفتوى رقم: 20005 والفتاوى التي أحالت عليها، وكذلك الفتوى رقم: 7170.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 جمادي الأولى 1424(16/1245)
أفضل الوسائل لاجتناب الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[أعاني كثيرا من إسقاط المني بيدي فما حكمه وماذا علي أن أفعل لتجنبه وما هي الشهوة الصغرى؟
وشكراً.
و]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاستمناء باليد أو بغيرها محرم على الصحيح، وهو مذهب جمهور الفقهاء، ورواية عن أحمد. ولمعرفة أدلة تحريمه وأضراره راجع الفتوى رقم: 23868.
أما كيفية تجنبه لمن عجز عن الزواج فلا أفضل من الصيام الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، واستشعار مراقبة الله تعالى، والابتعاد عن كل ما يثير الشهوة، وغض البصر، وممارسة الرياضة، وكذلك عليك بالدعاء والاشتغال بما هو نافع.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 4536.
أما الشهوة الصغرى فهي الشهوة الجنسية الناقصة التي يخرج بسببها المذي، وأما الشهوة الكبرى فهي الشهوة الجنسية الكاملة التي يحدث بعدها خروج المني على وجه الدفق واللذة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الأولى 1424(16/1246)
نصائح لمن تمكنت منه العادة السرية حتى أوهنت بدنه
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم سؤالي هذا ليس سؤالا عن فتوى ولكن يمكن اعتباره نصيحة مفيدة لي إن شاء الله. مارست العادة السرية طويلاً وكثيراً حتى وهنت قواي الجنسية وأصبحت أشعر بالعجز عن الزواج بسبب كثرة إدماني لها فهل هناك أمل أم لا؟ وهل إذا أقلعت عنها أسترد قواي كما كانت؟ أعرف أنها حرام لكن أرجوك ساعدني.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فما دمت تعرف أن العادة السرية حرام فلا نطيل عليك بذكر الأدلة وأقوال العلماء، ولكن نحيلك إلى الفتوى رقم: 7170، ليطمئن قلبك وتزداد إيمانًا مع إيمانك. ومع ذلك نسألك لماذا الإصرار على هذه العادة القبيحة المضرة بالصحة، وأنت تعلم أنها لا تجوز؟!! وقد أضرت بك بالفعل، لعل السبب الأول لذلك هو ضعف الشخصية وقلة العزيمة على تركها والابتعاد عنها، مع إغواء الشيطان وكثرة المغريات والفتن. فعليك أن تقوي عزيمتك، وتشد من إرادتك، وتتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً، وتنوي ألا تعود إليها في ما بقي من عمرك. كما أن عليك أن تكثر من الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وأن تعوِّد نفسك على الأذكار المأثورة، وتذكر مراقبة الله تعالى لك، وأنه مطلع على أعمالك وأسرارك، لا تخفى عليه خافية. كما أن عليك أن تبتعد عن أسباب الفتن والمغريات التي تثير الغريزة، وإذا تعرضت لشيء من ذلك أو صادفك فتذكر قول الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] . كما أن عليك أن تعف نفسك بالزواج إن استطعت أو بالصوم، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء رواه البخاري ومسلم. فإذا فعلت هذا وما تستطيع من أعمال الخير مع المحافظة على ما فرض الله تعالى عليك، فستجد نتيجة ذلك -إن شاء الله تعالى- قوة في البدن، ونورًا في الوجه، وانشراحًا للصدر. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الأولى 1424(16/1247)
انتشار العري هل يبرر الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[هل العادة السرية حرام ونحن في زمن توجد امرأة عارية في كل مكان؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن العادة السرية لا تجوز كما قرر ذلك أهل العلم بناءً على أدلة شرعية واضحة من كتاب الله تعالى ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وبإمكانك أن تطلع على ذلك في الفتوى رقم:
2976، والفتوى رقم: 7170، وغيرها.
أما وجود النساء العاريات فلا يبرر ارتكاب ما حرم الله تعالى، فهؤلاء يحملن أوزارهنَّ وأوزار من كن سببًا في انحرافه.
وعلى المسلم أن يغض بصره عما حرم الله تعالى، فقد قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] كما أن عليه أن يعالج أمره ويعف نفسه بالطرق الشرعية والوسائل الكريمة التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يقول: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الأولى 1424(16/1248)
وسائل معينة على التخلص من العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[انفطر قلبي عليها وأصبح الشيطان يأتيني من هذا الباب وأما الأبواب الأخرى فقد استطعت إغلاقها جميعها وهذه المعصية هي الاستمناء فلقد اعتدت على ممارستها في أيام ضلالي وفسقي ولم أعد أستطيع التخلص منها بعد أن هداني الله ومنّ عليّ بهداه وعمري الآن (17) عاماً وقد مضى على توبتي _تقبلها الله _ سنتان فأرجوكم وأتوسّل إليكم أخبروني كيف أغلق هذا الباب على نفسي وأتوكل على الله أولا ثم عليكم ثانيا في أن تخلصوني من هذه العادة القبيحة فإني لا أطيق أن أعصي رب العزة جل وعلا والله يعلم وحده عالم الغيب أنني عندما أكتب إليكم مشكالي مقدار الحزن والأسى الذي أعانيه (فساعدوني جزاكم الله خيراً فكيف أستطيع التخلص من هذا خاصة وأن شهوتي تثور بسرعة وكيف أستطيع ردّ وساوس الشيطان علما بأنني أستجيب لها عند أول وسوسة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك الهداية والثبات على دينه حتى نلقاه، وقد تقدمت لنا عدة فتاوى في حكم الاستمناء وفي الوسائل المعينة على التخلص من هذه العادة السيئة، فراجع مثلاً الفتاوى التالية: 7170، 2179، 2283.
أعاننا الله وإياك على طاعته والبعد عما يسخطه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الأولى 1424(16/1249)
هذا الفعل قد يوقع في الحرام
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
هل ملاعبة البظر بأصبع تعتبر ممارسة للعادة السرية، هل تغيير الصورة بالكمبيوتر -مثل تغيير الشعر ولون الوجه- يعتبر حراماً؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فملاعبة البظر إن أدت إلى الاستمناء فمحرمة باتفاق المذاهب المتبوعة، وإن لم تؤد إلى ذلك لا تحرم، ولكن لا ينبغي فعلها لأنها تفضي عادة إلى اقتراف المحرم وقد قال ربنا جل وعلا: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ [المعارج:29] .
وينبغي للمؤمن أن يكون عنده من هم المعاد ما يشغله عن سفاسف الأمور وتوافهها فضلاً عن المحرمات، وقد سبق لنا جواب عن حكم الاستمناء في حق النساء وهو برقم: 8810، وأما سؤالك الثاني فسبق الجواب عنه في الفتوى رقم:
10094.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ربيع الثاني 1424(16/1250)
بين الإلطاف والاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
ما الفرق بين العادة السرية وإلطاف المرأة فرجها؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان حكم العادة السرية بالنسبة للنساء في الفتوى رقم: 17882، وما فيها من الإحالات يغني عن تكرار الكلام هنا.
والإلطاف إذا قصد به الاستمناء والتشهي فهو العادة السرية، وإذا كان لغرض آخر فلا يسمى عادة سرية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ربيع الثاني 1424(16/1251)
الاستمناء.. ومرتبته في سلم المحرمات
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
تذكر كثيراً أعمال قوم لوط، فهل الاستمناء من أعمال قوم لوط وإلى أي مدى يصل تحريم الاستمناء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا نعلم إن كان قوم لوط يمارسون الاستمناء أم لا، والذي وقفنا عليه من المصادر في هذا الصدد -وهي كثيرة جداً- لم يذكر فيه أنهم كانوا يمارسون هذه العادة، ومع هذا إن الذي نعلمه هو أن الاستمناء محرم شرعاً، وقد بينا ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 910، 1087، 2179.
وأما ما هي مرتبة هذه المعصية في سلم المحرمات فانظر جوابه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 23588، 22267، 21251، 21515.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ربيع الثاني 1424(16/1252)
ليس الحل في الاستمناء!!
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب أبلغ من العمر 16 سنة أوّد أن أسألكم عن الاستمناء [هل هو حرام وماهي الكفارة في حال تكرارالاستمناء] حيث إنه وبدون خجل أحيانا يراودني إحساس بأن ألوّط مع شاب آخر والعياذ بالله غير أننّي عندما أستمني بيدي أي أخرج المني بيدي أرتاح ويذهب عني ذاك الإحساس، فما هو الحل؟ لا حياء في الدين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاستمناء حرام وقد تقدم تفصيل الكلام عن ذلك في الفتوى رقم: 7170.
وما يأتيك من الإحساس والرغبة في ممارسة اللواط إنما هو من وساوس الشيطان، والاستمناء ليس حلاً لذلك بل إنه يزيد الأمر سوءاً، ولمعرفة الحل الشرعي السليم راجع الفتوى رقم: 14334، وكذلك الفتوى المشار إليها في أول الجواب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الثاني 1424(16/1253)
ما يعين على التخلص من عادة الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب أبلغ من العمر 24 أربعة وعشرين عاماً ابتليت بالعادة السرية وبدأت الأمراض والأوهام في حياتي أريد علاجا من القران أو أحاديث تبعدني عن هذا المرض؟ ولكم مني جزيل الشكر، إخوكم المحب في الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن الاستمناء معصية من المعاصي، وإن من آثار المعاصي إصابة القلب بالهم والغم والآلام النفسية، وإن السبيل إلى الخلاص من ذلك هو مراقبة الله تعالى واستحضار اطلاعه عليك في كل حال، هذا بالإضافة إلى تذكر خطورة المعصية ولو كانت صغيرة من صغائر الذنوب، فلتنظر حينئذ إلى عظمة من عصيت، ثم إن من أهم ما يعين على التخلص مما يعانيه السائل العمل بتوجيه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الوارد في حديث ابن مسعود رضي الله عنه: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 9195.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ربيع الثاني 1424(16/1254)
كلا هما لا يجوز
[السُّؤَالُ]
ـ[أحياناً أقع بين أمرين الأمر الأول الخلوة بالخادمة، والثاني العادة السرية، وذلك لهيجان الشهوة عندي، فماذا أفعل وأرجوكم بسرعة؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز للمسلم أن يخلو بامرأة أجنبية، فما خلا رجل بأجنبية إلا كان الشيطان ثالثهما، فقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على النهي عن الخلوة بالمرأة الأجنبية، كما أن العادة السرية أمر لا يجوز للمسلم فهي من الحرام، ولا يجوز الخيار بين هذين الأمرين فكلاهما حرام، ولكن هناك خيارات كثيرة أمام الشباب للتخلص من هذه الأمور القبيحة المحرمة ومن أهمها الزواج الحلال، وكذلك الدعاء واللجوء إلى الله تعالى أن يعين العبد على طاعته ويصرفه عن معصيته، ومنها الصوم.
فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.
فلم يكن من الخيارات المطروحة أمام الشباب لضبط شهوته العادة السرية ولا الخلوة بالأجنبية، وللمزيد من الفائدة نحيل السائل الكريم إلى الفتوى رقم: 2720.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ربيع الثاني 1424(16/1255)
توضيح حول الضرورة المبيحة للاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
المذاهب الأربعة حرمت الاستنماء إلا (أحمد) فما الأرجح والأحوط؟ ولو افترضنا أن الاستنماء يحل بشرط الخوف من تجمع المني بالبدن (هذا كما قرأته في موقعكم) فكيف يتجمع المني، وما معنى هذا الكلام؟ وهل الخوف من تجمع المني بالبدن يلزم منه الاستنماء أم ماذا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق لنا في الفتوى رقم:
4536 بيان مذهب الحنابلة في الاستمناء، وأنه محرم عندهم، وأن صاحبه يستحق التعزير، وأنه لا يباح عندهم إلا عند الضرورة، فراجعها للأه مية، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه ال له عن الاستمناء هل هو حرام؟ أم لا؟ فأجاب: أما الاستمناء باليد فهو حرام عند جمهور العلماء، وهو أصح القولين في مذهب أحمد، وكذلك يعزر من فعله، وفي القول الآخر هو مكروه غير محرم، وأكثرهم لا يبيحونه لخوف العنت ولا غيره، ونقل عن طائفة من الصحابة والتا بعين أنهم رخصوا فيه للضرورة: مثل أن يخشى الزنا فلا يعصم منه إلا به، ومثل أن يخاف إن لم يفعله أن يمرض، وهذا قول أحمد وغيره، وأما بدون الضرورة فما علمت أحداً رخص فيه. والله أعلم. انتهى.
وأما سؤالك عن المقصود بخوف تجمع المني في البدن فهذه عبارة وجدت في بعض كتب الفقه، لكن أثبت الطب الحديث خطأها إذ من الثابت أن المني لا يجتمع في البدن وإنما يخرج عن طريق الاحتلام وغيره وأدق من هذه العبارة أن يقال: خوف المرض، كما عبر بذلك شيخ الإسلام فيما نقلناه عنه سابقاً، وإ نما كانت أدق لأن ثوران الشهوة المستمر مع عدم استفراغها قد يؤدي في بعض الأحيان إل ى الإصابة بما يعرف "بدوالي الخصيتين"، وهذا المرض بدوره قد يؤدي إلى الع قم كما يقول الأطباء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ربيع الثاني 1424(16/1256)
الاستمناء وضوابطه
[السُّؤَالُ]
ـ[ماهو حكم الإسلام فى العادة السرية بصفة عامة؟ وماذا إذا كانت فى بعض الأحيان بمساعدة من الزوجة لظروف خاصه بها، وهي الضعف الجنسي مثلا؟ وماذا إذا كانت فى أحيان كثيرة تمنع من الزنا والعياذ بالله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز للإنسان القدوم على أمر محرم شرعاً ومضر للصحة ومخا لف للطبع السوي، ومن ذلك الاستمناء، فقد دل الكتاب والسنة على حرمته، إلا أنه إذا خ شي الإنسان على نفسه الوقوع في الزنا ولم يجد طريقاً للانفكاك من ذلك إلا بالاستمناء، فإنه والحالة هذه يرتكب أخف الضررين، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم:
3678
والفتوى رقم:
2720
أما بخصوص الاستمناء بيد الزوجة أو غيرها من أعضائها فلا حرج فيه، لأنه يدخل تحت عموم الاستمتاع المباح، وانظر تفصيل ذلك في الفتوى رقم:
3907
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ربيع الثاني 1424(16/1257)
بين له العلاج الشرعي لمثل حاله
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك صديق عزيز لدي عمره 19 سنة وهو دائماً يقوم بأعمال غريبة وهي (العادة السرية) ولا يستطيع التخلي عنها ما هو الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فينبغي لك نصح هذا الأخ وتذكيره بالله تعالى، وأن تبين له حكم ما يقوم به والعلاج الشرعي والواقعي لمثل حاله، وسبق بيان جميع ذلك في الفتوى رقم: 2179، والفتوى رقم: 7170 فيمكنك أخي أن تعرض على صديقك هاتين الفتويين لعل الله يهديه لتركها.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ربيع الثاني 1424(16/1258)
ما يراه النائم لا يوصف بالعمد
[السُّؤَالُ]
ـ[هل الاحتلام المتعمد حرام، وإلى أي مدى تصل الحرمة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الاحتلام هو أن يرى الشخص في نومه أنه يجامع، وهو بهذا التعريف لا يتصور أن يكون متعمداً لأن ما يراه النائم لا يوصف بالعمد، ولكن لعل المراد بالاحتلام المتعمد في السؤال هو ما يسمى بالعادة السرية، وقد سبق الجواب عنهم في الفتوى رقم: 5524، والفتوى رقم: 20795.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الثاني 1424(16/1259)
عليه أن يقضي ما عليه ويبني على ما غلب عليه ظنه
[السُّؤَالُ]
ـ[شخص بعد بلوغه كان يفعل العادة السرية (وأحيانا في رمضان) ولم يكن يعلم أنها تسبب له جنابة.. ولم يكن يعرف الجنابة أصلا وهو بذلك جاهل أشد الجهل.. ما الذي يجب عليه تجاه تلك الصلوات التي صلاها وهو جنب وذلك الصيام وتلاوة القرآن؟؟ وهل عليه كفارة؟ وأيضا هو لا يعلم عدد تلك الصلوات وعدد تلك الأيام.. والآن هو في أشد الندم، أفتونا مأجورين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنزال المني في نهار رمضان بالعادة السرية يبطل الصوم على مذهب جماهير الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة وأكثر الحنفية، والواجب على من فعل ذلك التوبة إلى الله تعالى لأنه فعل محرما وهو الاستمناء (العادة السرية) وزادت الحرمة بانتهاك حرمة الشهر الكريم، ويلزمه قضاء الأيام التي فعل فيها تلك العادة الخبيثة وأنزل، وهل تلزمه الكفارة مع القضاء أم لا؟ المسألة محل خلاف، والذي نرجحه هو رأي جمهور العلماء من الشافعية والحنفية وهو قول للحنابلة بأنه ليس عليه كفارة لأن الكفارة لم تثبت إلا في الجماع، ولا يصح قياس الاستمناء عليه لوجود الفارق بينهما، فيبقى الأمر على الأصل وهو براءة الذمة، وهذا يعني عدم وجوب الكفارة.
ومن جهل عدد الأيام التي أفطرها في رمضان بسبب الاستمناء فإنه يبني على ما يغلب على ظنه، وكذلك يفعل في الصلاة، يقدر لها ويقضي حتى يغلب على ظنه أنه صلاها وأن ذمته قد برئت، وليكثر من الاستغفار، مما أقدم عليه من الذنوب، ومنها تلاوته للقرآن وهو جنب، ويجب على هذا الشخص أن يعتني بطلب العلم الشرعي والتفقه في الدين حتى يكون على بصيرة من أمور دينه، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 7828، والفتوى رقم: 10509.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الأول 1424(16/1260)
الحل الأمثل لمشكلتك هو الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب ملتزم وغيور على الإسلام ولكن ابتليت بعادة الاستمناء في التزامي، ولكن ليست من حب لها، ولكن يأتيني ألم في القضيب وانتصاب شديد وأتذكر شهوة النساء مع وجود ألم في الكبد إذا لم استمن ولست متزوجاً، والطبيب يقول عندك شهوة زائدة سببت الدوالي في الخصية والحالة ليست باستمرار وإنما نادرة، أفيدوني؟ جزاكم الله خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاستمناء كما هو مذهب جمهور العلماء محرم في الجملة، وقد سبقت لنا فتاوى في هذا الموضوع، إلا أن هذا التحريم تدخل عليه استثناءات ذكرها بعض أهل العلم منها خشية العنت (الزنا) ، وخشية المرض، يقول شيخ الإسلام في جواب له عن حكم الاستمناء قال: أما الاستمناء باليد فهو حرام عند جمهور العلماء وهو أصح القولين في مذهب أحمد وكذلك يعزر من فعله، وفي القول الآخر هو مكروه غير محرم، وأكثرهم لا يبيحونه لخوف العنت ولا غيره، ونقل عن طائفة من الصحابة والتابعين أنهم رخصوا فيه للضرورة، مثل أن يخشى الزنا فلا يُعصم منه إلا به، ومثل أن يخاف إن لم يفعله أن يمرض. انتهى.
وقال في موضع آخر: لكن إن اضطر إليه مثل أن يخاف الزنا إن لم يستمِن أو يخاف المرض، فهذا فيه قولان مشهوران للعلماء وقد رخص في هذه الحال طوائف من السلف والخلف ونهى عنه آخرون.
وجاء في بريقة محمودية: وأما الاستمناء باليد فحرام إلا عند شروط ثلاثة أن يكون عزباً وبه شبق (أي شده غُلمة وفرْط شهوة له) ، وأن يريد به تسكين الشهوة لا قضاءها. انتهى.
هذا وليعلم الأخ السائل أن الحل الأمثل لمشكلته هذه هو الزواج الذي جعله الشرع المتنفس الطبيعي الصحيح للشهوة، أما الاستمناء وإن جاز للضرورة فهو حل تكتنفه مخاطر، فليجتهد الأخ في الإسراع بالزواج، ونسأل الله أن يعافيه ويفرج عنه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الأول 1424(16/1261)
الاستمناء بغير ملامسة الفرج!
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة في العشرين وأسال عن حكم العادة السرية وإن لم تكن بملامسة الفرج ولكن بتحقيق الشهوة بملامسة الصدر مثلا وكيفية التخلص من هذه العادة مع العلم بأنني أصلي وأصوم ولكن صلاتي لا تنهاني وأنا أعلم الحديث من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ولكن أنا فتاة فلا يمكن أن أخطب رجلا، أما الصيام فهل أصوم الدهر كله؟ أرجوكم أفيدوني؟
والسلام عليكم ورحمة الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم الكلام عن الاستمناء في الفتوى رقم: 7170.
وما فيها يشمل ما إذا كان إخراج المني بملامسة الفرج أو بغير ذلك مما هو داخل في مقدور الشخص.
وقد تقدم في الفتوى المشار إليها عدة وسائل للتخلص من هذه العادة، وراجعي أيضاً الفتوى رقم: 5524.
أما عن قولك: أنا فتاة لا يمكن أن أخطب رجلاً، فجوابه: أنه بإمكانك إخبار أمك أو أختك أو صديقاتك ليبحثن لكِ عن صاحب الدين والخلق، وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه، وسهل الله أمرنا وأمرك، وعصمنا وإياك من الشيطان الرجيم ومضلاته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ربيع الأول 1424(16/1262)
حول أضرار العادة السرية والوقاية منها
[السُّؤَالُ]
ـ[أشكركم على هذا الموقع الجميل.
ما هو الحكم الشرعي في إنزال المني باليد؟ وكيف نبتعد عن هذه العادة؟ وما هي الطريقة للتوبة منها؟ وهل صرح الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض الأوقات للصحابة بهذا العمل؟ مع ذكر الدليل والخصال التي تبعد عنها.
أفيدونا يرحمكم الله ولكم الشكر والثواب.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 23868 حكم الاستمناء باليد وغيرها، ولا يصح حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحريمها بعينها، ولكن استدل جمهور أهل العلم على تحريمها بالقرآن والضرر الحاصل منها، كما هو مفصل في الجوابين المحال عليهما سابقاً.
وأما الوسائل الواقية منها، فقد ذكرناها ضمن الفتوى رقم: 5524.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ربيع الأول 1424(16/1263)
الأسباب المساعدة لدفع العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 28 سنة ولم أتزوج بعد وأحياناً يهاجمني فكر الجنس ويدفعني إلى تخيلات خطيرة ولا أستطيع مقاومتها ثم ألجا إلى العادة السرية وبعدها تبتعد عني تلك الأفكار حوالي 10 أيام ثم تظهر ثانية سؤالي: هل أنا مذنب أمام الله؟ مع العلم بأني لا أملك إمكانية الزواج في الوقت الحالي.
وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت الإجابة على حكم الاستمناء (العادة السرية) وكذا الأضرار المترتبة على ممارسة هذه العادة القبيحة في الفتوى رقم: 2283.
وإذا علمت أن الحكم هو المنع، فإنه يجب عليك المبادرة إلى الله عز وجل بالتوبة والاستغفار، وعليك بالإكثار من الطاعات، ثم اعلم أن من الأسباب الداعية إلى بعدك عن فعل هذه المعصية والكف عن تلك الخواطر الشيطانية هو ملازمة ذكر الله عز وجل، وقراءة القرآن بتدبر، والوقوف عند آيات الوعيد منه، هذا إضافة إلى اختيار الصحبة الصالحة التي تدعوك إلى الخير وتحثك عليه، والحذر من العصيان والفجور.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 صفر 1424(16/1264)
من ثمار الصلاة أنها تنهى صاحبها عن الفحشاء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أصلي لكن في بعض الأحيان أقوم بالعادة السرية فما الحكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق لنا بيان حرمة العادة السرية في الفتوى رقم: 2179، والفتوى رقم: 2976.
وعليه فالواجب عليك الانتهاء عن هذه المعصية، والمبادرة إلى التوبة والاستغفار، والإكثار من طاعة الله عز وجل لعل الله تعالى يعفو عنك.
ثم اعلم أن من ثمار الصلاة المقبولة أنها تنهى صاحبها وتبعده عن ارتكاب المعاصي كما قال الله تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45] .
وننبه هنا إلى أن الممارس لهذه العادة إن كان نزل منه مني فإنه يجب عليه غسل جميع بدنه، وإن كان النازل مذياً اقتصر الأمر على غسل الذكر وما أصاب الثوب والبدن من ذلك، وانظر الفتوى رقم: 8810.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 صفر 1424(16/1265)
توضيح حول العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم فعل العادة السرية مع توضيح الأدلة وهل الحديث هذا صحيح في ما معناه أن الذي يفعل العادة السرية تأتي يده يوم القيامة وهي حبلى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان حكم العادة السرية في الفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 23868.
وأما الحديث المسؤول عنه فقد سبق الجواب عنه في الفتوى رقم: 21088.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 صفر 1424(16/1266)
ترك الذنوب يشرح الصدور ويزيل الغموم
[السُّؤَالُ]
ـ[ابتلاني الله بالاستمناء، والآن وبعد أن عرفت حرمته وضرره البدني قررت الإقلاع ولكن يؤرقني هل تؤثر تلك الفترة علي بعد ذلك أم أن أثره البدني والنفسي يزول بالإقلاع عنه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الاستمناء أمر محرم بدلالة النصوص الشرعية الصحيحة، لما ثبت من ضرره على البدن والنفس معاً، والواجب على المرء أن يحترز منه لئلا يقع فيه، فإن أوقعه الشيطان فيه وجب عليه أن يتوب فوراً، ولا يتم له ذلك إلا بترك هذا الفعل القبيح والندم على ما مضى منه، والعزم على عدم العودة إليه في المستقبل، وقد وعد الله تعالى التائبين بأن يتوب عليهم، فقال الله عز وجل: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [التوبة:104] .
ولا شك في أن ترك الذنوب يشرح الصدور ويزيل الغموم، كما أن إدمانها يكون سبباً في ضيق الصدر، وثقل النفس، قال الله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124] .
أما عن زوال الأثر البدني للعادة السرية بعد الإقلاع عنها، فلتراجع في ذلك الاستشارات الطبية بالشبكة، والله نسأل أن يتوب عليك ويلهمك رشدك، وراجع لزاماً الفتاوى ذات الأرقام التالية: 23283، 23424، 23935، 9195.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 صفر 1424(16/1267)
هل تقبل طاعات مقترف العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[ماهو حكم عادة الاستمناء في الإسلام.. خصوصاً لمن مارسها من دون العلم بجوازها أم لا منذ الصغر وحتى الثلاثين من العمر؟؟ وإذا كانت حراماً هل يغفر له الذنب لعدم علمه بذلك من قبل وهل كانت تقبل صلاته وصيامه ودعواته؟؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الاستمناء حرام؛ لأن الله تعلي يقول: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المؤمنون:5 - 7] .
ولا شك أن ما يسمى بالاستمناء أو العادة السرية خارج عن حد ما أباح الله، وهو ظلم واعتداء. قال تعالى: وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:229] .
وقد شرع الله لعباده الزواج ورغَّب فيه للقادر عليه، كما ورد في حديث الصحيحين: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. وحديث الصحيحين أيضاً: ومن رغب عن سنتي فليس مني.
وأمر من لا يقدر على الزواج بالصيام؛ لأنه يضعف الشهوة ويقلل من حدَّتها، كما في حديث الصحيحين المتقدم، ولكن بالتوبة الصادقة وكثرة الاستغفار يمحو الله هذا الذنب ويغفره، فإن من تاب تاب الله عليه.
وللوقوف على المزيد من الأحكام نحيلك على الفتوى رقم:
7170.
وأما عن قبول صلاته وصيامه ودعواته فنقول: إن قبول العبادة أو عدم قبولها يرجع العلم فيه إلى الله تعالى، إلا أن هنالك أسباباً لقبولها من أعظمها لزوم التقوى، كما قال الله تعالى: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27] ، ولا شك أن المدمن على معصية الله تعالى ليس من المتقين.
ولا بد أن ننبه إلى أمرين:
الأول: أن من استمنى حتى أنزل لزمه غسل الجنابة، ومن صلَّى من غير أن يغتسل - وهو قادر على الاغتسال - فصلاته باطلة من أصلها، تجب عليه إعادتها. وراجع الفتوى رقم:
8810.
الثاني: أن الإنزال أيضاً مفسد للصيام إن حصل في النهار، لذلك يجب قضاء الأيام التي حصل فيها إن كان صوماً واجباً كرمضان.
وراجع الفتوى رقم:
10509.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ذو الحجة 1423(16/1268)
التطلع لمعالي الأمور يبعد شبح الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة في الرابعة والثلاثين من العمر غير متزوجة وأخاف الله كثيراً ولكن في بعض الأحيان تستبد بي شهوة الجنس بحيث لا أستطيع معها من أن أمنع نفسي من دعك عضو التأنيث تبعي فهل هذا يعتبر في حكم العادة السرية عند الرجل؟ علما بأنه لا ينزل ماء دافق وإنما ماء خفيف لزج وأحيانا لا ماء وهل هذا الماء يستوجب الغسل، رجاء الإفادة؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز للمسلم -رجلاً كان أو امرأة- ممارسة العادة السرية؛ لأنها مما حرم الله تعالى، وقد استدل العلماء على تحريمها بقوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المؤمنون:5 - 7] .
فيجب على المسلم حفظ فرجه عن كل ما لم يذكر في الآية الكريمة، ومن لم يفعل ذلك فهو من العادين، ومعناه: أن من مارس العادة السرية فهو آثم معتدي.
وأما من ناحية الطهارة فإن من مارس العادة السرية ونزل منه منيٌّ فإن عليه أن يغتسل غسل الجنابة.
وإذا خرج منه مذي لزمه غسل المحل وطهارة ما أصابته النجاسة والوضوء للصلاة، وأما إذا لم يخرج منه شيء فلا شيء عليه من ناحية الطهارة.
وننصح - السائلة الكريمة - بتقوى الله تعالى، والبعد عن المثيرات الجنسية حتى لا تقع فيما حرم الله، وبما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يقول: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحسن للفرج، ومن يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
فقبل أن ييسر الله تعالى لك الزواج عليك بالصوم والاشتغال بمعالي الأمور وما ينفعك في دينك وفي دنياك.
نسأل الله تعالى أن يثبتك وييسر أمرك.
ولمزيد من الفائدة والتفصيل نرجو الإطلاع على الفتوى رقم: 8838 - والفتوى رقم: 5524.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ذو الحجة 1423(16/1269)
حكم من تاب من الاستمناء ثم رجع إليه
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم الاستمناء للشباب غير المتزوجين؟ وما هي العقوبه؟ وإذا قرر الإنسان التوبة منها ورجع إليها مرة أخرى ما هي العقوبة؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الاستمناء لا يجوز شرعاً، لقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) [المؤمنون:5-7] .
فعلى المسلم أن يبتعد عنها، ويستعين بالله تعالى على تركها، والمسلم إذا تاب من الذنب، فإن الله تعالى يقبل توبته، ويبدل سيئاته حسنات، كما قال تعالى: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70] .
ولمزيد من الفائدة والتفصيل نحيلك إلى الفتوى رقم: 9195، 7170، 12067.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو الحجة 1423(16/1270)
تعريف العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي العادة السرية؟ لقد سمعت عنها كثيرا ولكني لا أفهم معناها]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن العادة السرية في عرف الناس هي عبارة عن الاستمناء، أي معالجة الإنسان خروج المني يقظة سواء كان ذلك بيده أو فراشه وما أشبه ذلك، وهي محرمة، وأدلة ذلك موضحة في الفتوى رقم 2720 23008
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 ذو القعدة 1423(16/1271)
خوف الاحتلام لا يبيح العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
أنا شاب في السادسة عشر من العمر ولدي سؤال ولكنه محرج وهو عن حكم العادة السرية كنت قد قرأت بأن معظم العلماء قد حرموها، ولكن سؤالي هو: ما هو حكم العادة السرية إذا كانت فقط لإفراغ الزائد من المني أي حتى لا يحصل احتلام أثناء النوم، حيث ألجا أحيانا إلى ممارستها مرة واحدة في الأسبوع حتى أتخلص من أي مني زائد وذلك حتى لا يحصل احتلام أي نزول مني أثناء النوم حيث إنني لا أجد وقتا في الصباح للاغتسال ولذلك أمارسها حتى لا أحتلم فهل هذا حلال أم حرام علماً بأنه عند ممارستها فأني لا أتخيل أبداً أي واحدة من النساء وأحاول الابتعاد عن التفكير في النساء أثناء ممارستها أرجو الإجابة عن سؤالي ولكم جزيل الشكر..؟؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم:
2179 - والفتوى رقم: 7170 الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على حرمة العادة السرية.
وعليه؛ فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى وتستغفره من هذا الذنب، وذلك بالإقلاع عنه والندم على ما فات منه وعقد العزم على تركه مستقبلاً.
وعليك أن تتخذ الوسائل التي تعينك على ذلك، ومن أهمها إعفاف نفسك بالزواج، فإذا لم تقدر فعليك بالصوم ومزاولة الأعمال المجهدة للبدن كالرياضة، ثم مصاحبة الرفقة الصالحة التي تدعوك وترشدك إلى الخير وترك الشر ومجانبة أصحاب السوء.
وأما عذرك الذي ذكرت فعجيب.. حيث إنك قررت مما لا يد لك فيه ولا مؤاخذة -وهو الاحتلام- إلى ما هو حرام وهو الاستمناء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ذو القعدة 1423(16/1272)
ما نقل عن العلماء في الاستمناء، والصحيح منها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يعتبر الاستمناء حراما؟ وما مدى حرمته؟ فقد قرأت في أحد كتب الفقه أنه موضع خلاف بين الفقهاء ولم يرد فيه نص يحرمه لكن البعض حرموه كالشافعي والبعض جعلوه مكروها والبعض حللوه كابن العباس وأن ابن حزم (أظن) قد استدل بالنص (فصل لكم ما حرم عليكم) ..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالصحيح من أقوال أهل العلم أن الاستمناء محرم لقوله تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) (المؤمنون:7)
وقد سبقت لنا عدة فتاوى بتفصيل الحكم في هذه المسألة منها فتوى رقم 23868
وذهب طائفة من العلماء إلى إباحته، وبعضهم إلى كراهته، ومن ذلك ما نقل عن ابن عباس أنه قال: وما هو إلا أن يعرك أحدكم زبه حتى ينزل ماء. رواه عبد الرزاق. ونقل عنه ما يدل على التحريم فقد قال له رجل: إني أعبث بذكري حتى أنزل، قال: نكاح الأمة خير منه، وهو خير من الزنى. ومثله عن ابن عمر. قال ابن حزم: الأسانيد عن ابن عباس وابن عمر في كلا القولين مغموزة؛ لكن الكراهة صحيحة عن عطاء، والإباحة المطلقة عن الحسن وعن عمرو بن دينار وعن زياد وأبي العلاء وعن مجاهد.
وأما الاستدلال بقوله تعالى: (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُم) (الأنعام: من الآية119) وهذا مما لم يفصل.. فجوابه أنه قد فصل في قوله تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ) (المؤمنون:5) .
وعلى العامي أن يسأل من يراه أعلم وأورع من علماء بلده ثم يقلده، وبهذا تبرأ ذمته، ويحرم عليه تتبع الرخص والشواذ من أقوال أهل العلم، ولمزيد الفائدة عن هذا تراجع الفتوى رقم
6787 والفتوى رقم 4145
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ذو القعدة 1423(16/1273)
العبث بالذكر خلق وضيع
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا زوجة فقط من 10 شهور واكتشفت بعد زواجي أن زوجي يحب دائما الإمساك بعضوه الذكري والحك فيه أثناء مشاهدته للتليفزيون وأثناء استلقائه على السرير وحتى أثناء نومه يحكه دون وعي منه أنه يفعل ذلك كما وأنه دائما يضع بين أرجله وسادة صغيرة بالتالي كل صباح يقوم وعضوه الذكرى فى حاله نشاط (أرجو أن تفهم مقصدي) ولقد نبهته أكثر من مرة أن لا يفعل ذلك لأني أعلم أن ناكح يديه لا يدخل الجنة.
فهل زوجي يعتبر ناكح يديه (فهو لا يصل إلى درجه نزول السائل المنوي) ؟ وإذا كان هو كذلك ما هو الحل معه لتجنب هذه العادة السيئة؟ على الرغم أن زوجي يصلي ويقرأ القرآن ويحافظ على التزود من بحر الدين. أرجو الإفادة بالرد سريعا....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما يفعله زوجك مما ذكرت في حال وعيه ويقظته هو من العادات القبيحة، ولا يجوز له أن يفعل ذلك، لأنه بذلك يستدعي نزول المني، وكون المني لم ينزل في بعض المرات لا ينافي نزوله في غيرها ولو رغماً عنه، ولا يغير من الحكم شيئاً لأنه مأمور بحفظ فرجه، إلا عن زوجه وملك يمينه، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ [المؤمنون:5-6] .
والذي ننصحك به هو أن تلجأي إلى ربك سبحانه داعية إياه أن يتوب عليه وأن يطهر قلبه ويحصن فرجه، ثم اجتهدي في نصيحته بحكمة وروية، ولمزيد من الفائدة راجعي الفتاوى ذوات الأرقام التالية:
7170 -
23806 -
21579 -
20025.
ثم إن وجدت في نفسك عجزاً عن تبيان الحق له بصورة جيدة فلا بأس بأن تستعيني برجل من صالح أهله ليقوم بنصيحته، ولا بأس بأن توجهيه إلى قراءة فتوانا هذه، وسائر الفتاوى التي أحلناك عليها، والله المسؤول أن يهديه ويتوب عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ذو القعدة 1423(16/1274)
حكم ممارسة الاستمناء في رمضان وعبر الإنترنت
[السُّؤَالُ]
ـ[ماحكم الدين في ممارسة العادة السرية في ليل رمضان؟ وكذلك في ممارسة الجنس عبر أثير التليفون والإنترنت؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما يسمى بالعادة السرية هو استفراغ الشهوة بواسطة اليد أو غيرها من الأمور محرمة شرعاً، لقوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المؤمنون:5-7] .
فأوجب الله حفظ الفرج إلا على الزوج، أو ما ملكت اليمين، فمن ابتغى وراء ذلك فهو معتدٍ.
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الشباب إلى الزوج، فقال عليه الصلاة والسلام: يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. أخرجه البخاري ومسلم.
فأرشد عليه الصلاة والسلام من لم يستطع الزواج إلى الصيام، ولم يرشد إلى العادة السرية، ولو كانت جائزة لكانت أخف من الصيام، وأفضل لتفريغ شهوته، لكن لما لم يرشد إليها دل على أنها غير جائزة.
وقد حرم الله تعالى الزنا وهو أشد، وحرم النظر وهو أخف، فما بينهما محرم، والعادة السرية بين ذلك.
فعلى المسلم أن يستعين بالله تعالى، وأن يسلك الطرق المشروعة التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم، فيحصن فرجه بالزواج، ولو أن يقترض مؤونة الزواج، فإن لم يستطع ذلك، فعليه بكثرة الصيام، لأن الصيام سبب للتقوى، ولأنه يضعف نزوة الشخص إلى الجماع.
وعليه أن يبتعد عن مواطن إثارة الشهوة، وأن يغض بصره وسمعه عما يهيجهما، وحكم العادة السرية يستوي في رمضان وفي غيره -لا يختلف الحكم- إلا في أنها في رمضان أشد لحرمته، وإذا كانت في نهار رمضان أفسدت الصيام مع الإثم ولزم القضاء.
وأما ممارسة الجنس عبر التلفون فهو محرم، ولا يجوز لمسلم عمله، وهذا بلا شك هو الذي يؤدي إلى ممارسة العادة السرية، وربما الوقوع في الزنا والعياذ بالله، وما كان ذريعة للحرام فهو محرم، فلا يجوز لمسلم أن ينظر إلى محرم أو يسمع محرماً، بل يجب عليه أن ينزه سمعه وبصره عن المحرمات، لأن النظر بريد الزنا، وكما قال الشاعر:
وكنت متى أرسلت طرفك رائداً ... لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ... ولا عن بعضه أنت صابر
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 شوال 1423(16/1275)
حكم إثارة المرأة نفسها
[السُّؤَالُ]
ـ[ماهوحكم إقامة المرأة الجنس مع نفسها ومحاولتها إثارة نفسها؟؟؟ وماهي الطريقة التي تحميها من هذه الوساوس؟؟ وما هي كفارة من كانت تفعل ذلك من قبل لفترة من الزمن؟؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب على المرأة المسلمة صون نفسها من مثل هذا العمل المشين، والذي تأثم به ولا يزيدها إلا إرهاقًا وعنتًا، وعليها أن تصرف تفكيرها وهمها إلى ما ينفعها في دينها ودنياها إلى أن ييسر الله لها زوجًا يعفها إن لم تكن متزوجة، ولتحرص على إشباع غريزتها مع زوجها وتطلب منه ذلك إن كانت متزوجة.
ولا يجوز للمسلمة الاستمناء إلا عند الضرورة المحققة كأن يصل بها الأمر إلى أن تكون إما أن تزني وإما أن تستمني، قال صاحب كشاف القناع في الفقه الحنبلي: ومن استمنى بيده خوفًا من الزنا أو خوفًا على دينه فلا شيء عليه، وهذا إذا لم يقدر على النكاح، فإن قدر على النكاح ولو لأمة حرم وعزر لأنه معصية. انتهى
ومن وقعت في هذه المعصية فعليها التوبة والاستغفار منها، والعزم على عدم العودة إليها، وليس لها كفارة إلا ذلك.
وراجعي الفتوى رقم:
5524، ففيها بعض ما يعين المرأة على التخلص من هذه العادة السيئة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 شوال 1423(16/1276)
الطب يؤكد الأضرار الصحية للاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[علمت من مواقع تعنى بالصحة أنه لا أضرار صحية للاستمناء بل بالعكس.
فهل صحيح ما قالوا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما نشرته المواقع التي أشرت إليها غير صحيح، وننقل لك ما ذكره بعض الأطباء عن أضرار هذه العادة السرية الشائنة.
يقول الدكتور محمد مغاوري في كتابه للرجال فقط.. ويتحدث فيع عن الجهاز التناسلي للرجل والأمراض التي تصيب الرجل، وما يتعلق بذلك من أمور الاستمتاع، يقول: وأقول لقارئ هذا الكتاب: احترس تمام الاحتراس من العادة السرية، فهي تسبب مشاكل كثيرة أذكر منها: ضعف البصر، وعدم القدرة على التركيز، وضياع الحفظ، واحتقان المجاري التناسلية، وربما أدت العادة السرية إلى مشكلة كبيرة عند الزواج وهي عدم قدرة الرجل على ممارسة العملية الجنسية مع زوجته، هذه بعض المخاطر، ولمن يريد الاستزادة فليرجع إلى المطولات من كتب الطب ليجد هذا الكلام بأدلته وشواهده من الحياة العملية مما يضيق عنه المقام ... ص25.
ونحن نعلم يقيناً أن الله تعالى لم يحرم شيئاً على عباده إلا لضرر فيه أو مصلحة يقتضيها ذلك عاجلة أو آجلة، علم ذلك من علمه وجهله من جهله.
فعندما قال الله تعالى: (فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) [المؤمنون:7] .
علمنا أن العادة السرية لا خير فيها، لأن صاحبها من المعتدين، فقد ابتغى وراء ما أباحه الله له.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شعبان 1423(16/1277)
العادة السرية ... حكمها..أضرارهاالنفسية والبدنية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل العادية السرية حرام]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرشد الشباب إلى الاستمناء (العادة السرية) ولو كان خيراً لأرشد إليه، وإنما أرشد إلى الزواج أو الصوم فقال: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" أي وقاية من الزنا. أخرجه البخاري ومسلم. ولقد قرر الأطباء أن ممارسة العادة السرية تؤدي إلى أضرار بدنية، ونفسية، فهي تستنفد قوى البدن، وتسبب الاكتئاب، وتشغل فاعلها عن الواجبات، وقد تقوده إلى ارتكاب الفواحش، فكثير من الرجال يصاب بالضعف الجنسي بسبب هذه العادة ويظهر ذلك جلياً عند الزواج..إلخ. بل إن الكثير ممن اعتادوا ذلك لم يفلحوا في الزواج، فوقع الطلاق…
ومنهم من استمر في هذه الممارسة بعد الزواج وبعد إنجاب الأطفال ولا يزال يبحث عن طريق الخلاص، أما الفتاة فقد تزول (بكارتها) بفعلها كما يقول الأطباء، وإذا كانت تمارس العادة السرية بصورة مستمرة ومتكررة ولمدة طويلة، وتعيش في خيالاتها خاصة، فإن قدرتها على الاستمتاع بعد الزواج يمكن أن تتأثر فلا تشعر بما تشعر به الفتيات اللاتي لا يمارسن تلك العادة ولا يرين متعة فيها، وهذا ما يعرف بالإدمان، وهو من أخطر الأمور. قال الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله: "وما كان مضراً طبياً فهو محظور شرعاً، وهذا محل اتفاق بين الفقهاء" انتهى.
وما أحسن ما أفتى به الشيخ حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية الأسبق حيث قال: "ومن هنا يظهر أن جمهور الأئمة يرون تحريم الاستمناء باليد، ويؤيدهم في ذلك ما فيه من ضرر بالغ بالأعصاب والقوى والعقول، وذلك يوجب التحريم، ومما يساعد على التخلص منها أمور، على رأسها:
1- المبادرة بالزواج عند الإمكان ولو كان بصورة مبسطة لا إسراف فيها ولا تعقيد.
2- وكذلك الاعتدال في الأكل والشرب حتى لا تثور الشهوة، والرسول صلى الله عليه وسلم في هذا المقام أوصى بالصيام في الحديث الصحيح.
3- ومنها البعد عن كل ما يهيج الشهوة كالاستماع إلى الأغاني الماجنة والنظر إلى الصور الخليعة، مما يوجد بكثرة في الأفلام بالذات.
4- توجيه الإحساس بالجمال إلى المجالات المباحة كالرسم للزهور والمناظر الطبيعة غير المثيرة.
5- ومنها تخير الأصدقاء المستقيمين والانشغال بالعبادة عامة، وعدم الاستسلام للأفكار.
6- الاندماج في المجتمع بالأعمال التي تشغله عن التفكير في الجنس.
7- عدم الرفاهية بالملابس الناعمة، والروائح الخاصة التي تفنن فيها من يهمهم إرضاء الغرائز وإثارتها.
8- عدم النوم في فراش وثير يذكر باللقاء الجنسي.
9- البعد عن الاجتماعات المختلطة التي تظهر فيها المفاتن، ولا تراعى الحدود.
وبهذا وأمثاله تعتدل الناحية الجنسية ولا تلجأ إلى هذه العادة التي تضر الجسم والعقل، وتغري بالسوء". انتهى. انظر مجلة الأزهر المجلد الثالث، صفحة 91 عدد شهر محرم 1391هـ
وبناء على ما تقدم فإننا ننصح بعدم الالتفات إلى الأقوال الضعيفة أو المرجوحة التي قد يفهم منها إباحة (العادة السرية) خاصة وأن الجمهور يقول بتحريمها، فالمالكية والشافعية يقولون بتحريمها كما في أضواء البيان (5/525) عند تفسير آية (5_7) من سورة المؤمنون) لـ محمد الأمين الشنقيطي، وأما الأحناف فيقول العلامة الزرقا في بيان مذهبهم: قالوا: "إنها من المحظورات في الأصل، لكنها تباح بشروط ثلاثة: أن لا يكون الرجل متزوجاً، وأن يخشى الوقوع في الزنا -حقيقة- إن لم يفعلها، وألا يكون قصده تحصيل اللذة بل ينوي كسر شدة الشبق الواقع فيه. والحاصل أن القواعد العامة في الشريعة تقضي بحظر هذه العادة لأنها ليست الوسيلة الطبيعة لقضاء الشهوة، بل هي انحراف، وهذا يكفي للحظر والكراهة، وإن لم يدخل في حدود الحرام القطعي كالزنا، ولكن تحكم هنا قاعدة الاضطرار أيضاً من قواعد الشريعة، فإذا خشي الوقوع في محظور أعظم كالزنى أو الاضطرابات النفسية المضرة، فإنها تباح في حدود دفع ذلك على أساس أن الضرورات تقدر بقدرها". إلخ انتهى.
وبناء على ما تقدم من مذهب الحنفية فإنهم لم يبيحوا هذه العادة وإنما إذا اضطر إليها وخشي الوقوع في الزنا فإنه يرتكب أخف الضررين. ثم إن الفاعل إذا كان يقصد بفعله تحصيل اللذة فلا شك أنه يفعل الحرام، وربما كان أكثر من يفعلون العادة السيئة يفعلونها من أجل تحصيل اللذة أو التسلية فهم غير مضطرين إليها…..
أما مذهب الحنابلة فقد نصوا على أن الاستمناء محرم، وأن صاحبه يستحق التعزير، وأنه لا يباح إلا عند الضرورة، وقد سبق بيان حد الضرورة.
بقي أن نقول: إن هذه العادة السيئة تعطي شعوراً خداعاً، وتوقع صاحبها في الأوهام والخيالات، فعليك بمقاومة النفس والتغلب على إغوائها، وننصحك بالتوبة إلى الله بصدق، والالتجاء إليه أن يخلصك من هذه العادة المرذولة، وعليك بالإكثار من تلاوة القرآن والصوم وغيرها من العبادات، مع الالتزام بكل النصائح التسع التي سبق ذكرها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 شعبان 1423(16/1278)
شبهات حول فتوى تحريم الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[يا أخي أنتم تدبجون هنا عدة فتاوى عن العادة السرية وتحريمها وضررها بدون دليل من (السنة) ولا دليل من (الطب) فلا يوجد حديث من السنة بحرمتها ورسول الله صلى الله عليه وسلم لاشك قرر بوحي كريم أن الصوم هو مانع لكن يا أخي ليس هو جامع مانع فمن الناس من يزداد شبقه بالصوم مهما صام فهذه نفوس تختلف كما خلقها الله وقد أقر علماء النفس وأنتم لاتعترفون بهم ولاتحترمون علومهم وهذا مأخذ نأخذه عليكم أقول أقروا أن من شروط الصحة النفسية لمن ليس له أو لها شريك أن تمارس العادة السرية لطرد الشهوة والشبق وإلا فاحتباسها فيه ضرر نفسي واجتماعي علاوة على أنكم قررتم من غير علم ولابرهان أنها تضر بالصحة الجسميةالبدنية وهذا خطأ ولم يثبته أحد والحرمة التي ذكرتموها في بعض الأقوال والمذاهب هي بسبب ظن العلماء بأن ممارسها يوجد لديه البديل ولايستخدمه فالرجاء الوعي وفتح العقل لأسباب تحريم أولئك الفقهاء الأجلاء وقد سألنا عن تحريم السنة لتلك العادة صراحة للشيخ المرحوم بإذن الله ناصر الدين الألباني فأفاد بأنه ليس في السنة تحريم صريح وواضح لذلك وأنكر حديث ناكح يده وكذبه والله تعالى عندما قال فمن ابتغى وراء ذلك فهم العادون نرجح أنه لم يقصد إلا الزنى.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اعتمدنا في القول بتحريم العادة السرية على ما ذهب إليه جمهور أهل العلم من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، وقد استدل هؤلاء العلماء الذين لا يحصون كثرة بقوله تعالى: (والذين هم لفروجهم حافظون*إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين*فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) وقد سار على القول بالتحريم والاستدلال بهذه الآية المباركة جمع من علماء العصر كالشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، والشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله، وغيرهم.
وأما عدم صحة الحديث الوارد فيه، فهذا ما قررناه في الفتوى رقم: 10353 وما نسبته إلينا من أننا لا نعترف بعلماء النفس، ولا نحترم علومهم غير صحيح، فإن علماء النفس قد جاؤوا بأمور نافعة لا حرج في الاستفادة منها في تربية الأبناء، والتعامل مع المدعوين، ومعالجة الأخطاء، وغير ذلك إذا سلم من الحرام الذي عُلم تحريمه من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد خطا المسلمون خطوات جادة لضبط هذا العلم بالضوابط الشرعية، والاستفادة منه.
وأما الضرر الصحي المترتب على هذه العادة السيئة، فقد بيناه في الفتوى رقم: 7170
وهناك دراسة بعنوان (الانتصار على العادة السرية، وسائل عملية للوقاية والعلاج منها، أعدها: رامي عبد الله خالد عبد الخضر) وذكر فيها جملة من الأضرار التي تنشأ عن ممارسة هذا العمل القبيح.
وذكر الدكتور أنور الحمادي في موقعه على الإنترنت أن لهذه العادة أضراراً كثيرة أهمها: الضعف الجنسي، وضعف الغدد التناسلية وسرعة الإنزال وميلان العضو، كما أنها قد تؤدي إلى العقم عند الإسراف في استعمالها.
وهذا ما ذكره بعينه الدكتور محمد حجازي استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية في موقعه على الإنترنت، ويمكنك الاطلاع على ذلك وغيره من خلال البحث المتقدم عن (أضرار العادة السرية) بموقع www.google.com
وما جاء في نهاية كلامك حول قوله تعالى: (هم العادون) وترجيح أن المقصود به الزنى فقط، مخالف لما عليه جمهور أهل العلم كما سبق، وسياق كلامك قد يفهم منه أن هذا الترجيح هو رأي الشيخ الألباني رحمه الله، والواقع أن الشيخ مع عدم تصحيحه للحديث الوارد في المسألة، إلا أنه قائل بتحريم الاستمناء، وإليك نص كلامه، قال رحمه الله: وأما نحن فنرى أن الحق مع الذين حرموه مستدلين بقوله تعالى: (والذين هم لفروجهم حافظون*إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين* فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) ولا نقول بجوازه لمن خاف الوقوع في الزنا، إلا إذا استعمل الطب النبوي وهو قوله صلى الله عليه وسلم للشباب في الحديث المعروف الآمر لهم بالزواج: " فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " ولذلك فإننا ننكر أشد الإنكار على الذين يفتون الشباب بجوازه خشية الزنى، دون أن يأمروهم بهذا الطب النبوي الكريم. انتهى من تمام المنة في التعليق على فقه السنة ص:420
والقول بأن الصوم يزيد الشبق عند بعض الناس هو قول من لم يقدر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قدره، وهو ناتج عن الفهم القاصر لحقيقة الصوم، إذ ليس الصوم مجرد الامتناع عن الطعام والشراب والجماع وإنما هو مع ذلك صوم القلب والعين والفم والآذان، كما قال جابر رضي الله عنه: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك سكينة ووقار يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.
فهذا هو الصوم الذي يهذب النفس، ويكبح جماح الشهوة فيها، ويحسن أن نختم هذا الجواب بنقل كلام العلامة محمد الأمين الشنقيطي في حكم الاستمناء، قال رحمه الله في تفسير الآيات السابقة: (تدل بعمومها على منع الاستمناء باليد المعروف بجلد عميرة، ويقال له: الخضخضة، لأن من تلذذ بيده حتى أنزل منيه بذلك، قد ابتغى وراء ما أحله الله، فهو من العادين بنص هذه الآية الكريمة المذكورة هنا، وفي سورة سأل سائل، وقد ذكر ابن كثير أن الشافعي ومن تبعه استدلوا بهذه الآية على منع الاستمناء باليد، وقال القرطبي قال محمد بن عبد الحكم: سمعت حرملة بن عبد العزيز قال: سألت مالكاً عن الرجل يجلد عميرة؟ فتلا هذه الآية: (والذين هم لفروجهم حافظون) إلى قوله (العادون.)
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: الذي يظهر لي أن استدلال مالك والشافعي وغيرهما من أهل العلم بهذه الآية الكريمة على منع جلد عميرة الذي هو الاستمناء باليد، استدلال صحيح بكتاب الله، يدل عليه ظاهر القرآن، ولم يرد شيء يعارضه من كتاب ولا سنة، وما روي عن الإمام أحمد مع علمه، وجلالته وورعه من إباحة جلد عميرة مستدلاً على ذلك بالقياس قائلاً: هو إخراج فضلة من البدن تدعو الضرورة إلى إخراجها فجاز، قياساً على الفصد والحجامة، كما قال في ذلك بعض الشعراء:
إذا حللت بواد لا أنيس به *فاجلد عميرة لا عار ولا حرج
فهو خلاف الصواب، وإن كان قائله في المنزلة المعروفة التي هو بها، لأنه قياس يخالف ظاهر عموم القرآن، والقياس إن كان كذلك رد بالقادح المسمى: فساد الاعتبار، كما أوضحنا في هذا الكتاب المبارك مراراً، وذكرنا فيه قول صاحب مراقي السعود:
والخلف للنص أو إجماع دعا *فساد الاعتبار كل من وعى
فالله جل وعلا قال: (والذين هم لفروجهم حافظون) ولم يستثن من ذلك ألبتة إلا النوعين المذكورين في قوله تعالى: (إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم) فصرح برفع الملامة في عدم حفظ الفرج عن الزوجة والمملوكة فقط، ثم جاء بصيغة عامة شاملة لغير النوعين المذكورين، دالة على المنع وهي قوله: (فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) وهذا العموم لا شك أنه يتناول بظاهره ناكح يده، وظاهر عموم القرآن لا يجوز العدول عنه، إلا لدليل من كتاب أو سنة يجب الرجوع إليه.
أما القياس المخالف له فهو فاسد الاعتبار كما أوضحنا، والعلم عند الله تعالى. انتهى أضواء البيان 5/525 تفسير سورة المؤمنون.
وقد بينا في الفتوى رقم:
4536 أن مذهب الحنابلة هو تحريم الاستمناء إلا عند الضرورة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 شعبان 1423(16/1279)
غض بصرك ولا حاجة بعد ذلك لاقتراف المعصية
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك شاب يفعل العادة السرية تقريبا كل ثلاث إلى خمس أيام والسبب هو أن نفسه تشتهي إن رأى جسم فتاة شبه عارية في الشارع وأيضا يرى قنوات الغرب كثيرا ولكن المشكلة هو أنه يتمنى كل لحظة أن يتوب ولكن الشيطان يتفوق عليه كثيرا...... / ما حكم الذي يفعل العادة السرية خوفا من الوقوع في الكبائر // وهل يلزم الرقية لهذا الشاب حتى حتى يسلم من هذه العادة الخبيثة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعادة السرية، والنظر إلى النساء في الشارع أو في قنوات الكفار، كل ذلك من المحرمات.
والواجب على هذا الشاب أن يتوب إلى الله تعالى قبل أن يفجأه الأجل، وأن يبتعد عن كل وسيلة تزين له الحرام.
وليس لمن أطلق بصره للنظر فيما حرم الله أن يقول: أفعل العادة السرية لأتجنب الوقوع في الكبائر، بل هذا يقال له أولاً: تجنب النظر المحرم، وستجد أنك في مأمن من الوقوع في الكبائر.
والحاصل أننا نقول لهذا الشاب: اتق الله، وخف عقابه، واعلم أن نعيم الدنيا لا يساوي شيئاً إذا ما قورن بغمسة واحدة في نار جهنم.
وتب إلى الله تعالى، وابحث عن رفقة صالحة تعينك على طاعة الله، وتجنب الخلوة والوحدة.
وراجع ما سبق برقم 1087 7170 5524 9195
ولا حرج في أن يرقي نفسه أو يرقي غيره، وانظر الكلام على الرقية في الفتوى رقم 4310
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شعبان 1423(16/1280)
الاستمناء ... مرتبة حرمته ... وكفارته
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم.
أخي الكريم أنا شاب مبتلى بالاستمناء فماهي نصيحتكم لي؟ وهل هو من الكبائر التي لا تكفر إلا بتوبة، بعبارة أخرى هل تكفرها الصلاة إلى الصلاة، أو الجمعة إلى الجمعة؟
أفيدوني حفظكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاستمناء محرم عند أكثر العلماء، وأجازه البعض للضرورة كمن خشي على نفسه الزنى أو المرض، وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما إنزاله باختياره بأن يستمني بيده فهذا حرام عند أكثر العلماء، وهو إحدى الروايتين عن أحمد بل أظهرها، وفي رواية إنه مكروه.
لكن إن اضطر إليه مثل أن يخاف على نفسه الزنى إن لم يستمن أو يخاف المرض، فهذا فيه قولان مشهوران للعلماء، وقد رخص في هذه الحالة طوائف من السلف والخلف ونهى عنه آخرون. فتاوى شيخ الإسلام 1/61.
ومع كون الاستمناء محرماً إلا فإنه ليس من الكبائر، ولم نر من أهل العلم من عده من الكبائر لا عداً ولا حداً، لكن ينبغي أن تعلم أن الإصرار على الذنب ولو كان صغيراً يرفعه إلى درجة الكبيرة كما قيل: لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار، وفي الحديث: إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه. رواه الطبراني، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
هذا وكل ما لم يبلغ درجة الكبائر والفواحش تكفره الصلوات الخمس كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر. رواه مسلم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 شعبان 1423(16/1281)
الاستمناء ... أضرار دينية وبدنية
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنني صبي أبلغ من العمر 14 عاماً وأمارس العادة السرية ولكنني أريد التوقف عنها فلقد قرأت العديد من الفتاوى الخاصة بهذا الموضوع وحرمتها ولكنني في فتوي من الفتاوى قرأت أن أحد الأئمة أو الشيوخ لا أتذكر بأنه أجازها بثلاثة شروط فهل هذا صحيح وما هي الثلاثة شروط ...
مع العلم بأنني أديت فريضتي العمرة والحج قبل أن اعرف بأن العادة السرية محرمة ... وشكرا........]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان حكم الاستمناء بأدلة مفصلة، وذلك في الفتوى رقم:
2179، فلتراجعها فإن فيها كفاية ومقنعاً بأنه لا يجوز فعله.
بل قد ذكر أهل الاختصاص من الأطباء بأن فيها كثيراً من الأضرار الصحية كالإصابة بالتهابات المسالك البولية، وربما الإصابة بالعقم وغيرها من الأضرار.
فنصيحتنا للابن السائل اجتنابها، والإكثار من الصوم كما ورد في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، رجاء أن يكون من الشباب الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
ومما ينبغي أن يعلمه السائل أن ممارسته للعادة السرية لا تأثير لها في صحة حجه وعمرته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 شعبان 1423(16/1282)
إذا خرج المني فقد وجب الغسل
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال باختصار هل يجب الغسل بالنسبة للعادة السرية أو يمكن الاكتفاء بالوضوء وهل عند رؤية مشهد رومانسي فيخرج سائل مخاطي من الأسفل يوجب الغسل أو الوضوء من جديد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم بيان حكم الاستمناء في فتوى سابقة برقم:
7170 فلترجع إليها.
وأما عن الغسل فإنما يجب الغسل إذا خرج المني، ويعرف المني بعلامات: اللذة عند خروجه أو التدفق أو أن يكون ريحه كريح طلع النخل أو كريح بياض البيض جافاً، فإن فقدت هذه الصفات فليس منياً ولا يوجب الغسل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 رجب 1423(16/1283)
زوجته تمارس العادة السرية ماذا يفعل؟
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد اكتشفت أن زوجتي تمارس العادة السرية بكثرة فماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم الكلام عن العادة السرية في الفتوى رقم:
7170، والفتوى رقم:
5524.
وعلى الأخ السائل أن ينظر في السبب الذي أدى بزوجته إلى ذلك فقد يكون هو السبب، حيث إن بعض الأزواج لا يهتم بإشباع رغبة زوجته فيما يتعلق بالمعاشرة فتلجأ إلى العادة السرية، بل وتلجأ بعضهن إلى ما هو أشنع.
فالحل أن تجتهد في تلبية رغبة زوجتك في هذا الجانب، ويمكنك أن تعطيها بعض الأشرطة أو الكتيبات أو الفتاوى التي تتحدث عن العادة السرية وحكمها وأضرارها، وراجع الفتوى رقم:
14921، والفتوى رقم: 13194، نسأل الله أن يصلح أحوال الجميع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رجب 1423(16/1284)
العادة السرية أم اقتراف الفاحشة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شخص متزوج وسوف أذهب للدراسة في الخارج ولن أستطيع أن آخذ زوجتي في الفصل الدراسي الأول وبما أن الجامعة مختلطة والفتن كثيرة هل يجوز لي أن استخدم العادة السرية بعد نفاذ صبري أفيدوني وانصحوا لي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأذكرك أخي السائل بقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً [الطلاق:2] .
فقدم دائماً تقوى الله وطاعته وستجد يقيناً أن الله معك يؤيدك ويسددك ويعصمك، وأهم ما نوصيك به استشعار مراقبة الله لك واطلاعه عليك، ثم غض البصر، فأنت إذا حافظت على غض البصر فلن تضطر أبداً -إن شاء الله- إلى العادة السرية، لأن الله يقول: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] .
واعلم أن العادة السرية محرمة، ولا يسوغ لك فعلها، ومن وصل به الأمر إلى حال تجعله إما أن يزني وأما أن يفعل العادة السرية فليرتكب حينئذ أخف الضررين، مع علمه بأنه آثم، وراجع لزاماً الفتاوى التالية أرقامها:
2720
4033
7170
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 رجب 1423(16/1285)
الصوم وجاء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا سيدة أرملة توفي زوجي قبل قرابة السنة ولدي طفلان وأنا مازلت صغيرة وأعيش في دولة أجنبية وقد قرأت في صفحة الفتاوى أنه لا يجوز وحرام العادة السرية وأنا سيدة حاجة والحمد لله لكن ماذا أفعل اشتاق لزوجي جداً عاطفيا وكل يوم أقرا القرآن الكريم ليلا حتى أصبر على ما أنا عليه لكن لا أستطيع فبدأت أزاول العادة السرية حتى تهدأ شهوتي قليلا وعصبيتي خصوصا أنني هنا مع أولادي والمسؤلية كبيرة علي وبعيدة جداً عن الأهل ولا أستطيع الوصول إليهم وبالعكس والمغريات كثيرة هنا لكني أخاف الله فلذلك اتجهت إلى ذلك وعندما لا أعمل احتلم وأنا نائمة فأنا ابتليت بأنني امرأة ذات شهوة عالية ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم بيان حكم الاستمناء المعروف بـ العادة السرية في فتوى سابقة برقم:
7170، والفتوى رقم:
5524 فليرجع إليهما.
وننصح الأخت بالإكثار من الصيام، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
وفي الفتويين المشار إليهما جملة من التدابير التي ينبغي أن تتخذ لحفظ الإنسان نفسه من آفة الاستمناء.
وننبه الأخت السائلة إلى أن الإقامة في بلاد الكفار حرام إلا لضرورة وقد بينا ذلك في الفتوى رقم:
714 فارجعي إليها.
فعلى الأخت أن ترجع إلى بلدها، ولعل رجوعها إلى بلدها وأهلها يكون بداية فرج لما تعانيه، فربما رزقها الله زوجاً، وأقل ما في الأمر أن تأمن على نفسها الفتنة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 رجب 1423(16/1286)
الاستمناء محرم من طريق دون آخر
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شخص أصبت منذ حولي سنتين بضعف جنسي وعندي مشكلة في الانتصاب وأنا متزوج والحمد لله ولدي خمسة أطفال سؤالي هو لا أستطيع معاشرة زوجتي على مايرام ما حكم إخراج المني مني باستعمال اليد علماً بأني أستعمل طرقا مع زوجتي ولا أدري هذه الطرق شرعية أم لا ومن هذه الطرق أن أحاول أن أمص فرجها من أجل إخراج شهيتها وهذا محيرني كثيرا وكتمته كثيرا حتى وجدت شبكتكم الكريمة جزاكم الله ألف ألف ألف خير افيدوني أفادكم الله خيراً.....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك العافية والشفاء، وننصحك بأن تعرض نفسك على طبيب متخصص، وعليك بالحبة السوداء والعسل، ولا تنس المحافظة على الأذكار وقراءة القرآن والأدعية.
أما بالنسبة لسؤالك، فإن كان المقصود أنك تخرج المني بيدك أنت فهذا هو الاستمناء، وهو حرام. وقد تقدمت التفاصيل عنه في الفتوى رقم:
7170.
وإذا كان المقصود هو أن تخرجه بيد زوجتك فليس عليك في ذلك شيء. وراجع الفتوى رقم:
3907.
أما بالنسبة لباقي سؤالك فقد تقدم الجواب عنه في الفتاوى التالية أرقامها:
20029
20496
20685
21682.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 رجب 1423(16/1287)
لا ينطبق عليها حكم الكبيرة، ولكن....
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
هل ممارسة العادة السرية من الكبائر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فممارسة العادة السرية أمر محرم، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 7170.
وأما كون ذلك من الكبائر أو الصغائر، فإنا لم نقف على من عد هذا العمل من الكبائر، ولا ينطبق عليه ما ذكره العلماء في ضابط الكبيرة من ورود اللعن فيها أو التوعد بالنار، وغير ذلك.
لكن قد قرر جماعة من أهل العلم أن الصغيرة تصبح كبيرة مع الإصرار، كما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما: لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار. رواه البيهقي وغيره.
وقال بعض السلف: لا تنظر إلى صغر الذنب، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت.
والذنوب إذا تكررت واجتمعت نتج عنها الران الذي يعلو القلب، كما قال سبحانه وتعالى: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [المطففين:14] .
وروى الترمذي وابن ماجه بسند حسن: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكره الله (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) ".
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رجب 1423(16/1288)
معنى (العادة السرية) لغة وشرعا
[السُّؤَالُ]
ـ[ما المقصود بالعادة السرية وما أضرارها بالنسبة للفتاة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلفظ العادة السرية لفظ أحدثه الناس ليطلقوه على ما يسمى عند العلماء بالاستمناء، والاستمناء لغة معناه: طلب خروج المني.
وأما في اصطلاح علماء الشريعة فمعناه: إخراج المني بغير جماع أو مباشرة من الزوج لزوجته أو العكس.
وقد تقدم في أجوبة سابقة بيان حكم الاستمناء وأضراره فليراجع منها الفتوى رقم:
5524 والفتوى رقم:
7170.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 رجب 1423(16/1289)
أهم ما يعين على اجتناب العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب ملتزم ولله الحمد ولكن أعاني من بعض المشاكل فأنا أعاني من ممارسة العادة السرية ولا أستطيع أقول لأبي يا أبي لا أستطيع وهو دائما يوبخني ويقول إيش من التزام هذا حتى أنا يا شيخ ما أدري لماذا ويعلم الله أنني أتألم لهذا؟ أفتوني جزاكم الله خيراً في أقرب فرصة]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعادة السرية، فعل مستقبح شرعاً وطبعاً، ولذلك نص العلماء على تحريمه لما فيه من الإضرار بالدين والبدن معاً، ومن ذلك الإخلال بطبيعة العلاقة الجنسية بين الرجل وزوجته، حيث لاحظ الباحثون أن المعتاد على هذا الفعل، يفشل بعد الزواج في إتمامه على الوجه الصحيح المشروع، وقد أثبت الأطباء أن العادة السرية تضر بالبدن إضراراً بالغاً، وتؤثر على التفكير، وتكدر صفاء الذهن، فضلا عن أنها تضيع الوقت فيما لا فائدة فيه، بل بما فيه ضرر كبير، وقد سبق بيان شيء من ذلك في الفتوى رقم:
5524 والفتوى رقم:
20005 والفتوى رقم: 4033.
ومما لا شك فيه أن لكل داء دواء، علمه من علمه وجهله من جهله، لكن يختلف الناس في سرعة الوصول إليه بحسب جدهم في البحث عنه، وصدقهم في الطلب له، ومن أهم ما يعين على التخلص من هذه العادة القبيحة:
1- المسارعة بالزواج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
2- من لم يستطع الزواج فعليه أن يُكثر من الصوم، فإنه له وجاء، كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3- السعي إلى طلب العلم النافع الذي يثمر العمل الصالح.
4- اختيار الصحبة الصالحة التي تقضي معها وقتك، وينقطع فيها إمداد الشيطان لك بالحض على فعل المعاصي.
5- تذكر عقاب الله تعالى، واستشعار نظره إليك ساعة فعل المعصية.
6- تجديد التوبة لحظة بعد أخرى، والتوبة لا تتم إلا بترك الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إليه إبداً.
وراجع في علاج العادة السرية الفتوى رقم:
9195 والفتوى رقم:
1968.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رجب 1423(16/1290)
استمناء المتزوج أشد قبحا
[السُّؤَالُ]
ـ[شخص متزوج ويمارس العادة السرية والعياذ بالله يمارس المداعبة مع الذكور - ولكن قلبه طيب - لا يترك فرضا- يبر بالوالدين - يحسن التعامل مع الناس كبيراً أو صغيراً ويتبع الأعمال الخير في السنة والقرآن فما الحكم في ذلك إن الله غفور رحيم ولوكان عملك مثل زبد البحر]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ممارسة العادة السرية حرام، ويكون الأمر أشد وأقبح عندما يمارسها شخص متزوج، وملتزم بتعاليم دينه من بر والدين، وحسن معاملة.
وندعو هذا الأخ الكريم إلى الاطلاع على الفتوى رقم:
7170 ليجد التفاصيل والأدلة والتوجيهات.
ولكن لم نستوعب قصد السائل بمداعبة الذكور هل يقصد بذلك التحرش الجنسي؟ فإذا كان الأمر كذلك فهذه أكبر من أختها، ولمعرفة حكم ذلك، وما يترتب عليه وأدلته نرجو الاطلاع على الفتوى رقم:
1869.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 جمادي الثانية 1423(16/1291)
حكم الاستمناء لأجل غض البصر
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمةالله ... ... ... ...
سؤالي هو عن الاستمناء فقد ذكرتم في فتاواكم أن الاستمناء إذا كان خشية من الزنا فهو حلال فما قولكم في من يمارس تلك العادة خوفا من النظر المحرم فالمشاهد المثيرة موجودة حتى في بلاد المسلمين وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان تحريم الاستمناء في فتاوى عدة، ولعل السائل اطلع على شيء منها، وانظر على سبيل المثال الفتوى رقم: 5524 والفتوى رقم: 7170.
وليس فيها إباحة الاستمناء عند خشية الزنا، وإنما قررنا أن من هاجت شهوته وعالجها بالدعاء، وغض البصر، والرياضة التي تخفف حدة الشهوة، ولم يستطع إخمادها، وتحقق له في لحظة أنه إما أن يزني، وإما أن يستمني، فإنه ولا شك ولهذه الضرورة، ولهذه الشروط يرتكب أخف المفسدتين "الاستمناء" مع علمه أنه يأثم بهذا الفعل، وعليه التوبة والاستغفار وكثرة الدعاء، وانظر الفتوى رقم:
2720.
وبهذا تعلم أن الاستمناء لا يجوز لأجل الامتناع من النظر المحرم، بل يحرم الاستمناء كما يحرم النظر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 جمادي الثانية 1423(16/1292)
الأدلة على حكم العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[ماهو حكم الاستمناء وهل يوجد حديث صحيح يدل على حرمة الاستمناء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن حكم الاستمناء هو عدم الجواز، وذلك لقوله تعالى في وصف عباده المؤمنين الذي يستحقون الفلاح: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ............ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المؤمنون:1-7] .
وقد استدل العلماء بهذه الآية على تحريم ما يسمى بالعادة السرية أو الاستمناء، وقالوا: إن من فعل ذلك فقد فعل الاعتداء المذكور في الآية.
والنبي صلى الله عليه وسلم أرشد الشباب فقال لهم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. رواه البخاري.
فعلم بهذا أن الاستمناء محرم وأنه ليس من وسائل تصريف الشهوة التي أرشدنا إليها القرآن والسنة، وذلك لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى. فقد علم الناس أن للاستمناء أضراراً كثيرة على الجسم، وعلى التفكير.
وفيما يخص وجود حديث صحيح في التحريم فإننا لم نطلع على أصل خاص له، ولكن تحريمه مستنبط من قوله تعالى: فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المؤمنون:7] .
ولتفاصيل ذلك وأدلته يرجى الاطلاع على الفتوى رقم:
7170 والفتوى رقم:
1087.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 جمادي الثانية 1423(16/1293)
حكم تناول أدوية لتخفيف الشبق
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم اللة الرحمن الرحيم
أنا شاب أبلغ من العمر 23 عاما ومع الأسف لا أزال أمارس العادة السرية بشكل يومي تقريبا حاولت كثيرا أن أمتنع عن هذا الوباء ولكني فشلت وفشلت كثيرا
أرجوكم أن ترشدوني بعلاج طبي
قرأت في موقعكم منذ حوالي شهرين علاجا عن طريق حبوب مهدئة جنسيا
هل هي مجدية وهل لا تؤثر مستقبلا على القدرة الجنسية أو لها أعراض جانبية
أرجوكم أفيدوني جزاكم الله كل الخير
مع إعطائي اسم هذا المهدىء
مع الشكر]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعادة السرية محرمة شرعاً كما هو مبين في الجواب رقم 7170 والجواب، رقم 1087 وبالإضافة إلى ذلك فإن لها مضار عديدة جسدية ونفسية ذكرها الأطباء.
ولا مانع شرعاً في أن يستعين من اشتدت شهوته وخاف الوقوع في الحرام بشيء من الأدوية والأغذية والأعشاب ليحد من شهوته؛ لكن بشرط ألا يكون لتلك المواد تأثير على صحته بوجه عام، وعلى خصوبة الإنجاب بوجه خاص.
ولمعرفة أنواع هذه الأدوية وأضرارها يرجع إلى الأطباء المختصين في ذلك الموثوق بصلاحهم وتقواهم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 جمادي الثانية 1423(16/1294)
جزاء مقترف العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو جزاء الشاب المداوم على فعل العادة السرية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحكم الاستمناء قد سبق أن بيناه في أجوبة سابقة فلتراجع الفتوى رقم:
7170 والفتوى رقم:
1087.
ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعيد معين وجزاء مسمى على هذه الفعلة، وهذا لا يعني أنه ليس هناك جزاء.
وما يروى من لعن فاعل هذا الفعل ضعيف بينا ضعفه في فتوى سابقة برقم:
10353.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 جمادي الثانية 1423(16/1295)
معنى العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ما هو المعنى الموضح للعادة السرية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعادة السرية مصطلح أطلق على ما يعرف عند العلماء بالاستمناء، وهو استدعاء الشهوة وذلك بالعبث بالفرج، إما باليد أو ببعض الجسد أو بأي حائل خارج عنه، ويستوي في ذلك الرجل والمرأة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 جمادي الثانية 1423(16/1296)
تحرم العادة السرية بأي وضعية كانت
[السُّؤَالُ]
ـ[ما رأيكم فيمن تقوم بسد حاجتها العاطفية والجنسية عن طريق الاستلقاء على البطن وعمل بعض الحركات التي تثير غرائزها.. هل هذا محرم أم لا وما الحل المناسب لهذه المشكلة؟
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما تقوم به هذه المرأة هو ما يعرف بالعادة السرية ومقدماتها، سواء كان ذلك باليد أو بالاستلقاء على البطن والاحتكاك بالفراش، والعادة السرية محرمة شرعاً، لأنها من الاعتداء المذكور في قوله سبحانه: فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المؤمنون:7] فعليك أن تتقي الله تعالى وتتوبي إليه من كل ذلك، وراجعي الجواب رقم:
5524
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 جمادي الثانية 1423(16/1297)
العادة السرية.. بين عرام الشهوة وحكم الشرع
[السُّؤَالُ]
ـ[المطلقة يجب أن تصون نفسها عن الحرام هل التفكير بالجنس يعتبر إثما بالنسبة لها؟ هل العادة السرية في حالتها حرام؟ هل نزول سائل بدون القيام بالعادة السرية يعتبر نجساً ويحتاج للغسل؟
أرجو تقديم النصح لهذه الحالة.
وجزاكم الله كل الخير عني.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنقول للأخت السائلة -حفظها الله-: إن التفكير في أمور المعاشرة، وإن لم يكن إثما إلا أنه لا فائدة لها فيه، ولا يزيدها إلا إرهاقاً وعنتاً، وخير لها أن تصرف تفكيرها وهمها إلى ما ينفعها في دينها ودنياها إلى أن ييسر الله لها زوجاً يعفها، وننصح الأخت الكريمة بالصوم، فإنه يضعف الشهوة.
أما العادة السرية، فهي حرام على المطلقة وغيرها إلا عند الضرورة، كخوف الوقوع في الزنا، وفي هذا يقول العلماء كما في كشاف القناع: ومن استمنى بيده خوفاً من الزنى أو خوفاً على دينه فلا شيء عليه، وهذا إذا لم يقدر على النكاح، فإن قدر على النكاح ولو لأمة حرم وعزر، لأنه معصية. 4/75.
وجاء في رد المختار: الاستمناء حرام إذا كان لاستحلاب شهوة، أما إذا غلبته الشهوة وليس له زوجة ولا أمة، ففعل ذلك لتسكينها، فالرجاء أنه لا وبال عليه. 4/27.
وحكم المرأة هنا كحكم الرجل، وإذا قلنا بجواز ذلك للضرورة، فإن الضرورة تقدر بقدرها، فيحرم التوسع في ذلك.
أما السؤال عن السائل الذي ينزل بدون القيام بالعادة السرية، فإن كان النازل منياً، ففيه الغسل والراجح أنه طاهر.
وإن كان مذياً، ففيه الوضوء وغسل الفرج منه وهو نجس، فيغسل ما مسه.
وراجعي الفتوى رقم: 5524.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 جمادي الثانية 1423(16/1298)
مذهب الإمام أحمد منع الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم،
السلام عليكم ورحمة الله،
وبعد أود أن أسأل حضرتكم عن حكم الاستمناء في الشرع مع العلم أني قرأت أن الإمام أحمد لورعه يجوزه والله ربنا أعلم، هذا من الناحية الشرعية وإن كانت لديكم فوائد من الناحية العلمية والأضرار الصحية المترتبة عنه، أفيدوني أفادكم الله، وأعلمكم أني عزمت التوبة عنه غير أني أحس بالندم لما فاتني
وجزاكم الله خيرا.. أخوكم في الله لا تنسوه من دعائكم..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الاستمناء أو ما يسمى بالعادة السرية لا يجوز شرعاً، دل القرآن الكريم على تحريمه، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المعارج:29-30-31] .
وقال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود.
وبالقرآن الكريم والسنة المطهرة استدل العلماء على تحريم الاستمناء فيجب على المسلم حفظ فرجه.... ولا سبيل لتصريف الشهوة إلا بالزواج، وهذا ما أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن أراد غير ذلك كان معتدياً كما في الآية الكريمة، ولا كلام لأحد بعد كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وكل يؤخذ من قوله ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم.
وننبهك إلى أن مذهب الإمام أحمد هو منع الاستمناء وأنهم يعزِّرون من فعله مما يدل على أنهم يشددون فيه.
وعليك أن تعلم أن الاستمناء له أضرار كثيرة منها ما هو نفسي ومنها ما هو بدني، فقد قرر الأطباء أن الاستمناء يؤدي إلى ضعف البدن ويسبب الاكتئاب، ويشغل صاحبه عن أداء الواجبات ويؤدي إلى الضعف الجنسي وإلى الإدمان عليه حتى ولو تزوج صاحبه، وإذا كنت عزمت على التوبة فلماذا لا تنفذها فوراً فإن التوبة واجبة على الفور ولا يجوز للمسلم تأخيرها والتسويف بها، فإن ذلك من معوقات الشيطان ووساوسه، قال تعالى: وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الحجرات:11] .
نسأل الله لنا ولك الصدق في القول والثبات في العمل، وراجع الفتوى رقم:
7170 الفتوى رقم:
12596.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الأولى 1423(16/1299)
إخراج المني باليد أو التخيل لا يجوز
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم.
ماهو حكم إخراج المني عن طريق اليد والتخيل؟
وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال الله تبارك وتعالى في وصف عباده المؤمنين الذين ضمن لهم الفلاح: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) [المؤمنون:5-7] .
فالاستمناء باليد أو التخيل من الاعتداء المذكور في الآية الكريمة، فيجب حفظ الفرج من ذلك كله.
والشارع الحكيم لم يحرم شيئاً إلا لحكمة، فهذا النوع من تصريف الشهوة له أضرار خطيرة منها ما هو مادي محسوس، ومنها ما هو معنوي، فربما يؤدي بصاحبه إلى الوسواس والعياذ بالله، أو غير ذلك من الأمراض.
وقد أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى العلاج الناجع، وهو الزواج، فإذا لم تستطع الزواج، فعليك بالصوم والصبر.
فقد جاء في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء".
والحاصل أن إخراج المني باليد أو التخيل لا يجوز شرعاً، وننصح السائل الكريم بالابتعاد عنها، وعلاجها بالوسائل الشرعية بالصبر والصوم والزواج.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 جمادي الأولى 1423(16/1300)
حكم امتناع الزوجة عن الفراش لفعله العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
مشكلتي هي مع زوجي ... فهو عفواً، يجامعني في الشهر مرة ... وأنا لم أبال بذلك ... ولكن المشكله أنني اكتشفت أنه يمارس العادة السرية أو يرى صوراً ثم ينزل ... فأنا الآن لا أطيقه ولا أطيق النوم معه وفي المقابل لا أستطيع طلب الطلاق ... فسؤالي هو كيف أتصرف مع هذه المشكلة؟ وهل يجوز لي أن أرفض الجماع إذا طلبه مني؟ مع العلم أن عندنا ولداً.... أفيدوني أفادكم الله فأنا في حيرة وتعب نفسي وهو لا يريد أن يريحني بقول الحقيقه.. ولكم جزيل الشكر]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم حكم العادة السرية في الفتوى رقم:
1087 والفتوى رقم:
7170.
وتقدم حكم النظر إلى الصور المحرمة في الفتوى رقم:
3605 والفتوى رقم:
1256.
والذي ننصحك به أن تجتهدي في إرشاد زوجك وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر بالرفق واللين وبالتي هي أحسن، وحاولي أن تعطيه بعض الكتيبات، والأشرطة التي تتحدث عن هذه المواضيع، كما يمكنك إطلاعه على الفتاوى المشار إليها.
ولا تنسي أولاً وآخراً أن تجتهدي في التضرع واللجوء إلى الله بأن يهديه ويصرفه عما يفعل.
أما امتناعك عن الفراش لأجل ذلك فإنه لا يجوز، بل أن ذلك مدعاة له إلى مواصلة ما هو فيه.
وفي الختام نقول لك: اجتهدي في اتخاذ الأسباب التي تجذبه إليك من التجمل والتزين والتطيب وكلمات الغزل والغرام ونحو ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 جمادي الأولى 1423(16/1301)
[السُّؤَالُ]
ـ[]ـ
[الفَتْوَى]
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 جمادي الأولى 1423(16/1302)
علاج حالتك: الصبر أو طلب الطلاق
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة متزوجة ولكن زوجي أصبح يعاني من ضعف جنسي ولا يريد العلاج فلجأت إلى العادة السرية فما حكم ذلك؟ وماذا يجب أن أفعل؟ علماً بأني لا أستطيع الانفصال لأني أحبه.
جازاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب عليك ترك ممارسة العادة السرية فوراً، والعزم على عدم العودة إليها، والندم على ما فات من فعلها، لأنها محرمة، ثم أنت بالخيار بين أمرين:
أولهما: أن تصبري وترضي بما عليه زوجك مع نصيحته بأخذ العلاج.
والثاني: أن تطلبي منه الطلاق، فإن لم يفعل، فلك رفع أمرك للقضاء الشرعي ليفصل في هذا الأمر.
وأما ممارسة العادة السرية فحرام على كل حال، فإذا قررت البقاء معه وثارت شهوتك، فعليك بالصيام، وراجعي الفتوى رقم: 5524، والفتوى رقم: 910.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 جمادي الأولى 1423(16/1303)
العادة السرية كبيرة باعتبار آخر
[السُّؤَالُ]
ـ[هل تعتبر العادة السرية معصية كبيرة أو من صغار المعاصي وهل تكتب لك معصية إذا اضطررت لفعلها خصوصا وأنا شاب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعادة السرية محرمة وقد فصلنا القول بذلك في الفتوى رقم:
7170.
وأضبط تعريف وقفنا عليه للصغيرة من المعاصي: هي أنها كل ذنب ليس فيه حد في الدنيا ولا وعيد في الآخرة بنار أو غضب أو لعن.
والعادة السرية إن لم تدخل في الكبائر من الذنوب لكنها كبيرة باعتبار اشتمالها على مخالفة أمر الله تعالى.
قال القرافي في الفروق: لا خلاف بين العلماء أن كل ذنب باعتبار اشتماله على مخالفة الله كبيرة، لأن مخالفة الله تعالى على الإطلاق أمر كبير.
والتهاون في الصغائر ينافي إجلال الله سبحانه وتعظيم حدوده.. مع العلم أن من الذنوب الصغائر ما قد يلحقه من المفاسد ما يجعلها كبيرة.
قال العز بن عبد السلام في قواعد الأحكام: إذا أردت معرفة الفرق بين الصغائر والكبائر فاعرض مفسدة الذنب على مفاسد الكبائر المنصوص عليها، فإن نقصت عن أقل مفاسد الكبائر فهي من الصغائر، وإن ساوت أدنى مفاسد الكبائر أو أربت عليها فهي من الكبائر.
ولا يخفى عليك المفاسد المترتبة على هذه العادة، كما أن الاصرار على المعصية يعد كبيرة، فقد نص العلماء أنه لا صغيرة مع إصرار، وحد الإصرار الذي يجعل الصغيرة كبيرة ما قاله العز بن عبد السلام: إذا تكررت منه الصغيرة تكراراً يشعر بقلة مبالاته بدينه إشعار ارتكاب الكبيرة بذلك ردت شهادته وروايته بذلك. . انتهى
فلا يجوز لك التهاون -يا أخي الكريم- بهذا الذنب ولا بغيره فهذا ليس من شأن المؤمنين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 جمادي الأولى 1423(16/1304)
حقيقة زنا اليد
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو زنا اليد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: واليد تزني وزناها اللمس.
وهذا يشمل الاستمناء ومصافحة النساء غير المحارم ونحو ذلك. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم:
7170.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الأولى 1423(16/1305)
الفعلة هذه أقبح وأشنع من العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي بارك الله فيكم هو إذا مارس الرجل العادة السرية مع رجل آخر أي يمارسون لبعضهم هذه العادة السرية السيئة وأعلم أنها حرام ولقد تبت عنها فهل تقبل توبتي؟ وكيف تكون توبتي لتقبل؟ وكيف أعلم أن الله قد قبل توبتي؟ وهل يسمى ما فعلت لواطاً أم لا؟ مع العلم أنه يلمس ذكري بيده فقط.
والسلام عليكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم حكم العادة السرية في الفتوى رقم: 7170
وما ذكره السائل أشنع وأقبح من مجرد العادة السرية، وقد يفضي بصاحبه إلى ممارسة اللواط والعياذ بالله.
وعلى العموم، فإن الواجب على من فعل ذلك هو التوبة والندم والاستغفار ومن تاب تاب الله عليه مهما كان ذنبه، قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53] .
وأما سؤالك كيف تكون التوبة مقبولة، فجوابه: أن التوبة المقبولة هي التوبة الصادقة التي توفرت فيها الشروط، وشروط التوبة هي:
- الإخلاص.
- والإقلاع عن الذنب.
- الندم على ما فات.
- العزم على عدم العودة.
- وأن تكون قبل الغرغرة.
- وأن تكون قبل طلوع الشمس من مغربها.
وأما عن علامات قبول الله لتوبة العبد فراجع الفتوى رقم: 5646.
وأما سؤالك هل ما فعلت يسمى لواطاً، فإنه ليس بلواط لكنه فعل شنيع، وهو ذريعة إلى اللواط.
نسأل الله لنا ولك الهداية والثبات، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الأولى 1423(16/1306)
المصر على الاستمناء فاسق
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم من يقوم بالعادة السرية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحكم العادة السرية سبق الكلام عنه في الفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 1087.
أما فاعل ذلك، فهو مرتكب لمحرم من المحرمات، ولا يكون فاسقًا إلا إن أصر على ذلك، لأن الفاسق هو من ارتكب كبيرة، أو أصر وداوم على فعل صغيرة، وهذا التقسيم هو الذي ذكره أهل العلم كالشربيني في مغني المحتاج، وابن حجر الهيتمي في الزواجر وغيرهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ربيع الثاني 1423(16/1307)
خطأ جر إلى ذنب
[السُّؤَالُ]
ـ[عندما كنت في المرحلة الإعدادية كنت أقصر في أدائي في الامتحانات فذهبت إلى أحد المعاهد فتعرفت على فتاة وكانت غاية في الجمال وكانت تغريني ببعض الكلمات والحركات التي تفعلها بجسدها وفي اليوم الأخير من المعهد قالت لي أنت جميل وقامت ببعض الحركات بجسدها فأثارت غريزتي الجنسية وبعدها ذهبت إلى المنزل وذهبت إلى الحمام وفعلت العادة السرية. فهل علي إثم أم لا؟ مع جزيل الشكل
هذه أول رسالة لي. أرجو إلا تخيبوا أملي فيكم ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتعرفك على هذه الفتاة المفتنة بجمالها والاستماع إلى حديثها والنظر إلى حركاتها ومفاتنها خطأ وذنب جرك إلى الوقوع في ذنب آخر وهو ممارسة العادة السرية، والواجب عليك التوبة والاستغفار من الذنبين معاً والندم على فعلهما والعزم على عدم العودة إليهما ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم:
1087 والفتوى رقم:
17642 ونسأل الله تعالى أن يطهر قلبك ويحصن فرجك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ربيع الثاني 1423(16/1308)
هل يرخص لمن لم تتزوج فعل العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل ممارسة العادة السرية للفتاة التي تخطت سن الزواج والتي تخاف على نفسها من الوقوع في حرام أكبر كالزنا حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتأخر الفتاة عن الزواج لا يسوغ لها فعل العادة السرية لحرمتها، ولما يترتب عليها من أضرار في نفسها ودينها. وانظري الجواب رقم:
910 وعليك بدفع غوائل الشهوة بالطرق المشروعة المبينة في الجواب رقم:
5524.
وعليك أن تسعي مع أهلك ومعارفك في البحث عن من تتزوجين به. ولا حرج في أن تبحث المرأة عن زوج صالح يعفها وتجتمع معه على شرع الله ودينه، كما هو مبين في الجواب رقم:
7682.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ربيع الثاني 1423(16/1309)
لا يشترط في حظر الاستمناء خروج المني
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز فعل العادة السرية بدون إخراج مني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما يسمى بالعادة السرية من الاعتداء الذي حرمه الله تعالى، والدليل على ذلك أن القرآن الكريم حصر وسائل إشباع الرغبة الجنسية في أمرين اثنين فقط، وجعل ما سواهما اعتداء، فقال الله جل من قائل (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) [المؤمنون:5-7] .
ولا يشترط في منع الاستمناء خروج المني، بل طلب ذلك والسعي فيه محرم، وإن لم يخرج مني.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 صفر 1423(16/1310)
الحل يكمن في بقاء زوجك عندك لا فيما تفعلين
[السُّؤَالُ]
ـ[لست ممن يمارسون العادة السرية ولكني بدأت حياتي الزوجية منذ فترة قريبة وزوجي يغيب عني فترات طويلة لا أحتملها أظل أتذكر زوجي كثيراً وأحسست بالرغبة الشديدة مما دفعني إلى العادة السرية وأنا أتذكر زوجي.
في هذه الحالة هل يجوز لي ذلك مع العلم أنني فقط أمارسها عندما أرغب بزوجي ولا أجده لفترة لا أحتملها؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعادة السرية محرمة، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 1087، والفتوى رقم: 5524.
وإذا كنت لا تستطيعين الصبر على غياب زوجك عنك، فلك الحق في مطالبته بالبقاء عندك أو ألا يغيب عنك أكثر من ستة أشهر إلا بموافقتك.
ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 10254.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 صفر 1423(16/1311)
لا يحكم بالبلوغ إلا بوجود علاماته
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم فتى لم يبلغ قام بالاستمناء
وهل يعتبر بالغاً مكلفاً بعد هذا الاستمناء]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يعتبر الذكر بالغاً بمجرد قيامه بفعل الاستمناء، بل لابد من وجود علامة من علامات البلوغ المذكورة عند أهل العلم، ولمعرفة علامات البلوغ انظر الجواب رقم:
10024
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 صفر 1423(16/1312)
حديث المذي لا يدل على إباحة العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل سأله عن المذي: "يغسل ذكره ويتوضأ" هل معنى ذلك أن العادة السرية مباحة اعتمادا على هذا الحديث الشريف؟ وما حكم من حاول الانقطاع عن العادة السرية ولكنه لم يستطع؟
جازاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلعل السائل يشير إلى الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن المقداد بن الأسود أن علياً رضي الله عنه قال: كنت رجلاً مذاءً، فاستحييت أن أسال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته مني، فأمرت المقداد فسأله فقال: "يغسل ذكره ويتوضأ" وهذا الحديث ليس فيه دلالة على إباحة الاستمناء لا من قريب، ولا من بعيد، وحاشا الصحابة أن يفعلوا ذلك، وهم الذين أنعم الله عليهم برضوانه، وغرس في قلوبهم خشيته ومحبته، وكيف والسائل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الموصوف بأنه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، وهو إضافة إلى ذلك متزوج بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من خير نساء العالمين.
والذي ورد ذكره في الحديث المذي لا المني، والمذي هو الذي يخرج عند مداعبة الرجل أهله، وقد يخرج لغير ذلك، فإن كان سبب خروجه تعمد النظر الحرام، ففاعل ذلك آثم مخالف لقوله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور:30] .
أما حكم الاستمناء وكيفية التخلص منه، فسبق في الفتوى رقم: 7170.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو القعدة 1422(16/1313)
أفضل طريقة للوقاية من العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أرشدوني إلى طريقة تذهب عني هذه الحالة، هي العادة السرية ولا أقدر أن أوقفها وكل يوم أعمل هذه العادة مرتين، وغير ذلك أني إذا رأيت أي رجل اشتهيت فيه؟ فأرشدوني إلى طريقة أنتهي من هذه العادة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من أفضل وسيلة تردع الإنسان عن الوقوع في المعاصي هي تذكر عاقبة العصاة، وما أعد الله لهم من الوعيد، واستحضار مراقبة الله تعالى، وأنه مطلع على الإنسان، ويعلم ما توسوس به نفسه، يستوي عند سره وعلانيته.
وبخصوص العادة السرية ونحوها فأفضل طريق للوقاية منها مع ما ذكر هو الأخذ بتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أحصن للفرج وأغض للبصر، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" رواه البخاري ومسلم.
والإنسان إذا امتثل أمر الله تعالى وأخذ بالأسباب الواقية، فالله تبارك وتعالى يعينه ويهديه للطريق المستقيم، كما قال: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) [العنكبوت:69] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شوال 1422(16/1314)
حارب خواطر الشهوة قبل أن تصبح سلوكا
[السُّؤَالُ]
ـ[1-بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الأفاضل إني أحبكم في الله وجزاكم الله خير الجزاء على ما تقدمون من خدمة للمسلمين وبعد فإني شاب في الرابعة والعشرين من عمري أريد الزواج ويعلم الله صدق نيتي وعزمي ولكنه سبحانه وتعالى يعلم قصر استطاعتي المالية فأسأله أن ييسر ذلك لي ولكني أسألك هل علي حرمة إذا ما احتلمت قبل أن أنام ليس استمناءاً باليد وإنما أتذكر الزواج وأتمناه فتثور رغبتي في الحلال فيخرج مني المني بشهوة ثم أتوب فأعود إلى ذلك وهكذا لا أستطيع المقاومة فهذا أمر يصعب علي تجنبه حتى بالصيام..أسألكم النصيحة والدعاء لي أن ييسر الله لي المال لأتزوج وأعف نفسي بالحلال]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن حديث النفس مما تجاوز الله عنه ما لم يصل إلى العزم على المعصية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم" رواه مسلم.
والخواطر ينبغي للإنسان أن يصونها عن الحرام، حتى لا تكون قائداً إليه، فإن العلماء يقولون: (حارب الخاطرة قبل أن تكون فكرة، وحارب الفكرة قبل أن تكون عملاً، وحارب العمل قبل أن يصبح عادة وسلوكاً) والشيطان له في إغواء الإنسان سبل وخطوات، والله عز وجل يقول: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان) [النور:21] على أن من العلماء من يقول بحرمة إثارة الشهوة بالتفكر في امرأة تحرم عليه، وهو قول لا يبعد عن الصواب، وننصح الأخ السائل باتباع الطرق المشروعة والصحيحة في التخلص من شدة الشهوة، وقد سبق بيان ذلك في إجابة السؤال رقم: 1087
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 شوال 1422(16/1315)
العادة السرية أشد حرمة في رمضان
[السُّؤَالُ]
ـ[1-بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماحكم من مارس العادة السرية في شهر رمضان ولكن بالليل وليس في النهار ونام ولم يغتسل من الجنابة ما الحكم في ذلك ولكم جزيل الشكر]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فممارسة العادة السرية محرمة، وهي في ليالي رمضان أشد تحريماً لشرف ذلك الزمان، والواجب على من فعل ذلك هو المبادرة إلى التوبة، ولو فعل ذلك قبل أن يخرج عنه شهر رمضان لحصل خيراً كثيراً، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "رغم أنف رجل دخل شهر رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له" رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وعلى كل فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له. وراجع الجواب رقم:
7170
وأما من طلع عليه الفجر وهو جنب فعليه الصيام، وصيامه صحيح لقول عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من جماع غير احتلام في رمضان ثم يصوم" رواه مسلم.
وراجع الجواب: 832
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شوال 1422(16/1316)
وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم
[السُّؤَالُ]
ـ[1-بسم الله الرحمن الرحيم
أنا مارست العادة السرية عدة مرات. تقريبا مرتين في اليوم عند الظهر وعند المساء في ساعة متأخرة من الليل وعلى أثر ذلك هبطت علاماتي الجامعية بشكل لم أسبقه فماذا أفعل بعد الصلاة والاستماع وقراءة القرآن حيث إني أصبحت أستمع إلى القرآن على الإنترنت]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
سبقت الإجابة على حكم العادة السرية برقم:
3650 ورقم: 1087 وذكرنا هنالك أنها محرمة شرعاً، ومضرة بالصحة. ومما لا شك فيه أن ارتكاب المحرمات والإصرار عليها من أعظم أسباب الحرمان من الظفر بالمطلوب، ومن أكبر أسباب نزول المصائب، هذا في الدنيا، فضلاً عن الوعيد في الآخرة، ولعل إدمانك على هذه الممارسة السيئة هو السبب في هبوط علاماتك، والتأخر الذي لم تعهده من قبل، فمما ينسب للإمام الشافعي في هذا المعنى قوله:
... شكوت إلى وكيع سوء حفظي* فأرشدني إلى ترك المعاصي
... وأخبرني بأن العلم نور* ونور الله لا يهدى لعاصي
فعليك أخي أن تتقي الله تعالى، وأن تقلع عن هذه العادة السيئة، وأن تتوب إلى الله تعالى منها، إذا كنت تريد الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 رمضان 1422(16/1317)
[السُّؤَالُ]
ـ[فوائد العاده السريه
اريد الجواب بالمانيه شكرا لكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليس للعادة السرية فوائد، وإنما لها أضرار كثيرة، ولذلك نص العلماء على تحريمها، وراجع الجواب رقم: 7170.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 رمضان 1422(16/1318)
متدينون ولكن يمارسون العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أقرأ كثيراً من تساؤلات بعض الشباب والفتيات عن حكم ممارستهم للعادة السرية (الاستمناء) وبأنهم يصلون ويصومون ومتدينون، ولكنهم يمارسون هذه العادة، فالذي أريد معرفته هو كيف يمكن أن يتوافق التدين مع ممارسة هذه العادة السيئة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن ممارسة الفتيان والفتيات للعادة السرية من الأمور المحرمة، كما قرر ذلك العلماء، واستدلوا له بقوله تعالى: (والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) [المؤمنون:5،6،7] ولا شك أن الاستمناء باليد يعد داخلا في (ما وراء ذلك) ، فهو إذن من الاعتداء المذكور في الآية، ولا يخفى ما لهذه العادة السيئة من أضرار، ومن آثار مدمرة على النفس والبدن.
ومن الأساليب النافعة في العلاج: الزواج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم والإكثار منه، قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" رواه البخاري ومسلم.
ومعنى الوجاء الخصاء، وهو هنا كناية عن الوقاية من الزنا.
ومما يفيد في العلاج: الإكثار من الطاعات، والبعد عن المثيرات، والمهيجات، من صور، وأفلام خليعة، وأغان ومعازف، وكذلك إشغال الوقت بما ينفع، والبعد عن رفاق السوء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رمضان 1422(16/1319)
عقوبة وكفارة الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على مجهوداتكم في خدمة الإسلام
صديقي شاب متزوج وملتزم إلى حد كبير. لكنه أحيانا تغلبه شهوته في العمل فيشاهد المواقع الإباحية على الانترنت بما فيها من صور وأفلام.
وصديقي يعلم أن هذا الشيء محرم ويغالبه فتارة يغلب وتارة يهزم وقد قرأنا كثيرا عن هذا الموضوع من خلال فتاويكم المحترمة. وهو يحس بالذنب العظيم لهذا ويريد أن يكفر عن ذنبه ويتوب توبة نصوحا
وقد علمنا أن الزنا عقوبته الجلد لغير المحصن، والرجم للمحصن، فما كفارة وعقوبة الاستمناء مع مشاهدة الصور الجنسية للمحصن ولغير المحصن؟ فهذا لم نجده بعد على شبكتكم الموقرة.
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلاشك في حرمة مشاهدة الصور الجنسية، وقد تقدمت فتوى بشأنها برقم: 6617.
وكذلك الاستمناء (العادة السرية) حرام، وقد تقدمت فتوى بشأنها برقم: 7170.
وعقوبة من فعل ذلك التعزير إن كان معلناً، هذا في الدنيا، أما في الآخرة فأمره إلى الله.
وكفارة من فعل ذلك التوبة الصادقة، والندم الاستغفار، ويشترط للتوبة الصادقة شروط هي:
1- الإخلاص.
2- الإقلاع عن الذنب.
3- العزم على عدم العودة.
4- الندم على ما فات.
5- أن تكون قبل بلوغ الروح الحلقوم.
6- أن تكون قبل طلوع الشمس من مغربها.
ويستوي في ذلك المحصن وغير المحصن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 رجب 1422(16/1320)
متزوج ... ومدمن للعادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[إني متزوج من فترة طويلة ولكني مقصر مع زوجتي في المعاشرة لأني مدمن للعادة السرية والتي أحاول تركها ولكني لم أستطع من سنين، وأحيانا أفوت دورة أودورتين على زوجتي دون معاشرة، فكيف أستطيع التخلص من هذا، وما هو حكم الشرع في ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك أن تعلم أنك إذا بذلت الأسباب، وأخلصت النية في التخلص من هذه العادة السيئة، فإن الله سيخلصك منها، ولا يليق بك أن تقول: بأنك مدمن عليها، ولعل هذا من تلبيس الشيطان، حتى تقع فيما يغضب الله سبحانه وتعالى، وربما كان سبب اعتيادك لهذه العادة السيئة هو هجرانك لزوجتك، ومن هنا فإننا نرى أن من الأمور المعينة على التخلص من تلك العادة: تقوى الله تعالى في زوجتك، وإعطاؤها حقها، وإعفافها، وعدم هجرها بهذه الصورة التي ذكرتها.
لأنك ملزم بتحصينها وإعفافها عن الحرام قدر المستطاع.
واعلم أن هذه الحالة التي تعاني منها تعد حالة شاذة، حيث إن الغالب من أحوال العقلاء اقتصارهم على أزواجهم في إشباع رغباتهم، وحاجاتهم الغريزية، وهم سعداء بذلك، وينفرون من العادة السرية أشد النفور، لما لها من آثار مدمرة على النفس والبدن، فضلاً عن ظلم النفس والزوجة بتضييع حقها بلا ذنب ولا تقصير منها، وقد تقدم جواب مفصل في حكم العادة السرية وأضرارها برقم: 7170، نحيلك عليه للفائدة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 رجب 1422(16/1321)
ممارسة المرأة للعادة السرية.. وحكم رؤيتها لفرجها
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم: أنا امرأة متزوجة ولدي ثلاثة أطفال، ملتزمة بالحجاب وبالفروض ولكني أحس بأني منافقة لأني أحيانا أمارس العادة السرية وبعد ذلك أكره نفسي فهل هي حرام كالزنا تماما وهل رؤيتي لفرجي حرام؟ أرجوكم لا تهملوا سؤالي الذي أنا محرجة منه.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ممارستك للعادة السرية أمر محرم، وهو من العدوان الذي قد يشمله قوله تعالى: (والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) [المؤمنون: 5/7]
وقد سبق جواب مفصل في حكم العادة السرية برقم: 7170
وعليك أن تلتمسي الطريق الصحيح لنيل شهوتك، ولا يكون ذلك إلا عن طريق زوجك الذي أباحه الله لك، وعليك أن تحاولي جذب زوجك إليك بالتزين له، والتلطف، والكلام الحسن، ولا حرج عليك أن تذكريه بحقك الشرعي في ذلك إذا لم تنفع الوسائل الأخرى.
وأما رؤيتك فرجك فليس هناك دليل ثابت يمنع من ذلك، إلا إذا خشي من أن تجر الرؤية إلى إثارة الشهوة، مما يتفتح السبيل أمام التفكير في الفاحشة، أو ممارسة العادة السرية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 رجب 1422(16/1322)
عالج العادة السرية بالصوم
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ... أنا مبتلى بالعادة السرية ولكني الآن قد وفقني الله إلى الإقلاع عنها ولكن بدون توبة إنما بالصبر على المشتهى عند هيجانها وبالرغم أني لدي رغبة ملحة في الإقلاع عنها نهائيا حتى لا يعاودني هيجانها فإني قد اطلعت في كتب العلم إلى أن السبيل إلى ذلك ممكن وهو ضرورة اللجوء إلى الصوم ... والآن أريد أن أصوم لتدارك مافات ولتقوية التوبة بعد الإقلاع عن الذنب ولكن المشكل أنني وجدت نفسي لا أعرف أي نوع من الصوم يجب علي أن أصوم ... هل هو صوم فرض أو سنة ... أوهل يمكنني صوم مدة من الأيام في أي شهر من الشهور أو الصوم الذي قيدنا به ديننا الحنيف ... وهذا لأني شاك في صلاحية الصوم الذي أنا مقبل عليه أن شاء الله وفي قبوله عند الله حتى يكون خالصا لوجهه ... أرجو الإفتاء والسلام ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" متفق عليه
والصوم المندوب إليه في هذا الحديث غير مقيد بزمان أو عدد، بل المراد أن يداوم الشخص على الصيام حتى يحصل المقصود من تخفيف الشهوة، ودفع هيجانها وراجع الجواب رقم: 7170
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 جمادي الثانية 1422(16/1323)
الوصفة النبوية لعلاج العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي الطريقة للتخلص من العادة السرية حيث إني شديد الشهوة ولا أريد أن أقع في الحرام ولكني أفعلها لتخفيف الشهوة علماً بأني عالم بأضرارها؟ وما الطريقة لتهدئة الشهوة بغير العادة وهل ممكن أن تصبح مباحة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فاعلم أن الطريق الصحيح للتخلص من هذه المشكلة تخلصا محمود العاقبة في الدنيا والآخرة، هو ما أرشد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو الناصح الأمين- شباب أمته، حيث قال لهم "يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"
فمن سلك غير هذه الطريق أداه إلى مهالك وعواقب وخيمة في الدنيا والآخرة.
وراجع الجواب رقم 7170
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 جمادي الأولى 1422(16/1324)
جذوة الإيمان تخمد نار الشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[قرأت كل الأسئلة والأجوبة عن الاستمناء، وعرفت كيف أتخلص منها. لكني لا أستطيع أن أترك العادة السرية، ولا أستطيع ترك الوسائل المثيرة. أرجوكم أنقذوني، وأرجو أن تدعو الله كي يهديني للتخلص من هذه العادة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا نقول لك: لا تيأس من العلاج، فما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله. ومن تأمل حال التائبين وجد أن أكثرهم قبل التوبة يقولون: لا نستطيع التخلص مما نحن فيه! ولكن من الله عليهم بالتوبة لأنهم راجعوا أنفسهم، وقوي عندهم إيمانهم لحظة التوبة، وأخلصوا في طلبها، ومن هنا فإننا ننصحك بعلاج قلبك حتى يقوى على مقاومة الشهوات والشبهات التي تعرض له، ومن الشهوات التي ينبغي مقاومتها: شهوة ممارسة العادة السرية المدمرة، كما أن تأمل آثار المعصية على القلب وسائر أعمال الجوارح يدفع للتوبة، ويجعل المرء يعمل فكره وعقله للتخلص منها، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد الشباب إلى الزواج، ومن لم يستطع منهم الزواج أرشده إلى الصوم، ولم يرشدهم إلى العادة السرية، ولو كان ذلك خيراً لدلهم عليه. واعلم أن الوسائل المثيرة تميت القلب وتذهب نوره وما أحسن قول القائل: رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها. وعليك أن تعلم أن قولك: إنك لا تستطيع ترك الوسائل المثيرة دليل الخور والضعف، بل إن استعمال هذه الوسائل من الشهوات التي ينبغي مقاومتها وتركها، فلا بد من فطم النفس عن الهوى وإلا أوردتك موارد الهلكة
والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
كما نوصيك بمصاحبة الأخيار والبعد عن الأشرار، وتعلم العلم النافع الذي يشغل وقتك ويصرفك عن السوء، واعلم أن أنجع وسيلة للبعد عن الوقوع في ما لا يرضي الله هي أن تستشعر مراقبة الله لك وأنه مطلع عليك غاية الإطلاع. نسأل الله تعالى أن يطهر قلبك ويحصن فرجك ويقيك السوء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ربيع الثاني 1422(16/1325)
الصبر على الابتلاء خير من العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب خطبت ابنة خالتي ولم أعقد نكاحها، وقمت ذات يوم بتقبيلها والنظر إلى بعض مفاتنها حاولت أن أمتنع عن ذلك واستطعت، ولكني بعدها بدأت بممارسة العادة السرية فماذا أفعل ولا أستطيع تركها وإن تركتها سأرجع لشهوتي مع مخطوبتي فأفيدونا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحرام لا يعالج بالحرام، فلا يندفع تقبيل الأجنبية والنظر إليها بشهوة بالاستمناء، ولا العكس، بل يُدفع كل ذلك بمجاهدة النفس والهوى والشيطان، وبصبرك عن المعاصي، وامتثال أوامر الله تعالى، والخوف من عقابه، وإظهار الرجولة في ترك سفاسف الأفعال، ورذائل التصرفات، والدنيا دار عمل وابتلاء، وابتلاؤك في هذه الفترة من الزمان بهذا الأمر، فأحسن العمل، واثبت على الحق، قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) [الملك:2] .
فليس لك إلا أن تسارع بالزواج ممن خطبت إن كانت ذات دين وخلق، وقبل ذلك عليك أن تصبر، ولا تلقاها، ولا تحادثها حتى يكتب لك نكاحها، واترك حالاً كل فعل محرم من استمناء، أو ملامسة ونظر محرم، واحتسب كل ذلك عند الله، واشغل نفسك بأعمال مفيدة، دينية أو دنيوية، ولا تسترسل مع الهواجس وخيالات الزواج، واترك ذلك لحينه فهو آت -إن شاء الله- وكل آت قريب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ربيع الثاني 1422(16/1326)
ما يلزم من مارس العادة السرية وصلى بدون طهارة
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت أمارس العادة السرية ولا أدري كم عدد الصلوات التي صليتها وأنا نجسة لجهلي أنها تبطل الصلاة فماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ممارسة العادة السرية إن ترتب عليها خروج مذي لزم الوضوء، لمن أراد أن يصلي، وغسل المحل.
وإن ترتب عليها خروج مني لزم الغسل من الجنابة، وإن لم يترتب عليها شيء من ذلك، فلا يلزم الممارس لها شيء من حيث الطهارة.
وعلى ذلك، فإن ترتب على ممارستك للعادة السرية خروج مذي أو مني، ولم تقومي بما يلزمك من جراء ذلك وصليت، فإن صلاتك تلك باطلة، وعليك إعادتها، فإن علمت عدد الصلوات التي صليتها بتلك الحالة، فاقضيها على حسب ذلك، وإن جهلت العدد فصلي عدداً تحتاطين به لعبادتك، وأكثري من النوافل والاستغفار.
وإن كانت ممارستك للعادة السرية لم يترتب عليها شيء مما ذكر، فصلاتك صحيحة، وعليك التوبة إلى الله تعالى من ممارسة العادة السرية على كل حالٍ، فإن ممارستها محرمة، وراجعي الجواب رقم: 7170.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ربيع الثاني 1422(16/1327)
من عواقب النظر إلى الحرام
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا بنت أبلغ من العمر 21 عاما رأيت في بعض اللقطات في التلفزيون مشاهدا جنسية أثارتني , وجعلتني أفعل كما رأيت في التلفزيون (حتى تأتيني النشوة الجنسية) ولا يعلم بهذا الأمر أحد ولكنني في الفترة الأخيرة ابتدأت أتخيل وأنا أفعل ذلك أنني مع شخص -رجل -وهو يمارس معي الجنس وفي النهاية تأتيني النشوة ,وأشعر بالضيق بعد ذلك فهل ما أفعله حرام علما بأنني أفعل كل ذلك داخل الحمام ولا يعلمه أي أحد وأنا لا أقابل الرجال؟ أفيدوني]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن ما قمت به من النظر إلى المحرم، ومن ثم إثارتك واستمناؤك هو من استدراج الشيطان لك، قال تعالى: (يا أيها الذين أمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) [النور: 21] .
وقد سبقت أجوبة مفصلة عن حكم الاستمناء والنظر إلى الصور المعروضة في التلفاز، وكذلك حكم اقتناء التلفاز برقم: 7170، 1256، 1886.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ربيع الأول 1422(16/1328)
الاستمناء عند خوف الضرر
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
بعثت لكم بالسؤال رقم 10401 وقلت لكم أنا قد قرأت أغلب فتاواكم عن العادة السرية ومقتنع بها ولم أسألكم عن حكمهما العام وإنما أنا لي حالة خاصة حيث إن زوجتي مريضة في أغلب الأحيان ولا ترغب في اللقاء إلا قليلا وأنا مصاب باحتقان المني بمعنى أنه لا يخرج مني إلا بهذه الطريقة فماذا أفعل؟
وأنتم حفظكم الله لم تجيبوني عن حالتي التي أعاني منها وإنما أجبتموني إجابة سابقة مختلفة عن حالتي تماما أريد الجواب لمقتضى السؤال.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقرر في قواعد الشريعة أن الضرورات تبيح المحظورات، وأن الضرورة تقدر بقدرها، وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى إباحة الاستمناء، لمن خاف على بدنه وصحته من اجتماع المني فيه.
وحيث أبحنا هذا للضرورة، لزم التفريق بين من فعل ذلك عند خوف المرض وتوقع حصوله، وبين من يفعل ذلك تلذذاً واستمتاعاً، مع أنه يخشى على من حام حول هذا الحمى أن يختلط عنده الأمران، وأن يعتاد هذا الحرام ويلتذّ به، لا أن يقتصر على ما يرفع الضرر عنه.
ونسأل الله أن يحفظنا وإياك بحفظه، وأن يجنبنا نزغات الشيطان.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 صفر 1422(16/1329)
الاستمناء بين الزوجين عن طريق الهاتف
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز استعمال العادة السرية بين الزوجين في الهاتف وشكرآ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما سمي في السؤال باستعمال العادة السرية (الاستمناء) بين الزوجين عبر الهاتف، فالحكم فيه أنه إذا جرى الحديث بينهما، فأنزل بسببه، فلا إثم عليه، لأنه وقع عن كلام مع من تحل له، ويحل لها.
وإن كان عن كلام مع مباشرة باليد أو نحوها، فإن هذا يأخذ حكم العادة السرية، وقد تقدم جواب عنها برقم
7170
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو الحجة 1424(16/1330)
حكم العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم استمناء باليد علما أن المرء لا يستطيع الزواج.
هل هذا حرام مطلقا.
أفيدوني ... جراكم الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرشد الشباب إلى الاستمناء (العادة السرية) ولو كان خيراً لأرشد إليه، وإنما أرشد إلى الزواج أو الصوم فقال: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" أي وقاية من الزنا. أخرجه البخاري ومسلم. ولقد قرر الأطباء أن ممارسة العادة السرية تؤدي إلى أضرار بدنية، ونفسية، فهي تستنفد قوى البدن، وتسبب الاكتئاب، وتشغل فاعلها عن الواجبات، وقد تقوده إلى ارتكاب الفواحش، فكثير من الرجال يصاب بالضعف الجنسي بسبب هذه العادة ويظهر ذلك جلياً عند الزواج..إلخ. بل إن الكثير ممن اعتادوا ذلك لم يفلحوا في الزواج، فوقع الطلاق…
ومنهم من استمر في هذه الممارسة بعد الزواج وبعد إنجاب الأطفال ولا يزال يبحث عن طريق الخلاص، أما الفتاة فقد تزول (بكارتها) بفعلها كما يقول الأطباء، وإذا كانت تمارس العادة السرية بصورة مستمرة ومتكررة ولمدة طويلة، وتعيش في خيالاتها خاصة، فإن قدرتها على الاستمتاع بعد الزواج يمكن أن تتأثر فلا تشعر بما تشعر به الفتيات اللاتي لا يمارسن تلك العادة ولا يرين متعة فيها، وهذا ما يعرف بالإدمان، وهو من أخطر الأمور. قال الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله: "وما كان مضراً طبياً فهو محظور شرعاً وهذا محل اتفاق بين الفقهاء" انتهى.
وما أحسن ما أفتى به الشيخ حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية الأسبق حيث قال: "ومن هنا يظهر أن جمهور الأئمة يرون تحريم الاستمناء باليد، ويؤيدهم في ذلك ما فيه من ضرر بالغ بالأعصاب والقوى والعقول، وذلك يوجب التحريم، ومما يساعد على التخلص منها أمور، على رأسها:
1- المبادرة بالزواج عند الإمكان ولو كان بصورة مبسطة لا إسراف فيها ولا تعقيد.
2- وكذلك الاعتدال في الأكل والشرب حتى لا تثور الشهوة، والرسول صلى الله عليه وسلم في هذا المقام أوصى بالصيام في الحديث الصحيح.
3- ومنها البعد عن كل ما يهيج الشهوة كالاستماع إلى الأغاني الماجنة والنظر إلى الصور الخليعة، مما يوجد بكثرة في الأفلام بالذات.
4- توجيه الإحساس بالجمال إلى المجالات المباحة كالرسم للزهور والمناظر الطبيعة غير المثيرة.
5- ومنها تخير الأصدقاء المستقيمين والانشغال بالعبادة عامة، وعدم الاستسلام للأفكار.
6- الاندماج في المجتمع بالأعمال التي تشغله عن التفكير في الجنس.
7- عدم الرفاهية بالملابس الناعمة، والروائح الخاصة التي تفنن فيها من يهمهم إرضاء الغرائز وإثارتها.
8- عدم النوم في فراش وثير يذكر باللقاء الجنسي.
9- البعد عن الاجتماعات المختلطة التي تظهر فيها المفاتن، ولا تراعى الحدود.
وبهذا وأمثاله تعتدل الناحية الجنسية ولا تلجأ إلى هذه العادة التي تضر الجسم والعقل، وتغري بالسوء". انتهى. انظر مجلة الأزهر المجلد الثالث، صفحة 91 عدد شهر محرم 1391هـ
وبناء على ما تقدم فإننا ننصح بعدم الالتفات إلى الأقوال الضعيفة أو المرجوحة التي قد يفهم منها إباحة (العادة السرية) خاصة وأن الجمهور يقول بتحريمها، فالمالكية والشافعية يقولون بتحريمها كما في أضواء البيان (5/525) عند تفسير آية (5_7) من سورة المؤمنون) لمحمد الأمين الشنقيطي، وأما الأحناف فيقول العلامة الزرقا في بيان مذهبهم: قالوا: "إنها من المحظورات في الأصل، لكنها تباح بشروط ثلاثة: أن لا يكون الرجل متزوجاً، وأن يخشى الوقوع في الزنا -حقيقة- إن لم يفعلها، وألا يكون قصده تحصيل اللذة بل ينوي كسر شدة الشبق الواقع فيه. والحاصل أن القواعد العامة في الشريعة تقضي بحظر هذه العادة لأنها ليست الوسيلة الطبيعة لقضاء الشهوة، بل هي انحراف، وهذا يكفي للحظر والكراهة، وإن لم يدخل في حدود الحرام القطعي كالزنا، ولكن تحكم هنا قاعدة الاضطرار أيضاً من قواعد الشريعة، فإذا خشي الوقوع في محظور أعظم كالزنى أو الاضطرابات النفسية المضرة، فإنها تباح في حدود دفع ذلك على أساس أن الضرورات تقدر بقدرها". إلخ انتهى. وبناء على ما تقدم من مذهب الحنفية فإنهم لم يبيحوا هذه العادة وإنما إذا اضطر إليها وخشي الوقوع في الزنا فإنه يرتكب أخف الضررين. ثم إن الفاعل إذا كان يقصد بفعله تحصيل اللذة فلا شك أنه يفعل الحرام وربما كان أكثر من يفعلون العادة السيئة يفعلونها من أجل تحصيل اللذة أو التسلية فهم غير مضطرين إليها….. أما مذهب الحنابلة فقد نصوا على أن الاستمناء محرم، وأن صاحبه يستحق التعزير، وأنه لا يباح إلا عند الضرورة، وقد سبق بيان حد الضرورة.
بقي أن نقول: إن هذه العادة السيئة تعطي شعوراً خداعاً، وتوقع صاحبها في الأوهام والخيالات، فعليك بمقاومة النفس والتغلب على إغوائها، وننصحك بالتوبة إلى الله بصدق، والالتجاء إليه أن يخلصك من هذه العادة المرذولة، وعليك بالإكثار من تلاوة القرآن والصوم وغيرها من العبادات، مع الالتزام بكل النصائح التسع التي سبق ذكرها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ربيع الأول 1425(16/1331)
ضوابط وأحكام العادة السرية.
[السُّؤَالُ]
ـ[سيدي أنا فتاة جامعيه أبلغ من العمر 19 سنة وسوف أصبح في 23 قبل أن أتزوج، مشكلتي بدأت مع العادة السرية وقد رأيت التحريم في أحد فتاويكم ولكني قرأت في إحدى الكتب بأن العادة السرية مباحة لدي الحنابلة إذا لم يستطع الشخص الزواج أما عند الشافعيين فلقد حرموه مع اللعنة. وأنا يا سيدي لن أتزوج الا بعد فترة طويله وبعدها قد لا يتقدم أحد بخطبتي فماذا يقول الأئمة الآخرون وماذا أفعل في حالتي فأنا لا أستطيع أن أذهب إلى والدي طالبة الزواج. مع العلم أن لدي شقيقات مازلن غير متزوجات وهن كبيرات السن]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرشد الشباب إلى الاستمناء (العادة السرية) ولو كان خيراً لأرشد إليه، وإنما أرشد إلى الزواج أو الصوم فقال: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" أي وقاية من الزنا. أخرجه البخاري ومسلم. ولقد قرر الأطباء أن ممارسة العادة السرية تؤدي إلى أضرار بدنية، ونفسية، فهي تستنفد قوى البدن، وتسبب الاكتئاب، وتشغل فاعلها عن الواجبات، وقد تقوده إلى ارتكاب الفواحش، فكثير من الرجال يصاب بالضعف الجنسي بسبب هذه العادة ويظهر ذلك جلياً عند الزواج..إلخ. بل إن الكثير ممن اعتادوا ذلك لم يفلحوا في الزواج، فوقع الطلاق…
ومنهم من استمر في هذه الممارسة بعد الزواج وبعد إنجاب الأطفال ولا يزال يبحث عن طريق الخلاص، أما الفتاة فقد تزول (بكارتها) بفعلها كما يقول الأطباء، وإذا كانت تمارس العادة السرية بصورة مستمرة ومتكررة ولمدة طويلة، وتعيش في خيالاتها خاصة، فإن قدرتها على الاستمتاع بعد الزواج يمكن أن تتأثر فلا تشعر بما تشعر به الفتيات اللاتي لا يمارسن تلك العادة ولا يرين متعة فيها، وقد تصل إلى مرحلة الإدمان، وهو من أخطر الأمور. قال الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله: "وما كان مضراً طبياً فهو محظور شرعاً وهذا محل اتفاق بين الفقهاء" انتهى.
وما أحسن ما أفتى به الشيخ حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية الأسبق حيث قال: "ومن هنا يظهر أن جمهور الأئمة يرون تحريم الاستمناء باليد، ويؤيدهم في ذلك ما فيه من ضرر بالغ بالأعصاب والقوى والعقول، وذلك يوجب التحريم، ومما يساعد على التخلص منها أمور، على رأسها:
1- المبادرة بالزواج عند الإمكان ولو كان بصورة مبسطة لا إسراف فيها ولا تعقيد.
2- وكذلك الاعتدال في الأكل والشرب حتى لا تثور الشهوة، والرسول صلى الله عليه وسلم في هذا المقام أوصى بالصيام في الحديث الصحيح.
3- ومنها البعد عن كل ما يهيج الشهوة كالاستماع إلى الأغاني الماجنة والنظر إلى الصور الخليعة، مما يوجد بكثرة في الأفلام بالذات.
4- توجيه الإحساس بالجمال إلى المجالات المباحة كالرسم للزهور والمناظر الطبيعة غير المثيرة.
5- ومنها تخير الأصدقاء المستقيمين والانشغال بالعبادة عامة، وعدم الاستسلام للأفكار.
6- الاندماج في المجتمع بالأعمال التي تشغله عن التفكير في الجنس.
7- عدم الرفاهية بالملابس الناعمة، والروائح الخاصة التي تفنن فيها من يهمهم إرضاء الغرائز وإثارتها.
8- عدم النوم في فراش وثير يذكر باللقاء الجنسي.
9- البعد عن الاجتماعات المختلطة التي تظهر فيها المفاتن، ولا تراعى الحدود.
وبهذا وأمثاله تعتدل الناحية الجنسية ولا تلجأ إلى هذه العادة التي تضر الجسم والعقل، وتغري بالسوء". انتهى. انظر مجلة الأزهر المجلد الثالث، صفحة 91 عدد شهر محرم 1391هـ
وبناء على ما تقدم فإننا ننصح السائلة الكريمة بعدم الالتفات إلى الأقوال الضعيفة أو المرجوحة التي قد يفهم منها إباحة (العادة السرية) خاصة وأن الجمهور يقول بتحريمها، فالمالكية والشافعية يقولون بتحريمها كما في أضواء البيان (5/525) عند تفسير آية (5_7) من سورة المؤمنون) لمحمد الأمين الشنقيطي، وأما الأحناف فيقول العلامة الزرقا في بيان مذهبهم: قالوا: "إنها من المحظورات في الأصل، لكنها تباح بشروط ثلاثة: أن لا يكون الرجل متزوجاً، وأن يخشى الوقوع في الزنا -حقيقة- إن لم يفعلها، وألا يكون قصده تحصيل اللذة بل ينوي كسر شدة الشبق الواقع فيه. والحاصل أن القواعد العامة في الشريعة تقضي بحظر هذه العادة لأنها ليست الوسيلة الطبيعة لقضاء الشهوة، بل هي انحراف، وهذا يكفي للحظر والكراهة، وإن لم يدخل في حدود الحرام القطعي كالزنا، ولكن تحكم هنا قاعدة الاضطرار أيضاً من قواعد الشريعة، فإذا خشي الوقوع في محظور أعظم كالزنى أو الاضطرابات النفسية المضرة، فإنها تباح في حدود دفع ذلك على أساس أن الضرورات تقدر بقدرها". إلخ انتهى. وبناء على ما تقدم من مذهب الحنفية فإنهم لم يبيحوا هذه العادة وإنما إذا اضطر إليها وخشي الوقوع في الزنا فإنه يرتكب أخف الضررين. ثم إن الفاعل إذا كان يقصد بفعله تحصيل اللذة فلا شك أنه يفعل الحرام وربما كان أكثر من يفعلون العادة السيئة يفعلونها من أجل تحصيل اللذة أو التسلية فهم غير مضطرين إليها….. أما مذهب الحنابلة فقد نصوا على أن الاستمناء محرم، وأن صاحبه يستحق التعزير، وأنه لا يباح إلا عند الضرورة، وقد سبق بيان حد الضرورة.
بقي أن نقول لهذه السائلة الكريمة: إن هذه العادة السيئة تعطي شعوراً خداعاً، وتوقع صاحبها في الأوهام والخيالات، فعليك بمقاومة النفس والتغلب على إغوائها، وننصحك بالتوبة إلى الله بصدق، والالتجاء إليه أن يخلصك من هذه العادة المرذولة، وأكثري من تلاوة القرآن والصوم وغيرها من العبادات، وعاهدي الله على الطاعة، مع الالتزام بكل النصائح التسع التي سبق ذكرها.
وأما قولك بأنني لن أتزوج إلا بعد فترة طويلة، فإننا لا نوافقك على ذلك فلا يعلم الغيب إلا الله، وما أدارك فربما وفقت للزواج بمن ترضين في وقت قريب، من حيث لا تحتسبين، المهم أن تحرصي على تقوى الله والعمل الصالح لأن الله يقول: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً* ويرزقه من حيث لا يحتسب) [الطلاق: 2،3] وإذا تأخر الخطاب فاصبري واحتسبي أجرك عند الله، فإن الله لا يضيع أجر الصابرين (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) [يوسف 2-9] ثم إن وجود شقيقات لك لم يتزوجن لا يعني استحالة زواجك قبلهن، لأن الأمور بيد الله سبحانه فلا تيأسي من رحمة الله، وإذا كنت لا تستطيعين طلب الزواج من والدك فيمكنك إخبار والدتك بذلك لتخبره هي بذلك مثلاً، لأن هذا الطلب حق من حقوقك لا حرج فيه شرعاً، ولتعلمي أن الدراسة ليست مانعاً من الزواج، ونحذرك أن تجعلي منها عائقاً أو تسمعي لمن ينعق بهذه الأفكار التي تدفع الفتيات ثمنها باهظاً، بل قد يدفعن حياتهن وسعادتهن ثمناً لوهم أطلقه بعض شياطين الإنس، فالزواج أولاً مع أنه يمكنك الدراسة مع الزواج، كما تفعل كثير من الفتيات وهن في غاية التوفيق والسعادة.
نسأل الله أن ييسر لك الخير حيث كان.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ذو الحجة 1421(16/1332)
تمتع بزوجتك كما تشاء واتق الحيضة والدبر
[السُّؤَالُ]
ـ[نحن نعرف أن العادة السرية للرجل محرمه إذا كان أعزباً أو متزوجاً، ولكن هل يجوز الاستمناء عن طريق يد الزوجة أم لا - سواء أكانت في فترة النفاس أو غيرها؟ وما هي الطرق المحرمة أو المكروهة في مجامعة الزوجة لزوجها والزوج لزوجته؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
للرجل أن يستمتع بزوجته بما شاء منها إلا في إحدى حالتين فإنه يمنع من ذلك الحالة الأولى: إتيانها في دبرها في غير موضع الحرث، وهذا فعلٌ قبيح لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعله. فقد روى أحمد وأبو داود عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ملعون من أتى امرأة في دبرها" وهو صحيح.
والحالة الثانية: أن يأتيها في الفرج وهي حائض أو نفساء وهذا محرم. قال الله تعالى: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله) [البقرة: 222] فالحاصل أن له الاستمتاع بجميع جسدها- ما عدا داخل الدبر - وهذا ما لم تكن حائضاً أو نفساء، فإن كانت كذلك فليستمتع كيف شاء وليتق الفرج والدبر، فالدبر محرم على كل حال، والفرج محرم في حال الحيض والنفاس فقط، وما سواهما من البدن مباح في كل حال، ولو أدى الاستمتاع إلى خروج المني، نص على ذلك أهل العلم. قال صاحب الإقناع: (وللزوج الاستمتاع بزوجته كل وقت على أي صفة كانت إذا كان في القبل، وله الاستمناء بيدها) .
... ... ... ... والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(16/1333)
حكم الاستمناء عند الحنابلة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد أنا شاب أبلغ من العمر 21 سنة وهذا معناه أنني شاب في كامل حيويتي وأريد العفاف لكن والله المستعان لا أشتغل لكنني أدرس بالجامعة وأردت أن أسال هل الإستمناء حلال أم حرام فلقد قرأت في كتاب فقه السنة آراء المذاهب الأربعة وبما أننا في دولة قطر نميل إلى الحنابلة هذا يعني الحكم في ذلك أنه حلال إذا لم تكن عندي زوجة أو أمة وأنا فعلا أريد أن أتزوج لكن ظروفي لا تساعدني على ذلك فهل لي أن أريح نفسي بيدي كي لا أتطرق للأساليب الحرام والعياذ بالله فأنا والحمد لله شاب ملتزم إن شاء الله لكن الشهوة الجنسية تغلبني أحيانا أفيدوني آجركم الله وسدد خطاكم وحفظكم لنا ودمتم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فمذهب الحنابلة في الاستمناء أنه محرم، وأن صاحبه يستحق التعزير، وأنه لا يباح إلا عند الضرورة.
والضرورة أن يخشى الوقوع في الزنا، أو يخاف على بدنه وصحته من اجتماع المني فيه، مع عدم قدرته على النكاح. قال في كشاف القناع: لأن فعل ذلك إنما يباح للضرورة وهي مندفعة بذلك.
وروي عن الإمام أحمد: أنه يكره في هذه الحال. وعنه: يحرم، ولو خاف الزنا.
قال في الإنصاف (ذكرها في الفنون، وأن حنبلا نصرها، لأن الفرج مع إباحته بالعقد لم يبح للضرورة، فهاهنا أولى، وقد جعل الشارع الصوم بدلاً من النكاح، والاحتلام مزيل لشدة الشبق مفتر للشهوة) وقال: (فائدتان: إحداهما: لا يباح الاستمناء إلا عند الضرورة ولا يباح نكاح الأمة إلا عند الضرورة.) انتهى.
وينبغي أن يعلم أن وجود الشهوة وثورانها أحياناً ليس هو مراد الفقهاء من قولهم: وخشي الوقوع في الزنا، فإن هذا لا يكون إلا عند غلبة الشهوة وقوتها، ووجود أسباب الزنا ودواعيه.
وما من شاب صحيح الجسم إلا ويعتريه ثوران الشهوة أحياناً، ومع ذلك لم يجعل النبي صلى الله عليه وسلم علاجاً لذلك في غير الزواج، أو الصوم عند عدم القدرة، كما في الحديث المتفق عليه: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".
فلتكن موقنا بما دل عليه هذا الحديث من كون الصوم هو الوجاء والوقاية للشاب من الوقوع في الحرام عند عجزه عن الباءة. واستحضر ما أعده الله تعالى للشاب الناشىء في طاعة ربه، الحافظ لفرجه، البعيد عن الشبهات.
ومن الأسباب المعينة على العفة والصيانة الامتناع عن محرمات النظر والاستماع، إذ من أطلق بصره في الحرام، أو لزم استماع الأغاني والمعازف هاجت شهوته، وحلت بقلبه الخواطر. والوساوس الشيطانية التي تدفعه إلى الحرام ومما ينبغي أيضاً اشتغال المرء بالأعمال البدنية النافعة التي تقضي على أوقات الفراغ، وتستهلك الطاقة. ومجالسة الأخيار وعدم الأنفراد قدر الإمكان.
وقانا الله وإياك شر ذلك. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(16/1334)
ننصحك بقراءة هذه الكتب
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت قبل الثامنة عشرة من عمري أقوم بالعادة السرية دون أن أعلم حكمها، وأنا متزوجة الآن ولكني لا أشعر بأية متعة، فماذا علي أن أفعل؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب عليك التوبة والاستغفار مما مضى من الذنوب، وننصحك بقراءة بعض الكتب المعنية بأمر العشرة وعلاج المشاكل المتصلة بها، ككتاب: تحفة العروس، وكتاب: اللقاء بين الزوجين، وكتاب: متعة الحياة الزوجية. فقد يكون الخلل في طريقة المعاشرة والاستعداد لها.
واعلمي أن تقوى الله تعالى وطاعته موجبة للسعادة والطمأنينة، كما قال تعالى: (ومن يتق الله يجعله مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) [الطلاق:2-3] وقال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً) [الطلاق:4] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(16/1335)
من استنفذ جميع الوسائل المشروعة وتأكد أنه إما أن يزني أو يستمني يختار الاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم ممارسة العادة السرية ومشاهدة أفلام الجنس بالنسبة للشباب الذين يعانون ما نعانيه من غزو الحضارة الغربية وخصوصاً لدينا في روسيا مع العلم أن ذلك له تأثير في نفوسنا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
إذا كان الحال كما ذكرت في سؤالك فإنني أحب أن أنبهك إلى ما يلي: الإقامة بديار الكفار غير جائزة إلا لضرورة أو حاجة، كدراسة علم لا يوجد في بلاد المسلمين، والمسلمون في حاجة إليه. أو أن يكون عنده من الأمر القاهر ما يجعله يقيم بين ظهراني المشركين مع إمكانه القيام بشعائر دينه. فإذا ما ابتلي الشخص بالإقامة والسكن في بلاد الكفار، وراى من تلك المناظر ما راى فإننا أولا نناصحه بتقوى الله ومراقبته، وأن يحرص على تحصين نفسه وذلك بالزواج الشرعي حتى لا يبقى عرضة للوقوع في الحرام. ثم عليه أن يغض بصره، وليحذر من الخروج إلى الأسواق إلا لحاجة، وليمنع نفسه من الذهاب إلى أماكن يكثر فيها التعري الفاضح الفاتن، وليكن خروجه من بيته لحاجة وبقدر. ثم إذا هاجت شهوته وعالجها مثلا بالدعاء وغض البصر والرياضة التي تخفف حدة الشهوة عنده، ولم يستطع إخمادها وتحقق له الآن أنه: إما أن يزني وإما أن يستمني فإنه ولا شك ولهذه الضرورة وبهذه الشروط يرتكب أخف المفسدتين ((الاستمناء)) مع علمه أنه يأثم بهذا الفعل وعليه التوبة والاستغفار وكثرة الدعاء بالمأثور من الأدعية، مثل ((ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث فأصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)) ويكثر من تلاوة القرآن، ومرافقة الصلحاء وعدم الإكثار من الجلوس وحده، ويلجأ إلى الله ويعتصم به فإنه نعم المولى ونعم النصير.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(16/1336)
حكم العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل العاده السرية حرام وماهوالدليل وإذا كانت تفعل درءا لأذى وحماية لشخص متزوج وبعيد عن زوجته من الوقوع في الغلط]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن العادة السرية حرام، قرر ذلك جمهور العلماء، ولكن نوجه السائل الكريم إلى أنه إذا استحكمت الشهوة منه وبلغت مبلغها بحيث لا يستطيع دفعها إلا بالعادة السرية أوالوقوع في الفاحشة فلا شك أن ارتكاب أخف المفسدتين أهون من ارتكاب الخطيئة الكبرى. لأن إثمها أخف، ولكن ننصح السائل بإحضار زوجته إليه أو بالرجوع إليها، أوبالزواج إن لم يتمكن من ذلك ووافقت زوجته على إسقاط حقها من القسم، فإن لم يستطع فعليه بالصوم كما أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله "يامعشر الشباب من أستطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصروأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"أي وقاية: من الزنا. أخرجه البخاري ومسلم. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شوال 1421(16/1337)
فعل العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[ماحكم الإستنماء (العادة السرية) ؟ وهل هي حرام أم حلال وحسبما علمت أن كثير من العلماء حرمها والقليل أجازها عند الضرورة أو عند الخوف من الوقوع في الفاحشة؟
وماعقاب من يفعلها إن كانت حراماَ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
جمهور أهل العلم على تحريم الاستمناء، لقوله تعالى: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) . [المعارج: 29-31] ، فالاستمناء من الاعتداء المذكور في الآية. كما أن للاستمناء أضرارا صحية كثيرة، فعليك بالصبر والإكثار من الصوم، كما قال صلى الله عليه وسلم: " ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء". [رواه البخاري] ، ولم يرد في الشرع عقوبة على فاعلها إلا أنه ارتكب أمراً محرماً وعليه الإقلاع عن هذه العادة الضارة والاستغفار والتوبة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(16/1338)
تحرم العادة السرية وتجب التوبة منها والاستغفار
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم أرجو أن تجيبوا على السؤال التالي وجزاكم الله خيرا أنا شاب عمري 17 عاما أسكن في عمان وأشاهد من طبيعة مسكني الكثير من الفتيات اللواتي لا يكدن يلبسن شيئا، مما يسبب لي الكثير من الهيجان ولذلك فإنني أقوم بعمل العادة السرية مع علمي حرمتها.وكما أنني شديد الحساسية للبرد مما يحول دون اغتسالي فورا مع العلم أني أصلي،وأيضا إني سريع المرض خاصة في الشتاء ولا أستطيع أن أستحم كل مرة حين أجنب لكي لا يؤثر على صحتي فما توجيهكم لي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فعليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً وتستغفر كثيراً وتعالج هذه القضية من جذورها بما شرع الله تعالى. فعليك أن تغض بصرك عما حرم عليك النظر إليه كما أمرك الله تعالى حيث قال: (وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون [النو:30] وعليك أن تحصن نفسك بالزواج إن استطعت. فإن لم تستطع فعليك بكثرة الصوم فإنه يزكي النفس ويكسر الشهوة. ففي الصحيحين من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " أما العادة السرية التي تعالج بها هذه القضية فهي محرمة شرعاً لا تجوز، وعليك أن تقلع عن هذه العادة وتتوب إلى الله تعالى وأن تقضي ما صليت من صلوات وأنت جنب.
وعليك إن أجنبت أن تأخذ بالأسباب التي تتيح لك أن تغتسل من غير أن يصيبك ضرر مثل أن تغتسل بماءٍ دافئ وفي مكان دافئ وتنشف جسمك فإنه لن يضرك البرد بإذن الله تعالى. والعلم عند الله.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(16/1339)
العادة السرية أمر محرم شرعا
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم أنارجل متزوج ولكن أحياناً زوجتي لاتأتيني إذا أردتها وتطول المدة أحيانا إلى أسابيع فخوفا من الفتنة ألجأ إلي العادة السرية, وحاولت مرارا تركهابالصيام فلم أفلح؟ أفتونا مأجورين.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فممارسة العادة السرية أمر محرم شرعاً واعتداء وتعد لما أحل الله تعالى. قال تعالى في وصف المؤمنين المفلحين: (والذين هم لفروجهم حافظون * إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) . [المؤمنون: 6-7] . فبين الله تعالى أن من صفات المؤمنين المفلحين حفظهم لفروجهم إلاّ على زوجاتهم أو ما ملكت أيمانهم، وأن من لم يحفظ فرجه عما سوى ذلك فقد اعتدى وهو ملوم عند الله تعالى. فلذلك يحرم عليك اللجوء إلى هذه العادة الخبيثة الضارة وعليك أن تحاول إقناع زوجتك بطاعتك فيما تريد منها مما شرع الله وأن تعظها وتخوفها الله تعالى وتبين لها خطورة عدم مطاوعتها لك، خصوصاً في هذا الباب. فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح ". وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلاّ كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضي عنها ". فإن تابت إلى الله تعالى وتراجعت عن غيها ورجعت إلى رشدها، فذلك المطلوب، وإن أبت وامتنعت وأصرت على ما هي عليه، فقد جعل الله لك حلاً سهلاً ومشروعاً فتزوج أخرى، ولا تلجأ إلى ما حرم الله تعالى فتهلك، فإن لم تستطع شيئاً من ذلك، فعليك بالصوم كما أرشدك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وادعاؤك أن الصوم لم ينفعك فسبب ذلك إن كان حقاً هو عدم اقتناعك به حلاً لمشكلتك وتعلقك بما حرم الله تعالى. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(16/1340)
الاستمناء بدل الزنا أخف المفسدتين
[السُّؤَالُ]
ـ[إلى الأخ الشيخ المجيب على أسئلة الموقع: السلام عليك وبعد: أجبت بأن العادة السرية محرمة في الكتاب والسنة وقد سئلت من شباب هذه الأمة عدة أسئلة يريدون أن يعرفوا إذا خافوا على أنفسهم من الزنا وعدم الصبر عليه ويستعملوا الاستمناء لإطفاء النار الشيطاني بتفريغه دون الإفراط، وعدم استعمالها كثيراً إلا في الضرورة، ونحن في البلدان الغربية مثل أمريكا وأمثالها، والفتن حدث ولا حرج، في الصيف ترى النساء في الأسواق في ملابس مغرية تغري العين الناس أقوى من إغرائها وهي عارية والزنا هنا مباح ومسموح كل وقت وأبواب الحرام مفتوحة على مصراعيها ولا يمنعك عنها إلا التمسك بهذا الدين الحنيف الطاهر. وخلاصة القول: إذا درست الموضوع بجدية لكان أهون لشبابنا في عصر المغريات. والله من وراء القصد.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد:
إذا كان الحال كما ذكرت في سؤالك فإنني أحب أن أنبهك إلى ما يلي: الإقامة بديار الكفار غير جائزة إلا لضرورة أو حاجة، كدراسة علم لا يوجد في بلاد المسلمين والمسلمون في حاجة إليه، أو أن يكون عنده من الأمر ما يجعله يقيم بين ظهراني المشركين مع إمكانه القيام بأمور دينه وشعائره. فإذا ما ابتلي الشخص بالإقامة والسكن في بلاد الكفار ورأى من تلك المناظر ما رأى فإننا أولاً نناصحه بتقوى الله ومراقبته، فليغض بصره وليحذر من الخروج إلى الأسواق إلا لحاجة، وليمنع نفسه من الذهاب إلى أماكن يكثر فيها التعري الفاضح، وليكن خروجه من بيته لحاجة وبقدر. ... ثم إذا هاجت شهوته وعالجها مثلا بالدعاء وغض البصر والصيام والرياضة التي تنهك من جسمه حتى تخفف حدة الشهوة عنده، ولم يستطع إخمادها وتحقق له الآن أنه: ... إما أن يزني وإما أن يستمني، فإنه ولا شك ولهذه الضرورة وبهذه الشروط يرتكب أخف المفسدتين (الاستمناء) مع علمه أنه يأثم بهذا الفعل، وعليه التوبة والاستغفار وكثرة الدعاء (ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث فأصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) . ويلجأ إلى الله ويعتصم به فإنه نعم المولى ونعم النصير، والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(16/1341)
الاستمناء محرم بأي وسيلة كان.
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم أرجو إفادتى: أنا أعلم أن الاستمناء حرام باليد، ولكن إذا لم يتم باليد أقصد أن يتم بالماء الدافىء أو ضغط الماء. جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك السلام ورحمة الله وبركاته:ثم أما بعد فاعلم أخانا الكريم أن استدعاء المني وإراقته بغير الاتصال المشروع بالزوجة أو الأمة الموطوءة لملك اليمين محرم شرعاً بأي وسيلة كان، وهو تعدٍ لما أحل الله تعالى، واعتداء لقول الله تعالى: (والذين هم لفروجهم حافظون * إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) . [المؤمنين:5-7] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ربيع الأول 1425(16/1342)
العادة السرية تؤدي إلى حدوث أضرار صحية جسيمة
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم أرجو منكم أن تفتوني في الآتي جزاكم الله خيرا: أنا شاب أبلغ من العمر 16 عاما، كنت أمارس العادة السرية ولكني توقفت عنها ((سبحان الله)) بحلول شهر رمضان المبارك، ولكني أود أن أعرف: هل تحرم العادة السرية صاحبها من الإنجاب فيما بعد؟؟؟ . هل تسبب تعذيبا للمرأة التي سيتم الزواج منها؟؟ وأرجو منكم أن تعطوني حلولا لمشكلتي هذه؟ وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ...
فالعادة السرية محرمة دل على ذلك الكتاب والسنة، قال تعالى: (والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) . وقال صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أعض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" متفق عليه - وفي رواية النسائي " ومن لا فالصوم له وجاء". وأحمد الله تعالى - أيها السائل الكريم - أن وفقك الله تعالى في شهر رمضان إلى ترك تلك المعصية، وذلك ببركة هذه الطاعة العظيمة، ألا وهي الصيام، ولا ريب أن الذي يمارس العادة السرية على خطر عظيم من عدة جوانب: الجانب الأول: أنه يعصى ربه تبارك وتعالى، والجانب الثاني: شؤم هذه المعصية والذي يتمثل في أضرار صحية جسيمة منها ضعف الرغبة الجنسية بعد الزواج وكذلك تأثير ذلك على الانتصاب لدى الرجل ومنها سرعة القذف الذي يفوت على الزوجة رغبتها فيؤثر على شهوتها تأثيراً بالغاً. ولكن ما دمت قد أقلعت عن ذلك وتبت إلى الله تعالى، فاعقد العزم الجازم ألا تقارب هذا مرة أخرى والله جل وعلا يقيك غوائل هذا الأمر. ... والله الموفق.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(16/1343)
حكم العادة السرية في الكتاب والسنة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موقع يستحق الشكر عليه وجزاكم الله خيراً على هذا المجهود الطيب. سؤالي محرج بعض الشيء..
أنا شاب في السادسة عشر من عمري أصلي متطوع أخاف ربي أستمع للقرآن الكريم هناك مشكله أعانيها كل يوم هي العادة السرية لا أستطيع أن اتركها فهل العادة السرية محرمّة؟ وإذا كانت محرمّة؟ ماذا افعل كي أستطيع تركها؟
وبارك الله فيكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتك على الحق وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى. وأما عن العادة السرية فالصواب أنها محرمة بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: " والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " فوصف الباري جل وعلا المبتغي إفراغ شهوته في غير الزوجة وملك اليمين بأنه من العادين. وقال النبي صلى الله عليه وسلم مخاطباً الشباب: " يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " متفق عليه. فدلّ النبي صلى الله عليه وسلم الشباب - وهم مظنة بلوغ القوة الجنسية مبلغها - دلهم على الزواج عند القدرة على تكاليفه وأعبائه المادية، فإذا قصرت اليد عن النفقة وتاقت نفس المرء إلى التخلص من غوائل الشهوة ولم يجد إليه سبيلا، فوصف له صلى الله عليه وسلم الصيام عند ذلك ليرد عنه غوائل الشهوة، ولو كان الاستمناء جائزاً لدلهم عليه صلى الله عليه وسلم. والسبيل إلى التخلص من هذا تقوى الله تعالى ومراقبته في السر والعلن، واستعن على ترك ذلك بغض البصر فإن إطلاق البصر يثير على المرء شهوته وعندئذ يصعب عليه كبتها، ورافق أهل الخير والصلاح وأشغل وقتك بالنافع من العلم والعمل. هذا والله نسأل أن يحصن فرجك، والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ذو القعدة 1421(16/1344)
الزواج أنجح الحلول للتخلص من العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب في العقد الثاني من عمري اعاني من العاده السريه (الاستمناء) أعزكم الله مع اني ارغب بالزواج وطلبت من الاهل هذاالامر ولكن رفضوا بحجة ان الزواج يعطل الطالب عن مسيرته الدراسيه فما هو الحكم الشرعي في هذه العاده مع العلم اني اتدرب في النادي لشغل وقتي ولكن لا توجد فائده منه وانا افعلها بمعدل يومي فاعطوني الحل والجواب في حكم العادة السرية وجزاكم الله خيرا ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
أولاً: لقد ارتكب أهلك خطأً فادحاً إذ رفضوا طلبك للزواج، وخالفوا فيك أمر النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) . أما قول أهلك أن الزواج يعطل الطالب عن مسيرته الدراسية، فإنهم بهذه المقالة قدموا الدراسة، وهوّنوا من شأن هذه المشكلة والمعاناة التي تعيش فيها، وهي عمل محرم كما علمت، فإننا نقول: إن الجمع بين الدراسة والزواج ممكن جداً بل إن الزواج قد يعين الشاب في نجاحه في الدراسة لأن الزاج سكينة وهدوء، وقطع لأسباب القلق والتطلع الجنسي، وهذه كلها تعود على الذهن بالصفاء وعلى النفس بالهدوء، مما ينعكس إيجابياً على النواحي الأخرى.
وأما العادة السرية فهي محرمة والتخلص منها هو بالزواج لمن استطاعه أو الصوم كما أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(16/1345)
العادة السرية محرمة وننصحك بالأخذ بالأسباب المعينة على تركها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل العادة السرية حرام؟ وما السبيل لإيقافها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فاستعمال العادة السرية، وهي الاستمناء باليد أو بغير ذلك موجب للغسل، وهو محرم بالكتاب والسنة والنظر الصحيح. قال الله جل وعلا (والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين* فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) [المؤمنون: 5، 7] . فالاستمناء باليد من الاعتداء المذكور في الآية، فهو داخل فيما وراء ذلك. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" متفق عليه. فلم يجعل له من سبيل إلا التزوج أو الصوم. وأما النظر الصحيح فإنه يترتب على هذا الفعل مضار كثيرة ذكرها أهل الطب، منها ما يعود على البدن، ومنها ما يعود على الغريزة الجنسية نفسها وعلى الفكر والتدبير كذلك. والذي ننصحك به أن تكثر من الصوم، كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وأن تكثر من الطاعات والأذكار، وأن تبتعد عن المثيرات والمهيجات كالصور والأفلام الجنسية والأغاني، وأن تشتغل بما يملأ عليك وقتك من مطالعة أو تجارة أو أي مهنة نافعة مباحة. وأن تلتزم رفقة طيبة صالحة، تقضي معهم أكثر قدر ممكن من الوقت، لأن الخلوة من أعظم الأسباب المهيجة للتفكير وما يترتب عليه، والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ربيع الأول 1425(16/1346)
العادة السرية محرمة ولها أضرار صحية
[السُّؤَالُ]
ـ[إلى حضرة الشيخ أنا محرجة جدا من هذا السؤال ألا وهو أن زوجي لا يعاشرني أي لا يجامعني إلا نادرا ... قد يكون في الشهر مرة واحدة فقط وأنا مبتلاة بالشهوة الشديدة فأمارس العادة السرية كي أتخلص من هذه الشهوة فهل هذا حرام أم ماذا علما بأنني سألت زوجي لماذا لا يجامعني ... فأجابني بأنه لا يستطيع ذلك لأ نه سمين جدا وبالفعل هو كذلك ولكنني لاأصدق وهو لديه صديقات الهاتف ... ولا أعرف بصراحة عن حدود تلك الصداقات ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... وجزاكم الله خير الجزاء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
... أولاً: عليك أن تتوبي إلى الله تعالى توبة نصوحاً من ممارسة العادة السرية فإنها محرمة واعتداء وتعد لما أحل الله تعالى قال الله تعالى في وصف المفلحين من المؤمنين: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) [المؤمنون: 5ـ 6] . ... وعليك أن تلجئي إلى الطريق السليمة التي شرعها الله تعالى للتخلص مما يضر من الشهوة التي يمكن استفراغها عن طريق مشروعة وذلك بالصيام ففيه أجر عظيم وفوائد كثيرة. فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) . ثانياً: أما ما يتعلق بمعاملة زوجك لك فإنه يجب عليه أن يعاشرك معاشرة يحصل لك بها الإعفاف إن استطاع ذلك لأن ذلك من الأغراض التي شرع لها النكاح. فإن لم يستطع ذلك أو كان مستطيعاً لكنه يرفضه لأسباب أخرى فأنت مخيرة بين أمرين:
1/ أن ترضي بما هو عليه وتسقطي حقك فيما زاد على ذلك.
2/ أن ترفعي أمرك إلى المحاكم الشرعية الموجودة في البلد الذي أنت فيه.
3/ إن تأكد لك أن لزوجك صداقات غير شرعية فيجب عليك أن تنصحيه وأن تخوفيه الله تعالى وأن تعظيه أو تأتيه بمن ينصحه ويعظه.
... والله تعالى أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(16/1347)
طريق الخلاص من العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[ ... ما هو الحل للتخلص من العادة السرية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
وصف النبي صلى الله عليه وسلم الدواء الناجح لشهوة الإنسان فقال صلى الله عليه وسلم:" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" أي: وقاية ... فالسبيل لإحصان الفرج عن السوء إنما يكون بالزواج، فإن لم يكن ثم استطاعة فيكون السبيل هو كثرة الصيام حتى تفتر شهوته، وعلى السائل أن يكثر من النوافل الأخرى من صلاة وغيرها، ويكثر ذكر الله جل وعلا، وعليه أن يغض بصره وأن يبتعد عن المثيرات. ...
... ونسأل الله جل وعلا أن يحصن شباب المسلمين.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(16/1348)
ما يضر بالإنسان فالامتناع منه واجب
[السُّؤَالُ]
ـ[شرب السجائر حرام بناءً على ما ذُكر فى الفتوى، لأنها مضرة بالصحة، فما حكم الدين فى شرب الشاي والقهوة وهما يضران، وحكم أكل الحلوى عند المريض بمرض السكر، علما بأني أقلعت عن التدخين والحمد لله ولست مريضا، ولكن لأرشد شخصا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل في الأشياء الإباحة، كما هو مقرر عند أهل العلم حتى يثبت موجب التحريم، فإذا ثبت أن هناك ضرراً في استعمال مادة ما لشخص ما بأن أخبره طبيب أو جرب هو ذلك في نفسه فإنه يتعين عليه ترك ما يضر به عملاً بما في حديث ابن ماجه والنسائي: لا ضرر ولا ضرار. وقد صححه الشيخ الألباني، وقال صاحب مراقي السعود:
وأصل كل ما يضر المنع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 محرم 1428(17/1)
حكم ضرب السمك على رأسه بآلة حادة ليموت
[السُّؤَالُ]
ـ[الصيادون في البحر يصيدون سمك القرش بطريقة بشعة يخرجونه من البحر إلى ظهر السفينة ثم يضرب على رأسه بآلة حادة أو بعصا ذي رأس مدور حتى الموت، فما حكم الصيد بهذه الطريقة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أمر الشرع بالإحسان إلى الحيوان لا سيما عند ذبحه أو قتله، فعن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته. رواه مسلم.
والسمك لا يشترط ذبحه بعد صيده ولا يجوز تعذيبه بضربه ونحو ذلك، بل يترك حتى يموت، ونص طائفة من أهل العلم أنه يستحب ذبحه في موضع الذبح من الحيوان إذا كان كبيراً ويتأخر موته بعد خروجه عن الماء، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: ويكره ذبح السمك إلا أن يكون كبيراً يطول بقاؤه، فوجهان: أصحهما: يستحب ذبحه راحة له. والثاني: يستحب تركه ليموت بنفسه.
وانظر الفتوىرقم: 5215 في حكم أكل لحم سمك القرش.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 شعبان 1428(17/2)
أكل اللحم في المطاعم الأجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعيش في دولة أجنبية وسؤالي عن أكل لحم الحلال حيث يمكن الحصول عليه
وبالنسبة للمطاعم والأماكن العامة مثل المدارس للأولاد والمطاعم غير متوفر
سؤالي هل يجوز الأكل من المطاعم بعد التسمية عليه أم لا يجوز (إذا حضر الماء بطل التيمم) أم هناك حديث شريف بما معناه أن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى فرائضه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فراجع في جواب هذا السؤال الفتاوى التالية أرقامها: 35248، 1005، 2952، 1564، 2437، 6501، 50200.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 محرم 1426(17/3)
الدليل على وجود (الأرز) زمن النبي عليه الصلاة والسلام
[السُّؤَالُ]
ـ[هل كان يوجد في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أرز؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأرز كان معروفاً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت في مسند أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من استطاع منكم أن يكون مثل صاحب فرق الأرز فليكن مثله، قالوا: يا رسول الله، وما صاحب فرق الأرز، قال: خرج ثلاثة ... وفيه: وقال الثالث: اللهم إنك تعلم أني كنت استأجرت أجيراً بفرق من أرز، فلما أمسى عرضت عليه حقه، فأبى أن يأخذه، وذهب وتركني، فتحرجت منه وثمرته له وأصلحته ... الحديث.
والفرق: مكيال معروف بالمدينة وهو ستة عشر رطلاً.. ذكره الحافظ في الفتح عن الأزهري من أئمة اللغة،.
والشاهد من الحديث هو كون الأرز كان معروفاً عندهم، لأن الصحابة رضي الله عنهم لم يسألوا عن ماهيته، وإنما سألوا عن القصة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 جمادي الثانية 1423(17/4)
محاولة جهد المستطاع أن لا يرمى الطعام
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب أعمل في صنع المرطبات وطبيعة عملي تقتضي إلقاء فواضل المرطبات في سلة المهملات مع العلم أني مجبر على فعل ذلك ما هو حكم الشرع في ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله كره ثلاثاُ: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال".
فما ينتفع به من الأموال لا ينبغي إضاعته في غير منفعة، فإن كان الأخ السائل يتمكن من الحفاظ على هذا المال الذي يرمى لينتفع به هو أو غيره فذاك، وإن لم يتمكن فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ربيع الثاني 1423(17/5)
يتعين التحذير من الأطعمة التي يثبت تلوثها بدهن الخنزير
[السُّؤَالُ]
ـ[انتشرت شائعة وأرجو التأكد منها، إذ ذُكر أن شطة كريستال -فلفل كريستال الأمريكي المعروف- ملوث بزيوت الخنازير. والأكثر إشكالاً عندي ما ذكر أنه: كشفت مصادر مطلعة في وزارة التجارة عن قرار وزاري صادر بحق الوكيل العام لمنتج غذائي تبين أنه ملوث بزيوت الخنازير من بلد المنشأ الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كشف القرار تسلسل الأحداث حيث تبين أن بداية الكشف عن هذا المنتج وهو (شطة- كريستال) بدأت في الجبيل الصناعية حيث شك أحد المواطنين بمنتج اشتراه من من أسواق (بنده) فعندما ذهب إلى البيت وجد المنتج المذكور آنفا (شطة- كريستال) قد ترسبت وانعزلت الخليطة عن طبقة من الزيت فحين رجع إلى المكان الذي اشتره منه وهو أسواق (بنده) تبين أن هناك كمية كبيرة بهذا الشكل مما دعاه للشك والريب أنه عندما يقوم برج القارورة لا يمتزج الخليط المترسب من الزيت المعزول مما جعل شكه في الموضوع يزيد أكثر فأكثر فأخذ عدة قوارير اشتراها وأصدر بها فاتورة شراء من البائع وذهب بها إلى مقر الهيئة الملكية في الجبيل الصناعية فحين قام الفريق المختص بفحص العينات بمختبراتهم تبين أنها ملوثة بمادة من الزيوت التي لا تنتج إلا من شحوم الخنازير مما دعا المختبر إلى تكرير الاختبار عدة مرات وأرسل عينة إلى عدة مختبرات مما أدى إلى تأكيد النتيجة الأولى، فقام فريق من رجال البلدية المراقبة التابعة للهيئة الملكية بمفاجئة مكان البيع (أسواق بنده) وتفتيش مستودعاته الأمر الذي أدى للمصادرة وغيرها مما يُشكل لكنّ هذه الأكثر إشكالاً عندي.
هذا وإن البعض أنكر ذلك: - في رسالة مكتوبة لشركة "أبار وزيني" الغذائية المحدودة جاء فيها -في المكتوب المنتشر في الانترنت-: ... ونحن إذ نثمن مبادرتكم بالاتصال بنا لنود التأكيد على أن الخبر المذكور عار عن الصحة ولا يمت للحقيقة بأية صلة ... "الخ.
فلفصل المقال وإنهاء الشائعة، هل ثبت عندكم شيء في هذا الموضوع من ثبوت وجود هذا الزيت أو لا؟ وإن ثبت فما الحكم -في شرائه وبيعه واستعماله- في هذه الحالة مع انتشاره الواسع؟ وجزيتم كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففصل المقال في ثبوت ذلك الخبر إنما يكون بالرجوع إلى الجهات المعتمدة المختصة، وإذا ثبت تلوثه بشحم الخنزير فيتعين نشر الوعي بين الناس بذلك، ومن خلال جهات معتمدة لحسم المسألة، والأصل في الأشياء الإباحة -ومن ذلك الزيوت- حتى يثبت موجب التحريم، وعند الشك فإن الأولى للمسلم أن يجتنب كل ما يشك في حله، ليكون قلبه مطمئناً، وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. رواه أحمد والترمذي والنسائي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ذو القعدة 1430(17/6)
حكم ابتلاع اللعاب بعد إخراج لحم الخنزير من الفم
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت وزوجي في مطعم في لندن، وقدموا لنا طعاما وحينما تذوقته علمت أنه لحم خنزير، فأخرجته من فمي فورا، ولكن بقي بعض اللعاب في فمي لم أبصقه، لأنني استحييت أن أبصق في المطعم وابتلعته، والآن أحس بالخجل من الله، لأنني استحييت من الناس ولم أستحي من الله عند عدم بصقي لهذا اللعاب، فهل هناك كفارة لابتلاعي اللعاب الذي فيه طعم لحم الخنزير؟ علما أنني عندما تناولته لم أكن أعلم أنه خنزير حتى تذوقته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن نجاسة الخنزير وحرمته الغليظة من المعلوم من الدين بالضرورة عند كل مسلم، وقد أحسنت عندما رميت الطعام من فمك عندما علمت أن به لحم خنزير، ونسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك، وكان عليك أن تكملي وتلقي ما بقي من طعمه في فمك، وما دام الأمر قد فات، فإن عليك أن تستغفري الله تعالى وتتوبي إليه، وليست عليك كفارة.
وكما أشرت فإن الله تعالى أحق بالحياء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الله أحق أن يستحيا منه من الناس. رواه البخاري.
وقد أحسن من قال: وكل ما استحييت منه بالورى فالله بالحياء كان أجدرا.
وللمزيد من الفائدة انظري الفتويين رقم: 94019، 20550.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو القعدة 1430(17/7)
حكم الأكل من ذبيحة الكتابي وذبيحة المشرك غير الكتابي
[السُّؤَالُ]
ـ[نحن نعيش في اليابان ـ وحيث إنهم ليسوا أهل كتاب ـ فنحن لا نأكل اللحم أوالدجاج الذي يباع في المحلات أو في المطاعم، ولكن نشتري من مواقع على الإنترنت ونطبخها نحن في المنزل، ولكننا وجدنا هنا مطعما يقدم وجبة جاهزة يستخدم فيها لحوما ودجاجا مستوردا من أستراليا والدنمارك، فهل يجوز لنا أن نسمي عليها ونأكل منها على أساس أنها مستوردة من بلد أهله أهل كتاب؟ أم لا يجوز لنا ذلك؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنتم في اجتنابكم الأكل من ذبائح أهل اليابان، لأن ذبيحة المشرك حرام إلا الكتابي، لقوله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ {المائدة: 5} .
ويشترط لحل ذبيحة أهل الكتاب: أن لا يكون الذابح أهلَّ بذبحه لغير الله، فإن سمى عند ذبحه المسيح أوعزيرا أوغيرهما حرمت ذبيحته، قال تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ {المائدة: 3} .
وأن يكون ذبح بطريق الذبح الشرعية، وهي في البقر والغنم والطيور: بقطع الودجين والحلقوم، وفي الإبل: النحر وهو: الطعن عند اللبة.
وبناء على هذا، فإذا كانت اللحوم مستوردة من دول أهل الكتاب ولم يغلب على الظن اختلال الشرطين المذكورين، فإنه يجوز أكل هذه اللحوم، أما إذا اختل شيء من ذلك، لم يجز أكلها.
والأحوط للمسلم أن يقتصر في مثل هذه الحالة على الأسماك وما تيقن من تذكيته من الحيوانات المباحة، لقوله عليه الصلاة والسلام: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. رواه الترمذي والنسائي وأحمد والحاكم.
وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 2437، 1005، 46369.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 شوال 1430(17/8)
حكم تناول طعام حلال تم تقطيعه بسكين يقطع به لحم الخنزير
[السُّؤَالُ]
ـ[أدرس في أمريكا, أثناء أكلي في مطعم المدرسة لاحظت أن الطباخ يقطع البيتزا من لحم الخنزير وأخريات من غير الخنزير بنفس السكين. والله نفسي توقفت عن الطعام ومنذ حين توقفت عن أكل البيتزا بصورة عامة.
ماذا أفعل هل حلال أكل البيتزا المحللة المقطوعة بسكينة تستخدم لقطع البيتزا المحتوية على لحم الخنزير أم أنه حرام؟ أنتظر الإجابة؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن السكين الذي يقطع به لحم الخنزير أو يستعمل في غيره مما هو نجس يعتبر نجساً، فإذا قطع به اللحم المباح أو البيتزا.. فإن ما أصابه منها يعتبر نجساً ولا يجوز للمسلم استعماله. ولذلك فإنك قد أحسنت عندما توقفت عن تناول الطعام الذي مسه سكين كان يقطع به لحم الخنزير ولم يطهر من تلك النجاسة الغليظة.
هذا وبإمكانك أن تقول للطباخ أن يطهر السكين وينظفها بعد استعمالها في لحم الخنزير فإذا فعل ذلك فلا بأس باستعمالها في غيره وتناول ما قطعت به بعد التطهير، كما سبق بالتفصيل والأدلة في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 119230، 78517، 66280. فنرجو الاطلاع عليها للمزيد من الفائدة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شوال 1430(17/9)
حكم استخدام جوزة الطيب في الطعام
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم استخدام ـ جوزة الطيب ـ في الأكل؟ فبعض الناس يقول إن بداخلها خمورا، فهل هذا صحيح؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت جوزة الطيب هذه تحدث ضرراً، أو كانت تركيبتها الكيماوية تشتمل على مسكرـ ولو كان ضعيفا ـ بحيث لا يحصل الإسكار إلا باستعمال الكثير منها، فلا شك في تحريمها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم. لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطإ وغيره.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ما أسكر كثيره فقليله حرام. رواه أحمد وغيره، وصححه الأرناؤوط.
وإذا لم يكن فيها ضرر أو إسكار فإنها حلال ولا مانع من استخدامها في الأكل وغيره، لأن الأصل الإباحة، كما سبق بيانه في الفتوى: 3020.
وللمزيد من الفائدة والتفصيل وأقوال العلماء انظر فتوى ابن حجر الهيتمي عنها في الفتوى: 16440.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 شوال 1430(17/10)
حكم أكل الزبيب المجفف بالجلسرين
[السُّؤَالُ]
ـ[هل الزبيب المجفف الذي يأكله كثير من المسلمين في رمضان حلال أم لا، لأنه تم استخدام الجلسرين في تجفيفه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنك لم تبين حقيقة هذه المادة المذكورة ومصدرها ولا الكيفية التي تستخدم بها لتجفيف الزبيب، ونقول: إذا كانت هذه المادة نجسة أو من حيوان لم تتم ذكاته فإن ما خالطته من الزبيب وغيره لا يجوز استعماله.
وأما إذا كان مصدرها النبات أو الحيوان البحري أو البري المذكى مما تفيد فيه الذكاة أو كانت من غيره لكنها استهلكت بالصناعة حتى تحولت إلى مادة أخرى ولم يكن فيها ضرر فإنه لا حرج في استعمالها واستعمال ما خالطته من الزبيب وغيره.. وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 71022.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 رمضان 1430(17/11)
اللحوم المستوردة من البلاد غير المسلمة ليست كلها مباحة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أكل لحوم البلدان غير المسلمة، عملا بقوله تعالى: وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم؟ وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
أما عن حكم أكل اللحوم المستوردة من البلاد غير المسلمة، فما كان من اللحوم المحرمة كالخنزير فهو حرام بكل حال، وأما ما كان من اللحوم المباحة في الشرع، فإن كانت غير مذكاة بطريقة مشروعة، أو كان الذي يباشرالذبح كافرغير كتابي كالوثني والشيوعي فهي حرام، وأما إذا كانت مذكاة بطريقة مشروعة والقائم بالذبح مسلم أو كتابي فهي مباحة، وانظري لذلك الفتوى رقم: 64697.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رمضان 1430(17/12)
الأطعمة الخالية من جميع علل التحريم مباحة
[السُّؤَالُ]
ـ[يوجد في الأسواق علكة اسمها كلوراكس صناعة لبنانية، وفي المحتويات موجود ملاحظة أنها تحتوي على مادة الفينييل أنين. فهل هذه الماة كحولية محرمة أم هي أحماض أمينية غير محرمة؟
ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيمكنك سؤال المختصين في علم الكيمياء والعقاقير عن ذلك، والعبرة في تحريم المادة المذكورة أو حلها هو الإسكار أو الضرر، أو كونها من شيء حرم الله أكله كالخنزير والميتة والآدمي وغير ذلك. فإذا خلت المادة المذكورة من جميع علل التحريم فلا حرج في تناول ما تدخل فيه من أطعمة، وانظر الفتوى رقم: 54635.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 شعبان 1430(17/13)
هل يأثم من يأكل الفحم
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو أنني مبتلاة بأكل الفحم. فهل علي إثم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان أكل الفحم أو غيره من المباحات يترتب عليه ضرر فإن آكله يأثم بذلك، وعليه أن يتوب إلى الله تعالى ويقلع عنه، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطأ وغيره، وقال صاحب المراقي: وأصل كل ما يضر المنع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شعبان 1430(17/14)
فكرة حفظ الطعام وتوزيعه على المحتاجين فكرة طيبة
[السُّؤَالُ]
ـ[في البداية أنا شاب عمري 15 سنة، هل تسمحون لي بنشر مقالاتي بعد تدقيقها من قبلكم؟ ومناسبة الموضوع: أنتم تعلمون أنه في الأعراس يتم رمي الكثير من الطعام، وقد خطرت لي فكرة عمل الطعام المتبقي على شكل وجبات وتوزيعه من خلال مجموعة شبابية نسميها ـ ضع بصمتك ـ ولكن المشكلة التي تواجهني هي كيف يمكنني نشر الفكرة؟ لأني لا أمتلك الإمكانات التي تمكنني من نشرها، علما بأن المجموعة ستكون لها أعمال خيرية أخرى علي الشبكة العنكبوتية وعلى أرض الواقع.
وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يجعلك من الشباب الناشئين في عبادة الله تعالى وأن يجعلك من أوعية العلم الدعاة إلى الله بأقلامهم وألسنتهم، وأما فكرة حفظ الطعام وتوزيعه على المحتاجين وتعاون الشباب على ذلك فهو أمر طيب، ويتعين أن يتعاون معهم المعدون للطعام، فلا يليق أن يشبع بعض الناس حتى يفضل عنهم الكثير ويبقى جيرانهم جياعاً، ففي الحديث: ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبة وهو يعلم. رواه ابن أبي شيبة وحسنه الألباني.
وأما عن استقبال مقالاتك وإعلاناتك فنعتذرعنه، لأنه لا يدخل في اختصاص الموقع ونشكرك على الاتصال بنا بارك الله فيك وأعانك على ما فيه خدمة الإسلام والمسلمين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 شعبان 1430(17/15)
حكم أكل (النيص)
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أعرف هل الحيوان المسمى ـ نيصِِ ـ وهو حيوان ذو أشواك مثل القنفذ لكنه كبير الحجم يجوزأكل لحمه أم لا؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف العلماء في حكم أكل ـ النيص ـ فمنهم من حرمه لكونه مما يستخبثه العرب، ومنهم من أباحه ولم يعتبر الاستخباث سببا بمجرده للتحريم، وذلك لعدم ورود نص صحيح بتحريمه.
وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ عن ذلك، فقال: قد اختلف العلماء ـ رحمهم الله ـ في حكمه فمنهم من أحله ومنهم من حرمه، وأصح القولين أنه حلال، لأن الأصل في الحيوانات الحل فلا يحرم إلا ما حرمه الشرع ولم يرد في الشرع ما يدل على تحريم هذا الحيوان، وهو يتغذى بالنبات كالأرنب والغزال وليس من ذوات الناب المفترسة، فلم يبق وجه لتحريمه، والحيوان المذكور نوع من القنافذ ويسمى ـ الدلدل ـ ويعلو جلده شوك طويل، وقد سئل ابن عمر رضي الله عنهما عن القنفذ؟ فقرأ قوله تعالى: قُلْ لَا أجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ ... الآية. قال شيخ عنده: إن أبا هريرة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنه خبيث من الخبائث، فقال ابن عمر: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك، فهو كما قاله.
فاتضح من كلامه ـ رضي الله عنه ـ أنه لا يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في شأن القنفذ شيئا، كما اتضح من كلامه أيضا عدم تصديقه الشيخ المذكور، والحديث المذكور ضعفه البيهقي وغيره من أهل العلم بجهالة الشيخ المذكور، فعلم مما ذكرنا صحة القول بحله وضعف القول بتحريمه، والله سبحانه وتعالى أعلم. مجموع فتاوى الشيخ ابن باز.
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: فالشرع إذا حرَّم عيناً فهي حرام عند كل الناس، وليس مطلق كون الشيء خبيثاً يقتضي التحريم، بدليل قول الرسول ـ عليه الصلاة والسلام: من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا. يعني بها البصل، وقالوا: حُرِّمتْ حُرِّمتْ؟ فقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: إنه ليس لي تحريم ما أحل الله لي، ولكنها شجرة أكره ريحها.
فإذاً نقول: لا أثر لاستخباث ذوي اليسار، وأن معنى الآية أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ لا يحرم إلا ما كان خبيثاً، فيكون الوصف بالخبث علة لما حرَّمه الشرع، وأن الشرع لا يحرم إلا خبيثاً، فإذا حرم شيئاً فلا تبحث هل هو طيب؟ أو غير طيب؟ بل إذا حرمه فاعلم أنه خبيث، أما أن نقول: كل ما استخبثه الناس، أو ذوو اليسار منهم فهو حرام، فهذا أمر لا يمكن، لأن معنى ذلك أن نَردَّ الأحكام إلى أعراف الناس وعاداتهم. الشرح الممتع.
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية: القنفذ المسمى ـ بالنيص: دويبة ذات شواك تلتف على نفسها، أكله حلال، لكونه ليس ذا ناب ولا يأكل الجيف وإنما يعيش على الحشائش كالأرنب ونحوها، والأصل في مثل هذا الحل والإباحة حتى يثبت ما يرفع ذلك، أما الحديث الذي رواه أبو داوود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في القنفذ: إنها خبيثة من الخبائث، فضعيف عند أهل العلم. من كتاب فتاوى إسلامية.
وانظر الفتوى رقم: 22805.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شعبان 1430(17/16)
إباحة ذبائح الكتابيين ونكاح حرائرهم العفيفات
[السُّؤَالُ]
ـ[فى سورة المائدة: وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم ـ لماذا ذكر بالأخص أن طعام المسلمين أحل لهم؟ ولماذا لم يذكر أشياء أخرى هى للمسلمين تكون حلالا للكفار؟ لقد سمعت شخصا يفسر هذه الآية قائلا: مكافأة لأهل الكتاب، لأن المسلمين سيأكلون ذبائحهم فالله عز وجل كافأهم بالمثل، أظن أنه كان يشرح من تفسيرـ أبي بكر بن العربى ـ أنا أشك فى أن الله ذكر ذلك مكافأة لهم، لأن الله عز وجل أصلا لعنهم، فما مدى صحة هذا الكلام؟ ولماذا ذكر الله عز وجل بالأخص أن طعام المسلمين حلال لهم؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنص آية المائدة هو قوله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ {المائدة:5} .
ثم إن المراد بالطعام هو ذبائح أهل الكتاب، كما فسره ابن عباس، وقد رخص الله تعالى للمسلمين في إباحة ذبائح الكتابيين ونكاح حرائرهم العفيفات، وأباح أن يطعموا طعامنا، ولم يجز أن تتزوجهم نساؤنا إجماعا، كما قال القرطبي.
ولا حاجة لذكر غير ذلك من الملابس والمقتنيات الأخرى والطعام غير اللحم، لأنه لا فرق بين الكتابي وغيره من الكفار فيجوز أن نتعامل مع البوذي واللاديني في شراء وبيع الأرز والسيارات وغيرها، فلا حرج علينا في بيعها وإعطائها له ولا في شرائها منه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 شعبان 1430(17/17)
مجرد الطبخ لا يشترط فيه دين الطابخ
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أشتغل فى شركة فى الصحراء والجميع مسلمون ولكن الطباخ الذي يطبخ الطعام عربي مسيحي، فما حكم الأكل مما يطبخه؟ هل يجوز أن نأكل منه أم لا يجوز؟.
أفيدونا أفادكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العبرة في حل الذبائح إنما هي بالذكاة -الذبح الشرعي- والقائم بها، وليست العبرة بالطباخ أو غيره، فإذا كان الذابح مسلماً أو كتابياً فلا حرج في الأكل مما ذبحه، بغض النظر عن ديانة الطباخ، أما إن كان الذابح من غيرهما، فلا يجوز الأكل من ذبيحته، سواء كان الطباخ مسلماً أم لا.
أما غير الذبائح كالأسماك والخضراوات والمخبوزات وغيرها من الأطعمة، فلا حرج في الأكل منها مطلقاً، طالما كانت مباحة في ذاتها، والخلاصة أن مجرد الطبخ لا يشترط فيه شيء في دين الطابخ، أما الذبح فذبيحة الكتابي يهودياً أو نصرانياً حلال، أما ما ذبحه غير المسلم والكتابي فإنه لا يحل كائناً من كان من طبخه، هذا ويشرط في الذبيحة أن تكون مذكاة ذكاة شرعية فلا تؤكل مصعوقة بكهرباء ولا مضروبة بمثقل وفي المذكى -علاوة على ما تقدم- ألا يكون أُهل بها لغير الله، وانظر للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 72457.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 شعبان 1430(17/18)
الأصل في الخل الإباحة بغض النظر عن لونه
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الخل الأبيض والأحمر؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: نعم الإدام الخل. رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الترمذي.
ولذلك فإن الأصل في الخل الإباحة ـ بغض النظر عن لونه سواء كان أبيض أو حمر ـ إذا كان متخذا من المواد المباحة، أو من خمر تخلل بنفسه دون يد صانع، كما سبق بيانه بالتفصيل والأدلة في الفتاوى التالية أرقامها: 35451، 54401، 109628. وما أحيل عليه فيها.
أما إذا كان متخذا من الخمر فلا يجوز استعماله إذا كان تخلله بفعل فاعل على الراجح من أقوال أهل العلم، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 20249.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شعبان 1430(17/19)
حكم أكل مادة الكاشير
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو ترقيع الصلاة بالتفصيل؟ وما هورأي الشرع في أكل مادة الكاشير؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا علم لنا بمادة الكاشير المسئول عنها، والأصل في الأطعمة الحل ولا يحرم منها إلا ما كان ضارا أو مسكرا أو مشتملا على نجاسة، قال صاحب الروض: والأصل فيها الحل لقوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا، فيباح كل طعام طاهر - بخلاف متنجس، ونجس - لا مضرة فيه. اهـ.
وأما ترقيع الصلاة بالتفصيل، فانظر له الفتوى رقم: 18114.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شعبان 1430(17/20)
شرط جواز أكل الثمار المملوكة للغير بغير إذنه
[السُّؤَالُ]
ـ[توجد أرض مزروعة ـ صحاري ـ بالقرب منا، وكل من يأتي يأكل من ثمارها، يقول الشباب: إنه حلال أن تأكل وأنت في الأرض، وحرام إن أخذت ثمارها إلى البيت، فهل هذا صحيح؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأكل أموال المسلمين بغير وجه شرعي لا يجوز، فقد قال الله تعالى: وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ {البقرة:188} . فلا يجوز أخذ الثمار من الأشجار المملوكة للغير، إذا كان مالكها لا يبيح للناس الأخذ منها، أما إذا كان ذلك من أرض ليست ملكا لأحد، فيجوز لكل من سبق إليها أن يأخذ ما شاء من نباتها ومن غيره.
أما ما ذكره هؤلاء الشباب من جواز الأكل من هذه الثمار دون حمل شيء منها فهذا خاص بذي الحاجة، لما رواه أبو داود والترمذي عن عبد اللَّهِ بن عَمْرِو بن الْعَاصِ عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سُئِلَ عن الثَّمَرِ الْمُعَلَّقِ فقال: من أَصَابَ بِفِيهِ من ذِي حَاجَةٍ غير مُتَّخِذٍ خُبْنَةً - لا يأخذ منه في ثوبه - فلا شَيْءَ عليه، وَمَنْ خَرَجَ بِشَيْءٍ منه فَعَلَيْهِ غَرَامَةُ مِثْلَيْهِ وَالْعُقُوبَةُ. قال الترمذي: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
جاء في عون المعبود: فيه دليل على أنه إذا أخذ المحتاج بفيه لسد فاقته فإنه مباح له. اهـ.
وقد اختلف العلماء في هذه المسألة، والراجح هو مذهب الحنابلة، وفي بيانه يقول ابن قدامة في المغني: قال يعني الخرقي: ومن مر بثمرة فله أن يأكل منها ولا يحمل، هذا يحتمل أنه أراد في حال الجوع والحاجة، لأنه ذكره عقيب مسألة المضطر. قال أحمد: إذا لم يكن عليها حائط، يأكل إذا كان جائعا، وإذا لم يكن جائعا، فلا يأكل، وقال: قد فعله غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن إذا كان عليه حائط لم يأكل، لأنه قد صار شبه الحريم. اهـ.
وقال النووي في المجموع: مذاهب العلماء فيمن مر ببستان غيره، وفيه ثمار أو مر بزرع غيره، فمذهبنا أنه لا يجوز أن يأكل منه شيئا إلا أن يكون في حال الضرورة التي يباح فيها الميتة، وبهذا قال مالك وأبو حنيفة وداود والجمهور.
وقال أحمد: إذا اجتاز به وفيه فاكهة رطبة وليس عليه حائط جاز له الأكل منه من غير ضرورة ولا ضمان عليه عنده في أصح الروايتين. اهـ.
ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى التالية أرقامها: 17384، 67281، 68993، 120577.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شعبان 1430(17/21)
حكم تناول السمك في مطعم في بلاد الكفر
[السُّؤَالُ]
ـ[إخوتي الكرام، أنا لدي سؤال: أنا في بلد غير إسلامي. فهل يحق لي إذا دعاني صديق لي أتعامل معه في التجارة أن أتناول معه وجبة العشاء في مطعم غير إسلامي، لكن هو سيقدم لي وجبة بالسمك. فهل يحق لي أن أتناولها أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا شروط الأكل من مطاعم الكفار والتعامل معهم في عدة فتاوى، منها الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 16109، 111538، 18462. فنرجو أن تطلع عليها.
ولذلك فإذا لم يغلب على ظنك أن ما تتناوله من السمك أو غيره من الأطعمة المباحة مع صديقك، أو مع غيره ليس بحرام، ولا نجس، فلا حرج في أكله، لأن الأكل مع غير المسلم لا حرج فيه بشرط أن يكون الطعام مباحا، ولم يكن معه على السفرة ما هو حرام كالخمر والخنزير. كما سبقت الإشارة إليه في الفتاوى المذكورة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 رجب 1430(17/22)
حكم تناول الأطعمة والأشربة التي يشك وجود محرم في تصنيعها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يدخل الخنزير في مكونات الكوكاكولا أو البيبسي أو في تصنيع الجبن الرومي؟
وهل حرام أكل أو شرب هذه الأشياء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم يثبت لدينا ببينة شرعية أن الخنزير يدخل في هذه الأشياء المذكورة، والأصل في الأشياء الإباحة حتى يثبت موجب التحريم، فلا حرج في تناول أي طعام أو شراب ما لم يثبت أنه قد مزج به ما هو محرم كالخنزير، أو يغلب ذلك على الظن.
والواجب عدم التسرع في إصدار حكم في هذا بالتحريم، لأن تحريم الحلال من الخطورة بمكان فهو كتحليل الحرام، بل الواجب الاتئاد والتروي والتبين، فإن ثبت أن فيها شيئا من الخنزير لم يتم تحويله كيمائيا إلى مادة أخرى حرم شراؤه وبيعه، ومدار إثبات ذلك المختبرات الموثوقة المتخصصة، وحتى يثبت ذلك نبقى على الأصل وهو الإباحة. ومع ذلك فترك استعمال ما يشك فيه من تلك الأطعمة والأشربة إلى حين يثبت ما يقال عنها يعتبر ورعا واحتياطا في الدين. وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 68986، 11039، 119715، 76001.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 جمادي الثانية 1430(17/23)
حكم العلكة والأطعمة التي يدخل في صناعتها عظام الحيوان
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي: عن صناعة السكر في استراليا؛ لأن السكر في عملية التكرير يتعرض لعظام الحيوان. هل هو حرام. وأيضا عن العلكة -اللبان- هل هي حرام مع علمي أن العلكة لايدخل في صناعتها سوى مكسبات الطعم ومواد نبايتة. أرجو الإجابة على سوالي لأني في حيرة من أمري؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا ثبت أن عظام الحيوان تدخل في صناعة السكر، فإنه ينظر في حال هذا العظم، فإن كان قد عولج كيميائيا حتى استحال إلى عين أخرى، ثم أدخل في صناعة السكر فلا حرج في استعماله، لأن الاستحالة على القول الراجح مطهرة لهذا العظم لو فرض أنه نجس، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 25587.
وإذا كان قد وضع قبل استحالته فينظر، فإن علم أنه من حيوان بحري أو من حيوان بري مذكى مما تحله الذكاة فلا حرج في استعماله. وإن حصل يقين أو غلبة ظن أنه من حيوان بري لم يذك ذكاة شرعية، ولم يعالج ليتحول إلى مادة أخرى قبل إضافته السكر، أو حصلت معالجة ولكنه لم يتحول إلى مادة أخرى، فإنه يبقى على أصله، وهو النجاسة وحرمة الاستعمال. وأما إن كان مجهول الحال أو المصدر، فالظاهر أنه مباح؛ لعموم البلوى وجهالة الأصل، ولأن أغلب هذه المواد المصنعة تكون قد جرى عليها معالجة تحولها عن أصلها. كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 120466، 6640.
وأما العلك فهو مباح لا حرج فيه، طالما أنه لم يدخل في صناعته ما يحرمه، والقاعدة أن (الطعام لا يطرح بالشك) فالأصل في الأطعمة الإباحة، إلا إذا تبين خلاف ذلك بدليل يرفع هذا الأصل، فإذا تيقن من عدم حله، أو غلب على ظنه بالقرائن المفيدة لذلك، فإنه يحرم تناوله، كما سبق بيانه في الفتاوى التالية: 37139، 28550. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 15782.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 رجب 1430(17/24)
حكم الأكل من طعام المناسبات والاحتفالات
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الأكل والشرب مما يحضره الطلاب بعض الأحيان في المدرسة إما في حفل أو غيره؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من تناول ما أحضره الطلبة أو غيرهم من الطعام في احتفال أو مناسبة لمن حضرها، فمن المعلوم عادة أن من حضر هذه المناسبات يأكل ويشرب مما هو موجود وخاصة إذا كان مدعوا أو جرى العرف بذلك، أو علم صراحة أو من قرائن الأحوال أن نفوس من أحضروه طيبة به لكل الحاضرين.
أما إذا لم يكن مدعوا، أو علم أن من أحضر الطعام لا تطيب نفسه له بالأكل منه، فحينئذ لا يجوز له الأكل منه. لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه. أخرجه الدارقطني وأحمد والبيهقي وغيرهم، وصححه الألباني.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتويين رقم: 59794، 79767.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 جمادي الثانية 1430(17/25)
حكم الأغذية المحتوية على السكر الكحولي
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد اشتركت في مركز لتخسيس الوزن عن طريق حمية غذائية خاصة، وقاموا بإعطائي مجموعه من الأغذية الخاصة بالحمية الغذائية والتي لا تحتوي على السكريات. ومن بين هذه المجموعة كان هناك قطعة من الشوكولاته بدون سكر ودهون، ولكن بها سكر بديل اسمه السكر الكحولي، وعند السؤال عنه قالوا لي إن هذا المركب يختلف عن الكحول فهو لا يحمل خصائص الكحول العادية من الذهاب بالعقل.أرجو إفادتنا بهذا الموضوع، مع العلم أن هذا المركب شائع كثيرا بين الأغذية الخالية من السكر الطبيعي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جاء في الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل مسكر خمر وكل مسكر حرام. وفي رواية: كل مسكر خمر وكل خمر حرام. وفي رواية: وما أسكر كثيره فقليله حرام.
ولذلك لا يجوز تناول شيء من الكحول ولو كان قليلا لا يسكر، فإن ما أسكر قليله فكثيره حرام.
وقد سبق أن بينا أنه لا يجوز شرب الدواء إذا كان يحتوي على بعض الكحول إلا في حالة الضرورة وحيث لا يوجد بديل عنه، وانظر الفتوى رقم: 67642.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الثانية 1430(17/26)
المأكولات المحتوية على قليل من الخمر أو دهن الخنزير
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أكل المأكولات التي تحتوي على كميات قليلة من دهن الخنزير، أو الكحول، بالنسبة للمسلم الذي يعيش في دولة أجنبية، مع العلم بوجود فتوى صدرت من أمريكا تبيح ذلك إذا كانت كمية المادة الحرام لا تغير لون أو طعم أو رائحة المادة الحلال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمعلوم أن دهن الخنزير نجس كلحمه وسائر أجزائه، فما ثبت أو غلب على الظن من الأطعمة والمشروبات أنه خلط بدهن خنزير ولو بنسبة ضئيلة فإنه لا يجوز تناوله، والقول بجواز تناوله إذا كانت النسبة ضئيلة قول مخالف للصواب فيما نرى، لأن كونه قليلا لا ينافي بقاء عينه، والخنزير يحرم أكل قليله كما يحرم أكل كثيره، كما أن النجاسة ولو كانت قليلا فإنها تنجس الطعام كما بيناه في الفتوى رقم: 74594.
وقد سئلت اللجنة الدائمة: هل يجوز استعمال العطورات، ومزيل رائحة الإبط، ومعجون الأسنان، والآيس كريم، والشامبو لاحتوائها على الكحول, والصابون الذي فيه دهن خنزير، ولو بنسبه بسيطة جدا، والجبن؟ أرجو إفتائي لأنني مبتعث في أمريكا؟
فأجابت:
الأصل في الأشياء الحل والطهارة، فلا يجوز أن يحكم الشخص على شيء بأنه محرم ونجس إلا بدليل شرعي، ومتى تيقنت أو ترجح لديك اختلاط اللحم المباح بدهن أو دم خنزير، وكذلك الجبن إذا خلط بدهن أو دم خنزير فلا يجوز لك تناوله، وقد دل القرآن الكريم والسنة والإجماع على تحريم لحم الخنزير، وأجمع العلماء على أن شحمه له حكم اللحم.
أما إذا كنت لا تعلم فيجوز الأكل منه، لما سبق من أن الأصل في الأشياء الحل حتى يقوم دليل على التحريم، والعطورات ونحوها التي مزجت بها الكحول حتى بلغت مبلغ الإسكار القول بنجاستها وطهارتها مبني على القول بنجاسة الخمر وطهارتها، والجمهور على القول بنجاستها.
وعليه فيجب تجنبها إذا بلغت مبلغ الإسكار بسبب ما خلط بها من الكحول. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 جمادي الثانية 1430(17/27)
حكم الأكل من الذبيحة المذبوحة عند مقدمة البيت والسيارة
[السُّؤَالُ]
ـ[معلوم أن الذبح على مقدمة البيت والسيارة نوع من أنواع الشرك، ولكن هل يحل الأكل من هذه الذبيحة، أم أنه أهل به لغير الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يطلب عند شراء سيارة أو بيت جديد ونحو ذلك أن يذبح الإنسان ذبيحة، وما يعتقده بعض الناس أن هذا الذبح سبب للوقاية من إصابة العين أو الجن لا أصل له، بل الذبح بنية الوقاية من الجن شرك بالله عز وجل.
أما لو ذبح شكرا لله على تجدد النعمة وزيادتها، وتقربا إليه تعالى، فلا بأس بذلك.
وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 24328، 27219، 38359.
وفي الحال الأولى لا يجوز الأكل من هذه الذبيحة التي ذبحت دفعا للعين أو وقاية من الجن، ولها حكم الميتة لدخولها في عموم الذبح لغير الله، الذي هو نوع من الشرك، كما سبق بيانه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 52339، 18525، 25245.
أما في الحال الثانية فلا حرج في الأكل منها، وما هي إلا ذبيحة تقرب بها صاحبها إلى الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الأولى 1430(17/28)
حكم الطعام المحتوي على إنزيمات مستخلصة من الخنزير
[السُّؤَالُ]
ـ[ورد في أكثر من موقع أن أكثر من 90% من الخبز الموجود في بريطانيا يدخل في تركيبه أنزيمات يستخرج بعضها من غدة البنكرياس بالخنزير، المشكلة هي يا شيخنا الفاضل أن المحل الذي يبيع الخبز ليس ملزما بنشر هذه المعلومة في نشرة المكونات للخبز، لأن الكمية المستخدمة بسيطة جداً ولأن هذه الأنزيمات المعروفة بحساسيتها لدرجات الحرارة تتكسر إلى مواد أخرى خلال الطبخ، الرجاء إفادتنا عما يجب علينا فعله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الخنزير بجميع أجزائه نجس كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 47309، والفتوى رقم: 51283.
فإذا ثبت أنه يدخل في تركيب طعام أو شراب قبل أن يعالج وتستحيل عينه إلى عين أخرى لم يجز أكل ما اشتمل عليه، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 25587.
ولكنا نلفت نظر السائل إلى أن الأحكام الشرعية لا تنبني على مجرد كلام يتردد هنا وهناك فلا بد من التثبت من الأخبار قبل تقرير الأحكام عليها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا.. {الحجرات:6} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 جمادي الأولى 1430(17/29)
حكم أكل الهريسة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أكل الهريسة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في أكل الهريسة، وهي عند العرب القمح يهرس بالمهراس -أي يدق- ثم يطبخ مع اللحم، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 51105. وبينا هناك ضعف الحديث المروي في فضل أكلها.
فإن كان مراد السائل غير هذه الهريسة المعروفة عند العرب فينبغي أن يبين لنا، وكذلك إن كان مراده أكلها في مناسبة معينة لمقصد معين، ويرجى للفائدة مطالعة الفتوى رقم: 46328.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الأولى 1430(17/30)
مذهب مالك في أكل ذي الناب من السباع، وذي المخلب من الطير
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يصح أن الإمام مالكا أباح أكل الكلاب والذئاب والفيلة وما إلى ذلك، أخذا بعموم قوله تعالى في سورة الأنعام: قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه؟
وما موقفه من حديث تحريم لحوم الحمر الأهلية، وكل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير؟
أفيدونا أفادكم الله تعالى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن في مذهب مالك - رحمه الله تعالى- في هذه المسألة ثلاثة أقوال: الحرمة، الكراهة، الإباحة.
ويرى خليل وأغلب شروحه أن القول المشهور في المذهب هو الكراهة كما قال العلامة خليل في المختصر: والمكروه سبع وضبع وثعلب وذئب.
وأما أكل ذي مخلب من الطير؛ ففيه الأقوال الثلاثة أيضا، والمشهور منها في المذهب هو القول بإباحة الأكل مطلقا.
قال خليل عاطفا على المباح: وطير ولو جلالة وذا مخلب. وقال الخرشي في شرحه: هذا هو الْمَشْهُورُ. وفي حاشية العدوي: وَمُقَابِلُهُ (يعني المشهور) مَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ لَا يُؤْكَلُ كُلُّ ذِي مِخْلَبٍ. وَظَاهِرُ قَوْلِهِ لَا يُؤْكَلُ الْمَنْعُ وَقَالَهُ فِي الْإِكْمَالِ، وَحَكَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ كَرَاهَةَ أَكْلِ ذِي مِخْلَبٍ
وفي المدونة عن ابن القاسم قَالَ: لَمْ يَكُنْ مَالِكٌ يَكْرَهُ أَكْلَ شَيْءٍ مِنْ الطَّيْرِ سِبَاعِهَا وَغَيْرِ سِبَاعِهَا.
وفي الموطإ- رواية يحيى - قال: بَاب تَحْرِيمِ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ.. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَكْلُ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ حَرَامٌ. قَالَ مَالِك: وَهُوَ الْأَمْرُ عِنْدَنَا.
ومن خلال ما تقدم عرضه من أقوال في مذهب الإمام مالك يتبين لك أن الراجح هو القول بالتحريم للحديث الثابت، وهذا هو نص مالك في موطئه الذي لم يترك كتابا غيره، فمن نسب إليه قولا بالكراهة أو قولا بالإباحة فإنه يرد عليه بما سطره هو بأنامله.
وقد فسر بعضهم أكل كل ذي ناب بمأكوله كما في قوله تعالى: وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ. {المائدة:3} .
وعلى كل؛ فالأقوال الثلاثة موجودة في مذهب مالك. وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 59765.
وهذه الأقوال قال بها بعض علماء السلف ممن سبق مالكا من الصحابة والتابعين. قال القرطبي في تفسيره للآية المذكورة: وقد اختلفت الرواية عن مالك في لحوم السباع والحمير والبغال. فقال مرة: هي محرمة، لما ورد من نهيه عليه السلام عن ذلك، وهو الصحيح من قوله على ما في الموطأ. وقال مرة: هي مكروهة، وهو ظاهر المدونة لظاهر الآية، ولما روي عن ابن عباس وابن عمر وعائشة من إباحة أكلها، وهو قول الأوزاعي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 جمادي الأولى 1430(17/31)
وجه الجمع بين إباحة أكل الجراد والنهي عن قتله
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي درجة حديث: لا تقتلوا الجراد، فإنه من جند الله الأعظم. وإذا كان صحيحاً، فكيف نوفق بينه وبين جواز أكل الجراد في الأحاديث المتفق عليها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت النهي عن قتل الجراد من حديث أبي زهير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تقتلوا الجراد؛ فإنه من جند الله الأعظم. رواه الطبراني في الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان، وحسنه الألباني، انظر: الصحيحة وصحيح الجامع حديث رقم 7388.
وقد استفاد العلماء من هذا النهي حرمةَ قتل الجراد عبثًا وإفسادًا في الأرض، وهذا لا يتنافى مع إباحة أكله والانتفاع بلحمه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، والذي استفيد مما ورد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما مرفوعًا وموقوفًا، وهو في حكم المرفوع، ولفظه: أحلت لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان فالحوت والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال. رواه أحمد وابن ماجه وغيرهما، وصححه الألباني.
ولما ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله تعالى عنه قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات كنا نأكل الجراد معه.
فلا تعارض بين الحديثين إن شاء الله.
ولكن لو تحقق الضرر والفساد من الجراد فإن الجمهور من الفقهاء على مشروعية قتله من باب دفع الصائل وحفاظًا على المال المحترم؛ قال القرطبي في تفسيره عند الآية 133 من سورة الأعراف:
واختلف العلماء في قتل الجراد إذا حل بأرض فأفسد; فقيل: لا يقتل. وقال أهل الفقه كلهم: يقتل. احتج الأولون بأنه خلق عظيم من خلق الله يأكل من رزق الله ولا يجري عليه القلم. وبما روي: لا تقتلوا الجراد فإنه جند الله الأعظم. واحتج الجمهور بأن في تركها فساد الأموال, وقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم بقتال المسلم إذا أراد أخذ ماله; فالجراد إذا أرادت فساد الأموال كانت أولى أن يجواز قتلها. ألا ترى أنهم قد اتفقوا على أنه يجوز قتل الحية والعقرب؟ لأنهما يؤذيان الناس فكذلك الجراد. اهـ.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ربيع الثاني 1430(17/32)
حكم أكل لحم جدي رضع من أنثى خنزير
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أكل لحم الجدي أو أداء الأضحية بجدي رضع من أنثى خنزير، حيث إني علمت أنه شوهد ذلك في إحدى الدول الإفريقية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلبن الخنزيرة نجس، ولكن الجدي إذا ارتضع من خنزيرة لا يظهر أثر النجاسة في لحمه، والراجح أن الجلالة لا يكره لحمها إلا إذا ظهر فيها أثر النجاسة، وقد سبق تفصيل أقوال الفقهاء عن الجلالة في الفتوى رقم: 9571، 43396.
وقال محمد بن أبي بكر الرازي الحنفي في (تحفة الملوك) : لو رضع جدي لبن خنزير فهو كالجلالة اهـ. وعلى ذلك نص الشربيني أيضا في (مغني المحتاج) .
وقال ابن سمعون في أماليه: السخلة المرباة بلبن كلبة، لها حكم الجلالة، يكره أكلها كراهة تنزيه على الأصح اهـ.
ولكن الصواب ما ذكرناه أولا وهو رأي أكثر أهل العلم أن الجدي لا يتغير لحمه باللبن النجس، وأنه يستحيل بعد شربه إلى طبيعة أخرى، وعلى ذلك فلا يمكن أن يكون له حكم الجلالة، وبالتالي لا يكره. قال السرخسي: وتفسير الجلالة التي تعتاد أكل الجيف ولا تخلط فيتعين لحمها، ويكون لحمها منتنا فحرم الأكل؛ لأنه من الخبائث، والعمل عليها؛ لتأذي الناس بنتنها، وأما ما يخلط فيتناول الجيف وغير الجيف على وجه يظهر أثر ذلك من لحمه، فلا بأس بأكله، والعمل عليه، حتى ذكر في النوادر: لو أن جديا غذي بلبن خنزير فلا بأس بأكله، لأنه لم يتغير لحمه، وما غذي به صار مستهلكا ولم يبق له أثر. اهـ.
وقال العبادي الحنفي في (الجوهرة النيرة) : وَلَوْ ارْتَضَعَ جَدْيٌ بِلَبَنِ كَلْبَةٍ أَوْ خِنْزِيرَةٍ حَتَّى كَبُرَ لَا يُكْرَهُ أَكْلُهُ لِأَنَّ لَحْمَهُ لَا يَتَغَيَّرُ بِذَلِكَ اهـ.
وقال ابن بطال في (شرح صحيح البخاري) : سئل سحنون عن خروف أرضعته خنزيرة؟ فقال: لا بأس بأكله. قال الطبري: والعلماء مجمعون على أن حملا أو جديًا غذى بلبن كلبة أو خنزيرة أنه غير حرام أكله، ولا خلاف أن ألبان الخنازير نجسة كالعذرة. قال غيره: والمعنى فيه أن لبن الخنزيرة لا يدرك في الخروف إذا ذبح بذوق ولا شم ولا رائحة، فقد نقله الله وأحاله كما يحيل الغذاء، فإنما حرم الله أعيان النجاسات المدركات بالحواس اهـ.
وقال القرافي في (الفروق) : النجاسات التي طرأت عليها التغيرات والاستحالات إذا صار غذاء وأجزاء من الأعضاء لحما وعظما وغيرهما من الأعضاء فقد صار طاهرا بعد الاستحالة، فكذلك نقول في البقرة الجلالة والشاة تشرب لبن خنزير ونحو ذلك إذا بعدت الاستحالة طهر، كما أن الدم إذا صار منيا ثم آدميا قضي بطهارته بعد اهـ.
وقال الجاحظ في كتاب (الحيوان) لبعض العطارين من المعتزلة: كيف يرتَضِع الجديُ من لَبَنِ خنزيرة فلا يحرمُ لحمه؟ قال: لأنَّ ذلك اللبن استحال لحماً وخرجَ من تلك الطبيعة ومن تلك الصورة ومن ذلك الاسمِ، وكذلك لحومُ الجلاَّلة فالمسكُ غيرُ الدَّم والخَلُّ غير الخمر، والجوهرُ ليس يحرُم بعينه وإنما يحرم للأعراض والعِلَل، فلا تَقَزَّزْ منه عند تذكرك الدَّم الحقين، فإنه ليس به وقد تتحوَّل النار هواءً والهواءُ ماءً فيصير الشبه الذي بين الماء والنار بعيداً جدّاً اهـ.
وقال ابن حزم: وكل ما تغذى من الحيوان المباح أكله بالمحرمات فهو حلال.. ولو أن جديا أرضع لبن خنزيرة لكان أكله حلالا، حاشا ما ذكرنا من الجلالة؛ لأن الله تعالى قال: {وقد فصل لكم ما حرم عليكم} فلم يفصل لنا تحريم شيء من أجل ما يأكل إلا الجلالة اهـ. والجلالة عند ابن حزم هي التي تأكل الْجُلَّةَ وَهِيَ الْعَذِرَةُ.
وعلى ذلك فلا بأس بالتضحية بهذا الجدي، وأما على القول بأن لحمه يتأثر بالرضاع وينتن، فإنه إذا بلغ رضاعه من الخنزيرة مبلغ الجلالة، فله حكمها، وقد صرح الحنفية أن الجلالة لا تجزئ في الأضحية إذا كانت لا تأكل غير النجاسة، كما جاء في الموسوعة الفقهية.
وقد سبق بيان الشروط المطلوب توفرها في الأضحية في الفتويين رقم: 13884، 13271.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الثاني 1430(17/33)
حكم الكنتاكي.
[السُّؤَالُ]
ـ[عندي سؤالان:
الأول: ما حكم الكنتاكي.
الثاني: عائلتي كل خميس تجتمع مع الأهل على العشاء دائماً بكنتاكي، ولكن هم من يقوم بالشراء، وكل فروع كنتاكي التي عندنا تعرف أبي، يشتري بعض المرات مجاناً،أو بنصف الثمن، وأبي يعاملهم لو احتاجوا شيئا يعطيهم لأنه ممرض.
فهل هذا رشوة أم حرام، لأنهم هكذا يكونون يخنون الأمانة وهل نحن نأكل حرام، فأرجو الرد؟
وآسف على الإطالة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأكل من محلات الوجبات الجاهزة الأصل فيه أنه حلال، إلا إذا علم الإنسان أو غلب على ظنه أن القائمين على هذه المحلات لا يلتزمون بالضوابط الشرعية في الذبح، أو يستخدمون شحوم الخنزير في تقديم المأكولات، أما ما يقوم به العاملون في المطعم الذي تذهبون إليه من تقديم الطعام مجاناً لوالدك أو تخفيض الثمن فهذا غير جائز، لأنه إما أن يكون من الرشوة المحرمة إذا كانوا يحصلون من والداك بسببه على ما لا يجوز لهم، أو ما هو واجب لهم، فالرشوة من كبائر الذنوب، ملعون صاحبها على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإما أن يكون من هدايا العمال، وقد ورد النهي عنها في الأحاديث الصحيحة، وهي لا تجوز إلا بإذن صاحب العمل، بالإضافة إلى أن العاملين في المطعم إذا كانوا يقومون بذلك بدون علم أصحاب المحل -كما هو الظاهر- فإن هذا من خيانة الأمانة، لأن الواجب عليهم هو الالتزام بما يقرره أصحاب المحل، ولا يجوز لهم التصرف في أموال المحل إلا بما أذن لهم فيه أصحاب المحل، فعليك أن تنصح والدك برفق ولين، ولا يجوز لك الأكل من هذا الطعام، وللمزيد من الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 56500، 111540، 117259.
نسأل الله تعالى أن يوفقك إلى طاعته، ونرحب بأسئلتك واستفساراتك في أمور دينك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الثاني 1430(17/34)
حكم طبخ التمر
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز طبخ التمر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن طبخ التمر جائز في الأصل إذا كان لغرض الانتفاع المشروع، أما إذا كان الغرض من الطبخ تحويله إلى مسكر فإنه لا يجوز، لأنه داخل في صناعة المسكر المحرمة وهي من كبائر الذنوب، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لعن في الخمر عشرة: عاصرها، ومعتصرها، وبائعها، ومبتاعها، وحاملها، والمحمولة إليه، وشاربها، وساقيها، وآكل ثمنها. رواه أحمد وغيره. وصححه الأرناؤوط.
وكذلك يمنع طبخه إذا كان في ذلك إفساده، أو كان طبخه يؤدي إلى ضرر بمن يستعمله، وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 104540.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ربيع الثاني 1430(17/35)
حكم استعمال السكين التي تقطع بها لحوم الخنزير
[السُّؤَالُ]
ـ[هل أكل ذبيحة المسيحيين حلال أم حرام؟ مع العلم أن السكينة التي تقطع الخنزير تقطع باقي اللحوم وتشوى مكان الخنزير؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد دل الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم على أن ذبيحة أهل الكتاب من اليهود والنصارى حلال، وقد صدرت عنّا فتاوى مستفيضة في شروط حل ذبيحة الكتابي من اليهود والنصارى، وأحكام ذبائح وطعام ومنتجات أهل الكتاب، هذه أرقام بعضها فلتراجع: 1564، 1813 2326، 2437، 2952، 10524.
وأما عن السكين الذي يقطع بها لحم الخنزير فلا بأس باستعمالها بشرط تطهيرها من النجاسة قبل الاستعمال، وكذا القول في استعمال المشواة.
وإذا علم إصابة النجاسة لشيء من ذلك ولم تعلم طهارته بعد الإصابة لم يجز الاستعمال.
وقد ذكرنا حكم استخدام أواني أهل الكتاب أو التي تستعمل في لحم الخنزير والخمر ونحوهما من النجاسات في الفتاوى التالية أرقامها فلتراجع: 21688، 30986، 66280.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ربيع الأول 1430(17/36)
حكم شراء فطيرة نصفها يحتوي على لحم الخنزير
[السُّؤَالُ]
ـ[دخلت إلى مطعم للفطائر لأشتري فطيرة خضار وجبن, وعندما أردت أن أطلب عرض علي صاحب المطعم أن أشتري فطيرة كان قد طلبها زبون بالخطأ, وعرض علي أن أشتريها بثلث السعر. المشكلة أن هذه الفطيرة كانت مقسومة نصفين: نصف كان فيه جبن وخضار, النصف الآخر كان جبنا وفوقه لحم خنزير.
اشتريت الفطيرة بثلث سعرها فرميت النصف الذي عليه خنزير وأكلت الجزء الآخر الحلال. فهل هذا يجوز أم أعتبر أنفقت مالي في الحرام؟
وعلى صعيد أخر هل لو أزلت قطع لحم الخنزير من النصف الحرام ثم أكلت الجبن والخبز يكون ذلك جائزا؟
أخيرا هل يجوز لو أعطيت النصف الحرام لفقير كافر في الشارع بدل أن أرميه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن السائل قد ارتكب إثما بشرائه الفطيرة المشتملة على لحم خنزير، فالخنزير كما يحرم أكله يحرم شراؤه، وما حصل من السائل هو أنه اشترى لحم الخنزير الموجود على الفطيرة، وبالتالي فقد أنفق ماله في الباطل المحرم، ولا يبرر فعله هذا أن الخنزير في بعض الفطيرة دون بعضها الآخر، فالفطيرة تباع كشيء واحد، وحتى لو كانت الفطيرة منقسمة إلى قسمين منفصلين لكان شراء الحلال والحرام صفقة واحدة محرم شرعا كما لو اشترى الحرام مفردا.
وثمة أمر ثان وهو أن الخنزير نجس وسريان نجاسته إلى كل الفطيرة وارد إن لم يكن هو الواقع فعلا بفعل عملية الطباخة، وبالتالي فقد يكون السائل تناول النجاسة في الجزء الذي يقول إنه لا يوجد فيه لحم الخنزير.
والنجاسة إذا وقعت على شيء جامد يمنع من انتقال أجزاء النجاسة إليه جاز أكله إذا أزيلت النجاسة وما حولها.
أما إذا كان الجامد لا يمنع من انتقال وسريان أجزاء النجاسة إليه فيحرم تناوله لتنجسه.
جاء في المغني: وإذا وقعت النجاسة في غير الماء وكان مائعا نجس، وإن كان جامدا كالسمن الجامد أخذت النجاسة بما حولها فألقيت، والباقي طاهر: لما روت ميمونة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن فأرة سقطت في سمن، فقال: ألقوها وما حولها، وكلوا سمئكم. رواه البخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الفأرة تموت في السمن، فقال: إن كان جامدا فألقوها وما حولها وإن كان مائعا فلا تقربوه. أخرجه الإمام أحمد في مسنده وإسناده على شرط الصحيحين.
وحد الجامد الذي لا تسري النجاسة إلى جميعه: هو المتماسك الذي فيه قوة تمنع انتقال أجزاء النجاسة عن الموضع الذي وقعت عليه النجاسة إلى ما سواه. انتهى.
والحاصل أن السائل ارتكب خطيئة يجب التوبة منها والعزم على عدم العود لمثلها، وأما دفع الفطيرة المشتملة على لحم الخنزير أو نصفها الذي عليه لحم الخنزير إلى كافر ليأكلها فحرام أيضا لأن ما حرم أخذه حرم إعطاؤه، ولما في ذلك من الدلالة على الحرام والتسبب في تناوله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الأول 1430(17/37)
حكم أسماك القط الفيتنامي المستوردة
[السُّؤَالُ]
ـ[انتشرت في الأونة الأخيرة أنواع من السمك الفيليه المجمد وبأسعار رخيصة، وبعد ذلك وصلني بريد إلكتروني يبين ما هو وارد أدناه، فما رأي الشرع في هذا الكلام، وهذه الأنواع من الأسماك، علما أنه إذ كان الكلام المذكور صحيحا فلا بد من القيام بحملة إعلامية لوقف انتشار هذه الأنواع من الأسماك، لما تلاقيه من سرعة رواج في الأسواق لرخص ثمنها مقارنة بالأسماك المحلية أو المستوردة الأخرى.
سمك القط والتي تنتمي إلى فصيلة وتدعى سمك الباسا أو سمك القط الفيتنامي، وبالسؤال عن مصدر هذه الأسماك اتضح أنها تستورد من فيتنام، وهي من فصيلة الأسماك التي لا يكسو جسمها قشر "الفلس" أو "السفط" وبالتالي فإنها من الأسماك التي لا يجيزها الشرع عند كثير من المسلمين، وكثير من الديانات السماوية الأخرى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بأس بأكل هذه الأنواع من الأسماك، وغيرها من الكائنات البحرية، لعموم قوله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ {المائدة:96} ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في البحر: هو الطهور ماؤه الحل ميتته. رواه أحمد والأربعة، وصححه الألباني. ولا يستثنى من ذلك إلا ما ثبت ضرره طبياً، وقد سبق بيان ذلك في الفتويين التاليتين: 114224، والفتوى رقم: 64385.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ربيع الأول 1430(17/38)
مدى تأثير لحم الخنزير في ذهاب الغيرة
[السُّؤَالُ]
ـ[كثر الكلام عن لحم الخنزير في الآونة الأخيرة, وكثرت الإشاعات عن استخدام المطاعم في بلادنا لزيت الخنزير في القلي, وأنه بسبب هذه المطاعم أصبح الرجال بلا غيرة، لدي عدة أسئلة لكن سأكتفي بواحد. ما الأدلة الشرعية التي تثبت أن لحم الخنزير يذهب الغيرة-إن وجدت - سواء من القرآن الكريم، أو السنة النبوية. أم أنها مجرد اجتهادات من العلماء وتوقعات أنه يذهب الغيرة بسبب أن الخنزير ليس لديه غيرة وهذا ينتقل للإنسان؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الذي ذكره السائل الكريم من تأثير لحم الخنزير في ذهاب الغيرة، لم يأت التصريح به في القرآن ولا في السنة، ولكن نص عليه أهل العلم قديما وحديثا.
فقد ذكر أبو حيان الأندلسي في تفسير البحر المحيط عدة علل لتحريم لحم الخنزير، ومنها: أنه يقلع الغيرة ويذهب بالأنفة، فيتساهل الناس في هتك المحرم وإباحة الزنا. ثم قال: ولم تشر الآية الكريمة إلى شيء من هذه التعليلات التي ذكروها. انتهى.
وقال الخطيب الشريني في تفسيره: قال العلماء: الغذاء يصير جزءاً من جوهر المتغذي، ولا بد أن يحصل للمتغذي أخلاق وصفات من جنس ما كان حاصلاً في الغذاء، والخنزير مطبوع على حرص عظيم ورغبة شديدة في المنهيات، فحرّم أكله على الإنسان لئلا يتكيّف بتلك الكيفية، ولذلك إن الفرنج لما واظبوا على أكل لحم الخنزير أورثهم الحرص العظيم والرغبة الشديدة في المنهيات، وأورثهم عدم الغيرة؛ فإنّ الخنزير يرى الذكر من الخنازير ينزو على الأنثى التي له ولا يتعرّض له لعدم الغيرة. اهـ. وذكر نحو ذلك ابن عادل والألوسي في تفسيريهما.
وسئلت اللجنة الدائمة عن الحكمة من تحريم أكل لحم الخنزير، فكان مما ذكرته: أن أهل الخبرة ذكروا أن أكله يولد الدود في الجوف، وأن له تأثيراً في إضعاف الغيرة والقضاء على العفة.. اهـ.
وقال ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب: قيل: إن من خلق هذا الحيوان النجس قلة الغيرة، فإذا تغذى الإنسان به فقد تسلب منه الغيرة على محارمه وأهله؛ لأن الإنسان قد يتأثر بما يتغذى به، أفلم تر إلى نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل ذي ناب من السباع وعن أكل كل ذي مخالب من الطير، لأن هذه السباع وهذه الطيور من طبيعتها العدوان والافتراس فيخشى إذا تغذى بها الإنسان أن ينال من هذا الطبع لأن الإنسان يتأثر بما يتغذى به، فهذه هي الحكمة من تحريم لحم الخنزير انتهى.
وقال عطية سالم في شرح بلوغ المرام: إذا نظرنا إلى وجود الخصال في الحيوان وجدناها تؤثر على الإنسان إذا أكثر من أكل لحمها، ووجدنا للعلماء كلاماً كثيراً في ذلك، ومنهم أبو حيان رحمه الله، حيث ذكر الحكمة في تحريم لحم الخنزير، فقال: إن من طبيعة هذا الحيوان افتقاد الغيرة، فالذكر لا يغار على أنثاه، فمن أكثر من أكل لحمه أثر لحمه على غريزة الغيرة عنده، فتضعف حتى يصبح لا غيرة له على نسائه. اهـ.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 26912.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: أحل النبي صلى الله عليه وسلم الطيبات وحرم الخبائث، مثل كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير، فإنها عادية باغية، فإذا أكلها الناس -والغاذي شبيه بالمغتذي- صار في أخلاقهم شوب من أخلاق هذه البهائم، وهو البغي والعدوان، كما حرم الدم المسفوح لأنه مجمع قوى النفس الشهوية الغضبية، وزيادته توجب طغيان هذه القوى، وهو مجرى الشيطان من البدن.. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ربيع الأول 1430(17/39)
اللبن يشمل الحليب العادي والمتخثر
[السُّؤَالُ]
ـ[ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال في اللبن: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه عند تناوله خلافا لبقية الأطعمة حيث كان يقول: اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خيرا منه. فما هو المقصود باللبن هل هو ما نسميه اليوم بالحليب أم أنه هو نفسه الحليب المتخثر لأني أعلم أنه في بعض الأحيان يرد اسم اللبن في السنة ويراد به الحليب كما ورد في حديث ينهى فيه عن رد اللبن إذا قدم لنا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث الذي أشار إليه السائل هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا خيرا منه، وإذا شرب لبنا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن. رواه الإمام أحمد والترمذي وأبو داود وحسنه الألباني.
وقد ثبت في عدم رد اللبن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث لا ترد: الوسائد والدهن واللبن. وراه الترمذي وحسنه الألباني.
واللبن يشمل الحليب الجديد والمتخثر، فقد وصف اللبن بهما صاحب القاموس فقال: والحليب اللبن المحلوب أو الحليب ما لم يتغير. وقال أيضا: والعائب الخاثر من اللبن. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ربيع الأول 1430(17/40)
حكم المنتجات الأوروبية المحتوية على عصارة حيوانية
[السُّؤَالُ]
ـ[أعلنت شركة ماستر فودز المصنعة للحلويات المشهورة: مارس، باونتي، سنيكرس، تويكس وغيرها أنها إبتداء من هذا الشهر يناير 2009 ستبدأ بتغيير طريقة إنتاجها لجميع منتجاتها بما فيها الآيس كريم. وذلك باستبدال المواد النباتية بمواد حيوانية عصارة المعدة لصناعة هذه الحلويات. هل ستدخل هذه المنتجات في طور التحريم بالنسبة للمسلمين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه المواد الحيوانية إن كانت مأخوذة من حيوان حلال بعد ذكاته فلا إشكال في جوازها. وإن علم أن أصلها ميتة أو من حيوان محرم الأكل كالخنزير أو غير مذكى، فإن تمت معالجتها حتى تحولت إلى مادة أخرى قبل إضافتها إلى المأكولات فإن الراجح من أقوال أهل العلم أنها تطهر ويجوز استعمالها. أما إذا لم تحصل معالجتها أو حصلت لكنها لم تحولها إلى مادة أخرى فإنها تبقى على أصلها، وهو النجاسة وحرمة الاستعمال؛ لأنه بامتزاج تلك المادة النجسة بها صارت نجسة؛ لأن كل مائع غير الماء الطهور يتنجس بمجرد ملاقاة النجاسة.
أما إذا كانت مجهولة الحال أو المصدر، فالظاهر أنها مباحة؛ لعموم البلوى وجهالة الأصل، ولأن أغلب هذه المواد المصنعة تكون قد جرى عليها معالجة حتى تتحول عن أصلها.
والذي يجري عادة أن الشركة المصنعة تكتب مكونات كل سلعة على غلافها بصورة مفصلة ترفع الشك، وأحيانا تكون هناك عبارة مبهمة مشبوهة، مثل أن يكتب ضمن المكونات: دهون حيوانية، دون تحديد نوع الحيوان، هل هو عجل أو خنزير. وفي هذه الحال نرى توخي الحذر طالما وجدت الشبهة؛ لأن كونها من الخنزير ليس احتمالا ضعيفا. وهذا يكفي في وجوب تجنبها.
وإن اختلف في مصدر هذه المواد، وتضاربت فيه الأقوال، وحصل الشك بحيث لا يستطع الإنسان أن يرجح أيا من الاحتمالات، فيجب عندئذ توخي الحذر أيضا، لأن احتمال كونها من الخنزير أو من حيوان غير مذكى ليس ضعيفا، وهذا يكفي في وجوب تجنبها، كما سبق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ. رواه الترمذي وقال: حَسَنٌ صَحِيحٌ، والنسائي وأحمد، وصححه الألباني.
وراجع في ذلك الفتوى رقم: 6861. والفتوى رقم: 117865. وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ربيع الأول 1430(17/41)
حكم تناول الأطعمة التي يحتمل أن تضر بالجسم
[السُّؤَالُ]
ـ[أتمنى أن أجد الجواب الكافي عن هذين السؤالين اللذين يشغلان بالي وأرسلت بالسؤال مرتين في أحد المواقع ولم أجد الجواب، السؤالان متعلقان بالأطعمة. أنا أدرس في مجال طبي مختبرات طبية وقد درسنا عن نوع من البكتيريا يسمى (السالمونيلا) وهي بكتيريا عصوية تتواجد في اللحوم والدواجن والبيض.. إذا كانت هذه الأطعمة نيئة أو غير مطبوخة بشكل كاف وتسبب البكتيريا تسمما غذائيا عند تناول أطعمة ملوثة بهذه البكتيريا وقد تؤدي إلى الموت فسنويا هناك 500 حالة وفاة في أمريكا بسبب هذه البكتيريا وتنتقل عن طريق:
- شرب الحليب بدون غلي. وأكل اللحوم بدون طبخ النيئ أو أكلها نصف استواء. وأكل الخضروات بدون غسل. وعدم غسل اليدين قبل إعداد الطعام أو قبل الأكل. وأكل البيض نيئا غير مطبوخ أو مقلي.والانتقال من خلال الشاورما والتي ثبت أنها من الأسباب الرئيسية في معظم الإصابات. والانتقال عن طريق الأكلات التي يدخل في تكوينها البيض نيئاً مثل المايونيز الطازج. وسؤالي هو هل يحرم بذلك أكل المايونيز والشاورما وكذلك عندما أطلب أحيانا وجبة من المطعم أقول له أن لا يضع مايونيز ولكن أفاجأ أحيانا بوجوده فهل آكلها أم أرميها وإذا طلبها أحد أفراد عائلتي فهل أعطيه أم لا هذا في حالة إن كان حراما؟
سؤال قد يبدو غريبا ولكنه مهم بالنسبة لي أتمنى ألا تهملوه ولا تتأخروا في الرد.
والسؤال الثاني عن النقانق فقد سمعت وشاهدت فيديو عن طريق النت إن صح الفيديوعن كيفية صنع النقانق فالذبيحة بكاملها بعظمها ما عدا الجلد تطحن في مطحنة كبيرة حتي يتكون اللحم المفروم الذي يصنع منه النقانق فهل يحرم بذلك أكل النقانق وبالنسبة للمرتديلا ما حكمها مع أني لا أعلم كيف تصنع؟ أعتذر عن الإطالة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم أن يضر بنفسه، لقوله تعالى: وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء: 29} .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرر. رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني.
ولكن لابد أولا من ثبوت الضرر، فإذا ثبت أن طعاما ما يترتب على تناوله ضرر، وذلك من خلال أهل الخبرة والاختصاص الموثوقين، فإنه لا يجوز تناوله ولو كان حلالا في أصله. كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 114640.
وأما إذا لم يثبت الضرر، أو ثبت ولكنه خفيف يحتمله الجسد العادي، أو كان مجرد احتمال مشكوك فيه، فيبقى الحكم على أصل الحل والجواز. ويبقى أن تورع المسلم عما يشك في حرمته أو ضرره أمر محمود يثاب عليه، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 100407.
وإذا كان الضرر مجرد احتمال فإن هذا الاحتمال لا ينقل عن الأصل الذي هو الإباحة، ولذا لم يحرم على الإنسان أن يأكل دون غسل يديه، ولم يحرم عليه شرب الحليب دون غليه، ولا أكل البيض النيئ، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 11040.
وعليه فلا حرج في أكل المايونيز. وكذلك الشاورما إذا كانت مصنوعة من لحم حيوان مأكول اللحم، وذكي ذكاة شرعية، ولم يدخل في تصنيعها شيء من المواد المحرمة كدهن الخنزير أو الدم المسفوح. وكذلك الحال في النقانق، وكونها تطحن مع عظمها لا يغير الحكم، فإن عظم الذبيحة المذكاة حلال. وقد سبق أن بينا أن اللحوم المصنعة تأخذ حكم ما أخذت منه في الفتويين: 8389، 69264.
وبهذا يمكن الحكم على المرتديلا بحسب أصلها وطريقة تصنيعها.
والأطعمة بوجه عام إذا كانت مصنوعة من مواد طاهرة فهي حلال؛ لعموم الأدلة، كقوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً {البقرة:168} .
وقوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً {البقرة:29} .
وأما إن كانت مصنوعة من مواد محرمة أو نجسة أو دخلت في تركيبها فإنها حرام لا يجوز استعمالها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 صفر 1430(17/42)
حكم المأكولات والكريمات التي تحتوي على الجيلاتين
[السُّؤَالُ]
ـ[رجاء توضيح حكم المأكولات والكريمات التي تحتوى على جيلاتين أو دهون عموما.. وخاصة الحلوى والشيكولاتة لنا ونحن نعيش في أوروبا لا نعلم مصدر هذه المواد..! فالأقوال في مصدرها متضاربة بين البقر والخنزير؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمادة الجيلاتين إن كانت مأخوذة من حيوان حلال بعد ذكاته فلا إشكال في جوازها. وإن علم أن أصلها ميتة أو من حيوان محرم الأكل كالخنزير، فإن تمت معالجتها حتى تحولت إلى مادة أخرى قبل إضافتها إلى المأكولات أو الكريمات فإن الراجح من أقوال أهل العلم أنها تطهر ويجوز استعمالها. أما إذا لم تحصل معالجتها أو حصلت لكنها لم تحولها إلى مادة أخرى فإنها تبقى على أصلها، وهو النجاسة وحرمة الاستعمال.
أما إذا كانت مجهولة الحال أو المصدر، فالظاهر أنها مباحة؛ لعموم البلوى وجهالة الأصل، ولأن أغلب هذه المواد المصنعة تكون قد جرى عليها معالجة حتى تتحول عن أصلها. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 67288. وما أحيل عليه فيها.
ويكفي أن يقرأ الشخص مكونات هذه الأغذية ليعرف ما إذا كان من بين مركباتها شيء محذور أم لا. لأن الأصل أنه صحيح، ولا يوجد ما يدعو إلى الشك فيه، ولا يلزم التعمق والبحث فيما وراء ذلك، لأن ذلك يفضي إلى الحرج والعنت.
وقد قال الله: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج: 78}
والذي يجري عادة أن الشركة المصنعة تكتب مكونات كل سلعة على غلافها بصورة مفصلة ترفع الشك، وأحيانا تكون هناك عبارة مبهمة مشبوهة، مثل أن يكتب ضمن المكونات: دهون حيوانية، دون تحديد نوع الحيوان، هل هو عجل أو خنزير. وفي هذه الحال نرى توخي الحذر طالما وجدت الشبهة؛ لأن كونها من الخنزير ليس احتمالا ضعيفا. وهذا يكفي في وجوب تجنبها. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 2437.
فإذا لم تكن المكونات مكتوبة على السلعة، فما لم يحصل اليقين أو غلبة الظن بحرمة أصل هذه المواد فلا يحظر استعمالها، إلا إنه يستحب اجتنابها على سبيل الورع والاحتياط، كما سبق بيانه في الفتويين: 28550، 68986.
وقد أشار السائل إلى تضارب الأقوال عند السؤال عن مصدر هذه المواد، والذي فهمناه منه أنه لم يستطع ترجيح أي من القولين، فهما عنده في القوة سواء، وعندئذ فحكم هذه الأغذية كحكم ما كتب عليه عبارة مبهمة، فيجب توخي الحذر، لأن احتمال كونها من الخنزير أو من حيوان غير مذكى ليس ضعيفا، وهذا يكفي في وجوب تجنبها كما سبق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ رواه الترمذي وقال: حَسَنٌ صَحِيحٌ، والنسائي وأحمد، وصححه الألباني.
والقاعدة أن ما لا يتم ترك الحرام إلا بتركه فتركه واجب وذكر السيوطي في الأشباه والنظائر قاعدة: إذا اجتمع الحلال والحرام غلب الحرام. وذكر من فروعها: لو اشتبه مذكي بميتة أو لبن بقر بلبن أتان أو ماء وبول لم يجز تناول شيء منها ولا بالاجتهاد انتهى.
وقال ابن قدامة في روضة الناظر: وإذا اختلطت أخته بأجنبية أو ميتة بمذكاة حرمنا الميتة بعلة الموت والأخرى بعلة الاشتباه انتهى.
وننبه أخيرا إلى أنه عند الاشتباه في حرمة طعام ما، يكون السؤال عن مصدره مشروع، ويتأكد كلما زاد الشك؛ لأنه من الاستبراء للدين، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 110687. وما أحيل عليه فيها.
وحكم استعمال هذه المادة في الكريمات والأدهان لا يختلف عن حكمه في الطعام من حيث التفصيل السابق وقد سبق أن ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 11407، 50605.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 صفر 1430(17/43)
حكم عدم الدقة في كتابة تاريخ التعبئة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أقوم بوضع تاريخ الإنتاج على عبوة الحلاوة المشكلة، وهي تتكون من أكثر من نوع، فقد يتم تعبئتها اليوم والحلاوة المتكونة منها ما هو منتج نفس يوم التعبئة، ومنها ما هو منتج قبلها بيوم، ومنها أكثر فكيف أكتب تاريخ الإنتاج هل تاريخ التعبئة؟ أم أقدر تاريخ سابق بيوم أو أكثر خاصة أن التاريخ يكتب باليوم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الصدق مطلوب في المعاملات، ويتأكد إذا كان له علاقة بصحة الناس، كما أن الكذب محرم خاصة إذا كان يؤدي إلى الإضرار بالناس، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا. رواه البخاري ومسلم.
وبناء على هذا، فالواجب عليك الاحتياط للصدق من جهة، ولسلامة الناس من جهة ثانية. والظاهر أن كتابة تاريخ التعبئة إذا كان قريبا من تاريخ الإنتاج للمواد المعبأة ولايترتب على تأخره عنه لو افترض تأخره ضرر كاف لتحقيق الصدق وسلامة الناس.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 صفر 1430(17/44)
حكم أكل اللحم والدجاج في دولة غير مسلمة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مقيم فى جمهورية بلغاريا، ويوجد محل عربي لبيع اللحم والدجاج، ولكن لست متأكدا منه إذا كان ذبحه إسلاميا بالنسبة للدجاج، وأستفسر عن أكل الكنتاكي، هل يجوز أكله أم لا؟ وشكراً جزيلاً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان أغلب أهل هذا البلد من أهل الكتاب من اليهود أو النصارى فالأصل في ذبائحهم الحل إلا ما علم أنهم ذبحوه بطريقة تخالف الشريعة، أو أهلوا به لغير الله.. وقد تقدم تفصيل ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2547، 2952، 1005.
وأما من عدا أهل الكتاب من الكفار فذبائحهم حرام، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 20590، والفتوى رقم: 23568.
وذلك أن حل الذبائح وحرمتها مبني على كيفية الذبح وديانة الذابح، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 4965.
وينبغي التنبه إلى أن العبرة بالغالب أيضاً في طريقة الذبح، فإن انتشر بين أهل الكتاب إزهاق روح الذبيحة بطرق غير شرعية كالصعق الكهربائي والخنق أو الرمي بالرصاص ونحوه، فذبائحهم من الميتات ولا يحل أكلها، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 24452، والفتوى رقم: 51028.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 صفر 1430(17/45)
حكم أخذ الموظف طعاما لبيته من جهة عمله
[السُّؤَالُ]
ـ[عسكري يأتي بالطعام لأهله من الثكنة ويقول أعطاني صاحبي يعمل في المطعم فما حكم هذا الأكل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الطعام الذي يأتي به هذا العسكري يأخذه بإذن من الجهة المسؤولة عن الثكنة فهو حلال، فله أن يأكل منه ويعطي غيره، وإن كان أخذه تعديا فلا يجوز له الأكل منه ولا التصرف فيه لما في ذلك من أكل مال الناس بالباطل، وقد قال تعالى: وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ... {البقرة: 188} ، ويحرم على غيره الأكل منه إذا كان عالما بتعديه، وإن شك في تعديه فالورع ترك الأكل منه لقوله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ ... رواه البخاري ومسلم.
وللمزيد راجعي الفتويين: 104900، 27903.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو القعدة 1429(17/46)
الميتة والخنزير محرمان على اليهود
[السُّؤَالُ]
ـ[حسب الآيتين الأنعام 145 والأنعام 146 هل نفهم أن الميتة والدم والمسفوح ولحم الخنزير حرمت على الذين هادوا من أهل الكتاب كما حرمت على المسلمين، أم أن ما حرم على الذين هادوا هو فقط ما جاء في الآية 146 من سورة الأنعام؟ جزاكم الله تعالى عنا خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الآية رقم 145 ليست نصاً في تحريم ما ذكر على اليهود، ولكن شيخ الإسلام قد ذكر في الجواب الصحيح وكذا ابن القيم في هداية الحيارى ما يدل على أن الميتة والخنزير محرمان على اليهود، قال ابن تيمية في الجواب الصحيح: وأمر الملك أن لا يسكن يهودي بيت المقدس ولا يجوز بها، ومن لم يتنصر يقتل فتنصر من اليهود خلق كثير وظهر دين النصرانية فقيل لقسطنطين الملك إن اليهود يتنصرون من فزع القتل وهم على دينهم، قال الملك: كيف لنا أن نعلم ذلك منهم، قال بولس البترك: إن الخنزير في التوراة حرام واليهود لا يأكلون لحم الخنزير فأمر أن تذبح الخنازير وتطبخ لحومها وتطعمهم منها فمن لم يأكل منه علمنا أنه مقيم على دين اليهودية، فقال الملك: إذا كان الخنزير في التوراة حراماً فكيف يجوز لنا أن نأكل لحم الخنزير ونطعمه للناس، فقال له بولس البترك: إن سيدنا المسيح قد أبطل كل ما في التوراة وجاء بناموس آخر وبتوراة جديدة وهو الإنجيل وفي إنجيله المقدس أن كل ما يدخل البطن ليس بحرام ولا ينجس، وإنما ينجس الإنسان الذي يخرج من فيه ... انتهى.
وقال ابن القيم في هداية الحيارى في كلامه على مناقضة النصارى لليهود: هم يقرون أن المسيح قال إنما جئتكم لأعمل بالتوراة وبوصايا الأنبياء قبل وما جئت ناقضاً بل متمماً، ولأن تقع السماء على الأرض أيسر عند الله من أن أنقض شيئاً من شريعة موسى ومن نقض شيئاً من ذلك يدعى ناقضاً في ملكوت السماء وما زال هو وأصحابه كذلك إلى أن خرج من الدنيا. وقال لأصحابه: اعملوا بما رأيتموني أعمل وارضوا من الناس بما أرضيتكم به ووصوا الناس بما وصيتكم به وكونوا معهم كما كنت معكم وكونوا لهم كما كنت لكم. وما زال أصحاب المسيح بعده على ذلك قريباً من ثلاثمائة سنة ثم أخذ القوم في التغيير والتبديل والتقرب إلى الناس بما يهوون ومكايدة اليهود ومناقضتهم بما فيه ترك دين المسيح والانسلاخ منه جملة فرأوا اليهود قد قالوا في المسيح إنه ساحر مجنون ممخرق ولد زنية فقالوا هو إله تام وهو ابن الله، ورأوا اليهود يختتنون فتركوا الختان ورأوهم يبالغون في الطهارة فتركوها جملة ورأوهم يتجنبون مؤاكلة الحائض وملامستها ومخالطتها جملة فجامعوها، ورأوهم يحرمون الخنزير فأباحوه وجعلوه شعار دينهم ورأوهم يحرمون كثيراً من الذبائح والحيوان فأباحوا ما دون الفيل إلى البعوضة وقالوا كل ما شئت ودع ما شئت لا حرج، ورأوهم يستقبلون بيت المقدس في الصلاة فاستقبلوا هم الشرق ورأوهم يحرمون على الله نسخ شريعة شرعها فجوزوا هم لأساقفتهم وبتاركتهم أن ينسخوا ما شاؤوا ويحللوا ما شاؤوا ويحرموا ما شاؤوا، ورأوهم يحرمون السبت ويحفظونه فحرموا هم الأحد وأحلوا السبت مع إقرارهم بأن المسيح كان يعظم السبت ويحفظه، ورأوهم ينفرون من الصليب فإن في التوراة معلون من تعلق بالصليب، والنصارى تقر بهذا فعبدوا هم الصليب، كما أن في التوراة تحريم الخنزير نصاً فتعبدوا هم بأكله. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو القعدة 1429(17/47)
تناول الأطعمة المطبوخة بزيت يشك في حرمته
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم تناول المقالي (البطاطس وأطعمة أخرى) في الدول غير المسلمة وهي من الممكن أن تكون طبخت بزيوت أو دهون مستخرجة من شحم الخنزير. ليس عندي دليل على ذلك ولكن لا يمكن استبعاد هذا الأمر. وبما أن الزيوت تستخدم في كل أنواع الطعام سواء اللحوم أو الخضروات فهذا يحرمها جميعاً إذا ثبت ويعني الامتناع عن تناول الطعام خارج المنزل.وهل من الأفضل أن نسأل في كل مطعم ندخله إذا كانوا يستخدمون زيوتا يدخل فيها دهن الخنزير أو أن نسمي بالله ونأكل ما دمنا ليس لدينا دليل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا لم يوجد موجب للريبة في الزيت المستخدم في قلي البطاطس وغيرها من الأطعمة فلا معنى لافتراض كونها مستخرجة من شحم الخنزير، والقاعدة المقررة في هذا الباب هي أن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يثبت موجب التحريم، وعليه؛ فلا حرج في تناول الأشياء المباحة أصلا إذا قليت في زيت يجهل أصله هل هو نباتي أو حيواني.. ما لم يثبت أنه مأخوذ من حيوان محرم كالخنزير، أو من حيوان مباح لم يذك ذكاة شرعية، أو يغلب ذلك على الظن. ولا مانع من سؤال صاحب المطعم عن مصدر الزيت أو غيره.
وللمزيد انظر الفتويين: 34891، 107465.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ذو القعدة 1429(17/48)
حكم تناول الحلال لو ترتب على تناوله ضرر
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يحرم الطعام المباح إذا تبيّن ضرره؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا ثبت أن طعاما ما يترتب على تناوله ضرر وذلك من خلال أهل الخبرة والاختصاص الموثوقين فإنه لا يجوز تناوله ولو كان حلالا في أصله لأن المسلم مطالب شرعا بالمحافظة على نفسه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرر. رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني.
والضرر الذي ثبت لهذا الطعام يخرجه من حكمه الأصلي كالعصير إذا تخمر حتى أسكر يحرم تناوله، وقد سبق في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 464، 11121، 100407.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ذو القعدة 1429(17/49)
الدجاج الذي يأكل من البرية هل يعد من الجلالة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يدخل الدجاج الذي يأكل من البرية أي يأكل ما لا نعلم له مصدرا في حكم لحوم الجلالة؟ والله المستعان.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الدجاج الذي يأكل من البرية لا يحكم له بحكم الجلالة، وكذلك غيره من الطيور والحيوان إذا كان يسرح في البرية ولا يعرف ما يأكل هل هو طاهر أو نجس لا يعتبر نجساً ولا يكره أكل لحمه ولا شرب لبنه، لأن الجلالة هي التي تأكل النجاسة والنتن حتى يتغير لحمها ... كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 43396، والفتوى رقم: 45336 ... وما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ذو القعدة 1429(17/50)
حكم الأكل والشرب عند اليزيدية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمسلم أن يأكل أو يشرب في بيت يزيدي]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاليزيدية كما وضحنا في فتوانا رقم: 32065. فرقة تقدس إبليس وتعظمه، لديهم مصحف خاص بهم وعبادات لا تمت إلى الدين بصلة فراجع الفتوى المشار إليها للفائدة.
وقد بينا في فتوانا رقم: 37297 حرمة أكل ذبائحهم لعدم حلها فإنهم ليسوا من أهل الإسلام ولا من أهل الكتاب، وأما طعامهم الذي ليس فيه شيء من ذبائحهم وكذلك شرابهم الذي لا يخلطون به شيئا محرما أو نجسا فالأصل أنه لا حرج في تناوله في بيوتهم أو غيرها. إلا أن أمثال هؤلاء ينبغي هجرهم وعدم الدخول إلى بيوتهم وتناول طعامهم وشرابهم لما هم عليه من الزيغ والانحراف والتحريف باسم الإسلام والشريعة. إلا إذا كان الداخل عليهم ومخالطهم يقصد دعوتهم إلى الله تعالى وإلى شرعه وإنكار المنكر عليهم فلا حرج إذاً، وأما مخالطتهم بغير هذا القصد فقد يكون فيها تغرير خطير على العامة وتضليل بهم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ذو القعدة 1429(17/51)
هل يلزم التأكد من كون الأكل حلالا في بلاد الكفر
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو أني إن شاء الله مسافر لليابان في رحلة عمل والشركة التي ستستقبلنا باليابان يوفرون لنا الأكل وقد قالوا لنا بأنهم وفروا لنا الأكل الحلال لأنهم يعرفون بأننا مسلمون وقد اشترطنا عليهم وهم أكدوا لنا بأن الأكل حلال سؤالي هل يلزم أن يكون الطباخ مسلم وهل يلزمني أن أتاكد من أن الأكل حلال أفيدوني مأجورين.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الطعام لا يشترط أن يكون طابخه مسلما، ويدل لذلك أكل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من ضيافة اليهود والمشركين.
ففي مسند أحمد بسند صحيح أنه صلى الله عليه وسلم دعاه يهودي إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه، وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم أتته يهودية بشاة مسمومة فأكل منها.
وبناء عليه، فإذا كانت الجهة المضيفة لكم تعهدت لكم بتوفير الحلال فلا يلزم التنقيب والبحث عن صحة كلامهم، ولاسيما إذا علمنا أن أغلب المأكولات في اليابان من نبات الأرض. إلا إذا شككتم في وجود مادة محرمة. وأما اللحوم فنظرا إلى أن أغلب أهل البلاد ليسوا مسلمين ولا كتابيين، فيمكنكم أن تسألوهم عنها هل هي مما ذكي أم لا؟ فإن أكدوا لكم أنها بتذكية مسلم أو كتابي فلا حرج فيها، وقد روى عبد الرزاق في المصنف عن ابن مسعود أنه قال: إنكم نزلتم أرضا لا يقصب بها المسلمون إنما هم النبط أو قال النبيط وفارس فإذا شريتم لحما فسلوا فإن كان ذبيحة يهودي أو نصراني فكلوه فإن طعامهم حل لكم. اهـ.
وفي فتاوى الهيتمي أنه سئل عن إخبار القصار الكافر بتنجس الثوب عنده مع بيان سببه وبغسله وإخباره عن غسل الثوب الذي كان متنجسا قبل التسليم إليه مع عدم علمه بشروط التطهير هل يعتمد خبره بذلك أم لا؟ وهل الكافر كالفاسق في الإخبار أم لا؟ فأجاب بقوله: أطلق الأصحاب أنه لا يقبل إخبار الفاسق والكافر بنجاسة ولا بطهارة، ويستثنى منه ما إذا بلغ المخبر من الفاسق أو الكافر عدد التواتر بأن كانوا جمعا يؤمَن تواطؤهم على الكذب وأخبروا عن عيان فيقبل خبرهم كما صرح به الفقهاء والأصوليون. ثم إنهم إن وافقوا المخبر في مذهبه في باب النجاسة والطهارة لم يشترط بيان السبب وإلا اشترط. ويستثنى منه أيضا ما إذا أخبر الكافر أو الفاسق عن فعل نفسه وبين السبب كقوله: بلت في هذا الإناء أو طهرت الثوب بماء كذا حتى زالت عين النجاسة عنه فيقبل خبره هنا أيضا. ففي الروضة عن المتولي وفي المجموع عنه وعن غيره أنه لو وجدت شاة مذبوحة فقال ذمي: أنا ذبحتها حلت لأنه من أهل الذكاة. انتهى.
فإذا قبل إخبار الكافر عن فعل الذكاة قبل إخباره عن فعله التنجيس أو التطهير مع بيان سببها بالمساواة إن لم يكن بالأولى لأن الذكاة يحتاط فيها ما لا يحتاط في ذينك. وقد أطلق السلف إباحة ذبائح أهل الكتاب ولم يشترطوا مشاهدتنا لذبحها، بل عولوا عليهم في ذلك توسيعا في الرجوع إلى أصل الإباحة.
وراجع الفتاوى التالية: 20590، 49790، 98311، 103614، 79316.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ذو القعدة 1429(17/52)
حكم أكل مأكولات البحر والأفعى
[السُّؤَالُ]
ـ[نرجو من حضراتكم إفادتنا بما يلي:
أولا: هل هناك أي مخلوق موجود في البحر حرام أكله؟
ثانيا: هل حلال أو حرام أكل الأفعى الثعبان؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الظاهر من عموم نصوص الوحي من القرآن والسنة أن حيوانات البحر كلها حلال، فقد قال الله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {المائدة: 96}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في البحر: هو الطهور ماؤه الحل ميتته. أخرجه الإمام أحمد وغيره.
وقد كره بعض أهل العلم أكل ما يسمى خنزيرالبحر وإنسانه وكلبه وحيته والراجح جواز أكل ذلك كله ما لم يكن فيه ضرر، قال ابن أبي زيد المالكي: وَحَرَّمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَكْلَ لَحْمِ الخنزير وَشُرْبَ لَبَنِه، وَالْمُرَادُ الْخِنْزِيرُ الْبَرِّيُّ لِإِبَاحَةِ أَكْلِ خِنْزِيرِ الْمَاءِ وَكَلْبِهِ وَآدَمِيِّهِ عَلَى الْمَشْهُورِ.
وأما الأفعى فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن أكلها لا يجوز، وذهب المالكية إلى جواز أكلها بشرط أمن سمها، قال العلامة خليل المالكي في المختصر: عاطفا على المباح أكله ".. وحية أمن سمها.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى: 5215، 16083، 101264.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو القعدة 1429(17/53)
تحرم أكل اللحم غير المذبوح
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مغترب في فرنسا عندي أولاد يذهبون إلى المدرسة ويأكلون اللحم هناك مع العلم أنه غير مذبوح ولا يأكلون لحم الخنزير هل علي شيء في ذلك مع العلم أني اعمل طوال النهار ولا أستطيع أخذهم للأكل في البيت؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان اللحم غير مذكى الذكاة الشرعية فلا يجوز لهؤلاء الأولاد الأكل منه، فإن كانوا كبارا بالغين أثموا بأكلهم منه، وإن كانوا صغارا أثم من مكنهم من ذلك من أب أو أم أو غيرهما. فالواجب عليك تنبيههم إلى عدم الأكل من هذا اللحم، وتجهيز البديل من الطعام الحلال ليأخذوه معهم إلى المدرسة. وراجع الفتوى رقم: 55731.
وننبه إلى أن الإقامة في بلاد الكفر قد توقع المسلم في كثير من الحرج، فمهما أمكن المسلم الإقامة في بلد مسلم فليفعل، وخاصة إن كان له أولاد. وراجع الفتوى رقم: 2007.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو القعدة 1429(17/54)
حكم أكل خنزير البحر
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أكل خنزير البحر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال الله تعالى " أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ "
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في البحر: هو الطهور ماؤه، الحل ميتته. رواه مالك في الموطأ وغيره.
ولذلك فإن خنزير البحر يعتبرطاهرا حلالا ولا يحتاج إلى ذكاة؛ لأنه من صيد البحر
قال العلامة خليل المالكي في المختصر: المباح طعام طاهر ... والبحري وإن ميتا. ..
وقد قال بعض أهل العلم بكراهته لاشتراكه في الاسم مع الخنزير، ولكن الراجح هو الإباحة كما- أشرنا- لعموم نصوص الوحي وعدم ورود التخصيص.
قال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة مع شرحه: وَحَرَّمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَكْلَ لَحْمِ الخنزيروَشُرْبَ لَبَنِه، وَالْمُرَادُ الْخِنْزِيرُ الْبَرِّيُّ لِإِبَاحَةِ أَكْلِ خِنْزِيرِ الْمَاءِ وَكَلْبِهِ وَآدَمِيِّهِ عَلَى الْمَشْهُورِ. اهـ
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ذو القعدة 1429(17/55)
الحكمة من تحريم أكل الفئران والجرذان
[السُّؤَالُ]
ـ[ما الحكمة الإلهية من تحريم أكل الجرذان والفئران؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب نود أولاً التنبيه إلى أنه ليس من اللازم أن تعرف الحكمة من تحريم أي أمر، مع العلم أنه ليس في الشريعة حكم إلا وله معنى، وحكمة يعقله من يعقله، ويخفى على من خفي عليه.
وبالنسبة لتحريم أكل الفئران فلعله راجع إلى أنها من الفواسق التي تقتل في الحل والحرم، وقد سبق بيان شيء من ذلك في الفتوى رقم: 94239.
وربما كان من حكمة تحريمها أيضاً أنها مستقذرة وليست من الطيبات والجرذان هي ضرب من الفئران، فالحكمة من تحريمها هي الحكمة من تحريم الفئران عموماً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شوال 1429(17/56)
حكم شراء اللحم من عند جزار يهودي
[السُّؤَالُ]
ـ[ما مدى جواز شراء اللحم من عند جزار يهودي بذريعة أن الجزارة المسلمين يغشون؟ مع العلم أننا نعيش في بلد أروبي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ذكاة أهل الكتاب يهودا كانوا أو نصارى صحيحة إذا التزموا بضوابط الشرع، قال تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ {المائدة:5}
وقد شاع عند الناس أن اليهود لا يأكلون إلا اللحم المذكى، وعليه فإن علم أو غلب على الظن أن اللحم الموجود عند اليهودي مذكى فإن الشراء من عنده لا حرج فيه؛ ولكن الغش والخيانة من شيم اليهود فلا يؤمَن منهم كذلك أن يغشوا ويكذبوا ويخدعوا.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 32136، 71811، 72550، 75760.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شوال 1429(17/57)
لا حرج في عيافة اللحم من غير تحريم
[السُّؤَالُ]
ـ[جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم إحدى الأخوات تسأل وتقول: عندي إستفسار أنا لا آكل كل أنواع اللحوم كالدجاج واللحم والسمكـ.... إلخ، لا أستطيع أكلها ولا أستطيع رؤية الناس وهي تأكلها.. وإن أحضروا مثل هذه الأشياء بالقرب مني أبدأ بالبكاء..!! لا أستطيع رؤيتها.. عندما نتجمع لنأكل وهم يبدؤون بأكل اللحم أذهب لغرفة أخرى وآكل وحدي لأني لا أستطيع البقاء.. البعض يقول لي إنه حرام فإنني أفعل كما يفعل البوذا لأنهم لا يأكلون اللحوم.. ولكنني لا أقصد أني أعبدهم أو أحرم أكل مثل هذه الأشياء ولكنني لا أستطيع أكلها أو رؤيتها.. عندما يقصدون أن يمازحونني يحضرون لي دجاجه مثلجه ويروني إياها أبدأ بالبكاء بشكل هستيري، وعندنا أظن بأن ما أفعله حرام أبدأ بالبكاء ثانيا.. لا أريد أن أفعل شيئا حراما ولكني لا أستطيع تغيير هذا الطبع..! أردت أن أعرف إن كان ما أفعله حراما، أما ما أفعله يعتبر تشبها للبوذا والديانات الأخرى، أم أنه أمر عادي وليس بحرام..؟ ووفقكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان ما يحصل منها من عيافة اللحم والاشمئزاز والبكاء ونحوه مما ذكر عن غير اعتقاد لحرمة اللحم ومن غير تكلف فنرجو أنها لا تأثم ما دامت تعتقد حله، لقول الله تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا {البقرة:286} ، ولقوله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب:5} ، وهذه لم يتعمد قلبها ذلك وليس في وسعها أن تمنع نفسها من استقذار اللحم، إلا أن البكاء من رؤية اللحم قد يكون فيه نوع مبالغة وتغنج وتدلل، وقد يؤدي إلى تحريم ما أحل الله فلا ينبغي، وانظري الفتوى رقم: 111363.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شوال 1429(17/58)
حكم الأكل من طعام الصدقات والزردات
[السُّؤَالُ]
ـ[هل أكل طعام الصدقات والزردات حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من الأكل من طعام الصدقة إذا كان أصلها حلالاً وما عملت له مباحاً، وسبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 52481.
أما إذا كانت الصدقة مما يعمله بعض الناس من الطعام ويجتمعون له عند وفاة الميت، فإن هذا من البدع المنهي عنها شرعاً ولا يجوز الأكل منه وقيل بكراهة ذلك، وانظر تفصيل ذلك وأدلته في الفتوى رقم: 8300.
وأما الأكل مما يسمى بالزردات فإن كان المقصود بها ما يذبح للأولياء فإنه لا يجوز الأكل منه لأنه داخل في قول الله تعالى: وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ {البقرة:173} ، وسبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 100834.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 رمضان 1429(17/59)
زرع العنب وقطفه ليس محرما في حد ذاته ولكن ...
[السُّؤَالُ]
ـ[لا أريد أن أجادل العلماء في فتاواهم وليس لدي ذلك العلم الذي يؤهلني إلى ذلك المستوى, ونسال الله أن يفقهنا في الدين ويزيدنا علما، بخصوص الفتوى رقم 445 والتي تخص قطف العنب، إن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم واضح وصريح حيث قال: لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها. رواه أبو داود والحاكم، فكما ترون فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ذكر جميع مراحل وظروف الخمر والمتعاملين بها من مستهلكين وعاملين وتجار ابتداء من مرحلة عصر العنب لتحويله إلى خمر، فإذا اعتبرنا هذه مرحلة فإن هناك مرحلتين أخريين إحداهما قبل مرحلة العصر والأخرى تأتي بعدها، فالمرحلة الأولى هي مرحلة زرع العنب وقطفه كفاكهة مثل بقية الفواكه، حيث لم يُشر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تلك المرحلة المبكرة من عملية صناعة الخمر وإنتاجها (إذا جاز لنا قول ذلك بالتعميم) بل خصّ اللعن ابتداء من مرحلة العصر، فهل من المعقول أن يكون زرع العنب وقطفه (حراما في حد ذاته) إذا ما صنع به خمر فيما بعد!! والله أعلم، فأفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
من المعلوم بالضرورة أن زرع العنب وقطفه وبيعه ليس محرماً في حد ذاته، وإنما المحرم هو أن يكون ذلك من أجل اتخاذه خمراً فقط.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكر السائل الكريم على مطالعة فتاوانا ونرجو منه أن يوافينا بملاحظاته.. وبخصوص الملاحظة المذكورة فإن من المعلوم بالضرورة أن زرع العنب وقطفه وبيعه ليس محرماً في حد ذاته، وإنما المحرم هو أن يكون ذلك من أجل اتخاذه خمراً فقط، كما هو مبين في الفتوى رقم: 68479، والفتوى رقم: 12572.
فمن زرع العنب أو قطفه لمن يعلم يقيناً أو يظن ظناً قوياً أنه يعصرها خمراً فقد ساعد واشترك مع العاصر.. وانتهك النهي الوارد بقول الله تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2} ، وهذا من باب سد الذريعة الذي هو أصل من أصول الاستدلال كما هو مقرر في أصول الفقه، قال صاحب المراقي:
سد الذرائع إلى المحرم * حتم كفتحها إلى المنحتم
قال شارحه: يعني أن سد الذرائع أي الوسائل الموصلة إلى المحرم حتم أي واجب كفتح الوسائل الموصلة إلى المنحتم وهو الواجب أيضاً. ومن أدلة ذلك: النهي عن سب آلهة الكفار إذا كان يؤدي إلى سب الله تعالى، كما في قوله تعالى: وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ {الأنعام:108} ، ومنها ما رواه البيهقي وغيره عن عمران بن حصين قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع السلاح في الفتنة.
ومن هذا الباب منع كل شيء علم البائع أن المشتري لا يستخدمه إلا في معصية الله تعالى، قال الدسوقي المالكي: يمنع بيع كل شيء علم أن المشتري قصد به أمراً لا يجوز. فأصل الأمور المذكورة جائز في الشرع كما هو معلوم بالضرورة، ولكنها إذا أدت إلى الحرام تعتبر حراماً، فوسيلة الشيء كهو كما قال أهل العلم ... وهذا مبحث طويل وله أدلة كثيرة، وأمثلة متفرقة في كثير من أبواب الفقه، كما أن له ضوابط بينها أهل الأصول في محلها، ويمكنك الرجوع إليها في مبحث سد الذرائع المعتبر منه والملغي والمتردد بينهما، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 104786.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 شعبان 1429(17/60)
حكم أكل السمك الذي يقلى في مطاعم تقدم لحم الخنزير
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالب مسلم أدرس في بريطانيا ولله الحمد توجد العديد من المطاعم التي تقدم وجبات حلال للجالية المسلمة, ولكن في بعض الأحيان أضطر للخروج مع صديقي العربي المسلم, وهذا الصديق يصرعلى تناول وجبات فش برقير من مطاعم الماكدولات بحجة أنها سمك وتقلى بزيت الذرة، ولكن الحقيقة التي يصر على تجاهلها هي أن هذه الوجبات تحضر في نفس المكان وبنفس الأشخاص الذين يحضرون الوجبات التي يدخل في تركيبها لحم الخنزيرهام بيرقير، فقد حاولت إقناع صديقي بعدم تناول هذه الوجبات تجنبا لأي اختلاط قد يحصل بين زيوت الخنزير ووجبة السمك, ولكنه متمسك برأيه وذلك لعدم وجود دليل شرعي يحرم هذا النوع من الوجبات، السؤال هو: هل صديقي على حق وهل يحب علي عدم مناصحته مرة أخرى أم أن هناك رؤية شرعية محددة في هذه المسألة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالجواب عما إذا كان صديقك على حق أم لا، وعما إذا كان عليك الاستمرار في نصحه أو التوقف عن ذلك يستمد مما يغلب على ظنكم من نجاسة ذلك الطعام أو عدم نجاسته، فإن علمتم أو غلب على ظنكم أن لحم الخنزير يطبخ في نفس الآنية التي طبخ فيه السمك من غير غسل لها بعد طبخ الخنزير وجب عليكم الامتناع عن أكل ذلك السمك؛ لأن طبخه في تلك الآنية يجعله متنجساً كما هو معلوم، وإن علمتم أو غلب على ظنكم أنه يطبخ في مكان آخر أو في نفس الآنية ولكن بعد تطهيرها من نجاسة الخنزير جاز لكم أكل ذلك السمك، وإن تيقنتم -أو غلب على ظنكم- أنهم يطبخون السمك في نفس الآنية وشككتم في كونهم يغسلونها وجب عليكم الامتناع أيضاً عن أكل ذلك السمك لأن الأصل عدم غسلها.
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الأكل في آنية أهل الكتاب التي يشربون فيها الخمر ويأكلون فيها الخنزير، قال: ... فلا تأكلوا فيها وإن لم تجدوا فاغسلوها وكلوا فيها.... متفق عليه، وإن شككتم في الأمر كله فلم تعلموا ولم يغلب على ظنكم لا هذا ولا ذاك؛ فالأصل في الأطعمة الحل ولا يحرم منها شيء بغير دليل شرعي، والورع مستحب وباب واسع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ... وخير دينكم الورع.. رواه الحاكم والبزار وصححه الذهبي والألباني. وقال صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ... رواه الترمذي والنسائي، وانظر للأهمية الفتوى رقم: 51028، والفتوى رقم: 107465.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شعبان 1429(17/61)
حكم ادخار القوت
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم تخزين الأرز المتعارف عليه في القرى المصرية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان مراد السائل ما يقوم به التجار من الشراء وقت الرخص وانتظارهم وقت الغلاء ليبيعوه بغرض الربح، فلا حرج فيه إن شاء الله تعالى، وليس هذا من الاحتكار المحرم، ما دام أنهم لم يشتروا في وقت الغلاء وحاجة الناس، فيضيقوا عليهم، وقد سبق بيان ذلك مع بيان حقيقة الاحتكار المحرم وحكمه، في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 12797، 30462، 46693، 49907.
وإن كان مراد السائل ما تقوم به العائلات من ادخار قوت سنتهم إلى وقت الحصاد من العام التالي، فلا بأس به أيضا، ولا ينافي التوكل، فعَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ يَبِيعُ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَيَحْبِسُ لِأَهْلِهِ قُوتَ سَنَتِهِمْ. رواه البخاري ومسلم.
قال ابن حجر: قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد: فِي الْحَدِيث جَوَاز الِادِّخَار لِلْأَهْلِ قُوت سَنَة، وَفِي السِّيَاق مَا يُؤْخَذ مِنْهُ الْجَمْع بَيْنه وَبَيْن حَدِيث " كَانَ لَا يَدَّخِر شَيْئًا لِغَدٍ " فَيُحْمَل عَلَى الِادِّخَار لِنَفْسِهِ وَحَدِيث الْبَاب عَلَى الِادِّخَار لِغَيْرِهِ , وَلَوْ كَانَ لَهُ فِي ذَلِكَ مُشَارَكَة، لَكِنَّ الْمَعْنَى أَنَّهُمْ الْمَقْصِد بِالِادِّخَارِ دُونه حَتَّى لَوْ لَمْ يُوجَدُوا لَمْ يَدَّخِر. اهـ. وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى الرَّدّ عَلَى الطَّبَرِيِّ حَيْثُ اسْتَدَلَّ بِالْحَدِيثِ عَلَى جَوَاز الِادِّخَار مُطْلَقًا خِلَافًا لِمَنْ مَنَعَ ذَلِكَ , وَفِي الَّذِي نَقَلَهُ الشَّيْخ تَقْيِيد بِالسَّنَةِ اِتِّبَاعًا لِلْخَبَرِ الْوَارِد , لَكِنْ اِسْتِدْلَال الطَّبَرِيِّ قَوِيّ , بَلْ التَّقْيِيد بِالسَّنَةِ إِنَّمَا جَاءَ مِنْ ضَرُورَة الْوَاقِع لِأَنَّ الَّذِي كَانَ يَدَّخِر لَمْ يَكُنْ يَحْصُل إِلَّا مِنْ السَّنَة إِلَى السَّنَة , لِأَنَّهُ كَانَ إِمَّا تَمْرًا وَإِمَّا شَعِيرًا , فَلَوْ قُدِّرَ أَنَّ شَيْئًا مِمَّا يُدَّخَر كَانَ لَا يَحْصُل إِلَّا مِنْ سَنَتَيْنِ إِلَى سَنَتَيْنِ لَاقْتَضَى الْحَال جَوَاز الِادِّخَار لِأَجْلِ ذَلِكَ ... وَاخْتُلِفَ فِي جَوَاز اِدِّخَار الْقُوت لِمَنْ يَشْتَرِيه مِنْ السُّوق , قَالَ عِيَاض: أَجَازَهُ قَوْم وَاحْتَجُّوا بِهَذَا الْحَدِيث, وَلَا حُجَّة فِيهِ لِأَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ مِنْ مُغَلٍّ الْأَرْض. وَمَنَعَهُ قَوْم إِلَّا إِنْ كَانَ لَا يَضُرّ بِالسِّعْر, وَهُوَ مُتَّجِه إِرْفَاقًا بِالنَّاسِ. ثُمَّ مَحِلّ هَذَا الِاخْتِلَاف إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي حَال الضِّيق, وَإِلَّا فَلَا يَجُوز الِادِّخَار فِي تِلْكَ الْحَالَة أَصْلًا. اهـ.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شعبان 1429(17/62)
لا حرج في الامتناع عن أكل المباح الذي تعافه النفس
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا في الحقيقة لا أحب أكل الطيور بأنواعها المختلفة ولكني لا أمانعها، ولكني كأن عندي حساسية منها، فهل عدم أكل الطيور هذا حرام؟ وشكراً لكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج على الإنسان في عدم أكل الطعام المباح الذي تعافه نفسه، ولا يعتبر هذا الترك حراماً ما دام معتقداً لحل ذلك الطعام، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه امتنع عن أكل الضب فسئل: ... أحرام الضب يا رسول الله؟ قال: لا، ولكن لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه.. والحديث رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وغيرهم. فلا حرج على الأخ السائل في ترك أكل لحم الطيور ما دام لم يفعل ذلك تعبداً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شعبان 1429(17/63)
حكم أكل الجيلاتين المأخوذ من الخنزير ومن ذبائح أهل الكتاب
[السُّؤَالُ]
ـ[في العام الماضي سافرت إلى قبرص اليونانية وتفاجأت أن معظم الأكل الذي في مطعم الفندق يوجد به خمرة أو دهن خنزير أو اللحم نفسه, أو مثلا نطلب شوربة مع التأكيد لهم بألا يكون به أي شيء من ذلك ثم يحضروه وعليه شيء من الزينه ثم نسأل عنه يقولون: هو جيلاتين من الخنزير، ومع مشاهدتي إلى قناة تأتي عبر التلفاز واسمها فتافيت حيث أجد بأن الغرب يضعون الخمرة وغيرها في كل شيء، فالرجاء إفادتي عن هذا مع العلم بأني سمعت فتوى لأحد المشايخ على التلفاز قال بأن أكل أهل الكتاب حلال, ولكن كيف في هذا الوقت مع وجود كل هذا؟ أنا أريد الذهاب إلى بريطانيا وألمانيا للضرورة هل أسأل عن كل شيء أم ماذا أفعل تقريبا؟
جلست أنا وزوجي في قبرص حوالي 90 % نأكل معلبات ونختار العربي منها إذا وجد؟ ولكم مني جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لمسلم أن يتناول طعاماً خالطه خمر أو لحم خنزير أو شحمه، أو صنع بجيلاتين مأخوذ من خنزير، وأما ذبائح أهل الكتاب مما يحل لنا أكله من نحو بقر ... فالأصل أنها مباحة، ما لم يُهلَّ من ذبحها لغير الله، أو يعرف أنها ذبحت بطريقة غير شرعية كالصعق الكهربي لقوله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ {المائدة:5} ، لكن إذا استفاض الخبر بكون اللحوم المعروضة في أسواق بلادهم لا تذكى بطريقة شرعية، أو كثر من يتولى الذبح من غير أهل الكتاب، فيجب حينئذ الاحتياط بعدم أكلها استبراءً للدين، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 2437، وانظر أيضاً الفتوى رقم: 4024، والفتوى رقم: 23301.
وعلى كل فالشيخ يقصد طعام أهل الكتاب المباح لنا بالتذكية مثل لحوم الغنم والبقر ... أما الخنزير والخمر ونحوهما فلا يحل لنا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 شعبان 1429(17/64)
حكم استعمال الفازلين المحتوي على مادة الكرياتين
[السُّؤَالُ]
ـ[أسأل عن الكرياتين فلقد وجدت مركبا يدخل فى مكونات كريم الفازلين وهو هايدروليسد كيراتين، فهل يجوز لنا استخدام هذا الكريم؟ أرجوكم أفيدوني بإجابة قطعية، فأنا لا يمكني أن أعرف هل المادة استحالت أم لا، وهو مصنوع فى نيوزيلاند ولا أعرف طريقة ذبحهم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكرياتين كما هو مبين في الفتوى رقم: 102905 مادة تستخلص من مواد نباتية، كما تستخلص من مواد حيوانية، وعليه فإذا كنت غير جازم هل هذا الكرياتين نباتي أو حيواني فقد يقال: إن الأصل في الأشياء الإباحة، لقول الله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً {البقرة:29} .
فيجوز لك حينئذ استعمال الفازلين المحتوي على الكرياتين، وأما إذا كنت جازماً بأن هذا الكرياتين حيواني فالحكم في هذه الحال هو حكم اللحوم المستوردة، وهو مبين في الفتوى رقم: 64697.
وأما إذا كان الكرياتين قد استحال إلى مادة أخرى قبل إضافته إلى المواد الأخرى لتصنيع هذه المركبات ويرجع في معرفة هذا إلى المسؤولين عن إعداد هذه المركبات فاستعمال هذا الفازلين جائز حينئذ, هذا وننبه إلى أنه أكد لنا بعض الأطباء استحالة اللحم إلى ماهية أخرى قبل الإضافة إلا أن الأمر يحتاج لمزيد من البحث للتأكد من الموضوع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 رجب 1429(17/65)
استخدام الجيلاتين والجلايكول بين الحرمة والإباحة
[السُّؤَالُ]
ـ[أسأل عن حبيبات الجل الموجودة في حفاظات الأطفال هل هي مستخرجة من الجلاتين، وهل يجوز لنا استخدامها وكذلك الجلايكول الموجود في الروح أعني النكهات التي تستخدم في الحلويات هل هو مستخرج من الجلاتين وهل كل الجلي يحتوي على الجلاتين، وماذا لو قدم لي شخص حلوى الجلي هل أساله عن المصدر أم ماذا؟ وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت مادة الجلاتين تدخل في صناعة شيء مما ذكر فإنه ينظر.. فإن كان قد تم استخلاصها من حيوان مأكول قد ذكي ذكاة شرعية فلا مانع من استخدام هذا المصنوع لأن المادة في هذه الحالة مستخلصة من طاهر مباح.
أما إذا كان الجيلاتين أو غيره قد استخلص من حيوان نجس كالخنزير أو من حيوان مأكول لم يذك الذكاة الشرعية، ولم تتم معالجتها معالجة كيمائية بحيث تستحيل إلى مادة أخرى فلا يجوز استخدامه في طعام لأنه نجس، وتناول النجس محرم كما أن اقتناءه محرم للأمر باجتناب النجاسات.
وأما السؤال عن المصدر المصنوع منه الجلي أو غيره مما يُشك دخول مادة محرمة في صنعه فيشرع ذلك ويتأكد كلما زاد الشك لأنه من الاستبراء للدين، وفي حديث الصحيحين عن النعمان بن بشير سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشبهات استبرأ لديه وعرضه.
وللفائدة راجع الفتوى رقم: 55337، والفتوى قم: 33739، والفتوى رقم: 6783.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 رجب 1429(17/66)
المسلم يتحرز من المأكولات والمشروبات المحرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[أردت أن أستفسر عن عدة أمور:
أولاً: قد يختار والدي رحلة السفر على خطوط أجنبية ... ومما هو معروف أنها تحتوي على الكثير من المنكرات منها: شرب الخمر, مشاهدة الأفلام وقد تعرض أمام الجميع في شاشة كبيرة! , والأكل غير الحلال ... وغيرها ...
كيف نتصرف مع هذا كله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا أمكنكم السفر في طائرة خالية من المنكرات المذكورة فلا يجوز لوالدكم اختيار تلك الطائرة التي تحصل فيها المنكرات التي ذكرتها، وعليك نصحه وتخويفه من عقوبة الله تعالى وسخطه، وإذا سافرتم في طائرة يقع داخلها ما ذكرت فالواجب عليكم البعد عن كل المحرمات فيها، بغض البصر عما يحرم نظره والتحرز من المأكولات والمشروبات المحرمة والتحري في ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 رجب 1429(17/67)
حكم أكل وبيع (التورتات)
[السُّؤَالُ]
ـ[حكم ييع التورات وحكم أكلها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان مقصود السائل أكلة الكيك المعروفة بمصر والتي تسمى شعبيا بالتورتات فإن أكلها إن خلت من المحرمات كشحوم الخنزيز والخمور ونحوها مباح، ويباح كذلك بيعها.
فهي ليس فيها سبب للسكر ولا للضرر بحسب الظاهر، فتبقى على الأصل في إباحة الأشياء التي لا يعلم سبب لتحريمها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 رجب 1429(17/68)
حكم الخميرة التي تستعمل لإصلاح الخبز
[السُّؤَالُ]
ـ[لماذا الخميرة التي توضع فى الخبز تعتبر حلالا أكلها بينما لو أذيب جزء من الخميرة في الماء وتم شربها تسكر وفي معنى الحديث ما أسكر قليله فهو حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخميرة المستعملة لإصلاح الخبز حلال لأنها لا تسكر ولا تحتوي على كحول، وإذا افترض أن بعضها أذيب وترك حتى تخمر وأصبح مسكراً فإنه يصير محرماً لأن ما أسكر قليله فكثيره حرام، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 66160، والفتوى رقم: 61188.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 جمادي الثانية 1429(17/69)
حكم أكل الشاة المريضة بضغط الدم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أكل لحم شاة مريضة بضغط الدم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالشاة المذكورة يجوز أكل لحمها إذا ثبت أن ذلك لا يترتب عليه ضرر محقق، ويرجع في معرفة هذا الأمر إلى الأطباء الثقات أصحاب الاختصاص في هذا المجال، ويحرم أكلها إذا ثبت أن ذلك يترتب عليه ضرر محقق، لأن الإنسان يحرم عليه تناول ما يضر بدنه، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 80783.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 جمادي الثانية 1429(17/70)
حكم صيد سمك القرموط بالدجاج الميت
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الدين في صيد نوع من الأسماك وهو القرموط بأن يقوم الصياد بوضعه في شباك الجوبيه فراخ ميتة رائحتها نتنة كي يأكل منها القرموط وتجلب له كثيرا من السمك هل هذا حرام أم حلال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالقرموط وغيره من أنواع الأسماك بل وكل ما يخرج من صيد البحر الأصل فيه أنه حلال الأكل سواء اصطاده المسلم – حيا أو اصطاده الكافر، فقد قال الله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {المائدة:96}
وقال صلى الله عليه وسلم: هو الطهور ماؤه الحل ميتة. رواه أبو داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وهذه الإباحة لكل حيوان بحري إباحة مطلقة عند المحققين من أهل العلم لكن يستثنى منها ما يعود بالضرر على الإنسان لقوله صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطأ.
وراجع الفتوى رقم: 21733، والفتوى رقم: 64385.
وحيث إن الميتة نجسة فإن القرموط إذا حبس فترة على أكل ميتة الدجاج أو غيرها حتى تغير طعم لحمه أو لونه أو ريحه، فله حكم الجلالة، والجلالة هي الحيوانات مأكولة اللحم التي تتغذى على النجاسات، ويبقى زمنا يطيب فيه لحمه، أما إذا كان أكله للنجاسة أمرا طارئا أو زمنا قصيرا وكما هو الغالب في حال الصيد ولم يتغير بذلك لحمه فلا يعد جلالة ولا يكره أكله، ولكن يبقى مع ذلك حرمة إطعامه النجاسات.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 105215، 8895، 9571، 28673، 2010، 6783.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 جمادي الثانية 1429(17/71)
حكم أكل البوم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أكل البومة؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
قد اختلف في إباحة أكل البوم فمن الفقهاء من يعتبره مباح الأكل، ومنهم من لا يعتبره من المباح، ولا شك أن تجنب أكله أولى وأفضل خروجا من الخلاف لاسيما إذا لم تدع إليه الحاجة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن إباحة أكل البوم محل خلاف بين الفقهاء فمنهم من يعتبره مباح الأكل ومنهم من لا يعتبره من المباح، فممن نص على إباحته صاحب رد المحتار على الدر المختار في الفقه الحنفي. قال: قال في غرر الأفكار: عندنا يؤكل الخطاف والبوم، ويكره الصرد والهدهد. انتهى.
وظاهر المذهب المالكي إباحته لأنه داخل في عموم الطير ولم يستثن من الإباحة كما استثني الوطواط.
ففي مختصر خليل في الفقه المالكي وهو يذكر مباح الأكل من الحيوانات: المباح طعام طاهر والبحري وإن ميتا وطير ولو جلالة وذا مخلب ونعم ووحش لم يفترس كيربوع، وخلد ووبر وأرنب وقنفذ وضربوب وحية أمن سمها وخشاش أرض. انتهى.
ويرى الشافعية والحنابلة عدم إباحة أكل البوم. قال النووي في المجموع في الفقه الشافعي: قال أبو عاصم: والبوم حرام كالرخم. انتهى.
وفي مطالب أولي النهى في الفقه الحنبلي ما نصه: وأشار لمحرم الأكل بقوله: كذئب وثعلب ورخم وبوم وكالفواسق الخمس. انتهى.
ومن هذا يعلم أن إباحة أكل البوم مختلف فيها ولا شك أن تجنب أكله أولى وأفضل لأجل الخروج من الخلاف لاسيما إذا لم تدع له الحاجة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الثانية 1429(17/72)
القران بين التمر وأكل سبع تمرات صباحا
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي صحة أنه يجب تناول عدد مفرد من حبات التمر وذلك امتثالاً للسنة؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان المقصود السؤال عن حال الأكل مع الآخرين فإن الآكل للتمر مع الشركاء يتعين عليه أن يتناول التمر تمرة تمرة، ولا يسوغ أن يأخذ تمرتين فأكثر إلا بإذن شركائه، ويدل لهذا ما في الصحيحين عن جبلة بن سحيم قال: كان ابن الزبير يرزقنا التمر، قال وقد كان أصاب الناس يومئذ جهد وكنا نأكل فيمر علينا ابن عمر ونحن نأكل فيقول لا تقارنوا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الإقران إلا أن يستأذن الرجل أخاه.
وفي صحيح ابن حبان مرفوعاً: من أكل مع قوم من تمر فلا يقرن فإن أراد أن يفعل فليستأذنهم فإن أذنوا له فليفعل.
وقد ذكر النووي في شرحه أن القران حرام إذا كان الطعام مشتركاً بين الشركاء إلا بإذنهم، وإن كان الطعام لشخص ما وقد ضيف به جلساءه فيستحب أن لا يقرن إلا بإذنهم ...
أما إذا كان المقصود السؤال عن أكل تمرات كل يوم، فاعلم أنه يستحب -ولا يجب- أكل سبع تمرات في الصباح والأحسن أن تكون من تمر المدينة وأن تكون من العجوة وذلك لحديث الصحيحين: من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر.
وفي رواية لمسلم: من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي.
وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 103461، 34464، 54277.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الثانية 1429(17/73)
حكم صناعة حلوى على شكل حذاء
[السُّؤَالُ]
ـ[عندنا حلوى في المغرب خاصة بالأفراح نشكلها بأشكال مختلفة ومن بين الأشكال نصنع شربيلا أي حذاء فهل هدا متاح أم حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى إذا أنعم على عبده بهذه النعم فينبغي أن يقابل ذلك بإكرامها وترك العبث بها.
ولعل صناعة حلوى على شكل حذاء نوع من إهانة النعمة فينبغي اجتنابه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 جمادي الأولى 1429(17/74)
حكم الأغذية المحتوية على دسم دجاج غير مذبوح
[السُّؤَالُ]
ـ[أعيش في إحدى الدول الأوربية وأعاني مشكلة كبيرة عند شراء الطعام أسأل عن الدسم الموجود في أغلب المنتجات مثلاً أحيانا يكتب دسم الدجاج أو يكتب فقط كلمة دسم والمعروف أغلب الذبح هو غير حلال، فهل نستطيع أكل هذه المنتجات أم لا؟ ولكم جزيل الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الدسم يستخلص من الذبائح الحيوانية من شحمها التابع للحم، وحكمه حكمه، فإن كان اللحم حراماً كان الشحم كذلك، وإن كان حلالاً كان الشحم حلالاً، وقد سبق بيان أنه لا يحل الأكل من ذبائح من ذكرت إلا إذا علمت أنها ذكيت الذكاة الشرعية؛ لأن الغالب في الذبائح في الدولة الأوروبية أنها لا تذبح على الطريقة الشرعية، بل يستعملون الصعق الكهربائي ونحوه مما يزهق الروح ولا يفيد الذكاة الشرعية، وما دام يغلب على ظنك ذلك لم يجز الأكل من هذه المنتوجات، وانظر لذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 47309، 35599، 10524، 2437.
وأما إذا شككت ولم تتأكد ولم يغلب على ظنك فالأصل الحل، والورع يقتضي ترك الشبهات، لقوله صلى الله عليه وسلم: فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. رواه مسلم. ولقوله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. رواه النسائي. لا سيما وأنهم لا يأنفون من لحم الخنزير، وقد اشتهر عنهم أنهم يدخلونه في أشياء كثيرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الأولى 1429(17/75)
حكم تناول طعام خالطه خل كحول
[السُّؤَالُ]
ـ[في مكونات بعض الأطعمة نجد خل الكحول أو خلا أبيض , فما هو خل الكحول والخل الأبيض وهل هما حلال أم حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
الأصل في الأطعمة الحل ما لم يعلم يقينا أو ظنا غالبا أن ما خالطها نجس، فالطعام لا يحرم بالشك؛ كما قال أهل العلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما خالط الأطعمة من خل الكحول إذا كان خالطها بعد تخلله فإنه يعتبر طاهرا ويجوز استعماله بغض النظر عن لونه، قال العلامة خليل المالكي في المختصر ممزوجا بشرحه: وَمِنْ الطَّاهِرِ خَمْرٌ تَحَجَّرَ أَيْ جَمَدَ لِزَوَالِ الْإِسْكَارِ مِنْهُ، وَالْحُكْمُ يَدُورُ مَعَ عِلَّتِهِ وُجُودًا وَعَدَمًا.. أَوْ خُلِّلَ أي صار خلا.
أما إذا كانت مخالطته للطعام قبل تخلله فإنه يعتبر نجسا ولا يجوز استعماله، وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 45364، 54041، 54401.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 جمادي الأولى 1429(17/76)
لا بأس بإضافة الزعفران للطعام
[السُّؤَالُ]
ـ[هل إضافة الزعفران إلى الأطعمة كتوابل حلال أم حرام؟ وهل هو من المسكرات كجوز الطيب؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
يجوز استعمال الزعفران في الطعام والشراب وغيرهما.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من استعمال الزعفران وغيره مما له رائحة طيبة وإضافته للطعام والشراب ما لم يكن الشخص محرما بحج أو عمرة؛ كما سبق بيانه في الفتوى: 71331.
وأما جوزة الطيب فقد اختلف فيه أهل العلم والراجح أنه حرام؛ كما قال ابن حجر الهيتمي بناء على تحقيق ابن العيد، وسبق بيان ذلك وتفصيله في الفتوى: 50807 وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 جمادي الأولى 1429(17/77)
حكم أكل ذبيحة المسلم الفاسق وسؤاله عن طريقة ذكاتها
[السُّؤَالُ]
ـ[سألت بالهاتف قبل سنين صاحب مطعم فاسق عن لحمه وإن كان حلالا فحدثني أنه حرام ثم أرشدني إلى مطعم صاحبه هو الآخر فاسق ويبيع الخنزير لكنه حدث بحل لحم البقر عنده والسبب في ذلك أن أكثر أصحاب المطاعم الفساق والملتزمين يشترون لفافات لحم البقر الكبيرة من عرب معروفين بالالتزام وصحة ذبحهم فعملهم قائم على توزيع اللحم الحلال وهو عندهم رخيص فيقصدهم على المشهور حتى الفساق من المسلمين مع العلم بأني مريض ووحيد أقضي الأشهر في البيت وأكون أحيانا جائعا ونعسا بسبب الدواء لا يسد الطعام البسيط من الجبن حاجتي وجوعي والتعب لا يساعدني على طبخ اللحم الذي في البيت أما أصحاب المطاعم الملتزمين فلا يملك أحد منهم خدمة بعث الطعام بواسطة الهاتف لذلك، وبعد أن استفتيت نفسي منذ سنين طويلة قياسا على أن شريعة هذه الأمة حنيفية تصح صلاة أحدهم إلا أن يتيقن نجاسة المكان والأمم السابقة لا تحل صلاتهم إلا أن يتيقنوا طهارة المكان فوجدت أمر الصلاة أكبر من أمر الطعام كذلك نهينا عن التنطع وأنا أسأل عن حل اللحم كل مرة تقريبا قبل الطلب فهل أنا مصيب بهذه المسألة فأفتوني وفقكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمسلم الفاسق تباح ذبيحته ما لم يعلم أنها خنزير أو نحوه أو ذبحت بطريقة غير شرعية، وعليه فلحم البقر الموجود عند ذلك الفاسق لا حرج في استعماله ولا سيما إذا علم أنه مذكى ذكاة شرعية، وبما أن صاحب المطعم فاسق كما قلت وقد لا يبالي بحل لحمه فسؤاله أو سؤال غيره عن حقيقة اللحم المطلوب ليست تنطعاً.
وأخيراً نفيد السائل بأن لحوم الحيوانات البرية الأصل فيها التحريم فلا يحل أن يتناول منها إلا ما أذن الشرع في تناوله ككونه ذبيحة مسلم أو كتابي، بخلاف الأرض فالأصل فيها الطهارة حتى تتيقن نجاستها وبهذا يظهر الفرق بين اللحم وبين الأرض.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الأولى 1429(17/78)
حكم أكل طعام مقلي بزيت في بلاد الكفر
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو ما حكم الأكل في مطاعم ماكدونالدز في الصين (وجبة سمك وبطاطا مقليه) إذا لم يعلم نوع الزيت المستخدم فيها، مع العلم بأنه في حال سؤالهم يقولون إنه زيت نباتي؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا لم تعلم أن هذا الزيت مشتق من شيء حيواني محرم كالخنزير أو لم يذك ذكاة شرعية فلا يحرم تناول السمك الذي قلي به، لأن الأصل في الأشياء الإباحة، ولا سيما وقد أخبروك بأنه زيت نباتي، والكذب منهم في ذلك بعيد، حرصاً من هذه المطاعم المشهورة على سمعتها.
وراجع الفتوى رقم: 11605.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الثاني 1429(17/79)
حكم مخض حليب الإبل لاستخراج الزبد منه
[السُّؤَالُ]
ـ[ما الحكم الشرعي في مخض حليب الناقة وإخراج الزبدة منه لأننا سمعنا من يقول إنه لايجوز؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمخض هو أخذ الزبد من اللبن والمخيض من اللبن هو الذي حرك وعاؤه ليخرج زبده، وقد ذكر بعض أهل العلم أن لبن الإبل لا زبد فيه، ولو فرض أنه يمخض ويستخرج منه اللبن فإننا لا نعلم أحدا من أهل العلم السابقين ولا اللاحقين أفتى بتحريم مخض اللبن – سواء كان لبن إبل أو لبن غيرها واستخلاص زبدته، وما زال المسلمون منذ عهد رسول صلى الله عليه وسلم إلى هذا العصر يمخضون اللبن ولم يحرم ذلك أحد، ومن المعلوم أن الأصل في مثل هذه الأمور الإباحة فمن حرم شيئا منها فعليه الدليل وإلا كان متقولا على الله بغير علم، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ. {المائدة:87} .
وقال تعالى: وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ*مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. {النحل:117،116} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ربيع الثاني 1429(17/80)
يجوز الأكل من طعام الأهل المخلوط بطعام أيتامهم
[السُّؤَالُ]
ـ[لي أخت توفي زوجها ولها ولدان وهي معلمة استقرت حاليا عند بيت أهلي وأنا أسكن مع أهلي في الطابق الثاني عندما أنزل عند بيت أهلي أجدها مشترية بعض الفواكة وغيرها من المواد أقوم بالمشاركة في الأكل هل هذا حرام ومن أكل أموال الأيتام؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
يجوز الأكل من طعام الأهل ولو كان مخلوطا بطعام أيتامهم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من الأكل من طعام الأهل والأخت بطيب أنفسهم، ولو كان مخلوطا بطعام أيتامهم وهو مما تدعو إليه الحاجة وتجري به العادة.
وقد كان السلف الصالح يخلطون طعامهم بطعام أيتامهم ويأكل منه الجميع وفي ذلك يقول الله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيم. {البقرة:220}
وللمزيد انظر الفتوى: 33265.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ربيع الثاني 1429(17/81)
ما يفععل بالطعام الساقط على الأرض
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الطعام الملقى على الأرض؟ هل يلزم أخذه ووضعه بعيداً عن الطريق؟ وهل يؤكل وهل ينجس الطعام الساقط أرضاً؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
فمن وجد طعاما ملقى على الأرض إن شاء أكله إن كان طاهرا، ولا يتنجس الطعام بمجرد وقوعه على الأرض، بل إنما يتنجس بوقوعه على نجاسة، وإذا تنجس قام بتطهيره وأكله إن شاء، وإن تعذر تطهيره أطعمه حيوانا إن وجد، وإلا رفعه عن الطريق ووضعه في مكان طاهر، ولا يتركه على الطريق تطؤه الأقدام لما في ذلك من امتهانه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن وجد طعاما ملقى على الأرض إن شاء أكله إن كان طاهرا، ولا يتنجس الطعام بمجرد وقوعه على الأرض، بل إنما يتنجس بوقوعه على نجاسة، وإذا تنجس قام بتطهيره وأكله إن شاء، وإن تعذر تطهيره أطعمه حيوانا إن وُجِد وإلا رفعه عن الطريق ووضعه في مكان طاهر، ولا يتركه على الطريق تطؤه الإقدام لما في ذلك من امتهانه واحتقاره. وإليك بعض كلام أهل العلم في المسألة.
ففي شرح النووي على صحيح مسلم وهو يعدد فوائد أحاديث في باب استحباب أكل اللقمة الساقطة: ومنها اسْتِحْبَاب أَكْل اللُّقْمَة السَّاقِطَة بَعْد مَسْح أَذًى يُصِيبهَا، هَذَا إِذَا لَمْ تَقَع عَلَى مَوْضِع نَجِس، فَإِنْ وَقَعَتْ عَلَى مَوْضِع نَجِس تَنَجَّسَتْ، وَلَا بُدّ مِنْ غَسْلهَا إِنْ أَمْكَنَ، فَإِنْ تَعَذَّرَ أَطْعَمَهَا حَيَوَانًا وَلَا يَتْرُكهَا لِلشَّيْطَانِ. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الأول 1429(17/82)
هل يقبل قول الكافر بأن اللحم الذي عنده مصدره حلال
[السُّؤَالُ]
ـ[طالب يدرس في الصين. ذهبت إلى مطعم فعلمت أن اللحوم التي فيه مذبوحة على الطريقة الإسلامية. حين طلبت إثباتا على هذا الشيء أخرجوا لي شهادة من المجمع الإسلامي في الصين، ومختومة الجمعية الإسلامية في الصين وقد كتبت هذه الشهادة باللغة العربية والصينية واسمها شهادة الأطعمة الإسلامية الحلال (شهادة حلال) . وذكر فيها اسم الشركة صاحبة المطعم ونوع اللحوم التي تقدم في المطعم.
علما أن العاملين في هذا المطعم غير مسلمين، واللحوم هي دجاج فقط. فهل يجوز لي الأخذ بهذه الشهادة التي لديهم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نص بعض الفقهاء على قبول قول الكافر بأنه اشترى اللحم من كتابي؛ كما جاء في الدر المحتار من كتب الحنفية: ويقبل قول كافر ولو مجوسيا قال اشتريت اللحم من كتابي فيحل. . انتهى. ومن باب لو قال اشتريته من مسلم أو ذبحه مسلم.
والحكم بحل اللحم أو حرمته وإن كان من باب الديانات كما يقول الفقهاء ولا يقبل فيه خبر الكافر، ولكن لما كان قوله (اشتريت) من باب المعاملات، وهذا يقبل فيه قول الكافر قبل قوله بحل اللحم أو حرمته ضمنا وليس استقلالا.
ومع ذلك فإننا ننصحكم من باب النصيحة بأن لا تكتفوا بخبر صاحب المطعم ما دام كافرا، وينبغي التأكد من المركز الإسلامي نفسه، بل لا نخفي السائل أنه لو صح عنده أن تلك الشهادة من المركز الإسلامي حقيقة فإنه لا ينبغي له أن يبادر بالأكل حتى يعلم أن المركز الإسلامي لا يتساهل في إعطاء تلك الشهادات، لا سيما ونحن نعيش في زمن ضيعت فيه الأمانة وقل فيه الورع الديني، فينبغي للمسلم أن يتحرى الحلال في مطعمه، وأن يبتعد عن كل ما تحوم حوله الشبهات، وقد جاء في الحديث الصحيح: خير دينكم الورع. وجاء أيضا: لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به بأس. والسلامة في الدين لا يعدلها لحم الدجاج ولا غيره من اللحوم، فابتعد عن مطاعم غير المسلمين يسلم لك دينك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ربيع الأول 1429(17/83)
استعمال الدجاج الميت كغذاء للأسماك
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم استعمال الدجاج الميت كعلف لتربية الأسماك، فأفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نص بعض أهل العلم على أنه لا يجوز إطعام الحيوان المأكول اللحم بما تنجس من الطعام، وانظر الفتاوى الهندية، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية للمزيد في الموضوع وللاطلاع على حكم أكل ما علف بالنجاسة: 28673، 9571، 7708، 45336.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 صفر 1429(17/84)
الأكل من الطعام المخصص للمرضى
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أكل ما يأتي به ابن خالتي من المستشفى الذي يعمل فيه من طعام هو للمرضى هنا، هل لا بد من إذن أم لا ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز أخذ الطعام الذي يخصصه المستشفى للمرضى من غير إذن مالكي المستشفى أو الجهة المخولة بالإذن لأن هذا أكل لمال من غير إذن مالكه، وقد قال الله تعالى: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ {البقرة: 188} .
فإذا كان قريبك يأخذ الطعام من غير إذن فلا يجوز لكم الأكل منه ويجب عليكم نصحه ونهيه عن هذا المنكر الذي يفعله قياما بواجب الأمر بالعروف والنهي عن المنكر، اللهم إلا أن يزيد على حاجة المرضى ويريد أصحاب المستشفى إلقاءه في القمامات فلا حرج حينئذ في اتنفاعه به.
وانظري للفائدة الفتوى رقم: 34774، والفتوى رقم: 101536.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 صفر 1429(17/85)
خاله يجلب طعاما من محل عمله فهل يأكل منه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا عايش مع خالي في إيطاليا وهو يعمل في مطعم وفي يوم الأحد يذهب إلى المطعم ليعمل بعض النظافة في المطبخ ويأخذ بعض الطعام إلى المنزل وعلما بأنه يكون بمفرده في هذا اليوم فهل إذا أكلت من هذا الطعام أكون مذنبا وهل هذه سرقة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان ما يأخذه خالك من الطعام من المطعم يأخذه بإذن أهل المطعم صراحة أو عرفا فإنه يعتبر حلالا فيجوز لك الأكل منه، وأما إن كان يأخذه تعديا فيكون حراما، ولا يجوز لك ولا لغيرك الأكل منه.
وانظر تفاصيل ذلك وأقوال أهل العلم فيه في الفتوى: 104087.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 صفر 1429(17/86)
حكم أكل حلوى المارشميللو
[السُّؤَالُ]
ـ[أولاً أريد أن أشكركم على هذا الموقع الرائع.. وأريد أن أسألكم بخصوص حلوى المارشميللو هل هي حرام؟ وتقبلوا مني فائق الاحترام.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مكونات الحلوى المذكورة تدخلها مادة الجلاتين -حسب ما بلغنا- وعلى ذلك فإن كانت مادة الجلاتين من الخنزير أو الميتة أو غير ذلك من محرم الأكل فإنها نجسة ويحرم استعمالها، وإذا لم يخالطها ما هو محرم أو نجس فإنها حلال.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 صفر 1429(17/87)
حكم أكل اليربوع
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أكل الجربوع أو ما يسمى باليربوع؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
اليربوع مختلف في جواز أكله، وجهور أهل العلم على حليته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
لقد اختلف أهل العلم في أكل اليربوع، وذهب جمهورهم إلى حل أكله. جاء في المدونة: وكان مالك لا يرى بأسا بأكل القنفذ واليربوع والضب والظرب والأرنب وما أشبه ذلك ... اهـ
وفي الموسوعة الفقهية: ... الثالث: التفصيل بتحريم بعض أصنافها دون بعض: فالشافعية: قالوا بإباحة الوبر , وأم حبين , واليربوع , وابن عرس , والقنفذ. أما أم حبين فلشبهها بالضب , وأما البقية فلأنها غير مستخبثة. والحنابلة خالفوا الشافعية في القنفذ وابن عرس , فقالوا بحرمتهما , ولهم روايتان في الوبر واليربوع أصحهما الإباحة.
وأما التحريم فهو مذهب الحنفية، فقد جاء في درر الحكام شرح غرر الأحكام: (لا يحل ذو ناب) من السباع (أو مخلب) من الطيور ... إلى أن قال: (والفيل واليربوع وابن عرس ... ) . اهـ
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 محرم 1429(17/88)
هل المرء مكلف بالبحث عن الأغذية التي تقلل من خروج الريح
[السُّؤَالُ]
ـ[بارك الله لكم في جهودكم الخيرة وجزاكم خير الجزاء عني وعن سائر المسلمين، بالرجوع إلى الفتوى 103521, أرجو التنبيه إلى أن الفتوى غير واضحة بشكل جيد، أنه لم يطرح الجانب الطبي من الموضوع، حيث إن بعض أنواع الطعام تزيد من الريح وأخرى تقلل منه؟ شاكراً لكم سعة صدركم وجليل جهودكم.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
الرجاء أن يبين السائل الكريم موضع الإشكال ووجهه في الفتوى التي يستوضح حولها، وليس من اختصاصنا أمر الطب، مع أن مبنى الشريعة على التيسير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
في خصوص النقطة الأولى، فإنا لم نتبين ما ذكرته من عدم الوضوح في الفتوى التي أشرت إلى رقمها، وإذا كنت تجد صعوبة في فهم شيء منها فبين لنا ذلك محدداً، لأن عودتنا إلى صياغتها من جديد بدون معرفة وجه الإشكال عندك قد تجعلنا نأتي بها في شكل لا يزيل عنك الإشكال.
وحول النقطة الثانية فإنه ليس من اختصاصنا أمور الطب، وإنما ينبغي أن يلجأ في ذلك إلى أهله، علماً بأن تكليف المرء بالبحث عن الأغذية التي تقلل من خروج الريح قد يكون فيه من المشقة ما يسقط معه التكليف به، قال الله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 محرم 1429(17/89)
حكم استخدام جهاز المايكرويف
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز استخدام جهاز المايكرويف مع العلم بأنه يضر بصحة الإنسان ونحن نعلم أن كل ما يضر الإنسان فهو حرام؟ مع الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالشرع الحنيف مبني على جلب المصالح ودرء المفاسد، وإن تعارضت المصلحة والمفسدة، فالقاعدة أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، وإن كان الموضوع مشتملاً على مصلحة ومفسدة، وكان جانب الفساد فيها بعيداً أو رجحت عليه المصلحة فالعمل حينئذ بالمصلحة، قال سيد عبد الله في كتابه المراقي:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * وألغ إن يك الفساد أبعدا
أو رجح الإصلاح كالأسارى * تفدى بما ينفع للنصارى
وعليه فإذا ثبت أن استخدام جهاز المايكروويف يضر بصحة الإنسان ولم يكن فيه نفع، أو كان الضرر فيه أرجح من النفع أو مساوياً له، حرم استخدامه لما بينا من القواعد، وإن كان نفعه أرجح من ضرره جاز استخدامه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 محرم 1429(17/90)
حكم أكل لحم الخنزير ممن يعلم أنه محرم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الذي يأكل لحم الخنزير وهو يعلم أنه حرام ومحرم أكله وهو مسلم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن أكل لحم الخنزير عامداً غير مكره عالماً بالتحريم غير جاهل، معتقداً التحريم فهو مسلم عاص وآثم وتلزمه التوبة إلى الله تعالى، فلحم الخنزير محرم، لقول الله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ.. {المائدة:3} ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله حرم الخمر وثمنها وحرم الميتة وثمنها وحرم الخنزير وثمنه ... رواه أبو داود. وسماه الله رجساً، فقال: أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ {الأنعام:145} ، والرجس النجس، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يضرب به المثل في قبح بعض الذنوب والمعاصي، فقال: من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم خنزير ودمه.. رواه أحمد ومسلم وغيرهما واللفظ لأحمد.
قال ابن حجر الهيثمي في كتابه الزواجر: والخنزير: وسبب تحريمه نجاسته أيضاً ... والخنزير مطبوع على أخلاق ذميمة جداً منها الحرص الفاحش والرغبة الشديدة في المنهيات وعدم الغيرة فحرم أكله على الإنسان لئلا يتكيف بتلك الكيفية القبيحة، ومن ثم لما واظب النصارى سيما الفرنج على أكله أورثهم حرصاً عظيماً ورغبة شديدة في المنهيات وعدم الغيرة فإنه يرى الذكر من جنسه ينزو على أنثاه ولا يتعرض له لعدم غيرته ... انتهى.
فالواجب على من أكل لحم الخنزير أن يتوب إلى الله تعالى، ومن تاب تاب الله عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 محرم 1429(17/91)
مذاهب الفقهاء في أكل لحم دابة وطئها شخص
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أكل لحم شاة اعتدى عليها إنسان جنسيا، وهل يجوز شرب حليبها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإتيان البهيمة كبيرة من كبائر الذنوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ملعون من سب أباه، ملعون من سب أمه، معلون من ذبح لغير الله، معلون من غير تخوم الأرض، ملعون من كمه أعمى عن طريق، معلون من وقع على بهيمة، ملعون من عمل بعمل قوم لوط. رواه أحمد وإسناد الحديث حسن.
وقد اختلف أهل العلم في حلية أكل لحمها، فهو مباح عند المالكية والحنفية ومختلف فيه عند الشافعية والحنابلة، جاء في مختصر خليل: ... كبهيمة وهي كغيرها في الذبح ... قال الشيخ عليش: (وهي) أي البهيمة التي وطئها مكلف (كغيرها) الذي لم يوطأ (في) إباحة (الذبح) لها (والأكل) للحمها. الطرطوشي: لم يختلف في مذهب مالك رضي الله عنه أن البهيمة لا تقتل وإن كانت مما يؤكل أكلت. انتهى.
وقال في نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية: والذي يروى أنه تذبح البهيمة وتحرق فذلك لقطع التحدث به وليس بواجب. انتهى، وقال الزركشي في المنثور في القواعد: والدابة الموطوءة إذا قلنا تقتل، فذبحت ففي حل أكلها وجهان، ووجه المنع أنها بوجوب قتلها التحقت بالمؤذيات. انتهى. وفي الإنصاف (من كتب الحنابلة) : وكره الإمام أحمد رحمه الله أكل لحمها. وهل يحرم؟ على وجهين. انتهى.
وحكم لبنها تابع لحكم لحمها، كما هو الحال في سائر الألبان واللحوم، جاء في الموسوعة الفقهية: إن خرج اللبن من حيوان حي فهو تابع للحمه في إباحة التناول وكراهته وتحريمه، ويستثنى من المحرم الآدمي، فلبنه مباح وإن كان لحمه محرماً، لأن تحريمه للتكريم لا للاستخباث. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ذو الحجة 1428(17/92)
حكم تناول مادة الكرياتين
[السُّؤَالُ]
ـ[يوجد مادة تدعى الكرياتين وهي حمض أميني يوجد في اللحوم بكميات قليلة (الأسماك, الأبقار, الأغنام, والخنزير, وفي جسم الإنسان) ، هذه المادة تساعد على تزويد عضلات الجسم بالطاقة، يوجد شركات أغذية رياضية تعمل على استخلاص هذه المادة من اللحوم وتوفيرها على شكل كبسولات أو بودرة يستعملها الرياضيون (وخاصة رياضة كمال الأجسام) لزيادة الكتلة العضلية وذلك لأن الكمية الموجودة في الغذاء الطبيعي قليلة والنتائج عند تعاطي هذه المادة أفضل وهي في القوانين الرياضية مشروعة، السؤال: هذه الشركات أجنبية ولا تذكر مصدر هذه المادة (أهو من الخنزير أم لا) ، هل تعاطي هذا الحمض الأميني (الكرياتين) حلال، وإذا كان حراما فماذا يفعل من تعاطاه ولا يعلم مصدره (خنزير أم لا) ؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكرياتين -كما ذكر أهل الاختصاص- هو أحد مكونات الميتوكوندريا (Mitocondria) وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الطاقة في الجسم، وتحتوي تلك الخلايا على كمية من الكرياتين الذي يعتبر مكوناً أساسياً للاحتفاظ بإمكانية إعادة الطاقة للعضلة، ويفيد في زيادة تحمل العضلة ورفع قدرتها على الأداء للقيام بعمل تكراري لفترة أطول، وقولك: إن الكرياتين حمض أميني يوجد في اللحوم بكميات قليلة (الأسماك، الأبقار، الأغنام، والخنزير، وفي جسم الإنسان) ، هو أمر صحيح؛ ولكنه يوجد أيضاً في المنتجات النباتية ومنتجات أخرى ... وعلى أية حال فإن كنت تقصد خصوص النوع المستخلص من اللحوم فإن حكمه هو حكم اللحوم المستوردة، وكنا قد بيناه من قبل. ولك أن تراجع فيها الفتوى رقم: 64697.
ومحل التفصيل المبين في الفتوى هو فيما إذا لم تكن اللحوم قد استحالت استحالة تامة عن وضعها السابق، وتحولت إلى أعيان أخرى، وأما لو كانت قد استحالت إلى مادة تخالف اللحم فإن حكمها حينئذ الإباحة، قال ابن القيم في إعلام الموقعين: ومن الممتنع بقاء الخبيث وقد زال اسمه ووصفه، والحكم تابع للاسم والوصف دائر معه وجوداً وعدماً، فالنصوص المتناولة لتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير والخمر لا يتناول الزروع والثمار والرماد والملح والتراب والخل لا لفظاً ولا معنى ولا نصاً ولا قياساً. انتهى.
فالحاصل -إذاً- أن استعمال المادة المذكورة يجوز إذا كانت مشتقة من غير اللحوم، أو كانت مشتقة من اللحوم المباحة -حسب التفصيل الذي بيناه- أو كانت من لحوم غير مباحة ولكنها استحالت عن أصلها استحالة تامة، وهي حرام فيما سوى ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ذو الحجة 1428(17/93)
حكم أكل المريض أو السجين من لحم الخنزير
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يمكن لسجين مسلم في الغرب أن يأكل الطعام الذي يعطونه في السجن والذي يحتوي على الخنزير والعياذ بالله، ونفس السؤال للمريض في المستشفى؟ وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم أن يأكل من طعام يحتوي على لحم الخنزير، ولا فرق بين أن يكون هذا المسلم سجيناً أو مريضاً أو غيرهما ما لم تكن هنالك ضرورة، فيجوز له حينئذ أن يأكل بقدر الضرورة، إذ إن الضرورة تقدر بقدرها. وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 27547.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ذو القعدة 1428(17/94)
حكم تناول الخبز إذا كان أثناء إنضاجه يفرز الكحول الإيثيلي
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك شبهة حول الخبز الذي نأكله في هذا العصر. أقصد الخبز الذي فيه الخميرة. وسبب الشبهة هو أنه حين يوضع العجين في الفرن، الخميرة تفرز مادتين. إحدى المادتين هي الكحول الايثيلي، وهو نفسه الموجود في الخمور. والكحول يتبخر، وأعتقد أنه لا يبقى منه شيء في الخبز. والشبهة ليست في وجود الكحول في الخبز. إنما هي في استعمال مادة تفرز الخمر، ولو كان الخمر ينعدم بعد الطبخ.
وهناك مجموعة من العلماء يقولون إن أي منتج يستعمل في انتاجه الخمر، فهو حرام. فهذا هو الصواب برأيي. وأحترم قدر العلماء الذين يرون خلاف ذلك. ولكني لا أوافقهم الرأي. ولا أرى جواز استعمال الخمر لأي سبب كان. وأود أن أشير أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري أنه لم يأكل خبزا مرققا حتى لقي الله.
يقول الإمام ابن حجر في شرح صحيح البخاري: أما الخبز المرقق فقال عياض قوله مرققا أي ملينا محسنا كخبز الحواري وشبهه والترقيق التليين ولم يكن عندهم مناخل وقد يكون المرقق الرقيق الموسع اهـ. وهذا هو المتعارف وبه جزم ابن الأثير قال الرقاق الرقيق مثل طوال وطويل وهو الرغيف الواسع الرقيق.
فأظن أن الخبز الذي يستعمل فيه الخميرة لم يكن يؤكل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. كما أظن أن الدقيق لا يفرز الخميرة إن كان غير منخل. ولا أقول إن أي شيء لم يفعله رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يكون حراما. بل السبب في هذه الشبهة هو ما ذكرته عن عملية صنع الخبز. فلو كان استعمال الخمر حراما لأي غرض كان، فهل يكون صنع الخبز الذي نأكله اليوم حلالا؟ نعم، قد يقول بعض العلماء إن استعمال الخمر ليس محرما تحريما مطلقا. ولكن السؤال الذي سألته أريد أن يجاب عليه باعتبار أن الخمر محرم تحريما مطلقا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد في السؤال جملة من الأمور التي ينبغي التوقف عند كل منها، وهي قولك:
إنه حين يوضع العجين في الفرن، فإن الخميرة تفرز مادتين إحداهما هي الكحول الإيثيلي، وهو نفسه الموجود في الخمور.
وقولك: إن مجموعة من العلماء يقولون: إن أي منتج يستعمل في إنتاجه الخمر، فإنه يكون حراما، بينما ترى مجموعة أخرى خلاف ذلك.
وقولك: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري: أنه لم يأكل خبزا مرققا حتى لقي الله، وأنت تظن أن الدقيق لا يفرز الخميرة إن كان غير منخل.
وقولك: فلو كان استعمال الخمر حراما لأي غرض كان، فهل يكون صنع الخبز الذي نأكله اليوم حلالا؟
وللرد على جملة هذه الأمور نقول: إنه قد ثبت في الطب الحديث أن الكحول الإيثيلي هو الجزء الفعال في الخمر في جميع أشكاله، وأن كل شراب يحوي الكحول الإيثيلي تكون له صفة الإسكار وإن تفاوتت النسبة في ذلك.
وإذ تقرر هذا فاعلم أن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم قد تواطأت على أن كل شيء ثبتت له صفة الإسكار فإنه يعتبر خمرا، وأن كل خمر حرام. أخرج الإمام مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل مسكر خمر، وكل خمر حرام.
وتحريم الخمر هو مما علم من الدين ضرورة، ولا التفات إلى من يقول بغير ذلك. اللهم إلا أن يقصد هؤلاء إباحة الخمر للضرورة، كما في إساغة غصة ونحو ذلك، فهذا مما لا خلاف فيه بين أهل العلم؛ لأن الضرورات تبيح المحظورات.
ولكن العجين إذا كان بوضعه في الفرن يفرز من بين ما يفرزه مادة الكحول الإيثيلي، وهذا الكحول يتبخر ولا يبقى منه شيء في الخبز، فإنه لا يعتبر بذلك حراما؛ لأن الكحول لم تدخل في تركيبته، ونحن لسنا مسؤولين عن التغيرات الكيماوية التي تحصل له أثناء الشي أو الطبخ، طالما أنه لم يبق على هيئة مسكرة بعد النضج.
ثم ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري أنه لم يأكل خبزا مرققا حتى لقي الله، إذا كان سببه هو ما ظننته أنت من أن الدقيق غير المنخل لا يفرز خميرة، فلماذا لم يحرم النبي صلى الله عليه وسلم أكل الدقيق المنخل؟!
ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم جاء مبلغا عن الله، ولا يجوز له كتمان شيء من هذا الدين.
فنستخلص من هذا أن الخبز الذي نأكله اليوم حلال وليس بحرام، ما لم يكن قد وجد في تركيبته عناصر محرمة؛ أو صيره الشي مسكرا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ذو القعدة 1428(17/95)
أكل لحم الخصيتين وهل يلزم المرأة الوضوء منه
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
هل يجوز للمرأة أن تأكل بيض غنم أجلكم الله (الخصيتين للغنم) حيث يقال إنه على المرأة التي تأكلها أن تتطهر وتتوضأ؟ وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
أكل لحم الخصيتين من مأكول اللحم جائز مع الكراهية، ولا نعلم أحداً من أهل العلم ذهب إلى أنه يجب على المرأة أن تتطهر إن أكلت هذا اللحم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حكم أكل لحم الخصيتين قد سبق الكلام عنه في الفتوى رقم: 73113.
وأما القول بأنه يجب على المرأة أن تتطهر إن هي أكلت لحم الخصيتين من الغنم فلا نعلم قائلاً به.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1428(17/96)
حكم أكل السمك المعلب
[السُّؤَالُ]
ـ[سمعت أن هناك إشكالية على أكل السمك المعلب وبالتحديد سمك التونة، حيث إن هناك من يحرم أكل السمك المعلب.
السؤال الأول: ما هو الصيد الحلال في أكل السمك، معلوماتي أن السمك لا يذبح، ولكن يتم صيده ويترك في الهواء إلى حين أن يموت، فهل هذا حلال؟
السؤال الثاني: هل أكل السمك المعلب، حلال أم حرام؟ وكيف سأعرف إن كان قد ذبح على الطريقة الإسلامية من أساسه لأنه في الغالب تأتينا هذه المعلبات من دول أخرى.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسمك لا تشترط فيه الذكاة، فما وجد ميتا في البحرأو أخرج منه فمات في الهواء فإنه يحل أكله للحديث الذي رواه أصحاب السنن: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الوضوء بماء البحر فقال: هو الطهور الحل ميتته.
وإذا كان لا تشترط فيه التذكية فإنه لا يشترط له التسمية لأنه إنما يحتاج إلى التسمية ما ذكي.
جاء في المدونة: قلت أرأيت صيد السمك أيحتاج فيه إلى التسمية قال لا فإنما يحتاج إلى التسمية ما ذكي ألا ترى أن المجوسي يصيده فيكون حلالا.
وإذا تبين ذلك فأكل السمك المعلب جائز شرعا ولا حرج فيه، ولا نعلم أحداً من أهل العلم اليوم يفتي بعدم جواز أكل السمك المعلب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1428(17/97)
الأطعمة المصنعة التي قد تدخل فيها مواد محرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[يجري الآن نشر قوائم تحتوي على رموز لما يعرف بالإضافات الغذائية مثل اي120، اي124، اي471، اي472، ... والقائمة تطول لتشمل أكثر من مائة رمز مع الإشارة إلى أن هذه المركبات الكميائية مستخرجة من الحيوانات مثل الخنزير أو الحشرات أو من الكحول، بعد التثبت تبين لي أن هذه الرموز تكاد تكون في كل المواد الغذائية المصنعة التي تباع في الأسواق مهما اختلف نوعها، وقد أخبرني صديق أنه سمع فتوى تتعلق بخل التفاح أو ما شابه (الذي يحتوي على نسبة من الكحول) حيث تقول بحله لقلة نسبة الكحول فيه أي أن نسبة الحلال تغلب على نسبة الحرام فيه، فهل يحرم أكل هذه المواد الغذائية إذا ثبت احتواؤها على الإضافات المذكورة، أم يجوز استنادا إلى الفتوى، ف أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى أنه ليس من المتصور أن تكون جميع المواد الغذائية المصنعة التي تباع في الأسواق مشتملة على ما يجعلها محرمة الأكل، وذلك لأن كثيراً منها مصنع في دول إسلامية، وفي بلاد قد تكون محافظة على الدين، كما أن الشركات غير المسلمة تسعى في الغالب إلى جعل منتوجاتها صالحة لأن تروج في جميع البلدان ومنها البلدان الإسلامية، وفيما يخص موضوع سؤالك فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 11605، أن الأصل في الأطعمة الحل، وأنه لا يمكن القول بحرمة طعام حتى يثبت أن المادة المضافة إليه نجسة كأن تكون من ميتة أو حيوان محرم كالخنزير.
ولا يمكن الجزم بأن أكثر المواد الغذائية المصنعة أو جميعها مستخرجة من الخنزير أو الحشرات أو أن في تركيبتها مواد كحولية لمجرد مقال منشور من أحد الباحثين، إلا أن يكون المصدر موثوقاً به في هذا الجانب، وإذا ثبت أو غلب على الظن أن شيئاً من ذلك مستخرج من لحم الخنزير أو غيره من الحيوانات المحرمة أو الكحول، فإنه يبقى النظر فيما إذا كانت تلك المواد قد أضيفت إلى الأطعمة قبل استحالتها، أم أنها لم تضف إلا بعد استحالتها إلى مواد أخرى، وإذا ثبت أنه قد دخل في تركيب الأطعمة شيء محرم فإن تلك الأطعمة تحرم، ولا ينظر إلى قلة الكمية المضافة أو كثرتها، لأن الطعام يتنجس بمجرد ملاقاتها ولو كانت قليلة جداً، ما لم تكن استحالت قبل الخلط كما بينا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ذو القعدة 1428(17/98)
حيوانات يباح أكلها وحكم أكل السمك واللحم النيء
[السُّؤَالُ]
ـ[أود أن أسأل عن بعض الحيوانات هل أكلها حرام أم حلال، وما هي الشروط اللازمة لمعرفة ما إذا كانت حلالا أم حرما، الحيوانات هي: كلب البحر والبطريق والزرافه والكنجاروا والقرش وسرطان البحر الكبير.
وهل أكل السمك غير المطبوخ واللحم حرام.
وجزاكم الله ألف خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا من قبل أحكام لحوم أكثر ما سألت عنه من الحيوانات، مثل كلب البحر والزرافة والكنغر والقرش وسرطان البحر، وذكرنا رجحان الحلية في جميعها.
وبينا أيضا خلاف أهل العلم في حلية أكل اللحم نيئاً، ورجحنا جواز الأكل إذا أمن الضرر، ولك أن تراجع في جميع هذا الفتاوى ذات الأرقام التالية: 15113، 16219، 9091، 5215، 64385، 17467.
وأما البطريق فلم نجد له ذكرا فيما وقفنا عليه من كتب الفقه القديمة، والظاهر أنه لفظ عجمي معرب.
وقد عرفنا أنه طائر برمائي، وأنه غير مفترس، وإذا تقرر ذلك فالأصل في أي حيوان أنه حلال ما لم يرد دليل يمنع من أكله.
وعليه, فلا نرى حرجا في أكل لحم البطريق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ذو القعدة 1428(17/99)
تناول الأدوية والأغذية المحتوية على مادة الكحول
[السُّؤَالُ]
ـ[أود معرفة الحكم في الأغذية المتناولة بشكل واسع من قبل المسلمين التي تحتوي على الكحول فعلى سبيل المثال سمك السردين يحتوي على الامين (مركب عضوي) مع الكحول وهو مهم لتحسين للذاكرة، مع العلم بأن عقل الإنسان ينتجة بكميات قليلة يسمى كحول [بت- ديمثلمينوثل] ، وهناك أيضا أعشاب مهمة تحتوي على الكحول وكل هذه الأغذية الآن مستخلصة وتأتي على شكل أدوية وحبوب ففي الدواء الواحد يوجد أكثر من شيء وفي أغلب الأحيان شيء في هذه الأدوية يحتوي الحكول, أنا أحتاج هذه الأغذية ولكن ليست للضرورة القصوى والآن أنا أصبحت أدقق في كل شيء أبتلعه وأصبحت حياتي في أقصى تعقيد, للعلم يوجد هناك أغذية وأعشاب تسكر ولا تحتوي الكحول, الرجاء الرد علي عن طريق الإيميل لأني لا أشاهد البرنامج دائما؟ جزاك الله خيراً.. شكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت علمياً أن المادة المسكرة في الخمر والتي هي علة تحريمها ونجاستها هي مادة الكحول، وعليه فإنه لا يجوز استعمالها في الأغذية ولا في الأدوية، فقد قال الله تعالى في الخمر: رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة:90} ، والأمر بالاجتناب من أشد صيغ التنفير والتحريم في القرآن الكريم، وهي تفيد تحريم كافة أوجه الاستعمال، ومحل ما ذكرناه من تحريم الكحول وما انضافت إليه من الأغذية أو الأدوية أو غير ذلك هو فيما إذا كانت إضافتها قد حصلت وهي على وضع لو شرب منها الكثير لأسكر طربا فإن أضيفت في هذه الحالة قبل استحالتها استحالة تامة صار ما أضيفت إليه محرماً.
وأما إذا كانت الإضافة قد وقعت بعد الاستحالة إلى ما لا يسكر، فلا حرج في تناول الغذاء أو الدواء حينئذ، لأن استحالة المادة المسكرة إلى مادة أخرى تطهرها، كما أن ما ذكرناه من عدم جواز استعمال الكحول المسكر هو عند عدم الضرورة إلى استعمالها وإلا جاز، فقد قال الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:119} ، وقد علمت من هذا حكم ما سألت عنه، ويبقى أن ننصحك بأن تهون على نفسك ولا تُعقد حياتك، وخصوصاً أنك ذكرت أن احتياجك إلى الأغذية المذكورة ليس للضرورة القصوى، فلا داعي إلى القلق أو التعقيد -إذاً-.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو القعدة 1428(17/100)
ما يفعل بالطعام المرمي في الطريق
[السُّؤَالُ]
ـ[ماذا نفعل عند رؤية أكل مرمي على الأرض خارج المنزل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما كان من الطعام صالحاً للاستعمال، فلا يجوز رميه مع إمكان الانتفاع به، لأن ذلك من إضاعة المال التي ورد النهي عنها في قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله كره لكم ثلاثاً: قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال. كما في الصحيحين وغيرهما.
ومن رأى طعاما مرمياً وهو صالح للاستعمال فإن استطاع إنقاذه بإعطائه للفقراء والمساكين إن وجدوا، أو حفظه للحاجة أو غير ذلك، فإنه -إن شاء الله- سيكون له في ذلك أجر، وإن لم يستطع أو لم يكن الطعام صالحاً فإنه لا يكون عليه شيء في تركه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شوال 1428(17/101)
ترك الأكل الذي يشك أن فيه سحرا
[السُّؤَالُ]
ـ[ماذا يفعل شخص عندما يقدم له أكل وهو يشك في تواجد سحر فيه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من قدم له ما يشك في حصول الضرر باستعماله يشرع له تركه، وإن تيقن حصول الضرر وجب عليه تركه، لأن الأصل في كل ما فيه ضرر أنه ممنوع لحديث ابن ماجه: لا ضرر ولا ضرار. وللقاعدة الأصولية التي ذكرها صاحب المراقي: وأصل كل ما يضر المنع.
وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية في دفع أذى السحر وللمزيد فيما تقدم: 72805، 72672، 34049.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شوال 1428(17/102)
تورع المسلم عما يشك في حرمته أو ضرره
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم الورع والتورّع من أدنى الأمور والأطعمة وتجنب أكل كل ما هو مصنوع وما يخالطه كيماويات ومشتقات الأكسدة.. وكذلك التورع من الطعام حتى ولو كان من مضيف من الدجاج المجمد وما شابه ذلك، وهل يأثم أم يثاب فاعل هذا؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تورع المسلم عما فيه شبهة أو ما وجد شك في حرمته أو ضرره أمر محمود يثاب صاحبه عليه لما في الحديث: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. رواه أحمد. وفي حديث الصحيحين: فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام. ولحديث الموطأ وابن ماجه: لا ضرر ولا ضرار.
وراجع في حكم أكل ما لم يوجد دليل يقيني أو ظن راجح على وجود الحرام فيه، وللمزيد عما تقدم في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 37171، 54112، 67555، 99453، 464، 28550، 13479، 48744.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شوال 1428(17/103)
الأكل من الطعام المصنوع لموتى الكفار كصدقة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أكل طعام مصنوع خصيصاً لموتى المسيحيين كصدقة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن أكل طعام النصارى جائز إن لم يكن فيه ما هو محرم كالخمر والخنزير والميتة، ويدل لهذا عموم قوله تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ {المائدة:5} ، كما يدل له ما في حديث مسلم أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها. ولكن أهل العلم رأوا كراهة أكل طعام مصنوع لموتى الكفار كصدقة، قال الشيخ الدردير: (و) كره لنا (قبول متصدق به لذلك) أي للصليب أو عيسى وأولى لأمواتهم..
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 رمضان 1428(17/104)
حكم الجلوس على العلب المحتوية بداخلها على أطعمة
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي يتعلق بعاداتنا وهو....
عندما نجلس على الطاولة لطعام نقوم بأخذ علبة الحليب المجفف ونقوم بالجلوس عليها بدلا من الكرسي، فما حكم ذلك؟ أفيدوني أفادكم الله هل هو إهانة لما بداخلها من سكر أو حبوب ... وجزاكم الله خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر أن الجلوس على العلبة التي تحتوي على الحليب المجفف أو السكر لا حرج فيه إذا لم يوجد قصد لامتهان ما بداخلها مع وجود الحائل الذي هو غطاء العلبة الذي يشكل حاجزا قويا دون الجلوس مباشرة على ما بداخلها، وراجع الفتوى رقم: 72795.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 شعبان 1428(17/105)
حكم إهداء طعام محرم للكافر
[السُّؤَالُ]
ـ[سافرت إلى بلد أجنبي وطلبت صديقة لي أن أحضر لها علبة شوكلاته. وعندما عدت أردت أن أتأكد إذا كانت تحتوي العلبة على أية مسكرات وبعد ترجمة المحتويات تبين أن الشوكلاته بها خمرة فقررت أن أتخلص من العلبة برميها في سلة القمامة ولكن أمي قالت إن بإمكاني إهداءها لإحدى صديقاتي المسيحيات ولكنني رفضت بشدة استنادا إلى الحديث الذي يلعن "حاملها والمحمول إليه" ولكن أمي أصرت على أن الأمر ليس به شيء كوني اشتريت العلبة ولم أكن أعلم محتوياتها.. واختلفنا في هذا الأمر.. فما الحكم في ذلك؟ هل الصواب ان أتخلص من العلبة أم يحق لي أن أهديها للمسيحيين..مع التأكيد بأنني لم أكن أعلم بحقيقة الأمر إلا بعد عودتي من السفر.
وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما ثبت تحريمه لا يهدى للكافر بناء على أن الكفار مخاطبون بفروع الشرع وهو قول كثير من أهل العلم. قال النووي: والمذهب الصحيح الذي عليه المحققون والأكثرون أن الكفار مخاطبون بفروع الشرع فيحرم عليهم الحرير كما يحرم على المسلمين.
ثم إن النجس والمتنجس لا يجوز أن يطعمهما الآدمي.
قال صاحب الكفاف: بالمتنجس انتفع فيما عدا * ذواق الآدمي والمساجدا
ولكن لا يلزم من ذلك رمي ما اشتري في القمامة فيمكن أن يطعم به حيوان كقط أو غيره.
وليعلم أن الشوكولاته إذا كان في أصل مكوناتها خمر فإنه ينظر فيها.. فإن كانت الشوكولاته صب عليها شيء من الخمر فإنه تنجس ويحرم استعمالها، وإن كان ما خلط بالشوكولاتة مادة أصلها خمر ثم استحالت بعد التصنيع وقبل خلطها بالشكولاتة بحيث لم تعد مسكرة فإنها تكون طاهرة.
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 6861، 20249، 37207، 25587، 6783.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الثانية 1428(17/106)
حكم الأكل من طعام النصارى
[السُّؤَالُ]
ـ[حكم عدم الأكل من طعام النصارى وأيضاً عدم تقبله تحت أي ظرف من الظروف حتى لو كان الموت جوعاً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أكل طعام النصارى جائز إن لم يكن فيه ما هو محرم كالخمر والخنزير والميتة، ويدل لهذا عموم قوله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ {المائدة:5} ، كما يدل له ما في حديث مسلم: أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها. وفي الحديث: أن يهودياً دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه. رواه أحمد وقال الأرناؤوط: صحيح على شرط مسلم، والإهالة السخنة: الشحم المذاب الذي تغيرت رائحته، وأما ترك الطعام لمسبب ما حتى يهلك صاحبه، فراجع فيه الفتوى رقم: 95895، والفتوى رقم: 8020.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 جمادي الثانية 1428(17/107)
حكم الذبائح المستوردة من بلاد أهل الكتاب
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة الشيخ أرجو توضيح الآتي:
1- ما سبب الخلاف الواقع بين العلماء في مسألة اللحوم المستوردة من دول أهل الكتاب حيث إنني سمعت أراء كلها عن شيوخ أفاضل وهي كالآتي:
- أن الأصل حل ذبائح أهل الكتاب من اليهود والنصارى ما لم تقم شبهة على أنهم لا يذبحون وما يباع في أسواق البلاد الإسلامية هو ما سمح ولي الأمر بدخوله وهو المنوط به التحري ومثل هذا يتعذر على عوام الناس فعليه جواز الأكل والبيع والشراء.
- اللحوم المستوردة الآن من دول أهل الكتاب لا يجوز أكلها لأن هؤلاء الناس لا يذبحون وهم قد صرحوا بذلك وبل والقانون عندهم يجرمون الذين يذبحون الذبح الإسلامي ويقولون إنه يؤذي نفسية الحيوان وكذلك بالنسبة لموضوع الكلام الذي من عينة (حلال - ذبح على الشريعة) ، فقال فضيلته إن هذه شهادة إن جاءتنا من مسلم ثقة قبلناها، أما مجرد عبارة لا نعلم من كتبها فهذه غير مقبولة لأن معرفة الشاهد ومعرفة عدالة الشاهد مطلوبة، وعليه فلا يجوز عنده شراء أو بيع أو أكل هذه اللحوم لأنها ميتة وعندما سئل عن هل البرازيل تذبح أو لا تذبح قال البرازيل لا تذبح
- على موقع أحد الشيوخ على شبكة الإنترنت وعندما سئل قال أنا لا أحرمها استنادا لفتوى الشيخ بن باز رحمه الله، ثانيا أنه مع انتشار الجاليات الإسلامية فى هذه البلاد الكافرة وشيوع أحكام الدين الإسلامى جعل هناك نوع من التكييف لاسترضاء العميل المسلم، وقال أنا زرت فرنسا ووجدت محلات تبيع الدجاج بدون رأس ومحلات تبيح الدجاج برأسه وقال من تورع عن الأكل فلا يلزم الناس بورعه وعندما سئُل فضيلته عن دول أهل الكتاب التي يجوز الأكل منها قال البرازيل
- قال أحد الشيوخ على موقعه على الإنترنت أن الأصل حل ذبائح أهل الكتاب وأن الأصل عدم السؤال ما دامت تباع داخل أسواق المسلمين وعدم السؤال هل يذبحون أم لا يذبحون لأن النبى صلى الله عليه وسلم لما أهديت إليه الشاة لم يسأل هل ذبحت على الشريعة أم لم تذبح أما لو قامت شبهة على أن هذه اللحوم غير مذبوحة فلا يؤكل منها وعليه فلا يرى بأسا بأكل هذه اللحوم فنرجو الإفادة فى هذا كله.
2- هل هناك قاعدة تقول إن الأصل فى الأبضاع واللحوم التوقف وكيف تطبق هذه القاعدة على هذه الحالة،
3- هل البرازيل تذبح أم لا تذبح وكيف يمكن الوقوف على هذه المعلومة من جهة آمنة؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب أن يعلم بداية أن العلماء متفقون على جواز أكل ذبائح أهل الكتاب إذا توفرت فيها الشروط الشرعية اللازمة لحل الذبيحة بالنسبة للمسلم، وإنما نشأ الخلاف في اللحوم المستوردة نظراً لأمرين:
الأمر الأول: هل يشترط لحل ذبائحهم نفس الشروط التي تشترط لذبيحة المسلم من الذبح في المحل وعدم الإهلال بها لغير الله، أم أنه لا يشترط ذلك، فما عدوه عندهم طعاماً جائزاً لهم في دينهم جاز لنا؟ والصحيح الذي عليه جماهير أهل العلم أنه يشترط في حل ذبائحهم نفس الشروط التي تشترط لحل ذبيحة المسلم؛ بأن يذبحوا في محل الذبح وبالطريقة الشرعية بأن يقطع من الأوداج والمريء والحلقوم ما يكفي قطعه في الذكاة، أما إذا كانوا يذبحون بغير الطريقة الشرعية كالصعق الكهربائي والتدويخ والضرب بالمسدسات والفؤوس وغير ذلك وماتت الحيوانات بهذه الوسائل، أو كانوا يسمون عليها غير الله فإنها حرام وميتة لا تحل، فإنه لو ذبحها مسلم على هذه الطريقة لم تحل فكيف بالكتابي؟!
الأمر الثاني: عدم العلم بتحقق الشروط السابق ذكرها في اللحوم المستوردة فلا يعلم هل ذبحت أم صعقت ثم قطع الرأس عن الجسد وهل باشر الذبح كتابي أم ملحد؟ والتحقيق في ذلك أن اللحوم إذا كانت من بلد أهله أهل كتاب لم يغلب عليهم الإلحاد فالأصل أن ذبائحهم حلال، لعموم قوله تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ {المائدة:5} ، اللهم إلا أن يعلم اختلال الشروط اللازمة لحل الذبيحة، ولا يخرج عن هذا الأصل بمجرد الشك الذي لا يستند لدليل، ولا يكفي في إثبات تلك الشروط مجرد عبارة حلال المكتوبة على أكياس هذه اللحوم؛ إلا إذا كانت من مسلم ثقة عدل بحيث يقبل خبره، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1564، 2437، 26282.
وأما قاعدة: الأصل في اللحوم والأبضاع التحريم فإنها قاعدة صحيحة، قال الشيخ السعدي في منظومته:
والأصل في الأبضاع واللحوم * والنفس والأموال للمعصوم
تحريمها حتى يجيء الحل * فافهم هداك الله ما يُمل
ويستدل لهذه القاعدة بحديث عدي: قلت: يا رسول الله؛ أرسل كلبي وأسمي فأجد معه على الصيد كلبا آخر لم اسم عليه ولا أدري أيهما أخذ، قال: لا تأكل، إنما سميت على كلبك، ولم تسم على الآخر. متفق عليه، وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: لما كان الأصل في الذبائح التحريم وشك هل وجد الشرط المبيح أم لا؟ بقي الصيد على أصله في التحريم. انتهى. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 62491.
ولا علم لنا بطريقة الذبح في البرازيل، ولا ندري من أين يمكن التأكد من ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 جمادي الأولى 1428(17/108)
حكم أكل القرنفل
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعرف أن أكل جوزة الطيب حرام، فماذا عن القرنفل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن القرنفل يباح أكله، لأنه نبات شجر هندي كما قال صاحب اللسان، ونبات الأشجار مباح إن لم يثبت أن فيه ضرراً على الإنسان، وقد تكلم النووي في المجموع على القرنفل وجواز أكله للمحرم بالنسك، وذكر أنه مما يطلب للأكل والتداوي غالباً، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 50807.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 جمادي الأولى 1428(17/109)
من دعي إلى طعام محرم فماذا يصنع
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أدرس في بلد أجنبي ولي أصدقاء غير مسلمين، وكثيرا ما يدعونني لآكل معهم، وأنا اعرف أن هذا الطعام غير حلال وخاصة إذا كان موجودا في الطعام لحم أو دجاج غير مذبوحين على الطريقة الإسلامية، فماذا أفعل لكي أتفادى الإحراج منهم. أفيدوني أفادكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت تعلم أن الطعام الذين يقدمونه لك محرم فلا يجوز أن تأكل معهم.
والحل سهل وهو أن تخبرهم أن دينك يحرم عليك هذا الطعام الذي يقدمونه لك، ولو أعلمتهم بذلك لربما قدموا لك طعاما آخر حلالا.
ولا يجوز لك لمجرد الإحراج أن تأكل معهم ما حرم الله عليك، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم 23135.
والله أعلم. ... ... ... ... ...
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الثاني 1428(17/110)
الطعام المحرم وحكم زواج المرأة من خال أبيها
[السُّؤَالُ]
ـ[متى يكون الطعام محرما؟ ... وماحكم زواج خال أبي البنت منها؟ وما حكم سرقة ما هو محرم أصلا كالخمور مثلا؟ ولكم جزيل الشكر]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالطعام يكون حراما إذا كان مما حرم الله من المأكولات كالخنزير والميتة وكل ذي مخلب من الطير وكل ذي ناب من السباع، أو كان مما حرم الله من المشروبات كالخمر والدم أو كان من الخبائث مثل الحشرات، أو كان ضارا بمتناوله كالسموم، أو اكتسب من عمل محرم كالطعام المكتسب عوضا عن الكهانة أو الزنا، أو اشتري بمال حرام كالطعام المشترى بمال الربا أو ثمن الخمر أو كان مأخوذا غصبا أو سرقة من صاحبه.
وخال الأب خال لأبنائه وبناته، فلا يجوز أن تتزوج المرأة بخال أبيها بحال، وهذا محل إجماع من أهل العلم.
وانظر لمعرفة حكم سرقة الخمر الفتوى رقم: 60137.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ربيع الأول 1428(17/111)
حكم أكل لحم الخنزير ممن يجهل أنه لحم خنزير
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أكل لحم الخنزير بدون علم أنه خنزير؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من المعلوم أن أكل لحم الخنزير محرم على المسلمين بنص كتاب الله تعالى، فلا يجوز للمسلم أكله ولا التناول منه بأي وجه، لكن إذا اتفق أن شخصاً تناول منه بدون علم فلا إثم عليه في ذلك، بدليل قوله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الأحزاب:5} ، وقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
لكن لو علم أنه أكل لحم الخنزير في وقت يمكنه تقيؤه لزمه أن يتقيأ إن أمكن ذلك، كما سبقت الإشارة إلى مثل هذا الحكم في الفتوى رقم: 62824.
وقال ابن حجر الهيتمي في تحفة المحتاج وهو يتكلم عن من شرب الخمر مكرهاً قال: ويلزمه ككل آكل أو شارب حرام تقيؤه إن أطاقه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ربيع الأول 1428(17/112)
الأكل من لحم يشك أنه مسروق
[السُّؤَالُ]
ـ[ذهبنا عند أحد أقاربنا وضيفونا لحما أعطاها إياهم جار لهم يشتغل بقصر ملكي وأحرجنا إحراجا شديدا فأكلنا منه رغم عدم علمنا هل الجار سرقه من القصر أم أعطي له عن طيب خاطر. أرجوكم أن توضحوا لنا الحكم في هذه الحالة لأنني وأمي أحسسنا أننا أدخلنا الحرام إلى جوفنا وعند رجوعنا إلى المنزل وضعت أصبعي في فمي وحاولت استرجاع ما أكلت ولكنني لم أفلح.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكون جار قريبكم الذي زرتموه يعمل بقصر ملكي، لا يفيد -بالضرورة- أنه سرق اللحم من القصر الملكي.
وطرح احتمالات أن الجار سرق اللحم من القصر أو أعطي له عن طيب خاطر، يعتبر إساءة ظن به دون مسوغ شرعي، وهي خلاف ما استحقه في بذله الخير لقريبكم.
ثم القاعدة المقررة في هذا الباب هي أن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يثبت موجب التحريم، والأصل حل كسب المسلم ما لم يتبين خلاف ذلك؛ لأن الأصل في المسلمين السلامة.
وعليه، فلا حرج عليكم فيما أكلتموه من اللحم عند قريبكم، ما لم يغلب على ظنكم أن اللحم مسروق، وذلك لا يتأتى دون قرينة قوية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 صفر 1428(17/113)
هل يأثم المضطر إذا لم يتناول ما أبيح له عند الضرورة حتى مات
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد أباح الشرع للمضطر كمن أشرف على الهلاك أن يأكل لحم الخنزير أو يشرب الخمر إن لم يجد المباح , ولكن لو امتنع هذا الشخص نهائيا عن أكل ذلك فمات هل عليه شيء؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 27547، اتفاق العلماء على جواز تناول المضطر من الميتة ولحم الخنزير ونحوهما ما يسد به الرمق وينقذ به نفسه من الهلاك إذا لم يجد غير ذلك، إلا أنهم اختلفوا هل يجب ذلك عليه أم لا، وخلصنا في تلك الفتوى إلى أن الوجوب هو المعتمد.
وعلى القول بوجوب أكل ما يسد الرمق من هذه المحرمات، فإذا تركها المضطر ومات فإنه يعتبر آثما لتسببه في قتل نفسه. أما على القول بعدم وجوب الأكل في حالة الضرورة فإنه لا يعتبر آثما. وللفائدة انظر الفتوى رقم: 62687.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 صفر 1428(17/114)
مقاطعة منتجات من يعادي الإسلام وتناولها عند من لا يقاطعونهم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أقاطع المنتجات الأوربية الألبان والجبن.....إلخ وتارة يحصل لي حرج من بعض الأصدقاء عندما أزورهم فيقدمون لي هذه الأطعمة والأشربة ماذا أفعل هل أتناولها أم أردها؟
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمقاطعة منتجات الدول التي تتهجم على الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- أو تكيد للإسلام نوعا من الكيد هي واجب كل مسلم أمكنه ذلك، ولم يعد عليه بضرر يعسر تحمله عادة؛ وذلك لأن لهذه المقاطعة تأثيرا معتبرا فهي وسيلة من وسائل إنكار المنكر؛ لأن حب النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عما جاء به من الشرائع هو من مرتكزات الإيمان وأساسياته، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين. والحديث في الصحيحين وغيرهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
والمقاطعة الاقتصادية اليوم صارت سلاحا نافعا يلحق الضرر الكبير بالجهة المقاطعة.
ولكن المقاطعة ليس معناها أن منتجات الدول المقاطَعة صارت حراما على المسلمين. وإنما معناها -فقط- أن على كل مسلم أن يلتزم بتلك المقاطعة، ولا يرضى بأن يجيء الضعف من جهته.
وعليه، فالذي ينبغي لك فعله هو إقناع أصدقائك بالتزام ما أمر به علماء المسلمين في العالم كله من مقاطعة كل من يريد المس من النبي -صلى الله عليه وسلم- أو الدين الإسلامي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 محرم 1428(17/115)
حكم أكل لحم الإبل
[السُّؤَالُ]
ـ[أكل لحم الإبل هل هو مكروه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحل الله أكل لحم الإبل فقال سبحانه: وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ {النحل:5} والإبل من الأنعام، وقال سبحانه: وَالبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا القَانِعَ وَالمُعْتَرَّ {الحج:36} . وأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة لحم الإبل، فقد أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة ناقة، ففي سنن أبو داود وغيرها: ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المنحر فنحر بيده ثلاثا وستين وأمر عليا فنحر ما غبر يقول ما بقي وأشركه في هديه ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها. وعليه فالإبل من الطيبات التي لا كراهة فيها، ولا نعلم أحدا من أهل العلم قال بكراهة أكل لحمها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ذو الحجة 1427(17/116)
حكم الأكل عند الأقارب مما لم يذبح على الطريقة الشرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[صديقة أمي تذهب إلى بيت إخوتها وهي تعلم بأن اللحم الذي يأكلوه لم يذبح على الطريقة الإسلامية, وهي تتحرج منهم فماذا تفعل هل تأكل عندهم ولا حرج عليها أم تمتنع عن طعامهم؟
بارك الله بكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يحل أكل الذبيحة التي ذبحها كافر من غير أهل الكتاب لقوله تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ {المائدة:5} ولا يحل أيضا أكل ما ذبحه المسلم والكتابي بطريقة غير شرعية بأن ضربها في رأسها حتى ماتت أو صعقها بكهرباء أو غمسها في ماء حار ونحو ذلك، والذكاة الشرعية هي بالذبح أو النحر، وقد بينا حقيقتهما والفرق بينهما في الفتوى رقم: 13939، وما علم أنه ذبح على غير هذه الطريقة لا يجوز أكله، وعلى هذه الأخت أن تتقي الله تعالى وتعتز بتمسكها بأحكام دينها، وأن تعلم أن الحرج من أقربائها لا يبيح لها أن تعتدي على محارم الله تعالى، بل الواجب عليها أن تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر عسى الله أن يجعل هدايتهم على يدها فتحصل على خيري الدنيا والآخرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1427(17/117)
مذاهب العلماء في أكل الذبيحة التي قطع رأسها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالب أدرس في أمريكا وأريد أن أسأل عن موضوع ذبائح أهل الكتاب.
أولا، هل الشائع عن النصاري في أمريكا وبخاصة في المصانع التي تنتج اللحوم أنهم يذبحون؟ ثانيا، سمعت أنهم يقطعون كامل الرأس، فهل هذا يبقي ذبيحتهم على حلها؟ أعني أنه بهذه الطريقة لا يتحقق خروج كامل الدم من بدن الذبيحة بخلاف الذبح على الطريقة الإسلامية الذي يبقي على النخاع الشوكي متصلا إلى أن يسيل كامل دم الذبيحة.
وأخيرا، أنا أسأل عما سبق لأن ذلك يسهل علي كثيرا من الأمور، فهل يجب علي أن أتحرى عن كل ما سبق أم يكفيني أن آخذ بما هو شائع من كون النصارى في أمريكا يذبحون وبالتالي فإن ذبائحهم تحل لي مع العلم أن هذا هو الذي يعمل به أغلب من التقيت من إخواني المسلمين هنا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما سؤالك الأول وهو ما إذا كان الشائع عن النصارى في أمريكا وبخاصة في المصانع التي تنتج اللحوم أنهم يذبحون، فجوابه أن مثل هذا السؤال يطرح على سكان أمريكا الذين يمكنهم معاينة ما إذا كان النصارى هناك يذبحون أو لا يذبحون، أو يطرح على وسائل الإعلام التي تهتم بالشائعات.
وعن سؤالك الثاني فإن من آداب الذبح عدم المبالغة في القطع حتى يبلغ الذابح النخاع أو يبين رأس الذبيحة حال ذبحها، وكذا بعد الذبح قبل أن تبرد، وكذا سلخها قبل أن تبرد لما في كل ذلك من زيادة إيلام لا حاجة إليها.
ومع ذلك فلو بالغ الذابح حتى وصل إلى النخاع أو أبان الرأس فإن الذبيحة تؤكل في المشهور من أقوال أهل العلم. جاء في المغني لابن قدامة: مسألة; قال: (ولا يقطع عضو مما ذكي حتى تزهق نفسه) كره ذلك أهل العلم منهم عطاء وعمرو بن دينار ومالك والشافعي ولا نعلم لهم مخالفا. وقد قال عمر رضي الله عنه: لا تعجلوا الأنفس حتى تزهق. فإن قطَع عضو قبل زهوق النفس وبعد الذبح فالظاهر إباحته; فإن أحمد سئل عن رجل ذبح دجاجة فأبان رأسها، قال: يأكلها. قيل له: والذي بان منها أيضا؟ قال: نعم.
قال البخاري: قال ابن عمر وابن عباس: إذا قطع الرأس، فلا بأس به، وبه قال عطاء والحسن والنخعي والشعبي والزهري والشافعي وإسحاق وأبو ثور وأصحاب الرأي.
وقيل بعدم إباحة الأكل إن تعمد الإبانة أولاً. قال الشيخ خليل بن إسحاق -رحمه الله تعالى- يعد مكروهات الذكاة: وتعمد إبانة رأس، وتؤولت أيضا على عدم الأكل إن قصده أولاً ...
وعن سؤالك الأخير، فليس من شك في أن الاقتصار على اللحم الذي ذبحه المسلمون أسلم وأحوط ولاسيما إن كان في قلبك شيء من اللحوم الأخرى، لما في الحديث: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. رواه الترمذي والنسائي وأحمد والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والأرناؤوط والألباني، ولما في حديث وابصة في المسند بسند حسن كما قال المنذري ووافقه الألباني: البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر.
وروى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما معلقا: لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر.
ولا شك أن ما ذكاه أهل الكتاب بالطريقة الشرعية جائز بشرط أن لا يهل به لغير الله؛ كما تفيده آية المائدة: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ {المائدة: 5} .
وأما أن يكتفي المسلم بالأخذ بما هو شائع من كون النصارى في أمريكا يذبحون، وهو قادر على أن يتأكد من صحة ذلك أو بطلانه، أو أنه غير قادر على التأكد ولكنه غير مضطر إلى الأكل من لحومهم، فذلك ما لا نراه سائغا، وراجع الجواب: 2437.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ذو القعدة 1427(17/118)
قاعدة عامة في الأطعمة
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد وجدت في إحدى منتديات الانترنت مقالا يحتوي على رموز لمكونات بعض الأطعمة يقال إنها مستخرجة من الخنزير كتبها أحد الباحثين في الدراسات الطبية بالولايات المتحدة الأمريكية فهل علي أن أتجنبها وأن أنشرها.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا أن بينا في الفتوى رقم: 11605، أن الأصل في الأطعمة الحل، وأنه لا يمكن القول بحرمة طعام حتى يثبت أن المادة المضافة إليه نجسة كأن تكون من ميتة أو حيوان محرم كالخنزير.
ولا يمكن الجزم بأن تلك المواد فعلا مستخرجة من الخنزير لمجرد مقال منشور على الإنترنت من أحد الباحثين؛ إلا أن يكون المصدر موثوقا به في هذا الجانب.
ثم إن ثبت أو غلب على الظن أنها مستخرجة من لحم الخنزير بقي النظر هل تلك المواد تضاف إلى الأطعمة قبل استحالتها فتصير الأطعمة متنجسة بها وتحرم حينئذ، أم تضاف إلى الأطعمة بعد استحالتها إلى مواد أخرى فلا تتنجس الأطعمة بإضافتها لها؟
وانظر لذلك الفتوى رقم: 6861، والفتوى رقم: 18817.
والخلاصة أن الأصل في الأطعمة الحل ولا يخرج عن هذا الأصل إلا بشيء ثابت من مصدر موثوق به، ومن امتنع عن تلك الأطعمة اتقاء للشبهات فهو محسن، وهذا باب واسع، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشبتهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.. الحديث. متفق عليه.
وأخير ننبه السائل إلى أن نشر تلك الأبحاث قبل التثبت منها أو من ثقة مصدرها فيه تشويش على الناس في معاشهم فلا ينبغي الإقدام عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ذو القعدة 1427(17/119)
حكم تناول الطعام المطهي في الخمر
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز تناول السمك المطهي في الخمر بعد إحراق هذا الأخير، مع العلم بأني أتغدى في مطعم أوروبي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز أكل ما طبخ بالخمر من الطعام، سمكاً كان أو غيره، إذ يحرم خلط الخمر بالطعام، ولو ذهبت كحوليته بالتسخين، ولا تطهر الخمر بقصد تخليلها على الراجح من أقوال العلماء، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 20249.
والمسلم مأمور باجتناب الخمر وإراقتها، فاقتناؤها محرم، وخلطها بالطعام أشد حرمة، والفعل المحرم لا يكون سبباً للحل والطهارة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: لأن حبس الخمر حرام، سواء حبست لقصد التخليل أو لا، والطهارة نعمة فلا تثبت بالفعل المحرم. انتهى.
وبخصوص تناولك الطعام في المطعم المذكور راجع الفتوى رقم: 30570.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 شوال 1427(17/120)
ما يباح أكله من الذبيحة
[السُّؤَالُ]
ـ[في الحديث الشريف أنه صلى الله عليه وسلم قال - بما معناه: (أحلت لكم ميتتان ودمان أما الميتتان فالسمك والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال..الحديث) ، فما حكم أكل دماغ الذبيحة وعينها والقلب والكلية واللسان والأمعاء والكبد والطحال، وما الذي يمكن أن نميز به بين ماهو من الدم -فهو حلال- وما هو من اللحم -فهو حرام-؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذبيحة التي يباح أكل لحمها شرعاً إذا تمت تذكيتها بطريقة شرعية حل أكل جميع أجزائها بما في ذلك الأجزاء التي ذكرتها في سؤالك، إلا دمها المسفوح وهو الدم الذي سببه الذبح، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 53337، والفتوى رقم: 59171.
وبخصوص الحديث الذي ذكرته فقد رواه ابن ماجه وغيره وصححه الشيخ الألباني، وهو يفيد حرمة الميتة سوى ميتة السمك والجراد، كما يفيد حرمة الدم باستثناء الكبد والطحال، وليس معنى الحديث أن كل ما كان من الدم فهو حلال وكل ما من اللحم فهو حرام.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شوال 1427(17/121)
حكم رمي الطعام غير المرغوب فيه
[السُّؤَالُ]
ـ[هل علي ذنب إذا رميت الطعام رغما عني أي بعد أن ينشف وخلاص ينتزع، وسؤال آخر: جارتي ليست نظيفة أبدا وأنا لا أستطيع أن آكل طعامها فأحيانا تسكب لي طعاما وأنا أرميه مباشرة لا أستطيع أبدا آكله ولا أستطيع أن أكسر خاطرها وأرده أو أن أقول لها لاتسكبي لي هل علي ذنب وماذا أفعل بهذه الحالة؟
والله يجزيكم الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الطعام من جملة المال الذي يتعين على المسلم البعد عن إضاعته عملا بالنهي الوارد في حديث الصحيحين: وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال.
ومعنى إضاعة المال كما قال الزرقاني والمناوي: صرف المال في غير وجوهه الشرعية وتعريضه للتلف لأن ذلك إفساد، والله لا يحب المفسدين.
وبناء عليه.. فقد أحسنت في عدم كسر خاطر جارتك وعدم رد هديتها إليها، وكان الواجب عليك أن تبحثي عن بعض المحتاجين لهذا الطعام، وإذا أمكن ترتيبه وتسخينه حتى يظهر بمظهر حسن فهو أفضل فقد تجدين من أهل العفة الفقراء من يحتاج له، وقد تجدين بعض العمال في الطرق والمحطات والأماكن العامة من يقبله منك، وإن لم تجدي أحدا فأعطيه للحيوانات لتأكله ولا ترميه مباشرة ما لم يكن يخشى منه ضرر، وراجعي الفتوى رقم: 12891.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شوال 1427(17/122)
حكم أكل الجمبري
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أعرف مدى مشروعية أكل الجمبري لأني قد سمعت أن أكل الجمبري مكروه؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن جميع ما يخرج من البحر يعتبر مباح الأكل عند جمهور أهل العلم، لقول الله عز وجل: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ... {المائدة:96} ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في البحر: هو الطهور ماؤه الحل ميتته. رواه أصحاب السنن.
وقال مالك في المدونة: يوكل كل ما في البحر الطافي وغير الطافي من صيد البحر كله ...
ولذلك فأكل الجمبري يعتبر مباحاً لأنه داخل في عموم النصوص المذكورة، وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 5215، والفتوى رقم: 46453.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شوال 1427(17/123)
حكم الأكل من رطب النخيل الموجود عند المسجد
[السُّؤَالُ]
ـ[بعد تأديتي للعمرة توجهنا إلى المسجد النبوي وزرنا الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم زرنا مسجد قباء وفي مسجد قباء عند اصطفاف السيارات عند المسجد كان هناك نخيل/ وكان عليه بلح ورطب فقمت برمي الحجارة على النخلة ونزل منها الرطب وأكلنا، فقال قائل بأن ذلك لا يجوز، فما هو الحكم؟ وفقكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان المقصود بهذا النخيل ما يستنبت منه عند المسجد فالغالب فيه أن يكون مباحا للجميع الانتفاع بثمره، فإذا كان الأمر كذلك فلا حرج حينئذ على من أكل من ثمره بدون إفساد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رمضان 1427(17/124)
حكم بيع الذبائح المستوردة من بلاد الكفار
[السُّؤَالُ]
ـ[السؤال: حكم بيع الدجاج المستورد من غير الدول الإسلامية، فضيلة المشايخ: معنا محل لبيع المواد الغذائية والخضروات والفواكة وقد امتنعنا من بيع الدخان أي السجائر والمعسل الذي يستخدم في الشيشة رغم الإقبال عليها ووجود المنافسة الكبيرة من جميع المحلات الأخرى حيث لا تلتزم بالأمور الشرعية والمحرمات في البيع والشراء حيث يوجد محلنا وسط محلات تجارية تشتد فيها المنافسة، ولكن بقي هذا الأمر الهام لدينا وهو أننا نبيع الدجاج المجمد المستورد من البرازيل وفرنسا ومكتوب عليه حلال مذبوح حسب الشريعة الإسلامية بالإضافة إلى الدجاج المجمد المحلي من الدولة ولكنه غال والإقبال عليه قليل وأكثر المطلوب من المستهلكين هو المستورد لرخصه وجودته أحيانا، والآن نحن في حيرة في هذا الموضوع ونسأل فضيلتكم: هل يجوز لنا بيع الدجاج المستورد من غير الدول الإسلامية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشكر الله لكم التزامكم بأحكام الشريعة في البيع والشراء، ونسأل الله أن يبارك لكم في تجارتكم، وأن يرزقكم الرزق الواسع الحلال، أما بخصوص حكم بيع اللحوم المستوردة فنقول إن هذه اللحوم لها حالتان:
الأولى: أن تكون مستوردة من بلاد كفار هم أهل كتاب، فالأصل في ذبائح أهل الكتاب الحل، لقول الله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ {المائدة:5} ، لكن إن علم يقيناً أو ظناً راجحاً أنهم لا يذبحونها الذبح الشرعي، فلا يجوز بيعها، لأنها والحال هذا ميتة، أما مجرد الشك والاحتمال فلا يضر.
الحالة الثانية: أن تكون مستوردة من بلاد كفار هم غير أهل الكتاب، فالأصل أن ذبائح هذه البلاد محرمة؛ إلا أن يعلم أن المذكي لها مسلم أو كتابي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رمضان 1427(17/125)
أكل زيت الزيتون والادهان به
[السُّؤَالُ]
ـ[أولا: جزاكم الله خيرا على هذه الخدمة التى تقدمونها فأنتم خير مثال للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وخدمة الناس.
ثانيا: لي سؤال: سمعت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ما معناه أن نأكل زيت الزيتون وندهن به لأن زيت الزيتون يأتى من شجرة مباركة وقرأت عنه أنه يحمى من الشمس وأنا غالبا أنزل في الشمس فهل يمكن أن أدهن به وجهي ويدي علما بأنه في وجهي حب الشباب. وإذا كان لا يمكن فممكن حضرتك تكتب لي اسم كريم ضد الشمس ولا يزيد حب الشباب. وأريد أن أعرف ما معنى لبخة لأني قرأت عنها يقولون نعمل لبخة من عسل النحل فكيف؟
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث ثبت بلفظ: كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة. رواه الترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي والمنذري والألباني.
وأما عن آثاره الصحية إيجابيا وسلبا وعما يعوض عنه فنرجو أن تستشيري فيه أصحاب الاستشارات الطبية في موقع الشبكة الاسلامية أو غيرها من المواقع لأن هذا الأمر ليس من اختصاص مركز الفتوى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رجب 1427(17/126)
هل يحرم أكل جلد الدجاج
[السُّؤَالُ]
ـ[سمعت في الآونة الأخيرة من أخت لي أن أكل جلد الدجاج محرم هل هذا الكلام صحيح؟
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد دل على جواز أكل الدجاج في عمومه ما جاء في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أنه أتي بطعام فيه لحم دجاج، وفي القوم رجل جالس، فلم يدن من طعامه، فقال: ادن، فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منه.
قال الحافظ ابن حجر: (وفيه جواز أكل الدجاج: إنسيه ووحشيه، وهو بالاتفاق، إلا عن بعض المتعمقين على سبيل الورع. إلا أن بعضهم استثنى الجلالة، وهي: ما تأكل الأقذار، وظاهر صنع أبي موسى أنه لم يبال بذلك، والجلالة عبارة عن الدابة التي تأكل الجِلَّة (بكسر الجيم والتشديد) وهي البعر، وادعى ابن حزم اختصاص الجلالة بذوات الأربع، والمعروف التعميم، وقد أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح عن ابن عمر أنه كان يحبس الدجاجة الجلالة ثلاثا) . انتهى من فتح الباري.
وإذا تقررت حلية أكل الدجاج فإن جلده مثله في الحلية. قال في مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج: ويلزمه قبول جلد يؤكل عادة مع اللحم كجلد الخروف والجدي الصغيرين والطير والسمك, قاله الماوردي.
وفي المجموع للنووي في بيع الربويات بعضها ببعض قال: وقد صرح صاحب التلخيص بجواز بيع اللحم المسموط في جلده, وقد قال الماوردي: إنه إذا باع اللحم الذي عليه جلد يؤكل كجلد الحدأ والدجاج بمثله ففيه وجهان كالعظم.
ونعتقد أن ما ذكرناه كاف للدلالة على أن ما سمعته من أختك غير صحيح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 رجب 1427(17/127)
أكل لحم البقر والتداوي بسمنه ولبنه
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد سألتكم عن متن حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه: لحم البقر داء ولبنه شقاء أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، لكنكم أحلتموني إلى جواب لفتوى حول لحم البقر، والذي أريده هو متن الحديث إن كان صحيحاً ودرجته؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي الحديث: عليكم بألبان البقر فإنها دواء وأسمانها شفاء وإياكم ولحومها فإن لحومها داء. رواه ابن السني وأبو نعيم والحاكم عن ابن مسعود، وقال الألباني في تحقيق صحيح الجامع صحيح، وقال الهيثمي في المجمع: عن زهير قال: حدثتني امرأة من أهلي عن مليكة بنت عمرو الزيدية من ولد زيد الله بن سعد قالت: اشتكيت وجعا في حلقي فأتيتها فوضعت له سمن بقر، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألبانها شفاء وسمنها دواء ولحمها داء. رواه الطبراني والمرأة لم تسم وبقية رجاله ثقات.
وقد صحح الحديث الألباني في صحيح الجامع والسلسلة، وذكر في السلسلة أن المرأة التي لم تسم زوجة زهير وأنها صدوقة، وفي الحديث أيضاً: عليكم بألبان البقر فإنها شفاء وسمنها دواء ولحمها داء. رواه ابن السني أبو نعيم عن صهيب. وقال الألباني في صحيح الجامع: صحيح.
وما في الحديث من كون لحمها داء محمول -كما قال بعض أهل العلم- على بعض البلاد كالحجاز ليبس الحجاز ويبوسة لحم البقر ورطوبة ألبانها وسمنها فكان لحمها ضاراً لأهل الحجاز ولبنها نافعاً لهم وليس هذا منطبقاً على جميع البلدان.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 رجب 1427(17/128)
حكم أكل الشاة التي تغذت بلبن آدمي
[السُّؤَالُ]
ـ[امرأة ولدت عندها شاة ثم ماتت الشاة فقامت المرأة بإرضاع وليد الشاة حتى أكل العشب فهل يجوز أكل لحم هذا العناق ,, وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن لبن الآدمي طاهر ولذلك فلا مانع من أكل لحم الحيوان الذي تغذى به أو بغيره من المطعومات الطاهرة.
والذي ورد النهي عنه هو أكل لحم الجلالة أو شرب لبنها..
والجلالة من الحيوان هي التي تتغذى بالنجاسة.
وتزول الكراهة عنها إذا حبست أو غذيت حتى زال عنها أثر النجاسة، وقد سبق بيان حكمها وبيان مذاهب أهل العلم فيه في الفتوى رقم: 9571، نرجو الاطلاع عليها.
أما الحيوان الذي تغذى بلبن الآدمي وأكل العشب بعد ذلك فلا يتناوله هذا الحكم لأنه لم يكن يتعذى على النجاسة أصلا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الثانية 1427(17/129)
أكل الجبن المصنوع بأنفحة العجل
[السُّؤَالُ]
ـ[هل أكل الجبن الرومي حلال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان محل الإشكال عند السائلة أن الجبن الرومي يضاف إليه أنفحة العجل المعروفة التي تدخل في تصنيع الأجبان، فلا مانع من أكله إذا كانت الأنفحة من حيوان مأكول مذكى ذكاة شرعية، وأما إذا كانت من حيوان غير مأكول أو حيوان نجس أو ميتة فإن جمهور أهل العلم لا يجيزون استخدامها في صناعة الجبن لنجاستها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الثانية 1427(17/130)
حكم إدخال الطعام إلى الحمام وتناوله
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت مرة أحمل قطعة من الخبز فتذكرت أني قد نستت الساعة في الحمام فدخلت الى الحمام وبيدي قطعة الخبز وكنت ناسيا فهل أنا آثم على ذلك.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مجرد دخول الشخص الحمام وبيده قطعة خبز أو غيرها من الطعام لا إثم فيه ولا حرج، وخاصة إذا كان ناسيا.
وأما تناول الأكل في الحمام فليس من المروءة لمنافاته ما جعل له الحمام أصلا، لذلك يعد الأكل فيه من خوارم المروءة، ومع ذلك لا يأثم من فعله وخاصة إذا كان الشخص غير متعمد، فقد قال الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ {الأحزاب: 5}
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الأولى 1427(17/131)
حكم أكل لحم لطاووس
[السُّؤَالُ]
ـ[الطاووس هل يحل أكله أم هو حرام،]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل في الطيور الإباحة إلا ما ورد النهي عنه، فقد روى مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير.
والمراد بالمخلب ما يصيد به كما قال أهل العلم، وعلى ذلك، فإن الطاووس مباح الأكل لأنه لم يكن من الطيور الجارحة.
هذا، وقد ذهب المالكية إلى إباحة أكل جميع الطيور، ففي المواق: قال ابن القاسم لم يكره مالك أكل شيء من الطير كله الرخام والعقبان والنسور والأحدية والغرباب وجميع سباع الطير وغير سباعها ما أكل الجيف منها وما لم يأكلها، ولا بأس بأكل الهدهد والخطاف.
وهو ما درج عليه العلامة خليل في المختصر حين قال عاطفا على المباح: وطير ولو جلالة، وذات مخلب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 جمادي الأولى 1427(17/132)
حكم تناول الأطعمة المضاف إليها الكحول والخنزير
[السُّؤَالُ]
ـ[فتوى ببريطانيا تحل مشروبين بهما كحول وآثار خنزير
مواقع خارجية متصلة بالموضوع
هيئة الطعام الحلال
بي بي سي ليست مسؤولة عن محتويات المواقع الخارجية
العديد من المسلمين امتنعوا عن شرب "لوكوزاد" من قبل
أصدر مجلس الشريعة الإسلامي البريطاني فتوى أحلت تناول مشروبي "لوكوزاد" و"ريبنا" اللذين كان مسلمو بريطانيا ممتنعين عن تناولهما نظرا لأن الأول يوجد به نسبة ضئيلة من الكحول بينما يختلط الآخر بمكونات الخنزير أثناء إنتاجه.
ورجع المجلس إلى فتاوى أصدرها علماء المسلمين الأوائل بشان الطعام الحلال قبل أن يتوصل إلى فتواه.
وفي نص الفتوى قال الدكتور زكي بدوي رئيس المجلس "إن هناك سوابق أباحت تناول ما هو غير حلال في مناسبات بعينها".
وأضاف" لا أجد حرمة في تناول ريبنا ولوكوزاد اللذين يحتويان على آثار من إيثيل الكحول ومكونات حيوانية لا يحملان الخواص الأصلية ولا يغيران طعم أو رائحة او لون المنتج".
ولكن شركة "جلاكسو سميث كلاين" أشارت من جانب آخر أن منتجاتها الأخرى من عصائر وخبز قد تحتوي على نفس النسبة، أو نسبة أكثر قليل من الكحول بفعل عملية الاختمار التي تحدث بشكل طبيعي.
وكان العديد من المسلمين قد امتنعوا عن تناول هذين المنتجين من قبل لهذه الأسباب وخوفا من تجاوز الشريعة الإسلامية.
وفي ضوء القرار أعلنت جمعية المشروبات الخفيفة البريطانية أنها لن تتقدم باقتراحات جديدة بشأن ما يكتب على أغلفة العبوات إلا أن بعض الشركات قد تتخذ قرارا بأن تضع كلمة "حلال" على منتجاتها لمنع أي التباس في المستقبل.
فما رأيكم في ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت مادة الكحول والخنزير قد أضيفتا إلى المشروبين وهما على حالهما وطبيعتهما فإن المشروبين يعتبران نجسين يحرم على المسلم تناولهما ولو كانت مادة الكحول والخنزير قليلة, فبمجرد ملاقاتهما للمشروب أو لغيره يصبح نجسا.
قال العلامة خليل المالكي في المختصر: وينجس كثير طعام مائع بنجس قل.
وأما إن كانت إضافتهما إلى المشروبين بعد تصنيعهما واستحالتهما إلى مادة أخرى فإنهما يصبحان طاهرين على الراجح، ويجوز استعمالهما.
وقد ذكرنا هذا في فتاوى سابقة تحت الرقمين التاليين: 73129، 73159، نرجو أن تطلع عليهما وعلى ما أحيل عليه فيهما للوقوف على الأدلة وأقوال أهل العلم.
وبخصوص ما تكتبه الشركات على متنجاتها فإنه يعمل عليه إذا كانت مأمونة ولم يثبت عكسه.
وانظر الفتوى رقم: 65826، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الثاني 1427(17/133)
حكم تناول طعام من مزرعة ترعى فيها الخنازير
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم شرب المتة إذا علم أن الخنازير ترعى وتأكل في حقول تزرع فيها نبات المتة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأكل الخنازير ورعيها لنبات معين أو شربها من ماء أو غيره لا يحرمه ما لم يشتمل على أمر محرم، كأن يكون مسكراً أو ضاراً ونحو ذلك، والمتة نبات طبيعي يستعمل كالشاي، وله فوائد وينصح به بعض الأطباء، فلا حرج في استعماله ما لم يشتمل على أمر محرم، كما ذكرنا ولو كانت الخنازير تأكله أو ترعى في أماكن تواجده فإن هذا لا يحرمه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الثاني 1427(17/134)
شروط تناول مواد منشطة ومقوية للجسم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا والحمدلله مشترك في ناد لكمال الأجسام وأريد أن آخذ مادة البروتين التي تأتي في صورة بودرة تذاب مع الماء أو الحليب ثم تشرب قبل وبعد التمرين وهذه البودرة مستخلصة من البيض والحليب وفيها المكونات التالية (هذه من البيض فقط) : Egg Albumen, Cocoa, Artificial Flavor, lecithin, sucralose.
ولكنها مصنعة في أمريكا. وقد تأكدت من قائمة المكونات المحرمة في الموقع التالي ولم أجد أيا منها: http://www.eat-halal.com/ingredients.shtml
فما حكم تعاطي هذه البودرة مع العلم أنها تساعدني جدا في بناء جسدي.
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك أيها الأخ الكريم في الاشتراك في ناد لبناء الجسم أو ممارسة أي رياضة تساعد في ذلك، وينبغي أن يكون قصدك حسنا ونيتك طيبة في ذلك لتؤجر عليه، كأن تنوي به التقوي على العبادة -مثلا- ونحو ذلك، ولكن بشروط نجملها في قولنا أن تخلو جميع تلك الأنشطة والنوادي من الأمور المحرمة كالاختلاط -مثلا- وكشف العورة المحرمة، أو استعمال ما لا يجوز استعماله من المواد المحرمة كالكحول، وما صنع من الميتات والدم والخنزير وغيره مما لا يؤمَن من دخوله في تركيب تلك المواد، فإذا ما تأكدت أو غلب على ظنك خلو ما تستعمله من بودرة أو غيرها من الأمور المحرمة فلا حرج في استعمالها ولو كانت مصنعة في دولة غير مسلمة.
والمرجع في معرفة مكونات تلك المواد وهل اشتملت على كحول أو غيرها إنما هو لأهل الاختصاص، فعليك أن تعرف تركيبة كل مادة بالرجوع إلى أصحاب الخبرة، فإن خلت مما ذكرناه فلا حرج عليك في استعمالها، وانظر الفتوى رقم: 57772.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الثاني 1427(17/135)
تناول الحرام عن طريق الحيلة غش وتزوير
[السُّؤَالُ]
ـ[ما الحكم في الأخذ من التغذية التي توزع في المدارس للمدرسات وذلك عن طريق التزوير في الغياب لكي يتبقى لهم زيادات؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تناول الحرام أكلاً وشرباً ولبساً من المحرمات الظاهرة في دين الله عز وجل، فكيف إذا اجتمع مع ذلك التزوير والغش والحيلة توصلاً إلى أخذ الشخص ما ليس له حق فيه، فيجتمع في حقه سيئات تناول الحرام والتزوير، وفي الحديث: لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل. رواه ابن بطه وحسنه ابن تيمية.
وعليه؛ فمن أخذ ما ليس له فإنه يجب عليه التوبة إلى الله عز وجل ورد ما أخذ أو قيمته إلى الجهة التي أخذه منها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ربيع الأول 1427(17/136)
الحلوى المهداة التي يشك أنها صنعت من شيء حرام
[السُّؤَالُ]
ـ[تهدى لي بعض الأطعمة (مثلاً حلوى) من مسلمين قد اشتروها من المحلات العامة ولا يوجد على الغلاف محتويات هذه الأطعمة فهل نأكلها أو نلقيها في سلة المهملات، حيث لا أعرف إن كان بها بعض الخمور أو نوع الدهن المصنوع به هذه الأطعمة، علماً بأنني أعيش في دولة أوروبية؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت الأطعمة المذكورة لم يكتب على غلافها أن بعض مكوناتها حرام أو أدخل في صناعتها بعض المواد النجسة أو الحرام فإنه يجوز تناولها ولا حرج في ذلك إن شاء الله تعالى، لأن مجرد الشك أو التوهم لا يطرح به الطعام، فالقاعدة عند أهل العلم: (أن الطعام لا يطرح بالشك) .
والمبالغة في البحث عن مكونات الطعام والاحتياط لذلك ... ربما يؤدي إلى الحرج والوسواس فينبغي للمسلم أن يحذر من ذلك، فالحرج مرفوع والتنطع مذموم، قال الله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78} ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلك المتنطعون.
أما إذا كان مكتوب عليها أنها تحتوي على مواد حرام أو نجسة أو كان ذلك مما يغلب على الظن فإن على المسلم أن يبتعد عنها، وكذلك إذا كان يعلم أن الذي أهداها له أخذها بمال الحرام، ونرجو أن تطلعي على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 252، 2437، 50874.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الأول 1427(17/137)
خصوصية عجوة المدينة المنورة
[السُّؤَالُ]
ـ[أولا بارك الله تعالى في جهودكم التي لا أجد ما أصف ما يكافئ فضلها إلا ما أعده الله تعالى لعباده العاملين على تعليم الناس الخير، فجزاكم الله تعالى خيرا.
لي سؤالان: الأول: ما هي الدلالة الشرعية على استخدام ورق السدر في علاج السحر؟
ثانيا: ما هي المادة الموجودة في العجوة التي تقي من السحر كما ورد في الحديث الصحيح؟ ، وهل يوجد دواء من نفس هذه المادة لعلاج السحر؟ على حد مبلغكم من العلم.
وبارك الله تعالى فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبالنسبة لسؤالك الأول، فإنا لم نقف على دليل من السنة يثبت أو ينفي صحة علاج السحر بورق السدر. وكنا قد بينا ذلك من قبل، فلك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 63786.
وبالنسبة لسؤالك الثاني: فقد ثبت أن من أكل سبع تمرات من عجوة المدينة كل صباح لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم، روى ذلك البخاري ومسلم من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر.
قال ابن الأثير: العجوة ضرب من التمر يضرب إلى السواد، وهو مما غرسه النبي صلى الله عليه وسلم بيده بالمدينة.
وبالنسبة لخصوصية العجوة بهذا الأمر، فقال بعض أهل العلم إنه من بركة دعائه -صلى الله عليه وسلم- لتمر المدينة، وأنه ليس خاصا بالعجوة. فقد أخرج مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي. وقال الخطابي: كون العجوة تنفع من السم والسحر إنما هو ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لتمر المدينة، لا لخاصية في التمر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الأول 1427(17/138)
حكم من تناول طعاما خلل بالكحول
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالب في بلد أوروبي وشديد الحرص على أن يكون طعامي حلالاً حسب الشريعة الإسلامية، ولكن وفي غفلة مني تناولت نوعاً من الكعك فيه فواكه قد خللت في الكحول، فهل من كفارة لي عن ذلك، أسأل الله تعالى أن يغنيناً بحلاله عن حرامه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يحفظك ويثبتك، وفيما يخص ما تناولت من الكعك فإن كانت مادة الكحول التي أضيفت إليه قد استحالت قبل خلطها عليه إلى مادة أخرى غير مسكرة فإنه يصير طاهراً مباح الاستعمال.
أما إن كانت أضيفت إليه وهي ما زالت على حالها وطبيعتها فإنها تنجسه ولو كانت قليلة، قال العلامة خليل المالكي في المختصر: وينجس كثير طعام مائع بنجس قل. وفي هذه الحالة لا يجوز للمسلم تعمد تناول هذا النوع، ويأثم إن كان عامداً غير ناس أو جاهل.
أما إذا كان ناسياً أو جاهلاً لوجود المادة فيه ثم تبين له بعد ذلك فلا إثم عليه ولا حرج، لقول الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب:5} .
الله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ربيع الأول 1427(17/139)
حكم أكل الأطعمة المضاف إليها ملونات ومواد حافظة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أكل المواد الغذائية المضاف إليها بعض الملونات الغذائية والمواد الحافظة خاصة وأنها تصنع من مصادر حيوانية أو من بعض الحشرات أو من مصادر كحولية طبيعية أو اصطناعية علما أن معظم هذه المواد مصنوعة في الغرب. وللعلم أيضا أن هذه المواد الغذائية لم تعد محصورة على الغرب فقط وإنما أصبحت موجودة أيضا في الدول الإسلامية وحتى المصنوعة في هذه الدول لم تعد تخلو من هذه الملونات والمواد الحافظة وأغلبها مواد غذائية أساسية وذات استهلاك واسع. يرجى الاطلاع على هذا المواقع لمعرفة مصادر هذه الملونات http://sm.coppier.free.fr/additifs/ad_index.htm http://science-citoyen.u-strasbg.fr/dossiers/additifs/index.html
http://membres.lycos.fr/resister/additifs/index.html http://www.homeoint.org/seror/additifs/index.html أفيدونا بارك الله فيكم وجميع القائمين على الموقع.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن الأصل في المطعومات حلها وجواز أكلها ما لم يعلم الشخص أن فيها طعاماً بعينه محرماً، فيحرم عليه أكله، وما شك فيه فالورع تركه والابتعاد عنه.
وإذا علم أن من بين مكوناتها مواد محرمة، كأن تكون من حيوانات غير مذكاة أو من مصادر كحولية طبيعية أو اصطناعية فيحرم حينئذ شراؤها وأكلها، ما لم تكن تلك المواد قد استحالت قبل إضافتها إلى المواد الغذائية استحالة تامة.
وإن كانت قد استحالت قبل إضافتها فقد قال كثير من أهل العلم بحليتها. قال ابن القيم في إعلام الموقعين: ومن الممتنع بقاء الخبيث وقد زال اسمه ووصفه، والحكم تابع للاسم والوصف دائر معه وجودا وعدما، فالنصوص المتناولة لتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير والخمر لا تتناول الزروع والثمار والرماد والملح والتراب والخل لا لفظا ولا معنى ولا نصا ولا قياسا.
وقال البعض إنها باقية على حكمها ولو استحالت، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 6861.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ربيع الأول 1427(17/140)
حكم أكل خصية الحيوان المأكول اللحم
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يباح أكل خصية بهيمة الأنعام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فخصية الحيوان تابعة للحمه بعد التذكية في الحكم، فما حرم لحمه حرمت خصيته، وما جاز لحمه جازت خصيته، ولكن أكلها يكره تنزها، قال ابن قدامة في المغني: لأن ذلك العضو غير مستطاب. قال الزيلعي في كتابه المسمى تبيين الحقائق: ويكره من الشاة الحياء والخصية والغدة والمثانة والمرارة، لأنه مما تستخبثه الأنفس وتكرهه. انتهى منه بتصرف.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ربيع الأول 1427(17/141)
حكم الأكل مع غير المسلم، ومما طبخه الكافر
[السُّؤَالُ]
ـ[1- ما حكم طبخ الكافر (الذي ليس دينه من أحد الأديان السماوية) للمسلم, وكانت المواد المستخدمة في الطبخ من الخضروات واللحم حلال.
2- أنا طالب أدرس في ماليزيا وماليزيا بلد مسلم ولكن به الكثير من الأديان المختلفة وغير السماوية. وأنا معي الكثير من الطلبة أديانهم غير سماوية ومنهم لا دين له. هل يجوز لي الأكل منهم أو معهم سواء في المطعم أو إذا هم طبخوا؟ وما الحكم في ذلك.
وجزاكم الله ألف خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع شرعا من تناول المسلم لما حضره غير المسلم من طعام إذا كان محضرا من مواد حلال كما أشار السائل الكريم، فيجوز أكل ما طبخه الكافر ولو كان من غير أهل الكتاب، كما تجوز الصلاة في ثياب نسجها، واستعمال الأشياء التي صنعها إذا كانت مباحة، فالعبرة هنا بديانة المذكي إذا كان في الطعام لحم تتوقف حليته على الذكاة الشرعية, أما الأكل من طعام الطلبة غير المسلمين فإن كانوا أهل كتاب (يهود أو نصارى) فلا مانع منه شرعا ما لم يكن فيه ما هو حرام كلحم الخنزير أو الميتة، لقوله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ {المائدة: 5} .
أما غير أهل الكتاب فإن كان من طعامهم لحم ذبحوه بأنفسهم لم يذبحه مسلم ولا كتابي فإنه لا يجوز الأكل من طعامهم, وإن كان طعامهم من المباح فلا مانع من الأكل منه, وإن كان الأحوط للمسلم تجنب الأكل من طعام الجميع ما لم يكن في ذلك حرج لعدم تحفظهم من الحرام.
وأما الأكل معهم في المطعم فلا مانع منه ولو كان الطباخ غير مسلم ما دامت المواد التي حضر منها الطعام حلالا -كما سبق- فلا عبرة بدين من حضر الطعام، وإنما العبرة بالمواد التي حضر منها الطعام.
وللمزيد من الفائدة والتفصيل نرجو الاطلاع على الفتويين: 26282، 49828.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 صفر 1427(17/142)
حكم الطعام الذي تصنعه الراهبات
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أعيش في إيطاليا وآكل طعاما لست متأكدة هل تعده الراهبات أم لا علما بأن المدرسة لهم فهل يجوز أكله أم لا؟
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق بيان حكم الدراسة في مدارس نصرانية تقوم عليها الراهبات وبيان أهداف المدارس التنصيرية في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30220، 33062، 8080، نرجو الاطلاع عليها.
وأما الطعام الذي تعده الراهبات أو غيرهن من أهل الكتاب فلا حرج في تناوله إذا لم يكن فيه ما يحرم شرعا كالميتة والدم ولحم الخنزير، فطعام أهل الكتاب (اليهود والنصارى) وذبائحهم حلال على المسلمين؛ كما قال الله تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ {المائدة: 5} وقد سبق بيان ذلك بمزيد من التفصيل في الفتوى رقم: 2326.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 صفر 1427(17/143)
الشحم تابع للحم في الحل والحرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل أكل إلية الخروف حلال أم حرام؟ وشكراً، أرجو سرعة الرد.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز أكل إلية الشاة المذكاة ذكاة شرعية، والشحم تابع للحم في الحل والحرمة، كما في الفتوى رقم: 67043، وانظر أيضاً الفتوى رقم: 66733.
ولكن إذا كانت الإلية قد جزت عن الشاة وهي حية فإن الإلية تعتبر ميتة ولا يجوز أكلها لما رواه أبو داود والترمذي وأحمد واللفظ له عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وبها ناس يعمدون إلى إليات الغنم وأسنمة الإبل فيجبونها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما قطع من البهيمة وهي حية فهي ميتة. ولهذا نص الفقهاء على أن ما أبين من حي فهو كميتته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 صفر 1427(17/144)
لا يجوز استعمال مواد مسكرة في صنع الطعام
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك نوع من أنواع الكيك يخلط في محتوياته مادة تسمى chocolate liquor
هل هذه المادة حلال أم حرام أفتوني؟
جزاكم الله خيرا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبحسب ما اطلعنا عليه من خصائص تلك المادة تبين أنها مادة مسكرة، وإذا كان كذلك فلا يجوز استعمالها ولا استعمال ما دخلت في صنعته ولو لم يسكر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ما أسكر كثيره فقليله حرام. رواه أبو داود وصححه الألباني رحمه الله، وانظر الفتويين رقم: 6590، 12414.
أما إذا تبين أنها غير مسكرة وليست مشتقة مما يحرم على المسلم تناوله كالخنزير ونحوه فلا حرج في استعمالها لبقائها على حكم الأصل وهو الإباحة، وراجع الفتوى رقم: 11605.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ذو الحجة 1426(17/145)
حكم تناول طعام يصنع في أعياد الكفار
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم تناول الكعك بغير نية الاحتفال بما يسمى برأس السنة الميلادية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج إن شاء الله في الأكل مما ذكره السائل ولو وافق وقت عيد الميلاد ما دام بغير نية المشاركة في عيد الميلاد أو عيد رأس السنة.
وانظر الفتوى رقم: 65126 والفتوى رقم: 3432.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ذو الحجة 1426(17/146)
يحرم تصدير المحرمات إلى غير المسلمين
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة الشيخ نود أن نعرف نظرة الإسلام في مساعدة غير المسلمين على المعاصي وخاصة أكل المحرمات أو شربها كالخمر مثلا, وإذا علمنا أن غير المسلمين يأكلون أنواعا من الحيوانات لا نعرف مدى مشروعيتها كالضفادع مثلا وذكورها بالتحديد, فهل على مصدرها أو صائدها من ذنب؟ علما بأنها تصدر من موانئ البلاد الإسلامية إلى بلاد ديانتهم الرسمية غير الإسلام, وما موقف المسلمين داخل هذه البلاد من هذه المأكولات؟ فهل يجب أن يتحروها في طعامهم أو لا ... ؟...نرجو الإفادة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا تحريم التعامل مع الكفار في الأمور المحرمة شرعا كالخمر مثلا، فراجع الفتاوى التالية: 32198، 40649، 33192،. وأما أكل الضفادع فقد بينا في الفتوى رقم: 543 أنه محرم فراجعها، وتحريم التعامل في هذه الأمور المحرمة عام في كل مكان في بلاد المسلمين وفي غير بلاد المسلمين، للمسلمين ولغير المسلمين، كما فصلنا ذلك في الفتاوى المحال عليها، فيحرم صيد الضفادع بنية تصديرها إلى الكفار، ويجب على المسلمين في بلاد المسلمين وفي غير بلاد المسلمين أن يتحروا الحلال من الأطعمة وأن يتجنبوا ما حرم الله منها, والأدلة على ذلك كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ. وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ, ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب, ومطعمه حرام, ومشربه حرام, وملبسه حرام, وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له. رواه مسلم في صحيحه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ذو الحجة 1426(17/147)
رفع الحرج عن الأكل من بيت الإخوة
[السُّؤَالُ]
ـ[كان في منزل أخي شجرة طماطم وقد أخذت منها بعض حبات وأكلتها دون علم أخي ولا زوجته فهل تعتبر هذه سرقة مع العلم بأن أخي هذا يعتبر ولي أمري لأن والدي متوفى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيراً على حرصك على تحري الحلال من المأكل والسؤال عنه، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن، وأما جواب سؤالك فإنه لا حرج عليك فيما فعلت لأمرين:
الأول: أن الله تعالى قد رفع الحرج عن الأكل من بيت الإخوة فقال سبحانه: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آَبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ {النور: 61} قال البغوي: والمعنى ليس عليكم جناح أن تأكلوا من منازل هؤلاء إذا دخلتموها وإن لم يحضروا من غير أن تتزودوا وتحملوا. وقال ابن كثير: إذا علمتم أن ذلك لا يشق عليهم ولا يكرهون ذلك.
والثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رخص في الأكل من ثمار البساتين خاصة، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الثمر المعلق فقال: من أصاب بفيه من ذي حاجة غير متخذ خبنة فلا شيء عليه. رواه أبو داود وحسنه الألباني
قال العظيم آبادي في عون المعبود: فيه دليل على أنه إذا أخذ المحتاج بفيه لسد فاقته فإنه مباح له.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو القعدة 1426(17/148)
حكم أكل الطحال
[السُّؤَالُ]
ـ[هل أكل الطحال من المحرمات؟ أريد أن اعرف ما المحرمات من أكل الذبيحة؟
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أكل الطحال وغيره من أجزاء الحيوان المباح جائز شرعا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أحلت لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان فالحوت والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال. رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني. وجميع أجزاء المباح المذكى مباحة كما قال العلامة خليل المالكي في المختصر عاطفا على المباح: وما ذكي وجزؤه. إلا الدم المسفوح فهو محرم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 شوال 1426(17/149)
قواعد عامة في ما صنع من اللحوم
[السُّؤَالُ]
ـ[تشغل بالي -وأنا مغتربة في بلاد الكفر- قضية المواد الغذائية المصنوعة للنباتيين من مشتقات الفطر, خاصة اللحوم من دجاج وحبش ولحوم حمراء، وهل هي حلال لنا كمسلمين للاستهلاك أم لا، وبالتالي هل لحم الخنزير النباتي أيضا حلال، أرجو الإجابة السريعة؟ مع جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما ما صنع من لحوم الغنم والبقر والدجاج ونحوها فلا حرج في استعماله إذا كان مذكى ولم يدخل في تصنيعه شيء من المواد المحرمة كلحم الخنزير أو شحمه أو الدم المسفوح ونحوه، وقد بينا شروط وضوابط جواز استعمال منتجات أهل الكتاب وذبائحهم وغيرها في الفتوى رقم: 2437.
وأما الخنزير النباتي فلا ندري مقصودك به، ولكن ينبغي أن يعلم أن كل ما صنع من الخنزير أو أضيف إليه شيء من شحمه أو لحمه أو دمه فهو حرام سواء أكان مصنوعاً للنباتيين أو لغيرهم ما لم تكن الصنعة غيرته إلى حد الاستحالة التامة، وذلك لأن بعض المواد الأولية الداخلة في تركيب الأطعمة والأشربة قد تخضع لتحولات كيماوية معينة تغير من خصائصها الأولى جذريا بحيث تغدو مواد جديدة مختلفة مثل الخل ونحوه، فما كان كذلك فقد اختلف فيه كما بينا في الفتوى رقم: 6861.
وخلاصة القول في منتجات أهل الكتاب وأطعمتهم وذبائحهم هو ما بيناه في الفتوى رقم: 2437.
وللاستزادة يمكنك مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1564، 4525، 47734.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شوال 1426(17/150)
حكم الثمار التي سمدت بالنجاسة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما رأي الشرع في المزروعات من خضروات وفواكه التي تسمد بإفرازات حيوان الخنزير والتي نضطر كمسلمين لاقتنائها في المهجر؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المزروعات والثمار التي سمدت بالنجاسات أو سقيت بمائها تعتبر طاهرة، وهذا في جميع النجاسات سواء كان مصدرها الخنزير أو غيره، قال العلامة خليل المالكي في المختصر عاطفا على الأشياء الطاهرة (وزرع بنجس) قال شراحه: أي ومما هو طاهر الزرع إذا سقي بنجس أو نبت من بذور نجسة وإن تنجس ظاهره فإنه يطهر ... ويدخل في ذلك البقول والكراث ونحوها. وللمزيد من التفصيل وأقوال أهل العلم حول حكم النجاسة إذا استحالت نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 25587.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 رمضان 1426(17/151)
تعليف الحيوانات بما يقتاته الإنسان
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أسألكم عن الدقيق الذي يستخدم كعلف للحيوانات، مع العلم بأن هذا الدقيق راكد في المخازن ولا يستعمله البشر، وهناك ملاحظة وهي: أن هذا الدقيق صالح للاستعمال؟ أريد إجابة على هذا السؤال ولا أريد فتوى مشابهة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه من الواجب على كل مالك حيوان أن ينفق على مملوكه أو يرسله إلى المراعي إن كان في البلد مراع، قال خليل: إنما تجب نفقة رقيقه ودابته إن لم يكن مرعى، وإلا بيع.
ولم نجد في شيء من النصوص النهي عن تعليف الحيوانات بأي نوع من العلف ولو كان في العادة صالحاً لأن يقتاته الإنسان، ولكن إذا كان إعطاء الدقيق للحيوانات سيلحق الضرر بالآدميين في نفقتهم، فإنه حينئذ لا يجوز، لأن مراعاة حاجة الإنسان أولى من مراعاة حاجة الحيوان.
كما أن ركود الدقيق في المخازن إذا كنت تعني به تراكمه فيها، بحيث يفسد قبل الانتفاع به، فإن ذلك لا يجوز، لما ورد من النهي عن الإفساد، قال الله تعالى: وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا {الأعراف:56} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 رمضان 1426(17/152)
وصف الحبة السوداء
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم أود الاستفسار عن حبة البركة أو الحبة السوداء الواردة في حديث رسول الله هل هو الكمون الأسود بذور صغيرة منشورية الشكل تشبه إلى حد ما بذور البصل وهذا ماقال به تجار ليبيون أو أنها حبة صلبة سوداء اللون تشبه إلي حدا ما حبات العدس الأحمر في الشكل وتختلف في اللون حيث لونها أسود ومرة المذاق. أرجو التوضيح الذى يزيل الالتباس؟
أجزل الله لكم الثواب.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحبة السوداء هي: الشونيز بلغة الفرس، وتسمى: الكمون الأسود في السودان، وتسمى: الكمون الهندي، وتعرف في بلاد الشام ومصر باسم حبة البركة. والحبة السوداء تؤخذ من نبتة تنمو في حوض البحر الأبيض المتوسط، ويصل ارتفاع هذه النبتة إلى (50) سم.
والاسم العلمي لها هو NIGERIA SALIVA، وهي نبات قصير القامة لا يزيد طول قامته عن 3 مم، وهو ينتمى لعائلة الشمر واليانسون، حتى إنه أحياناً يتم الخلط بينه وبين نبات الشمر، وتحتوي ثمرة النبات على كبسولة بداخلها بذور بيضاء ثلاثية الأبعاد، والتي سرعان ما تتحول إلى اللون الأسود عند تعرضها للهواء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 رمضان 1426(17/153)
الحكمة من تحريم أكل الهدهد والضفدع
[السُّؤَالُ]
ـ[ما الحكمة من تحريم أكل الهدهد؟ علما بأن الهدهد الذي كان مع نبينا سليمان انقضى أمره ولم يعد له وجود.
وما الحكمة من تحريم أكل الضفدع؟ عند من صحح الحديث، وإن كان بسبب أن نقيقه تسبيحا، فمن المؤكد أن جميع المخلوقات تسبح بحمد ربها وفي كل طيران وتغريدة تسبيح، وضحوا لنا مشكورين.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك على أن حرمة أكل الهدهد ليست محل اتفاق بين أهل العلم، فالهدهد مباح أكله عند المالكية، ومختلف فيه عند الحنابلة. قال في المغني: واختلف عن أحمد في الهدهد والصرد فعنه أنهما حلال، لأنهما ليسا من ذوات المخلب, ولا يستخبثان. وعنه تحريمهما لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الهدهد, والصرد, والنملة والنحلة. وكل ما كان لا يصيد بمخلبه, ولا يأكل الجيف, ولا يستخبث, فهو حلال.
وفي التاج والإكليل وهو من كتب المالكية: من المدونة قال ابن القاسم: لم يكره مالك أكل شيء من الطير كله. الرخام والعقبان والنسور والأحدية والغربان وجميع سباع الطير وغير سباعها, ما أكل الجيف منها وما لم يأكلها. ولا بأس بأكل الهدهد ...
والذين يحرمونه وهم جمهور أهل العلم رأوا أن النهي عن قتله دليل على تحريمه. فقد ثبت بإسناد صحيح في مسند أحمد وسنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل أربع من الدواب: النملة والنحلة والهدهد والصرد.
قال في عون المعبود: وأما الهدهد والصرد فلتحريم لحمها، لأن الحيوان إذا نهي عن قتله ولم يكن ذلك لاحترامه، أو لضرر فيه كان لتحريم لحمه ...
ولا علاقة لموضوع التحريم بقصة الهدهد الذي كان مع النبي سليمان عليه السلام، وإنما التحريم للنهي الوارد عن قتله. ولاشك أنه ما نهي عنه إلا لحكمة بالغة، ولكن أهل العلم قد لا يطلعون عليها.
وما قيل في الحكمة من النهي عن أكل الهدهد يقال مثله في الضفدع. ولك أن تراجع لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 28504، ورقم: 55896.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 رمضان 1426(17/154)
حكم إطعام الحيوانات العلف المخلوط بمسحوق لحم وعظم
[السُّؤَالُ]
ـ[موضوع العلف المخلوط بمسحوق لحم وعظم.. إلخ فقد قرأت فتاوى فضيلتكم المتعلقة بهذا الباب ومن باب التواصل أحب أن أذكر لفضيلتكم أن هذه الإضافات نسبتها لا تتجاوز ال 3% من الخليط النهائي للعلف وأنها تمر بمراحل طهي وتجفيف وطحن تخرجها نسبيا من حالتها الأصلية فتصبح طحينا مثل الدقيق وباقي العلف يحتوى على ذرة وفول صويا وفيتامينات وأدوية لا بد منها وللعلم هذه الأعلاف تستخدم طعاما للطيور والماشية والماعز والأغنام بجميع أنواعها وفي كل مكان في العالم ... هذا ما في جعبتي وأريد رأي فضيلتكم وآسف للإطالة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان اللحم والعظم المسحوقين من الطاهرات بحيث كانا من حيوان مذكى طاهر حال الحياة فلا مانع من استخدامهما في علف الحيوانات، وكذا إذا كانا نجسين لكنهما استحالا إلى عين أخرى طاهرة.
أما إذا كان نجسين وأضيفا إلى العلف على هيئتهما دون استحالة فلا يجوز استخدام العلف الذي أضيفا إليه في تربية الدواجن أو غيرها، ولو قلَّت نسبة هذه النجاسات لأنها تنجس ما أضيف إليه بملاقاته، ويشترط للجواز أيضا أن لا يغلب على الظن أن يترتب على ذلك ضرر بالآدميين والحيوانات، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 6861، 18972، 11123.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 رمضان 1426(17/155)
مادة الجيلاتين.. في منظار الشرع
[السُّؤَالُ]
ـ[بعض المستحضرات الصيدلية تحتوي على جيلاتين وهو يستخرج من عظام الحيوانات بعد معالجتها كيميائياً وحرارياً وفي بعض الأحيان يكون الجيلاتين مستوردا أو تكون الكبسولات نفسها مستوردة ولا ندري مصدرها. وهل إن كان الحيوان المأخوذ منه العظم مذكى أو محرم أكله أم لا، فما حكم تناول هذه الكبسولات؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت المادة المذكورة مأخوذة من حيوان حلال بعد ذكاته فلا إشكال في حليتها وجواز استعمالها، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 35102.
وإن علم أن أصلها ميتة أو من حيوان محرم الأكل فإن تمت معالجتها حتى تحولت إلى مادة أخرى فإن الراجح من أقوال أهل العلم أنها تطهر ويجوز استعمالها.
أما إذا لم تحصل معالجتها أو حصلت لكنها لم تحولها إلى مادة أخرى فإنها تبقى على أصلها وهو النجاسة وحرمة الاستعمال، ولتفاصيل ذلك وأدلته نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 40327، والفتوى رقم: 45155.
أما إذا كانت مجهولة الأصل هل هي من حيوان أو من غيره ... وهل تم علاجها أو لم يتم؟ فالظاهر أنها مباحة الاستعمال لعموم البلوى وجهالة الأصل، ولأن أغلب هذه المواد المصنعة تكون قد جرى عليها معالجة حتى تتحول عن أصلها، ولأن الأصل في الأشياء الإباحة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شعبان 1426(17/156)
الرخصة في أكل الثمرة للمار بها
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أسأل عن الأكل الحرام فبعض الناس يأكل من الفواكه والخضرة وهي في البستان دون استئذان صاحبها ويقولون إن هذا غير سرقة لأنهم أكلوا ولم يأخذوه إلى البيت وأصبحوا يقولون لي هذا حلال ويقولون لي الرسول أكل ولكنني لم أصدق هذا الحديث، ولكن لا توجد لي حجة قوية تثبت عدم صحة كلامهم بل بالعكس معظم الناس يقولون مثل كلامهم حتى كدت أكون مثلهم، أرجوكم ردوا علي بسرعة قبل الركون إليهم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا شك في أهمية تحفظ العبد من الأكل مما ليس له وأهمية عفته عما عند الناس، ولكنه دلت النصوص الشرعية على جواز أكل المحتاج من الثمر المعلق في الشجر إن بحث عن صاحبه ليستأذنه في الأكل منه ولم يجده، وذلك في الحديث: إذا أتى أحدكم حائطا فأراد أن يأكل فليناد يا صاحب الحائط ثلاثاً، فإن أجابه وإلا فليأكل. رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني.
وقد نص أهل العلم على أنه لا تقطع اليد في الثمر المعلق على شجره إذا أكل منه في البستان ولم يخرج بشيء منه إلى البيوت ذكر ذلك القرطبي وابن العربي، ويدل له الحديث: لا قطع في ثمر. رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني.
وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن الثمر المعلق؟ فقال: من أصاب بفيه من ذي حاجة غير متخذ خبنة فلا شيء عليه، ومن خرج بشيء منه فعليه غرامة مثليه والعقوبة، ومن سرق منه شيئاً بعد أن يؤويه الجرين فبلغ ثمن المجن فعليه القطع. رواه أبو داود وحسنه الألباني، وراجع الفتوى رقم: 17384.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شعبان 1426(17/157)
حكم استعمال زيت الحية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل استعمال زيت الحية حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع شرعاً من استعمال زيت الحية إذا لم يترتب على استعماله ضرر، فهي من الأشياء المباحة كما نص على ذلك أهل العلم، فيجوز استعمال زيتها بل وأكلها إذا ذكيت، قال مالك في المدونة: وإذا ذُكيت الحيات في موضع ذكاتها فلا بأس بأكلها لمن احتاج إليها. وهو ما درج عليه العلامة خليل المالكي في المختصر فقال عاطفاً على الأشياء المباح أكلها: وحية أُمِن سُمُّهَا وخشاش أرض ...
أما إذا كان في استعمال زيتها أو أكلها ضرر فإنه يحرم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطأ، وكذلك لا يجوز الانتفاع بشيء منها إذا كانت ميتة (لم تذك) وما ذكرنا من جواز أكل الحيات والانتفاع بها إذا ذكيت هو مذهب المالكية -كما رأيت-.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شعبان 1426(17/158)
من ضوابط تناول اللحوم في بلاد أوروبا
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الدين في أن يأكل الأطفال اللحوم غير الحلال في المدارس الأوربية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن اللحوم التي يُعلم أنها محرمة على المسلمين مثل لحم الخنزير، أو ما يعلم أنه لم يذبح على الطريقة الشرعية من الحيوانات التي تتوقف حليتها على الذكاة حسب التفصيل الذي سبق في الفتوى رقم: 19639 فهذه اللحوم محرمة على كل المسلمين كباراً كانوا أو صغاراً، وعلى أولياء الأطفال أن يمنعوهم من أكل هذه اللحوم ويبينوا لهم أنها لا تحل للمسلمين سواء كان ذلك في المدراس أو غيرها، ويجب على أولياء الأطفال أن يطلبوا من القائمين على المدراس أن يخصصوا لأطفال المسلمين ما يباح أكله في الشريعة الإسلامية أو يعطوا لأبنائهم ما يستغنون به عن تناول تلك اللحوم المحرمة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شعبان 1426(17/159)
إطعام الأطفال الرضع اللحم غير الحلال
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز إعطاء الأطفال الرضع المعلبات المحتوية على اللحم غير الحلال، علما بأننا نعيش في فرنسا ولا يوجد هناك بديل؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يجوز إطعام الأولاد ما هو محرم، ويدل لذلك منع النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي من الأكل من الصدقة، ففي الصحيحين عن أبي هريرة قال: أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كخ كخ أرم بها أما علمت أنا لا نأكل الصدقة.
ويتعين على المسلم أن ينشئ أولاده تنشئة صالحة في بيئة صالحة، وأن لا يسكنهم في بلاد الكفر حتى يتربوا على الأخلاق الفاضلة، وراجع الفتوى رقم: 21907.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شعبان 1426(17/160)
حكم تناول المتغير من المأكولات
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك نوع من الجبن يأكله عادة المصريون، وعندما أكلته كان نتنا ورائحته كريهة لدرجة أنني شتمت هذا الطعام ولكن قيل لى إنه يتم تخزينه تحت الأرض لمدة تزيد عن سنة وشهور، أرجو أن توضحوا لي هل هذا شيء طيب حلال أكله أم هو خبيث لا يحل أن نأكله؟ وبارك الله فيكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان نتن هذا الجبن لا يحصل به ضرر للآكل فهو مباح إن لم يكن في أصل مادته التي صنع منها ما هومحرم، وقد حرم الله تعالى الخبائث وأحل الطيبات، كما قال تعالى: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ {الأعراف: 157} والمراد بالطيبات كل ما أحل الله، والمراد بالخبائث كل ما حرم الله، كذا قال ابن كثير في التفسير.
وأما تغير رائحة المادة المباحة في الأصل فلا يحرمها ما لم يكن فيها ضرر، ويدل لذلك ما في الحديث أن يهوديا دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
والإهالة السنخة معناها الدهن المتغير لقدمه.
وفي البخاري أن الصحابة في الخندق كانوا يؤتون بملء كف من الشعير فيصنع لهم بإهالة سنخة توضع بين يدي القوم والقوم جياع وهي بشعة في الحلق ولها ريح منتن، كما يدل عليه أيضا جواز أكل البصل والثوم وهما منتنان بل ومؤذيان في بعض الحالات.
هذا، ولا حرج أن يترك الإنسان أكل ما تعافه نفسه كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم أكل الضب لأنه لم يكن معتادا عليه فعافه، ولكن أكله خالد بن الوليد بحضرته ولم ينكر عليه كما في حديث الصحيحين.
وراجع للزيادة في حكم المتغير من المأكولات، وفي حكم الجبن الفتاوى التالية أرقامها: 634، 28550، 51299، 40536، 48111.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 شعبان 1426(17/161)
سقوط الشعر عند إعداد الطعام
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا سقط أثناء إعداد الطعام شعرة من غير قصد وأكل منه رجل غريب، فهل أأثم على ذلك؟ وشكرا لكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا إثم عليك في ذلك لأن الشعر طاهر على الصحيح، وإن كان مما تعاف النفوس أكله، إلا أنه وقع منك عن غير قصد فلا حرج عليك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 شعبان 1426(17/162)
هل يؤكل البيض المسلوق مع بيض فاسد
[السُّؤَالُ]
ـ[ما مدى صدق فتوى جاءت من مفت يقول فيها ما يلي: (إن البيض المسلوق مع بيض فاسد في إناء واحد يحرم أكله بالجملة الفاسد منه والسليم) وقد سمعنا هذا عندما سلق رجل بيضا في إناء وبعد إتمام العملية وجد من ضمن البيض المسلوق بيضا فاسدا لهذا أطلب من فضيلتكم بيان الصواب مع أدلة شرعية.
وجزاكم الله ألف ألف خير وجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن البيض الفاسد يحرم أكله كما قدمنا في الفتوى رقم: 42631 وذلك لنجاسته وما يخاف من ضرره، وقد اختلف أهل العلم في البيض المسلوق مع شيء نجس هل يمنع أكله نظراً لإمكان تسرب النجس إليه أم لا يمنع، لأن غطاء البيضة يحصنها من تسرب النجس إليها، فذهب الجمهور لجوازه والمشهور عند المالكية منعه وقيده بعضهم ك عليش في شرح خليل بتغير الماء فصرح بأنه لا يطهر بيض سلق بنجس أو وجدت فيه بيضة مذرة إن تغير الماء المسلوق فيه، لأنه تنجس بها وشرب منه غيرها.
ففي الموسوعة الفقهية: إذا سلق البيض في ماء نجس حل أكله عند الجمهور (الحنفية والشافعية والحنابلة وهو القول المرجوح عند المالكية) وفي الراجح عند المالكية لا يحل أكله لنجاسته وتعذر تطهيره لسريان الماء النجس في مسامه.
وقال خليل في المختصر: ولا يطهر زيت خولط ولحم طبخ وزيتون ملح وبيض سلق بنجس.
قال الحطاب عند شرحه: وقوله: وبيض صلق بنجس يشير به إلى ما وقع في سماع يحيى من كتاب الضحايا في البيض يصلق فيوجد في إحداهن فرخ إن أكلهن كلهن لا يصلح، لأن بعضه يسقي بعضاً قال ابن رشد وهو صحيح وعزا ابن رشد في كتاب الطهارة هذه المسألة لسماع يحيى من كتاب الصيد وليست فيه، والمسألة من باب اللحم المطبوخ بالنجس وإنما أفردها بالذكر، لأن الخلاف فيها من جهة قشر البيض هل يمنع من وصول النجاسة أم لا، قال ابن رشد بعد كلامه المتقدم ويلاحظ هذا المعنى، الخلاف في البيض الطاهر يسلق مع النجس هل ينجس ذلك الطاهر أم لا؟ وهو خلاف يرجع إلى الحس، ووجه آخر هل يمكن أن ينفصل من النجس شيء يدخل في مسام الطاهر فينجسه أم لا؟ انتهى.
وعزا ابن عرفة القول الثاني للخمي ونصه ابن القاسم وابن وهب: لا تؤكل بيضة طبخت مع أخرى فيها فرخ لسقيها إياها اللخمى إثر ذكره روايتي تطهير لحم طبخ بماء نجس، وعلى أحد قولي مالك تؤكل السليمة وصوبه، لأن صحيح البيض لا ينفذه مائع. انتهى
واعترض البساطي على المصنف في جمع هذه المسألة مع ما قبلها، لأن الخلاف فيها هل ينجس أم لا؟ والخلاف فيما قبلها هل يطهر أم لا؟ قلت: وهذا ليس بظاهر لأن البيض إذا قلنا إنه ينجس فإنه لا يقبل التطهير، لأنه قال في السماع المتقدم لا يصلح أكلهن ولو كان يقبل التطهير لقال يغسل ويؤكل وأيضا فقد قال ابن رشد في شرحها: إنه خلاف قوله في سماع موسى: إن اللحم يغسل ويؤكل. فتأمله.
وقال الخرشي في شرحه له أيضاً:
قوله وبيض صلق: شامل لبيض النعام، لأن غلظ قشره لا ينافي أن يكون له مسام يسري منها الماء وصلق بالسين أيضاً، ولا فرق بين أن يتغير الماء المصلوق فيه النجاسة أم لا إما لأنه حينئذ ملحق بالطعام، وإما لأنه مظنة التغير وإما مراعاة لقول ابن القاسم وقليل الماء ينجسه قليل النجاسة وإن لم تغيره، وأما لو نزلت عليه بعد صلقه فيغسل ويؤكل. اهـ
وقال الرحيباني في المطالب: ومن بلع نحو لوز كبندق في قشره ثم قاءه ونحوه، بأن خرج من أي محل كان، لم ينجس باطنه لصلابة الحائل، كبيض سلق في خمر، أو نحوه من النجاسات، فلا ينجس باطنه لأن النجاسة لا تصل إليه، بخلاف نحو لحم وخبز.
وقال الشيخ زكريا في أسنى المطالب: ولا يكره بيض سلق بماء نجس، كما لا يكره الماء إذا سخن بالنجاسة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شعبان 1426(17/163)
الأكل من الشجر الذي سقي بالمياه العادمة
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو حكم الأكل من الشجر الذي يزرع قريباً من المياه العادمة، وهل هناك ضرر؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في الأكل من تلك الثمار إذا لم يصبها ذلك مباشرة، وما أصاب منها فإنه يغسل ولا يؤثر عليه، وأما ريها به وسقيها منه فلا بأس به ولا يؤثر على الثمرة، وإن كره بعض العلماء أكل ما سقي بذلك، وانظر الفتوى رقم: 11024، والفتوى رقم: 7255.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 شعبان 1426(17/164)
اللحوم المكتوب عليها لحم حلال في الغرب
[السُّؤَالُ]
ـ[هذه المرة الثانية التي أرسل فيها هذا السؤال وهو كالتالي: نحن هنا في بلاد أجنبية لدينا دكاكين لبيع اللحوم كتب عليها لحم حلال وبائعوها عرب نراهم في المساجد، فهل يكفي هذا أم نأخذ بقول أبي الدرداء كلوا فالهنية لكم والوزر عليهم أو ما هو قولكم أفيدونا افادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان البائعون لهذه اللحوم من المصلين في المساجد فعليكم أن تستوضحوا منهم طريقة الذبح التي ذبح الحيوان بها، فإن كان ذبح بطريقة الذبح الشرعي المعروفة وكان الذابح مسلماً أو كتابياً، فصدقوهم فيما أخبروا ما لم يظهر ما يدل على خلاف ذلك، وإن كان الذابح ليس بذي دين سماوي أو كان الذبح بطريقة غير شرعية كالصعق والخنق أو ما أشبه ذلك فعليكم بالبعد عن أكل هذه اللحوم، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 54001، 2437، 10524، 20524، 26282، 15372، 65642.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رجب 1426(17/165)
شراء اللحوم المكتوب عليها حلال
[السُّؤَالُ]
ـ[هل للمسلم أن يشتري لحما في دكاكين لبيع اللحوم أهلها عرب بمجرد أنهم كتبوا: لحم حلال، والعلم لله وحده وهل يكفي التمسك بمبدأ كلوا فالهناءة لكم والوزر عليهم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع شرعاً أن يشتري المسلم اللحم من محلات أهل الكتاب وأحرى المسلمين، ولو لم يكتبوا أنها حلال.
إلا إذا كانت هناك أدلة أو قرائن تدل على عكس ذلك، فإن المسلم مطالب بتحري الحلال والاحتياط لدينه ما لم يصل ذلك إلى حد الغلو والحرج، فالغلو مذموم والحرج مرفوع.
وقد نص أهل العلم على أن التوسع في سد الذرائع لا يجوز، لأنه يؤدي إلى إحراج الناس ومثلوا لذلك بمن يفتي بتحريم زراعة العنب لئلا يعصر منها الخمر، ويمنع النساء من المساجد خوف الفتنة، وبتحريم طعام الكفار خشية أن يكون في طعامهم لحم خنزير.
ولهذا، فلا ينبغي للمسلم أن يشك أو يشكك في ذبائح المسلمين وفي طعامهم دون دليل واضح.
وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتويين: 28143، 35248، وما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رجب 1426(17/166)
حكم استعمال الخميرة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل خميرة البيرة للاستعمال الصحي حلال أم حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الخميرة المسؤول عنها إن كان المراد بها الخميرة المعروفة عند المحلات التجارية التي تستعمل في إنضاج الخبز فهي حلال لأنها لا تسكر ولا تحتوي على كحول، وإن كانت هناك خميرة تستعمل من الخمر أو مخلوطة بمسكر فإن حكمها حكم الخمر، فما أسكر كثيره فقليله حرام، هذا على العموم
وأما للاستعمال الصحي فيسأل عنها الأطباء، فإن لم يكن فيها ضرر صحي فلا حرج في استعمالها ما لم يكن فيها كحول أو يكن فيها ما يؤدي للسكر وإلا حرمت.
وراجعي الفتوى رقم: 53714 والفتوى رقم: 2599 والفتوى رقم: 45510 والفتوى رقم: 63154.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 رجب 1426(17/167)
حكم الأطعمة التي يكتب عليها (بلا كحول)
[السُّؤَالُ]
ـ[هل ألواح الشوكولا التي يكتب عليها بلا كحول حلال أم حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الشوكولا إن أثبتت الجهة المصنعة لها أو غيرها أنها لا تحتوي على كحول ولا شيء من الخنزير فإنها تكون مباحة ما لم يثبت ما يفيد حصول ما يحرمها، لأن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يعرض لها ما يؤدي لليقين بحرمتها.
وراجع الفتوى رقم: 37139 والفتوى رقم: 28550.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 رجب 1426(17/168)
الشفاء في الحبة السوداء وزيتها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم استعمال زيت الحبة الطبيعي؟؟؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعل السائلة تقصد زيت الحبة السوداء، وحكم جواز استعمال الحبة السوداء أو زيتها لا شك فيه، بل أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى استعمالها وبين أنها شفاء.
ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام. والسام الموت.
وللمزيد من الفائدة عن الحبة السوداء وزيتها وكيفية استعماله نرجو الاطلاع على الفتويين: 48436، 29161.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 جمادي الثانية 1426(17/169)
أحكام اللحوم المستوردة
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجومن علمائنا الأفاضل الإجابة والاهتمام بالله عليكم أنا شاب من مصر أعمل في أحد المطاعم وعائدى المادي من هذا العمل يكفي لحاجتي وحاجة أهلي من مطالب الحياة ولا أحتاج لمعاونة أحد ولكن هناك مشكلة هي أن كل المطاعم في هذا المجال تستخدم اللحوم المستوردة وللعلم لا أعرف مصدر تلك اللحوم ولو تركت العمل وذهبت إلى عمل آخر فلن يعود على بمثل هذا الدخل، وفى هذا المجال نستخدم اللحوم المستوردة وجميع المحلات في هذا المجال تستخدم نفس أنواع اللحوم وللعلم قد وصلت لدرجة عالية فى هذا المجال فهل علي أن أترك العمل في هذا المجال لتلك الظروف أفيدونى أفادكم الله وجزاكم الله عنا خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاللحوم المستوردة لها حالات:
الأولى: أن تكون مستورة من بلاد مسلمة فهي حلال إلا أن يعلم أنها لم تذك الذكاة الشرعية, أما مجرد الشك والاحتمال فلا يضر
والثانية: أن تكون مستوردة من بلاد كفار غير كتابيين فالأصل أنها حرام إلا أن يعلم أن ذابحها مسلم أو كتابي مقيم في تلك البلاد، وبشرط أن يعلم أن الذبح قد تم بالطريق المعروف شرعا بخلاف ما كان قد مات مصعوقا أو مخنوقا.
والثالثة: أن تكون مستوردة من بلاد كفار هم أهل كتاب، فالأصل في ذبائح أهل الكتاب الحل لقوله تعالى وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ {المائدة: 5} لكن إذا علم يقينا أو ظنا راجحا أنهم لا يذبحونها وفقا للذكاة الشرعية فلا يجوز أكلها, أما مجرد الشك والاحتمال في ذلك فلا يضر
وقد تقدم تفصيل الكلام عن ذلك: في الفتوى رقم 54001 والفتوى رقم 46369.
وعليه؛ فعملك في المطاعم التي تستخدم اللحوم المستوردة راجع إلى نوع اللحوم المستوردة:
فإذا كانت من النوع المحرم فلا يجوز لك العمل فيها , وإذا كانت من النوع المباح فلا حرج عليك في العمل فيها
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الثانية 1426(17/170)
حكم من تناول طعاما عن طريق الخطأ خالطه لحم خنزير
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو منكم إخواني في الله أن تساعدوني في هذا السؤال،وأولا أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا طالب علم في جمهورية كوريا وتعلمون إخواني أن ثلاثة أرباع لحوم هذا البلد من الخنزير والعياذ بالله من هذا الخنزير، ونسال الله أن يردنا إلى بلادنا وخاصة وأننا مبعوثين لهذه الدراسة ونعمل والله المستحيل لكي لا يصل لنا هذا اللحم أو فضلاته ونضطر أياما نأكل الأرز فقط وفى ذات يوم وبالكافتريا التي بداخل هذه المؤسسة سألنا عن شوربة جاهزة هل بها خنزير أم لا وأجابونا بأن ليس بها لحم خنزير وبعد ذلك أخذناها وتناولنا منها ملاعق وجاء الأستاذ إلى الكافتريا فسألناه مرة ثانية وأخذ الشوربة ليتأكد منها ثانية وعندما رجع إلينا قال إنها مطبوخة فقط من هذا اللحم اللعين وربنا يحفظكم ويحفظنا من شرور هؤلاء البشر وأسألكم إخواني ما رأي الدين في حكم هذا الحالة وأنا متعب جدا من هذا الأمر وأرجو منكم أن تساعدونا علما بأن معي مسلمين دخلوا في المقلب وجزاكم الله كل خير]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يجعل لكم من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا، وكما هو معلوم لديكم ولدى كل مسلم بالضرورة فإن الخنزير وكل أجزائه رجس نجس لا يجوز للمسلم الانتفاع بشيء منه، ولا لمسه لنجاسته، وقد وصفه الله تعالى بأنه رجس.
وأما ما تناولتم من الشوربة عن طريق الخطأ فإنه لا إثم عليكم فيه إن شاء الله إذا كان من سألتموه أولا محل ثقة عندكم، وقد قال الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب: 5}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 60112، 57630.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 جمادي الثانية 1426(17/171)
أكثر أهل العلم جواز أكل كل ما صيد من البحر
[السُّؤَالُ]
ـ[أستفتيكم رعاكم الله في أكل البحر.. ما هو الحلال والحرام من حيوانات ونبات البحر وكمثال (المحار الصدف- سرطان البحر- الأخطبوط- جرادالبحر- أو الكراب) أفادكم الله؟ وجزاكم عنا خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال الله عز وجل: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ {المائدة:96} ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في البحر: هو الطهور ماؤه، الحل ميتته. رواه مالك في الموطأ وغيره.
ومما تقدم أخذ أكثر أهل العلم جواز أكل ما صيد من البحر بدون استثناء سواء أخذ حيا أو ميتا، وعلى ذلك فكل ما ذكرت فهو مباح الأكل ما لم يكن فيه ضرر، أما إذا كان فيه ضرر فلا يجوز أكله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطأ، وهذا مذهب المالكية ومن وافقهم، قال العلامة خليل في المختصر: المباح طعام طاهر ... والبحري وإن ميتا ... وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 56938، والفتوى رقم: 47760.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الأولى 1426(17/172)
صناعة الخبز من حامض مستخلص من الشعر
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك مادة تسمى L-Cysteine تستخدم هنا في أمريكا كمحسن للخبز بنسب أقل من 2% هذه المادة تؤخذ من شعر الإنسان حيث يؤخذ الشعر ويحلل تحليلا كاملاً باستخدام حامض إلى هذه المادة فهل أكل هذا الخبز حلال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا ثبت أن المادة التي ذكرت أنها تسمى L-Cysteine تؤخذ من شعر الإنسان، فلا يجوز بحال من الأحوال أن تستخدم في إعداد الخبز ولا في صناعة أي طعام آخر.
وإذا جعلت في خبز فلا يجوز الأكل منه، كيفما كان التحليل الذي فعل بها، وكيفما كان الحامض الذي أضيف إليها، وكيفما كانت النسبة المستعملة منها.
ذلك أن الإنسان قد أعطاه الله من التكريم ما يحرم استعمال أي جزء منه في غير ما يليق به، والشعر جزء منه.
قال البهوتي في كشاف القناع: ولا يجوز استعمال شعر الآدمي. مع الحكم بطهارته (لحرمته) أي احترامه. قال تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وكذا عظمه وسائر أجزائه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 جمادي الأولى 1426(17/173)
حكم أكل الطعام المحترق
[السُّؤَالُ]
ـ[هل صحيح أن الإنسان إذا طبخ طعاما فاحترق الطعام معه في القدر أنه لا يجوز أن يأكله، في كلا الأحوال ما هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أحوال مشابهة؟ بار ك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلفت آراء أهل العلم حول حكم الطعام المحترق، ذكر محمد مولود الشنقيطي وهو أحد متأخري علماء المالكية في كتاب الرحمة عن الدسوقي أن الأرجح حرمة خبز حرق، وقيل: يكره. وفي القصرية عن ابن هلال جواز أكل الطعام المحروق ما لم يخف منه ضرر كالموت والمرض البين، ويكره إن لم يخف منه ضرر بين.
والخلاف في هذا الموضوع مبني على ما إذا كان الطعام المحترق يحصل منه ضرر للآكل أم لا. وعليه، فالذي نراه صواباً في المسألة، هو أن الأصل إباحة الطعام المحترق، إلا إذا كان فيه ضرر على الآكل، وإذا علم أن أكله سيؤدي إلى ضرر، أو ظن ذلك فإنه حينئذ يحرم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه أحمد في المسند وابن ماجه في سننه وهو صحيح.
ولم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم هدي في هذه المسألة، إلا أنه صلى الله عليه وسلم كان يحب الثفل من الطعام، يقول محمد مولود الشنقيطي في مأدبة الأدب في مأكل ومشرب:
واجتب ما النبي كان يجتبي * لمأكل ومشرب إن تقئب
كالثفل........................
وقد شرح بعضهم الثفل بأنه آخر الطعام في القدر، وذلك في العادة يكون أكثر نضجاً، وشرح الثفل أيضاً بأنه الثريد، يقول ابن منظور في اللسان عند شرح الثفل: وفيه أنه كان يحب الثفل قيل هو الثريد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 جمادي الأولى 1426(17/174)
حكم أكل الخيل وشرب حليبها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمسلم أكل لحم الحصان أو شرب حليبه وإذا كان لا يجوز لماذا؟
يرجى الإجابة بالتفصيل إذا تفضلتم.
مع الشكر الجزيل]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فراجع في جواب هذا السؤال الفتوى رقم: 54073.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الأولى 1426(17/175)
وجه تحريم أكل الكلاب والقطط والحمير
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الفضلاء في مركز الفتوى:
لدي سؤال وهو من باب المعرفه فقط:
هل أكل الكلاب والحمير والقطط عند نا كمسلمين محرم؟ وإن كان محرما هل يوجد دليل على تحريمه؟ وما الفرق بين الحمار والجمل وما الفرق بين القطة والأرنب؟
بارك الله فيكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه الأشياء محرم أكلها على الراجح، ففي الصحيحين وغيرهما عن أبي ثعلبة الخشني وأبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كل ذي ناب من السباع.
وفي رواية ابن عباس في صحيح مسلم وغيره: كل ذي ناب من السباع فأكله حرام.
وفي رواية له أيضاً في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير.
ويدخل في كل ذي ناب الكلب والهر.
وقد ثبت الضرر في مخالطة الكلب شرعاً وحسا، كما سبق في الفتوى رقم: 46235.
وقد ثبت في القطط ما روى الترمذي وأبو داود من حديث جابر وغيره قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل الهر وثمنه. قال صاحب (عون المعبود) : فيه أن الهر حرام وظاهره عدم الفرق بين الوحشي والأهلي، ويؤيد التحريم أنه من ذوات الأنياب.
وبما سبق من القول بحرمتهما يقول الجمهور، وعند المالكية فيهما قولان: قول بالكراهة وهو رواية ابن القاسم عن مالك، وهو مشهور المذهب، وعليه درج العلامة خليل في المختصر، فقال: والمكروه سبع أو ضبع وثعلب وذئب وهر وفيل وكلب ماء وخنزيره.
وذهب بعضهم إلى الحرمة مستدلين بما رواه مالك في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل ذي ناب من السباع حرام، قال مالك: وهو الأمر عندنا، يعني أهل المدينة، وهذا هو القول الراجح، لقوة دليله وموافقة الجمهور.
وقد اتفق جمهور العلماء على حرمة أكل الحمر الأهلية، قال الإمام النووي: مال إلى تحريم الأهلية أكثر العلماء من الصحب فمن بعدهم، ولم نجد عن أحد من الصحابة فيه خلافاً إلا عن ابن عباس.
ومن الأدلة على التحريم قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية، فإنه رجس من عمل الشيطان. رواه البخاري ومسلم.
وأمره صلى الله عليه وسلم بإكفاء القدور بقوله: أكفئوا القدور فلا تطعموا من لحوم الحمر شيئاً. رواه البخاري ومسلم.
وفي أمره بإكفاء القدور دليل على نجاسة الحمر الأهلية وحرمتها.
والفرق بين الحمار والجمل والقط والأرنب أن الله المالك للكون كله أذن لعباده في أكل هذه ومنعهم من هذه فوجب خضوع المسلم لحكمه وشرعه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 جمادي الأولى 1426(17/176)
تقيؤ الطعام المحتوي على كحول
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد تناولت طعام الغداء وكنت قد تناولته من قبل وأعرف مكوناته ولكن بعد أن انتهيت سألت عن طريقة الصنع فعلمت أنه تم إدخال بعض من الكحول وعندما علمت تقيأت قدر الإمكان هل هذا كاف أم ماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت فيما فعلته من تقيؤ الطعام لما علمت أن في مكوناته بعضاً من الكحول، ولك في فعل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة في ذلك.
فقد أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يوماً بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال الغلام تدري ما هذا؟ فقال أبو بكر وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية ما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه.
وفي الموطأ عن زيد بن أسلم أنه قال شرب عمر بن الخطاب لبنا فأعجبه فسأل الذي سقاه من أين هذا اللبن؟ فأخبره: أنه ورد على ماء قد سماه، فإذا نعم من نعم الصدقة وهم يسقون فحلبوا لي من ألبانها فجعلته في سقائي فهو هذا، فأدخل عمر بن الخطاب يده فاستقاءه.
وقال الزركشي في المنثور في القواعد الفقهية: واعلم أن الأقسام أربعة: أحدها: ما يحرم ابتداء فعله واستدامته كالصورة على السقف والثوب وأواني الذهب والفضة وشرب الخمر ولهذا يجب على شاربه تقيؤه.
وبناء على ما ذكر، فليس عليك غير الذي فعلته من التقيؤ.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الأولى 1426(17/177)
الطعام المأخوذ بغير إذن مالكيه
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
والدتي تعمل كممرضة في مصحة كبيرة ومهمة على صعيد البلد. هي مصحة خاصة لعائلة غنية جدا وجميع المرضى من أفراد العائلة المذكورة. الحاصل هنالك أن مصلحة التغذية بالمصحة تشتري كميات كبيرة من الطعام يخزن في المصلحة من أجل أن يقدم للمرضى وبما أن الكمية كبيرة فإن العاملين في المصلحة يوزعون ما بقي على الناس العاملين في العيادة من ممرضات وعمال التنظيف والأطباء والحراس...., هم يقومون بذلك من تلقاء أنفسهم وبدون استشارة المالك. جل طعامنا من هناك حتى الملح والسكر وأشياء بسيطة كهذه, أنا لا آكل من هذا الطعام لأني لا أدري هل ذلك يجوز أم لا، وحين أسأل أمي تقول إن المالك يدرك ما يحصل لكنه لا يتحدث لكي لا يحرج الناس ولأنه طيب القلب فيغض الطرف. لكنني لا أدري, غالبا حينما يعطيني والداي مصروفي الشهري أنفق منه على طعامي دون إخبار والدتي طبعا لأنها ستغضب وحين لا يكون لي شيء أقول إني لست جائعة وأنتظر حتى يذهب الجميع لكي آكل خبزا وهو تقريبا الوحيد الذي نشتريه. لا أدري ما الحل لأن الأمر يطول منذ سنين ولا أدري إن كنا على صواب أم لا. أفيدوني جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن على المسلم أن يتحرى الحلال في مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه، فكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به، كما في المستدرك وغيره.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة جسد غذي بالحرام. رواه البيهقي وصححه الألباني
وعلى ذلك، فإذا كان العاملون بالمصحة المذكورة يقومون بتوزيع الأغذية عليهم بدون علم أهلها أو بغير طيب أنفسهم فإنه حرام ولا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفسه، والمأخوذ حياء كالمأخوذ غصبا.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفسه. رواه البيهقي والدارقطني.
فإن كان الطعام المذكور من هذا النوع فقد أحسنت عندما تجنبت الأكل منه، ونسأل الله تعالى أن يثبتك ويعينك على طاعته ويغنيك بحلاله عن حرامه.
ولكن عليك أن تنصحي أمك وتبيني ذلك لأبيك وإخوانك بطريقة هادئة وودية حتى يتجنبوا ما حرم الله تعالى فتنالي الخير الكثير والثواب الجزيل عند الله تعالى.
أما إذا كان الطعام المذكور قد استغنى عنه أهل المصحة لتقادم عهده، ويخشى فساده وفواته إذا لم يستهلك ولذلك لم يهتم به المسؤولون وتركوه للعمال عند وجود نوع جديد من الطعام فلا مانع حينئذ أن يأخذه العمال أو غيرهم لئلا يفسد بانتهاء مدة صلاحيته، وفي هذه الحالة يكون حلالا لمن أخذه.
وللمزيد من التفصيل والفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى: 60136، 14092، 347740.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 جمادي الأولى 1426(17/178)
المعيار الشرعي لحل تناول الطعام المحرم
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا كنت جائعا وصادفت مأكولات محرمة، فهل يجوز أكلها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من أصابه الجوع المضر ولم يجد طعاماً حلالاً جاز له تناول ما يسد رمقه من الحرام، قال الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:119} ، وقال تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {المائدة:3} .
فيجوز للمضطر أكل الميتة والخنزير والتزود حتى يأمن على نفسه، قال مالك في الموطأ: من أحسن ما سمعت في الرجل المضطر إلى الميتة أنه يأكل منها حتى يشبع، ويتزود فإن وجد غنى عنها طرحها.
ولكن لا يجوز له أكل الآدمي ولو خاف على نفسه الهلاك، وذهب بعض أهل العلم إلى جواز الأكل منه للمضطر. ويقدم الميتة على لحم الخنزير، كما يقدم طعام الغير على الميتة إذا لم يخف قطع يده في السرقة.
وإذا كان مضطراً ومنعه صاحب الطعام من طعامه جاز له أخذه عنوة إذا لم يجد ميتة ولا إثم عليه.
ومحل هذا عند بعض أهل العلم إذا خشي على نفسه الهلاك ... وليس مجرد الجوع العادي، ولا يشترط أن يصل إلى حالة يشرف فيها على الهلاك. قال ابن عاشور في التحرير والتنوير عند تفسير قول الله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ.....: فالآية إيماء إلى علة الرخصة وهي دفع البغي والعدوان بين الأمة، وهي أيضاً إيماء إلى حد الضرورة وهي الحاجة التي يشعر عندها من لم يكن دأبه البغي بأنه سيبغي ويعتدي، وهذا تحديد منضبط، فإن الناس متفاوتون في تحمل الجوع ولتفاوت الأمزجة في مقاومته، ومن الفقهاء من يحدد الضرورة بخشية الهلاك، ومرادهم الإفضاء إلى الموت والمرض، وإلا فإن حالة الإشراف لا ينفع عندها الأكل. اهـ
والحاصل أن المضطر يجوز له الأكل من الحرام ما يرفع عنه الضرر، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 26655، والفتوى رقم: 12265.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الثاني 1426(17/179)
تعقيب على مناقشة سائل في ما يتعلق بلحوم أهل الكتاب
[السُّؤَالُ]
ـ[الرجاء منكم أن تراجعوا فتاواكم المتعلقة بأكل لحوم وأطعمة أهل الكتاب ومراجعة معلوماتكم حول طريقة الذبح في المذابح الغربية بالنسبة للدجاح والبقر والغنم , فإذا جاز اقتناء اللحوم المستوردة من السوبرماركت مع العلم أن مصدرها غربي فكيف تطلبون ممن يقيم في الغرب تجنبها. فتوى 1005 و 3890 و 2437 سدد الله خطاكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على اهتمامك واطلاعك على فتاوى الشبكة الإسلامية.
ونقول لك –أيها الأخ الكريم- إننا لم نجد ما يدعو إلى مراجعة ما كنا كتبناه في الفتاوى التي أشرت إلى أرقامها. ولو وجدنا موجبا لذلك لفعلناه لأننا لسنا متعصبين لما كتبناه، وإنما نلتمس الحق والصواب في أي طريق وجدناه.
فالفتوى رقم: 1005 تأمر بتجنب أكل اللحوم في البلاد غير الإسلامية وذلك باستثناء نوعين من اللحوم هما: أ. لحوم الأسماك. ب. اللحوم التي تبيعها المحلات التي تعتني بالذبح على الطريقة الإسلامية. وقد أكدت الفتوى على تجنب غير هذين النوعين من اللحوم، لأن السؤال يفهم منه أن السائل يشك في حلية الأطعمة المبيعة في تلك المطاعم. والفتوى رقم: 3890 تتعلق بالأطعمة المبيعة في السوبر ماركت، وقد بينت أن ما كان منها مستوردا من دولة تدين بإحدى ديانتي أهل الكتاب ـ اليهودية أو المسيحية ـ وعلمتم أنهم ذكوه فكلوه لجواز أكل طعامهم باتفاق المسلمين؛ لقول الله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ {المائدة: 5} . وكذلك ما جهلتم حاله استصحابا للأصل. ولا تسألوا عنه إلا إذا شككتم فيه. والفتوى رقم: 2437 تتعلق بذبائح وأطعمة ومنتجات أهل الكتاب، وأن ما لم تغلب على الظن حرمته منها يجوز أكله استصحابا للأصل في إباحة أطعمة أهل الكتاب.
وقد تبين من جميع هذه الفتاوى أنها مبنية على غلبة الظن وهو أصل من أصول الفقه. قال الشاطبي رحمه الله تعالى في الاعتصام: والحكم بغلبة الظن أصل في الأحكام.
واعلم أن من يقيم في الغرب تنطبق عليه هذه الأحكام التي ذكرنا، إلا أن يضطر إلى تناول شيء من تلك المحظورات، ولم يجد ما يغنيه عن ذلك فإن له حينئذ أن يزيل الضرر، من باب أن الضرورات تبيح المحظورات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ربيع الثاني 1426(17/180)
الأصل في الذبائح التحريم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مغتربة وأسكن في ألمانيا والسؤال هو هل أستطيع أن أشتري اللحوم من الأسواق غير الإسلامية بسبب رخص أسعارها بعض الشيء ولأننا بسيطو المعيشة فأرجوكم أريد الجواب وما الحكم الشرعي وإذا أنا قرأت الشهادة أثناء غسل اللحم فما حكم هذا أرجوكم لأننا هنا في بلاد الغربه نحتاج إلى هذه الفتاوى.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن على المرء أن يتحرى في طعامه الحلال الطيب، وأن يتجنب الخبيث المحرم، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً {المؤمنون: 51} . وقال صلى الله عليه وسلم: أيها الناس: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين. رواه مسلم. وقال تعالى: كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ {البقرة: 57} . وقال: وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ {الأنعام: 121} .
ثم إن الأصل في الذبائح الحرمة حتى تعلم حليتها، قال ابن القيم رحمه الله: الأصل في الذبائح التحريم. اهـ. ولكن ذبائح أهل الكتاب قد أجمع أهل العلم على حليتها، إذا تمت الذكاة بقطع الحلقوم والودجين، لقوله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ {المائدة: 5} .
وبناء على هذا، فإن كان بإمكانك التأكد من كون الذابح كتابيا، ومن كون الموت لم يتم بسبب الصعق والخنق ونحوهما، بل تم بسبب قطع الحلقوم والودجين، فلا مانع من اشتراء هذه اللحوم. وإن لم تستطيعي ذلك فلا مناص من تجنب هذه اللحوم ولو كانت أرخص من غيرها. وذلك لغلبة الحرام وقلة الحلال في البلاد التي ذكرت أنك تقيمين بها. وراجعي الفتوى رقم: 48097. وإذا لم يتحقق من كون اللحم مذكى ذكاة شرعية على حسب ما قدمنا فلا تفيد في حليته قراءة الشهادة عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الثاني 1426(17/181)
لا تباح الميتة إلا عند الضرورة
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديق يقول إنه ليس هناك آية صريحة تحرم أكل اللحم غير المذبوح، ويقول أيضا لا يوجد ما يأكل برغم، أنه هناك على المائدة أنواع من الأكلات وأن الإسلام يسمح بأكل اللحم حين لم يجد أي شيء ـ يعجبه ـ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاللحم غير المذبوح هو الذي يسمى بالميتة، وقد ورد تحريمها صريحا في مواضع كثيرة من كتاب الله، قال الله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ {المائدة:3} ، وقال جل من قائل: قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {الأنعام:145} ، وقال تعالى: وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ {الأنعام:121} .
والميتة إنما تباح للإنسان إذا اضطر إليها، قال الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:119} ، وقال تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {البقرة:173} .
وحد الضرورة ليس هو أن لا يجد الإنسان ما يعجبه من الطعام، بل هي ما يغلب على الظن وقوع المرء بسببها في الهلكة، أو أن تلحقه بسببها مشقة لا تحتمل.
ومن هذا يعلم السائل أن اللحم الأصل فيه الحرمة حتى تذكى ذبيحته ذكاة شرعية، وأنه إذا لم يذك ذبيحته فإنه هو الميتة التي لا يبيحها إلا الضرورة وهذا بنص القرآن العظيم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الثاني 1426(17/182)
التلبينة..فائدتها ومما تكون
[السُّؤَالُ]
ـ[قرأت في كتب الحديث عن التلبينة. فهل من الممكن أن تفيدونا شيخنا بطريقة تحضيرها كما ثبت عن رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام؟
جزاكم الله عنا كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جاء في الصحيحين وغيرهما عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: التلبينة مجمة لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن. وكانت عائشة رضي لله عنها تصنعها لأهل الميت. . قال الحافظ في الفتح: التلبينة طعام يصنع من دقيق أو نخالة وربما جعل فيها عسل سميت بذلك لشبهها باللبن في البياض والرقة. والنافع منه ما كان رقيقا نضيجا لا غليظا نيئا. وفي لسان العرب:.. التلبينة حساء يعمل من دقيق أو نخالة ويجعل فيها عسل. والحاصل أن التلبينة من دقيق وعسل، وقال بعضهم يجعل فيها لبن. وفي البخاري عن عروة: أن عائشة كانت تصنع برمة من التلبينة ثم تصنع ثريدا فتصب عليه التلبينة ثم تقدمه. .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الثاني 1426(17/183)
حكم كثيرة من وراء تحريم تناول الخنزير والميتة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مسلم وأجد صعوبة في الإجابة على أسئلة غير المسلمين:
1- الجيلاتين حلال أم حرام؟
2- لماذا يحرم الإسلام الخنزير؟
3- لماذا يحرم لحم الحيوان المصروع، أريد أدلة علمية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن على السائل الكريم أن يهون على نفسه ولا يتعبها في طلب الإجابة على هذا النوع من الأسئلة، فبمقتضى عقيدة المسلم يعلم يقيناً أن الله تعالى الذي خلق كل ما في هذه الأرض لعباده، إما انتفاعاً وإما اعتباراً وإما اختباراً، لم يحرم عليهم شيئاً إلا لحكمة ومصلحة تعود إليهم عاجلاً أو آجلاً، سواء عليه علم تلك الحكمة أو لم يعلمها، شعاره قول الله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ {الأحزاب:36} ، ولا مانع شرعاً أن يبحث المسلم عن الحكمة بعد أن يسلم بالحكم ويقول: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا.. {البقرة:285} .
والقاعدة العامة في التحليل والتحريم في الشرع: أن الطيب النافع حلال، وأن الخبيث الضار حرام، ومن صفات النبي صلى الله عليه وسلم البارزة التي وصف بها في الكتب المتقدمة أنه يحل لأتباعه الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، كما قال الله تعالى في وصفه: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ {الأعراف:157} .
وهناك حكم ظاهرة -والتي ظهرت أكثر في هذا العصر- في تحريم الإسلام للميتة ولحم الخنزير، فالميتة مع ما فيها من الأضرار تعافها نفس الإنسان السوي بالفطرة، وحتى بعض الحيوانات المفترسة لا تأكل الميتة إلا إذا افترستها بنفسها.
ولهذا فإن مادة الجلاتين إذا كانت من الميتة فإنها لا تحل لخبثها وقذارتها، أما إذا كانت من المباح المذكى فإنها حلال، كما سبق بيانه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4181، 30822، 35102.
وأما الخنزير فلم يعد هناك مجال للشك في خبثه وقذارته وأضراره النفسية والبدنية على من يتناوله، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الأضرار بقوله: ... فَإِنَّهُ رِجْسٌ ... {الأنعام:145} ، وقد فصلنا الإجابة عن هذا في الفتوى رقم: 9791، نرجو من السائل الكريم أن يطلع عليها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الثاني 1426(17/184)
أكل الدجاج في الغرب
[السُّؤَالُ]
ـ[بالأمس كنت أنا وزوجي نتناقش في موضوع حكم أكل الدواجن المجمدة التي تباع في المحلات الأجنبية وكانت لها نتائج سلبية لكوننا نسكن في دولة أجنبية غير مسلمة وذلك بناء علي فتوى كنت قراأها في موقع لشيخ فاضل وبناءا عليه قد كنت منعت نفسي من أكلها إلا أن زوجي غفر الله له صمم على تناوله حتى الأمس وعندما لم يقتنع زوجي بذلك قمت بإطلاعه على الموقع والفتوى وطبعا بعد اطلاعه هو على الفتوى تبين لي على حسب قراءته هو أنني قد أخطات الفهم وقد كان حجته علي أن الشيخ الفاضل لا يخاطبني أنا وإنما يخاطب شخصا آخر ظروفه غير ظروفي وحتى تطاول على الشيخ وحكم عليه بأنه لايعرف شيئا وأنه كيف له أن يعرف ظروفنا وهو لم يخرج من موطنه الأصلي وفي وقت المناقشة استنكر أني قمت بامتناعي عن غسل هذه الدواجن وفيها كان وصل بنا النقاش إلى حد الضرب فقط إلا أنه بالأمس قال بأنها كانت ستصل إلى طلاقي ومن النتائج السلبية أنه حكم علينا بأننا متزمتون لأننا نأخذ بآراء الشيخ، كما قال على الشيخ بانه لايعرف شيئا وأنه من المفروض له ان يستدل بالقرآن وأن يأتي بحديث نبوي قاله الرسول صلى الله عليه وسلم
فهل على زوجي إثم في ذلك، وهل علي إثم لأني أنا التي قمت بإطلاعه على الفتوى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحل الله للمسلمين ذبائح أهل الكتاب قال تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ {المائدة: 5} . فما ذبحه أهل الكتاب على النحو المعروف من قطع الودجين والبلعوم في المذبوح أو النحر فيما ينحر فهو حل لنا، وما كان منه بطريق الصعق أو الخنق أو نحو ذلك مما يخالف الطريق الشرعية فهو ميتة لا يحل لمسلم أن يطعمها قال تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ {المائدة: 3} . فإن كنت تعلمين طريقة الذبح التي تتم بها وأنها طريقة شرعية فلك أن تأكلي من ذبيحتهم، وإن كنت تجهلين طريقة الذبح فلك أن تأكلي منها أيضا استصحابا للأصل إذا كان الذبح الشرعي هو الغالب. وأما إن شككت في طريقة الذبح أوكان الغالب على أهل هذه البلدة أنهم يقتلون ولا يذبحون فلا يحل لك أن تأكلي منها لأن الحكم للأغلب. وما فعلت من نصح زوجك وأمره بالابتعاد عن الحرام هو واجبك، والأحسن أن تترفقي به ولا تثيري غضبه، وتبحثي له عن الأدلة بطريقة لبقة لا تؤدي إلى إثارته، ثم إن كانت اللحوم من النوع المحرم، فلا يجوز أن تتناولاها إلا في حالة الضرورة الشديدة، ومن تناولها في غير ضرورة فهو آثم. وعلى زوجك أن يبتعد عن الإساءة إلى أهل العلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: العلماء ورثة الأنبياء. رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الأول 1426(17/185)
حكم وضع زيت الزيتون في الحمام
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز وضع علبة بها زيت زيتون في الحمام -أعزكم الله- علما بأنني يجب علي أن أدهن جسمي كل يوم والسبب من وضعه ألا أنسى، لأنني حامل وعلي أن أدهن جسمي يومياً؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالقاعدة المقررة عند أهل العلم في هذا الباب هي أن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يثبت موجب التحريم، ولم يعرف في هذا الموضوع تحريم، فبقي على الأصل الذي هو البراءة الأصلية، وعليه فلا حرج عليك في أن تضعي زيت الزيتون أو غيره مما لك فيه حاجة في الحمام.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ربيع الأول 1426(17/186)
لا بأس بأكل اللحم النيئ.
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي حول بعض أنواع الطعام اللبناني والسوري هناك في المطبخ السوري واللبناني أكلة تدعى بالكبة النية وهي مكونة من البرغل واللحم النيئ يطحنان مع بعض ثم يؤكلان بعد تزيين الصحن ببعض الطماطم والبقدونس. المهم ما حكم أكل مثل هذه الأكلات وخصوصا بها لحم نيئ.
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كره بعض أهل العلم أكل اللحم نيئا، ومن ذلك قول ابن مفلح الحنبلي في الآداب الشرعية: يكره أن يأكل لحما نيئا أو غير نضيج. انتهى. وذكر المرداوي الحنبلي في الإنصاف عن الإمام أحمد أنه قال: لا بأس بأكل اللحم النيئ. انتهى. وهذا القول الأخير هو الراجح إن شاء الله لعدم ورود نهي عنه، والأصل في الأشياء الإباحة.
وعليه؛ فالأكلة التي ذكرت أنها مكونة من اللحم والبرغل والطماطم والبقدونس لا تكره ولا تحرم، إلا إذا ثبت ضررها على آكلها ضررا معتبرا شرعا، وعندئذ تكون مكروهة أو محرمة حسب نوع الضرر وأثره.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ربيع الأول 1426(17/187)
غسل بيض الدجاج والتسمية قبل طهيه وأكله
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجب غسل بيض الدجاج والتسمية عليه قبل طبخه وأكله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجب غسل بيض الدجاج قبل طهيه لأن الرطوبة التي تنزل عليه طاهرة عند جمهور العلماء وخصوصا ما كان علفه طاهرا لأنها رطوبة فرج حيوان طاهر مأكول اللحم، قال ابن فرحون في مسائل ابن قداح: يؤمر بغسل البيض قبل كسره فإن لم يغسل فلا شيء عليه. انتهى. من مواهب الجليل في شرح مختصر خليل. ومع ذلك، فلو غسل قبل الطهي كان ذلك أفضل، لأنه تنظيف له وإزالة لما يستقذر.
وما قيل في غسل البيض يقال في البسملة عند طهيه، فهي ليست بواجبة ولكنها مستحبة عند فعل كل أمر ذي بال، لقوله صلى الله عليه وسلم: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بذكر الله وببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع. رواه الحافظ عبد القادر في أربعينه. انظر عمدة القاري 1/11. وبعض أهل العلم قد ضعف هذا الحديث.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ربيع الأول 1426(17/188)
حكم الانتفاع بالخميرة المخلوطة بالكحول
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجوا أن تخبرني عن الخميرة التي تباع في الأسواق ويوجد فيها قليل من الكحول هل هي حرام أم حلال للاستعمال لأنها توجد عندنا بكثرة في المغرب ونحن نستعملها في الخبز؟
وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الكحول المضاف للخميرة عندكم قد أضيف إليها ساعة تصنيعها أو بعد تصنيعها التي هو عليها فلا يجوز استخدام هذا النوع من الخميرة، لأن الكحول مسكر والخمر نجسة، أما إذا كان هذا الكحول قد استحال قبل خلطه بالخميرة استحالة كاملة بحيث زال عنه وصف الإسكار فلا حرج في تناول الخميرة الممزوج بها حينئذ لانتفاء حكم الخمر عن الكحول المستعمل في تصنيعها، وراجع الفتوى رقم: 35836 والفتوى رقم: 47727
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الأول 1426(17/189)
الأكل مما طبخ مع لحم الخنزير
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعمل في شركة أجنبيه وهناك وجبة غداء توفرها الشركه لمنتسبيها وبما أنه هناك الكثير من النصارى فهناك نوعان من الهمبرجر أحدهما باللحم البقري والثاني بلحم الخنزير، ولكن يتم طبخ النوعين في نفس المكان أي بنفس المقلاة، فهل يجوز أكل السندويتش الذي يحتوي على لحم بقري أم لا، وهل أن دهون الخنزبر أيضا محرمة أم فقط اللحم؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما طبخ أو قلي مع لحم الخنزير في قدر واحد يعتبر رجسا نجسا لا يجوز للمسلم تناوله أو لمسه، ولا يجوز استعمال القدور والآنية التي استعملت في لحم الخنزير وما أشبهه من النجاسات إلا بعد تطهيرها وتنظيفها حتى لا يبقى أثر لما تعلق بها من النجاسة، ودهون الخنزير وكل أجزائه نجسة محرمة لا يجوز للمسلم الاقتراب منها ولا استعمال الأدوات التي استخدمت فيها إلا بعد التطهير التام، وللمزيد من التفصيل والأدلة نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 54485، 30986، 47309.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 صفر 1426(17/190)
الأكل من المذبوح لأعياد غير المسلمين
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أكل من لحم يكون عيدا لدولة مع أنه ليس من شعارهم وإنما من وجه الهدية فما حكم هذا وما حكم لو كان هذا من باب التعظيم لعيدهم مع العلم بأن هذا يحدث في السجن ويأتونهم أيضا بالفاكهة فبعضهم يأكل والبعض الآخر ينكر عليهم وهم يريدون أن يتبينوا؟ وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن السجين يجوز له أكل الفواكه ولحم ما ذكي بطريقة شرعية إذا أهدي له، إذ لا تأثير للعيد على قبوله الهدية، ولكن لا يجوز له مشاركة الكفار في عيدهم ولا تهنئتهم به ولا مشاركتهم في تعظيمه.
ثم إنه إذا كان المذبوح ذبح بمناسبة العيد فقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى الكبرى أنه كره جمهور العلماء كراهة تحريم أو تنزيه أكل ما ذبحوه لأعيادهم وقرابينهم إدخالا له فيما أهل لغير الله.
وحافظوا على الأذكار الصباحية والمسائية واستعينوا بالصلاة والدعاء لكشف ما بكم.
وراجعوا الفتاوى التالية: 12267، 4586، 26883، 31768.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 صفر 1426(17/191)
المحرمات من الحيوان والطير والسباع
[السُّؤَالُ]
ـ[أصدر الشيخ المصري عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر فتوى جديدة أجاز فيها للمسلمين أكل القطط والكلاب، وذلك وفقا لما نشرته جريدة الشرق الأوسط اللندنية التي ذكرت أنها أجرت حوارا مع الشيخ حول هذه الفتوى، وكان الشيخ قد أفتى أيضا بأكل الجراد، لأن «لحم» هذه الحشرة التي هاجمت بعض دول المنطقة العربية بالملايين هو طعام حلال للمسلم طبقا للشريعة، وقالت الجريدة أنها سألت الشيخ عن باقي الحشرات فاعتبرها جميعها من الطعام الحلال على المسلم أكله إذا أراد.
ويقول الشيخ عبد الحميد إن من الحلال على المسلم أكل القردة مثلا، بل والذباب والجرذان ولحم الفيلة والقطط والكلاب والفراشات والهوام الصغيرة التي تصعب رؤيتها إلا بعد التحديق بها وهي تعرش أو تطير، وكله لا يحرّمه الإسلام طالما اشتهته النفس، إلا ما نصت عليه آيات في التشريع والحدود واردة في القرآن الكريم واستهدفت حيوانات معينة، وأهمها توضيحا وحسما هي الآية 145 من سورة الأنعام «قل لا أجد في ما أوحي إليّ محرّما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير، فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به، فمن اضطر غير باغ ولا عاد فان ربك غفور رحيم» وهي ما يعتمد عليها الشيخ عبد الحميد لحسم السؤال حول أي حشرة أو حيوان يرغب الإنسان بأكله، إضافة لاعتماده على آيات أخريات ومن السنة النبوية الشريفة، وفي مصادر من السيرة النبوية، كزاد المعاد وسيرة ابن هشام ومختصر السيرة وغيرها، نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم «ما عاب طعاما قط، إن اشتهاه أكله، وإلا تركه» ، فقد ترك أكل الضب مثلا لأنه لم يكن معتادا عليه، ولم يحرّمه على الأمة، بل أكله أحدهم على مائدته وهو ينظر إليه، ولم يكن الذي أكله أمامه سوى خالد بن الوليد، قائد معركة اليرموك، رضي الله عنه.
وقد أكل الرسول الأعظم، بحسب ما ورد في السير، لحم الجزور ولحم الحبارى ولحم حمار الوحش. أما الضب، وهو نوع من المعرّشات السحالية، فإن الحديث حوله ورد عن مالك عن نافع عن ابن عمر، من أن الرسول صلى الله عليه وسلم، سئل عن الضب فقال: «لست بآكله، ولا محرّمه» . كما ورد أيضا في السيرة أن خالد بن الوليد، رضي الله عنه، أكل ضبا والرسول الأعظم ينظر إليه، بحسب ما نقل عن مالك عن ابن عباس عن خالد بن الوليد، وفي رواية أخرى عن خالد بن الوليد وابن عباس معا، من أنهما دخلا مع النبي صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة «فأتى بضب محنوذ، فأهوى إليه رسول الله بيده، فقالت بعض النسوة اللاتي في بيت ميمونة: «خبروا رسول الله ما يريد أن يأكل» فقالوا: «هو ضب يا رسول الله» فرفع رسول الله يده، فقلت: «أحرام هو» ؟ قال: «لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه» . قال خالد: «فاجتررته، فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر» .
وسألت «الشرق الأوسط» الشيخ عبد الحميد عن أكل الإنسان للحم إنسان آخر، فقال هو حرام بموجب الشريعة، كلحم الخنزير تماما، وذلك اعتمادا على آية «ولا يغتب بعضكم بعضا. أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه» وهي من سورة «الحجرات» في القرآن الكريم، كنا يا سماحة الشيخ نستغرب ما يأكله الصينيون وبعض شعوب دول الشرق البعيدة في آسيا، كالنمل والديدان والكلاب والقرود وغيرها، فإذا بها مباحة لنا وحلال علينا من دون أن نعرف، فلماذا لا نضمها إلى موائدنا؟ نستغرب لأننا نجهل أمور ديننا الحنيف، إن ما يأكله الصينيون وغيرهم مما ذكرت من حشرات وحيوانات هو حلال أكله على المسلم أيضا، إلا إذا عافته النفس، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يأكل الضب، لا لأنه حرام، بل لأن نفسه عافته، بل أكله أحدهم أمامه، لذلك يمكن للمسلم أكل أي حيوان، غير الوارد تحريمه في القرآن، وكذلك يمكنه أكل أي حشرة.
* حتى ولو ذبابة مثلا؟
ـ الذباب حلال لمن لا تعافه نفسه.. ولكن من يأكل هذه الحشرة، فهي مقرفة، والفراشة؟
ـ يمكنك أكلها إذا أردت.
* القرود والجرذان أيضا؟
ـ ما المانع إذا لم تعافها النفس.. القرود والجرذان حلال لحومها.. المسألة هي تقاليد وعادات، فهناك شعوب اعتادت أكل حيوان معين وأخرى تعاف منها.. في الأردن رأيت بعض الأشخاص يأكلون اللحم مع اللبن، فعافته نفسي أول مرة، ثم وجدت أنني اعتدت عليه فيما بعد، وهكذا. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
* لنمضِ أكثر في تعداد البقية، فهل من الحلال أكل الكلاب والقطط والبغال والحمير؟
ـ كلها حلال طبعا.
* قلت إن أكل إنسان للحم إنسان آخر حرام، ولكن قد يضطر الواحد منا لأكله، فماذا يفعل؟
ـ الإسلام أباح أكل الإنسان للحم إنسان آخر، كما أكل الخنزير أو حتى ابتلاع كمية من الخمور في حالات اضطرارية لا حل آخر معها، فإذا كان الإنسان مقبلا على الموت جوعا يمكنه في هذه الحالة اقتطاع شريحة من لحم إنسان آخر ميت أمامه، على أن تكون لسد الجوع فقط، لا للشبع التام، بحيث ينقذ نفسه من الهلاك، وحين صنف القرآن الكريم تحريم أكل الخنزير وغيره، تطرق إلى حالة الاضطرار أيضا، فقال سبحانه: «حرّمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به، والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم، وما ذبح على النصب..» وهي بعض الآية 3 من سورة «المائدة» حيث تنتهي بقوله سبحانه: «.. فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم» . فما حكم ما يقول هذا الشيخ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه قد ذكر ابن كثير والقرطبي والشوكاني وابن حجر أن آية الأنعام ليس عليها الاعتماد في التحريم والتحليل لأنها مكية، وقد نزلت ردا على ما حرمه العرب من تلقاء أنفسهم، وقد نزل بعد هذه الآية بالمدينة التصريح بتحريم أشياء أخرى، وصرحت الأحاديث بتحريم بعض الأشياء منها تحريم كل ذي ناب من السباع، وذي مخلب من الطير، وتحريم الخبائث، وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن قتل بعض الأشياء، وأمر بقتل بعضها فاستنبط أهل العلم تحريم تلك الأشياء.
ففي الحديث: ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي، ولا كل ذي ناب السبع ... رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني.
وقد سبقت لنا عدة فتاوى في المسائل التي سألت عنها، فراجع فيها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10466، 804، 52353، 5961، 51420، 55991، 31943، 34876، 16219، 23482، 52769، 9791، 47760، 42999، 8361، 6021، 4588، 34186. 28803
وأما ما ذكرت في لحم الإنسان فالمعتمد عند المالكية والحنابلة عدم جوازه للمضطر كما صرح به شراح خليل، والمرداوي في الإنصاف، والبهوتي في كشاف القناع، وفصل الشافعية فجوزوا للمضطر قتل الحربي والمرتد لكونهما غير معصومي الدم، واختلف عندهم في المحارب والزاني والمحصن وتارك الصلاة ونساء أهل الحرب والآدمي الميت، وقد فصل القول في هذا النووي في المجموع وعزا الأقوال لقائليها فراجعه.
وأما الخمر فجوزوها للمضطر لإزالة الغصص بها، وأما شربها لإزالة العطش أو الجوع فالذي عليه الجمهور عدم جوازه لأنها لا تدفع العطش، وقيد الحنابلة المنع بعدم مزجها بما يروي العطش، وذهب إلى جوازه الحنفية وقيدو الجواز بقولهم (إن كانت الخمر ترد ذلك العطش) .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 محرم 1426(17/192)
ما يباح أكله من الحيوانات وما يحرم
[السُّؤَالُ]
ـ[أخي الكريم
لدي سؤال: ما الذي حرم أكله من الحيوانات؟ مع الدليل؟ ما هو حكم المباح، مع مثال عليه؟ جزاكم الله خيراً]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المحرم أكله من الحيوانات هو الخنزير والحمر الأهلية وكل ما له ناب من السباع أو مخلب من الطير على الصحيح في النوعين الأخيرين، وهو مذهب الجمهور.
ودليلهم ما جاء في الصحيحين وغيرهما عن أبي ثعلبة الخشني وأبي هريرة وابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كل ذي ناب من السباع، وفي رواية ابن عباس في صحيح مسلم وغيره.. كل ذي ناب من السباع فأكله حرام.
وفي رواية له أيضا في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير.
وعند المالكية قولان: قول بالكراهة وهو رواية ابن القاسم عن مالك، وهو مشهور المذهب، وعليه درج العلامة خليل في المختصر فقال: والمكروه سبع أو ضبع وثعلب وذئب وهر وفيل وكلب ماء وخنزيره.
وذهب بعضهم إلى الحرمة مستدلين بما رواه مالك في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل ذي ناب من السباع حرام، قال مالك: وهو الأمر عندنا، يعني أهل المدينة، وهذا هو القول الراجح، لقوة دليله وموافقة الجمهور.
قال النووي في شرح مسلم: والجمهور على أنه يحرم أكل كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير، وقال مالك: يكره ولا يحرم.. واحتج بقوله تعالى: قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ.. الآية. والآية ليس فيها إلا الإخبار بأنه لم يجد في ذلك الوقت محرما إلا المذكورات في الآية، ثم أوحي إليه بتحريم كل ذي ناب من السباع فوجب قبوله والعمل به.
وأما المباح فعدا ما ذكر من المحرمات وهو الأصل والأكثر، وقد اختلف فيه أهل العلم بناء على اختلافهم في المحرم كما رأيت، وهو عند المالكية كما في المختصر: طعام طاهر، والبحري وإن ميتا، وطير ولو جلالة، وذا مخلب، ونعم، ووحش لم يفترس كيربوع وخلد ووبر وأرنب وقنفذ وحية أمن سمها، وخشاش أرض.
وبعض ما ذكر خليل أنه مباح يعد محرما عند غير المالكية، ولا يتسع المقام لذكر هذه المسائل مفصلة، وقد تجد بعض التفصيل في الأجوبة التالية أرقامها: 8284، 25108، 43396، 804، 5961.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 محرم 1426(17/193)
نجاسة وحرمة لبن الخنزير
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا كان لحم الخنزير حراماً، فهل حليبه كذلك؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن لبن الخنزير محرم مثل تحريم لحمه لأن الأصل أن الألبان تابعة للحوم، وقد نص على نجاسة لبن الخنزير القرافي في الذخيرة، وابن حزم في المحلى، والنفراوي في شرح الرسالة، وهذا هو ظاهر كلام ابن نجيم في البحر الرائق، وظاهر كلام ابن رشد في البداية عدم جواز بيعه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 محرم 1426(17/194)
حكم الأطعمة المستوردة من الخارج لبلاد المسلمين
[السُّؤَالُ]
ـ[بما أننا نعرف بأن الجيلاتين المستخرج من خنزير أو حيوان غير مذبوح حرام أكله.
سؤالي هو هل الجيلاتين الموجود في الدول العربية والذي هو مستورد من الخارج هل هو حلال وهل توجد رقابة على مثل هذه المواد في الدول العربية؟ وعندما أكون في إحدى الدول العربية هل يجب على التحري على كل ما أشتري؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاصل في الأطعمة الموجودة في بلاد المسلمين أن تكون طاهرة حلالا، سواء كانت من منتجات البلاد الإسلامية أو مستوردة من خارجها، فهذا هو الواجب شرعا واللائق طبعا.
وعلى ذلك، فإن كان المسلم في بيئة إسلامية فإن عليه أن يستصحب هذا الأصل وهو الحلية والطهارة للأطعمة المتداولة في بلاد المسلمين، ولا يعدل عن ذلك إلا بدليل، فإذا وجد الدليل عمل عليه.
إلا إذا ترك الشخص ذلك احتياطا وورعا فذلك أفضل ما لم يصل إلى حد الغلو والتكلف المنهي عنه شرعا.
وبخصوص رقابة الجهات المختصة على ما يستورد من هذه المواد فالأصل أن تكون الجهات الرسمية لها رقابة تامة على كل ما يدخل بلادها، وإن كنا لا نعرف التفاصيل الجزئية عن ذلك.
كما أن الأصل أن يكون الموردون وتجار المسلمين لا يستوردون لبلاد المسلمين إلا الطاهر الحلال.
وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 4181
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 محرم 1426(17/195)
مذكى المأكول طاهر.
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أكل رأس الجمل وهل هو يدفن ولا يباع، وما السبب هل لأن الجمل كلم النبي أو رآه، أفيدونا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أكل لحم رأس الجمل جائز لدخوله في عموم قول الله تعالى: وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ {النحل:5} ، وقال خليل في مختصره في الفقه المالكي: المباح طعام طاهر. وقد ذكر في كلامه على الأشياء الطاهرة أن جميع أجزاء المذكى المباح طاهرة، فقال: وما ذكى وجزؤه إلا محرم الأكل، وقال ابن عرفة: مذكى المأكول طاهر.
وأما القول بدفنه وعدم بيعه فلم نجد قولا به لأهل العلم، وبالتالي فإنه لا حاجة في البحث عن سببه، فهو قول باطل جملة وتفصيلاً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 محرم 1426(17/196)
النهي عن أكل البغال والحمير
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم ذبح البغال والحمير؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز ذبح البغال والحمر الأهلية لأكلها فهي حرام لا تفيد فيها الذكاة، ففي الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس. وفي رواية لهما: وأذن في لحوم الخيل.
وعن جابر بن عبد الله قال: ذبحنا يوم خيبر الخيل والبغال والحمير، فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البغال والحمير، ولم ينهنا عن الخيل. رواه أبو داود واللفظ له وأحمد والحاكم، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 804، والفتوى رقم: 38300.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ذو الحجة 1425(17/197)
حكم أكل الحلوى الممزوجة بالخمر جهلا
[السُّؤَالُ]
ـ[أكلت حلوى ممزوجة بالخمر دون أن أعرف، أرجو من حضرتكم ما حكم الدين في ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من تناول طعاما يظنه حلالا فتبين أن به خمرا أو نجاسة فلا إثم عليه، لأنه ليس بمتعمد، والله تعالى يقول: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب: 5} . فهذا من الأمور التي يعذر بجهلها.
قال أهل العلم: من أكل طعاما نجسا أو شرب خمرا يظنه جلابا فلا إثم عليه ولا حد.
ولمزيد من الفائدة والتفصيل نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 18972.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ذو القعدة 1425(17/198)
حكم أكل الأخطبوط
[السُّؤَالُ]
ـ[المرجو أن توضحوا لنا ما يحل من أكل ما يوجد في البحر من أسماك وغيرها وهل صحيح لا يجوز أكل الأخطبوط]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد وردت أدلة تبيح بعمومها أكل كل حيوان بحري، وذلك مثل قوله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ {المائدة: 96} . وقول النبي صلى الله عليه وسلم في البحر: هو الطهور ماؤه، الحل ميتته. أخرجه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه.
وجاءت نصوص أخرى يرى بعض أهل العلم أنها صالحة لأن تقيد هذا العموم، وهي نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع، وعن كل ذي مخلب من الطير. أخرجه مسلم وأصحاب السنن.
وعليه، فالذي نراه في الأخطبوط أن ما كان منه غير مفترس وهو النوع الصغير فإنه مباح، لعموم الأدلة في ذلك، وأما النوع الكبير المفترس فمختلف فيه، لكونه داخلا في عموم الحيوانات البحرية من جهة، ولكونه مفترسا من جهة أخرى، والأحوط الابتعاد عن أكله لمن لم يضطر إلى ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ذو القعدة 1425(17/199)
حكم تناول الطعام ممن يخشى ملامسته للمحرمات
[السُّؤَالُ]
ـ[لي زميلة مسلمة وتعرف كل شيء عن الإسلام ولكنها لا تطبق أي شيء ونحن نعيش في بلد أجنبي وأنا أحاول التودد إليها بغية التأثير عليها, وبالفعل قد بدأت علاقتي بها تزداد, وأحيانا أجلب لها القليل من المأكولات الموجودة في بلدي والتي لا توجد في بلدها ... ما أريد أن أسأله هو أنها تعطيني في بعض الأحيان جزءا من الليمونة التي تجلبها معها وهي تقوم بتقشيرها وهنا اعتاد الناس على عدم تغسيل أيديهم بعد الأكل وهي تأكل اللحمة الغير حلال ولحمة الخنزير والخمر فأنا أخاف من أن تكون لا تغسل يديها بعد الأكل لكونها تستعمل الملعقة وهل إذا أكلت مما تقدم لي فهل في ذلك شيء؟ مع العلم أنه يكون قد مر على ذلك بعض الوقت (ساعة أو أكثر) .
سؤالي الثاني: هو كيف لي أن أهديها وهي بعيدة كل البعد عن الدين ولا تطبق أي شيء وحتى أهلها مثلها والعياذ بالله والمشكلة أنها تعرف كل شيء حتى التفاصيل فهي قالت لي ذات مرة أن الصائم يحق له أن يفطر إذا كان على سفر وهي لم تصم في حياتها أي يوم منذ صغرها وحتى الآن وقد أصبحت في ال 28 من عمرها فماذا أفعل؟ وما الطريقة التي يجب أن أتبعها؟ علماً أنها ستبقى في نفس المنطقة حتى شهر آب 2005 فقط.
وجزاكم الله كل الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تنصحي زميلتك هذه بتطبيق أوامر الله، والبعد عن معصيته، وتنبهيها إلى خطر ما هي فيه إن ماتت قبل التوبة، فإذا توصلت إلى هدايتها كان ذلك في ميزان حسناتك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم. متفق عليه.
فإن لم يفد نصحك لها فاهجريها عسى أن يكون في ذلك تأديب لها، وإذا يئست من إفادة كل المحاولات، ولم تتوصلي إلى إصلاح شيء من أمرها، فالواجب أن تتركي صحبتها وتقطعي العلاقة بها، فإن مخالتطها يمكن أن تجلب لك أضراراً ومخاطر كثيرة.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك أما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة. متفق عليه.
وإذا أعطتك زميلتك الليمونة ونحوها بعد أن قشرتها فلا مانع من أن تأكليها ما لم تعلمي أن يدها كانت ملامسة في الحال لشيء من تلك المحرمات أو النجاسات، وذلك لأن الطعام لا يلقى بالشك.
قال الدردير: أو كان سؤر شارب الخمر وما عطف عليه طعاماً فلا يكره ولا يراق؛ إذ لا يطرح طعام بشك.
وفي الدسوقي عند قول الشارح أو كان طعاماً فلا يكره، قال: أي ولو لم يعسر الاحتراز منه، ولو شك في الطهارة ... ولا يراق أي لشرفه، ويحرم طرحه في قذر وامتهانه الشديد ...
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ذو القعدة 1425(17/200)
دفع شبهة حول تحريم أكل الضفادع
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
حصل جدال بيني وبين صديق يقيم في فرنسا, حول ما حرمه الله عز وجل من أكل الضفادع, والكلاب....الخ
وما هي اللحوم التي حللها الله عز وجل وما هي التي حرمت علينا؟
سؤال الصديق كان: أن الدجاج محلل ويمكن أن يأكل كل ما يحصل علية حتى ولو (فأر ميت) < بالفعل هذه الحالة رأيتها بنفسي >
سؤال الصديق أيضا: لماذا حرم لحم الضفادع؟
ولماذا تأكل الناس (الشوكولاته) مع العلم أن بعضها مصنوع من عظام الخنازير؟ ...
أما بالنسبة لي ليس لدي جواب لأسئلته ولم أتمكن من الإجابة عن هذا الموضوع وخاصة أنه طلب إثبات من القرآن الكريم
الرجاء مساعدتي في إقناع الصديق بمساعدتكم وأرجو أن تعززوا إجابتكم بآيات من القرآن الكريم.
ملاحظة: لقد أرسلت لكم رسالة مشابهة لهذه الرسالة مرتين ولم يصلني جواب وكان رقم أحدها (251214)
فضلا الإسراع في الإجابة قبل مغادرة صديقي البلد.
وجزاكم الله كل خير.
حسام الدين أبودان]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق الجواب على هذا السؤال، وذلك في الفتوى رقم: 55896.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شوال 1425(17/201)
حكم أكل لحم الضفادع والقطط والثعابين
[السُّؤَالُ]
ـ[جزاكم الله خير الجزاء على جهودكم في خدمة الدين ونسأله تعالى أن يجعل هذا في ميزان حسناتكم.
سؤالي هو ما حكم أكل لحم الضفادع والقطط والثعابين؟
أفيدونا أفادكم الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز أكل لحوم الضفادع ولا القطط أو الثعابين.
فأما الضفادع والثعابين فكنا قد بينا حكم أكلهما فراجع فيه الفتوى رقم: 543.
وأما القطط فقد روى الترمذي وأبو داود من حديث جابر وغيره قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل الهر وثمنه. قال صاحب "عون المعبود": فيه أن الهر حرام وظاهره عدم الفرق بين الوحشي والأهلي، ويؤيد التحريم أنه من ذوات الأنياب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شوال 1425(17/202)
المرقة المصنوعة بلحم لم يذك ذكاة شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الطبخ بلحم غير مذبوح على الطريقة الإسلامية، ما حكم آكل اللحم الغير المذبوح على الطريقة الإسلامية في روضة الأطفال بالنسبة للطفل المسلم، مع العلم بأننا مقيمون في بلغاريا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز أكل اللحم الذي لم يذك الذكاة الشرعية، لقول الله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ {المائدة:3} .
واللحوم التي لم تذبح على الطريقة الشرعية كالمصعوقة بالكهرباء أو كالتي تضرب بمسدس على الرأس هي ميتة لا يحل أكلها، ولا يحل أيضاً أكل المرق الذي طبخ فيه ذلك اللحم كما لا يحل شرب المرق الذي طبخ فيه لحم الخنزير لأن كليهما –أي الميتة ولحم الخنزير- نجس فهذا كله لا يجوز لا للطفل المسلم ولا للكبير، لا في المدرسة والروضة ولا في البيت والمطعم إلا أن الذي يقع عليه الإثم في حال تناول الطفل للحرام هو الذي مكنه منه أو هيأ له جوه كالأب أو الأم مثلاً، أما الطفل فقد رفع عنه القلم، وقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في تحريم أكل اللحم الذي لم يذبح على الطريقة الشرعية، فنحيلك إلى بعض هذه الفتاوى وهي برقم: 2437 والفتوى رقم: 28649 والفتوى رقم: 28447.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 شوال 1425(17/203)
حكم أخذ الطعام المتبقي من موائد إفطار الصائمين
[السُّؤَالُ]
ـ[يا فضيلة الشيخ يتم في المسجد إعداد مائدة لإفطار الصائمين، وتقوم بعض النسوة بأخذ الطعام إلى منازلهن بعد أن تكون الواحدة منهن أخذت نصيبها من الطعام وتناولته، فما حكم أخذ ذلك الطعام إلى المنزل؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الطعام المأخوذ فاضلا عن حاجة من أعد لهم أصلاً وكان يخشى عليه الفساد أو لا يتحمل الادخار ... وبالتالي إذا لم يؤخذ أو ينتفع به فسيرمى في القمامة ... فلا شك أن أخذه إلى من ينتفع به أولى من تركه عرضة للفساد ... بل إن تركه في هذه الحالة لا ينبغي لأنه إتلاف للمال مع القدرة على الانتفاع به.
ولكن ينبغي أن يكون الأخذ بعد إذن القائمين على ذلك العمل الخيري، وإذا علم ذلك منهم أصلاً بلسان الحال أو المقال فيكتفى به لأن العادة تقتضي المسامحة في مثل هذه الأشياء المستهلكة وخاصة إذا كانت بقية الطعام أو ما يفوت بالترك أو لا يتحمل الادخار.
أما إذا لم تنته حاجة من أعد لهم الطعام أو كان يتحمل الادخار ويمكن الانتفاع به في أوقات وأماكن أخرى فلا يجوز أخذه بدون إذن، وكذلك لا يجوز أخذه إذا كان القائمون على العمل يمنعون ذلك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه. رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني، وهذا مال منتفع به يجب احترامه حتى يأذن صاحبه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 شوال 1425(17/204)
إضافة الملح أو غيره إلى الطعام يرجع إلى العرف والعادة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل من السنة وضع ذرة ملح أو شيء من الملح على الطعام سواء حلويات أو طبيخ أو أي صنف كان؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى ابن ماجه في سننه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيد إدامكم الملح.
لكن قال عنه الشيخ الألباني: ضعيف.
وعلى تقدير صحة الحديث، فإن ذلك ليس على جهة السنة، والأمر إنما هو من باب الإخبار عن الملح ومدحه وفوائده، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: نعم الإدام الخل. رواه أصحاب السنن.
قال أهل العلم: فيه مدح للملح والخل وما في معناهما مما تخف مؤونته ويتيسر وجوده، والاقتصار على ذلك في المأكل دون تتبع شهوات النفس وملاذ الأطعمة، ومن المعلوم أن بعض الناس لا يتناول الملح وما أشبهه في طعامه ولا يستعمله بطبيعته، وبعضهم لا يستغني عنه في الطعام، فهذه الأمور ترجع للطبيعة والعادة وتعتبر من المباحات ولا علاقة لها بالسنة أو البدعة، فكل إنسان يستعملها أو يتركها حسب ذوقه وطبيعته ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان يترك تناول بعض الأطعمة المباحة، وكان يحب بعض الأطعمة دون بعض.
ولهذا قال صاحب المراقي في أصول الفقه:
وفعله المركوز في الجبلة ... ... ... ... ... كالأكل والشرب فليس مله
أي: ليس شريعة يعمل بها أو سنة نتأسى به فيها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 رمضان 1425(17/205)
الفانيليا حلال أم حرام
[السُّؤَالُ]
ـ[هل استخدام الفانيليا حلال أم حرام مع العلم أنها تستخلص بالنقع في الكحول]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالفانيليا مادة تدخل في تركيب سائر الحلويات وليس معروفا عند الناس أنها تستخلص بالتنقيع في الكحول.
وعلى أية حال فإذا ثبت أن تحضيرها يتم بالطريقة التي ذكرت فإنها إذا كانت تنقع في كمية من الكحول الخالصة أو كانت نسبة الكحول فيما تنقع فيه تبلغ ما يمكن أن يؤدي إلى إسكار مستعمله فإنها تتنجس بمجرد ملامستها لما تنقع فيه، ولا يجوز حينئذ استعمالها في أي تركيب غذائي، وإن كانت نسبة الكحول في الذي تنقع فيه الفانيليا قليلة جدا بحيث لا يتصور منها الإسكار فلا حرج في استعمالها، وراجعي للفائدة الفتوى رقمك 2599.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 رمضان 1425(17/206)
حكم إعطاء علف الدجاج والدقيق والخبز للأغنام
[السُّؤَالُ]
ـ[س1: حكم إعطاء علف الدجاج إلى الأغنام لغرض تسمينها
ولغلاء علف الأغنام؟
س2: حكم إعطاء الدقيق (أكل الآدميين) للأغنام؟
س3: حكم إعطاء الخبز (أكل الآدميين) للأغنام؟
أرجو الرد على تساؤلاتي بشكل واضح وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل في الأشياء الإباحة. قال تعالى: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ {التوبة: 115} .
والأصل أن المالك يجب عليه الإنفاق على مملوكه أو إرساله إلى المراعي إن كان في البلد مراعي. قال خليل: إنما تجب نفقة رقيقه ودابته إن لم يكن مرعى، وإلا بيع.
ولم نجد في شيء من النصوص النهي عن تعليف الأغنام أو غيرها من الحيوانات بعلف يخصص في العادة لغيرها، ولم نجد كذلك منع تعليف الدواب بما هو مقتات للإنسان.
وعليه، فلا مانع من إعطاء علف الدجاج للأغنام لغرض تسمينها، أو لأي غرض آخر، أو إعطاء الخبز أو الدقيق الذي هو مأكول للآدميين للدواب، إلا أن يكون إعطاؤها للدواب يلحق الضرر بالآدميين في نفقتهم، فإنه حينئذ لا يجوز، لأن مراعاة حاجة الإنسان أولى من مراعاة حاجة الدواب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 رمضان 1425(17/207)
نبات الزنجبيل مباح
[السُّؤَالُ]
ـ[هل الزنجبيل حرام؟ ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان قصد السائل الكريم بالزنجبيل النبات المعروف والذي يستعمل رطبا ويابسا فإن هذا مباح، وقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: إن من فوائده تقوية الحفظ كما في كتاب الطب النبوي.
أما إذا كان القصد بالزنجبيل الخمر أو غير ذلك من المسكرات فإن كل مسكر حرام كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 رمضان 1425(17/208)
تحريم الحلال هل يترتب عليه شيء
[السُّؤَالُ]
ـ[توفي زوج وزوجته تحرم على نفسها جميع أنواع الأطعمة التي كان يحبها وكذلك جميع الأفعال التي كان يقوم بها فما رأي الشرع، وما هو الواجب عليها القيام به؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أختلف أهل العلم فيما يترتب على تحريم الحلال، فذهب بعضهم إلى أن تحريم الحلال لا يترتب عليه شيء، فهو لغو إلا في تحريم الزوجة، وذهب بعضهم إلى أن تحريم الحلال تترتب عليه كفارة يمين، والراجح وجوب الكفارة، لأن الله تعالى سمى التحريم يميناً، حيث قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ* قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ {التحريم:1-2} ، وعلى هذا، فإن لهذه المرأة أن تعود لما حرمته على نفسها من الأطعمة والأفعال المباحة، ولتعلم أن هذا ليس من شرع الله، ولا مما يتقرب به إلى الله عز وجل.
فقد روى البخاري وغيره عن ابن عباس قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم فسأل عنه، فقالوا: أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مروه فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليأت الذي هو خير، وليكفر عن يمينه. رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، وكفارة اليمين هي: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإن لم تجد فصيام ثلاثة أيام، والواجب على المرأة المتوفى عنها زوجها الإحداد مدة العدة، ولمعرفة أحكام الإحداد تراجع الفتوى رقم: 5554.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 رمضان 1425(17/209)
حكم تناول الأطعمة المشتملة على بعض المركبات العضوية
[السُّؤَالُ]
ـ[الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال: ترد إلينا قوائم تشتمل على بعض المركبات العضوية التي إذا دخلت في الأطعمة تصير حراماـ حسب قولهم ـ ومن هذه المركبات التي كثيرا ما نجدها في جل المأكولات والمشروبات كالحلويات مثلا والعجائن و..و..و..على سبيل المثال:
E120- E124- E160-E236-E335-E471-E472 إلخ
مامدى صحة هذا القول؟ أفيدونا بارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه الرموز التي أوردتها في سؤالك إنما يعرف دلالتها القائمون على الصناعة والمختصون في تراكيب المواد.
وكل ما يمكن أن نقوله في هذا المجال هو أنه إذا تيقن أو غلب على الظن أن أي مأكولات أو مشروبات أو حلويات أو عجائن قد وجد في تركيبها بعض لحوم الحيوانات المحرمة كالخنازير، أو الحيوانات التي لم تذك، أو الدماء المسفوحة أو النجاسات أو الخمور والمواد الكحولية، أو غير ذلك مما ورد تحريمه في الشرع فإنها تكون محرمة. وإذا لم يغلب ذلك على الظن فلا مانع من تناولها؛ لأن الأصل في الأشياء الإباحة فلا ينتقل عن هذا الأصل إلا بدليل.
وراجع لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 6640.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رمضان 1425(17/210)
حكم طبخ لحم الخنزير وتقديمه لغير المسلمين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أم لطفل وزوجي لايعمل، ما حكم طبخ الخنزير لمن تعمل في مطبخ غير إسلامي؟ وما حكم إعطائه لولد غير مسلم تربيه مسلمة لكن بأمر أهله.أفيدوني بارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم أن يطبخ أو يقدم لحم الخنزير ولو لغير المسلمين، لما فيه من إعانتهم على فعل المحرم، والله تعالى يقول: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَان ِ {المائدة: 2} . وراجعي الفتوى رقم: 6397، ورقم: 2049.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 رمضان 1425(17/211)
حكم أكل الطعام المحتوي على مادة الجمبو
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مادة GIMBO مبتلى بها غذاء الكثير من الناس خصوصا الأفارقة فربما الشركة تصنع لهذه الشعوب، وساد فتوى يؤكد أنها تحوي دم خنزير أو دماً مسفوحاً فما حكم من يضطر إلى اللجوء إلى المطعم ليأخذ غذاءه ولا يجد أية وجبة خالية من هذه المادة؟
جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلحم الخنزير والدم المسفوح هما مما أجمع أهل العلم على تحريمه، لما ورد من قول الله تعالى: قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ ... {الأنعام: 145} .
وقال تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ {المائدة: 3} .
وعليه، فإذا تحقق أو ظن أن مادة الجمبو تحتوي على دم الخنزير أو الدم المسفوح من أي حيوان آخر، فإنه لا يجوز أكل الطعام الذي تجعل فيه، وإذا كانت المسألة مجرد شك أو وهم، فإن ذلك لا يحرم به شيئا مما أباحه الله تعالى مع أن الورع التخلي عنه حال الاختيار، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. رواه أحمد والنسائي.
وأما في حال الاضطرار، فإن للمرء أن يتناول الطعام المذكور ولو تحقق أن في مكوناته لحم الخنزير أو الدم المسفوح إذا لم يجد غيره، قال تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {البقرة: 173} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شعبان 1425(17/212)
حكم تناول الطعام المخلوط بنسبة من الكحول
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أكل المايونيز (mayonnaise) والكيتشوب (ketchup) إذا احتويا على خل محتو هو أيضا على نسبة %3 من الكحول وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل في هذه الأشياء الإباحة مالم يتيقن أو يغلب على الظن أنها محرمة، فقد روى أصحاب السنن وحسنه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو ما عفا عنه. وأما ما خالطته نسبة معينة من المسكر فإن كانت خالطته بعد أن تغيرت عن أصلها أو تخللت حتى أصبحت لا تسكر فإنها أصبحت طاهرة يجوز استعمالها. وأما إن خالطه المسكر وهو على حال من الإسكار فإنه يعتبر نجسا لا يجوز استعماله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كل مسكر حرام وما أسكر كثيره فقليله حرام. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وعلى هذا فإن كانت نسبة الكحول المذكورة خالطت الخل أو غيره وهي على حالها من الإسكار فهو نجس وكذلك ما خالطه نجس حرام الاستعمال. وأما إن كانت مخالطته بعد التغير فهو طاهر حلال الاستعمال. ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتويين التالية أرقامهما: 48744، 45364.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شعبان 1425(17/213)
حكم اللحوم المستوردة من دول غير مسلمة
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي يخص أكل اللحوم المجمدة المستوردة من مختلف دول غير مسلمة عبر العالم.
والإشكال يلخص في مايلي:
1. كون كتابة < لحم حلال > على الكرتون لا تضمن هذا الحال خاصة وأن الاستيراد مفتوح لكل التجار الخواص والتجربة في بلادنا تظهر بأن قليلاً منهم من يراعي الحدود الشرعية.
2. من بين الدول المصدرة: الأرجنتين ودول من أمريكا الجنوبية، فرنسا ودول من أوربا الشرقية، أسترا ليا ونيو زيلندا، ولا يخفى عليكم أن معظم هذه الدول لائكية النظام رسميا أو شيوعية سابقا، ولقد نشر أحد الباحثين في الثمانينات في إطار إتمام تأسيس أركان الاتحاد الأوربي بأن عدد المسيحيين في فرنسا آنذاك 11% وهذا يوحي بأن فرنسا ليست بلاد أهل الكتاب.....
3. نجهل تماما كيفية الذكاة ومن يقوم بها كما لايمكن للفرد أن يتحقق من صحة أي معلومة تخص اللحوم المجمدة المستوردة.
سيدي المحترم، هذه هي شكوكي فأرجو أن تفيدوني على ضوء هذه المعطيات في تحليل أو تحريم أكل اللحوم المجمدة المستوردة وبيعها.
داعين لكم الله بالتوفيق والقبول]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذبيحة إذا ذكيت ذكاة شرعية حلَّ أكلها إن كان الذابح مسلماً أو كتابياً: يهوديا أو نصرانياً، بخلاف ما إذا كان وثنيا أو ملحداً أو لائكياً أو مجوسياً أو مرتداً عن الإسلام، فلا تحل ذبيحته، قال ابن رشد: فأما أهل الكتاب فالعلماء مجمعون على جواز ذبائحهم؛ لقوله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ {المائدة: من الآية5} .
ويشترط في ذكاة الكتابي أو المسلم أن يتم ذبحها على الطريقة الإسلامية، فإن خنقت أو صعقت أو ضربت بمسدس في الرأس ونحو ذلك فهي ميتة.
والدول التي تأتي منها اللحوم إذا كانت أهل كتاب فإن اللحوم التي تأتي منها مباحة؛ إلا أن يُظن أنها ذكيت بطريقة غير شرعية، وإن كان يغلب عليها اللائكيون أو المجوس ونحوهم فإن اللحوم التي ترد منها ميتة؛ إلا أن يعلم أنها ذكيت بطريقة شرعية وتولى الذبح لها مسلمون أو كتابيون.
واعلم أن كتابة عبارة: لحم حلال، أو مذبوح بالطريقة الإسلامية لا تدل على شيء، لأنها قد تكتب على الأطعمة الموجهة إلى البلاد الإسلامية بغية الترويج لها، والأحوط للمسلم أن يقتصر في مثل هذه الحالات على الأسماك واللحوم البحرية أو المواد النباتية ونحو ذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. رواه الترمذي والنسائي وأحمد والحاكم.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 2437.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شعبان 1425(17/214)
حكم أكل ما طبخ بخمر
[السُّؤَالُ]
ـ[عندما يقوم شخص بالطبخ كالشواء (شواء اللحم) يقوم الطباخ في بعض البلدان بوضع نوع من الخمريسمى واين على اللحم وذلك لإعطائه نكهة مميزة.هل يجوز للمسلم تناول هذا اللحم وخاصة أن البعض يقول إن الخمر يتبخر من اللحم أثناء الشواء. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيحرم على المسلم تناول الخمر شرباً أو أكلا، أو على أي وجه من الوجوه، قليلها وكثيرها، خالصة أو ممزوجة مع غيرها. يقول الإمام الذهبي في الكبائر: الخمر ما خامر العقل، أي غطاه سواء كان رطباً أو يابساً أو مأكولا أو مشروباً. وأجمع المسلمون على تحريم الخمر وإن قل بدون تقييد التحريم بالإسكار. يقول ابن حزم: كل شي أسكر كثيره أحداً من الناس، فالنقطة منه فما فوقها إلى أكثر المقادير خمر.. حرام ملكه وبيعه وشربه واستعماله على كل أحد. المحلى 478/7. وذكر الجصاص في أحكام القرآن: أن الأشياء المحرمة إذا خالطت الحلال حرم الحلال، وذكر منها الخمر إذا خالطت الماء. وقال ابن قدامة في المغني: وإن ثرد في الخمر أو اصطبغ (ائتدم به) أو طبخ به لحماً فأكل مرقته فعليه الحد، لأن عين الخمر موجودة. وجاء في رد المحتار لابن عابدين: ولا يجوز بيعها (الخمر) ، ويحد شاربها وإن لم يسكر منها، ويحد شارب غيرها إن أسكر، ولا يؤثر فيها الطبخ (أي في زوال الحرمة عنها) . إلا أنه لا يحد فيه مالم يسكر منه. انتهى، ويعلل ذلك أن الخمر حرمت لعينها فلا يؤثر فيها الطبخ. وخلاصة المسألة: أن الحرمة باقية في الخمر وإن اختلطت بغيرها ما لم تكن قد عولجت قبل الخلط معالجة لا يبقى معها أي وجود لأي جزء من أجزاء الخمر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شعبان 1425(17/215)
حكم استعمال الإنفحة الحيوانية والنباتية
[السُّؤَالُ]
ـ[الأنفحة النباتية والحيوانية وضوابط استخدامها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأنفحة إذا كانت من حيوان مباح مذكى، فهي طاهرة مأكولة، وإن كانت من خنزير فإنها لا تؤكل، وإن كانت من ميتة غير خنزير فإنها لا تؤكل عند جمهور أهل العلم، وعن الأحناف إباحة أكلها، وراجع في ذلك فتوانا رقم: 51299.
وأما الأنفحة النباتية، فإن كانت قد خلطت بما لو شرب لأسكر فهي حرام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل مسكر خمر، وكل خمر حرام. متفق عليه، وإن لم يكن في تركيبتها ما هو مسكر، فلا حرج في استعمالها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شعبان 1425(17/216)
حكم أكل ما بداخل رأس الذبيحة
[السُّؤَالُ]
ـ[بداية أقدم شكري وتقديري لكم أيها الأخوة على هذا الموقع المتميز، وإني أحبكم في الله، وأسأل الله أن يجمعنا وإياكم في مستقر رحمته وفي الفردوس الأعلى، سؤالي هو: ما حكم تكسير وأكل رأس الذبيحة وأكل ما بداخله (المخ) ؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تكسير رأس المذكى ذكاة شرعية من مأكول اللحم وأكل ما بداخله جائز لعدم وجود دليل على عدم جوازه، ويدل لجوازه قول خليل في المختصر: المباح طعام طاهر.
وقد ذكر في كلامه على الأعيان الطاهرة أن جميع أجزاء المذكى المباح طاهرة، فقال: وما ذكي وجزؤه إلا محرم الأكل.
وقال ابن عرفة: مذكى المأكول طاهر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 رجب 1425(17/217)
ما يباح أكله من اللحوم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو الحلال من أكل اللحوم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما يباح أكله من اللحم هو ما ذكي ذكاة شرعية من الحيوانات المأكولة اللحم، وكذلك يباح أكل السمك والجراد بدون ذكاة، فقد روى أصحاب السنن عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أحلت لنا ميتتان: الحوت والجراد. وصححه الألباني.
والذكاة الشرعية هي ذبح أو نحر المسلم -رجلا كان أو امرأة أو صبياً مميزا- لحيوان مأكول اللحم، وكذلك الكتابي (اليهودي أو النصراني) ، قال العلامة خليل في المختصر -وهو مالكي المذهب- معرفاً للذكاة: الذكاة قطع مميز يناكح تمام الحلقوم والودجين.
وأما ما ذبحه غير المسلم أو الكتابي فلا يجوز أكله، وكذلك ما صعق بالكهرباء أو بغيره أو ما خنق ... ولو فعل ذلك من قبل مسلم أو كتابي، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 10524، والفتوى رقم: 2437.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رجب 1425(17/218)
حكم تحريك الطعام للحيوان بالقدم
[السُّؤَالُ]
ـ[هل دفع الطعام بالقدم حرام حيث تعيش في منزلي قطة قد أطعمها بعض البيض وأحركه لها بقدمي]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تحريك الطعام بالقدم فيه امتهان له وعدم احترام له ولا سيما إذا كان محركا على الأرض، وقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 19105 أن امتهان الطعام حرام.
وبناء عليه فإن علينا جميعاً أن نحذر من التبذير المؤدي إلى بقاء فضلات الطعام، وإذا أردنا إطعام القطط فليوضع الطعام في إناء ويحرك باليد أو بآلة نظيفة طاهرة.
وقد ذكر النفرواي المالكي في شرح الرسالة أنه يجب غسل اليد عند الأكل إذا كان بها قذر، وعلل ذلك بما في امتهان الطعام عند تناوله باليد القذرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 رجب 1425(17/219)
حكم الأكل من ذبيحة تارك الصلاة
[السُّؤَالُ]
ـ[أجبتم فضيلتكم على سؤال حول حكم أكل ذبيحة من يسب الدين أو يترك الصلاة بما هو معناه أنه من كان هذا هو حالهم أنهم كفار فهل إذاعلمنا أن أحد الناس بعينه لا يصلي ويقوم هو نفسه بالذبح في الأفراح بقريتنا فهل لا نأكل من هذه الذبيحة؟ وإذا كان كذلك ألسنا حكمنا عليه بعينه بالكفر أم ماذا؟ نرجو توضيح هذه المسالة بشيء من التفصيل لما نحن فيه من حرج شديد وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحكم إجمالا في هذه المسألة على ما قرأت في تلك الفتوى، ولكن قد يختلف الأمر بعض الشيء عند التفصيل في حق المعين، فمن سب الدين قاصدا مختارا فلا عذر له في ذلك، فهو كافر لا يحل أكل ذبيحته، ولا يتصور أن يقع المسلم في هذا الفعل بنوع من الجهل، لكن قد يقع فيه مكرها، كما هو الحال في قصة عمار بن ياسر رضي الله عنهما، والذي أنزل الله فيه قوله سبحانه: [مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ] (النحل: 106) .
وأما ترك الصلاة فيغلب في كثير من بلاد المسلمين ترك المسلم لها تكاسلا، وقد اختلف أهل العلم فيمن تركها تكاسلا، فذهب الجمهور إلى أنه لا يكفر، وذهب الإمام أحمد في المشهور عنه إلى أنه يكفر، وغالبا ما يترك الصلاة من يتركها وهو يعتقد عدم كفر تاركها بناء على ما هو مشهور من الفتوى بمذهب الجمهور في أكثر بلاد العالم الإسلامي، ومن هنا ينبغي التريث في أمره وعدم تكفيره أو تحريم أكل ذبيحته لوجود الشبهة، ومن ترك الأكل من ذبيحته احتياطا فقد أحسن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الثانية 1425(17/220)
حكم أكل لحم الفيل
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو قولكم في أكل لحم الفيل؟
أفيدونا وجزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن أكل لحم الفيل حرام، وذهب المالكية ومن وافقهم إلى أنه مكروه، وذلك لاختلافهم في مدلول النهي الوارد في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم ومالك عن أبي ثعلبة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطيور. فحمله الجمهور على التحريم، وحمله المالكية على الكراهة.
قال العلامة خليل المالكي في مختصره: والمكروه: سبع، وضبع، وثعلب، وذيب، وهر ... وفيل ... قال شراحه: كره الحسن وغيره أكل الفيل لأنه ذو ناب، وهم للأسد أشد كراهة. ويجوز الانتفاع بعظمه وجسده ونابه إذا ذكي.
ولمزيد من الفائدة، نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 5961.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الثانية 1425(17/221)
حكم أكل الجبن المضاف إليه الإنفحة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أكل الجبن المضاف له مادة الإنفحة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالإنفحة إذا كانت من حيوان مأكول اللحم مذكى، فإنها تكون طاهرة ومأكولة، قال محمد بن شهاب الدين الرملي: والإنفحة طاهرة، وهي لبن في جوف نحو سخلة في جلدة تسمى إنفحة أيضاً إن كانت من مذكاة ...
وعليه، فلا مانع من أكل الجبن إذا أضيفت إليه هذه المادة. وأما لو كانت من نحو خنزير أو ميتة مما نهى الله عنه، فإنه لا يجوز أكل الجبن إذا أضيفت إليه، لأنها حينئذ تكون نجسة، وقال الأحناف: إن إنفحة الميتة طاهرة، ففي أحكام القرآن للجصاص: لبن الميتة وإنفحتها طاهران لا يلحقهما حكم النجاسة. وقال أبو يوسف ومحمد والثوري: يكره اللبن لأنه في وعاء نجس، وكذلك الإنفحة إذا كانت مائعة، فإن كانت جامدة فلا بأس ...
والراجح ما عليه الجمهور من نجاسة إنفحة الميتة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الثانية 1425(17/222)
شحم الخنزير كلحمه في الحرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[إخواني في مركز الفتوى. عندي سؤال مستعجل وأتمنى الرد علي عن قريب.
أقيم في أوروبا وأشتغل صانعة حلويات، إلا أن الكثير من الحلويات تعمل عجائنها من شحمة الخنزير، وهذا لا يمكنني تغييره، لأن هناك من يصنع هذه العجائن وأنا فقط أستخدمها. فهل هذا حرام؟ علما بأني أريد الذهاب إلى الحج إن شاء الله من مرتبي الذي أتقاضاه.
أرجو الرد علي بسرعة.
جزاكم الله خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلحم الخنزير وشحمه من الحرام المجمع عليه. قال تعالى: قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ [سورةالأنعام: 145] . وقال: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِي رِ [سورة المائدة: 3] . ومثل لحمه في التحريم شحمه.
وعليه؛ فإن المهنة التي تقومين بها لا تجوز ما دامت لا تنفك عن شحم الخنزير، فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله فورا بالإقلاع عما كنت تمارسينه، وبالندم على ما مضى منه، والعزم أن لا تعودي إليه. ومن تمام توبتك أن تتخلصي مما جمعت من المال الحرام، بأن تصرفي ذلك في المصالح العامة للمسلمين، أو تعطيه للفقراء والمحتاجين بنية التخلص منه، ولك من هذا المال فقط أصله المباح إن كان له أصل مباح. قال تعالى: وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُ ونَ [سورة البقرة: 279] . وإن لم يكن فيه أصل مباح فتخلصي من جميعه.
وإن كان المرتب الذي ذكرت هو من هذه المهنة فلا يجوز أن تحجي منه، بل الواجب أن تصرفيه على النحو الذي بينا، وتبحثي عن مال طيب تحجين منه، فإن لم تجديه سقط عنك الحج إلى أن تجدي وسيلة لأدائه.
واعلمي أنك لو حججت من هذا المال الحرام كان حجك صحيحا عند جمهور العلماء، ولكنك آثمة به. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 41599.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الثانية 1425(17/223)
حكم أكل (الضربون) و (الظربان)
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أكل الضربان؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان مقصود السائل هو السؤال عن أكل الحيوان الذي يسمى في الفصحى ضربون، وفي بعض اللهجات ضربان، وهو حيوان ذو شوك كالقنفذ الكبير إلا أنه قريب من خلقة الشاة، فإنه مباح أكله كما نقله المواق في شرح المختصر عن ابن القاسم.
ويدل لإباحة أكله أنه غير مفترس ولا خبيث، وإن كان مقصودك الظربان بالظاء المشالة، وهو كما قال صاحب اللسان وصاحب المصباح وابن حجر: دويبة منتنة كثيرة الفسو وهي من أخبث الحشرات. إذا كان هذا هو المقصود عندك فنقول إنه قد ذكر أهل العلم أن ما استخبثه العرب فهو خبيث، وإذا كان خبيثاً فهو محرم، يقول الله: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ [الأعراف:157] ، وقد سبق بيان كلام أهل العلم في الحشرات والخبائث في الفتوى رقم: 23482، والفتوى رقم: 8361.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الأولى 1425(17/224)
مدى صحة ذبائح أهل الكتاب حاليا
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعيش مع زوجي وعيالي في استراليا بحكم دراسة زوجي.
سؤالي: هل الأكل من مطعم ماكدونالدز أو كنتاكي حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد دل الكتاب والسنة على جواز أكل ذبائح أهل الكتاب ـ وهم اليهود والنصارى ـ إذا ذبحوها بالطريقة الشرعية، قال الله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ [سورة المائدة: 5] .
وأما ما أزهقوا روحه بطريقة غير شرعية، كالصعق الكهربائي والخنق ونحوه فلا يحل أكله لأنه ميتة، وقد قال تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ [سورة المائدة: 3] .
والمعلوم عن أهل الكتاب الآن والمنتشر بينهم أنهم لا يذبحون بالطريقة الشرعية بل بالصعق بالكهرباء أو ضرب البهيمة في الرأس بمسدس خاص بذلك.
وإذا كان الأمر كذلك لم يجز لكم أن تأكلوا من مطاعم الماكدونالدز أو مطاعم كنتاكي إلا إذا تحققتم أن اللحم الذي عندهم قد ذبح على الطريقة الشرعية. وانظري الفتوى رقم: 1564 و 2437 و 2542.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 جمادي الأولى 1425(17/225)
حكم جوزة الطيب
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم جوزة الطيب؟ ولكم منا خالص الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
وأما حكم جوزة الطيب، فإنها حرام على الراجح من أقوال أهل العلم، لأنها مسكرة وكل مسكر حرام.
وهو ما أفتى به ابن حجر الهيتمي بناء على تحقيق العلامة ابن دقيق العيد، ولتفاصيل كلامه وأقوال العلماء نحيلك إلى الفتوى رقم: 16440.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 جمادي الأولى 1425(17/226)
اشترى لحما ثم علم أنه ميتة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم أكل أو بيع اللحم الذي تم شراؤه وعرف بعدها أنه غير مذبوح حسب الشريعة الإسلامية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم أن يأكل أو يبيع أو يشتري لحم الحيوان غير المذكى ذكاة شرعية، لأنه ميتة والله تعالى يقول: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ ... [المائدة:3] .
فإذا اشتراه وهو لا يعلم أنه ميتة وعلم بعد ذلك فله الرجوع على من باعه واسترجاع ثمنه، فهذا من أعظم العيوب التي توجب الرد، ولا يجوز له استعماله أو إهداؤه لغيره ولو لم يمكن رده لصاحبه، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 45419.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 جمادي الأولى 1425(17/227)
حكم وجود أصناف متنوعة على موائد إفطار شهر رمضان
[السُّؤَالُ]
ـ[ما رأي الفقهاء في قضية وجود أصناف عديدة من الطعام والشراب على موائد إفطار شهر رمضان على الرغم من عدم إلقاء أي زيادة من الطعام؟ أشكركم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت أصناف الطعام المذكورة في حدود المعقول بحيث تستهلك ولا يبقى منها شيء ليفسد أو يلقى في القمامة..... ولم يكن فيها إسراف ولا مخيلة ولا إجحاف بصاحبها فلا مانع من ذلك، ولا بأس به إن شاء الله تعالى، قال الله تعالى: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ.. [الأعراف:32] ، وجاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة. وفي رواية الترمذي وأحمد:.... إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده.
أما إذا كان ذلك بإسراف وزيادة عن حاجة المستهلكين، أو كان يجحف بالشخص ويثقل ميزانيته أو يؤدي به إلى حمل الدَيْن أو ما أشبه ذلك فينبغي له أن يقتصر على حد الكفاف، فقد قال الله عز وجل: وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف:31] ، وقال الله تعالى: لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا [الطلاق:7] ، ويستوي في ذلك رمضان وغيره؛ إلا أنه ينبغي للمسلم أن يوسع على أهله في الأوقات الفاضلة والأعياد، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 12649.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 جمادي الأولى 1425(17/228)
حكم طبخ الحلزون حيا
[السُّؤَالُ]
ـ[إننا نأكل الحلزون ويتم طبخه بإلقائه حيا في الماء وهو يغلي، مع العلم بأننا لا نستطيع ذبحه فهل يجوز أكله أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في أكل الحلزون فاباحه المالكية وحرمه غيرهم، وعند من يقول بإباحة أكله فلا مانع من تذكيته، بأي طريقة يموت بها موتاً معجلاً، ومنها الطريقة التي تتبعونها أنتم، وراجع في هذا الفتوى رقم: 8361.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ربيع الثاني 1425(17/229)
حكم أكل الدجاج المقتول بالصعق
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت قبل مدة في دورة تدريبية لمدة أسبوعين في بلد أجنبي كان معي محرم، ولكن في البداية كنت آكل فقط الدجاج والخضار والفاكهة لعدم توفر غيره، وفي آخر أربعة أيام علمت أن الدجاج مذبوح بالصعق، ولعدم توفر غيره ولحاجتي الطبية له وذلك لاصابتي بهبوط في الضغط والسكر استمررت بالأكل منه ما حكم أكلي للدجاج؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كان الواجب على السائل أن يمسك عن الأكل من هذا الدجاج المصعوق فور علمه بذلك لأنه ميتة وقد قال الله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ [المائدة:3] ، وكونه مصاباً بمرض السكري وهبوط الدم لا يجيز له أكل هذا اللحم وقد سألنا الأطباء عن ذلك فقالوا: لا ضرر عليه في ترك أكل لحم الدجاج مدة أسبوعين أو أكثر ولو ترك أكل اللحم بالكلية في هذه المدينة لم يكن في ذلك ضرر عليه.
وعليه فإن كان أكلك لهذا اللحم خوف الضرر بناء على تعليمات الطبيب الثقة فنرجو أنه لا إثم عليك، وإن كنت أكلت من هذا اللحم خوف الضرر من غير إشارة الطبيب فعليك التوبة إلى الله عز وجل والاستغفار فإن من تاب إلى الله تاب الله عليه وتقدير الضرر من عدمه راجع إلى أهل الاختصاص وهم الأطباء هنا وليس للمريض.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ربيع الثاني 1425(17/230)
أكل الطعام بدوده مرجعه لاجتهادات الفقهاء
[السُّؤَالُ]
ـ[يكاد يجمع العلماء في القديم والحديث على جواز أكل الطعام بدوده وسوسه ويعللون ذلك بمشقة الاحتراز فهل في المسألة نص أوأثر أم هو محض اجتهاد ثم ماهو معيار المشقة المعتبرة وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا أن أصدرنا فتوى في حكم التمر الذي فيه سوس، وبينا أقوال العلماء في ذلك، وهي برقم: 44269، و 42895، ومنها يتضح أنه لا إجماع في المسألة.
ولا نعلم في المسألة نصا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ وإنما هي آراء واجتهادات للفقهاء رحمهم الله تعالى، وأخذوها من قواعد عامة مثل: رفع الحرج عن هذه الأمة، وكون المشقة تجلب التيسير.
وأما المشقة المعتبرة فإنها راجعة للعرف، فما شهد العرف بأن فيه مشقة وحرجا فهو مشقة معتبرة، وما شهد العرف أنها مشقة يسيرة فهي غير معتبرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الثاني 1425(17/231)
الأطعمة المصنوعة من مواد طاهرة حلال
[السُّؤَالُ]
ـ[مسلمة مقيمة ببلاد الغرب تسأل عن حكم spirit vinegar الموجود ببعض المأكولات الجاهزة مثل المايونيز والكاتشب ketchup؟ وجزاكم الله عنا كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا لا نعلم شيئاً عن تركيب المواد المذكورة وما صنعت منه، ولكن القاعدة الشرعية العامة أن الأطعمة والأشربة إذا كانت مصنوعة من مواد طاهرة سواء كانت حيوانية أو نباتية أو غيرها فهي حلال للأدلة العامة من الكتاب والسنة، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ [البقرة:168] ، وقوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [البقرة:29] .
وإما إن كانت مصنوعة من مواد محرمة أو نجسة أو دخلت في تركيبها فإنها حرام لا يجوز استعمالها، وإن كان مشكوكاً فيها فلا مانع من استعمالها ما لم يصل ذلك إلى اليقين أو الظن الغالب لأن الطعام لا يطرح بالشك كما قال بعض أهل العلم، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 13479.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ربيع الأول 1425(17/232)
المشتق من المخدرات حرام ما دام مسكرا
[السُّؤَالُ]
ـ[هل جميع أحكام المخدرات تنطبق على مشتقاتها خاصة وأن من مشتقات المخدرات ما يكون في بعض المشروبات كالقهوة والمشروبات الغازية. جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمخدرات مسكرة فهي حرام، أما ما اشتق من المخدرات فإن كان لا يزال مسكراً فهو حرام أيضاً ولو كان الإسكار لا يحصل الإ بشرب الكثير منه، لأن ما أسكر كثيره فقليله حرام، أما إذا كان هذا المشتق قد زال عنه وصف الإسكار فإنه لا بأس في تعاطيه، لأن الوصف الذي تعلق الحكم به قد زال، ومنه تعرف حكم المشروبات والأطعمة التي دخل في تركيبها شيى من مشتقات المخدرات وراجع أيضاً الفتاوى التالية: 35836، 35451، 17866، 10256.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ربيع الأول 1425(17/233)
لا بأس بأكل الحنظل والروبيان
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أكل الروبيان، وما يسمى بالحنظل؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي نعرفه أن الروبيان هو حيوان بحري صغير، وعليه فلا بأس بأكله لأنه داخل في صيد البحر الذي أحله الشرع، وقد تقدمت التفاصيل في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 15113، 8959، 5215، 1961.
أما عن الحنظل فالذي نعرفه عنه أنه عبارة عن نبات مر، كما هو معلوم من كتب اللغة، ومع هذا فلا بأس في الأكل من هذا النبات ما لم يحصل من ذلك ضرر، وإذا كان السائل يقصد بالروبيان أو الحنظل شيئاً غير الذي فهمناه فليبين لنا مراده.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ربيع الأول 1425(17/234)
التوفيق بين حديث \"إهالة سنخة\" وحديث \"كله مالم ينتن\"
[السُّؤَالُ]
ـ[أخرج مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رميت بسهمك فغاب ثلاثة أيام وأدركته فكله ما لم ينتن فهنا نهى عن أكل المنتن، وفي المقابل ذلك ثبت أنه صلى الله عليه وسلم أجاب يهودياً إلى إهالة سنخة فكيف ينهى عن أكل المنتن ثم يأكله؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي مسند أحمد عن أنس أن يهودياً دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه.
وفي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة وينقلون التراب على متونهم وهم يقولون:
... ... ... نحن الذين بايعوا محمدا على الإسلام ما بقينا أبدا
قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يجيبهم:
... ... ... اللهم إنه لا خير إلا خير الآخره فبارك في الأنصار والمهاجرة
قال يؤتون بملء كفي من الشعير فيصنع لهم بإهالة سنخة توضع بين يدي القوم، والقوم جياع وهي بشعه في الحلق، ولها ريح منتن.
وفي صحيح مسلم عن أبي ثعلبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا رميت بسهمك فغاب عنك فأدركته فكله ما لم ينتن.
قال الحافظ في الفتح: إهالة "بكسر الهمزة وتخفيف الهاء: الدهن الذي يؤتدم به سواء كان زيتا أو سمنا أو شحما وسنخة أي تغير طعمها ولونها من قِدمها، ولهذا وصفها، في الحديث الثاني بكونها بشعة.
فظاهر الحديثين الأولين يعارض الحديث الثالث في حالة أن يعلم كون الإهالة المتغيرة كانت من الشحم، ويكون الجمع بينهما وبينه هو أنهما يحملان على جواز أكل الإهالة السنخة المستخرجة من الشحم.
ويحمل الحديث الثالث على كراهة أكلها إذا أنتنت ما لم تصل إلى حالة يقع بأكلها الضرر فيحرم، ولذلك قال العراقي في طرح التثريب عند شرح حديث جابر قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مائة راكب أميرنا أبو عبيدة بن الجراح، فأقمنا على الساحل حتى فني زادنا حتى أكلنا الخبط، ثم إن البحر ألقى دابة يقال لها العنبر فأكلنا منه نصف شهر.... وفي رواية لمسلم: فأقمنا عليه شهراً.
قال العراقي في طرح التثريب: قال أبو العباس القرطبي إن قيل كيف جاز لهم أن يأكلوا من هذه الميتة إلى شهر، ومعلوم أن اللحم إذا أقام هذه المدة بل أقل منها أنه ينتن ويشتد نتنه فلا يحل الإقدام عليه، كما قال في الصيد (كله ما لم ينتن) فالجواب: أن يقال لعل ذلك لم ينته نتنه إلى حال يخاف منه الضرر، لبرودة الموضع أو يقال إنهم أكلوه طرياً ثم ملحوه، وقددوة قلت - العراقي - الصحيح عند أصحابنا كراهة أكل المنتن دون تحريمه إلا أن يخاف منه الضرر خوفا معتمدا ً. انتهى.
والله أعلم. ...
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الأول 1425(17/235)
اللحم الحلال وغير الحلال
[السُّؤَالُ]
ـ[شيخنا الفاضل/ لقد تقدمت إلى حضرتكم بالاستفسار عن أكل اللحم الغير حلال في بريطانيا الأسبوع الماضي ولكنني مازالت الرؤيا عندي غير واضحة بالنسبة لهذا الموضوع حيث لم تكن هناك إجابة واضحة لحالتي مع مراعاتي لجميع ما تفضلتم به ولكنني لم ألتمس لنفسي فتوى.
سؤالي مرة أخرى هو/ هل يحق لي أنا وزوجتي (زوجتي حامل وتعاني من فقر الدم) أكل اللحم الغير حلال (مع العلم بأننا نجهل تماما طريقة الذبح حيث لا توجد أي دلائل مكتوبة على القطعة المراد شراؤها) بالرغم من وجود مكان يدّعي وجود اللحم الحلال عنده ولكن بعض الأصدقاء الذين تعاملوا معه قالوا بأن لحومه أحيانا تكون فاسدة ويبيع لحوم مجمدة فقط وأسعاره تقريبا مضاعفة تماما للسوق لأنه هو المحل الوحيد الذي يوجد عنده الحلال. أود أن أضيف أيضا بأنني وجدت إعلانا عبر الإنترنت عن وجود مكان بنفس المدينة لبيع اللحم الحلال، ملاحظة1:اللحوم يؤمنها حسب الطلب من مدينة أخرى لأنه ليس لديه مكان للتخزين فبالتالي احتمالية أن تفسد اللحمة وهي في طريقها إلينا واردة جدا لأن المكان الذي يؤمن منه اللحوم يبعد عن المدينة التي أقيم فيها 1.30 على الأقل ومع هذا فأسعاره أيضا شبه مضاعفة) ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى المرء أن يتحرى في طعامه الحلال الطيب، وأن يتجنب الخبيث المحرم، فقد قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً] (المؤمنون: 51) .
وقال صلى الله عليه وسلم: أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين. رواه مسلم.
وقال تعالى: [كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ] (البقرة: 57) . وقال: [وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ] (الأنعام: 121) . والأصل في الذبائح الحرمة، قال ابن القيم: الأصل في الذبائح التحريم. اهـ.
وقد أجمع العلماء على أن ذبائح أهل الكتاب حلال إذا تمت الذكاة بقطع الحلقوم والودجين، لقوله تعالى: [وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ] (المائدة: 5) . وبهذا الدليل على الحل يُعدل عن أصل التحريم، لكن يجب التأكد من كون الذابح كتابيا، ومن كون الموت لم يتم بسبب الصعق والخنق، بل يتم بسبب قطع الحلقوم والودجين، وذلك لكثرة اختلاط الحرام بالحلال في هذه الأيام، وبناء على هذا، فإنه يجب عليكم معرفة المصدر الذي قام بذبح اللحوم المذكورة، والتي لا يوجد عليها من الكتابة ما يدل على طريقة ذبحها، فإن كان القائمون عليها من المسلمين أو من أهل الكتاب فهي حلال، إلا إذا غلب على ظنكم أنها تذبح على غير الطريقة الشرعية كالصعق ونحوه، وراجع في هذا الفتاوى التالية أرقامها: 35599، 30308، 28914، لكننا بالنظر في الواقع وجدنا أن أكثر القائمين على أماكن ذبح هذه الحيوانات أكثرهم ليسوا من أهل الكتاب ولا من المسلمين، وفي هذه الحالة يكون الأصل في هذه الذبائح المنع، وقد بينا ذلك وما يتصل به من أحكام في الفتوى رقم: 2437.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الأول 1425(17/236)
حكم أكل الحلوى المخلوطة بالكحول
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد قمت بإرسال قالب حلوى إلى أهلي ولم أعرف أنه فيه كحول وعرف بذلك صديقي الذي أرسلت معه الحلوى السؤال: ماذا يعملوا أهلي في هذا مع العلم أن نسبة الكحول لا تتعدى سوى 0,01 g / 100 مع الشكر الجزيل لكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الكحول المضاف إلى الحلوى باقيا على حاله عند إضافته فلا يجوز أكل هذه الحلوى، لأن الكحول المسكر ينجسها عند إضافته إليها، أما إذا كان الكحول المضاف قد تحول إلى عين أخرى غير مسكرة قبل أن يضاف إلى الحلوى فلا مانع من أكل هذه الحلوى، ويجب تنبيه الأهل إلى ذلك قبل أن يتناولوها، وراجع في هذا الفتوى رقم: 13479، ورقم: 35836.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ربيع الأول 1425(17/237)
(ذبح على الطريقة الإسلامية) هل يعتبر ضابطا لحل الذبائح
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب مقيم في انكلترا. س/ ماحكم أكل المنتوجات التي تكون بنكهات اللحم أو الدجاج مثل: مكعبات ماجي - جميع أنواع وأصناف الشوربات - وغيرها من المنتوجات غير المكتوب عليها حلال؟ هل يجب لمثل هذه المنتوجات أن يكون مكتوب عليها حلال أم لا؟ مع العلم بأنه من الصعب جدا تأمين منتوجات بنكهات اللحم أو الدجاج المكتوب عليها حلال أو شبه معدوم، وبالإضافة إلى ذلك فإنه قد لا يخلو منتج من نكهات اللحم أو الدجاج فما الحل في ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس كتابة كلمة حلال على المنتج أو عدم كتابتها يعد ضابطاً في جواز الأكل من هذا المنتج أو عدم جوازه، وإنما العبرة بما هو الحال في نفس الأمر، فإذا كان الذابح لهذا الدجاج أو الأغنام أو الأبقار أو غيرها من الذبائح مسلماً أو كتابياً والتزم في ذبحه بالضوابط الشرعية فلا حرج في أكل ذبيحته، ولو لم يكتب عليها حلال أو ذبح على الطريقة الإسلامية، وإذا لم ينضبط فلا يجوز الأكل منها ولو كتب عليها حلال أو ذبح على الطريقة الإسلامية، وسبيل معرفة ذلك هو سؤال أهل الخبرة في ذلك، وخاصة المراكز الإسلامية الموجودة في البلد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ربيع الأول 1425(17/238)
حكم أكل الأرنب
[السُّؤَالُ]
ـ[التعامل مع الحيوانات التي تربى في المنزل كالأرانب
هل ملامسة بولها ينقض الوضوء؟
2-هل علي إثم إذا قمت بعلاج أرنب وكان الأمر يحتاج إلى بعض القوة مما سيسبب للحيوان الألم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
3-السؤال بشكل آخر:
نفوق الحيوان أثناء علاجه نتيجه للغشومية-عدم كفايه علمي في تلك الحالة- لأن المتخصص لا يريد علاج الحيوانات بيده لترفعه عن ذلك للأسف؟
4- سؤال أخير:
ذبح حيوان أنثى عشار -تحمل أجنة-عن غير علم مسبق بذلك. فهل أنا آثم وما كفارة ذلك؟
... ... ...
... ... ... ... وفقكم الله تعالى إلى خير العمل
... ... ...
... ... ...]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأرنب من الحيوانات التي يباح أكلها، بدليل ما ثبت في الصحيحين من أكل بعض الصحابة لها، وإهداء جزء منها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبله، قال الإمام النووي: وأكل الأرنب حلال عند مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد والعلماء كافة، إلا ما حُكي عن عبد الله بن عمرو بن العاص وابن أبي ليلى أنهما كرهاها، دليل الجمهور هذا الحديث مع أحاديث مثله، ولم يثبت في النهي عنها شيء. ا. هـ
وما دامت الأرنب من الحيوات المباحة الأكل فإن بولها طاهر على الراجح من أقوال أهل العلم، وراجع الفتوى رقم: 2258.
ولا تأثير لبولها في نقض الوضوء بالنسبة لمن لامسه، ولا حرج عليك فيما يحصل للحيوان من آلام بسبب العلاج، لأنك لم تقصد إلا الإصلاح، ولا يدخل هذا في النهي عن تعذيب الحيوان.
وكذلك لا إثم عليك في حال موت الحيوان أثناء علاجه بدون قصد منك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه، وصححه الشيخ الألباني.
وذبح البهيمة في حال وجود جنين في بطنها مباح، وتفصيل هذا في الفتوى رقم: 29829.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ربيع الأول 1425(17/239)
حكم أكل الجراد
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أكل الجراد، وإذا كان يجوز فكيف يكون تحليله؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز أكل الجراد ولو كان ميتاً، وهو حلال كما ورد في السنة النبوية، فقد روى أحمد وغيره قوله صلى الله عليه وسلم: أحلت لنا ميتتان ودمان، أما الميتتان فالسمك والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال.
وذكاته هو ما يموت به، ولا يحتاج إلى ذكاة خاصة لأن ميتته طاهرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ربيع الأول 1425(17/240)
حكم الجبن المصنوع بإنفحة الخنزير
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز اكل جبن مصنوع من إنفحة مستخلصة من معدة خنزير؟
ارجوا الافادة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز أكل أو استعمال الأجبان المستخلصة مما خلط من أي جزء من أجزاء الخنزير، لأنه رجس نجس، وبالتالي فهو حرام.
قال تعالى: [قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ] (الأنعام: 145) .
والله أعلم ... ... ... ... ...
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ربيع الأول 1425(17/241)
حكم إهداء الطعام المحتوي على كحول لغير المسلم
[السُّؤَالُ]
ـ[إخوتي الأعزاء لدي هذا السؤال فأرجو الإجابة عليه بإذن الله، سؤالي: أنا أعيش في دولة أوروبية ولدي أصدقاء عرب، في أثناء زياراتهم لي يجلبون الحلويات والشكولاته، ولكن غالباً ما يكون بها الكحول، فسؤالي هو: هل أستطيع أن أهدي هذه الحلويات إلى الأصدقاء الأجانب أم ماذا أفعل بها؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الكحول المستخدم في هذه الحلويات قد استحال إلى عين أخرى قبل خلطه بالحلوى، فلا مانع من أكلها وإهدائها، أما إذا كان باقياً على صفته الأصلية عند خلطه بها فلا يجوز أكلها لاحتوائها على الخمر المسكرة النجسة، كما لا يجوز إهداؤها للغير لذلك أيضاً، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 35836، 13479، 36097.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ربيع الأول 1425(17/242)
لا تشترط التذكية في الأسماك
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب مقيم في الصين حيث لا توجد أية ديانة سماوية
وأنا أشتري السمك الطازج من المحلات وعندما يبدؤون بعملية تنظيفه يكون مازال حيا ويقومون بضربه على الرأس وفتح بطنه ويقطعون الرأس ويسيل الدم وهو حي فهل يجب علي التسمية قبل التنظيف
وإذا كان كذلك فهل يجب أن يكون فقط من قبل مسلم
أفيدوني جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأسماك لا تشترط فيها الذكاة ولا تجب التسمية عليها، لأن الله أباح ميتة البحر، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الوضوء بماء البحر فقال: نعم هو الطهور ماؤه الحل ميتته. رواه مالك وأصحاب السنن والإمام أحمد والحاكم، وصححه ووافقه الذهبي والألباني والأرناؤط.
وعليه؛ فيجوز أكل السمك وإن كان من صاده كافراً لا تحل ذبيحته، ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 40940 والفتوى رقم: 18077، والفتوى رقم: 39786.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 صفر 1425(17/243)
دهن الخنزير حرام كلحمه
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو: إني أعيش في سويسرا، وسمعت مؤخرا أن هنالك العديد من المأكولات يدخل في تصنيعها منتجات الخنزير دون ذكر ذلك في الوصفة الخاصة بها. ولكن تذكر على طريق حروف مثل E.000 أي حرف الـ ُُُE ويتبعه رقم ثلاثي. وهذا يعني أنه منتج مصنع من الخنزير أو بالأخص دهنه. وعند النظر في الكثير من المنتجات المتواجدة في الدول الأوروبية وأيضا هناك العديد من الدول العربية يوجد بها نفس الشيء وتؤكل دون معرفة محتوى المنتج. السؤال هو هل دهن الخنزير حرام. وخاصة أن التحريم جاء في اللحم وليس الدهن؟ وإذا كان ذلك نعم فكيف يمكن أن نتعامل مع هذه الأمور وخاصة أنه أمر جديد ويمكن إدخال مثل هذه المنتجات داخل الدول العربية والإسلامية دون معرفة محتواها.
وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكل شيء في الخنزير حرام بما في ذلك دهنه، وقد تقدم تفصيل ذلك في الفتاوى التالية: 31415 / 43137 / 6640.
والآية إنما ذكرت اللحم لأنه المقصود الأول من الأكل، ولأنه أغلب ما يوجد في الخنزير.
وأما ما يتعلق بوجود هذه المنتجات في الدول الإسلامية فإذا كان الأمر كما تقول من أن هذه العلامات تعني وجود شحم الخنزير في هذا المنتج، فإنه يجب عليك أن تراسل أصحاب الاختصاص لأجل الحذر والتحذير من ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 صفر 1425(17/244)
حكم إطعام الطيور قسرا
[السُّؤَالُ]
ـ[نحن في قرية ريفية وعندنا عادة لا أعلم أهي حسنة أم سيئة وهي أننا نربي طيوراً في بيوتنا وتقوم النساء بإطعام الطيور غصبا كأن تمسك الطائر وتلقمه الطعام إجباراً كي نأكل منه لحماً كثيراً وهو ما نسميه عندنا أو يعرف في الريف عامة بـ (التظغيط) فهل هذا العمل حسن أم قبيح؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم بأساً في تربية الطيور لأجل اللحم وإطعامها لأجل ذلك، وتسمينها بالوسائل التي ليس فيها تعذيب لا بأس به، وقد قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً [البقرة:29] ، ولكن إذا كان إطعام الطائر إجباراً يؤدي إلى تعذيبه وإجهاده ويشق ذلك عليه منع من ذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة. رواه أحمد وأبو داود.
وإذا كانت هذه الطيور من ذوات المخالب كالصقر والبازي والشاهين والنسر لم يجز أكلها لما رواه مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 صفر 1425(17/245)
حكم العمل في إدارة مطعم يقدم الطعام مخلوطا بالخمر
[السُّؤَالُ]
ـ[أعمل الآن عملا مؤقتا لا يمكنني الاستمرار فيه مدة طويلة وأبحث عن عمل دائم وقد تم عرض عمل علي كمدير مطعم يقدم أكلات مخلوطة بالخمور قبل طبخها ومما فهمته من فتاوى سابقة أنه يجوز لي العمل بها إذا تم طبخها جيدا حتى يتبخر الخمر تماما لكن سؤالي هو ما حكم تعاملي مع الخمور نفسها (شرائها ولمسها) مع العلم بأني أنوي التخلص من هذه الأطباق بأسرع ما يمكن ولكن صاحب المطعم (الغير مسلم) اشترط أن يحدث هذا بهدوء حتى لا تتأثر مبيعات المطعم ومع العلم بأن هذه الوظيفة مهمة لثلاث عائلات عائلتي وعائلات فردين آخرين مسلمين من أقاربي سوف أوفر لهم عملا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمفتى به عندنا عدم وجوب حدِّ شرب الخمر إذا طبخت حتى زالت عينها، وعدم وجوب الحدِّ لا ينفي حرمة الطعام الذي طبخ معه خمر، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 18972، وبناء على ذلك، فإنه يحرم الاستمرار في هذا العمل، كما يحرم التقدم للعمل فيه ابتداء، كما يحرم شراء الخمر ونقلها للدليل المتقدم، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله الخمر وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه. رواه أبو داود، وصححه الألباني، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3871، 36068، 34428.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 صفر 1425(17/246)
حكم إقامة الولائم قبل الحج وبعده
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم تجهيز عشاء للعائلة والأحباب قبل الذهاب، وبعد الرجوع من الحج، حيث إنها أصبحت عادة لمن عزم الذهاب إلى الحج، يقوم بتجهيز عشاء، ويعزم الناس على الأكل، وأمي تصر على هذا وأنا لا أريد خوفاً وحرصا من أن أقع في البدع؟ وجزاكم الله خيراً، على ما أنتم قائمون عليه.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعمل الحاج وليمة لعائلته وأحبابه قبل ذهابه للحج وبعد رجوعه منه شيء حسن وعادة طيبة لأن في ذلك إطعام الطعام وهو مرغب فيه، وفيه دعوة للألفة والمحبة، قال الإمام النووي رحمه الله في المجموع: يستحب النقيعة وهي طعام يعمل لقدوم المسافر ويطلق على ما يعمله المسافر القادم وعلى ما يعمله غيره له.
ولكن ننبه إلى أنه ينبغي ألا يكون في ذلك إسراف أو مشقة وحرج على الحاج.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 صفر 1425(17/247)
حكم الانتفاع بما تبقى من الحيوان المذكى
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز طحن عظام وأمعاء الدجاج أو الحيوانات التي يحل أكلها بعد ذبحها والانتفاع بهذا الخليط لصنع مسحوق مثلا أو أي طعام اخر؟
أفيدونا جزاكم الله عنا كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يوجد في الشرع ما يمنع من استخدام ما ذكر في صنع بعض أنواع المطعومات، لأن الذكاة تطهر الحيوان الذي تفيد فيه الذكاة بجميع أجزائه، لكن يغسل ما تبقى في المذكى من الدم المسفوح.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 6640.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 صفر 1425(17/248)
حكم الأكل من الشجرة المغروسة في مكان عام
[السُّؤَالُ]
ـ[يوجد هنا في مكان عملي - مكان تابع للحكومة - شجرة كبيرة وبها ثمر، لا أعرف من زرعها بالضبط وأغلب الظن أن من زرعها هي الجهة التي قامت بإنشاء المبنى وذلك للظل وإعطاء منظر جميل والجهة هذه هي الحكومة. سؤالي هل يحق لي أن آكل من ثمار هذه الشجرة دون استئذان من أحد؟ فلا أعرف من أستأذن فالمديرة لا علاقة لها بالأمر فلم تقم هي بزراعتها وأعتقد أنها ستسخر مني إذا استأذنت منها وفي نفس الوقت لا أريد أكل حرام!!!]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت هذه الشجرة مغروسة في مكان عام ولا يعرف غارسها، ولم يقم عليها المسؤول عن تلك الدائرة الحكومية، فلا حرج على أحد من الانتفاع بأكل ثمرها، ولكن لا يستأثر به، بل الناس فيه سواء، ولا يترك ثمرها للفساد، لأن الغالب على الظن هو أن الذي غرسها يريد انتفاع الآخرين بها ليحصل له بذلك الأجر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 صفر 1425(17/249)
تناول الطعام من مطعم صاحبه نصراني
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز الأكل من مطعم مع علمي أن مدير المطعم مسيحي
والعمال أي الطاهي والبائع مسلمان]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من الأكل من هذا المطعم ولو كان مديره نصرانياً، لكن يجب التحري في اللحوم التي تُقدم لك، للتأكد من كونها ليست خنزيراً أو مذبوحة على غير الطريقة الشرعية، وهي أن يكون الذبح بقطع الحلقوم والودجين، وبشرط أن يكون المباشر للذبح مسلماً أو كتابياً لم يهل بالذبح لغير الله، وهذا الأمر منتشر في كثير من المطاعم، فكان الواجب الحذر منه مراعاة لإطابة المطعم، وحرصاً على تنفيذ شرع الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 صفر 1425(17/250)
شروط جواز أكل لحوم الحيوانات التي يذبحها الكفار
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم أكل اللحوم المجمدة المستوردة من الخارج؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
يجوز أكل لحوم الحيوانات التي يذبحها الكفار بشروط:
الأول: أن يكون الذابح من جملة أهل الكتاب: اليهود أو النصارى. قال تعالى: [وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ] (المائدة: 5) .
الثاني: أن لا يكون الذابح أهلَّ بذبحه لغير الله، فإن سمى عند ذبحه المسيح أو عزيرا أو غيرهما حرمت ذبيحته. قال تعالى: [حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ] (المائدة: 3) .
الثالث: أن يكون ذبح بطريق الذبح الشرعية، وهي في البقر والغنم والطيور: الذبح بقطع الودجين والحلقوم، وفي الإبل: النحر وهو الطعن عند اللبة.
وبناء على هذا، فإذا كانت اللحوم مستوردة من دول أهل الكتاب: (يهود أو نصارى) ولم يغلب على الظن أنهم يذبحون بطرق غير شرعية، جاز أكل هذه اللحوم، وإن انتفى شيء من ذلك لم يجز أكلها، مع أن الأحوط للمسلم أن لا يأكل من اللحوم المستوردة إلا ما كان نحو السمك، مما لا يحتاج إلى الذكاة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 صفر 1425(17/251)
حكم إتلاف المطعومات التي يشك في نظافتها
[السُّؤَالُ]
ـ[عندى بعض البهارات فى البيت وقبل طحنها قامت إحدى قريباتي بتنظيفها ولكني أعلم أنها لا تهتم كثيرا بنظافة هذه الأشياء ولم أر تلك البهارات بعد نظافتها وهي الآن مطحونة وأنا أشك فيها فهل أستعملها أم أتخلص منها
جزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن لم تكن هذه البهارات على حال يترتب عيه ضرر فلا يجوز إتلافها، روى البخاري ومسلم عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ومنعاً وهات، ووأد البنات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال.
وإن كانت على حال يترتب عليه ضرر فإنها تتلف دفعاً لهذا الضرر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 محرم 1425(17/252)
الأصل في الطعمة الحل
[السُّؤَالُ]
ـ[جزاكم الله ألف خير على هذه الفتاوى التي نحتاج لها كثيرا
سؤالي هو هناك بعض المواد تحتوي على الخل مثل المايونيز ومن الفتاوى التي وجدتها في هذا الموقع علمت أن الخل حرمته مربوطة بالمواد المكونة له لكن عندما نجد الخل موجودا في مواد أخرى فكيف أتمكن من معرفة مكوناته علما بأن هذه المواد يكتب فيها أنها تحتوي على الخل ولا يكتب فيها مكونات الخل نفسه، وهل أمتنع عن تناولها إبتعادا عن الشبهات
أفيدوني جزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيراً ونسأل الله أن نكون عند حسن ظنك، وأما بالنسبة لسؤالك فالأصل في الأطعمة الحل ما لم يعلم يقيناً أو ظناً غالباً أنها قد خالطها محرم، وعلى هذا فما لم تعلمي أو يغلب على ظنك أنه يحتوي على خل محرم من هذه الأطعمة، فهو مباح.
وراجعي للأهمية الفتوى رقم: 28550.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 محرم 1425(17/253)
حكم أكل الدجاج الذي يأكل الميتة
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمي محمد بن عبد الله وعلى آل بيته وصحبه أجمعين أما بعد:
السؤال نتج عن مشاهدة عينية للدجاج يأكل الميتة من بني جنسه. ما حكم هذا الأمر؟ وهل هذا يجعل أكل هذا الدجاج محرما قصرا عليهم على فعلهم بأكل الميتة من بني جنسهم؟. أم أن التحريم سيكون شاملا إن تبين أن هذا الفعل لم يكن محصورا بهذه الحادثة بالذات بل أن من طباع الدجاج ككل نقد الميتة.؟
علما بأنه تبين أن الكثير من الحيوانات (غير اللاحمة) ما طار منها وما مشى على أربع أن الأنثى منه بين الحين والآخر تأكل لحم بني جنسها إما بقتل صغار غيرها أو بقتل أمهم وقد ثبت هذا علميا وعن طريق المراقبة بالكاميرات التلفزيونية وعلل علماء الحيوان بأن جسمهم يحتاج إلى البروتين خصوصا عند مرحلة الإخصاب والحمل ورعاية الصغار. وهذا ما يفسر ببعض الأحيان أكل الحيوانات اللبونة للخلاص من بعد الإنجاب. أفتونا بحكم أكل مثل هذا الدجاج أنار الله بصيرتكم وأثابكم أجمعين.
كتب بتاريخ
الأحد 2/1/1425هـ الموافق 22/2/2004م
... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالميتة نجسة، فإذا أكل الدجاج ميتة الدجاج أو غيره حتى تغير طعم لحمها أو لونه أو ريحه، فهي جلّالة، ويكره أكل لحمها حتى تعلف وتبقى زمنا يطيب فيه لحمها، أما إذا كان أكلها للنجاسة أمرا طارئا ولم يتغير بتناوله لحمها، فلا تعد جلّالة ولا يكره أكلها.
قال شيخ الإسلام زكرياء الأنصاري في شرح المنهاج: وكره جلالة وهي التي تأكل الجلة بفتح الجيم من نعم وغيره كدجاج، أي كره تناول طعمه أو لونه أو ريحه وتبقى الكراهة (إلى أن يطيب لحمها) بعلف أو بدونه (لا بنحو غسل) كطبخ ومن اقتصر كالأصل -أي منهاج النووي- على العلف جرى على الغالب لخبر أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل الجلالة وشرب لبنها حتى تعلف أربعين ليلة. رواه الترمذي وقال حسن صحيح. وإنما لم يجز ذلك لأنه إنما نهى عنه لتغيره وذلك لا يوجب التحريم كلحم المذكى إذا أنتن وتروح، أما طيبه بنحو غسل فلا تزول به الكراهة. اهـ.
ولمزيد فائدة نحيلك على الفتاوى التالية برقم: 8895، ورقم: 9571، ورقم: 28673.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 محرم 1425(17/254)
حكم إتلاف الدجاج غير الصالح
[السُّؤَالُ]
ـ[أملك مزرعة تسمين دواجن، هل إعدام الدجاج غير الصالح وغير المربح حلال أم حرام؟
هل استخدام مسحوق اللحم في العليقة حلال أم حرام؟
هل يستوجب الزكاة أرباح وخسائر الدروة؟
... ... الرجاء الرد الآن وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك إتلاف الدجاج الذي قلت عنه إنه غير مربح أو غير صالح ورميه ولكن ينبغي لك إعطاؤه لمن يمكن أن يستفيد منه، أو ذبحه والانتفاع به كإطعامه بعض الحيوانات ككلب الصيد والحرث، وأما وضعه في ما يسمى بالعليقة لإطعام الدجاج الصالح فلا ننصح به لأنه قد يسبب له ولمن أكله من الناس ضرراً، وفي حالة التأكد من عدم تسببه في ضرر فلا حرج في ذلك، وأما الزكاة فإنه يجب على التاجر زكاة المال مع ربحه الموجود عند نهاية الحول، ولا تستأنف حولاً جديداً للمال إلا إذا حصلت خسارة أنقصت المال عن النصاب، فإنه يستأنف به حول جديد من حين عود المال إلى النصاب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 محرم 1425(17/255)
منافع اللبان كثيرة
[السُّؤَالُ]
ـ[مامعن اللبان قال علي رضي الله عنه: عليكم بالرمان الحلو فإنه صلوح المعدة،
وشكا إليه رجل النسيان فقال: عليك (باللبان) فإنه يشجع القلب ويذهب النسيان]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأثر المذكور عن علي رضي الله عنه ذكر ابن القيم في زاد المعاد أنه مروي عن علي، ثم ذكر منافع اللبان، ومن ذلك أنه يزيد في الذهن ويذكيه وأشياء أخرى تراجع هناك في المجلد الرابع ص:387 ط مؤسسة الرسالة، واللبان هو الكُندر، معروف يستخرج من بعض الأشجار.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 محرم 1425(17/256)
كراهة أكل ما يظن فيه الدود بلا تفتيش
[السُّؤَالُ]
ـ[جاء في سنن أبي داود أن الرسول صلى الله عليه وسلم أتي بتمر عتيق فأخذ يفتشه وينقيه من السوس، هل فعله صلى الله عليه وسلم يدل على الوجوب، وهل تنقيته للتمر هو لنجاسة السوس أم لحرمة أكله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال صاحب عون المعبود في شرح الحديث: فيه كراهة أكل ما يظن فيه الدود بلا تفتيش، قاله في فتح الودود، وفيه أن الطعام لا ينجس بوقوع الدود فيه ولا يحرم أكله.
وقد بسطنا الكلام في اختلاف أهل العلم في نجاسة السوس وحكم أكل الأطعمة التي يكون فيها، في الفتوى رقم: 42895.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 محرم 1425(17/257)
حكم تناول ذبائح بلاد الصين
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أكل اللحوم والدواجن في بلاد الشرق الأقصى مثل الصين]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإسلام لم يبح من ذبائح الكفار إلا ذبائح أهل الكتاب.
قال تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ (المائدة: 5) .
وهذا محل إجماع، وهذه الإباحة مشروطة أيضا بأن لا يعلم الشخص أنها ذبحت بطريقة تخالف ما أمر به الإسلام في الذبح، فلو علم أن الدابة قتلت بالصعق أو الخنق ونحوها، فإنها لا تؤكل.
وبناء على هذا، فإن المرء الذي يسكن في بلاد الشرق الأقصى كالصين -مثلا- إن كان سكان الحي الذي يسكنه أو أغلبهم مسلمين أو أهل كتاب، وكانوا عادة يذبحون الدواب بالطريقة المشروعة، فلا حرج في أكل اللحوم والدواجن التي تذبح هناك، وإن كان السكان أو أكثرهم من المجوس أو الملحدين، فليس يجوز له أكل شيء من ذبائحهم، إلا إذا علم أنها ذبحت من مسلم وكتابي وعلى الطريقة الإسلامية.
وراجع الجواب: 2437.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 محرم 1425(17/258)
حكم العمل في مصانع اللحوم في بلاد الكفر
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يحل للمسلم أن يأكل لحم الدجاج أو الماشية الموجود في الأسواق الأمريكية، ولا يعلم الطريقة التي ذبح بها، هل يمكن أن يعمل المسلم في مصانع تعبئة اللحوم الأمريكية للحيوانات التي يحل له أكلها؟ أرجو أن ترشدوني حفظكم الله، وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
أما بخصوص أكل ذبائح من ذكرت فإن كان الغالب أن الذبح يتم عن طريق أهل كتاب وبقطع الحلقوم والودجين، فلا حرج في أكل ذبائحهم، وانظر الفتوى رقم: 2437.
أما إذا كان الذابح غير مسلم أو كتابي، أو كان الذبح يتم عن طريق الصعق بالكهرباء أو الضرب بالمثقل أو الخنق، فإن الكل ميتة لا يحل أكلها، وإذا جاز أكل هذه اللحوم جاز العمل في مصانع تعبئتها، وما حرم أكله منها حرم العمل فيه لأنه عون على المعصية، وذلك أمر محرم لقول الحق سبحانه: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 محرم 1425(17/259)
حكم أكل التمر المسوس
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد راجعت بريدي الألكتروني وكذا فتاوى الشبكة فلم أجد نص الجواب المتعلق بحكم التمر المسوس وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يجوز أكل التمر المسوس والمدود لمشقة التحرز منه، وإن كان الأفضل تنقيته من السوس والدود أولاً، قال المرداوي في الإنصاف: تنبيه: دخل في كلام المصنف: حل أكل الفاكهة المسوسة والمدودة، وهو كذلك، ويباح أيضاً أكل دودهما معها، قال في الرعاية: يباح أكل فاكهة مسوسة ومدودة بدودها. ا. هـ
وقال البيجرمي في حاشيته على المنهج: ولو حصل في اللحم دود فالظاهر إلحاقه بالفاكهة، ويقاس به التمر المسوس والفول إذا طبخا فمات فيهما، ولو فرق بين التمر والفول لأن التمر يُشق عادة ويزال ما فيه بخلاف الفول لكان متجهاً، قال في الإيعاب وهو متجه. ا. هـ
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو الحجة 1424(17/260)
لا يحكم على مادة ما إلا بمعرفة مكوناتها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالب وأدرس في أوروبا، هناك كثير من المنتجات يدخل في تركيبها الـspirit vinegar (خل) ، لا أعرف حكمها، ولا أعرف إن كانت مسكرة أم لا، ولا أعرف إذا استحالت حالتها كليا أم لا ...
أحسبكم أعلم بحالها علميا ودينيا، فهل هو خل مباح أم لا؟
وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحكم على الشيء فرع عن تصوره كما هو معلوم، ولذا فلا يمكننا الحكم على هذا الخل إلا بمعرفة مكوناته وخصائصه، وهذا خارج عن مجال تخصصنا، فنرجو -من الأخ الكريم- أن يسأل بعض أهل التخصص في معرفة مكونات هذه المواد وخواصها، ويرسل إلينا بذلك لتتسنى لنا إجابته إجابة مفصلة.
وقد سبقت لنا عدة فتاوى حول الخل تمكن الاستفادة منها ومراجعتها تحت الأرقام التالية: 20249 / 35451 / 35836.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو الحجة 1424(17/261)
حكك تناول المكملات الغذائية
[السُّؤَالُ]
ـ[ماهو حكم تناول المكملات الغذائية مثل الأمينوأسيد، مع العلم بأنها مفيدة خاصة لمن يمارس رياضات رفع الأثقال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل في الأشياء الإباحة، وعليه فإن المكملات الغذائية إذا احتوت على الحامض المذكور أو أي حامض آخر ولم تشتمل على مادة مسكرة أو نجسة ولم يكن فيها ضرر فإنها مباحة، وأما إذا كانت مشتملة على شيء من ذلك فإنها تكون ممنوعة، روى الشيخان من حديث أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:كل مسكر حرام. وروى ابن ماجه وأحمد عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم: قضى أن لا ضرر ولا ضرار.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ذو الحجة 1424(17/262)
حكم تناول الأطعمة المحتوية على مستخلص المالت
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم تناول الحلويات والأطعمة التي تحتوي نسبة من مستخرج المالت (extrait de malt) ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي بلغنا أن هذه المادة مستخلصة من الشعير، وعليه فلا حرج في إضافتها إلى الحلويات أو غيرها ما لم تتخمر فتصبح مسكرة، وما لم تُضف إلى الحلوى مادة أخرى نجسة أو مسكرة، ويمكن لمزيد من التأكد سؤال أهل الاختصاص في الشؤون الغذائية مثل الأطباء والخبراء عن هذه المادة.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ذو الحجة 1424(17/263)
حكم أكل الحيوانات التي تتغذى على القمامة
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك بعض الحيوانات التي يصحبها أصحابها لترعى بأكل القمامة فهل يجوز أكل لحوم هذه الحيوانات؟
وماذا لو لم أكن أعلم بذلك؟ ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كانت القمامة -وهي الكناسة- لا تحتوي على شيء من النجاسات وإنما هي فضلات الأطعمة ونحو ذلك، فلا حرج في أكل لحمها وليست بجلالة، إذ الجلالة هي كل دابة علفت بنجس ولو من غير العذرة، كذا عرفها الشافعية، وقال غيرهم: ما غلب على علفها النجاسة.
والقمامة التي من فضلات الطعام وما كنس في البيت من الغبار ونحوه لا يحكم بنجاسته وإن كان مستقذراً، وليس كل مستقذر نجساً فالمخاط مستقذر وليس بنجس.
وأما إن كانت القمامة مشتملة على نجاسة -وهذا وارد- فيكره أكل لحم البهيمة التي ترعى على هذه القمامات، والقول بكراهة لحم الجلالة هو قول الجمهور.
وقال بعض الشافعية ورواية عن الإمام أحمد أنه يحرم، وعلى كلا القولين لا حرج على من أكل من لحم الجلالة أو شرب لبنها إذا كان ناسياً أوجاهلاً أو مكرهاً على القول بالتحريم لقول الله تعالى: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286] ، قال الله قد فعلت. رواه مسلم.
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه الطبراني عن ثوبان رضي الله عنه.
وقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في بيان الجلالة وحكم أكل لحمها وشرب لبنها وأقوال الفقهاء في ذلك، فنحيل السائل إليها وهي بالرقم: 9571، والرقم: 7708.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ذو القعدة 1424(17/264)
حكم أكل الدجاج الوحشي
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أكل الدجاج المتوحش أم هو حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز أكل الدجاج الوحشي بالاتفاق، كما نقل ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري، لأن الأصل في أكل الطيور الحل، إلا ما كان ذا مخلب كما دل عليه الحديث.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ذو القعدة 1424(17/265)
الفأرة والنجاسة تقع في الطعام أو الشراب
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي كمية من رب التمر كان معداً للبيع في قدر كبير سعة عشرين لتر تقريبا، سقط في القدر فأر، فهل يجوز إخراج الفأر وبيع كمية الرب؟ أم التخلص من كمية الرب وعدم بيعها؟ وفي حالة علمي بوقوع الفأر في القدر ولكني لم أجده بعد تفتيش القدر هل يجوز بيع كمية الرب؟ أفتونا مأجورين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا أخرج الفأر حياً فإن الرُّب لا ينجس، أما إذا مات الفأر في الرُّب أو وقع فيه ميتاً، فإنه ينظر في الرب إن كان جامداً لا تسري النجاسة فيه، ألقي الفأر وما يغلب على الظن أنه لامسه من الجامد، والباقي طاهر، لقوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن فأرة وقعت في السمن: ألقوها وما حولها وكلوه. رواه البخاري، قال ابن قدامة: وحد الجامد الذي لا تسري النجاسة على جميعه، هو المتماسك الذي فيه قوة تمنع انتقال أجزاء النجاسة عن الموضع الذي وقعت عليه النجاسة إلى ما سواه.
وإن كان الرب مائعاً تنجس كله، وكذلك إذا وقعت الفأرة فيه فاستهلكت ولم يبق لها أثر.
ولا يجوز بيعه في هذه الحال، ولكن يجوز الانتفاع به في غير أكل الآدمي وشربه.
وراجع الفتوى رقم: 9298
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1424(17/266)
أكل البيض الذي به نقطة دم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أكل البيض الذي تم تلقيحه أي به نقطة دم صغيرة؟
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالبيض إذا كان به دم فإنه يصبح نجسا، وقد نص الفقهاء على تحريم أكل البيض المذر، أي الفاسد كالذي استحال دماً، ولكن لما كان هذا الدم عبارة عن نقطة صغيرة فإنهم استثنوها من ذلك، قال الخرشي في شرحه لمختصر خليل: وأما ما يوجد من نقطة دم في وسط بياض البيض، فمقتضى مراعاة السفح في نجاسة الدم الطهارة في هذا كما في الذخيرة. قال صاحب الحاشية عليه: أي فتلك النقطة طاهرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو القعدة 1424(17/267)
حكم أكل البيض دون غسله
[السُّؤَالُ]
ـ[ما الحكم في أكل بيض الدجاج من غير غسله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أكل البيض دون غسله جائز إن لم يكن فيه ضرر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ذو القعدة 1424(17/268)
الدجاج الذي يؤكل في الدول الغير مسلمة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل أكل لحم الدجاج في كندا جائز?]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان هذا الدجاج قد ذكي ذكاة شرعية بقطع الحلقوم والودجين، وكان المباشرللذكاة من المسلمين أو الكتابيين، فلا مانع من أكله، وإن كان غير ذلك فلا يجوز أكله، وانظر الفتوى رقم: 8895 والفتوى رقم:
1813
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ذو القعدة 1424(17/269)
ذبح الكافر غير الكتابي على الطريقة الإسلامية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مقيمة مع زوجي في الصين, زوجي يسأل ويقول هل يجوز أكل لحم الدجاج إذا كان الشخص الذي يقوم بالذبح صينيا مثلا ولكني أقوم بالتسمية عند الذبح، علما بأنه يستخدم المقص في الذبح ولكنه يقطع الودجين. أم يجب أن أقوم بالذبح بنفسي. كما أعمل الآن؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإسلام لا يبيح من ذبائح الكفار إلا ذبائح أهل الكتاب أي اليهود والنصارى.
قال تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ [المائدة: 5] . وهذا محل إجماع بين العلماء، وسواء ذبح الكافر غير الكتابي بالطريقة الإسلامية، بأن سمى وقطع الحلقوم والودجين من المقدم أم لا، فإن ذلك لا يحل ذبيحته.
وراجعي الموضوع في الفتوى رقم: 37202.
وعليه، فلا يصح لك -إذا لم تكن اللحوم المباحة موجودة- إلا أن تقومي بالذبح بنفسك -كما كنت تعملين- أو يقوم به زوجك، أو من تصح ذكاته من المسلمين وأهل الكتاب، أو تتركي اللحم وتقتصري على المواد النباتية ولحوم الحيوانات البحرية كالسمك ونحوها، فإن كل ذلك مباح، ولو كان صاحبه مجوسيا أو وثنيا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شوال 1424(17/270)
ما أبيح للضرورة لا يتجاوز به قدر دفعها
[السُّؤَالُ]
ـ[نحن في مدينة لا يوجد فيها غير مطعم إسلامي واحد وهو بعيد عن السكن وظروف الدراسة لا تمكننا من الطبخ بأنفسنا، هل يجوز لنا أن نأكل اللحوم التي لم يذكر عليها اسم الله عند الذبح؟ أفيدونا جزاكم الله خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز لكم أن تأكلوا من الذبائح غير المذكاة ذكاة شرعية، لأنها ميتة وقد حرمها الله بقوله تعالى: حرمت عليكم الميتة.. [المائدة: 3] .
ولم يبح أكل الميتة إلا للمضطر الذي أوشك على الهلاك، فله أن يأكل بقدر ما يدفع عنه الهلاك، لأن ما أبيح للضرورة لا يتجاوز به قدر دفعها، ولستم من المضطرين حتى يجوز لكم الأكل في تلك الذبائح فيمكنكم الاستغناء بأكل غير اللحوم أو بأكلها عند الحاجة، في المطعم الإسلامي، أو القيام بطبخها بالتناوب فيما بينكم ونحو ذلك.
والحاصل أنه لا يجوز لكم أكل تلك اللحوم.
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 30570
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شوال 1424(17/271)
لا يقاس الدجاج على الخنزير بجامع أكل الأوساخ
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
إذا حرم الخنزير لأنه يأكل الأوساخ فلماذا إذن لا يُحّرم الدجاج مع أنه أيضاً يأكل الأوساخ والفضلات؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المسلم مستسلم لأمر الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم، سواء علم علل الأحكام وحِكَمها وفوائدها أو لم يعلم، لأن الله هو العليم الحكيم الخبير، لكن إذا علم الحكمة فهو أمر حسن حتى يزداد طمأنينة، وليس أكل الخنزير للأوساخ هو السبب الوحيد لتحريم لحم الخنزير، حيث قد بينا شيئاً من الأسباب في الفتوى رقم: 9791.
بل لو فرض أن ما ذكره السائل هو السبب الوحيد المعلوم لدينا، فلا نستطيع أن نحرم ما أحل الله لمجرد استنباط علمناه، لاحتمال وجود أسباب لا نعلمها.
وأما عن الدجاج الذي يأكل العذرة فإنه داخل في حكم الجلالة، وقد تقدم الكلام عن ذلك في الفتوى رقم: 7708، والفتوى رقم: 8895.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شوال 1424(17/272)
حكم تناول الطعام في مطعم مدرسة بدولة غير مسلمة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالب أعيش في فرنسا ما حكم الأكل في مطعم المدرسة علما أني آكل فقط السمك لأني أعلم أن اللحم الآخر غيرحلال لكن تكون هناك بعض السلاطات والحلويات لا أعلم مكوناتها فهل أنا آثم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما دمت تعلم أن اللحوم عندكم لا تحل لعدم استيفائها الشروط الشرعية في الذبح، فلا يحل لك الأكل منها، وقد جعل الله لك مخرجا في اللحم الطري (السمك) لأنه لا يحتاج إلا ذكاة، أما عن السطلة والحلويات، فالأصل فيها الحل، لقوله تعالى: خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً [البقرة: 29] .
إلا إذا تبين لك بالدليل القاطع أو بغلبة الظن أن فيها مكونات نجسة كشحم الخنزير أو الخمر ونحو ذلك مما يحرم تناوله، فتحرم، وإلا، فاليقين فيها الحل، واليقين لا يزول بالشك، وراجع الفتويين رقم: 1564، 3031.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 شوال 1424(17/273)
هديه صلى الله عليه وسلم في أكل القثاء والخربز
[السُّؤَالُ]
ـ[ما معنى الخربز والقثاء الذى كان الرسول علية الصلاة والسلام يأكله مع الرطب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب بالقثاء.
وروى النسائي عن أنس رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرطب والخربز.، قال الحافظ سنده صحيح.
أما القثاء ففي عون المعبود: قال في المصباح: القِثّاء بكسر القاف وتشديد الثاء ويجوز ضم القاف هو اسم جنس لما يقول له الناس الخيار، وبعض الناس يطلق القثاء على نوع يشبه الخيار، وهو مطابق لقول الفقهاء ولو حلف لا يأكل الفاكهة حنث بالقثاء والخيار، وهو يقتضي أن يكون نوعاً غيره، فتفسير القثاء بالخيار تسامح. انتهى.
وأما الخربز، فقال الحافظ: بكسر الخاء المعجمة وسكون الراء وكسر الموحدة بعدها زاي نوع من البطيخ الأصفر. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 شوال 1424(17/274)
حكم الاكل من طعام الصينيين
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
هل يجوز الأكل عند الصينيين؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن كان من هؤلاء الصينيين مسلماً أو كتابياً فيجوز أكل ذبيحته، إن كان الذبح يتم على الطريقة الشرعية الصحيحة من قطع الودجين والبلعوم، هذا في ما يقتضي التذكية، فإن كان هذا الطعام مما لا يقتضي التذكية، فيجوز أكله إن لم يكن مشتملاً على شيء من النجاسات أو المحرمات، كلحم الخنزير ونحو ذلك، وإن كان المقصود بالأكل عندهم مخالطة غير المسلمين منهم، ومشاركتهم عند الأكل فإن ذلك جائز، بشرط أن لا يترتب عليه شيء من المودة والمحبة القلبية، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 26282.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 رمضان 1424(17/275)
لا تؤكل إلا ذبيحة المسلم أو الكتابي
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
هل يجوز أكل لحوم العجل والأغنام والدجاج والأسماك في بلد غير مسلم ومن غير أهل الكتاب مثل الصين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يشترط لصحة أكل هذه المذكورات، أو غيرها مما تفيد فيه الذكاة، أن يكون المذكي مسلماً أو كتابياً "يهودياً أو نصرنياً"، أما تذكية غيرهما كالوثني والملحد فذكاته غير شرعية، وبالتالي فذبيحته لا تؤكل، وانظر الفتوى رقم: 8389، والفتوى رقم: 30308.
وهذا في غير الأسماك، أما الأسماك فلا حرج في أكلها وإن كان المتسبب في موتها غير مسلم، وذلك لأنها في الأصل لا تحتاج إلى ذكاة لقوله صلى الله عليه وسلم: أحلت لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان فالحوت والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال. رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رمضان 1424(17/276)
لم يحرم الله شيئا على العباد إلا لحكمة عظيمة
[السُّؤَالُ]
ـ[أود أن أعرف لماذا ربي حرّم أكل لحم الإنسان.. هل لأنه ألذ لحم.. أم تكريما له؟ ومن ألذ لحما.. لحم الإنسان أم الحيوان؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى لم يحرم شيئاً على العباد إلا لحكمة عظيمة قد يدركها العباد وقد تخفى عليهم، والواجب عليهم الانقياد والطاعة.
وقد كرم الله الإنسان وفضله ومنع الاعتداء عليه وإلحاق الأذى به، إلا في حالات معينة، وأوجب دفن جثته، وهذا يتنافى مع إباحة أكل لحمه.
ونحن ننصح السائلة الكريمة أن تسأل عن الأشياء التي تستفيد منها وتكون عونا لها على طاعة ربها وأن لا تسأل عن أمور لا تسمن ولا تغني من جوع، وهذا الموقع للفتاوى الشرعية وليس للمفاضلة بين اللحوم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 رمضان 1424(17/277)
الطيبات التي حرمها الله على بني إسرائيل
[السُّؤَالُ]
ـ[ماهو الطعام الذي حرمه الله على بني إسرائيل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله عز وجل لم يُحَرِّم على بني إسرائيل شيئا من الطعام قبل إنزال التوراة على موسى عليه الصلاة والسلام.
قال الله تعالى: كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرائيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ [آل عمران: 93] .
قال ابن جرير الطبري رحمه الله عند تفسيره لهذه الآية:
يعني بذلك جل ثناؤه: أنه لم يكن حرم على بني إسرائيل -وهم ولد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن- شيئا من الأطعمة من قبل أن تنزل التوراة.
بل كان ذلك كله حلالا، إلا ما كان يعقوب حرمه على نفسه، فإن ولده حرموه استنانا بأبيهم يعقوب من غير تحريم الله ذلك عليهم في وحي ولا تنزيل ولا على لسان رسول له إليهم من قبل نزول التوراة. اهـ
فتبين بهذا النقل أن الطعام كله كان حلالا لبني إسرائيل قبل نزول التوراة، وأن الذي حرموه على أنفسهم قبل نزول التوراة إنما حرموه من عند أنفسهم اقتداء بأبيهم يعقوب عليه السلام، وأن الله لم يحرمه عليهم.
والطعام الذي حرمه يعقوب على نفسه هو لحوم الإبل وألبانها، وقال آخرون: حرم على نفسه أكل العروق -جمع عِرْقٍ- وقال آخرون: حرم على نفسه لحم الغنم.
وكل هذه الأقوال وأدلتها مبسوطة في كتب التفسير عند تفسير هذه الآية.
وأما عند نزول التوراة، فقد حرم الله عليهم بعض الطيبات التي كانت حلالا لهم، وذلك بسبب بغيهم وظلمهم وعدوانهم، كما قال تعالى: فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً [النساء:160] .
وقد بين سبحانه وتعالى في سورة الأنعام ما الذي حرمه عليهم فقال: وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ [الأنعام:146] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 شعبان 1424(17/278)
يحرم الطعام باختلاط شيء محرم فيه
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أكل شيء يوجد به جلاتين خنزير أو خمرة مع الحكمة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالقاعدة أن كل طعام أو شراب اختلط به لحم خنزير أو خمر لم يتخلل، فإنه يتنجس بذلك، وبالتالي فلا يجوز استعماله لقول الله تعالى في شأن الخنزير: قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الأنعام:145] ، وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 11407.
وأما بخصوص الحكمة من ذلك، فهي أن الله لا يحرم شيئا على العباد إلا كان فيه مضرة على العباد إما دنيوية أو أخروية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 شعبان 1424(17/279)
حكم ترك الكتابي التسمية على الذبيحة
[السُّؤَالُ]
ـ[أسكن في النرويج والناس عندما يذبحون لا يسمون الله، والمسلمون يأكلون هذه الذبائح، وحجتهم أن الله أباح طعامهم في سورة المائدة، مع أن اللحم الحلال متوافر إلا أنه ليس بذاك المستوى قديم ومجمد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فترك الكتابي التسمية على الذبيحة لا يمنع من أكلها ما لم يكن ذلك عمداً منه، كما هو مذهب جمهور العلماء، وعند الشافعي لو تركها عمداً حلت ذبيحته لأن التسمية عنده مستحبة.
وبما أنه لا يمكن الوقوف على هذا في ذبائح الكتابيين اليوم، فالتأكد منه فيه حرج ومشقة، وهما مرفوعان عن هذه الأمة، فتؤكل ذبائحهم وإن جهلت هل سموا عليها أولا، ولكن لا شك أن الأكل من ذبائح المسلمين إن وجدت أحوط وأطهر من ذبائح غيرهم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شعبان 1424(17/280)
حكم تناول طعام وقعت فيه سحلية
[السُّؤَالُ]
ـ[أحسن الله إليكم سقطت سحلية (حشرة من الزواحف) أعزك الله في جرة الجبن التي تخزن لعام كامل ووجدت ميتة، فهل يؤكل الجبن، علماً بأنه مغطى بالماء، وكيف يطهر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالسحلية نوع من الوزغ وهي مما لا نفس له سائلة، فإذا وقعت في ماء أو مائع فلا ينجس، قال الرملي في النهاية: ويستثنى من النجس ميته لا دم لها سائل عن موضع جرحها، إما بأن لا يكون لها دم أصلاً، أو لها دم لا يجري كالوزغ والزنبور والخنفساء والذباب، فلا تنجس مائعاً. انتهى.
وقال النووي في المجموع: وأما الوزغ فقطع الجمهور بأنه لا نفس له سائلة. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(17/281)
لحوم الحمر الأهلية رجس
[السُّؤَالُ]
ـ[ما سبب تحريم أكل لحوم الحمر الأهلية والبغال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالله تعالى خالق الخلق أجمعين، العليم بما يصلحهم وما يفسدهم، فإذا حرم شيئاً على الإنسان فإنما يحرمه لحكمة عظيمة قد نعلمها وقد نجهلها.
وعلى المسلم أن يتلقى أمر الله تعالى بالتسليم، لأنه سبحانه هو الذي يعلم كنه الأشياء، وما فيها من المضار وما فيها من المنافع، وكيف لا يعلمها وهو خالقها، فإذا أخبرنا أحد بأنه لا ضرر في الخمر -مثلاً- أو الحمر الأهلية، أو غير ذلك من المحرمات، كذبناه؛ لأن الله تعالى يقول: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً [النساء:122] ، ويقول الله تعالى: أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك:14] .
وهذه قاعدة عامة نتعامل بها مع كلام ربنا -سبحانه- وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.
وأما سبب تحريم الحمر الأهلية فمبين في الحديث وفيه: إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس، فأكفئت القدور وإنها لتفور باللحم. متفق عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شعبان 1424(17/282)
جميع لحم الخروف طاهر
[السُّؤَالُ]
ـ[هل صحيح أن مبيض الغنم (الخروف) حرام أكله وذللك لأنه مجرى البول؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن جميع لحم الخروف طاهر، ويجوز أكله.
وكون المبيض يخرج منه بول الخروف لا يلزم منه حرمة أكله، إذ لا فرق بينه وبين الأمعاء التي يخرج منها البعر وقد أحل الله لنا أكلها.
ثم إن الراجح في بول الخروف الطهارة، وهو مذهب الجمهور، وقد سبق بيان ذلك موضحا بالدليل في الفتوى رقم: 4789، والفتوى رقم: 3814.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 شعبان 1424(17/283)
لا إثم على من تناول طعاما محرما بدون علم
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
ما حكم من أكل الخنزير وهو لا يدري؟ شكراً جزيلاً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا إثم إن شاء الله على من أكل لحم الخنزير وهو لا يدري، لكن ينبغي لمن كان في بلد يغلب على أهله اشتمال طعامهم على لحم الخنزير، أن يتحرى الأماكن التي تخلو من مثل هذا النوع من الطعام، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 2326، والفتوى رقم: 2542.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 رجب 1424(17/284)
ذبيحة الكافر غير الكتابي لا تؤكل
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
-هل يجوز أكل ذبائح المشركين من غير أهل الكتاب رغم أنهم يسمون الله على الذبيحة
أرجو الإفادة بالدليل من الكتاب والسنة
والسلام عليكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فذبائح الكفار من غير أهل الكتاب لا تؤكل وإن ذكروا اسم الله عليها وقت الذبح.
قال تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ [المائدة: 5] .
فمفهومه تحريم طعام غيرهم من الكفار.
قال القرطبي في تفسيره: ووجود التسمية من الكافر وعدمها بمثابة واحدة.
ولهذا أجمع العلماء إلا من شذ منهم على أن ذبيحة غير الكتابي كالمجوسي لا تؤكل، كما نص على هذا القرطبي وانظر الفتوى رقم: 8604 والفتوى رقم:
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 رجب 1424(17/285)
الشك في الطعام لا يحرمه على المرء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أدرس في الولايات المتحدة وفي أحد الأيام دعيت أنا وصديق بإلحاح لتناول الغداء من قبل شاب مسلم في منزله وقد كنّا التقينا به للمرة الثانية. الغذاء كان بيتزا بالجبنة والشاب اشترى البيتزا ولم يعدها بنفسه وأنا أعلم بأنه من الصعب جداً إيجاد جبنة حلال في الولايات المتحدة (الأنفخة حرام) ولكن بعض الشباب هنا يعتقد أن الطعام حلال إذا خلا من اللحم (لقد قرأت كثيراً في هذا الموضوع والغالب أن البيتزا غير حلال) . المشكلة أنني أكلت من البيتزا (بعد وساس من الشيطان بأن أحسن الظن وأن لا أكسف الشاب الذي لا أعرفه جيداً) وأنا منزعج جداً لذلك. فهل ما عملته كان خطأً؟ أكان عليّ أن أقول للشاب لا أريد أن آكل لأنني أشك أن الطعام حرام؟ هل لن تقبل مني صلاة 40 يوماً؟ هل أنا آثم لأنني لم أنبّه الشاب (إنكار المنكر) ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل في الأطعمة الإباحة، إلا إذا تبين خلاف ذلك بدليل يرفع هذا الأصل، وراجع في هذا الجواب رقم: 28550، وبناء على ذلك، فإن مجرد الشك في الطعام لا يحرمه على المرء، لكن إذا تيقن من عدم حله، أو غلب على ظنه بالقرائن المفيدة لذلك، فإنه يحرم عليه تناوله، ووجب عليه الإنكار على من يتناوله وهو يعلم، فإن لم يكن يعلم وجب عليه إعلامه وبيان الحكم الشرعي في ذلك بقدر طاقته، علما بأن الأجبان المصنوعة من أنفحة ذبائح الكفار محل خلاف بين العلماء، وراجع هذا في الفتوى رقم: 634.
وننبه السائل إلى أن ذبائح أهل الكتاب (اليهود والنصارى) حلال، لقوله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ [المائدة: 5] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 رجب 1424(17/286)
حكم الأكل من مطعم في بلاد الكفر
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
أنا طالب في يوغسلافيا، ويوجود مقهى صاحبه مسلم من نفس أهل البلاد، فهل يجوز لي أن آكل في هذا المكان وعلما عندي في البيت لحم وكل شيء ولكن صديقي قال لي لا تأكل فيه فإنك لست مضطراً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان هذا المطعم (المقهى) يبيع المحرمات كالخمور ولحم الخنزير ونحوهما، فلا مانع من أن تشتري منه ما أحل الله، وتأكله فيه مع الحذر من مجالسة فاعلي المنكر والاجتماع معهم على منكرهم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يُدار عليها الخمر. رواه الترمذي، وحسنه الألباني.
وإن كان الأفضل للمسلم البعد عن مثل هذه الأماكن احتياطاً لدينه، وتحقيقاً لإنكار ما هم عليه من تناول المحرمات وبيعها ما وجد إلى ذلك سبيلاً، ولأنه لا يؤمَن من القائمين على المطعم خلط الحرام بالحلال دون أن يدري المرء، أما إذا كان المطعم لا يبيع شيئاً من المحرمات فالأكل فيه والشراء منه مباح من باب أولى لعدم وجود مانع من ذلك، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 27533، 32704، 6397.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 رجب 1424(17/287)
حكم ذوق الطعام لمن لا يريد الشراء
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
ذهبت لأحد المحال للسؤال عن سعر العسل ولم أكن لأشتري من ذاك المحل وإنما أسأل عن السعر وسأشتري من أحد معارفي. ولكن العامل الذي في المحل أذاقني من العسل رغم ترددي في البداية فهل ما أكلته حرام.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد جرت عادة محلات بيع العسل أن يقدموا لمريد الشراء منهم شيئًا من العسل ليذوقه، فإن ناسبه اشترى وإلا ترك. أما غير مريد الشراء فلا يقدمون له شيئًا، ولذا فالواجب على الذاهب إلى تلك المحلات لمجرد السؤال عن السعر أن يعلمهم بذلك إذا قدموا له شيئًا من العسل، فإن رضوا له بأكله مع علمهم بعدم إرادته الشراء، فلا شيء عليه في ذلك.
وعليه؛ فقبولك لذلك منهم دون إعلام لهم بعدم رغبتك في الشراء خطأ منك، تلزمك التوبة والاستغفار منه، وطلب العفو من أهل المحل إذا أمكن ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الثانية 1424(17/288)
الشك في الذبيحة والذابح
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا تاجر في الدجاج وأسعارها باهظة -الحلال - وهو بعيد عن مدينتي، فهل يحوز لي أن أشتري دجاجا من السوق دون معرفتي بأنها حلال أو لا؟ بارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا شككت في الذابح هل هو ممن تحل ذبيحته بأن كان مسلماً أو كتابياً، أو ممن لا تحل ذبيحته كالوثنيين والشيوعيين، فلا يحل شراء هذا الدجاج ولا بيعه، وكذا إذا شككت في طريقة الذبح، وكان الغالب على البلد أنهم لا يذبحون بالطريقة الشرعية، بل يستعملون الصعق الكهربائي ونحوه مما لا يفيد ذكاة.
واعلم أن من اتقى الله، وقاه وكفاه وآواه ورزقه من حيث لا يحتسب، وانظر الفتوى رقم: 2326، والفتوى رقم:
2542.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 جمادي الثانية 1424(17/289)
لا تعارض فيما أفتينا حول الأطعمة المحتوية على كحول
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
سبق وأن راسلتكم للاستفسار عن تناول الأطعمة التي بها نسبة من الكحول غير المسكرة وقد أجبتم علي برقم الفتوى 83144 إلا أني وجدت نفسي في حيرة ولكم أن تراجعوا كلاً من الفتوى رقم: (12250 - 10256) أرشدوني جزاكم الله عني كل خير أحرام هي أم حلال؟.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنشكر الأخر الكريم على متابعته لموقعنا، مع تمنياتنا له بمزيد من التوفيق والسداد والرشاد. وبالنسبة للفتويين رقم: 12250، ورقم: 10256، فلا تعارض بينهما بحمد الله تعالى، وذلك لأن الفتوى رقم: 10256 بينت الحكم العام لأكل ما خُلط بمسكر، والفتوى رقم: 12250 بينت أن الخمرة إذا استحالت بحيث تنقلب حقيقتها إلى حقيقة أخرى، يتغير اسمها تبعًا لتغير حقيقتها، وبالتالي يزول عنها حكم الحرمة تبعًا لهذا التغير، وقد بينا أن الراجح هو طهارة الخمرة إذا انقلبت عينها بحيث صارت مادة أخرى مغايرة لمادة الخمرة الأصلية، وذلك في الفتوى رقم: 6861.
لكننا ننبه السائل إلى أن الخمرة التي تخلط بها الأطعمة في بلاد الكفر باقية على حقيقتها ولم تتحول إلى مادة أُخرى في الغالب، وبهذا ينطبق عليها الفتوى رقم: 10256.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الثانية 1424(17/290)
حكم الخل الممزوج بالكحول، والدهن الحيواني
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله.
أخوكم يشرف على مسجد في مدينة ليون بفرنسا، وتردني أسئلة من إخواني المسلمين، وحيث إني لا أريد تحمل ما لست له أهلا، فإنني أستأذنكم في إحالة استفسارات إخواني عليكم لثقتي في علمكم.
سألني أحد الإخوة عن حكم استعمال الخل الممزوج بالكحول في الطبخ أو في السلطات.
2- ما حكم الحلوى التي تحوي الدهون الحيوانية؟
أرجو منكم إخواني الأعزاء الاهتمام بتساؤلات إخوانكم بأرض الغربة -غربة الدين والوطن.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذا الخل إن كان قد مزج بقدر من الكحول من النوع الذي لو شرب لأسكر طربًا، فإنه لا يحل أكله، سواء طبخ أو لا؛ لأنه استعمال للخمر التي تجب إراقتها والتخلص منها، مع كونها نجسة عند جماهير العلماء.
وإن كانت مادة الكحول قد استحالت استحالة كاملة قبل مزجها بالخل، بحيث زال عنها وصف الإسكار، فلا حرج في تناول الممزوج بها حينئذ، لعدم ما يوجب المنع، والأولى تركه والاستغناء عنه بالخل الطبيعي الخالي من الكحول. وأما الدهن الحيواني، فإن أريد به السمن أو الزبد المعمول من اللبن، فينظر فيه، فإن كان من حيوان مأكول اللحم أخذ منه حال حياته، فهو مباح. وإن كان من حيوان من غير مأكول اللحم، أو من مأكوله لكنه ميتة، فلا يباح أكله؛ لأنه نجس. قال البهوتي في كشاف القناع: (ولبن غير مأكول) كلبن الهر والحمار (وبيضه) أي بيض غير المأكول، كبيض الباز والعُقاب والرخم (ومنيه من غير آدمي: نجس) كبوله وروثه. اهـ
وقال: (ولبن الميتة) نجس مائع لاقى وعاء نجسًا فتنجس (وإنفحتها) شيء يستخرج من بطن الجدي الراضع أصفر، فيُصر في صوفة فيغلظ كالجبن، قاله في القاموس: نجسة؛ لما تقدم. اهـ
لكن وقع الخلاف في لبن الميتة وإنفحتها، ورجح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله طهارتها. قال في الفتاوى الكبرى: وأما لبن الميتة وإنفحتها ففيه قولان مشهوران للعلماء. أحدهما: أن ذلك طاهر، كقول أبي حنيفة وغيره، وهو إحدى الروايتين عن الإمام أحمد. والثاني: أنه نجس، كقول الشافعي والرواية الأخرى عن أحمد. وعلى هذا النزاع انبنى نزاعهم في جبن المجوس، فإن ذبائح المجوس حرام عند جمهور السلف والخلف، وقد قيل: إن ذلك مجمع عليه بين الصحابة. فإذا صنعوا جبنًا، والجبن يصنع من الإنفحة، كان فيه هذان القولان. والأظهر أن إنفحة الميتة ولبنها طاهر؛ لأن الصحابة لما فتحوا بلاد العراق أكلوا من جبن المجوس، وكان هذا ظاهرًا سائغًا بينهم. وما ينقل عن بعضهم من كراهة ذلك ففيه نظر، فإنه من نقل بعض الحجازيين، وفيه نظر. وأهل العراق كانوا أعلم بهذا، فإن المجوس كانوا ببلادهم، ولم يكونوا بأرض الحجاز، ويدل على ذلك أن سلمان الفارسي كان نائب عمر بن الخطاب على المدائن، وكان يدعو الفرس إلى الإسلام. وقد ثبت عنه أنه سئل عن شيء من السمن والجبن والفراء؟ فقال: الحلال ما حلله الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه. وقد رواه أبو داود مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ومعلوم أنه لم يكن السؤال عن جبن المسلمين وأهل الكتاب، فإن هذا أمر بين، وإنما كان السؤال عن جبن المجوس، فدل ذلك على أن سلمان كان يفتي بحلها. وإذا كان ذلك روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انقطع النزاع بقول النبي صلى الله عليه وسلم. إلى آخر كلامه رحمه الله.
وإن أريد بالدهن الحيواني، الشحم المأخوذ من الحيوان، فلا يحل إلا إذا أخذ من حيوان مذكَّى مأكول اللحم. أما إن أخذ من غير مأكول اللحم، أو من غير المذكَّى تذكية شرعية، فلا يحل أكله ولا إضافته إلى مأكول كالحلوى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 جمادي الثانية 1424(17/291)
حكم الأكل من ذبائح الكوريين والمطاعم الأمريكية
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم. أنا شاب مسلم، وأعيش في كوريا، وهم ليسوا من أهل الكتاب، فهل أستطيع أكل لحم البقر والدجاج من الأسواق؟ مع العلم بأن هناك بعض المحال التي تبيع الذبح الإسلامي، ولكن بحكم عملي طوال النهار، فأنا لا أستطيع طهي الطعام في بيتي إلا يوم العطلة (مرة واحدة في الأسبوع) . وهل الأكل عند المطاعم الأمريكية مثل كنتاكي على سبيل المثال حلال؟ حيث إنهم يزعمون أن اللحوم وكذلك الدجاج تأتي من أمريكا (أهل الكتاب) . وجزاكم الله عنا كل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد نقل ابن قدامة في المغني إجماع أهل العلم على تحريم أكل ذبيحة من ليس مسلمًا ولا كتابيًّا. وذكر ابن رشد في بداية المجتهد أنه يحل بالإجماع ما ذبحه أهل الكتاب، ويدل لهذا قول الله تعالى: وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ [الأنعام:121] ، وقول الله تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ [المائدة:5] .
ومحل هذا إذا تحقق من كون الذابح كتابيًّا، وأنه ذكاها بطريقة الذبح المعروفة، لا بطريقة الصعق أو الخنق، أو غير ذلك من الوسائل.
وبناء على هذا.. فعليك بالبعد عن ذبائح الكوريين الذين لا كتاب عندهم، واحرص على الأسماك أو ما لا يحتاج للذكاة كالفواكه والمزروعات، وإذا تيسر لك ما ذبح بالطريقة الإسلامية فاحرص عليه، ولو كلفك الأمر أن تأخذ وقتًا من راحتك حتى تطبخه. وأما المطاعم الأمريكية فيجوز الأكل من لحومها إذا تأكدت أن الذابح كتابي أو مسلم، وأنها ذكيت بالطريقة الشرعية.
ولكنا ننصحك بالتورع عنها لكثرة ما شاع من أن القائمين على الذبائح بوذيون أو لا دينيون، إضافة إلى ما كثر عند الغرب من القتل بالصعق والخنق.
ونوصيك بالحرص على ما يحفظ لك إيمانك ويقويه في بلاد الكفر، ومن أهمه الارتباط بالوحي كتابًا وسنة، والارتباط بالمساجد والرفقة الصالحة، وتمكنك الاستفادة من سماع إذاعة القرآن، وفتح المواقع المفيدة على الإنترنت.
وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2437، 1005، 33850.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 جمادي الثانية 1424(17/292)
حكم الخل إذا دخلت في صناعته الكحول
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد كثرت الفتاوى عن استخدام الكحول ويوجد من أباحها ومنهم من نهى عنها ولثقتي في الله سبحانه وتعالى ثم فيكم من بعده أريد فتوى شاملة منكم عن حكم استخدام الكحول عموماً وهل هو نجس أم لا؟ مع العلم بأن خل الطعام الآن يدخل في صناعته الكحول فما حكم هذا الخل؟ ومدى استخدامه في الأكل؟ أفيدونا أفادكم الله وجزاكم خيراً كثيراً عن هذه الخدمة الجليلة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فجزاك الله خيرًا على ثقتك وحسن ظنك فينا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن نكون عند حسن ظن الجميع. وأما ما يتعلق بسؤالك فنقول: الكحول مسكرة، وكل مسكر خمر، وكل خمر حرام. وقد سبق بيان هذا في الفتوى رقم: 254، والفتوى رقم: 17866. وإذا تبين أن خل الطعام خلط بالكحول، فلا يجوز أكل الطعام الذي خلطت به إلا إذا استحالت الكحول، بحيث زال عنها وصف الإسكار قبل خلطها بالخل ووضعها في الطعام، فلا بأس بذلك، كما فصلناه في الفتوى رقم: 6783. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 جمادي الأولى 1424(17/293)
لا تجزئ التسمية عند الأكل لما لم يذكر اسم الله عليه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مقيم في ألمانيا للدراسة، هل من الممكن أن آكل من المحلات الألمانية لحوما ليست مذبوحة على الشريعة الإسلامية وأن أقول بسم الله قبل أكلها مع العلم بأنه توجد محلات تركية تبيع لحوما مذبوحة على الشريعة، ولكنها زفرة وليست جيدة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يحل أكل ما ذبح بدون تسمية، أو سمي عليه غير الله تعالى، أو صعق، أو ضرب في رأسه دون ذبح شرعي؛ لأن الجميع يكون ميتة، وقد قال الله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ [المائدة:3] ، وقال سبحانه: وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ [الأنعام:121] .
ولذا فالواجب على المسلم تحري الحلال والابتعاد عن الحرام لما في تناول الحرام من أضرار دينية ودنيوية عليه.
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 28143، والفتوى رقم: 2437.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 جمادي الأولى 1424(17/294)
لا حرج في تناول طعام يحتوي على خميرة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع وبعد:
فهنالكم بعض المنتجات التي تأتي من الخارج كتب عليها أن من مكوناتها خمائر فهل خمائر يعني بها خمر فقط فيحرم أكل هذه المنتجات أم لا؟
وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا علم لنا بحقيقة هذه الخمائر التي هي من مكونات المنتجات المذكورة، لكنا نقول: الخمائر جمع خميرة، والخميرة هي ما يجعل في العجين. وهي بهذا المعنى ليست خمرًا قطعًا. فعليه فإذا كانت مكونات هذه المنتجات من هذا القبيل فلا حرج في أكلها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 جمادي الأولى 1424(17/295)
أطعمة محرمة ورد ذكرها في القرآن
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم.
أرجو الإجابة عن سؤالي ولكم جزيل الشكر:
سؤالي هو: (لقد أحل لكم أكل لحم صيد البر والبحر إلا ما تكرهه النفس، وحرم أكل الميتة والنطيحة وأكل لحم الخنزير) .
لقد حصل بعض النقاش بيني وبين بعض الأخوات حول هذه العبارة، وكنت أريد أن أعلم هل هذه العبارة التي كتبتها تفسير لحديث أم تفسير لآية من القرآن الكريم.
وأرجو إن كانت من حديث أو آية ذكر هذه الآية أو الحديث.
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الألفاظ التي سألت عنها ورد بعضها في مواضع من القرآن.
قال تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً [المائدة:96] .
وقال: إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ [البقرة:173] .
وقال: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ [المائدة:3] .
وقال: إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [النحل:115] .
وقال تعالى: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ [الأعراف:157] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الأولى 1424(17/296)
حكم أكل طعام قلي مع لحم ذكي بطريقة غير شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنني أدرس في اليابان هل يجوز أكل السمك الذي تم قليه مع دجاج أو لحم تم ذبحه في بلد كافر مثل اليابان؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذا السمك إن كان قد تم قليه في زيت طبخت به ميتة دجاج أو غيره، ونقصد بالميتة ما لم تتم ذكاته ذكاة شرعية. فهو - أي السمك - نجس لنجاسة الزيت. قال النفراوي في الفواكه الدواني: ولابن عرفة مسألة وهي: من أدخل يده في آنية زيت أكثر من ثلاثة ثم بان بأولها فأرة ميتة، فالثلاثة نجسة وفي الرابع فما فوقه خلاف. اهـ
وقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن فأرة وقعت في سمن فماتت فقال: إن كان جامدًا فخذوها وما حولها ثم كلوا ما بقي، وإن كان مائعًا فلا تأكلوه. والحديث رواه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم.
قال الإمام ابن عبد البر في التمهيد: في هذا الحديث معانٍ من الفقه منها ما اجتمع عليه، ومنها ما اختلف فيه، فأما ما اجتمع عليه العلماء من ذلك، أن الفأرة ومثلها من الحيوان كله يموت في سمن جامد، أو ما كان مثله من الجامدات، أنها تطرح وما حولها من ذلك الجامد، ويؤكل سائره إذا استيقن أنه لم تصل الميتة إليه، وكذلك أجمعوا أن السمن وما كان مثله، إذا كان مائعًا ذائبًا فماتت فيه فأرة أو وقعت وهي ميتة، أنه قد نجس كله، وسواء وقعت فيه ميتة أو حية فماتت، يتنجس بذلك قليلاً كان أو كثيرًا. هذا قول جمهور الفقهاء وجماعة العلماء، وقد شذ قوم فجعلوا المائع كله كالماء، ولا وجه للاشتغال بشذوذهم في ذلك، ولا هم عند أهل العلم ممن يعد خلافًا. اهـ
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 جمادي الأولى 1424(17/297)
طيور مباح أكلها وأخرى محرم
[السُّؤَالُ]
ـ[حكم أكل الطيور المشبكة "ذات الأصابع المتشابكة" وحيوانات النهر والحمام الملون؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن جميع الطيور مباح أكلها على اختلاف ألوانها وأشكالها، فلا يحرم منها إلا ما له مخلب يجرح به، كالصقر والباز والشاهين والنسر والعقاب وجميع جوارح الطير. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي نابٍ من السباع، وعن كل ذي مخلبٍ من الطير. رواه مسلم.
والمراد مخلب يصيد به، إذ من المعلوم أنه لا يسمى ذا مخلب عند العرب إلا الصائد بمخلبه وحده. وأما الديكة والعصافير والحمام وسائر ما لا يصيد بمخلبه فلا تسمى ذوات مخالب في اللغة؛ لأن مخالبها للاستمساك والحفر بها، وليست للصيد والافتراس. وانظر المحلى (7/405) .
ويدخل في ما لا يجوز أكله أيضاً أمران:
1- الهدهد والصرد؛ لما رواه أبو داود بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم: نهى عن قتل أربع من الدواب: النملة، والنحلة، والهدهد، والصرد. إذ لو حل أكلها لما نهى عن قتلها؛ لأنه لا يتوصل إلى أكلها إلا بقتلها.
2- ما يأكل الجيف والزبل من الطيور، كالغراب والرخم لخبث لحمه، وقد قال تعالى: وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ [الأعراف:157] . ولما صح عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خمس يقتلهن المحرم: الحية، والفأرة، والحدأة، والغراب الأبقع، والكلب العقور.
أما حيوانات النهر التي لا تعيش إلا فيه فمباحة كلها، صغيرها وكبيرها، ولا يستثنى منها شيء، فكلها مباحة؛ لعموم قوله تبارك وتعالى: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُمْ [المائدة:96] . والبحر يدخل النهر في مسماه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الأولى 1424(17/298)
الجلاتين والإنزيم
[السُّؤَالُ]
ـ[إنني مقيم في هولندا وهناك بعض الأكلات وخصوصا الحلويات والآيس كريم تحتوي على مادة E471 وقال لي بعض الناس إنها مادة جلاتين تستخرج من الخنزير والبعض الآخر قال إنها إنزيم فما مدى صحة هذين القولين وهل هذه المادة وجودها في الأكل تجعله محرما وهل هي فعلا من الخنزير أرجو الإفادة وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا علم لنا بحقيقة هذه المادة، ولكن بإمكانك أن تسأل المختصين في هذا المجال ليخبروك بحقيقتها ثم توضحها لنا، ومن ثم ننزل عليها الحكم الشرعي إن شاء الله تعالى، وقد سبقت لنا فتويان عن الجلاتين والإنزيم، وهما برقم:
16973 ورقم: 11407
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الثاني 1424(17/299)
الأعلاف المصنعة من أصول حيوانية.. نظرة صحية تجارية
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وبعد:
سادتي أهل الذكر: اطلعت على طريقة تربية الدواجن في بلاد كثيرة، وتبين بالقطع الواضح أنهم يستخدمون صناعة الأعلاف من أصول حيوانية (مخلفات الحيوانات عظم لحم جلاميط ريش جلد دهون شحوم ألخ) ويعيدون تصنيعها بمراحل علمية، ويخلطونها بنواتج نباتية أخرى بنسب معينة ويعلفون الحيوانات بها، ومن ضمن المواد الدم والنجاسات وبقايا الكروش، السؤال هنا: هل يأثم من يصنع هذه الأعلاف من المسلمين -هل يجوز تناول الحيوانات النامية لحومها من هذه الأعلاف شرعا- علما بأن العلم الذي اطلعت عليه يقول بالقطع إن أمراضا ومنها سرطانية وجنون البقر وغيرها من المسببات الأساسية لها هذه الأعلاف من أصول حيوانية.
ومن ناحية أخرى أن هذا دارج في كل البلاد الإسلامية يعني هل يتغير لحم الحيوان الداجن إلى الحرمة بعد حله باعتباره تحول إلى لحم مفترس يأكل ما احتال الإنسان على إطعامه إياه،
علما بأن مداجن اشتهرت بأن دجاجها يأكل بعضه بعضا ويسمونه ظاهرة الدجاج المفترس، حيث يتكاثر الدجاج لينقر بعضه وبمجرد سيلان الدماء من أولها يتحول الجميع إليها ويلتهمونها كما تلتهم الذئاب الفريسة ويعالجون ذلك بقص المناقير وفصل الشرس ويعزي أهل العلم بأن سبب ذلك راجع إلى الأغذية والأعلاف من أصل حيواني، ممكن إفادتنا وإذا كان حلالاً فهل يجوز لي أن أقوم بعمليات التصنيع للأعلاف وأسير في ركب المصنعين كعمل حلال أم أتوقف وأمتنع وأهلي وأنصح من أعرف بالامتناع عن تناول الدجاج المربى في المداجن على الطريقة السريعة 50 يوماً تصير الصوص (الفرخ) ذو الـ 50 غراما بوزن دجاجة من 2 إلى 3 كغ وليطمئن قلبي؟ جزاكم الله خيراً.
وكفانا شر الأعمال الجارية المآثم علما بأن الدنيا كلها غاصت في هذا الموضوع، ومن ضمنه ما يصل المسلمين في بيوتهم من لحومها؟ وشكر الله لكم الإفادة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كانت هذه الأعلاف لا يزال وصف النجاسة ملازماً لها بعد تصنيعها فلا يجوز بيعها، وما غذي بها من حيوان مأكول اللحم لا يجوز أكل لحمه إلا بعد أن يُغذى بعلف طيب فيطيب لحمه به، لأنه حكمه حكم الجلالة، ومع هذا فإذا ثبت أن لحمه يسبب الإصابة بالأمراض المذكورة في السؤال ولو بعد علفه بالعلف الطيب، فلا يجوز أكله، دفعاً للضرر، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا ضرر ولا ضرار. رواه أحمد.
وهذا الحكم يشمل الأعلاف التي زال عنها وصف النجاسة إلا أنها يترتب عليها نفس الضرر، فهذه أو تلك لا يجوز تصنيعها أو بيعها، وعلى السائل الحذر من الاتجار فيها أو أكل لحومها، وعليه بذل النصح لمن يمكنه نصحه من المسلمين، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 7708، والفتوى رقم: 6783.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الثاني 1424(17/300)
الغراب الذي يأكل الجيف لا يجوز كسبه وأكله
[السُّؤَالُ]
ـ[في ما يخص الإجابة عن حكم تربية وأكل الغراب لم أعرف ما هو القسم الثاني الذي ذكرتم أنه يجوز كسبه وأكله، أفيدونا حفظكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذُكر في الفتوى رقم:
32664 أن الغراب على قسمين قسم يجوز كسبه وأكله، وقسم يحرم كسبه وأكله، ويندب قتله في الحل والحرم.
فالقسم الذي يحرم كسبه وأكله هو الذي ورد في الحديث الأمر بقتله في الحرم، أخرج البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلن في الحرم: الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور.
قال في المبسوط: والمراد به ما يأكل الجيف، وأما الغراب الزرعي الذي يلتقط الحب فهو طيب مباح لأنه غير مستخبث طبعاً، وقد يألف الآدمي كالحمام، فهو والعقعق سواء، ولا بأس بأكل العقعق. 11/226.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الثاني 1424(17/301)
حكم الأكل من بيت لديهم يتيم
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم، هناك من يقول بأنه لا يجوز الأكل أو الشرب أو أخذ شيء في بيت لديهم يتيم، هل هناك أصل شرعي في هذه المسألة؟ وجزاكم الله كل الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأكل من بيت لديهم يتيم جائز، ولا دليل على المنع، لكن إن علم أن لليتيم مالا وأن أهل ذلك البيت يأكلون منه بدون حق، فإن الورع والاحتياط أن لا يأكل الإنسان من طعام أهل ذلك البيت خشية أن يكون ما أكله من مال اليتيم.
ولمعرفة حرمة أكل أموال اليتامى وأمور متعلقة بذلك، انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 6474، 8423، 21315..
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الثاني 1424(17/302)
حكم شراء اللحم من المحلات العامة في بلاد أهل الكتاب
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أسأل عن حكم شراء اللحم من المتاجر العامة في الدول الأجنبية فرنسا مثلا، علما بأنه توجد متاجر لبعض المسلمين ولكن بثمن مرتفع؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع من شراء اللحم من المحلات العامة في بلاد أهل الكتاب استصحابا لأصل الإباحة في قول الله تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ [المائدة:5] .
إلا إذا علمت أنهم لا يذبحون بالطريقة الشرعية كاستخدام الصعق الكهربائي، أو غير ذلك من وسائل زهق الروح من غير قطع الحلقوم والودجين، ففي هذه الحالة تكون لحومهم ميتة لا يجوز شراؤها ولا أكلها؛ لقول الله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ [المائدة:3] .
ولا يبرر شراء هذا النوع من اللحم عدم وجود غيره أو وجوده بأسعار مرتفعة..... فإن الميتة لا تحل بحال من الأحوال إلا في حالة الضرورة القصوى، بحيث لا يجد المسلم ما يسد به رمقه غيرها.
أما إذا كان ذلك مجرد شك فإنه لا يمنع الأكل، لأن الأصل الإباحة، وإن كان الأولى والأحوط لدين المسلم أن يتقي الشبهات، ويتجنب المشكوك فيه ويستعمل ما يتيقن أنه حلال وإن كان أغلى ثمناً، ولمزيد من الفائدة والتفصيل نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 2437.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ربيع الثاني 1424(17/303)
حكم قبول حلوى المولد
[السُّؤَالُ]
ـ[ما قولكم في الحلويات التي توزع بسبب المولد؟ هل يجوز قبولها والأكل منها؟ وما العمل إذا أحرج الشخص فقبلها حياء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فسبق الكلام عن المولد، وما يتم فيه في الفتوى رقم: 18372.
ومن أعطي من تلك الأطعمة شيئاً فلا حرج عليه في قبوله وتناوله، لأن النهي لم يتوجه إلى ذات الطعام.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الأول 1424(17/304)
حكم أكل السمك لو مات في الماء
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
هل يجوز أكل السمك إذا مات حتف أنفه؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيحل السمك بأي وجه مات وعلى هذا جمهور أهل العلم، وأما ما رواه أبو داود وغيره عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ألقى البحر أو جزر عنه فكلوه، وما مات فيه وطغا فلا تأكلوه. قال أبو داود روى هذا الحديث سفيان الثوري وأيوب وحماد عن أبي الزبير أوقفوه على جابر، وقد أسند هذا الحديث أيضاً من وجه ضعيف عن ابن أبي ذئب عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهو صحيح موقوفاً لا مرفوعاً.
قال الحافظ ابن حجر: وإذا لم يصح إلا موقوفاً فقد عارضه قول أبي بكر الصديق وغيره، والقياس يقتضي حله لأنه سمك لو مات في البر لأكل بغير تذكية، ولو نضب عنه الماء أو قتلته سمكة أخرى فمات لأكل، فكذلك إذا مات وهو في البحر. انتهى.
وعليه فلو مات السمك في الماء وطفا فحلال ما لم يتغير ويضر فلا يحل لضرره لا لأنه طاف.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الأول 1424(17/305)
تحريم أكل لحم الإنسان أمر معلوم من الدين بالضرورة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل صحيح أنه لا يجوز أكل لحم الإنسان وما هو الدليل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإسلام دين الله تعالى الخالد الخاتم الكامل أباح أكل كل طيب نافع وحرم أكل كل خبيث ضار.
فقال الله تعالى: يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ [المائدة:4] .
والطيبات من الأطعمة كل ما فيه نفع للعقل والبدن، أو لذة في الطعم بشرط ألا يضر ذلك بالبدن أو العقل.
ومن هذه الآية يفهم تحريم كل خبيث مضر ... وهذا ما صرحت به الآية الكريمة في سورة الأعراف، حيث يقول الله تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ [الأعراف:157] .
وتحريم أكل لحم الإنسان أمر معلوم من الدين بالضرورة، فالإسلام كرم الإنسان وحرم مجرد غيبته ونفر منها بالتوبيخ لأولئك الذين يغتابون الناس ويرتعون في أعراضهم، وشبههم بمن ينهشون لحوم إخوانهم من البشر الموتى، وإذا كان هذا التشبيه لمجرد التنفير من الغيبة، فما بالك بأكل لحم البشر مباشرة، لا شك أن ذلك أشد تحريماً وأعظم تجريماً....
وكراهة هذا النوع من اللحم (اللحم الإنساني) هي مقتضى الطبع السليم والعقل الصحيح، فمجرد تصوره تتقزز منه النفس وتأباه الطبيعة، ولهذا قال تعالى بصيغة الاستفهام الإنكاري الذي يفهم منه توبيخ من يفعل ذلك: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ [الحجرات:12] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ربيع الأول 1424(17/306)
حكم استعمال المطعومات في الصابون ونحوه
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموقع وأثابكم الله عليه.
لي سؤال وأتمنى منكم الإجابة عليه وهو: اشترينا صابوناً ووجدنا مكتوباً عليه أنه باللبن ولكن تشككنا في استخدامه فهل يوجد مانع شرعي من استخدامه؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج في استخدام هذا الصابون المستخدم في صناعته اللبن، ومثله الشامبو الذي يصنع من البيض والفواكه، ونحو ذلك من الأطعمة المحترمة، لعدم ما يمنع ذلك شرعاً، والأصل في الأشياء الإباحة إلا ما قام دليل على حرمته، قال الله تعالى: وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الجاثية:13] .
وقد نص أهل العلم على حرمة استعمال المطعومات في إزالة النجس، ولكن ما ذكروه هو فيما إذا كان في صورته الأولية.
أما إذا عولج وتغير وصار صابوناً أو شامبو، أو نحو ذلك فلا يكره.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ربيع الأول 1424(17/307)
حكم ترك الطعام مكشوفا بالليل وأكله
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم ترك إناء الطعام مكشوفا ليلاً أي أود معرفة هل يمكن أكل هذا الطعام أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ترك الآنية بالليل مكشوفة خلاف أمر النبي صلى الله عليه وسلم، لما قد يترتب على ذلك من إفساد الشياطين وكيدهم، بل ثبت الأمر بتغطية الآنية وإغلاق الأبواب.. وما أشبه ذلك مع ذكر اسم الله تعالى، ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خمروا الآنية وأوكوا الأسقية وأجيفوا الأبواب وكفوا صبيانكم.
وفي صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفئوا السراج، فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح باباً ولا يكشف إناء، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله تعالى فليفعل، فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم.
قال ابن حجر في فتح الباري: قال القرطبي: جميع الأوامر للندب؛ ولاسيما في حق من يفعل ذلك بنية امتثال الأمر.
أما أكل الطعام الذي كان في الإناء المكشوف فلم نعثر على نص يمنع من ذلك، إذا تأكد الشخص من صلاحيته وعدم سقوط شيء فيه يؤثر عليه، أو غلب ذلك على ظنه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 صفر 1424(17/308)
لا دخل لإزالة الريش في الذكاة
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
ما حكم أكل الدجاج المذبوح ذبحا شرعيا وبعد ذبحه بدقائق يوضع في ماء ساخن لإزالة ريشه،
فهل لهذا الماء الساخن أضرار صحية؟
وما حكمه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن حكم الدجاج المذكى ذكاة شرعية الإباحة، ولا دخل لإزالة الريش في الذكاة، فالريش يمكن أن يزال بأي وسيلة من وضعه في الماء الحار أو نتفه.. فكل ذلك جائز إلا إذا ترتبت عليه أضرار صحية، فإن الشرع حرم تناول ما يضر بالصحة، ويمكن أن تسأل عن ذلك أهل الاختصاص.
أما الذكاة فيجب أن تكون بالطريقة الشرعية، وإذا وقعت بغيرها من الخنق أو الصعق فلا يجوز الأكل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 صفر 1424(17/309)
حكم تقديم اللحم غير المذكى لغير المسلمين
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله
أعيش في ألمانيا, وأنوي أن أفتح مطعماً صغيراً, ولكن يصعب إيجاد اللحم المذبوح هنا, فهل يحل لي طهي وتقديم اللحم غير المذبوح إذا كان زبائني من غير المسلمين, أم أنه يحرم على المسلم لمس هذا اللحم
أفيدونا أفادكم الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يحل لك أن تطبخ اللحم غير المذبوح ذبحاً شرعياً ولو كنت تقدمه لغير المسلمين، لأن في ذلك إعانة لهم على الإثم والعدوان. وقد قال الله تعالى: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2] .
والواجب عليك التحذير من هذا الفعل وحض الناس على البعد عنه، فكيف تنوي مباشرته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 صفر 1424(17/310)
حكم أكل الجيلاتين
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أكل الجيلاتين في كندا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان هذا الجيلاتين المذكور مأخوذاً من حيوان مأكول اللحم كالبقر والغنم ونحوهما، وكان مذكى ذكاة شرعية، فإنه يجوز أكله.
وأما إن أخذ من حيوان غير مذكى، أو ميتة، أو خنزير وما أشبه ذلك، فإنه لا يجوز أكله، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 11407.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 صفر 1424(17/311)
لا يجوز الأكل من اللحوم المذكاة بطريقة غير شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله بركاته
أنا طالب أدرس في أوروبا وأواجه مشكلة في أكل اللحوم المذبوحة على الطريقة الإسلامية وذلك لأن هنا في هذه الدولة محلاً واحداً يبيع تلك اللحوم وبضعف الثمن تقريباً وأنا أقضي معظم اليوم في الجامعة وليس لدي الوقت للطبخ فأنا آكل في مطعم الجامعة وذلك بأسعار رمزية للطلاب فهل هذا حرام؟
جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تيقنت أو غلب على ظنك أن هذه اللحوم التي يقدمها ذلك المطعم من لحوم الحيوانات المحرمة الأكل أصلاً كلحم الخنزير، أو أنها لم تذك بالطريقة الشرعية كالتي تذبح عن طريق الصعق الكهربائي، فهذه أو تلك لا يجوز أكلها، لأنها محرمة بنص الكتاب، كما قال الله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ... [المائدة: 3] . وما ذكي بالصعق الكهربائي فهو ميتة فلا يجوز أكله.
وفي ختام هذا الجواب ننبه الأخ السائل إلى أنه متى ما أمكنه الشراء من تلك اللحوم التي ذكيت بطريقة شرعية محققة فهو أولى وأحوط وأنفع له في دينه ودنياه، ولمزيد من الفائدة نحيله على الفتوى رقم: 2437، والفتوى رقم: 2542.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 صفر 1424(17/312)
الأصل في الأشياء الحل والطهارة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم المواد الغذائية الحاوية لمادة الليكرول، حيث إن المواد الكيماوية التي تنتهي بالواو واللام في اللاتينية تحتوي على أيون (OH) والتي هي صفة مشتركة للمواد الكحولية، ولكن لا نعلم يقينا هل أن كل مادة تحتوي على هذا الأيون هي مسكرة أم لا أفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت مادة الليكرول تحتوي على مواد كحولية مسكرة فلا تخلو عند إضافتها إلى الأطعمة من حالتين:
الأولى: أن تضاف إليها وهي بحالتها فيحرم تناول الأطعمة التي أضيفت إليها لأنها تصبح نجسة.
والثانية: أن تضاف إليها بعد استحالتها استحالة تامة إلى ما لا يسكر، فلا حرج في تناول هذه الأطعمة لأن استحالة المادة المسكرة إلى مادة أخرى بنفسها تطهرها.
وننبه هنا إلى أن الأصل في الأشياء الحل والطهارة حتى تثبت نجاستها وحرمتها، ولذلك فما دمتم تشكون في اشتمال هذه المادة على المسكر، فلا حرج عليكم في تناول تلك الأطعمة.
وينبغي لكم السعي في التحقق من مادة الليكرول هذه هل هي مسكرة أم لا، حتى يزول عنكم الحرج والشك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 صفر 1424(17/313)
حكم تناول الأطعمة المقدمة للأصنام
[السُّؤَالُ]
ـ[أقمت في تايلاند ويوجد هناك ما يقدم للمعبودات غير الله تعالى (والعياذ بالله من ذلك) من الفواكه والثمرات والحلويات والحيوانات الحية سؤالي هو: ما حكم الأكل من هذه الفواكه والثمرات؟ وما حكم ذبح تلك الحيوانات والانتفاع بلحومها؟
أفيدونا جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز للمسلم أكل ذبائح عبدة الأوثان والمجوس وما شابههم من الكفار باستثناء ذبائح أهل الكتاب، قال في الجوهرة النيرة: ولا تؤكل ذبيحة المجوس والمرتد والوثني لأن المرتد لا ملة له والوثني مثله. هـ.
وبهذا يعلم السائل عدم جواز الأكل مطلقاً من ذبائح هؤلاء القوم عباد الوثن سواء في ذلك ما ذبحوه لأنفسهم أو ما ذبحوه لصنمهم.
أما بالنسبة لما سألت عنه من الفواكه والثمار المقدمة قرباناً للصنم فهذه لا حرج في أكلها ما لم تتنجس؛ لأن الأصل فيها الحل. وكونها قدمت قرباناً للصنم لا يخرجها ذلك عن الأصل.
وننبه السائل إلى أن السفر إلى بلاد الكفر والإقامة فيها من المحرمات ما لم تدع إلى ذلك ضرورة أو حاجة فيها معناها، وانظر الفتوى رقم: 2007.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 محرم 1424(17/314)
ذبائح الصابئة وآنيتهم
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
هل يعتبر الصابئة من أهل الكتاب وهل يجوز الأكل من طعامهم؟
والسلام عليكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان من هم الصابئة؟ وما هي فرقهم؟ في الفتوى رقم: 23568 فراجعها.
وعلى أي حال فهم لا يعدون من أهل الكتاب، أما بالنسبة لسؤالك عن حكم الأكل من طعامهم فإن كنت تقصد ذبائحهم فلا تجوز لكونهم كفاراً وليسوا من أهل الكتاب، أما ما عدا ذلك مما هو ليس محرماً في ديننا فلا حرج في أكله، وأما بخصوص الأكل في آنيتهم فلا حرج كذلك إلا إذا علمت نجاستها أو كانت من الذهب والفضة، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 21686.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 محرم 1424(17/315)
حكم ذبح البهيمة الحامل وأكل لحم جنينها
[السُّؤَالُ]
ـ[ماحكم ذبح الشاة العشراء بدون علم وهل يجوز أكل لحمها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج على من ذبح بهيمة حاملاً سواء كان يعلم بذلك أو لا يعلم، ويجوز أكل جنينها سواء أشعر أم لم يشعر إلا إذا خرج وفيه حياة مستقرة يمكن أن يذكى فلم يذكه حتى مات فهو حرام، وفي سنن أبي داود عن أبي سعيد الخدري: قلنا: يا رسول الله، ننحر الناقة ونذبح البقرة والشاة فنجد في بطنها الجنين أنلقيه أم نأكله؟ قال كلوه إن شئتم، فإن ذكاته ذكاة أمه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 محرم 1424(17/316)
الحبة السوداء منافع وشفاء
[السُّؤَالُ]
ـ[الإخوة الأكارم
أكرمكم الله وجزاكم خيراً
الرجاء بيان حرمة أو حِلّية "حبة البركة" هكذا نسميها في الأردن وهي عادة توضع على الطعام لإعطاء نكهة مميزة حرام أم حلال، حيث تباينت فيها آراء العلماء بين محلل ومحرم؟!]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا نعرف ماذا يقصد الأخ بحبة البركة هذه.. فإن كان يقصد الحبة السوداء وهي الشونيز بلغة الفرس، فلا شك في إباحتها وهي كثيرة المنافع جداً، وفيها قول النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام. رواه البخاري ومسلم.
وإن كان القصد بحبة البركة جوزة الطيب، فقد تقدم حكمها مفصلاً في الفتوى رقم:
16440، والفتوى رقم: 18576.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ذو الحجة 1423(17/317)
الغراب المحرم أكله
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز قتل طائر الغراب؟ جزاكم الله خيراً....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز قتل الغراب للحديث الذي رواه أحمد والبخاري واللفظ له عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خمس من الدواب كلهنَّ فاسق يقتلن في الحرم: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور.
قال في المبسوط: والمراد به ما يأكل الجيف، وأما الغراب الزرعي الذي يلتقط الحب فهو طيب مباح؛ لأنه غير مستخبث طبعاً، وقد يألف الآدمي كالحمام.
وقوله: فهو طيب مباح.. يعني به: جواز الأكل، وعليه فلا يشرع قتل هذا النوع..
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ذو الحجة 1423(17/318)
مسألة البيض في دجاجة ميتة
[السُّؤَالُ]
ـ[البيض الذي يخرج من بطن الدجاجه الميته؟ وشكرا على تعاونكم وجزاكم الله خيراً..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن البيضة التي تخرج من الدجاجة بعد موتها تكون على حالتين:
الحالة الأولى: أن تخرج متصلبة فهي طاهرة ويحل أكلها؛ لأنها بعد تصلبها تمنع سريان النجاسة إلى باطنها. وأما ظاهرها فنجس ويطهر بالغسل وهذا مذهب الحنفية والحنابلة، وأصح الأوجه عند الشافعية، وهو قول للمالكية، والمعتمد عندهم - وهو وجه عند الشافعية - أنها نجسة والأول أرجح.
والحالة الثانية: أن تخرج رطبة فهي نجسة ويحرم أكلها، وهذا مذهب المالكية بالاتفاق، وأصح الأوجه عند الشافعية، وهو المعتمد عند الحنابلة، وذهب الحنفية -وهو وجه عند الشافعية وقول للحنابلة- إلى طهارتها، وجواز أكلها، والأول أرجح.
وإليك نص أقوال أئمة المذاهب التي تؤكد ما نسبناه إليهم:
قال الكاساني في بدائع الصنائع: وإذا خرجت من الدجاجة الميتة بيضة تؤكل عندنا -الحنفية- سواء اشتد قشرها أو لم يشتد، وعند الشافعي رحمه الله إن اشتد قشرها تؤكل وإلا فلا، وجه قوله -أي الشافعي- أنه إذا لم يشتد قشرها فهي من أجزاء الميتة فتحرم بتحريم الميتة، وإذا اشتد قشرها فقد صار شيئاً آخر وهو منفصل عن الدجاجة فيحل، ولنا أنه شيء طاهر في نفسه مودع في الطير منفصل عنه ليس من أجزائه فتحريمها لا يكون تحريماً له كما إذا اشتد قشرها. انتهى
وقال الحطاب في مواهب الجليل في شرح مختصر خليل: تنبيه: أطلق -أي المصنف القول بالنجاسة- في البيض الخارج بعد الموت، وسواء كان رطباً أو يابساً، وهو كذلك، أما الرطب فباتفاق، وأما اليابس فهو قول مالك خلافاً لابن نافع، حكى القولين ابن رشد في الضحايا من البيان وابن عرفة وابن ناجي وغيرهم، واقتصر ابن فرحون على قول ابن نافع، وكذلك ابن رشد في اللباب، فأفهم كلاهما أنه المذهب وليس كذلك. انتهى
وقال النووي في المجموع: وأما البيضة ففيها ثلاثة أوجه حكاها الماوردي والروياني والشاشي وآخرون أصحها وبه قطع المصنف والجمهور إن تصلبت فطاهرة وإلا فنجسة، والثاني طاهرة، والثالث نجسة مطلقاً.
وقال: وأما مسألة البيض في دجاجة ميتة فقد ذكرنا فيها ثلاثة أوجه لأصحابنا، وحكي تنجيسها عن علي بن أبي طالب وابن مسعود ومالك رضي الله عنهم، وطهارتها عن أبي حنيفة. انتهى
وقال المرداوي في الإنصاف فائدتان: إذا صلب قشر بيضة الميتة من الطير المأكول فباطنها طاهر بلا نزاع ونص عليه، وإن لم يصلب فهو نجس على الصحيح من المذهب، وعليه أكثر الأصحاب. جزم به أبو الحسين في فروعه وغيره، وقدمه في الكافي والحاوي الكبير والفائق، وشرح ابن رزين وقيل: طاهر، واختاره ابن عقيل وأطلقهما في الفروع والرعايتين، وابن تميم، والمذهب والحاوي الصغير. انتهى
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ذو الحجة 1423(17/319)
حكم أكل الحيوانات المعلوفة بعظام ولحوم مجففة
[السُّؤَالُ]
ـ[جاءني صديق بفتوى أن أكل الدواجن التي يتم تسمينها في المزارع حرام لأنها تنمو على أعلاف من العظام واللحم المفروم والمجفف بطريقة معينة وبهذا تكون التغذية لهذه الدواجن من الدم وهذه الفتوى من أحد شيوخ الأزهر والذي تأكد من طريقة التغذية السابقة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأعلاف التي يدخل في تصنيعها مواد نجسة لا يجوز استخدامها لعلف الحيوانات والطيور، إذا كانت النجاسة باقية فيها، أما إذا استحالت هذه النجاسة عن وصفها الأصلي، بحيث صارت مادة أخرى، ولم يبق لها أي أثر، فالذي عليه أكثر أهل العلم أنها تأخذ حكم ما استحالت إليه، ولا مانع عندئذ من استخدامها كأعلاف للحيوانات والدواجن، والأفضل هو البحث عن بديل آخر لا توجد فيه هذه الشبهة.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم:
2010 - والفتوى رقم: 6783.
ولمعرفة حكم الحيوانات التي أكثر طعامها النجاسات -وهي الجلاَّلة- راجع الفتوى رقم:
9571، والذي تبين منه أن الراجح -والله أعلم- هو أن لحم الجلاَّلة مكروه وليس بمحرم، لكن الأفضل أن تُحبس أيَّاماً قبل ذبحها، لينقَّى لحمها ويزكو.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ذو الحجة 1423(17/320)
آكل غير المذكى آثم
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم.
وقع لي حادث مرور بمدينة باريس نقلت على أثرها إلى المستشفى، وكما تعلمون تقدم لي وجبات غذائية تحتوي على لحم غير مذبوح مع علمي بذلك، وسؤالي هو هل أنا مذنب في حق الله تعالى وما كفارة ذلك؟ وجزاكم الله عنا كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما دام لديك علم بأن ما يقدم إليك من الوجبات لحوم حيوانات ذكيت بطريقة تخالف الذكاة الشرعية فقد أكلت محرماً وارتكبت بذلك إثماً يلزمك منه التوبة والاستغفار، وكان بإمكانك طلب غير هذا الغذاء أو الأكل من الأسماك والخضروات، إلا إذا كنت لا تجد بديلاً غيره ولم يوفروا لك إلا ذلك، وكنت مضطراً لأكله فلا حرج عليك، لقول الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ [الأنعام:119] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ذو الحجة 1423(17/321)
حكم التنباك كحكم السجائر
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم استخدام التنباك الذي هو عبارة عن (التبغ_الرماد) الذي يوضع في الفم بين الأسنان والشفة وهل له أضرار مثل الدخان؟؟؟ ولكم جزيل الشكر..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التنباك فيه من الأضرار والبلايا مثل ما في الدخان (السجائر والشيشة) إن لم يكن أكثر منه بكثير، وبذلك يكون حكمه حكمها، وهو الحرمة بدلالة القرآن والسنة والعقل الصريح وقد مضى بيان ذلك مفصلاً في الأجوبة التالية: 25012 1671 1819 3822 13728 27067
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو الحجة 1423(17/322)
الطعام لا يطرح بالشك
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم.
أعيش باليابان، وهنا توجد بعض المواد الغذائية (مثل الخبز واللبن) التي بها شبهة اختلاط بمواد يقال إنها حيوانية لكنها غير معروفة تحديداً أو ما هي نسبتها في الطعام!! فما حكم أكل مثل هذه الأشياء إذا لم يتوفر البديل أو موجود بسعر أغلى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصل في هذه الأشياء المذكورة الإباحة ما لم يعلم يقيناً أو ظناً غالباً أنها خالطتها مواد أخرى نجسة أو محرمة.
وإذا تأكدت من مخالطة بعض المواد الحيوانية للأطعمة المذكورة أو غيرها.. فإن كان هذا الحيوان مما يحرم أكله ولا تفيد فيه الذكاة مثل الخنزير فهذا لا يجوز أكله ولا يجوز شراؤه.
وأما ما خالطه القليل مما تفيد فيه الذكاة إن كان ميتة فقد اختلف فيه أهل العلم؛ ولعل الراجح من أقوالهم في ذلك الإباحة إن شاء الله تعالى، خاصة إذا كان في بلد يعسر الاحتراز منه.
فقد ذكر ابن كثير أن الصحابة رضي الله عنهم أكلوا من جبن المجوس، ومن المعلوم أن الجبن يخلط بأنفحة العجل، ومن المعلوم أن ذبيحتهم لا تفيد شرعاً فهي ميتة.
وقال القرطبي في التفسير: ويعفى عن قليل النجاسة إذا خالط الكثير من المائع.
وقد روى ابن ماجه عن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن السمن والجبن والفراء؟ فقال: الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه. ورواه الترمذي أيضا.
وذكر المواق في شرح مختصر خليل المالكي أنه يعفى عن القليل من النجاسة في كثير الطعام، وقال: قال التونسي في النقطة من البول تقع في كثير من الطعام لا تضر. انتهى.
وبناء على ما تقدم فإنه لا مانع من استعمال هذه الأشياء المذكورة لعدم إصابتها بالنجاسة يقينًا أو ظنًا، ولأن الطعام لا يطرح بالشك كما قال العلماء، إلا إذا تركها الشخص تورعًا واحتياطًا فهذا لا شك أورع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ذو الحجة 1423(17/323)
أكرهه من أجل ريحه
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من سيادتكم التفضل علي بالإجابة على هذا السؤال:
سمعت من شخص بأن أكل الثوم والبصل، والأكل متكئاً من المحرمات على الأنبياء، فما مدى صحّة هذا والدليل على ذلك إن وجد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم: أُتِيَ بِقِدْرٍ فِيهِ خَضِرَاتٌ مِنْ بُقُولٍ، فَوَجَدَ لَهَا رِيحاً، فَسَأَلَ فَأُخْبِرَ بِمَا فِيهَا مِنَ الْبُقُولِ. فَقَالَ: "قَرّبُوهَا" إِلَىَ بَعْضِ أَصْحَابِهِ. فَلَمّا رَآهُ كَرِهَ أَكْلَهَا، قَالَ: "كُلْ. فَإِنّي أُنَاجِي مَنْ لاَ تُنَاجِي.
وقد اختلف هل كان الترك تنزهاً منه صلى الله عليه وسلم، أم لكونه محرما عليه؟ والأرجح الأول لقول أبي أيوب رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطعام أكل منه وبعث بفضله إلي، وإنه بعث إلي يوما بفضلة لم يأكل منها لأن فيها ثوما فسألته أحرام هو؟ قال: لا، ولكني أكرهه من أجل ريحه. قال: فإني أكره ما كرهت. رواه مسلم.
قال النووي رحمه الله: اختلف أصحابنا في حكم الثوم في حقه صلى الله عليه وسلم وكذلك البصل والكراث ونحوها؟ فقال بعض أصحابنا هي محرمة عليه، والأصح عندهم أنها مكروهة كراهة تنزيه وليست محرمة، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: لا في جواب قوله: أحرام هو, ومن قال بالأول يقول معنى الحديث ليس بحرام في حقكم. والله أعلم.
وكذلك قال الحافظ ابن حجر في الفتح عند تعليقه على الحديث الأول: واختلف هل كان ذلك حراما على النبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟ والراجح الحل لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: وليس بمحرم.
وأما أكله متكئا فقد ثبت عنه أنه قال: إني لا آكل متكئا. رواه البخاري.
وذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري: أن جبريل نهاه عن ذلك, وهذا النهي محمول على الكراهية, لأنه كان من أخلاق المتكبرين ويؤدي إلى الاستكثار من الطعام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره ذلك.
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: معناه: لا آكل أكل من يريد الاستكثار من الطعام ويقعد له متمكنا، بل أقعد مستوفزا وآكل قليلا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو الحجة 1423(17/324)
حكمة تحريم أكل لحم بعض الحيوانات والطيور
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
أردت أن أستفسر حول تحريم أكل لحم الضفادع والثعابين عقب ما قرأته في الفتوى رقم 543 علماً بأنني لست من آكلي هذه اللحوم والحمد لله.
لكني أريد الاستفسار حول سبب تحريم قتل أو أكل الخمسة حيوانات التي ورد ذكرها في حديث رسولنا الأكرم عليه الصلاة والسلام وحول مدى صحة هذا الحديث؟ جزاكم الله خيراً ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت هذا الحديث بإسناد صحيح في مسند أحمد وسنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل أربع من الدواب: النملة والنحلة والهدهد والصرد. أما رواية النهي عن قتل الخمسة وذكر منها الضفدع، فقد رواها البيهقي في سننه، وقال عقب هذه الرواية: تفرد به عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف، وحديث عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أقوى.
يشير بذلك إلى رواية النهي عن قتل الأربعة وقد تقدمت.
وقد ورد النهي عن قتل الضفدع خاصة في حديث صحيح رواه أحمد في المسند عن عبد الرحمن بن عثمان قال: ذكر طبيب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم دواء وذكر الضفدع يجعل فيه، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الضفدع.
وقد بين بعض العلماء حكمة النهي عن قتل هذه الحيوانات وعن أكلها، فمن ذلك ما نقله صاحب كتاب عون المعبود عن الخطابي أنه قال: إنما جاء في قتل النمل عن نوع منه خاص وهو الكبار ذوات الأرجل الطوال لأنها قليلة الأذى والضرر، وأما النحلة فلما فيها من المنفعة وهو العسل والشمع، وأما الهدهد والصرد فلتحريم لحمها، لأن الحيوان إذا نهي عن قتله ولم يكن ذلك لاحترامه، أو لضرر فيه كان لتحريم لحمه، ألا ترى أنه نهي عن قتل الحيوان بغير مأكلة، ويقال إن الهدهد منتن الريح فصار في معنى الجلالة..... والمقصود بالجلالة البهيمة التي تتغذى على النجاسة فينتن لحمها بسبب ذلك.
وقد ورد في حكمة النهي عن قتل الضفدع ما رواه البيهقي بإسناد صحيح موقوفاً عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: لا تقتلوا الضفادع فإن نقيقها تسبيح. وقد رواه الطبراني في الأوسط والصغير مرفوعاً؛ إلا أنه متكلم في إسناده.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ذو الحجة 1423(17/325)
لا يجوز الأكل من الحيوان غير المذكى
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
لدي سؤال يخص أختاً دخلت الإسلام منذ سنة وهي لا تزال في كفالة والديها، الأخت تسأل هل عليها إثم إذا أكلت الأكل الغير إسلامي مثل اللحم الغير مذبوح خصوصاً وأنه لا يوجد مجزرة إسلامية في جهتها، لكن في المناطق المحيطة بها يوجد لكنها لا تستطيع الشراء لأن والديها يشترون أسبوعيا كل المستلزمات ومن بينها اللحم وغيره. الرجاء الدعاء لها في صلاتكم لعل الله يهديها وتدخل عائلتها للإسلام خصوصا وأنها اختارت الإسلام عن اقتناع رغم صغر سنها 16 سنة؟ وجزاكم الله خيراً....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يوفق هذه الأخت لما يحبه ويرضاه، وأن يثبتها على دينه، وأن يقر عينها بهداية أهلها.
ولا يجوز للمسلم أن يأكل لحماً غير مذبوح ذبحاً شرعياً، لقول الله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ [المائدة:3] .
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري من حديث رافع بن خديج: ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه.
وإذا كان مذبوحاً فلا بد أن يكون الذابح مسلماً، أو كتابياً "يهودياً أو نصرانيا" لقول الله تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [المائدة:5] .
وما دامت الأخت قد أظهرت إسلامها فيجب أن تظهر لأهلها أن أكلها من هذا اللحم غير المذبوح محرم في دينها، وأنها لا يجوز لها تناوله، وأن الإسلام حرمه لأضراره ومفاسده.
فإن كانت تستطيع أن تقنع أهلها بأن يشتروا لحماً مذبوحاً فذلك خير وأفضل؛ وإلا فلتعتزل أكل اللحم حتى يمنَّ الله على أهلها بالهداية إلى الإسلام، أو يجعل الله لها مخرجاً: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ذو الحجة 1423(17/326)
موقف الشرع من أكل الميتة عند الضرورة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أكل الميتة في حال الضرورة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز أكل الميتة عند الضرورة بنص قول الله تبارك وتعالى: إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة:173] .
قال ابن قدامة في المغني: ومن اضطر إلى الميتة فلا يأكل منها إلا ما يأمن معه الموت. أجمع العلماء على تحريم الميتة حال الاختيار وعلى إباحة الأكل منها في الاضطرار، وكذلك سائر المحرمات.
وقال النووي: فرع في مذاهب العلماء في مسائل في أحكام المضطر.
إحداها: أجمعوا أنه يجوز له الأكل من الميتة والدم ولحم الخنزير ونحوها للآية الكريمة، واختلف العلماء هل يجب عليه الأكل أم لا يجب.
وقال المرداوي في الإنصاف: ويجب عليه أكل ذلك على الصحيح من المذهب، نص عليه وذكره الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله وفاقاً، واختاره ابن حامد، وجزم به في المحرر وغيره، وقدمه في الفروع والرعايتين والحاويين والقواعد الأصولية، وغيرهم. قال الزركشي: هذا المشهور من الوجهين، وقيل: يستحب الأكل ويحتمله كلام المصنف هنا.
قال في الرعاية هو نص خليل من المالكية قال: (باب) المباح طعام طاهر ... وللضرورة ما يسد غير آدمي وخمر إلا لغصة.
إلا أن عليشاً في شرحه لهذا الكلام قال: والمباح أي المأذون فيه فلا ينافي أنه واجب للضرورة أي خوف هلاك النفس علماً أو ظناً (ما) أي كل شيء يسد أي يحفظ الحياة ... وظاهر كلامه يفيد الوجوب.
ولذا قال شيخ الإسلام ابن يتمية: والمضطر يجب عليه أكل الميتة في ظاهر مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم.. . والوجوب هومعتمد مذهب الأئمة الشافعية رحمهم الله.
والخلاصة: أن وجوب الأكل من الميتة للمضطر الذي لا يجد غيرها هو المعتمد عند الأئمة، كما قال شيخ الإسلام آنفاً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ذو القعدة 1423(17/327)
حكم الأكل في البوفيه والبوفيه المفتوح
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
ما هو الحكم في دخول بوفيه الأكل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل في دخول ما يسمى (ببوفيه الأكل) هو الإباحة، ولا يحرم إلا إذا ترتب عليه مقارفة محرم كأن يكون الطعام الذي يقدم في هذا البوفيه محرماً كلحم خنزير، أو يكون الدخول إليه سيؤدي إلى الخلوة بالأجنبية أو النظر إليها أو الفتنة بها، أو يشتمل عقد الشراء من البوفيه على جهالة كما يوجد في ما يسمى بالبوفيه المفتوح أو المطعم المفتوح، وذلك بأن يدفع الشخص مبلغاً معيناً ثم يدخل فيأكل ما يشاء مما يشاء وهذه جهالة واضحة، إذ الناس يختلفون في الأكل: فمنهم من هو كثير الأكل فقد يأكل أضعاف قيمة ما دفع، ومنهم من هو قليل الأكل فيأكل نصف قيمة ما دفع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو القعدة 1423(17/328)
التنباك له ضرر إن على المدى القريب أو البعيد
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم وضع التنباك في الفم وهو عبارة عن (تبغ - رماد) وهل هو مثل الدخان له أضرار مع العلم أنه لي ثلاث سنوات وأنا أضعه ولم أجد له أضرارا وذلك لاستخدامي له بكمية قليلة ومخففة؟؟ وجزاكم الله خيراً..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم حكم تعاطي ما ذكره السائل وذلك في الفتوى رقم:
20252 - والفتوى رقم: 25012.
وما ذكرناه يشمل الكمية القليلة والكثيرة وكونك لم تجد له أضراراً الآن لا يغير من الحكم شيئاً، لأن ضرره في الغالب يكون على المدى البعيد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 شوال 1423(17/329)
أكل لحم الخنزير بين الحكم والحكمة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
يسأل الإخوة الموجودون في بلاد الغرب عن الأسباب المقنعة لتحريم أكل الخنزير فعند مناقشة الغربيين بأن له مثلا أضراراً صحية يحتجون بأنهم وآباءهم يأكلونه من عشرات السنين ولم يتضرروا وأن بعض العرب يأكلونه وما تزال بهم الغيرة التي يقال إن أكل هذا اللحم يؤدي لفقدانها فكيف نقنع هؤلاء علما بأن أحدهم أشهر إسلامه حديثا بسب دعوة إحدى الأخوات وهو يريد الاقتناع أجيبونا مأجورين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأن الأصل في أحكام الله تعالى أن تُتَلقى بالقبول والتسليم سواء عرفت الحكمة من وراء تشريعها أم لم تعرف، وذلك لأن هذا القبول والتسليم فرع عن الإيمان بالله رباً مشرعاً حكيماً قد أحاط بكل شيء علماً، أما عقل الإنسان الضعيف فقد يدرك الحكمة وسر التشريع وقد لا يدركها، فلا يصح أن يتوقف الإيمان بالله على إدراك الحكم في مفردات التشريع، ومن هنا: فإن مرتكز الحوار مع أهل الكفر ينبغي أن يكون حول مسألة العقيدة، إذ أنها الأساس الذي تنبني عليها قضايا هذا الدين، ثم بعد ذلك لا بأس أن تلتمس الحكمة ليزداد القلب إيماناً ويقيناً.
وقد سبق بيان بعض العلل في تحريم لحم الخنزير، وذلك في الفتوى رقم: 9791 فلتراجع.
وأما القول بعدم التضرر بأكله فإنها دعوى لا تثبت أمام الحقائق التي أثبتها علماء الطب -غير المسلمين فضلاً عن المسلمين- من كون لحم الخنزير مشتملاً على تلك الجرثومة، ولا يلزم من عدم الإصابة بالمرض عدم وجود هذه الجرثومة، إذ أن من الثابت علمياً أن الجرثومة قد تكون موجودة في الجسد ولا يصاب بالمرض لوجود مانع مقاوم.
وأما القول بعدم انتفاء الغيرة بين العرب مع أكلهم لحم الخنزير فهذه دعوى يكذبها الواقع، لأن من عرف عنهم ذلك من العرب هم غير المسلمين، وحال كثير من هؤلاء من انتشار التبرج والسفور بينهم وعدم الغيرة على الأعراض يكفي مقنعاً لصاحب العقل السليم.
هذا؛ ومع كل ما تقدم يكفي قول ربنا سبحانه: فَإِنَّهُ رِجْسٌ [الأنعام:145] ، وهو أصدق قائل وأحكم حاكم، لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 شوال 1423(17/330)
حكم أكل الحيوان الذي مات بالصدم
[السُّؤَالُ]
ـ[رجل صدم أرنباً وبحث عن أدة حادة ليذبحه ولم يجد وبعد لحظات مات الأرنب الرجل كان مع مجموعة من المطاردين في غزة قرب مستوطنة وأفتاهم أحد الأعضاء بجواز أكله بناء على قراءة رأي في كتاب
الفقه على المذاهب الأربعة]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أنه لا يجوز أكل الحيوان الحلال إلا بعد التذكية الشرعية المعروفة، والأرنب إن مات بالصدم، ولم يتدارك بالذكاة فميتة لا يجوز أكله؛ إلا في حال الاضطرار، فيجوز أكله للمضطر لقوله تعالى (فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم) [المائدة: 3] فعلق سبحانه وتعالى الإباحة بوجود الضرورة، وهذا محل اتفاق بين العلماء.
وقد عرف العلماء الضرورة بقولهم: هي خوف الضرر بترك الأكل إما على نفسه أو على عضو من أعضائه، فمتى أكل بمقدار ما يزول عنه الخوف من الضرر في الحال فقد زالت الضرورة، ولا اعتبار في ذلك بسد الجوعة لأن الجوع في الابتداء لا يبيح أكل الميتة إذا لم يخف ضررا بتركه. انظر أحكام القرآن للجصاص 1/184
ولا يجوز الأكل من الميتة في هذه الحالة إلا بمقدار ما يسد الرمق، وفي الشبع خلاف، وما فوق ذلك يحرم، قال الإمام الجصاص في الموضع السابق عند تفسير قوله تعالى: (فمن اضطر غير باغ ولا عاد) غير باغ في الأكل مقدار الشبع، فيكون البغي والتعدي واقعين في أكله منها مقدار الشبع حتى يكون لاختصاصه الميتة بهذا الوصف، وعقده الإباحة بهذه الشريطة فائدة، وهي أن لا يتناول منها إلا مقدار زوال خوف الضرورة. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شوال 1423(17/331)
أكل ميتة الآدمي عند الضرورة - رؤية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمضطر أن يأكل من لحم الميت في سبيل المحافظة على حياته؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز للمسلم المضطر الذي خشي على نفسه التلف ولم يجد سوى ميتة آدمي أن يأكل منها. قال الإمام النووي في المجموع 9/47: إذا لم يجد المضطر إلا آدمياً ميتاً معصوماً ففيه طريقان: أصحهما وأشهرهما يجوز، وبه قطع المصنف والجمهور، ثم قال: قال الماوردي: فإن جوزنا الأكل من الآدمي الميت فلا يجوز أن تأكل منه إلا ما يسد الرمق بلا خلاف حفظاً للحرمتين. قال: وليس له طبخه وشيه، بل يأكله نيئاً لأن الضرورة تندفع بذلك، وفي طبخه هتك لحرمته، فلا يجوز الإقدام عليه بخلاف سائر الميتات، فإن للمضطر أكلها نيئة ومطبوخة. انتهى
وعند الحنابلة وجهان كالشافعية، قال المرداوي في الإنصاف: والوجه الثاني: يجوز أكله، وهو المذهب على ما أصطلحناه، صححه في التصحيح، واختاره أبو الخطاب في الهداية والمصنف والشارح، قال في الكافي: هذا أولى وجزم به في الوجيز.
وذهب المالكية إلى عدم جواز أكله جاء في الشرح الكبير 1/430: والنص المعول عليه عدم جواز أكله أي أكل الآدمي ولو كافراً، لمضطر ولو مسلماً لم يجد غيره، إذ لا تنتهك حرمة آدمي لآخر، وصحح أكله أيضاً أي صحح ابن عبد السلام القول بجواز أكله للمضطر. انتهى
والراجح هو مذهب جمهور العلماء القائلين بجواز أكل ميتة الآدمي عند الضرورة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شوال 1423(17/332)
طبخ السمك وهو حي ... رؤية فقهية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز شوي أو قلي أي من المخلوقات البحرية مباشرة وهي حية مثل الأسماك أو ما يوجد في الأصداف البحرية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب جمهور العلماء إلى كراهة شي السمك في الزيت وهو حي، لما في ذلك من تعذيبه.
قال ابن قدامة رحمه الله: سئل أحمد عن السمك يلقى في النار؟ فقال: ما يعجبني، الجراد أسهل فإن هذا له دم، ولم يكره أكل السمك إذا ألقي في النار، إنما كره تعذيبه بالنار. وأما الجراد فسهل في إلقائه، لأنه لا دم له، ولأن السمك لا حاجة إلى إلقائه في النار، لإمكان تركه حتى يموت بسرعة، والجراد لا يموت في الحال، بل يبقى مدة طويلة. انتهى
وروي عن مالك رحمه الله، إباحة ذلك دون كراهة، قال في مواهب الجليل: وسئل مالك عن الحوت يوجد حيا أيقطع قبل أن يموت؟ قال: لا بأس به، لأنه لا ذكاة فيه، وأنه لو وجد ميتا أكل، فلا بأس به أن يقطع قبل أن يموت، وأن يلقى في النار وهو حي فلا بأس بذلك.
وقال ابن رشد: قد كرهه في رسم الجنائز والصيد من سماع أشهب في موضعين كراهية غير شديدة، وظاهر هذه الرواية الإباحة، والوجه في ذلك أن الحوت لما كان لا يحتاج إلى تذكية, كان للرجل أن يقتله بأي نوع شاء من أنواع القتل في الماء، وأن يقطعه فيه إن شاء، كان له أن يفعل ذلك بعد خروجه من الماء.
والوجه في كراهة ذلك أن الحوت مذكى، فالحياة التي تبقى فيه بعد صيده تشابه الحياة التي تبقى في الذبيحة بعد ذبحها، فيكره في كل واحد منهما ما يكره في الآخر. انتهى
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شوال 1423(17/333)
الأصل في المطعومات الحل
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله
نتحرج كثيرا من أكل المصنوعات كالحلويات والأجبان فما القاعدة المتبعة في هذا من الناس من يحرم كل المصنوعات بحجة أن فيها أمورا محرمة ومشبوهة كالجيلاطين - واللستين - ومواد دسمة بدون تعيين أنباتية أم حيوانية]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل في المطعومات حلها وجواز أكلها ما لم يعلم الشخص أن فيه طعاماً بعينه محرماً، فيحرم عليه أكله، وما شك فيه فالورع تركه والابتعاد عنه.
وعليه؛ فالحلويات والأجبان التي تباع في الأسواق.. الأصل فيها الحل ما لم يعلم الشخص وجود مواد محرمة بها كشحم خنزير أو حيوان غير مذكى، فيحرم عليه شراؤها وأكلها، وراجع الجواب رقم:
2437 فهو مفيد جداً في هذا الباب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 شوال 1423(17/334)
حكم استعمال المواد المطعومة لتنظيف البشرة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم الدين في استعمال بعض المغاطس في الحمام بصب قليل من الحليب والعسل وبعض المواد العطرية من أجل تنظيف البشرة؟
والسلام عليكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن وضع الطعام في هذه الأماكن المستقذرة أمر لا يجوز للمسلم أن يفعله، وذلك أن الطعام نعمة من نعم الله تعالى يجب احترامها وعدم امتهانها، وفعل ذلك من أفعال المترفين الذين ذمهم الله تعالى.
والإسلام أباح الزينة، بل أمر بها، وأنكر على من حرمها، فقال تعالى: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف:31] .
وقال تعالى: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ [الأعراف:32] .
ولكن يجب أن تكون الزينة في حدود الاعتدال والتوسط كما أشارت الآية الكريمة، وكما هو طبيعة هذا الدين، قال تعالى: وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ [الإسراء:26، 27] .
واستعمال المواد المذكورة على الوجه المذكور في السؤال فيه من السرف والتبذير - علاوة على ما فيه من الامتهان - ما لا يخفى، وإذا كانت مصلحة الزينة لها اعتبارها في الشرع - كما ذكرنا - فإنها تبقى مصلحة عارضة وكمالية، ويمكن تعويض تلك المواد والاستغناء عنها بمواد أخرى، إلا إذا كان القصد من ذلك هو العلاج من بعض الأمراض، وتعينت هذه الوسيلة علاجاً لذلك المرض، فالضرورة تبيح المحظور، وعلى المسلم أن يذكر أن هناك من يموتون جوعاً لا يجدون من الخبز ما يسد رمقهم، ويمكن للمرء أن يوصل إليهم ما عنده من خير عبر الجمعيات الخيرية المنتشرة، فلا ينبغي لمسلم أن يفكر في هذا النوع من الترف وهو يعلم حالهم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رمضان 1423(17/335)
حكم أكل الضفادع والتماسيح وأسماك القرش
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
هل يجوز أكل التالي ذكره: الضفادع - التماسيح - أسماك القرش - أسماك أخرى تأكل اللحم؟
جزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الضفادع لا يجوز أكلها؛ لأننا قد نهينا عن قتلها، روى البيهقي عن سهل بن سعد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم: نهى عن قتل خمسة: النملة والنحلة والضفدع والصرد والهدد.
وكذلك التمساح يحرم أكله؛ لأنه حيوان مفترس يعدو بنابه، ولأنه برمائي، بمعنى أنه ليس حيواناً مائيّاً صرفاً، بل يمكنه العيش مدة طويلة في البر، ومن هنا فإنه يختلف عن الحيوانات البحرية، ويمكن أن تراجع الفتوى رقم: 9136
أما سمك القرش وغيره من الأسماك المفترسة، فقد اختلف أهل العلم في الحكم عليها على قولين: الأول أنه يحرم لكونه حيواناً مفترساً. والقول الثاني وهو الراجح: أنه يجوز أكله.
ويمكن أن تراجع أدلة القولين في الفتوى رقم:
5215
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رمضان 1423(17/336)